Professional Documents
Culture Documents
0
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
1
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الفهرس
مقدمة املستوى الثاني 3 .....................................................................................................................
2
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
املقدمة
بسم هللا الرحمن الرحيم
الحمد هلل رب العاملين وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمدّ ،أما بعد:
فقد أسسنا في املستوى األول القاعدة األولى في بناء اإلسالم ،وهي البرهنة على ّ
صحة أصوله وأقمنا
ظ
أركان البناء ،وها نحن في املست ت تتتوى الثاني ندخل ءلى البناء اإلست ت تتالمي الذل أحكمت قواعد لننظر
ءلى املعرفة الدينية والشرعية على ماذا تبنى وكيف نتعامل معها من خالل بناء اإلسالم نفسه.
وقد اخترنا عنوان (مص ت ت ت تتادر التلقي ومس ت ت ت تتالك الفهم؛ لهذا املس ت ت ت تتتوى ألنه يتناول نظرية املعرفة،
ومصت تتادر التلقي الشت تترعية ،وست تتبل الفهم الصت تتحيحة للن الشت تتر ي ،كما أنه ظ ّ
عر على املست تتالك
املنحرفة في تناول مصادر التلقي الشرعية.
وفي زحمة البحث في تفاصيل املشهد العقدل ستغرق بعضنا جهد كله في مالحقة النتائج النهائية
ملقوالت مختلف الطوائف واالتجتتاهتتات ،فهتتذ الفرقتتة تقول بكتتذا ،واألخرى تختتالفهتتا فتقول بكتتذا
ّ
وهكذا ،من غير تفطن للمحركات الفاعلة التي ولدت تلك املقوالت واآلراء .وما من شت ت تتك أن إلدراك
ّ ا ا
تلتتك اكحركتتات فتتائتتدة كبيرة جت اتدا في البحتتث العقتتدل ،ءذ هي املش ت ت ت تك تل الحقيقي كختلف الهويتتات
الفكرية والعقدية ،وعنها تنبثق مختلف االتجاهات العقدية ،والتعرف عليها عمق ا
كثيرا من فهمنا
كختلف تلك االتجاهات واملدارس ،ويكش ت تتف عن أص ت تتول الغلا التي ولدت تلك املقوالت ءن كانت
منحرفة ،أو أصول الحق التي تنش ئ مقوالت حق.
ومن غير هذا اإلدراك ملنطلقات األفكار ومولداتها فست ت تتتظل معالجتنا كختلف املشت ت تتكالت العقدية
ا ا
قاص تترة ناقص تتة ،بل قد يذها جهد العال ظس ت ادا بس تتبا العمل في املنطقة الغلا ،كأن يكون باعث
تبني هذا الرأل مش ت ت ت تتكلة في الداللة العقلية فينص ت ت ت تتا جهد املعالجة في منطقة الداللة النقلية ،أو
يظن الظان أن اكحرك الفاعل لتبني هذ الرؤية راجع ءلى مأخذ معرفي في حين أن الفاعل الحقيقي
هو نما من األهواء الخارجة عن املعطيات املعرفية.
ومن هنا وضع هذا املستوى في البرنامج للكشف عن أصول نظرية املعرفة ،بشقيها:
-نظرية املعرفة العامة ،والتي تمثل ستبل تحصتيل املعرفة في ءرار الواستع والذل شتمل جميع ما
يمكن أن يحصله اإلنسان من معرفة وعلم.
3
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-نظريتتة املعرفتتة التتدينيتتة ،وهي منهجيتتة التعرف على مراد ب عتتالى ،عبر تحتتديتتد مص ت ت ت تتادر املعرفتتة
املعتبرة في هذا الباب ،وبيان املنهج الشر ي الصحيح في التفاعل مع هذا املصادر.
وس ت ت تتءتم في أبناء ذلك اإلبانة عن املنهج اإلس ت ت تتالمي الص ت ت تتحيح في كال البابين ،مع اإلش ت ت تتارة ءلى بعض
كثيرا من املش ت ت ت تتكالت في مختلف املنا ي الفكرية االتجاهات التي وقعت في أخطاء وأغالط ،أفرزت ا
والعقدية والثقافية.
-أن املش ت ت تتكالت الواقعة في هذا الباب هو في حقيقته جزء من اختالل املنظومة العقدية ،ءذ تمثل
كثير من قض ت ت تتايا هذا الباب ،كتحديد املرجعية الدينية الص ت ت تتحيحة واملنهج الش ت ت تتر ي الص ت ت تتحيح في
جزءا من الثوابت الش ت تترعية ،فالتعرف على هذ املنظومة مقص ت تتود االس ت تتتدالل من هذ املرجعية ا
ا
لذاته ،ءذ تصحيح النظر في املوقف من القرآن مثال أو السنة أو غير ذلك من محكمات هذا الباب
هو تصحيح للمنظومة العقدية السنية والتي يتشوف الشارع ءلى تثبيتها وتقريرها في نفس املسلم.
نس ت ت ت تتأل ب لكم التوفيق والس ت ت ت تتداد ،وأن يوفقكم للعلم النافع والعمل الص ت ت ت تتال ،وب عالى أجل
وأعلم.
4
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أهداف املستوى
التأصيل لقضية املعرفة في اإلسالم. -1
التعرف على مزالق هدرالنصوص الشرعية والسبل الخاطئة في التعامل معها. -7
5
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
6
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
مقرر إثرائي:
7
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
8
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
محاضرة
مدخل لفهم نظرية املعرفة
م .عبدهللا العجيري
https://youtu.be/g4XuKlMyBwQ
9
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
10
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
محاضرة
مقدمة منهجية لنظرية املعرفة في اإلسالم
أ .أحمد السيد
-مقرر مرئي –
https://youtu.be/1le31JHok4k
11
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
12
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ّ
مقرر النزعة العلموية
م دددت ددح لع د د د د ددوضو لاملعد د املقرو لع د د د د ددل املار:د د امل د د د د ددتل ال ددا من د د د د د د ددا د د ا ددا و
يف ابب نظري املار ، :إذ إنه يبضث يف أسئل هلا او با يُش ّكح ملعل مصادو املار :أمهو تا
ددر د ددا د ددا دلددلم ده د ددا ،ابل دا دلددل ال د دب دو دا دود د د م دب د دداند د د د د ددرة اب و د ددا أدل دت د دده ،ابل دفددل د د د د د دفد د د
-ممددا ييدإ إت كددامددح يف ال ظر الاقددح احل إذا ك ددا ناددد مصد د د د د ددادو املار:د عملعد ،هو ا
املاريف: -إ ه اك من االجتاهات ما حيص د ددر املار :يف مص د دددو اود م ها ،أ يغلل يف مص د دددو م ها
لى و اب املصادو األتر
املر بل ابلتةرب ّ ،ل أ من أبرز األم ل لى ذلك ال ز الالملي ،اليت غلل يف مص دددو احل
- لغو ما يتالق ابملصادو األتر -الاقح ا
يف هذا املقرو س د د دور اريفا نقداه هلذن ال ز الالملي املغالو يف القاد ددو التةريبو ،و ال ُرو
الش ددبهات سم اس ددو الالو الالملي ،بو ما هو يف احلقوق دلل يف مص دددو ماريف إس ددقا ملص ددادو
مار:و أتر ال قح ها أمهو
13
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ما هو ال ز الالملي ؟
ال ز د الالمليد اندده االجتددان الفكرإ الددذإ يقرو ا الالو التةريحي وك دده أ حيقق كددح مددا حيتددا دده
لد لش د د ددو ال وكن إدواكه ا ن د د ددا ،انه ال طريق للمار :إال ابلالو التةريحي :قل ،أنه ال
ن طريق التةريب
لدي : ،هو إذ وقوق :ال ز الالملي لو م عاو مار:و :قل ،إمنا هو مع ذلك عاو
مركب من أمرين األ ل د ل أ الالو وكن أ يارف كح ما يهو ا ن د ددا وصد ددر طرق املار:
وصد ددر املل لدات يف األملو اليت وكن للالو التةريحي أ ا ن د ددانو يف طرق اود :قل ،ال ا
يدوسها يتضقق م ها
وقد ابتدأ افتتان العقل الغريب ابلعلم التجرييب يف القرن السابع عشر ,مع ظهور النظرايت العلمية اليت
أثبتت خطأ ما كانت عليه الكنيسة ةةة م ت ة ةورات ع الكون واحلياة ,وصة ةةللت للنار ت ة ةةورا م ع
تطور تلةةأل ارمور ,وكةةان الت ةةأثذ اركل يف نلةةأل الفمةةان لعلم الللةةأل مع نظرايت تةةاليليو وكبلر ,
االفتتان ابلعلم شيئا فشيئا مع تطور االكتشافات العلمية وتوسعها .
وس ة ة ة ة ة ة ةةاعةةد علل قوة افتتةةان العقو الغربيةةة ابلعلم ظهور نظرايت علميةةة متمةةاس ة ة ة ة ة ة ةكةةة وقويةةة و خلةةا
الت ةورات الكنسةية أمامها ,فانكشةل للنار مقدار ارخطال العظيمة اليت كانوا عليها ترال تسةليمهم ا
كانت متليه عليهم الكنيسة ,واستقر يف أنهاهنم أبهنم أمام م در معريف تديد سينقذهم م اخلرافة اليت
كانوا يعيشون فيها ,وخيل هم م الضال الذ كان يخيما علل ييا م .
فأخذ العلم التجرييب يتوس ةةع يف انتش ةةارف ,وللقت العقو الغربية تف ا به هياما وابكتش ةةافاته راما,
وبنتائجه تعلقا و عجااب ,يىت بلغ الغلو أبلياف منهم يف العلم ونتائجه يف القرن التاسة ة ة ة ة ةةع عشة ة ة ة ة ةةر مبلغا
يف القرن التاس ة ةةع عش ة ةةر عظيما ,وهناية ارقة يف التمس ة ةةأل به واالعتما عليه ,فقد أص ة ةةبح العلم ا ا
اإلله اجلديد ,وأض ةةلل هذا القرن يلقع بع ةةر عبا ة العلم ,وأمس ةةل رتا العلم التجرييب أنبيال العقو
التقدمية ومنقذ اإلنسانية م م ائرها احملفنة!(.)1
( )1انظر :اتريخ اللكر اروريب احلديث ,ورانلد(,)509 , 372واللكر ارورويب احلديث ,فرانكلني ابومر (.)54 , 19/3
14
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وتش ة ة ة ةةكلت يف هذف ا ريلة النفعة العلموية ,وهذ اال اف الذ يعتقد أص ة ة ة ةةلابه أن العلم قا ر علل
اإليالة بكل احلقائق ,وأنه قا ر علل تقدمي اإلتاابت لكل ش ة ة ةةاكل احلياة ,وأنه للأل احللو جلميع
ا عضالت اليت تواته العقل اإلنساين(.)2
ابرص ة ة ة ةولية العلموية ,ويعة ة ة ةةرفها أبهنا النفعة القائلة أبن ويسميها الليلسوف ا عاصر روتيه تارو
العلم لةكنه يل ا سائل كلها ,وأن ما ال لةك للعةلم أن يقيسه وخيتلف ويتوقعه هو شذل ذ موتو (.)3
ويكشة ة ة ة ةةل دمد فريد وتد ع يالة االفتتان ابلعلم التجرييب ,ويفيل اللاام ع اربعا النلس ة ة ة ة ةةية
واالتتماعية اليت كانت ورال نلأل فيقو ":فلما تال القرن التاس ة ةةع عشة ة ةر كانت العلوم اللرعية قد بلغت
شة ةةأوا بعيدا م التقدم ,وأررت ررا ا اليانعة يف ال ة ةةناعة والفراعة ووسة ةةائل سليل الويالت اإلنسة ةةانية ,
العامة أن الطريق واس ة ة ةةتخدام القوة الطبيعية ,ويدرت م ا خوعات ما وقر يف ص ة ة ةةدور اخلاص ة ة ةةة وبع
الذ يسذ فيه العلم هو الطريق ال ليح ا نتج ,وأن الللسلة اليت ستنتج م أصوله هذ الللسلة احلقة,
فيها ال تايد أو ملتون ... اليت ال جيا
وقد عل مساعيل مظهر يف توص ة ة ة ةةيل احلالة الغالية يف تقديت العلم التجرييب أيسة ة ة ة ة تعبذ ,ييث
ت القرن التاس ةةع عش ةةر يىت برم العلم م ثنااي اللكر اإلنس ةةاين ذكتش ةةلات راح نوو يقو ":مل تش ةةر
العلم يبالغون يف قيمتها مبالغة تر م ىل القو أبن مغاليق الوتو فتلت أمام العقل م لريق العلم ,
وأن اإلنسان ال دالة الل بقدمه يوما ىل يدو ا عرفة ا طلقة اليت استغلقت عليه القرون الطوا ,وأنه
س ةةوف ي ةةل ىل يل رموم الكون وأسة ةرار الوتو يف أقرب يني ,وس ةةا ن نا االعتقا أبن ليت أمام
( )2انظر :اللكر اروريب احلديث – القرن التاسع عشر -فرانكلني ابومر ( , )12-9وا عجم الللسلذ ,جممع اللغة العربية ( , )200وا عجم
الللسلذ ,مرا وهبة (. )469
( )3انظر :ارصوليات ا عاصرة ,أسباهبا ومظاهرها ,تارو (. )24 , 11
( )4علل ألال ا ذهع ا ا (. )31/1
15
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اإلنس ة ة ةةان م لريق يوص ة ة ةةله ىل نلأل س ة ة ةةول الركون ىل الطريقة العلمية ,يس ة ة ةةتدر وييها فتنلله ذا ل
معضالت احلياة وأسرارها .
ومل يقت ة ة ةةر مثذ العلم التجرييب وس ة ة ةةطوته علل جما وايد م جماالت احلياة ,و منا لت س ة ة ةةطوته
ومثذف كل اجملاالت احلياتية ,س ة ة ة ة ة ةوال الدينية منها أو الللسة ة ة ة ة ةةلية أو االتتماعية أو النلسة ة ة ة ة ةةية ,فكل تلأل
اجملاالت مل تسة ة ةةلم م مثذ العلم عليها ,وتكررت الدعوات تلو الدعوات ,وارتلعت ارص ة ة ةوات صة ة ةةارخة,
وتتابعت الندالات مدوية بض ة ة ة ة ةةرورة تغيذ كل ما كان النار عليه ,واتم نقدف وبنائه م تديد علل وفق
ما تقتضيه االكتشافات العلمية التجريبية ,ووتوب صيا ته وتشكيله علل وته يتوافق مع ا عبو اجلديد
,وا نقذ ارعظم .
واش ة ة ةةتدت مع يالة الغلو يف العلم ال ة ة ة ةراعات الدامية بني ا غرمني به وبني ا تمس ة ة ةةكني اب س ة ة ةةيلية
ا نلرفة ,وقامت بينهم يروب ضارية ومعار لاينة ,وتوالت مشهو ة يف التاريخ اروريب ,وقد ُو ِصلت
تلأل ال ة ة ة ة ة ةراعات أبهنا "ا ش ة ة ة ة ةةكلة الرويية الكلل للعامل احلديث"( ,)5ونعتت أبهنا "قض ة ة ة ة ةةية مش ة ة ة ة ةةلونة
ابلعوالل وارثقا التارخيية ,ىل رتة عل الطريق دلوفا ابل راع واالضطراب"(.)6
ومل تقت ر سايات ال راع اليت أيدثها الغلو يف العلم مع ار اين فقف ,و منا امتدت مسايا ا ىل
الللس ةةلة نا ا ,فظهرت عوات تدعو ىل وتوب خض ةةاع الللس ةةلة لنتائج العلم التجرييب ,ولفم عالهنا
التبعية ا طلقة والكاملة للسة ة ة ة ةةيد ارعظم " ,فعلل الر م م أن العالقة بني الللسة ة ة ة ةةلة والعلم كانت وثيقة
علل مر الع ور ,فإنه قد ادرت ما لك أن نسميه أممة متبا لة بينهما ابن القرن ا اضذ ؛ ونلأل رن
العلمال قد هفهم نش ة ة ةةوة االنت ة ة ةةارات العلمية ا تاليقة ,فذهبوا ىل أن التلكذ الللس ة ة ةةلذ ب ة ة ةةلة بع
عامة ,وا يتافيفيقا ب لة خاصة ال تدول منها"(. )7
اللالسلة ا عاصري يف توصيل العدال بني العلم والللسلة ":لقد ا م اللالسلة رتا ويقو بع
العلم ابلضةةيق ,ور العلمال علل هذا اال ام أبن اللالسةةلة مهووسةةون ,وأسةةلرت كل هذف ا هاترات ع
16
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
نفوع رتا الع ةةلم ىل الوكيف علل استيعاب ا ة ة ثرات اللل ةةسلية يف علمهم ,بينما ا ه رخرون ذا يف نلأل
أي ة ة ة ة ة ة ىلةدهم ب ة ة ة ة ة ةةذة ,ىل ما هو أبعد ,فأ انوا الل ة ة ة ة ة ةةلسلة ؛ ال رهنا بال نلع فلسع ,ولك رهنا يلم
ضار"(. )8
وم أقول التيارات اليت ان ت بضةةرورة خضةةاع كل شةةذل للعلم يىت الللسةةلة :اللعدداو امل قو ,
فإهنا أكدت أن الللس ةةلة و ذها م جماالت التلكذ ينبغذ أن تكون خاض ةةعة للعلم اتبعة له ,تس ةةتجيع
له يف كل ش ة ةةذل ,وتتبعه يف كل نتائجه ,وتس ة ةةلأل منهجه ولريقته يف البلث وا عرفة ,وتتخلل ع كل
ما ال يعرفه العلم ؛ ونلأل رن العلم هو ا ال ارعلل للللسلة الذ ينبغذ أال ايد عنه .
ويكموا علل الللس ة ة ةةلة اليت ال تتبع العلم اب وت وأهالوا عليها الواب ,وقض ة ة ةوا عليها أبهنا ليس ة ة ةةت
بذات معىن وال مض ة ة ة ةةمون ,وأهنا لغو م اللغو ,ويعل رائد الوض ة ة ة ةةعية ا نطقية يف اللكر العريب ع هذف
النتيجة ب ةةورة ص ةةارخة فيقو ":أان م م ابلعلم كافر هبذا اللغو الذ ال جيد علل أص ةةلابه وال علل
النار شيئا ,وعند أن ارمة مخة ةةذ بن يع م ا ة ةةدنية يكار أو يقل ذقدار ما مخذ بن يع م العلم
ومنهجه"(.)9
17
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
تعد ت عاول النفعة العلموية وتش ةةعبت ا عالا ا الغالية يف تقديت العلم التجرييب ,وترتع أص ةةو
الدعاول اليت ينا ون هبا ىل ثالثة أصو أساسية ,هذ :
فص د د د ددوح احلديث ولل هذن األملو بوا ما :وها من تلح كفوح ابلكش د د د ددخل ن وةو ا
الاموق الذإ عع :وه الغملة يف اال تماد لى الالو ودن
18
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
1 1الل خل
تقوم يقيقة ارص ةةل ارو علل اال عال أبن العلم التجرييب فس ةةر لحنس ةةان يجما كبذا م الظواهر
عنها ,وأن لديه القدرة علل الطبيعية ,وكش ةةل له ع أس ةرار عظيمة م أس ةرار الكون ,وأما الغمو
كشة ةةل ما بقذ خافيا م ظواهر الكون و امضة ةةا م أس ة ةرارف ,فلم يعد اإلنسة ةةان يف الع ة ةةر احلديث يف
ياتة ىل م در رخر يلسر له الكون ,أو يشرح له لريقة سذف ونظامه .
وم أقدم م عا ىل االستغنال ابلتلسذ العلمذ :م ست الوضعية ا نطقية ارو أوتست كونت,
ييةةث يقو ":ن االعتقةةا يف نوات عةةاقلةةة أو را ات عليةةا ,مل يك ال ت ة ة ة ة ة ة ةةورا لذ ورالف تهلنةةا
ابرسة ة ةةباب الطبيعية ...أما ا ن وكل ا تعلمني م أبنال ا دينة احلدياة يعتقدون أبن كل احلوا رت العا ية
وال ةةظواهر الطبيعية ال بد هلا م ة أن تعو ىل سبع لبيعذ ,وأنه م ا ست ةةطاع تعليلها تعليال علميا مبناف
العةلم الطبيعذ ...فلم يبق فةراغ يسدف االعتقا بوتو هللا ,ومل يبق م سبع يدفعنا ىل اإللان به"(.)10
ألل هكسلذ كتااب أمساف "اإلنسان يقوم ويدف" سعل فيه ىل ثبات أن العلم كلل اإلنس ة ة ة ة ة ة ةةان ع
و ىل
اإللان ابهلل وأ ناف عنه ,ور عليه العامل ارمريكذ ا شةةهور كرسةةذ موريسةةون بكتابه الشةةهذ " اإلنسةةان ال
يقوم ويدف" الذ ترتم ىل العربية ابسم"العلم يدعو ىل اإللان" .
ذف فقا ":ن العلم يكلذ ا ن -ويدف -عاجلة مجيع ش ةةئون وأعل تيندا االس ةةتغنال ابلعلم ع
اإلنس ةةان"( , )11ويني س ةةأ انبيليون بوانبرت يف ملتتح القرن التاس ةةع عش ةةر عامل الللأل الش ةةهذ البالر
عمل القدرة اإلهلية يف تن ة ةةظيم ارفال السماوية أتابه ":نج مل أتد يف نظام السمال ضرورة للقو بتدبذ
اإلله"(.)12
ذ ويذ" أنه يقو ":لقد أثبت نيوت أنه ونقل وييد الدي خان ع ص ة ة ة ة ةةايع كتاب "الدي م
ال وتو إلله كم النجوم ,وأكد البالر بلكرته الش ةةهذة " ن النظام الللكذ ال تا ىل أ أس ةةطورة
19
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الهوتية" :وقام هبذا الدور العا ان العظيمان اروي وابسة ة ة ة ة ة ةةتور يف ميدان البيولوتيا ,وقد نهع كل م
علم النلت ا تطور وا علومات التارخيية الامينة اليت ي ة ة ة ة ة ة ةةلناها يف هذا القرن ذكان اإلله ,الذ كان
ملروضا أنه هو مدير شئون احلياة اإلنسانية يف التاريخ"(.)13
وما ما اإلص ة ة ةرار قائما علل أن العلم هو البديل الوييد ال ة ة ةةليح وا ناس ة ة ةةع ع كل ار اين يىت
يومنا هذا عند عد كبذ م ا اليدة ا عاصري .
( )13اإلسالم يتلدل ( , )27وانظر أقواال أخرل يف أن الغلو يف العلم :أقول براهني تون لينكت ,مجع أمحد يس (, )169 , 84 , 83
ووهم الشيطان ,اإلحلا ومفاعمه العلمية ,فيد بذلنكت ( , )89 , 34 , 20وثالرت رسائل يف اإلحلا والعلم واإللان ,عبدهللا الشهر
(. )89
20
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
1 2ال قد ال قض
يف بداية العملية النقدية للنفعة ا غالية يف العلم ال بد م التأكيد علل أنه ال أيد ينكر فض ة ة ةةل العلم
احلةةديةةث علل احليةةاة اإلنس ة ة ة ة ة ة ةةانيةةة ,وال أيةةد يقلةةل م أغيتةةه وأغيةةة ا ر العظيمةةة اليت مر هبةةا العي
البش ة ة ة ةةر ,فال ش ة ة ة ةةأل أن العلوم احلدياة لورت كاذا م يياة اإلنس ة ة ة ةةان وأيدثت فيها تغذات عميقة ,
يل كاذ م ارممات اليت تكدر عي اإلنسة ة ة ة ة ة ةةان ,وقدمت تطوراته خدمات تليلة
وسة ة ة ة ة ة ةةاعدت علل ىل
أعانت علل اس ة ة ة ةةني يياة اإلنس ة ة ة ةةانية و ميل احلركة اليومية يف ارر ,وخل ة ة ة ةةت كاذا م النار م
القاتلة اليت كانت تلتأل الش ة ة ةةقال الذ كانوا يعانون منه يف معاش ة ة ةةهم ,وقض ة ة ةةت علل كاذ م ارمرا
ابحلياة وا د ارعدا الكبذة م اررواح .
كل نلأل و ذف م ر ر التطور العلمذ احلميدة ال ينكرف أيد ,وليت هو موضعا للخالف واجلد
مع الغالة يف تقديت العلم ,و منا ِ
معقد اخلالف معهم ودل اإلنكار عليهم متعلق ابلنفعة التقديسة ة ة ة ة ة ةةية
ا غالية لطبيعة العلم ,اليت تدعو ىل االس ة ةةتغنال به وبتلسة ة ةذاته ع كل ا ة ةةا ر ارخرل ,وتل ِفم بض ة ةةرورة
خضاع كل الظواهر اإلنسانية للمنهج العلمذ التجرييب .
وهذف الدعول ذ صةةليلة ,وهذ قائمة علل أسةةار خال ,وعلل قاعدة ليسةةت مسةةتقيمة ,بل
هذ جمافية لللق وجمانبة لللقيقة ,وقد تعرضت النتقا ات عميقة وكبذة م ألياف كاذة ,و نكار هذف
عليها أص ةةناف يختللة م العلمال الدعول ليت خاص ةةا أبهل ار اين ,و منا اش ةةو يف نقدها واالعوا
واللالسة ة ةةلة وا لكري ,وتشة ة ةةكلت يف اللكر الغريب يف رخر القرن التاسة ة ةةع عشة ة ةةر وبداية القرن العش ة ة ةري
تيارات عُرفت ذوقلها الناقد للنفعة العلموية ,وقد أرخ هلا عد م الدارس ة ة ةةني لللكر الغريب وتوس ة ة ةةعوا يف
شرح معا ها والتعريل برتاهلا وروا ها(.)14
وقد ش ةةار يف التيارات ا عارض ةةة للنفعة العلموية عد م كبار العلمال التجريبيني ,وأوسة ةعهم ص ةةيتا
ونكرا ,وم أشة ة ة ة ة ة ةةهرهم :هنر بوانكةةاريةةه (1921م) ,الةةذ ُوصة ة ة ة ة ة ةةل أبنةةه "ا ماةةل النمونتذ لنقةةد
( )14انظر :اتريخ الللسلة ,أميل برهييه ( , )200-187/7وم ا ر وتيارات الللسلة ا عاصرة يف فرنسا . ,نذو ( , )379-274واللكر
اروريب احلديث ,فرانكلني ابومر ( , )129/3والللسلة ا عاصرة يف أورواب ,بوشنسكذ ( , )43-42وفلسلة العلم يف القرن العشري ,
لىن اخلويل (. )240
21
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
العلم"( ,)15وش ة ة ة ة ة ة ةةاركةه بذ وهيم (1916م) ,وهو يتلو بوانكةاريةه يف ارغيةة ,ونُعةت أبنةه كةان لةه " ىل
تانع هنر بوانكاريه مثذ هائل يف نقد العلم"(.)16
املصدو اللوود للمار: رح دد من الالما املااوعني لألداي ال اعدين هلا ا الالو لو
,وصريوا أبن ي ة ة ة ر احلقة ة ةةيقة يف ا نهة ة ةةج العلمذ عول ال برهان عليها ,وال تقوم علل أسار صليح
"فا خاوف الغربية يو العلم منذ العش ة ةرينات ,ومنذ العام 1970م علل حنو أكار س ة ةةي ة ةةا قد ما ت
اخل قلع الغرب س ة ة ةةلس ة ة ةةلة م اهلجمات علل العلم عنيلة ماي ة ض ة ة ةةخمة ورأت رخر ثالثني س ة ة ةةنة م
ومتنوعة علل حنو مذهل ,وميت اهلجمات م اليسةةار واليمني ,وم ا لكري وم ا ناوئني للملكري ,
وم وسةةائل اإلعالم واحملتجني الغاضةةبني ,وم ارص ةوليني ا سةةيليني ومعلمذ الع ةةر احلديث ,ويظهر
أن الغربيني فقدوا لاهنم ابلتدبذ اللعلذ ابلعلم"(.)17
وي ةةل الليلس ةةوف ا عاص ةةر بوش ةةنس ةةكذ ظاهرة نقد العلم ,ويكش ةةل ع أثرها قائال ":يتجه نقد
العلم ىل اهلجوم علل قيمة ارفكار العلمية ونظرايت العلم ,وقد بينت التلليالت الل ة ة ة ة ة ة ةةلية والبلورت
التارخيية أن هذف ارفكار وتلأل النظرايت هذ نات لبيعة ناتية يف قس ةةم كبذ منها ...وب ةةلة عامة فإن
العلم فَة َق َد قسما كبذا م سلطته يف أعني اللالسلة ,نتيجة لكل تلأل االنتقا ات"(.)18
وما م قوة أثر ظاهرة نقد العلم التطورات اجلديدة اليت كش ة ة ةةلت ع عجف العلم ع معرفة قض ة ة ةةااي
كاذة م أس ةرار الكون ,فهذف التطورات اجلديدة أضةةعلت م تانع العلموية وقوت م تانع اال اف
الناقد هلا ,ويش ة ةةرح ا رخ اإل ليف روانلد ش ة ةةيئا م مظاهر ارممة اليت وقع فيها العلم بس ة ةةبع التطورات
اجلةديةدة فيقو ":لك الاقةة ابلعلم بةدأت ابلتةداعذ يف منعطل القرن ؛ ن أخةذ العلم ذواتهةة ملةارقةات
عاص ة ة ة ة ةةلة علل يدو ا يتافيفيقا"( ,)19ويقو ":وقد م ع تدمذ تلأل ال ة ة ة ة ةةورة – ص ة ة ة ة ةةورة الكون عند
نيوت -شة ة ةةذل م التواضة ة ةةع ,أنعشة ة ةةت ا يتافيفيقا وام ا االهتمام ابلالمعقو ,ومل يعد العلم بسة ة ةةيطا ,
مقدر جلفل منه أن
,ىل ولرذا مل يعد يسة ة ة ة ةةتند علل ا ا ة ا يكانيكية ,وقد كشة ة ة ة ةةل النقاب ع كون ام
22
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
لوها و اومها هنا أ لة وبراهني متعد ة تد علل هش ة ة ة ة ة ةةاش ة ة ة ة ة ةةة النفعة العلموية ,وتكش ة ة ة ة ة ةةل ع
لللدو ا قبولة ,ووقوعها يف الشطف والعنت ,و ثبات نلأل سيكون م خال ارمور التالية :
ويف قةةامةةة الغالة الةةدليةةل علل نلةةأل مةةا أن يعتمةةدوا علل العلم نلس ة ة ة ة ة ة ةةه ,وهةةذا االعتمةةا يوقع يف خطةأ
منهجذ كبذ ,وهو االس ةةتدال علل ص ةةلة الش ةةذل بنلس ةةه ,وهو خلل اس ةةتداليل ذ مقبو يف قوانني
العقل وا نطق ؛ فإن الدعول ال تكون ليال علل ص ة ةةلة نلس ة ةةها ,و ما أن يس ة ةةتدلوا علل ص ة ةةلة عواهم
بغذ العلم ,فإن فعلوا نلأل فقد انقضوا أصلهم ؛ لكون أصل رؤيتهم يقوم علل أنه ال لريق عرفة احلقيقة
ال العلم نلسه .
-2ب مل القددا دددة امليسد د د د د د د د د د د د ؛ ونلةةأل أن أص ة ة ة ة ة ة ةةل فكرة العلمويةةة قةةائمةةة علل قواعةةد ابللةةة
أما القا دة األ ت ,فهذ أن م ةةا ر ا عرفة اإلنسةةانية منل ةةرة يف ا دركات احلسةةية فلس ةةع ,وهذا
ارس ة ةةار ذ ص ة ةةليح ,وقد س ة ةةبق يف أثنال البلث ثبات بطالنه وخطئه م وتوف كاذة ,ورصة ة ةد ر رف
الس ةةيئة علل ا عرفة اإلنس ةةانية ,وأقيمت ار لة علل اس ةةتلالة قيام ا عرفة اإلنس ةةانية علل م ةةدر وايد ,
وضرورة قيامها علل ا با ئ العقلية ارولية اليت ال تستند يف صلتها ىل م در احلت .
فقف ,وقد تقدم يف الل ةةل السةةابق أما القا دة ال انو فهذ أن الوتو منل ةةر يف الوتو ا ا
بيان ما فيه هذف الدعول م خلل ,والكش ة ةةل ع مواض ة ةةع االحنراف العقلذ والعلمذ فيها ,و ثبات أن
الوتو ليت منل را يف ا وتو ات ا ا ية فقف .
23
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-3اس ددتقراو اال تقاد ابلقص ددلو الالمو ,فالنفعة العلموية قائمة علل أن العلم يس ةةتطيع أن يكلذ
اإلنسةةانية يف كل ما اتاته م ا عارف و ذها ,ولك هذف النفعة أضةةلت تواته يقيقة معرفية ظاهرة,
را الوتو ,و را ق ور العلم التجرييب واإللان وهذ استقرار االعتقا أبن العلم اإلن ساين قاصر ع
العميق بعجفف ع كلاية االيتياتات اإلنسةةانية واسةةتيعاب كل احلقائق الوتو ية ,واسةةتشةةعار عجفف ع
اإلتابة علل كل ارسئلة ابت أمرا شائعا ومنتشرا يف اروساط العلمية .
فأوصةةاف العجف والق ةةور والنقث الاابتة للعلم التجرييب تشةةمل ارمور اليت أ ر النار أبنه مل ي ةةل
ليها يف تطورف بعد ,وتشةةمل أيضةةا ارمور اليت أ ر النار أن العلم ال لكنه الوص ةةو ليها خلروتها ع
جما عمله وحباه ,مال قضااي ارخال والغاايت والل والتلليل و ذها .
فبعد أن ظ كاذ م النار يف القرن التاسع عشر أن العلم بلغ ىل كل احلقائق الوتو ية ,وأضلل
ا ةةدر الوييد الذ س ةةيكليهم ع كل ا ةةا ر ارخرل تغذ احلا مع بداية القرن العش ةري ,وأخذت
الاقة يف العلم ابلتداعذ ,وللق العلم التجرييب يواته صعوابت كاذة ال جيد هلا توااب(.)21
وابت الع ة ة ة ة ة ة ةةلم التجرييب أك ة ة ة ة ة ة ةةار تواضعا م ن قبل ,وأكار راكا حلقيقة أمرف ويجم قدرته ,ويف
مكيد نلأل يقو الليلسةوف اإل ليف ا للد برتراند رسةل يف سةيا يدياه ع ال ةراع بني العلم والدي
":العلمال يعوفون يف تواضع بوتو منالق جيد العلم نلسه عاتفا ع الوصو ليها"(.)22
وقد ظهر التنبيه علل ق ةةور العلم التجرييب منذ القرن الاام عشةةر ,ييث يقو نيوت – وهو أشةةهر
عامل ظهر يف نلأل القرن": -أان ال أعرف كيل أبدو للعامل ,ولكنج أبدو لنلسذ للال يلهو علل شال
البلر ,أهلذ نلسذ يف البلث بني احلني وا خر ع ي اة ملسال ,أو صدفة أكار مجاال ,بينما ديف
احلقيقة العظيم لتد أمامذ جمهوال"(.)23
24
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ويف هناية القرن التاسع عشر كتع يبوا رلوند مقاال نكر فيه أن هنا سبعة ألغام يف الكون ,أربعة
منها علل ارقل ال تقبل احلل أبدا ع لريق العلم ,وهذ ماهية ا ا ة والقوة ,وأص ة ة ة ة ةةل احلركة ,وأص ة ة ة ة ةةل
اإليسار البسيف ,ويرية اإلرا ة(.)24
ويف ثبات عجف اجلهد اإلنسةةاين ع أن يف بكل احلقائق الكونية يقو أينشةةتاي ":العقل البشةةر
مهما بلغ م عظمة التدريع ومسو التلكذ عاتف ع اإليالة ابلكون ,فنل أش ة ة ة ة ة ةةبه ارش ة ة ة ة ة ةةيال بطلل
خل مكتبة كبذة ,ارتلعت كتبها يىت السةةقل ,فغطت تدراهنا ,وهذ مكتوبة بلغات كاذة ,فالطلل
يعلم أنه ال بد أن يكون هنا شخث قد كتع تلأل الكتع ,ولكنه ال يعرف م كتبها وال كيل كانت
كتابته هلا ,وهو ال يلهم اللغات اليت كتبت هبا"(.)25
ويعل الس ة ة ة ةةذ تيمت تنتف يف رخر يياته ع عجف العلم اإلنس ة ة ة ةةاين ذقولة ظريلة بليغة فيقو ":ن
العلم ي ةةطا يف حبر الواقع بنوع معني م الش ةةبا ,يس ةةمل اب نهج العلمذ ,وقد يكون يف البلر الذ
ال لكننا أن نسل ورف الكاذ مما تعجف شبا العلم ع اقتناصه"(.)26
وأما سوليلان ,فإنه ألل كتااب خاصا يف هذف القضية أمساف "يدو العلم " ,وقد د كامل كتابه
للتأكيد علل ق ة ةةور العلم اإلنسة ةةاين ,واسة ةةتلالة يالته بكل احلقائق الوتو ية و ثبات أن له يدو ا ال
بد أن يقل عندها ,وأثبت أن التلوالت العلمية يف القرن العش ة ة ة ة ةري ت يد تلأل النتيجة ,ويقو ":لقد
أصةةبح العلم شةةديد احلسةةاسةةية ,ومتواضةةعا نسةةبيا ,ومل نعد نلق ا ن أن ارسةةلوب العلمذ هو ارسةةلوب
الوييد الناتع الكتس ةةاب ا عرفة احلقيقية"( ,)27ويس ةةتمر يف مكيد نلأل قائال ":ن عد ا م رتا العلم
البارمي ي رون ذنتهل احلمار علل يقيقة م اها أن العلم ال يقدم لنا سول معرفة تفئية ع احلقيقة ,
وأن علينا لذلأل أن ال نعتل أو ال يطلع لينا أن نعتل كل ش ة ة ة ة ة ةةذل يس ة ة ة ة ة ةةتطيع العلم اهله جمر وهم م
اروهام"(.)28
( )24انظر :العلم والدي يف الللسلة ا عاصرة ,اميل برترو (. )189
( )25أنشتاي ,عبدالرمح مريبا ( , )145بواسطة :ق ور العلم البشر ,قيت القرلار (. )96
( )26بسالة العلم ,يبل سنانلذ (. )229
( )27يدو العلم (. )32
( )28ا رتع السابق (. )32
25
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ويف الت ةريح بنقث العلم اإلنس ةةاين اهلائل يف كل اجملاالت يقو ارس ةةتان ش ةةار ريش ةةيه ":جيع علل
اإلنسة ةةان مع ايوامه العظيم للعلم الع ة ةةر أن يعتقد بقوة أن هذا العلم الع ة ةةر مهما بلغ م ال ة ةةلة
فهو ال يفا انق ا نق ا هائال"(.)29
من األملو اليت ياةز الالو التةريحي ن الل د د ددلل إلوها :القض ة ة ة ةةااي ا تعلقة ابرخال وا با ئ
والقيم والغاية والتعليل ,وقد نبه عد كبذ م العلمال – وبعضة ة ة ة ة ة ةةهم م ا عجبني ابلعلم تدا -ىل هذف
القض ة ةةية مرات تعقبها مرات ,ويف بيان ش ة ةةذل م تلأل ارس ة ةةئلة اليت يعجف عنها العلم يقو الليلس ة ةةوف
اإل ليف ا للد برتراند رسة ة ة ةةل ":معظم ا سة ة ة ةةائل اليت ال يسة ة ة ةةتطيع العلم أن جييع عنها ,واليت تسة ة ة ةةتاذ
اهتمام العقو ا تأملة أكار مما يسةةتاذها أ شةةذل رخر ,أن تكون م القبيل الذ ال يسةةتطيع العلم أن
جييع عنه , ...وم أمالة هذف ا سة ة ة ة ة ة ةةائل ما يلذ :أيكون العامل منقسة ة ة ة ة ة ةةما ىل عقل وما ة ! و ن كان
كذلأل فما العقل وما ا ا ة هل العقل اتبع للما ة أم أنه ينلر بقول خاصة به أيف الكون ويدة تربف
أتفالف وهدف ينش ة ةةدف هل يتطور الكون س ة ةةاعيا حنو اية معينة أيقا هنا يف الطبيعة قوانني أم أننا
ن م بوتو القوانني الطبيعية رضةةالل لر باتنا اللطرية يف النظام ...هل للعي أسةةلوب شةريل وأسةةلوب
وض ة ةةيع أم أن أس ة ةةاليع العي كلها عبث ال خيتلل فيها أس ة ةةلوب ع أس ة ةةلوب أال بد للخذ أن يكون
خالدا لكذ يكون تديرا عندان ابلتقدير أم اخلذ يقيق منا ابلسةةعذ ورالف يىت ن كان الكون صةةائرا ىل
فنال دتوم .....تلأل أسئلة ال تستطيع اجلواب عنها يف ا عامل "(.)30
ويقو عة ة ة ة ة ة ةةامل الليفايل النمساو يرون شرو نغر (1987م) – وهو م احلائفي علل تائفة نوبل-
":ن ال ةةورة اليت يرمسها العلم للعامل احلقيقذ يويل صةةورة انق ةةة تدا ,صةةليح أنه يقدم يشةةدا ضةةخما
م ا علومات الواقعية ,ولكنه يسة ة ة ةةكت سة ة ة ةةكوات فاضة ة ة ةةلا ع كل ما هو قريع فعال ىل قلوبنا ,بل ما
يهمنا يقا ,نه ال يسة ة ة ةةتطيع أن يقو لنا كلمة وايدة ع احلمرة والفرقة ,ع ا رارة واحلالوة ,ع ارمل
اجلسد ,واللذة اجلة ة ة ة ة ة ةةسدية ,وال هو يعة ة ة ة ة ة ةةرف شيئا ع اجلما والقبح ,ع اخلذ والشر ,أو ع هللا
وارملية ,صة ة ة ة ةةليح أن العلم يدعذ أيياان أنه جييع ع أسئلة يف هذف اجملاالت ,ال أن ارتوبة هذ يف
ار لع علل قدر م السخل ,ال منيل معه ىل أخذها مأخذ اجلد"(.)31
( )29علل ألال ا ذهع ا ا ,دمد فريد وتد ( ,)130/1وانظرا فيه مقاالت معد ة يف ا عىن نلسه (.)140-131/1
( )30اتريخ الللسلة الغربية (. )4/1
( )31العلم منظورف اجلديد ,تور ستانسيو (. )134
26
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ن العلم والعقل اإلنسة ة ة ة ةةاين ويدغا ل يسة ة ة ة ةةتطيعا أن يلس ة ة ة ة ةرا لنا انا وتدت هذف الذرات والنجوم
والكواكع واحلياة ,واإلنسة ة ة ة ةةان ذا أويت م قدرة رائعة ,وبر م أن العلوم تس ة ة ة ة ةةتطيع أن تقدم لنا نظرايت
قيمة ع السدمي ومولد اجملرات والنجوم والذرات و ذها م العوامل ارخرل ,فإهنا ال تستطيع أن تبني لنا
م ةةدر ا ا ة والطاقة اليت اسةةتخ ة ة ة ة ة ة ة ةةدمت يف بنال هذا الكون ,أو انا اسذ الكون صةةورته احلالية ونظامه
احلايل"(.)32
وقد أ ر عمال فيفايل الكم رون شةةرو ر ق ةةور العلم ع اجلواب علل كاذ م ارسةةئلة ا تعلقة
ابلقيم والل و ذغا فقا ":ال ة ةةورة اليت يقدمها العلم ع الواقع م يويل صة ةةورة انق ة ةةة تدا ...نه –
أ العلم الطبيعذ -ال يتكلم ببنت شة ة ة ةةلة ع ارمحر وارمر ,وا ر واحللو ,وارمل واللذة ,أنه ال يعرف
شيئا ع اجلميل والقبيح ,واحلس والسي ,هللا واخللو ,يتظاهر العلم أيياان أبنه جييع علل أسئلة يف
البا ما تكون تاابته ش ة ةةخيلة للغاية ىل رتة أننا ال منيل ىل أخذها علل دمل هذف اجملاالت ,ولك
()33
اجلد"
وأما س ة ة ةةذ يبو ميداوار – احلائف علل تائفة نوبل – فإنه تعل اال عال أبن العلم لكنه اجلواب علل
كل ارسة ة ةةئلة م ارسة ة ةةباب اجلالبة للعار ,نكر " أن وتو يدو للعلم شة ة ةةذل واضة ة ةةح ع عجفف ع
اإلتابة ع أسةةئلة م مسةةتول ما يسةةأله لالب ا ريل االبتدائية مما يتعلق أبو ورخر ارشةةيال ,ارسةةئلة
()34
م نوع كيل بدأ كل شذل انا حن كلنا هنا ما الغاية م احلياة "
وأما الليلس ة ة ة ة ة ةةوف ارمريكذ ا عاص ة ة ة ة ة ةةر تون لينكت ,فقد نكر أنه لو كانت عول النفعة العلموية
صة ة ة ةةليلة فإن نلأل يعج فورا ":لغال كاذ م مناهج ا دارر واجلامعات ؛ رن تقييم الللسة ة ة ةةلة وار ب
والل وا وسةةيقل يقع خار يدو العلم متاما ,كيل لك للعلم أن خيلان أبن ق ةةيدة ما عبقرية أو جمر
ق ةيدة سةيئة م ا كد أن هذا ل يتم يقيار لو الكلمات وتواترها يف الق ةائد ,وهل يسةتطيع العلم
ان خيلان أبن لويدة ما هذ قطعة مميفة فنيا أم جمر خربش ة ة ة ة ة ةةات لونية متداخلة م ا كد ل يس ة ة ة ة ة ةةتطيع
بعمل اليل كيميائذ لأللوان والقماش الذ رسة ة ة ةةم عليه ,وكذلأل تعليم ارخال يقع خار يدو العلم
( )32هللا يتجلل يف ع ر العلم ,ارير تون كلوفرمونسيا ( , )42وانظر ا رتع نلسه (. )99 ,58-57
( )33ثالرت رسائل يف اإلحلا والعلم واإللان ,عبدهللا الشهر (. )222
( )34أقول براهني ون لينكت ,مجع أمحد يس (. )69
27
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أيضةا ,فالعلم يقو لأل :ن أضةلت ما ة السةوكنني ىل شةراب أيدهم فسةتقتله ,ولك العلم ال خيل
()35
ن كان ي ح أخالقيا أن تدر السوكنني يف شا تدتأل كذ تستويل علل ممتلكا ا "
ويف هناية هذف النقو ال بد م التأكيد علل أننا لسةةنا ضةةد تقدم العلم وبلو ه أعلل ما لك للبشةةر
الوصو ليه ,ولسنا مم يدعو ىل تر تطوير العلم واللرح بنلسه وتعارف ,بل حن م أكل عاة التطور
يف العلم والتقدم يف مكتشلاته ,واهلدف ارساسذ م نكر تلأل النقو ومكيد نقد العلم يتملور يو
الر علل الغالة يف العلم ,الذ ا عو أهنم وصلوا ىل كل شذل أو سي لون ليه يف ا ستقل ,وأن العلم
هو الطريق الوييد عرفة احلقائق وبنال احلياة .
-4ا:رتاض التااوض الزائخل ،ونلأل أن أتباع النفعة العلموية ينطلقون م أن العلم فس ة ة ة ةةر لنا كل
وتو هللا تعاىل وال مس ة ة ة ة ة ةةوغ لحلان به وبتدبذف ش ة ة ة ة ة ةةذل أو يف مقدورف أن يلعل نلأل فال اعذ الفوا
للكون .
وهذف مغالطة اسةةتداللية ظاهرة ,رهنا قائمة علل أنه ال وتو ال لوايد م خياري ما اإللان ابهلل
عقلذ ابلل ,فال تعار بني تلسة ة ة ة ةةذ تعاىل و ما اإللان ابلنفعة العلموية ,واحلقيقة أن هذا جمر افوا
العلم لكل شذل يف الكون وبني اإللان ابهلل تعاىل ,بل اإللان ابهلل أصل ل لة تلسذ العلم .
ي كد تون لينكت هذا ا عىن فيقو ":النقطة اليت نريد هنا أن نلم هبا أن هللا ليت بديال ع العلم
م نلأل هو أسةةار مجيع التلاسةةذ كتلسةةذ ,فال جيوم أن نلهمه فقف كإله لللرا ات ,بل علل النقي
,فإن وتو ف هو الذ قدم مكانية التلسةذ نلسةها -التلسةذ العلمذ و ذف -م ا هم التأكيد علل هذا
ارمر ؛ رن ا للني ا ثري مال ريتش ةةار وكنف س ةةي ةةرون علل ت ةةور هللا كبديل تلس ةةذ للعلم ,وهذف
فرية ال توتد يف اللكر الدي أب عمق كان ,لذلأل ارب وكنف أعدالا وغيني"(.)36
ن مال الغالة يف العلم مال رتل اختلل مع أصةةلابه يف رلة معقدة كانت بني أيدهم هل هلا صةةانع
أم هلا فأخذ يدرس ةةها س ةةنوات لويلة وتعرف علل أسة ةرارها وكيلية عملها ,تال ىل أص ةةلابه ,وقا
28
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
هلم :لقد وتدت الدليل القالع علل أن هذف ا لة ال صة ة ة ة ة ة ةةانع هلا ,فقد اكتشة ة ة ة ة ة ةةلت م خال ا ختل
صانع هلا!! والبلث العلمذ كل أسرارها ولريقة عملها فال اعذ الفوا
ن صنيع هذا الرتل سيكون مذموما عند كل العقالل ,وسيقو له أصلابه :ال تعار بني معرفة
أسة ة ة ة ة ةرار تلأل ا لة وبني ايتياتها ىل ص ة ة ة ة ةةانع ,وحن مل نقل ابيتياتها ىل ص ة ة ة ة ةةانع رتل أننا مل نعرف
أسرارها ,و منا رن الضرورة العقلية تقتضذ نلأل ,فسوال عرفنا أسرارها أو مل نعرفها ,فموقلنا ل يتأثر .
فكوكها ،ونلأل أن الغالة يف العلم بغلوهم ا تعس ة ة ة ة ةل -5اتتزال املكلانت ا ن د د د ددانو الروب
وتهوا مس ة ةةار العقل اإلنس ة ةةاين احلديث ىل اجملاالت اليت لك للعلم أن يبلث فيها ,وهذ القض ة ةةااي اليت
سض ة ة ةةع للتجربة ,وص ة ة ةةرفوف ع االهتمام ابلقض ة ة ةةااي ذ التجريبية ,كالقيم وارخال وارس ة ة ةةئلة الوتو ية
الكلل ,ويكم عليها بعض ة ةةهم بعدم النلع ,وأق ة ةةل ارس ة ةةئلة ا تعلقة هبا ,وبعض ة ةةهم ياو أن ي ة ةةبغ
عليها ال بغة التجريبية .
وهذا ال ةةنيع يف يقيقة أمرف اختفا ش ةةديد لللياة اإلنس ةةانية الريبة ,وهتأل لبنياهنا الواس ةةع رتل
اخلضة ة ة ة ة ة ةةوع لطبيعة التلكذ التجرييب ,وقد أ ر عد م ا لكري يف الغرب خطورة هذا االختفا ور رف
ا دمرة علل احلياة اإلنسة ةةانية ,فقد أ ر هوسة ةةر البلث يف هذف ارممة وكشة ةةل ع نتائجها علل احلياة
الغربية ,فذكر أن العلوم احلدياة ال تس ةةتطيع أن توته اإلنس ةةان ؛ لكوهنا تق ةةذ م ميداهنا كل ارس ةةئلة
اليت هلا عالقة ابلوتو اإلنسة ة ة ةةاين :أسة ة ة ةةئلة ا عىن والغاية والقيم وارخال ,ويقو ":ن رؤية اإلنس ة ة ة ةان
احلديث للعامل اد ت كلها يف الن ةةل الااين م القرن التاس ةةع عش ةةر م قبل العلوم الوض ةةعية ويدها ,
يف ال مباالة ع ارسة ة ةةئلة احلامسة وانبهرت ابالم هار الناتم ع هذف العلوم ,وهذا ما أ ل ىل اإلعرا
ابلنسبة لكل بشرية يقة ,ن علومنا ال تم ال ابلوقائع ,ت نع بشرا ال يعرفون ال الوقائع"(.)37
ونكر أن النار ض ة ة ة ة ة ةةجروا م العلم بعد احلرب العا ية اروىل ,واكتش ة ة ة ة ة ةةلوا أنه ال لك أن ل كل
مش ة ة ةةاكلهم ,واو موقلهم ىل ش ة ة ةةعور عدائذ مال العلم ,وقا ":كاذا ما نس ة ة ةةمع أبن العلم ليت له ما
يقوله لنا يف احمل اليت تلم حبياتنا ,نه يق ة ةةذ مبدئيا تلأل ارسة ةةئلة ابلذات اليت تعتل هذ ارسة ةةئلة ا للة
29
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
عر يف أممنتنا ا شئومة لتلوالت م ذية :ارسئلة ا تعلقة ذعىن هذا الوتو البشر
ابلنسبة لحنسان ا َّ
أبكمله أو ال معناف"(.)38
ةجل فيها خالص ة ةةة تقييمه للعلم الوض ة ةةعذ فقا ":ن ا لهوم الوض ة ةةعذ للعلم يف
وانتهل ىل نتيجة س ة ة ىل
مماننا هذا نن – نا نظران ليه اترخييا -ملهوم اختفايل"(.)39
وهذف النتيجة يدركها بوضوح ا تأمل يف النهاايت اليت وصل ليها الغالة يف العلم يف حبوثهم ومواقلهم
م ارسئلة ارخالقية والقيمية والغائية .
-6ا لل بني ال ظري مدللهلا املاريف ,فم ا علوم أن هنةةا فرقةةا بني النظريةةة العلميةةة وبني مةةا
ي خذ منها م مدلوالت معرفية و ينية وفلسة ة ة ة ةةلية ,فما ي خذ منها قدر مائد عليها خار ع يقيقتها ,
وع لبيعتها التجريبية العلمية ,فنل يف اجملا الللسة ة ة ة ة ة ةةلذ والديج ال نتعامل مع النظرية العلمية نا ا ,
و منا نتعامل مع فهم خاص لتلأل النظرية ,واستنتا عقلذ معريف خار ع لبيعتها التجريبية .
ولك الغالة يف العلم خيلطون بني ارمري ,وجيعلون ما اسة ة ة ة ة ة ةةتنبطوف م النظرايت العلمية هو العلم
ناته ,وي ة ة ة ة ة ة ةةلون مواقلهم اإليديولوتية ابلنعوت اليت ينعتون هبا النظرية العلمية ,وهذا سليف معريف عا ٍر
ع ال لة ,وخار ع ا نهج ا عريف ا نضبف .
وس ة ةةاعد علل نلأل اخللف انتش ة ةةار العلم وتض ة ةةخم هيمنته وس ة ةةطوته علل العقو يف الواقع ارورويب ,
فنتيجة لذلأل أخذ أصة ة ة ة ةةلاب اال اهات الللسة ة ة ة ةةلية ا ت ة ة ة ة ةةارعة رص كل لرف منهم علل التش ة ة ة ة ةةبث
ابل نظرايت العلمية ,وللق كل ا اف يدعذ أن العلم يد علل مواقله ويدعم ررالف ,فما ن تظهر نظرية
م النظرايت العلمي ةةة الكلل ىل الوتو يىت يته ةةاف ةةت ليه ةةا الن ةةار وخيتللون يوهل ةةا ,بني انق ةةد هل ةةا
و نهجيتها ,وبني م ة ة ة ة ةةتهم هلا ابإليديولوت ة ة ة ة ةةية أو الرت ة ة ة ة ةةعية واالحنطاط ,وبني لائلة لاة تقب ة ة ة ة ةةلت تلأل
النظرايت واستة ة ة ة ةةغلتها يف مييد أق ة ة ة ة ةواهلا اللة ة ة ة ةةلسلية والعلمية ,أو يف بطا ارقوا ارخرل ا قابلة ا تراف
صليلا .
30
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فتلولت نظرايت العلم ىل س ةةاية م ال ة ةراعات ا ذهبية والتأويالت ا تعس ةةلة ,يقو برتراند رس ةةل
اللالسلة لنظرايت العلم ":كما هو ا عتا يف يالة كل نظرية علمية تديدة, يف توصيل استغال بع
كان هنا ا اف م كل فيلسةةوف حنو تلسةةذ أعما أينشةةتاي علل حنو يتلق ونظامه ا يتافيفيقذ ,ويقوح
أن احمل لة هذ ن ر لآلرال اليت يعتنقها هذا الليلسوف"(.)40
وأض ةةلت تلأل االس ةةتغالالت ظاهرة اتتماعية واس ةةعة يف اتريخ العلم والللس ةةلة ا عاص ةةرة ,فكم م
قو أُبطل بنالل علل ما فُهم م أن النظرية العلمية سالله ,وكم م رأ انتشة ة ة ة ة ة ةةر بنالل علل عول مييد
النظرية العلمية له ,وكم م فكرة شاعت وأثرت يف عقو النار بنالل علل أهنا م يدة ابلعلم احلديث .
وقد اتسعت ائرة االستغال للنظرايت العلمية وتضخمت تبعا ا ,يىت بلغ ارمر بلينني أن وصل
العلم احلديث أبنه أش ةةبه ش ةةذل بِبَةغذ!()41؛ لكارة ما وقع فيه م اس ةةتغال ,نتيجة للخلف ا تعس ةةل بني
النظرية وبني ما يستنتج منها .
فإنا انتقلنا ىل نظرية نيوت يف اجلانبية ,فإان د التيارات ا عارضة لأل اين متهافتة عليها ومت ارعة
يوهلا ,أما أتباع تيار الدي الطبيعذ فقد تعلوا العلم النيوتج سة ة ة ة ة ة ةةندا هلم يف نكار تدخل هللا يف الكون
وتدبذف له و رسة ة ة ةةاله للرسة ة ة ةةل ومييدف ارنبيال اب عجفات ,فاهلل يف نظرهم بعد خلقه للكون ال يتدخل فيه
أب نوع م التدخل ,يىت ولو كان إبرس ة ة ةةا الرس ة ة ةةل ,فالكون بعد أن فعه هللا ىل الوتو أخذ يعمل
ذ تدخل ريد ,وابلتايل فإنه م ا س ة ةةتليل أن يتدخل هللا يف شة ة ة ون بنلس ة ةةه وفق قوانني ص ة ةةارمة م
النار فذسة ةةل ليهم رسة ةةال وأنبيال ,وم ا سة ةةتليل أن خير قوانني الكون رتل رتل ؛ رن خرقها يعج
بطا نظرية اجلانبية( ,)42ويف بيان نلأل تقو الكاتبة وريندا أوترام ":وهكذا اس ةةتغل عمل نيوت بطر
أبعد ما تكون ع هدفه ارص ة ة ةةلذ ,بق ة ة ةةد تدعيم أولئأل الذي ُمسوا الربوبيني ,الذي كانوا ي منون ابهلل
كخةةالق للكون فقف ,أ :أن هللا عنةةدهم منةةاظر لقوانني الطبيعةةة نلس ة ة ة ة ة ة ةهةةا ,هةةذا اإللةه ال ش ة ة ة ة ة ة ةةأن لةةه
ابالختيارات اإلهلية للنار ,ولكنه ذاابة العلة اروىل فقف"(. )43
( )40فلسلة العلم ,فيليع فرانأل ( , )223وانظر :فلسلة العلوم ,بدو عبداللتاح (. )258
( )41انظر :مع الليلسوف ,دمد بت اللند (. )12
( )42انظر :تكوي العقل احلديث ,تون هرمان راندا (. )448-444/1
( )43التنوير (. )148
31
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وأما تيار اإلحلا فإهنم أيضا استغلوا نظرية اجلانبية النيوتينية واعتمدوا عليها يف نكارهم لوتو اخلالق
وتو هللا ليمسة ة ة ة ة ة ةةأل ابلكون ,فالكون ,ييث هنا أثبتت –يف معمهم -أبان لسة ة ة ة ة ة ةةنا يف ياتة الفوا
متماسأل بقوانينه كما يقولون(.)44
وأما نظرية اروي يف التطور الطبيعذ فإهنا اس ة ةةتغلت أسة ة ةوأ اس ة ةةتغال وأقبله م قبل اجملرمني والقتلة
وسة ة ة ة ة ة ةةلاكذ الدمال ؛ حبجة أن هذف النظرية تد علل أن البقال ال يكون ال لألصة ة ة ة ة ة ةةلح ,وبرروا بذلأل
مذاحبهم اليت قاموا هبا ضد الشعوب اللقذة ,ويف ت وير نلأل يقو اونف يف أثنال عرضه ذهع اروي
":وم تهة أخرل نشأت تطبيقات أخرل لنظرايته ,ال نظ أن ارون كان يرضاها لو كان ييا ,فماال
ارتنار البش ة ةرية ؛ اسذت اللاشة ةةية نظرية االنتخاب الطبيعذ والبقال لألصة ةةلح ملرا للقض ة ةةال علل بع
رهنا تقضةةذ علل العناصةةر الضةةعيلة وتسةةتبقذ العناصةةر القوية"( , )45ويقو رشةةايل مواتقو م كدا يدورت
ا ش ة ة ة ة ةةتغلني ابلعلم ":وقد اس ة ة ة ة ةةتعملت وتهة النظر االس ة ة ة ة ةةتغال القبيح لنظرية التطور يىت م قبل بع
الطوائل تتخيل أو ظ الدارونية قاعدة حلجج يختللة واس ةةعة ,كالتلريق بني النار علل أس ةةار أن بع
أهنا وضةةيعة ,كما اسةةتعملت لتلير احلروب وس ةةلو رتا ارعما لوبية ارللا ,وقيل :ن ارتنار
ا تمدنة م البشةةر سةةتبيد ارتنار ا تويشةةة وال دلها ,وقد ر هذا ال ةةدل كل م أرتسةةت هيكل
وفرانسيت كالتون ,وهيئة أركان احلرب ار انية و ذهم"(. )46
وأما ا رخ اإل ليف روانلد سة ةةوومل فإنه يني نكر ارسة ةةباب اليت أ ت ىل نشة ةةوب احلرب العا ية
اروىل قا ":فالروح الدارونية القائلة أبن ال ةراع وا نافسةةة والقوة هذ قوانني احلياة ,كانت ا نبع الرئيسةةذ
رقوا رتا السياسة وأفعاهلم"(.)47
ف ا اركس ة ة ة ة ة ةةيون بني موقلهم اإليديولوتذ وبني نظرية التطور الداروينية ,وا عوا أهنا تد علل
وكذلأل َخلَ َ
أصة ة ةةلهم يف ال ة ة ةراع بني الطبقات ,واسة ة ةةتغلوا نلأل لتطبيق رؤيتهم يف التعامل مع االختالف بني ألياف
اجملتمع ,وللقوا يللون ائما أبن ما هم عليه هو الذ يد عليه العلم ويرشد ليه(.)48
( )44انظر :هللا يف الللسلة احلدياة ,تيمت كولنف ( , )218وتشكيل العقل احلديث ,تون هرمان ( , )459/1والدي يف مواتهة العلم ,
وييد الدي خان (. )16-15
( )45كتع ذت وته العامل (. )304
( )46لبيعة اإلنسان البيولوتية واالتتماعية ( , )18-17بواسطة :افت النظرية الداروينية ,السيد ها ا درسذ (.)208
( )47اتريخ اللكر اروريب احلديث (. )549
( )48انظر :كتع ذت وته العامل ,اونف ( ,)304وألل ابل ا ا ية اجلدلية ,فاسيلذ بو و ستنيأل وأوفشيت ابخوت (.)16
32
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وكذلأل اسة ة ة ة ةةتغل الرأمساليون نظرية احلتمية البيولوتية ,وهذ النظرية اليت تقوم علل أن مجيع سة ة ة ة ةةلو
اإلنسان واالختالفات بني البشر دكومة ابختالفات بيولوتية ال تقبل التغيذ وال التبديل , -واستدلوا هبا
علل اجلنت ارسو ,واعتمدوا عليها يف مكيد مشروعية انقسام اجملتمع ىل علل تلضيل اجلنت اربي
الطبقات علل ذها ,وأضة ة ةةلت هذف النظرية عن ة ة ةرا هاما يف ا عار لبقات متلاوتة ,وسة ة ةةيطرة بع
السياسية واالتتماعية لسنوات عديدة يف أوكرانيا وبريطانيا و ذغا(.)49
و نا انتقلنا ىل النظرية النس ةةبية اليت اكتش ةةلها أينش ةةتاي ,فإان د ال ةراع يوهلا دتدما بني التيارات
الللس ة ة ةةل ية ا تدافعة ,فقد لقيت هذف النظرية ترييبا عاما م لدن اللالس ة ة ةةلة ا االيني ؛ لنفعتها ا عارض ة ة ةةة
ا االيني بعنل ؛ للما ية ؛ ورهنا ت كد مكانة اإلنسة ة ة ة ة ة ةةان ا ميف يف الكون ,ومع نلأل فقد هامجها بع
لكوهنا أفسدت الت ور ا طلق للفمان واستبدلت به ت ورا نسبيا له .
وأما الللسةةلات ا ا ية فقد وقلت موقلا معا اي م نظرية النسةةبية ؛ لكوهنا اسةةتبعدت ملهوم ا ا ة ,
كلقيقة مطلقة ,وس ة ةةارع عد م علمال الس ة ةةوفيات ىل ا ام النظرية النس ة ةةبية أبهنا رتعية لبقية ,تعو
ابإلنسان ىل ع ور الرويانيات والت ورات ا يتافيفيقية!(.)50
ويعلق فيليع فرانأل علل نظ ة ةرية النسبية ,ويكة ةةشل ع لبيعة االستنتاتات الللسلية منها ,فيقو
":ونظرية النس ة ةةبية يف واقع ارمر مهيأة تيدا رن ت ة ةةبح ماال للتلس ة ة ةذات الللس ة ةةلية وا يتافيفيقية للعلم ,
وم هنا لك أن نلهم أن ا ضة ةةامني الللسة ةةلية للنسة ةةبية لك أن تسة ةةتخر بطر شة ةةىت كاذا ما تتناق
,وهذا أمر ملهوم نا علمنا أن النظرية ال اد هذف التلس ة ةذات تلس ة ةذا فريدا , يىت مع بعض ةةها البع
نيا اربنا اليومية"(.)51 فهذف التلسذات هذ متاالت بنظرية النسبية مستخل ة م
وم كل ما سةةبق ينجلذ بوضةةوح أن هنا فرقا سةةليقا بني النظرية العلمية وبني ما يسةةتنتج منها م
مدلوالت معرفية وفلس ة ة ة ة ةةلية ,فالعلم التجرييب ال لدان بللس ة ة ة ة ةةلة وال أبيكام ش ة ة ة ة ةةرعية وال بقيم أخالقية ,
وارتباط هذف ارمور ابلعلم التجرييب منا هو ارتباط اسة ة ة ة ة ة ةةتنتاتذ يقوم به أشة ة ة ة ة ة ةةخاص ددو ون ,وأولئأل
ارشةةخاص ليس ةوا هم العلم نلسةةه وليس ةوا ملئني م ارهوال والر بات ,وال هم مع ةةومني م الوقوع يف
( )49انظر :علم ارييال واإليديولوتيا والطبيعة البشرية ,ستيل ورخرون (. )34-33
( )50انظر :فلسلة العلم ,فيليع فرانأل ( , )225-223وفلسلة العلوم ,عبداللتاح بدو (. )258
( )51فلسلة العلم (. )222
33
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اخلطأ والفلل ,فاال عال أبن ما يس ة ةةتنتجونه م العلم هو العلم نلس ة ةةه ض ة ةةال مبني واحنراف س ة ةةليق ع
العقل وا نطق(. )52
ذ أن يكون يف مقدمات الدليل -7القفز احلكمو ,وا را ابلقلف احلكمذ ,االنتقا ىل النتيجة م
ما يس ة ة ة ة ةةتلفمها أو يقتض ة ة ة ة ةةيها ,فنجد الغالة يف العلم ي كدون ائما أن نظرية ما تد علل قوهلم يف نكار
اخلالق أو بطالن أصة ة ةةل م أصة ة ةةو الدي ال ة ة ةةليلة ,فإنا يققنا النظر يف تلأل النظرية ال د فيها ما
يد علل موقلهم ,و منا يدعون نلأل ا عالا دضا .
ما ا عوا أن نظريته تد عليه ,وم ارمالة بل د صايع النظرية نلسها ومكتشلها ي م بنقي
علل نظرية اجلانبية اليت اكتشة ة ة ة ة ة ةةلها نيوت يف أتباع التيار اإلحلا ا شة ة ة ة ة ة ةةهورة علل نلأل :اعتما بع
ثبات استغنال الكة ة ةةون ع اخلالق ,وهذف النظرية عند التة ة ةةلقيق ال تد علل نلأل ,و اية ما تكة ة ةةشل
عنه لريقة سذ الكون وعمله ,وال تتعلق ذ ة ة ة در الكون ومنشئه ؛ ورتة ة ةةل هذا كان نيوت م منا بوتو
ذف -ويقو ":هذا أس ة ةةلوب هللا يف العمل ,فاهلل اخلالق – وهو ابلض ة ةةرورة أعلم بنظريته ومقتض ة ةةيا ا م
جير مشيئته يف الكون بواسطة أسباب وعلل"(.)53
الغالة يف العلم ي ة ةةر علل أن نظرية اجلانبية تد علل اس ة ةةتقال العامل بنلس ة ةةه ومع نلأل د بع
وأنه ال تا ىل خالق !
-8اآلاثو املدمرة للالو احلديث ,فإنا أخذان اب نهج الذ يسة ة ةةلكه الغالة يف العلم يف اخللف بني
نظرايت العلم وبني ما يس ة ة ة ةةتنتجونه منها فإنه لكننا أن نقو :مع أن العلم أيدرت تطورات جيابية هائلة
يف يياة اإلنسةةان ,وارتقل بعيشةةه مراتع عالية يف سةةلم احلضةةارة ,وسةةاعدف علل اوم أمماته ومتاعبه يف
احلياة ,وأعانه علل سطذ كاذ م ا نغ ة ةةات اليت كانت تكدر العي ,ال أن العلم احلديث يف ا قابل
س ةةاعد بقوة علل يدارت أضة ةرار ض ةةخمة يف يياة اإلنس ةةان مل تك موتو ة م قبل ,وأعان علل ظهور
مآم وم ائع كان هلا ارثر اربلغ يف تكدير احلياة يف ارر ويف فسا العي فيها .
( ) 52انظر يف أن العلم ليت موضوعيا وأن العلمال التجريبيني يتأثرون اب ثرات ا نافية للنفاهة :هناية اإلنسان ,فرانسيس فوكوايما ()257
,العلم و ليل الت ميم يف الكون ,مايكل بيهذ ورخرون ( , )31وت ميم احلياة ,ويليام لبسكذ وويلف ( )42وأقول براهني تون
لينكت ,مجع أمحد يس ( , )54وثالرت رسائل يف اإلحلا والعلم واإللان ,عبدهللا الشهر ( , )148والعو ة ىل اإللان ,هيام
للعت (. )153
( )53الدي يف مواتهة العلم ,وييد الدي خان (. )42
34
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الدارس ةةني يف التلذير م العواقع الوخيمة اليت س ةةتوتع علل ومنذ القرن التاس ةةع عش ةةر أخذ بع
اللهث ورال التطورات العلمية بغذ ب ة ة ة ةةذة وال يكمة ,وبغذ قانون أخالقذ ,ويف بداية القرن العش ة ة ة ةري
"راح عد ذ قليل م ا راقبني يش ة ة ةةعرون أبن م ش ة ة ةةأن مال هذف التطورات أن تكون نُ ُذر ش ة ة ة ة م مم ِهدة
لقلع القيم اإلنسانية رأسا علل عقع"(.)54
وم أشة ة ة ة ة ة ةةهر م نقد العلم ابعتبار ا ر ا وتبة عليه أينشة ة ة ة ة ة ةةتاي ,ييث يقو ع العلم ":نه مل
يسة ة ةةتخدم يىت اليوم ال يف خلق العبيد ,فلذ مم احلرب يسة ة ةةتخدم يف تسة ة ةةميمنا وتشة ة ةةويهنا ,ويف مم
السلم جيعل يياتنا منهوكة ومرهقة"(. )55
ويف الكش ة ة ة ة ةةل ع ا أم الذ تس ة ة ة ة ةةبع العلم يف يداثه يف يياة النار وسييبه ماهلم يقو م للا
كتاب "انتلار الغرب" ":كان م ا عتا أن يعتقد أن العلم س ةةوف لنح العامل منافع ض ةةخمة ,وكان م
ا عتا أن يكون قا را علل الوفال هبذف التوقعات ...لك قبل نلأل هنا تيار مضة ة ة ة ة ة ةةا قو يف التقدير
العام للعلم ,وهو التيار الذ كان قد بدأ يف الس ةةنوات اليت كانت بني احلربني -اروىل والاانية ...-وهو
أن العلم ينفع ع اإلنسان صلاته اإلنسانية ,وكان أ اة سهلة تدا للمستبدي ومنح االمتيامات للنخبة ,
وتض ة ة ةةاعل الش ة ة ةةأل يف العلم علل حنو ض ة ة ةةخم ,وتعمق نتيجة للض ة ة ةةائع هذوش ة ة ةةيما ...وقد عل العلمال
البارمون ع شة ةةكوكهم ,وقا أينشة ةةتاي بعد هذوشة ةةيما ":لو كنت أعرف أهنم يسة ةةتعملون هذا ,لكنت
عملت ص ةةانع أيذية" ...ومنذ الس ةةتينات بدأت الدالئل تواكم وتش ةةذ ىل أن انت ةةارات العلم كانت قد
بدأت م قبل يف تسميم مال الكوكع ,وهوائه وتربته.)56("...
وقد قام عد م الدارس ة ةةني والناقدي للنفعة الغالية يف العلم برص ة ةةد ا ر اليت ترتبت علل التطورات
العلمية يف يياة اإلنسان وعيشه .
وم أهم تلأل ا ر ض ةةياع قيم اإلنس ةةان وفقدان ا عىن اإلنس ةةاين ,وقد ص ةةور ريتش ةةا ر اترانر ر ر
العلم ا دمرة علل القيم اإلنسانية بكالم مل ل وتلذ ,فذكر أنه مع يلو منت ل القرن العشري أخذ
العلم يتلو ىل التكنولوتيا ,وابتت ال دل اإلنسان ,وتر ت اإلنسان م نسانيته ,واضعة ايف يف
35
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
خانة ا وا وقطع الغيار االصة ة ة ة ة ة ةةطناعية ,بدال م خانة الطبيعة ا لعمة ابحلياة ,يف بيئة منمطة علل حنو
ذ مجايل ,ييث لت الوس ة ة ةةائل اجلديدة يف التهام الغاابت ,و دت س ة ة ةةائر ا ش ة ة ةةكالت حبو تقنية
قابلة لللل علل يس ة ةةاب ر و وتو ية يقيقية ,فض ة ةةرورات العمل التقج ا ندفعة وا تعاظمة ناتيا ابتت
تنتفع اإلنسان و ر ف م عالقته ارساسية ابرر .
ص ة ة ة ة ةةارت اللر ية اإلنس ة ة ة ة ةةانية متفايدة التوتر ,موش ة ة ة ة ةةكة علل االختلال ات مثذ اإلنتا اجلماهذ
واإلعالم اجلماهذ ,وانتش ة ة ةةار نوع م احلركة ا دنية الكئيبة ,ا اقلة اب تاعع وارممات ,صة ة ة ةروح البىن
والقيم التقليدية اوت ,ومع تدفق سةيل ال هنائذ م االبتكارات التكنولوتية ابتت احلياة احلدياة عرضةة
لس ة ةةرعة تغيذ مدوخة ,علل حنو ذ مس ة ةةبو ,رايت التعقيد ابتت لا ية علل بيئة اإلنس ة ةةان ...ابتت
قدرة اإلنسان علل االيتلاظ إبنسانيته يف بيئته ت نعها التكنولوتيا مللوفة علل ما يبدو بقدر متفايد م
الشأل(. )57
وم ر ر العلم ا دمرة علل يياة اإلنس ةةان :انتش ةةار اإلفس ةةا يف ارر ,فمع أن العلم تس ةةبع يف
هتأل ا عاين اإلنسانية فإنه مجع مع نلأل التسبع يف التلورت البيئذ ياف الكوكع وهوائه وترابه ,وأيدرت
تديدة مس ة ةةتع ة ةةية علل فيها مثذات م نية حلياة اإلنسة ةةان واحليوان والنبات ,تسة ةةببت يف ظهور أمرا
أنواع عديدة م ارتنار احليوانية . العال ,وأ ت ىل انقرا
وتس ةةببت التطورات العلمية احلدياة يف اإلتهام علل الغاابت يف ارر واكل الوبة ونض ةةوب ا ياف
اجلوفية ,وتسببت أيضا يف الواكم اهل ة ة ة ة ةةائل للنلاايت السامة ,ويف االخ ة ة ة ة ةةتال الشديد يف جممل ا نظومة
البيئية يف كوكع ارر ,وهة ة ة ة ة ة ةةذف الظ ة ة ة ة ة ة ةواهر و ذها هلا ر ر مدمرة علل احلياة يف ارر بشكل ظاهر
تدا(.)58
وم ا ر ا دمرة اليت نتجت ع العلم :تدعيم القدرة علل ت ة ة ة ة ة ةةنيع ارسة ة ة ة ة ةةللة اللتاكة ,فا ر
الس ة ة ة ةةيئة للعلم مل تقت ة ة ة ةةر علل هتأل ا عاين اإلنس ة ة ة ةةانية وال علل يدارت اإلفس ة ة ة ةةا يف مقومات احلياة يف
36
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ارر ,و منا مجعت مع نلأل تدعيم القدرة علل صة ة ة ة ة ةةناعة ارسة ة ة ة ة ةةللة نات القدرة الكبذة علل اإلهال
والتدمذ الشامل ,فقد ساعد التطور العلمذ علل نتا القنابل الذرية واهليدروتينية وال واريخ اليت لأل
احلررت والنسل ,وتدمر احلياة يف ارر تدمذا(.)59
ال بد من الت كود لى أ الدالئح ال د ددابق إمنا سد ددوقم ب ا لى الت د ددلوو ابمل هج الذإ سد دداو
لوه الغملة يف الالو االلتزا الت زيل ابل ريق اليت أعاملا لوها ُ كهو ابلالو
الغريع يقا أنه كلما سة ة ة ةةيقت هذف الدالئل و ذها يف بيان ا ر ا دمرة للعلم علل يياة اإلنسة ة ة ةةان
يبةةا ر الغالة يف العلم ابلقو أبن هةةذف الةةدالئةةل قةةائمةةة علل اخللف بني العلم وبني تطبيقةةاتةةه اخلةةالئةةة ,
النار ابستغال تطبيقه تطبيقا خالئا ! وي رخون :ما ننع العلم نا قام بع
يدعون أن
منهجذ يخيم علل عقو الغالة يف العلم ,فإهنم ىل ولك هذا اجلواب يكش ة ة ة ةةل ع تناق
العلم قضة ة ة ة ة ة ةةل علل ار اين وأنةه م يةد واقلهم اإلحلةا يةة ,وخيلطون بني ررائهم وبني النظرايت العلميةة ,
ويني اعتمد ا خاللون هلم منهجهم نلسةةه يف االسةةتدال وسةةلكوا الطريق الذ سةةلكوف ,وتوصةةلوا بذلأل
ىل الكشة ة ة ةةل ع ر ر العلم ا دمرة علل يياة اإلنسة ة ة ةةان اب روا ىل التنكر نهجهم ,وأخذوا يدعون ىل
التلريق بني العلم وبني ما يستنتج منه !
وكل ما سبق ي كد أن ا نهج الع ة ة ة ة ة ة ةةملذ ال ي لح ويدف يف قيا ة البشرية ,وال لكنه ذلر ف أن قق
احلياة اإلنسانية الرشيدة ,وليت يف مق ة ة ة ة ةةدرته أن يسلأل ابإلنسان ىل بر ارمان ,و منا ال بد م م ا ر
أخرل تتضافر معه وتتكامل مع تهو ف ,يىت يتلقق لحنسان يف هذا الوتو احلياة الكرلة الرشيدة .
( )59انظر :العلم والدي ,برتراند رسل ( , )246ورالم العقل الغريب ,ريتشار اترانر (. )434
37
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
تقوم يقيقة ارصل الااين علل أن ا نهج العلمذ يف البلث هو الطريقة االستداللية العلمية الوييدة
ال ة ة ة ةةاحلة إلقامة ا عرفة والعلوم ,وأنه ال منهج اسة ة ة ةةتداليل صة ة ة ةةليح ذف ,وأن كل ا ناهج االسة ة ة ةةتداللية
ارخرل اليت تسلكها ار اين والللسلات ما هذ ال مناهج خالئة فاقدة لل لة.
وهذف الدعول م أخطر القضة ة ة ة ة ةةااي اليت اعتمد عليها الناقدون لأل اين ,وم أكارها وقعا يف اديد
مس ة ةةارا م ا عرفية ,وم أعمقها أثرا يف بنال ت ة ةةورا م وررائهم ؛ لكوهنا متعلقة بقض ة ةةية منهجية خطذة ,
وهذ قضية االستة ة ة ةةدال ومنة ة ة ةةهج البنال ا عريف واللكر ,ويف بيان خطر هذف الدعول يقو وييد الدي
خان ":ن قضية الع ر احلاضر ضد ار اين هذ قضية االستدال ,أعج الطريقة اجلديدة اليت اكتشلها
العلم احلةةديةةث بعةةد التطورات يف مبةةا ئةةه اجلةةديةةدة ,حبيةةث مل تعةةد تقل أمةةامهةةا عول الةةدي وعقةةائةةدف ,
وهذف الطريقة اجلديدة هذ معرفة احلقيقة ابلتجربة وا شاهدة"(.)60
وياصل هذف الدعول أن ا نهج العلمذ ابرتكامف علل التجربة واالختبار وا اليظة يقدم لنا النمون
ال ة ة ة ةةليح يف البنال ا عريف ؛ ونلأل أنه ال لكننا حن البشة ة ة ةةر أن نبج معرفة خالية م ارسة ة ة ةةالذ واخلرافة
واخللل ال نا اعتمدان كل االعتما علل التجربة واالختبار ,لكوننا ال نس ة ة ةةتطيع التلقق م ص ة ة ةةد أ
فكرة ال نا قمنا ابختبارها والتلقق م صدقها وسالمتها م اخللل .
فا نهج العلمذ التجرييب نن مرتكف بشةةكل أسةةاسةةذ علل ا ذهع الللسةةلذ احلسةةذ ,الذ تشةةكل
,تطور ىل صورته ا كتملة يف القرن الاام عشر . ب ورته احلدياة يف القرن السابع عشر ا يال
وابلغ الغة ة ةةالة يف العلم يف ل ة ة ةرال ا نهج العة ة ةةلمذ ,ويف تقة ة ةةدير أغيته ومنفلته ,يىت قا برتراند رسل
":ن الذ يعجف العلم ع اكتشة ة ة ة ةةافه ال يسة ة ة ة ةةتطيع البشة ة ة ة ةةر معرفته"( ,)61ويقو تذ .مورالند -أيد
ا عاصة ة ةري الغالة يف العلم" -العلم ويدف عقالين ,العلم ويدف قق احلق ,كل ش ة ةةذل رخر جمر عقيدة
ورأ ...نا كان هنا شةةذل ال لك قيامه أو اختبارف ابلطريقة العلمية فال لك أن يكون صةةليلا أو
38
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
عقالنيا"( , )62ونكر بذسة ةةت يف كتابه" أركان العلم" أن ا نهج العلمذ هو الوس ة ةةيلة الوييدة لحنسة ةةان يف
يل كل مشكالته يف احلياة(.)63
ىل
وق ةةد تع ةةد ت مكلانت امل هج الالمو التةريحي اليت ا تم ددد لوه ددا الغملة يف الالو ,وتنوع ةةت
الركائف اليت يشهروهنا يف وته ا ع ة ةةارضني هلم ؛ ورتل أن يكون احل ة ةةديث واضلا يف هذف الق ة ةةضية فال بد
م التمييف البني بني تلأل ا ة ة ة ة ة ةةكوانت ,واحلة ة ة ة ة ةةديث ع كل وايد منها ب ورة منل لة ,فم أهم تلأل
ا كوانت :
املكل األ ل القد ددابلو د د لملتتبد دداو التةريد ددب ،ف ة ةةالغالة يف العلم يكررون ائم ة ةةا أبن ا نهج
االس ة ةةتداليل ال يكون مقبوال ص ة ةةليلا ال نا كان قائما علل التجربة وا اليظة ,وأن أ منهج ال يقوم
علل هذف الركيفة يعد منهجا ابلال خالئا ,أيخذون يف اإلش ة ة ة ة ةةا ة ذنهجهم العلمذ وأنه ال منهج ذف
يقوم علل تلأل الركيفة .
وي ةور برتراند رسةل هذف الدعوة يف أتلل صةورها فيقو يف أثنال نكارف علل م يعتمد علل الويذ
اإلهلذ ":ق لنا أن نتسال نا كان ينبغذ علينا حن ا خرون قبو مال هذف الشها ات – العلم ا ويل
به -فهذف الشةةها ات يف ا قام ارو ال سضةةع لالختبارات العا ية ,فلني خيلان رتل العلم بنتائج ربته
فإنه خيلان أيضةةا ابلطريقة اليت أتريت هبا هذف التجربة ,حبيث لك لآلخري أن جيربوها أبنلسةةهم ,فإنا
مل تتأكد هذف النتيجة فإهنا تعتل ذ يقيقية"(.)64
أ شذل"(.)65 وي كد هذف النتيجة فيقو ":ال توتد وسيلة خار يدو العلم إلثبات أو ي
وابت ة ةةاف ا نهج العلمذ هبذف ال ة ةةلة ي كد الغالة يف العلم أبن منهجهم هو الوييد الذ يت ة ةةل
ابلدقة البالغة يف أللاظه وم ة ة ة ةةطللاته وأيكامه ,وا عوا أن منهجهم العلمذ هو الوييد الذ يت ة ة ة ةةل
39
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اب وض ة ة ة ة ة ةةوعية ,لكونه ال يتأثر ابرهوال وال الر بات وال ابلنوامع الذاتية ,و منا هو علم متوته ىل البلث
ع احلقيقة ابلطريقة ال لبة .
وانطلق الغالة يف العلم م كل تلأل اروص ةةاف للمنهج العلمذ ىل القدح يف ار اين ,حبجة أهنا ال
خا قضةةاايها يف معمل االختبار و ترال الللث التجرييب عليها ,وخل ةوا تقبل التجريع ,وال لك
ىل أهنا جمر أوهام وأسالذ .
ويني نقوم بتلليةةل عول الغالة يف العلم ونعمةةل فيهةةا النظر والتةةدقيق العلمذ ةةد أهنةةا د ل دري
ضوض ؛ لكوهنا ال تقوم علل أسار مستقيم وال تستند ىل ليل سليم ,وهذ مع نلأل م شتمل لى
ل د ددوفو ديدة متش د ددبا ابد ا ات ال و د ددود هلا يف اللاعع ،وقائمة علل مبالغات أت ا مار:و
خارتة ع احلقيقة ومباينة لطبيعة ا نهج العلمذ نلسه ,و ثبات كل نلأل يتلقق ابرمور التالية :
-1اس د د د ددتضال التلود امل هةو ؛ ونلأل أن مش ة ة ة ة ةةروع ا غالني يف تقديت العلم التجرييب يقوم علل
اال عال إبمكانية و نتائج العلم ومنهجه لكل الظواهر الكونية واإلنسةانية و ذها ,وأنه لك للعلم أن
يلسةةر كل أنواع احلقائق ,وهذف الدعول ابللة م أسةةاسةةها ,وهذ قائمة علل اجملامفة والتعميم ا تعسةةل
. الذ ال يقوم علل برهان صا
فاحلقائق ا وتو ة يف الكون يختللة يف لبائعها ومتباينة يف مسا ا ,ومنل ة ةلة يف ماهيا ا ,فاحلقيقة
الليفايئية يختللة متام االختالف ع احلقيقة اإلنسةةانية ,والظواهر اإلنسةةانية مباينة للظواهر الكونية ,فم
ا ستليل أن يوتد منهج وايد يستوعع كل تلأل التنوعات ويشمل مجيع تلأل االختالفات ويدف .
وقد أكد عد م علمال فلسة ة ة ة ة ةةلة العلوم علل أن العلم – ا نهج التجرييب -ال لك أن يقوم ويدف
بدراس ةةة كل احلقائق الوتو ية ا ختللة وتلس ةةذها ويس ة التعامل معها ,وأنكروا علل الغالة يف العلم م
أتباع الوض ة ة ة ةةعية ا نطقية و ذهم ,وقرروا أبنه ال بد م تض ة ة ة ةةافر عد م ا ة ة ة ةةا ر وا ناهج يف مس ة ة ة ةةيت
منهجذ علمذ متكامل يس ة ة ة ة ة ةةتوعع مجيع ا كوانت الوتو ية ,وتقوم فكر م علل أن لكل ص ة ة ة ة ة ةةنل م
الظواهر الوتو ية و ذها منهجا خاص ةةا يتناس ةةع مع لبيعتها ,وانتهوا ىل أن ا ناهج العلمية تتنوع بتنوع
لبائع الظواهر وخواصها .
40
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ويف بيان هذا ا عىن يقو أنيتشةةاي ":أسةةتطيع أن أقو وأان علل يقني :ن أنةبَه الطلبة الذي قمت
ابلتدريت هلم كانوا يهتمون اهتماما عميقا بنظرية ا عرفة " ,يعوف أنيتش ة ة ة ة ة ةةاي أبنه لوال الدور النقد
الذ مارسته فلسلتا رتس ماخ وبوانكاريه لليفايل نيوت لتعذر عليه التوصل لنظريته يف النسبية(.)66
وتواترت مقاالت عد كبذ م اللالس ة ة ة ة ة ةةلة يف التأكيد علل أن العالقة بني العلم والللس ة ة ة ة ة ةةلة عالقة
وتسةاعد وليسةت عالقة ت ةا م وتبعية ,ويف بيان هذف العالقة يقو اتيلور ":ما م فكرة تكامل وتبا
ميتافيفيقية عظمية ال وكان هلا مثذ علل مسة ة ة ة ة ة ةةار التاريخ العام للعلم ,ويف ا قابل فإن كل تقدم يف جما
العلم له مثذ علل تطور ا يتافيفيقا "(. )67
وقد قرر هويتهد أن علل كل م الللس ة ة ةةلة والعلم أن يتبا ال النقد ,وأن لد كل منهما ا خر اب وا
اخل ة ةةبة اليت تسة ةةمح له ابلتقدم ,وعلل ا ذهع الللسة ةةلذ أن يقوم ذهمة توضة ةةيح احلقيقة ا لموسة ةةة اليت
جيرهبا العلم ,و ذل العلوم بعد نلأل فتتخذ مبا ئها م تلأل الوقائع ا لموس ة ة ة ة ة ة ةةة اليت يقدمها ا ذهةع
الللسلذ يف صور ا اجلديدة(. )68
ويني اشة ة ة ةةتدت النفعة ا ا ية و عا أتباعها الطبيعيون ىل خضة ة ة ةةاع العلوم اإلنسة ة ة ةةانية –كعلم النلت
وعلم االتتم ةةاع وعلم الت ةةاريخ و ذه ةةا -للمنهج التجرييب ,وا عوا أن البل ةةث يف ه ةةذف العلوم ال يكون
علميا صة ة ة ة ة ة ةةليلا ال نا أخذ ذناهج العلوم الطبيعية ويدها ,اب ر عد م العلمال واللالسة ة ة ة ة ة ةةلة ىل
الت ة ة ة ةةد هلذف الدعوة و عالن ا خاللة هلا ,وأثبتوا اس ة ة ة ةةتلالة تويد ا نهج البلاذ بني الظواهر الليفايئية
والظواهر اإلنس ة ة ةةانية ,وبرهنوا علل أن لبيعة ا وض ة ة ةةوعات اإلنس ة ة ةةانية ال اتمل مناهج العلم التجرييب وال
تنس ة ة ةةجم معها ,ورص ة ة ةةدوا فروقا توهرية متعد ة بني الظواهر اإلنس ة ة ةةانية والظواهر الطبيعية( , )69وارتكفوا
عليها يف بيان خطأ عوة ا ا يني ىل توييد ا نهج البلاذ يف كل الظواهر .
41
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ويني لبق بوبر منهجه يف مكان التكذيع مل يطبقه علل كل احلقائق الوتو ية ,و منا كان عماله
ا ويد مع القض ة ةةااي اإلنس ة ةةانية له يف احلقائق الطبيعية فقف ؛ ورتل هذا أنكر علل ا ا ية تعاملها ا ا
التارخيية منها واالتتماعية .
وم أشةةهر فالسةةلة العلم الذي ان وا بتعد ا ناهج العلمية ,الليلسةةوف ابومر فيذ أيند (1944م)
,وقد ألل كتااب أمساف "ضد ا نهج :يخطف متهيد لنظرية موضوعية يف ا عرفة" ,واللكرة ارساسية اليت
يقوم عليها الكتاب تتلخث يف أن العلم مل يك أبدا أسة ة ة ة ة ة ةةذ منهج وايد دد ,و منا عملت فيه مناهج
متعد ة اشوكت مجيعا يف تسيذ عجلته وبنال هيكله ,واستد بشواهد كاذة م اتريخ العلم(.)70
ائرة واسعة يف احلياة اإلنسانية ال وقد أكد مكذ يع – وهو م أتباع الوضعية ا نطقية -أن هنا
لك للعلم التجرييب أن يعمل فيها ,ضرب مااال يكشل به ع قبح السعذ ىل خضاع كل جماالت
احلياة اإلنس ة ة ة ةةانية للعلم وض ة ة ة ةةرورة تعد ا ناهج العلمية أبن نكر أن العلم ليت ال رفة وايدة نات ابب
وايد وانفذة وايدة م ق ة ةةر كبذ تتعد فيه الغرف والطوابق واربواب والنوافذ ,فم اإلض ة ة ةرار ب ة ةةورة
نلأل الق ر أن سضع كل رفه وأبوابه ونوافذف لغرفة وايدة(. )71
-2ان د د د د ددتمال امل هج الالمو لى مكلانت دري جتريبو ,فالعلم التجرييب احلديث ليت منهجا
خال ة ة ةةا يف التجريبية ,وليس ة ة ةةت كل مكوانته مس ة ة ةةتخل ة ة ةةة م االختبار وا اليظة ,و منا فيه مكوانت
أمورا
توهرية ليس ة ة ة ة ة ة ةةت ريبية ,وال لك التلقق م ص ة ة ة ة ة ة ةةدقها م خال التجربة واالختبار ؛ لكوهنا ل
تسليمية ,يسلم هبا ا شتغلون ابلعلم ,ومل يسبق أن خضعت للتجريع .
ليس ةةت وليدة العلمية ,فهذف اللرو فم أهم ا كوانت ذ التجريبية يف ا نهج العلمذ :اللرو
ا اليظة والتجربة ,و منا يُتوصة ة ة ة ة ة ةةل ىل كاذ منها ابالسة ة ة ة ة ة ةةتدال واالسة ة ة ة ة ة ةةتنباط ,وال لك التلقق منها
( )70انظر :فلسلة العلم يف القرن العشري ,لىن اخلويل (. )440-436
( )71انظر :أست التلكذ العلمذ (. )67
42
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
العلمذ ال لك ثبةةاتةةه ابلتجربةةة"( ,)72ويقو وهيم – أيةةد فالس ة ة ة ة ة ة ةلةةة العلم يف القرن ريبيةةا",فةةاللر
العشري ": -ن التجربة احلامسة يف الليفايل أمر مستليل"(.)73
وقد او العلم التجرييب يف مريلة متأخرة م القرن العش ةري ىل ما يسةةمل "ا نهج اللرضةةذ" ,وهو
العلمية قبل التجربة ,رالف ا نهج التجرييب التقليد ,الذ يبدأ ا نهج الذ يبدأ بوضة ة ة ة ة ة ةةع اللرو
ابلتجربة وا اليظة قبل وض ة ة ة ة ةةع اللرو ( , )74ويف أغية هذا االنتقا يقو أينش ة ة ة ة ةةتاي ":لقد اض ة ة ة ة ةةطرت
النظرية ىل االنتقا م ا نهج االس ة ة ة ة ةةتقرائذ – الذ يبدأ ابلتجربة -ىل ا نهج االس ة ة ة ة ةةتنبالذ-الذ يبدأ
ابللرو -ابلر م م أنه جيع أن تكون أ نظرية علمية يف اتسا مع الواقع"(.)75
وأص ة ةةلاب ا نهج اللرض ة ةةذ االس ة ةةتنبالذ أكاروا م التنبيه علل أغية د و ا وال احلدر يف ا نهج
العلمذ ,وعلل أثرغا البالغ يف اريأل عجلة البلث العلمذ وتطورف ,وبوؤوا اخليا واحلدر منفلة عالية
يف منهجهم ,ويف الكشة ةةل ع تلأل ا نفلة يقو بو مو ":اخليا يسة ةةهم بن ة ةةيبه يف اجملهو العلمذ ,
اخلطأ االعتقا أبن العامل ال يض ة ة ةةيل ش ة ة ةةيئا ما ىل ما ياليظه"( ,)76ويقو م كدا ا عىن الس ة ة ةةابق و نه
":ينبغذ أن يكمل اخليا الروح العلمية ؛ ن ليت رة علم ال تتدخل فيه فروض ة ةةنا وتلس ة ةذاتنا ا يقع ات
ا اليظة"(.)77
وقد توافرت أقوا عد م ا شة ة ة ة ةةتغلني بللسة ة ة ة ةةلة العلم يف الع ة ة ة ة ةةر احلديث علل مكيد أغية هذي
ارمري يف ا نهج العلمذ(.)78
ن يض ة ةةور اخليا واحلدر يف ا نهج العلمذ يد علل أنه ليت منهجا متملض ة ةةا يف التجربة ,وأنه
ليت كل مكوانته م س ة ة ةس ة ة ةةة علل التجريع وا اليظة ,بل نه يد علل ثبات أن ا نهج العلمذ خليف
م أمور ريبية وأمور ليست كذلأل .
( )72فلسلة العلم ,فيليع فرانأل ( , ) 36وانظر يف ثبات هذف اخلاصية لللرو العلمية :مقدمة لللسلة العلوم ,عفمذ سالم (, )103
وا نطق ومناهج البلث ,ماهر عبدالقا ر علذ ( , )208واالستقرال وا نهج العلمذ ,دمو فهمذ ميدان (. )166-157
( )73فلسلة العلم ,فيليع فرانأل (. )55
( )74انظر :االستقرال وا نهج العلمذ ,دمو فهمذ ميدان (. )140
( )75ا رتع السابق (. )141
( )76ا نطق وفلسلة العلوم (. )59
( )77ا رتع السابق (. )51
( )78انظر يف أغية اخليا واحلدر يف ا نهج العلمذ :ا نطق ومناهج البلث ,ماهر عبدالقا ر علذ (. )193-186
43
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ومما يكشةةل ع أن ا نهج العلمذ ليت متملضةةا يف ا كوانت التجريبية ويابت أن فيه قدرا توهراي
ليت متل ة ةةال م التجريع وا اليظة :وتو البُعد التسة ةةليمذ يف بنيته ,فا نهج العلمذ ال خيتلل ع
ذف يف أن البايث فيه يعتمد علل قدر م التسة ة ة ة ة ة ةةليم وا ة ة ة ة ة ة ةةا رة اليت مل يتلقق منها ,فالعامل التجرييب
يس ةةتند ىل أن العامل له وتو يقيقذ موض ةةوعذ ,وأن قوانني الكون متس ةةقة ومطر ة بتة ,ويف الكش ةةل
ع نلأل يقو أينش ة ة ةةتاي ":ن العلم ال خيوعه ال أولئأل ا ش ة ة ةةبعون متاما حبع احلق واإل را الس ة ة ةةليم ,
وهذا م ةةدر م م ةةا ر الشةةعور ينبع م ميدان الدي ,ويت ةةل هبذا ا يدان اإللان أبنه م ا مك أن
راكها ابلعقل ,وال أستطيع أن أت ور تكون القواعد اليت تنطبق علل عامل الوتو معقولة ,أ :لك
عا ا بغذ هذا اإللان العميق ,ولك التعليق علل هذا الرأ هبذف ال ورة :العلم بغذ ي أعر ,والدي
بغذ علم أعمل"(.)79
التسةليم ذعتقدات ويف بيان ضةرورة التسةليم يف ا نهج العلمذ يقو بو مو ":الروح العلمية تلو
ا با ئ"( , )80ويقو الدكتور تشة ةةارلف اتونف مبينا أنه ال فر بني العلم والدي يف خاصة ةةة تعل عنها بع
وتو أصل التسليم ":أصبح اإللان يف العلم شيئا لك للعقل البشر فهمه ,وهذا اإللان ليت قدلا ,
و منا نش ة ةةأ منذ قرون عدة ,و نا مل يك للمرل هذا اإللان فإنه يلقذ نلس ة ةةه يف وس ة ةةف اخلرافات اليت تقوم
علل عدم وتو نظام يف الكون"( ,)81ويقو أللت ربور سة ةةابني ":ن العلم والدي كليهما يقومان علل
اإللان"(.)82
ويقو الليفايئذ بو يليت – ر م أن ةةه ال ي م ابهلل":-يىت أكار العلم ةةال حل ةةا ا يقبلون كلع ةةل
يقتضذ اإللان بوتو نظام علل شكل قانون يف الطبيعة يكون -تفئيا علل ارقل -ملهوما لنا"(.)83
كل الشة ة ة ة ة ة ةواهد الس ة ة ة ة ة ةةابقة تد علل أن عول الغالة يف العلم بكون ا نهج العلمذ متملض ة ة ة ة ة ةةا يف
التجريبية ذ صة ة ة ة ة ة ةةليلة ,وال تقوم علل ليل مسة ة ة ة ة ة ةةتقيم ,بل هذ تد علل أنه يختلف ذكوانت كبذة
وتوهرية راتعة ىل اربعا الذاتية ا نباقة م كيان البلث نلسه .
44
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فالفعم الذ يكررف ائما الغالة يف العلم أبن االستنا ىل ارمور ذ التجريبية م خ ائث التلكذ
الديج معم مائل ذ صة ة ة ة ةةليح ,بل كل ارمناط التلكذية تتضة ة ة ة ةةم موا ذ ريبية يىت النمف العلمذ
نلس ة ة ةةه ,فإنه – كما س ة ة ةةبق الكش ة ة ةةل عنه – أنش ة ة ةةأ موا ذ ريبية عديدة اس ة ة ةةتعان هبا يف تكوي منطه
التلكذ واستند ليها يف بنال ت وراته وأفكارف .
-3لسد ددع مات التةريب ,يني كان البلوغ ىل التجريبية الش ة ةةاملة ا باش ة ةةرة أمرا مس ة ةةتبعدا تدا,
فإن ا نهج العلمذ مل يلتفم هبا ,ومل يقت ة ة ة ة ة ة ةةر يف ثبااتته علل ما تابته التجربة ا باشة ة ة ة ة ة ةةرة فقف ,ومل جيعل
الوصل ابلعلمية واحلقيقة قاصرا علل ارم ة ة ة ةةور اليت س ة ة ة ةةضع بذا ا للت ة ة ة ةةجريع ؛ رنه لو اقت ر علل نلأل
سيلقةد كاذا م ا كةوانت اجلوهةرية يف العلم ويف يياة اإلنسان ,ويف بيان نلأل يقو برتراند رسل":ليت
العلم ويدف هو الذ يكون مس ة ة ة ة ة ةةتليال نا حن اكتلينا ذعرفة ما لك أن يقع يف خلتنا ,وما لك أن
كبذا مما ال يشأل أيد يخلث يف كونه معرفة ي بح مستليال"(.)84
نتلقق م صدقه فقف ,ولك قدرا ل
رف -لريقة صة ةةليلة متسة ةةقة مع الالت العقل وهذا ا نهج – أعج :االس ة ةتدال علل الشة ةةذل
الس ة ة ةةليم ,وهو م أكار ا ناهج العلمية ا عتمدة يف العلوم وا عارف احلياتية ا عيش ة ة ةةية ,وهو معتمد علل
مبدأ السببية ومشتمل علل االستنباط العقلذ الضرور .
45
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وحن ال ننكر علل ا نهج العلمذ اعتب ةةار ه ةةذا الطريق يف االس ة ة ة ة ة ة ةت ةةدال واعتم ةةا ف علي ةةه يف ثب ةةات
النظرايت واحلقةةائق العلميةةة ,ولك دةةل اإلنكةةار يف موال ثالثةةة :ارو :التطبيق اخلةةال هلةةذا الطريق
وعدم اس ةةتيلال ش ةةروله ومقوماته ,كما هو الواقع يف نظرية التطور كما س ةةيأيت بيانه قريبا يف البلث(, )86
والااين :اختفا تطبيقه ,حبيث يطبق علل النظرايت العلمية الطبيعية فقف ,مع عول أنه ال ينطبق ال
عليها فقف ,والاالث :التوص ة ة ة ةةيل اخلال لطبيعة هذا الطريق ,فاالس ة ة ة ةةتدال اب ر علل أس ة ة ة ةةباهبا يف
احلقيقة ليت لريقا ريبيا دضا ,و منا هو رييب عقلذ يف رن وايد .
والدي يف مس ة ة ةةيس ة ة ةةه رص ة ة ةوله الكلل يقوم علل هذا ا نهج ,فار لة اليت يس ة ة ةةتند ليها ا منون يف
ثبات وتو هللا قائمة علل االسةةتدال اب ر ,فاهلل تعاىل و ن كان ال يُرل يف الدنيا ,ولك ر ر قدرته
يف اخللق تش ة ةةاهد يف كل مكان ,فيس ة ةةتد العقل اإلنس ة ةةاين م تلأل ا ر علل ثبات وتو ف ,فار لة
اللة احلت والعقل معا . الدالة علل الوتو اإلهلذ و ذف م ارصو الدينية مركبة م
فال فر بني منهج ثبات ا اليدة والغالة يف العلم لنظرية التطور ماال ,وبني منهج ثبات ا منني
لوتو هللا ؛ ن كالغا قائم علل االسة ة ة ة ةةتدال اب ر ,فلمانا يوصة ة ة ة ةةل ا نهج ا سة ة ة ة ةةلو لديهم ابلعلمية
والدقة ,وال يوصل منهج ا منني بذلأل ,مع أهنما متلقان يف الطريقة ولبيعة االستدال !!
وم أفضة ة ةةل م نبه علل هذا اخللل ا نهجذ الذ وقع فيه الغالة يف العلم ا لكر اإلس ة ة ةةالمذ وييد
الةةدي خةةان ,ييةةث يقو بعةةد أن نكر أقواال ت كةةد أن ثبةةات نظريةةة التطور قةةائم علل االس ة ة ة ة ة ة ةتةةدال
رها":فإنا كانت هذف ار لة كافية جلعل نظرية االرتقال يقيقة مقبولة يف ضة ة ة ة ة ةةول مقاييت االسة ة ة ة ة ةةتدال
العلمذ ,فإن ه ةةذف ار لة نلس ةةها موتو ة ك ةةذلأل يف تانع الدي ب ةةورة أشد وأكمل ,ويف هذف احلالة
يعجف العقل احلديث ع تلير موقله م تبنيه لنظرية االرتقال كلقيقة علمية ,وع تلير رفضه للدي –
ابعتبار أنه ةذ قابل ولو جملر البلث العلمذ -مع تكاف ار لة بني نظرية االرتقال والدي كليهما"(.)87
ينو ,ييث يقو ":كاذ م ارنكيال ومم أشةةار ىل هذا ا عىن أيضةةا الطبيع العامل ليكونت
ونو النية احلسة ة ةةنة يتخيلون أهنم ال يسة ة ةةتطيعون اإللان ابهلل ؛ رهنم ال يسة ة ةةتطيعون أن يدركوف ,علل أن
اإلنسان ارمني الذ تنطو نلسه علل الشو العلمذ ال يلفمه أن يت ور هللا كما ال يلتفم العامل الطبيعذ
46
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
,و نه مع هذا رثبت يف ر رف م أن يت ة ة ة ةةور الكهرب ,وليت الكهرب قابال للت ة ة ة ةةور يف كيانه ا ا
قطعة اخلشع!"(. )88
ويقو أسة ة ة ةةتان الكيميال احليوية ,واي أولت م كدا ا عىن السة ة ة ةةابق ":فليت هنا م يدعذ أنه رأل
اللوتني أو اإللكوون ,ولك النار يلمسة ة ة ة ة ة ةةون ر رها ,وكذلأل احلا فيما يت ة ة ة ة ة ة ةةل بوكيع الذرة ...
وكذلأل احلا فيما يتعلق بوكيع ارترام السة ة ةةماوية البعيدة وما يل ة ة ةةلها م مسة ة ةةافات شة ة ةةاسة ة ةةعة مما ال
نسةةتطيع أن ضةةعه لتجاربنا أو نقيم ار لة ا باشةةرة علل نظرايتنا وفروضةةنا يوهلا ....ويسةةتطيع اإلنسةةان
أن لارر مال هذا اإللان فيما يت ل بلكرة وتو هللا"(.)89
وبعد أن نكر الليلس ة ة ةةوف والعامل الطبيعذ مذبت س ة ة ةةتانلذ كو دن دورية االس ة ة ة ةتدال االس ة ة ةةتنبالذ
ا عتمد علل مشة ةةاهدة ا ر أشة ةةار ىل أن علم الللأل قائم علل هذا النوع م االسة ةةتدال ,وقا ":وما
ابلنا نذهع بعيدا ,وقد رسنا الذرة وخواصها ,وحن مع نلأل مل نر الذرة يىت يومنا هذا بطريقة مباشرة
,ولقةد أيةدت القنبلةة الةذريةة اروىل مةا وصة ة ة ة ة ة ةةلنةا ليةه م قوانني ونظرايت يو تركيةع الةذرة ذ ا نظور
رها ,معتمدي يف نلأل علل االس ة ة ة ةةتدال ا نطقذ ووظائلها ,ننا نس ة ة ة ةةتد علل هذف الظواهر مجيعا
()90
ال رف ...و ننا لنست ةةطيع أن نست ةةخدم نل ةةت ا ن ةةطق االستداليل يف را وتو هللا تعاىل وصلاته"
.
-4اع راب ماايري الالمو ،ونلأل أن العلوميني يني أعلنوا أبن منهج العلم التجرييب هو الطريق
الوييد للمعرفة مل يتلقوا علل اديد ض ة ة ة ة ةةابف متق ليف بدقة بني ما هو علمذ وليت ليت بعلمذ ,وهذ
قض ةةية دورية يف عواهم ,ومع نلأل وقع بينهم اختالف واض ةةطراب ش ةةديد يف ض ةةبطها ,فبعض ةةهم تعل
نلأل راتعا ىل مكان التلقق التجرييب كما فعل أتباع الوض ة ةةعية ا نطقية وبعض ة ةةهم تعل نلأل راتعا ىل
مكان التكذيع التجرييب ,وبعضهم نكر ذ نلأل .
ود ة ة ةةل ما انتهت ليه تهو هم أهنم مل يقدموا قيدا منضة ة ةةبطا يل ة ة ةةل بني ما هو علمذ وليت ليت
بعلمذ ,و منا كار اجلدا بينهم واستمر كاذا .
( )88عقائد ا لكري يف القرن العشري ,عبار دمو العقا (. )87
( )89هللا يتجلل يف ع ر العلم ,ارير تون كلوفرمونسيما (. )136
( )90ا رتع السابق (. )23
47
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وم أشهر م أ ر هذف القضية ستيل ماير – أستان التاريخ وفلسلة العلوم يف تامعة كامل , -
فإنه نكر يف س ة ة ةةيا نقدف للعلموية أنه "م انيية اترخية قد فش ة ة ةةلت داوالت جيا ثوابت منهجية متدان
ابلشروط الضرورية والكافية للتمييف بني العلم ال ليح والعلم الكانب"(.)91
اسةةتعر عد م احملاوالت اليت قدمت لضةةبف الل ةةل بني ما هو علمذ وما ليت عليما ,وبني
اال ستانالات- ما فيها م خلل ,قا ":ونتيجة لذلأل اعتل أ لع اللالسلة ا عاصري – سول بع
أن س ا :ما ا نهج الذ ليف العلم م الالعلم س ا مستعث وممل"(.)92
-5اللعل يف الت اعاد د د دات امل هةو ,م أقول ما يد علل اض ة ة ة ةةطراب ارفكار و الكها الوقوع
عا ة ما يكون نتيجة لبيعية للخلل الكام بني مكوان ا أو يف مواقل أتباعها ,فهذا التناق التناق
يف ارفكار نا ا ,وقد وقع أتباع النفعة العلموية يف تناقضات متعد ة ,منها :
-1ظهر لنا م خال العر السة ة ة ة ة ة ةةابق املته أن ا نهج العلمذ قائم يف قدر كبذ م كيانه علل
مكوانت ذ ريبيةةة وال لك التلقق منهةةا ,وأنةةه يسة ة ة ة ة ة ةةلم أبمور عةةديةةدة مل قق منهةةا يف نا ةةا ,و منةةا
مع عول الغالة يف العلم رها ,وكل هذف الش ة ةواهد تتناق أيخذها مأخذ التس ةةليم أو يس ةةتد عليها
ارسة ة ة ة ةاس ة ة ة ةةية ,فإهنم كاذا ما يعيبون علل أهل ار اين أبهنم ي منون أبمور ال سض ة ة ة ةةع للتجريع وال لك
التلقق منها ,ويف الوقت نلسةةه يقرون ذكوانت علمية ال سضةةع للتجريع واالختبار ,وال جيعلون نلأل
قا يا يف علميتها وال مقلال م قيمتها .
ا نهجذ ال ة ةةارخ ,فإنه بعد أن نكر مجلة م القض ة ةةااي وقد أش ة ةةار العالمة كروماب ىل هذا التناق
اليت ي م هبا العلم مع عجفف ع التلقق منها ريبيا يقو انقدا لقو أوتس ة ة ة ة ة ة ةةت كونت ":فإنا كانت
القواعد ارولية اليت تقوم عليها مداركنا ومعارفنا ا نظومة جيع أن يعتقد هبا ولو مل يك يف مس ةةتطاع العلم
أن يعرفهةةا ,فةةإن أقول برهةةان يقيمةةه وكونةةت يف وتةةه االعتقةةا بوتو هللا ؛ ن يقو أبنةةه ال لك ثبةةاتةةه
ابلعلم ,ينهار م وه أساسه"(.)93
( )91العلم و ليل الت ميم يف الكون ,مايكذ بيهذ وستيل ماير ورخر (. )165
( )92ا رتع السابق (. )169
( )93ملقل السبيل ,مساعيل مظهر ( , ) 66وانظر أمالة أخرل علل تناق الغالة يف العلم :موقل العقل والعلم والعامل م رب العا ني ,
م طلل صل (. )82-81/2
48
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وقد أكد عد م العلمال ا شتغلني ابلعلم التجرييب أبنه ال فر بني ا نهج ا تبع يف البلث التجرييب
وبني ا نهج ا تبع يف ثبات الوتو اإلهلذ ,م تهة أن كال منهما قائم علل مس ة ة ة ة ةةلمات ذ ريبية وال
لك اللهنة عليها ابلللث التجرييب يف ا عمل وا ختل(.)94
الغالة يف العلم م تهة أخرل ,وهذ أن بعضةةهم ي ةةر علل أن العلم يد علل -2ويظهر تناق
بطا ار اين و كم ببطالهنا ,ولكنهم نا رأوا ا منني يسة ة ة ة ة ة ةةتدلون ابلعلم علل ثبات صة ة ة ة ة ة ةةلة ار اين
ريبه!! يعوضون عليهم ,حبجة أن قضااي ار اين ال تدخل ضم ما لك
يقو ا لكر اإلسالمذ وييد الدي خان ":ن قضية العقل ويف الكشل ع هذا النوع م التناق
احلديث ضة ةةد الدي تشة ةةتمل علل تانبني متناقضة ةةني يف رن وايد ,فبينما يرل العقل احلديث م انيية
أن الدي جمموعة عقائد ال لك خض ة ة ةةاعها للتجربة العلمية ,ولذلأل يعتلون العقيدة عمال ش ة ة ةةخ ة ة ةةيا
لألفرا ,د يف نلت الوقت أن تيش ة ةةا م ملكر هذا ا نهج يدعون أن الكش ة ةةوف العلمية اجلديدة قد
أبطلت العقائد الدينية .
لآلخر ,فالدي ييث م ا سة ة ة ة ة ة ةةتليل ثباته علميا ,ويتعلق وحن نرل أن كال اال اهني مناق
ذوضة ةةوع ذ قابل لحثبات ابلتجربة العلمية ,فللسة ةةبع نلسة ةةه جيع رف الدي مسة ةةتليال أيضة ةةا ,بنالل
علل تلأل ا قاييت نلسة ة ة ة ةةها ,وبكلمة أخرل يتلخث موقل الع ة ة ة ة ةةر احلديث يف أنأل لو ياولت قامة
ار لة إلثبات الدي فإهنم سة ةةيقولون لأل :نأل هد نلسة ةةأل عباا ؛ رن الدي ليت بشة ةةذل لك ثباته
علميا ؛ لعدم مكان خضوعه قاييت العلم احلدياة .
ولك ه الل أنلسهم عندما يقيمون ار لة ضد الدي جيعلون م نلأل الدي نلسه ,الذ سبق أن
معموا أنه ذ قابل للخضوع للتجربة العلمية ميداان لكنهم قامة ار لة العلمية لرفضه .
أن الدي يف يقيقته يتعلق ذيدان ال يقبل ار لة العلمية ,ولك وليت السة ة ة ة ة ة ةةبع يف هذا التناق
هو أن معارضة ة ة ة ةةذ الدي ال يريدون أن يسة ة ة ة ةةتغل ا منون ابلدي نلت السة ة ة ة ةةبع احلقيقذ يف هذا التناق
ا قاييت اليت اس ة ة ة ةةتخدمها ه الل لرفض ة ة ة ةةه ,رنه لو متك ا منون ابلدي م اس ة ة ة ةةتغالهلا اس ة ة ة ةةتغالال ليبا
الضطر ا عارضون ىل أن يسلموا علل ارقل أبن الدي قائم علل أست معقولة.
( )94انظر :هللا تيجلل يف ع ر العلم ,ارير :تون كلوفرمونسيما (. )136 ,38 ,24
49
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ومالهم يف هذا متاما مال دكمة يوتد فيها احملامذ احلكومذ ,ولك ا تهم ال ق له استخدام ٍ
دام
رخر وفق ر بته ,وهذا ي كد أن احلكومة تسة ةةلم ذبدأ وتو احملامذ وتوضة ةةيح قضة ةةية ا تهم ,ال أن ا تهم
عندما أرا استغال نلأل ا بدأ ل احله عارضته احلكومة اليت سشل أن ينتلع ا تهم اب بدأ نلسه"(.)95
عاة الغلو يف العلم :أن كاذا منهم ي ةةل كل ابيث توص ةةل ىل نتيجة موافقة لرؤيتهم -3وم تناق
ذ مراتعةةة أو توقل ,ويف ا قةةابةةل تراهم ابلنفاهةةة والةةدقةةة والتعمق يف العلم ,ويقبلون مةةا تةةال بةةه م
ي لون الباياني الذي توصلوا ىل مواقل يخاللة لرؤيتهم ابلتليف والضلالة يف العلم ,وتراهم يتشككون
كاذا يف قبو ما تاؤوا به ويعلنون التوقل ع قبوله ,مع أن كال ال ةةنلني اسةةتعمل ا نهج العلمذ نلسةه
,واعتمد الطريقة نلسها يف البلث والتدقيق!
-6القفز احلكمو ,ونلأل أن لبيعة ا نهج العلمذ عند التلقيق والتدقيق تقتضذ أنه ال يابت وال
ينلذ ما ال لك خضة ة ة ة ة ة ةةاعه لالختبار والتجريع ,لكون هذف ارمور خارتة ع نطاقه الذ لك أن
يعمل فيه ,وأصة ةةو القضة ةةااي الدينية ليسة ةةت مما لك خضة ةةاعه لالختبار ,وا نهجية العلمية ال ة ةةليلة
تقتضذ أال ُ كم عليها م خال ا نهج العلمذ التجرييب إبثبات وال نلذ ؛ لكوهنا خارتة ع نطاقه .
ويف الت ة ة ة ةريح هبذف النتيجة ا نهجية يقو برتراند رس ة ة ةةل بعد أن نكر لان ا منني بوتو هللا وخلو
ارغية ذكان اس ة ة ةةتيض ة ة ةةاح رأ العلم يف هذف ا عتقدات الاالثة , فإنه النلت ويرية اإلرا ة ":وم
اخلاص أن العلم ال يس ة ةةتطيع ثبا ا أو نليها يف الوقت الراه ,وأنه ال توتد وس ة ةةيلة خار ويف اعتقا
أ شذل"(.)96 يدو العلم إلثبات أو ي
وبرتراند رسل يبدو متناقضا يف كالمه ال سابق ؛ رنه أقر أوال أبن العلم ال لكنه اإلثبات أو النلذ ال
نلسة ةةه فذكر أنه يف ارمور القابلة لالختبار والتجريع – وهذا هو دل الشة ةةاهد م كالمه -ولكنه انق
ال لريق إلثبات احلقائق يف الوتو ال العلم !
ولكنه يف موض ةةع اليق م كالمه يعو ىل التأكيد مرة أخرل أبن العلم ال لكنه أن يقو ش ةةيئا ع
القيم وارخال ؛ رن موضوعا ا ليست مما لك أن يدخل ات االختبار!(.)97
50
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ومع هذا كله د الغالة يف العلم يقلفون لبيعة العلم ,ويدعون أنه يد علل بطا اإللان بوتو
هللا وعلل نلذ خلو الروح والغيع ؛ حبجة أهنا ليس ة ة ة ة ة ة ةةت مما يدخل ات التجريع ,وهذا منهم اوم
للمقدمات بغذ ليل وا عال لنتائج ال يد عليها تركيع الدليل ولبيعته .
ال ي م ال ذا يد عليه العلم و كم علل كل ما مل يدركه العلم ابخلرافة والعدم :هل فإنه يقا
منشأ يكةمأل هذا راتةع ىل أن ما مل يدركه العلم لكةونه ةذ موتو أم لكونه ال ليل علل وتو ف !
فإن قا :لكونه ذ موتو ,فهذا القو يخالل للض ة ة ة ةةرورة العقلية والواقعية ,لكون العلم كاش ة ة ة ةةلا
وليت خالقا ,فإنه علل مقتض ة ة ةةل هذا اجلواب جيع أن تكون اجملرات الواس ة ة ةةعة والكواكع الكبذة اليت مل
يكتشة ة ة ة ةةلها العلم ال يف العقو ارخذة كانت معدومة ,ومل يتلقق هلا الوتو اللعلذ ال بعد اكتشة ة ة ة ةةاف
العلم هلا ,وهذا ال يقو به عاقل يدر معىن ما يقو .
و ن قا :لكونه ال ليل علل وتو ف ,قيل له :عدم الدليل ا عني ليت ليال علل العدم ,فأهل
اإللان يشة ة ة ة ةةوكون معأل يف أن ارمر الذ ال يدركه العلم ال كم عليه بنلذ وال ثبات م تهة العلم ,
يابت ولكنهم ما وا عليأل أبن وتد عندهم ليل م نوع رخر ما م العقل و ما م الويذ ال ة ة ة ة ة ة ةةا
ارصو الدينية الغيبية .
فغاية ما لك أن يوص ة ةةل ليه ا نهج العلمذ – لو أر ان االقت ة ةةار عليه ويدف -وتوب التوقل ع
اإلثبات أو النلذ يف القض ة ة ة ة ةةااي ذ القابلة للتجريع واالختبار ,ولك ا ش ة ة ة ة ةةكل ا نهجذ الذ وقع فيه
الغالة يف العلم أهنم مل يقلوا عند هذا احلد ,و منا اوموف ىل اال عال أبن العلم يد علل نلذ القضة ة ة ة ة ة ةةااي
مناف لض ة ةةرورة اليت ال تدخل ات التجريع ,هذا عفز وكمو ال دلوح لوه ,وهو يف الوقت نلس ة ةةه ٍ
العقل ؛ رن عدم را الشذل بطة ة ة ة ة ةريقة معينة ال يعج حبا ع ة ة ة ة ةةدم وتو ف ,وال يلر ذجر نلأل احلكم
بعدمه .
: -7قدا الدع ،ال ل ىلةل الغالة يف العلم م تكرار اال عةال أبن ا نهج العلمذ يت ة ة ة ة ة ة ةةل ابلةدقةة
والوض ة ةةوح فكان أهال للاقة وااللمئنان ,وأن مجيع ا ناهج ارخرل الدينية والللس ة ةةلية فاقدة هلذف الس ة ةةمة
فال يوثق هبةةا ,ولك هةةذا الكالم ال يعةةدو أن يكون عول م الةةدعةةاول اجملر ة ,فةةا نهج العلمذ كغذف
مضةةطرب ,ومنها ما هو سةةهل م ا ناهج متنوع يف مكوانته ,فمنها ما هو واضةةح ومنها ما هو ام
ميسور ومنها ما هو معقد عسر .
51
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
يقو السة ة ةةذ تيمت تينر واصة ة ةةلا العلم يف ا وامنة بينه وبني الللسة ة ةةلة ":ناليه أن العلم نلسة ة ةةه ال
للأل م ة ة ةةطللات قيقة متلقا عليها ,وهلذا فليت له القدرة علل الوص ة ة ةةل الدقيق ا تلق عليه"(,)98
أخذ يف ضرب ارمالة علل نلأل ,فذكر م طلح احلركة والطاقة والسرعة و ذها .
وتتابعت مقاالت عد م الباياني يف مكيد ص ة ةةعوبة العلم وعس ة ةةرف ,وكش ة ةةلوا ع يجم الغمو
الذ تت ة ة ة ة ة ة ةةل به نظرايته ,وخاصة ة ة ة ة ة ةةة ما يتعلق ابلليفايل احلدياة ,فنظراي ا م أعقد النظرايت العلمية
الباياني نظرية النس ةةبية أبنه ال يكا يوتد يف العامل اثنا عش ةةر ا عاص ةةرة ,وأص ةةعبها ؛ يىت وص ةةل بع
رتال يعرف يقيقتها!( ,)99وهذا احلكم ال خيلو م ا بالغة ,ولكنه م ثر قو علل صعوبتها .
ذف م ا ناهج يف االختالف بني مكوانته وضة ة ة ة ةةويا و موضة ة ة ة ةةا فا نهج العلمذ نن ال خيتلل ع
اتلاقا واختالفا بني أتباعه ,فال فضل له علل ذف م هذف اجلهة .
-8اخنرا امللع ددل و ,كاذا ما يدعذ الغالة يف العلم أن ا نهج العلمذ منهج موض ةةوعذ ,ولريق
خو ا ثرات ا انعة م الوصو ىل احلقيقة ؛ لكونه قائما علل ا اليظة والتجربة ,فبذلأل مأمون م
ابت ا نهج العلمذ مستع يا علل خو ارمور الفائلة فيه ,منغلقا يف وته االختالط اب ضامني ا تنافية
مع ا وضوعية العلمية .
ومع التس ة ةةليم أبن العلم فيه قدر كبذ م ا وض ة ةةوعية والدقة ,لك الفعم ذوض ة ةةوعيته اخلال ة ةةة و قته
ال ارمة ذ صليح ,فإن العلم التجرييب ال ينمو بنلسه ,وال تتشكل نظرايته يف عامل ذ عا نا ,وكاذا
ما يكون لألفكار اليت ملها البايث وارخال والطبائع اليت يت ة ة ة ة ة ةةل هبا أثر علل نتائجه وت ة ة ة ة ة ةةوراته
العلمية ,وكاذا ما يكون لال اهات السياسية والتيارات اللكرية وارتوال االتتماعية سطوة علل مساراته
ومكتشلاته .
فأفرا الباياني يقع منهم التأثر كاذا ذعتقدا م وخلليا م الاقافية واللكرية ,فالبايث يني يدخل
معمله ال خيلع أفكارف ا سة ةةبقة خار الباب ,و منا يدخل بكل محوالته الللسة ةةلية واللكرية واالتتماعية ,
52
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وقد كتع فذابند مقاال ع مش ة ة ة ةةكالت ا ذهع التجرييب يقو فيه ":ن ما هو مدر يعتمد علل ما هو
معتقد"( ,)100وهذف ا قولة يعل هبا ع أن البايث التجرييب كاذا ما يتأثر ذعتقداته وأفكارف اليت ملها .
الالما املشددتغلل ابلالو التةريحي م ح كح البشددر وكن أ يتارعددلا للتاصددب مرا اة وظل
ال ف ،ا ر ج ن امللعل و ,يقو الدكتور أ.وهيلف ":نج سأكون رخر م يدعذ أننا حن العلمال
أقل النار عرضة للتع ع ابلنسبة للماقلني ا خري "(.)101
وقد نكر كواننت أن ا وض ة ة ة ة ةةوعية والتجر مل تك مالممة للعلم منذ أو نش ة ة ة ة ةةأته ,و منا تطورت مع
ارايم ,وقا ":ال بد أن نذكر أن العلم ظل يف أيد اهلواة يىت خل القرن التاسع عشر ,فه الل اهلواة
كلما اكتشةةلوا شةةيئا كانوا كم صةةا مسكا يبالغ يف أعدا ف ويبالغ يف أيجامه ,ويدافع ع هذف ارعدا
واريجام عند منافسيه ومنتق يه"(.)102
أشار ىل أن اخلرو ع ا وضوعية وعدم التجر لللقيقة ابت صعبا يف ا رايل ا تأخرة م العلم
,ولكنةةه أكةةد أن رتةةل العلم "ال يكةةا يو معملةةه م ورائةةه يىت جيوم عليةةه مةةا جيوم علل ا خري م
ركوب هواهم ,وقد يكون أسةةرع ىل التجر بسةةبع ما فر عليه العلم يف معمله م يبت وكبت ,فال
ذهم م النار ييدة وانضة ة ة ة ة ة ةةباط رابة نا حن رأينا م رتا العلم رتاال هم خار مهنتهم أقل م
نلت"(.)103
ورف يف وبعد اس ة ةةتعرا كواننت لتاريخ العلم نكر أنه ينكش ة ةةل لنا "كيل لعع التع ة ةةع اللكر
تقومي العلوم ,بل يف مخرها ,فقد ظل الكيماويون مخسة ة ةةني عاما ال يقبلون ا رال ارسة ة ةةاسة ة ةةية اليت بنيت
عليها النظرية الذرية أخذا ,واحلق أين لو أر ت توس ة ة ةةعة هذا اجلفل م هذا الباب رتعل منه ويدف اباب؛
نا لسميته ":ن ل قرن ظلت فيه ارهوال اللكرية والع بيات الذهنية ت طدم اصطداما"(.)104
( )100فلسلة العلوم – ا شكالت الللسلية , -ماهر عبدالقا ر علذ (. )11
( )101اإلسالم يتلدل ,وييد الدي خان ( , ) 78وانظر :العلم وا شتغلون ابلبلث العلمذ يف اجملتمع احلديث ,ويكنسون ( )11ومدخل
ىل ا يتافيفيقا ,مام عبداللتاح مام (. )84
( )102مواقل يامسة يف اتريخ العلم (. )17
( )103ا رتع السابق (. )19
( )104ا رتع السابق (. )277
53
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الناقدي لأل اين ىل أن يتبنوا نظرايت ومل يقت ة ة ة ة ة ة ةةر التع ة ة ة ة ة ة ةةع علل هذا القدر ,و منا فع ببع
وا اهات علمية ويقدموها علل ذها رتل أن فيها مييدا لقوهلم وموقلهم ,يىت قا العامل ا شة ة ة ة ة ة ةةهور
الس ة ة ةةذ تيمت تينف – وهو م أعظم علمال الع ة ة ةةر احلديث ": -ن يف عقولنا اجلديدة تع ة ة ةةبا يرتح
لللقائق"(.)105 التلسذ ا ا
ونكر يتكر ش ةةامذم أنه بينما كان يتأمل يف أنن ابنته ورأل تعقيدها و قة تركيبها تا يف نهنه أبن
هذا التعقيد وتلأل الدقة ال بد هلا م صانع ,ولكنه لر هذا الوسوار يىت ال يضطر ىل اإللان ابخلالق
كما يذكر ع نلسة ة ة ة ة ة ةةه!! ,ويعلق الدكتور انمت يو ابركت علل هذف احلا ثة قائال ":نج أعرف عد ا
م أس ة ة ة ة ةةاتذيت يف اجلماعة ,وم رفقائذ العلمال الذي تعرض ة ة ة ة ةوا مرارا ال هذف ا ش ة ة ة ة ةةاعر ,وهم يقومون
بعمليات كيمياوية ولبيعية يف ا عامل"(.)106
ومما يندر ضةةم هذا ا عىن القبيح ا نايف للموضةةوعية ما نكرف عد م الناقدي لأل اين م أهنم ال
يتمسةةكون بنظرية التطور مع عدم امتالكهم لأل لة الدالة علل صةةدقها ال رنه ليت هلا بديل ال التسةةليم
ابخللق اإلهلذ ,وهم ال يريدون اإللان بذلأل(.)107
ويني ظهرت نظريةةة االنلجةةار العظيم ,وأيةةدثةةت قلقةةا لةةدل العلمةةال ا نكري لوتو هللا ,كت ةع
ةاهدا لطيلا علل ا وقل الذ يتخذف تاسة ة ةةوو معلقا علل شة ة ةةعورهم نلأل فقا ":ن يف ر و فعلهم لشة ة ة ِ
أن يكون يف اية ا وض ة ةةوعية – اف ليل يكش ة ةةل عنه العلم نلس ة ةةه العقل العلمذ – وهو عقل يلو
يكون م ةةا ما للمعتقدات اليت نعتنقها يف مهنتنا ؛ يتبني م هذا أن العلم يت ةةرف كما يت ةةرف كل منا
يني ت طدم معة ةةتقداته مع الدليل ,ينتابنا الضة ةةيق وندعذ أبن ليت هنا م صدام ,أو ليه بعبارات
ال معىن هلا"(. )108
ال ترم أن االعتقةةا ات وا واقل اليت ي م هبةةا البةةايةةث ت ثر مثذا كبذا يف اختيةةاراتةةه وتلس ة ة ة ة ة ة ةذاتةةه
لأليدارت وا اليظات ,ويظهر هذا التأثذ بشكل كبذ يف لريقة البلث اليت يسلكها الدارسون ا تبعون
للرض ة ة ةةية التطور ,فإهنم كلما وتدوا ُمتَلجرة مش ة ة ةةتبهة أو اكتش ة ة ةةافا يف جما الوراثة ,اب روا مباش ة ة ةةرة ىل
54
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
تلسةةذها تلسةذا تطوراي ,وا عوا أهنا تد علل صةةلة فرضةةيتهم ,مع أن كل النمان اليت لالون هبا لك
شةةاهد علل أهنا ال تلسةةر ال وفق التطور فقف , تلسةةذها تلس ةذا يختللا ع نظريتهم ,وال يوتد فيها
وسيأيت هلذف القضية مفيد بسف يف ارصل الااين .
وقد أثبت عد م العلمال الذي اشةةتغلوا بنقد العلم علل أن البايث العلمذ يتعذر عليه االت ةةاف
اب وضة ة ة ةةوعية اخلال ة ة ة ةةة ,وأكدوا أن النظرايت العلمية ال تنلأل م التأثر ابخللليات االتتماعية والتارخيية
واحلياتية اليت يعيشة ة ةةها البايث ,ونكر كار بوبر "أن العلمال العظمال شة ة ةةأهنم شة ة ةةأن الشة ة ةةعرال ,كاذا ما
يستلهمون يدوسا ذ عقالنية"( ,)109ونبه علل الت ةةداخل بني الن ةةظرايت وبني ا وا ذ ا وضوعية فقا
":كل ا اليظات ملقلة بنظرية ,وال توتد ماليظة صافية نفيهة متلررة م النظرة"(.)110
وكل ما سةةبق ي كد علل أن العقل اإلنسةةاين والتلكذ البشةةر ال لك أن يتخلث م التليف للكرة
ما أو توته ما أو لبيعة يياتية معينة ,وقد نكر ا لكر اإلسة ة ة ة ة ة ةةالمذ عبدالوهاب ا سة ة ة ة ة ة ةةذ أن النمون
الغريب مل ينلأل ع التليف يف كل مكوانته احلضةةارية ,وابخل ةةوص ا كون العلمذ ,وم أهم معامل نلأل
علل اجلانع الرويذ اإلنس ة ةةاين ,والتليف جلانع لغال الغائية م الوتو التليف :التليف للجانع ا ا
ىل تانع ا لية ,والتليف للتطور والنظرية الدارونية والسة ة ة ة ة ةةو والتسة ة ة ة ة ةةلع-او الشة ة ة ة ة ةةذل ىل س ة ة ة ة ة ةلعة-
واالستهال ضد ا عاين اإلنسانية الاابتة ا ستقرة(.)111
عول ا وضة ةةوعية ال ة ةةارمة اليت وثبوت التليف يف التلكذ الغريب و ذرف يف مشة ةةاهدف العلمية يناق
يدعيها الغالة يف العلم التجرييب .
ورتل هذا نهع عد م الدارسةةني ىل أن عول االنضةةباط ال ةةارم وا وضةةوعية اخلال ةةة يف العلم
جمر ماالية يا ة ,توتد يف كتع مناهج البلث وستلذ يف معامل التجريع(.)112
و نا كان البلث العلمذ يتأثر ذا مله أفرا الباياني م أفكار وتوتهات فكرية وفلس ة ة ة ة ة ةةلية ,فإنه
يتأثر أيضةةا ابلضةةغوط السةةياسةةية وخيضةةع لتوتيه احلكومات والسةةلطات احلاكمة ,يىت ت َش ة َّكل يف التاريخ
الدارسةني "العلم ا وته" أ :العلم الذ خيضةع للقوة السةياسةية ويتوته خلدمتها واقيق ما يسةميه بع
55
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
م ةةاحلها ,وقد علت أصة ةوات عد م الباياني ابلتلذير م هذا النوع م العلم ,وس ةةعوا ىل كش ةةل
ر رف السيئة علل العلم يف احلاضر وا ستقبل(.)113
وم أبشةةع ا شةةاهد اليت ظهرت فيها سةةطوة احلكومات السةةياسةةية علل توتيه العلم نلكم االضةةطها
الذ كانت متارسة ة ة ة ة ة ةةه الدولة الشة ة ة ة ة ة ةةيوعية علل البلث العلمذ ,فقد نكر كتور سة ة ة ة ة ة ةةذ .ارلنغتون "أن
الش ة ةةيوعيني اولون تهدهم أن يوتدوا نوعا م االنس ة ةةجام واالتلا الظاهر بني مبا ئهم وأعماهلم م
تهةةة أخرل ,وبني النظرايت ا نطقيةةة والعلميةةة م تهةةة أخرل ...وم هنةةا ةةدهم يلج ون ىل خنق
التطور العلمذ الذ ي ثر يف الشة ة ة ة ة ة ةةيوعية ,بل خنق كل أنواع التطورات اليت ت ثر يف ملاهيم اجملتمع ...
هكذا قض ةةت االيتجاتات والض ةةرورات الس ةةياس ةةية علل الدولة الش ةةيوعية أن تس ةةتبعد العلوم الغربية ...
ولعل علم النلت وعلم الوراثة وعلم ا قابلة بني اللغات ا ختللة هذ أكار العلوم اليت تعرضة ة ة ة ة ة ةةت ال هذا
التدخل م قبل الدولة الشيوعية"(.)114
ويقو فيليع فرانأل – وهو عامل سة ة ة ة ة ةةوفييت -م كدا مثذ ا اركسة ة ة ة ة ةةية علل مسة ة ة ة ة ةةذة العلم ":ومنذ أن
أصبلت فلسلة كار ماركت وفريدريأل ا لف -وهذ الللسلة ا ا ية اجلدلية -هذ الللسلة الرمسية لال اف
السوفييت والدولة التابعة هلا ,فإن ا رال اليت ور ت يف اجلفل ا قتبت -نث ال لف يف ا ا ية نقله ا لل-
كان هلا مثذ بعيد ا دل علل موقل االاا السة ة ة ة ة ة ةةوفييت ا اف العلم ,فقد فلث كل ما لال العلم حباا
عما يكون مس ة ةةتوا م فلس ة ةةلة معا ية لللس ة ةةلة احلفب احلاكم ,وقد س ة ةةاعد هذا ارس ة ةةلوب يف كاذ م
احلاالت علل أن يتخذ تكأة لت نيل العلم بواسطة الدولة"(.)115
وكتع ر .أ قافيلوف – رئيت أكا لية العلوم يف االاا السوفييت – مقاال نشر سنة 1949م قا
فيه ":ن الليفايل الس ة ة ةةوفيتية ,كالعلم الس ة ة ةةوفييت ,خال يف يياة الدولة م مم بعيد ,ووتها كل قواغا
ىل خدمة بلدان ,الس ةةتيلال كل احلاتات الالممة لبنال جمتمع ش ةةيوعذ ...والليفايل الش ةةيوعية تَبج عملها
علل ما اعتنق العامل م ا ا ية ا نطقية ,تلأل اليت رفع كم أمرها مليل لينني وستالني"(.)116
( )113انظر :مستقبل العلم ,أكا لية العلوم اللرنسية ( , ) 81-79وانظر راسة مطولة ع خضوع العلم لالعتبارات السياسية :العلم
واإليديولوتيا ,يسني علذ (. )100-82 , 79 , 76
( )114ا اركسية يف أبعا ها ا ختللة ,جمموعة ابياني (. )24
( )115فلسلة العلم (. )17
( )116مواقل يامسة م اتريخ العلم ,كواننت (. )489
56
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وكتةةع لينني مقةةالةةة بعنوان "معىن ا ةةا يةةة ا قةةاتلةةة" ص ة ة ة ة ة ة ةةاغ فيهةةا أهم ا همةةات ا للةةة اليت جيةةع علل
ا اركسةية العمل عليها ,ونكر منها "توييد تهو اللالسةلة الشةيوعيني مع ممالذ العلوم الطبيعية ا عاصةرة
؛ م أتل التعميم الللسة ة ة ة ة ة ةةلذ لالكتشة ة ة ة ة ة ةةافات اجلديدة يف علوم الطبيعة ,وم أتل النضة ة ة ة ة ة ةةا ضة ة ة ة ة ة ةةد
ا االية"( ,)117اليت منها الدي ابلضرورة .
ويف أوائل الس ةةبعينات م القرن ا اض ةةذ قام عد م العلمال يف االاا الس ةةوفييت إبعالن االنش ةةقا
ع السة ة ة ة ة ة ةةلطة احلاكمة ,ولالبوا حبرية البلث العلمذ ,وكل الدولة ع التس ة ة ة ة ة ة ةلف عليه ,فما كان م
الدولة السة ةةوفيتية ال أن اب رت ليهم ابلقمع السة ةةياسة ةةذ والتعر هلم اب ضة ةةايقات ,بل أخضة ةةعت عد ا
منهم لللث الطع النلسذ ,وانتهل ارمر بتشخيث يالتهم علل أهنا اضطراب نلسذ!(.)118
والتس ة ةةلف علل العلم والس ة ةةعذ ىل خض ة ةةاعه للتوتهات اللكرية أو الس ة ةةياس ة ةةية ليت خاص ة ةةا ابالاا
الس ة ة ة ة ةةوفييت ,و منا هو عام يف كاذ م البلدان الغربية ,والتوتهات اإليديولوتية ,فهنا م س ة ة ة ة ة ةس ة ة ة ة ةةات
صناعية وسياسية واتتماعية ال تسمح للعلم ذخاللتها أبدا(.)119
وكذلأل احلا يف أتباع فرض ة ة ة ة ة ةةية التطور ,فإهنم مارس ة ة ة ة ة ةوا ألواان م العنل والتض ة ة ة ة ة ةةييق علل كاذ م
الباياني الذي يقررون خالف نظريتهم التطورية ,وس ة ةةعوا ىل اإلض ة ةرار هبم وقطع اررما عنهم وف ة ةةلهم
م أعماهلم وتشويه صور م ,ووصلوهم ابلغبال واجلهل والتخلل!(.)120
وقد قام فريق حباذ برص ة ةةد أص ة ةةناف االض ة ةةطها اليت تعر هلا العلمال ا خاللون للرض ة ةةية التطور ,
ومجع ا مارسةةات التعسةةلية اليت يقوم هبا التطوريون ضةةد ا خاللني هلم ,ونشةةروها يف فيلم و ئقذ مشةةهور
تدا عنوانه "مطرو ون" ,وهو متداو بكارة علل الشبكة العنكبوتية .
ويف الكشةةل ع انتها ا وضةةوعية يف العلم و ثبات عدم نفاهته يقو ريتشةةار اترانر ":وأما اإللان
ابمتال العقل العلمذ للقدرة اللريدة علل الوصة ة ة ة ة ة ةةو ىل يقيقة العامل علل تسة ة ة ة ة ة ةةجيل الطبيعة مال مررة
أمنونتية عاكسة لواقع موضوعذ كوين ال اترخيذ فقد بدا ليت فقف سانتا معرفيا ,بل وخا ما بوعذ أو
57
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بدون وعذ أ راضةةا سةةياسةةية واقت ةةا ية دد ة ,متيلا يف الغالع فرص نيد مقا ير ثلة م ا وار ا ا ية
واللكرية خلدمة برامج اهليمنة االتتماعية والبيئية"(.)121
ونتيجة لض ة ة ة ةةخامة ا ثرات اللر ية وا س ة ة ة ةس ة ة ة ةةية علل العلم كارت فيه مش ة ة ة ةةاهد التفوير وتعد ت فيه
أيدارت الكذب واخليانة العلمية ,وم ال ةةعوبة ي ةةر كل تلأل ا شةةاهد يف هذا ا وضةةوع ,وقد نكرت
فرضية التطور يف هذا البلث(.)122 بعضا منها يف أثنال نق
وكل الش ة ةواهد الس ة ةةابقة تابت بوض ة ةةوح أن ا وض ة ةةوعية ال ة ةةارمة والنفاهة العالية اليت يدعيها الغالة يف
العلم عبو هم اجلديد ليست صليلة ,وال تقوم علل أسار سليم ,و منا هذ عول جمر ة م الدليل.
املقص د د د ددلد من الكمل ال د د د ددابق إعبات أ كح امل ظلم الالمو ال بد من الت بوه لى أنه لو
م خرم امللعل و أ مجوع مكتشفا ا مشكلك يف نزاهتها ،إمنا املقصلد إعبات د اطراد ذلك
يف كح مشاهدن كما يد و الغملة يف الالو
و نا ثبةةت نلةةأل فل يكون للمنهج العلمذ ميفة علل ذف م ا نةةاهج يف هةةذف اجلهةةة ,فكمةةا أن
احل شخ ية أو سياسية أو ذها ,فكذلأل ا نهج العلمذ ا ناهج الللسلية أو الدينية لك استغالهلا
احل ارشخاص أو احلكومات . لك استغالله
وا رام ا وضةةوعية ا طلقة ا دعاة ال جيعل جملر الوصةةل ابلعلمية خاصةةية يف ثبات ا وضةةوعية ونفاهة
النظرية ,و منا ال بد م تضافر أ لة أخرل تابت نلأل القدر للنظرية .
58
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ا را ابالستقرال :ا نهج البلاذ الذ يعتمد علل االنتقا م عد ددو م احلاالت اخلاصة ىل
الكشل ع القوانني العامة(.)123
وقد نش ةةأ االهتمام اب نهج االس ةةتقرائذ مع بداية ع ةةر النهض ةةة العلمية يف القرن الس ةةابع عش ةةر ,مع
فرانس ةةيت بيكون ,تطور االهتمام به ,وام ا التعلق به يىت ص ةةار الرأ العام يف القرن التاس ةةع عش ةةر
علل أن ا نهج العلمذ هو االستة ة ة ةةقرال ويدف ,واستقر الرأ علل أنه ال يوتد منهج لال الطريقة العلمية
ذف(.)124
وأخذ كاذ م اللالسلة والدارسني يقابلون بني ا نهج االستقرائذ علل أنه ا مال الوييد للعلم وبني
ا نهج االستن ة ةةبالذ ,علل أنه ا مال للت ة ةةخلل واخلة ة ةرافة ,ويف مسيت هذف ا وامنة يقو برتراند رسل":مل
يك ال راع بني تاليليو وداكم التلتي صراعا بني اللكر احلر والتع ع ,وبني العلم والدي ,بل كان
صراعا بني االستنباط واالستقرال"(.)125
واس ة ة ة ةةتقر ارمر مع النفعة االس ة ة ة ةةتقرائية علل أن االس ة ة ة ةةتقرال هو الطريق الوييد للل ة ة ة ةةو علل العلم
ال ةةليح ,وا عل أتباعها أنه ال لك التوصةةل ىل القوانني والتنب ات م ا عطيات احلس ةية ال ع لريق
االستقرال فقف(.)126
وم أشة ة ةةهر الغالة يف االعتما علل ا نهج االسة ة ةةتقرائذ الليلسة ة ةةوف اإل ليف :تون اسة ة ةةتوارت ِمل
(1873م) – وهو فيلسة ة ة ة ة ة ةةوف رييب ةةا ٍ يف ريبيتةةه( -)127فةةإنةةه ابلغ يف اإلعالل م منفلةةة الةةدلي ةةل
االس ة ة ة ة ةةتقرائذ يىت عدف ا نهج الوييد للوص ة ة ة ة ةةو ىل ا عرفة احلقة ,وأنكر اس ة ة ة ة ةةتقال كل الطر ارخرل
وأرتعها ىل االس ة ة ة ة ةةتقرال ,فليت للمعرفة ال ة ة ة ة ةةليلة عندف ال لريق وايد هو االس ة ة ة ة ةةتقرال فقف ,فكل
( )123انظر :ا نطق الوضعذ ,مكذ يع ( , )297/2وا نطق احلديث ومناهج البلث ,دمو قاسم (. )55
( )124انظر يف تطورات االهتمام ابالستقرال :فلسلة العلم يف القرن العشري ,ورانلد تيليف (. )100-92
( )125النظرة العلمية ( , )29وانظر :فلسلة القرن العشري ,لىن اخلويل (. )166
( )126انظر فلسلة العلم يف القرن العشري ,وانلد تيليف ( , )102وفلسلة العلم يف القرن العشري ,لىن اخلويل (. )137
( )127انظر :اتريخ الللسلة احلديث ,وليم كلني (. )418
59
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
مكوانت الذه اإلنس ة ةةاين ودتوايته جمر تعميمات اس ة ةةتقرائية ,وال يس ة ةةتاىن م نلأل ش ة ةةذل ألبتة ,يىت
قوانني الرايض ة ة ة ة ة ة ةي ةةات وقوانني اللكر ال ة ة ة ة ة ة ةةوري ةةة ,فهذ يف يقيقته ةةا م ةةا هذ ال تعميم نهج ع لريق
االستقرال(.)128
ووض ة ةةع رتل نلأل كتابه الض ة ةةخم "نس ة ةةق ا نطق" داوال فيه اقيق يلمه أبن يكون م س ة ةةت منهج
االسةةتقرال مالما كان أرسةةطو م سةةت منهج القيار ,وكما وضةةع أرسةةطو للقيار أشةةكاال وضةةرواب ,فقد
وضع ِمل لالستقرال لوائح ومناهج(.)129
وكاذا مةا كةان رائةد الوضة ة ة ة ة ة ةةعيةة ا نطقيةة يف العةامل العريب الةدكتور مكذ يةع يكرر التلقذ م ا نهج
االسةةتنبالذ حبجة أنه ال يضةةيل لللكر اإلنسةةاين شةةيئا ,ويعلذ يف ا قابل م شةةأن ا نهج االسةةتقرائذ ؛
حبجة أنه ا نهج العلمذ الوييد ا ليد للعقل اإلنساين(.)130
ال بد م التأكيد ابتدال أن النقد ا وتة للنفعة االسةةتقرائية ليت ا ق ةةو منه بطا منهج االسةةتقرال
م أصله ,فإن االستقرال لريق صليح م لر العلم ا عتمدة ,و منا النقد متوته ىل النفعة االستقرائية
اليت تفعم أنه ال لريق للمعرفة ال الطريق االستقرائذ فقف .
خيل م النفعات ا ضا ة
ومع أن اللكر الغريب شهد نفعات الية يف تقدير منفلة االستقرال ال أنه مل ُ
,اليت تقوم علل التقليل م شأنه وتسعل ىل نقدف وتقويضه ,وم أشهر العلمال الذي تبنوا هذا ا وقل
يف القرن العشري كار بوبر و وهيم و ذغا مم اندر ضم تيار نقد العلم(.)131
( ) 128انظر :فلسلة العلم يف القرن العشري ,لىن اخلويل ( , )142واتريخ الللسلة احلدياة ,وليم كلني ( , )421وا وسوعة ا خت رة يف
الللسلة (. )418
( )129انظر :موسوعة الللسلة ,عبدالرمح بدو ( , )470/1وفلسلة العلم يف القرن العشري ,لىن اخلويل (. )143
( )130انظر :حنو فلسلة علمية (. )33-32
( )131انظر :فلسلة العلم يف القرن العشري ,وانلد تيليف ( , )91وفلسلة العلم يف القرن العشري ,لىن اخلويل (. )346
60
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وقد قدموا نظرات نقدية عديدة للنفعة االسة ة ة ة ة ةةتقرائية ,أثبتوا م خالهلا فسة ة ة ة ة ةةا تلأل النفعة وفقداهنا
لالتس ة ةةا واالنض ة ةةباط ا عريف ,وارمور اليت تكش ة ةةل ع اخللل ا نهجذ يف النفعة االس ة ةةتقرائية متعد ة ,
وسنعر رغها فيما يلذ م ارفكار :
-1امل اعا ل بوا املار :ا ن انو ،ونلأل أن النفعة االستقرائية تقوم علل اعتما ا نهج التجرييب يف
ا عرفة ,نلكم ا نهج الذ يرل أن م ا ر ا عرفة اإلنسانية منل رة يف م در وايد وهو اخللة احلسية
,ويف وسة ة ةةيلة وايدة هذ احلوار فقف ,ورتل هذا مالوا ىل الغلو يف االسة ة ةةتقرال واعتبارف الطريق الوييد
لللكم ا نضبف .
واحلقيقة أن م ة ةةا ر ا عرفة اإلنس ة ةةانية ليس ة ةةت منل ة ةةرة يف م ة ةةدر وايد ,و منا تتس ة ةةم م ة ةةا رها
ابلوكيع والتداخل ,وقد سةةبق يف أثنال البلث ثبات اسةةتلالة قيام ا عرفة اإلنسةةانية علل م ةةدر وايد,
وابلتايل فإن االستقرال ويدف ال لك أن يكون قائما بكل ما تتطلبه ا عرفة اإلنسانية .
-2اذو االستقرا ا الص ,ي ر الغالة يف العلم علل ت وير ا نهج العلمذ أبنه منهج استقرائذ
خالث ,ولك هذا الت وير ذ صليح البتة ,فالعلم التجرييب ليت جمر انعكار ل ورة الواقع التجرييب
ذ مثر أب بُعد رخر ,و منا هو يف احلقيقة خاضةةع لتأثذ عقل اإلنسةةان ولباعه وقدراته فلسةةع ,م
وميوله ومواقله وخياله ,فالبُعد الذايت متجذر فيه ب ة ةةورة عميقة ,ويف بيان نلأل يقو أينش ة ةةتاي " :ليت
العلم جمموعة م القوانني ,وثبتلا ابلوقائع ذ ا وابطة فيما بينها ,نه م خلق العقل اإلنسة ةةاين بواسة ةةطة
أفكارف وت ة ة ةةوراته ...ن الت ة ة ةةورات الليفايئية يخلوقات يرة للعقل اإلنسة ة ةةاين ,وليت كما يظ :دد ة
فقف ابلعامل اخلارتذ"(.)132
وقد بني كاذ م العلمال اللرنسة ة ة ةةيني و ذهم أنه ال وتو لالسة ة ة ةةتقرال اخلالث ,وأنه يسة ة ة ةةتليل بنال
معرفة علمية متماسةةكة ذجر االسةةتقرال ,وأكدوا أنه ال بد م اشةوا االسةةتنباط ا تضةةم لتدخل العقل
اإلنساين يف صناعة العلم .
61
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وم أقدم م اسذ موقلا نقداي م النفعة االس ة ة ة ة ة ةةتقرائية الليلس ة ة ة ة ة ةةوف وليم هيوو (1866م) ,فقد
صلبه يف رخر يياته شعور تا أبن االستقرال ال يكلذ ويدف ,وأ ر االل أن ا عرفة اإلنسانية ليست
د ةةلة التجريع فقف ,و منا هذ د ةةلة تلاعل العقل اإلنسةةاين ومكوانته مع معطيات احلت اخلارتية ,
ولك ع ةةرف مل يك يسةةمح إبسةةقاط االسةةتقرال ,فاكتلل هيوو ابلتأكد علل أن االسةةتقرال واالسةةتنباط
ي عدان ويهبطان الدر نلسه(.)133
وم أهم م نبه علل اخللل ا نهجذ يف النفعة االس ةةتقرائية وأثبت أبن ا عرفة اإلنس ةةانية مجلة ال تقوم
علل االسة ة ة ة ة ة ةةتقرال ويدف :الليلسة ة ة ة ة ة ةةوف هنر بوانكاريه ,ييث يقو ":كاذا ما يقا :قم ابلتجربة بال
أفكار مسةةبقة ,وهذا أمر دا ,ال رنه جيعل كل التجارب عقيمة فلس ةةع ,بل أيض ةةا رنه ال يتهيأ لنا
لو أر انف ,ييث ن كل وايد منا مل رؤية للعامل ,وال لكنه التخلث منها بيسة ة ة ة ة ة ةةر ,فعلينا ماال أن
نستعمل اللغة ,وهذ منا قُ ىلدت م أفكار مسبقة"(. )134
وم أشةةهر م أكد علل اسةةتلالة وتو اسةةتقرال خالث الليلسةةوف اللرنسةةذ كار بوبر ,فإنه اهتم
بنقد النفعة االس ة ة ة ة ة ةةتقرائية كاذا ,وتعل نلأل أيد مكوانت مش ة ة ة ة ة ةةروعه الرئيس ة ة ة ة ة ةةية ,وكرر مرارا أن العقل
اإلنس ة ةةاين ال يبدأ يف حباه العلمذ م ا اليظة مباش ة ةةرة ,و منا يعتمد علل أفكار س ة ةةابقة علل ا اليظة,
فاالعةتقا أبنه لك أن نبدأ م ا اليةظات اخلال ة ويدها ذعف ع أية فكرة سابقة أمر دا (.)135
وقد ياو بوبر أن يوضح فة ة ةةكرته ا نهجية بط ة ة ةريقة ظريلة معلة ,فبدأ يدل داضراته يف فيينا أبن
قا لطالب الليفايل :ليمس ةةأل كل واية ة ة ة ة ة ة ة ةةد منكم ابلقلم والة ة ة ة ة ة ة ة ةةورقة ,اليظوا بعناية و قة ,س ةةجلوا ما
تاليظونه !!
( )133انظر :فلسلة العلم يف القرن العشري ,لىن اخلويل (. )140
( )134العلم واللرضية ( , )219وانظر :ا رتع نلسه (. )89
( )135انظر :فلسلة العلم يف القرن العشري ,وانلد تيليف ( , )153وفلسلة العلم ,فيليع فرانأل (. )364-363
62
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ابلطبع تسةةال الطالب عما يريد بوبر أن ياليظوف ,فعبارة "اليه" ال تعج شةةيئا بنلسةةها ,فالعامل
ال ياليه فلسةةع ,فا اليظة ائما منتقاة ,تواتهها مشةةكلة يختارة م موضةةوع ما ,ومهمة دد ة ,
واهتمام معني ووتهة م النظر خاصة(.)136
وبوبر يف تهو ف النقدية رصةةلاب النفعة االسةةتقرائية ال ينكر أغية التجربة وال أغية االسةةتقرال ناته,
و منا ينكر عليهم ت ورهم الغايل يف قيمة االستقرال ,وأنه ٍ
كاف ويدف يف بنال ا عرفة وتشكلها .
تال بعد بوبر الليلسة ة ةةوف اللرنسة ة ةةذ وهيم ,وهاتم أتباع النفعة االسة ة ةةتقرائية ابلقوة نلسة ة ةةها اليت
كانت عند بوبر ,وأقام ضةةد عو م اعواضةةات عديدة ,أثبت م خالهلا اسةةتلالة االسةةتقرال اخلالث ,
وأن النظرايت العلمية ي ثر فيها العقل اإلنساين مثذا عميقا(.)137
وكل ما س ة ةةبق ي كد أن ا عرفة اإلنس ة ةةانية ال تقوم علل م ة ةةدر وايد فقف ,وأن االس ة ةةتقرال اخلالث
الذ ال يقوم ال علل ا وا احلسية ذ متلقق الوتو ابللعل .
فإنا كان ا نهج العلمذ نن ليت منهجا ريبيا خال ة ة ة ة ة ةةا ,و منا جيمع بني مكوانت ريبية وأخرل
ذ ريبية قائمة علل االسة ة ة ة ة ة ةةتنباط والتأمل ,فإنه ال فر بينه وبني ا نهج ا تبع يف ثبات الوتو اإلهلذ
وارص ة ةةو الدينية ارخرل ,فمنهج االس ة ةةتدال فيها جيمع أيض ة ةةا بني مكوانت ريبية وأخرل قائمة علل
االستنباط ,ويف بيان هذا االتلا يف منهجية االستدال يقو الليلسوف والعامل الطبيعذ مذبت سنانلذ
كو دن بعد أن نكر أن العلوم التجريبية تقوم علل االستدال االستنبالذ والتسليمذ ":ننا لنستطيع أن
نستخدم نلت ا نطق االستداليل يف را وتو هللا ومعرفة صلاته"(. )138
-3الاةز ن ا عبات ,ونلأل أن الغالة يف ا نهج االس ة ةةتقرائذ ينطلقون -كما س ة ةةبق التنبيه عليه
-م لاهنم اب ذهع التجرييب ,ولك هذا ا ذهع يسةةتلفم ابلضةةرورة القضةةال علل ارصةةو اليت يعتمد
عليها االس ةةتقرال ؛ ونلأل أن يقيقة االس ةةتقرال ترتع ىل مكان التنب اب س ةةتقبل ,والتنب اب س ةةتقبل يقوم
( )136انظر :فلسلة العلم يف القرن العشري ,لىن اخلويل (. )139
( )137انظر :فلسلة العلم يف القرن العشري ,وانلد تيليف (. )220-207
( )138هللا يتجلل يف ع ر العلم ,ارير تون كلوفرمونسيما (. )23
63
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
علل التسليم ذبدأ ثبات خ ائث ارشيال والرا التتابع بينها ,وهذف ا با ئ ال يستطيع ا ذهع احلسذ
ثبا ا ,بل يستلفم نكارها .
فوقع أتباع النفعة االس ة ةةتقرائية يف مأم معريف ش ة ةةديد ؛ ن هنم أيخذون ذنهج اس ة ةةتداليل و ة ةةرون
لر ا عرفة فيه ,ويف الوقت نلسةةه ي منون أبصةةو فلسةةلية تقضةةذ علل ملراته ومسةةتنداته ,ويف ت ةةوير
هذا ا أم يقو برتراند رسةةل":ل لكننا أبدا أن نسةةتخدم التجربة إلثبات مبدأ االسةةتقرال ون الوقوع يف
علينا ما أن نقبل مبدأ االسةةتقرال علل أسةةار وضةةويه الذايت ,أو أن منتنع ع تقدمي أ الدور ,وم
تلير لتوقعا ا ا تعلقة اب ستقبل"(. )139
يف مكيد مأم احلسيني مع االستقرال يقو هانف ريتشنباخ ":هذا هو ا أم الذ يقع فيه صايع
النفعة التجريبية :فإما أن يكون ريبيا كامال ,وال يقبل م النتائج س ةةول القض ةةااي التلليلية أو القض ةةااي
أ قضية ع ا ستقبل , ا ست ة ةةمدة م التجربة ,وعندئذ ال يست ة ةةطيع القيام ابست ة ةةقرال ويتع ة ةةني أن يرف
و ما أن يقبل االستةدال االستقرائذ ,وعندئذ يكون قد قبل مبدأ ذ اليلذ ,وال لك استخالصه م
الت ة ة ة ة ةةجربة ,وبذلأل يكون قد سلل ع الت ة ة ة ة ةةجربة ,وهكذا تنتهذ التجريبية الكاملة ىل القو :ن معرفة
ا ستقبل مستليلة"(.)140
ونتيجة لقوة ا أم الذ وقع فيه أتباع النفعة االس ة ة ة ةةتقرائية وعمقه فإهنم مل خيرتوا فيه برؤية واض ة ة ة ةةلة
متسقة ,واختللت مواقله يف داولة اخل ة ة ة ة ةةرو منه ىل أربعة مة ة ة ة ة ةواقل أساسية ,وقد عرضنا هلا يف الل ل
السابق( , )141ويعل برتراند رسل ع مق ة ة ة ةةدار تلأل ارممة ,فيقو ":االستقرال مل يف مشكلة منطقية بال
يل!"(.)142
وهةةذا العجف م أقول ارمور اليت أ رهةةا كةةار بوبر يف وتةةه الغالة يف االسة ة ة ة ة ة ةةتقرال ,وم أش ة ة ة ة ة ة ةةد
ا سو ات اليت اعتمد عليها يف احلكم علل االستقرال ابخلرافة!(.)143
64
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بعد أن تطور العلم يف القرن العش ة ة ةري و لت معامل النقث الش ة ة ةةديد اب ية يف كيانه ,وظهرت أعالم
الق ةور مشةرعة ترفرف علل بنيانه ,وتراكمت ارسةئلة واالعواضةات علل منهجه ومسةارف البلاذ ,أخذ
عواهم اليت صةةموا هبا ا نان يف القرن التاسةةع عشةةر وما بعدف م أن عد م الغالة يف العلم يواتع ع
ا نهج العلمذ يت ة ةةل ابل ة ةةلة اخلال ة ةةة ,وأنه الس ة ةةبيل الوييد الذ يغج اإلنس ة ةةانية ع كل س ة ةةبيل ,
تراتعوا ع نلأل كله ىل رتة أقل امسةةا وأكار تواضةةعا ,فأخذ كاذ منهم يقر أبن ا نهج العلمذ ليت
س ة ةةا ا م اإلش ة ةةكاالت وليت خاليا م العيوب ,وال هو م ة ةةلل م الش ة ةوائع ,ولكنه مع نلأل يبقل
أفضل ا ناهج وأقلها عيواب وأكارها قة وثقة يف النتائج(.)144
وللقوا يقولون يف س ة ة ة ة ةةيا تلير موقلهم التلض ة ة ة ة ةةيلذ للعلم :ن العلم يقوم علل التقريع وااليتما
ويعوف ابلق ور والنقث ,و نه يقبل التغذ والتبد رالف ا نهج الديج ,وتعلوا نلأل مقيار التلضيل
ومعيار التقدمي ,ويكموا علل كل ا ناهج اليت ال تقبل بذلأل ابلكسةةا وعدم النلع وفقدان القبو ,ويف
توضة ة ة ةةيح هذا ا عىن يقو برتراند رسة ة ة ةةل ":ن العقيدة الدينية ستلل ع النظرة العلمية ,يف أهنا تفعم أهنا
د احلقيقة اخلالدة واليقينية ب ة ة ة ة ةةورة مطلقة ,يف يني أن العلم ذ هنائذ علل الدوام ,ويتوقع ض ة ة ة ة ةةرورة
خا التعديالت علل النظرايت احلالية ن عاتال أو رتال ,فضال ع أنه يدر أن لريقته م النايية
ا نطقية ذ قا رة علل الوصو ىل براهني كاملة وهنائية ...
نرل أن العلم يشجع التخلذ ع البلث ع احلقيقة ا طلقة ,ويستبد هبا ما لك تسميته وم
ابحلقيق ة ةةة التقني ة ةةة ا نتمي ة ةةة ىل أي ة ةةة نظري ة ةةة لك اسة ة ة ة ة ة ةةتخ ة ةةدامه ة ةةا بنج ة ةةاح يف االخواع ة ةةات أو التنب ات
اب ستقبل"(.)145
ومع اعواف برتراند رس ةةل بعمق اإلش ةةكاالت ا عرفية اليت يوص ةةل ليها االقت ةةار علل ا نهج العلمذ
ال أنةةه ي ة ة ة ة ة ة ةةر علل التمس ة ة ة ة ة ة ةةأل بةةه ؛ رنةةه ال يرل بةةديال عنةةه ال ا نهج الةةديج ,وهو ال ير ةةع فيةةه ,
65
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فيقو ":بينما العلم م ييث هو حبث ع ا قدرة تف ا انت ة ة ةةاراته ماي ة مس ة ة ةةتمرة ,فإن العلم م ييث
هو حبث ع احلق قد قتله الشأل الذ أنتجته مهارة العلم .
وليت م سة ةةبيل إلنكار أن هذا موقل ي سة ةةل له ,لك ال يسة ةةعج التسة ةةليم أبن ا وقل يتلس ة ة
إبيال اخلرافة دل الشأل ,كما يدعذ كاذ م أبرم العلمال .
قد يكون الشة ة ة ة ةةأل أليما ,وقد يكون تديبا ,ولكنه علل ارقل يخلث أمني ,وررة م رار البلث
ع احلقيقة ,ورذا كان الشة ة ة ة ة ة ةةأل مريلة م قتة ,ولك النجاة احلقة منه ال تكون ال ابلعو ة ىل العقائد
ا نبونة اليت تنتمذ ىل تيل أ ىب م هذا اجليل"(.)146
ولك هذف الدعول ال ستلل كاذا ع الدعاول اليت سةةبقتها ,فهذ أوال قائمة علل فكرة الشةةمولية
ا سة ة ة ةةتليلة ؛ ن يقيقة هذف الدعول أن ا نهج العلمذ أفضة ة ة ةةل منهج حباذ يسة ة ة ةةتطيع أن جييع علل كل
االيتياتات اإلنس ة ةةانية ,فلم يتغذ يف الدعول العلموية ال االنتقا م مريلة اجلفم ىل مريلة الت ة ة ةريح
ابرفضلية فقف .
واحلقيقة كما سةةبق التنبيه عليها أنه ال يوتد منهج وايد لكنه أن يليب كل االيتياتات اإلنسةةانية ,
و منا ال بد م تض ة ةةافر مناهج متعد ة ,واتتماع م ة ةةا ر يختللة تش ة ةةو مجيعها يف تغطية أكل قدر م
ايتياتات ا عرفة اإلنسانية .
ن االعواض ة ة ة ة ة ة ةةات اليت أور ت علل النفعة العلموية ال دف ىل منامعة الغالة يف العلم يف تفمهم
ب ةةلة ا نهج العلمذ ,و منا دف بشةةكل أسةةاسةةذ ىل عول احن ةةار احلق يف منهج وايد ,فقد أور
أسةار ا عوضةون علل الغالة يف العلم اعواضةات كاذة تتعلق ب ةلة الدعول نلسةها ,وتق ةد ىل نق
ا بدأ الذ تقوم عليه ,وليت ىل تفمهم ب ة ة ة ة ة ة ةةلته ,فاالنتقا م مريلة اجلفم ابل ة ة ة ة ة ة ةةلة ىل مريلة
التلضيل ال يدفع تلأل االعواضات احلقيقية ألبتة .
66
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ن ارفضةةلية يف تقدمي ا ناهج البلاية علل بعضةةها مندرتة ضةةم ارمور النسةةبية االعتبارية ,اليت
ستلل ابختالف لبيعة ا وضة ة ةةوعات ,فا وضة ة ةةوعات الطبيعية هلا مناهج دد ة هذ ارفضة ة ةةل يف حباها ,
وا وضوعات اإلنسانية هلا مناهج دد ة هذ ارفضل يف راستها .
ذ اعتبار الختالف فاجلفم أبن منهجا ما هو ا نهج ارفضة ة ةةل علل كل ا ناهج البلاية ارخرل م
لبيعة ا وضوعات اليت هذ دل البلث والدراسة ضرب يف العماية وتعمق يف الضاللة ا نهجية .
67
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
68
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
69
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
70
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ركائزحجية السنة
ن العناية ابلركائف الةم سسة حلجية السنة وال ُةمابىلتة هلا أمر يف اية ارغية ,وال يتم االيتجا علل
ا خالل يف هذا الباب بر شبهاته فقف ,بل ال بد م معرفة أصو القو حبجية السنة و الئله
ومرتكفاته.
وقد اعتىن علمال ا سلمني وابياوهم هبذا الباب ,وصنلوا كتبا كاذة يف ثبات يجية السنةِ ,
ونك ِر
الئلها ,واللاه ِ
ني ا ابتة هلا ,والركائ ِف اليت بنوا عليها موقل هم واعتقا هم.
وسأنكر أهم الركائف الكلل اليت يُعتَمد عليها يف تابيت يجية السنة ومكانتها يف اإلسالم.
وهذ ثالرت ركائف:
71
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الركيزة األولى:
دالئل القرآن على حجية السنة
ن أعظم ما ينطلق منه أهل العلم إلثبات يجية سنة ا طلل صلل هللا عليه وسلم هو القررن الكرمي,
وال يكا خيلو كتاب م الكتع ا للة يف هذا الباب م االستشها ايته علل مكانة السنة ويجيتها.
وا تأمل لدالئل القررن علل يجية السنىلة جيد أهنا تُابت معنيني شريلني تليلني ,فيهما الر علل يختلل
الطوائل ا نكرة للسنة ,سوال أكان نكارهم هلا م تهة أصلها ,أو م تهة لريقة نقلها.
معىن وايد منهما ,بل ال بد م
وال ينبغذ االقت ار يف االستدال علل يجية السنة ابلقررن علل ل
العناية إبثبات ا عنيني كليهما؛ ن بتكاملهما تنقطع يجة كل منكر للسنة أو مشكأل فيها.
املا وا مها
ارو :اللة القررن علل أصل يجية السنة.
ا عىن الااين :اللة القررن علل وام يجيتها.
وُلك ثبات هذي ا عنيني م مخسة لر ,ثالثة منها تعو ىل ا عىن ارو ,والبقية عائدة ىل الااين:
الطريق ارو :اللة اروامر القررنية العامة بطاعة الرسو صلل هللا عليه وسلم ,مع لال الطاعة ون
تقييد.
اللة القررن علل أن السنة ويذ. ال ريق ال ا
ال ريق ال الث اللة القررن علل أن السنة بيان له.
ال ريق الرابع اللة القررن علل يله السنة.
لفوم يله بيان القررن. ال ريق ا ام
72
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الطريق األول:
ُ
األمرالعام لجميع األمة بطاعة الرسول صلى هللا عليه وسلم ،مع إطالق الطاعة
دون تقييد
واالستدال هبذا الطريق يُبىن علل مقامات ,هذا بياهنا وبسطُها:
املقا األ ل عموم اخلطاب القررين لألمة.
ي اإلسالم ,وهو أن هللا -عف وتل -قد أنف القررن يجة علل مجيع وهذا أمر معلوم ابالضطرار م
هذف ارمة ,ال علل ارفرا الذ عاشوا مع النيب صلل هللا عليه وسلم ويدهم ,وهذا مقتضل كون النيب
صلل هللا عليه وسلم رسوالل للنار كافة .وهذا أمر ال ينامع فيه مسلم ,وال يعارضه كل م يستد ابلقررن
م منكر السنىلة.
فما أمر هللا به يف القررن أو هنل عنه ,فإننا معنيىلون هبذا ارمر والنهذ كما عُج به ارولون مم عاصروا
نفو الويذ.
جمذل ارمر القررين العام بطاعة الرسو صلل هللا عليه وسلم. املقا ال ا
أن مما تال فيه :ارم ُر بطاعة الرسو واتباعه يف رايت
نا تقرر عموم اخلطاب القررين ,فإن م ا علوم ىل
{ايأَيةُّ َها الَّ ِذي َ َرمنُوا أ َِليعُوا ىلاّللَ َوأ َِل ُيعوا َّالر ُسوَ َوأُوِيل ارَم ِر ِمن ُكم }[النسال]59 :
كاذة ,منها قو هللا سبلانهَ :
موته لينا و ىل م قبلنا وم بعدان ,كما قا اب يفم -رمحه هللا -ع هذف فارمر يف هذف ا ية ىل
متوته لينا ,و ىل كل م ُخيلَق ويُرىلكع رويه يف تسدف ىل
ا ية« :ارمة جممعة علل أن هذا اخلطاب ىل
()147
يوم القيامة م اجلِنىلة والنىلار».
املقا ال الث لال لله الطاعة واالتباع للرسو يف ا ايت القررنية.
مت مقيىلدة بطاعته يف نوع م ارمر ون وا ق و هبذا ا قام أن أوامر هللا سبلانه بطاعة رسوله مل ِ
قام ون مقام ,بل نأل د يف سيا ا ايت و الالت أللاظها ما ي كد معىن اإللال , ا خر ,أو يف م ٍ
خاصة وأن ارمر بطاعة الرسو قد تكرر كاذال يف القررن أبللاظ يختللة ,ي كد بعضها بعضال ,كقوله
الر ُسو ُ فَ ُخ ُذوفُ َوَما َهنَا ُكم َعنهُ فَانتَة ُهوا }وقوله { :فَةليَل َذ ِر الَّ ِذي َ ُخيَالُِلو َن َع أَم ِرفِ أَن تُ ِ يبَة ُهم سبلانه { َوَما َ
رات ُك ُم َّ
اع ىلاّللَ }وأمااهلا .ولو كان مرا ال هلل أال نتبع النيب {م يُ ِط ِع َّ
الر ُسو َ فَة َقد أَلَ َ اب أَلِيم} وقولهَّ : ِ ِ
فتةنَةٌ أَو يُ يبَة ُهم َع َذ ٌ
صلل هللا عليه وسلم يف كل ما أيمر به لكان قد تال التقييد ال ريح لتلأل ا ايت ا طلقة.
73
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ولو أن نساان مسع النيب صلل هللا عليه وسلم أيمرف بشذل أو ينهاف ع شذل ,امتنع ع لاعته يف
نلأل حبجة أنه ليت يف القررن لكان -بال ريع عند مجيع ارمة -يخاللا لآلايت الوار ة يف هذا ا عىن,
{وَما َكا َن لِ ُم ِم ٍ َوالَ ُم ِمنَ ٍة ِنَا قَ َضل َّاّللُ َوَر ُسولُهُ أَملرا أَن يَ ُكو َن َهلُُم اخلََِذةُ ِم أَم ِرِهم } و ذها
كقو هللا سبلانهَ :
م ا ايت.
وال وته للتلريق يف هذا ا قام بني م مسع النيب صلل هللا عليه وسلم مباشرة وبني م تالف اخلل عنه,
رن ا نامعة هنا منا هذ يف اللة ا ايت علل وتوب الطاعة ا طلقة للرسو صلل هللا عليه وسلم
وليست يف لريقة ثبوت هذا ارمر أو النهذ عنه.
واللر بني ا قام ارو وبني هذا ا قام ,هو أن ارو راتع ىل و اخلطاب لكل ارمة ,والااين راتع
ىل لال الطاعة لتشمل كل أوامر النيب صلل هللا عليه وسلم.
فإنا ثبتت ا قامات السابقة :فإن م ا علوم أنه ال ُلكننا امتاا فر هللا بطاعة رسوله ال ابتباع
ارخبار الاابتة عنه ,كما قا الشافعذ رمحه هللا يف كتابه «مجاع العلم»« :فهل د السبيل ىل م ية
وتل يف اتىلباع أوامر رسو هللا صلل هللا عليه وسلم -أو أيد قبلأل أو أيد بعد مم مل
عف ىل
فر هللا ىل
يشاهد رسو هللا صلل هللا عليه وسلم : -ال ابخلل ع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم »( )148وسيأيت
يف البلث -ن شال هللا -ما يُابت أن هللا قد يله سنة نبيه صلل هللا عليه وسلم وأن منهجية احملدثني
يف توثيق السنة منهجية صليلة كافية يف ممني نقل السنة وأن هذا م مجلة ارسباب اليت يله هللا هبا
السنة ,فيتلقق م نلأل كله أن اتباع اخلل ال ليح ع رسو هللا منا هو امتاا لآلايت ا مرة
بطاعته.
74
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الطريق الثاني:
داللة القرآن على أن السنة وحي
يقرر منكرو السنة أن الويذ منل ر فيما تال يف نث القررن ,وأنه ال شذل مما يُرول يف كتع السنة
ي د عليه أنه ويذ م عند هللا سبلانه وتعاىل ,و منا هو م خرافات احملدثني ,وأسالذ ارولني.
اللة واضلة -ال التبار فيها -علل أن هللا قد وعند التأمل يف ن وص القررن الكرمي د أنه يد
أويل لنبيه صلل هللا عليه وسلم أبيكام وأخبار هذ أعم مما ثبت يف نث القررن ,وهذ مما بلىلغها م
سنته ومما علمها أمته.
وهذف ا سألة م اربواب الشريلة يف العلم ,ورهل التلسذ واحلديث وارصو كالم كاذ يف تقريرها ,وقد
صنل بع ا عاصري يف نلأل ِسلرال تامعال ,وهو الشيخ خليل مال خالر يف كتاب مساف "السنة ويذ",
وهو كتاب انفع تدال ,ويف الباب حبورت ورسائل متعد ة ,منها ,كتاب "الويذ اإلهلذ يف السنىلة النبوية"
لعما عبد السميع يسني ,وكتاب "السنة النبوية ويذ م هللا دلوظة كالقررن الكرمي" ريب لبابة ب
الطاهر يسني ,و ذ نلأل.
وُلك االستدال علل أن السنة ويذ أبنواع م ار لة م القررن والنقل ا تواتر ,وسأكتلذ هنا بذكر
بع وتوف االستدال ابلقررن العفيف علل أن السنة ويذ ,ذ أين أنبه ىل أن هذا التقرير ال أق د به
أن كل أفعا النيب صلل هللا عليه وسلم وأقواله م الويذ ,بل ا ق و يف اإلثبات يف هذا ا قام أن م
السنة ما هو ويذ ,وأن الويذ ليت منل را يف النث القررين ,وأما أفعا النيب صلل هللا عليه وسلم يف
أمر الدي والتعبد فهذ علل شقني:
ما أن تكون وييال,
و ما أن تكون اتتها ال .
اال تهاد لى نل ني
ما أن يكون اتتها ال أقرف هللا تعاىل عليه كقوله صلل هللا عليه وسلم (لوال أن أشق علل أميت رمر م
ابلسوا عند كل صالة) و ما أن يكون اتتها ال صلله هللا له كاالتتها يف أسرل بدر ,والت ليح
اإلهلذ م الويذ.
وا را هبذا هو التنبيه ىل أن العبارة يق د هبا اإلمجا يني أقو (وتوف االستدال ابلقررن العفيف علل
75
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
تكرر يف الكتاب العفيف نكر احلكمة يف سياقات يختللة ,فتارة ميت ملر ة ,واترة ميت مقرونة ما
ابلكتاب ,أو ابل ُةملأل ,أو ايت هللا ,أو بغذ نلأل.
لسر ابلنبوة ,أو
لسر حبسع سياقها ومتعلقها ,فقد تُ ىل
وال د شكاالل لدل عامة ا لسري يف أن احلكمة تُ ىل
ابللهم ال ليح ,أو ابللقه يف الدي ,أو بشذل م الويذ ال ُةم ىلنف ,و ذ نلأل.
وقد نكر هللا يف كتابه أنه أنف احلكمة علل رسوله صلل هللا عليه وسلم ,ويف أكار تلأل ا واضع يذكرها
مقرونة ابلكتاب معطوفة عليه ,وقد نهع أكار ا لسري م أئمة ا سلمني م يختلل ا ذاهع اللقهية
ىل أن احلكمة ا عطوفة علل الكتاب نا كانت متعلقة بنبينا دمد صلل هللا عليه وسلم فا را هبا سنته.
ا ايت. ويكموا بذلأل لداللة العطل ا قتضذ للمغايرة ,ولداللة سيا بع
كما أن مما يُرتح هذا القو أنه قد ثبت ابلتواتر ا ليد للقطع أن النيب صلل هللا عليه وسلم قد علىلم
أصلابه كاذال م أمور الدي مما مل يَذكرف هللا يف نث القررن ,كتعليمه ايهم صلة ال لوات اخلمت
ومواقيتها وصيغ ارنان ,والتشهد ,وأيكام اإلمامة ,وسجو السهو ,كما أنه علمهم كاذا م الذكر
والانال علل هللا سبلانه ,وم أمور ار ب وال لة واالعتدا ,و ذ نلأل .
وهذا التعليم منه -صلل هللا عليه وسلم -موافق ا وصله هللا به م أنه يعلم ارمة الكتاب واحلكمة,
76
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
و نا كنا قد علمنا نث الكتاب ,فقد بقذ أن نقو فيما علَّمه أمته -مما تواتر عنه م سنته -أنه
احلكمة.
وهذا ارمر مهم يف معرفة ما يابت صلة استدال ا لسري علل أن احلكمة هذ السنة ,رن كاذا م
احملاوري نكر السنة ال يكون لديهم استلضار للمأخذ الذ يُابت صلة هذا القو ,و منا قد يبنون
علل اتباع ا لسري علل هذا ا عىن -وال أبر هبذا االتباع ذ أنه ال يكلذ يف مقام ا ناظرة واجلد .-
قا اب تيمية رمحه هللا( :وليت م شرط ا نقو ا تواتر أن يكون يف القررن ,بل كما تواتر عنه م
الئل نبوته ما ليت شريعته مما ليت يف القران ,وهو م احلكمة اليت أنفهلا هللا عليه ,كذلأل تواتر عنه م
يف القررن وهو م رايته وبراهينه ,وقد قا تعاىل يف ذ موضع "وأنف هللا عليأل الكتاب واحلكمة"
149
فاحلكمة منفلة عليه وهذ منقولة يف ذ القررن)
77
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
151
اللقهال ذ اإلمام الشافعذ رمحه هللا)
وهذا ذ صليح ,فإن تلسذ احلكمة -ا عطوفة علل الكتاب -ابلسنة قد نكرف ذ وايد م كبار
أئمة اإلسالم السابقني للشافعذ ,م أهل العلم ابلشرع وبلسان العرب.
فقد أسند مام ا لسري -الطل -ع التابعذ ا لسر :قتا ة ب عامة السدوسذ تلسذ احلكمة
اّللِ" :وانكرن ما يُقرأ يف بيوتك م
ت َّابلسنة ,فقا ( :وعىن بقوله "وان ُكر َن ما يةتةلَل ِيف بِيوتِ ُك َّ ِم راي ِ
َ ُ َ ُ َ
رايت كتاب هللا واحلكمة.
صلَّل هللا َعلَي ِه َو َسلَّم م أيكام ي هللا ,ومل ينةف به قررن,ويعج ابحلكمة :ما أويذ ىل رسو هللا َ
ونلأل السنة.
وبنلو الذ قلنا يف نلأل قا أهل التأويل.
"وان ُكر َن َما يةُتةلَل ِيف
نكر م قا نلأل :يدثنا بشر ,قا :ثنا يفيد ,قا :ثنا سعيد ,ع قتا ة يف قولهَ :
بِيوتِ ُك َّ ِم راي ِت َِّ
اّلل َواحلِك َم ِة" أ :السنة ,قا :لنت عليهم بذلأل).152 َ ُ
وقا اب كاذ رمحه هللا ( :وقوله تعاىل" :ويعلمهم الكتاب" يعج القررن ,و"احلكمة" يعج السنة .قاله
احلس ,وقتا ة ,ومقاتل ب ييان ,وأبو مالأل و ذهم .وقيل :اللهم يف الدي ,وال منافاة)(.)153
قلت :وقد تويف احلس وقتا ة رمحهما هللا تعاىل قبل وال ة اإلمام الشافعذ.
ُ
ذ أن الشافعذ يعد أشهر م قرر هذا ا عىن م ا تقدمني وانظر فيه ونكرف يف ذ موضع م كتبه,
وهو م أوسع علمال الشريعة معرفة ابللغة مع علمه ابلكتاب والسنة وعمل ا سلمني.
وقد نقل يف كتابه مجاع العلم نث داورته مع منكر السنة ,ويف هذف احملاورة فوائد يف تابيت تلسذ
احلكمة ابلكتاب ,فقا رمحه هللا:
(قا هللا عف وتل "هو الذ بعث يف ارميني رسوال منهم يتلو عليهم رايته ويفكيهم ويعلمهم الكتاب
واحلكمة"
قا -أ منكر السنىلة :-فقد علمنا أن الكتاب كتاب هللا ,فما احلكمة
قلت -أ الشافعذ :-سنة رسو هللا صلل هللا عليه وسلم.
قا :أفيلتمل أن يكون يعلمهم الكتاب مجلة واحلكمة خاصة وهذ أيكامه
م ال لوات والفكاة قلت :تعج أبن يبني هلم ع هللا -عف وعال -مال ما بني هلم يف مجلة اللرائ
151مقا منشور علل موقع (يبل هللا) علل الشبكة ,بعنوان( :ملهوم احلكمة عند اإلمام الشافعذ)
152تلسذ الطل , )108/19( ,ار عامل الكتع
( )153تلسذ اب كاذ (.)275/1
78
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
م فرائضه بكتابه ,وبني كيل هذ علل لسان نبيه صلل هللا واحلج و ذها؛ فيكون هللا قد أيكم فرائ
عليه وسلم قا :نه ليلتمل نلأل.
قلت :فإن نهبت هذا ا ذهع فهذ يف معىن ارو قبله ,الذ ال ت ل ليه ال رل ع رسو هللا صلل
هللا عليه وسلم
قا :فإن نهبت مذهع تكرير الكالم
قلت :وأيهم أوىل به نا نكر الكتاب واحلكمة أن يكوان شيئني ,أو شيئا وايدا
قا :تمل أن يكوان كما وصلت كتااب وسنة فيكوان شيئني ,و تمل أن يكوان شيئا وايدا.
قلت :فأظهرغا أوالغا ,ويف القررن اللة علل ما قلنا وخالف ما نهبت ليه.
قا :وأي هذ
قلت :قو هللا عف وتل "وانكرن ما يتلل يف بيوتك م رايت هللا واحلكمة ن هللا كان لطيلا خبذا"
فأخل أنه يتلل يف بيو شيئان.
قا :فهذا القررن يتلل فكيل تتلل احلكمة
قلت :منا معىن التالوة أن ينطق ابلقررن والسنة كما ينطق هبا.
قا :فهذف أبني يف أن احلكمة ذ القررن م اروىل).154
(فسمعت َم أرضل م أهل العلم ابل ُقَررن يقو :احلكمة سنة رسو
ُ ويف الرسالة قا الشافعذ:
()155
هللا)
ودَ ىل ل القو أن تلسذ احلكمة ابلسنة قد قا به أكار ا لسري ,وأن نلأل مقتضل العطل ,وملهوم
ُ
بع سياقات ا ايت ,ومقتضل موافقة قو هللا سبلانه (ويعلمهم الكتاب واحلكمة) ا تواتر م تعليم
النيب صلل هللا عليه وسلم رمته م أيكام اإلسالم ما مل يُذكر يف نث القررن.
ا ق و هبذا الوته :اإلثبات أبن للقررن بياانل تكلل هللا به ,وأنه تعل هذا البيان علل لسان رسوله صلل
هللا عليه وسلم ,وهذا يد علل أنه م عندف سبلانه ,خاصة وأن م هذا البيان الاابت ع رسوله
79
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
صلل هللا عليه وسلم ما ال تمل أن يكون دل اتتها ٍ منه ,كتلديد عد ال لوات وركعا ا ومواقيتها.
و تكلُّل هللا ببيان القررن تال بقولهَّ ِ( :ن َعلَيةنَا َمج َعهُ َوقُةررنَهُ فَِإنَا قَةَرأ َانفُ فَاتَّبِع قُةررنَهُ َُّ ِ َّن َعلَيةنَا
بةَيَانَهُ)[القيامة]19-17:
قا اب كاذ "( :ن علينا بيانه" :أ بعد يلظه وتالوته نبيِىلنُه لأل ونوضله ,ونلهمأل معناف علل ما
وشرعنا).156 أر ان
ٱلذ ۡكر لِ ۡ
َّار َما نةُىلِفَ ِلَ ۡي ِه ۡم َولَ َعلَّ ُه ۡم
ني لِلن ِ ِ ب ةت َنفلنآ ِلَ ۡيأل ىلِ
(وأ َ َ َ َ َُ ىل َ خبارف أبن رسوله مبني للقررن تال بقولهَ : و ُ
يةَتَة َل َّك ُرو َن).
َّار َما نةُىلِفَ ِلَي ِهم" يف هذا الكتاب م اريكام والوعد والوعيد بقولأل وفعلأل؛ ني لِلن ِ ِ
قا القرليب" ( :لتُةبَِىل َ
فالرسو صلل هللا عليه وسلم مبني ع هللا عف وتل مرا ف مما أمجله يف كتابه م أيكام ال الة والفكاة,
و ذ نلأل مما مل يل له).157
اجململ ,الشوا هذا الوته مع ما سيأيت يف الطريق الاالث م لريق اللة
َ وسأكتلذ هنا هبذا العر
القررن علل يجية السنة ,وسأف ل يف نلأل ا وضع - 158ن شال هللا تعاىل.-
80
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اها} [البقرة .]144 :والقبلة اليت يرضاها هذ الكعبة كما هو معلوم؛ فإن تتمة ا ية {فَة َوِىل فَةلَنةولىلِيةن ِ
ضَ َّأل قبةلَةل تَةر َ
َُ َ َ
ِِ
َوت َه َأل َشطَر ال َمسجد احلََرِام} والس ا ا توته هنا هو :أي ارمر ُّ
اإلهلذ له ابستقبا القبلة السابقة للكعبة
وم ا علوم أن هذا ارمر ليت مذكورال يف القررن ,فيكون هذا ليالل علل أن نفو الويذ علل النيب صلل
هللا عليه وسلم ليت منل رال يف النث القررين ,وهللا أعلم.
وقد ترل يل موقل لريل مع أيد منكر السنة نكارالكلىليال يف اللة هذف ا ايت علل ا عىن ا ذكور,
فوتئت به يقو :
ُ فلني سألته أي ارمر ارو ابستقبا الشام
الس َل َهال ِم َ الن ِ
َّار َما ن القبلة مل تتلو أصالل ,و منا هذا قو السلهال! يعج قو هللا سبلانه َ
{سيَة ُقو ُ ُّ
َوالَّ ُهم َع قِبةلَتِ ِه ُم الَِّيت َ
كانُوا َعلَية َها}[البقرة]142:
او القبلة ابتدال و منا كان س اهلم وتشغيبهم يف سبع التلو ,فقالوا
يدعوا ىلفقلت له :ن السلهال مل ىل
{ما َوالَّ ُهم} أ ر ىل شذل تولىلوا واولوا وهذا ظاهر تدال ,وبعد منامعة لويلة منه يف نلأل ,انتقل ىل
َ
فقلت له:
ا طالبة أبمر فرعذ ليت متعلقال أبصل االستدال ,وهو اإلثبات أبن القبلة كانت ىل الشامُ ,
ليت الشأن يف أهنا كانت ىل الشام أو ىل اليم ,و منا الشأن يف أهنا كانت ىل ذ الكعبة ,ويف أن
النيب صلل هللا عليه وسلم كان را بال يف أن تكون ليها ,ومل لتنع م اقيق ر بته ال رنه مأمور رالفها,
81
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
َّأل قِبةلَةل تَةر َض َاها فَة َوِىل َوت َه َأل َشطَر ال َمس ِج ِد احلََرِام) فالس ا متوته ىل البلث ِ
يىت نف عليه قو هللا (فَةلَنُة َولىليَةن َ
ع ارمر اإلهلذ ارو ابستقبا تهة مل تك الكعبة أصالةل ,وليت متوتهال ىل اديد تلأل اجلهة عينال!
عرف يا القوم فلم يف علل تكرار س اله هارابل م مأخذ االستدال احلقيقذ ,ومل يك نلأل ريبال
وما سلبهم هللا م اللهم ال ليح.
يرم مكة ,وتعلها رمنة ,ومساها :ا سجد احلرام ,ونكر هذا يف كتابه العفيف م ا علوم أن هللا سبلانه قد ىل
ۡ ِۡ ۡ ِ ِ ۡ ۡ يف مواضع كاذة ,منها قولهَِّ( :منَآ أ ُِم ۡرت أ َۡن أ َۡعب َد ر َّ ِ ِ
ت أَنب ََٰهذف ٱلبَةل َدة ٱلَّذ َيَّرَم َها َولَهُۥ ُك ُّل َشذل َوأُمر ُُ َ ُ
ني ) [النمل ,]91د أنه قد تواتر يف نقل العامة واخلاصة أن النيب صلل هللا عليه أَ ُكو َن ِم ۡٱلم ۡسلِ ِ
م
َ َ ُ
ا شركون العهد معه ,فتلها و خلها ,وقد تواتر وسلم قد ياصر مكة ايشه وساليه بعد أن نق
د أن هللا يف كتابه أثىن عنه أنه قام يوم فتلها يف النار قائالل ( :ن هللا قد أيلىلها يل ساعة م هنار)
ر.]1 : [الن علل هذا اللتح بقوله ( نا تال ن ر هللا واللتح)
نث سبلانه علل
والس ا :أي ور اإلنن م هللا لنبيه صلل هللا عليه وسلم بلتح مكة ابلسالح بعد أن ىل
ارلها يف القررن
واجلواب :أن نلأل ليت مذكورال يف نث القررن ,بل ا ذكور الانال علل اللتح بعد أن وقع ومتىل ,فاإلنن
بذلأل -نال -مما أويل هللا لنبيه ,والويذ أعم م أن يكون منل را فيما نف م القررن فقف.
82
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الطريق الثالث:
ُ
من طرق داللة القرآن على حجية السنة:
داللته على أن الرسول ّ
مبين له.
مل خيتلخل لما امل لمني يف أ ال حي لى هللا لوه سلو عد ّبني آايت الكتاب الازيز ،إما من
ه بلوغ ألفاظه -هذا نل من البوا -إما من ه فصوح جمملها ،إيااح ُمشكلها ،عال
ص ،مث مل خيتلخل :وه م لما يف أ ما ح ن وسلل هللا لى هللا لوه
ابن وز ومحه هللا ( ا ال ُّ
160
:فرض ا با ُه ،أنه ف ري ملراد هللا اات يف القرآ ،بوا ٌ جململه)
ٌ سلو أنه عاله
إعبات ذلك مبين لى أ لل
األ ح األ ل أ هللا كفح ببوا القرآ ,ونلأل بقولهَّ ِ( :ن َعلَيةنَا َمج َعهُ َوقُةررنَهُ فَِإ َنا قَةَرأ َانفُ فَاتَّبِع قُةررنَهُ
َُّ ِ َّن َعلَيةنَا بةَيَانَهُ) [سورة القيامة ]19 – 17 :وأخل -سبلانه -أبن نلأل سيكون علل لسان الرسو ,ونلأل
ٱلذ ۡكر لِ ۡ
َّار َما نةُىلِفَ ِلَ ۡي ِه ۡم َولَ َعلَّ ُه ۡم يةَتَة َل َّك ُرو َن) وسيأيت التل يل يف ا يتني بعد
ني لِلن ِ ِ َنفلنآ ِلَ ۡيأل ىلِ
(وأ َ َ َ َ َُ ىل َ
ب ةت بقوله َ
قليل.
األ ح ال ا أ القرآ :وه أ امر ُجم َمل ال ُوكن امت اهلا إال ار :بوا الرسلل لى هللا لوه
سلو :وها ,كقو هللا سبلانه( :وأقيموا ال الة) وقوله( :وهلل علل النار يج البيت) َّ
فإن هذا القدر
م ارمر ليت فيه بيان الكيليىلة أو اهليئة اليت أرا هللا منَّا أن نقيم ال الة عليها ,وال صلة احلج الذ
كللنا هللا به.
نث كتابه -عد ال وات اليت نقيمها ,وال عد ركعا ا ,وال تل يل مواقيتها.
فلم يُبني هللا لنا -يف ىل
ومل يبني لنا -كذلأل-كم نطوف ابلبيت يف احلج ن َأمَران به ,وال كم نسعل بني ال لا وا روة ,وال نَكر
ا واقيت ا كانية وال رمذ اجلمار.
نظران يف الكتاب العفيف فوتدان أن هللا أيمران ابتباع رسوله ,ولاعته ,و ذران م يخاللته ,وي ل
رسوله أبنه مبني للنار ما نةُىلف ليهم ,فعلمنا أننا دتاتون ىل بيان الرسو وعمله ابلقررن كذ نتبعه.
األ ح ال الث التواتر ع النيب صلل هللا عليه وسلم انه عا ببوا ك ري مما أُمجح يف القرا كال الة
وثبوت نلأل عنه قد اقق أبعلل ما لك أن يابت عند البشرية م تواتر .وسيأيت مفيد بسف
ُ واحلج.
لقضية التواتر عند احلديث ع الركيفة الاانية ن شال هللا تعاىل.
83
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
قا الشافعذ يف الرسالة( :فلم أعلم م أهل العلم يخاللال يف أن ُسن النيب م ثالثة وتوف ,فاتتمعوا
نث الكتاب.
مال ما َّ
ني رسو هللا َمنها علل وتهني ,..,أيدغا :ما أنف هللا فيه نث كتاب ,فبَ َّ َ
فبني ع هللا معىن ما أرا ؛
وا خر :مما أنف هللا فيه مجلةَ كتابَّ ,
161
وهذان الوتهان اللذان مل خيتللوا فيهما).
84
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
التواتر الذ لك أن تنقله البشرية ,وسيأيت بيان نلأل ن شال هللا تعاىل يف الركيفة الاانية.
وأما اللة ا يتني -أعج رية القيامة ورية النلل -فإنأل ترل أن م ا لسري م يكتلذ يف تلسذف هلما
بذكر أيد البيانَني -بيان اللله "اإلبالغ" أو بيان ا عىن وتل يل اجململ ,-وبعضهم جيمع بينهما ,ذ
أن أيدال منهم ال ينلذ أن النيب صلل هللا عليه وسلم قد بني شيئال مما أ ِ
ُمجل يف الكتاب العفيف.
ن :فو آي القوام ( ن علينا بيانه) قا الطل ( :وقوله " َُّ ِ َّن َعلَيةنَا بةَيَانَهُ" يقو تعاىل نكرف:
علينا بيان ما فيه م يالله ويرامه ,وأيكامه لأل مل لة) ورتح -الطل -هذا القو وأسند ع اب
عبار وع قتا ة ما ي يد هذا ا عىن نكر القو ا خر ومستندف.163
وقا النسلذَّ ِ َُّ " ( :ن َعلَيةنَا بةَيَانَهُ" نا أشكل عليأل شذل م معانيه) 164واكتلل كاذ م ا لسري
هبذا ا عىن -أ بيان ما أُمجل ,وتوضيح ما أشكل-
وكاذ منهم يذكر البيانَني يف ا ية -بيان اللله وبيان ا عىن ,-كالقرليب والعف ب عبدالسالم والشوكاين
و ذهم.
وارقل منهم م يكتلذ بذكر بيان اللله أو ينث علل ترتيله كالطاهر اب عاشور.165
وال ُةمل ىل ل أن مجاهذ ا لسري يذكرون (بيان ا عىن) يف تلسذهم هلذف ا ية.
وقد اتتهد الشيخ خليل مال خالر يف يخت ر كتابه "السنة ويذ" يف توضيح وته اللة ا ية علل أن
ا ق و ابلبيان فيها بيان السنة للقررن ,أ بيان ا عىن وتل يل اجململ ,فقا :
ِ
(وقولُه سبلانه وتعاىلَّ َُّ " :ن َعلَيةنَا بةَيَانَهُ" تَ َكل ٌ
ُّل م هللا عف وتل ببيان القررن الكرمي ,الذ يُشكل
علل النار يف معانيه ,وجممله وأيكامه.
وهذا البيان الذ تكلَّل هللا تعاىل به :ما أن يكون قررانل اليقال؛ ينفله يف كتابه مال القررن النام ,أو ال.
ابالحننال يف ال الة ,وأن هللا مل ينف صالة اجلمعة ,وال صالة اريد ,وال صالة السبت ,ال ال الة ا ذكورة سابقا ,وأن النيب ومجيع
ارنبيال مل يكونوا ي لون صالة اجلمعة وال صالة السبت وال صالة اريد ,وأن هللا مل ينف صالة ارعيا ,وال صالة يف ارعيا أبدا,
وأن النيب ومجيع ارنبيال مل يكونوا ي ةةلون ص ةةالة ارعيا ,وأن هللا مل ينف ص ةةالة االس ةةتس ةةقال ال ن أرا النار أن يتقربوا هلل ابل ةةالة
النافلة يف الليل ,وأن هللا مل ينف ص ة ةةالة اجلنامة ال أن يدعو النار واتهم كدعال بعضة ةةهم لبع وهم أييال ,وأن ال ة ةةالة علل النيب
هذ الدعال له ابلرمحة واالس ةةتغلار ,وليت هذا الش ةةكل الذ يقا ,وأخذا ن كنت كذبت علل هللا يف ش ةةذل م هذف الش ةةها ة ولو
شذل قليل فلعنة هللا علل الكانبني.
هذف شها يت ,فقدموا عكسها يف ما ساللونج فيه ,واعلموا إبنن هللا أنكم ال تلعلون
رنكم تعلمون أنكم تكذبون) http://www.shahrour.org/?p=1775
163تلسذ الطل )504/23( ,
164تلسذ النسلذ ( )572/3ار اب كاذ
165التلرير والتنوير ()350/29
85
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فإن كان قررانل افتقر هو ا خر ىل بيان رخر أيضال ,وهكذا تا القررن ىل قررن ات ٍ ليبيِىلنه ,ويكون
التسلسل.
أيكامه موتو ةٌ يف القررن الكرمي ,وقد بيَّنها النيب
جممل القررن ,ومعانيه و َ
يضاف ىل نلأل أيضال أن َ
نكر بعضه بعد قليل ن شال هللا تعاىل.
ا طلل الكرمي صلل هللا عليه وسلم كما سيأيت ُ
منفالل أيضال ,ابعتبار قوله تعاىلَّ ِ َُّ " :ن َعلَيةنَا احلق -كان َّ و ن كان البيان عالولة علل القررن الكرمي -وهو ُّ
ويذ أيضال ابعتبار االلتفام الذ بةَيَانَهُ" ييث تكلَّل به ,وكان هذا البيا ُن ا َّنفُ َذ الذ نقرؤف ,وهو ٌ
التفم هللا سبلانه وتعاىل به يف قوله تعاىلَّ ِ" :ن َعلَيةنَا بةَيَانَهُ" وال شأل أن هذا البيان هو السنة؛ ا ويل هبا
ىل النيب ا طلل الكرمي صلل هللا عليه وسلم ,وهللا تعاىل أعلم).166
ۡ
َنفلنآ ِلَ ۡيأل ىلِ ۡ ِ
َّار َما نةُىلِفَ ِلَ ۡي ِه ۡم َولَ َعلَّ ُه ۡم
ني لِلن ِ
ٱلذكَر لتُةبَِىل َ (وأ َ َ َ أما آي سلوة ال ضح ,وهذ قو هللا سبلانهَ :
يةَتَة َل َّك ُرو َن):
فإن رهل العلم م ا لسري و ذهم يف ا را ابلتبيني الوار فيها قولني كسابقتها.
فمنهم م محله علل تبيني ا عىن ,وتل يل ما أُمجل ,وبيان ما أشكل ,كما قا البغو " ( :وأنفلنا ليأل
الذكر لتبني للنار ما نةُىلِف ليهم" أرا ابلذكر الويذ ,وكان النيب صلل هللا عليه مبينال للويذ ,وبيان
167
الكتاب يطلع م السنة) وقا الرام ( :قوله" :لتبني للنار ما نف ليهم" دمو علل اجملمالت)
وقا اب كاذ"( :وأنفلنا ليأل الذكر" يعج القررن "لتبني للنار ما نف ليهم" أ م رهبم؛ لعِلمأل ذعىن
ما أنف هللا عليأل ,ويرصأل عليه ,واتباعأل له ,ولعلمنا أبنأل أفضل اخلالئق وسيد ولد ر م ,فتل ل هلم
168
ما أمجل وتبني هلم ما أشكل)
وقا البقاعذ" ( :لتبني للنار" كافة ذا أعطا هللا م اللهم الذ فقت فيه مجيع اخللق ,واللسان الذ
هو أعظم ارلسنة وأف لها وقد أوصلأل هللا فيه ىل رتبة مل ي ل ليها أيد "ما نُف " أ وقع تنفيله
169
" ليهم" م هذا الشرع احلا ىل سعا ة الداري بتبيني اجململ ,وشرح ما أشكل)
ومنهم م نكر االيتمالني( :اللله وا عىن) كالبيضاو وأيب ييان واب عطية ,و ذهم.
ِ
ني" تمل أن يريد لتبني بسر نث القررن ما نف ,و تمل أن يريد لتبني قا اب عطية( :وقوله "لتُةبَِىل َ
بتلسذ اجململ ,وشريأل ما أشكل مما نف ,فيدخل يف هذا ما بينته السنة م أمر الشريعة ,وهذا قو
86
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
170احملرر الوتيف
87
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الطريق الرابع:
داللة القرآن على حفظ السنة.
تقدم معنا يف أو مبلث الركائف أن الئل القررن علل يجية السنة ال تقت ر علل ثبات أصل يجيتها
فقف ,و منا تليد وام احلجية واستمرارها كذلأل.
وال يقل ثبات معىن وام احلجية أغىليةل ع ثبات أصلها ,فإن منامعة كاذ م ا شككني يف السنة منا
هذ يف قضية يلظها والاقة يف لريقة نقلها ال يف أصل االيتجا هبا.
وهذا ا عىن جيع استلضارف عند مناقشة ا شككني وا نكري ,يىت نا أقر أيدهم بداللة رايت لاعة
الرسو علل يجية سنته ,انمع يف يلظها ,ياتجناف بدالئل وام احلجية ,واستمرار احلاتة ليها.
و نا مملنا يف القررن الكرمي الستخرا ما لك أن يد علل معاين احلله و وام ياتة ا منني للسنة,
سنجد فيه الئل متعد ة علل نلأل ,وهذ متلاوتة ا راتع م تهة ظهور وته اللتها ,وم تهة
االتلا عليها أو االختالف فيها بني العلمال م أهل اإلسالم ,وسأنكر ُمجلةل م هذف ار لة:
ۡ
ٱلر ُسو َ َوأُوِيل ٱرَ ۡم ِر ِمن ُك ۡم فَِإن ٱّلل وأ ِ
َليعُوا َّ َ َ
(أيَيةُّها ٱلَّ ِذي لامنُةوا أ ِ
َليعُوا َّ َ ََ ٓ الدليل ارو :قو هللا تعاىلَ ََٰٓ :
ۡ ٱلرسوِ ِن ُكنت ۡم تةُ ۡ ِمنو َن بِ َِّ ۡ ۡ ِ ۡ ِۚ ِ تَةَٰنف ۡعت ۡم ِيف ش ۡذل فَةرُّوف ِ َىل َِّ
أل َخ ۡذ َوأ َۡي َس ُ َم ِو ليال)ٱّلل َوٱليَةوم ٱرٓ ِخ ِر َٰنَل َ ُ ُ ٱّلل َو َّ ُ َ ُ ُ ََ ُ
[النسال.]59 :
وته الداللة ُجم َمالل:
أن اخلطاب يف ا ية عام رهل اإللان ىل يوم القيامة بر نفاعا م ىل الكتاب والسنة ,وال يتم العمل
هبذف ا ية ال نا كان الكتاب والسنة دلوظَني ,ليكوان ف الل للنفاع بني ا منني ,فإن مل ُ لظا فقد بطل
مقتضل ا ية.
ه الدالل إعبات
نظرال رغية االستدال هبذف ا ية علل يله السنة النبوية فسأبني اخلطوات اليت نُابت هبا وته الداللة
الذ سبق نكرف جممالل ,وهذف اخلطوات هذ:
-1ثبات عموم ا ية.
-2ثبات و قو هللا "فر وف ىل هللا والرسو " للكتاب والسنة.
-3ثبات ايتيا عموم أهل اإللان يف كل ارممان للكتاب والسنة يف ف ل النفاعات.
88
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ً
أوال :إثبات عموم الةية:
وا ق و بعمومها أ ابعتبار ال ُةمخالَبني ,ولك ثبات نلأل بطر :
خل يف وصل اإللان ىل يوم القيامة,منها :أن ا ية ُم َ ىلدرة رطاب هللا للذي رمنوا ,فتشمل كل م
يىت يقوم الدليل علل التخ يث و خرا ِ م مل يعاصر مم اخلطاب م أهل اإللان ,خاصة وأن لله
(الذي ) م أللاظ العموم كما يقررف ارصوليون ,وال ليل علل التخ يث يف هذف ا ية ,فهذ كسائر
ا ايت العامة اليت أيمر هللا فيها أهل اإللان وينهاهم ,كقوله سبلانه( :اي أيها الذي رمنوا ال مكلوا الراب
أضعافال مضاعلة) وقوله( :اي أيها الذي َرمنوا ال ل لكم أن ترثوا النسال كرها) و ذها ,فارصل يف
خطاب ا منني ابرمر والنهذ يف القررن أن يكون شامالل لكل م رم ىل يوم القيامة ,وهذا هو
ا قتضل الضرور لكون النيب صلل هللا سلم خامت ارنبيال ولكون القررن يجة علل سائر البشر ,وال
عد ع هذا ارصل ال بدليل أو قرينة تد علل را ة اخل وص ابتدال أو بدليل يد علل التخ يث يُ َ
بعد را ة العموم.
ومنها :اإلمجاع ,فقد نقل ذ وايد م أهل العلم اإلمجاع علل أن هذف ا ية عامة ,م أشهرهم اب
يفم رمحه هللا تعاىل ييث قا ( :واللهان علل أن ا را هبذا الر منا هو ىل القررن واخل ِل ع رسو هللا
صلل هللا عليه و سلم؛ رن ارمة جممعة علل أن هذا اخلطاب متوته لينا و ىل كل م خيلق ويركع
رويه يف تسدف ىل يوم القيامة م اجلنة والنار كتوتهه ىل م كان علل عهد رسو هللا صلل هللا عليه
()171
وسلم وكل م أتل بعدف عليه السالم وقبلنا وال فر ).
ً
ثانيا :إثبات شمول قوله سبحانه (فردوه إلى هللا والرسول) للكتاب والسنة.
بعد ثبات عموم ا ية ابعتبار ا خالَبني هبا ,أنيت ىل خطوة ثبات وهلا للكتاب والسنة ,وليت
للكتاب ويدف ,ويتلقق ثبات نلأل بطر :
ٍ
اهتمام وص
ويضيل خ َُ منها :تكرار فعل ارمر (وأليعوا) ,فهذا يعطذ مفيد معىن رمر الرسو وهنيه,
به يىت لو مل يك مذكورال يف النث القررين ,كما قا اب عاشور يف تلسذف( :و ىلمنا أعيد فعل" :وأليعوا
أن يرف العطل يغج ع عا ته؛ ظهارال لالهتمام بتل يل لاعة الرسو ,لتكون أعلل
الرسو " مع ىل
مرتبة م لاعة أويل ارمر ,ولينبىله علل وتوب لاعته فيما أيمر به ,ولو كان أمرف ذ مقون بقرائ تبليغ
89
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أن لاعة الرسو ا أمور هبا ترتع ىل لاعة هللا فيما يبلىلغه ع هللا ون ما
يتوهم السامع ىل
الويذ؛ لئالىل ىل
172
فإن امتاا أمرف كلىله خذ)
أيمر به يف ذ التشريع ,ىل
ومنها :أن هللا قد أمر يف ا ية ابلر ليه ,و ىل رسوله عند وتو النفاع ,وم ا علوم أننا ال نستطيع الر
ىل هللا مباشرة رنه ل يويذ ريدان ابلل ل فيما نتنامع فيه ,فيكون ا را -نال -ابلر ىل هللا هو الر
ىل كتابه.
و نا كان كذلأل فإن ارليق ابلسيا أن يكون ا را ابلر ىل الرسو الر ىل قضائه ويكمه مع يكم
الكتاب وف له ,ال أن يكون ا را به نلت ما أريد بلله الر ىل هللا ون أ معىن خيتث به.
عاصرف ,وقد يَبلغ م سمع منه -صلل هللا عليه وسلم -مباشرة
ن هذا احلكم والقضال قد يُ َ
اب عنه بواسطة ,كما كان ُر ُسل رسو هللا يقضون بني النار يف ا فا بقضال رسو هللا ,وهم -أ
ا قضذ بينهم -منا علموا هذا القضال بواسطة ال مباشرة.
قا اب يفم( :ويىت لو شغىلع مشغع أبن هذا اخلطاب منا هو متوته ىل م لك لقال رسو هللا
صلل هللا عليه وسلم ا أمكنه هذا الشغع يف هللا عف و تل ن ال سبيل ريد ىل مكا ته تعاىل؛ فبطل
نا -منا هو ىل كالم هللا تعاىل -وهو القررن- هذا الظ وصح أن ا را ابلر ا ذكور يف ا ية -اليت ن
و ىل كالم نبيه صلل هللا عليه وسلم ا نقو علل مرور الدهر لينا تيل بعد تيل.
نكر للقال وال مشافهة أصال ,وال ليل عليه ,و منا فيه ارمر ابلر فقف.
وأيضا فليت يف ا ية ا ذكورة ٌ
ومعلوم ابلضرورة أن هذا الر منا هو اكيم أوامر هللا تعاىل.
وأوامر رسوله صلل هللا عليه وسلم موتو ة عندان ,منقوٌ كل نلأل لينا ,فهذ اليت تال نث ا ية ابلر
173
ليها ون تكلل مويل وال يخاللة ظاهر)
وا ق و أن أمر هللا ابلر ىل الرسو يُرا به الر ىل سنته أ ىل ما يقضذ به و كم للل ل يف النفاع
ولو مل يك ها القضال مذكورال يف القررن.
م ها ا مجا
قا عبد العفيف الكناين رمحه هللا ع هذف ا ية« :هذا ما ال خالف فيه بني ا منني وأهل العلم ,ن
ر انف ىل هللا فهو ىل كتابه ,و ن ر انف ىل رسوله بعد وفاته ؛فإمنا هو ىل سنته ,و منا يشأل يف هذا
90
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
()174
ا للدون»
وقا اب القيم رمحه هللا« :النار أمجعوا أن الر ىل هللا سبلانه هو الر ىل كتابه ,والر ىل الرسو صلل
()175
هللا عليه وسلم هو الر ليه نلسه يف يياته و ىل سنته بعد وفاته».
ثالثا :إثبات احتياج عموم أهل اإلةيمان في كل األزمان للكتاب والسنة في فصل النزاعات:
الرسوِ الرسو َ وأُوِيل ارَم ِر ِمن ُكم فَِإن تَةنامعتم ِيف شذ ٍل فَةرُّوف ِ َىل ِ ِ ِ ِ
اّلل َو َّ ُ
َ َ ُ َ ُ ُ ىل تعاىل{:ايأَيةُّ َها الَّذي َ َرمنُوا أَليعُوا ىل
اّللَ َوأَل ُيعوا َّ ُ َ َ قا هللا
ِ ِ ِ
أل َخ ٌذ َوأَي َس ُ َم ِويال}[النسال]59: ِن ُكنتُم تُة ِمنُو َن ِاب ىلّلل َواليَةوم ا ِخ ِر َنل َ
لقد علقت هذف ا ية الكرلة ارمر ابلر ىل الكتاب والسنة علل أمر يتجد يف كل يني بني النار ,وهو
التنامع بينهم ,وتعلت هذا الر عالمة علل اإللان بل وشرللا فيه ,ن قا سبلانه وتعاىل :فر وف ىل
هللا والرسو ن كنتم ت منون ابهلل واليوم ا خر ,بني سبلانه أن هذا الر دمو العاقبة فقا :نلأل
مويال والتأويل هنا :العاقبة.
ل خذ وأيس
وا تأمل يف هذف العمومات الوار ة يف ا ية سوال يف أوهلا ابرمر العام بطاعة هللا ولاعة رسوله ,أو يف عموم
مور النفاع ا ستلا م كلمة (شذل) يف ا ية ,بذكر يس العاقبة اليت توتع علل هذا الر -والذ
أمرا مهما -
هو مطلع كل م م يدر عموم ايتيا أهل اإللان ليها يف كل ارممان -وهذا يقتضذ ل
سيأيت تل يله ن شال هللا -وهو :أن له هللا الكتاب والسنة يىت يتم هبما ف ل النفاعات الناشئة بني
ا منني.
91
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ه دالل اآلي لى وفظ ال ّ ُجم َممله أن كلمة (الذكر) ال ستث ابلقررن ويدف ,بل تشمل عموم
ما أنف هللا علل نبيه م الويذ -ومنه السنة -فتكون اخلة يف تكلل هللا حبلظها.
ه الدالل إعبات
ثبات أمري :
تتطلع صلة االستدال هبذف ا ية علل يله السنة َ
األ ل أن الذكر ا نف م عند هللا ال ينل ر يف القررن و منا يشمل عموم الويذ.
أن السنة م الويذ الذ أنفله هللا. ال ا
فأما الااين فقد تقدم يف هذا الكتاب ما يابته ,وأما و الذكر لعموم الويذ فاالستدال عليه بقو هللا
ۡ
كنتُ ۡم َال تَةعلَ ُمو َن) [ارنبيال]7 :
ِ ِ ِۡ ۡ ۡ ۡ ِۡ ۡ ۡ ۡ
ٱلذك ِر ِن ُ
أل َِّال ِر َتاال نُّوي ٓذ لَيهم فَسلُٓوا أَه َل ىل
(وَمآ أَر َسلنَا قَةبةلَ َ
تعاىلَ :
فا ق و أبهل الذكر هنا هم أهل الكتاب م اليهو والن ارل كما هو ظاهر م سيا ا ية فهذ
متعلقة اب ايت قبلها وفيها يكاية قو ا شركني ع النيب صلل هللا عليه وسلم( :هل هذا ال بشر
مالكم) فيليلهم هللا ىل م يشوكون معهم يف عدم اإللان ابلنيب صلل هللا عليه وسلم ليسألوهم هل
كان أنبياؤهم م البشر أم م ا الئكة
قا اب كاذ رمحه هللا( :يقو تعاىل را ىلال علل م أنكر بعاة الرسل م البشر" :وما أرسلنا قبلأل ال
رتاال نويذ ليهم" أ مجيع الرسل الذي تقدموا كانوا رتاال م البشر مل يك فيهم أيد م ا الئكة,
كما قا يف ا ية ارخرل" :وما أرسلنا قبلأل ال رتاال نويذ ليهم م أهل القرل" ,...,وهلذا قا
تعاىل" :فاسألوا أهل الذكر ن كنتم ال تعلمون" أ اسألوا أهل العلم م ارمم كاليهو والن ارل وسائر
الطوائل :هل كان الرسل الذي أتوهم بشرا أو مالئكة
و منا كانوا بشرا ونلأل م متام نعمة هللا علل خلقه؛ ن بعث فيهم رسال منهم يتمكنون م تناو البالغ
176
منهم وارخذ عنهم)
و نا كان ارمر كذلأل فإن ِم أهل العلم م رأل أن هذف ا ية يُستد بن ها وللظها وظاهرها علل
يله السنة مع القررن؛ إلهنا م الويذ الذ أنفله هللا تعاىل.
قا اب يفم رمحه هللا( :قا هللا عف وتل ع نبيه صلل هللا عليه وسلم "وما ينطق ع اهلول ن هو ال
ويذ يويل" وقا تعاىل رمرا لنبيه عليه ال الة والسالم أن يقو " :قل ما كنت بدعا م لرسل ومآ
أ ر ما يلعل يب وال بكم ن أتبع ال ما يويل يل ومآ أان ال نذير مبني" وقا تعاىل " :ان حن نفلنا
الذكر و ان له حلافظون" وقا تعاىل" :ابلبينات والفبر وأنفلنا ليأل الذكر لتبني للنار ما نف ليهم ولعلهم
92
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
يتلكرون" ف ح أن كالم رسو هللا صلل هللا عليه وسلم كله يف الدي ويذ م عند هللا عف وتل ال
[قلت وهذا ثبات ارمر الااين] وال خالف بني أيد م أهل اللغة والشريعة يف أن كل
شأل يف نلألُ ,
[قلت وهذا ثبات ارمر ارو استد عليه ابالتلا ]؛
ُ منف
نكر َّ
ويذ نف م عند هللا تعاىل فهو ٌ
فالويذ كله دلوظ حبله هللا تعاىل له).177
والظهور ال يكون ائما ابلسيل والسنان ,بل قد يكون ابحلجة والبيان ,فإن اإلسالم ظاهر علل كل م
سواف يف كل مم ويني م تهة احلجة والبيان ,وقد يظهر عليه ذف يف مم م ارممان م تهة
السيل والسنان ,وهللا ا ستعان.
93
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الطريق الخامس:
لزوم حفظ بيان القرآن.
لقد مر معنا يف الطريق الاالث م لر اللة القررن علل يجية السنىلة ارصو ال ُةمابتة لكون السنة مبيىلنة
اتع هنا .
فلو َ
للقررن ,وأنه يتعذر العمل ببع ما أمر هللا به يف كتابه ون الرتوع ىل سنة نبيهُ ,
و نا كان أمر السنة كذلأل فإن متام يله القررن ال يتلقق ال حبله بيانه ,رنه -لوال نا -سيظل
القررن يف أهم أوامرف جممالل ال يدرل وته بيانه وال يُقدر علل امتااله.
فهع أن ما ثبت يف سنة النيب صلل هللا عليه وسلم م عد ال لوات ومواقيتها وصلتها وأركاهنا ,وما
َ
ذف ,وما ثبت فيها م مواقيت احلج ا كانية ورمذ ثبت فيها م أن بة الفكاة وتل يل ا ا ا فكل م
اجلمار وتلاصيل النسأل ,وحنو نلأل ,هع أن نلأل كله قد ضاع؛ فهل ُلك أن ُلتال أمر هللا يف كتابه
أم يكون يف الكتاب أوامر أكدها هللا وثبىلت فرضها ال يُعلم وته امتااهلا!
فهذا كله يستلفم أن له هللا البيان ليتم يله القررن مرشدال ها ايل ,ال أن ُ َله ن ه فقف ون قدرة
علل امتااله!
وقد تقدم معنا قريبال قو م استد م أهل العلم بقو هللا تعاىل ( ان حن نفلنا الذكر و ان له حلافظون)
أشرت ىل أن هذف ا ية تد -كذلأل -علل يله السنة يىت علل علل أن السنة اخلة يف الذكر ,و ُ
تقدير أال تكون اخلة يف الذكر بنال علل كون متام يله القررن ال يتلقق ال حبلظها.
أيضا؛ رن تكلله حبله القررن يستلفم تكلله حبله
قا ا علىلمذ( :فأما السنة فقد تكلل هللا حبلظها ل
بيانه وهو السنة ,ويله لسانه وهو العربية ,ن ا ق و بقال احلجة قائمة واهلداية ابقية حبيث يناهلا م
دمدا خامت ارنبيال وشريعته خامتة الشرائع .بل علل نلأل قولهَّ ِ َُّ " :ن َعلَيةنَا بةَيَانَهُ"
يطلبها؛ رن ل
ه هللا السنة يف صدور ال لابة والتابعني يىت كتبت و ونت كما أييت ,وكان التفام كتابتها يف العهد فل ِل َ
َ
تدا؛ رهنا تشمل مجيع أقو النيب صلل هللا عليه وسلم وأفعاله وأيواله وما يقوله ذف النبو شاقلا ل
حبضرته أو يلعله و ذ نلأل .وا ق و الشرعذ منها معانيها ,ليست كالقررن ا ق و للظه ومعناف؛ رنه
كالم هللا بللظه ومعناف ,ومعجف بللظه ومعناف ,ومتعبد بتالوته بللظه بدون أ ىن تغيذ ,ال ترم خلل هللا
ال لابة ,ويكمل هللا تعاىل يلظها وتبليغها عنهم واكتلل م تبليغ السنة البلا أبن يطلع عليها بع
بقدرته اليت ال يعجفها شذل ,فالشأن يف هذا ارمر هو العلم أبن النيب صلل هللا عليه وسلم قد بلغ ما
لظه م ارمة ويبلغه عند احلاتة أمر به التبليغ الذ رضيه هللا منه ,وأن نلأل مظنة بلو ه ىل م
ويبقل موتولا بني ارمة ,وتكلل هللا تعاىل حبله ينه جيعل تلأل ا ظنة مئنة ,فتم احلله كما أرا هللا
94
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
القطع اليت كتبت فيها تعاىل ,وهبذا التكلل يدفع ما يتطر ىل تبليغ القررن كايتما تلل بع
ا ايت ,وايتما أن يغذ فيها م كانت عندف وحنو نلأل .وم لالع تراتم أئمة احلديث م التابعني
فم بعدهم وتدبر ما راتهم هللا تعاىل م قوة احلله واللهم والر بة اركيدة يف اجلد والتشمذ حلله
السنة وييالتها ابن له ما ذ عقله ,وعلم أن نلأل ررة تكلل هللا تعاىل حبله ينه .وشأهنم يف نلأل
178
تدا ,أو هو عبا ة م أعظم العبا ات وأشرفها)
عظيم ل
95
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الركيزة الثانية
من ركائزحجية السنة :التواتر
خاصا
ن ثبات صلة ما قاله رسو هللا صلل هللا عليه وسلم "ن ىلال" يف شأن لفوم اتباع سنته يتطلع علمال ىل
ابلرواة وارسانيد وقوانني علم احلديث ,ذ أن هنا أمورال كاذة ثبتت عنه ٍ
بنقل متواتر ال يتطلع نلأل
كل م ينسع نلسه ىل شذل م العلم ابلشرع يف أهنا بتة عنه صلل هللا عليه العلم اخلاص ,وال خيتلل ُّ
وسلم ,وفيها ما يبلغ أعلل ما لك أن يبلغه التواتر عند عموم البشر مما ال ينامع فيه أيد ال السلسطائيون
وأشباههم ,كا نامعة يف وتو شخث ا سيح عليه السالم ,ويف وتو فراعنة م ر يف التاريخ ,وحنو نلأل.
فإن ما تواتر ع النيب صلل هللا عليه وسلم م أنه كان ي لذ ابلنار مخت صلوات يف اليوم والليلة بسجو
وركوع وقيام وقعو ,وتكبذ وتسليم ,وأنه وقل بعرفة يوم التاسع م ن احلجة ,وأنه رمل اجلمار أايم
التشريق وحن و نلأل مما شاهدف ا ف النار وعملوف وعمله م بعدهم اقتدال ذشاهد م ايهم ,كل نلأل
يةُ َعد م أعلل ما لك أن يابت عند البشر ع لريق التواتر .وال سبيل إلنكار وقوع نلأل ال إبلغال اعتبار
اخلل م درال للمعرفة ,ويف نلأل تنكر لللقائق و ا جيدف اإلنسان م نلسه ضرورة.
كما قا اب يفم يف اإليكام ع اخلل الذ تنقله (كافىلة بعد كافىلة يىت تبلغ به النيب صلل هللا عليه
وسلم ,وهذا خل مل خيتلل مسلمان يف وتوب ارخذ به ,ويف أنه يق مقطوع علل يبه؛ رن ذاله عرفنا
أن القررن هو الذ أتل به دمد صلل هللا عليه وسلم ,وبه علمنا صلة مبعث النيب صلل هللا عليه وسلم,
وبه علمنا عد ركوع كل صالة وعد ال لوات وأشيال كاذة م أيكام الفكاة و ذ نلأل مما مل يبني يف
القررن تلسذف ,وقد تكلمنا يف كتاب الل ل علل نلأل ,وبينا أن اللهان قائم علل صلته ,وبينا كيليته
وأن الضرورة والطبيعة توتبان قبوله ,وأن به عرفنا ما مل نشاهد م البال ,وم كان قبلنا م ارنبيال
والعلمال واللالسلة وا لو والوقائع والتآليل ,وم أنكر نلأل كان ذنفلة م أنكر ما يدر ابحلوار ارو
179
وال فر ولفمه أن ي د أبنه كان قبله ممان وال أن أابف وأمه كاان قبله وال أنه مولو م امرأة)
ث َي َ ُروا لس َمنِيَّ ِة َيي ُ اهٌرِ ,خ َالفلا لِ ُّوقا الغفايل يف ا ست لل( :أ ََّما ثةبات َكو ِن التةَّواتُِر م ِليدا لِلعِل ِم فَةهو ظَ ِ
َُ َ ُ ل َ ُ
َن ِيف ُّ
الدنةيَا بةَل َد لة تَ َس َّمل بةَغ َدا َ يع َعاقِ ٌل ِيف أ َِّ ِ
ار َوأَن َك ُروا َه َذاَ .و َي ُرُهم َابل ٌلَ َُّ ,...,ال يَس َو ُ
العُلُ َ ِ
وم يف احلََو ِىل
اّلل ,بل ِيف الدُّوِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِ َوِن َمل يَد ُخل َهاَ ,وَال يُ َش ُّ
َ أل ِيف ُو ُتو ارَنبِيَال بَل ِيف ُو ُتو الشَّافع ِىلذ َوأَِيب َيني َلةَ َرمحَ ُه َما َُّ َ
ِ ِ ِ ِِ ِ ِ
لل ِيف َه َذا فَِإَّمنَا ُخيَال ُ ورلة لَ َما َخالَلنَا ُكم .قُةلنَا َم ُخيَال ُ
ض ُر َ
وما َ يل لَو َكا َن َه َذا َمعلُ ل
َوال َوقَائ ِع ال َكب َذة .فَإن ق َ
179
96
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
و نا ثبت نلأل؛ فإن كاذا مما نُقل ع النيب صلل هللا عليه وسلم ابلتواتر ُلك أن نابت به يجية السنة
ومكانتها م وتوف متعد ة سيأيت نكرها إبنن هللا.
بوه
التواتر ا ق و فيما سيأيت يف الباب هو ما يسميه كاذ م ا تأخري ابلتواتر ا عنو ,و ن كان قد
يف اللقيه وا تلقه( :فأما التواتر م تقدمهم تواترال للظيا ,كما قا اخلطيع البغدا يسمل عند بع
فضرابن ,أيدغا :تواتر م طريق اللفظ ,وا خر :تواتر م طريق املات
فأما التواتر م لريق اللله :فهو مال اخلل ررو النيب م مكة ىل ا دينة ,ووفاته هبا و فنه فيها ,
ومسجدف ,ومنلف ,وما رو م تعظيمه ال لابة ومواالته هلم ومباينته ريب تهل وسائر ا شركني ,
وتعظيمه القررن واديهم به وايتجاته بنفو ,وما رو م عد ال لوات وركعا ا وأركاهنا وترتيبها ,
وفر الفكاة وال وم واحلج وحنو نلأل .
وأما التواتر م لريق ا عىن :فهو أن يرو مجاعة كاذون يقع العلم رلهم كل وايد منهم يكمال ذ
الذ يرويه صايبه ال أن اجلميع يتضم معىن وايدال فيكون نلأل ا عىن ذنفلة ما تواتر به اخلل للظال,
ماا نلأل ما رول مجاعة كاذون م عمل ال لابة حبل الوايد واريكام يختللة واريا يث متغايرة
ولك مجيعها تتضم العمل رل الوايد العد ,وهذا أيد لر معجفات رسو هللا فإنه رو عنه
تسبيح احل ل يف يديه ,وينني اجلذع ليه ,ونبع ا ال بني أصابعه ,وتعله الطعام القليل كاذال ,وجمه
181
ا ال م فمه يف ا فا ف فلم ينق ه االستعما ,وكالم البهائم له ,وما أشبه نلأل مما يكار تعدا ف)
فهذا الذ مساف اخلطيع للظيا ضرب له أبمالة هذ عند كاذ م ا تأخري م التواتر ا عنو .
180ا ست لل للغفايل/ابخت ار ,)133-132/2( ,ت:محفة يافه ,ط :شركة ا دينة ا نورة.
181اللقيه وا تلقه ,اخلطيع البغدا ()95/1
97
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
لقد اعتىن علمال ا سلمني بتدوي ارخبار الغيبية اليت نكرها رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ,وتتبعوا ما
وقع منها علل مر التاريخ ,وتعلوا نلأل م أهم الئل نبوته صلل هللا عليه وسلم ,وال ينامع أيد م أهل
العلم ابرخبار والسذ يف وقوع نلأل منه ,وقد كارت اريا يث اليت وهنا العلمال يف هذا ا عىن ,وم
يطالع الئل النبوة للبيهقذ ,والبداية والنهاية الب كاذ ,و ذغا م الكتع اليت اعتنت بذكر الئل النبوة
م تهة ارثر واخلل ,جيد عجبا م توار هذف ارخبار وقوة أسانيدها.
أن هللا سبلانه وتعاىل قد أخل يف كتابه أنه عامل الغيع ويدف ,وأنه ال يُطلع علل يبه أيدا ال م ارتضل
م رسو ,فعلم بذلأل أن ما يقوله صلل هللا عليه وسلم م أخبار الغيع منا هو م عند هللا سبلانه
وتعاىل ,وابلتايل فهو ويذ م هللا سبلانه وتعاىل ,وليت هذا الويذ مما نكر يف نث القررن.
والعجيع أن منكر السنة يستدلون بوتو أخبار الغيع يف كتع احلديث علل بطا السنة ,وليت علل
كوهنا وييلا ,فهم يقولون ن هللا نكر يف كتابه العفيف أن ال أيد يعلم الغيع ال هو ,ويذكر أهل السنة ع
النيب صلل هللا عليه وسلم أنه يعلم الغيع ريا يث ارخبار الغيبية اليت يرووهنا يف كتبهم ,وابلتايل فالسنة
ابللة.
وهذا استدال فاسد ,فإن هللا قد أثبت يف كتابه أنه يطلع رسله علل الغيع ,وليت معىن نلأل أنه يطلعهم
علل مجيع الغيع ,فإن هنا م الغيع ما اختث به هللا سبلانه وتعاىل وقد أبقت السنة علل هذا الغيع
الذ هو م خ وصية هللا ,كما ثبت يف يديث تليل يف البخار ومسلم أنه سأ النيب صلل هللا عليه
وسلم ع الساعة فقا ( :ما ا س و عنها أبعلم م السائل).
98
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
كملما هلل
لا ر األواديث القدسو ن ال حي لى هللا لوه سلو اليت ي ب :وها ه ال ل ال ا
مذكلوا يف القرآ سبضانه لو
لقد تواتر ع الرسو صلل هللا عليه وسلم أنه يدرت أبيا يث ع ربه سبلانه وتعاىل ,وكان ي ىلدرها
بقوله( :قا هللا تعاىل) ,أو يقو راويها عنه( :فيما يرويه ع ربه عف وتل).
ا عاصري هلا -وهو الشيخ م طلل وقد صح م هذف اريا يث شذل كاذ يىت بلغت يف مجع بع
صليلا ,ولسنا نستد
ل العدو يف كتابه :ال ليح ا سند م اريا يث القدسية 185 -يديالا قدسيلا
معنواي يف نسبة النيب صلل هللا
اترا لهنا علل ا نكري أبفرا هذف اريا يث و منا ذجموعها الذ يليد تو ل
مذكورا يف نث القررن.
ل عليه وسلم كال لما ىل ربه سبلانه ليت
ووته الداللة منها علل كون السنة وييلا ظاهر ,ن ال سبيل ىل معرفة ما قاله هللا سبلانه ال ابلويذ.
99
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الركيزة الثالثة:
اإلجماع
ن ا تأمل يف كتاب هللا ,وهد رسوله صلل هللا عليه وسلم ,ويف لريقة أصلابه ,وم اتبعهم ,ويف
مذاهع أئمة اإلسالم وفقهائهم وملسريهم وم رخيهم ,ال يشأل يف أن عدم اعتبار السنة ُي ىلجةل لةَِمة أوىل
ني نةُ َولىلِِه َماِِ
ني لَهُ اهلَُدل َويةَتَّبِع َ َذ َسبِ ِيل ال ُم من َ
ما يدخل يف قو هللا تعاىل{ :وم يشاقِ ِق َّ ِ ِ
الر ُسو َ م بةَعد َما تَةبَ َّ َ ََ ُ َ
تَة َوَّىل}[النسال ]115:ا ية.
ونلأل أن م ا علوم -قطعال -م تهة النقل ا تواتر ,أن أصلاب النيب صلل هللا عليه وسلم بعد موته
كان يقضذ قاضيهم علل ا أل بسنته وهديه ,يف احلدو والنكاح وا واريث والبيع و ذها م أبواب
العبا ات وا عامالت -سوال أكان نلأل مما نُكر يف نث القران أم ال ,-وال يُنكر بعضهم علل بع ,
بل يُقرونه ,وُلضونه يف أمواهلم وأعراضهم وسائر أيواهلم ,ويُسنِد م يُسأ منهم ع م درف يف نلأل ىل
ضل منه هبذف النسبة ,ويُقنَع هبا ,وقد يُطلَع منه مفيد اقق وتابت -ن
النيب صلل هللا عليه وسلمُ ,فذ َ
ستلهم ايتما َ وهم الناقل ,-فإنا اققت أقر ورضذ .مع أهنم -يف نات الوقت -يُنكرون ما ُ ظ ىل ا
ُ دثه النار م ارعما الدينية مما ال أصل له يف كتاب هللا وسنة رسوله صلل هللا عليه وسلم.
وال يشأل أيد له أ ىن راية ابرخبار والسذ أن هذا ارمر متواتر عنهم تواترال معنواي ,وأن احمللوظ م
أقضيتهم وتعامال م شاه ٌد علل اعتما هم سنة النيب صلل هللا عليه وسلم وهديه؛ وم يطالع أقضية
ال لابة وفتاواهم يف الكتع ا سندة اليت مجعت أخبارهم كم نل عبد الرما وم نل اب أيب شيبة
سيجد مئات ارخبار ا سندة ال ليلة ا ابتة لذلأل .فهذا سبيلهم وتلأل لريقتهم.
وال شأل أن ال لابة هم أوىل م يدخل يف ا منني الذي مسىلاهم هللا تعاىل يف قوله (ويتبع ذ سبيل
ا منني) فإنه قد شهد هلم -سبلانه -ابللضل واخلذ بقوله {الَ يَستَ ِو ِمن ُكم َّم أَن َل َق ِم قَةب ِل ال َلت ِح َوقَاتَ َل
السابُِقو َن
{و َّاّللُ احلُس َىن}[احلديد ]10:وبقوله سبلانه َ أل أَعظَ ُم َ َر َتةل ِىلم َ الَّ ِذي َ أَن َل ُقوا ِم بةَع ُد َوقَاتَةلُوا َوُكال َو َع َد َّ
أُولَئِ َ
وهم إبِِي َس ٍان َّر ِض َذ ىلاّللُ َعنة ُهم َوَر ُضوا َعنهُ}[التوبة ]100:ىل ذ نلأل ِ ِ ِ
ار ََّولُو َن م َ ال ُم َهات ِري َ َوارَن َا ِر َوالَّذي َ اتةَّبَةعُ ُ
م ا ايت.
وقد ثبت عنهم مقام رخر كذلأل؛ أال وهو تبليغ السنة للتابعني ,وتعليمهم ايها قوالل وعمالل ,وهذا
ذجموعه متواتر تواترال معنواي ال ارتياب يف قطعيته عند أهل السذ واحلديث و ذهم م علمال الشريعة,
وُكتُع ا ر وارخبار لافلة بذلأل.
100
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
101
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-8بل ن الشيخ عبد العفيف ب ابم -رمحه هللا تعاىل -نقل اإلمجاع علل ما هو أكل م نلأل ,ييث
تلوف به رشا خليلة م نكار السنة والقو نكر يف اجلفل السابع م أحبارت اهليئة( :)188ىل
(أن ما ىل
كلر ور ةٌ ع اإلسالم؛ رن م أنكر السنة فقد أنكر الكتاب ,وم أنكرغا ,أو بعدم احلاتة ليها ٌ
أيدغا ,فهو كافر ابإلمجاع) فهذا النث فيه نقل اإلمجاع علل ُكلر م ِ
نك ِرها!. ُ ُ ٌ
و نا مملت سيا هذف اإلمجاعات ,فإنأل ترل وضوح قضية يجية السنة عند علمال ا سلمني,
وقطعيتها ,وأهنا ليست م مسائل اخلالف ا عتل .فهذا منهج أهل العلم ,وهذف لريقتهم وهديهم.
102
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
103
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
محاضرة
حجي ـة اإلجماع
د .عامربهجت
-مقرر مرئي –
https://youtu.be/7ZZYolNrkPM
104
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
105
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
محاضرة
حجية اإلجماع وأهميته ورد الشبهات املثارة حوله
أ .أحمد السيد
-مقرر مرئي –
https://youtu.be/K6xOZosvn5Y
106
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
107
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
108
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
109
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
محاضرة
هكذا تألق جيل الصحابة
م .عبد هللا العجيري
-مقرر مرئي –
https://youtu.be/SZHznCJbjNE
110
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
111
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
112
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
113
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
محاضرة
منهج االستدالل عند أهل السنة والجماعة
م .عبد هللا العجيري
-مقرر مرئي –
https://youtu.be/SquYPk2xw1s
114
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
115
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
محاضرة
قواعد فهم النصوص الشرعية
أ .أحمد السيد
-مقرر مرئي –
116
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
117
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
118
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
119
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
مزالق هدرالنصوص
أين ا لح؟
ا نهفمني الواقعني أيد أكل اإلشكاليات الواقعة يف الساية اللكرية تلأل القابلية الكبذة لدل بع
ات مثذ هبرتة القيم الليلالية ىل عا ة ترتيع ا نظومة الشرعية للتوافق مع معطيات احلضارة الغربية,
يف فال ما لديه قدر م االيوام للمرتعية الشرعية ومل يقع يف فخ لغال مرتعية النث كليال أو جيا
مبدأ ياكميته ,و منا او أن جيمع بني هذف التجانابت بتطويع النث عطيات الواقع ,ذا قق له يالة
م الرضل والشعور ابالتفان ,فإنا ما نوق أبن مقتضل التسليم للنث تعله مهيمنال وياكمال علل الواقع
أخذ يسر مجلة م االعواضات ليخلل ع نلسه أثر التذكذ ذبدأ التسليم وتبعاته ،أهو هذن
اال رتاعات تلخص :وما يلو
-مشكلتنا ليست مع مبدأ التسليم وال مع النث الشرعذ ,وياشا أن يكون ,و منا ا شكلة يف مطالبتكم
عظيم بني التسليم للنث والتسليم للهم النث ,فنل
ابلتسليم للهمكم للنث واإلنعان لقرالتكم له ,وفر ٌ ٌ
و ايكم ن در ع نث وايد والكل مسلىل ٌم به ,لكنكم تسلمون له علل حنو ما تلهمون وحن نسلم له
علل حنو ما نلهم.
-أننا نا مملنا الواقع رأينا االختالف الواسع العري بني أهل العلم يف أصو الدي وفروعه ,فلو كان
التسليم للن وص الشرعية علل حنو ما ت ورون ,ا وقع شذل م نلأل االختالف ,ولكان م موتع
ايد ,وهو ما مل يقع فد علل مشروعية االختالف ,وأنه انش عالتسليم اتلا الكل علل قوٍ و ٍ
اقع ع ميغ واحنراف وتق ذ يف مبدأ
معطيات موضوعية صليلة كتلاوت ارفهام وسعة االلالع ال أنه و ٌ
التسليم ضرورلة.
-التسليم هلل ورسوله تفلٌ م بنية شرعية متكاملة متماسكة ,والشريعة مبناها علل مراعاة ا احل و رل
ا لاسد فإنا كان فهم نث تفئذ يناق ا للة أو يستوتع ا لسدة مل يك التسليم له منسجمال مع
120
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وص تامدة صلبة ال -أن م عظمة الشريعة استجابتها تغذات الواقع وتقلباته ,وليست الشريعة جمر ن ٍ
تقبل الفيفية أو التطوير ,بل هذ تتطور مع تتطور الواقع وتتلاعل معه ,وقد أقر اللقهال هبذا وأصلوف يف
قاعد م الشهذة( :ال ينكر تغذ اريكام بتغذ الفمان وا كان) ,فالتسليم للنث ال يكون ال ذراعاة
معطيات الواقع ومتغذاته ال ابجلمو علل أللاظه ويروفه.
-أن الع قل هو م أتل نعم هللا علل البشرية ,وهو اللي ل بني اإلنسان واحليوان ,وبه عرفت صلة النبوة
وصد الويذ ,فال بد م اعتبارف مرتعال يف يا اختلل مع الن وص ,ن ستظل الئل تلأل ظنية خلية
جمر ة اب قارنة ىل قطعية الداللة العقلية اللهانية ,وال شأل أن تقدمي الداللة ارقول مق و ة مطلوبة والتعلق
ابلظ ذ مشروع.
-أن م اخللل ا نهجذ يف مسألة اتباع السنة النبوية تعل كل ما صدر ع النيب صلل هللا عليه وسلم وييال
المم االتباع ,ن ما ي در ع النيب صلل هللا عليه وسلم علل نوعني سنة تشريعية وسنة ذ تشريعية
فالتسوية بني النوعني يف مسألة التسليم احنراف منهجذ يخالل ق د الشارع ن السنة التشريعية ذ
مق و ة إبجياب ا تابعة واإلنعان واالنقيا والتسليم هبا.
-أن مناقشة اريكام الشرعية بل واستشكاهلا ال يناق التسليم هبا ,فال لابة رضوان هللا عليهم كانوا
يناقشوهنا ويور ون استشكاال م بني يد ىل النيب صلل هللا عليه وسلم ,فليت م يقكم لق هذا الباب
(ب ُقلل التسليم) فتطلبوا التسليم لن وص ذ ملهومة أو مشكلة ,وكيل لك للمرل االنقيا ا ال يستطيع
فهمه أو ال يت ور معناف انهيأل ع العمل به وتطبيقه.
-كالمكم يف مبدأ التسليم ورفعه كا نارة علل منهجكم ا عاؤكم االلتفام به والسذ عليه متضم ٌ تفكية
لذواتكم ,وهو دظور ,وقد قا هللا تعاىل( :فَال تةَُفُّكوا أَن ُل َس ُكم ُه َو أَعلَ ُم ِذَ اتةَّ َقل).
121
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
م ضعل مقام التسليم يف نلسه مىت ما عذ الشبهات واإلشكاالت اليت يتور هبا بع هذف بع
لاللتفام ب ريح الكتاب والسنة.
يف مناقشة ما سبق م شبهات ومفالق ,س التنبيه ىل عد ٍ م القضااي: وقبل اخلو
القاو األ ت
التأكيد علل أن التسليم عمل قليب عظيم ,وأن مر معرفة ي و تق ذ فيه هو ىل صايبه البال ,وكاذال
ما يستشعر ا رل م نلسه خالالل هبذا ارصل ويرتال جيدف م نلسه ما يف حلظة مكافلة النث أو بعد
نلأل مىت ما توقل مع نلسه ,وممل يف أيواهلا ,وأخذ يف داسبتها ,وفت يف بواعث محاسته للكرة ما
أو معارضته هلا ,واإلنسان كما أخل هللا تبار وتعاىل( :بل اإلنسان علل نلسه ب ذة * ولو ألقل معانيرف)
فا رل ب ذ بعيوب نلسه وما يع ل بل ا ف ,فليتذكر أن هللا تعاىل مطلع علل كمائ النلور والسرائر,
وأنه ال يغيع عنه سبلانه شذل يف ارر وال يف السمال ,فت نع ارعذار يف الظاهر مع اشتما القلع
علل ما ال يرضذ هللا ال ينلع العبد بني يد هللا شيئال ,فتأمل يف يالأل وانظر فيها وراقع انلعاال ا مىت
ما استعرضت ن ال شرعيال علل ذ هوا كيل تكون وتهتأل ومسارعتأل ,أ ىل العمل ذقتضيات النث
واإلنعان له أم ىل وتهة أخرل ااو م خالهلا تطويع النث وافقة هوا بر ف بدعول يخاللة ليل رخر
نقلذ أو ليل عقلذ ,أو معارضته بنظرة مقاصدية ,أو داولة مويله ويرفه ليناسع مرا اتأل !
وأيسع أن ا رل مىت ما سعل يف صالح ابلنه وظاهرف ابلقيام أبمر هللا تبار وتعاىل واتتناب نواهيه والعفم
علل ا تابعة وتطويع النلت إلرا ة الشرع فسيكون نا يساسية عالية م اتواح ما خيدش مقام التسليم,
بل قامة التعبدات علل النلو ا شروع والسعذ يف تنمية اإللان أب ال الواتبات واالنتهال ع احملرمات
واالستفا ة م النوافل وا ستلبات هو خذ وسيلة لتنمية اإللان وتغذية شجرة التسليم يف النلت ,وأ
مقام أعظم وأتل م ا قام الذ أخل به النيب صلل هللا عليه وسلم يف رخر يديث الويل الشهذ ( :ن
يل مما افوضت عليه,
يل عبد بشذل أيع ىلهللا قا :م عا ل يل وليال فقد رننته ابحلرب ,وما تقرب ىل
يل ابلنوافل يىت أيبه ,فإنا أيببته كنت مسعه الذ يسمع به ,وب رف الذ يب ر
وما يفا عبد يتقرب ىل
به ,ويدف اليت يبط هبا ,ورتله اليت لشذ هبا ,و ن سألج رعطينه ولئ استعانين رعيذنه).189
122
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
القاو ال انو
أن مناقشة هذف ا فالق أساسال ليت م أتل داكمة ا خري يف تسليمهم ,فإن احلكم علل ا خري يف
هذف القضية تستدعذ نظرال يف شروط وقرائ ,وهو مما تتلاوت فيه ارنظار حبسع تلاوت لبيعة الن وص
دل ا ناقشة ولبيعة ا سائل ولبيعة ارشخاص ,و منا الق د هو التأكيد علل ضرورة ماليظة الذات
ونوامعها ييا ن وص الشريعة ,واحلذر م االندفاع لوايد م مفالق هدر الن وص سل ال م ععل
النث.
القاو ال ال
أن م لبيعة االحنراف أن يبتدأ صغذال ال يلبث أن يتمد ويتوسع يف يياة اإلنسان ,ومىت خر
اإلنسان (انضباله ا نهجذ) يف مسألة شرعية فسرعان ما ستتكاثر هذف اخلروقات يف مسائل متعد ة ,وقد
اليظت أن م كاذال م ا نلرفني ع اخلف السج ابتدأ احنرافهم بتخطذ ياتف االنضباط ا نهجذ يف
مسألة ال يلبث أن ينكسر الباب ويدخل صايبنا يف رب احنرافات كاذة وال يف ا مع ارايم ال بعدال
واحنرافال ,وم هنا تنبع خطورة هذف ا فالق فإن ا رل نا تسامح مع نلسه مرة يف هدر نث فل جيد ضاضة
م أن يهدر النث الااين والاالث والرابع وهكذا ات نات الذريعة ,أما م استبقل هيبة النث يف نلسه
ولو أخطأ يف ا مارسة العملية فستظل هيبة الن وص مستكملة يف قلبه ول يتجاسر علل هدر وايد
منها ,ومىت ما اسر فسينلرط العقد وتتابع السقطات ,وم هنا تعلم يكمة السلل يني أكدوا علل
فضل معاوية رضذ هللا عنه ماالل وسدوا ابب الطع فيه أو التنقث منه وتعلوف سوال لل لابة 190فإن م
190وقد نكر احلافه اب كاذ يف البداية والنهاية ( )148/8مجلةل م ا ر يف هذا فمما نكر:
(ع اب ا بار قا :معاوية عندان دنة فم رأيناف ينظر ليه شفرا ا مناف علل القو -يعج ال لابة .-
وقا دمد ب عبد هللا ب عمار ا وصلذ و ذف :سئل ا عاىف ب عمران أيهما أفضل معاوية أو عمر ب عبد العفيف فغضع وقا للسائل:
أ عل رتال م ال لابة مال رتل م التابعني معاوية صايبه وصهرف وكاتبه وأمينه علل ويذ هللا ,وقد قا رسو هللا صلل هللا عليه
وسلم ( :عوا يل أصلايب وأصهار ,فم سبهم فعليه لعنة هللا وا الئكة والنار أمجعني).
وقا أبو توبة الربيع ب انفع احلليب :معاوية سو رصلاب دمد صلل هللا عليه وسلم ,فإنا كشل الرتل السو اتوأ علل ما ورالف.
وقا ا يموين قا يل أمحد ب ينبل :اي أاب احلس نا رأيت رتال يذكر أيدال م ال لابة بسول فا مه علل االسالم.
123
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
رأ عليه فستمتد اجلرأة ولو بعد يني ىل م فوقه ,وقد رأينا ومسعنا م يعظم أاب بكر وعمر فلما خل
يف هذا السبيل و رأ علل معاوية رضذ هللا عنه رأ بعد مدةٍ ليمتد لسانه ابلطع فيهما رضذ هللا عنه,
وقت علل هذا كافة ا سائل ا نهجية اليت اقق للمرل ي انة فإنه مىت ما أخذ يتالعع فيها ابهلول و او
اخلرو ع انضبالها فقد وضع قدمه علل خف احنراف سيطو بطو يياته.
القاو الرابا
م ا سائل ا نهجية اليت ينبغذ التنبه ليها قبل اخلو يف معاجلة مفالق هدر النث الشرعذ بيان ما يت ل
ذسألة التلاوت الواقع يف رتع الن وص الشرعية م تهة الابوت والداللة وصلة هذا التلاوت حبكم
التسليم هلا ,واحلكم علل يخاللها ,فم ا علوم أن النث الشرعذ ما أن يكون قطعيال/يقينيال أو ظنيال,
والقطعية قد تكون يف الابوت والداللة أو يف وايد منهما ,والظنية كذلأل ,فمىت كان:
وقا اللضل ب ماي :مسعت أاب عبد هللا يسأ ع رتل تنقث معاوية وعمرو ب العاص أيقا له رافضذ فقا :نه مل جيوئ عليهما ال
وله خبيئة سول ,ما انتقث أيد أيدا م ال لابة ال وله اخلة سول.
وقا اب ا بار ع دمد ب مسلم ع براهيم ب ميسرة قا :ما رأيت عمر ب عبد العفيف ضرب نساان قف ال نساانل شتم معاوية ,فإنه
ضرب أسوالال).
124
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
مسائل سيتم معاجلتها إبنن هللا بشذل م التل يل عند معاجلة مشكليت (قرالة
ٌ النث م عدمه ,وهذف
النث) (االختالف).
ومما س التأكيد عليه أن معيار القطعية والظنية واليت توتع عليه أيكامهما هو معيار أهل السنة
الن وص القطعية, واجلماعة فيها ال ا عايذ ا بتدعة وال يت قد توسع اللة الظنية لتدخل يف ليا ا بع
فلو ا عل شخث أن السنة ظنية كلها ,أو ر خل ا يا يف مسائل العمل ,أو االعتقا مطلقال ,أو ا عل
ظنية الداللة النقلية إبلال أو ذ نلأل ,فالواتع سطئة هذا ا خالل واحلكم عليه حبسع الظاهر ,مع
مكان قيام العذر ا انع م حلو اإل والذم ,كاجلهل والتأو .
وائر ومما س ماليظته أيضال أن مسألة القطعية والظنية ليست م ا عاين الشرعية ا طلقة بل بع
قدر م النسبية ,مما ي كد ضرورة التلرم م التعجل يف لال اسم الذم علل القطع والظ يدخلها ٌ
ا خطئني يف يخاللة النث القطعذ و حلا اإل هبم ,ومم نبه ىل هذا شيخ اإلسالم اب تيمية رمحه هللا,
كما بني شيئال م أسباب وقوع التباي يف تقدير القطعية والظنية ,فقا رمحه هللا:
ا مجا القدمي، (:من عال إ املخ ى يف م ل ع او أ ظ و أيمث :قد تالخل الكتاب ال
فاه للقلل عاللا أيااه :كل امل ل ع او أ ظ و هل أمر إعايف حب ب وال املاتقدين لو هل
دعه دن ،درين ال لمها ابلار وة أ ابل قح املالل يف نف ه: ،إ ا ن ا عد يق ع انوا
يارف ذلك ال ع ااه ال ظ اه ،عد يكل ا ن ا ذكواه علإ الذهن سريع ا دواك لماه ظ اه :وارف
من احلق يق ع به ما ال يتصلون درين ال يار:ه ال لماه ال ظ اه: ،الق ع الظن يكل حب ب ما
ح إت ا ن ا من األدل حب ب عدو ه لى ا ستدالل ،ال ار خيتلفل يف هذا هذا: ،كل
هل ف مملزم للقلل املت از :وه و يقال كح من تالفه عد تالخل امل ل ع او أ ظ و لو
الق او بح هل ف حلال ال اظر امل تدل املاتقد هذا مما خيتلخل :وه ال ار :الو أ هذا الفرق ال
191
ي رد ال ي اك )
125
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بوا املزلق
أن ا شكلة ليست يف مبدأ التسليم وال هذ مع النث ,و منا يف مطالبة ف ٍيل ٍ
خاص للتسليم لقرالته اخلاصة
للنث ,وفر بني التسليم للنث والتسليم لقرالة النث ,فالتسليم للنث ال شكا يف وتوبه أما التسليم
لوايد م قرالاته فهو دل االعوا ,فنل و ن مل نسلم لقرالة هذا الل يل للنث فلم ر عند يقيقة
التسليم للنث لتسليما له ,ولك يف ضول قرالتنا وفهمنا له.
امل اعش
عاجلة هذف اإلشكالية معرفيال ومنهجيال ينبعذ اإل ام املة م العناصر واليت ترسم ت ورال صليلال لعالقة
النث ا قدر ابللهم البشر ,وصلة نلأل ذبدأ التسليم ,ولك تلخيث هذف العناصر فيما يلذ:
126
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وبعيدال ع تلاصيل ا شهد ا رسوم هنا والتغافل ع يا النيب صلل هللا عليه وسلم ا ع وم والذ كان
أيتيه الويذ يف صورتيه (قررانل وسنةل) ذا يشكل ضمانةل يف مسألة تلقذ الويذ وفهمه وتبليغه و فهامه فإن
مكم اإلشكا الرئيت هنا هو يف ت وير ن وص الشريعة وكأهنا مفيج هالمذ متشابه ال يتمايف منه شذل
ع شذل م تهة البيان والوضوح والقطعية ,بل الكل قابل لقرالات متعد ة متكاثرة ,ومع انلتاح مناهج
القرالة ارتنبية وتعد ها واستعماهلا يف فهم الن وص ام ا ت هذف القرالت والتلسذات كمال وتباعدت
كيلال .واحلق الذ ال ديد عنه أن الويذ فيه احملكم الواضح البني بنلسه الذ هو يف ىن ع التأويل
(ه َو الَّ ِذ
واالتتها البشر وفيه ما هو ون نلأل ,وقد أوضح الويذ ناته هذف الطبيعة فيه فقا تعاىلُ :
ِ ات ُه َّ أ ُُّم ال ِكتَ ِ أل ال ِكتَ ِ
ات) فالنث القررين مشتمل علل ُخ ُر ُمتَ َشاهبَ ٌ
اب َوأ َ ت ُد َك َم ٌ
راي ٌ
اب منهُ َ
َ أَنةَفَ َعلَي َ
ايد؛ والةمتشابه ثنائية احملكم وا تشابه ,و(احملكمات م ر الكتاب :ما مل تمل م التَّأويل ذ وته و ٍ
احملكم ع تهد التبيني: منه :ما ايتمل م التأويل أوتها) .192وقد قا الطل كاشلال ع استغنال بع
193
( عد استغت ب ما ه ن بوا ٍ يدُبَدوُِّّهُ)
احملكم ا ل علل وصل اإليكام لبيان هللا تعاىل أو رسوله صلل هللا عليه وسلم ع بني أن بع
معناف ,فقا :
يل النث القررين كله ىل لبيعة سيىلالة ال لك استابات وا ق و التأكيد علل بطالن نا الت ور الذ
معانيه أبدال.
وحلل هذف ارمة وترمجان القررن عبدهللا ب عبار كلمةٌ مهمةٌ تدال يف بيان ما يندر ات لله التلسذ
فقا يف ارثر ا شهور:
192تلسذ الطل ,197/5وقيل يف معىن احملكم وا تشابه أقوا أخرل ,فمما قيل:
-احملكم ا عمو به م ا وهذ الن وص الناسخة ,وا تشابه ا وو العمل هب ا نسوخات.
-احملكم ما أيكم هللا فيه بيان احلال واحلرام ,وا تشابه ما أشبه بعضه بعضال يف ا عىن و ن اختللت أللاظه.
-احملكم ما أمك معرفة معناف وا تشابه ما استأثر هللا ويدف بعلمه .وقيل ذ نلأل.
193تلسذ الطل .201/5
194تلسذ الطل .201/5
127
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
(التف ري لى أَوبا أ ه
فال ي ح أن ي ور الويذ أبنه قطعة ن يةٌ م ا تشاهبات ال يقبل االنضباط التلسذ ,بل ال بد م فرم
أيوا الويذ ابلتأكيد علل أن منه ما هو ىلبني بذاته ومنه ما تا ىل اتتها وممل ,وعليه فال جيوم
علل مبدأ التسليم للنث بدعول تعد القرالة إبلال ,بل ينبغذ مراعاة لبيعة ا سألة والنث االعوا
اليت وقعت مطالبة التسليم يياله ,واديد موقع النث م خارلة احملكم وا تشابه .واحليدة ع هذف احلقيقة
الشرعية جيعل م الويذ جمر قالع للظذ ال قيمة له وال يوصل ىل معىن دد ,بل لك أن يوصل
للنتيجة وضدها ويلسر ابلشذل ونقيضه ,وهذ عول:
-سالل احملسور م شأن هذا الويذ وبيانه ووضويه ,وفيه مكابرة عجيبة.
أيضال لتمدح القررن أبنه مبني وبيان وتبيان ونور وهدل وفرقان وكتاب أيكمت رايته. -وهو مناق
-ويلفم منها تعل احلديث القررين ا تكرر ع ياكمية الشريعة وهيمنتها ,والر ىل ن وصها يف يا
االختالف ,وبيان اللر بينها وبني يكم اجلاهلية عباال ال فائدة منه ,و يالةل علل معدوم ,وأمرال ذا ال
يطا .
ٍ
شذل م معانيه را علل تعل الويذ جمر تسد هالمذ ال لك وم العجيع يقال صرار البع
علل تهة القطع ,وتعل كالم هللا الذ هو أعظم كالم ,وأتل كالم ,وأبني كالم ,وأوضح كالم ,ا وضوع
128
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
للهداية ,أكارف موضال وتضليالل ,ولو تعاملنا مع كالم البشر كهذا التعامل بعف اللهم ا طلق وا عال أن
معان متعد ٍة فكيل ستكون أيوالنا ,وأ ابب م السلسطة سينلتح علينا. كل مجلة اتمل ٍ
وليت شعر كيل يفعم ماعم أن ن وص فولتذ وكانت وروسو وهيوم وسارتر ,والدساتذ وارنظمة اررضية,
وكالم البشر عمومال ,كلها بينة واضلة توصل ىل ٍ
معان دد ة وال يكون كالم هللا ورسوله كذلأل.
وكنت أاتبع مرةل أيدهم وهو يبد محاسة كبذةل يف التأكيد علل نسبية فهم الويذ ,وأنه ال ق ريد أن
يدعذ أن فهمه للويذ هو ال ليح ,وال أن تكر يق تلسذ النث ا قدر ,ويف أثنال احلوار سأله ا ذيع
ع مدل وتو ظاهرة الغلو يف الوسف الديج الذ يعيشه هذا ,فتلعام قليالل وقا :ال شأل رة لو
اسوسل يف احلديث ع لبيعة الغلو ومظاهرف ويقيقة الوسطية ..اخل وتلعامه هذا ينيب ع شكا ٍ ٍ
عميق
يف عدم التنبه آالت ارقوا ,ن اجلواب ع س ا الغلو يستدعذ قرالة معيارية للويذ ي ح م خالهلا
ت نيل ا خري ىل أهل لو وتلال ,فإنا أللقت القو بنسبية احلق يف اللهم ,ومعمت انعدام مال هذف
القرالة ا عيارية الاابتة فليت لأل سبيل ىل سطئة يخالل لأل يف اللهم مهما كان ا خالل اليال أو تافيال,
فاخلوار ماالل يف القدمي واحلديث هلم قرال م للنث الديج ,فهل يقو أولئأل قرال م للويذ قرالة اتتها ية
مقبولة ال ي ح ريد أن يبا ر ىل سطئتهم إبلال أو أن ينكر عليهم ! وهذف شكالية معرفية تد علل
ق ر نظر كاذ مم يريد أن يبيح لنلسه يق تلسذ القررن بغذ أ واته ون أن يتنبه أنه سيعطذ هذا احلق
يقل يف الضلة ا قابلة له متامال. أيضال
م يشوش علل دكم الشريعة اب تشابه منها ويشغع علل وم ا اليظات اليت لك رصدها علل بع
اإلسالم ابختالف مذاهبه و ارب تطبيقه أنه ال يلتفم نات ا نطق عند داكمة اللكرة اليت ينطلق منها,
فاالختالف يف ا ذاهع الوضعية أعمق وأوسع وأكار م االختالف احلاصل يف ا شهد اإلسالمذ,
فالليلالية أيضال ليست شيئال وايدال بل رة ليلاليات متعد ة يف الواقع ,وكذا ا اركسية واالشواكية والرأمسالية
والشيوعية والدلقرالية ..اخل كلها ليست يف الواقع شيئال وايدال و منا رة تطبيقات وتنظذات يختللة ,ولذا
يقو (مكسيم لوروا) ماالل:
129
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بمل ،كابوه :لوبوه ،بوكلو إنك ال جتد داتح كح :رع أ ناب إال تصلمات أ:كاو للي
196
وف ،سفح ابألسى املراوة)
أنوا ك رية ،من الو ري (احلقوق أ ه اك "ماوك وات" ك رية ابلاشرات املئات ،لقد عال ماوك
أ جند يف راعه ما ن و به أي :كرة!! إ هذا الرتاث كالكتاب املقدر "أسفاو التلوات ،األان وح
197
ملضقا ا" و الشو ا ي ت وع أ جيد :وه نصل اه ،ييد عمللته)
وليت الق د هنا اإلقرار ابهلالمية ا طلقة لألفكار والتيارات ,و منا لية سياسة الكيل ذكيالني عند داكمة
التشريع اإلسالمذ مقارنة بغذف ,وما ترتع علل هذف السياسة اجلائرة م ممانعة لتلكيم الشريعة ات نريعة
سالم نطبق) وكأن بقية ارفكار خلو م تعد التطبيقات وتباي النظرايت ,فلمانا مل يك التعد (أ
هنا مانعال م ا طالبة ابلليلالية أو الدلقرالية أو االشواكية ...اخل وصار مانعال م ا طالبة بتطبيق الشريعة.
ومقتضل احلق والعد والعقل يقتضذ منا أن نقو :أن التباينات اللكرية الواقعة يف مذهع فكر دد
ال يلغذ القواسم ا شوكة الواقعة أيضال يف نات ا ذهع ,فكل مذهع له أفكارف احملورية ا ركفية اليت متال
إبلغال دكمات ا ذهع وثوابته واليت يعد ا نقلع عليها خارتال ضرورة ع يد ا ذهع ,فم ينا
احلرايت ال لك أن يكون ليلاليال وم يدعو إللغال مرتعية الشعع يف احلكم ال لك أن ي ذ لقراليال,
وهكذا يقا يف اإلسالم فيه منظومة تشريعية تل يلية دكمة ال ي ح اخلرو عنها ,وتشكل هذف ا نظومة
قامسال شرعيال مشوكال جيع أن يقع التوافق عليها وت ور هذف ا سألة يلغذ فكرة اهلالمية ا طلقة ع التشريع
الواقع ,بل رة قدرال منها تتسم ابإليكام والابات ا وغة عدم مكانية تلعيل هذف الشريعة علل أر
والوضوح ورة قدر فيه جما للنظر والتأمل واالتتها يف ضم ألر وضوابف شرعية/منهجية.
130
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الويذ كما أخل هللا ,فيه النث احملكم الذ جيع التفامه ,والنث ا تشابه الذ يلفم ر ف ىل احملكم ,فإنا
اب ع البايث قاعدة احملكم وا تشابه فل يتميف له ا را اإلهلذ ,وسيبقل مو ال متذبذابل يقلف مع كل
ألروية ,ويربكه كل اعوا .وم رمحة هللا تبار وتعاىل أن تعل دكمات الكتاب الب لة علل الكتاب,
واحلدو , ييث وصل احملكم أبنه (أم الكتاب) أ ( :أصل الكتاب الذ فيه عما الدي واللرائ
واحلدو ,وسائر ما تاتون ليه ,يف وسائر ما ابخللق ليه احلاتة م أمر ينهم ,وما كللوا م اللرائ
عاتلهم ورتلهم ,و منا مساه أم الكتاب رهن معظم الكتاب ,وموضع ملفع أهله عند احلاتة ليه,
وكذلأل تلعل العرب ,تسمذ اجلامع معظم الشذل أما له ,فتسمل راية القوم اليت معهم يف العساكر
أمهم ,وا دبر معظم أمر القرية والبلدة أمها).198
فإنا علم هذا فال يكلذ أن يدعذ الشخث التسليم لقرالته القررنية ون ماليظة هذف القاعدة العظيمة
ن قد يكون متعلقال ابلنث ا تشابه معرضال ع الن وص احملكمات ,ومىت ما تعلق ا رل ابلنث ا تشابه
ون احملكم كان نلأل أمارة علل الفيغ ,والوقوع يف يبا تبعي الويذ ,والتعلق ابلنث ارقل يضورال
ووضويال علل يساب الن وص احملكمة الواضلة ,وقد توىل هللا يف هذف ا ية الكرلة نم م سلأل هذا
131
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
السبيل ,كما يذر النيب صلل هللا عليه وسلم أيضال منهم فقا صلل هللا عليه وسلم بعد نكرف لآلية ا تقدمة:
وهم) .199قا اإلمام الشاليب: (فإنا رأيت الذي يةَتَّبِعُو َن ما تشابه منه فأولئأل الذي َمسَّل َّ
اّللُ فَاي َذ ُر ُ
( أما من ا خل ا بع ا تمملت ،وا الغلب ابملشكملت ،أ رض ن اللاعضات: ،إنه خياف لوه
لِبِّو زي ٌغ َ:دودتَّبِّال َ ما َ َ ِّ
ِّ َّ ِّ
شابَ َه م ْهُ ين يف عُدلُ ْ َْ َ ُ َ التشبه ن ذ هللا يف كتابه ووث عال ز ح (ََّ َ:ما الذ َ
ابْتِّغَا ال ِّْف ْتدَ ِّ َ ابْتِّغَا َأتْ ِّيلِّ ِّه) اآلي ال ا هللا ممن وأ احلق وقاه :ا باه الباطح ابطمله :ا ت به).200
مطلوب يف العلوم التطبيقية ,ون العلوم الشرعية ,حبجة أن الدي مكلل به كل مسل ٍم
ٌ ن التخ ث
والتكليل يستلفم العلم !
132
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
تل يليال مبنيال علل نظ ٍر يف ار لة وموامنة بني ارقوا واخلالفات ,ولو كلل هللا اخللق كلهم بذلأل لكللهم
فو ما يطيقون.
فا سلم ليت ابلضرورة أن يكون متخ ال يىت يقيم عبا اته وتكاليله ,ن قد تعل هللا للنار يخرتال:
(فاسألوا أهل الذكر ن كنتم ال تعلمون) .وس ا النار للعامل فيما أشكل عليهم ,مما تلأ به نممهم ,ومل
يكللهم هللا أكار م نلأل ,وم ظ أن التكليل يستلفم العلم ا ل ل فقد أبعد النجعة وألا اهلجعة.
هبا مسألة وم اخللف هنا استجالب كالم ارئمة يف نم التقليد وأنه ال جيوم ال للضرورة كذ ينق
التخ ث
فهل معىن كالمهم أن علل اجلميع التوصل لللكم التل يلذ ابالتتها الشخ ذ ,ا بج علل النظر يف
ار لة وا وامنة بينها والوتيح بني ارقوا لو صح هذا الكالم لكان علل مجيع ا سلمني أن يدعو علومهم
ارخرل وش وهنم الدنيوية ,ويقبلوا علل تعلم (اللقه ,وارصو ,واللغة ,والعقائد ,والتلسذ ,وسائر علوم
الشريعة) ,ولكان للع العلم الشرعذ اميع صورف وأشكاله واتبال متعينال علل كل ٍ
أيد ال جيوم تركه ال
يف ياالت الضرورة ا شاهبة ركل ا يتة ,وهو ما ال لك أن يقو به أي ٌد.
ني أهل العلم يني يتلدثون ع نم التقليد و ابيته يا الضرورة ,منا يعنون بذلأل أهل العلم ا تخ
ني مالهم ,كارئمة ارربعة الذ راتهم هللا العلم ,ومع نلأل ي رون علل تقليد علمال رخري متخ
وحنوهم.
فمال ه الل فعلهم فاس ٌد ظاهر اللسا ,رن التقليد ال يشرع للعامل الذ يقول علل االتتها ,ن عندف
م رلة العلم واللهم ما ي هله للنظر واستنباط اريكام فليت له أن ين رف ع علمه تقليدال لعلم رخر.
مباح هلم كشرب ا ال ,وليت عليهم فيه أ ىن ير ٌ ,وم قا ن التقليد
أما عموم النار ,فإن التقليد ٌ
ابلنسبة جلميع اخللق ال جيوم ال للضرورة ,فقد شق علل ا سلمني وكللهم ما ال يطيقون.
وبكل يا فاخلرو ع تلسذ أهل العلم للقررن موقع لحنسان يف اخلطأ وال شأل ,وكم أممل يني أتد
متلد ل يف هذف ا سائل يريد أن يقرر يقه يف االستقال بتلسذ القررن وأنه رتل يف هذا الباب كما ارئمة
ريع ق ار ا ل ل ايتار وعجف ,فما أبعد هذا ال نل ع نا سألته ع معىن شذل م رتا ,
صابة احلق.
133
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ولرائق التقعيد والتأصيل الذ قررف ومارسه أهل العلم وواقع مال هذف ا ناهج ا ستلدثة ,وقرب وبعد ٍىل
كل
ع ا نهج ال ليح للهم النث ,وما م شأل أن احلديث ع تلاصيل منهج االستدال واللهم ال ليح
م ا المح ا همة يف تقرير هذف القضية ا همة علل حنو لبع مما ال اتمله هذف الورقة ,ولك أعر
يخت ٍر تدال:
أ اله :مما ينبغذ مراعاته يف قضية فهم الويذ أن أ وات فهم الويذ مباوثة يف الويذ ناته ,فم رمحة هللا بنا
أن أويل لينا القررن والسنة وتعل أ وات فهمهما مضمنة فيهما ,فقاعدة اجلمع بني الن وص مجيعال وتر
الويذ ماالل موتو ة يف الويذ ,وقاعدة رل التعار ا توهم ع الويذ كذلأل موتو ة ,وقل ارمر تبعي
نلسه يف قاعدة احملكم وا تشابه ,ومتابعة السلل ,وتعظيم الويذ ,وفهم الويذ ذقتضل لغة العرب ...اخل
كلها أصو وقواعد مباوثة يف القررن والسنة ,وترل عليها عمل ال لابة وم بعدهم.
األ ل لو (ا لل ا اب الاريب)
134
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
،ا يار:لا (حيتاج امل لمل إت نوئني أودمها مار :ما أواد هللا وسلله الفا الكتاب ال
سائر لما امل لمني يف ماا لغ القرآ اليت ِبا نزل ما عاله الصضاب التابال هلو إبو ا
ّر:هو ما أواد بتلك األلفا ،كانم مار: لك األلفا ؛ :إ ّ الرسلل ملّا تاطبهو ابلكتاب ال
الصضاب ملاا القرآ أكمح من وفظهو حلر :ه ،عد بلّغلا لك املاا إت التاباني أ ظو ممّا بلغلا
202
ور :ه)
،فإن الويذ منا تال ابللسان اثل اه ا تباو اللغ الاربو ماهلد األموني :وها أساساه لفهو الكتاب ال
العريب وهو ما تعد ت اإلشارة ليه يف الكتاب العفيف ,ويف هذف اإلشارات ما ي كد علل ضرورة تبج أصو
ا خالبة العربية كأصل يف فهم الويذ سوالل م تهة أللاظه أو مجله وسياقاته ,يقو هللا تبار وتعاىل:
ران َعَربِيا لَّ َعلَّ ُكم تَةع ِقلُو َن) ,فاختار هللا هلذف اللغة أن ِ
ران َعَربِيا لَّ َعلَّ ُكم تَةعقلُو َن)َّ ِ( ,ان َت َعلنَافُ قةُر ل (ِ َّان أ َ
َنفلنَافُ قةُر ل
تكون وعالل لكالمه ا ىلنف علل رسوله صلل هللا عليه وسلم اخلامت ,ويف هذا شارة ىل لرف م فضائل
هذف اللغة ,يقو السيولذ:
أهنا أ:اح اللغات أ ساها ،عال ابن :اور يف :قه اللغ لغ الارب أ:اح ( من تصائص الاربو
ك لِّتَ ُكل َ ِّ ني * نَد َز َل بِّ ِّه ُّ
ني * َلَى عَد ْلبِّ َ
ح ْاألَم ُ
الر ُ ب ال َْاالَ ِّم َ
يح َو ِّّ ِّ
اات ( َ إنَّهُ لَتَ ِّز ُ اللغات أ ساها ،عال
203
ني) :ل فه سبضانه ابلغ ما يل خل به الكمل هل البوا ) َرٍِّيب ُّمبِّ ٍ ِّمن الْم ِّذ ِّوين * بِّلِّ ا ٍ
َّ َ َ ُ َ
ومم تلل هذف احلقيق ة ا نهجية ا همة يف فهم الويذ اإلمام الشاليب يف كتابه اجلليل (ا وافقات) ,ومما
قا يف معر بيانه لضرورة سلو لريقة العرب يف تقرير ا عاين وا خالبات:
(ال بد يف :هو الشريا من ا با ماهلد األموني ،هو الارب الذين نزل القرآ بل اهنو: ،إ كا
للارب يف ل اهنو رف م تمر: ،مل يصح الاد ل ه يف :هو الشريا ،إ مل يكن مث رف: ،مل
األسالوب ،م ال ذلك أ األلفا يصح أ جير يف :همها لى ما ال ار:ه هذا ا ٍو يف املاا
ابدا د حما:ظتها لى املاا ،إ كانم را وها أياا: ،لو ماهلد الارب أ ال ر األلفا
202جمموع اللتاول , 353/17وانظر وشرح الطلاوية ,195واجلامع الب أيب ميد ,117وا وافقات .248/3
203ا فهر يف علوم اللغة وأنواعها .254/1
135
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أود األمرين دها لتز ،بح عد بت لى أودمها مرة ،لى اآلتر أتر ،ال يكل ذلك عادوا
204
يف ض كملمها استقامته)
وابااه :يشكل (الصضاب ) يضورال مركفايل يف ملهوم (ال لخل الصاحل)َ ,
وم بعدهم م التابعني واتبعيهم
منا هم تالمذة هلم يف اللهم ال ليح ,كما أهنم كانوا رضذ هللا عنهم تالمذة ا طلل صلل هللا عليه
وسلم ,و نا تقرر ضرورة متابعة السلل ال احل يف اللهم فإنه يتضم يف يقيقته ال دور ع فهم ال لابة
رضذ هللا عنهم كأصل ومتابعة م بعدهم كلرٍع ع متابعتهم ,و نا تدبرت يف أيوا ال لابة ومعارفهم
وعلومهم و اينتهم فستجد أن رة أسباابل موضوعيةل متعد لة ت كد علل ضرورة تبج منهج ال لابة يف فهم
الويذ ,ومنها:
لقى ن ال حي لى هللا لوه سلو رف م اسبات القرآ -أهنو اجلوح الذإ ناهد الت زيح
مبانرة
اح :همهو ماواواه للفهو الصضوح لب لز هديهو طريقتهو، -دالالت اللوو لى
وم ا تقرر عقالل و ينال أن كما االهتدال انش ٌ ع كما ا عرفة والعلم وال يت ور لالقال أن يكون ا رل
وهداية ٍ
اتمة هو تاهل ذنبع هذف اهلداية وم درها الويذ ,و نا تقرر وثبت ابلدالئل ٍ علل لريق ٍ
سوية
الشرعية ا تكاثرة والسذة التارخيية ا تواترة أن ال لابة هم أكمل هذف ارمة اهتدالل فما م شأل أهنم رضذ
هللا عنهم سيكونون أكمل هذف ارمة علمال و راية ابلويذ ,بل يقيقة االهتدال هو يف صابة مرا هللا ومرا
نبيه صلل هللا عليه وسلم م الويذ.
136
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
تام اه :اللة الويذ علل اعتبار فهم ال لابة تال بطريقني:
و ي ال كافة هذف الدالالت مما ال اتمله هذف الورقة و منا أشذ ىل بعضها علل حنو يخت ر:
-ع عبد هللا ب عم ٍرو قا قا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ( :ليأتني علل أميت ما أتل علل بج
سرائيل يذو النعل ابلنعل ,يىت ن كان منهم م أتل أمه عالنيةل لكان يف أميت م ي نع نلأل ,و ن بج
رواف البخار ( ,)2652ومسلم ( )2533م يديث عبدهللا ب مسعو رضذ هللا عنه. 205
137
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-ع أيب موسل ارشعر قا :صلينا ا غرب مع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ,قلنا :لو تلسنا يىت
ن لذ معه العشال .قا :فجلسنا فخر علينا فقا :ما ملتم هاهنا .قلنا :اي رسو هللا صلينا معأل ا غرب,
كاذا
قلنا لت يىت ن لذ معأل العشال .قا :أيسنتم أو أصبتم .قا :فرفع رأسه ىل السمال ,وكان ل
مما يرفع رأسه ىل السمال ,فقا ( :النجوم أمنةٌ للسمال ,فإنا نهبت النجوم أتل السمال ما توعد ,وأان
أمنةٌ رصلايب فإنا نهبت أتل أصلايب ما يوعدون ,وأصلايب أمنةٌ رميت فإنا نهع أصلايب أتل أميت
ما يوعدون).208
-ع عبد هللا ب مسعو رضذ هللا عنه أن رسو هللا صلل هللا عليه وسلم قا ( :ما م نيب بعاه هللا يف
أصلاب أيخذون بسنته ويقتدون أبمرف ,هنا سلل م بعدهم ٍ
أمة قبلذ ال كان له م أمته يواريون و
ٌ
رواف الومذ ( , )2641واحلاكم يف ا ستدر ( .)218/1قا الومذ :ريع ال نعرفه مال هذا ال م هذا الوته .وقا البغو 206
يف ((شرح السنة)) ( ,)185/1وقا اب العريب يف ((عارضة اريون )) ( :)316/5يف لريقه عبد الرمح ب ماي اإلفريقذ ,وقا عبد
احلق اإلشبيلذ يف ((اريكام الشرعية الكلل)) ([:)306/1فيه]عبدالرمح ب ماي ضعله ىي ب معني و ىي ب سعيد ومجاعة ذغا وقا
فيه أمحد ب ينبل ليت بشذل ,ويسنه ارلباين يف ((صليح سن الومذ )) (.)2641
207رواف أبو او ( )4607والومذ ( ,)2676واب ماته ( )40وأمحد ( ,)17184( )126/4واحلاكم ( .)176/1م يديث
ب سارية رضذ هللا عنها .وصلله الومذ ,واجلورقاين يف ((ارابليل وا ناكذ)) ( )472/1وقا :بت مشهور ,واب ا لق العراب
يف ((البدر ا نذ)) ( ,)582/9والعراقذ يف ((الباعث علل اخلالص)) ( )1وقا :مشهور ,واب يجر يف ((موافقة اخلل اخلل))
( )136/1وقا :رتاله ثقات.
138
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
خلوف يقولون ما ال يلعلون ويلعلون ما ال ي مرون ,فم تاهدهم بيدف فهو م م ٌ وم تاهدهم بلسانه
ٌ
فهو م م ٌ وم تاهدهم بقلبه فهو م م ٌ وليت ورال نلأل م اإللان يبة خر ٍ ).209
عد ودت آاثو ك رية ن ال لخل سث لى ا با الصضاب من ساو لى م هةهو ،من ذلك
-قا عبدهللا ب مسعو رضذ هللا عنه( :م كان متأسيال فليتأر أبصلاب رسو هللا صلل هللا عليه وسلم,
قوم اختارهم
فإهنم كانوا أبر هذف ارمة قلوابل ,وأعمقها علمال ,وأقلها تكللال ,وأقومها هدايل ,وأيسنها يااللٌ ,
هللا ل لبة نبيه ,و قامة ينه ,فاعرفوا هلم فضلهم ,واتبعوهم يف ر رهم ,فإهنم كانوا علل اهلدل ا ستقيم).210
-وقا أيضال رضذ هللا عنه ( :ن هللا نظر يف قلوب العبا فوتد قلع ٍ
دمد صلل هللا عليه وسلم خذ قلوب
دمد فوتد قلوب أصلابه خذالعبا فاصطلاف لنلسه فابتعاه برسالته ,نظر يف قلوب العبا بعد قلع ٍ
قلوب العبا فجعلهم ومرال نبيه ,يقاتلون علل ينه ,فما رأل ا سلمون يسنلا فهو عند هللا يس ٌ ,وما
رأواف سيئلا فهو عند هللا سي ٌ ).211
-وع يذيلة رضذ هللا عنه قا ( :اتقوا هللا اي معشر القرال ,وخذوا لريق م كان قبلكم ,فلعمر لئ
اتبعتموف لقد سبقتم سبقا بعيدا ,ولئ تركتموف لينا و اال لقد ضللتم ضالال بعيدا).212
ر م سلل و ن رفضأل النار ,و اي وررال الرتا و ن مخرفوف -وقا اروماعذ رمحه هللا( :عليأل
لأل ابلقو ).213
رواف اب عبدالل يف ((تامع بيان العلم وفضله)) ( .)198/2قا ارلباين يف ((سريج مشكاة ا ابيح)) ( :)191منقطع. 210
211رواف أمحد ( ,)3600( )379/1والبفار ( ,)212/5وأبو نعيم يف ((يلية اروليال)) ( .)375/1قا اب تيمية يف ((منها السنة))
( :)77/2سنا ف معروف ,وقا اب القيم يف ((اللروسية)) ( :)299بت ع اب مسعو ,ويسنه اب يجر يف ((ارمايل ا طلقة))
( ,)65والعجلوين يف ((كشل اخللال)) ( ,)245/2وصلح سنا ف أمحد شاكر يف اقيق ((مسند أمحد)) ( )211/5وقا :وهو
موقوف علل اب مسعو .
212رواف اب أيب شيبة يف ((ا نل)) ( ,)379/13واب عبدالل يف ((تامع بيان العلم وفضله)) ( ,)184/3واب عساكر يف ((اتريخ
مشق)) ( )292/12ورواف البخار ( .)7282بلله( :اي معشر القرال ,استقيموا ,فقد سبقتم سبقا بعيدا ,فإن أخذمت لينا و اال,
لقد ضللتم ضالال بعيدا).
139
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-وقا ( :العلم ما تال ع أصلاب دمد وما مل جي ع وايد منهم فليت بعلم).214
عمر ب عبد العفيف رضذ هللا عنه يف تواب رتل سأله ع القدر( :أما بعد, -وكتع اخلليلة العا
أوصيأل بتقول هللا ,واالقت ا يف أمرف ,واتباع سنة نبيه صلل هللا عليه وسلم ,وتر ما أيدرت احملدثون بعد
ما ترت به سنتهَ ,وُك ُلوا ُم نةَتَهُ ,فعليأل بلفوم السنة ,فإهنا لأل إبنن هللا ع مة ,اعلم أنه مل يبتدع النار
بدعة ال قد مضل قبلها ما هو ليل عليها ,أو علة فيها ,فإن السنة منا سنها م قد علم ما يف خالفها
-ومل يقل اب كاذ 215م قد علم -م اخلطأ والفلل واحلمق والتعمق ,فار لنلسأل ما رضذ به القوم
رنلسهم ,فإهنم علل علم وقلوا ,وبب ر انفذ كلوا ,وَهلُم علل كشل ارمور كانوا أقول ,وبلضل ما كانوا
فيه أوىل ,فإن كان اهلدل ما أنتم عليه لقد سبقتموهم ليه ,ولئ قلتم منا يدرت بعدهم .ما أيدثه ال م
اتبع ذ سبيلهم ,ور ع بنلسه عنهم ,فإهنم هم السابقون ,فقد تكلموا فيه ذا يكلذ ووصلوا منه ما
يشلذ ,فما وهنم م مق ر ,وما فوقهم م دسر ,وقد ق ر قوم وهنم فجلوا ,ولمح عنهم أقوام فغلوا,
و هنم بني نلأل لعلل هدل مستقيم.216)..
-وقا الشعيب( :ما يدثو ع أصلاب رسو هللا صلل هللا عليه وسلم فخذ به ,وما قالوا برأيهم فبل
عليه).217
وارتسام -وسئل أبو ينيلة رمحه هللا :ما تقو فيما أيدرت النار م الكالم يف ارعرا
فقا :مقاالت اللالسلة ,عليأل ابرثر ولريقة السلل ,و اي وكل ددثة ؛ فإهنا بدعة.218
-وقا اإلمام أمحد( :أصو السنة عندان :التمسأل ذا كان عليه أصلاب رسو هللا ,واالقتدال هبم ,وتر
البدع ,وكل بدعة ضاللة).219
وا ق و أن كل م ظ أنه لك أن يتك علل فهمه ون النظر يف فهم السلل ,وأن فهمه نلأل خذ
م فهومهم ,فقد أخطأ وضل السبيل ,و(كل ه الل دجوبون ع معرفة مقا ير السلل ,وعمق علومهم,
140
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وقلة تكللهم ,وكما ب ائرهم ,واتهلل ما امتام عنهم ا تأخرون ال ابلتكلل واالشتغا ابرلراف اليت
كانت غة القوم مراعاة أصوهلا ,وضبف قواعدها ,وشد معاقدها ,وغمهم مشمرة ىل ا طالع العالية يف
كل شذل ,فا تأخرون يف شأن ,والقوم يف شأن رخر ,وقد تعل هللا لكل شذل قدرا) 220فة(جيع علل كل
انظر يف الدليل الشرعذ مراعاة ما فهم منه ارولون ,وما كانوا عليه يف العمل به ,فهو أيرل ابل واب,
و(ال بد م القو أبن فهمهم يف الشريعة أمت ,وأيرل ابلتقدمي)( ,222وقلما 221
وأقوم يف العلم والعمل)
تقع ا خاللة لعمل ا تقدمني ال م أهل هذا القسم) 223م ليت (م أهل االتتها و منا أ خل نلسه
فيه لطا أو مغالطة ن مل يشهد له ابالستلقا أهل الرتبة وال رأوف أهال للدخو معهم) 224فة(احلذر احلذر
ال صواب أو خطأ ,فكل م يخاللة ارولني فلو كان فضل ما ,لكان ارولون أيق به)( 225وليت
م خالل السلل ارولني فهو علل خطأ).226
وما م شأل أن مساية اجلد واالختالف يف جما (فهم النث) أوسع وأكل م مساية اجلد يف جما
(ثبوت النث) وهو أيخذ صورال وأشكاالل متعد ة ,كما أنه متلاوت يف رتة االحنراف ويدته ,لك يقلف
141
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
يف مشهد االحنراف يف ابب اللهم م طللان يعدان م أكار ا طللات يضورال يف معركة اللهم,
أيدغا يعل ع يالة مرخيية ال تفا قائمة وياضرة ,وارخرل تعل ع يالة أكار ع رية ويداثة ,وغا:
-الت يح
وليت الق د استيعاب الكالم يو هاتني القضيتني و منا الق د اإلشارة ىل أهم أوته ا عارضة اليت تقع
ابسم هاتني ا مارستني سألة التسليم هلل ورسوله صلل هللا عليه وسلم.
-التلسذ ,ومنه قو اب عبار ماالل( :أان مم يعلم مويله) أ تلسذف ,ومنه قو اإلمام الطل يف
تلسذف( :وقا أهل التأويل كذا) (ومويل ارية عندان كذا) أ تلسذها.
-احلقيقة اليت ي و ليها الشذل ,ومنه قوله تعاىل( :هذا مويل رؤاي م قبل) ,وقوله( :هل ينظرون ال
مويله يوم أييت مويله يقو الذي نسوف م قبل قد تالت رسل ربنا ابحلق فهل لنا م شلعال فيشلعوا لنا
أو نر فنعمل ذ الذ كنا نعمل قد خسروا أنلسهم وضل عنهم ما كانوا يلوون).
ملح الكملمو :هل رف اللفظ ن االوتمال الرا ح إت اوتمال مر لح أما الت يح يف اال
او: لقري
معىن معهو ال يف العربية وابلتايل فال ي ح تنفيل خطاب الويذ عليه فال يقا
وهو م طلح يا رت وليت ل
يف قو هللا تعاىل ماالل( :وما يعلم مويله ال هللا والراسخون يف العلم) أن ا را به هذا ا دلو االصطاليذ
اخلاص.
142
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ولست ب د مناقشة ما يت ل إبثبات معىن التأويل الكالمذ وما يوتع عليه م ثبات لللقيقة واجملام
يف اللغة و ذ نلأل ,و منا ا ق و بيان ما وقع م احنراف يف فهم الويذ ات نريعة التأويل.
فأصل ا شكلة هو يف سبق مجلة م ارصو والعقائد وايتالهلا موقع ال دارة يف النلت علل يساب
الويذ ,فإنا وقع يف الويذ ما يعكر صلو تلأل ارصو فإنه يتم الكر عليها ابلتلريل ات مسمل
التأويل ,يقو اإلمام اب القيم مبينال هذف اإلشكالية ا نهجية يف التعالذ مع ن وص الويذ:
فالواتع شرعال هو االنطال م الويذ ابتدالل للبال لالهتدال ,في خذ بظاهرف ويعتقد ما مل يد ليل شرعذ
معتل يوتع االنتقا ع ا عىن الظاهر ا لهوم ,يقو اإلمام الشافعذ رمحه هللا:
229
ظاهر) لى ظاهرن و أتيت دالل م ه أ س أ إمجا انه لى ابطن د ( القرآ
والذ جيمع التأويل اللاسد يقيقةل هو انعدام الدليل ا وتع لالنتقا م معىن ىل معىن ,وله أمارات
وعالمات منها:231
143
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
مويل النث ذا ال تمله بوضعه اللغو كتأويل االستوال ابالستيالل يف قوله تعاىل ( :استول علل العرش) -1
فإن هذا مما ال يعرف يف العربية أصالل.
التأويل ذا ال تمله اللله ببنيته اخلاصة م تانية أو مجع و ن ايتمله ملر ا كتأويل قوله تعاىل ( :ا خلقت -2
بيد ).
التأويل ذا ال تمله سياقه وتركيبه و ن ايتمله يف ذ نلأل السيا كتأويل قوله تعاىل( :هل ينظرون ال -3
أن متيهم ا الئكة أو أييت ربأل أو أييت بع رايت ربأل ارنعام) أبن تيان الرب تيان بع رايته اليت
هذ أمرف وهذا أيابف السيا كل اإلابل فإنه لتنع محله علل نلأل مع التقسيم والو يد والتنويع .وماله مويل
قوله صلل هللا عل يه وسلم ( :نكم ترون ربكم عياان كما ترون القمر ليلة البدر صلوا ليت ونه سلاب
وكما ترون الشمت يف الظهذة صلوا ليت وهنا سلاب) فتأويل الرؤية يف هذا السيا ذا خيالل يقيقتها
وظاهرها يف اية االمتناع وهو ر وتكذيع تسو صايبه ابلتأويل.
التأويل ذا مل ي لل استعماله يف نلأل ا عىن يف لغة ا خالع و ن أُلل يف االصطالح احلا رت ,كتأويل -4
قوله تعاىل( :فلما أفل) ابحلركة ,االستدال حبركته علل بطالن ربوبيته ,وال يعرف يف اللغة اليت نف هبا
القررن أن ارفو هو احلركة البتة يف موضع وايد.
مويل اللله الذ الر استعماله يف معىن هو ظاهر فيه ومل يعهد استعماله يف ا عىن ا و أو عهد -5
استعماله فيه ان رال فتأويله ييث ور ومحله علل خالف ا عهو م استعماله ابلل فإنه يكون تلبيسال
وتدليسال يناق البيان واهلداية بل نا أرا وا استعما مال هذا يف ذ معناف ا عهو يلوا به م القرائ ما
ي بني للسامع مرا هم به لئال يسبق فهمه ىل معناف ا ألوف وم ممل لغة القوم وكما هذف اللغة ويكمة
واضعها تبني له صلة نلأل ,ونلأل كتأويل قوله تعاىل( :وكلم هللا موسل تكليمال) أنه م الكلم أ اجلرح.
كل مويل يعو علل أصل النث ابإلبطا فهو ابلل. -6
مويل اللله الذ له معىن ظاهر ال يلهم منه عند لالقه سواف اب عىن اخللذ الذ ال يطلع عليه ال أفرا -7
م أهل النظر والكالم ,كتأويل لله اريد الذ يلهمه اخلاصة والعامة ابلذات اجملر ة ع ال لات اليت
ال يكون فيها معنيان بوته ما فإن هذا لو أمك ثبوته يف اخلار مل يعرف ال بعد مقدمات لويلة صعبة
تدال فكيل وهو دا يف اخلار و منا يلرضه الذه فرضا يستد علل وتو ف اخلارتذ فيستليل وضع
اللله ا شهور عند كل أيد هلذا ا عىن الذ هو يف اية اخللال .
التأويل الذ يوتع تعطيل ا عىن الذ هو يف اية العلو والشرف و طه ىل معىن ونه ذراتع كاذة -8
وهو شبيه بعف سلطان ع ملكه وتوليته مرتبة ون ا لأل بكاذ مااله مويل اجلهمية قوله تعاىل( :وهو
القاهر فو عبا ف) وقوله سبلانه( :خيافون رهبم م فوقهم) ونظائرف أبهنا فوقية الشرف كقوهلم الدرهم فو
الللت والدينار فو الدرهم ,فتأمل تعطيل ا تأولني يقيقة اللوقية ا طلقة اليت هذ م خ ائث الربوبية
وهذ ا ستلفمة لعظمة الرب تل تالله ويطها ىل كون قدرف فو قدر بج ر م وأنه أشرف منهم.
144
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
مويل اللله ذعىن مل يد عليه ليل م السيا وال معه قرينة تقتضيه ,فإن هذا ال يق دف ا بني اهلا -9
بكالمه ن لو ق دف حلل ابلكالم قرائ تد علل ا عىن ا خالل لظاهرف يىت ال يوقع السامع يف اللبت
واخلطأ فإن هللا سبلانه أنف كالمه بياانل وهدل فإنا أرا به خالف ظاهرف ومل ال به قرائ تد علل
ا عىن الذ يتبا ر ذف ىل فهم كل أيد مل يك بياانل وال هدل.
فهذف بع الوتوف اليت يتبني هبا لبيعة التأويل البالل ا ذموم ,ويف اجلملة فلقيقة التأويل البالل أنه م
قبيل التالعع ابلن وص واريلها ع معانيها ,وهو م تنت اإلحلا يف رايت هللاَّ ِ( ,ن الَّ ِذي َ يةُل ِل ُدو َن
رايتِنَا ال َخي َلو َن َعلَيةنَا أَفَ َم يةُل َقل ِيف النَّا ِر َخ ٌذ أ ََّم َأيِيت ِرمنال يةَوَم ال ِقيَ َام ِة) .قا ذ وايد م السلل
ِيف َ
رايتِنَا ,أ يضعوهنا يف ذ مواضعها .وقا اإلمام اب القيم: ِ
يف هذف ا ية :يةُلل ُدو َن ِيف َ
ا حلاد :إنه هل املوح ابل صلص ن ما هو لوه إما ابل ان :وها أ ( :ت يح التضريخل من
إبترا ها ن وقائقها مع ا عراو بلفظها).232
واريل معاين الن وص مع بقال اللله علل ما هو عليه م سن اليهو الذي وصلهم هللا بقوله:
اّلل َُّ َُىلِرفُونَهُ ِم بةَع ِد َما َع َقلُوفُ َوُهم يةَعلَ ُمو َن) .قا اب تيمية رمحه هللا:
(يسمعو َن َكالم َِّ
َ َ َُ
( ملا كا ال حي لى هللا لوه سلو عد أت أ هذن األم تبع س ن من عبلها وذ القذة ابلقذة
ب أ يكل :وهو من حيرف الكلو ن ملاعاه: ،وغري و لل دتللا ضر عب لدتلتملن،
:وما أت هللا به ،أ أمر به).233 مات الكتاب ال
و نا مملت يف أكار أ وات البالل شيوعال يف اللر ا نلرفة فستجد التأويل اللاسد يقل علل رأر
القائمة ,وصد اب القيم ن قا :
يخل الب مل ِّ
يح ذإ التضر ِّ
أت ِّ هذا أ ُح بلو ِّ ا سملِّ من
145
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الز ُّ
ال إال ابلت يح الفاسد).234 يز َّل َّ
( ملَ ِّ
فهو صورة م صور الغلو يف تلعيل أ اة التأويل يف فهم الويذ ,وأيخذ صورال وأمسال متعد ة ومناهج يختللة
يف مقاربة النث ,وهذ مع تعد مسالكها ومشارهبا تتشار يف مجلة م القضااي الكلية والدوافع احملركة
صوب تبج هذف الرؤية يف التعالذ مع الويذ ,فأصلاهبا يف اجلملة ينطلقون يف قرال م للويذ بضغف
توغات أن معضلة التخلل السائد يف العامل اإلسالمذ انش ع االستمسا بظواهر الويذ وأنه رتل
اقيق احلداثة والنهضة ال بد م تطوير أ وات التعامل مع الويذ ذا يستبقذ أللاظه و يد معانيه ويسهل
عملية شل تلأل ارللاظ بقيم احلداثة وا عاصرة نات مرتعيات مسبقة وخارتة علل النث.
ولنا أن نتسال هنا :انا يبذ ه الل تهدال ضافيال يف مقاربتهم للويذ فيلتفمون عا ة تلسذف ذا يتاللم
مع منظومتهم اللكرية ا سبقة و انا ال يعمدون مباشرة ىل اييد الويذ أبللاظه ومعانيه م ا شهد
ابلكلية بد داوالت االستبقال علل اللله ويدف مع تهو التخلث م ا عىن ,خ وصال وأنه يعل ع
ا وقل اركار انسجامال مع الت ور العلماين
راكه ذاليظة لبيعة احلاضنة الشعبية اليت يضطر العلمانيون العرب للتعامل معها ,فم واجلواب لك
ارممات اليت مرت ابلعلمانيني العرب ربة النقد ا باشر جلملة م الت ورات الشرعية كلاكمية الشريعة
واجلها والوالل واللال وأيكام احلدو واحلجاب ...اخل واليت أفضت ىل مجو ا شروع العلماين العريب
وعدم تقدمه ومتد ف يف ا شهد العريب واإلسالمذ ,بل أ ل يف احلقيقة ىل يالة م التقهقر والواتع هلذا
ا شروع ,ن ولد هذا اهلجوم السافر للقيم الشرعية مفيدال م الابات والت لع علل ا با ئ الشرعية ,وأكد
هذا اهلجوم علل لبيعة العدال الواقع م تلأل النخع العلمانية وأهنا ليست عدالل تيارايل بني ال ل العلماين
واإلسالمذ بقدر ما هذ يالة م العدال بني اإلسالم ناته والعلمانية ,هذف الوضعية م ا عاانة أقنعت
ليلال ال أبر به م العلمانيني العرب بضرورة التخلذ ع فكرة اإلق ال ا باشر للويذ واييدف م عملية
ارة احلياة العامة ,وضرورة التعالذ مع الويذ لتمرير ت ورا م اللكرية م خالله ونلأل عل اييد مضامينه
ومعانيه ذ ا توافقة مع رؤاهم ,وشلنه ذضامني فكرية تديدة عل أ وات يداثية يف فهم النث وقرالته,
146
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
(ال سبوح إت التةديد التضديث حنن نتضدث ن الاقح الاريب إال من داتح الرتاث نف ه بلسائله
إمكانوا ه الذا و أ اله).235 ا ا
هل اآل من أ ح الرتاث ذا ه ،بح هل من أ ح ( احلق أ اهتمامو ابلرتاث مل يكن من عبح لو
وداع نت لع إلوها).236
فنطا عملية التلديث اروسع هذ الوارت نلسه ذا يستدعذ تلاعالل معه ,وسليته م معانيه الواثية و عا ة
شلنه اب ضامني احلداثية الع رانية ,وهو ما ي رح به اجلابر يني يكشل ع لبيعة التلاعل الذ
يدعو ليه مع الوارت فيقو :
وقد كشل اجلابر بشكل واضح متامال ع يقيقة هذف العالقة مع الوارت واليت يطالع ابلقطيعة
معها:
ويالة الوعذ حبجم مثذ الوارت والسلل يف يياتنا اللكرية ليست يبيسة اجلابر ويدف بطبيعة احلا ,
بل هذ ياضرة عند ذف أيضال م ا لكري العرب ,فهذا تركذ الربيعو يقو ماالل:
( ا اب الاريب املاا ر هل ت اب حمكل ب لخل ،امل للب سريرن من وبق ال لخل ،هذا ما عادان
إلوه اجلابرإ).239
147
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ويقو ليع تفيج م كدال علل ضرورة " عا ة قرالة الويذ" ذا ال يلغذ م يالة "الاقة" فيه:
لى حنل "حيتفظ" :وه ابل ق يف أنه "ومح للااملني" أإ للبشر املختلفو (ال بد من إ ادة عرا ة القرآ
التل هات املصاحل األ:ها ).240
بطبيعة احلا رة مجا يف ملهوم (الاقة) هنا ,و(نسبية) عائدة ىل لبيعة ا تكلم هبا ,بل رة را ة
ىل النظر ىل القررن م خال ملهوم (العا ية) ذا يتضم -حبسع ت ور ليع -قابيلة واسعةل م
ٍ
يالة م القطيعة احلا ة اليت يريد قامتها بني التأويالت والتلسذات ,ولذا يتلدرت بعد أسطر قالئل ع
القرالات ا تقدمة ا تقدمة للويذ والقرالة الاليقة ,فيقو :
ه نظر قل لى التبصر التاقح (إن ا جند أ جيب أ جند نصل اه ودي و أتر لح لى
تج أنخا اه من ن هنا إال أ االنفتاح يف "عرا ة القرآ " يف لقو األعر إ "الا ا " ودها لو
ّإماات ،يقتا ل مما يقدمه اآلتر إلوهو هكذا: ،قد أعضى م قواه عر وايه أ ووز ال حي اجملرب
بني "الالما " "ال فها " "إ الالما مهتهو الر اي ،إ ال فها مهتهو الر اي ").241
( القرآ نص مفتلح لى مجوع املاا ،ال وكن ألإ ف ري أ أت يح أ يغلقه أ ي ت فدن بشكح
هنائو "أوعلذك و").242
وال تعدو هذف التقريرات بعد فل ها والنظر فيها أن تكون استجالابل رست وأ وات (اهلرمينوليقيا/ف
فهم ومويل الن وص يداثيال) و(ارلسنية احلدياة) و(أركيولوتيا النث) وتطبيقها يف عملية فهم القررن
والسنة اب عال انعدام اللالة يف القرالة ,ونسبية ا عرفة ,وموت ا لل ,وخرافة الق دية ,والهنائية ا عىن,
148
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
يف فرا ات النث وما بني وانلتاح النث ,وتعد ية اللهم ,والقرالة الرمفية ,والداللة اإل ائية ,والتلتي
السطور ,وارشكلة والفيفية ..اخل ,ذا يتيح اجملا واسعال لعباية القرالة بعيدال ع واتبات االستهدال
ابلويذ وتطلع مرا هللا ورسوله منه.
ن ارمر ببسالة ال يعدو أن يكون يف يقيقته تلريغال لداللة الويذ م كل معىن و يالته ىل نث هالمذ
سيىلا يلغذ ورف يف التوتيه واإلرشا واهلداية ,بل ويلغذ احلاتة ىل السعذ اجلا يف تلمت هذف اهلداية ن
هذ معدومة أصالل.
واحلق أننا أمام يالة صا مة مكشوفة يف كيلية تلاعل اهلول مع الويذ ,ن منطلقات هذف ا درسة منطلقات
ذ نفيهة وال موضوعية ن تطلع مرا ا تكلم ابلويذ -وهو أصل بدهذ يف التعالذ مع أ كالم ع
عنأل التعالذ مع كالم هللا ا وضوع للهداية -ذ ياضر أصالل يف هذف ا مارسات العباية ,بل احلاضر
مفا رخر يلعل فعله عند قرالة الويذ ,ولذا فالواقع يشهد أبن أولئأل ال يتعاملون مع الويذ ال ابعتبارف
مشكلة ُ تا ىل التخلث منها بتلييد ما يناسع نا ا فا م ا عاين عل خضاع الويذ للتلليل
السيميائذ ارلسج ,وا قارابت التارخيية السوسيولوتية ,ومناهج التلكيأل و عا ة البنال ,والنظرات
ا قاصدية ,و ذ نلأل.
فباسم ديد القرالة مت العبث أبيكام احلدو كإنكار يد الرتم ويد الر ة واستبدا القطع يف يد السرقة
ابلسج و ذ نلأل ,كما مت العبث أبيكام ارسرة كنظام القوامة ,ونظام الطال ,ونظام احلضانة ,ونظام
التعد ,ويرمة اإلتها ,وكذلأل مت العبث أبيكام ا واريث ابلتسوية مطلقال بني الذكر وارنال يف ا ذارت,
ومل يسلم م هذا العبث يىت أيكام التعبد كال الة والفكاة وال يام واحلج ,بل وال اريكام العقدية
ا تعلقة ذجا اإلهليات أو النبوات أو مبايث اإللان والكلر ومآ أهل الكتاب والكلار يف ا خرة,
149
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وا وقل م اترخيية الق ث القررين ,وا وقل م ا غيبات كالعرش والكرسذ وا الئكة واجل والشيالني
وال راط والسجالت و ذ نلأل فكلها ال تعدو أن تكون ت ورات أسطورية ...اخل.
ولك الوقوف علل تلاصيل هذف التلريلات منسوبة ىل أصلاهبا يف الرسالة القيمة للدكتور خالد السيل
(ظاهرة التأويل احلدياة يف اللكر العريب ا عاصر ..راسة نقدية سالمية) ,واليت كشل فيها اتريخ هذف
الظاهرة ,وأهم رمومها وشخوصها ,وارصو اليت مسست عليها ,وجماالت عملها ,مع رؤية نقدية معمقة
يوهلا .وكذلأل لك الرتوع ىل كتاب الدكتور أمحد الطعان وا عنون (العلمانيون والقررن الكرمي ..اترخيية
النث) وهو كتاب موسوعذ ضخم يف معاجلة توانع متعد م هذف الظاهرة العباية احلدياة ,وقد بث يف
ثنااي حباه مجلة واسع لة م النمان العملية هلذف ا ماسرة العباية ,وسر ات عنوان (اإلسالم العلماين
اجلديد) 243عد ال ال أبر به م ا لاهيم والعقدية واللقهية واليت مت عا ا قرال ا وفق الذهنية
العلمانية/احلداثية.
وأصد القارئ أبين ذ متلمت كاذال لتقدمي رؤية نقدية مل لة ال اهات ديد الوارت و عا ة القرالة,
العتباري أساسيني:
األ ل :أن ائرة اجلد بني اال اف اإلسالمذ واال اف العلماين هنا يدور يو مسألة بدهية :بني رؤية
عل للنث معىن شرعيال معتلال جيع السعذ يف تطلبه ,وبني رؤية ااو لغال ق دية الويذ إبلغال ا عىن.
والتدليل علل صوابية الرؤية اإلسالمية هنا يف مقابل الرؤية العلمانية أوضح وأتلل م أن يتطلع له
تلاصيل ار لة .وكم م تد يف البدهيات يلضذ ىل ضعاف بدهيتها عند البع ,ويعطذ انطباعال
متوغال بدخوهلا يف ائرة الظنيات.
ال ا :أن الدراسات العلمية ا عمقة واجلا ة هلذا اال اف متوافرة حبمد هللا ,ولك الرتوع ليها لبنال ت ور
كان را بال فيه ,فم تلأل الكتاابت: متكامل يو لبيعة هذا اال اف والرؤية النقدية له
150
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-التيار العلماين وموقله م تلسذ القررن الكرمي (عر ونقد ) ىن الشافعذ .
-عول القرالات ا عاصرة للقررن الكرمي :راسة اليلة نقدية رمحد بشذ قباوة.
-خطاابت عول فلسلة التأويل اهلرمنيوليقذ للقررن الكرمي للهمذ سامل مبذ .
-القرالات ا عاصرة للقررن الكرمي يف ضول ضوابف التلسذ حملمد دمو كالو.
-القرالة ا عاصرة جمر تنجيم ..كذب ا نجمون ولو صدقوا لسليم اجلايب.
151
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-بيضة الديأل ..نقد لغو لكتاب :الكتاب والقررن ليوسل ال يداو .
-القررن والتلسذ الع ر ..هذا بالغ للنار لبنت الشال عائشة عبدالرمح .
-التلسذ وا لسرون يف الع ر احلديث ..عر و راسة مل لة رهم كتع التلسذ ا عاصر لعبدالقا ر
دمد صاحل.
وأختم هذف اللقرة بقرار جممع اللقه اإلسالمذ الدويل التابع نظمة ا متر اإلسالمذ ,مما له صلة هبذف
اللقرة:
جممع الفقه ا سملمو الد يل امل ب ق ن م ظم امليُر ا سملمو امل اقد يف د و ه ال ادس إ جمل
شرة بديب (د ل ا ماوات الاربو املتضدة) 30فر 5 -وبوع األ ل 1426هد ،امللا:ق - 9
14نو ا ( إبريح ) 2005
لل صلص باد اطمل ه لى البضلث اللاودة إت اجملمع خبصلص ملعل القرا ة اجلديدة للقرآ
الدي و ،باد استما ه إت امل اعشات اليت داوت ولله،
عرو ما يلو
أ اله إ ما ي مى ابلقرا ة اجلديدة لل صلص الدي و إذا أدت لتضريخل ماا ال صلص لل ابالست اد
إت أعلال ناذة حبوث خترج ال صلص ن املُةمع لوه ،ت اعض مع احلقائق الشر و يُاد بد
م كرة ت راه وماه لى اجملتماات ا سملمو عقا:تها عومها ،مع مملوظ أ باض محل هذا
152
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
االجتان عالا :وه ب بب اجلهح ابملاايري الااب للتف ري أ اهللر ابلتةديد دري امل ابل ابلالابل
الشر و
تةلى بلادو استفضال ا ر يف بين باض اجلاماات م هج هذن القرا ات ،نشر مقلال ا ختلخل
سائح التبلوغ ،التشةوع لى ا ل ملعل ا ا يف وسائح اماو ،د لة وملزها إت ا اعرة
ا سها يف ال د ات املشبله ،ا عبال لى رمج ما كتب من آوائها بلغات أ بو ،نشر باض
امليس ات لكتبهو امل ملم
اثنواه أ بح التصدإ لتواو هذن القرا ات من :ر ض الكفاي ،من سائح التصدإ هلذا التواو و و
ت رن ما يلو
* د لة احلكلمات ا سملمو إت ملا ه هذا ا ر الداهو ،جتلو الفرق بني وري الرأإ امل ي ل
اهلاد :ا رتم لل لابم ،بني احلري امل فلت اهلدام ،لكو قل هذن احلكلمات ابختاذ ا را ات
الملزم ملراعب ميس ات ال شر مراكز ال قا ، :ميس ات ا مل الامح لى اموق التل و
ا سملمو الاام يف نفلر ال ش الشباب اجلاماو ،التاريخل اايري اال تهاد الشر و ،التف ري
الصضوح ،نرح احلديث ال بلإ
* شةوع املختصني يف الدواسات ا سملمو لتك وخل الرد د الاملو اجلادة م اعش مقلال و يف
م اهج التالوو تلخل اجملاالت خبا
* ل وه باض طلب الدواسات الالوا يف الاقودة احلديث الشريا إت اتتواو ملعل ات وسائلهو
اجلاماو يف نشر احلقائق الرد اجلاد لى آوائهو مزا مهو
153
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
* كلين :ريق مح اتبع جملمع الفقه ا سملمو الد يل ،مع إنشا مكتب نامل للميلفات يف هذا
امللعل ر د ما نشر :وه الرد د لوهُ ،هودا لكتاب البضددلث اجلادة ،للت وق بني الداوسني :وه،
عمن تلخل ميس دات البضث يف الاامل ا سملمو تاو ه هللا أ لو).244
244http://www.fiqhacademy.org.sa
154
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بوا املزلق
أن يف اختالف أهل العلم ما يد علل أن مبدأ التسليم ليت هبذا اإليكام أو احلدية اليت ت ورون ,ن
لو كان كذلأل ا وقع شذل م نا االختالف العري ,ولكان م موتع التسليم اتلا الكل علل
قوٍ و ٍ
ايد ,وهو ما مل يقع فد علل مشروعية االختالف ,وأنه انش ع معطيات موضوعية صليلة
اقع ع ميغ واحنراف وتق ذ يف مبدأ التسليم ضرورلة .وأيضال
كتلاوت ارفهام وسعة االلالع ال أنه و ٌ
فوتو االختالف يف مسألة يرفع عنها واتع التسليم وجيعلها مسألة ظنية يتأرتح فيها ا سلم بني يق
ويق رخر ,فبأ يق أخذ فهو ىل خذ ن شال هللا.
امل اعش
وته اإلشكا هنا انش ع خلل يف ت ور أنواع اخلالف و رتاته ورتبه ,وا وقل الشرعذ ال ليح
م كل نوع ,ومعرفة ماهية التسليم ا طلوب ييا كل قسم ,ومما يعني يف رفع اإلشكا هنا استلضار
ا سائل التالية:
155
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ابلعلمال ,246ويرفع عنه توهم التعار بني اإلقرار بوتو اخلالف وبني القبو ذبدأ التس ة ةةليم ,وي ة ةةونه
م الوقوع يف فخ اسان اختالف أهل العلم نريعةل ىل معارض ة ة ة ةةة مبدأ التس ة ة ة ةةليم ,أو رة اإلش ة ة ة ةةكاالت
يوله.
( ال زا يف األوكا عد يكل ومح إذا مل يفض إت نددر ظوو من تفا احلكو هلذا د خل و ح
247
كتااب مسان كتاب االتتملف : ،قال أمحد مسه كتاب ال ا )
(وهبذا يظهر أن اخلالف الذ هو يف احلقيقة خالف انشة ة ة ة ة ع اهلول ا ض ة ة ة ةةل ال ع ارل ق ة ة ة ةةد
الشة ة ةةارع ابتباع ار لة علل اجلملة والتل ة ة ةةيل وهو ال ة ة ةةا ر ع أهل ارهوال و نا خل اهلول أ ل ىل
اتباع ا تش ة ة ةةابه يرص ة ة ةةا علل الغلبة والظهور إبقامة العذر يف اخلالف وأ ل ىل اللرقة والتقالع والعداوة
والبغضةةال الختالف ارهوال وعدم اتلاقها و منا تال الشةةرع حبسةةم ما ة اهلول إبلال و نا صةةار اهلول
مقدمات الدليل مل ينتج ال ما فيه اتباع اهلول ونلأل يخاللة الش ة ة ةةرع ويخاللة الش ة ة ةةرع ليس ة ة ةةت م بع
الشة ةةرع يف شة ةةذل فاتباع اهلول م ييث يظ أنه اتباع للشة ةةرع ض ة ةةال يف الش ة ةرع ولذلأل مسيت البدع
ضالالت وتال أن كل بدعة ضاللة رن صايبها يخط م ييث توهم أنه م يع).248
246وم الكتع ا ة ة ةةنلة يف هذا :اإلن ة ة ةةاف يف التنبيه علل ارسة ة ةةباب اليت أوتبت االختالف الب الس ة ةةيد البطليوس ة ةةذ ,ورفع ا الم ع
ارئمة ارعالم الب تيمية ,واإلن ةةاف يف بيان أسةةباب االختالف لويل هللا الدهلو ,واخلالف بني العلمال أسةةبابه وموقلنا منه للشةةيخ
اب عايمني.
247جمموع اللتاول .159/14
248ا وافقات .221/5
156
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وم ا هم هنا استلضار هذا التلاوت الواقع يف لبيعة ا سائل ا ختلل فيها ,وأهنا علل رتع ,وأن:
)1مجلة واسعة م ارصو والاوابت مما يدخل يف ائرة ا عرفة اإلسالمية العامة مما يعلمه أهل اإلسالم
ي اإلسالم ,وهذ ا عل عنها اب علوم م الدي ابلضرورة, مجيعال ضرورةل ,بل ويعرفه كاذ م الكلار ع
هذ تفلٌ م الدي اجلامع الذ ال ي ح االختالف فيه ,بل جيع قبوله واإللان به واإلنعان له والتسليم
قتضاف ,فلو قدر يخاللة البع يف هذف فالواتع ر هذا االختالف رأسال ,وال ي ح أن يُلتلت ليه ,أو
يُتأثر به ,أو ُ كل يف ا سألة خالف بنالل عليه .وهذف ا سائل مما يتلاوت النار يف راكها حبسع اريوا
وارممنة وارماك ,فدائرة العلم هبا واإليالة هبا يف أماك العلم ودا انتشارف أوسع م أماك اندرار
فكل يلفمه م نلأل ما يلفمه حبسع ياله ,وحبسع احلا يكون العذر وعدم اإلعذار
العلم وقلته وخلائهٌ ,
يف يا اجلهل.
)2رة مسائل مجاعية مدركة عند أهل العلم ,وهذ كامسها مسائل مجاع ,ال ي ح فيها خالف ,فمىت
شخث كائنال م كان ,فإن ارمة ال تمع علل ضاللة, ثبت لفم ,ومل جيف العدو عنه أو اخلرو لرأ
ني لَهُ اهلَُدل َويةَتَّبِع َ َذ َسبِ ِيل يشاقِق َّ ِ ِ
الر ُسو َ م بةَعد َما تَةبَ َّ َ َُ (وَم
واخلار ع قوهلم متوعد بقو هللا تعاىلَ :
ِ ذال). ني نةُ َولىلِِه َما تَة َوَّىل َونُ لِ ِه َت َهن ََّم َو َسالَت َمِِ
ال ُم من َ
ب) تملف دري سائغ ,ونلأل لشذون يف القو ,أو بعد ع الدليل ,أو ضعل يف االستدال ,وهو ا شار
ليه يف مال قو اب احل ار:
ظ من ال ظر
تملف له و ٌ
ٌ إال :لو كح تملف ا مات اه
فهذا اللون م اخلالف ال ي ح ارخذ ابلقو ا رتوح فيه ,وال العدو ع القو ال ليح الراتح .وله
أمارات وعالمات ,كالتلر برأ خيالل ا شهور ا ستقر بني مجاهذ أهل العلم ,أو ا خاللة البينة لنث
157
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ا سألة وهكذا ,وهذا اللون م ا خاللة هو ا سمل عند العلمال بفلة العامل ,واليت رم متابعته عليها,
واعتما قوله فيها ,يقو اإلمام الشاليب مبينال ا وقل الشرعذ م ملل العلمال:
لى املخالف(زل الاامل ال يصح ا تمادها من ه ال األتذ ِبا قلو هدا له ذلك؛ ألهنا ملعل
للشر ،لذلك دت زل ،إال :لل كانم ًّ
ماتدا ِبا؛ مل جياح هلا هذن الر ب ،ال ن ب إت اوبها
ال زلح :وها ،كما أنه ال ي بغو أ ي ب اوبها إت التقصري ،ال أ يش ع لوه ِبا ،ال ي تقص من
249
أ لها ،أ ياتقد :وه ا عدا لى املخالف حبتاه: ،إ هذا كله تملف ما قتاو و بته يف الدين)
أهل الكوفة مناظرة مهمةٌ يف شأن النبيذ ت كد شكالية اعتما ملل اللقهال وقد ترت بني اب ا بار وبع
يف اخلالف ا عتل وما ر ليه م لوامم فاسدة:
( عد ُو إ ن ابن املباوك؛ أنه عال ك ا يف الكل : :اظَ ُر يف ذلك -ياين يف ال بوذ املختلخل :وه-
: ،قلم هلو االلا :لوضتج ا تج م كو من نا من أ ضاب ال حي لى هللا لوه سلو ابلرتص ،
:إ مل نبني الرد لوه ن ذلك الر ح بشدةٍ ضم ه :اوتةلا :ما ا ا ن اود برتص إال
اوتةا هو ه يف وتص ئ اهو بشدة: ،لما مل يبق يف يد أود م هو إال بد هللا بن م الد لو
ال بوذ بشو يصح ه عال ابن املباوك :قلم للمضتج ه يف الرتص اي أمحق! ُ َّد أ ابن م الد
لل كا هه ا ال ه ا :قال هل لك وملل ،ما ف ا ن ال حي لى هللا لوه سلو أ ضابه يف
الشدة ،كا ي بغو لك أ سذو أ سري أ ختشى :قال عائلهو اي أاب بد الرمحن! :ال خاو الشاحي
مو الر ال؛ :رب و ح مسى دة ماهما كانلا يشربل احلرا ؟ :قلم هلو د لا د االوتةاج
ى أ يكل م ه زل ،أ:ألود أ حيتج ِبا؟ :إ أبوتو؛ :ما عللكو يف يف ا سمل م اعبه كذا كذا
تواوا عال :قلم :ما عللكو
ا طا ر ابر بن زيد ساود بن بري كرم ؟ عاللا كانلا ه
وملال :ما لا هو
يف الدوهو ابلدومهني ي هدا بود؟ :قاللا ورا :قال ابن املباوك إ هيال وأ ن ه
أيكلل احلرا : ،بقلا انق ام وةتهو).250
158
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
( هذا الذإ ذكرن ابن املباوك متفق لوه بني الالما : ،إنه ما من أود من أ وا األم من ال ابقني
هذا ابب اسع ال ُحيصى مع أ األ لني من بادهو إال هلو أعلال أ:اال تفو لوهو :وها ال
(:إ ْ َدَ َاز ْتُ ْو ِّيف َن ْو ٍ َ:د ُر ُّد ُن
ض من أعداوهو ال يُ ِّّلغُ ا با هو :وها ،كما عال سبضانه ِّ
َ ذلك ال يَدغُ ُّ
الر ُس ِّ
لل)).251 َإت َِّّ
اّلل َ َّ
وقد ياو اإلمام الشاليب وضع ضابف تقرييب لتلديد هذا اللون م اخلالف ذ ا عتل فقا :
(إ له عاب اه قريبواه هل أ ما كا ماد داه ىف األعلال دل اه زلمله علوح داه ىف الشريا ،دالب
ِبا علما ي ا دهو لوها جمتهد آتر :إذا انفرد اوب علل ن ام األمر أ أ ضاِبا م فرد
األم :لوكن ا تقادك أ احلق يف امل ل مع ال لاد األ ظو من اجملتهدين ال من املقلدين).252
-بواعث تبج الرأ يف هذا اللون م اخلالف للع احلق و را ة الوصو ىل مرا هللا ال تلمت هول
النلت وما يناسع اإلنسان.
-سلو الطريق الشرعية ا عتلة للوتيح حبسع لبيعة الناظر ومعرفته وعلمه.
لطرف ٍ
جمتهد ٍ و نا كانت ا سألة اتتها ية وتوافرت اشوالات الوتيح الشرعذ خالصال ومتابع لة فال يقا
خالل رخر :أي تسليمأل للنث بل تسليمه للنث مع اتتها ف قائم ,و منا وقعت ا خاللة هنا لالختالف
159
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
يف صلة النث أو فهمه أو ذ نلأل م ا عاين ا عتلة ,ويف اجلواب ع ا فلق اروىل تلاصيل ينبغذ
استلضارها هنا.
ومما ينبغذ ماليظته ومراعاته أن تقسيم ا سائل وتنويعها علل حنو ما نكر ليت يامسال يف كل مسألة حبيث
لك فرم ا سائل مجيعال بضابف قطعذ ,فيت ور الناظر أن يدو هذف ارقسام وألرافها واقعةٌ علل حنو
ياسم وقالع ,بل ارمر يتلاوت يف تقدير كاذ م ا سائل م عامل خر وم مسألة رخرل ,فم مسائل
اخلالف ماالل ما يكا أن يكون مجاعال لضعل اخلالف تدال ,ومنها ما يتأرتح بني اخلالف السائغ و ذ
السائغ وهكذا ,فاالتتها كما قد يقع يف عني ا سألة فقد يقع أيضال يف ت نيل ا سألة و عطالها الرتبة
الالئقة هبا ,فلدينا نن ثالرت وائر م ا سائل:
-مسائل مشتبهة يختلل يف تقدير ومهنا الشرعذ ,وقد يكون االشتباف يف:
160
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وال ي ح حبا االتكال علل وتو اختالف يف مسألة لتلير االنتقال فيها ابلتشهذ أو خاهلا يف ائرة
ا باح رأسال ,بل الواتع تلمت ارقرب لللق ب د ,مع اإلقرار أبن القرب هنا نسيب عائ ٌد ىل يا
ملتمت احلق ,وأن ما يراف أقرب لللق قد ال يكون كذلأل يف نلت ارمر وال يضر ,شريطة أن تكون
ا سألة مما يسوغ فيها اخلالف ,وأن يتلمت فيها الشخث احلق ب د مستعمالل ما يناسبه م أ وات
الوتيح .فالتسليم ي ىلِ
شكل افعال لانيال للمسلم يدفعه لتلر احلق وتطلع الراتح يف ا سائل االتتها ية ُ
وي ونه م القرالة االنتقائية وتتبع الرخث.
وعلل هذا لك أن يقا :أنه مع اإلقرار أبنه ال ي ح نكار ا رل علل ذف يف مسائل االتتها ,فليت
التشهذ أو اهلول أو الكسل أو ذ نلأل ,بل الواتع عليه التفام له أن يو ما أ اف ليه اتتها ف حمل
ما أ اف ليه نظرف واتتها ف فمىت ما خالل بلعله اعتقا ف ,فالواتع عليه أن ينكر علل نلسه يخاللة رأيه
وليت له أن يقو لنلسه ارمر يسذ ,وال نكار يف مسائل االتتها ,بل اإلنكار علل النلت يف هذف
ال ورة واتع ,وم مجيل تلخي ات شيخ اإلسالم اب تيمية يف بيان مرتعية الويذ يف توتيه خيارات
ا ستليت قوله:
( الاامل إذا أ :امل تفيت ا مل يالو امل تف أنه الخل ألمر هللا :مل يكل امل وع هليال ا واه ،أما
253
إذا لو أنه الخل ألمر هللا :ا ته يف ذلك ماصو هلل)
161
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-وكو نر و م ت بل
فاللتيا قد يدخل عليها اخلطأ ما م ق ور يف را احلكم ,أو خلل يف معرفة الواقع ,وعليه فاالختالف
النظر ع لبيعة الواقع ,وقد يكون يف احلاصل بني ا لتني قد يكون أيياانل يف ارير يكم ا سألة بغ
تنفيلها علل الواقع ,ومنه تعرف أنه لك أن خيتلل عا ان مع انطالقهما م نات الدليل فهمال واستنبالال
الختالفهم يف اقيق مناط ا سألة يف الواقع ,فالتسليم يف هذف احلالة ياصل للويذ بذات ال ورة م
الطرفني و منا وقع االختالف العتبار رخر.
وبنالل علل هذا فم اللتاول ما لك أن جيهل ا ستليت خطأ احلكم ا ضم يف اللتول لق ورف ع رتبة
االستنباط ,لكنه ال جيهل يخاللة التنفيل للواقع ,ما لعلمه حبقيقة احلا والواقع لتعلقه به ,وعدم مطابقة
يف الس ا أ ل ىل شكا يف عملية التنفيل ,وقد يكون للمستليت مفيد اخت اص اللتيا له ,أو لغمو
بعلم الواقعة م ا ليت ,مما جيعله أقدر علل تلهمها ,ومعرفة صلة التنفيل م عدمه ,واالتتها يف اقيق
اخلاصة علل قة التنفيل صورف ال يقدر بع صورف العامة واخلاصة ,ويف بع ا ناط مما يشو يف بع
رالف بع العامة لالخت اص ,وال تاريع يف نلأل ,كتمييف ا رأة لدم احلي ماالل ,ومعرفة ا ري
للمشقة الواقعة عليه م مرضه ,و راسة القوائم ا الية لشركة عرفة يكمها وهكذا ,فلو قدر أن ملتيال ألفم
م تامع موتته يف هنار رمضان ابل وم ,وا عل ا ستليت عجفف ,مل يك للمليت أن يلفمه بذلأل بل ينتقل
به ىل ما ون م صدقة ,ويكل أمرف وابلنه ىل هللا فإن كان صا قال ,و ال أ ,وسلم ا ليت ,وكم م مسألة
معلقة ابلعرف ماالل يتكلم فيها العامل ابعتبارف وايدال م أهل العرف فيخالله ذف بذات االعتبار ,فتلقيق
هذا منا يكون بتلقيق لبيعة الواقعة ومناط احلكم ,وعليه فاستبانة اخلطأ يف مال هذف اللتاول قد يتضح
ذا تقدم ,وال ي ح ن اتضح للمستليت خطأ يف التنفيل ارخذ ابللتيا ,بل الواتع توضيح الواقع علل
صورته للمليت ,أو االنتقا لت رخر ,ن ا ق و ليت العمل أب فتيا تتيسر ,و منا للع اللتيا ا وافقة
لشرع هللا واحلاصلة يف دلها ,وليت الق د م هذا التقليل م شأن العلمال أو الطع عليهم أو سطئة
تنفيال م إبلال كال ,وكال ,و منا الق د وضع ارمر يف ن ابه الشرعذ ال ليح ,وبيان وته م أوته
اختالف العلمال ,وفر بني فهم النث وفهم الواقع ,فكم أياط شخث أبيدغا ونقث يظه م الااين,
و ن كان يد الكما ار ىن م هذا وهذا مطلوابل يف اإلفتال وهللا أعلم.
254وقد تتجر م الااين ,ن كان الق د معرفة احلكم فقف ,ونلأل حبسع الس ا ,ولبيعة االستلتال.
162
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
( هلذا عاللا إذا اتتلخل الصضاب لى عللني از ملن بادهو إوداث علل اثلث خبملف األوكا ،
لى :اد :إهنو ال جيلز إذا اتتلفلا لى عللني إوداث اثلث ،أل ا فاق األم لى عللني إمجا
ما دامها ،هذا باو ه اود يف الت يح: ،إنه إذا عالم طائف مات اآلي املراد كذا عالم طائف
اودا م هما بح أمر اثلث :قد تالخل إمجا هو عال إ ال ائفتني ما اها كذا :من عال ما اها لو
ئل :إ عوح هيال ال يقللل أويد بح يقللل جيلز أ يكل املراد ،عوح كمل الصضاب مل يكن
ابالوتمال التةليز ،بتقدير أ يكل كذلك :االوتماالت 256إ كا أودمها مرادا :لو جيمع لى
عملل إ كا املراد هل االوتمال ال الث ا دث بادهو :لو يكن :وهما من رف مراد هللا اات
257
لزت أ ريد دري ما أواد هللا اات ما أوادن مل جيلزن ،هذا من أ ظو الاملل) بح ال ائفتا
رواف مسلم ,5059والومذ ,2229واب ماته ,10واإلمام أمحد يف ا سند .22456 255
163
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فباب النظر نن يف النث ناته ويف خالفات أهل العلم ليت مسريال ملتويال يستوعع كل قو ددرت
يريد صايبه أن يدعذ أنه ملتفم ابلنث ورخذ بدالالته ,كال بل ال بد م قدر عا ٍ م االنضباط يف فهم
ٍ
ددثة يف مسائل متقدمة. النث والعمل به يف اخل ائرة اخلالف ا تقدم ال توسيع الدائرة أبقوا
دن ال وة د أود لمته من :قها األم إال من ال بصر له ال مار: حبة ( االتتملف لو
يف علله).258
الدوائر وقا أبو الوليد الباتذ مبينال هذف اإلشكالية ويالة االلتبار اليت وقعت يف بع
اللقهية/االتتماعية
164
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
حنلها لاح :وها و اي ؟ أ لاح :وها وتص ؟ هو ريا ما ي لين من قع له م ل من األوا
(ك ه
ير أ هذا من األملو الشائا اجلائزة ،لل كا كرو لوهو إنكاو الفقها مل ح هذا ملا طللبلا به
ال طلبلن مين ال من سلاإ ،هذا مما ال تملف بني امل لمني ممن ياتد به ىف ا مجا أنه ال جيلز ال
ي لغ ال حيح ألود أ يفيت ىف دين هللا إال ابحلق الذ ياتقد أنه وق ،وعو بذلك من وعوه،
ن هللا اات ىف وكمه؛ :كوخل خي ه إال ا ياتقد أنه وكو سخ ه من سخ ه ،إمنا املفيت
اّللُ َال َدتَّبِّ ْع
او ُك ْو بَد ْودَد ُه ْو ِّ َا أَنْد َز َل َّ ِّ
به أ به ،هللا اات يقلل ل بوه لوه الصملة ال مل ( َ أَ ْ
أ َْه َلا َ ُهو): ،كوخل جيلز هلذا املف أ يفيت ا يشتهو ،أ يفيت زيدا ا ال يفيت به مرا لصداع كل
بو هما أ دري ذلك من األدراض؟ إمنا جيب للمفيت أ يالو أ هللا أمرن أ حيكو ا أنزل هللا من
احلق: ،وةتهد يف طلبه ،هنان أ خيالفه ي ضرف ه ،كوخل له اب ملص مع كلنه من أهح الالو
259
اال تهاد إال بتل:وق هللا لنه صمته؟!)
او ا ملف يف امل ائح ماد داه يف وةج ا ابو ،عع ( عد زاد هذا األمر لى عدو الكفاي ؛ و
:وما قد أتتر من الزما اال تماد يف لاز الفاح لى كلنه تلفاه :وه بني أهح الالو ،ال ات
مرا اة ا ملف؛ :إ له نظرا آتر ،بح ىف دري ذلك: ،ر ا عع ا :تا يف امل ل ابمل ع؛ :وقال مل ُ ع
تلخل :وها: ،وةاح ا ملف وة يف اجللاز جملرد كلهنا تلفا :وها ،ال لدلوح يدل لى امل ل
لى الشريا ض مذهب اجللاز ،ال لتقلود من هل أ ت ابلتقلود من القائح ابمل ع ،هل ني ا
حبة وة اتمد متامداه ما لو ووث اح ما لو
وكى ا ايب ىف م ل البتع املذكلو يف احلديث ن باض ال ار؛ أنه عال "إ ال ار ملا اتتلفلا
يف األنرب ،أمجالا لى سرمي مخر الا ب ،اتتلفلا :وما سلان؛ ورم ا ما ا تمالا لى سروه أحب ا
ما سلان"
عال " هذا ت :اوش ،عد أمر هللا اات املت از ني أ ُّ
يرد ا ما از لا :وه إت هللا الرسلل"
عال " لل لز ما ذهب إلوه هذا القائح للز م له ىف الراب الصرف نكاح املتا ؛ أل األم عد
اتتلخل :وها"
165
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
القائح ِبذا وا ع إت أ يتبع ما يشتهوه ،جياح القلل امللا:ق وة له يدوأ ِبا ن نف ه: ،هل عد
أتذ القلل سول إت ا با هلان ،ال سول إت قلان ،ذلك أباد له من أ يكل ممت همل ألمر الشاو ،
260
أعرب إت أ يكل ممن اختذ إهله هلان)
عدم لفامية الويذ ال ما كان جممعال عليه وهو مذهع ابلل ما قا به عاملٌ قف .يقو اب يفم رمحه هللا: -1
( ابجلمل :هذا مذهب مل خيلق له ماتقد عل هل أال يقلل القائح ابل ص و يلا:قه ا مجا ،بح عد
لى أ عائح هذا القلل ماتقداه له كا:ر بمل تملف لر:اه القلل ابل صلص اليت ال أ بح ا مجا
لب طا تها).261 تملف بني أود يف
ابية الوخث مطلقال فيما اختلل يف يرمته ,والذ يعد يف يقيقته تتبعال لرخث اللقهال والذ يذر -2
منه أئمة السلل ,وأكدوا ارله ,وفيه قا سليمان التيمذ رمحه هللا عبارته الشهذبة:
(إ أتذت برتص كح امل ا تمع :وك الشر كله).
وهذا ا عىن متواتر يف كالم أهل العلم ,كقو براهيم ب أيب علية( :من بع نلاذَّ الالو ع َّح) .263وقو
ىي القطان( :لل أ و مله مح بكح اروماعذ( :من أتذ ب لادو الالما ترج من ا سمل ) .264وقو
166
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وتص ،بقلل أهح الكل :يف ال بوذ ،أهح املدي يف ال ما ،أهح مك يف املتا لكا :اسقاه).265
وم الق ث ا همة يف هذا ما يكاف مساعيل ب سلا القاضذ قائالل:
إيل كتاابه نظرت :وه كا عد مجع :وه الرتص من َزلَ ِّح الالما ،ما
(دتلم لى املاتاد: ،د:ع ّ
اوتج به كح م هو ل ف ه: ،قلم له اي أمري امليم ني! ميلخل هذا الكتاب زنديق: ،قال مل صح هذن
األواديث؟ علم األواديث لى ما و يم ،لكن من أابح امل كر مل يبح املتا ،من أابح املتا مل
يبح الغ ا ،ما من امل إال له زل ،من مجع زلح الالما مث أتذ ِبا ذهب دي ه :مر املاتاد
:ورق ذلك الكتاب).266
أنه يتضم تعطيالل ق د االبتالل يف وضع الشريعة ,يقو اإلمام الشاليب رمحه هللا: -3
(املقصد الشر و من عع الشريا إتراج املكلخل ن دا و هلان ،و يكل بدا هلل اتتواواه ،كما
267
هل بد هلل اع راواه)
أنه يتضم سقاط التكليل مجلةل أبيكام الشريعة يف كل ما وقع فيه االختالف ,يقو اإلمام الشاليب: -4
وقد أور الشاليب مجلة م ا لاسد ا وتبة علل اسان اخلالف اللقهذ يجة للوخث فقا : -5
( مما يف ا با وتص املذاهب من املفاسد ،سل ما قد ذكرن يف اا وخل امل ل ؛ كاالن ملخ من
الدين برتك ا با الدلوح إت ا با ا ملف ،كاالستهان ابلدين إذ يصري ِبذا اال تباو سوااله ال ي ابل،
ن مذهب مالك ىف هذن األمصاو الل ؛ أل املذاهب ا او كرتك ما هل مالل إت ما لو
جمهلل ،كاخنرا عانل ال واس الشر و ،برتك االنابا إت أمر مار ف ،كإ:اائه إت القلل بتلفوق
ه خيرق إمجا هو ،دري ذلك من املفاسد ال يك ر ادادها).269 املذاهب لى
167
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
،ابلالو ال ِّابهلل ).270 (:و بغو أ يكل ا تقاد الل لب التضرمي ادل الكتاب ال
168
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بوا املزلق
ٍ
متماسكة مبناها علل مراعاة ا احل و رل ا لاسد ٍ
متكاملة ٍ
شرعية أن التسليم هلل ورسوله تفلٌ م بنية
كلية عليا ,فإنا كان فهم نث تفئذ يناق ا للة أو يستوتع ا لسدة أو يضا مقاصد واقيق مقاصد ٍ
الشريعة مل يك التسليم له منسجمال مع الشريعة بل مضا ال هلا ,فالتسليم للمقاصد والكليات أوىل م
مقدم علل ارخذ ببع
التسليم لللروع واجلفئيات ,بل اخلضوع لروح الشريعة ومقاصدها العليا يف الواقع ٌ
الن وص التل يلية ,فتلأل الكليات مرا ة مق و ة ,أما الشكليات التل يلية فمجر وسائل لتلقيق تلأل
الغاايت وا قاصد ,ويف تنظذات الطويف ا للية ,وتقريرات الشاليب ا قاصدية ما يعني علل اقيق هذف
ا سألة واإلابنة ع موقع النث اجلفئذ م خارلة الكليات.
امل اعش
وللجواب علل هذف اإلشكالية ينبغذ مراعاة ا سائل التالية:
وال بد م التنبه ىل اللر اهلائل بني م يتكلم يف مال هذف ا س ة ة ة ة ة ةةائل ولو قُ ىلِدر خط ف منطلقال م تعظيم
الشةرع واسةتمسةاكال أبصةوله ,وبني م وتد يف (نظرية ا قاصةد) وسةيلة ىل تعطيل الشةريعة ابسةم الشةريعة,
فالتداو العلماين/احلداثذ ال هذف النظرية منا يرا منه ظهار اخلطاب العلماين يف صة ة ة ةةورة ا هتم بشة ة ة ةةأن
169
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الش ة ة ة ةريعة ا خذ هبا بد خروته بواتهات متال يالة قطيعة اتمة مع أيكام الش ة ة ة ةريعة ,وهو ما يظهر يف
اخلطاابت العلمانية يف توظيل الشةريعة لضةةرب ليات العلمانية ال ةةلبة .والسةةبع يف يرص بع بع
الش ة ة ة ةريعة لبيعة اللضة ة ة ةةال الذ تعمل فيه هذف اخلطاابت العلمانية ,فإن اخلطاابت العلمانية ال ة ة ة ةةلبة اليت
تنابذ الش ة ة ة ة ةريعة رأس ة ة ة ة ةال ل اظل أب ىن رتات القبو يف الواقع اإلس ة ة ة ة ةةالمذ العام ,بل علل العكت هذ
تس ة ة ةةاهم يف اس ة ة ةةتلفام ارمة وتكايل يالة ا مانعة م تقبل اللكرة العلمانية ,فال يس ة ة ةةتغرب بعد نلأل أن
اخلطاابت العلمانية الناعمة مركع الشة ة ة ة ةريعة يف التس ة ة ة ةةويق لللكرة العلمانية ,ابس ة ة ة ةةتمعا لغة تركع بع
أ وا ا اللقهية/ارص ةةولية ,وهو ما يلس ةةر يالة االيتلال الشة ةريعة واالتكال علل ن ةةوص ةةها والتعلق ببع
الكبذة الذ تبديه هذف اخلطاابت بنظرية ا قاصد وا للة ,وكارة استجالهبا يف جما التأليل واإلعالم.
أ وات الشةريعة ويىت تسةةتيق بعدم موضةةوعية البواعث اليت محلت هذف اخلطاابت العلمانية للتعلق ببع
يف الوويج للكرها أنأل د أن رتة التعلق ابخلطاب الش ة ة ة ة ة ةرعذ يتغذ ذجر تغذ بيئة اخلطاب العلماين,
فتغذ اجلمهور أو مس ة ةةتول ا مانعة أو ذ نلأل ي ثر مباش ة ةةرة يف رتة االس ة ةةتمس ة ةةا ابر اة الش ة ةةرعية يف
ةتول عاليال م
معركة اإلس ة ة ة ة ة ةةالم والعلمانية ,فإنا كان اخلطاب العلماين متقدمال يف بيئة ما فس ة ة ة ة ة ةةول مس ة ة ة ة ة ة ل
التخلل م احلمولة الش ة ةةرعية رالف اجملتمعات اليت لحس ة ةةالم الغلبة فيها ,وممل يف هاتني اللقطتني م
ا شهد العلماين العام:
اللق األ ت :لقطة ا س ة ة ةةائل اليت يش ة ة ةةتغل هبا اخلطاب العلماين وتلاو ا بتلاوت اللض ة ة ةةالات اليت يعمل
فيها فلذ يا هيمنة اخلطاب الش ة ةةرعذ يف بيئة ما يكون البلث يف مش ة ةةروعية االختالط ماالل بضة ة ةوابطه
الشرعية لبعال بينما يكون يف بيئة أخرل ر ال رصل ياكمية الشريعة يف ش ون احلياة.
اللق ال انو :يالة االص ة ة ة ةةطلاف اليت لارس ة ة ة ةةها علمانيو الداخل مع علمانيذ اخلار يف مس ة ة ة ةةائل يظهر
اخلطاابت اإلسالمية الناعمة للقارئ السطلذ أن اختيارات اخلطاب العلماين الداخلذ يتماهل مع بع
يف اخلار ,لك سة ة ة ة ة ة ةةرعان ما تتبد هذف التقالعات وتفو يف الللظة اليت يقع فيها اخلالف بني اخلف
العلماين اخلارتذ ونلأل اخلف اإلسة ة ة ة ة ة ةةالمذ الناعم مع أن لبيعة اخلطاب ا عل لذلأل اخلطاب الداخلذ
كان يستوتع أن تكون يالة االصطلاف علل حنو رخر.
نا مملت يف هاتني اللقطتني عرفت صد هذف ا اليظة ,وأن التعلق أب وات الشريعة يف الوويج لللكرة
العلمانية ال يعل ع موقل موض ة ة ة ةةوعذ نفيه م اخلطاب الش ة ة ة ةةرعذ بقدر ما هذ ممارس ة ة ة ةةة بر ماتية نلعية
170
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
تكون فيها الغاايت ملرالكافيال السان كافة الوس ة ة ة ةةائل لتلقيقها ,وص ة ة ة ةةد م قا ملمال هذف اإلش ة ة ة ةةكالية
ارخالقية ا نهجية يف كاذ م اخلطاابت العلمانية العربية:
با ة الشوخ حممد الغزايل - ( ةل الت اعض امل هةو ال قخل د هذا احلد بح تةا زن إت لب
ومحه هللا -يف الرايض باواه ،استبداهلا ببذل :رج :لدة يف القاهرة م ا ه ،ال ف ري م قو هلذا
الت اعض سل أ لامح اجلغرا:وا التاويخ هو اليت شكح حمددات ا اب املالن للتواو اللو ايل،
ال احن للتلظوخل الت بوق).271 أ الك ري من األ دة الغائب تظر الفر
را أيكام التشريعات التل يلية. األ ت :أن معرفة ا قاصد عملية منلكة ع
ال انو :أن التشريعات التل يلية جمر وسائل لغاايت متالها مقاصد الشريعة.
ونتيجةل للخلل الواقع يف كلتا ا قدمتني فسيوتع خلل وال بد يف النتائج والتطبيقات ,وهو ما لاله التلعيل
العلماين لنظرية ا قاصد يف هدر الن وص التل يلية واليت ال تتوافق مع ا فا العلماين.
م الواضح متامال أن رة قدرال ال أبر به م اخللل يف اديد منهجية التعرف علل ا قاصد ,فاخلطاب
العلماين ال يقدم لنا ملهومال منضبطال للم للة اليت تعار هبا الن وص ,وال منهجية منضبطة عرفة تلأل
ٍ
ياكمة علل كلية ٍ
منظومات ٍ ا احل ,بل ق ارل ما يقدمه يالةٌ م التغج أبغية النظرية ,وأهنا متال
التشريعات اجلفئية ,ون أن يكلل نلسه بضبف ملهوم ا قاصد واديد معا ها بدقه وبيان لرائق معرفتها
وتقدمي اإلتاابت علل اعواضات اخل وم يياهلا و ذ نلأل م واتبات البلث يف مسيت النظرايت.
م مقا لل ديق الشيخ وليد اهلويريج يلظه هللا بعنوان (عندما يغدو"القمع"...مطلبال تنويرايل !) وا نشور ذوقع رؤل فكرية. 271
171
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وكأن استبقال هالمية ملهوم (ا للة) و(ا قاصد) مق وٌ تسهيالل الستعماله كأ اة در رتله اريكام
ذ أن تكون مقاصد الشريعة يقيق لة مق و ةل ومطلوبة التلعيل. التل يلية م
ا كالة اليت يشل هبا يس ينلذ م طلح ا للة عندف ذا ي كد يجم ممل ماالل يف ترعة الغمو
ا شكلة يف اقيق هذا ا طلح وارير ملهومه ييث يقو فيها:
(أملو إعا:و ختتلخل ابتتملف األ:راد األولال الظر ف ،و ا الاصلو األزما ).272
فهل يتاللم مال هذا التعريل مع يالة االيتلال اليت أبداها يس ينلذ نلسه ذلهوم ا للة يىت قا :
لى مصدو اود هل املصلض اب تباوها املصدو األ ل للتشريع؛ ( قل مصادو التشريع كلها
273
أيااه قل لى املصلض ) :الكتاب يقل لى املصلض ،ال
وقا أيضال:
(كما ييَّ ل ال قح لصاحل الاقح يف وال التااوض ،كذلك يي ل ال قح لصاحل املصلض يف وال
274
التااوض)
(ولو قمنا بعقد مقارنة بني تعامل اللقهال وارصوليني وبني احلداثيني مع نظرية ا قاصد ,لوتدان أن اللقهال
استوعبوا كل ما تتطلبه ا للة م مهام؛ فقد اتتهدوا يف بيان ماهيتها وملهومها ,و رسوا اترخيها
ومرايلها ,وحباوا يف أقسامها وأصنافها ,وابلغوا يف ترتيبها وت نيلها ,وبيان يدو ها وخ ائ ها ,وأوضلوا
أغيتها وأقاموا ار لة الشرعية والعقلية والتارخيية علل نلأل ,وكشلوا ع فوائدها ور رها ,واستغر نلأل
منهم مئات ال للات.
و د يف ا قابل اخلطاب احلداثذ مل يلعل شيئال م نلأل ,مع أن منفلة ا للة لديه أكل وأعلل م منفلتها
لدل اللقهال).275
172
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ومما ي كد شكالية ملهوم (ا قاصدية) يف اخلطاابت العلمانية/احلداثية ,ومشكالت منهجية استخرا هذف
التطبيقات اليت لارسها ه الل يف تلعيل (نظرية ا قاصد) يف الواقع ,فم له الالع ا لاهيم النظر يف بع
علل كتااب م يف هذا الباب يلمت يالة م االختفا الشديد لهوم (ا ق د الشرعذ) والتضييق م
الالته حبيث ال يشمل يف هناية ا طاف ال قائمة ق ذة م (ا تطلبات ا ا ية الدنيوية) اليت هلا انعكاسها
أو ذيع ارخال االتتماعية ,أما علل احلالة الدنيوية كسياسة ا احل العامة أو اقيق الرفاف ا ا
ايتياتات الروح ووظائل التعبد ومتطلبات ا خرة فليت هلا يضور يف مشهد ا قاصد مع أهنا صميمية
أصلية يف هذا الباب ,يقو اإلمام اب القيم ماالل م كدال علل مراعاة الشريعة للبعد الدنيو وارخرو :
(:إ الشريا مب اها أساسها لى احلكو مصاحل الاباد يف املااش املااد ،هو دل كلها ،ومح
كلها ،مصاحل كلها ،وكم كلها: ،كح م ل تر م ن الادل إت اجللو ،ن الرمح إت عدها،
ن املصلض إت املف دة ،ن احلكم إت الابث :لو م من الشريا إ أدتلم :وها ابلت يح،
:الشريا دل هللا بني بادن ،ومحته بني تلقه ،ظله يف أوعه ،وكمته الدال لوه ،لى دق
وسلله لى هللا لوه سلو ،أمت دالل أ دعها ،هو نلون الذإ به أبصر املبصر ،هدان الذإ به
اهتد املهتد ،نفاؤن التا الذإ به د ا كح لوح ،طريقه امل تقوو الذإ من استقا لوه :قد
استقا لى سلا ال بوح: ،هو عرة الاول ،وواة القللب ،لذة األو اح: ،هو ِبا احلواة الغذا
الد ا ال لو الشفا الاصم ،كح تري يف الل لد :إمنا هل م تفاد م ها ،وا ح ِبا ،كح نقص
يف الل لد :ببه من إعا تها ،للال وسل عد بقوم ربم الدنوا طلإ الاامل ،هو الاصم لل ار
علا الاامل ِبا و ك هللا ال ما ات األوض أ ز ال: ،إذا أواد هللا سبضانه اات تراب الدنوا
طو الاامل و:ع إلوه ما بقى من وسلمها: ،الشريا اليت باث هللا ِبا وسلله هو ملد الاامل ع ب
الفملح ال اادة يف الدنوا اآلترة).276
بل شأن (ا احل ارخروية) يف النظر الشرعذ أعمق وأكل م مطلق الق دية ,ن كل عارف بتناو
اخلطاب الشرعذ (لنظرية ا قاصد) يعلم أن (الدي ) يقل علل رأر قائمة الضرورات اخلمت ,ولذا كان
ما يتعلق اب خرة م ا احل وا لاسد مقدمال يف االعتبار علل ا احل وا لاسد الدنيوية ,يقو اإلمام
الشاليب ياكيال االتلا علل هذف ا سألة:
173
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
( املصاحل املفاسد األتر ي مقدم يف اال تباو لى املصاحل املفاسد الدنولي اب فاق ،إذ ال يصح
ا تباو مصلض دنولي ختح صاحل اآلترة: ،مالل أ ما خيح صاحل اآلترة دري ملا:ق ملقصلد
ابطمل ،من ه ا ا يف ذ ال فاق أهله ما ا ،هكذا سائر ما جيرإ جمران).277
ه الشاو ؛ :كا
وم له ام يسذ ابلن وص الشرعية فل يعجف ع االلالع علل يجم يضور القضية ارخروية يف
اخلطاب الشرعذ وأثر هذا احلضور علل ملهوم (ا للة) و(ا قاصد) ذا يوسع اللتها لتسوعع ا احل
العائدة ىل الشأن ارخرو والتعبد والديج ,ممل قو الشاليب ماالل وهو يستجلع ملهوم ا قاصد يف
يدياه ع ال الة وما نكرف م وتوف ا احل فيها ,يقو رمحه هللا:
(الصملة م مله أ ح مشر وتها ا ال هلل سبضانه إبتملص التل ه إلوه ،االنتصاب لى عد الذل
الصمل َة لِّ ِّذ ْك ِّرإ) ،عال (إ َّ َّ
الصمل َة الصغاو بني يديه ،ذكري ال ف ابلذكر له عال اات ( َ أَعِّ ِّو َّ
شا ِّ الْدم َك ِّر لَ ِّذ ْكر َِّّ
صَداُل َ ) ،يف احلديث (إ املصلو اّلل أَ ْك َُ َ َّ
اّللُ يَد ْالَ ُو َما َ ْ َد ْد َهى َ ِّن الْ َف ْض َ َ ُ َ ُ
ي ا و وبه) مث إ هلا مقا د اتبا كال هو ن الفضشا امل كر ،االسرتاو إلوها من أنكاد الدنوا
(أوو ا ِبا اي بملل) ،يف الصضوح ( ُ الَم عرة وين يف الصملة) ،طلب الرزق ِبا عال يف ا
ك) ،يف احلديث ف ري هذا لصملةِّ َ ا ْ َِّ ْ َلَْود َها ال نَ ْ َلُ َ
ك ِّوْزعها َّْحن ُن نَد ْرُزعُ َ ك ِّاب َّ
هللا اات ( َ أْ ُم ْر أ َْهلَ َ
املات ،إجناح احلا ات كصملة االستخاوة ملة احلا ،طلب الفلز ابجل ال ةاة من ال او،
هو الفائدة الاام ا الص ،كل املصلو يف تفاوة هللا ،يف احلديث (من لى الصبح مل يزل يف
كك َوبُّ َ ذم هللا) ،نوح أنرف امل ازل عال اات ( َ ِّم َن اللَّْو ِّح َ:دتَد َه َّة ْد بِّ ِّه َان ِّ:لَ ه لَّ َ
ك َ َ ى أَ يَد ْبد َا َ َ
لدا) : ،ى بقوا اللوح املقا ا ملد).279 َم َق هاما ْحم ُم ه
فتأمل كيل تعل ا قاصد هنا مقاصد أصلية وتبعية وبني لبيعة ما يندر يف كل نوع.
174
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
احلفم الداللية الدالة علل تقدم (ا احل ارخروية) علل (ا احل الدنيوية) يف بع وال أبر م استعرا
لالع الكتاب والسنة ,فقد تال الويذ خطاب الويذ ,وهذ مسألة أيسع أهنا شديدة الوضوح تدال
بة:
-بيان احلكمة ارسار م خلق اإلنسان ,وهذ عبا ة هللا تعاىل ويدف ,وهذ مسألةٌ عائدةٌ أصال لة ىل
(وَما أ ُِم ُروا ِالَّ ا احل ارخروية فقا تعاىل( :وما خلَقت اجلِ َّ وا ِإلن ِ ِ ِ
ت ال ليَةعبُ ُدون) ,وقا سبلانهَ : َ َ ََ َ ُ
أل ِي ُ ال َقيِىل َم ِة). ِ يموا ال َّال َة َويةُ تُوا َّ ِ لِيةعبدوا ا َّّلل ُيخلِ ِ ني لَه ىلِ
الفَكا َة َو َنل َ الدي َ ُينَة َلالَ َويُق ُ َ ُ َ ُُ َ
-كما تال ببيان احملور ارسار لدعوة ارنبيال ,ويكمة هللا تعاىل م بعاة الرسل ,وهذ رشا اخللق ىل
ِ (ولََقد بةَ َعاةنَا ِيف ُك ِىلل أ َُّم ٍة َر ُسوالل أَن اُعبُ ُدوا َّ
اّللَ َواتتَنبُوا الطَّا ُ َ
وت), يكمة الرب م خلقهم ,فقا تعاىلَ :
نذ ُرونَ ُكم لَِقالَ يةَوِم ُكم).
نت أََمل أيتِ ُكم رسل ِمن ُكم ية ُق ُّو َن علَي ُكم رايِيت وي ِ
َ َُ َ َ ِ ِ
(اي َمع َشَر اجل ىلِ َواإل ِ َ ُ ُ ٌ وقا سبلانهَ :
-وكذلأل تال ما ي ك د علل أن هذف الدنيا منا هذ موضوعة رتل االبتالل وا خرة هذ ار اجلفال ,ذا
ي كد علل تقدم (ا احل ارخروية) علل (ا احل الدنيوية) يف سلم ارولوايت ,يقو هللا تعاىلَّ ِ( :ان َت َعلنَا
ت َواحلَيَاةَ لِيَةبةلَُوُكم ِ ِ
َما َعلَل ارَر ِ ِمينَةل َهلَا لنَةبةلَُوُهم أَيةُّ ُهم أَي َس ُ َع َمالل) ,ويقو سبلانه( :الَّذ َخلَ َق ال َمو َ
احل ِ ِ ِ ِ أَيُّ ُكم أَيس عمالل) ,ويقو عف ويلِ( :نَّه يةبدأُ اخللق َُّ يعِ ِ
ات يدفُ ليَج ِف َ الَّذي َ َرمنُوا َو َعملُوا ال َّ َََ ُ ُ َُ َ ُ ََ
ِابل ِقس ِف).
-بل تال ما ي كد علل أن التمكني يف الشأن الدنيو جيع أن يتخذ وسيلةل للتمكني ريكام الشريعة
ِ
م السراين يف الواقع ,قا هللا تعاىل( :الَّذي َ ِن َّم َّكن ُ
َّاهم ِيف ارَر ِ أَقَ ُاموا ال َّال َة َورتَة ُوا َّ
الفَكا َة َوأََم ُروا
ِابلمعر ِ
وف َوَهنَوا َع ِ ال ُمن َك ِر).َُ
-وتال يف الويذ أيضال ما يد علل االيتلال اب نجفات ارخروية يف مقابل اب نجفات الدنيوية ,فقا
الدنةيَا نُ تِِه ِمنة َها) ,وقا تعاىل: رت ُّ يد َير َ رت ا ِخَرِة نَِف لَهُ ِيف َيرثِِه َوَم َكا َن يُِر ُ (م َكا َن يُِر ُ
يد َير َ سبلانهَ :
ورا).أل َكا َن َسعيُة ُهم َمش ُك ل (وَم أ ََرا َ ا ِخَرَة َو َس َعل َهلَا َسعيَة َها َوُه َو ُم ِم ٌ فَأُولَئِ َ
َ
-وتال نم م قلع ا عا لة فقدم العاتلة علل ا خرة ,فقا تعاىلَ ( :كال بل ُِابُّو َن الع ِ
اتلَةَ * َوتَ َذ ُرو َن َ َ
ِ ِ ِ ِ
الها يد ال َعاتلَ َة َع َّجلنَا لَهُ في َها َما نَ َشالُ ل َم نُِر ُ
يد َُّ َت َعلنَا لَهُ َت َهن ََّم يَ َ (م َكا َن يُِر ُ ا خَرَة) ,وقا سبلانهَ :
أل َكا َن َسعيُة ُهم َمش ُكورال) ,وقا عف َمذ ُمومال َمد ُيورال * َوَم أ ََرا َ ا ِخَرَة َو َس َعل َهلَا َسعيَة َها َوُه َو ُم ِم ٌ فَأُولَئِ َ
175
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ف ِلَي ِهم أَعما َهلم فِيها وهم فِيها ال يةبخسو َن * أُولَئِ َّ ِ الدنةيَا َوِمينَةتَة َها نةُ َو ِىل
أل الذي َ َ َ ُ َ َُ َ ُ َ ُ يد احلَيَا َة ُّ(م َكا َن يُِر ُ
وتلَ :
صنَةعُوا فِ َيها َوَاب ِل ٌل َما َكانُوا يةَع َملُو َن ) ,وقا تعاىل( :فَ ِم الن ِ
َّار َم ف َما َ َّار َو َيبِ َ ِ ِ ِِ
ت َهلُم يف ا خَرة الَّ الن ُ لَي َ
الدنةيَا َوَما لَهُ ِيف ا ِخَرةِ ِم َخال ٍ * َوِمنة ُهم َم يةَ ُقو ُ َربةَّنَا رتِنَا ِيف ُّ
الدنةيَا َي َسنَ لة َوِيف يةَ ُقو ُ َربةَّنَا رتِنَا ِيف ُّ
ب) وممل كيل تعل اّلل س ِريع احلِسا ِ ا ِخرِة يسنة وقِنا ع َذاب النَّا ِر * أُولَئِأل َهلم ن ِ ِ
يع ممَّا َك َسبُوا َو َُّ َ ُ َ َ ُ َ ٌ َ َ ََل َ َ َ َ
لآلخرة عوتني يف مقابل عوة وايدة للدنيا.
-وبشكل عام فقد ور يف الويذ ما ي كد علل تقدم رتبة (ا خرة) علل (الدنيا) ونلأل يف مجلة م
اّلل َخ ٌذ َوأَبة َقل) ,وقا سبلانه: ند َِّالدنةيَا َوَما ِع َ ا ايت ,فقا تعاىل( :فَ َما أُوتِيتُم ِىلم َشذ ٍل فَ َمتَاعُ احلَيَ ِاة ُّ
اّللِ َخذٌ َوأَبة َقل أَفَال تَةع ِقلُو َن) ,بل تال ما يكشل (وَما أُوتِيتُم ِىلم َشذ ٍل فَ َمتَاعُ احلَيَاةِ ُّ
الدنةيَا َوِمينَةتُة َها َوَما ِع َ
ند َّ َ
الدنةيَا ِيف ا ِخَرةِ ِالَّ َمتَاعٌ)
الدنةيَا َوَما احلَيَاةُ ُّ (وفَ ِر ُيوا ِابحلَيَاةِ ُّ
ع يجم اللر اهلائل بني الداري فقا تعاىلَ :
َّار ا ِخَرةَ َهلِ َذ احلَيَة َوا ُن لَو َكانُوا يةَعلَ ُمو َن) ,وم الدنةيا ِالَّ َهلو ولَعِ ِ
ع َو َّن الد َ ٌَ ٌ
ِِ
(وَما َهذف احلَيَاةُ ُّ َ وقا سبلانهَ :
ألطل اإلشارات القررنية يف بيان يقيقة احلياة ارخروية اب قارنة ابحلياة الدنيوية ,قو هللا تعاىلِ :
(وتذلَ َ
ت ِحلَيَ ِايت) فتأمل كيل عد احلياة الذكَرل * يةَ ُقو ُ َاي لَيةتَِج قَدَّم ُ
َىن لَه ىلِ ٍِ ٍِ ِ
يةَوَمئذ اَ َهن ََّم يةَوَمئذ يةَتَ َذ َّك ُر ا ِإلن َسا ُن َوأ َّ ُ
ارخروية هذ ا ستلقة هلذا الوصل واإلضافة وكأن يياته الدنيوية مل تك ييا لة أصالل.
-وم لطائل اإلشارات الدالة علل تقدم ا ق د ارخرو يف النظر الشرعذ ,استعارة اللسان االقت ا
يف التعبذ ع ش ون ا خرة ,مع أصالة يضور هذف اللسان يف الشأن الدنيو ذا يويذ بوسيلية الدنيا
ابلنسبة لآلخرة ,وتقدم الشأن ارخرو علل الدنيو ,وكأن يق هذف ا لر ات أن تستعمل أصالة يف
التعبذ ع ا عامالت اإلنسانية الكلل ,تعامالت العبد مع ربه ,ممل يف هذف ا ايت الكرلات ولبيعة
أل الَّ ِذي َ اش ََووا الضَّاللَ َة ِابهلَُدل فَ َما َرِحبَت ِ َ َارُُم َوَما َكانُوا ُمهتَ ِدي َ ), ا لر ات ا ستعملة فيها( ,أُولَئِ َ
اب َوال ُهم يُن َ ُرو َن)َّ ِ( ,ن الَّ ِذي َ اش ََووا َّل َعنة ُهم ال َع َذ ُ
ِ
الدنةيَا ِاب خَرِة فَال ُخيَل ُ أل الَّ ِذي َ اش ََووا احلَيَا َة ُّ(أُولَئِ َ
اّلل قَةرضال يسنال فَةي ِ َّ ِ اّلل شيئال وَهلم ع َذ ِ ال ُكلر ِاب ِإللَ ِ
ضاع َلهُ لَهُ ََ َُ (م َنا الذ يةُق ِر ُ ََّ يم)َ , اب أَل ٌضُّروا ََّ َ َ ُ َ ٌ ان لَ يَ ُ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ اّلل يةقبِ ُ ويةبس ُ ِ ِ
اّلل َوأَقَ ُاموا ال َّالةَ َوأَنة َل ُقوا ممَّا ف َو لَيه تةُر َتعُو َن)َّ ( ,ن الَّذي َ يةَتةلُو َن كتَ َ
اب َّ ََ ُ أَض َعافال َكا َذةل َو َُّ َ
ِ ِ ِ
يم), أل ُه َو ال َلوُم ال َعظ ُ ور)( ,فَاستَةب ِش ُروا بِبَةيعِ ُكم الَّذ َابيَةعتُم بِِه َو َنل َ ِ ِ رمقةنَ ِ
اهم س ىلرال َو َعالنيَةل يةَر ُتو َن َ َارلة لَ تَةبُ َ
ََ ُ
وبطبيعة احلا فاالستعما القررين للمنطق االقت ا ياضر يف مجلة عريضة م رايته ,والق د
التنبيه علل وايد م شاراته يف تقدم رتبة الشأن ارخرو يف اخلطاب الشرعذ.
176
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وال يلهم مما سبق احلف ا طلق م ا احل الدنيوية و منا التأكيد علل وتو ملهوم (ا احل ارخروية)
أوالل ,والتأكيد علل تقدمها يف الرتبة وا نفلة نيال ,و ال فقد تال يف الويذ ما يد صرايةل علل مراعاة
ا احل الدنيوية ذا ال خيل اب للة ارخروية ونلأل يف مجلة عريضة م ا ايت القررنية ,بعضها ا ٌ علل
مراعاة ا احل الدنيوية مجاالل وبعضها تبني هذف ا راعاة علل تهة التل يل ببيان مجلة واسعة م التشريعات
واليت اقق للمكللني م احلهم الدنيوية ضاف لة علل م احلهم ارخروية ,ولست ب د استقرال هذف
الدالئل الشريعة وال يرا ها هنا ومظاهنا معلومة مدركة ,ولك ال أخلذ ا قام م نكر رية قررنية وايدة
تد علل هذف ا عاىن الشتماهلا علل مراعاة م احل الداري مع اإلشارة ىل الطبيعة اهلرمية هلذف ا احل,
الدنةيَا َوأَي ِس َك َما أَي َس َ َّ
أل ِم ُّ ِ ِ
اّللُ ِلَي َ
أل نت نَ ِ يبَ َ
َّار ا خَرةَ َوال تَ َ اّللُ الد َ
رات َ َّ
يما َ
(وابةتَ ِغ ف َ
قا تعاىلَ :
ع ال ُمل ِس ِدي َ ).
اّللَ ال ُِ ُّ
َوال تَةب ِغ ال َل َسا َ ِيف ارَر ِ ِ َّن َّ
و نا مملت يف لبيعة التعالذ العلماين مع ملهوم ا قاصد الشرعية فستجد أن رة ثغرلة منهجيةل هائلةل
أفضت ىل يالة م التق ذ الشديد يف اديد هذف ا قاصد ,هذف الاغرة تتمال يف يالة اللقر الشديد يف
عملية االستقرال للن وص الشرعية ,والتوقل عند تن ي ا ا للتعرف علل لبيعة ا قاصد اليت تالت
الشريعة لتلقيقها ,فاحلديث ع مقاصد الشريعة جيع أن يكون منطلقال م الشريعة نا ا أصوالل وفروعال
كليات وتف ٍ
ئيات ,ال أن يت ور ا رل م عندايته مقاصد ينسبها للشريعة جيعل مقاصدف هذف ياكم لة ٍ
علل فروع الشريعة ,بل علم (مقاصد الشريعة) علم كاشل ع مقاصد الشريعة ابلنظر ىل الشريعة نا ا
وما يد ته م ا قاصد ن ال ,أو ما لك ا يله منها ع لريق النظر واالستقرال جلفئيا ا ,وهو مقام
علمذ رفيع جيع أن يتللل صايبه ابلعلم الوافر ,واالستقرال التام ,والورع الشديد خوفال أن يقو العبد
علل هللا وشريعته بال علم .وهلل ر اإلمام الشاليب والذ أكد علل أغية التللذ هبذف اخل ائث وا هالت
أرا مطالعة كتابه يف ا قاصد (ا وافقات) ونلأل يف أوائل الكتاب ,يقو رمحه هللا:
( من ه ا ال ي مح لل اظر يف هذا الكتاب أ ي ظر :وه نظر مفود أ م تفود؛ و يكل واي من
لو الشريا ،أ لهلا :ر ها ،م قلهلا ماقلهلا ،دري لد إت التقلود التاصب للمذهب: ،إنه إ
كا هكذا؛ توخل لوه أ ي قلب لوه ما أ د :وه :ت ابلارض ،إ كا وكم ابلذات ،هللا
280
املل:ق للصلاب)
177
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
(ومرة أخرل ,فإان لو قمنا اب قارنة بني تهو اللقهال وارصوليني وبني تهو ا شروع احلداثذ يف بيان
مقاصد الشريعة العامة واخلاصة وا ا ية وا عنوية منها ,فإان د أن اللقهال بذلوا تهو ال كبذة ,وقطعوا
مسافات شاسعة يف البلث والتنقيع ع مقاصد الشرع ,واستطاعوا م خالهلا أن يتوصلوا ىل أنواع م
ا قاصد اليت تالت الشريعة بتلقيقها وحن ال ننكر أن مشروعهم نلأل قد وقعت فيه أخطال ومبالغات,
ولك القارئ يستطيع أن خير م مجلة ما قدموا ب ورة انضجة يتبني هبا أيقية الشريعة ووتاهتها ولفوم
تطبيق ما تالت به م أيكام ويدو ,وأهنا تالت علل أكمل وته وأن ع صورة وأبني يالة ,وجيد يف
ا قابل ق ورال ظاهرال يف اخلطاب احلداثذ يف هذف القضية ,وهو ما أوقع حبوثهم يف أخطال كبذة يخاللة
للتاريخ فضالل ع يخاللتها للنث الشرعذ نلسه).281
وهذ كون التشة ة ةريعات اجلفئية جمر وس ة ةةائل قاص ة ةةد لك اس ة ةةتبداهلا بغذها م الوس ة ةةائل مىت ما
يققت تلأل ا قاصة ةةد ,فموقع اإلشة ةةكالية هنا هو يف احلقيقة فرع ع مشة ةةكلة منهج اسة ةةتخرا ا قاص ة ةةد
الش ة ة ة ة ةةرعية عند ه الل وكيلية االلالع عليها ومعرفتها ,وم الطبيعذ أن تواتع قيمة ا أمورات الش ة ة ة ة ةةرعية
وا نهيات يف ظل اختفا لبيعة ا قاص ةةد و رتاعها ىل قيم ما ية نيوية ,فلني يدعذ بعضة ةهم أن تشة ةريع
ال ةةيام هو لتلقيق (احلمية ال ةةلية) فم الطبيعذ أن تواتع القيمة اللعلية هلذف العبا ة يف نلسةةه ,وم
الطبيعذ أيضة ة ة ة ةال أن يش ة ة ة ةةكل هذا ياتفال ع را الطبيعة اللعلية قاص ة ة ة ةةد هذف العبا ة واليت تال النث
ع َعلَل الَّ ِذي َ ِم قَةبلِ ُكم لَ َعلَّ ُكم تَةتَّة ُقو َن) وهذا ِ ِ ِ َّ ِ
(اي أَيةُّ َها ا لذي َ َرمنُوا ُك ت َ
ع َعلَي ُك ُم ال ىل ة ة ة ة ة ة ةَي ُام َك َما ُك ت َ عليها َ
ي كد الطبيعة ا ف وتة للخلل الداخل علل ه الل يف ت ةةور (مقاص ةةد الشة ةريعة) م تهة ,وما أفض ةةل ليه
م االستهانة بقيمة (اريكام الشرعية التل يلية) م تهة أخرل.
ن عول مكانية استبدا أيكام الشريعة التل يلية أبيكام أخر اقق عني مقاصدها يتضم
ترعةل عاليةل م (الغرور ا عريف) اب عال معرفة تلاصةيل ا ق ةد الشةرعذ لتلأل اريكام ويدو ها ا عال
281مقا (التداو احلداثذ لنظرية ا قاصد ..راسة نقدية) للشيخ سلطان العمذ منشور ذجلة البيان ,ومتوافر علل شبكة اإلنونت ,وهذ
مقالة مهمة انتلعت منها كاذال ,وهذ علل تفئني ارو منهما قد نشر وا خر مل ينشر يىت ساعة كتابة هذف السطور .هنا نشرت بعد
نلأل حبمد هللا فلتنظر يف جملة البيان (.)295
178
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أن رة وس ةةائل أخر اقق عني ا ق ةةد الذ تطلبته الش ة ةريعة بتلأل التش ة ةريعات ,وأن هذف الوس ةةائل لك
االسةةتغنال هبا ع الوسةةائل اليت قرر ا الش ةريعة .و نا تدبرت يف أيوا النار فسةةتجد أهنم يتلاوتون تلاواتل
عظيمال يف راكهم ووعيهم ونكائهم فاإليالة عليهم وعلل عقوهلم مع تلاو ا يالة علل مظنة اختالف.
ومما ي كد يالة (الغرور ا عريف) عند أولئأل يف ا عال مكانية جيا بدائل للوسة ةةائل الشة ةةرعية قو بعضة ةةهم
إبلغال لفوم العبا ات الكلل يف اإلسةالم -م صةالة وصةيام ومكاة ويج -فضةالل عما وهنا ,ونلأل حبجة
أن الشة ةريعة منا تالت أبيكامها ةةللة تناس ةةع نلأل الع ةةر ,فإنا اققت مقاص ةةدها يف ترقية الروح
وتفكية النلت والس ة ةةلو أبش ة ةةكا أخرل فلس ة ةةنا ملفمني بتلاص ة ةةيلها التشة ة ةريعية الش ة ةةكلية ,وكأنه قا ر علل
اإليالة (أبش ةةكا أخرل) اقق نات مق ةةو الش ةةارع م تش ةريع ال ةةالة والفكاة وال ةةيام واحلج ,وهذف
عول ضة ة ةةخمة تتضة ة ةةم القو علل هللا تعاىل بغذ علم ,فإنه مهما اشة ة ةةتغل العبد ذعرفة أوته احلكمة يف
مال هذف اجلوانع التعبدية فسةةيظل مجهورها ائبال عنه ,ولئ أ ر العبد شةةيئال م يكمة الشةريعة يف مال
هذف التعبدات علل وته اإلمجا فسيظل تاهالل وال بد ِحبكمها التل يلية ,فأ سبيل ىل معرفة احلكمة
م تعل الظهر أربعال وا غرب ثال ل واللجر اثنتني و ا كانت أن ة ةةبة الفكاة ابلقدر الذ ُش ة ة ةرع و ا كان
الطواف ابلبيت سبعال والسعذ كذلأل ورمذ اجلمار يف هذا ا كان ا خ وص وهبذا القدر م احل يات
وهكذا يف ش ة ةةأن س ة ةةائر العبا ات ,فكيل ي ة ةةح واحلالة هذف ا عال القدرة علل اإلتيان بش ة ةةكل أخر م
أشةةكا التعبد قق عني مق ةةو الشةةارع مع العجف ع معرفة تلاصةةيل مق ةةو الشةةارع فيما ش ةةرعه م
عبا ات.
وكذلأل فإن ا عال أن مال هذف التعبدات هذ جمر وس ة ةةائل لتلقيق ترقية الروح هذ عول ذ ص ة ةةليلة
فإن هذف التعبدات هذ يف نا ا مطلوبة مق ة ة ة ة ة ة ةةو ة لذا ا دبوبة هلل تبار وتعاىل فإن هللا ع م عبدف
اإلتيان هبا علل النلو الذ شةةرعه سةةبلانه وم نظر يف الالت الكتاب والسةةنة ا تكاثرة اسةةتبان له هذا
ارمر بشكل قالع.
ولئ كانت ش ة ةةكالية ه الل مع تشة ة ةريعات التعبد أكل وأعمق كون التعبدات مبنية يف ارص ة ةةل علل عدم
معقولية ا عىن علل تهة التل ةةيل ,فإن اإلشةةكالية سةةتظل قائمةل يىت يف أبواب ا عامالت فم التقريرات
العلمية النافعة اليت تعاجل هذف ا س ة ة ةةألة م تذورها ما نكرف اإلمام الش ة ة ةةاليب م أن (كل يكم ش ة ة ةةرعذ
ليت را ٍ ع يق هللا تعاىل ,وهو تهة التعبد ,فإن يق هللا علل العبا أن يعبدوف وال يشة ةةركوا به شة ةةيئا,
وعبةةا تةةه امتاةةا أوامرف واتتنةةاب نواهيةةه إبلال ,فةةإن تةةال مةةا ظةةاهرف أنةةه يق للعبةةد جمر ال فليت كةةذلةةأل
إبلال ,بل تال علل تغليع يق العبد يف اريكام الدنيوية .كما أن كل يكم شة ةةرعذ فليه يق للعبا
179
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ة ةةاحل العبا ,ولذلأل قا يف احلديث( :يق ما عاتالل و ما رتالل ,بنال علل أن الشة ة ةريعة منا وض ة ةةعت
العبا علل هللا نا عبدوف ومل يشركوا به شيئا أال يعذهبم) وعا م يف تلسذ يق هللا أنه ما فهم م الشرع
أنه ال خذة فيه للمكلل ,كان له معىن معقو أو ذ معقو ,ويق العبد ما كان راتعا ىل م ة ة ةةاحله يف
الدنيا ,فإن كان م ا ة ة ة ةةاحل ارخروية ,فهو م مجلة ما يطلق عليه أنه يق هلل ,ومعىن التعبد عندهم أنه
ما ال يعقل معناف علل اخل ةةوص ,وأصةةل العبا ات راتعة ىل يق هللا ,وأصةةل العا ات راتعة ىل يقو
العبا ).282
فهذا التقرير ي كد علل أن ما نُث عليه يف الش ة ة ة ة ة ةريعة م أيكام العا ايت مق ة ة ة ة ةةو وفيه معىن م معىن
التعبد فليست جمر وسائل لك االستعاضة عنها بغذها.
ومما لك أن يقا أيضة ةال أنه بتقدير أن التشة ةريعات التل ةةيلية يف هذف اربواب هذ جمر وس ةةائل
لغاايت فإننا تاممون أبن هذف الوس ةةائل ا ن ةةوص عليها دققة لغااي ا كون واض ةةعها أرا بوض ةةعها اقيق
تلأل الغاايت مع كما علمه سبلانه ويكمته ,ومسألة ا عال أنه ابإلمكان يدارت وسائل أخرل اقق
ذ ماي ة أو نقث عول اتا ىل اللهنة واإلثبات ,و نا مملت يف ممارسة ة ة ة ة ة ةةات عني تلأل الغاايت م
والنقد ه الل يف اسةةتلدارت الوسةةائل فسةةتلله أن ما اقويوف م الوسةةائل البديلة ال يسةةلم م االعوا
فلني يتلدرت أيدهم ماالل أبن قطع يد السةةار شةةعذة شةةرعت للرع ع السةةرقة فيمك أن تسةةتبد ذا
قق الرع كالس ة ة ةةج ,فهذا ا ال ال خيلو م خال عظيم يف معرفة تلاص ة ة ةةيل ما يتعلق ذق ة ة ةةد (الرع)
ويدو ف فليت ا ق ة ةةو هو اقيق مطلق الرع بل اقيقها ابلقدر الذ يتلقق م خال تش ة ةريع القطع
ذ ماي ة أو نق ان ,فالقتل قق الرع أيضال فهل يسوغ أن تستبد شريعة القطع به جملر اشواكهما م
يف مطلق الرع .وم تهة أخرل فامة مالبس ة ة ة ة ةةات تت ة ة ة ة ةةل ابلعقوبة الش ة ة ة ة ةةرعية (القطع) والعقوبة البديلة
ا قوية (الس ة ةةج ) جيفم الناظر فيها أن اس ة ةةتعما هاتني العقوبتني و ن تقالعا يف ش ة ةةذل م النتائج فامة
قدرال م االفوا يوتع القو أبن الوس ة ةةيلة اروىل ال توص ة ةةل لعني ما توص ة ةةل ليه النتيجة الاانية .فمجر
ىل الفتر م السرقة ذا ال ققه اإلعالن ع عقوبة السج , اإلعالن ع قرار عقوبة القطع ماالل ي
لتكاليل احلراسة والطعام والدوال الذ تستلفمها عقوبة السج ,والسج قد يشكل ويف القطع سلي
180
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
راكه م اللوار ا وضةةوعية بني دضةةنال لبث ثقافة اإلترام واللسةةا بني ا سةةاتني ,و ذ نلأل مما لك
ما يوتع علل قرار يد القطع و قرار عقوبة السج عاجلة مشكلة السرقة.
ن كةةان الكةةل يوص ة ة ة ة ة ة ةةل ىل نتيجةةة وايةةدة يقيقةةة والغر اقيق تلةةأل النتيجةةة ا عل عنهةةا
اب قاصةةد فلم هذا اإلصةرار علل تعطيل الوسةةيلة اليت اعتلها الشةةارع واسةةتبداهلا بوسةةيلة أخرل ,ن السةةبع
يف احلقيقة ينكش ةةل ذا س ةةبق نكرف م اس ةةتلض ةةار بواعث هذا اخلطاب يف التعلق بنظرية ا قاص ةةد فليت
قق هدر ما أرا وا هدرف الق ةةد هو االسةةتمسةةا ا وضةةوعذ هبذف النظرية و منا ارخذ منها ابلقدر الذ
م أيكام الشريعة ,ولذا فمىت ما أفضل التمسأل هبذف النظرية ىل ما يتوغونه تشديدال فقهيال رأيت أولئأل
ينقلبون علل هذف النظرية وي بلون يرفيني تدال.
وللشيخ سلطان العمذ مقالة مميفة يف معاجلة هذف اإلشكالية بعنوان( :التوظيل احلداثذ لالتتها ات العُ َمرية (قرالة نقدية)) منشور 283
181
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-أن كاذال مم يوظل هذف االتتها ات يف سيا هدر أيكام الشريعة التل يلية منا يوظلها ال قناع لة
هبذف االتتها ات ,و منا رنه جيد فيها ار اة ارنسع لتمرير ا شروع العلماين يف بيئة ال لك أن مترر فيه
القيم العلمانية ال بغطال شرعذ ,وهو ما سبق اإلشارة ليه مرارال.
-أن رة خلالل عظيمال يف ت ور يقيقة هذف االتتها ات وبواعاها ,فإهنا عند التأمل ال تعد خروتال ع
سلطة النث بل متال تطبيقال عمليال مباشرال ريكام الشريعة التل يلية فماالل:
-ا وح ود ال رع ا الرمادة
هو يف يقيقته انش ع قيام الشبهة ا انعة م قامة احلد ,فمجر السرقة ذ موتع إلقامة احلد يىت
تتوافر شروله الشرعية وتنتلذ ا وانع ,فمما اشولته الشريعة لوتوب القطع:
وهذا ارخذ كان ياضرال يف مشهد عام الرما ة ,فقامت الشبهة يف تلأل الظروف أبن الشخث منا سر
جماعة مضطرال ,وقد تالت الشريعة ذبدأ رل احلد ابلشبهة وصح نلأل ع ذ وايد م ال لابة ٍ م
يل م أن أقيمها يف ِ
منهم عمر نلسه رضذ هللا عنه ييث قا ( :رن أ َُعطىلل احلدو ابلشبهات أيع ىل
يقاف م قت متعلق ٍ
بظرف الشبهات) .284وقد صرح عمر رضذ هللا عنه أبن يقاف تطبيق احلد منا هو ٌ
ٌ ٌ
285
مماين خاص توافرت فيه بع موانع قامة احلد فقا رضذ هللا عنه( :ال يُقطع يف عذ ,وال عام السنة)
فعدم قامة احلد نن انش ع عدم استكما شروط قامة احلد ال أنه لغال له العتبارات م للية دضة
خارتة ابلكلية ع لار الشريعة ,ي كد هذا أنه رضذ هللا عنه امتنع ع قامة احلد يف ذ عام الرما ة
ىي ب عبد الرمح ب يالع قا :أصاب لمان للشبهة ا انعة م قامة احلد ,فم نلأل ما ور ع
حلالع ب أيب بلتعة ابلعالية انقة لرتل م مفينة فانتلروها واعوفوا هبا ,فأرسل ليه عمر فذكر نلأل له,
رواف اب أيب شيبة يف م نله ,29085وصلح سنا ف السخاو يف ا قاصد احلسنة .50 284
182
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وقا :ه الل أعبد قد سرقوا ,انتلروا انقة رتل م مفينة واعوفوا هبا ,فأمر كاذ ب ال لت أن يقطع
أيديهم ,أرسل بعد ما نهع فدعاف وقا ( :لوال أين أظ أنكم يعوهنم يىت ن أيدهم أتل ما يرم هللا
عف و تل لقطعت أيديهم ولك وهللا لئ تركتهم ر رمنأل فيهم رامة توتعأل) فقا :كم رنها للمفين
قا :كنت أمنعها م أربعمائة ,قا :فأعطه رامنائة.286
ندة دلب لى ال ار إذا كانم س جما ( هذا حمض القوار مقتاو علا د الشر : ،إ ال
الار وة: ،مل يكاد ي لو ال اوق من عر وة د لن إت ما ي د به ومقه ،جيب لى اوب احلا
لب بذله جماانه لل لب املال بذل ذلك له إما ابل من أ جماانه لى ا ملف يف ذلك ،الصضوح
امللاساة ،إووا ال فلر مع القدوة لى ذلك ،ا ي او ابلفاح مع عر وة ا تاج ،هذن نبه علي
287
دوأ الق ع ن ا تاج ،هو أعل من ك ري من الشبه اليت يذكرها ك ري من الفقها )
183
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
هو يف ا قيق مناط النث يف الواقع ال أنه تعطيل للنث ,فلما وتد أن اإلسالم قد عف وأنه مستغ ع
التأليل عليه وتد أن صورة هذا التشريع ذ متلققة يف الواقع فمنع السهم ,وهلذا بوب اإلمام البيهقذ
علل هذا ارثر بقوله( :ابب سقوط سهم ا للة قلوهبم وتر عطائهم عند ظهور اإلسالم واالستغنال ع
التألل عليه).
-م القضااي ا فعجة فعالل يف لبيعة اخلطاب العلماين والدا علل عدم النفاهة البلاية هو اعتما منهج
ع تفل كبذ م الت رفات العمرية انتقائذ يف االستدال ابالتتها ات العمرية والذ ولد يالة عرا
ال ر ة يف التأكيد علل مبدأ االلتفام ابلنث يىت لقع رضذ هللا عنه بة(الوقاف عند كتاب هللا) فم تلأل
الت رفات ماالل:
ت ب ربيعة ع عمر رضذ هللا عنه ,أنه تال ىل احلجر ارسو فقبله فقا :ين أعلم أنأل -ع َعابِ ِ
أل.289 أيت النيب صلل هللا عليه وسلم يةُ َقبِىللُ َ
أل َما قَةبَّةلتُ َ يجر ال تضر ,وال تنلع ولوال أين ر ُ
-ع ميد ب أسلم ع أبيه :أن عمر ب اخلطاب رضذ هللا عنه قا للرك :أما وهللا ين رعلم أنأل
يجر ,ال تضر وال تنلع ,ولوال أين رأيت النيب صلل هللا عليه وسلم استلمأل ما استلمتأل ,فاستلمه.
ٌ
قا :فما لنا وللرمل منا كنا رالينا به ا شركني ,وقد أهلكهم هللا ,قا :شذلٌ صنعه النيب صلل هللا عليه
وسلم فال حنع أن نوكه.290
به ,وال -ع الشعيب قا :كتع عمر رضذ هللا عنه ىل شريح :نا أات أمر يف كتاب هللا تعاىل فاق
به ,فإن يللتنأل الرتا عنه ,فإن مل يك يف كتاب هللا وكان يف سنة رسو هللا صلل هللا عليه وسلم فاق
ذا قضل به أئمة اهلدل ,فإن مل يك يف كتاب هللا وال يف مل يك يف كتاب هللا وال يف سنة رسوله فاق
سنة رسوله صلل هللا عليه وسلم وال فيما قضل به أئمة اهلدل فأنت ابخليار ن شئت تهد رأيأل و ن
شئت أن ت امرين وال أرل م امرتأل اي ال أسلم لأل.291
184
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ية موتها شيئا يىت قا -ع سعيد قا :كان عمر ب اخلطاب يقو :الدية للعاقلة وال تررت ا رأة م
ية له الضلا ب سليان :كتع ىل رسو هللا صلل هللا عليه وسلم أن أ َُوىلِر َ
رت امرأة أشيم الضباَب م
موتها .فرتع عمر.292
-ع سعيد ب ا سيع أن عمر تعل يف اإلهبام مخت عشرة ,ويف السبابة عشرال ,ويف الوسطل عشرال,
ويف البن ر تسعال ,ويف اخلن ر ستال يىت وتدان كتااب عند ر يفم ع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم أن
ارصابع كلها سوال ,فأخذ به.293
وأختم ٍ
بشذل أيسع أنه مهم مما يتعلق بطبيعة هذا االستدال بة(االتتها ات العمرية) م قبل اخلطاابت
احلداثية العربية ,وهو م كد يف ضم م كدات علل عدم تدية هذا اخلطاب أب ال واتبات البلث والتأصيل
يف أماا هذف القضااي ,فما سبق عرضه هنا يخت رال مما يت ل بشأن هذف االتتها ات مما تعج به الكتاابت
اللكرية/الشرعية ,وليت هو مما جيهد البايث يف معرفته وااللالع عليه ,بل ارتوبة علل تلأل االتتها ات
العمرية ياضرة موتو ة يف عد كبذ تدال م الكتع ,ومع نلأل فال يفا اخلطاب احلداثذ يعيد تكرار
نات االستدال م ذ تطوير أو تعديل أو تابة علل اعواضات اخل وم ,ن هذا ا شهد يد علل
مستول اجلدية ا أم العلمذ الكبذ الذ يع ل اب وقل احلداثذ م تهة كما يد أيضال علل ا لا
يف ار ال البلاذ و يبة اإلن اف وا وضوعية يف التعامل مع ارفكار وارلرويات ,فلني ترل ف يالل
دف يُعر متامال ع مناقشة تلاصيل يطرح شكاليةل ومتيه االعواضات مل ل لة ع اليمني والشما
هذف االعواضات فاعلم أن رة مشكلة يقيقية ,وليت الق د هنا بطبيعة احلا ا طالبة ابلتسليم
ابيتجاتات هذف الطائلة أو تلأل لك احلديث ع ضرورة مناقشة هذف االيتجاتات والتعالذ معها
علل ارقل كشبهات تعكر صلو القضية ا طروية ,وابلتايل فهذ اتا لوقلات لذ ا وقل منها صل لة
لرف استجالب اتتجاتاته القدلة ليقوم إبعا ة لريها م ذوفسا ال ,وليت م ا عقو أن يعيد ٌ
ٍ
توقل عند االعواضات اليت قدمت يياهلا ليطور م لبيعة االيتجا القدمي جميبال ع شكا اخل م
عند لريها ,وكأن احلوار منا هو م لرف وايد ,عليه واتبات التدليل وتقدمي اإلتاابت أما الطرف
ا خر فلديه ك الم يريد أن يقوله وال يهمه بعد نلأل مانا قا أو سيقو الطرف ا قابل .ن عملية
االستدال ال تكون ذجر تكاذ سوا ار لة بل ال بد أن تكون منهجية االستدال هبذف ار لة صليلة
رواف أبو او ( ,)2929والومذ ( ,)2110واب ماته ( ,)2642واإلمام أمحد يف ا سند (.)15784 292
185
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أوالل وال بد م فع االعواضات عنها نيال ,وبغذ نلأل ال يكون ا رل وفيال لللكرة اليت يناضل عنها أو يريد
نشرها بني النار ,وهذا ما أتلمسه فعالل كلما مسعت م يستد ابتتها ات عمر ب اخلطاب رضذ هللا
بدأ التعلق ابلكليات ون اجلفئيات ,أو يستبيح تغيذ أيكام الشريعة ,أو يغايل يف نظرية عنه ليشرع
ا قاصد.
ال يال طروه أود املشرتكني يف ملتقى الفكر ا سملمو ال ابع شر ابجلزائر ،بادما نرح للمةتماني
تقبح الادد الكايف من املصلني يل أ باض امل ا د املقام يف اللالايت املتضدة األمريكو ال
اجلما ،النشغال اجل موع ا ماهلو هو مشكل وكن ولها إذا ُم ملة "اجلما " يل األود،
املشاوك يف الصملة إذ أبد املتضدث مومله إت عبلل الفكرة: ،إنه عال ووث يتاح للةموع :ر
أنه وكن االست اد يف إ را هذا التضح إت وأإ ا ما جنو الدين ال ليف يف املصلض "الذإ د ا :وه
إت غلوب املصلض لى ال ص إذا ما ااوعا")
186
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
هذا ماا وايد وارمالة ابلعشرات يف التذرع بوارت الطويف يف تلير اريل أيكام الشريعة أو هدرها ات
مطار ا احل ا توغة.
األ ل :نرح تصر الر ع ,وهو قطعة أصولية مجيلة ,وضعه يف شرح رسالة يخت رة له مساها (البلبل),
واليت تعتل متنال أصوليال يخت رال م روضة الناظر لللقيه احلنبلذ الشهذ اب قدامة ا قدسذ عليه رمحة هللا.
الطبعات ,ونلأل ال ا :نروه لألوباني ال ل ي ,واليت لبعت ابسم (التعيني يف شرح ارربعني) يف بع
أثنال شريه حلديث (ال ضرر وال ضرار) ,294وقد استل كالمه هذا ولبع يف كتيع مستقل ات عنوان:
(رسالة يف رعاية ا للة) ,كما لبع مللقال برسالة (ا للة يف التشريع اإلسالمذ و م الدي الطويف)
للدكتور م طلل ميد.
واحلق أن أكار ا وضعني شكاالل يف كالمه ,وهو الذ ولد هذا االقوان بني اسم (الطويف) وم طلح
(ا للة) هو كالمه يف شرح يديث (ال ضرر وال ضرار).
وأعوف ابتدالل أين لست يري ال علل استيلال البلث يف اقيق مذهع الطويف يف عما ا للة ال
ابلقدر الذ يابت اللر بني تقريراته وبني التوظيل احلداثذ/العلماين هلذف التقريرات ,ومع نلأل فسأقدم
بذكر مجلة م ا المح الرئيسية لنظرية ا للة عند الطويف مستخل ة م شريه حلديث (ال ضرر وال
ضرار) ,وأعقع كل فقرة ابإليالة علل رقم ال للة م شرح ارربعني ,فمما تال تقريرف:
أن أ لة الشريعة الة علل رعاية للم للة ,بل هذ م رية علل أن الشريعة موضوعة لتل يل النلع
وا للة[ .انظر ,354و ,375و]362
أن يديث( :ال ضرر وال ضرار) يقتضذ رعاية ا احل ثبااتل وا لاسد نليال[ .انظر ]355
294رواف اب ماته ( ,)1909وأمحد ( ,)22830( )326/5والبيهقذ ( .)12224( )156/6م يديث عبا ة ب ال امت .قا اب
كاذ يف (( رشا اللقيه)) ( :)55/2يف سنا ف انقطاع ولك رو م يديث اب عبار وأيب سعيد وهو يديث مشهور ,وقا البوصذ يف
((موائد اب ماته)) ( :)48/3هذا سنا رتاله ثقات ال أنه منقطع .وقا اب يجر يف ((الدراية)) ( :)282/2فيه انقطاع ,
وصلله ارلباين يف ((صليح سن اب ماته)) (.)1909واحلديث رو م لر ع عبد هللا ب عبار ,وأيب سعيد اخلدر ,وأيب
هريرة ,وتابر ب عبد هللا ,وعائشة بنت أيب بكر ال ديق ,وثعلبة ب أيب مالأل القرظذ ,وأيب لبابة رضذ هللا عنهم مجيعال.
187
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أن ارصل عما هذا احلديث علل عمومه ال ما تال الدليل بتخ ي ه كاحلدو والعقوابت فإنه مع
حلو الضرر أبهلها وتع ٍىل
خاص فهو مستاىن م العموم للدليل اخلاص وانعقا اإلمجاع عليه,353[ .
و]354
أن عموم احلديث يقتضذ تقدمي مقتضاف علل مجيع أ لة الشرع وس ي ها به يف نلذ الضرر ,رنه بلر
عمل ابلدليلني رالف عدم نليه فليه تعطيل
أن بع ار لة يتضم ضررال فنلذ هذا الضرر هبذا احلديث ٌ
ريدغا ,وهو هذا احلديث ,وال شأل أن مجع ار لة أوىل م تعطيل بعضها]355[ .
أن أقول ار لة الشرعية النث واإلمجاع وللم للة معها ايتماالت:
oفإن توافقت علل رعاية ا للة فبها ونعمت وال نفاع ,كاتلاقها مجيعال علل اريكام اخلمسة الكلية
الضرورية وهذ قتل القاتل وا رتد وقطع السار ويد القانف والشارب وحنو نلأل.
oو ن اختللت:
علل ون بع فإن أمك اجلمع بينهما بوته ما ُمجع ,مال أن امل بع ار لة علل بع اريوا
وته ال خيل اب للة وال يلضذ ىل التالعع ابر لة أو بعضها.
فإن تعذر اجلمع وتع تقدمي ا للة ال بطريق االفتئات عليهما والتعطيل و منا بطريق التخ يث والبيان,
كما تقدم السنة علل القررن بطريق البيان ,ونلأل اتكال علل يديث (ال ضرر وال ضرار) رنه خاص يف
نلذ الضرر ا ستلفم لرعاية ا للة فيجع تقدلها.
oوتوضيله :أنه يف يا اقتضل النث واإلمجاع ضررال فإما أن يكون جمموع مدلوليهما أو بعضه ,فإن كان
جمموع مدليوليهما فال بد أن يكون م قبيل ا ستاىن م يديث (ال ضرر وال ضرار) كاحلدو والعقوابت
علل اجلناايت ,و ن كان الضرر بع مدلوليهما فإن اقتضاف ليل خاص اتبع الدليل فيه ,و ن مل يقتضه
ليل خاص وتع س ي ه بقوله صلل هللا عليه وسلم( :ال ضرر وال ضرار) مجعال بني ار لة,356[ .
و]393
أنه يف سيا ثبات قوة ليل ا للة يف مقابل اإلمجاع والنث عقد مبلاال يف ليل اإلمجاع وأور عليه
مجلة م اإلشكاالت مما يضعل م قوته يف مقابل تقوية اللة ا للة [ ]366وخلث ىل أن:
oمنكر اإلمجاع قالوا برعاية ا احل فهذ نن دل وفا رالف اإلمجاع والتمسأل ذا اتلق عليه أوىل مما
اختلل فيه]377[ .
oأن الن وص يختللة متعارضة فهذ سبع اخلالف يف اريكام ا ذموم شرعال رالف رعاية ا للة فهذ
أمر يقيقذ يف نلسه ال خيتلل فيه بل هو سبع االتلا ا طلوب شرعال فكان اتباعه أوىل]378[ .
oأنه ثبت يف السنة معارضة الن وص اب احل وحنوها ,واستشهد حبديث اب مسعو يف تر التيمم م
احلدرت اركل ايتيالال للعبا ة م التساهل يف اال تسا ,ويديث (ال ي لني أيدكم الع ر ال يف بج
قريظة) ,ويديث (لوال قومأل يديث عهد ابإلسالم هبدمت الكعبة) ,ويديث أمر ال لابة اعل احلج
188
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
عمرة مل يسق اهلد ,يديث تر التبشذ حبديث (م قا ال له ال هللا خل اجلنة) خشية االتكا ,
ويديث تر أيب بكر وعمر لقتل الرتل الذ أمر النيب صلل هللا عليه وسلم بقتله]385[ .
أن رعاية ا للة هو أقول أ لة الشرع ,رهنا أقول م اإلمجاع ,وارقول م ارقول أقول]356[ .
أنه و ن تقرر أن الشرع أعلم ذ احل النار ,وقد أو عها أ لة الشرع وتعلها أعالمال عليها يعرف هبا ,فليت
يف تقدمي ا للة علل النث مرا مة للنث رن رعاية ا للة ليت تركال ر لة الشرع بغذها بل هذ تو
لدليل شرعذ راتح مستند حلديث (ال ضرر وال ضرار) ,وقد تعل هللا لنا لريقال عرفة م احلنا عا لة فال
يو رمر مبهم تمل أن يكون لريقال للم للة و تمل أن ال يكون ]387[ .ن م للة سياسة ا كللني
يف يقوقهم معلومة حبكم العا ة والعقل ,فإنا رأينا ليل الشرع متقاعدال ع فا ا علمنا أنه أيالنا يف
ا يلها علل رعايتها ,كما أن الن وص ا كانت ال تلذ ابريكام علمنا أان أُيلنا بتمامها علل القيار.
[]395
أن رعاية ا للة علل النلو ا ذكور هنا ليت هو القو اب احل ا رسلة علل ما نهع ليه اإلمام مالأل
بل هذ أبلغ م نلأل]390[ .
أنه تستاىن م قاعدة (تقدمي ا للة علل النث) أمور:
oما سبق نكرف م استانال الدليل اخلاص ,وهو النث الذ تال مدلوله مجيعال ابقتضال ضرر خاص كالذ
يللق أهل كاحلدو ,ويقيقة هذا القسم عائد ىل قطعية النث ,فالنث القطعذ ذ اخل يف تقدمي
ا للة علل النث ,ن النث ما متواتر أو ريا ,وعلل التقديري فهو ما صريح يف احلكم أو دتمل,
فهذ أربعة أقسام :فإن كان متواترال صر ال فهو قالع م تهة متنه و اللته لك قد يكون دتمالل م تهة
عموم أو لال ٍ ,ونلأل يقدح يف كونه قالعال مطلقال ,فإن فر عدم ايتماله م تهة العموم واإللالٍ
وحنوف وي لت فيه القطعية م كل تهة حبيث ال يتطر ليه ايتما بوته فمال هذا لتنع أن خيالل
ا للة فيعو ىل الوفا ,و ن كان ريا ال دتمالل فال قطع ,وكذا ن كان متواترال دتمالل أو ريا ال صر ال
ال ايتما يف اللته بوته للوات قطعيته م أيد لرفيه ما متنه أو سندف]370[ .
oما كان يف أبواب العبا ات وا قدرات فالتعويل فيها علل النث واإلمجاع [ ]390رن العبا ات يق الشرع
خاص به وال لك معرفة يقه كمال وكيلال ومماانل ومكاانل ال م تهته [ ]395وهذ مما سلل م احلها
علل جمار العقو والعا ات [.]395
مالمح (نظرية ا للة) عند الطويف مستخل ة م كالمه ,وهذ نظرية مركبة م مجلة م هذف بع
العناصر واليت ال يسوغ حبا أن ستف بذا االختفا الشديد ا شوف والذ لارسه اخلطاب احلداثذ عند
استعراضه هلذف النظرية فيكتلذ ابلقو ( :الطويف يقدم ا للة علل النث) ,يقو عبداجمليد الشريف ماالل:
189
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
(ملعخل جنو الدين ال ليف الذإ كا قريباه ماا راه للشاطحي ،كا م لقه وديث ال عرو ال عراو،
ح إلوها من سلوله هو أنه ي بغو قدمي املصلض لى ال ص و ال ص الصريح).295 :ال توة اليت
وال شأل أن اخت ار القضية علل هذا النلو فيه تسطيح شديد ,بل وتشويه م سل.
و نا ققت وتدت أن نظرية الطويف يف عناصرها اجلوهرية تدور يف فلأل التقرير ارصويل التقليد والذ
جيذل ات عنوان (س يث النث) ,ييث يقرر ارصوليون أن عموم النث قد يكون ضعيلال أو دتمالل
لبع ارفرا فيتم س ي ه بنالل علل ٍىل
نث رخر أو قيار أو م للة ضرورية أو ياتية مالئمة للشريعة,
مع اختالف بينهم يف مدل عما هذف القاعدة ويف ا سميات ارصولية اليت يطلقوهنا علل هذا الباب,
فع التعار فهو يف النهاية م مبايث س يث النث ابلنث ,وم قبيل عما الن وص مجيعال ,وم
ع الن وص وهو ما صرح به الطويف يف كاذ م عباراته كتقريرف أن منشأ تقدمي ا للة هو نث (ال
ضرر وال ضرار) وأن هذا التقدمي علل ذف م الن وص ليت علل سبيل االفتئات عليها و منا ابلتخ يث
والبيان.
ثبت النهذ ع التسعذ يف يديث أنت ب مالأل رضذ هللا عنه :ال السعر علل عهد رسو هللا صلل
الباسف و ين ررتو أن هللا عليه وسلم فقالوا :اي رسو هللا سعر لنا ,فقا ( :ن هللا هو ا سعر القاب
296
عام يشمل صورال
ألقل ريب وليت أيد منكم يطلبج ذظلمة يف م وال ما ) .وهذا النهذ ع التسعذ ٌ
متعد ة 297ككون السلع تباع بسعر ا ال ,أو ون نلأل أو فوقه أو مع الغالل اللاي ,كما يشمل أنواع
السلع ا تباينة مع تلوات أغيتها وايتيا النار ليها وتنوعها ىل سلع ضرورية وياتية وكمالية ,كما
تشمل أثر التسعذ وعدمه يف أيوا النار والتجار م تهة اإلضرار وعدمه وهكذا ,فارصل هو يرمة
297اللعت لكالم الب تيمية يف سطئة م قا أبن يديث التسةةعذ عام ,فمما قاله( :وم منع التسةةعذ مطلقال دتجال بقو النيب صةةلل
هللا عليه وسلم ( :ن هللا هو ا سعر)؛ فقد لف ,فإن هذف قضية معينة ,ليست للظال عامال ,وليت فيها أن أيدال امتنع م بيع جيع عليه,
أو عمل جيع عليه ,أو للع يف نلأل أكار م عو ا ال)[جمموع اللتاول ,]95/28:وا ق ة ة ة ة ةةو هنا تقريع معىن س ة ة ة ة ةةيث النث
اب للة فليتسامح يف ا اا .
190
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ال خير ع التسعذ هلذا النث وتناوله لل ورة ا ذكورة يف احلديث وهو الل السلعة اللل ذ فاي
التلرمي لتناو نث النيب صلل هللا عليه وسلم هلذف ال ورة قطعال ,ولك هل يتناو هذا احلكم يا حلو
الضرر بعموم النار خ وصال فيما تاتون ليه م سلع أساسية ,وما ا انع م خرا هذف ال ورة م
عموم النهذ ذقتضل يديث النيب صلل هللا عليه وسلم( :ال ضرر وال ضرار) ,و نا مملت يف كالم أهل
العلم وتدت بعضهم ينث علل توام التسعذ يف بع الظروف واريوا ,يقو اب تيمية ماالل دررال
يكم التسعذ يف تعليق له علل يديث أنت يف معر بيانه أن م التسعذ ما يكون ظلمال ومنه ما يكون
عدالل:
وليت الق د هنا بطبيعة احلا ارير يكم التسعذ فإنه خار ع مق و البلث و منا التنبيه ىل شذل
ا تكلمني يف مسائل ارصو ,خ وصال أن يف كالم الطويف م معىن س يث النث اب للة عند بع
تقالعال ىل يد ما مع مصيال م يف هذا الباب.
لك يظل الس ا قائمال نا كان ارمر كذلأل جمر مقار ٍبة للكرة س يث النث اب للة عند ارصوليني,
فلما أخذ حبث الطويف يف ا للة هذا الفخم و ا أ رت تقريراته تدالل أصوليال بني أهل االخت اص و ا
191
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اسذت هذف التقريرات يف هناية ارمر تكأة يف هدر الن وص الشرعية ذقتضل ا للة م اخلطاابت
العلمانية/احلداثية
احلق أن الطويف يني عاجل ا سألة عاجلها أبسلوب يتضم مجلةل م اإلشكاليات ولدت يالة االرتبا يف
اقيق مذهبه ,يىت علل مستول الباياني يف اجملا ارصويل ما بني متهم له أبنه جيعل م ا للة ليالل
قائمال بذاته أقول م النث واإلمجاع وأنه ير ذقتضاف الئل الن وص الشرعية واإلمجاع ,وما بني مدافع
عنه ال يرل يف كالمه ال تقريرال أصوليال معتا ال بلث (س يث النث).
وأيسع أن أهم هذف اإلشكاليات يف معاجلة الطويف هلذف ا سألة تدور يو النقاط التالية:
أ اله :محاسته الفائدة يف تقرير أغية ا للة وموقعها م ار لة الشرعية ,ذا يويذ أن رة معركة ذ معتا ة
أصوليال ,وأنه لديه تقريرات تديدة سالل ا ستقر السائد ,فايتا ىل استنلار أ واته للمدافعة ع قوله,
الباياني ونلاف رخرون ,وقد صرح فأوهم أنه لال شذونال يف ا شهد ارصويل ,وهو ما نهع ليه بع
ماالل أبن تقريرف سألة ا للة ليست م سبيل تقرير صلة ارخذ اب للة ا رسلة بل أبلغ منها فقا :
( ا لو أ هذن ال ريق اليت عروانها م تفودين هلا من احلديث املذكلو لو م هو القلل ابملصاحل
املرسل لى ما ذهب إلوه مالك بح هو أبلغ من ذلك ،هو التاليح لى ال صلص ا مجا يف
299
الابادات املقدوات ،لى ا تباو املصاحل يف املاامملت ابعو األوكا )
وليت ٍ
راف أن ا للة يف التقرير ارصويل ال سر ع صوٍر ثالرت :م للة معتلة ,م للة ملغاة,
وم للة مرسلة ,فما لبيعة ا للة اليت يقررها الطويف هنا ابلنظر ىل صور ا للة الاالرت واحلق أن
ع ملهوم ا للة عندف لكنه يف كتاب رخر له ,فقد قا يف الغمو للطويف ن ال مهمال يف لية بع
كتابه ( رل القو القبيح ابلتلسني والتقبيح) ص ,123ونلأل يف معر نكرف لنفوع أهل الرأ ىل قاعدة
التلسني والتقبيح وجماوم م لللد يف نلأل:
( ال نك أن ا حنن دريان من املذاهب إ عل ا اب تباو املصاحل امل اسبات ،لك ها م اسبات نهد هلا
الشر ،دل لوها الدلوح : ،ما جما زة احلد يف ا تباو امل اسبات إت أ يات م ها ما ال ناهد له ،أ
ذلك من ابب ا تباو املصاحل) ال دلوح لوه ،بح عد خيالخل ال صلص: ،لو
192
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وهذا النث و ن خلل م شكالية نلأل التقرير ارو يف ملهوم ا للة عند الطويف والذ يعطذ
انطباعال علل توسع ملهوم ا للة عندف ,لكنه ياذ تساؤالل يف اال اف ا خر ,فهذا النث جيعل م ملهوم
ا للة عندف ملهومال مضيقال علل ا للة ا عتلة ,وهذف أيد ال عوابت اليت تواته م يريد ارير رأ
الطويف علل حنو قيق ,فهل هذا الكالم ملسر جململ نا الكالم فيكون قو الطويف يف ملهوم ا للة
وايدال أم هو معار له فيكون له ملهومان
ا واضع خلل نتائج اثنواه :أن رة قدرال م اإلمجا واالشتباف واإلشكا يف كالمه ,بل وسول تعبذ يف بع
معان صرح أيياانل بعدم را ا ,وجمر لال تعبذ (ا للة تقدم علل النث واإلمجاع) خطذة يف اميله ٍ
ىن ع هذا ٍ
وتكرارف فيه م اإلشكا واالشتباف ما فيه ,وهو لال ٌ ذ يس لالقال ,وقد كان يف ل
اإللال ا شكل ىل تعبذات أوفق اب ق و وأبعد ع يهام ا عىن اللاسد ,فإنه قرر أكار م مرة أن
اتع ىل تقرير معىن (ال ضرر وال ضرار) فإن كان الضرر متلققال ورفعه
تعويله علل عما ا للة ر ٌ
مق وٌ للشارع فاحلقيقة أن ا سألة ت و ىل اجلمع بني الن وص الشرعية وتلعيلها مجيعال ال ىل اتتالب
ليل أتنيب ون النث واإلمجاع يف الرتبة ا عال أنه مقدم عليها.
ما أقامه م ار لة علل مصيله واليت مل ققها وجيع ع ثغرا ا و شكاال ا ,وبعضها اثل اه :شكالية بع
ىن ع هذا يف كان وقد اإلمجاع قوة م نهو للة ا أغية ير
ر تق سبيل فلذ ,لا تد ٍ
فاسدة موح ٍ
ذعان ٍ
ل ىل
التهوي ,وا عل أن اإلمجاع و ن اختلل يف يجيته فرعاية ا للة مل خيتلل فيها واحلقيقة أنه ال نفاع
يقيقة يف مبدأ يجية اإلمجاع كما ال نفاع يف مبدأ رعاية ا للة ,و منا النفاع الذ ينبغذ التنبه له ومعاجلة
شكالياته هو يف أفرا ا للة الذ لك أن يكون دالل للتجانب والتنامع واالتتها ,واحلق أن تركيبة
هذا االستدال يف اية الغرابة فإنه تعل رعاية ا للة مقدمة علل اإلمجاع رن رعاية ا للة جممع
شديد ن كيل يكون اإلمجاع يجة علل رعاية ا للة عندف مع عليها ون ليل اإلمجاع ,وهذا تناق
وينه م يجيته يف نات السيا .
ومما استد به أيضال مجلة م الن وص الشرعية الدالة علل اعتبار ا للة عند عما النث فمما استد
به ماالل تر النيب صلل هللا عليه وسلم هلدم الكعبة و عا ة بنائها علل قواعد براهيم مراعاة للم للة ,ومع
التسليم بداللة النث علل اعتبار ا للة ورعايتها لكنه مل يقت ر علل هذا اللون م االستدال و منا
193
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أقلم أ لة ريبة تدال يوتع علل يرا ها يف هذا السيا لوامم خطذة مع عدم صالييتها لالستدال
لالقال بل لعل بعضها علل التلقيق علل خالف مرا الطويف ,فم نلأل ماالل استدالله بة(أنه عليه ال الة
والسالم ا أمرهم اعل احلج عمرة ,قالوا :كيل وقد مسينا احلج وتوقلوا ,وهو معار للنث ابلعا ة,
وهو شبيه ذا حن فيه ,وكذلأل يوم احلديبية ا أمرهم ابلتللل توقلوا متسكال ابلعا ة يف أن ال ِي َّل قبل قضال
ا ناسأل يىت ضع النيب صلل هللا عليه وسلم وقا ( :ما يل رمر ابلشذل فال يلعل)) .300فمال هذا
وهو ما يفيد م ارتباط البايث عند معاجلة موقل الطويف م ريع تدال بل خطأ د االستدال
ا للة ,و ال فما خل (العا ة) اب للة ,وهل ما وقع م ا عارضة معتل شرعال أم أن ضع النيب
صلل هللا عليه وسلم ا ٌ علل عدم صلة التعلل ابلعا ة ,وأن الواتع تقدمي النث ! هل ما ترل م
قبيل س يث النث فعالل كما قررف الطويف يف معىن تقدمي النث أم أنه ليت كذلأل ! ولو استعرضت ما
ساقه م ن وص أخرل فسيظهر لأل يجم اإلشكا يف اميل الع تلأل الن وص الالت ال تتلملها.
وابااه :عدم التمايل بتطبيقات للقاعدة لتتلرر القاعدة بدقة وتتلهم أبعا (تقدمي ا للة علل النث
واإلمجاع) ,فلو أنه نكر مجلة م ال ور والتطبيقات للقاعدة اليت نظر هلا رمك التعرف بشكل قيق
علل ماهية مذهع الطويف ييا ا للة ومدل قربه أو بعدف م التقريرات ارصولية ييا ا للة,
مع عما لشذل م الظ يف فلما اكتلل ذجمالت التنظذ اضطر ا رل ىل لمة الكالم بعضه ىل بع
ا وال لحابنة مواضعه اجململة ,وداولة استنطا ق د الطويف يف بع النظر لكالمه خ وصال يف بع
ع مذهبه لغيبة نطقه ,كل نلأل للخرو بت ور يظ البايث يف هناية ا طاف أنه ارقرب يف اتتها ف
لت وير مذهع الطويف ون القدرة علل اجلفم.
تام اه :يالة الغمو الذ يكتنل شخ ية الطويف نلسه والذ ا م مع ينبليته أبنه ظاهر أشعر
رافضذ ,وهذ م تكلم فيها الباياون ما بني م كد هلا ٍ
وانف ,وليت ا ق و ارير القو يف هذف التهم
و منا اإلشارة ىل أن الطويف لو كان شخ ي لة علميةل واضل َة التوته ال اختالف يوهلا اليتمل أن مل
كالمه علل أوته يسنة مقبو ٍلة فلعل يف مو شخ يته العلمية واالختالف احلاصل يوله ما تعل
يبا ر ىل اكيم الكالم بعيدال ع موار يس الظ ,مع اختالف يف فهم الكالم لبعال. البع
194
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وم ا اليظات اليت لك نكرها يف هذا السيا أين مل أقل علل أيد م أهل العلم ا تقدمني مم نكر
ذدح أو ٍنم نكر هذف ا سألة وانتقدف عليها ,وهذا احلافه اب رتع مع محله عليه وا امه ابلتمشعر
الطويف ٍ
عر ببع كالمه يف شرح يديث (ال ضرر وال ضرار) والوف مل يذكر هذا ا سألة لالقال ,وار رب أنه ىل
إلثبات ترفضه وأن له فيه سائت خبياة ومل يعر لالقال علل أن له مذهبال منلرفال يف مسألة ا للة.
و منا أخذ الكالم يف مذهع الطويف مداف عند ا عاصري خ وصال بعد التوظيلات السيئة لتقريرات الطويف.
وكما سبق فلست ب د ارير موقل الطويف يف هذف ا سألة تل يالل 301و منا سأيرص علل برام توانع
ٍ
معان ,فاحلق الذ ال شأل ٍ
معان وما قررف اخلطاب العلماين اتكال علل كالمه م اللر بني ما قررف م
فيه أن رة فوار توهرية هائلة بني مصيل الطويف للم للة والتوظيل العلماين/احلداثذ هلا ,فم هذف
اللوار :302
301ولك الرتوع ىل ٍ
مجلة م ا راتع واليت اعتنت ببلث ا سألة ومناقشة نظرية ا للة عند الطويف ,فمما كتع يف نقد الطويف:
( -مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها ابر لة الشرعية) حملمد سعد اليويب.
302للشيخ فهد العجالن مقالة بعنوان (مع نظرية ا للة عند م الدي الطويف) من شورة ذجلة البيان ومتداولة علل شبكة اإلنونت ,نكر
فيها شيئال م اللوار ,وقد انتلعت هبا.
195
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الفرق األ ل :نظرة اللريقني لطبيعة ا احل و وليتها للم احل الدنيوية وارخروية ,فالطويف شأنه يف هذا
شأن علمال اإلسالم يف عطال ا للة بعدال وليال يشتمل علل م احل الدنيا وا خرة ,رالف اخلطاب
العلماين الذ ال يكا يكون للم احل ارخروية يضور فيه كون ما يت ل به م شأن التدي شأانل
شخ يال خاصال ال عالقة للنظام العام به ,فلئ اتلق الكل علل استعما لله (ا للة) فا عاين ا ندرتة
اته ستلل ابختالف الطائلة ا تكلمة ,ولذا تلله أن تها الطلع وقتل ا رتد ومنع احملرمات كلها دققة
للم للة عند الشرعيني ومنهم الطويف رالف أولئأل الذي يرون يف مال هذف ا مارسات هدرال للم للة,
ممل قو الطويف ماالل وهو ي كد توافق النث واإلمجاع وا للة علل ثبات الكليات اخلمت:
(:املصلض ابعو أدل الشر إما أ يتفقا أ خيتلفا: ،إ ا فقا :بها نامم كما ا فق ال ص ا مجا
الكلو الار وي هو عتح القا ح املر د ع ع ال اوق ود املصلض لى إعبات األوكا ا م
303
القاذف الشاوب حنل ذلك من األوكا اليت ا:قم أدل الشر املصلض )
فهل ما نكرف الطويف هنا م اريكام دققة للم للة عند اخلطاب العلماين أم أنه جيلذ اللر اهلائل بني
تقديرات ا للة بينه وبينهم !
الفرق ال ا :أثر لبيعة النث فالطويف و ن أللق يف مقامات ما يوهم تقدمي ا للة علل النث فلدياه
ا دلو الظج للنث العام فتأيت ا للة بتخ ي ه يف ال يتناو الن وص القطعية و منا يتناو بع
أبواب ا عامالت ون العبا ات وا قدرات ,رالف أولئأل الذي يتعلقون بكالمه فإنه ال علة لديهم وال
مثذ دل قطعية النث ,بل ا عال القطعية ذ وار أصالل مسيسال علل نسبية احلقيقة وعدم ايتكارها.
الفرق ال الث :أثر لبيعة ا سائل اليت يتناوهلا هذا التأسيت لنظرية ا احل فالعبا ات وا قدرات خارتة
متامال ع ا وضوع عند الطويف فليت ريد أن يتخطل أيكام العبا ة أو احلدو أو ا واريث أو الدايت أو
تلاصيل اجلناايت أو الكلارات أو العِ َد أو الطال أو شروط النكاح أو ذ نلأل ات نريعة ا للة
أو ذها ,كون الضرر ا در م بعضها كاحلدو مستاىن م نث (ال ضرر وال ضرار) فا لسدة احلاصلة
علل اجلاين مق و ة ,أو لكون بعضها مبنيال علل عدم معقولية معناها م تهة التل يل فتقدير م احلها
196
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ابلعقل اجملر ذ ممك فا للة نن فيها وفيما ترتع عليها ,أما أولئأل فإعما (أصل ا للة) متاح
أشكا التعبد أبشكا أخرل. الستبدا بع يف كافة جماالت الشريعة ,يىت بلغ ارمر ىل عوة البع
الفرق الرابع :أثر منهجية النظر يف الن وص ,فالطويف و ذف م أهل العلم منا يق دون اجلمع بني
الن وص و عما كافة ار لة ,سوال أخطأ يف وته اجلمع أو أصاب فهذا هو ا نطلق الذ رتله تكلم
الطويف ولذا تال هذا ا بلث يف سيا شريه حلديث (ال ضرر وال ضرار) ومثذ ارخذ هبذا احلديث مع
ذف م ار لة الشرعية ,بينما منطلقات اخلطاب العلماين يختللة متامال فليت للشريعة هذا التقدير عندف
حبيث يسعل للجمع بني ار لة ,بل ا نطلقات منطلقات معفولة متامال ع النث ,كمراعاة ا احل الدنيوية,
ومواكبة التطور ,أما النث فإمنا يتناولونه ويتعالون معه لتخليث العقل ا سلم م اال ذاب حنوف ,فشتان
بني م ينظر يف الن وص ليهتد هبا ويسذ ورالها مم ىلِ
يلكر خارتها وال أييت ليها ال همة التخلُّث
استلقاقات ار لة: منها ,يقو الطويف مبينال عدم التعجل يف تطبيق نظريته قبل استيلال بع
(:املصلض ابعو أدل الشر إما أ يتفقا أ خيتلفا: ،إ ا فقا :بها نامم كما ا فق ال ص ا مجا
الكلو الار وي هو عتح القا ح املر د ع ع ال اوق ود املصلض لى إعبات األوكا ا م
القاذف الشاوب حنل ذلك من األوكا اليت ا:قم أدل الشر املصلض ،إ اتتلفا :إ أمكن
ه باض لى اجلمع :امجع بو هما م ح أ حيمح باض األدل لى باض األوكا األولال د
ال خيح ابملصلض ال يفاو إت التمل ب ابألدل أ بااها ،إ اذو اجلمع بو هما عدمم املصلض
لى دريها لقلله لى هللا لوه سلو (ال عرو ال عراو) هل تاص يف نفو الارو امل تلز لر اي
املصلض :وةب قدوه ،أل املصلض هو املقصلدة من سواس املكلفني إبعبات األوكا ابعو
304
األدل كاللسائح املقا د ا ب التقدمي لى اللسائح)
الفرق ا ام :اللار يف معىن التقدمي يف نظرية (تقدمي ا للة علل النث) فالتقدمي عند الطويف ال يعج
الراح النث و لغال فاعليته ابلكلية و منا هو م قبيل التخ يث للنث ,وهذ نظرة تقوب كاذالكما سبق
مع تقريرات ارصوليني يف مبلث س يث النث ,فالطويف ال يلغذ العمل ابلنث مطلقال و منا يبقذ عمومه
197
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
يف ذ ال ورة اليت خيرتها ذقتضل ا للة ,أما اخلطاب العلماين فإنه يني يعمد ىل استخدام نظرية
ا للة هذف منا يريد أن يضرب هبا ن وص الشريعة ويهدر الال ا رأسال.
وستظل مقولة (تقدمي ا للة علل النث) ياضرة يف ا شهد اللكر كون قائلها لر هللا له قدم لالقات
جمملة مشكلة تعلت م كالمه منطلقال مناسبال للمفا العلماين ي لح للتأسيت عليه واالستلا ة منه ,كون
وافع اخلطاب العلماين -والذ يلت يف ار وات الواثية اليت تساعدف علل الدفع ذشروعه قدمال -ياضرة
ومتوافرة .واحلق أن مشهد االنتقائية الذ لاله اخلطاب العلماين يف التعالذ مع الوارت ي كد علل عدم
تدية هذا اخلطاب يقيقةل يف االتكال علل أقوا اللقهال ال ابلقدر الذ خيدم مشروعهم ,و ال فلو قُ ىلِدر
أن الطويف يقو فعالل بتقدمي ا للة علل النث هكذا إبلال فلما االقت ار علل قو أصويل ٍ
شان
ابلكلية ع أقوا كافة علمال اإلسالم وتقريرا م ,لكنها القرالة منسوب ىل وايد م أهل العلم واإلعرا
االنتقائية للوارت اإلسالمذ ذا خيدم ايتياتات اخلطاب ون النظر ا وضوعذ اجلا للمسائل ا بلوثة,
وهذ شكالية ياضرة بقوة يف هذا اخلطاب علل مستول االستدال الشرعذ أو االستشها اللقهذ ,وهذ
شكالية ذ يخت ة هبذا الل يل فلسع بل هذ شكالة كل الفائغني يف كل ممان ومكان.
ما م شأل أن اسم (الشاطحي) ابت مرتبطال ارتبالال وثيقال بنظرية (املقا د) ,فإنا َ
نكر فستذكر النظرية
و ن نكرت النظرية فسيذكر وال بد ,ورة حبورت علمية كاذة تدال تدور يو الشاليب وحباه يف مسائل
ا قاصد ,وقد يظذ كتابه (امللا:قات) بانالات عطرة م مجاعات م أهل العلم تد علل قد ٍر عا ٍ م
القبو واحللاوة هبذا التأليل.
198
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وما احلداثيون العرب يف ثنالهم علل الشاليب وتهو ف مدعني أنه لال قطيعة معرفية ع السيا
اللقهذ/ارصويل السائد ,وأنه استطاع بعبقر ٍية أن رر العقل العريب م سلطة النث ليطلقه يف فضال
ا قاصد ,ويلتح اجملا واسعال للعقل ليعمل وجيتهد يف تعاليه مع النث ,متلررال م يالة احلبت والتقييد
اليت أسسها الشافعذ (ابلرسالة) وتتابع عليها ارصوليون م بعدف فسجنوا العقل العريب يف ائرة الشكليات
اللغوية والبيانية والنلوية بعيدال ع النظرات ا قاصدية ,صرح هبذا دمد عابد اجلابر ,ودمد مجا ابروت,
وعبداجلوا ايسني ,و ذهم.
فنل أمام لقطتني اترخييتني يف مسذة ا شهد ارصويل/اللقهذ ,لقطة (اإلمام الشافعذ)
و(الرسالة) ولقطة (اإلمام الشاليب) و(ا وافقات) .ولكل ٍ
لقطة توابعها ور رها اهلائلة يف احلرا العلمذ يف
الدائرة ارصولية/اللقهية بل واحلياة اإلسالمية عمومال .فاللقطة اروىل تُعل يف الوعذ احلداثذ/العلماين ع
حلظة العقم واالنغال واجلمو ومسيت الالعقالنية يف اللكر العريب اإلسالمذ ,فيم تعل الاانية ع وع ٍذ
ٍ
ومسيت خلطاب فقهذ متطور قابل للارال واإلثرال ,وقابل أيضال لتشكيل قاعدة شديد العقالنية واالنلتاح,
معرفية صلبة لعملية التلديث والنهضة بعيدال ع تقييد الشكليات اللقهية اجلامدة ,وصرامة النظرايت
ارصولية.
ومل يقت ر ارمر بطبيعة احلا علل جمر االيتلال أبلروية الشاليب بل مت السعذ اجلا يف توظيلها هلدر
أيكام الشريعة التل يلية ,متوغني أن استجالب الشاليب يف اجملا اللقهذ سيلقق مجلةل م ا كاسع
التلدياية يف هذا اجملا بة:
)1تكايل يضور ا احل الدنيوية يف اخلطاب الشرعذ خ وصال ,واخلطاب الاقايف العريب عمومال.
)2ارير العقل ا سلم م التعقيدات اللنية اللقهية ,واالستغرا يف التلاصيل واجلفئيات ,لدوران ا قاصد
يو ا سائل الكلية بعيدال سلطة الن وص اجلفئية.
فيتولد لنا ع هذي ا عاملني فقه سالمذ ُمشبع بروح الشريعة والع ر بعيدال ع سلطة التل يالت
ذرونة ٍ
عالية اليتياتات الواقع ,ويشكل والشكليات والتاريخ ,قق رفرا ف اليسر والسهولة ,ويستجيع ٍ
قاعد لة لك أن تكون منطلقال لنهضة يضارية شاملة.
199
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وقبل مناقشة هذف ا سألة واإلتابة علل شكاليا ا 305أُقدم بشها ة لريلة وثقها ال ديق الشيخ براهيم
السكران -يلظه هللا -متال شكالية معرفية صا مة يف تعالذ كاذ م ا نلرفني مع الوارت ,وت كد علل
يالة (الكسل ا عريف والبلاذ) عند الكاذي ابالكتلال بتلقذ ونشر (الشائعات اللكرية) ون عمل معريف
تا يف التلقق م صوابية تلأل الشائعات أو بطالهنا ,يقو الشيخ وفقه هللا:
ألتق ٍ
اود من م ا ئو ا اب الشر و الذين يتضدعل (لن أذيع سراه إ علم للقاوئ الكرمي أنين مل ِّ
ن الشاطحي إال س لته هح عرأت امللا:قات؟ :هح صدق أ اجللاب أييت د ماه بر:ض تةلل!
مل أعابح أوداه ي تقد ا اب الشر و باد ب وه للشاطحي هل عد عرأ :امله أان إت هذن ال ا
امللا:قات للشاطحي
ٍ
أوهام واإلشكاليات اليت سنعاجلها يف نقد يالة الوهم هذف ييا ترارت الشاليب ا قاصد ,يدور يو
بعة ر ٍ
ئيسية وهذ: أر ٍ
-أن فقه الشاليب فقه مقاصد متسامح يلسح اجملا لقد ٍر عا ٍ م ا يوعة اللقهية.
-أن فقه الشاليب فقه مقاصد يعىن ابلكليات ون اإل را يف التلاصيل واجلفئيات.
-أن فقه الشاليب فقه مقاصد يعىن أصال لة بتلقيق ا احل الدنيوية.
305وم أيس ة ة ة م اللعت عليه يف معاجلة هذف اإلشة ة ةةكاليات الشة ة ةةيخ براهيم الس ة ةةكران يلظه هللا يف ورقته ا اتعة (ايتجاتات ا ناوئني
للخطاب الشة ة ةةرعذ) ونلأل يف مبلث (اخلطاب الشة ة ةةرعذ ومقاص ة ةةد الش ة ة ةريعة) فأوص ة ةةذ ابلرتوع ليه ,وقد انتلعت تدال بكاذ مما نكرف,
وخل ت بعضال م مبلاه.
306ورقة (ايتجاتات ا ناوئني للخطاب الشرعذ) للشيخ براهيم السكران.
200
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
األ ل :اجلانع التأرخيذ رممة الشاليب مع ظاهريت التساهل اللقهذ والبدعذ ,وسذته العملية يف مقاومة
هاتني الظاهرتني.
201
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الشاليب و ذف م تالمذة اب لع يستشكلون هذف الطريقة يف اللتيا ,فكان مع بقية التالميذ اورون
شيخهم فيها ,وقد عاهم الشيخ مرلة وانقشهم لويالل يف لريقة اللتيا هذف يىت أقنعهم هبا ,وقد رول
الشاليب نلسه هذف الق ة يف كتابه (اإلفا ات واإلنشا ات) فقا :
(إ:ادة ك م يلماه سائراه مع باض األ ضاب إذ لقو ا نوخ ا األستاذ املشا َو أاب ساود بن لب -
أكرمه هللا -بقرب املدوس : ،ران ماه إت ابِبا مث أودان االنصراف: ،د اان إت الدتلل ماه إت
املدوس ،عال (أودت أ أطلاكو لى باض م ت دايت يف الفتل الفملنو ما ناكلها ،أبني لكو
ه عصدإ إت التخفوخل :وها) كا عد أطلا ا لى مكتلب خب ه لاابه ن سيال يف وني أ:
لى م از ته : ،واان :وها را اة اللفظ املوح إت انبه : ،از ان :وه يف ذلك الول ،انفصح اجملل
م ائح يف "ال هاي " "أوكا ابن الفرر" دريمها ،ب ل ل ا :وها ا يقتاو اال تماد لى لفظ
احلالخل إ كا :وه تملف ما ل وته ،ب ا لى علل من عال بذلك من أهح املذهب دريهو عال
هو ان:ا داه ماللم من س ن الالما هو أهنو ما كانلا (أودت أ أنبهكو لى عا دة يف الفتل
لن رتادف لو لى ال ائح يف اللاعع إذا ا م تفتواه) ك م عبح هذا اجملل يشدد
دوإ، ا نكاالت يف أعلال مالك أ ضابه: ،لما كا باد ذلك اجملل نرح هللا ب لو ذلك الكمل
:او فام ظلمات لك ا نكاالت د:ا اودة ،هلل احلمد لى ذلك ن له اات أ جيزيه ا ترياه
310
مجوع مالمو ا بفاله)
شال هللا سبلانه وتعاىل للتلميذ أن يواصل مشوارف العلمذ ,ويتبلر يف العلوم الشرعية ليكتشل أن
لريقة شيخه أيب سعيد ب لع يف اللتيا ابريسر لريقة مناقضة رصو الشريعة ,ف ار يقرر وتوب محل
النار يف ا سائل اخلالفية علل اررتح ليالل وليت علل اريسر عمالل ,وصار ينافح ع هذا ا نهج عل
التنظذ اللقهذ والتطبيق اللتو .
كتع كتابه احلافل (ا وافقات) ,وسيطر عليه يف تفل كبذ م الكتاب هاتت لريقة أيب سعيد ب لع
يف اللتيا ,فعقد لذلأل ف والل كاذة كلها يف نقد لريقة التيسذ علل ا ستليت ابرهون يف اخلالفيات .وقد
عل الشاليب يف مناسبات متعد ة ع أ ه م مظاهر التساهل اللقهذ اليت شاهدها وعاينها يف ممانه,
فقا ماالل:
202
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ديقه ا ال يفيت به درين من األعلال؛ ا با اه لغرعه ( -او ك ري من مقلدة الفقها يفيت عريبه أ
د هذا يف األزم ال الف : ،امله ن نهل ه ،أ لغرض ذلك القريب ذلك الصديق لقد
311
زمان ا؛ تبع وتص املذاهب ا با اه للغرض الشهلة)
او "ا ملف يف امل ائح" ماد داه ىف وةج :( -صح عد زاد هذا األمر لى عدو الكفاي ؛ و
ا ابو ،عع :وما قد أتتر من الزما اال تماد ىف لاز الفاح لى كلنه تلفاه :وه بني أهح
الالو : ،ر ا عع ا :تا ىف امل ل ابمل ع؛ :وقال ِّ"ملَ ُ ع امل ل تلخل :وها؟" :وةاح ا ملف
وة ىف اجللاز جملرد كلهنا تلفاه :وها ،ال لدلوح يدل لى ض مذهب اجللاز ،ال لتقلود من هل
312
لى الشريا ) أ ت ابلتقلود من القائح ابمل ع ،هل ني ا
و ا صار الشاليب ارب لريقة "التيسذ علل أسار اخلالف" م خال التأصيل اللقهذ والعمل اللتو ؛
وقعت بينه وبني أستانف أيب سعيد ب لع ويشةٌ ومنافرةٌ ,وصار الشاليب دل مة ابلتفمت اللقهذ,
وانتشرت هذف التهمة بني النار ,فكتع الشاليب بعد نلأل كتابه االعت ام ,واليت ضمنها مقدم لة يفين لة
يرو فيها جمموع التهم اليت توته له ,وادرت فيها ع ربة اإلسالم بكالم يففر اب عاانة ,وم هذف التهم
اليت وتهت له أهنم محىللوف ونسبوا ليه مة التنطع الديج كما يقو :
( اتوة أُمحح لى "التزا احلرج الت ع يف الدين" إمنا محلهو لى ذلك أ التزمم يف التكلوخل
ا ي هح لى ال ائح امللتز ال أ ادان ،هو يتاد نه يفتل
الفتوا احلمح لى مشهلو املذهب َ
امللتز أ يف درين ،أئم أهح الالو لى تملف ذلك للم ل
يلا:ق هلان إ كا ناذاه يف املذهب َ
313
ب ل يف كتاب "امللا:قات")
اتوة نُ بم إت ..اخل). مال أخرل كان يبدؤها بقوله ( اتوة نُ بم إت وعر
203
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
واحلقيقة أن اخلالف مع اب لع مل يتوقل فقف عند قضية (التساهل اللقهذ) ,بل تعداف ىل مشكلة
تساهل اب لع يف (البدع العبا ية) ا نشرة بني عامة النار يف ارندلت ,ييث كان اب لع يتبىن تقسيم
وبدع ٍ
قبيلة ,314وهذا أوتد أرضية خ بة لوسيخ تساهل النار يف البدع العبا ية يسنة ٍٍ بدع
البدعة ىل ٍ
التقليدية كبدع ا ت وفة يف مساعهم ,والتفام عال ارئمة بعد ال الة علل هيئة معينة ,والتفام خطبال اجلمع
ابلدعال للخللال وارئمة و ذ نلأل ,فبعد أن ر الشاليب يف كتاب ا وافقات علل لريقة اب لع يف
(التساهل اللقهذ) ,ألل االعت ام ور فيه علل مشكلة (التساهل البدعذ) ,وكانت اإلشكالية اجلوهرية
دريها) كما هو عنوان الباب يف كتاب االعت ام هذ أن (ذ البد ا داثت ا ٌ ال خيص حمدع د
الرئيسذ يف الكتاب ,وهو استلضار واضح لتأصيالت اب لع يف قضااي البدع التقليدية.
البدع: وقد اشتهر الشاليب ذناكلته للبدع وبتلذيرف منها ,يىت قا يف أيد فتاويه يو بع
وكما ُووته الشاليب بتهمة التفمت حملاربته ظاهرة التمييع اللقهذ ,فقد ووته اب امات كاذة
لدعوته ىل مقاومة وجمانبة البدع ,و(وقع له يف نلأل أمور مع ٍ
مجاعة م شيوخه و ذهم يف مسائل),316
يقو رمحه هللا يف بداايت كتابه االعت ام متلد ل ع اال اهات ا وافقة وا خاللة ا هو ُمقبل عليه م
ارير مسائل البدعة:
ه ن ر الالو طلحي ،أنظر يف قلوا ه نر وا ه هلل احلمد ،مل أزل م ذ :تق للفهو قلو، ( ذلك أ
آتر و بما ٍ
لو ،ال أ:ردت ن أنلا ه نل اه د أ لله :ر ه ،مل أعتصر م ه لى ٍ
لو د
ن ا مكا ،أ ته امل املخللع يف أ ح :ريت ،بح تام يف جلةه تلض ا اعتاان الزما
لل باو ،أعدمم يف موادي ه إعدا اجلرإ ،و كدت أ لخل يف باض أ ماعه ،أ أنق ع يف و:قيت
ِبا جتاسرت لى ما عدو يل ،دائباه ن مقال القائح ،ذل الااذل ،مارعاه ن د اليت ابألن
الصاد ،لل الملئو إت أ من لى الرب الكرمي الر ف الرووو :شرح يل من ماا الشريا ما مل
يكن يف و ايب).317
204
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ما انله م احمل وقد انله يف سبيل تقرير ما يراف يقال يف شأن البدع أنل كاذ ,وقد ادرت أبٍمل ع بع
البدع علل حنو متدر فقا : يني سعل يف مقاومة بع
الاملل ، ( :قامم لو القوام ،لا رت لو اململم : ،لق إيل الاتاب سهامه ،ن بم إت البد
أنزلم م زل أهح الغبا ة اجلهال ).318
لك هذف احلا مل تف –حبمد هللا -مامنا ال رسوخال يف احلق ,وثبااتل عليه ,كما تعلته شديد ا نافرة م
البدع ,فإنا ما أفىت يف شأن م ش وهنا وتدت وضويال شديدال يف نمها والر علل يخالليه فيها ,و هنا
جلديرة ابلذم والوضوح يف نلأل م ذ مواربة لوسخها يف ا شهد العبا ,وتع ع بع أهلها الشديد
هلا يىت أن (بد التزا الد ا إبعر الصللات دائماه لى اهلوئ اال تما و بلغم بباض أ ضاب ا إت
أ كا الرتك هلا مل باه للقتح دن) ,319كما قا الشاليب رمحه هللا ,ولذا فم الطبيعذ أن يذيل فتواف
يف مال هذف ا سألة بقوله:
وكان م بركات هذف احلا أهنا استنلرت الشاليب للتأليل والبيان ,واستخرتت منه كتاب (اال تصا ),
والذ يعد (ا رتع) للمهتمني يف مبايث البدعة ,321فأخذ رر ما يتعلق ذلهوم (السنة) و(البدعة)
و قق مسائلهما ,يقو الشاليب شاريال هذف احلا :
لو من ا نكاو ما عع مع ما هد هللا إلوه له احلمد ،مل أزل أ تبع البد اليت نبه لوها
( ملا عع ّ
وسلل هللا لى هللا لوه سلو ،وذو م هاّ ،بني أهنا عملل تر ج ن اجلادة ،أناو الالما إت
ُووزها ،التاريخل جبمل م ها ،لالو أ ت بها :وما است ام أحبث ن ال ن اليت كادت فئ نلوها
318االعت ام .27/1
319ا عيار ا عرب .468/2
320فتاول اإلمام الشاليب .174
321هذا يكاية للواقع ,والكتاب ال شةةأل ضةةافة علمية ضةةخمة يف هذا الباب ,وتهد علمذ مبار ,وهو تدير اباليتلال والتقدير ,وعامة
مباياه ال ش ة ةةكا فيها بل هذ متال الرؤية الش ة ةةرعية يف هذا الباب ,لك م ا هم أن ال يسة ةةر الوهم بسة ةةبع يالة االيتلال ىل التفكية
ا طلقة لكل ملر ة يف الكتاب واعتقا أهنا متال ابلضرورة احلق يف ابب التقرير والتأصيل ,وأنه ال جما تعقع أو ستدر ,بل هذ ربة
علمية رصةينة ,لكنها سةتظل ربة قابلة لالسةتدرا والت ةليح والتطوير ,واسةتمع لتعليق نليت يف هذا الشةأن للشةيخ يوسةل الغليث يف
جممعته ال وتية (قرالة موضوعية يف كتاب االعت ام) وهذ موتو ة علل شبكة اإلنونت.
205
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
لك ا داثت ،لالو أ لل ابلامح س اه ا ،أ د يل القوام :ومن أوواها ،إذ ما من بد سدث إال
ولت من ال ن ما هل يف مقابلتها ،و بما ا ن ال لخل يف ذلك).322
فكان يف تها الشاليب يف مقاومة البدع سببال ضافيال للويشة وا نافرة اليت وقعت بينه وبني شيخه اب
لع و ذف ,يقو الونشريسذ يف ا عيار ا عرب مبينال لرفال م نلأل:
وبطبيعة احلا فا ق و هنا هو الشاليب ,يقو الشاليب متأ ال م هذف التهمة يف سيا تعدا ف جلملة
التهم اليت انلته:
( اتوة ن بم إت الر:ض بغض الصضاب وعو هللا هو ب بب أ مل ألتز ذكر ا لفا الراندين
م هو يف ا ب لى ا صلص ،إذ مل يكن ذلك ن من ال لخل يف ت بهو ،ال ذكرن أود من
الالما املات ين يف أ زا ا ب).324
ما سبق اية يسذة متال السذة اللقهية العملية لحمام الشاليب وموقله م ظاهريت التساهل اللقهذ
والبدعذ ,وهذ تد علل شدة اهتمامه ابلتأصيل بدأ االنضباط اللقهذ ,وما عاانف يف هذا السبيل ,كما
ٍ
متساهل فقهيال ,وهو ما سيتجلل أكار ٍ
خلطاب ت كد علل أن تراثه ال لك أن يشكل قاعد لة يقيقيةل
تقريراته ومقوالته الكلية واجلفئية واليت ت كد مجيعال علل الطبيعة اللقهية احملافظة لحمام بللث بع
الشاليب.
322االعت ام .30/1
323ا عيارا عرب .471/2
324االعت ام .27/1
206
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
م أكار القضااي يضورال ومجاالل يف التنظذ اللقهذ لحمام الشاليب مكيدف ا ستمر علل ضرورة مقاومة
اهلول ,وبيان م ا مة اكيم اهلول بدأ متابعة الشريعة بل م ا مته بدأ وضع الشريعة أصالل ,فيقو يف
سيا بيان ا ق د الشرعذ م وضع الشريعة:
(املقصد الشر و من عع الشريا إتراج املكلخل ن دا و هلان ،و يكل بدا هلل اتتواواه ،كما
325
هل بد هلل اع راواه)
ولذا فقد شكلت قضية (جماهدة اهلول) مسألة مركفية شديدة احلضور يف ا شروع الشاليب ,وتنوعت
أساليع هذا اإلمام يف معاجلة هذف القضية ,فها هو يكشل يف اليل نلسذ لاين عميق ع أثر لبة
اهلول يف االحنراف ع السنة واالستمسا ابلبدع ملسرال بذلأل سبع عدم توفيق ا بتدع للتوبة ,فيقو :
أما علل ا ستول اللقهذ فهو يقرر ضرورة التخلث م اهلول عند النظر اللقهذ والوتيح بني ا سائل,
فيقو :
از تو يف (:إ يف م ائح ا ملف "عاب اه عرآنواه" ي فى ا با اهلل مجل ،هل علله اات (:إ
نو :رد ن إت هللا الرسلل) ،هذا املقلد عد از يف م لته جمتهدا ؛ :ل ب ودها إت هللا الرسلل
الشهلة مااد للر ل إت هللا الرسلل لى لى هللا لوه سلو: ،اتتواون أود املذهبني ابهلل
327
هللا لوه سلو)
207
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وبنالل عليه فهو ي كد علل أن عملية االستلتال يف يقيقتها منا هذ عملية لار ة للهول ,فيقو يف عبارة
لانية م ثرة:
(إذا رض الاامو انزلته لى املفيت؛ :هل عائح له "أتر ين ن هلاإ دلين لى ا با احلق" :مل
وكن احلال هذن أ يقلل له "ىف م لتك علال :اترت لشهل ك أيهما نئم؟" :إ مات هذا
لول املفيت الاامو لى "سكوو اهلل " باد أ طلب م ه إترا ه ن سكوو اهلل د الشر ،
328
هح ابلشريا ) هلان؛ ومو يف ماي ،
ولذا كان م ا تعني علل ا ليت أن تكون فتياف موافقةل ق و الشارع يف نلذ اهلول ال أن يتذرع
ابخلالف اللقهذ للبال للوخث واإلابية ,يقو الشاليب:
(ال يصح للضاكو ال للمفيت أ ير ح يف وكمه أ :تلان أود القللني ابلصضب أ ا ماوة أ عاا
احلا ،إمنا الرت وح ابلل لن املات ة نر اه ،هذا متفق لوه بني الالما :كح من استمر لى قلود
علل دري حمقق أ و ح بغري مات مات : ،قد تلع الربق است د إت دري نر ،ا:اان هللا من
ال او).329
اللقهال) فتلدرت انقدال هلا ,ومبينال يرمتها م القضااي اليت اعتىن الشاليب أيضال هبا (ظاهرة تتبع رخ
وكاشلال ع ر رها السلبية علل اإللان ,وم ا متها ق و الشريعة ,فقا يف بيان يرمتها يف يق اللقيه
عمالل وفتيال:
( الفقوه ال حيح له أ يتخري باض األعلال ةرد التشهو األدراض من دري ا تهاد ،ال أ يفيت به
أوداه).330
208
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فمع قرارف بيسر الشريعة ,وأن م مظاهرف جمذل الشريعة املة م الرخث ,لكنه مع نلأل ينقد ظاهرة
التوسع يف الوخث يف ذ موالنه الشرعية ,ونم نلأل ,فقا :
لى أ الار وات ( و ا استةاز هذا بااهو يف ملاطن يد و :وها الار وة إجلا احلا ،ب ا
بوح ا ظلوات؛ :و تذ د ذلك ا يلا:ق الغرض و إذا نزلم امل ل لى وال ال عر وة :وها،
إت األتذ ابلقلل املر لح أ ا اوج ن املذهب ،أتذ :وها ابلقلل املذهحي أ الرا ح يف ال وا
اا من ذلك ال راز املتقد : ،إ وا له األتذ ا يلا:ق اهلل احلاعر ،حمال املذهب :هذا أي ه
الار وات ماللم من الشريا : ،إ كانم هذن امل ل م ها: ،صاوب املذهب عد كفح ببواهنا أت هذا
ن اوب الشر :مل وا إت االنتقال ها ،إ مل كن م ها: ،ز و الزا و أهنا م ها ت :اوش،
د ل دري مقبلل ).331
فقد ادرت يف أكار م مناسبة علل ضرورة لفوم لريق العد يف تنفيل اريكام علل الواقع بعيدال ع
وبني ما يوتع علل التشديد والتساهل م ا ضار فقا :
التشد والتساهل ,ىل
(ا ر ج إت األطراف تاوج ن الادل ،ال قل به مصلض ا لق ،أما يف طرف التشديد؛ :إنه
ب به مذهب الا م احلرج ِّ
مهلك ،أما يف طرف االحنملل؛ :كذلك أياا؛ أل امل تفيت إذا ذُه َ
ض إلوه الدين ،أد إت االنق ا ن سللك طريق اآلترة ،هل مشاهد؛ أما إذا ذُ ِّهب به مذهب ِّ
بدُغّ َ
الشهلة ،الشر إمنا ا ابل هو ن اهلل ،ا با اهلل االحنملل كا مظ للمشو مع اهلل
332
مهلك ،األدل ك رية)
209
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فقد عقد ف الل يف كتابه االعت ام يف بيان اروته النقلية يف نم البدعة فذكر منها:
فأور مجلة م ا ر يف نلأل بني يختلل اال اهات يف تنا ملهوم الرأ ا ذموم ,ونكر منها:
(القلل يف أوكا نرائع الدين ابالستض ا الظ ل ،االنتغال حبفظ املااملت األدللطات ،ود
ودها إت أ لهلا ،ال ظر يف للها ا تباوها: ،استامح ال لازل بااها إت باض عواساه د الفر
زل: ،ر م عبح أ قع ،كلو :وها عبح أ كل ابلرأإ املااو للظن ،عاللا :وها الرأإ عبح أ
ال يف االنتغال ِبذا اال ستغراق :وه ا وح ال ن الباث لى هلها رك اللعلف لى ما يلز
اللعلف لوه م ها من كتاب هللا اات ماانوه).334
فقد عقد ف الل يف كتاب االتتها أور فيه عشرات الق ث ا ر الدالة علل يرمة اللتيا ٍ
اهل ,وفضل
ليل, تالالل ومهابة يف اذير ا تكلم يف الشرع ال ع لفوم "ال أ ر " للعامل ,335وله عبارة رائقةٌ تلي
فيقو :
(أ يكل لى ابل من ال اظر املف ر املتكلو لوه أ ما يقلله قصود م ه للمتكلو ،القرآ كمل
هللا؛ :هل يقلل بل ا بوانه هذا مراد هللا من هذا الكمل ؛ :لوت بم أ ي له هللا اات من أين علم
ين هذا ).336
333االعت ام .99/1
334االعت ام .103/1
335ا وافقات .323/5
336ا وافقات .284/4
210
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فقد سا يف نلأل مجلة م ا ر الدالة علل وتوب احلذر م ملل العلمال فقا :
( يف هذا امللطن وذو من زل الاامل: ،إنه ا يف باض احلديث ن ال حي لى هللا لوه سلو
التضذير م ها؛ :ر إ ه لوه الصملة ال مل ،أنه عال (إ ألتاف لى أميت من بادإ من أ مال
عملع ) عاللا ما هو اي وسلل هللا؟ عال (أتاف لوهو من زل الاامل ،من وكو ائر ،من هل ه
337
متَّبع)
دال م ا:ق ابلقرآ ،أئم مالل ن مر عملث يهدمن الدين زلَّ الاامل،
لى دال امل ا:ق ابلقرآ ،القرآ وقٌّ، ن أيب الدودا إ مما أتشى لوكو زل الاامل ،أ
او كم او ال ريق
القرآ م ٌ
ريا إايكو َزيْغ َ احلكوو: ،إ الشو ا عد يتكلو لى ل ا
كا مااذ بن بح يقلل يف ت بته ك ه
ا:ق احلقََّّ ،
:تلقلا من ا به: ،إ لى احلق نلهوا عاللا يقلل امل ُ
احلكوو بكلم الاملل ،عد ُ
كر هنا ،قللل ما هذن؟ :اوذو ا زيغته ،ال كوخل زيغ احلكوو؟ عال "هو كلم ر كو
ص َّدنكو ه؛ :إنه يلنك أ يفو أ يرا ع احلق
َُ
دال م ا:ق ابلقرآ ،دنوا ق ع أ اعكو، عال سلما الفاوسو كوخل أنتو د عملث َزلَّ امل،
:ما زل الاامل: ،إ اهتد ؛ :مل ُقلَّد نُ دي كو ،قللل نص ع م ح ما يص ع :مل ،ن تهو ما ي تهو
ه :مل ،إ أت : ،مل ق الا إايسكو م ه: ،تُاو لا لوه الشو ا احلديث
يح لأل با من َ رات الاامل عوح كوخل ذلك؟ عال يقلل الاامل نوئها برأيه ،مث جي ُدن ابن بار ٌ
من هل أ لو برسلل هللا لى هللا لوه سلو م ه: ،ورتك علله مث واو األ با ).338
فهذف ا ر اليت نقلها الشاليب متبنيال هلا تكشل ع خطورة وقوع هذف العارات م أهل العلم كوهنا نريع لة
ىل متابعتهم فيها ,و خاهلا يف مسائل اخلالف ,وهو ما ال يراف الشاليب بل يرل يرمته رمحه هللا.
337رواف الطلاين يف (ا عجم الكبذ) (( ,))404/11والبفار يف مس ة ة ةةندف (( ,))314/8قا اب عد يف (الكامل) ( :189/7فيه كاذ ب
عبد هللا ا فين عامة ما يرويه ال يتابع عليه) ,وقا اب مللح يف (ا اب الشرعية) ( :50/2يف كاذ موو ).
338ا وافقات .134/5
211
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فقد قرر هذف القاعدة تقريرال يسنال و لل عليها بل و مطولة أكد فيها أن (سد الذوائع م للب مشر ،
هل أ ح من األ لل الق او يف الشر ) ،339وم ا اليظات ا كدة علل انضباله اللقهذ يف تقريرف
هلذا ارصل كشله ع لبيعة االيتياط واحلفم يف الشريعة الباعاة علل عما قاعدة (سد الذرائع) يقو
عليه رمحة هللا:
ى أ يكل طريقا إت مف دة: ،إذا األتذ ابحلز ،التضرز مما ( الشريا مب و لى االوتوا
الامح لوه ببد يف الشريا ،بح هل أ ح من ماللما لى اجلمل التفصوح؛ :لو
ه كا هذا
340
أ لهلا)
والواتبات, مما ي كد يالة احملافظة اللقهية يف ترارت الشاليب اعتناؤف أبمر ا ستلبات فضالل ع اللرائ
بل نث علل ريح ا داوم علل تركها خ وصال م القدوات ,يىت تعل بعضها واتبال ابلكل ,فمما قاله
يف تقرير هذف ا عاين:
ه آتر هل أ يف رك امل د ب إتملاله امر كلو :وه من امل د ابت ما هل ا ب ابلكح؛ :ويدإ
ركه م لقاه إت ا تملل ابللا ب ،بح ال بد :وه من الامح به لوظهر لل ار :وامللا به ،هذا م للب
ا ر وأقوا ارئمة يف مكيد هذا ممن يقتد به ،كما كا ن ال لخل الصاحل) .341سا بع
ا بدأ يف يق م يقتدل هبم خ وصال بل والعامة أيضال
212
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
م ا عامل اللطيلة وا كدة لالنضباط اللقهذ يف خطاب اإلمام الشاليب اللقهذ مكيدف علل ضرورة أن
يكون عمل ا ليت موافقال لعلمه ,فليت رة جما عند الشاليب للتساهل العملذ يف السلو وا مارسة بل
ا تعني عندف أن يكون العلم والعمل متوافقال ,ومما قاله يف تقرير هذا ا عىن يف يق ا ليت:
( الفتوا ال صح من الخل ملقتاى الالو ،هذا إ كا األ للول عد نبهلا لوه بو لن؛ :هل يف
كملمهو جممح حيتمح البوا ابلتفصوح املقرو يف أع ا الفتوا).342
امتاه ما ال ياين :فتلان ادع ،إ كا من (املفيت إذا أمر م مله ابلصمم ما ال ياين؛ :إ كا
ا ائاني :وما ال ياين :هو دري ادع ،إذا دلَّك لى الزهد يف الدنوا هل زاهد :وها دعم
:توان ،إ كا وادبا يف الدنوا :هو كاذب ،إ دلَّك لى ا ا:ظ لى الصملة كا حما:ظا لوها
دعم :توان ،إال :مل
لى هذا الرت وب سائر أوكا الشريا يف األ امر ،م لها ال لاهو؛ :إذا هنو ن ال ظر إت األ بوات
من ال ا ،كا يف نف ه م تهوا ها دعم :توان ،أ هنو ن الكذب هل ادق الل ا ،أ
ن التفضش هل ال يتفضش ،أ ن ال األنراو هل ال خيال هو ،ما ن الزىن هل ال يز ،أ
دق القلل ملم أنبه ذلك؛ :هل الصادق الفتوا الذإ يقتد بقلله يقتد بفاله؛ إال :مل؛ أل
اه ُد ا
ال َ َدعُلا َما َ َ م ابق الفاح ،بح هل الصدق يف احلقوق د الالما ،لذلك عال اات ِّ
(و َ ٌ
ص َّدعَن) إت علله ( َ ِّ َا َكانُلا آات َان ِّم ْن ْ َ:
ا ِّل ِّه لََ َّ اّللَ لَئِّ ْن َ
اه َد َّ ِّ
اّللَ َلَْوه) عال يف عدن ( َ م ْد ُه ْو َم ْن َ َ َّ
يَ َك ِّذبُل ) :ا ت يف الصدق م ابق القلل الفاح ،يف الكذب الفته عال اات يف ال ملع الذين
ادعِّني)).343 الص ِّ آم ُلا ا َّد ُقلا َّ
اّللَ َ ُكلنُلا َم َع َّ َّ ِّ
(اي أَيدُّ َها الذ َ
ين َ تلفلا َ
وهذف ٍ
معان علمية لانية عالية ينبغذ االهتمام هبا وااللتلات ليها.
213
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
هذف السمة يف منهج اإلمام الشاليب اللقهذ تد علل قد ٍر م الفاي ة والتجاوم يف احملافظة اللقهية,
فالشاليب ال يعد نلسه ال مقلدال للمذهع ا الكذ ولذا فهو يستلفم اللتيا اب شهور م ا ذهع ,وقد صرح
هبذا ا عىن يف مناسبات متعد ة فم تلأل ا ناسبات علل سبيل التمايل فقف:
( -مرا اة األعلال الااوف أ دريها ن اجملتهدين من الفقها ،إذ مرا اة دلوح املخالخل ،و بما
مرا اة الدلوح أ د مرا ا ه لو إلو ا -ماشر املقلدين: -ض ب ا :رن ل ا باض نولت ا املغاوب
344
:هو أعلال الالما الفتل ابملشهلو م ها ،لوت ا ن ةل -مع ذلك -وأساه برأر ،ال ل ا ال لو ا)
شذل م فتاول اإلمام الشاليب يستبني للقارئ ا وضوعذ يجم التوافق الكبذ بني التنظذات ابستعرا
ارصولية اليت قدمها الشاليب وا مارسة اللقهية اللتوية عندف رمحه هللا ,وأن جمموع ارمري ي كدان علل
الطبيعة ا نضبطة للقه اإلمام الشاليب رمحه هللا ,وبعدف الشديد ع مظاهر التساهل اللقهذ ,فم النمان
علل ا مارسة اللقهية ا نضبطة ما يلذ:
لى ركها جيرح: ،مل قبح نهاد ه؛ أل يف ركها ماادة ظهاو ناائر ( -ملة اجلما ،من دا
لى رك اجلما ؛ :هو أ حيرق لوهو الدين ،عد ل د الرسلل لى هللا لوه سلو من د ا
بول و).345
( -كشخل الرأر: ،إنه خيتلخل حب ب البقا يف اللاعع: ،هل لذ إ املر ات عبوح يف البملد املشرعو ،
د أهح املشرق عادواه دري عبوح يف البملد املغربو : ،احلكو الشر و خيتلخل ابتتملف ذلك: ،وكل
346
د أهح املغرب دري عادح) يف الادال ،
214
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
( -الذإ يقال -ابهلل التل:وق -إ الشهلد ال ملع عد ا فقلا لى مات ٍ
اود يقتاو احلكو بقتله
من دري استتاب أما د استتابته :ملستتاون بتلك املقاالت ،أما عتله :أل نهاد و ا تمام لى
347
أنه كا:ر بشريا حممد لى هللا لوه سلو)
( -س لم : -قين هللا إايك -ن عل يَدتَّ ِّ ُمل ابلفقر ،جيتمال يف باض اللوايل أيتذ يف الذكر،
مث يف الغ ا الارب ابألكخل الش ح إت آتر اللوح ا تما هو لى إمامني من أئم ذلك امللعع
يتلمسَا بلسو الشولخ يف لك ال ريق ،ذكرت أ كح من يز رهو ن ذلك الفاح ،حيتةل حبالو ّ
348
الفقها ماهو ،لل كا وراماه أ مكر هاه مل حيار ا ماهو)
فمما لك ماليظته يف فتاول اإلمام الشاليب تنبيه ا ستليت أيياانل علل مقتضل الورع ,وهذا ال يتمشل
لالقال مع تلأل ال ورة الذهنية ا رسومة ع الشاليب وممارسته اللقهية يف العقلية احلداثية ,خذ هذف ارمالة
م فتاواف:
349
( -هذا ما ظهر يل يف امل ل من ه الفقه أما طريق اللو : ،رتك اجلموع)
ود ما أتذمت م ها مما حيكو :وها لوكو، ( -م ل الزايدة يف املر ب ملا عام أتذُلها مدة :لو
350
لكن ال ظر يف ذلك وا ع إلوكو أنتو أ ت من است أ لارعه دي ه)
ا المح النظرية/العملية للقه اإلمام الشاليب واليت ت كد علل أنه م اخلطأ اللا ح تعل الشاليب هذف بع
وتراثه ملتتلال لباب التساهل اللقهذ ,بل هذا الوارت يف يقيقته كما اتضح علل الضد ا علل مستول
عا ٍ م االنضباط اللقهذ.
215
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
(عر وة التخلص من التالق املرعو حبر:و ال صلص ،ال سوما ال ص القرآ ،إيمل مقا د الشريا
وا ات اجملتمع احلديث).351 املكان امل لى يف سن التشرياات اللعاو اليت تمل
واحلقيقة أن الشاليب ا قاصد عليه رمحة هللا بعيد كليال ع هذا الت وير اخلال فهو ي كد علل ضرورة
اعتبار اجلفئيات والكليات عند التنظذ اللقهذ ,وأن ا عر ع أيدغا يخطذل وال بد ,فيقو :
352
ئ: ،كذلك من أتذ ابلكلو مارعاه ن زئوه) (كما أ من أتذ ابجلزئو مارعاه ن كلوه :هل
وله عبارات كاذة متناثرة ت كد علل قيمة اجلفئيات وعدم توام هدرها ,فيقو ماالل:
ويقو :
354
(اجلزئوات داتل مدتح الكلوات يف ال لب ا ا:ظ لوها)
ويقو :
355
(اجلزئوات لل مل كن مات ة مقصلدة يف إعام الكلو ،مل يصح األمر ابلكلو من أ له)
بني الكلذ وا ق د الشرعذ العام مع النث اجلفئذ ,فليت صليلال أن الشاليب وبتقدير يالة التعار
ا قاصد يشطع النث اجلفئذ ويلغيه مباشرة ,بل يسعل للجمع بينهما كما هذ لريقة أئمة اإلسالم
مجيعال ,يقو رمحه هللا:
351لبنات .162
352ا وافقات .174/3
353ا وافقات .96/2
354ا وافقات .96/2
355ا وافقات .96/2
216
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
لن املخالف ؛ (إذا عبم ابالستقرا عا دة كلو ،مث أ ى ال ص لى زئو خيالخل القا دة بل ه من
:مل بد من اجلمع يف ال ظر بو هما ،أل الشاو مل ي ص لى ذلك اجلزئو إال مع احلفظ لى لك
القلا د ،إذ كلوّ هذا ماللم عر وة باد ا واط قا د الشريا ؛ :مل وكن احلال هذن أ ختر
356
القلا د إبلغا ما ا ت ن الشاو ،إذا عبم هذا؛ مل وكن أ يات الكلو يلغى اجلزئو)
ومما ي كد هذا ,ويقطع أبن الشاليب ال يعلق التشريع علل جمر النظرة ا قاصدية بل يرعل فيما يرعل أ لة
اللتاول ا قاصدية ومنها: الشريعة التل يلية ,نقدف لبع
(ما وكى الغزايل ن باض أكابر الالما ،أنه دتح لى باض ال ملطني : ،له ن اللعا يف هناو
وماا : ،قال لوك وا نهرين متتاباني: ،لما ترج وا اه باض الفقها ،عاللا له القادو لى
إ تاق الرعب كوخل يادل به إت الصل ،الصل ظوف املا رين هذا امللك ولك بوداه دري
حمصلوين! :قال هلو لل علم له لوك إ تاق وعب الستضقر ذلك ،أ تق بوداه مراواه :مل يز رن
إ تاق الرعب يز رن ل نهرين متتاباني).
(:هذا املات م اسب أل الكفاوة مقصلد الشر م ها الز ر ،امللك ال يز رن ا تاق يز رن الصوا
هذن الفتوا ابطل ،أل الالما بني عائلني عائح ابلتخوري ،عائح ابلرت وب :وقد الاتق لى الصوا ،
:تقدمي الصوا ابل ب إت الغت ال عائح به).357
ىي يف يق عبدالرمح ب احلكم يني وقع يف شذل م هذا ,فسأ اللقهال ىي ب والق ة مشهورة ع
ىي ,سكت ىي :يكلر نلأل صيام شهري متتابعني .فلما برم نلأل م ىي ب ع توبته وكلارته ,فقا
سائر اللقهال ,يىت خرتوا م عندف ,فقالوا ليلىي :ما لأل مل تلته ذذهبنا ع مالأل ,م أنه يخذ بني
العتق والطعام وال يام فقا هلم :لو فتلنا له هذا الباب سهل عليه أن يطأ كل يوم ,ويعتق رقبة ,ولك
محلته علل أصعع ارمور لئال يعو .
217
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الفا لإلمجا ).358 ح هذا ن حيىي بن حيىي ومحه هللا كا كملمه لى ظاهرن كا (:إ
(املصاحل اجملتلب نر اه املفاسد امل تد:ا ؛ إمنا ات من ووث قا احلواة الدنوا للضواة األتر ،ال
359
من ووث أهلا ال فلر يف لب مصاحلها الاادي أ دو مفاسدها الاادي )
ولذا فالشاليب يقرر بال مواربة أن ا احل الدينية مقدمة ومال علل ذها م ا احل الدنيوية عندف
رمحه هللا ,فيقو ماالل:
ويقو :
361
املال دريمها) ( دان الدين أ ظو األنوا ،لذلك يهمح يف انبه ال ف
وهذف اهلرمية اليت يقررها الشاليب لطبيعة ا احل منا كانت ع استقرال ريكام الشريعة فاجلها الذ فيه
للة الدي ,وقتا نلور اتركذ قتل النلور منا شرع م أتل عالل كلمة هللا ,وقتل نلت ا رتد شرع
الفكاة هو م أتل احللاظ علل ظهور هذف الشعذة ,وحنو هذف التطبيقات الشرعية التل يلية اليت تتضم
358االعت ام .114/2
359ا وافقات .63/2
360ا وافقات .265/2
361ا وافقات .511/2
218
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
يف ليا ا التنبيه علل أن م للة يله الدي أعظم م بقية ا احل ,وقد أشار رمحه هللا تعاىل لذلأل يف
م واضع كاذة ,وكان يكرر أن يله الدي أعظم م يله النلت ,ويله النلت أعظم م يله ا ا ,
علل هذا الوتيع ,فم أقواله يف هذا ال د قوله:
(ال فلر حمرتم حمفلظ م للب ا ووا ،حبوث إذا داو األمر بني إووائها إ ملف املال لوها ،أ
رض إوواؤها إما الدين؛ كا إووا الدين أ ت إ مل:ها إووا املال؛ كا إووا ال فلر أ ت :إ
إ أد إت إما تها ،كما ا يف هاد الكفاو ،عتح املر د ،دري ذلك).362
وقد سبق يف ثنااي البلث يف شكاليات (ا قاصدية) التنبيه وم كالم الشاليب علل قضااي مهمة تت ل
ابلطبيعة الانائية للم احل (أخروية و نيوية) وال لة بينهما ,فلذاتع.
مااجل إنكالو الشاطحي وال الق وا الفقهو /األ للو ن امللو ث امل بق
كما سبق يف بداايت هذا ا بلث فكاذ م ا طري للمشروع الشاليب يدعذ يف سيا نقدف
الالنع للمشهد اللقهذ/ارصويل العام أن هذا ا شروع لال حلظة مل لية يف اتريخ علم ارصو ,بل لال
تدشينال ريلة أصولية تديدة منقطعة معرفيال ع السيا ارصويل ا سبق والذ رسم معا ه الشافعذ متسببال
يف يالة االحنبار واالنغال اليت عاىن منها اخلطاب ارصويل لقرون تلت.
وهل لال الشاليب حلظة انلرا يف ا شهد اللقهذ يف مقابل حلظة االنغال اليت أسسها اإلمام الشافعذ !
أيسع أن القارئ وقد وصل ىل هذف النقطة م البلث اتضح له متامال يالة االنسجام ا نهجذ العايل
بني واقع اإلمام الشاليب وم تقدمه م أهل العلم ,وأن ما قدمه يف هذا السيا -و ن كان عمالل ديدايل
مبتكرال -لكنه يف توهرف م ست علل تهو علمال تقدموف ,فله فضل العناية والكشل والتلرير والتقعيد
واإلشباع بايث هذا العلم مع ٍ
تدة يف أسلوب ا عاجلة والبلث والت نيل ,لك ليت علل حنو ما ي ورف
اخلطاب احلداثذ أبنه نتا ٌ مقطوع ال لة ع السيا العلمذ العام ,أو أنه تدشني ريلة أصولية مباينة
للمريلة السابقة ,كال ,بل الشاليب نلسه ي رح يف أوائل كتابه أبن ا عاين اليت تناوهلا ليست بدعال يف
السيا ارصويل و ن كان رة أوته م االبتكار ال تنكر ,فيقو رمحه هللا:
219
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ه االترتا :وه االبتكاو ،در مو ك هذا الكتاب اوض ا نكاو، اوعك د (:إ
الظا أنه نو ما ُمسع له ،ال ألخل يف الالل الشر و األ لو أ الفر و ما نُ ج لى م لاله أ
ُنكح بشكله ،و بك من نر مسا ه ،من كح بد يف الشريا ابتدا ه؛ :مل لتفم إت ا نكال
د اتتباو ،ال ْرِّ ظ الفائدة لى دري ا تباو؛ :إنه حبمد هللا أمر عرو ه اآلايت األتباو ،ند
363
مااعدن ال لخل األتواو ،وسو ماامله الالما األوباو ،نود أوكانه أنظاو ال ظاو)
و نا تدبرت يف السيا التارخيذ لعلم (مقاصد الشريعة) فستجد منوال مطر ال يف مباياه ومسائله
وأنه مل يف يتمد ويتوسع بتمد ا عامل الفمج ,شأنه يف هذا شأن كاذ م ا عارف والعلوم ,واليت يتك
فيها الاليق علل تهد السابق ويبج عليه .وما مبايث (االست الح) و(االستلسان) و(سد الذرائع)
و(اعتبار ا آالت) و(رفع احلر ) و(مقاصد ا كللني) و(تعليل اريكام) و(مبايث القيار) و(ا ناسبات
واحلكم) و(ا عىن ا الئم) و(الوصل ا ثر) و ذها -وهذ احلاضرة يف الكتابة ارصولية -ال جماالت حباية
منوعة تكشل ع احلرا ا قاصد يف البلث ارصويل.
معان ٍ
علمية ٍ ومع االعواف أبن بنال نظرية ا قاصد وتطويرها ال يعدو يف يقيقته ال كشلال ع
وار ةٍ يف الالت الويذ كتاابل وسنة ,ومدركة تقدمذ علمال هذف ارمة وسللها ال احل ,لك لك القو
أن بداايت التأليل يف هذا اجملا ا عريف كان عل بوابة احلديث ع أسرار ِ
ويكم التشريع يف كتاابت أماا :
احلكيم الومذ والذ كان م أوائل م أ خل م طلح (ا قاصد) للوسف العلمذ يف ٍ
مجلة م كتبه
ككتاب (ال الة ومقاصدها) و(احلج وأسراراف) و(علل الشريعة) أو (علل العبو ية) ,كذلأل أبو من ور
ا اتريد يف كتابه (مأخذ الشرائع) ,وأبو بكر القلا الشاشذ صايع كتاب (داس الشريعة) ,والعامر
يف (اإلعالم ذناقع اإلسالم) ,والرا ع ارصلهاين يف كتابه الشهذ (الذريعة ىل مكارم الشريعة) ,ودمد
ب عبدالرمح البخار وله (داس اإلسالم) ,وكذا وارهبر ,والباقالين و ذهم مم ألل يف ارصو .
ولك القو أبن مام احلرمني اللقيه الشافعذ الكبذ اجلويج يعد مل الل مرخييال مهمال يف مسذة علم
ا قاصد خ وصال وعلم ارصو عمومال فلللهان أثر ضخم علل ا شهد ارصويل العام ,وله راي ةٌ يف خا
ا لاهيم ا قاصدية احملورية يف اجملا ارصويل كقسمته اخلماسية ا يعلل وما ال يعلل م أيكام بع
الشرع ,فكان يف ضم أقسامه :ما يتعلق ابلضرورايت ,واحلاتيات ,والتللذ اب كرمات ,وما هو ون
220
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
القواعد ا قاصدية ,ويديث نلأل ,وما ال يظهر له تعليل واضح أو مق د دد .ضافةل ىل تقرير بع
ع مق د بع اجملاالت الشرعية كالعبا ات والق اص واحلدو ,والتكبذ ,والبيع واإلتارة و ذها.
تال أبو يامد الغفايل والذ يشكل امتدا ال يقيقيال لشيخه اجلويج فنقح ولور مستكمالل ا شوار يف تقعيد
وارير مسائل ا قاصد عل (شلال الغليل) و(مسالأل التعليل) بشكل أوضح وأوسع يف كتابه ارصويل
ا اتع (ا ست لل) والذ تالت تقريراته أكار وضويال و يكامال م شيخه فجعل (ا للة احملافظة علل
مق و الشرع) ,ورتع ا احل ىل رتع (الضرورايت ,واحلاتيات ,والتلسينيات) وتعل لكل رتبة
مكمالت ,كما قدم ألرويته احملررة يف مقاصد الشرع الضرورية وما عرف يف الدرر ارصويل ابلكليات
اخلمت (يله الدي ,والنلت ,والعقل ,والنلت ,وا ا ) ,واليت تسربت بعد نلأل ىل عامة ارلرويات
التالية واليت تناولت نظرية ا قاصد يىت تال اب تيمية فنقد ي ر الضرورايت فيها ,ومما أصله الغفايل
القواعد ا تعلقة اب قاصد ,وادرت أيضال ع بع لرائق التعرف علل مقاصد الشارع ,كما يرر بع
يكم التشريع .وبعد الغفايل تسربت تقريراته ىل كافة ارعما ارصولية (كاحمل و ) للرام ,و(الروضة)
للموفق ,و(اإليكام) لآلمد والذ ضم ا قاصد كالرام يف ابب الوتيح بني ارقيسة ا تعارضة ,كما
يرر ا مد الكالم يف ترتيع الضرورايت اخلمت ووسع الكالم يف نلأل .واستمرت هذف التقريرات ياضرة
يف الكتابة ارصولية ,عند اب احلاتع والبيضاو واإلسنو والسبكذ ,وكان للعف ب عبدالسالم فضل
نقل هذا ا بلث ىل مستول رخر وخطا به خطوة كبذة عل (قواعدف ال غرل) وهذ (اللوائد يف اخت ار
ا قاصد) بكتابه اروسع وارشهر (قواعد اريكام م م احل ارانم) والذ تال فيه كالم صريح يف
فضل
التنظذ ا قاصد عل تلاصيل يف أبواب ا احل ا لاسد وأيكامهما ,وفلسلة التشريع .وكان للعف ٌ
كبذٌ علل تلميذف النجيع القرايف والذ أيس يف ضبف وارير وتنظيم القواعد والنظرايت ا تعلقة بتبويبات
ا للة وا لسدة عل كتبه ا بتكرة خ وصال كتابه اجلليل (اللرو ) و(شرح تنقيح الل و ) و(النلائت),
كان البلر أبو العبار اب تيمية الذ وسع الكالم تدال يف فلسلة التشريع ,والبيان ا ق د ريكام
التكليل ,والتأكيد علل الرا أيكام الشريعة وموافقتها للقيار ,ضافة ىل تلاصيل منوعة يف مسائل
ا احل وا لاسد ,ولك عاب لريه تلرقه يف تنبات فتاويه وكتبه ورسائله وقد مجع كالمه يف نظرية
انتقلت ا قاصد يف ألرويية علمية وا سعة بعنوان (مقاصد الشريعة عند اب تيمية) ليوسل البدو ,
ىل ماشطة كتبه اب قيم اجلومية رمحه هللا والذ يرر و قق يف كاذ التقريرات التيمية يف اجملا ا قاصد
م مباياه يف ٍ
مجلة م كتاابته خ وصال ( عالم ا وقعني) و(شلال العليل يف مسائل القضال والقدر واحلكمة
والتعليل) و(وملتاح ار السعا ة) و ذها ,وقد مجع كالمه ا قاصد يف رسالة عملية بعنوان (مقاصد
221
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الشريعة عند اب قيم اجلومية) ,وابب تيمية واب القيم نكون قد خلنا يف السيا الفمج لحمام الشاليب,364
وهبذا نعلم أن الشاليب و ن وسع الكالم يف تقرير وارير وبيان نظرية ا قاصد ويل مشكالته وبسف مسائله
ومباياه لك مبا ئه اروىل وتطوراته التالية كانت ياضرة يف الكتابة ارصولية ا تقدمة عليه ,ومنها انتلع
رمحه هللا وعليها أست بنيان (ا وافقات) ,وهو ما صرح به رمحه هللا يف كلمته ا اضية.
ومما ي كد نا ا سار ا ت اعد يف تطوير نظرية ا قاصد أن ألروية الشاليب تالت متفامنةل مع
ألرويات ديدية متقدمة يف نات اجملا يف ا شر اإلسالمذ علل يد أماا اب تيمية واب القيم و ذهم,
ذا ي كد أن اجلو العلمذ العام كان يدفع اب اف االهتمام اب قاصدية وبلورة وارير كاذ م ملاهيمه وقضاايف.
بل ن شيئال م تلأل ا ضامني ا شرقية ا عاصرة لفمانه رمحه هللا قد وتدت لريقها ليه ,وقد تكلم بع
الباياني يف مدل الالع الشاليب واستلا ته م ترارت اب تيمية واب القيم ,ومم توسع يف حبث هذف
القضية وأور مجلةل م القرائ وار لة الدالة علل وقوع هذف االستلا ة .يوسل البدو يف رسالته القيمة
(مقاصد الشريعة عند اب تيمية) ,508وبكل يا فامة يلقة وصل فم أهنا متلققة هنا تتمال يف أيب
عبدهللا دمد ا قر شيخ الشاليب وتلميذ اب القيم 365فال يبعد لالقال أن شيئال م نتا الشيخني قد
وصل للشاليب ع لريق شيخه ,وارتع ن شئت للكتاب السابق لينكشل لأل بع أمارات نلأل.
ويىت ال يبقل يف نلسأل شأل م هذا ,وتستيق م بطالن هذف القطيعة ا عرفية ا دعاة بني
الشاليب والسيا اللقهذ ارصويل ,فيمكنأل مطالعة (ا وافقات) ناته لتجدف مليئال يافالل أبقوا أئمة
اإلسالم واليت ميت يف سيا احللاوة والتقدير والتبجيل ,واليت تكشل ع صد قو الشاليب نلسه:
( :إنه حبمد هللا أمر عرو ه اآلايت األتباو ،ند مااعدن ال لخل األتواو ،وسو ماامله الالما األوباو،
نود أوكانه أنظاو ال ظاو).
فليت رة مسيت لنظرية أصولية تديدة منقطعة ع الوارت اإلسالمذ كما او أن يوغه بع
ا بالغني ,بل يلقة علمية مميفة ال شأل يف سلسلة علمية لويلة مباركة م التأسيت والتأصيل هلذا العلم
364انتلعت يف هذف اإل اية ا خت ةةرة لتأريخ احلركة ا قاصةةدية يف البلث ارصةةويل م كتاب .أمحد الريسةةوين (نظرية ا قاصةةد عند اإلمام
الشاليب) , 39و(مقاصد الشريعة اإلسالمية) وعالقتها ابر لة الشرعية للدكتور دمد سعد اليويب .41
365قا ا قر ( :أخذت علل الشام فلقيت بدمشق ت الدي ب قيم اجلومية صايع اللقيه اب تيمية) نلح الطيع ,254/5وقا :
(شة ةةهدت ت الدي ب قيم اجلومية قيم احلنابلة بدمشة ةةق وقد سة ةةأله رتل ع قوله عليه ال ة ةةالة و السة ةةالم م مات له ثالثة م الولد
كةانوا لةه يجةااب م النةار كيل ن أتل بعةد نلةأل بكبذة فقةا موت الولةد يجةاب والكبذة خر لةذلةأل احلجةاب و منةا يكون احلجةاب
يجااب ما مل خير فإنا خر فقد ما ع أن يكون يجااب أال ترل ىل قوله عليه ال ةةالة و السةةالم ال ةةوم تنة ما مل خيرقها قا وهذا
الرتل أكل أصلاب تقذ الدي اب تيمية) نلح الطيع .281/5
222
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
يتك أصالة علل خطاب الويذ ,وتقريرات السلل ,وتقعيدات ارئمة .و نا قرأت يف مشروع الشاليب
فستجد الغفايل ياضرال وبشكل كبذ ,وكذا الرام ,واجلويج ,366والعف ,والقرايف و ذهم ,ت ر ال وبغذف ,بل
ارعجع -وهذف ل ترضذ م يريد فر القطيعة بني الشاليب والشافعذ -أن الشافعذ ورسالته ياضرة
أيضال يف ا وافقات ,وسيأيت يف هناية هذا ا بلث ما يكشل صرايةل ع لبيعة العالقة اجلامعة بني ترارت
الشافعذ والشاليب ,لك أعجل ابلكشل ع اعو ٍ
اف مه ٍم للشاليب يف يق اإلمام الشافعذ ابلراي ة
واالتتها يف علم أصو اللقه ,فقا :
(:إ كا جمتهداه :وها كما كا مالك يف لو احلديث ،الشا:او يف لو األ لل؛ :مل إنكال).367
وما كان الشاليب رمحه هللا ابلذ يستنكل م االعواف بلضل ارسالف عليه ,بل كان يتلرل
و ث علل ار كتاابت ا تقدمني م أهل العلم ,ويرل فيها م اللائدة والرسوخ ما يربو علل كتع
ا تأخري ,فيقو رمحه هللا انصلال للبة العلم:
( أ يتضر كتب املتقدمني من أهح الالو املراد؛ :إهنو أعاد به من دريهو من املت ترين ،أ ح ذلك
).368 التةرب ا
ويقو :
ويقو :
366يقو عبداجمليد ال غذ يف وايد م نقداته للجابر ( :ولعل اإلن اف يقتضذ منا مراتعة نلأل احلكم القطعذ ا كد أن العناصر اليت
ت ست تلكذ الشاليب ومنهجيته "مل يك هلا يضور مسيسذ ,بل وال أ نوع م احلضور (قبله) ,هذف العناصر هذ :ملهوم ا قاصد,
وملهوم الكلذ ,والطريق الوكيبية "..االستقرائية .اجلابر (دمد عابد) ,بنية العقل العريب ,ص ,561وقد برهنا مرارال ,وذا فيه الكلاية,
أن تلأل العناصر ا نهجية بعينها ياضرة عند اجلويج وبشها ة الشاليب) .ا عرفة والسلطة يف التجربة اإلسالمية .458
223
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
(:لذلك اوت كتب املتقدمني كملمهو سريهو؛ أنفع ملن أواد األتذ ابالوتوا يف الالو ،لى أإ
اللَزو األمحى ،ابهلل اات التل:وق).370
نل كا ،تصل ا لو الشريا ،الذإ هل الار ة اللعقىَ ،
وا ق و أن موار اإلمام الشاليب يف كتابه ا وافقات كانت منوعة وممتدة بعمق ممانيال ,وهذ تد علل
حنو قالع علل يجم االستلا ة اليت ي لها الشاليب منها يف مسيت نظريته واريرها علل حنو ما صنع
يف ا وافقات .371وهذ تد أيضال علل بطالن عول القطيعة ا عرفية ا دعاة هنا ,وأن (احلديث يف يالة
الشاليب ع قطيعة ابستمولوتية هو يديث خرافة ,أو هو ضرب م أ ب اخليا العلمذ) .372وليت
فيما نكر تنق ال م مشروع الشاليب أو تقليالل م شأنه( ,فإن أغية مشروع الشاليب تبدو واضلة م
انل ا له ع مشروع "البيان").373 ذ افوا
-أن الشاليب علل خالف ما يعتقد اخلطاب احلداثذ لال يال لة شديدة احملافظة فقهيال.
-وأن نظريته ال متال خطاابل نيوايل صرفال ,فللم احل ارخروية يضور أصيل يف بنال النظرية.
-وأن نظريته امتدا يف واقع ارمر لتنظذ فقهذ/أصويل ممتد قبله وسيمتد بعدف.
وهذف القضااي ا لهنة ال ترضذ مطلقال نا ا فا احلداثذ الذ أرا م الشاليب أن يكون معلال لالنعتا
م ال رامة ارصولية واالنضباط اللقهذ.
وأختم هنا بد ارسلني ارخذ بني يقيقة الشاليب وت ورات اخلطاب احلداثذ ابلتنبيه ىل أن الشاليب
أيضال وعلل خالف ا فا احلداثذ لال أمنونتال صارمال يف:
224
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-واجملا العقلذ.
فأيد ا اخذات الكلل اليت أخذها أولئأل علل اإلمام الشافعذ ألرويته البيانية اللغوية واليت
ت كد علل أغية اللغة كأ اة أصيلة م أ وات االتتها اللقهذ ,فهل عند الشاليب يخاللةٌ هنا ,أم هو
ا خر منلام للغة وأغيتها يف عملية االتتها
(إ هذن الشريا املباوك ربو ،ال مدتح :وها لألل ن الاةمو ).374
ومسيسال عليه يقرر ضرورة تقان العربية للهم القررن ,فيقو :
:من أواد (القرآ نزل بل ا الارب لى اجلمل : ،لب :همه إمنا يكل من هذا ال ريق تا
فهمه: ،من ه ل ا الارب يفهو ،ال سبوح إت لب :همه من دري هذن اجله ).375
ومما ي كد علل عناية الشاليب ابلعربية وضرورة االنضباط يف فهم الويذ هبا ,ما له م ا نلات
ا لر ة يف شأن علوم العربية ,ومنها:
225
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
(األدل الاقلو إذا استاملم يف هذا الالو؛ :إمنا تامح مركب لى األدل ال ماو ،أ ُم ِّاو يف
طريقها ،أ حمقق مل اطها ،أ ما أنبه ذلك ،ال م تقل ابلدالل ؛ أل ال ظر :وها نظر يف أمر نر و،
بشاو ).376 الاقح لو
(إذا ااعد ال قح الاقح لى امل ائح الشر و ؛ :الى نر أ يتقد ال قح :وكل متبل ا ،يت تر
الاقح :وكل اتباا: ،مل ي رح الاقح يف جمال ال ظر إال بقدو ما ي روه ال قح).377
وقا :
(ال ي بغى للاقح أ يتقد بني يد الشر :إنه من التقد بني يد هللا وسلله بح يكل ملبواه من
وا وا ).379
وبني أن العقل مىت مل يك اتبعال للشرع كان واقعال يف اهلول ,فقا :
(هللا اح للاقلل يف إدواكها ودا تهى إلوه ال تادان مل جياح هلا سبومل إت ا دواك يف كح
م للب).381
226
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بل وقع الشاليب يف شذل م التلجيم الفائد لأل اة العقلية ,فالشاليب رمحه هللا -مع مامته
وتاللته -اتبع ارشاعرة متأثرال بقوهلم يف مسألة التلسني والتقبيح ,وضيىلق جما العمل العقلذ ع دل هو
تدير يف العمل يف بع توانبه ,فأللق القو مرارال أبن العقل ال س وال يقبح ,فم نلأل قوله:
إمنا يقلل به ( التض ني التقبوح تص ابلشر ال مدتح للاقح :وه هل مذهب مجا أهح ال
املبتد أ ين التض ني التقبوح ابلاقح).382
وقا أيضال:
(ال و ن إال ما و ه الشر ال عبوح إال ما عبضه الشر :الاقح ال حي ن ال يقبح ،إمنا يقلل
بتض ني الاقح قبوضه أهح الاملل).383
وليت الق د إبيرا ما هو متعقع فيه م تضييق جملا العمل العقلذ ت يد عاراته رمحه هللا
التنقث م مقامه ,ياشا ,و منا لبيان يقيقة قو اإلمام كما هو ,بعيدال ع مظاهر التفييل احلداثذ,
وتوضيح أن مظاهر االيتلال اليت لارسها يو ترارت الشاليب ذ ملرة له لالقال ,وأن رة قطيعة
معرفية /بستمولوتية يقيقي لة واقعةل بني نتاته ونتاتهم ,وأن الشاليب منا وفينا وهو بعي ٌد كليةل ع ه الل.
(هذف تولة خاللة يف ا قارنة بني ال ورة اليت يتم تروجيها يو الشاليب ,والشاليب اللعلذ كما هو ,وكل
م مسع كالم ه الل ع ا قاصد والشاليب ,قرأ كتابه ,فإنه سيكتشل يتمال أن هنا شالبيني وليت
شالبيال وايدال ,هنا الشاليب احلقيقذ الذ كتع ا وافقات ,وهنا الشاليب ا فيل الذ متت بلجته
يف ا عامل اللرانكلونية وتس ويقه كنسخة مقرصنة للمستهلأل الكسو الذ ال يللث مدل موثوقية ما
يسمع.
حلملة تغريع مكالة ,و لت هذف احلملة –لألسل -رننا أمام تيل هذا يعج أن الشاليب تعر
يستهلأل الشائعات اللكرية ع الوارت اإلسالمذ ون أ يت علمذ يف متلي ها ,وهذا يعج أيضال أن
382االعت ام .184/1
383فتاول اإلمام الشةةاليب . 234وسةةبق التعليق علل هذف ا سةةألة يف أثنال كالم لحمام الشةةاليب ,وخالصةةة ما هنالأل أن العقل قد س ة
ويقبح يف جماالت ,وقد يعجف عنه يف مقامات ,مع ماليظة أن التكليل الذ يكون اإلنس ةةان فيه دل ا اخذة ش ةةرعال ال يكون ال بعد
ورو خطاب الش ة ة ةةارع ال جملر التلس ة ة ةةني والتقبيح العقلذ ,وقد اب تيمية واب القيم الكالم يف هذف ا س ة ةةألة بياانل للمذهع احلق فيه ور ال
علل مذهع ا عتفلة ا غالني ابلقدرة العقلية هنا ,وعلل ارشعرية اجلافني.
227
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
(علم مقاصد الشريعة) و (ا وافقات) و (الشاليب) حباتة حلملة مضا ة الستنقانها م عمليات التفييل
ا نظم ,واحليلولة ون استغالهلا يف تلير ملاهيم اإلابيية اللقهية).384
وتلخي ال ا تقدم ,وسلي ال لوارت الشاليب م هذا العبث اللقهذ/ارصويل ينبغذ ماليظة اللوار اجلوهرية
بني لبيعة اخلطاب الذ قدمه الشاليب ولبيعة اخلطاابت احلداثية/العلمانية:
الفاوق األ ل :أن الشاليب مل يكتل فقف ابلدعوة ىل ارخذ اب احل و عما ا قاصد واالهتمام
ابلكليات ,بل تعل لذلأل كله ضوابف منهجية صارمة ,يف لريقة استخرا هذف ا قاصد وكيلية التلاعل
اللقهذ معها وعالقتها افئيات الشريعة ومنهج التوفيق بني الكليات واجلفئيات وهكذا ,385أما اخلطاابت
احلداثية فاقت رت علل ارخذ ابلعنوان ون اقيق ا ضامني يف انتقائية سطلية سانتة لنظرية أتهد
اإلمام الشاليب نلسه يف تقريرها والتأسيت هلا.
الفاوق ال ا :أننا نا فككنا ملر ة ا قاصد يف ضول فكر الشاليب فسنجد أنه رمحه هللا قد نث علل مجلة
م ا قاصد واليت ال تتوافق لالقال مع تلاصيل ا شروع احلداثذ/العلماين ,فماالل مسيسه لق د الشارع يف
وضع الشريعة لحفهام يتعار مع الت ورات ا ت لة بنسبية احلقيقة ونظرايت النث ا لتوح وتعد القرالة,
وكذا تن ي ه علل ق د الشارع علل وضع الشريعة للتكليل ذقتضاها ,وق د الشارع ىل خو ا كلل
ات أيكامها يتعار مع مطامع اخلطاب العلماين يف هدر اريكام الشرعية ورفع الوصاية الشرعية ع
ش ون احلياة ,ومكيدف علل تقدم ضرور يله الدي علل بقية الضرورايت والتنبيه علل ما يندر ات
هذا التأسيت كشرعية تها الطلع ويد الر ة يتعار مع معطيات ق ر الدي يف اللضال اخلاص وعدم
عماله يف اللضال العام ,وهكذا.
الفاوق ال الث :أن الشاليب كما رأينا يطالع ابعتبار اجلفئيات والكليات مجيعال فهذ عوة منه ىل مفيد
م االنضباط االستداليل ال متييعه ,فتكاليل االستدال ابستلضار اجلفئذ والكلذ أكار م تكاليل
( 384ايتجاتات ا ناوئني للخطاب الشرعذ) للشيخ براهيم السكران ,وهذ ورقة علمية ماتعة منشورة علل شبكة اإلنونت.
385ومم أيس ة ة ة ة ة ة ة يف تلخيث بع هذف الضة ة ة ة ة ة ةوابف واليت او ون العبث العلماين ,الدكتور أمحد الطعان يف كتابه (العلمانيون والقررن
الكرمي) ص ,402وأن ح ابل رتوع هلذا الكتاب فقد قدم معاجلات مهمة لكاذ م اإلشكاالت اليت اتل بنظرية ا قاصد عند الشاليب
والت ورات احلداثية يياهلا.
228
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
مراعاة أيدغا ون ا خر ,وهو ما ال يتوافق مع اخلطاب احلداثذ الذ ي ست لنظرة فقهية متييعية سطلية
تدعذ مراعاة الكليات ون التلات للجفئيات.
الفاوق الرابع :أن ا تب ر ابلواقع العملذ/العلمذ لحمام الشاليب يدر يجم اللر بني تقرير أصويل فقهذ
يفيد يف االستمسا أبصو الشريعة يف التعبدات وا عامالت علل ا ستول الشخ ذ واالتتماعذ
واالقت ا والسياسذ ...اخل ,وبني خطاابت واقعها العملذ/العلمذ بعي ٌد كليال ع االستمسا احلق
هبد الويذ ,بل تسعل ىل ي ر الدي يف جما التعبد الذايت فقف وتعله خيارال شخ يال دضال ,وقرالة
ات التوظيل.سريعة لسذة اإلمام الشاليب وأثر التدي يف يياته ينبيأل ع اللر بني شرف ارصل وسول ِ
َ َ
229
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بوا املزلق
لبة ال ٍ
تامدة ص ٍ أن م عظمة الشريعة استجابتها تغذات الواقع وتقلباته ,وليست الشريعة جمر ن ٍ
وص
تقبل الفيفية أو التطوير ,بل هذ تتطور مع تتطور الواقع للتلاعل معه ,وقد أقر اللقهال هبذا وأصلوف يف
قاعد م الشهذة( :الفتل تغري بتغري الزما املكا ) ,بل ومارسوف عمليال ,ويف فقه الشافعذ القدمي
واجلديد علةٌ ,فالتسليم للنث ال يكون ال ذراعاة معطيات الواقع ومتغذاته ال ابجلمو علل أللاظه ويروفه.
امل اعش
تعد هذف الشبهة وايدة م أهم ار وات ا ستعملة هلدر أيكام الشريعة التل يلية ,وهذ تتخذ:
-صورال الي لة تدعذ قطيع لة ممانيةل ومكانيةل مع النث ات عول (اترخيية النث والتشريع) اب عال أن
ٍ
خاصة فال ي ح عفله ع سياقه الفمج/ا كاين النث الديج منا نف يف ظل أوضاع وظروف ممانية/مكانية
واستجالبه للتطبيق يف يياتنا اليوم ,بل الواتع التلاعل مع هذا الواقع ا ستجد بعيدال ع ضغف النث.
-أو صورال أخل ال تظهر ا ا مة بدأ تطبيق الشريعة يف هذا الفمان و منا تتك علل قاعدة (تغذ
اريكام بتغذ الفمان وا كان) هلدر بع م اريكام الشرعية مما يرونه وتوب تركه العتبارات يروهنا.
يقو دمد نور فريات ماالل داوالل التشكيأل يف خاصية الابات يف الشريعة وصالييتها لكل ممان ومكان
متوسالل بلكرة (تغذ اريكام بتغذ الفمان وا كان):
(أود املر كزات الرئو و للت عري يف األدلبو الصامت (اجلماهري) هل عرب املر كزات األساسو اليت
أهو هذن املر كزات علهلو أ ه اك نصل اه اثبت ه ،احل للت بوق لق م ها هذن االجتاهات الدي و
:إذا أ لقو ا الال لى هذن ال صلص ،بو ا أهنا متغرية غري ابتتملف الزما مكا يف كح زما
املكا ،س كل عد ت لان ت لة كبرية).386
230
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
(من أهو ا ر احلح ،إزال وا ز ا لف ،الذإ ال جيال ا نفصح بلعلح ن ملاعف ا بكاملها جتان
جيب أ نكتب هذا التواو املت رف إ باا ا خيشى استخدا كلم لمانو ،هو لو م وف
ه اك أإ أ نقلل أنه لو ملوو الشريا ا سملمو لكح زما مكا بلعلح م مله يف م ل
387
يف أملو البشر ما ي مى عا دة من هذا ال ل )
ويقدم دمد أركون ملهوم (التارخيية) كلل عضلة ثبات الشريعة و وهلا:
رح مشكل مل رح ملواه عل ِبذا الشكح من عبح الفكر ا سملمو ،أال (أويد لقرا يت هذن أ
هو اتوخيو القرآ ،اتوخيو او باطه بلضظ زم و اتوخيو ماو ووث كا الاقح واور آلوته مله
حمددة).388 ب ريق ماو
ويكشل هاشم صاحل -موتم أعما أركون -ع ملوم التارخيية عند أركون بقوله:
(املقصلد ابلتاوخيو ه ا ( يف كح مكا ) األ ح التاوخيو للتصر:ات املا وات احللادث اليت قد
تاصو لى التاويخ ال ي ت وع قح امليمن التقلودإ أ ي تل ب ك هنا تةا ز كح زما مكا
ألهنا ُأل لوه أع او وه يشار حنلها امل مذ اتوخيو األوداث الت سو و الشخصوات الك
بردب التقدي ،ابلتايل :مل ي ت وع أ يفهو أهنا مشر ط ابلتاويخ أ بلضظ حمددة من حلظات
التاويخ هذا هل مات املخوال أيااه).389
( من أهو اجللانب اليت يتو جتاهلها يف إنكالو ال ص الديين -لاله من أت رها لى ا طملق-
املقصلد ابلباد التاوخيو ه ا لو أسباب ال ز ل -او با الباد التاوخيو هلذن ال صلص لو
ال صلص ابللاعع -احلا ات امل اوة يف اجملتمع اللاعع -أ لو ال اسخ امل لخ -غوري األوكا
لتغري الظر ف اململب ات -أ دريها من لل القرآ ) إت أ يقلل (:إ الباد التاوخيو الذإ
نتارض له ه ا يتالق بتاوخيو املفاهوو اليت روها ال صلص من تملل م لعها ،ذلك نتوة طبواو
231
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
لتاوخيو اللغ اليت وغم ِبا ال صلص ال تملف يف أ اتوخيو اللغ تامن ا تما وتها ،األمر
الذإ ييكد أ للمفاهوو بادها اال تما و الذإ ييدإ إت إهداو دالالت ال صلص ذا ا ال ياين
ةزها ن ا حلاح لى اتوخيو ال صلص أدىن إناوة إت د عدو ا لى إ ادة إنتاج داللتها ،أ
اتل يف جممتع آتر ،قل لى ألوتنياطب صلو اتلو أ جمتماات أتر : ،القرا ة اليت تو يف زم ٍن ٍ
لهرايه ابل ب هلا -هل ما يشري ادة إت الزما متكاملتني ا تفا الكشخل ،ختفو ما لو
ا ر لهري مث املكا إناوة ال قبح الت يح -كشخل ن ما هل لهرإ ابلت يح ،لو
اثبت يف ال صلص ،بح لكح عرا ة -ابملات التاوخيو اال تما و -لهرها الذإ كشفه يف
ال ص).390
ويف سبيل ترسيخ ملهوم اترخيية الويذ يتلدرت ليع تيفيج ع نسبية الداللة القررنية وارتبالها ذعطل
بشر ومماين وتغرايف خاص ذا يلغذ خاصية الشمو والعموم عنه ,فيقو صرايةل:
إ كا ذا أ لل إهلو م لق "دري بشري ": ،إنه و ح ت اابه ن بواه مل هاه للبشر ،أ (ال ص القرآ
بتابري أدق ،لد"بشر" ي تمل إت ناب ماني ،زمن اتوخيو ماني ،وقح غرايف ماني).391
بل يكشل ع هذا ا عىن بشكل أكار وضويال بربف ا عىن القررين احملكم ابلسمال ,وا تشابه ابرر ,ذا
يلضذ ىل القو بقبو الويذ بدأ التغيذ والتطوير استجابة تغذات الواقع:
ا فو ،يبد اوداه الالدة إت (عمن هذا احلقح املفاو ابلتضلالت االوتماالت املفا آت املال
باوة "أ الكتاب" القرآنو يف إطاو احلديث ن "الللح ا فل " "ا كو من اآلايت العرآنو " أما
وح إنكالو ا كو املتشابه :إذا كا "ا كو"
املقصلد بذلك :هل بني املد اجلديد امل ر ح أما ّ
هل ما ال خياع لد"االوتمال" بتابري أيب البقا ،كا "اللاعع البشرإ املشخص" هل ما خياع هلذا
األتري (أإ االوتمال): ،إ ودي اه ن ملع ما بني اللاعع ذاك ا كو دري اود إال بصوغ ال لب
ال فو أما احلديث اللاود بصوغ ا جياب االستةاب :هل ن ملع بني "املتشابه" اللاعع املذكلو
ن "أ الكتاب" ابلرتادف مع "ا كو" ،ملا ه هكذا ،وكن أ نلا ه اآليتني ،اللتني تضداث
اللاعع " :وضل ذات دالل إجيابو لى اود الاملع املت ابق ،بقدو أ آبتر ،بني ال ص القرآ
أ يغري ذلك من "أ الكتاب" ،عد ياين أ "ال ابم القرآ " متم ح بد"أ هللا ما نا ي بم" د
232
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الكتاب" أ "املتغري القرآ " يتماهى مع "املتشابه" ،الذإ يتةه بد ون حنل "املتغري اللاعاو" يتضايث
دن أ الكتاب"" ،هل الذإ أنزل لوك الكتاب م ه آايت حمكمات ماه "وضل هللا ما يشا ي بم
هن أ الكتاب أتر متشاِبات"
ِبذا عمن ملو ذه و ذات سواق نصو عرآ ،وكن اللعلف هاه لل ه أما مزيد من اوتماالت
التضرك ال لق لل ص القرآ ( ماه احلدي و) ابجتان اللاعع ،اعداه ماه ِّ ملت متةددة جتدد املا وات
من مث: ،إ ومله نكالو الاملع بني اللعائع اال تما و االعتصادي ال واسو ال قا:و إخل
ا كو املتشابه يفصح ن نف ه بصوغ :ك او با بو هما ي تهو ابأل ل (ا كو) إت "ال ما -
الللح ا فل ال ابم يف ال ابق الراهن الملوق" ،ابل ا (املتشابه) إت "األوض ،أوض البشر
باةرهو جبرهو").392
وال ينسل ليع تفيج كغذف استجالب قاعدة (تغذ اللتول) يف هذا السيا فيقو :
(ما أوراان أ ن تاود القا دة الفقهو اجلدلو التاوخيو الدعوق يف عب ها ملا حنن بصددن لك هو
غري األوكا بتغري الزما ناو تغري األوكا مع القاااي املشكملت املااملت ال ر ح املختلف
را ع بتغري ألزم : ،ق غري الر ال ال ا األطفال الاملعات ا ن انو ما خيرتعها من قد
393
من ازدهاو ختلخل)
رضنا هنا بطبيعة احلا استقرال ما كتع يو ملهوم التارخيية أو النسبية كإلار وليت م
منهجذ للتعامل مع الويذ ,فالق د جمر التمايل والتأكيد علل يضور هذف اإلشكالية يف الطرح
مناقشة اخللل ا نهجذ العميق هلذف اللكرة ,وتلكيأل بُناف ا عرفية. احلداثذ/العلماين ا عاصر ,وم
ووته اجلواب ع هاتني اإلشكاليتني (ا عارضة ال لبة ل اليية الشريعة ,وا عارضة الناعمة) يف العناصر
التالية:
233
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
مل مل ابل ب إت املرسح إلوهو، (:لرسالته ملما حمفلظا ،ال يت رق إلوهما ختصوص
ابل ب إت كح ما حيتاج إلوه من باث إلوه يف أ لل الدين :ر ه: ،رسالته كا:و نا:و ام ال سلج
إت سلاها ،ال يتو ا وا به إال إبعبات مل وسالت يف هذا هذا: ،مل خيرج أود من املكلفني ن
وسالته ،ال خيرج نل من انلا احلق الذإ ستاج إلوه األم يف للمها أ ماهلا ما ا به).395
وع ِّ
مجوع ما أمر هللا به مج َ
صلص حمو ٌ جبموع أوكا الاباد: ،قد َّبني هللا اات بكتابه س وسلله َ ُ (ال
الدين ،ووث عال (الول أكملم لكو أكمح ََ ورَمهِ ،بذا
مجوع ما َّ
َ مجوع ما أولَّه َ ما هنَى ه،
ار متفا ل يف صلص ،ال ُ
ُ صر َ:د ْه ُو ك ٍري من ال ار ن َ:د ْه ِّو ما دلَّم لوه ال
دي كو) لكن عد يَد ْق ُ
األ:ها ).396
وم لطيل تقريرات اب تيمية يف ملهوم ولية الويذ ريكام العبا ,استدراكه علل عول بع
ذ ارصوليني أن الن وص ال تلذ أبيكام احلوا رت مما يستدعذ توسعال يف عما أ اة القيار ,إبحلا
ا ن وص علل ا ن وص ,فجال ليبني أن الويذ يكتسع هذا الطابع م الشمولية عل تعليق اريكام
ابرنواع فيندر فيها أفرا احلوا رت ,يقو اب تيمية شاريال هذف اللكرة:
(عل من ُم بِّتَ ِّ القوار عاللا إ ال صلص ال ُسول اوكا احللادث ،دمل م هو من عال ال ُبا ُ
ش ِّر
شاو احللادث ،عال بااهو إ ال صلص مت اهو ،ولادث الاباد دري مت اهو ،إواط املت اهو ِّم ْا ِّ
بغري املت اهو ممت ع
394وللش ة ةةيخ الدكتور عابد الس ة ةةلياين رس ة ةةالة علمية هبذا االسة ةةم (الابات والشة ةةمو يف الش ة ةريعة اإلسة ةةالمية) وهذ مليدة يف معاجلة كاذ م
شكاليات هذا ا وضوع.
395عالم ا وقعني .375 /4
396تامع ا سائل .272/2
234
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وأايل ما كان فال منامعة وال شكا بني علمال ا سلمني قالبةل بوتوب خضاع احلياة اإلنسانية للشريعة
اإلسالمية ,وأن الشريعة تتسم بطابع الشمولية ,ما علل حنو ما قررف اب تيمية و ذف -وهو ال واب ,-أو
بقيار ذ ا ن وص علل يكم ا ن وص .وقرالةٌ يسذة للويذ كليلةٌ بتأصيل هذف القضية واإلشارة ىل
تنوع الدالالت يف تقرير هذف احلقيقة الشرعية البدهية الضرورية ,فم تلأل الدالئل:
235
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أ هللا بني أ ووه نامح لكا :اوتوا ات الاباد أ وكمه ا مفصملُ مبو اه
ِ ِِ ٍ ( -ونةََّفلنا علَيأل ال ِكت ِ ِ
اب تبةيَاانل ل ُك ِىلل َشذل َوُه لدل َوَرمحَةل َوبُشَرل لل ُمسلم َ
ني). َ َ َ َ َ َ
اب ِم َشذ ٍل َُّ ِ َىل
( -وما ِم َابٍَّة ِيف ارَر ِ وال لَائٍِر ي ِطذ ِاَنَايي ِه ِالَّ أُمم أَماَالُ ُكم ما فَةَّرلنَا ِيف ال ِكتَ ِ
َ ٌَ َ ُ َ َ ََ
َرىلهبِِم ُ َش ُرو َن).
236
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اب فَ َّلنَافُ َعلَل ِعل ٍم ُه لدل َوَرمحَةل لَِقوٍم يةُ ِمنُو َن).
اهم بِ ِكتَ ٍ ِ
(ولََقد تئةنَ ُ
َ -
(وُك َّل َشذ ٍل فَ َّلنَافُ تَةل ِ يالل).
َ -
ِ ِ اب ما َكا َن ي ِدياال يةلول ولَ ِك تَ ِد ِ
ِ ِ ِ
يل يق الَّذ بَ َ
ني يَ َديه َوتَةل َ َ َ ُ ََ َ ( -لََقد َكا َن ِيف قَ َ ِهم ع َلةٌ رُوِيل ارَلبَ َ
ُك ِىلل َشذ ٍل َوُه لدل َوَرمحَةل لَِقوٍم يةُ ِمنُو َن).
ِ ِ ِ اّلل أَبةتَغِذ ي َكمال وُهو الَّ ِذ أ َ ِ ( -أَفَةغذ َِّ
اب يةَعلَ ُمو َن أَنَّهُ اب ُم َل َّ الل َوالَّذي َ رتَةيةنَ ُ
اهم الكتَ َ َنفَ لَي ُكم الكتَ َ َ َ َ ََ
أل ِابحلَ ِىلق فَال تَ ُكونَ َّ ِم ال ُمم َِوي َ ).
ُمنَةَّفٌ ِم َربِىل َ
َن َّ ِ ت بةيِنَ ٍ ( -وَك َذلِأل أَنفلنَاف ٍ
يد).اّللَ يةَهد َم يُِر ُ ات َوأ َّ راي َىل َ َ َ ُ َ
اّللِ يةُبَةيِىلنُة َها لَِقوٍم يةَعلَ ُمو َن). (وتِل َ
أل ُي ُدو ُ َّ َ -
ات ِم اهل َدل وال ُلرقَ ِ َّار وبةيِنَ ٍ ِ ِِ ِ
ان). ُ َ ضا َن الَّذ أُن ِفَ فيه ال ُقرر ُن ُه لدل للن ِ َ َىل (شه ُر َرَم َ
َ -
اّلل بِ ُكم لَرل ٌ ِ ِ ِ ِ ِ ( -هو الَّ ِذ يةنة ِفُ علَل عب ِد ِف ٍ ِ ٍ ِ
يم).
وف َري ٌَُ رايت بةَيىلنَات ليُخ ِر َت ُكم م الظُّلُ َمات َىل النُّوِر َو َّن ََّ َُ ىل َ َ َ َُ
ات ِم الظُّلُما ِ
ت ِ َىل النُّوِر). احل ِِ ِ ِ ٍ ِ ت َِّ( -رسوالل يةتةلُو علَي ُكم راي ِ
َ اّلل ُمبَةيِىلنَات ليُخ ِر َ الَّذي َ َرمنُوا َو َعملُوا ال َّ َ َ َُ َ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ٍ ( -ولََقد أَنفلنَا ِلَي ُكم ٍ
ني). رايت ُمبَةيِىلنَات َوَماَالل م الَّذي َ َخلَوا م قَةبل ُكم َوَموعظَةل لل ُمتَّق َ َ َ َ
وهذف الن وص الةٌ علل الطبيعية التل يلية ريكام التشريع واليت تتناو وقائع ارممنة وارمكنة وال
تنل ر بيئة ممانية أو مكانية خاصة ,بل هذ كما أخل هللا تبياانل لكل شذل.
أ هللا كفح حبفظ نر ه بني أنه ال مبدل حلكمه سبضانه ال ماقب له
237
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ني َخ ِ يمال)ِ ِِ َّار ِذَا أ ََرا َ َّ ِ َّ ِ( -ان أَنفلنَا ِلَي َ ِ
اّللُ َوال تَ ُك لل َخائن َ اب ِابحلَ ِىلق لتَل ُك َم بَ َ
ني الن ِ أل الكتَ َ َ
238
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
هذف احلفمة الن ية تد علل وتوب تطبيق شريعة هللا وهو جياب ذ يخ وص بفمان أو مكان بل هو
مستغر هلما ,ومدعذ اخل وصية يلفمه القو أبن هللا أوتع علينا ما ال ي ح لنا ارخذ به.
239
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وأيسع أن ي ال الدالالت القررنية ا تنوعة علل هذا ارصل أكل م أن اتملها هذف الورقة ,وا ق و
أن هذا ا عىن م ا عاين الظاهرة الواضلة القطعية يف اخلطاب القررين وم مساته اإللال ع قيد الفمان
وا كان ,فاهلل هو احلكم سبلانه مطلقال وواتع الطاعة له كذلأل مطلقة ويرمة اخلرو ع أيكامه ال
تتقيد بفمان أو مكان ,بل وتوب الطاعة مستغر لتلاصيل الفمان وا كان واحلياة ,وهذا ا عىن واضح يىت
اولون ا نامعة فيه ,فيقو دمد أركون ماالل: عند أولئأل الذي
( أان أ لو أ الغاي امل تمرة هلذا ال ص املقدر كمن يف رسوخ مات هنائو :لق اتوخيو للل لد
البشرإ).398
أكابر بل فكرة ولية الشريعة وجميئها بللسلتها احلياتية اخلاصة واضلة لللد الذ أقر به بع
ا ستشرقني ,يقو فتفترالد يف كتابه القانون احملمد :
ا سمل "دي اه" :ض ب ( )A Religionلك ه "نظا سواسو" أيااه ( A Political (لو
لى الردو من أنه عد ظهر يف الاهد األتري باض أ:راد امل لمني ،ممن يصفل أنف هو )system
240
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
رح التفكري ا سملمو كله عد بين لى أسار اهنو " صريل " حيا لل أ يفصللا بني ال اووتني :إ
أ اجلانبني متملزما ،ال وكن أ يفصح أودمها ن األتر).399
ويقو شاخت:
( لى أ ا سمل ياين أك ر من دين إنه و ح أيااه نظرايت عانلنو سواسو ،مجل القلل إنه نظا
كامح من ال قا :يشمح الدين الد ل مااه).400
ويقو تع:
( دئذ او اعضاه أ ا سمل مل يكن جمرد قائد دي و :ردي ،إمنا استل ب إعام جمتمع م تقح،
به).401 له أسللبه املاني يف احلكو ،له علانو ه أنظمته ا ا
:إ عوح :هذا الت وير لواقع ياكمية الشريعة يوقعنا يف مشكالت متعد ة عند عماله علل أر الواقع,
فالشريعة خاليةٌ م الشرويات التل يلية ا تعلقة بكاذ م اجلوانع احلياتية العمرانية ككيلية رصل الطر ,
وبنال الكبار ,و نشال السدو ...اخل اخل ,وكذلأل التقنينات اإل ارية والقضااي اإلترائية و ذ نلأل مما
يستدعذ عماالل للذه البشر عمليال لسد هذا النقث يف لبيعة الدي ,ولذا قلنا الدي متعلق بشأن
ا خرة أما الدنيا فإىل النار وعقوهلم.
واحلق أن هذا الت وير لطبيعة التشريع اإلسالمذ ينم ع شكالية عميقة يف ت ور معىن ياكمية الشريعة,
وي ر ي ق احلكم يف نات هللا تبار وتعاىل ,ولبيعة التشريعات اإلسالمية ا تعلقة بدنيا النار ,فالذ
ينبغذ أن ن ست عليه نظرتنا للشريعة اإللان بشموليتها جلانيب الدنيا وا خرة ,وم ت لح ن وص الشريعة
فسيجد ما ة كبذة م التشريعات الكلية واجلفئية اليت تتعلق ابلشأن الدنيو ككاذ م مسائل ا عامالت
واريكام ا تعلقة ابحلدو واجلناايت وأبواب السياسة الشرعية و ذ نلأل ,فالعمل ذال هذف التشريعات
الكلية والتل يلية و عماهلا يف واقع احلياة اخل يف تقرير هيمنة الشريعة وياكميتها ,هنا منطقة العلو
النظرايت السياسية اإلسالمية حملمد الريت ,29ويف الكتاب نقو أخرل س الرتوع ليها. 401
241
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وا باح والذ متال مساية هائلة للعقل اإلنساين يف استلدارت ما تاته و قق ا للة م التشريعات
ايد وهو ثبات عدم وتو ا عار الشرعذ ,وهذا االلتلات لوتووالتقنينات واإلترالات بشرط و ٍ
ا عار الشرعذ ي كد لابع اهليمنة للشريعة ذراعا ا يف كافة أيوا النلت اإلنسانية ,وتلهم هذف ا سألة
السابق .نعم اإلسالم مل أيت ببيان كاذ مما يتعلق ابلقضااي اإلترائية يفيل اإل شكا الوار يف االعوا
واإل ارية ...اخل ,ونلأل للة النار فإن لابع هذف ارمور التطور والتغذ حبسع ايتياتات الواقع,
اط ٍ
وييد وهو مراعاة كليات الشريعة وأيكامها فجعل الشارع لحنسان فسلة يف تطويرها وتغيذها ابشو ٍ
التل يلية لئال يتجاوم هذا التطوير أو التغيذ علل يكم شرعذ.
أ اله :أن وصل أيكام الشريعة ابلعموم والابات والشمو هو أصل شرعذ دكم جيع االنطال منه يف
حبث مسألة تغذ اريكام بتغذ الفمان وا كان ,ال قلع ا سألة أو حباها معفولة ع هذا السيا ن عدم
است لاب معىن العموم والشمو أيا الشريعة عند بعضهم ما ة هالمية قابلة لل ع يف أ واقع م
ذ انضباط ,ولك أن يستخر منها احلكم ونقيضه علل السوال .وم التعبذات الدالة علل صلة العموم
هللا عليه نبيه صلل هللا عليه وسلم وهو يرام والابات للشريعة ما قاله القاسم ب يخيمرة رمحه هللا :ما قب
هللا عليه رسوله صلل هللا عليه وسلم وهو يال فهو يال يعج ىل فهو يرام ىل يوم القيامة ,وما قب
يوم القيامة .402وقد سبق م ار لة الشرعية ما ي كد هذا ارصل اجلليل.
اثنواه :أن منطلق أهل العلم يف مصيل هذف القاعدة هو ماليظة ت رف الشريعة نا ا ,فإن الشريعة راعت
فيما راعت التغذات الطارئة علل الواقع الناشئة ع تغذ الفمان وا كان وارعراف والعوائد اخل ,وذاليظة
242
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ت رفات الشارع تال هذا التأصيل والنظر اللقهذ ,فليت منشأ القاعدة عندهم هو النظر العقلذ اجملر أو
التعويل علل فكرة التارخيية كما هو الشأن يف اخلطاب العلماين ,و منا هو ا تابعة لت رفات الشريعة ,وقرالة
فاي ة يف كالم اإلمام اب القيم يف مصيله هلذا ارصل ي كد هذف ا اليظة ,فقد أور يف تقريرها مجلة م
ار لة الشرعية ا تعد ة ,فالتأصيل انش ع استمسا ابلشريعة ال ع را ة هلدرها.
اثل اه :أن رة قدرال م اإلمجا يف تعبذات هذف القاعدة تسبع يف يالة التوظيل العلماين هلا ,ولعل وران
القاعدة يف النطا اللقهذ والتداو بني أهل العلم ذا لديهم م انضباط معريف وخلليات فقهية مسبقة
ا لاهيم ا ت لة صاهنم م سول التوظيل هلذ ف القاعدة ,وقلل م يالة االيتيا للتدقيقات الشكلية لبع
هبا ,وما كان خيطر ببا وايد منهم أن مال هذا ارصل سيتم استغالله علل هذا النلو ليلغل م خالله
هيمنة الشريعة علل الواقع ,أو جيعل يكم الواقع انسخال ريكام الشريعة .ومع نلأل وتد م علمال
ارصو م أبدل قدرال م التلله علل هذف القاعدة ,قا الفركشذ ماالل ات حباه سألة ثبات الشريعة,
ممان م اريكام ما ِ
يناسبُة ُهم): رت للنَّار يف كل ٍمعلقال علل كلمة للعف ب عبدالسالم قا فيهاُ َ ( :د ُ
( عد يت يد هذا ا يف البخاوإ ن ائش أهنا عالم لل لو ال حي لى هللا لوه سلو ما أودعته
ال ا بادن مل اهن من امل ا د ،علل مر بن بد الازيز حيدث لل ار أعاو ٌ لى عدو ما أودعلا
أملوا مل كن عبح ذلك أل ح دمه م ها عبحأسبااب يقاو الشر :وها ه
ه من الفةلو ،أإ جيدد
ذلك ال ألهنا نر ٌ جمد ٌد:،مل نقلل إ األوكا تغري بتغري الزما بح ابتتملف الصلوة احلادع ،عال
اوب الشر نر نر ها الشوخ جنو الدين البال و ك م أنفر من هذا القلل ،أ لح :ادن ا
م تمراه إت عوا ال ا مع لمه بف اد األمر :وهو ،مث وأيم يف ال هاي عد عرو ما يف نف و: ،قال
عدر هللا و وه لل كانم عاااي الشر ختتلخل ابتتملف ال ار ،اسخ الاصلو الحنح واب الشر ،
عال ملا ذكر اوب التقريب مقاالت األ ضاب يف التازير و إ احلديث يف نفو الزايدة لى
شرة أسلا ٍ ،مث عال لل بلغ الشا:او لقال به انتهى عد أك ر الر اي يف احللو من اتتواوات
تملف مذهب الشا:او يقلل يف هذا الزما ،عال الابادإ يف :تا يه الصدع أ:اح من وج
الت ل يف علل أيب و وف هو ستمح يف هذا الزما ،أ :الشوخ ز الدين ابلقوا لل ار ،عال
لل عوح بل لبه يف هذن األزم ملا كا باو هدا ،كح ذلك :إمنا هل است با ٌ من علا د الشر ،ال أنه
ةوب).403
ٌ :ا لو ذلك :إنه تاوج ن األوكا املشر
ٌ
243
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وابااه :منشأ اخللل واإلشكا يف يالة التوظيل السلبية هلذف القاعدة يكم يف اخللل يف ت ور لبيعة الواقع
الذ تغذ رتله احلكم أو اللتول ,وتلكيأل لبيعة هذا الواقع سيلل قدرال كبذال م شبهة التوظيل
اخلال هلذا القاعدة ,فلكرة القاعدة تقوم علل ارسار التايل:
أن رة تغذال جير علل احلكم الشرعذ تبعال لتغذات تطرأ يف لبيعة الفمان أو ا كان ,فيكون احلكم الشرعذ
بكذا يف ممان أو مكان ما يكون احلكم أبمر يخالل يف ممان أو مكان رخر .والذ ينبغذ ماليظته
والتأمل فيه والتساؤ يوله ليت يف لبيعة مثذ بُعد الفم وا كان يف لبيعة احلكم الشرعذ ,بل يف مثذ
هذي البعدي يف لبيعة الواقعة اليت يتعلق هبا احلكم ,فهل ا ناط الذ يت ل به احلكم يف الفمانني سوالٌ
أم بينهما فوار
واجلواب ع هذف اإلشكالية يكشل ع يالة اللبت االصطاليذ ,والذ أياط هبذف القضية وتسبع
يف ياالت م التوظيل اخلال هلذف القاعدة.
فمىت كان مناط احلكم وايدال مع تغذ ارممنة وارمكنة فم الطبيعذ أن يكون يكم الشريعة فيها وايدال
رتل ماالل علل قتل رخر متعمدال فلو ت ور أن نات ا البسات
ولو تغذ الفمان أو ا كان ,كأن يقدم ٌ
وقعت يف نات الفمان يف مكان رخر فاحلكم سوال ,وكذا لو وقعت يف ممان رخر بذات ا البسات فاحلكم
سوال أيضال ,فليت يف جمر وقوع احلا ثة يف مم رخر أو مكان رخر ما يستوتع تغذ احلكم الشرعذ ,بل
ارصل بقال احلكم كما هو لتلقق مناله يف الواقع.
أما ن كان رة تغذ يف لبيعة الواقعة اليت ات ل هبا احلكم فهذف اللوار قد تكون م ثرة يف عطال الواقعتني
أيكامال يختللة رن مناط احلكم هنا ليت عني مناله هنا ,كما لو أقدم رتل ماالل علل قتل مسل ٍم متعمدال
أيكام سالل الواقعة اروىل,
ٌ فلكمه الق اص ,فلو كان القتل خطأل أو لكاف ٍر أو للولد فسيكون هلذف
رتل
وينبغذ ماليظة أن اللوار بني لبيعة الوقائع ال يلفم ابلضرورة أن تكون م ثرة يف احلكم كما لو قتل ٌ
امرأ لة مسلم لة أو امرأة رتالل فاحلكم واي ٌد ,واحلكم بتأثذ اروصاف م عدمها راتع ىل تقدير الشارع,
فما اعتلف الشارع م اللرو فاعتبارف متعني وما مل يعتلف فليت معتلال ,ورهل العلم تلاصيل قيقة يف تنقيح
مناط اريكام الشرعية ,وهلم مسالأل منضبطة يف استخرا عللها ,وليت ارمر مووكال للنظر العقلذ اجملر
أو التعويل علل ا احل فقف أو اعتبار مطلق التغذ يف الفمان وا كان.
مدع يف احلقيقة
ومىت ا عل أيد أن احلكم الشرعذ لك أن يتغذ مع عدم تغذ لبيعة ا ناط يف الواقع فهو ٍ
اقع م الشريعة نلسها ,فليت ريد أبدال
نسخال لللكم الشرعذ ,والنسخ ليت ريد م البشر و منا هو و ٌ
244
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أن يدعيه بعد انقضال الويذ يىت أن أهل العلم ن وا علل أن اإلمجاع اجملر ال ينسخ النث ,و منا يكون
كاشلال ع النث الناسخ ,فكيل لك أن يدعذ النسخ بعد انقضال ممانه فر أو أفرا .
فإنا وقع التجوم يف التعبذ ع هذف ا عاين أبهنا تغذ يف اريكام لتابيت مرونة الشريعة وصالييتها جلميع
ارممنة وارمكنة ومراعا ا للتغذات احلاصلة يف الواقع فهو شذل متلهم ومقبو ,أما هدر أيكام الشريعة
ات نريعة مرونتها فأمر رخر يختلل متامال.
أهل العلم ات هذف القاعدة م ارمالة والشواهد تام اه :أنه عند التدقيق يف يقيقة ما أ رته بع
يلله أن رة قدرال م التجوم والتوسع يف لبيعة التمايالت ا ندرتة ات ملهوم (تغذ اريكام يتغذ
الفمان وا كان) بل رة قدر م التجوم يف لال هذا ا لهوم ناته ,ن القاعدة توهم أن رة قدرال م التغذ
لرأ علل الشريعة نا ا استجابة عطيات الواقع وهذا ما مل ير ف قائلوف م تهة ,وال تد عليه لالقال ما
ساقوف م أمالة ومنان يف توضيح هذف القاعدة م تهة أخرل ,وبيان لبيعة التجوم يف تعبذات القاعدة
وأمالتها يتضح ذا مت راته اتها م اللروع والشواهد ,فمما مت راته:
-1ما سلل فيه مناط احلكم يف الواقع لنقث يف الشروط أو وتو مان ٍع ماالل فجعل احلكم الناش ع
وم يف العبارة ,ن االختالف يف احلكم علل الواقع الناش سلل ا ناط تغذال يف احلكم ناته ال خيلو م
ع توفر ا ناط أو سلله ليت م قبيل تغذ احلكم يف يد ناته لتغذ معطل الفمان وا كان ,ن احلكم
الشرعذ متعلق ذناط يخ وص ينطبق عليه يف الواقع فإنا مل يتوافر هذا ا ناط ا خ وص يف الواقع فال تعلق
لللكم أصالل هبذا الواقع لعدم وتو مناله ,واحلكم الناش ع سلل ا ناط هو يكم شرعذ رخر متعلق
هبذا الواقع اجلديد .فماالل االستطاعة شرط يف احلج فمىت كان الرتل مسلمال عاقالل ابلغال يرال مستطيعال
وتع عليه احلج ,فإن عجف عنه مل يك يخالبال ابحلج يىت يتوافر شرله ,فانتقا احلكم م الوتوب ىل
عدم الوتوب ليت تغذال لارائل يف يكم الشريعة علل احلقيقة ن لكل يكم (اإلجياب -الرخ ة) مناله
اخلاص ا ختلل ع ا خر.
-2ما تال التن يث عليه شرعال م مراعاة اريوا بذكر أيكام مناسبة لوقائع يخ وصة كو قطع
اريد يف الغفو ماالل ,فمال هذف الت رفات الشرعية خارتة ع دل البلث أصالل كون اريكام ا ن وص
عليها هذ أيكام تلأل النوام وهذ تقرير الشريعة نشالال وابتدالل ,فاحلقيقة أنه ال تغذ يف يقائق الشريعة
نا ا ,ن الشريعة أعطت هلذف الواقعة ُيكمال خي ه وأعطت لآلخر يكمال رخر ,فا ليت متابع يقيق لة
ريكام الشريعة ال جمته ٌد يف مراعاة تغذات الفمان وا كان يف فتياف وتقليع وتوف ا احل وا لاسد ,ولو
245
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
لر ا رل هذا ا عىن يف التنظذ والتمايل لقاعدة (تغذ اللتول) ل ح له أن جيعل س يث الشريعة للعموم
أو تقييدها للمطلق أو تبيينها للمجمل أو ذ نلأل كلها تغذال يف أيكام الشريعة وهو توسع ذ صليح
نطق هبذف القاعدة م أهل العلم .نعم هذف التن ي ات الشرعية تليد بعد استقرائها أن و ذ مق و
الشريعة راعت ما يطرأ يف الواقع م تغذات فلم مع بني ا ختللات ومل تلر بني ا تماثالت.
-3ما يطرأ علل العرف م التغذ ,والذ يستتبع أيكامه الشرعية فيما كان العرف فيه معتلال ,فم
القواعد اليت أست هلا أهل العلم أن العا ة دكمة ,و نا مملت يف مثذ العرف يف تنفيل اريكام الشرعية
ٍ
ابلعرف ,فبقدر وتدت أنه ليت رة تغيذ يف يقيقة احلكم الشرعذ ,و منا تعل الشارع هنا لللكم منالال
ل م التغذات يف العرف فيما هذا سبيله م اريكام تتلقق منالات اريكام أو تنعدم يف الواقع ما
مستقر ينضبف به كانضباط
ٌ بت
فماالل تعل الشارع رخ ال للمسافر ,والسلر علل ال ليح ليت له معىن ٌ
ذعطل مماين أو مسايف ,و منا مر اديدف ىل العرف فما يكون سلرال يف مم قد ال يكون سلرال يف مم
رخر لتغذ ارعراف و د اريوا ,فإنا تدبرت يف هذا ا اا وتدت احلكم الشرعذ هو هو مل يتغذ ,ن
قائم يف الواقع فتتنف الرخ ة و ن
الشارع علق الرخ ة بوصل السلر فإنا اقق وتو ف عرفال فمناط احلكم ٌ
مل يتلقق هذا الوصل العريف سللت الرخ ة تبعال لعدم اقق ا ناط .ماا رخر نث الشارع علل كلارة
َّارتُهُ ِل َع ُام ِ ِ ِ اخ ُذ ُكم َّ ِ ِ ِ اليمني يف قوله تعاىل( :ال ية ِ
اّللُ ابللَّغ ِو يف أَلَان ُكم َولَك يةُ َاخ ُذ ُكم ذَا َعقَّد ُمت ارَلَا َن فَ َكل َ َُ
ِ ِ
ني ِم أَو َس ِف َما تُطعِ ُمو َن أَهلي ُكم أَو كِس َوُُم أَو َا ِر ُير َرقَةبَ ٍة فَ َم َمل َِجيد فَ ِ يَ ُام ثَالثَِة أ ََّايٍم نَل َ
أل ِ
َع َشَرةِ َم َساك َ
رايتِِه لَ َعلَّ ُكم تَش ُك ُرو َن) فاإللعام والكسوة ِ
اّللُ لَ ُكم َني َّ َّارةُ أَلَانِ ُكم ِ َنا َيلَلتُم َواي َلظُوا أَلَانَ ُكم َك َذل َ
أل يةُبَِىل ُ َكل َ
معان يراعل فيها العرف يف ضبطه واديدف لبيعته ومقدارف وهو مما يقع فيه التلاوت للتلاوت الواقع يف ٍ
ارعراف مماانل ومكاانل ,لك احلكم الشرعذ هو هو يتطلع مناله يف الواقع ,فإنا توافر اإللعام أو الكسوة
العرفية يف الواقع ي لت الكلارة ا طلوبة شرعال ,و ن سللت لعدم خوهلا ات وصل اإللعام أو الكسوة
عرفال فا ناط الذ يتنف عليه يكم الشريعة ذ ياصل يف الواقع فال تقع كلارة لليمني .ومم نبه ىل أن
مراعاة الشريعة الختالف العوائد ليت يف احلقيقة اختالفال يف أصل اخلطاب اإلمام الشاليب عليه رمحة هللا,
ييث قا :
246
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ابتتملف يف البللغ: ،إذا بلغ عع لوه التكلوخل : ،قل التكلوخل عبح البللغ مث عبل ه بادن لو
ا اب ،إمنا عع االتتملف يف الالائد ،أ يف الشلاهد ،كذلك احلكو باد الدتلل ا القلل
علل الز ج يف د:ع الصداق ب ا ه لى الاادة ،أ القلل علل الز باد الدتلل أيااه ب ا ه لى
ن خ لك الاادة ،لو ابتتملف يف وكو ،بح احلكو أ الذإ ر ح انبه اهلد أ أ ح: ،القلل
علله إبطملق ألنه مد ى لوه ،هكذا سائر األم ل : ،األوكا اثبت تبع أسباِبا ووث كانم إبطملق،
404
هللا أ لو)
وا ق و التأكيد علل أن معطل (الفمان وا كان) ليت موتبال لتغذ اريكام الشرعية ,بل ا وتع النظر
يف ار لة الشرعية ,واللهنة والتدليل علل موتع التغذ ,والنظر أيضال يف تغذ ا نالات ا ثرة يف الواقع
واليت تستتبع أيكامها الشرعية ا وضوعة الالئقة هبا ,ويعل اإلمام اب يفم ع هذا ا عىن يف صرامته
ا عهو ة:
ال ابت يف أمر ما لى وكو ما مث اد ى مد أ ذلك احلكو عد ( إذا ود ال ص من القرآ أ ال
انتقح أ ب ح من أ ح أنه انتقح ذلك الشو ا كل :وه ن باض أولاله أ لتبدل زمانه ،أ لتبدل
مكانه: ،الى مد و انتقال احلكو من أ ح ذلك أ أييت ب ها من نص عرآ
ا ن وسلل هللا لى هللا لوه سلو اثبت لى أ ذلك احلكو عد انتقح أ ب ح: ،إ أ س
به ح علله إ مل أيت به :هل مب ح :وما اد ى من ذلك ،الفرض لى اجلموع ال بات لى ما
نر مل ا به ال ص ما دا يبقى اسو ذلك الشو ا كل :وه لوه ،ألنه الوقني ال قل د ل
405
أيذ هللا اات به: ،هما مرد دا كاذاب و أييت ال ص ِبما)
ىل أن قا
(:إ عوح ما الدلوح لى ُادإ احلكو مع بدل األزما األمك ؟ عل ا ابهلل اات التل:وق ال ها
لى ذلك ض ال قح من كح كا:ر ميمن لى أ وسلل هللا لى هللا لوه سلو أاتان ِبذا الدين،
ذكر أنه آتر األنبوا تامت الرسح ،أ دي ه هذا الز لكح وو لكح من يللد إت القوام يف مجوع
247
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
األوض :صح أنه ال مات لتبدل الزما ،ال لتبدل املكا ،ال لتغري األولال ،أ ما عبم :هل
وال ،و أييت نص ي قله ن وكمه يف زما آتر اثبم أبداه يف كح زما ٍ ،يف كح مكا ٍ ،لى كح ٍ
ٌ
أ مكا آتر أ وال أتر ).406
وبكل يا ٍ فالذ ينبغذ أن يكون واضلال متامال أن ما يدرته أهل العلم م ا عاين ات قاعدة تغذ
(اريكام لتغذ الفمان وا كان) ال تنسجم لالقال مع تلأل التوظيلات السيئة للخطاب العلماين ,فإن هذف
القاعدة ال تعج لالقال أن رة تغذال يقيقيال لارائل علل اريكام الشرعية نا ا ,قُ ارل ما يريدون اإل اح
ىل أن م لبيعة الشريعة السعة والشمو يف عطائها لأليكام ا ناسبة لظروف الواقع ,مع ثبا ا ورسوخها
وأهنا تراعذ يف أيكامها عدم التلريق بني ا تماثالت أو اجلمع بني ا ختللات.
سادساه :م التعبذات هلذف القاعدة استعما كلمة (الفتل ) كبديل ع التعبذ ابريكام ,وأظنها اركار
يضورال يف ا شهد ارصويل واللقهذ ا عاصر ,وهو استعما نكرف وأشاعه اإلمام اب القيم عليه رمحة هللا,
وهو استعما أكار انضبالال وأرفع للبت واإليهام ن اللتول انتج ع اتتها ا ليت يف استنباط احلكم
هلا م الشرعذ م أ لة الشريعة وتنفيل لذلأل احلكم ا ستنبف علل الواقع ,وال شأل أن اللتول يعر
عوار التغذ والتجد ما يعر ,ويت ور وقوع قدر م التغيذ فيها مما ال ي ح أن يكون واقعال يف الشريعة
أللق القاعدة كمراعاة د العرف أو اقق وتو ا ناط أو نلأل العتبارات متعد ة بعضها مق و
موامانت ا احل وا لاسد أو ذها ,أو ذ مق و كاالختالف يف االتتها اللقهذ ابلواتع ع ترتيح
ماالل فهذا و ن كان تغذال يف اللت ول ولك أن يدخل يف أللاظ القاعدة لكنه ذ مق و ,وال خيلو ارمر
هنا م قدر م التجوم يف اإللال أيضال لك ارمر يف التعبذ ابللتول أسهل م التعبذ ابريكام.407
406اإليكام .7/5
407اريكام أيض ةال لله فيه قدر م اإلمجا واالش ةوا ,فاريكام قد يرا هبا أيكام الش ةريعة عينها وقد تكون أيكامال انش ةئةل ع اتتها
بشةةر كأيكام القاضةةذ ,فإن كان ا ق ةةو يف مصةةيل القاعدة الااين فارمر فيها قريع م التعبذ ابللتول مع ما بني احلكم واللتول م
اللوار ا عروفة.
248
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أ اله :أن نسبة القدمي واجلديد ىل مذهع اإلمام الشافعذ نسبةٌ اصطالييةٌ ,كان ا ق و منها بيان قدر
م التغذ الذ لرأ علل اتتها ات اإلمام الشافعذ اللقهية ,وقد مت ضبف ا ذهع القدمي م يياة اإلمام
الشافعذ ممانيال م بداية فتائه ويىت سنة 199هة ومجهور نلأل واقع منه ابلعرا وسلله وتو يف مكة ويف
تلأل ا دة ألل كتابيه احلجة والرسالة (القدلة) و ذغا ,وكانت له اتتها ات فقهية وأصولية متعد ة.
ر وظل فيها يىت تويف سنة 204هة ,ويف هذف السنوات يف أواخر سنة 199هة سافر اإلمام الشافعذ
ىلذ كاذال م اتتها اته وعا علل كتبه اب راتعة و عا ة الت نيل ,وصلبه مجلة م التالمذة كالبويطذ
وا فين والربيع و ذهم فنقلوا فقهه ,وكان م أهم ما ألله رمحه هللا يف هذف ا دة ارم والرسالة (اجلديدة)
و ذها ,فكانت هذف اللوة هذ ا عل عنها اب ذهع اجلديد للشافعذ.
وكان م الواضح أن الشافعذ يف م ر ما م ارير كتبه وانتلع ذا ي لىله م معارف وعلوم سابقه ,فهذا
تلميذف ابلعرا اإلمام أمحد ا سئل:
(ما ر يف كتب الشا:او اليت د الاراعوني أوب إلوك أ اليت د املصريني؟ عال لوك ابلكتب
408
اليت عاها صر: ،إنه عع هذن الكتب ابلاراق مل حيكمها ،مث و ع إت مصر :وكو ذلك)
249
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اثنواه :م ا هم الكشل ع بواعث هذا التغذ اللقهذ الذ وقع م اإلمام الشافعذ ,فإن نلأل سيظهر
يجم ا غالطة اليت يرا متريرها ابستخدام اإلمام الشافعذ ومذهبه كورقة يف لعبة هدر أيكام الشريعة ات
القرائ اخلارتية ال تكا عاول تغذ الفمان وا كان .هذف البواعث ابستقرال فقه الشافعذ نلسه وبع
سر ع :
)1اتساع ائرة ا عرفة والعلم ابلالعه علل كاذ م السن وا ر مما مل يك قد مسعها م قبل ,خ وصال
يف ريلته ارخذة كة واليت سافر عقبها ىل م ر ,ولذا فبعضهم جيعل مبتدأ فقهه انشئال م مكة ممتدال
ىل استقرارف ذ ر.
وقيار ونظ ٍر ٍ
تديد يف أ لة الشريعة ,ولدت قناعة ذرتويية الرأ ارو ورتلاانل )2اعتما ف علل اتتها ٍ ٍ
للااين ,ولذا فم العبارات اليت أللقها رمحه هللا واليت تد علل اتكال فقهه علل نث كان جيهله أو نظر
يف النث أصبح مرتويال يف نلسه ,قوله عليه رمحة هللا:
)3اختالفات عُرفية م ثرة يف فقه الشريعة ,أو قضااي اعتلها الشارع يف ترتيع اريكام كالضرورة واحلاتة
وسد الذرائع و ذ نلأل مما لك أن يتغذ م ممان ىل ممان أو مكان ىل مكان مع ماليظة اعتبار
الشارع هلذا التغذ ,فتجد اروضاع العرفية ماالل سيامر فقهال يناسبها فيما قرر الشارع اعتبار العرف فيه,
فال يستنكر أن يكون فقه ا سألة عند اإلمام الشافعذ وايدال لك تغذ يكمه يف الواقع لتغذ ا ناط
ا وتع لتغذ احلكم الناش ع تغذ ارعراف ,وفر ٌ كبذ بني م يريد أن يقرر توام هدر اريكام
الشرعية التل يلية فيما اعتلف الشارع يف الواقع م ا عاين واروصاف وما مل يعتلف ,وبني م يستمسأل
ابلنث الشرعذ ملتشال ع مناله يف الواقع لينفله عليه.
اثل اه :ي كد ما تقدم م موضوعية ا لرات اليت سو ت لحمام الشافعذ اخلرو ع قو يف ا سألة ىل قو
تديد وأن ارمر مل يك فتيال تناسع أمفتة النار وأهوائهم ما يلذ:
250
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
(:كا أيمر بقرا ة هذن الكتب لوه يف اجلديد ،مث أيمر بتخريق ما غري ا تهادن :وها ،و ا يد ه
410
اكتفا ه ا ذكر يف ملعع آتر)
فلو كان الشان عندف تسويغ تعد اريكام الشرعية جملر تعد البيئات احلاضنة مع اشوا ٍ يف عني
الوقائع يف البيئتني ا يرص علل ماتة مذهبه القدمي ,جلوم للعراقيني العمل اب ذهع القدمي وهو ما مل يقع
منه عليه رمحة هللا ,فد علل أن مجهور ما وقع يف مذهبه م التغيذ عائد يف احلقيقة ىل نظ ٍر فقهذ تديد
يف ار لة الشرعية م تهة الابوت وم تهة اللهم ,وهو ما فهمه أئمة الشافعية وعولوا عليه يف نسبة
ارقوا ليه رمحه هللا فهذا اإلمام النوو يقو ماالل:
ديد: ،اجلديد هل الصضوح لوه الامح ،أل (كح م ل :وها علال للشا:او -ومحه هللا -عدمي
ه ،است ت مجا ٌ من أ ضاب ا حنل شرين م ل ،أ أك ر عاللا يف :وها القدمي مر ل
411
ابلقدمي)
ويقو أيضال:
للمفيت ال للاامو امل ت ب إت مذهب الشا:او ومحه هللا يف م ل ِّ القللني أ الل هني أ (لو
412
يامح ا نا م هما بغري نظر بح لوه يف القللني الامح آبترمها)
-2أن أئمة ا ذهع الشافعذ كانوا واعني متامال أبن لحمام الشافعذ أسباابل شرعية معتلة يف تغيذ مجلة م
ررائه اللقهية ,وأنه ما كان خير ع قو فقهذ مبج علل ليل ال ىل قوٍ فقهذ رخر مبج علل ليل
أرتح ,ولذا فقد ك انوا يتابعونه علل هذا ا سلأل ا نهجذ يف متابعة الدليل وخياللونه بوتيح رأيه القدمي
لرتلان ليله يف نظرهم ,وما كانوا ينسبون نلأل ا ذهع ليه ن هو علل خالف قوله اجلديد ,فلو كان
الكل فتيا سائغة حبسع ضغوط الفمان وا كان لكان القدمي واجلديد كالغا مذهبال سائغ النسبة للشافعذ
وهو ما مل يقع م علمال ا ذهع ,وهم ارفهم بطبيعة الشافعذ ويقيقة مذهبه وارسباب اليت فعته ىل
251
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ترتيلاته اللقهية اجلديدة ,ولو كانوا يرون أن تغذ البيئة هو السبع الرئيسذ يف نلأل لقرروف ورعملوف يف
فقههم ,قا اإلمام النوو موضلال هذف القضية يف تعليقه علل كلمة اإلمام اجلويج واليت نكرها يف كتابه
اجلليل (هناية ا طلع :)29/1
( لى اجلمل ماتقدإ أ األعلال القدو لو م من مذهب الشا:او ووث كانم ،ألنه ز القلل
ه ال يكل مذهباه للرا ع). لى الفتها يف اجلديد ،املر ل
دان أ ضاب ا أ:تلا ِبذن امل ائح لى القدمي ،محل ا ذلك لى أنه أداهو (:إذا لمم وال القدمي
ا تهادهو إت القدمي لظهلو دلوله هو جمتهد : : ،تلا به ال يلز من ذلك ن بته إت الشا:او ،مل
يقح أود من املتقدمني يف هذن امل ائح أهنا مذهب الشا:او ،أ أنه است اها ،عال أبل مر :وكل
اتتواو أودهو للقدمي :وها من عبوح اتتواون مذهب دري الشا:او إذا أدان ا تهادن إلوه: ،إنه إ كا
ذا ا تهاد ا بع ا تهادن ،إ كا ا تهادن مقوداه مشلابه بتقلود نقح ذلك الشلب من التقلود ن
ذلك ا ما ،إذا ا :بني ذلك يف :تلان: ،وقلل مذهب الشا:او كذا ،لكين أعلل ذهب أى
و وف هل كذا).413
اتع ىل
وهذا ا سلأل يف الوتيح عند الشافعية ,واخلرو ع رأيه اجلديد ىل القدمي متابع لة للدليل ر ٌ
استيعاب الشافعية نهج اإلمام الشافعذ يف تطلع احلق بدليله ,ولذا يقو النوو كاشلال ع هذف ا اليظة
ونلأل يف أثنال نكرف هلذف ا يفة ا نهجية عند اإلمام الشافعذ:
،مجاه يف مذهبه بني أطراف األدل ،مع ( من ذلك ندة ا تهادن يف نصرة احلديث ،ا با ال
التدعوق ،و لقب وني عد الاراق ب ا ر احلديث، التضقوق الغلص التا لى املاا ا قا
دلب يف رف الالما املتقدمني الفقها ا راسانوني لى متباو مذهبه لقب أ ضاب احلديث يف
القدمي احلديث ،عد و ي ا ن ا ما أيب بكر حممد بن إسضاق بن تزو املار ف إبما األئم -
ضوض مل يلد ها ابلغاي الاالو -أنه سئح هح الو س كا من وفظ احلديث مار :ال
الشا:او كتبه؟ عال ال مع هذا :اوتا الشا:او ومحه هللا لكل ا واط ممت ا لى البشر: ،قال
وته ابلامح ابحلديث الصضوح رك علله املخالخل ما عد عبم ه وعو هللا ه من أ ه من
413اجملموع .67/1
252
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
مللا ِبا يف م ائح ك رية مشهلوة وته لل ص ال ابم الصريح ،عد امت ح أ ضاب ا ومحهو هللا
كم ل الت ليب يف الصبح م ل انرتا التضلح يف احلج باذو).414
-3ت ريح أئمة الشافعية بعدم توام تقليد الشافعذ يف مذهبه القدمي مما رتع عنه ولو كان ا قلد عراقيال,
مذهع سائ ٌغ للشافعذ ي ح العمل هبذا وهذا ونسبته للشافعذ ,أم هو مٌ فهل ي ح اال عال أبن الكل
قبيل االتتها اللقهذ ا بج علل النظر الشرعذ يف الدليل والذ يواتع فيه العامل ع اتتها يراف خطأ
ىل صواب أو م قو مرتوح ىل راتح !
-4ت ريح أئمة الشافعية أبن ما مل يتغذ فيه اتتها الشافعذ م اختياراته (العراقية/مذهبه القدمي) ومل
ُ درت فيه مذهبال تديدال فهو مذهبه ,وهو ما ي كد علل لبيعة تطلع احلق يف التغذ الطارئ علل مذهع
الشافعذ ,وأن اختياراته يف سائر تنقالت يياته منا هذ انشئة ع تطلع القو اررتح ليالل وليت انشئال
ع جمر تغذ اجلغرافيا أو الفمان ,أو أننا أمام مشهد فقهذ تديد يراعذ معطيات بيئة يخ وصة منل لة
متامال ع ا شهد اللقهذ ا تقدم ,بل حن أمام تسد فقهذ وايد تبني لنا فيه اختيارات اإلمام الراتلة
م اختياراته ا رتوية ,وقد أقر الشافعذ مجلة م كتبه ا تقدمة كما أشار ليه البيهقذ يف كتابه (مناقع
اختياراته كما سبق ,يقو اإلمام النوو موضلال هذف الشافعذ) ,415كما أترل تعديالت علل بع
احلقيقة يف لبيعة االت ا يف فقه اإلمام الشافعذ بني القدمي واجلديد:
لوه ،املراد به عدمي نص مذهباه للشا:او ،أ مر ل اه ه ،أ ال :تل ( ا لو أ علهلو القدمي لو
يف اجلديد لى تمل:ه ،أما عدمي مل خيالفه يف اجلديد أ مل يتارض لتلك امل ل يف اجلديد: ،هل مذهب
لوه :إنه عاله مل ير ع ه ،هذا ال ل عع م ه م ائح ك رية الشا:او ا تقادن ،يُامح به يف
ه ال مح لوه لكل دالبه ست يت يف ملاعاها إ نا هللا ،إمنا أطلقلا أ القدمي مر ل
كذلك).416
-5أن م ا اليه أن رة قدرال م اخلالف بني أئمة الشافعية يف مريخ مذهبيه القدمي واجلديد فبعضهم
جيعل مبتدأ اجلديد يف العرا قبيل خروته منها ,ومنهم م يقو بل م وتو ف يف مكة قبل انتقاله ر,
ر ,فهذا اخلالف يف اعتبار بداية ا ذهع اجلديد ي كد علل أن تغذ ومنهم م جيعله م مبتدأ خوله
414اجملموع .11/1
415مناقع الشافعذ .256-255/1
416اجملموع شرح ا هذب .68/1
253
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
البيئة فقف واعتبارات الفمان وا كان مل تك هذ العامل الرئيسذ ا ثر يف هذا التغذ اللقهذ بل العامل
ر. ارساسذ هو د النظر يف الدالئل الشرعية خ وصال بعد االستفا ة منها قبل خوله
-6أنه ابستقرال اللوار بني مذهع الشافعذ القدمي واجلديد د مجلةل ال أبر هبا م ا سائل اليت رتع
عنها اإلمام الشافعذ ال عالقة هلا مطلقال ذجر مراعاة البيئة اجلديدة أو مطلق التسهيل اللقهذ ,و منا هو
لتجد النظر يف مآخذ ار لة واالتتها يف التوصل للراتح ,خذ ماالل ما تال يف كتاب ارم يف معر
الكالم ع يكم ا واالة يف الوضول:
( أوب أ يتابع اللعل ،ال يفرعه أل وسلل هللا لى هللا لوه سلو ا به متتابااه ،أل امل لمني
اؤ ا ابل لاف ،ومو اجلماو ،ما أنبههما من األ مال متتابا ه ،ال ود للتتابع إال ما يالمه ال ار
من أ أيتذ الر ح :وه مث ال يكل عاطااه له و يكمله إال من ذ ٍو ،الاذو أ يفز يف ملعاه
سوح ،أ هدٍ ،أ ور ٍيق ،أ درين: ،وتضلل إت درين :وماو :وه لى علئه،
الذإ لع :وه من ٍ
أ يقح به املا :و تذ املا مث واو لى علئه يف الل هني مجوااه ،إ خل علؤن كما يارض له
اف أ انتقاض علٍ يف الصملة الر اف درين :وخرج مث يبين ،كما يق ع به ال لاف لصملةٍ أ و ٍ
:و صرف مث يبين
عال الربوع مث و ع الشا:او ن هذا باد ،عال لوه أ يبتدئ الصملة إذا ترج من و ٍ
اف ( عال
الشا:او) إنه إذا انصرف من و ٍ
اف أ درين عبح أ يتو مل ه أنه يبتدئ الصملة
عال الربوع و ع الشا:او ن هذن امل ل عال إذا ولل هه ن ُا الصملة امداه أ اد الصملة
إذا ترج من و ٍ
اف درين).417
فما عالقة هذا احلكم ا تعلق ابل الة بتغذ البئية عراقية أو م رية ! وارمالة كاذة كمسألة التاويع يف
أنان ال بح ,والتباعد ع النجاسة يف ا ال الكاذ ,وقرالة السورة يف الركعتني ارخذتني ,ومسألة ت
احملارم ,وتعجيل العشال ,ووقت ا غرب ,ومسألة ا نلر نا نول االقتدال يف أثنال ال الة ,واجلهر ابلتأمني
للمأموم يف ال الة اجلهرية ,ومسألة استلباب اخلف بني يد ا لل نا مل يك معه ع ا وحنوها ...
417ارم .30/1
254
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اخل . 418فهذا ا سائل و ذها ال عالقة هلا ذجر االنتقا م بيئة ىل بيئة تديدة ,و منا لتجد النظر يف
ار لة الشرعية للبال إلصابة احلق.
-7أن اإلمام الشافعذ كغذف م ارئمة شديد التلر للدليل الشرعذ وله يف نلأل تقريرات يسنة,
ومواقل مشهو ة ,وهو القائل ( :نا صح الدليل فهو مذهيب) 419وهذ أمارة منهجية هامة علل شدة اريه
للدليل وأن ما يطرأ علل ررائه م التغذ منش ف د النظر اللقهذ يف الدليل الشرعذ ال تعمد هدر الدليل
ارقوا اللقهية مما توقل أئمة الشافعية ترتيله لبع لضغوط الواقع ,ولذا كان م لطيل ت رف بع
يف ليله الشافعذ ونسبة تلأل الوتيلات للشافعذ كونه القائل ( :نا صح الدليل فهو مذهيب) ,وم
مواقله الدالة علل شدة متابعته للويذ ,واريه للسنة:
-قا احلميد :رول الشافعذ يوما يدياال ,فقلت :أمخذ به فقا :رأيتج خرتت م كنيسة ,أو علذ
420
مانر ,يىت نا مسعت ع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم يدياا ال أقو به !
-وع الربيع ب سليمان قا :مسعت الشافعذ وسأله رتل ع مسألة فقا :يرول فيها كذا وكذا ع
النيب صلل هللا عليه وسلم ,فقا له السائل :اي أاب عبد هللا تقو به فرأيت الشافعذ أرعد وانتقث ,فقا :
تقلج ,وأ مسال تظلج ,نا رويت ع النيب صلل هللا عليه وسلم يدياا فلم أقل به (اي هذا ,أ أر
نعم علل السمع والب ر ,نعم علل السمع والب ر).421
رتل :مخذ
-وع الربيع أيضال قا :مسعت الشافعذ ونكر يدياال ع النيب صلل هللا عليه وسلم ,فقا له ٌ
به اي أاب عبدهللا فقا :سبلان هللا! أرو ع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم شيئال وال رخذ به ! مىت
422
عرفت لرسو هللا صلل هللا عليه وسلم يدياال ,ومل رخذ به ,فأان أشهدكم أن عقلذ قد نهع.
418انظر ماالل اجملموع شة ةةرح ا هذب 66/1فقد نكر مجلة م هذف ا س ة ةةائل ,وكذلأل رسة ةةالة (اإلمام الشة ةةافعذ يف مذهبيه القدمي واجلديد)
رمحد عبد السالم اإلندونيسذ.
419اجملوع شرح ا هذب .92/1
420سذ أعالم النبالل .34/10
421اللقيه وا تلقه .388/1
422ر اب الشافعذ ومناقبه الب أيب يامت .69
423ر اب الشافعذ ومناقبه .69
255
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-وقا رمحه هللا :كل يديث ع النيب صلل هللا عليه وسلم فهو قويل ,و ن مل تسمعوف مج.424
-وقا اإلمام أمحد :قا لنا الشافعذ :أنتم أعلم ابحلديث والرتا مج ,فإنا كان احلديث صليلال
فأعلموين -كوفيال ,أو ب رايل ,أو شاميال -يىت أنهع ليه ن كان صليلال.425
-وقا رمحه هللا :ما م أيد ال وتذهع عليه سنة لرسو هللا صلل هللا عليه وسلم وتعفب عنه ,فمهما
قلت ,فالقو ما
أصل فيه ع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم خالف ما ُ ٍ أصلت م
ُّ قلت م قوٍ ,أو
ُ
قا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم وهو قويل .وتعل ير هذا الكالم.426
-وقا أيضال :نا وتدمت سنة رسو هللا صلل هللا عليه وسلم خالف قويل فخذوا ابلسنة و عوا قويل فإين
أقو هبا.427
-وقا :أمجع ا سلمون علل أن م استبابت له سنة رسو هللا ص -مل يك له أن يدعه لقو أيد م
النار.428
-وقا :كل مسألة تكلمت فيها صح اخلل فيها ع النيب صلل هللا عليه وسلم عند أهل النقل رالف
قلت فأان راتع عنها يف ييايت وبعد مويت.429
ما ُ
وا ق و أن م كان علل هذف احلا م شدة ار موافقة السنة ال يت ور منه أن يهدرها جملر انتقاله
م رقعة تغرافية معينة ىل رقعة أخرل ,أو أن يرضخ عطيات الواقع فيسعل يف تطويع الدي للتأقلم مع
هذا الواقع.
256
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بوا املزلق
أن ال عقل هو م أتل نعم هللا تعاىل علل البشرية ,وهو اللي ل بني اإلنسان واحليوان ,وبه عرفت صلة
النبوة وصد الويذ ,فال بد م اعتبارف مرتعال يف يا اختلل مع الن وص ,ن هو الكاشل ع
ن الئل تلأل الن وص صلتها ,وبر ف يسقف الدليل الكاشل ع صلة الن وص فلفم ارخذ به,
ظنية خلية اب قارنة ىل قطعية الداللة العقلية اللهانية ,وال شأل أن تقدمي الداللة ارقول مق و مطلوب
ذ مشروع. والتعلق ابلظ
امل اعش
يف احلقيقة ال أستطيع خلال عدم محاسيت الكبذة عاجلة (س ا العقل والنقل) لسببني بسيطني:
)1أن ا كتبة الشرعية/اللكرية يافلة تدال بكتاابت كاذة تدال تبلغ رالف ال للات يف معاجلة يختلل
موااي هذا ا وضوع ,ببيان يقيقة العقل ,ومنفلته يف بنال الت ورات وارفكار ,وموقعه م اخلارلة الشرعية,
وجماالته البلاية ,وأوته كماالته وأوته الق ور ..اخل.430
257
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
)2أن أكار ما يكتبه ا خاللون يف تقرير هذف ا سألة هو عا ة نتا ر ل لكتاابت متقدمة يف هذا
الباب ,فاإلشكاالت هذ عني اإلشكاالت اليت تناوهلا م كان قبلهم م ا همومني ابلبلث يف ا عقوالت
ومذاهع النار فيها ,واللر ال يعدو أن يكون فرقال شكليال يف صيا ة اجلمل والعبارات لتكون أكار
ع ريةل ,مع ماليظة اللر بني تقريرات م تقدمهم يف مصيل هذف اإلشكاليات واليت تتميف بقدر أكل
م التلرير والتنظذ للمشكلة.
258
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ومع نلأل فأتدين مضطرال ىل معاجلة هذا ا لل ا تشعع ,فم ا عيع أن تُبلث موار هدر الن وص
ويعر ع و ٍ
ايد م أكل ا وار اليت ُهدرت رتله الكاذ م الن وص الشرعية يف القدمي واحلديث ,بل ُ
هو يف احلقيقة أر تلأل ا وار ,ن كاذ منها عائد يف هناية ا طاف ىل هذا ا ور ,وسأياو أن أقت ر يف
معاجلة هذا ا وضوع الطويل الشائأل بذكر أهم القضااي اليت ينبغذ أن يراعيها م يريد ارير اجلواب الشرعذ
ما كتع يف هذا ا وضوع ,وأرتو أن يكون فيها لس ا (العقل) ,وهذ ال تعدو أن تكون ملخ ات لبع
ما ل شيئال م عقد شكالية العقل والنقل:
الاقح يف اللغ
أصل ما ته مأخون م احلبت وا نع واإلمسا ,ولذا مسذ العقل عقالل رنه يعقل صايبه ,أ :جفف
ولنعه ع الوقوع يف اهللكة .ولذات االعتبار مسذ أيضال ِيجرال ,رنه جرف ع ارتكاب اخلطأ ,ومسذ
كذلألُ :هنيه ,رنه ينهل صايبه ع فعل ما ال مد.431
فقد تعد ت فيه أقاويل النار (وكار االختالف فيه يىت قيل :ن فيه ألل قو ) ,432ولك ر معىن العقل
يف اجلملة ىل معنيني رئيسني ,فقد قا اإلمام اب القيم رمحه هللا:
(الاقح قمل
259
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
:إذا ا تماا يف الابد استقا أمرن ،أعبلم لوه ولش ال اادة من كح انب ،ذلك :اح هللا
يي وه من يشا ،إذا :قدمها: ،احلولا البهوو أو ن وااله م ه ،إذا :قد أودمها أ انتقص ،انتقص
433
اوبه بقدو ذلك)
وقد ف ل اب تيمية مجا النوعني فجعلها علل أربعة ٍ
معان وهذ ابخت ار:
لوه القلو (أودها لل عر وي يفرق ِبا بني اجمل ل الذإ و:ع القلو ه بني الااعح الذإ ر
:هذا م ا التكلوخل
ال الث الامح ابلالو يدتح يف م مى الاقح أيااه ،بح هل من أتص ما يدتح يف اسو الاقح املمد ح
434
األمر الرابع الغريزة اليت ِبا ياقح ا ن ا )
الاقح يف القرآ
(لله العقل اسم ليت له وتو يف القررن ,و منا يوتد ما ت رف منه لله العقل حنو (يعقلون) و(تعقلون)
و(ما يعقلها ال العا ون) ويف القررن ارمسال ا تضمنة له كاسم احلجر ,والنهل ,وارلباب وحنو نلأل).435
260
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
َّار ا ِخَرةُ
ع َوَهل ٌو َولَلد ُ
سوال كان النلع والضر ما ايل أو معنوايل ,ومنه قوله تعاىل( :وما احلياةُ ُّ ِ ِ
الدنةيَا َّال لَع ٌ َ َ ََ
َخ ٌذ لِلَّ ِذي َ يةَتَّة ُقو َن أَفَال تَةع ِقلُو َن) ,وقوله سبلانه( :لََقد أَنةَفلنَا ِلَي ُكم كِتَاابل فِ ِيه ِنك ُرُكم أَفَال تَةع ِقلُو َن).
(ولََقد تَةَركنَا ِمنة َها ريَةل بةَيِىلنَةل لَِقوٍم يةَع ِقلُو َن).
ومنه قوله تعاىلَ :
َ: -د ْهو دالالت اآلايت الكلنو
ومنه قوله تعاىل( :وس َّخر لَ ُكم اللَّيل والنةَّهار والشَّمت وال َقمر والنُّجوم مس َّخرات ِأبَم ِرفِ ِ َّن ِيف نَلِأل َ ٍ
ايت َ َ َ ََ َ ُ ُ ُ َ َ ٌ ََ َ ُ ََ ََ َ
لَِقوٍم يةَع ِقلُو َن).
واحلق أن هذف ا عاين تعو ىل اختالف وظائل العمل العقلذ ,ال ىل تباي يف معىن العقل نلسه ,فلم ير
نكر (العقل) يف القررن ال ب يغ اللعل (يعقلون) لحشارة ىل الوظيلية العقلية الالئقة بكل مقام.
وما منا يف سيا نكر ما يت ل ذعىن العقل ,فال أبر م االستطرا بذكر مسألتني تتعلق ذاهية العقل:
ا تكلمة واللالسلة, فالذ عليه أهل السنة واجلماعة أن العقل عر ٌ أو صلةٌ وليت اوهر خالفال لبع
فالعقل ليت شيئال قائمال بذاته و منا هو صلة ال بد أن يقوم بغذف ,وهو العاقل ا وصوف به.436
261
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
احلنابلة وصلله الباتذ ,وأهم ما استدلوا به قو هللا تبار ونسع للمالكية والشافعية وعليه بع
وتعاىل( :أفلم يسذوا يف ارر فتكون هلم قلوب يعقلون هبا أو رنان يسمعون هبا فإهنا ال تعمل ارب ار
ولك تعمل القلوب اليت يف ال دور) .قالوا :فقد نسع هللا منلعة كل عضو ليه فارنن دل السمع,
والعني دل الب ر كما هو معلوم ,فيكون العقل دله القلع ,أُكد هذا بنسبة العمل ىل القلوب ا وتو ة
كان له قلع أو ألقل السمع وهو يف ال دور .وكذلأل استدلوا بقوله عف وتل ( :ن يف نلأل لذكرل
شهيد) .وكذلأل استدلوا بقو عمر رضذ هللا عنه يف اب عبار رضذ هللا عنهما ( :ن ناكم فىت كهو له
لساانل س والل وقلبال عقوالل).437
)1احلت وا شاهدة ,فلو ضرب شخث علل رأسه ماالل وهو دل الدماغ يقينال ضربة قوية لفا معها
العقل.
)2اللسان العريب ,فالعرب تقو للعاقل وافر الدماغ ولضعيل العقل خليل الدماغ .وقد نكر أبو يلث
ب شاهني إبسنا ف ع اللضل ب ماي .وقد سأله رتل ع العقل أي منتهاف م البدن فقا :مسعت
أمحد ب ينبل يقو :العقل يف الرأر .أما مسعت ىل قوهلم( :وافر الدماغ والعقل).438
(:التصلو ا دواك للماا حمله الدماغ مث يباث بذلك القلب ،القلب أيمر يدبر :وباث ا امرن إت
الدماغ الدماغ حيرك األ اا :كملمها يفتقر إت اآلتر إذا لم ا أ الاقح علة ما لي ال وكن أ
بني ل ا عاخل علل األطبا ).439 يدوك بلاس احل
437رواف الطلاين ( ,)10620( )265/10واحلاكم ( ,)621/3وأبو نعيم يف ((يلية اروليال)) ( .)318/1قا اهليامذ يف ((جممع
الفوائد)) ([ :)280/9فيه]أبو بكر اهلذيل ضعيل.
262
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اللعف األ ت :م ممل يف الويذ ملتمسال معرفة رتبة الدليل العقلذ فسيجد أنه يسلم ىل نتيجة معتدلة
يف التعالذ مع الدليل العقلذ فامة ايتلال شرعذ به مع ضبف جملاالت العمل العقلذ ,فال لو يف العقل
ليكون احلجة ا هيمنة علل كافة ار لة ,وال تلوة فتلغل يجيته و اللته ووظيلته يف عملية االستدال
الشرعذ.
اللعف ال انو :تعد ت مظاهر ايتلال الشريعة ابلعقل وضرورة عماله للتوصل ىل احلق ,فم مظاهر هذا
االيتلال:
)1أن العقل هو واي ٌد م منالات التكليل؛ ونق ه أو انعدامه له مثذ كبذ يف ثبوت وصل التكليل
(رفِ َع ال َقلَ ُم َع ثَالَثٍَة َع ِ النَّائِِم
الشرعذ ,فم ال عقل له ال تكليل عليه ,قا النيب صلل هللا عليه وسلمُ :
ون َي َّىت يةَع ِق َل).441
ي َّىت يستَةي ِق َه وع ِ ال َِّ ِىب ي َّىت َ تَلِم وع ِ المجنُ ِ
َ ََ َ ىل َ ََ َ َ
)2أن هللا عف وتل قد يث علل التعقل والتلكر والتدبر يف رايته وأمااله ويف تشريعاته ويف يخلوقاته ,وليت
هنا م كتاب أللق سراح العقل واستاارف ر ال وظيلته كالقررن ,فما أكار ما ير يف القررن( :لَ َعلَّ ُكم
تَةع ِقلُو َن) ,و(لَِقوٍم يةَتَة َل َّك ُرو َن) و(لَِقوٍم يَةل َق ُهو َن) ,وكلها تشذ ىل ضرورة العمل العقلذ وأثرف يف استلهام
263
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اهلداية ,ويكلذ م نلأل ثنال الرب تعاىل علل عبا ة التلكر وأيوا ا تلكري يف قوله سبلانهَّ ِ( :ن ِيف
اّللَ قِيَامال َوقُةعُو ال
اب * الَّ ِذي َ يَذ ُك ُرو َن َّ
ُويل ارَلب ِ ٍ
َّها ِر َايت ر ِ َ
ِ ِ خل ِق َّ ِ
الس َم َوات َوارَر ِ َواختالف اللَّي ِل َوالنة َ َ
اب النَّا ِر) ات وارَر ِ ربةَّنا ما خلَقت ه َذا اب ِلالل سبلانَ ِ وعلَل تنُوهبِِم ويةتة َل َّكرو َن ِيف خل ِق َّ ِ
أل فَقنَا َع َذ َُ َ َ ََ َ َ َ َ َ الس َم َو َ َ َ َ ُ َ ََ ُ
خلت أان وعبيد ب عمذ علل عائشة رضذ هللا عنها فقالت لعبيد ب عمذ: ُ ا ايت ,ع عطال قا :
قد رن لأل أن تفوران ,فقا :أقو اي أمه كما قا ارو مر بال تف يبال ,قا :فقالت :عوان م رلانتكم
هذف ,قا اب عمذ :أخلينا أبعجع شذل رأيته م رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ,قا :فسكتت ,
قالت :ا كان ليلة م الليايل قا ( :اي عائشة نريج أتعبد الليلة لريب) قلت :وهللا ين ريع قربأل وأيع
ما سر ,قالت :فقام فتطهر قام ي لذ ,قالت :فلم يف يبكذ يىت بل يجرف ,قالت :بكل فلم يف
يبكذ يىت بل حليته ,قالت :بكل فلم يف يبكذ يىت بل ارر ,فجال بال ي ننه ابل الة فلما ررف
يبكذ قا :اي رسو هللا مل تبكذ وقد لر هللا لأل ما تقدم وما مخر قا ( :أفال أكون عبدال شكورال ,لقد
السماو ِ
ات َوارَر ِ )) ا ية كلها.442 ِ ِ ِ
نفلت علذ الليلة رية ويل قرأها ومل يتلكر فيهاَّ ( :ن يف َخلق َّ َ َ
)3أن االنتلاع اب واعه والذكر والق ث والتشريع وارماا القررنية مق ورة علل أصلاب العقو يقو
تعاىل( :وما يذكر ال أولوا ارلباب) .ويقو سبلانه( :ولقد تركنا منها رية بينة لقوم يعقلون) .ويقو عف
هم علة رويل ارلباب) ,ويقو سبلانه( :هل يف نلأل قسم لذ يجر), وتل( :لقد كان يف ق
ويقو تعاىل( :وتلأل ارماا نضرهبا للنار وما يعقلها ال العا ون) ,وقوله عف وتل( :ولكم يف الق اص
يياة اي أويل ارلباب لعلكم تتقون) ,ىل ذها م الدالئل الشرعية الكاذة اليت تبني مكانة العقل وأغية
وظائله وأنه سبع م أسباب اهلداية.
)4أن هللا نعل علل م ألل وا نور عقوهلم بتقليد ذهم وبني مغبة نلأل ,فقا عف وتل( :و نا قيل هلم
اتبعوا ما أنف هللا قالوا بل نتبع ما أللينا عليه رابلان أولوا كان رابؤهم ال يعقلون شيئا وال يهتدون * ومال
الذي كلروا كمال الذ ينعق ذا ال يسمع ال عال وندال صم بكم عمذ فهم ال يعقلون).
) 5أن للعقل وظيلة كلل يف استنباط اريكام والنظر يف ار لة ,وكلما كان العقل أكل وأوفر كان ا رل
اب ِ
أقدر علل أ ال واتبات االتتها ,وبضعله تضعل ملكة االتتها واالستنباط ,يقو هللا تعاىل( :كتَ ٌ
أل مبارٌ لِي َّدبةَّروا رايتِِه ولِيةتَ َذ َّكر أُولُوا ارَلب ِ
اب). أَ ِ
َ َنفلنَافُ لَي َ َُ َ َ ُ َ َ َ َ
442رواف اب يبان ( .)620( )386/2ويسنه ارلباين يف ((صليح الو يع)) ( ,)1468والوا عذ يف ((ال ليح ا سند)) (.)1654
264
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
)6أن الشرع تعل العقل وايدال م الضرورايت اخلمت اليت تال اإلسالم للملافظة عليها ,فنهل ع
االعتدال عليه فم اعتدل عليه وضيع منلعته ابلضرب ماالل لفمته الدية كاملة ,443كما يرم كل ما م
أثرف موا العقل م تعاط سكر وملو و ذ نلأل كاخلمر و ذف يقو تعاىل( :أَيةُّ َها الَّ ِذي َ َرمنُوا َِّمنَا اخلَم ُر
ان فَاتتَنِبُوفُ لَ َعلَّ ُكم تُةللِ ُلو َن) ,وع أم سلمة رضذ هللا والمي ِسر وارَن اب وارَمالم ِرتت ِم عم ِل الشَّيطَ ِ
َ َ ُ َ َ ُ َ ُ ٌ ََ
عنها قالت :هنل رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ع كل مسكر وملو.444
(إ هللا اح للاقلل يف إدواكها وداه تهو إلوه ال تادان ،مل جياح هلا سبومله إت ا دواك يف كح
ما ال ما يكل م للب ،لل كانم كذلك الستلت مع الباوإ اات يف إدواك مجوع ما كا
يكل ).445
443قا عبدهللا ب أمحد :مسعت أيب يقو :يف العقل ية نا ضرب فذهع عقله .وقا اب قدامه (ال نعلم فيه خالفا).
444رواف أبو او ( ,)3686وأمحد ( ,)26676( )309/6والطلاين ( ,)781( )337/23والبيهقذ ( .)17860( )296/8قا اب
القطان يف ((الوهم واإليهام)) ([ )591/3فيه ] شهر ب يوشع يختلل فيه ,وقا الذهيب يف ((سذ أعالم النبالل)) ( :)377/4هذا ما استنكر
م يديث شهر يف سعة روايته ,وما نا اب نكر تدا ,وقا اب ا لق يف ((شرح البخار )) ( :)40/27يف سندف شهر ,ويس سنا ف اب
يجر يف ((فتح البار )) ( ,)47/10وقا الشوكاين يف ((اللتح الرابين)) ( :)4202/8صاحل لاليتجا به.
265
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فيما ال فإنا تلهمت مدل ددو ية القدرة العقلية استطعت أن تلهم معىن منع اإلسالم العقل م اخلو
راكه ,كالذات اإلهلية ,واررواح يف ماهيتها ,وحنو نلأل ,وكذلأل كيليات يدركه ,وال يكون يف متناو
اجلنة ونعيمها والنار وتليمها و ذها م ا غيبات اليت ليست يف متناو العقل ومداركه.
وعلل هذا مضل ا سلمون يف الع ر ارو م اإلسالم ,عرفوا ما للعقل فدرسوف ويلظوف ,وما ليت له
واحلياة عليها ,ون فات تنبوف( ,فأما داولة را ما ورال الواقع ابلعقل احملدو الطاقة حبدو هذف ارر
سند م الروح ا لهم والب ذة ا لتوية ,وتر ي ة للغيع ال ترات ها العقو ..فأما هذف احملاولة فهذ
داولة فاشلة أوالل ,وداولة عاباة أخذال .فاشلة رهنا تستخدم أ اة مل سلق لرصد هذا اجملا .وعاباة رهنا
تبد لاقة العقل اليت مل سلق ال هذا اجملا ).447
266
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فالغيبيات اليت ال تقع ات مدار العقل ال جما له أن خيو فيها ,وال خير فيها عما لت عليه الن وص
الشرعية كمعرفة يقيقة صلات هللا تعاىل ,وتلاصيل أمور ا الئكة واجل والروح والقيامة واجلنة والنار وحنو
ىل تلاصيل تلأل الغيبيات ال ابلرسالة والويذ .قا شيخ اإلسالم اب نلأل .فالعقل البشر ال يهتد
تيمية رمحه هللا:
(:ما أت ت به الرسح من فا وح الول اآلتر ،ما أمرت به من فا وح الشرائع ،ال يالمه ال ار
فا ه ،ال يالمه ال ار باقلهلو ،إ باقلهلو ،كما أ ما أت ت به الرسح من فا وح أمسا هللا
كانلا يالمل باقلهلو ُمجح ذلك).448
وكذلأل التعرف علل تلاصيل التعبدات واستبانة وته احلكمة فيها خار ع يدو القدرة العقلية فإنا
كان العقل عاتفال ع معرفة احلكم التل يلية لتلاصيل العبا ات وكيليا ا فهو أعجف ع استلدارت
كيليات للعبا ة م عندف ,ن العبا ة أصالل مبنية علل عدم معقولية معناها علل وته التل يل ,وفيه يقو
اإلمام الشاليب عليه رمحة هللا:
(التابد وا ع إت د ماقللو املات ،حبوث ال يصح :وه إ را القوار ،إذا مل ياقح ما ان دل لى
أ عصد الشاو :وه اللعلف د ما ودن ال يتاد ).449
وعلل هذا تلهم عبارة علذ رضذ هللا عنه( :لو كان ي هللا ابلرأ لكان ابل اخلل أيق اب سح م
أعالف ولقد رأيت رسو هللا صلل هللا عليه وسلم لسح هكذا أبصابعه) يعج أعلل اخلل.
وكذلأل ينبغذ التنبه ىل أن را العقل لكاذ م القضااي را جممل ال مل ل ,وقد يكون راكال بعضيال
ال وليال ,فالعقل يدر يس العد وقبح الظلم ,وقد يدر يف بع الت رفات أهنا م قبيل العد أو
الظلم ,لكنه قد يعجف ع تقييم فعل معني :هل هو عد أو تور
فاحلق أن العقل عندف قدرةٌ علل التلسني والتقبيح مع ماليظة ددو ية هذف القدرة م تهتني :األ ل:
ارشيال أو قبلها ,ال ا : أن قدرته ددو ة ال تشمل كل شذل ,فقد يعجف العقل ع تقييم يس بع
أهنا ملكة ال تستتبع التكليل الشرعذ وال يوتع عليها الاواب والعقاب.
267
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ومم رصد يالة االختالف العقلذ بني أرابب العقائد اإلمام اب القيم عليه رمحة هللا يف ذ ما مول يف
كتابه العظيم ال واعق ا رسلة ,فمما قاله يف هذا:
هلا عابل ياب ها ال هو م ضصرة يف نل ماني: ،إنه ما من أم من األمو إال (أ املاقلالت لو
قلوات ،للمةلر قلوات، هلو قلوات خيتصل ِبا: ،للفرر قلوات ،لله د قلوات ،للولان
للصابئ قلوات ،بح كح طائف من هذن ال لائخل لو لا متفقني لى الاقلوات ،بح بو هو :وها من
االتتملف التباين ما هل مار ف د املات ني به ،حنن نافوكو من املاقلالت اع راِبا ،حناكمكو
إت املاقلال ت اليت يف هذن األم : ،إنه ما من مدة من املدد إال عد ابتد م :وها بد يز و أوابِبا
أ الاقح دل لوها ،حنن ن لق لك األمر من أ له إت أ يصح إلوك بال هللا و ن ل:وقه :قلل
).452
سا رمحه هللا مرخيال عقدايل يخت رال حلا ارمة قبل اإلسالم وما وقع فيها م البدع بعدف ,وهو ف ل
يس مجيل ي كد صعوبة تعل العقل معيارال بسبع التلاوت الكبذ يف ت ويع وسطئة ا عارف العقلية.
268
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وم لطيل ما قاله اب القيم أيضال يف التأكيد علل شكالية تعل العقل معيارال اكم ليه الكتاب والسنة
قوله:
(نقلل للةموع باقح من م كو يلز كمل هللا وسلله؟ أإ قللكو جتاح ماواواه له؟ :ما ا:قه عبح
أعر لى ظاهرن ما تالفه ود أ أ ل أ :لض؟
نواته ،أ :و ادلور ،أ أنبادعلو ،أ سقرا ،أ قح أ:ملطل أ قح أوس ل نواته ،أ
ولر ،أ ا سك دو بن :ولب ،أ قح الفاوايب ،أ قح هو بن فلا ،أ قح ال ظا ،أ اتم
قح الاملف ،أ قح اجلبائو ،أ قح بشر املري و ،أ قح ا سكايف ،أ قح و ني ال ةاو ،أ
افر بن أيب ياقلب الشضا ،أ أيب احل ني ا وا ،أ أيب القاسو البلخو ،أ مثام بن أنرر ،أ
افر بن ورب ،أ أيب احل ني الصاحلو ،أ أيب احل ني البصرإ ،أ أيب مااذ التلمين ،أ مبشر ،أ
باد بن سلوما ،أ رعل باقلل املت ترين ،الذين هذبلا مامر بن باد ،أ هشا الفلطو أ
الاقلوات حمالا زبد ا اتتاو ا ل فلسهو مل يرعلا باقلل سائر من قدمهو: ،هذا أ:الهو دكو
حممد بن مر الرازإ :ب إ ماقلال ه زنل نصلص اللوو ،أنتو ر اع رابه :وها يف كتبه أند
االع راب :مل ي بم لى علل: ،او لا ل ا قمله اوداه من ماقلال ه عبم لوه مث ا اللن موزاانه ،أ
رعل باقح نصري الشرك الكفر ا حلاد ال لسو: ،إ له قمله آتر تالخل :وه سلفه من امللضدين،
قلل االسادي الباط و ا مسا ولو ،أ قلل القرام مل يلا:ق :وه أ با الرسح ،أ رعل
القائلني بلودة الل لد: ،كح هيال أعاا:هو أعااف أعاا:هو يد و أ املاقلل الصريح ماه،
الفوه تر لا ن ريح املاقلل هذن قلهلو ادإ لوهو يف كتبهو ،كتب ال اعلني هو، أ
للال ا طال لارع اها لى ال امع قمله قمله عد رعها املات ل بذكر املقاالت: ،امجالها إ
است اتو أ تذ ا م ها قمله ا اللن موزاانه ل صلص اللوو ما ا ت به الرسح ،واواه لى ذلك
مث ا ذو ا باد من عد كتاب هللا س وسلله الذإ ي ملنه األدل اللفظو لى هذن الاقلل املا رب
املت اعا بشهادة أهلها ،نهادة أنصاو هللا وسلله لوها ،عال إ كتاب هللا س وسلله يفود الالو
الوقني ،هذن الاقلل املا رب املت اعا ،إمنا فود الشكلك احلرية الريب اجلهح املركب: ،إذا
ااوض ال قح هذن الاقلل أتذ ابل قح الصريح ومو ِبذن الاقلل سم األعدا و م ووث و ها
453
هللا ول أ ضاِبا)
269
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وا ق و التأكيد علل التلاوت احلاصل بني عقو بج ر م يف كاذ م ا سائل فاإليالة للعقل يف اقيق
كافة ا سائل اللكرية والعقدية يالةٌ علل ما ال ينضبف ,فكيل ي ح أن يعو علل النقل ذا ال ينضبف,
وهذف مسألة ستتضح معا ه فيما أييت ن شال هللا.
أ اله( :العقل ليت أصالل لابوت الشرع ,وال معطيال له صلة مل تك له ,وال مليدال له صلة كما ) ,454ولذا
(ال لك أن يكون ت ديق الرسو فيما أخل به معلقال بشرط ,وال موقوفال علل انتلال مانع بل ال بد م
ت ديقه يف كل ما أخل به ت ديقال تاممال كما يف أصل اإللان به فلو قا الرتل :أان أؤم به ن أنن يل
أيب أو شيخذ أو ال أن ينهاين أيب أو شيخذ مل يك م منال به ابالتلا .وكذلأل م قا :أؤم به ن
ظهر يل صدقه مل يك بعد قد رم به ,ولو قا :أؤم به ال أن يظهر يل كذبه مل يك م منال .ويينئذ فال
بد م اجلفم أبنه لتنع أن يعار خلف ليل قطعذ ال مسعذ وال عقلذ وأن ما يظنه النار يخاللال له ما أن
يكون ابلالل و ما أن ال يكون يخاللال ,وأما تقدير قو يخالل لقوله وتقدله عليه فهذا فاسد يف العقل كما
ي اإلسالم أنه جيع علل اخللق اإللان ابلرسو هو كلر يف الشرع .وهلذا كان م ا علوم ابالضطرار م
لاانل مطلقال تاممال عامال بت ديقه يف كل ما أخل ولاعته يف كل ما أوتع وأمر وأن كل ما عار نلأل
فهو ابلل وأن م قا جيع ت ديق ما أ ركته بعقلذ ,ور ما تال به الرسو لرأيذ وعقلذ وتقدمي عقلذ
فاسد العقل مللد فيما أخل به فهو متناق علل ما أخل به الرسو مع ت ديقذ أبن الرسو صا
يف الشرع ,وأما م قا ال أصد ما أخل به يىت أعلمه بعقلذ فكلرف ظاهر وهو مم قيل فيه( :و نا
تال م رية قالوا ل ن م يىت ن تل مال ما أويت رسل هللا هللا أعلم ييث جيعل رسالته)).455
270
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اثنواه :أن العقل هو رلة استنباط م النقل ,وهو يعمل يف ضول أصو وقواعد نقلية وعقلية ولغوية لضبف
عملية االستنباط ,وضمان عدم احنراف مسارها ووقوعها يف اخلطأ ,والعقل يف هناية ا طاف أ اة قد ت يع
وقد سط .
عليه النقل ,كإثبات وتو هللا تبار وتعاىل ,وأن اثل اه :أن العقل ال ريح تال ابلداللة علل كاذ مما
كل ما سواف سبلانه فهو ددرت يخلو ,وأنه سبلانه يذ قدير مسيع ب ذ يكيم متكلم ابئ م خلقه
وعا ٍ عليهم ىل ذ نلأل م صلات كماله سبلانه ,ولذا كان م ار وات العقلية يف تقرير كاذ م
صلات هللا تعاىل قيار اروىل( ,مال أن يقا :كل نقث ينفف عنه يخلو م ا خلوقات ,فاخلالق تعاىل
أوىل بتنفيهه عنه ,وكل كما مطلق ثبت وتو م ا وتو ات فاخلالق تعاىل أوىل بابوت الكما ا طلق
الذ ال نقث فيه بوته م الوتوف ,رنه سبلانه واتع الوتو فوتو ف أكمل م الوتو ا مك م
كل وته ورنه مبدع ا مكنات وخالقها فكل كما هلا فهو منه وهو معطيه والذ خلق الكما وأبدعه
وأعطاف أيق أبن يكون له الكما كما يقولون كل كما يف ا علو فهو م العلة)( .456و ا كان الطريق
ىل احلق هو السمع والعقل ,وغا متالممان كان م سلأل الطريق العقلذ له علل الطريق السمعذ وهو
صد الرسو وم سلأل الطريق السمعذ بني له ار لة العقلية كما بني نلأل القررن وكان الشقذ ا عذب
م مل يسلأل ال هذا وال هذا).457
وابااه :أن ارصل يف ا سائل الشرعية أن تكون مآخذها ُمبيىلنةل يف النقل ,فة( نا تعاضد النقل والعقل علل
ا سائل الشرعية؛ فعلل شرط أن يتقدم النقل فيكون متبوعال ,ويتأخر العقل فيكون اتبعال ,فال يسرح العقل
يف جما النظر ال بقدر ما يسريه النقل) ,458و(لو تام للعقل سطذ مأخذ النقل؛ مل يك لللد الذ
يدف النقل فائدة؛ رن ال َلَر أنه يد له يدا ,فإنا تام تعديه؛ صار احلد ذ مليد ,ونلأل يف الشريعة
ابلل ,فما أ ل ليه ماله) 459بل (لو كان كذلأل؛ جلام بطا الشريعة ابلعقل ,وهذا دا ابلل ,وبيان
نلأل أن معىن الشريعة أهنا اد للمكللني يدو ا؛ يف أفعاهلم ,وأقواهلم ,واعتقا ا م ,وهو مجلة ما تضمنته,
271
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فإن تام للعقل تعد يد وايد؛ تام له تعد مجيع احلدو ؛ رن ما ثبت للشذل ثبت اله ,وتعد
يد وايد هو معىن بطاله؛ أ :ليت هذا احلد ب ليح ,و ن تام بطا وايد؛ تام بطا السائر,
وهذا ال يقو به أيد لظهور ُداله) ,460قا اب تيمية رمحه هللا بعد نقله قو اإلمام أمحد يف رسالته يف
السنة اليت رواها عبدور ب مالأل العطار قا ( :ليت يف السنة قيار وال يضرب هلا ارماا وال تدر
ابلعقو ):
لى أ ما ا به الرسلل لى هللا لوه سلو (هذا علله علل سائر أئم امل لمني :إهنو متفقل
ال دوكه كح ال ار باقلهلو ،لل أدوكلن باقلهلو الستغ لا ن الرسلل).461
تام اه :أن النقل قد جيذل أبمر ال قو للعقل يف ثباته أو نليه فإما أن يكون متوقلال أو دتارال فمجر
التوقل أو احلذة ال تبيح ر النقل كما هو ظاهر ,ن النقل مابت والعقل متوقل مع احلذة أو بدوهنا فليت
ليات العبقرية يف كالم اب تيمية واتضايها رة تعار هنا أصالل بني العقل والنقل ,وهذف الللتة هذ م
ترفع ع الكاذي كاذال م شكاليات توهم ا عارضة ,فمما قاله رمحه هللا يف تقرير هذف احلقيقة وما أكار
ما يستجلبها يف كتبه ومناظراته:
( -جيب الفرق بني ما يالو الاقح ب ملنه امت ا ه بني ما ياةز الاقح ن صلون مار:ته: ،األ ل
ابل ا ).462 من حماوات الاقلل الرسح خي من حماالت الاقلل ،ال ا
ا ياةز الاقح ن مار:ته ال ا يالو الاقح ب ملنه :وخ ( -األنبوا لوهو ال مل عد خي
ضاوات الاقلل ال ضاالت الاقلل).463
وبعد اإليالة هبذف ا عطيات أنيت ىل لع اإلشكالية اليت ولدت مشكلة هدر الن وص بدعول ا عارضة
العقلية ,وهذف ا شكلة كما سبق ليست مشكلة يدياة بل هذ مشكلة قدلة ُكتع يف تقريرها ويف تلنيدها
272
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
رالف ال للات ,وم أيس وأشهر م كتع يف نقد هذف الشبهة ,وتلكيأل يختلل عقدها ,ومعاجلتها
معاجلة موسعةل م خال تقدمي ٍ
نقد لكليات النظرية لتطبيقا ا التل يلية شيخ اإلسالم اب تيمية يف
كتابه العظيم (دو ااوض الاقح ال قح) ,وأيسع أننا لو قدران علل عا ة نتا كاذ م أفكار الشيخ
بلغة ع رية مست لبني لبيعة اإلشكاليات ا تداولة اليوم لكان يف نلأل خذٌ كاذٌ ,وم ممل اتريخ احلرا
السللذ خ وصال يف شقه اللكر ومناملته للخ وم يعلم أن اب تيمية يعد حبق مل ل اترخيذ هام يف
اتريخ هذا احلرا ,فما قبل اب تيمية اتريخ يختلل يف لبيعة السجا والنقاش عما بعد اب تيمية ,وقد
وفر اب تيمية ربنال اخلطاب السللذ ترسانة معرفية هائلة يف مصيل وتقرير مبا ئ وأصو ا نهج السللذ
والذب عنه ومساتلة اخل وم.
العقل وهنا شكالية أتنبية ع مسألتنا أتدين مضطرال ىل معاجلتها قبل الولو ناقشة شبهة تعار
والنقل ,وهو استطرا اضطرار عاجلة شكالية يكار تداوهلا عند استجالب أ كاتع سللذ الب تيمية
دكو إال الشهذ( :أنتو لو رمحه هللا يف مال هذف السياقات ,وتتلخث هذف اإلشكالية يف االعوا
464
ابن ومو )!
)1مما ينبغذ أن يعلم ع لبائع العلوم أن لكل عل ٍم وف ٍ عمالقته وعباقرته ومبدعوف ,فا شتغلني يف يختلل
العلوم ليسوا علل رتة وايدة بل فيهم رؤور وفيهم م هو ون نلأل ,وهذف ظاهرة بشرية متلهمة متامال,
وعامة ما تراف هو ررة مدارسة انتلعت هبا كاذال مع ال ديق الشيخ براهيم السكران يلظه هللا. 464
273
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فإنا أرا أهل السنة واجلماعة ا عاصري الكالم يف (التلسذ) ماالل نقلوا ع أئمته الكبار كالطل والقرليب
واب كاذ واب عاشور وحنوهم ,و نا تكلموا يف (شرح احلديث) نقلوا ع اب يجر والنوو واب رتع
والشوكاين وحنوهم ,و نا تكلموا يف (ا طلح ومنهج النقد احلدياذ) نقلوا ع أئمة النقد كشعبة و ذ ب
واب ال الح والذهيب سعيد القطان واب مهد واب ا ديج ومسلم والبخار اخل ,اخلطيع البغدا
والعراقذ واب يجر والسخاو والسيولذ اخل .و نا تكلموا يف (أصو اللقه) نقلوا ع اجلويج والغفايل
وا مد والرام وأضراهبم ,و نا تكلموا يف (علم مقاصد الشريعة) نقلوا ع العف ب عبدالسالم والغفايل
والشاليب واب عاشور واللاسذ ,و نا تكلموا يف (علم القواعد اللقهية) نقلوا ع القرايف واب رتع
وأصلاب ارشباف والنظائر عمومال ,و نا تكلموا يف معاين (لغة العرب) نقلوا ع اخلليل واجلوهر واب
فارر واللذومراب واب منظور اخل.
وهكذا فلكل عل ٍم سوالل يف الشرعيات أو يىت يف العلوم الدنيوية روا ف وكلاؤف والذي لالون مرتعياته
العلمية احملومة يف تقرير مسائل تلأل العلوم ,فإنا تال احلديث ع (العقيدة واللقه) فإن عمال ا تأخري
الذ يرر لريقة ال لابة فيها هو أبو العبار اب تيمية عليه رمحة هللا ,و نا مملت ذوضوعية و ن اف
ما كتبه مشاهذ ا تأخري يف العقيدة واللقه عرفت امتيام اب تيمية يقيق لة وأنه ال مقارنة أصالل بني مدل
اقيقه واريرف ولريقته يف تتبع الن وص وتنظيم توامانت معانيها واستلضار هد ال لابة واقيق ذف,
ويني نقو أن اب تيمية هو أعمق ا تأخري يف اقيق لريقة ال لابة يف (العقيدة واللقه) فهذا ليت قرارال
بل هو نتيجة ,وأكار النار ال يلر بني القرار والنتيجة ,فيقو :و انا تقررون أن اب تيمية هو أكارهم
اقيقال .واحلقيقة أن أيدال مل يقرر هذا أصالل ,بل هذف نتيجة لواقع فر نلسه.
هذف اإلشكالية تشابه متامال قو بعضهم :انا تعلتم البخار ومسلم أصح كتع احلديث فهذا يظ أن
علمية ٍ
قيقة بني كتع السنة توالأ قرار كهذا اسذ هكذا اعتبالال ,وال يعلم أهنا منا تالت كنتيجة موامنة ٍ
ل
وتتابع عليه أهل السنة بسبع ملرات موضوعية موتو ة يف ال ليلني .فهو يف احلقيقة ليت يكمال
مسبقال بل هو ررة اليقة.
فالقو أن اب تيمية أمهر ا تأخري يف اقيق لريقة ال لابة ليت قرارال اعتباليال اسذ كما يت ور البع
هكذا علو اخلالر ,أو حمل الع بية والتشهذ ,بل هو مبج علل استقرال ومقارنة كتاابت اب تيمية يف
العقيدة واللقه ببقية كتاابت ا تأخري .وم أيع نق هذا فالطريق يسذةٌ تدال بذكر عاٍمل رخ ٍر يلو أو
يقارب اب تيمية يف اقيق لريقة ال لابة يف العقيدة واللقه.
274
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وهكذا ,فكما شال هللا ل ليح البخار أن يكون أصح كتع احلديث ,وكما شال هللا أن يكون الطل
أعظم ملسر اإلسالم ,وكما شال هللا أن يكون سيبويه أعظم أئمة النلو ,وكما شال هللا أن يكون الذهيب
أعظم كتاب الواتم ,فكذلأل شال هللا أن يكون اب تيمية أ ع ا تأخري يف اقيق لريقة ال لابة يف
العقيدة واللقه ,ونلأل فضل هللا ي تيه م يشال.
) 2ي كد ما تقدم أن العامل منا ينبل عند أهل السنة واجلماعة ذقدار اقيقه لطريقة ال لابة وم تبعهم
إبيسان ,رن النيب يني شرح افوا النار يف فهم اإلسالم بني الطريقة ال ليلة فقا ( :هم م كان
علل مال ما أان عليه اليوم وأصلايب) ,465وقا ( :أصلا يب أمنة رميت ,فإنا نهع أصلايب أتل أميت ما
يوعدون) ,466وقا ( :عليكم بسنيت وسنة اخلللال الراشدي ) 467و ذها م الن وص الدالة علل أن لريقة
ال لابة يف فهم اإلسالم هذ أصح الطر ,وقد تقدم اإلشارة لبعضها.
وم ممل كتع ا تأخري يف العقيدة واللقه اكتشل -ذرارة -أن الكاذ الكاذ م مسائل علم الكالم
وكتع اللروع ابتعدت كاذا ع فقه ال لابة وأئمة التابعني ,وأ خلوا يف العلوم الشرعية ومعاين الويذ
الكاذ م التعقيدات ا تكللة واالفواضات والتلسذات ا تنافية مع روح الشريعة نا ا ,بل ويرموا علل
النار كاذا مما استجامف ال لابة رضوان هللا عليهم ,هذا مما الشأل فيه.
والبايث احملقق الذ يعتج ابلتلرير والتلقيق يضع ومال أمامه (أمنون ال لابة) وهو يقرأ يف كتع
الوارت ,فما وافق لريقتهم ورويهم ور رهم ,علم أنه احلق ,وال تفيدف أ لة ا تأخري ال مكيدال ,و نا رأل
ما يف كتع ا تأخري يتناىف مع فقه ال لابة علم أنه م احملد ت.
465رواف الومذ ( , )2641واحلاكم ( .)218/1قا الومذ :ريع ال نعرفه مال هذا ال م هذا الوته .وقا البغو يف ((شرح
السنة)) ( ,)185/1وقا اب العريب يف ((عارضة اريون )) (:)316/5يف لريقه عبد الرمح ب ماي اإلفريقذ ,وقا عبد احلق اإلشبيلذ
يف ((اريكام الشرعية الكلل)) ([:)306/1فيه]عبدالرمح ب ماي ضعله ىي ب معني و ىي ب سعيد ومجاعة ذغا وقا فيه أمحد ب
ينبل ليت بشذل ,ويسنه ارلباين يف ((صليح سن الومذ ))(.)2641
275
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
والسبع يف نلأل أن فقه ال لابة نتا تعليم وتربية النيب صلل هللا عليه وسلم فإن هللا أمرف أن يعلم النار
الكتاب واحلكمة ويفكيهم ,وهو صلل هللا عليه وسلم أ ل ارمانة علل أكمل وته ,ولذلأل فم لع يف
فقه ال لابة ومعم أن االحنراف بدأ م عندهم ,فقد لع يف أ ال النيب لألمانة ,أعج أمانة تعليم الكتاب
واحلكمة والتفكية.
ولذلأل فقد استلا اإلمام اب تيمية كاذال كاذال م وضعه منون ال لابة ن ع عينيه أثنال اليله للروع
واتتها ات ا تأخري ,وبىن علل نلأل رف كاذ م تعقيدات ا تأخري .
نظرية مويل ال لات ا عقدة ,وايتج أبن ال لابة أعلم ابهلل ومل يتكلموا عنها. رف
تنويعا م يف ا ياف ىل ا ال تقسيما م وتنويعا م ا عقدة يف علم اللروع ,فلذ ابب ا ياف ماالل رف ورف
لوضول, ا تغذ ذا ال لامته م كافور وعو قمار ,وا ال الذ انغمست فيه يد قائم م نوم ليل انق
والتلريق بني ا ال ا تغذ اب لح البلر وا لح اررضذ ,ومال ا قلة ,وما اشتد يرف وبر ف ,وا سخ بنجاسة,
وا ستعمل يف لهارة سابقة ,وما يرفع يدرت ارنال ال الرتل البالغ واخلنال ..ىل رخر تلأل التنويعات اليت
ليت عليها ليل صليح .وأعا ابب ا ياف ىل وضويه وتالئه يف فقه ال لابة.
وم أمالة نلأل أيضال رفضه لكاذ م فروع ابب التيمم ا عقدة اليت فرعوها علل أسار أن التيمم (مبيح
ال رافع) فهذا ارصل الضعيل نشأ عنه م اللروع ا رتوية ما هللا به عليم ,كبطالن التيمم قبل خو
الوقت ,وم ت يمم لنافلة ال ي لذ هبذا التيمم فريضة ,والشروط الدقيقة اليت اشولوها يف لبيعة الواب
الذ ي ح التيمم به ,وهكذا.
وم أمالة نلأل أيضال رفضه للشروط الدقيقة اليت اشولوها للخل الذ جيوم ا سح عليه ,كلدياهم ع
ا خر ,وما يابت بنلسه ,و مكان ا شذ به ,و ذ نلأل.
وأكارف ,و ىل وم أمالة نلأل أيضال أنه رف أيضال تقسيما م ا عقدة يف ابب احلي ,رقل عمر احلائ
أقل مدة احلي وأكارف ,ىل ذ نلأل.
هذف فقف أمالة عشوائية يختارة قلفت ىل الذه م كتاب الطهارة فقف ,فضالل ع بقية كتاب العبا ات,
أما نا شئت أن أيدثأل عما صنع يف ربع ا عامالت فذا وهللا سلر ضخم لويدف ,ولتعلم فضل هذا
اإلمام ممل يف هذف اجملامع اللقهية واللجان الشرعية االقت ا ية لوال هللا تلرجيات اب تيمية هلا ,لكانت
276
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
يف رصار وأ ال كتع ا تأخري ,ور لقت أبواهبا ذ قا رة علل أن يف معاملة وايدة معاصرة ,بسبع
أن ا تأخري أخذوا ن وص الغرر بللظها وتركوا ت رفات الشارع التطبيقية يف الغرر فلات عليهم معرفة
يكم الشارع يف الغرر التبعذ ,و الغرر اليسذ ,والغرر يف ذ ا عاوضات ,فاضطربت عليهم قاعدة اجلهالة,
فمنعوا كاذال م العقو علل هذا ارسار ,كما أن كاذال منهم وقع يف نلسه أن ارصل يف الشروط التلرمي
حلديث (كل شرط ليت يف كتاب هللا) 468ومل يتنبهوا لت رفات الشارع يف الشروط ,وأن معىن احلديث كل
شرط خيالل كتاب هللا .فاضطربت عليهم قاعدة الشروط ,فمنعوا كاذال م الشروط اليت أتامها الشارع,
ا أصبلت أمور النار ال تسذ ذال نلأل ,صاروا يدخلون م االستانالات أبصو ضعيلة تدال,
كإ خا احلنلية كاذال م االستانالات بواسطة االستلسان ,وصار الباب ذ مطر وال قيار له ,كما
راعل ا تأخرون لله ال يغة ون معناها ,وبذلأل أصبح علم ا عامالت عند ا تأخري يف يخالل لطريقة
ال لابة.
فانظر كيل تر ه الل ا شايخ يف تلأل اجملامع مذاهبهم احلنلية وا الكية والشافعية واحلنبلية ومتسكوا أبناي
جمموع اللتاول والقواعد النورانية وبطالن التلليل.
وقد كان اب تيمية كاذا ما تج رمحه هللا هبد ال لابة ا باشر البعيد ع هذف التكللات ,ككارة
استلضارف لقاعدة قيام الداعذ ليه يف عهد النيب وأصلابه ومل أيت البيان هبذف التل يالت واالشوالات
واحلرم وأللاظ الدقيقة ,و يل كاذا م ارمور اليت ياو ا تأخرون تقنينها ىل العرف كالسلر والقب
العقو واللسوخ اخل ,أو ىل رأ أهل اخللة كالغرر ماالل يف بيع ا غيبات وهو تطبيق عظيم وكالمه عنه له
لذة ال تت ور.
ولذلأل فقد مال رمحه هللا وبال أ ىن نرة م ريع أعظم ثورة فقهية وعقدية أعا ت النار ىل هد ال لابة
رضوان هللا عليهم البعيد ع التكللات.
) 3فإنا أضلت ىل ما سبق ما يت ل ابجلوانع ا عرفية العقلية عند اب تيمية كاإليالة الضخمة اب عارف
العقلية والنقلية ,ويس اللهم والذكال ,وتوافر أ وات االتتها ,والدراية التامة ذذاهع ا خاللني ,والقدرة
اهلائلة علل قلع احلجج علل اخل وم ,و قة ا لاضلة يف أبواب ا احل وا لاسد ,واإل را ا ذهل لوتيع
ارولوايت وتلاضل ارعما والعبا ات ..اخل مع ما متيف به يف القضااي ارسلوبية يف اجملا الكتايب كا باشرة
468رواف البخار ( ,)2168ومسلم ( )1504بلله(( :ما كان م شرط)) م يديث عائشة رضذ هللا عنها.
277
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
والوضوح والقوة و ذ نلأل ,استبان لأل أنه م الطبيعذ تدال أن ظل اب تيمية هبذا ا وقع ا تميف م
خارلة اخلطاب الشرعية ا عاصر.
)4أنه بلغنا قطعةٌ ليبة م تراثه عليه رمحة هللا يف يختلل ا عارف الشرعية خ وصال جمايل االعتقا واللقه,
فإنا قرنت متيفف العلمذ ومنهجيته العلمية ووفرته الكتابية اتضح لأل أن استلضارف يف كاذ م التلريرات
العقدية/اللقهية أمر لبيعذ وال شكا فيه.
ورَب تالمذة متميفي تدال يف يختلل اجملاالت الشرعية خ وصال اب القيم واب
)5أنه رمحه هللا قد َعلىلم ىل
واب كاذ وتالمذ م كاب رتع ,فلني تتناو ترارت اب تيمية ور رف يف اللكر مللح واب عبداهلا
السللذ فأنت أمام مدرسة علمية متميفة ال أمام شخ ية علمية ملر ة ,وما م شأل أن أولئأل التالمذة
الناهبون خ وصال اب القيم قد تسببوا يف ماي ة يالة اإلقبا علل ترارت الشيخ وكتبه.
)6مثر اإلمام دمد ب عبدالوهاب بكتاابت الشيخ لبىلع يضور اب تيمية يف احلركة العلمية الشرعية م
بعدف ,وهذا التأثر والتطبيع عائد ىل ما سبق نكرف م أسباب موضوعية لوقوع هذا التأثر والتطبيع ,وال
ي ح أن ت خذ هذف ا سألة معفولة ع سيا ما تقدم م ملرات و منا الق د التنبيه ىل كافة ما ولد يالة
استجالب اب تيمية يف البلث العقد واللقهذ ا عاصر ,وما م شأل أن لدعوة الشيخ دمد وتالمذته
م بعدف كانوا وايدال م أسباب اقيق هذا احلضور ,وم يطالع كتاابت الشيخ دمد جيدف كاذال ينفع ىل
ا باشرة والوضوح واحلساسية ضد التكلل وهذف موتو ة عند اب تيمية -مع اللار لبعال -فهذا اخل ائث
الكتابية كانت أيضال سببال يف مثذ ترارت اب تيمية فيم بعدف ,ومثر الشيخ دمد ب عبدالوهاب ومدرسته
بوارت الشيخ كانت سببال ضافيال.
)7أما ما يفعمه البع م أن أئمة أهل السنة واجلماعة ا عاصري ال خياللون اب تيمية فهذا لال ٌ ذ
قيق ,فأكل مرتعيتني فقهيتني دليتني أفرمغا احلر العلمذ احلديث الشيخان اب ابم واب عايمني ,وقد
وقعت منهما أقوا علل خالف اخيارات اب تيمية ,فلذ رسالة (منهج اب ابم يف اللقه واللتول) للدكتور
خالد ر يامد واليت ان هبا رتة الدكتوراة كشل فيها أن اب ابم خالل اب تيمية يف 73مسألة,
لالب العالمة اب عامني يخاللات اب عايمني الب تيمية فجالت يف جملد لطيل ,فانظر ومجع بع
كيل خاللوف يف حبر علمه الذ أبدع وبرع فيه ,فكيل يف ذ نلأل م علوم اإلسالم !
278
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
األوكا ،يف مقابح قلي الدالل الاقلو األ ل التلهني من دالل ال قح لى املاا
قدمي الاقح لى ال قح يف وال املااوع ،ألنه املخرج اللوود املمكن من إنكالو لز ال ا
التااوض
وم أيس م عاجل هاتني اإلشكاليتني كما سبق شيخ اإلسالم اب تيمية ,وكذلأل تلميذف اب القيم عليه
رمحة هللا يف ال واعق ا رسلة ,فم شال أن يطلع علل تلاصيل مناقشة هاتني اإلشكاليتني فيمكنه العو ة
لتلاصيل كالم هذي اإلمامني يف كتابيهما ,أما االخت ار فليما يلذ:
ا نكالو األ ت
اللة النقل يف مقابل تقوية الداللة العقلية علل فرضيتني: تقوم فكرة التوهني م
األ ل :أن اللة النقل اللة خلية جمر ة ,وهذ خلو م الدالئل العقلية.
وقد أبدع اإلمام اب القيم عليه رمحة هللا يف مناقشة هاتني اللكرتني يف كتابه ال واعق ا رسلة وقد بلغت
ر و ف يف تلكيأل هاتني اللرضيتني أكار م 73وتهال ,ومما لك قوله اخت ارال:
م اروهام الغليظة قو بعضهم أبن ار لة النقلية جمر أخبار عارية ع الدالئل العقلية فهذف
جمر عول مرسلة بل هذ تناية علمية علل الويذ ,وهو قوٌ يد علل عدم قرالة فاي ٍة للويذ فإن
القررن والسنة مليئان ابلدالئل العقلية ,بل متتام هذف الدالئل العقلية بشدة الوضوح وسهولة اللهم وقوة
احلجة ومتاسأل اللهان والقرب م عقلية ا تلقذ ,وارمر كما قا اب تيمية:
279
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ما د أوابب ال ظر الاقلو يف ا هلوات من األدل الوقو و املااوف ا هلو عد ا به ( تمل
مع زايدات كموملت مل يهتد إلوها إال من هدان هللا خب ابه: ،كا :وما ا به الكتاب ال
الرسلل من األدل الاقلو املااوف الوقو و :لق ما يف قلل مجوع الاقمل من األ لني اآلترين،
هذن اجلمل هلا ب ل ظوو ،عد ب ل من ذلك ما ب ل يف ملاعع متاددة الب ل التا ال يتضمله
هذا املقا :إ لكح مقا مقااله).469
وم أرا الوقوف علل مجلة واسعة م هذف الدالئل العقلية مع الكالم ع منهجية الويذ يف عرضها
فيمكنه الرتوع ىل كتاب (األدل الاقلو ال قلو لى أ لل اال تقاد) للدكتور سعو العريلذ ,وكتاب
( الدالل الاقلو يف القرآ الكرمي مكانتها يف قرير م ائح الاقودة ا سملمو ) للدكتور عبدالكرمي
عبيدات.
وبه تعلم خطأ م تعل الدليل العقلذ مقابالل للدليل الشرعذ وقسيمال له ,فالدليل العقلذ يف
يقيقته وايد م أ لة الشرع ,فال واب أن ار لة الشرعية تنقسم ىل:
-أدل قلو
فار لة العقلية قسيمة لأل لة السمعية وقسم م ار لة الشرعية ,ويف قو هللا تعاىل ناكرال يسرة الكافري
يوم القيامة( :وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا يف أصلاب السعذ) ما يد علل اعتبار الدليلني يف
كان له قلع أو ألقل السمع وهو شهيد). ا يفان الشرعذ ,وماله قوله تعاىل ( :ن يف نلأل لذكرل
يقو اإلمام اب القيم مقررال هذا التقسيم لأل لة الشرعية ومبينال صلة كل قسم اب خر ولبيعة عول ريد
الويذ م ار لة العقلية:
280
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
القرآ مملل من ذكر األدل الاقلو اليت هو آايت هللا الدال لوه لى وبلبوته ودانوته لمه
عدو ه وكمته ومحته :آاي ه الاوانو املشهلدة يف تلقه دل لى دق ال ل األ ل هل جمرد
:لو يتةرد إتباون سبضانه ن آايت دل لى دعها بح عد بني لابادن يف كتابه من ال اهني ا
دق وسلله ما :وه نفا هد كفاي :قلل القائح إ لك األدل ال فود الدال لى دعه
الوقني إ أواد به ال ل املتامن لذكر األدل الاقلو الاوانو :هذا من أ ظو البهم اللعاو املكابرة،
فات كماله إ مل فد يقو اه مل يفد لدن ودانوته :إ آايت هللا اليت الها أدل وةةا لى
:قد أعا سبضانه األدل الق او دلوح دللل أبداه إ أواد به ال ل األ ل الدال ةرد ا
نف ه عبل ه إال من ا ال اهني الوقو و لى عبل ه :لو حيح بادن :وه لى ت جمرد ال ي تفود
هذا دري الدلوح الاا الدال لى دعه :وما أت به بح هل الدلوح الدال لى دق ا د
األدل املتاددة الدال لى التلوود إعبات الصفات ال بلات املااد أ لل ا وا :مل جتد كتاابه
عد امن من ال اهني األدل الاقلو لى هذن امل الب ما ام ه القرآ :دلته لفظو قلو :إ مل
470
يفد الوقني (:ب إ وديث باد هللا آاي ه ييم ل ))
فهذ ترتكف علل عول أن (األلفا ) موصل ر ل (للماا ) ,يقو عبداجلوا ايسني ملمال هذا
الدعول يف يديث له ع نسبية اللغة:
(:إ احلقوق اليت نلد إبرازها ه ا ،هو القلل ضد دي اللغ علموتها ،ياين ابلار وة القلل ب بوتها
هل ما ي ري الت اؤل ن عدوة اللغ فردها لى التاامح مع "ال ص الشر و" استواابه ،من ووث
أ هذا األتري ،إمنا هل ابلتاريخل "كل م لق" :إذا كانم اللغ كآل علمو ن بو ،عا رة ن
ا واط ابل ص ككوا "كل م لق" :مل بد كو آل ااملو أتر ذات طابع مكا:ئ ل ابع ال ص
أ ين ذات طابع "كل م لق" هل ما يتم ح برأي ا يف مبادئ الاقح ورك نشاطه الداتلو" هو
لو م من طبوا لغلي ،إمنا هو بل مركلزة يف ال بع ا ن ا ،متصل ا س اد ابهلل اات).471
281
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وهذف الدعول هلا يضور يف الوارت الللسلذ والكالمذ ,ولك بلار يف لبيعة التلرير والتدليل
والذ خال منهما النث ا نقو هنا متكئال علل مجلة م الدعاول اجملر ة واليت صبت يف قالع تظهر
تعظيم النث ,والممها الضرور الطع فيه ابلتشكيأل يف مكانياته الداللية .واستجالب هذف الدعول يف
سيا حبث س ا العقل والنقل منا يُرا منه التخليل م ععل الويذ عند توهم ا عارضة العقلية بنفع
الوثوقية ع الئل النقل ,فهذ كما يفعم هذا الل يل جمر أللاظ ال لك االلالع علل ما ترمذ ليه م
ٍ
معان يىت نستيق م عشرة أمور:
التخصوص د االنرتاك ،اجملاز ،ال قح، صم و اة لك األلفا ،إ راِبا ،صريفها،
ابألنخاص األزم ،د ا عماو ،التقدمي الت تري ،ال خ ،د املااوض الاقلو الذإ لل
472
كا لر ح لوه إذ ر وح ال قح لى الاقح يقتاو القدح
ىل نتائج كارثية ال علل مستول فهم الويذ فلسع بل واحلق أن عما هذف اللكرة يف الواقع سي
سيضرب يف صميم فكرة التخالع الشلاهذ اإلنساين عمومال ,وبيانه فيما يلذ:
)1أن هذا القو م اف يف احلقيقة ىل لغال يجية الويذ ابلكلية يف يا وتو التعار ويف يا عدمه,
ن ا يل اجلفم ذرا هللا م كتابه عند ه الل دا ال عند استيلال شروله ا ذكورة وانتلال موانعه ,وهذف
مسألة ال لك التلقق منها علل حنو تامم ,فلو قدر أن شخ ال ياو التلقق م توافر شروط اجلفم
ب لة فهم النث وانتلال موانعه علل حنو ما نكروا يف هذف القضااي العشرة وايدال وايدال ا استطاع ,ن
عدم العلم بوتو ا عار ماالل ليت علمال بعدمها يف احلقيقة ,في و هذا التقرير ىل لغال يجية الويذ
ابلكلية بذكر اشوالات تعجيفية ال فائدة م نكرها يف احلقيقة ,فيكون نفا هذا الويذ عباال ال م للة
فيه لعدم التمك م اجلفم بلهمه بل يكون يف نفاله ملسدة عند ه الل إلتيانه ذا يعار ا عقو فيضطر
الوايد ىل االنشغا بتأويل ن وصه فعال إليهامها اللاسد ع العامة ,ويف هذا الكالم م القبح ما فيه,
وهو معىن يخالل للملسور ا ستيق م شأن هذا الويذ ,ويكلذ جمر ت ور يقيقة هذا القو ومآالته
للجفم بلسا ف وبطالنه ,وم نظر يف الويذ ويف يججه وبراهينه ويف وضويه وبيانه ويف ررة اليقني الذ
يتل ل عليها م لالعه علم أنه ال مقارنة لالقال بينه وبني ما يفعمونه م الئل عقلية.
)2أن لال القو بعدم فا ة لله الويذ عىن علل وته اليقني يف يقيقته المم لكل ا خالبات الشلاهية
بل هذ أوىل هبذا م الويذ لق ورها ع رتبته يف البيان والوضوح والداللة علل ا عاين ,وما م شأل أن
282
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
283
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ت -أننا فم أهنم يتل لون علل اليقني م يخالبة بعضهم البع ذا ال ل مما يسميه ه الل علومال عقلية,
بل اجلفم ذرا ات ا تكلم أيضر يف نلوسهم وأقول م هذف االشوالات العشر اليت يذكروهنا واليت ال سطر
هلم علل اب أصالل.
رت -أن الطلل أو ما ليف يعرف مرا م يربيه بللظه قبل أن يعرف شيئال م علومهم الضرورية وهذف قضية
فطرية بدهية دسوسة.
-أن التعريل ابر لة الللظية أصل للتعريل ابر لة العقلية ,فإن نقل ا عاين العقلية ال لر ال علل تسر
ارللاظ فإنا شككت يف اللة ارللا ظ علل معانيها تسرب القدح ىل ا عاين العقلية وانغلق ابب نقلها
وتقريرها.
و ذ نلأل م الدالئل البدهية الدالة علل بطالن القدح يف اللة ارللاظ علل ا عاين ,وأن لر هذا
التقرير منا هو سلسطة ال تعاجل ال انت ما نكرف بع كتاب العقائد والتواريخ كالذ يكاف (أبو القاسم
ا تكلمني ,فأاتف مرة فناظرف ,فأمر ا تكلم أبخذ البلخذ :أن رتالل م السوفسطائية كان خيتلل ىل بع
ابته ,فلما خر مل يرها ,فرتع فقا ُ :سرقت ابيت ,فقا :و أل لعلأل مل ميت راكبال ,قا :بلل ,قا :
فكر ,قا :هذا أمر أتيقنه ,فجعل يقو له :تذكر ,فقا :و أل و أل ما هذا موضع تذكر! أان ال أشأل
أنج تئت راكبال! قا :فكيل تدعذ أنه ال يقيقة لشذل و ن يا اليقظان كلا النائم فوتم
السوفسطائذ ورتع ع مذهبه) .474وع (دمد ب عيسل النظام قا :مات اب ل احل ب عبد القدور
فمضل ليه أبو اهلذيل ومعه النظام وهو الم يدرت كا توتع له ,فررف منلرفال فقا له أبو اهلذيل :ال
أعرف جلفعأل وتهال نا كان النار عند كالفرع ,فقا له صاحل :اي أاب اهلذيل منا أتفع عليه رنه مل يقرأ
كتاب الشكو ,فقا له أبو اهلذيل :وما كتاب الشكو ,قا :هو كتاب وضعته م قرأف يشأل فيما قد
كان يىت يتوهم أنه مل يك وفيما مل يك يىت يظ أنه قد كان ,فقا له النظام :فشأل أنت يف موت
ابنأل ,واعمل علل أنه مل لت ,و ن كان قد مات فشأل أيضال يف أنه قد قرأ الكتاب و ن كان مل يقرأف).475
وألرف م هاتني الق تني ما تال م خو (رتل م احلِسبانيىلة علل ا أمون ,فقا :لاُمامة ب أشرر
كلِىلمه فقا له :ما تقو وما َمذهبأل فقا :أقو ىلن ارشيال كلىلها علل ُّ
التوهم واحلِسبان ,و منا يُد ٍر
سو ت َوتهه ,فقا :اي ِ
يىت يف احلقيقة .فقام ليه ُرامة ,فَةلَطَمه لطمةل َ
النار علل قَدر عقوهلم ,وال َّ
منها ُ
لعل
فعلت بأل قا :لَطَمتج ,قا :و َّ
مال هذا يف جملسأل ! فقا له ُرامة :وما ُ
أمذ ا منني ,يلعل يب َ َ
منا َ َهنتُأل ابلبان ,أنشأ يقو :
284
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
285
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فمانا أنتم قائلون ) قالوا :نشهد أنأل بلغت وأ يت ون لت ,فرفع صبعه ىل السمال مستشهدال بربه
الذ فو مسواته ,وقا ( :اللهم اشهد) ,فلو مل يك قد عرف ا سلمون ,وتيقنوا ما أرسل به وي ل هلم
منه العلم اليقني ,مل يك قد ي ل منه البالغ ا بني ,و ا رفع هللا عنه اللوم ,و ا شهد له أعقل ارمة أبنه
وبني ,و اية ما عند النلاة أنه بلغهم أللاظا ال تليدهم علما وال يقينا وأياهلم يف للع العلم واليقني
قد بلغ ىل
علل عقوهلم ونظرهم وأحباثهم ال علل ما أويذ ليه وهذا معلوم البطالن ابلضرورة).477
)4أن ار لة السمعية الللظية مبنية يف احلقيقة علل مقدمتني معلومتني ابالضطرار:
أ -أن انقليها لينا فهموا مرا ا تكلم.
ب -أهنم نقلوا لينا نلأل ا را كما نقلوا اللله الدا عليه.
فالذي خولبوا ابسم ال الة والفكاة وال يام واحلج والوضول والغسل و ذها يُعلم ابالضطرار أهنم قد فهموا
مرا م خالبهم هبا ,بل فهمهم للمرا أعظم م يلظهم هلا( ,وهذا مما ترت العا ة يف كل م خالع
قومال رطبة أو ارسهم علمال ,أو بلغهم رسالة ,و ن يرصه ويرصهم علل معرفة مرا ف أعظم م يرصهم
علل جمر يله أللاظه .وهلذا يضبف النار م معاين ا تكلم أكار مما يضبطونه م للظه ,فإن ا قتضل
لضبف ا عىن أقول م ا قتضل حلله اللله رنه هو ا ق و واللله وسيلة ليه ,و ن كاان مق و ي
فا عىن أعظم ا ق و ي ,والقدرة عليه أقول ,فاتتمع عليه قوة الداعذ ,وقوة القدرة ,وشدة احلاتة ,فإنا
كانوا قد نقلوا ارللاظ اليت قاهلا الرسو مبلغال هلا ع هللا وأللاظه اليت تكلم هبا يقينال فكذلأل نقلهم عانيها
فهم مسعوها يقينال وفهموها يقينال ووصل لينا للظها يقينال ومعانيها يقينال ,وهذف الطريقة نا تدبرها العاقل
علم أهنا قالعة ,وأن الطاع يف ي و العلم ذعاين القررن شر م الطاع يف ي و العلم أبللاظه).478
)5أن يف هذا التقرير معارضة للمتواتر م شأن هذا الويذ ,فإن م يكمة هللا تبار وتعاىل إبنفا الكتع
و رسا الرسل قامة احلجة علل العبا ,وهو معىن متواتر يف القررن والسنة ,فم نلأل قوله تعاىل( :تبار
يل هذا القررن رنذركم به وم بلغ),
الذ نف اللرقان علل عبدف ليكون للعا ني نذيرال) وقوله( :وأويذ ىل
وقوله( :رسالل مبشري ومنذري لئال يكون للنار علل هللا يجة بعد الرسل) ,وقوله( :وما كنا معذبني يىت
نبعث رسوالل) ,وقوله( :كلما ألقذ فيها فو سأهلم خفنتها أمل أيتكم نذير قالوا بلل قد تالان نذير فكذبنا
وقلنا ما نف هللا م شذل ن أنتم ال يف ضال كبذ) ,وقوله( :وسيق الذي كلروا ىل تهنم ممرا يىت نا
تالوها فتلت أبواهبا وقا هلم خفنتها أمل أيتكم رسل منكم يتلون عليكم رايت ربكم وينذرونكم لقال
يومكم هذا قالوا بلل ولك يقت كلمة العذاب علل الكافري )وقوله( :اي معشر اجل واإلنت أمل أيتكم
رسل منكم يق ون عليكم راييت وينذرونكم لقال يومكم هذا قالوا شهدان علل أنلسنا) و ذ نلأل م
286
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ا ايت ا تواترة يف أللاظها وصراية معانيها ,فم معم (أن كالم هللا ورسوله ال يليد اليقني والعلم ,والعقل
معار للنقل فأ يجة تكون قد قامت علل ا كللني ابلكتاب والرسو وهل هذا القو ال مناق
إلقامة يجة هللا علل خلقه بكتابه م كل وته وهذا ظاهر لكل م فهمه وهلل احلمد).479
اقع بل مق و وقوعه م
وليت الق د بطبيعة احلا ا عال أنه ال وتو لن وص متشاهبة يف الويذ فإنه و ٌ
الرب تعاىل ,و منا ا ق و التأكيد علل وتو احملكم والذ هو أم الكتاب وأصله وأكارف ,وأنه ال ي ح
بينها وبني اللة أللاظ الويذ علل معانيها تذليالل لطريق هدرها عند عول التعار حبا التوهني م
العقل ,وهو ما سيتضح بطالنه فيما أييت.
ال ا الذإ قل لوه نظري قدمي الاقح لى ال قح أما الت سو
فهو الشهذ (ابلقانل الكلو) والذ انتهل مسيسه والتقعيد له علل يد الرام ونلأل يف ذ
و ٍ
ايد م كتبه ,ويقوم هذا القانون علل ثالرت مرتكفات أساسية تشكل ذجموعها صورة هذا القانون,
والذ يامر القو بتقدمي العقل علل النقل مطلقال عند التعار ,هذف ا رتكفات الاالرت هذ:
287
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
هذف ارست الاالرت متال العمو اللقر للنظرية واليت انقشها اب تيمية نقاشال تل يليال م خال ()44
وتهال متال ر ال علل هذا التأسيت النظر ,انق بعدها تلريعات هذا التأسيت وتطبيقاته يف يختلل
اجملاالت العقدية يف كتاب بلغت جملداته 10جملدات .وهو لال رة نتا شيخ اإلسالم اب تيمية والذ
ي وب ليه أ ابيث تا يريد معرفة الت ور الشرعذ ييا س ا (العقل والنقل) ,وخالصة ما قررف اب
هذا القانون يتمال فيما أييت: تيمية يف نق
فهو ما جيفم اب تيمية ابستلالته وعدم وقوعه ,وفيه يقو عليه رمحة هللا:
(ما لو بصريح الاقح ال يُتصلو أ يااوض الشر ألبت ،بح امل قلل الصضوح ال يااوعه ماقلل
ريح عل عد أتملم ذلك يف ام ما از ال ار :وه: ،ل دت ما تالخل ال صلص الصضوض
دت الصرحي نبهات :اسدة يُالو ابلاقح ب ملهنا ،بح يالو ابلاقح عبلت نقواها امللا:ق للشر
ما يالو بصريح الاقح مل خيالفه مسع عل ،بح ال مع الذإ يقال إنه خيالفه إما وديث ملعل ،أ
دالل عاوف : ،مل يصلح أ يكل دلومله لل جترد ن مااوع الاقح الصريح: ،كوخل إذا تالفه ريح
480
املاقلل؟)
بني العقل ال ريح والنقل ال ليح ,وأنه يف يا فاب تيمية يقرر أنه ال يت ور لالقال وقوع التعار
فاخللل اخل علل أيد الطرفني ,ما أن العقل ليت صر ال بل شبهات عقلية ابللة ,أو اقق التعار
نقل ضعيل أو موضوع ,وهو ما أكدف اب تيمية مصيالل وقررف استقرالل عليه رمحة
النقل ليت صليلال بل ٌ
هللا ,فقا :
288
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
( لكن هح يف القرآ أ األواديث ال ابت ن ال حي لى هللا لوه سلو ما ظاهرن ممت ع يف الاقح،
مل يتبني ذلك ابألدل الشر و = هذا ال يالو أنه اعع أ مله :من عال إ هذا اعع :لوذكرن: ،إان
وأي ا الذإ يُد ى :وه ذلك إما أ يكل احلديث :وه ملعل اه ،أ الدالل :وه لو م ظاهرة ،أ أ
ظاهرها الذإ مل يُد َر ْد عد بني ادل الشر انتفاؤن :إذا كا ال ص اثبتاه الدالل ظاهرة لو يف بوا
دان ما يذكر نه من املاقلل له هل يف نف ه هللا وسلله داللته ما يبني انتفا ها مرادن ِبا: ،إان
دان املاقلل الصريح يدل لى دان من اجملهلل ال من املاقلل ،بح مااوض اقلل أعل م ه،
481
ب مل املااوض للم قلل الصضوح ( هللا يقلل احلق هل يهدإ ال بوح))
(:مل يُالو وديث اود لى ه األوض خيالخل الاقح ،أ ال مع الصضوح إال هل د أهح الالو
عاوخل بح ملعل ).482
(إ ما لو بصريح الاقح الذإ ال خيتلخل :وه الاقمل ،ال يتصلو أ يااوعه الشر ألبت ال أييت
خبمل:ه ،من أتمح ذلك :وما از الاقمل :وه من امل ائح الكباو د ما تالفم ال صلص الصضوض
483
الصرحي نبهات :اسدة يالو ابلاقح ب ملهنا)
وعليه فيجع اعتقا عدم التعار بني العقل ال ريح والنقل ال ليح ,وأن النقل مىت صح فامة شكا ٌ
العقلذ ,فإنا أمضل العبد معارضته للنقل ال ليح فيخشل عليه م العقاب ا عجل وال بد يف ا عار
يف عقله ,قا اإلمام اب القيم مبينال هذا اللون م العقوابت:
484
(ما اوض أود اللوو باقله إال أ :د هللا لوه قله ،و يقلل ما ياضك م ه الاقمل )
289
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وهذ:
290
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
دتملة أ للها م أست هلذا القانون ,واحلق أن االيتما ا ستلدرت ا ق و م يرا معامل القطعية
بني النقل القطعذ بني العقل القطعذ والنقل الظج ,وصورة التعار صورة التعار والظنية هو فر
والعقل الظج ,وأن هاتني ال ورتني جيع خاهلما يف يفمة االيتماالت ا مكنة لحتابة ع شكالية
بني العقل والنقل ,وهو ما بني اب تيمية أن ا عو عليه هو يف لبيعة (العقل والنقل) م تهة التعار
القطعية ,وأن ا رتح هو القطعذ منهما مطلقال ,فقا يف تقريرف:
(أ يقال ال ن لو احنصاو الق م :وما ذكر ه من األع ا األوبا إذ من املمكن أ يقال يقد
الاقلو اتوة ،ال ماو أتر : ،يهما كا ع اواه عد إ كاان مجوااه ع اوني :ومت ع التااوض إ
كاان ظ وني :الرا ع هل املقد :د ل املد و أنه ال بد من قدمي الاقلو م لقاه ،أ ال ماو م لقاه،
من هذن األع ا كما أ اجلمع بني ال قواني ،أ و:ع ال قواني ،د ل ابطل بح ه ا ع ٌو لو
ذكرانن ،بح هل احلق الذإ ال ويب :وه).485
اتكأت عول لفوم تقدمي العقل علل الويذ علل فكرة أن العقل أصل الشرع ,فلو ر ان العقل ابلشرع
لكذبنا الشاهد الذ شهد ب د النقل ,و نا كذبنا الشاهد لفمنا الطع فيم شهد له وهو النقل فنقع
يف مشكلة ر العقل والنقل مجيعال ,فارسلم تقدمي العقل علل النقل حلله سالمة شها ة العقل ,ولئال نقع
يف فخ ر الدليل العقلذ والنقلذ معال.
291
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فيقا :
هل ا ق و :
أم:
فإن كان ا ق و ارو ,وهو أن العقل أصل يف ثبوت الشرع يف نلت ارمر فال شأل يف بطالنه رن كون
احلق يقال والبالل ابلالل ذ اتبع لت ور العقل عنه ,ن هذ ٍ
معان مستقرة يف نلسها قبل وتو العقل
أصالل ,فال يقا :أن النقل مل ي ر يقال يف نلسه يىت ظهر للعقل أنه كذلأل بل هو معىن مستقر بت
للنقل قبل نظر العقل وعلمه ,يقو اب تيمية مبينال هذف القضية:
األمر ابل مع بغرين هل اثبم سلا لم ا ابلاقح أ بغري الاقح عبل ه أ مل (إ ما هل اثبم يف نف
لماه ابلاد ،د لم ا ابحلقائق ال ي فو عبل ا يف نالو عبل ه ال باقح ال بغرين ،إذ د الالو لو
األمر سلا لم ا أنف ها: ،ما أت به الصادق املصد ق لى هللا لوه سلو هل اثبم يف نف
دعه أ مل نالمه ،من أوسله هللا اات إت ال ار :هل وسلله ،سلا ه لو ال ار أنه وسلل أ مل
يالملا ،ما أت به :هل وق إ مل يصدعه ال ار ،ما أمر به ن هللا :اهلل أمر به إ مل ي اه ال ار،
ملعل:اه لى األمر لو :بلت الرسال يف نف ها عبلت دق الرسلل عبلت ما أت به يف نف
لى األدل اليت نالمها باقلل ا ،هذا كما أ لدان: ،امله لى أ يكل ملعل:اه لى قلل ا أ
األمر سلا لم ان أ مل نالمه لد الرب اات ما ي تضقه من األمسا الصفات اثبم يف نف
أ مله ل بلت الشر يف نف ه ال ما واه له ف مل كن له ال مفوداه له :تبني بذلك أ الاقح لو
ميعراه :وه).486 ف كمال إذ الالو م ابق للمالل امل تغين ن الالو اتبع له لو
292
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أما ن كان ا ق و أبن العقل أصل النقل :أنه أصل يف علمنا ب لة النقل ,فال بد م التلتي يف ماهية
لنا علل صلة النقل: هذا العقل الذ
-هل هذ القوة الغريفية اليت فينا واليت يتميف هبا اإلنسان ع سائر احليواانت
أم:
فإن كان ا ق و (ارو فلم تر ف ,ولتنع أن تريدف ,رن تلأل الغريفة ليست علمال يت ور أن يعار النقل,
وهذ شرط يف كل علم عقلذ أو مسعذ كاحلياة ,وما كان شرلال يف الشذل امتنع أن يكون منافيال له ,فاحلياة
والغريفة شرط يف كل العلوم مسعيها وعقليها ,فامتنع أن تكون منافية هلا ,وهذ أيضال شرط يف االعتقا
احلاصل ابالستدال و ن مل تك علمال فيمتنع أن تكون منافية له معارضة له).487
و ن كان ا ق و الااين أبن (أر ت ابلعقل الذ هو ليل السمع وأصله ا عرفة احلاصلة ابلعقل ,فيقا
له :م ا علوم أنه ليت كل ما يعرف ابلعقل يكون أصالل للسمع و ليالل علل صلته ,فإن ا عارف العقلية
أكار م أن ا ر والعلم ب لة السمع ايته أن يتوقل علل ما به يعلم صد الرسو صلل هللا عليه
وسلم ,وليت كل العلوم العقلية يعلم هبا صد الرسو صلل هللا عليه وسلم بل نلأل يعلم ذا يعلم به أن
هللا تعاىل أرسله ,مال ثبات ال انع وت ديقه للرسو اب ايت وأماا نلأل ,و نا كان كذلأل مل تك مجيع
ا عقوالت أصالل للنقل ال ذعىن توقل العلم ابلسمع عليها ,وال ذعىن الداللة علل صلته وال بغذ نلأل ال
سيما عند كاذ م متكلمة اإلثبات أو أكارهم كارشعر يف أيد قوليه ,وكاذ م أصلابه أو أكارهم,
كارستان أيب ا عايل اجلويج وم بعدف ,وم وافقهم الذي يقولون العلم ب د الرسو عند ظهور
ا عجفات اليت ر جمرل ت ديق الرسو علم ضرور ,فلينئذ ما يتوقل عليه العلم ب د الرسو م
يسذ مع أن العلم ب د الرسو له لر كاذة متنوعة كما قد بسف الكالم عليه يف
سهل ٌ
العلم العقلذ ٌ
ذ هذا ا وضع.
293
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ويينئذ فإنا كان ا عار للسمع م ا عقوالت ما ال يتوقل العلم ب لة السمع عليه مل يك القدح فيه
العقليات قديال يف مجيعها كما أنه ليت قديال يف أصل السمع وهذا بني واضح ,وليت القدح يف بع
العقليات صلة مجيعها ,كما ال السمعيات قديال يف مجيعها ,وال يلفم م صلة بع القدح يف بع
السمعيات صلة مجيعها, يلفم م صلة بع
ويينئذ فال يلفم م صلة ا عقوالت اليت تبىن عليها معرفتنا ابلسمع صلة ذها م ا عقوالت ,وال م
فسا هذف فسا تلأل ,فضالل ع صلة العقليات ا ناقضة للسمع ,فكيل يقا :نه يلفم م صلة
ا عقوالت اليت هذ مالممة للسمع صلة ا عقوالت ا ناقضة للسمع فإن ما به يعلم السمع وال يعلم السمع
ال به المم للعلم ابلسمع ال يوتد العلم ابلسمع بدونه وهو ملفوم له والعلم به يستلفم العلم ابلسمع
له مناف له فهل يقو عاقل نه يلفم م ثبوت مالمم الشذل ثبوت مناقضه للسمع مناق وا عار
ومعارضه.
ولك صايع هذا القو تعل العقليات كلها نوعال وايدال متماثالل يف ال لة أو اللسا ومعلوم أن
السمع منا يستلفم صلة بعضها ا المم له ال صلة البع ا نايف له ,والنار متلقون علل أن ما يسمل
عقليات منه يق ومنه ابلل ,وما كان شرلال يف العلم ابلسمع وموتبال فهو المم للعلم به رالف ا نايف
له ,فإنه لتنع أن يكون هو بعينه شرلال يف صلته مالمما لابوته فإن ا المم ال يكون مناقضال فابت ا ناق
أنه ال يلفم م تقدمي السمع علل ما يقا نه معقو يف اجلملة القدح يف أصله).488
واخلالصة أن ا عارف العقلية اليت لت علل صلة النقل هذ يق يف نلسها وأن تقدمي النقل يف قضية ما
علل توهم عقلذ ليت لعنال يف ا عارف العقلية اليت لت علل صلة النقل و منا يف معارف عقلية أخرل,
فا عارف العقلية ليست شيئال وايدال مىت ما لعنت يف بعضه لفم ضرورة الطع يف الكل بل ا سألة قابلة
للتجفئة والتلريق ,فال ي ح واحلالة هذف أن يقا أن يف تقدمي النقل علل العقل يف ال ورة ا ذكورة لعنال
يف شها ة العقل ب لة النقل فإن هذف الشها ة مقبولة ذ مطعون فيها و منا الطع يف شها ة عقلية
أخرل وقع فيها لبت وخطأ ووهم ,وهذف قضية واضلة حبمد هللا .ومما يفيد هذف ا سألة وضويال وتاللل ما
ساقه اب تيمية سا م أمالة لطيلة لذ صورة ا سألة وترفع اإلشكا وتبني يقيقة العالقة بني العقل
والنقل ,ونلأل بعد تقريرف معىن مهمال يف ت ديق العقل لداللة النقل فقا :
294
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
(إذا ااوض الشر الاقح ب قدمي الشر ،أل الاقح مصدق للشر يف كح ما أت به ،الشر
مل يصدق الاقح يف كح ما أت به ،ال الالو بصدعه ملعلف لى كح ما خي به الاقح ،مالل أ
هذا إذا عوح أ ه من علهلو ،كما عال بااهو يكفوك من الاقح أ يالمك دق الرسلل ماا
كملمه ،عال بااهو الاقح ٍّ
متلل َّت الرسلل مث زل نف ه ،أل الاقح دل لى أ الرسلل لى
طا ته :وما أمر الاقح يدل لى دق الرسلل دالل ام هللا لوه سلو جيب صديقه :وما أت
م لق ،هذا كما أ الاامو إذا لو ني املفيت دل درين لوهّ ،بني له أنه امل مفم ،مث اتتلخل
ب لى امل تفيت أ يقد علل املفيت: ،إذا عال له الاامو أان األ ح يف
الا امو الدال املفيت،
لمك انه ٍ
مفم :إذا عدمم علله لى عليل د التااوض عدوم يف األ ح الذإ به لمم أنه
مفم ،دللم لى ذلك ،نهدت بل لب قلودن دمفم ،عال له امل تفيت أنم ملا نهدت انه ٍ
ق لودك ،كما نهد به دلولك ،ملا:قيت لك يف هذا الالو املاني ،ال ي تلز أ أ ا:قك يف الالو
ا وا امل ائح ،ت يك :وما تالفم :وه املفيت الذإ هل أ لو م ك ال ي تلز ت ك يف لمك
ئاه يف انه مفم ،أنم إذا لمم أنه مفم اب تهاد استدالل مث تالفته اب تهاد استدالل ك م
ئاه يف اال تهاد االستدالل الذإ تالفم به من جيب لوك قلودن ا با علله ،إ مل كن
اال تهاد االستدالل الذإ به لمم أنه امل مفم جيب لوك قلودن ،هذا مع لمه ا املفيت
الاقح يالو أ الرسلل لى هللا لوه سلو ماصل يف ت ن ن هللا اات ال جيلز جيلز لوه ا
:تقدوه علل املاصل لى ما خيالفه من استدالله الاقلو أ ت من قدمي الاامو علل املفيت لوه ا
لى علله الذإ خيالفه
كذلك أيااه إذا لو ال ار نهد ا أ :ملانه تبري ابل ب ،أ القوا ، :أ ا رص ،أ قلمي ال لع
حنل ذلك ،عبم د احلاكو أنه امل بذلك د هنو ،أ أنه أ لو م هو بذلك ،مث انز الشهلد
ب قدمي علل أهح ألهح الالو ابل ب القوا :ا رص التقلمي أهح الالو بذلك، الشاهد
الالو ابل ب القوا :ا رص التقلمي لى علل الشهلد الذين نهد ا هلو ،إ عاللا حنن زكو ا
اعلال ا عبتم أهلوت هو: ،الر ل يف حمح ال زا إلوهو د ن ا يقدح يف األ ح الذإ عبم به هيال
لوه كا عدواه :ومن علهلو ،كما عال باض ال ار أ الاقح مزكو الشر مادله: ،إذ عد الشر
زكان دله: ،وكل عدواه :وه ،عوح هلو أنتو نهدمت ا لمتو من أنه من أهح الالو ابل ب أ التقلمي
عللكو :لل عدم ا عللكو لوه يف هذن أ ا رص أ القوا :حنل ذلك أ علله يف ذلك مقبلل د
امل ائح لكا ذلك عدواه يف نهاد كو لمكو انه أ لو م كو ِبذن األملو ،إتباوكو بذلك ال
295
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أعلالكو يف ذلك ،إذ وكن إ ابتكو يف عللكو هل أ لو م ا ،ت يكو يف ي ايف عبلل علله د
عللكو حنن أ لو ممن هل أ لو م ا :وما ي از ا :وه من امل ائح اليت هل أ لو ِبا م ا بح ت يكو يف
الب ا ا واط دري هذا أظهر ا ن ا عد يالو أ هذا أ لو م ه ابلص ا ات كاحلراع ال ا
ذلك من الص ا ات ،إ مل يكن املاه بتفا وح لك الص ا : ،إذا از هل ذلك الذإ هل أ لو
م ه ،مل يكن قدمي علل األ لو م ه يف ملاود ال زا عدواه :وما لو به أنه أ لو م ه
من املالل أ مباي الرسلل لى هللا لوه سلو لذ إ الاقلل أ ظو من مباي أهح الالو
ابلص ا ات الالمو الاملو الالل الاقلو اال تهادي كال ب القوا :ا رص التقلمي ل ائر
ال ار: ،إ من ال ار من وك ه أ يصري املاه بتلك الص ا ات الالمو الاملو كالو أوابِبا ِبا ،ال
وكن من مل جياله هللا وسلاله إت ال ار أ يصري زل من اله هللا اات وسلاله إت ال ار: ،إ ال بلة
لى علل من جيالها مكت ب من أهح ا حلاد من ال ال ابال تهاد كما هل مذهب أهح امللح،
املتفل ف دريهو: ،إهنا دهو أ اب األملو: ،الل لل إلوها أ اب بك ري من الل لل إت الالو
إذا كا األمر كذلك :إذا لو ا ن ا ابلاقح أ هذا وسلل هللا ،لو ابلص ا ات الالل الاقلو
قله يل ب لوه أ ي لو ملاود ال زا إت من د يف قله ما ي از ه يف ت ن كا أنه أت بشو
قله عا ر ابل ب إلوه ،أنه أ لو ابهلل اات هل أ لو به م ه ،أ ال يقد وأيه لى علله يالو أ
فا ه الول اآلتر م ه ،أ التفا ت الذإ بو هما يف الالو بذلك أ ظو من التفا ت الذإ أمسائه
قله يل ب أ ي قاد ل بوب يهلدإ :وما أت ن به من بني ال اام أهح الالو ابل ب :إذا كا
مقدوات من األدذي األنرب األعمدة امل هملت ،استاماهلا لى ه صلص ،مع ما يف ذلك
من الكلف األمل لظ ه أ هذا أ لو ِبذا مين أ إذا دعته كا ذلك أعرب إت وصلل الشفا يل،
مع لمه ا ال بوب خي ئ ك رياه أ ك رياه من ال ار ال يشفى ا يصفه ال بوب ،بح عد يكل
استاماله ملا يصفه سبباه يف هملكه مع هذا :هل يقبح علله يقلدن إ كا ظ ه ا تهادن خيالخل
فه :كوخل وال ا لق مع الرسح لوهو الصملة ال مل ).489
ومما أختم به ارير هذف ا سألة نقل لشيخ اإلسالم يتضم عا ة صيا ة (للقانون الكلذ) نكرف تنفالل مع
اخل م يتضم تقريرال هو أقرب لللق م تلأل ال يا ة البدعية اخلالئة ,و ن كان هذا التقرير فيه ما فيه
296
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بني العقل ال ريح والنقل ال ليح أصالل وهو مول اإلشكا التعار ا تقدم م عدم صلة فر
ودل ا نامعة ,قا اب تيمية عليه رمحة هللا:
ب قدمي ال قح أل اجلمع (أ يااوض دلولهو ب ظري ما عاللن: ،وقال إذا ااوض الاقح ال قح،
بني املدلللني مجع بني ال قواني ،و:اهما و:ع لل قواني ،قدمي الاقح ممت ع أل الاقح عد دل لى
لب عبلل ما أت به الرسلل لى هللا لوه سلو: ،لل أب ل ا ال قح لك ا عد أب ل ا ض ال مع
بدلوح ال يصلح دالل الاقح ،إذا أب ل ا دالل الاقح ،مل يصلح أ يكل مااوعاه لل قح أل ما لو
ملااوع نو من األنوا : ،كا قدمي الاقح مل باه د قدوه: ،مل جيلز قدوه
ضته ،أ ت ن م ابق ملخ ن: ،إ اعح :إ الاقح هل الذإ دل لى دق ال مع ٌ بني
هذا ٌ
از أ كل هذن الدالل ابطل لب مل ال قح ،لز أ ال يكل الاقح دلومله ضوضاه ،إذا مل يكن
دلومله ضوضاه مل جيز أ يتبع حبال :امله ن أ يقد : ،صاو قدمي الاقح لى ال قح عدواه يف الاقح
ابنتفا للازمه مدللله ،إذا كا قدوه لى ال قح ي تلز القدح :وه ،القدح :وه و ع داللته ،القدح
يف داللته يقدح يف مااوعته ،كا قدوه د املااوع مب مله للمااوع :امت ع قدوه لى ال قح هل
490
امل للب أما قدمي ال قح لوه :مل ي تلز :اد ال قح يف نف ه)
وم لطيل ما قيل شعرال مما ي لح يرا ف يف هذا ا قام ,قو الشاعر:
فقبل العقل رأر العلم وان رفةا فأيق العقل أن العةلم سيدف
297
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أسالني ا عرفة الللسلية الكالمية ,ا شتغلني ابلتلتي أختم هذا ا بلث بذكر ٍ
لرف م أيوا بع
والتنقيع ع مذاهع النار يف ا عقوالت ,مم وقع يف احلذة واالضطراب بعد ( ربة عقلية) لويلة ,ت كد
تلقل أنوارف م اهلداية والطمأنينة السكينة واليقني. ل علل شرف الويذ وما
قا رمحه هللا شاريال لقو أيب تعلر الطلاو عليه رمحة هللا( :فيتذبذب بني الكلر واإللان ,والت ديق
والتكذيع ,واإلقرار واإلنكار ,موسوسال اتئهال شاكال ال م منال م دقال وال تايدال مكذابل):
(يتذبذب :يضطرب ويو ,وهذف احلالة اليت وصلها الشيخ رمحه هللا يا كل م عد ع الكتاب
يتأو النث والسنة ىل علم الكالم ا ذموم ,أو أرا أن جيمع بينه وبني الكتاب والسنة ,وعند التعار
وير ف ىل الرأ وا رال ا ختللة ,في و أمرف ىل احلذة والضال والشأل.
كما قا اب رشد احلليد وهو م أعلم النار ذذاهع اللالسلة ومقاال م يف كتابه افت التهافت :وم
الذ قا يف اإلهليات شيئال يعتد به
[[وكان يقو :أمنعت النظر يف الكالم وما استلدت منه شيئا ال ما عليه العوام او كالما هذا معناف.]]491
وكذلأل الغفايل رمحه هللا انتهل رخر أمرف ىل الوقل واحلذة يف ا سائل الكالمية أعر ع تلأل الطر ,
وأقبل علل أيا يث الرسو صلل هللا عليه وسلم فمات وصليح اإلمام البخار علل صدرف.
وكذلأل أبو عبد هللا دمد ب عمر الرام قا يف كتابه الذ صنله أقسام اللذات:
298
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ليالل ,ورأيت أقرب الطر لقد مملت الطر الكالمية وا ناهج الللسلية فما رأيتها تشلذ عليالل وال ترو
لريقة القررن أقرأ يف اإلثبات( :الرمح علل العرش استول) ( ,ليه ي عد الكلم الطيع) ,وأقرأ يف النلذ:
(ليت كماله شذل)( ,وال يطون به علمال) ,قا :وم ترب مال ربيت عرف مال معرفيت.
[[وقا اب ال الح :أخلين القطع الطو اين مرتني أنه مسع فخر الدي الرام يقو :اي ليتج مل أشتغل
بعلم الكالم ,وبكل]]493
وكذلأل قا الشيخ أبو عبد هللا دمد ب عبد الكرمي الشهرستاين ,نه مل جيد عند اللالسلة وا تكلمني ال
احلذة والندم ,ييث قا :
وسذت لريف بني تلأل ا عامل لعمر لقد للت ا عاهد كلها
495
علل نق أو قارعال سة ان م فلم أر ال واضعال كةل يائر
وكذلأل قا أبو ا عايل اجلويج :اي أصلابنا ال تشتغلوا ابلكالم فلو عرفت أن الكالم يبلغ يب ىل ما بلغ
ما اشتغلت به ,وقا عند موته :لقد خضت البلر اخلضم ,وخليت أهل اإلسالم وعلومهم ,و خلت يف
الذ هنوين عنه ,وا ن فإن مل يتداركج ريب برمحته فالويل الب اجلويج ,وها أان نا أموت علل عقيدة أمذ
أو قا :علل عقيدة عجائف نيسابور.
299
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اللضالل وقد ت الدي اخلسروشاهذ ,وكان م أتل تالمذة فخر الدي الرام لبع وكذلأل قا
خل عليه يومال فقا :ما تعتقدف قا :ما يعتقدف ا سلمون ,فقا :وأنت منشرح ال در لذلأل مستيق
به -أو كما قا -فقا :نعم ,فقا :اشكر هللا علل هذف النعمة ,لكج وهللا ما أ ر ما أعتقد! وهللا ما
أ ر ما أعتقد! وهللا ما أ ر ما أعتقد! وبكل يىت أخضل حليته.
وقا أيضال:
وقا أيضال:
300
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ليل لنا نرتوا اخلالص م القلر وكنا ييارل يف القلار ومل يةك
فقالوا اتئد نا السراب الذ جير فقلت ل ليب:هل ترون الذ أرل
301
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
[[وقد يكذ ع لائلة م رلور أهل الكالم أهنم كانوا يقولون بتكاف ار لة وأن ار لة قد تكافأت
م اجلانبني يىت ال يعرف احلق م البالل ومعلوم أن هذا منا قالوف فيما سلكوف هم م ار لة.]]499
وقا اخلو ذ 500عند موته :ما عرفت مما ي لته شيئا سول أن ا مك يلتقر ىل ا رتح قا :
االفتقار وصل سليب أموت وما عرفت شيئال.
وقا رخر -وهو اب واصل احلمو :-أضطجع علل فراشذ وأضع ا لللة علل وتهذ ,وأقابل بني
يجج ه الل وه الل يىت يطلع اللجر ,ومل يوتح عند منها شذل[[ .وهلذا انتهل أمرف ىل كارة النظر
يف اهليئة لكونه تبني له فيه م العلم ما مل يتبني له يف العلوم اإلهلية]]501
[[وكذلأل ارصبهاين اتتمع ابلشيخ براهيم اجلعل يومال فقا له :بت البارية أفكر ىل ال باح يف
ليل علل التوييد سامل ع ا عار فما وتدته.]]502
وم ي ل ىل مال هذف احلا ن مل يتداركه هللا برمحته و ال تفند كما قا أبو يوسل :م للع الدي
ابلكالم تفند ,وم للع ا ا ابلكيميال أفلت ,وم للع ريع احلديث كذب ,وقا الشافعذ رمحه
هللا :يكمذ يف أهل الكالم أن يضربوا ابجلريد والنعا ويطاف هبم يف القبائل والعشائر ويقا :هذا تفال
م تر الكتاب والسنة وأقبل علل الكالم ,وقا :لقد اللعت م أهل الكالم علل شذل ما ظننت
مسلمال يقوله ورن يبتلل العبد بكل ما هنل هللا عنه -ما خال الشر ابهلل -خذ له م أن يبتلل
ابلكالم انتهل.
و د أيد ه الل عند ا وت يرتع ىل مذهع العجائف فيقر ذا أقروا به ويعر ع تلأل الدقائق ا خاللة
لذلأل اليت كان يقطع هبا تبني له فسا ها أو مل يتبني له صلتها ,فيكونون يف هنااي م -نا سلموا م
العذاب -ذنفلة أتباع أهل العلم م ال بيان والنسال وارعراب.
302
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
والدوال النافع ال هذا ا ر ما كان لبيع القلوب صلوات هللا وسالمه عليه يقوله -نا قام م الليل
يلتتح ال الة ( :-اللهم رب تلائيل وميكائيل و سرافيل فالر السموات وارر عامل الغيع والشها ة
فيما كانوا فيه خيتللون اهدين ا اختلل فيه م احلق إبننأل نأل د م تشال أنت اكم بني عبا
ىل صراط مستقيم).
303
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بوا املزلق
قوهلم :م اخللل ا نهجذ يف مسألة اتباع السنة النبوية تعل كل ما صدر ع النيب صلل هللا عليه
وسلم وييال المم االتباع ,ن ما ي در ع النيب صلل هللا عليه وسلم علل نوعني :سنة تشريعية وسنة
ذ تشريعية ,فالتسوية بني النوعني يف مسألة التسليم احنراف منهجذ يخالل ق د الشارع ن السنة
التشريعية ذ مق و ة إبجياب ا تابعة واإلنعان واالنقيا والتسليم هبا.
امل اعش
لك اجلواب ع هذف اإلشكالية م خال العناصر التالية:
وقا اب تيمية:
304
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
504
لب ا با ها) لى إذا عبتم :إ امل لمني كلهو متفقل ( هذن ال
ال بلي ،امليكدة لل لب الت لوو هلا من األدل الشر و املبو ل بوا ال
ِ ِ ِ
(وَما يَنط ُق َع ِ اهلََول * ن ُه َو َّال َوي ٌذ يُ َ
ويل ). -قو هللا تعاىلَ :
قا القرليب( :وفيها ...اللة علل أن السنة كالويذ ا نف يف العمل).505
ِ
أل اب َواحلِك َم َة َو َعلَّ َم َ
أل َما َمل تَ ُك تَةعلَ ُم َوَكا َن فَض ُل هللا َعلَي َ -وقوله سبلانه( :وأَنةفَ هللا علَي َ ِ
أل الكتَ َ َ َ ُ َ
يما). ِ
َعظ ل
فسمعت م أرضل م أهل العلم
ُ قا اإلمام الشافعذ( :فذكر هللا الكتاب وهو القررن ,ونكر احلكمة,
ابلقررن يقو :احلكمة سنة رسو هللا).506
ِ ِ ٍ ِ ِ ٍ
رايتةُنَا بةَيِىلنَات قَا َ الَّذي َ ال يةَر ُتو َن ل َقالَ َان ائت بِ ُقررن َ ِذ َه َذا أَو بَ ىلدلهُ -وقوله عف وتلِ :
(و نَا تةُتةلَل َعلَي ِهم َ
َ
اب يةَوٍم اف ِن َع َ ي ُ
ت َرِىليب َع َذ َ َخ ُ يل ِِىلين أ َ
ويل ِ ََّ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
قُل َما يَ ُكو ُن ِيل أَن أُبَ ىلدلَهُ م تل َقال نةَلسذ ن أَتَّبِ ُع َّال َما يُ َ
َع ِظي ٍم).
ِ
قا القرليب( :وقد يستد هبذا م لنع نسخ الكتاب ابلسنة ,رنه تعاىل قا ( :قُل ما يَ ُكو ُن ِيل أَن أُبَ ىلدلَهُ
قال نةَل ِسذ) وهذا فيه بعد ,فإن ا ية ور ت يف للع ا شركني مال القررن نظما ,ومل يك الرسو ِم تِل ِ
صلَّل صلَّل َّ ِ
اّللُ َعلَيه َو َسلَّ َم قا را علل نلأل ,ومل يسألوف تبديل احلكم ون اللله ,والن الذ يقوله الرسو َ َ
اّللُ َعلَي ِه َو َسلَّ َم نا كان وييا مل يك م تلقال نلسه ,بل كان م عند هللا تعاىل).507
َّ
-وع ا قدام ب معد يكرب رضذ هللا عنه أن رسو هللا صلل هللا عليه وسلم قا :
305
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-ع يعلل ب أمية :أن رتال أتل النيب صلل هللا عليه وسلم وهو ابجلعرانة ,وعليه تبة وعليه أثر اخللو
-أو قا صلرة ,-فقا :كيل ممرين أن أصنع يف عمريت فأنف هللا علل النيب صلل هللا عليه وسلم ,فسو
باوب ,وو ت أين قد رأيت النيب صلل هللا عليه و سلم وقد أنف عليه الويذ ,فقا عمر :تعا ,أيسر
أن تنظر ىل النيب صلل هللا عليه و سلم وقد أنف عليه الويذ قلت :نعم ,فرفع لرف الاوب فنظرت ليه
له طيف -وأيسبه قا -كغطيف البكر فلما سر عنه قا ( :أي السائل ع العمرة اخلع عنأل اجلبة
وا سل أثر اخللو عنأل وأنق ال لرة واصنع يف عمرتأل كما ت نع يف يجأل).510
508رواف أبو او ( ,)4604وأمحد ( ,)17213( )130/4والطلاين ( )670( )283/20كلهم بلله(( :الكتاب)) بدالل م ((القررن))
و ون مجلة ((أال و ن ما يرم .))...قا اب القطان يف ((الوهم واإليهام)) ([ :)258/3فيه ] عبد الرمح ب أيب عوف جمهو احلا ,
وتو احلكمذ سنا أمحد يف ((معار القبو )) ( ,)1217/3وصلح سنا ف اب ابم يف ((جمموع فتاول)) ( ,)220/1وصلله
ارلباين يف ((صليح سن أيب او )) ( ,)4604ويسنه لغذف الوا عذ يف ((صليح الئل النبوية)) ( .)591وماي ة ((أال و ن ما يرم
رسو هللا صلل هللا عليه وسلم كما يرم هللا)) رواها الومذ ( ,)2664واب ماته ( ,)12واحلاكم ( ,)191/1والبيهقذ ()76/7
( .)13824قا الومذ :يس ريع م هذا الوته ,وقا الذهيب يف ((ا هذب)) ( :)2647/5سنا ف صاحل ,وقا اب يجر يف
((موافقة اخلل اخلل)) ( :)324/2يس صليح ,وصلح سنا ف اب ابم يف ((جمموع فتاول)) ( ,)220/1ويسنه ارلباين يف
السلسلة ال ليلة .2870
509رواف أبو او ( ,)3646وأمحد ( ,)6510( )162/2والدارمذ ( ,)136/1واحلاكم ( .)187/1وصلح سنا ف أمحد شاكر يف
اقيق ((مسند أمحد)) ( ,)15/10وشعيع اررانؤوط يف اقيق ((مسند أمحد)) ( )162/2وقا :رتاله ثقات ,وصلله ارلباين يف
((صليح سن أيب او )) ( ,)3646والوا عذ يف ((ال ليح ا سند)) (.)800
306
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فهذف الدالئل الشرعية فيها الت ريح أبن السنة ويذ ,فنطق النيب صلل هللا عليه وسلم منا هو صا ر ع
الويذ ,واحلكمة اليت هذ السنة منفلة م عند هللا تعاىل ,وقد أويت النيب صلل هللا عليه وسلم القررن والسنة
كما صرح .وهبذف ا عاين صرح ذ وايد م السلل فقا يسان ب عطية( :كان تليل ينف علل النيب
صلل هللا عليه وسلم ابلسنة كما ينف عليه ابلقررن).511
وقد أكد اب يفم رمحه هللا بنال علل هذا التأصيل أن السنة دلوظة:
(عال اات (إِّ َّان َْحنن نَد َّزلَْا ال ِّّذ ْكر إِّ َّان لَهُ َحلاِّ:ظُل َ ) عال اات (عُح إِّ َّمنَا أ ِّ
ُنذ ُوُكو ِّابل َْل ْو ِّو َ َال يَ ْ َم ُع ْ َ َ َ ُ
الد َا إِّ َذا َما يُ َذ ُو َ ) الص ُّو ُّ
ُّ
:ت اات أ كمل نبوه لى هللا لوه سلو كله وو ،اللوو بمل تملف ِّذ ْك ٌر ،الذكر حمفل
ص القرآ : ،صح بذلك أ كملمه لى هللا لوه سلو كله حمفل حبفظ هللا ز ح ،مامل ب ِّّ
ظ هللا اات :هل ابلوقني ال سبوح إت أ ياوع م ه نو : ،هل ل ا أنه ال ياوع م ه نو ،إذ ما َو ِّف َ
512
م قلل إلو ا كله: ،لله احلة لو ا أبداه)
ومما ي كد هذف الطبيعة للسنة النبوية معرفة الوظيلة احملورية للنيب صلل هللا عليه وسلم ,فهو رسو
م عند هللا تعاىل تال بتعليم الكتاب واحلكمة وتفكية ا منني ,وصيانة قتضيات النبوة والرسالة فقد
ع مه هللا تبار وتعاىل فهو ا ع وم يف شأن تبليغ الويذ مطلقال وهو مع وم كذلأل ع كبائر الذنوب,
وما يقع منه صلل هللا عليه وسلم م خطأ فيما ورال نلأل فمع وم م أن يقر عليه بل مىت ما وقع منه
كم رابنيةٌ عظيمةٌ ِ
نسياانل أو عمدال فال بد أن أييت م الويذ ما ي لح اخلطأ ,ويكون لوقوع اخلطأ ي ٌ
مت لة بشأن ال تشريع ,كالذ وقع م صلل هللا عليه وسلم م سهو يف ال الة وما ترتع عليه م بيان
تشريعات تت ل هبذا ا قام وهكذا ,وم الدالئل الشرعية ا بينة حلقيقة الوظيلة احملمدية:
رايتِِه َويةَُفىلكِي ِهم ِ ِ اّلل علَل الم ِمنِني ِن بةع ِ
ث في ِهم َر ُسوالل م أَنة ُلس ِهم يةَتةلُوا َعلَي ِهم َ -قا تعاىل( :لََقد َم َّ َُّ َ ُ َ َ َ َ
ضال ٍ ُمبِ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ
ني). اب َواحلك َمةَ َوِن َكانُوا م قَةب ُل لَلذ َ
َويةُ َعلىل ُم ُهم الكتَ َ
رواف الدارمذ يف سننه ,588واخلطيع يف الكلاية ,12وعفاف احلافه يف اللتح 291/13ىل البيهقذ ,قا :بسند صليح. 511
307
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اب َواحلِك َم َة ِ ِ -وقا عف وتلَ ( :كما أَرسلنَا فِي ُكم رسوالل ِمن ُكم يةتةلُو علَي ُكم ِ ِ
رايتنَا َويةَُفىلكي ُكم َويةُ َعلىل ُم ُكم الكتَ َ
َ َ َ َُ َ َ
َويةُ َعلِىل ُم ُكم َما َمل تَ ُكونُوا تَةعلَ ُمو َن).
ِ ِ ث ِيف ار ُِميِني رسوالل ِمنةهم يةتةلُو علَي ِهم ِِ ِ ِ
رايته َويةَُفىلكي ِهم َويةُ َعلىل ُم ُهم الكتَ َ
اب َ ُ َ َ ىل ىل َ َ ُ (ه َو الَّذ بةَ َع َ
-وقا سبلانهُ :
ضال ٍ ُمبِ ٍ ِ ِ ِ
ني). َواحلك َمةَ َوِن َكانُوا م قَةب ُل لَلذ َ
ِ ِ
اب َواحلِك َم َة َويةَُفىلكِي ِهم ِن َ
َّأل ِ رايتِ َ
أل َويةُ َعلىل ُم ُهم الكتَ َ
ِ
(ربةَّنَا َوابة َعث في ِهم َر ُسوالل منة ُهم يةَتةلُو َعلَي ِهم َ
-وقا تعاىلَ :
يم). ِ أَن َ ِ
ت ال َعف ُيف احلَك ُ
وكذلأل ي كد ما سبق م معان ما ور م الدالئل الشرعية الكاذة وا تنوعة علل لفوم لاعة النيب
صلل هللا عليه وسلم و منا كانت المم لة ابعتبار كون أوامرف تفلال م الويذ ,فم تلأل الدالئل الشرعية
ا تنوعة:
ع ال َكافِ ِري َ ). الر ُسو َ فَِإن تَة َولَّوا فَِإ َّن هللاَ ال ُِ ُّ -قا تعاىل( :قُل أ ِ
َليعُوا هللاَ َو َّ
الر ُسو َ لَ َعلَّ ُكم تةُر َمحُو َن). الفَكا َة وأ ِ -وقا هللا تبار وتعاىلِ :
َليعُوا َّ يموا ال َّال َة َورتُوا َّ َ (وأَق ُ
َ
اّللِل ).
اع إبِِن ِن َّ ِ ِ
(وَما أَر َسلنَا م َر ُسوٍ َِّال ليُطَ َ -وقا هللا سبلانهَ :
يد العِ َق ِ اّلل ِ َّن َّ ِ
اب). اّللَ َشد ُ الر ُسو ُ فَ ُخ ُذوفُ َوَما َهنَا ُكم َعنهُ فَانةتَة ُهوا َواتةَّ ُقوا ََّ
رات ُك ُم َّ
(وَما َ
-وقا هللا عف وتلَ :
اّللَ َوَم تَة َوَّىل فَ َما أَر َسلنَا َ َعلَي ِهم َي ِليظال). (م يُ ِطع َّ
الر ُسو َ فَة َقد أَلَ َ
اع َّ -قا هللا تعاىلَ :
اّلل صلَّل َّ ِ ِ -ع أيب ُهَريةَرةَ َر ِض َذ َّ
اّللََ ,وَم اع ِج فَة َقد أَلَ َ
اع َّ (م أَلَ َ اّللُ َعلَيه َو َسلَّ َم قَا َ َ : َن َر ُسو َ َّ َ اّللُ َعنهُ أ َّ
َع َ ِاين فَة َقد َع َ ل َّ
اّللَ).513
308
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الر ِاش ِدي َ متََ َّس ُكوا ِهبَا َو َع ُّ ِ ِ ِ
ضوا َعلَية َها -قا صلل هللا عليه وسلم( :فَة َعلَي ُكم بِ ُسن َِّيت َو ُسنَّة اخلُلَ َلال ال َمهديِىل َ
ني َّ
ِابلنة ََّو ِات ِذ).514
َّات َ ِر ِم َاتِ َها ارَهنَ ُار َخالِ ِدي َ فِ َيها اّلل ورسولَه يد ِخله تن ٍ
اّلل َوَم يُطع ََّ َ َ ُ ُ ُ ُ َ
ِ -قا سبلانه( :تِلأل ي ُدو َِّ
َ ُ ُ
يم). ِ ِ
أل ال َلوُم ال َعظ ُ
َونَل َ
اّلل ويةغ ِلر لَ ُكم نُنُوب ُكم وا َّّلل َ ُل ِ -قا تعاىل( :قُل ِن ُكنةتُم ُِابُّو َن َّ
يم).
ور َري ٌ
َ َ ُ ٌ اّللَ فَاتَّبِعُ ِوين ُ بِب ُك ُم َُّ َ َ
514رواف أبو او ( )4607والومذ ( ,)2676واب ماته ( )40وأمحد ( ,)17184( )126/4واحلاكم ( .)176/1م يديث
ب سارية رضذ هللا عنه .وصلله الومذ ,واجلورقاين يف ((ارابليل وا ناكذ)) ( )472/1وقا :بت مشهور ,واب ا لق العراب
يف ((البدر ا نذ)) ( ,)582/9والعراقذ يف ((الباعث علل اخلالص)) ( )1وقا :مشهور ,واب يجر يف ((موافقة اخلل اخلل))
( )136/1وقا :رتاله ثقات.
309
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
يم). -قا تعاىل( :فَةليل َذ ِر الَّ ِذي ُخيالِ ُلو َن ع أَم ِرفِ أَن تُ ِ يبةهم فِتةنةٌ أَو ي ِ يبةهم ع َذ ِ
اب أَل ٌ
َُ َ ُ َُ َ ٌ َ َ َ َ
ِ ِ ِ
ني).اب ُم ِه ٌ اّللَ َوَر ُسولَهُ َويةَتَة َع َّد ُي ُدوَفُ يُدخلهُ َانرال َخالدال ف َيها َولَهُ َع َذ ٌ ث َّ (وَم يَةع ِ
-وقا سبلانهَ :
اّللَ َوَر ُسولَهُ فَِإ َّن لَهُ َان َر َت َهن ََّم َخالِ ِدي َ فِ َيها أَبَدال).
ث َّ(وَم يَةع ِ -وقا تبار وتعاىلَ :
ني نةُ َولىلِِه َما تَة َوَّىلِِ
ني لَهُ اهلَُدل َويةَتَّبِع َ َذ َسبِ ِيل ال ُم من َ
-وقا عف وتل( :وم يشاقِ ِق َّ ِ ِ
الر ُسو َ م بةَعد َما تَةبَ َّ َ ََ ُ َ
َونُ لِ ِه َت َهن ََّم َو َسالَت َم ِ ذال).
اّللَ َي ِدياال). -وقا سبلانه( :يةَوَمئِ ٍذ يةَ َوُّ الَّ ِذي َ َك َل ُروا َو َع َ وا َّ
الر ُسو َ لَو تُ َس َّول هبِِم ارَر ُ َوال يَكتُ ُمو َن َّ
ِ -وقا تعاىلَّ ِ( :ن الَّ ِذي َ َُا ُّو َن َّ
ني). اّللَ َوَر ُسولَهُ أُولَئِ َ
أل ِيف ارَ َنلىل َ
نفو ا واو ن امليم ني إذا دو وكو ن وسلل هللا لى هللا لوه سلو:
ضل هللاُ َوَر ُسولُهُ أَملرا أَن يَ ُكو َن َهلُُم اخلََِذةُ ِم أَم ِرِهم). ٍِ ِ ِ
(وَما َكا َن ل ُم م ٍ َوال ُم منَة ِنَا قَ َ
-قا تعاىلَ :
-وقا النيب صلل هللا عليه وسلم( :فَِإ َنا َهنَيةتُ ُكم َع َشذ ٍل فَاتتَنِبُوفَُ ,وِ َنا أ ََمرتُ ُكم ِأبَم ٍر فَأتُوا ِمنهُ َما
استَطَعتُم).515
يم).اّلل َِمس ِ
يع َعل ٌ اّللِ َوَر ُسولِِه َواتةَّ ُقوا َّ
اّللَ ِ َّن ََّ ٌ
ِ ِ
(اي أَيةُّ َها الَّذي َ َرمنُوا ال تةُ َق ىلد ُموا بَ َ
ني يَ َد َّ قا تعاىلَ :
310
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الر ُسوِ ِن ُكنةتُم تةُ ِمنُو َن ابهلل َواليَةوِم ا ِخ ِر). قا تعاىل( :فَِإن تَةنامعتم ِيف شذ ٍل فَةرُّوف ِ َىل ِ
هللا َو َّ َ ُ ُ ََ ُ
هللا أُس َوةٌ َي َسنَةٌ لِ َم َكا َن يةَر ُتو هللاَ َواليَةوَم ا ِخَر).
-قا تعاىل( :لََقد َكا َن لَ ُكم ِيف رسوِ ِ
َُ
قا اب كاذ( :هذف ا ية أصل كبذ يف التأسذ برسو هللا صلل هللا عليه وسلم يف أقواله وأفعاله
وأيواله).516
-وقا سبلانه( :فَ ِآمنُوا ابهلل ورسولِِه النِ ِ ِ
ارم ِىلذ الَّ ِذ يةُ ِم ُ ابهلل َوَكلِ َماتِِه َواتَّبِعُوفُ لَ َعلَّ ُكم َ تَ ُدو َن).
َّيب ىل
ىل ََ ُ
قا اب تيمية( :ونلأل رن ا تابعة أن يلعل مال ما فعل علل الوته الذ فعل؛ فإنا فعل فعالل علل وته
ناف العبا ة ُشرع لنا أن نلعله علل وته العبا ة ,و نا ق د س يث مكان أو ممان ابلعبا ة خ
بذلأل).517
311
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فارصل نن أن ما صدر ع النيب صلل هللا عليه وسلم م ت رفات أهنا موضوعة للتشريع ,وللظة ارصل
هنا مويية بوتو االستانال وهو يق ,فامة أمور اخلة يف ملهوم الت رف النبو مما مل يق د به التشريع
ابتدالل و ن كان له ات ا به م وته ,فالت رفات النبوية علل أنواع وأقسام منها:519
519انظر تلاص ةةيل هذف الت ة ةرفات وما يت ةةل بكل نوع تل ةةيالل مع نقل كالم أهل العلم ومذاهبهم (أفعا الرس ةةو ص ةةلل هللا عليه وس ةةلم
و اللتها علل اريكام الشرعية) حملمد ارشقر رمحه هللا.
312
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وسيأيت الكالم يو هذا اللون م الت رفات بقدر م التل يل يف النقطة التالية.
رف ,فهذا القسم رم التأسذ به وهذ اليت ثبت ابلدليل اخت اصه هبا كاجلمع بني تسع نسوة ,والتل
فيها الخت اصها به صلل هللا عليه وسلم.
كخوار العا ات اليت أتراها هللا تبار وتعاىل علل يد نبيه سوالٌ ق د هبا التلد أو مل يق د فوقوع
مال هذف اخلوار منه صلل هللا عليه وسلم ياصل يقينال ,وليت رة مدخل لالقتدال به صلل هللا عليه وسلم
فيها رن اخلار نلسه ليت دالل للتكليل وهو مل يك ال إبنن م هللا تبار وتعاىل وهو سبلانه م
خر العا ة يقيقة.
-س شرياو
ىل تضييق جما السنة توسيع جماالت السنة ذ التشريعية علل يساب التشريعية لي و احلا ابلبع
ون بقية اربواب احلياتية ,وليكون مال هذا التقرير متكأل خطذال للخطاابت النبوية يف الشأن التعبد
العلمانية اليت ااو ترسيخ مبدأ ا لاصلة بني الشأن الديج والشأن الدنيو ,ولعل أكار اريا يث يظوة
ويضورال يف اخلطاابت العلمانية العربية ,قو النيب صلل هللا عليه وسلم( :أنتم أعلم أبمور نياكم) ,520يىت
أنتو أ لو بشي وضعه أيدهم علل الف كتاب له يف شأن السياسة (ال واس بني احلملل احلرا
دنواكو) ,وهذ داولة إلجيا سند شرعذ لوسيخ مبدأ الل ل بني الديج والدنيو وقد سبق التأكيد علل
الطبيعة الشمولية لدي اإلسالم وأنه تال بتشريعات متكاثرة تشمل تانيب الدنيا والدي ,فال ي ح لالقال
اجيم يضور السنة النبوية وق رها علل الشق الديج فقف فإنه معاكسة للدالئل ا تواترة يف الشريعة يف
313
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
التأكيد علل تعلق أيكامه بدي النار و نياهم ,وهذف يقيقة بدهية لكل م له أ ىن ممارسة فقهية
واستعر ف وهلا وتبويبا ا ا تعلقة ابلعبا ات وا عامالت.
فأيا يث :صيد الكلع ,ويل ميتة السمأل ,وميتة اجلرا ,وارمي كل ن انب م السباع ,وكل ن
يخلع م الطذ ,والنهذ ع اركل والشرب ىف صلائل الذهع واللضة ,والنهذ ع اركل يف أواين
الكلار ال بعد سلها...اخل كلها ال شأل اخلة يف لار السنة التشريعية.
واحلقيقة أن توسيع ملهوم السنة ذ التشريعية تقوم علل قضيتني أساسيتني بينهما قدر م التداخل:
األ ل :أن النيب صلل هللا عليه وسلم كان لارر يف يياته أ وارال متعد ة فلم تك كل ت رفاته تنطلق
ابعتبار كونه نبيال بل قد يت رف ذقتضل بشريته كما سبق أو ذقتضل أ وارف احلياتية ككونه قائدال سياسيال
أو قائدال عسكرايل أو قاضيال أو أابل أو موتال وهكذا ,فما كان صا رال منه ذقتضل النبوة فهو ويذ جيع
وم يف خاهلا يف ملهوم السنة ابعتبار ارخذ منه رالف ذف م ار وار احلياتية فليست كذلأل فلئ
صدورها ع النيب صلل هللا عليه وسلم فليست تشريعية ابعتبار عدم صدورها ع مقام النبوة.
ال ا :أن ما كان ي در ع النيب صلل هللا عليه وسلم م ت رفات مل يك صا رال ابلضرورة ع ويذ
مباشر ,بل قد يكون ابتتها منه صلل هللا عليه وسلم ,و نا كانت صا رة ع االتتها ال الويذ فهذ
عرضةٌ للخطأ وهو ما ثبت صر ال يف مجلة م الن وص اليت اتتهد فيها النيب صلل هللا عليه وسلم فيأيت
الويذ ببيان خطئه وابلتايل فما كان هذا سبيله م الت رفات ال يكون موضعال للتشريع ,فيسوغ فيها أن
جيتهد ذف كما اتتهد صلل هللا عليه وسلم ولو أ ل هذا االتتها ىل خالف ررة االتتها النبو ,وال
أبر ,ن ما كان هذا قبيله فليت موضوعال للتدي واالتباع أصالل م سنته.
وكما ترل أن أصل اإلشكالية يف احلقيقة ي و ىل اقيق ا وقل م لبيعة االتتها ات النبوية واديد ما
يت ل هبا م أيكام وأي موقعها م الويذ وم التشريع.
ويف ظج أن ا شكلة هنا ليست يف أصل القو اوام وقوع االتتها منه ,وال يىت يف تلأل القسمة
معىن صليلال بكون بع
االصطاليية (سنة تشريعية و ذ تشريعية) ن هذ قسمةٌ تمل أن يرا هبا ل
314
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
السنة موضوعة للتشريع ابتدالل وبعضها ليت كذلأل كارفعا ال ا رة عنه صلل هللا عليه وسلم ذقتضل
اجلبلة والعا ة . 521منا ا شكلة هو يف االتكال علل هذف القسمة إلخرا مجلة تقل وتكار م السنة
التشريعية و خاهلا يف لار السنة ذ التشريعية بغذ انضباط شرعذ وال معرفة صليلة بطبيعة االتتها
النبو وما يت ل هبا م مظاهر الع مة.
ا عاصري يف موقلهم م هذف القسمة فسيلله يجم اجلناية اليت مورست و نا ممل ا رل يف كالم بع
علل السنة النبوية ات نريعة (السنة ذ التشريعية) وهذ تناية اتسمت ابلتمد مع متد ارايم فكان
اجلوانع ا تعلقة ذظهر ا سلم كإعلال الللية وتق ذ الشارب ليتم خراتها ات نريعة الكالم ع بع
السنة ذ التشريعية ,امتد ىل أقوا النيب صلل هللا عليه وسلم يف أبواب (الطع) مجيعال لتخر م السنة
ربة بشرية دكومة بسياقها التارخيذ ,ام ا ارمر لتخر ت رفات النبو صلل التشريعية وتكون د
هللا عليه وسلم السياسية م السنة التشريعية بلغ ارمر يد خرا السن ا تعلقة ابلشأن الدنيو عمومال
م السنة التشريعية ات بند (أنتم أعلم أبمور نياكم).
-ورة م أتامف يف الشأن الدنيو رالف الديج ,ونقل بعضهم اإلمجاع عليه.523
521انظر ماالل الشلا للقاضذ عيا ,149/2ويجة هللا البالغة للدهلو .128/1
522لك مراتعة ما قيدف الشةةيخ دمد ارشةةقر يف كتابه (أفعا الرسةةو صةةلل هللا عليه وسةةلم و اللتها علل اريكام) 117/1وما بعدف,
ونلأل عرفة ما يت ة ةةل ذجاالت االتتها ات النبوية ومذاهع أهل العلم فيها تل ة ةةيالل ,و ن كان رة اله علل بع اختيارات الشة ةةيخ
رمحه هللا.
523انظر ماالل البلر احمليف ,502/4وأصو اب مللح ,1470/4و رشا الللو .217/2
315
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ن م أتام االتتها عليه صلل هللا عليه وسلم أ خل اتتها ف يف ابب الع مة فجعل االتتها منفهال
ابتدالل ع وقوع اخلطأ ومنهم م أخرته ع يد الع مة فجوم وقوع اخلطأ فيه ولك منع م اإلقرار
عليه ,فيكون مع ومال فيها ابعتبار ا آ ,وهو ما عل عنه بع احلنلية ابلويذ البال ,فما كان منه صلل
هللا عليه وسلم م ت رفات ذقتضل الويذ ابتدالل فهو عمل ابلويذ الظاهر ,واتتها ف صلل هللا عليه
وسلم الذ وقع قرارف عمل ابلويذ البال .524
د مجهلو الالما ،كما يف لى وسلل هللا لى هللا لوه سلو يف أوكا الشر ( جيلز ال وا
وديث ذإ الودين درين ،كما دل لوه القرآ ،ا فقلا لى أنه ال يقر لوه بح يالمه هللا به ،مث
بوهه لى هللا لوه سلو لى الفلو متصمله ابحلادع ال يقع :وه أتتري، نرط عال األك ر
لزت طائف أتترين مدة ووا ه ،اتتاون أبل املاايل ،م ام طائف ال هل لوه يف األ:اال البملدو
الابادات ،كما أمجالا لى م اه استضالته لوه يف األعلال البملدو ،إلوه مال أبل اسضاق
االسفرائوين ،عال القاعو واض اتتلفلا يف لاز ال هل لوه لى هللا لوه سلو :وما ال يتالق
ابلبملغ بوا الشر من أ:االه ادا ه أذكاو علبه: ،ةلزن اجلمهلو ،أما ال هل يف األعلال البملدو
سبوله :مجالا لى م اه ،كما أمجالا لى امت ا امدن ،أما ال هل يف األعلال الدنولي :وما لو
البملغ من الكمل الذإ ال يتالق ابألوكا ال أتباو القوام ما يتالق ِبا ال يااف إت وو :ةلزن
عل ،عال واض احلق ر وح علل من م ع ذلك لى األنبوا يف كح ت من األتباو كما ال جيلز
لوه تلخل يف ت ال مداه ال سهلاه ال يف ض ال يف مرض ال وعاه ال داب ،أما لاز
ال هل يف اال تقادات يف أملو الدنوا :غري ممت ع
مم استعمل هذا ا طلح م احلنلية علذ البف و يف كنف الوصو ىل معرفة ارصو ,230وعبيدهللا ب مسعو احملبويب البخار 524
احلنلذ يف شرح التلويح علل التوضيح نت التنقيح يف أصو اللقه :35/2ومما قاله( :واتتها ف ال تمل القرار علل اخلطأ لك مع
نلأل الويذ الظاهر أوىل رنه أعلل ورنه ال تمل اخلطأ ال ابتدال وال بقال والبال ال تمل بقال أ الويذ البال وهو القيار تمل
اخلطأ ال يالة االبتدال لك ال تمل القرار علل اخلطأ فهذا هو ا را ابلبقال والويذ الظاهر ال تمل اخلطأ أصال ال ابتدال وال بقال
فكان أقول) ,وقا عالل الدي البخار يف شريه رصو البف و ا سمل (كشل ارسرار ع أصو فخر اإلسالم البف و )
( :305/3قوله "وأما الويذ البال " فكذا تعل االتتها منه عليه السالم وييا ابلنا ابعتبار ا آ ).
316
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
عال نوخ ا سو يت ما يتالق ِبذن يف م ل ا تهادن لى هللا لوه سلو د ل ا مجا يف األعلال
مل قصر) علله يف وديث البملدو ال يصح ،إمنا اجملمع لوه د ا عراو :قل ،علله (مل أن
525
الوهلدي (إمنا فنت الوهلد) مث باد أاي أ وو إلوه أهنو يفت ل يدل لى د ما و ضه واض)
واستلضار هذا ي كد أن البلث ارصويل ال يساعد لالقال علل تعل مسألة االتتها النبو متكأ
لتوسيع لبيعة السنة ذ التشريعية و خرا هذا اللون م الت رفات مجل لة وتل يالل م لار الويذ ,ن
أوسع ارقوا ارصولية فيها لنع م اإلقرار علل اخلطأ وي كد علل أن الويذ سيعقع نلأل بتأييد أو
سكوت أو سطئة في و ارمر ىل معرفة احلق يف ا سألة ابلويذ ما ابلتأييد واإلقرار أو ابلتخطئة والت ويع,
فال ي ح أن يُو ما كان م قبيل االتتها النبو بذريعة كونه اتتها ال جلوام اخلطأ يف االتتها ,بل
الواتع مراعاة ما نكر م االعتبارات والنظر فيما أعقع االتتها بعد ارر كون الت رف انشئال يقيقة
ع اتتها ,فليت يف جمر اجلفم بوقوع الت رف م النيب صلل هللا عليه وسلم اتتها ال ما يلر اإلعرا
عنه ,بل ارخذ به أو تركه مرهون بطبيعة ما يعقبه م ويذ أو يدرت يكشل ع صوابية االتتها أو
خطئه .وأختم هذف القضية ذاا ٍ ي كد علل ما نُكر مما وقع م النيب صلل هللا عليه وسلم ابتتها ٍ يف ٍ
شأن
فوة بد ٍر راوايل ع نيو ٍ مت ل بتدبذ الدولة ,فقد قا اب عبار رضذ هللا عنه -يف سيا يدياه ع
عمر :-فلما أسروا ارسارل ,قا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ريب بكر وعمر( :ما ترون يف ه الل
ارسارل ) فقا أبو بكر :اي نيب هللا هم بنو العم والعشذة ,أرل أن مخذ منهم فدية فتكون لنا قوة علل
الكلار ,فعسل هللا أن يهديهم لحسالم .فقا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم( :ما ترل اي اب اخلطاب )
ٍ
عقيل قلت :ال وهللا ما أرل الذ رأل أبو بكر ,ولكج أرل أن متكنا فنضرب أعناقهم ,فتمك عليال م
فيضرب عنقه ,ومتكج م فالن -نسيبا لعمر -فأضرب عنقه ,فإن ه الل أئمة الكلر وصنا يدها .فهول
تئت فإنا رسو هللا
قلت ,فلما كان م الغد ُ
رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ما قا أبو بكر ,ومل يهو ما ُ
صلل هللا عليه وسلم وأبو بكر قاعدي يبكيان ,قلت :اي رسو هللا أخلين م أ شذل تبكذ أنت
بكيت و ن مل أتد بكالل تباكيت لبكائكما .فقا رسو هللا صلل هللا عليه
وصايبأل فإن وتدت بكالل ُ
علذ عذاهبم أ ىن م هذف علل أصلابأل م أخذهم اللدال لقد عر وسلم( :أبكذ للذ عر
ا سو ة .190 525
317
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الشجرة -شجرة قريبة م نيب هللا صلل هللا عليه و سلم -وأنف هللا عف و تل( :ما كان لنيب أن يكون له
ىل قوله فكوا مما نمتم يالال ليبا) فأيل هللا الغنيمة هلم.526 أسرل يىت ياخ يف ارر
فتأمل هذا احلديث :اتتها ٌ نبو يف شأن م ش ون تدبذ احلرب والدولة ,وقع بعد مشاورٍة لكبار
دكمات يف اية الوضوح: ٍ ال لابة ,ومع نلأل ال يقر علل خطئه فيه بل أييت الويذ مبينال اخلطأٍ ,
ايت
يد ا ِخَرَة َو َّ
اّللُ َع ِف ٌيف اّللُ يُِر ُ يب أَن يَ ُكو َن لَهُ أَسَرل َي َّىت يةُا ِخ َ ِيف ارَر ِ تُِر ُ
يدو َن َعَر َ ُّ
الدنةيَا َو َّ ِِ
(ما َكا َن لنَ ٍىل
َ
ِ
يم * فَ ُكلُوا ممَّا َنِمتُم َيالالل لَيِىلبال َواتةَّ ُقوا ِ ِ ي ِكيم * لَوال كِتاب ِم َِّ
اب َعظ ٌَخذ ُمت َع َذ ٌ
يما أ َ
اّلل َسبَ َق لَ َم َّس ُكم ف َ َ ٌ َ ٌ
اّلل َ ُل ِ َّ ِ
يم). اّللَ َّن ََّ ٌ
ور َري ٌ
وقد أور أبو العبار القرليب يف شريه سلم شكاالل ملا ف:
(أ هذا اال تهاد الذإ دو من أيب بكر ،ا:قه لوه وسلل هللا لى هللا لوه سلو إما أ يكل
سلغ هلو؟ إ مل يكن
سلده هلو أ ال :إ كا األ ت: ،كوخل يااعبل ،يتل د لى ما ّ هللا عد َّ
م َّلدها: ،كوخل يقدمل لوه ،ال سوما ال حي لى هللا لوه سلو الذإ عد برأ هللا ن قه ن اهلل ،
!) 527
ا تهادن ن ا
أودها أهنو أعدملا لوه ألنه أمر مصلضو دنولإ ،األملو املصلضو ا عدا لوها م ّلغ ،ال ياد
يف الاتب لى ركهو املصلض الرا ض إ كانم دنولي هذا :اسد من هني أودمها أ هذا
اال تهاد م هو إمنا كا يف أمر نر و وكمو؛ ألنه يقتاو سفك دما استباو أملال ،إوعاق
أوراو ،هذن ال تباح إال ابلشر
اثنوهما أ الاتب الشر و ال يتل ه لى رك مصلض دنولي ال يتالق ِبا مقصلد نر و ،كما مل
دل :وه ن املصلض
َ يتل ه لى ال حي لى هللا لوه سلو تب يف عاو إابو ال خح ،إ كا
الدنولي الرا ض ،هذا من نل األ ل
318
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
اديد عريش سادا و أملاهلو إهنو إمنا ل بلا؛ أل عاو بدو ظوم امللعع ،التصرف يف ال ا
ابلقتح ،االسرتعاق ،التملك ،ذلك كله ظوو امللعع: ،كا وقهو أ ي تظر ا اللوو ،ال ي تاةللا،
اا :اسد ؛ ألنه ال يلز م ه أ يكلنلا
:لما استاةللا ،مل ي تظر ا ل ه لوهو ما ل ه هذا أي ه
أعدملا لى ما ال جيلز هلو نر ها ،ا:قهو لى ذلك ال حي لى هللا لوه سلو كح ذلك لوهو
ُحمال ا ع ّدم ان من لب صم ال حي لى هللا لوه سلو ن ا يف الشريا من ظهلو األدل
املر ض ا عدم ان
ال الث أ ذلك إمنا ل ه لى من أواد بفاله رض الدنوا ،مل يرد ال ِّّدين ،ال َّ
الداو اآلترة بدلوح
علله اات ( ريد رض الدنوا هللا يريد اآلترة) ،مل يكن ال حي لى هللا لوه سلو ،ال أبل
بكر ،ال من حنا حنلمها ممن يريد رض الدنوا: ،الل ود ،التلبوخ الل ود متل ها إت دريهو ممن
أواد ذلك هذا أو ها هللا اات أ لو
بكا ال حي لى هللا لوه سلو أيب بكر مل يكن ؛ ألهنما دتمل :ومن ل د ابلاذاب ،بح نفق لى
لو أ ضابك من دريمها ممن ل د بذلك ؛ بدلوح علله لى هللا لوه سلو (أبكو للذإ رض ّ
أتذهو الفدا ،لقد رض لو ذاِبو أدىن من هذن الشةرة) ،ال سوما عد أ وو إلوه أنه يقتح
م هو هاما عابمله م لهو :بكى لذلك).528
وليت فيما نكرف رمحه هللا ما يعكر علل ما تقدم مما أوتع يرا هذا ا اا ,فإن منطو ا ية ا ٌ علل
يب أَن يَ ُكو َن لَهُ أَسَرل ِِ
(ما َكا َن لنَ ٍىل
مرتويية االتتها النبو هنا ,وأن الويذ تال مبينال أن ال واب يف ذف َ
َي َّىت يةُا ِخ َ ِيف ارَر ِ ) ,وهو ما فُهم م هذا االستدرا فقيل -كما تال ع اب مسعو و ذف :-ونف
القررن بقو عمر ,وتعلت ا وافقة هنا م فضائل عمر رضذ هللا عنه .واستشكا القرليب وما قدمه م
تواابت منا هو متعلق بتتمة ا ية وما تضمنته م الوعيد الشديد ,وما نكرف م اجلواب يس ٌ ,و منا
يرصت علل يرا كالمه خشيةل م قيام نا االستشكا يف نلت القارئ ,أو أن يتوهم منه ما يعكر
صلو التقرير السابق ,وهللا أعلم.
319
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الدالئل الشرعية ا طلقة ا قررة هلذا ارصل ,كقو هللا تعاىل( :وما ينطق ع اهلول وقد سبق نكر بع
* ن هو ال ويذ يويل) ,وقو النيب صلل هللا عليه وسلم لعبدهللا ب عمرو( :اكتع فوالذ نلسذ بيدف
ما خير منه ال يق) ,فارصل يف الت رفات النبوية أهنا واقعةٌ ابعتبارات النبوة ,فال ي ح اخلرو ع هذا
ارصل ال مع القرائ ا رتلة للخرو ع هذا ارصل فيأخذ الت رف النبو بعد نلأل ما يليق به م
اريكام.
و نا تدبرت أيوا ال لابة مع النيب صلل هللا عليه وسلم وتدت هذا ظاهرال يف تعاليهم مع ما كان
ي در ع النيب صلل هللا عليه وسلم م الت رفات ,فارصل أهنا موضع للتسليم واالنقيا ,فإنا اشتبه
عليهم لبيعة هذا الت رف اب روا ىل الس ا للتلقق ذا ي كد أو ينلذ الطبيعة اليت صدر عنها هذا الت رف
ينة فعت حلالة االشتباف ,ولو كان هلم عف السنة الدنيوية أو السياسية أو العسكرية عبعد وتو قر ٍ
التشريع لبا روا ىل االعوا و منا كان س اهلم واستشكاهلم انشئال ع قضية لارئة علل ت رف يخ وص
مع است لاب ارصل الذ ت در عنه الت رفات النبوية ,فماالل ما تال يف خل مبذ النخل م تر
ال لابة للتأبذ متابعة لظ النيب صلل هللا عليه وسلم ,استبان هلم أن النيب صلل هللا عليه وسلم منا
علل خطأ ظنه صلل هللا عليه وسلم ,ا ٌ قاله م عندف ظنال وليت ع الويذ ,وترل م التقدير ما
علل أن ارصل يف اخلطاب النبو ا تعلق بشأن الدنيا أن يكون موضوعال للتشريع ,ي كدف ما ترل منهم
ا قامات م س االت استل االل لطبيعة القو أو الت رف هل هو اتتها نبو رضذ هللا عنهم يف بع
قابل للمناقشة أم هو صا ر ع الويذ ,وم أمالته:
-ما يكاف اب هشام يف السذة ع رتا م ب سلمة أهنم نكروا أن احلباب ب ا نذر اب اجلموح قا :
اي رسو هللا أرأيت هذا ا نف أمنفالل أنفلكه هللا ليت لنا أن نقدمه وال نتأخر عنه أم هو الرأ واحلرب
وا كيدة قا ( :بل هو الرأ واحلرب وا كيدة) فقا :اي رسو هللا فإن هذا ليت ذنف ...اخلل.529
-وع أيب هريرة قا :تال احلاررت الغطلاين ىل النيب صلل هللا عليه وسلم فقا :اي دمد ,شالران متر
معان ,وسعد ب عبا ة ,وسعد ب الربيع ,وسعد ٍ ا دينة ,قا :يىت أستأمر السعو ,فبعث ىل سعد ب
قور وايدةٍ ,و ن
ٍ ب خيامة ,وسعد ب مسعوٍ رمحهم هللا ,فقا :ين قد علمت أن العرب قد رمتكم ع
احلاررت يسألكم أن تشالروف متر ا دينة ,فإن أر مت أن تدفعوا ليه عامكم هذا ,يىت تنظروا يف أمركم بعد,
رواف أبو سلق يف ((سذة اب هشام)) ( )620/1وضعل سنا ف ارلباين يف ((فقه السذة)) (.)224 529
320
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ٍ
عبار أن مغياال كان عبدال فقا :اي رسو هللا اشلع يل ليها .فقا رسو هللا صلل هللا عليه -وع اب
وسلم( :اي بريرة اتقل هللا فإنه موتأل وأبو ولد ) .فقالت :اي رسو هللا أممرىن بذلأل قا ( :ال منا أان
شافع) .فكان موعه تسيل علل خدف فقا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم للعبار( :أال تعجع م يع
ٌ
ٍ
مغيث بريرة وبغضها ايف).531
ارقوا النبوية ا ت لة بشأن نيو نا مملتها وتدت مبعاها ايتما فهذف التساؤالت مجيعال يو بع
أن تكون هذف الت رفات صا رة ع الويذ وموضوعة للتشريع ,فلما ي ل االشتباف وقع التساؤ ,فلو
قُ ىلدر أن ال لابة فهموا أن ما كان مت الل بشأن الدنيا مطلقال خار ع لار التشريع ا تساللوا وال
استشكلوا ,ولعرفوا أهنم يخذون فيه مطلقال ,فلما مل يقع فهمنا أهنم منا كانوا يلتفمون بسائر أمرف وهو ارصل
واالستشكا لارئ لوتو قرينته الباعاة علل االستشكا .
530رواف الطلاين يف ا عجم الكبذ ,5271قا اهليامذ يف ((جممع الفوائد)) ([(:)135/6فيه] دمد ب عمرو ويدياه يس ,وبقية رتاله
ثقات) .وانظر تلاصيل اخلل واقيقه يف كتاب مروايت فوة اخلند إلبراهيم ا دخلذ .138
531رواف أبو او ( )2231واللله له ,وأمحد ( ,)1844( )215/1والدارمذ ( ,)223/2واب يبان ( ,)4273( )96/10والطلاين
( .)11962( )345/11وصلح سنا ف أمحد شاكر يف اقيق ((مسند أمحد)) ( ,)254/3وشعيع اررانؤوط يف اقيق ((مسند
أمحد)) ( )215/1علل شرط البخار ,وصلله ارلباين يف ((صليح سن أيب او )) (.)2231
321
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ٍ
معرفة وعل ٍم مع مكان خطئه احلرب و ذ نلأل فاتتها ف فيها معتل ن ارصل أنه ال يتكلم فيها ال ع
صلل هللا عليه وسلم وأن يكون ذف أعلم هبا منه ,يقو اب يفم عليه رمحة هللا:
لو مع ض س دن يف الفرق بني الرأإ يف أمر الدنوا الدين أنه لى هللا لوه سلو (:هذا بوا
ال يقلل الدين إال من د هللا اات أ سائر ما يقلل :وه برأيه ممكن :وه أ يشاو لوه بغرين :و تذ
لوه ال مل به أل كح ذلك مباح م لق له إن ا أبصر م ه املو الدنوا اليت ال تري ماها إال يف األعح
هل أ لو م ا امر هللا اات امر الدين امليدإ إت ا ري احلقوقو هذا نص علل ا).532
(:م ح هذا أنباهه من أملو الدنوا اليت ال مدتح :وها لالو داين ال ا تقادها ال الومها جيلز لوه
إمنا هو أملو ا توادي يار:ها من يف هذا كله نقوص ال حم ،-إذ لو :وها ما ذكرانن -أإ ا
الها مهه نغح نف ه ِبا ،ال حي لى هللا لوه سلو مشضل القلب ار :الربلبو مآل رِبا
اجللانح بالل الشريا ،مقود البال صاحل األم الدي و الدنولي ،لكن هذا إمنا يكل يف باض
األملو ،جيلز يف ال ادو :وما سبوله التدعوق يف وراس الدنوا است ماوها ،ال يف الك ري امليذ ابلبله
الغفل عد لا ر ابل قح ه لى هللا لوه سلو من املار :املو الدنوا دعائق مصاحلها سواس
:رق أهلها ما هل ماةز يف البشر مما عد نبه ا لوه يف ابب ماةزا ه من هذا الكتاب).533
وم لطائل ما أشار ليه اب القيم رمحه هللا تعل اخلطأ م النيب صلل هللا عليه وسلم فيما خلذ عليه م
شأن الدنيا ليالل علل نبوته ,فقا عليه رمحة هللا:
( هل من أدل نبل ه أ ملمها : ،إ من تفو لوه م ح هذا من أمر الدي ا ما أ ر هللا به اد ه
ما كا ما :وها مث ا من الالل اليت ال وكن البشر أ ي لع لوها البت إال بلوو من هللا : ،ت
يكل ما هل كائن من لد تلق الاامل إت أ استقر أهح اجل يف اجل ،أهح ال او يف ال او ،ن
لوح ال به ساادة الداوين ،كح سبب دعوق دوب ال ملات األوض ،ن كح سبب دعوق أ
ن مصاحل الدنوا اآلترة أسباِبما ،مع كل مار:تهو ابلدنوا لوح ال به نقا ة الداوين، أ
لن ُامها أك ر من مار:ته ،كما أهنو أ رف ابحل اب اهل دس أملوها أسباب وصلهلا
ماوة األوض الكتاب : ،لل كا ما ا به مما ي ال ابلتالو التفكر ال ظر الص ا ات الفملو
532اإليكام .128/5
533الشلا بتعريل يقو ا طلل .185/2
322
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ال رق اليت ي لكها ال ار ،لكانلا أ ت به م ه ،أسبق إلوه ،أل أسباب ما يُ ال ابلفكر الكتاب
احل اب ال ظر الص ا ات ايديهو: ،هذا من أعل براهني نبل ه آايت دعه ،إ هذا الذإ
ع للبشر :وه البت ،ال هل مما ي ال ب او ك ب :كر نظر ،إ هل إال وو يلوى ا به ال
لمه نديد القل ،الذإ يالو ال ر يف ال ملات األوض ،أنزله امل الغوب :مل يظهر لى دوب
534
أوداه إال من او اى من وسلل)
وا ق و أن كل اتتها صدر م النيب صلل هللا عليه وسلم وكان فيه خطأ يف نلت ارمر فال بد أن أييت
ما يكشل ع وقوع هذا اخلطأ فال ي ح تعكذ مبدأ التسليم للويذ ومنه السنة ات نريعة أن ما كان
واقعال منه صلل هللا عليه وسلم ابتتها عرضة للخطأ وال واب ,ن الت رفات االتتها ية يف ارصل ابب
مضيق ,واخلطأ يف هذا الباب ا ضيق مضيق ,ومىت قُ ىلِدر وقوع شذل منه فسيعقبه بيا ٌن يكشل ع وته
اخلطأ.
ائع أ و ب :وها ،من بود امل تشرعني ،ملمذة ( هذا احلديث مما ط ن به ملضد مصر
أنصاوها ،تدا الشريا محا ا ،إذا أواد ا أ ي فلا املبشرين: ،ةاللن أ مله حيةل به أهح ال
،أ ي كر ا نريا من نرائع ا سمل يف املاامملت ني اال تما دريها ،يز مل نوئاه من ال
(أنتو أ لو امر دنواكو) هللا يالو أهنو ال ييم ل أ هذن من ني الدنوا ،يتم كل بر اي أن
323
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ا ح الدين ،ال ابألللهو ،ال ابلرسال ،ال يصدعل القرآ يف عراوة نفلسهو ،من آمن م هو :إمنا
ييمن ل انه ظاهراه ،ييمن علبه :وما خيوح إلوه ،ال ن عق طمانو ،لكن قلوداه تشو : ،إذا ما
،مع ما دوسلا يف مصر أ يف أ وب ،مل يرتدد ا يف د اجلد ،ااوعم الشريا ،الكتاب ال
املفاعل ،مل حيةملا ن االتتواو: ،اللا ما أتذ ن ن ساد و ،اتتا ا ما أنربته عللِبو! مث
ي بل نفلسهو باد ذلك أ ي بهو ال ار إت ا سمل !! احلديث اعح ريح ،ال يااوض نصاه،
يف كح ن ،أل وسلل هللا -لى هللا لوه سلّو -ال ي ق ال يدل لى د االوتةاج ابل
والن تد ا) ،إمنا كا يف عص لقوح ال خح شريع ( ،إ ه :هل نر ن اهلل : ،كح ما ا
ن هللا ،مل ي ن يف ذلك س ، أ عال هلو (ما أظن ذلك يغين نوئاه) :هل مل أيمر مل ي ه ،مل خي
و يتلسع يف هذا املات إت ما يهد به أ ح التشريع ،بح ظن ،مث ا تذو ن ظ ه ،عال (:مل
يف الظن) : ،ين هذا مما يرمو إلوه أ لئك؟ هداان هللا أايهو سلا ال بوح).535 ياتذ
وق ة مبذ النخل أخرتها اإلمام مسلم و ذف م يديث ذ وايد م ال لابة رضذ هللا عنهم,
وسأقت ر هنا علل أصح ما ور يف هذا الشأن وهو ما أور ف اإلمام مسلم يف صليله:
-1م يديث لللة ب عبيد هللا رضذ هللا عنه قا :مررت مع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ٍ
بقوم
علل رؤور النخل ,فقا ( :ما ي نع ه الل ) فقالوا :يلقلونه جيعلون الذكر يف ارنال فيلقح ,فقا رسو
هللا صلل هللا عليه وسلم( :ما أظ يغج نلأل شيئال) قا :فأخلوا بذلأل فوكوف ,فأخل رسو هللا صلل هللا
عليه وسلم بذلأل فقا ( :ن كان ينلعهم نلأل فلي نعوف ,فإين منا ظننت ظنا .فال ت اخذوين ابلظ ؛
ولك نا يدثتكم ع هللا شيئال فخذوا به فإين ل أكذب علل هللا عف وتل))2361( .
-2وم يديث رافع ب خديج رضذ هللا عنه قا :قدم نيب هللا صلل هللا عليه وسلم ا دينة ,وهم أيبرون
النخل ,يقولون يلقلون النخل ,فقا ( :ما ت نعون ) قالوا :كنا ن نعه ,قا ( :لعلكم لو مل تلعلوا كان
خذا) ,فوكوف فنلضت أو فنق ت ,قا :فذكروا نلأل له ,فقا ( :منا أان بشر نا أمرتكم ٍ
بشذل م ينكم ٌ ل
ٍ
بشر) قا عكرمة أو حنو هذا)2362( . فخذوا به ,و نا أمرتكم بشذل م رأ ٍ فإمنا أان ٌ
324
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
-3وم يديث عائشة وأنت رضذ هللا عنهما أن النيب صلل هللا عليه وسلم مر ٍ
بقوم يلقلون فقا ( :لو
مل تلعلوا ل لح) قا :فخر شي ال ,فمر هبم ,فقا ( :ما لنخلكم ) قالوا :قلت كذا وكذا ,قا ( :أنتم
أعلم أبمر نياكم))2363( .
ومناقشة هذا احلديث تل يالل والر علل م جيعله أصالل يف خرا ارقوا وارفعا النبوية ا ت لة بشأن
الدنيا ع ائرة التشريع مما يطو ,لك أنكر ما يلذ يخت رال:
-1أن مال هذا التوسع يف ر السنة يخالل هلد أهل العلم وفهمهم هلذا احلديث فقد بوب اإلمام النوو
ما ذكرن لى هللا لوه سلو من ماايش الدنوا لب امت ال ما عاله نر اه ،د عليه بقوله( :ابب
لى سبوح الرأإ) .وقا يف شريه:
(عال الالما علله لى هللا لوه سلو "من وأإ" أإ يف أمر الدنوا ماايشها ال لى سبوح التشريع،
إابو ال خح من هذا ال ل ،بح من ال ل :ما ما عاله اب تهادن وآن نر اه جيب الامح به ،لو
مل يكن هذا القلل ت اه ،إمنا كا ظ اه كما بو ه يف هذن الر اايت، عال الالما املذكلو عبله
عاللا وأيه لى هللا لوه سلو يف أملو املاايش ظ ه كغرين: ،مل وت ع عل م ح هذا ،ال نقص يف
ذلك ،سببه الق مهمهو ابآلترة مااو:ها هللا أ لو).536
-2أن ارمور اليت يقا فيها( :أنتم أعلم أبمور نياكم) هذ تلأل ارمور اليت مل تتناوهلا ار لة الشرعية تناوالل
عامال أو تناوالل خاصال ,والعبارة هلا مناسبة ,وتالت يف شأن خاص -مبذ النخل -فما ترل جمراف م
شأن الدنيوايت فهو ىل البشر ككيلية شق ارنلا وبنال ا انع ورصل الطر ...اخل فارصل يف هذف
فيها ع ار لة الشرعية أهنا اخلة يف ائرة ا باح الشرعذ وموكولة ىل أهل اخللة يف ش وهنا وال يلت
عليه رمحة هللا: اخلاصة عرفة التلاصيل اللنية ا تعلقة هبا ,قا القاضذ عيا
325
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
(:م ح هذا أنباهه من أملو الدنوا اليت ال مدتح :وها لالو داين ال ا تقادها ال الومها جيلز لوه
إمنا هو أملو ا توادي يار:ها من يف هذا كله نقوص ال حم ،-إذ لو :وها ما ذكرانن -أإ ا
الها مهه نغح نف ه ِبا).537 رِبا
-3أن ارصل يف كل ما تناولته الن وص الشرعية -ولو كان متعلقال أبمر الدنيا أو ا عاش أو السياسة أو
ذف -أن يكون علل سبيل التشريع ال أن يد الدليل أو القرينة علل خالف نلأل ,وار لة الشرعية الدالة
علل هذا ارصل أكار م أن تذكر ,وسبق نكر ٍ
لرف منها ويتأيد هذا ارصل ابلت رفات العملية لل لابة
ييا الت رفات النبوية فقد تركوا رضذ هللا عنهم مبذ النخل -ر م خل م السابقة أبغية نلأل التلقيح,
و راكهم أنه أمر م أمور ا عاي الدنيوية ,-وهذا ي كد أن ارصل عندهم أن أقوا النيب صلل هللا عليه
وسلم منا هذ للتشريع ما مل مت قرينة رالف نلأل ال العكت ,وي كد هذا ارصل ما سبق نكرف م خل
نفو النيب صلل هللا عليه وسلم ببدر ,ور بة النيب صلل هللا عليه وسلم يف م احلة هوامن علل رار ا دينة
يف اخلند ,وما ترل م ال لابة يف هذف الوقائع و ذها.
ائرة التشريع فال -4التأمل يف يديث مبذ النخل يبني االل أن رة قرائ يف احلديث تليد خروته ع
ي ح أن جيعل أصالل لعف اجلانع التشريعذ ع جماالت احلياة ,فالرسو صلل هللا عليه وسلم-كما هو
بُِىلني يف احلديث-مل ينههم هنيال مطلقال ع التأبذ ,قا اب تيمية:
538
( هل مل ي ههو ن التَّلقوح لكن هو دل لا يف ظ هو أنه هناهو)
وأللاظ احلديث ورواايته ا تعد ة تد علل نلأل ,و ن كان م مسع هذا ا وضوع م ال لابة رضذ هللا
عنهم قد لبوا تانع التشريع وتوغوا نلأل .فقد تال يف أللاظ احلديث ورواايته ما يد علل خالف ما
توغوف( :ما أظ يغج نلأل شيئال) وتال (لعلكم لو مل تلعلوا كان خذال) ,ومعلوم أن هذا االستعما لر ات
(الظ ) و(لعل) ا ٌ علل أن ارمر ليت صا رال ع الويذ و منا هو انش ع اتتها شخ ذ م النيب
صلل هللا عليه وسلم سألة نيوية ال عالقة له ابلتشريع ظنه النيب صلل هللا عليه وسلم ظنال ,ولذلأل ا
لَّع بع ال لابة رضذ هللا عنهم تانع التشريع يف نلأل ,بني هلم الرسو صلل هللا عليه وسلم أنه مل
326
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ير نلأل وأن كالمه السابق ال يد عليه ,ولذلأل قا هلم معقبال علل ت رفهم مال مقالته السابقة( :فإين
منا ظننت ظنال ,فال ت اخذوين ابلظ ) ,وقا ( :نا أمرتكم بشذل م رأ فإمنا أان بشر) ,وقا ( :أنتم أعلم
أبمر نياكم) فغالع الرواايت يف مبتداها ومنتهاها متضافرة علل أن ما نكرف الرسو صلل هللا عليه وسلم
النار لل لابة كان م قبيل الرأ ا تعلق أبمور ا عاش القائم علل اخللة البشرية اليت قد يتاح منها لبع
ما ال يتاح لغذهم ,ومل يك كالمال علل سبيل التشريع.
مع الن وص وم كل ما تقدم يتبني أن قوله صلل هللا عليه وسلم( :أنتم أعلم أبمر نياكم) ال يتعار
الشرعية اليت تالت متعلقة أبمور الدنيا ,وابلتايل فإنه ال لك أن يستلا م نلأل احلديث أن مجيع
ا سائل ا تعلقة ابلنظام السياسذ هذ م ارمور ا ووكة للبشر ,ونلأل رن النظام السياسذ تالت يف
شأنه ن وص شرعية م الكتاب والسنة عامة وخاصة تبني وتل ل اريكام ا تعلقة به فما تالت به
اتع التفامه ,وما مل مت به الن وص فارصل ابيته وارصل يف الشأن السياسذ هو السعذ
الن وص فو ٌ
لتوسيع ائرة ا احل وتقليل ا لاسد حبسع ا مك .
ولعل الدكتور (ساد الدين الا ما ) يُعد وايدال م أشهر م تكلم يف هذف ا سألة ,ونلأل يف عد ٍ م
كتبه وألروياته واليت يقل علل رأسها كتابه( :الدين ال واس ُووز ال :صح) وهو وايد م الكتع
ا همة يف الساية الشرعية/السياسية اليت ياو م خالهلا م للها تقدمي وتهة نظر شرعية/أصولية لس ا
ائرة انتشارف العالقة بني الدي والسياسة ,ولتام الكتاب بلغته السهلة والواضلة وا باشرة مما يوسع م
327
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وسهولة تناو أفكارف .والكتاب عبارة ع مخسة مقاالت سبق وأن مت نشرها يف ال لافة وعلل شبكة
اإلنونت ضافة ىل مقالة مائدة قدمها ا لل لقرائه يف خامتة الكتاب .والدكتور سعد الدي العاماين
شخ ية سالمية/سياسية شهذة خ وصال يف ا شهد السياسذ ا غريب فم ا واقع اليت تقلدها (أمني يفب
العدالة والتنمية ا غريب) و(رئيت اجمللت الولج حلفب العدالة والتنمية) ,و(انئع رئيت جملت النواب للوالية
التشريعية) ,وأخذال (ومير الش ون اخلارتية والتعاون) .والدكتور متخ ث يف الطع النلسذ ضافةل ىل
ي وله علل عد م الشها ات يف جما علوم الشريعة ,والكتاب أبفكارف لال مسألة شديدة احلضور يف
خطاب الدكتور العاماين ,فقد ي ل علل رتة ا اتستذ يف أصو اللقه ببلث (ت رفات الرسو صلل
هللا عليه ابإلمامة وتطبيقا ا ارصولية) ,وله حبث منشور بعنوان (ت رفات الرسو ابإلمامة الدالالت
ا شاركات اللضائية اليت ت ع مجيعال ا نهجية والتشريعية) ضافة ىل عد م احملاضرات والندوات وبع
يف هذف ا سألة.
أخطر ما يف الكتاب أنه جيسر اهلوة بني اإلسالم والعلمانية ,ويلتح الباب لقارع العلمانية للولو لللياة
السياسية بوته شرعذ ,ويقدم الغطال الشرعذ/ارصويل الالمم للخطاب العلماين ,فلذ عالقة الدي
ابلسياسة رة مستواين م الشريعة ا لفمة:
-واريكام اجلفئية التل يلية مال قامة ال الة ,ارمي الراب ,قامة احلدو ..اخل.
فعلل مستول الق يم اإلسالمية العامة ال توتد مشكلة يقيقية لدل أكار العلمانيني معها ,بل هم ي كدون
ومال علل عظمة اجلوهر ارخالقذ يف اإلسالم ,و منا أممة العلمانية مع اإلسالم البال ما تكون علل مستول
لفامية اريكام اجلفئية علل ا ستول التشريعذ والقانوين ,فهل هذف التشريعات ملفمة للسياسذ أم هذ
أيكام اترخيية مربولة بظروفها ا كانية والفمانية أم هذ مر نة اب للة تتلر وفقها حبسع ما يراف
السياسذ فالعلمانيون يدعون ىل رفع اإللفامية التشريعية القانونية لأليكام القررنية والنبوية ,وهو يقيقة
ملهوم (ف ل الدي ع الدولة) ,رالف اإلسالميني الذي يرون وتوب هيمنة اريكام الشرعية علل
النظام السياسذ ,وأن هذف اريكام هلا صلة اإللفامية اليت جيع علل الدولة رعايتها واإللفام هبا يف الواقع.
328
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
فما ور به النث م شأن السياسة فهو يف ائرة ا لفم شرعال وما مل ير به النث فهو جما اتتها السياسذ
ا رهون اب للة ا عتلة ,فالت رف علل الرعية منوط اب للة.
هذا التمهيد ضرور تدال عرفة موقع الدكتور سعد الدي العاماين م هذف القضااي ,فأما علل:
-مستول القيم الدينية العامة فالدكتور ي رح أبن (الدي ياضر يف السياسة كمبا ئ موتهة ,وروح افقة
افعة ,وقوة لألمة تامعة ,لك ا مارسة السياسية مستقلة ع أ سلطة ابسم الدي أو سلطة ينية).539
-أما علل مستول اريكام الشرعية التل يلية ا تعلقة ابجملا السياسذ فهذ عند الدكتور خار ائرة
اإللفام ,فهو يقو صرايةل:
لى اجملتمع إذا كا ا سمل يقرو أ ( من ه أ ت ال وكن اإ وال من األولال :رض عانل
لوه: ،من ابب أ ت أ "ال إكران يف الدين" ،الذإ ياين أ ا وا نف ه ال جيلز إكران أإ كا
نرائاه ي بق األمر لى ما د ا وا يف ناائر ا وا
من ه اثنو :إ إوا امليمن بل لب أمر ديين لوه ال يا وه احلق بفرعه لى اآلترين: ،هل
مكلخل به دي ا ذلك ال يكفو جلاله عانلان اما يف اجملتمع ،بح لوه أ حيا ل إع ا اآلترين به و
أ يا ى واكو وق :رض أوكا لى يتب ان اجملتمع ابل رق الدوقراطو :مل وكن أ ا ى سل
ال ار اإ م مى كا ).540
ا تقاد ال ار :رض صلوات أ من مهم الد ل أ أإ ه سواسو التدتح يف ني (لو
لوهو ،بح مهمتها دبري الش الاا يف إطاو نظا القوو الاام للمةتمع).541 ا تهادات دي و ماو
واإللفام متعلق بدائرة القيم العامة ون التلاصيل التشريعية ,و منا تدخل هذف ييف فدائرة اللر
اإللفام ابإلرا ة الشعبية وفق رليات الدلقرالية اليت يقع عليها توافق اتتماعذ.
329
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
هذا الت ور الذ لريه الدكتور لعالقة الديج ابلسياسذ يتقالع بشكل كبذ مع كاذ م ارلرويات
الكتاب يىت وصله أيدهم أبنه يقدم العلمانية ذلاهيم أصولية, العلمانية ,ارمر الذ للت نظر بع
ووصله رخر أبنه سالمذ ون ل علماين.
ومما ي كد يالة االلتبار بني تقريرات الدكتور سعد والتقريرات العلمانية ما ترل يف أيد ندوات الدكتور
واليت ادرت ع نظرية (التمييف بني الديج والدنيو ) فبعد أن فرغ الدكتور م داضرته ,سئل الس ا
التايل:
(ما هل ا ل الفا ح أ ا ول الر:وع الذإ يفصح ما بني الت بوق الالما للد ل الت بوق ا سملمو
لوهو هذا ا ول يف إداوة الد ل ،ك ري من األنخاص الذين عد ي تمال للمضاعرة عد يلتب
أو ل لعوضه مشكلواه).
واحلق أن هذا الس ا معلٌ بشكل كبذ ع يالة التداخل بني (نظرية التمييف) ونظرية (الل ل العلماين)
وفيه قدر م الطرافة ن الس ا يتنامعه أمران:
ذ وعذ :-كالمأل هو كالم العلمانيني ,لكنأل فلقيقة ما يقو الس ا -بوعذ م سائله أو م
سالميذ ولست منهم ,فما اللر بني كالمأل وكالم العلمانيني
وكأن السائل حلس ظنه يت ور ضرورة وتو فر بني ت ور الدكتور هنا والت ور العلماين ,فكيل كان
تواب الدكتور ,قا :
ا سملمو؟ نلف أان دائماه أنتقد لفظ الالمانو ،استامال (هح ه اك تل :ا ح بني الت بوق الالما
ه اك لمانو ،ه اك لمانوات ،لمانوات متاددة، لفظ الالمانو إبطملق ،ألنه يف احلقوق لو
الالمانو الفرن و لو م هو الالمانو األجنللسك لنو تصل اه يف بري انوا ،لو م هو الالمانو
املل لدة يف أمريكا ،لو م هو نكح الالمانو املل لدة يف الد ل األسك دان:و ،بني الد ل
األسك دان:و :لاوق ،ال ر يج الدمناوك نكح ،ال ليد نكح ،إذ ه اك أنلا ،ه اك لمانو ماادي
للدين ،أ مهمش للدين ،ه اك لمانوات :وها ملعع ماني للدين أ ملر او دي و ،ابلتايل أان أظن
أنه جيب أ ال نقع يف هذا امل زق ،ال يهو أ يشبهين أ أنبهه ،املهو ما هل املراد من املقصلد
330
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الشر و ،هذا هل املهو ،هح هذا مل لد أ دري مل لد يف الدين ،ياين نر اه: ،إذا كا مل لد نر اه
:لو مه اآلتر لمانو أ ما نا ،إذا كا دري مل لد نر اه: ،هل لل مسان اآلتر دي اه :هل
مر:لض ،إذ أان أظن أنه جيب أ ال ندتح هذا امل زق التقابلو مع الالمانو ،لى أسار أ الالمانو
هو نف ها :وف ا من األنكال من األمنا ال يف التفكري ال يف الت بوق ال واسو).542
فالدكتور و ٍاع متامال حلالة التقارب هذف مع احلالة العلمانية ,ويكا يقو صراي لة أن فكرته متطابقةٌ مع بع
ليات العلمانية الناعمة ,وهو ما أوضله بشكل أكل يف مناسبات أخرل ,فقا يف أيد يواراته:
(أعلل أ الالمانو لو م نوئاه اوداه ه اك لمانو مت ر :عد الدين ريد إعصا ن :امل من احلواة
و ال يبقى له حبوث يصبح مماوس ماز ل يف ك و أ ال يبقى له حبوث يصبح مماوس ماز ل يف
ك و أ يف م ةد هذا منلذج ماني من الالمانو ه اك الالمانو اليت اين وري اجملاالت الدنولي
لد ماني يف ا سمل :الرسلل لى هللا لوه ان ملعا من امللعل و ال ادما و هذا ال ل له
د سكاهنا يلقضل ال خح عال لل ركتملن ألمثر :رتكلن :لو ي مر :لما سلو ا إت املدي
اؤ ن وكلا له األمر عال "ما كا يف أمر دي كو :إيل ما كا من أمر دنواكو :ش نكو" :موز بني
لى أسار أ اجملال الدنولإ ب ا جمالني هذا :كر مل لد يف ا سمل ِبذا ال ص ب صلص أتر
لى هذا التاريخل جيب أ يكل مب وا لى اال تهاد البشرإ لى الفكر اتتواو أو ن أ:اح
اللسائح لت ظومه است ماون استفادة ا ن ا م ه لى أسار ماقلن ،إذ كانم الالمانو اين كح
هذا يف إطاو املر او ا سملمو الاام اليت هو ا طاو الاا امل ظو :هذا ا طاو املر او ا سملمو
الاام اليت هو ا طاو الاا امل ظو :هذا ا طاو املر او ا سملمو الاا هل الذإ جياح هذا اجملتمع
يف نظامه م لما هذا هل ا طاو الاا داتله اجملاالت الدنولي اعصى دو ات اال تهاد الاقملنو
االبتكاو الفكر).544
=2696&pageid=19543http://www.yanabeea.net/details.aspx?lasttype
75544http://www.fassael.ma/spip.php?article
331
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ليت رة شكا مبدئذ مع فكرة تقسيم الت رفات النبوية ,وبيان ما يتعلق هبذف الت رفات م أيكام,
وقد ترل ارصوليني كما سبق بيانه فعالل علل التنبيه علل صور وأشكا الت رفات النبوية وبيان ما كان
منها واقعال للتشريع وما وقع منها ذقتضل العا ة أو اجلبلة أو االتتها ..اخل وبيان رتة ٍ
كل م االقتدال
لتلريغ السنة وااللتفام ,لك ا شكلة الالفتة للنظر أن هذف ا سألة ارصولية أضلت منطلقال عند البع
ائرة اإللفام الشرعذ ,ليتسع مع الفم جما السنة ذ التشريعية علل يساب النبوية شيئال فشيئال م
التشريعية ,وليغدوا للناظر بعد مدة وكأن ارصل يف سنة النيب صلل هللا عليه وسلم عدم التشريع ,فم قائل
أن أقوا النيب صلل هللا عليه وسلم يف اجملا الطيب مجيعال خارتة ع لار الويذ ,ىل ترال نات احلكم
علل ت رفات النيب صلل هللا عليه وسلم السياسية ,يقو الدكتور العاماين:
(أان وأيو مجوع ال صلص اليت لو م هو مبادئ يف ال واس ،ال صلص ال بلي ،هو دنولي ).545
ويقو :
( صر:ات الرسلل اب مام لو م ملزم ألإ ه شرياو أ ذات سل ،ال جيلز اجلملد لوها
حبة أهنا (س ) ،إمنا جي ب لى كح من لت م ي لو سواسو أ يتباه لى هللا لوه سلو يف
امل هج الذإ هل ب ا التصر:ات ال واسو لى ما حيقق املصاحل املشر ).546
ويقو أيضال:
الة األملو باد الرسلل لى األئم ( من مث :هو لو م نر ا اما ملزما لألم إت يل القوام
لى هللا لوه سلو أال جيمد ا لوها ،إمنا لوهو أ يتبالن لى هللا لوه سلو يف امل هج الذإ
لوها ،اليت وا اها ال حي لى هللا لوه سلو زماان بين لوه صر:ا ه أ يرا لا املصاحل البا
ه القرايف ا هذا ال ل من التصرف ال بلإ "ال جيلز ألود مكاان واال ،هل األمر الذإ
332
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ا عدا لوه إال إبذ من إما اللعم احلاعر ألنه لى هللا لوه سلو إمنا :اله ب ريق ا مام ال
استبوح إال إبذنه").547
وا لل يتك يف هذا التقرير علل كالم لحمام القرايف يف كتابه اللرو والذخذة واإليكام يف متييف اللتاول
ع اريكام وت رفات القاضذ واإلمام ,ويظهر ايتلالل كبذال به فيقو :
ديدة يف التاامح مع التصر:ات ال بلي التمووز بني أنلا ها، ( هكذا يكل القرايف عد دنن مرول
م از ).548 بقو من بادن ال لوه :وها بد
واحلق أن القرايف عليه رمحة هللا ما أرا أبدال تقرير ما نهع ليه العاماين م خرا (الت رفات السياسية)
ائرة الويذ والتشريع ,ونلأل العتباري : م
-1أن القرايف منا يتكلم يف متييف ت رفات النيب صلل هللا عليه وسلم ابعتبار مقاماته مامال وقاضيال وملتيال
وهكذا ,وت رفات النيب صلل هللا عليه وسلم ابعتبار مامته أضيق ائرة م مطلق خطابه يف جما السياسة
فإخرا اخلطاب النبو السياسذ م ائرة التشريع مطلقال اتكال علل متييف مقام اإلمامة واميل نلأل اإلمام
القرايف خطأ بني.
-2أن القرايف ال خير ت رفات النيب صلل هللا عليه وسلم ذقتضل مامته م ائرة التشريع مطلقال و منا
فمباح وهكذا.
جيعل أيكامها يخت ة ابرئمة فما كان منها واتبال فهو واتع عليهم وما كان مبايال ٌ
-3أن العاماين تعل مستند الت رف السياسذ هو ا للة الراتلة أو اخلال ة فقف ,وما م شأل أن
م الت رف السياسذ ما يكون كذلأل ولك منه ما يكون مأخذف النث واخلل.
هذف ا للوظة أنكرها ابخت ار تكميالل للمللوظات علل الكتاب و ال فهذ يف احلقيقة خارتة ع جما
حبث الت رفات النبوية والسنة التشريعية و ذ التشريعية ,وهذ مشكلة تتعلق إبيرا ا طللات وترتيع
ا طللات اجململة أو الوافدة واليت امل يف ليا ا اريكام عليها ,فقد تال يف الكتاب نكر بع
333
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
محولة فكرية للبيئة اليت ولدت فيها ,وابلتايل فجعلها موضع قبو إبلال فيه قدر كبذ م اإلشكا ,فم
ارمالة اليت تالت يف الكتاب (الد ل املدنو ،القانل املد ،الدوقراطو ،امللاط ) فهذف مجيعال تالت
يف الكتاب ك يغ مقبولة يف النظام السياسذ اإلسالمذ وال خيلل أن رة كتاابت متعد ة يف مناقشة هذف
ا لر ات وبيان ما تل هبا ويندر فيها م ملاهيم مشكلة يف الت ور اإلسالمذ ,ولست ب د ا ناقشة
تل يالل لكل م طلح فإنه لويل و منا التنبيه ىل أصل شكا استذا هذف ا طللات وباها وتعلها
معلة ع الت ور اإلسالمذ للنظام السياسذ.
334
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بوا املزلق
مبدأ التسليم هبا ,فال لابة رضوان هللا عليهم كانوا أن مناقشة اريكام الشرعية بل واستشكاهلا ال يناق
يناقشون النيب صلل هللا عليه وسلم ويور ون استشكاال م بني يديه ,فليت م يقكم لق هذا الباب
(ب ُقلل التسليم) فتطلبوا التسليم لن وص ذ ملهومة أو مشكلة ,وكيل لك للمرل االنقيا ا ال يستطيع
فهمه أو ال يت ور معناف انهيأل ع العمل به وتطبيقه.
امل اعش
ال خيلو م قدر م اإلمجا مما أ ل ىل يالة م االرتبا وااللتبار يف تقييم لبيعة هذا االعوا
تساؤالت ال لابة واستشكاال م ا ت لة بن وص الويذ ,وتلكيأل هذا اإلمجا مما يكشل ع اللوار
ال ميمية بني بواعث ال لابة يف تساؤال م ولبيعة تلأل التساؤالت ,وبواعث تساؤالت واستشكاالت
م يتخذ م االستشكا قنطرة هلدر الن وص ,ويتضح هذا يف النقاط التالية:
-استشكاالت تامن يف طوا ا مبدأ الت لوو لل ص الذإ كا مباث الت اؤل
فماالل يني أخل النيب صلل هللا عليه وسلم رل الدتا وادرت ع مدة مكاه يف ارر وأخل أنه
لكث أربعني يومال يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أايمه كأايمكم ,سألوف مستشكلني :اي رسو
هللا فذلأل اليوم الذ كسنة أتكلينا فيه صالة يوم قا ( :ال اقدروا له قدرف) ,549فهذا اللون يتضم
اإلقرار ابتدالل اب عىن العقد الذ تضمنه احلديث ,و منا وقع االستشكا علل مسألة فقهية عملية بعد
335
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
أ ال واتع التسليم للنث ,واحلقيقة أن اجلهة اليت وقع عليها التساؤ هنا منلكة ع اجلهة اليت وقع
التسليم هلا.
-ما تال ع أم ا منني يل ة رضذ هللا عنها قالت :قا النيب صلل هللا عليه وسلم ( :ين ررتو أال
يدخل النار أي ٌد ,ن شال هللا تعاىل مم شهد بدرال ,واحلديبية) قالت :قلت :اي رسو هللا ,أليت قد قا
هللا( :و ن منكم ال وار ها كان علل ربأل يتمال مقضيا) ,قا ( :أمل تسمعيه يقو ( :ننجذ الذي اتقوا
,ونذر الظا ني فيها تايال)).550
-وكذلأل ما تال ع أم ا منني عائشة ع النيب صلل هللا عليه وسلم قا ( :م نوق احلساب عذب)
قالت :قلت :أليت يقو هللا تعاىل( :فسوف اسع يساابل يسذال) قا ( :نلأل العر ).551
وأنت نا تدبرت يف هذي احلدياني وتدت منطلق االستشكا يف احلقيقة انش ع قامة مبدأ التسليم
ال ع هدمه ,و منا ا طلوب هو قامته علل النلو ا طلوب شرعال ,وتوضيله أن منطلق االستشكا منا
نشأ م التسليم لنث يف ا سألة فلما ور نث رخر أوهم قدرال م ا عارضة للنث ارو وقع التساؤ
لعدم مكانية التسليم للن ني معال مع بقال وهم التعار ,فكان االستشكا يف يقيقته للبال لرفع هذا
التوهم يىت يقع التسليم عىن النث كما أرا ف هللا تعاىل ,فلديث يل ة ا ٌ علل تسليمها قتضل قو
أل يتما مق ِِ هللا تعاىلِ ِ ِ :
ضيا) فلما ور خل النيب صلل هللا عليه وسلم: (و ن من ُكم الَّ َوا ِرُ َها َكا َن َعلَل َربىل َ َ ل َ
َ
( ِىلين ررتو أالىل يدخل النَّار أي ٌد -ن شال َّ
اّلل تعاىل -مم شهد بدرال ,واحلديبيةَ) وتوغت أن رة قدرال م
اقع منها ال م الن ني سألت النيبالتعار بني مقتضل هذا النث ونا وهذ العا ة أن توهم التعار و ٌ
صلل هللا عليه وسلم ع وته اجلمع بني الن ني فلما بني النيب صلل هللا عليه وسلم ارمر استقر هلا التسليم
رواف بنلوف مسلم ( ,)3496وبللظه رواف اب ماته ( ,)3473وأمحد ( ,)26483( )285/6وأبو يعلل (,)7044( )472/12 550
واب يبان ( .)4800( )125/11وصلح سنا ف البوصذ يف ((موائد اب ماته)) ( )337/2وصلله ارلباين يف ((صليح سن
اب ماته)) (.)3473
336
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
للن ني مجيعال وارتلع اإلشكا ,ويقا يف يديث عائشة رضذ هللا عنها ما قيل يف يديث يل ة رضذ
هللا عنها.
و نا مملت يف هذف احلا وتدت أن ا سلم يف يا توهم التعار بني الالت الن وص فإما:
-أن يسلم لو ٍ
ايد منها ,وال يسلم لآلخر.
والواتع ا يل ا قام الاالث حبسع الوسع والطاقة ن م أصو منهج أهل السنة واجلماعة رل التعار
ع الن وص الشرعية ,وهذا التعار ليت وصلال ناتيال متعلقال ابلن وص نا ا (ولو كان م عند ذ هللا
لوتدوا فيه اختالفال كاذال) و منا هو وصل عار يف عقل قارئها.
فلو قدر أن ا رل عجف ع معرفة وته اجلمع فله أن يتوقل يىت يستبني له وته اجلمع ليقع التسليم قتضل
النث كما يريدف هللا ,ويف مبايث اجلمع والوتيح ما خيدم يف اقيق هذف ا سألة ,وليت ا ق و االستطرا
ببلث تلاصيل هذف القضااي و منا التأكيد علل أن هذا اللون م االستشكا ال ي ح أن يكون متكأ
يريد أن يستكشل ليهدر النث رن مبعث هذا االستشكا يف يقيقته التسليم و ايته اقيق هذا التسليم
أيضال.
وم أمالته ما تال ع عائشة رضذ هللا عنها قالت :قا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم( :اشرون يلا لة
عرا لة رالل) قالت عائشة فقلت :اي رسو هللا الرتا والنسال ينظر بعضهم ىل بع ٍ فقا ( :ارمر أشد
م أن يهمهم نا ).552
فهذا التساؤ الذ وقع م عائشة رضذ هللا عنها محلها عليه شدة وقع اخلل عليها وهو ا وقل الذ
أخل عنه النيب صلل هللا عليه وسلم مع لبة لبع احليال عليها فوقع الس ا استعظامال ,فلما بني النيب صلل
337
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
هللا عليه وسلم ارمر بتأكيدف وبيان لبيعة احلا مل يك منها ال اإلنعان والتسليم ,و نا مملت فإن رة
قدرال م التداخل بني هذا اللون واللون السابق وأيكامهما ولبيعتهما تكا تكون شيئال وايدال.
وهذا اللون هو أل ق ارنواع أبصل اإلشكا ,وله أمالة متعد ة لعل م أشهرها استدراكات أم ا منني
ا للات كرسالة أيب من ور عبد عائشة رضذ هللا عنها علل ذها م ال لابة ,واليت مت مجعها يف بع
يف مجع هذف االستدراكات ,ييث أور مخسة وعشري يدياال مما احملس ب دمد ب علذ البغدا
استدركته علل ذها؛ وكتا ب بدر الدي الفركشذ "اإلتابة ا ما استدركته عائشة علل ال لابة" وهو
أشهر الرسائل يف هذا الباب ,وبلغت استدراكا ا فيه أربعة وسبعون يدياال ,وقد ألل السيولذ تفللا
يخت رال بعنوان "عني اإلتابة فيما استدركته عائشة علل ال لابة" .وم أمالة هذف االستدراكات:
-ع هشام ب عروة ع أبيه قا :نُكر عند عائشة قو اب عمر( :ا يت يعذب ببكال أهله عليه)
فقالت :ريم هللا أاب عبدالرمح مسع شيئال فلم لظه ,منا مرت علل رسو هللا صلل هللا عليه و سلم تنامة
وهم يبكون عليه ,فقا ( :أنتم تبكون و نه ليعذب).553 يهو
-ع عروة ب الفبذ ق ا :قالت عائشة :ما يقطع ال الة قا :فقلنا :ا رأة واحلمار .فقالت :ن ا رأة
اجلنامة وهو ي لذ.554 لدابة سول ,لقد رأيتج بني يد رسو هللا صلل هللا عليه وسلم معوضة كاعوا
وقد وقع مال هذا لغذها رضذ هللا عنها ,فم نلأل ماالل:
-ما تال ع أمذ ا منني عمر ب اخلطاب رضذ هللا عنه يف شأن ا طلقة ثال ل فع أيب سلا قا :
كنت مع ارسو ب يفيد تالسال يف ا سجد ارعظم ومعنا الشعيب ,فلدرت الشعيب حبديث فالمة بنت
قيت أن رسو هللا صلل هللا عليه وسلم مل جيعل هلا سكىن وال نلقة ,أخذ ارسو كلال م ي ل فل به
به فقا :ويلأل ادرت ذال هذا! قا عمر :ال نو كتاب هللا وسنة نبينا صلل هللا عليه وسلم لقو امرأة
553رواف مسلم ( ,)931والومذ ( ,)1004وأبو او ( )3131وما ( قرأت( :وال تفر وامرة ومر أخرل).
554رواف مسلم ( ,)512ويف رواية ريب او ( :)712ع عبيد هللا قا مسعت القاسم درت ع عائشة قالت :بئسما عدلتموان ابحلمار
والكلع ,لقد رأيت رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ي لل وأان معوضةٌ بني يديه فإنا أرا أن يسجد مف رتلذ فضممتها ىل يسجد.
338
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وال ال ندر لعلها يلظت أو نسيت هلا السكىن والنلقة ,قا هللا عف وتل( :ال سرتوه م بيو
خيرت ال أن أيتني بلايشة مبيتة).555
-ع أيب سلمة ع أيب هريرة قا :قا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم الوضول مما مست النار ولو م
أنتوضأ م احلميم قا :فقا أبو ثور أقف ,قا :فقا له اب عبار :اي أاب هريرة أنتوضأ م الده
هريرة :اي اب أخذ نا مسعت يدياا ع رسو هللا صلل هللا عليه و سلم فال تضرب له ماالل.556
وارمالة متعد ة ,وليت الق د استيعاهبا و منا اإلشارة ىل وتو لون م ألوان االستشكا والذ أفضل
ىل أثر م تهة قبو الرواية ور ها ,كما أن مناقشة هذف ارمالة علل حنو مل ل ببيان ال واب فيها م
اخلطأ ليت مق و ال أيضال ,و منا ا ق و التأكيد علل عدم توام اسان مال هذف الشواهد نرائع ىل ر
عليها ,بل رة مآخذ علمية قيقة أوتبت هذف ا مارسة ,فبعد التأمل يف الن وص واستسها االعوا
هذف ا مارسات نلله ما يلذ:
اية يف مقابل رو ٍ
اية أخرل ,فذل ا ستدر أنه ضبف -أن الذ أوتع يالة االستدرا هنا هو ترتيح رو ٍ
لله النيب صلل هللا عليه وسلم أو وقل م ياله علل أمر خيالل ما نقل ليه فيستمسأل ذا يعرفه عنه
ويتطر ليه الشأل يف خطأ الناقل ,وهذا ظاهر م مجلة م استدراكات عائشة وماله ت رف عمر.
-وقد يتأكد ارمر أكار بتعضيد ظاهر القررن وقل ا ستدر كاستدال عائشة مع روايتها بقوله تعاىل:
(وال تفر وامرة ومر أخرل) ,واستدال عمر اب ية( :ال سرتوه م بيو وال خيرت ال أن أيتني بلايشة
مبيتة).
فجماع ارمر أن ا سألة م قبيل (نقد ا تون) ومسالأل (اجلمع والوتيح) بني ار لة وله منهجيته العلمية
ا نضبطة ,واليت كانت دل عناية م ال لابة وم بعدهم م علمال ارمة ,فلم يكونوا ير ون اريا يث
علمية ٍ
قيقة قد يكونون م يبني فيها وقد يكونون وا ر ابلتشهذ أو حمل االشتباف ,و منا العتبارات ٍ
تلأل يخطئني .ويىت تستبني م هذا خذ هذا ا اا م كالم اإلمام الشافعذ والذ يكشل فيه ع بع
339
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
االعتبارات وا وامانت الدقيقة بني الن وص الشرعية يف نقاشه حلديث (ا يت يعذب ببكال أهله عليه)
ٍ
عجلة يف ر الن وص قبل استيلال واتبات والذ يبني عمق ا مارسة النقدية هنا ,وأن ارمر ليت ع
البلث واالتتها ,يقو عليه رمحة هللا:
( ما و ت ائش ن وسلل هللا أنبه أ يكل حمفلظاه ه لى هللا لوه سلو بدالل الكتاب مث
ال : ،إ عوح :ين دالل الكتاب؟ عوح يف علله ز ح ( ال زو ازوةٌ زو أتر ) ( ،أ لو
لإلن ا إال ما ساى) ،علله (:من يامح م قال ذوةٍ تريا يرن من يامح م قال ذوةٍ نرا يرن) ،علله
(لتةز كح نف ٍ ا اى)
مرة أوفظ ن ائش من ابن أيب ملوك ،ودي ها أنبه احلدي ني -عال الشا:او ومحه هللا اات-
ابن أيب ملوك من علل ال حي إهنو لوبكل أ يكل حمفلظاه: ،إ كا احلديث لى دري ما و
اعح ال حيتاج إت ف ٍري؛ ألهنا اذب ابلكفر ،هيال يبكل
ٌ لوها ،إهنا لتاذب يف ع ها: ،هل
ضوح؛ أل لى الكا:ر
ٌ ال يدو ما هو :وه ،إ كا احلديث كما و ان ابن أيب ملوك : ،هل
ٍ
ذاب أدىن من ذاابه أ لى: ،إ ذب بد نه: ،زيد يف ذابه: ،بما استل ب ،ما نوح من كاٍ :ر من
أ لى م ه ،ما زيد لوه من الاذاب :باستوةابه ال بذنب درين يف بكائه لوه: ،إ عوح يزيدن ذاابه
ببكا أهله لوه ،عوح يزيدن ا استل ب بامله ،يكل بكاؤهو سبباه ،ال أنه ياذب ببكائهو: ،إ
عوح أين دالل ال ؟ عوح عال وسلل هللا لر ٍح (اب ك هذا؟) عال ناو ،عال (أما إنه ال جيين
لوك ،ال جتين لوه) : ،لو وسلل هللا م ح ما أ لو هللا من أ اي كح امر ٍئ لوه كما مله له،
ال لغرين ال لوه).557
وليت الق د هنا بيان الراتح يف شأن هذا احلديث ,فإن ارظهر سالمة احلديث وصلة اللته,
وأن االستدرا اليق ابستدرا أم ا منني ,558و منا الق د بيان أن استدراكها مبج علل مأخذ اتتها
مقبو وتا ٍر مم يُقبل م ماله االتتها يف هذف الشأن.
(واريا يث ال ليلة ال ر ة اليت يرويها مال عمر ب اخلطاب وابنه عبد هللا وأيب موسل ارشعر و ذهم ال تر ذال هذا .وعائشة أم
بنوع م التأويل واالتتها العتقا ها بطالن معناف وال يكون ارمر كذلأل ,وم
ا منني رضذ هللا عنها هلا مال هذا نظائر تر احلديث ٍ
تدبر هذا الباب وتد هذا احلديث ال ليح ال ريح الذ يرويه الاقة ال ير ف أي ٌد ذال هذا ال كان يخطئلا .وعائشة رضذ هللا عنها
روت ع النيب صلل هللا عليه وسلم للظني -وهذ ال ا قة فيما نقلته -فروت ع النيب صلل هللا عليه وسلم قوله ( :ن هللا ليفيد
340
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وقد استقرأ اب تيمية مجيع ما وقع بني ال لابة والتابعني يف هذا الباب وقا يف نتيجة استقرائه:
الصضوح ،أ الذإ (إذا أتمح الاامل ما عع من الصضاب التاباني د الصلاب احلق كا يف ا
ظوو القدو مغفلواه دل ه م اابه لى ا تهادن :إذا كا دلّل و ايه برأيه كا هل الغالل ،إ كا
هذا وال أكابر الصضاب التاباني :كوخل ن يرد األتباو ابلتكذيب التضريخل من املت ترين ،أو ن
أولال امليمن الاامل م هو أ يكل هل الغالل يف غلو ه ملا و ان ال قات األعبات ن وب ال ما ات،
لمه يكل هذا الغلل مغفلواه له ال تهادن ،يكل م اابه لى ما :اله من و ن نوته عصدن
ساوه ،أما أ يُر َّ ح وأيه أت يله لى مقتاى ال صلص :هذا ظلو حمر : ،وه ود ما ا به الرسلل
559
أل ح وأإ درين أت يله)
وقا يف استقر ٍال أتراف أوسع ائرةل مما ترل بني ال لابة والتابعني فقا :
(:إ دبرت ام من ود ودي اه ضوضاه بغري وديث ضوح يكل انسخاه له بر:ع أ ف رياه أ
مبو اه دلل وا يه: ،لو أ د الغلل إال من الراد إ كا عد أت ل لردن ظاهر القرآ ،يكل دل ه من
افق حلديث عمر فإنه نا تام أن يفيدف عذاابل ببكال أهله تام أن يعذب ذف ابتدالل ببكال أهله؛
الكافر عذاابل ببكال أهله عليه) وهذا مو ٌ
وهلذا ر الشافعذ يف يختلل احلديث هذا احلديث نظرال ىل ا عىن ,وقا :ارشبه روايتها ارخرل( :أهنم يبكون عليه و نه ليعذب يف
قلف) .والذي أقروا هذا احلديث علل مقتضاف ظ بعضهم أن هذا م ابب عقوبة اإلنسان بذنع ذف وأن هللا يلعل ما يشال و كم ما
يريد ,واعتقد ه الل أن هللا يعاقع اإلنسان بذنع ذف) ىل أن قا ( :وا ق و هاهنا أن هللا ال يعذب أيدال يف ا خرة ال بذنبه وأنه ال
تفر وامرةٌ ومر أخرل وقوله ( :ن ا يت يعذب ببكال أهله عليه) ليت فيه أن النائلة ال تعاقع ,بل النائلة تعاقع علل النياية كما يف
احلديث ال ليح( :أن النائلة نا مل تتع قبل مو ا تلبت يوم القيامة رعا م ترب وسرابالل م قطران) فال مل عم ينوح ومرف
أيد يف وأما تعذيع ا يت :فهو مل يقل :ن ا يت يعاقع ببكال أهله عليه ,بل قا ( :يعذب) والعذاب أعم م العقاب ,فإن العذاب
عقااب له علل نلأل السبع ,فإن النيب صلل هللا عليه وسلم قا ( :السلر قطعةٌ م العذاب هو ارمل وليت كل م ممل ٍ
بسبع كان نلأل ل
لنع أيدكم لعامه وشرابه) فسمل السلر عذاابل وليت هو عقاابل علل ٍ
ننع .واإلنسان يعذب ابرمور ا كروهة اليت يشعر هبا مال
ارصوات اهلائلة واررواح اخلبياة وال ور القبيلة فهو يتعذب بسماع هذا وشم هذا ورؤية هذا ومل يك نلأل عمالل له عوقع عليه
فكيل ينكر أن يعذب ا يت ابلنياية و ن مل تك النياية عمالل له يعاقع عليه ) .وله رمحه هللا تعاىل حبث موسع يف هذف ا سألة يف
كتابه (تواب االعواضات ا رية .)59
341
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
ظاهرن مث ودن ،ال يكل ظاهر احلديث هل املات أود هني إما ألنه ا تقد ظاهر احلديث ما لو
املرد د أ أل ظاهرن الذإ ا تقدن الظاهر وق ،الدلوح الذإ يااوعه لو م مااوعته له وقاه).560
وم شال أن يتوسع يف معاجلة هذف القضية فلذتع ىل حبث شيخ اإلسالم يف (تواب االعواضات ا رية
علل اللتيا احلموية) فقد عاجل هذف القضية ابستلاضة ,وضرب شيئال م ارمالة يف هذا الباب وانقشها
علل حنو مل ل.
342
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وعلل ٍ
كل فارمر كما نكر شيخ اإلسالم اب تيمية رمحه هللا:
(ما لم ا أوداه من الصضاب التاباني مع :اح قلهو لمهو إواهنو ود ا ودي اه ضوضاه أت للن
لى تملف مقتاان ،ملخالف ظاهر القرآ يف :همهو أ ملخالف املاقلل أ القوار ،إال كا الصلاب
مع احلديث من ا باه: ،كوخل ن بادهو؟! هذا من ماةزات الرسلل آايت وفظ دي ه نر ه
س ه).561
343
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
بوا املزلق
كالمكم يف مبدأ التسليم ورفعه كا نارة علل منهجكم ا عاؤكم االلتفام به والسذ عليه متضم ٌ تفكية
لذواتكم ,وهو دظور ,وقد قا هللا تعاىل( :فَال تةَُفُّكوا أَن ُل َس ُكم ُه َو أَعلَ ُم ِذَ اتةَّ َقل).
امل اعش
احلق أن هذف اإلشكالية ليست استشكاالل متوتهال ىل النث ابتدالل أو ىل مبدأ التسليم ناته بقدر ما هو
داولة لتشويه محلة اخلطاب السللذ اب عال أهنم لارسون ورال م تفكية النلت والوصاية علل النث ,فكأن
فهمهم ويدهم للنث هو اللهم ال ليح وأن تسليمهم هو التسليم الشرعذ السامل م اإلشكاالت.
واحلقيقة أن هذا الشق الااين ا تعلق بدعول الوصاية علل النث وفهمه هو عني االستشكا الوار يف
ا فلق ارو وسبق بيان ما يتعلق به م تلاصيل.
والذ يهمنا هنا التأكيد علل أن عوة النار ىل اقيق مبدأ التسليم والتذكذ به والتأكيد علل أغيته
النظر ع لبيعة ا مارسات .وهذا اتع شرعذ جيع أن يتعاون علل اقيقه والدعوة ليه اجلميع بغ
و ٌ
التلاصيل م مشهد قدر مشو ينبغذ أن ال ياذ يساسية أو شكاالل فهع أن لديأل الظال علل بع
ه علل ا بدأ ناته فا سألة مسألة عبا ة وقربة
التسليم يف اخلارلة السللية فال ي ح لالقال ان يكون رة ال ٌ
ولاعة واقيق علم ضرور م ضرورايت ي اإلسالم ,أما تلاصيل ا شهد السللذ فامة جما للمناقشة
واحملاورة واجملا لة ابحلسىن ,وقد سبق معاجلة كاذ م التلاصيل ا تعلقة هبذا ا شهد.
344
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
الخاتمة
اإلشارات واإل ايات ا همة ا ت لة ذقام تليل عظيم م مقامات الدي ,والذ جيع أن هذف بع
يكون أساسال تقوم عليه تربيتنا العلمية/اإللانية/الشرعية ,والذ يشكل حبق صمام أمان م االنفال يف
مهاو االحنراف بتشكالته وتدرتاته وتنوعاته .ولست يف شأل أنه مىت ما اقق يف الواقع علل النلو
ا طلوب فسيستتبع ر رف يف يياتنا عفلة وهنض لة ويضارةل .و نا تدبرت أيوا العرب يف تاهليتهم وما ر
ليه ياهلم بعد سالمهم علمت فضل االستمسا بكافة تلاصيل الشريعة واالنقيا واخل وع والتسليم
عطيا ا ,ممل يف مشهد اجلاهلية الذ يكاف هللا ع الكلار قبل البعاة ,ممل ما ي ل بعد اإلسالم
ِ ِ ث ِيف ار ُِميِني رسوالل ِمنةهم يةتةلُو علَي ِهم ِِ ِ ِ
رايته َويةَُفىلكي ِهم َويةُ َعلىل ُم ُهم الكتَ َ
اب َ ُ َ َ ىل ىل َ َ ُ (ه َو الَّذ بةَ َع َ يف الواقع احملسورُ :
مجيعال وال تَة َلَّرقُوا وان ُكروا نِعمةَ َِّ ني)( ,واعتَ ِ موا ِحبب ِل َِّ ِ واحلِكمةَ وِن َكانُوا ِم قَةبل لَِلذ َ ٍ
اّلل َ ُ َ اّلل َ َ ضال ُمبِ ٍ َ ُ َ ُ َ َ َ
ني قُةلُوبِ ُكم فَأَصبَلتُم بِنِع َمتِ ِه ِخ َواانل َوُكنةتُم َعلَل َش َلا ُيلَرٍة ِم النَّا ِر فَأَنة َق َذ ُكم
ل بَ ََعلَي ُكم ِن ُكنةتُم أَع َدالل فَأَلَّ َ
رايتِِه لَ َعلَّ ُكم َ تَ ُدو َن) ,هكذا كان ياهلم يف (ضال مبني) و(علل شلا يلرة ِ
اّللُ لَ ُكم َ ني َّ ِمنة َها َك َذل َ
أل يةُبَِىل ُ
م النار) فلما أ وا ما عليهم م واتع التسليم ابالعت ام ابلكتاب والسنة ,اقق هلم م العلم والتفكية
ما أتع تبد أيواهلم تذرايل ,واقق هلم موعو الرب تعاىل ابلظهور والن رة والعفة ,يقو قتا ة رمحه هللا
ملتقطال هذف اإلشارة وهذا ا عىن ,وم ورال للمشهدي مشهد الكلر ومشهد اإللان:
(كا هذا احلو من الارب أذل ال ار ذاله ،أنقان وشاه ،أبو ه عملل ه ،أ ران للداه ،أ ل ه
يلمئذ من نو ٍ
ب لانه ،مكالمني لى وأر وة ٍر بني األسدين :اور ،الر ،ال هللا ما يف بملدهو ٍ
حي د لوه ،من اش م هو اش نقواه ،من مات ودإ يف ال او ،ييكلل ال أيكلل ،هللا ما نالو
يلمئذ من واعر األوض كانلا :وها أ غر وظاه أدق :وها ن انه م هو ،و ا هللا ز ح عبومله ٍ
الكو به مللكاه اب سمل :لوعكو به الكتاب ،أوح لكو به داو اجلهاد ،عع لكو به من الرزق،
او حيب الشاكرين، لى وعاب ال ار ،اب سمل أ ى هللا ما وأيتو: ،انكر ا نامه: ،إ وبكو م ٌ
إ أهح الشكر يف مزيد هللا: ،تاات وب ا باوك).562
اّللِ ِأبَفة َو ِاه ِهم َو َأي ََب
ور َّ ِ
وحلظة العفة هذف قابلة للتكرار بشرله ,وهو كائ ن شال هللا( ,يُِر ُ
يدو َن أَن يُطلئُوا نُ َ
الدي ِ ُكلِىل ِه
اّلل َِّال أَن يتِ َّم نُورف ولَو َك ِرف ال َكافِرو َن * هو الَّ ِذ أَرسل رسولَه ِابهلدل وِي ِ احل ِق لِيظ ِهرف علَل ىلِ
َ ىل ُ َُ َ َ َ َ ُ ُ َُ َ َُ ُ ُ َُ َ َ َُّ
345
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
َولَو َك ِرَف ال ُمش ِرُكو َن) .وهللا أعلل وأعلم وأيكم ,وصلل هللا علل نبينا دمد وعلل رله وصلبه وسلم تسليمال
كاذال.
346
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
347
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
348
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
349
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
350
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
351
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
352
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
353
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
354
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
355
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
وةو ا مجا –
مرئو – أ امر
ِبةم
هم علمال ارصو ارصوليني
م هج االستدالل
د أهح ال
اجلما حماعرة
للشوخ بدهللا
الاةريإ
التأويل له ثالرت معان:
ا عىن ارو « :صرف اللله ع االيتما الراتح ىل
االيتما ا رتوح لدليل يقون به» وهو هبذا ا عىن
اصطالح متأخر؛ ويكمه حبسع ليله فإن صح
ف ليح ,و ن ُعدم الدليل فبالل -كتأويل ا بتدعة
ل لات البار .-
356
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
357
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
358
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
359
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
360
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
361
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
362
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
كانب
مال :سافِر اي دمد ,وأَقِم اي علل
واإلنشال نوعان :
لليب :وهو ما يستدعل مطلواب ذ ياصل وقت الطلع
ويكون رمسة أشيال :ارمر والنهل واإلستلهام والتمىن
والندال
و ذ لليب :هو ما ليت كذلأل
363
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
364
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا
الدفعة الخامسة صناعة املحاور /املستوى الثاني
365
نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا