Professional Documents
Culture Documents
النظريات الحديثة فى الادارة المدرسية
النظريات الحديثة فى الادارة المدرسية
أصبحت الداارة المدرسية عملية هامة في المجتمعات المتقدمة ،وتزداادا أهميتها باستمرار بزياداة مجالت
ونشاطات النسانية ،واتساعها وكثرة التحديات التي تواجهها ،والداارة بشكل عام علم من العلوم له مقوماته
وأسسه وأصوله ونظرياته ،وهي تتطور وتتجددا حتى تتلءام مع ظروف المجتمعات وتتعايش معها ومع
تقدمها من خللا التفاعل اليومي بين مدير المدرسة والمعلمين والبيئة المحيطة ،وما تحدثه هذه العملية
التفاعلية من سلوكيات سيكولوجية تؤثر سلبا أو إيجابا في نتائج المدرسة ،المر الذي يتطلب معرفة نوعية
السلوك للمدير أثناءا أداائه لمهامه الداارية والبنيوية والنسانية والجتماعية )محامدة ، 2005 ،ص . ( 17
وعليه فإن مدرسة القرن الحاداي والعشرين ،تتطلب من مدير المدرسة جهدا إضافيا من أجل أن يوجه ويدير
مدرسته بطريقة عصرية حضارية دايموقراطية متوازنة ومدركة لحجم التحديات التي تواجهه ،ويكون ذلك من
خللا التخطيط الدقيق للهداف التربوية التي تسعى المنظومة التعليمية لتحقيقها .
إن المشاركة الواعية والمناقشة الهادافة والتعلم المستمر واللقاءاات المتنوعة والحوار البناءا دااخل وخارج
المدرسة ،أمورا ل بد من أن يتبعها مدير أي مدرسة ليحقق أهداف المؤسسة التربوية التي يرأسها ،وكذلك
عليه أن يدرك أهمية تفويض الصلحيات للعاملين معه في المدرسة ليشتركوا معه في المسؤولية والقيام
بأعباءا المدرسة والشإراف عليها كي يكون هناك التزام جماعي بتنفيذ هذه الهداف.
إن شإخصية المدير تلعب داورا هاما جدا في سير العملية التربوية والتعليمية في مدرسته ،فهو يؤثر في كافة
العاملين ،ويلهب فيهم المشاركة الكفؤة وتحمل المسؤولية من أجل تحقيق الهداف التربوية المنشوداة ،
ويسهم في نفس الوقت في حركة بناءا المجتمع وتطويره.
الفصل الولا
مفهوم الدارة
تتعدد وتتنوع مهام مدير المدرسة ،وقد وضع سيرجيوفاني تسع مهام
للمدير هي:
الفصل الثاني
مفهوم النظرية
معايير النظرية
أ -دليل العمل :توفر السس والمبادئ التي يستخدمها رجل الدارة في
توجيه عمله.
ب -دليل جمع الحقائق :تعتبر بمثابة الساس الذي يحدد نوع الحقائق
المطلوبة وطريقة جمعها.
ت -دليل للمعرفة الجديدة :وهي تمكن الباحث من الوصول إلى الفروض
القابلة للختبار ،وتؤدي في النهاية إلى الكشف عن المعلومات الجديدة أو
التوصل إليها.
ث -دليل لشرح طبيعة الدارة :بمعنى استخدام نظرية الدارة في شرح
وتفسير طبيعة المواقف الدارية و إلقاء الضوء عليها ) مرسي . ( 1971 ،
يعتبر الهتمام بالنظرية في الدارة التربوية أمرا حديثا ،فحتى عام ، 1950
لم تظهر دراسات واضحة المعالم في هذا المجال ،بل إن الدراسات التي
ركزت على النظرية الدارية لم تظهر بشكل واضح قبل عقد الستينيات من
القرن الماضي ،لقد حدث تطور متسارع ومذهل في هذا المجال نتيجة
للدعم الذي قدمته مؤسسة ) ( W.K,Kellogyفي الوليات المتحدة المريكية ،
والتي خصصت مبلغا يفوق تسعة مليين دولر لدعم الدراسات والبحاث
في مجال الدارة التربوية خلل الفترة بين . 1959 – 1946
لقد أسهمت هذه الدراسات في بناء مفاهيم علمية راسخة في مجال
الدارة التربوية ،حيث كان المدراء سابقا يقدمون اقتراحاتهم في تحسين
الدارة انطلقا من تجاربهم الشخصية معتمدين على طريقة التجربة
والخطأ.
وفي الحقيقة ،فإنه ليس من المستغرب أن يتأخر ظهور النظرية الدارية ،
فالدارة شانها في ذلك شأن بقية العلوم النسانية ،فهي عملية معقدة
ومتعددة الجوانب وليس من السهل وضع نظرية عامة لها.
وبالرغم من ذلك فقد كرس مجموعة متميزة من الباحثين جهودهم لوضع
نظريات إدارية تسهم في رفعة شان الدارة التربوية ،يدفعهم في ذلك
إيمانهم بأهمية ميدان الدارة التربوية والذي سيمكن المؤسسات التربوية
من القيام بأعمالها بنجاح وتميز متجنبة طريقة التجربة والخطأ.
إن الستفادة من تاريخ تطور العلوم الطبيعية والعلمية ،أدى إلى بناء
مجموعة متميزة من هذه النظريات ،فقد تبين أن مجرد ملحظة الظواهر
ل يؤدي إلى معرفة مفيدة وعملية إل من خلل مبادئ عامة تستخدم
لعتبارها عامل مرشدا وموجها إلى ما يمكن أن يلحظ أو يقاس أو يفسر.
لقد لمس القائمون على شؤون الدارة التربوية بشكل عام والدارة
المدرسية بشكل خاص ذلك الصراع القائم بين ما يسمى بالنظرية
والممارسة ، Theory and Practiceكما اكتشفوا أن تعدد تلك النظريات وقصر
عمرها وتناقضها ،قد يقلل من الدور المرجو من تلك النظريات.
لكن ومهما كانت السباب ،فيجب أن ل يترك المجال أمام العوامل السلبية
والهدامة للتقليل من أهمية اعتبارنا للنظرية في الدارة ،فبدون تلك
النظرية لن يكون لنا رؤية مستقبلية حقيقية ترشدنا وتوجهنا في تلمس
طريقنا نحو المستقبل ،أيضا فإن القصد الساسي لي نظرية ،هو
المساعدة على التوصل لتنبؤات وتوقعات اكثر دقة ،من هنا كان لبد لكل
إداري تربوي أن يبلور البناء النظري الذي يعتمد عليه في تفسير الشواهد
والنتاجات التطبيقية ،وبدون اعتماد النظرية ،يبقى العمل مفككا ويساهم
في ضياع الجهد والوقت والمال والتخبط .
لقد عبر تومبسون Thompsonعن أهمية النظرية بقوله ) إن النظرية
الملئمة تساعد المدراء على الستمرار في النمو بتزويدهم بأفضل الطرق
لتنظيم خبراتهم وبالتأكيد على ترابط الظواهر ،إن مثل هذه النظريات
تبقينا يقظين للنتائج غير المتوقعة لعمالنا ،إنها تجنبنا التفسيرات غير
الناضجة لعمالنا الناجحة كما تنبهنا إلى الظروف والمتغيرات التي قد
تستدعي تغيرا في أنماط سلوكياتنا ( ) صالح . ( 2003 ،
هنالك عدة معايير رئيسية يمكن من خللها تقويم الدارة المدرسية الجيدة
في ضوء النظريات الحديثة في الدارة المدرسية ،ومن أهمها:
الفصل الثالث
ينظر جيتزلز إلى الدارة على أنها تسلسل هرمي للعلقات بين الرؤساء
والمرؤوسين في إطار نظام اجتماعي ،وأن أي نظام اجتماعي يتكون من
جانبين يمكن تصورهما في صورة مستقلة كل منهما عن الخر وإن كانا
في الواقع متداخلين.
فالجانب الول يتعلق بالمؤسسات وما تقوم به من أدوار أو ما يسمى
بمجموعة المهام المترابطة والداءات والسلوكيات التي يقوم بها الفراد
من أجل تحقيق الهداف والغايات الكبرى للنظام الجتماعي والجانب
الثاني يتعلق بالفراد وشخصياتهم واحتياجاتهم وطرق تمايز أداءاتهم،
بمعنى هل هم متساهلون ،أم متسامحون ،أم يتسمون بالجلفة أم بالتعاون
أم هل هم معنيون بالنجاز… .وما إلى ذلك من أمور يمتازون بها.
والسلوك الجتماعي هو وظيفة لهذين الجانبين الرئيسيين ،المؤسسات
والدوار والتوقعات وهي تمثل البعد التنظيمي أو المعياري ،والفراد
والشخصيات والحاجات وهي تمثل البعد الشخصي من العلقة بين مدير
المدرسة والمعلم يجب أن ينظر إليها من جانب المدير من خلل حاجاته
الشخصية والهداف أيضاا ،فإذا التقت النظريات استطاع كل منهما أن
يفهم الخر وأن يعمل معا ا بروح متعاونة بناءة ،أما عندما تختلف النظريات
فإن العلقة بينهما تكون على غير ما يرام.
والفكرة الساسية في هذا النموذج تقوم على أساس أن سلوك الفرد
ضمن النظام الجتماعي وفي إطاره كالمدرسة مثل ا هو محصلة ونتيجة
لكل من التوقعات المطلوبة منه من قبل الخرين وحاجاته الشخصية وما
تشمله من نزعات وأمزجة ) .عطوي .( 2001 ،
ويرى جيتزلز وجوبا أن السلوك الجتماعي هو حصيلة تركيب معقد لعاملي
الدور والشخصية ،وقد تم تصوير هذه العلقة في الشكل التالي:
) الفريجات ، 2000 ،ص ( 51
ينظر جوبا إلى رجل الدارة على أنه يمارس قوة ديناميكية يخولها له
مصدران :المركز الذي يشغله في ارتباطه بالدور الذي يمارسه والمكانة
الشخصية التي يتمتع بها ،ويحظى رجل الدارة بحكم مركزه بالسلطة التي
يخولها له هذا المركز ،وهذه السلطة يمكن أن ينظر إليها على أنها رسمية
لنها مفوضة إله من السلطات العلى ،أما المصدر الثاني للقوة المتعلقة
بالمكانة الشخصية وما يصحبه من قدرة على التأثير فإنه يمثل قوة غير
رسمية ول يمكن تفويضها وكل رجال الدارة بل استثناء يحظون بالقوة
الرسمية المخولة لهم ،لكن ليس جميعهم يحظون بقوة التأثير الشخصية،
ورجل الدارة الذي يتمتع بالسلطة فقط دون قوة التأثير يكون في الواقع
قد فقد نصف قوته الدارية ،وينبغي على رجل الدارة أن يتمتع بالسلطة
وقوة التأثير معا ا وهما المصدران الرئيسيان للقوة بالنسبة لرجل لدارة
التعليمية وغيره.
ج – نظرية تالكوت بارسونز T.Parsons
تهتم هذه النظرية بالعلقة النسانية في العمل ومدى ترابط وانسجام هذه
العلقات ،كما تركز على شخصية القائد أو المدير المسؤول في المنظومة
التعليمية ،وهذه النظرية تؤمن بأن السلطة ل تورث وهي ليست من
التركيب البيولوجي للقائد ،بل هي انعكاس للواقع المحيط وهي نابعة
بالتالي من القائد لتباعه في المدرسة ،يعني ذلك أن سلطة القائد نظرية
يكتسبها الداري والمدير من أتباعه من خلل إدراكهم للمؤهلت التي
يمتلكها هذا القائد.
وليس المطلوب أن ينخرط الداري في علقات شخصية مباشرة مع
العاملين بحيث تلغي المسافة الجتماعية التي تفصل بين الداري
والمرؤوسين ،حيث أن جهد الداري سوف يتبعثر بعيدا عن الهدف النتاجي
للمؤسسة.
إن ما تطالب به هذه النظرية ،هو مراعاة البعاد النفسية والجتماعية التي
تجعل العاملين يؤدون دورهم بالتزام تام ،لن العاملين يتطلعون دائما إلى
نوع من الفهم المشترك يجعل السلطة تشعرهم بأن مصلحتها أن تنظر في
شأنهم بعناية مثلما تولي متطلبات العمل عنايتها ) عريفج ، 2001 ،ص .( 25
ثالثا :نظرية الدارة كعملية اتخاذ قرار Decision Making Theory