You are on page 1of 15

‫مقدمة ‪:‬‬

‫‪ -‬الحمد هلل وصالة والسالم على رسول هللا ‪:‬‬


‫إن التفكير في احتالل الجزائر قديم عند الساسة الفرنسيين‪ ،‬وقد ظهر ذلك في شكل مشاريع عدوانية‬
‫صريحة على األرض‪ ،‬والتي تعود إلى عهد الملك لويس التاسع ( ‪ )1226-1270‬الذي وضع مشروعا‬
‫الحتالل أهم المراكز األساسية في المغرب ( تونس‪ ،‬طرابلس‪ ،‬الجزائر)‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت لم توقف‬
‫فرنسا خططها الحتالل الجزائر وقد زاد اهتمام فرنسا بالجزائر عندما حصلت على امتيازات تجارية‬
‫على السواحل الجزائرية في القرن السادس عشر ‪ ،‬لذا فإن بحثنا البسيط تناول موضوع الحملة الفرنسية‬
‫على الجزائر ‪ 1830‬من عدة جوانب تم تقسيمها إلى ثالث مباحث كالتالي ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬التخطيطات التي قامت بها فرنسها قبل الحملة على الجزائر‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب الحملة الفرنسية على المدينة‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬مراحل الحملة على المدينة‪.‬‬
‫ولكل مبحث مطلبين ‪ ،‬وخاتمة حاولنا فيها استخالص ما جاء في بحثنا ‪.‬‬
‫عنوان البحث ‪ :‬الحملة الفرنسية على الجزائر ‪. 1830‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬التخطيطات التي قامت بها فرنسها قبل الحملة على الجزائر‬
‫المطلب األول ‪ :‬المخططات السرية الفرنسية لغزو الجزائر عام ‪ ، 1664‬عام ‪،1802‬عام‬
‫‪،1808‬عام‪. 1809‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬قبيل عام ‪. 1830‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب الحملة الفرنسية على المدينة‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬األسباب التي استعملتها فرنسا‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬األسباب الحقيقة لالحتالل‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫المبحث األول ‪ :‬التخطيطات التي قامت بها فرنسها قبل الحملة على الجزائر‬
‫المطلب األول ‪ :‬المخططات السرية الفرنسية لغزو الجزائر عام ‪ ، 1664‬عام ‪،1802‬عام‬
‫‪،1808‬عام‪. 1809‬‬
‫واحد من جواسيس الفرنسيين في الجزائر انجز تقريرا جاء فيه " سنة ‪ 1621‬كان تعداد سكان مدينة‬
‫الجزائر حوالي مأتي ألف نسمة‪ ،‬تم وضع قائمة دقيقة بكل العائالت التي تقطن مدينة الجزائر والتي‬
‫عددها على النحو التالي" العائالت التركية ثالثين ألف وعائالت السكان األصليين سبعة وتسعون ألف‬
‫وعدد عائالت اليهود عشرة آالف‪ .‬باإلضافة إلى ما بين ثمانية عشر أو عشرون ألف عبد فهدا التعداد‬
‫كان قد أنجز بسبب الوباء‪ ،‬التخاذ اإلجراءات المطلوبة ومن هدا الوباء مات ما بين خمسين إلى ستين‬
‫ألف شخص‪.1‬‬
‫ففي هدا العدد المذكور أعاله‪ ،‬يمكن أن يوجد عشرون ألف شخص قادرين على حمل السالح بمن فيهم‬
‫عشرة أالف من االنكشارية من دوي الرواتب ‪،‬كما يدخل في هدا العدد أيضا خمسة أالف زواوي وهم‬
‫عساكر من السكان األصليين من أصحاب الرواتب هم أيضا‪ ،‬وفيه أيضا الكلوغية وهي تسمية تطلق‬
‫على أبناء االنكشارية والدين عددهم خمسة أالف‪ ،‬ويتقاضون مرتباتهم كذلك بحكم مولدهم ‪ ،‬ومنهم من‬
‫يعتبر أن عدد اإلنكشارية هو خمسة عشرة ألف غير الخمسة أالف من الكلوغية ‪.‬ولكن في الحقيقة إن‬
‫عدد اإلنكشارية القادرين على حمل السالح هم نحو عشرة أالف ‪،‬وهم ليسو كلهم قادرين على الخدمة‬
‫وعلى القتال لوجود عدد كبير من الشيوخ بينهم‪.‬‬
‫وفي بعض أوقات السنة يخرج من هده المدينة ‪،‬ما بين تسعة إلى عشرة آالف عسكري انكشاري‪،‬‬
‫وغيرهم موزعين على مختلف العمارات وأساسا على السفن التي يسلحونها‪ ،‬والتي يصل عددها حتى‬
‫المائة سفينة ويبحر فيها دائما وفي جميع الظروف حوالي ستة آالف جندي‪ ،‬كما يقومون بجرد ثالثة‬
‫معسكرات (حمالت) وهكذا يسمونها والتي يرسلونها إلى بالدهم‪.2‬‬

‫الستخالص الضرائب ‪،‬التي يدفعها السكان العرب إلى السيد العظيم وهي تتجه إلى النواحي التالية‬
‫"فإلى ناحية قسنطينة يرسلون ما بين ثماني رجل‪,‬و إلى ناحية تلمسان نفس العدد أو أكثر والى ناحية‬
‫أراضي يسر وابن عباس يرسلون عادة ألف وخمس مائة رجل ‪ .‬يخرج من المدينة في هده المعسكرات‬
‫(حمالت) كل سنة حوالي ثالثة أالف وثالثمائة رجل‪ ،‬التي تضاف إلى ستة أالف جندي الموجودين‬
‫على السفن‪ ،‬فيصبح العدد تسعة آالف وثالث مائة من عشرين ألف‪ ،‬فيبقى حوالي عشرة آالف عسكري‬
‫لحراسة المدينة ‪ ،‬وزيادة على دلك ففي الماضي كانوا ال يسلحون سوى ثالثة أجفان وبريحنتان واحد ‪،‬‬
‫أما اليوم فإنهم يسلحون منها حتى سبعة أجفان‪ ،‬والتي يبحر على كل واحد منها حوالي ثالث مائة رجل‬
‫من االنكشاريين الترك والمرتدين‪ ،‬ومجموعهم ألفين ومائة من أحسن الجنود ‪ ،‬و هو العدد الذي يجب‬
‫طرحه من عشرين ألف ولن يبقى لحراسة المدينة سوى ثمانية آالف‪. "3‬‬
‫وفي سنة ‪ 1664‬أنجز جاسوس فرنسي آخر تقريرا جاء فيه " استجابة لرغبة سيدي كولبير وتنفيذا‬
‫لألمر الذي أصدره لي من طرف جاللته ‪ ،‬لتحرير مذكرة حول األشياء التي الحظتها ولمدة خمسة‬
‫وعشرون سنة من إقامتي بين األتراك(المسلمين ) ‪ ،‬سواء فيما يتعلق األمر بالدولة أو بمدينة الجزائر أو‬
‫التي تتعلق بالمدن األخرى التابعة لها ‪ ،‬أوال إن مدينة الجزائر التي هي أهم وأشهر مدينة بين المدن‬

‫‪ - 1‬تلمساني بن يوسف ‪ ،‬موقف التجانية من السلطة المركزية في الجزائر ‪ ،1900 – 1800‬الجزائر‪78 ، 1998 ،‬‬
‫‪ - 2‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪79 ،‬‬
‫‪ - 3‬التميمي ‪ ،‬عبد الجليل‪ :‬بحوث ووثائق في التاريخ المغربي ‪ ،‬الجزائر تونس – ليبيا ‪(1816- 1871 ) ،‬ح‪ .‬م ‪ .1985 .‬ص ‪.145‬‬
‫الواقعة على الساحل اإلفريقي تقع على ربوة وامتدادها حتى على شاطئ البحر ‪،‬وتتكون من حوالي‬
‫أربع أالف موقد وما بين ‪25‬و‪ 30‬ألف ساكن على أكثر تقدير في الوقت الحاضر‪ ،‬لقد أودى وباء‬
‫الطاعون بحياة ما يزيد عن مأتي ألف شخص في السنة الماضية وبعدد اكبر في المناطق المحيطة‬
‫بالمدينة إلى درجة إن أصبحت البالد شبه مقفرة‪.1‬‬
‫في عدد الثالثين ألف ساكن ‪،‬يندرج الستة أالف تركي جنود الراتب ‪،‬الدين يعتبرون القوة الرئيسية لهده‬
‫المدينة ولكل المملكة‪ ،‬كما يوجد حوالي مائتي يهودي الدين أصبحوا محمديين (أي اعتنقوا اإلسالم)‬
‫ويعملون مدفعيين ‪ ،‬وأكثر من مائتي من المور (سكان البالد األصليين ) و الدين يدعون بالزواوة‬
‫ويتقاضون الراتب من األتراك الستخدامهم عند الحاجة سواء في المدينة أو في الريف‪ ،‬ومائتي من‬
‫ا لمور اآلخرين الدين يدعون بالرجابيس وهم يشتغلون في صنع فوهات المدافع ‪.‬والباقي يتكون من‬
‫التجار والحرفيين من بينهم حوالي الثلث ممن هم قادرين على حمل السالح لكن مع خبرة جد ضئيلة‪،‬‬
‫دلك أنهم ليسو مروضين وال مدربين على فنون الحرب شانهم في دلك شان األتراك‪. .2‬‬
‫إلى الناحية الغربية من الجزائر ‪،‬يرسل كذلك إلى مستغانم مائتي تركي‪ ,‬فيرسل مائة إلى مملكة‬
‫تريمسان(تلمسان)‪ ،‬إلى جانب ثالث مائة جندي أخر من ذوي األصل التركي ومن مواليد البالد‬
‫(الكلوغى) والدين ال يستبدلون أبدا ‪.‬‬
‫ومن عدد ستة ألف هدا ‪ ،‬يوجد ألف ومائتي جندي من الفرسان ومهمتهم هي استخالص الضرائب من‬
‫السكان وعلى دلك ‪،‬فال يبقى في المدينة سوى ألفين وخمس مائة جندي طوال مدة الصيف‪ .‬ويتضاعف‬
‫عددهم عندما تعود المحالت وبهم يتم تجهيز السفن للغزو‪.3‬‬
‫التي تستطيع الدفاع عن نفسها أو القيام بأي حماية بدون دعم ومساعدة مدينة الجزائر هده‪ ،‬والتي هي‬
‫بدورها ليست مؤهلة لشن مقاومة شديدة حسب المالحظات المدونة أعاله‪.4‬‬
‫كل البالد الخاضعة للجزائر تتوفر على كميات هائلة من القمح والعنب والرز والجلود والحرير الناعم‬
‫وعلى كميات هائلة من الزيت والمواشي من ذات الصوف وذات الشعر ‪،‬كما انه ال يمكن تنظيم‬
‫مبادالت والسود الدين يقطنون في ليبيا حيث إن أهل الجزائر لهم مركزين تجاريين ‪،‬وهما تقرت وتور‬
‫قوال(ورقلة ) وعن طريقها تصل كميات كبيرة من التبر والتمر وريش النعام وصوف الغنم والخيول‬
‫‪،‬التي يستبدلونها بالقمح والشعير‪ ،‬ويدفعون (األفارقة) الضرائب لمدينة الجزائر للحصول على رخصة‬
‫االتجار والتعامل مع السكان التابعين لهده المدينة"‪...‬‬
‫كاتب التقرير اكد أن مشروع غزو الجزائر من السهل تحقيقه ‪،‬مبينا إلى جانب الفوائد الكثيرة التي‬
‫يمثلها فانه سيضع تحت يد فرنسا مراسي مأمونة في البحر األبيض المتوسط‪ ...‬كما سيوفر الحصول‬

‫‪- 1‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪146‬‬


‫‪ - 2‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ - 3‬التميمي ‪ ،‬عبد الجليل ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 150‬‬

‫‪ - 4‬الجياللي ‪،‬عبد الرحمن ‪ :‬تاريخ الجزائر العام ج ‪ ، 4‬ط ‪ 4‬بيروت ‪ 1984‬م ‪.25‬‬
‫على الخشب الذي هو من أجود أنواع الخشب في العالم‪ ،‬لبناء السفن كما سيوفر لملك فرنسا الحتالل‬
‫ممالك عديدة كبيرة وجميلة‪.1‬‬
‫بتاريخ ‪ 18‬اوت ‪ 1802‬كتب الفرنسي تيدينا وهو محافظ للعالقات التجارية في سافون تقريرا حول‬
‫الجزائر جاء فيه " لقد اتخذت هده االيالة مند بضعة أشهر موقفا من شانه إزعاج التجارة بوجه عام‪،‬‬
‫وفتح أعين الدول البحرية كال وروبية أخيرا ‪.‬‬
‫إن كراهية سكان البالد البربرية ‪ ،‬لألوروبيين بوجه عام ‪ ,‬وكرصنتهم وقسوتهم وانعدام اإلنسانية لديهم‬
‫هي على أشدها ‪ .‬لقد حان الوقت ألوروبا وهي سيدة العالم أن ال تبقي أسيرة على أبوابها ‪ ،‬وهدا العمل‬
‫ا لعادل الذي تطالب به اإلنسانية بصوت عال هو عمل مدخر للبطل الذي منح السلم لألمم وحدد والى‬
‫األبد المكانة المرموقة لفرنسا‪ .‬أن قسوة سكان البالد البربرية هي قوة زائفة وظرفية‪ ،‬وسأثبت دلك لكم‬
‫بالكالم عن الجزائر التي هي أقواها‪.2‬‬
‫إن إقامتي لمدة خمس سنوات (في حالة اسر) في هاته البالد و رحالتي المتعددة على السواحل ‪،‬وفي‬
‫داخل البالد ودراستي للغة العربية قد مكنني من معرفة النواحي والنظام الحكومي وقوة البالد وعادات‬
‫سكانها‪.‬‬
‫إن القائم على شؤون البالد أو الداي ينتخب رئيسا من طرف الديوان المكون من ‪ 80‬عضوا وهدا‬
‫الديوان هو مجلسه ولكن ليست سلطته إال عند االنتخابات ‪ ...‬وأقاليمه مقسمة إلى أربعة مقاطعات‬
‫يحكمها البايات‪ ،‬وهم يعينون في مناصبهم لمد الحياة ولكن حياتهم هي رهن في يد القائم على أمور‬
‫البالد ‪ ,‬كل مقاطعة مقسمة إلى نواحي وكل ناحية على رأسها حاكم وكل مجموعة من السكان (قبيلة)‬
‫يحكمها قائد‪.‬‬
‫والبالد رغم دلك تنتج كثيرا من القمح والصوف و الجلود والعسل والشمع والكر موس ‪ ،‬كما تتوفر‬
‫على مراعي هائلة وتنتج المواشي ذات القرن وذات الصوف وكذلك الدواب من كل نوع ‪ ...‬خاصة‬
‫الجياد الرائعة‪.3‬‬
‫ال نستطيع أن ننكر أن الجزائر تشكل قلعة حصينة ‪،‬بسكانها الدين يتجاوز عددهم مائة ألف نسمة أوال ‪،‬‬
‫ثم بحصونها بعد دلك وبطارياتها المزروعة بالمدافع ‪ ،‬وعلى دلك فال يجوز تصور إمكانية مهاجمتها‬
‫من جهة البحر‪.‬‬
‫ففي عام ‪ 1775‬نزل األسبان بقوات مكونة من عشرين ألف من المشاة وألفين من الفرسان ‪ ،‬وكانت‬
‫خطة الهجوم قد أعدت إعداد جيدا ولكن التنفيذ كان سيئا بسبب الخالف الذي دب بين اورللى قائد‬
‫القوات البرية وكاستيقان أميرال األسطول ‪ .‬وفي عام ‪ 1784_1783‬هاجم األسبان من جديد من جهة‬
‫البحر ولكن بعد أن استهلكوا كمية كبيرة من الذخيرة انسحبوا بدون ان يتمكنوا من أخدها أو تخريبها‬
‫‪ - 1‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪26‬‬
‫‪ - 2‬الجياللي ‪،‬عبد الرحمن ‪ ،‬ص‪. 35‬‬
‫‪ - 3‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 37‬‬
‫ولكي تكلل حملة ضد الجزائر بالنجاح ‪،‬يجب حشد ما بين ثالثين إلى خمسة وثالثين ألف رجل من‬
‫خيرات القوات من مدفعه‪ ،‬في نسب مالئمة فشواطئ تنس بمعنى ساحل غرب الجزائر يبدو لي أفضل‬
‫موقع لمكان اإلنزال ‪ ...‬فالجزائريون لم يستعملوا أبدا مدفعية الميدان ‪ ،‬وادا كانت االعتبارات السياسية‬
‫ال تسمح بالقضاء على هده الحكومة‪ ،‬فانه يستلزم إجبار حاكم البالد على تسليم كل الذهب الذي تحت‬
‫حوزته وتجريده من كل سفنه الحربية وإلزامه بعدم تملكها أبدا للقيام بالقرصنة وإجباره كذلك على‬
‫تحويل أقاليمه إلى دولة متمدنة ومشتغلة بالتجارة‪. 1‬‬
‫وان اقل مكسب نحصل عليه (بالهجوم على الجزائر ) واكرر دلك ‪،‬هو االستيالء على الماليير التي‬
‫جمعها الحكام والتي يحتفظون بها ‪،‬فال يمكن لهم تهريبها عن طريق البحر الن الميناء سيكون محاصرا‬
‫كما انه ال يستطيع حملها معه ( الداي) عن طريق البر دلك انه ‪ ،‬فإلى جانب كون الجيش الفرنسي‬
‫سيقطع عليه كل اتصال مع الداخل فانه سوف لن يغامر باإللقاء بنفسه في هدا الطريق بسبب انعدام‬
‫األمن ‪ ،‬وعلى دلك فان أية هزيمة تلحق بالجيش التركي تكفي لتجعل سكان البالد يجردون السالح ضده‬
‫(الداي) و يصبح بدون حماية وال قوات في وسطهم‪.‬‬
‫الجاسوس بوتان أنجز هو األخر تقريرا عن الجزائر جاء في بعض مقتطفاته " من استطالع المدن‬
‫والحصون وبطاريات مدينة الجزائر و نواحيها الذي أنجز بمقتضى أوامر وتعليمات صاحب السعادة‬
‫سيدي ديكري وزير البحرية والمستعمرات والمؤرخة في ‪ 1‬و‪ 2‬من شهر مارس ‪ ،1808‬العتماده‬
‫كمشروع إلعداد حملة وتوجيهها ضد هاته البالد واالستقرار نهائيا في هاته البالد‪.‬‬
‫كل العناصر التي يتم تناولها إلعداد المشروع المذكور ‪،‬هناك عنصرين أساسيين وهما مكان اإلنزال‬
‫والمقاومة التي يتحتم التغلب عليها بعد دلك ‪،‬أن العنصر األول يجد خالله في الدراسة المفصلة لطبيعة‬
‫األرض ‪ ،‬والثاني سيتضح بوصف الحصون وتقرير قوات الداي ‪ .‬سنشرع ادن في الكالم أوال عن‬
‫األرض ثم عن الحصون والبطاريات ثم نتناول بعد دلك مختلف المسائل‪ ،‬وبعد أن استعرض األماكن‬
‫القابلة لإلنزال في شرق مدينة الجزائر وتبيين معايبها أردف مؤكدا ‪ .‬لم يبق ادن سوى الرقعة الواقعة‬
‫بين رأس فاكسين وسيدي فرج وما تحتها ‪،‬فهنا بالفعل المكان الالئق لدلك ‪ ،‬فالشاطىء في هده الرقعة‬
‫رملي وفي كل هدا الجزء ال توجد ال بطارية وال حصن ما عدا البرج الوحيد عند سيدي فرج ‪،‬والدي ال‬
‫يستحق أن يوضع في االعتبار ‪ .‬فهو مربع الشكل ودو ارتفاع ما بين ‪ 15‬إلى ‪ 20‬مترا على أكثر تقدير‬
‫‪ ،‬وعرض جنباته ما بين ثالثة إلى خمسة أمتار وبه مدفع واحد صغير في حالة سيئة‪،‬فهو برج قديم لن‬
‫يستطيع الصمود أمام قصف مدفعي حتى ولو كان خفيفا‬
‫وترتيبات الهجوم العامة األخرى تتمثل في إرسال مفرزة من القوات أمام كمدينة وهران ‪،‬والعمل على‬
‫أن يكون باي قسنطينة في حالة حرب مع باي تونس‪ ،‬وقيام بحريتنا أثناء عملية اإلنزال عند سيدي برج‬

‫‪ - 1‬الجياللي ‪ ،‬عبد الرحمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪41‬‬


‫‪ ،‬في حالة توفر سفن كافية ‪ ،‬باستعراضات متحرشة أمام مرسي وميناء مدينة الجزائر ألجل تثبيت‬
‫‪1‬‬
‫الجزائريين عند بطارياتهم وهو شيء يعجبهم كثيرا ‪ ،‬فقوات الداي تتكون من المشاة األتراك ‪.‬‬
‫بمعنى أولئك الدين قدموا مباشرة من الشرق وكذلك من الكلوغية أبناء الجنود األتراك الدين رخص لهم‬
‫بالزواج في الجزائر‪ ،‬ومن عدد قليل من الزواوة ‪.‬‬
‫وجميعهم يمكن أن يصل عددهم إلى خمسة عشرة ألفا ‪ ،‬أي عشرة ألف تركي وخمسة أالف كلوغلي ‪...‬‬
‫ومن هدا العدد تتشكل حاميات مختلف المدن في البالد ‪،‬ولن يبقى في مدينة الجزائر أكثر من عشرة‬
‫أالف جندي ففي الحملة ضد تونس تم تعبئة ثمانية أالف جندي ولم يبقى سوى عدد قليل من القوات في‬
‫مدينة الجزائر وكل الناس الحظت دلك‪." 2‬‬
‫‪3‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬قبيل عام ‪. 1830‬‬
‫قبل بداية ‪ 1830‬كانت مدينة طولون مشغولة( حالة طواريء)‪ ،‬فقد نودي على الجيش الفرنسي من‬
‫مختلف أقاليم البالد‪ ،‬كما كانت البحرية على استعداد ‪ ،‬وقد وفرت فرنسا لذلك أسلحة ومناورات جديدة‪،‬‬
‫وكان العمالء والجواسيس الفرنسيون يعملون في مختلف االتجاهات‪ ،‬من مصر إلى المغرب األقصى‬
‫تم طولون‪ ،‬وكانت هناك اتصاالت سرية مع الحلفاء واألصدقاء‪ ،‬وبينما كان ملك فرنسا الكاثوليكي‬
‫المتحمس يتآم ضد حرية شعبه وضد ديمقراطية الدستور الفرنسي‪ ،‬كان داي الجزائر يواجه ثورة في‬
‫بالده كان وراءها المخبرين الفرنسيين وفي نفس الوقت ‪،‬اكتشفت مؤامرة قبل أربعة عشر يوما من‬
‫دخول الفرنسيين الى الجزائر ‪ ،‬هدفها اغتيال الداي مما أدى قتل كثير من المتآمرين‪ ،‬الدين تلقوا الدعم‬
‫من طرف فرنسا عبر جواسيسها في الجزائر ‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى كان الفرنسيون يحاولون إضعاف معنويات أهالي الجزائر بواسطة عمالئهم‪،‬‬
‫ومشورتهم السرية‪ ،‬فقبل أن يغادروا طولون متجهين إلى الجزائر‪ ،‬أعلنوا بيانا طبعوه بالعربي وأرسلوا‬
‫منه ‪ 400‬نسخة إلى قنصلهم في تونس لتوزيعها في الجزائر وفي هذا البيان ادعى الفرنسيون‪. 4‬‬
‫‪1‬ـ إنهم قادمون إلى الجزائر لمحاربة األتراك وليس األهالي‪.‬‬
‫‪2‬ـ إنهم سيحمون األهالي وال يحكمونهم‪.‬‬
‫‪3‬ـ أنهم سيحترمون دين األهالي‪ ،‬ونساءهم‪ ،‬وأمالكهم‪ ،‬الخ‪.‬‬
‫(ألن ملك فرنسا‪ ،‬حامي وطننا المحبوب‪ ،‬يحمي كل دين‪).‬‬
‫‪4‬ـ تذكير األهالي بأن مصر قد قبلت صداقة الفرنسيين (‪ 30‬سنة مضت على حملة نابليون على مصر)‬

‫‪ - 1‬الجياللي ‪ ،‬عبد الرحمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪43‬‬


‫‪ - 2‬التميمي ‪ ،‬عبد الجليل‪ :‬بحوث ووثائق في التاريخ المغربي ‪ ،‬الجزائر تونس – ليبيا ) ‪ (1816- 1871‬ح‪ .‬م ‪ ، .1985 .‬ص ‪.164‬‬

‫‪ - 3‬التميمي ‪ ،‬عبد الجليل‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.165‬‬

‫‪ - 4‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪166‬‬


‫وأن هؤالء سيعاملون الجزائريين بنفس المعاملة التي عاملوا بها المصريين‪.‬‬
‫‪5‬ـ طلبوا من األهالي أن يتعاونوا معهم ضد األتراك‪ ،‬أو على األقل أن يبتعدوا إلى الريف "أن‬
‫الفرنسيين ليسوا في حاجة إلى مساعدة لهزيمة وطرد األتراك ‪".‬‬
‫قائد الحملة دي بورمون تلقى تعليمات من رؤساءه على أن من بين الوسائل التي يمكن استخدامها‬
‫للتأثير على السكان ‪،‬هو طبع ونشر إعالنات وتوزيعها في البالد فهؤالء السكان الدين هم من المور‬
‫والعرب ال يتحملون حسب أصحاب البيان إال على مضمض السيطرة العنيفة والمتعسفة لبضعة أالف‬
‫من األتراك ‪،‬فهدا الموضوع يجب أن يشكل المحور الرئيسي في هده اإلعالنات إلى جانب وعد السكان‬
‫بتخليصهم من القهر الذي يعنون منه والمسلط عليهم من طرف المليشيا التركية‪ ،‬لكن يجب تجنب‬
‫وعدهم باالستقالل وكذلك ذكر أي شيء يتعلق بالحرب وباالحتالل في هده اإلعالنات وفي البيانات‬
‫العسكرية‪ ،‬وعدم التعرض ألي شيء من شانه أن يستكشف منها نواياها بخصوص الجزائر ‪،‬أو يعرقل‬
‫في المستقبل حرية العمل التي تريد فرنسا أن تحتفظ بها بخصوص تنظيم أو التمسك نهائيا بهاته البالد ‪،‬‬
‫وأدا دخل إلى مدينة الجزائر عنوة فانه يجب إال يعير اهتماما ألي اقتراح قد يتقدم به الداي‪ ،‬ولن يتعهد‬
‫نحوه إال بتامين حياته وكذلك منحه حرية االنسحاب واالستقرار في فرنسا إن أراد دلك وفي احتمال‬
‫تقدم الداي باقتراح لقائد الحملة ‪ ،‬واذا كانت هده قد وصلته أثناء عبوره البحر فان عليه أن يرد بكونه‬
‫سيفصح عن نوايا حكومته عندما يصل أمام مدينة الجزائر ‪ ،‬وعندما يكون األسطول على مرأى من‬
‫مدينة الجزائر وكانت حكومة هده البالد قد اختارت هدا الظرف للدخول في التباحث مع الفرنسيين‪،‬‬
‫فقائد الحملة يجب أن يرد بكونه ليست له صالحيات الدخول في أي مباحثات قبل أن تسلم إليه بطاريات‬
‫مدافع مدخل الميناء وكذلك دفعات الميناء األخرى‪ ،‬مع التحصينات المحيطة بالمدينة والحصول على ما‬
‫يؤمن رسو األسطول الفرنسي في المرسى وفي داخل الميناء ‪،‬وعلى القائد العام أن يحدد أجال للرد على‬
‫مقترحاته على أن ال يتجاوز ثالث ساعات‪ .‬أما اذا جاءت هاته مباحثات بعد نزول القوات إلى الساحل ‪،‬‬
‫ففي هده الحالة فان عليه أن يرد بكونه لن يستطيع الدخول في أية مباحثات إال على الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪_ 1‬إرسال ثالث شخصيات جزائرية من األعيان البارزين إلى الملك ليقدم له اعتذارات الداي‪.‬‬
‫‪_ 2‬إلغاء استرقاق األسرى المسيحيين إلغاءا كامال وإطالق سراح جميع األسرى منهم‪.‬‬
‫‪_ 3‬إلغاء القرصنة وتخلي الداي عن حقه في إعالن الحرب‪ ،‬وبعقد الصلح وبكونه لن يستطيع الدخول‬
‫في حرب المستقبل إال ضد الدول التي هي في حالة حرب مع الباب العالي‪.‬‬
‫‪_ 4‬إلغاء الجزية والهدايا والعوائد ( التي تسمى بالعوائد العرفية)‬
‫‪ _ 5‬هدم تحصينات ميناء مدينة الجزائر الذي سيصبح مجرد ميناء تجاري فقط‪ ,‬وكذلك تحصينات‬
‫الموانئ األخرى‪.‬‬
‫‪_ 6‬تسليم جميع سفن الحربية‪ ،‬االيالة لن تستطيع الحصول على هده السفن وال امتالكها في المستقبل ‪.‬‬
‫‪_ 7‬تس ليم القوات الجزائرية ألسلحتها ‪ ،‬واألتراك لهم الحرية في البقاء في الجزائر لكن عددهم لن يزداد‬
‫ولن يرتفع عن طريق التجنيد في الموانئ العثمانية‪ ،‬وال عن طريق تجنيد عناصر أخرى في صفوف‬
‫الميليشيا بطريقة أخرى‪.‬‬
‫‪_ 8‬دفع تعويض بمبلغ ( غرامة الحرب) خمسين مليون فرنك‪ ،‬التي تمثل مصاريف الحصار والحرب‬
‫وكذلك التعويض عن الخسائر التي تكبدتاها على اثر انتهاك الداي للمعاهدات التي بيننا‪.‬‬
‫‪_ 9‬يتحول الداي إلى واحد من رعايا الباب العالي المباشرين‪ ،‬وسيثبته السلطان في منصبه أما بالنسبة‬
‫لخلفائه فانه سيتم تعيينهم من طرف الباب العالي‪.‬‬
‫‪_10‬يعترف الداي من جديد بالسيادة الفرنسية على كامل المنطقة الساحلية الواقعة بين وادي سيبوس‬
‫حتى الرأس الحمراء ‪،‬ويمكن لفرنسا كما هو الشأن في الماضي القيام بإصالح الحصون الموجودة‬
‫وتسليحها وإقامة حصون جديدة‪ ،‬وكذلك حقها في االحتفاظ بحامية عسكرية بها كما يتنازل الداي ‪,‬‬
‫لفرنسا على مدينة ومرسي عنابة حتى الرأس الحمراء‪.‬‬
‫‪_ 11‬االعتراف بمعاهدتنا مع الباب العثماني‪.‬‬
‫‪_ 12‬الحقوق الجمركية تكون هي نفسها في الجزائر كما في سائر اإلمبراطورية العثمانية‪.‬‬
‫‪_ 13‬يعترف الداي ويعلن بكونه لم يعد لديه وال لرعاياه أي دين على فرنسا‪.‬‬
‫‪_ 14‬مسؤولية الداي مسؤولية مباشرة على االعتداءات وعلى السرقات التي ترتكب ضد الرعايا‬
‫الفرنسيين على أراضيه‪.‬‬
‫‪_ 15‬حرية التجارة المطلقة لكل األمم والمساواة فيما بينها في المعاملة والحق لكل واحد منها في تعيين‬
‫قناصل لها في البالد في أي مكان تختاره‪.‬‬
‫‪_ 16‬ولضمان تنفيذ هده الشروط ‪ ,‬فانه بمجرد قبولها يتم احتالل المدينة والميناء والحصون من طرف‬
‫القوات الفرنسية ‪،‬وستستمر هاته في احتالل المدينة إلى أن يتم تسديد غرامة الحرب وعلى هده الشروط‬
‫يستطيع القائد العام إعطاء وعد باستمرار حكومة الداي‪.‬‬
‫يقول حمدان بن عثمان خوجة ‪ :‬أن حسبن باشا كتب إلى القبائل والعرب يخبرهم بالنوايا العدوانية التي‬
‫يضمرها الفرنسيون‪ ،‬ويأمرهم بان يستعدوا ويكونوا رهن اإلشارة ‪،‬فأجابوه بأنهم مستعدون وال‬
‫ينتظرون سوى أوامر الباشا ليسارعوا إلى نصرته‪ ،‬كما كتب حسين باشا إلى باي وهران وأوصاه‬
‫بتحصين مدينته وباليقظة ‪،‬وأمر باي قسنطينة بتحصين ميناء عنابة‪ ،‬وبما أن هدا األخير لم يأتي إلى‬
‫الجزائر مند ثالث سنوات فانه أمره بالمجيء وفقا لما جرت عليه العادة ودون أن يزعج القبائل ‪ .‬وأمر‬
‫الباشا كذلك بإحصاء العمال في مدينة الجزائر‪ ،‬وبان يرسل إلى الحصون للمساهمة في مناورات‬
‫المدفعية جميع القادرين وبان يعين قائد على رأس كل فيلق‪.‬‬
‫كان األغا إبراهيم صهرا للباشا ولكنه لم يكن قائدا ممتازا في اليوم من األيام‪ ،‬ولم يكن يعلم الشيء‬
‫الكثير من التكتيك العسكري‪ ،‬وكان سابقه يحيى أغا قد شغل المنصب مدة اثني عشرة سنة في عهد‬
‫حسين باشا‪ ،‬فكان شديد الطموح صائبا في منطقته ولو انه ظل في هدا المنصب مدة أطول الستفادت‬
‫منه الجزائر ‪ ...‬ولو كان يحي أثناء مدة هده الحرب األخيرة على رأس الجيوش الجزائرية‪ ،‬لكان سير‬
‫األمور أحسن الن التجربة التي حصل عليها في البر والبحر وشجاعته في جميع الحاالت‪ ،‬كان يمكن‬
‫أن تشكل ضمانا بالنسبة للجندي الذي يحارب تحت إمرته‪.‬‬
‫وبما أن إبراهيم قد عين أغا خلفا ليحي بعد حادثة البروفانس المشئومة‪ ،‬فقد أرسل له مخطط الفرنسيين‬
‫واخبر بالمكان الذي كانوا ينوون النزول فيه ‪،‬كما أحيط علما بالمكان الصحيح فيما يخص مكونات‬
‫الجيش وعلى الرغم من هده المعلومات (القيمة)‪ ،‬فانه لم يعد أي شيء ولم يتخذ أي نوع من التدابير ولم‬
‫يعط أي أمر بل كان يزعم انه عندما ستطأ أقدام الفرنسيين األرض‪ ،‬سيطوقهم بالقنابل التي لم تكن تحت‬
‫تصرفه‪ ،‬ألنه كان يجب أن يعطي األوامر مسبقا كي يتسنى لهم أن ينتقلوا إلى األماكن المعلومة بدون‬
‫تعب لكي يتمكنوا من صد األعداء إما الخيالة العرب الدين يستحقون الشهرة التي حصلوا عليها ‪،‬فإنهم‬
‫يقيمون بعيدا في أطراف االيالة كما أن هؤالء األبطال أيضا لم يتصلوا باي أمر ‪،‬وعلى هدا األساس فان‬
‫الجيش الذي كان يحيط بهدا األغا لم يكن مكون إال من سكان متيجة الدين ال يعرفون سوى بيع الحليب‬
‫‪ ،‬أما العدد الضئيل من القنابل الدين كانوا يأتونه فإنهم لم يحصلوا بالنسبة لهم ولخيلهم ال على مؤن وال‬
‫على ذخيرة ‪،‬وبما إنهم لم يكونوا يستطيعون حتى شراء دلك على نفقتهم الخاصة فإنهم كانوا يعودون‬
‫من حيث أتوا ويتركونه وحده ‪ .‬وفي سيدي فرج لم تحضر المدفعية ولم تحفر الخنادق‪ ،‬ولم يكن هناك‬
‫سوى اثني عشر مدفعا كان األغا السابق قد نصبها في بداية إعالن الحرب‬
‫وفي اليوم الذي نزل فيه المارشال دي برمون مع جيشه ‪،‬لم يكن تحت تصرف األغا سوى ‪ 300‬فارس‪,‬‬
‫ولم يكن مع باي قسنطينة إال عدد قليال جدا من األجناد ‪،‬ألنه لم يكن مستعدا لخوض المعركة وكان باي‬
‫التيطري في المدية‪ ،‬ولم يصل منها إال بعد بضعة أيام ولقد سمعت أن نزول المارشال دي برمون كان‬
‫صدفة‪ ،‬وانه كان معرضا ألخطار جسام ألنه انزل الرجال قبل المؤن والمدافع ‪،‬وما من شك أن الجيش‬
‫الفرنسي كان يمكن أن يهزم لو وقع نوع من التحضير بعد هدا النزول‪.‬‬
‫لقد الحظ باي قسنطينة على األغا بان تنظيم الجيش هدا ال يسمح باي أمل في النجاح‪،‬وعن كل هده‬
‫المالحظات كانت إجابة األغا كاألتي ‪.‬‬
‫أنكم تعرفون التكتيك األوروبي ألنه يتعارض كل المعارضة مع تكتيك العرب‪ ،‬ورأى باي قسنطينة في‬
‫هده اإلجابة البليدة اهانة له ولدلك التزم الصمت ‪،‬ولم يسمح لنفسه بإبداء أي مالحظة أخرى‪.‬‬
‫وهكذا ‪ ,‬كان إبراهيم أغا يريد محاربة الفرنسيين بدون جيش منظم‪ ،‬وال ذخيرة حربية وال مؤن وال‬
‫شعير للخيل وبدون أن تكون له المقدرة الضرورية للقيام بالحرب‪ ،‬وعندما وقعت هزيمة سطاوالي‬
‫غادر هدا األغا المعسكر وكله يأس كما لو انه فقد رأسه ‪،‬لقد ترك كل شيء الخيم ‪،‬فرق الموسيقي‪,‬‬
‫وجيشه بأكمله ولو أن دو بومون سير جيشه في دلك اليوم إلى حصن اإلمبراطور لما لقي أية صعوبة‪.‬‬
‫كان الجيش بدون قائد والقبائل يجهلون في أي مكان يختبئ‪ ،‬وعليه لم يبق إال تسليم المدينة للفرنسيين‬
‫وعندما تحرك دوبرمون في سطاوالي انهزم األغا وجيشه لتوهما ولم يعرف احد إلى أي مكان تم‬
‫االنسحاب‪. 1‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أسباب الحملة الفرنسية على المدينة‪.‬‬


‫المطلب األول ‪:‬األسباب التي استعملتها فرنسا‬
‫قبل البدء في الحديث عن أسباب الحملة الفرنسية على مدينة الجزائر يجب علينا أن نشير إلى أمر بالغ‬
‫األهمية‪ ،‬وهو أن الحملة ترعرعت في أذهان الملوك الفرنسي ابتدءا من "هنري الرابع" مرورا ب‬
‫"لويس ‪ "14‬و "نابوليون"‪ ،‬لقد كانوا جميعا يرغبون في تأسيس إمبراطورية استعمارية مترامية‬
‫األطراف ‪ ،‬وهذا ما يفسر اإلصرار الكبير ل"نابوليون" الحتالل الجزائر لما أوفد جاسوسه "بوتان"‬
‫عام ‪1808‬م بمهمة التجسس قصدا إعداد تقرير لتحضير الترتيبات الحتالل الجزائر‪ ،‬وتمكن هذا‬
‫األخير من تقديم دراسة راقية‪ ،‬حيث تكمن بدقة من معرفة وضع الداي وقوة الجيش العثماني‪.2‬‬
‫‪.‬‬ ‫أ‪-‬السبب المباشر ‪:‬‬
‫جل المؤرخين األوربيين يتخذون من حادثة المروحة سنة ‪1827‬م‪ ،‬السبب المباشر الرئيسي الحتالل‬
‫فرنسا للجزائر‪ ،‬وقبل الحديث عن هذه الواقعة‪ ،‬نحاول العودة قليال إلى الوراء لمعرفة هذه الحادثة‬
‫والتي أدت إلى القطيعة التامة بين الطرفين‪.‬‬
‫يعود سبب القطيعة إلى مسألة القمح التي ظلت مفتوحة ومعلقة لعدة سنوات‪ ،‬وبدأت تظهر سوء نية‬
‫فرنسا اتجاه الجزائر بعد أن ساعدتها في األوقات الحرجة وقد سمحت التجارة الخارجية للمدينة خاصة‬
‫تجارة القمح التي كانت بيد التاجرين اليهود يين "بيكري" و "بوشناق" الذين استغلوا فرصة حصار‬
‫انجلترا لفرنسا‪ ،‬وأرسلوا كميات كبيرة من القمح إلى فرنسا ‪ ،‬وباعوها بخمسة فرنكات للكيلة الواحدة‬
‫التي لم تكلفهم سوى أربعة فرنكات‪ ،‬وهكذا تحصلوا من نلك الشحنات على ثالث ماليين وسبعمائة‬
‫وخمسين ألف فرنك‪ ،‬هكذا أصبح ثمن القمح دينا بين الداي والحكومة الفرنسية ‪،‬أعلن "بكري" و‬
‫"بوشناق" سنة ‪ 1800‬م أن الديون بلغت ‪ 07‬ماليين من الفرنكات‪ ،‬وقد نجح اليهوديان في إقناع فرنسا‬
‫على تسديد قسط من الديون‪ ،‬وتدخل "تاليران" وزير الخارجية الفرنسي فدفعت قسطا لليهوديين سنة‬
‫‪1819‬م قيمته ‪ 7‬ماليين فرنك ‪ ،‬ولذلك قال "بوخوص" في "تاليران" ما يلي‪« :‬لو لم يكن األعرج‪ ،‬وهو‬
‫يشير إلى تاليران ملك يدي ما كانت استطيع أن افعل شيء في باريس »‪ .‬وهكذا هذه الصفقة الغادرة في‬
‫خسارة الطرفين أمواال طائلة‪.3‬‬

‫‪ - 1‬التميمي ‪ ،‬عبد الجليل‪ :‬بحوث ووثائق في التاريخ المغربي ‪ ،‬الجزائر تونس – ليبيا ) ‪ (1816- 1871‬ح‪ .‬م ‪ .1985 .‬ص ‪. 170‬‬

‫‪ - 2‬قنان ‪ ،‬جمال ‪ ،‬نصوص سياسية جزائرية ‪ ،1914-1830‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1993 ،‬ص ‪. 214‬‬
‫‪ - 3‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.215‬‬
‫وقد وافق الداي حسين على هذه التسوية في أمل تسديد فرنسا لهذا الدين في اقرب وقت‪ ،‬لكن فرنسا‬
‫تناست حقوق الداي‪ ،‬ففي ماي ‪1820‬م أعلن الداي ما يلي‪« :‬ان الحكومة الفرنسية قد نفذت جميع‬
‫التزاماتها بعد انتفاضة أكتوبر ‪1819‬م » ‪ .‬ولم يكن للداي أي شيء من بطء هذه اإلجراءات‪ ،‬فقد اتضح‬
‫للداي حسين أن هناك مؤامرة كان القنصل "ديفال" طرفا فيها‪ ،‬ورأسها في باريس هو "تاليران"‪ ،‬اخذ‬
‫الداي يرسل إلى الحكومة الفرنسية عدة رسائل يشكو فيها قائال‪ « :‬استطيع رد هذا المبلغ إلى فرنسا في‬
‫مدة أربع وعشرين ساعة في حالة ما ذا كان أحد رعايا مدنيا لملك فرنسا» ‪ .‬واصل الداي إرسال‬
‫البرقيات لكن دون جدوى وهذا ما دفع بالداي إلى فقدان صبره لعدم تلقيه أجوبة من الحكومة الفرنسية‪.1‬‬
‫وبمناسبة عيد الفطر من عام ‪1243‬ه الموافقة ل ‪1828‬م جاء السيد "ديفال" عشية يوم العيد ليؤدي‬
‫زيارته كما جرت العادة فاخبره الداي عن الرسائل التي بعث بها إلى ملك فرنسا في شأن أداء الدين بقي‬
‫في ذمته الدولة الفرنسية في خصوص قضية بكري وبوشناق‪.‬‬
‫كان جواب القنصل في منتهى الوقاحة فقال له‪ « :‬إن حكومتي ال تتنازل إلجابة رجل مثلكم» أراد‬
‫القنصل من كالمه هذا استفزاز وتحقير الداي‪ ،‬وهذا ما أكده القنصل األمريكي "وليام شالر" الذي كان‬
‫من بين الحاضرين‪ ،‬ويؤكد أن القنصل تعمد الوقاحة وافتزاز الداي الستدراجه إلهانته وهذا ما مس‬
‫كرامته الداي لدرجة انه لم يتمالك نفسه من الغضب وضربه بمروحيته "منشة الذباب" كانت بيده على‬
‫وجهه‪ ،‬وهذا ما يؤكده السيد "بوتان" في قوله ‪ «:‬ضرب الداي حسين السيد "ديفال" إلى وجهه‬
‫بمروحية من ريش النعام» وهناك رواية أخرى تقول أن الضرب لم يقع أصال‪ ،‬ولكن الداي قام بتهديد‬
‫القنصل بالضرب‪.‬‬
‫قام القنصل بتضخيم األمر وخبر ملكه بما جري‪ ،‬فجاءه أمر أن يغادر الجزائر فغادرها معه الفرنسيين‬
‫المقيمين في مدينة الجزائر ‪ ،‬هذا هو السبب الظاهر للعيان‪ ،‬والذي اتخذته فرنسا كذريعة الحتالل‬
‫‪2‬‬
‫الجزائر تحت غطاء استرجاع كرامتها‪ ،‬لكن نحن من واجبنا أن نبحث في األسباب الحقيقية لالحتالل‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األسباب الحقيقة لالحتالل‪.‬‬

‫إن األسباب الحقيقية للحملة الفرنسية ضد الجزائر هي كثيرة منها ما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬األسباب السياسية‪:‬‬
‫تتمثل في اعتبار حكومة الرياس في الجزائر تابعة لإلمبراطورية العثمانية التي بدأت تناهز والدول‬
‫األوربية تتهيأ لالستيالء على األراضي التابعة لها‪ ،‬وخاصة أن الفرنسيين كانوا يعتقدون أنهم‬
‫سيحصلون على غنيمة تقدر ب ‪ 150‬مليون فرنك توجد بخزينة الداي كما أن شارل العاشر ملك فرنسا‬
‫كان يرغب في خلق تعاون وثيق مع روسيا في حوض البحر المتوسط حتى يتغلب على الهيمنة‬
‫البريطانية في هذا البحر والتمركز في ميناء مدينة الجزائر الذي كان يعتبر في نظر الملك الفرنسي‬
‫‪ - 1‬سعد هللا ‪ ،‬أبو القاسم ‪ ،‬أبحاث و أراء في تاريخ الجزائر‪ ،‬ج‪2‬ش‪.‬و‪.‬ن‪.‬ت‪ ،‬الجزائر ‪ ، 1981‬ص ‪. 69‬‬
‫‪- 2‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 70‬‬
‫تابعا إلمبراطورية العثمانية المنهارة ‪ .‬ثم إن في عام ‪1827‬م وجد شارل العاشر معارضة داخل مجلس‬
‫النواب تسبب في مشاكل كبيرة له‪ ،‬وكادوا أن يطيحوا به‪ ،‬ولتحويل أنظار الفرنسيين إلى الخارج اتخذ‬
‫"شارل العاشر" الجملة على مدينة الجزائر وسيلة لحل مشاكله وإسكات المعارضة ويكسب رضا‬
‫الشعب الفرنسي‪ ،‬وقد اعترف الملك شارل العاشر في قوله‪ « :‬انه لشيء جميل أن نتقدم إلى برلمان‬
‫‪1‬‬
‫ومفاتيح مدينة الجزائر بيدنا»‪.‬‬
‫‪ -/2‬األسباب العسكرية‪:‬‬
‫أن انهزام الجيش الفرنسي في أوربا وفشله في احتالل مصر واالنسحاب منها حتى ضربات لقنوات‬
‫االنجليزية في سنة ‪1801‬م‪ ،‬قد دفع بنابوليون بونابرت أن يبعث بأحد ضباطه إلى الجزائر في الفترة‬
‫الممتدة من ‪ 24‬ماي إلى ‪ 17‬جويلية ‪1808‬م لكي يضع له خطة عسكرية تسمح له بإقامة محميات‬
‫فرنسية في شمال إفريقيا تمتد من المغرب األقصى إلى مصر‪ ،‬وفي عام ‪1809‬م قام هذا الضابط‬
‫العسكري "بوتان" بتسليم المخطط العسكري الحتالل مدينة الجزائر إلى نابوليون واقترح أن تحتل‬
‫المدينة عن طريق البر‪ ،‬وعند انهزام نابوليون في معركة واترلو سنة ‪ 1815‬وتحالف الدول الكبرى‬
‫ضد الجيش الفرنسي في أوربا شعر ملك فرنسا انه من األفضل أن يعتمد على سياسة التوسع في شمال‬
‫إفريقيا ويعمل على انشغال الجيش بمسائل حيوية تتمثل في احتالل مدينة الجزائر وتحقيق انتصار باهر‬
‫هناك‪ ،‬وبالتالي يتخلص الملك من إمكانية قيام الجيش بانقالب ضده في فرنسا‪.2‬‬

‫‪ -/3‬األسباب االقتصادية‪:‬‬
‫كانت أوربا بسبب ازدهارها تشعر بالحالة إلى التوسع واستغالل اآلخرين من وراء البحار‪ ،‬هذا التنافس‬
‫عجل بعزم فرنسا على احتالل المدينة ومن تم التوسع على باقي األقطار واالستئثار بخيراتها ‪ ،‬فقبل‬
‫الحملة بقليل سنة ‪1827‬م‪ ،‬كتب وزير الحربية الفرنسي "كليرمون تاليران" تقريرا عن األوضاع‬
‫العامة في الجزائر و خصص بالذات مدينة الجزائر حيث قال‪" :‬توجد مراسي عديدة على السواحل‪،‬‬
‫يعتبر االستيالء عليها فائدة كبيرة‪ ،...‬وتوجد في شواطئها مالحات غنية‪ ،‬والى كل هذا توجد الكنوز‬
‫المكدسة في قصر الداي وهي تقدر بأكثر من خمسون مليون فرنك " ‪ ،‬فالجوانب االقتصادية كانت‬
‫حافزا قويا في إقدام فرنسا على احتالل المدينة‪ ،‬فكانت تطمح في خيراتها والبحث عن أسواق جديدة‬
‫لترويج منتجاتها‪.‬‬
‫‪-/4‬األسباب الدينية‪:‬‬
‫في الحقيقة أن الصراع الذي كان قائما بين الدول المسيحية األوربية والدول العثمانية اإلسالمية قد‬
‫انعكس على المسلمين بمدينة الجزائر ألن األسطول الجزائري يعتبر في نظر الدول األوربية امتداد‬
‫لألسطول العثماني‪ ،‬قد دفع بالدول المسيحية في أوربا أن تتعاون فيما بينها لضرب المسلمين بمدينة‬
‫‪ - 1‬قنان ‪ ،‬جمال ‪ ،‬نصوص سياسية جزائرية ‪ ،1914-1830‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪. 223 ، 1993 ،‬‬
‫‪ - 2‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫الجزائر واستانبول‪ ،‬وقد كان المسيحيون يتهمون الجزائريين بأنهم كانوا يقومون بالقرصنة في عرض‬
‫البحر األبيض المتوسط‪ ،‬وسجن المسيحيين الذين يعملون في السفن إلى أن تدفع دولهم عنهم الفدية‪.‬‬
‫ومنها اختلفت األسباب والذرائع يتبين لنا أن فرنسا كانت لها عزيمة قوية الحتالل الجزائر‪ ،‬فأعدت‬
‫العدة‪ ،‬وحسبت لكل شيء وعندما تهيأت الظروف كانت الحملة على المدينة لتتوسع لتشمل كل البالد‬
‫الجزائرية‪. .1‬‬

‫خاتمة ‪:‬‬
‫في األخير ما يسعنا سوى القول أن االحتالل الفرنسي وحملته ضد الجزائر ما كانت لتنجح لوال‬
‫الظروف والعوامل التي مرت بها هذه األخيرة ‪ ،‬وإن األسباب التي استعملت آن ذاك لم تكن بأسباب‬
‫مقنعة غير أن التاريخ الفرنسي دونها كأسباب حقيقية ‪.‬‬

‫‪ - 1‬قنان ‪ ،‬جمال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 225‬‬


‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬
‫‪ -1‬تلمساني بن يوسف ‪ ،‬موقف التجانية من السلطة المركزية في الجزائر ‪ ،1900 – 1800‬الجزائر‪،‬‬
‫‪، 1998‬‬
‫‪ -2‬التميمي ‪ ،‬عبد الجليل‪ :‬بحوث ووثائق في التاريخ المغربي ‪ ،‬الجزائر تونس – ليبيا ‪(1816- ،‬‬
‫) ‪1871‬ح‪ .‬م ‪1985 .‬‬
‫‪ -3‬الجياللي ‪،‬عبد الرحمن ‪ :‬تاريخ الجزائر العام ج ‪ ، 4‬ط ‪ 4‬بيروت ‪ 1984‬م‬
‫‪ -4‬سعد هللا ‪ ،‬أبو القاسم ‪ ،‬أبحاث و أراء في تاريخ الجزائر‪ ،‬ج‪2‬ش‪.‬و‪.‬ن‪.‬ت‪ ،‬الجزائر ‪. 1981‬‬
‫‪ -5‬سعد هللا ‪ ،‬أبو القاسم‪ :‬الحركة الوطنية الجزائرية ( ‪ )1930 -1900‬ج‪ ، 2‬ط‪ ،3‬ش‪.‬و‪.‬ن‪.‬ت الجزائر‬
‫‪. 1983‬‬
‫‪ -6‬قنان ‪ ،‬جمال ‪ ،‬دراسات في المقاومة و االستعمار ‪ ،‬منشورات المتحف الوطني للمجاهد‪.. 1994‬‬
‫‪ -7‬قنان ‪ ،‬جمال ‪ ،‬نصوص سياسية جزائرية ‪ ،1914-1830‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪. 1993‬‬
‫‪ -8‬مجاهد ‪،‬مسعود ‪ :‬تاريخ الجزائر ‪ ،‬ج‪ 1‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ -9‬مناصرية ‪ ،‬يوسف‪ ( ،‬نشاطات الجزائرية في تهريب األسلحة الحربية على الحدود الشرقية‬
‫الجزائرية التونسية بعد( الحرب العالمية الثانية )‪ ،‬مجلة التراث ‪ ،‬عدد‪ ، 10‬باتنة ‪1999‬‬

You might also like