You are on page 1of 14

‫) النظريات الحديثة فى الداارة المدرسية (‬

‫أصبحت الداارة المدرسية عملية هامة في المجتمعات المتقدمة ‪ ،‬وتزداادا أهميتها باستمرار بزياداة مجالت‬
‫ونشاطات النسانية ‪ ،‬واتساعها وكثرة التحديات التي تواجهها ‪ ،‬والداارة بشكل عام علم من العلوم له مقوماته‬
‫وأسسه وأصوله ونظرياته ‪ ،‬وهي تتطور وتتجددا حتى تتلءام مع ظروف المجتمعات وتتعايش معها ومع‬
‫تقدمها من خللا التفاعل اليومي بين مدير المدرسة والمعلمين والبيئة المحيطة ‪ ،‬وما تحدثه هذه العملية‬
‫التفاعلية من سلوكيات سيكولوجية تؤثر سلبا أو إيجابا في نتائج المدرسة ‪ ،‬المر الذي يتطلب معرفة نوعية‬
‫السلوك للمدير أثناءا أداائه لمهامه الداارية والبنيوية والنسانية والجتماعية )محامدة ‪ ، 2005 ،‬ص ‪. ( 17‬‬
‫وعليه فإن مدرسة القرن الحاداي والعشرين ‪ ،‬تتطلب من مدير المدرسة جهدا إضافيا من أجل أن يوجه ويدير‬
‫مدرسته بطريقة عصرية حضارية دايموقراطية متوازنة ومدركة لحجم التحديات التي تواجهه ‪ ،‬ويكون ذلك من‬
‫خللا التخطيط الدقيق للهداف التربوية التي تسعى المنظومة التعليمية لتحقيقها ‪.‬‬
‫إن المشاركة الواعية والمناقشة الهادافة والتعلم المستمر واللقاءاات المتنوعة والحوار البناءا دااخل وخارج‬
‫المدرسة ‪ ،‬أمورا ل بد من أن يتبعها مدير أي مدرسة ليحقق أهداف المؤسسة التربوية التي يرأسها ‪ ،‬وكذلك‬
‫عليه أن يدرك أهمية تفويض الصلحيات للعاملين معه في المدرسة ليشتركوا معه في المسؤولية والقيام‬
‫بأعباءا المدرسة والشإراف عليها كي يكون هناك التزام جماعي بتنفيذ هذه الهداف‪.‬‬
‫إن شإخصية المدير تلعب داورا هاما جدا في سير العملية التربوية والتعليمية في مدرسته ‪ ،‬فهو يؤثر في كافة‬
‫العاملين ‪ ،‬ويلهب فيهم المشاركة الكفؤة وتحمل المسؤولية من أجل تحقيق الهداف التربوية المنشوداة ‪،‬‬
‫ويسهم في نفس الوقت في حركة بناءا المجتمع وتطويره‪.‬‬

‫الفصل الولا‬

‫مفهوم الداارة‪ .‬‬


‫مفهوم الدارة المدرسية ‪ .‬‬
‫مهام مدير المدرسة‪ .‬‬
‫‪ ‬خصائص الدارة المدرسية‪.‬‬
‫مقارنة بين مفهوم الدارة التربوية والدارة ‪ ‬التعليمية والدارة المدرسية‪.‬‬

‫مفهوم الدارة‬

‫تعتبر الدارة نوعا من السلوك البشري العام ‪ ،‬الذي يوجد في المجتمعات‬


‫البشرية كافة ‪ ،‬وهي موجودة منذ ظهور النسان على الرض ‪ ،‬ويعرف‬
‫) هارولد سميدي ( الدارة بأنها نوع من العمل المهني المتميز الذي يتلخص‬
‫في قيادة النشطة النسانية من خلل التخطيط والتنظيم والتجميع‬
‫والقياس ‪ ) .‬محامدة ‪،2005 ،‬ص ‪( 19‬‬
‫ويمكن أن تعرف الدارة بصفة عامة ‪ ،‬بأنها القدرة على النجاز ‪ ،‬وهي تعني‬
‫استخدام المكانيات المتاحة من أجل تحقيق إنجاز معين يخدم أهداف معينة‬
‫‪ ،‬ويمكن استعراض بعض المفاهيم الخاصة بالدارة كما يلي‪:‬‬
‫‪ . 1‬هي عملية توجيه الجهود البشرية وقيادتها في أي مجتمع أو منظمة‬
‫لتحقيق هدف معين سواء كانت دائرة أو هيئة حكومية‪.‬‬
‫‪ . 2‬الدارة بصفة عامة هي القدرة على النجاز‪.‬‬
‫‪ . 3‬الدارة في المجالت السلمية ول سيما في القرون الولى للسلم‬
‫عرفت بأنها الولية والرعاية والمانة ‪ ،‬فكل منها تحمل معنى المسؤولية‬
‫واللتزام بآراء الواجبات والحاطة بالمور والحفاظ على المانة‪.‬‬
‫‪ . 4‬هي عملية مشتركة بكل جهد جماعي سواء كان عاما أو خاصا حربيا أو‬
‫مدنيا كبيرا أو صغيرا‪.‬‬
‫‪ . 5‬هي التي توجد النظام وتوحد العمل التربوي وتوجد النسجام بين‬
‫المدرسين وتحقيق الهيبة لوامر المهنة وهو الوسيلة الولى لتحقيق غاية‬
‫المدرسة ‪) .‬محامدة ‪ ، 2005 ،‬ص ‪( 20‬‬
‫مفهوم الدارة المدرسية‬

‫الدارة المدرسية هي مجموعة من العمليات المترابطة تتكامل فيما بينها‬


‫في مستوياتها الثلثة ‪ ،‬الوطني ) الوزارة ( ‪ ،‬المحلي ) المحافظات‬
‫والقاليم ( ‪ ،‬الجرائي ) المدرسة ( وذلك من أجل الوصول إلى تحقيق‬
‫الهداف التربوية المنشودة ) الفريجات ‪ ، 2000 ،‬ص ‪( 13‬‬
‫ويعرف الزبيدي الدارة المدرسية بأنها ) مجموعة من العمليات التنفيذية‬
‫والفنية التي يتم تنفيذها عن طريق العمل النساني الجماعي التعاوني‬
‫بقصد توفير المناخ الفكري والنفسي والمادي الذي يساعد على حفز‬
‫الهمم وبعث الرغبة في العمل النشط المنظم ‪ ،‬فرديا كان أم جماعيا من‬
‫أجل حل المشكلت وتذليل الصعاب حتى تتحقق أهداف المدرسة التربوية‬
‫والجتماعية كما ينشدها المجتمع ‪ ) .‬الزبيدي ‪ ، 1988 ،‬ص ‪( 97‬‬
‫وأيضا تعرف الدارة المدرسة على أنها ) الجهود المنسقة التي يقوم بها‬
‫فريق من العاملين في الحقل التعليمي ) المدرسة ( من الداريين والفنيين‬
‫‪ ،‬بغية تحقيق الهداف التربوية داخل المدرسة تحقيقا يتمشى مع ما تهدف‬
‫إليه الدولة من تربية أبنائها‪ ،‬تربية صحيحة وعلى أسس سليمة ( ‪ .‬ويعرفها‬
‫البعض الخر بأنها ‪ ) :‬كل نشاط تتحقق من ورائه الغراض التربوية تحقيقا‬
‫فعال ويقوم بتنسيق‪ ،‬وتوجيه الخبرات المدرسية والتربوية ‪ ،‬وفق نماذج‬
‫مختارة ‪ ،‬ومحددة من قبل هيئات عليا ‪ ،‬أو هيئات داخل الدارة المدرسية(‪.‬‬
‫هذا وقد عرفها البعض على أنها (حصيلة العمليات التي يتم بواسطتها وضع‬
‫المكانيات البشرية والمادية في خدمة أهداف عمل من العمال‪ ،‬والدارة‬
‫تؤدي وظيفتها من خلل التأثير في سلوك الفراد ( )العمايرة‪،2002 ،‬ص ‪.( 18‬‬
‫ويمكن استخلص تعريف شامل للدارة المدرسية من خلل التعريفات‬
‫السابقة بأنها ‪ :‬مجموعة عمليات )تخطيط‪ ،‬تنسيق‪ ،‬توجيه ( وظيفية تتفاعل‬
‫بإيجابية ضمن مناخ مناسب داخل المدرسة وخارجها وفقا لسياسة عامة‬
‫تضعها الدولة بما يتفق وأهداف المجتمع والدولة‪.‬‬

‫مهام مدير المدرسة‬

‫تتعدد وتتنوع مهام مدير المدرسة ‪ ،‬وقد وضع سيرجيوفاني تسع مهام‬
‫للمدير هي‪:‬‬

‫‪ . 1‬تحقيق الهداف ‪ :‬ربط الرؤى المشتركة معاا‪.‬‬


‫‪ . 2‬المحافظة على النسجام ‪ :‬بناء فهم متبادل‪.‬‬
‫‪ . 3‬تأصيل القيم ‪ :‬إنشاء مجموعة من الجراءات والبنى لتحقيق رؤية‬
‫المدرسة‪.‬‬
‫‪ . 4‬التحفيز ‪ :‬تشجيع الموظفين وهيئة التدريس‪.‬‬
‫‪ . 5‬الدارة ‪ :‬التخطيط وحفظ السجلت ورسم الجراءات والتنظيم…الخ‪.‬‬
‫‪ . 6‬اليضاح ‪ :‬إيضاح السباب للموظفين للقيام بمهام محددة‪.‬‬
‫‪ . 7‬التمكين ‪ :‬إزالة العوائق التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق هيئة التدريس‬
‫والموظفين لهدافهم وتوفير الموارد اللزمة لذلك‪.‬‬
‫‪ . 8‬النمذجة ‪ :‬تحمل مسؤولية أن تكون نموذجا ا يحتذى فيما تهدف إليه‬
‫المدرسة‪.‬‬
‫‪ . 9‬الشراف ‪ :‬التأكد من تحقيق المدرسة للتزاماتها‪ ،‬فإن لم تفعل فعليه‬
‫البحث عن السباب وإزالتها ‪.(( MacCabe, 1999‬‬

‫خصائص الدارة المدرسية‬


‫يمكن حصر أهم خصائص الدارة المدرسية بشكل خاص والدارة التربوية‬
‫بشكل عام بالعناصر التالية‪:‬‬

‫• أن تكون متمشية مع الفلسفة الجتماعية والسياسية للبلد ‪ ،‬بحيث ل يبرز‬


‫أي تناقض على الصعيد الوطني في تحقيق الهداف الوطنية بأبعادها‬
‫السياسية والقتصادية والجتماعية والثقافية والتربوية‪.‬‬
‫• المرونة في الحركة والعمل وان ل تكون ذات قوالب جامدة ‪ ،‬حيث أن‬
‫الواقع يدفع بتطويع النظريات لتكون قادرة على إحداث التغيير المنشود‬
‫مما يدفع إلى القدرة على الحركة بالتجاه الذي يخدم تحقيق الهداف‬
‫المرجوة ‪ ،‬لن الدارة وسيلة وليست غاية ‪ ،‬ولهذا فالدارة يجب أن تتكيف‬
‫حسب الموقف والظروف‪.‬‬
‫• أن تكون عملية ‪ ،‬لن النظريات ل تتقرر أهميتها إل بمقدار الجانب‬
‫التطبيقي فيها ‪ ،‬حيث تهدف الدارة إلى وضع الغراض التربوية موضع‬
‫التنفيذ ‪ ،‬وأن تكيف الدارة الصول والمبادئ النظرية حسب متطلبات‬
‫الموقف العملي‪.‬‬
‫• التميز بالكفاءة والفاعلية ‪ ،‬ويتم ذلك عبر الستخدام المثل للمكانيات‬
‫البشرية والمادية‪.‬‬
‫• النجاح في تحقيق الهداف المنشودة ‪ ،‬وفي الطليعة منها تربية الجيل‬
‫القادر على مواجهة متطلبات الحياة ) الفريجات ‪ ، 2000 ،‬ص ‪ 14‬و ص ‪. ( 15‬‬

‫مقارنة بين مفهوم الدارة التربوية والدارة التعليمية والدارة المدرسية‬

‫لقد شاع استخدام هذه المفاهيم في الميادين التربوية بشكل واسع‬


‫وخصوصا في المواضيع التي تتناول الدارة في ميدان التعليم ‪ ،‬وقد وجد‬
‫أن هذه المفاهيم قد تستخدم في بعض الحيان وتحمل نفس المعنى ‪ ،‬إل‬
‫أن حقيقة المر يوضح لنا أن هناك اختلفات هامة بين هذه المفاهيم ‪ ،‬وقد‬
‫يكون هذا الخلط والرتباك في تحديد المعنى الدقيق لها عائد إلى النقل‬
‫المباشر عن المصطلح النجليزي ‪ Education‬والذي يترجم أحيانا بالتربية و‬
‫أحيانا أخرى يترجم بالتعليم وقد يترجمه البعض بالتربية والتعليم ‪ ،‬ومن هنا‬
‫فقد أدى ترجمة المصطلح النجليزي ‪ Administration Education‬إلى الدارة‬
‫التربوية تارة ‪ ،‬وتارة أخرى الدارة التعليمية ‪ ،‬أو الدارة التربوية التعليمية‪.‬‬
‫لذلك فإن الكثير من أهل الختصاص يفضلون استخدام مصطلح الدارة‬
‫التربوية ‪ ،‬نظرا لشمولية هذا المصطلح ولكون كلمة التربية أشمل واعم‬
‫من كلمة التعليم ‪ ،‬إذ أن وظيفة المؤسسات التعليمية هي ) التربية الكاملة (‬
‫ولهذا نجد أن الدارة التربوية مرادفة للدارة التعليمية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمصطلح الدارة المدرسية ‪ ،‬فإن التعبير يدل دللة واضحة على‬
‫أن الدارة المدرسية تتناول بشكل محدد كل ما تقوم به المدرسة من اجل‬
‫تحقيق رسالة التربية التي وضعتها الدولة ووافقت عليها السياسة العامة‬
‫للبلد ‪ ،‬ومعنى هذا أن الدارة المدرسية يتحدد مستواها الجرائي بأنه على‬
‫مستوى المدرسة فقط ‪ ،‬وبهذا تصبح جزءا من الدارة التربوية ككل ‪ ،‬يعني‬
‫ذلك أن صلة الدارة المدرسية بالدارة التعليمية أو الدارة التربوية هي صلة‬
‫الخاص بالعام ) مرسي ‪. ( 1977 ،‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫نظريات الدارة التربوية‬


‫مفهوم النظرية ‪‬‬
‫معايير النظرية ‪‬‬
‫مصادر بناء النظرية المدرسية ‪‬‬
‫‪ ‬الحاجة إلى النظرية في الدارة التربوية والمدرسية‬
‫معايير تقويم الدارة ‪ ‬المدرسية في ضوء النظريات التربوية الحديثة‬

‫مفهوم النظرية‬

‫النظرية ‪ Theory‬كما يعرفها مور ‪ H.A.Moore‬بأنها مجموعة من الفروض‬


‫التي يمكن من خللها التوصل إلى مبادئ تفسر طبيعة الدارة ‪ ،‬وهي تفسر‬
‫ما هو كائن ل التأمل فيما ينبغي أن يكون ‪.‬‬
‫ويمكن أن ينظر إلى النظرية على أساس أنها مبادئ عامة تقوم بتوجيه‬
‫العمل بدقة ووضوح ‪ ،‬وبهذا فالنظرية الجيدة هي التي يمكن أن تشتق منها‬
‫الفروض ‪.‬‬
‫وإذا ثبت نجاح هذه الفروض عند تطبيقها ‪ ،‬فإن النظرية تصبح أساسا‬
‫لتفسير القوانين التجريبية ‪ ،‬والتوحيد بين الفروض المختلفة ‪ ،‬أما إذا لم‬
‫تنجح الفروض عند التطبيق ‪ ،‬فإنها ترفض أو يجب مراجعة النظرية و إعادة‬
‫النظر فيها‪.‬‬
‫إن النظرية وسيلة ‪ ،‬وهي إطار مرجعي يحاول أن يضع نظاما للشياء بدل‬
‫من تناثرها ‪ ،‬وهي توجه التطبيق ‪ ،‬والتطبيق بدوره يوجه النظرية ‪.‬‬
‫) الفريجات ‪ ،2000 ،‬ص ‪( 47‬‬
‫و التقسيم الشائع ما بين النظرية والتطبيق هو تقسيم شكلي ‪ ،‬حيث أن‬
‫التطبيق بدون نظرية يصبح عشوائيا وبدون التطبيق تصبح النظرية عديمة‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫والمحك الرئيس لي نظرية يكمن في مدى فائدتها ‪ ،‬وما يمكن أن تقدمه‬
‫من تفسير أو توضيح للظاهرة الدارية ‪ ،‬ومن هنا فإننا نستطيع أن نخلص‬
‫إلى أن النظرية هي نظام كامل للحصول على المعرفة ‪ ،‬ولتوجيه البحث‬
‫واختبار الفروض ‪ ،‬وتطبيق الساليب المنطقية الرياضية ‪ ،‬وما يستتبع ذلك‬
‫من اختبار تجريبي للنتائج التي يتم التوصل إليها عن طريق الستدلل‬
‫الستنباطي ) مرسي ‪ ، 1977 ،‬ص ‪.( 47‬‬

‫معايير النظرية‬

‫يقترح جريفث أربعة معايير لستخدام النظرية في الدارة هي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬دليل العمل ‪ :‬توفر السس والمبادئ التي يستخدمها رجل الدارة في‬
‫توجيه عمله‪.‬‬
‫ب ‪ -‬دليل جمع الحقائق ‪ :‬تعتبر بمثابة الساس الذي يحدد نوع الحقائق‬
‫المطلوبة وطريقة جمعها‪.‬‬
‫ت ‪ -‬دليل للمعرفة الجديدة ‪ :‬وهي تمكن الباحث من الوصول إلى الفروض‬
‫القابلة للختبار ‪ ،‬وتؤدي في النهاية إلى الكشف عن المعلومات الجديدة أو‬
‫التوصل إليها‪.‬‬
‫ث ‪ -‬دليل لشرح طبيعة الدارة ‪ :‬بمعنى استخدام نظرية الدارة في شرح‬
‫وتفسير طبيعة المواقف الدارية و إلقاء الضوء عليها ) مرسي ‪. ( 1971 ،‬‬

‫مصادر بناء النظرية المدرسية‬


‫المصدر الول ‪ :‬تقارير وتعليقات رجال الدارة المدرسية من واقع خبرتهم‬
‫العملية وهي تعتمد على الناحية الذاتية والنطباع الشخصي‪.‬‬
‫المصدر الثاني ‪:‬عمليات المسح التي يقوم بها الدارسون والباحثون‬
‫ودراسات الكتتاب الكبار في ميدان الدارة المدرسية‪.‬‬
‫المصدر الثالث ‪ :‬الستدلل العقلي للتوصل عن طريق المنطق والعقل و‬
‫استخلص بعض النتائج المترتبة على بعض الفكار أو المسائل العامة التي‬
‫نسلم بها أو نعتقد بصحتها )الفريجات ‪ ، 2000 ،‬ص ‪.( 48‬‬

‫الحاجة إلى النظرية في الدارة التربوية والمدرسية‬

‫يعتبر الهتمام بالنظرية في الدارة التربوية أمرا حديثا ‪ ،‬فحتى عام ‪، 1950‬‬
‫لم تظهر دراسات واضحة المعالم في هذا المجال ‪ ،‬بل إن الدراسات التي‬
‫ركزت على النظرية الدارية لم تظهر بشكل واضح قبل عقد الستينيات من‬
‫القرن الماضي ‪ ،‬لقد حدث تطور متسارع ومذهل في هذا المجال نتيجة‬
‫للدعم الذي قدمته مؤسسة )‪ ( W.K,Kellogy‬في الوليات المتحدة المريكية ‪،‬‬
‫والتي خصصت مبلغا يفوق تسعة مليين دولر لدعم الدراسات والبحاث‬
‫في مجال الدارة التربوية خلل الفترة بين ‪. 1959 – 1946‬‬
‫لقد أسهمت هذه الدراسات في بناء مفاهيم علمية راسخة في مجال‬
‫الدارة التربوية ‪ ،‬حيث كان المدراء سابقا يقدمون اقتراحاتهم في تحسين‬
‫الدارة انطلقا من تجاربهم الشخصية معتمدين على طريقة التجربة‬
‫والخطأ‪.‬‬
‫وفي الحقيقة ‪ ،‬فإنه ليس من المستغرب أن يتأخر ظهور النظرية الدارية ‪،‬‬
‫فالدارة شانها في ذلك شأن بقية العلوم النسانية ‪ ،‬فهي عملية معقدة‬
‫ومتعددة الجوانب وليس من السهل وضع نظرية عامة لها‪.‬‬
‫وبالرغم من ذلك فقد كرس مجموعة متميزة من الباحثين جهودهم لوضع‬
‫نظريات إدارية تسهم في رفعة شان الدارة التربوية ‪ ،‬يدفعهم في ذلك‬
‫إيمانهم بأهمية ميدان الدارة التربوية والذي سيمكن المؤسسات التربوية‬
‫من القيام بأعمالها بنجاح وتميز متجنبة طريقة التجربة والخطأ‪.‬‬
‫إن الستفادة من تاريخ تطور العلوم الطبيعية والعلمية ‪،‬أدى إلى بناء‬
‫مجموعة متميزة من هذه النظريات ‪ ،‬فقد تبين أن مجرد ملحظة الظواهر‬
‫ل يؤدي إلى معرفة مفيدة وعملية إل من خلل مبادئ عامة تستخدم‬
‫لعتبارها عامل مرشدا وموجها إلى ما يمكن أن يلحظ أو يقاس أو يفسر‪.‬‬
‫لقد لمس القائمون على شؤون الدارة التربوية بشكل عام والدارة‬
‫المدرسية بشكل خاص ذلك الصراع القائم بين ما يسمى بالنظرية‬
‫والممارسة ‪ ، Theory and Practice‬كما اكتشفوا أن تعدد تلك النظريات وقصر‬
‫عمرها وتناقضها ‪ ،‬قد يقلل من الدور المرجو من تلك النظريات‪.‬‬
‫لكن ومهما كانت السباب ‪ ،‬فيجب أن ل يترك المجال أمام العوامل السلبية‬
‫والهدامة للتقليل من أهمية اعتبارنا للنظرية في الدارة ‪ ،‬فبدون تلك‬
‫النظرية لن يكون لنا رؤية مستقبلية حقيقية ترشدنا وتوجهنا في تلمس‬
‫طريقنا نحو المستقبل ‪ ،‬أيضا فإن القصد الساسي لي نظرية ‪ ،‬هو‬
‫المساعدة على التوصل لتنبؤات وتوقعات اكثر دقة ‪ ،‬من هنا كان لبد لكل‬
‫إداري تربوي أن يبلور البناء النظري الذي يعتمد عليه في تفسير الشواهد‬
‫والنتاجات التطبيقية ‪ ،‬وبدون اعتماد النظرية ‪ ،‬يبقى العمل مفككا ويساهم‬
‫في ضياع الجهد والوقت والمال والتخبط ‪.‬‬
‫لقد عبر تومبسون ‪ Thompson‬عن أهمية النظرية بقوله ) إن النظرية‬
‫الملئمة تساعد المدراء على الستمرار في النمو بتزويدهم بأفضل الطرق‬
‫لتنظيم خبراتهم وبالتأكيد على ترابط الظواهر ‪ ،‬إن مثل هذه النظريات‬
‫تبقينا يقظين للنتائج غير المتوقعة لعمالنا ‪ ،‬إنها تجنبنا التفسيرات غير‬
‫الناضجة لعمالنا الناجحة كما تنبهنا إلى الظروف والمتغيرات التي قد‬
‫تستدعي تغيرا في أنماط سلوكياتنا ( ) صالح ‪. ( 2003 ،‬‬

‫معايير تقويم الدارة المدرسية في ضوء النظريات التربوية الحديثة‬

‫هنالك عدة معايير رئيسية يمكن من خللها تقويم الدارة المدرسية الجيدة‬
‫في ضوء النظريات الحديثة في الدارة المدرسية‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫• وضوح الهداف التي تسعى الدارة المدرسية إلى تحقيقها‪.‬‬


‫• التحديد الواضح للمسؤوليات‪ ،‬بمعنى أن يكون هناك تقسيم واضح للعمل‬
‫وتحديد للختصاصات‪.‬‬
‫• السلوب الديموقراطي القائم على فهم حقيقي لهمية احترام الفرد‬
‫في العلقات النسانية‪.‬‬
‫• أن تكون كل طاقات المدرسة – من طاقات مادية وبشرية ‪ -‬مجندة لخدمة‬
‫العملية التربوية فيها بما يحقق أداء العمل مع القتصاد في الوقت والجهد‬
‫والمال ‪.‬‬
‫• تتميز الدارة المدرسية الجيدة بوجود نظام جيد للتصال سواء كان هذا‬
‫التصال خاصا ا بالعلقات الداخلية للمدرسة‪ ،‬أو بينها وبين المجتمع المحلي‪،‬‬
‫و بينها وبين السلطات التعليمية العليا )سلمة‪.( 2003 ،‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫النظريات الحديثة في الدارة المدرسية‬

‫نظرية الدارة كعملية اجتماعية‪ .‬‬


‫نظرية الدارة كعلقات إنسانية‪ .‬‬
‫‪ ‬نظرية الدارة كعملية اتخاذ قرار‪.‬‬
‫نظرية المنظمات‪ .‬‬
‫نظرية الدارة كوظائف ‪ ‬ومكونات‪.‬‬
‫نظرية القيادة‪ .‬‬
‫نظرية الدور‪ .‬‬
‫نظرية البعاد الثلثة‪ .‬‬
‫‪ ‬نظرية النظم‪.‬‬
‫نظرية تصنيف الحاجات لماسلو‪ .‬‬
‫نظرية الحتمالت أو ‪ ‬الطوارئ‪.‬‬
‫نظرية التبادل في تقرير القيادة لهومان‪ .‬‬
‫نظرية البعدين في ‪ ‬القيادة‪.‬‬

‫النظريات الحديثة في الدارة المدرسية‬

‫حاول العديد من دارسي الدارة المدرسية تحليل العملية الدارية ومحاولة‬


‫وضع نظريات لها ‪ ،‬ولقد كان لهذه المحاولت أثر في تحقيق نوع من‬
‫التقدم في هذا المجال‪ ،‬فقد حاول كل من بول مورت ‪ P.mort‬ومساعده‬
‫دونالد هـ ‪ .‬روس ‪ Donald H.Ross‬وضع أسس لنظرية الدارة والتي وردت في‬
‫كتابهما ) مبادئ الدارة المدرسية ( كما حاول جيس ب ‪ .‬سيرز ‪Jess.Serars‬‬
‫البحث في وظيفة الدارة في دراسة أعدت في عام ‪ 1950‬تحت عنوان‬
‫) طبيعة العملية الدارية ( ‪ ،‬كما أعد البرنامج التعاوني للدارة التعليمية في‬
‫أمريكا عدة برامج للتعرف على أساليب نظرية للدارة التعليمية ‪ ،‬ومنها‬
‫كتاب عام ‪ 1955‬بعنوان ) أساليب أفضل للدارة المدرسية ( ‪ ،‬واستحدث‬
‫سيمون في كتابه ) مفهوم الرجل الداري ( عام ‪ 1945‬طبيعة وأهمية اتخاذ‬
‫القرار في العملية الدارية ‪ ،‬وفي عام ‪ 1968‬وضع يعقوب جيتزلز‬
‫‪ J.W.Getzels‬نظرية علمية في الدارة المدرسية ‪ ،‬حيث نظر للدارة باعتبارها‬
‫عملية اجتماعية‪ ،‬بينما نظر سيرز إلى الدارة التعليمية من حيث وظائفها‬
‫ومكوناتها وحلل العملية الدارية إلى عدة عناصر رئيسية‪ ،‬ويمكن القول‬
‫بأن جميع الجهود التي بذلت كلها جهود متأثرة بأفكار رجال الدارة العامة‬
‫والصناعية أمثال )تايلور ( )وهنري فايول ( )ولوثر جيوليك (‪ ،‬وغيرهم من‬
‫رجال الدارة العامة ‪) .‬الفريجات ‪( 2000‬‬

‫ومن أبرز النظريات الحديثة في الدارة المدرسية ما يلي‪:‬‬

‫‪ . 1‬نظرية الدارة كعملية اجتماعية‪.‬‬


‫‪ . 2‬نظرية الدارة كعلقات إنسانية‪.‬‬
‫‪ . 3‬نظرية الدارة كعملية اتخاذ قرار‪.‬‬
‫‪ . 4‬نظرية المنظمات‪.‬‬
‫‪ . 5‬نظرية الدارة كوظائف ومكونات‪.‬‬
‫‪ . 6‬نظرية القيادة‪.‬‬
‫‪ . 7‬نظرية الدور‪.‬‬
‫‪ . 8‬نظرية البعاد الثلثة‪.‬‬
‫‪ . 9‬نظرية النظم‪.‬‬
‫‪ . 10‬نظرية تصنيف الحاجات لماسلو‪.‬‬
‫‪ . 11‬نظرية الحتمالت أو الطوارئ‪.‬‬
‫‪ . 12‬نظرية التبادل في تقرير القيادة لهومان‪.‬‬
‫‪ . 13‬نظرية البعدين في القيادة‪.‬‬

‫أول ‪ :‬نظرية الدارة كعملية اجتماعية ‪Social Processing Theory‬‬

‫تعتبر هذه النظرية من أكثر النظريات شيوعا في الدارة التعليمية ‪ ،‬وهي‬


‫تنظر للدارة بتسلسل هرمي للعلقات بين الرؤساء والمرؤوسين في إطار‬
‫نظام اجتماعي ‪ ،‬بهدف تحقيق أهداف النظام التربوي ‪ ،‬وهذه النظرية ترى‬
‫أن النظام الجتماعي للمؤسسة التعليمية يتألف من عنصرين يؤثر كل‬
‫منهما في الخر‪:‬‬
‫‪ ( 1‬المؤسسة التعليمية والدور الذي تقوم به والتوقعات لهذا الدور نحو‬
‫تحقيق الهداف ‪ ،‬وهذا يمثل البعد الوظيفي أو المعياري‪.‬‬
‫‪ ( 2‬الفراد العاملون في المؤسسة ‪ ،‬والنشاطات التي يقومون بها في‬
‫المؤسسة ‪ ،‬وهذا يمثل البعد الشخصي ) الفريحات ‪ ، 2000 ،‬ص ‪. ( 50‬‬
‫إن التحليل الدقيق للدور المتبادل بين الطرفين السابقين ‪ ،‬أي البعد‬
‫التنظيمي والبعد الشخصي يمكن توضيحه في النماذج التالية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬نموذج جيتزلز ‪Getzels‬‬

‫ينظر جيتزلز إلى الدارة على أنها تسلسل هرمي للعلقات بين الرؤساء‬
‫والمرؤوسين في إطار نظام اجتماعي ‪ ،‬وأن أي نظام اجتماعي يتكون من‬
‫جانبين يمكن تصورهما في صورة مستقلة كل منهما عن الخر وإن كانا‬
‫في الواقع متداخلين‪.‬‬
‫فالجانب الول يتعلق بالمؤسسات وما تقوم به من أدوار أو ما يسمى‬
‫بمجموعة المهام المترابطة والداءات والسلوكيات التي يقوم بها الفراد‬
‫من أجل تحقيق الهداف والغايات الكبرى للنظام الجتماعي والجانب‬
‫الثاني يتعلق بالفراد وشخصياتهم واحتياجاتهم وطرق تمايز أداءاتهم‪،‬‬
‫بمعنى هل هم متساهلون‪ ،‬أم متسامحون‪ ،‬أم يتسمون بالجلفة أم بالتعاون‬
‫أم هل هم معنيون بالنجاز… ‪ .‬وما إلى ذلك من أمور يمتازون بها‪.‬‬
‫والسلوك الجتماعي هو وظيفة لهذين الجانبين الرئيسيين‪ ،‬المؤسسات‬
‫والدوار والتوقعات وهي تمثل البعد التنظيمي أو المعياري‪ ،‬والفراد‬
‫والشخصيات والحاجات وهي تمثل البعد الشخصي من العلقة بين مدير‬
‫المدرسة والمعلم يجب أن ينظر إليها من جانب المدير من خلل حاجاته‬
‫الشخصية والهداف أيضاا‪ ،‬فإذا التقت النظريات استطاع كل منهما أن‬
‫يفهم الخر وأن يعمل معا ا بروح متعاونة بناءة ‪ ،‬أما عندما تختلف النظريات‬
‫فإن العلقة بينهما تكون على غير ما يرام‪.‬‬
‫والفكرة الساسية في هذا النموذج تقوم على أساس أن سلوك الفرد‬
‫ضمن النظام الجتماعي وفي إطاره كالمدرسة مثل ا هو محصلة ونتيجة‬
‫لكل من التوقعات المطلوبة منه من قبل الخرين وحاجاته الشخصية وما‬
‫تشمله من نزعات وأمزجة ‪) .‬عطوي ‪.( 2001 ،‬‬
‫ويرى جيتزلز وجوبا أن السلوك الجتماعي هو حصيلة تركيب معقد لعاملي‬
‫الدور والشخصية ‪ ،‬وقد تم تصوير هذه العلقة في الشكل التالي‪:‬‬
‫) الفريجات ‪ ، 2000 ،‬ص ‪( 51‬‬

‫ب – نموذج جوبا ‪ Guba‬للدارة كعملية اجتماعية‬

‫ينظر جوبا إلى رجل الدارة على أنه يمارس قوة ديناميكية يخولها له‬
‫مصدران ‪ :‬المركز الذي يشغله في ارتباطه بالدور الذي يمارسه والمكانة‬
‫الشخصية التي يتمتع بها‪ ،‬ويحظى رجل الدارة بحكم مركزه بالسلطة التي‬
‫يخولها له هذا المركز‪ ،‬وهذه السلطة يمكن أن ينظر إليها على أنها رسمية‬
‫لنها مفوضة إله من السلطات العلى‪ ،‬أما المصدر الثاني للقوة المتعلقة‬
‫بالمكانة الشخصية وما يصحبه من قدرة على التأثير فإنه يمثل قوة غير‬
‫رسمية ول يمكن تفويضها وكل رجال الدارة بل استثناء يحظون بالقوة‬
‫الرسمية المخولة لهم‪ ،‬لكن ليس جميعهم يحظون بقوة التأثير الشخصية‪،‬‬
‫ورجل الدارة الذي يتمتع بالسلطة فقط دون قوة التأثير يكون في الواقع‬
‫قد فقد نصف قوته الدارية‪ ،‬وينبغي على رجل الدارة أن يتمتع بالسلطة‬
‫وقوة التأثير معا ا وهما المصدران الرئيسيان للقوة بالنسبة لرجل لدارة‬
‫التعليمية وغيره‪.‬‬
‫ج – نظرية تالكوت بارسونز ‪T.Parsons‬‬

‫يرى بارسونز أن جميع المنظمات الجتماعية يجب أن تحقق أربعة أغراض‬


‫رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ . 1‬التأقلم أو التكيف ‪ :‬بمعنى تكييف النظام الجتماعي للمطالب الحقيقة‬
‫للبيئة الخارجية‪.‬‬
‫‪ . 2‬تحقيق الهدف ‪ :‬بمعنى تحديد الهداف وجنيد كل الوسائل من أجل‬
‫الوصول إلى تحقيقها‪.‬‬
‫‪ . 3‬التكامل ‪ :‬بمعنى إرساء وتنظيم مجموعة من العلقات بين أعضاء التنظيم‬
‫بحيث تكفل التنسيق بينهم وتوحدهم في كل متكامل‪.‬‬
‫‪ . 4‬الكمون ‪ :‬بمعنى أن يحافظ التنظيم على استمرار حوافزه وإطاره‬
‫الثقافي ‪) .‬عطوي ‪.( 2001 ،‬‬
‫ويميز بارسونز بين ثلث وظائف رئيسة في الترتيب الهرمي في‬
‫التنظيمات الدارية هي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬المستوى الفني ومهمة أعضائه أداء الواجبات والعمال الفنية كالمعلمين‬
‫والموجهين والفنين‪.‬‬
‫ب ‪ -‬المستوى الداري ومهمة أعضائه الوساطة بين مختلف أقسام الجهزة‬
‫الدارية وتنسيق جهودها‪.‬‬
‫ت ‪ -‬مستوى المصلحة العامة وهو ما يهتم بالنظام الجتماعي الخارجي‪.‬‬
‫إن هذه العلقة بين هذه المستويات هي علقة متبادلة ومتداخلة باستمرار‬
‫‪ ،‬غير أن هناك انفصال واضحا في التسلسل الهرمي للسلطة والمسؤولية‬
‫بين المستويات الثلث )الفريجات ‪ ،2000 ،‬ص ‪.( 52‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نظرية الدارة كعلقات إنسانية ‪Leadership Theory‬‬

‫تهتم هذه النظرية بالعلقة النسانية في العمل ومدى ترابط وانسجام هذه‬
‫العلقات ‪ ،‬كما تركز على شخصية القائد أو المدير المسؤول في المنظومة‬
‫التعليمية ‪ ،‬وهذه النظرية تؤمن بأن السلطة ل تورث وهي ليست من‬
‫التركيب البيولوجي للقائد ‪ ،‬بل هي انعكاس للواقع المحيط وهي نابعة‬
‫بالتالي من القائد لتباعه في المدرسة ‪ ،‬يعني ذلك أن سلطة القائد نظرية‬
‫يكتسبها الداري والمدير من أتباعه من خلل إدراكهم للمؤهلت التي‬
‫يمتلكها هذا القائد‪.‬‬
‫وليس المطلوب أن ينخرط الداري في علقات شخصية مباشرة مع‬
‫العاملين بحيث تلغي المسافة الجتماعية التي تفصل بين الداري‬
‫والمرؤوسين ‪ ،‬حيث أن جهد الداري سوف يتبعثر بعيدا عن الهدف النتاجي‬
‫للمؤسسة‪.‬‬
‫إن ما تطالب به هذه النظرية ‪ ،‬هو مراعاة البعاد النفسية والجتماعية التي‬
‫تجعل العاملين يؤدون دورهم بالتزام تام ‪ ،‬لن العاملين يتطلعون دائما إلى‬
‫نوع من الفهم المشترك يجعل السلطة تشعرهم بأن مصلحتها أن تنظر في‬
‫شأنهم بعناية مثلما تولي متطلبات العمل عنايتها ) عريفج ‪ ، 2001 ،‬ص ‪.( 25‬‬
‫ثالثا ‪ :‬نظرية الدارة كعملية اتخاذ قرار ‪Decision Making Theory‬‬

‫إن القرار هو لب العملية الدارية والمحور الذي تدور حوله كل الجوانب‬


‫الخرى للتنظيم الداري ‪ ،‬وتركيب التنظيم الداري يتحدد بالطريقة التي‬
‫يتخذ بها القرارات ‪ ،‬ويرى هربرت سيمون ‪ H.Simon‬إن التنظيمات الدارية‬
‫تقوم أساسا على عملية اتخاذ القرار ‪ ،‬وإن اتخاذ القرارات هو قلب الدارة‬
‫‪ ،‬وإن مفاهيم نظرية الدارة يجب أن تكون مستمدة من منطق‬
‫وسيكولوجية الختبار النساني ‪.‬‬
‫فالعديد من القرارات التي ل حصر لها في الدارة التعليمية لها أثرها على‬
‫النظام التعليمي ‪ ،‬إل أنه ينبغي أن يميز بين هذه القرارات ‪ ،‬فبعضها يتعلق‬
‫بالمادة أو المحتوي ‪ ،‬وأخرى تتعلق بالطريقة ‪ ،‬وفيما يتعلق بالمادة فيمكن‬
‫تمثيله ببناء وتنظيم المناهج والبرامج التعليمية ‪ ،‬ومدى تحقيق هذه البرامج‬
‫والمشروعات للغراض المنشودة من التربية ‪ ،‬وفيما يتعلق بالطريقة‬
‫فيتمثل في كيفية اختيار الطريقة التي تسمح لواضعي المناهج بإشراك‬
‫غيرهم في اتخاذ القرار ‪ ،‬يقول سيمون إن القرارات تقوم على أساسين ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬مجموعة الحقائق والمعلومات ‪ ،‬وهذه يجب أن تكون خاضعة للختبار‪،‬‬
‫لبيان صدقها أو زيفها ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬مجموعة القيم ‪ ،‬وهي تخضع للختبار لنها تتعلق بعملية الختيار‬
‫الحسن أو الفضل ‪ ،‬وكذلك بالصورة المثالية التي يجب أن يكون عليها‬
‫موضوع القرار ) الفريجات ‪ ، 2000 ،‬ص ‪.( 53‬‬
‫ويمكن مراعاة الخطوات التالية عند اتخاذ القرار ‪:‬‬
‫‪ ( 1‬التعرف على المشكلة وتحديدها‪.‬‬
‫‪ ( 2‬تحليل وتقييم المشكلة‪.‬‬
‫‪ ( 3‬وضع معايير للحكم يمكن بها تقييم الحل المقبول والمتفق مع الحاجة‪.‬‬
‫‪ ( 4‬جمع المادة )البيانات والمعلومات(‪.‬‬
‫‪ ( 5‬صياغة واختيار الحل أو الحلول المفضلة واختيارها مقدما أي البدائل‬
‫الممكنة‪.‬‬
‫‪ ( 6‬وضع الحل المفضل موضع التنفيذ مع تهيئة الجو لتنفيذه وضمان‬
‫مستوى أدائه ليتناسب مع خطة التنفيذ ثم تقويم صلحية القرار الذي اتخذ‬
‫وهل هو أنسب القرارات ؟ ‪) .‬الخواجا ‪ ، 2004 ،‬ص ‪.( 42‬‬

‫رابعا ا‪ :‬نظرية المنظمات‪Organization Theory :‬‬

‫تعتبر التنظيمات الرسمية وغير الرسمية نظاما ا اجتماعيا في نظرية‬


‫التنظيم ‪ ،‬ومن خلل النظام تكون الدارة أحيانا ا عامل ا يزيد أو ينقص من‬
‫التعارض بين أعضاء المجموعات والمؤسسات أو المنظمة – المدرسة –‬
‫فنظرية التنظيم هي محاولة لمساعدة الداري ليحلل مشاكل المنظمة‬
‫وترشده في خطته وقراراته الدارية كذلك تساعده ليكون أكثر حساسية‬
‫لفهم المجموعات الرسمية وغير الرسمية التي له علقة بها ‪ ) .‬الخواجا‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص ‪.( 42‬‬

‫خامسا ا ‪ :‬نظرية الدارة كوظائف ومكونات‬

‫يعتبر سيرز من أوائل من درسوا الدارة التعليمية دراسة واسعة ‪ ،‬ونشر‬


‫كتابه المعروف باسم ‪ The Nature Of The Administration Process‬وذلك في‬
‫عام ‪ ، 1950‬وقد حلل فيه العملية الدارية إلى عدة عناصر رئيسة هي ‪:‬‬
‫التخطيط‪ ،‬التنظيم‪ ،‬التوجيه‪ ،‬التنسيق‪ ،‬والرقابة‪ ،‬وتقابل بالترتيب‬
‫بالمصطلحات التالية ‪:‬‬
‫‪Planning ,Organizing , Directing ,Coordinating and Controlling‬‬
‫وعند تحليل هذه الوظائف يمكن الكشف عن طبيعة العمل الداري في‬
‫الميادين المختلفة‪ ،‬حيث أن الوظائف نفسها هي ما يقوم به الداري‪.‬‬
‫ففي عملية التخطيط‪ ،‬يحتاج الداري إلى تدارس الظروف استعدادا ا لتخاذ‬
‫قرارات ناجحة وعملية‪ ،‬تأخذ بعين العتبار طبيعة الهداف والمكانيات‬
‫المتوفرة لتحقيقها‪ ،‬والعقبات التي تعترض التقدم نحو الهداف وموقف‬
‫العاملين منها‪.‬‬
‫وفي عملية التنظيم يحتاج إلى أن يضع القوانين والنظمة والتعليمات على‬
‫صورة ترتيبات في الموارد البشرية والمادية‪ ،‬بما يسهل عمليات تنفيذ‬
‫الهداف المتوخاة على المنظمة أو التنظيم الذي ينشأ عن الترتيبات‪.‬‬
‫شط الداري إجراءات التنفيذ بالتوفيق بين السلطة‬ ‫وفي عملية التوجيه ين ت‬
‫التي يكون مؤهل ا لها من خلل صلحيات مركزه والسلطة المستمدة من‬
‫ذكائه ومعلوماته وخبراته المتمثلة في إدراكه الشامل لهداف المنظمة‪،‬‬
‫وطبيعة العمل المناط بها‪ ،‬وإمكانياتها المادية والبشرية‪ ،‬والقوى‬
‫والظروف الجتماعية المؤثرة عليها‪.‬‬
‫وفي عملية التنسيق‪ ،‬يحتاج الداري إلى جعل كل عناصر التنظيم وعملياته‬
‫تسير بشكل متكامل ل ازدواجية فيه ول تناقض‪ ،‬بحيث توجه الجهود بشكل‬
‫رشيد نحو الهداف المرسومة في نطاق المكانيات المتوفرة‪ ،‬وفي حدود‬
‫ما تسمح به القوى الجتماعية والقتصادية والسياسية والثقافية في بيئة‬
‫التنظيم‪.‬‬
‫أما الرقابة ‪ :‬فهي متابعة مباشرة أو غير مباشرة للمؤسسة لتقييم نظام‬
‫عملها‪ ،‬ومدى جدواها على ضوء الهداف المنتظرة منها )عريفج‪ ،2001 ،‬ص‬
‫‪.( 31 - 30‬‬
‫أما نظرية هالبين ‪ Halpin‬فهي تذهب إلى القول بأن الدارة سواء كانت في‬
‫التربية أو الصناعة أو الحكومة ‪ ،‬تتضمن أربعة مكونات كحد أدنى وهي ‪:‬‬
‫‪ . 1‬العمل ‪ ،‬وهو كيان التنظيم الداري وبدونه ينتفي سبب وجود المنظمة‬
‫الدارية‪.‬‬
‫‪ . 2‬المنظمة الرسمية ‪ ،‬وهي تتميز في المجتمعات الحديثة بتوصيف‬
‫الوظائف وتحديدها وتفويض السلطات والمسئوليات ‪ ،‬وإقامة نوع من‬
‫التنظيم الهرمي للسلطة‪.‬‬
‫‪ . 3‬مجموعة الفراد العاملين ‪ ،‬وهم الفراد المنوط بهم العمل في المنظمة‪.‬‬
‫‪ . 4‬القائد وهو المنوط به توجيه المنظمة من اجل تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫) الفريجات ‪ ، 2000 ،‬ص ‪.( 54‬‬

‫سادسا ‪ :‬نظرية القيادة ‪Leadership Theory‬‬


‫تركز هذه النظرية على أن عملية القيادة التربوية للمؤسسات التعليمية‬
‫هي من المور الهامة بالنسبة للمجتمع وبالنسبة للدارة التعليمية وبالنسبة‬
‫للمدرسة ‪ ،‬وان عملية القيادة في الحقيقة متشابكة بين كم كبير من‬
‫الطراف ‪ ،‬أولياء أمور الطلب ومدرسين وطلب ومجتمع محلي وسلطات‬
‫تربوية عليا ‪ ،‬وعليه فإن القيادة ليست امتلك مجموعة من الصفات‬
‫والحتياجات المشتركة فحسب‪ ،‬بل هي علقة متبادلة بين المؤسسة‬
‫التربوية وأعضاء المدرسة ‪.‬‬
‫إن هذه النظرية تقترب من أفكار نظرية العلقات النسانية في كونها تركز‬
‫على بلوغ الهدف الطبيعي للنسان ) الخواجا ‪. ( 2004 ،‬‬

‫سابعا ‪ :‬نظرية الدور ‪Role Theory‬‬


‫تهتم هذه النظرية بوصف وفهم جانب السلوك النساني المعقد في‬
‫المؤسسات التعليمية )المدارس (‪.‬فيجب علي الداري أن يولي اهتماما ا‬
‫خاصا ا بالمهارات و المقدرات والحاجات الشخصية لكل مدرس ويتخذ من‬
‫الجراءات ما يعزز وسائل التصال بينهم وبينه وطبيعتهم الجتماعيا ا‬
‫وتنمية معلوماتهم حتى يمكن أن يكون دور كل واحد منهم إيجابيا ا وفعال ا‬
‫ومساعدا ا على تحقيق هدف المدرسة )الخواجا ‪ ، 2004 ،‬ص ‪.( 47‬‬
‫ثامنا ‪ :‬نظرية البعاد الثلثة‬
‫نمت هذه النظرية من خلل أعمال البرنامج التعاوني في الدارة التعليمية‬
‫في الوليات المتحدة المريكية ‪،‬وتحاول هذه النظرية أن تشرح الظاهرة‬
‫الدارية على أساس تصنيفي منتظم ‪،‬وهي تحاول الجابة على السؤال‬
‫الجوهري ‪ :‬ما الذي يحتاج المرء إلى معرفته لتحسين وتنمية الدارة‬
‫التعليمية؟ حيث من الضروري عندما نطالب بالتنمية الدارية أن نفهم‬
‫مهارات الداء المطلوبة ‪ ،‬التي يقوم بها رجل الدارة التعليمية ‪ ،‬أي ما‬
‫يعرف بمستوى الوظيفة ) مواصفات الوظيفة ( ‪ ،‬ويلزم أيضا معرفة طبيعة‬
‫الشخص الذي يقوم بأداء هذه المهارات الدارية ‪ ،‬وأن هناك وسطا اجتماعيا‬
‫يحيط به ‪ ،‬ومعنى ذلك أن هناك ثلثة عوامل تتشكل منها نظرية البعاد‬
‫الثلثة وهي‪:‬‬
‫‪ . 1‬الوظيفة ‪ ،‬تذهب هذه النظرية إلى أن هناك ثلثة عوامل تحدد الوظيفة‬
‫وهي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬المحتوي ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬العملية ‪.‬‬
‫ت ‪ -‬التتابع الزمني‪.‬‬
‫‪ . 2‬رجل الدارة ‪ ،‬وجوانب هذا البعد تكمن في ثلثة عناصر وهي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬طاقة رجل الدارة الجسمية والعقلية والعاطفية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬سلوكه من حيث دراسته للمشكلة وما يرتبط بها من جمع البيانات‬
‫والتنبؤ والتنفيذ والمراجعة ‪.‬‬
‫ت ‪ -‬التتابع الزمني ‪.‬‬
‫‪ . 3‬الجو الجتماعي ‪ ،‬ويقصد به العوامل والضغوط الجتماعية التي تحدد‬
‫الوظيفة وتؤثر على تفكير رجل الدارة وسلوكه ‪ ) .‬الفريجات ‪ ، 2000 ،‬ص‬
‫‪( 55‬‬

‫تاسعا ‪ :‬نظرية النظم ‪System Theory‬‬


‫شاع استعمال هذه النظرية في العلوم البيولوجية والطبيعية‪ ،‬وكذلك شاع‬
‫استخدامها في العلوم الجتماعية الخرى ‪ ،‬والتي من بينها علم الدارة‬
‫التعليمية والمدرسية ‪ ،‬وتفسر هذه النظرية النظم المختلفة بأنها تتكون‬
‫من تركيبات منطقية بواسطة تحليلها لتفسر الظواهر المعقدة في‬
‫المنظمات أو المؤسسات في قالب كمي بالرغم من أن البحوث التطبيقية‬
‫المتعلقة بالتغير في المواقف أو الدراسات الجتماعية تكون أحيانا ا غير‬
‫عملية أو غير دقيقة ‪ ،‬تقوم هذه النظرية على أساس أن أي تنظيم‬
‫اجتماعي أو بيولوجي أو علمي يجب أن ينظر إليه من خلل مدخلته‬
‫وعملياته ومخرجاته ‪ ،‬فالنظمة التربوية تتألف من عوامل وعناصر متداخلة‬
‫متصلة مباشرة وغير مباشرة وتشمل ‪ :‬أفراد النظام ‪ ،‬جماعاته الرسمية‬
‫وغير الرسمية ‪ ،‬التجاهات السائدة فيه ودافع النظام والعاملين فيه ‪،‬‬
‫طريقة بنائه الرسمي‪ ،‬التفاعلت التي تحدث بين تركيباته ومراكزها‪،‬‬
‫والسلطة التي يشتمل عليها‪.‬‬
‫ويرجع نشأة أسلوب تحليل النظم إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬عندما‬
‫استخدمه الجيش المريكي فيما عرف باسم )بحوث العمليات (‪ ،‬ومن هنا‬
‫انتقل إلى الميادين الخرى ‪ ،‬بيد أن الهتمام به في التعليم بدأ مؤخرا ا‪،‬‬
‫وبدأ يظهر بصورة واضحة منذ العقد السادس من القرن العشرين وكان‬
‫ذلك على يد عالم القتصاد بولدنج )‪ ( Bolding‬وبكلي )‪ ( Buckley‬عالم الجتماع‬
‫‪ ،‬وقد جاء هذا الهتمام نتيجة لتزايد الهتمام بالتعليم ونظمه من ناحية ‪،‬‬
‫وتركز الهتمام على اقتصاديات التعليم من ناحية أخرى‪.‬‬
‫وأسلوب النظم في الدارة يشير إلى عملية تطبيق التفكير العلمي في حل‬
‫المشكلت الدارية ‪ ،‬ونظرية النظم تطرح أسلوبا ا في التعامل ينطلق عبر‬
‫الوحدات والقسام وكل النظم الفرعية المكونة للنظام الواحد ‪ ،‬وكذلك‬
‫عبر النظم المزاملة له ‪ ،‬فالنظام أكبر من مجموعة الجزاء‪.‬‬
‫أما مسيرة النظام فإنها تعتمد على المعلومات الكمية والمعلومات‬
‫التجريبية والستنتاج المنطقي ‪ ،‬والبحاث البداعية الخلقة ‪ ،‬وتذوق للقيم‬
‫الفردية والجتماعية ومن ثم دمجها داخل إطار تعمل فيه بنسق يوصل‬
‫المؤسسة إلى أهدافها المرسومة ) عمايرة ‪.( 2002 ،‬‬

‫عاشرا ‪ :‬نظرية تصنيف الحاجات لماسلو ‪Maslow‬‬


‫يعتبر ماسلو أن القوة الدافعة للناس للنضمام للمنظمات والمؤسسات‬
‫الدارية وبقائهم فيها وعملهم باتجاه أهدافها هي في الحقيقة سلسلة من‬
‫الحاجات‪ ،‬وعندما تشبع الحاجات في أسفل السلسلة تظهر حاجات أعلى‬
‫يريد الفرد إشباعها ‪ ،‬وهكذا يستمر التجاه إلى أعلى‪ ،‬وتصنف الحاجات من‬
‫وجهة نظر ماسلو إلى ‪:‬‬
‫• حاجات فسيولوجية )جسمية ( أساسية كالطعام والماء والسكن والهواء‪..‬‬
‫الخ‬
‫• النتماء الجتماعي )حب – انتماء – تقبل الخرين(‬
‫• المان والضمان الفسيولوجي والمالي‪.‬‬
‫• الحترام )احترام الذات وتقدير الزملء(‬
‫وينبغي أن ندرك بأن الحاجة المشبعة ليست محفزاا‪ ،‬ولكن تظهر حاجة‬
‫أخرى محلها كمحفز‪ ،‬وحاجات الفرد متشابكة ومعقدة ويميل الفرد إلى‬
‫السلوك الذي يؤدي إلى تحقيق حاجاته المحفزة‪.‬‬

‫أحد عشر ‪ :‬نظرية الحتمالت أو الطوارئ‬


‫تؤكد هذه النظرية على السس التالية‪:‬‬
‫• ليست هناك طريقة واحدة مثلى لتنظيم وإدارة المدارس‪.‬‬
‫• ل تتساوى جميع طرق التنظيم والدارة والفاعلية في ظرف معين‪ ،‬إذ‬
‫تعتمد الفاعلية على مناسبة التصميم أو النمط للظرف المعين‪.‬‬
‫• يجب أن يبنى الختيار لتصميم التنظيم ولنمط الدارة على أساس‬
‫التحليل الدقيق والحتمالت المهمة في الظرف المعين‪.‬‬
‫• وحيث أن الدارة هي العمل مع ومن خلل الفراد والمجموعات لتحقيق‬
‫أهداف المنظمة فإن الحتمال المرغوب هو الذي يدفع المرؤوسين إلى‬
‫اتباع سلوك أكثر إنتاجا ا وفاعلية من أجل تحقيق أهداف المنظمة ‪).‬عطوي ‪،‬‬
‫‪( 2001‬‬

‫اثنا عشر ‪ :‬نظرية التبادل في تقرير القيادة لهومان ‪Homan‬‬


‫تركز نظرية التبادل في تقرير القيادة لهومان على المردود الذي سيناله‬
‫القيادي إذا ما أتخذ موقفا قياديا في مشكلة ما قد تواجهه ‪ ،‬ثم يدرك‬
‫وبشكل واعي وحقيقي ماذا سيحدث إذا فقد القيادي تقبل الجماعة له ‪ ،‬أو‬
‫إذا لم يبذل مزيدا من الجهد والعمل ‪.‬‬
‫أيضا تقارن هذه النظرية بين المردود والتكاليف من أجل تبرير العمل‬
‫القيادي وأهمية المبادرة في العمل وأهمية أن يكون قائدا ناجحا بدل من‬
‫أن يكون منقادا من قبل الخرين ‪.‬‬

‫ثلثة عشر ‪ :‬نظرية البعدين في القيادة‬


‫لقد بين تحليل سلوك القادة أن هناك نمطين وشكلين لهذا السلوك ‪ ،‬فهو‬
‫إما أن يكون سلوكا موجها نحو مهمة ‪ Mission‬أو أن يكون سلوكا موجها نحو‬
‫الناس ‪ ،‬وقد وجد أن بعض القادة قد يطغى على سلوكهم المسار الول‬
‫وهناك من يطغى على سلوكهم المسار الثاني ‪.‬‬
‫إن مهمة القائد الناجح هو أن يخلق حالة من التوازن بين السلوك الموجه‬
‫نحو المهمة والسلوك الموجه نحو الناس ‪.‬‬

‫المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫الخواجا‪ ،‬عبدالفتاح ) ‪ .( 2004‬تطوير الدارة المدرسية‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪ .‬‬


‫‪ ‬الزبيدي‪ ،‬سلمان عاشور ) ‪ .( 1988‬اتجاهات في تربية الطفل‪ ،‬دار أنس‬
‫للنشر‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫‪ ‬الزبيدي‪ ،‬سلمان عاشور ) ‪ .( 2001‬الدارة الصفية الفعالة في ضوء الدارة‬
‫المدرسية الحديثة‪ ،‬مطابع الثورة العربية الليبية‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫سلمة‪ ،‬ياسر ) ‪  .( 2003‬الدارة المدرسية الحديثة‪ ،‬دار عالم الثقافة‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫صالح‪ ،‬هاني عبد الرحمن ‪  ،‬الدارة التربوية‪ ،‬بحوث ودراسات‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫عريفج‪ ،‬سامي سلطي ) ‪ .( 2001‬الدارة ‪ ‬التربوية المعاصرة‪ ،‬دار الفكر‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫عطوي‪ ،‬جودت ) ‪  .( 2001‬الدارة التعليمية والشراف التربوي ‪ :‬أصولها‬
‫وتطبيقاتها‪ ،‬الدار العلمية الدولية‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫العمايرة‪ ،‬محمد حسن ) ‪ ( 2002‬مباديء الدارة المدرسية‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار المسيرة‪،‬‬
‫‪ ‬عمان‪.‬‬
‫الفريجات‪ ،‬غالب ) ‪ .( 2000‬الدارة والتخطيط التربوي ‪ :‬تجارب عربية متنوعة‪،‬‬
‫‪ ‬عمان‪.‬‬
‫محامدة ‪ ،‬ندى عبد الرحيم ) ‪ ( 2005‬الجوانب السلوكية في الدارة المدرسية‬
‫‪ ، ‬دار صفاء للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬الردن‪.‬‬
‫مرسي‪ ،‬محمد منير ) ‪ .( 1977‬الدارة ‪ ‬التعليمية أصولها وتطبيقاتها‪ ،‬عالم‬
‫الكتب‪ ،‬القاهرة‬

You might also like