You are on page 1of 366

‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪0‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪1‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الفهرس‬
‫مقدمة املستوى الثاني ‪3 .....................................................................................................................‬‬

‫أهداف املستوى الثاني ‪5 .....................................................................................................................‬‬


‫املادة األولى‪ :‬نظرية املعرفة اإلسالمية ‪6 ...........................................................................................‬‬
‫مكونات املادة األولى ‪7 ..........................................................................................................................‬‬
‫مقرر مدخل لفهم نظرية املعرفة ‪9 ..................................................................................................‬‬
‫مقرر مقدمة منهجية لنظرية املعرفة في اإلسالم‪11 ...........................................................................‬‬
‫مقرر النزعة العلموية ‪13 ....................................................................................................................‬‬
‫املادة الثانية‪ :‬مصادر التلقي الشرعية ‪68 ......................................................................................‬‬
‫مكونات املادة الثانية ‪69 ..................................................................................................................‬‬
‫مقرر تثبيت حجية السنة ‪71 ...........................................................................................................‬‬
‫مقرر حجية اإلجماع ‪104 .............................................................................................................‬‬
‫مقرر حجية اإلجماع وأهميته ورد الشبهات املثارة حوله ‪106 .............................................................‬‬
‫املادة الثالثة‪ :‬التسليم هلل ورسوله‪107 .............................................................................................‬‬
‫مكونات املادة الثالثة ‪108 ...................................................................................................................‬‬
‫مقرر هكذا تألق جيل الصحابة ‪110...................................................................................................‬‬
‫املادة الرابعة‪ :‬مسالك الفهم الشرعية‪111 .....................................................................................‬‬
‫مكونات املادة الرابعة ‪112 ...................................................................................................................‬‬
‫منهج االستدالل عند أهل السنة والجماعة‪114 ................................................................................‬‬
‫قواعد فهم النصوص الشرعية ‪116 ..................................................................................................‬‬
‫املادة الخامسة‪ :‬مناهج الفهم الخاطئة‪117 ....................................................................................‬‬
‫مكونات املادة الخامسة ‪118 ..............................................................................................................‬‬
‫مقرر مختصر ينبوع الغواية الفكرية‪120 .......................................................................................‬‬
‫ملحق‪ :‬معجم مصطلحات املستوى الثاني‪348 ................................................................................‬‬

‫‪2‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫املقدمة‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العاملين وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد‪ّ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فقد أسسنا في املستوى األول القاعدة األولى في بناء اإلسالم‪ ،‬وهي البرهنة على ّ‬
‫صحة أصوله وأقمنا‬
‫ظ‬
‫أركان البناء‪ ،‬وها نحن في املست ت تتتوى الثاني ندخل ءلى البناء اإلست ت تتالمي الذل أحكمت قواعد لننظر‬
‫ءلى املعرفة الدينية والشرعية على ماذا تبنى وكيف نتعامل معها من خالل بناء اإلسالم نفسه‪.‬‬

‫وقد اخترنا عنوان (مص ت ت ت تتادر التلقي ومس ت ت ت تتالك الفهم؛ لهذا املس ت ت ت تتتوى ألنه يتناول نظرية املعرفة‪،‬‬
‫ومصت تتادر التلقي الشت تترعية‪ ،‬وست تتبل الفهم الصت تتحيحة للن الشت تتر ي‪ ،‬كما أنه ظ ّ‬
‫عر على املست تتالك‬
‫املنحرفة في تناول مصادر التلقي الشرعية‪.‬‬

‫وفي زحمة البحث في تفاصيل املشهد العقدل ستغرق بعضنا جهد كله في مالحقة النتائج النهائية‬
‫ملقوالت مختلف الطوائف واالتجتتاهتتات‪ ،‬فهتتذ الفرقتتة تقول بكتتذا‪ ،‬واألخرى تختتالفهتتا فتقول بكتتذا‬
‫ّ‬
‫وهكذا‪ ،‬من غير تفطن للمحركات الفاعلة التي ولدت تلك املقوالت واآلراء‪ .‬وما من شت ت تتك أن إلدراك‬
‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫تلتتك اكحركتتات فتتائتتدة كبيرة جت اتدا في البحتتث العقتتدل‪ ،‬ءذ هي املش ت ت ت تك تل الحقيقي كختلف الهويتتات‬
‫الفكرية والعقدية‪ ،‬وعنها تنبثق مختلف االتجاهات العقدية‪ ،‬والتعرف عليها عمق ا‬
‫كثيرا من فهمنا‬
‫كختلف تلك االتجاهات واملدارس‪ ،‬ويكش ت تتف عن أص ت تتول الغلا التي ولدت تلك املقوالت ءن كانت‬
‫منحرفة‪ ،‬أو أصول الحق التي تنش ئ مقوالت حق‪.‬‬

‫ومن غير هذا اإلدراك ملنطلقات األفكار ومولداتها فست ت تتتظل معالجتنا كختلف املشت ت تتكالت العقدية‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫قاص تترة ناقص تتة‪ ،‬بل قد يذها جهد العال ظس ت ادا بس تتبا العمل في املنطقة الغلا‪ ،‬كأن يكون باعث‬
‫تبني هذا الرأل مش ت ت ت تتكلة في الداللة العقلية فينص ت ت ت تتا جهد املعالجة في منطقة الداللة النقلية‪ ،‬أو‬
‫يظن الظان أن اكحرك الفاعل لتبني هذ الرؤية راجع ءلى مأخذ معرفي في حين أن الفاعل الحقيقي‬
‫هو نما من األهواء الخارجة عن املعطيات املعرفية‪.‬‬

‫ومن هنا وضع هذا املستوى في البرنامج للكشف عن أصول نظرية املعرفة‪ ،‬بشقيها‪:‬‬

‫‪ -‬نظرية املعرفة العامة‪ ،‬والتي تمثل ستبل تحصتيل املعرفة في ءرار الواستع والذل شتمل جميع ما‬
‫يمكن أن يحصله اإلنسان من معرفة وعلم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ -‬نظريتتة املعرفتتة التتدينيتتة‪ ،‬وهي منهجيتتة التعرف على مراد ب عتتالى‪ ،‬عبر تحتتديتتد مص ت ت ت تتادر املعرفتتة‬
‫املعتبرة في هذا الباب‪ ،‬وبيان املنهج الشر ي الصحيح في التفاعل مع هذا املصادر‪.‬‬

‫وس ت ت تتءتم في أبناء ذلك اإلبانة عن املنهج اإلس ت ت تتالمي الص ت ت تتحيح في كال البابين‪ ،‬مع اإلش ت ت تتارة ءلى بعض‬
‫كثيرا من املش ت ت ت تتكالت في مختلف املنا ي الفكرية‬ ‫االتجاهات التي وقعت في أخطاء وأغالط‪ ،‬أفرزت ا‬
‫والعقدية والثقافية‪.‬‬

‫فبواعث دراسة هذا املقرر يرجع في الحقيقة ءلى أمرين أساسين‪:‬‬


‫‪ -‬أن املش ت تتكالت الواقعة في هذا الباب هو ما أفرز ا‬
‫كثيرا من املش ت تتكالت العقدية والفكرية املتنوعة‪،‬‬
‫فدراستتة هذا املستتتوى هذا االعتبار هو من باب التعرف على الوستتائل واألستتباب املوقعة في الغلا‬
‫ملن انحرف نظر في نظرية املعرفة‪ ،‬كما أنه يؤص تتل لطرائق املعرفة الش تترعية والتي توص تتل بفض تتل‬
‫ب وهدايته ءلى ءصابة الحق في العقائد واألحكام‪.‬‬

‫‪ -‬أن املش ت ت تتكالت الواقعة في هذا الباب هو في حقيقته جزء من اختالل املنظومة العقدية‪ ،‬ءذ تمثل‬
‫كثير من قض ت ت تتايا هذا الباب‪ ،‬كتحديد املرجعية الدينية الص ت ت تتحيحة واملنهج الش ت ت تتر ي الص ت ت تتحيح في‬
‫جزءا من الثوابت الش ت تترعية‪ ،‬فالتعرف على هذ املنظومة مقص ت تتود‬ ‫االس ت تتتدالل من هذ املرجعية ا‬
‫ا‬
‫لذاته‪ ،‬ءذ تصحيح النظر في املوقف من القرآن مثال أو السنة أو غير ذلك من محكمات هذا الباب‬
‫هو تصحيح للمنظومة العقدية السنية والتي يتشوف الشارع ءلى تثبيتها وتقريرها في نفس املسلم‪.‬‬

‫نس ت ت ت تتأل ب لكم التوفيق والس ت ت ت تتداد‪ ،‬وأن يوفقكم للعلم النافع والعمل الص ت ت ت تتال ‪ ،‬وب عالى أجل‬
‫وأعلم‪.‬‬

‫إدارة مركزصناعة املحاور‬

‫‪4‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أهداف املستوى‬
‫التأصيل لقضية املعرفة في اإلسالم‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫فهم املناهج العامة في باب املعرفة وبيان تميزاملنهج اإلسالمي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تثبيت مصادرالتلقي الشرعية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫تثبيت حجية السنة و إقامة البراهين عليها من القرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫بيان أهمية التسليم وتأصيل معقوليته ومكانته‪.‬‬ ‫‪-5‬‬

‫تأصيل القواعد األساسية لفهم النص الشرعي‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫التعرف على مزالق هدرالنصوص الشرعية والسبل الخاطئة في التعامل معها‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫‪5‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪6‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مكونات املادة األولى‬

‫تتألف املادة األولى في املستوى الثاني من ثالثة مقررات أساسية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -‬محاضرة مدخل لفهم نظرية املعرفة‪ ،‬لألستاذ عبد ب العجيرل‪.‬‬


‫‪ -‬محاضرة مقدمة منهجية لنظرية املعرفة في اإلسالم‪ ،‬لألستاذ أحمد السيد‬
‫‪ -‬النزعة العلموية‪ ،‬للدكتور سلطان العميرل‪.‬‬

‫مقرر إثرائي‪:‬‬

‫‪ -‬مدخل ءلى نظرية املعرفة ‪ ،‬أحمد الكرساول‬

‫‪7‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪8‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫محاضرة‬
‫مدخل لفهم نظرية املعرفة‬
‫م‪ .‬عبدهللا العجيري‬

‫‪ -‬مقرر مرئي ‪-‬‬

‫‪https://youtu.be/g4XuKlMyBwQ‬‬

‫‪9‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪10‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫محاضرة‬
‫مقدمة منهجية لنظرية املعرفة في اإلسالم‬
‫أ‪ .‬أحمد السيد‬

‫‪ -‬مقرر مرئي –‬

‫‪https://youtu.be/1le31JHok4k‬‬

‫‪11‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪12‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ّ‬
‫مقرر النزعة العلموية‬

‫(مهذب من كتاب "ظاهرة نقد الدين يف الفكر الغريب احلديث")‬

‫م دددت ددح لع د د د د ددوضو لاملعد د املقرو لع د د د د ددل املار‪:‬د د امل د د د د ددتل ال ددا من د د د د د د ددا د د ا ددا و‬
‫يف ابب نظري املار‪ ، :‬إذ إنه يبضث يف أسئل هلا او با‬ ‫يُش ّكح ملعل مصادو املار‪ :‬أمهو تا‬
‫ددر د ددا د ددا‬ ‫دلددلم ده د ددا‪ ،‬ابل دا دلددل ال د دب دو دا دود د د‬ ‫م دب د دداند د د د د ددرة اب و د ددا أدل دت د دده‪ ،‬ابل دفددل د د د د د دفد د د‬
‫‪-‬ممددا ييدإ إت كددامددح يف ال ظر‬ ‫الاقددح احل‬ ‫إذا ك ددا ناددد مصد د د د د ددادو املار‪:‬د عملعد ‪ ،‬هو ا‬
‫املاريف‪: -‬إ ه اك من االجتاهات ما حيص د ددر املار‪ :‬يف مص د دددو اود م ها‪ ،‬أ يغلل يف مص د دددو م ها‬
‫لى و اب املصادو األتر‬

‫املر بل ابلتةرب ‪ّ ،‬ل أ‬ ‫من أبرز األم ل لى ذلك ال ز الالملي ‪ ،‬اليت غلل يف مص دددو احل‬
‫‪-‬‬ ‫لغو ما يتالق ابملصادو األتر ‪-‬الاقح ا‬

‫يف هذا املقرو س د د دور اريفا نقداه هلذن ال ز الالملي املغالو يف القاد ددو التةريبو ‪ ،‬و ال ُرو‬
‫الش ددبهات سم اس ددو الالو الالملي ‪ ،‬بو ما هو يف احلقوق دلل يف مص دددو ماريف إس ددقا ملص ددادو‬
‫مار‪:‬و أتر ال قح ها أمهو‬

‫‪13‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ما هو ال ز الالملي ؟‬

‫ال ز د الالمليد اندده االجتددان الفكرإ الددذإ يقرو ا الالو التةريحي وك دده أ حيقق كددح مددا حيتددا دده‬
‫لد لش د د ددو ال وكن إدواكه‬ ‫ا ن د د ددا ‪ ،‬انه ال طريق للمار‪ :‬إال ابلالو التةريحي ‪:‬قل ‪ ،‬أنه ال‬
‫ن طريق التةريب‬

‫لدي ‪: ،‬هو إذ وقوق‬ ‫‪:‬ال ز الالملي لو م عاو مار‪:‬و ‪:‬قل‪ ،‬إمنا هو مع ذلك عاو‬
‫مركب من أمرين األ ل د ل أ الالو وكن أ يارف كح ما يهو ا ن د ددا وصد ددر طرق املار‪:‬‬
‫وصد ددر املل لدات يف األملو اليت وكن للالو التةريحي أ‬ ‫ا ن د ددانو يف طرق اود ‪:‬قل ‪ ،‬ال ا‬
‫يدوسها يتضقق م ها‬

‫وقد ابتدأ افتتان العقل الغريب ابلعلم التجرييب يف القرن السابع عشر‪ ,‬مع ظهور النظرايت العلمية اليت‬
‫أثبتت خطأ ما كانت عليه الكنيسة ةةة م ت ة ةورات ع الكون واحلياة ‪ ,‬وصة ةةللت للنار ت ة ةةورا م ع‬
‫تطور‬ ‫تلةةأل ارمور ‪ ,‬وكةةان الت ةةأثذ اركل يف نلةةأل الفمةةان لعلم الللةةأل مع نظرايت تةةاليليو وكبلر ‪,‬‬
‫االفتتان ابلعلم شيئا فشيئا مع تطور االكتشافات العلمية وتوسعها ‪.‬‬

‫وس ة ة ة ة ة ة ةةاعةةد علل قوة افتتةةان العقو الغربيةةة ابلعلم ظهور نظرايت علميةةة متمةةاس ة ة ة ة ة ة ةكةةة وقويةةة و خلةةا‬
‫الت ةورات الكنسةية أمامها ‪ ,‬فانكشةل للنار مقدار ارخطال العظيمة اليت كانوا عليها ترال تسةليمهم ا‬
‫كانت متليه عليهم الكنيسة ‪ ,‬واستقر يف أنهاهنم أبهنم أمام م در معريف تديد سينقذهم م اخلرافة اليت‬
‫كانوا يعيشون فيها ‪ ,‬وخيل هم م الضال الذ كان يخيما علل ييا م ‪.‬‬

‫فأخذ العلم التجرييب يتوس ةةع يف انتش ةةارف ‪ ,‬وللقت العقو الغربية تف ا به هياما وابكتش ةةافاته راما‪,‬‬
‫وبنتائجه تعلقا و عجااب ‪ ,‬يىت بلغ الغلو أبلياف منهم يف العلم ونتائجه يف القرن التاسة ة ة ة ة ةةع عشة ة ة ة ة ةةر مبلغا‬
‫يف القرن التاس ة ةةع عش ة ةةر‬ ‫عظيما ‪ ,‬وهناية ارقة يف التمس ة ةةأل به واالعتما عليه ‪ ,‬فقد أص ة ةةبح العلم ا ا‬
‫اإلله اجلديد ‪ ,‬وأض ةةلل هذا القرن يلقع بع ةةر عبا ة العلم ‪ ,‬وأمس ةةل رتا العلم التجرييب أنبيال العقو‬
‫التقدمية ومنقذ اإلنسانية م م ائرها احملفنة!(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬اتريخ اللكر اروريب احلديث ‪,‬ورانلد(‪,)509 , 372‬واللكر ارورويب احلديث‪ ,‬فرانكلني ابومر (‪.)54 , 19/3‬‬

‫‪14‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وتش ة ة ة ةةكلت يف هذف ا ريلة النفعة العلموية ‪ ,‬وهذ اال اف الذ يعتقد أص ة ة ة ةةلابه أن العلم قا ر علل‬
‫اإليالة بكل احلقائق ‪ ,‬وأنه قا ر علل تقدمي اإلتاابت لكل ش ة ة ةةاكل احلياة ‪ ,‬وأنه للأل احللو جلميع‬
‫ا عضالت اليت تواته العقل اإلنساين(‪.)2‬‬

‫ابرص ة ة ة ةولية العلموية ‪ ,‬ويعة ة ة ةةرفها أبهنا النفعة القائلة أبن‬ ‫ويسميها الليلسوف ا عاصر روتيه تارو‬
‫العلم لةكنه يل ا سائل كلها ‪ ,‬وأن ما ال لةك للعةلم أن يقيسه وخيتلف ويتوقعه هو شذل ذ موتو (‪.)3‬‬

‫ويكشة ة ة ة ةةل دمد فريد وتد ع يالة االفتتان ابلعلم التجرييب ‪ ,‬ويفيل اللاام ع اربعا النلس ة ة ة ة ةةية‬
‫واالتتماعية اليت كانت ورال نلأل فيقو ‪":‬فلما تال القرن التاس ة ةةع عشة ة ةر كانت العلوم اللرعية قد بلغت‬
‫شة ةةأوا بعيدا م التقدم ‪ ,‬وأررت ررا ا اليانعة يف ال ة ةةناعة والفراعة ووسة ةةائل سليل الويالت اإلنسة ةةانية ‪,‬‬
‫العامة أن الطريق‬ ‫واس ة ة ةةتخدام القوة الطبيعية ‪ ,‬ويدرت م ا خوعات ما وقر يف ص ة ة ةةدور اخلاص ة ة ةةة وبع‬
‫الذ يسذ فيه العلم هو الطريق ال ليح ا نتج ‪ ,‬وأن الللسلة اليت ستنتج م أصوله هذ الللسلة احلقة‪,‬‬
‫فيها ال تايد أو ملتون ‪...‬‬ ‫اليت ال جيا‬

‫و ن كل ما كان لألقدمني م ارقوا يف الروح وا أل ارعلل ن هذ ال خياالت ال تعدو ما عليه‬


‫الطوائل ا نلطة يف سةةلم االرتقال منها ‪ ,‬وأخذوا ينظرون يلو نلأل العهد الذهيب الذ تسةةقف فيه كل‬
‫اريالم ا نهجية اليت فرقت بني أتنار النوع اإلنس ة ة ة ةةاين ألوفا م الس ة ة ة ةةنني ‪ ,‬في ة ة ة ةةبح النار خواان أمام‬
‫الطبيعة ‪ ,‬يرتعون يف خذا ا"(‪.)4‬‬

‫وقد عل مساعيل مظهر يف توص ة ة ة ةةيل احلالة الغالية يف تقديت العلم التجرييب أيسة ة ة ة ة تعبذ ‪ ,‬ييث‬
‫ت القرن التاس ةةع عش ةةر يىت برم العلم م ثنااي اللكر اإلنس ةةاين ذكتش ةةلات راح نوو‬ ‫يقو ‪":‬مل تش ةةر‬
‫العلم يبالغون يف قيمتها مبالغة تر م ىل القو أبن مغاليق الوتو فتلت أمام العقل م لريق العلم ‪,‬‬
‫وأن اإلنسان ال دالة الل بقدمه يوما ىل يدو ا عرفة ا طلقة اليت استغلقت عليه القرون الطوا ‪ ,‬وأنه‬
‫س ةةوف ي ةةل ىل يل رموم الكون وأسة ةرار الوتو يف أقرب يني ‪ ,‬وس ةةا ن نا االعتقا أبن ليت أمام‬

‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬اللكر اروريب احلديث – القرن التاسع عشر‪ -‬فرانكلني ابومر (‪ , )12-9‬وا عجم الللسلذ ‪ ,‬جممع اللغة العربية (‪ , )200‬وا عجم‬
‫الللسلذ ‪ ,‬مرا وهبة (‪. )469‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬ارصوليات ا عاصرة ‪ ,‬أسباهبا ومظاهرها ‪ ,‬تارو (‪. )24 , 11‬‬
‫(‪ )4‬علل ألال ا ذهع ا ا (‪. )31/1‬‬

‫‪15‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اإلنس ة ة ةةان م لريق يوص ة ة ةةله ىل نلأل س ة ة ةةول الركون ىل الطريقة العلمية ‪ ,‬يس ة ة ةةتدر وييها فتنلله ذا ل‬
‫معضالت احلياة وأسرارها ‪.‬‬

‫ومل يقت ة ة ةةر مثذ العلم التجرييب وس ة ة ةةطوته علل جما وايد م جماالت احلياة ‪ ,‬و منا لت س ة ة ةةطوته‬
‫ومثذف كل اجملاالت احلياتية‪ ,‬س ة ة ة ة ة ةوال الدينية منها أو الللسة ة ة ة ة ةةلية أو االتتماعية أو النلسة ة ة ة ة ةةية‪ ,‬فكل تلأل‬
‫اجملاالت مل تسة ة ةةلم م مثذ العلم عليها‪ ,‬وتكررت الدعوات تلو الدعوات‪ ,‬وارتلعت ارص ة ة ةوات صة ة ةةارخة‪,‬‬
‫وتتابعت الندالات مدوية بض ة ة ة ة ةةرورة تغيذ كل ما كان النار عليه ‪ ,‬واتم نقدف وبنائه م تديد علل وفق‬
‫ما تقتضيه االكتشافات العلمية التجريبية ‪ ,‬ووتوب صيا ته وتشكيله علل وته يتوافق مع ا عبو اجلديد‬
‫‪ ,‬وا نقذ ارعظم ‪.‬‬

‫واش ة ة ةةتدت مع يالة الغلو يف العلم ال ة ة ة ةراعات الدامية بني ا غرمني به وبني ا تمس ة ة ةةكني اب س ة ة ةةيلية‬
‫ا نلرفة‪ ,‬وقامت بينهم يروب ضارية ومعار لاينة‪ ,‬وتوالت مشهو ة يف التاريخ اروريب‪ ,‬وقد ُو ِصلت‬
‫تلأل ال ة ة ة ة ة ةراعات أبهنا "ا ش ة ة ة ة ةةكلة الرويية الكلل للعامل احلديث"(‪ ,)5‬ونعتت أبهنا "قض ة ة ة ة ةةية مش ة ة ة ة ةةلونة‬
‫ابلعوالل وارثقا التارخيية ‪ ,‬ىل رتة عل الطريق دلوفا ابل راع واالضطراب"(‪.)6‬‬

‫ومل تقت ر سايات ال راع اليت أيدثها الغلو يف العلم مع ار اين فقف ‪ ,‬و منا امتدت مسايا ا ىل‬
‫الللس ةةلة نا ا ‪ ,‬فظهرت عوات تدعو ىل وتوب خض ةةاع الللس ةةلة لنتائج العلم التجرييب ‪ ,‬ولفم عالهنا‬
‫التبعية ا طلقة والكاملة للسة ة ة ة ةةيد ارعظم ‪ " ,‬فعلل الر م م أن العالقة بني الللسة ة ة ة ةةلة والعلم كانت وثيقة‬
‫علل مر الع ور ‪ ,‬فإنه قد ادرت ما لك أن نسميه أممة متبا لة بينهما ابن القرن ا اضذ ؛ ونلأل رن‬
‫العلمال قد هفهم نش ة ة ةةوة االنت ة ة ةةارات العلمية ا تاليقة ‪ ,‬فذهبوا ىل أن التلكذ الللس ة ة ةةلذ ب ة ة ةةلة‬ ‫بع‬
‫عامة‪ ,‬وا يتافيفيقا ب لة خاصة ال تدول منها"(‪. )7‬‬

‫اللالسلة ا عاصري يف توصيل العدال بني العلم والللسلة ‪ ":‬لقد ا م اللالسلة رتا‬ ‫ويقو بع‬
‫العلم ابلضةةيق ‪ ,‬ور العلمال علل هذا اال ام أبن اللالسةةلة مهووسةةون ‪ ,‬وأسةةلرت كل هذف ا هاترات ع‬

‫(‪ )5‬انظر ‪ :‬الفمان وارم ‪ ,‬ولو ستيت (‪. )31‬‬


‫(‪ )6‬صخرات الفم ‪ ,‬ستينل تذ كولد (‪. )7‬‬
‫(‪ )7‬مدخل ىل الللسلة ‪ ,‬مام عبد اللتاح مام (‪ , )87‬وانظر يف بيان العالقة بني العلم والللسلة ‪ :‬مقدمة لللسلة العلم ‪ ,‬عفمذ سالم (‪, )9‬‬
‫وا عرفة عند ملكر ا سلمني ‪ ,‬دمد الب (‪, )50‬ومشكلة الللسلة ‪ ,‬مكراي براهيم (‪ , )138‬و ذها ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫نفوع رتا الع ةةلم ىل الوكيف علل استيعاب ا ة ة ثرات اللل ةةسلية يف علمهم ‪ ,‬بينما ا ه رخرون ذا يف نلأل‬
‫أي ة ة ة ة ة ة ىلةدهم ب ة ة ة ة ة ةةذة ‪ ,‬ىل ما هو أبعد ‪ ,‬فأ انوا الل ة ة ة ة ة ةةلسلة ؛ ال رهنا بال نلع فلسع ‪ ,‬ولك رهنا يلم‬
‫ضار"(‪. )8‬‬

‫وم أقول التيارات اليت ان ت بضةةرورة خضةةاع كل شةةذل للعلم يىت الللسةةلة ‪ :‬اللعدداو امل قو ‪,‬‬
‫فإهنا أكدت أن الللس ةةلة و ذها م جماالت التلكذ ينبغذ أن تكون خاض ةةعة للعلم اتبعة له ‪ ,‬تس ةةتجيع‬
‫له يف كل ش ة ةةذل ‪ ,‬وتتبعه يف كل نتائجه ‪ ,‬وتس ة ةةلأل منهجه ولريقته يف البلث وا عرفة ‪ ,‬وتتخلل ع كل‬
‫ما ال يعرفه العلم ؛ ونلأل رن العلم هو ا ال ارعلل للللسلة الذ ينبغذ أال ايد عنه ‪.‬‬

‫ويكموا علل الللس ة ة ةةلة اليت ال تتبع العلم اب وت وأهالوا عليها الواب ‪ ,‬وقض ة ة ةوا عليها أبهنا ليس ة ة ةةت‬
‫بذات معىن وال مض ة ة ة ةةمون ‪ ,‬وأهنا لغو م اللغو ‪ ,‬ويعل رائد الوض ة ة ة ةةعية ا نطقية يف اللكر العريب ع هذف‬
‫النتيجة ب ةةورة ص ةةارخة فيقو ‪ ":‬أان م م ابلعلم كافر هبذا اللغو الذ ال جيد علل أص ةةلابه وال علل‬
‫النار شيئا ‪ ,‬وعند أن ارمة مخة ةةذ بن يع م ا ة ةةدنية يكار أو يقل ذقدار ما مخذ بن يع م العلم‬
‫ومنهجه"(‪.)9‬‬

‫(‪ )8‬اللكر ارورويب احلديث ‪ ,‬فرانكلني ابومر (‪. )56/3‬‬


‫(‪ )9‬ا نطق الوضعذ (‪. )1‬‬

‫‪17‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫قليض األ لل املكلن لل ز الالملي‬

‫تعد ت عاول النفعة العلموية وتش ةةعبت ا عالا ا الغالية يف تقديت العلم التجرييب ‪ ,‬وترتع أص ةةو‬
‫الدعاول اليت ينا ون هبا ىل ثالثة أصو أساسية ‪ ,‬هذ ‪:‬‬

‫األ ح األ ل االستغ ا ابلتف ري الالمو التةريحي‬

‫االستغ ا ابمل هج الالمو التةريحي‬ ‫األ ح ال ا‬

‫األ ح ال الث االعتصاو لى فاوح امل هج الالمو التةريحي‬

‫فص د د د ددوح احلديث ولل هذن األملو بوا ما ‪:‬وها من تلح كفوح ابلكش د د د ددخل ن وةو ا‬
‫الاموق الذإ عع ‪:‬وه الغملة يف اال تماد لى الالو ودن‬

‫‪18‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫األ ح األ ل االستغ ا ابلتف ري الالمو‬

‫‪ 1 1‬الل خل‬

‫تقوم يقيقة ارص ةةل ارو علل اال عال أبن العلم التجرييب فس ةةر لحنس ةةان يجما كبذا م الظواهر‬
‫عنها ‪ ,‬وأن لديه القدرة علل‬ ‫الطبيعية ‪ ,‬وكش ةةل له ع أس ةرار عظيمة م أس ةرار الكون ‪ ,‬وأما الغمو‬
‫كشة ةةل ما بقذ خافيا م ظواهر الكون و امضة ةةا م أس ة ةرارف ‪ ,‬فلم يعد اإلنسة ةةان يف الع ة ةةر احلديث يف‬
‫ياتة ىل م در رخر يلسر له الكون ‪ ,‬أو يشرح له لريقة سذف ونظامه ‪.‬‬

‫وم أقدم م عا ىل االستغنال ابلتلسذ العلمذ ‪ :‬م ست الوضعية ا نطقية ارو أوتست كونت‪,‬‬
‫ييةةث يقو ‪ ":‬ن االعتقةةا يف نوات عةةاقلةةة أو را ات عليةةا ‪ ,‬مل يك ال ت ة ة ة ة ة ة ةةورا لذ ورالف تهلنةةا‬
‫ابرسة ة ةةباب الطبيعية ‪ ...‬أما ا ن وكل ا تعلمني م أبنال ا دينة احلدياة يعتقدون أبن كل احلوا رت العا ية‬
‫وال ةةظواهر الطبيعية ال بد هلا م ة أن تعو ىل سبع لبيعذ ‪ ,‬وأنه م ا ست ةةطاع تعليلها تعليال علميا مبناف‬
‫العةلم الطبيعذ ‪...‬فلم يبق فةراغ يسدف االعتقا بوتو هللا ‪ ,‬ومل يبق م سبع يدفعنا ىل اإللان به"(‪.)10‬‬

‫ألل هكسلذ كتااب أمساف "اإلنسان يقوم ويدف" سعل فيه ىل ثبات أن العلم كلل اإلنس ة ة ة ة ة ة ةةان ع‬
‫و ىل‬
‫اإللان ابهلل وأ ناف عنه ‪ ,‬ور عليه العامل ارمريكذ ا شةةهور كرسةةذ موريسةةون بكتابه الشةةهذ " اإلنسةةان ال‬
‫يقوم ويدف" الذ ترتم ىل العربية ابسم"العلم يدعو ىل اإللان" ‪.‬‬

‫ذف فقا ‪ ":‬ن العلم يكلذ ا ن‪ -‬ويدف‪ -‬عاجلة مجيع ش ةةئون‬ ‫وأعل تيندا االس ةةتغنال ابلعلم ع‬
‫اإلنس ةةان"(‪ , )11‬ويني س ةةأ انبيليون بوانبرت يف ملتتح القرن التاس ةةع عش ةةر عامل الللأل الش ةةهذ البالر‬
‫عمل القدرة اإلهلية يف تن ة ةةظيم ارفال السماوية أتابه ‪ ":‬نج مل أتد يف نظام السمال ضرورة للقو بتدبذ‬
‫اإلله"(‪.)12‬‬

‫ذ ويذ" أنه يقو ‪":‬لقد أثبت نيوت أنه‬ ‫ونقل وييد الدي خان ع ص ة ة ة ة ةةايع كتاب "الدي م‬
‫ال وتو إلله كم النجوم ‪ ,‬وأكد البالر بلكرته الش ةةهذة " ن النظام الللكذ ال تا ىل أ أس ةةطورة‬

‫(‪ )10‬ملقل السبيل ‪ ,‬مساعيل مظهر (‪. )70‬‬


‫(‪ )11‬اإلسالم يف مواتهة العلم ‪ ,‬وييد الدي خان (‪. )69‬‬
‫‪ ,‬دمد فريد وتد (‪. )23/2‬‬ ‫(‪ )12‬انظر هذف ا قالة يف ‪ :‬تكوي العقل احلديث ‪ ,‬تون راندا (‪ , )243/1‬وعلل ألال ا ذهع ا ا‬

‫‪19‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الهوتية" ‪ :‬وقام هبذا الدور العا ان العظيمان اروي وابسة ة ة ة ة ة ةةتور يف ميدان البيولوتيا ‪ ,‬وقد نهع كل م‬
‫علم النلت ا تطور وا علومات التارخيية الامينة اليت ي ة ة ة ة ة ة ةةلناها يف هذا القرن ذكان اإلله ‪ ,‬الذ كان‬
‫ملروضا أنه هو مدير شئون احلياة اإلنسانية يف التاريخ"(‪.)13‬‬

‫وما ما اإلص ة ة ةرار قائما علل أن العلم هو البديل الوييد ال ة ة ةةليح وا ناس ة ة ةةع ع كل ار اين يىت‬
‫يومنا هذا عند عد كبذ م ا اليدة ا عاصري ‪.‬‬

‫(‪ )13‬اإلسالم يتلدل (‪ , )27‬وانظر أقواال أخرل يف أن الغلو يف العلم ‪ :‬أقول براهني تون لينكت ‪ ,‬مجع أمحد يس (‪, )169 , 84 , 83‬‬
‫ووهم الشيطان ‪ ,‬اإلحلا ومفاعمه العلمية ‪ ,‬فيد بذلنكت (‪ , )89 , 34 , 20‬وثالرت رسائل يف اإلحلا والعلم واإللان ‪ ,‬عبدهللا الشهر‬
‫(‪. )89‬‬

‫‪20‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ 1 2‬ال قد ال قض‬

‫نقض األ ح األ ل للالملي‬

‫يف بداية العملية النقدية للنفعة ا غالية يف العلم ال بد م التأكيد علل أنه ال أيد ينكر فض ة ة ةةل العلم‬
‫احلةةديةةث علل احليةةاة اإلنس ة ة ة ة ة ة ةةانيةةة ‪ ,‬وال أيةةد يقلةةل م أغيتةةه وأغيةةة ا ر العظيمةةة اليت مر هبةةا العي‬
‫البش ة ة ة ةةر ‪ ,‬فال ش ة ة ة ةةأل أن العلوم احلدياة لورت كاذا م يياة اإلنس ة ة ة ةةان وأيدثت فيها تغذات عميقة ‪,‬‬
‫يل كاذ م ارممات اليت تكدر عي اإلنسة ة ة ة ة ة ةةان ‪ ,‬وقدمت تطوراته خدمات تليلة‬
‫وسة ة ة ة ة ة ةةاعدت علل ىل‬
‫أعانت علل اس ة ة ة ةةني يياة اإلنس ة ة ة ةةانية و ميل احلركة اليومية يف ارر ‪ ,‬وخل ة ة ة ةةت كاذا م النار م‬
‫القاتلة اليت كانت تلتأل‬ ‫الش ة ة ةةقال الذ كانوا يعانون منه يف معاش ة ة ةةهم ‪ ,‬وقض ة ة ةةت علل كاذ م ارمرا‬
‫ابحلياة وا د ارعدا الكبذة م اررواح ‪.‬‬

‫كل نلأل و ذف م ر ر التطور العلمذ احلميدة ال ينكرف أيد ‪ ,‬وليت هو موضعا للخالف واجلد‬
‫مع الغالة يف تقديت العلم ‪ ,‬و منا ِ‬
‫معقد اخلالف معهم ودل اإلنكار عليهم متعلق ابلنفعة التقديسة ة ة ة ة ة ةةية‬
‫ا غالية لطبيعة العلم ‪ ,‬اليت تدعو ىل االس ة ةةتغنال به وبتلسة ة ةذاته ع كل ا ة ةةا ر ارخرل ‪ ,‬وتل ِفم بض ة ةةرورة‬
‫خضاع كل الظواهر اإلنسانية للمنهج العلمذ التجرييب ‪.‬‬

‫وهذف الدعول ذ صةةليلة ‪ ,‬وهذ قائمة علل أسةةار خال ‪ ,‬وعلل قاعدة ليسةةت مسةةتقيمة ‪ ,‬بل‬
‫هذ جمافية لللق وجمانبة لللقيقة ‪ ,‬وقد تعرضت النتقا ات عميقة وكبذة م ألياف كاذة ‪ ,‬و نكار هذف‬
‫عليها أص ةةناف يختللة م العلمال‬ ‫الدعول ليت خاص ةةا أبهل ار اين ‪ ,‬و منا اش ةةو يف نقدها واالعوا‬
‫واللالسة ة ةةلة وا لكري ‪ ,‬وتشة ة ةةكلت يف اللكر الغريب يف رخر القرن التاسة ة ةةع عشة ة ةةر وبداية القرن العش ة ة ةري‬
‫تيارات عُرفت ذوقلها الناقد للنفعة العلموية ‪ ,‬وقد أرخ هلا عد م الدارس ة ة ةةني لللكر الغريب وتوس ة ة ةةعوا يف‬
‫شرح معا ها والتعريل برتاهلا وروا ها(‪.)14‬‬

‫وقد ش ةةار يف التيارات ا عارض ةةة للنفعة العلموية عد م كبار العلمال التجريبيني ‪ ,‬وأوسة ةعهم ص ةةيتا‬
‫ونكرا ‪ ,‬وم أشة ة ة ة ة ة ةةهرهم ‪ :‬هنر بوانكةةاريةةه (‪1921‬م) ‪ ,‬الةةذ ُوصة ة ة ة ة ة ةةل أبنةةه "ا ماةةل النمونتذ لنقةةد‬

‫(‪ )14‬انظر ‪ :‬اتريخ الللسلة ‪ ,‬أميل برهييه (‪ , )200-187/7‬وم ا ر وتيارات الللسلة ا عاصرة يف فرنسا ‪. ,‬نذو (‪ , )379-274‬واللكر‬
‫اروريب احلديث ‪ ,‬فرانكلني ابومر (‪ , )129/3‬والللسلة ا عاصرة يف أورواب ‪ ,‬بوشنسكذ (‪ , )43-42‬وفلسلة العلم يف القرن العشري ‪,‬‬
‫لىن اخلويل (‪. )240‬‬

‫‪21‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫العلم"(‪ ,)15‬وش ة ة ة ة ة ة ةةاركةه بذ وهيم (‪1916‬م) ‪ ,‬وهو يتلو بوانكةاريةه يف ارغيةة ‪ ,‬ونُعةت أبنةه كةان لةه " ىل‬
‫تانع هنر بوانكاريه مثذ هائل يف نقد العلم"(‪.)16‬‬

‫املصدو اللوود للمار‪:‬‬ ‫رح دد من الالما املااوعني لألداي ال اعدين هلا ا الالو لو‬
‫‪ ,‬وصريوا أبن ي ة ة ة ر احلقة ة ةةيقة يف ا نهة ة ةةج العلمذ عول ال برهان عليها ‪ ,‬وال تقوم علل أسار صليح‬
‫"فا خاوف الغربية يو العلم منذ العش ة ةرينات ‪ ,‬ومنذ العام ‪1970‬م علل حنو أكار س ة ةةي ة ةةا قد ما ت‬
‫اخل قلع الغرب س ة ة ةةلس ة ة ةةلة م اهلجمات علل العلم عنيلة‬ ‫ماي ة ض ة ة ةةخمة ورأت رخر ثالثني س ة ة ةةنة م‬
‫ومتنوعة علل حنو مذهل ‪ ,‬وميت اهلجمات م اليسةةار واليمني ‪ ,‬وم ا لكري وم ا ناوئني للملكري ‪,‬‬
‫وم وسةةائل اإلعالم واحملتجني الغاضةةبني ‪ ,‬وم ارص ةوليني ا سةةيليني ومعلمذ الع ةةر احلديث ‪ ,‬ويظهر‬
‫أن الغربيني فقدوا لاهنم ابلتدبذ اللعلذ ابلعلم"(‪.)17‬‬

‫وي ةةل الليلس ةةوف ا عاص ةةر بوش ةةنس ةةكذ ظاهرة نقد العلم ‪ ,‬ويكش ةةل ع أثرها قائال ‪":‬يتجه نقد‬
‫العلم ىل اهلجوم علل قيمة ارفكار العلمية ونظرايت العلم ‪ ,‬وقد بينت التلليالت الل ة ة ة ة ة ة ةةلية والبلورت‬
‫التارخيية أن هذف ارفكار وتلأل النظرايت هذ نات لبيعة ناتية يف قس ةةم كبذ منها ‪ ...‬وب ةةلة عامة فإن‬
‫العلم فَة َق َد قسما كبذا م سلطته يف أعني اللالسلة ‪ ,‬نتيجة لكل تلأل االنتقا ات"(‪.)18‬‬

‫وما م قوة أثر ظاهرة نقد العلم التطورات اجلديدة اليت كش ة ة ةةلت ع عجف العلم ع معرفة قض ة ة ةةااي‬
‫كاذة م أس ةرار الكون ‪ ,‬فهذف التطورات اجلديدة أضةةعلت م تانع العلموية وقوت م تانع اال اف‬
‫الناقد هلا ‪ ,‬ويش ة ةةرح ا رخ اإل ليف روانلد ش ة ةةيئا م مظاهر ارممة اليت وقع فيها العلم بس ة ةةبع التطورات‬
‫اجلةديةدة فيقو ‪":‬لك الاقةة ابلعلم بةدأت ابلتةداعذ يف منعطل القرن ؛ ن أخةذ العلم ذواتهةة ملةارقةات‬
‫عاص ة ة ة ة ةةلة علل يدو ا يتافيفيقا"(‪ ,)19‬ويقو ‪":‬وقد م ع تدمذ تلأل ال ة ة ة ة ةةورة – ص ة ة ة ة ةةورة الكون عند‬
‫نيوت ‪ -‬شة ة ةةذل م التواضة ة ةةع ‪ ,‬أنعشة ة ةةت ا يتافيفيقا وام ا االهتمام ابلالمعقو ‪ ,‬ومل يعد العلم بسة ة ةةيطا ‪,‬‬
‫مقدر جلفل منه أن‬
‫‪ ,‬ىل‬ ‫ولرذا مل يعد يسة ة ة ة ةةتند علل ا ا ة ا يكانيكية ‪ ,‬وقد كشة ة ة ة ةةل النقاب ع كون ام‬

‫(‪ )15‬م ا ر وتيارات الللسلة ا عاصرة يف فرنسا ‪. ,‬نلو (‪. )293‬‬


‫(‪ )16‬ا رتع السابق (‪. )319‬‬
‫(‪ )17‬انتلار الغرب ‪ ,‬ريتشا ر كو (‪. )117‬‬
‫(‪ )18‬الللسلة ا عاصرة يف أورواب (‪. )42‬‬
‫(‪ )19‬اتريخ اللكر ارورويب احلديث (‪. )109‬‬

‫‪22‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يل ألغامها اخل أعمق أعما احلقيقة ‪ ,‬وهكذا‬


‫يبقل امضا ‪ ,‬كما وقذفنا أبيجيات ال يستطيع العلم ىل‬
‫أصبح العلمال أكار تواضعا"(‪.)20‬‬

‫لن نقض األ ح األ ل من أ لل الالملي‬

‫لوها و اومها‬ ‫هنا أ لة وبراهني متعد ة تد علل هش ة ة ة ة ة ةةاش ة ة ة ة ة ةةة النفعة العلموية ‪ ,‬وتكش ة ة ة ة ة ةةل ع‬
‫لللدو ا قبولة ‪ ,‬ووقوعها يف الشطف والعنت ‪ ,‬و ثبات نلأل سيكون م خال ارمور التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬الاةز ن ا عبات ‪ ,‬ونلأل أن عول النفعة العلموية أبن العلم ٍ‬


‫كاف لحنسة ة ة ة ة ة ةةان يف تلسة ة ة ة ة ة ةةذ كل‬
‫احلقائق وتقدمي احلل لكل ا شاكل احلياتية عول اتا ىل ثبات و قامة الدليل علل صدقها‪.‬‬

‫ويف قةةامةةة الغالة الةةدليةةل علل نلةةأل مةةا أن يعتمةةدوا علل العلم نلس ة ة ة ة ة ة ةةه ‪ ,‬وهةةذا االعتمةةا يوقع يف خطةأ‬
‫منهجذ كبذ ‪ ,‬وهو االس ةةتدال علل ص ةةلة الش ةةذل بنلس ةةه ‪ ,‬وهو خلل اس ةةتداليل ذ مقبو يف قوانني‬
‫العقل وا نطق ؛ فإن الدعول ال تكون ليال علل ص ة ةةلة نلس ة ةةها‪ ,‬و ما أن يس ة ةةتدلوا علل ص ة ةةلة عواهم‬
‫بغذ العلم ‪ ,‬فإن فعلوا نلأل فقد انقضوا أصلهم ؛ لكون أصل رؤيتهم يقوم علل أنه ال لريق عرفة احلقيقة‬
‫ال العلم نلسه ‪.‬‬

‫‪ -2‬ب مل القددا دددة امليسد د د د د د د د د د د د ؛ ونلةةأل أن أص ة ة ة ة ة ة ةةل فكرة العلمويةةة قةةائمةةة علل قواعةةد ابللةةة‬
‫أما القا دة األ ت ‪ ,‬فهذ أن م ةةا ر ا عرفة اإلنسةةانية منل ةةرة يف ا دركات احلسةةية فلس ةةع ‪ ,‬وهذا‬
‫ارس ة ةةار ذ ص ة ةةليح ‪ ,‬وقد س ة ةةبق يف أثنال البلث ثبات بطالنه وخطئه م وتوف كاذة ‪ ,‬ورصة ة ةد ر رف‬
‫الس ةةيئة علل ا عرفة اإلنس ةةانية ‪ ,‬وأقيمت ار لة علل اس ةةتلالة قيام ا عرفة اإلنس ةةانية علل م ةةدر وايد ‪,‬‬
‫وضرورة قيامها علل ا با ئ العقلية ارولية اليت ال تستند يف صلتها ىل م در احلت ‪.‬‬

‫فقف ‪ ,‬وقد تقدم يف الل ةةل السةةابق‬ ‫أما القا دة ال انو فهذ أن الوتو منل ةةر يف الوتو ا ا‬
‫بيان ما فيه هذف الدعول م خلل ‪ ,‬والكش ة ةةل ع مواض ة ةةع االحنراف العقلذ والعلمذ فيها ‪ ,‬و ثبات أن‬
‫الوتو ليت منل را يف ا وتو ات ا ا ية فقف ‪.‬‬

‫(‪ )20‬ا رتع السابق (‪. )514‬‬

‫‪23‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ -3‬اس ددتقراو اال تقاد ابلقص ددلو الالمو ‪ ,‬فالنفعة العلموية قائمة علل أن العلم يس ةةتطيع أن يكلذ‬
‫اإلنسةةانية يف كل ما اتاته م ا عارف و ذها ‪ ,‬ولك هذف النفعة أضةةلت تواته يقيقة معرفية ظاهرة‪,‬‬
‫را الوتو ‪ ,‬و را ق ور العلم التجرييب واإللان‬ ‫وهذ استقرار االعتقا أبن العلم اإلن ساين قاصر ع‬
‫العميق بعجفف ع كلاية االيتياتات اإلنسةةانية واسةةتيعاب كل احلقائق الوتو ية ‪ ,‬واسةةتشةةعار عجفف ع‬
‫اإلتابة علل كل ارسئلة ابت أمرا شائعا ومنتشرا يف اروساط العلمية ‪.‬‬

‫فأوصةةاف العجف والق ةةور والنقث الاابتة للعلم التجرييب تشةةمل ارمور اليت أ ر النار أبنه مل ي ةةل‬
‫ليها يف تطورف بعد ‪ ,‬وتشةةمل أيضةةا ارمور اليت أ ر النار أن العلم ال لكنه الوص ةةو ليها خلروتها ع‬
‫جما عمله وحباه ‪ ,‬مال قضااي ارخال والغاايت والل والتلليل و ذها ‪.‬‬

‫فبعد أن ظ كاذ م النار يف القرن التاسع عشر أن العلم بلغ ىل كل احلقائق الوتو ية ‪ ,‬وأضلل‬
‫ا ةةدر الوييد الذ س ةةيكليهم ع كل ا ةةا ر ارخرل تغذ احلا مع بداية القرن العش ةري ‪ ,‬وأخذت‬
‫الاقة يف العلم ابلتداعذ ‪ ,‬وللق العلم التجرييب يواته صعوابت كاذة ال جيد هلا توااب(‪.)21‬‬

‫وابت الع ة ة ة ة ة ة ةةلم التجرييب أك ة ة ة ة ة ة ةةار تواضعا م ن قبل ‪ ,‬وأكار راكا حلقيقة أمرف ويجم قدرته ‪ ,‬ويف‬
‫مكيد نلأل يقو الليلسةوف اإل ليف ا للد برتراند رسةل يف سةيا يدياه ع ال ةراع بني العلم والدي‬
‫‪":‬العلمال يعوفون يف تواضع بوتو منالق جيد العلم نلسه عاتفا ع الوصو ليها"(‪.)22‬‬

‫وقد ظهر التنبيه علل ق ةةور العلم التجرييب منذ القرن الاام عشةةر ‪,‬ييث يقو نيوت – وهو أشةةهر‬
‫عامل ظهر يف نلأل القرن‪": -‬أان ال أعرف كيل أبدو للعامل ‪ ,‬ولكنج أبدو لنلسذ للال يلهو علل شال‬
‫البلر ‪ ,‬أهلذ نلسذ يف البلث بني احلني وا خر ع ي اة ملسال ‪ ,‬أو صدفة أكار مجاال ‪ ,‬بينما ديف‬
‫احلقيقة العظيم لتد أمامذ جمهوال"(‪.)23‬‬

‫(‪ )21‬انظر ‪ :‬اتريخ اللكر ارورويب احلديث ‪ ,‬روانلد (‪. )509‬‬


‫(‪ )22‬الدي والعلم (‪. )171‬‬
‫(‪ )23‬ا شاكل الللسلية للعلوم النووية ‪ ,‬فذنف هايفنل (‪. )81‬‬

‫‪24‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ويف هناية القرن التاسع عشر كتع يبوا رلوند مقاال نكر فيه أن هنا سبعة ألغام يف الكون ‪ ,‬أربعة‬
‫منها علل ارقل ال تقبل احلل أبدا ع لريق العلم ‪ ,‬وهذ ماهية ا ا ة والقوة ‪ ,‬وأص ة ة ة ة ةةل احلركة ‪ ,‬وأص ة ة ة ة ةةل‬
‫اإليسار البسيف ‪ ,‬ويرية اإلرا ة(‪.)24‬‬

‫ويف ثبات عجف اجلهد اإلنسةةاين ع أن يف بكل احلقائق الكونية يقو أينشةةتاي ‪":‬العقل البشةةر‬
‫مهما بلغ م عظمة التدريع ومسو التلكذ عاتف ع اإليالة ابلكون ‪ ,‬فنل أش ة ة ة ة ة ةةبه ارش ة ة ة ة ة ةةيال بطلل‬
‫خل مكتبة كبذة ‪ ,‬ارتلعت كتبها يىت السةةقل ‪ ,‬فغطت تدراهنا ‪ ,‬وهذ مكتوبة بلغات كاذة ‪ ,‬فالطلل‬
‫يعلم أنه ال بد أن يكون هنا شخث قد كتع تلأل الكتع ‪ ,‬ولكنه ال يعرف م كتبها وال كيل كانت‬
‫كتابته هلا ‪ ,‬وهو ال يلهم اللغات اليت كتبت هبا"(‪.)25‬‬

‫ويعل الس ة ة ة ةةذ تيمت تنتف يف رخر يياته ع عجف العلم اإلنس ة ة ة ةةاين ذقولة ظريلة بليغة فيقو ‪ ":‬ن‬
‫العلم ي ةةطا يف حبر الواقع بنوع معني م الش ةةبا ‪ ,‬يس ةةمل اب نهج العلمذ ‪ ,‬وقد يكون يف البلر الذ‬
‫ال لكننا أن نسل ورف الكاذ مما تعجف شبا العلم ع اقتناصه"(‪.)26‬‬

‫وأما سوليلان ‪ ,‬فإنه ألل كتااب خاصا يف هذف القضية أمساف "يدو العلم " ‪ ,‬وقد د كامل كتابه‬
‫للتأكيد علل ق ة ةةور العلم اإلنسة ةةاين ‪ ,‬واسة ةةتلالة يالته بكل احلقائق الوتو ية و ثبات أن له يدو ا ال‬
‫بد أن يقل عندها ‪ ,‬وأثبت أن التلوالت العلمية يف القرن العش ة ة ة ة ةري ت يد تلأل النتيجة ‪ ,‬ويقو ‪ ":‬لقد‬
‫أصةةبح العلم شةةديد احلسةةاسةةية ‪ ,‬ومتواضةةعا نسةةبيا ‪ ,‬ومل نعد نلق ا ن أن ارسةةلوب العلمذ هو ارسةةلوب‬
‫الوييد الناتع الكتس ةةاب ا عرفة احلقيقية"(‪ ,)27‬ويس ةةتمر يف مكيد نلأل قائال ‪ ":‬ن عد ا م رتا العلم‬
‫البارمي ي رون ذنتهل احلمار علل يقيقة م اها أن العلم ال يقدم لنا سول معرفة تفئية ع احلقيقة ‪,‬‬
‫وأن علينا لذلأل أن ال نعتل أو ال يطلع لينا أن نعتل كل ش ة ة ة ة ة ةةذل يس ة ة ة ة ة ةةتطيع العلم اهله جمر وهم م‬
‫اروهام"(‪.)28‬‬

‫(‪ )24‬انظر ‪ :‬العلم والدي يف الللسلة ا عاصرة ‪ ,‬اميل برترو (‪. )189‬‬
‫(‪ )25‬أنشتاي ‪ ,‬عبدالرمح مريبا (‪ , )145‬بواسطة ‪ :‬ق ور العلم البشر ‪ ,‬قيت القرلار (‪. )96‬‬
‫(‪ )26‬بسالة العلم ‪ ,‬يبل سنانلذ (‪. )229‬‬
‫(‪ )27‬يدو العلم (‪. )32‬‬
‫(‪ )28‬ا رتع السابق (‪. )32‬‬

‫‪25‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ويف الت ةريح بنقث العلم اإلنس ةةاين اهلائل يف كل اجملاالت يقو ارس ةةتان ش ةةار ريش ةةيه ‪":‬جيع علل‬
‫اإلنسة ةةان مع ايوامه العظيم للعلم الع ة ةةر أن يعتقد بقوة أن هذا العلم الع ة ةةر مهما بلغ م ال ة ةةلة‬
‫فهو ال يفا انق ا نق ا هائال"(‪.)29‬‬

‫من األملو اليت ياةز الالو التةريحي ن الل د د ددلل إلوها ‪ :‬القض ة ة ة ةةااي ا تعلقة ابرخال وا با ئ‬
‫والقيم والغاية والتعليل ‪ ,‬وقد نبه عد كبذ م العلمال – وبعضة ة ة ة ة ة ةةهم م ا عجبني ابلعلم تدا‪ -‬ىل هذف‬
‫القض ة ةةية مرات تعقبها مرات ‪ ,‬ويف بيان ش ة ةةذل م تلأل ارس ة ةةئلة اليت يعجف عنها العلم يقو الليلس ة ةةوف‬
‫اإل ليف ا للد برتراند رسة ة ة ةةل ‪ ":‬معظم ا سة ة ة ةةائل اليت ال يسة ة ة ةةتطيع العلم أن جييع عنها ‪ ,‬واليت تسة ة ة ةةتاذ‬
‫اهتمام العقو ا تأملة أكار مما يسةةتاذها أ شةةذل رخر ‪ ,‬أن تكون م القبيل الذ ال يسةةتطيع العلم أن‬
‫جييع عنه ‪ , ...‬وم أمالة هذف ا سة ة ة ة ة ة ةةائل ما يلذ ‪ :‬أيكون العامل منقسة ة ة ة ة ة ةةما ىل عقل وما ة ! و ن كان‬
‫كذلأل فما العقل وما ا ا ة هل العقل اتبع للما ة أم أنه ينلر بقول خاصة به أيف الكون ويدة تربف‬
‫أتفالف وهدف ينش ة ةةدف هل يتطور الكون س ة ةةاعيا حنو اية معينة أيقا هنا يف الطبيعة قوانني أم أننا‬
‫ن م بوتو القوانني الطبيعية رضةةالل لر باتنا اللطرية يف النظام ‪ ...‬هل للعي أسةةلوب شةريل وأسةةلوب‬
‫وض ة ةةيع أم أن أس ة ةةاليع العي كلها عبث ال خيتلل فيها أس ة ةةلوب ع أس ة ةةلوب أال بد للخذ أن يكون‬
‫خالدا لكذ يكون تديرا عندان ابلتقدير أم اخلذ يقيق منا ابلسةةعذ ورالف يىت ن كان الكون صةةائرا ىل‬
‫فنال دتوم ‪ .....‬تلأل أسئلة ال تستطيع اجلواب عنها يف ا عامل "(‪.)30‬‬

‫ويقو عة ة ة ة ة ة ةةامل الليفايل النمساو يرون شرو نغر (‪1987‬م) – وهو م احلائفي علل تائفة نوبل‪-‬‬
‫‪ ":‬ن ال ةةورة اليت يرمسها العلم للعامل احلقيقذ يويل صةةورة انق ةةة تدا ‪ ,‬صةةليح أنه يقدم يشةةدا ضةةخما‬
‫م ا علومات الواقعية ‪ ,‬ولكنه يسة ة ة ةةكت سة ة ة ةةكوات فاضة ة ة ةةلا ع كل ما هو قريع فعال ىل قلوبنا ‪ ,‬بل ما‬
‫يهمنا يقا ‪ ,‬نه ال يسة ة ة ةةتطيع أن يقو لنا كلمة وايدة ع احلمرة والفرقة ‪ ,‬ع ا رارة واحلالوة ‪ ,‬ع ارمل‬
‫اجلسد ‪ ,‬واللذة اجلة ة ة ة ة ة ةةسدية ‪ ,‬وال هو يعة ة ة ة ة ة ةةرف شيئا ع اجلما والقبح ‪ ,‬ع اخلذ والشر ‪ ,‬أو ع هللا‬
‫وارملية ‪ ,‬صة ة ة ة ةةليح أن العلم يدعذ أيياان أنه جييع ع أسئلة يف هذف اجملاالت ‪ ,‬ال أن ارتوبة هذ يف‬
‫ار لع علل قدر م السخل ‪ ,‬ال منيل معه ىل أخذها مأخذ اجلد"(‪.)31‬‬

‫(‪ )29‬علل ألال ا ذهع ا ا ‪ ,‬دمد فريد وتد (‪ ,)130/1‬وانظرا فيه مقاالت معد ة يف ا عىن نلسه (‪.)140-131/1‬‬
‫(‪ )30‬اتريخ الللسلة الغربية (‪. )4/1‬‬
‫(‪ )31‬العلم منظورف اجلديد ‪ ,‬تور ستانسيو (‪. )134‬‬

‫‪26‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ن العلم والعقل اإلنسة ة ة ة ةةاين ويدغا ل يسة ة ة ة ةةتطيعا أن يلس ة ة ة ة ةرا لنا انا وتدت هذف الذرات والنجوم‬
‫والكواكع واحلياة ‪ ,‬واإلنسة ة ة ة ةةان ذا أويت م قدرة رائعة ‪ ,‬وبر م أن العلوم تس ة ة ة ة ةةتطيع أن تقدم لنا نظرايت‬
‫قيمة ع السدمي ومولد اجملرات والنجوم والذرات و ذها م العوامل ارخرل ‪ ,‬فإهنا ال تستطيع أن تبني لنا‬
‫م ةةدر ا ا ة والطاقة اليت اسةةتخ ة ة ة ة ة ة ة ةةدمت يف بنال هذا الكون ‪ ,‬أو انا اسذ الكون صةةورته احلالية ونظامه‬
‫احلايل"(‪.)32‬‬

‫وقد أ ر عمال فيفايل الكم رون شةةرو ر ق ةةور العلم ع اجلواب علل كاذ م ارسةةئلة ا تعلقة‬
‫ابلقيم والل و ذغا فقا ‪":‬ال ة ةةورة اليت يقدمها العلم ع الواقع م يويل صة ةةورة انق ة ةةة تدا ‪ ...‬نه –‬
‫أ العلم الطبيعذ‪ -‬ال يتكلم ببنت شة ة ة ةةلة ع ارمحر وارمر ‪ ,‬وا ر واحللو ‪ ,‬وارمل واللذة ‪ ,‬أنه ال يعرف‬
‫شيئا ع اجلميل والقبيح ‪ ,‬واحلس والسي ‪ ,‬هللا واخللو ‪ ,‬يتظاهر العلم أيياان أبنه جييع علل أسئلة يف‬
‫البا ما تكون تاابته ش ة ةةخيلة للغاية ىل رتة أننا ال منيل ىل أخذها علل دمل‬ ‫هذف اجملاالت ‪ ,‬ولك‬
‫(‪)33‬‬
‫اجلد"‬

‫وأما س ة ة ةةذ يبو ميداوار – احلائف علل تائفة نوبل – فإنه تعل اال عال أبن العلم لكنه اجلواب علل‬
‫كل ارسة ة ةةئلة م ارسة ة ةةباب اجلالبة للعار‪ ,‬نكر " أن وتو يدو للعلم شة ة ةةذل واضة ة ةةح ع عجفف ع‬
‫اإلتابة ع أسةةئلة م مسةةتول ما يسةةأله لالب ا ريل االبتدائية مما يتعلق أبو ورخر ارشةةيال ‪ ,‬ارسةةئلة‬
‫(‪)34‬‬
‫م نوع كيل بدأ كل شذل انا حن كلنا هنا ما الغاية م احلياة "‬

‫وأما الليلس ة ة ة ة ة ةةوف ارمريكذ ا عاص ة ة ة ة ة ةةر تون لينكت ‪ ,‬فقد نكر أنه لو كانت عول النفعة العلموية‬
‫صة ة ة ةةليلة فإن نلأل يعج فورا ‪ ":‬لغال كاذ م مناهج ا دارر واجلامعات ؛ رن تقييم الللسة ة ة ةةلة وار ب‬
‫والل وا وسةةيقل يقع خار يدو العلم متاما ‪ ,‬كيل لك للعلم أن خيلان أبن ق ةةيدة ما عبقرية أو جمر‬
‫ق ةيدة سةيئة م ا كد أن هذا ل يتم يقيار لو الكلمات وتواترها يف الق ةائد ‪ ,‬وهل يسةتطيع العلم‬
‫ان خيلان أبن لويدة ما هذ قطعة مميفة فنيا أم جمر خربش ة ة ة ة ة ةةات لونية متداخلة م ا كد ل يس ة ة ة ة ة ةةتطيع‬
‫بعمل اليل كيميائذ لأللوان والقماش الذ رسة ة ة ةةم عليه ‪ ,‬وكذلأل تعليم ارخال يقع خار يدو العلم‬

‫(‪ )32‬هللا يتجلل يف ع ر العلم ‪ ,‬ارير تون كلوفرمونسيا (‪ , )42‬وانظر ا رتع نلسه (‪. )99 ,58-57‬‬
‫(‪ )33‬ثالرت رسائل يف اإلحلا والعلم واإللان ‪ ,‬عبدهللا الشهر (‪. )222‬‬
‫(‪ )34‬أقول براهني ون لينكت ‪,‬مجع أمحد يس (‪. )69‬‬

‫‪27‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أيضةا ‪ ,‬فالعلم يقو لأل ‪ :‬ن أضةلت ما ة السةوكنني ىل شةراب أيدهم فسةتقتله ‪ ,‬ولك العلم ال خيل‬
‫(‪)35‬‬
‫ن كان ي ح أخالقيا أن تدر السوكنني يف شا تدتأل كذ تستويل علل ممتلكا ا "‬

‫ويف هناية هذف النقو ال بد م التأكيد علل أننا لسةةنا ضةةد تقدم العلم وبلو ه أعلل ما لك للبشةةر‬
‫الوصو ليه ‪ ,‬ولسنا مم يدعو ىل تر تطوير العلم واللرح بنلسه وتعارف ‪ ,‬بل حن م أكل عاة التطور‬
‫يف العلم والتقدم يف مكتشلاته ‪ ,‬واهلدف ارساسذ م نكر تلأل النقو ومكيد نقد العلم يتملور يو‬
‫الر علل الغالة يف العلم ‪ ,‬الذ ا عو أهنم وصلوا ىل كل شذل أو سي لون ليه يف ا ستقل ‪ ,‬وأن العلم‬
‫هو الطريق الوييد عرفة احلقائق وبنال احلياة ‪.‬‬

‫‪ -4‬ا‪:‬رتاض التااوض الزائخل ‪ ،‬ونلأل أن أتباع النفعة العلموية ينطلقون م أن العلم فس ة ة ة ةةر لنا كل‬
‫وتو هللا تعاىل وال مس ة ة ة ة ة ةةوغ لحلان به وبتدبذف‬ ‫ش ة ة ة ة ة ةةذل أو يف مقدورف أن يلعل نلأل فال اعذ الفوا‬
‫للكون ‪.‬‬

‫وهذف مغالطة اسةةتداللية ظاهرة ‪ ,‬رهنا قائمة علل أنه ال وتو ال لوايد م خياري ما اإللان ابهلل‬
‫عقلذ ابلل ‪ ,‬فال تعار بني تلسة ة ة ة ةةذ‬ ‫تعاىل و ما اإللان ابلنفعة العلموية ‪ ,‬واحلقيقة أن هذا جمر افوا‬
‫العلم لكل شذل يف الكون وبني اإللان ابهلل تعاىل ‪ ,‬بل اإللان ابهلل أصل ل لة تلسذ العلم ‪.‬‬

‫ي كد تون لينكت هذا ا عىن فيقو ‪":‬النقطة اليت نريد هنا أن نلم هبا أن هللا ليت بديال ع العلم‬
‫م نلأل هو أسةةار مجيع التلاسةةذ‬ ‫كتلسةةذ ‪ ,‬فال جيوم أن نلهمه فقف كإله لللرا ات ‪ ,‬بل علل النقي‬
‫‪ ,‬فإن وتو ف هو الذ قدم مكانية التلسةذ نلسةها‪ -‬التلسةذ العلمذ و ذف‪ -‬م ا هم التأكيد علل هذا‬
‫ارمر ؛ رن ا للني ا ثري مال ريتش ةةار وكنف س ةةي ةةرون علل ت ةةور هللا كبديل تلس ةةذ للعلم‪ ,‬وهذف‬
‫فرية ال توتد يف اللكر الدي أب عمق كان ‪ ,‬لذلأل ارب وكنف أعدالا وغيني"(‪.)36‬‬

‫ن مال الغالة يف العلم مال رتل اختلل مع أصةةلابه يف رلة معقدة كانت بني أيدهم هل هلا صةةانع‬
‫أم هلا فأخذ يدرس ةةها س ةةنوات لويلة وتعرف علل أسة ةرارها وكيلية عملها ‪ ,‬تال ىل أص ةةلابه ‪ ,‬وقا‬

‫(‪ )35‬أقول براهني تون لينكت ‪ ,‬مجع أمحد يس (‪. )67‬‬


‫(‪ )36‬ا رتع السابق (‪ , )208‬وانظر أيضا (‪. )213‬‬

‫‪28‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫هلم ‪ :‬لقد وتدت الدليل القالع علل أن هذف ا لة ال صة ة ة ة ة ة ةةانع هلا ‪ ,‬فقد اكتشة ة ة ة ة ة ةةلت م خال ا ختل‬
‫صانع هلا!!‬ ‫والبلث العلمذ كل أسرارها ولريقة عملها فال اعذ الفوا‬

‫ن صنيع هذا الرتل سيكون مذموما عند كل العقالل ‪ ,‬وسيقو له أصلابه ‪ :‬ال تعار بني معرفة‬
‫أسة ة ة ة ة ةرار تلأل ا لة وبني ايتياتها ىل ص ة ة ة ة ةةانع ‪ ,‬وحن مل نقل ابيتياتها ىل ص ة ة ة ة ةةانع رتل أننا مل نعرف‬
‫أسرارها ‪ ,‬و منا رن الضرورة العقلية تقتضذ نلأل ‪ ,‬فسوال عرفنا أسرارها أو مل نعرفها ‪ ,‬فموقلنا ل يتأثر ‪.‬‬

‫فكوكها ‪ ،‬ونلأل أن الغالة يف العلم بغلوهم ا تعس ة ة ة ة ةل‬ ‫‪-5‬اتتزال املكلانت ا ن د د د ددانو الروب‬
‫وتهوا مس ة ةةار العقل اإلنس ة ةةاين احلديث ىل اجملاالت اليت لك للعلم أن يبلث فيها ‪ ,‬وهذ القض ة ةةااي اليت‬
‫سض ة ة ةةع للتجربة ‪ ,‬وص ة ة ةةرفوف ع االهتمام ابلقض ة ة ةةااي ذ التجريبية ‪ ,‬كالقيم وارخال وارس ة ة ةةئلة الوتو ية‬
‫الكلل ‪ ,‬ويكم عليها بعض ة ةةهم بعدم النلع ‪ ,‬وأق ة ةةل ارس ة ةةئلة ا تعلقة هبا ‪ ,‬وبعض ة ةةهم ياو أن ي ة ةةبغ‬
‫عليها ال بغة التجريبية ‪.‬‬

‫وهذا ال ةةنيع يف يقيقة أمرف اختفا ش ةةديد لللياة اإلنس ةةانية الريبة ‪ ,‬وهتأل لبنياهنا الواس ةةع رتل‬
‫اخلضة ة ة ة ة ة ةةوع لطبيعة التلكذ التجرييب ‪ ,‬وقد أ ر عد م ا لكري يف الغرب خطورة هذا االختفا ور رف‬
‫ا دمرة علل احلياة اإلنسة ةةانية ‪ ,‬فقد أ ر هوسة ةةر البلث يف هذف ارممة وكشة ةةل ع نتائجها علل احلياة‬
‫الغربية ‪ ,‬فذكر أن العلوم احلدياة ال تس ةةتطيع أن توته اإلنس ةةان ؛ لكوهنا تق ةةذ م ميداهنا كل ارس ةةئلة‬
‫اليت هلا عالقة ابلوتو اإلنسة ة ة ةةاين ‪ :‬أسة ة ة ةةئلة ا عىن والغاية والقيم وارخال ‪ ,‬ويقو ‪ ":‬ن رؤية اإلنس ة ة ة ةان‬
‫احلديث للعامل اد ت كلها يف الن ةةل الااين م القرن التاس ةةع عش ةةر م قبل العلوم الوض ةةعية ويدها ‪,‬‬
‫يف ال مباالة ع ارسة ة ةةئلة احلامسة‬ ‫وانبهرت ابالم هار الناتم ع هذف العلوم ‪ ,‬وهذا ما أ ل ىل اإلعرا‬
‫ابلنسبة لكل بشرية يقة ‪ ,‬ن علومنا ال تم ال ابلوقائع ‪ ,‬ت نع بشرا ال يعرفون ال الوقائع"(‪.)37‬‬

‫ونكر أن النار ض ة ة ة ة ة ةةجروا م العلم بعد احلرب العا ية اروىل ‪ ,‬واكتش ة ة ة ة ة ةةلوا أنه ال لك أن ل كل‬
‫مش ة ة ةةاكلهم ‪ ,‬واو موقلهم ىل ش ة ة ةةعور عدائذ مال العلم ‪ ,‬وقا ‪":‬كاذا ما نس ة ة ةةمع أبن العلم ليت له ما‬
‫يقوله لنا يف احمل اليت تلم حبياتنا ‪ ,‬نه يق ة ةةذ مبدئيا تلأل ارسة ةةئلة ابلذات اليت تعتل هذ ارسة ةةئلة ا للة‬

‫(‪ )37‬أممة العلوم اروروبية (‪. )44‬‬

‫‪29‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫عر يف أممنتنا ا شئومة لتلوالت م ذية ‪ :‬ارسئلة ا تعلقة ذعىن هذا الوتو البشر‬
‫ابلنسبة لحنسان ا َّ‬
‫أبكمله أو ال معناف"(‪.)38‬‬

‫ةجل فيها خالص ة ةةة تقييمه للعلم الوض ة ةةعذ فقا ‪ ":‬ن ا لهوم الوض ة ةةعذ للعلم يف‬
‫وانتهل ىل نتيجة س ة ة ىل‬
‫مماننا هذا نن – نا نظران ليه اترخييا‪ -‬ملهوم اختفايل"(‪.)39‬‬

‫وهذف النتيجة يدركها بوضوح ا تأمل يف النهاايت اليت وصل ليها الغالة يف العلم يف حبوثهم ومواقلهم‬
‫م ارسئلة ارخالقية والقيمية والغائية ‪.‬‬

‫‪ -6‬ا لل بني ال ظري مدللهلا املاريف ‪ ,‬فم ا علوم أن هنةةا فرقةةا بني النظريةةة العلميةةة وبني مةةا‬
‫ي خذ منها م مدلوالت معرفية و ينية وفلسة ة ة ة ةةلية ‪ ,‬فما ي خذ منها قدر مائد عليها خار ع يقيقتها ‪,‬‬
‫وع لبيعتها التجريبية العلمية ‪ ,‬فنل يف اجملا الللسة ة ة ة ة ة ةةلذ والديج ال نتعامل مع النظرية العلمية نا ا ‪,‬‬
‫و منا نتعامل مع فهم خاص لتلأل النظرية ‪ ,‬واستنتا عقلذ معريف خار ع لبيعتها التجريبية ‪.‬‬

‫ولك الغالة يف العلم خيلطون بني ارمري ‪ ,‬وجيعلون ما اسة ة ة ة ة ة ةةتنبطوف م النظرايت العلمية هو العلم‬
‫ناته ‪ ,‬وي ة ة ة ة ة ة ةةلون مواقلهم اإليديولوتية ابلنعوت اليت ينعتون هبا النظرية العلمية ‪ ,‬وهذا سليف معريف عا ٍر‬
‫ع ال لة ‪ ,‬وخار ع ا نهج ا عريف ا نضبف ‪.‬‬

‫وس ة ةةاعد علل نلأل اخللف انتش ة ةةار العلم وتض ة ةةخم هيمنته وس ة ةةطوته علل العقو يف الواقع ارورويب ‪,‬‬
‫فنتيجة لذلأل أخذ أصة ة ة ة ةةلاب اال اهات الللسة ة ة ة ةةلية ا ت ة ة ة ة ةةارعة رص كل لرف منهم علل التش ة ة ة ة ةةبث‬
‫ابل نظرايت العلمية ‪ ,‬وللق كل ا اف يدعذ أن العلم يد علل مواقله ويدعم ررالف ‪ ,‬فما ن تظهر نظرية‬
‫م النظرايت العلمي ةةة الكلل ىل الوتو يىت يته ةةاف ةةت ليه ةةا الن ةةار وخيتللون يوهل ةةا ‪ ,‬بني انق ةةد هل ةةا‬
‫و نهجيتها ‪ ,‬وبني م ة ة ة ة ةةتهم هلا ابإليديولوت ة ة ة ة ةةية أو الرت ة ة ة ة ةةعية واالحنطاط ‪ ,‬وبني لائلة لاة تقب ة ة ة ة ةةلت تلأل‬
‫النظرايت واستة ة ة ة ةةغلتها يف مييد أق ة ة ة ة ةواهلا اللة ة ة ة ةةلسلية والعلمية ‪ ,‬أو يف بطا ارقوا ارخرل ا قابلة ا تراف‬
‫صليلا ‪.‬‬

‫(‪ )38‬ا رتع السابق (‪. )44‬‬


‫(‪ )39‬ا رتع السابق (‪. )48‬‬

‫‪30‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فتلولت نظرايت العلم ىل س ةةاية م ال ة ةراعات ا ذهبية والتأويالت ا تعس ةةلة‪ ,‬يقو برتراند رس ةةل‬
‫اللالسلة لنظرايت العلم ‪ ":‬كما هو ا عتا يف يالة كل نظرية علمية تديدة‪,‬‬ ‫يف توصيل استغال بع‬
‫كان هنا ا اف م كل فيلسةةوف حنو تلسةةذ أعما أينشةةتاي علل حنو يتلق ونظامه ا يتافيفيقذ‪ ,‬ويقوح‬
‫أن احمل لة هذ ن ر لآلرال اليت يعتنقها هذا الليلسوف"(‪.)40‬‬

‫وأض ةةلت تلأل االس ةةتغالالت ظاهرة اتتماعية واس ةةعة يف اتريخ العلم والللس ةةلة ا عاص ةةرة ‪ ,‬فكم م‬
‫قو أُبطل بنالل علل ما فُهم م أن النظرية العلمية سالله ‪ ,‬وكم م رأ انتشة ة ة ة ة ة ةةر بنالل علل عول مييد‬
‫النظرية العلمية له ‪ ,‬وكم م فكرة شاعت وأثرت يف عقو النار بنالل علل أهنا م يدة ابلعلم احلديث ‪.‬‬

‫وقد اتسعت ائرة االستغال للنظرايت العلمية وتضخمت تبعا ا ‪ ,‬يىت بلغ ارمر بلينني أن وصل‬
‫العلم احلديث أبنه أش ةةبه ش ةةذل بِبَةغذ!(‪)41‬؛ لكارة ما وقع فيه م اس ةةتغال ‪ ,‬نتيجة للخلف ا تعس ةةل بني‬
‫النظرية وبني ما يستنتج منها ‪.‬‬

‫فإنا انتقلنا ىل نظرية نيوت يف اجلانبية ‪ ,‬فإان د التيارات ا عارضة لأل اين متهافتة عليها ومت ارعة‬
‫يوهلا ‪ ,‬أما أتباع تيار الدي الطبيعذ فقد تعلوا العلم النيوتج سة ة ة ة ة ة ةةندا هلم يف نكار تدخل هللا يف الكون‬
‫وتدبذف له و رسة ة ة ةةاله للرسة ة ة ةةل ومييدف ارنبيال اب عجفات ‪ ,‬فاهلل يف نظرهم بعد خلقه للكون ال يتدخل فيه‬
‫أب نوع م التدخل ‪ ,‬يىت ولو كان إبرس ة ة ةةا الرس ة ة ةةل ‪ ,‬فالكون بعد أن فعه هللا ىل الوتو أخذ يعمل‬
‫ذ تدخل ريد ‪ ,‬وابلتايل فإنه م ا س ة ةةتليل أن يتدخل هللا يف شة ة ة ون‬ ‫بنلس ة ةةه وفق قوانني ص ة ةةارمة م‬
‫النار فذسة ةةل ليهم رسة ةةال وأنبيال ‪ ,‬وم ا سة ةةتليل أن خير قوانني الكون رتل رتل ؛ رن خرقها يعج‬
‫بطا نظرية اجلانبية(‪ ,)42‬ويف بيان نلأل تقو الكاتبة وريندا أوترام ‪ ":‬وهكذا اس ةةتغل عمل نيوت بطر‬
‫أبعد ما تكون ع هدفه ارص ة ة ةةلذ ‪ ,‬بق ة ة ةةد تدعيم أولئأل الذي ُمسوا الربوبيني ‪ ,‬الذي كانوا ي منون ابهلل‬
‫كخةةالق للكون فقف ‪ ,‬أ ‪ :‬أن هللا عنةةدهم منةةاظر لقوانني الطبيعةةة نلس ة ة ة ة ة ة ةهةةا ‪ ,‬هةةذا اإللةه ال ش ة ة ة ة ة ة ةةأن لةةه‬
‫ابالختيارات اإلهلية للنار ‪ ,‬ولكنه ذاابة العلة اروىل فقف"(‪. )43‬‬

‫(‪ )40‬فلسلة العلم ‪ ,‬فيليع فرانأل (‪ , )223‬وانظر ‪ :‬فلسلة العلوم ‪ ,‬بدو عبداللتاح (‪. )258‬‬
‫(‪ )41‬انظر ‪ :‬مع الليلسوف ‪ ,‬دمد بت اللند (‪. )12‬‬
‫(‪ )42‬انظر ‪ :‬تكوي العقل احلديث ‪ ,‬تون هرمان راندا (‪. )448-444/1‬‬
‫(‪ )43‬التنوير (‪. )148‬‬

‫‪31‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وأما تيار اإلحلا فإهنم أيضا استغلوا نظرية اجلانبية النيوتينية واعتمدوا عليها يف نكارهم لوتو اخلالق‬
‫وتو هللا ليمسة ة ة ة ة ة ةةأل ابلكون ‪ ,‬فالكون‬ ‫‪ ,‬ييث هنا أثبتت –يف معمهم‪ -‬أبان لسة ة ة ة ة ة ةةنا يف ياتة الفوا‬
‫متماسأل بقوانينه كما يقولون(‪.)44‬‬

‫وأما نظرية اروي يف التطور الطبيعذ فإهنا اس ة ةةتغلت أسة ة ةوأ اس ة ةةتغال وأقبله م قبل اجملرمني والقتلة‬
‫وسة ة ة ة ة ة ةةلاكذ الدمال ؛ حبجة أن هذف النظرية تد علل أن البقال ال يكون ال لألصة ة ة ة ة ة ةةلح ‪ ,‬وبرروا بذلأل‬
‫مذاحبهم اليت قاموا هبا ضد الشعوب اللقذة ‪ ,‬ويف ت وير نلأل يقو اونف يف أثنال عرضه ذهع اروي‬
‫‪":‬وم تهة أخرل نشأت تطبيقات أخرل لنظرايته ‪ ,‬ال نظ أن ارون كان يرضاها لو كان ييا ‪ ,‬فماال‬
‫ارتنار البش ة ةرية ؛‬ ‫اسذت اللاشة ةةية نظرية االنتخاب الطبيعذ والبقال لألصة ةةلح ملرا للقض ة ةةال علل بع‬
‫رهنا تقضةةذ علل العناصةةر الضةةعيلة وتسةةتبقذ العناصةةر القوية"(‪ , )45‬ويقو رشةةايل مواتقو م كدا يدورت‬
‫ا ش ة ة ة ة ةةتغلني ابلعلم ‪":‬وقد اس ة ة ة ة ةةتعملت وتهة النظر‬ ‫االس ة ة ة ة ةةتغال القبيح لنظرية التطور يىت م قبل بع‬
‫الطوائل تتخيل أو ظ‬ ‫الدارونية قاعدة حلجج يختللة واس ةةعة ‪ ,‬كالتلريق بني النار علل أس ةةار أن بع‬
‫أهنا وضةةيعة ‪ ,‬كما اسةةتعملت لتلير احلروب وس ةةلو رتا ارعما لوبية ارللا ‪ ,‬وقيل ‪ :‬ن ارتنار‬
‫ا تمدنة م البشةةر سةةتبيد ارتنار ا تويشةةة وال دلها ‪ ,‬وقد ر هذا ال ةةدل كل م أرتسةةت هيكل‬
‫وفرانسيت كالتون ‪ ,‬وهيئة أركان احلرب ار انية و ذهم"(‪. )46‬‬

‫وأما ا رخ اإل ليف روانلد سة ةةوومل فإنه يني نكر ارسة ةةباب اليت أ ت ىل نشة ةةوب احلرب العا ية‬
‫اروىل قا ‪":‬فالروح الدارونية القائلة أبن ال ةراع وا نافسةةة والقوة هذ قوانني احلياة ‪ ,‬كانت ا نبع الرئيسةةذ‬
‫رقوا رتا السياسة وأفعاهلم"(‪.)47‬‬

‫ف ا اركس ة ة ة ة ة ةةيون بني موقلهم اإليديولوتذ وبني نظرية التطور الداروينية ‪ ,‬وا عوا أهنا تد علل‬
‫وكذلأل َخلَ َ‬
‫أصة ة ةةلهم يف ال ة ة ةراع بني الطبقات ‪ ,‬واسة ة ةةتغلوا نلأل لتطبيق رؤيتهم يف التعامل مع االختالف بني ألياف‬
‫اجملتمع‪ ,‬وللقوا يللون ائما أبن ما هم عليه هو الذ يد عليه العلم ويرشد ليه(‪.)48‬‬

‫(‪ )44‬انظر ‪ :‬هللا يف الللسلة احلدياة ‪ ,‬تيمت كولنف (‪ , )218‬وتشكيل العقل احلديث ‪ ,‬تون هرمان (‪ , )459/1‬والدي يف مواتهة العلم ‪,‬‬
‫وييد الدي خان (‪. )16-15‬‬
‫(‪ )45‬كتع ذت وته العامل (‪. )304‬‬
‫(‪ )46‬لبيعة اإلنسان البيولوتية واالتتماعية (‪ , )18-17‬بواسطة ‪ :‬افت النظرية الداروينية ‪ ,‬السيد ها ا درسذ (‪.)208‬‬
‫(‪ )47‬اتريخ اللكر اروريب احلديث (‪. )549‬‬
‫(‪ )48‬انظر‪ :‬كتع ذت وته العامل ‪ ,‬اونف (‪ ,)304‬وألل ابل ا ا ية اجلدلية ‪ ,‬فاسيلذ بو و ستنيأل وأوفشيت ابخوت (‪.)16‬‬

‫‪32‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وكذلأل اسة ة ة ة ةةتغل الرأمساليون نظرية احلتمية البيولوتية ‪ ,‬وهذ النظرية اليت تقوم علل أن مجيع سة ة ة ة ةةلو‬
‫اإلنسان واالختالفات بني البشر دكومة ابختالفات بيولوتية ال تقبل التغيذ وال التبديل‪ , -‬واستدلوا هبا‬
‫علل اجلنت ارسو ‪ ,‬واعتمدوا عليها يف مكيد مشروعية انقسام اجملتمع ىل‬ ‫علل تلضيل اجلنت اربي‬
‫الطبقات علل ذها ‪ ,‬وأضة ة ةةلت هذف النظرية عن ة ة ةرا هاما يف ا عار‬ ‫لبقات متلاوتة ‪ ,‬وسة ة ةةيطرة بع‬
‫السياسية واالتتماعية لسنوات عديدة يف أوكرانيا وبريطانيا و ذغا(‪.)49‬‬

‫و نا انتقلنا ىل النظرية النس ةةبية اليت اكتش ةةلها أينش ةةتاي ‪ ,‬فإان د ال ةراع يوهلا دتدما بني التيارات‬
‫الللس ة ة ةةل ية ا تدافعة ‪ ,‬فقد لقيت هذف النظرية ترييبا عاما م لدن اللالس ة ة ةةلة ا االيني ؛ لنفعتها ا عارض ة ة ةةة‬
‫ا االيني بعنل ؛‬ ‫للما ية ؛ ورهنا ت كد مكانة اإلنسة ة ة ة ة ة ةةان ا ميف يف الكون ‪ ,‬ومع نلأل فقد هامجها بع‬
‫لكوهنا أفسدت الت ور ا طلق للفمان واستبدلت به ت ورا نسبيا له ‪.‬‬

‫وأما الللسةةلات ا ا ية فقد وقلت موقلا معا اي م نظرية النسةةبية ؛ لكوهنا اسةةتبعدت ملهوم ا ا ة ‪,‬‬
‫كلقيقة مطلقة ‪ ,‬وس ة ةةارع عد م علمال الس ة ةةوفيات ىل ا ام النظرية النس ة ةةبية أبهنا رتعية لبقية ‪ ,‬تعو‬
‫ابإلنسان ىل ع ور الرويانيات والت ورات ا يتافيفيقية!(‪.)50‬‬

‫ويعلق فيليع فرانأل علل نظ ة ةرية النسبية ‪ ,‬ويكة ةةشل ع لبيعة االستنتاتات الللسلية منها‪ ,‬فيقو‬
‫‪":‬ونظرية النس ة ةةبية يف واقع ارمر مهيأة تيدا رن ت ة ةةبح ماال للتلس ة ة ةذات الللس ة ةةلية وا يتافيفيقية للعلم ‪,‬‬
‫وم هنا لك أن نلهم أن ا ضة ةةامني الللسة ةةلية للنسة ةةبية لك أن تسة ةةتخر بطر شة ةةىت كاذا ما تتناق‬
‫‪ ,‬وهذا أمر ملهوم نا علمنا أن النظرية ال اد هذف التلس ة ةذات تلس ة ةذا فريدا ‪,‬‬ ‫يىت مع بعض ةةها البع‬
‫نيا اربنا اليومية"(‪.)51‬‬ ‫فهذف التلسذات هذ متاالت بنظرية النسبية مستخل ة م‬

‫وم كل ما سةةبق ينجلذ بوضةةوح أن هنا فرقا سةةليقا بني النظرية العلمية وبني ما يسةةتنتج منها م‬
‫مدلوالت معرفية وفلس ة ة ة ة ةةلية ‪ ,‬فالعلم التجرييب ال لدان بللس ة ة ة ة ةةلة وال أبيكام ش ة ة ة ة ةةرعية وال بقيم أخالقية ‪,‬‬
‫وارتباط هذف ارمور ابلعلم التجرييب منا هو ارتباط اسة ة ة ة ة ة ةةتنتاتذ يقوم به أشة ة ة ة ة ة ةةخاص ددو ون ‪ ,‬وأولئأل‬
‫ارشةةخاص ليس ةوا هم العلم نلسةةه وليس ةوا ملئني م ارهوال والر بات ‪ ,‬وال هم مع ةةومني م الوقوع يف‬

‫(‪ )49‬انظر ‪ :‬علم ارييال واإليديولوتيا والطبيعة البشرية ‪ ,‬ستيل ورخرون (‪. )34-33‬‬
‫(‪ )50‬انظر ‪ :‬فلسلة العلم ‪ ,‬فيليع فرانأل (‪ , )225-223‬وفلسلة العلوم ‪ ,‬عبداللتاح بدو (‪. )258‬‬
‫(‪ )51‬فلسلة العلم (‪. )222‬‬

‫‪33‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اخلطأ والفلل ‪ ,‬فاال عال أبن ما يس ة ةةتنتجونه م العلم هو العلم نلس ة ةةه ض ة ةةال مبني واحنراف س ة ةةليق ع‬
‫العقل وا نطق(‪. )52‬‬

‫ذ أن يكون يف مقدمات الدليل‬ ‫‪ -7‬القفز احلكمو ‪ ,‬وا را ابلقلف احلكمذ ‪ ,‬االنتقا ىل النتيجة م‬
‫ما يس ة ة ة ة ةةتلفمها أو يقتض ة ة ة ة ةةيها ‪ ,‬فنجد الغالة يف العلم ي كدون ائما أن نظرية ما تد علل قوهلم يف نكار‬
‫اخلالق أو بطالن أصة ة ةةل م أصة ة ةةو الدي ال ة ة ةةليلة ‪ ,‬فإنا يققنا النظر يف تلأل النظرية ال د فيها ما‬
‫يد علل موقلهم ‪ ,‬و منا يدعون نلأل ا عالا دضا ‪.‬‬

‫ما ا عوا أن نظريته تد عليه ‪ ,‬وم ارمالة‬ ‫بل د صايع النظرية نلسها ومكتشلها ي م بنقي‬
‫علل نظرية اجلانبية اليت اكتشة ة ة ة ة ة ةةلها نيوت يف‬ ‫أتباع التيار اإلحلا‬ ‫ا شة ة ة ة ة ة ةةهورة علل نلأل ‪ :‬اعتما بع‬
‫ثبات استغنال الكة ة ةةون ع اخلالق ‪ ,‬وهذف النظرية عند التة ة ةةلقيق ال تد علل نلأل ‪ ,‬و اية ما تكة ة ةةشل‬
‫عنه لريقة سذ الكون وعمله ‪ ,‬وال تتعلق ذ ة ة ة در الكون ومنشئه ؛ ورتة ة ةةل هذا كان نيوت م منا بوتو‬
‫ذف ‪-‬ويقو ‪":‬هذا أس ة ةةلوب هللا يف العمل ‪ ,‬فاهلل‬ ‫اخلالق – وهو ابلض ة ةةرورة أعلم بنظريته ومقتض ة ةةيا ا م‬
‫جير مشيئته يف الكون بواسطة أسباب وعلل"(‪.)53‬‬

‫الغالة يف العلم ي ة ةةر علل أن نظرية اجلانبية تد علل اس ة ةةتقال العامل بنلس ة ةةه‬ ‫ومع نلأل د بع‬
‫وأنه ال تا ىل خالق !‬

‫‪ -8‬اآلاثو املدمرة للالو احلديث ‪ ,‬فإنا أخذان اب نهج الذ يسة ة ةةلكه الغالة يف العلم يف اخللف بني‬
‫نظرايت العلم وبني ما يس ة ة ة ةةتنتجونه منها فإنه لكننا أن نقو ‪ :‬مع أن العلم أيدرت تطورات جيابية هائلة‬
‫يف يياة اإلنسةةان ‪ ,‬وارتقل بعيشةةه مراتع عالية يف سةةلم احلضةةارة ‪ ,‬وسةةاعدف علل اوم أمماته ومتاعبه يف‬
‫احلياة ‪ ,‬وأعانه علل سطذ كاذ م ا نغ ة ةةات اليت كانت تكدر العي ‪ ,‬ال أن العلم احلديث يف ا قابل‬
‫س ةةاعد بقوة علل يدارت أضة ةرار ض ةةخمة يف يياة اإلنس ةةان مل تك موتو ة م قبل ‪ ,‬وأعان علل ظهور‬
‫مآم وم ائع كان هلا ارثر اربلغ يف تكدير احلياة يف ارر ويف فسا العي فيها ‪.‬‬

‫(‪ ) 52‬انظر يف أن العلم ليت موضوعيا وأن العلمال التجريبيني يتأثرون اب ثرات ا نافية للنفاهة ‪ :‬هناية اإلنسان ‪ ,‬فرانسيس فوكوايما (‪)257‬‬
‫‪ ,‬العلم و ليل الت ميم يف الكون ‪ ,‬مايكل بيهذ ورخرون (‪ , )31‬وت ميم احلياة ‪ ,‬ويليام لبسكذ وويلف (‪ )42‬وأقول براهني تون‬
‫لينكت ‪ ,‬مجع أمحد يس (‪ , )54‬وثالرت رسائل يف اإلحلا والعلم واإللان ‪ ,‬عبدهللا الشهر (‪ , )148‬والعو ة ىل اإللان ‪ ,‬هيام‬
‫للعت (‪. )153‬‬
‫(‪ )53‬الدي يف مواتهة العلم ‪ ,‬وييد الدي خان (‪. )42‬‬

‫‪34‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الدارس ةةني يف التلذير م العواقع الوخيمة اليت س ةةتوتع علل‬ ‫ومنذ القرن التاس ةةع عش ةةر أخذ بع‬
‫اللهث ورال التطورات العلمية بغذ ب ة ة ة ةةذة وال يكمة ‪ ,‬وبغذ قانون أخالقذ ‪ ,‬ويف بداية القرن العش ة ة ة ةري‬
‫"راح عد ذ قليل م ا راقبني يش ة ة ةةعرون أبن م ش ة ة ةةأن مال هذف التطورات أن تكون نُ ُذر ش ة ة ة ة م مم ِهدة‬
‫لقلع القيم اإلنسانية رأسا علل عقع"(‪.)54‬‬

‫وم أشة ة ة ة ة ة ةةهر م نقد العلم ابعتبار ا ر ا وتبة عليه أينشة ة ة ة ة ة ةةتاي ‪ ,‬ييث يقو ع العلم ‪ ":‬نه مل‬
‫يسة ة ةةتخدم يىت اليوم ال يف خلق العبيد ‪ ,‬فلذ مم احلرب يسة ة ةةتخدم يف تسة ة ةةميمنا وتشة ة ةةويهنا ‪ ,‬ويف مم‬
‫السلم جيعل يياتنا منهوكة ومرهقة"(‪. )55‬‬

‫ويف الكش ة ة ة ة ةةل ع ا أم الذ تس ة ة ة ة ةةبع العلم يف يداثه يف يياة النار وسييبه ماهلم يقو م للا‬
‫كتاب "انتلار الغرب" ‪":‬كان م ا عتا أن يعتقد أن العلم س ةةوف لنح العامل منافع ض ةةخمة ‪ ,‬وكان م‬
‫ا عتا أن يكون قا را علل الوفال هبذف التوقعات ‪ ...‬لك قبل نلأل هنا تيار مضة ة ة ة ة ة ةةا قو يف التقدير‬
‫العام للعلم ‪ ,‬وهو التيار الذ كان قد بدأ يف الس ةةنوات اليت كانت بني احلربني‪ -‬اروىل والاانية ‪ ...-‬وهو‬
‫أن العلم ينفع ع اإلنسان صلاته اإلنسانية ‪ ,‬وكان أ اة سهلة تدا للمستبدي ومنح االمتيامات للنخبة ‪,‬‬
‫وتض ة ة ةةاعل الش ة ة ةةأل يف العلم علل حنو ض ة ة ةةخم ‪ ,‬وتعمق نتيجة للض ة ة ةةائع هذوش ة ة ةةيما ‪ ...‬وقد عل العلمال‬
‫البارمون ع شة ةةكوكهم ‪ ,‬وقا أينشة ةةتاي بعد هذوشة ةةيما ‪":‬لو كنت أعرف أهنم يسة ةةتعملون هذا ‪ ,‬لكنت‬
‫عملت ص ةةانع أيذية"‪ ...‬ومنذ الس ةةتينات بدأت الدالئل تواكم وتش ةةذ ىل أن انت ةةارات العلم كانت قد‬
‫بدأت م قبل يف تسميم مال الكوكع ‪ ,‬وهوائه وتربته‪.)56("...‬‬

‫وقد قام عد م الدارس ة ةةني والناقدي للنفعة الغالية يف العلم برص ة ةةد ا ر اليت ترتبت علل التطورات‬
‫العلمية يف يياة اإلنسان وعيشه ‪.‬‬

‫وم أهم تلأل ا ر ض ةةياع قيم اإلنس ةةان وفقدان ا عىن اإلنس ةةاين ‪ ,‬وقد ص ةةور ريتش ةةا ر اترانر ر ر‬
‫العلم ا دمرة علل القيم اإلنسانية بكالم مل ل وتلذ ‪ ,‬فذكر أنه مع يلو منت ل القرن العشري أخذ‬
‫العلم يتلو ىل التكنولوتيا ‪ ,‬وابتت ال دل اإلنسان ‪ ,‬وتر ت اإلنسان م نسانيته ‪ ,‬واضعة ايف يف‬

‫(‪ )54‬رالم العقل الغريب ‪ ,‬ريتشار اتابر (‪. )432‬‬


‫(‪ )55‬فاع ع العلم ‪ ,‬ابييه (‪. )36‬‬
‫(‪ )56‬انتلار الغرب (‪. )140-139‬‬

‫‪35‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫خانة ا وا وقطع الغيار االصة ة ة ة ة ة ةةطناعية ‪ ,‬بدال م خانة الطبيعة ا لعمة ابحلياة ‪ ,‬يف بيئة منمطة علل حنو‬
‫ذ مجايل ‪ ,‬ييث لت الوس ة ة ةةائل اجلديدة يف التهام الغاابت ‪ ,‬و دت س ة ة ةةائر ا ش ة ة ةةكالت حبو تقنية‬
‫قابلة لللل علل يس ة ةةاب ر و وتو ية يقيقية ‪ ,‬فض ة ةةرورات العمل التقج ا ندفعة وا تعاظمة ناتيا ابتت‬
‫تنتفع اإلنسان و ر ف م عالقته ارساسية ابرر ‪.‬‬

‫ص ة ة ة ة ةةارت اللر ية اإلنس ة ة ة ة ةةانية متفايدة التوتر ‪ ,‬موش ة ة ة ة ةةكة علل االختلال ات مثذ اإلنتا اجلماهذ‬
‫واإلعالم اجلماهذ ‪ ,‬وانتش ة ة ةةار نوع م احلركة ا دنية الكئيبة ‪ ,‬ا اقلة اب تاعع وارممات ‪ ,‬صة ة ة ةروح البىن‬
‫والقيم التقليدية اوت ‪ ,‬ومع تدفق سةيل ال هنائذ م االبتكارات التكنولوتية ابتت احلياة احلدياة عرضةة‬
‫لس ة ةةرعة تغيذ مدوخة ‪ ,‬علل حنو ذ مس ة ةةبو ‪ ,‬رايت التعقيد ابتت لا ية علل بيئة اإلنس ة ةةان ‪ ...‬ابتت‬
‫قدرة اإلنسان علل االيتلاظ إبنسانيته يف بيئته ت نعها التكنولوتيا مللوفة علل ما يبدو بقدر متفايد م‬
‫الشأل(‪. )57‬‬

‫وم ر ر العلم ا دمرة علل يياة اإلنس ةةان ‪ :‬انتش ةةار اإلفس ةةا يف ارر ‪ ,‬فمع أن العلم تس ةةبع يف‬
‫هتأل ا عاين اإلنسانية فإنه مجع مع نلأل التسبع يف التلورت البيئذ ياف الكوكع وهوائه وترابه ‪ ,‬وأيدرت‬
‫تديدة مس ة ةةتع ة ةةية علل‬ ‫فيها مثذات م نية حلياة اإلنسة ةةان واحليوان والنبات ‪ ,‬تسة ةةببت يف ظهور أمرا‬
‫أنواع عديدة م ارتنار احليوانية ‪.‬‬ ‫العال ‪ ,‬وأ ت ىل انقرا‬

‫وتس ةةببت التطورات العلمية احلدياة يف اإلتهام علل الغاابت يف ارر واكل الوبة ونض ةةوب ا ياف‬
‫اجلوفية ‪ ,‬وتسببت أيضا يف الواكم اهل ة ة ة ة ةةائل للنلاايت السامة ‪ ,‬ويف االخ ة ة ة ة ةةتال الشديد يف جممل ا نظومة‬
‫البيئية يف كوكع ارر ‪ ,‬وهة ة ة ة ة ة ةةذف الظ ة ة ة ة ة ة ةواهر و ذها هلا ر ر مدمرة علل احلياة يف ارر بشكل ظاهر‬
‫تدا(‪.)58‬‬

‫وم ا ر ا دمرة اليت نتجت ع العلم ‪ :‬تدعيم القدرة علل ت ة ة ة ة ة ةةنيع ارسة ة ة ة ة ةةللة اللتاكة ‪ ,‬فا ر‬
‫الس ة ة ة ةةيئة للعلم مل تقت ة ة ة ةةر علل هتأل ا عاين اإلنس ة ة ة ةةانية وال علل يدارت اإلفس ة ة ة ةةا يف مقومات احلياة يف‬

‫(‪ )57‬انظر ‪ :‬رالم العقل الغريب (‪. )432‬‬


‫(‪ )58‬انظر يف تل يل نلأل ‪ :‬العلم يف نقد العلم (‪ , )97 , 69 ,45‬ورالم العقل الغريب ‪ ,‬ريتشار اترانر (‪. )433‬‬

‫‪36‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ارر ‪ ,‬و منا مجعت مع نلأل تدعيم القدرة علل صة ة ة ة ة ةةناعة ارسة ة ة ة ة ةةللة نات القدرة الكبذة علل اإلهال‬
‫والتدمذ الشامل ‪ ,‬فقد ساعد التطور العلمذ علل نتا القنابل الذرية واهليدروتينية وال واريخ اليت لأل‬
‫احلررت والنسل ‪ ,‬وتدمر احلياة يف ارر تدمذا(‪.)59‬‬

‫ال بد من الت كود لى أ الدالئح ال د ددابق إمنا سد ددوقم ب ا لى الت د ددلوو ابمل هج الذإ سد دداو‬
‫لوه الغملة يف الالو االلتزا الت زيل ابل ريق اليت أعاملا لوها ُ كهو ابلالو‬

‫الغريع يقا أنه كلما سة ة ة ةةيقت هذف الدالئل و ذها يف بيان ا ر ا دمرة للعلم علل يياة اإلنسة ة ة ةةان‬
‫يبةةا ر الغالة يف العلم ابلقو أبن هةةذف الةةدالئةةل قةةائمةةة علل اخللف بني العلم وبني تطبيقةةاتةةه اخلةةالئةةة ‪,‬‬
‫النار ابستغال تطبيقه تطبيقا خالئا !‬ ‫وي رخون ‪ :‬ما ننع العلم نا قام بع‬

‫يدعون أن‬
‫منهجذ يخيم علل عقو الغالة يف العلم ‪ ,‬فإهنم ىل‬ ‫ولك هذا اجلواب يكش ة ة ة ةةل ع تناق‬
‫العلم قضة ة ة ة ة ة ةةل علل ار اين وأنةه م يةد واقلهم اإلحلةا يةة ‪ ,‬وخيلطون بني ررائهم وبني النظرايت العلميةة ‪,‬‬
‫ويني اعتمد ا خاللون هلم منهجهم نلسةةه يف االسةةتدال وسةةلكوا الطريق الذ سةةلكوف ‪ ,‬وتوصةةلوا بذلأل‬
‫ىل الكشة ة ة ةةل ع ر ر العلم ا دمرة علل يياة اإلنسة ة ة ةةان اب روا ىل التنكر نهجهم ‪ ,‬وأخذوا يدعون ىل‬
‫التلريق بني العلم وبني ما يستنتج منه !‬

‫وكل ما سبق ي كد أن ا نهج الع ة ة ة ة ة ة ةةملذ ال ي لح ويدف يف قيا ة البشرية ‪ ,‬وال لكنه ذلر ف أن قق‬
‫احلياة اإلنسانية الرشيدة ‪ ,‬وليت يف مق ة ة ة ة ةةدرته أن يسلأل ابإلنسان ىل بر ارمان ‪ ,‬و منا ال بد م م ا ر‬
‫أخرل تتضافر معه وتتكامل مع تهو ف ‪ ,‬يىت يتلقق لحنسان يف هذا الوتو احلياة الكرلة الرشيدة ‪.‬‬

‫(‪ )59‬انظر ‪ :‬العلم والدي ‪ ,‬برتراند رسل (‪ , )246‬ورالم العقل الغريب ‪ ,‬ريتشار اترانر (‪. )434‬‬

‫‪37‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫االستغ ا ابمل هج الالمو‬ ‫األ ح ال ا من أ لل الالملي‬

‫تقوم يقيقة ارصل الااين علل أن ا نهج العلمذ يف البلث هو الطريقة االستداللية العلمية الوييدة‬
‫ال ة ة ة ةةاحلة إلقامة ا عرفة والعلوم ‪ ,‬وأنه ال منهج اسة ة ة ةةتداليل صة ة ة ةةليح ذف ‪ ,‬وأن كل ا ناهج االسة ة ة ةةتداللية‬
‫ارخرل اليت تسلكها ار اين والللسلات ما هذ ال مناهج خالئة فاقدة لل لة‪.‬‬

‫وهذف الدعول م أخطر القضة ة ة ة ة ةةااي اليت اعتمد عليها الناقدون لأل اين ‪ ,‬وم أكارها وقعا يف اديد‬
‫مس ة ةةارا م ا عرفية ‪ ,‬وم أعمقها أثرا يف بنال ت ة ةةورا م وررائهم ؛ لكوهنا متعلقة بقض ة ةةية منهجية خطذة ‪,‬‬
‫وهذ قضية االستة ة ة ةةدال ومنة ة ة ةةهج البنال ا عريف واللكر ‪ ,‬ويف بيان خطر هذف الدعول يقو وييد الدي‬
‫خان ‪ ":‬ن قضية الع ر احلاضر ضد ار اين هذ قضية االستدال ‪ ,‬أعج الطريقة اجلديدة اليت اكتشلها‬
‫العلم احلةةديةةث بعةةد التطورات يف مبةةا ئةةه اجلةةديةةدة ‪ ,‬حبيةةث مل تعةةد تقل أمةةامهةةا عول الةةدي وعقةةائةةدف ‪,‬‬
‫وهذف الطريقة اجلديدة هذ معرفة احلقيقة ابلتجربة وا شاهدة"(‪.)60‬‬

‫وياصل هذف الدعول أن ا نهج العلمذ ابرتكامف علل التجربة واالختبار وا اليظة يقدم لنا النمون‬
‫ال ة ة ة ةةليح يف البنال ا عريف ؛ ونلأل أنه ال لكننا حن البشة ة ة ةةر أن نبج معرفة خالية م ارسة ة ة ةةالذ واخلرافة‬
‫واخللل ال نا اعتمدان كل االعتما علل التجربة واالختبار ‪ ,‬لكوننا ال نس ة ة ةةتطيع التلقق م ص ة ة ةةد أ‬
‫فكرة ال نا قمنا ابختبارها والتلقق م صدقها وسالمتها م اخللل ‪.‬‬

‫فا نهج العلمذ التجرييب نن مرتكف بشةةكل أسةةاسةةذ علل ا ذهع الللسةةلذ احلسةةذ ‪ ,‬الذ تشةةكل‬
‫‪ ,‬تطور ىل صورته ا كتملة يف القرن الاام عشر ‪.‬‬ ‫ب ورته احلدياة يف القرن السابع عشر ا يال‬

‫وابلغ الغة ة ةةالة يف العلم يف ل ة ة ةرال ا نهج العة ة ةةلمذ ‪ ,‬ويف تقة ة ةةدير أغيته ومنفلته ‪ ,‬يىت قا برتراند رسل‬
‫‪ ":‬ن الذ يعجف العلم ع اكتشة ة ة ة ةةافه ال يسة ة ة ة ةةتطيع البشة ة ة ة ةةر معرفته"(‪ ,)61‬ويقو تذ ‪ .‬مورالند‪ -‬أيد‬
‫ا عاصة ة ةري الغالة يف العلم‪" -‬العلم ويدف عقالين ‪ ,‬العلم ويدف قق احلق ‪ ,‬كل ش ة ةةذل رخر جمر عقيدة‬
‫ورأ ‪ ...‬نا كان هنا شةةذل ال لك قيامه أو اختبارف ابلطريقة العلمية فال لك أن يكون صةةليلا أو‬

‫(‪ )60‬اإلسالم يتلدل (‪. )45‬‬


‫(‪ )61‬العلم والدي (‪. )243‬‬

‫‪38‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫عقالنيا"(‪ , )62‬ونكر بذسة ةةت يف كتابه" أركان العلم" أن ا نهج العلمذ هو الوس ة ةةيلة الوييدة لحنسة ةةان يف‬
‫يل كل مشكالته يف احلياة(‪.)63‬‬
‫ىل‬

‫وق ةةد تع ةةد ت مكلانت امل هج الالمو التةريحي اليت ا تم ددد لوه ددا الغملة يف الالو ‪ ,‬وتنوع ةةت‬
‫الركائف اليت يشهروهنا يف وته ا ع ة ةةارضني هلم ؛ ورتل أن يكون احل ة ةةديث واضلا يف هذف الق ة ةةضية فال بد‬
‫م التمييف البني بني تلأل ا ة ة ة ة ة ةةكوانت ‪ ,‬واحلة ة ة ة ة ةةديث ع كل وايد منها ب ورة منل لة ‪ ,‬فم أهم تلأل‬
‫ا كوانت ‪:‬‬

‫املكل األ ل القد ددابلو د د لملتتبد دداو التةريد ددب ‪ ،‬ف ة ةةالغالة يف العلم يكررون ائم ة ةةا أبن ا نهج‬
‫االس ة ةةتداليل ال يكون مقبوال ص ة ةةليلا ال نا كان قائما علل التجربة وا اليظة ‪ ,‬وأن أ منهج ال يقوم‬
‫علل هذف الركيفة يعد منهجا ابلال خالئا ‪ ,‬أيخذون يف اإلش ة ة ة ة ةةا ة ذنهجهم العلمذ وأنه ال منهج ذف‬
‫يقوم علل تلأل الركيفة ‪.‬‬

‫وي ةور برتراند رسةل هذف الدعوة يف أتلل صةورها فيقو يف أثنال نكارف علل م يعتمد علل الويذ‬
‫اإلهلذ ‪ ":‬ق لنا أن نتسال نا كان ينبغذ علينا حن ا خرون قبو مال هذف الشها ات – العلم ا ويل‬
‫به‪ -‬فهذف الشةةها ات يف ا قام ارو ال سضةةع لالختبارات العا ية ‪ ,‬فلني خيلان رتل العلم بنتائج ربته‬
‫فإنه خيلان أيضةةا ابلطريقة اليت أتريت هبا هذف التجربة ‪ ,‬حبيث لك لآلخري أن جيربوها أبنلسةةهم ‪ ,‬فإنا‬
‫مل تتأكد هذف النتيجة فإهنا تعتل ذ يقيقية"(‪.)64‬‬

‫أ شذل"(‪.)65‬‬ ‫وي كد هذف النتيجة فيقو ‪":‬ال توتد وسيلة خار يدو العلم إلثبات أو ي‬

‫وابت ة ةةاف ا نهج العلمذ هبذف ال ة ةةلة ي كد الغالة يف العلم أبن منهجهم هو الوييد الذ يت ة ةةل‬
‫ابلدقة البالغة يف أللاظه وم ة ة ة ةةطللاته وأيكامه ‪ ,‬وا عوا أن منهجهم العلمذ هو الوييد الذ يت ة ة ة ةةل‬

‫(‪ )62‬القضية اخلالق ‪ ,‬يل سووبل (‪. )94‬‬


‫(‪ )63‬انظر تعريلا ابلكتاب وأبفكارف ‪ :‬رفا الللسلة ‪ ,‬مكراي براهيم (‪. )120‬‬
‫(‪ )64‬الدي والعلم (‪. )176‬‬
‫(‪ )65‬ا رتع السابق (‪. )143‬‬

‫‪39‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اب وض ة ة ة ة ة ةةوعية ‪ ,‬لكونه ال يتأثر ابرهوال وال الر بات وال ابلنوامع الذاتية ‪ ,‬و منا هو علم متوته ىل البلث‬
‫ع احلقيقة ابلطريقة ال لبة ‪.‬‬

‫وانطلق الغالة يف العلم م كل تلأل اروص ةةاف للمنهج العلمذ ىل القدح يف ار اين ‪ ,‬حبجة أهنا ال‬
‫خا قضةةاايها يف معمل االختبار و ترال الللث التجرييب عليها ‪ ,‬وخل ةوا‬ ‫تقبل التجريع ‪ ,‬وال لك‬
‫ىل أهنا جمر أوهام وأسالذ ‪.‬‬

‫ويني نقوم بتلليةةل عول الغالة يف العلم ونعمةةل فيهةةا النظر والتةةدقيق العلمذ ةةد أهنةةا د ل دري‬
‫ضوض ؛ لكوهنا ال تقوم علل أسار مستقيم وال تستند ىل ليل سليم ‪ ,‬وهذ مع نلأل م شتمل لى‬
‫ل د ددوفو ديدة متش د ددبا ابد ا ات ال و د ددود هلا يف اللاعع ‪ ،‬وقائمة علل مبالغات‬ ‫أت ا مار‪:‬و‬
‫خارتة ع احلقيقة ومباينة لطبيعة ا نهج العلمذ نلسه ‪ ,‬و ثبات كل نلأل يتلقق ابرمور التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬اس د د د ددتضال التلود امل هةو ؛ ونلأل أن مش ة ة ة ة ةةروع ا غالني يف تقديت العلم التجرييب يقوم علل‬
‫اال عال إبمكانية و نتائج العلم ومنهجه لكل الظواهر الكونية واإلنسةانية و ذها ‪ ,‬وأنه لك للعلم أن‬
‫يلسةةر كل أنواع احلقائق ‪ ,‬وهذف الدعول ابللة م أسةةاسةةها ‪ ,‬وهذ قائمة علل اجملامفة والتعميم ا تعسةةل‬
‫‪.‬‬ ‫الذ ال يقوم علل برهان صا‬

‫فاحلقائق ا وتو ة يف الكون يختللة يف لبائعها ومتباينة يف مسا ا ‪ ,‬ومنل ة ةلة يف ماهيا ا ‪ ,‬فاحلقيقة‬
‫الليفايئية يختللة متام االختالف ع احلقيقة اإلنسةةانية ‪ ,‬والظواهر اإلنسةةانية مباينة للظواهر الكونية ‪ ,‬فم‬
‫ا ستليل أن يوتد منهج وايد يستوعع كل تلأل التنوعات ويشمل مجيع تلأل االختالفات ويدف ‪.‬‬

‫وقد أكد عد م علمال فلسة ة ة ة ة ةةلة العلوم علل أن العلم – ا نهج التجرييب‪ -‬ال لك أن يقوم ويدف‬
‫بدراس ةةة كل احلقائق الوتو ية ا ختللة وتلس ةةذها ويس ة التعامل معها ‪ ,‬وأنكروا علل الغالة يف العلم م‬
‫أتباع الوض ة ة ة ةةعية ا نطقية و ذهم ‪ ,‬وقرروا أبنه ال بد م تض ة ة ة ةةافر عد م ا ة ة ة ةةا ر وا ناهج يف مس ة ة ة ةةيت‬
‫منهجذ علمذ متكامل يس ة ة ة ة ة ةةتوعع مجيع ا كوانت الوتو ية ‪ ,‬وتقوم فكر م علل أن لكل ص ة ة ة ة ة ةةنل م‬
‫الظواهر الوتو ية و ذها منهجا خاص ةةا يتناس ةةع مع لبيعتها ‪ ,‬وانتهوا ىل أن ا ناهج العلمية تتنوع بتنوع‬
‫لبائع الظواهر وخواصها ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ويف بيان هذا ا عىن يقو أنيتشةةاي ‪ ":‬أسةةتطيع أن أقو وأان علل يقني ‪ :‬ن أنةبَه الطلبة الذي قمت‬
‫ابلتدريت هلم كانوا يهتمون اهتماما عميقا بنظرية ا عرفة " ‪ ,‬يعوف أنيتش ة ة ة ة ة ةةاي أبنه لوال الدور النقد‬
‫الذ مارسته فلسلتا رتس ماخ وبوانكاريه لليفايل نيوت لتعذر عليه التوصل لنظريته يف النسبية(‪.)66‬‬

‫وتواترت مقاالت عد كبذ م اللالس ة ة ة ة ة ةةلة يف التأكيد علل أن العالقة بني العلم والللس ة ة ة ة ة ةةلة عالقة‬
‫وتسةاعد وليسةت عالقة ت ةا م وتبعية ‪ ,‬ويف بيان هذف العالقة يقو اتيلور ‪ ":‬ما م فكرة‬ ‫تكامل وتبا‬
‫ميتافيفيقية عظمية ال وكان هلا مثذ علل مسة ة ة ة ة ة ةةار التاريخ العام للعلم ‪ ,‬ويف ا قابل فإن كل تقدم يف جما‬
‫العلم له مثذ علل تطور ا يتافيفيقا "(‪. )67‬‬

‫وقد قرر هويتهد أن علل كل م الللس ة ة ةةلة والعلم أن يتبا ال النقد ‪ ,‬وأن لد كل منهما ا خر اب وا‬
‫اخل ة ةةبة اليت تسة ةةمح له ابلتقدم ‪ ,‬وعلل ا ذهع الللسة ةةلذ أن يقوم ذهمة توضة ةةيح احلقيقة ا لموسة ةةة اليت‬
‫جيرهبا العلم ‪ ,‬و ذل العلوم بعد نلأل فتتخذ مبا ئها م تلأل الوقائع ا لموس ة ة ة ة ة ة ةةة اليت يقدمها ا ذهةع‬
‫الللسلذ يف صور ا اجلديدة(‪. )68‬‬

‫ويني اشة ة ة ةةتدت النفعة ا ا ية و عا أتباعها الطبيعيون ىل خضة ة ة ةةاع العلوم اإلنسة ة ة ةةانية –كعلم النلت‬
‫وعلم االتتم ةةاع وعلم الت ةةاريخ و ذه ةةا‪ -‬للمنهج التجرييب ‪ ,‬وا عوا أن البل ةةث يف ه ةةذف العلوم ال يكون‬
‫علميا صة ة ة ة ة ة ةةليلا ال نا أخذ ذناهج العلوم الطبيعية ويدها ‪ ,‬اب ر عد م العلمال واللالسة ة ة ة ة ة ةةلة ىل‬
‫الت ة ة ة ةةد هلذف الدعوة و عالن ا خاللة هلا ‪ ,‬وأثبتوا اس ة ة ة ةةتلالة تويد ا نهج البلاذ بني الظواهر الليفايئية‬
‫والظواهر اإلنس ة ة ةةانية ‪ ,‬وبرهنوا علل أن لبيعة ا وض ة ة ةةوعات اإلنس ة ة ةةانية ال اتمل مناهج العلم التجرييب وال‬
‫تنس ة ة ةةجم معها ‪ ,‬ورص ة ة ةةدوا فروقا توهرية متعد ة بني الظواهر اإلنس ة ة ةةانية والظواهر الطبيعية(‪ , )69‬وارتكفوا‬
‫عليها يف بيان خطأ عوة ا ا يني ىل توييد ا نهج البلاذ يف كل الظواهر ‪.‬‬

‫(‪ )66‬انظر ‪ :‬فلسلة العلم ‪ ,‬بدو عبد اللتاح (‪. )142‬‬


‫(‪ )67‬ارست ا يتافيفيقية للعلم ‪ ,‬يسني علذ (‪. )87‬‬
‫(‪ )68‬ا رتع السابق (‪. )153‬‬
‫(‪ )69‬انظر ‪ :‬مدخل ىل الللسلة ‪ ,‬عبداللتاح مام عبداللتاح (‪ , )168-159‬وا نطق الوضعذ ‪ ,‬مكذ يع (‪ , )248/2‬وأست الللسلة ‪,‬‬
‫توفيق الطويل (‪ , )77-68‬وموسوعة اليهو اليهو ية وال هيونية ‪ ,‬عبدالوهاب ا سذ (‪. )85-83/1‬‬

‫‪41‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ويني لبق بوبر منهجه يف مكان التكذيع مل يطبقه علل كل احلقائق الوتو ية ‪ ,‬و منا كان عماله‬
‫ا ويد مع القض ة ةةااي اإلنس ة ةةانية‬ ‫له يف احلقائق الطبيعية فقف ؛ ورتل هذا أنكر علل ا ا ية تعاملها ا ا‬
‫التارخيية منها واالتتماعية ‪.‬‬

‫وم أشةةهر فالسةةلة العلم الذي ان وا بتعد ا ناهج العلمية ‪ ,‬الليلسةةوف ابومر فيذ أيند (‪1944‬م)‬
‫‪ ,‬وقد ألل كتااب أمساف "ضد ا نهج ‪ :‬يخطف متهيد لنظرية موضوعية يف ا عرفة" ‪ ,‬واللكرة ارساسية اليت‬
‫يقوم عليها الكتاب تتلخث يف أن العلم مل يك أبدا أسة ة ة ة ة ة ةةذ منهج وايد دد ‪ ,‬و منا عملت فيه مناهج‬
‫متعد ة اشوكت مجيعا يف تسيذ عجلته وبنال هيكله ‪ ,‬واستد بشواهد كاذة م اتريخ العلم(‪.)70‬‬

‫ائرة واسعة يف احلياة اإلنسانية ال‬ ‫وقد أكد مكذ يع – وهو م أتباع الوضعية ا نطقية‪ -‬أن هنا‬
‫لك للعلم التجرييب أن يعمل فيها ‪ ,‬ضرب مااال يكشل به ع قبح السعذ ىل خضاع كل جماالت‬
‫احلياة اإلنس ة ة ة ةةانية للعلم وض ة ة ة ةةرورة تعد ا ناهج العلمية أبن نكر أن العلم ليت ال رفة وايدة نات ابب‬
‫وايد وانفذة وايدة م ق ة ةةر كبذ تتعد فيه الغرف والطوابق واربواب والنوافذ ‪ ,‬فم اإلض ة ة ةرار ب ة ةةورة‬
‫نلأل الق ر أن سضع كل رفه وأبوابه ونوافذف لغرفة وايدة(‪. )71‬‬

‫‪ -2‬ان د د د د ددتمال امل هج الالمو لى مكلانت دري جتريبو ‪ ,‬فالعلم التجرييب احلديث ليت منهجا‬
‫خال ة ة ةةا يف التجريبية ‪ ,‬وليس ة ة ةةت كل مكوانته مس ة ة ةةتخل ة ة ةةة م االختبار وا اليظة ‪ ,‬و منا فيه مكوانت‬
‫أمورا‬
‫توهرية ليس ة ة ة ة ة ة ةةت ريبية ‪ ,‬وال لك التلقق م ص ة ة ة ة ة ة ةةدقها م خال التجربة واالختبار ؛ لكوهنا ل‬
‫تسليمية ‪ ,‬يسلم هبا ا شتغلون ابلعلم ‪ ,‬ومل يسبق أن خضعت للتجريع ‪.‬‬

‫ليس ةةت وليدة‬ ‫العلمية ‪ ,‬فهذف اللرو‬ ‫فم أهم ا كوانت ذ التجريبية يف ا نهج العلمذ ‪ :‬اللرو‬
‫ا اليظة والتجربة ‪ ,‬و منا يُتوصة ة ة ة ة ة ةةل ىل كاذ منها ابالسة ة ة ة ة ة ةةتدال واالسة ة ة ة ة ة ةةتنباط ‪ ,‬وال لك التلقق منها‬

‫(‪ )70‬انظر ‪ :‬فلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬لىن اخلويل (‪. )440-436‬‬
‫(‪ )71‬انظر ‪ :‬أست التلكذ العلمذ (‪. )67‬‬

‫‪42‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫العلمذ ال لك ثبةةاتةةه ابلتجربةةة"(‪ ,)72‬ويقو وهيم – أيةةد فالس ة ة ة ة ة ة ةلةةة العلم يف القرن‬ ‫ريبيةةا‪",‬فةةاللر‬
‫العشري ‪ ": -‬ن التجربة احلامسة يف الليفايل أمر مستليل"(‪.)73‬‬

‫وقد او العلم التجرييب يف مريلة متأخرة م القرن العش ةري ىل ما يسةةمل "ا نهج اللرضةةذ" ‪ ,‬وهو‬
‫العلمية قبل التجربة ‪ ,‬رالف ا نهج التجرييب التقليد ‪ ,‬الذ يبدأ‬ ‫ا نهج الذ يبدأ بوضة ة ة ة ة ة ةةع اللرو‬
‫ابلتجربة وا اليظة قبل وض ة ة ة ة ةةع اللرو (‪ , )74‬ويف أغية هذا االنتقا يقو أينش ة ة ة ة ةةتاي ‪":‬لقد اض ة ة ة ة ةةطرت‬
‫النظرية ىل االنتقا م ا نهج االس ة ة ة ة ةةتقرائذ – الذ يبدأ ابلتجربة‪ -‬ىل ا نهج االس ة ة ة ة ةةتنبالذ‪-‬الذ يبدأ‬
‫ابللرو ‪ -‬ابلر م م أنه جيع أن تكون أ نظرية علمية يف اتسا مع الواقع"(‪.)75‬‬

‫وأص ة ةةلاب ا نهج اللرض ة ةةذ االس ة ةةتنبالذ أكاروا م التنبيه علل أغية د و ا وال احلدر يف ا نهج‬
‫العلمذ ‪ ,‬وعلل أثرغا البالغ يف اريأل عجلة البلث العلمذ وتطورف ‪ ,‬وبوؤوا اخليا واحلدر منفلة عالية‬
‫يف منهجهم ‪ ,‬ويف الكشة ةةل ع تلأل ا نفلة يقو بو مو ‪":‬اخليا يسة ةةهم بن ة ةةيبه يف اجملهو العلمذ ‪,‬‬
‫اخلطأ االعتقا أبن العامل ال يض ة ة ةةيل ش ة ة ةةيئا ما ىل ما ياليظه"(‪ ,)76‬ويقو م كدا ا عىن الس ة ة ةةابق‬ ‫و نه‬
‫‪":‬ينبغذ أن يكمل اخليا الروح العلمية ؛ ن ليت رة علم ال تتدخل فيه فروض ة ةةنا وتلس ة ةذاتنا ا يقع ات‬
‫ا اليظة"(‪.)77‬‬

‫وقد توافرت أقوا عد م ا شة ة ة ة ةةتغلني بللسة ة ة ة ةةلة العلم يف الع ة ة ة ة ةةر احلديث علل مكيد أغية هذي‬
‫ارمري يف ا نهج العلمذ(‪.)78‬‬

‫ن يض ة ةةور اخليا واحلدر يف ا نهج العلمذ يد علل أنه ليت منهجا متملض ة ةةا يف التجربة ‪ ,‬وأنه‬
‫ليت كل مكوانته م س ة ة ةس ة ة ةةة علل التجريع وا اليظة ‪ ,‬بل نه يد علل ثبات أن ا نهج العلمذ خليف‬
‫م أمور ريبية وأمور ليست كذلأل ‪.‬‬

‫(‪ )72‬فلسلة العلم ‪ ,‬فيليع فرانأل (‪ , ) 36‬وانظر يف ثبات هذف اخلاصية لللرو العلمية ‪ :‬مقدمة لللسلة العلوم ‪ ,‬عفمذ سالم (‪, )103‬‬
‫وا نطق ومناهج البلث ‪ ,‬ماهر عبدالقا ر علذ (‪ , )208‬واالستقرال وا نهج العلمذ ‪ ,‬دمو فهمذ ميدان (‪. )166-157‬‬
‫(‪ )73‬فلسلة العلم ‪ ,‬فيليع فرانأل (‪. )55‬‬
‫(‪ )74‬انظر ‪ :‬االستقرال وا نهج العلمذ ‪ ,‬دمو فهمذ ميدان (‪. )140‬‬
‫(‪ )75‬ا رتع السابق (‪. )141‬‬
‫(‪ )76‬ا نطق وفلسلة العلوم (‪. )59‬‬
‫(‪ )77‬ا رتع السابق (‪. )51‬‬
‫(‪ )78‬انظر يف أغية اخليا واحلدر يف ا نهج العلمذ ‪ :‬ا نطق ومناهج البلث ‪ ,‬ماهر عبدالقا ر علذ (‪. )193-186‬‬

‫‪43‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ومما يكشةةل ع أن ا نهج العلمذ ليت متملضةةا يف ا كوانت التجريبية ويابت أن فيه قدرا توهراي‬
‫ليت متل ة ةةال م التجريع وا اليظة ‪ :‬وتو البُعد التسة ةةليمذ يف بنيته ‪ ,‬فا نهج العلمذ ال خيتلل ع‬
‫ذف يف أن البايث فيه يعتمد علل قدر م التسة ة ة ة ة ة ةةليم وا ة ة ة ة ة ة ةةا رة اليت مل يتلقق منها ‪ ,‬فالعامل التجرييب‬
‫يس ةةتند ىل أن العامل له وتو يقيقذ موض ةةوعذ ‪ ,‬وأن قوانني الكون متس ةةقة ومطر ة بتة ‪ ,‬ويف الكش ةةل‬
‫ع نلأل يقو أينش ة ة ةةتاي ‪ ":‬ن العلم ال خيوعه ال أولئأل ا ش ة ة ةةبعون متاما حبع احلق واإل را الس ة ة ةةليم ‪,‬‬
‫وهذا م ةةدر م م ةةا ر الشةةعور ينبع م ميدان الدي ‪ ,‬ويت ةةل هبذا ا يدان اإللان أبنه م ا مك أن‬
‫راكها ابلعقل ‪ ,‬وال أستطيع أن أت ور‬ ‫تكون القواعد اليت تنطبق علل عامل الوتو معقولة ‪ ,‬أ ‪ :‬لك‬
‫عا ا بغذ هذا اإللان العميق ‪ ,‬ولك التعليق علل هذا الرأ هبذف ال ورة ‪ :‬العلم بغذ ي أعر ‪ ,‬والدي‬
‫بغذ علم أعمل"(‪.)79‬‬

‫التسةليم ذعتقدات‬ ‫ويف بيان ضةرورة التسةليم يف ا نهج العلمذ يقو بو مو ‪":‬الروح العلمية تلو‬
‫ا با ئ"(‪ , )80‬ويقو الدكتور تشة ةةارلف اتونف مبينا أنه ال فر بني العلم والدي يف‬ ‫خاصة ةةة تعل عنها بع‬
‫وتو أصل التسليم ‪":‬أصبح اإللان يف العلم شيئا لك للعقل البشر فهمه ‪ ,‬وهذا اإللان ليت قدلا ‪,‬‬
‫و منا نش ة ةةأ منذ قرون عدة ‪ ,‬و نا مل يك للمرل هذا اإللان فإنه يلقذ نلس ة ةةه يف وس ة ةةف اخلرافات اليت تقوم‬
‫علل عدم وتو نظام يف الكون"(‪ ,)81‬ويقو أللت ربور سة ةةابني ‪ ":‬ن العلم والدي كليهما يقومان علل‬
‫اإللان"(‪.)82‬‬

‫ويقو الليفايئذ بو يليت – ر م أن ةةه ال ي م ابهلل‪":-‬يىت أكار العلم ةةال حل ةةا ا يقبلون كلع ةةل‬
‫يقتضذ اإللان بوتو نظام علل شكل قانون يف الطبيعة يكون‪ -‬تفئيا علل ارقل‪ -‬ملهوما لنا"(‪.)83‬‬

‫كل الشة ة ة ة ة ة ةواهد الس ة ة ة ة ة ةةابقة تد علل أن عول الغالة يف العلم بكون ا نهج العلمذ متملض ة ة ة ة ة ةةا يف‬
‫التجريبية ذ صة ة ة ة ة ة ةةليلة ‪ ,‬وال تقوم علل ليل مسة ة ة ة ة ة ةةتقيم ‪ ,‬بل هذ تد علل أنه يختلف ذكوانت كبذة‬
‫وتوهرية راتعة ىل اربعا الذاتية ا نباقة م كيان البلث نلسه ‪.‬‬

‫(‪ )79‬ررال فلسلية يف أممة الع ر ‪ ,‬أ ري كوخ (‪. )108‬‬


‫(‪ )80‬ا نطق وفلسلة العلوم (‪. )51‬‬
‫(‪ )81‬م يياة العلمال ‪ ,‬تيو ور (‪. )89‬‬
‫(‪ )82‬ا رتع السابق (‪. )345‬‬
‫(‪ )83‬أقول براهني تون لنيكت ‪ ,‬مجع أمحد يس (‪. )147‬‬

‫‪44‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فالفعم الذ يكررف ائما الغالة يف العلم أبن االستنا ىل ارمور ذ التجريبية م خ ائث التلكذ‬
‫الديج معم مائل ذ صة ة ة ة ةةليح ‪ ,‬بل كل ارمناط التلكذية تتضة ة ة ة ةةم موا ذ ريبية يىت النمف العلمذ‬
‫نلس ة ة ةةه ‪ ,‬فإنه – كما س ة ة ةةبق الكش ة ة ةةل عنه – أنش ة ة ةةأ موا ذ ريبية عديدة اس ة ة ةةتعان هبا يف تكوي منطه‬
‫التلكذ واستند ليها يف بنال ت وراته وأفكارف ‪.‬‬

‫‪ -3‬لسد ددع مات التةريب ‪ ,‬يني كان البلوغ ىل التجريبية الش ة ةةاملة ا باش ة ةةرة أمرا مس ة ةةتبعدا تدا‪,‬‬
‫فإن ا نهج العلمذ مل يلتفم هبا ‪ ,‬ومل يقت ة ة ة ة ة ة ةةر يف ثبااتته علل ما تابته التجربة ا باشة ة ة ة ة ة ةةرة فقف ‪ ,‬ومل جيعل‬
‫الوصل ابلعلمية واحلقيقة قاصرا علل ارم ة ة ة ةةور اليت س ة ة ة ةةضع بذا ا للت ة ة ة ةةجريع ؛ رنه لو اقت ر علل نلأل‬
‫سيلقةد كاذا م ا كةوانت اجلوهةرية يف العلم ويف يياة اإلنسان ‪ ,‬ويف بيان نلأل يقو برتراند رسل‪":‬ليت‬
‫العلم ويدف هو الذ يكون مس ة ة ة ة ة ةةتليال نا حن اكتلينا ذعرفة ما لك أن يقع يف خلتنا ‪ ,‬وما لك أن‬
‫كبذا مما ال يشأل أيد يخلث يف كونه معرفة ي بح مستليال"(‪.)84‬‬
‫نتلقق م صدقه فقف ‪ ,‬ولك قدرا ل‬

‫ر الشذل‬ ‫فلم جيد ا شتغلون يف العلم م ٍ‬


‫يل ال يف توسيع معىن التجريع ‪ ,‬فجعلوا معناف شامال‬
‫ذ أن يدركوها ابلتجريع ‪ ,‬و منا كان اعتما هم‬ ‫ا وتبة عليه ‪ ,‬فأثبتوا يقائق كاذة ووصةةلوها ابلعلمية م‬
‫يف ثبا ا علل را ا ر ا وتبة عليها ‪ ,‬فقانون اجلانبية ليت م القوانني التجريبية اليت لك التلقق‬
‫منها يف ا عمل ‪ ,‬و منا أُثبت م خال ر رف ا ش ة ة ة ة ة ة ةةاهدة يف الكون ‪ ,‬وكذلأل اإللكوون ‪ ,‬فهو مل يدر‬
‫ابلتجربة ‪ ,‬و منا أُثبت وتو ف ووصل ابلعلمية نتيجة إل را ر رف ‪ ,‬وكذلأل احلا يف نظرية التطور ‪ ,‬فهذ‬
‫مل تدر ابلتجربة ‪ ,‬ذعىن أنه ال يوتد وال ماا وايد رأينا فيه انتقا احليوان م اجلنت ار ىن ىل اجلنت‬
‫ارعلل ‪ ,‬وال لك ثبات نلأل ريبيا ‪ ,‬و منا كان االعتما يف ثبا ا علل ما يدعل أنه ر ر للتطور يف‬
‫ا تلجرات و ذها(‪.)85‬‬

‫رف‪ -‬لريقة صة ةةليلة متسة ةةقة مع الالت العقل‬ ‫وهذا ا نهج – أعج ‪ :‬االس ة ةتدال علل الشة ةةذل‬
‫الس ة ة ةةليم ‪ ,‬وهو م أكار ا ناهج العلمية ا عتمدة يف العلوم وا عارف احلياتية ا عيش ة ة ةةية ‪ ,‬وهو معتمد علل‬
‫مبدأ السببية ومشتمل علل االستنباط العقلذ الضرور ‪.‬‬

‫(‪ )84‬فلسليت كيل تطورت (‪. )223‬‬


‫(‪ )85‬انظر ‪ :‬هللا يتجلل يف ع ر العلم ‪ ,‬ارير تون كلوقر مونسيما (‪. )136 ,85 ,38 ,24‬‬

‫‪45‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وحن ال ننكر علل ا نهج العلمذ اعتب ةةار ه ةةذا الطريق يف االس ة ة ة ة ة ة ةت ةةدال واعتم ةةا ف علي ةةه يف ثب ةةات‬
‫النظرايت واحلقةةائق العلميةةة ‪ ,‬ولك دةةل اإلنكةةار يف موال ثالثةةة ‪ :‬ارو ‪ :‬التطبيق اخلةةال هلةةذا الطريق‬
‫وعدم اس ةةتيلال ش ةةروله ومقوماته ‪ ,‬كما هو الواقع يف نظرية التطور كما س ةةيأيت بيانه قريبا يف البلث(‪, )86‬‬
‫والااين ‪ :‬اختفا تطبيقه ‪ ,‬حبيث يطبق علل النظرايت العلمية الطبيعية فقف ‪ ,‬مع عول أنه ال ينطبق ال‬
‫عليها فقف ‪ ,‬والاالث ‪ :‬التوص ة ة ة ةةيل اخلال لطبيعة هذا الطريق ‪ ,‬فاالس ة ة ة ةةتدال اب ر علل أس ة ة ة ةةباهبا يف‬
‫احلقيقة ليت لريقا ريبيا دضا ‪ ,‬و منا هو رييب عقلذ يف رن وايد ‪.‬‬

‫والدي يف مس ة ة ةةيس ة ة ةةه رص ة ة ةوله الكلل يقوم علل هذا ا نهج ‪ ,‬فار لة اليت يس ة ة ةةتند ليها ا منون يف‬
‫ثبات وتو هللا قائمة علل االسةةتدال اب ر ‪ ,‬فاهلل تعاىل و ن كان ال يُرل يف الدنيا ‪ ,‬ولك ر ر قدرته‬
‫يف اخللق تش ة ةةاهد يف كل مكان ‪ ,‬فيس ة ةةتد العقل اإلنس ة ةةاين م تلأل ا ر علل ثبات وتو ف ‪ ,‬فار لة‬
‫اللة احلت والعقل معا ‪.‬‬ ‫الدالة علل الوتو اإلهلذ و ذف م ارصو الدينية مركبة م‬

‫فال فر بني منهج ثبات ا اليدة والغالة يف العلم لنظرية التطور ماال ‪ ,‬وبني منهج ثبات ا منني‬
‫لوتو هللا ؛ ن كالغا قائم علل االسة ة ة ة ةةتدال اب ر ‪ ,‬فلمانا يوصة ة ة ة ةةل ا نهج ا سة ة ة ة ةةلو لديهم ابلعلمية‬
‫والدقة ‪ ,‬وال يوصل منهج ا منني بذلأل ‪ ,‬مع أهنما متلقان يف الطريقة ولبيعة االستدال !!‬

‫وم أفضة ة ةةل م نبه علل هذا اخللل ا نهجذ الذ وقع فيه الغالة يف العلم ا لكر اإلس ة ة ةةالمذ وييد‬
‫الةةدي خةةان ‪ ,‬ييةةث يقو بعةةد أن نكر أقواال ت كةةد أن ثبةةات نظريةةة التطور قةةائم علل االس ة ة ة ة ة ة ةتةةدال‬
‫رها‪":‬فإنا كانت هذف ار لة كافية جلعل نظرية االرتقال يقيقة مقبولة يف ضة ة ة ة ة ةةول مقاييت االسة ة ة ة ة ةةتدال‬
‫العلمذ ‪ ,‬فإن ه ةةذف ار لة نلس ةةها موتو ة ك ةةذلأل يف تانع الدي ب ةةورة أشد وأكمل ‪ ,‬ويف هذف احلالة‬
‫يعجف العقل احلديث ع تلير موقله م تبنيه لنظرية االرتقال كلقيقة علمية ‪ ,‬وع تلير رفضه للدي –‬
‫ابعتبار أنه ةذ قابل ولو جملر البلث العلمذ‪ -‬مع تكاف ار لة بني نظرية االرتقال والدي كليهما"(‪.)87‬‬

‫ينو ‪ ,‬ييث يقو ‪":‬كاذ م ارنكيال‬ ‫ومم أشةةار ىل هذا ا عىن أيضةةا الطبيع العامل ليكونت‬
‫ونو النية احلسة ة ةةنة يتخيلون أهنم ال يسة ة ةةتطيعون اإللان ابهلل ؛ رهنم ال يسة ة ةةتطيعون أن يدركوف ‪ ,‬علل أن‬
‫اإلنسان ارمني الذ تنطو نلسه علل الشو العلمذ ال يلفمه أن يت ور هللا كما ال يلتفم العامل الطبيعذ‬

‫(‪ )86‬انظر ‪ :‬ص‪ 491‬م البلث وما بعدها ‪.‬‬


‫(‪ )87‬الدي يف مواتهة العلم (‪. )23‬‬

‫‪46‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ ,‬و نه مع هذا رثبت يف ر رف م‬ ‫أن يت ة ة ة ةةور الكهرب ‪ ,‬وليت الكهرب قابال للت ة ة ة ةةور يف كيانه ا ا‬
‫قطعة اخلشع!"(‪. )88‬‬

‫ويقو أسة ة ة ةةتان الكيميال احليوية ‪ ,‬واي أولت م كدا ا عىن السة ة ة ةةابق ‪":‬فليت هنا م يدعذ أنه رأل‬
‫اللوتني أو اإللكوون ‪ ,‬ولك النار يلمسة ة ة ة ة ة ةةون ر رها ‪ ,‬وكذلأل احلا فيما يت ة ة ة ة ة ة ةةل بوكيع الذرة ‪...‬‬
‫وكذلأل احلا فيما يتعلق بوكيع ارترام السة ة ةةماوية البعيدة وما يل ة ة ةةلها م مسة ة ةةافات شة ة ةةاسة ة ةةعة مما ال‬
‫نسةةتطيع أن ضةةعه لتجاربنا أو نقيم ار لة ا باشةةرة علل نظرايتنا وفروضةةنا يوهلا ‪ ....‬ويسةةتطيع اإلنسةةان‬
‫أن لارر مال هذا اإللان فيما يت ل بلكرة وتو هللا"(‪.)89‬‬

‫وبعد أن نكر الليلس ة ة ةةوف والعامل الطبيعذ مذبت س ة ة ةةتانلذ كو دن دورية االس ة ة ة ةتدال االس ة ة ةةتنبالذ‬
‫ا عتمد علل مشة ةةاهدة ا ر أشة ةةار ىل أن علم الللأل قائم علل هذا النوع م االسة ةةتدال ‪ ,‬وقا ‪":‬وما‬
‫ابلنا نذهع بعيدا ‪ ,‬وقد رسنا الذرة وخواصها ‪ ,‬وحن مع نلأل مل نر الذرة يىت يومنا هذا بطريقة مباشرة‬
‫‪ ,‬ولقةد أيةدت القنبلةة الةذريةة اروىل مةا وصة ة ة ة ة ة ةةلنةا ليةه م قوانني ونظرايت يو تركيةع الةذرة ذ ا نظور‬
‫رها ‪ ,‬معتمدي يف نلأل علل االس ة ة ة ةةتدال ا نطقذ‬ ‫ووظائلها ‪ ,‬ننا نس ة ة ة ةةتد علل هذف الظواهر مجيعا‬
‫(‪)90‬‬
‫ال رف ‪ ...‬و ننا لنست ةةطيع أن نست ةةخدم نل ةةت ا ن ةةطق االستداليل يف را وتو هللا تعاىل وصلاته"‬
‫‪.‬‬

‫‪ -4‬اع راب ماايري الالمو ‪ ،‬ونلأل أن العلوميني يني أعلنوا أبن منهج العلم التجرييب هو الطريق‬
‫الوييد للمعرفة مل يتلقوا علل اديد ض ة ة ة ة ةةابف متق ليف بدقة بني ما هو علمذ وليت ليت بعلمذ ‪ ,‬وهذ‬
‫قض ةةية دورية يف عواهم ‪ ,‬ومع نلأل وقع بينهم اختالف واض ةةطراب ش ةةديد يف ض ةةبطها ‪ ,‬فبعض ةةهم تعل‬
‫نلأل راتعا ىل مكان التلقق التجرييب كما فعل أتباع الوض ة ةةعية ا نطقية وبعض ة ةةهم تعل نلأل راتعا ىل‬
‫مكان التكذيع التجرييب ‪ ,‬وبعضهم نكر ذ نلأل ‪.‬‬

‫ود ة ة ةةل ما انتهت ليه تهو هم أهنم مل يقدموا قيدا منضة ة ةةبطا يل ة ة ةةل بني ما هو علمذ وليت ليت‬
‫بعلمذ ‪ ,‬و منا كار اجلدا بينهم واستمر كاذا ‪.‬‬

‫(‪ )88‬عقائد ا لكري يف القرن العشري ‪ ,‬عبار دمو العقا (‪. )87‬‬
‫(‪ )89‬هللا يتجلل يف ع ر العلم ‪ ,‬ارير تون كلوفرمونسيما (‪. )136‬‬
‫(‪ )90‬ا رتع السابق (‪. )23‬‬

‫‪47‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وم أشهر م أ ر هذف القضية ستيل ماير – أستان التاريخ وفلسلة العلوم يف تامعة كامل ‪, -‬‬
‫فإنه نكر يف س ة ة ةةيا نقدف للعلموية أنه "م انيية اترخية قد فش ة ة ةةلت داوالت جيا ثوابت منهجية متدان‬
‫ابلشروط الضرورية والكافية للتمييف بني العلم ال ليح والعلم الكانب"(‪.)91‬‬

‫اسةةتعر عد م احملاوالت اليت قدمت لضةةبف الل ةةل بني ما هو علمذ وما ليت عليما ‪ ,‬وبني‬
‫اال ستانالات‪-‬‬ ‫ما فيها م خلل ‪ ,‬قا ‪":‬ونتيجة لذلأل اعتل أ لع اللالسلة ا عاصري – سول بع‬
‫أن س ا ‪ :‬ما ا نهج الذ ليف العلم م الالعلم س ا مستعث وممل"(‪.)92‬‬

‫‪-5‬اللعل يف الت اعاد د د دات امل هةو ‪ ,‬م أقول ما يد علل اض ة ة ة ةةطراب ارفكار و الكها الوقوع‬
‫عا ة ما يكون نتيجة لبيعية للخلل الكام‬ ‫بني مكوان ا أو يف مواقل أتباعها ‪ ,‬فهذا التناق‬ ‫التناق‬
‫يف ارفكار نا ا ‪ ,‬وقد وقع أتباع النفعة العلموية يف تناقضات متعد ة ‪ ,‬منها ‪:‬‬

‫‪ -1‬ظهر لنا م خال العر السة ة ة ة ة ة ةةابق املته أن ا نهج العلمذ قائم يف قدر كبذ م كيانه علل‬
‫مكوانت ذ ريبيةةة وال لك التلقق منهةةا ‪ ,‬وأنةةه يسة ة ة ة ة ة ةةلم أبمور عةةديةةدة مل قق منهةةا يف نا ةةا ‪ ,‬و منةةا‬
‫مع عول الغالة يف العلم‬ ‫رها ‪ ,‬وكل هذف الش ة ةواهد تتناق‬ ‫أيخذها مأخذ التس ةةليم أو يس ةةتد عليها‬
‫ارسة ة ة ة ةاس ة ة ة ةةية ‪ ,‬فإهنم كاذا ما يعيبون علل أهل ار اين أبهنم ي منون أبمور ال سض ة ة ة ةةع للتجريع وال لك‬
‫التلقق منها ‪ ,‬ويف الوقت نلسةةه يقرون ذكوانت علمية ال سضةةع للتجريع واالختبار ‪ ,‬وال جيعلون نلأل‬
‫قا يا يف علميتها وال مقلال م قيمتها ‪.‬‬

‫ا نهجذ ال ة ةةارخ ‪ ,‬فإنه بعد أن نكر مجلة م القض ة ةةااي‬ ‫وقد أش ة ةةار العالمة كروماب ىل هذا التناق‬
‫اليت ي م هبا العلم مع عجفف ع التلقق منها ريبيا يقو انقدا لقو أوتس ة ة ة ة ة ة ةةت كونت ‪":‬فإنا كانت‬
‫القواعد ارولية اليت تقوم عليها مداركنا ومعارفنا ا نظومة جيع أن يعتقد هبا ولو مل يك يف مس ةةتطاع العلم‬
‫أن يعرفهةةا ‪ ,‬فةةإن أقول برهةةان يقيمةةه وكونةةت يف وتةةه االعتقةةا بوتو هللا ؛ ن يقو أبنةةه ال لك ثبةةاتةةه‬
‫ابلعلم ‪ ,‬ينهار م وه أساسه"(‪.)93‬‬

‫(‪ )91‬العلم و ليل الت ميم يف الكون ‪ ,‬مايكذ بيهذ وستيل ماير ورخر (‪. )165‬‬
‫(‪ )92‬ا رتع السابق (‪. )169‬‬
‫(‪ )93‬ملقل السبيل ‪ ,‬مساعيل مظهر (‪ , ) 66‬وانظر أمالة أخرل علل تناق الغالة يف العلم ‪ :‬موقل العقل والعلم والعامل م رب العا ني ‪,‬‬
‫م طلل صل (‪. )82-81/2‬‬

‫‪48‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وقد أكد عد م العلمال ا شتغلني ابلعلم التجرييب أبنه ال فر بني ا نهج ا تبع يف البلث التجرييب‬
‫وبني ا نهج ا تبع يف ثبات الوتو اإلهلذ ‪ ,‬م تهة أن كال منهما قائم علل مس ة ة ة ة ةةلمات ذ ريبية وال‬
‫لك اللهنة عليها ابلللث التجرييب يف ا عمل وا ختل(‪.)94‬‬

‫الغالة يف العلم م تهة أخرل ‪ ,‬وهذ أن بعضةةهم ي ةةر علل أن العلم يد علل‬ ‫‪ -2‬ويظهر تناق‬
‫بطا ار اين و كم ببطالهنا ‪ ,‬ولكنهم نا رأوا ا منني يسة ة ة ة ة ة ةةتدلون ابلعلم علل ثبات صة ة ة ة ة ة ةةلة ار اين‬
‫ريبه!!‬ ‫يعوضون عليهم ‪ ,‬حبجة أن قضااي ار اين ال تدخل ضم ما لك‬

‫يقو ا لكر اإلسالمذ وييد الدي خان ‪ ":‬ن قضية العقل‬ ‫ويف الكشل ع هذا النوع م التناق‬
‫احلديث ضة ةةد الدي تشة ةةتمل علل تانبني متناقضة ةةني يف رن وايد ‪ ,‬فبينما يرل العقل احلديث م انيية‬
‫أن الدي جمموعة عقائد ال لك خض ة ة ةةاعها للتجربة العلمية ‪ ,‬ولذلأل يعتلون العقيدة عمال ش ة ة ةةخ ة ة ةةيا‬
‫لألفرا ‪ ,‬د يف نلت الوقت أن تيش ة ةةا م ملكر هذا ا نهج يدعون أن الكش ة ةةوف العلمية اجلديدة قد‬
‫أبطلت العقائد الدينية ‪.‬‬

‫لآلخر ‪ ,‬فالدي ييث م ا سة ة ة ة ة ة ةةتليل ثباته علميا ‪ ,‬ويتعلق‬ ‫وحن نرل أن كال اال اهني مناق‬

‫ذوضة ةةوع ذ قابل لحثبات ابلتجربة العلمية ‪ ,‬فللسة ةةبع نلسة ةةه جيع رف الدي مسة ةةتليال أيضة ةةا ‪ ,‬بنالل‬
‫علل تلأل ا قاييت نلسة ة ة ة ةةها ‪ ,‬وبكلمة أخرل يتلخث موقل الع ة ة ة ة ةةر احلديث يف أنأل لو ياولت قامة‬
‫ار لة إلثبات الدي فإهنم سة ةةيقولون لأل ‪ :‬نأل هد نلسة ةةأل عباا ؛ رن الدي ليت بشة ةةذل لك ثباته‬
‫علميا ؛ لعدم مكان خضوعه قاييت العلم احلدياة ‪.‬‬

‫ولك ه الل أنلسهم عندما يقيمون ار لة ضد الدي جيعلون م نلأل الدي نلسه ‪ ,‬الذ سبق أن‬
‫معموا أنه ذ قابل للخضوع للتجربة العلمية ميداان لكنهم قامة ار لة العلمية لرفضه ‪.‬‬

‫أن الدي يف يقيقته يتعلق ذيدان ال يقبل ار لة العلمية ‪ ,‬ولك‬ ‫وليت السة ة ة ة ة ة ةةبع يف هذا التناق‬
‫هو أن معارضة ة ة ة ةةذ الدي ال يريدون أن يسة ة ة ة ةةتغل ا منون ابلدي نلت‬ ‫السة ة ة ة ةةبع احلقيقذ يف هذا التناق‬
‫ا قاييت اليت اس ة ة ة ةةتخدمها ه الل لرفض ة ة ة ةةه ‪ ,‬رنه لو متك ا منون ابلدي م اس ة ة ة ةةتغالهلا اس ة ة ة ةةتغالال ليبا‬
‫الضطر ا عارضون ىل أن يسلموا علل ارقل أبن الدي قائم علل أست معقولة‪.‬‬

‫(‪ )94‬انظر ‪ :‬هللا تيجلل يف ع ر العلم ‪ ,‬ارير ‪ :‬تون كلوفرمونسيما (‪. )136 ,38 ,24‬‬

‫‪49‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ومالهم يف هذا متاما مال دكمة يوتد فيها احملامذ احلكومذ ‪ ,‬ولك ا تهم ال ق له استخدام ٍ‬
‫دام‬
‫رخر وفق ر بته ‪ ,‬وهذا ي كد أن احلكومة تسة ةةلم ذبدأ وتو احملامذ وتوضة ةةيح قضة ةةية ا تهم ‪ ,‬ال أن ا تهم‬
‫عندما أرا استغال نلأل ا بدأ ل احله عارضته احلكومة اليت سشل أن ينتلع ا تهم اب بدأ نلسه"(‪.)95‬‬

‫عاة الغلو يف العلم ‪ :‬أن كاذا منهم ي ةةل كل ابيث توص ةةل ىل نتيجة موافقة لرؤيتهم‬ ‫‪-3‬وم تناق‬
‫ذ مراتعةةة أو توقل ‪ ,‬ويف ا قةةابةةل تراهم‬ ‫ابلنفاهةةة والةةدقةةة والتعمق يف العلم ‪ ,‬ويقبلون مةةا تةةال بةةه م‬
‫ي لون الباياني الذي توصلوا ىل مواقل يخاللة لرؤيتهم ابلتليف والضلالة يف العلم ‪ ,‬وتراهم يتشككون‬
‫كاذا يف قبو ما تاؤوا به ويعلنون التوقل ع قبوله ‪ ,‬مع أن كال ال ةةنلني اسةةتعمل ا نهج العلمذ نلسةه‬
‫‪ ,‬واعتمد الطريقة نلسها يف البلث والتدقيق!‬

‫‪ -6‬القفز احلكمو ‪ ,‬ونلأل أن لبيعة ا نهج العلمذ عند التلقيق والتدقيق تقتضذ أنه ال يابت وال‬
‫ينلذ ما ال لك خضة ة ة ة ة ة ةةاعه لالختبار والتجريع ‪ ,‬لكون هذف ارمور خارتة ع نطاقه الذ لك أن‬
‫يعمل فيه ‪ ,‬وأصة ةةو القضة ةةااي الدينية ليسة ةةت مما لك خضة ةةاعه لالختبار ‪ ,‬وا نهجية العلمية ال ة ةةليلة‬
‫تقتضذ أال ُ كم عليها م خال ا نهج العلمذ التجرييب إبثبات وال نلذ ؛ لكوهنا خارتة ع نطاقه ‪.‬‬

‫ويف الت ة ة ة ةريح هبذف النتيجة ا نهجية يقو برتراند رس ة ة ةةل بعد أن نكر لان ا منني بوتو هللا وخلو‬
‫ارغية ذكان اس ة ة ةةتيض ة ة ةةاح رأ العلم يف هذف ا عتقدات الاالثة ‪,‬‬ ‫فإنه‬ ‫النلت ويرية اإلرا ة ‪ ":‬وم‬
‫اخلاص أن العلم ال يس ة ةةتطيع ثبا ا أو نليها يف الوقت الراه ‪ ,‬وأنه ال توتد وس ة ةةيلة خار‬ ‫ويف اعتقا‬
‫أ شذل"(‪.)96‬‬ ‫يدو العلم إلثبات أو ي‬

‫وبرتراند رسل يبدو متناقضا يف كالمه ال سابق ؛ رنه أقر أوال أبن العلم ال لكنه اإلثبات أو النلذ ال‬
‫نلسة ةةه فذكر أنه‬ ‫يف ارمور القابلة لالختبار والتجريع – وهذا هو دل الشة ةةاهد م كالمه‪ -‬ولكنه انق‬
‫ال لريق إلثبات احلقائق يف الوتو ال العلم !‬

‫ولكنه يف موض ةةع اليق م كالمه يعو ىل التأكيد مرة أخرل أبن العلم ال لكنه أن يقو ش ةةيئا ع‬
‫القيم وارخال ؛ رن موضوعا ا ليست مما لك أن يدخل ات االختبار!(‪.)97‬‬

‫(‪ )95‬الدي يف مواتهة العلم (‪. )14‬‬


‫(‪ )96‬الدي والعلم (‪. )143‬‬
‫(‪ )97‬انظر ‪ :‬ا رتع السابق (‪. )223‬‬

‫‪50‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ومع هذا كله د الغالة يف العلم يقلفون لبيعة العلم ‪ ,‬ويدعون أنه يد علل بطا اإللان بوتو‬
‫هللا وعلل نلذ خلو الروح والغيع ؛ حبجة أهنا ليس ة ة ة ة ة ة ةةت مما يدخل ات التجريع ‪ ,‬وهذا منهم اوم‬
‫للمقدمات بغذ ليل وا عال لنتائج ال يد عليها تركيع الدليل ولبيعته ‪.‬‬

‫ال ي م ال ذا يد عليه العلم و كم علل كل ما مل يدركه العلم ابخلرافة والعدم ‪ :‬هل‬ ‫فإنه يقا‬
‫منشأ يكةمأل هذا راتةع ىل أن ما مل يدركه العلم لكةونه ةذ موتو أم لكونه ال ليل علل وتو ف !‬

‫فإن قا ‪ :‬لكونه ذ موتو ‪ ,‬فهذا القو يخالل للض ة ة ة ةةرورة العقلية والواقعية ‪ ,‬لكون العلم كاش ة ة ة ةةلا‬
‫وليت خالقا ‪ ,‬فإنه علل مقتض ة ة ةةل هذا اجلواب جيع أن تكون اجملرات الواس ة ة ةةعة والكواكع الكبذة اليت مل‬
‫يكتشة ة ة ة ةةلها العلم ال يف العقو ارخذة كانت معدومة ‪ ,‬ومل يتلقق هلا الوتو اللعلذ ال بعد اكتشة ة ة ة ةةاف‬
‫العلم هلا ‪ ,‬وهذا ال يقو به عاقل يدر معىن ما يقو ‪.‬‬

‫و ن قا ‪ :‬لكونه ال ليل علل وتو ف ‪ ,‬قيل له ‪ :‬عدم الدليل ا عني ليت ليال علل العدم ‪ ,‬فأهل‬
‫اإللان يشة ة ة ة ةةوكون معأل يف أن ارمر الذ ال يدركه العلم ال كم عليه بنلذ وال ثبات م تهة العلم ‪,‬‬
‫يابت‬ ‫ولكنهم ما وا عليأل أبن وتد عندهم ليل م نوع رخر ما م العقل و ما م الويذ ال ة ة ة ة ة ة ةةا‬
‫ارصو الدينية الغيبية ‪.‬‬

‫فغاية ما لك أن يوص ة ةةل ليه ا نهج العلمذ – لو أر ان االقت ة ةةار عليه ويدف‪ -‬وتوب التوقل ع‬
‫اإلثبات أو النلذ يف القض ة ة ة ة ةةااي ذ القابلة للتجريع واالختبار ‪ ,‬ولك ا ش ة ة ة ة ةةكل ا نهجذ الذ وقع فيه‬
‫الغالة يف العلم أهنم مل يقلوا عند هذا احلد ‪ ,‬و منا اوموف ىل اال عال أبن العلم يد علل نلذ القضة ة ة ة ة ة ةةااي‬
‫مناف لض ة ةةرورة‬ ‫اليت ال تدخل ات التجريع ‪ ,‬هذا عفز وكمو ال دلوح لوه ‪ ,‬وهو يف الوقت نلس ة ةةه ٍ‬
‫العقل ؛ رن عدم را الشذل بطة ة ة ة ة ةريقة معينة ال يعج حبا ع ة ة ة ة ةةدم وتو ف ‪ ,‬وال يلر ذجر نلأل احلكم‬
‫بعدمه ‪.‬‬

‫‪: -7‬قدا الدع ‪ ،‬ال ل ىلةل الغالة يف العلم م تكرار اال عةال أبن ا نهج العلمذ يت ة ة ة ة ة ة ةةل ابلةدقةة‬
‫والوض ة ةةوح فكان أهال للاقة وااللمئنان ‪ ,‬وأن مجيع ا ناهج ارخرل الدينية والللس ة ةةلية فاقدة هلذف الس ة ةةمة‬
‫فال يوثق هبةةا ‪ ,‬ولك هةةذا الكالم ال يعةةدو أن يكون عول م الةةدعةةاول اجملر ة ‪ ,‬فةةا نهج العلمذ كغذف‬
‫مضةةطرب ‪ ,‬ومنها ما هو سةةهل‬ ‫م ا ناهج متنوع يف مكوانته ‪ ,‬فمنها ما هو واضةةح ومنها ما هو ام‬
‫ميسور ومنها ما هو معقد عسر ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يقو السة ة ةةذ تيمت تينر واصة ة ةةلا العلم يف ا وامنة بينه وبني الللسة ة ةةلة ‪":‬ناليه أن العلم نلسة ة ةةه ال‬
‫للأل م ة ة ةةطللات قيقة متلقا عليها ‪ ,‬وهلذا فليت له القدرة علل الوص ة ة ةةل الدقيق ا تلق عليه"(‪,)98‬‬
‫أخذ يف ضرب ارمالة علل نلأل ‪ ,‬فذكر م طلح احلركة والطاقة والسرعة و ذها ‪.‬‬

‫وتتابعت مقاالت عد م الباياني يف مكيد ص ة ةةعوبة العلم وعس ة ةةرف ‪ ,‬وكش ة ةةلوا ع يجم الغمو‬
‫الذ تت ة ة ة ة ة ة ةةل به نظرايته ‪ ,‬وخاصة ة ة ة ة ة ةةة ما يتعلق ابلليفايل احلدياة ‪ ,‬فنظراي ا م أعقد النظرايت العلمية‬
‫الباياني نظرية النس ةةبية أبنه ال يكا يوتد يف العامل اثنا عش ةةر‬ ‫ا عاص ةةرة ‪ ,‬وأص ةةعبها ؛ يىت وص ةةل بع‬
‫رتال يعرف يقيقتها!(‪ ,)99‬وهذا احلكم ال خيلو م ا بالغة ‪ ,‬ولكنه م ثر قو علل صعوبتها ‪.‬‬

‫ذف م ا ناهج يف االختالف بني مكوانته وضة ة ة ة ةةويا و موضة ة ة ة ةةا‬ ‫فا نهج العلمذ نن ال خيتلل ع‬
‫اتلاقا واختالفا بني أتباعه ‪ ,‬فال فضل له علل ذف م هذف اجلهة ‪.‬‬

‫‪ -8‬اخنرا امللع ددل و ‪ ,‬كاذا ما يدعذ الغالة يف العلم أن ا نهج العلمذ منهج موض ةةوعذ ‪ ,‬ولريق‬
‫خو ا ثرات ا انعة م الوصو ىل احلقيقة ؛ لكونه قائما علل ا اليظة والتجربة ‪ ,‬فبذلأل‬ ‫مأمون م‬
‫ابت ا نهج العلمذ مستع يا علل خو ارمور الفائلة فيه ‪ ,‬منغلقا يف وته االختالط اب ضامني ا تنافية‬
‫مع ا وضوعية العلمية ‪.‬‬

‫ومع التس ة ةةليم أبن العلم فيه قدر كبذ م ا وض ة ةةوعية والدقة ‪ ,‬لك الفعم ذوض ة ةةوعيته اخلال ة ةةة و قته‬
‫ال ارمة ذ صليح ‪ ,‬فإن العلم التجرييب ال ينمو بنلسه ‪ ,‬وال تتشكل نظرايته يف عامل ذ عا نا ‪ ,‬وكاذا‬
‫ما يكون لألفكار اليت ملها البايث وارخال والطبائع اليت يت ة ة ة ة ة ةةل هبا أثر علل نتائجه وت ة ة ة ة ة ةةوراته‬
‫العلمية ‪ ,‬وكاذا ما يكون لال اهات السياسية والتيارات اللكرية وارتوال االتتماعية سطوة علل مساراته‬
‫ومكتشلاته ‪.‬‬

‫فأفرا الباياني يقع منهم التأثر كاذا ذعتقدا م وخلليا م الاقافية واللكرية ‪ ,‬فالبايث يني يدخل‬
‫معمله ال خيلع أفكارف ا سة ةةبقة خار الباب ‪ ,‬و منا يدخل بكل محوالته الللسة ةةلية واللكرية واالتتماعية ‪,‬‬

‫(‪ )98‬الليفايل والللسلة (‪. )117‬‬


‫(‪ )99‬انظر ‪ :‬كتع ذت وته العامل ‪ ,‬روبرت اونف (‪. )327‬‬

‫‪52‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وقد كتع فذابند مقاال ع مش ة ة ة ةةكالت ا ذهع التجرييب يقو فيه ‪ ":‬ن ما هو مدر يعتمد علل ما هو‬
‫معتقد"(‪ ,)100‬وهذف ا قولة يعل هبا ع أن البايث التجرييب كاذا ما يتأثر ذعتقداته وأفكارف اليت ملها ‪.‬‬

‫الالما املشددتغلل ابلالو التةريحي م ح كح البشددر وكن أ يتارعددلا للتاصددب مرا اة وظل‬
‫ال ف ‪ ،‬ا ر ج ن امللعل و ‪ ,‬يقو الدكتور أ‪.‬وهيلف ‪ ":‬نج سأكون رخر م يدعذ أننا حن العلمال‬
‫أقل النار عرضة للتع ع ابلنسبة للماقلني ا خري "(‪.)101‬‬

‫وقد نكر كواننت أن ا وض ة ة ة ة ةةوعية والتجر مل تك مالممة للعلم منذ أو نش ة ة ة ة ةةأته ‪ ,‬و منا تطورت مع‬
‫ارايم ‪ ,‬وقا ‪":‬ال بد أن نذكر أن العلم ظل يف أيد اهلواة يىت خل القرن التاسع عشر ‪ ,‬فه الل اهلواة‬
‫كلما اكتشةةلوا شةةيئا كانوا كم صةةا مسكا يبالغ يف أعدا ف ويبالغ يف أيجامه ‪ ,‬ويدافع ع هذف ارعدا‬
‫واريجام عند منافسيه ومنتق يه"(‪.)102‬‬

‫أشار ىل أن اخلرو ع ا وضوعية وعدم التجر لللقيقة ابت صعبا يف ا رايل ا تأخرة م العلم‬
‫‪ ,‬ولكنةةه أكةةد أن رتةةل العلم "ال يكةةا يو معملةةه م ورائةةه يىت جيوم عليةةه مةةا جيوم علل ا خري م‬
‫ركوب هواهم ‪ ,‬وقد يكون أسةةرع ىل التجر بسةةبع ما فر عليه العلم يف معمله م يبت وكبت ‪ ,‬فال‬
‫ذهم م النار ييدة وانضة ة ة ة ة ة ةةباط‬ ‫رابة نا حن رأينا م رتا العلم رتاال هم خار مهنتهم أقل م‬
‫نلت"(‪.)103‬‬

‫ورف يف‬ ‫وبعد اس ة ةةتعرا كواننت لتاريخ العلم نكر أنه ينكش ة ةةل لنا "كيل لعع التع ة ةةع اللكر‬
‫تقومي العلوم ‪ ,‬بل يف مخرها ‪ ,‬فقد ظل الكيماويون مخسة ة ةةني عاما ال يقبلون ا رال ارسة ة ةةاسة ة ةةية اليت بنيت‬
‫عليها النظرية الذرية أخذا ‪ ,‬واحلق أين لو أر ت توس ة ة ةةعة هذا اجلفل م هذا الباب رتعل منه ويدف اباب؛‬
‫نا لسميته ‪":‬ن ل قرن ظلت فيه ارهوال اللكرية والع بيات الذهنية ت طدم اصطداما"(‪.)104‬‬

‫(‪ )100‬فلسلة العلوم – ا شكالت الللسلية‪ , -‬ماهر عبدالقا ر علذ (‪. )11‬‬
‫(‪ )101‬اإلسالم يتلدل ‪ ,‬وييد الدي خان (‪ , ) 78‬وانظر ‪ :‬العلم وا شتغلون ابلبلث العلمذ يف اجملتمع احلديث ‪ ,‬ويكنسون (‪ )11‬ومدخل‬
‫ىل ا يتافيفيقا ‪ ,‬مام عبداللتاح مام (‪. )84‬‬
‫(‪ )102‬مواقل يامسة يف اتريخ العلم (‪. )17‬‬
‫(‪ )103‬ا رتع السابق (‪. )19‬‬
‫(‪ )104‬ا رتع السابق (‪. )277‬‬

‫‪53‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الناقدي لأل اين ىل أن يتبنوا نظرايت‬ ‫ومل يقت ة ة ة ة ة ة ةةر التع ة ة ة ة ة ة ةةع علل هذا القدر ‪ ,‬و منا فع ببع‬
‫وا اهات علمية ويقدموها علل ذها رتل أن فيها مييدا لقوهلم وموقلهم ‪ ,‬يىت قا العامل ا شة ة ة ة ة ة ةةهور‬
‫الس ة ة ةةذ تيمت تينف – وهو م أعظم علمال الع ة ة ةةر احلديث ‪ ": -‬ن يف عقولنا اجلديدة تع ة ة ةةبا يرتح‬
‫لللقائق"(‪.)105‬‬ ‫التلسذ ا ا‬

‫ونكر يتكر ش ةةامذم أنه بينما كان يتأمل يف أنن ابنته ورأل تعقيدها و قة تركيبها تا يف نهنه أبن‬
‫هذا التعقيد وتلأل الدقة ال بد هلا م صانع ‪ ,‬ولكنه لر هذا الوسوار يىت ال يضطر ىل اإللان ابخلالق‬
‫كما يذكر ع نلسة ة ة ة ة ة ةةه!! ‪ ,‬ويعلق الدكتور انمت يو ابركت علل هذف احلا ثة قائال ‪ ":‬نج أعرف عد ا‬
‫م أس ة ة ة ة ةةاتذيت يف اجلماعة ‪ ,‬وم رفقائذ العلمال الذي تعرض ة ة ة ة ةوا مرارا ال هذف ا ش ة ة ة ة ةةاعر ‪ ,‬وهم يقومون‬
‫بعمليات كيمياوية ولبيعية يف ا عامل"(‪.)106‬‬

‫ومما يندر ضةةم هذا ا عىن القبيح ا نايف للموضةةوعية ما نكرف عد م الناقدي لأل اين م أهنم ال‬
‫يتمسةةكون بنظرية التطور مع عدم امتالكهم لأل لة الدالة علل صةةدقها ال رنه ليت هلا بديل ال التسةةليم‬
‫ابخللق اإلهلذ ‪ ,‬وهم ال يريدون اإللان بذلأل(‪.)107‬‬

‫ويني ظهرت نظريةةة االنلجةةار العظيم ‪ ,‬وأيةةدثةةت قلقةةا لةةدل العلمةةال ا نكري لوتو هللا ‪ ,‬كت ةع‬
‫ةاهدا لطيلا علل ا وقل الذ يتخذف‬ ‫تاسة ة ةةوو معلقا علل شة ة ةةعورهم نلأل فقا ‪ ":‬ن يف ر و فعلهم لشة ة ة ِ‬
‫أن يكون يف اية ا وض ة ةةوعية – اف ليل يكش ة ةةل عنه العلم نلس ة ةةه‬ ‫العقل العلمذ – وهو عقل يلو‬
‫يكون م ةةا ما للمعتقدات اليت نعتنقها يف مهنتنا ؛ يتبني م هذا أن العلم يت ةةرف كما يت ةةرف كل منا‬
‫يني ت طدم معة ةةتقداته مع الدليل ‪ ,‬ينتابنا الضة ةةيق وندعذ أبن ليت هنا م صدام ‪ ,‬أو ليه بعبارات‬
‫ال معىن هلا"(‪. )108‬‬

‫ال ترم أن االعتقةةا ات وا واقل اليت ي م هبةةا البةةايةةث ت ثر مثذا كبذا يف اختيةةاراتةةه وتلس ة ة ة ة ة ة ةذاتةةه‬
‫لأليدارت وا اليظات ‪ ,‬ويظهر هذا التأثذ بشكل كبذ يف لريقة البلث اليت يسلكها الدارسون ا تبعون‬
‫للرض ة ة ةةية التطور ‪ ,‬فإهنم كلما وتدوا ُمتَلجرة مش ة ة ةةتبهة أو اكتش ة ة ةةافا يف جما الوراثة ‪ ,‬اب روا مباش ة ة ةةرة ىل‬

‫(‪ )105‬اإلسالم يتلدل ‪ ,‬وييد الدي خان (‪. )42‬‬


‫(‪ )106‬هللا يتجلل يف ع ر العلم ‪ ,‬ارير تون كلوفرمونسيما (‪ , )48‬وانظر ‪ :‬اإلسالم يتلدل ‪ ,‬وييد الدي خان (‪. )72‬‬
‫(‪ )107‬انظر ‪ :‬نظرية النشول واالتقال ‪ ,‬منذة الغاايين (‪ , )8-7‬واإلسالم يتلدل ‪ ,‬وييد الدي خان (‪. )43-42‬‬
‫(‪ )108‬اخلالق والللكيون ‪ ,‬تاسوو (‪ , )15‬بواسطة ‪ :‬الليفايل ووتو اخلالق ‪ ,‬تعلر شيخ ريت (‪. )93‬‬

‫‪54‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫تلسةةذها تلسةذا تطوراي ‪ ,‬وا عوا أهنا تد علل صةةلة فرضةةيتهم ‪ ,‬مع أن كل النمان اليت لالون هبا لك‬
‫شةةاهد علل أهنا ال تلسةةر ال وفق التطور فقف ‪,‬‬ ‫تلسةةذها تلس ةذا يختللا ع نظريتهم ‪ ,‬وال يوتد فيها‬
‫وسيأيت هلذف القضية مفيد بسف يف ارصل الااين ‪.‬‬

‫وقد أثبت عد م العلمال الذي اشةةتغلوا بنقد العلم علل أن البايث العلمذ يتعذر عليه االت ةةاف‬
‫اب وضة ة ة ةةوعية اخلال ة ة ة ةةة ‪ ,‬وأكدوا أن النظرايت العلمية ال تنلأل م التأثر ابخللليات االتتماعية والتارخيية‬
‫واحلياتية اليت يعيشة ة ةةها البايث ‪ ,‬ونكر كار بوبر "أن العلمال العظمال شة ة ةةأهنم شة ة ةةأن الشة ة ةةعرال ‪ ,‬كاذا ما‬
‫يستلهمون يدوسا ذ عقالنية"(‪ ,)109‬ونبه علل الت ةةداخل بني الن ةةظرايت وبني ا وا ذ ا وضوعية فقا‬
‫‪":‬كل ا اليظات ملقلة بنظرية ‪ ,‬وال توتد ماليظة صافية نفيهة متلررة م النظرة"(‪.)110‬‬

‫وكل ما سةةبق ي كد علل أن العقل اإلنسةةاين والتلكذ البشةةر ال لك أن يتخلث م التليف للكرة‬
‫ما أو توته ما أو لبيعة يياتية معينة ‪ ,‬وقد نكر ا لكر اإلسة ة ة ة ة ة ةةالمذ عبدالوهاب ا سة ة ة ة ة ة ةةذ أن النمون‬
‫الغريب مل ينلأل ع التليف يف كل مكوانته احلضةةارية ‪ ,‬وابخل ةةوص ا كون العلمذ ‪ ,‬وم أهم معامل نلأل‬
‫علل اجلانع الرويذ اإلنس ة ةةاين ‪ ,‬والتليف جلانع لغال الغائية م الوتو‬ ‫التليف ‪ :‬التليف للجانع ا ا‬
‫ىل تانع ا لية ‪ ,‬والتليف للتطور والنظرية الدارونية والسة ة ة ة ة ةةو والتسة ة ة ة ة ةةلع‪-‬او الشة ة ة ة ة ةةذل ىل س ة ة ة ة ة ةلعة‪-‬‬
‫واالستهال ضد ا عاين اإلنسانية الاابتة ا ستقرة(‪.)111‬‬

‫عول ا وضة ةةوعية ال ة ةةارمة اليت‬ ‫وثبوت التليف يف التلكذ الغريب و ذرف يف مشة ةةاهدف العلمية يناق‬
‫يدعيها الغالة يف العلم التجرييب ‪.‬‬

‫ورتل هذا نهع عد م الدارسةةني ىل أن عول االنضةةباط ال ةةارم وا وضةةوعية اخلال ةةة يف العلم‬
‫جمر ماالية يا ة ‪ ,‬توتد يف كتع مناهج البلث وستلذ يف معامل التجريع(‪.)112‬‬

‫و نا كان البلث العلمذ يتأثر ذا مله أفرا الباياني م أفكار وتوتهات فكرية وفلس ة ة ة ة ة ةةلية ‪ ,‬فإنه‬
‫يتأثر أيضةةا ابلضةةغوط السةةياسةةية وخيضةةع لتوتيه احلكومات والسةةلطات احلاكمة ‪ ,‬يىت ت َش ة َّكل يف التاريخ‬
‫الدارسةني "العلم ا وته" أ ‪ :‬العلم الذ خيضةع للقوة السةياسةية ويتوته خلدمتها واقيق‬ ‫ما يسةميه بع‬

‫(‪ )109‬أسطوة اإللار (‪. )33‬‬


‫(‪ )110‬ا رتع السابق (‪, )44‬وانظر راسة مطولة للموضوعية العلمية عند بوبر ‪:‬العلم واإليديولوتيا ‪ ,‬يسني علذ (‪.)46-33‬‬
‫(‪ )111‬انظر ‪ :‬راسات معرفية يف احلداثة الغربية (‪ , )85‬ولالع يف الكتاب راسة مطولة ع ايفات النمون الغريب ‪.‬‬
‫(‪ )112‬انظر ‪ :‬العلم واإليديولوتيا بني اإللال والنسبية ‪ ,‬يسني علذ (‪. )23-22‬‬

‫‪55‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫م ةةاحلها ‪ ,‬وقد علت أصة ةوات عد م الباياني ابلتلذير م هذا النوع م العلم ‪ ,‬وس ةةعوا ىل كش ةةل‬
‫ر رف السيئة علل العلم يف احلاضر وا ستقبل(‪.)113‬‬

‫وم أبشةةع ا شةةاهد اليت ظهرت فيها سةةطوة احلكومات السةةياسةةية علل توتيه العلم نلكم االضةةطها‬
‫الذ كانت متارسة ة ة ة ة ة ةةه الدولة الشة ة ة ة ة ة ةةيوعية علل البلث العلمذ ‪ ,‬فقد نكر كتور سة ة ة ة ة ة ةةذ ‪ .‬ارلنغتون "أن‬
‫الش ة ةةيوعيني اولون تهدهم أن يوتدوا نوعا م االنس ة ةةجام واالتلا الظاهر بني مبا ئهم وأعماهلم م‬
‫تهةةة أخرل ‪ ,‬وبني النظرايت ا نطقيةةة والعلميةةة م تهةةة أخرل ‪ ...‬وم هنةةا ةةدهم يلج ون ىل خنق‬
‫التطور العلمذ الذ ي ثر يف الشة ة ة ة ة ة ةةيوعية ‪ ,‬بل خنق كل أنواع التطورات اليت ت ثر يف ملاهيم اجملتمع ‪...‬‬
‫هكذا قض ةةت االيتجاتات والض ةةرورات الس ةةياس ةةية علل الدولة الش ةةيوعية أن تس ةةتبعد العلوم الغربية ‪...‬‬
‫ولعل علم النلت وعلم الوراثة وعلم ا قابلة بني اللغات ا ختللة هذ أكار العلوم اليت تعرضة ة ة ة ة ة ةةت ال هذا‬
‫التدخل م قبل الدولة الشيوعية"(‪.)114‬‬

‫ويقو فيليع فرانأل – وهو عامل سة ة ة ة ة ةةوفييت‪ -‬م كدا مثذ ا اركسة ة ة ة ة ةةية علل مسة ة ة ة ة ةةذة العلم ‪":‬ومنذ أن‬
‫أصبلت فلسلة كار ماركت وفريدريأل ا لف ‪-‬وهذ الللسلة ا ا ية اجلدلية‪ -‬هذ الللسلة الرمسية لال اف‬
‫السوفييت والدولة التابعة هلا ‪ ,‬فإن ا رال اليت ور ت يف اجلفل ا قتبت‪ -‬نث ال لف يف ا ا ية نقله ا لل‪-‬‬
‫كان هلا مثذ بعيد ا دل علل موقل االاا السة ة ة ة ة ة ةةوفييت ا اف العلم ‪ ,‬فقد فلث كل ما لال العلم حباا‬
‫عما يكون مس ة ةةتوا م فلس ة ةةلة معا ية لللس ة ةةلة احلفب احلاكم ‪ ,‬وقد س ة ةةاعد هذا ارس ة ةةلوب يف كاذ م‬
‫احلاالت علل أن يتخذ تكأة لت نيل العلم بواسطة الدولة"(‪.)115‬‬

‫وكتع ر ‪ .‬أ قافيلوف – رئيت أكا لية العلوم يف االاا السوفييت – مقاال نشر سنة ‪1949‬م قا‬
‫فيه ‪ ":‬ن الليفايل الس ة ة ةةوفيتية ‪ ,‬كالعلم الس ة ة ةةوفييت ‪ ,‬خال يف يياة الدولة م مم بعيد ‪ ,‬ووتها كل قواغا‬
‫ىل خدمة بلدان ‪ ,‬الس ةةتيلال كل احلاتات الالممة لبنال جمتمع ش ةةيوعذ ‪ ...‬والليفايل الش ةةيوعية تَبج عملها‬
‫علل ما اعتنق العامل م ا ا ية ا نطقية ‪ ,‬تلأل اليت رفع كم أمرها مليل لينني وستالني"(‪.)116‬‬

‫(‪ )113‬انظر ‪ :‬مستقبل العلم ‪ ,‬أكا لية العلوم اللرنسية (‪ , ) 81-79‬وانظر راسة مطولة ع خضوع العلم لالعتبارات السياسية ‪ :‬العلم‬
‫واإليديولوتيا ‪ ,‬يسني علذ (‪. )100-82 , 79 , 76‬‬
‫(‪ )114‬ا اركسية يف أبعا ها ا ختللة ‪ ,‬جمموعة ابياني (‪. )24‬‬
‫(‪ )115‬فلسلة العلم (‪. )17‬‬
‫(‪ )116‬مواقل يامسة م اتريخ العلم ‪ ,‬كواننت (‪. )489‬‬

‫‪56‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وكتةةع لينني مقةةالةةة بعنوان "معىن ا ةةا يةةة ا قةةاتلةةة" ص ة ة ة ة ة ة ةةاغ فيهةةا أهم ا همةةات ا للةةة اليت جيةةع علل‬
‫ا اركسةية العمل عليها ‪ ,‬ونكر منها "توييد تهو اللالسةلة الشةيوعيني مع ممالذ العلوم الطبيعية ا عاصةرة‬
‫؛ م أتل التعميم الللسة ة ة ة ة ة ةةلذ لالكتشة ة ة ة ة ة ةةافات اجلديدة يف علوم الطبيعة ‪ ,‬وم أتل النضة ة ة ة ة ة ةةا ضة ة ة ة ة ة ةةد‬
‫ا االية"(‪ ,)117‬اليت منها الدي ابلضرورة ‪.‬‬

‫ويف أوائل الس ةةبعينات م القرن ا اض ةةذ قام عد م العلمال يف االاا الس ةةوفييت إبعالن االنش ةةقا‬
‫ع السة ة ة ة ة ة ةةلطة احلاكمة ‪ ,‬ولالبوا حبرية البلث العلمذ ‪ ,‬وكل الدولة ع التس ة ة ة ة ة ة ةلف عليه ‪ ,‬فما كان م‬
‫الدولة السة ةةوفيتية ال أن اب رت ليهم ابلقمع السة ةةياسة ةةذ والتعر هلم اب ضة ةةايقات ‪ ,‬بل أخضة ةةعت عد ا‬
‫منهم لللث الطع النلسذ ‪ ,‬وانتهل ارمر بتشخيث يالتهم علل أهنا اضطراب نلسذ!(‪.)118‬‬

‫والتس ة ةةلف علل العلم والس ة ةةعذ ىل خض ة ةةاعه للتوتهات اللكرية أو الس ة ةةياس ة ةةية ليت خاص ة ةةا ابالاا‬
‫الس ة ة ة ة ةةوفييت ‪ ,‬و منا هو عام يف كاذ م البلدان الغربية ‪ ,‬والتوتهات اإليديولوتية ‪ ,‬فهنا م س ة ة ة ة ة ةس ة ة ة ة ةةات‬
‫صناعية وسياسية واتتماعية ال تسمح للعلم ذخاللتها أبدا(‪.)119‬‬

‫وكذلأل احلا يف أتباع فرض ة ة ة ة ة ةةية التطور ‪ ,‬فإهنم مارس ة ة ة ة ة ةوا ألواان م العنل والتض ة ة ة ة ة ةةييق علل كاذ م‬
‫الباياني الذي يقررون خالف نظريتهم التطورية ‪ ,‬وس ة ةةعوا ىل اإلض ة ةرار هبم وقطع اررما عنهم وف ة ةةلهم‬
‫م أعماهلم وتشويه صور م ‪ ,‬ووصلوهم ابلغبال واجلهل والتخلل!(‪.)120‬‬

‫وقد قام فريق حباذ برص ة ةةد أص ة ةةناف االض ة ةةطها اليت تعر هلا العلمال ا خاللون للرض ة ةةية التطور ‪,‬‬
‫ومجع ا مارسةةات التعسةةلية اليت يقوم هبا التطوريون ضةةد ا خاللني هلم ‪ ,‬ونشةةروها يف فيلم و ئقذ مشةةهور‬
‫تدا عنوانه "مطرو ون"‪ ,‬وهو متداو بكارة علل الشبكة العنكبوتية ‪.‬‬

‫ويف الكشةةل ع انتها ا وضةةوعية يف العلم و ثبات عدم نفاهته يقو ريتشةةار اترانر ‪":‬وأما اإللان‬
‫ابمتال العقل العلمذ للقدرة اللريدة علل الوصة ة ة ة ة ة ةةو ىل يقيقة العامل علل تسة ة ة ة ة ة ةةجيل الطبيعة مال مررة‬
‫أمنونتية عاكسة لواقع موضوعذ كوين ال اترخيذ فقد بدا ليت فقف سانتا معرفيا ‪ ,‬بل وخا ما بوعذ أو‬

‫(‪ )117‬يف اتريخ الللسلة ‪ ,‬مجاعة م ارساتذة السوفيات (‪. )616‬‬


‫(‪ )118‬انظر ‪ :‬علم ارييال واإليديولوتيا والطبيعة البشرية ‪ ,‬ستيل ورخرون (‪. )195‬‬
‫(‪ )119‬انظر ‪ :‬العلم وا شتغلون ابلعلم يف الع ر احلديث ‪ ,‬تون يكنسون (‪ , )203‬والعلم واإليديولوتيا ‪ ,‬يسني علذ (‪.)76‬‬
‫(‪ )120‬انظر ‪ :‬خرافة التطور ‪ ,‬روبرت مجيت الغذ (‪ , )15‬والتطور نظرية علمية أم يديولوتيا ‪ ,‬عرفان يلمام (‪ , )408 , 12‬وخرافة اإلحلا‬
‫‪,‬عمرو شريل ( ‪.)186-184‬‬

‫‪57‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫بدون وعذ أ راضةةا سةةياسةةية واقت ةةا ية دد ة ‪ ,‬متيلا يف الغالع فرص نيد مقا ير ثلة م ا وار ا ا ية‬
‫واللكرية خلدمة برامج اهليمنة االتتماعية والبيئية"(‪.)121‬‬

‫ونتيجة لض ة ة ة ةةخامة ا ثرات اللر ية وا س ة ة ة ةس ة ة ة ةةية علل العلم كارت فيه مش ة ة ة ةةاهد التفوير وتعد ت فيه‬
‫أيدارت الكذب واخليانة العلمية ‪ ,‬وم ال ةةعوبة ي ةةر كل تلأل ا شةةاهد يف هذا ا وضةةوع ‪ ,‬وقد نكرت‬
‫فرضية التطور يف هذا البلث(‪.)122‬‬ ‫بعضا منها يف أثنال نق‬

‫وكل الش ة ةواهد الس ة ةةابقة تابت بوض ة ةةوح أن ا وض ة ةةوعية ال ة ةةارمة والنفاهة العالية اليت يدعيها الغالة يف‬
‫العلم عبو هم اجلديد ليست صليلة ‪ ,‬وال تقوم علل أسار سليم ‪ ,‬و منا هذ عول جمر ة م الدليل‪.‬‬

‫املقص د د د ددلد من الكمل ال د د د ددابق إعبات أ كح امل ظلم الالمو‬ ‫ال بد من الت بوه لى أنه لو‬
‫م خرم امللعل و أ مجوع مكتشفا ا مشكلك يف نزاهتها ‪ ،‬إمنا املقصلد إعبات د اطراد ذلك‬
‫يف كح مشاهدن كما يد و الغملة يف الالو‬

‫و نا ثبةةت نلةةأل فل يكون للمنهج العلمذ ميفة علل ذف م ا نةةاهج يف هةةذف اجلهةةة ‪ ,‬فكمةةا أن‬
‫احل شخ ية أو سياسية أو ذها ‪ ,‬فكذلأل ا نهج العلمذ‬ ‫ا ناهج الللسلية أو الدينية لك استغالهلا‬
‫احل ارشخاص أو احلكومات ‪.‬‬ ‫لك استغالله‬

‫وا رام ا وضةةوعية ا طلقة ا دعاة ال جيعل جملر الوصةةل ابلعلمية خاصةةية يف ثبات ا وضةةوعية ونفاهة‬
‫النظرية ‪ ,‬و منا ال بد م تضافر أ لة أخرل تابت نلأل القدر للنظرية ‪.‬‬

‫(‪ )121‬رالم العقل الغريب (‪. )334‬‬


‫(‪ )122‬انظر ‪ :‬ص ‪ 518‬م البلث‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫املكل ال ا من مكلانت امل هج الالمو االستغ ا ابالستقرا "ال ز االستقرائو "‬

‫ا را ابالستقرال ‪ :‬ا نهج البلاذ الذ يعتمد علل االنتقا م عد ددو م احلاالت اخلاصة ىل‬
‫الكشل ع القوانني العامة(‪.)123‬‬

‫وقد نش ةةأ االهتمام اب نهج االس ةةتقرائذ مع بداية ع ةةر النهض ةةة العلمية يف القرن الس ةةابع عش ةةر ‪ ,‬مع‬
‫فرانس ةةيت بيكون ‪ ,‬تطور االهتمام به ‪ ,‬وام ا التعلق به يىت ص ةةار الرأ العام يف القرن التاس ةةع عش ةةر‬
‫علل أن ا نهج العلمذ هو االستة ة ة ةةقرال ويدف ‪ ,‬واستقر الرأ علل أنه ال يوتد منهج لال الطريقة العلمية‬
‫ذف(‪.)124‬‬

‫وأخذ كاذ م اللالسلة والدارسني يقابلون بني ا نهج االستقرائذ علل أنه ا مال الوييد للعلم وبني‬
‫ا نهج االستن ة ةةبالذ ‪ ,‬علل أنه ا مال للت ة ةةخلل واخلة ة ةرافة ‪ ,‬ويف مسيت هذف ا وامنة يقو برتراند رسل‪":‬مل‬
‫يك ال راع بني تاليليو وداكم التلتي صراعا بني اللكر احلر والتع ع ‪ ,‬وبني العلم والدي ‪ ,‬بل كان‬
‫صراعا بني االستنباط واالستقرال"(‪.)125‬‬

‫واس ة ة ة ةةتقر ارمر مع النفعة االس ة ة ة ةةتقرائية علل أن االس ة ة ة ةةتقرال هو الطريق الوييد للل ة ة ة ةةو علل العلم‬
‫ال ةةليح ‪ ,‬وا عل أتباعها أنه ال لك التوصةةل ىل القوانني والتنب ات م ا عطيات احلس ةية ال ع لريق‬
‫االستقرال فقف(‪.)126‬‬

‫وم أشة ة ةةهر الغالة يف االعتما علل ا نهج االسة ة ةةتقرائذ الليلسة ة ةةوف اإل ليف ‪:‬تون اسة ة ةةتوارت ِمل‬
‫(‪1873‬م) – وهو فيلسة ة ة ة ة ة ةةوف رييب ةةا ٍ يف ريبيتةةه(‪ -)127‬فةةإنةةه ابلغ يف اإلعالل م منفلةةة الةةدلي ةةل‬
‫االس ة ة ة ة ةةتقرائذ يىت عدف ا نهج الوييد للوص ة ة ة ة ةةو ىل ا عرفة احلقة ‪ ,‬وأنكر اس ة ة ة ة ةةتقال كل الطر ارخرل‬
‫وأرتعها ىل االس ة ة ة ة ةةتقرال ‪ ,‬فليت للمعرفة ال ة ة ة ة ةةليلة عندف ال لريق وايد هو االس ة ة ة ة ةةتقرال فقف ‪ ,‬فكل‬

‫(‪ )123‬انظر ‪ :‬ا نطق الوضعذ ‪ ,‬مكذ يع (‪ , )297/2‬وا نطق احلديث ومناهج البلث ‪ ,‬دمو قاسم (‪. )55‬‬
‫(‪ )124‬انظر يف تطورات االهتمام ابالستقرال ‪ :‬فلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬ورانلد تيليف (‪. )100-92‬‬
‫(‪ )125‬النظرة العلمية (‪ , )29‬وانظر ‪ :‬فلسلة القرن العشري ‪ ,‬لىن اخلويل (‪. )166‬‬
‫(‪ )126‬انظر فلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬وانلد تيليف (‪ , )102‬وفلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬لىن اخلويل (‪. )137‬‬
‫(‪ )127‬انظر ‪ :‬اتريخ الللسلة احلديث ‪ ,‬وليم كلني (‪. )418‬‬

‫‪59‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مكوانت الذه اإلنس ة ةةاين ودتوايته جمر تعميمات اس ة ةةتقرائية ‪ ,‬وال يس ة ةةتاىن م نلأل ش ة ةةذل ألبتة ‪ ,‬يىت‬
‫قوانني الرايض ة ة ة ة ة ة ةي ةةات وقوانني اللكر ال ة ة ة ة ة ة ةةوري ةةة ‪ ,‬فهذ يف يقيقته ةةا م ةةا هذ ال تعميم نهج ع لريق‬
‫االستقرال(‪.)128‬‬

‫ووض ة ةةع رتل نلأل كتابه الض ة ةةخم "نس ة ةةق ا نطق" داوال فيه اقيق يلمه أبن يكون م س ة ةةت منهج‬
‫االسةةتقرال مالما كان أرسةةطو م سةةت منهج القيار ‪ ,‬وكما وضةةع أرسةةطو للقيار أشةةكاال وضةةرواب ‪ ,‬فقد‬
‫وضع ِمل لالستقرال لوائح ومناهج(‪.)129‬‬

‫وكاذا مةا كةان رائةد الوضة ة ة ة ة ة ةةعيةة ا نطقيةة يف العةامل العريب الةدكتور مكذ يةع يكرر التلقذ م ا نهج‬
‫االسةةتنبالذ حبجة أنه ال يضةةيل لللكر اإلنسةةاين شةةيئا ‪ ,‬ويعلذ يف ا قابل م شةةأن ا نهج االسةةتقرائذ ؛‬
‫حبجة أنه ا نهج العلمذ الوييد ا ليد للعقل اإلنساين(‪.)130‬‬

‫قليض املكل ال ا (االستغ ا ابالستقرا )‬

‫ال بد م التأكيد ابتدال أن النقد ا وتة للنفعة االسةةتقرائية ليت ا ق ةةو منه بطا منهج االسةةتقرال‬
‫م أصله ‪ ,‬فإن االستقرال لريق صليح م لر العلم ا عتمدة ‪ ,‬و منا النقد متوته ىل النفعة االستقرائية‬
‫اليت تفعم أنه ال لريق للمعرفة ال الطريق االستقرائذ فقف ‪.‬‬

‫خيل م النفعات ا ضا ة‬
‫ومع أن اللكر الغريب شهد نفعات الية يف تقدير منفلة االستقرال ال أنه مل ُ‬
‫‪ ,‬اليت تقوم علل التقليل م شأنه وتسعل ىل نقدف وتقويضه ‪ ,‬وم أشهر العلمال الذي تبنوا هذا ا وقل‬
‫يف القرن العشري كار بوبر و وهيم و ذغا مم اندر ضم تيار نقد العلم(‪.)131‬‬

‫(‪ ) 128‬انظر ‪ :‬فلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬لىن اخلويل (‪ , )142‬واتريخ الللسلة احلدياة ‪ ,‬وليم كلني (‪ , )421‬وا وسوعة ا خت رة يف‬
‫الللسلة (‪. )418‬‬
‫(‪ )129‬انظر ‪ :‬موسوعة الللسلة ‪ ,‬عبدالرمح بدو (‪ , )470/1‬وفلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬لىن اخلويل (‪. )143‬‬
‫(‪ )130‬انظر ‪ :‬حنو فلسلة علمية (‪. )33-32‬‬
‫(‪ )131‬انظر ‪ :‬فلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬وانلد تيليف (‪ , )91‬وفلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬لىن اخلويل (‪. )346‬‬

‫‪60‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وقد قدموا نظرات نقدية عديدة للنفعة االسة ة ة ة ة ةةتقرائية ‪ ,‬أثبتوا م خالهلا فسة ة ة ة ة ةةا تلأل النفعة وفقداهنا‬
‫لالتس ة ةةا واالنض ة ةةباط ا عريف ‪ ,‬وارمور اليت تكش ة ةةل ع اخللل ا نهجذ يف النفعة االس ة ةةتقرائية متعد ة ‪,‬‬
‫وسنعر رغها فيما يلذ م ارفكار ‪:‬‬

‫‪-1‬امل اعا ل بوا املار‪ :‬ا ن انو ‪ ،‬ونلأل أن النفعة االستقرائية تقوم علل اعتما ا نهج التجرييب يف‬
‫ا عرفة ‪ ,‬نلكم ا نهج الذ يرل أن م ا ر ا عرفة اإلنسانية منل رة يف م در وايد وهو اخللة احلسية‬
‫‪ ,‬ويف وسة ة ةةيلة وايدة هذ احلوار فقف ‪ ,‬ورتل هذا مالوا ىل الغلو يف االسة ة ةةتقرال واعتبارف الطريق الوييد‬
‫لللكم ا نضبف ‪.‬‬

‫واحلقيقة أن م ة ةةا ر ا عرفة اإلنس ة ةةانية ليس ة ةةت منل ة ةةرة يف م ة ةةدر وايد ‪ ,‬و منا تتس ة ةةم م ة ةةا رها‬
‫ابلوكيع والتداخل ‪ ,‬وقد سةةبق يف أثنال البلث ثبات اسةةتلالة قيام ا عرفة اإلنسةةانية علل م ةةدر وايد‪,‬‬
‫وابلتايل فإن االستقرال ويدف ال لك أن يكون قائما بكل ما تتطلبه ا عرفة اإلنسانية ‪.‬‬

‫‪ -2‬اذو االستقرا ا الص ‪ ,‬ي ر الغالة يف العلم علل ت وير ا نهج العلمذ أبنه منهج استقرائذ‬
‫خالث ‪ ,‬ولك هذا الت وير ذ صليح البتة ‪ ,‬فالعلم التجرييب ليت جمر انعكار ل ورة الواقع التجرييب‬
‫ذ مثر أب بُعد رخر ‪ ,‬و منا هو يف احلقيقة خاضةةع لتأثذ عقل اإلنسةةان ولباعه وقدراته‬ ‫فلسةةع ‪ ,‬م‬
‫وميوله ومواقله وخياله ‪ ,‬فالبُعد الذايت متجذر فيه ب ة ةةورة عميقة ‪ ,‬ويف بيان نلأل يقو أينش ة ةةتاي ‪" :‬ليت‬
‫العلم جمموعة م القوانني ‪ ,‬وثبتلا ابلوقائع ذ ا وابطة فيما بينها ‪ ,‬نه م خلق العقل اإلنسة ةةاين بواسة ةةطة‬
‫أفكارف وت ة ة ةةوراته ‪ ...‬ن الت ة ة ةةورات الليفايئية يخلوقات يرة للعقل اإلنسة ة ةةاين ‪ ,‬وليت كما يظ ‪ :‬دد ة‬
‫فقف ابلعامل اخلارتذ"(‪.)132‬‬

‫وقد بني كاذ م العلمال اللرنسة ة ة ةةيني و ذهم أنه ال وتو لالسة ة ة ةةتقرال اخلالث ‪ ,‬وأنه يسة ة ة ةةتليل بنال‬
‫معرفة علمية متماسةةكة ذجر االسةةتقرال ‪ ,‬وأكدوا أنه ال بد م اشةوا االسةةتنباط ا تضةةم لتدخل العقل‬
‫اإلنساين يف صناعة العلم ‪.‬‬

‫(‪ )132‬مدخل تديد ىل الللسلة ‪ ,‬عبدالرمح بدو (‪. )72-70‬‬

‫‪61‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وم أقدم م اسذ موقلا نقداي م النفعة االس ة ة ة ة ة ةةتقرائية الليلس ة ة ة ة ة ةةوف وليم هيوو (‪1866‬م) ‪ ,‬فقد‬
‫صلبه يف رخر يياته شعور تا أبن االستقرال ال يكلذ ويدف ‪ ,‬وأ ر االل أن ا عرفة اإلنسانية ليست‬
‫د ةةلة التجريع فقف ‪ ,‬و منا هذ د ةةلة تلاعل العقل اإلنسةةاين ومكوانته مع معطيات احلت اخلارتية ‪,‬‬
‫ولك ع ةةرف مل يك يسةةمح إبسةةقاط االسةةتقرال ‪ ,‬فاكتلل هيوو ابلتأكد علل أن االسةةتقرال واالسةةتنباط‬
‫ي عدان ويهبطان الدر نلسه(‪.)133‬‬

‫وم أهم م نبه علل اخللل ا نهجذ يف النفعة االس ةةتقرائية وأثبت أبن ا عرفة اإلنس ةةانية مجلة ال تقوم‬
‫علل االسة ة ة ة ة ة ةةتقرال ويدف ‪ :‬الليلسة ة ة ة ة ة ةةوف هنر بوانكاريه ‪ ,‬ييث يقو ‪":‬كاذا ما يقا ‪ :‬قم ابلتجربة بال‬
‫أفكار مسةةبقة ‪ ,‬وهذا أمر دا ‪ ,‬ال رنه جيعل كل التجارب عقيمة فلس ةةع ‪ ,‬بل أيض ةةا رنه ال يتهيأ لنا‬
‫لو أر انف ‪ ,‬ييث ن كل وايد منا مل رؤية للعامل ‪ ,‬وال لكنه التخلث منها بيسة ة ة ة ة ة ةةر ‪ ,‬فعلينا ماال أن‬
‫نستعمل اللغة ‪ ,‬وهذ منا قُ ىلدت م أفكار مسبقة"(‪. )134‬‬

‫وم أشةةهر م أكد علل اسةةتلالة وتو اسةةتقرال خالث الليلسةةوف اللرنسةةذ كار بوبر ‪ ,‬فإنه اهتم‬
‫بنقد النفعة االس ة ة ة ة ة ةةتقرائية كاذا ‪ ,‬وتعل نلأل أيد مكوانت مش ة ة ة ة ة ةةروعه الرئيس ة ة ة ة ة ةةية ‪ ,‬وكرر مرارا أن العقل‬
‫اإلنس ة ةةاين ال يبدأ يف حباه العلمذ م ا اليظة مباش ة ةةرة ‪ ,‬و منا يعتمد علل أفكار س ة ةةابقة علل ا اليظة‪,‬‬
‫فاالعةتقا أبنه لك أن نبدأ م ا اليةظات اخلال ة ويدها ذعف ع أية فكرة سابقة أمر دا (‪.)135‬‬

‫وقد ياو بوبر أن يوضح فة ة ةةكرته ا نهجية بط ة ة ةريقة ظريلة معلة ‪ ,‬فبدأ يدل داضراته يف فيينا أبن‬
‫قا لطالب الليفايل ‪ :‬ليمس ةةأل كل واية ة ة ة ة ة ة ة ةةد منكم ابلقلم والة ة ة ة ة ة ة ة ةةورقة ‪ ,‬اليظوا بعناية و قة ‪ ,‬س ةةجلوا ما‬
‫تاليظونه !!‬

‫(‪ )133‬انظر ‪ :‬فلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬لىن اخلويل (‪. )140‬‬
‫(‪ )134‬العلم واللرضية (‪ , )219‬وانظر ‪ :‬ا رتع نلسه (‪. )89‬‬
‫(‪ )135‬انظر ‪ :‬فلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬وانلد تيليف (‪ , )153‬وفلسلة العلم ‪ ,‬فيليع فرانأل (‪. )364-363‬‬

‫‪62‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ابلطبع تسةةال الطالب عما يريد بوبر أن ياليظوف ‪ ,‬فعبارة "اليه" ال تعج شةةيئا بنلسةةها ‪ ,‬فالعامل‬
‫ال ياليه فلسةةع ‪ ,‬فا اليظة ائما منتقاة ‪ ,‬تواتهها مشةةكلة يختارة م موضةةوع ما ‪ ,‬ومهمة دد ة ‪,‬‬
‫واهتمام معني ووتهة م النظر خاصة(‪.)136‬‬

‫وبوبر يف تهو ف النقدية رصةةلاب النفعة االسةةتقرائية ال ينكر أغية التجربة وال أغية االسةةتقرال ناته‪,‬‬
‫و منا ينكر عليهم ت ورهم الغايل يف قيمة االستقرال ‪ ,‬وأنه ٍ‬
‫كاف ويدف يف بنال ا عرفة وتشكلها ‪.‬‬

‫تال بعد بوبر الليلسة ة ةةوف اللرنسة ة ةةذ وهيم ‪ ,‬وهاتم أتباع النفعة االسة ة ةةتقرائية ابلقوة نلسة ة ةةها اليت‬
‫كانت عند بوبر ‪ ,‬وأقام ضةةد عو م اعواضةةات عديدة ‪ ,‬أثبت م خالهلا اسةةتلالة االسةةتقرال اخلالث ‪,‬‬
‫وأن النظرايت العلمية ي ثر فيها العقل اإلنساين مثذا عميقا(‪.)137‬‬

‫وكل ما س ة ةةبق ي كد أن ا عرفة اإلنس ة ةةانية ال تقوم علل م ة ةةدر وايد فقف ‪ ,‬وأن االس ة ةةتقرال اخلالث‬
‫الذ ال يقوم ال علل ا وا احلسية ذ متلقق الوتو ابللعل ‪.‬‬

‫فإنا كان ا نهج العلمذ نن ليت منهجا ريبيا خال ة ة ة ة ة ةةا ‪ ,‬و منا جيمع بني مكوانت ريبية وأخرل‬
‫ذ ريبية قائمة علل االسة ة ة ة ة ة ةةتنباط والتأمل ‪ ,‬فإنه ال فر بينه وبني ا نهج ا تبع يف ثبات الوتو اإلهلذ‬
‫وارص ة ةةو الدينية ارخرل ‪ ,‬فمنهج االس ة ةةتدال فيها جيمع أيض ة ةةا بني مكوانت ريبية وأخرل قائمة علل‬
‫االستنباط ‪ ,‬ويف بيان هذا االتلا يف منهجية االستدال يقو الليلسوف والعامل الطبيعذ مذبت سنانلذ‬
‫كو دن بعد أن نكر أن العلوم التجريبية تقوم علل االستدال االستنبالذ والتسليمذ ‪ ":‬ننا لنستطيع أن‬
‫نستخدم نلت ا نطق االستداليل يف را وتو هللا ومعرفة صلاته"(‪. )138‬‬

‫‪ -3‬الاةز ن ا عبات ‪ ,‬ونلأل أن الغالة يف ا نهج االس ة ةةتقرائذ ينطلقون‪ -‬كما س ة ةةبق التنبيه عليه‬
‫‪ -‬م لاهنم اب ذهع التجرييب ‪ ,‬ولك هذا ا ذهع يسةةتلفم ابلضةةرورة القضةةال علل ارصةةو اليت يعتمد‬
‫عليها االس ةةتقرال ؛ ونلأل أن يقيقة االس ةةتقرال ترتع ىل مكان التنب اب س ةةتقبل ‪ ,‬والتنب اب س ةةتقبل يقوم‬

‫(‪ )136‬انظر ‪ :‬فلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬لىن اخلويل (‪. )139‬‬
‫(‪ )137‬انظر ‪ :‬فلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬وانلد تيليف (‪. )220-207‬‬
‫(‪ )138‬هللا يتجلل يف ع ر العلم ‪ ,‬ارير تون كلوفرمونسيما (‪. )23‬‬

‫‪63‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫علل التسليم ذبدأ ثبات خ ائث ارشيال والرا التتابع بينها ‪ ,‬وهذف ا با ئ ال يستطيع ا ذهع احلسذ‬
‫ثبا ا ‪ ,‬بل يستلفم نكارها ‪.‬‬

‫فوقع أتباع النفعة االس ة ةةتقرائية يف مأم معريف ش ة ةةديد ؛ ن هنم أيخذون ذنهج اس ة ةةتداليل و ة ةةرون‬
‫لر ا عرفة فيه ‪ ,‬ويف الوقت نلسةةه ي منون أبصةةو فلسةةلية تقضةةذ علل ملراته ومسةةتنداته ‪ ,‬ويف ت ةةوير‬
‫هذا ا أم يقو برتراند رسةةل‪":‬ل لكننا أبدا أن نسةةتخدم التجربة إلثبات مبدأ االسةةتقرال ون الوقوع يف‬
‫علينا ما أن نقبل مبدأ االسةةتقرال علل أسةةار وضةةويه الذايت ‪ ,‬أو أن منتنع ع تقدمي أ‬ ‫الدور ‪ ,‬وم‬
‫تلير لتوقعا ا ا تعلقة اب ستقبل"(‪. )139‬‬

‫يف مكيد مأم احلسيني مع االستقرال يقو هانف ريتشنباخ ‪ ":‬هذا هو ا أم الذ يقع فيه صايع‬
‫النفعة التجريبية ‪ :‬فإما أن يكون ريبيا كامال ‪ ,‬وال يقبل م النتائج س ةةول القض ةةااي التلليلية أو القض ةةااي‬
‫أ قضية ع ا ستقبل ‪,‬‬ ‫ا ست ة ةةمدة م التجربة ‪ ,‬وعندئذ ال يست ة ةةطيع القيام ابست ة ةةقرال ويتع ة ةةني أن يرف‬
‫و ما أن يقبل االستةدال االستقرائذ ‪ ,‬وعندئذ يكون قد قبل مبدأ ذ اليلذ ‪ ,‬وال لك استخالصه م‬
‫الت ة ة ة ة ةةجربة ‪ ,‬وبذلأل يكون قد سلل ع الت ة ة ة ة ةةجربة ‪ ,‬وهكذا تنتهذ التجريبية الكاملة ىل القو ‪ :‬ن معرفة‬
‫ا ستقبل مستليلة"(‪.)140‬‬

‫ونتيجة لقوة ا أم الذ وقع فيه أتباع النفعة االس ة ة ة ةةتقرائية وعمقه فإهنم مل خيرتوا فيه برؤية واض ة ة ة ةةلة‬
‫متسقة ‪ ,‬واختللت مواقله يف داولة اخل ة ة ة ة ةةرو منه ىل أربعة مة ة ة ة ة ةواقل أساسية ‪ ,‬وقد عرضنا هلا يف الل ل‬
‫السابق(‪ , )141‬ويعل برتراند رسل ع مق ة ة ة ةةدار تلأل ارممة ‪ ,‬فيقو ‪":‬االستقرال مل يف مشكلة منطقية بال‬
‫يل!"(‪.)142‬‬

‫وهةةذا العجف م أقول ارمور اليت أ رهةةا كةةار بوبر يف وتةةه الغالة يف االسة ة ة ة ة ة ةةتقرال ‪ ,‬وم أش ة ة ة ة ة ة ةةد‬
‫ا سو ات اليت اعتمد عليها يف احلكم علل االستقرال ابخلرافة!(‪.)143‬‬

‫(‪ )139‬فلسلة القرن العشري ‪ ,‬وانلد تيليف (‪. )157‬‬


‫(‪ )140‬نشأة الللسلة العلمية (‪. )93‬‬
‫(‪ )141‬انظر ‪ :‬ص‪ 308‬م البلث‬
‫(‪ )142‬النظرة العلمية (‪. )70‬‬
‫(‪ )143‬انظر ‪ :‬فلسلة العلم يف القرن العشري ‪ ,‬وانلد تيليف (‪ , )156‬وفلسلة كار بوبر ‪ ,‬لىن اخلويل (‪. )70-66‬‬

‫‪64‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫األ ح ال الث االعتصاو لى فاوح امل هج الالمو‬

‫بعد أن تطور العلم يف القرن العش ة ة ةري و لت معامل النقث الش ة ة ةةديد اب ية يف كيانه ‪ ,‬وظهرت أعالم‬
‫الق ةور مشةرعة ترفرف علل بنيانه ‪ ,‬وتراكمت ارسةئلة واالعواضةات علل منهجه ومسةارف البلاذ ‪ ,‬أخذ‬
‫عواهم اليت صةةموا هبا ا نان يف القرن التاسةةع عشةةر وما بعدف م أن‬ ‫عد م الغالة يف العلم يواتع ع‬
‫ا نهج العلمذ يت ة ةةل ابل ة ةةلة اخلال ة ةةة ‪ ,‬وأنه الس ة ةةبيل الوييد الذ يغج اإلنس ة ةةانية ع كل س ة ةةبيل ‪,‬‬
‫تراتعوا ع نلأل كله ىل رتة أقل امسةةا وأكار تواضةةعا ‪ ,‬فأخذ كاذ منهم يقر أبن ا نهج العلمذ ليت‬
‫س ة ةةا ا م اإلش ة ةةكاالت وليت خاليا م العيوب ‪ ,‬وال هو م ة ةةلل م الش ة ةوائع ‪ ,‬ولكنه مع نلأل يبقل‬
‫أفضل ا ناهج وأقلها عيواب وأكارها قة وثقة يف النتائج(‪.)144‬‬

‫وللقوا يقولون يف س ة ة ة ة ةةيا تلير موقلهم التلض ة ة ة ة ةةيلذ للعلم ‪ :‬ن العلم يقوم علل التقريع وااليتما‬
‫ويعوف ابلق ور والنقث ‪ ,‬و نه يقبل التغذ والتبد رالف ا نهج الديج ‪ ,‬وتعلوا نلأل مقيار التلضيل‬
‫ومعيار التقدمي ‪ ,‬ويكموا علل كل ا ناهج اليت ال تقبل بذلأل ابلكسةةا وعدم النلع وفقدان القبو ‪ ,‬ويف‬
‫توضة ة ة ةةيح هذا ا عىن يقو برتراند رسة ة ة ةةل ‪ ":‬ن العقيدة الدينية ستلل ع النظرة العلمية ‪ ,‬يف أهنا تفعم أهنا‬
‫د احلقيقة اخلالدة واليقينية ب ة ة ة ة ةةورة مطلقة ‪ ,‬يف يني أن العلم ذ هنائذ علل الدوام ‪ ,‬ويتوقع ض ة ة ة ة ةةرورة‬
‫خا التعديالت علل النظرايت احلالية ن عاتال أو رتال ‪ ,‬فضال ع أنه يدر أن لريقته م النايية‬
‫ا نطقية ذ قا رة علل الوصو ىل براهني كاملة وهنائية ‪...‬‬

‫نرل أن العلم يشجع التخلذ ع البلث ع احلقيقة ا طلقة ‪ ,‬ويستبد هبا ما لك تسميته‬ ‫وم‬
‫ابحلقيق ة ةةة التقني ة ةةة ا نتمي ة ةةة ىل أي ة ةةة نظري ة ةةة لك اسة ة ة ة ة ة ةةتخ ة ةةدامه ة ةةا بنج ة ةةاح يف االخواع ة ةةات أو التنب ات‬
‫اب ستقبل"(‪.)145‬‬

‫ومع اعواف برتراند رس ةةل بعمق اإلش ةةكاالت ا عرفية اليت يوص ةةل ليها االقت ةةار علل ا نهج العلمذ‬
‫ال أنةةه ي ة ة ة ة ة ة ةةر علل التمس ة ة ة ة ة ة ةةأل بةةه ؛ رنةةه ال يرل بةةديال عنةةه ال ا نهج الةةديج ‪ ,‬وهو ال ير ةةع فيةةه ‪,‬‬

‫(‪ )144‬انظر ‪ :‬انا الدي ضرورة ‪ ,‬هوست مسيت (‪. )81‬‬


‫(‪ )145‬الدي والعلم (‪. )10‬‬

‫‪65‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فيقو ‪":‬بينما العلم م ييث هو حبث ع ا قدرة تف ا انت ة ة ةةاراته ماي ة مس ة ة ةةتمرة ‪ ,‬فإن العلم م ييث‬
‫هو حبث ع احلق قد قتله الشأل الذ أنتجته مهارة العلم ‪.‬‬

‫وليت م سة ةةبيل إلنكار أن هذا موقل ي سة ةةل له ‪ ,‬لك ال يسة ةةعج التسة ةةليم أبن ا وقل يتلس ة ة‬
‫إبيال اخلرافة دل الشأل ‪ ,‬كما يدعذ كاذ م أبرم العلمال ‪.‬‬

‫قد يكون الشة ة ة ة ةةأل أليما ‪ ,‬وقد يكون تديبا ‪ ,‬ولكنه علل ارقل يخلث أمني ‪ ,‬وررة م رار البلث‬
‫ع احلقيقة ‪ ,‬ورذا كان الشة ة ة ة ة ة ةةأل مريلة م قتة ‪ ,‬ولك النجاة احلقة منه ال تكون ال ابلعو ة ىل العقائد‬
‫ا نبونة اليت تنتمذ ىل تيل أ ىب م هذا اجليل"(‪.)146‬‬

‫ولك هذف الدعول ال ستلل كاذا ع الدعاول اليت سةةبقتها ‪ ,‬فهذ أوال قائمة علل فكرة الشةةمولية‬
‫ا سة ة ة ةةتليلة ؛ ن يقيقة هذف الدعول أن ا نهج العلمذ أفضة ة ة ةةل منهج حباذ يسة ة ة ةةتطيع أن جييع علل كل‬
‫االيتياتات اإلنس ة ةةانية ‪ ,‬فلم يتغذ يف الدعول العلموية ال االنتقا م مريلة اجلفم ىل مريلة الت ة ة ةريح‬
‫ابرفضلية فقف ‪.‬‬

‫واحلقيقة كما سةةبق التنبيه عليها أنه ال يوتد منهج وايد لكنه أن يليب كل االيتياتات اإلنسةةانية ‪,‬‬
‫و منا ال بد م تض ة ةةافر مناهج متعد ة ‪ ,‬واتتماع م ة ةةا ر يختللة تش ة ةةو مجيعها يف تغطية أكل قدر م‬
‫ايتياتات ا عرفة اإلنسانية ‪.‬‬

‫ن االعواض ة ة ة ة ة ة ةةات اليت أور ت علل النفعة العلموية ال دف ىل منامعة الغالة يف العلم يف تفمهم‬
‫ب ةةلة ا نهج العلمذ ‪ ,‬و منا دف بشةةكل أسةةاسةةذ ىل عول احن ةةار احلق يف منهج وايد ‪ ,‬فقد أور‬
‫أسةار‬ ‫ا عوضةون علل الغالة يف العلم اعواضةات كاذة تتعلق ب ةلة الدعول نلسةها ‪ ,‬وتق ةد ىل نق‬
‫ا بدأ الذ تقوم عليه ‪ ,‬وليت ىل تفمهم ب ة ة ة ة ة ة ةةلته ‪ ,‬فاالنتقا م مريلة اجلفم ابل ة ة ة ة ة ة ةةلة ىل مريلة‬
‫التلضيل ال يدفع تلأل االعواضات احلقيقية ألبتة ‪.‬‬

‫(‪ )146‬النظرة العلمية (‪. )91‬‬

‫‪66‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ن ارفضةةلية يف تقدمي ا ناهج البلاية علل بعضةةها مندرتة ضةةم ارمور النسةةبية االعتبارية ‪ ,‬اليت‬
‫ستلل ابختالف لبيعة ا وضة ة ةةوعات ‪ ,‬فا وضة ة ةةوعات الطبيعية هلا مناهج دد ة هذ ارفضة ة ةةل يف حباها ‪,‬‬
‫وا وضوعات اإلنسانية هلا مناهج دد ة هذ ارفضل يف راستها ‪.‬‬

‫ذ اعتبار الختالف‬ ‫فاجلفم أبن منهجا ما هو ا نهج ارفضة ة ةةل علل كل ا ناهج البلاية ارخرل م‬
‫لبيعة ا وضوعات اليت هذ دل البلث والدراسة ضرب يف العماية وتعمق يف الضاللة ا نهجية ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪68‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مكونات املادة الثانية‬

‫تتألف املادة الثانية في املستوى الثاني من‪:‬‬

‫‪ -‬تثبيت حجية السنة لألستاذ أحمد السيد‪.‬‬


‫‪ -‬محاضرة حجية اإلجماع للدكتور عامر بهجت ‪.‬‬
‫‪ -‬محاضرة حجية اإلجماع‪ ،‬لألستاذ احمد السيد‬

‫‪69‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪70‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ركائزحجية السنة‬
‫ن العناية ابلركائف الةم سسة حلجية السنة وال ُةمابىلتة هلا أمر يف اية ارغية‪ ,‬وال يتم االيتجا علل‬
‫ا خالل يف هذا الباب بر شبهاته فقف‪ ,‬بل ال بد م معرفة أصو القو حبجية السنة و الئله‬
‫ومرتكفاته‪.‬‬
‫وقد اعتىن علمال ا سلمني وابياوهم هبذا الباب‪ ,‬وصنلوا كتبا كاذة يف ثبات يجية السنة‪ِ ,‬‬
‫ونك ِر‬
‫الئلها‪ ,‬واللاه ِ‬
‫ني ا ابتة هلا‪ ,‬والركائ ِف اليت بنوا عليها موقل هم واعتقا هم‪.‬‬
‫وسأنكر أهم الركائف الكلل اليت يُعتَمد عليها يف تابيت يجية السنة ومكانتها يف اإلسالم‪.‬‬
‫وهذ ثالرت ركائف‪:‬‬

‫الركيفة اروىل‪ :‬القررن‪.‬‬


‫الركيفة الاانية‪ :‬التواتر‪.‬‬
‫الركيفة الاالاة‪ :‬اإلمجاع‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الركيزة األولى‪:‬‬
‫دالئل القرآن على حجية السنة‬
‫ن أعظم ما ينطلق منه أهل العلم إلثبات يجية سنة ا طلل صلل هللا عليه وسلم هو القررن الكرمي‪,‬‬
‫وال يكا خيلو كتاب م الكتع ا للة يف هذا الباب م االستشها ايته علل مكانة السنة ويجيتها‪.‬‬
‫وا تأمل لدالئل القررن علل يجية السنىلة جيد أهنا تُابت معنيني شريلني تليلني‪ ,‬فيهما الر علل يختلل‬
‫الطوائل ا نكرة للسنة‪ ,‬سوال أكان نكارهم هلا م تهة أصلها‪ ,‬أو م تهة لريقة نقلها‪.‬‬
‫معىن وايد منهما‪ ,‬بل ال بد م‬
‫وال ينبغذ االقت ار يف االستدال علل يجية السنة ابلقررن علل ل‬
‫العناية إبثبات ا عنيني كليهما؛ ن بتكاملهما تنقطع يجة كل منكر للسنة أو مشكأل فيها‪.‬‬

‫املا وا مها‬
‫ارو ‪ :‬اللة القررن علل أصل يجية السنة‪.‬‬
‫ا عىن الااين‪ :‬اللة القررن علل وام يجيتها‪.‬‬
‫وُلك ثبات هذي ا عنيني م مخسة لر ‪ ,‬ثالثة منها تعو ىل ا عىن ارو ‪ ,‬والبقية عائدة ىل الااين‪:‬‬
‫الطريق ارو ‪ :‬اللة اروامر القررنية العامة بطاعة الرسو صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬مع لال الطاعة ون‬
‫تقييد‪.‬‬
‫اللة القررن علل أن السنة ويذ‪.‬‬ ‫ال ريق ال ا‬
‫ال ريق ال الث اللة القررن علل أن السنة بيان له‪.‬‬
‫ال ريق الرابع اللة القررن علل يله السنة‪.‬‬
‫لفوم يله بيان القررن‪.‬‬ ‫ال ريق ا ام‬

‫‪72‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الطريق األول‪:‬‬
‫ُ‬
‫األمرالعام لجميع األمة بطاعة الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬مع إطالق الطاعة‬
‫دون تقييد‬
‫واالستدال هبذا الطريق يُبىن علل مقامات‪ ,‬هذا بياهنا وبسطُها‪:‬‬
‫املقا األ ل عموم اخلطاب القررين لألمة‪.‬‬
‫ي اإلسالم‪ ,‬وهو أن هللا ‪-‬عف وتل‪ -‬قد أنف القررن يجة علل مجيع‬ ‫وهذا أمر معلوم ابالضطرار م‬
‫هذف ارمة‪ ,‬ال علل ارفرا الذ عاشوا مع النيب صلل هللا عليه وسلم ويدهم‪ ,‬وهذا مقتضل كون النيب‬
‫صلل هللا عليه وسلم رسوالل للنار كافة‪ .‬وهذا أمر ال ينامع فيه مسلم‪ ,‬وال يعارضه كل م يستد ابلقررن‬
‫م منكر السنىلة‪.‬‬
‫فما أمر هللا به يف القررن أو هنل عنه‪ ,‬فإننا معنيىلون هبذا ارمر والنهذ كما عُج به ارولون مم عاصروا‬
‫نفو الويذ‪.‬‬
‫جمذل ارمر القررين العام بطاعة الرسو صلل هللا عليه وسلم‪.‬‬ ‫املقا ال ا‬
‫أن مما تال فيه‪ :‬ارم ُر بطاعة الرسو واتباعه يف رايت‬
‫نا تقرر عموم اخلطاب القررين‪ ,‬فإن م ا علوم ىل‬
‫{ايأَيةُّ َها الَّ ِذي َ َرمنُوا أ َِليعُوا ىلاّللَ َوأ َِل ُيعوا َّالر ُسوَ َوأُوِيل ارَم ِر ِمن ُكم }[النسال‪]59 :‬‬
‫كاذة‪ ,‬منها قو هللا سبلانه‪َ :‬‬
‫موته لينا و ىل م قبلنا وم بعدان‪ ,‬كما قا اب يفم ‪ -‬رمحه هللا ‪ -‬ع هذف‬ ‫فارمر يف هذف ا ية ىل‬
‫متوته لينا‪ ,‬و ىل كل م ُخيلَق ويُرىلكع رويه يف تسدف ىل‬
‫ا ية‪« :‬ارمة جممعة علل أن هذا اخلطاب ىل‬
‫(‪)147‬‬
‫يوم القيامة م اجلِنىلة والنىلار»‪.‬‬
‫املقا ال الث لال لله الطاعة واالتباع للرسو يف ا ايت القررنية‪.‬‬
‫مت مقيىلدة بطاعته يف نوع م ارمر ون‬ ‫وا ق و هبذا ا قام أن أوامر هللا سبلانه بطاعة رسوله مل ِ‬
‫قام ون مقام‪ ,‬بل نأل د يف سيا ا ايت و الالت أللاظها ما ي كد معىن اإللال ‪,‬‬ ‫ا خر‪ ,‬أو يف م ٍ‬
‫خاصة وأن ارمر بطاعة الرسو قد تكرر كاذال يف القررن أبللاظ يختللة‪ ,‬ي كد بعضها بعضال‪ ,‬كقوله‬
‫الر ُسو ُ فَ ُخ ُذوفُ َوَما َهنَا ُكم َعنهُ فَانتَة ُهوا }وقوله‪ { :‬فَةليَل َذ ِر الَّ ِذي َ ُخيَالُِلو َن َع أَم ِرفِ أَن تُ ِ يبَة ُهم‬ ‫سبلانه { َوَما َ‬
‫رات ُك ُم َّ‬
‫اع ىلاّللَ }وأمااهلا‪ .‬ولو كان مرا ال هلل أال نتبع النيب‬ ‫{م يُ ِط ِع َّ‬
‫الر ُسو َ فَة َقد أَلَ َ‬ ‫اب أَلِيم} وقوله‪َّ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فتةنَةٌ أَو يُ يبَة ُهم َع َذ ٌ‬
‫صلل هللا عليه وسلم يف كل ما أيمر به لكان قد تال التقييد ال ريح لتلأل ا ايت ا طلقة‪.‬‬

‫(‪ )147‬اإليكام يف أصو اريكام (‪.)97/1‬‬

‫‪73‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ولو أن نساان مسع النيب صلل هللا عليه وسلم أيمرف بشذل أو ينهاف ع شذل‪ ,‬امتنع ع لاعته يف‬
‫نلأل حبجة أنه ليت يف القررن لكان ‪-‬بال ريع عند مجيع ارمة‪ -‬يخاللا لآلايت الوار ة يف هذا ا عىن‪,‬‬
‫{وَما َكا َن لِ ُم ِم ٍ َوالَ ُم ِمنَ ٍة ِنَا قَ َضل َّاّللُ َوَر ُسولُهُ أَملرا أَن يَ ُكو َن َهلُُم اخلََِذةُ ِم أَم ِرِهم } و ذها‬
‫كقو هللا سبلانه‪َ :‬‬
‫م ا ايت‪.‬‬

‫وال وته للتلريق يف هذا ا قام بني م مسع النيب صلل هللا عليه وسلم مباشرة وبني م تالف اخلل عنه‪,‬‬
‫رن ا نامعة هنا منا هذ يف اللة ا ايت علل وتوب الطاعة ا طلقة للرسو صلل هللا عليه وسلم‬
‫وليست يف لريقة ثبوت هذا ارمر أو النهذ عنه‪.‬‬
‫واللر بني ا قام ارو وبني هذا ا قام‪ ,‬هو أن ارو راتع ىل و اخلطاب لكل ارمة‪ ,‬والااين راتع‬
‫ىل لال الطاعة لتشمل كل أوامر النيب صلل هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫فإنا ثبتت ا قامات السابقة‪ :‬فإن م ا علوم أنه ال ُلكننا امتاا فر هللا بطاعة رسوله ال ابتباع‬
‫ارخبار الاابتة عنه‪ ,‬كما قا الشافعذ رمحه هللا يف كتابه «مجاع العلم»‪« :‬فهل د السبيل ىل م ية‬
‫وتل يف اتىلباع أوامر رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ‪-‬أو أيد قبلأل أو أيد بعد مم مل‬
‫عف ىل‬
‫فر هللا ىل‬
‫يشاهد رسو هللا صلل هللا عليه وسلم‪ : -‬ال ابخلل ع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم »(‪ )148‬وسيأيت‬
‫يف البلث ‪ -‬ن شال هللا‪ -‬ما يُابت أن هللا قد يله سنة نبيه صلل هللا عليه وسلم وأن منهجية احملدثني‬
‫يف توثيق السنة منهجية صليلة كافية يف ممني نقل السنة وأن هذا م مجلة ارسباب اليت يله هللا هبا‬
‫السنة‪ ,‬فيتلقق م نلأل كله أن اتباع اخلل ال ليح ع رسو هللا منا هو امتاا لآلايت ا مرة‬
‫بطاعته‪.‬‬

‫(‪ )148‬مجاع العلم للشافعذ (ص ‪.)22-21‬‬

‫‪74‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الطريق الثاني‪:‬‬
‫داللة القرآن على أن السنة وحي‬

‫يقرر منكرو السنة أن الويذ منل ر فيما تال يف نث القررن‪ ,‬وأنه ال شذل مما يُرول يف كتع السنة‬
‫ي د عليه أنه ويذ م عند هللا سبلانه وتعاىل‪ ,‬و منا هو م خرافات احملدثني‪ ,‬وأسالذ ارولني‪.‬‬
‫اللة واضلة ‪-‬ال التبار فيها‪ -‬علل أن هللا قد‬ ‫وعند التأمل يف ن وص القررن الكرمي د أنه يد‬
‫أويل لنبيه صلل هللا عليه وسلم أبيكام وأخبار هذ أعم مما ثبت يف نث القررن‪ ,‬وهذ مما بلىلغها م‬
‫سنته ومما علمها أمته‪.‬‬
‫وهذف ا سألة م اربواب الشريلة يف العلم‪ ,‬ورهل التلسذ واحلديث وارصو كالم كاذ يف تقريرها‪ ,‬وقد‬
‫صنل بع ا عاصري يف نلأل ِسلرال تامعال‪ ,‬وهو الشيخ خليل مال خالر يف كتاب مساف "السنة ويذ"‪,‬‬
‫وهو كتاب انفع تدال‪ ,‬ويف الباب حبورت ورسائل متعد ة‪ ,‬منها‪ ,‬كتاب "الويذ اإلهلذ يف السنىلة النبوية"‬
‫لعما عبد السميع يسني‪ ,‬وكتاب "السنة النبوية ويذ م هللا دلوظة كالقررن الكرمي" ريب لبابة ب‬
‫الطاهر يسني‪ ,‬و ذ نلأل‪.‬‬
‫وُلك االستدال علل أن السنة ويذ أبنواع م ار لة م القررن والنقل ا تواتر‪ ,‬وسأكتلذ هنا بذكر‬
‫بع وتوف االستدال ابلقررن العفيف علل أن السنة ويذ‪ ,‬ذ أين أنبه ىل أن هذا التقرير ال أق د به‬
‫أن كل أفعا النيب صلل هللا عليه وسلم وأقواله م الويذ‪ ,‬بل ا ق و يف اإلثبات يف هذا ا قام أن م‬
‫السنة ما هو ويذ‪ ,‬وأن الويذ ليت منل را يف النث القررين‪ ,‬وأما أفعا النيب صلل هللا عليه وسلم يف‬
‫أمر الدي والتعبد فهذ علل شقني‪:‬‬
‫ما أن تكون وييال‪,‬‬
‫و ما أن تكون اتتها ال ‪.‬‬
‫اال تهاد لى نل ني‬
‫ما أن يكون اتتها ال أقرف هللا تعاىل عليه كقوله صلل هللا عليه وسلم (لوال أن أشق علل أميت رمر م‬
‫ابلسوا عند كل صالة) و ما أن يكون اتتها ال صلله هللا له كاالتتها يف أسرل بدر‪ ,‬والت ليح‬
‫اإلهلذ م الويذ‪.‬‬
‫وا را هبذا هو التنبيه ىل أن العبارة يق د هبا اإلمجا يني أقو (وتوف االستدال ابلقررن العفيف علل‬

‫‪75‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أن السنة ويذ)‪.‬‬


‫وهذا أوان عرضها‪:‬‬

‫الل ه األ ل اإلخبار إبنفا احلكمة ا عطوفة علل الكتاب‪.‬‬


‫الل ه ال ا اإلخبار أبن هللا تكلل ببيان القررن‪ ,‬وأخل ع رسوله أبنه يبني للنار ما نُف ليهم‪.‬‬
‫الوته الاالث‪ :‬ن وص قررنية متعد ة تد علل نفو الويذ علل النيب صلل هللا عليه وسلم يف مقامات‬
‫معينة أبيكام وأخبار ليست مذكورة يف نث القررن‪ ,‬منها‪.‬‬
‫‪ -1‬اللة رايت اإلخبار بنفو ا الئكة‪.‬‬
‫‪ -2‬اللة رايت اويل القبلة‪.‬‬
‫‪ -3‬اللة رايت سورة التلرمي‪.‬‬
‫‪ -4‬اللة فتح مكة مع رايت ارلها‪.‬‬

‫الل ه األ ل ا تباو إبنزال احلكم املا ل‪ :‬لى الكتاب‬

‫تكرر يف الكتاب العفيف نكر احلكمة يف سياقات يختللة‪ ,‬فتارة ميت ملر ة‪ ,‬واترة ميت مقرونة ما‬
‫ابلكتاب‪ ,‬أو ابل ُةملأل‪ ,‬أو ايت هللا‪ ,‬أو بغذ نلأل‪.‬‬
‫لسر ابلنبوة‪ ,‬أو‬
‫لسر حبسع سياقها ومتعلقها‪ ,‬فقد تُ ىل‬
‫وال د شكاالل لدل عامة ا لسري يف أن احلكمة تُ ىل‬
‫ابللهم ال ليح‪ ,‬أو ابللقه يف الدي ‪ ,‬أو بشذل م الويذ ال ُةم ىلنف ‪ ,‬و ذ نلأل‪.‬‬

‫وقد نكر هللا يف كتابه أنه أنف احلكمة علل رسوله صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬ويف أكار تلأل ا واضع يذكرها‬
‫مقرونة ابلكتاب معطوفة عليه‪ ,‬وقد نهع أكار ا لسري م أئمة ا سلمني م يختلل ا ذاهع اللقهية‬
‫ىل أن احلكمة ا عطوفة علل الكتاب نا كانت متعلقة بنبينا دمد صلل هللا عليه وسلم فا را هبا سنته‪.‬‬
‫ا ايت‪.‬‬ ‫ويكموا بذلأل لداللة العطل ا قتضذ للمغايرة‪ ,‬ولداللة سيا بع‬
‫كما أن مما يُرتح هذا القو أنه قد ثبت ابلتواتر ا ليد للقطع أن النيب صلل هللا عليه وسلم قد علىلم‬
‫أصلابه كاذال م أمور الدي مما مل يَذكرف هللا يف نث القررن‪ ,‬كتعليمه ايهم صلة ال لوات اخلمت‬
‫ومواقيتها وصيغ ارنان‪ ,‬والتشهد‪ ,‬وأيكام اإلمامة‪ ,‬وسجو السهو‪ ,‬كما أنه علمهم كاذا م الذكر‬
‫والانال علل هللا سبلانه‪ ,‬وم أمور ار ب وال لة واالعتدا ‪ ,‬و ذ نلأل ‪.‬‬
‫وهذا التعليم منه ‪-‬صلل هللا عليه وسلم‪ -‬موافق ا وصله هللا به م أنه يعلم ارمة الكتاب واحلكمة‪,‬‬

‫‪76‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫و نا كنا قد علمنا نث الكتاب‪ ,‬فقد بقذ أن نقو فيما علَّمه أمته ‪-‬مما تواتر عنه م سنته‪ -‬أنه‬
‫احلكمة‪.‬‬
‫وهذا ارمر مهم يف معرفة ما يابت صلة استدال ا لسري علل أن احلكمة هذ السنة‪ ,‬رن كاذا م‬
‫احملاوري نكر السنة ال يكون لديهم استلضار للمأخذ الذ يُابت صلة هذا القو ‪ ,‬و منا قد يبنون‬
‫علل اتباع ا لسري علل هذا ا عىن ‪-‬وال أبر هبذا االتباع ذ أنه ال يكلذ يف مقام ا ناظرة واجلد ‪.-‬‬
‫قا اب تيمية رمحه هللا‪( :‬وليت م شرط ا نقو ا تواتر أن يكون يف القررن‪ ,‬بل كما تواتر عنه م‬
‫الئل نبوته ما ليت‬ ‫شريعته مما ليت يف القران‪ ,‬وهو م احلكمة اليت أنفهلا هللا عليه‪ ,‬كذلأل تواتر عنه م‬
‫يف القررن وهو م رايته وبراهينه‪ ,‬وقد قا تعاىل يف ذ موضع "وأنف هللا عليأل الكتاب واحلكمة"‬
‫‪149‬‬
‫فاحلكمة منفلة عليه وهذ منقولة يف ذ القررن)‬

‫أن أو م قرر نلأل‬


‫م مل رر النظر أن تلسذ احلكمة هبذا ا عىن يا رت يف اإلسالم‪ ,‬و ىل‬ ‫وقد ظ بع‬
‫منا هو اإلمام الشافعذ رمحه هللا تعاىل‪ ,‬وأن ا سلمني قبله مل يكونوا علل هذا اللهم للقررن‪ ,‬ويرون أن‬
‫هذا التلسذ م الشافعذ بداية ريلة احنراف يف ارمة‪ ,‬ولذلأل د أن منكر السنة يقلون م اإلمام‬
‫الشافعذ موقلال عدائيال‪ ,‬و ىلملونه تبعات كاذ م اخللل اللكر الطارئ علل ارمة ‪-‬وياشاف‪.-‬‬
‫ويربف دةمد شلرور بني تلسذ الشافعذ لللكمة ابلسنة وبني اربعا اريديولوتية عندف‪ ,‬وأنه مارر‬
‫التألذ العقد واالستبدا ا عريف‪ ,‬فقد قا يف كتابه الدولة واجملتمع ات عنوان "االستبدا ا عريف"‪:‬‬
‫(أمر رخر مت يف القرن الااين اهلجر هو ملذ اإلسالم م النوايذ العقائدية واللقهية والللسلية‪ ,‬علل‬
‫يد اللقهال اخلمسة وعلل رأسهم الشافعذ‪ ,...,‬وكان رة مدرستان‪ :‬مدرسة أهل الرأ ‪ ,‬يتفعمها أبو‬
‫ينيلة النعمان‪ ,‬ومدرسة أهل احلديث‪ ,‬يتفعمها الشافعذ‪ .‬فعندما أرا الشافعذ مسيت هذف ا درسة‪,‬‬
‫و عطالها أبعا ها وألرها اريديولوتية‪ ,‬اعتمد علل ما يلذ) ‪-‬فذكر أمورال منها‪ ( :-‬ن م طلح احلكمة‬
‫عمران ‪ ,81‬يق د به السنة واستقالهلا ابلتشريع‪ ,‬واعتبارها وييا‬ ‫النسال ‪ 113‬ور‬ ‫الذ ور يف التنفيل احلكيم‪,‬‬
‫م منف مغاير لويذ التنفيل‪ ,‬أ اعتبارها هلاما)‬
‫قا شلرور‪( :‬وحن نرل أن احلكمة ال تعج السنة النبوية ال م قريع وال م بعيد‪ .‬والقو أبهنما‬
‫‪150‬‬
‫شذل وايد خطأ)‬
‫‪ .‬عبد العفيف ابيندر‪( :‬وم خال مطالعتنا علل موضوع احلكمة وتدان أنه مل يتلدرت فيها م‬ ‫وقا‬

‫‪ 149‬اجلواب ال ليح‪ ,‬اب تيمية (‪ , )570/2‬ت‪ :‬سلر احلوايل‬


‫‪ 150‬الدولة واجملتمع‪ ,‬شلرور‪ ,‬ص (‪ )232-231‬ابخت ار‬

‫‪77‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪151‬‬
‫اللقهال ذ اإلمام الشافعذ رمحه هللا)‬
‫وهذا ذ صليح‪ ,‬فإن تلسذ احلكمة ‪-‬ا عطوفة علل الكتاب‪ -‬ابلسنة قد نكرف ذ وايد م كبار‬
‫أئمة اإلسالم السابقني للشافعذ‪ ,‬م أهل العلم ابلشرع وبلسان العرب‪.‬‬
‫فقد أسند مام ا لسري ‪-‬الطل ‪ -‬ع التابعذ ا لسر‪ :‬قتا ة ب عامة السدوسذ تلسذ احلكمة‬
‫اّللِ" ‪ :‬وانكرن ما يُقرأ يف بيوتك م‬
‫ت َّ‬‫ابلسنة‪ ,‬فقا ‪( :‬وعىن بقوله "وان ُكر َن ما يةتةلَل ِيف بِيوتِ ُك َّ ِم راي ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫رايت كتاب هللا واحلكمة‪.‬‬
‫صلَّل هللا َعلَي ِه َو َسلَّم م أيكام ي هللا‪ ,‬ومل ينةف به قررن‪,‬‬‫ويعج ابحلكمة‪ :‬ما أويذ ىل رسو هللا َ‬
‫ونلأل السنة‪.‬‬
‫وبنلو الذ قلنا يف نلأل قا أهل التأويل‪.‬‬
‫"وان ُكر َن َما يةُتةلَل ِيف‬
‫نكر م قا نلأل‪ :‬يدثنا بشر‪ ,‬قا ‪ :‬ثنا يفيد‪ ,‬قا ‪ :‬ثنا سعيد‪ ,‬ع قتا ة يف قوله‪َ :‬‬
‫بِيوتِ ُك َّ ِم راي ِت َِّ‬
‫اّلل َواحلِك َم ِة" أ ‪ :‬السنة‪ ,‬قا ‪ :‬لنت عليهم بذلأل)‪.152‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وقا اب كاذ رمحه هللا ‪( :‬وقوله تعاىل‪" :‬ويعلمهم الكتاب" يعج القررن‪ ,‬و"احلكمة" يعج السنة‪ .‬قاله‬
‫احلس ‪ ,‬وقتا ة‪ ,‬ومقاتل ب ييان‪ ,‬وأبو مالأل و ذهم‪ .‬وقيل‪ :‬اللهم يف الدي ‪ ,‬وال منافاة)(‪.)153‬‬
‫قلت‪ :‬وقد تويف احلس وقتا ة رمحهما هللا تعاىل قبل وال ة اإلمام الشافعذ‪.‬‬
‫ُ‬
‫ذ أن الشافعذ يعد أشهر م قرر هذا ا عىن م ا تقدمني وانظر فيه ونكرف يف ذ موضع م كتبه‪,‬‬
‫وهو م أوسع علمال الشريعة معرفة ابللغة مع علمه ابلكتاب والسنة وعمل ا سلمني‪.‬‬
‫وقد نقل يف كتابه مجاع العلم نث داورته مع منكر السنة‪ ,‬ويف هذف احملاورة فوائد يف تابيت تلسذ‬
‫احلكمة ابلكتاب‪ ,‬فقا رمحه هللا‪:‬‬
‫(قا هللا عف وتل "هو الذ بعث يف ارميني رسوال منهم يتلو عليهم رايته ويفكيهم ويعلمهم الكتاب‬
‫واحلكمة"‬
‫قا ‪-‬أ منكر السنىلة‪ :-‬فقد علمنا أن الكتاب كتاب هللا‪ ,‬فما احلكمة‬
‫قلت ‪-‬أ الشافعذ‪ :-‬سنة رسو هللا صلل هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫قا ‪ :‬أفيلتمل أن يكون يعلمهم الكتاب مجلة واحلكمة خاصة وهذ أيكامه‬
‫م ال لوات والفكاة‬ ‫قلت‪ :‬تعج أبن يبني هلم ع هللا ‪-‬عف وعال‪ -‬مال ما بني هلم يف مجلة اللرائ‬

‫‪ 151‬مقا منشور علل موقع (يبل هللا) علل الشبكة‪ ,‬بعنوان‪( :‬ملهوم احلكمة عند اإلمام الشافعذ)‬
‫‪ 152‬تلسذ الطل ‪ , )108/19( ,‬ار عامل الكتع‬
‫(‪ )153‬تلسذ اب كاذ (‪.)275/1‬‬

‫‪78‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫م فرائضه بكتابه‪ ,‬وبني كيل هذ علل لسان نبيه صلل هللا‬ ‫واحلج و ذها؛ فيكون هللا قد أيكم فرائ‬
‫عليه وسلم قا ‪ :‬نه ليلتمل نلأل‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فإن نهبت هذا ا ذهع فهذ يف معىن ارو قبله‪ ,‬الذ ال ت ل ليه ال رل ع رسو هللا صلل‬
‫هللا عليه وسلم‬
‫قا ‪ :‬فإن نهبت مذهع تكرير الكالم‬
‫قلت‪ :‬وأيهم أوىل به نا نكر الكتاب واحلكمة أن يكوان شيئني‪ ,‬أو شيئا وايدا‬
‫قا ‪ :‬تمل أن يكوان كما وصلت كتااب وسنة فيكوان شيئني‪ ,‬و تمل أن يكوان شيئا وايدا‪.‬‬
‫قلت‪ :‬فأظهرغا أوالغا‪ ,‬ويف القررن اللة علل ما قلنا وخالف ما نهبت ليه‪.‬‬
‫قا ‪ :‬وأي هذ‬
‫قلت‪ :‬قو هللا عف وتل "وانكرن ما يتلل يف بيوتك م رايت هللا واحلكمة ن هللا كان لطيلا خبذا"‬
‫فأخل أنه يتلل يف بيو شيئان‪.‬‬
‫قا ‪ :‬فهذا القررن يتلل فكيل تتلل احلكمة‬
‫قلت‪ :‬منا معىن التالوة أن ينطق ابلقررن والسنة كما ينطق هبا‪.‬‬
‫قا ‪ :‬فهذف أبني يف أن احلكمة ذ القررن م اروىل)‪.154‬‬
‫(فسمعت َم أرضل م أهل العلم ابل ُقَررن يقو ‪ :‬احلكمة سنة رسو‬
‫ُ‬ ‫ويف الرسالة قا الشافعذ‪:‬‬
‫(‪)155‬‬
‫هللا)‬

‫ودَ ىل ل القو أن تلسذ احلكمة ابلسنة قد قا به أكار ا لسري ‪ ,‬وأن نلأل مقتضل العطل‪ ,‬وملهوم‬
‫ُ‬
‫بع سياقات ا ايت‪ ,‬ومقتضل موافقة قو هللا سبلانه (ويعلمهم الكتاب واحلكمة) ا تواتر م تعليم‬
‫النيب صلل هللا عليه وسلم رمته م أيكام اإلسالم ما مل يُذكر يف نث القررن‪.‬‬

‫وو‬ ‫لى أ ال‬ ‫لن دالل القرآ‬ ‫الل ه ال ا من‬


‫تكلل هللا ببيان القررن‪ ,‬و خبارف ع رسوله أبنه يبني للنار ما نُف ليهم‪.‬‬

‫ا ق و هبذا الوته‪ :‬اإلثبات أبن للقررن بياانل تكلل هللا به‪ ,‬وأنه تعل هذا البيان علل لسان رسوله صلل‬
‫هللا عليه وسلم‪ ,‬وهذا يد علل أنه م عندف سبلانه‪ ,‬خاصة وأن م هذا البيان الاابت ع رسوله‬

‫‪ 154‬مجاع العلم‪ ,‬الشافعذ (‪)9‬‬


‫(‪ )155‬الرسالة‪ ,‬للشافعذ (‪.)34‬‬

‫‪79‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫صلل هللا عليه وسلم ما ال تمل أن يكون دل اتتها ٍ منه‪ ,‬كتلديد عد ال لوات وركعا ا ومواقيتها‪.‬‬
‫و تكلُّل هللا ببيان القررن تال بقوله‪َّ ِ( :‬ن َعلَيةنَا َمج َعهُ َوقُةررنَهُ فَِإنَا قَةَرأ َانفُ فَاتَّبِع قُةررنَهُ َُّ ِ َّن َعلَيةنَا‬
‫بةَيَانَهُ)[القيامة‪]19-17:‬‬

‫قا اب كاذ‪ "( :‬ن علينا بيانه"‪ :‬أ بعد يلظه وتالوته نبيِىلنُه لأل ونوضله‪ ,‬ونلهمأل معناف علل ما‬
‫وشرعنا)‪.156‬‬ ‫أر ان‬
‫ٱلذ ۡكر لِ‬ ‫ۡ‬
‫َّار َما نةُىلِفَ ِلَ ۡي ِه ۡم َولَ َعلَّ ُه ۡم‬
‫ني لِلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ة‬‫ت‬ ‫َنفلنآ ِلَ ۡيأل ىلِ‬
‫(وأ َ َ َ َ َُ ىل َ‬ ‫خبارف أبن رسوله مبني للقررن تال بقوله‪َ :‬‬ ‫و ُ‬
‫يةَتَة َل َّك ُرو َن)‪.‬‬
‫َّار َما نةُىلِفَ ِلَي ِهم" يف هذا الكتاب م اريكام والوعد والوعيد بقولأل وفعلأل؛‬ ‫ني لِلن ِ‬ ‫ِ‬
‫قا القرليب‪" ( :‬لتُةبَِىل َ‬
‫فالرسو صلل هللا عليه وسلم مبني ع هللا عف وتل مرا ف مما أمجله يف كتابه م أيكام ال الة والفكاة‪,‬‬
‫و ذ نلأل مما مل يل له)‪.157‬‬
‫اجململ‪ ,‬الشوا هذا الوته مع ما سيأيت يف الطريق الاالث م لريق اللة‬
‫َ‬ ‫وسأكتلذ هنا هبذا العر‬
‫القررن علل يجية السنة‪ ,‬وسأف ل يف نلأل ا وضع‪ - 158‬ن شال هللا تعاىل‪.-‬‬

‫وو‬ ‫لى أ ال‬ ‫لن دالل القرآ‬ ‫الل ه ال الث من‬


‫ا ايت الدالىلة علل نفو الويذ علل النيب صلل هللا عليه وسلم يف مقامات معينة أبيكام وأخبار ليست‬
‫مذكورة يف نث القررن‪.‬‬
‫واالستدال هبذف ا ايت علل رتتني‪:‬‬
‫اروىل‪ :‬عدم احن ار الويذ يف القررن ‪-‬وهذا مهم يف الر علل ا نكري ‪.-‬‬
‫الاانية‪ :‬أن م سنة النيب صلل هللا عليه وسلم ما هو ويذ‪.‬‬
‫وسأكتلذ بذكر أربعة مواضع م القررن تد علل نلأل‪:‬‬

‫امللعع األ ل دالل آايت ا تباو ب ز ل اململئك يف بدو‬


‫مدهم باالثة رالف م‬
‫تال يف سورة ر عمران أن النيب وعد صلل هللا عليه وسلم أصلابه أبن هللا سيُ ىل‬

‫‪ 156‬تلسذ اب كاذ‪ )278/8( ,‬ار ليبة‪.‬‬


‫‪ 157‬اجلامع ريكام القررن‪ ,‬القرليب (‪)330-329/12‬‬
‫‪ 158‬انظر ص ‪ 11‬م هذا اجلفل‬

‫‪80‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ا الئكة ُم َنفلني‪ ,‬ونلأل يوم بَدر فقا ‪:‬‬


‫ني)‬‫(ِ ۡن تةقو ُ لِ ۡلم ۡ ِمنِني أَلَ ي ۡك ِلي ُك ۡم أَن لِ َّد ُك ۡم ربُّ ُكم بِاة َٰلَا ِة لاَٰلَل ِم ۡٱلم َٰلَٓئِ َك ِة منفلِ‬
‫َُ َ‬ ‫ُ َ َ َ َ ىل َ َ‬ ‫َُ ُ َ َ َ‬
‫وال شأل أن هذا اخلل م النيب صلل هللا عليه وسلم رصلابه ال يكون ال بويذ‪ ,‬رنه ال دل فيه‬
‫لالتتها والتخمني‪ ,‬واإل ال هبذا اخلل ليت مذكورال يف القررن؛ و منا هو مما أوياف هللا ىل النيب خار‬
‫النث القررين‪.‬‬
‫قا الطاهر ب عاشور‪( :‬وا عىن‪ :‬ن تعِد ا منني إبمدا هللا اب الئكة‪ ,‬فما كان قو النَّيب صلل هللا عليه‬
‫وسلم هلم تلأل ا قالة الىل بوعد أوياف هللا ليه أن يقوله)‪.159‬‬

‫دالل آايت سليح القبل‬ ‫امللعع ال ا‬


‫النيب صلل هللا عليه وسلم كان يتوته أو َ اإلسالم يف صالته ىل الشام‪ ,‬يىت بعد هجرته‬
‫م ا علوم أن ىل‬
‫ىل ا دينة‪ ,‬مع تطلعه ىل أن تكون الكعبةُ قبلتَه‪ ,‬وما كان لنعه م التلو ىل القبلة اليت يتطلع ليها‬
‫الس َمال‬ ‫ع َوت ِه َ‬
‫أل ِيف َّ‬ ‫ال أنه مأمور م هللا رالف نلأل‪ ,‬يىت نف عليه قو هللا سبلانه‪{ :‬قَد نةََرل تَة َقل َ‬
‫ُّ‬

‫اها} [البقرة ‪ .]144 :‬والقبلة اليت يرضاها هذ الكعبة كما هو معلوم؛ فإن تتمة ا ية {فَة َوِىل‬ ‫فَةلَنةولىلِيةن ِ‬
‫ضَ‬ ‫َّأل قبةلَةل تَةر َ‬
‫َُ َ َ‬
‫ِِ‬
‫َوت َه َأل َشطَر ال َمسجد احلََرِام} والس ا ا توته هنا هو‪ :‬أي ارمر ُّ‬
‫اإلهلذ له ابستقبا القبلة السابقة للكعبة‬
‫وم ا علوم أن هذا ارمر ليت مذكورال يف القررن‪ ,‬فيكون هذا ليالل علل أن نفو الويذ علل النيب صلل‬
‫هللا عليه وسلم ليت منل رال يف النث القررين‪ ,‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫وقد ترل يل موقل لريل مع أيد منكر السنة نكارالكلىليال يف اللة هذف ا ايت علل ا عىن ا ذكور‪,‬‬
‫فوتئت به يقو ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫فلني سألته أي ارمر ارو ابستقبا الشام‬
‫الس َل َهال ِم َ الن ِ‬
‫َّار َما‬ ‫ن القبلة مل تتلو أصالل‪ ,‬و منا هذا قو السلهال! يعج قو هللا سبلانه َ‬
‫{سيَة ُقو ُ ُّ‬
‫َوالَّ ُهم َع قِبةلَتِ ِه ُم الَِّيت َ‬
‫كانُوا َعلَية َها}[البقرة‪]142:‬‬

‫او القبلة ابتدال و منا كان س اهلم وتشغيبهم يف سبع التلو ‪ ,‬فقالوا‬
‫يدعوا ىل‬‫فقلت له‪ :‬ن السلهال مل ىل‬
‫{ما َوالَّ ُهم} أ ر ىل شذل تولىلوا واولوا وهذا ظاهر تدال‪ ,‬وبعد منامعة لويلة منه يف نلأل‪ ,‬انتقل ىل‬
‫َ‬
‫فقلت له‪:‬‬
‫ا طالبة أبمر فرعذ ليت متعلقال أبصل االستدال ‪ ,‬وهو اإلثبات أبن القبلة كانت ىل الشام‪ُ ,‬‬
‫ليت الشأن يف أهنا كانت ىل الشام أو ىل اليم ‪ ,‬و منا الشأن يف أهنا كانت ىل ذ الكعبة‪ ,‬ويف أن‬
‫النيب صلل هللا عليه وسلم كان را بال يف أن تكون ليها‪ ,‬ومل لتنع م اقيق ر بته ال رنه مأمور رالفها‪,‬‬

‫‪ 159‬التلرير والتنوير (‪)72/4‬‬

‫‪81‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫َّأل قِبةلَةل تَةر َض َاها فَة َوِىل َوت َه َأل َشطَر ال َمس ِج ِد احلََرِام) فالس ا متوته ىل البلث‬ ‫ِ‬
‫يىت نف عليه قو هللا (فَةلَنُة َولىليَةن َ‬
‫ع ارمر اإلهلذ ارو ابستقبا تهة مل تك الكعبة أصالةل‪ ,‬وليت متوتهال ىل اديد تلأل اجلهة عينال!‬
‫عرف يا القوم‬ ‫فلم يف علل تكرار س اله هارابل م مأخذ االستدال احلقيقذ‪ ,‬ومل يك نلأل ريبال‬
‫وما سلبهم هللا م اللهم ال ليح‪.‬‬

‫‪ -3‬دالل آايت سلوة التضرمي‬


‫ضهُ‬ ‫َّيب ِ َىل بَةع ِ أَمَو ِات ِه َي ِدياال فَةلَ َّما نَةبَّأَت بِِه َوأَظ َهَرفُ ا َّّللُ َعلَي ِه َعَّر َ‬
‫ف بةَع َ‬ ‫َسَّر النِ ُّ‬
‫(و ن أ َ‬
‫قا هللا تعاىل‪ِ :‬‬
‫َ‬
‫يم اخلَبِذُ) [التلرمي‪]3 :‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َوأَعَر َ َع بةَع ٍ فَةلَ َّما نةَبَّأ ََها به قَالَت َم أَنةبَأَ َ َه َذا قَا َ نةَبَّأَينَ ال َعل ُ‬
‫يم اخلَبِذُ)‬‫ِ ِ‬ ‫وموضع الشاهد م ا ية‪ ,‬قوله سبلانه‪( :‬وأَظهرف َّ ِ‬
‫اّللُ َعلَيه) وقوله‪( :‬قَا َ نةَبَّأَينَ ال َعل ُ‬ ‫َ َ َُ‬
‫وم ا علوم أن نبال هللا نبيه ‪-‬ابلويذ‪ -‬ذا نبىلأت به موتته ليت مذكورال يف نث القررن‪ ,‬فد ىل نلأل علل‬
‫أن الويذ النام علل رسو هللا أوسع مما ُي ِله بني الدفتني‪.‬‬ ‫لىلت عليه ارمالة السابقة م ىل‬

‫‪ -4‬دالل ‪:‬تح مك مع آايت سروها‬

‫يرم مكة‪ ,‬وتعلها رمنة‪ ,‬ومساها‪ :‬ا سجد احلرام‪ ,‬ونكر هذا يف كتابه العفيف‬ ‫م ا علوم أن هللا سبلانه قد ىل‬
‫ۡ ِۡ ۡ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫يف مواضع كاذة‪ ,‬منها قوله‪َِّ( :‬منَآ أ ُِم ۡرت أ َۡن أ َۡعب َد ر َّ ِ ِ‬
‫ت أَن‬‫ب ََٰهذف ٱلبَةل َدة ٱلَّذ َيَّرَم َها َولَهُۥ ُك ُّل َشذل َوأُمر ُ‬‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ني ) [النمل ‪ ,]91‬د أنه قد تواتر يف نقل العامة واخلاصة أن النيب صلل هللا عليه‬ ‫أَ ُكو َن ِم ۡٱلم ۡسلِ ِ‬
‫م‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ا شركون العهد معه‪ ,‬فتلها و خلها‪ ,‬وقد تواتر‬ ‫وسلم قد ياصر مكة ايشه وساليه بعد أن نق‬
‫د أن هللا يف كتابه أثىن‬ ‫عنه أنه قام يوم فتلها يف النار قائالل‪ ( :‬ن هللا قد أيلىلها يل ساعة م هنار)‬
‫ر‪.]1 :‬‬ ‫[الن‬ ‫علل هذا اللتح بقوله ( نا تال ن ر هللا واللتح)‬
‫نث سبلانه علل‬
‫والس ا ‪ :‬أي ور اإلنن م هللا لنبيه صلل هللا عليه وسلم بلتح مكة ابلسالح بعد أن ىل‬
‫ارلها يف القررن‬
‫واجلواب‪ :‬أن نلأل ليت مذكورال يف نث القررن‪ ,‬بل ا ذكور الانال علل اللتح بعد أن وقع ومتىل‪ ,‬فاإلنن‬
‫بذلأل‪ -‬نال‪ -‬مما أويل هللا لنبيه‪ ,‬والويذ أعم م أن يكون منل را فيما نف م القررن فقف‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الطريق الثالث‪:‬‬
‫ُ‬
‫من طرق داللة القرآن على حجية السنة‪:‬‬
‫داللته على أن الرسول ّ‬
‫مبين له‪.‬‬
‫مل خيتلخل لما امل لمني يف أ ال حي لى هللا لوه سلو عد ّبني آايت الكتاب الازيز‪ ،‬إما من‬
‫ه بلوغ ألفاظه ‪ -‬هذا نل من البوا ‪ -‬إما من ه فصوح جمملها‪ ،‬إيااح ُمشكلها ‪ ،‬عال‬
‫ص‪ ،‬مث مل خيتلخل ‪:‬وه م لما يف أ ما ح ن وسلل هللا لى هللا لوه‬
‫ابن وز ومحه هللا ( ا ال ُّ‬
‫‪160‬‬
‫‪:‬فرض ا با ُه‪ ،‬أنه ف ري ملراد هللا اات يف القرآ ‪ ،‬بوا ٌ جململه)‬
‫ٌ‬ ‫سلو أنه عاله‬
‫إعبات ذلك مبين لى أ لل‬

‫األ ح األ ل أ هللا كفح ببوا القرآ ‪ ,‬ونلأل بقوله‪َّ ِ( :‬ن َعلَيةنَا َمج َعهُ َوقُةررنَهُ فَِإ َنا قَةَرأ َانفُ فَاتَّبِع قُةررنَهُ‬
‫َُّ ِ َّن َعلَيةنَا بةَيَانَهُ) [سورة القيامة‪ ]19 – 17 :‬وأخل ‪-‬سبلانه‪ -‬أبن نلأل سيكون علل لسان الرسو ‪ ,‬ونلأل‬
‫ٱلذ ۡكر لِ‬ ‫ۡ‬
‫َّار َما نةُىلِفَ ِلَ ۡي ِه ۡم َولَ َعلَّ ُه ۡم يةَتَة َل َّك ُرو َن) وسيأيت التل يل يف ا يتني بعد‬
‫ني لِلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫َنفلنآ ِلَ ۡيأل ىلِ‬
‫(وأ َ َ َ َ َُ ىل َ‬
‫ب‬ ‫ة‬‫ت‬ ‫بقوله َ‬
‫قليل‪.‬‬
‫األ ح ال ا أ القرآ ‪:‬وه أ امر ُجم َمل ال ُوكن امت اهلا إال ار‪ :‬بوا الرسلل لى هللا لوه‬
‫سلو ‪:‬وها‪ ,‬كقو هللا سبلانه‪( :‬وأقيموا ال الة) وقوله‪( :‬وهلل علل النار يج البيت) َّ‬
‫فإن هذا القدر‬
‫م ارمر ليت فيه بيان الكيليىلة أو اهليئة اليت أرا هللا منَّا أن نقيم ال الة عليها‪ ,‬وال صلة احلج الذ‬
‫كللنا هللا به‪.‬‬
‫نث كتابه‪ -‬عد ال وات اليت نقيمها‪ ,‬وال عد ركعا ا‪ ,‬وال تل يل مواقيتها‪.‬‬
‫فلم يُبني هللا لنا ‪-‬يف ىل‬
‫ومل يبني لنا ‪-‬كذلأل‪-‬كم نطوف ابلبيت يف احلج ن َأمَران به‪ ,‬وال كم نسعل بني ال لا وا روة‪ ,‬وال نَكر‬
‫ا واقيت ا كانية وال رمذ اجلمار‪.‬‬
‫نظران يف الكتاب العفيف فوتدان أن هللا أيمران ابتباع رسوله‪ ,‬ولاعته‪ ,‬و ذران م يخاللته‪ ,‬وي ل‬
‫رسوله أبنه مبني للنار ما نةُىلف ليهم‪ ,‬فعلمنا أننا دتاتون ىل بيان الرسو وعمله ابلقررن كذ نتبعه‪.‬‬
‫األ ح ال الث التواتر ع النيب صلل هللا عليه وسلم انه عا ببوا ك ري مما أُمجح يف القرا كال الة‬
‫وثبوت نلأل عنه قد اقق أبعلل ما لك أن يابت عند البشرية م تواتر‪ .‬وسيأيت مفيد بسف‬
‫ُ‬ ‫واحلج‪.‬‬
‫لقضية التواتر عند احلديث ع الركيفة الاانية ن شال هللا تعاىل‪.‬‬

‫‪ 160‬اإليكام يف أصو اريكام‪ ,‬اب يفم (‪ ,)104/1‬ا فا اجلديدة‬

‫‪83‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫قا الشافعذ يف الرسالة‪( :‬فلم أعلم م أهل العلم يخاللال يف أن ُسن النيب م ثالثة وتوف‪ ,‬فاتتمعوا‬
‫نث الكتاب‪.‬‬
‫مال ما َّ‬
‫ني رسو هللا َ‬‫منها علل وتهني‪ ,..,‬أيدغا‪ :‬ما أنف هللا فيه نث كتاب‪ ,‬فبَ َّ َ‬
‫فبني ع هللا معىن ما أرا ؛‬
‫وا خر‪ :‬مما أنف هللا فيه مجلةَ كتاب‪َّ ,‬‬
‫‪161‬‬
‫وهذان الوتهان اللذان مل خيتللوا فيهما)‪.‬‬

‫التكامح بني األ لل ال ملع‬


‫ن النظر يف ارصو الاالثة جمتمعة ينلذ كل شبهة ع أن الرسو صلل هللا عليه وسلم كان مبينال‬
‫للقررن الكرمي‪ ,‬وهذا م ابب الكما وقطع يجة ا خالل‪ ,‬ال م ابب توقل صلة االستدال علل‬
‫جمموع النظر يف ارصو الاالثة‪ ,‬فإن كل أصل منها ا حبياله علل أن السنة مبينة للقررن‪.‬‬
‫ا لسري يف محلهم رييت سورة القيامة والنلل علل بيان البالغ‪,‬‬ ‫ذ أن ا خالل قد يستغل أقوا بع‬
‫فينلذ ‪-‬بسبع نلأل‪ -‬أصل بيان الرسو جملمالت القررن‪ ,‬وهذا انتقا خال يف االستدال ‪ .‬وه الل‬
‫يناقشون م وتوف‪ ,‬منها‪ :‬أن ثبوت تبيني الرسو صلل هللا عليه وسلم جملمالت الكتاب ليت منل رال‬
‫َ‬
‫يف اللة ا ايت ا ذكورة يف ارصل ارو ويدف‪ ,‬بل ن هنا تكامالل بني ارصو الاالثة يف تابيت‬
‫نلأل‪.‬‬
‫منكر السنة الشقا يف كون الرسو مبينا جملمالت القررن‪ ,‬وأنكروا ما ثبت عنه‬ ‫وقد أيدرت بع‬
‫ابلتواتر م قيامه بذلأل‪ ,‬يىت ا عوا أن النيب صلل هللا عليه وسلم منا كان ي لذ ثالرت صلوات ال‬
‫‪162‬‬
‫نكار رعلل رتات‬
‫مخسا‪ ,‬ورىلوا التواتر العملذ الذ نقلته ارمة كافة يف مجيع مساتدها ‪ ,‬وهذا ٌ‬

‫‪ 161‬الرسالة‪ ,‬الشافعذ‪ ,‬ص (‪ )41‬ار الوفال‬


‫‪ 162‬وهلم يف نلأل أقوا ريبة‪ ,‬واختالفات عجيبة‪ ,‬وال أشة ةةأل بعد نقاشة ةةات متعد ة معهم أهنم م أشة ةةد خلق هللا بال ة‪ ,‬أو أن هللا سة ةةلبهم‬
‫الة ة ة ة ةت ة ة ة ةةوفة ة ة ة ةي ة ة ة ةةق لة ة ة ة ةت ة ة ة ةه ة ة ة ةةوية ة ة ة ةن ة ة ة ةهة ة ة ةةم مة ة ة ة ة شة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةأن ال ة ة ة ةةرسة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ة ةةو صة ة ة ة ة ة ة ة ة ةل ة ة ةةل هللا عة ة ة ةلة ة ة ةي ة ة ةةه وسة ة ة ة ة ة ة ة ةل ة ة ةةم وسة ة ة ة ة ة ة ة ةنة ة ة ةت ة ة ةةه‪.‬‬
‫وهذا كالم ريدهم ‪-‬وامسه بنىلور صاحل‪ -‬وهو منشور يف مقا علل ا وقع الرمسذ لةملمد شلرور‪ ,‬قا فيه‪( :‬أشهد أين ا سمل بنور‬
‫صةةاحل صةةايع هذف الدعوة‪ ,‬وأشةةهد أن كل نيب رسةةو م هللا وختمت الرسةةالة والنبوة ذلمد‪ ,‬وأشةةهد أمام هللا وأمام العبا وأقسةةم‬
‫ابهلل العلذ العظيم أن هللا أنف ثالرت صلوات ملروضة‪ ,‬صالة اللجر وال الة الوسطل وصالة العشال‪ ,‬وصالة النافلة يف الليل فقف‪,‬‬
‫هذف هذ ال ةةالة اليت أنفهلا هللا وختم التنفيل علل هذف ال ةةالة‪ ,‬وأن هللا مل ينف صةةالة الظهر وال صةةالة الع ةةر‪ ,‬وأن نبينا دمدا كان‬
‫ي ةةلذ الاالرت ص ةةلوات اليت نكر ا وأنه مات علل هذف ال ةةلوات الاالرت‪ ,‬وليت هو الذ ش ةةرع ص ةةالة الظهر وص ةةالة الع ةةر‪ ,‬بل‬
‫النار هم الذي شةةرعوا نلأل‪ ,‬وأن كل ارنبيال كانوا ي ةةلون هذف ال ةةلوات الاالرت ويف هذف اروقات‪ ,‬ومل ينف هللا ب ةةالة يف الظهذة‬
‫أبدا علل اإللال يف مجيع الكتع ا نفلة اليت نعرفها واليت ال نعرفها‪ ,‬وأن ال ةةالة مل تتغذ منذ أن أنف هللا اهلداية علل البشةةر ىل يوم‬
‫الدي ‪ ,‬وأن هللا مل ينف ال ة ة ة ةةالة مقدرة ابلركعات بل أنفهلا ائما وأبدا مقدرة ابلوقت‪ ,‬وأن النيب كان ي ة ة ةةلذ ال ة ة ةةالة مقدرة ابلوقت‬
‫وليت بعد الركعات‪ ,‬وأن ال ة ةةالة الوس ة ةةطل تبدأ قبل روب الشة ةةمت‪ ,‬وأن النيب وارنبيال كلهم كانوا ي ة ةةلون الوسة ةةطل قبل روب‬
‫الشة ة ة ة ة ةةمت‪ ,‬وأن الركوع ليت االحننال‪ ,‬وأن هللا مل ينف االحننال ومل يش ة ة ة ة ة ةةرع به يف ال ة ة ة ة ةةالة‪ ,‬وأن النيب ومجيع ارنبيال مل يكونوا يقومون‬

‫‪84‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫التواتر الذ لك أن تنقله البشرية‪ ,‬وسيأيت بيان نلأل ن شال هللا تعاىل يف الركيفة الاانية‪.‬‬
‫وأما اللة ا يتني ‪-‬أعج رية القيامة ورية النلل‪ -‬فإنأل ترل أن م ا لسري م يكتلذ يف تلسذف هلما‬
‫بذكر أيد البيانَني ‪-‬بيان اللله "اإلبالغ" أو بيان ا عىن وتل يل اجململ‪ ,-‬وبعضهم جيمع بينهما‪ ,‬ذ‬
‫أن أيدال منهم ال ينلذ أن النيب صلل هللا عليه وسلم قد بني شيئال مما أ ِ‬
‫ُمجل يف الكتاب العفيف‪.‬‬
‫ن‬ ‫‪:‬فو آي القوام ( ن علينا بيانه) قا الطل ‪( :‬وقوله " َُّ ِ َّن َعلَيةنَا بةَيَانَهُ" يقو تعاىل نكرف‪:‬‬
‫علينا بيان ما فيه م يالله ويرامه‪ ,‬وأيكامه لأل مل لة) ورتح ‪-‬الطل ‪ -‬هذا القو وأسند ع اب‬
‫عبار وع قتا ة ما ي يد هذا ا عىن نكر القو ا خر ومستندف‪.163‬‬
‫وقا النسلذ‪َّ ِ َُّ " ( :‬ن َعلَيةنَا بةَيَانَهُ" نا أشكل عليأل شذل م معانيه)‪ 164‬واكتلل كاذ م ا لسري‬
‫هبذا ا عىن ‪-‬أ بيان ما أُمجل‪ ,‬وتوضيح ما أشكل‪-‬‬
‫وكاذ منهم يذكر البيانَني يف ا ية ‪-‬بيان اللله وبيان ا عىن‪ ,-‬كالقرليب والعف ب عبدالسالم والشوكاين‬
‫و ذهم‪.‬‬
‫وارقل منهم م يكتلذ بذكر بيان اللله أو ينث علل ترتيله كالطاهر اب عاشور‪.165‬‬
‫وال ُةمل ىل ل أن مجاهذ ا لسري يذكرون (بيان ا عىن) يف تلسذهم هلذف ا ية‪.‬‬
‫وقد اتتهد الشيخ خليل مال خالر يف يخت ر كتابه "السنة ويذ" يف توضيح وته اللة ا ية علل أن‬
‫ا ق و ابلبيان فيها بيان السنة للقررن‪ ,‬أ بيان ا عىن وتل يل اجململ‪ ,‬فقا ‪:‬‬
‫ِ‬
‫(وقولُه سبلانه وتعاىل‪َّ َُّ " :‬ن َعلَيةنَا بةَيَانَهُ" تَ َكل ٌ‬
‫ُّل م هللا عف وتل ببيان القررن الكرمي‪ ,‬الذ يُشكل‬
‫علل النار يف معانيه‪ ,‬وجممله وأيكامه‪.‬‬
‫وهذا البيان الذ تكلَّل هللا تعاىل به‪ :‬ما أن يكون قررانل اليقال؛ ينفله يف كتابه مال القررن النام ‪ ,‬أو ال‪.‬‬

‫ابالحننال يف ال الة‪ ,‬وأن هللا مل ينف صالة اجلمعة‪ ,‬وال صالة اريد‪ ,‬وال صالة السبت‪ ,‬ال ال الة ا ذكورة سابقا‪ ,‬وأن النيب ومجيع‬
‫ارنبيال مل يكونوا ي لون صالة اجلمعة وال صالة السبت وال صالة اريد‪ ,‬وأن هللا مل ينف صالة ارعيا ‪ ,‬وال صالة يف ارعيا أبدا‪,‬‬
‫وأن النيب ومجيع ارنبيال مل يكونوا ي ةةلون ص ةةالة ارعيا ‪ ,‬وأن هللا مل ينف ص ةةالة االس ةةتس ةةقال ال ن أرا النار أن يتقربوا هلل ابل ةةالة‬
‫النافلة يف الليل‪ ,‬وأن هللا مل ينف ص ة ةةالة اجلنامة ال أن يدعو النار واتهم كدعال بعضة ةةهم لبع وهم أييال‪ ,‬وأن ال ة ةةالة علل النيب‬
‫هذ الدعال له ابلرمحة واالس ةةتغلار‪ ,‬وليت هذا الش ةةكل الذ يقا ‪ ,‬وأخذا ن كنت كذبت علل هللا يف ش ةةذل م هذف الش ةةها ة ولو‬
‫شذل قليل فلعنة هللا علل الكانبني‪.‬‬
‫هذف شها يت‪ ,‬فقدموا عكسها يف ما ساللونج فيه‪ ,‬واعلموا إبنن هللا أنكم ال تلعلون‬
‫رنكم تعلمون أنكم تكذبون) ‪http://www.shahrour.org/?p=1775‬‬
‫‪ 163‬تلسذ الطل ‪)504/23( ,‬‬
‫‪ 164‬تلسذ النسلذ (‪ )572/3‬ار اب كاذ‬
‫‪ 165‬التلرير والتنوير (‪)350/29‬‬

‫‪85‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فإن كان قررانل افتقر هو ا خر ىل بيان رخر أيضال‪ ,‬وهكذا تا القررن ىل قررن ات ٍ ليبيِىلنه‪ ,‬ويكون‬
‫التسلسل‪.‬‬
‫أيكامه موتو ةٌ يف القررن الكرمي‪ ,‬وقد بيَّنها النيب‬
‫جممل القررن‪ ,‬ومعانيه و َ‬
‫يضاف ىل نلأل أيضال أن َ‬
‫نكر بعضه بعد قليل ن شال هللا تعاىل‪.‬‬
‫ا طلل الكرمي صلل هللا عليه وسلم كما سيأيت ُ‬
‫منفالل أيضال‪ ,‬ابعتبار قوله تعاىل‪َّ ِ َُّ " :‬ن َعلَيةنَا‬ ‫احلق‪ -‬كان َّ‬ ‫و ن كان البيان عالولة علل القررن الكرمي ‪-‬وهو ُّ‬
‫ويذ أيضال ابعتبار االلتفام الذ‬ ‫بةَيَانَهُ" ييث تكلَّل به‪ ,‬وكان هذا البيا ُن ا َّنفُ َذ الذ نقرؤف‪ ,‬وهو ٌ‬
‫التفم هللا سبلانه وتعاىل به يف قوله تعاىل‪َّ ِ" :‬ن َعلَيةنَا بةَيَانَهُ" وال شأل أن هذا البيان هو السنة؛ ا ويل هبا‬
‫ىل النيب ا طلل الكرمي صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬وهللا تعاىل أعلم)‪.166‬‬
‫ۡ‬
‫َنفلنآ ِلَ ۡيأل ىلِ ۡ ِ‬
‫َّار َما نةُىلِفَ ِلَ ۡي ِه ۡم َولَ َعلَّ ُه ۡم‬
‫ني لِلن ِ‬
‫ٱلذكَر لتُةبَِىل َ‬ ‫(وأ َ َ َ‬ ‫أما آي سلوة ال ضح‪ ,‬وهذ قو هللا سبلانه‪َ :‬‬
‫يةَتَة َل َّك ُرو َن)‪:‬‬
‫فإن رهل العلم م ا لسري و ذهم يف ا را ابلتبيني الوار فيها قولني كسابقتها‪.‬‬
‫فمنهم م محله علل تبيني ا عىن‪ ,‬وتل يل ما أُمجل‪ ,‬وبيان ما أشكل‪ ,‬كما قا البغو ‪" ( :‬وأنفلنا ليأل‬
‫الذكر لتبني للنار ما نةُىلِف ليهم" أرا ابلذكر الويذ‪ ,‬وكان النيب صلل هللا عليه مبينال للويذ‪ ,‬وبيان‬
‫‪167‬‬
‫الكتاب يطلع م السنة) وقا الرام ‪( :‬قوله‪" :‬لتبني للنار ما نف ليهم" دمو علل اجملمالت)‬
‫وقا اب كاذ‪"( :‬وأنفلنا ليأل الذكر" يعج القررن "لتبني للنار ما نف ليهم" أ م رهبم؛ لعِلمأل ذعىن‬
‫ما أنف هللا عليأل‪ ,‬ويرصأل عليه‪ ,‬واتباعأل له‪ ,‬ولعلمنا أبنأل أفضل اخلالئق وسيد ولد ر م‪ ,‬فتل ل هلم‬
‫‪168‬‬
‫ما أمجل وتبني هلم ما أشكل)‬
‫وقا البقاعذ‪" ( :‬لتبني للنار" كافة ذا أعطا هللا م اللهم الذ فقت فيه مجيع اخللق‪ ,‬واللسان الذ‬
‫هو أعظم ارلسنة وأف لها وقد أوصلأل هللا فيه ىل رتبة مل ي ل ليها أيد "ما نُف " أ وقع تنفيله‬
‫‪169‬‬
‫" ليهم" م هذا الشرع احلا ىل سعا ة الداري بتبيني اجململ‪ ,‬وشرح ما أشكل)‬
‫ومنهم م نكر االيتمالني‪( :‬اللله وا عىن) كالبيضاو وأيب ييان واب عطية‪ ,‬و ذهم‪.‬‬
‫ِ‬
‫ني" تمل أن يريد لتبني بسر نث القررن ما نف ‪ ,‬و تمل أن يريد لتبني‬ ‫قا اب عطية‪( :‬وقوله "لتُةبَِىل َ‬
‫بتلسذ اجململ‪ ,‬وشريأل ما أشكل مما نف ‪ ,‬فيدخل يف هذا ما بينته السنة م أمر الشريعة‪ ,‬وهذا قو‬

‫‪ 166‬يخت ر السنة النبوية ويذ (‪)36‬‬


‫‪ 167‬ملاتيح الغيع‪ ,‬الرام (‪)31/20‬‬
‫‪ 168‬تلسذ القررن العظيم‪ ,‬اب كاذ (‪)574/4‬‬
‫‪ 169‬نظم الدرر يف تناسع ا ايت والسور‪ ,‬البقاعذ (‪)168/11‬‬

‫‪86‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫جماهد)‪ .170‬ومنهم م نكر بيان اللله فقف‪.‬‬

‫وهللا تعاىل أعلم‪.‬‬

‫‪ 170‬احملرر الوتيف‬

‫‪87‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الطريق الرابع‪:‬‬
‫داللة القرآن على حفظ السنة‪.‬‬
‫تقدم معنا يف أو مبلث الركائف أن الئل القررن علل يجية السنة ال تقت ر علل ثبات أصل يجيتها‬
‫فقف‪ ,‬و منا تليد وام احلجية واستمرارها كذلأل‪.‬‬
‫وال يقل ثبات معىن وام احلجية أغىليةل ع ثبات أصلها‪ ,‬فإن منامعة كاذ م ا شككني يف السنة منا‬
‫هذ يف قضية يلظها والاقة يف لريقة نقلها ال يف أصل االيتجا هبا‪.‬‬
‫وهذا ا عىن جيع استلضارف عند مناقشة ا شككني وا نكري ‪ ,‬يىت نا أقر أيدهم بداللة رايت لاعة‬
‫الرسو علل يجية سنته‪ ,‬انمع يف يلظها‪ ,‬ياتجناف بدالئل وام احلجية‪ ,‬واستمرار احلاتة ليها‪.‬‬
‫و نا مملنا يف القررن الكرمي الستخرا ما لك أن يد علل معاين احلله و وام ياتة ا منني للسنة‪,‬‬
‫سنجد فيه الئل متعد ة علل نلأل‪ ,‬وهذ متلاوتة ا راتع م تهة ظهور وته اللتها‪ ,‬وم تهة‬
‫االتلا عليها أو االختالف فيها بني العلمال م أهل اإلسالم‪ ,‬وسأنكر ُمجلةل م هذف ار لة‪:‬‬
‫ۡ‬
‫ٱلر ُسو َ َوأُوِيل ٱرَ ۡم ِر ِمن ُك ۡم فَِإن‬ ‫ٱّلل وأ ِ‬
‫َليعُوا َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫(أيَيةُّها ٱلَّ ِذي لامنُةوا أ ِ‬
‫َليعُوا َّ‬ ‫َ ََ ٓ‬ ‫الدليل ارو ‪ :‬قو هللا تعاىل‪َ ََٰٓ :‬‬
‫ۡ‬ ‫ٱلرسوِ ِن ُكنت ۡم تةُ ۡ ِمنو َن بِ َِّ ۡ ۡ ِ ۡ ِۚ ِ‬ ‫تَةَٰنف ۡعت ۡم ِيف ش ۡذل فَةرُّوف ِ َىل َِّ‬
‫أل َخ ۡذ َوأ َۡي َس ُ َم ِو ليال)‬‫ٱّلل َوٱليَةوم ٱرٓ ِخ ِر َٰنَل َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ٱّلل َو َّ ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ََ ُ‬
‫[النسال‪.]59 :‬‬
‫وته الداللة ُجم َمالل‪:‬‬
‫أن اخلطاب يف ا ية عام رهل اإللان ىل يوم القيامة بر نفاعا م ىل الكتاب والسنة‪ ,‬وال يتم العمل‬
‫هبذف ا ية ال نا كان الكتاب والسنة دلوظَني‪ ,‬ليكوان ف الل للنفاع بني ا منني‪ ,‬فإن مل ُ لظا فقد بطل‬
‫مقتضل ا ية‪.‬‬
‫ه الدالل‬ ‫إعبات‬
‫نظرال رغية االستدال هبذف ا ية علل يله السنة النبوية فسأبني اخلطوات اليت نُابت هبا وته الداللة‬
‫الذ سبق نكرف جممالل‪ ,‬وهذف اخلطوات هذ‪:‬‬
‫‪ -1‬ثبات عموم ا ية‪.‬‬
‫‪ -2‬ثبات و قو هللا "فر وف ىل هللا والرسو " للكتاب والسنة‪.‬‬
‫‪ -3‬ثبات ايتيا عموم أهل اإللان يف كل ارممان للكتاب والسنة يف ف ل النفاعات‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬إثبات عموم الةية‪:‬‬
‫وا ق و بعمومها أ ابعتبار ال ُةمخالَبني‪ ,‬ولك ثبات نلأل بطر ‪:‬‬
‫خل يف وصل اإللان ىل يوم القيامة‪,‬‬‫منها‪ :‬أن ا ية ُم َ ىلدرة رطاب هللا للذي رمنوا‪ ,‬فتشمل كل م‬
‫يىت يقوم الدليل علل التخ يث و خرا ِ م مل يعاصر مم اخلطاب م أهل اإللان‪ ,‬خاصة وأن لله‬
‫(الذي ) م أللاظ العموم كما يقررف ارصوليون‪ ,‬وال ليل علل التخ يث يف هذف ا ية‪ ,‬فهذ كسائر‬
‫ا ايت العامة اليت أيمر هللا فيها أهل اإللان وينهاهم‪ ,‬كقوله سبلانه‪( :‬اي أيها الذي رمنوا ال مكلوا الراب‬
‫أضعافال مضاعلة) وقوله‪( :‬اي أيها الذي َرمنوا ال ل لكم أن ترثوا النسال كرها) و ذها‪ ,‬فارصل يف‬
‫خطاب ا منني ابرمر والنهذ يف القررن أن يكون شامالل لكل م رم ىل يوم القيامة‪ ,‬وهذا هو‬
‫ا قتضل الضرور لكون النيب صلل هللا سلم خامت ارنبيال ولكون القررن يجة علل سائر البشر‪ ,‬وال‬
‫عد ع هذا ارصل ال بدليل أو قرينة تد علل را ة اخل وص ابتدال أو بدليل يد علل التخ يث‬ ‫يُ َ‬
‫بعد را ة العموم‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬اإلمجاع‪ ,‬فقد نقل ذ وايد م أهل العلم اإلمجاع علل أن هذف ا ية عامة‪ ,‬م أشهرهم اب‬
‫يفم رمحه هللا تعاىل ييث قا ‪( :‬واللهان علل أن ا را هبذا الر منا هو ىل القررن واخل ِل ع رسو هللا‬
‫صلل هللا عليه و سلم؛ رن ارمة جممعة علل أن هذا اخلطاب متوته لينا و ىل كل م خيلق ويركع‬
‫رويه يف تسدف ىل يوم القيامة م اجلنة والنار كتوتهه ىل م كان علل عهد رسو هللا صلل هللا عليه‬
‫(‪)171‬‬
‫وسلم وكل م أتل بعدف عليه السالم وقبلنا وال فر )‪.‬‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬إثبات شمول قوله سبحانه (فردوه إلى هللا والرسول) للكتاب والسنة‪.‬‬
‫بعد ثبات عموم ا ية ابعتبار ا خالَبني هبا‪ ,‬أنيت ىل خطوة ثبات وهلا للكتاب والسنة‪ ,‬وليت‬
‫للكتاب ويدف‪ ,‬ويتلقق ثبات نلأل بطر ‪:‬‬
‫ٍ‬
‫اهتمام‬ ‫وص‬
‫ويضيل خ َ‬‫ُ‬ ‫منها‪ :‬تكرار فعل ارمر (وأليعوا)‪ ,‬فهذا يعطذ مفيد معىن رمر الرسو وهنيه‪,‬‬
‫به يىت لو مل يك مذكورال يف النث القررين‪ ,‬كما قا اب عاشور يف تلسذف‪( :‬و ىلمنا أعيد فعل‪" :‬وأليعوا‬
‫أن يرف العطل يغج ع عا ته؛ ظهارال لالهتمام بتل يل لاعة الرسو ‪ ,‬لتكون أعلل‬
‫الرسو " مع ىل‬
‫مرتبة م لاعة أويل ارمر‪ ,‬ولينبىله علل وتوب لاعته فيما أيمر به‪ ,‬ولو كان أمرف ذ مقون بقرائ تبليغ‬

‫(‪ )171‬اإليكام يف أصو اريكام (‪.)97/1‬‬

‫‪89‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أن لاعة الرسو ا أمور هبا ترتع ىل لاعة هللا فيما يبلىلغه ع هللا ون ما‬
‫يتوهم السامع ىل‬
‫الويذ؛ لئالىل ىل‬
‫‪172‬‬
‫فإن امتاا أمرف كلىله خذ)‬
‫أيمر به يف ذ التشريع‪ ,‬ىل‬
‫ومنها‪ :‬أن هللا قد أمر يف ا ية ابلر ليه‪ ,‬و ىل رسوله عند وتو النفاع‪ ,‬وم ا علوم أننا ال نستطيع الر‬
‫ىل هللا مباشرة رنه ل يويذ ريدان ابلل ل فيما نتنامع فيه‪ ,‬فيكون ا را ‪ -‬نال‪ -‬ابلر ىل هللا هو الر‬
‫ىل كتابه‪.‬‬
‫و نا كان كذلأل فإن ارليق ابلسيا أن يكون ا را ابلر ىل الرسو الر ىل قضائه ويكمه مع يكم‬
‫الكتاب وف له‪ ,‬ال أن يكون ا را به نلت ما أريد بلله الر ىل هللا ون أ معىن خيتث به‪.‬‬
‫عاصرف‪ ,‬وقد يَبلغ م‬ ‫سمع منه ‪-‬صلل هللا عليه وسلم‪ -‬مباشرة‬
‫ن هذا احلكم والقضال قد يُ َ‬
‫اب عنه بواسطة‪ ,‬كما كان ُر ُسل رسو هللا يقضون بني النار يف ا فا بقضال رسو هللا‪ ,‬وهم ‪-‬أ‬
‫ا قضذ بينهم‪ -‬منا علموا هذا القضال بواسطة ال مباشرة‪.‬‬
‫قا اب يفم‪( :‬ويىت لو شغىلع مشغع أبن هذا اخلطاب منا هو متوته ىل م لك لقال رسو هللا‬
‫صلل هللا عليه وسلم ا أمكنه هذا الشغع يف هللا عف و تل ن ال سبيل ريد ىل مكا ته تعاىل؛ فبطل‬
‫نا‪ -‬منا هو ىل كالم هللا تعاىل ‪-‬وهو القررن‪-‬‬ ‫هذا الظ وصح أن ا را ابلر ا ذكور يف ا ية ‪-‬اليت ن‬
‫و ىل كالم نبيه صلل هللا عليه وسلم ا نقو علل مرور الدهر لينا تيل بعد تيل‪.‬‬

‫نكر للقال وال مشافهة أصال‪ ,‬وال ليل عليه‪ ,‬و منا فيه ارمر ابلر فقف‪.‬‬
‫وأيضا فليت يف ا ية ا ذكورة ٌ‬
‫ومعلوم ابلضرورة أن هذا الر منا هو اكيم أوامر هللا تعاىل‪.‬‬
‫وأوامر رسوله صلل هللا عليه وسلم موتو ة عندان‪ ,‬منقوٌ كل نلأل لينا‪ ,‬فهذ اليت تال نث ا ية ابلر‬
‫‪173‬‬
‫ليها ون تكلل مويل وال يخاللة ظاهر)‬
‫وا ق و أن أمر هللا ابلر ىل الرسو يُرا به الر ىل سنته أ ىل ما يقضذ به و كم للل ل يف النفاع‬
‫ولو مل يك ها القضال مذكورال يف القررن‪.‬‬

‫م ها ا مجا‬
‫قا عبد العفيف الكناين رمحه هللا ع هذف ا ية‪« :‬هذا ما ال خالف فيه بني ا منني وأهل العلم‪ ,‬ن‬
‫ر انف ىل هللا فهو ىل كتابه‪ ,‬و ن ر انف ىل رسوله بعد وفاته ؛فإمنا هو ىل سنته‪ ,‬و منا يشأل يف هذا‬

‫‪ 172‬التلرير والتنوير (‪)97/5‬‬


‫‪ 173‬اإليكام الب يفم (‪ )98/1‬ار ا فا اجلديدة‬

‫‪90‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫(‪)174‬‬
‫ا للدون»‬
‫وقا اب القيم رمحه هللا‪« :‬النار أمجعوا أن الر ىل هللا سبلانه هو الر ىل كتابه‪ ,‬والر ىل الرسو صلل‬
‫(‪)175‬‬
‫هللا عليه وسلم هو الر ليه نلسه يف يياته و ىل سنته بعد وفاته»‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إثبات احتياج عموم أهل اإلةيمان في كل األزمان للكتاب والسنة في فصل النزاعات‪:‬‬
‫الرسوِ‬ ‫الرسو َ وأُوِيل ارَم ِر ِمن ُكم فَِإن تَةنامعتم ِيف شذ ٍل فَةرُّوف ِ َىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اّلل َو َّ ُ‬
‫َ َ ُ َ ُ ُ ىل‬ ‫تعاىل‪{:‬ايأَيةُّ َها الَّذي َ َرمنُوا أَليعُوا ىل‬
‫اّللَ َوأَل ُيعوا َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫قا هللا‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أل َخ ٌذ َوأَي َس ُ َم ِويال}[النسال‪]59:‬‬ ‫ِن ُكنتُم تُة ِمنُو َن ِاب ىلّلل َواليَةوم ا ِخ ِر َنل َ‬

‫لقد علقت هذف ا ية الكرلة ارمر ابلر ىل الكتاب والسنة علل أمر يتجد يف كل يني بني النار‪ ,‬وهو‬
‫التنامع بينهم‪ ,‬وتعلت هذا الر عالمة علل اإللان بل وشرللا فيه‪ ,‬ن قا سبلانه وتعاىل‪ :‬فر وف ىل‬
‫هللا والرسو ن كنتم ت منون ابهلل واليوم ا خر‪ ,‬بني سبلانه أن هذا الر دمو العاقبة فقا ‪ :‬نلأل‬
‫مويال‪ ‬والتأويل هنا‪ :‬العاقبة‪.‬‬
‫ل‬ ‫خذ وأيس‬

‫وا تأمل يف هذف العمومات الوار ة يف ا ية سوال يف أوهلا ابرمر العام بطاعة هللا ولاعة رسوله‪ ,‬أو يف عموم‬
‫مور النفاع ا ستلا م كلمة (شذل) يف ا ية‪ ,‬بذكر يس العاقبة اليت توتع علل هذا الر ‪-‬والذ‬
‫أمرا مهما ‪-‬‬
‫هو مطلع كل م م يدر عموم ايتيا أهل اإللان ليها يف كل ارممان‪ -‬وهذا يقتضذ ل‬
‫سيأيت تل يله ن شال هللا‪ -‬وهو‪ :‬أن له هللا الكتاب والسنة يىت يتم هبما ف ل النفاعات الناشئة بني‬
‫ا منني‪.‬‬

‫الدلوح ال ا ‪ :‬قو هللا سبلانه وتعاىل‪ ( :‬ان حن ىلنفلنا الذكر و ان له حلافظون)‬


‫قدمت أن ار لة يف هذا الباب منها ما هو متلق عليه يف االستدال علل يله السنة ومنها ما هو‬
‫ُ‬ ‫لقد‬
‫ون نلأل‪ ,‬ورن ا قام ال يتسع لبسف اخلالف اجلفئذ فسأكتلذ ببيان وته استدال م استد هبذف‬
‫ا ية م أهل العلم علل أن السنة اخلة فيها ن ىلال‪ ,‬وخطوات ثبات نلأل‪ ,‬وأما االستدال هبا علل يله‬
‫السنة ابلالمم عند ضم ذها م ا ايت ليها فله مقام رخر سيأيت إبنن هللا‪.‬‬

‫(‪ )174‬احليدة واالعتذار (ص‪.)69‬‬


‫(‪ )175‬عالم ا وقعني‪ ,‬الب القيم (‪.)39/1‬‬

‫‪91‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ه دالل اآلي لى وفظ ال ّ ُجم َممله أن كلمة (الذكر) ال ستث ابلقررن ويدف‪ ,‬بل تشمل عموم‬
‫ما أنف هللا علل نبيه م الويذ ‪-‬ومنه السنة‪ -‬فتكون اخلة يف تكلل هللا حبلظها‪.‬‬
‫ه الدالل‬ ‫إعبات‬
‫ثبات أمري ‪:‬‬
‫تتطلع صلة االستدال هبذف ا ية علل يله السنة َ‬
‫األ ل أن الذكر ا نف م عند هللا ال ينل ر يف القررن و منا يشمل عموم الويذ‪.‬‬
‫أن السنة م الويذ الذ أنفله هللا‪.‬‬ ‫ال ا‬
‫فأما الااين فقد تقدم يف هذا الكتاب ما يابته‪ ,‬وأما و الذكر لعموم الويذ فاالستدال عليه بقو هللا‬
‫ۡ‬
‫كنتُ ۡم َال تَةعلَ ُمو َن) [ارنبيال‪]7 :‬‬
‫ِ ِ ِۡ ۡ ۡ ۡ ِۡ‬ ‫ۡ ۡ ۡ‬
‫ٱلذك ِر ِن ُ‬
‫أل َِّال ِر َتاال نُّوي ٓذ لَيهم فَسلُٓوا أَه َل ىل‬
‫(وَمآ أَر َسلنَا قَةبةلَ َ‬
‫تعاىل‪َ :‬‬
‫فا ق و أبهل الذكر هنا هم أهل الكتاب م اليهو والن ارل كما هو ظاهر م سيا ا ية فهذ‬
‫متعلقة اب ايت قبلها وفيها يكاية قو ا شركني ع النيب صلل هللا عليه وسلم‪( :‬هل هذا ال بشر‬
‫مالكم) فيليلهم هللا ىل م يشوكون معهم يف عدم اإللان ابلنيب صلل هللا عليه وسلم ليسألوهم هل‬
‫كان أنبياؤهم م البشر أم م ا الئكة‬
‫قا اب كاذ رمحه هللا‪( :‬يقو تعاىل را ىلال علل م أنكر بعاة الرسل م البشر‪" :‬وما أرسلنا قبلأل ال‬
‫رتاال نويذ ليهم" أ مجيع الرسل الذي تقدموا كانوا رتاال م البشر مل يك فيهم أيد م ا الئكة‪,‬‬
‫كما قا يف ا ية ارخرل‪" :‬وما أرسلنا قبلأل ال رتاال نويذ ليهم م أهل القرل"‪ ,...,‬وهلذا قا‬
‫تعاىل‪" :‬فاسألوا أهل الذكر ن كنتم ال تعلمون" أ اسألوا أهل العلم م ارمم كاليهو والن ارل وسائر‬
‫الطوائل‪ :‬هل كان الرسل الذي أتوهم بشرا أو مالئكة‬
‫و منا كانوا بشرا ونلأل م متام نعمة هللا علل خلقه؛ ن بعث فيهم رسال منهم يتمكنون م تناو البالغ‬
‫‪176‬‬
‫منهم وارخذ عنهم)‬
‫و نا كان ارمر كذلأل فإن ِم أهل العلم م رأل أن هذف ا ية يُستد بن ها وللظها وظاهرها علل‬
‫يله السنة مع القررن؛ إلهنا م الويذ الذ أنفله هللا تعاىل‪.‬‬
‫قا اب يفم رمحه هللا‪( :‬قا هللا عف وتل ع نبيه صلل هللا عليه وسلم "وما ينطق ع اهلول ن هو ال‬
‫ويذ يويل" وقا تعاىل رمرا لنبيه عليه ال الة والسالم أن يقو ‪" :‬قل ما كنت بدعا م لرسل ومآ‬
‫أ ر ما يلعل يب وال بكم ن أتبع ال ما يويل يل ومآ أان ال نذير مبني" وقا تعاىل‪ " :‬ان حن نفلنا‬
‫الذكر و ان له حلافظون" وقا تعاىل‪" :‬ابلبينات والفبر وأنفلنا ليأل الذكر لتبني للنار ما نف ليهم ولعلهم‬

‫‪ 176‬تلسذ اب كاذ (‪ )334/5‬ابخت ار‪ .‬ليبة‪ ,‬ط‪2:‬‬

‫‪92‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يتلكرون" ف ح أن كالم رسو هللا صلل هللا عليه وسلم كله يف الدي ويذ م عند هللا عف وتل ال‬
‫[قلت وهذا ثبات ارمر الااين] وال خالف بني أيد م أهل اللغة والشريعة يف أن كل‬
‫شأل يف نلأل‪ُ ,‬‬
‫[قلت وهذا ثبات ارمر ارو استد عليه ابالتلا ]؛‬
‫ُ‬ ‫منف‬
‫نكر َّ‬
‫ويذ نف م عند هللا تعاىل فهو ٌ‬
‫فالويذ كله دلوظ حبله هللا تعاىل له)‪.177‬‬

‫ِ‬ ‫اّللِ ِأبَفةو ِاه ِهم وأي ََب َّ ِ‬ ‫ِ‬


‫اّللُ َّال أَن يُت َّم نُ َ‬
‫ورفُ َولَو َك ِرَف‬ ‫ور َّ َ َ َ‬ ‫الدلوح ال الث قو هللا تعاىل‪( :‬يُِر ُ‬
‫يدو َن أَن يُطلئُوا نُ َ‬
‫الدي ِ ُكلِىل ِه َولَو َك ِرَف ال ُمش ِرُكو َن)‬
‫ال َكافِرو َن ‪ .‬هو الَّ ِذ أَرسل رسولَه ِابهلد َٰل وِي ِ احل ِق لِيظ ِهرف علَل ىلِ‬
‫َ ىل ُ َُ َ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َُ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬
‫[التوبة‪]33-32:‬‬
‫ه الدالل من اآلي جمممله أن هللا تكلل إبمتام نورف و ظهار ينه‪ ,‬والسنة م الدي ‪ ,‬فهذ اخلة يف‬
‫هذا التكلل ا قتضذ لللله ليستمر الظهور‪.‬‬
‫ه الدالل‬ ‫إعبات‬
‫يتطلع االستدال هبذف ا ية علل يله هللا للسنة ثبات ما يلذ‪:‬‬
‫أ اله أن السنة م الدي ‪.‬‬
‫اثنواه أن ظهار الدي يقتضذ يلظه‪.‬‬
‫فأما ارو فقد مت ثباته يف ليات ما سبق م البلث‪ ,‬م وتوف ولر متعد ة‪.‬‬
‫وأما الااين فأمرف ظاهر‪ ,‬وهو قريع ا أخذ‪ ,‬فإن ظهار الدي علل ار اين يقتضذ يلظه ليظل ظاهرا‬
‫و ال صار مالها يف الضياع والتلريل ومل ي ح ظهورف عليها!‬

‫والظهور ال يكون ائما ابلسيل والسنان‪ ,‬بل قد يكون ابحلجة والبيان‪ ,‬فإن اإلسالم ظاهر علل كل م‬
‫سواف يف كل مم ويني م تهة احلجة والبيان‪ ,‬وقد يظهر عليه ذف يف مم م ارممان م تهة‬
‫السيل والسنان‪ ,‬وهللا ا ستعان‪.‬‬

‫‪ 177‬اإليكام الب يفم ص (‪)121/1‬‬

‫‪93‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الطريق الخامس‪:‬‬
‫لزوم حفظ بيان القرآن‪.‬‬
‫لقد مر معنا يف الطريق الاالث م لر اللة القررن علل يجية السنىلة ارصو ال ُةمابتة لكون السنة مبيىلنة‬
‫اتع هنا ‪.‬‬
‫فلو َ‬
‫للقررن‪ ,‬وأنه يتعذر العمل ببع ما أمر هللا به يف كتابه ون الرتوع ىل سنة نبيه‪ُ ,‬‬
‫و نا كان أمر السنة كذلأل فإن متام يله القررن ال يتلقق ال حبله بيانه‪ ,‬رنه ‪-‬لوال نا ‪ -‬سيظل‬
‫القررن يف أهم أوامرف جممالل ال يدرل وته بيانه وال يُقدر علل امتااله‪.‬‬
‫فهع أن ما ثبت يف سنة النيب صلل هللا عليه وسلم م عد ال لوات ومواقيتها وصلتها وأركاهنا‪ ,‬وما‬
‫َ‬
‫ذف‪ ,‬وما ثبت فيها م مواقيت احلج ا كانية ورمذ‬ ‫ثبت فيها م أن بة الفكاة وتل يل ا ا ا فكل م‬
‫اجلمار وتلاصيل النسأل‪ ,‬وحنو نلأل‪ ,‬هع أن نلأل كله قد ضاع؛ فهل ُلك أن ُلتال أمر هللا يف كتابه‬
‫أم يكون يف الكتاب أوامر أكدها هللا وثبىلت فرضها ال يُعلم وته امتااهلا!‬
‫فهذا كله يستلفم أن له هللا البيان ليتم يله القررن مرشدال ها ايل‪ ,‬ال أن ُ َله ن ه فقف ون قدرة‬
‫علل امتااله!‬
‫وقد تقدم معنا قريبال قو م استد م أهل العلم بقو هللا تعاىل ( ان حن نفلنا الذكر و ان له حلافظون)‬
‫أشرت ىل أن هذف ا ية تد ‪-‬كذلأل‪ -‬علل يله السنة يىت علل‬ ‫علل أن السنة اخلة يف الذكر‪ ,‬و ُ‬
‫تقدير أال تكون اخلة يف الذكر بنال علل كون متام يله القررن ال يتلقق ال حبلظها‪.‬‬
‫أيضا؛ رن تكلله حبله القررن يستلفم تكلله حبله‬
‫قا ا علىلمذ‪( :‬فأما السنة فقد تكلل هللا حبلظها ل‬
‫بيانه وهو السنة‪ ,‬ويله لسانه وهو العربية‪ ,‬ن ا ق و بقال احلجة قائمة واهلداية ابقية حبيث يناهلا م‬
‫دمدا خامت ارنبيال وشريعته خامتة الشرائع‪ .‬بل علل نلأل قوله‪َّ ِ َُّ " :‬ن َعلَيةنَا بةَيَانَهُ"‬
‫يطلبها؛ رن ل‬
‫ه هللا السنة يف صدور ال لابة والتابعني يىت كتبت و ونت كما أييت‪ ,‬وكان التفام كتابتها يف العهد‬ ‫فل ِل َ‬
‫َ‬
‫تدا؛ رهنا تشمل مجيع أقو النيب صلل هللا عليه وسلم وأفعاله وأيواله وما يقوله ذف‬ ‫النبو شاقلا ل‬
‫حبضرته أو يلعله و ذ نلأل‪ .‬وا ق و الشرعذ منها معانيها‪ ,‬ليست كالقررن ا ق و للظه ومعناف؛ رنه‬
‫كالم هللا بللظه ومعناف‪ ,‬ومعجف بللظه ومعناف‪ ,‬ومتعبد بتالوته بللظه بدون أ ىن تغيذ‪ ,‬ال ترم خلل هللا‬
‫ال لابة‪ ,‬ويكمل هللا تعاىل يلظها وتبليغها‬ ‫عنهم واكتلل م تبليغ السنة البلا أبن يطلع عليها بع‬
‫بقدرته اليت ال يعجفها شذل‪ ,‬فالشأن يف هذا ارمر هو العلم أبن النيب صلل هللا عليه وسلم قد بلغ ما‬
‫لظه م ارمة ويبلغه عند احلاتة‬ ‫أمر به التبليغ الذ رضيه هللا منه‪ ,‬وأن نلأل مظنة بلو ه ىل م‬
‫ويبقل موتولا بني ارمة‪ ,‬وتكلل هللا تعاىل حبله ينه جيعل تلأل ا ظنة مئنة‪ ,‬فتم احلله كما أرا هللا‬

‫‪94‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫القطع اليت كتبت فيها‬ ‫تعاىل‪ ,‬وهبذا التكلل يدفع ما يتطر ىل تبليغ القررن كايتما تلل بع‬
‫ا ايت‪ ,‬وايتما أن يغذ فيها م كانت عندف وحنو نلأل‪ .‬وم لالع تراتم أئمة احلديث م التابعني‬
‫فم بعدهم وتدبر ما راتهم هللا تعاىل م قوة احلله واللهم والر بة اركيدة يف اجلد والتشمذ حلله‬
‫السنة وييالتها ابن له ما ذ عقله‪ ,‬وعلم أن نلأل ررة تكلل هللا تعاىل حبله ينه‪ .‬وشأهنم يف نلأل‬
‫‪178‬‬
‫تدا‪ ,‬أو هو عبا ة م أعظم العبا ات وأشرفها)‬
‫عظيم ل‬

‫‪ 178‬ارنوار الكاشلة‪ ,‬ا علمذ‪ ,‬ص (‪ ,)43‬عامل اللوائد‬

‫‪95‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الركيزة الثانية‬
‫من ركائزحجية السنة‪ :‬التواتر‬
‫خاصا‬
‫ن ثبات صلة ما قاله رسو هللا صلل هللا عليه وسلم "ن ىلال" يف شأن لفوم اتباع سنته يتطلع علمال ىل‬
‫ابلرواة وارسانيد وقوانني علم احلديث‪ ,‬ذ أن هنا أمورال كاذة ثبتت عنه ٍ‬
‫بنقل متواتر ال يتطلع نلأل‬
‫كل م ينسع نلسه ىل شذل م العلم ابلشرع يف أهنا بتة عنه صلل هللا عليه‬ ‫العلم اخلاص‪ ,‬وال خيتلل ُّ‬
‫وسلم‪ ,‬وفيها ما يبلغ أعلل ما لك أن يبلغه التواتر عند عموم البشر مما ال ينامع فيه أيد ال السلسطائيون‬
‫وأشباههم‪ ,‬كا نامعة يف وتو شخث ا سيح عليه السالم‪ ,‬ويف وتو فراعنة م ر يف التاريخ‪ ,‬وحنو نلأل‪.‬‬
‫فإن ما تواتر ع النيب صلل هللا عليه وسلم م أنه كان ي لذ ابلنار مخت صلوات يف اليوم والليلة بسجو‬
‫وركوع وقيام وقعو ‪ ,‬وتكبذ وتسليم‪ ,‬وأنه وقل بعرفة يوم التاسع م ن احلجة‪ ,‬وأنه رمل اجلمار أايم‬
‫التشريق وحن و نلأل مما شاهدف ا ف النار وعملوف وعمله م بعدهم اقتدال ذشاهد م ايهم‪ ,‬كل نلأل‬
‫يةُ َعد م أعلل ما لك أن يابت عند البشر ع لريق التواتر‪ .‬وال سبيل إلنكار وقوع نلأل ال إبلغال اعتبار‬
‫اخلل م درال للمعرفة‪ ,‬ويف نلأل تنكر لللقائق و ا جيدف اإلنسان م نلسه ضرورة‪.‬‬
‫كما قا اب يفم يف اإليكام ع اخلل الذ تنقله (كافىلة بعد كافىلة يىت تبلغ به النيب صلل هللا عليه‬
‫وسلم‪ ,‬وهذا خل مل خيتلل مسلمان يف وتوب ارخذ به‪ ,‬ويف أنه يق مقطوع علل يبه؛ رن ذاله عرفنا‬
‫أن القررن هو الذ أتل به دمد صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬وبه علمنا صلة مبعث النيب صلل هللا عليه وسلم‪,‬‬
‫وبه علمنا عد ركوع كل صالة وعد ال لوات وأشيال كاذة م أيكام الفكاة و ذ نلأل مما مل يبني يف‬
‫القررن تلسذف‪ ,‬وقد تكلمنا يف كتاب الل ل علل نلأل‪ ,‬وبينا أن اللهان قائم علل صلته‪ ,‬وبينا كيليته‬
‫وأن الضرورة والطبيعة توتبان قبوله‪ ,‬وأن به عرفنا ما مل نشاهد م البال ‪ ,‬وم كان قبلنا م ارنبيال‬
‫والعلمال واللالسلة وا لو والوقائع والتآليل‪ ,‬وم أنكر نلأل كان ذنفلة م أنكر ما يدر ابحلوار ارو‬
‫‪179‬‬
‫وال فر ولفمه أن ي د أبنه كان قبله ممان وال أن أابف وأمه كاان قبله وال أنه مولو م امرأة)‬
‫ث َي َ ُروا‬ ‫لس َمنِيَّ ِة َيي ُ‬ ‫اهٌر‪ِ ,‬خ َالفلا لِ ُّ‬‫وقا الغفايل يف ا ست لل‪( :‬أ ََّما ثةبات َكو ِن التةَّواتُِر م ِليدا لِلعِل ِم فَةهو ظَ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ُ ل‬ ‫َ ُ‬
‫َن ِيف ُّ‬
‫الدنةيَا بةَل َد لة تَ َس َّمل بةَغ َدا َ‬ ‫يع َعاقِ ٌل ِيف أ َّ‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ار َوأَن َك ُروا َه َذا‪َ .‬و َي ُرُهم َابل ٌل‪َ َُّ ,...,‬ال يَس َو ُ‬
‫العُلُ َ ِ‬
‫وم يف احلََو ِىل‬
‫اّلل‪ ,‬بل ِيف الدُّوِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوِن َمل يَد ُخل َها‪َ ,‬وَال يُ َش ُّ‬
‫َ‬ ‫أل ِيف ُو ُتو ارَنبِيَال بَل ِيف ُو ُتو الشَّافع ِىلذ َوأَِيب َيني َلةَ َرمحَ ُه َما َُّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬
‫ل‬‫ل ِيف َه َذا فَِإَّمنَا ُخيَال ُ‬ ‫ورلة لَ َما َخالَلنَا ُكم‪ .‬قُةلنَا َم ُخيَال ُ‬
‫ض ُر َ‬
‫وما َ‬ ‫يل لَو َكا َن َه َذا َمعلُ ل‬
‫َوال َوقَائ ِع ال َكب َذة‪ .‬فَإن ق َ‬

‫‪179‬‬

‫‪96‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يل ن َك ُارُهم ِيف ال َعا َ ِة‬ ‫ٍ ٍِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ٍ ِ ِِ‬ ‫ِِ ِِ‬


‫بل َسانه أَو َع َخبف يف َعقله أَو َع عنَا ‪َ ,‬وَال يَ ُد ُر ن َك ُار َه َذا م َع َد َكاذ يَستَل ُ‬
‫‪180‬‬
‫لِ َما َعلِ ُموفُ َو ِعنَا ُ ُهم)‬

‫و نا ثبت نلأل؛ فإن كاذا مما نُقل ع النيب صلل هللا عليه وسلم ابلتواتر ُلك أن نابت به يجية السنة‬
‫ومكانتها م وتوف متعد ة سيأيت نكرها إبنن هللا‪.‬‬
‫بوه‬
‫التواتر ا ق و فيما سيأيت يف الباب هو ما يسميه كاذ م ا تأخري ابلتواتر ا عنو ‪ ,‬و ن كان قد‬
‫يف اللقيه وا تلقه‪( :‬فأما التواتر‬ ‫م تقدمهم تواترال للظيا‪ ,‬كما قا اخلطيع البغدا‬ ‫يسمل عند بع‬
‫فضرابن‪ ,‬أيدغا‪ :‬تواتر م طريق اللفظ‪ ,‬وا خر‪ :‬تواتر م طريق املات‬
‫فأما التواتر م لريق اللله‪ :‬فهو مال اخلل ررو النيب م مكة ىل ا دينة‪ ,‬ووفاته هبا و فنه فيها ‪,‬‬
‫ومسجدف ‪ ,‬ومنلف ‪ ,‬وما رو م تعظيمه ال لابة ومواالته هلم ومباينته ريب تهل وسائر ا شركني ‪,‬‬
‫وتعظيمه القررن واديهم به وايتجاته بنفو ‪ ,‬وما رو م عد ال لوات وركعا ا وأركاهنا وترتيبها ‪,‬‬
‫وفر الفكاة وال وم واحلج وحنو نلأل ‪.‬‬
‫وأما التواتر م لريق ا عىن‪ :‬فهو أن يرو مجاعة كاذون يقع العلم رلهم كل وايد منهم يكمال ذ‬
‫الذ يرويه صايبه ال أن اجلميع يتضم معىن وايدال فيكون نلأل ا عىن ذنفلة ما تواتر به اخلل للظال‪,‬‬
‫ماا نلأل ما رول مجاعة كاذون م عمل ال لابة حبل الوايد واريكام يختللة واريا يث متغايرة‬
‫ولك مجيعها تتضم العمل رل الوايد العد ‪ ,‬وهذا أيد لر معجفات رسو هللا فإنه رو عنه‬
‫تسبيح احل ل يف يديه ‪ ,‬وينني اجلذع ليه ‪ ,‬ونبع ا ال بني أصابعه‪ ,‬وتعله الطعام القليل كاذال ‪ ,‬وجمه‬
‫‪181‬‬
‫ا ال م فمه يف ا فا ف فلم ينق ه االستعما ‪ ,‬وكالم البهائم له ‪ ,‬وما أشبه نلأل مما يكار تعدا ف)‬
‫فهذا الذ مساف اخلطيع للظيا ضرب له أبمالة هذ عند كاذ م ا تأخري م التواتر ا عنو ‪.‬‬

‫‪ 180‬ا ست لل للغفايل‪/‬ابخت ار‪ ,)133-132/2( ,‬ت‪:‬محفة يافه‪ ,‬ط‪ :‬شركة ا دينة ا نورة‪.‬‬
‫‪ 181‬اللقيه وا تلقه‪ ,‬اخلطيع البغدا (‪)95/1‬‬

‫‪97‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أنواع األخباراملتواترة املثبتة لحجية السنة‬


‫ومكانتها في اإلسالم‬
‫لك تقسيم ارخبار ا تواترة ا ابتة حلجية السنة ومكانتها يف اإلسالم ىل أنواع‪:‬‬

‫ال ل األ ل لا ر أتباو الغوب ن ال حي لى هللا لوه سلو‬

‫لقد اعتىن علمال ا سلمني بتدوي ارخبار الغيبية اليت نكرها رسو هللا صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬وتتبعوا ما‬
‫وقع منها علل مر التاريخ‪ ,‬وتعلوا نلأل م أهم الئل نبوته صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬وال ينامع أيد م أهل‬
‫العلم ابرخبار والسذ يف وقوع نلأل منه‪ ,‬وقد كارت اريا يث اليت وهنا العلمال يف هذا ا عىن‪ ,‬وم‬
‫يطالع الئل النبوة للبيهقذ‪ ,‬والبداية والنهاية الب كاذ‪ ,‬و ذغا م الكتع اليت اعتنت بذكر الئل النبوة‬
‫م تهة ارثر واخلل‪ ,‬جيد عجبا م توار هذف ارخبار وقوة أسانيدها‪.‬‬

‫ه دالل أواديث الغوب لى وةو ال‬

‫أن هللا سبلانه وتعاىل قد أخل يف كتابه أنه عامل الغيع ويدف‪ ,‬وأنه ال يُطلع علل يبه أيدا ال م ارتضل‬
‫م رسو ‪ ,‬فعلم بذلأل أن ما يقوله صلل هللا عليه وسلم م أخبار الغيع منا هو م عند هللا سبلانه‬
‫وتعاىل‪ ,‬وابلتايل فهو ويذ م هللا سبلانه وتعاىل‪ ,‬وليت هذا الويذ مما نكر يف نث القررن‪.‬‬

‫والعجيع أن منكر السنة يستدلون بوتو أخبار الغيع يف كتع احلديث علل بطا السنة‪ ,‬وليت علل‬
‫كوهنا وييلا‪ ,‬فهم يقولون ن هللا نكر يف كتابه العفيف أن ال أيد يعلم الغيع ال هو‪ ,‬ويذكر أهل السنة ع‬
‫النيب صلل هللا عليه وسلم أنه يعلم الغيع ريا يث ارخبار الغيبية اليت يرووهنا يف كتبهم‪ ,‬وابلتايل فالسنة‬
‫ابللة‪.‬‬

‫وهذا استدال فاسد‪ ,‬فإن هللا قد أثبت يف كتابه أنه يطلع رسله علل الغيع‪ ,‬وليت معىن نلأل أنه يطلعهم‬
‫علل مجيع الغيع‪ ,‬فإن هنا م الغيع ما اختث به هللا سبلانه وتعاىل وقد أبقت السنة علل هذا الغيع‬
‫الذ هو م خ وصية هللا‪ ,‬كما ثبت يف يديث تليل يف البخار ومسلم أنه سأ النيب صلل هللا عليه‬
‫وسلم ع الساعة فقا ‪( :‬ما ا س و عنها أبعلم م السائل)‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫كملما هلل‬
‫لا ر األواديث القدسو ن ال حي لى هللا لوه سلو اليت ي ب ‪:‬وها ه‬ ‫ال ل ال ا‬
‫مذكلوا يف القرآ‬ ‫سبضانه لو‬

‫لقد تواتر ع الرسو صلل هللا عليه وسلم أنه يدرت أبيا يث ع ربه سبلانه وتعاىل‪ ,‬وكان ي ىلدرها‬
‫بقوله‪( :‬قا هللا تعاىل)‪ ,‬أو يقو راويها عنه‪( :‬فيما يرويه ع ربه عف وتل)‪.‬‬

‫ا عاصري هلا ‪ -‬وهو الشيخ م طلل‬ ‫وقد صح م هذف اريا يث شذل كاذ يىت بلغت يف مجع بع‬
‫صليلا‪ ,‬ولسنا نستد‬
‫ل‬ ‫العدو يف كتابه‪ :‬ال ليح ا سند م اريا يث القدسية‪ 185 -‬يديالا قدسيلا‬
‫معنواي يف نسبة النيب صلل هللا‬
‫اترا ل‬‫هنا علل ا نكري أبفرا هذف اريا يث و منا ذجموعها الذ يليد تو ل‬
‫مذكورا يف نث القررن‪.‬‬
‫ل‬ ‫عليه وسلم كال لما ىل ربه سبلانه ليت‬

‫ووته الداللة منها علل كون السنة وييلا ظاهر‪ ,‬ن ال سبيل ىل معرفة ما قاله هللا سبلانه ال ابلويذ‪.‬‬

‫ال ل ال الث لا ر بوا ال حي لى هللا لوه سلو للقرآ‬

‫وقد تقدم ما يكلذ م الكالم يف نلأل يف الل و ا تقدمة‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الركيزة الثالثة‪:‬‬
‫اإلجماع‬
‫ن ا تأمل يف كتاب هللا‪ ,‬وهد رسوله صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬ويف لريقة أصلابه‪ ,‬وم اتبعهم‪ ,‬ويف‬
‫مذاهع أئمة اإلسالم وفقهائهم وملسريهم وم رخيهم‪ ,‬ال يشأل يف أن عدم اعتبار السنة ُي ىلجةل لةَِمة أوىل‬
‫ني نةُ َولىلِِه َما‬‫ِِ‬
‫ني لَهُ اهلَُدل َويةَتَّبِع َ َذ َسبِ ِيل ال ُم من َ‬
‫ما يدخل يف قو هللا تعاىل‪{ :‬وم يشاقِ ِق َّ ِ ِ‬
‫الر ُسو َ م بةَعد َما تَةبَ َّ َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫تَة َوَّىل}[النسال‪ ]115:‬ا ية‪.‬‬
‫ونلأل أن م ا علوم ‪-‬قطعال‪ -‬م تهة النقل ا تواتر‪ ,‬أن أصلاب النيب صلل هللا عليه وسلم بعد موته‬
‫كان يقضذ قاضيهم علل ا أل بسنته وهديه‪ ,‬يف احلدو والنكاح وا واريث والبيع و ذها م أبواب‬
‫العبا ات وا عامالت ‪-‬سوال أكان نلأل مما نُكر يف نث القران أم ال‪ ,-‬وال يُنكر بعضهم علل بع ‪,‬‬
‫بل يُقرونه‪ ,‬وُلضونه يف أمواهلم وأعراضهم وسائر أيواهلم‪ ,‬ويُسنِد م يُسأ منهم ع م درف يف نلأل ىل‬
‫ضل منه هبذف النسبة‪ ,‬ويُقنَع هبا‪ ,‬وقد يُطلَع منه مفيد اقق وتابت ‪ -‬ن‬
‫النيب صلل هللا عليه وسلم‪ُ ,‬فذ َ‬
‫ستلهم ايتما َ وهم الناقل‪ ,-‬فإنا اققت أقر ورضذ‪ .‬مع أهنم ‪-‬يف نات الوقت‪ -‬يُنكرون ما‬ ‫ُ‬ ‫ظ ىل ا‬
‫ُ دثه النار م ارعما الدينية مما ال أصل له يف كتاب هللا وسنة رسوله صلل هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫وال يشأل أيد له أ ىن راية ابرخبار والسذ أن هذا ارمر متواتر عنهم تواترال معنواي‪ ,‬وأن احمللوظ م‬
‫أقضيتهم وتعامال م شاه ٌد علل اعتما هم سنة النيب صلل هللا عليه وسلم وهديه؛ وم يطالع أقضية‬
‫ال لابة وفتاواهم يف الكتع ا سندة اليت مجعت أخبارهم كم نل عبد الرما وم نل اب أيب شيبة‬
‫سيجد مئات ارخبار ا سندة ال ليلة ا ابتة لذلأل‪ .‬فهذا سبيلهم وتلأل لريقتهم‪.‬‬
‫وال شأل أن ال لابة هم أوىل م يدخل يف ا منني الذي مسىلاهم هللا تعاىل يف قوله (ويتبع ذ سبيل‬
‫ا منني) فإنه قد شهد هلم ‪-‬سبلانه‪ -‬ابللضل واخلذ بقوله {الَ يَستَ ِو ِمن ُكم َّم أَن َل َق ِم قَةب ِل ال َلت ِح َوقَاتَ َل‬
‫السابُِقو َن‬
‫{و َّ‬‫اّللُ احلُس َىن}[احلديد‪ ]10:‬وبقوله سبلانه َ‬ ‫أل أَعظَ ُم َ َر َتةل ِىلم َ الَّ ِذي َ أَن َل ُقوا ِم بةَع ُد َوقَاتَةلُوا َوُكال َو َع َد َّ‬
‫أُولَئِ َ‬
‫وهم إبِِي َس ٍان َّر ِض َذ ىلاّللُ َعنة ُهم َوَر ُضوا َعنهُ}[التوبة‪ ]100:‬ىل ذ نلأل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ار ََّولُو َن م َ ال ُم َهات ِري َ َوارَن َا ِر َوالَّذي َ اتةَّبَةعُ ُ‬
‫م ا ايت‪.‬‬

‫وقد ثبت عنهم مقام رخر كذلأل؛ أال وهو تبليغ السنة للتابعني‪ ,‬وتعليمهم ايها قوالل وعمالل‪ ,‬وهذا‬
‫ذجموعه متواتر تواترال معنواي ال ارتياب يف قطعيته عند أهل السذ واحلديث و ذهم م علمال الشريعة‪,‬‬
‫وُكتُع ا ر وارخبار لافلة بذلأل‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫لى وةو ال‬ ‫هذن باض ال قلالت امل بت لإلمجا‬

‫‪ -1‬يف سيا مناظرة اإلمام عبد العفيف ِ‬


‫الكناين ‪-‬رمحه هللا تعاىل‪ -‬لبشر ا ىلريسذ ‪-‬رأر ا بتدعة يف نلأل‬
‫الوقت‪ ,-‬قا الكناين معلقال علل قو هللا سبلانه وتعاىل‪ :‬فإن تنامعتم يف شذل فر وف ىل هللا‬
‫والرسو ن كنتم ت منون ابهلل واليوم ا خر ‪[ ‬النسال ‪ ,]59 :‬فتأمل قو الكناين‪(:‬ال خالف فيه‬
‫بني ا منني)‪ ,‬وقوله‪( :‬و منا يشأل يف هذا ا للدون)‪.‬‬
‫‪ -2‬وقا اب يفم ‪ -‬رمحه هللا ‪ ( :-‬ن مجيع أهل اإلسالم كانوا علل قبو خل الوايد الاقة ع النيب‬
‫صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬جير علل نلأل كل فرقة يف علمها‪ ,‬كأهل السنة واخلوار والشيعة والقدرية‪,‬‬
‫(‪)182‬‬
‫يىت يدرت متكلمو ا عتفلة بعد ا ائة م التاريخ‪ ,‬فخاللوا اإلمجاع يف نلأل)‬
‫الل القرليب ا الكذ ‪-‬رمحه هللا تعاىل‪ -‬يف مقدمة التمهيد‪( :‬أمجع أهل العلم م أهل‬ ‫‪ -3‬وقا اب عبد ىل‬
‫اللقه وارثر يف مجيع ارم ار ‪-‬فيما علمت‪ -‬علل قبو خل الوايد العد و جياب العمل به؛ نا‬
‫ثبت‪ ,‬ومل ينسخه ذف م أثر أو مجاع‪ .‬علل هذا مجيع اللقهال يف كل ع ر م لدن ال لابة ىل‬
‫يومنا هذا‪ ,‬ال اخلوار ولوائل م أهل البدع‪ ,‬شرنمة ال تعد خالفال) أهة(‪ .)183‬وهذا مجاع علل‬
‫يجية خل الوايد فضالل ع ا تواتر‪.‬‬
‫‪ -4‬وقا العالئذ‪( :‬العلمال متلقون يف كل ع ر علل التمسأل يف ثبات اريكام ايت القررن العظيم‬
‫وأيا يث السنة)‪.184‬‬
‫‪ -5‬وقا اب القيم ‪ -‬رمحه هللا ‪ -‬يف قوله تعاىل ‪‬فإن تنامعتم يف شذل فر وف ىل هللا والرسو ‪( : ‬النار‬
‫أمجعوا أن الرىل ىل هللا سبلانه هو الر ىل كتابه‪ ,‬والرىل ىل الرسو صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬هو الرىل ليه‬
‫نلسه يف يياته‪ ,‬و ىل سنته بعد وفاته)(‪.)185‬‬
‫‪ -6‬وقا الشوكاين ‪-‬رمحه هللا تعاىل‪ -‬يف « رشا الللو »‪ ( :‬ن ثبوت يجية السنة ا طهرة ‪ ,‬واستقالهلا‬
‫يه له يف اإلسالم)(‪.)186‬‬
‫بتشريع اريكام ضرورة ينية‪ ,‬وال خيالل يف نلأل ال م ال ىل‬
‫‪ -7‬وقا ا علمذ ‪-‬رمحه هللا‪ -‬يف «ارنوار الكاشلة» يني تكلم ع يجية خل ا يا ‪( :‬واحلجج يف‬
‫(‪)187‬‬
‫(دقق) يد علل يتمية ثبوت هذا‬ ‫هذا الباب كاذة‪ ,‬و مجاع السلل علل نلأل دقق) ‪ .‬وقوله‪ :‬ىل‬
‫اإلمجاع عندف‪.‬‬

‫(‪ )182‬اإليكام يف أصو اريكام‪ ,‬اب يفم‪ ,)114-113/1( ,‬ار ا فا اجلديدة‬


‫(‪ )183‬التمهيد‪ ,‬الب عبد الل (‪.)2/1‬‬
‫‪ 184‬تلقيح اللهوم يف تنقيح صيغ العموم‪ ,‬العالئذ (‪ )397‬ار اررقم ط‪1‬‬
‫(‪ )185‬عالم ا وقعني‪ ,‬الب القيم (‪.)39/1‬‬
‫(‪ )186‬رشا الللو ‪ ,‬للشوكاين (‪.)97/1‬‬
‫(‪ )187‬ارنوار الكاشلة‪ ,‬للمعلمذ (‪.)67/1‬‬

‫‪101‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ -8‬بل ن الشيخ عبد العفيف ب ابم ‪-‬رمحه هللا تعاىل‪ -‬نقل اإلمجاع علل ما هو أكل م نلأل‪ ,‬ييث‬
‫تلوف به رشا خليلة م نكار السنة والقو‬ ‫نكر يف اجلفل السابع م أحبارت اهليئة(‪ :)188‬ىل‬
‫(أن ما ىل‬
‫كلر ور ةٌ ع اإلسالم؛ رن م أنكر السنة فقد أنكر الكتاب‪ ,‬وم أنكرغا‪ ,‬أو‬ ‫بعدم احلاتة ليها ٌ‬
‫أيدغا‪ ,‬فهو كافر ابإلمجاع) فهذا النث فيه نقل اإلمجاع علل ُكلر م ِ‬
‫نك ِرها!‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫و نا مملت سيا هذف اإلمجاعات‪ ,‬فإنأل ترل وضوح قضية يجية السنة عند علمال ا سلمني‪,‬‬
‫وقطعيتها‪ ,‬وأهنا ليست م مسائل اخلالف ا عتل‪ .‬فهذا منهج أهل العلم‪ ,‬وهذف لريقتهم وهديهم‪.‬‬

‫(‪ )188‬أحبارت هيئة كبار العلمال (‪.)142/7‬‬

‫‪102‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪103‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫محاضرة‬
‫حجي ـة اإلجماع‬
‫د‪ .‬عامربهجت‬
‫‪ -‬مقرر مرئي –‬

‫‪https://youtu.be/7ZZYolNrkPM‬‬

‫‪104‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪105‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫محاضرة‬
‫حجية اإلجماع وأهميته ورد الشبهات املثارة حوله‬
‫أ‪ .‬أحمد السيد‬
‫‪ -‬مقرر مرئي –‬

‫‪https://youtu.be/K6xOZosvn5Y‬‬

‫‪106‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪107‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مكونات املادة الثالثة‬

‫تتألف املادة الثالثة في املستوى الثاني من مقرر أساس ي واحد‪:‬‬

‫‪ -‬محاضرة هكذا تألق جيل الصحابة‪ ،‬لألستاذ عبد ب العجيرل‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪109‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫محاضرة‬
‫هكذا تألق جيل الصحابة‬
‫م‪ .‬عبد هللا العجيري‬
‫‪ -‬مقرر مرئي –‬

‫‪https://youtu.be/SZHznCJbjNE‬‬

‫‪110‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪111‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مكونات املادة الرابعة‬

‫تتألف املادة الرابعة في املستوى الثاني من مقررين أساسيين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫‪ -‬منهج االستدالل عند أهل السنة والجماعة ‪ ،‬لألستاذ عبد ب العجيرل‪.‬‬


‫‪ -‬محاضرة قواعد فهم النصوص الشرعية ‪ ،‬لألستاذ أحمد السيد‬

‫‪112‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪113‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫محاضرة‬
‫منهج االستدالل عند أهل السنة والجماعة‬
‫م‪ .‬عبد هللا العجيري‬
‫‪ -‬مقرر مرئي –‬

‫‪https://youtu.be/SquYPk2xw1s‬‬

‫‪114‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪115‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫محاضرة‬
‫قواعد فهم النصوص الشرعية‬
‫أ‪ .‬أحمد السيد‬
‫‪ -‬مقرر مرئي –‬

‫‪116‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪117‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مكونات املادة الخامسة‬

‫تتألف املادة الخامسة في املستوى الثاني من مقرر واحد‪ ،‬وهو‪:‬‬

‫‪ -‬مختصر ينبوع الغواية الفكرية ‪ ،‬لألستاذ عبد ب العجيرل‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪119‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مزالق هدرالنصوص‬

‫أين ا لح؟‬

‫ا نهفمني الواقعني‬ ‫أيد أكل اإلشكاليات الواقعة يف الساية اللكرية تلأل القابلية الكبذة لدل بع‬
‫ات مثذ هبرتة القيم الليلالية ىل عا ة ترتيع ا نظومة الشرعية للتوافق مع معطيات احلضارة الغربية‪,‬‬
‫يف‬ ‫فال ما لديه قدر م االيوام للمرتعية الشرعية ومل يقع يف فخ لغال مرتعية النث كليال أو جيا‬
‫مبدأ ياكميته‪ ,‬و منا او أن جيمع بني هذف التجانابت بتطويع النث عطيات الواقع‪ ,‬ذا قق له يالة‬
‫م الرضل والشعور ابالتفان‪ ,‬فإنا ما نوق أبن مقتضل التسليم للنث تعله مهيمنال وياكمال علل الواقع‬
‫أخذ يسر مجلة م االعواضات ليخلل ع نلسه أثر التذكذ ذبدأ التسليم وتبعاته‪ ،‬أهو هذن‬
‫اال رتاعات تلخص ‪:‬وما يلو‬

‫‪ -‬مشكلتنا ليست مع مبدأ التسليم وال مع النث الشرعذ‪ ,‬وياشا أن يكون‪ ,‬و منا ا شكلة يف مطالبتكم‬
‫عظيم بني التسليم للنث والتسليم للهم النث‪ ,‬فنل‬
‫ابلتسليم للهمكم للنث واإلنعان لقرالتكم له‪ ,‬وفر ٌ ٌ‬
‫و ايكم ن در ع نث وايد والكل مسلىل ٌم به‪ ,‬لكنكم تسلمون له علل حنو ما تلهمون وحن نسلم له‬
‫علل حنو ما نلهم‪.‬‬

‫‪ -‬أننا نا مملنا الواقع رأينا االختالف الواسع العري بني أهل العلم يف أصو الدي وفروعه‪ ,‬فلو كان‬
‫التسليم للن وص الشرعية علل حنو ما ت ورون‪ ,‬ا وقع شذل م نلأل االختالف‪ ,‬ولكان م موتع‬
‫ايد‪ ,‬وهو ما مل يقع فد علل مشروعية االختالف‪ ,‬وأنه انش ع‬‫التسليم اتلا الكل علل قوٍ و ٍ‬
‫اقع ع ميغ واحنراف وتق ذ يف مبدأ‬
‫معطيات موضوعية صليلة كتلاوت ارفهام وسعة االلالع ال أنه و ٌ‬
‫التسليم ضرورلة‪.‬‬

‫‪ -‬التسليم هلل ورسوله تفلٌ م بنية شرعية متكاملة متماسكة‪ ,‬والشريعة مبناها علل مراعاة ا احل و رل‬
‫ا لاسد فإنا كان فهم نث تفئذ يناق ا للة أو يستوتع ا لسدة مل يك التسليم له منسجمال مع‬

‫‪120‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الشريعة بل مضا ال هلا‪.‬‬

‫وص تامدة صلبة ال‬‫‪ -‬أن م عظمة الشريعة استجابتها تغذات الواقع وتقلباته‪ ,‬وليست الشريعة جمر ن ٍ‬
‫تقبل الفيفية أو التطوير‪ ,‬بل هذ تتطور مع تتطور الواقع وتتلاعل معه‪ ,‬وقد أقر اللقهال هبذا وأصلوف يف‬
‫قاعد م الشهذة‪( :‬ال ينكر تغذ اريكام بتغذ الفمان وا كان)‪ ,‬فالتسليم للنث ال يكون ال ذراعاة‬
‫معطيات الواقع ومتغذاته ال ابجلمو علل أللاظه ويروفه‪.‬‬

‫‪ -‬أن الع قل هو م أتل نعم هللا علل البشرية‪ ,‬وهو اللي ل بني اإلنسان واحليوان‪ ,‬وبه عرفت صلة النبوة‬
‫وصد الويذ‪ ,‬فال بد م اعتبارف مرتعال يف يا اختلل مع الن وص‪ ,‬ن ستظل الئل تلأل ظنية خلية‬
‫جمر ة اب قارنة ىل قطعية الداللة العقلية اللهانية‪ ,‬وال شأل أن تقدمي الداللة ارقول مق و ة مطلوبة والتعلق‬
‫ابلظ ذ مشروع‪.‬‬

‫‪ -‬أن م اخللل ا نهجذ يف مسألة اتباع السنة النبوية تعل كل ما صدر ع النيب صلل هللا عليه وسلم وييال‬
‫المم االتباع‪ ,‬ن ما ي در ع النيب صلل هللا عليه وسلم علل نوعني سنة تشريعية وسنة ذ تشريعية‬
‫فالتسوية بني النوعني يف مسألة التسليم احنراف منهجذ يخالل ق د الشارع ن السنة التشريعية ذ‬
‫مق و ة إبجياب ا تابعة واإلنعان واالنقيا والتسليم هبا‪.‬‬

‫‪ -‬أن مناقشة اريكام الشرعية بل واستشكاهلا ال يناق التسليم هبا‪ ,‬فال لابة رضوان هللا عليهم كانوا‬
‫يناقشوهنا ويور ون استشكاال م بني يد ىل النيب صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬فليت م يقكم لق هذا الباب‬
‫(ب ُقلل التسليم) فتطلبوا التسليم لن وص ذ ملهومة أو مشكلة‪ ,‬وكيل لك للمرل االنقيا ا ال يستطيع‬
‫فهمه أو ال يت ور معناف انهيأل ع العمل به وتطبيقه‪.‬‬

‫‪ -‬كالمكم يف مبدأ التسليم ورفعه كا نارة علل منهجكم ا عاؤكم االلتفام به والسذ عليه متضم ٌ تفكية‬
‫لذواتكم‪ ,‬وهو دظور‪ ,‬وقد قا هللا تعاىل‪( :‬فَال تةَُفُّكوا أَن ُل َس ُكم ُه َو أَعلَ ُم ِذَ اتةَّ َقل)‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫م ضعل مقام التسليم يف نلسه مىت ما عذ‬ ‫الشبهات واإلشكاالت اليت يتور هبا بع‬ ‫هذف بع‬
‫لاللتفام ب ريح الكتاب والسنة‪.‬‬

‫يف مناقشة ما سبق م شبهات ومفالق‪ ,‬س التنبيه ىل عد ٍ م القضااي‪:‬‬ ‫وقبل اخلو‬

‫القاو األ ت‬

‫التأكيد علل أن التسليم عمل قليب عظيم‪ ,‬وأن مر معرفة ي و تق ذ فيه هو ىل صايبه البال‪ ,‬وكاذال‬
‫ما يستشعر ا رل م نلسه خالالل هبذا ارصل ويرتال جيدف م نلسه ما يف حلظة مكافلة النث أو بعد‬
‫نلأل مىت ما توقل مع نلسه‪ ,‬وممل يف أيواهلا‪ ,‬وأخذ يف داسبتها‪ ,‬وفت يف بواعث محاسته للكرة ما‬
‫أو معارضته هلا‪ ,‬واإلنسان كما أخل هللا تبار وتعاىل‪( :‬بل اإلنسان علل نلسه ب ذة * ولو ألقل معانيرف)‬
‫فا رل ب ذ بعيوب نلسه وما يع ل بل ا ف‪ ,‬فليتذكر أن هللا تعاىل مطلع علل كمائ النلور والسرائر‪,‬‬
‫وأنه ال يغيع عنه سبلانه شذل يف ارر وال يف السمال‪ ,‬فت نع ارعذار يف الظاهر مع اشتما القلع‬
‫علل ما ال يرضذ هللا ال ينلع العبد بني يد هللا شيئال‪ ,‬فتأمل يف يالأل وانظر فيها وراقع انلعاال ا مىت‬
‫ما استعرضت ن ال شرعيال علل ذ هوا كيل تكون وتهتأل ومسارعتأل‪ ,‬أ ىل العمل ذقتضيات النث‬
‫واإلنعان له أم ىل وتهة أخرل ااو م خالهلا تطويع النث وافقة هوا بر ف بدعول يخاللة ليل رخر‬
‫نقلذ أو ليل عقلذ‪ ,‬أو معارضته بنظرة مقاصدية‪ ,‬أو داولة مويله ويرفه ليناسع مرا اتأل !‬

‫وأيسع أن ا رل مىت ما سعل يف صالح ابلنه وظاهرف ابلقيام أبمر هللا تبار وتعاىل واتتناب نواهيه والعفم‬
‫علل ا تابعة وتطويع النلت إلرا ة الشرع فسيكون نا يساسية عالية م اتواح ما خيدش مقام التسليم‪,‬‬
‫بل قامة التعبدات علل النلو ا شروع والسعذ يف تنمية اإللان أب ال الواتبات واالنتهال ع احملرمات‬
‫واالستفا ة م النوافل وا ستلبات هو خذ وسيلة لتنمية اإللان وتغذية شجرة التسليم يف النلت‪ ,‬وأ‬
‫مقام أعظم وأتل م ا قام الذ أخل به النيب صلل هللا عليه وسلم يف رخر يديث الويل الشهذ‪ ( :‬ن‬
‫يل مما افوضت عليه‪,‬‬
‫يل عبد بشذل أيع ىل‬‫هللا قا ‪ :‬م عا ل يل وليال فقد رننته ابحلرب‪ ,‬وما تقرب ىل‬
‫يل ابلنوافل يىت أيبه‪ ,‬فإنا أيببته كنت مسعه الذ يسمع به‪ ,‬وب رف الذ يب ر‬
‫وما يفا عبد يتقرب ىل‬
‫به‪ ,‬ويدف اليت يبط هبا‪ ,‬ورتله اليت لشذ هبا‪ ,‬و ن سألج رعطينه ولئ استعانين رعيذنه)‪.189‬‬

‫رواف البخار (‪.)6502‬‬ ‫‪189‬‬

‫‪122‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫القاو ال انو‬
‫أن مناقشة هذف ا فالق أساسال ليت م أتل داكمة ا خري يف تسليمهم‪ ,‬فإن احلكم علل ا خري يف‬
‫هذف القضية تستدعذ نظرال يف شروط وقرائ ‪ ,‬وهو مما تتلاوت فيه ارنظار حبسع تلاوت لبيعة الن وص‬
‫دل ا ناقشة ولبيعة ا سائل ولبيعة ارشخاص‪ ,‬و منا الق د هو التأكيد علل ضرورة ماليظة الذات‬
‫ونوامعها ييا ن وص الشريعة‪ ,‬واحلذر م االندفاع لوايد م مفالق هدر الن وص سل ال م ععل‬
‫النث‪.‬‬

‫القاو ال ال‬
‫أن م لبيعة االحنراف أن يبتدأ صغذال ال يلبث أن يتمد ويتوسع يف يياة اإلنسان‪ ,‬ومىت خر‬
‫اإلنسان (انضباله ا نهجذ) يف مسألة شرعية فسرعان ما ستتكاثر هذف اخلروقات يف مسائل متعد ة‪ ,‬وقد‬
‫اليظت أن م كاذال م ا نلرفني ع اخلف السج ابتدأ احنرافهم بتخطذ ياتف االنضباط ا نهجذ يف‬
‫مسألة ال يلبث أن ينكسر الباب ويدخل صايبنا يف رب احنرافات كاذة وال يف ا مع ارايم ال بعدال‬
‫واحنرافال‪ ,‬وم هنا تنبع خطورة هذف ا فالق فإن ا رل نا تسامح مع نلسه مرة يف هدر نث فل جيد ضاضة‬
‫م أن يهدر النث الااين والاالث والرابع وهكذا ات نات الذريعة‪ ,‬أما م استبقل هيبة النث يف نلسه‬
‫ولو أخطأ يف ا مارسة العملية فستظل هيبة الن وص مستكملة يف قلبه ول يتجاسر علل هدر وايد‬
‫منها‪ ,‬ومىت ما اسر فسينلرط العقد وتتابع السقطات‪ ,‬وم هنا تعلم يكمة السلل يني أكدوا علل‬
‫فضل معاوية رضذ هللا عنه ماالل وسدوا ابب الطع فيه أو التنقث منه وتعلوف سوال لل لابة‪ 190‬فإن م‬

‫‪ 190‬وقد نكر احلافه اب كاذ يف البداية والنهاية (‪ )148/8‬مجلةل م ا ر يف هذا فمما نكر‪:‬‬

‫(ع اب ا بار قا ‪ :‬معاوية عندان دنة فم رأيناف ينظر ليه شفرا ا مناف علل القو ‪ -‬يعج ال لابة ‪.-‬‬

‫وقا دمد ب عبد هللا ب عمار ا وصلذ و ذف‪ :‬سئل ا عاىف ب عمران أيهما أفضل معاوية أو عمر ب عبد العفيف فغضع وقا للسائل‪:‬‬
‫أ عل رتال م ال لابة مال رتل م التابعني معاوية صايبه وصهرف وكاتبه وأمينه علل ويذ هللا‪ ,‬وقد قا رسو هللا صلل هللا عليه‬
‫وسلم‪ ( :‬عوا يل أصلايب وأصهار ‪ ,‬فم سبهم فعليه لعنة هللا وا الئكة والنار أمجعني)‪.‬‬

‫وكذا قا اللضل ب عتيبة‪.‬‬

‫وقا أبو توبة الربيع ب انفع احلليب‪ :‬معاوية سو رصلاب دمد صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬فإنا كشل الرتل السو اتوأ علل ما ورالف‪.‬‬

‫وقا ا يموين قا يل أمحد ب ينبل‪ :‬اي أاب احلس نا رأيت رتال يذكر أيدال م ال لابة بسول فا مه علل االسالم‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫رأ عليه فستمتد اجلرأة ولو بعد يني ىل م فوقه‪ ,‬وقد رأينا ومسعنا م يعظم أاب بكر وعمر فلما خل‬
‫يف هذا السبيل و رأ علل معاوية رضذ هللا عنه رأ بعد مدةٍ ليمتد لسانه ابلطع فيهما رضذ هللا عنه‪,‬‬
‫وقت علل هذا كافة ا سائل ا نهجية اليت اقق للمرل ي انة فإنه مىت ما أخذ يتالعع فيها ابهلول و او‬
‫اخلرو ع انضبالها فقد وضع قدمه علل خف احنراف سيطو بطو يياته‪.‬‬

‫القاو الرابا‬
‫م ا سائل ا نهجية اليت ينبغذ التنبه ليها قبل اخلو يف معاجلة مفالق هدر النث الشرعذ بيان ما يت ل‬
‫ذسألة التلاوت الواقع يف رتع الن وص الشرعية م تهة الابوت والداللة وصلة هذا التلاوت حبكم‬
‫التسليم هلا‪ ,‬واحلكم علل يخاللها‪ ,‬فم ا علوم أن النث الشرعذ ما أن يكون قطعيال‪/‬يقينيال أو ظنيال‪,‬‬
‫والقطعية قد تكون يف الابوت والداللة أو يف وايد منهما‪ ,‬والظنية كذلأل‪ ,‬فمىت كان‪:‬‬

‫ذموم فإن مل يعتقد‬


‫اتع وا خالل له م ٌ‬ ‫متعني و ٌ‬
‫‪ -‬النث قطعيال يف الابوت والداللة فالتسليم له وارخذ به ٌ‬
‫القطعية فقد يعذر ابلتأو واجلهل وحنوف‪ ,‬أما ن اعتقد قطعية النث ور ف ومل يُسلِىلم قتضاف فكأنه كافح‬
‫النيب صلل هللا عليه وسلم بر أمرف وخلف فيوتع عليه أيكامه ور رف م الكلر واإل وحنوف‪.‬‬

‫متعني أيضال وال يلغذ وصل الظنية واتع التسليم للنث‬


‫‪ -‬أما ن كان النث ظنيال فالتسليم له واإلنعان ٌ‬
‫يف االعتقا والعمل‪ ,‬و منا يتعني التسليم للنث حبسع ما ترتح لقارئه م ا عىن‪ ,‬فمىت اعتقد ا رل أن النث‬
‫معىن أو لع علل ظنه تركه‬‫ا ٌ علل كذا فواتع عليه العمل حبسع اعتقا ف فإن اعتقد م النث ل‬
‫فقد أخل أب ال واتع التسليم وحلقه الذم‪ ,‬وينبغذ ماليظة أن ظنية النث متنع م احلكم علل م خالل‬
‫يف ثبوته أو فهمه أبنه اتر للتسليم ضرورلة‪ ,‬بل قد يكون ُمسلِىلمال للنث ذقتضل فهمه شريطة أن ي‬
‫االشوالات الشرعية ال ليلة ا وصلة للهم معتل م النث أو سالكال سبيالل صليلال يف ترتيح ثبوت‬

‫وقا اللضل ب ماي ‪ :‬مسعت أاب عبد هللا يسأ ع رتل تنقث معاوية وعمرو ب العاص أيقا له رافضذ فقا ‪ :‬نه مل جيوئ عليهما ال‬
‫وله خبيئة سول‪ ,‬ما انتقث أيد أيدا م ال لابة ال وله اخلة سول‪.‬‬

‫وقا اب ا بار ع دمد ب مسلم ع براهيم ب ميسرة قا ‪ :‬ما رأيت عمر ب عبد العفيف ضرب نساان قف ال نساانل شتم معاوية‪ ,‬فإنه‬
‫ضرب أسوالال)‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مسائل سيتم معاجلتها إبنن هللا بشذل م التل يل عند معاجلة مشكليت (قرالة‬
‫ٌ‬ ‫النث م عدمه‪ ,‬وهذف‬
‫النث) (االختالف)‪.‬‬

‫ومما س التأكيد عليه أن معيار القطعية والظنية واليت توتع عليه أيكامهما هو معيار أهل السنة‬
‫الن وص القطعية‪,‬‬ ‫واجلماعة فيها ال ا عايذ ا بتدعة وال يت قد توسع اللة الظنية لتدخل يف ليا ا بع‬
‫فلو ا عل شخث أن السنة ظنية كلها‪ ,‬أو ر خل ا يا يف مسائل العمل‪ ,‬أو االعتقا مطلقال‪ ,‬أو ا عل‬
‫ظنية الداللة النقلية إبلال أو ذ نلأل‪ ,‬فالواتع سطئة هذا ا خالل واحلكم عليه حبسع الظاهر‪ ,‬مع‬
‫مكان قيام العذر ا انع م حلو اإل والذم‪ ,‬كاجلهل والتأو ‪.‬‬

‫وائر‬ ‫ومما س ماليظته أيضال أن مسألة القطعية والظنية ليست م ا عاين الشرعية ا طلقة بل بع‬
‫قدر م النسبية‪ ,‬مما ي كد ضرورة التلرم م التعجل يف لال اسم الذم علل‬ ‫القطع والظ يدخلها ٌ‬
‫ا خطئني يف يخاللة النث القطعذ و حلا اإل هبم‪ ,‬ومم نبه ىل هذا شيخ اإلسالم اب تيمية رمحه هللا‪,‬‬
‫كما بني شيئال م أسباب وقوع التباي يف تقدير القطعية والظنية‪ ,‬فقا رمحه هللا‪:‬‬

‫ا مجا القدمي‪،‬‬ ‫(‪:‬من عال إ املخ ى يف م ل ع او أ ظ و أيمث ‪:‬قد تالخل الكتاب ال‬
‫فاه للقلل‬ ‫عاللا أيااه ‪:‬كل امل ل ع او أ ظ و هل أمر إعايف حب ب وال املاتقدين لو هل‬
‫دعه دن‪ ،‬درين ال‬ ‫لمها ابلار وة أ ابل قح املالل‬ ‫يف نف ه‪: ،‬إ ا ن ا عد يق ع انوا‬
‫يارف ذلك ال ع ااه ال ظ اه‪ ،‬عد يكل ا ن ا ذكواه علإ الذهن سريع ا دواك لماه ظ اه ‪:‬وارف‬
‫من احلق يق ع به ما ال يتصلون درين ال يار‪:‬ه ال لماه ال ظ اه‪: ،‬الق ع الظن يكل حب ب ما‬
‫ح إت ا ن ا من األدل حب ب عدو ه لى ا ستدالل‪ ،‬ال ار خيتلفل يف هذا هذا‪: ،‬كل‬
‫هل ف مملزم للقلل املت از ‪:‬وه و يقال كح من تالفه عد تالخل‬ ‫امل ل ع او أ ظ و لو‬
‫الق او بح هل ف حلال ال اظر امل تدل املاتقد هذا مما خيتلخل ‪:‬وه ال ار ‪:‬الو أ هذا الفرق ال‬
‫‪191‬‬
‫ي رد ال ي اك )‬

‫جمموع اللتاول ‪.210/19‬‬ ‫‪191‬‬

‫‪125‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫املزلق األول‪ :‬مشكلة القراءة‬

‫بوا املزلق‬
‫أن ا شكلة ليست يف مبدأ التسليم وال هذ مع النث‪ ,‬و منا يف مطالبة ف ٍيل ٍ‬
‫خاص للتسليم لقرالته اخلاصة‬
‫للنث‪ ,‬وفر بني التسليم للنث والتسليم لقرالة النث‪ ,‬فالتسليم للنث ال شكا يف وتوبه أما التسليم‬
‫لوايد م قرالاته فهو دل االعوا ‪ ,‬فنل و ن مل نسلم لقرالة هذا الل يل للنث فلم ر عند يقيقة‬
‫التسليم للنث لتسليما له‪ ,‬ولك يف ضول قرالتنا وفهمنا له‪.‬‬

‫امل اعش‬
‫عاجلة هذف اإلشكالية معرفيال ومنهجيال ينبعذ اإل ام املة م العناصر واليت ترسم ت ورال صليلال لعالقة‬
‫النث ا قدر ابللهم البشر ‪ ,‬وصلة نلأل ذبدأ التسليم‪ ,‬ولك تلخيث هذف العناصر فيما يلذ‪:‬‬

‫أ اله بني عدسو اللوو الفهو دري املقدر‬


‫احلقيقة أن هذف الشبهة هذ وايدة م أكار الشبهات يضورال يف اخلطاب العلماين العريب بل لك عدها‬
‫الشبهة ا ركفية اليت يدور عليها هذا اخلطاب‪ ,‬وهذ تتخذ أشكاالل م التعبذ متعد ة لكنها تتلد يف‬
‫ا ضمون‪ ,‬كقوهلم ماالل‪( :‬ال ص مقدر لكن ‪:‬همه دري مقدر)‪ ,‬أو ( دان إسملمات متاددة ‪ :‬يها‬
‫ن بق)‪ ,‬أو (جيب ا ا‪:‬ظ لى م ا‪ :‬بني ال ص بني عاوئ ال ص) أو ذ نلأل م التعبذات‪ ,‬وال سلو‬
‫هذف اإللالقات م قدر م اإلمجا أوتد ثغرة يتم م خالهلا تسريع ا ضامني العلمانية‪ .‬ود لة الشبهة‬
‫النهائية أن الشريعة تكتسع قدسيةل مائل لة نتيجة عدم اإلقرار بطبيعتها احلقيقية‪ ,‬ن هذ ال تعدو أن تكون‬
‫ذ قرالة بشرية للويذ‪ ,‬وفعالل نسانيال ينتاهبا ما ينتاب اللعل البشر م اخلطأ وال واب‪ ,‬فالشريعة ال‬
‫تلسر نلسها بنلسها و منا يلسرها اإلنسان‪ ,‬وذجر نفو الويذ ىل النار ومع حلظة قرال م له يتأنس ‪,‬‬
‫وينتقل بلعل التلاعل اإلنساين معه م كونه منطوقال هليال ىل كونه ملهومال بشرايل‪ ,‬ويتلو م لبيعته‬
‫التنفيلية ىل لبيعة مويلية‪ ,‬وم كونه يكمال هلل ىل جمر يكم اإلنسان‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وبعيدال ع تلاصيل ا شهد ا رسوم هنا والتغافل ع يا النيب صلل هللا عليه وسلم ا ع وم والذ كان‬
‫أيتيه الويذ يف صورتيه (قررانل وسنةل) ذا يشكل ضمانةل يف مسألة تلقذ الويذ وفهمه وتبليغه و فهامه فإن‬
‫مكم اإلشكا الرئيت هنا هو يف ت وير ن وص الشريعة وكأهنا مفيج هالمذ متشابه ال يتمايف منه شذل‬
‫ع شذل م تهة البيان والوضوح والقطعية‪ ,‬بل الكل قابل لقرالات متعد ة متكاثرة‪ ,‬ومع انلتاح مناهج‬
‫القرالة ارتنبية وتعد ها واستعماهلا يف فهم الن وص ام ا ت هذف القرالت والتلسذات كمال وتباعدت‬
‫كيلال‪ .‬واحلق الذ ال ديد عنه أن الويذ فيه احملكم الواضح البني بنلسه الذ هو يف ىن ع التأويل‬
‫(ه َو الَّ ِذ‬
‫واالتتها البشر وفيه ما هو ون نلأل‪ ,‬وقد أوضح الويذ ناته هذف الطبيعة فيه فقا تعاىل‪ُ :‬‬
‫ِ‬ ‫ات ُه َّ أ ُُّم ال ِكتَ ِ‬ ‫أل ال ِكتَ ِ‬
‫ات) فالنث القررين مشتمل علل‬ ‫ُخ ُر ُمتَ َشاهبَ ٌ‬
‫اب َوأ َ‬ ‫ت ُد َك َم ٌ‬
‫راي ٌ‬
‫اب منهُ َ‬
‫َ‬ ‫أَنةَفَ َعلَي َ‬
‫ايد؛ والةمتشابه‬ ‫ثنائية احملكم وا تشابه‪ ,‬و(احملكمات م ر الكتاب‪ :‬ما مل تمل م التَّأويل ذ وته و ٍ‬
‫احملكم ع تهد التبيني‪:‬‬ ‫منه‪ :‬ما ايتمل م التأويل أوتها)‪ .192‬وقد قا الطل كاشلال ع استغنال بع‬
‫‪193‬‬
‫( عد استغت ب ما ه ن بوا ٍ يدُبَدوُِّّهُ)‬

‫احملكم ا ل علل وصل اإليكام لبيان هللا تعاىل أو رسوله صلل هللا عليه وسلم ع‬ ‫بني أن بع‬
‫معناف‪ ,‬فقا ‪:‬‬

‫ف يف ماا ٍ ك ريةٍ‪َّ ،‬‬


‫ابلدالل لى املات املراد م ه‬ ‫يملت َص ُّر ٍ‬
‫َ‬
‫(أ يكل حمكماه‪ ،‬إ كا ذا لنٍ أت ٍ‬
‫ُُ‬
‫إما من بوا هللا اات ذكرن ه أ بوا وسلله لى هللا لوه سلو ألمته‪ ،‬لن يذهب لو ذلك ن‬
‫‪194‬‬
‫لما األ َُّم )‬

‫يل النث القررين كله ىل لبيعة سيىلالة ال لك استابات‬ ‫وا ق و التأكيد علل بطالن نا الت ور الذ‬
‫معانيه أبدال‪.‬‬

‫وحلل هذف ارمة وترمجان القررن عبدهللا ب عبار كلمةٌ مهمةٌ تدال يف بيان ما يندر ات لله التلسذ‬
‫فقا يف ارثر ا شهور‪:‬‬

‫‪ 192‬تلسذ الطل ‪ ,197/5‬وقيل يف معىن احملكم وا تشابه أقوا أخرل‪ ,‬فمما قيل‪:‬‬
‫‪ -‬احملكم ا عمو به م ا وهذ الن وص الناسخة‪ ,‬وا تشابه ا وو العمل هب ا نسوخات‪.‬‬
‫‪ -‬احملكم ما أيكم هللا فيه بيان احلال واحلرام‪ ,‬وا تشابه ما أشبه بعضه بعضال يف ا عىن و ن اختللت أللاظه‪.‬‬
‫‪ -‬احملكم ما أمك معرفة معناف وا تشابه ما استأثر هللا ويدف بعلمه‪ .‬وقيل ذ نلأل‪.‬‬
‫‪ 193‬تلسذ الطل ‪.201/5‬‬
‫‪ 194‬تلسذ الطل ‪.201/5‬‬

‫‪127‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫(التف ري لى أَوبا أ ه‬

‫ه ار‪:‬ه الارب من كملمها‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬ف ري ال ياذو أود جبهالته‪،‬‬

‫‪ -‬ف ري يالمه الالما ‪،‬‬

‫‪ -‬ف ري ال يالمه إال َّ‬


‫اّللُ)‪.195‬‬

‫فال ي ح أن ي ور الويذ أبنه قطعة ن يةٌ م ا تشاهبات ال يقبل االنضباط التلسذ ‪ ,‬بل ال بد م فرم‬
‫أيوا الويذ ابلتأكيد علل أن منه ما هو ىلبني بذاته ومنه ما تا ىل اتتها وممل‪ ,‬وعليه فال جيوم‬
‫علل مبدأ التسليم للنث بدعول تعد القرالة إبلال ‪ ,‬بل ينبغذ مراعاة لبيعة ا سألة والنث‬ ‫االعوا‬
‫اليت وقعت مطالبة التسليم يياله‪ ,‬واديد موقع النث م خارلة احملكم وا تشابه‪ .‬واحليدة ع هذف احلقيقة‬
‫الشرعية جيعل م الويذ جمر قالع للظذ ال قيمة له وال يوصل ىل معىن دد ‪ ,‬بل لك أن يوصل‬
‫للنتيجة وضدها ويلسر ابلشذل ونقيضه‪ ,‬وهذ عول‪:‬‬

‫‪ -‬سالل احملسور م شأن هذا الويذ وبيانه ووضويه‪ ,‬وفيه مكابرة عجيبة‪.‬‬

‫أيضال لتمدح القررن أبنه مبني وبيان وتبيان ونور وهدل وفرقان وكتاب أيكمت رايته‪.‬‬ ‫‪ -‬وهو مناق‬

‫‪ -‬ويلفم منها تعل احلديث القررين ا تكرر ع ياكمية الشريعة وهيمنتها‪ ,‬والر ىل ن وصها يف يا‬
‫االختالف‪ ,‬وبيان اللر بينها وبني يكم اجلاهلية عباال ال فائدة منه‪ ,‬و يالةل علل معدوم‪ ,‬وأمرال ذا ال‬
‫يطا ‪.‬‬

‫‪ -‬بل ويلفم هدر ار لة الشرعية مجيعال‪ ,‬وعدم التعويل عليها لالقال‪.‬‬

‫ٍ‬
‫شذل م معانيه‬ ‫را‬ ‫علل تعل الويذ جمر تسد هالمذ ال لك‬ ‫وم العجيع يقال صرار البع‬
‫علل تهة القطع‪ ,‬وتعل كالم هللا الذ هو أعظم كالم‪ ,‬وأتل كالم‪ ,‬وأبني كالم‪ ,‬وأوضح كالم‪ ,‬ا وضوع‬

‫رواف الطل يف تلسذف ‪.70/1‬‬ ‫‪195‬‬

‫‪128‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫للهداية‪ ,‬أكارف موضال وتضليالل‪ ,‬ولو تعاملنا مع كالم البشر كهذا التعامل بعف اللهم ا طلق وا عال أن‬
‫معان متعد ٍة فكيل ستكون أيوالنا‪ ,‬وأ ابب م السلسطة سينلتح علينا‪.‬‬ ‫كل مجلة اتمل ٍ‬

‫وليت شعر كيل يفعم ماعم أن ن وص فولتذ وكانت وروسو وهيوم وسارتر‪ ,‬والدساتذ وارنظمة اررضية‪,‬‬
‫وكالم البشر عمومال‪ ,‬كلها بينة واضلة توصل ىل ٍ‬
‫معان دد ة وال يكون كالم هللا ورسوله كذلأل‪.‬‬

‫وكنت أاتبع مرةل أيدهم وهو يبد محاسة كبذةل يف التأكيد علل نسبية فهم الويذ‪ ,‬وأنه ال ق ريد أن‬
‫يدعذ أن فهمه للويذ هو ال ليح‪ ,‬وال أن تكر يق تلسذ النث ا قدر‪ ,‬ويف أثنال احلوار سأله ا ذيع‬
‫ع مدل وتو ظاهرة الغلو يف الوسف الديج الذ يعيشه هذا‪ ,‬فتلعام قليالل وقا ‪ :‬ال شأل رة لو‬
‫اسوسل يف احلديث ع لبيعة الغلو ومظاهرف ويقيقة الوسطية ‪..‬اخل وتلعامه هذا ينيب ع شكا ٍ ٍ‬
‫عميق‬
‫يف عدم التنبه آالت ارقوا ‪ ,‬ن اجلواب ع س ا الغلو يستدعذ قرالة معيارية للويذ ي ح م خالهلا‬
‫ت نيل ا خري ىل أهل لو وتلال‪ ,‬فإنا أللقت القو بنسبية احلق يف اللهم‪ ,‬ومعمت انعدام مال هذف‬
‫القرالة ا عيارية الاابتة فليت لأل سبيل ىل سطئة يخالل لأل يف اللهم مهما كان ا خالل اليال أو تافيال‪,‬‬
‫فاخلوار ماالل يف القدمي واحلديث هلم قرال م للنث الديج‪ ,‬فهل يقو أولئأل قرال م للويذ قرالة اتتها ية‬
‫مقبولة ال ي ح ريد أن يبا ر ىل سطئتهم إبلال أو أن ينكر عليهم ! وهذف شكالية معرفية تد علل‬
‫ق ر نظر كاذ مم يريد أن يبيح لنلسه يق تلسذ القررن بغذ أ واته ون أن يتنبه أنه سيعطذ هذا احلق‬
‫يقل يف الضلة ا قابلة له متامال‪.‬‬ ‫أيضال‬

‫م يشوش علل دكم الشريعة اب تشابه منها ويشغع علل‬ ‫وم ا اليظات اليت لك رصدها علل بع‬
‫اإلسالم ابختالف مذاهبه و ارب تطبيقه أنه ال يلتفم نات ا نطق عند داكمة اللكرة اليت ينطلق منها‪,‬‬
‫فاالختالف يف ا ذاهع الوضعية أعمق وأوسع وأكار م االختالف احلاصل يف ا شهد اإلسالمذ‪,‬‬
‫فالليلالية أيضال ليست شيئال وايدال بل رة ليلاليات متعد ة يف الواقع‪ ,‬وكذا ا اركسية واالشواكية والرأمسالية‬
‫والشيوعية والدلقرالية ‪ ..‬اخل كلها ليست يف الواقع شيئال وايدال و منا رة تطبيقات وتنظذات يختللة‪ ,‬ولذا‬
‫يقو (مكسيم لوروا) ماالل‪:‬‬

‫(ال نك يف أ ه اك انرتاكوات متاددة‪: ،‬انرتاكو اببل ختتلخل أك االتتملف ن انرتاكو‬


‫ن انرتاكو بملنكو هذن كلها ال تمشى مع‬ ‫تموزا‬ ‫بر د ‪ ،‬انرتاكوتا سا سومل بر د‬

‫‪129‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫بمل ‪ ،‬كابوه ‪:‬لوبوه‪ ،‬بوكلو إنك ال جتد داتح كح ‪:‬رع أ ناب إال تصلمات‬ ‫أ‪:‬كاو للي‬
‫‪196‬‬
‫وف ‪ ،‬سفح ابألسى املراوة)‬

‫اللرنسذ اليسار ‪:‬‬ ‫ويقو مكسيم رو نسون الكاتع اليهو‬

‫أنوا ك رية‪ ،‬من الو ري‬ ‫(احلقوق أ ه اك "ماوك وات" ك رية ابلاشرات املئات‪ ،‬لقد عال ماوك‬
‫أ جند يف راعه ما ن و به أي ‪:‬كرة!! إ هذا الرتاث كالكتاب املقدر "أسفاو التلوات‪ ،‬األان وح‬
‫‪197‬‬
‫ملضقا ا" و الشو ا ي ت وع أ جيد ‪:‬وه نصل اه‪ ،‬ييد عمللته)‬

‫وليت الق د هنا اإلقرار ابهلالمية ا طلقة لألفكار والتيارات‪ ,‬و منا لية سياسة الكيل ذكيالني عند داكمة‬
‫التشريع اإلسالمذ مقارنة بغذف‪ ,‬وما ترتع علل هذف السياسة اجلائرة م ممانعة لتلكيم الشريعة ات نريعة‬
‫سالم نطبق) وكأن بقية ارفكار خلو م تعد التطبيقات وتباي النظرايت‪ ,‬فلمانا مل يك التعد‬ ‫(أ‬
‫هنا مانعال م ا طالبة ابلليلالية أو الدلقرالية أو االشواكية ‪ ...‬اخل وصار مانعال م ا طالبة بتطبيق الشريعة‪.‬‬

‫ومقتضل احلق والعد والعقل يقتضذ منا أن نقو ‪ :‬أن التباينات اللكرية الواقعة يف مذهع فكر دد‬
‫ال يلغذ القواسم ا شوكة الواقعة أيضال يف نات ا ذهع‪ ,‬فكل مذهع له أفكارف احملورية ا ركفية اليت متال‬
‫إبلغال‬ ‫دكمات ا ذهع وثوابته واليت يعد ا نقلع عليها خارتال ضرورة ع يد ا ذهع‪ ,‬فم ينا‬
‫احلرايت ال لك أن يكون ليلاليال وم يدعو إللغال مرتعية الشعع يف احلكم ال لك أن ي ذ لقراليال‪,‬‬
‫وهكذا يقا يف اإلسالم فيه منظومة تشريعية تل يلية دكمة ال ي ح اخلرو عنها‪ ,‬وتشكل هذف ا نظومة‬
‫قامسال شرعيال مشوكال جيع أن يقع التوافق عليها وت ور هذف ا سألة يلغذ فكرة اهلالمية ا طلقة ع التشريع‬
‫الواقع‪ ,‬بل رة قدرال منها تتسم ابإليكام والابات‬ ‫ا وغة عدم مكانية تلعيل هذف الشريعة علل أر‬
‫والوضوح ورة قدر فيه جما للنظر والتأمل واالتتها يف ضم ألر وضوابف شرعية‪/‬منهجية‪.‬‬

‫العلمانية واإلسالم وتهال لوته ‪.168‬‬ ‫‪196‬‬

‫العلمانية واإلسالم وتهال لوته ‪.168‬‬ ‫‪197‬‬

‫‪130‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اثنواه اللوو بني ا وكا التشابه‬


‫عند احلدي ث ع لبيعة النث القررين م تهة الوضوح والبيان فسنجد أن الرب سبلانه حلكمة أرا ها‬
‫تعل يف الكتاب العفيف ن وصال دكمة وأخرل متشاهبة‪ ,‬وبني لريقة أهل العلم يف التعالذ مع النث‬
‫احملكم وا تشابه ولريقة أهل الفيغ‪ ,‬فقا تعاىل‪:‬‬

‫ات فَأََّما الَّ ِذي َ ِيف قةُلُوهبِِم‬ ‫ِ‬


‫ُخ ُر ُمتَ َشاهبَ ٌ‬ ‫اب َوأ َ‬‫ات ُه َّ أ ُُّم ال ِكتَ ِ‬ ‫ت ُد َك َم ٌ‬ ‫راي ٌ‬
‫اب منهُ َ‬
‫أل ال ِكتَ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫(ه َو الَّذ أَنةَفَ َعلَي َ‬ ‫ُ‬
‫َمي ٌغ فَةيَةتَّبِعُو َن َما تَ َشابَهَ ِمنهُ ابتِغَالَ ال ِلتةنَ ِة َوابتِغَالَ َم ِويلِ ِه َوَما يةَعلَ ُم َم ِويلَهُ ِالَّ ا َّّللُ َو َّ‬
‫الر ِاس ُخو َن ِيف العِل ِم يةَ ُقولُو َن‬
‫اب)‪.‬‬ ‫رمنَّا بِِه ُكلٌّ ِم ِعن ِد ربِنَا وما ي َّذ َّكر ِالَّ أُولُوا ارَلب ِ‬
‫َ‬ ‫َىل َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫فم ممل هذف ا ية وما تضمنته م منهجية علمية قررنية يف التعالذ مع ن وص الويذ فستنفاح عنه‬
‫لل عنها أو تغافل فسيظل مضطرابل يائرال أمام سيل الشبهات‬ ‫أثقا الشبهات وتتطاير هبالل مناورال‪ ,‬وم‬
‫واإلشكاالت واالحنرافات‪.‬‬

‫الويذ كما أخل هللا‪ ,‬فيه النث احملكم الذ جيع التفامه‪ ,‬والنث ا تشابه الذ يلفم ر ف ىل احملكم‪ ,‬فإنا‬
‫اب ع البايث قاعدة احملكم وا تشابه فل يتميف له ا را اإلهلذ‪ ,‬وسيبقل مو ال متذبذابل يقلف مع كل‬
‫ألروية‪ ,‬ويربكه كل اعوا ‪ .‬وم رمحة هللا تبار وتعاىل أن تعل دكمات الكتاب الب لة علل الكتاب‪,‬‬
‫واحلدو ‪,‬‬ ‫ييث وصل احملكم أبنه (أم الكتاب) أ ‪( :‬أصل الكتاب الذ فيه عما الدي واللرائ‬
‫واحلدو ‪ ,‬وسائر ما تاتون ليه‪ ,‬يف‬ ‫وسائر ما ابخللق ليه احلاتة م أمر ينهم‪ ,‬وما كللوا م اللرائ‬
‫عاتلهم ورتلهم‪ ,‬و منا مساه أم الكتاب رهن معظم الكتاب‪ ,‬وموضع ملفع أهله عند احلاتة ليه‪,‬‬
‫وكذلأل تلعل العرب‪ ,‬تسمذ اجلامع معظم الشذل أما له‪ ,‬فتسمل راية القوم اليت معهم يف العساكر‬
‫أمهم‪ ,‬وا دبر معظم أمر القرية والبلدة أمها)‪.198‬‬

‫فإنا علم هذا فال يكلذ أن يدعذ الشخث التسليم لقرالته القررنية ون ماليظة هذف القاعدة العظيمة‬
‫ن قد يكون متعلقال ابلنث ا تشابه معرضال ع الن وص احملكمات‪ ,‬ومىت ما تعلق ا رل ابلنث ا تشابه‬
‫ون احملكم كان نلأل أمارة علل الفيغ‪ ,‬والوقوع يف يبا تبعي الويذ‪ ,‬والتعلق ابلنث ارقل يضورال‬
‫ووضويال علل يساب الن وص احملكمة الواضلة‪ ,‬وقد توىل هللا يف هذف ا ية الكرلة نم م سلأل هذا‬

‫‪ 198‬تلسذ الطل ‪.189/5‬‬

‫‪131‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫السبيل‪ ,‬كما يذر النيب صلل هللا عليه وسلم أيضال منهم فقا صلل هللا عليه وسلم بعد نكرف لآلية ا تقدمة‪:‬‬
‫وهم)‪ .199‬قا اإلمام الشاليب‪:‬‬ ‫(فإنا رأيت الذي يةَتَّبِعُو َن ما تشابه منه فأولئأل الذي َمسَّل َّ‬
‫اّللُ فَاي َذ ُر ُ‬
‫( أما من ا خل ا بع ا تمملت‪ ،‬وا الغلب ابملشكملت‪ ،‬أ رض ن اللاعضات‪: ،‬إنه خياف لوه‬
‫لِبِّو زي ٌغ ‪َ:‬دودتَّبِّال َ ما َ َ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫َّ ِّ‬
‫شابَ َه م ْهُ‬ ‫ين يف عُدلُ ْ َْ َ ُ َ‬ ‫التشبه ن ذ هللا يف كتابه ووث عال ز ح (‪ََّ َ:‬ما الذ َ‬
‫ابْتِّغَا ال ِّْف ْتدَ ِّ َ ابْتِّغَا َأتْ ِّيلِّ ِّه) اآلي ال ا هللا ممن وأ احلق وقاه ‪:‬ا باه الباطح ابطمله ‪:‬ا ت به)‪.200‬‬

‫اثل اه من ولك وق التف ري؟‬


‫انطالقال م قسمة اب عبار لطبيعة التلسذ القررين‪( :‬التلسذ علل أَربعة أوته‪ :‬وته تعرفه العرب م‬
‫اّللُ)‪ ,201‬فامة جما‬
‫كالمها‪ ,‬وتلسذ ال يعذر أيد اهالته‪ ,‬وتلسذ يعلمه العلمال‪ ,‬وتلسذ ال يعلمه ال َّ‬
‫تلسذ جيع أن ال يتلدرت فيه ال نوو االخت اص م أهل العلم‪ ,‬ونلأل الخت اصهم املة م‬
‫ا عارف والعلوم ت هلهم ال هذا النظر الشرعذ يف القررن الكرمي‪ ,‬وهذف بدهية عقلية وشرعية‪ ,‬أبن للمختث‬
‫ذف‪ ,‬وعليه فمنامعة أهل العلم قرال م للنث الشرعذ يف هذا اجملا التلسذ‬ ‫امتيامال يف جماله العلمذ ع‬
‫ترتيع نتائج علل مال هذف ا نامعة خطأ وضال مركع‪ ,‬بل الواتع علل م كان‬ ‫ال شأل خطأ‪,‬‬
‫تاهالل س ا العامل‪( :‬فاسألوا أهل الذكر ن كنتم ال تعلمون)‪ ,‬بد الوقوع يف م يبة (وأن تقولوا علل هللا‬
‫ما ال تعلمون)‪ ,‬والعلم نقطة كارها اجلاهلون‪ ,‬ولو سكت م ال يعلم لسقف اخلالف‪.‬‬

‫وم ا غالطة بل م اجلهل ا ركع أن يقا ‪:‬‬

‫مطلوب يف العلوم التطبيقية‪ ,‬ون العلوم الشرعية‪ ,‬حبجة أن الدي مكلل به كل مسل ٍم‬
‫ٌ‬ ‫ن التخ ث‬
‫والتكليل يستلفم العلم !‬

‫عاتف متامال ع الت ور ال ليح سائل‬


‫هذا الكالم يشهد علل صايبه أبنه ذ متخ ث لالقال‪ ,‬وأنه ٌ‬
‫العلم‪ ,‬نلأل رن التكليل و ن كان يشوط له العلم‪ ,‬ال أن هللا مل يكلل اخللق كلهم أن يكون علمهم‬

‫‪ 199‬رواف البخار (‪ ,)4547‬وأبو او (‪ ,)4600‬والومذ (‪ ,)2994‬واإلمام أمحد يف ا سند (‪.)26240‬‬


‫‪ 200‬ا عيار ا عرب ‪.144/11‬‬
‫‪ 201‬رواف الطل يف تلسذف ‪.70/1‬‬

‫‪132‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫تل يليال مبنيال علل نظ ٍر يف ار لة وموامنة بني ارقوا واخلالفات‪ ,‬ولو كلل هللا اخللق كلهم بذلأل لكللهم‬
‫فو ما يطيقون‪.‬‬

‫فا سلم ليت ابلضرورة أن يكون متخ ال يىت يقيم عبا اته وتكاليله‪ ,‬ن قد تعل هللا للنار يخرتال‪:‬‬
‫(فاسألوا أهل الذكر ن كنتم ال تعلمون)‪ .‬وس ا النار للعامل فيما أشكل عليهم‪ ,‬مما تلأ به نممهم‪ ,‬ومل‬
‫يكللهم هللا أكار م نلأل‪ ,‬وم ظ أن التكليل يستلفم العلم ا ل ل فقد أبعد النجعة وألا اهلجعة‪.‬‬

‫هبا مسألة‬ ‫وم اخللف هنا استجالب كالم ارئمة يف نم التقليد وأنه ال جيوم ال للضرورة كذ ينق‬
‫التخ ث‬

‫فهل معىن كالمهم أن علل اجلميع التوصل لللكم التل يلذ ابالتتها الشخ ذ‪ ,‬ا بج علل النظر يف‬
‫ار لة وا وامنة بينها والوتيح بني ارقوا لو صح هذا الكالم لكان علل مجيع ا سلمني أن يدعو علومهم‬
‫ارخرل وش وهنم الدنيوية‪ ,‬ويقبلوا علل تعلم (اللقه‪ ,‬وارصو ‪ ,‬واللغة‪ ,‬والعقائد‪ ,‬والتلسذ‪ ,‬وسائر علوم‬
‫الشريعة)‪ ,‬ولكان للع العلم الشرعذ اميع صورف وأشكاله واتبال متعينال علل كل ٍ‬
‫أيد ال جيوم تركه ال‬
‫يف ياالت الضرورة ا شاهبة ركل ا يتة‪ ,‬وهو ما ال لك أن يقو به أي ٌد‪.‬‬

‫ني‬ ‫أهل العلم يني يتلدثون ع نم التقليد و ابيته يا الضرورة‪ ,‬منا يعنون بذلأل أهل العلم ا تخ‬
‫ني مالهم‪ ,‬كارئمة ارربعة‬ ‫الذ راتهم هللا العلم‪ ,‬ومع نلأل ي رون علل تقليد علمال رخري متخ‬
‫وحنوهم‪.‬‬

‫فمال ه الل فعلهم فاس ٌد ظاهر اللسا ‪ ,‬رن التقليد ال يشرع للعامل الذ يقول علل االتتها ‪ ,‬ن عندف‬
‫م رلة العلم واللهم ما ي هله للنظر واستنباط اريكام فليت له أن ين رف ع علمه تقليدال لعلم رخر‪.‬‬
‫مباح هلم كشرب ا ال‪ ,‬وليت عليهم فيه أ ىن ير ٌ ‪ ,‬وم قا ن التقليد‬
‫أما عموم النار‪ ,‬فإن التقليد ٌ‬
‫ابلنسبة جلميع اخللق ال جيوم ال للضرورة‪ ,‬فقد شق علل ا سلمني وكللهم ما ال يطيقون‪.‬‬

‫وبكل يا فاخلرو ع تلسذ أهل العلم للقررن موقع لحنسان يف اخلطأ وال شأل‪ ,‬وكم أممل يني أتد‬
‫متلد ل يف هذف ا سائل يريد أن يقرر يقه يف االستقال بتلسذ القررن وأنه رتل يف هذا الباب كما ارئمة‬
‫ريع ق ار ا ل ل ايتار وعجف‪ ,‬فما أبعد هذا ال نل ع‬ ‫نا سألته ع معىن شذل م‬ ‫رتا ‪,‬‬
‫صابة احلق‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وابااه عبل م هةو الفهو‬


‫مما ينبغذ ماليظته أيضال يف معاجلة هذف اإلشكالية مراعاة منهج اللهم ال ليح للويذ‪ ,‬فقرالة الويذ‬
‫ليت عملية عباية اعتبالية بل هلا مالمح وخ ائث ودد ات قيقة‪ ,‬وتعري الويذ ناهج قرالة ددثة‬
‫علل خالف لريقة السلل يف اللهم خطأ بال شأل‪ ,‬تعل يخرتات هذف القرالة احملدثة مما ي ح التسليم‬
‫له واإلنعان خطأ مضاعل‪ ,‬و نا مملت يف لريقة الكافة م علمال اإلسالم وما بذلوف م تهو يف‬
‫تقعيد مسالأل فهم الن وص وتدت تهو ال عظيمةل يف ارير ضوابف وقواعد فهم الكتاب والسنة‪ ,‬وهذ‬
‫تعد حبق ملخرة لألمة ا سلمة‪ ,‬و نا قرنتها ذناهج القرالة احلدياة وتدت بوانل شاسعال يف اجلهد ا بذو ‪,‬‬

‫ولرائق التقعيد والتأصيل الذ قررف ومارسه أهل العلم وواقع مال هذف ا ناهج ا ستلدثة‪ ,‬وقرب وبعد ٍىل‬
‫كل‬
‫ع ا نهج ال ليح للهم النث‪ ,‬وما م شأل أن احلديث ع تلاصيل منهج االستدال واللهم ال ليح‬
‫م ا المح ا همة يف تقرير هذف القضية ا همة علل حنو‬ ‫لبع‬ ‫مما ال اتمله هذف الورقة‪ ,‬ولك أعر‬
‫يخت ٍر تدال‪:‬‬

‫أ اله‪ :‬مما ينبغذ مراعاته يف قضية فهم الويذ أن أ وات فهم الويذ مباوثة يف الويذ ناته‪ ,‬فم رمحة هللا بنا‬
‫أن أويل لينا القررن والسنة وتعل أ وات فهمهما مضمنة فيهما‪ ,‬فقاعدة اجلمع بني الن وص مجيعال وتر‬
‫الويذ ماالل موتو ة يف الويذ‪ ,‬وقاعدة رل التعار ا توهم ع الويذ كذلأل موتو ة‪ ,‬وقل ارمر‬ ‫تبعي‬
‫نلسه يف قاعدة احملكم وا تشابه‪ ,‬ومتابعة السلل‪ ,‬وتعظيم الويذ‪ ,‬وفهم الويذ ذقتضل لغة العرب ‪...‬اخل‬
‫كلها أصو وقواعد مباوثة يف القررن والسنة‪ ,‬وترل عليها عمل ال لابة وم بعدهم‪.‬‬

‫اثنواه م هج الفهو الصضوح لل ص يتكئ يف اجلمل لى عاوتني وئو وتني‬

‫األ ل لو (ا لل ا اب الاريب)‬

‫مار‪( :‬اعلال ال لخل الصاحل)‬ ‫ال ا‬

‫يقو شيخ اإلسالم اب تيمية جمليال هذف احلقيقة ا نهجية‪:‬‬

‫‪134‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ ،‬ا يار‪:‬لا‬ ‫(حيتاج امل لمل إت نوئني أودمها مار‪ :‬ما أواد هللا وسلله الفا الكتاب ال‬
‫سائر لما امل لمني يف ماا‬ ‫لغ القرآ اليت ِبا نزل ما عاله الصضاب التابال هلو إبو ا‬
‫ّر‪:‬هو ما أواد بتلك األلفا ‪ ،‬كانم مار‪:‬‬ ‫لك األلفا ؛ ‪:‬إ ّ الرسلل ملّا تاطبهو ابلكتاب ال‬
‫الصضاب ملاا القرآ أكمح من وفظهو حلر ‪:‬ه‪ ،‬عد بلّغلا لك املاا إت التاباني أ ظو ممّا بلغلا‬
‫‪202‬‬
‫ور ‪:‬ه)‬

‫‪ ،‬فإن الويذ منا تال ابللسان‬ ‫اثل اه ا تباو اللغ الاربو ماهلد األموني ‪:‬وها أساساه لفهو الكتاب ال‬
‫العريب وهو ما تعد ت اإلشارة ليه يف الكتاب العفيف‪ ,‬ويف هذف اإلشارات ما ي كد علل ضرورة تبج أصو‬
‫ا خالبة العربية كأصل يف فهم الويذ سوالل م تهة أللاظه أو مجله وسياقاته‪ ,‬يقو هللا تبار وتعاىل‪:‬‬
‫ران َعَربِيا لَّ َعلَّ ُكم تَةع ِقلُو َن)‪ ,‬فاختار هللا هلذف اللغة أن‬ ‫ِ‬
‫ران َعَربِيا لَّ َعلَّ ُكم تَةعقلُو َن)‪َّ ِ( ,‬ان َت َعلنَافُ قةُر ل‬ ‫(ِ َّان أ َ‬
‫َنفلنَافُ قةُر ل‬
‫تكون وعالل لكالمه ا ىلنف علل رسوله صلل هللا عليه وسلم اخلامت‪ ,‬ويف هذا شارة ىل لرف م فضائل‬
‫هذف اللغة‪ ,‬يقو السيولذ‪:‬‬

‫أهنا أ‪:‬اح اللغات أ ساها‪ ،‬عال ابن ‪:‬اور يف ‪:‬قه اللغ لغ الارب أ‪:‬اح‬ ‫( من تصائص الاربو‬
‫ك لِّتَ ُكل َ‬ ‫ِّ‬ ‫ني * نَد َز َل بِّ ِّه ُّ‬
‫ني * َلَى عَد ْلبِّ َ‬
‫ح ْاألَم ُ‬
‫الر ُ‬ ‫ب ال َْاالَ ِّم َ‬
‫يح َو ِّّ‬ ‫ِّ‬
‫اات ( َ إنَّهُ لَتَ ِّز ُ‬ ‫اللغات أ ساها‪ ،‬عال‬
‫‪203‬‬
‫ني) ‪:‬ل فه سبضانه ابلغ ما يل خل به الكمل هل البوا )‬ ‫َرٍِّيب ُّمبِّ ٍ‬ ‫ِّمن الْم ِّذ ِّوين * بِّلِّ ا ٍ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ومم تلل هذف احلقيق ة ا نهجية ا همة يف فهم الويذ اإلمام الشاليب يف كتابه اجلليل (ا وافقات)‪ ,‬ومما‬
‫قا يف معر بيانه لضرورة سلو لريقة العرب يف تقرير ا عاين وا خالبات‪:‬‬

‫(ال بد يف ‪:‬هو الشريا من ا با ماهلد األموني‪ ،‬هو الارب الذين نزل القرآ بل اهنو‪: ،‬إ كا‬
‫للارب يف ل اهنو رف م تمر‪: ،‬مل يصح الاد ل ه يف ‪:‬هو الشريا ‪ ،‬إ مل يكن مث رف‪: ،‬مل‬
‫األسالوب‪ ،‬م ال ذلك أ‬ ‫األلفا‬ ‫يصح أ جير يف ‪:‬همها لى ما ال ار‪:‬ه هذا ا ٍو يف املاا‬
‫ابدا د حما‪:‬ظتها لى املاا ‪ ،‬إ كانم را وها أياا‪: ،‬لو‬ ‫ماهلد الارب أ ال ر األلفا‬

‫‪ 202‬جمموع اللتاول ‪ , 353/17‬وانظر وشرح الطلاوية ‪ ,195‬واجلامع الب أيب ميد ‪ ,117‬وا وافقات ‪.248/3‬‬
‫‪ 203‬ا فهر يف علوم اللغة وأنواعها ‪.254/1‬‬

‫‪135‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أود األمرين دها لتز ‪ ،‬بح عد بت لى أودمها مرة‪ ،‬لى اآلتر أتر ‪ ،‬ال يكل ذلك عادوا‬
‫‪204‬‬
‫يف ض كملمها استقامته)‬

‫وابااه‪ :‬يشكل (الصضاب ) يضورال مركفايل يف ملهوم (ال لخل الصاحل)‪َ ,‬‬
‫وم بعدهم م التابعني واتبعيهم‬
‫منا هم تالمذة هلم يف اللهم ال ليح‪ ,‬كما أهنم كانوا رضذ هللا عنهم تالمذة ا طلل صلل هللا عليه‬
‫وسلم‪ ,‬و نا تقرر ضرورة متابعة السلل ال احل يف اللهم فإنه يتضم يف يقيقته ال دور ع فهم ال لابة‬
‫رضذ هللا عنهم كأصل ومتابعة م بعدهم كلرٍع ع متابعتهم‪ ,‬و نا تدبرت يف أيوا ال لابة ومعارفهم‬
‫وعلومهم و اينتهم فستجد أن رة أسباابل موضوعيةل متعد لة ت كد علل ضرورة تبج منهج ال لابة يف فهم‬
‫الويذ‪ ,‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -‬ما وباهو هللا من ملكات قلو نف و و وو‬

‫ابته‬ ‫لى لب احلق التل‪:‬وق‬ ‫‪ -‬ما كا لديهو من الداين البا‬

‫دهو من ا واط بالل الاربو بح هو مادهنا أ لها‬ ‫‪ -‬ما كا‬

‫لقى ن ال حي لى هللا لوه سلو‬ ‫رف م اسبات القرآ‬ ‫‪ -‬أهنو اجلوح الذإ ناهد الت زيح‬
‫مبانرة‬

‫اح ‪:‬همهو ماواواه للفهو الصضوح‬ ‫لب لز هديهو طريقتهو‪،‬‬ ‫‪ -‬دالالت اللوو لى‬

‫وم ا تقرر عقالل و ينال أن كما االهتدال انش ٌ ع كما ا عرفة والعلم وال يت ور لالقال أن يكون ا رل‬
‫وهداية ٍ‬
‫اتمة هو تاهل ذنبع هذف اهلداية وم درها الويذ‪ ,‬و نا تقرر وثبت ابلدالئل‬ ‫ٍ‬ ‫علل لريق ٍ‬
‫سوية‬
‫الشرعية ا تكاثرة والسذة التارخيية ا تواترة أن ال لابة هم أكمل هذف ارمة اهتدالل فما م شأل أهنم رضذ‬
‫هللا عنهم سيكونون أكمل هذف ارمة علمال و راية ابلويذ‪ ,‬بل يقيقة االهتدال هو يف صابة مرا هللا ومرا‬
‫نبيه صلل هللا عليه وسلم م الويذ‪.‬‬

‫ا وافقات ‪ 131/2‬وقد نكر عقبه أ لة هذا ارصل مل لة‪.‬‬ ‫‪204‬‬

‫‪136‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫تام اه‪ :‬اللة الويذ علل اعتبار فهم ال لابة تال بطريقني‪:‬‬

‫‪ -‬مبانر‪ :‬ابرمر ابالتباع‪.‬‬

‫‪ -‬دري مبانر‪ :‬ببيان اللضل والعلم‪.‬‬

‫و ي ال كافة هذف الدالالت مما ال اتمله هذف الورقة و منا أشذ ىل بعضها علل حنو يخت ر‪:‬‬

‫‪:‬من الدالالت القرآنو‬

‫ني نةُ َولىلِِه َما تَة َوَّىل‬‫ِِ‬


‫ني لَهُ اهلَُدل َويةَتَّبِع َ َذ َسبِ ِيل ال ُم من َ‬
‫‪ -‬قا هللا تعاىل‪( :‬وم يشاقِق َّ ِ ِ‬
‫الر ُسو َ م بةَعد َما تَةبَ َّ َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫َونُ لِ ِه َت َهن ََّم َو َسالَت َم ِ لذا)‪.‬‬
‫ات ِري وارَن ا ِر والَّ ِذي اتةَّبةعوهم إبِِيس ٍ‬
‫ان َر ِض َذ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضوا‬
‫اّللُ َعنة ُهم َوَر ُ‬ ‫َ‬ ‫السابُِقو َن ار ََّولُو َن م ال ُم َه َ َ َ َ َ َ ُ ُ‬ ‫(و َّ‬‫‪ -‬قا تعاىل‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫يم)‪.‬‬ ‫َعنهُ َوأ ََع َّد َهلُم َتنَّات َ ِر َاتَة َها ارَهنَ ُار َخالدي َ ف َيها أَبَ لدا نَل َ‬
‫أل ال َلوُم ال َعظ ُ‬
‫ب ِ ََّ‬
‫يل )‪.‬‬ ‫يل َم أ ََان َ‬ ‫ِ ِ‬
‫‪ -‬قا تعاىل‪َ ( :‬واتَّبع َسب َ‬
‫ني)‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫‪ -‬قا تعاىل‪َ ( :‬اي أَيةُّ َها الَّ ِذي َ َرمنُوا اتةَّ ُقوا َّ‬
‫اّللَ َوُكونُوا َم َع ال َّا ق َ‬
‫يدا)‪.‬‬ ‫أل َت َعلنَا ُكم أ َُّم لة َو َسطلا لِتَ ُكونُوا ُش َه َدالَ َعلَل الن ِ‬
‫َّار َويَ ُكو َن ا َّلر ُسو ُ َعلَي ُكم َش ِه ل‬
‫‪ -‬قا تعاىل‪ِ :‬‬
‫(وَك َذل َ‬ ‫َ‬
‫اعيل وِسلا َ ويةع ُقوب وارَسب ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫قا هللا تعاىل‪( :‬قُولُوا َرمنَّا ِاب َّّلل َوَما أُن ِفَ لَيةنَا َوَما أُن ِفَ َىل بةَراه َيم َو مسَ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫َي ٍد ِمنة ُهم َوَحن ُ لَهُ ُمسلِ ُمو َن * فَِإن َرمنُوا‬ ‫ِ ِِ‬ ‫وسل و ِعيسل وَما أ ِ‬
‫ُويتَ النَّبِيُّو َن م َرىلهبم َال نةُ َلىلِر ُ بَ َ‬
‫ني أ َ‬ ‫َوَما أُويتَ ُم َ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫اّلل وهو ال َّس ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ َِّ ِ ِ ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫يم)‪.‬‬
‫يع ال َعل ُ‬
‫ُ‬ ‫ذا ِل َما َرمنتُم به فَة َقد اهتَ َدوا َو ن تَة َولوا فَإمنَا ُهم يف ش َقا فَ َسيَكلي َك ُهم َُّ َ ُ َ‬

‫ال بلي‬ ‫من ال‬


‫‪205‬‬
‫‪ -‬قوله صلل هللا عليه وسلم‪( :‬خذ النار قرين‪ ,‬الذي يلوهنم‪ ,‬الذي يلوهنم)‬

‫‪ -‬ع عبد هللا ب عم ٍرو قا قا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ‪( :‬ليأتني علل أميت ما أتل علل بج‬
‫سرائيل يذو النعل ابلنعل‪ ,‬يىت ن كان منهم م أتل أمه عالنيةل لكان يف أميت م ي نع نلأل‪ ,‬و ن بج‬

‫رواف البخار (‪ ,)2652‬ومسلم (‪ )2533‬م يديث عبدهللا ب مسعو رضذ هللا عنه‪.‬‬ ‫‪205‬‬

‫‪137‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫سرائيل تلرقت علل ثنتني وسبعني ملةل‪ ,‬وتلو أميت علل ٍ‬


‫ثالرت وسبعني ملةل كلهم يف النار ال مل لة وايد لة)‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬وم هذ اي رسو هللا ‪ .‬قا ‪( :‬ما أان عليه وأصلايب)‪.206‬‬

‫يوما بعد صالة الغداة موعظةل بليغةل‪,‬‬


‫ب سارية قا ‪ :‬وعظنا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ل‬ ‫‪ -‬ع العراب‬
‫رتل‪ :‬ن هذف موعظة مو ٍع‪ ,‬فمانا تعهد لينا اي رسو‬
‫ٌ‬ ‫نرفت منها العيون‪ ,‬ووتلت منها القلوب‪ .‬فقا‬
‫هللا ‪ .‬قا ‪( :‬أوصيكم بتقول هللا‪ ,‬والسمع والطاعة و ن عب ٌد يبشذ‪ ,‬فإنه م يع منكم يرل اختالفلا‬
‫كاذا‪ ,‬و ايكم ودد ت ارمور فإهنا ضاللةٌ‪ ,‬فم أ ر نلأل منكم فعليه بسنيت وسنة اخلللال الراشدي‬
‫ل‬
‫ددثة بدعةٌ‪ ,‬وكل ٍ‬
‫بدعة ضاللةٌ)‪.207‬‬ ‫ا هديني عضوا عليها ابلنواتذ‪ ,‬و ايكم ودد ت ارمور فإن كل ٍ‬

‫‪ -‬ع أيب موسل ارشعر قا ‪ :‬صلينا ا غرب مع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬قلنا‪ :‬لو تلسنا يىت‬
‫ن لذ معه العشال‪ .‬قا ‪ :‬فجلسنا فخر علينا فقا ‪ :‬ما ملتم هاهنا‪ .‬قلنا‪ :‬اي رسو هللا صلينا معأل ا غرب‪,‬‬
‫كاذا‬
‫قلنا لت يىت ن لذ معأل العشال‪ .‬قا ‪ :‬أيسنتم أو أصبتم‪ .‬قا ‪ :‬فرفع رأسه ىل السمال‪ ,‬وكان ل‬
‫مما يرفع رأسه ىل السمال‪ ,‬فقا ‪ ( :‬النجوم أمنةٌ للسمال‪ ,‬فإنا نهبت النجوم أتل السمال ما توعد‪ ,‬وأان‬
‫أمنةٌ رصلايب فإنا نهبت أتل أصلايب ما يوعدون‪ ,‬وأصلايب أمنةٌ رميت فإنا نهع أصلايب أتل أميت‬
‫ما يوعدون)‪.208‬‬

‫‪ -‬ع عبد هللا ب مسعو رضذ هللا عنه أن رسو هللا صلل هللا عليه وسلم قا ‪( :‬ما م نيب بعاه هللا يف‬
‫أصلاب أيخذون بسنته ويقتدون أبمرف‪ ,‬هنا سلل م بعدهم‬ ‫ٍ‬
‫أمة قبلذ ال كان له م أمته يواريون و‬
‫ٌ‬

‫رواف الومذ (‪ , )2641‬واحلاكم يف ا ستدر (‪ .)218/1‬قا الومذ ‪ :‬ريع ال نعرفه مال هذا ال م هذا الوته‪ .‬وقا البغو‬ ‫‪206‬‬

‫يف ((شرح السنة)) (‪ ,)185/1‬وقا اب العريب يف ((عارضة اريون )) (‪ :)316/5‬يف لريقه عبد الرمح ب ماي اإلفريقذ‪ ,‬وقا عبد‬
‫احلق اإلشبيلذ يف ((اريكام الشرعية الكلل)) (‪[:)306/1‬فيه]عبدالرمح ب ماي ضعله ىي ب معني و ىي ب سعيد ومجاعة ذغا وقا‬
‫فيه أمحد ب ينبل ليت بشذل ‪ ,‬ويسنه ارلباين يف ((صليح سن الومذ )) (‪.)2641‬‬

‫‪ 207‬رواف أبو او (‪ )4607‬والومذ (‪ ,)2676‬واب ماته (‪ )40‬وأمحد (‪ ,)17184( )126/4‬واحلاكم (‪ .)176/1‬م يديث‬
‫ب سارية رضذ هللا عنها‪ .‬وصلله الومذ ‪ ,‬واجلورقاين يف ((ارابليل وا ناكذ)) (‪ )472/1‬وقا ‪ :‬بت مشهور‪ ,‬واب ا لق‬ ‫العراب‬
‫يف ((البدر ا نذ)) (‪ ,)582/9‬والعراقذ يف ((الباعث علل اخلالص)) (‪ )1‬وقا ‪ :‬مشهور‪ ,‬واب يجر يف ((موافقة اخلل اخلل))‬
‫(‪ )136/1‬وقا ‪:‬رتاله ثقات‪.‬‬

‫رواف مسلم (‪.)2531‬‬ ‫‪208‬‬

‫‪138‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫خلوف يقولون ما ال يلعلون ويلعلون ما ال ي مرون‪ ,‬فم تاهدهم بيدف فهو م م ٌ وم تاهدهم بلسانه‬
‫ٌ‬
‫فهو م م ٌ وم تاهدهم بقلبه فهو م م ٌ وليت ورال نلأل م اإللان يبة خر ٍ )‪.209‬‬

‫عد ودت آاثو ك رية ن ال لخل سث لى ا با الصضاب من ساو لى م هةهو‪ ،‬من ذلك‬

‫‪-‬قا عبدهللا ب مسعو رضذ هللا عنه‪( :‬م كان متأسيال فليتأر أبصلاب رسو هللا صلل هللا عليه وسلم‪,‬‬
‫قوم اختارهم‬
‫فإهنم كانوا أبر هذف ارمة قلوابل‪ ,‬وأعمقها علمال‪ ,‬وأقلها تكللال‪ ,‬وأقومها هدايل‪ ,‬وأيسنها ياالل‪ٌ ,‬‬
‫هللا ل لبة نبيه‪ ,‬و قامة ينه‪ ,‬فاعرفوا هلم فضلهم‪ ,‬واتبعوهم يف ر رهم‪ ,‬فإهنم كانوا علل اهلدل ا ستقيم)‪.210‬‬
‫‪-‬وقا أيضال رضذ هللا عنه‪ ( :‬ن هللا نظر يف قلوب العبا فوتد قلع ٍ‬
‫دمد صلل هللا عليه وسلم خذ قلوب‬
‫دمد فوتد قلوب أصلابه خذ‬‫العبا فاصطلاف لنلسه فابتعاه برسالته‪ ,‬نظر يف قلوب العبا بعد قلع ٍ‬
‫قلوب العبا فجعلهم ومرال نبيه‪ ,‬يقاتلون علل ينه‪ ,‬فما رأل ا سلمون يسنلا فهو عند هللا يس ٌ ‪ ,‬وما‬
‫رأواف سيئلا فهو عند هللا سي ٌ )‪.211‬‬

‫‪ -‬وع يذيلة رضذ هللا عنه قا ‪( :‬اتقوا هللا اي معشر القرال‪ ,‬وخذوا لريق م كان قبلكم ‪ ,‬فلعمر لئ‬
‫اتبعتموف لقد سبقتم سبقا بعيدا‪ ,‬ولئ تركتموف لينا و اال لقد ضللتم ضالال بعيدا)‪.212‬‬

‫ر م سلل و ن رفضأل النار‪ ,‬و اي وررال الرتا و ن مخرفوف‬ ‫‪ -‬وقا اروماعذ رمحه هللا‪( :‬عليأل‬
‫لأل ابلقو )‪.213‬‬

‫رواف مسلم (‪.)50‬‬ ‫‪209‬‬

‫رواف اب عبدالل يف ((تامع بيان العلم وفضله)) (‪ .)198/2‬قا ارلباين يف ((سريج مشكاة ا ابيح)) (‪ :)191‬منقطع‪.‬‬ ‫‪210‬‬

‫‪ 211‬رواف أمحد (‪ ,)3600( )379/1‬والبفار (‪ ,)212/5‬وأبو نعيم يف ((يلية اروليال)) (‪ .)375/1‬قا اب تيمية يف ((منها السنة))‬
‫(‪ :)77/2‬سنا ف معروف‪ ,‬وقا اب القيم يف ((اللروسية)) (‪ :)299‬بت ع اب مسعو ‪ ,‬ويسنه اب يجر يف ((ارمايل ا طلقة))‬
‫(‪ ,)65‬والعجلوين يف ((كشل اخللال)) (‪ ,)245/2‬وصلح سنا ف أمحد شاكر يف اقيق ((مسند أمحد)) (‪ )211/5‬وقا ‪ :‬وهو‬
‫موقوف علل اب مسعو ‪.‬‬

‫‪ 212‬رواف اب أيب شيبة يف ((ا نل)) (‪ ,)379/13‬واب عبدالل يف ((تامع بيان العلم وفضله)) (‪ ,)184/3‬واب عساكر يف ((اتريخ‬
‫مشق)) (‪ )292/12‬ورواف البخار (‪ .)7282‬بلله‪( :‬اي معشر القرال‪ ,‬استقيموا‪ ,‬فقد سبقتم سبقا بعيدا‪ ,‬فإن أخذمت لينا و اال‪,‬‬
‫لقد ضللتم ضالال بعيدا)‪.‬‬

‫تامع بيان العلم وفضله ‪.283/2‬‬ ‫‪213‬‬

‫‪139‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ -‬وقا ‪( :‬العلم ما تال ع أصلاب دمد وما مل جي ع وايد منهم فليت بعلم)‪.214‬‬

‫عمر ب عبد العفيف رضذ هللا عنه يف تواب رتل سأله ع القدر‪( :‬أما بعد‪,‬‬ ‫‪ -‬وكتع اخلليلة العا‬
‫أوصيأل بتقول هللا‪ ,‬واالقت ا يف أمرف‪ ,‬واتباع سنة نبيه صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬وتر ما أيدرت احملدثون بعد‬
‫ما ترت به سنته‪َ ,‬وُك ُلوا ُم نةَتَهُ‪ ,‬فعليأل بلفوم السنة‪ ,‬فإهنا لأل إبنن هللا ع مة‪ ,‬اعلم أنه مل يبتدع النار‬
‫بدعة ال قد مضل قبلها ما هو ليل عليها‪ ,‬أو علة فيها‪ ,‬فإن السنة منا سنها م قد علم ما يف خالفها‬
‫‪-‬ومل يقل اب كاذ‪ 215‬م قد علم‪ -‬م اخلطأ والفلل واحلمق والتعمق‪ ,‬فار لنلسأل ما رضذ به القوم‬
‫رنلسهم‪ ,‬فإهنم علل علم وقلوا‪ ,‬وبب ر انفذ كلوا‪ ,‬وَهلُم علل كشل ارمور كانوا أقول‪ ,‬وبلضل ما كانوا‬
‫فيه أوىل‪ ,‬فإن كان اهلدل ما أنتم عليه لقد سبقتموهم ليه‪ ,‬ولئ قلتم منا يدرت بعدهم‪ .‬ما أيدثه ال م‬
‫اتبع ذ سبيلهم‪ ,‬ور ع بنلسه عنهم‪ ,‬فإهنم هم السابقون‪ ,‬فقد تكلموا فيه ذا يكلذ ووصلوا منه ما‬
‫يشلذ‪ ,‬فما وهنم م مق ر‪ ,‬وما فوقهم م دسر‪ ,‬وقد ق ر قوم وهنم فجلوا‪ ,‬ولمح عنهم أقوام فغلوا‪,‬‬
‫و هنم بني نلأل لعلل هدل مستقيم‪.216)..‬‬

‫‪ -‬وقا الشعيب‪( :‬ما يدثو ع أصلاب رسو هللا صلل هللا عليه وسلم فخذ به‪ ,‬وما قالوا برأيهم فبل‬
‫عليه)‪.217‬‬

‫وارتسام‬ ‫‪ -‬وسئل أبو ينيلة رمحه هللا ‪ :‬ما تقو فيما أيدرت النار م الكالم يف ارعرا‬

‫فقا ‪ :‬مقاالت اللالسلة ‪ ,‬عليأل ابرثر ولريقة السلل ‪ ,‬و اي وكل ددثة ؛ فإهنا بدعة‪.218‬‬

‫‪ -‬وقا اإلمام أمحد‪( :‬أصو السنة عندان‪ :‬التمسأل ذا كان عليه أصلاب رسو هللا‪ ,‬واالقتدال هبم‪ ,‬وتر‬
‫البدع‪ ,‬وكل بدعة ضاللة)‪.219‬‬

‫وا ق و أن كل م ظ أنه لك أن يتك علل فهمه ون النظر يف فهم السلل‪ ,‬وأن فهمه نلأل خذ‬
‫م فهومهم‪ ,‬فقد أخطأ وضل السبيل‪ ,‬و(كل ه الل دجوبون ع معرفة مقا ير السلل‪ ,‬وعمق علومهم‪,‬‬

‫‪ 214‬تامع بيان العلم وفضله ‪.65/2‬‬


‫‪ 215‬أيد رواة ارثر‪.‬‬
‫‪ 216‬رواف أبو او (‪.)4614‬‬
‫‪ 217‬رواف عبدالرما يف (ا نل) ((‪.))20476‬‬
‫‪ 218‬اللتاول الكلل ‪.559/6‬‬
‫‪ 219‬أصو السنة لحمام أمحد ‪.14‬‬

‫‪140‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وقلة تكللهم‪ ,‬وكما ب ائرهم‪ ,‬واتهلل ما امتام عنهم ا تأخرون ال ابلتكلل واالشتغا ابرلراف اليت‬
‫كانت غة القوم مراعاة أصوهلا‪ ,‬وضبف قواعدها‪ ,‬وشد معاقدها‪ ,‬وغمهم مشمرة ىل ا طالع العالية يف‬
‫كل شذل‪ ,‬فا تأخرون يف شأن‪ ,‬والقوم يف شأن رخر‪ ,‬وقد تعل هللا لكل شذل قدرا)‪ 220‬فة(جيع علل كل‬
‫انظر يف الدليل الشرعذ مراعاة ما فهم منه ارولون‪ ,‬وما كانوا عليه يف العمل به‪ ,‬فهو أيرل ابل واب‪,‬‬
‫و(ال بد م القو أبن فهمهم يف الشريعة أمت‪ ,‬وأيرل ابلتقدمي)‪( ,222‬وقلما‬ ‫‪221‬‬
‫وأقوم يف العلم والعمل)‬
‫تقع ا خاللة لعمل ا تقدمني ال م أهل هذا القسم)‪ 223‬م ليت (م أهل االتتها و منا أ خل نلسه‬
‫فيه لطا أو مغالطة ن مل يشهد له ابالستلقا أهل الرتبة وال رأوف أهال للدخو معهم)‪ 224‬فة(احلذر احلذر‬
‫ال صواب أو خطأ‪ ,‬فكل‬ ‫م يخاللة ارولني فلو كان فضل ما‪ ,‬لكان ارولون أيق به)‪( 225‬وليت‬
‫م خالل السلل ارولني فهو علل خطأ)‪.226‬‬

‫تام اه من مشكل الت يح إت إ ادة القرا ة‬


‫مما أت به ال حي لى هللا لوه سلو أ مركز الصرا يف مارك اللوو سو تقح ن بواه من مركز‬
‫(الت زيح) إت مركز (الت يح)‪ ،‬فقد صح ع أيب سعيد اخلدر رضذ هللا عنه أنه قا ‪ :‬كنا تلوسال ننتظر‬
‫بيوت نسائه‪ ,‬قا ‪ :‬فقمنا معه‪ ,‬فانقطعت نعله‬ ‫رسو هللا صلل هللا عليه وسلم فخر علينا م بع‬
‫قام ينتظرف وقمنا‬ ‫فتخلل عليها علذ خي لها‪ ,‬فمضل رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ومضينا معه‪,‬‬
‫قاتلت علل تنفيله) فاستشرفنا وفينا أبو بكر‬
‫معه‪ ,‬فقا ‪ ( :‬ن منكم م يقاتل علل مويل هذا القررن كما ُ‬
‫وعمر فقا ‪( :‬ال‪ ,‬ولكنه خاصل النعل) قا ‪ :‬فجئنا نبشرف‪ ,‬قا ‪ :‬وكأنه قد مسعه‪.227‬‬

‫وما م شأل أن مساية اجلد واالختالف يف جما (فهم النث) أوسع وأكل م مساية اجلد يف جما‬
‫(ثبوت النث) وهو أيخذ صورال وأشكاالل متعد ة‪ ,‬كما أنه متلاوت يف رتة االحنراف ويدته‪ ,‬لك يقلف‬

‫‪ 220‬شرح الطلاوية ‪.76‬‬


‫‪ 221‬ا وافقات ‪289/3‬‬
‫‪ 222‬ا وافقات ‪.132/4‬‬
‫‪ 223‬ا وافقات ‪.287/3‬‬
‫‪ 224‬ا وافقات ‪.286/3‬‬
‫‪ 225‬ا وافقات ‪.280/3‬‬
‫‪ 226‬ا وافقات ‪.281/3‬‬
‫‪ 227‬رواف اإلمام أمحد يف ا سند (‪ ,)11790‬وصلله ارلباين يف ((السلسلة ال ليلة)) (‪.)2487‬‬

‫‪141‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يف مشهد االحنراف يف ابب اللهم م طللان يعدان م أكار ا طللات يضورال يف معركة اللهم‪,‬‬
‫أيدغا يعل ع يالة مرخيية ال تفا قائمة وياضرة‪ ,‬وارخرل تعل ع يالة أكار ع رية ويداثة‪ ,‬وغا‪:‬‬

‫‪ -‬الت يح‬

‫‪ -‬إ ادة القرا ة‬

‫وليت الق د استيعاب الكالم يو هاتني القضيتني و منا الق د اإلشارة ىل أهم أوته ا عارضة اليت تقع‬
‫ابسم هاتني ا مارستني سألة التسليم هلل ورسوله صلل هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ :‬ما ما يتالق ابلت يح‬

‫فهو يف اجلملة يدور علل معنيني صليلني‪:‬‬

‫‪ -‬التلسذ‪ ,‬ومنه قو اب عبار ماالل‪( :‬أان مم يعلم مويله) أ تلسذف‪ ,‬ومنه قو اإلمام الطل يف‬
‫تلسذف‪( :‬وقا أهل التأويل كذا) (ومويل ارية عندان كذا) أ تلسذها‪.‬‬

‫‪ -‬احلقيقة اليت ي و ليها الشذل‪ ,‬ومنه قوله تعاىل‪( :‬هذا مويل رؤاي م قبل)‪ ,‬وقوله‪( :‬هل ينظرون ال‬
‫مويله يوم أييت مويله يقو الذي نسوف م قبل قد تالت رسل ربنا ابحلق فهل لنا م شلعال فيشلعوا لنا‬
‫أو نر فنعمل ذ الذ كنا نعمل قد خسروا أنلسهم وضل عنهم ما كانوا يلوون)‪.‬‬

‫وعليهما يدور تلسذ كلمة التأويل يف خطاب الويذ‪.‬‬

‫ملح الكملمو ‪:‬هل رف اللفظ ن االوتمال الرا ح إت اوتمال مر لح‬ ‫أما الت يح يف اال‬
‫او‪:‬‬ ‫لقري‬

‫معىن معهو ال يف العربية وابلتايل فال ي ح تنفيل خطاب الويذ عليه فال يقا‬
‫وهو م طلح يا رت وليت ل‬
‫يف قو هللا تعاىل ماالل‪( :‬وما يعلم مويله ال هللا والراسخون يف العلم) أن ا را به هذا ا دلو االصطاليذ‬
‫اخلاص‪.‬‬

‫فا اخذة ليت يف االصطالح علل معىن ٍ‬


‫خاص للتأويل‪ ,‬فارصل أن ال مشاية يف االصطالح‪ ,‬لك‬
‫ا شاية يف تنفيل كالم هللا ورسوله علل هذا ا عىن ا ولد‪ ,‬وا شاية يف اريل كالم هللا ورسوله عل بوابة‬
‫التأويل‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ولست ب د مناقشة ما يت ل إبثبات معىن التأويل الكالمذ وما يوتع عليه م ثبات لللقيقة واجملام‬
‫يف اللغة و ذ نلأل‪ ,‬و منا ا ق و بيان ما وقع م احنراف يف فهم الويذ ات نريعة التأويل‪.‬‬

‫أ ح مشكل الت يح يف البا ث‬

‫فأصل ا شكلة هو يف سبق مجلة م ارصو والعقائد وايتالهلا موقع ال دارة يف النلت علل يساب‬
‫الويذ‪ ,‬فإنا وقع يف الويذ ما يعكر صلو تلأل ارصو فإنه يتم الكر عليها ابلتلريل ات مسمل‬
‫التأويل‪ ,‬يقو اإلمام اب القيم مبينال هذف اإلشكالية ا نهجية يف التعالذ مع ن وص الويذ‪:‬‬

‫( وقوق األمر أ كح طائف ت ل ما خيالخل حنلتها مذهبها ‪:‬الاواو لى ما يت ل ما ال يت ل هل‬


‫املذهب الذإ ذهبم إلوه‪ ،‬القلا د اليت أ لتها ‪:‬ما ا‪:‬قها أعر ن مل يت للن‪ ،‬ما تالفها ‪:‬إ‬
‫أمك هو د‪:‬اه إال أت للن)‪.228‬‬

‫فالواتع شرعال هو االنطال م الويذ ابتدالل للبال لالهتدال‪ ,‬في خذ بظاهرف ويعتقد ما مل يد ليل شرعذ‬
‫معتل يوتع االنتقا ع ا عىن الظاهر ا لهوم‪ ,‬يقو اإلمام الشافعذ رمحه هللا‪:‬‬
‫‪229‬‬
‫ظاهر)‬ ‫لى ظاهرن و أتيت دالل م ه أ س أ إمجا انه لى ابطن د‬ ‫( القرآ‬

‫وقا اإلمام الطل ‪:‬‬

‫( دري ائز رك الظاهر املفهل إت ابطن ال دالل لى ضته)‪.230‬‬

‫أماوات الت يح الفاسد‬

‫والذ جيمع التأويل اللاسد يقيقةل هو انعدام الدليل ا وتع لالنتقا م معىن ىل معىن‪ ,‬وله أمارات‬
‫وعالمات منها‪:231‬‬

‫‪ 228‬ال واعق ا رسلة ‪.230/1‬‬


‫‪ 229‬الرسالة ‪.580‬‬
‫‪ 230‬تلسذ الطل ‪.621/1‬‬
‫‪ 231‬وهذ ملخ ة م كالم اب القيم يف ال واعق ا رسلة ‪ 187/1‬وما بعدف‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مويل النث ذا ال تمله بوضعه اللغو كتأويل االستوال ابالستيالل يف قوله تعاىل‪ ( :‬استول علل العرش)‬ ‫‪-1‬‬
‫فإن هذا مما ال يعرف يف العربية أصالل‪.‬‬
‫التأويل ذا ال تمله اللله ببنيته اخلاصة م تانية أو مجع و ن ايتمله ملر ا كتأويل قوله تعاىل‪ ( :‬ا خلقت‬ ‫‪-2‬‬
‫بيد )‪.‬‬
‫التأويل ذا ال تمله سياقه وتركيبه و ن ايتمله يف ذ نلأل السيا كتأويل قوله تعاىل‪( :‬هل ينظرون ال‬ ‫‪-3‬‬
‫أن متيهم ا الئكة أو أييت ربأل أو أييت بع رايت ربأل ارنعام) أبن تيان الرب تيان بع رايته اليت‬
‫هذ أمرف وهذا أيابف السيا كل اإلابل فإنه لتنع محله علل نلأل مع التقسيم والو يد والتنويع‪ .‬وماله مويل‬
‫قوله صلل هللا عل يه وسلم‪ ( :‬نكم ترون ربكم عياان كما ترون القمر ليلة البدر صلوا ليت ونه سلاب‬
‫وكما ترون الشمت يف الظهذة صلوا ليت وهنا سلاب) فتأويل الرؤية يف هذا السيا ذا خيالل يقيقتها‬
‫وظاهرها يف اية االمتناع وهو ر وتكذيع تسو صايبه ابلتأويل‪.‬‬
‫التأويل ذا مل ي لل استعماله يف نلأل ا عىن يف لغة ا خالع و ن أُلل يف االصطالح احلا رت‪ ,‬كتأويل‬ ‫‪-4‬‬
‫قوله تعاىل‪( :‬فلما أفل) ابحلركة‪ ,‬االستدال حبركته علل بطالن ربوبيته‪ ,‬وال يعرف يف اللغة اليت نف هبا‬
‫القررن أن ارفو هو احلركة البتة يف موضع وايد‪.‬‬
‫مويل اللله الذ الر استعماله يف معىن هو ظاهر فيه ومل يعهد استعماله يف ا عىن ا و أو عهد‬ ‫‪-5‬‬
‫استعماله فيه ان رال فتأويله ييث ور ومحله علل خالف ا عهو م استعماله ابلل فإنه يكون تلبيسال‬
‫وتدليسال يناق البيان واهلداية بل نا أرا وا استعما مال هذا يف ذ معناف ا عهو يلوا به م القرائ ما‬
‫ي بني للسامع مرا هم به لئال يسبق فهمه ىل معناف ا ألوف وم ممل لغة القوم وكما هذف اللغة ويكمة‬
‫واضعها تبني له صلة نلأل‪ ,‬ونلأل كتأويل قوله تعاىل‪( :‬وكلم هللا موسل تكليمال) أنه م الكلم أ اجلرح‪.‬‬
‫كل مويل يعو علل أصل النث ابإلبطا فهو ابلل‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫مويل اللله الذ له معىن ظاهر ال يلهم منه عند لالقه سواف اب عىن اخللذ الذ ال يطلع عليه ال أفرا‬ ‫‪-7‬‬
‫م أهل النظر والكالم‪ ,‬كتأويل لله اريد الذ يلهمه اخلاصة والعامة ابلذات اجملر ة ع ال لات اليت‬
‫ال يكون فيها معنيان بوته ما فإن هذا لو أمك ثبوته يف اخلار مل يعرف ال بعد مقدمات لويلة صعبة‬
‫تدال فكيل وهو دا يف اخلار و منا يلرضه الذه فرضا يستد علل وتو ف اخلارتذ فيستليل وضع‬
‫اللله ا شهور عند كل أيد هلذا ا عىن الذ هو يف اية اخللال ‪.‬‬
‫التأويل الذ يوتع تعطيل ا عىن الذ هو يف اية العلو والشرف و طه ىل معىن ونه ذراتع كاذة‬ ‫‪-8‬‬
‫وهو شبيه بعف سلطان ع ملكه وتوليته مرتبة ون ا لأل بكاذ مااله مويل اجلهمية قوله تعاىل‪( :‬وهو‬
‫القاهر فو عبا ف) وقوله سبلانه‪( :‬خيافون رهبم م فوقهم) ونظائرف أبهنا فوقية الشرف كقوهلم الدرهم فو‬
‫الللت والدينار فو الدرهم‪ ,‬فتأمل تعطيل ا تأولني يقيقة اللوقية ا طلقة اليت هذ م خ ائث الربوبية‬
‫وهذ ا ستلفمة لعظمة الرب تل تالله ويطها ىل كون قدرف فو قدر بج ر م وأنه أشرف منهم‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مويل اللله ذعىن مل يد عليه ليل م السيا وال معه قرينة تقتضيه‪ ,‬فإن هذا ال يق دف ا بني اهلا‬ ‫‪-9‬‬
‫بكالمه ن لو ق دف حلل ابلكالم قرائ تد علل ا عىن ا خالل لظاهرف يىت ال يوقع السامع يف اللبت‬
‫واخلطأ فإن هللا سبلانه أنف كالمه بياانل وهدل فإنا أرا به خالف ظاهرف ومل ال به قرائ تد علل‬
‫ا عىن الذ يتبا ر ذف ىل فهم كل أيد مل يك بياانل وال هدل‪.‬‬

‫فهذف بع الوتوف اليت يتبني هبا لبيعة التأويل البالل ا ذموم‪ ,‬ويف اجلملة فلقيقة التأويل البالل أنه م‬
‫قبيل التالعع ابلن وص واريلها ع معانيها‪ ,‬وهو م تنت اإلحلا يف رايت هللا‪َّ ِ( ,‬ن الَّ ِذي َ يةُل ِل ُدو َن‬
‫رايتِنَا ال َخي َلو َن َعلَيةنَا أَفَ َم يةُل َقل ِيف النَّا ِر َخ ٌذ أ ََّم َأيِيت ِرمنال يةَوَم ال ِقيَ َام ِة)‪ .‬قا ذ وايد م السلل‬
‫ِيف َ‬
‫رايتِنَا‪ ,‬أ يضعوهنا يف ذ مواضعها‪ .‬وقا اإلمام اب القيم‪:‬‬ ‫ِ‬
‫يف هذف ا ية‪ :‬يةُلل ُدو َن ِيف َ‬
‫ا حلاد ‪:‬إنه هل املوح ابل صلص ن ما هو لوه إما ابل ان ‪:‬وها أ‬ ‫( ‪:‬ت يح التضريخل من‬
‫إبترا ها ن وقائقها مع ا عراو بلفظها)‪.232‬‬

‫واريل معاين الن وص مع بقال اللله علل ما هو عليه م سن اليهو الذي وصلهم هللا بقوله‪:‬‬
‫اّلل َُّ َُىلِرفُونَهُ ِم بةَع ِد َما َع َقلُوفُ َوُهم يةَعلَ ُمو َن)‪ .‬قا اب تيمية رمحه هللا‪:‬‬
‫(يسمعو َن َكالم َِّ‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫( ملا كا ال حي لى هللا لوه سلو عد أت أ هذن األم تبع س ن من عبلها وذ القذة ابلقذة‬
‫ب أ يكل ‪:‬وهو من حيرف الكلو ن ملاعاه‪: ،‬وغري‬ ‫و لل دتللا ضر عب لدتلتملن‪،‬‬
‫‪:‬وما أت هللا به‪ ،‬أ أمر به)‪.233‬‬ ‫مات الكتاب ال‬

‫و نا مملت يف أكار أ وات البالل شيوعال يف اللر ا نلرفة فستجد التأويل اللاسد يقل علل رأر‬
‫القائمة‪ ,‬وصد اب القيم ن قا ‪:‬‬
‫يخل الب مل ِّ‬
‫يح ذإ التضر ِّ‬
‫أت ِّ‬ ‫هذا أ ُح بلو ِّ ا سملِّ من‬

‫وفد خلث اب بةَرهان ملاسد التأويل اللاسد بقوله‪:‬‬

‫‪ 232‬ال واعق ا رسلة ‪.217/1‬‬


‫‪ 233‬جمموع اللتاول ‪.130/25‬‬

‫‪145‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الز ُّ‬
‫ال إال ابلت يح الفاسد)‪.234‬‬ ‫يز َّل َّ‬
‫( ملَ ِّ‬

‫أما إ ادة عرا ة ال ص‬

‫فهو صورة م صور الغلو يف تلعيل أ اة التأويل يف فهم الويذ‪ ,‬وأيخذ صورال وأمسال متعد ة ومناهج يختللة‬
‫يف مقاربة النث‪ ,‬وهذ مع تعد مسالكها ومشارهبا تتشار يف مجلة م القضااي الكلية والدوافع احملركة‬
‫صوب تبج هذف الرؤية يف التعالذ مع الويذ‪ ,‬فأصلاهبا يف اجلملة ينطلقون يف قرال م للويذ بضغف‬
‫توغات أن معضلة التخلل السائد يف العامل اإلسالمذ انش ع االستمسا بظواهر الويذ وأنه رتل‬
‫اقيق احلداثة والنهضة ال بد م تطوير أ وات التعامل مع الويذ ذا يستبقذ أللاظه و يد معانيه ويسهل‬
‫عملية شل تلأل ارللاظ بقيم احلداثة وا عاصرة نات مرتعيات مسبقة وخارتة علل النث‪.‬‬

‫ولنا أن نتسال هنا‪ :‬انا يبذ ه الل تهدال ضافيال يف مقاربتهم للويذ فيلتفمون عا ة تلسذف ذا يتاللم‬
‫مع منظومتهم اللكرية ا سبقة و انا ال يعمدون مباشرة ىل اييد الويذ أبللاظه ومعانيه م ا شهد‬
‫ابلكلية بد داوالت االستبقال علل اللله ويدف مع تهو التخلث م ا عىن‪ ,‬خ وصال وأنه يعل ع‬
‫ا وقل اركار انسجامال مع الت ور العلماين‬

‫راكه ذاليظة لبيعة احلاضنة الشعبية اليت يضطر العلمانيون العرب للتعامل معها‪ ,‬فم‬ ‫واجلواب لك‬
‫ارممات اليت مرت ابلعلمانيني العرب ربة النقد ا باشر جلملة م الت ورات الشرعية كلاكمية الشريعة‬
‫واجلها والوالل واللال وأيكام احلدو واحلجاب ‪ ...‬اخل واليت أفضت ىل مجو ا شروع العلماين العريب‬
‫وعدم تقدمه ومتد ف يف ا شهد العريب واإلسالمذ‪ ,‬بل أ ل يف احلقيقة ىل يالة م التقهقر والواتع هلذا‬
‫ا شروع‪ ,‬ن ولد هذا اهلجوم السافر للقيم الشرعية مفيدال م الابات والت لع علل ا با ئ الشرعية‪ ,‬وأكد‬
‫هذا اهلجوم علل لبيعة العدال الواقع م تلأل النخع العلمانية وأهنا ليست عدالل تيارايل بني ال ل العلماين‬
‫واإلسالمذ بقدر ما هذ يالة م العدال بني اإلسالم ناته والعلمانية‪ ,‬هذف الوضعية م ا عاانة أقنعت‬
‫ليلال ال أبر به م العلمانيني العرب بضرورة التخلذ ع فكرة اإلق ال ا باشر للويذ واييدف م عملية‬
‫ارة احلياة العامة‪ ,‬وضرورة التعالذ مع الويذ لتمرير ت ورا م اللكرية م خالله ونلأل عل اييد مضامينه‬
‫ومعانيه ذ ا توافقة مع رؤاهم‪ ,‬وشلنه ذضامني فكرية تديدة عل أ وات يداثية يف فهم النث وقرالته‪,‬‬

‫‪ 234‬البلر احمليف للفركشذ ‪.25/3‬‬

‫‪146‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يقو دمد عابد اجلابر معلال ب راية ٍ‬


‫اتمة ع عدم مكان التجديد والتلديث يف الول العريب بعيدال‬
‫ع التلاعل مع الوارت‪:‬‬

‫(ال سبوح إت التةديد التضديث حنن نتضدث ن الاقح الاريب إال من داتح الرتاث نف ه بلسائله‬
‫إمكانوا ه الذا و أ اله)‪.235‬‬ ‫ا ا‬

‫وافعه الشخ ية لالهتمام ابلوارت‪:‬‬ ‫بل يكشل ب راية أكار ع‬

‫هل اآل من أ ح الرتاث ذا ه‪ ،‬بح هل من أ ح‬ ‫( احلق أ اهتمامو ابلرتاث مل يكن من عبح لو‬
‫وداع نت لع إلوها)‪.236‬‬

‫فنطا عملية التلديث اروسع هذ الوارت نلسه ذا يستدعذ تلاعالل معه‪ ,‬وسليته م معانيه الواثية و عا ة‬
‫شلنه اب ضامني احلداثية الع رانية‪ ,‬وهو ما ي رح به اجلابر يني يكشل ع لبيعة التلاعل الذ‬
‫يدعو ليه مع الوارت فيقو ‪:‬‬

‫( إ الق وا اليت ند ل إلوها لو م الق وا مع الرتاث بح الق وا مع نل من الاملع مع الرتاث‪،‬‬


‫الق وا اليت سلل ا من "كائ ات راعو " إت كائ ات هلا راث)‪.237‬‬

‫وقد كشل اجلابر بشكل واضح متامال ع يقيقة هذف العالقة مع الوارت واليت يطالع ابلقطيعة‬
‫معها‪:‬‬

‫(إ ما ند ل إلوه هل التخلو ن الفهو الرتاعو للرتاث)‪.238‬‬

‫ويالة الوعذ حبجم مثذ الوارت والسلل يف يياتنا اللكرية ليست يبيسة اجلابر ويدف بطبيعة احلا ‪,‬‬
‫بل هذ ياضرة عند ذف أيضال م ا لكري العرب‪ ,‬فهذا تركذ الربيعو يقو ماالل‪:‬‬

‫( ا اب الاريب املاا ر هل ت اب حمكل ب لخل‪ ،‬امل للب سريرن من وبق ال لخل‪ ،‬هذا ما عادان‬
‫إلوه اجلابرإ)‪.239‬‬

‫‪ 235‬بنية العقل العريب ‪.568‬‬


‫‪ 236‬دمد عابد اجلابر يف ا سألة الاقافية ‪.250‬‬
‫‪ 237‬حن والوارت ‪.21‬‬
‫‪ 238‬حن والوارت ‪.21‬‬
‫‪ 239‬احملاكمة واإلرهاب ‪ ,‬ص ‪.32‬‬

‫‪147‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ويقو ليع تفيج م كدال علل ضرورة " عا ة قرالة الويذ" ذا ال يلغذ م يالة "الاقة" فيه‪:‬‬

‫لى حنل "حيتفظ" ‪:‬وه ابل ق يف أنه "ومح للااملني" أإ للبشر املختلفو‬ ‫(ال بد من إ ادة عرا ة القرآ‬
‫التل هات املصاحل األ‪:‬ها )‪.240‬‬

‫بطبيعة احلا رة مجا يف ملهوم (الاقة) هنا‪ ,‬و(نسبية) عائدة ىل لبيعة ا تكلم هبا‪ ,‬بل رة را ة‬
‫ىل النظر ىل القررن م خال ملهوم (العا ية) ذا يتضم ‪-‬حبسع ت ور ليع‪ -‬قابيلة واسعةل م‬
‫ٍ‬
‫يالة م القطيعة احلا ة اليت يريد قامتها بني‬ ‫التأويالت والتلسذات‪ ,‬ولذا يتلدرت بعد أسطر قالئل ع‬
‫القرالات ا تقدمة ا تقدمة للويذ والقرالة الاليقة‪ ,‬فيقو ‪:‬‬

‫ه نظر قل لى التبصر التاقح‬ ‫(إن ا جند أ جيب أ جند نصل اه ودي و أتر لح لى‬
‫تج أنخا اه‬ ‫من ن هنا إال أ‬ ‫االنفتاح يف "عرا ة القرآ " يف لقو األعر إ "الا ا " ودها لو‬
‫ّإماات‪ ،‬يقتا ل مما يقدمه اآلتر إلوهو هكذا‪: ،‬قد أعضى م قواه عر وايه أ ووز ال حي اجملرب‬
‫بني "الالما " "ال فها " "إ الالما مهتهو الر اي ‪ ،‬إ ال فها مهتهو الر اي ")‪.241‬‬

‫ال ص املفتلح أسار القرا ة اجلديدة‬


‫ولك القو أبن ارصل اليت تقوم عليها كافة مدارر ديد القرالة هو تعل الويذ ن ال ملتويال ذ‬
‫خاضع عىن دد ‪ ,‬بل هو فضال ٍ‬
‫عان ومويالت متكاثرة متعد ة‪ ,‬وابلتايل فلكل قارئ ربته اخلاصة مع‬
‫الويذ وله فهمه اخلاص‪ ,‬يقو دمد أركون ماالل‪:‬‬

‫( القرآ نص مفتلح لى مجوع املاا ‪ ،‬ال وكن ألإ ف ري أ أت يح أ يغلقه أ ي ت فدن بشكح‬
‫هنائو "أوعلذك و")‪.242‬‬

‫وال تعدو هذف التقريرات بعد فل ها والنظر فيها أن تكون استجالابل رست وأ وات (اهلرمينوليقيا‪/‬ف‬
‫فهم ومويل الن وص يداثيال) و(ارلسنية احلدياة) و(أركيولوتيا النث) وتطبيقها يف عملية فهم القررن‬
‫والسنة اب عال انعدام اللالة يف القرالة‪ ,‬ونسبية ا عرفة‪ ,‬وموت ا لل‪ ,‬وخرافة الق دية‪ ,‬والهنائية ا عىن‪,‬‬

‫‪ 240‬النث القررين ‪.270‬‬


‫‪ 241‬النث القررين ‪.270‬‬
‫‪ 242‬اترخيية اللكر العريب اإلسالمذ ‪.145‬‬

‫‪148‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يف فرا ات النث وما بني‬ ‫وانلتاح النث‪ ,‬وتعد ية اللهم‪ ,‬والقرالة الرمفية‪ ,‬والداللة اإل ائية‪ ,‬والتلتي‬
‫السطور‪ ,‬وارشكلة والفيفية ‪..‬اخل‪ ,‬ذا يتيح اجملا واسعال لعباية القرالة بعيدال ع واتبات االستهدال‬
‫ابلويذ وتطلع مرا هللا ورسوله منه‪.‬‬

‫ن ارمر ببسالة ال يعدو أن يكون يف يقيقته تلريغال لداللة الويذ م كل معىن و يالته ىل نث هالمذ‬
‫سيىلا يلغذ ورف يف التوتيه واإلرشا واهلداية‪ ,‬بل ويلغذ احلاتة ىل السعذ اجلا يف تلمت هذف اهلداية ن‬
‫هذ معدومة أصالل‪.‬‬

‫واحلق أننا أمام يالة صا مة مكشوفة يف كيلية تلاعل اهلول مع الويذ‪ ,‬ن منطلقات هذف ا درسة منطلقات‬
‫ذ نفيهة وال موضوعية ن تطلع مرا ا تكلم ابلويذ ‪-‬وهو أصل بدهذ يف التعالذ مع أ كالم ع‬
‫عنأل التعالذ مع كالم هللا ا وضوع للهداية‪ -‬ذ ياضر أصالل يف هذف ا مارسات العباية‪ ,‬بل احلاضر‬
‫مفا رخر يلعل فعله عند قرالة الويذ‪ ,‬ولذا فالواقع يشهد أبن أولئأل ال يتعاملون مع الويذ ال ابعتبارف‬
‫مشكلة ُ تا ىل التخلث منها بتلييد ما يناسع نا ا فا م ا عاين عل خضاع الويذ للتلليل‬
‫السيميائذ ارلسج‪ ,‬وا قارابت التارخيية السوسيولوتية‪ ,‬ومناهج التلكيأل و عا ة البنال‪ ,‬والنظرات‬
‫ا قاصدية‪ ,‬و ذ نلأل‪.‬‬

‫وكا القرا ة اجلديدة‬


‫مجلة م ا مارسات التأويلية هلذف ا دارر احلداثية لتعرف يجم العبث الذ متت‬ ‫ويكلذ أن تستعر‬
‫ممارسته ات نريعة عا ة قرالة الويذ و ديد الوارت‪.‬‬

‫فباسم ديد القرالة مت العبث أبيكام احلدو كإنكار يد الرتم ويد الر ة واستبدا القطع يف يد السرقة‬
‫ابلسج و ذ نلأل‪ ,‬كما مت العبث أبيكام ارسرة كنظام القوامة‪ ,‬ونظام الطال ‪ ,‬ونظام احلضانة‪ ,‬ونظام‬
‫التعد ‪ ,‬ويرمة اإلتها ‪ ,‬وكذلأل مت العبث أبيكام ا واريث ابلتسوية مطلقال بني الذكر وارنال يف ا ذارت‪,‬‬
‫ومل يسلم م هذا العبث يىت أيكام التعبد كال الة والفكاة وال يام واحلج‪ ,‬بل وال اريكام العقدية‬
‫ا تعلقة ذجا اإلهليات أو النبوات أو مبايث اإللان والكلر ومآ أهل الكتاب والكلار يف ا خرة‪,‬‬

‫‪149‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وا وقل م اترخيية الق ث القررين‪ ,‬وا وقل م ا غيبات كالعرش والكرسذ وا الئكة واجل والشيالني‬
‫وال راط والسجالت و ذ نلأل فكلها ال تعدو أن تكون ت ورات أسطورية ‪ ...‬اخل‪.‬‬

‫ولك الوقوف علل تلاصيل هذف التلريلات منسوبة ىل أصلاهبا يف الرسالة القيمة للدكتور خالد السيل‬
‫(ظاهرة التأويل احلدياة يف اللكر العريب ا عاصر ‪ ..‬راسة نقدية سالمية)‪ ,‬واليت كشل فيها اتريخ هذف‬
‫الظاهرة‪ ,‬وأهم رمومها وشخوصها‪ ,‬وارصو اليت مسست عليها‪ ,‬وجماالت عملها‪ ,‬مع رؤية نقدية معمقة‬
‫يوهلا‪ .‬وكذلأل لك الرتوع ىل كتاب الدكتور أمحد الطعان وا عنون (العلمانيون والقررن الكرمي ‪ ..‬اترخيية‬
‫النث) وهو كتاب موسوعذ ضخم يف معاجلة توانع متعد م هذف الظاهرة العباية احلدياة‪ ,‬وقد بث يف‬
‫ثنااي حباه مجلة واسع لة م النمان العملية هلذف ا ماسرة العباية‪ ,‬وسر ات عنوان (اإلسالم العلماين‬
‫اجلديد)‪ 243‬عد ال ال أبر به م ا لاهيم والعقدية واللقهية واليت مت عا ا قرال ا وفق الذهنية‬
‫العلمانية‪/‬احلداثية‪.‬‬

‫وأصد القارئ أبين ذ متلمت كاذال لتقدمي رؤية نقدية مل لة ال اهات ديد الوارت و عا ة القرالة‪,‬‬
‫العتباري أساسيني‪:‬‬

‫األ ل ‪ :‬أن ائرة اجلد بني اال اف اإلسالمذ واال اف العلماين هنا يدور يو مسألة بدهية‪ :‬بني رؤية‬
‫عل للنث معىن شرعيال معتلال جيع السعذ يف تطلبه‪ ,‬وبني رؤية ااو لغال ق دية الويذ إبلغال ا عىن‪.‬‬
‫والتدليل علل صوابية الرؤية اإلسالمية هنا يف مقابل الرؤية العلمانية أوضح وأتلل م أن يتطلع له‬
‫تلاصيل ار لة‪ .‬وكم م تد يف البدهيات يلضذ ىل ضعاف بدهيتها عند البع ‪ ,‬ويعطذ انطباعال‬
‫متوغال بدخوهلا يف ائرة الظنيات‪.‬‬

‫ال ا ‪ :‬أن الدراسات العلمية ا عمقة واجلا ة هلذا اال اف متوافرة حبمد هللا‪ ,‬ولك الرتوع ليها لبنال ت ور‬
‫كان را بال فيه‪ ,‬فم تلأل الكتاابت‪:‬‬ ‫متكامل يو لبيعة هذا اال اف والرؤية النقدية له‬

‫‪ -‬ظاهرة التأويل احلدياة يف اللكر العريب ا عاصر خلالد السيل‪.‬‬

‫‪ 243‬العلمانيون والقررن الكرمي "اترخيية النث" ‪.841-832‬‬

‫‪150‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ -‬احلداثيون العرب يف العقو الاالثة ارخذة والقررن الكرمي للجيالين ملتاح‪.‬‬

‫‪ -‬العلمانيون والقررن الكرمي ‪ ..‬اترخيية النث رمحد الطعان‪.‬‬

‫‪ -‬القررن وأوهام القرالة ا عاصرة جلوا علانة‪.‬‬

‫‪ -‬افت القرالة ا عاصرة نذ الشواف‪.‬‬

‫‪ -‬القررن الكرمي والقرالة احلداثية لللس العباقذ‪.‬‬

‫‪ -‬القرالة اجلديدة للنث الديج لعبداجمليد النجار‪.‬‬

‫‪ -‬بدعة عا ة فهم النث حملمد ا نجد‪.‬‬

‫‪ -‬مويل النث القررين بني احلداثة وا عاصرة لعبلة عمذش ‪.‬‬

‫‪ -‬التيار العلماين وموقله م تلسذ القررن الكرمي (عر ونقد ) ىن الشافعذ ‪.‬‬

‫‪ -‬عول القرالات ا عاصرة للقررن الكرمي‪ :‬راسة اليلة نقدية رمحد بشذ قباوة‪.‬‬

‫‪ -‬خطاابت عول فلسلة التأويل اهلرمنيوليقذ للقررن الكرمي للهمذ سامل مبذ ‪.‬‬

‫‪ -‬العلمانيون والقررن ل الح يعقوب ‪.‬‬

‫‪ -‬القرالة ا عاصرة ات اجملهر لسليم اجلايب ‪.‬‬

‫‪ -‬القرالة ا عاصرة للقررن يف ا يفان رمحد عمران ‪.‬‬

‫‪ -‬القرالات ا عاصرة للقررن الكرمي يف ضول ضوابف التلسذ حملمد دمو كالو‪.‬‬

‫افت القرالة ىل أفق التدبر لقطع الريسوين‪.‬‬ ‫‪ -‬النث القررين م‬

‫‪ -‬القرالة ا عاصرة جمر تنجيم ‪ ..‬كذب ا نجمون ولو صدقوا لسليم اجلايب‪.‬‬

‫‪ -‬ا اركسالمية والقررن حملمد صياح ا عروا ‪.‬‬

‫‪ -‬ارست اخلاسرة للقرالة ا عاصرة أمون اجلوجياين‪.‬‬

‫‪ -‬اإلشكالية ا نهجية يف القررن والكتاب ‪ ..‬راسة نقدية اهر ا نجد‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ -‬بيضة الديأل ‪ ..‬نقد لغو لكتاب‪ :‬الكتاب والقررن ليوسل ال يداو ‪.‬‬

‫‪ -‬القررن والتلسذ الع ر ‪ ..‬هذا بالغ للنار لبنت الشال عائشة عبدالرمح ‪.‬‬

‫‪ -‬نا ر !! ع قرالة معاصرة للكتاب والقررن لنشأة دمد رضا ظبيان‪.‬‬

‫‪ -‬قرالة علمية للقرالات ا عاصرة لشوقذ أبو خليل‪.‬‬

‫‪ -‬العبث اب لاهيم ‪ ..‬راسة نقدية يف الكتاب والقررن للسيد عمر‪.‬‬


‫‪ -‬اإلنسان والقررن وتهال ٍ‬
‫لوته ‪ ..‬التلاسذ القررنية ا عاصرة قرالة يف ا نهج المحيدة النيلر‪.‬‬

‫‪ -‬التلسذ وا لسرون يف الع ر احلديث ‪ ..‬عر و راسة مل لة رهم كتع التلسذ ا عاصر لعبدالقا ر‬
‫دمد صاحل‪.‬‬

‫وأختم هذف اللقرة بقرار جممع اللقه اإلسالمذ الدويل التابع نظمة ا متر اإلسالمذ‪ ,‬مما له صلة هبذف‬
‫اللقرة‪:‬‬

‫(عراو وعو ‪)16/4( 146‬‬

‫لل صلص الدي و‬ ‫بش القرا ة اجلديدة للقرآ‬

‫جممع الفقه ا سملمو الد يل امل ب ق ن م ظم امليُر ا سملمو امل اقد يف د و ه ال ادس‬ ‫إ جمل‬
‫شرة بديب (د ل ا ماوات الاربو املتضدة) ‪ 30‬فر ‪ 5 -‬وبوع األ ل ‪1426‬هد‪ ،‬امللا‪:‬ق ‪- 9‬‬
‫‪ 14‬نو ا ( إبريح ) ‪2005‬‬

‫لل صلص‬ ‫باد اطمل ه لى البضلث اللاودة إت اجملمع خبصلص ملعل القرا ة اجلديدة للقرآ‬
‫الدي و ‪ ،‬باد استما ه إت امل اعشات اليت داوت ولله‪،‬‬

‫عرو ما يلو‬

‫أ اله إ ما ي مى ابلقرا ة اجلديدة لل صلص الدي و إذا أدت لتضريخل ماا ال صلص لل ابالست اد‬
‫إت أعلال ناذة حبوث خترج ال صلص ن املُةمع لوه‪ ،‬ت اعض مع احلقائق الشر و يُاد بد‬
‫م كرة ت راه وماه لى اجملتماات ا سملمو عقا‪:‬تها عومها‪ ،‬مع مملوظ أ باض محل هذا‬

‫‪152‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫االجتان عالا ‪:‬وه ب بب اجلهح ابملاايري الااب للتف ري أ اهللر ابلتةديد دري امل ابل ابلالابل‬
‫الشر و‬

‫تةلى بلادو استفضال ا ر يف بين باض اجلاماات م هج هذن القرا ات‪ ،‬نشر مقلال ا ختلخل‬
‫سائح التبلوغ‪ ،‬التشةوع لى ا ل ملعل ا ا يف وسائح اماو ‪ ،‬د لة وملزها إت ا اعرة‬
‫ا سها يف ال د ات املشبله ‪ ،‬ا عبال لى رمج ما كتب من آوائها بلغات أ بو ‪ ،‬نشر باض‬
‫امليس ات لكتبهو امل ملم‬

‫اثنواه أ بح التصدإ لتواو هذن القرا ات من ‪:‬ر ض الكفاي ‪ ،‬من سائح التصدإ هلذا التواو و و‬
‫ت رن ما يلو‬

‫* د لة احلكلمات ا سملمو إت ملا ه هذا ا ر الداهو‪ ،‬جتلو الفرق بني وري الرأإ امل ي ل‬
‫اهلاد‪ :‬ا رتم لل لابم‪ ،‬بني احلري امل فلت اهلدام ‪ ،‬لكو قل هذن احلكلمات ابختاذ ا را ات‬
‫الملزم ملراعب ميس ات ال شر مراكز ال قا‪ ، :‬ميس ات ا مل الامح لى اموق التل و‬
‫ا سملمو الاام يف نفلر ال ش الشباب اجلاماو‪ ،‬التاريخل اايري اال تهاد الشر و‪ ،‬التف ري‬
‫الصضوح‪ ،‬نرح احلديث ال بلإ‬

‫لل الشريا‬ ‫* اختاذ سائح م اسب (م ح قد ند ات م اعش ) لإلوناد إت التامق يف دواس‬


‫مص لضا ا‪ ،‬شةوع اال تهاد امل ابل ابلالابل الشر و أ لل اللغ الاربو ماهلدا ا‬

‫* لسوع جمال احللاو امل هةو ا جيايب مع محل هذا االجتان‬

‫* شةوع املختصني يف الدواسات ا سملمو لتك وخل الرد د الاملو اجلادة م اعش مقلال و يف‬
‫م اهج التالوو‬ ‫تلخل اجملاالت خبا‬

‫* ل وه باض طلب الدواسات الالوا يف الاقودة احلديث الشريا إت اتتواو ملعل ات وسائلهو‬
‫اجلاماو يف نشر احلقائق الرد اجلاد لى آوائهو مزا مهو‬

‫‪153‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫* كلين ‪:‬ريق مح اتبع جملمع الفقه ا سملمو الد يل‪ ،‬مع إنشا مكتب نامل للميلفات يف هذا‬
‫امللعل ر د ما نشر ‪:‬وه الرد د لوه‪ُ ،‬هودا لكتاب البضددلث اجلادة‪ ،‬للت وق بني الداوسني ‪:‬وه‪،‬‬
‫عمن تلخل ميس دات البضث يف الاامل ا سملمو تاو ه هللا أ لو)‪.244‬‬

‫‪244http://www.fiqhacademy.org.sa‬‬

‫‪154‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫املزلق الثاني‪ :‬مشكلة الخالف‬

‫بوا املزلق‬
‫أن يف اختالف أهل العلم ما يد علل أن مبدأ التسليم ليت هبذا اإليكام أو احلدية اليت ت ورون‪ ,‬ن‬
‫لو كان كذلأل ا وقع شذل م نا االختالف العري ‪ ,‬ولكان م موتع التسليم اتلا الكل علل‬
‫قوٍ و ٍ‬
‫ايد‪ ,‬وهو ما مل يقع فد علل مشروعية االختالف‪ ,‬وأنه انش ع معطيات موضوعية صليلة‬
‫اقع ع ميغ واحنراف وتق ذ يف مبدأ التسليم ضرورلة‪ .‬وأيضال‬
‫كتلاوت ارفهام وسعة االلالع ال أنه و ٌ‬
‫فوتو االختالف يف مسألة يرفع عنها واتع التسليم وجيعلها مسألة ظنية يتأرتح فيها ا سلم بني يق‬
‫ويق رخر‪ ,‬فبأ يق أخذ فهو ىل خذ ن شال هللا‪.‬‬

‫امل اعش‬
‫وته اإلشكا هنا انش ع خلل يف ت ور أنواع اخلالف و رتاته ورتبه‪ ,‬وا وقل الشرعذ ال ليح‬
‫م كل نوع‪ ,‬ومعرفة ماهية التسليم ا طلوب ييا كل قسم‪ ,‬ومما يعني يف رفع اإلشكا هنا استلضار‬
‫ا سائل التالية‪:‬‬

‫أ اله االتتملف س وابنو‬


‫مما ينبغذ أن يُعلم أن اخلالف بني البشةةر مجيعال‪ ,‬يف ائرته الواسةةعة ‪-‬بني أهل اإلسةةالم ويخالليهم‪ , -‬أو‬
‫ائرته ارضة ة ةةيق ‪-‬بني أهل اإلسة ة ةةالم نا م‪ ,-‬يقيقة واقعة‪ ,‬وسة ة ةةنة رابنية ماضة ة ةةية‪ ,‬ال لك رفعها‪ ,‬وال‬
‫ني * ِالَّ َم‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َّار أ َُّمةل َواي َد لة َوال يةََفالُو َن ُيختَلل َ‬
‫أل َجلََع َل الن َ‬
‫(ولَو َش ة ة ة ة ةالَ َربُّ َ‬
‫مالتها‪ ,‬وال عدامها م الوتو ‪َ ,‬‬
‫أل َخلَ َق ُهم) ‪ ,‬ف ة ة ة ة ة ة ة ة ةة(وقوع االختالف بني النار أمر ض ة ةةرور ال بد منه لتلاوت را ا م‬ ‫رِيم ربُّ ِ ِ‬
‫أل َول َذل َ‬
‫َ ََ َ‬
‫وأفه ةةامهم وق ةةدرات راكهم)‪ ,245‬ول ةةذا ف ةةإن الت ةةذمر م وتو اخلالف‪ ,‬واحلذة عن ةةد ك ةةل اختالف‪,‬‬
‫مذهع ذ محيد‪ ,‬ومس ة ةةلأل ذ رش ة ةةيد‪ ,‬بل الواتع أن تتلهم لبيعة هذا اخلالف يف لارف الش ة ةةرعذ‬
‫ال ةةليح‪ ,‬وتُدرر أس ةةبابه‪ ,‬فإن العلم هبا خيلل م يدة االختالف‪ ,‬و مل ا رل علل ُيسة ة ظنه يف‬

‫‪ 245‬ال واعق ا رسلة ‪.519/2‬‬

‫‪155‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ابلعلمال‪ ,246‬ويرفع عنه توهم التعار بني اإلقرار بوتو اخلالف وبني القبو ذبدأ التس ة ةةليم‪ ,‬وي ة ةةونه‬
‫م الوقوع يف فخ اسان اختالف أهل العلم نريعةل ىل معارض ة ة ة ةةة مبدأ التس ة ة ة ةةليم‪ ,‬أو رة اإلش ة ة ة ةةكاالت‬
‫يوله‪.‬‬

‫اثنواه م ش املشكل الغفل ن و ب امل ائح‬


‫اقع يف احلقيقة بسةةبع عدم اسةةتلضةةار رتع مسةةائل اخلالف وا نهج‬
‫منشةةأ اإلشةةكا يف هذف الشةةبهة و ٌ‬
‫الشةةرعذ ال ةةليح للتعامل معها‪ ,‬ن ا سةةائل اخلالفية ليسةةت علل مرتبة وايدة بل هذ متلاوتة متباينة‬
‫فال ي ح واحلالة هذف التعامل مع الكل تعامالل وايدال‪ ,‬فتعطل ارصو أيكام اللروع‪ ,‬وتعطل الاوابت‬
‫أيكام ا تغذات‪ ,‬بل جيع أن يتعامل التعامل مع كل مسألة ذا يليق هبا‪ ,‬وذا يناسبها‪ .‬ومىت ما ي ل‬
‫نلأل‪ ,‬وكان الق د لاعة هللا ورسوله‪ ,‬وا تابعة ياصلة للمنهج الشرعذ‪ ,‬مل يضر نلأل االختالف شيئال‬
‫بل ي ذ سعةل ورمحةل ال فرقةل وعذاابل‪ ,‬يقو شيخ اإلسالم اب تيمية رمحه هللا‪:‬‬

‫( ال زا يف األوكا عد يكل ومح إذا مل يفض إت نددر ظوو من تفا احلكو هلذا د خل و ح‬
‫‪247‬‬
‫كتااب مسان كتاب االتتملف ‪: ،‬قال أمحد مسه كتاب ال ا )‬

‫(وهبذا يظهر أن اخلالف الذ هو يف احلقيقة خالف انشة ة ة ة ة ع اهلول ا ض ة ة ة ةةل ال ع ارل ق ة ة ة ةةد‬
‫الشة ة ةةارع ابتباع ار لة علل اجلملة والتل ة ة ةةيل وهو ال ة ة ةةا ر ع أهل ارهوال و نا خل اهلول أ ل ىل‬
‫اتباع ا تش ة ة ةةابه يرص ة ة ةةا علل الغلبة والظهور إبقامة العذر يف اخلالف وأ ل ىل اللرقة والتقالع والعداوة‬
‫والبغضةةال الختالف ارهوال وعدم اتلاقها و منا تال الشةةرع حبسةةم ما ة اهلول إبلال و نا صةةار اهلول‬
‫مقدمات الدليل مل ينتج ال ما فيه اتباع اهلول ونلأل يخاللة الش ة ة ةةرع ويخاللة الش ة ة ةةرع ليس ة ة ةةت م‬ ‫بع‬
‫الشة ةةرع يف شة ةةذل فاتباع اهلول م ييث يظ أنه اتباع للشة ةةرع ض ة ةةال يف الش ة ةرع ولذلأل مسيت البدع‬
‫ضالالت وتال أن كل بدعة ضاللة رن صايبها يخط م ييث توهم أنه م يع)‪.248‬‬

‫‪ 246‬وم الكتع ا ة ة ةةنلة يف هذا‪ :‬اإلن ة ة ةةاف يف التنبيه علل ارسة ة ةةباب اليت أوتبت االختالف الب الس ة ةةيد البطليوس ة ةةذ ‪ ,‬ورفع ا الم ع‬
‫ارئمة ارعالم الب تيمية ‪ ,‬واإلن ةةاف يف بيان أسةةباب االختالف لويل هللا الدهلو ‪ ,‬واخلالف بني العلمال أسةةبابه وموقلنا منه للشةةيخ‬
‫اب عايمني‪.‬‬
‫‪ 247‬جمموع اللتاول ‪.159/14‬‬
‫‪ 248‬ا وافقات ‪.221/5‬‬

‫‪156‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وم ا هم هنا استلضار هذا التلاوت الواقع يف لبيعة ا سائل ا ختلل فيها‪ ,‬وأهنا علل رتع‪ ,‬وأن‪:‬‬

‫‪ )1‬مجلة واسعة م ارصو والاوابت مما يدخل يف ائرة ا عرفة اإلسالمية العامة مما يعلمه أهل اإلسالم‬
‫ي اإلسالم‪ ,‬وهذ ا عل عنها اب علوم م الدي ابلضرورة‪,‬‬ ‫مجيعال ضرورةل‪ ,‬بل ويعرفه كاذ م الكلار ع‬
‫هذ تفلٌ م الدي اجلامع الذ ال ي ح االختالف فيه‪ ,‬بل جيع قبوله واإللان به واإلنعان له والتسليم‬
‫قتضاف‪ ,‬فلو قدر يخاللة البع يف هذف فالواتع ر هذا االختالف رأسال‪ ,‬وال ي ح أن يُلتلت ليه‪ ,‬أو‬
‫يُتأثر به‪ ,‬أو ُ كل يف ا سألة خالف بنالل عليه‪ .‬وهذف ا سائل مما يتلاوت النار يف راكها حبسع اريوا‬
‫وارممنة وارماك ‪ ,‬فدائرة العلم هبا واإليالة هبا يف أماك العلم ودا انتشارف أوسع م أماك اندرار‬
‫فكل يلفمه م نلأل ما يلفمه حبسع ياله‪ ,‬وحبسع احلا يكون العذر وعدم اإلعذار‬
‫العلم وقلته وخلائه‪ٌ ,‬‬
‫يف يا اجلهل‪.‬‬

‫‪ )2‬رة مسائل مجاعية مدركة عند أهل العلم‪ ,‬وهذ كامسها مسائل مجاع‪ ,‬ال ي ح فيها خالف‪ ,‬فمىت‬
‫شخث كائنال م كان‪ ,‬فإن ارمة ال تمع علل ضاللة‪,‬‬ ‫ثبت لفم‪ ,‬ومل جيف العدو عنه أو اخلرو لرأ‬
‫ني لَهُ اهلَُدل َويةَتَّبِع َ َذ َسبِ ِيل‬ ‫يشاقِق َّ ِ ِ‬
‫الر ُسو َ م بةَعد َما تَةبَ َّ َ‬ ‫َُ‬ ‫(وَم‬
‫واخلار ع قوهلم متوعد بقو هللا تعاىل‪َ :‬‬
‫ِ ذال)‪.‬‬ ‫ني نةُ َولىلِِه َما تَة َوَّىل َونُ لِ ِه َت َهن ََّم َو َسالَت َم‬‫ِِ‬
‫ال ُم من َ‬

‫‪ )3‬أما م ائح ا ملف ‪:‬هو لى عربني‬

‫أ) تملف سائغ‬

‫ب) تملف دري سائغ‪ ,‬ونلأل لشذون يف القو ‪ ,‬أو بعد ع الدليل‪ ,‬أو ضعل يف االستدال ‪ ,‬وهو ا شار‬
‫ليه يف مال قو اب احل ار‪:‬‬

‫ظ من ال ظر‬
‫تملف له و ٌ‬
‫ٌ‬ ‫إال‬ ‫‪:‬لو كح تملف ا مات اه‬
‫فهذا اللون م اخلالف ال ي ح ارخذ ابلقو ا رتوح فيه‪ ,‬وال العدو ع القو ال ليح الراتح‪ .‬وله‬
‫أمارات وعالمات‪ ,‬كالتلر برأ خيالل ا شهور ا ستقر بني مجاهذ أهل العلم‪ ,‬أو ا خاللة البينة لنث‬

‫‪157‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ا سألة وهكذا‪ ,‬وهذا اللون م ا خاللة هو ا سمل عند العلمال بفلة العامل‪ ,‬واليت رم متابعته عليها‪,‬‬
‫واعتما قوله فيها‪ ,‬يقو اإلمام الشاليب مبينال ا وقل الشرعذ م ملل العلمال‪:‬‬

‫لى املخالف‬‫(زل الاامل ال يصح ا تمادها من ه ال األتذ ِبا قلو هدا له ذلك؛ ألهنا ملعل‬
‫للشر ‪ ،‬لذلك دت زل ‪ ،‬إال ‪:‬لل كانم ًّ‬
‫ماتدا ِبا؛ مل جياح هلا هذن الر ب ‪ ،‬ال ن ب إت اوبها‬
‫ال زلح ‪:‬وها‪ ،‬كما أنه ال ي بغو أ ي ب اوبها إت التقصري‪ ،‬ال أ يش ع لوه ِبا‪ ،‬ال ي تقص من‬
‫‪249‬‬
‫أ لها‪ ،‬أ ياتقد ‪:‬وه ا عدا لى املخالف حبتاه‪: ،‬إ هذا كله تملف ما قتاو و بته يف الدين)‬

‫أهل الكوفة مناظرة مهمةٌ يف شأن النبيذ ت كد شكالية اعتما ملل اللقهال‬ ‫وقد ترت بني اب ا بار وبع‬
‫يف اخلالف ا عتل وما ر ليه م لوامم فاسدة‪:‬‬

‫( عد ُو إ ن ابن املباوك؛ أنه عال ك ا يف الكل‪ : :‬اظَ ُر يف ذلك ‪-‬ياين يف ال بوذ املختلخل ‪:‬وه‪-‬‬
‫‪: ،‬قلم هلو االلا ‪:‬لوضتج ا تج م كو من نا من أ ضاب ال حي لى هللا لوه سلو ابلرتص ‪،‬‬
‫‪:‬إ مل نبني الرد لوه ن ذلك الر ح بشدةٍ ضم ه ‪:‬اوتةلا ‪:‬ما ا ا ن اود برتص إال‬
‫اوتةا هو ه يف وتص‬ ‫ئ اهو بشدة‪: ،‬لما مل يبق يف يد أود م هو إال بد هللا بن م الد لو‬
‫ال بوذ بشو يصح ه عال ابن املباوك ‪:‬قلم للمضتج ه يف الرتص اي أمحق! ُ َّد أ ابن م الد‬
‫لل كا هه ا ال ه ا ‪:‬قال هل لك وملل‪ ،‬ما ف ا ن ال حي لى هللا لوه سلو أ ضابه يف‬
‫الشدة‪ ،‬كا ي بغو لك أ سذو أ سري أ ختشى ‪:‬قال عائلهو اي أاب بد الرمحن! ‪:‬ال خاو الشاحي‬
‫مو الر ال؛ ‪:‬رب و ح‬ ‫مسى دة ماهما كانلا يشربل احلرا ؟ ‪:‬قلم هلو د لا د االوتةاج‬
‫ى أ يكل م ه زل ‪ ،‬أ‪:‬ألود أ حيتج ِبا؟ ‪:‬إ أبوتو؛ ‪:‬ما عللكو يف‬ ‫يف ا سمل م اعبه كذا كذا‬
‫تواوا عال ‪:‬قلم ‪:‬ما عللكو‬
‫ا طا ر ابر بن زيد ساود بن بري كرم ؟ عاللا كانلا ه‬
‫وملال ‪:‬ما لا هو‬
‫يف الدوهو ابلدومهني ي هدا بود؟ ‪:‬قاللا ورا ‪:‬قال ابن املباوك إ هيال وأ ن ه‬
‫أيكلل احلرا ‪: ،‬بقلا انق ام وةتهو)‪.250‬‬

‫قا اب تيمية معلقال‪:‬‬

‫‪ 249‬ا وافقات ‪.136/5‬‬


‫‪ 250‬اللتاول الكلل ‪ ,932/‬وا وافقات ‪ ,137/5‬و عالم ا وقعني ‪ ,283/3‬ورواها يخت ةةرة سةةلا ب من ةةور ا روم يف (مسةةائل اإلمام‬
‫أمحد و سلا ب راهويه) برقم ‪ ,3537‬وكذلأل البيهقذ يف السن الكلل ‪.17872‬‬

‫‪158‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫( هذا الذإ ذكرن ابن املباوك متفق لوه بني الالما ‪: ،‬إنه ما من أود من أ وا األم من ال ابقني‬
‫هذا ابب اسع ال ُحيصى مع أ‬ ‫األ لني من بادهو إال هلو أعلال أ‪:‬اال تفو لوهو ‪:‬وها ال‬
‫(‪:‬إ ْ َدَ َاز ْتُ ْو ِّيف َن ْو ٍ ‪َ:‬د ُر ُّد ُن‬
‫ض من أعداوهو ال يُ ِّّلغُ ا با هو ‪:‬وها‪ ،‬كما عال سبضانه ِّ‬
‫َ‬ ‫ذلك ال يَدغُ ُّ‬
‫الر ُس ِّ‬
‫لل))‪.251‬‬ ‫َإت َِّّ‬
‫اّلل َ َّ‬

‫وقد ياو اإلمام الشاليب وضع ضابف تقرييب لتلديد هذا اللون م اخلالف ذ ا عتل فقا ‪:‬‬

‫(إ له عاب اه قريبواه هل أ ما كا ماد داه ىف األعلال دل اه زلمله علوح داه ىف الشريا ‪ ،‬دالب‬
‫ِبا علما ي ا دهو لوها جمتهد آتر ‪:‬إذا انفرد اوب علل ن ام‬ ‫األمر أ أ ضاِبا م فرد‬
‫األم ‪:‬لوكن ا تقادك أ احلق يف امل ل مع ال لاد األ ظو من اجملتهدين ال من املقلدين)‪.252‬‬

‫نث أو مجاعٌ‪ ,‬فالواتع فيه التعانر‬


‫أما اخلالف السائغ وهو ما كان واقعال يف مسائل االتتها مما مل ير فيه ٌ‬
‫والتغافر مع تطلع احلق فيه‪ ,‬فإن احلق فيه واي ٌد فم اتتهد يف تلمسه فأصابه فله أتران وم اتتهد‬
‫فأخطأ فله أتر وايد واخلطأ مغلور‪ ,‬وهذا اللون م اخلالف هو الداخل يف لار قاعدة أهل العلم‪ :‬ال‬
‫نكار يف مسائل اخلالف‪ ,‬أو كما يرر القاعدة وضبطها اب تيمية واب القيم بقوهلم‪ :‬ال نكار يف مسائل‬
‫االتتها ‪ .‬شريطة أن تكون‪:‬‬

‫‪ -‬بواعث تبج الرأ يف هذا اللون م اخلالف للع احلق و را ة الوصو ىل مرا هللا ال تلمت هول‬
‫النلت وما يناسع اإلنسان‪.‬‬

‫‪ -‬سلو الطريق الشرعية ا عتلة للوتيح حبسع لبيعة الناظر ومعرفته وعلمه‪.‬‬

‫لطرف ٍ‬
‫جمتهد‬ ‫ٍ‬ ‫و نا كانت ا سألة اتتها ية وتوافرت اشوالات الوتيح الشرعذ خالصال ومتابع لة فال يقا‬
‫خالل رخر‪ :‬أي تسليمأل للنث بل تسليمه للنث مع اتتها ف قائم‪ ,‬و منا وقعت ا خاللة هنا لالختالف‬

‫‪ 251‬اللتاول الكلل ‪.932/‬‬


‫‪ 252‬ا وافقات ‪.140/5‬‬

‫‪159‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يف صلة النث أو فهمه أو ذ نلأل م ا عاين ا عتلة‪ ,‬ويف اجلواب ع ا فلق اروىل تلاصيل ينبغذ‬
‫استلضارها هنا‪.‬‬

‫ومما ينبغذ ماليظته ومراعاته أن تقسيم ا سائل وتنويعها علل حنو ما نكر ليت يامسال يف كل مسألة حبيث‬
‫لك فرم ا سائل مجيعال بضابف قطعذ‪ ,‬فيت ور الناظر أن يدو هذف ارقسام وألرافها واقعةٌ علل حنو‬
‫ياسم وقالع‪ ,‬بل ارمر يتلاوت يف تقدير كاذ م ا سائل م عامل خر وم مسألة رخرل‪ ,‬فم مسائل‬
‫اخلالف ماالل ما يكا أن يكون مجاعال لضعل اخلالف تدال‪ ,‬ومنها ما يتأرتح بني اخلالف السائغ و ذ‬
‫السائغ وهكذا‪ ,‬فاالتتها كما قد يقع يف عني ا سألة فقد يقع أيضال يف ت نيل ا سألة و عطالها الرتبة‬
‫الالئقة هبا‪ ,‬فلدينا نن ثالرت وائر م ا سائل‪:‬‬

‫‪ -‬مسائل مجاع بال شكا ‪.‬‬

‫‪ -‬مسائل اتتها بال شكا أيضال‪.‬‬

‫‪ -‬مسائل مشتبهة يختلل يف تقدير ومهنا الشرعذ‪ ,‬وقد يكون االشتباف يف‪:‬‬

‫‪ -‬خوهلا يف منطقة اإلمجاع أو حلاقها ذنطقة اخلالف ا عتل‪.‬‬

‫‪ -‬خوهلا يف منطقة اخلالف ا عتل‪ ,‬أو حلاقها ذنطقة اخلالف الشان‪.‬‬

‫اثل اه فا ت و ب امل ائح عر وة الت لوو‬


‫أن احلديث ع اخلالف وع رتبه وع لريقة التعامل معه ال يتعار مع التأكيد علل أغية التسليم للنث‬
‫الشرعذ‪ ,‬ن يف احلديث ع أغية التسليم وعظيم مقامه يف الشريعة مكيد علل مرتعية الويذ‪ ,‬وعدم‬
‫صلة معارضة الويذ أب معار خارتذ كمعقو أو نو أو هول ذف‪ ,‬فمع اإلقرار بوتو لون م‬
‫االختالف السائغ ا قبو فإن تطلع مرا هللا فيه مطلوب أيضال واكيم الشريعة يف كل مسألة خالفية للبال‬
‫(وَما اختَةلَلتُم فِ ِيه ِم َشذ ٍل‬ ‫حلكم هللا تعاىل واتع شرعذ ضرور ‪ ,‬وهو مقتضل التسليم‪ ,‬وفيه يقو تعاىل‪َ :‬‬
‫الر ُسوِ ِن ُكنةتُم تةُ ِمنُو َن ِاب َّّللِ َواليَةوِم ا ِخ ِر‬ ‫فَ ُلك ُمهُ)‪ ,‬ويقو سبلانه‪( :‬فَِإن تَةنَ َامعتُم ِيف َشذ ٍل فَة ُرُّوفُ ِ َىل َّ‬
‫اّللِ َو َّ‬
‫أل َخذٌ َوأَي َس ُ َم ِو ليال)‪.‬‬‫ِ‬
‫نَل َ‬

‫‪160‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وال ي ح حبا االتكال علل وتو اختالف يف مسألة لتلير االنتقال فيها ابلتشهذ أو خاهلا يف ائرة‬
‫ا باح رأسال‪ ,‬بل الواتع تلمت ارقرب لللق ب د ‪ ,‬مع اإلقرار أبن القرب هنا نسيب عائ ٌد ىل يا‬
‫ملتمت احلق‪ ,‬وأن ما يراف أقرب لللق قد ال يكون كذلأل يف نلت ارمر وال يضر‪ ,‬شريطة أن تكون‬
‫ا سألة مما يسوغ فيها اخلالف‪ ,‬وأن يتلمت فيها الشخث احلق ب د مستعمالل ما يناسبه م أ وات‬
‫الوتيح‪ .‬فالتسليم ي ىلِ‬
‫شكل افعال لانيال للمسلم يدفعه لتلر احلق وتطلع الراتح يف ا سائل االتتها ية‬ ‫ُ‬
‫وي ونه م القرالة االنتقائية وتتبع الرخث‪.‬‬

‫وعلل هذا لك أن يقا ‪ :‬أنه مع اإلقرار أبنه ال ي ح نكار ا رل علل ذف يف مسائل االتتها ‪ ,‬فليت‬
‫التشهذ أو اهلول أو الكسل أو ذ نلأل‪ ,‬بل الواتع عليه التفام‬ ‫له أن يو ما أ اف ليه اتتها ف حمل‬
‫ما أ اف ليه نظرف واتتها ف فمىت ما خالل بلعله اعتقا ف‪ ,‬فالواتع عليه أن ينكر علل نلسه يخاللة رأيه‬
‫وليت له أن يقو لنلسه ارمر يسذ‪ ,‬وال نكار يف مسائل االتتها ‪ ,‬بل اإلنكار علل النلت يف هذف‬
‫ال ورة واتع‪ ,‬وم مجيل تلخي ات شيخ اإلسالم اب تيمية يف بيان مرتعية الويذ يف توتيه خيارات‬
‫ا ستليت قوله‪:‬‬

‫( الاامل إذا أ‪ :‬امل تفيت ا مل يالو امل تف أنه الخل ألمر هللا ‪:‬مل يكل امل وع هليال ا واه‪ ،‬أما‬
‫‪253‬‬
‫إذا لو أنه الخل ألمر هللا ‪ :‬ا ته يف ذلك ماصو هلل)‬

‫الت زيح‬ ‫وابااه مصادو االتتملف الالمو بني االست با‬


‫أن أكار االختالفات الواقعة بني أهل العلم له أسبابه العلمية ا وضوعية اليت أفرمت يالة االختالف‬
‫كتلاو م يف العلم بوتو النث‪ ,‬أو العلم ب لته‪ ,‬أو معرفة معناف أو ذ نلأل‪ .‬فلذ يا مل يعلم العامل‬
‫بوتو النث فأفىت رالفه فليت رة خال بتلقيق مقام التسليم ن النث الذ يتعني التسليم له جمهو‬
‫اتبع للعلم‪ ,‬وقل ارمر نلسه يف بلوغ احلديث ماالل لعامل علل وته ال ي ح فم‬
‫عندف والتكليل الشرعذ ٌ‬
‫شرط التسليم للنث أن يكون بتال صليلال فلما فات العلم به مل يك للتكليل ابلتسليم موضع وهكذا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫اختالف يف وتو‬ ‫و نا مملت يف كاذ م اختالفات أهل العلم وتدت أن بعضها ليت راتعال أصالل ىل‬
‫اتع ىل أمر رخر خارٍ عنه‪,‬‬
‫النث وال يف صلته وال يف فهمه وال يف كيلية استنباط احلكم منه بل هو ر ٌ‬
‫ن ت رف ا ليت يف العا ة مركع م قضيتني البال‪:‬‬

‫‪253‬جمموع اللتاول ‪261/19‬‬

‫‪161‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ -‬وكو نر و م ت بل‬

‫صل ‪.254‬‬ ‫‪ -‬مث زيح هلذا احلكو لى اعا‬

‫فاللتيا قد يدخل عليها اخلطأ ما م ق ور يف را احلكم‪ ,‬أو خلل يف معرفة الواقع‪ ,‬وعليه فاالختالف‬
‫النظر ع لبيعة الواقع‪ ,‬وقد يكون يف‬ ‫احلاصل بني ا لتني قد يكون أيياانل يف ارير يكم ا سألة بغ‬
‫تنفيلها علل الواقع‪ ,‬ومنه تعرف أنه لك أن خيتلل عا ان مع انطالقهما م نات الدليل فهمال واستنبالال‬
‫الختالفهم يف اقيق مناط ا سألة يف الواقع‪ ,‬فالتسليم يف هذف احلالة ياصل للويذ بذات ال ورة م‬
‫الطرفني و منا وقع االختالف العتبار رخر‪.‬‬

‫وبنالل علل هذا فم اللتاول ما لك أن جيهل ا ستليت خطأ احلكم ا ضم يف اللتول لق ورف ع رتبة‬
‫االستنباط‪ ,‬لكنه ال جيهل يخاللة التنفيل للواقع‪ ,‬ما لعلمه حبقيقة احلا والواقع لتعلقه به‪ ,‬وعدم مطابقة‬
‫يف الس ا أ ل ىل شكا يف عملية التنفيل‪ ,‬وقد يكون للمستليت مفيد اخت اص‬ ‫اللتيا له‪ ,‬أو لغمو‬
‫بعلم الواقعة م ا ليت‪ ,‬مما جيعله أقدر علل تلهمها‪ ,‬ومعرفة صلة التنفيل م عدمه‪ ,‬واالتتها يف اقيق‬
‫اخلاصة علل قة التنفيل‬ ‫صورف ال يقدر بع‬ ‫صورف العامة واخلاصة‪ ,‬ويف بع‬ ‫ا ناط مما يشو يف بع‬
‫رالف بع العامة لالخت اص‪ ,‬وال تاريع يف نلأل‪ ,‬كتمييف ا رأة لدم احلي ماالل‪ ,‬ومعرفة ا ري‬
‫للمشقة الواقعة عليه م مرضه‪ ,‬و راسة القوائم ا الية لشركة عرفة يكمها وهكذا‪ ,‬فلو قدر أن ملتيال ألفم‬
‫م تامع موتته يف هنار رمضان ابل وم‪ ,‬وا عل ا ستليت عجفف‪ ,‬مل يك للمليت أن يلفمه بذلأل بل ينتقل‬
‫به ىل ما ون م صدقة‪ ,‬ويكل أمرف وابلنه ىل هللا فإن كان صا قال‪ ,‬و ال أ ‪ ,‬وسلم ا ليت‪ ,‬وكم م مسألة‬
‫معلقة ابلعرف ماالل يتكلم فيها العامل ابعتبارف وايدال م أهل العرف فيخالله ذف بذات االعتبار‪ ,‬فتلقيق‬
‫هذا منا يكون بتلقيق لبيعة الواقعة ومناط احلكم‪ ,‬وعليه فاستبانة اخلطأ يف مال هذف اللتاول قد يتضح‬
‫ذا تقدم‪ ,‬وال ي ح ن اتضح للمستليت خطأ يف التنفيل ارخذ ابللتيا‪ ,‬بل الواتع توضيح الواقع علل‬
‫صورته للمليت‪ ,‬أو االنتقا لت رخر‪ ,‬ن ا ق و ليت العمل أب فتيا تتيسر‪ ,‬و منا للع اللتيا ا وافقة‬
‫لشرع هللا واحلاصلة يف دلها‪ ,‬وليت الق د م هذا التقليل م شأن العلمال أو الطع عليهم أو سطئة‬
‫تنفيال م إبلال كال‪ ,‬وكال‪ ,‬و منا الق د وضع ارمر يف ن ابه الشرعذ ال ليح‪ ,‬وبيان وته م أوته‬
‫اختالف العلمال‪ ,‬وفر بني فهم النث وفهم الواقع‪ ,‬فكم أياط شخث أبيدغا ونقث يظه م الااين‪,‬‬
‫و ن كان يد الكما ار ىن م هذا وهذا مطلوابل يف اإلفتال وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪254‬وقد تتجر م الااين ‪ ,‬ن كان الق د معرفة احلكم فقف ‪ ,‬ونلأل حبسع الس ا ‪ ,‬ولبيعة االستلتال‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫تام اه ت لوة للود األعلال‬


‫ومما ينبغذ مراعاته كذلأل يف صلة التسليم ذسائل اخلالف‪ ,‬أن اخلالف ا عتل هو اخلالف الدائر بني أهل‬
‫العلم وفق ما تقدم م تقريرات‪ ,‬فال ي ح أن تولد أقوا خار ائر م‪ ,‬بل ال ي ح أن يولد ا تأخر منهم‬
‫أقواالل فقهية يف مسائل تكلم يف عينها اروائل‪ ,‬فإنه بتقدير اختالف ا تقدمني علل قولني يف مسألة فهو‬
‫كاإلمجاع منهم علل احن ار احلق يف ائرة هذي القولني‪ ,‬و ويف يدارت قو لث خارٍ ع أقواهلم هو‬
‫يف يقيقته ويف أن يكون احلق يف ا سألة ائبال ابلكلية يف مم م ارممان ليدركه ا تأخر ون م تقدمه‬
‫وهو يف يقيقته يخالل عىن اإلمجاع الذ ال يكون م ارمة علل ضاللة‪ ,‬وقد بشران النيب صلل هللا عليه‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وسلم بعدم خلو ٍ‬
‫ممان م قائم ابحلق‪( :‬الَ تَةَفا ُ لَائ َلةٌ م أ َُّم ِىت ظَاه ِري َ َعلَل احلَ ِىلق الَ يَ ُ‬
‫ضُّرُهم َم َخ َذ َهلُم‬
‫أل)‪ ,255‬وال ليح أن هذا يتناو اريكام اللقهية وهو ما حن ب د تقريرف‬ ‫ِ‬ ‫ي َّىت أيتِل أَمر َِّ‬
‫اّلل َوُهم َك َذل َ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ويتناو أيضال تلسذ القررن‪ ,‬ولذا قا شيخ اإلسالم اب تيمية متعقبال قو م توم يدارت ارقوا يف‬
‫التلسذ ون اريكام‪ ,‬فقا عليه رمحة هللا‪:‬‬

‫( هلذا عاللا إذا اتتلخل الصضاب لى عللني از ملن بادهو إوداث علل اثلث خبملف األوكا ‪،‬‬
‫لى ‪ :‬اد‬ ‫‪:‬إهنو ال جيلز إذا اتتلفلا لى عللني إوداث اثلث‪ ،‬أل ا فاق األم لى عللني إمجا‬
‫ما دامها‪ ،‬هذا باو ه اود يف الت يح‪: ،‬إنه إذا عالم طائف مات اآلي املراد كذا عالم طائف‬
‫اودا م هما بح أمر اثلث ‪:‬قد تالخل إمجا هو عال إ ال ائفتني‬ ‫ما اها كذا ‪:‬من عال ما اها لو‬
‫ئل ‪:‬إ عوح هيال ال يقللل أويد بح يقللل جيلز أ يكل املراد‪ ،‬عوح كمل الصضاب مل يكن‬
‫ابالوتمال التةليز‪ ،‬بتقدير أ يكل كذلك ‪:‬االوتماالت‪ 256‬إ كا أودمها مرادا ‪:‬لو جيمع لى‬
‫عملل إ كا املراد هل االوتمال ال الث ا دث بادهو ‪:‬لو يكن ‪:‬وهما من رف مراد هللا اات‬
‫‪257‬‬
‫لزت أ ريد دري ما أواد هللا اات ما أوادن مل جيلزن‪ ،‬هذا من أ ظو الاملل)‬ ‫بح ال ائفتا‬

‫رواف مسلم ‪ ,5059‬والومذ ‪ ,2229‬واب ماته ‪ ,10‬واإلمام أمحد يف ا سند ‪.22456‬‬ ‫‪255‬‬

‫كذا يف الكتاب والظاهر أهنا‪( :‬فااليتماالن)‪.‬‬ ‫‪256‬‬

‫نق تلبيت اجلهمية ‪.250/8‬‬ ‫‪257‬‬

‫‪163‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فباب النظر نن يف النث ناته ويف خالفات أهل العلم ليت مسريال ملتويال يستوعع كل قو ددرت‬
‫يريد صايبه أن يدعذ أنه ملتفم ابلنث ورخذ بدالالته‪ ,‬كال بل ال بد م قدر عا ٍ م االنضباط يف فهم‬
‫ٍ‬
‫ددثة يف مسائل متقدمة‪.‬‬ ‫النث والعمل به يف اخل ائرة اخلالف ا تقدم ال توسيع الدائرة أبقوا‬

‫سادساه االوتةاج اب ملف للرتتص‬


‫مما س التأكيد عليه وحن يف يديث ع االختالف اللقهذ أن وتو االختالف يف مسألة شرعية ال‬
‫ي ح أن يكون سببال يف هدر الن وص الشرعية أو ضعاف مبدأ االلتفام هبا‪ ,‬فإن وتو اخلالف ال يعد‬
‫يجة شرعية وم للمرل اخلرو ع االلتفام الشرعذ ذا ظهر له أو لع علل ظنه م أيكام الشريعة‪,‬‬
‫ا سلمني م أن اخلالف مىت ما كان واقعال يف مسألة م مسائل الشريعة فإن ا رل يف‬ ‫وما يعتقدف بع‬
‫ابلل‪ ,‬وماله تعل مناط االلتفام ابلنث كونه قطعذ الابوت‬ ‫ٍ‬
‫سعة م االختيار بني ارقوا اخلالفية قوٌ ٌ‬
‫قطعذ الداللة‪ ,‬ن ائرة التعبد ذقتضيات الن وص أوسع ائرلة م هذا‪ ,‬فالعبد ليت مطالبال ابلعمل ذا تفم‬
‫ذرا هللا تبار وتعاىل فيه و منا هو مطالع ابلعمل ذا اعتقد أو لع علل ظنه أنه مرا له تبار وتعاىل‬
‫حبسع ما يتوافر لديه م أ وات االتتها ن كان عا ال جمتهدال فبنظرف يف م ا ر التلقذ الشرعية و ال‬
‫ابتباع أهل العلم عل س اهلم واالختيار م أقواهلم ابتتها ي لح اله ذا يعتقد أنه يبلغة مرا هللا تبار‬
‫(وَما اختَةلَلتُم فِ ِيه ِم َشذ ٍل‬ ‫وتعاىل‪ ,‬وقد بني هللا تبار وتعاىل مرتع االيتكام يف يا اخلالف فقا ‪َ :‬‬
‫الر ُسو َ َوأُوِيل ارَم ِر ِمن ُكم فَِإن تَةنَ َامعتُم‬ ‫اّلل وأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫فَلكمه ِ َىل َِّ‬
‫َليعُوا َّ‬ ‫اّلل)‪ ,‬وقا سبلانه‪( :‬أَيةُّ َها الذي َ َرمنُوا أَليعُوا ََّ َ‬ ‫ُ ُُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِيف شذ ٍل فَةرُّوف ِ َىل َِّ‬
‫أل َخذٌ َوأَي َس ُ َم ِويالل)‪ ,‬فلم جيعل‬ ‫الر ُسوِ ِن ُكنتُم تةُ ِمنُو َن ِاب َّّلل َواليَةوم ا ِخ ِر َنل َ‬
‫اّلل َو َّ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫م مطلق اخلالف نريعة للتللت م أيكام الويذ بل ألفم ابلرتوع ىل الويذ للبال للوتيح بني أقوا‬
‫ا ختللني‪ ,‬قا اإلمام اب عبدالل‪:‬‬

‫دن ال وة‬ ‫د أود لمته من ‪:‬قها األم إال من ال بصر له ال مار‪:‬‬ ‫حبة‬ ‫( االتتملف لو‬
‫يف علله)‪.258‬‬

‫الدوائر‬ ‫وقا أبو الوليد الباتذ مبينال هذف اإلشكالية ويالة االلتبار اليت وقعت يف بع‬
‫اللقهية‪/‬االتتماعية‬

‫‪ 258‬تامع بيان العلم وفضله ‪.179/2‬‬

‫‪164‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫حنلها لاح ‪:‬وها و اي ؟ أ لاح ‪:‬وها وتص ؟ هو‬ ‫ريا ما ي لين من قع له م ل من األوا‬
‫(ك ه‬
‫ير أ هذا من األملو الشائا اجلائزة‪ ،‬لل كا كرو لوهو إنكاو الفقها مل ح هذا ملا طللبلا به‬
‫ال طلبلن مين ال من سلاإ‪ ،‬هذا مما ال تملف بني امل لمني ممن ياتد به ىف ا مجا أنه ال جيلز ال‬
‫ي لغ ال حيح ألود أ يفيت ىف دين هللا إال ابحلق الذ ياتقد أنه وق‪ ،‬وعو بذلك من وعوه‪،‬‬
‫ن هللا اات ىف وكمه؛ ‪:‬كوخل خي ه إال ا ياتقد أنه وكو‬ ‫سخ ه من سخ ه‪ ،‬إمنا املفيت‬
‫اّللُ َال َدتَّبِّ ْع‬
‫او ُك ْو بَد ْودَد ُه ْو ِّ َا أَنْد َز َل َّ‬ ‫ِّ‬
‫به أ به‪ ،‬هللا اات يقلل ل بوه لوه الصملة ال مل ( َ أَ ْ‬
‫أ َْه َلا َ ُهو)‪: ،‬كوخل جيلز هلذا املف أ يفيت ا يشتهو‪ ،‬أ يفيت زيدا ا ال يفيت به مرا لصداع كل‬
‫بو هما أ دري ذلك من األدراض؟ إمنا جيب للمفيت أ يالو أ هللا أمرن أ حيكو ا أنزل هللا من‬
‫احلق‪: ،‬وةتهد يف طلبه‪ ،‬هنان أ خيالفه ي ضرف ه‪ ،‬كوخل له اب ملص مع كلنه من أهح الالو‬
‫‪259‬‬
‫اال تهاد إال بتل‪:‬وق هللا لنه صمته؟!)‬

‫قا الشاليب معلقال‪:‬‬

‫او ا ملف يف امل ائح ماد داه يف وةج ا ابو ‪ ،‬عع‬ ‫( عد زاد هذا األمر لى عدو الكفاي ؛ و‬
‫‪:‬وما قد أتتر من الزما اال تماد يف لاز الفاح لى كلنه تلفاه ‪:‬وه بني أهح الالو‪ ،‬ال ات‬
‫مرا اة ا ملف؛ ‪:‬إ له نظرا آتر‪ ،‬بح ىف دري ذلك‪: ،‬ر ا عع ا ‪:‬تا يف امل ل ابمل ع؛ ‪:‬وقال مل ُ ع‬
‫تلخل ‪:‬وها‪: ،‬وةاح ا ملف وة يف اجللاز جملرد كلهنا تلفا ‪:‬وها‪ ،‬ال لدلوح يدل لى‬ ‫امل ل‬
‫لى الشريا‬ ‫ض مذهب اجللاز‪ ،‬ال لتقلود من هل أ ت ابلتقلود من القائح ابمل ع‪ ،‬هل ني ا‬
‫حبة وة‬ ‫اتمد متامداه ما لو‬ ‫ووث اح ما لو‬

‫وكى ا ايب ىف م ل البتع املذكلو يف احلديث ن باض ال ار؛ أنه عال "إ ال ار ملا اتتلفلا‬
‫يف األنرب ‪ ،‬أمجالا لى سرمي مخر الا ب‪ ،‬اتتلفلا ‪:‬وما سلان؛ ورم ا ما ا تمالا لى سروه أحب ا‬
‫ما سلان"‬

‫عال " هذا ت ‪:‬اوش‪ ،‬عد أمر هللا اات املت از ني أ ُّ‬
‫يرد ا ما از لا ‪:‬وه إت هللا الرسلل"‬

‫عال " لل لز ما ذهب إلوه هذا القائح للز م له ىف الراب الصرف نكاح املتا ؛ أل األم عد‬
‫اتتلخل ‪:‬وها"‬

‫‪ 259‬ا وافقات ‪.90/5‬‬

‫‪165‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ني َ ْاآل ِّت ِّرين" هذا تصر‬‫ِّ‬


‫وة لى املختلفني من ْاألَ َّ ل َ‬ ‫االتتملف وة بوا ال‬ ‫عال " لو‬
‫ما عال‬

‫القائح ِبذا وا ع إت أ يتبع ما يشتهوه‪ ،‬جياح القلل امللا‪:‬ق وة له يدوأ ِبا ن نف ه‪: ،‬هل عد‬
‫أتذ القلل سول إت ا با هلان‪ ،‬ال سول إت قلان‪ ،‬ذلك أباد له من أ يكل ممت همل ألمر الشاو ‪،‬‬
‫‪260‬‬
‫أعرب إت أ يكل ممن اختذ إهله هلان)‬

‫ويوتع علل القو حبجية اخلالف اللقهذ لوامم فاسدة‪ ,‬منها‪:‬‬

‫عدم لفامية الويذ ال ما كان جممعال عليه وهو مذهع ابلل ما قا به عاملٌ قف‪ .‬يقو اب يفم رمحه هللا‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫( ابجلمل ‪:‬هذا مذهب مل خيلق له ماتقد عل هل أال يقلل القائح ابل ص و يلا‪:‬قه ا مجا ‪ ،‬بح عد‬
‫لى أ عائح هذا القلل ماتقداه له كا‪:‬ر بمل تملف لر‪:‬اه القلل ابل صلص اليت ال‬ ‫أ بح ا مجا‬
‫لب طا تها)‪.261‬‬ ‫تملف بني أود يف‬

‫ابية الوخث مطلقال فيما اختلل يف يرمته‪ ,‬والذ يعد يف يقيقته تتبعال لرخث اللقهال والذ يذر‬ ‫‪-2‬‬
‫منه أئمة السلل‪ ,‬وأكدوا ارله‪ ,‬وفيه قا سليمان التيمذ رمحه هللا عبارته الشهذبة‪:‬‬
‫(إ أتذت برتص كح امل ا تمع ‪:‬وك الشر كله)‪.‬‬

‫قا اب عبدالل معلقال‪:‬‬

‫(هذا امجا ٌ ال أ لو ‪:‬وه تمل‪:‬اه)‪.262‬‬

‫وهذا ا عىن متواتر يف كالم أهل العلم‪ ,‬كقو براهيم ب أيب علية‪( :‬من بع نلاذَّ الالو ع َّح)‪ .263‬وقو‬
‫ىي القطان‪( :‬لل أ و مله مح بكح‬ ‫اروماعذ‪( :‬من أتذ ب لادو الالما ترج من ا سمل )‪ .264‬وقو‬

‫‪ 260‬ا وافقات ‪.92/5‬‬


‫‪ 261‬اإليكام يف أصو اريكام ‪.367/3‬‬
‫‪ 262‬تامع بيان العلم وفضله ‪.185/2‬‬
‫‪ 263‬نيل مذكرة احللاظ ‪.187‬‬

‫‪ 264‬سذ أعالم النبالل ‪.125/7‬‬

‫‪166‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وتص ‪ ،‬بقلل أهح الكل‪ :‬يف ال بوذ‪ ،‬أهح املدي يف ال ما ‪ ،‬أهح مك يف املتا لكا ‪:‬اسقاه)‪.265‬‬
‫وم الق ث ا همة يف هذا ما يكاف مساعيل ب سلا القاضذ قائالل‪:‬‬

‫إيل كتاابه نظرت ‪:‬وه كا عد مجع ‪:‬وه الرتص من َزلَ ِّح الالما ‪ ،‬ما‬
‫(دتلم لى املاتاد‪: ،‬د‪:‬ع ّ‬
‫اوتج به كح م هو ل ف ه‪: ،‬قلم له اي أمري امليم ني! ميلخل هذا الكتاب زنديق‪: ،‬قال مل صح هذن‬
‫األواديث؟ علم األواديث لى ما و يم‪ ،‬لكن من أابح امل كر مل يبح املتا ‪ ،‬من أابح املتا مل‬
‫يبح الغ ا ‪ ،‬ما من امل إال له زل ‪ ،‬من مجع زلح الالما مث أتذ ِبا ذهب دي ه ‪ :‬مر املاتاد‬
‫‪ :‬ورق ذلك الكتاب)‪.266‬‬

‫أنه يتضم تعطيالل ق د االبتالل يف وضع الشريعة‪ ,‬يقو اإلمام الشاليب رمحه هللا‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫(املقصد الشر و من عع الشريا إتراج املكلخل ن دا و هلان‪ ،‬و يكل بدا هلل اتتواواه‪ ،‬كما‬
‫‪267‬‬
‫هل بد هلل اع راواه)‬

‫أنه يتضم سقاط التكليل مجلةل أبيكام الشريعة يف كل ما وقع فيه االختالف‪ ,‬يقو اإلمام الشاليب‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫تلخل ‪:‬وها؛ أل وا ح األمر مع القلل ابلتخوري أ‬ ‫(‪:‬إنه مي ٍّد إت إسقا التكلوخل يف كح م ل‬


‫للمكلخل أ يفاح إ نا ‪ ،‬يرتك إ نا هل ني إسقا التكلوخل‪ ،‬خبملف ما إذا قود ابلرت وح‬
‫‪268‬‬
‫ال م ق ا للتكلوخل)‬ ‫‪:‬إنه متبع للدلوح؛ ‪:‬مل يكل متبااه للهل‬

‫وقد أور الشاليب مجلة م ا لاسد ا وتبة علل اسان اخلالف اللقهذ يجة للوخث فقا ‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫( مما يف ا با وتص املذاهب من املفاسد‪ ،‬سل ما قد ذكرن يف اا وخل امل ل ؛ كاالن ملخ من‬
‫الدين برتك ا با الدلوح إت ا با ا ملف‪ ،‬كاالستهان ابلدين إذ يصري ِبذا اال تباو سوااله ال ي ابل‪،‬‬
‫ن مذهب مالك ىف هذن األمصاو‬ ‫الل ؛ أل املذاهب ا او‬ ‫كرتك ما هل مالل إت ما لو‬
‫جمهلل ‪ ،‬كاخنرا عانل ال واس الشر و ‪ ،‬برتك االنابا إت أمر مار ف‪ ،‬كإ‪:‬اائه إت القلل بتلفوق‬
‫ه خيرق إمجا هو‪ ،‬دري ذلك من املفاسد ال يك ر ادادها)‪.269‬‬ ‫املذاهب لى‬

‫‪ 265‬اثة اللهلان ‪.229/1‬‬


‫‪ 266‬السن الكلل ‪.21449‬‬
‫‪ 267‬ا وافقات ‪.289/2‬‬
‫‪ 268‬ا وافقات ‪ .83/5‬وانظر اجملموع شرح ا هذب ‪.55/1‬‬
‫‪ 269‬ا وافقات ‪.103/5‬‬

‫‪167‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫واخلالصة أن ارمر كما قا اب تيمية عليه رمحة هللا‪:‬‬

‫‪ ،‬ابلالو ال ِّابهلل )‪.270‬‬ ‫(‪:‬و بغو أ يكل ا تقاد الل لب التضرمي ادل الكتاب ال‬

‫‪ 270‬جمموع اللتاول ‪.140/20‬‬

‫‪168‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫املزلق الثالث‪ :‬مشكلة املقاصد‬

‫بوا املزلق‬
‫ٍ‬
‫متماسكة مبناها علل مراعاة ا احل و رل ا لاسد‬ ‫ٍ‬
‫متكاملة‬ ‫ٍ‬
‫شرعية‬ ‫أن التسليم هلل ورسوله تفلٌ م بنية‬
‫كلية عليا‪ ,‬فإنا كان فهم نث تفئذ يناق ا للة أو يستوتع ا لسدة أو يضا مقاصد‬ ‫واقيق مقاصد ٍ‬
‫الشريعة مل يك التسليم له منسجمال مع الشريعة بل مضا ال هلا‪ ,‬فالتسليم للمقاصد والكليات أوىل م‬
‫مقدم علل ارخذ ببع‬
‫التسليم لللروع واجلفئيات‪ ,‬بل اخلضوع لروح الشريعة ومقاصدها العليا يف الواقع ٌ‬
‫الن وص التل يلية‪ ,‬فتلأل الكليات مرا ة مق و ة‪ ,‬أما الشكليات التل يلية فمجر وسائل لتلقيق تلأل‬
‫الغاايت وا قاصد‪ ,‬ويف تنظذات الطويف ا للية‪ ,‬وتقريرات الشاليب ا قاصدية ما يعني علل اقيق هذف‬
‫ا سألة واإلابنة ع موقع النث اجلفئذ م خارلة الكليات‪.‬‬

‫امل اعش‬
‫وللجواب علل هذف اإلشكالية ينبغذ مراعاة ا سائل التالية‪:‬‬

‫أ اله مشهد من وو االوتةاج املقا دإ‬


‫لقد ابت م طلح (ا قاصدية) وبسبع سولات ا مارسة ابمسه م ا طللات ا وشومة‪ ,‬واليت تستاذ‬
‫يف نلت كاذ م الباياني سوفال ذجر رؤية هذف ا لر ة يف سياقات البلث اللقهذ‪ ,‬فما هو ال أن تقع‬
‫العني علل حبث فقهذ موضوع ات عنوان "ا سألة اللالنية ‪ ..‬رؤية مقاصدية"‪ ,‬ال ويغلع علل الظ‬
‫أن البلث سيتجه صوب التخلل م الضوابف والتقييدات الشرعية ليقدم رؤية فقهية مائع لة ييا تلأل‬
‫ا سألة‪ ,‬وقد وقع بسع نلأل ‪-‬لألسل‪ -‬قدر م التجاوم يف ر مبدأ مراعاة (ا قاصد) أو سالة الظ‬
‫بكل حبث فقهذ يسجل ابمسه‪.‬‬

‫وال بد م التنبه ىل اللر اهلائل بني م يتكلم يف مال هذف ا س ة ة ة ة ة ةةائل ولو قُ ىلِدر خط ف منطلقال م تعظيم‬
‫الشةرع واسةتمسةاكال أبصةوله‪ ,‬وبني م وتد يف (نظرية ا قاصةد) وسةيلة ىل تعطيل الشةريعة ابسةم الشةريعة‪,‬‬
‫فالتداو العلماين‪/‬احلداثذ ال هذف النظرية منا يرا منه ظهار اخلطاب العلماين يف صة ة ة ةةورة ا هتم بشة ة ة ةةأن‬

‫‪169‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الش ة ة ة ةريعة ا خذ هبا بد خروته بواتهات متال يالة قطيعة اتمة مع أيكام الش ة ة ة ةريعة‪ ,‬وهو ما يظهر يف‬
‫اخلطاابت العلمانية يف توظيل الشةريعة لضةةرب‬ ‫ليات العلمانية ال ةةلبة‪ .‬والسةةبع يف يرص بع‬ ‫بع‬
‫الش ة ة ة ةريعة لبيعة اللضة ة ة ةةال الذ تعمل فيه هذف اخلطاابت العلمانية‪ ,‬فإن اخلطاابت العلمانية ال ة ة ة ةةلبة اليت‬
‫تنابذ الش ة ة ة ة ةريعة رأس ة ة ة ة ةال ل اظل أب ىن رتات القبو يف الواقع اإلس ة ة ة ة ةةالمذ العام‪ ,‬بل علل العكت هذ‬
‫تس ة ة ةةاهم يف اس ة ة ةةتلفام ارمة وتكايل يالة ا مانعة م تقبل اللكرة العلمانية‪ ,‬فال يس ة ة ةةتغرب بعد نلأل أن‬
‫اخلطاابت العلمانية الناعمة مركع الشة ة ة ة ةريعة يف التس ة ة ة ةةويق لللكرة العلمانية‪ ,‬ابس ة ة ة ةةتمعا لغة‬ ‫تركع بع‬
‫أ وا ا اللقهية‪/‬ارص ةةولية‪ ,‬وهو ما يلس ةةر يالة االيتلال‬ ‫الشة ةريعة واالتكال علل ن ةةوص ةةها والتعلق ببع‬
‫الكبذة الذ تبديه هذف اخلطاابت بنظرية ا قاصد وا للة‪ ,‬وكارة استجالهبا يف جما التأليل واإلعالم‪.‬‬

‫أ وات الشةريعة‬ ‫ويىت تسةةتيق بعدم موضةةوعية البواعث اليت محلت هذف اخلطاابت العلمانية للتعلق ببع‬
‫يف الوويج للكرها أنأل د أن رتة التعلق ابخلطاب الش ة ة ة ة ة ةرعذ يتغذ ذجر تغذ بيئة اخلطاب العلماين‪,‬‬
‫فتغذ اجلمهور أو مس ة ةةتول ا مانعة أو ذ نلأل ي ثر مباش ة ةةرة يف رتة االس ة ةةتمس ة ةةا ابر اة الش ة ةةرعية يف‬
‫ةتول عاليال م‬
‫معركة اإلس ة ة ة ة ة ةةالم والعلمانية‪ ,‬فإنا كان اخلطاب العلماين متقدمال يف بيئة ما فس ة ة ة ة ة ةةول مس ة ة ة ة ة ة ل‬
‫التخلل م احلمولة الش ة ةةرعية رالف اجملتمعات اليت لحس ة ةةالم الغلبة فيها‪ ,‬وممل يف هاتني اللقطتني م‬
‫ا شهد العلماين العام‪:‬‬

‫اللق األ ت‪ :‬لقطة ا س ة ة ةةائل اليت يش ة ة ةةتغل هبا اخلطاب العلماين وتلاو ا بتلاوت اللض ة ة ةةالات اليت يعمل‬
‫فيها فلذ يا هيمنة اخلطاب الش ة ةةرعذ يف بيئة ما يكون البلث يف مش ة ةةروعية االختالط ماالل بضة ة ةوابطه‬
‫الشرعية لبعال بينما يكون يف بيئة أخرل ر ال رصل ياكمية الشريعة يف ش ون احلياة‪.‬‬

‫اللق ال انو ‪ :‬يالة االص ة ة ة ةةطلاف اليت لارس ة ة ة ةةها علمانيو الداخل مع علمانيذ اخلار يف مس ة ة ة ةةائل يظهر‬
‫اخلطاابت اإلسالمية الناعمة‬ ‫للقارئ السطلذ أن اختيارات اخلطاب العلماين الداخلذ يتماهل مع بع‬
‫يف اخلار ‪ ,‬لك سة ة ة ة ة ة ةةرعان ما تتبد هذف التقالعات وتفو يف الللظة اليت يقع فيها اخلالف بني اخلف‬
‫العلماين اخلارتذ ونلأل اخلف اإلسة ة ة ة ة ة ةةالمذ الناعم مع أن لبيعة اخلطاب ا عل لذلأل اخلطاب الداخلذ‬
‫كان يستوتع أن تكون يالة االصطلاف علل حنو رخر‪.‬‬

‫نا مملت يف هاتني اللقطتني عرفت صد هذف ا اليظة‪ ,‬وأن التعلق أب وات الشريعة يف الوويج لللكرة‬
‫العلمانية ال يعل ع موقل موض ة ة ة ةةوعذ نفيه م اخلطاب الش ة ة ة ةةرعذ بقدر ما هذ ممارس ة ة ة ةةة بر ماتية نلعية‬

‫‪170‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫تكون فيها الغاايت ملرالكافيال السان كافة الوس ة ة ة ةةائل لتلقيقها‪ ,‬وص ة ة ة ةةد م قا ملمال هذف اإلش ة ة ة ةةكالية‬
‫ارخالقية ا نهجية يف كاذ م اخلطاابت العلمانية العربية‪:‬‬

‫با ة الشوخ حممد الغزايل ‪-‬‬ ‫( ةل الت اعض امل هةو ال قخل د هذا احلد بح تةا زن إت لب‬
‫ومحه هللا‪ -‬يف الرايض باواه‪ ،‬استبداهلا ببذل ‪:‬رج ‪:‬لدة يف القاهرة م ا ه‪ ،‬ال ف ري م قو هلذا‬
‫الت اعض سل أ لامح اجلغرا‪:‬وا التاويخ هو اليت شكح حمددات ا اب املالن للتواو اللو ايل‪،‬‬
‫ال احن للتلظوخل الت بوق)‪.271‬‬ ‫أ الك ري من األ دة الغائب تظر الفر‬

‫اثنواه مشكل ا اب احلداعو املقا دإ‬


‫وته اإلشةكا يف لر (نظرية ا قاصةد) وتعلها أصةالل در رتله اريكام اجلفئية التل ةيلية قيامها علل‬
‫مقدمتني مشكلتني‪:‬‬

‫را أيكام التشريعات التل يلية‪.‬‬ ‫األ ت‪ :‬أن معرفة ا قاصد عملية منلكة ع‬

‫ال انو ‪ :‬أن التشريعات التل يلية جمر وسائل لغاايت متالها مقاصد الشريعة‪.‬‬

‫ونتيجةل للخلل الواقع يف كلتا ا قدمتني فسيوتع خلل وال بد يف النتائج والتطبيقات‪ ,‬وهو ما لاله التلعيل‬
‫العلماين لنظرية ا قاصد يف هدر الن وص التل يلية واليت ال تتوافق مع ا فا العلماين‪.‬‬

‫‪:‬فوو يتصح ابملقدم األ ت‬

‫م الواضح متامال أن رة قدرال ال أبر به م اخللل يف اديد منهجية التعرف علل ا قاصد‪ ,‬فاخلطاب‬
‫العلماين ال يقدم لنا ملهومال منضبطال للم للة اليت تعار هبا الن وص‪ ,‬وال منهجية منضبطة عرفة تلأل‬
‫ٍ‬
‫ياكمة علل‬ ‫كلية‬ ‫ٍ‬
‫منظومات ٍ‬ ‫ا احل‪ ,‬بل ق ارل ما يقدمه يالةٌ م التغج أبغية النظرية‪ ,‬وأهنا متال‬
‫التشريعات اجلفئية‪ ,‬ون أن يكلل نلسه بضبف ملهوم ا قاصد واديد معا ها بدقه وبيان لرائق معرفتها‬
‫وتقدمي اإلتاابت علل اعواضات اخل وم يياهلا و ذ نلأل م واتبات البلث يف مسيت النظرايت‪.‬‬

‫م مقا لل ديق الشيخ وليد اهلويريج يلظه هللا بعنوان (عندما يغدو"القمع"‪...‬مطلبال تنويرايل !) وا نشور ذوقع رؤل فكرية‪.‬‬ ‫‪271‬‬

‫‪171‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وكأن استبقال هالمية ملهوم (ا للة) و(ا قاصد) مق وٌ تسهيالل الستعماله كأ اة در رتله اريكام‬
‫ذ أن تكون مقاصد الشريعة يقيق لة مق و ةل ومطلوبة التلعيل‪.‬‬ ‫التل يلية م‬

‫ا كالة اليت يشل هبا يس ينلذ م طلح ا للة عندف ذا ي كد يجم‬ ‫ممل ماالل يف ترعة الغمو‬
‫ا شكلة يف اقيق هذا ا طلح وارير ملهومه ييث يقو فيها‪:‬‬

‫(أملو إعا‪:‬و ختتلخل ابتتملف األ‪:‬راد األولال الظر ف‪ ،‬و ا الاصلو األزما )‪.272‬‬

‫فهل يتاللم مال هذا التعريل مع يالة االيتلال اليت أبداها يس ينلذ نلسه ذلهوم ا للة يىت قا ‪:‬‬

‫لى مصدو اود هل املصلض اب تباوها املصدو األ ل للتشريع؛‬ ‫( قل مصادو التشريع كلها‬
‫‪273‬‬
‫أيااه قل لى املصلض )‬ ‫‪:‬الكتاب يقل لى املصلض ‪ ،‬ال‬

‫وقا أيضال‪:‬‬

‫(كما ييَّ ل ال قح لصاحل الاقح يف وال التااوض‪ ،‬كذلك يي ل ال قح لصاحل املصلض يف وال‬
‫‪274‬‬
‫التااوض)‬

‫(ولو قمنا بعقد مقارنة بني تعامل اللقهال وارصوليني وبني احلداثيني مع نظرية ا قاصد‪ ,‬لوتدان أن اللقهال‬
‫استوعبوا كل ما تتطلبه ا للة م مهام؛ فقد اتتهدوا يف بيان ماهيتها وملهومها‪ ,‬و رسوا اترخيها‬
‫ومرايلها‪ ,‬وحباوا يف أقسامها وأصنافها‪ ,‬وابلغوا يف ترتيبها وت نيلها‪ ,‬وبيان يدو ها وخ ائ ها‪ ,‬وأوضلوا‬
‫أغيتها وأقاموا ار لة الشرعية والعقلية والتارخيية علل نلأل‪ ,‬وكشلوا ع فوائدها ور رها‪ ,‬واستغر نلأل‬
‫منهم مئات ال للات‪.‬‬

‫و د يف ا قابل اخلطاب احلداثذ مل يلعل شيئال م نلأل‪ ,‬مع أن منفلة ا للة لديه أكل وأعلل م منفلتها‬
‫لدل اللقهال)‪.275‬‬

‫‪ 272‬م النث ىل الواقع ‪.487/2‬‬


‫‪ 273‬م النث ىل الواقع ‪.488/2‬‬

‫‪ 274‬ي ا الفم ( اإلشكاالت) ‪.76‬‬


‫‪ 275‬م مقالة رخينا الشيخ سلطان العمذ بعنوان (التداو احلداثذ لنظرية ا قاصد‪ ..‬راسة نقدية ‪ )1‬وا نشورة ذجلة البيان (‪.)293‬‬

‫‪172‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ومما ي كد شكالية ملهوم (ا قاصدية) يف اخلطاابت العلمانية‪/‬احلداثية‪ ,‬ومشكالت منهجية استخرا هذف‬
‫التطبيقات اليت لارسها ه الل يف تلعيل (نظرية ا قاصد) يف الواقع‪ ,‬فم له الالع‬ ‫ا لاهيم النظر يف بع‬
‫علل كتااب م يف هذا الباب يلمت يالة م االختفا الشديد لهوم (ا ق د الشرعذ) والتضييق م‬
‫الالته حبيث ال يشمل يف هناية ا طاف ال قائمة ق ذة م (ا تطلبات ا ا ية الدنيوية) اليت هلا انعكاسها‬
‫أو ذيع ارخال االتتماعية‪ ,‬أما‬ ‫علل احلالة الدنيوية كسياسة ا احل العامة أو اقيق الرفاف ا ا‬
‫ايتياتات الروح ووظائل التعبد ومتطلبات ا خرة فليت هلا يضور يف مشهد ا قاصد مع أهنا صميمية‬
‫أصلية يف هذا الباب‪ ,‬يقو اإلمام اب القيم ماالل م كدال علل مراعاة الشريعة للبعد الدنيو وارخرو ‪:‬‬

‫(‪:‬إ الشريا مب اها أساسها لى احلكو مصاحل الاباد يف املااش املااد‪ ،‬هو دل كلها‪ ،‬ومح‬
‫كلها‪ ،‬مصاحل كلها‪ ،‬وكم كلها‪: ،‬كح م ل تر م ن الادل إت اجللو‪ ،‬ن الرمح إت عدها‪،‬‬
‫ن املصلض إت املف دة‪ ،‬ن احلكم إت الابث ‪:‬لو م من الشريا إ أدتلم ‪:‬وها ابلت يح‪،‬‬
‫‪:‬الشريا دل هللا بني بادن‪ ،‬ومحته بني تلقه‪ ،‬ظله يف أوعه‪ ،‬وكمته الدال لوه‪ ،‬لى دق‬
‫وسلله لى هللا لوه سلو‪ ،‬أمت دالل أ دعها‪ ،‬هو نلون الذإ به أبصر املبصر ‪ ،‬هدان الذإ به‬
‫اهتد املهتد ‪ ،‬نفاؤن التا الذإ به د ا كح لوح‪ ،‬طريقه امل تقوو الذإ من استقا لوه ‪:‬قد‬
‫استقا لى سلا ال بوح‪: ،‬هو عرة الاول ‪ ،‬وواة القللب‪ ،‬لذة األو اح‪: ،‬هو ِبا احلواة الغذا‬
‫الد ا ال لو الشفا الاصم ‪ ،‬كح تري يف الل لد ‪:‬إمنا هل م تفاد م ها‪ ،‬وا ح ِبا‪ ،‬كح نقص‬
‫يف الل لد ‪ :‬ببه من إعا تها‪ ،‬للال وسل عد بقوم ربم الدنوا طلإ الاامل‪ ،‬هو الاصم لل ار‬
‫علا الاامل ِبا و ك هللا ال ما ات األوض أ ز ال‪: ،‬إذا أواد هللا سبضانه اات تراب الدنوا‬
‫طو الاامل و‪:‬ع إلوه ما بقى من وسلمها‪: ،‬الشريا اليت باث هللا ِبا وسلله هو ملد الاامل ع ب‬
‫الفملح ال اادة يف الدنوا اآلترة)‪.276‬‬

‫بل شأن (ا احل ارخروية) يف النظر الشرعذ أعمق وأكل م مطلق الق دية‪ ,‬ن كل عارف بتناو‬
‫اخلطاب الشرعذ (لنظرية ا قاصد) يعلم أن (الدي ) يقل علل رأر قائمة الضرورات اخلمت‪ ,‬ولذا كان‬
‫ما يتعلق اب خرة م ا احل وا لاسد مقدمال يف االعتبار علل ا احل وا لاسد الدنيوية‪ ,‬يقو اإلمام‬
‫الشاليب ياكيال االتلا علل هذف ا سألة‪:‬‬

‫عالم ا وقعني ‪.3/3‬‬ ‫‪276‬‬

‫‪173‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫( املصاحل املفاسد األتر ي مقدم يف اال تباو لى املصاحل املفاسد الدنولي اب فاق‪ ،‬إذ ال يصح‬
‫ا تباو مصلض دنولي ختح صاحل اآلترة‪: ،‬مالل أ ما خيح صاحل اآلترة دري ملا‪:‬ق ملقصلد‬
‫ابطمل‪ ،‬من ه ا ا يف ذ ال فاق أهله ما ا ‪ ،‬هكذا سائر ما جيرإ جمران)‪.277‬‬
‫ه‬ ‫الشاو ؛ ‪:‬كا‬

‫وقا مبينال موقع ا احل الدينية والدنيوية م النظر الشرعذ‪:‬‬

‫(املصاحل الدي و مقدم لى املصاحل الدنولي لى ا طملق)‪.278‬‬

‫وم له ام يسذ ابلن وص الشرعية فل يعجف ع االلالع علل يجم يضور القضية ارخروية يف‬
‫اخلطاب الشرعذ وأثر هذا احلضور علل ملهوم (ا للة) و(ا قاصد) ذا يوسع اللتها لتسوعع ا احل‬
‫العائدة ىل الشأن ارخرو والتعبد والديج‪ ,‬ممل قو الشاليب ماالل وهو يستجلع ملهوم ا قاصد يف‬
‫يدياه ع ال الة وما نكرف م وتوف ا احل فيها‪ ,‬يقو رمحه هللا‪:‬‬

‫(الصملة م مله أ ح مشر وتها ا ال هلل سبضانه إبتملص التل ه إلوه‪ ،‬االنتصاب لى عد الذل‬
‫الصمل َة لِّ ِّذ ْك ِّرإ)‪ ،‬عال (إ َّ َّ‬
‫الصمل َة‬ ‫الصغاو بني يديه‪ ،‬ذكري ال ف ابلذكر له عال اات ( َ أَعِّ ِّو َّ‬
‫شا ِّ الْدم َك ِّر لَ ِّذ ْكر َِّّ‬
‫صَداُل َ )‪ ،‬يف احلديث (إ املصلو‬ ‫اّلل أَ ْك َُ َ َّ‬
‫اّللُ يَد ْالَ ُو َما َ ْ‬ ‫َد ْد َهى َ ِّن الْ َف ْض َ َ ُ َ ُ‬
‫ي ا و وبه) مث إ هلا مقا د اتبا كال هو ن الفضشا امل كر‪ ،‬االسرتاو إلوها من أنكاد الدنوا‬
‫(أوو ا ِبا اي بملل)‪ ،‬يف الصضوح ( ُ الَم عرة وين يف الصملة)‪ ،‬طلب الرزق ِبا عال‬ ‫يف ا‬
‫ك)‪ ،‬يف احلديث ف ري هذا‬ ‫لصملةِّ َ ا ْ َِّ ْ َلَْود َها ال نَ ْ َلُ َ‬
‫ك ِّوْزعها َّْحن ُن نَد ْرُزعُ َ‬ ‫ك ِّاب َّ‬
‫هللا اات ( َ أْ ُم ْر أ َْهلَ َ‬
‫املات‪ ،‬إجناح احلا ات كصملة االستخاوة ملة احلا ‪ ،‬طلب الفلز ابجل ال ةاة من ال او‪،‬‬
‫هو الفائدة الاام ا الص ‪ ،‬كل املصلو يف تفاوة هللا‪ ،‬يف احلديث (من لى الصبح مل يزل يف‬
‫ك‬‫ك َوبُّ َ‬ ‫ذم هللا)‪ ،‬نوح أنرف امل ازل عال اات ( َ ِّم َن اللَّْو ِّح ‪َ:‬دتَد َه َّة ْد بِّ ِّه َان ِّ‪:‬لَ ه لَّ َ‬
‫ك َ َ ى أَ يَد ْبد َا َ َ‬
‫لدا)‪ : ،‬ى بقوا اللوح املقا ا ملد)‪.279‬‬ ‫َم َق هاما ْحم ُم ه‬
‫فتأمل كيل تعل ا قاصد هنا مقاصد أصلية وتبعية وبني لبيعة ما يندر يف كل نوع‪.‬‬

‫ا وافقات ‪.124/3‬‬ ‫‪277‬‬

‫ا وافقات ‪.94/3‬‬ ‫‪278‬‬

‫ا وافقات ‪.142/3‬‬ ‫‪279‬‬

‫‪174‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫احلفم الداللية الدالة علل تقدم (ا احل ارخروية) علل (ا احل الدنيوية) يف‬ ‫بع‬ ‫وال أبر م استعرا‬
‫لالع الكتاب والسنة‪ ,‬فقد تال الويذ‬ ‫خطاب الويذ‪ ,‬وهذ مسألة أيسع أهنا شديدة الوضوح تدال‬
‫بة‪:‬‬

‫‪ -‬بيان احلكمة ارسار م خلق اإلنسان‪ ,‬وهذ عبا ة هللا تعاىل ويدف‪ ,‬وهذ مسألةٌ عائدةٌ أصال لة ىل‬
‫(وَما أ ُِم ُروا ِالَّ‬ ‫ا احل ارخروية فقا تعاىل‪( :‬وما خلَقت اجلِ َّ وا ِإلن ِ ِ ِ‬
‫ت ال ليَةعبُ ُدون)‪ ,‬وقا سبلانه‪َ :‬‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫أل ِي ُ ال َقيِىل َم ِة)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يموا ال َّال َة َويةُ تُوا َّ‬ ‫ِ‬ ‫لِيةعبدوا ا َّّلل ُيخلِ ِ ني لَه ىلِ‬
‫الفَكا َة َو َنل َ‬ ‫الدي َ ُينَة َلالَ َويُق ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُُ َ‬
‫‪ -‬كما تال ببيان احملور ارسار لدعوة ارنبيال‪ ,‬ويكمة هللا تعاىل م بعاة الرسل‪ ,‬وهذ رشا اخللق ىل‬
‫ِ‬ ‫(ولََقد بةَ َعاةنَا ِيف ُك ِىلل أ َُّم ٍة َر ُسوالل أَن اُعبُ ُدوا َّ‬
‫اّللَ َواتتَنبُوا الطَّا ُ َ‬
‫وت)‪,‬‬ ‫يكمة الرب م خلقهم‪ ,‬فقا تعاىل‪َ :‬‬
‫نذ ُرونَ ُكم لَِقالَ يةَوِم ُكم)‪.‬‬
‫نت أََمل أيتِ ُكم رسل ِمن ُكم ية ُق ُّو َن علَي ُكم رايِيت وي ِ‬
‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ ِ‬
‫(اي َمع َشَر اجل ىلِ َواإل ِ َ ُ ُ ٌ‬ ‫وقا سبلانه‪َ :‬‬
‫‪ -‬وكذلأل تال ما ي ك د علل أن هذف الدنيا منا هذ موضوعة رتل االبتالل وا خرة هذ ار اجلفال‪ ,‬ذا‬
‫ي كد علل تقدم (ا احل ارخروية) علل (ا احل الدنيوية) يف سلم ارولوايت‪ ,‬يقو هللا تعاىل‪َّ ِ( :‬ان َت َعلنَا‬
‫ت َواحلَيَاةَ لِيَةبةلَُوُكم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َما َعلَل ارَر ِ ِمينَةل َهلَا لنَةبةلَُوُهم أَيةُّ ُهم أَي َس ُ َع َمالل)‪ ,‬ويقو سبلانه‪( :‬الَّذ َخلَ َق ال َمو َ‬
‫احل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَيُّ ُكم أَيس عمالل)‪ ,‬ويقو عف ويل‪ِ( :‬نَّه يةبدأُ اخللق َُّ يعِ ِ‬
‫ات‬ ‫يدفُ ليَج ِف َ الَّذي َ َرمنُوا َو َعملُوا ال َّ َ‬‫ََ ُ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ ََ‬
‫ِابل ِقس ِف)‪.‬‬

‫‪ -‬بل تال ما ي كد علل أن التمكني يف الشأن الدنيو جيع أن يتخذ وسيلةل للتمكني ريكام الشريعة‬
‫ِ‬
‫م السراين يف الواقع‪ ,‬قا هللا تعاىل‪( :‬الَّذي َ ِن َّم َّكن ُ‬
‫َّاهم ِيف ارَر ِ أَقَ ُاموا ال َّال َة َورتَة ُوا َّ‬
‫الفَكا َة َوأََم ُروا‬
‫ِابلمعر ِ‬
‫وف َوَهنَوا َع ِ ال ُمن َك ِر)‪.‬‬‫َُ‬
‫‪ -‬وتال يف الويذ أيضال ما يد علل االيتلال اب نجفات ارخروية يف مقابل اب نجفات الدنيوية‪ ,‬فقا‬
‫الدنةيَا نُ تِِه ِمنة َها)‪ ,‬وقا تعاىل‪:‬‬ ‫رت ُّ‬ ‫يد َير َ‬ ‫رت ا ِخَرِة نَِف لَهُ ِيف َيرثِِه َوَم َكا َن يُِر ُ‬ ‫(م َكا َن يُِر ُ‬
‫يد َير َ‬ ‫سبلانه‪َ :‬‬
‫ورا)‪.‬‬‫أل َكا َن َسعيُة ُهم َمش ُك ل‬ ‫(وَم أ ََرا َ ا ِخَرَة َو َس َعل َهلَا َسعيَة َها َوُه َو ُم ِم ٌ فَأُولَئِ َ‬
‫َ‬
‫‪ -‬وتال نم م قلع ا عا لة فقدم العاتلة علل ا خرة‪ ,‬فقا تعاىل‪َ ( :‬كال بل ُِابُّو َن الع ِ‬
‫اتلَةَ * َوتَ َذ ُرو َن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الها‬ ‫يد ال َعاتلَ َة َع َّجلنَا لَهُ في َها َما نَ َشالُ ل َم نُِر ُ‬
‫يد َُّ َت َعلنَا لَهُ َت َهن ََّم يَ َ‬ ‫(م َكا َن يُِر ُ‬ ‫ا خَرَة)‪ ,‬وقا سبلانه‪َ :‬‬
‫أل َكا َن َسعيُة ُهم َمش ُكورال)‪ ,‬وقا عف‬ ‫َمذ ُمومال َمد ُيورال * َوَم أ ََرا َ ا ِخَرَة َو َس َعل َهلَا َسعيَة َها َوُه َو ُم ِم ٌ فَأُولَئِ َ‬

‫‪175‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ف ِلَي ِهم أَعما َهلم فِيها وهم فِيها ال يةبخسو َن * أُولَئِ َّ ِ‬ ‫الدنةيَا َوِمينَةتَة َها نةُ َو ِىل‬
‫أل الذي َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َُ َ ُ َ ُ‬ ‫يد احلَيَا َة ُّ‬‫(م َكا َن يُِر ُ‬
‫وتل‪َ :‬‬
‫صنَةعُوا فِ َيها َوَاب ِل ٌل َما َكانُوا يةَع َملُو َن )‪ ,‬وقا تعاىل‪( :‬فَ ِم الن ِ‬
‫َّار َم‬ ‫ف َما َ‬ ‫َّار َو َيبِ َ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ت َهلُم يف ا خَرة الَّ الن ُ‬ ‫لَي َ‬
‫الدنةيَا َوَما لَهُ ِيف ا ِخَرةِ ِم َخال ٍ * َوِمنة ُهم َم يةَ ُقو ُ َربةَّنَا رتِنَا ِيف ُّ‬
‫الدنةيَا َي َسنَ لة َوِيف‬ ‫يةَ ُقو ُ َربةَّنَا رتِنَا ِيف ُّ‬
‫ب) وممل كيل تعل‬ ‫اّلل س ِريع احلِسا ِ‬ ‫ا ِخرِة يسنة وقِنا ع َذاب النَّا ِر * أُولَئِأل َهلم ن ِ ِ‬
‫يع ممَّا َك َسبُوا َو َُّ َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ ٌ‬ ‫َ َ ََل َ َ َ َ‬
‫لآلخرة عوتني يف مقابل عوة وايدة للدنيا‪.‬‬

‫‪ -‬وبشكل عام فقد ور يف الويذ ما ي كد علل تقدم رتبة (ا خرة) علل (الدنيا) ونلأل يف مجلة م‬
‫اّلل َخ ٌذ َوأَبة َقل)‪ ,‬وقا سبلانه‪:‬‬ ‫ند َِّ‬‫الدنةيَا َوَما ِع َ‬ ‫ا ايت‪ ,‬فقا تعاىل‪( :‬فَ َما أُوتِيتُم ِىلم َشذ ٍل فَ َمتَاعُ احلَيَ ِاة ُّ‬
‫اّللِ َخذٌ َوأَبة َقل أَفَال تَةع ِقلُو َن)‪ ,‬بل تال ما يكشل‬ ‫(وَما أُوتِيتُم ِىلم َشذ ٍل فَ َمتَاعُ احلَيَاةِ ُّ‬
‫الدنةيَا َوِمينَةتُة َها َوَما ِع َ‬
‫ند َّ‬ ‫َ‬
‫الدنةيَا ِيف ا ِخَرةِ ِالَّ َمتَاعٌ)‬
‫الدنةيَا َوَما احلَيَاةُ ُّ‬ ‫(وفَ ِر ُيوا ِابحلَيَاةِ ُّ‬
‫ع يجم اللر اهلائل بني الداري فقا تعاىل‪َ :‬‬
‫َّار ا ِخَرةَ َهلِ َذ احلَيَة َوا ُن لَو َكانُوا يةَعلَ ُمو َن)‪ ,‬وم‬ ‫الدنةيا ِالَّ َهلو ولَعِ ِ‬
‫ع َو َّن الد َ‬ ‫ٌَ ٌ‬
‫ِِ‬
‫(وَما َهذف احلَيَاةُ ُّ َ‬ ‫وقا سبلانه‪َ :‬‬
‫ألطل اإلشارات القررنية يف بيان يقيقة احلياة ارخروية اب قارنة ابحلياة الدنيوية‪ ,‬قو هللا تعاىل‪ِ :‬‬
‫(وتذلَ‬ ‫َ‬
‫ت ِحلَيَ ِايت) فتأمل كيل عد احلياة‬ ‫الذكَرل * يةَ ُقو ُ َاي لَيةتَِج قَدَّم ُ‬
‫َىن لَه ىلِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ٍِ ِ‬
‫يةَوَمئذ اَ َهن ََّم يةَوَمئذ يةَتَ َذ َّك ُر ا ِإلن َسا ُن َوأ َّ ُ‬
‫ارخروية هذ ا ستلقة هلذا الوصل واإلضافة وكأن يياته الدنيوية مل تك ييا لة أصالل‪.‬‬

‫‪ -‬وم لطائل اإلشارات الدالة علل تقدم ا ق د ارخرو يف النظر الشرعذ‪ ,‬استعارة اللسان االقت ا‬
‫يف التعبذ ع ش ون ا خرة‪ ,‬مع أصالة يضور هذف اللسان يف الشأن الدنيو ذا يويذ بوسيلية الدنيا‬
‫ابلنسبة لآلخرة‪ ,‬وتقدم الشأن ارخرو علل الدنيو ‪ ,‬وكأن يق هذف ا لر ات أن تستعمل أصالة يف‬
‫التعبذ ع ا عامالت اإلنسانية الكلل‪ ,‬تعامالت العبد مع ربه‪ ,‬ممل يف هذف ا ايت الكرلات ولبيعة‬
‫أل الَّ ِذي َ اش ََووا الضَّاللَ َة ِابهلَُدل فَ َما َرِحبَت ِ َ َارُُم َوَما َكانُوا ُمهتَ ِدي َ )‪,‬‬ ‫ا لر ات ا ستعملة فيها‪( ,‬أُولَئِ َ‬
‫اب َوال ُهم يُن َ ُرو َن)‪َّ ِ( ,‬ن الَّ ِذي َ اش ََووا‬ ‫َّل َعنة ُهم ال َع َذ ُ‬
‫ِ‬
‫الدنةيَا ِاب خَرِة فَال ُخيَل ُ‬ ‫أل الَّ ِذي َ اش ََووا احلَيَا َة ُّ‬‫(أُولَئِ َ‬
‫اّلل قَةرضال يسنال فَةي ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫اّلل شيئال وَهلم ع َذ ِ‬ ‫ال ُكلر ِاب ِإللَ ِ‬
‫ضاع َلهُ لَهُ‬ ‫ََ َُ‬ ‫(م َنا الذ يةُق ِر ُ ََّ‬ ‫يم)‪َ ,‬‬ ‫اب أَل ٌ‬‫ضُّروا ََّ َ َ ُ َ ٌ‬ ‫ان لَ يَ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اّلل يةقبِ ُ ويةبس ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫اّلل َوأَقَ ُاموا ال َّالةَ َوأَنة َل ُقوا ممَّا‬ ‫ف َو لَيه تةُر َتعُو َن)‪َّ ( ,‬ن الَّذي َ يةَتةلُو َن كتَ َ‬
‫اب َّ‬ ‫ََ ُ‬ ‫أَض َعافال َكا َذةل َو َُّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم)‪,‬‬ ‫أل ُه َو ال َلوُم ال َعظ ُ‬ ‫ور)‪( ,‬فَاستَةب ِش ُروا بِبَةيعِ ُكم الَّذ َابيَةعتُم بِِه َو َنل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫رمقةنَ ِ‬
‫اهم س ىلرال َو َعالنيَةل يةَر ُتو َن َ َارلة لَ تَةبُ َ‬
‫ََ ُ‬
‫وبطبيعة احلا فاالستعما القررين للمنطق االقت ا ياضر يف مجلة عريضة م رايته‪ ,‬والق د‬
‫التنبيه علل وايد م شاراته يف تقدم رتبة الشأن ارخرو يف اخلطاب الشرعذ‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وال يلهم مما سبق احلف ا طلق م ا احل الدنيوية و منا التأكيد علل وتو ملهوم (ا احل ارخروية)‬
‫أوالل‪ ,‬والتأكيد علل تقدمها يف الرتبة وا نفلة نيال‪ ,‬و ال فقد تال يف الويذ ما يد صرايةل علل مراعاة‬
‫ا احل الدنيوية ذا ال خيل اب للة ارخروية ونلأل يف مجلة عريضة م ا ايت القررنية‪ ,‬بعضها ا ٌ علل‬
‫مراعاة ا احل الدنيوية مجاالل وبعضها تبني هذف ا راعاة علل تهة التل يل ببيان مجلة واسعة م التشريعات‬
‫واليت اقق للمكللني م احلهم الدنيوية ضاف لة علل م احلهم ارخروية‪ ,‬ولست ب د استقرال هذف‬
‫الدالئل الشريعة وال يرا ها هنا ومظاهنا معلومة مدركة‪ ,‬ولك ال أخلذ ا قام م نكر رية قررنية وايدة‬
‫تد علل هذف ا عاىن الشتماهلا علل مراعاة م احل الداري مع اإلشارة ىل الطبيعة اهلرمية هلذف ا احل‪,‬‬
‫الدنةيَا َوأَي ِس َك َما أَي َس َ َّ‬
‫أل ِم ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اّللُ ِلَي َ‬
‫أل‬ ‫نت نَ ِ يبَ َ‬
‫َّار ا خَرةَ َوال تَ َ‬ ‫اّللُ الد َ‬
‫رات َ َّ‬
‫يما َ‬
‫(وابةتَ ِغ ف َ‬
‫قا تعاىل‪َ :‬‬
‫ع ال ُمل ِس ِدي َ )‪.‬‬
‫اّللَ ال ُِ ُّ‬
‫َوال تَةب ِغ ال َل َسا َ ِيف ارَر ِ ِ َّن َّ‬

‫و نا مملت يف لبيعة التعالذ العلماين مع ملهوم ا قاصد الشرعية فستجد أن رة ثغرلة منهجيةل هائلةل‬
‫أفضت ىل يالة م التق ذ الشديد يف اديد هذف ا قاصد‪ ,‬هذف الاغرة تتمال يف يالة اللقر الشديد يف‬
‫عملية االستقرال للن وص الشرعية‪ ,‬والتوقل عند تن ي ا ا للتعرف علل لبيعة ا قاصد اليت تالت‬
‫الشريعة لتلقيقها‪ ,‬فاحلديث ع مقاصد الشريعة جيع أن يكون منطلقال م الشريعة نا ا أصوالل وفروعال‬
‫كليات وتف ٍ‬
‫ئيات‪ ,‬ال أن يت ور ا رل م عندايته مقاصد ينسبها للشريعة جيعل مقاصدف هذف ياكم لة‬ ‫ٍ‬
‫علل فروع الشريعة‪ ,‬بل علم (مقاصد الشريعة) علم كاشل ع مقاصد الشريعة ابلنظر ىل الشريعة نا ا‬
‫وما يد ته م ا قاصد ن ال‪ ,‬أو ما لك ا يله منها ع لريق النظر واالستقرال جلفئيا ا‪ ,‬وهو مقام‬
‫علمذ رفيع جيع أن يتللل صايبه ابلعلم الوافر‪ ,‬واالستقرال التام‪ ,‬والورع الشديد خوفال أن يقو العبد‬
‫علل هللا وشريعته بال علم‪ .‬وهلل ر اإلمام الشاليب والذ أكد علل أغية التللذ هبذف اخل ائث وا هالت‬
‫أرا مطالعة كتابه يف ا قاصد (ا وافقات) ونلأل يف أوائل الكتاب‪ ,‬يقو رمحه هللا‪:‬‬

‫( من ه ا ال ي مح لل اظر يف هذا الكتاب أ ي ظر ‪:‬وه نظر مفود أ م تفود؛ و يكل واي من‬
‫لو الشريا ‪ ،‬أ لهلا ‪:‬ر ها‪ ،‬م قلهلا ماقلهلا‪ ،‬دري لد إت التقلود التاصب للمذهب‪: ،‬إنه إ‬
‫كا هكذا؛ توخل لوه أ ي قلب لوه ما أ د ‪:‬وه ‪:‬ت ابلارض‪ ،‬إ كا وكم ابلذات‪ ،‬هللا‬
‫‪280‬‬
‫املل‪:‬ق للصلاب)‬

‫ا وافقات ‪.124/1‬‬ ‫‪280‬‬

‫‪177‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫(ومرة أخرل‪ ,‬فإان لو قمنا اب قارنة بني تهو اللقهال وارصوليني وبني تهو ا شروع احلداثذ يف بيان‬
‫مقاصد الشريعة العامة واخلاصة وا ا ية وا عنوية منها‪ ,‬فإان د أن اللقهال بذلوا تهو ال كبذة‪ ,‬وقطعوا‬
‫مسافات شاسعة يف البلث والتنقيع ع مقاصد الشرع‪ ,‬واستطاعوا م خالهلا أن يتوصلوا ىل أنواع م‬
‫ا قاصد اليت تالت الشريعة بتلقيقها وحن ال ننكر أن مشروعهم نلأل قد وقعت فيه أخطال ومبالغات‪,‬‬
‫ولك القارئ يستطيع أن خير م مجلة ما قدموا ب ورة انضجة يتبني هبا أيقية الشريعة ووتاهتها ولفوم‬
‫تطبيق ما تالت به م أيكام ويدو ‪ ,‬وأهنا تالت علل أكمل وته وأن ع صورة وأبني يالة‪ ,‬وجيد يف‬
‫ا قابل ق ورال ظاهرال يف اخلطاب احلداثذ يف هذف القضية‪ ,‬وهو ما أوقع حبوثهم يف أخطال كبذة يخاللة‬
‫للتاريخ فضالل ع يخاللتها للنث الشرعذ نلسه)‪.281‬‬

‫أما إنكالو املقدم ال انو‬

‫وهذ كون التشة ة ةريعات اجلفئية جمر وس ة ةةائل قاص ة ةةد لك اس ة ةةتبداهلا بغذها م الوس ة ةةائل مىت ما‬
‫يققت تلأل ا قاصة ةةد‪ ,‬فموقع اإلشة ةةكالية هنا هو يف احلقيقة فرع ع مشة ةةكلة منهج اسة ةةتخرا ا قاص ة ةةد‬
‫الش ة ة ة ة ةةرعية عند ه الل وكيلية االلالع عليها ومعرفتها‪ ,‬وم الطبيعذ أن تواتع قيمة ا أمورات الش ة ة ة ة ةةرعية‬
‫وا نهيات يف ظل اختفا لبيعة ا قاص ةةد و رتاعها ىل قيم ما ية نيوية‪ ,‬فلني يدعذ بعضة ةهم أن تشة ةريع‬
‫ال ةةيام هو لتلقيق (احلمية ال ةةلية) فم الطبيعذ أن تواتع القيمة اللعلية هلذف العبا ة يف نلسةةه‪ ,‬وم‬
‫الطبيعذ أيضة ة ة ة ةال أن يش ة ة ة ةةكل هذا ياتفال ع را الطبيعة اللعلية قاص ة ة ة ةةد هذف العبا ة واليت تال النث‬
‫ع َعلَل الَّ ِذي َ ِم قَةبلِ ُكم لَ َعلَّ ُكم تَةتَّة ُقو َن) وهذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫(اي أَيةُّ َها ا لذي َ َرمنُوا ُك ت َ‬
‫ع َعلَي ُك ُم ال ىل ة ة ة ة ة ة ةَي ُام َك َما ُك ت َ‬ ‫عليها َ‬
‫ي كد الطبيعة ا ف وتة للخلل الداخل علل ه الل يف ت ةةور (مقاص ةةد الشة ةريعة) م تهة‪ ,‬وما أفض ةةل ليه‬
‫م االستهانة بقيمة (اريكام الشرعية التل يلية) م تهة أخرل‪.‬‬

‫ن عول مكانية استبدا أيكام الشريعة التل يلية أبيكام أخر اقق عني مقاصدها يتضم‬
‫ترعةل عاليةل م (الغرور ا عريف) اب عال معرفة تلاصةيل ا ق ةد الشةرعذ لتلأل اريكام ويدو ها ا عال‬

‫‪ 281‬مقا (التداو احلداثذ لنظرية ا قاصد‪ ..‬راسة نقدية) للشيخ سلطان العمذ منشور ذجلة البيان‪ ,‬ومتوافر علل شبكة اإلنونت‪ ,‬وهذ‬
‫مقالة مهمة انتلعت منها كاذال‪ ,‬وهذ علل تفئني ارو منهما قد نشر وا خر مل ينشر يىت ساعة كتابة هذف السطور‪ .‬هنا نشرت بعد‬
‫نلأل حبمد هللا فلتنظر يف جملة البيان (‪.)295‬‬

‫‪178‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أن رة وس ةةائل أخر اقق عني ا ق ةةد الذ تطلبته الش ة ةريعة بتلأل التش ة ةريعات‪ ,‬وأن هذف الوس ةةائل لك‬
‫االسةةتغنال هبا ع الوسةةائل اليت قرر ا الش ةريعة‪ .‬و نا تدبرت يف أيوا النار فسةةتجد أهنم يتلاوتون تلاواتل‬
‫عظيمال يف راكهم ووعيهم ونكائهم فاإليالة عليهم وعلل عقوهلم مع تلاو ا يالة علل مظنة اختالف‪.‬‬

‫ومما ي كد يالة (الغرور ا عريف) عند أولئأل يف ا عال مكانية جيا بدائل للوسة ةةائل الشة ةةرعية قو بعضة ةةهم‬
‫إبلغال لفوم العبا ات الكلل يف اإلسةالم ‪-‬م صةالة وصةيام ومكاة ويج‪ -‬فضةالل عما وهنا‪ ,‬ونلأل حبجة‬
‫أن الشة ةريعة منا تالت أبيكامها ةةللة تناس ةةع نلأل الع ةةر‪ ,‬فإنا اققت مقاص ةةدها يف ترقية الروح‬
‫وتفكية النلت والس ة ةةلو أبش ة ةةكا أخرل فلس ة ةةنا ملفمني بتلاص ة ةةيلها التشة ة ةريعية الش ة ةةكلية‪ ,‬وكأنه قا ر علل‬
‫اإليالة (أبش ةةكا أخرل) اقق نات مق ةةو الش ةةارع م تش ةريع ال ةةالة والفكاة وال ةةيام واحلج‪ ,‬وهذف‬
‫عول ضة ة ةةخمة تتضة ة ةةم القو علل هللا تعاىل بغذ علم‪ ,‬فإنه مهما اشة ة ةةتغل العبد ذعرفة أوته احلكمة يف‬
‫مال هذف اجلوانع التعبدية فسةةيظل مجهورها ائبال عنه‪ ,‬ولئ أ ر العبد شةةيئال م يكمة الشةريعة يف مال‬
‫هذف التعبدات علل وته اإلمجا فسيظل تاهالل وال بد ِحبكمها التل يلية‪ ,‬فأ سبيل ىل معرفة احلكمة‬
‫م تعل الظهر أربعال وا غرب ثال ل واللجر اثنتني و ا كانت أن ة ةةبة الفكاة ابلقدر الذ ُش ة ة ةرع و ا كان‬
‫الطواف ابلبيت سبعال والسعذ كذلأل ورمذ اجلمار يف هذا ا كان ا خ وص وهبذا القدر م احل يات‬
‫وهكذا يف ش ة ةةأن س ة ةةائر العبا ات‪ ,‬فكيل ي ة ةةح واحلالة هذف ا عال القدرة علل اإلتيان بش ة ةةكل أخر م‬
‫أشةةكا التعبد قق عني مق ةةو الشةةارع مع العجف ع معرفة تلاصةةيل مق ةةو الشةةارع فيما ش ةةرعه م‬
‫عبا ات‪.‬‬

‫وكذلأل فإن ا عال أن مال هذف التعبدات هذ جمر وس ة ةةائل لتلقيق ترقية الروح هذ عول ذ ص ة ةةليلة‬
‫فإن هذف التعبدات هذ يف نا ا مطلوبة مق ة ة ة ة ة ة ةةو ة لذا ا دبوبة هلل تبار وتعاىل فإن هللا ع م عبدف‬
‫اإلتيان هبا علل النلو الذ شةةرعه سةةبلانه وم نظر يف الالت الكتاب والسةةنة ا تكاثرة اسةةتبان له هذا‬
‫ارمر بشكل قالع‪.‬‬

‫ولئ كانت ش ة ةةكالية ه الل مع تشة ة ةريعات التعبد أكل وأعمق كون التعبدات مبنية يف ارص ة ةةل علل عدم‬
‫معقولية ا عىن علل تهة التل ةةيل‪ ,‬فإن اإلشةةكالية سةةتظل قائمةل يىت يف أبواب ا عامالت فم التقريرات‬
‫العلمية النافعة اليت تعاجل هذف ا س ة ة ةةألة م تذورها ما نكرف اإلمام الش ة ة ةةاليب م أن (كل يكم ش ة ة ةةرعذ‬
‫ليت را ٍ ع يق هللا تعاىل‪ ,‬وهو تهة التعبد‪ ,‬فإن يق هللا علل العبا أن يعبدوف وال يشة ةةركوا به شة ةةيئا‪,‬‬
‫وعبةةا تةةه امتاةةا أوامرف واتتنةةاب نواهيةةه إبلال ‪ ,‬فةةإن تةةال مةةا ظةةاهرف أنةةه يق للعبةةد جمر ال فليت كةةذلةةأل‬
‫إبلال ‪ ,‬بل تال علل تغليع يق العبد يف اريكام الدنيوية‪ .‬كما أن كل يكم شة ةةرعذ فليه يق للعبا‬

‫‪179‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ة ةةاحل العبا ‪ ,‬ولذلأل قا يف احلديث‪( :‬يق‬ ‫ما عاتالل و ما رتالل‪ ,‬بنال علل أن الشة ة ةريعة منا وض ة ةةعت‬
‫العبا علل هللا نا عبدوف ومل يشركوا به شيئا أال يعذهبم) وعا م يف تلسذ يق هللا أنه ما فهم م الشرع‬
‫أنه ال خذة فيه للمكلل‪ ,‬كان له معىن معقو أو ذ معقو ‪ ,‬ويق العبد ما كان راتعا ىل م ة ة ةةاحله يف‬
‫الدنيا‪ ,‬فإن كان م ا ة ة ة ةةاحل ارخروية‪ ,‬فهو م مجلة ما يطلق عليه أنه يق هلل‪ ,‬ومعىن التعبد عندهم أنه‬
‫ما ال يعقل معناف علل اخل ةةوص‪ ,‬وأصةةل العبا ات راتعة ىل يق هللا‪ ,‬وأصةةل العا ات راتعة ىل يقو‬
‫العبا )‪.282‬‬

‫فهذا التقرير ي كد علل أن ما نُث عليه يف الش ة ة ة ة ة ةريعة م أيكام العا ايت مق ة ة ة ة ةةو وفيه معىن م معىن‬
‫التعبد فليست جمر وسائل لك االستعاضة عنها بغذها‪.‬‬

‫ومما لك أن يقا أيضة ةال أنه بتقدير أن التشة ةريعات التل ةةيلية يف هذف اربواب هذ جمر وس ةةائل‬
‫لغاايت فإننا تاممون أبن هذف الوس ةةائل ا ن ةةوص عليها دققة لغااي ا كون واض ةةعها أرا بوض ةةعها اقيق‬
‫تلأل الغاايت مع كما علمه سبلانه ويكمته‪ ,‬ومسألة ا عال أنه ابإلمكان يدارت وسائل أخرل اقق‬
‫ذ ماي ة أو نقث عول اتا ىل اللهنة واإلثبات‪ ,‬و نا مملت يف ممارسة ة ة ة ة ة ةةات‬ ‫عني تلأل الغاايت م‬
‫والنقد‬ ‫ه الل يف اسةةتلدارت الوسةةائل فسةةتلله أن ما اقويوف م الوسةةائل البديلة ال يسةةلم م االعوا‬
‫فلني يتلدرت أيدهم ماالل أبن قطع يد السةةار شةةعذة شةةرعت للرع ع السةةرقة فيمك أن تسةةتبد ذا‬
‫قق الرع كالس ة ة ةةج ‪ ,‬فهذا ا ال ال خيلو م خال عظيم يف معرفة تلاص ة ة ةةيل ما يتعلق ذق ة ة ةةد (الرع)‬
‫ويدو ف فليت ا ق ة ةةو هو اقيق مطلق الرع بل اقيقها ابلقدر الذ يتلقق م خال تش ة ةريع القطع‬
‫ذ ماي ة أو نق ان‪ ,‬فالقتل قق الرع أيضال فهل يسوغ أن تستبد شريعة القطع به جملر اشواكهما‬ ‫م‬
‫يف مطلق الرع‪ .‬وم تهة أخرل فامة مالبس ة ة ة ة ةةات تت ة ة ة ة ةةل ابلعقوبة الش ة ة ة ة ةةرعية (القطع) والعقوبة البديلة‬
‫ا قوية (الس ة ةةج ) جيفم الناظر فيها أن اس ة ةةتعما هاتني العقوبتني و ن تقالعا يف ش ة ةةذل م النتائج فامة‬
‫قدرال م االفوا يوتع القو أبن الوس ة ةةيلة اروىل ال توص ة ةةل لعني ما توص ة ةةل ليه النتيجة الاانية‪ .‬فمجر‬
‫ىل الفتر م السرقة ذا ال ققه اإلعالن ع عقوبة السج ‪,‬‬ ‫اإلعالن ع قرار عقوبة القطع ماالل ي‬
‫لتكاليل احلراسة والطعام والدوال الذ تستلفمها عقوبة السج ‪ ,‬والسج قد يشكل‬ ‫ويف القطع سلي‬

‫‪282‬ا وافقات ‪.538/2‬‬

‫‪180‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫راكه م اللوار ا وضةةوعية بني‬ ‫دضةةنال لبث ثقافة اإلترام واللسةةا بني ا سةةاتني‪ ,‬و ذ نلأل مما لك‬
‫ما يوتع علل قرار يد القطع و قرار عقوبة السج عاجلة مشكلة السرقة‪.‬‬

‫ن كةةان الكةةل يوص ة ة ة ة ة ة ةةل ىل نتيجةةة وايةةدة يقيقةةة والغر اقيق تلةةأل النتيجةةة ا عل عنهةةا‬
‫اب قاصةةد فلم هذا اإلصةرار علل تعطيل الوسةةيلة اليت اعتلها الشةةارع واسةةتبداهلا بوسةةيلة أخرل‪ ,‬ن السةةبع‬
‫يف احلقيقة ينكش ةةل ذا س ةةبق نكرف م اس ةةتلض ةةار بواعث هذا اخلطاب يف التعلق بنظرية ا قاص ةةد فليت‬
‫قق هدر ما أرا وا هدرف‬ ‫الق ةةد هو االسةةتمسةةا ا وضةةوعذ هبذف النظرية و منا ارخذ منها ابلقدر الذ‬
‫م أيكام الشريعة‪ ,‬ولذا فمىت ما أفضل التمسأل هبذف النظرية ىل ما يتوغونه تشديدال فقهيال رأيت أولئأل‬
‫ينقلبون علل هذف النظرية وي بلون يرفيني تدال‪.‬‬

‫اثل اه وقوق اال تهادات الامري بني ت ابني‬


‫م أكار ما يستد به اخلطاب العلماين يف مقام تقرير ال دام بني اريكام التشريعية اجلفئية ومقاصد‬
‫الشريعة الكلية اتتها ات اخلليلة الراشد عمر ب اخلطاب‪ 283‬رضذ هللا عنه ونلأل يني توىل مرة ا منني‬
‫واستجدت يف ممانه أيوا استدعت منه اتتها ات يف أيكام الشريعة كمال تعطيل يد السرقة عام‬
‫الرما ة‪ ,‬و يقاف سهم ا للة قلوهبم و ذ نلأل‪ ,‬فسلف اخلطاب العلماين الضول علل هذف ا مارسات‬
‫م ورال ايها علل أهنا متال خروتال علل النث وتعلقال ذقاصد الشريعة ليكون نلأل نريعة هلم هلدر أيكام‬
‫الشريعة‪ ,‬ومل ي ِع أولئأل أن هذف االتتها ات العمرية تتضم فقهال عميقال ومآخذ شرعية معتلة خليت‬
‫عليهم ‪ ,‬وأن عمر يف يقيقة ارمر مل ينقلع علل الشريعة بتشريعات ددثة م خارتها بل هو يف نلأل‬
‫كله يعمل يف لارها وم اخل ن وصها رضذ هللا عنه ومل خير عنها أصالل‪ ,‬وهو ما سيتضح م خال‬
‫الوقلات التالية‪:‬‬

‫وللشيخ سلطان العمذ مقالة مميفة يف معاجلة هذف اإلشكالية بعنوان‪( :‬التوظيل احلداثذ لالتتها ات العُ َمرية (قرالة نقدية)) منشور‬ ‫‪283‬‬

‫ذجلة البيان (‪ ,)285‬وموتو علل الشبكة‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ -‬أن كاذال مم يوظل هذف االتتها ات يف سيا هدر أيكام الشريعة التل يلية منا يوظلها ال قناع لة‬
‫هبذف االتتها ات‪ ,‬و منا رنه جيد فيها ار اة ارنسع لتمرير ا شروع العلماين يف بيئة ال لك أن مترر فيه‬
‫القيم العلمانية ال بغطال شرعذ‪ ,‬وهو ما سبق اإلشارة ليه مرارال‪.‬‬

‫‪ -‬أن رة خلالل عظيمال يف ت ور يقيقة هذف االتتها ات وبواعاها‪ ,‬فإهنا عند التأمل ال تعد خروتال ع‬
‫سلطة النث بل متال تطبيقال عمليال مباشرال ريكام الشريعة التل يلية فماالل‪:‬‬

‫‪ -‬ا وح ود ال رع ا الرمادة‬

‫هو يف يقيقته انش ع قيام الشبهة ا انعة م قامة احلد‪ ,‬فمجر السرقة ذ موتع إلقامة احلد يىت‬
‫تتوافر شروله الشرعية وتنتلذ ا وانع‪ ,‬فمما اشولته الشريعة لوتوب القطع‪:‬‬

‫‪-1‬أن يبلغ ا سرو ن اابل‪.‬‬

‫‪-2‬أن يكون م يرم‪.‬‬

‫‪-3‬أن ال يكون فيه شبهة ملأل‪.‬‬

‫‪-4‬أن ال يكون رخذف دتاتال ليه لسد رمقه‪.‬‬

‫وهذا ارخذ كان ياضرال يف مشهد عام الرما ة‪ ,‬فقامت الشبهة يف تلأل الظروف أبن الشخث منا سر‬
‫جماعة مضطرال‪ ,‬وقد تالت الشريعة ذبدأ رل احلد ابلشبهة وصح نلأل ع ذ وايد م ال لابة‬ ‫ٍ‬ ‫م‬
‫يل م أن أقيمها يف‬ ‫ِ‬
‫منهم عمر نلسه رضذ هللا عنه ييث قا ‪( :‬رن أ َُعطىلل احلدو ابلشبهات أيع ىل‬
‫يقاف م قت متعلق ٍ‬
‫بظرف‬ ‫الشبهات)‪ .284‬وقد صرح عمر رضذ هللا عنه أبن يقاف تطبيق احلد منا هو ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪285‬‬
‫مماين خاص توافرت فيه بع موانع قامة احلد فقا رضذ هللا عنه‪( :‬ال يُقطع يف عذ ‪ ,‬وال عام السنة)‬
‫فعدم قامة احلد نن انش ع عدم استكما شروط قامة احلد ال أنه لغال له العتبارات م للية دضة‬
‫خارتة ابلكلية ع لار الشريعة‪ ,‬ي كد هذا أنه رضذ هللا عنه امتنع ع قامة احلد يف ذ عام الرما ة‬
‫ىي ب عبد الرمح ب يالع قا ‪ :‬أصاب لمان‬ ‫للشبهة ا انعة م قامة احلد‪ ,‬فم نلأل ما ور ع‬
‫حلالع ب أيب بلتعة ابلعالية انقة لرتل م مفينة فانتلروها واعوفوا هبا‪ ,‬فأرسل ليه عمر فذكر نلأل له‪,‬‬

‫رواف اب أيب شيبة يف م نله ‪ ,29085‬وصلح سنا ف السخاو يف ا قاصد احلسنة ‪.50‬‬ ‫‪284‬‬

‫رواف عبدالرما يف ا نل ‪.18990‬‬ ‫‪285‬‬

‫‪182‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وقا ‪ :‬ه الل أعبد قد سرقوا‪ ,‬انتلروا انقة رتل م مفينة واعوفوا هبا‪ ,‬فأمر كاذ ب ال لت أن يقطع‬
‫أيديهم‪ ,‬أرسل بعد ما نهع فدعاف وقا ‪( :‬لوال أين أظ أنكم يعوهنم يىت ن أيدهم أتل ما يرم هللا‬
‫عف و تل لقطعت أيديهم ولك وهللا لئ تركتهم ر رمنأل فيهم رامة توتعأل) فقا ‪ :‬كم رنها للمفين‬
‫قا ‪ :‬كنت أمنعها م أربعمائة‪ ,‬قا ‪ :‬فأعطه رامنائة‪.286‬‬

‫وقد قا اب القيم عليه رمحة هللا يف تر القطع يف اجملاعة‪:‬‬

‫ندة دلب لى ال ار‬ ‫إذا كانم س جما‬ ‫( هذا حمض القوار مقتاو علا د الشر ‪: ،‬إ ال‬
‫الار وة‪: ،‬مل يكاد ي لو ال اوق من عر وة د لن إت ما ي د به ومقه‪ ،‬جيب لى اوب‬ ‫احلا‬
‫لب بذله جماانه لل لب‬ ‫املال بذل ذلك له إما ابل من أ جماانه لى ا ملف يف ذلك‪ ،‬الصضوح‬
‫امللاساة‪ ،‬إووا ال فلر مع القدوة لى ذلك‪ ،‬ا ي او ابلفاح مع عر وة ا تاج‪ ،‬هذن نبه علي‬
‫‪287‬‬
‫دوأ الق ع ن ا تاج‪ ،‬هو أعل من ك ري من الشبه اليت يذكرها ك ري من الفقها )‬

‫‪ -‬تر عطال ا للة قلوهبم م الفكاة‪:‬‬


‫ات لِل ُل َقر ِال والةمساكِ ِ‬
‫ني‬ ‫َّ‬
‫م ا قرر شرعال أن م م ارف الفكاة ا للة قلوهبم بدليل قوله تعاىل‪ ( :‬منَا ال َّ َدقَ ُ َ َ َ َ‬
‫اّلل و َّ ِ‬ ‫السبِ ِيل فَ ِر ِ ِ‬ ‫اب والغا ِرِمني وِيف سبِ ِيل َِّ‬ ‫ِِ‬
‫يم‬
‫اّللُ َعل ٌ‬ ‫يض لة ىلم َ َّ َ‬
‫َ‬ ‫اّلل َواب ِ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ني َعلَية َها َوال ُةم َلََّل ِة قُةلُ ُ‬
‫وهبُم َوِيف الىلِرقَ َ َ َ َ َ‬ ‫َوال َعامل َ‬
‫يم)‪ ,‬وقد أعطل النيب صلل هللا عليه وسلم عد ال م ا للة قلوهبم م ما الفكاة‪ ,‬وقد يكل اإلمام‬ ‫ِ‬
‫َيك ٌ‬
‫وارقرع ب يابت ىل أيب‬ ‫البيهقذ اتتها عمر يف هذا الشأن فرول ع عبيدة قا ‪ :‬تال عيينة ب ي‬
‫بكر رضذ هللا عنه فقاال‪ :‬اي خليلة رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ن عندان أرضال سبخة ليت فيها كأل‬
‫وال منلعة فإن رأيت أن تقطعناها لعلنا نفرعها وحنرثها فذكر احلديث يف اإلقطاع و شها عمر رضذ هللا‬
‫عنه عليه ودوف ايف‪ ,‬قا ‪ :‬فقا عمر رضذ هللا عنه‪( :‬أن رسو هللا صلل هللا عليه و سلم كان يتأللكما‬
‫واإلسالم يومئذ نليل‪ ,‬و ن هللا قد أعف اإلسالم فانهبا فاتهدا تهدكما ال أرعل هللا عليكما ن رعيتما)‪,288‬‬
‫د فيه تعطيالل كليال لسهم ا للة قلوهبم ات نريعة ا قاصدية‪ ,‬و منا‬ ‫و نا مملت يف هذف الرواية فإنأل ل‬
‫هو اتتها يف اقيق مناط هذا احلكم يف الواقع‪ ,‬وهل فالن ا عني م ا للة قلوهبم أم ال واتتها عمر‬

‫رواف البيهقذ يف سننه ‪.17064‬‬ ‫‪286‬‬

‫عالم ا وقعني ‪.11/3‬‬ ‫‪287‬‬

‫رواف البيهقذ يف سننه ‪.12968‬‬ ‫‪288‬‬

‫‪183‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫هو يف ا قيق مناط النث يف الواقع ال أنه تعطيل للنث‪ ,‬فلما وتد أن اإلسالم قد عف وأنه مستغ ع‬
‫التأليل عليه وتد أن صورة هذا التشريع ذ متلققة يف الواقع فمنع السهم‪ ,‬وهلذا بوب اإلمام البيهقذ‬
‫علل هذا ارثر بقوله‪( :‬ابب سقوط سهم ا للة قلوهبم وتر عطائهم عند ظهور اإلسالم واالستغنال ع‬
‫التألل عليه)‪.‬‬

‫‪ -‬م القضااي ا فعجة فعالل يف لبيعة اخلطاب العلماين والدا علل عدم النفاهة البلاية هو اعتما منهج‬
‫ع تفل كبذ م الت رفات العمرية‬ ‫انتقائذ يف االستدال ابالتتها ات العمرية والذ ولد يالة عرا‬
‫ال ر ة يف التأكيد علل مبدأ االلتفام ابلنث يىت لقع رضذ هللا عنه بة(الوقاف عند كتاب هللا) فم تلأل‬
‫الت رفات ماالل‪:‬‬

‫ت ب ربيعة ع عمر رضذ هللا عنه‪ ,‬أنه تال ىل احلجر ارسو فقبله فقا ‪ :‬ين أعلم أنأل‬ ‫‪ -‬ع َعابِ ِ‬
‫أل‪.289‬‬ ‫أيت النيب صلل هللا عليه وسلم يةُ َقبِىللُ َ‬
‫أل َما قَةبَّةلتُ َ‬ ‫يجر ال تضر‪ ,‬وال تنلع ولوال أين ر ُ‬
‫‪ -‬ع ميد ب أسلم ع أبيه‪ :‬أن عمر ب اخلطاب رضذ هللا عنه قا للرك ‪ :‬أما وهللا ين رعلم أنأل‬
‫يجر‪ ,‬ال تضر وال تنلع‪ ,‬ولوال أين رأيت النيب صلل هللا عليه وسلم استلمأل ما استلمتأل‪ ,‬فاستلمه‪.‬‬
‫ٌ‬
‫قا ‪ :‬فما لنا وللرمل منا كنا رالينا به ا شركني‪ ,‬وقد أهلكهم هللا‪ ,‬قا ‪ :‬شذلٌ صنعه النيب صلل هللا عليه‬
‫وسلم فال حنع أن نوكه‪.290‬‬

‫به‪ ,‬وال‬ ‫‪ -‬ع الشعيب قا ‪ :‬كتع عمر رضذ هللا عنه ىل شريح‪ :‬نا أات أمر يف كتاب هللا تعاىل فاق‬
‫به‪ ,‬فإن‬ ‫يللتنأل الرتا عنه‪ ,‬فإن مل يك يف كتاب هللا وكان يف سنة رسو هللا صلل هللا عليه وسلم فاق‬
‫ذا قضل به أئمة اهلدل‪ ,‬فإن مل يك يف كتاب هللا وال يف‬ ‫مل يك يف كتاب هللا وال يف سنة رسوله فاق‬
‫سنة رسوله صلل هللا عليه وسلم وال فيما قضل به أئمة اهلدل فأنت ابخليار ن شئت تهد رأيأل و ن‬
‫شئت أن ت امرين وال أرل م امرتأل اي ال أسلم لأل‪.291‬‬

‫رواف البخار (‪ ,)1597‬ومسلم (‪ )1270‬واإلمام أمحد يف ا سند ‪.325‬‬ ‫‪289‬‬

‫رواف البخار (‪.)1605‬‬ ‫‪290‬‬

‫رواف البيهقذ يف سننه (‪.)20100‬‬ ‫‪291‬‬

‫‪184‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ية موتها شيئا يىت قا‬ ‫‪ -‬ع سعيد قا ‪ :‬كان عمر ب اخلطاب يقو ‪ :‬الدية للعاقلة وال تررت ا رأة م‬
‫ية‬ ‫له الضلا ب سليان‪ :‬كتع ىل رسو هللا صلل هللا عليه وسلم أن أ َُوىلِر َ‬
‫رت امرأة أشيم الضباَب م‬
‫موتها‪ .‬فرتع عمر‪.292‬‬

‫‪ -‬ع سعيد ب ا سيع أن عمر تعل يف اإلهبام مخت عشرة‪ ,‬ويف السبابة عشرال‪ ,‬ويف الوسطل عشرال‪,‬‬
‫ويف البن ر تسعال‪ ,‬ويف اخلن ر ستال يىت وتدان كتااب عند ر يفم ع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم أن‬
‫ارصابع كلها سوال‪ ,‬فأخذ به‪.293‬‬

‫وأختم ٍ‬
‫بشذل أيسع أنه مهم مما يتعلق بطبيعة هذا االستدال بة(االتتها ات العمرية) م قبل اخلطاابت‬
‫احلداثية العربية‪ ,‬وهو م كد يف ضم م كدات علل عدم تدية هذا اخلطاب أب ال واتبات البلث والتأصيل‬
‫يف أماا هذف القضااي‪ ,‬فما سبق عرضه هنا يخت رال مما يت ل بشأن هذف االتتها ات مما تعج به الكتاابت‬
‫اللكرية‪/‬الشرعية‪ ,‬وليت هو مما جيهد البايث يف معرفته وااللالع عليه‪ ,‬بل ارتوبة علل تلأل االتتها ات‬
‫العمرية ياضرة موتو ة يف عد كبذ تدال م الكتع‪ ,‬ومع نلأل فال يفا اخلطاب احلداثذ يعيد تكرار‬
‫نات االستدال م ذ تطوير أو تعديل أو تابة علل اعواضات اخل وم‪ ,‬ن هذا ا شهد يد علل‬
‫مستول اجلدية‬ ‫ا أم العلمذ الكبذ الذ يع ل اب وقل احلداثذ م تهة كما يد أيضال علل ا لا‬
‫يف ار ال البلاذ و يبة اإلن اف وا وضوعية يف التعامل مع ارفكار وارلرويات‪ ,‬فلني ترل ف يالل‬
‫دف يُعر متامال ع مناقشة تلاصيل‬ ‫يطرح شكاليةل ومتيه االعواضات مل ل لة ع اليمني والشما‬
‫هذف االعواضات فاعلم أن رة مشكلة يقيقية‪ ,‬وليت الق د هنا بطبيعة احلا ا طالبة ابلتسليم‬
‫ابيتجاتات هذف الطائلة أو تلأل لك احلديث ع ضرورة مناقشة هذف االيتجاتات والتعالذ معها‬
‫علل ارقل كشبهات تعكر صلو القضية ا طروية‪ ,‬وابلتايل فهذ اتا لوقلات لذ ا وقل منها صل لة‬
‫لرف استجالب اتتجاتاته القدلة ليقوم إبعا ة لريها م ذ‬‫وفسا ال‪ ,‬وليت م ا عقو أن يعيد ٌ‬
‫ٍ‬
‫توقل عند االعواضات اليت قدمت يياهلا ليطور م لبيعة االيتجا القدمي جميبال ع شكا اخل م‬
‫عند لريها‪ ,‬وكأن احلوار منا هو م لرف وايد‪ ,‬عليه واتبات التدليل وتقدمي اإلتاابت أما الطرف‬
‫ا خر فلديه ك الم يريد أن يقوله وال يهمه بعد نلأل مانا قا أو سيقو الطرف ا قابل‪ .‬ن عملية‬
‫االستدال ال تكون ذجر تكاذ سوا ار لة بل ال بد أن تكون منهجية االستدال هبذف ار لة صليلة‬

‫رواف أبو او (‪ ,)2929‬والومذ (‪ ,)2110‬واب ماته (‪ ,)2642‬واإلمام أمحد يف ا سند (‪.)15784‬‬ ‫‪292‬‬

‫رواف عبدالرما يف م نله (‪.)17698‬‬ ‫‪293‬‬

‫‪185‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أوالل وال بد م فع االعواضات عنها نيال‪ ,‬وبغذ نلأل ال يكون ا رل وفيال لللكرة اليت يناضل عنها أو يريد‬
‫نشرها بني النار‪ ,‬وهذا ما أتلمسه فعالل كلما مسعت م يستد ابتتها ات عمر ب اخلطاب رضذ هللا‬
‫بدأ التعلق ابلكليات ون اجلفئيات‪ ,‬أو يستبيح تغيذ أيكام الشريعة‪ ,‬أو يغايل يف نظرية‬ ‫عنه ليشرع‬
‫ا قاصد‪.‬‬

‫وابااه ال ليف الشاطحي يف موزا الشريا احلداع‬


‫رة شخ يتني علميتني يكار االتكال علل خطاهبما يف بنال منظومة (املصلض ) و(املقا د) لدل اخلطاب‬
‫العلماين‪ ,‬وغا جنو الدين ال ليف أيب إسضاق الشاطحي‪ ,‬وتكميالل هلذا ا بلث أستعر‬
‫سريعال برالة‬
‫الرتلني م أصلاب نا اخلطاب وأهنما ال لاالن امتدا ال اترخييال‪/‬معرفيال له بل غا علل الضد م نلأل‬
‫كما سيتضح إبنن هللا‪:‬‬

‫‪ :‬ما جنو الدين ال ليف‬


‫فهو وايد م فقهال وأصوليذ احلنابلة ا شاهذ‪ ,‬وقد ارتبف امسه يف كاذ م ا بايث اللكرية وارصولية‬
‫اب للة يىت نسع ليه القو بة( قدمي املصلض لى ال ص) وهو مبدأ ياضر بقوة يف اخلطاب العلماين‬
‫العريب‪ ,‬ويُعد وايدال م مرتكفاته الرئيسية يف ق ال أيكام الشريعة‪ ,‬أو تبديلها وتغيذها حبسع ما يرونه‬
‫م مقتضيات ا للة‪ ,‬وم لرائل االتكال علل هذا التنظذ ارصويل يف تطوير اريكام الشرعية ما‬
‫يكاف ارستان فهمذ هويد يف كتابه تفييل الوعذ ‪ 79‬يقو ‪:‬‬

‫(هح جيلز نقح ملة اجلما إت األود "و اي للمصلض "؟!‬

‫ال يال طروه أود املشرتكني يف ملتقى الفكر ا سملمو ال ابع شر ابجلزائر‪ ،‬بادما نرح للمةتماني‬
‫تقبح الادد الكايف من املصلني يل‬ ‫أ باض امل ا د املقام يف اللالايت املتضدة األمريكو ال‬
‫اجلما ‪ ،‬النشغال اجل موع ا ماهلو هو مشكل وكن ولها إذا ُم ملة "اجلما " يل األود‪،‬‬
‫املشاوك يف الصملة إذ أبد املتضدث مومله إت عبلل الفكرة‪: ،‬إنه عال‬ ‫ووث يتاح للةموع ‪:‬ر‬
‫أنه وكن االست اد يف إ را هذا التضح إت وأإ ا ما جنو الدين ال ليف يف املصلض "الذإ د ا ‪:‬وه‬
‫إت غلوب املصلض لى ال ص إذا ما ااوعا")‬

‫‪186‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫هذا ماا وايد وارمالة ابلعشرات يف التذرع بوارت الطويف يف تلير اريل أيكام الشريعة أو هدرها ات‬
‫مطار ا احل ا توغة‪.‬‬

‫‪:‬ما عص ( قدمي املصلض لى ال ص)‪ ،‬ما ل ال ليف ِبذن القص ؟‬

‫الطويف حبث مسألة ا للة بشذل م التوسع يف موضعني رئيسيني م كتبه‪:‬‬

‫األ ل‪ :‬نرح تصر الر ع ‪ ,‬وهو قطعة أصولية مجيلة‪ ,‬وضعه يف شرح رسالة يخت رة له مساها (البلبل)‪,‬‬
‫واليت تعتل متنال أصوليال يخت رال م روضة الناظر لللقيه احلنبلذ الشهذ اب قدامة ا قدسذ عليه رمحة هللا‪.‬‬

‫الطبعات‪ ,‬ونلأل‬ ‫ال ا ‪ :‬نروه لألوباني ال ل ي ‪ ,‬واليت لبعت ابسم (التعيني يف شرح ارربعني) يف بع‬
‫أثنال شريه حلديث (ال ضرر وال ضرار)‪ ,294‬وقد استل كالمه هذا ولبع يف كتيع مستقل ات عنوان‪:‬‬
‫(رسالة يف رعاية ا للة)‪ ,‬كما لبع مللقال برسالة (ا للة يف التشريع اإلسالمذ و م الدي الطويف)‬
‫للدكتور م طلل ميد‪.‬‬

‫واحلق أن أكار ا وضعني شكاالل يف كالمه‪ ,‬وهو الذ ولد هذا االقوان بني اسم (الطويف) وم طلح‬
‫(ا للة) هو كالمه يف شرح يديث (ال ضرر وال ضرار)‪.‬‬

‫وأعوف ابتدالل أين لست يري ال علل استيلال البلث يف اقيق مذهع الطويف يف عما ا للة ال‬
‫ابلقدر الذ يابت اللر بني تقريراته وبني التوظيل احلداثذ‪/‬العلماين هلذف التقريرات‪ ,‬ومع نلأل فسأقدم‬
‫بذكر مجلة م ا المح الرئيسية لنظرية ا للة عند الطويف مستخل ة م شريه حلديث (ال ضرر وال‬
‫ضرار)‪ ,‬وأعقع كل فقرة ابإليالة علل رقم ال للة م شرح ارربعني‪ ,‬فمما تال تقريرف‪:‬‬

‫‪ ‬أن أ لة الشريعة الة علل رعاية للم للة‪ ,‬بل هذ م رية علل أن الشريعة موضوعة لتل يل النلع‬
‫وا للة‪[ .‬انظر ‪ ,354‬و‪ ,375‬و‪]362‬‬
‫‪ ‬أن يديث‪( :‬ال ضرر وال ضرار) يقتضذ رعاية ا احل ثبااتل وا لاسد نليال‪[ .‬انظر ‪]355‬‬

‫‪ 294‬رواف اب ماته (‪ ,)1909‬وأمحد (‪ ,)22830( )326/5‬والبيهقذ (‪ .)12224( )156/6‬م يديث عبا ة ب ال امت‪ .‬قا اب‬
‫كاذ يف (( رشا اللقيه)) (‪ :)55/2‬يف سنا ف انقطاع ولك رو م يديث اب عبار وأيب سعيد وهو يديث مشهور ‪ ,‬وقا البوصذ يف‬
‫((موائد اب ماته)) (‪ :)48/3‬هذا سنا رتاله ثقات ال أنه منقطع‪ .‬وقا اب يجر يف ((الدراية)) (‪ :)282/2‬فيه انقطاع ‪,‬‬
‫وصلله ارلباين يف ((صليح سن اب ماته)) (‪.)1909‬واحلديث رو م لر ع عبد هللا ب عبار‪ ,‬وأيب سعيد اخلدر ‪ ,‬وأيب‬
‫هريرة‪ ,‬وتابر ب عبد هللا‪ ,‬وعائشة بنت أيب بكر ال ديق‪ ,‬وثعلبة ب أيب مالأل القرظذ‪ ,‬وأيب لبابة رضذ هللا عنهم مجيعال‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ ‬أن ارصل عما هذا احلديث علل عمومه ال ما تال الدليل بتخ ي ه كاحلدو والعقوابت فإنه مع‬
‫حلو الضرر أبهلها وتع ٍىل‬
‫خاص فهو مستاىن م العموم للدليل اخلاص وانعقا اإلمجاع عليه‪,353[ .‬‬
‫و‪]354‬‬
‫‪ ‬أن عموم احلديث يقتضذ تقدمي مقتضاف علل مجيع أ لة الشرع وس ي ها به يف نلذ الضرر‪ ,‬رنه بلر‬
‫عمل ابلدليلني رالف عدم نليه فليه تعطيل‬
‫أن بع ار لة يتضم ضررال فنلذ هذا الضرر هبذا احلديث ٌ‬
‫ريدغا‪ ,‬وهو هذا احلديث‪ ,‬وال شأل أن مجع ار لة أوىل م تعطيل بعضها‪]355[ .‬‬
‫‪ ‬أن أقول ار لة الشرعية النث واإلمجاع وللم للة معها ايتماالت‪:‬‬
‫‪ o‬فإن توافقت علل رعاية ا للة فبها ونعمت وال نفاع‪ ,‬كاتلاقها مجيعال علل اريكام اخلمسة الكلية‬
‫الضرورية وهذ قتل القاتل وا رتد وقطع السار ويد القانف والشارب وحنو نلأل‪.‬‬
‫‪ o‬و ن اختللت‪:‬‬
‫علل‬ ‫ون بع‬ ‫‪ ‬فإن أمك اجلمع بينهما بوته ما ُمجع‪ ,‬مال أن امل بع ار لة علل بع اريوا‬
‫وته ال خيل اب للة وال يلضذ ىل التالعع ابر لة أو بعضها‪.‬‬
‫‪ ‬فإن تعذر اجلمع وتع تقدمي ا للة ال بطريق االفتئات عليهما والتعطيل و منا بطريق التخ يث والبيان‪,‬‬
‫كما تقدم السنة علل القررن بطريق البيان‪ ,‬ونلأل اتكال علل يديث (ال ضرر وال ضرار) رنه خاص يف‬
‫نلذ الضرر ا ستلفم لرعاية ا للة فيجع تقدلها‪.‬‬
‫‪ o‬وتوضيله‪ :‬أنه يف يا اقتضل النث واإلمجاع ضررال فإما أن يكون جمموع مدلوليهما أو بعضه‪ ,‬فإن كان‬
‫جمموع مدليوليهما فال بد أن يكون م قبيل ا ستاىن م يديث (ال ضرر وال ضرار) كاحلدو والعقوابت‬
‫علل اجلناايت‪ ,‬و ن كان الضرر بع مدلوليهما فإن اقتضاف ليل خاص اتبع الدليل فيه‪ ,‬و ن مل يقتضه‬
‫ليل خاص وتع س ي ه بقوله صلل هللا عليه وسلم‪( :‬ال ضرر وال ضرار) مجعال بني ار لة‪,356[ .‬‬
‫و‪]393‬‬
‫‪ ‬أنه يف سيا ثبات قوة ليل ا للة يف مقابل اإلمجاع والنث عقد مبلاال يف ليل اإلمجاع وأور عليه‬
‫مجلة م اإلشكاالت مما يضعل م قوته يف مقابل تقوية اللة ا للة [‪ ]366‬وخلث ىل أن‪:‬‬
‫‪ o‬منكر اإلمجاع قالوا برعاية ا احل فهذ نن دل وفا رالف اإلمجاع والتمسأل ذا اتلق عليه أوىل مما‬
‫اختلل فيه‪]377[ .‬‬
‫‪ o‬أن الن وص يختللة متعارضة فهذ سبع اخلالف يف اريكام ا ذموم شرعال رالف رعاية ا للة فهذ‬
‫أمر يقيقذ يف نلسه ال خيتلل فيه بل هو سبع االتلا ا طلوب شرعال فكان اتباعه أوىل‪]378[ .‬‬
‫‪ o‬أنه ثبت يف السنة معارضة الن وص اب احل وحنوها‪ ,‬واستشهد حبديث اب مسعو يف تر التيمم م‬
‫احلدرت اركل ايتيالال للعبا ة م التساهل يف اال تسا ‪ ,‬ويديث (ال ي لني أيدكم الع ر ال يف بج‬
‫قريظة)‪ ,‬ويديث (لوال قومأل يديث عهد ابإلسالم هبدمت الكعبة)‪ ,‬ويديث أمر ال لابة اعل احلج‬

‫‪188‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫عمرة مل يسق اهلد ‪ ,‬يديث تر التبشذ حبديث (م قا ال له ال هللا خل اجلنة) خشية االتكا ‪,‬‬
‫ويديث تر أيب بكر وعمر لقتل الرتل الذ أمر النيب صلل هللا عليه وسلم بقتله‪]385[ .‬‬
‫‪ ‬أن رعاية ا للة هو أقول أ لة الشرع‪ ,‬رهنا أقول م اإلمجاع‪ ,‬وارقول م ارقول أقول‪]356[ .‬‬
‫‪ ‬أنه و ن تقرر أن الشرع أعلم ذ احل النار‪ ,‬وقد أو عها أ لة الشرع وتعلها أعالمال عليها يعرف هبا‪ ,‬فليت‬
‫يف تقدمي ا للة علل النث مرا مة للنث رن رعاية ا للة ليت تركال ر لة الشرع بغذها بل هذ تو‬
‫لدليل شرعذ راتح مستند حلديث (ال ضرر وال ضرار)‪ ,‬وقد تعل هللا لنا لريقال عرفة م احلنا عا لة فال‬
‫يو رمر مبهم تمل أن يكون لريقال للم للة و تمل أن ال يكون‪ ]387[ .‬ن م للة سياسة ا كللني‬
‫يف يقوقهم معلومة حبكم العا ة والعقل‪ ,‬فإنا رأينا ليل الشرع متقاعدال ع فا ا علمنا أنه أيالنا يف‬
‫ا يلها علل رعايتها‪ ,‬كما أن الن وص ا كانت ال تلذ ابريكام علمنا أان أُيلنا بتمامها علل القيار‪.‬‬
‫[‪]395‬‬
‫‪ ‬أن رعاية ا للة علل النلو ا ذكور هنا ليت هو القو اب احل ا رسلة علل ما نهع ليه اإلمام مالأل‬
‫بل هذ أبلغ م نلأل‪]390[ .‬‬
‫‪ ‬أنه تستاىن م قاعدة (تقدمي ا للة علل النث) أمور‪:‬‬
‫‪ o‬ما سبق نكرف م استانال الدليل اخلاص‪ ,‬وهو النث الذ تال مدلوله مجيعال ابقتضال ضرر خاص كالذ‬
‫يللق أهل كاحلدو ‪ ,‬ويقيقة هذا القسم عائد ىل قطعية النث‪ ,‬فالنث القطعذ ذ اخل يف تقدمي‬
‫ا للة علل النث‪ ,‬ن النث ما متواتر أو ريا ‪ ,‬وعلل التقديري فهو ما صريح يف احلكم أو دتمل‪,‬‬
‫فهذ أربعة أقسام‪ :‬فإن كان متواترال صر ال فهو قالع م تهة متنه و اللته لك قد يكون دتمالل م تهة‬
‫عموم أو لال ٍ ‪ ,‬ونلأل يقدح يف كونه قالعال مطلقال‪ ,‬فإن فر عدم ايتماله م تهة العموم واإللال‬‫ٍ‬
‫وحنوف وي لت فيه القطعية م كل تهة حبيث ال يتطر ليه ايتما بوته فمال هذا لتنع أن خيالل‬
‫ا للة فيعو ىل الوفا ‪ ,‬و ن كان ريا ال دتمالل فال قطع‪ ,‬وكذا ن كان متواترال دتمالل أو ريا ال صر ال‬
‫ال ايتما يف اللته بوته للوات قطعيته م أيد لرفيه ما متنه أو سندف‪]370[ .‬‬
‫‪ o‬ما كان يف أبواب العبا ات وا قدرات فالتعويل فيها علل النث واإلمجاع [‪ ]390‬رن العبا ات يق الشرع‬
‫خاص به وال لك معرفة يقه كمال وكيلال ومماانل ومكاانل ال م تهته [‪ ]395‬وهذ مما سلل م احلها‬
‫علل جمار العقو والعا ات [‪.]395‬‬

‫مالمح (نظرية ا للة) عند الطويف مستخل ة م كالمه‪ ,‬وهذ نظرية مركبة م مجلة م‬ ‫هذف بع‬
‫العناصر واليت ال يسوغ حبا أن ستف بذا االختفا الشديد ا شوف والذ لارسه اخلطاب احلداثذ عند‬
‫استعراضه هلذف النظرية فيكتلذ ابلقو ‪( :‬الطويف يقدم ا للة علل النث)‪ ,‬يقو عبداجمليد الشريف ماالل‪:‬‬

‫‪189‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫(ملعخل جنو الدين ال ليف الذإ كا قريباه ماا راه للشاطحي‪ ،‬كا م لقه وديث ال عرو ال عراو‪،‬‬
‫ح إلوها من سلوله هو أنه ي بغو قدمي املصلض لى ال ص و ال ص الصريح)‪.295‬‬ ‫‪:‬ال توة اليت‬

‫وال شأل أن اخت ار القضية علل هذا النلو فيه تسطيح شديد‪ ,‬بل وتشويه م سل‪.‬‬

‫و نا ققت وتدت أن نظرية الطويف يف عناصرها اجلوهرية تدور يف فلأل التقرير ارصويل التقليد والذ‬
‫جيذل ات عنوان (س يث النث)‪ ,‬ييث يقرر ارصوليون أن عموم النث قد يكون ضعيلال أو دتمالل‬
‫لبع ارفرا فيتم س ي ه بنالل علل ٍىل‬
‫نث رخر أو قيار أو م للة ضرورية أو ياتية مالئمة للشريعة‪,‬‬
‫مع اختالف بينهم يف مدل عما هذف القاعدة ويف ا سميات ارصولية اليت يطلقوهنا علل هذا الباب‪,‬‬
‫فع التعار‬ ‫فهو يف النهاية م مبايث س يث النث ابلنث‪ ,‬وم قبيل عما الن وص مجيعال‪ ,‬وم‬
‫ع الن وص وهو ما صرح به الطويف يف كاذ م عباراته كتقريرف أن منشأ تقدمي ا للة هو نث (ال‬
‫ضرر وال ضرار) وأن هذا التقدمي علل ذف م الن وص ليت علل سبيل االفتئات عليها و منا ابلتخ يث‬
‫والبيان‪.‬‬

‫ويىت تتضح مالمح مبلث (س يث النث) اب للة أسو هذا ا اا التقرييب‪:‬‬

‫ثبت النهذ ع التسعذ يف يديث أنت ب مالأل رضذ هللا عنه‪ :‬ال السعر علل عهد رسو هللا صلل‬
‫الباسف و ين ررتو أن‬ ‫هللا عليه وسلم فقالوا‪ :‬اي رسو هللا سعر لنا‪ ,‬فقا ‪ ( :‬ن هللا هو ا سعر القاب‬
‫‪296‬‬
‫عام يشمل صورال‬
‫ألقل ريب وليت أيد منكم يطلبج ذظلمة يف م وال ما ) ‪ .‬وهذا النهذ ع التسعذ ٌ‬
‫متعد ة‪ 297‬ككون السلع تباع بسعر ا ال‪ ,‬أو ون نلأل أو فوقه أو مع الغالل اللاي ‪ ,‬كما يشمل أنواع‬
‫السلع ا تباينة مع تلوات أغيتها وايتيا النار ليها وتنوعها ىل سلع ضرورية وياتية وكمالية‪ ,‬كما‬
‫تشمل أثر التسعذ وعدمه يف أيوا النار والتجار م تهة اإلضرار وعدمه وهكذا‪ ,‬فارصل هو يرمة‬

‫‪ 295‬اديث اللكر اإلسالمذ ‪.41‬‬


‫‪ 296‬رواف أبو او (‪ ,)3451‬والومذ (‪ ,)1314‬واب ماته (‪ ,)2200‬وأمحد (‪ .)12613( )156/3‬قا الومذ ‪ :‬يس صليح‪.‬‬
‫وقا اب عبد الل يف ((االستذكار)) (‪ :)423/5‬رو م وتوف صليلة ال أبر هبا‪ .‬وقا اب كاذ يف (( رشا اللقيه)) (‪:)33/2‬‬
‫سنا ف علل شرط مسلم‪ .‬وقا اب يجر يف ((تسديد القور)) (‪ :)93/1‬أصله يف مسلم‪ .‬وصلله اب قيق العيد يف ((االقواح))‬
‫(ص‪ )113‬وارلباين يف ((صليح أيب او )) (‪.)3451‬‬

‫‪ 297‬اللعت لكالم الب تيمية يف سطئة م قا أبن يديث التسةةعذ عام‪ ,‬فمما قاله‪( :‬وم منع التسةةعذ مطلقال دتجال بقو النيب صةةلل‬
‫هللا عليه وسلم‪ ( :‬ن هللا هو ا سعر)؛ فقد لف‪ ,‬فإن هذف قضية معينة‪ ,‬ليست للظال عامال‪ ,‬وليت فيها أن أيدال امتنع م بيع جيع عليه‪,‬‬
‫أو عمل جيع عليه‪ ,‬أو للع يف نلأل أكار م عو ا ال)[جمموع اللتاول‪ ,]95/28:‬وا ق ة ة ة ة ةةو هنا تقريع معىن س ة ة ة ة ةةيث النث‬
‫اب للة فليتسامح يف ا اا ‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ال خير ع‬ ‫التسعذ هلذا النث وتناوله لل ورة ا ذكورة يف احلديث وهو الل السلعة اللل ذ فاي‬
‫التلرمي لتناو نث النيب صلل هللا عليه وسلم هلذف ال ورة قطعال‪ ,‬ولك هل يتناو هذا احلكم يا حلو‬
‫الضرر بعموم النار خ وصال فيما تاتون ليه م سلع أساسية‪ ,‬وما ا انع م خرا هذف ال ورة م‬
‫عموم النهذ ذقتضل يديث النيب صلل هللا عليه وسلم‪( :‬ال ضرر وال ضرار)‪ ,‬و نا مملت يف كالم أهل‬
‫العلم وتدت بعضهم ينث علل توام التسعذ يف بع الظروف واريوا ‪ ,‬يقو اب تيمية ماالل دررال‬
‫يكم التسعذ يف تعليق له علل يديث أنت يف معر بيانه أن م التسعذ ما يكون ظلمال ومنه ما يكون‬
‫عدالل‪:‬‬

‫(‪:‬إذا كا ال ار يبوال سلاهو لى الل ه املار ف من دري ٍ‬


‫ظلو م هو عد او فع ال ار إما لقل‬
‫الشو إما لك رة ا لق ‪:‬هذا إت هللا‪: ،‬إلزا ا لق أ يبوالا بقوم باو ها إكران بغري وق أما ال ا‬
‫‪:‬م ح أ وت ع أوابب ال لع من بواها مع عر وة ال ار إلوها إال بزايدة لى القوم املار ‪: :‬ه ا جيب‬
‫لوهو بواها بقوم امل ح ال مات للت اري إال إلزامهو بقوم امل ح ‪:‬وةب أ يلتزملا ا ألزمهو هللا به‬
‫أبلغ من هذا أ يكل ال ار عد التزملا أال يبوع ال اا أ درين إال أانر مار ‪:‬ل ال با لك‬
‫ال لع إال هلو‪ ،‬مث يبوالهنا هو‪: ،‬لل اب دريهو ذلك م ع إما ظلماه للظوف يتذ من البائع أ دري‬
‫ظلو‪ ،‬ملا يف ذلك من الف اد ‪:‬هه ا جيب الت اري لوهو حبوث ال يبوال إال بقوم امل ح ال يشرت‬
‫أملال ال ار إال بقوم امل ح بمل ردد يف ذلك د أود من الالما ‪ ،‬ألنه إذا كا عد م ع دريهو أ‬
‫يبوع ذلك ال ل أ يشرتيه ‪:‬لل سلغ هلو أ يبوالا ا اتتاو ا أ انرت ا ا اتتاو ا كا ذلك ظلماه‬
‫للخلق من هني ظلماه للبائاني الذين يريد بوع لك األملال‪ ،‬ظلما للمشرتين م هو اللا ب‬
‫‪298‬‬
‫إذا مل وكن د‪:‬ع مجوع الظلو أ يد‪:‬ع املمكن م ه ‪:‬الت اري يف م ح هذا ا ب بمل نزا )‬

‫وليت الق د هنا بطبيعة احلا ارير يكم التسعذ فإنه خار ع مق و البلث و منا التنبيه ىل شذل‬
‫ا تكلمني يف مسائل ارصو ‪ ,‬خ وصال أن يف كالم الطويف‬ ‫م معىن س يث النث اب للة عند بع‬
‫تقالعال ىل يد ما مع مصيال م يف هذا الباب‪.‬‬

‫لك يظل الس ا قائمال نا كان ارمر كذلأل جمر مقار ٍبة للكرة س يث النث اب للة عند ارصوليني‪,‬‬
‫فلما أخذ حبث الطويف يف ا للة هذا الفخم و ا أ رت تقريراته تدالل أصوليال بني أهل االخت اص و ا‬

‫جمموع اللتاول ‪.76/28‬‬ ‫‪298‬‬

‫‪191‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اسذت هذف التقريرات يف هناية ارمر تكأة يف هدر الن وص الشرعية ذقتضل ا للة م اخلطاابت‬
‫العلمانية‪/‬احلداثية‬

‫احلق أن الطويف يني عاجل ا سألة عاجلها أبسلوب يتضم مجلةل م اإلشكاليات ولدت يالة االرتبا يف‬
‫اقيق مذهبه‪ ,‬يىت علل مستول الباياني يف اجملا ارصويل ما بني متهم له أبنه جيعل م ا للة ليالل‬
‫قائمال بذاته أقول م النث واإلمجاع وأنه ير ذقتضاف الئل الن وص الشرعية واإلمجاع‪ ,‬وما بني مدافع‬
‫عنه ال يرل يف كالمه ال تقريرال أصوليال معتا ال بلث (س يث النث)‪.‬‬

‫وأيسع أن أهم هذف اإلشكاليات يف معاجلة الطويف هلذف ا سألة تدور يو النقاط التالية‪:‬‬

‫أ اله‪ :‬محاسته الفائدة يف تقرير أغية ا للة وموقعها م ار لة الشرعية‪ ,‬ذا يويذ أن رة معركة ذ معتا ة‬
‫أصوليال‪ ,‬وأنه لديه تقريرات تديدة سالل ا ستقر السائد‪ ,‬فايتا ىل استنلار أ واته للمدافعة ع قوله‪,‬‬
‫الباياني ونلاف رخرون‪ ,‬وقد صرح‬ ‫فأوهم أنه لال شذونال يف ا شهد ارصويل‪ ,‬وهو ما نهع ليه بع‬
‫ماالل أبن تقريرف سألة ا للة ليست م سبيل تقرير صلة ارخذ اب للة ا رسلة بل أبلغ منها فقا ‪:‬‬

‫( ا لو أ هذن ال ريق اليت عروانها م تفودين هلا من احلديث املذكلو لو م هو القلل ابملصاحل‬
‫املرسل لى ما ذهب إلوه مالك بح هو أبلغ من ذلك‪ ،‬هو التاليح لى ال صلص ا مجا يف‬
‫‪299‬‬
‫الابادات املقدوات‪ ،‬لى ا تباو املصاحل يف املاامملت ابعو األوكا )‬
‫وليت ٍ‬
‫راف أن ا للة يف التقرير ارصويل ال سر ع صوٍر ثالرت‪ :‬م للة معتلة‪ ,‬م للة ملغاة‪,‬‬
‫وم للة مرسلة‪ ,‬فما لبيعة ا للة اليت يقررها الطويف هنا ابلنظر ىل صور ا للة الاالرت واحلق أن‬
‫ع ملهوم ا للة عندف لكنه يف كتاب رخر له‪ ,‬فقد قا يف‬ ‫الغمو‬ ‫للطويف ن ال مهمال يف لية بع‬
‫كتابه ( رل القو القبيح ابلتلسني والتقبيح) ص‪ ,123‬ونلأل يف معر نكرف لنفوع أهل الرأ ىل قاعدة‬
‫التلسني والتقبيح وجماوم م لللد يف نلأل‪:‬‬

‫( ال نك أن ا حنن دريان من املذاهب إ عل ا اب تباو املصاحل امل اسبات‪ ،‬لك ها م اسبات نهد هلا‬
‫الشر ‪ ،‬دل لوها الدلوح‪ : ،‬ما جما زة احلد يف ا تباو امل اسبات إت أ يات م ها ما ال ناهد له‪ ،‬أ‬
‫ذلك من ابب ا تباو املصاحل)‬ ‫ال دلوح لوه‪ ،‬بح عد خيالخل ال صلص‪: ،‬لو‬

‫شرح ارربعني النووية ‪.390‬‬ ‫‪299‬‬

‫‪192‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وهذا النث و ن خلل م شكالية نلأل التقرير ارو يف ملهوم ا للة عند الطويف والذ يعطذ‬
‫انطباعال علل توسع ملهوم ا للة عندف‪ ,‬لكنه ياذ تساؤالل يف اال اف ا خر‪ ,‬فهذا النث جيعل م ملهوم‬
‫ا للة عندف ملهومال مضيقال علل ا للة ا عتلة‪ ,‬وهذف أيد ال عوابت اليت تواته م يريد ارير رأ‬
‫الطويف علل حنو قيق‪ ,‬فهل هذا الكالم ملسر جململ نا الكالم فيكون قو الطويف يف ملهوم ا للة‬
‫وايدال أم هو معار له فيكون له ملهومان‬

‫ا واضع خلل نتائج‬ ‫اثنواه‪ :‬أن رة قدرال م اإلمجا واالشتباف واإلشكا يف كالمه‪ ,‬بل وسول تعبذ يف بع‬
‫معان صرح أيياانل بعدم را ا‪ ,‬وجمر لال تعبذ (ا للة تقدم علل النث واإلمجاع)‬ ‫خطذة يف اميله ٍ‬
‫ىن ع هذا‬ ‫ٍ‬
‫وتكرارف فيه م اإلشكا واالشتباف ما فيه‪ ,‬وهو لال ٌ ذ يس لالقال‪ ,‬وقد كان يف ل‬
‫اإللال ا شكل ىل تعبذات أوفق اب ق و وأبعد ع يهام ا عىن اللاسد‪ ,‬فإنه قرر أكار م مرة أن‬
‫اتع ىل تقرير معىن (ال ضرر وال ضرار) فإن كان الضرر متلققال ورفعه‬
‫تعويله علل عما ا للة ر ٌ‬
‫مق وٌ للشارع فاحلقيقة أن ا سألة ت و ىل اجلمع بني الن وص الشرعية وتلعيلها مجيعال ال ىل اتتالب‬
‫ليل أتنيب ون النث واإلمجاع يف الرتبة ا عال أنه مقدم عليها‪.‬‬

‫ما أقامه م ار لة علل مصيله واليت مل ققها وجيع ع ثغرا ا و شكاال ا‪ ,‬وبعضها‬ ‫اثل اه‪ :‬شكالية بع‬
‫ىن ع هذا‬ ‫يف‬ ‫كان‬ ‫وقد‬ ‫اإلمجاع‬ ‫قوة‬ ‫م‬ ‫ن‬‫هو‬ ‫للة‬ ‫ا‬ ‫أغية‬ ‫ير‬
‫ر‬ ‫تق‬ ‫سبيل‬ ‫فلذ‬ ‫‪,‬‬‫ل‬‫ا‬ ‫تد‬ ‫ٍ‬
‫فاسدة‬ ‫موح ٍ‬
‫ذعان‬ ‫ٍ‬
‫ل‬ ‫ىل‬
‫التهوي ‪ ,‬وا عل أن اإلمجاع و ن اختلل يف يجيته فرعاية ا للة مل خيتلل فيها واحلقيقة أنه ال نفاع‬
‫يقيقة يف مبدأ يجية اإلمجاع كما ال نفاع يف مبدأ رعاية ا للة‪ ,‬و منا النفاع الذ ينبغذ التنبه له ومعاجلة‬
‫شكالياته هو يف أفرا ا للة الذ لك أن يكون دالل للتجانب والتنامع واالتتها ‪ ,‬واحلق أن تركيبة‬
‫هذا االستدال يف اية الغرابة فإنه تعل رعاية ا للة مقدمة علل اإلمجاع رن رعاية ا للة جممع‬
‫شديد ن كيل يكون اإلمجاع يجة علل رعاية ا للة عندف مع‬ ‫عليها ون ليل اإلمجاع‪ ,‬وهذا تناق‬
‫وينه م يجيته يف نات السيا ‪.‬‬

‫ومما استد به أيضال مجلة م الن وص الشرعية الدالة علل اعتبار ا للة عند عما النث فمما استد‬
‫به ماالل تر النيب صلل هللا عليه وسلم هلدم الكعبة و عا ة بنائها علل قواعد براهيم مراعاة للم للة‪ ,‬ومع‬
‫التسليم بداللة النث علل اعتبار ا للة ورعايتها لكنه مل يقت ر علل هذا اللون م االستدال و منا‬

‫‪193‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أقلم أ لة ريبة تدال يوتع علل يرا ها يف هذا السيا لوامم خطذة مع عدم صالييتها لالستدال‬
‫لالقال بل لعل بعضها علل التلقيق علل خالف مرا الطويف‪ ,‬فم نلأل ماالل استدالله بة(أنه عليه ال الة‬
‫والسالم ا أمرهم اعل احلج عمرة‪ ,‬قالوا‪ :‬كيل وقد مسينا احلج وتوقلوا‪ ,‬وهو معار للنث ابلعا ة‪,‬‬
‫وهو شبيه ذا حن فيه‪ ,‬وكذلأل يوم احلديبية ا أمرهم ابلتللل توقلوا متسكال ابلعا ة يف أن ال ِي َّل قبل قضال‬
‫ا ناسأل يىت ضع النيب صلل هللا عليه وسلم وقا ‪( :‬ما يل رمر ابلشذل فال يلعل))‪ .300‬فمال هذا‬
‫وهو ما يفيد م ارتباط البايث عند معاجلة موقل الطويف م‬ ‫ريع تدال بل خطأ د‬ ‫االستدال‬
‫ا للة‪ ,‬و ال فما خل (العا ة) اب للة‪ ,‬وهل ما وقع م ا عارضة معتل شرعال أم أن ضع النيب‬
‫صلل هللا عليه وسلم ا ٌ علل عدم صلة التعلل ابلعا ة‪ ,‬وأن الواتع تقدمي النث ! هل ما ترل م‬
‫قبيل س يث النث فعالل كما قررف الطويف يف معىن تقدمي النث أم أنه ليت كذلأل ! ولو استعرضت ما‬
‫ساقه م ن وص أخرل فسيظهر لأل يجم اإلشكا يف اميل الع تلأل الن وص الالت ال تتلملها‪.‬‬

‫وابااه‪ :‬عدم التمايل بتطبيقات للقاعدة لتتلرر القاعدة بدقة وتتلهم أبعا (تقدمي ا للة علل النث‬
‫واإلمجاع)‪ ,‬فلو أنه نكر مجلة م ال ور والتطبيقات للقاعدة اليت نظر هلا رمك التعرف بشكل قيق‬
‫علل ماهية مذهع الطويف ييا ا للة ومدل قربه أو بعدف م التقريرات ارصولية ييا ا للة‪,‬‬
‫مع عما لشذل م الظ يف‬ ‫فلما اكتلل ذجمالت التنظذ اضطر ا رل ىل لمة الكالم بعضه ىل بع‬
‫ا وال لحابنة‬ ‫مواضعه اجململة‪ ,‬وداولة استنطا ق د الطويف يف بع‬ ‫النظر لكالمه خ وصال يف بع‬
‫ع مذهبه لغيبة نطقه‪ ,‬كل نلأل للخرو بت ور يظ البايث يف هناية ا طاف أنه ارقرب يف اتتها ف‬
‫لت وير مذهع الطويف ون القدرة علل اجلفم‪.‬‬

‫تام اه‪ :‬يالة الغمو الذ يكتنل شخ ية الطويف نلسه والذ ا م مع ينبليته أبنه ظاهر أشعر‬
‫رافضذ‪ ,‬وهذ م تكلم فيها الباياون ما بني م كد هلا ٍ‬
‫وانف‪ ,‬وليت ا ق و ارير القو يف هذف التهم‬
‫و منا اإلشارة ىل أن الطويف لو كان شخ ي لة علميةل واضل َة التوته ال اختالف يوهلا اليتمل أن مل‬
‫كالمه علل أوته يسنة مقبو ٍلة فلعل يف مو شخ يته العلمية واالختالف احلاصل يوله ما تعل‬
‫يبا ر ىل اكيم الكالم بعيدال ع موار يس الظ ‪ ,‬مع اختالف يف فهم الكالم لبعال‪.‬‬ ‫البع‬

‫شرح ارربعني النووية ‪.385‬‬ ‫‪300‬‬

‫‪194‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وم ا اليظات اليت لك نكرها يف هذا السيا أين مل أقل علل أيد م أهل العلم ا تقدمني مم نكر‬
‫ذدح أو ٍنم نكر هذف ا سألة وانتقدف عليها‪ ,‬وهذا احلافه اب رتع مع محله عليه وا امه ابلتمشعر‬
‫الطويف ٍ‬
‫عر ببع كالمه يف شرح يديث (ال ضرر وال ضرار)‬ ‫والوف مل يذكر هذا ا سألة لالقال‪ ,‬وار رب أنه ىل‬
‫إلثبات ترفضه وأن له فيه سائت خبياة ومل يعر لالقال علل أن له مذهبال منلرفال يف مسألة ا للة‪.‬‬
‫و منا أخذ الكالم يف مذهع الطويف مداف عند ا عاصري خ وصال بعد التوظيلات السيئة لتقريرات الطويف‪.‬‬

‫وكما سبق فلست ب د ارير موقل الطويف يف هذف ا سألة تل يالل‪ 301‬و منا سأيرص علل برام توانع‬
‫ٍ‬
‫معان‪ ,‬فاحلق الذ ال شأل‬ ‫ٍ‬
‫معان وما قررف اخلطاب العلماين اتكال علل كالمه م‬ ‫اللر بني ما قررف م‬
‫فيه أن رة فوار توهرية هائلة بني مصيل الطويف للم للة والتوظيل العلماين‪/‬احلداثذ هلا‪ ,‬فم هذف‬
‫اللوار ‪:302‬‬

‫‪ 301‬ولك الرتوع ىل ٍ‬
‫مجلة م ا راتع واليت اعتنت ببلث ا سألة ومناقشة نظرية ا للة عند الطويف‪ ,‬فمما كتع يف نقد الطويف‪:‬‬

‫طلل ميد‪.‬‬ ‫‪( -‬ا للة يف التشريع اإلسالمذ و م الدي الطويف)‬

‫‪( -‬ضوابف ا للة يف الشريعة االسالمية) حملمد سعيد رمضان البولذ‪.‬‬

‫‪( -‬نظرية ا قاصد عند االمام الشاليب) رمحد الريسوين‪.‬‬

‫‪( -‬نظرية ا للة يف اللقه اإلسالمذ) حلسني يامد يسان‪.‬‬

‫‪( -‬مالأل) و(اب ينبل) و(أصو اللقه) ريب مهرة‪.‬‬

‫‪( -‬م ا ر التشريع اإلسالمذ) لعبدالوهاب خالف‪.‬‬

‫‪( -‬مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها ابر لة الشرعية) حملمد سعد اليويب‪.‬‬

‫ومم محل كالم الطويف علل دمل مقبو ‪:‬‬

‫أل تلي اريويب يف (مقاصد الشريعة يف س يث النث اب للة)‪.‬‬

‫‪ 302‬للشيخ فهد العجالن مقالة بعنوان (مع نظرية ا للة عند م الدي الطويف) من شورة ذجلة البيان ومتداولة علل شبكة اإلنونت‪ ,‬نكر‬
‫فيها شيئال م اللوار ‪ ,‬وقد انتلعت هبا‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الفرق األ ل‪ :‬نظرة اللريقني لطبيعة ا احل و وليتها للم احل الدنيوية وارخروية‪ ,‬فالطويف شأنه يف هذا‬
‫شأن علمال اإلسالم يف عطال ا للة بعدال وليال يشتمل علل م احل الدنيا وا خرة‪ ,‬رالف اخلطاب‬
‫العلماين الذ ال يكا يكون للم احل ارخروية يضور فيه كون ما يت ل به م شأن التدي شأانل‬
‫شخ يال خاصال ال عالقة للنظام العام به‪ ,‬فلئ اتلق الكل علل استعما لله (ا للة) فا عاين ا ندرتة‬
‫اته ستلل ابختالف الطائلة ا تكلمة‪ ,‬ولذا تلله أن تها الطلع وقتل ا رتد ومنع احملرمات كلها دققة‬
‫للم للة عند الشرعيني ومنهم الطويف رالف أولئأل الذي يرون يف مال هذف ا مارسات هدرال للم للة‪,‬‬
‫ممل قو الطويف ماالل وهو ي كد توافق النث واإلمجاع وا للة علل ثبات الكليات اخلمت‪:‬‬

‫(‪:‬املصلض ابعو أدل الشر إما أ يتفقا أ خيتلفا‪: ،‬إ ا فقا ‪:‬بها نامم كما ا فق ال ص ا مجا‬
‫الكلو الار وي هو عتح القا ح املر د ع ع ال اوق ود‬ ‫املصلض لى إعبات األوكا ا م‬
‫‪303‬‬
‫القاذف الشاوب حنل ذلك من األوكا اليت ا‪:‬قم أدل الشر املصلض )‬

‫فهل ما نكرف الطويف هنا م اريكام دققة للم للة عند اخلطاب العلماين أم أنه جيلذ اللر اهلائل بني‬
‫تقديرات ا للة بينه وبينهم !‬

‫الفرق ال ا ‪ :‬أثر لبيعة النث فالطويف و ن أللق يف مقامات ما يوهم تقدمي ا للة علل النث فلدياه‬
‫ا دلو الظج للنث العام فتأيت ا للة بتخ ي ه يف‬ ‫ال يتناو الن وص القطعية و منا يتناو بع‬
‫أبواب ا عامالت ون العبا ات وا قدرات‪ ,‬رالف أولئأل الذي يتعلقون بكالمه فإنه ال علة لديهم وال‬
‫مثذ دل قطعية النث‪ ,‬بل ا عال القطعية ذ وار أصالل مسيسال علل نسبية احلقيقة وعدم ايتكارها‪.‬‬

‫الفرق ال الث ‪ :‬أثر لبيعة ا سائل اليت يتناوهلا هذا التأسيت لنظرية ا احل فالعبا ات وا قدرات خارتة‬
‫متامال ع ا وضوع عند الطويف فليت ريد أن يتخطل أيكام العبا ة أو احلدو أو ا واريث أو الدايت أو‬
‫تلاصيل اجلناايت أو الكلارات أو العِ َد أو الطال أو شروط النكاح أو ذ نلأل ات نريعة ا للة‬
‫أو ذها‪ ,‬كون الضرر ا در م بعضها كاحلدو مستاىن م نث (ال ضرر وال ضرار) فا لسدة احلاصلة‬
‫علل اجلاين مق و ة‪ ,‬أو لكون بعضها مبنيال علل عدم معقولية معناها م تهة التل يل فتقدير م احلها‬

‫‪303‬التعيني شرح ارربعني ‪.393‬‬

‫‪196‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ابلعقل اجملر ذ ممك فا للة نن فيها وفيما ترتع عليها‪ ,‬أما أولئأل فإعما (أصل ا للة) متاح‬
‫أشكا التعبد أبشكا أخرل‪.‬‬ ‫الستبدا بع‬ ‫يف كافة جماالت الشريعة‪ ,‬يىت بلغ ارمر ىل عوة البع‬

‫الفرق الرابع‪ :‬أثر منهجية النظر يف الن وص‪ ,‬فالطويف و ذف م أهل العلم منا يق دون اجلمع بني‬
‫الن وص و عما كافة ار لة‪ ,‬سوال أخطأ يف وته اجلمع أو أصاب فهذا هو ا نطلق الذ رتله تكلم‬
‫الطويف ولذا تال هذا ا بلث يف سيا شريه حلديث (ال ضرر وال ضرار) ومثذ ارخذ هبذا احلديث مع‬
‫ذف م ار لة الشرعية‪ ,‬بينما منطلقات اخلطاب العلماين يختللة متامال فليت للشريعة هذا التقدير عندف‬
‫حبيث يسعل للجمع بني ار لة‪ ,‬بل ا نطلقات منطلقات معفولة متامال ع النث‪ ,‬كمراعاة ا احل الدنيوية‪,‬‬
‫ومواكبة التطور‪ ,‬أما النث فإمنا يتناولونه ويتعالون معه لتخليث العقل ا سلم م اال ذاب حنوف‪ ,‬فشتان‬
‫بني م ينظر يف الن وص ليهتد هبا ويسذ ورالها مم ىلِ‬
‫يلكر خارتها وال أييت ليها ال همة التخلُّث‬
‫استلقاقات ار لة‪:‬‬ ‫منها‪ ,‬يقو الطويف مبينال عدم التعجل يف تطبيق نظريته قبل استيلال بع‬

‫(‪:‬املصلض ابعو أدل الشر إما أ يتفقا أ خيتلفا‪: ،‬إ ا فقا ‪:‬بها نامم كما ا فق ال ص ا مجا‬
‫الكلو الار وي هو عتح القا ح املر د ع ع ال اوق ود‬ ‫املصلض لى إعبات األوكا ا م‬
‫القاذف الشاوب حنل ذلك من األوكا اليت ا‪:‬قم أدل الشر املصلض ‪ ،‬إ اتتلفا ‪:‬إ أمكن‬
‫ه‬ ‫باض لى‬ ‫اجلمع ‪:‬امجع بو هما م ح أ حيمح باض األدل لى باض األوكا األولال د‬
‫ال خيح ابملصلض ال يفاو إت التمل ب ابألدل أ بااها‪ ،‬إ اذو اجلمع بو هما عدمم املصلض‬
‫لى دريها لقلله لى هللا لوه سلو (ال عرو ال عراو) هل تاص يف نفو الارو امل تلز لر اي‬
‫املصلض ‪:‬وةب قدوه‪ ،‬أل املصلض هو املقصلدة من سواس املكلفني إبعبات األوكا ابعو‬
‫‪304‬‬
‫األدل كاللسائح املقا د ا ب التقدمي لى اللسائح)‬

‫الفرق ا ام ‪ :‬اللار يف معىن التقدمي يف نظرية (تقدمي ا للة علل النث) فالتقدمي عند الطويف ال يعج‬
‫الراح النث و لغال فاعليته ابلكلية و منا هو م قبيل التخ يث للنث‪ ,‬وهذ نظرة تقوب كاذالكما سبق‬
‫مع تقريرات ارصوليني يف مبلث س يث النث‪ ,‬فالطويف ال يلغذ العمل ابلنث مطلقال و منا يبقذ عمومه‬

‫‪304‬التعيني شرح ارربعني ‪.393‬‬

‫‪197‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يف ذ ال ورة اليت خيرتها ذقتضل ا للة‪ ,‬أما اخلطاب العلماين فإنه يني يعمد ىل استخدام نظرية‬
‫ا للة هذف منا يريد أن يضرب هبا ن وص الشريعة ويهدر الال ا رأسال‪.‬‬

‫وا ق و أن هذف النظرة ا غالية يف اعتبار ا للة ايل النث ىل ٍ‬


‫ععل عدمه خذ م وتو ف ن هو يف‬
‫يا وتو ف حباتة ىل مويل وتهد لر ف ىل اعتبارات ا احل فلو مل ير أصالل لكان ارمر أهون م‬
‫ورو ف‪ ,‬ومل يك رة ياتة ىل تكلل مويله واستدعال أ وات التخلث م ملهومه‪ ,‬وهذ نظرة لبيعية‬
‫يعتقد يف نلسه القدرة علل را ا احل واإليالة هبا‪ ,‬ويت ور أن ا للة قضية معفولة ع النث‪,‬‬
‫وهو ت ور خال بال شأل فالنث الشرعذ منا تال أصالة ابستجالب ا للة و رل ا لسدة‪ ,‬لك هذف‬
‫ا احل ا ستجلبة وا لاسد ا دفوعة ال تنل ر يف ا عطيات الدنيوية بل هذ تشملها وا عطيات ارخروية‪.‬‬

‫وستظل مقولة (تقدمي ا للة علل النث) ياضرة يف ا شهد اللكر كون قائلها لر هللا له قدم لالقات‬
‫جمملة مشكلة تعلت م كالمه منطلقال مناسبال للمفا العلماين ي لح للتأسيت عليه واالستلا ة منه‪ ,‬كون‬
‫وافع اخلطاب العلماين ‪-‬والذ يلت يف ار وات الواثية اليت تساعدف علل الدفع ذشروعه قدمال‪ -‬ياضرة‬
‫ومتوافرة‪ .‬واحلق أن مشهد االنتقائية الذ لاله اخلطاب العلماين يف التعالذ مع الوارت ي كد علل عدم‬
‫تدية هذا اخلطاب يقيقةل يف االتكال علل أقوا اللقهال ال ابلقدر الذ خيدم مشروعهم‪ ,‬و ال فلو قُ ىلِدر‬
‫أن الطويف يقو فعالل بتقدمي ا للة علل النث هكذا إبلال فلما االقت ار علل قو أصويل ٍ‬
‫شان‬
‫ابلكلية ع أقوا كافة علمال اإلسالم وتقريرا م‪ ,‬لكنها القرالة‬ ‫منسوب ىل وايد م أهل العلم واإلعرا‬
‫االنتقائية للوارت اإلسالمذ ذا خيدم ايتياتات اخلطاب ون النظر ا وضوعذ اجلا للمسائل ا بلوثة‪,‬‬
‫وهذ شكالية ياضرة بقوة يف هذا اخلطاب علل مستول االستدال الشرعذ أو االستشها اللقهذ‪ ,‬وهذ‬
‫شكالية ذ يخت ة هبذا الل يل فلسع بل هذ شكالة كل الفائغني يف كل ممان ومكان‪.‬‬

‫إبراهوو بن ملسى الشاطحي‬

‫ما م شأل أن اسم (الشاطحي) ابت مرتبطال ارتبالال وثيقال بنظرية (املقا د)‪ ,‬فإنا َ‬
‫نكر فستذكر النظرية‬
‫و ن نكرت النظرية فسيذكر وال بد‪ ,‬ورة حبورت علمية كاذة تدال تدور يو الشاليب وحباه يف مسائل‬
‫ا قاصد‪ ,‬وقد يظذ كتابه (امللا‪:‬قات) بانالات عطرة م مجاعات م أهل العلم تد علل قد ٍر عا ٍ م‬
‫القبو واحللاوة هبذا التأليل‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وما احلداثيون العرب يف ثنالهم علل الشاليب وتهو ف مدعني أنه لال قطيعة معرفية ع السيا‬
‫اللقهذ‪/‬ارصويل السائد‪ ,‬وأنه استطاع بعبقر ٍية أن رر العقل العريب م سلطة النث ليطلقه يف فضال‬
‫ا قاصد‪ ,‬ويلتح اجملا واسعال للعقل ليعمل وجيتهد يف تعاليه مع النث‪ ,‬متلررال م يالة احلبت والتقييد‬
‫اليت أسسها الشافعذ (ابلرسالة) وتتابع عليها ارصوليون م بعدف فسجنوا العقل العريب يف ائرة الشكليات‬
‫اللغوية والبيانية والنلوية بعيدال ع النظرات ا قاصدية‪ ,‬صرح هبذا دمد عابد اجلابر ‪ ,‬ودمد مجا ابروت‪,‬‬
‫وعبداجلوا ايسني‪ ,‬و ذهم‪.‬‬

‫فنل أمام لقطتني اترخييتني يف مسذة ا شهد ارصويل‪/‬اللقهذ‪ ,‬لقطة (اإلمام الشافعذ)‬
‫و(الرسالة) ولقطة (اإلمام الشاليب) و(ا وافقات)‪ .‬ولكل ٍ‬
‫لقطة توابعها ور رها اهلائلة يف احلرا العلمذ يف‬
‫الدائرة ارصولية‪/‬اللقهية بل واحلياة اإلسالمية عمومال‪ .‬فاللقطة اروىل تُعل يف الوعذ احلداثذ‪/‬العلماين ع‬
‫حلظة العقم واالنغال واجلمو ومسيت الالعقالنية يف اللكر العريب اإلسالمذ‪ ,‬فيم تعل الاانية ع وع ٍذ‬
‫ٍ‬
‫ومسيت خلطاب فقهذ متطور قابل للارال واإلثرال‪ ,‬وقابل أيضال لتشكيل قاعدة‬ ‫شديد العقالنية واالنلتاح‪,‬‬
‫معرفية صلبة لعملية التلديث والنهضة بعيدال ع تقييد الشكليات اللقهية اجلامدة‪ ,‬وصرامة النظرايت‬
‫ارصولية‪.‬‬

‫ومل يقت ر ارمر بطبيعة احلا علل جمر االيتلال أبلروية الشاليب بل مت السعذ اجلا يف توظيلها هلدر‬
‫أيكام الشريعة التل يلية‪ ,‬متوغني أن استجالب الشاليب يف اجملا اللقهذ سيلقق مجلةل م ا كاسع‬
‫التلدياية يف هذا اجملا بة‪:‬‬

‫‪ )1‬تكايل يضور ا احل الدنيوية يف اخلطاب الشرعذ خ وصال‪ ,‬واخلطاب الاقايف العريب عمومال‪.‬‬

‫‪ )2‬ارير العقل ا سلم م التعقيدات اللنية اللقهية‪ ,‬واالستغرا يف التلاصيل واجلفئيات‪ ,‬لدوران ا قاصد‬
‫يو ا سائل الكلية بعيدال سلطة الن وص اجلفئية‪.‬‬

‫فيتولد لنا ع هذي ا عاملني فقه سالمذ ُمشبع بروح الشريعة والع ر بعيدال ع سلطة التل يالت‬
‫ذرونة ٍ‬
‫عالية اليتياتات الواقع‪ ,‬ويشكل‬ ‫والشكليات والتاريخ‪ ,‬قق رفرا ف اليسر والسهولة‪ ,‬ويستجيع ٍ‬
‫قاعد لة لك أن تكون منطلقال لنهضة يضارية شاملة‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وقبل مناقشة هذف ا سألة واإلتابة علل شكاليا ا‪ 305‬أُقدم بشها ة لريلة وثقها ال ديق الشيخ براهيم‬
‫السكران ‪-‬يلظه هللا‪ -‬متال شكالية معرفية صا مة يف تعالذ كاذ م ا نلرفني مع الوارت‪ ,‬وت كد علل‬
‫يالة (الكسل ا عريف والبلاذ) عند الكاذي ابالكتلال بتلقذ ونشر (الشائعات اللكرية) ون عمل معريف‬
‫تا يف التلقق م صوابية تلأل الشائعات أو بطالهنا‪ ,‬يقو الشيخ وفقه هللا‪:‬‬
‫ألتق ٍ‬
‫اود من م ا ئو ا اب الشر و الذين يتضدعل‬ ‫(لن أذيع سراه إ علم للقاوئ الكرمي أنين مل ِّ‬
‫ن الشاطحي إال س لته هح عرأت امللا‪:‬قات؟ ‪:‬هح صدق أ اجللاب أييت د ماه بر‪:‬ض تةلل!‬

‫مل أعابح أوداه ي تقد ا اب الشر و باد ب وه للشاطحي هل عد عرأ ‪:‬امله‬ ‫أان إت هذن ال ا‬
‫امللا‪:‬قات للشاطحي‬

‫يف كح مرة أوا و نخصاه من م ا ئو ا اب الشر و ن الشاطحي امللا‪:‬قات ال أست وع كظو‬


‫ب مو‪ ،‬أل هيال لل عرؤ ا الشاطحي امللا‪:‬قات ‪:‬امله لفر ا م ها ‪:‬راو امل تةري من الرماا‬
‫‪306‬‬
‫ابل او)‬

‫ٍ‬
‫أوهام‬ ‫واإلشكاليات اليت سنعاجلها يف نقد يالة الوهم هذف ييا ترارت الشاليب ا قاصد ‪ ,‬يدور يو‬
‫بعة ر ٍ‬
‫ئيسية وهذ‪:‬‬ ‫أر ٍ‬

‫‪ -‬أن فقه الشاليب فقه مقاصد متسامح يلسح اجملا لقد ٍر عا ٍ م ا يوعة اللقهية‪.‬‬

‫‪ -‬أن فقه الشاليب فقه مقاصد يعىن ابلكليات ون اإل را يف التلاصيل واجلفئيات‪.‬‬

‫‪ -‬أن فقه الشاليب فقه مقاصد يعىن أصال لة بتلقيق ا احل الدنيوية‪.‬‬

‫‪ -‬أن فقه الشاليب لال قطيعة بستمولوتية ع احلالة اللقهية‪/‬ارصولية ا سبقة‪.‬‬

‫‪ 305‬وم أيس ة ة ة م اللعت عليه يف معاجلة هذف اإلشة ة ةةكاليات الشة ة ةةيخ براهيم الس ة ةةكران يلظه هللا يف ورقته ا اتعة (ايتجاتات ا ناوئني‬
‫للخطاب الشة ة ةةرعذ) ونلأل يف مبلث (اخلطاب الشة ة ةةرعذ ومقاص ة ةةد الش ة ة ةريعة) فأوص ة ةةذ ابلرتوع ليه‪ ,‬وقد انتلعت تدال بكاذ مما نكرف‪,‬‬
‫وخل ت بعضال م مبلاه‪.‬‬
‫‪ 306‬ورقة (ايتجاتات ا ناوئني للخطاب الشرعذ) للشيخ براهيم السكران‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مااجل إنكالو الشاطحي الت اهح الفقهو‬


‫الدارر لوارت الشاليب ارصويل‪/‬اللقهذ ذوضوعية سيجد أنه رمحه هللا كان علل رتة عالية م االنضباط‬
‫اللقهذ‪ ,‬بعيدال ع مظاهر التساهل والتمييع بل كانت يياته متال صراعال شديدال مع ظاهريت التساهل‬
‫اللقهذ والبدعذ‪ ,‬ولذا فيمك معاجلة هذف اإلشكالية م ماويتني‪:‬‬

‫األ ل ‪ :‬اجلانع التأرخيذ رممة الشاليب مع ظاهريت التساهل اللقهذ والبدعذ‪ ,‬وسذته العملية يف مقاومة‬
‫هاتني الظاهرتني‪.‬‬

‫ال ا ‪ :‬اجلانع التنظذ أصوليال وفقهيال يف معاجلة مشكلة التساهل اللقهذ‪.‬‬

‫‪:‬فوو يتصح ابجلانب األ ل‬


‫ٍ‬
‫شذل م اللقطات اللقهية‪/‬التارخيية ا تنوعة م يياة اإلمام الشاليب يتجلل م خالهلا‬ ‫عند استعرا‬
‫لبيعة ايتكاكاته اروىل مع مشكلة التساهل اللقهذ والبدعذ‪ ,‬وتطورات موقله ييا هذف الظواهر‬
‫السلبية‪ ,‬وما خاضه يف سبيل تقرير ما يراف يقال م صراعات‪ ,‬واليت لك م خالهلا اديد موقع الشاليب‬
‫م خارلة التساهل أو االنضباط اللقهذ‪:‬‬
‫كان الشاليب يف بداية للبه للعلم يدرر عند و ٍ‬
‫ايد م أشهر مشايخ رانلة بل بال ارندلت الشيخ‬
‫أيب سعيد فرح ب قاسم ب لع التغليب (‪782‬هة) خطيع تامع رانلة‪ ,‬والذ سر عليه كاذ م الطلبة‬
‫‪307‬‬
‫وكان الشاليب‬ ‫ابرندلت يىت قا أمحد ب دمد ا قر ‪( :‬قَ َّل م مل أيخذ عنه يف ارندلت يف وقته)‬
‫يك ايوامال عميقال لشيخه وكان ينعته يف بع ا ناسبات بة(الشيخ ارستان الكبذ الشهذ)‪ ,308‬وبة( مام‬
‫الوقت يف اللتيا يف ارقطار ارندلسية ارستان الكبذ الشهذ)‪ ,309‬ونقل عنه مجل لة م اللوائد يف كتابه‬
‫(اإلفا ات واإلنشا ات) و ذف‪ .‬وكان اب لع معروفال ابلتساهل اللقهذ يف اللتيا يف بع ارييان‪ ,‬فإنا‬
‫ٍ‬
‫مستلت يف مسألة خالفية مل يبلث يف اررتح ليالل بل يليت أبهون القولني علل ا ستليت‪ ,‬وكان‬ ‫تالف‬

‫‪ 307‬نلح الطيع ‪.513/5‬‬


‫‪ 308‬اإلفا ات واإلنشا ات ‪.93‬‬
‫‪ 309‬فتاول اإلمام الشاليب ‪.241‬‬

‫‪201‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الشاليب و ذف م تالمذة اب لع يستشكلون هذف الطريقة يف اللتيا‪ ,‬فكان مع بقية التالميذ اورون‬
‫شيخهم فيها‪ ,‬وقد عاهم الشيخ مرلة وانقشهم لويالل يف لريقة اللتيا هذف يىت أقنعهم هبا‪ ,‬وقد رول‬
‫الشاليب نلسه هذف الق ة يف كتابه (اإلفا ات واإلنشا ات) فقا ‪:‬‬

‫(إ‪:‬ادة ك م يلماه سائراه مع باض األ ضاب إذ لقو ا نوخ ا األستاذ املشا َو أاب ساود بن لب ‪-‬‬
‫أكرمه هللا‪ -‬بقرب املدوس ‪ : ،‬ران ماه إت ابِبا مث أودان االنصراف‪: ،‬د اان إت الدتلل ماه إت‬
‫املدوس ‪ ،‬عال (أودت أ أطلاكو لى باض م ت دايت يف الفتل الفملنو ما ناكلها‪ ،‬أبني لكو‬
‫ه عصدإ إت التخفوخل ‪:‬وها) كا عد أطلا ا لى مكتلب خب ه لاابه ن سيال يف وني أ‪:‬‬
‫لى م از ته‪ : ،‬واان‬ ‫‪:‬وها را اة اللفظ املوح إت انبه‪ : ،‬از ان ‪:‬وه يف ذلك الول ‪ ،‬انفصح اجملل‬
‫م ائح يف "ال هاي " "أوكا ابن الفرر" دريمها‪ ،‬ب ل ل ا ‪:‬وها ا يقتاو اال تماد لى لفظ‬
‫احلالخل إ كا ‪:‬وه تملف ما ل وته‪ ،‬ب ا لى علل من عال بذلك من أهح املذهب دريهو عال‬
‫هو ان‪:‬ا داه ماللم من س ن الالما هو أهنو ما كانلا‬ ‫(أودت أ أنبهكو لى عا دة يف الفتل‬
‫لن‬ ‫رتادف لو‬ ‫لى ال ائح يف اللاعع إذا ا م تفتواه) ك م عبح هذا اجملل‬ ‫يشدد‬
‫دوإ‪،‬‬ ‫ا نكاالت يف أعلال مالك أ ضابه‪: ،‬لما كا باد ذلك اجملل نرح هللا ب لو ذلك الكمل‬
‫‪:‬او فام ظلمات لك ا نكاالت د‪:‬ا اودة‪ ،‬هلل احلمد لى ذلك ن له اات أ جيزيه ا ترياه‬
‫‪310‬‬
‫مجوع مالمو ا بفاله)‬

‫شال هللا سبلانه وتعاىل للتلميذ أن يواصل مشوارف العلمذ‪ ,‬ويتبلر يف العلوم الشرعية ليكتشل أن‬
‫لريقة شيخه أيب سعيد ب لع يف اللتيا ابريسر لريقة مناقضة رصو الشريعة‪ ,‬ف ار يقرر وتوب محل‬
‫النار يف ا سائل اخلالفية علل اررتح ليالل وليت علل اريسر عمالل‪ ,‬وصار ينافح ع هذا ا نهج عل‬
‫التنظذ اللقهذ والتطبيق اللتو ‪.‬‬

‫كتع كتابه احلافل (ا وافقات)‪ ,‬وسيطر عليه يف تفل كبذ م الكتاب هاتت لريقة أيب سعيد ب لع‬
‫يف اللتيا‪ ,‬فعقد لذلأل ف والل كاذة كلها يف نقد لريقة التيسذ علل ا ستليت ابرهون يف اخلالفيات‪ .‬وقد‬
‫عل الشاليب يف مناسبات متعد ة ع أ ه م مظاهر التساهل اللقهذ اليت شاهدها وعاينها يف ممانه‪,‬‬
‫فقا ماالل‪:‬‬

‫اإلفا ات واإلنشا ات ‪.153‬‬ ‫‪310‬‬

‫‪202‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ديقه ا ال يفيت به درين من األعلال؛ ا با اه لغرعه‬ ‫‪ ( -‬او ك ري من مقلدة الفقها يفيت عريبه أ‬
‫د هذا يف األزم ال الف ‪: ،‬امله ن‬ ‫نهل ه‪ ،‬أ لغرض ذلك القريب ذلك الصديق لقد‬
‫‪311‬‬
‫زمان ا؛ تبع وتص املذاهب ا با اه للغرض الشهلة)‬

‫او "ا ملف يف امل ائح" ماد داه ىف وةج‬ ‫‪:( -‬صح عد زاد هذا األمر لى عدو الكفاي ؛ و‬
‫ا ابو ‪ ،‬عع ‪:‬وما قد أتتر من الزما اال تماد ىف لاز الفاح لى كلنه تلفاه ‪:‬وه بني أهح‬
‫الالو ‪: ،‬ر ا عع ا ‪:‬تا ىف امل ل ابمل ع؛ ‪:‬وقال ِّ"ملَ ُ ع امل ل تلخل ‪:‬وها؟" ‪:‬وةاح ا ملف‬
‫وة ىف اجللاز جملرد كلهنا تلفاه ‪:‬وها‪ ،‬ال لدلوح يدل لى ض مذهب اجللاز‪ ،‬ال لتقلود من هل‬
‫‪312‬‬
‫لى الشريا )‬ ‫أ ت ابلتقلود من القائح ابمل ع‪ ،‬هل ني ا‬

‫و ا صار الشاليب ارب لريقة "التيسذ علل أسار اخلالف" م خال التأصيل اللقهذ والعمل اللتو ؛‬
‫وقعت بينه وبني أستانف أيب سعيد ب لع ويشةٌ ومنافرةٌ‪ ,‬وصار الشاليب دل مة ابلتفمت اللقهذ‪,‬‬
‫وانتشرت هذف التهمة بني النار‪ ,‬فكتع الشاليب بعد نلأل كتابه االعت ام‪ ,‬واليت ضمنها مقدم لة يفين لة‬
‫يرو فيها جمموع التهم اليت توته له‪ ,‬وادرت فيها ع ربة اإلسالم بكالم يففر اب عاانة‪ ,‬وم هذف التهم‬
‫اليت وتهت له أهنم محىللوف ونسبوا ليه مة التنطع الديج كما يقو ‪:‬‬

‫( اتوة أُمحح لى "التزا احلرج الت ع يف الدين" إمنا محلهو لى ذلك أ التزمم يف التكلوخل‬
‫ا ي هح لى ال ائح‬ ‫امللتز ال أ ادان‪ ،‬هو يتاد نه يفتل‬
‫الفتوا احلمح لى مشهلو املذهب َ‬
‫امللتز أ يف درين‪ ،‬أئم أهح الالو لى تملف ذلك للم ل‬
‫يلا‪:‬ق هلان إ كا ناذاه يف املذهب َ‬
‫‪313‬‬
‫ب ل يف كتاب "امللا‪:‬قات")‬

‫اتوة نُ بم إت‪ ..‬اخل)‪.‬‬ ‫مال أخرل كان يبدؤها بقوله ( اتوة نُ بم إت‬ ‫وعر‬

‫ا وافقات ‪.84/5‬‬ ‫‪311‬‬

‫ا وافقات ‪.92/5‬‬ ‫‪312‬‬

‫االعت ام ‪.28/1‬‬ ‫‪313‬‬

‫‪203‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫واحلقيقة أن اخلالف مع اب لع مل يتوقل فقف عند قضية (التساهل اللقهذ)‪ ,‬بل تعداف ىل مشكلة‬
‫تساهل اب لع يف (البدع العبا ية) ا نشرة بني عامة النار يف ارندلت‪ ,‬ييث كان اب لع يتبىن تقسيم‬
‫وبدع ٍ‬
‫قبيلة‪ ,314‬وهذا أوتد أرضية خ بة لوسيخ تساهل النار يف البدع العبا ية‬ ‫يسنة ٍ‬‫ٍ‬ ‫بدع‬
‫البدعة ىل ٍ‬
‫التقليدية كبدع ا ت وفة يف مساعهم‪ ,‬والتفام عال ارئمة بعد ال الة علل هيئة معينة‪ ,‬والتفام خطبال اجلمع‬
‫ابلدعال للخللال وارئمة و ذ نلأل‪ ,‬فبعد أن ر الشاليب يف كتاب ا وافقات علل لريقة اب لع يف‬
‫(التساهل اللقهذ)‪ ,‬ألل االعت ام ور فيه علل مشكلة (التساهل البدعذ)‪ ,‬وكانت اإلشكالية اجلوهرية‬
‫دريها) كما هو عنوان الباب‬ ‫يف كتاب االعت ام هذ أن (ذ البد ا داثت ا ٌ ال خيص حمدع د‬
‫الرئيسذ يف الكتاب‪ ,‬وهو استلضار واضح لتأصيالت اب لع يف قضااي البدع التقليدية‪.‬‬

‫البدع‪:‬‬ ‫وقد اشتهر الشاليب ذناكلته للبدع وبتلذيرف منها‪ ,‬يىت قا يف أيد فتاويه يو بع‬

‫( عد ر‪:‬تو مذهحي يف هذن ا داثت‪: ،‬مل أ ودن)‪.315‬‬

‫وكما ُووته الشاليب بتهمة التفمت حملاربته ظاهرة التمييع اللقهذ‪ ,‬فقد ووته اب امات كاذة‬
‫لدعوته ىل مقاومة وجمانبة البدع‪ ,‬و(وقع له يف نلأل أمور مع ٍ‬
‫مجاعة م شيوخه و ذهم يف مسائل)‪,316‬‬
‫يقو رمحه هللا يف بداايت كتابه االعت ام متلد ل ع اال اهات ا وافقة وا خاللة ا هو ُمقبل عليه م‬
‫ارير مسائل البدعة‪:‬‬

‫ه ن ر الالو طلحي‪ ،‬أنظر يف قلوا ه نر وا ه‬ ‫هلل احلمد‪ ،‬مل أزل م ذ ‪:‬تق للفهو قلو‪،‬‬ ‫( ذلك أ‬
‫آتر و بما‬ ‫ٍ‬
‫لو‪ ،‬ال أ‪:‬ردت ن أنلا ه نل اه د‬ ‫أ لله ‪:‬ر ه‪ ،‬مل أعتصر م ه لى ٍ‬
‫لو د‬
‫ن‬ ‫ا مكا ‪ ،‬أ ته امل املخللع يف أ ح ‪ :‬ريت‪ ،‬بح تام يف جلةه تلض ا‬ ‫اعتاان الزما‬
‫لل باو ‪ ،‬أعدمم يف موادي ه إعدا اجلرإ ‪ ،‬و كدت أ لخل يف باض أ ماعه‪ ،‬أ أنق ع يف و‪:‬قيت‬
‫ِبا جتاسرت لى ما عدو يل‪ ،‬دائباه ن مقال القائح‪ ،‬ذل الااذل‪ ،‬مارعاه ن د‬ ‫اليت ابألن‬
‫الصاد‪ ،‬لل الملئو إت أ من لى الرب الكرمي الر ف الرووو ‪:‬شرح يل من ماا الشريا ما مل‬
‫يكن يف و ايب)‪.317‬‬

‫‪ 314‬انظر ماالل ا عيار ا عرب ‪.134/1‬‬


‫‪ 315‬فتاول اإلمام الشاليب ‪.222‬‬
‫‪ 316‬نيل االبتها بتطريف الديبا رمحد اباب التنبكذ ‪.48‬‬
‫‪ 317‬االعت ام ‪.24/1‬‬

‫‪204‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ما انله م احمل‬ ‫وقد انله يف سبيل تقرير ما يراف يقال يف شأن البدع أنل كاذ‪ ,‬وقد ادرت أبٍمل ع بع‬
‫البدع علل حنو متدر فقا ‪:‬‬ ‫يني سعل يف مقاومة بع‬

‫الاملل ‪،‬‬ ‫( ‪:‬قامم لو القوام ‪ ،‬لا رت لو اململم ‪: ،‬لق إيل الاتاب سهامه‪ ،‬ن بم إت البد‬
‫أنزلم م زل أهح الغبا ة اجلهال )‪.318‬‬

‫لك هذف احلا مل تف –حبمد هللا‪ -‬مامنا ال رسوخال يف احلق‪ ,‬وثبااتل عليه‪ ,‬كما تعلته شديد ا نافرة م‬
‫البدع‪ ,‬فإنا ما أفىت يف شأن م ش وهنا وتدت وضويال شديدال يف نمها والر علل يخالليه فيها‪ ,‬و هنا‬
‫جلديرة ابلذم والوضوح يف نلأل م ذ مواربة لوسخها يف ا شهد العبا ‪ ,‬وتع ع بع أهلها الشديد‬
‫هلا يىت أن (بد التزا الد ا إبعر الصللات دائماه لى اهلوئ اال تما و بلغم بباض أ ضاب ا إت‬
‫أ كا الرتك هلا مل باه للقتح دن)‪ ,319‬كما قا الشاليب رمحه هللا‪ ,‬ولذا فم الطبيعذ أن يذيل فتواف‬
‫يف مال هذف ا سألة بقوله‪:‬‬

‫(أ‪:‬باد هذا إنكال ملن ‪:‬ق أهلو وندن؟!)‪.320‬‬

‫وكان م بركات هذف احلا أهنا استنلرت الشاليب للتأليل والبيان‪ ,‬واستخرتت منه كتاب (اال تصا )‪,‬‬
‫والذ يعد (ا رتع) للمهتمني يف مبايث البدعة‪ ,321‬فأخذ رر ما يتعلق ذلهوم (السنة) و(البدعة)‬
‫و قق مسائلهما‪ ,‬يقو الشاليب شاريال هذف احلا ‪:‬‬

‫لو من ا نكاو ما عع مع ما هد هللا إلوه له احلمد‪ ،‬مل أزل أ تبع البد اليت نبه لوها‬
‫( ملا عع ّ‬
‫وسلل هللا لى هللا لوه سلو‪ ،‬وذو م ها‪ّ ،‬بني أهنا عملل تر ج ن اجلادة‪ ،‬أناو الالما إت‬
‫ُووزها‪ ،‬التاريخل جبمل م ها‪ ،‬لالو أ ت بها ‪:‬وما است ام أحبث ن ال ن اليت كادت فئ نلوها‬

‫‪ 318‬االعت ام ‪.27/1‬‬
‫‪ 319‬ا عيار ا عرب ‪.468/2‬‬
‫‪ 320‬فتاول اإلمام الشاليب ‪.174‬‬
‫‪ 321‬هذا يكاية للواقع‪ ,‬والكتاب ال شةةأل ضةةافة علمية ضةةخمة يف هذا الباب‪ ,‬وتهد علمذ مبار ‪ ,‬وهو تدير اباليتلال والتقدير‪ ,‬وعامة‬
‫مباياه ال ش ة ةةكا فيها بل هذ متال الرؤية الش ة ةةرعية يف هذا الباب‪ ,‬لك م ا هم أن ال يسة ةةر الوهم بسة ةةبع يالة االيتلال ىل التفكية‬
‫ا طلقة لكل ملر ة يف الكتاب واعتقا أهنا متال ابلضرورة احلق يف ابب التقرير والتأصيل‪ ,‬وأنه ال جما تعقع أو ستدر ‪ ,‬بل هذ ربة‬
‫علمية رصةينة‪ ,‬لكنها سةتظل ربة قابلة لالسةتدرا والت ةليح والتطوير‪ ,‬واسةتمع لتعليق نليت يف هذا الشةأن للشةيخ يوسةل الغليث يف‬
‫جممعته ال وتية (قرالة موضوعية يف كتاب االعت ام) وهذ موتو ة علل شبكة اإلنونت‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫لك ا داثت‪ ،‬لالو أ لل ابلامح س اه ا‪ ،‬أ د يل القوام ‪:‬ومن أوواها‪ ،‬إذ ما من بد سدث إال‬
‫ولت من ال ن ما هل يف مقابلتها‪ ،‬و بما ا ن ال لخل يف ذلك)‪.322‬‬

‫فكان يف تها الشاليب يف مقاومة البدع سببال ضافيال للويشة وا نافرة اليت وقعت بينه وبني شيخه اب‬
‫لع و ذف‪ ,‬يقو الونشريسذ يف ا عيار ا عرب مبينال لرفال م نلأل‪:‬‬

‫( ا فق أيااه أ رك ت وب ابألندل أ يذكر يف ت بته الصضاب وعو هللا هو يف ‪:‬صلهو املاتاد‪،‬‬


‫رك أيااه ذكر ال ل ا ‪:‬وها‪ ،‬بلغم أيااه امل ل الشوخ األستاذ أاب ساود ابن لب ‪ :‬نكر ذلك‬
‫أند ا نكاو‪ ،‬ومى التاوك لذلك ابلر‪:‬ض)‪.323‬‬

‫وبطبيعة احلا فا ق و هنا هو الشاليب‪ ,‬يقو الشاليب متأ ال م هذف التهمة يف سيا تعدا ف جلملة‬
‫التهم اليت انلته‪:‬‬

‫( اتوة ن بم إت الر‪:‬ض بغض الصضاب وعو هللا هو ب بب أ مل ألتز ذكر ا لفا الراندين‬
‫م هو يف ا ب لى ا صلص‪ ،‬إذ مل يكن ذلك ن من ال لخل يف ت بهو‪ ،‬ال ذكرن أود من‬
‫الالما املات ين يف أ زا ا ب)‪.324‬‬

‫ما سبق اية يسذة متال السذة اللقهية العملية لحمام الشاليب وموقله م ظاهريت التساهل اللقهذ‬
‫والبدعذ‪ ,‬وهذ تد علل شدة اهتمامه ابلتأصيل بدأ االنضباط اللقهذ‪ ,‬وما عاانف يف هذا السبيل‪ ,‬كما‬
‫ٍ‬
‫متساهل فقهيال‪ ,‬وهو ما سيتجلل أكار‬ ‫ٍ‬
‫خلطاب‬ ‫ت كد علل أن تراثه ال لك أن يشكل قاعد لة يقيقيةل‬
‫تقريراته ومقوالته الكلية واجلفئية واليت ت كد مجيعال علل الطبيعة اللقهية احملافظة لحمام‬ ‫بللث بع‬
‫الشاليب‪.‬‬

‫الشاطحي الت وح للمضا‪:‬ظ الفقهو‬ ‫اجلانب ال ا‬


‫تتجلل مظاهر االنضباط اللقهذ يف مصيالت اإلمام الشاليب اللقهية‪/‬ارصولية يف أمور‪ ,‬منها‪:‬‬

‫‪ )1‬الت كود امل تمر لى أ الشريا ملعل لملبتمل لى تملف اهلل‬

‫‪ 322‬االعت ام ‪.30/1‬‬
‫‪ 323‬ا عيارا عرب ‪.471/2‬‬
‫‪ 324‬االعت ام ‪.27/1‬‬

‫‪206‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫م أكار القضااي يضورال ومجاالل يف التنظذ اللقهذ لحمام الشاليب مكيدف ا ستمر علل ضرورة مقاومة‬
‫اهلول‪ ,‬وبيان م ا مة اكيم اهلول بدأ متابعة الشريعة بل م ا مته بدأ وضع الشريعة أصالل‪ ,‬فيقو يف‬
‫سيا بيان ا ق د الشرعذ م وضع الشريعة‪:‬‬

‫(املقصد الشر و من عع الشريا إتراج املكلخل ن دا و هلان‪ ،‬و يكل بدا هلل اتتواواه‪ ،‬كما‬
‫‪325‬‬
‫هل بد هلل اع راواه)‬

‫ولذا فقد شكلت قضية (جماهدة اهلول) مسألة مركفية شديدة احلضور يف ا شروع الشاليب‪ ,‬وتنوعت‬
‫أساليع هذا اإلمام يف معاجلة هذف القضية‪ ,‬فها هو يكشل يف اليل نلسذ لاين عميق ع أثر لبة‬
‫اهلول يف االحنراف ع السنة واالستمسا ابلبدع ملسرال بذلأل سبع عدم توفيق ا بتدع للتوبة‪ ,‬فيقو ‪:‬‬

‫اد ن سبوح‬ ‫الخل للهل ‪،‬‬


‫ٌ‬ ‫اب لى ال ف ‪ ،‬ألنه أمر‬
‫ٌ‬ ‫(الدتلل سم كالوخل الشريا‬
‫الشهلات‪: ،‬و قح لوها داه أل احلق عقوح‪ ،‬ال ف إمنا شل ا يلا‪:‬ق هلاها ال ا خيالفه‪ ،‬كح‬
‫بد ‪:‬للهل ‪:‬وها مدتح‪ ،‬ألهنا وا ا إت نظر رت ها‪ ،‬ال إت نظر الشاو ‪: ،‬إ أدتح ‪:‬وها نظر‬
‫هو أ املبتد ال بد له من الق‬ ‫الشاو ‪:‬الى وكو التبع‪ ،‬ال حبكو األ ح‪ ،‬مع عموم أتر‬
‫بشبه دلوح ي بها إت الشاو ‪ ،‬يد ى أ ما ذكرن هل مقصلد الشاو ‪: ،‬صاو هلان مقصلداه بدلوح‬
‫نر و يف ز مه‪: ،‬كوخل وك ه ا ر ج ن ذلك دا و اهلل م تم ك حب ن ما يتم ك به هل‬
‫‪326‬‬
‫الدلوح الشر و يف اجلمل )‬

‫أما علل ا ستول اللقهذ فهو يقرر ضرورة التخلث م اهلول عند النظر اللقهذ والوتيح بني ا سائل‪,‬‬
‫فيقو ‪:‬‬

‫از تو يف‬ ‫(‪:‬إ يف م ائح ا ملف "عاب اه عرآنواه" ي فى ا با اهلل مجل ‪ ،‬هل علله اات (‪:‬إ‬
‫نو ‪:‬رد ن إت هللا الرسلل)‪ ،‬هذا املقلد عد از يف م لته جمتهدا ؛ ‪:‬ل ب ودها إت هللا الرسلل‬
‫الشهلة مااد للر ل إت هللا الرسلل لى‬ ‫لى هللا لوه سلو‪: ،‬اتتواون أود املذهبني ابهلل‬
‫‪327‬‬
‫هللا لوه سلو)‬

‫‪ 325‬ا وافقات ‪.289/2‬‬


‫‪ 326‬االعت ام ‪.124/1‬‬
‫‪ 327‬ا وافقات ‪.81/5‬‬

‫‪207‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وبنالل عليه فهو ي كد علل أن عملية االستلتال يف يقيقتها منا هذ عملية لار ة للهول‪ ,‬فيقو يف عبارة‬
‫لانية م ثرة‪:‬‬

‫(إذا رض الاامو انزلته لى املفيت؛ ‪:‬هل عائح له "أتر ين ن هلاإ دلين لى ا با احلق" ‪:‬مل‬
‫وكن احلال هذن أ يقلل له "ىف م لتك علال ‪:‬اترت لشهل ك أيهما نئم؟" ‪:‬إ مات هذا‬
‫لول املفيت الاامو لى "سكوو اهلل " باد أ طلب م ه إترا ه ن‬ ‫سكوو اهلل د الشر ‪،‬‬
‫‪328‬‬
‫هح ابلشريا )‬ ‫هلان؛ ومو يف ماي ‪،‬‬

‫ولذا كان م ا تعني علل ا ليت أن تكون فتياف موافقةل ق و الشارع يف نلذ اهلول ال أن يتذرع‬
‫ابخلالف اللقهذ للبال للوخث واإلابية‪ ,‬يقو الشاليب‪:‬‬

‫(ال يصح للضاكو ال للمفيت أ ير ح يف وكمه أ ‪:‬تلان أود القللني ابلصضب أ ا ماوة أ عاا‬
‫احلا ‪ ،‬إمنا الرت وح ابلل لن املات ة نر اه‪ ،‬هذا متفق لوه بني الالما ‪:‬كح من استمر لى قلود‬
‫علل دري حمقق أ و ح بغري مات مات ‪: ،‬قد تلع الربق است د إت دري نر ‪ ،‬ا‪:‬اان هللا من‬
‫ال او)‪.329‬‬

‫وخالصة ارمر عند الشاليب يف هذف ا سألة يخت رة يف قوله‪:‬‬

‫ني الف الشر )‬ ‫( ا با اهلل‬

‫‪ )2‬نقد ظاهرة تبع وتص الفقها‬

‫اللقهال) فتلدرت انقدال هلا‪ ,‬ومبينال يرمتها‬ ‫م القضااي اليت اعتىن الشاليب أيضال هبا (ظاهرة تتبع رخ‬
‫وكاشلال ع ر رها السلبية علل اإللان‪ ,‬وم ا متها ق و الشريعة‪ ,‬فقا يف بيان يرمتها يف يق اللقيه‬
‫عمالل وفتيال‪:‬‬

‫( الفقوه ال حيح له أ يتخري باض األعلال ةرد التشهو األدراض من دري ا تهاد‪ ،‬ال أ يفيت به‬
‫أوداه)‪.330‬‬

‫‪ 328‬ا وافقات ‪.96/5‬‬


‫‪ 329‬ا عيار ‪.12/12‬‬
‫‪ 330‬ا وافقات ‪.91/5‬‬

‫‪208‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ )3‬نقدن لظاهرة التلسع يف الرتتصات‬

‫فمع قرارف بيسر الشريعة‪ ,‬وأن م مظاهرف جمذل الشريعة املة م الرخث‪ ,‬لكنه مع نلأل ينقد ظاهرة‬
‫التوسع يف الوخث يف ذ موالنه الشرعية‪ ,‬ونم نلأل‪ ,‬فقا ‪:‬‬

‫لى أ الار وات‬ ‫( و ا استةاز هذا بااهو يف ملاطن يد و ‪:‬وها الار وة إجلا احلا ‪ ،‬ب ا‬
‫بوح ا ظلوات؛ ‪:‬و تذ د ذلك ا يلا‪:‬ق الغرض و إذا نزلم امل ل لى وال ال عر وة ‪:‬وها‪،‬‬
‫إت األتذ ابلقلل املر لح أ ا اوج ن املذهب‪ ،‬أتذ ‪:‬وها ابلقلل املذهحي أ الرا ح يف‬ ‫ال وا‬
‫اا من ذلك ال راز املتقد ‪: ،‬إ وا له األتذ ا يلا‪:‬ق اهلل احلاعر‪ ،‬حمال‬ ‫املذهب ‪:‬هذا أي ه‬
‫الار وات ماللم من الشريا ‪: ،‬إ كانم هذن امل ل م ها‪: ،‬صاوب املذهب عد كفح ببواهنا أت هذا‬
‫ن اوب الشر ‪:‬مل وا إت االنتقال ها‪ ،‬إ مل كن م ها‪: ،‬ز و الزا و أهنا م ها ت ‪:‬اوش‪،‬‬
‫د ل دري مقبلل )‪.331‬‬

‫‪ )4‬أتكودن لى عر وة لز طريق الادل‪/‬اللسل يف امل هج الفقهو‬

‫فقد ادرت يف أكار م مناسبة علل ضرورة لفوم لريق العد يف تنفيل اريكام علل الواقع بعيدال ع‬
‫وبني ما يوتع علل التشديد والتساهل م ا ضار فقا ‪:‬‬
‫التشد والتساهل‪ ,‬ىل‬
‫(ا ر ج إت األطراف تاوج ن الادل‪ ،‬ال قل به مصلض ا لق‪ ،‬أما يف طرف التشديد؛ ‪:‬إنه‬
‫ب به مذهب الا م احلرج‬ ‫ِّ‬
‫مهلك ‪ ،‬أما يف طرف االحنملل؛ ‪:‬كذلك أياا؛ أل امل تفيت إذا ذُه َ‬
‫ض إلوه الدين‪ ،‬أد إت االنق ا ن سللك طريق اآلترة‪ ،‬هل مشاهد؛ أما إذا ذُ ِّهب به مذهب‬ ‫ِّ‬
‫بدُغّ َ‬
‫الشهلة‪ ،‬الشر إمنا ا ابل هو ن اهلل ‪ ،‬ا با اهلل‬ ‫االحنملل كا مظ للمشو مع اهلل‬
‫‪332‬‬
‫مهلك‪ ،‬األدل ك رية)‬

‫ا وافقات ‪.99/5‬‬ ‫‪331‬‬

‫ا وافقات ‪.277/5‬‬ ‫‪332‬‬

‫‪209‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ )5‬ملعفه من الفتوا ابلرأإ املذمل‬

‫فقد عقد ف الل يف كتابه االعت ام يف بيان اروته النقلية يف نم البدعة فذكر منها‪:‬‬

‫(ما ا م ه يف ذ الرأإ املذمل )‪.333‬‬

‫فأور مجلة م ا ر يف نلأل بني يختلل اال اهات يف تنا ملهوم الرأ ا ذموم‪ ,‬ونكر منها‪:‬‬

‫(القلل يف أوكا نرائع الدين ابالستض ا الظ ل ‪ ،‬االنتغال حبفظ املااملت األدللطات‪ ،‬ود‬
‫ودها إت أ لهلا‪ ،‬ال ظر يف للها ا تباوها‪: ،‬استامح‬ ‫ال لازل بااها إت باض عواساه د‬ ‫الفر‬
‫زل‪: ،‬ر م عبح أ قع‪ ،‬كلو ‪:‬وها عبح أ كل ابلرأإ املااو للظن‪ ،‬عاللا‬ ‫‪:‬وها الرأإ عبح أ‬
‫ال يف االنتغال ِبذا اال ستغراق ‪:‬وه ا وح ال ن الباث لى هلها رك اللعلف لى ما يلز‬
‫اللعلف لوه م ها من كتاب هللا اات ماانوه)‪.334‬‬

‫‪ )6‬سروه للقلل لى هللا بغري ٍ‬


‫لو‬

‫فقد عقد ف الل يف كتاب االتتها أور فيه عشرات الق ث ا ر الدالة علل يرمة اللتيا ٍ‬
‫اهل‪ ,‬وفضل‬
‫ليل‪,‬‬ ‫تالالل ومهابة يف اذير ا تكلم يف الشرع ال ع‬ ‫لفوم "ال أ ر " للعامل‪ ,335‬وله عبارة رائقةٌ تلي‬
‫فيقو ‪:‬‬

‫(أ يكل لى ابل من ال اظر املف ر املتكلو لوه أ ما يقلله قصود م ه للمتكلو‪ ،‬القرآ كمل‬
‫هللا؛ ‪:‬هل يقلل بل ا بوانه هذا مراد هللا من هذا الكمل ؛ ‪:‬لوت بم أ ي له هللا اات من أين علم‬
‫ين هذا )‪.336‬‬

‫‪ )7‬سذيرن من األتذ بزلح الالما‬

‫‪ 333‬االعت ام ‪.99/1‬‬
‫‪ 334‬االعت ام ‪.103/1‬‬
‫‪ 335‬ا وافقات ‪.323/5‬‬
‫‪ 336‬ا وافقات ‪.284/4‬‬

‫‪210‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فقد سا يف نلأل مجلة م ا ر الدالة علل وتوب احلذر م ملل العلمال فقا ‪:‬‬

‫( يف هذا امللطن وذو من زل الاامل‪: ،‬إنه ا يف باض احلديث ن ال حي لى هللا لوه سلو‬
‫التضذير م ها؛ ‪:‬ر إ ه لوه الصملة ال مل ‪ ،‬أنه عال (إ ألتاف لى أميت من بادإ من أ مال‬
‫عملع ) عاللا ما هو اي وسلل هللا؟ عال (أتاف لوهو من زل الاامل‪ ،‬من وكو ائر‪ ،‬من هل ه‬
‫‪337‬‬
‫متَّبع)‬

‫دال م ا‪:‬ق ابلقرآ ‪ ،‬أئم مالل‬ ‫ن مر عملث يهدمن الدين زلَّ الاامل‪،‬‬

‫لى‬ ‫دال امل ا‪:‬ق ابلقرآ ‪ ،‬القرآ وقٌّ‪،‬‬ ‫ن أيب الدودا إ مما أتشى لوكو زل الاامل‪ ،‬أ‬
‫او كم او ال ريق‬
‫القرآ م ٌ‬
‫ريا إايكو َزيْغ َ احلكوو‪: ،‬إ الشو ا عد يتكلو لى ل ا‬
‫كا مااذ بن بح يقلل يف ت بته ك ه‬
‫ا‪:‬ق احلقَّ‪َّ ،‬‬
‫‪:‬تلقلا من ا به‪: ،‬إ لى احلق نلهوا عاللا‬ ‫يقلل امل ُ‬
‫احلكوو بكلم الاملل ‪ ،‬عد ُ‬
‫كر هنا‪ ،‬قللل ما هذن؟ ‪:‬اوذو ا زيغته‪ ،‬ال‬ ‫كوخل زيغ احلكوو؟ عال "هو كلم ر كو‬
‫ص َّدنكو ه؛ ‪:‬إنه يلنك أ يفو أ يرا ع احلق‬
‫َُ‬
‫دال م ا‪:‬ق ابلقرآ ‪ ،‬دنوا ق ع أ اعكو‪،‬‬ ‫عال سلما الفاوسو كوخل أنتو د عملث َزلَّ امل‪،‬‬
‫‪ :‬ما زل الاامل‪: ،‬إ اهتد ؛ ‪:‬مل ُقلَّد نُ دي كو‪ ،‬قللل نص ع م ح ما يص ع ‪:‬مل ‪ ،‬ن تهو ما ي تهو‬
‫ه ‪:‬مل ‪ ،‬إ أت ‪: ،‬مل ق الا إايسكو م ه‪: ،‬تُاو لا لوه الشو ا احلديث‬

‫يح لأل با من َ رات الاامل عوح كوخل ذلك؟ عال يقلل الاامل نوئها برأيه‪ ،‬مث جي ُد‬‫ن ابن بار ٌ‬
‫من هل أ لو برسلل هللا لى هللا لوه سلو م ه‪: ،‬ورتك علله مث واو األ با )‪.338‬‬

‫فهذف ا ر اليت نقلها الشاليب متبنيال هلا تكشل ع خطورة وقوع هذف العارات م أهل العلم كوهنا نريع لة‬
‫ىل متابعتهم فيها‪ ,‬و خاهلا يف مسائل اخلالف‪ ,‬وهو ما ال يراف الشاليب بل يرل يرمته رمحه هللا‪.‬‬

‫‪ 337‬رواف الطلاين يف (ا عجم الكبذ) ((‪ ,))404/11‬والبفار يف مس ة ة ةةندف ((‪ ,))314/8‬قا اب عد يف (الكامل) ‪( :189/7‬فيه كاذ ب‬
‫عبد هللا ا فين عامة ما يرويه ال يتابع عليه)‪ ,‬وقا اب مللح يف (ا اب الشرعية) ‪( :50/2‬يف كاذ موو )‪.‬‬
‫‪ 338‬ا وافقات ‪.134/5‬‬

‫‪211‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ )8‬قريرن لقا دة سد الذويا‬

‫فقد قرر هذف القاعدة تقريرال يسنال و لل عليها بل و مطولة أكد فيها أن (سد الذوائع م للب مشر ‪،‬‬
‫هل أ ح من األ لل الق او يف الشر )‪ ،339‬وم ا اليظات ا كدة علل انضباله اللقهذ يف تقريرف‬
‫هلذا ارصل كشله ع لبيعة االيتياط واحلفم يف الشريعة الباعاة علل عما قاعدة (سد الذرائع) يقو‬
‫عليه رمحة هللا‪:‬‬

‫ى أ يكل طريقا إت مف دة‪: ،‬إذا‬ ‫األتذ ابحلز ‪ ،‬التضرز مما‬ ‫( الشريا مب و لى االوتوا‬
‫الامح لوه ببد يف الشريا ‪ ،‬بح هل أ ح من‬ ‫ماللما لى اجلمل التفصوح؛ ‪:‬لو‬
‫ه‬ ‫كا هذا‬
‫‪340‬‬
‫أ لهلا)‬

‫‪ )9‬ملعع امل تضبات من ‪:‬قه الشاطحي‬

‫والواتبات‪,‬‬ ‫مما ي كد يالة احملافظة اللقهية يف ترارت الشاليب اعتناؤف أبمر ا ستلبات فضالل ع اللرائ‬
‫بل نث علل ريح ا داوم علل تركها خ وصال م القدوات‪ ,‬يىت تعل بعضها واتبال ابلكل‪ ,‬فمما قاله‬
‫يف تقرير هذف ا عاين‪:‬‬

‫(كما أ من وقوق استقراو امل د ب أ ال ي ل بو ه بني اللا ب يف الفاح كذلك من وقوق‬


‫استقراون أ ال ي ل بو ه بني باض املباوات يف الرتك امل لق من دري بوا ؛ ‪:‬إنه لل عام الت لي‬
‫ه‬ ‫بو هما لفهو من ذلك مشر و الرتك كما قد ‪ ،‬مل يفهو كل امل د ب م د هاب‪ ،‬هذا‬

‫ه آتر هل أ يف رك امل د ب إتملاله امر كلو ‪:‬وه من امل د ابت ما هل ا ب ابلكح؛ ‪:‬ويدإ‬
‫ركه م لقاه إت ا تملل ابللا ب‪ ،‬بح ال بد ‪:‬وه من الامح به لوظهر لل ار ‪:‬وامللا به‪ ،‬هذا م للب‬
‫ا ر وأقوا ارئمة يف مكيد هذا‬ ‫ممن يقتد به‪ ،‬كما كا ن ال لخل الصاحل)‪ .341‬سا بع‬
‫ا بدأ يف يق م يقتدل هبم خ وصال بل والعامة أيضال‬

‫ا وافقات ‪.263/3‬‬ ‫‪339‬‬

‫ا وافقات ‪.85/3‬‬ ‫‪340‬‬

‫ا وافقات ‪.108/4‬‬ ‫‪341‬‬

‫‪212‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ )10‬لز ملا‪:‬ق مح املفيت لامله‬

‫م ا عامل اللطيلة وا كدة لالنضباط اللقهذ يف خطاب اإلمام الشاليب اللقهذ مكيدف علل ضرورة أن‬
‫يكون عمل ا ليت موافقال لعلمه‪ ,‬فليت رة جما عند الشاليب للتساهل العملذ يف السلو وا مارسة بل‬
‫ا تعني عندف أن يكون العلم والعمل متوافقال‪ ,‬ومما قاله يف تقرير هذا ا عىن يف يق ا ليت‪:‬‬

‫( الفتوا ال صح من الخل ملقتاى الالو‪ ،‬هذا إ كا األ للول عد نبهلا لوه بو لن؛ ‪:‬هل يف‬
‫كملمهو جممح حيتمح البوا ابلتفصوح املقرو يف أع ا الفتوا)‪.342‬‬

‫نكر مجلة م التلاصيل يف هذف القضية‪ ,‬فمما قررف أن‪:‬‬

‫امتاه ما ال ياين ‪:‬فتلان ادع ‪ ،‬إ كا من‬ ‫(املفيت إذا أمر م مله ابلصمم ما ال ياين؛ ‪:‬إ كا‬
‫ا ائاني ‪:‬وما ال ياين ‪:‬هو دري ادع ‪ ،‬إذا دلَّك لى الزهد يف الدنوا هل زاهد ‪:‬وها دعم‬
‫‪:‬توان‪ ،‬إ كا وادبا يف الدنوا ‪:‬هو كاذب ‪ ،‬إ دلَّك لى ا ا‪:‬ظ لى الصملة كا حما‪:‬ظا لوها‬
‫دعم ‪:‬توان‪ ،‬إال ‪:‬مل‬

‫لى هذا الرت وب سائر أوكا الشريا يف األ امر‪ ،‬م لها ال لاهو؛ ‪:‬إذا هنو ن ال ظر إت األ بوات‬
‫من ال ا ‪ ،‬كا يف نف ه م تهوا ها دعم ‪:‬توان‪ ،‬أ هنو ن الكذب هل ادق الل ا ‪ ،‬أ‬
‫ن التفضش هل ال يتفضش‪ ،‬أ ن ال األنراو هل ال خيال هو‪ ،‬ما‬ ‫ن الزىن هل ال يز ‪ ،‬أ‬
‫دق القلل‬ ‫ملم‬ ‫أنبه ذلك؛ ‪:‬هل الصادق الفتوا الذإ يقتد بقلله يقتد بفاله؛ إال ‪:‬مل؛ أل‬
‫اه ُد ا‬
‫ال َ َدعُلا َما َ َ‬ ‫م ابق الفاح‪ ،‬بح هل الصدق يف احلقوق د الالما ‪ ،‬لذلك عال اات ِّ‬
‫(و َ ٌ‬
‫ص َّدعَن) إت علله ( َ ِّ َا َكانُلا‬ ‫آات َان ِّم ْن ‪ْ َ:‬‬
‫ا ِّل ِّه لََ َّ‬ ‫اّللَ لَئِّ ْن َ‬
‫اه َد َّ‬ ‫ِّ‬
‫اّللَ َلَْوه) عال يف عدن ( َ م ْد ُه ْو َم ْن َ َ‬ ‫َّ‬
‫يَ َك ِّذبُل ) ‪:‬ا ت يف الصدق م ابق القلل الفاح‪ ،‬يف الكذب الفته عال اات يف ال ملع الذين‬
‫ادعِّني))‪.343‬‬ ‫الص ِّ‬ ‫آم ُلا ا َّد ُقلا َّ‬
‫اّللَ َ ُكلنُلا َم َع َّ‬ ‫َّ ِّ‬
‫(اي أَيدُّ َها الذ َ‬
‫ين َ‬ ‫تلفلا َ‬
‫وهذف ٍ‬
‫معان علمية لانية عالية ينبغذ االهتمام هبا وااللتلات ليها‪.‬‬

‫‪ 342‬ا وافقات ‪.267/5‬‬


‫‪ 343‬ا وافقات ‪.268/5‬‬

‫‪213‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ )11‬التقود ابملشهلو من ‪:‬قه املالكو‬

‫هذف السمة يف منهج اإلمام الشاليب اللقهذ تد علل قد ٍر م الفاي ة والتجاوم يف احملافظة اللقهية‪,‬‬
‫فالشاليب ال يعد نلسه ال مقلدال للمذهع ا الكذ ولذا فهو يستلفم اللتيا اب شهور م ا ذهع‪ ,‬وقد صرح‬
‫هبذا ا عىن يف مناسبات متعد ة فم تلأل ا ناسبات علل سبيل التمايل فقف‪:‬‬

‫‪( -‬مرا اة األعلال الااوف أ دريها ن اجملتهدين من الفقها ‪ ،‬إذ مرا اة دلوح املخالخل‪ ،‬و بما‬
‫مرا اة الدلوح أ د مرا ا ه لو إلو ا ‪-‬ماشر املقلدين‪: -‬ض ب ا‬ ‫‪ :‬رن ل ا باض نولت ا املغاوب‬
‫‪344‬‬
‫‪:‬هو أعلال الالما الفتل ابملشهلو م ها‪ ،‬لوت ا ن ةل ‪-‬مع ذلك‪ -‬وأساه برأر‪ ،‬ال ل ا ال لو ا)‬

‫ناطبوه‬ ‫‪: )12‬تا‬

‫شذل م فتاول اإلمام الشاليب يستبني للقارئ ا وضوعذ يجم التوافق الكبذ بني التنظذات‬ ‫ابستعرا‬
‫ارصولية اليت قدمها الشاليب وا مارسة اللقهية اللتوية عندف رمحه هللا‪ ,‬وأن جمموع ارمري ي كدان علل‬
‫الطبيعة ا نضبطة للقه اإلمام الشاليب رمحه هللا‪ ,‬وبعدف الشديد ع مظاهر التساهل اللقهذ‪ ,‬فم النمان‬
‫علل ا مارسة اللقهية ا نضبطة ما يلذ‪:‬‬

‫لى ركها جيرح‪: ،‬مل قبح نهاد ه؛ أل يف ركها ماادة ظهاو ناائر‬ ‫‪ ( -‬ملة اجلما ‪ ،‬من دا‬
‫لى رك اجلما ؛ ‪:‬هو أ حيرق لوهو‬ ‫الدين‪ ،‬عد ل د الرسلل لى هللا لوه سلو من د ا‬
‫بول و)‪.345‬‬

‫‪( -‬كشخل الرأر‪: ،‬إنه خيتلخل حب ب البقا يف اللاعع‪: ،‬هل لذ إ املر ات عبوح يف البملد املشرعو ‪،‬‬
‫د أهح املشرق عادواه‬ ‫دري عبوح يف البملد املغربو ‪: ،‬احلكو الشر و خيتلخل ابتتملف ذلك‪: ،‬وكل‬
‫‪346‬‬
‫د أهح املغرب دري عادح)‬ ‫يف الادال ‪،‬‬

‫‪ 344‬فتاول اإلمام الشاليب ‪.161‬‬


‫‪ 345‬ا وافقات ‪.211/1‬‬
‫‪ 346‬ا وافقات ‪.489‬‬

‫‪214‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪( -‬الذإ يقال ‪ -‬ابهلل التل‪:‬وق‪ -‬إ الشهلد ال ملع عد ا فقلا لى مات ٍ‬
‫اود يقتاو احلكو بقتله‬
‫من دري استتاب أما د استتابته ‪:‬ملستتاون بتلك املقاالت‪ ،‬أما عتله ‪:‬أل نهاد و ا تمام لى‬
‫‪347‬‬
‫أنه كا‪:‬ر بشريا حممد لى هللا لوه سلو)‬

‫‪( -‬س لم ‪: -‬قين هللا إايك‪ -‬ن عل يَدتَّ ِّ ُمل ابلفقر‪ ،‬جيتمال يف باض اللوايل أيتذ يف الذكر‪،‬‬
‫مث يف الغ ا الارب ابألكخل الش ح إت آتر اللوح ا تما هو لى إمامني من أئم ذلك امللعع‬
‫يتلمسَا بلسو الشولخ يف لك ال ريق ‪ ،‬ذكرت أ كح من يز رهو ن ذلك الفاح‪ ،‬حيتةل حبالو‬ ‫ّ‬
‫‪348‬‬
‫الفقها ماهو‪ ،‬لل كا وراماه أ مكر هاه مل حيار ا ماهو)‬

‫‪ )10‬الت بوه لى مقتاى اللو‬

‫فمما لك ماليظته يف فتاول اإلمام الشاليب تنبيه ا ستليت أيياانل علل مقتضل الورع‪ ,‬وهذا ال يتمشل‬
‫لالقال مع تلأل ال ورة الذهنية ا رسومة ع الشاليب وممارسته اللقهية يف العقلية احلداثية‪ ,‬خذ هذف ارمالة‬
‫م فتاواف‪:‬‬
‫‪349‬‬
‫‪( -‬هذا ما ظهر يل يف امل ل من ه الفقه أما طريق اللو ‪: ،‬رتك اجلموع)‬

‫ود ما أتذمت م ها مما حيكو ‪:‬وها لوكو‪،‬‬ ‫‪( -‬م ل الزايدة يف املر ب ملا عام أتذُلها مدة ‪:‬لو‬
‫‪350‬‬
‫لكن ال ظر يف ذلك وا ع إلوكو أنتو أ ت من است أ لارعه دي ه)‬

‫ا المح النظرية‪/‬العملية للقه اإلمام الشاليب واليت ت كد علل أنه م اخلطأ اللا ح تعل الشاليب‬ ‫هذف بع‬
‫وتراثه ملتتلال لباب التساهل اللقهذ‪ ,‬بل هذا الوارت يف يقيقته كما اتضح علل الضد ا علل مستول‬
‫عا ٍ م االنضباط اللقهذ‪.‬‬

‫‪ 347‬فتاول اإلمام الشاليب ‪.244‬‬


‫‪ 348‬فتاول اإلمام الشاليب ‪.248‬‬
‫‪ 349‬فتاول اإلمام الشاليب ‪.184‬‬
‫‪ 350‬فتاول اإلمام الشاليب ‪.222‬‬

‫‪215‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مااجل إنكالو الشاطحي عوم اجلزايت‬


‫م أكار اروهام الشائعة بني الطوائل اللكرية ا نلرفة يو مقاصد الشريعة وا وافقات والشاليب‪ ,‬ظنهم‬
‫ىل التقليل م قيمة اجلفئيات‪ ,‬والن وص الشرعية التل يلية ليلل‬ ‫أن هذا الوارت اللقهذ‪/‬ارصويل ي‬
‫يدياه ع‬ ‫كبديل عنها يف اللضال التشريعذ مقاصد الشريعة الكلية‪ ,‬يقو عبداجمليد الشريف يف معر‬
‫تطوير اجملا االتتها ‪:‬‬

‫(عر وة التخلص من التالق املرعو حبر‪:‬و ال صلص‪ ،‬ال سوما ال ص القرآ ‪ ،‬إيمل مقا د الشريا‬
‫وا ات اجملتمع احلديث)‪.351‬‬ ‫املكان امل لى يف سن التشرياات اللعاو اليت تمل‬

‫واحلقيقة أن الشاليب ا قاصد عليه رمحة هللا بعيد كليال ع هذا الت وير اخلال فهو ي كد علل ضرورة‬
‫اعتبار اجلفئيات والكليات عند التنظذ اللقهذ‪ ,‬وأن ا عر ع أيدغا يخطذل وال بد‪ ,‬فيقو ‪:‬‬
‫‪352‬‬
‫ئ‪: ،‬كذلك من أتذ ابلكلو مارعاه ن زئوه)‬ ‫(كما أ من أتذ ابجلزئو مارعاه ن كلوه ‪:‬هل‬

‫وله عبارات كاذة متناثرة ت كد علل قيمة اجلفئيات وعدم توام هدرها‪ ,‬فيقو ماالل‪:‬‬

‫(‪:‬اجلزئوات مقصلدة مات ة يف إعام الكلو)‪.353‬‬

‫ويقو ‪:‬‬
‫‪354‬‬
‫(اجلزئوات داتل مدتح الكلوات يف ال لب ا ا‪:‬ظ لوها)‬

‫ويقو ‪:‬‬
‫‪355‬‬
‫(اجلزئوات لل مل كن مات ة مقصلدة يف إعام الكلو‪ ،‬مل يصح األمر ابلكلو من أ له)‬

‫بني الكلذ وا ق د الشرعذ العام مع النث اجلفئذ‪ ,‬فليت صليلال أن الشاليب‬ ‫وبتقدير يالة التعار‬
‫ا قاصد يشطع النث اجلفئذ ويلغيه مباشرة‪ ,‬بل يسعل للجمع بينهما كما هذ لريقة أئمة اإلسالم‬
‫مجيعال‪ ,‬يقو رمحه هللا‪:‬‬

‫‪ 351‬لبنات ‪.162‬‬
‫‪ 352‬ا وافقات ‪.174/3‬‬
‫‪ 353‬ا وافقات ‪.96/2‬‬
‫‪ 354‬ا وافقات ‪.96/2‬‬
‫‪ 355‬ا وافقات ‪.96/2‬‬

‫‪216‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫لن املخالف ؛‬ ‫(إذا عبم ابالستقرا عا دة كلو ‪ ،‬مث أ ى ال ص لى زئو خيالخل القا دة بل ه من‬
‫‪:‬مل بد من اجلمع يف ال ظر بو هما‪ ،‬أل الشاو مل ي ص لى ذلك اجلزئو إال مع احلفظ لى لك‬
‫القلا د‪ ،‬إذ كلوّ هذا ماللم عر وة باد ا واط قا د الشريا ؛ ‪:‬مل وكن احلال هذن أ ختر‬
‫‪356‬‬
‫القلا د إبلغا ما ا ت ن الشاو ‪ ،‬إذا عبم هذا؛ مل وكن أ يات الكلو يلغى اجلزئو)‬

‫ومما ي كد هذا‪ ,‬ويقطع أبن الشاليب ال يعلق التشريع علل جمر النظرة ا قاصدية بل يرعل فيما يرعل أ لة‬
‫اللتاول ا قاصدية ومنها‪:‬‬ ‫الشريعة التل يلية‪ ,‬نقدف لبع‬

‫(ما وكى الغزايل ن باض أكابر الالما ‪ ،‬أنه دتح لى باض ال ملطني‪ : ،‬له ن اللعا يف هناو‬
‫وماا ‪: ،‬قال لوك وا نهرين متتاباني‪: ،‬لما ترج وا اه باض الفقها ‪ ،‬عاللا له القادو لى‬
‫إ تاق الرعب كوخل يادل به إت الصل ‪ ،‬الصل ظوف املا رين هذا امللك ولك بوداه دري‬
‫حمصلوين! ‪:‬قال هلو لل علم له لوك إ تاق وعب الستضقر ذلك‪ ،‬أ تق بوداه مراواه ‪:‬مل يز رن‬
‫إ تاق الرعب يز رن ل نهرين متتاباني)‪.‬‬

‫قا الشاليب معلقال‪:‬‬

‫(‪:‬هذا املات م اسب أل الكفاوة مقصلد الشر م ها الز ر‪ ،‬امللك ال يز رن ا تاق يز رن الصوا‬
‫هذن الفتوا ابطل ‪ ،‬أل الالما بني عائلني عائح ابلتخوري‪ ،‬عائح ابلرت وب ‪:‬وقد الاتق لى الصوا ‪،‬‬
‫‪:‬تقدمي الصوا ابل ب إت الغت ال عائح به)‪.357‬‬

‫ىي يف يق عبدالرمح ب احلكم يني وقع يف شذل م هذا‪ ,‬فسأ اللقهال‬ ‫ىي ب‬ ‫والق ة مشهورة ع‬
‫ىي‪ ,‬سكت‬ ‫ىي‪ :‬يكلر نلأل صيام شهري متتابعني‪ .‬فلما برم نلأل م‬ ‫ىي ب‬ ‫ع توبته وكلارته‪ ,‬فقا‬
‫سائر اللقهال‪ ,‬يىت خرتوا م عندف‪ ,‬فقالوا ليلىي‪ :‬ما لأل مل تلته ذذهبنا ع مالأل‪ ,‬م أنه يخذ بني‬
‫العتق والطعام وال يام فقا هلم‪ :‬لو فتلنا له هذا الباب سهل عليه أن يطأ كل يوم‪ ,‬ويعتق رقبة‪ ,‬ولك‬
‫محلته علل أصعع ارمور لئال يعو ‪.‬‬

‫قا الشاليب معلقال‪:‬‬

‫‪ 356‬ا وافقات ‪.176/3‬‬


‫‪ 357‬االعت ام ‪.113/2‬‬

‫‪217‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الفا لإلمجا )‪.358‬‬ ‫ح هذا ن حيىي بن حيىي ومحه هللا كا كملمه لى ظاهرن كا‬ ‫(‪:‬إ‬

‫مااجل إنكالو الشاطحي ملعع املصاحل الدنولي‬


‫وم اروهام الغليظة أيضال أن ارخذ ابللقه الشاليب سيضم للم للة الدنيوية يضورال مركفايل ومتقدمال‬
‫يف الوعذ اللقهذ علل يساب مركفية ا احل ارخروية‪ ,‬ولعل منشأ الوهم هو اتتفال كلمة الشاليب (أ‬
‫الشريا ملعل ملصاحل الاباد) والتعلق هبا ون استقرال لهوم (م احل العبا ) يف مشروع الشاليب‪,‬‬
‫فيقرؤوهنا مست لبني ت ورا م ارولية ع لبيعة ا للة ويتوغون أنه منا يريد منها ما يريدون أعج جمر‬
‫ا احل الدنيوية‪ ,‬واحلق أن الشاليب كغذف م أئمة اإلسالم يتسم ملهوم ا للة عندف ابلشمو واالتساع‬
‫ليشمل تانيب ا للة ا تعلق بة(الدنيا وا خرة) مع ماليظة أن اروىل كالوسيلة للاانية‪ ,‬يقو عليه رمحة‬
‫هللا‪:‬‬

‫(املصاحل اجملتلب نر اه املفاسد امل تد‪:‬ا ؛ إمنا ات من ووث قا احلواة الدنوا للضواة األتر ‪ ،‬ال‬
‫‪359‬‬
‫من ووث أهلا ال فلر يف لب مصاحلها الاادي أ دو مفاسدها الاادي )‬

‫ولذا فالشاليب يقرر بال مواربة أن ا احل الدينية مقدمة ومال علل ذها م ا احل الدنيوية عندف‬
‫رمحه هللا‪ ,‬فيقو ماالل‪:‬‬

‫دريها يف نظر الشر )‪.360‬‬ ‫( ا تباو الدين مقد لى ا تباو ال ف‬

‫ويقو ‪:‬‬
‫‪361‬‬
‫املال دريمها)‬ ‫( دان الدين أ ظو األنوا ‪ ،‬لذلك يهمح يف انبه ال ف‬

‫وهذف اهلرمية اليت يقررها الشاليب لطبيعة ا احل منا كانت ع استقرال ريكام الشريعة فاجلها الذ فيه‬
‫للة الدي ‪ ,‬وقتا نلور اتركذ‬ ‫قتل النلور منا شرع م أتل عالل كلمة هللا‪ ,‬وقتل نلت ا رتد شرع‬
‫الفكاة هو م أتل احللاظ علل ظهور هذف الشعذة‪ ,‬وحنو هذف التطبيقات الشرعية التل يلية اليت تتضم‬

‫‪ 358‬االعت ام ‪.114/2‬‬
‫‪ 359‬ا وافقات ‪.63/2‬‬
‫‪ 360‬ا وافقات ‪.265/2‬‬
‫‪ 361‬ا وافقات ‪.511/2‬‬

‫‪218‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يف ليا ا التنبيه علل أن م للة يله الدي أعظم م بقية ا احل‪ ,‬وقد أشار رمحه هللا تعاىل لذلأل يف‬
‫م واضع كاذة‪ ,‬وكان يكرر أن يله الدي أعظم م يله النلت‪ ,‬ويله النلت أعظم م يله ا ا ‪,‬‬
‫علل هذا الوتيع‪ ,‬فم أقواله يف هذا ال د قوله‪:‬‬

‫(ال فلر حمرتم حمفلظ م للب ا ووا ‪ ،‬حبوث إذا داو األمر بني إووائها إ ملف املال لوها‪ ،‬أ‬
‫رض إوواؤها إما الدين؛ كا إووا الدين أ ت‬ ‫إ مل‪:‬ها إووا املال؛ كا إووا ال فلر أ ت ‪:‬إ‬
‫إ أد إت إما تها‪ ،‬كما ا يف هاد الكفاو‪ ،‬عتح املر د‪ ،‬دري ذلك)‪.362‬‬

‫وقد سبق يف ثنااي البلث يف شكاليات (ا قاصدية) التنبيه وم كالم الشاليب علل قضااي مهمة تت ل‬
‫ابلطبيعة الانائية للم احل (أخروية و نيوية) وال لة بينهما‪ ,‬فلذاتع‪.‬‬

‫مااجل إنكالو الشاطحي وال الق وا الفقهو ‪/‬األ للو ن امللو ث امل بق‬
‫كما سبق يف بداايت هذا ا بلث فكاذ م ا طري للمشروع الشاليب يدعذ يف سيا نقدف‬
‫الالنع للمشهد اللقهذ‪/‬ارصويل العام أن هذا ا شروع لال حلظة مل لية يف اتريخ علم ارصو ‪ ,‬بل لال‬
‫تدشينال ريلة أصولية تديدة منقطعة معرفيال ع السيا ارصويل ا سبق والذ رسم معا ه الشافعذ متسببال‬
‫يف يالة االحنبار واالنغال اليت عاىن منها اخلطاب ارصويل لقرون تلت‪.‬‬

‫فهل ارمر كذلأل فعالل !‬

‫وهل لال الشاليب حلظة انلرا يف ا شهد اللقهذ يف مقابل حلظة االنغال اليت أسسها اإلمام الشافعذ !‬

‫أيسع أن القارئ وقد وصل ىل هذف النقطة م البلث اتضح له متامال يالة االنسجام ا نهجذ العايل‬
‫بني واقع اإلمام الشاليب وم تقدمه م أهل العلم‪ ,‬وأن ما قدمه يف هذا السيا ‪-‬و ن كان عمالل ديدايل‬
‫مبتكرال‪ -‬لكنه يف توهرف م ست علل تهو علمال تقدموف‪ ,‬فله فضل العناية والكشل والتلرير والتقعيد‬
‫واإلشباع بايث هذا العلم مع ٍ‬
‫تدة يف أسلوب ا عاجلة والبلث والت نيل‪ ,‬لك ليت علل حنو ما ي ورف‬
‫اخلطاب احلداثذ أبنه نتا ٌ مقطوع ال لة ع السيا العلمذ العام‪ ,‬أو أنه تدشني ريلة أصولية مباينة‬
‫للمريلة السابقة‪ ,‬كال‪ ,‬بل الشاليب نلسه ي رح يف أوائل كتابه أبن ا عاين اليت تناوهلا ليست بدعال يف‬
‫السيا ارصويل و ن كان رة أوته م االبتكار ال تنكر‪ ,‬فيقو رمحه هللا‪:‬‬

‫ا وافقات ‪.64/2‬‬ ‫‪362‬‬

‫‪219‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ه االترتا ‪:‬وه االبتكاو‪ ،‬در‬ ‫مو ك‬ ‫هذا الكتاب اوض ا نكاو‪،‬‬ ‫اوعك د‬ ‫(‪:‬إ‬
‫الظا أنه نو ما ُمسع له‪ ،‬ال ألخل يف الالل الشر و األ لو أ الفر و ما نُ ج لى م لاله أ‬
‫ُنكح بشكله‪ ،‬و بك من نر مسا ه‪ ،‬من كح بد يف الشريا ابتدا ه؛ ‪:‬مل لتفم إت ا نكال‬
‫د اتتباو‪ ،‬ال ْرِّ ظ الفائدة لى دري ا تباو؛ ‪:‬إنه حبمد هللا أمر عرو ه اآلايت األتباو‪ ،‬ند‬
‫‪363‬‬
‫مااعدن ال لخل األتواو‪ ،‬وسو ماامله الالما األوباو‪ ،‬نود أوكانه أنظاو ال ظاو)‬

‫و نا تدبرت يف السيا التارخيذ لعلم (مقاصد الشريعة) فستجد منوال مطر ال يف مباياه ومسائله‬
‫وأنه مل يف يتمد ويتوسع بتمد ا عامل الفمج‪ ,‬شأنه يف هذا شأن كاذ م ا عارف والعلوم‪ ,‬واليت يتك‬
‫فيها الاليق علل تهد السابق ويبج عليه‪ .‬وما مبايث (االست الح) و(االستلسان) و(سد الذرائع)‬
‫و(اعتبار ا آالت) و(رفع احلر ) و(مقاصد ا كللني) و(تعليل اريكام) و(مبايث القيار) و(ا ناسبات‬
‫واحلكم) و(ا عىن ا الئم) و(الوصل ا ثر) و ذها ‪-‬وهذ احلاضرة يف الكتابة ارصولية‪ -‬ال جماالت حباية‬
‫منوعة تكشل ع احلرا ا قاصد يف البلث ارصويل‪.‬‬
‫معان ٍ‬
‫علمية‬ ‫ٍ‬ ‫ومع االعواف أبن بنال نظرية ا قاصد وتطويرها ال يعدو يف يقيقته ال كشلال ع‬
‫وار ةٍ يف الالت الويذ كتاابل وسنة‪ ,‬ومدركة تقدمذ علمال هذف ارمة وسللها ال احل‪ ,‬لك لك القو‬
‫أن بداايت التأليل يف هذا اجملا ا عريف كان عل بوابة احلديث ع أسرار ِ‬
‫ويكم التشريع يف كتاابت أماا ‪:‬‬
‫احلكيم الومذ والذ كان م أوائل م أ خل م طلح (ا قاصد) للوسف العلمذ يف ٍ‬
‫مجلة م كتبه‬
‫ككتاب (ال الة ومقاصدها) و(احلج وأسراراف) و(علل الشريعة) أو (علل العبو ية)‪ ,‬كذلأل أبو من ور‬
‫ا اتريد يف كتابه (مأخذ الشرائع)‪ ,‬وأبو بكر القلا الشاشذ صايع كتاب (داس الشريعة)‪ ,‬والعامر‬
‫يف (اإلعالم ذناقع اإلسالم)‪ ,‬والرا ع ارصلهاين يف كتابه الشهذ (الذريعة ىل مكارم الشريعة)‪ ,‬ودمد‬
‫ب عبدالرمح البخار وله (داس اإلسالم)‪ ,‬وكذا وارهبر ‪ ,‬والباقالين و ذهم مم ألل يف ارصو ‪.‬‬
‫ولك القو أبن مام احلرمني اللقيه الشافعذ الكبذ اجلويج يعد مل الل مرخييال مهمال يف مسذة علم‬
‫ا قاصد خ وصال وعلم ارصو عمومال فلللهان أثر ضخم علل ا شهد ارصويل العام‪ ,‬وله راي ةٌ يف خا‬
‫ا لاهيم ا قاصدية احملورية يف اجملا ارصويل كقسمته اخلماسية ا يعلل وما ال يعلل م أيكام‬ ‫بع‬
‫الشرع‪ ,‬فكان يف ضم أقسامه‪ :‬ما يتعلق ابلضرورايت‪ ,‬واحلاتيات‪ ,‬والتللذ اب كرمات‪ ,‬وما هو ون‬

‫ا وافقات ‪.12/1‬‬ ‫‪363‬‬

‫‪220‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫القواعد ا قاصدية‪ ,‬ويديث‬ ‫نلأل‪ ,‬وما ال يظهر له تعليل واضح أو مق د دد ‪ .‬ضافةل ىل تقرير بع‬
‫ع مق د بع اجملاالت الشرعية كالعبا ات والق اص واحلدو ‪ ,‬والتكبذ‪ ,‬والبيع واإلتارة و ذها‪.‬‬
‫تال أبو يامد الغفايل والذ يشكل امتدا ال يقيقيال لشيخه اجلويج فنقح ولور مستكمالل ا شوار يف تقعيد‬
‫وارير مسائل ا قاصد عل (شلال الغليل) و(مسالأل التعليل) بشكل أوضح وأوسع يف كتابه ارصويل‬
‫ا اتع (ا ست لل) والذ تالت تقريراته أكار وضويال و يكامال م شيخه فجعل (ا للة احملافظة علل‬
‫مق و الشرع)‪ ,‬ورتع ا احل ىل رتع (الضرورايت‪ ,‬واحلاتيات‪ ,‬والتلسينيات) وتعل لكل رتبة‬
‫مكمالت‪ ,‬كما قدم ألرويته احملررة يف مقاصد الشرع الضرورية وما عرف يف الدرر ارصويل ابلكليات‬
‫اخلمت (يله الدي ‪ ,‬والنلت‪ ,‬والعقل‪ ,‬والنلت‪ ,‬وا ا )‪ ,‬واليت تسربت بعد نلأل ىل عامة ارلرويات‬
‫التالية واليت تناولت نظرية ا قاصد يىت تال اب تيمية فنقد ي ر الضرورايت فيها‪ ,‬ومما أصله الغفايل‬
‫القواعد ا تعلقة اب قاصد‪ ,‬وادرت أيضال ع بع‬ ‫لرائق التعرف علل مقاصد الشارع‪ ,‬كما يرر بع‬
‫يكم التشريع‪ .‬وبعد الغفايل تسربت تقريراته ىل كافة ارعما ارصولية (كاحمل و ) للرام ‪ ,‬و(الروضة)‬
‫للموفق‪ ,‬و(اإليكام) لآلمد والذ ضم ا قاصد كالرام يف ابب الوتيح بني ارقيسة ا تعارضة‪ ,‬كما‬
‫يرر ا مد الكالم يف ترتيع الضرورايت اخلمت ووسع الكالم يف نلأل‪ .‬واستمرت هذف التقريرات ياضرة‬
‫يف الكتابة ارصولية‪ ,‬عند اب احلاتع والبيضاو واإلسنو والسبكذ‪ ,‬وكان للعف ب عبدالسالم فضل‬
‫نقل هذا ا بلث ىل مستول رخر وخطا به خطوة كبذة عل (قواعدف ال غرل) وهذ (اللوائد يف اخت ار‬
‫ا قاصد) بكتابه اروسع وارشهر (قواعد اريكام م م احل ارانم) والذ تال فيه كالم صريح يف‬
‫فضل‬
‫التنظذ ا قاصد عل تلاصيل يف أبواب ا احل ا لاسد وأيكامهما‪ ,‬وفلسلة التشريع‪ .‬وكان للعف ٌ‬
‫كبذٌ علل تلميذف النجيع القرايف والذ أيس يف ضبف وارير وتنظيم القواعد والنظرايت ا تعلقة بتبويبات‬
‫ا للة وا لسدة عل كتبه ا بتكرة خ وصال كتابه اجلليل (اللرو ) و(شرح تنقيح الل و ) و(النلائت)‪,‬‬
‫كان البلر أبو العبار اب تيمية الذ وسع الكالم تدال يف فلسلة التشريع‪ ,‬والبيان ا ق د ريكام‬
‫التكليل‪ ,‬والتأكيد علل الرا أيكام الشريعة وموافقتها للقيار‪ ,‬ضافة ىل تلاصيل منوعة يف مسائل‬
‫ا احل وا لاسد‪ ,‬ولك عاب لريه تلرقه يف تنبات فتاويه وكتبه ورسائله وقد مجع كالمه يف نظرية‬
‫انتقلت‬ ‫ا قاصد يف ألرويية علمية وا سعة بعنوان (مقاصد الشريعة عند اب تيمية) ليوسل البدو ‪,‬‬
‫ىل ماشطة كتبه اب قيم اجلومية رمحه هللا والذ يرر و قق يف كاذ‬ ‫التقريرات التيمية يف اجملا ا قاصد‬
‫م مباياه يف ٍ‬
‫مجلة م كتاابته خ وصال ( عالم ا وقعني) و(شلال العليل يف مسائل القضال والقدر واحلكمة‬
‫والتعليل) و(وملتاح ار السعا ة) و ذها‪ ,‬وقد مجع كالمه ا قاصد يف رسالة عملية بعنوان (مقاصد‬

‫‪221‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الشريعة عند اب قيم اجلومية)‪ ,‬وابب تيمية واب القيم نكون قد خلنا يف السيا الفمج لحمام الشاليب‪,364‬‬
‫وهبذا نعلم أن الشاليب و ن وسع الكالم يف تقرير وارير وبيان نظرية ا قاصد ويل مشكالته وبسف مسائله‬
‫ومباياه لك مبا ئه اروىل وتطوراته التالية كانت ياضرة يف الكتابة ارصولية ا تقدمة عليه‪ ,‬ومنها انتلع‬
‫رمحه هللا وعليها أست بنيان (ا وافقات)‪ ,‬وهو ما صرح به رمحه هللا يف كلمته ا اضية‪.‬‬

‫ومما ي كد نا ا سار ا ت اعد يف تطوير نظرية ا قاصد أن ألروية الشاليب تالت متفامنةل مع‬
‫ألرويات ديدية متقدمة يف نات اجملا يف ا شر اإلسالمذ علل يد أماا اب تيمية واب القيم و ذهم‪,‬‬
‫ذا ي كد أن اجلو العلمذ العام كان يدفع اب اف االهتمام اب قاصدية وبلورة وارير كاذ م ملاهيمه وقضاايف‪.‬‬
‫بل ن شيئال م تلأل ا ضامني ا شرقية ا عاصرة لفمانه رمحه هللا قد وتدت لريقها ليه‪ ,‬وقد تكلم بع‬
‫الباياني يف مدل الالع الشاليب واستلا ته م ترارت اب تيمية واب القيم‪ ,‬ومم توسع يف حبث هذف‬
‫القضية وأور مجلةل م القرائ وار لة الدالة علل وقوع هذف االستلا ة ‪ .‬يوسل البدو يف رسالته القيمة‬
‫(مقاصد الشريعة عند اب تيمية) ‪ ,508‬وبكل يا فامة يلقة وصل فم أهنا متلققة هنا تتمال يف أيب‬
‫عبدهللا دمد ا قر شيخ الشاليب وتلميذ اب القيم‪ 365‬فال يبعد لالقال أن شيئال م نتا الشيخني قد‬
‫وصل للشاليب ع لريق شيخه‪ ,‬وارتع ن شئت للكتاب السابق لينكشل لأل بع أمارات نلأل‪.‬‬

‫ويىت ال يبقل يف نلسأل شأل م هذا‪ ,‬وتستيق م بطالن هذف القطيعة ا عرفية ا دعاة بني‬
‫الشاليب والسيا اللقهذ ارصويل‪ ,‬فيمكنأل مطالعة (ا وافقات) ناته لتجدف مليئال يافالل أبقوا أئمة‬
‫اإلسالم واليت ميت يف سيا احللاوة والتقدير والتبجيل‪ ,‬واليت تكشل ع صد قو الشاليب نلسه‪:‬‬

‫( ‪:‬إنه حبمد هللا أمر عرو ه اآلايت األتباو‪ ،‬ند مااعدن ال لخل األتواو‪ ،‬وسو ماامله الالما األوباو‪،‬‬
‫نود أوكانه أنظاو ال ظاو)‪.‬‬

‫فليت رة مسيت لنظرية أصولية تديدة منقطعة ع الوارت اإلسالمذ كما او أن يوغه بع‬
‫ا بالغني‪ ,‬بل يلقة علمية مميفة ال شأل يف سلسلة علمية لويلة مباركة م التأسيت والتأصيل هلذا العلم‬

‫‪ 364‬انتلعت يف هذف اإل اية ا خت ةةرة لتأريخ احلركة ا قاصةةدية يف البلث ارصةةويل م كتاب ‪ .‬أمحد الريسةةوين (نظرية ا قاصةةد عند اإلمام‬
‫الشاليب) ‪ , 39‬و(مقاصد الشريعة اإلسالمية) وعالقتها ابر لة الشرعية للدكتور دمد سعد اليويب ‪.41‬‬
‫‪ 365‬قا ا قر ‪ ( :‬أخذت علل الشام فلقيت بدمشق ت الدي ب قيم اجلومية صايع اللقيه اب تيمية) نلح الطيع ‪ ,254/5‬وقا ‪:‬‬
‫(شة ةةهدت ت الدي ب قيم اجلومية قيم احلنابلة بدمشة ةةق وقد سة ةةأله رتل ع قوله عليه ال ة ةةالة و السة ةةالم م مات له ثالثة م الولد‬
‫كةانوا لةه يجةااب م النةار كيل ن أتل بعةد نلةأل بكبذة فقةا موت الولةد يجةاب والكبذة خر لةذلةأل احلجةاب و منةا يكون احلجةاب‬
‫يجااب ما مل خير فإنا خر فقد ما ع أن يكون يجااب أال ترل ىل قوله عليه ال ةةالة و السةةالم ال ةةوم تنة ما مل خيرقها قا وهذا‬
‫الرتل أكل أصلاب تقذ الدي اب تيمية) نلح الطيع ‪.281/5‬‬

‫‪222‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يتك أصالة علل خطاب الويذ‪ ,‬وتقريرات السلل‪ ,‬وتقعيدات ارئمة‪ .‬و نا قرأت يف مشروع الشاليب‬
‫فستجد الغفايل ياضرال وبشكل كبذ‪ ,‬وكذا الرام ‪ ,‬واجلويج‪ ,366‬والعف‪ ,‬والقرايف و ذهم‪ ,‬ت ر ال وبغذف‪ ,‬بل‬
‫ارعجع ‪-‬وهذف ل ترضذ م يريد فر القطيعة بني الشاليب والشافعذ‪ -‬أن الشافعذ ورسالته ياضرة‬
‫أيضال يف ا وافقات‪ ,‬وسيأيت يف هناية هذا ا بلث ما يكشل صرايةل ع لبيعة العالقة اجلامعة بني ترارت‬
‫الشافعذ والشاليب‪ ,‬لك أعجل ابلكشل ع اعو ٍ‬
‫اف مه ٍم للشاليب يف يق اإلمام الشافعذ ابلراي ة‬
‫واالتتها يف علم أصو اللقه‪ ,‬فقا ‪:‬‬

‫(‪:‬إ كا جمتهداه ‪:‬وها كما كا مالك يف لو احلديث‪ ،‬الشا‪:‬او يف لو األ لل؛ ‪:‬مل إنكال)‪.367‬‬

‫وما كان الشاليب رمحه هللا ابلذ يستنكل م االعواف بلضل ارسالف عليه‪ ,‬بل كان يتلرل‬
‫و ث علل ار كتاابت ا تقدمني م أهل العلم‪ ,‬ويرل فيها م اللائدة والرسوخ ما يربو علل كتع‬
‫ا تأخري ‪ ,‬فيقو رمحه هللا انصلال للبة العلم‪:‬‬

‫( أ يتضر كتب املتقدمني من أهح الالو املراد؛ ‪:‬إهنو أعاد به من دريهو من املت ترين‪ ،‬أ ح ذلك‬
‫)‪.368‬‬ ‫التةرب ا‬

‫ويقو ‪:‬‬

‫( ‪:‬املت تر ال يبلغ من الرسلخ يف لو ما يبلغه املتقد ‪ ،‬و بك من ذلك أهح كح لو ملو أ‬


‫نظرإ؛ ‪ :‬مال املتقدمني ‪-‬يف إ ملح دنواهو دي هو‪ -‬لى تملف أ مال املت ترين‪ ،‬للمهو يف‬
‫التضقوق أعاد‪: ،‬تضقق الصضاب بالل الشريا لو كتضقق التاباني‪ ،‬التابال لو لا كتاباوهو‪،‬‬
‫هكذا إت اآل ‪ ،‬من طالع سريهو‪ ،‬أعلاهلو‪ ،‬وكااي و؛ أبصر الاةب يف هذا املات)‪.369‬‬

‫ويقو ‪:‬‬

‫‪ 366‬يقو عبداجمليد ال غذ يف وايد م نقداته للجابر ‪( :‬ولعل اإلن اف يقتضذ منا مراتعة نلأل احلكم القطعذ ا كد أن العناصر اليت‬
‫ت ست تلكذ الشاليب ومنهجيته "مل يك هلا يضور مسيسذ‪ ,‬بل وال أ نوع م احلضور (قبله)‪ ,‬هذف العناصر هذ‪ :‬ملهوم ا قاصد‪,‬‬
‫وملهوم الكلذ‪ ,‬والطريق الوكيبية‪ "..‬االستقرائية‪ .‬اجلابر (دمد عابد)‪ ,‬بنية العقل العريب‪ ,‬ص‪ ,561‬وقد برهنا مرارال‪ ,‬وذا فيه الكلاية‪,‬‬
‫أن تلأل العناصر ا نهجية بعينها ياضرة عند اجلويج وبشها ة الشاليب)‪ .‬ا عرفة والسلطة يف التجربة اإلسالمية ‪.458‬‬

‫‪ 367‬ا وافقات ‪.44/5‬‬


‫‪ 368‬ا وافقات ‪.148/1‬‬
‫‪ 369‬ا وافقات ‪.148/1‬‬

‫‪223‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫(‪:‬لذلك اوت كتب املتقدمني كملمهو سريهو؛ أنفع ملن أواد األتذ ابالوتوا يف الالو‪ ،‬لى أإ‬
‫اللَزو األمحى‪ ،‬ابهلل اات التل‪:‬وق)‪.370‬‬
‫نل كا ‪ ،‬تصل ا لو الشريا ‪ ،‬الذإ هل الار ة اللعقى‪َ ،‬‬
‫وا ق و أن موار اإلمام الشاليب يف كتابه ا وافقات كانت منوعة وممتدة بعمق ممانيال‪ ,‬وهذ تد علل‬
‫حنو قالع علل يجم االستلا ة اليت ي لها الشاليب منها يف مسيت نظريته واريرها علل حنو ما صنع‬
‫يف ا وافقات‪ .371‬وهذ تد أيضال علل بطالن عول القطيعة ا عرفية ا دعاة هنا‪ ,‬وأن (احلديث يف يالة‬
‫الشاليب ع قطيعة ابستمولوتية هو يديث خرافة‪ ,‬أو هو ضرب م أ ب اخليا العلمذ)‪ .372‬وليت‬
‫فيما نكر تنق ال م مشروع الشاليب أو تقليالل م شأنه‪( ,‬فإن أغية مشروع الشاليب تبدو واضلة م‬
‫انل ا له ع مشروع "البيان")‪.373‬‬ ‫ذ افوا‬

‫ما قد مجوااه‬ ‫تمل‬

‫‪ -‬أن الشاليب علل خالف ما يعتقد اخلطاب احلداثذ لال يال لة شديدة احملافظة فقهيال‪.‬‬

‫‪ -‬وأن نظريته ال ت ست قاعدة نظرية هلدر اجلفئيات‪.‬‬

‫‪ -‬وأن نظريته ال متال خطاابل نيوايل صرفال‪ ,‬فللم احل ارخروية يضور أصيل يف بنال النظرية‪.‬‬

‫‪ -‬وأن نظريته امتدا يف واقع ارمر لتنظذ فقهذ‪/‬أصويل ممتد قبله وسيمتد بعدف‪.‬‬

‫وهذف القضااي ا لهنة ال ترضذ مطلقال نا ا فا احلداثذ الذ أرا م الشاليب أن يكون معلال لالنعتا‬
‫م ال رامة ارصولية واالنضباط اللقهذ‪.‬‬

‫وأختم هنا بد ارسلني ارخذ بني يقيقة الشاليب وت ورات اخلطاب احلداثذ ابلتنبيه ىل أن الشاليب‬
‫أيضال وعلل خالف ا فا احلداثذ لال أمنونتال صارمال يف‪:‬‬

‫‪ 370‬ا وافقات ‪.153/1‬‬


‫‪ 371‬لك الرتوع ىل مقدمة احملقق لكتاب ا وافقات ص‪ ,19‬للوقوف علل مجلة م ا وار العامة للكتاب‪.‬‬
‫‪ 372‬ويدة العقل العريب اإلسالمذ ‪.408‬‬
‫‪ 373‬ا عرفة والسلطة يف التجربة اإلسالمية ‪.437‬‬

‫‪224‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ -‬اجملا اللغو ‪.‬‬

‫‪ -‬واجملا العقلذ‪.‬‬

‫فأيد ا اخذات الكلل اليت أخذها أولئأل علل اإلمام الشافعذ ألرويته البيانية اللغوية واليت‬
‫ت كد علل أغية اللغة كأ اة أصيلة م أ وات االتتها اللقهذ‪ ,‬فهل عند الشاليب يخاللةٌ هنا‪ ,‬أم هو‬
‫ا خر منلام للغة وأغيتها يف عملية االتتها‬

‫يقو الشاليب رمحه هللا مبينال عربية الشريعة‪:‬‬

‫(إ هذن الشريا املباوك ربو ‪ ،‬ال مدتح ‪:‬وها لألل ن الاةمو )‪.374‬‬

‫ومسيسال عليه يقرر ضرورة تقان العربية للهم القررن‪ ,‬فيقو ‪:‬‬

‫‪:‬من أواد‬ ‫(القرآ نزل بل ا الارب لى اجلمل ‪ : ،‬لب ‪:‬همه إمنا يكل من هذا ال ريق تا‬
‫فهمه‪: ،‬من ه ل ا الارب يفهو‪ ،‬ال سبوح إت لب ‪:‬همه من دري هذن اجله )‪.375‬‬

‫ومما ي كد علل عناية الشاليب ابلعربية وضرورة االنضباط يف فهم الويذ هبا‪ ,‬ما له م ا نلات‬
‫ا لر ة يف شأن علوم العربية‪ ,‬ومنها‪:‬‬

‫اللا‪:‬و )‬ ‫‪( -‬املقا د الشا‪:‬و يف نرح ا مل‬


‫‪ ( -‬لا اال فاق يف لو االنتقاق)‬
‫‪( -‬أ لل ال ضل)‬

‫أما ملعخل الشاطحي من االستدالل الاقلو‬

‫فقد قرر صراي لة أن العقل ليت بشارع‪ ,‬فقا ‪:‬‬

‫‪ 374‬ا وافقات ‪.101/2‬‬


‫‪ 375‬ا وافقات ‪.102/2‬‬

‫‪225‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫(األدل الاقلو إذا استاملم يف هذا الالو؛ ‪:‬إمنا تامح مركب لى األدل ال ماو ‪ ،‬أ ُم ِّاو يف‬
‫طريقها‪ ،‬أ حمقق مل اطها‪ ،‬أ ما أنبه ذلك‪ ،‬ال م تقل ابلدالل ؛ أل ال ظر ‪:‬وها نظر يف أمر نر و‪،‬‬
‫بشاو )‪.376‬‬ ‫الاقح لو‬

‫وقا م كدال علل تبعية العقل ر لة النقل‪:‬‬

‫(إذا ااعد ال قح الاقح لى امل ائح الشر و ؛ ‪:‬الى نر أ يتقد ال قح ‪:‬وكل متبل ا‪ ،‬يت تر‬
‫الاقح ‪:‬وكل اتباا‪: ،‬مل ي رح الاقح يف جمال ال ظر إال بقدو ما ي روه ال قح)‪.377‬‬

‫وقا ‪:‬‬

‫( الاقح إمنا ي ظر من وا الشر )‪.378‬‬

‫وقا يف يرمة تقدم العقل بني يد الشرع‪:‬‬

‫(ال ي بغى للاقح أ يتقد بني يد الشر ‪:‬إنه من التقد بني يد هللا وسلله بح يكل ملبواه من‬
‫وا وا )‪.379‬‬

‫وبني أن العقل مىت مل يك اتبعال للشرع كان واقعال يف اهلول‪ ,‬فقا ‪:‬‬

‫الشهلة)‪.380‬‬ ‫(الاقح اذا مل يكن متباا للشر مل يبقى له إال اهلل‬

‫وأكد علل ددو ية القدرة العقلية‪ ,‬فقا ‪:‬‬

‫(هللا اح للاقلل يف إدواكها ودا تهى إلوه ال تادان مل جياح هلا سبومل إت ا دواك يف كح‬
‫م للب)‪.381‬‬

‫‪ 376‬ا وافقات ‪.27/1‬‬


‫‪ 377‬ا وافقات ‪ ,125/1‬وسة ة ةةيأيت يف مبلث ات ٍ تلاصة ة ةةيل مهمة تدال يف ضة ة ةةبف عالقة الويذ ابلعقل‪ ,‬تنلل هبا – ن شة ة ةةال هللا‪ -‬شة ة ةةكا‬
‫اإللالقات اجململة الواقعة هنا‪.‬‬
‫‪ 378‬ا وافقات ‪.30/1‬‬
‫‪ 379‬االعت ام ‪.331/2‬‬
‫‪ 380‬االعت ام ‪.51/1‬‬
‫‪ 381‬االعت ام ‪.318/2‬‬

‫‪226‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫بل وقع الشاليب يف شذل م التلجيم الفائد لأل اة العقلية‪ ,‬فالشاليب رمحه هللا ‪-‬مع مامته‬
‫وتاللته‪ -‬اتبع ارشاعرة متأثرال بقوهلم يف مسألة التلسني والتقبيح‪ ,‬وضيىلق جما العمل العقلذ ع دل هو‬
‫تدير يف العمل يف بع توانبه‪ ,‬فأللق القو مرارال أبن العقل ال س وال يقبح‪ ,‬فم نلأل قوله‪:‬‬

‫إمنا يقلل به‬ ‫( التض ني التقبوح تص ابلشر ال مدتح للاقح ‪:‬وه هل مذهب مجا أهح ال‬
‫املبتد أ ين التض ني التقبوح ابلاقح)‪.382‬‬

‫وقا أيضال‪:‬‬

‫(ال و ن إال ما و ه الشر ال عبوح إال ما عبضه الشر ‪:‬الاقح ال حي ن ال يقبح‪ ،‬إمنا يقلل‬
‫بتض ني الاقح قبوضه أهح الاملل)‪.383‬‬

‫وليت الق د إبيرا ما هو متعقع فيه م تضييق جملا العمل العقلذ ت يد عاراته رمحه هللا‬
‫التنقث م مقامه‪ ,‬ياشا‪ ,‬و منا لبيان يقيقة قو اإلمام كما هو‪ ,‬بعيدال ع مظاهر التفييل احلداثذ‪,‬‬
‫وتوضيح أن مظاهر االيتلال اليت لارسها يو ترارت الشاليب ذ ملرة له لالقال‪ ,‬وأن رة قطيعة‬
‫معرفية‪ /‬بستمولوتية يقيقي لة واقعةل بني نتاته ونتاتهم‪ ,‬وأن الشاليب منا وفينا وهو بعي ٌد كليةل ع ه الل‪.‬‬

‫(هذف تولة خاللة يف ا قارنة بني ال ورة اليت يتم تروجيها يو الشاليب‪ ,‬والشاليب اللعلذ كما هو‪ ,‬وكل‬
‫م مسع كالم ه الل ع ا قاصد والشاليب‪ ,‬قرأ كتابه‪ ,‬فإنه سيكتشل يتمال أن هنا شالبيني وليت‬
‫شالبيال وايدال‪ ,‬هنا الشاليب احلقيقذ الذ كتع ا وافقات‪ ,‬وهنا الشاليب ا فيل الذ متت بلجته‬
‫يف ا عامل اللرانكلونية وتس ويقه كنسخة مقرصنة للمستهلأل الكسو الذ ال يللث مدل موثوقية ما‬
‫يسمع‪.‬‬

‫حلملة تغريع مكالة‪ ,‬و لت هذف احلملة –لألسل‪ -‬رننا أمام تيل‬ ‫هذا يعج أن الشاليب تعر‬
‫يستهلأل الشائعات اللكرية ع الوارت اإلسالمذ ون أ يت علمذ يف متلي ها‪ ,‬وهذا يعج أيضال أن‬

‫‪ 382‬االعت ام ‪.184/1‬‬
‫‪ 383‬فتاول اإلمام الشةةاليب ‪ . 234‬وسةةبق التعليق علل هذف ا سةةألة يف أثنال كالم لحمام الشةةاليب‪ ,‬وخالصةةة ما هنالأل أن العقل قد س ة‬
‫ويقبح يف جماالت‪ ,‬وقد يعجف عنه يف مقامات‪ ,‬مع ماليظة أن التكليل الذ يكون اإلنس ةةان فيه دل ا اخذة ش ةةرعال ال يكون ال بعد‬
‫ورو خطاب الش ة ة ةةارع ال جملر التلس ة ة ةةني والتقبيح العقلذ‪ ,‬وقد اب تيمية واب القيم الكالم يف هذف ا س ة ةةألة بياانل للمذهع احلق فيه ور ال‬
‫علل مذهع ا عتفلة ا غالني ابلقدرة العقلية هنا‪ ,‬وعلل ارشعرية اجلافني‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫(علم مقاصد الشريعة) و (ا وافقات) و (الشاليب) حباتة حلملة مضا ة الستنقانها م عمليات التفييل‬
‫ا نظم‪ ,‬واحليلولة ون استغالهلا يف تلير ملاهيم اإلابيية اللقهية)‪.384‬‬

‫وتلخي ال ا تقدم‪ ,‬وسلي ال لوارت الشاليب م هذا العبث اللقهذ‪/‬ارصويل ينبغذ ماليظة اللوار اجلوهرية‬
‫بني لبيعة اخلطاب الذ قدمه الشاليب ولبيعة اخلطاابت احلداثية‪/‬العلمانية‪:‬‬

‫الفاوق األ ل ‪ :‬أن الشاليب مل يكتل فقف ابلدعوة ىل ارخذ اب احل و عما ا قاصد واالهتمام‬
‫ابلكليات‪ ,‬بل تعل لذلأل كله ضوابف منهجية صارمة‪ ,‬يف لريقة استخرا هذف ا قاصد وكيلية التلاعل‬
‫اللقهذ معها وعالقتها افئيات الشريعة ومنهج التوفيق بني الكليات واجلفئيات وهكذا‪ ,385‬أما اخلطاابت‬
‫احلداثية فاقت رت علل ارخذ ابلعنوان ون اقيق ا ضامني يف انتقائية سطلية سانتة لنظرية أتهد‬
‫اإلمام الشاليب نلسه يف تقريرها والتأسيت هلا‪.‬‬

‫الفاوق ال ا ‪ :‬أننا نا فككنا ملر ة ا قاصد يف ضول فكر الشاليب فسنجد أنه رمحه هللا قد نث علل مجلة‬
‫م ا قاصد واليت ال تتوافق لالقال مع تلاصيل ا شروع احلداثذ‪/‬العلماين‪ ,‬فماالل مسيسه لق د الشارع يف‬
‫وضع الشريعة لحفهام يتعار مع الت ورات ا ت لة بنسبية احلقيقة ونظرايت النث ا لتوح وتعد القرالة‪,‬‬
‫وكذا تن ي ه علل ق د الشارع علل وضع الشريعة للتكليل ذقتضاها‪ ,‬وق د الشارع ىل خو ا كلل‬
‫ات أيكامها يتعار مع مطامع اخلطاب العلماين يف هدر اريكام الشرعية ورفع الوصاية الشرعية ع‬
‫ش ون احلياة‪ ,‬ومكيدف علل تقدم ضرور يله الدي علل بقية الضرورايت والتنبيه علل ما يندر ات‬
‫هذا التأسيت كشرعية تها الطلع ويد الر ة يتعار مع معطيات ق ر الدي يف اللضال اخلاص وعدم‬
‫عماله يف اللضال العام‪ ,‬وهكذا‪.‬‬

‫الفاوق ال الث‪ :‬أن الشاليب كما رأينا يطالع ابعتبار اجلفئيات والكليات مجيعال فهذ عوة منه ىل مفيد‬
‫م االنضباط االستداليل ال متييعه‪ ,‬فتكاليل االستدال ابستلضار اجلفئذ والكلذ أكار م تكاليل‬

‫‪( 384‬ايتجاتات ا ناوئني للخطاب الشرعذ) للشيخ براهيم السكران‪ ,‬وهذ ورقة علمية ماتعة منشورة علل شبكة اإلنونت‪.‬‬
‫‪ 385‬ومم أيس ة ة ة ة ة ة ة يف تلخيث بع هذف الضة ة ة ة ة ة ةوابف واليت او ون العبث العلماين‪ ,‬الدكتور أمحد الطعان يف كتابه (العلمانيون والقررن‬
‫الكرمي) ص‪ ,402‬وأن ح ابل رتوع هلذا الكتاب فقد قدم معاجلات مهمة لكاذ م اإلشكاالت اليت اتل بنظرية ا قاصد عند الشاليب‬
‫والت ورات احلداثية يياهلا‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مراعاة أيدغا ون ا خر‪ ,‬وهو ما ال يتوافق مع اخلطاب احلداثذ الذ ي ست لنظرة فقهية متييعية سطلية‬
‫تدعذ مراعاة الكليات ون التلات للجفئيات‪.‬‬

‫الفاوق الرابع‪ :‬أن ا تب ر ابلواقع العملذ‪/‬العلمذ لحمام الشاليب يدر يجم اللر بني تقرير أصويل فقهذ‬
‫يفيد يف االستمسا أبصو الشريعة يف التعبدات وا عامالت علل ا ستول الشخ ذ واالتتماعذ‬
‫واالقت ا والسياسذ ‪...‬اخل‪ ,‬وبني خطاابت واقعها العملذ‪/‬العلمذ بعي ٌد كليال ع االستمسا احلق‬
‫هبد الويذ‪ ,‬بل تسعل ىل ي ر الدي يف جما التعبد الذايت فقف وتعله خيارال شخ يال دضال‪ ,‬وقرالة‬
‫ات التوظيل‪.‬‬‫سريعة لسذة اإلمام الشاليب وأثر التدي يف يياته ينبيأل ع اللر بني شرف ارصل وسول ِ‬
‫َ َ‬

‫‪229‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫املزلق الرابع‪ :‬مشكلة تغيرالفتوى واألحكام‬

‫بوا املزلق‬
‫لبة ال‬ ‫ٍ‬
‫تامدة ص ٍ‬ ‫أن م عظمة الشريعة استجابتها تغذات الواقع وتقلباته‪ ,‬وليست الشريعة جمر ن ٍ‬
‫وص‬
‫تقبل الفيفية أو التطوير‪ ,‬بل هذ تتطور مع تتطور الواقع للتلاعل معه‪ ,‬وقد أقر اللقهال هبذا وأصلوف يف‬
‫قاعد م الشهذة‪( :‬الفتل تغري بتغري الزما املكا )‪ ,‬بل ومارسوف عمليال‪ ,‬ويف فقه الشافعذ القدمي‬
‫واجلديد علةٌ‪ ,‬فالتسليم للنث ال يكون ال ذراعاة معطيات الواقع ومتغذاته ال ابجلمو علل أللاظه ويروفه‪.‬‬

‫امل اعش‬
‫تعد هذف الشبهة وايدة م أهم ار وات ا ستعملة هلدر أيكام الشريعة التل يلية‪ ,‬وهذ تتخذ‪:‬‬

‫‪ -‬صورال الي لة تدعذ قطيع لة ممانيةل ومكانيةل مع النث ات عول (اترخيية النث والتشريع) اب عال أن‬
‫ٍ‬
‫خاصة فال ي ح عفله ع سياقه الفمج‪/‬ا كاين‬ ‫النث الديج منا نف يف ظل أوضاع وظروف ممانية‪/‬مكانية‬
‫واستجالبه للتطبيق يف يياتنا اليوم‪ ,‬بل الواتع التلاعل مع هذا الواقع ا ستجد بعيدال ع ضغف النث‪.‬‬

‫‪ -‬أو صورال أخل ال تظهر ا ا مة بدأ تطبيق الشريعة يف هذا الفمان و منا تتك علل قاعدة (تغذ‬
‫اريكام بتغذ الفمان وا كان) هلدر بع م اريكام الشرعية مما يرونه وتوب تركه العتبارات يروهنا‪.‬‬

‫يقو دمد نور فريات ماالل داوالل التشكيأل يف خاصية الابات يف الشريعة وصالييتها لكل ممان ومكان‬
‫متوسالل بلكرة (تغذ اريكام بتغذ الفمان وا كان)‪:‬‬

‫(أود املر كزات الرئو و للت عري يف األدلبو الصامت (اجلماهري) هل عرب املر كزات األساسو اليت‬
‫أهو هذن املر كزات علهلو أ ه اك نصل اه اثبت ه‪ ،‬احل للت بوق‬ ‫لق م ها هذن االجتاهات الدي و‬
‫‪:‬إذا أ لقو ا الال لى هذن ال صلص‪ ،‬بو ا أهنا متغرية غري ابتتملف الزما‬ ‫مكا‬ ‫يف كح زما‬
‫املكا ‪ ،‬س كل عد ت لان ت لة كبرية)‪.386‬‬

‫تفييل الوعذ للهمذ هويد ‪.25‬‬ ‫‪386‬‬

‫‪230‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ويقو ف ا مكراي أيضال‪:‬‬

‫(من أهو ا ر احلح‪ ،‬إزال وا ز ا لف‪ ،‬الذإ ال جيال ا نفصح بلعلح ن ملاعف ا بكاملها جتان‬
‫جيب أ نكتب‬ ‫هذا التواو املت رف إ باا ا خيشى استخدا كلم لمانو ‪ ،‬هو لو م وف‬
‫ه اك‬ ‫أإ أ نقلل أنه لو‬ ‫ملوو الشريا ا سملمو لكح زما مكا‬ ‫بلعلح م مله يف م ل‬
‫‪387‬‬
‫يف أملو البشر ما ي مى عا دة من هذا ال ل )‬

‫ويقدم دمد أركون ملهوم (التارخيية) كلل عضلة ثبات الشريعة و وهلا‪:‬‬

‫رح مشكل مل رح ملواه عل ِبذا الشكح من عبح الفكر ا سملمو‪ ،‬أال‬ ‫(أويد لقرا يت هذن أ‬
‫هو اتوخيو القرآ ‪ ،‬اتوخيو او باطه بلضظ زم و اتوخيو ماو ووث كا الاقح واور آلوته مله‬
‫حمددة)‪.388‬‬ ‫ب ريق ماو‬

‫ويكشل هاشم صاحل ‪-‬موتم أعما أركون‪ -‬ع ملوم التارخيية عند أركون بقوله‪:‬‬

‫(املقصلد ابلتاوخيو ه ا ( يف كح مكا ) األ ح التاوخيو للتصر‪:‬ات املا وات احللادث اليت قد‬
‫تاصو لى التاويخ ال ي ت وع قح امليمن التقلودإ أ ي تل ب‬ ‫ك هنا تةا ز كح زما مكا‬
‫ألهنا ُأل لوه أع او وه يشار حنلها‬ ‫امل مذ‬ ‫اتوخيو األوداث الت سو و الشخصوات الك‬
‫بردب التقدي ‪ ،‬ابلتايل ‪:‬مل ي ت وع أ يفهو أهنا مشر ط ابلتاويخ أ بلضظ حمددة من حلظات‬
‫التاويخ هذا هل مات املخوال أيااه)‪.389‬‬

‫ويقو ن ر أبو ميد كاشلال ع دورية ملهوم (التارخيية) يف التعالذ مع الويذ‪:‬‬

‫( من أهو اجللانب اليت يتو جتاهلها يف إنكالو ال ص الديين ‪ -‬لاله من أت رها لى ا طملق‪-‬‬
‫املقصلد ابلباد التاوخيو ه ا لو أسباب ال ز ل ‪ -‬او با‬ ‫الباد التاوخيو هلذن ال صلص لو‬
‫ال صلص ابللاعع ‪ -‬احلا ات امل اوة يف اجملتمع اللاعع ‪ -‬أ لو ال اسخ امل لخ ‪ -‬غوري األوكا‬
‫لتغري الظر ف اململب ات ‪ -‬أ دريها من لل القرآ ) إت أ يقلل (‪:‬إ الباد التاوخيو الذإ‬
‫نتارض له ه ا يتالق بتاوخيو املفاهوو اليت روها ال صلص من تملل م لعها‪ ،‬ذلك نتوة طبواو‬

‫‪ 387‬تفييل الوعذ للهمذ هويد ‪.25‬‬


‫‪ 388‬اللكر اإلسالمذ قرالة علمية ‪.212‬‬
‫‪ 389‬اللكر اإلسالمذ قرالة علمية ‪.20‬‬

‫‪231‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫لتاوخيو اللغ اليت وغم ِبا ال صلص ال تملف يف أ اتوخيو اللغ تامن ا تما وتها‪ ،‬األمر‬
‫الذإ ييكد أ للمفاهوو بادها اال تما و الذإ ييدإ إت إهداو دالالت ال صلص ذا ا ال ياين‬
‫ةزها ن‬ ‫ا حلاح لى اتوخيو ال صلص أدىن إناوة إت د عدو ا لى إ ادة إنتاج داللتها‪ ،‬أ‬
‫اتل يف جممتع آتر‪ ،‬قل لى ألوتني‬‫اطب صلو اتلو أ جمتماات أتر ‪: ،‬القرا ة اليت تو يف زم ٍن ٍ‬
‫لهرايه ابل ب هلا ‪ -‬هل ما يشري ادة إت الزما‬ ‫متكاملتني ا تفا الكشخل‪ ،‬ختفو ما لو‬
‫ا ر لهري‬ ‫مث‬ ‫املكا إناوة ال قبح الت يح ‪ -‬كشخل ن ما هل لهرإ ابلت يح‪ ،‬لو‬
‫اثبت يف ال صلص‪ ،‬بح لكح عرا ة ‪ -‬ابملات التاوخيو اال تما و ‪ -‬لهرها الذإ كشفه يف‬
‫ال ص)‪.390‬‬

‫ويف سبيل ترسيخ ملهوم اترخيية الويذ يتلدرت ليع تيفيج ع نسبية الداللة القررنية وارتبالها ذعطل‬
‫بشر ومماين وتغرايف خاص ذا يلغذ خاصية الشمو والعموم عنه‪ ,‬فيقو صرايةل‪:‬‬

‫إ كا ذا أ لل إهلو م لق "دري بشري "‪: ،‬إنه و ح ت اابه ن بواه مل هاه للبشر‪ ،‬أ‬ ‫(ال ص القرآ‬
‫بتابري أدق‪ ،‬لد"بشر" ي تمل إت ناب ماني‪ ،‬زمن اتوخيو ماني‪ ،‬وقح غرايف ماني)‪.391‬‬

‫بل يكشل ع هذا ا عىن بشكل أكار وضويال بربف ا عىن القررين احملكم ابلسمال‪ ,‬وا تشابه ابرر ‪ ,‬ذا‬
‫يلضذ ىل القو بقبو الويذ بدأ التغيذ والتطوير استجابة تغذات الواقع‪:‬‬

‫ا فو ‪ ،‬يبد اوداه الالدة إت‬ ‫(عمن هذا احلقح املفاو ابلتضلالت االوتماالت املفا آت املال‬
‫باوة "أ الكتاب" القرآنو يف إطاو احلديث ن "الللح ا فل " "ا كو من اآلايت العرآنو " أما‬
‫وح إنكالو ا كو املتشابه ‪:‬إذا كا "ا كو"‬
‫املقصلد بذلك ‪:‬هل بني املد اجلديد امل ر ح أما ّ‬
‫هل ما ال خياع لد"االوتمال" بتابري أيب البقا ‪ ،‬كا "اللاعع البشرإ املشخص" هل ما خياع هلذا‬
‫األتري (أإ االوتمال)‪: ،‬إ ودي اه ن ملع ما بني اللاعع ذاك ا كو دري اود إال بصوغ ال لب‬
‫ال فو أما احلديث اللاود بصوغ ا جياب االستةاب ‪:‬هل ن ملع بني "املتشابه" اللاعع املذكلو‬
‫ن "أ الكتاب" ابلرتادف مع "ا كو"‪ ،‬ملا ه‬ ‫هكذا‪ ،‬وكن أ نلا ه اآليتني‪ ،‬اللتني تضداث‬
‫اللاعع ‪" :‬وضل‬ ‫ذات دالل إجيابو لى اود الاملع املت ابق ‪ ،‬بقدو أ آبتر‪ ،‬بني ال ص القرآ‬
‫أ يغري ذلك من "أ الكتاب"‪ ،‬عد ياين أ "ال ابم القرآ " متم ح بد"أ‬ ‫هللا ما نا ي بم" د‬

‫‪ 390‬نقد اخلطاب الديج ‪.118‬‬


‫‪ 391‬النث القررين ‪.381‬‬

‫‪232‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الكتاب" أ "املتغري القرآ " يتماهى مع "املتشابه"‪ ،‬الذإ يتةه بد ون حنل "املتغري اللاعاو" يتضايث‬
‫دن أ الكتاب"‪" ،‬هل الذإ أنزل لوك الكتاب م ه آايت حمكمات‬ ‫ماه "وضل هللا ما يشا ي بم‬
‫هن أ الكتاب أتر متشاِبات"‬

‫ِبذا عمن ملو ذه و ذات سواق نصو عرآ ‪ ،‬وكن اللعلف هاه لل ه أما مزيد من اوتماالت‬
‫التضرك ال لق لل ص القرآ ( ماه احلدي و) ابجتان اللاعع‪ ،‬اعداه ماه ِّ ملت متةددة جتدد املا وات‬
‫من مث‪: ،‬إ ومله نكالو الاملع بني‬ ‫اللعائع اال تما و االعتصادي ال واسو ال قا‪:‬و إخل‬
‫ا كو املتشابه يفصح ن نف ه بصوغ ‪:‬ك او با بو هما ي تهو ابأل ل (ا كو) إت "ال ما ‪-‬‬
‫الللح ا فل ال ابم يف ال ابق الراهن الملوق"‪ ،‬ابل ا (املتشابه) إت "األوض‪ ،‬أوض البشر‬
‫باةرهو جبرهو")‪.392‬‬

‫وال ينسل ليع تفيج كغذف استجالب قاعدة (تغذ اللتول) يف هذا السيا فيقو ‪:‬‬

‫(ما أوراان أ ن تاود القا دة الفقهو اجلدلو التاوخيو الدعوق يف عب ها ملا حنن بصددن لك هو‬
‫غري األوكا بتغري الزما ناو تغري األوكا مع القاااي املشكملت املااملت ال ر ح املختلف‬
‫را ع‬ ‫بتغري ألزم ‪: ،‬ق غري الر ال ال ا األطفال الاملعات ا ن انو ما خيرتعها من قد‬
‫‪393‬‬
‫من ازدهاو ختلخل)‬

‫رضنا هنا بطبيعة احلا استقرال ما كتع يو ملهوم التارخيية أو النسبية كإلار‬ ‫وليت م‬
‫منهجذ للتعامل مع الويذ‪ ,‬فالق د جمر التمايل والتأكيد علل يضور هذف اإلشكالية يف الطرح‬
‫مناقشة اخللل ا نهجذ العميق هلذف اللكرة‪ ,‬وتلكيأل بُناف ا عرفية‪.‬‬ ‫احلداثذ‪/‬العلماين ا عاصر‪ ,‬وم‬

‫ووته اجلواب ع هاتني اإلشكاليتني (ا عارضة ال لبة ل اليية الشريعة‪ ,‬وا عارضة الناعمة) يف العناصر‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ 392‬النث الديج ‪.261‬‬


‫‪ 393‬اإلسالم والع ر ادايت ورفا ‪.107‬‬

‫‪233‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أ اله الشريا بني ال بات الشملل‬


‫م قوالع الشريعة تقرير هيمنتها وياكميتها علل الواقع وأن هذف اهليمنة تستغر جما الفمان وا كان ومتتد‬
‫ابمتدا الواقع‪ ,‬ن م مسات الشريعة (ال بلت الشملل)‪ ,394‬فهذ الشريعة اخلامتة اليت ختم هللا هبا‬
‫الرساالت‪ ,‬وتعلها للنار هداية يىت قيام الساعة‪ ,‬وتعل فيها م التشريعات واريكام ما يستغر‬
‫تلاصيل احلياة‪ ,‬يقو اإلمام اب القيم كاشلال ع لبيعة العموم والشمو لرسالة النيب صلل هللا عليه وسلم‪:‬‬

‫مل‬ ‫مل ابل ب إت املرسح إلوهو‪،‬‬ ‫(‪:‬لرسالته ملما حمفلظا ‪ ،‬ال يت رق إلوهما ختصوص‬
‫ابل ب إت كح ما حيتاج إلوه من باث إلوه يف أ لل الدين ‪:‬ر ه‪: ،‬رسالته كا‪:‬و نا‪:‬و ام ال سلج‬
‫إت سلاها‪ ،‬ال يتو ا وا به إال إبعبات مل وسالت يف هذا هذا‪: ،‬مل خيرج أود من املكلفني ن‬
‫وسالته‪ ،‬ال خيرج نل من انلا احلق الذإ ستاج إلوه األم يف للمها أ ماهلا ما ا به)‪.395‬‬

‫ويقو اب تيمية مقررال يالة الويذ اميع أيكام العبا ‪:‬‬

‫وع‬ ‫ِّ‬
‫مجوع ما أمر هللا به مج َ‬
‫صلص حمو ٌ جبموع أوكا الاباد‪: ،‬قد َّبني هللا اات بكتابه س وسلله َ‬ ‫ُ‬ ‫(ال‬
‫الدين‪ ،‬ووث عال (الول أكملم لكو‬ ‫أكمح َ‬‫َ‬ ‫ورَمه‪ِ ،‬بذا‬
‫مجوع ما َّ‬
‫َ‬ ‫مجوع ما أولَّه‬ ‫َ‬ ‫ما هنَى ه‪،‬‬
‫ار متفا ل يف‬ ‫صلص‪ ،‬ال ُ‬
‫ُ‬ ‫صر ‪َ:‬د ْه ُو ك ٍري من ال ار ن ‪َ:‬د ْه ِّو ما دلَّم لوه ال‬
‫دي كو) لكن عد يَد ْق ُ‬
‫األ‪:‬ها )‪.396‬‬

‫وم لطيل تقريرات اب تيمية يف ملهوم ولية الويذ ريكام العبا ‪ ,‬استدراكه علل عول بع‬
‫ذ‬ ‫ارصوليني أن الن وص ال تلذ أبيكام احلوا رت مما يستدعذ توسعال يف عما أ اة القيار‪ ,‬إبحلا‬
‫ا ن وص علل ا ن وص‪ ,‬فجال ليبني أن الويذ يكتسع هذا الطابع م الشمولية عل تعليق اريكام‬
‫ابرنواع فيندر فيها أفرا احلوا رت‪ ,‬يقو اب تيمية شاريال هذف اللكرة‪:‬‬

‫(عل من ُم بِّتَ ِّ القوار عاللا إ ال صلص ال ُسول اوكا احللادث‪ ،‬دمل م هو من عال ال ُبا ُ‬
‫ش ِّر‬
‫شاو احللادث‪ ،‬عال بااهو إ ال صلص مت اهو ‪ ،‬ولادث الاباد دري مت اهو ‪ ،‬إواط املت اهو‬ ‫ِّم ْا ِّ‬
‫بغري املت اهو ممت ع‬

‫‪ 394‬وللش ة ةةيخ الدكتور عابد الس ة ةةلياين رس ة ةةالة علمية هبذا االسة ةةم (الابات والشة ةةمو يف الش ة ةريعة اإلسة ةةالمية) وهذ مليدة يف معاجلة كاذ م‬
‫شكاليات هذا ا وضوع‪.‬‬
‫‪ 395‬عالم ا وقعني ‪.375 /4‬‬
‫‪ 396‬تامع ا سائل ‪.272/2‬‬

‫‪234‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اد اليت ال‬


‫هذا ت ‪ ،‬أل ما يت اهى ال َوت ُع أ ُْجي َا َح أنلا اه‪: ،‬وُ ْض َك َو لكح نل م ه حبكو‪ ،‬األ‪:‬ر ُ‬
‫ِّ‬
‫األ‪:‬اال بح األ راض كلها‬ ‫لد ذلك‪ ،‬مع أ أنلا َ‬ ‫دتح سم لك األنلا هذا إ عُدو ُ‬ ‫َت اهى‬
‫ُ‬
‫‪:‬اال الاباد املل لدة إت يل القوام مت اهو هذا كما ُْجي َا ُح‬
‫مت اهو ‪ ،‬لل عُدو أهنا ال ت اهى ‪ُ :‬‬
‫ال ا ال ‪ ،‬ما سل ذلك ورا ٌ‬ ‫الام ِّ ب ات ا ِّ‬
‫الاو َّ‬ ‫األعاوب نل ِّ‬
‫ات َ‬ ‫ني نل َاه مباواه‪ ،‬هن ب ُ‬ ‫ُ‬
‫ِّ‬
‫كذلك ُجي َاح ما يَ ُقض اللعل َ حمصلواه‪ ،‬ما سل ذلك ال يَ ُقض اللعل َ كذلك ما يُف د الصل َ‬
‫حمصلواه‪ ،‬ما سل ذلك ال يُف ِّ ُدن‪ ،‬أم ال ذلك‬

‫دو لى ذلك‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬


‫أهح املذاهب اللا هلو علا َد ياب ل ِبا ما َحي ُّح َْحي ُرُ‪: ،‬اهللُ وسللُه أع ُ‬‫ُ‬ ‫إذا كا‬
‫الكلو)‪: ،‬هل أييت ابلكلم اجلاما ‪ ،‬هو عا دة‬ ‫م جبلامع ِّ‬ ‫عد عال ال حي لى هللا لوه سلو (بُِّا ُ‬
‫ام ٌ عاو َ كلّو ٌ َجتمع أنلا َا أنخا َ ا‪ ،‬كقلله ملا ُسئِّح ن أنلا األنرب كالبِّتع املِّ ْزِّو‪ ،‬كا عد‬
‫كر ورا )‬ ‫لامع الكلو‪: ،‬قال (كح ُم ِّ‬
‫َ‬ ‫أُ يتَ‬
‫ٌ ِّم ْن َ َم ِّح‬ ‫اب َ ْاألَ ْزال ُ ِّو ْ‬
‫ص ُ‬
‫ِّ‬
‫الكتاب ال َم َمل ُ من هذا‪ ،‬كقلله اات (إِّ َّمنَا ا َْ ْم ُر َ ال َْم ْو ُر َ ْاألَنْ َ‬
‫َسوِّّئَ ٍ َسوِّّئَ ٌ‬ ‫ِّ َّ ِّ‬
‫اّللُ لَ ُك ْو َسل َ أ َْوَان ُك ْو)‪ ،‬علله اات ( َ َ َزا ُ‬ ‫ض َّ‬ ‫َّ ِّ‬
‫الش ْو َا ‪َ:‬ا ْ تَِّبُلنُ)‪ ،‬علله اات (عَ ْد ‪َ:‬د َر َ‬
‫ِّم ْدلُ َها)‪ ،‬إت دري ذلك من ال صلص)‪.397‬‬

‫وأايل ما كان فال منامعة وال شكا بني علمال ا سلمني قالبةل بوتوب خضاع احلياة اإلنسانية للشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ,‬وأن الشريعة تتسم بطابع الشمولية‪ ,‬ما علل حنو ما قررف اب تيمية و ذف ‪-‬وهو ال واب‪ ,-‬أو‬
‫بقيار ذ ا ن وص علل يكم ا ن وص‪ .‬وقرالةٌ يسذة للويذ كليلةٌ بتأصيل هذف القضية واإلشارة ىل‬
‫تنوع الدالالت يف تقرير هذف احلقيقة الشرعية البدهية الضرورية‪ ,‬فم تلأل الدالئل‪:‬‬

‫‪ ‬أ هللا وصر وق احلكو التشريع يف نف ه سبضانه‬


‫ني)‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫‪ِ ِ( -‬ن احلُك ُم َِّال َِّّللِ يَة ُق ُّ‬
‫ث احلَ َّق َوُه َو َخ ُذ ال َلاصل َ‬
‫‪ِ( -‬ن احلُك ُم ِالَّ َِّّللِ أ ََمَر أَالَّ تَةعبُ ُدوا ِالَّ ِ َّايفُ)‪.‬‬

‫ت َو َعلَي ِه فَةليَةتَة َوَّكل ال ُمتَة َوىلكِلُو َن)‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬


‫‪ِ( -‬ن احلُك ُم ِالَّ َّّلل َعلَيه تَة َوَّكل ُ‬

‫‪ 397‬تامع الرسائل ‪ .274/2‬وانظر عالم ا وقعني ‪.333/1‬‬

‫‪235‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اّلل َ ُكم َال مع ىلِقع ِحلك ِم ِه وُهو س ِريع احلِس ِ‬


‫اب)‪.‬‬ ‫(و َُّ ُ ُ َ َ ُ َ َ َ ُ َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ع)‪.‬‬ ‫اّلل رِيب علَي ِه تَةوَّكل ِ ِ ِ‬ ‫‪( -‬وما اختةلَلتم فِ ِيه ِم شذ ٍل فَلكمه ِ َىل َِّ ِ‬
‫ت َو لَيه أُني ُ‬
‫اّلل نَل ُكم َُّ َ ىل َ َ ُ‬ ‫ُ ُُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫يل َوال يُش ِرُ ِيف‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫اّلل أَعلَم ِذَا لَبِاُوا لَه َيع َّ ِ‬
‫الس َم َوات َوارَر ِ أَب ر به َوأَمسع َما َهلُم م ُونه م َو ٍىل‬ ‫ُ ُ‬ ‫‪( -‬قُل َُّ ُ‬
‫َيدال)‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ُيكمه أ َ‬
‫ُوىل َوا ِخَرِة َولَهُ احلُك ُم َوِلَي ِه تةُر َتعُو َن)‪.‬‬
‫اّللُ ال ِلَ َه ِالَّ ُه َو لَهُ احلَم ُد ِيف ار َ‬
‫(وُه َو َّ‬
‫‪َ -‬‬
‫اّللُ َوي َدفُ َك َلرُمت َوِن يُشَر بِِه تةُ ِمنُوا فَاحلُك ُم َِّّللِ ال َعلِ ِىلذ ال َكبِ ِذ)‪.‬‬
‫‪( -‬نَلِ ُكم ِأبَنَّهُ ِنَا ُ ِع َذ َّ‬

‫اّللِ تَةل َوُو َن)‪.‬‬


‫اّللُ أ َِن َن لَ ُكم أَم َعلَل َّ‬
‫اّللُ لَ ُكم ِم ِرمٍ فَ َج َعلتُم ِمنهُ َيَرامال َو َيالالل قُل أَ َّ‬ ‫‪( -‬قُل أ ََرأَيةتُم َما أَنةَفَ َّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪( -‬أَم َهلم شرَكال شرعوا َهلم ِم ىلِ‬
‫الدي ِ َما َمل َأينَن بِِه َّ‬
‫اّللُ َولَوال َكل َمةُ ال َل ِل لَ ُقض َذ بةَيةنَة ُهم َوِ َّن الظَّالم َ‬
‫ني َهلُم‬ ‫ُ َُ ُ ََ ُ ُ‬
‫يم)‪.‬‬ ‫ع َذ ِ‬
‫اب أَل ٌ‬
‫َ ٌ‬
‫فهذف احلفمة م الن وص تد علل أن ا تلر حبق التشريع علل اإللال هو هللا تعاىل‪ ,‬وأن احلكم ليه‬
‫ويدف سبلانه فا عال عدم صاليية ممان أو مكان حلكمه فضال ىل منامعة هللا يف يكمه و عطال العبد‬
‫يق التشريع‪.‬‬

‫‪ ‬أ هللا اات أعت لى وكمه‬


‫اّلل ُيكمال لَِقوٍم يُوقِنُو َن)‪.‬‬
‫اهلِيَّ ِة يةبةغو َن وم أَيس ِم َِّ‬
‫َُ‬
‫ِ‬
‫‪( -‬أَفَ ُلك َم اجلَ َ ُ َ َ‬
‫فهذا النث ا ٌ علل أن يكم هللا تعاىل هو أيس اريكام وأن ما كان خارتال عنه م التشريعات فم‬
‫ع أيس احلكم وابتغال يكم اجلاهلية‪,‬‬ ‫يكم اجلاهلية‪ ,‬فمدعذ اترخيية التشريع اإلسالمذ يلفمه اإلعرا‬
‫وهذا الانال ثنال مطلق علل هذا التشريع يشمل كل ممان ومكان‪.‬‬

‫‪ ‬أ هللا بني أ ووه نامح لكا‪ :‬اوتوا ات الاباد أ وكمه ا مفصملُ مبو اه‬
‫ِ ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪( -‬ونةََّفلنا علَيأل ال ِكت ِ ِ‬
‫اب تبةيَاانل ل ُك ِىلل َشذل َوُه لدل َوَرمحَةل َوبُشَرل لل ُمسلم َ‬
‫ني)‪.‬‬ ‫َ َ َ َ َ َ‬
‫اب ِم َشذ ٍل َُّ ِ َىل‬
‫‪( -‬وما ِم َابٍَّة ِيف ارَر ِ وال لَائٍِر ي ِطذ ِاَنَايي ِه ِالَّ أُمم أَماَالُ ُكم ما فَةَّرلنَا ِيف ال ِكتَ ِ‬
‫َ‬ ‫ٌَ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫َرىلهبِِم ُ َش ُرو َن)‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اب فَ َّلنَافُ َعلَل ِعل ٍم ُه لدل َوَرمحَةل لَِقوٍم يةُ ِمنُو َن)‪.‬‬
‫اهم بِ ِكتَ ٍ‬ ‫ِ‬
‫(ولََقد تئةنَ ُ‬
‫‪َ -‬‬
‫(وُك َّل َشذ ٍل فَ َّلنَافُ تَةل ِ يالل)‪.‬‬
‫‪َ -‬‬
‫ِ ِ‬ ‫اب ما َكا َن ي ِدياال يةلول ولَ ِك تَ ِد ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يل‬ ‫يق الَّذ بَ َ‬
‫ني يَ َديه َوتَةل َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ََ َ‬ ‫‪( -‬لََقد َكا َن ِيف قَ َ ِهم ع َلةٌ رُوِيل ارَلبَ َ‬
‫ُك ِىلل َشذ ٍل َوُه لدل َوَرمحَةل لَِقوٍم يةُ ِمنُو َن)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اّلل أَبةتَغِذ ي َكمال وُهو الَّ ِذ أ َ ِ‬ ‫‪( -‬أَفَةغذ َِّ‬
‫اب يةَعلَ ُمو َن أَنَّهُ‬ ‫اب ُم َل َّ الل َوالَّذي َ رتَةيةنَ ُ‬
‫اهم الكتَ َ‬ ‫َنفَ لَي ُكم الكتَ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫أل ِابحلَ ِىلق فَال تَ ُكونَ َّ ِم ال ُمم َِوي َ )‪.‬‬
‫ُمنَةَّفٌ ِم َربِىل َ‬
‫َن َّ ِ‬ ‫ت بةيِنَ ٍ‬ ‫‪( -‬وَك َذلِأل أَنفلنَاف ٍ‬
‫يد)‪.‬‬‫اّللَ يةَهد َم يُِر ُ‬ ‫ات َوأ َّ‬ ‫راي َىل‬ ‫َ َ َ ُ َ‬
‫اّللِ يةُبَةيِىلنُة َها لَِقوٍم يةَعلَ ُمو َن)‪.‬‬ ‫(وتِل َ‬
‫أل ُي ُدو ُ َّ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ات ِم اهل َدل وال ُلرقَ ِ‬ ‫َّار وبةيِنَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ان)‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫ضا َن الَّذ أُن ِفَ فيه ال ُقرر ُن ُه لدل للن ِ َ َىل‬ ‫(شه ُر َرَم َ‬
‫‪َ -‬‬
‫اّلل بِ ُكم لَرل ٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪( -‬هو الَّ ِذ يةنة ِفُ علَل عب ِد ِف ٍ ِ ٍ ِ‬
‫يم)‪.‬‬
‫وف َري ٌ‬‫َُ‬ ‫رايت بةَيىلنَات ليُخ ِر َت ُكم م الظُّلُ َمات َىل النُّوِر َو َّن ََّ‬ ‫َُ ىل َ َ َ‬ ‫َُ‬
‫ات ِم الظُّلُما ِ‬
‫ت ِ َىل النُّوِر)‪.‬‬ ‫احل ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ت َِّ‬‫‪( -‬رسوالل يةتةلُو علَي ُكم راي ِ‬
‫َ‬ ‫اّلل ُمبَةيِىلنَات ليُخ ِر َ الَّذي َ َرمنُوا َو َعملُوا ال َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫‪( -‬ولََقد أَنفلنَا ِلَي ُكم ٍ‬
‫ني)‪.‬‬ ‫رايت ُمبَةيِىلنَات َوَماَالل م الَّذي َ َخلَوا م قَةبل ُكم َوَموعظَةل لل ُمتَّق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وهذف الن وص الةٌ علل الطبيعية التل يلية ريكام التشريع واليت تتناو وقائع ارممنة وارمكنة وال‬
‫تنل ر بيئة ممانية أو مكانية خاصة‪ ,‬بل هذ كما أخل هللا تبياانل لكل شذل‪.‬‬

‫‪ ‬أ هللا بني كمال نر ته دي ه‬


‫الم ِينال)‪.‬‬
‫يت لَ ُكم ا ِإلس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َعلَي ُكم نع َم ِيت َوَرض ُ‬
‫ِ‬
‫ت لَ ُكم ينَ ُكم َوأَمتَم ُ‬
‫‪( -‬اليَةوَم أَك َمل ُ‬
‫فهذا النث اجلليل ا ٌ علل متام نعمة هللا علل عبا ف بكما الدي واستغنائه ع اإلضافة البشرية‪ ,‬وبيان‬
‫أنه الدي الذ ال يرضل هللا م النار سواف‪ ,‬فمدعذ احن ار التشريع بفمان أومكان يخ وص يلفمه ا عال‬
‫ايتيا الدي ىل التكميل واإلضافة حبسع مالبسات الفمان وا كان‪.‬‬

‫‪ ‬أ هللا كفح حبفظ نر ه بني أنه ال مبدل حلكمه سبضانه ال ماقب له‬

‫‪237‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الذكَر َوِ َّان لَهُ َحلَافِظُو َن)‪.‬‬


‫‪َّ ِ( -‬ان َحن نةََّفلنا ىلِ‬
‫ُ َ‬
‫يل‬‫ِِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫‪َّ ِ( -‬ن الَّ ِذي َك َلروا ِاب ىلِ‬
‫لذك ِر لَ َّما َتال ُهم َوِنَّهُ لَ ِكتَ ٌ ِ‬
‫اب َعف ٌيف * ال َأيتيه البَال ُل م بَني يَ َديه َوال م َخلله تَنف ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫مح ٍ‬
‫يد)‪.‬‬ ‫ِم ي ِكي ٍم َِ‬
‫َ‬
‫يم)‪.‬‬ ‫الس ِم ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫‪( -‬وَمتَّت َكلِمةُ ربِ َ ِ‬
‫يع ال َعل ُ‬‫أل صدقال َو َعدالل ال ُمبَ ىلد َ ل َكل َماته َوُه َو َّ ُ‬ ‫َ َىل‬ ‫َ‬
‫أل ال ُمبَ ىلِد َ لِ َكلِ َماتِِه َولَ َِ َد ِم ُونِِه ُملتَ َلدال)‪.‬‬ ‫أل ِم كِتَ ِ‬
‫اب َربِىل َ‬ ‫‪( -‬واتل ما أ ِ‬
‫ُوي َذ ِلَي َ‬ ‫َ َُ‬
‫اّلل َ ُكم ال مع ىلِقع ِحلك ِم ِه وُهو س ِريع احلِس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب)‪.‬‬ ‫‪( -‬أ ََوَمل يةََروا أ ََّان َأنيت ارَر َ نةَنة ُق ُ َها م أَلَراف َها َو َُّ ُ ُ َ َ ُ َ َ َ ُ َ‬
‫فهذف الن وص الةٌ علل استمرارية بقال هذا الشريعة ابستمراية يله م ا رها‪ ,‬وأنه ال جما لالقال للعبث‬
‫هبذف ا ا ر أو تبديلها أو الت رف فيها‪ ,‬فامة يكم هلل اب ٍ يف ارر وهو يكم دلوظ‪ ,‬وم العبث‬
‫أن يكون موتو ال ودلوظال وال يلفم ارخذ به والعمل ذقتضاف‪.‬‬

‫‪ ‬أ هللا إمنا أنزل هذن الشريا لتكل واكم لى الاباد‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اّلل النَّبِيِ ِ‬ ‫‪َ ( -‬كا َن النَّار أ َُّم لة و ِ‬
‫اب ِابحلَ ِىلق ليَل ُك َم بَ َ‬
‫ني الن ِ‬
‫َّار‬ ‫َنفَ َم َع ُهم الكتَ َ‬ ‫ني ُمبَ ىلش ِري َ َوُمنذ ِري َ َوأ َ‬
‫ث َُّ ىل َ‬‫اي َد لة فَةبَة َع َ‬ ‫ُ َ‬
‫يما اختَةلَ ُلوا فِ ِيه)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫فَ‬
‫الدي ِ ُكلِىل ِه َولَو َك ِرَف ال ُمش ِرُكو َن)‪.‬‬‫‪( -‬هو الَّ ِذ أَرسل رسولَه ِابهلدل وِي ِ احل ِق لِيظ ِهرف علَل ىلِ‬
‫َ ىل ُ َُ َ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َُ َ‬ ‫َُ‬
‫ّلل َش ِهيدال)‪.‬‬ ‫الدي ِ ُكلِىل ِه وَك َلل ِاب َِّ‬
‫‪( -‬هو الَّ ِذ أَرسل رسولَه ِابهلدل وِي ِ احل ِق لِيظ ِهرف علَل ىلِ‬
‫َ‬ ‫َ ىل ُ َُ َ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َُ َ‬ ‫َُ‬
‫فهذف الن وص ت كد علل مق د م أعظم مقاصد الشريعة وهو اقيق هيمنتها يف ارر وتتضم بشارلة‬
‫رابنيةل أبن نلأل كائ ٌ وال بد وهو ما يلغذ فكرة اترخية التشريع م تذورها‪.‬‬

‫‪ ‬أ هللا أ ب لى الاباد سكوو نرياته التضاكو إلوها‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أل ال ِكتَاب ِابحل ِىلق م ىلِدقال لِما ب َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َنفلنَا ِلَي َ‬
‫اّللُ‬
‫َنفَ َّ‬
‫ني يَ َديه م الكتَاب َوُم َهيمنال َعلَيه فَاي ُكم بةَيةنَة ُهم ذَا أ َ‬‫َ َ َُ َ َ‬ ‫(وأ َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫َوال تَةتَّبِع أَه َوالَ ُهم َع َّما َتالَ َ ِم احلَ ِىلق)‪.‬‬

‫ني َخ ِ يمال)‬‫ِ ِِ‬ ‫َّار ِذَا أ ََرا َ َّ‬ ‫ِ‬ ‫‪َّ ِ( -‬ان أَنفلنَا ِلَي َ ِ‬
‫اّللُ َوال تَ ُك لل َخائن َ‬ ‫اب ِابحلَ ِىلق لتَل ُك َم بَ َ‬
‫ني الن ِ‬ ‫أل الكتَ َ‬ ‫َ‬

‫‪238‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ت َويُ َسلِىل ُموا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫يما َش َجَر بةَيةنَة ُهم َُّ ال َِجي ُدوا ِيف أَن ُلس ِهم َيَرتال ممَّا قَ َ‬
‫ضي َ‬ ‫‪( -‬فَال َوَربِىل َ‬
‫أل ال يةُ منُو َن َي َّىت َُ ىلك ُمو َ ف َ‬
‫تَسلِيمال)‪.‬‬
‫ُويل ارَم ِر ِمن ُكم فَِإن تَةنامعتم ِيف شذ ٍل فَةرُّوف ِ َىل َِّ‬ ‫الر ُسو َ َوأ ِ‬ ‫اّلل وأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اّلل‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َليعُوا َّ‬ ‫(اي أَيةُّ َها الذي َ َرمنُوا أَليعُوا ََّ َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أل َخذٌ َوأَي َس ُ َم ِويال)‪.‬‬ ‫الر ُسوِ ِن ُكنةتُم تةُ ِمنُو َن ِاب َّّلل َواليَةوم ا ِخ ِر نَل َ‬ ‫َو َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫‪( -‬أَيةُّ َها الَّ ِذي َ َرمنُوا استَ ِجيبُوا َِّّللِ َولِ َّلر ُسوِ ِ َنا َ َعا ُكم لِ َما ُ يِي ُكم َواعلَ ُموا أ َّ‬
‫ني ال َمرل َوقَةلبِه َوأَنَّهُ‬
‫اّللَ َُو ُ بَ َ‬
‫َن َّ‬
‫ِلَي ِه ُا َش ُرو َن)‪.‬‬

‫هذف احلفمة الن ية تد علل وتوب تطبيق شريعة هللا وهو جياب ذ يخ وص بفمان أو مكان بل هو‬
‫مستغر هلما‪ ,‬ومدعذ اخل وصية يلفمه القو أبن هللا أوتع علينا ما ال ي ح لنا ارخذ به‪.‬‬

‫‪ ‬أ هللا نفى ن ا ن ا وق ا ر ج ن وكمه‬


‫اّللَ‬
‫ث َّ‬‫اّللُ َوَر ُسولُهُ أَمرال أَن يَ ُكو َن َهلُم اخلََِذةُ ِم أَم ِرِهم َوَم يةَع ِ‬
‫ضل َّ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬
‫(وَما َكا َن ل ُم م ٍ َوال ُم منَة ِنَا قَ َ‬ ‫‪َ -‬‬
‫ضالالل ُمبِينال)‪.‬‬
‫ض َّل َ‬
‫َوَر ُسولَهُ فَة َقد َ‬
‫اّللِ َوتَة َع َاىل َع َّما يُش ِرُكو َن)‪.‬‬
‫أل َخيلُ ُق َما يَ َشالُ َوَخيتَ ُار َما َكا َن َهلُُم اخلََِذةُ ُسب َلا َن َّ‬
‫(وَربُّ َ‬
‫‪َ -‬‬
‫فهذي الن ني ي كدان علل واتع ا م يف تلقذ أمر هللا‪ ,‬وهو خطاب عام يشمل كل م م م مم‬
‫النيب صلل هللا عليه وسلم ويىت مماننا و ىل أن يررت هللا ارر وم عليها‪ ,‬فليت ريد م ا منني خذة‬
‫يف أمر هللا تعاىل بل هو اإلنعان والتسليم واالنقيا فقف‪.‬‬

‫‪ ‬أ هللا اح متابا دري نر ته عملاله مبو اه‬


‫ويو َن ِ َىل أَولِيَائِ ِهم لِيُ َجا ِلُوُكم َوِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪(-‬وال َم ُكلُوا ِممَّا َمل يذ َكر اسم َِّ ِ‬
‫اّلل َعلَيه َوِنَّهُ لَلس ٌق َوِ َّن الشَّيَال َ‬
‫ني لَيُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وهم ِنَّ ُكم لَ ُمش ِرُكو َن)‪.‬‬
‫أَلَعتُ ُم ُ‬
‫أل ُهم ال َكافُِرو َن)‪.‬‬
‫اّللُ فَأُولَئِ َ‬
‫َنفَ َّ‬ ‫ِ‬
‫(وَم َمل َ ُكم ذَا أ َ‬
‫‪َ -‬‬
‫أل ُهم الظَّالِ ُمو َن)‪.‬‬
‫اّللُ فَأُولَئِ َ‬
‫َنفَ َّ‬ ‫ِ‬
‫(وَم َمل َ ُكم ذَا أ َ‬
‫‪َ -‬‬
‫أل هم ال َل ِ‬
‫اس ُقو َن)‪.‬‬ ‫‪( -‬وم َمل َ ُكم ِذَا أَنفَ َّ ِ‬
‫اّللُ فَأُولَئ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬

‫‪239‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يدو َن أَن يةتلا َكموا ِ َىل الطَّا ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وت‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫أل َوَما أُن ِفَ ِم قَةبل َ‬
‫أل يُِر ُ‬ ‫‪( -‬أََمل تَةَر ِ َىل الَّذي َ يةَفعُ ُمو َن أ ََّهنُم ر َمنُوا ِذَا أُن ِفَ ِلَي َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اّللُ َوِ َىل‬ ‫يل َهلُم تَة َعالَوا ِ َىل َما أ َ‬
‫َنفَ َّ‬ ‫ضالالل بَعيدال * َو نَا ق َ‬
‫ِ‬
‫يد الشَّيطَا ُن أَن يُضلَّ ُهم َ‬ ‫َوقَد أ ُِم ُروا أَن يَك ُل ُروا بِِه َويُِر ُ‬
‫َّمت أَي ِدي ِهم َُّ َتالُو َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َصابةَتة ُهم ُم يبَةٌ ذَا قَد َ‬ ‫ل ِ َنا أ َ‬‫ص ُدو ال * فَ َكي َ‬ ‫أل ُ‬ ‫ني يَ ُدُّو َن َعن َ‬
‫ِِ‬
‫ت ال ُمنَافق َ‬ ‫َّ ِ‬
‫الر ُسو َرأَي َ‬
‫اّللُ َما ِيف قةُلُوهبِِم فَأَع ِر َعنة ُهم َو ِعظ ُهم َوقُل‬ ‫أل الَّ ِذي َ يةَعلَ ُم َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ل ُلو َن ِاب َّّلل ِن أ ََر َان ِالَّ ِي َساانل َوتَةوفيقال * أُولَئِ َ‬
‫ِ‬
‫اّللِ)‪.‬‬
‫اع إبِِن ِن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َهلُم ِيف أَن ُلس ِهم قَةوالل بَليغال * َوَما أَر َسلنَا م َر ُسوٍ ِالَّ ليُطَ َ‬
‫اقع وال بد يف الضال ا بني وما يوتع‬
‫فهذف الن وص اكذ يا م خر ع شريعة هللا تعاىل وأنه و ٌ‬
‫علل هذا الضال م أيكام‪ ,‬وليت شعر كيل يستقيم ارخذ بلكرة اترخيية التشريع واعتقا مضامني‬
‫هذف ا ايت‪ ,‬فاهلل ذر مغبة تر اكيم شريعته وأولئأل يقولون ليت رة شريعةٌ أصالل يف هذا الفمان يلفم‬
‫اكيمها!‬

‫وأيسع أن ي ال الدالالت القررنية ا تنوعة علل هذا ارصل أكل م أن اتملها هذف الورقة‪ ,‬وا ق و‬
‫أن هذا ا عىن م ا عاين الظاهرة الواضلة القطعية يف اخلطاب القررين وم مساته اإللال ع قيد الفمان‬
‫وا كان‪ ,‬فاهلل هو احلكم سبلانه مطلقال وواتع الطاعة له كذلأل مطلقة ويرمة اخلرو ع أيكامه ال‬
‫تتقيد بفمان أو مكان‪ ,‬بل وتوب الطاعة مستغر لتلاصيل الفمان وا كان واحلياة‪ ,‬وهذا ا عىن واضح يىت‬
‫اولون ا نامعة فيه‪ ,‬فيقو دمد أركون ماالل‪:‬‬ ‫عند أولئأل الذي‬

‫( أان أ لو أ الغاي امل تمرة هلذا ال ص املقدر كمن يف رسوخ مات هنائو ‪:‬لق اتوخيو للل لد‬
‫البشرإ)‪.398‬‬

‫أكابر‬ ‫بل فكرة ولية الشريعة وجميئها بللسلتها احلياتية اخلاصة واضلة لللد الذ أقر به بع‬
‫ا ستشرقني‪ ,‬يقو فتفترالد يف كتابه القانون احملمد ‪:‬‬

‫ا سمل "دي اه" ‪:‬ض ب (‪ )A Religion‬لك ه "نظا سواسو" أيااه ( ‪A Political‬‬ ‫(لو‬
‫لى الردو من أنه عد ظهر يف الاهد األتري باض أ‪:‬راد امل لمني‪ ،‬ممن يصفل أنف هو‬ ‫‪)system‬‬

‫قضااي يف نقد العقل الديج ‪.21‬‬ ‫‪398‬‬

‫‪240‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫رح التفكري ا سملمو كله عد بين لى أسار‬ ‫اهنو " صريل " حيا لل أ يفصللا بني ال اووتني ‪:‬إ‬
‫أ اجلانبني متملزما ‪ ،‬ال وكن أ يفصح أودمها ن األتر)‪.399‬‬

‫ويقو شاخت‪:‬‬

‫( لى أ ا سمل ياين أك ر من دين إنه و ح أيااه نظرايت عانلنو سواسو ‪ ،‬مجل القلل إنه نظا‬
‫كامح من ال قا‪ :‬يشمح الدين الد ل مااه)‪.400‬‬

‫ويقو تع‪:‬‬

‫( دئذ او اعضاه أ ا سمل مل يكن جمرد قائد دي و ‪:‬ردي ‪ ،‬إمنا استل ب إعام جمتمع م تقح‪،‬‬
‫به)‪.401‬‬ ‫له أسللبه املاني يف احلكو‪ ،‬له علانو ه أنظمته ا ا‬

‫‪:‬إ عوح‪ :‬هذا الت وير لواقع ياكمية الشريعة يوقعنا يف مشكالت متعد ة عند عماله علل أر الواقع‪,‬‬
‫فالشريعة خاليةٌ م الشرويات التل يلية ا تعلقة بكاذ م اجلوانع احلياتية العمرانية ككيلية رصل الطر ‪,‬‬
‫وبنال الكبار ‪ ,‬و نشال السدو ‪...‬اخل اخل‪ ,‬وكذلأل التقنينات اإل ارية والقضااي اإلترائية و ذ نلأل مما‬
‫يستدعذ عماالل للذه البشر عمليال لسد هذا النقث يف لبيعة الدي ‪ ,‬ولذا قلنا الدي متعلق بشأن‬
‫ا خرة أما الدنيا فإىل النار وعقوهلم‪.‬‬

‫واحلق أن هذا الت وير لطبيعة التشريع اإلسالمذ ينم ع شكالية عميقة يف ت ور معىن ياكمية الشريعة‪,‬‬
‫وي ر ي ق احلكم يف نات هللا تبار وتعاىل‪ ,‬ولبيعة التشريعات اإلسالمية ا تعلقة بدنيا النار‪ ,‬فالذ‬
‫ينبغذ أن ن ست عليه نظرتنا للشريعة اإللان بشموليتها جلانيب الدنيا وا خرة‪ ,‬وم ت لح ن وص الشريعة‬
‫فسيجد ما ة كبذة م التشريعات الكلية واجلفئية اليت تتعلق ابلشأن الدنيو ككاذ م مسائل ا عامالت‬
‫واريكام ا تعلقة ابحلدو واجلناايت وأبواب السياسة الشرعية و ذ نلأل‪ ,‬فالعمل ذال هذف التشريعات‬
‫الكلية والتل يلية و عماهلا يف واقع احلياة اخل يف تقرير هيمنة الشريعة وياكميتها‪ ,‬هنا منطقة العلو‬

‫النظرايت السياسية اإلسالمية حملمد الريت ‪.28‬‬ ‫‪399‬‬

‫النظرايت السياسية اإلسالمية حملمد الريت ‪.29‬‬ ‫‪400‬‬

‫النظرايت السياسية اإلسالمية حملمد الريت ‪ ,29‬ويف الكتاب نقو أخرل س الرتوع ليها‪.‬‬ ‫‪401‬‬

‫‪241‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وا باح والذ متال مساية هائلة للعقل اإلنساين يف استلدارت ما تاته و قق ا للة م التشريعات‬
‫ايد وهو ثبات عدم وتو ا عار الشرعذ‪ ,‬وهذا االلتلات لوتو‬‫والتقنينات واإلترالات بشرط و ٍ‬
‫ا عار الشرعذ ي كد لابع اهليمنة للشريعة ذراعا ا يف كافة أيوا النلت اإلنسانية‪ ,‬وتلهم هذف ا سألة‬
‫السابق‪ .‬نعم اإلسالم مل أيت ببيان كاذ مما يتعلق ابلقضااي اإلترائية‬ ‫يفيل اإل شكا الوار يف االعوا‬
‫واإل ارية ‪...‬اخل‪ ,‬ونلأل للة النار فإن لابع هذف ارمور التطور والتغذ حبسع ايتياتات الواقع‪,‬‬
‫اط ٍ‬
‫وييد وهو مراعاة كليات الشريعة وأيكامها‬ ‫فجعل الشارع لحنسان فسلة يف تطويرها وتغيذها ابشو ٍ‬
‫التل يلية لئال يتجاوم هذا التطوير أو التغيذ علل يكم شرعذ‪.‬‬

‫اثنواه سرير القلل يف عا دة ( غري األوكا بتغري الزما املكا )‬


‫املكا ) فهذ وايدة م القواعد اللقهية اليت تكلم‬ ‫أما ما يت ل بقاعدة ( غري األوكا بتغري الزما‬
‫فيها ذ وايد م أهل العلم كاب يفم والغفايل والقرايف والشاليب‪ ,‬ومم حباها ووسع القو فيها اإلمام‬
‫اب القيم عليه رمحة هللا ونلأل يف كتابه عالم ا وقعني‪ ,‬وهذف القاعدة مما سطا عليها اخلطاب العلماين‬
‫ووظلها هلدر أيكام الشريعة ات نريعة عدم مناسبة تلأل اريكام لظروف هذا الفمان‪ ,‬ويىت تتضح‬
‫معامل هذف القاعدة‪ ,‬واللوار بني اإلعما اللقهذ ا نضبف هلا وبني التسيع العلماين ينبغذ ماليظة ما‬
‫يلذ‪:‬‬

‫أ اله‪ :‬أن وصل أيكام الشريعة ابلعموم والابات والشمو هو أصل شرعذ دكم جيع االنطال منه يف‬
‫حبث مسألة تغذ اريكام بتغذ الفمان وا كان‪ ,‬ال قلع ا سألة أو حباها معفولة ع هذا السيا ن عدم‬
‫است لاب معىن العموم والشمو أيا الشريعة عند بعضهم ما ة هالمية قابلة لل ع يف أ واقع م‬
‫ذ انضباط‪ ,‬ولك أن يستخر منها احلكم ونقيضه علل السوال‪ .‬وم التعبذات الدالة علل صلة العموم‬
‫هللا عليه نبيه صلل هللا عليه وسلم وهو يرام‬ ‫والابات للشريعة ما قاله القاسم ب يخيمرة رمحه هللا‪ :‬ما قب‬
‫هللا عليه رسوله صلل هللا عليه وسلم وهو يال فهو يال يعج ىل‬ ‫فهو يرام ىل يوم القيامة‪ ,‬وما قب‬
‫يوم القيامة‪ .402‬وقد سبق م ار لة الشرعية ما ي كد هذا ارصل اجلليل‪.‬‬

‫اثنواه‪ :‬أن منطلق أهل العلم يف مصيل هذف القاعدة هو ماليظة ت رف الشريعة نا ا‪ ,‬فإن الشريعة راعت‬
‫فيما راعت التغذات الطارئة علل الواقع الناشئة ع تغذ الفمان وا كان وارعراف والعوائد اخل‪ ,‬وذاليظة‬

‫‪ 402‬ا دخل ىل السن الكلل برقم (‪.)18‬‬

‫‪242‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ت رفات الشارع تال هذا التأصيل والنظر اللقهذ‪ ,‬فليت منشأ القاعدة عندهم هو النظر العقلذ اجملر أو‬
‫التعويل علل فكرة التارخيية كما هو الشأن يف اخلطاب العلماين‪ ,‬و منا هو ا تابعة لت رفات الشريعة‪ ,‬وقرالة‬
‫فاي ة يف كالم اإلمام اب القيم يف مصيله هلذا ارصل ي كد هذف ا اليظة‪ ,‬فقد أور يف تقريرها مجلة م‬
‫ار لة الشرعية ا تعد ة‪ ,‬فالتأصيل انش ع استمسا ابلشريعة ال ع را ة هلدرها‪.‬‬

‫اثل اه‪ :‬أن رة قدرال م اإلمجا يف تعبذات هذف القاعدة تسبع يف يالة التوظيل العلماين هلا‪ ,‬ولعل وران‬
‫القاعدة يف النطا اللقهذ والتداو بني أهل العلم ذا لديهم م انضباط معريف وخلليات فقهية مسبقة‬
‫ا لاهيم ا ت لة‬ ‫صاهنم م سول التوظيل هلذ ف القاعدة‪ ,‬وقلل م يالة االيتيا للتدقيقات الشكلية لبع‬
‫هبا ‪ ,‬وما كان خيطر ببا وايد منهم أن مال هذا ارصل سيتم استغالله علل هذا النلو ليلغل م خالله‬
‫هيمنة الشريعة علل الواقع‪ ,‬أو جيعل يكم الواقع انسخال ريكام الشريعة‪ .‬ومع نلأل وتد م علمال‬
‫ارصو م أبدل قدرال م التلله علل هذف القاعدة‪ ,‬قا الفركشذ ماالل ات حباه سألة ثبات الشريعة‪,‬‬
‫ممان م اريكام ما ِ‬
‫يناسبُة ُهم)‪:‬‬ ‫رت للنَّار يف كل ٍ‬‫معلقال علل كلمة للعف ب عبدالسالم قا فيها‪ُ َ ( :‬د ُ‬
‫( عد يت يد هذا ا يف البخاوإ ن ائش أهنا عالم لل لو ال حي لى هللا لوه سلو ما أودعته‬
‫ال ا بادن مل اهن من امل ا د‪ ،‬علل مر بن بد الازيز حيدث لل ار أعاو ٌ لى عدو ما أودعلا‬
‫أملوا مل كن عبح ذلك أل ح دمه م ها عبح‬‫أسبااب يقاو الشر ‪:‬وها ه‬
‫ه‬ ‫من الفةلو‪ ،‬أإ جيدد‬
‫ذلك ال ألهنا نر ٌ جمد ٌد‪:،‬مل نقلل إ األوكا تغري بتغري الزما بح ابتتملف الصلوة احلادع ‪ ،‬عال‬
‫اوب الشر نر نر ها‬ ‫الشوخ جنو الدين البال و ك م أنفر من هذا القلل‪ ،‬أ لح ‪ :‬ادن ا‬
‫م تمراه إت عوا ال ا مع لمه بف اد األمر ‪:‬وهو‪ ،‬مث وأيم يف ال هاي عد عرو ما يف نف و‪: ،‬قال‬
‫عدر هللا و وه لل كانم عاااي الشر ختتلخل ابتتملف ال ار‪ ،‬اسخ الاصلو الحنح واب الشر ‪،‬‬
‫عال ملا ذكر اوب التقريب مقاالت األ ضاب يف التازير و إ احلديث يف نفو الزايدة لى‬
‫شرة أسلا ٍ ‪ ،‬مث عال لل بلغ الشا‪:‬او لقال به انتهى عد أك ر الر اي يف احللو من اتتواوات‬
‫تملف مذهب الشا‪:‬او يقلل يف هذا الزما ‪ ،‬عال الابادإ يف ‪:‬تا يه الصدع أ‪:‬اح من وج‬
‫الت ل يف علل أيب و وف هو ستمح يف هذا الزما ‪ ،‬أ‪ :‬الشوخ ز الدين ابلقوا لل ار‪ ،‬عال‬
‫لل عوح بل لبه يف هذن األزم ملا كا باو هدا‪ ،‬كح ذلك ‪:‬إمنا هل است با ٌ من علا د الشر ‪ ،‬ال أنه‬
‫ةوب)‪.403‬‬
‫ٌ‬ ‫‪:‬ا لو ذلك ‪:‬إنه‬ ‫تاوج ن األوكا املشر‬
‫ٌ‬

‫‪ 403‬البلر احمليف ‪.133/1‬‬

‫‪243‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وابااه‪ :‬منشأ اخللل واإلشكا يف يالة التوظيل السلبية هلذف القاعدة يكم يف اخللل يف ت ور لبيعة الواقع‬
‫الذ تغذ رتله احلكم أو اللتول‪ ,‬وتلكيأل لبيعة هذا الواقع سيلل قدرال كبذال م شبهة التوظيل‬
‫اخلال هلذا القاعدة‪ ,‬فلكرة القاعدة تقوم علل ارسار التايل‪:‬‬

‫أن رة تغذال جير علل احلكم الشرعذ تبعال لتغذات تطرأ يف لبيعة الفمان أو ا كان‪ ,‬فيكون احلكم الشرعذ‬
‫بكذا يف ممان أو مكان ما يكون احلكم أبمر يخالل يف ممان أو مكان رخر‪ .‬والذ ينبغذ ماليظته‬
‫والتأمل فيه والتساؤ يوله ليت يف لبيعة مثذ بُعد الفم وا كان يف لبيعة احلكم الشرعذ‪ ,‬بل يف مثذ‬
‫هذي البعدي يف لبيعة الواقعة اليت يتعلق هبا احلكم‪ ,‬فهل ا ناط الذ يت ل به احلكم يف الفمانني سوالٌ‬
‫أم بينهما فوار‬

‫واجلواب ع هذف اإلشكالية يكشل ع يالة اللبت االصطاليذ‪ ,‬والذ أياط هبذف القضية وتسبع‬
‫يف ياالت م التوظيل اخلال هلذف القاعدة‪.‬‬

‫فمىت كان مناط احلكم وايدال مع تغذ ارممنة وارمكنة فم الطبيعذ أن يكون يكم الشريعة فيها وايدال‬
‫رتل ماالل علل قتل رخر متعمدال فلو ت ور أن نات ا البسات‬
‫ولو تغذ الفمان أو ا كان‪ ,‬كأن يقدم ٌ‬
‫وقعت يف نات الفمان يف مكان رخر فاحلكم سوال‪ ,‬وكذا لو وقعت يف ممان رخر بذات ا البسات فاحلكم‬
‫سوال أيضال‪ ,‬فليت يف جمر وقوع احلا ثة يف مم رخر أو مكان رخر ما يستوتع تغذ احلكم الشرعذ‪ ,‬بل‬
‫ارصل بقال احلكم كما هو لتلقق مناله يف الواقع‪.‬‬

‫أما ن كان رة تغذ يف لبيعة الواقعة اليت ات ل هبا احلكم فهذف اللوار قد تكون م ثرة يف عطال الواقعتني‬
‫أيكامال يختللة رن مناط احلكم هنا ليت عني مناله هنا ‪ ,‬كما لو أقدم رتل ماالل علل قتل مسل ٍم متعمدال‬
‫أيكام سالل الواقعة اروىل‪,‬‬
‫ٌ‬ ‫فلكمه الق اص‪ ,‬فلو كان القتل خطأل أو لكاف ٍر أو للولد فسيكون هلذف‬
‫رتل‬
‫وينبغذ ماليظة أن اللوار بني لبيعة الوقائع ال يلفم ابلضرورة أن تكون م ثرة يف احلكم كما لو قتل ٌ‬
‫امرأ لة مسلم لة أو امرأة رتالل فاحلكم واي ٌد‪ ,‬واحلكم بتأثذ اروصاف م عدمها راتع ىل تقدير الشارع‪,‬‬
‫فما اعتلف الشارع م اللرو فاعتبارف متعني وما مل يعتلف فليت معتلال‪ ,‬ورهل العلم تلاصيل قيقة يف تنقيح‬
‫مناط اريكام الشرعية‪ ,‬وهلم مسالأل منضبطة يف استخرا عللها‪ ,‬وليت ارمر مووكال للنظر العقلذ اجملر‬
‫أو التعويل علل ا احل فقف أو اعتبار مطلق التغذ يف الفمان وا كان‪.‬‬

‫مدع يف احلقيقة‬
‫ومىت ا عل أيد أن احلكم الشرعذ لك أن يتغذ مع عدم تغذ لبيعة ا ناط يف الواقع فهو ٍ‬
‫اقع م الشريعة نلسها‪ ,‬فليت ريد أبدال‬
‫نسخال لللكم الشرعذ‪ ,‬والنسخ ليت ريد م البشر و منا هو و ٌ‬

‫‪244‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أن يدعيه بعد انقضال الويذ يىت أن أهل العلم ن وا علل أن اإلمجاع اجملر ال ينسخ النث‪ ,‬و منا يكون‬
‫كاشلال ع النث الناسخ‪ ,‬فكيل لك أن يدعذ النسخ بعد انقضال ممانه فر أو أفرا ‪.‬‬

‫فإنا وقع التجوم يف التعبذ ع هذف ا عاين أبهنا تغذ يف اريكام لتابيت مرونة الشريعة وصالييتها جلميع‬
‫ارممنة وارمكنة ومراعا ا للتغذات احلاصلة يف الواقع فهو شذل متلهم ومقبو ‪ ,‬أما هدر أيكام الشريعة‬
‫ات نريعة مرونتها فأمر رخر يختلل متامال‪.‬‬

‫أهل العلم ات هذف القاعدة م ارمالة والشواهد‬ ‫تام اه‪ :‬أنه عند التدقيق يف يقيقة ما أ رته بع‬
‫يلله أن رة قدرال م التجوم والتوسع يف لبيعة التمايالت ا ندرتة ات ملهوم (تغذ اريكام يتغذ‬
‫الفمان وا كان) بل رة قدر م التجوم يف لال هذا ا لهوم ناته‪ ,‬ن القاعدة توهم أن رة قدرال م التغذ‬
‫لرأ علل الشريعة نا ا استجابة عطيات الواقع وهذا ما مل ير ف قائلوف م تهة‪ ,‬وال تد عليه لالقال ما‬
‫ساقوف م أمالة ومنان يف توضيح هذف القاعدة م تهة أخرل‪ ,‬وبيان لبيعة التجوم يف تعبذات القاعدة‬
‫وأمالتها يتضح ذا مت راته اتها م اللروع والشواهد‪ ,‬فمما مت راته‪:‬‬

‫‪ -1‬ما سلل فيه مناط احلكم يف الواقع لنقث يف الشروط أو وتو مان ٍع ماالل فجعل احلكم الناش ع‬
‫وم يف العبارة‪ ,‬ن االختالف يف احلكم علل الواقع الناش‬ ‫سلل ا ناط تغذال يف احلكم ناته ال خيلو م‬
‫ع توفر ا ناط أو سلله ليت م قبيل تغذ احلكم يف يد ناته لتغذ معطل الفمان وا كان‪ ,‬ن احلكم‬
‫الشرعذ متعلق ذناط يخ وص ينطبق عليه يف الواقع فإنا مل يتوافر هذا ا ناط ا خ وص يف الواقع فال تعلق‬
‫لللكم أصالل هبذا الواقع لعدم وتو مناله‪ ,‬واحلكم الناش ع سلل ا ناط هو يكم شرعذ رخر متعلق‬
‫هبذا الواقع اجلديد‪ .‬فماالل االستطاعة شرط يف احلج فمىت كان الرتل مسلمال عاقالل ابلغال يرال مستطيعال‬
‫وتع عليه احلج‪ ,‬فإن عجف عنه مل يك يخالبال ابحلج يىت يتوافر شرله‪ ,‬فانتقا احلكم م الوتوب ىل‬
‫عدم الوتوب ليت تغذال لارائل يف يكم الشريعة علل احلقيقة ن لكل يكم (اإلجياب ‪ -‬الرخ ة) مناله‬
‫اخلاص ا ختلل ع ا خر‪.‬‬

‫‪ -2‬ما تال التن يث عليه شرعال م مراعاة اريوا بذكر أيكام مناسبة لوقائع يخ وصة كو قطع‬
‫اريد يف الغفو ماالل‪ ,‬فمال هذف الت رفات الشرعية خارتة ع دل البلث أصالل كون اريكام ا ن وص‬
‫عليها هذ أيكام تلأل النوام وهذ تقرير الشريعة نشالال وابتدالل‪ ,‬فاحلقيقة أنه ال تغذ يف يقائق الشريعة‬
‫نا ا‪ ,‬ن الشريعة أعطت هلذف الواقعة ُيكمال خي ه وأعطت لآلخر يكمال رخر‪ ,‬فا ليت متابع يقيق لة‬
‫ريكام الشريعة ال جمته ٌد يف مراعاة تغذات الفمان وا كان يف فتياف وتقليع وتوف ا احل وا لاسد‪ ,‬ولو‬

‫‪245‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫لر ا رل هذا ا عىن يف التنظذ والتمايل لقاعدة (تغذ اللتول) ل ح له أن جيعل س يث الشريعة للعموم‬
‫أو تقييدها للمطلق أو تبيينها للمجمل أو ذ نلأل كلها تغذال يف أيكام الشريعة وهو توسع ذ صليح‬
‫نطق هبذف القاعدة م أهل العلم‪ .‬نعم هذف التن ي ات الشرعية تليد بعد استقرائها أن‬ ‫و ذ مق و‬
‫الشريعة راعت ما يطرأ يف الواقع م تغذات فلم مع بني ا ختللات ومل تلر بني ا تماثالت‪.‬‬

‫‪ -3‬ما يطرأ علل العرف م التغذ‪ ,‬والذ يستتبع أيكامه الشرعية فيما كان العرف فيه معتلال‪ ,‬فم‬
‫القواعد اليت أست هلا أهل العلم أن العا ة دكمة‪ ,‬و نا مملت يف مثذ العرف يف تنفيل اريكام الشرعية‬
‫ٍ‬
‫ابلعرف‪ ,‬فبقدر‬ ‫وتدت أنه ليت رة تغيذ يف يقيقة احلكم الشرعذ‪ ,‬و منا تعل الشارع هنا لللكم منالال‬
‫ل م التغذات يف العرف فيما هذا سبيله م اريكام تتلقق منالات اريكام أو تنعدم يف الواقع‬ ‫ما‬
‫مستقر ينضبف به كانضباط‬
‫ٌ‬ ‫بت‬
‫فماالل تعل الشارع رخ ال للمسافر‪ ,‬والسلر علل ال ليح ليت له معىن ٌ‬
‫ذعطل مماين أو مسايف‪ ,‬و منا مر اديدف ىل العرف فما يكون سلرال يف مم قد ال يكون سلرال يف مم‬
‫رخر لتغذ ارعراف و د اريوا ‪ ,‬فإنا تدبرت يف هذا ا اا وتدت احلكم الشرعذ هو هو مل يتغذ‪ ,‬ن‬
‫قائم يف الواقع فتتنف الرخ ة و ن‬
‫الشارع علق الرخ ة بوصل السلر فإنا اقق وتو ف عرفال فمناط احلكم ٌ‬
‫مل يتلقق هذا الوصل العريف سللت الرخ ة تبعال لعدم اقق ا ناط‪ .‬ماا رخر نث الشارع علل كلارة‬
‫َّارتُهُ ِل َع ُام‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخ ُذ ُكم َّ ِ ِ ِ‬ ‫اليمني يف قوله تعاىل‪( :‬ال ية ِ‬
‫اّللُ ابللَّغ ِو يف أَلَان ُكم َولَك يةُ َاخ ُذ ُكم ذَا َعقَّد ُمت ارَلَا َن فَ َكل َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ِم أَو َس ِف َما تُطعِ ُمو َن أَهلي ُكم أَو كِس َوُُم أَو َا ِر ُير َرقَةبَ ٍة فَ َم َمل َِجيد فَ ِ يَ ُام ثَالثَِة أ ََّايٍم نَل َ‬
‫أل‬ ‫ِ‬
‫َع َشَرةِ َم َساك َ‬
‫رايتِِه لَ َعلَّ ُكم تَش ُك ُرو َن) فاإللعام والكسوة‬ ‫ِ‬
‫اّللُ لَ ُكم َ‬‫ني َّ‬ ‫َّارةُ أَلَانِ ُكم ِ َنا َيلَلتُم َواي َلظُوا أَلَانَ ُكم َك َذل َ‬
‫أل يةُبَِىل ُ‬ ‫َكل َ‬
‫معان يراعل فيها العرف يف ضبطه واديدف لبيعته ومقدارف وهو مما يقع فيه التلاوت للتلاوت الواقع يف‬ ‫ٍ‬
‫ارعراف مماانل ومكاانل‪ ,‬لك احلكم الشرعذ هو هو يتطلع مناله يف الواقع‪ ,‬فإنا توافر اإللعام أو الكسوة‬
‫العرفية يف الواقع ي لت الكلارة ا طلوبة شرعال‪ ,‬و ن سللت لعدم خوهلا ات وصل اإللعام أو الكسوة‬
‫عرفال فا ناط الذ يتنف عليه يكم الشريعة ذ ياصل يف الواقع فال تقع كلارة لليمني‪ .‬ومم نبه ىل أن‬
‫مراعاة الشريعة الختالف العوائد ليت يف احلقيقة اختالفال يف أصل اخلطاب اإلمام الشاليب عليه رمحة هللا‪,‬‬
‫ييث قا ‪:‬‬

‫يف احلقوق ابتتملف‬ ‫د اتتملف الالائد‪: ،‬لو‬ ‫( ا لو أ ما ر ذكرن ه ا من اتتملف األوكا‬


‫يف أ ح ا اب ألنه الشر ملعل لى أنه دائو أبدإ‪ ،‬لل ‪:‬رض بقا الدنوا من دري هناي التكلوخل‬
‫كذلك مل حيتج يف الشر إت مزيد‪ ،‬إمنا مات االتتملف أ الالائد إذا اتتلفم و ام كح ادة إت‬
‫أ ح نر و حيكو به لوها‪ ،‬كما يف البللغ م مله‪: ،‬إ ا اب التكلوفو مر فع ن الصحي ما كا عبح‬

‫‪246‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ابتتملف يف‬ ‫البللغ‪: ،‬إذا بلغ عع لوه التكلوخل‪ : ،‬قل التكلوخل عبح البللغ مث عبل ه بادن لو‬
‫ا اب‪ ،‬إمنا عع االتتملف يف الالائد‪ ،‬أ يف الشلاهد‪ ،‬كذلك احلكو باد الدتلل ا القلل‬
‫علل الز ج يف د‪:‬ع الصداق ب ا ه لى الاادة‪ ،‬أ القلل علل الز باد الدتلل أيااه ب ا ه لى‬
‫ن خ لك الاادة‪ ،‬لو ابتتملف يف وكو‪ ،‬بح احلكو أ الذإ ر ح انبه اهلد أ أ ح‪: ،‬القلل‬
‫علله إبطملق ألنه مد ى لوه‪ ،‬هكذا سائر األم ل ‪: ،‬األوكا اثبت تبع أسباِبا ووث كانم إبطملق‪،‬‬
‫‪404‬‬
‫هللا أ لو)‬

‫وا ق و التأكيد علل أن معطل (الفمان وا كان) ليت موتبال لتغذ اريكام الشرعية‪ ,‬بل ا وتع النظر‬
‫يف ار لة الشرعية‪ ,‬واللهنة والتدليل علل موتع التغذ‪ ,‬والنظر أيضال يف تغذ ا نالات ا ثرة يف الواقع‬
‫واليت تستتبع أيكامها الشرعية ا وضوعة الالئقة هبا‪ ,‬ويعل اإلمام اب يفم ع هذا ا عىن يف صرامته‬
‫ا عهو ة‪:‬‬

‫ال ابت يف أمر ما لى وكو ما مث اد ى مد أ ذلك احلكو عد‬ ‫( إذا ود ال ص من القرآ أ ال‬
‫انتقح أ ب ح من أ ح أنه انتقح ذلك الشو ا كل ‪:‬وه ن باض أولاله أ لتبدل زمانه‪ ،‬أ لتبدل‬
‫مكانه‪: ،‬الى مد و انتقال احلكو من أ ح ذلك أ أييت ب ها من نص عرآ‬

‫ا‬ ‫ن وسلل هللا لى هللا لوه سلو اثبت لى أ ذلك احلكو عد انتقح أ ب ح‪: ،‬إ‬ ‫أ س‬
‫به ح علله إ مل أيت به ‪:‬هل مب ح ‪:‬وما اد ى من ذلك‪ ،‬الفرض لى اجلموع ال بات لى ما‬
‫نر مل‬ ‫ا به ال ص ما دا يبقى اسو ذلك الشو ا كل ‪:‬وه لوه‪ ،‬ألنه الوقني ال قل د ل‬
‫‪405‬‬
‫أيذ هللا اات به‪: ،‬هما مرد دا كاذاب و أييت ال ص ِبما)‬

‫ىل أن قا‬

‫(‪:‬إ عوح ما الدلوح لى ُادإ احلكو مع بدل األزما األمك ؟ عل ا ابهلل اات التل‪:‬وق ال ها‬
‫لى ذلك ض ال قح من كح كا‪:‬ر ميمن لى أ وسلل هللا لى هللا لوه سلو أاتان ِبذا الدين‪،‬‬
‫ذكر أنه آتر األنبوا تامت الرسح‪ ،‬أ دي ه هذا الز لكح وو لكح من يللد إت القوام يف مجوع‬

‫‪ 404‬ا وافقات ‪.491/2‬‬


‫‪ 405‬اإليكام ‪.5/5‬‬

‫‪247‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫األوض ‪:‬صح أنه ال مات لتبدل الزما ‪ ،‬ال لتبدل املكا ‪ ،‬ال لتغري األولال‪ ،‬أ ما عبم ‪:‬هل‬
‫وال‪ ،‬و أييت نص ي قله ن وكمه يف زما آتر‬ ‫اثبم أبداه يف كح زما ٍ ‪ ،‬يف كح مكا ٍ ‪ ،‬لى كح ٍ‬
‫ٌ‬
‫أ مكا آتر أ وال أتر )‪.406‬‬

‫وبكل يا ٍ فالذ ينبغذ أن يكون واضلال متامال أن ما يدرته أهل العلم م ا عاين ات قاعدة تغذ‬
‫(اريكام لتغذ الفمان وا كان) ال تنسجم لالقال مع تلأل التوظيلات السيئة للخطاب العلماين‪ ,‬فإن هذف‬
‫القاعدة ال تعج لالقال أن رة تغذال يقيقيال لارائل علل اريكام الشرعية نا ا‪ ,‬قُ ارل ما يريدون اإل اح‬
‫ىل أن م لبيعة الشريعة السعة والشمو يف عطائها لأليكام ا ناسبة لظروف الواقع‪ ,‬مع ثبا ا ورسوخها‬
‫وأهنا تراعذ يف أيكامها عدم التلريق بني ا تماثالت أو اجلمع بني ا ختللات‪.‬‬

‫سادساه‪ :‬م التعبذات هلذف القاعدة استعما كلمة (الفتل ) كبديل ع التعبذ ابريكام‪ ,‬وأظنها اركار‬
‫يضورال يف ا شهد ارصويل واللقهذ ا عاصر‪ ,‬وهو استعما نكرف وأشاعه اإلمام اب القيم عليه رمحة هللا‪,‬‬
‫وهو استعما أكار انضبالال وأرفع للبت واإليهام ن اللتول انتج ع اتتها ا ليت يف استنباط احلكم‬
‫هلا م‬ ‫الشرعذ م أ لة الشريعة وتنفيل لذلأل احلكم ا ستنبف علل الواقع‪ ,‬وال شأل أن اللتول يعر‬
‫عوار التغذ والتجد ما يعر ‪ ,‬ويت ور وقوع قدر م التغيذ فيها مما ال ي ح أن يكون واقعال يف الشريعة‬
‫أللق القاعدة كمراعاة د العرف أو اقق وتو ا ناط أو‬ ‫نلأل العتبارات متعد ة بعضها مق و‬
‫موامانت ا احل وا لاسد أو ذها‪ ,‬أو ذ مق و كاالختالف يف االتتها اللقهذ ابلواتع ع ترتيح‬
‫ماالل فهذا و ن كان تغذال يف اللت ول ولك أن يدخل يف أللاظ القاعدة لكنه ذ مق و ‪ ,‬وال خيلو ارمر‬
‫هنا م قدر م التجوم يف اإللال أيضال لك ارمر يف التعبذ ابللتول أسهل م التعبذ ابريكام‪.407‬‬

‫‪ 406‬اإليكام ‪.7/5‬‬
‫‪ 407‬اريكام أيض ةال لله فيه قدر م اإلمجا واالش ةوا ‪ ,‬فاريكام قد يرا هبا أيكام الش ةريعة عينها وقد تكون أيكامال انش ةئةل ع اتتها‬
‫بشةةر كأيكام القاضةةذ‪ ,‬فإن كان ا ق ةةو يف مصةةيل القاعدة الااين فارمر فيها قريع م التعبذ ابللتول مع ما بني احلكم واللتول م‬
‫اللوار ا عروفة‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اثل اه ‪:‬قه ا ما الشا‪:‬او بني القدمي اجلديد‬


‫م التوظيلات اليت لارسها اخلطاب العلماين‪/‬احلداثذ يف هذا السيا لتلير تالعبهم أبيكام الشريعة‬
‫التل يلية الواقع اللقهذ‪/‬التارخيذ ذهع اإلمام الشافعذ عليه رمحه هللا‪ ,‬فله رمحه هللا فقهان مشهوران ُعل‬
‫ع أيدغا ابلقدمي وع ا خر ابجلديد‪ ,‬فارو ما كان منه مدة مقامه ابلعرا ‪ ,‬والااين بعد انتقاله عنها‬
‫ر‪ ,‬وهذا التغذ الطارئ يف فقه اإلمام الشافعذ انش بدعول ه الل ع لبيعة البيئة ا تغذة‪ ,‬وع‬
‫م ثرات الفمان وا كان‪ ,‬فللبيئة مثذها يف الطبيعة اللقهية‪ ,‬والشريعة ا ناسبة حلياة ال در ارو ال يلفم‬
‫ابلضرورة أن تكون مناسبة حلياتنا اليوم‪ ,‬بل مشهد التجديد اللقهذ الشافعذ ا ٌ علل أن لكل بيئة‬
‫(ممانية‪-‬مكانية) فقهها ا ناسع فكما أن رهل العرا فقهال ال يشركهم فيه أهل م ر فللم ريني فقه ال‬
‫يشركهم يف أهل العرا ‪.‬‬

‫واجلواب ع هذف اإلشكالية م خال ما يلذ‪:‬‬

‫أ اله‪ :‬أن نسبة القدمي واجلديد ىل مذهع اإلمام الشافعذ نسبةٌ اصطالييةٌ‪ ,‬كان ا ق و منها بيان قدر‬
‫م التغذ الذ لرأ علل اتتها ات اإلمام الشافعذ اللقهية‪ ,‬وقد مت ضبف ا ذهع القدمي م يياة اإلمام‬
‫الشافعذ ممانيال م بداية فتائه ويىت سنة ‪199‬هة ومجهور نلأل واقع منه ابلعرا وسلله وتو يف مكة ويف‬
‫تلأل ا دة ألل كتابيه احلجة والرسالة (القدلة) و ذغا‪ ,‬وكانت له اتتها ات فقهية وأصولية متعد ة‪.‬‬

‫ر وظل فيها يىت تويف سنة ‪204‬هة‪ ,‬ويف هذف السنوات‬ ‫يف أواخر سنة ‪199‬هة سافر اإلمام الشافعذ‬
‫ىلذ كاذال م اتتها اته وعا علل كتبه اب راتعة و عا ة الت نيل‪ ,‬وصلبه مجلة م التالمذة كالبويطذ‬
‫وا فين والربيع و ذهم فنقلوا فقهه‪ ,‬وكان م أهم ما ألله رمحه هللا يف هذف ا دة ارم والرسالة (اجلديدة)‬
‫و ذها‪ ,‬فكانت هذف اللوة هذ ا عل عنها اب ذهع اجلديد للشافعذ‪.‬‬

‫وكان م الواضح أن الشافعذ يف م ر ما م ارير كتبه وانتلع ذا ي لىله م معارف وعلوم سابقه‪ ,‬فهذا‬
‫تلميذف ابلعرا اإلمام أمحد ا سئل‪:‬‬

‫(ما ر يف كتب الشا‪:‬او اليت د الاراعوني أوب إلوك أ اليت د املصريني؟ عال لوك ابلكتب‬
‫‪408‬‬
‫اليت عاها صر‪: ،‬إنه عع هذن الكتب ابلاراق مل حيكمها‪ ،‬مث و ع إت مصر ‪ :‬وكو ذلك)‬

‫مناقع اإلمام الشافعذ للبيهقذ ‪.263/1‬‬ ‫‪408‬‬

‫‪249‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اثنواه‪ :‬م ا هم الكشل ع بواعث هذا التغذ اللقهذ الذ وقع م اإلمام الشافعذ‪ ,‬فإن نلأل سيظهر‬
‫يجم ا غالطة اليت يرا متريرها ابستخدام اإلمام الشافعذ ومذهبه كورقة يف لعبة هدر أيكام الشريعة ات‬
‫القرائ اخلارتية ال تكا‬ ‫عاول تغذ الفمان وا كان‪ .‬هذف البواعث ابستقرال فقه الشافعذ نلسه وبع‬
‫سر ع ‪:‬‬

‫‪ )1‬اتساع ائرة ا عرفة والعلم ابلالعه علل كاذ م السن وا ر مما مل يك قد مسعها م قبل‪ ,‬خ وصال‬
‫يف ريلته ارخذة كة واليت سافر عقبها ىل م ر‪ ,‬ولذا فبعضهم جيعل مبتدأ فقهه انشئال م مكة ممتدال‬
‫ىل استقرارف ذ ر‪.‬‬
‫وقيار ونظ ٍر ٍ‬
‫تديد يف أ لة الشريعة‪ ,‬ولدت قناعة ذرتويية الرأ ارو ورتلاانل‬ ‫‪ )2‬اعتما ف علل اتتها ٍ ٍ‬
‫للااين‪ ,‬ولذا فم العبارات اليت أللقها رمحه هللا واليت تد علل اتكال فقهه علل نث كان جيهله أو نظر‬
‫يف النث أصبح مرتويال يف نلسه‪ ,‬قوله عليه رمحة هللا‪:‬‬

‫ين القدمي)‪.409‬‬ ‫يف ٍّ‬


‫وح من و‬ ‫(لو‬

‫‪ )3‬اختالفات عُرفية م ثرة يف فقه الشريعة‪ ,‬أو قضااي اعتلها الشارع يف ترتيع اريكام كالضرورة واحلاتة‬
‫وسد الذرائع و ذ نلأل مما لك أن يتغذ م ممان ىل ممان أو مكان ىل مكان مع ماليظة اعتبار‬
‫الشارع هلذا التغذ‪ ,‬فتجد اروضاع العرفية ماالل سيامر فقهال يناسبها فيما قرر الشارع اعتبار العرف فيه‪,‬‬
‫فال يستنكر أن يكون فقه ا سألة عند اإلمام الشافعذ وايدال لك تغذ يكمه يف الواقع لتغذ ا ناط‬
‫ا وتع لتغذ احلكم الناش ع تغذ ارعراف‪ ,‬وفر ٌ كبذ بني م يريد أن يقرر توام هدر اريكام‬
‫الشرعية التل يلية فيما اعتلف الشارع يف الواقع م ا عاين واروصاف وما مل يعتلف‪ ,‬وبني م يستمسأل‬
‫ابلنث الشرعذ ملتشال ع مناله يف الواقع لينفله عليه‪.‬‬

‫اثل اه‪ :‬ي كد ما تقدم م موضوعية ا لرات اليت سو ت لحمام الشافعذ اخلرو ع قو يف ا سألة ىل قو‬
‫تديد وأن ارمر مل يك فتيال تناسع أمفتة النار وأهوائهم ما يلذ‪:‬‬

‫البلر احمليف ‪.584/4‬‬ ‫‪409‬‬

‫‪250‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ -1‬عدم ويفف إلعما فقهه العراقذ يف عبارته الساللة‪( :‬ليت يف ٍىل‬


‫يل م رول عج القدمي)‪ ,‬وقا اإلمام‬
‫البيهقذ مبينال ا مارسة العملية لحمام الشافعذ هبذا اخل وص‪:‬‬

‫(‪:‬كا أيمر بقرا ة هذن الكتب لوه يف اجلديد‪ ،‬مث أيمر بتخريق ما غري ا تهادن ‪:‬وها‪ ،‬و ا يد ه‬
‫‪410‬‬
‫اكتفا ه ا ذكر يف ملعع آتر)‬

‫فلو كان الشان عندف تسويغ تعد اريكام الشرعية جملر تعد البيئات احلاضنة مع اشوا ٍ يف عني‬
‫الوقائع يف البيئتني ا يرص علل ماتة مذهبه القدمي‪ ,‬جلوم للعراقيني العمل اب ذهع القدمي وهو ما مل يقع‬
‫منه عليه رمحة هللا‪ ,‬فد علل أن مجهور ما وقع يف مذهبه م التغيذ عائد يف احلقيقة ىل نظ ٍر فقهذ تديد‬
‫يف ار لة الشرعية م تهة الابوت وم تهة اللهم‪ ,‬وهو ما فهمه أئمة الشافعية وعولوا عليه يف نسبة‬
‫ارقوا ليه رمحه هللا فهذا اإلمام النوو يقو ماالل‪:‬‬

‫ديد‪: ،‬اجلديد هل الصضوح لوه الامح‪ ،‬أل‬ ‫(كح م ل ‪:‬وها علال للشا‪:‬او ‪-‬ومحه هللا‪ -‬عدمي‬
‫ه‪ ،‬است ت مجا ٌ من أ ضاب ا حنل شرين م ل ‪ ،‬أ أك ر عاللا يف ‪:‬وها‬ ‫القدمي مر ل‬
‫‪411‬‬
‫ابلقدمي)‬

‫ويقو أيضال‪:‬‬

‫للمفيت ال للاامو امل ت ب إت مذهب الشا‪:‬او ومحه هللا يف م ل ِّ القللني أ الل هني أ‬ ‫(لو‬
‫‪412‬‬
‫يامح ا نا م هما بغري نظر بح لوه يف القللني الامح آبترمها)‬

‫‪ -2‬أن أئمة ا ذهع الشافعذ كانوا واعني متامال أبن لحمام الشافعذ أسباابل شرعية معتلة يف تغيذ مجلة م‬
‫ررائه اللقهية‪ ,‬وأنه ما كان خير ع قو فقهذ مبج علل ليل ال ىل قوٍ فقهذ رخر مبج علل ليل‬
‫أرتح‪ ,‬ولذا فقد ك انوا يتابعونه علل هذا ا سلأل ا نهجذ يف متابعة الدليل وخياللونه بوتيح رأيه القدمي‬
‫لرتلان ليله يف نظرهم‪ ,‬وما كانوا ينسبون نلأل ا ذهع ليه ن هو علل خالف قوله اجلديد‪ ,‬فلو كان‬
‫الكل فتيا سائغة حبسع ضغوط الفمان وا كان لكان القدمي واجلديد كالغا مذهبال سائغ النسبة للشافعذ‬
‫وهو ما مل يقع م علمال ا ذهع‪ ,‬وهم ارفهم بطبيعة الشافعذ ويقيقة مذهبه وارسباب اليت فعته ىل‬

‫‪ 410‬مناقع الشافعذ ‪.256/1‬‬


‫‪ 411‬اجملموع شة ة ةةرح ا هذب ‪ . 66/1‬وهذا االسة ة ةةتانال بس ة ةةبع قوة ارلة ا رتلة للقو القدمي كما تال بيانه يف مواض ة ةةع متعد ة م اجملموع‬
‫و ذف‪ ,‬وسيأيت ع النوو بعد قليل نقل يليدف أيضال‪.‬‬
‫‪ 412‬اجملموع شرح ا هذب ‪.68/1‬‬

‫‪251‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ترتيلاته اللقهية اجلديدة‪ ,‬ولو كانوا يرون أن تغذ البيئة هو السبع الرئيسذ يف نلأل لقرروف ورعملوف يف‬
‫فقههم‪ ,‬قا اإلمام النوو موضلال هذف القضية يف تعليقه علل كلمة اإلمام اجلويج واليت نكرها يف كتابه‬
‫اجلليل (هناية ا طلع ‪:)29/1‬‬

‫( لى اجلمل ماتقدإ أ األعلال القدو لو م من مذهب الشا‪:‬او ووث كانم‪ ،‬ألنه ز القلل‬
‫ه ال يكل مذهباه للرا ع)‪.‬‬ ‫لى الفتها يف اجلديد‪ ،‬املر ل‬

‫قا النوو ‪:‬‬

‫دان أ ضاب ا أ‪:‬تلا ِبذن امل ائح لى القدمي‪ ،‬محل ا ذلك لى أنه أداهو‬ ‫(‪:‬إذا لمم وال القدمي‬
‫ا تهادهو إت القدمي لظهلو دلوله هو جمتهد ‪: : ،‬تلا به ال يلز من ذلك ن بته إت الشا‪:‬او‪ ،‬مل‬
‫يقح أود من املتقدمني يف هذن امل ائح أهنا مذهب الشا‪:‬او‪ ،‬أ أنه است اها‪ ،‬عال أبل مر ‪:‬وكل‬
‫اتتواو أودهو للقدمي ‪:‬وها من عبوح اتتواون مذهب دري الشا‪:‬او إذا أدان ا تهادن إلوه‪: ،‬إنه إ كا‬
‫ذا ا تهاد ا بع ا تهادن‪ ،‬إ كا ا تهادن مقوداه مشلابه بتقلود نقح ذلك الشلب من التقلود ن‬
‫ذلك ا ما ‪ ،‬إذا ا‪ :‬بني ذلك يف ‪:‬تلان‪: ،‬وقلل مذهب الشا‪:‬او كذا‪ ،‬لكين أعلل ذهب أى‬
‫و وف هل كذا)‪.413‬‬

‫اتع ىل‬
‫وهذا ا سلأل يف الوتيح عند الشافعية‪ ,‬واخلرو ع رأيه اجلديد ىل القدمي متابع لة للدليل ر ٌ‬
‫استيعاب الشافعية نهج اإلمام الشافعذ يف تطلع احلق بدليله‪ ,‬ولذا يقو النوو كاشلال ع هذف ا اليظة‬
‫ونلأل يف أثنال نكرف هلذف ا يفة ا نهجية عند اإلمام الشافعذ‪:‬‬

‫‪ ،‬مجاه يف مذهبه بني أطراف األدل ‪ ،‬مع‬ ‫( من ذلك ندة ا تهادن يف نصرة احلديث‪ ،‬ا با ال‬
‫التدعوق‪ ،‬و لقب وني عد الاراق ب ا ر احلديث‪،‬‬ ‫التضقوق الغلص التا لى املاا‬ ‫ا قا‬
‫دلب يف رف الالما املتقدمني الفقها ا راسانوني لى متباو مذهبه لقب أ ضاب احلديث يف‬
‫القدمي احلديث‪ ،‬عد و ي ا ن ا ما أيب بكر حممد بن إسضاق بن تزو املار ف إبما األئم ‪-‬‬
‫ضوض مل يلد ها‬ ‫ابلغاي الاالو ‪ -‬أنه سئح هح الو س‬ ‫كا من وفظ احلديث مار‪ :‬ال‬
‫الشا‪:‬او كتبه؟ عال ال مع هذا ‪:‬اوتا الشا‪:‬او ومحه هللا لكل ا واط ممت ا لى البشر‪: ،‬قال‬
‫وته ابلامح ابحلديث الصضوح رك علله املخالخل‬ ‫ما عد عبم ه وعو هللا ه من أ ه من‬

‫‪ 413‬اجملموع ‪.67/1‬‬

‫‪252‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مللا ِبا يف م ائح ك رية مشهلوة‬ ‫وته‬ ‫لل ص ال ابم الصريح‪ ،‬عد امت ح أ ضاب ا ومحهو هللا‬
‫كم ل الت ليب يف الصبح م ل انرتا التضلح يف احلج باذو)‪.414‬‬

‫‪ -3‬ت ريح أئمة الشافعية بعدم توام تقليد الشافعذ يف مذهبه القدمي مما رتع عنه ولو كان ا قلد عراقيال‪,‬‬
‫مذهع سائ ٌغ للشافعذ ي ح العمل هبذا وهذا ونسبته للشافعذ‪ ,‬أم هو م‬‫ٌ‬ ‫فهل ي ح اال عال أبن الكل‬
‫قبيل االتتها اللقهذ ا بج علل النظر الشرعذ يف الدليل والذ يواتع فيه العامل ع اتتها يراف خطأ‬
‫ىل صواب أو م قو مرتوح ىل راتح !‬

‫‪ -4‬ت ريح أئمة الشافعية أبن ما مل يتغذ فيه اتتها الشافعذ م اختياراته (العراقية‪/‬مذهبه القدمي) ومل‬
‫ُ درت فيه مذهبال تديدال فهو مذهبه‪ ,‬وهو ما ي كد علل لبيعة تطلع احلق يف التغذ الطارئ علل مذهع‬
‫الشافعذ‪ ,‬وأن اختياراته يف سائر تنقالت يياته منا هذ انشئة ع تطلع القو اررتح ليالل وليت انشئال‬
‫ع جمر تغذ اجلغرافيا أو الفمان‪ ,‬أو أننا أمام مشهد فقهذ تديد يراعذ معطيات بيئة يخ وصة منل لة‬
‫متامال ع ا شهد اللقهذ ا تقدم‪ ,‬بل حن أمام تسد فقهذ وايد تبني لنا فيه اختيارات اإلمام الراتلة‬
‫م اختياراته ا رتوية‪ ,‬وقد أقر الشافعذ مجلة م كتبه ا تقدمة كما أشار ليه البيهقذ يف كتابه (مناقع‬
‫اختياراته كما سبق‪ ,‬يقو اإلمام النوو موضلال هذف‬ ‫الشافعذ)‪ ,415‬كما أترل تعديالت علل بع‬
‫احلقيقة يف لبيعة االت ا يف فقه اإلمام الشافعذ بني القدمي واجلديد‪:‬‬

‫لوه‪ ،‬املراد به عدمي نص‬ ‫مذهباه للشا‪:‬او‪ ،‬أ مر ل اه ه‪ ،‬أ ال ‪:‬تل‬ ‫( ا لو أ علهلو القدمي لو‬
‫يف اجلديد لى تمل‪:‬ه‪ ،‬أما عدمي مل خيالفه يف اجلديد أ مل يتارض لتلك امل ل يف اجلديد‪: ،‬هل مذهب‬
‫لوه ‪:‬إنه عاله مل ير ع ه‪ ،‬هذا ال ل عع م ه م ائح ك رية‬ ‫الشا‪:‬او ا تقادن‪ ،‬يُامح به يف‬
‫ه ال مح لوه لكل دالبه‬ ‫ست يت يف ملاعاها إ نا هللا‪ ،‬إمنا أطلقلا أ القدمي مر ل‬
‫كذلك)‪.416‬‬

‫‪ -5‬أن م ا اليه أن رة قدرال م اخلالف بني أئمة الشافعية يف مريخ مذهبيه القدمي واجلديد فبعضهم‬
‫جيعل مبتدأ اجلديد يف العرا قبيل خروته منها‪ ,‬ومنهم م يقو بل م وتو ف يف مكة قبل انتقاله ر‪,‬‬
‫ر‪ ,‬فهذا اخلالف يف اعتبار بداية ا ذهع اجلديد ي كد علل أن تغذ‬ ‫ومنهم م جيعله م مبتدأ خوله‬

‫‪ 414‬اجملموع ‪.11/1‬‬
‫‪ 415‬مناقع الشافعذ ‪.256-255/1‬‬
‫‪ 416‬اجملموع شرح ا هذب ‪.68/1‬‬

‫‪253‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫البيئة فقف واعتبارات الفمان وا كان مل تك هذ العامل الرئيسذ ا ثر يف هذا التغذ اللقهذ بل العامل‬
‫ر‪.‬‬ ‫ارساسذ هو د النظر يف الدالئل الشرعية خ وصال بعد االستفا ة منها قبل خوله‬

‫‪ -6‬أنه ابستقرال اللوار بني مذهع الشافعذ القدمي واجلديد د مجلةل ال أبر هبا م ا سائل اليت رتع‬
‫عنها اإلمام الشافعذ ال عالقة هلا مطلقال ذجر مراعاة البيئة اجلديدة أو مطلق التسهيل اللقهذ‪ ,‬و منا هو‬
‫لتجد النظر يف مآخذ ار لة واالتتها يف التوصل للراتح‪ ,‬خذ ماالل ما تال يف كتاب ارم يف معر‬
‫الكالم ع يكم ا واالة يف الوضول‪:‬‬

‫( أوب أ يتابع اللعل ‪ ،‬ال يفرعه أل وسلل هللا لى هللا لوه سلو ا به متتابااه‪ ،‬أل امل لمني‬
‫اؤ ا ابل لاف‪ ،‬ومو اجلماو‪ ،‬ما أنبههما من األ مال متتابا ه‪ ،‬ال ود للتتابع إال ما يالمه ال ار‬
‫من أ أيتذ الر ح ‪:‬وه مث ال يكل عاطااه له و يكمله إال من ذ ٍو‪ ،‬الاذو أ يفز يف ملعاه‬
‫سوح‪ ،‬أ هدٍ ‪ ،‬أ ور ٍيق‪ ،‬أ درين‪: ،‬وتضلل إت درين ‪:‬وماو ‪:‬وه لى علئه‪،‬‬
‫الذإ لع ‪:‬وه من ٍ‬
‫أ يقح به املا ‪:‬و تذ املا مث واو لى علئه يف الل هني مجوااه‪ ،‬إ خل علؤن كما يارض له‬
‫اف أ انتقاض علٍ‬ ‫يف الصملة الر اف درين ‪:‬وخرج مث يبين‪ ،‬كما يق ع به ال لاف لصملةٍ أ و ٍ‬
‫‪:‬و صرف مث يبين‬
‫عال الربوع مث و ع الشا‪:‬او ن هذا باد‪ ،‬عال لوه أ يبتدئ الصملة إذا ترج من و ٍ‬
‫اف ( عال‬
‫الشا‪:‬او) إنه إذا انصرف من و ٍ‬
‫اف أ درين عبح أ يتو مل ه أنه يبتدئ الصملة‬

‫عال الربوع و ع الشا‪:‬او ن هذن امل ل عال إذا ولل هه ن ُا الصملة امداه أ اد الصملة‬
‫إذا ترج من و ٍ‬
‫اف درين)‪.417‬‬

‫فما عالقة هذا احلكم ا تعلق ابل الة بتغذ البئية عراقية أو م رية ! وارمالة كاذة كمسألة التاويع يف‬
‫أنان ال بح‪ ,‬والتباعد ع النجاسة يف ا ال الكاذ‪ ,‬وقرالة السورة يف الركعتني ارخذتني‪ ,‬ومسألة ت‬
‫احملارم‪ ,‬وتعجيل العشال‪ ,‬ووقت ا غرب‪ ,‬ومسألة ا نلر نا نول االقتدال يف أثنال ال الة‪ ,‬واجلهر ابلتأمني‬
‫للمأموم يف ال الة اجلهرية‪ ,‬ومسألة استلباب اخلف بني يد ا لل نا مل يك معه ع ا وحنوها ‪...‬‬

‫‪ 417‬ارم ‪.30/1‬‬

‫‪254‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اخل‪ . 418‬فهذا ا سائل و ذها ال عالقة هلا ذجر االنتقا م بيئة ىل بيئة تديدة‪ ,‬و منا لتجد النظر يف‬
‫ار لة الشرعية للبال إلصابة احلق‪.‬‬

‫‪ -7‬أن اإلمام الشافعذ كغذف م ارئمة شديد التلر للدليل الشرعذ وله يف نلأل تقريرات يسنة‪,‬‬
‫ومواقل مشهو ة‪ ,‬وهو القائل‪ ( :‬نا صح الدليل فهو مذهيب)‪ 419‬وهذ أمارة منهجية هامة علل شدة اريه‬
‫للدليل وأن ما يطرأ علل ررائه م التغذ منش ف د النظر اللقهذ يف الدليل الشرعذ ال تعمد هدر الدليل‬
‫ارقوا اللقهية مما توقل‬ ‫أئمة الشافعية ترتيله لبع‬ ‫لضغوط الواقع‪ ,‬ولذا كان م لطيل ت رف بع‬
‫يف ليله الشافعذ ونسبة تلأل الوتيلات للشافعذ كونه القائل‪ ( :‬نا صح الدليل فهو مذهيب)‪ ,‬وم‬
‫مواقله الدالة علل شدة متابعته للويذ‪ ,‬واريه للسنة‪:‬‬

‫‪ -‬قا احلميد ‪ :‬رول الشافعذ يوما يدياال‪ ,‬فقلت‪ :‬أمخذ به فقا ‪ :‬رأيتج خرتت م كنيسة‪ ,‬أو علذ‬
‫‪420‬‬
‫مانر‪ ,‬يىت نا مسعت ع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم يدياا ال أقو به !‬
‫‪ -‬وع الربيع ب سليمان قا ‪ :‬مسعت الشافعذ وسأله رتل ع مسألة فقا ‪ :‬يرول فيها كذا وكذا ع‬
‫النيب صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬فقا له السائل‪ :‬اي أاب عبد هللا تقو به فرأيت الشافعذ أرعد وانتقث‪ ,‬فقا ‪:‬‬
‫تقلج‪ ,‬وأ مسال تظلج‪ ,‬نا رويت ع النيب صلل هللا عليه وسلم يدياا فلم أقل به‬ ‫(اي هذا‪ ,‬أ أر‬
‫نعم علل السمع والب ر‪ ,‬نعم علل السمع والب ر)‪.421‬‬

‫رتل‪ :‬مخذ‬
‫‪ -‬وع الربيع أيضال قا ‪ :‬مسعت الشافعذ ونكر يدياال ع النيب صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬فقا له ٌ‬
‫به اي أاب عبدهللا فقا ‪ :‬سبلان هللا! أرو ع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم شيئال وال رخذ به ! مىت‬
‫‪422‬‬
‫عرفت لرسو هللا صلل هللا عليه وسلم يدياال‪ ,‬ومل رخذ به‪ ,‬فأان أشهدكم أن عقلذ قد نهع‪.‬‬

‫قلت وكان ع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم خالف‬


‫ىي قا ‪ :‬قا الشافعذ‪ :‬كل ما ُ‬ ‫‪ -‬وع يرملة ب‬
‫قويل مما ي ح‪ ,‬فلديث النيب صلل هللا عليه وسلم أوىل‪ ,‬وال تقلدوين‪.423‬‬

‫‪ 418‬انظر ماالل اجملموع شة ةةرح ا هذب ‪ 66/1‬فقد نكر مجلة م هذف ا س ة ةةائل‪ ,‬وكذلأل رسة ةةالة (اإلمام الشة ةةافعذ يف مذهبيه القدمي واجلديد)‬
‫رمحد عبد السالم اإلندونيسذ‪.‬‬
‫‪ 419‬اجملوع شرح ا هذب ‪.92/1‬‬
‫‪ 420‬سذ أعالم النبالل ‪.34/10‬‬
‫‪ 421‬اللقيه وا تلقه ‪.388/1‬‬
‫‪ 422‬ر اب الشافعذ ومناقبه الب أيب يامت ‪.69‬‬
‫‪ 423‬ر اب الشافعذ ومناقبه ‪.69‬‬

‫‪255‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ -‬وقا رمحه هللا‪ :‬كل يديث ع النيب صلل هللا عليه وسلم فهو قويل‪ ,‬و ن مل تسمعوف مج‪.424‬‬

‫‪ -‬وقا اإلمام أمحد‪ :‬قا لنا الشافعذ‪ :‬أنتم أعلم ابحلديث والرتا مج‪ ,‬فإنا كان احلديث صليلال‬
‫فأعلموين ‪ -‬كوفيال‪ ,‬أو ب رايل‪ ,‬أو شاميال ‪ -‬يىت أنهع ليه ن كان صليلال‪.425‬‬

‫‪ -‬وقا رمحه هللا‪ :‬ما م أيد ال وتذهع عليه سنة لرسو هللا صلل هللا عليه وسلم وتعفب عنه‪ ,‬فمهما‬
‫قلت‪ ,‬فالقو ما‬
‫أصل فيه ع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم خالف ما ُ‬ ‫ٍ‬ ‫أصلت م‬
‫ُّ‬ ‫قلت م قوٍ ‪ ,‬أو‬
‫ُ‬
‫قا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم وهو قويل‪ .‬وتعل ير هذا الكالم‪.426‬‬

‫‪ -‬وقا أيضال‪ :‬نا وتدمت سنة رسو هللا صلل هللا عليه وسلم خالف قويل فخذوا ابلسنة و عوا قويل فإين‬
‫أقو هبا‪.427‬‬

‫‪ -‬وقا ‪ :‬أمجع ا سلمون علل أن م استبابت له سنة رسو هللا ص ‪ -‬مل يك له أن يدعه لقو أيد م‬
‫النار‪.428‬‬

‫‪ -‬وقا ‪ :‬كل مسألة تكلمت فيها صح اخلل فيها ع النيب صلل هللا عليه وسلم عند أهل النقل رالف‬
‫قلت فأان راتع عنها يف ييايت وبعد مويت‪.429‬‬
‫ما ُ‬

‫وا ق و أن م كان علل هذف احلا م شدة ار موافقة السنة ال يت ور منه أن يهدرها جملر انتقاله‬
‫م رقعة تغرافية معينة ىل رقعة أخرل‪ ,‬أو أن يرضخ عطيات الواقع فيسعل يف تطويع الدي للتأقلم مع‬
‫هذا الواقع‪.‬‬

‫‪ 424‬ر اب الشافعذ ومناقبه ‪.70‬‬


‫‪ 425‬ر اب الشافعذ ومناقبه ‪.70‬‬
‫‪ 426‬عالم ا وقعني ‪.286 /2‬‬
‫‪ 427‬عالم ا وقعني ‪.285 /2‬‬
‫‪ 428‬عالم ا وقعني ‪.7/1‬‬
‫‪ 429‬عالم ا وقعني ‪.285/2‬‬

‫‪256‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫املزلق الخامس‪ :‬مشكلة العقل‬

‫بوا املزلق‬
‫أن ال عقل هو م أتل نعم هللا تعاىل علل البشرية‪ ,‬وهو اللي ل بني اإلنسان واحليوان‪ ,‬وبه عرفت صلة‬
‫النبوة وصد الويذ‪ ,‬فال بد م اعتبارف مرتعال يف يا اختلل مع الن وص‪ ,‬ن هو الكاشل ع‬
‫ن الئل تلأل الن وص‬ ‫صلتها‪ ,‬وبر ف يسقف الدليل الكاشل ع صلة الن وص فلفم ارخذ به‪,‬‬
‫ظنية خلية اب قارنة ىل قطعية الداللة العقلية اللهانية‪ ,‬وال شأل أن تقدمي الداللة ارقول مق و مطلوب‬
‫ذ مشروع‪.‬‬ ‫والتعلق ابلظ‬

‫امل اعش‬
‫يف احلقيقة ال أستطيع خلال عدم محاسيت الكبذة عاجلة (س ا العقل والنقل) لسببني بسيطني‪:‬‬

‫‪ )1‬أن ا كتبة الشرعية‪/‬اللكرية يافلة تدال بكتاابت كاذة تدال تبلغ رالف ال للات يف معاجلة يختلل‬
‫موااي هذا ا وضوع‪ ,‬ببيان يقيقة العقل‪ ,‬ومنفلته يف بنال الت ورات وارفكار‪ ,‬وموقعه م اخلارلة الشرعية‪,‬‬
‫وجماالته البلاية‪ ,‬وأوته كماالته وأوته الق ور ‪..‬اخل‪.430‬‬

‫‪ 430‬فمما كتع يف هذا اجملا م كدال أين مل أق د االستيعاب‪:‬‬


‫‪ ‬رل تعار العقل والنقل الب تيمية‪.‬‬
‫‪ ‬نق تلبيت اجلهمية الب تيمية‪.‬‬
‫‪ ‬منها السنة الب تيمية‪.‬‬
‫‪ ‬بغية ا رات الب تيمية‪.‬‬
‫ا نطق الب تيمية‪.‬‬ ‫‪ ‬نق‬
‫‪ ‬الر علل ا نطقيني الب تيمية‪.‬‬
‫‪ ‬ال لدية الب تيمية‪.‬‬
‫‪ ‬شرح العقيدة ارصلهانية الب تيمية‪.‬‬
‫‪ ‬ال واعق ا رسلة علل اجلهمية وا عطلة الب قيم اجلومية‪.‬‬
‫‪ ‬العقل وفضله الب أيب الدنيا‪.‬‬
‫طلل صل ‪.‬‬ ‫‪ ‬موقل العقل والعلم والعامل م رب العا ني‬
‫‪ ‬منهج االستدال علل مسائل االعتقا لعامان علذ يس ‪.‬‬
‫‪ ‬م ا ر التشريع ومنهج االستدال والتلقذ حلمد عبدهللا‪.‬‬
‫‪ ‬منهج التلقذ واالستدال بني أهل السنة وا بتدعة رمحد ال واين‪.‬‬

‫‪257‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ )2‬أن أكار ما يكتبه ا خاللون يف تقرير هذف ا سألة هو عا ة نتا ر ل لكتاابت متقدمة يف هذا‬
‫الباب‪ ,‬فاإلشكاالت هذ عني اإلشكاالت اليت تناوهلا م كان قبلهم م ا همومني ابلبلث يف ا عقوالت‬
‫ومذاهع النار فيها‪ ,‬واللر ال يعدو أن يكون فرقال شكليال يف صيا ة اجلمل والعبارات لتكون أكار‬
‫ع ريةل‪ ,‬مع ماليظة اللر بني تقريرات م تقدمهم يف مصيل هذف اإلشكاليات واليت تتميف بقدر أكل‬
‫م التلرير والتنظذ للمشكلة‪.‬‬

‫‪ ‬ا عرفة يف اإلسالم‪ :‬م ا رها وجماال ا لعبدهللا القرين‪.‬‬


‫‪ ‬مناهج البلث يف العقيدة اإلسالمية لعبدالرمح الفنيد ‪.‬‬
‫‪ ‬القائد ىل ت ليح العقائد لعبدالرمح ا علمذ‪.‬‬
‫‪ ‬ارير العقل وتابيت التوييد يف ضول الكتاب والسنة أمحد فا ولد دمد‪.‬‬
‫‪ ‬ملهوم العقل والقلع يف القررن والسنة حملمد اجلومو‪.‬‬
‫‪ ‬العقل والنقل عند اب رشد حملمد أمان اجلامذ‪.‬‬
‫‪ ‬تد العقل والنقل يف مناهج التلكذ اإلسالمذ‪.‬‬
‫‪ ‬العقل والنقل‪ :‬نم تقدمي العقل علل الن وص الشرعية لبدر الناصر‪.‬‬
‫‪ ‬ارصو اليت بىن عليها ا بتدعة مذهبهم يف ال لات لعبدالقا ر صويف‪.‬‬
‫‪ ‬الدليل العقلذ عند السلل لعبدالرمح الشهر ‪.‬‬
‫‪ ‬منهج السلل وا تكلمني يف موافقة العقل للنقل جلابر أمذ‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ‬موقل ا تكلمني م االستدال بن وص الكتاب والسنة لسليمان الغ‬
‫‪ ‬منهج السلل بني العقل والتقليد‪ :‬ت ليح ملاهيم‪ ,‬رل شبهات حملمد السيد اجلليند‪.‬‬
‫‪ ‬موقل شيخ اإلسالم اب تيمية م عول ا عار العقلذ لعبدالرمح الشمر ‪.‬‬
‫‪ ‬اال اهات العقالنية احلدياة لناصر العقل‪.‬‬
‫‪ ‬اال اف العقالين لدل ا لكري اإلسالميني ا عاصري لسعيد الفهراين‪.‬‬
‫‪ ‬اال اف العقلذ يف مشكلة ا عرفة عند ا عتفلة هد أبو سعدة‪.‬‬
‫‪ ‬العقل عند ا عتفلة‪ :‬ت ور العقل عند القاضذ عبداجلبار حلسج مينة‪.‬‬
‫‪ ‬العقالنيون أفراخ ا عتفلة الع ريون لعلذ احلليب‪.‬‬
‫ارمني‪.‬‬ ‫‪ ‬موقل ا درسة العقلية م السنة النبوية لألمني ال ا‬
‫‪ ‬موقل ا درسة العقلية م احلديث لشليق اب شقذ‪.‬‬
‫‪ ‬منهج ا درسة العقلية احلدياة يف التلسذ للهد الرومذ‪.‬‬
‫‪ ‬ار لة العقلية النقلية علل أصو االعتقا لسعو العريلذ‪.‬‬
‫‪ ‬الداللة العقلية يف القررن ومكانتها يف تقرير مسائل العقدية لعبدالكرمي عبيدات‪.‬‬
‫‪ ‬أ لة أهل السنة العقلية يف ارمسال وال لات والقدر ريالم الضبيعذ‪.‬‬
‫‪ ‬القانون يف عقائد اللر وا ذاهع اإلسالمية حملمد نعيم ساعذ‪.‬‬
‫‪ ‬تناية التأويل اللاسد علل العقيدة اإلسالمية حملمد أمحد لوح‪.‬‬
‫‪ ‬العقلية الليلالية يف رصل العقل ووصل النقل لعبدالعفيف الطريلذ‪.‬‬
‫و ذها الكاذ‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ومع نلأل فأتدين مضطرال ىل معاجلة هذا ا لل ا تشعع‪ ,‬فم ا عيع أن تُبلث موار هدر الن وص‬
‫ويعر ع و ٍ‬
‫ايد م أكل ا وار اليت ُهدرت رتله الكاذ م الن وص الشرعية يف القدمي واحلديث‪ ,‬بل‬ ‫ُ‬
‫هو يف احلقيقة أر تلأل ا وار ‪ ,‬ن كاذ منها عائد يف هناية ا طاف ىل هذا ا ور ‪ ,‬وسأياو أن أقت ر يف‬
‫معاجلة هذا ا وضوع الطويل الشائأل بذكر أهم القضااي اليت ينبغذ أن يراعيها م يريد ارير اجلواب الشرعذ‬
‫ما كتع يف هذا ا وضوع‪ ,‬وأرتو أن يكون فيها‬ ‫لس ا (العقل)‪ ,‬وهذ ال تعدو أن تكون ملخ ات لبع‬
‫ما ل شيئال م عقد شكالية العقل والنقل‪:‬‬

‫أ اله مقدمات ولل الاقح‬


‫يف معاجلة عول التعار بني العقل والنقل ووتوب تقدمي العقل‪ ,‬معرفة معىن العقل‬ ‫م ا هم قبل اخلو‬
‫خ وصال أن له مجلةل م ا عاين االصطاليية‪ ,‬فأيها ا ق و يف عول التعار هذف‪.‬‬

‫الاقح يف اللغ‬

‫أصل ما ته مأخون م احلبت وا نع واإلمسا ‪ ,‬ولذا مسذ العقل عقالل رنه يعقل صايبه‪ ,‬أ ‪ :‬جفف‬
‫ولنعه ع الوقوع يف اهللكة‪ .‬ولذات االعتبار مسذ أيضال ِيجرال‪ ,‬رنه جرف ع ارتكاب اخلطأ‪ ,‬ومسذ‬
‫كذلأل‪ُ :‬هنيه‪ ,‬رنه ينهل صايبه ع فعل ما ال مد‪.431‬‬

‫ملح‬ ‫أ الاقح يف اال‬

‫فقد تعد ت فيه أقاويل النار (وكار االختالف فيه يىت قيل‪ :‬ن فيه ألل قو )‪ ,432‬ولك ر معىن العقل‬
‫يف اجلملة ىل معنيني رئيسني‪ ,‬فقد قا اإلمام اب القيم رمحه هللا‪:‬‬

‫(الاقح قمل‬

‫‪ -‬قح دريزإ طباو‪ ،‬هل أبل الالو مربوه م مرن‬

‫‪ -‬قح ك حي م تفاد‪ ،‬هل لد الالو مثر ه نتوةته‬

‫‪ 431‬انظر يف لسان العرب ‪ ,458/11‬والقامور احمليف ‪ ,1338‬ومعجم مقاييت اللغة ‪.69/4‬‬


‫‪ 432‬البلر احمليف ‪.65/1‬‬

‫‪259‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪:‬إذا ا تماا يف الابد استقا أمرن‪ ،‬أعبلم لوه ولش ال اادة من كح انب‪ ،‬ذلك ‪:‬اح هللا‬
‫يي وه من يشا ‪ ،‬إذا ‪:‬قدمها‪: ،‬احلولا البهوو أو ن وااله م ه‪ ،‬إذا ‪:‬قد أودمها أ انتقص‪ ،‬انتقص‬
‫‪433‬‬
‫اوبه بقدو ذلك)‬
‫وقد ف ل اب تيمية مجا النوعني فجعلها علل أربعة ٍ‬
‫معان وهذ ابخت ار‪:‬‬

‫لوه القلو‬ ‫(أودها لل عر وي يفرق ِبا بني اجمل ل الذإ و‪:‬ع القلو ه بني الااعح الذإ ر‬
‫‪:‬هذا م ا التكلوخل‬

‫د ل ا ن ا إت ‪:‬اح ما ي فاه‪ ،‬رك ما يارن‬ ‫لل مكتب‬ ‫ال ا‬

‫ال الث الامح ابلالو يدتح يف م مى الاقح أيااه‪ ،‬بح هل من أتص ما يدتح يف اسو الاقح املمد ح‬

‫‪434‬‬
‫األمر الرابع الغريزة اليت ِبا ياقح ا ن ا )‬

‫الاقح يف القرآ‬

‫(لله العقل اسم ليت له وتو يف القررن‪ ,‬و منا يوتد ما ت رف منه لله العقل حنو (يعقلون) و(تعقلون)‬
‫و(ما يعقلها ال العا ون) ويف القررن ارمسال ا تضمنة له كاسم احلجر‪ ,‬والنهل‪ ,‬وارلباب وحنو نلأل)‪.435‬‬

‫فم ا عاين اليت تالت هبا ت اريل ملر ة العقل يف القررن‪:‬‬

‫‪: -‬هو الكمل‬

‫اّلل َُّ َُىلِرفُونَهُ ِم بَةع ِد َما‬


‫ومنه قوله تعاىل‪( :‬أَفَةتطمعو َن أَن ية ِمنوا لَ ُكم وقَد َكا َن فَ ِريق ِمنةهم يسمعو َن َكالم َِّ‬
‫َ‬ ‫ٌ ُ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َُ‬
‫َع َقلُوفُ َوُهم يةَعلَ ُمو َن) وقوله تعاىل‪َّ ِ( :‬ان أَنةَفلنَافُ قُةررانل َعَربِيىلال لَ َعلَّ ُكم تَةع ِقلُو َن) فبني أن السبع يف تعله عربيال هو‬
‫أن يلهمه ويعقله أولئأل ا تلدثون هبذف اللغة‪.‬‬

‫‪ -‬د الت اعض يف القلل‬

‫‪ 433‬ملتاح ار السعا ة ‪.117/1‬‬


‫‪ 434‬بغية ا رات ‪.260‬‬
‫‪ 435‬بغية ا رات ‪.248‬‬

‫‪260‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يل ِالَّ ِم بةَع ِد ِف أَفَال‬ ‫ِِ‬ ‫اب ِمل ُا ُّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ِ‬
‫اتو َن يف بةَراه َيم َوَما أُنفلَت التةَّوَراةُ َواإل ُ‬‫(اي أَه َل الكتَ ِ َ َ‬
‫ومنه قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫تَةع ِقلُو َن) ووته التناق بني كون براهيم سابق لكلتا الداينتني‪.‬‬

‫‪ -‬اتتواو ال ا‪:‬ع رك الااو‬

‫َّار ا ِخَرةُ‬
‫ع َوَهل ٌو َولَلد ُ‬
‫سوال كان النلع والضر ما ايل أو معنوايل‪ ,‬ومنه قوله تعاىل‪( :‬وما احلياةُ ُّ ِ ِ‬
‫الدنةيَا َّال لَع ٌ‬ ‫َ َ ََ‬
‫َخ ٌذ لِلَّ ِذي َ يةَتَّة ُقو َن أَفَال تَةع ِقلُو َن)‪ ,‬وقوله سبلانه‪( :‬لََقد أَنةَفلنَا ِلَي ُكم كِتَاابل فِ ِيه ِنك ُرُكم أَفَال تَةع ِقلُو َن)‪.‬‬

‫‪ -‬استخملص الا الصضوض من احللادث‬

‫(ولََقد تَةَركنَا ِمنة َها ريَةل بةَيِىلنَةل لَِقوٍم يةَع ِقلُو َن)‪.‬‬
‫ومنه قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫‪َ: -‬د ْهو دالالت اآلايت الكلنو‬
‫ومنه قوله تعاىل‪( :‬وس َّخر لَ ُكم اللَّيل والنةَّهار والشَّمت وال َقمر والنُّجوم مس َّخرات ِأبَم ِرفِ ِ َّن ِيف نَلِأل َ ٍ‬
‫ايت‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ َ ُ ُ ُ َ َ ٌ‬ ‫ََ َ ُ ََ ََ َ‬
‫لَِقوٍم يةَع ِقلُو َن)‪.‬‬

‫واحلق أن هذف ا عاين تعو ىل اختالف وظائل العمل العقلذ‪ ,‬ال ىل تباي يف معىن العقل نلسه‪ ,‬فلم ير‬
‫نكر (العقل) يف القررن ال ب يغ اللعل (يعقلون) لحشارة ىل الوظيلية العقلية الالئقة بكل مقام‪.‬‬

‫وما منا يف سيا نكر ما يت ل ذعىن العقل‪ ,‬فال أبر م االستطرا بذكر مسألتني تتعلق ذاهية العقل‪:‬‬

‫امل ل األ ت الاقح لهر أ رض؟‬

‫ا تكلمة واللالسلة‪,‬‬ ‫فالذ عليه أهل السنة واجلماعة أن العقل عر ٌ أو صلةٌ وليت اوهر خالفال لبع‬
‫فالعقل ليت شيئال قائمال بذاته و منا هو صلة ال بد أن يقوم بغذف‪ ,‬وهو العاقل ا وصوف به‪.436‬‬

‫امل ل ال انو الاقح حمله القلب أ الدماغ؟‬

‫يكل بعضهم اختالف أهل العلم يف هذف ا سألة علل قولني‪:‬‬

‫‪-1‬أ حمله القلب‬

‫انظر بغية ا رات ‪.251‬‬ ‫‪436‬‬

‫‪261‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫احلنابلة وصلله الباتذ‪ ,‬وأهم ما استدلوا به قو هللا تبار‬ ‫ونسع للمالكية والشافعية وعليه بع‬
‫وتعاىل‪( :‬أفلم يسذوا يف ارر فتكون هلم قلوب يعقلون هبا أو رنان يسمعون هبا فإهنا ال تعمل ارب ار‬
‫ولك تعمل القلوب اليت يف ال دور)‪ .‬قالوا‪ :‬فقد نسع هللا منلعة كل عضو ليه فارنن دل السمع‪,‬‬
‫والعني دل الب ر كما هو معلوم‪ ,‬فيكون العقل دله القلع‪ ,‬أُكد هذا بنسبة العمل ىل القلوب ا وتو ة‬
‫كان له قلع أو ألقل السمع وهو‬ ‫يف ال دور‪ .‬وكذلأل استدلوا بقوله عف وتل‪ ( :‬ن يف نلأل لذكرل‬
‫شهيد)‪ .‬وكذلأل استدلوا بقو عمر رضذ هللا عنه يف اب عبار رضذ هللا عنهما‪ ( :‬ن ناكم فىت كهو له‬
‫لساانل س والل وقلبال عقوالل)‪.437‬‬

‫‪-2‬أ حمله الدماغ‬


‫وهو قو منسوب لأليناف واحلنابلة واستدلوا أب لة منها‪:‬‬

‫‪ )1‬احلت وا شاهدة‪ ,‬فلو ضرب شخث علل رأسه ماالل وهو دل الدماغ يقينال ضربة قوية لفا معها‬
‫العقل‪.‬‬

‫‪ )2‬اللسان العريب‪ ,‬فالعرب تقو للعاقل وافر الدماغ ولضعيل العقل خليل الدماغ‪ .‬وقد نكر أبو يلث‬
‫ب شاهني إبسنا ف ع اللضل ب ماي ‪.‬وقد سأله رتل ع العقل أي منتهاف م البدن فقا ‪ :‬مسعت‬
‫أمحد ب ينبل يقو ‪ :‬العقل يف الرأر‪ .‬أما مسعت ىل قوهلم‪( :‬وافر الدماغ والعقل)‪.438‬‬

‫ومما قاله اب تيمية يف اقيق هذف ا سألة‪:‬‬

‫(‪:‬التصلو ا دواك للماا حمله الدماغ مث يباث بذلك القلب‪ ،‬القلب أيمر يدبر ‪:‬وباث ا امرن إت‬
‫الدماغ الدماغ حيرك األ اا ‪:‬كملمها يفتقر إت اآلتر إذا لم ا أ الاقح علة ما لي ال وكن أ‬
‫بني ل ا عاخل علل األطبا )‪.439‬‬ ‫يدوك بلاس احل‬

‫وقا اب القيم يف حباه هلذف ا سألة‪:‬‬

‫‪ 437‬رواف الطلاين (‪ ,)10620( )265/10‬واحلاكم (‪ ,)621/3‬وأبو نعيم يف ((يلية اروليال)) (‪ .)318/1‬قا اهليامذ يف ((جممع‬
‫الفوائد)) (‪[ :)280/9‬فيه]أبو بكر اهلذيل ضعيل‪.‬‬

‫‪ 438‬نم تقدمي العقل علل النقل ‪.32‬‬


‫‪ 439‬جمموع اللتاول ‪.303/9‬‬

‫‪262‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫(الصلاب أ مبدأن م ش ن من القلب‪: ،‬ر ه مثر ه يف الرأر‪ ،‬القرآ عد دل لى هذا بقلله‬


‫(أ‪:‬لو ي ري ا يف األوض ‪:‬تكل هلو عللب ياقلل ِبا) عال (إ يف ذلك لذكر ملن كا له علب)‪،‬‬
‫مل يرد ابلقلب ه ا ماغ اللضو املشرتك بني احلولاانت بح املراد ما ‪:‬وه من الاقح اللب)‪.440‬‬

‫اثنواه م زل الاقح يف ا اب الشر و‬


‫ال بد م اديد موقع العقل م خارلة اإلسالم‪ ,‬وبيان منفلته يف ميفان الشريعة‪ ,‬وهو ما ستلد ف‬
‫الوقلات التايل‪:‬‬

‫اللعف األ ت‪ :‬م ممل يف الويذ ملتمسال معرفة رتبة الدليل العقلذ فسيجد أنه يسلم ىل نتيجة معتدلة‬
‫يف التعالذ مع الدليل العقلذ فامة ايتلال شرعذ به مع ضبف جملاالت العمل العقلذ‪ ,‬فال لو يف العقل‬
‫ليكون احلجة ا هيمنة علل كافة ار لة‪ ,‬وال تلوة فتلغل يجيته و اللته ووظيلته يف عملية االستدال‬
‫الشرعذ‪.‬‬

‫اللعف ال انو ‪ :‬تعد ت مظاهر ايتلال الشريعة ابلعقل وضرورة عماله للتوصل ىل احلق‪ ,‬فم مظاهر هذا‬
‫االيتلال‪:‬‬

‫‪ )1‬أن العقل هو واي ٌد م منالات التكليل؛ ونق ه أو انعدامه له مثذ كبذ يف ثبوت وصل التكليل‬
‫(رفِ َع ال َقلَ ُم َع ثَالَثٍَة َع ِ النَّائِِم‬
‫الشرعذ‪ ,‬فم ال عقل له ال تكليل عليه‪ ,‬قا النيب صلل هللا عليه وسلم‪ُ :‬‬
‫ون َي َّىت يةَع ِق َل)‪.441‬‬
‫ي َّىت يستَةي ِق َه وع ِ ال َِّ ِىب ي َّىت َ تَلِم وع ِ المجنُ ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫ىل َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬
‫‪ )2‬أن هللا عف وتل قد يث علل التعقل والتلكر والتدبر يف رايته وأمااله ويف تشريعاته ويف يخلوقاته‪ ,‬وليت‬
‫هنا م كتاب أللق سراح العقل واستاارف ر ال وظيلته كالقررن‪ ,‬فما أكار ما ير يف القررن‪( :‬لَ َعلَّ ُكم‬
‫تَةع ِقلُو َن)‪ ,‬و(لَِقوٍم يةَتَة َل َّك ُرو َن) و(لَِقوٍم يَةل َق ُهو َن)‪ ,‬وكلها تشذ ىل ضرورة العمل العقلذ وأثرف يف استلهام‬

‫‪ 440‬ملتاح ار السعا ة ‪195/1‬‬


‫‪ 441‬رواف النسائذ (‪ ,)156/6‬واب ماته (‪ ,)1673‬أمحد (‪ )24738( )100/6‬واللله له‪ ,‬والدارمذ (‪ .)225/2‬وصلله اب العريب‬
‫يف ((عارضة اريون )) (‪ ,)392/3‬وارلباين يف ((صليح سن النسائذ)) (‪ .)156/6‬وقا اب تيمية‪( :‬اتلق أهل ا عرفة علل تلقيه‬
‫ابلقبو ) جمموع اللتاول ‪.191/11‬‬

‫‪263‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اهلداية‪ ,‬ويكلذ م نلأل ثنال الرب تعاىل علل عبا ة التلكر وأيوا ا تلكري يف قوله سبلانه‪َّ ِ( :‬ن ِيف‬
‫اّللَ قِيَامال َوقُةعُو ال‬
‫اب * الَّ ِذي َ يَذ ُك ُرو َن َّ‬
‫ُويل ارَلب ِ‬ ‫ٍ‬
‫َّها ِر َايت ر ِ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫خل ِق َّ ِ‬
‫الس َم َوات َوارَر ِ َواختالف اللَّي ِل َوالنة َ‬ ‫َ‬
‫اب النَّا ِر)‬ ‫ات وارَر ِ ربةَّنا ما خلَقت ه َذا اب ِلالل سبلانَ ِ‬ ‫وعلَل تنُوهبِِم ويةتة َل َّكرو َن ِيف خل ِق َّ ِ‬
‫أل فَقنَا َع َذ َ‬‫ُ َ َ‬ ‫ََ َ َ َ َ َ‬ ‫الس َم َو َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ََ ُ‬
‫خلت أان وعبيد ب عمذ علل عائشة رضذ هللا عنها فقالت لعبيد ب عمذ‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ا ايت‪ ,‬ع عطال قا ‪:‬‬
‫قد رن لأل أن تفوران‪ ,‬فقا ‪ :‬أقو اي أمه كما قا ارو مر بال تف يبال‪ ,‬قا ‪ :‬فقالت‪ :‬عوان م رلانتكم‬
‫هذف‪ ,‬قا اب عمذ‪ :‬أخلينا أبعجع شذل رأيته م رسو هللا صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬قا ‪ :‬فسكتت ‪,‬‬
‫قالت‪ :‬ا كان ليلة م الليايل قا ‪( :‬اي عائشة نريج أتعبد الليلة لريب) قلت‪ :‬وهللا ين ريع قربأل وأيع‬
‫ما سر ‪ ,‬قالت‪ :‬فقام فتطهر قام ي لذ‪ ,‬قالت‪ :‬فلم يف يبكذ يىت بل يجرف‪ ,‬قالت‪ :‬بكل فلم يف‬
‫يبكذ يىت بل حليته‪ ,‬قالت‪ :‬بكل فلم يف يبكذ يىت بل ارر ‪ ,‬فجال بال ي ننه ابل الة فلما ررف‬
‫يبكذ قا ‪ :‬اي رسو هللا مل تبكذ وقد لر هللا لأل ما تقدم وما مخر قا ‪( :‬أفال أكون عبدال شكورال‪ ,‬لقد‬
‫السماو ِ‬
‫ات َوارَر ِ )) ا ية كلها‪.442‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫نفلت علذ الليلة رية ويل قرأها ومل يتلكر فيها‪َّ ( :‬ن يف َخلق َّ َ َ‬
‫‪ )3‬أن االنتلاع اب واعه والذكر والق ث والتشريع وارماا القررنية مق ورة علل أصلاب العقو يقو‬
‫تعاىل‪( :‬وما يذكر ال أولوا ارلباب)‪ .‬ويقو سبلانه‪( :‬ولقد تركنا منها رية بينة لقوم يعقلون)‪ .‬ويقو عف‬
‫هم علة رويل ارلباب)‪ ,‬ويقو سبلانه‪( :‬هل يف نلأل قسم لذ يجر)‪,‬‬ ‫وتل‪( :‬لقد كان يف ق‬
‫ويقو تعاىل‪( :‬وتلأل ارماا نضرهبا للنار وما يعقلها ال العا ون)‪ ,‬وقوله عف وتل‪( :‬ولكم يف الق اص‬
‫يياة اي أويل ارلباب لعلكم تتقون)‪ ,‬ىل ذها م الدالئل الشرعية الكاذة اليت تبني مكانة العقل وأغية‬
‫وظائله وأنه سبع م أسباب اهلداية‪.‬‬

‫‪ )4‬أن هللا نعل علل م ألل وا نور عقوهلم بتقليد ذهم وبني مغبة نلأل‪ ,‬فقا عف وتل‪( :‬و نا قيل هلم‬
‫اتبعوا ما أنف هللا قالوا بل نتبع ما أللينا عليه رابلان أولوا كان رابؤهم ال يعقلون شيئا وال يهتدون * ومال‬
‫الذي كلروا كمال الذ ينعق ذا ال يسمع ال عال وندال صم بكم عمذ فهم ال يعقلون)‪.‬‬

‫‪ ) 5‬أن للعقل وظيلة كلل يف استنباط اريكام والنظر يف ار لة‪ ,‬وكلما كان العقل أكل وأوفر كان ا رل‬
‫اب‬ ‫ِ‬
‫أقدر علل أ ال واتبات االتتها ‪ ,‬وبضعله تضعل ملكة االتتها واالستنباط‪ ,‬يقو هللا تعاىل‪( :‬كتَ ٌ‬
‫أل مبارٌ لِي َّدبةَّروا رايتِِه ولِيةتَ َذ َّكر أُولُوا ارَلب ِ‬
‫اب)‪.‬‬ ‫أَ ِ‬
‫َ‬ ‫َنفلنَافُ لَي َ َُ َ َ ُ َ َ َ َ‬

‫‪ 442‬رواف اب يبان (‪ .)620( )386/2‬ويسنه ارلباين يف ((صليح الو يع)) (‪ ,)1468‬والوا عذ يف ((ال ليح ا سند)) (‪.)1654‬‬

‫‪264‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ )6‬أن الشرع تعل العقل وايدال م الضرورايت اخلمت اليت تال اإلسالم للملافظة عليها‪ ,‬فنهل ع‬
‫االعتدال عليه فم اعتدل عليه وضيع منلعته ابلضرب ماالل لفمته الدية كاملة‪ ,443‬كما يرم كل ما م‬
‫أثرف موا العقل م تعاط سكر وملو و ذ نلأل كاخلمر و ذف يقو تعاىل‪( :‬أَيةُّ َها الَّ ِذي َ َرمنُوا َِّمنَا اخلَم ُر‬
‫ان فَاتتَنِبُوفُ لَ َعلَّ ُكم تُةللِ ُلو َن)‪ ,‬وع أم سلمة رضذ هللا‬ ‫والمي ِسر وارَن اب وارَمالم ِرتت ِم عم ِل الشَّيطَ ِ‬
‫َ َ ُ َ َ ُ َ ُ ٌ ََ‬
‫عنها قالت‪ :‬هنل رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ع كل مسكر وملو‪.444‬‬

‫اثل اه جماالت الامح الاقلو‬


‫فيها‬ ‫ابلر م م تكرمي اإلسالم للعقل‪ ,‬وياه علل استامارف واالنتلاع به‪ ,‬فقد يد له جماالته اليت خيو‬
‫يىت ال يضل‪ ,‬ويف هذا تكرمي له أيضال‪ ,‬رنه مهما اتسعت ا لكات العقلية فسيظل ددو ال يف قدراته ولاقته‬
‫وملكاته‪ ,‬ول يستطيع أن يدر كل احلقائق مهما أويت م قدرة ولاقة علل االستيعاب واإل را ‪ ,‬و نا ما‬
‫فيه‪ ,‬فسيعر صايبه لاللتبار والتخبف بل رذا قا ف ىل الضال‬ ‫فيما ال لاقة له للخو‬ ‫ياو اخلو‬
‫والتيه‪ .‬فالعقل مهما بلغ م القوة والذكال ليت ال كلاسة م احلوار اليت تربطنا ابلعامل م يولنا‪ ,‬فكما‬
‫يكون للعني مدل تنتهذ عندف مقدر ا علل اإلب ار فال تدر ما ورال هذا ا دل م مرئيات‪ ,‬فكذلأل‬
‫الشأن يف العقل‪ ,‬فهو ياسة اإل را ‪ ,‬له جماله احملدو الذ يعمل فيه‪ ,‬ويدر يقائق ارشيال يف ديطه‪.‬‬
‫يقو اإلمام الشاليب‪:‬‬

‫(إ هللا اح للاقلل يف إدواكها وداه تهو إلوه ال تادان‪ ،‬مل جياح هلا سبومله إت ا دواك يف كح‬
‫ما ال‬ ‫ما يكل‬ ‫م للب‪ ،‬لل كانم كذلك الستلت مع الباوإ اات يف إدواك مجوع ما كا‬
‫يكل )‪.445‬‬

‫وقا اب خلدون منبهال ىل معىن بديع يف هذا الشأن‪:‬‬

‫‪ 443‬قا عبدهللا ب أمحد‪ :‬مسعت أيب يقو ‪ :‬يف العقل ية نا ضرب فذهع عقله‪ .‬وقا اب قدامه (ال نعلم فيه خالفا)‪.‬‬
‫‪ 444‬رواف أبو او (‪ ,)3686‬وأمحد (‪ ,)26676( )309/6‬والطلاين (‪ ,)781( )337/23‬والبيهقذ (‪ .)17860( )296/8‬قا اب‬
‫القطان يف ((الوهم واإليهام)) (‪[ )591/3‬فيه ] شهر ب يوشع يختلل فيه‪ ,‬وقا الذهيب يف ((سذ أعالم النبالل)) (‪ :)377/4‬هذا ما استنكر‬
‫م يديث شهر يف سعة روايته ‪ ,‬وما نا اب نكر تدا‪ ,‬وقا اب ا لق يف ((شرح البخار )) (‪ :)40/27‬يف سندف شهر‪ ,‬ويس سنا ف اب‬
‫يجر يف ((فتح البار )) (‪ ,)47/10‬وقا الشوكاين يف ((اللتح الرابين)) (‪ :)4202/8‬صاحل لاليتجا به‪.‬‬

‫االعت ام ‪.318/2‬‬ ‫‪445‬‬

‫‪265‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫( ال قن ا يز و لك الفكر من أنه مقتدو لى ا واط ابلكائ ات أسباِبا اللعلف لى فصوح‬


‫الل لد كله‪ ،‬سفه وأيه يف ذلك ا لو أ الل لد د كح مدوك يف ابدئ وأيه أنه م ضصر يف مداوكه‬
‫ال ياد ها‪ ،‬األمر يف نف ه خبملف ذلك‪ ،‬احلق من وائه أال ر األ و كوخل ي ضصر الل لد دن‬
‫خل امل مل ات كذلك األ مى‬ ‫لسات األوبع املاقلالت‪ ،‬سقل من املل لد دن‬ ‫يف ا‬
‫خل املرئوات‪ ،‬للال ما يردُّهو إت ذلك قلود اآلاب املشوخ من‬ ‫أيااه ي قل من الل لد دن‬
‫أعر ا به لك هو يتبال الكا‪ :‬يف إعبات هذن األ اف‪ ،‬ال قتاى ‪ :‬ر و‬
‫أهح صرهو الكا‪ ، :‬ملا ُّ‬
‫لديه‬ ‫خل املاقلالت ساع‬ ‫طبوا إدواكهو لل سئح احلولا األ ةو ن ق لل دانن م كراه‬
‫إذا لمم ذلك‪: ،‬لاح ه اك عرابه من ا دواك دري مدوكا ا‪ ،‬أل إدواكا ا للع حمدع ‪،‬‬ ‫ابلكلو‬
‫تلق هللا أك من تلق ال ار‪ ،‬احلصر جمهلل‪ ،‬الل لد أ سع ن اعاه من ذلك‪ ( ،‬هللا من وائهو‬
‫ملك‪: ،‬هل‬ ‫حمول) ‪:‬ا و إدواكك مدوكا ك يف احلصر‪ ،‬ا بع ما أمرك الشاو به يف ا تقادك‬
‫أورص لى سااد ك أ لو ا ي فاك‪ ،‬ألنه من طلو ‪:‬لق إدواكك‪ ،‬من ن اق أ سع من ن اق‬
‫ضوح‪ ،‬أوكامه يقو و ال كذب‬ ‫ذلك بقادح يف الاقح مداوكه‪ ،‬بح الاقح موزا‬ ‫قلك لو‬
‫‪:‬وها دري أنك ال مع أ ز به أملو التلوود اآلترة‪ ،‬وقوق ال بلة‪ ،‬وقائق الصفات ا هلو ‪،‬‬
‫كح ما وا طلون‪: ،‬إ ذلك طمع يف حمال)‪.446‬‬

‫فيما ال‬ ‫فإنا تلهمت مدل ددو ية القدرة العقلية استطعت أن تلهم معىن منع اإلسالم العقل م اخلو‬
‫راكه‪ ,‬كالذات اإلهلية‪ ,‬واررواح يف ماهيتها‪ ,‬وحنو نلأل‪ ,‬وكذلأل كيليات‬ ‫يدركه‪ ,‬وال يكون يف متناو‬
‫اجلنة ونعيمها والنار وتليمها و ذها م ا غيبات اليت ليست يف متناو العقل ومداركه‪.‬‬

‫وعلل هذا مضل ا سلمون يف الع ر ارو م اإلسالم‪ ,‬عرفوا ما للعقل فدرسوف ويلظوف‪ ,‬وما ليت له‬
‫واحلياة عليها‪ ,‬ون‬ ‫فات تنبوف‪( ,‬فأما داولة را ما ورال الواقع ابلعقل احملدو الطاقة حبدو هذف ارر‬
‫سند م الروح ا لهم والب ذة ا لتوية‪ ,‬وتر ي ة للغيع ال ترات ها العقو ‪ ..‬فأما هذف احملاولة فهذ‬
‫داولة فاشلة أوالل‪ ,‬وداولة عاباة أخذال‪ .‬فاشلة رهنا تستخدم أ اة مل سلق لرصد هذا اجملا ‪ .‬وعاباة رهنا‬
‫تبد لاقة العقل اليت مل سلق ال هذا اجملا )‪.447‬‬

‫‪ 446‬مقدمة اب خلدون ‪.25/3‬‬


‫‪ 447‬يف ظال القررن ‪.40/1‬‬

‫‪266‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فالغيبيات اليت ال تقع ات مدار العقل ال جما له أن خيو فيها‪ ,‬وال خير فيها عما لت عليه الن وص‬
‫الشرعية كمعرفة يقيقة صلات هللا تعاىل‪ ,‬وتلاصيل أمور ا الئكة واجل والروح والقيامة واجلنة والنار وحنو‬
‫ىل تلاصيل تلأل الغيبيات ال ابلرسالة والويذ‪ .‬قا شيخ اإلسالم اب‬ ‫نلأل‪ .‬فالعقل البشر ال يهتد‬
‫تيمية رمحه هللا‪:‬‬

‫(‪:‬ما أت ت به الرسح من فا وح الول اآلتر‪ ،‬ما أمرت به من فا وح الشرائع‪ ،‬ال يالمه ال ار‬
‫فا ه‪ ،‬ال يالمه ال ار باقلهلو‪ ،‬إ‬ ‫باقلهلو‪ ،‬كما أ ما أت ت به الرسح من فا وح أمسا هللا‬
‫كانلا يالمل باقلهلو ُمجح ذلك)‪.448‬‬

‫وكذلأل التعرف علل تلاصيل التعبدات واستبانة وته احلكمة فيها خار ع يدو القدرة العقلية فإنا‬
‫كان العقل عاتفال ع معرفة احلكم التل يلية لتلاصيل العبا ات وكيليا ا فهو أعجف ع استلدارت‬
‫كيليات للعبا ة م عندف‪ ,‬ن العبا ة أصالل مبنية علل عدم معقولية معناها علل وته التل يل‪ ,‬وفيه يقو‬
‫اإلمام الشاليب عليه رمحة هللا‪:‬‬

‫(التابد وا ع إت د ماقللو املات‪ ،‬حبوث ال يصح ‪:‬وه إ را القوار‪ ،‬إذا مل ياقح ما ان دل لى‬
‫أ عصد الشاو ‪:‬وه اللعلف د ما ودن ال يتاد )‪.449‬‬

‫وعلل هذا تلهم عبارة علذ رضذ هللا عنه‪( :‬لو كان ي هللا ابلرأ لكان ابل اخلل أيق اب سح م‬
‫أعالف ولقد رأيت رسو هللا صلل هللا عليه وسلم لسح هكذا أبصابعه) يعج أعلل اخلل‪.‬‬

‫وكذلأل ينبغذ التنبه ىل أن را العقل لكاذ م القضااي را جممل ال مل ل‪ ,‬وقد يكون راكال بعضيال‬
‫ال وليال‪ ,‬فالعقل يدر يس العد وقبح الظلم‪ ,‬وقد يدر يف بع الت رفات أهنا م قبيل العد أو‬
‫الظلم‪ ,‬لكنه قد يعجف ع تقييم فعل معني‪ :‬هل هو عد أو تور‬

‫فاحلق أن العقل عندف قدرةٌ علل التلسني والتقبيح مع ماليظة ددو ية هذف القدرة م تهتني‪ :‬األ ل‪:‬‬
‫ارشيال أو قبلها‪ ,‬ال ا ‪:‬‬ ‫أن قدرته ددو ة ال تشمل كل شذل‪ ,‬فقد يعجف العقل ع تقييم يس بع‬
‫أهنا ملكة ال تستتبع التكليل الشرعذ وال يوتع عليها الاواب والعقاب‪.‬‬

‫الرسالة التدمرية ‪.88‬‬ ‫‪448‬‬

‫ا وافقات ‪.539/2‬‬ ‫‪449‬‬

‫‪267‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وابااه الاقح بني اللودة االتتملف‬


‫العقل‬ ‫م مشكالت العقل اليت ينبغذ ماليظتها وحن يف لور التمهيد للجواب ع مشكلة تعار‬
‫والنقل أنه ليت شيئال وايدال يقع لكل النار علل وته يتلقون فيه‪ ,‬بل هم يتلاوتون تلاواتل هائالل يف كاذ‬
‫م ا عارف العقلية‪ ,‬وهذف قضية واضلةٌ عند النظر يف مقوالت أصلاب ا لل والنلل والعقائد‪ ,‬بل هذ‬
‫واضلة عند التأمل يف سائر أيوا بج ر م‪ ,‬فالعقل هو (م ارمور النسبية اإلضافية فإن ميدال قد يعلم‬
‫بعقله ما ال يعلمه بكر بعقله وقد يعلم اإلنسان يف يا بعقله ما جيهله يف وقت رخر)‪ ,450‬وابلتايل فة( ن‬
‫العقل ا طلق أو العقل ا اايل ريد ال وتو له يف عامل الواقع! منا ا وتو يف الواقع هو عقل هذا ا لكر‬
‫ونا ا لكر لكل منهم لريقته اخلاصة يف "تعقل" ارمور‪ ,‬ولكل منهم "نوامعه" اخلاصة اليت سبها بعيدة‬
‫ع التأثذ يف عقله وهو واهم يف يسابه‪ ,‬ولكل منهم اهتماماته اخلاصة اليت عله يركف علذ أمور ويغلل‬
‫ذها م ارمور)‪.451‬‬

‫ومم رصد يالة االختالف العقلذ بني أرابب العقائد اإلمام اب القيم عليه رمحة هللا يف ذ ما مول يف‬
‫كتابه العظيم ال واعق ا رسلة‪ ,‬فمما قاله يف هذا‪:‬‬

‫هلا عابل ياب ها ال هو م ضصرة يف نل ماني‪: ،‬إنه ما من أم من األمو إال‬ ‫(أ املاقلالت لو‬
‫قلوات‪ ،‬للمةلر قلوات‪،‬‬ ‫هلو قلوات خيتصل ِبا‪: ،‬للفرر قلوات‪ ،‬لله د قلوات‪ ،‬للولان‬
‫للصابئ قلوات‪ ،‬بح كح طائف من هذن ال لائخل لو لا متفقني لى الاقلوات‪ ،‬بح بو هو ‪:‬وها من‬
‫االتتملف التباين ما هل مار ف د املات ني به‪ ،‬حنن نافوكو من املاقلالت اع راِبا‪ ،‬حناكمكو‬
‫إت املاقلال ت اليت يف هذن األم ‪: ،‬إنه ما من مدة من املدد إال عد ابتد م ‪:‬وها بد يز و أوابِبا‬
‫أ الاقح دل لوها‪ ،‬حنن ن لق لك األمر من أ له إت أ يصح إلوك بال هللا و ن ل‪:‬وقه ‪ :‬قلل‬
‫)‪.452‬‬

‫سا رمحه هللا مرخيال عقدايل يخت رال حلا ارمة قبل اإلسالم وما وقع فيها م البدع بعدف‪ ,‬وهو ف ل‬
‫يس مجيل ي كد صعوبة تعل العقل معيارال بسبع التلاوت الكبذ يف ت ويع وسطئة ا عارف العقلية‪.‬‬

‫رل التعار ‪.144/1‬‬ ‫‪450‬‬

‫مذاهع فكرية معاصرة ‪.500‬‬ ‫‪451‬‬

‫ال واعق ا رسلة ‪.1068 /3‬‬ ‫‪452‬‬

‫‪268‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وم لطيل ما قاله اب القيم أيضال يف التأكيد علل شكالية تعل العقل معيارال اكم ليه الكتاب والسنة‬
‫قوله‪:‬‬

‫(نقلل للةموع باقح من م كو يلز كمل هللا وسلله؟ أإ قللكو جتاح ماواواه له؟ ‪:‬ما ا‪:‬قه عبح‬
‫أعر لى ظاهرن ما تالفه ود أ أ ل أ ‪:‬لض؟‬

‫نواته‪ ،‬أ ‪:‬و ادلور‪ ،‬أ أنبادعلو ‪ ،‬أ سقرا ‪ ،‬أ‬ ‫قح أ‪:‬ملطل‬ ‫أ قح أوس ل نواته‪ ،‬أ‬
‫ولر‪ ،‬أ ا سك دو بن ‪:‬ولب ‪ ،‬أ قح الفاوايب‪ ،‬أ قح هو بن فلا ‪ ،‬أ قح ال ظا ‪ ،‬أ‬ ‫اتم‬
‫قح الاملف‪ ،‬أ قح اجلبائو‪ ،‬أ قح بشر املري و‪ ،‬أ قح ا سكايف‪ ،‬أ قح و ني ال ةاو‪ ،‬أ‬
‫افر بن‬ ‫أيب ياقلب الشضا ‪ ،‬أ أيب احل ني ا وا ‪ ،‬أ أيب القاسو البلخو‪ ،‬أ مثام بن أنرر‪ ،‬أ‬
‫افر بن ورب‪ ،‬أ أيب احل ني الصاحلو‪ ،‬أ أيب احل ني البصرإ‪ ،‬أ أيب مااذ التلمين‪ ،‬أ‬ ‫مبشر‪ ،‬أ‬
‫باد بن سلوما ‪ ،‬أ رعل باقلل املت ترين‪ ،‬الذين هذبلا‬ ‫مامر بن باد‪ ،‬أ هشا الفلطو أ‬
‫الاقلوات حمالا زبد ا اتتاو ا ل فلسهو مل يرعلا باقلل سائر من قدمهو‪: ،‬هذا أ‪:‬الهو دكو‬
‫حممد بن مر الرازإ ‪:‬ب إ ماقلال ه زنل نصلص اللوو‪ ،‬أنتو ر اع رابه ‪:‬وها يف كتبه أند‬
‫االع راب ‪:‬مل ي بم لى علل‪: ،‬او لا ل ا قمله اوداه من ماقلال ه عبم لوه مث ا اللن موزاانه‪ ،‬أ‬
‫رعل باقح نصري الشرك الكفر ا حلاد ال لسو‪: ،‬إ له قمله آتر تالخل ‪:‬وه سلفه من امللضدين‪،‬‬
‫قلل االسادي‬ ‫الباط و ا مسا ولو ‪ ،‬أ‬ ‫قلل القرام‬ ‫مل يلا‪:‬ق ‪:‬وه أ با الرسح‪ ،‬أ رعل‬
‫القائلني بلودة الل لد‪: ،‬كح هيال أعاا‪:‬هو أعااف أعاا‪:‬هو يد و أ املاقلل الصريح ماه‪،‬‬
‫الفوه تر لا ن ريح املاقلل هذن قلهلو ادإ لوهو يف كتبهو‪ ،‬كتب ال اعلني هو‪،‬‬ ‫أ‬
‫للال ا طال لارع اها لى ال امع قمله قمله عد رعها املات ل بذكر املقاالت‪: ،‬امجالها إ‬
‫است اتو أ تذ ا م ها قمله ا اللن موزاانه ل صلص اللوو ما ا ت به الرسح‪ ،‬واواه لى ذلك‬
‫مث ا ذو ا باد من عد كتاب هللا س وسلله الذإ ي ملنه األدل اللفظو لى هذن الاقلل املا رب‬
‫املت اعا بشهادة أهلها‪ ،‬نهادة أنصاو هللا وسلله لوها‪ ،‬عال إ كتاب هللا س وسلله يفود الالو‬
‫الوقني‪ ،‬هذن الاقلل املا رب املت اعا ‪ ،‬إمنا فود الشكلك احلرية الريب اجلهح املركب‪: ،‬إذا‬
‫ااوض ال قح هذن الاقلل أتذ ابل قح الصريح ومو ِبذن الاقلل سم األعدا و م ووث و ها‬
‫‪453‬‬
‫هللا ول أ ضاِبا)‬

‫ال واعق ا رسلة ‪.783/2‬‬ ‫‪453‬‬

‫‪269‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وا ق و التأكيد علل التلاوت احلاصل بني عقو بج ر م يف كاذ م ا سائل فاإليالة للعقل يف اقيق‬
‫كافة ا سائل اللكرية والعقدية يالةٌ علل ما ال ينضبف‪ ,‬فكيل ي ح أن يعو علل النقل ذا ال ينضبف‪,‬‬
‫وهذف مسألة ستتضح معا ه فيما أييت ن شال هللا‪.‬‬

‫تام اه سيال التااوض بني الاقح ال قح‬


‫وهو اجلواب ع س ا التعار بني العقل والنقل‪ ,‬وينبغذ أن تتأست تابة هذا الس ا علل استلضار‬
‫ا عطيات التالية يف عالقة العقل ابلنقل‪:‬‬

‫أ اله‪( :‬العقل ليت أصالل لابوت الشرع‪ ,‬وال معطيال له صلة مل تك له‪ ,‬وال مليدال له صلة كما )‪ ,454‬ولذا‬
‫(ال لك أن يكون ت ديق الرسو فيما أخل به معلقال بشرط‪ ,‬وال موقوفال علل انتلال مانع بل ال بد م‬
‫ت ديقه يف كل ما أخل به ت ديقال تاممال كما يف أصل اإللان به فلو قا الرتل‪ :‬أان أؤم به ن أنن يل‬
‫أيب أو شيخذ أو ال أن ينهاين أيب أو شيخذ مل يك م منال به ابالتلا ‪ .‬وكذلأل م قا ‪ :‬أؤم به ن‬
‫ظهر يل صدقه مل يك بعد قد رم به‪ ,‬ولو قا ‪ :‬أؤم به ال أن يظهر يل كذبه مل يك م منال‪ .‬ويينئذ فال‬
‫بد م اجلفم أبنه لتنع أن يعار خلف ليل قطعذ ال مسعذ وال عقلذ وأن ما يظنه النار يخاللال له ما أن‬
‫يكون ابلالل و ما أن ال يكون يخاللال‪ ,‬وأما تقدير قو يخالل لقوله وتقدله عليه فهذا فاسد يف العقل كما‬
‫ي اإلسالم أنه جيع علل اخللق اإللان ابلرسو‬ ‫هو كلر يف الشرع‪ .‬وهلذا كان م ا علوم ابالضطرار م‬
‫لاانل مطلقال تاممال عامال بت ديقه يف كل ما أخل ولاعته يف كل ما أوتع وأمر وأن كل ما عار نلأل‬
‫فهو ابلل وأن م قا جيع ت ديق ما أ ركته بعقلذ‪ ,‬ور ما تال به الرسو لرأيذ وعقلذ وتقدمي عقلذ‬
‫فاسد العقل مللد‬ ‫فيما أخل به فهو متناق‬ ‫علل ما أخل به الرسو مع ت ديقذ أبن الرسو صا‬
‫يف الشرع‪ ,‬وأما م قا ال أصد ما أخل به يىت أعلمه بعقلذ فكلرف ظاهر وهو مم قيل فيه‪( :‬و نا‬
‫تال م رية قالوا ل ن م يىت ن تل مال ما أويت رسل هللا هللا أعلم ييث جيعل رسالته))‪.455‬‬

‫رل التعار ‪.50/1‬‬ ‫‪454‬‬

‫رل التعار ‪.188/1‬‬ ‫‪455‬‬

‫‪270‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اثنواه‪ :‬أن العقل هو رلة استنباط م النقل‪ ,‬وهو يعمل يف ضول أصو وقواعد نقلية وعقلية ولغوية لضبف‬
‫عملية االستنباط‪ ,‬وضمان عدم احنراف مسارها ووقوعها يف اخلطأ‪ ,‬والعقل يف هناية ا طاف أ اة قد ت يع‬
‫وقد سط ‪.‬‬

‫عليه النقل‪ ,‬كإثبات وتو هللا تبار وتعاىل‪ ,‬وأن‬ ‫اثل اه‪ :‬أن العقل ال ريح تال ابلداللة علل كاذ مما‬
‫كل ما سواف سبلانه فهو ددرت يخلو ‪ ,‬وأنه سبلانه يذ قدير مسيع ب ذ يكيم متكلم ابئ م خلقه‬
‫وعا ٍ عليهم ىل ذ نلأل م صلات كماله سبلانه‪ ,‬ولذا كان م ار وات العقلية يف تقرير كاذ م‬
‫صلات هللا تعاىل قيار اروىل‪( ,‬مال أن يقا ‪ :‬كل نقث ينفف عنه يخلو م ا خلوقات‪ ,‬فاخلالق تعاىل‬
‫أوىل بتنفيهه عنه‪ ,‬وكل كما مطلق ثبت وتو م ا وتو ات فاخلالق تعاىل أوىل بابوت الكما ا طلق‬
‫الذ ال نقث فيه بوته م الوتوف‪ ,‬رنه سبلانه واتع الوتو فوتو ف أكمل م الوتو ا مك م‬
‫كل وته ورنه مبدع ا مكنات وخالقها فكل كما هلا فهو منه وهو معطيه والذ خلق الكما وأبدعه‬
‫وأعطاف أيق أبن يكون له الكما كما يقولون كل كما يف ا علو فهو م العلة)‪( .456‬و ا كان الطريق‬
‫ىل احلق هو السمع والعقل‪ ,‬وغا متالممان كان م سلأل الطريق العقلذ له علل الطريق السمعذ وهو‬
‫صد الرسو وم سلأل الطريق السمعذ بني له ار لة العقلية كما بني نلأل القررن وكان الشقذ ا عذب‬
‫م مل يسلأل ال هذا وال هذا)‪.457‬‬

‫وابااه‪ :‬أن ارصل يف ا سائل الشرعية أن تكون مآخذها ُمبيىلنةل يف النقل‪ ,‬فة( نا تعاضد النقل والعقل علل‬
‫ا سائل الشرعية؛ فعلل شرط أن يتقدم النقل فيكون متبوعال‪ ,‬ويتأخر العقل فيكون اتبعال‪ ,‬فال يسرح العقل‬
‫يف جما النظر ال بقدر ما يسريه النقل)‪ ,458‬و(لو تام للعقل سطذ مأخذ النقل؛ مل يك لللد الذ‬
‫يدف النقل فائدة؛ رن ال َلَر أنه يد له يدا‪ ,‬فإنا تام تعديه؛ صار احلد ذ مليد‪ ,‬ونلأل يف الشريعة‬
‫ابلل‪ ,‬فما أ ل ليه ماله)‪ 459‬بل (لو كان كذلأل؛ جلام بطا الشريعة ابلعقل‪ ,‬وهذا دا ابلل‪ ,‬وبيان‬
‫نلأل أن معىن الشريعة أهنا اد للمكللني يدو ا؛ يف أفعاهلم‪ ,‬وأقواهلم‪ ,‬واعتقا ا م‪ ,‬وهو مجلة ما تضمنته‪,‬‬

‫رل التعار ‪.362/7‬‬ ‫‪456‬‬

‫رل التعار ‪.394/7‬‬ ‫‪457‬‬

‫ا وافقات ‪.125/1‬‬ ‫‪458‬‬

‫ا وافقات ‪.125/1‬‬ ‫‪459‬‬

‫‪271‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فإن تام للعقل تعد يد وايد؛ تام له تعد مجيع احلدو ؛ رن ما ثبت للشذل ثبت اله‪ ,‬وتعد‬
‫يد وايد هو معىن بطاله؛ أ ‪ :‬ليت هذا احلد ب ليح‪ ,‬و ن تام بطا وايد؛ تام بطا السائر‪,‬‬
‫وهذا ال يقو به أيد لظهور ُداله)‪ ,460‬قا اب تيمية رمحه هللا بعد نقله قو اإلمام أمحد يف رسالته يف‬
‫السنة اليت رواها عبدور ب مالأل العطار قا ‪( :‬ليت يف السنة قيار وال يضرب هلا ارماا وال تدر‬
‫ابلعقو )‪:‬‬

‫لى أ ما ا به الرسلل لى هللا لوه سلو‬ ‫(هذا علله علل سائر أئم امل لمني ‪:‬إهنو متفقل‬
‫ال دوكه كح ال ار باقلهلو‪ ،‬لل أدوكلن باقلهلو الستغ لا ن الرسلل)‪.461‬‬

‫تام اه‪ :‬أن النقل قد جيذل أبمر ال قو للعقل يف ثباته أو نليه فإما أن يكون متوقلال أو دتارال فمجر‬
‫التوقل أو احلذة ال تبيح ر النقل كما هو ظاهر‪ ,‬ن النقل مابت والعقل متوقل مع احلذة أو بدوهنا فليت‬
‫ليات العبقرية يف كالم اب تيمية واتضايها‬ ‫رة تعار هنا أصالل بني العقل والنقل‪ ,‬وهذف الللتة هذ م‬
‫ترفع ع الكاذي كاذال م شكاليات توهم ا عارضة‪ ,‬فمما قاله رمحه هللا يف تقرير هذف احلقيقة وما أكار‬
‫ما يستجلبها يف كتبه ومناظراته‪:‬‬

‫‪( -‬جيب الفرق بني ما يالو الاقح ب ملنه امت ا ه بني ما ياةز الاقح ن صلون مار‪:‬ته‪: ،‬األ ل‬
‫ابل ا )‪.462‬‬ ‫من حماوات الاقلل الرسح خي‬ ‫من حماالت الاقلل‪ ،‬ال ا‬

‫ا ياةز الاقح ن مار‪:‬ته ال ا يالو الاقح ب ملنه ‪:‬وخ‬ ‫‪( -‬األنبوا لوهو ال مل عد خي‬
‫ضاوات الاقلل ال ضاالت الاقلل)‪.463‬‬

‫وبعد اإليالة هبذف ا عطيات أنيت ىل لع اإلشكالية اليت ولدت مشكلة هدر الن وص بدعول ا عارضة‬
‫العقلية‪ ,‬وهذف ا شكلة كما سبق ليست مشكلة يدياة بل هذ مشكلة قدلة ُكتع يف تقريرها ويف تلنيدها‬

‫‪ 460‬ا وافقات ‪.131/1‬‬


‫‪ 461‬رل التعار ‪.54/3‬‬
‫‪ 462‬اجلواب ال ليح ‪.391/4‬‬
‫‪ 463‬اجلواب ال ة ة ة ة ة ة ةةليح ‪ ,400/4‬وانظر جمموع اللتاول ‪ 312/2‬و‪ 243/11‬و‪ ,444/17‬واللرقان بني أوليال الرمح وأوليال الشة ة ة ة ةةيطان‬
‫‪ ,325‬و رل التعار ‪ 54/3 ,147/1‬و‪.35/4‬‬

‫‪272‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫رالف ال للات‪ ,‬وم أيس وأشهر م كتع يف نقد هذف الشبهة‪ ,‬وتلكيأل يختلل عقدها‪ ,‬ومعاجلتها‬
‫معاجلة موسعةل م خال تقدمي ٍ‬
‫نقد لكليات النظرية لتطبيقا ا التل يلية شيخ اإلسالم اب تيمية يف‬
‫كتابه العظيم (دو ااوض الاقح ال قح)‪ ,‬وأيسع أننا لو قدران علل عا ة نتا كاذ م أفكار الشيخ‬
‫بلغة ع رية مست لبني لبيعة اإلشكاليات ا تداولة اليوم لكان يف نلأل خذٌ كاذٌ‪ ,‬وم ممل اتريخ احلرا‬
‫السللذ خ وصال يف شقه اللكر ومناملته للخ وم يعلم أن اب تيمية يعد حبق مل ل اترخيذ هام يف‬
‫اتريخ هذا احلرا ‪ ,‬فما قبل اب تيمية اتريخ يختلل يف لبيعة السجا والنقاش عما بعد اب تيمية‪ ,‬وقد‬
‫وفر اب تيمية ربنال اخلطاب السللذ ترسانة معرفية هائلة يف مصيل وتقرير مبا ئ وأصو ا نهج السللذ‬
‫والذب عنه ومساتلة اخل وم‪.‬‬

‫العقل‬ ‫وهنا شكالية أتنبية ع مسألتنا أتدين مضطرال ىل معاجلتها قبل الولو ناقشة شبهة تعار‬
‫والنقل‪ ,‬وهو استطرا اضطرار عاجلة شكالية يكار تداوهلا عند استجالب أ كاتع سللذ الب تيمية‬
‫دكو إال‬ ‫الشهذ‪( :‬أنتو لو‬ ‫رمحه هللا يف مال هذف السياقات‪ ,‬وتتلخث هذف اإلشكالية يف االعوا‬
‫‪464‬‬
‫ابن ومو )!‬

‫واحلق أن قائل هذا الكالم واقع يف شكاليات ثالرت‪:‬‬

‫عدم ت ور لبائع العلوم‪.‬‬ ‫‪)1‬‬


‫عدم ت ور لبيعة فقه اب تيمية‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫عدم ت ور واقع اخلطاب السللذ‪.‬‬ ‫‪)3‬‬

‫ومعاجلة هذف اإلشكاليات م خال النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ )1‬مما ينبغذ أن يعلم ع لبائع العلوم أن لكل عل ٍم وف ٍ عمالقته وعباقرته ومبدعوف‪ ,‬فا شتغلني يف يختلل‬
‫العلوم ليسوا علل رتة وايدة بل فيهم رؤور وفيهم م هو ون نلأل‪ ,‬وهذف ظاهرة بشرية متلهمة متامال‪,‬‬

‫وعامة ما تراف هو ررة مدارسة انتلعت هبا كاذال مع ال ديق الشيخ براهيم السكران يلظه هللا‪.‬‬ ‫‪464‬‬

‫‪273‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فإنا أرا أهل السنة واجلماعة ا عاصري الكالم يف (التلسذ) ماالل نقلوا ع أئمته الكبار كالطل والقرليب‬
‫واب كاذ واب عاشور وحنوهم‪ ,‬و نا تكلموا يف (شرح احلديث) نقلوا ع اب يجر والنوو واب رتع‬
‫والشوكاين وحنوهم‪ ,‬و نا تكلموا يف (ا طلح ومنهج النقد احلدياذ) نقلوا ع أئمة النقد كشعبة و ذ ب‬
‫واب ال الح والذهيب‬ ‫سعيد القطان واب مهد واب ا ديج ومسلم والبخار اخل‪ ,‬اخلطيع البغدا‬
‫والعراقذ واب يجر والسخاو والسيولذ اخل‪ .‬و نا تكلموا يف (أصو اللقه) نقلوا ع اجلويج والغفايل‬
‫وا مد والرام وأضراهبم‪ ,‬و نا تكلموا يف (علم مقاصد الشريعة) نقلوا ع العف ب عبدالسالم والغفايل‬
‫والشاليب واب عاشور واللاسذ‪ ,‬و نا تكلموا يف (علم القواعد اللقهية) نقلوا ع القرايف واب رتع‬
‫وأصلاب ارشباف والنظائر عمومال‪ ,‬و نا تكلموا يف معاين (لغة العرب) نقلوا ع اخلليل واجلوهر واب‬
‫فارر واللذومراب واب منظور اخل‪.‬‬

‫وهكذا فلكل عل ٍم سوالل يف الشرعيات أو يىت يف العلوم الدنيوية روا ف وكلاؤف والذي لالون مرتعياته‬
‫العلمية احملومة يف تقرير مسائل تلأل العلوم‪ ,‬فإنا تال احلديث ع (العقيدة واللقه) فإن عمال ا تأخري‬
‫الذ يرر لريقة ال لابة فيها هو أبو العبار اب تيمية عليه رمحة هللا‪ ,‬و نا مملت ذوضوعية و ن اف‬
‫ما كتبه مشاهذ ا تأخري يف العقيدة واللقه عرفت امتيام اب تيمية يقيق لة وأنه ال مقارنة أصالل بني مدل‬
‫اقيقه واريرف ولريقته يف تتبع الن وص وتنظيم توامانت معانيها واستلضار هد ال لابة واقيق ذف‪,‬‬
‫ويني نقو أن اب تيمية هو أعمق ا تأخري يف اقيق لريقة ال لابة يف (العقيدة واللقه) فهذا ليت قرارال‬
‫بل هو نتيجة‪ ,‬وأكار النار ال يلر بني القرار والنتيجة‪ ,‬فيقو ‪ :‬و انا تقررون أن اب تيمية هو أكارهم‬
‫اقيقال‪ .‬واحلقيقة أن أيدال مل يقرر هذا أصالل‪ ,‬بل هذف نتيجة لواقع فر نلسه‪.‬‬

‫هذف اإلشكالية تشابه متامال قو بعضهم‪ :‬انا تعلتم البخار ومسلم أصح كتع احلديث فهذا يظ أن‬
‫علمية ٍ‬
‫قيقة بني كتع السنة توالأ‬ ‫قرار كهذا اسذ هكذا اعتبالال‪ ,‬وال يعلم أهنا منا تالت كنتيجة موامنة ٍ‬
‫ل‬
‫وتتابع عليه أهل السنة بسبع ملرات موضوعية موتو ة يف ال ليلني‪ .‬فهو يف احلقيقة ليت يكمال‬
‫مسبقال بل هو ررة اليقة‪.‬‬

‫فالقو أن اب تيمية أمهر ا تأخري يف اقيق لريقة ال لابة ليت قرارال اعتباليال اسذ كما يت ور البع‬
‫هكذا علو اخلالر‪ ,‬أو حمل الع بية والتشهذ‪ ,‬بل هو مبج علل استقرال ومقارنة كتاابت اب تيمية يف‬
‫العقيدة واللقه ببقية كتاابت ا تأخري ‪ .‬وم أيع نق هذا فالطريق يسذةٌ تدال بذكر عاٍمل رخ ٍر يلو أو‬
‫يقارب اب تيمية يف اقيق لريقة ال لابة يف العقيدة واللقه‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وهكذا‪ ,‬فكما شال هللا ل ليح البخار أن يكون أصح كتع احلديث‪ ,‬وكما شال هللا أن يكون الطل‬
‫أعظم ملسر اإلسالم‪ ,‬وكما شال هللا أن يكون سيبويه أعظم أئمة النلو‪ ,‬وكما شال هللا أن يكون الذهيب‬
‫أعظم كتاب الواتم‪ ,‬فكذلأل شال هللا أن يكون اب تيمية أ ع ا تأخري يف اقيق لريقة ال لابة يف‬
‫العقيدة واللقه‪ ,‬ونلأل فضل هللا ي تيه م يشال‪.‬‬

‫‪ ) 2‬ي كد ما تقدم أن العامل منا ينبل عند أهل السنة واجلماعة ذقدار اقيقه لطريقة ال لابة وم تبعهم‬
‫إبيسان‪ ,‬رن النيب يني شرح افوا النار يف فهم اإلسالم بني الطريقة ال ليلة فقا ‪( :‬هم م كان‬
‫علل مال ما أان عليه اليوم وأصلايب)‪ ,465‬وقا ‪( :‬أصلا يب أمنة رميت‪ ,‬فإنا نهع أصلايب أتل أميت ما‬
‫يوعدون)‪ ,466‬وقا ‪( :‬عليكم بسنيت وسنة اخلللال الراشدي )‪ 467‬و ذها م الن وص الدالة علل أن لريقة‬
‫ال لابة يف فهم اإلسالم هذ أصح الطر ‪ ,‬وقد تقدم اإلشارة لبعضها‪.‬‬

‫وم ممل كتع ا تأخري يف العقيدة واللقه اكتشل ‪-‬ذرارة‪ -‬أن الكاذ الكاذ م مسائل علم الكالم‬
‫وكتع اللروع ابتعدت كاذا ع فقه ال لابة وأئمة التابعني‪ ,‬وأ خلوا يف العلوم الشرعية ومعاين الويذ‬
‫الكاذ م التعقيدات ا تكللة واالفواضات والتلسذات ا تنافية مع روح الشريعة نا ا‪ ,‬بل ويرموا علل‬
‫النار كاذا مما استجامف ال لابة رضوان هللا عليهم‪ ,‬هذا مما الشأل فيه‪.‬‬

‫والبايث احملقق الذ يعتج ابلتلرير والتلقيق يضع ومال أمامه (أمنون ال لابة) وهو يقرأ يف كتع‬
‫الوارت‪ ,‬فما وافق لريقتهم ورويهم ور رهم‪ ,‬علم أنه احلق‪ ,‬وال تفيدف أ لة ا تأخري ال مكيدال‪ ,‬و نا رأل‬
‫ما يف كتع ا تأخري يتناىف مع فقه ال لابة علم أنه م احملد ت‪.‬‬

‫‪ 465‬رواف الومذ (‪ , )2641‬واحلاكم (‪ .)218/1‬قا الومذ ‪ :‬ريع ال نعرفه مال هذا ال م هذا الوته‪ .‬وقا البغو يف ((شرح‬
‫السنة)) (‪ ,)185/1‬وقا اب العريب يف ((عارضة اريون )) (‪:)316/5‬يف لريقه عبد الرمح ب ماي اإلفريقذ‪ ,‬وقا عبد احلق اإلشبيلذ‬
‫يف ((اريكام الشرعية الكلل)) (‪[:)306/1‬فيه]عبدالرمح ب ماي ضعله ىي ب معني و ىي ب سعيد ومجاعة ذغا وقا فيه أمحد ب‬
‫ينبل ليت بشذل ‪ ,‬ويسنه ارلباين يف ((صليح سن الومذ ))(‪.)2641‬‬

‫‪ 466‬رواف مسلم (‪.)2531‬‬


‫‪ 467‬تفل م يديث رواف أبو او (‪ )4607‬والومذ (‪ ,)2676‬واب ماته (‪ )40‬وأمحد (‪ ,)17184( )126/4‬واحلاكم (‪.)176/1‬‬
‫ب سارية رضذ هللا عنه‪ .‬وصلله الومذ ‪ ,‬واجلورقاين يف ((ارابليل وا ناكذ)) (‪ )472/1‬وقا ‪ :‬بت مشهور‪,‬‬ ‫م يديث العراب‬
‫واب ا لق يف ((البدر ا نذ)) (‪ ,)582/9‬والعراقذ يف ((الباعث علل اخلالص)) (‪ )1‬وقا ‪ :‬مشهور‪ ,‬واب يجر يف ((موافقة اخلل‬
‫اخلل)) (‪ )136/1‬وقا ‪:‬رتاله ثقات‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫والسبع يف نلأل أن فقه ال لابة نتا تعليم وتربية النيب صلل هللا عليه وسلم فإن هللا أمرف أن يعلم النار‬
‫الكتاب واحلكمة ويفكيهم‪ ,‬وهو صلل هللا عليه وسلم أ ل ارمانة علل أكمل وته‪ ,‬ولذلأل فم لع يف‬
‫فقه ال لابة ومعم أن االحنراف بدأ م عندهم‪ ,‬فقد لع يف أ ال النيب لألمانة‪ ,‬أعج أمانة تعليم الكتاب‬
‫واحلكمة والتفكية‪.‬‬

‫ولذلأل فقد استلا اإلمام اب تيمية كاذال كاذال م وضعه منون ال لابة ن ع عينيه أثنال اليله للروع‬
‫واتتها ات ا تأخري ‪ ,‬وبىن علل نلأل رف كاذ م تعقيدات ا تأخري ‪.‬‬

‫وم نلأل ماالل‪:‬‬

‫نظرية مويل ال لات ا عقدة‪ ,‬وايتج أبن ال لابة أعلم ابهلل ومل يتكلموا عنها‪.‬‬ ‫رف‬

‫تنويعا م يف ا ياف ىل ا ال‬ ‫تقسيما م وتنويعا م ا عقدة يف علم اللروع‪ ,‬فلذ ابب ا ياف ماالل رف‬ ‫ورف‬
‫لوضول‪,‬‬ ‫ا تغذ ذا ال لامته م كافور وعو قمار ‪ ,‬وا ال الذ انغمست فيه يد قائم م نوم ليل انق‬
‫والتلريق بني ا ال ا تغذ اب لح البلر وا لح اررضذ‪ ,‬ومال ا قلة‪ ,‬وما اشتد يرف وبر ف‪ ,‬وا سخ بنجاسة‪,‬‬
‫وا ستعمل يف لهارة سابقة‪ ,‬وما يرفع يدرت ارنال ال الرتل البالغ واخلنال‪ ..‬ىل رخر تلأل التنويعات اليت‬
‫ليت عليها ليل صليح‪ .‬وأعا ابب ا ياف ىل وضويه وتالئه يف فقه ال لابة‪.‬‬

‫وم أمالة نلأل أيضال رفضه لكاذ م فروع ابب التيمم ا عقدة اليت فرعوها علل أسار أن التيمم (مبيح‬
‫ال رافع) فهذا ارصل الضعيل نشأ عنه م اللروع ا رتوية ما هللا به عليم‪ ,‬كبطالن التيمم قبل خو‬
‫الوقت‪ ,‬وم ت يمم لنافلة ال ي لذ هبذا التيمم فريضة‪ ,‬والشروط الدقيقة اليت اشولوها يف لبيعة الواب‬
‫الذ ي ح التيمم به‪ ,‬وهكذا‪.‬‬

‫وم أمالة نلأل أيضال رفضه للشروط الدقيقة اليت اشولوها للخل الذ جيوم ا سح عليه‪ ,‬كلدياهم ع‬
‫ا خر ‪ ,‬وما يابت بنلسه‪ ,‬و مكان ا شذ به‪ ,‬و ذ نلأل‪.‬‬

‫وأكارف‪ ,‬و ىل‬ ‫وم أمالة نلأل أيضال أنه رف أيضال تقسيما م ا عقدة يف ابب احلي ‪ ,‬رقل عمر احلائ‬
‫أقل مدة احلي وأكارف‪ ,‬ىل ذ نلأل‪.‬‬

‫هذف فقف أمالة عشوائية يختارة قلفت ىل الذه م كتاب الطهارة فقف‪ ,‬فضالل ع بقية كتاب العبا ات‪,‬‬
‫أما نا شئت أن أيدثأل عما صنع يف ربع ا عامالت فذا وهللا سلر ضخم لويدف‪ ,‬ولتعلم فضل هذا‬
‫اإلمام ممل يف هذف اجملامع اللقهية واللجان الشرعية االقت ا ية لوال هللا تلرجيات اب تيمية هلا‪ ,‬لكانت‬

‫‪276‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يف رصار وأ ال كتع ا تأخري ‪ ,‬ور لقت أبواهبا ذ قا رة علل أن يف معاملة وايدة معاصرة‪ ,‬بسبع‬
‫أن ا تأخري أخذوا ن وص الغرر بللظها وتركوا ت رفات الشارع التطبيقية يف الغرر فلات عليهم معرفة‬
‫يكم الشارع يف الغرر التبعذ‪ ,‬و الغرر اليسذ‪ ,‬والغرر يف ذ ا عاوضات‪ ,‬فاضطربت عليهم قاعدة اجلهالة‪,‬‬
‫فمنعوا كاذال م العقو علل هذا ارسار‪ ,‬كما أن كاذال منهم وقع يف نلسه أن ارصل يف الشروط التلرمي‬
‫حلديث (كل شرط ليت يف كتاب هللا)‪ 468‬ومل يتنبهوا لت رفات الشارع يف الشروط‪ ,‬وأن معىن احلديث كل‬
‫شرط خيالل كتاب هللا‪ .‬فاضطربت عليهم قاعدة الشروط‪ ,‬فمنعوا كاذال م الشروط اليت أتامها الشارع‪,‬‬
‫ا أصبلت أمور النار ال تسذ ذال نلأل‪ ,‬صاروا يدخلون م االستانالات أبصو ضعيلة تدال‪,‬‬
‫كإ خا احلنلية كاذال م االستانالات بواسطة االستلسان‪ ,‬وصار الباب ذ مطر وال قيار له‪ ,‬كما‬
‫راعل ا تأخرون لله ال يغة ون معناها‪ ,‬وبذلأل أصبح علم ا عامالت عند ا تأخري يف يخالل لطريقة‬
‫ال لابة‪.‬‬

‫فانظر كيل تر ه الل ا شايخ يف تلأل اجملامع مذاهبهم احلنلية وا الكية والشافعية واحلنبلية ومتسكوا أبناي‬
‫جمموع اللتاول والقواعد النورانية وبطالن التلليل‪.‬‬

‫وقد كان اب تيمية كاذا ما تج رمحه هللا هبد ال لابة ا باشر البعيد ع هذف التكللات‪ ,‬ككارة‬
‫استلضارف لقاعدة قيام الداعذ ليه يف عهد النيب وأصلابه ومل أيت البيان هبذف التل يالت واالشوالات‬
‫واحلرم وأللاظ‬ ‫الدقيقة‪ ,‬و يل كاذا م ارمور اليت ياو ا تأخرون تقنينها ىل العرف كالسلر والقب‬
‫العقو واللسوخ اخل‪ ,‬أو ىل رأ أهل اخللة كالغرر ماالل يف بيع ا غيبات وهو تطبيق عظيم وكالمه عنه له‬
‫لذة ال تت ور‪.‬‬

‫ولذلأل فقد مال رمحه هللا وبال أ ىن نرة م ريع أعظم ثورة فقهية وعقدية أعا ت النار ىل هد ال لابة‬
‫رضوان هللا عليهم البعيد ع التكللات‪.‬‬

‫‪ ) 3‬فإنا أضلت ىل ما سبق ما يت ل ابجلوانع ا عرفية العقلية عند اب تيمية كاإليالة الضخمة اب عارف‬
‫العقلية والنقلية‪ ,‬ويس اللهم والذكال‪ ,‬وتوافر أ وات االتتها ‪ ,‬والدراية التامة ذذاهع ا خاللني‪ ,‬والقدرة‬
‫اهلائلة علل قلع احلجج علل اخل وم‪ ,‬و قة ا لاضلة يف أبواب ا احل وا لاسد‪ ,‬واإل را ا ذهل لوتيع‬
‫ارولوايت وتلاضل ارعما والعبا ات ‪ ..‬اخل مع ما متيف به يف القضااي ارسلوبية يف اجملا الكتايب كا باشرة‬

‫‪ 468‬رواف البخار (‪ ,)2168‬ومسلم (‪ )1504‬بلله‪(( :‬ما كان م شرط)) م يديث عائشة رضذ هللا عنها‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫والوضوح والقوة و ذ نلأل‪ ,‬استبان لأل أنه م الطبيعذ تدال أن ظل اب تيمية هبذا ا وقع ا تميف م‬
‫خارلة اخلطاب الشرعية ا عاصر‪.‬‬

‫‪ )4‬أنه بلغنا قطعةٌ ليبة م تراثه عليه رمحة هللا يف يختلل ا عارف الشرعية خ وصال جمايل االعتقا واللقه‪,‬‬
‫فإنا قرنت متيفف العلمذ ومنهجيته العلمية ووفرته الكتابية اتضح لأل أن استلضارف يف كاذ م التلريرات‬
‫العقدية‪/‬اللقهية أمر لبيعذ وال شكا فيه‪.‬‬

‫ورَب تالمذة متميفي تدال يف يختلل اجملاالت الشرعية خ وصال اب القيم واب‬
‫‪ )5‬أنه رمحه هللا قد َعلىلم ىل‬
‫واب كاذ وتالمذ م كاب رتع‪ ,‬فلني تتناو ترارت اب تيمية ور رف يف اللكر‬ ‫مللح واب عبداهلا‬
‫السللذ فأنت أمام مدرسة علمية متميفة ال أمام شخ ية علمية ملر ة‪ ,‬وما م شأل أن أولئأل التالمذة‬
‫الناهبون خ وصال اب القيم قد تسببوا يف ماي ة يالة اإلقبا علل ترارت الشيخ وكتبه‪.‬‬

‫‪ )6‬مثر اإلمام دمد ب عبدالوهاب بكتاابت الشيخ لبىلع يضور اب تيمية يف احلركة العلمية الشرعية م‬
‫بعدف‪ ,‬وهذا التأثر والتطبيع عائد ىل ما سبق نكرف م أسباب موضوعية لوقوع هذا التأثر والتطبيع‪ ,‬وال‬
‫ي ح أن ت خذ هذف ا سألة معفولة ع سيا ما تقدم م ملرات و منا الق د التنبيه ىل كافة ما ولد يالة‬
‫استجالب اب تيمية يف البلث العقد واللقهذ ا عاصر‪ ,‬وما م شأل أن لدعوة الشيخ دمد وتالمذته‬
‫م بعدف كانوا وايدال م أسباب اقيق هذا احلضور‪ ,‬وم يطالع كتاابت الشيخ دمد جيدف كاذال ينفع ىل‬
‫ا باشرة والوضوح واحلساسية ضد التكلل وهذف موتو ة عند اب تيمية ‪-‬مع اللار لبعال‪ -‬فهذا اخل ائث‬
‫الكتابية كانت أيضال سببال يف مثذ ترارت اب تيمية فيم بعدف‪ ,‬ومثر الشيخ دمد ب عبدالوهاب ومدرسته‬
‫بوارت الشيخ كانت سببال ضافيال‪.‬‬

‫‪ )7‬أما ما يفعمه البع م أن أئمة أهل السنة واجلماعة ا عاصري ال خياللون اب تيمية فهذا لال ٌ ذ‬
‫قيق‪ ,‬فأكل مرتعيتني فقهيتني دليتني أفرمغا احلر العلمذ احلديث الشيخان اب ابم واب عايمني‪ ,‬وقد‬
‫وقعت منهما أقوا علل خالف اخيارات اب تيمية‪ ,‬فلذ رسالة (منهج اب ابم يف اللقه واللتول) للدكتور‬
‫خالد ر يامد واليت ان هبا رتة الدكتوراة كشل فيها أن اب ابم خالل اب تيمية يف ‪ 73‬مسألة‪,‬‬
‫لالب العالمة اب عامني يخاللات اب عايمني الب تيمية فجالت يف جملد لطيل‪ ,‬فانظر‬ ‫ومجع بع‬
‫كيل خاللوف يف حبر علمه الذ أبدع وبرع فيه‪ ,‬فكيل يف ذ نلأل م علوم اإلسالم !‬

‫وعو ال علل مسألتنا بعد هذا االستطرا ‪ ,‬أقو ‪:‬‬

‫‪278‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫قل ‪:‬كرة (مااوع ال قح ابلاقح) د أهله لى أساسني‬

‫األوكا ‪ ،‬يف مقابح قلي الدالل الاقلو‬ ‫األ ل التلهني من دالل ال قح لى املاا‬

‫قدمي الاقح لى ال قح يف وال املااوع ‪ ،‬ألنه املخرج اللوود املمكن من إنكالو‬ ‫لز‬ ‫ال ا‬
‫التااوض‬

‫وم أيس م عاجل هاتني اإلشكاليتني كما سبق شيخ اإلسالم اب تيمية‪ ,‬وكذلأل تلميذف اب القيم عليه‬
‫رمحة هللا يف ال واعق ا رسلة‪ ,‬فم شال أن يطلع علل تلاصيل مناقشة هاتني اإلشكاليتني فيمكنه العو ة‬
‫لتلاصيل كالم هذي اإلمامني يف كتابيهما‪ ,‬أما االخت ار فليما يلذ‪:‬‬

‫ا نكالو األ ت‬
‫اللة النقل يف مقابل تقوية الداللة العقلية علل فرضيتني‪:‬‬ ‫تقوم فكرة التوهني م‬

‫األ ل‪ :‬أن اللة النقل اللة خلية جمر ة‪ ,‬وهذ خلو م الدالئل العقلية‪.‬‬

‫ال ا ‪ :‬أن ار لة النقلية أ لة للظية ال تليد اليقني‪.‬‬

‫وقد أبدع اإلمام اب القيم عليه رمحة هللا يف مناقشة هاتني اللكرتني يف كتابه ال واعق ا رسلة وقد بلغت‬
‫ر و ف يف تلكيأل هاتني اللرضيتني أكار م ‪ 73‬وتهال‪ ,‬ومما لك قوله اخت ارال‪:‬‬

‫خبصلص إنكالو جتريد ال قح ن الدلوح الاقلو‬

‫م اروهام الغليظة قو بعضهم أبن ار لة النقلية جمر أخبار عارية ع الدالئل العقلية فهذف‬
‫جمر عول مرسلة بل هذ تناية علمية علل الويذ‪ ,‬وهو قوٌ يد علل عدم قرالة فاي ٍة للويذ فإن‬
‫القررن والسنة مليئان ابلدالئل العقلية‪ ,‬بل متتام هذف الدالئل العقلية بشدة الوضوح وسهولة اللهم وقوة‬
‫احلجة ومتاسأل اللهان والقرب م عقلية ا تلقذ‪ ,‬وارمر كما قا اب تيمية‪:‬‬

‫‪279‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ما د أوابب ال ظر الاقلو يف ا هلوات من األدل الوقو و املااوف ا هلو عد ا به‬ ‫( تمل‬
‫مع زايدات كموملت مل يهتد إلوها إال من هدان هللا خب ابه‪: ،‬كا ‪:‬وما ا به‬ ‫الكتاب ال‬
‫الرسلل من األدل الاقلو املااوف الوقو و ‪:‬لق ما يف قلل مجوع الاقمل من األ لني اآلترين‪،‬‬
‫هذن اجلمل هلا ب ل ظوو‪ ،‬عد ب ل من ذلك ما ب ل يف ملاعع متاددة الب ل التا ال يتضمله‬
‫هذا املقا ‪:‬إ لكح مقا مقااله)‪.469‬‬

‫وم أرا الوقوف علل مجلة واسعة م هذف الدالئل العقلية مع الكالم ع منهجية الويذ يف عرضها‬
‫فيمكنه الرتوع ىل كتاب (األدل الاقلو ال قلو لى أ لل اال تقاد) للدكتور سعو العريلذ‪ ,‬وكتاب‬
‫( الدالل الاقلو يف القرآ الكرمي مكانتها يف قرير م ائح الاقودة ا سملمو ) للدكتور عبدالكرمي‬
‫عبيدات‪.‬‬

‫وبه تعلم خطأ م تعل الدليل العقلذ مقابالل للدليل الشرعذ وقسيمال له‪ ,‬فالدليل العقلذ يف‬
‫يقيقته وايد م أ لة الشرع‪ ,‬فال واب أن ار لة الشرعية تنقسم ىل‪:‬‬

‫‪ -‬أدل مساو ‪/‬ت ي‬

‫‪ -‬أدل قلو‬

‫فار لة العقلية قسيمة لأل لة السمعية وقسم م ار لة الشرعية‪ ,‬ويف قو هللا تعاىل ناكرال يسرة الكافري‬
‫يوم القيامة‪( :‬وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا يف أصلاب السعذ) ما يد علل اعتبار الدليلني يف‬
‫كان له قلع أو ألقل السمع وهو شهيد)‪.‬‬ ‫ا يفان الشرعذ‪ ,‬وماله قوله تعاىل‪ ( :‬ن يف نلأل لذكرل‬

‫يقو اإلمام اب القيم مقررال هذا التقسيم لأل لة الشرعية ومبينال صلة كل قسم اب خر ولبيعة عول ريد‬
‫الويذ م ار لة العقلية‪:‬‬

‫اليت ي موها هيال األدل اللفظو نل ا‬ ‫(إ أدل القرآ ال‬

‫أودمها يدل ةرد ا‬

‫يدل ب ريق الت بوه ا وناد لى الدلوح الاقلو‬ ‫ال ا‬

‫منها السنة ‪.57/2‬‬ ‫‪469‬‬

‫‪280‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫القرآ مملل من ذكر األدل الاقلو اليت هو آايت هللا الدال لوه لى وبلبوته ودانوته لمه‬
‫عدو ه وكمته ومحته ‪:‬آاي ه الاوانو املشهلدة يف تلقه دل لى دق ال ل األ ل هل جمرد‬
‫‪:‬لو يتةرد إتباون سبضانه ن آايت دل لى دعها بح عد بني لابادن يف كتابه من ال اهني‬ ‫ا‬
‫دق وسلله ما ‪:‬وه نفا هد كفاي ‪:‬قلل القائح إ لك األدل ال فود‬ ‫الدال لى دعه‬
‫الوقني إ أواد به ال ل املتامن لذكر األدل الاقلو الاوانو ‪:‬هذا من أ ظو البهم اللعاو املكابرة‪،‬‬
‫فات كماله إ مل فد يقو اه مل يفد‬ ‫لدن ودانوته‬ ‫‪:‬إ آايت هللا اليت الها أدل وةةا لى‬
‫‪:‬قد أعا سبضانه األدل الق او‬ ‫دلوح دللل أبداه إ أواد به ال ل األ ل الدال ةرد ا‬
‫نف ه‬ ‫عبل ه إال من ا‬ ‫ال اهني الوقو و لى عبل ه ‪:‬لو حيح بادن ‪:‬وه لى ت جمرد ال ي تفود‬
‫هذا دري الدلوح الاا الدال لى دعه ‪:‬وما أت به بح هل‬ ‫الدلوح الدال لى دق ا‬ ‫د‬
‫األدل املتاددة الدال لى التلوود إعبات الصفات ال بلات املااد أ لل ا وا ‪:‬مل جتد كتاابه‬
‫عد امن من ال اهني األدل الاقلو لى هذن امل الب ما ام ه القرآ ‪ :‬دلته لفظو قلو ‪:‬إ مل‬
‫‪470‬‬
‫يفد الوقني (‪:‬ب إ وديث باد هللا آاي ه ييم ل ))‬

‫أما ‪:‬كرة جتريد األدل ال قلو ن إ‪:‬ادة الوقني‬

‫فهذ ترتكف علل عول أن (األلفا ) موصل ر ل (للماا )‪ ,‬يقو عبداجلوا ايسني ملمال هذا‬
‫الدعول يف يديث له ع نسبية اللغة‪:‬‬

‫(‪:‬إ احلقوق اليت نلد إبرازها ه ا‪ ،‬هو القلل ضد دي اللغ علموتها‪ ،‬ياين ابلار وة القلل ب بوتها‬
‫هل ما ي ري الت اؤل ن عدوة اللغ فردها لى التاامح مع "ال ص الشر و" استواابه‪ ،‬من ووث‬
‫أ هذا األتري‪ ،‬إمنا هل ابلتاريخل "كل م لق" ‪:‬إذا كانم اللغ كآل علمو ن بو ‪ ،‬عا رة ن‬
‫ا واط ابل ص ككوا "كل م لق" ‪:‬مل بد كو آل ااملو أتر ذات طابع مكا‪:‬ئ ل ابع ال ص‬
‫أ ين ذات طابع "كل م لق" هل ما يتم ح برأي ا يف مبادئ الاقح ورك نشاطه الداتلو" هو‬
‫لو م من طبوا لغلي ‪ ،‬إمنا هو بل مركلزة يف ال بع ا ن ا ‪ ،‬متصل ا س اد ابهلل اات)‪.471‬‬

‫‪ 470‬ال واعق ا رسلة ‪.793/2‬‬


‫‪ 471‬السلطل يف اإلسالم ‪.44‬‬

‫‪281‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وهذف الدعول هلا يضور يف الوارت الللسلذ والكالمذ‪ ,‬ولك بلار يف لبيعة التلرير والتدليل‬
‫والذ خال منهما النث ا نقو هنا متكئال علل مجلة م الدعاول اجملر ة واليت صبت يف قالع تظهر‬
‫تعظيم النث‪ ,‬والممها الضرور الطع فيه ابلتشكيأل يف مكانياته الداللية‪ .‬واستجالب هذف الدعول يف‬
‫سيا حبث س ا العقل والنقل منا يُرا منه التخليل م ععل الويذ عند توهم ا عارضة العقلية بنفع‬
‫الوثوقية ع الئل النقل‪ ,‬فهذ كما يفعم هذا الل يل جمر أللاظ ال لك االلالع علل ما ترمذ ليه م‬
‫ٍ‬
‫معان يىت نستيق م عشرة أمور‪:‬‬

‫التخصوص‬ ‫د االنرتاك‪ ،‬اجملاز‪ ،‬ال قح‪،‬‬ ‫صم و اة لك األلفا ‪ ،‬إ راِبا‪ ،‬صريفها‪،‬‬
‫ابألنخاص األزم ‪ ،‬د ا عماو‪ ،‬التقدمي الت تري‪ ،‬ال خ‪ ،‬د املااوض الاقلو الذإ لل‬
‫‪472‬‬
‫كا لر ح لوه إذ ر وح ال قح لى الاقح يقتاو القدح‬

‫ىل نتائج كارثية ال علل مستول فهم الويذ فلسع بل‬ ‫واحلق أن عما هذف اللكرة يف الواقع سي‬
‫سيضرب يف صميم فكرة التخالع الشلاهذ اإلنساين عمومال‪ ,‬وبيانه فيما يلذ‪:‬‬

‫‪ )1‬أن هذا القو م اف يف احلقيقة ىل لغال يجية الويذ ابلكلية يف يا وتو التعار ويف يا عدمه‪,‬‬
‫ن ا يل اجلفم ذرا هللا م كتابه عند ه الل دا ال عند استيلال شروله ا ذكورة وانتلال موانعه‪ ,‬وهذف‬
‫مسألة ال لك التلقق منها علل حنو تامم‪ ,‬فلو قدر أن شخ ال ياو التلقق م توافر شروط اجلفم‬
‫ب لة فهم النث وانتلال موانعه علل حنو ما نكروا يف هذف القضااي العشرة وايدال وايدال ا استطاع‪ ,‬ن‬
‫عدم العلم بوتو ا عار ماالل ليت علمال بعدمها يف احلقيقة‪ ,‬في و هذا التقرير ىل لغال يجية الويذ‬
‫ابلكلية بذكر اشوالات تعجيفية ال فائدة م نكرها يف احلقيقة‪ ,‬فيكون نفا هذا الويذ عباال ال م للة‬
‫فيه لعدم التمك م اجلفم بلهمه بل يكون يف نفاله ملسدة عند ه الل إلتيانه ذا يعار ا عقو فيضطر‬
‫الوايد ىل االنشغا بتأويل ن وصه فعال إليهامها اللاسد ع العامة‪ ,‬ويف هذا الكالم م القبح ما فيه‪,‬‬
‫وهو معىن يخالل للملسور ا ستيق م شأن هذا الويذ‪ ,‬ويكلذ جمر ت ور يقيقة هذا القو ومآالته‬
‫للجفم بلسا ف وبطالنه‪ ,‬وم نظر يف الويذ ويف يججه وبراهينه ويف وضويه وبيانه ويف ررة اليقني الذ‬
‫يتل ل عليها م لالعه علم أنه ال مقارنة لالقال بينه وبني ما يفعمونه م الئل عقلية‪.‬‬
‫‪ )2‬أن لال القو بعدم فا ة لله الويذ عىن علل وته اليقني يف يقيقته المم لكل ا خالبات الشلاهية‬
‫بل هذ أوىل هبذا م الويذ لق ورها ع رتبته يف البيان والوضوح والداللة علل ا عاين‪ ,‬وما م شأل أن‬

‫ومم نث عليها الرام يف ذ ما ٍ‬


‫كتاب م كتبه ككتاب (د ل أفكار ا تقدمني وا تأخري )‪ ,‬و(ارربعني يف أصو الدي )‪.‬‬ ‫‪472‬‬

‫‪282‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫عان دد ٍة هو نوع م أنواع السلسطة ويخالل للضرور‬


‫ٍ‬ ‫التشكيأل بداللة كل لله وتركيع وسيا‬
‫معان دد ٍة و ٍ‬
‫اضلة يقطع سامعها اب عىن الذ‬ ‫ا در م لبيعة ارللاظ و الال ا يف الع سياقا ا علل ٍ‬
‫أرا ف ا تكلم هبا م ورائها‪ ,‬فقو القائل خر ماالل‪ :‬أكلت لعامال‪ ,‬وشربت مالل‪ ,‬وركبت السيارة‪ ,‬وهكذا‬
‫مما جيفم سامعه اب عىن الذ أرا ف ا تكلم منها‪ ,‬و نا قرأت قو هللا تعاىل ماالل‪( :‬وهلل علل النار يج البيت‬
‫م استطاع ليه سبيالل) مل تشأل أبن احلديث ع هللا‪ :‬رب العا ني‪ ,‬والنار‪ :‬الذي هم بنو ر م‪ ,‬والبيت‪:‬‬
‫اليت هذ الكعبة‪ ,‬وأن ا ق و فر احلج علل ا ستطيع‪ ,‬وماله قوله سبلانه‪( :‬شهر رمضان الذ أنف‬
‫فيه القررن) فشهر رمضان هو الشهر الذ بني شعبان وشوا ‪ ,‬والقررن‪ :‬هو الكتاب الذ أنفله هللا علل‬
‫نبيه دمد صلل هللا عليه وسلم ا لتتح ابللااة وا ختوم ابلنار‪ ,‬وا ق و اإلشارة ىل الوقت الذ كان‬
‫فيه نفا هذا الكتاب تنبيهال علل فضل هذا الفمان‪ ,‬وهكذا يف مجهور ا ايت القررنية‪ ,‬والذ ال شأل فيه‬
‫أن ا تكلم مىت (ما وىف البيان يقه وق د فهام ا خالع و يضاح ا عىن له و يضارف يف نهنه فوافق م‬
‫ا خالع معرفةل بلغة ا تكلم وعرفه ا طر يف خطابه وعلم م كما ن له أنه ال يق د رطابه التعمية‬
‫واإللغام مل خيل عليه معىن كالمه ومل يقع يف قلبه شأل يف معرفة مرا ف)‪ ,473‬وهذا أمر بدهذ ضرور‬
‫دسور م أيوا النار‪ ,‬فإنا عر للبع مشكلة يف ت ور هذا فهذ لوثة سلسطية ال جما فيها‬
‫معاجلة ٍ‬
‫ناتية‪ ,‬وأمر التشكيأل يف اللة ارللاظ علل‬ ‫ٍ‬ ‫للملاتجة العقلية ن هذ عار نلسذ تا ىل‬
‫يع تدال م مشكلة التشكيأل يف احلسيات وهو ما وقع فعالل لبع السلسطائية‬ ‫معانيها إبلال قر ٌ‬
‫بدعول مكان وقوع احلوار يف الوهم وااللتبار كلا اريو ماالل يرل الشذل شيئني‪ ,‬أو ا عال صغر‬
‫الشمت إلمكان يجبها ابلكل فقف فإنا بلغ ا رل هذف احلا وصار يشكأل يف وتو الشمت وهو يراها‬
‫أو يف الليل مع كونه فيه أو يشكأل يف وتو ف فكيل السبيل ىل قناعه ابر وات العقلية واحلجج‬
‫فالتشكيأل يف ا عارف الضرورية ارولية فخ م وقع فيه فال سبيل له للتوصل ىل ا عارف النظرية ال أن‬
‫يعاجل نلسه م هذا الطارئ‪ ,‬فم شأل يف أن ‪ 2=1+1‬ماالل فإنه سيعجف ضرورة ع معرفة ما هو أرفع‬
‫منها م مسائل الرايضيات‪ .‬فإنا تقرر ارتلاع هذا الوهم ع أيوا ا خالبة البشرية فألن ينفف كالم هللا‬
‫ورسوله عنه م ابب أوىل لكما بيانه ووضويه ون ح ا تكلم به‪ ,‬ويىت يتضح لأل وته اللسا والسلسطة‬
‫يف لال هذا القو ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن اإلنسان مدين بطبعه والنالقية خاصية ناتية فيه‪ ,‬وال بد يف معيشته مع بج تنسه أن يلهمهم ويلهموف‬
‫اقع بال شأل‪.‬‬
‫ليل ل االستئنار والتعاون‪ ,‬وهذف أمور ياصلة يف الواقع فد علل أن وقوع اللهم بينهم و ٌ‬
‫ب‪ -‬أننا نعلم م أنلسنا بل ونعلم م أيوا مجيع النار ومجيع ارمم معرفتهم ذقاصد بعضهم البع م‬
‫ا خالبة‪ ,‬وهو معىن ضرور اشو العلم هبا بني النار‪.‬‬

‫ال واعق ا رسلة ‪.502/2‬‬ ‫‪473‬‬

‫‪283‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ت‪ -‬أننا فم أهنم يتل لون علل اليقني م يخالبة بعضهم البع ذا ال ل مما يسميه ه الل علومال عقلية‪,‬‬
‫بل اجلفم ذرا ات ا تكلم أيضر يف نلوسهم وأقول م هذف االشوالات العشر اليت يذكروهنا واليت ال سطر‬
‫هلم علل اب أصالل‪.‬‬
‫رت‪ -‬أن الطلل أو ما ليف يعرف مرا م يربيه بللظه قبل أن يعرف شيئال م علومهم الضرورية وهذف قضية‬
‫فطرية بدهية دسوسة‪.‬‬
‫‪ -‬أن التعريل ابر لة الللظية أصل للتعريل ابر لة العقلية‪ ,‬فإن نقل ا عاين العقلية ال لر ال علل تسر‬
‫ارللاظ فإنا شككت يف اللة ارللا ظ علل معانيها تسرب القدح ىل ا عاين العقلية وانغلق ابب نقلها‬
‫وتقريرها‪.‬‬
‫و ذ نلأل م الدالئل البدهية الدالة علل بطالن القدح يف اللة ارللاظ علل ا عاين‪ ,‬وأن لر هذا‬
‫التقرير منا هو سلسطة ال تعاجل ال انت ما نكرف بع كتاب العقائد والتواريخ كالذ يكاف (أبو القاسم‬
‫ا تكلمني‪ ,‬فأاتف مرة فناظرف‪ ,‬فأمر ا تكلم أبخذ‬ ‫البلخذ‪ :‬أن رتالل م السوفسطائية كان خيتلل ىل بع‬
‫ابته‪ ,‬فلما خر مل يرها‪ ,‬فرتع فقا ‪ُ :‬سرقت ابيت‪ ,‬فقا ‪ :‬و أل لعلأل مل ميت راكبال‪ ,‬قا ‪ :‬بلل‪ ,‬قا ‪:‬‬
‫فكر‪ ,‬قا ‪ :‬هذا أمر أتيقنه‪ ,‬فجعل يقو له‪ :‬تذكر‪ ,‬فقا ‪ :‬و أل و أل ما هذا موضع تذكر! أان ال أشأل‬
‫أنج تئت راكبال! قا ‪ :‬فكيل تدعذ أنه ال يقيقة لشذل و ن يا اليقظان كلا النائم فوتم‬
‫السوفسطائذ ورتع ع مذهبه)‪ .474‬وع (دمد ب عيسل النظام قا ‪ :‬مات اب ل احل ب عبد القدور‬
‫فمضل ليه أبو اهلذيل ومعه النظام وهو الم يدرت كا توتع له‪ ,‬فررف منلرفال فقا له أبو اهلذيل‪ :‬ال‬
‫أعرف جلفعأل وتهال نا كان النار عند كالفرع‪ ,‬فقا له صاحل‪ :‬اي أاب اهلذيل منا أتفع عليه رنه مل يقرأ‬
‫كتاب الشكو ‪ ,‬فقا له أبو اهلذيل‪ :‬وما كتاب الشكو ‪ ,‬قا ‪ :‬هو كتاب وضعته م قرأف يشأل فيما قد‬
‫كان يىت يتوهم أنه مل يك وفيما مل يك يىت يظ أنه قد كان‪ ,‬فقا له النظام‪ :‬فشأل أنت يف موت‬
‫ابنأل‪ ,‬واعمل علل أنه مل لت‪ ,‬و ن كان قد مات فشأل أيضال يف أنه قد قرأ الكتاب و ن كان مل يقرأف)‪.475‬‬
‫وألرف م هاتني الق تني ما تال م خو (رتل م احلِسبانيىلة علل ا أمون‪ ,‬فقا ‪ :‬لاُمامة ب أشرر‬
‫كلِىلمه فقا له‪ :‬ما تقو وما َمذهبأل فقا ‪ :‬أقو ىلن ارشيال كلىلها علل ُّ‬
‫التوهم واحلِسبان‪ ,‬و منا يُد ٍر‬
‫سو ت َوتهه‪ ,‬فقا ‪ :‬اي‬ ‫ِ‬
‫يىت يف احلقيقة‪ .‬فقام ليه ُرامة‪ ,‬فَةلَطَمه لطمةل َ‬
‫النار علل قَدر عقوهلم‪ ,‬وال َّ‬
‫منها ُ‬
‫لعل‬
‫فعلت بأل قا ‪ :‬لَطَمتج‪ ,‬قا ‪ :‬و َّ‬
‫مال هذا يف جملسأل ! فقا له ُرامة‪ :‬وما ُ‬
‫أمذ ا منني‪ ,‬يلعل يب َ‬ ‫َ‬
‫منا َ َهنتُأل ابلبان‪ ,‬أنشأ يقو ‪:‬‬

‫‪ 474‬تلبيت بليت ‪.39‬‬


‫‪ 475‬تلبيت بليت ‪.39‬‬

‫‪284‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وارب ي ىلةوا يف احلِسةةاب‬ ‫ولَعة َّةل ر َم أمن ةةا‬

‫الطيةور هو الةةغُراب‬ ‫بِي‬ ‫رت مة‬


‫لعل مةا أب َ‬
‫و َّ‬
‫الذهاب‬
‫تئت هو ىل‬
‫ةت ويني َ‬
‫َ‬ ‫عدت قمة‬
‫وعسا يني قَ َ‬
‫َ‬
‫السذاب‬
‫وعسل البَهةةار هو َّ‬ ‫وعسل البنلسج ِمئةةبقال‬
‫َ‬
‫أنت َاسب ةةه ال َكباب)‪.476‬‬
‫و َ‬ ‫وعسا تةأكل ِم َخ َةرا‬
‫َ‬
‫‪ )3‬أن الناظر يف شأن هذا الويذ جيد أنه م البيان والوضوح يف الغاية الق ول‪ ,‬وهو معىن متواتر يف النث‬
‫ِ‬
‫َنفلنَا ِلَي ُكم نُورال ُمبِينال)‪ ,‬وقا سبلانه‪( :‬قَد‬ ‫َّار قَد َتالَ ُكم بةُرَها ٌن م َربِىل ُكم َوأ َ‬
‫(اي أَيةُّ َها الن ُ‬
‫القررين قا تعاىل‪َ :‬‬
‫الم وُخي ِرتهم ِم الظُّلُم ِ‬
‫ات ِ َىل‬ ‫اّلل م اتةَّبع ِرضوانَه سبل َّ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اّلل نُ ِ‬
‫َ‬ ‫الس َ ُ ُ‬ ‫ني * يةَهد به َُّ َ َ َ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫اب ُمبِ ٌ‬
‫ور َوكتَ ٌ‬ ‫َتالَ ُكم م َّ ٌ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫(ه َذا بةَيَا ٌن لِلن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ني)‪,‬‬ ‫َّار َوُه لدل َوَموعظَةٌ لل ُمتَّق َ‬ ‫النُّوِر إبِِننه َويةَهدي ِهم ِ َىل صَراط ُمستَقي ٍم)‪ ,‬وقا عف وتل‪َ :‬‬
‫ني)‪ ,‬فم معم أن الويذ ال يليد يقينال لعدم مكان اليقني‬ ‫اب المبِ ِ‬ ‫ت ال ِكتَ ِ‬‫راي ُ‬ ‫وقا سبلانه‪( :‬الر تِل َ‬
‫ُ‬ ‫أل َ‬
‫اب عاين اليت تقل خلل ارللاظ فقد انق الئل القررن ا تواترة الدالة علل شدة وضويه وبيانه‪ ,‬فإنا‬
‫انضم ليه اليقني بكما ن ح الشارع للنار وعدم وتو ق د التعمية والغمو واإللغام أوررت نلأل يقينال‬
‫اب عاين اليت لت عليها أللاظ الويذ‪ ,‬واتضح به خطورة القو بعدم فا ة تلأل ارللاظ لليقني وتضمنها‬
‫للطع يف الويذ وبيانه بل ويف ا تكلم به‪ ,‬ن هللا ابتعث نبيه وخليله دمدال صلل هللا عليه وسلم ر ال‬
‫واتع البالغ‪ ,‬فقا سبلانه‪( :‬اي أيها الرسو بلغ ما أنف ليأل م ربأل)‪ ,‬فم بلغه هذا القررن فقد‬
‫يل ه َذا ال ُقرر ُن ر ِ‬
‫ُنذ َرُكم بِِه َوَم بةَلَ َغ)‪ ,‬وم لبيعة هذا‬ ‫اقق يف يقه اإلنذار وقامت عليه احلجة‪ِ :‬‬
‫(وأُوي َذ ِ ََّ َ‬
‫َ‬
‫البالغ أنه يف أعلل رتات الل اية والبيان والوضوح‪ ,‬ولذا فقد قا تعاىل‪( :‬وما علل الرسو ال البالغ‬
‫ا بني)‪ ,‬و فم أن النيب صلل هللا عليه وسلم مل يقت ر يف تبليغه علل أللاظ الويذ ون معانيه بل البالغ‬
‫شامل هلذف وهذف‪ ,‬وهذا ور من وص عليه م وظائل النيب صلل هللا عليه وسلم‪( :‬وأنفلنا ليأل الذكر‬
‫لتبني للنار ما نف ليهم ولعلهم يتلكرون)‪ ,‬ومعلوم أن النيب صلل هللا عليه وسلم هو أعلم اخللق ابهلل‬
‫وبشريعته‪ ,‬وهو أف ح النار علل اإللال وأقدرهم علل البيان والكشل ع معاين الكالم مع كما‬
‫العقل وكما الن ح لألمة فم تدبر هذف اريوا أوررت يف نلسه يقينال أن البالغ ا بني قد اقق واقعال‪,‬‬
‫وأن اليقني يستلا م كلماته وبيانه‪ ,‬وقد شهد هللا له وكلل به شهيدال بتلقيق البالغ ا بني الذ أُمر به‬
‫فقا تعاىل‪( :‬فتو عنهم فما أنت ذلوم)‪( ,‬وشهد له أعقل اخللق وأفضلهم وأعلمهم أبنه قد بلغ فأشهد‬
‫هللا عليهم بذلأل يف أعظم جممع وأفضله فقا يف خطبته بعرفات يف يجة الو اع‪ ( :‬نكم مس ولون عج‬

‫‪ 476‬العقد اللريد ‪ ,248/2‬وانظر عقائد الاالرت والسبعني فرقة ‪.293/1‬‬

‫‪285‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فمانا أنتم قائلون ) قالوا‪ :‬نشهد أنأل بلغت وأ يت ون لت‪ ,‬فرفع صبعه ىل السمال مستشهدال بربه‬
‫الذ فو مسواته‪ ,‬وقا ‪( :‬اللهم اشهد)‪ ,‬فلو مل يك قد عرف ا سلمون‪ ,‬وتيقنوا ما أرسل به وي ل هلم‬
‫منه العلم اليقني‪ ,‬مل يك قد ي ل منه البالغ ا بني‪ ,‬و ا رفع هللا عنه اللوم‪ ,‬و ا شهد له أعقل ارمة أبنه‬
‫وبني‪ ,‬و اية ما عند النلاة أنه بلغهم أللاظا ال تليدهم علما وال يقينا وأياهلم يف للع العلم واليقني‬
‫قد بلغ ىل‬
‫علل عقوهلم ونظرهم وأحباثهم ال علل ما أويذ ليه وهذا معلوم البطالن ابلضرورة)‪.477‬‬
‫‪ )4‬أن ار لة السمعية الللظية مبنية يف احلقيقة علل مقدمتني معلومتني ابالضطرار‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن انقليها لينا فهموا مرا ا تكلم‪.‬‬
‫ب‪ -‬أهنم نقلوا لينا نلأل ا را كما نقلوا اللله الدا عليه‪.‬‬
‫فالذي خولبوا ابسم ال الة والفكاة وال يام واحلج والوضول والغسل و ذها يُعلم ابالضطرار أهنم قد فهموا‬
‫مرا م خالبهم هبا‪ ,‬بل فهمهم للمرا أعظم م يلظهم هلا‪( ,‬وهذا مما ترت العا ة يف كل م خالع‬
‫قومال رطبة أو ارسهم علمال‪ ,‬أو بلغهم رسالة‪ ,‬و ن يرصه ويرصهم علل معرفة مرا ف أعظم م يرصهم‬
‫علل جمر يله أللاظه‪ .‬وهلذا يضبف النار م معاين ا تكلم أكار مما يضبطونه م للظه‪ ,‬فإن ا قتضل‬
‫لضبف ا عىن أقول م ا قتضل حلله اللله رنه هو ا ق و واللله وسيلة ليه‪ ,‬و ن كاان مق و ي‬
‫فا عىن أعظم ا ق و ي ‪ ,‬والقدرة عليه أقول‪ ,‬فاتتمع عليه قوة الداعذ‪ ,‬وقوة القدرة‪ ,‬وشدة احلاتة‪ ,‬فإنا‬
‫كانوا قد نقلوا ارللاظ اليت قاهلا الرسو مبلغال هلا ع هللا وأللاظه اليت تكلم هبا يقينال فكذلأل نقلهم عانيها‬
‫فهم مسعوها يقينال وفهموها يقينال ووصل لينا للظها يقينال ومعانيها يقينال‪ ,‬وهذف الطريقة نا تدبرها العاقل‬
‫علم أهنا قالعة‪ ,‬وأن الطاع يف ي و العلم ذعاين القررن شر م الطاع يف ي و العلم أبللاظه)‪.478‬‬

‫‪ )5‬أن يف هذا التقرير معارضة للمتواتر م شأن هذا الويذ‪ ,‬فإن م يكمة هللا تبار وتعاىل إبنفا الكتع‬
‫و رسا الرسل قامة احلجة علل العبا ‪ ,‬وهو معىن متواتر يف القررن والسنة‪ ,‬فم نلأل قوله تعاىل‪( :‬تبار‬
‫يل هذا القررن رنذركم به وم بلغ)‪,‬‬
‫الذ نف اللرقان علل عبدف ليكون للعا ني نذيرال) وقوله‪( :‬وأويذ ىل‬
‫وقوله‪( :‬رسالل مبشري ومنذري لئال يكون للنار علل هللا يجة بعد الرسل)‪ ,‬وقوله‪( :‬وما كنا معذبني يىت‬
‫نبعث رسوالل)‪ ,‬وقوله‪( :‬كلما ألقذ فيها فو سأهلم خفنتها أمل أيتكم نذير قالوا بلل قد تالان نذير فكذبنا‬
‫وقلنا ما نف هللا م شذل ن أنتم ال يف ضال كبذ)‪ ,‬وقوله‪( :‬وسيق الذي كلروا ىل تهنم ممرا يىت نا‬
‫تالوها فتلت أبواهبا وقا هلم خفنتها أمل أيتكم رسل منكم يتلون عليكم رايت ربكم وينذرونكم لقال‬
‫يومكم هذا قالوا بلل ولك يقت كلمة العذاب علل الكافري )وقوله‪( :‬اي معشر اجل واإلنت أمل أيتكم‬
‫رسل منكم يق ون عليكم راييت وينذرونكم لقال يومكم هذا قالوا شهدان علل أنلسنا) و ذ نلأل م‬

‫ال واعق ا رسلة ‪.733/2‬‬ ‫‪477‬‬

‫ال واعق ا رسلة ‪.637/2‬‬ ‫‪478‬‬

‫‪286‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ا ايت ا تواترة يف أللاظها وصراية معانيها‪ ,‬فم معم (أن كالم هللا ورسوله ال يليد اليقني والعلم‪ ,‬والعقل‬
‫معار للنقل فأ يجة تكون قد قامت علل ا كللني ابلكتاب والرسو وهل هذا القو ال مناق‬
‫إلقامة يجة هللا علل خلقه بكتابه م كل وته وهذا ظاهر لكل م فهمه وهلل احلمد)‪.479‬‬

‫اقع بل مق و وقوعه م‬
‫وليت الق د بطبيعة احلا ا عال أنه ال وتو لن وص متشاهبة يف الويذ فإنه و ٌ‬
‫الرب تعاىل‪ ,‬و منا ا ق و التأكيد علل وتو احملكم والذ هو أم الكتاب وأصله وأكارف‪ ,‬وأنه ال ي ح‬
‫بينها وبني‬ ‫اللة أللاظ الويذ علل معانيها تذليالل لطريق هدرها عند عول التعار‬ ‫حبا التوهني م‬
‫العقل‪ ,‬وهو ما سيتضح بطالنه فيما أييت‪.‬‬

‫ال ا الذإ قل لوه نظري قدمي الاقح لى ال قح‬ ‫أما الت سو‬

‫فهو الشهذ (ابلقانل الكلو) والذ انتهل مسيسه والتقعيد له علل يد الرام ونلأل يف ذ‬
‫و ٍ‬
‫ايد م كتبه‪ ,‬ويقوم هذا القانون علل ثالرت مرتكفات أساسية تشكل ذجموعها صورة هذا القانون‪,‬‬
‫والذ يامر القو بتقدمي العقل علل النقل مطلقال عند التعار ‪ ,‬هذف ا رتكفات الاالرت هذ‪:‬‬

‫‪ )1‬عول مكان التعار بني العقل والنقل‪.‬‬


‫يف أربعة‬ ‫‪ )2‬عول ي ر االيتماالت ا مكنة فيما ي خذ به ويو (العقل أو النقل) يف يا التعار‬
‫ايتماالت هذ‪:‬‬
‫‪ .1‬ي خذان مجيعال‪ ,‬وهو دا رنه مجع بني النقيضني‪.‬‬
‫‪ .2‬ير ان مجيعال‪ ,‬وهو دا أيضال رنه رفع للنقيضني‪.‬‬
‫‪ .3‬يقدم النقل علل العقل‪ ,‬وال جيوم رن العقل أصل النقل‪ ,‬وبه عُرف صد النقل‪ ,‬فلو قدم النقل علل‬
‫العقل للفم تكذيع العقل يف صد النقل فيبطل النقل والعقل معال‪ ,‬فلم يبق ال‪:‬‬
‫‪ .4‬تقدمي العقل علل النقل‪.‬‬
‫‪ )3‬عول لفوم تقدمي العقل علل النقل بتقدير التعار ‪ ,‬وهذ ررة عول احن ار االيتماالت يف التعالذ مع‬
‫العقل والنقل عند التعار يف أربع ايتماالت فقف‪.‬‬

‫ال واعق ا رسلة ‪.735/2‬‬ ‫‪479‬‬

‫‪287‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫هذف ارست الاالرت متال العمو اللقر للنظرية واليت انقشها اب تيمية نقاشال تل يليال م خال (‪)44‬‬
‫وتهال متال ر ال علل هذا التأسيت النظر ‪ ,‬انق بعدها تلريعات هذا التأسيت وتطبيقاته يف يختلل‬
‫اجملاالت العقدية يف كتاب بلغت جملداته ‪ 10‬جملدات‪ .‬وهو لال رة نتا شيخ اإلسالم اب تيمية والذ‬
‫ي وب ليه أ ابيث تا يريد معرفة الت ور الشرعذ ييا س ا (العقل والنقل)‪ ,‬وخالصة ما قررف اب‬
‫هذا القانون يتمال فيما أييت‪:‬‬ ‫تيمية يف نق‬

‫‪ )1‬إب ال ‪:‬رض التااوض بني الاقح ال قح‬

‫وهو ما يتجلل صرايةل م عنوان رخر شهذ لكتاب الدرل نكرف ذ و ٍ‬


‫ايد م أهل العلم منهم التلميذ‬
‫(اب قيم اجلومية)‪ ,‬ييث وسم كتاب شيخه بة(بيان موافقة العقل ال ريح للنقل ال ليح) فاحلق أن العقل‬
‫ال ريح ال يعار النقل ال ليح بل يوافقه‪ ,‬فلذ هذا العنوان فأل لظاهرة اإلمجا يف س ا التعار بني‬
‫العقل والنقل‪ ,‬ن العقل قد يكون ظنيال وقد يكون قطعيال وكذا النقل‪ ,‬فما ا ق و بدعول التعار ‪:‬‬

‫هل هو تعار القطعيان ‪-‬قطعذ النقل وقطعذ العقل‪! -‬‬

‫فهو ما جيفم اب تيمية ابستلالته وعدم وقوعه‪ ,‬وفيه يقو عليه رمحة هللا‪:‬‬

‫(ما لو بصريح الاقح ال يُتصلو أ يااوض الشر ألبت ‪ ،‬بح امل قلل الصضوح ال يااوعه ماقلل‬
‫ريح عل عد أتملم ذلك يف ام ما از ال ار ‪:‬وه‪: ،‬ل دت ما تالخل ال صلص الصضوض‬
‫دت‬ ‫الصرحي نبهات ‪:‬اسدة يُالو ابلاقح ب ملهنا‪ ،‬بح يالو ابلاقح عبلت نقواها امللا‪:‬ق للشر‬
‫ما يالو بصريح الاقح مل خيالفه مسع عل‪ ،‬بح ال مع الذإ يقال إنه خيالفه إما وديث ملعل ‪ ،‬أ‬
‫دالل عاوف ‪: ،‬مل يصلح أ يكل دلومله لل جترد ن مااوع الاقح الصريح‪: ،‬كوخل إذا تالفه ريح‬
‫‪480‬‬
‫املاقلل؟)‬

‫بني العقل ال ريح والنقل ال ليح‪ ,‬وأنه يف يا‬ ‫فاب تيمية يقرر أنه ال يت ور لالقال وقوع التعار‬
‫فاخللل اخل علل أيد الطرفني‪ ,‬ما أن العقل ليت صر ال بل شبهات عقلية ابللة‪ ,‬أو‬ ‫اقق التعار‬
‫نقل ضعيل أو موضوع‪ ,‬وهو ما أكدف اب تيمية مصيالل وقررف استقرالل عليه رمحة‬
‫النقل ليت صليلال بل ٌ‬
‫هللا‪ ,‬فقا ‪:‬‬

‫رل التعار ‪.147/1‬‬ ‫‪480‬‬

‫‪288‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫( لكن هح يف القرآ أ األواديث ال ابت ن ال حي لى هللا لوه سلو ما ظاهرن ممت ع يف الاقح‪،‬‬
‫مل يتبني ذلك ابألدل الشر و = هذا ال يالو أنه اعع أ مله ‪:‬من عال إ هذا اعع ‪:‬لوذكرن‪: ،‬إان‬
‫وأي ا الذإ يُد ى ‪:‬وه ذلك إما أ يكل احلديث ‪:‬وه ملعل اه‪ ،‬أ الدالل ‪:‬وه لو م ظاهرة‪ ،‬أ أ‬
‫ظاهرها الذإ مل يُد َر ْد عد بني ادل الشر انتفاؤن ‪:‬إذا كا ال ص اثبتاه الدالل ظاهرة لو يف بوا‬
‫دان ما يذكر نه من املاقلل له هل يف نف ه‬ ‫هللا وسلله داللته ما يبني انتفا ها مرادن ِبا‪: ،‬إان‬
‫دان املاقلل الصريح يدل لى‬ ‫دان من اجملهلل ال من املاقلل‪ ،‬بح‬ ‫مااوض اقلل أعل م ه‪،‬‬
‫‪481‬‬
‫ب مل املااوض للم قلل الصضوح ( هللا يقلل احلق هل يهدإ ال بوح))‬

‫وقا أيضال م كدال ما سبق‪:‬‬

‫(‪:‬مل يُالو وديث اود لى ه األوض خيالخل الاقح‪ ،‬أ ال مع الصضوح إال هل د أهح الالو‬
‫عاوخل بح ملعل )‪.482‬‬

‫وقا التلميذ اب القيم عليه رمحة هللا‪:‬‬

‫(إ ما لو بصريح الاقح الذإ ال خيتلخل ‪:‬وه الاقمل ‪ ،‬ال يتصلو أ يااوعه الشر ألبت ال أييت‬
‫خبمل‪:‬ه‪ ،‬من أتمح ذلك ‪:‬وما از الاقمل ‪:‬وه من امل ائح الكباو د ما تالفم ال صلص الصضوض‬
‫‪483‬‬
‫الصرحي نبهات ‪:‬اسدة يالو ابلاقح ب ملهنا)‬

‫وعليه فيجع اعتقا عدم التعار بني العقل ال ريح والنقل ال ليح‪ ,‬وأن النقل مىت صح فامة شكا ٌ‬
‫العقلذ‪ ,‬فإنا أمضل العبد معارضته للنقل ال ليح فيخشل عليه م العقاب ا عجل‬ ‫وال بد يف ا عار‬
‫يف عقله‪ ,‬قا اإلمام اب القيم مبينال هذا اللون م العقوابت‪:‬‬
‫‪484‬‬
‫(ما اوض أود اللوو باقله إال أ‪ :‬د هللا لوه قله‪ ،‬و يقلل ما ياضك م ه الاقمل )‬

‫‪ )2‬إب ال احنصاو االوتماالت املمك يف االوتماالت األوبا يف وال التااوض‬

‫‪ 481‬تواب االعواضات ا رية علل اللتيا احلموية ‪.56‬‬


‫‪ 482‬رل التعار ‪.150/1‬‬
‫‪ 483‬ال واعق ا رسلة ‪.829/3‬‬
‫‪ 484‬ال واعق ا رسلة ‪.1002/3‬‬

‫‪289‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وهذ‪:‬‬

‫‪ .1‬ارخذ ابلعقل والنقل مجيعال‪.‬‬


‫‪ .2‬ر غا مجيعال‪.‬‬
‫‪ .3‬تقدمي النقل علل العقل‪.‬‬
‫‪ .4‬تقدمي العقل علل النقل‪.‬‬
‫فإن االيتماالت ا مكنة الوار ة هنا أوسع م أن تنل ر يف هذف االيتماالت ارربعة ونلأل ابستجالب‬
‫معامل القطعية والظنية عند حبث ا سألة فالعقل والنقل قد يكون قطعيال وقد يكون ظنيال‪ ,‬ولذا فلر‬
‫االيتماالت ا مكنة نن سيشمل صورال أكار منها‪:‬‬

‫ارخذ ابلعقل القطعذ والنقل القطعذ مجيعال‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫ر العقل القطعذ والنقل القطعذ مجيعال‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ارخذ ابلعقل الظج والنقل الظج مجيعال‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ر العقل الظج والنقل الظج مجيعال‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ارخذ ابلعقل القطعذ والنقل الظج مجيعال‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫ر العقل القطعذ والنقل الظج مجيعال‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫ارخذ ابلعقل الظج والنقل القطعذ مجيعال‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪ .8‬ر العقل الظج والنقل القطعذ مجيعال‪.‬‬
‫‪ .9‬تقدمي العقل القطعذ علل النقل القطعذ‪.‬‬
‫تقدمي العقل القطعذ علل النقل الظج‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫تقدمي النقل القطعذ علل العقل القطعذ‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫تقدمي النقل القطعذ علل العقل الظج‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫تقدمي العقل الظج علل النقل القطعذ‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫تقدمي العقل الظج علل النقل الظج‪.‬‬ ‫‪.14‬‬
‫تقدمي النقل الظج علل العقل القطعذ‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫تقدمي النقل الظج علل العقل الظج‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫وليت ا ق و بذكر هذف االيتماالت هو حبث ا رتح منها يف يا التعار و منا هو التدليل علل خطأ‬
‫بني العقل والنقل) يف‬ ‫لال القو ابحن ار االيتماالت ا مكنة يف اجلواب ع س ا (التعار‬
‫االيتماالت ارربعة‪ ,‬وما ترتع عليه م انتقال تابة م هذف احلفمة الضيقة يف يني أن رة تاابت أخرل‬

‫‪290‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫دتملة أ للها م أست هلذا القانون‪ ,‬واحلق أن االيتما ا ستلدرت ا ق و م يرا معامل القطعية‬
‫بني النقل القطعذ‬ ‫بني العقل القطعذ والنقل الظج‪ ,‬وصورة التعار‬ ‫صورة التعار‬ ‫والظنية هو فر‬
‫والعقل الظج‪ ,‬وأن هاتني ال ورتني جيع خاهلما يف يفمة االيتماالت ا مكنة لحتابة ع شكالية‬
‫بني العقل والنقل‪ ,‬وهو ما بني اب تيمية أن ا عو عليه هو يف لبيعة (العقل والنقل) م تهة‬ ‫التعار‬
‫القطعية‪ ,‬وأن ا رتح هو القطعذ منهما مطلقال‪ ,‬فقا يف تقريرف‪:‬‬

‫(أ يقال ال ن لو احنصاو الق م ‪:‬وما ذكر ه من األع ا األوبا إذ من املمكن أ يقال يقد‬
‫الاقلو اتوة‪ ،‬ال ماو أتر ‪ : ،‬يهما كا ع اواه عد إ كاان مجوااه ع اوني ‪:‬ومت ع التااوض إ‬
‫كاان ظ وني ‪:‬الرا ع هل املقد ‪:‬د ل املد و أنه ال بد من قدمي الاقلو م لقاه‪ ،‬أ ال ماو م لقاه‪،‬‬
‫من هذن األع ا كما‬ ‫أ اجلمع بني ال قواني‪ ،‬أ و‪:‬ع ال قواني‪ ،‬د ل ابطل بح ه ا ع ٌو لو‬
‫ذكرانن‪ ،‬بح هل احلق الذإ ال ويب ‪:‬وه)‪.485‬‬

‫‪ )3‬إب ال د ل لز قدمي الاقح لى ال قح‬

‫اتكأت عول لفوم تقدمي العقل علل الويذ علل فكرة أن العقل أصل الشرع‪ ,‬فلو ر ان العقل ابلشرع‬
‫لكذبنا الشاهد الذ شهد ب د النقل‪ ,‬و نا كذبنا الشاهد لفمنا الطع فيم شهد له وهو النقل فنقع‬
‫يف مشكلة ر العقل والنقل مجيعال‪ ,‬فارسلم تقدمي العقل علل النقل حلله سالمة شها ة العقل‪ ,‬ولئال نقع‬
‫يف فخ ر الدليل العقلذ والنقلذ معال‪.‬‬

‫ويىت يع ع هذف اإلشكالية ال بد م فأل يالة االلتبار واإلمجا يف مسألتني‪:‬‬

‫‪ -‬مات كل الاقح أ ح الشر‬

‫‪ -‬وقوق الاقح الذإ هل أ ح يف عبلت الشر‬

‫أما امل ل األ ت‬

‫رل التعار ‪.87/1‬‬ ‫‪485‬‬

‫‪291‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فيقا ‪:‬‬

‫ما معىن كون العقل أصل الشرع‬

‫هل ا ق و ‪:‬‬

‫‪ -‬أن العقل أصل يف ثبوت النقل يف نلت ارمر‪.‬‬

‫أم‪:‬‬

‫‪ -‬أن العقل أصل يف علمنا ب لة النقل‪.‬‬

‫فإن كان ا ق و ارو ‪ ,‬وهو أن العقل أصل يف ثبوت الشرع يف نلت ارمر فال شأل يف بطالنه رن كون‬
‫احلق يقال والبالل ابلالل ذ اتبع لت ور العقل عنه‪ ,‬ن هذ ٍ‬
‫معان مستقرة يف نلسها قبل وتو العقل‬
‫أصالل‪ ,‬فال يقا ‪ :‬أن النقل مل ي ر يقال يف نلسه يىت ظهر للعقل أنه كذلأل بل هو معىن مستقر بت‬
‫للنقل قبل نظر العقل وعلمه‪ ,‬يقو اب تيمية مبينال هذف القضية‪:‬‬

‫األمر ابل مع بغرين هل اثبم سلا لم ا ابلاقح أ بغري الاقح عبل ه أ مل‬ ‫(إ ما هل اثبم يف نف‬
‫لماه ابلاد ‪ ،‬د لم ا ابحلقائق ال ي فو عبل ا يف‬ ‫نالو عبل ه ال باقح ال بغرين‪ ،‬إذ د الالو لو‬
‫األمر سلا لم ا‬ ‫أنف ها‪: ،‬ما أت به الصادق املصد ق لى هللا لوه سلو هل اثبم يف نف‬
‫دعه أ مل نالمه‪ ،‬من أوسله هللا اات إت ال ار ‪:‬هل وسلله‪ ،‬سلا ه لو ال ار أنه وسلل أ مل‬
‫يالملا‪ ،‬ما أت به ‪:‬هل وق إ مل يصدعه ال ار‪ ،‬ما أمر به ن هللا ‪:‬اهلل أمر به إ مل ي اه ال ار‪،‬‬
‫ملعل‪:‬اه لى‬ ‫األمر لو‬ ‫‪ :‬بلت الرسال يف نف ها عبلت دق الرسلل عبلت ما أت به يف نف‬
‫لى األدل اليت نالمها باقلل ا‪ ،‬هذا كما أ‬ ‫لدان‪: ،‬امله لى أ يكل ملعل‪:‬اه لى قلل ا أ‬
‫األمر سلا لم ان أ مل نالمه‬ ‫لد الرب اات ما ي تضقه من األمسا الصفات اثبم يف نف‬
‫أ مله ل بلت الشر يف نف ه ال ما واه له ف مل كن له ال مفوداه له‬ ‫‪:‬تبني بذلك أ الاقح لو‬
‫ميعراه ‪:‬وه)‪.486‬‬ ‫ف كمال إذ الالو م ابق للمالل امل تغين ن الالو اتبع له لو‬

‫رل التعار ‪.87/1‬‬ ‫‪486‬‬

‫‪292‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أما ن كان ا ق و أبن العقل أصل النقل‪ :‬أنه أصل يف علمنا ب لة النقل‪ ,‬فال بد م التلتي يف ماهية‬
‫لنا علل صلة النقل‪:‬‬ ‫هذا العقل الذ‬

‫‪ -‬هل هذ القوة الغريفية اليت فينا واليت يتميف هبا اإلنسان ع سائر احليواانت‬

‫أم‪:‬‬

‫‪ -‬هذ العلوم العقلية ا ستلا ة م تلأل الغريفة‬

‫فإن كان ا ق و (ارو فلم تر ف‪ ,‬ولتنع أن تريدف‪ ,‬رن تلأل الغريفة ليست علمال يت ور أن يعار النقل‪,‬‬
‫وهذ شرط يف كل علم عقلذ أو مسعذ كاحلياة‪ ,‬وما كان شرلال يف الشذل امتنع أن يكون منافيال له‪ ,‬فاحلياة‬
‫والغريفة شرط يف كل العلوم مسعيها وعقليها‪ ,‬فامتنع أن تكون منافية هلا‪ ,‬وهذ أيضال شرط يف االعتقا‬
‫احلاصل ابالستدال و ن مل تك علمال فيمتنع أن تكون منافية له معارضة له)‪.487‬‬

‫و ن كان ا ق و الااين أبن (أر ت ابلعقل الذ هو ليل السمع وأصله ا عرفة احلاصلة ابلعقل‪ ,‬فيقا‬
‫له‪ :‬م ا علوم أنه ليت كل ما يعرف ابلعقل يكون أصالل للسمع و ليالل علل صلته‪ ,‬فإن ا عارف العقلية‬
‫أكار م أن ا ر والعلم ب لة السمع ايته أن يتوقل علل ما به يعلم صد الرسو صلل هللا عليه‬
‫وسلم‪ ,‬وليت كل العلوم العقلية يعلم هبا صد الرسو صلل هللا عليه وسلم بل نلأل يعلم ذا يعلم به أن‬
‫هللا تعاىل أرسله‪ ,‬مال ثبات ال انع وت ديقه للرسو اب ايت وأماا نلأل‪ ,‬و نا كان كذلأل مل تك مجيع‬
‫ا عقوالت أصالل للنقل ال ذعىن توقل العلم ابلسمع عليها‪ ,‬وال ذعىن الداللة علل صلته وال بغذ نلأل ال‬
‫سيما عند كاذ م متكلمة اإلثبات أو أكارهم كارشعر يف أيد قوليه‪ ,‬وكاذ م أصلابه أو أكارهم‪,‬‬
‫كارستان أيب ا عايل اجلويج وم بعدف‪ ,‬وم وافقهم الذي يقولون العلم ب د الرسو عند ظهور‬
‫ا عجفات اليت ر جمرل ت ديق الرسو علم ضرور ‪ ,‬فلينئذ ما يتوقل عليه العلم ب د الرسو م‬
‫يسذ مع أن العلم ب د الرسو له لر كاذة متنوعة كما قد بسف الكالم عليه يف‬
‫سهل ٌ‬
‫العلم العقلذ ٌ‬
‫ذ هذا ا وضع‪.‬‬

‫رل التعار ‪.89/1‬‬ ‫‪487‬‬

‫‪293‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ويينئذ فإنا كان ا عار للسمع م ا عقوالت ما ال يتوقل العلم ب لة السمع عليه مل يك القدح فيه‬
‫العقليات قديال يف مجيعها كما أنه ليت‬ ‫قديال يف أصل السمع وهذا بني واضح‪ ,‬وليت القدح يف بع‬
‫العقليات صلة مجيعها‪ ,‬كما ال‬ ‫السمعيات قديال يف مجيعها‪ ,‬وال يلفم م صلة بع‬ ‫القدح يف بع‬
‫السمعيات صلة مجيعها‪,‬‬ ‫يلفم م صلة بع‬

‫ويينئذ فال يلفم م صلة ا عقوالت اليت تبىن عليها معرفتنا ابلسمع صلة ذها م ا عقوالت‪ ,‬وال م‬
‫فسا هذف فسا تلأل‪ ,‬فضالل ع صلة العقليات ا ناقضة للسمع‪ ,‬فكيل يقا ‪ :‬نه يلفم م صلة‬
‫ا عقوالت اليت هذ مالممة للسمع صلة ا عقوالت ا ناقضة للسمع فإن ما به يعلم السمع وال يعلم السمع‬
‫ال به المم للعلم ابلسمع ال يوتد العلم ابلسمع بدونه وهو ملفوم له والعلم به يستلفم العلم ابلسمع‬
‫له مناف له فهل يقو عاقل نه يلفم م ثبوت مالمم الشذل ثبوت مناقضه‬ ‫للسمع مناق‬ ‫وا عار‬
‫ومعارضه‪.‬‬

‫ولك صايع هذا القو تعل العقليات كلها نوعال وايدال متماثالل يف ال لة أو اللسا ومعلوم أن‬
‫السمع منا يستلفم صلة بعضها ا المم له ال صلة البع ا نايف له‪ ,‬والنار متلقون علل أن ما يسمل‬
‫عقليات منه يق ومنه ابلل‪ ,‬وما كان شرلال يف العلم ابلسمع وموتبال فهو المم للعلم به رالف ا نايف‬
‫له‪ ,‬فإنه لتنع أن يكون هو بعينه شرلال يف صلته مالمما لابوته فإن ا المم ال يكون مناقضال فابت‬ ‫ا ناق‬
‫أنه ال يلفم م تقدمي السمع علل ما يقا نه معقو يف اجلملة القدح يف أصله)‪.488‬‬

‫واخلالصة أن ا عارف العقلية اليت لت علل صلة النقل هذ يق يف نلسها وأن تقدمي النقل يف قضية ما‬
‫علل توهم عقلذ ليت لعنال يف ا عارف العقلية اليت لت علل صلة النقل و منا يف معارف عقلية أخرل‪,‬‬
‫فا عارف العقلية ليست شيئال وايدال مىت ما لعنت يف بعضه لفم ضرورة الطع يف الكل بل ا سألة قابلة‬
‫للتجفئة والتلريق‪ ,‬فال ي ح واحلالة هذف أن يقا أن يف تقدمي النقل علل العقل يف ال ورة ا ذكورة لعنال‬
‫يف شها ة العقل ب لة النقل فإن هذف الشها ة مقبولة ذ مطعون فيها و منا الطع يف شها ة عقلية‬
‫أخرل وقع فيها لبت وخطأ ووهم‪ ,‬وهذف قضية واضلة حبمد هللا‪ .‬ومما يفيد هذف ا سألة وضويال وتاللل ما‬
‫ساقه اب تيمية سا م أمالة لطيلة لذ صورة ا سألة وترفع اإلشكا وتبني يقيقة العالقة بني العقل‬
‫والنقل‪ ,‬ونلأل بعد تقريرف معىن مهمال يف ت ديق العقل لداللة النقل فقا ‪:‬‬

‫رل التعار ‪.89/1‬‬ ‫‪488‬‬

‫‪294‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫(إذا ااوض الشر الاقح ب قدمي الشر ‪ ،‬أل الاقح مصدق للشر يف كح ما أت به‪ ،‬الشر‬
‫مل يصدق الاقح يف كح ما أت به‪ ،‬ال الالو بصدعه ملعلف لى كح ما خي به الاقح‪ ،‬مالل أ‬
‫هذا إذا عوح أ ه من علهلو‪ ،‬كما عال بااهو يكفوك من الاقح أ يالمك دق الرسلل ماا‬
‫كملمه‪ ،‬عال بااهو الاقح ٍّ‬
‫متلل َّت الرسلل مث زل نف ه‪ ،‬أل الاقح دل لى أ الرسلل لى‬
‫طا ته ‪:‬وما أمر الاقح يدل لى دق الرسلل دالل ام‬ ‫هللا لوه سلو جيب صديقه ‪:‬وما أت‬
‫م لق ‪ ،‬هذا كما أ الاامو إذا لو ني املفيت دل درين لوه‪ّ ،‬بني له أنه امل مفم‪ ،‬مث اتتلخل‬
‫ب لى امل تفيت أ يقد علل املفيت‪: ،‬إذا عال له الاامو أان األ ح يف‬
‫الا امو الدال املفيت‪،‬‬
‫لمك انه ٍ‬
‫مفم ‪:‬إذا عدمم علله لى عليل د التااوض عدوم يف األ ح الذإ به لمم أنه‬
‫مفم‪ ،‬دللم لى ذلك‪ ،‬نهدت بل لب قلودن د‬‫مفم‪ ،‬عال له امل تفيت أنم ملا نهدت انه ٍ‬
‫ق لودك‪ ،‬كما نهد به دلولك‪ ،‬ملا‪:‬قيت لك يف هذا الالو املاني‪ ،‬ال ي تلز أ أ ا‪:‬قك يف الالو‬
‫ا وا امل ائح‪ ،‬ت يك ‪:‬وما تالفم ‪:‬وه املفيت الذإ هل أ لو م ك ال ي تلز ت ك يف لمك‬
‫ئاه يف‬ ‫انه مفم‪ ،‬أنم إذا لمم أنه مفم اب تهاد استدالل مث تالفته اب تهاد استدالل ك م‬
‫ئاه يف‬ ‫اال تهاد االستدالل الذإ تالفم به من جيب لوك قلودن ا با علله‪ ،‬إ مل كن‬
‫اال تهاد االستدالل الذإ به لمم أنه امل مفم جيب لوك قلودن‪ ،‬هذا مع لمه ا املفيت‬
‫الاقح يالو أ الرسلل لى هللا لوه سلو ماصل يف ت ن ن هللا اات ال جيلز‬ ‫جيلز لوه ا‬
‫‪:‬تقدوه علل املاصل لى ما خيالفه من استدالله الاقلو أ ت من قدمي الاامو علل املفيت‬ ‫لوه ا‬
‫لى علله الذإ خيالفه‬

‫كذلك أيااه إذا لو ال ار نهد ا أ ‪:‬ملانه تبري ابل ب‪ ،‬أ القوا‪ ، :‬أ ا رص‪ ،‬أ قلمي ال لع‬
‫حنل ذلك‪ ،‬عبم د احلاكو أنه امل بذلك د هنو‪ ،‬أ أنه أ لو م هو بذلك‪ ،‬مث انز الشهلد‬
‫ب قدمي علل أهح‬ ‫ألهح الالو ابل ب القوا‪ :‬ا رص التقلمي أهح الالو بذلك‪،‬‬ ‫الشاهد‬
‫الالو ابل ب القوا‪ :‬ا رص التقلمي لى علل الشهلد الذين نهد ا هلو‪ ،‬إ عاللا حنن زكو ا‬
‫اعلال ا عبتم أهلوت هو‪: ،‬الر ل يف حمح ال زا إلوهو د ن ا يقدح يف األ ح الذإ عبم به‬ ‫هيال‬
‫لوه كا عدواه ‪:‬ومن‬ ‫علهلو‪ ،‬كما عال باض ال ار أ الاقح مزكو الشر مادله‪: ،‬إذ عد الشر‬
‫زكان دله‪: ،‬وكل عدواه ‪:‬وه‪ ،‬عوح هلو أنتو نهدمت ا لمتو من أنه من أهح الالو ابل ب أ التقلمي‬
‫عللكو ‪:‬لل عدم ا عللكو لوه يف هذن‬ ‫أ ا رص أ القوا‪ :‬حنل ذلك أ علله يف ذلك مقبلل د‬
‫امل ائح لكا ذلك عدواه يف نهاد كو لمكو انه أ لو م كو ِبذن األملو‪ ،‬إتباوكو بذلك ال‬

‫‪295‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أعلالكو يف ذلك‪ ،‬إذ وكن إ ابتكو يف عللكو هل أ لو م ا‪ ،‬ت يكو يف‬ ‫ي ايف عبلل علله د‬
‫عللكو حنن أ لو ممن هل أ لو م ا ‪:‬وما ي از ا ‪:‬وه من امل ائح اليت هل أ لو ِبا م ا بح ت يكو يف‬
‫الب ا ا واط دري‬ ‫هذا أظهر ا ن ا عد يالو أ هذا أ لو م ه ابلص ا ات كاحلراع ال ا‬
‫ذلك من الص ا ات‪ ،‬إ مل يكن املاه بتفا وح لك الص ا ‪: ،‬إذا از هل ذلك الذإ هل أ لو‬
‫م ه‪ ،‬مل يكن قدمي علل األ لو م ه يف ملاود ال زا عدواه ‪:‬وما لو به أنه أ لو م ه‬

‫من املالل أ مباي الرسلل لى هللا لوه سلو لذ إ الاقلل أ ظو من مباي أهح الالو‬
‫ابلص ا ات الالمو الاملو الالل الاقلو اال تهادي كال ب القوا‪ :‬ا رص التقلمي ل ائر‬
‫ال ار‪: ،‬إ من ال ار من وك ه أ يصري املاه بتلك الص ا ات الالمو الاملو كالو أوابِبا ِبا‪ ،‬ال‬
‫وكن من مل جياله هللا وسلاله إت ال ار أ يصري زل من اله هللا اات وسلاله إت ال ار‪: ،‬إ ال بلة‬
‫لى علل من جيالها مكت ب من أهح ا حلاد من‬ ‫ال ال ابال تهاد كما هل مذهب أهح امللح‪،‬‬
‫املتفل ف دريهو‪: ،‬إهنا دهو أ اب األملو‪: ،‬الل لل إلوها أ اب بك ري من الل لل إت الالو‬
‫إذا كا األمر كذلك ‪:‬إذا لو ا ن ا ابلاقح أ هذا وسلل هللا‪ ،‬لو‬ ‫ابلص ا ات الالل الاقلو‬
‫قله يل ب لوه أ ي لو ملاود ال زا إت من‬ ‫د يف قله ما ي از ه يف ت ن كا‬ ‫أنه أت بشو‬
‫قله عا ر ابل ب إلوه‪ ،‬أنه أ لو ابهلل اات‬ ‫هل أ لو به م ه‪ ،‬أ ال يقد وأيه لى علله يالو أ‬
‫فا ه الول اآلتر م ه‪ ،‬أ التفا ت الذإ بو هما يف الالو بذلك أ ظو من التفا ت الذإ‬ ‫أمسائه‬
‫قله يل ب أ ي قاد ل بوب يهلدإ ‪:‬وما أت ن به من‬ ‫بني ال اام أهح الالو ابل ب ‪:‬إذا كا‬
‫مقدوات من األدذي األنرب األعمدة امل هملت‪ ،‬استاماهلا لى ه صلص‪ ،‬مع ما يف ذلك‬
‫من الكلف األمل لظ ه أ هذا أ لو ِبذا مين أ إذا دعته كا ذلك أعرب إت وصلل الشفا يل‪،‬‬
‫مع لمه ا ال بوب خي ئ ك رياه أ ك رياه من ال ار ال يشفى ا يصفه ال بوب‪ ،‬بح عد يكل‬
‫استاماله ملا يصفه سبباه يف هملكه مع هذا ‪:‬هل يقبح علله يقلدن إ كا ظ ه ا تهادن خيالخل‬
‫فه ‪:‬كوخل وال ا لق مع الرسح لوهو الصملة ال مل )‪.489‬‬

‫ومما أختم به ارير هذف ا سألة نقل لشيخ اإلسالم يتضم عا ة صيا ة (للقانون الكلذ) نكرف تنفالل مع‬
‫اخل م يتضم تقريرال هو أقرب لللق م تلأل ال يا ة البدعية اخلالئة‪ ,‬و ن كان هذا التقرير فيه ما فيه‬

‫رل التعار ‪.138/1‬‬ ‫‪489‬‬

‫‪296‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫بني العقل ال ريح والنقل ال ليح أصالل وهو مول اإلشكا‬ ‫التعار‬ ‫ا تقدم م عدم صلة فر‬
‫ودل ا نامعة‪ ,‬قا اب تيمية عليه رمحة هللا‪:‬‬

‫ب قدمي ال قح أل اجلمع‬ ‫(أ يااوض دلولهو ب ظري ما عاللن‪: ،‬وقال إذا ااوض الاقح ال قح‪،‬‬
‫بني املدلللني مجع بني ال قواني‪ ،‬و‪:‬اهما و‪:‬ع لل قواني‪ ،‬قدمي الاقح ممت ع أل الاقح عد دل لى‬
‫لب عبلل ما أت به الرسلل لى هللا لوه سلو‪: ،‬لل أب ل ا ال قح لك ا عد أب ل ا‬ ‫ض ال مع‬
‫بدلوح ال يصلح‬ ‫دالل الاقح‪ ،‬إذا أب ل ا دالل الاقح‪ ،‬مل يصلح أ يكل مااوعاه لل قح أل ما لو‬
‫ملااوع نو من األنوا ‪: ،‬كا قدمي الاقح مل باه د قدوه‪: ،‬مل جيلز قدوه‬

‫ضته‪ ،‬أ ت ن م ابق ملخ ن‪: ،‬إ‬ ‫اعح ‪:‬إ الاقح هل الذإ دل لى دق ال مع‬ ‫ٌ‬ ‫بني‬
‫هذا ٌ‬
‫از أ كل هذن الدالل ابطل لب مل ال قح‪ ،‬لز أ ال يكل الاقح دلومله ضوضاه‪ ،‬إذا مل يكن‬
‫دلومله ضوضاه مل جيز أ يتبع حبال ‪:‬امله ن أ يقد ‪: ،‬صاو قدمي الاقح لى ال قح عدواه يف الاقح‬
‫ابنتفا للازمه مدللله‪ ،‬إذا كا قدوه لى ال قح ي تلز القدح ‪:‬وه‪ ،‬القدح ‪:‬وه و ع داللته‪ ،‬القدح‬
‫يف داللته يقدح يف مااوعته‪ ،‬كا قدوه د املااوع مب مله للمااوع ‪:‬امت ع قدوه لى ال قح هل‬
‫‪490‬‬
‫امل للب أما قدمي ال قح لوه ‪:‬مل ي تلز ‪ :‬اد ال قح يف نف ه)‬

‫وم لطيل ما قيل شعرال مما ي لح يرا ف يف هذا ا قام‪ ,‬قو الشاعر‪:‬‬

‫م نا الذ منهما قد أيرم الشرفا‬ ‫علم العليم وعقل العاقل اختللا‬

‫والةعقل قا أان الرمح يب عرفا‬ ‫فالعلم قا أان أيرمت ايتةه‬

‫بةأينا هللا يف قةةررن ات لةا‬ ‫فأف ح العلم ف ايا وقا له‬

‫فقبل العقل رأر العلم وان رفةا‬ ‫فأيق العقل أن العةلم سيدف‬

‫سادساه نو من مآالت املااوع الاقلو‬

‫رل التعار ‪.170/1‬‬ ‫‪490‬‬

‫‪297‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أسالني ا عرفة الللسلية الكالمية‪ ,‬ا شتغلني ابلتلتي‬ ‫أختم هذا ا بلث بذكر ٍ‬
‫لرف م أيوا بع‬
‫والتنقيع ع مذاهع النار يف ا عقوالت‪ ,‬مم وقع يف احلذة واالضطراب بعد ( ربة عقلية) لويلة‪ ,‬ت كد‬
‫تلقل أنوارف م اهلداية والطمأنينة السكينة واليقني‪.‬‬ ‫ل‬ ‫علل شرف الويذ وما‬

‫وقد استوىف اب أيب العف احلنلذ رمحه هللا مجع ٍ‬


‫قطعة يسنة م هذف ارخبار يف شريه للعقيدة الطلاوية‬ ‫َ‬
‫‪ , 242/1‬فأسو ما نكرف وأميد علل ما نكرف أخبارال أخرل بني [[معكوفتني]]‪.‬‬

‫قا رمحه هللا شاريال لقو أيب تعلر الطلاو عليه رمحة هللا‪( :‬فيتذبذب بني الكلر واإللان‪ ,‬والت ديق‬
‫والتكذيع‪ ,‬واإلقرار واإلنكار‪ ,‬موسوسال اتئهال شاكال ال م منال م دقال وال تايدال مكذابل)‪:‬‬

‫(يتذبذب‪ :‬يضطرب ويو ‪ ,‬وهذف احلالة اليت وصلها الشيخ رمحه هللا يا كل م عد ع الكتاب‬
‫يتأو النث‬ ‫والسنة ىل علم الكالم ا ذموم‪ ,‬أو أرا أن جيمع بينه وبني الكتاب والسنة‪ ,‬وعند التعار‬
‫وير ف ىل الرأ وا رال ا ختللة‪ ,‬في و أمرف ىل احلذة والضال والشأل‪.‬‬

‫كما قا اب رشد احلليد وهو م أعلم النار ذذاهع اللالسلة ومقاال م يف كتابه افت التهافت‪ :‬وم‬
‫الذ قا يف اإلهليات شيئال يعتد به‬

‫وكذلأل ا مد أفضل أهل ممانه واقل يف ا سائل الكبار يائر‪.‬‬

‫[[وكان يقو ‪ :‬أمنعت النظر يف الكالم وما استلدت منه شيئا ال ما عليه العوام او كالما هذا معناف‪.]]491‬‬

‫وكذلأل الغفايل رمحه هللا انتهل رخر أمرف ىل الوقل واحلذة يف ا سائل الكالمية أعر ع تلأل الطر ‪,‬‬
‫وأقبل علل أيا يث الرسو صلل هللا عليه وسلم فمات وصليح اإلمام البخار علل صدرف‪.‬‬

‫[[وكان يقو ‪ :‬أكار النار شكال عند ا وت أصلاب الكالم‪]]492‬‬

‫وكذلأل أبو عبد هللا دمد ب عمر الرام قا يف كتابه الذ صنله أقسام اللذات‪:‬‬

‫هناية قةدام العقةو ِعقةا وأكار سعذ العا ني ضةةال‬

‫رل التعار ‪.262/3‬‬ ‫‪491‬‬

‫نق ا نطق ‪.25‬‬ ‫‪492‬‬

‫‪298‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وياصل نيانةةا أنل وواب‬ ‫وأرواينا يف ويشة م تسومنا‬

‫سول أن مجعنا فيه قيل وقالوا‬ ‫ومل نستلد م حبانا لو عمران‬

‫فبا وا مجيعال مسرعةني ومالوا‬ ‫فكم قد رأينا م رتا و ولةة‬

‫رتا ففالوا واجلبا تةبا‬ ‫وكم م تبا قد علت شرفا ا‬

‫ليالل‪ ,‬ورأيت أقرب الطر‬ ‫لقد مملت الطر الكالمية وا ناهج الللسلية فما رأيتها تشلذ عليالل وال ترو‬
‫لريقة القررن أقرأ يف اإلثبات‪( :‬الرمح علل العرش استول)‪ ( ,‬ليه ي عد الكلم الطيع)‪ ,‬وأقرأ يف النلذ‪:‬‬
‫(ليت كماله شذل)‪( ,‬وال يطون به علمال)‪ ,‬قا ‪ :‬وم ترب مال ربيت عرف مال معرفيت‪.‬‬

‫[[وقا اب ال الح‪ :‬أخلين القطع الطو اين مرتني أنه مسع فخر الدي الرام يقو ‪ :‬اي ليتج مل أشتغل‬
‫بعلم الكالم‪ ,‬وبكل‪]]493‬‬

‫[[وكان مع تبلرف يف ارصو يقو م التفم ي العجائف فهو اللائف‪]]494‬‬

‫وكذلأل قا الشيخ أبو عبد هللا دمد ب عبد الكرمي الشهرستاين‪ ,‬نه مل جيد عند اللالسلة وا تكلمني ال‬
‫احلذة والندم‪ ,‬ييث قا ‪:‬‬

‫وسذت لريف بني تلأل ا عامل‬ ‫لعمر لقد للت ا عاهد كلها‬
‫‪495‬‬
‫علل نق أو قارعال سة ان م‬ ‫فلم أر ال واضعال كةل يائر‬

‫[[وقا أيضال‪ :‬فعليكم بدي العجائف‪ ,‬فهو م أسىن اجلوائف‪.]]496‬‬

‫وكذلأل قا أبو ا عايل اجلويج‪ :‬اي أصلابنا ال تشتغلوا ابلكالم فلو عرفت أن الكالم يبلغ يب ىل ما بلغ‬
‫ما اشتغلت به‪ ,‬وقا عند موته‪ :‬لقد خضت البلر اخلضم‪ ,‬وخليت أهل اإلسالم وعلومهم‪ ,‬و خلت يف‬
‫الذ هنوين عنه‪ ,‬وا ن فإن مل يتداركج ريب برمحته فالويل الب اجلويج‪ ,‬وها أان نا أموت علل عقيدة أمذ‬
‫أو قا ‪ :‬علل عقيدة عجائف نيسابور‪.‬‬

‫لبقات الشافعية الب قاضذ شهبة ‪.65/2‬‬ ‫‪493‬‬

‫لسان ا يفان ‪.319/6‬‬ ‫‪494‬‬

‫وهذ م كتاب الشهرستاين (هناية ارقدام يف علم الكالم) ‪.3‬‬ ‫‪495‬‬

‫هناية ارقدام يف علم الكالم ‪.4‬‬ ‫‪496‬‬

‫‪299‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اللضالل وقد‬ ‫ت الدي اخلسروشاهذ‪ ,‬وكان م أتل تالمذة فخر الدي الرام لبع‬ ‫وكذلأل قا‬
‫خل عليه يومال فقا ‪ :‬ما تعتقدف قا ‪ :‬ما يعتقدف ا سلمون‪ ,‬فقا ‪ :‬وأنت منشرح ال در لذلأل مستيق‬
‫به ‪-‬أو كما قا ‪ -‬فقا ‪ :‬نعم‪ ,‬فقا ‪ :‬اشكر هللا علل هذف النعمة‪ ,‬لكج وهللا ما أ ر ما أعتقد! وهللا ما‬
‫أ ر ما أعتقد! وهللا ما أ ر ما أعتقد! وبكل يىت أخضل حليته‪.‬‬

‫والب أيب احلديد اللاضل ا شهور ابلعرا ‪:‬‬

‫يار أمر وانقضل عمر‬ ‫فيأل اي أ لولة اللكر‬

‫فما رحبت ال أنل السلر‬ ‫سافرت فيأل الةعقو‬

‫أنأل ا عةةروف ابلنظر‬ ‫فللل هللا ارىل معموا‬

‫خار عة قةوة البشر‬ ‫كذبوا ن الذ نكروا‬

‫وقا أيضال‪:‬‬

‫ةذي هبا قد كنت مم أيبه‬ ‫ويقأل لو أ خلتج النار قلت للة‬

‫وما بغييت ال رضةاف وقربةه‬ ‫وأفنيت عمر يف فنون قيقةة‬

‫سيكرم ماواف ويعذب شربةه‬ ‫أما قلتم م كان فينا جماهةدا‬

‫ومتويهه يف الدي ن يل خطبه‬ ‫أما ر شأل اب اخلطيع وميله‬


‫‪497‬‬
‫ورية يع ال ع أن يعذب ارسل نا كان م يهول عليه ي به‬

‫وقا أيضال‪:‬‬

‫فاليةوم صايذ القوم عةربد‬ ‫تةاف ارنةام أبسرهةةم‬

‫ةل جمر الةعفمات مةلر‬ ‫و ا م الشر الكاةية‬

‫وكل معةةىن عنةه يسنةد‬ ‫أيو ىل العقل البسيةف‬

‫وال ا سيةح وال د ةمةد‬ ‫اتهلل ما موسةل الكةليةم‬

‫رل التعار ‪ ,161/1‬وال واعق ا رسلة ‪.667/2‬‬ ‫‪497‬‬

‫‪300‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ةو ىل دل القدر ية عةد‬ ‫كال وال تليةل وه ة‬

‫ال وال العق ةةل اجملةةر‬ ‫عرفةوا وال النلت البسةيطة‬

‫ةأل وايد يف الذات سرمةد‬ ‫م كنه ناتةأل يةر أنة‬

‫ةال واحلقةةيقة ليت تةوتد‬ ‫عةرفوا ضافات ونلية ة‬

‫يلىن الةةفمان ولةةيت ين ُلد‬ ‫ورأوا وتةةو ال ائةةمال‬


‫يةةرم له ارمةةال تشهد‬ ‫فلةتخسةأ احلكمةال عة‬

‫أف ةةالط قةةبلأل اي مبلد‬ ‫م أنةت يةا رسطةو وم‬

‫ةر ما هذيت ب ةةه وشيةد‬ ‫وم ة اب سينا يني قةر‬

‫ش رأل الةةسرا وقد توقد‬ ‫هل أنةتةم ال الةل ةرا‬

‫ولةةو اهتدل رشدال ربعةد‬ ‫فل ة َّةر نلسةه‬


‫فدنةا َ‬
‫الطالبني م ا تأخري وقد سافر يف للع ربه علل هذف الطريق فلم يف ال يذة وبعدال م‬ ‫[[وقا بع‬
‫هللا له م أخذ بيدف وسلأل به علل الطريق اليت سلأل عليها الرسل وأتباعهم فجعل‬ ‫مطلبه‪ ,‬يىت قي‬
‫يهتل ب وته رصلابه‪ :‬هلموا فهذف وهللا الطريق وهذف أعالم مكة وا دينة وهذف ر ر القوم مل تنسخها‬
‫الرايح ومل تفهلا ارهوية‪ ,‬قا ‪:‬‬

‫نسذ علل ذ الطريق وال ندر‬ ‫وكنت وصليب يف ظالم م الدتل‬

‫ليل لنا نرتوا اخلالص م القلر‬ ‫وكنا ييارل يف القلار ومل يةك‬

‫وقد قطع ارعنا منا لظل احلر‬ ‫ظمةال ىل ور يبةل لةةيلنا‬

‫سنا ابر يبدو كخيف م اللجر‬ ‫فما هةو ال أن تبدل لناظةر‬

‫فقالوا اتئد نا السراب الذ جير‬ ‫فقلت ل ليب‪:‬هل ترون الذ أرل‬

‫فأور ين عني احلياة لدل البلر‬ ‫فخللتهم خللذ وأقةبلت حنةوف‬

‫‪301‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ولو مسعوف ما استجابوا ىل احلشر‪]]498‬‬ ‫فنا يت أصلايب فما مسةعوا الندا‬

‫[[وقد يكذ ع لائلة م رلور أهل الكالم أهنم كانوا يقولون بتكاف ار لة وأن ار لة قد تكافأت‬
‫م اجلانبني يىت ال يعرف احلق م البالل ومعلوم أن هذا منا قالوف فيما سلكوف هم م ار لة‪.]]499‬‬

‫وقا اخلو ذ‪ 500‬عند موته‪ :‬ما عرفت مما ي لته شيئا سول أن ا مك يلتقر ىل ا رتح قا ‪:‬‬
‫االفتقار وصل سليب أموت وما عرفت شيئال‪.‬‬

‫وقا رخر ‪-‬وهو اب واصل احلمو ‪ :-‬أضطجع علل فراشذ وأضع ا لللة علل وتهذ‪ ,‬وأقابل بني‬
‫يجج ه الل وه الل يىت يطلع اللجر‪ ,‬ومل يوتح عند منها شذل‪[[ .‬وهلذا انتهل أمرف ىل كارة النظر‬
‫يف اهليئة لكونه تبني له فيه م العلم ما مل يتبني له يف العلوم اإلهلية‪]]501‬‬

‫[[وكذلأل ارصبهاين اتتمع ابلشيخ براهيم اجلعل يومال فقا له‪ :‬بت البارية أفكر ىل ال باح يف‬
‫ليل علل التوييد سامل ع ا عار فما وتدته‪.]]502‬‬

‫وم ي ل ىل مال هذف احلا ن مل يتداركه هللا برمحته و ال تفند كما قا أبو يوسل‪ :‬م للع الدي‬
‫ابلكالم تفند ‪ ,‬وم للع ا ا ابلكيميال أفلت‪ ,‬وم للع ريع احلديث كذب‪ ,‬وقا الشافعذ رمحه‬
‫هللا‪ :‬يكمذ يف أهل الكالم أن يضربوا ابجلريد والنعا ويطاف هبم يف القبائل والعشائر ويقا ‪ :‬هذا تفال‬
‫م تر الكتاب والسنة وأقبل علل الكالم‪ ,‬وقا ‪ :‬لقد اللعت م أهل الكالم علل شذل ما ظننت‬
‫مسلمال يقوله ورن يبتلل العبد بكل ما هنل هللا عنه ‪ -‬ما خال الشر ابهلل ‪ -‬خذ له م أن يبتلل‬
‫ابلكالم انتهل‪.‬‬

‫و د أيد ه الل عند ا وت يرتع ىل مذهع العجائف فيقر ذا أقروا به ويعر ع تلأل الدقائق ا خاللة‬
‫لذلأل اليت كان يقطع هبا تبني له فسا ها أو مل يتبني له صلتها‪ ,‬فيكونون يف هنااي م ‪ -‬نا سلموا م‬
‫العذاب ‪ -‬ذنفلة أتباع أهل العلم م ال بيان والنسال وارعراب‪.‬‬

‫‪ 498‬ال واعق ا رسلة ‪.668/2‬‬


‫‪ 499‬رل التعار ‪.164/1‬‬
‫‪ 500‬قا اب تيمية يف رل التعار ‪( :262/3‬وقد بلغج إبس ة ةةنا مت ة ةةل ع بع رؤوسة ةةهم وهو اخلو ذ صة ةةايع كشة ةةل ارس ة ةرار يف‬
‫ا نطق‪ ,‬وهو عند كاذ منهم اية يف هذا الل ‪ ,‬أنه قا عند ا وت‪ :‬أموت وما علمت ش ة ة ة ةةيئال ال أن ا مك يلتقر ىل الواتع‪ .‬قا ‪:‬‬
‫االفتقار وصل عدمذ‪ ,‬أموت وما علمت شيئا)‪.‬‬
‫‪ 501‬رل التعار ‪.165/1‬‬
‫‪ 502‬رل التعار ‪.263/3‬‬

‫‪302‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫والدوال النافع ال هذا ا ر ما كان لبيع القلوب صلوات هللا وسالمه عليه يقوله ‪ -‬نا قام م الليل‬
‫يلتتح ال الة ‪( :-‬اللهم رب تلائيل وميكائيل و سرافيل فالر السموات وارر عامل الغيع والشها ة‬
‫فيما كانوا فيه خيتللون اهدين ا اختلل فيه م احلق إبننأل نأل د م تشال‬ ‫أنت اكم بني عبا‬
‫ىل صراط مستقيم)‪.‬‬

‫‪303‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫املزلق السادس‪ :‬مشكلة السنة غيرالتشريعية‬

‫بوا املزلق‬
‫قوهلم‪ :‬م اخللل ا نهجذ يف مسألة اتباع السنة النبوية تعل كل ما صدر ع النيب صلل هللا عليه‬
‫وسلم وييال المم االتباع‪ ,‬ن ما ي در ع النيب صلل هللا عليه وسلم علل نوعني‪ :‬سنة تشريعية وسنة‬
‫ذ تشريعية‪ ,‬فالتسوية بني النوعني يف مسألة التسليم احنراف منهجذ يخالل ق د الشارع ن السنة‬
‫التشريعية ذ مق و ة إبجياب ا تابعة واإلنعان واالنقيا والتسليم هبا‪.‬‬

‫امل اعش‬
‫لك اجلواب ع هذف اإلشكالية م خال العناصر التالية‪:‬‬

‫أ اله األ ح ‪:‬وما نقح ن ال حي لى هللا لوه سلو‬


‫م ارصو الشرعية ا قررة أن ارصل يف أقوا النيب صلل هللا عليه وسلم وأفعاله وتقريراته أهنا صا رة ع‬
‫الويذ‪ ,‬وموضوعة للتشريع‪ ,‬ودل للتدي واالتباع ولذا فم أصو منهج أهل السنة واجلماعة يف االستدال‬
‫والتلقذ االعتما علل ما صح ع النيب صلل هللا عليه وسلم يف استنباط اريكام‪ ,‬قا اإلمام الشافعذ‬
‫رمحه هللا‪:‬‬

‫ح ا با ُ أمر وسلل‬ ‫(مل أمسع أو هدا ن به ال ار أ ن ب نف ه إت لو خيالخل يف أ ‪:‬رض هللا ز‬


‫هللا لى هللا لوه سلو‪ ،‬الت لوو حلكمه‪ ،‬ا هللا ز ح مل جياح ألود بادن إال ا با ه‪ ،‬أنه ال‬
‫يلز علل بكح وال إال بكتاب هللا أ س وسلله لى هللا لوه سلو‪ ،‬أ ما سلامها بع هلما‪ ،‬أ‬
‫ن وسلل هللا لى هللا لوه سلو اود‪ ،‬ال‬ ‫‪:‬رض هللا لو ا لى من بادان عبل ا يف عبلل ا‬
‫ن وسلل هللا لى هللا لوه سلو)‪.503‬‬ ‫خيتلخل يف أ الفرض اللا ب عبلل ا‬

‫وقا اب تيمية‪:‬‬

‫‪503‬مجاع العلم ‪.11‬‬

‫‪304‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪504‬‬
‫لب ا با ها)‬ ‫لى‬ ‫إذا عبتم ‪:‬إ امل لمني كلهو متفقل‬ ‫( هذن ال‬

‫ال بلي ‪ ،‬امليكدة لل لب الت لوو هلا‬ ‫من األدل الشر و املبو ل بوا ال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(وَما يَنط ُق َع ِ اهلََول * ن ُه َو َّال َوي ٌذ يُ َ‬
‫ويل )‪.‬‬ ‫‪ -‬قو هللا تعاىل‪َ :‬‬
‫قا القرليب‪( :‬وفيها ‪ ...‬اللة علل أن السنة كالويذ ا نف يف العمل)‪.505‬‬
‫ِ‬
‫أل‬ ‫اب َواحلِك َم َة َو َعلَّ َم َ‬
‫أل َما َمل تَ ُك تَةعلَ ُم َوَكا َن فَض ُل هللا َعلَي َ‬ ‫‪ -‬وقوله سبلانه‪( :‬وأَنةفَ هللا علَي َ ِ‬
‫أل الكتَ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫يما)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َعظ ل‬
‫فسمعت م أرضل م أهل العلم‬
‫ُ‬ ‫قا اإلمام الشافعذ‪( :‬فذكر هللا الكتاب وهو القررن‪ ,‬ونكر احلكمة‪,‬‬
‫ابلقررن يقو ‪ :‬احلكمة سنة رسو هللا)‪.506‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫رايتةُنَا بةَيِىلنَات قَا َ الَّذي َ ال يةَر ُتو َن ل َقالَ َان ائت بِ ُقررن َ ِذ َه َذا أَو بَ ىلدلهُ‬ ‫‪ -‬وقوله عف وتل‪ِ :‬‬
‫(و نَا تةُتةلَل َعلَي ِهم َ‬
‫َ‬
‫اب يةَوٍم‬ ‫اف ِن َع َ ي ُ‬
‫ت َرِىليب َع َذ َ‬ ‫َخ ُ‬ ‫يل ِِىلين أ َ‬
‫ويل ِ ََّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫قُل َما يَ ُكو ُن ِيل أَن أُبَ ىلدلَهُ م تل َقال نةَلسذ ن أَتَّبِ ُع َّال َما يُ َ‬
‫َع ِظي ٍم)‪.‬‬
‫ِ‬
‫قا القرليب‪( :‬وقد يستد هبذا م لنع نسخ الكتاب ابلسنة‪ ,‬رنه تعاىل قا ‪( :‬قُل ما يَ ُكو ُن ِيل أَن أُبَ ىلدلَهُ‬
‫قال نةَل ِسذ) وهذا فيه بعد‪ ,‬فإن ا ية ور ت يف للع ا شركني مال القررن نظما‪ ,‬ومل يك الرسو‬ ‫ِم تِل ِ‬
‫صلَّل‬ ‫صلَّل َّ ِ‬
‫اّللُ َعلَيه َو َسلَّ َم قا را علل نلأل‪ ,‬ومل يسألوف تبديل احلكم ون اللله‪ ,‬والن الذ يقوله الرسو َ‬ ‫َ‬
‫اّللُ َعلَي ِه َو َسلَّ َم نا كان وييا مل يك م تلقال نلسه‪ ,‬بل كان م عند هللا تعاىل)‪.507‬‬
‫َّ‬

‫‪ -‬وع ا قدام ب معد يكرب رضذ هللا عنه أن رسو هللا صلل هللا عليه وسلم قا ‪:‬‬

‫‪504‬جمموع اللتاول ‪.85/19‬‬


‫‪505‬اجلامع ريكام القررن ‪.85/17‬‬
‫‪ 506‬الرسالة ‪.78‬‬
‫‪ 507‬اجلامع ريكام القررن ‪.319/8‬‬

‫‪305‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫رتل شبعان علل أريكته يقو ‪ :‬عليكم هبذا القررن ‪ ,‬فما‬


‫(أال ين أوتيت القررن وماله معه‪ ,‬أال يوشأل ٌ‬
‫وتدمت فيه م يال ٍ فأيلوف ‪ ,‬وما وتدمت فيه م يرٍام فلرموف ‪ ,‬أال و ن ما يرم رسو هللا صلل هللا‬
‫عليه وسلم كما يرم هللا)‪.508‬‬
‫‪ -‬وع عبد هللا ب عمرو ب العاص رضذ هللا عنه قا ‪( :‬كنت أكتع كل ٍ‬
‫شلل أمسعه م رسو هللا‬
‫صلل هللا عليه وسلم أريد يلظه فنهتىن قري ‪ ,‬وقالوا‪ :‬أتكتع كل ٍ‬
‫شلل تسمعه‪ ,‬ورسو هللا صلل هللا‬ ‫ٌ‬
‫بشر يتكلم ىف الغضع والرضا‪ ,‬فأمسكت ع الكتاب‪ ,‬فذكرت نلأل لرسو هللا صلل هللا‬
‫عليه وسلم ٌ‬
‫عليه وسلم فأومأ أبصبعه ىل فيه فقا ‪( :‬اكتع فوالذل نلسل بيدف ما خير منه ال يق)‪.509‬‬

‫‪ -‬ع يعلل ب أمية‪ :‬أن رتال أتل النيب صلل هللا عليه وسلم وهو ابجلعرانة‪ ,‬وعليه تبة وعليه أثر اخللو‬
‫‪-‬أو قا صلرة‪ ,-‬فقا ‪ :‬كيل ممرين أن أصنع يف عمريت فأنف هللا علل النيب صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬فسو‬
‫باوب‪ ,‬وو ت أين قد رأيت النيب صلل هللا عليه و سلم وقد أنف عليه الويذ‪ ,‬فقا عمر‪ :‬تعا ‪ ,‬أيسر‬
‫أن تنظر ىل النيب صلل هللا عليه و سلم وقد أنف عليه الويذ قلت‪ :‬نعم‪ ,‬فرفع لرف الاوب فنظرت ليه‬
‫له طيف ‪-‬وأيسبه قا ‪ -‬كغطيف البكر فلما سر عنه قا ‪( :‬أي السائل ع العمرة اخلع عنأل اجلبة‬
‫وا سل أثر اخللو عنأل وأنق ال لرة واصنع يف عمرتأل كما ت نع يف يجأل)‪.510‬‬

‫‪ 508‬رواف أبو او (‪ ,)4604‬وأمحد (‪ ,)17213( )130/4‬والطلاين (‪ )670( )283/20‬كلهم بلله‪(( :‬الكتاب)) بدالل م ((القررن))‬
‫و ون مجلة ((أال و ن ما يرم‪ .))...‬قا اب القطان يف ((الوهم واإليهام)) (‪[ :)258/3‬فيه ] عبد الرمح ب أيب عوف جمهو احلا ‪,‬‬
‫وتو احلكمذ سنا أمحد يف ((معار القبو )) (‪ ,)1217/3‬وصلح سنا ف اب ابم يف ((جمموع فتاول)) (‪ ,)220/1‬وصلله‬
‫ارلباين يف ((صليح سن أيب او )) (‪ ,)4604‬ويسنه لغذف الوا عذ يف ((صليح الئل النبوية)) (‪ .)591‬وماي ة ((أال و ن ما يرم‬
‫رسو هللا صلل هللا عليه وسلم كما يرم هللا)) رواها الومذ (‪ ,)2664‬واب ماته (‪ ,)12‬واحلاكم (‪ ,)191/1‬والبيهقذ (‪)76/7‬‬
‫(‪ .)13824‬قا الومذ ‪ :‬يس ريع م هذا الوته‪ ,‬وقا الذهيب يف ((ا هذب)) (‪ :)2647/5‬سنا ف صاحل‪ ,‬وقا اب يجر يف‬
‫((موافقة اخلل اخلل)) (‪ :)324/2‬يس صليح‪ ,‬وصلح سنا ف اب ابم يف ((جمموع فتاول)) (‪ ,)220/1‬ويسنه ارلباين يف‬
‫السلسلة ال ليلة ‪.2870‬‬

‫‪ 509‬رواف أبو او (‪ ,)3646‬وأمحد (‪ ,)6510( )162/2‬والدارمذ (‪ ,)136/1‬واحلاكم (‪ .)187/1‬وصلح سنا ف أمحد شاكر يف‬
‫اقيق ((مسند أمحد)) (‪ ,)15/10‬وشعيع اررانؤوط يف اقيق ((مسند أمحد)) (‪ )162/2‬وقا ‪ :‬رتاله ثقات‪ ,‬وصلله ارلباين يف‬
‫((صليح سن أيب او )) (‪ ,)3646‬والوا عذ يف ((ال ليح ا سند)) (‪.)800‬‬

‫‪ 510‬رواف البخار (‪ ,)1789‬ومسلم (‪.)1180‬‬

‫‪306‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فهذف الدالئل الشرعية فيها الت ريح أبن السنة ويذ‪ ,‬فنطق النيب صلل هللا عليه وسلم منا هو صا ر ع‬
‫الويذ‪ ,‬واحلكمة اليت هذ السنة منفلة م عند هللا تعاىل‪ ,‬وقد أويت النيب صلل هللا عليه وسلم القررن والسنة‬
‫كما صرح‪ .‬وهبذف ا عاين صرح ذ وايد م السلل فقا يسان ب عطية‪( :‬كان تليل ينف علل النيب‬
‫صلل هللا عليه وسلم ابلسنة كما ينف عليه ابلقررن)‪.511‬‬

‫وقد أكد اب يفم رمحه هللا بنال علل هذا التأصيل أن السنة دلوظة‪:‬‬
‫(عال اات (إِّ َّان َْحنن نَد َّزلَْا ال ِّّذ ْكر إِّ َّان لَهُ َحلا‪ِّ:‬ظُل َ ) عال اات (عُح إِّ َّمنَا أ ِّ‬
‫ُنذ ُوُكو ِّابل َْل ْو ِّو َ َال يَ ْ َم ُع‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫الد َا إِّ َذا َما يُ َذ ُو َ )‬ ‫الص ُّو ُّ‬
‫ُّ‬

‫‪ :‬ت اات أ كمل نبوه لى هللا لوه سلو كله وو‪ ،‬اللوو بمل تملف ِّذ ْك ٌر‪ ،‬الذكر حمفل‬
‫ص القرآ ‪: ،‬صح بذلك أ كملمه لى هللا لوه سلو كله حمفل حبفظ هللا ز ح‪ ،‬مامل‬ ‫ب ِّّ‬
‫ظ هللا اات ‪:‬هل ابلوقني ال سبوح إت أ ياوع م ه نو ‪: ،‬هل‬ ‫ل ا أنه ال ياوع م ه نو ‪ ،‬إذ ما َو ِّف َ‬
‫‪512‬‬
‫م قلل إلو ا كله‪: ،‬لله احلة لو ا أبداه)‬

‫ومما ي كد هذف الطبيعة للسنة النبوية معرفة الوظيلة احملورية للنيب صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬فهو رسو‬
‫م عند هللا تعاىل تال بتعليم الكتاب واحلكمة وتفكية ا منني‪ ,‬وصيانة قتضيات النبوة والرسالة فقد‬
‫ع مه هللا تبار وتعاىل فهو ا ع وم يف شأن تبليغ الويذ مطلقال وهو مع وم كذلأل ع كبائر الذنوب‪,‬‬
‫وما يقع منه صلل هللا عليه وسلم م خطأ فيما ورال نلأل فمع وم م أن يقر عليه بل مىت ما وقع منه‬
‫كم رابنيةٌ عظيمةٌ‬ ‫ِ‬
‫نسياانل أو عمدال فال بد أن أييت م الويذ ما ي لح اخلطأ‪ ,‬ويكون لوقوع اخلطأ ي ٌ‬
‫مت لة بشأن ال تشريع‪ ,‬كالذ وقع م صلل هللا عليه وسلم م سهو يف ال الة وما ترتع عليه م بيان‬
‫تشريعات تت ل هبذا ا قام وهكذا‪ ,‬وم الدالئل الشرعية ا بينة حلقيقة الوظيلة احملمدية‪:‬‬

‫رايتِِه َويةَُفىلكِي ِهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اّلل علَل الم ِمنِني ِن بةع ِ‬
‫ث في ِهم َر ُسوالل م أَنة ُلس ِهم يةَتةلُوا َعلَي ِهم َ‬‫‪ -‬قا تعاىل‪( :‬لََقد َم َّ َُّ َ ُ َ َ َ َ‬
‫ضال ٍ ُمبِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني)‪.‬‬ ‫اب َواحلك َمةَ َوِن َكانُوا م قَةب ُل لَلذ َ‬
‫َويةُ َعلىل ُم ُهم الكتَ َ‬

‫رواف الدارمذ يف سننه ‪ ,588‬واخلطيع يف الكلاية ‪ ,12‬وعفاف احلافه يف اللتح ‪ 291/13‬ىل البيهقذ‪ ,‬قا ‪ :‬بسند صليح‪.‬‬ ‫‪511‬‬

‫‪512‬اإليكام يف أصو اريكام ‪.95/1‬‬

‫‪307‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اب َواحلِك َم َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬وقا عف وتل‪َ ( :‬كما أَرسلنَا فِي ُكم رسوالل ِمن ُكم يةتةلُو علَي ُكم ِ ِ‬
‫رايتنَا َويةَُفىلكي ُكم َويةُ َعلىل ُم ُكم الكتَ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬
‫َويةُ َعلِىل ُم ُكم َما َمل تَ ُكونُوا تَةعلَ ُمو َن)‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِيف ار ُِميِني رسوالل ِمنةهم يةتةلُو علَي ِهم ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫رايته َويةَُفىلكي ِهم َويةُ َعلىل ُم ُهم الكتَ َ‬
‫اب‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ىل ىل َ َ ُ‬ ‫(ه َو الَّذ بةَ َع َ‬
‫‪ -‬وقا سبلانه‪ُ :‬‬
‫ضال ٍ ُمبِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني)‪.‬‬ ‫َواحلك َمةَ َوِن َكانُوا م قَةب ُل لَلذ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َواحلِك َم َة َويةَُفىلكِي ِهم ِن َ‬
‫َّأل‬ ‫ِ‬ ‫رايتِ َ‬
‫أل َويةُ َعلىل ُم ُهم الكتَ َ‬
‫ِ‬
‫(ربةَّنَا َوابة َعث في ِهم َر ُسوالل منة ُهم يةَتةلُو َعلَي ِهم َ‬
‫‪ -‬وقا تعاىل‪َ :‬‬
‫يم)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أَن َ ِ‬
‫ت ال َعف ُيف احلَك ُ‬

‫وكذلأل ي كد ما سبق م معان ما ور م الدالئل الشرعية الكاذة وا تنوعة علل لفوم لاعة النيب‬
‫صلل هللا عليه وسلم و منا كانت المم لة ابعتبار كون أوامرف تفلال م الويذ‪ ,‬فم تلأل الدالئل الشرعية‬
‫ا تنوعة‪:‬‬

‫األمر ب ا الرسلل لى هللا لوه سلو‪:‬‬

‫ع ال َكافِ ِري َ )‪.‬‬ ‫الر ُسو َ فَِإن تَة َولَّوا فَِإ َّن هللاَ ال ُِ ُّ‬ ‫‪ -‬قا تعاىل‪( :‬قُل أ ِ‬
‫َليعُوا هللاَ َو َّ‬
‫الر ُسو َ لَ َعلَّ ُكم تةُر َمحُو َن)‪.‬‬ ‫الفَكا َة وأ ِ‬ ‫‪ -‬وقا هللا تبار وتعاىل‪ِ :‬‬
‫َليعُوا َّ‬ ‫يموا ال َّال َة َورتُوا َّ َ‬ ‫(وأَق ُ‬
‫َ‬
‫اّللِل )‪.‬‬
‫اع إبِِن ِن َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(وَما أَر َسلنَا م َر ُسوٍ َِّال ليُطَ َ‬ ‫‪ -‬وقا هللا سبلانه‪َ :‬‬
‫يد العِ َق ِ‬ ‫اّلل ِ َّن َّ ِ‬
‫اب)‪.‬‬ ‫اّللَ َشد ُ‬ ‫الر ُسو ُ فَ ُخ ُذوفُ َوَما َهنَا ُكم َعنهُ فَانةتَة ُهوا َواتةَّ ُقوا ََّ‬
‫رات ُك ُم َّ‬
‫(وَما َ‬
‫‪ -‬وقا هللا عف وتل‪َ :‬‬

‫بوا أ طا ال حي لى هللا لوه سلو من طا هللا اات‬

‫اّللَ َوَم تَة َوَّىل فَ َما أَر َسلنَا َ َعلَي ِهم َي ِليظال)‪.‬‬ ‫(م يُ ِطع َّ‬
‫الر ُسو َ فَة َقد أَلَ َ‬
‫اع َّ‬ ‫‪ -‬قا هللا تعاىل‪َ :‬‬
‫اّلل صلَّل َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬ع أيب ُهَريةَرةَ َر ِض َذ َّ‬
‫اّللَ‪َ ,‬وَم‬ ‫اع ِج فَة َقد أَلَ َ‬
‫اع َّ‬ ‫(م أَلَ َ‬ ‫اّللُ َعلَيه َو َسلَّ َم قَا َ ‪َ :‬‬ ‫َن َر ُسو َ َّ َ‬ ‫اّللُ َعنهُ أ َّ‬
‫َع َ ِاين فَة َقد َع َ ل َّ‬
‫اّللَ)‪.513‬‬

‫رواف البخار (‪ ,)2957‬ومسلم (‪.)1835‬‬ ‫‪513‬‬

‫‪308‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫األمر امليكد ابالستم اك ابل‬

‫الر ِاش ِدي َ متََ َّس ُكوا ِهبَا َو َع ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضوا َعلَية َها‬ ‫‪ -‬قا صلل هللا عليه وسلم‪( :‬فَة َعلَي ُكم بِ ُسن َِّيت َو ُسنَّة اخلُلَ َلال ال َمهديِىل َ‬
‫ني َّ‬
‫ِابلنة ََّو ِات ِذ)‪.514‬‬

‫ر وب اهلداي ال لاب لى من أطا ه لى هللا لوه سلو‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اّلل وأ ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُسو َ فَِإن تَة َولَّوا فَِإَّمنَا َعلَيه َما ُمحىل َل َو َعلَي ُكم َما ُمحىللتُم َوِن تُطيعُوفُ‬
‫َليعُوا َّ‬ ‫‪ -‬قا عف وتل‪( :‬قُل أَليعُوا ََّ َ‬
‫الر ُسوِ ِالَّ البَالغُ ال ُمبِ ُ‬
‫ني)‪.‬‬ ‫َ تَ ُدوا َوَما َعلَل َّ‬
‫الس َم َواتَِوارَر ِ ال ِلَ َه ِالَّ ُه َو‬ ‫اّللِ ِلَي ُكم َِ ِ‬ ‫َّار ِِىلين َر ُسو ُ َّ‬
‫أل َّ‬ ‫مجيعال الَّذ لَهُ ُمل ُ‬ ‫‪ -‬قا تعاىل‪( :‬قُل َاي أَيةُّ َها الن ُ‬
‫ِِ ِ‬
‫َّيب ار ِىلُم ِىلذ الَّ ِذ يةُ ِم ُ ِاب َّّللِ َوَكلِ َماتِِه َواتَّبِعُوفُ لَ َعلَّ ُكم َ تَ ُدو َن)‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يت فَآمنُوا اب َّّلل َوَر ُسوله الن ِىل‬
‫ُ ِذ َوُل ُ‬
‫َّيب ار ِىلُم َّذ الَّ ِذ َِجي ُدونَهُ َمكتُوابل ِعن َد ُهم ِيف التةَّوَراةِ َوا ِإل ِ ِيل‬ ‫‪ -‬وقا عف وتل‪( :‬الَّ ِذي َ يةَتَّبِعُو َن َّ‬
‫الر ُسو َ النِ َّ‬
‫وف ويةنةهاهم ع المن َك ِر وُِ ُّل َهلم الطَّيِب ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُع َعنة ُهم ِصَرُهم‬ ‫ث َويَ َ‬‫ات َوَُىلِرُم َعلَي ِهم اخلَبَائِ َ‬ ‫ُ ىلَ‬ ‫َأي ُم ُرُهم ابل َمع ُر َ َ َ ُ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫وارَ ال َ الَِّيت َكانَت علَي ِهم فَالَّ ِذي رمنوا بِِه وعَّفروف ونَ روف واتةَّبةعوا الن ِ‬
‫أل ُهم‬ ‫ُّور الَّذ أُن ِفَ َم َعهُ أُولَئِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َُ ُ َ َ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ال ُملل ُلو َن)‪.‬‬

‫َّات َ ِر ِم َاتِ َها ارَهنَ ُار َخالِ ِدي َ فِ َيها‬ ‫اّلل ورسولَه يد ِخله تن ٍ‬
‫اّلل َوَم يُطع ََّ َ َ ُ ُ ُ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬قا سبلانه‪( :‬تِلأل ي ُدو َِّ‬
‫َ ُ ُ‬
‫يم)‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أل ال َلوُم ال َعظ ُ‬
‫َونَل َ‬
‫اّلل ويةغ ِلر لَ ُكم نُنُوب ُكم وا َّّلل َ ُل ِ‬ ‫‪ -‬قا تعاىل‪( :‬قُل ِن ُكنةتُم ُِابُّو َن َّ‬
‫يم)‪.‬‬
‫ور َري ٌ‬
‫َ َ ُ ٌ‬ ‫اّللَ فَاتَّبِعُ ِوين ُ بِب ُك ُم َُّ َ َ‬

‫ر وب الل ود لى من تالخل أمر ال حي لى هللا لوه سلو‪:‬‬

‫‪514‬رواف أبو او (‪ )4607‬والومذ (‪ ,)2676‬واب ماته (‪ )40‬وأمحد (‪ ,)17184( )126/4‬واحلاكم (‪ .)176/1‬م يديث‬
‫ب سارية رضذ هللا عنه‪ .‬وصلله الومذ ‪ ,‬واجلورقاين يف ((ارابليل وا ناكذ)) (‪ )472/1‬وقا ‪ :‬بت مشهور‪ ,‬واب ا لق‬ ‫العراب‬
‫يف ((البدر ا نذ)) (‪ ,)582/9‬والعراقذ يف ((الباعث علل اخلالص)) (‪ )1‬وقا ‪ :‬مشهور‪ ,‬واب يجر يف ((موافقة اخلل اخلل))‬
‫(‪ )136/1‬وقا ‪:‬رتاله ثقات‪.‬‬

‫‪309‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫يم)‪.‬‬ ‫‪ -‬قا تعاىل‪( :‬فَةليل َذ ِر الَّ ِذي ُخيالِ ُلو َن ع أَم ِرفِ أَن تُ ِ يبةهم فِتةنةٌ أَو ي ِ يبةهم ع َذ ِ‬
‫اب أَل ٌ‬
‫َُ َ ُ َُ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني)‪.‬‬‫اب ُم ِه ٌ‬ ‫اّللَ َوَر ُسولَهُ َويةَتَة َع َّد ُي ُدوَفُ يُدخلهُ َانرال َخالدال ف َيها َولَهُ َع َذ ٌ‬ ‫ث َّ‬ ‫(وَم يَةع ِ‬
‫‪ -‬وقا سبلانه‪َ :‬‬
‫اّللَ َوَر ُسولَهُ فَِإ َّن لَهُ َان َر َت َهن ََّم َخالِ ِدي َ فِ َيها أَبَدال)‪.‬‬
‫ث َّ‬‫(وَم يَةع ِ‬‫‪ -‬وقا تبار وتعاىل‪َ :‬‬
‫ني نةُ َولىلِِه َما تَة َوَّىل‬‫ِِ‬
‫ني لَهُ اهلَُدل َويةَتَّبِع َ َذ َسبِ ِيل ال ُم من َ‬
‫‪ -‬وقا عف وتل‪( :‬وم يشاقِ ِق َّ ِ ِ‬
‫الر ُسو َ م بةَعد َما تَةبَ َّ َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫َونُ لِ ِه َت َهن ََّم َو َسالَت َم ِ ذال)‪.‬‬

‫اّللَ َي ِدياال)‪.‬‬ ‫‪ -‬وقا سبلانه‪( :‬يةَوَمئِ ٍذ يةَ َوُّ الَّ ِذي َ َك َل ُروا َو َع َ وا َّ‬
‫الر ُسو َ لَو تُ َس َّول هبِِم ارَر ُ َوال يَكتُ ُمو َن َّ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬وقا تعاىل‪َّ ِ( :‬ن الَّ ِذي َ َُا ُّو َن َّ‬
‫ني)‪.‬‬ ‫اّللَ َوَر ُسولَهُ أُولَئِ َ‬
‫أل ِيف ارَ َنلىل َ‬

‫نفو ا واو ن امليم ني إذا دو وكو ن وسلل هللا لى هللا لوه سلو‪:‬‬

‫ضل هللاُ َوَر ُسولُهُ أَملرا أَن يَ ُكو َن َهلُُم اخلََِذةُ ِم أَم ِرِهم)‪.‬‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬
‫(وَما َكا َن ل ُم م ٍ َوال ُم منَة ِنَا قَ َ‬
‫‪ -‬قا تعاىل‪َ :‬‬
‫‪ -‬وقا النيب صلل هللا عليه وسلم‪( :‬فَِإ َنا َهنَيةتُ ُكم َع َشذ ٍل فَاتتَنِبُوفُ‪َ ,‬وِ َنا أ ََمرتُ ُكم ِأبَم ٍر فَأتُوا ِمنهُ َما‬
‫استَطَعتُم)‪.515‬‬

‫بوا أ املارض ن س ته اعع يف ال فاق‬


‫ِِ‬ ‫اّلل وِ َىل َّ ِ‬ ‫قا تعاىل‪ِ ِ :‬‬
‫ص ُدو ال)‪.‬‬
‫أل ُ‬
‫ني يَ ُدُّو َن َعن َ‬
‫ت ال ُمنَافق َ‬
‫الر ُسو َرأَي َ‬ ‫يل َهلُم تَة َعالَوا ِ َىل َما أ َ‬
‫َنفَ َُّ َ‬ ‫(و َنا ق َ‬
‫َ‬

‫ورم التقدمي بني يدإ س ته لى هللا لوه سلو‬

‫يم)‪.‬‬‫اّلل َِمس ِ‬
‫يع َعل ٌ‬ ‫اّللِ َوَر ُسولِِه َواتةَّ ُقوا َّ‬
‫اّللَ ِ َّن ََّ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫(اي أَيةُّ َها الَّذي َ َرمنُوا ال تةُ َق ىلد ُموا بَ َ‬
‫ني يَ َد َّ‬ ‫قا تعاىل‪َ :‬‬

‫رواف البخار (‪ ,)7288‬ومسلم (‪.)1337‬‬ ‫‪515‬‬

‫‪310‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫األمر ابلرد إت الرسلل لى هللا لوه سلو د الت از ‪:‬‬

‫الر ُسوِ ِن ُكنةتُم تةُ ِمنُو َن ابهلل َواليَةوِم ا ِخ ِر)‪.‬‬ ‫قا تعاىل‪( :‬فَِإن تَةنامعتم ِيف شذ ٍل فَةرُّوف ِ َىل ِ‬
‫هللا َو َّ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ََ ُ‬

‫بوا طبوا القد ة يف نخص ال حي لى هللا لوه سلو األمر اب با ه‬

‫هللا أُس َوةٌ َي َسنَةٌ لِ َم َكا َن يةَر ُتو هللاَ َواليَةوَم ا ِخَر)‪.‬‬
‫‪ -‬قا تعاىل‪( :‬لََقد َكا َن لَ ُكم ِيف رسوِ ِ‬
‫َُ‬
‫قا اب كاذ‪( :‬هذف ا ية أصل كبذ يف التأسذ برسو هللا صلل هللا عليه وسلم يف أقواله وأفعاله‬
‫وأيواله)‪.516‬‬
‫‪ -‬وقا سبلانه‪( :‬فَ ِآمنُوا ابهلل ورسولِِه النِ ِ ِ‬
‫ارم ِىلذ الَّ ِذ يةُ ِم ُ ابهلل َوَكلِ َماتِِه َواتَّبِعُوفُ لَ َعلَّ ُكم َ تَ ُدو َن)‪.‬‬
‫َّيب ىل‬
‫ىل‬ ‫ََ ُ‬

‫قا اب تيمية‪( :‬ونلأل رن ا تابعة أن يلعل مال ما فعل علل الوته الذ فعل؛ فإنا فعل فعالل علل وته‬
‫ناف‬ ‫العبا ة ُشرع لنا أن نلعله علل وته العبا ة‪ ,‬و نا ق د س يث مكان أو ممان ابلعبا ة خ‬
‫بذلأل)‪.517‬‬

‫اثنواه فا وح يف طبوا التصرا‪:‬ات ال بلي‬


‫تقرر مما سبق أن ارصل يف أقوا النيب صلل هللا عليه وسلم وأفعاله وتقريراته أهنا يجة‪ ,‬وأهنا تشكل‬
‫ذجموعها ملهوم السنة النبوية‪ ,‬وأهنا منبع ي در عنه يف تقرير اريكام وبيان التشريعات‪ ,‬وقد نبه اإلمام‬
‫اب عبد الل ىل لبيعة (اإللال ) يف اإللالقات الشرعية ا مرة بطاعة النيب صلل هللا عليه وسلم واتباع‬
‫أمرف‪ ,‬فقا ‪:‬‬
‫‪518‬‬
‫أمرا م ل هقا جمممله‪ ،‬مل يقود بشو ‪ ،‬كما أمران اب با كتاب هللا)‬
‫( عد أمر هللا ح ز ب ا ته ا با ه ه‬

‫‪516‬تلسذ اب كاذ ‪.483/3‬‬


‫‪ 517‬جمموع اللتاول ‪.280/1‬‬
‫‪ 518‬تامع بيان العلم وفضله ‪.366/2‬‬

‫‪311‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فارصل نن أن ما صدر ع النيب صلل هللا عليه وسلم م ت رفات أهنا موضوعة للتشريع‪ ,‬وللظة ارصل‬
‫هنا مويية بوتو االستانال وهو يق‪ ,‬فامة أمور اخلة يف ملهوم الت رف النبو مما مل يق د به التشريع‬
‫ابتدالل و ن كان له ات ا به م وته‪ ,‬فالت رفات النبوية علل أنواع وأقسام منها‪:519‬‬

‫الق و األ ل التصر‪:‬ات التشرياو‬


‫وهذ اليت يق د هبا البيان والتشريع و يضاح كيلية امتاا اريكام الشرعية‪ ,‬كأفعا ال الة واحلج و ذها‪,‬‬
‫فهذا القسم هو الذ يطلع اتباعه فيه‪ ,‬وقد يكون واتبال وقد يكون مستلبال‪.‬‬

‫التصر‪:‬ات اجلبلو‬ ‫الق و ال ا‬


‫كالقيام‪ ,‬والقعو ‪ ,‬واركل‪ ,‬والشرب‪ ,‬وكل ما صدر ع النيب صلل هللا عليه وسلم ابعتبارات تبلية دضة‪,‬‬
‫يل)‪ ,‬فأيكام البشرية يف‬
‫فإن الرسو صلل هللا عليه وسلم مع نبوته بشر (قل منا أان بشر مالكم يويل ىل‬
‫ارصل ر عليه كما ر علل ذف‪ ,‬فما كان واقعال منه صلل هللا عليه وسلم ذقتضيات البشرية احملضة‬
‫فليت مق و ال به التشريع ابتدالل وليت دالل للتعبد‪ ,‬و ن كان يستلا م ت رف النيب صلل هللا عليه وسلم‬
‫مكيد اإلابية‪.‬‬

‫الق و ال الث التصر‪:‬ات الاادي‬


‫وهذ ما ترل م النيب صلل هللا عليه وسلم ذقتضل العا ة‪ ,‬مما كان معروفال مألوفال يف قومه‪ ,‬وال تد علل‬
‫قربة أو عبا ة كأيواله يف مأكله ومشربه وملبسه ومنامه ويقظته؛ كأن أيكل الدابل‪ ,‬أو أن يبيت لاوايل‬
‫يربف احلجر علل بطنه‪ ,‬أو يلبت القط ‪ ,‬أو ينام علل احل ذ‪ ,‬أو يطيل الشعر‪ ...‬اخل‪ .‬فهذف ارفعا‬
‫وحن وها تد علل ابية فعل الشذل‪ ,‬ال استلبابه؛ رن نلأل مل يق د به التشريع‪ ,‬ومل يتعبد به‪ .‬وأما نا‬
‫ور ارمر بشذل م ارمور العا ية أو تال الو يع فيها أو وتدت القرينة اليت تد علل ق د التشريع‬
‫فتكون يينئذ شرعية رن الشارع ق د خرا هذف العا ات م يد العا ة ىل يد التعبد كلبت البيا‬
‫م الاياب‪ ,‬و علال الللية‪ ,‬وتوتيه ا يت يف قلف ىل القبلة‪ ,‬وما يتعلق أببواب ا اب كآ اب النوم‪,‬‬
‫ور اب اركل والشرب‪ ,‬ور اب السالم والعطار‪ ,‬ور اب التخلذ وحنو نلأل‪.‬‬

‫الق و الرابع التصر‪:‬ات اال تهادي‬

‫‪ 519‬انظر تلاص ةةيل هذف الت ة ةرفات وما يت ةةل بكل نوع تل ةةيالل مع نقل كالم أهل العلم ومذاهبهم (أفعا الرس ةةو ص ةةلل هللا عليه وس ةةلم‬
‫و اللتها علل اريكام الشرعية) حملمد ارشقر رمحه هللا‪.‬‬

‫‪312‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وسيأيت الكالم يو هذا اللون م الت رفات بقدر م التل يل يف النقطة التالية‪.‬‬

‫به لى هللا لوه سلو‬ ‫التصر‪:‬ات ا ا‬ ‫الق و ا ام‬

‫رف‪ ,‬فهذا القسم رم التأسذ به‬ ‫وهذ اليت ثبت ابلدليل اخت اصه هبا كاجلمع بني تسع نسوة‪ ,‬والتل‬
‫فيها الخت اصها به صلل هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫الق و ال ادر التصر‪:‬ات املاةزة‬

‫كخوار العا ات اليت أتراها هللا تبار وتعاىل علل يد نبيه سوالٌ ق د هبا التلد أو مل يق د فوقوع‬
‫مال هذف اخلوار منه صلل هللا عليه وسلم ياصل يقينال‪ ,‬وليت رة مدخل لالقتدال به صلل هللا عليه وسلم‬
‫فيها رن اخلار نلسه ليت دالل للتكليل وهو مل يك ال إبنن م هللا تبار وتعاىل وهو سبلانه م‬
‫خر العا ة يقيقة‪.‬‬

‫التشرياو دري التشرياو‬ ‫اثل اه إنكالو ال‬


‫م أعمق اإلشكاليات يف التعالذ مع السنة النبوية االتكال علل فكرة تقسيم السنة النبوية ىل‪:‬‬

‫‪ -‬س شرياو‬

‫‪ -‬س دري شرياو‬

‫ىل تضييق جما السنة‬ ‫توسيع جماالت السنة ذ التشريعية علل يساب التشريعية لي و احلا ابلبع‬
‫ون بقية اربواب احلياتية‪ ,‬وليكون مال هذا التقرير متكأل خطذال للخطاابت‬ ‫النبوية يف الشأن التعبد‬
‫العلمانية اليت ااو ترسيخ مبدأ ا لاصلة بني الشأن الديج والشأن الدنيو ‪ ,‬ولعل أكار اريا يث يظوة‬
‫ويضورال يف اخلطاابت العلمانية العربية‪ ,‬قو النيب صلل هللا عليه وسلم‪( :‬أنتم أعلم أبمور نياكم)‪ ,520‬يىت‬
‫أنتو أ لو بشي‬ ‫وضعه أيدهم علل الف كتاب له يف شأن السياسة (ال واس بني احلملل احلرا‬
‫دنواكو)‪ ,‬وهذ داولة إلجيا سند شرعذ لوسيخ مبدأ الل ل بني الديج والدنيو وقد سبق التأكيد علل‬
‫الطبيعة الشمولية لدي اإلسالم وأنه تال بتشريعات متكاثرة تشمل تانيب الدنيا والدي ‪ ,‬فال ي ح لالقال‬
‫اجيم يضور السنة النبوية وق رها علل الشق الديج فقف فإنه معاكسة للدالئل ا تواترة يف الشريعة يف‬

‫‪ 520‬رواف مسلم (‪ )2363‬م يديث أنت ب مالأل رضذ هللا عنه‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫التأكيد علل تعلق أيكامه بدي النار و نياهم‪ ,‬وهذف يقيقة بدهية لكل م له أ ىن ممارسة فقهية‬
‫واستعر ف وهلا وتبويبا ا ا تعلقة ابلعبا ات وا عامالت‪.‬‬

‫فأيا يث‪ :‬صيد الكلع‪ ,‬ويل ميتة السمأل‪ ,‬وميتة اجلرا ‪ ,‬وارمي كل ن انب م السباع‪ ,‬وكل ن‬
‫يخلع م الطذ‪ ,‬والنهذ ع اركل والشرب ىف صلائل الذهع واللضة‪ ,‬والنهذ ع اركل يف أواين‬
‫الكلار ال بعد سلها‪...‬اخل كلها ال شأل اخلة يف لار السنة التشريعية‪.‬‬

‫واحلقيقة أن توسيع ملهوم السنة ذ التشريعية تقوم علل قضيتني أساسيتني بينهما قدر م التداخل‪:‬‬

‫األ ل‪ :‬أن النيب صلل هللا عليه وسلم كان لارر يف يياته أ وارال متعد ة فلم تك كل ت رفاته تنطلق‬
‫ابعتبار كونه نبيال بل قد يت رف ذقتضل بشريته كما سبق أو ذقتضل أ وارف احلياتية ككونه قائدال سياسيال‬
‫أو قائدال عسكرايل أو قاضيال أو أابل أو موتال وهكذا‪ ,‬فما كان صا رال منه ذقتضل النبوة فهو ويذ جيع‬
‫وم يف خاهلا يف ملهوم السنة ابعتبار‬ ‫ارخذ منه رالف ذف م ار وار احلياتية فليست كذلأل فلئ‬
‫صدورها ع النيب صلل هللا عليه وسلم فليست تشريعية ابعتبار عدم صدورها ع مقام النبوة‪.‬‬

‫ال ا ‪ :‬أن ما كان ي در ع النيب صلل هللا عليه وسلم م ت رفات مل يك صا رال ابلضرورة ع ويذ‬
‫مباشر‪ ,‬بل قد يكون ابتتها منه صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬و نا كانت صا رة ع االتتها ال الويذ فهذ‬
‫عرضةٌ للخطأ وهو ما ثبت صر ال يف مجلة م الن وص اليت اتتهد فيها النيب صلل هللا عليه وسلم فيأيت‬
‫الويذ ببيان خطئه وابلتايل فما كان هذا سبيله م الت رفات ال يكون موضعال للتشريع‪ ,‬فيسوغ فيها أن‬
‫جيتهد ذف كما اتتهد صلل هللا عليه وسلم ولو أ ل هذا االتتها ىل خالف ررة االتتها النبو ‪ ,‬وال‬
‫أبر‪ ,‬ن ما كان هذا قبيله فليت موضوعال للتدي واالتباع أصالل م سنته‪.‬‬

‫وكما ترل أن أصل اإلشكالية يف احلقيقة ي و ىل اقيق ا وقل م لبيعة االتتها ات النبوية واديد ما‬
‫يت ل هبا م أيكام وأي موقعها م الويذ وم التشريع‪.‬‬

‫ويف ظج أن ا شكلة هنا ليست يف أصل القو اوام وقوع االتتها منه‪ ,‬وال يىت يف تلأل القسمة‬
‫معىن صليلال بكون بع‬
‫االصطاليية (سنة تشريعية و ذ تشريعية) ن هذ قسمةٌ تمل أن يرا هبا ل‬

‫‪314‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫السنة موضوعة للتشريع ابتدالل وبعضها ليت كذلأل كارفعا ال ا رة عنه صلل هللا عليه وسلم ذقتضل‬
‫اجلبلة والعا ة‪ . 521‬منا ا شكلة هو يف االتكال علل هذف القسمة إلخرا مجلة تقل وتكار م السنة‬
‫التشريعية و خاهلا يف لار السنة ذ التشريعية بغذ انضباط شرعذ وال معرفة صليلة بطبيعة االتتها‬
‫النبو وما يت ل هبا م مظاهر الع مة‪.‬‬

‫ا عاصري يف موقلهم م هذف القسمة فسيلله يجم اجلناية اليت مورست‬ ‫و نا ممل ا رل يف كالم بع‬
‫علل السنة النبوية ات نريعة (السنة ذ التشريعية) وهذ تناية اتسمت ابلتمد مع متد ارايم فكان‬
‫اجلوانع ا تعلقة ذظهر ا سلم كإعلال الللية وتق ذ الشارب ليتم خراتها ات نريعة‬ ‫الكالم ع بع‬
‫السنة ذ التشريعية‪ ,‬امتد ىل أقوا النيب صلل هللا عليه وسلم يف أبواب (الطع) مجيعال لتخر م السنة‬
‫ربة بشرية دكومة بسياقها التارخيذ‪ ,‬ام ا ارمر لتخر ت رفات النبو صلل‬ ‫التشريعية وتكون د‬
‫هللا عليه وسلم السياسية م السنة التشريعية بلغ ارمر يد خرا السن ا تعلقة ابلشأن الدنيو عمومال‬
‫م السنة التشريعية ات بند (أنتم أعلم أبمور نياكم)‪.‬‬

‫لإل اب لى هذن ا نكالوات ال بد من ا واط ابملاا التالو‬


‫‪522‬‬
‫أ اله طبوا اال تهادات ال بلي‬
‫احلق أن مسألة وقوع االتتها م النيب صلل هللا عليه وسلم مسألة خالفية لويلة الذيو يف كتع‬
‫ارصوليني وخالصة ما هنالأل‪:‬‬

‫‪ -‬أن رة م منعه مطلقال‪.‬‬

‫‪ -‬ورة م أتامف يف الشأن الدنيو رالف الديج‪ ,‬ونقل بعضهم اإلمجاع عليه‪.523‬‬

‫‪ -‬ورة م أتامف يف الشأن الدنيو والديج وهم اركار‪ ,‬وهو ارظهر‪.‬‬

‫‪ 521‬انظر ماالل الشلا للقاضذ عيا ‪ ,149/2‬ويجة هللا البالغة للدهلو ‪.128/1‬‬
‫‪ 522‬لك مراتعة ما قيدف الشةةيخ دمد ارشةةقر يف كتابه (أفعا الرسةةو صةةلل هللا عليه وسةةلم و اللتها علل اريكام) ‪ 117/1‬وما بعدف‪,‬‬
‫ونلأل عرفة ما يت ة ةةل ذجاالت االتتها ات النبوية ومذاهع أهل العلم فيها تل ة ةةيالل‪ ,‬و ن كان رة اله علل بع اختيارات الشة ةةيخ‬
‫رمحه هللا‪.‬‬
‫‪ 523‬انظر ماالل البلر احمليف ‪ ,502/4‬وأصو اب مللح ‪ ,1470/4‬و رشا الللو ‪.217/2‬‬

‫‪315‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ن م أتام االتتها عليه صلل هللا عليه وسلم أ خل اتتها ف يف ابب الع مة فجعل االتتها منفهال‬
‫ابتدالل ع وقوع اخلطأ ومنهم م أخرته ع يد الع مة فجوم وقوع اخلطأ فيه ولك منع م اإلقرار‬
‫عليه‪ ,‬فيكون مع ومال فيها ابعتبار ا آ ‪ ,‬وهو ما عل عنه بع احلنلية ابلويذ البال ‪ ,‬فما كان منه صلل‬
‫هللا عليه وسلم م ت رفات ذقتضل الويذ ابتدالل فهو عمل ابلويذ الظاهر‪ ,‬واتتها ف صلل هللا عليه‬
‫وسلم الذ وقع قرارف عمل ابلويذ البال ‪.524‬‬

‫تيمية شذل م تقرير ا عاين السابقة‪ ,‬وفيه‪:‬‬ ‫تال يف ا سو ة‬

‫د مجهلو الالما ‪ ،‬كما يف‬ ‫لى وسلل هللا لى هللا لوه سلو يف أوكا الشر‬ ‫( جيلز ال وا‬
‫وديث ذإ الودين درين‪ ،‬كما دل لوه القرآ ‪ ،‬ا فقلا لى أنه ال يقر لوه بح يالمه هللا به‪ ،‬مث‬
‫بوهه لى هللا لوه سلو لى الفلو متصمله ابحلادع ال يقع ‪:‬وه أتتري‪،‬‬ ‫نرط‬ ‫عال األك ر‬
‫لزت طائف أتترين مدة ووا ه‪ ،‬اتتاون أبل املاايل‪ ،‬م ام طائف ال هل لوه يف األ‪:‬اال البملدو‬
‫الابادات‪ ،‬كما أمجالا لى م اه استضالته لوه يف األعلال البملدو ‪ ،‬إلوه مال أبل اسضاق‬
‫االسفرائوين‪ ،‬عال القاعو واض اتتلفلا يف لاز ال هل لوه لى هللا لوه سلو ‪:‬وما ال يتالق‬
‫ابلبملغ بوا الشر من أ‪:‬االه ادا ه أذكاو علبه‪: ،‬ةلزن اجلمهلو‪ ،‬أما ال هل يف األعلال البملدو‬
‫سبوله‬ ‫‪ :‬مجالا لى م اه‪ ،‬كما أمجالا لى امت ا امدن‪ ،‬أما ال هل يف األعلال الدنولي ‪:‬وما لو‬
‫البملغ من الكمل الذإ ال يتالق ابألوكا ال أتباو القوام ما يتالق ِبا ال يااف إت وو ‪:‬ةلزن‬
‫عل ‪ ،‬عال واض احلق ر وح علل من م ع ذلك لى األنبوا يف كح ت من األتباو كما ال جيلز‬
‫لوه تلخل يف ت ال مداه ال سهلاه ال يف ض ال يف مرض ال وعاه ال داب‪ ،‬أما لاز‬
‫ال هل يف اال تقادات يف أملو الدنوا ‪:‬غري ممت ع‬

‫مم استعمل هذا ا طلح م احلنلية علذ البف و يف كنف الوصو ىل معرفة ارصو ‪ ,230‬وعبيدهللا ب مسعو احملبويب البخار‬ ‫‪524‬‬

‫احلنلذ يف شرح التلويح علل التوضيح نت التنقيح يف أصو اللقه ‪ :35/2‬ومما قاله‪( :‬واتتها ف ال تمل القرار علل اخلطأ لك مع‬
‫نلأل الويذ الظاهر أوىل رنه أعلل ورنه ال تمل اخلطأ ال ابتدال وال بقال والبال ال تمل بقال أ الويذ البال وهو القيار تمل‬
‫اخلطأ ال يالة االبتدال لك ال تمل القرار علل اخلطأ فهذا هو ا را ابلبقال والويذ الظاهر ال تمل اخلطأ أصال ال ابتدال وال بقال‬
‫فكان أقول)‪ ,‬وقا عالل الدي البخار يف شريه رصو البف و ا سمل (كشل ارسرار ع أصو فخر اإلسالم البف و )‬
‫‪( :305/3‬قوله "وأما الويذ البال " فكذا تعل االتتها منه عليه السالم وييا ابلنا ابعتبار ا آ )‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫عال نوخ ا سو يت ما يتالق ِبذن يف م ل ا تهادن لى هللا لوه سلو د ل ا مجا يف األعلال‬
‫مل قصر) علله يف وديث‬ ‫البملدو ال يصح‪ ،‬إمنا اجملمع لوه د ا عراو ‪:‬قل‪ ،‬علله (مل أن‬
‫‪525‬‬
‫الوهلدي (إمنا فنت الوهلد) مث باد أاي أ وو إلوه أهنو يفت ل يدل لى د ما و ضه واض)‬

‫واستلضار هذا ي كد أن البلث ارصويل ال يساعد لالقال علل تعل مسألة االتتها النبو متكأ‬
‫لتوسيع لبيعة السنة ذ التشريعية و خرا هذا اللون م الت رفات مجل لة وتل يالل م لار الويذ‪ ,‬ن‬
‫أوسع ارقوا ارصولية فيها لنع م اإلقرار علل اخلطأ وي كد علل أن الويذ سيعقع نلأل بتأييد أو‬
‫سكوت أو سطئة في و ارمر ىل معرفة احلق يف ا سألة ابلويذ ما ابلتأييد واإلقرار أو ابلتخطئة والت ويع‪,‬‬
‫فال ي ح أن يُو ما كان م قبيل االتتها النبو بذريعة كونه اتتها ال جلوام اخلطأ يف االتتها ‪ ,‬بل‬
‫الواتع مراعاة ما نكر م االعتبارات والنظر فيما أعقع االتتها بعد ارر كون الت رف انشئال يقيقة‬
‫ع اتتها ‪ ,‬فليت يف جمر اجلفم بوقوع الت رف م النيب صلل هللا عليه وسلم اتتها ال ما يلر اإلعرا‬
‫عنه‪ ,‬بل ارخذ به أو تركه مرهون بطبيعة ما يعقبه م ويذ أو يدرت يكشل ع صوابية االتتها أو‬
‫خطئه‪ .‬وأختم هذف القضية ذاا ٍ ي كد علل ما نُكر مما وقع م النيب صلل هللا عليه وسلم ابتتها ٍ يف ٍ‬
‫شأن‬
‫فوة بد ٍر راوايل ع‬ ‫نيو ٍ مت ل بتدبذ الدولة‪ ,‬فقد قا اب عبار رضذ هللا عنه ‪-‬يف سيا يدياه ع‬
‫عمر‪ :-‬فلما أسروا ارسارل‪ ,‬قا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ريب بكر وعمر‪( :‬ما ترون يف ه الل‬
‫ارسارل ) فقا أبو بكر‪ :‬اي نيب هللا هم بنو العم والعشذة‪ ,‬أرل أن مخذ منهم فدية فتكون لنا قوة علل‬
‫الكلار‪ ,‬فعسل هللا أن يهديهم لحسالم‪ .‬فقا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم‪( :‬ما ترل اي اب اخلطاب )‬
‫ٍ‬
‫عقيل‬ ‫قلت‪ :‬ال وهللا ما أرل الذ رأل أبو بكر‪ ,‬ولكج أرل أن متكنا فنضرب أعناقهم‪ ,‬فتمك عليال م‬
‫فيضرب عنقه‪ ,‬ومتكج م فالن ‪-‬نسيبا لعمر‪ -‬فأضرب عنقه‪ ,‬فإن ه الل أئمة الكلر وصنا يدها‪ .‬فهول‬
‫تئت فإنا رسو هللا‬
‫قلت‪ ,‬فلما كان م الغد ُ‬
‫رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ما قا أبو بكر‪ ,‬ومل يهو ما ُ‬
‫صلل هللا عليه وسلم وأبو بكر قاعدي يبكيان‪ ,‬قلت‪ :‬اي رسو هللا أخلين م أ شذل تبكذ أنت‬
‫بكيت و ن مل أتد بكالل تباكيت لبكائكما‪ .‬فقا رسو هللا صلل هللا عليه‬
‫وصايبأل فإن وتدت بكالل ُ‬
‫علذ عذاهبم أ ىن م هذف‬ ‫علل أصلابأل م أخذهم اللدال لقد عر‬ ‫وسلم‪( :‬أبكذ للذ عر‬

‫ا سو ة ‪.190‬‬ ‫‪525‬‬

‫‪317‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الشجرة ‪-‬شجرة قريبة م نيب هللا صلل هللا عليه و سلم‪ -‬وأنف هللا عف و تل‪( :‬ما كان لنيب أن يكون له‬
‫ىل قوله فكوا مما نمتم يالال ليبا) فأيل هللا الغنيمة هلم‪.526‬‬ ‫أسرل يىت ياخ يف ارر‬

‫فتأمل هذا احلديث‪ :‬اتتها ٌ نبو يف شأن م ش ون تدبذ احلرب والدولة‪ ,‬وقع بعد مشاورٍة لكبار‬
‫دكمات يف اية الوضوح‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال لابة‪ ,‬ومع نلأل ال يقر علل خطئه فيه بل أييت الويذ مبينال اخلطأ‪ٍ ,‬‬
‫ايت‬
‫يد ا ِخَرَة َو َّ‬
‫اّللُ َع ِف ٌيف‬ ‫اّللُ يُِر ُ‬ ‫يب أَن يَ ُكو َن لَهُ أَسَرل َي َّىت يةُا ِخ َ ِيف ارَر ِ تُِر ُ‬
‫يدو َن َعَر َ ُّ‬
‫الدنةيَا َو َّ‬ ‫ِِ‬
‫(ما َكا َن لنَ ٍىل‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫يم * فَ ُكلُوا ممَّا َنِمتُم َيالالل لَيِىلبال َواتةَّ ُقوا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ِكيم * لَوال كِتاب ِم َِّ‬
‫اب َعظ ٌ‬‫َخذ ُمت َع َذ ٌ‬
‫يما أ َ‬
‫اّلل َسبَ َق لَ َم َّس ُكم ف َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ ٌ‬
‫اّلل َ ُل ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫يم)‪.‬‬ ‫اّللَ َّن ََّ ٌ‬
‫ور َري ٌ‬
‫وقد أور أبو العبار القرليب يف شريه سلم شكاالل ملا ف‪:‬‬

‫(أ هذا اال تهاد الذإ دو من أيب بكر‪ ،‬ا‪:‬قه لوه وسلل هللا لى هللا لوه سلو إما أ يكل‬
‫سلغ هلو؟ إ مل يكن‬
‫سلده هلو أ ال ‪:‬إ كا األ ت‪: ،‬كوخل يااعبل ‪ ،‬يتل د لى ما ّ‬ ‫هللا عد َّ‬
‫م َّلدها‪: ،‬كوخل يقدمل لوه‪ ،‬ال سوما ال حي لى هللا لوه سلو الذإ عد برأ هللا ن قه ن اهلل ‪،‬‬
‫!)‬ ‫‪527‬‬
‫ا تهادن ن ا‬

‫فكان توابه رمحه هللا‪:‬‬

‫ه‪: ،‬قوح ‪:‬وه أعلال‬ ‫( ملا أنكح هذا اتتلفم أ لب الالما‬

‫أودها أهنو أعدملا لوه ألنه أمر مصلضو دنولإ‪ ،‬األملو املصلضو ا عدا لوها م ّلغ‪ ،‬ال ياد‬
‫يف الاتب لى ركهو املصلض الرا ض إ كانم دنولي هذا ‪:‬اسد من هني أودمها أ هذا‬
‫اال تهاد م هو إمنا كا يف أمر نر و وكمو؛ ألنه يقتاو سفك دما استباو أملال‪ ،‬إوعاق‬
‫أوراو‪ ،‬هذن ال تباح إال ابلشر‬

‫اثنوهما أ الاتب الشر و ال يتل ه لى رك مصلض دنولي ال يتالق ِبا مقصلد نر و‪ ،‬كما مل‬
‫دل ‪:‬وه ن املصلض‬
‫َ‬ ‫يتل ه لى ال حي لى هللا لوه سلو تب يف عاو إابو ال خح‪ ،‬إ كا‬
‫الدنولي الرا ض ‪ ،‬هذا من نل األ ل‬

‫‪ 526‬رواف مسلم (‪ ,)1763‬وأبو او (‪ ,)2692‬واإلمام أمحد يف ا سند (‪.)208‬‬


‫أهل العلم كما س ة ة ةةبق‪ ,‬ويظهر أن‬ ‫‪ 527‬الظاهر أن مق ة ة ة ةةو ف بتلئ ة اتتها ف م اخلطأ هنا عدم وقوع االتتها منه خطأ وهو مذهع لبع‬
‫مرتوح‪.‬‬
‫ٌ‬

‫‪318‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اديد عريش سادا و أملاهلو‬ ‫إهنو إمنا ل بلا؛ أل عاو بدو ظوم امللعع‪ ،‬التصرف يف‬ ‫ال ا‬
‫ابلقتح‪ ،‬االسرتعاق‪ ،‬التملك‪ ،‬ذلك كله ظوو امللعع‪: ،‬كا وقهو أ ي تظر ا اللوو‪ ،‬ال ي تاةللا‪،‬‬
‫اا ‪:‬اسد ؛ ألنه ال يلز م ه أ يكلنلا‬
‫‪:‬لما استاةللا‪ ،‬مل ي تظر ا ل ه لوهو ما ل ه هذا أي ه‬
‫أعدملا لى ما ال جيلز هلو نر ها‪ ،‬ا‪:‬قهو لى ذلك ال حي لى هللا لوه سلو كح ذلك لوهو‬
‫ُحمال ا ع ّدم ان من لب صم ال حي لى هللا لوه سلو ن ا يف الشريا من ظهلو األدل‬
‫املر ض ا عدم ان‬

‫ال الث أ ذلك إمنا ل ه لى من أواد بفاله رض الدنوا‪ ،‬مل يرد ال ِّّدين‪ ،‬ال َّ‬
‫الداو اآلترة بدلوح‬
‫علله اات ( ريد رض الدنوا هللا يريد اآلترة)‪ ،‬مل يكن ال حي لى هللا لوه سلو‪ ،‬ال أبل‬
‫بكر‪ ،‬ال من حنا حنلمها ممن يريد رض الدنوا‪: ،‬الل ود‪ ،‬التلبوخ الل ود متل ها إت دريهو ممن‬
‫أواد ذلك هذا أو ها هللا اات أ لو‬

‫بكا ال حي لى هللا لوه سلو أيب بكر مل يكن ؛ ألهنما دتمل ‪:‬ومن ل د ابلاذاب‪ ،‬بح نفق لى‬
‫لو أ ضابك من‬ ‫دريمها ممن ل د بذلك ؛ بدلوح علله لى هللا لوه سلو (أبكو للذإ رض ّ‬
‫أتذهو الفدا ‪ ،‬لقد رض لو ذاِبو أدىن من هذن الشةرة)‪ ،‬ال سوما عد أ وو إلوه أنه يقتح‬
‫م هو هاما عابمله م لهو ‪:‬بكى لذلك)‪.528‬‬

‫وليت فيما نكرف رمحه هللا ما يعكر علل ما تقدم مما أوتع يرا هذا ا اا ‪ ,‬فإن منطو ا ية ا ٌ علل‬
‫يب أَن يَ ُكو َن لَهُ أَسَرل‬ ‫ِِ‬
‫(ما َكا َن لنَ ٍىل‬
‫مرتويية االتتها النبو هنا‪ ,‬وأن الويذ تال مبينال أن ال واب يف ذف َ‬
‫َي َّىت يةُا ِخ َ ِيف ارَر ِ )‪ ,‬وهو ما فُهم م هذا االستدرا فقيل ‪-‬كما تال ع اب مسعو و ذف‪ :-‬ونف‬
‫القررن بقو عمر‪ ,‬وتعلت ا وافقة هنا م فضائل عمر رضذ هللا عنه‪ .‬واستشكا القرليب وما قدمه م‬
‫تواابت منا هو متعلق بتتمة ا ية وما تضمنته م الوعيد الشديد‪ ,‬وما نكرف م اجلواب يس ٌ ‪ ,‬و منا‬
‫يرصت علل يرا كالمه خشيةل م قيام نا االستشكا يف نلت القارئ‪ ,‬أو أن يتوهم منه ما يعكر‬
‫صلو التقرير السابق‪ ,‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪ 528‬ا لهم ا أشكل م تلخيث كتاب مسلم ‪.99/11‬‬

‫‪319‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫اثنواه األ ح يف التصرف ال بلإ د ون ه اب تباوات ال بلة‬

‫الدالئل الشرعية ا طلقة ا قررة هلذا ارصل‪ ,‬كقو هللا تعاىل‪( :‬وما ينطق ع اهلول‬ ‫وقد سبق نكر بع‬
‫* ن هو ال ويذ يويل)‪ ,‬وقو النيب صلل هللا عليه وسلم لعبدهللا ب عمرو‪( :‬اكتع فوالذ نلسذ بيدف‬
‫ما خير منه ال يق)‪ ,‬فارصل يف الت رفات النبوية أهنا واقعةٌ ابعتبارات النبوة‪ ,‬فال ي ح اخلرو ع هذا‬
‫ارصل ال مع القرائ ا رتلة للخرو ع هذا ارصل فيأخذ الت رف النبو بعد نلأل ما يليق به م‬
‫اريكام‪.‬‬

‫و نا تدبرت أيوا ال لابة مع النيب صلل هللا عليه وسلم وتدت هذا ظاهرال يف تعاليهم مع ما كان‬
‫ي در ع النيب صلل هللا عليه وسلم م الت رفات‪ ,‬فارصل أهنا موضع للتسليم واالنقيا ‪ ,‬فإنا اشتبه‬
‫عليهم لبيعة هذا الت رف اب روا ىل الس ا للتلقق ذا ي كد أو ينلذ الطبيعة اليت صدر عنها هذا الت رف‬
‫ينة فعت حلالة االشتباف‪ ,‬ولو كان هلم عف السنة الدنيوية أو السياسية أو العسكرية ع‬‫بعد وتو قر ٍ‬
‫التشريع لبا روا ىل االعوا و منا كان س اهلم واستشكاهلم انشئال ع قضية لارئة علل ت رف يخ وص‬
‫مع است لاب ارصل الذ ت در عنه الت رفات النبوية‪ ,‬فماالل ما تال يف خل مبذ النخل م تر‬
‫ال لابة للتأبذ متابعة لظ النيب صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬استبان هلم أن النيب صلل هللا عليه وسلم منا‬
‫علل خطأ ظنه صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬ا ٌ‬ ‫قاله م عندف ظنال وليت ع الويذ‪ ,‬وترل م التقدير ما‬
‫علل أن ارصل يف اخلطاب النبو ا تعلق بشأن الدنيا أن يكون موضوعال للتشريع‪ ,‬ي كدف ما ترل منهم‬
‫ا قامات م س االت استل االل لطبيعة القو أو الت رف هل هو اتتها نبو‬ ‫رضذ هللا عنهم يف بع‬
‫قابل للمناقشة أم هو صا ر ع الويذ‪ ,‬وم أمالته‪:‬‬

‫‪ -‬ما يكاف اب هشام يف السذة ع رتا م ب سلمة أهنم نكروا أن احلباب ب ا نذر اب اجلموح قا ‪:‬‬
‫اي رسو هللا أرأيت هذا ا نف أمنفالل أنفلكه هللا ليت لنا أن نقدمه وال نتأخر عنه أم هو الرأ واحلرب‬
‫وا كيدة قا ‪( :‬بل هو الرأ واحلرب وا كيدة) فقا ‪ :‬اي رسو هللا فإن هذا ليت ذنف ‪ ...‬اخلل‪.529‬‬

‫‪ -‬وع أيب هريرة قا ‪ :‬تال احلاررت الغطلاين ىل النيب صلل هللا عليه وسلم فقا ‪ :‬اي دمد‪ ,‬شالران متر‬
‫معان‪ ,‬وسعد ب عبا ة‪ ,‬وسعد ب الربيع‪ ,‬وسعد‬ ‫ٍ‬ ‫ا دينة‪ ,‬قا ‪ :‬يىت أستأمر السعو ‪ ,‬فبعث ىل سعد ب‬
‫قور وايدةٍ‪ ,‬و ن‬
‫ٍ‬ ‫ب خيامة‪ ,‬وسعد ب مسعوٍ رمحهم هللا‪ ,‬فقا ‪ :‬ين قد علمت أن العرب قد رمتكم ع‬
‫احلاررت يسألكم أن تشالروف متر ا دينة‪ ,‬فإن أر مت أن تدفعوا ليه عامكم هذا‪ ,‬يىت تنظروا يف أمركم بعد‪,‬‬

‫رواف أبو سلق يف ((سذة اب هشام)) (‪ )620/1‬وضعل سنا ف ارلباين يف ((فقه السذة)) (‪.)224‬‬ ‫‪529‬‬

‫‪320‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫تبع هلوا ورأيأل‬


‫أويذ م السمال‪ ,‬فالتسليم رمر هللا‪ ,‬أو ع رأيأل‪ ,‬أو هوا ‪ ,‬فرأينا ٌ‬
‫قالوا‪ :‬اي رسو هللا‪ٌ ,‬‬
‫رل‪,‬‬ ‫ٍ‬
‫بشرل‪ ,‬أو ق ل‬
‫فإن كنت منا تريد اإلبقال علينا‪ ,‬فوهللا لقد رأيتنا و ايهم علل سوال ما ينالون منا مترلة ال ل‬
‫فقا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم‪ :‬هو نا تسمعون ما يقولون ‪ ...‬اخلل‪.530‬‬

‫ٍ‬
‫عبار أن مغياال كان عبدال فقا ‪ :‬اي رسو هللا اشلع يل ليها‪ .‬فقا رسو هللا صلل هللا عليه‬ ‫‪ -‬وع اب‬
‫وسلم‪( :‬اي بريرة اتقل هللا فإنه موتأل وأبو ولد )‪ .‬فقالت‪ :‬اي رسو هللا أممرىن بذلأل قا ‪( :‬ال منا أان‬
‫شافع)‪ .‬فكان موعه تسيل علل خدف فقا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم للعبار‪( :‬أال تعجع م يع‬
‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫مغيث بريرة وبغضها ايف)‪.531‬‬

‫ارقوا النبوية ا ت لة بشأن نيو نا مملتها وتدت مبعاها ايتما‬ ‫فهذف التساؤالت مجيعال يو بع‬
‫أن تكون هذف الت رفات صا رة ع الويذ وموضوعة للتشريع‪ ,‬فلما ي ل االشتباف وقع التساؤ ‪ ,‬فلو‬
‫قُ ىلدر أن ال لابة فهموا أن ما كان مت الل بشأن الدنيا مطلقال خار ع لار التشريع ا تساللوا وال‬
‫استشكلوا‪ ,‬ولعرفوا أهنم يخذون فيه مطلقال‪ ,‬فلما مل يقع فهمنا أهنم منا كانوا يلتفمون بسائر أمرف وهو ارصل‬
‫واالستشكا لارئ لوتو قرينته الباعاة علل االستشكا ‪.‬‬

‫اثل اه طبوا اال تهاد ال بلإ مقاوانه اب تهاد درين‬


‫ليت م ال ليح التقليل م شأن االتتها ات النبوية وتسويتها ابتتها ات ذف فإن النيب صلل هللا عليه‬
‫ذف أقرب م أن يكون اخلطأ منه‬ ‫وسلم أعلم وأعقل وأورع مم ونه يقينال فايتما أن ي يع وخيط‬
‫صلل هللا عليه وسلم‪ ,‬وعليه فما كان صا رال منه م اتتها ات انشئة ع نظر يف ار لة واستنباط لأليكام‬
‫أو سذ يف أساليع الدعوة أو سياسة النار فارصل أنه م يع فيها ابتدالل وال ي ح اخلرو ع هذا‬
‫ارصل ال بدليل ىلبني‪ ,‬أما ما كان مت الل بش ون الدنيا احملضة كطرائق الفراعة وال ناعة واإل ارة وتدابذ‬

‫‪ 530‬رواف الطلاين يف ا عجم الكبذ‪ ,5271‬قا اهليامذ يف ((جممع الفوائد)) (‪[(:)135/6‬فيه] دمد ب عمرو ويدياه يس ‪ ,‬وبقية رتاله‬
‫ثقات)‪ .‬وانظر تلاصيل اخلل واقيقه يف كتاب مروايت فوة اخلند إلبراهيم ا دخلذ ‪.138‬‬

‫‪ 531‬رواف أبو او (‪ )2231‬واللله له‪ ,‬وأمحد (‪ ,)1844( )215/1‬والدارمذ (‪ ,)223/2‬واب يبان (‪ ,)4273( )96/10‬والطلاين‬
‫(‪ .)11962( )345/11‬وصلح سنا ف أمحد شاكر يف اقيق ((مسند أمحد)) (‪ ,)254/3‬وشعيع اررانؤوط يف اقيق ((مسند‬
‫أمحد)) (‪ )215/1‬علل شرط البخار ‪ ,‬وصلله ارلباين يف ((صليح سن أيب او )) (‪.)2231‬‬

‫‪321‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ٍ‬
‫معرفة وعل ٍم مع مكان خطئه‬ ‫احلرب و ذ نلأل فاتتها ف فيها معتل ن ارصل أنه ال يتكلم فيها ال ع‬
‫صلل هللا عليه وسلم وأن يكون ذف أعلم هبا منه‪ ,‬يقو اب يفم عليه رمحة هللا‪:‬‬

‫لو مع ض س دن يف الفرق بني الرأإ يف أمر الدنوا الدين أنه لى هللا لوه سلو‬ ‫(‪:‬هذا بوا‬
‫ال يقلل الدين إال من د هللا اات أ سائر ما يقلل ‪:‬وه برأيه ممكن ‪:‬وه أ يشاو لوه بغرين ‪:‬و تذ‬
‫لوه ال مل به أل كح ذلك مباح م لق له إن ا أبصر م ه املو الدنوا اليت ال تري ماها إال يف األعح‬
‫هل أ لو م ا امر هللا اات امر الدين امليدإ إت ا ري احلقوقو هذا نص علل ا)‪.532‬‬

‫رمحه هللا‪:‬‬ ‫وقا القاضذ عيا‬

‫(‪:‬م ح هذا أنباهه من أملو الدنوا اليت ال مدتح ‪:‬وها لالو داين ال ا تقادها ال الومها جيلز لوه‬
‫إمنا هو أملو ا توادي يار‪:‬ها من‬ ‫يف هذا كله نقوص ال حم‬ ‫‪ ،-‬إذ لو‬ ‫‪:‬وها ما ذكرانن ‪ -‬أإ ا‬
‫الها مهه نغح نف ه ِبا‪ ،‬ال حي لى هللا لوه سلو مشضل القلب ار‪ :‬الربلبو مآل‬ ‫رِبا‬
‫اجللانح بالل الشريا ‪ ،‬مقود البال صاحل األم الدي و الدنولي ‪ ،‬لكن هذا إمنا يكل يف باض‬
‫األملو‪ ،‬جيلز يف ال ادو ‪:‬وما سبوله التدعوق يف وراس الدنوا است ماوها‪ ،‬ال يف الك ري امليذ ابلبله‬
‫الغفل عد لا ر ابل قح ه لى هللا لوه سلو من املار‪ :‬املو الدنوا دعائق مصاحلها سواس‬
‫‪:‬رق أهلها ما هل ماةز يف البشر مما عد نبه ا لوه يف ابب ماةزا ه من هذا الكتاب)‪.533‬‬

‫وم لطائل ما أشار ليه اب القيم رمحه هللا تعل اخلطأ م النيب صلل هللا عليه وسلم فيما خلذ عليه م‬
‫شأن الدنيا ليالل علل نبوته‪ ,‬فقا عليه رمحة هللا‪:‬‬

‫( هل من أدل نبل ه أ ملمها ‪: ،‬إ من تفو لوه م ح هذا من أمر الدي ا ما أ ر هللا به اد ه‬
‫ما كا ما‬ ‫‪:‬وها مث ا من الالل اليت ال وكن البشر أ ي لع لوها البت إال بلوو من هللا‪ : ،‬ت‬
‫يكل ما هل كائن من لد تلق الاامل إت أ استقر أهح اجل يف اجل ‪ ،‬أهح ال او يف ال او‪ ،‬ن‬
‫لوح ال به ساادة الداوين‪ ،‬كح سبب دعوق‬ ‫دوب ال ملات األوض‪ ،‬ن كح سبب دعوق أ‬
‫ن مصاحل الدنوا اآلترة أسباِبما‪ ،‬مع كل مار‪:‬تهو ابلدنوا‬ ‫لوح ال به نقا ة الداوين‪،‬‬ ‫أ‬
‫لن ُامها أك ر من مار‪:‬ته‪ ،‬كما أهنو أ رف ابحل اب اهل دس‬ ‫أملوها أسباب وصلهلا‬
‫ماوة األوض الكتاب ‪: ،‬لل كا ما ا به مما ي ال ابلتالو التفكر ال ظر‬ ‫الص ا ات الفملو‬

‫‪ 532‬اإليكام ‪.128/5‬‬
‫‪ 533‬الشلا بتعريل يقو ا طلل ‪.185/2‬‬

‫‪322‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ال رق اليت ي لكها ال ار‪ ،‬لكانلا أ ت به م ه‪ ،‬أسبق إلوه‪ ،‬أل أسباب ما يُ ال ابلفكر الكتاب‬
‫احل اب ال ظر الص ا ات ايديهو‪: ،‬هذا من أعل براهني نبل ه آايت دعه‪ ،‬إ هذا الذإ‬
‫ع للبشر ‪:‬وه البت ‪ ،‬ال هل مما ي ال ب او ك ب ‪:‬كر نظر‪ ،‬إ هل إال وو يلوى‬ ‫ا به ال‬
‫لمه نديد القل ‪ ،‬الذإ يالو ال ر يف ال ملات األوض‪ ،‬أنزله امل الغوب ‪:‬مل يظهر لى دوب‬
‫‪534‬‬
‫أوداه إال من او اى من وسلل)‬

‫وا ق و أن كل اتتها صدر م النيب صلل هللا عليه وسلم وكان فيه خطأ يف نلت ارمر فال بد أن أييت‬
‫ما يكشل ع وقوع هذا اخلطأ فال ي ح تعكذ مبدأ التسليم للويذ ومنه السنة ات نريعة أن ما كان‬
‫واقعال منه صلل هللا عليه وسلم ابتتها عرضة للخطأ وال واب‪ ,‬ن الت رفات االتتها ية يف ارصل ابب‬
‫مضيق‪ ,‬واخلطأ يف هذا الباب ا ضيق مضيق‪ ,‬ومىت قُ ىلِدر وقوع شذل منه فسيعقبه بيا ٌن يكشل ع وته‬
‫اخلطأ‪.‬‬

‫وابااه (أنتو أ لو املو دنواكو)‬


‫م أكار اريا يث النبوية وراانل علل ألسنة العلمانيني ما تال م يديث مبذ النخل‪ ,‬واحلق أن مال‬
‫هذا االستدال ليت استدالالل مسيسيال للخطاب العلماين بقدر ما هذ ممارسة بر ماتية يرا منها الوويج‬
‫للخطاب العلماين أب وات شرعية‪ ,‬و ال فم احملكمات الشرعية اليت سبق تقريرها ولية اخلطاب الشرعذ‬
‫نايذ احلياة كافة‪ ,‬فاالستدال هبذا احلديث لال يالة انتقائية م ة بعيدة كل البعد ع ا وضوعية‬
‫العلمية‪.‬‬

‫قا الشيخ أمحد شاكر رمحه هللا يف تعليقه علل ا سند‪:‬‬

‫ائع أ و ب ‪:‬وها‪ ،‬من بود امل تشرعني‪ ،‬ملمذة‬ ‫( هذا احلديث مما ط ن به ملضد مصر‬
‫أنصاوها‪ ،‬تدا الشريا محا ا‪ ،‬إذا أواد ا أ ي فلا‬ ‫املبشرين‪: ،‬ةاللن أ مله حيةل به أهح ال‬
‫‪ ،‬أ ي كر ا نريا من نرائع ا سمل يف املاامملت ني اال تما دريها‪ ،‬يز مل‬ ‫نوئاه من ال‬
‫(أنتو أ لو امر دنواكو) هللا يالو أهنو ال ييم ل‬ ‫أ هذن من ني الدنوا‪ ،‬يتم كل بر اي أن‬

‫ملتاح ار السعا ة ‪.267/2‬‬ ‫‪534‬‬

‫‪323‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ا ح الدين‪ ،‬ال ابألللهو ‪ ،‬ال ابلرسال ‪ ،‬ال يصدعل القرآ يف عراوة نفلسهو‪ ،‬من آمن م هو ‪:‬إمنا‬
‫ييمن ل انه ظاهراه‪ ،‬ييمن علبه ‪:‬وما خيوح إلوه‪ ،‬ال ن عق طمانو ‪ ،‬لكن قلوداه تشو ‪: ،‬إذا ما‬
‫‪ ،‬مع ما دوسلا يف مصر أ يف أ وب ‪ ،‬مل يرتدد ا يف‬ ‫د اجلد‪ ،‬ااوعم الشريا ‪ ،‬الكتاب ال‬
‫املفاعل ‪ ،‬مل حيةملا ن االتتواو‪: ،‬اللا ما أتذ ن ن ساد و‪ ،‬اتتا ا ما أنربته عللِبو! مث‬
‫ي بل نفلسهو باد ذلك أ ي بهو ال ار إت ا سمل !! احلديث اعح ريح‪ ،‬ال يااوض نصاه‪،‬‬
‫يف كح ن ‪ ،‬أل وسلل هللا ‪ -‬لى هللا لوه سلّو‪ -‬ال ي ق‬ ‫ال يدل لى د االوتةاج ابل‬
‫والن تد ا)‪ ،‬إمنا كا يف عص لقوح ال خح‬ ‫شريع‪ ( ،‬إ‬ ‫ه ‪:‬هل نر‬ ‫ن اهلل ‪: ،‬كح ما ا‬
‫ن هللا‪ ،‬مل ي ن يف ذلك س ‪،‬‬ ‫أ عال هلو (ما أظن ذلك يغين نوئاه) ‪:‬هل مل أيمر مل ي ه‪ ،‬مل خي‬
‫و يتلسع يف هذا املات إت ما يهد به أ ح التشريع‪ ،‬بح ظن‪ ،‬مث ا تذو ن ظ ه‪ ،‬عال (‪:‬مل‬
‫يف الظن)‪ : ،‬ين هذا مما يرمو إلوه أ لئك؟ هداان هللا أايهو سلا ال بوح)‪.535‬‬ ‫ياتذ‬

‫وق ة مبذ النخل أخرتها اإلمام مسلم و ذف م يديث ذ وايد م ال لابة رضذ هللا عنهم‪,‬‬
‫وسأقت ر هنا علل أصح ما ور يف هذا الشأن وهو ما أور ف اإلمام مسلم يف صليله‪:‬‬
‫‪ -1‬م يديث لللة ب عبيد هللا رضذ هللا عنه قا ‪ :‬مررت مع رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ٍ‬
‫بقوم‬
‫علل رؤور النخل‪ ,‬فقا ‪( :‬ما ي نع ه الل ) فقالوا‪ :‬يلقلونه جيعلون الذكر يف ارنال فيلقح‪ ,‬فقا رسو‬
‫هللا صلل هللا عليه وسلم‪( :‬ما أظ يغج نلأل شيئال) قا ‪ :‬فأخلوا بذلأل فوكوف‪ ,‬فأخل رسو هللا صلل هللا‬
‫عليه وسلم بذلأل فقا ‪ ( :‬ن كان ينلعهم نلأل فلي نعوف‪ ,‬فإين منا ظننت ظنا‪ .‬فال ت اخذوين ابلظ ؛‬
‫ولك نا يدثتكم ع هللا شيئال فخذوا به فإين ل أكذب علل هللا عف وتل)‪)2361( .‬‬

‫‪ -2‬وم يديث رافع ب خديج رضذ هللا عنه قا ‪ :‬قدم نيب هللا صلل هللا عليه وسلم ا دينة‪ ,‬وهم أيبرون‬
‫النخل‪ ,‬يقولون يلقلون النخل‪ ,‬فقا ‪( :‬ما ت نعون ) قالوا‪ :‬كنا ن نعه‪ ,‬قا ‪( :‬لعلكم لو مل تلعلوا كان‬
‫خذا)‪ ,‬فوكوف فنلضت أو فنق ت‪ ,‬قا ‪ :‬فذكروا نلأل له‪ ,‬فقا ‪ ( :‬منا أان بشر نا أمرتكم ٍ‬
‫بشذل م ينكم‬ ‫ٌ‬ ‫ل‬
‫ٍ‬
‫بشر) قا عكرمة أو حنو هذا‪)2362( .‬‬ ‫فخذوا به‪ ,‬و نا أمرتكم بشذل م رأ ٍ فإمنا أان ٌ‬

‫‪ 535‬ا سند ‪ 364/2‬تعليقال علل يديث (‪.)1395‬‬

‫‪324‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪ -3‬وم يديث عائشة وأنت رضذ هللا عنهما أن النيب صلل هللا عليه وسلم مر ٍ‬
‫بقوم يلقلون فقا ‪( :‬لو‬
‫مل تلعلوا ل لح) قا ‪ :‬فخر شي ال‪ ,‬فمر هبم‪ ,‬فقا ‪( :‬ما لنخلكم ) قالوا‪ :‬قلت كذا وكذا‪ ,‬قا ‪( :‬أنتم‬
‫أعلم أبمر نياكم)‪)2363( .‬‬

‫ومناقشة هذا احلديث تل يالل والر علل م جيعله أصالل يف خرا ارقوا وارفعا النبوية ا ت لة بشأن‬
‫الدنيا ع ائرة التشريع مما يطو ‪ ,‬لك أنكر ما يلذ يخت رال‪:‬‬

‫‪-1‬أن مال هذا التوسع يف ر السنة يخالل هلد أهل العلم وفهمهم هلذا احلديث فقد بوب اإلمام النوو‬
‫ما ذكرن لى هللا لوه سلو من ماايش الدنوا‬ ‫لب امت ال ما عاله نر اه‪ ،‬د‬ ‫عليه بقوله‪( :‬ابب‬
‫لى سبوح الرأإ)‪ .‬وقا يف شريه‪:‬‬

‫(عال الالما علله لى هللا لوه سلو "من وأإ" أإ يف أمر الدنوا ماايشها ال لى سبوح التشريع‪،‬‬
‫إابو ال خح من هذا ال ل ‪ ،‬بح من ال ل‬ ‫‪ :‬ما ما عاله اب تهادن وآن نر اه جيب الامح به‪ ،‬لو‬
‫مل يكن هذا القلل ت اه‪ ،‬إمنا كا ظ اه كما بو ه يف هذن الر اايت‪،‬‬ ‫عال الالما‬ ‫املذكلو عبله‬
‫عاللا وأيه لى هللا لوه سلو يف أملو املاايش ظ ه كغرين‪: ،‬مل وت ع عل م ح هذا‪ ،‬ال نقص يف‬
‫ذلك‪ ،‬سببه الق مهمهو ابآلترة مااو‪:‬ها هللا أ لو)‪.536‬‬

‫‪-2‬أن ارمور اليت يقا فيها‪( :‬أنتم أعلم أبمور نياكم) هذ تلأل ارمور اليت مل تتناوهلا ار لة الشرعية تناوالل‬
‫عامال أو تناوالل خاصال‪ ,‬والعبارة هلا مناسبة‪ ,‬وتالت يف شأن خاص ‪-‬مبذ النخل‪ -‬فما ترل جمراف م‬
‫شأن الدنيوايت فهو ىل البشر ككيلية شق ارنلا وبنال ا انع ورصل الطر ‪ ...‬اخل فارصل يف هذف‬
‫فيها ع ار لة الشرعية‬ ‫أهنا اخلة يف ائرة ا باح الشرعذ وموكولة ىل أهل اخللة يف ش وهنا وال يلت‬
‫عليه رمحة هللا‪:‬‬ ‫اخلاصة عرفة التلاصيل اللنية ا تعلقة هبا‪ ,‬قا القاضذ عيا‬

‫شرح مسلم للنوو ‪.116/15‬‬ ‫‪536‬‬

‫‪325‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫(‪:‬م ح هذا أنباهه من أملو الدنوا اليت ال مدتح ‪:‬وها لالو داين ال ا تقادها ال الومها جيلز لوه‬
‫إمنا هو أملو ا توادي يار‪:‬ها من‬ ‫يف هذا كله نقوص ال حم‬ ‫‪ ،-‬إذ لو‬ ‫‪:‬وها ما ذكرانن ‪ -‬أإ ا‬
‫الها مهه نغح نف ه ِبا)‪.537‬‬ ‫رِبا‬

‫‪-3‬أن ارصل يف كل ما تناولته الن وص الشرعية ‪-‬ولو كان متعلقال أبمر الدنيا أو ا عاش أو السياسة أو‬
‫ذف‪ -‬أن يكون علل سبيل التشريع ال أن يد الدليل أو القرينة علل خالف نلأل‪ ,‬وار لة الشرعية الدالة‬
‫علل هذا ارصل أكار م أن تذكر‪ ,‬وسبق نكر ٍ‬
‫لرف منها ويتأيد هذا ارصل ابلت رفات العملية لل لابة‬
‫ييا الت رفات النبوية فقد تركوا رضذ هللا عنهم مبذ النخل ‪-‬ر م خل م السابقة أبغية نلأل التلقيح‪,‬‬
‫و راكهم أنه أمر م أمور ا عاي الدنيوية‪ ,-‬وهذا ي كد أن ارصل عندهم أن أقوا النيب صلل هللا عليه‬
‫وسلم منا هذ للتشريع ما مل مت قرينة رالف نلأل ال العكت‪ ,‬وي كد هذا ارصل ما سبق نكرف م خل‬
‫نفو النيب صلل هللا عليه وسلم ببدر‪ ,‬ور بة النيب صلل هللا عليه وسلم يف م احلة هوامن علل رار ا دينة‬
‫يف اخلند ‪ ,‬وما ترل م ال لابة يف هذف الوقائع و ذها‪.‬‬

‫ائرة التشريع فال‬ ‫‪ -4‬التأمل يف يديث مبذ النخل يبني االل أن رة قرائ يف احلديث تليد خروته ع‬
‫ي ح أن جيعل أصالل لعف اجلانع التشريعذ ع جماالت احلياة‪ ,‬فالرسو صلل هللا عليه وسلم‪-‬كما هو‬
‫بُِىلني يف احلديث‪-‬مل ينههم هنيال مطلقال ع التأبذ‪ ,‬قا اب تيمية‪:‬‬
‫‪538‬‬
‫( هل مل ي ههو ن التَّلقوح لكن هو دل لا يف ظ هو أنه هناهو)‬

‫وأللاظ احلديث ورواايته ا تعد ة تد علل نلأل‪ ,‬و ن كان م مسع هذا ا وضوع م ال لابة رضذ هللا‬
‫عنهم قد لبوا تانع التشريع وتوغوا نلأل‪ .‬فقد تال يف أللاظ احلديث ورواايته ما يد علل خالف ما‬
‫توغوف‪( :‬ما أظ يغج نلأل شيئال) وتال (لعلكم لو مل تلعلوا كان خذال)‪ ,‬ومعلوم أن هذا االستعما لر ات‬
‫(الظ ) و(لعل) ا ٌ علل أن ارمر ليت صا رال ع الويذ و منا هو انش ع اتتها شخ ذ م النيب‬
‫صلل هللا عليه وسلم سألة نيوية ال عالقة له ابلتشريع ظنه النيب صلل هللا عليه وسلم ظنال‪ ,‬ولذلأل ا‬
‫لَّع بع ال لابة رضذ هللا عنهم تانع التشريع يف نلأل‪ ,‬بني هلم الرسو صلل هللا عليه وسلم أنه مل‬

‫‪ 537‬الشلا بتعريل يقو ا طلل ‪.185/2‬‬


‫‪ 538‬جمموع اللتاول ‪.12/18‬‬

‫‪326‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ير نلأل وأن كالمه السابق ال يد عليه‪ ,‬ولذلأل قا هلم معقبال علل ت رفهم مال مقالته السابقة‪( :‬فإين‬
‫منا ظننت ظنال‪ ,‬فال ت اخذوين ابلظ )‪ ,‬وقا ‪ ( :‬نا أمرتكم بشذل م رأ فإمنا أان بشر)‪ ,‬وقا ‪( :‬أنتم أعلم‬
‫أبمر نياكم) فغالع الرواايت يف مبتداها ومنتهاها متضافرة علل أن ما نكرف الرسو صلل هللا عليه وسلم‬
‫النار‬ ‫لل لابة كان م قبيل الرأ ا تعلق أبمور ا عاش القائم علل اخللة البشرية اليت قد يتاح منها لبع‬
‫ما ال يتاح لغذهم‪ ,‬ومل يك كالمال علل سبيل التشريع‪.‬‬

‫مع الن وص‬ ‫وم كل ما تقدم يتبني أن قوله صلل هللا عليه وسلم‪( :‬أنتم أعلم أبمر نياكم) ال يتعار‬
‫الشرعية اليت تالت متعلقة أبمور الدنيا‪ ,‬وابلتايل فإنه ال لك أن يستلا م نلأل احلديث أن مجيع‬
‫ا سائل ا تعلقة ابلنظام السياسذ هذ م ارمور ا ووكة للبشر‪ ,‬ونلأل رن النظام السياسذ تالت يف‬
‫شأنه ن وص شرعية م الكتاب والسنة عامة وخاصة تبني وتل ل اريكام ا تعلقة به فما تالت به‬
‫اتع التفامه‪ ,‬وما مل مت به الن وص فارصل ابيته وارصل يف الشأن السياسذ هو السعذ‬
‫الن وص فو ٌ‬
‫لتوسيع ائرة ا احل وتقليل ا لاسد حبسع ا مك ‪.‬‬

‫ال واسو‬ ‫تام اه أمنلذج بوقو يف ن ال‬


‫أختم هذا ا بلث بوقلة مع أيد تطبيقات اللكرة السابقة‪ ,‬واليت مسست علل فكرة التمييف بني مقام‬
‫ا بايث ارصولية والوقائع التأرخيية لتخر‬ ‫النبوة ومقام رائسة الدولة اتكالل علل احلديث السابق وبع‬
‫بنتيجة ملا ها أن اللعل السياسذ النبو خار ع لار التشريع وليت دالل الستنباط اريكام بل هذ‬
‫اتتها ات يخ وصة بسياقا ا الفمانية وا كانية ليت هلا صلة العموم واإللال ‪ ,‬وتتأكد أغية معاجلة هذف‬
‫ا نتسبني للعمل اإلسالمذ وهذ فكرة مرشلة‬ ‫ا سألة أن هذف اللكرة لقيت قدرال م الوياب عند بع‬
‫للتضخم يف ا شهد السياسذ العريب نظرال للتغذات الضخمة هلذا ا شهد والضغوط اهلائلة اليت تدفع اب اف‬
‫تبج هذا اخليار رفعال لقدر م احلر الشرعذ يف ا مارسة السياسية يف ظل أتوال ما بعد الاورة العربية‪.‬‬

‫ولعل الدكتور (ساد الدين الا ما ) يُعد وايدال م أشهر م تكلم يف هذف ا سألة‪ ,‬ونلأل يف عد ٍ م‬
‫كتبه وألروياته واليت يقل علل رأسها كتابه‪( :‬الدين ال واس ُووز ال ‪:‬صح) وهو وايد م الكتع‬
‫ا همة يف الساية الشرعية‪/‬السياسية اليت ياو م خالهلا م للها تقدمي وتهة نظر شرعية‪/‬أصولية لس ا‬
‫ائرة انتشارف‬ ‫العالقة بني الدي والسياسة‪ ,‬ولتام الكتاب بلغته السهلة والواضلة وا باشرة مما يوسع م‬

‫‪327‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وسهولة تناو أفكارف‪ .‬والكتاب عبارة ع مخسة مقاالت سبق وأن مت نشرها يف ال لافة وعلل شبكة‬
‫اإلنونت ضافة ىل مقالة مائدة قدمها ا لل لقرائه يف خامتة الكتاب‪ .‬والدكتور سعد الدي العاماين‬
‫شخ ية سالمية‪/‬سياسية شهذة خ وصال يف ا شهد السياسذ ا غريب فم ا واقع اليت تقلدها (أمني يفب‬
‫العدالة والتنمية ا غريب) و(رئيت اجمللت الولج حلفب العدالة والتنمية)‪ ,‬و(انئع رئيت جملت النواب للوالية‬
‫التشريعية) ‪ ,‬وأخذال (ومير الش ون اخلارتية والتعاون)‪ .‬والدكتور متخ ث يف الطع النلسذ ضافةل ىل‬
‫ي وله علل عد م الشها ات يف جما علوم الشريعة‪ ,‬والكتاب أبفكارف لال مسألة شديدة احلضور يف‬
‫خطاب الدكتور العاماين‪ ,‬فقد ي ل علل رتة ا اتستذ يف أصو اللقه ببلث (ت رفات الرسو صلل‬
‫هللا عليه ابإلمامة وتطبيقا ا ارصولية)‪ ,‬وله حبث منشور بعنوان (ت رفات الرسو ابإلمامة الدالالت‬
‫ا شاركات اللضائية اليت ت ع مجيعال‬ ‫ا نهجية والتشريعية) ضافة ىل عد م احملاضرات والندوات وبع‬
‫يف هذف ا سألة‪.‬‬

‫وأهم ما لك رصدف م ماليظات علل الكتاب ما يلذ‪:‬‬

‫‪-‬الالمانو فاهوو أ للو‬

‫أخطر ما يف الكتاب أنه جيسر اهلوة بني اإلسالم والعلمانية‪ ,‬ويلتح الباب لقارع العلمانية للولو لللياة‬
‫السياسية بوته شرعذ‪ ,‬ويقدم الغطال الشرعذ‪/‬ارصويل الالمم للخطاب العلماين‪ ,‬فلذ عالقة الدي‬
‫ابلسياسة رة مستواين م الشريعة ا لفمة‪:‬‬

‫‪ -‬القيم العامة مال العد ‪ ,‬ال د ‪ ,‬الوفال ‪ ..‬اخل‪.‬‬

‫‪ -‬واريكام اجلفئية التل يلية مال قامة ال الة‪ ,‬ارمي الراب‪ ,‬قامة احلدو ‪..‬اخل‪.‬‬

‫فعلل مستول الق يم اإلسالمية العامة ال توتد مشكلة يقيقية لدل أكار العلمانيني معها‪ ,‬بل هم ي كدون‬
‫ومال علل عظمة اجلوهر ارخالقذ يف اإلسالم‪ ,‬و منا أممة العلمانية مع اإلسالم البال ما تكون علل مستول‬
‫لفامية اريكام اجلفئية علل ا ستول التشريعذ والقانوين‪ ,‬فهل هذف التشريعات ملفمة للسياسذ أم هذ‬
‫أيكام اترخيية مربولة بظروفها ا كانية والفمانية أم هذ مر نة اب للة تتلر وفقها حبسع ما يراف‬
‫السياسذ فالعلمانيون يدعون ىل رفع اإللفامية التشريعية القانونية لأليكام القررنية والنبوية‪ ,‬وهو يقيقة‬
‫ملهوم (ف ل الدي ع الدولة)‪ ,‬رالف اإلسالميني الذي يرون وتوب هيمنة اريكام الشرعية علل‬
‫النظام السياسذ‪ ,‬وأن هذف اريكام هلا صلة اإللفامية اليت جيع علل الدولة رعايتها واإللفام هبا يف الواقع‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫فما ور به النث م شأن السياسة فهو يف ائرة ا لفم شرعال وما مل ير به النث فهو جما اتتها السياسذ‬
‫ا رهون اب للة ا عتلة‪ ,‬فالت رف علل الرعية منوط اب للة‪.‬‬

‫هذا التمهيد ضرور تدال عرفة موقع الدكتور سعد الدي العاماين م هذف القضااي‪ ,‬فأما علل‪:‬‬

‫‪ -‬مستول القيم الدينية العامة فالدكتور ي رح أبن (الدي ياضر يف السياسة كمبا ئ موتهة‪ ,‬وروح افقة‬
‫افعة‪ ,‬وقوة لألمة تامعة‪ ,‬لك ا مارسة السياسية مستقلة ع أ سلطة ابسم الدي أو سلطة ينية)‪.539‬‬

‫‪ -‬أما علل مستول اريكام الشرعية التل يلية ا تعلقة ابجملا السياسذ فهذ عند الدكتور خار ائرة‬
‫اإللفام ‪ ,‬فهو يقو صرايةل‪:‬‬

‫لى اجملتمع إذا كا ا سمل يقرو أ‬ ‫( من ه أ ت ال وكن اإ وال من األولال ‪:‬رض عانل‬
‫لوه‪: ،‬من ابب أ ت أ‬ ‫"ال إكران يف الدين"‪ ،‬الذإ ياين أ ا وا نف ه ال جيلز إكران أإ كا‬
‫نرائاه‬ ‫ي بق األمر لى ما د ا وا يف ناائر ا وا‬

‫من ه اثنو ‪:‬إ إوا امليمن بل لب أمر ديين لوه ال يا وه احلق بفرعه لى اآلترين‪: ،‬هل‬
‫مكلخل به دي ا ذلك ال يكفو جلاله عانلان اما يف اجملتمع‪ ،‬بح لوه أ حيا ل إع ا اآلترين به و‬
‫أ يا ى واكو وق ‪:‬رض أوكا لى‬ ‫يتب ان اجملتمع ابل رق الدوقراطو ‪:‬مل وكن أ ا ى سل‬
‫ال ار اإ م مى كا )‪.540‬‬

‫ويقو متلد ل ع مهمة الدولة‪:‬‬

‫ا تقاد ال ار ‪:‬رض صلوات أ‬ ‫من مهم الد ل أ أإ ه سواسو التدتح يف ني‬ ‫(لو‬
‫لوهو‪ ،‬بح مهمتها دبري الش الاا يف إطاو نظا القوو الاام للمةتمع)‪.541‬‬ ‫ا تهادات دي و ماو‬

‫واإللفام متعلق بدائرة القيم العامة ون التلاصيل التشريعية‪ ,‬و منا تدخل هذف ييف‬ ‫فدائرة اللر‬
‫اإللفام ابإلرا ة الشعبية وفق رليات الدلقرالية اليت يقع عليها توافق اتتماعذ‪.‬‬

‫‪ 539‬الدي والسياسة ‪ ,32‬وكرر نات العبارة ‪.113‬‬


‫‪ 540‬الدي والسياسة ‪.40‬‬
‫‪ 541‬الدي والسياسة ‪.41‬‬

‫‪329‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫هذا الت ور الذ لريه الدكتور لعالقة الديج ابلسياسذ يتقالع بشكل كبذ مع كاذ م ارلرويات‬
‫الكتاب يىت وصله أيدهم أبنه يقدم العلمانية ذلاهيم أصولية‪,‬‬ ‫العلمانية‪ ,‬ارمر الذ للت نظر بع‬
‫ووصله رخر أبنه سالمذ ون ل علماين‪.‬‬

‫ومما ي كد يالة االلتبار بني تقريرات الدكتور سعد والتقريرات العلمانية ما ترل يف أيد ندوات الدكتور‬
‫واليت ادرت ع نظرية (التمييف بني الديج والدنيو ) فبعد أن فرغ الدكتور م داضرته‪ ,‬سئل الس ا‬
‫التايل‪:‬‬

‫(ما هل ا ل الفا ح أ ا ول الر‪:‬وع الذإ يفصح ما بني الت بوق الالما للد ل الت بوق ا سملمو‬
‫لوهو هذا ا ول‬ ‫يف إداوة الد ل ‪ ،‬ك ري من األنخاص الذين عد ي تمال للمضاعرة عد يلتب‬
‫أو ل لعوضه مشكلواه)‪.‬‬

‫واحلق أن هذا الس ا معلٌ بشكل كبذ ع يالة التداخل بني (نظرية التمييف) ونظرية (الل ل العلماين)‬
‫وفيه قدر م الطرافة ن الس ا يتنامعه أمران‪:‬‬

‫‪ -‬مشكلة ارلروية واليت تقوب كاذال م الت ور العلماين‪.‬‬

‫‪ -‬ويس الظ يف صايبها والذ ينتسع للعمل اإلسالمذ‪.‬‬

‫ذ وعذ‪ :-‬كالمأل هو كالم العلمانيني‪ ,‬لكنأل‬ ‫فلقيقة ما يقو الس ا ‪-‬بوعذ م سائله أو م‬
‫سالميذ ولست منهم‪ ,‬فما اللر بني كالمأل وكالم العلمانيني‬

‫وكأن السائل حلس ظنه يت ور ضرورة وتو فر بني ت ور الدكتور هنا والت ور العلماين‪ ,‬فكيل كان‬
‫تواب الدكتور‪ ,‬قا ‪:‬‬

‫ا سملمو؟ نلف أان دائماه أنتقد لفظ الالمانو ‪ ،‬استامال‬ ‫(هح ه اك تل ‪:‬ا ح بني الت بوق الالما‬
‫ه اك لمانو ‪ ،‬ه اك لمانوات‪ ،‬لمانوات متاددة‪،‬‬ ‫لفظ الالمانو إبطملق‪ ،‬ألنه يف احلقوق لو‬
‫الالمانو الفرن و لو م هو الالمانو األجنللسك لنو تصل اه يف بري انوا‪ ،‬لو م هو الالمانو‬
‫املل لدة يف أمريكا‪ ،‬لو م هو نكح الالمانو املل لدة يف الد ل األسك دان‪:‬و ‪ ،‬بني الد ل‬
‫األسك دان‪:‬و ‪:‬لاوق‪ ،‬ال ر يج الدمناوك نكح‪ ،‬ال ليد نكح‪ ،‬إذ ه اك أنلا ‪ ،‬ه اك لمانو ماادي‬
‫للدين‪ ،‬أ مهمش للدين‪ ،‬ه اك لمانوات ‪:‬وها ملعع ماني للدين أ ملر او دي و ‪ ،‬ابلتايل أان أظن‬
‫أنه جيب أ ال نقع يف هذا امل زق‪ ،‬ال يهو أ يشبهين أ أنبهه‪ ،‬املهو ما هل املراد من املقصلد‬

‫‪330‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الشر و‪ ،‬هذا هل املهو‪ ،‬هح هذا مل لد أ دري مل لد يف الدين‪ ،‬ياين نر اه‪: ،‬إذا كا مل لد نر اه‬
‫‪:‬لو مه اآلتر لمانو أ ما نا ‪ ،‬إذا كا دري مل لد نر اه‪: ،‬هل لل مسان اآلتر دي اه ‪:‬هل‬
‫مر‪:‬لض‪ ،‬إذ أان أظن أنه جيب أ ال ندتح هذا امل زق التقابلو مع الالمانو ‪ ،‬لى أسار أ الالمانو‬
‫هو نف ها ‪ :‬وف ا من األنكال من األمنا ال يف التفكري ال يف الت بوق ال واسو)‪.542‬‬

‫فالدكتور و ٍاع متامال حلالة التقارب هذف مع احلالة العلمانية‪ ,‬ويكا يقو صراي لة أن فكرته متطابقةٌ مع بع‬
‫ليات العلمانية الناعمة‪ ,‬وهو ما أوضله بشكل أكل يف مناسبات أخرل‪ ,‬فقا يف أيد يواراته‪:‬‬

‫( ُه اك لمانو أعرب ما كل إت التصلو ا سملمو)‪.543‬‬

‫بل قا يف أيد مناظراته التللفيونية ما هو أصرح يف بيان يالة التقارب هذف‪:‬‬

‫(أعلل أ الالمانو لو م نوئاه اوداه ه اك لمانو مت ر‪ :‬عد الدين ريد إعصا ن ‪:‬امل من احلواة‬
‫و ال يبقى له حبوث يصبح مماوس ماز ل يف ك و أ ال يبقى له حبوث يصبح مماوس ماز ل يف‬
‫ك و أ يف م ةد هذا منلذج ماني من الالمانو ه اك الالمانو اليت اين وري اجملاالت الدنولي‬
‫لد ماني يف ا سمل ‪:‬الرسلل لى هللا لوه‬ ‫ان ملعا من امللعل و ال ادما و هذا ال ل له‬
‫د سكاهنا يلقضل ال خح عال لل ركتملن ألمثر ‪:‬رتكلن ‪:‬لو ي مر ‪:‬لما‬ ‫سلو ا إت املدي‬
‫اؤ ن وكلا له األمر عال "ما كا يف أمر دي كو ‪:‬إيل ما كا من أمر دنواكو ‪:‬ش نكو" ‪:‬موز بني‬
‫لى أسار أ اجملال الدنولإ ب ا‬ ‫جمالني هذا ‪:‬كر مل لد يف ا سمل ِبذا ال ص ب صلص أتر‬
‫لى هذا التاريخل جيب أ يكل مب وا لى اال تهاد البشرإ لى الفكر اتتواو أو ن أ‪:‬اح‬
‫اللسائح لت ظومه است ماون استفادة ا ن ا م ه لى أسار ماقلن‪ ،‬إذ كانم الالمانو اين كح‬
‫هذا يف إطاو املر او ا سملمو الاام اليت هو ا طاو الاا امل ظو ‪:‬هذا ا طاو املر او ا سملمو‬
‫الاام اليت هو ا طاو الاا امل ظو ‪:‬هذا ا طاو املر او ا سملمو الاا هل الذإ جياح هذا اجملتمع‬
‫يف نظامه م لما هذا هل ا طاو الاا داتله اجملاالت الدنولي اعصى دو ات اال تهاد الاقملنو‬
‫االبتكاو الفكر)‪.544‬‬

‫‪( 542‬ندوف اإلسالم السياسذ) م ندوات (ملتقل النهضة الشبايب الااين)‪.‬‬

‫=‪2696&pageid=19543http://www.yanabeea.net/details.aspx?lasttype‬‬
‫‪75544http://www.fassael.ma/spip.php?article‬‬

‫‪331‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ال بلي من مصدوي اللوو يف اجملال ال واسو‬ ‫‪ -‬فريغ ال‬

‫ليت رة شكا مبدئذ مع فكرة تقسيم الت رفات النبوية‪ ,‬وبيان ما يتعلق هبذف الت رفات م أيكام‪,‬‬
‫وقد ترل ارصوليني كما سبق بيانه فعالل علل التنبيه علل صور وأشكا الت رفات النبوية وبيان ما كان‬
‫منها واقعال للتشريع وما وقع منها ذقتضل العا ة أو اجلبلة أو االتتها ‪ ..‬اخل وبيان رتة ٍ‬
‫كل م االقتدال‬
‫لتلريغ السنة‬ ‫وااللتفام‪ ,‬لك ا شكلة الالفتة للنظر أن هذف ا سألة ارصولية أضلت منطلقال عند البع‬
‫ائرة اإللفام الشرعذ‪ ,‬ليتسع مع الفم جما السنة ذ التشريعية علل يساب‬ ‫النبوية شيئال فشيئال م‬
‫التشريعية‪ ,‬وليغدوا للناظر بعد مدة وكأن ارصل يف سنة النيب صلل هللا عليه وسلم عدم التشريع‪ ,‬فم قائل‬
‫أن أقوا النيب صلل هللا عليه وسلم يف اجملا الطيب مجيعال خارتة ع لار الويذ‪ ,‬ىل ترال نات احلكم‬
‫علل ت رفات النيب صلل هللا عليه وسلم السياسية‪ ,‬يقو الدكتور العاماين‪:‬‬

‫(أان وأيو مجوع ال صلص اليت لو م هو مبادئ يف ال واس ‪ ،‬ال صلص ال بلي ‪ ،‬هو دنولي )‪.545‬‬

‫ويقو ‪:‬‬

‫( صر‪:‬ات الرسلل اب مام لو م ملزم ألإ ه شرياو أ ذات سل ‪ ،‬ال جيلز اجلملد لوها‬
‫حبة أهنا (س )‪ ،‬إمنا جي ب لى كح من لت م ي لو سواسو أ يتباه لى هللا لوه سلو يف‬
‫امل هج الذإ هل ب ا التصر‪:‬ات ال واسو لى ما حيقق املصاحل املشر )‪.546‬‬

‫ويقو أيضال‪:‬‬

‫الة األملو باد الرسلل‬ ‫لى األئم‬ ‫( من مث ‪:‬هو لو م نر ا اما ملزما لألم إت يل القوام‬
‫لى هللا لوه سلو أال جيمد ا لوها‪ ،‬إمنا لوهو أ يتبالن لى هللا لوه سلو يف امل هج الذإ‬
‫لوها‪ ،‬اليت وا اها ال حي لى هللا لوه سلو زماان‬ ‫بين لوه صر‪:‬ا ه أ يرا لا املصاحل البا‬
‫ه القرايف ا هذا ال ل من التصرف ال بلإ "ال جيلز ألود‬ ‫مكاان واال‪ ،‬هل األمر الذإ‬

‫‪( 545‬ندوف اإلسالم السياسذ) م ندوات (ملتقل النهضة الشبايب الااين)‪.‬‬

‫الدي والسياسة ‪.28‬‬ ‫‪546‬‬

‫‪332‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ا عدا لوه إال إبذ من إما اللعم احلاعر ألنه لى هللا لوه سلو إمنا ‪:‬اله ب ريق ا مام ال‬
‫استبوح إال إبذنه")‪.547‬‬

‫وا لل يتك يف هذا التقرير علل كالم لحمام القرايف يف كتابه اللرو والذخذة واإليكام يف متييف اللتاول‬
‫ع اريكام وت رفات القاضذ واإلمام‪ ,‬ويظهر ايتلالل كبذال به فيقو ‪:‬‬

‫ديدة يف التاامح مع التصر‪:‬ات ال بلي التمووز بني أنلا ها‪،‬‬ ‫( هكذا يكل القرايف عد دنن مرول‬
‫م از )‪.548‬‬ ‫بقو من بادن ال لوه ‪:‬وها بد‬

‫واحلق أن القرايف عليه رمحة هللا ما أرا أبدال تقرير ما نهع ليه العاماين م خرا (الت رفات السياسية)‬
‫ائرة الويذ والتشريع‪ ,‬ونلأل العتباري ‪:‬‬ ‫م‬

‫‪-1‬أن القرايف منا يتكلم يف متييف ت رفات النيب صلل هللا عليه وسلم ابعتبار مقاماته مامال وقاضيال وملتيال‬
‫وهكذا‪ ,‬وت رفات النيب صلل هللا عليه وسلم ابعتبار مامته أضيق ائرة م مطلق خطابه يف جما السياسة‬
‫فإخرا اخلطاب النبو السياسذ م ائرة التشريع مطلقال اتكال علل متييف مقام اإلمامة واميل نلأل اإلمام‬
‫القرايف خطأ بني‪.‬‬

‫‪-2‬أن القرايف ال خير ت رفات النيب صلل هللا عليه وسلم ذقتضل مامته م ائرة التشريع مطلقال و منا‬
‫فمباح وهكذا‪.‬‬
‫جيعل أيكامها يخت ة ابرئمة فما كان منها واتبال فهو واتع عليهم وما كان مبايال ٌ‬

‫‪ -3‬أن العاماين تعل مستند الت رف السياسذ هو ا للة الراتلة أو اخلال ة فقف‪ ,‬وما م شأل أن‬
‫م الت رف السياسذ ما يكون كذلأل ولك منه ما يكون مأخذف النث واخلل‪.‬‬

‫‪-‬املص لضات امللب‬

‫هذف ا للوظة أنكرها ابخت ار تكميالل للمللوظات علل الكتاب و ال فهذ يف احلقيقة خارتة ع جما‬
‫حبث الت رفات النبوية والسنة التشريعية و ذ التشريعية‪ ,‬وهذ مشكلة تتعلق إبيرا ا طللات وترتيع‬
‫ا طللات اجململة أو الوافدة واليت امل يف ليا ا‬ ‫اريكام عليها‪ ,‬فقد تال يف الكتاب نكر بع‬

‫الدي والسياسة ‪.19‬‬ ‫‪547‬‬

‫الدي والسياسة ‪.52‬‬ ‫‪548‬‬

‫‪333‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫محولة فكرية للبيئة اليت ولدت فيها‪ ,‬وابلتايل فجعلها موضع قبو إبلال فيه قدر كبذ م اإلشكا ‪ ,‬فم‬
‫ارمالة اليت تالت يف الكتاب (الد ل املدنو ‪ ،‬القانل املد ‪ ،‬الدوقراطو ‪ ،‬امللاط ) فهذف مجيعال تالت‬
‫يف الكتاب ك يغ مقبولة يف النظام السياسذ اإلسالمذ وال خيلل أن رة كتاابت متعد ة يف مناقشة هذف‬
‫ا لر ات وبيان ما تل هبا ويندر فيها م ملاهيم مشكلة يف الت ور اإلسالمذ‪ ,‬ولست ب د ا ناقشة‬
‫تل يالل لكل م طلح فإنه لويل و منا التنبيه ىل أصل شكا استذا هذف ا طللات وباها وتعلها‬
‫معلة ع الت ور اإلسالمذ للنظام السياسذ‪.‬‬

‫‪334‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫املزلق السابع‪ :‬مشكلة السؤال واالستشكال‬

‫بوا املزلق‬
‫مبدأ التسليم هبا‪ ,‬فال لابة رضوان هللا عليهم كانوا‬ ‫أن مناقشة اريكام الشرعية بل واستشكاهلا ال يناق‬
‫يناقشون النيب صلل هللا عليه وسلم ويور ون استشكاال م بني يديه‪ ,‬فليت م يقكم لق هذا الباب‬
‫(ب ُقلل التسليم) فتطلبوا التسليم لن وص ذ ملهومة أو مشكلة‪ ,‬وكيل لك للمرل االنقيا ا ال يستطيع‬
‫فهمه أو ال يت ور معناف انهيأل ع العمل به وتطبيقه‪.‬‬

‫امل اعش‬
‫ال خيلو م قدر م اإلمجا مما أ ل ىل يالة م االرتبا وااللتبار يف تقييم لبيعة‬ ‫هذا االعوا‬
‫تساؤالت ال لابة واستشكاال م ا ت لة بن وص الويذ‪ ,‬وتلكيأل هذا اإلمجا مما يكشل ع اللوار‬
‫ال ميمية بني بواعث ال لابة يف تساؤال م ولبيعة تلأل التساؤالت‪ ,‬وبواعث تساؤالت واستشكاالت‬
‫م يتخذ م االستشكا قنطرة هلدر الن وص‪ ,‬ويتضح هذا يف النقاط التالية‪:‬‬

‫أ اله طبوا استشكاالت الصضاب‬


‫م يتأمل يف لبيعة استشكاالت ال لابة ييا الن وص الشرعية وما يوتع عليه م ر ر فسيجد‬
‫أهنا علل رتات فمما يت ل ذوضوعنا‪:‬‬

‫‪ -‬استشكاالت تامن يف طوا ا مبدأ الت لوو لل ص الذإ كا مباث الت اؤل‬

‫فماالل يني أخل النيب صلل هللا عليه وسلم رل الدتا وادرت ع مدة مكاه يف ارر وأخل أنه‬
‫لكث أربعني يومال يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أايمه كأايمكم‪ ,‬سألوف مستشكلني‪ :‬اي رسو‬
‫هللا فذلأل اليوم الذ كسنة أتكلينا فيه صالة يوم قا ‪( :‬ال اقدروا له قدرف)‪ ,549‬فهذا اللون يتضم‬
‫اإلقرار ابتدالل اب عىن العقد الذ تضمنه احلديث‪ ,‬و منا وقع االستشكا علل مسألة فقهية عملية بعد‬

‫رواف مسلم ‪ , 2937‬وأبو او ‪ , 4321‬واإلمام أمحد يف ا سند ‪.17177‬‬ ‫‪549‬‬

‫‪335‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫أ ال واتع التسليم للنث‪ ,‬واحلقيقة أن اجلهة اليت وقع عليها التساؤ هنا منلكة ع اجلهة اليت وقع‬
‫التسليم هلا‪.‬‬

‫‪ -‬استشكاالت تامن عدواه من الت لوو ت لب كموله‬

‫وهذا اللون أل ق ذسألتنا هنا‪ ,‬فم ارمالة عليه ماالل‪:‬‬

‫‪ -‬ما تال ع أم ا منني يل ة رضذ هللا عنها قالت ‪ :‬قا النيب صلل هللا عليه وسلم‪ ( :‬ين ررتو أال‬
‫يدخل النار أي ٌد‪ ,‬ن شال هللا تعاىل مم شهد بدرال‪ ,‬واحلديبية) قالت‪ :‬قلت‪ :‬اي رسو هللا ‪ ,‬أليت قد قا‬
‫هللا‪( :‬و ن منكم ال وار ها كان علل ربأل يتمال مقضيا)‪ ,‬قا ‪( :‬أمل تسمعيه يقو ‪ ( :‬ننجذ الذي اتقوا‬
‫‪ ,‬ونذر الظا ني فيها تايال))‪.550‬‬

‫‪ -‬وكذلأل ما تال ع أم ا منني عائشة ع النيب صلل هللا عليه وسلم قا ‪( :‬م نوق احلساب عذب)‬
‫قالت‪ :‬قلت‪ :‬أليت يقو هللا تعاىل‪( :‬فسوف اسع يساابل يسذال) قا ‪( :‬نلأل العر )‪.551‬‬

‫وأنت نا تدبرت يف هذي احلدياني وتدت منطلق االستشكا يف احلقيقة انش ع قامة مبدأ التسليم‬
‫ال ع هدمه‪ ,‬و منا ا طلوب هو قامته علل النلو ا طلوب شرعال‪ ,‬وتوضيله أن منطلق االستشكا منا‬
‫نشأ م التسليم لنث يف ا سألة فلما ور نث رخر أوهم قدرال م ا عارضة للنث ارو وقع التساؤ‬
‫لعدم مكانية التسليم للن ني معال مع بقال وهم التعار ‪ ,‬فكان االستشكا يف يقيقته للبال لرفع هذا‬
‫التوهم يىت يقع التسليم عىن النث كما أرا ف هللا تعاىل‪ ,‬فلديث يل ة ا ٌ علل تسليمها قتضل قو‬
‫أل يتما مق ِ‬‫ِ‬ ‫هللا تعاىل‪ِ ِ ِ :‬‬
‫ضيا) فلما ور خل النيب صلل هللا عليه وسلم‪:‬‬ ‫(و ن من ُكم الَّ َوا ِرُ َها َكا َن َعلَل َربىل َ َ ل َ‬
‫َ‬
‫( ِىلين ررتو أالىل يدخل النَّار أي ٌد ‪ -‬ن شال َّ‬
‫اّلل تعاىل‪ -‬مم شهد بدرال‪ ,‬واحلديبيةَ) وتوغت أن رة قدرال م‬
‫اقع منها ال م الن ني سألت النيب‬‫التعار بني مقتضل هذا النث ونا وهذ العا ة أن توهم التعار و ٌ‬
‫صلل هللا عليه وسلم ع وته اجلمع بني الن ني فلما بني النيب صلل هللا عليه وسلم ارمر استقر هلا التسليم‬

‫رواف بنلوف مسلم (‪ ,)3496‬وبللظه رواف اب ماته (‪ ,)3473‬وأمحد (‪ ,)26483( )285/6‬وأبو يعلل (‪,)7044( )472/12‬‬ ‫‪550‬‬

‫واب يبان (‪ .)4800( )125/11‬وصلح سنا ف البوصذ يف ((موائد اب ماته)) (‪ )337/2‬وصلله ارلباين يف ((صليح سن‬
‫اب ماته)) (‪.)3473‬‬

‫‪ 551‬رواف البخار (‪ ,)6536‬ومسلم (‪ ,)2786‬وأبو او (‪ ,)3095‬والومذ (‪ ,)2426‬واإلمام أمحد يف ا سند (‪.)24246‬‬

‫‪336‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫للن ني مجيعال وارتلع اإلشكا ‪ ,‬ويقا يف يديث عائشة رضذ هللا عنها ما قيل يف يديث يل ة رضذ‬
‫هللا عنها‪.‬‬

‫و نا مملت يف هذف احلا وتدت أن ا سلم يف يا توهم التعار بني الالت الن وص فإما‪:‬‬
‫‪ -‬أن يسلم لو ٍ‬
‫ايد منها‪ ,‬وال يسلم لآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬أو يسلم هلا مجيعال مع بقال وهم التعار ‪.‬‬

‫‪ -‬أو يسلم هلا مجيعال بعد ارتلاع هم التعار ‪.‬‬

‫والواتع ا يل ا قام الاالث حبسع الوسع والطاقة ن م أصو منهج أهل السنة واجلماعة رل التعار‬
‫ع الن وص الشرعية‪ ,‬وهذا التعار ليت وصلال ناتيال متعلقال ابلن وص نا ا (ولو كان م عند ذ هللا‬
‫لوتدوا فيه اختالفال كاذال) و منا هو وصل عار يف عقل قارئها‪.‬‬

‫فلو قدر أن ا رل عجف ع معرفة وته اجلمع فله أن يتوقل يىت يستبني له وته اجلمع ليقع التسليم قتضل‬
‫النث كما يريدف هللا‪ ,‬ويف مبايث اجلمع والوتيح ما خيدم يف اقيق هذف ا سألة‪ ,‬وليت ا ق و االستطرا‬
‫ببلث تلاصيل هذف القضااي و منا التأكيد علل أن هذا اللون م االستشكا ال ي ح أن يكون متكأ‬
‫يريد أن يستكشل ليهدر النث رن مبعث هذا االستشكا يف يقيقته التسليم و ايته اقيق هذا التسليم‬
‫أيضال‪.‬‬

‫‪ -‬استشكاالت يراد م ها الت كد من دالل ال ص بوته‬

‫وم أمالته ما تال ع عائشة رضذ هللا عنها قالت‪ :‬قا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم‪( :‬اشرون يلا لة‬
‫عرا لة رالل) قالت عائشة فقلت‪ :‬اي رسو هللا الرتا والنسال ينظر بعضهم ىل بع ٍ فقا ‪( :‬ارمر أشد‬
‫م أن يهمهم نا )‪.552‬‬

‫فهذا التساؤ الذ وقع م عائشة رضذ هللا عنها محلها عليه شدة وقع اخلل عليها وهو ا وقل الذ‬
‫أخل عنه النيب صلل هللا عليه وسلم مع لبة لبع احليال عليها فوقع الس ا استعظامال‪ ,‬فلما بني النيب صلل‬

‫رواف البخار (‪ ,)6527‬ومسلم (‪ ,)2859‬والنسائذ (‪ ,)2084‬واإلمام أمحد يف ا سند (‪.)24310‬‬ ‫‪552‬‬

‫‪337‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫هللا عليه وسلم ارمر بتأكيدف وبيان لبيعة احلا مل يك منها ال اإلنعان والتسليم‪ ,‬و نا مملت فإن رة‬
‫قدرال م التداخل بني هذا اللون واللون السابق وأيكامهما ولبيعتهما تكا تكون شيئال وايدال‪.‬‬

‫‪ -‬استشكاالت ر ب لوها االستدواك لى باض األتباو‬

‫وهذا اللون هو أل ق ارنواع أبصل اإلشكا ‪ ,‬وله أمالة متعد ة لعل م أشهرها استدراكات أم ا منني‬
‫ا للات كرسالة أيب من ور عبد‬ ‫عائشة رضذ هللا عنها علل ذها م ال لابة‪ ,‬واليت مت مجعها يف بع‬
‫يف مجع هذف االستدراكات‪ ,‬ييث أور مخسة وعشري يدياال مما‬ ‫احملس ب دمد ب علذ البغدا‬
‫استدركته علل ذها؛ وكتا ب بدر الدي الفركشذ "اإلتابة ا ما استدركته عائشة علل ال لابة" وهو‬
‫أشهر الرسائل يف هذا الباب‪ ,‬وبلغت استدراكا ا فيه أربعة وسبعون يدياال‪ ,‬وقد ألل السيولذ تفللا‬
‫يخت رال بعنوان "عني اإلتابة فيما استدركته عائشة علل ال لابة"‪ .‬وم أمالة هذف االستدراكات‪:‬‬

‫‪ -‬ع هشام ب عروة ع أبيه قا ‪ :‬نُكر عند عائشة قو اب عمر‪( :‬ا يت يعذب ببكال أهله عليه)‬
‫فقالت‪ :‬ريم هللا أاب عبدالرمح مسع شيئال فلم لظه‪ ,‬منا مرت علل رسو هللا صلل هللا عليه و سلم تنامة‬
‫وهم يبكون عليه‪ ,‬فقا ‪( :‬أنتم تبكون و نه ليعذب)‪.553‬‬ ‫يهو‬

‫‪ -‬ع عروة ب الفبذ ق ا ‪ :‬قالت عائشة‪ :‬ما يقطع ال الة قا ‪ :‬فقلنا‪ :‬ا رأة واحلمار‪ .‬فقالت‪ :‬ن ا رأة‬
‫اجلنامة وهو ي لذ‪.554‬‬ ‫لدابة سول‪ ,‬لقد رأيتج بني يد رسو هللا صلل هللا عليه وسلم معوضة كاعوا‬

‫وقد وقع مال هذا لغذها رضذ هللا عنها‪ ,‬فم نلأل ماالل‪:‬‬

‫‪ -‬ما تال ع أمذ ا منني عمر ب اخلطاب رضذ هللا عنه يف شأن ا طلقة ثال ل فع أيب سلا قا ‪:‬‬
‫كنت مع ارسو ب يفيد تالسال يف ا سجد ارعظم ومعنا الشعيب‪ ,‬فلدرت الشعيب حبديث فالمة بنت‬
‫قيت أن رسو هللا صلل هللا عليه وسلم مل جيعل هلا سكىن وال نلقة‪ ,‬أخذ ارسو كلال م ي ل فل به‬
‫به فقا ‪ :‬ويلأل ادرت ذال هذا! قا عمر‪ :‬ال نو كتاب هللا وسنة نبينا صلل هللا عليه وسلم لقو امرأة‬

‫‪ 553‬رواف مسلم (‪ ,)931‬والومذ (‪ ,)1004‬وأبو او (‪ )3131‬وما ( قرأت‪( :‬وال تفر وامرة ومر أخرل)‪.‬‬
‫‪ 554‬رواف مسلم (‪ ,)512‬ويف رواية ريب او (‪ :)712‬ع عبيد هللا قا مسعت القاسم درت ع عائشة قالت‪ :‬بئسما عدلتموان ابحلمار‬
‫والكلع‪ ,‬لقد رأيت رسو هللا صلل هللا عليه وسلم ي لل وأان معوضةٌ بني يديه فإنا أرا أن يسجد مف رتلذ فضممتها ىل يسجد‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وال‬ ‫ال ندر لعلها يلظت أو نسيت هلا السكىن والنلقة‪ ,‬قا هللا عف وتل‪( :‬ال سرتوه م بيو‬
‫خيرت ال أن أيتني بلايشة مبيتة)‪.555‬‬

‫‪ -‬ع أيب سلمة ع أيب هريرة قا ‪ :‬قا رسو هللا صلل هللا عليه وسلم الوضول مما مست النار ولو م‬
‫أنتوضأ م احلميم قا ‪ :‬فقا أبو‬ ‫ثور أقف‪ ,‬قا ‪ :‬فقا له اب عبار‪ :‬اي أاب هريرة أنتوضأ م الده‬
‫هريرة‪ :‬اي اب أخذ نا مسعت يدياا ع رسو هللا صلل هللا عليه و سلم فال تضرب له ماالل‪.556‬‬

‫وارمالة متعد ة‪ ,‬وليت الق د استيعاهبا و منا اإلشارة ىل وتو لون م ألوان االستشكا والذ أفضل‬
‫ىل أثر م تهة قبو الرواية ور ها‪ ,‬كما أن مناقشة هذف ارمالة علل حنو مل ل ببيان ال واب فيها م‬
‫اخلطأ ليت مق و ال أيضال‪ ,‬و منا ا ق و التأكيد علل عدم توام اسان مال هذف الشواهد نرائع ىل ر‬
‫عليها‪ ,‬بل رة مآخذ علمية قيقة أوتبت هذف ا مارسة‪ ,‬فبعد التأمل يف‬ ‫الن وص واستسها االعوا‬
‫هذف ا مارسات نلله ما يلذ‪:‬‬
‫اية يف مقابل رو ٍ‬
‫اية أخرل‪ ,‬فذل ا ستدر أنه ضبف‬ ‫‪ -‬أن الذ أوتع يالة االستدرا هنا هو ترتيح رو ٍ‬
‫لله النيب صلل هللا عليه وسلم أو وقل م ياله علل أمر خيالل ما نقل ليه فيستمسأل ذا يعرفه عنه‬
‫ويتطر ليه الشأل يف خطأ الناقل‪ ,‬وهذا ظاهر م مجلة م استدراكات عائشة وماله ت رف عمر‪.‬‬

‫‪ -‬وقد يتأكد ارمر أكار بتعضيد ظاهر القررن وقل ا ستدر كاستدال عائشة مع روايتها بقوله تعاىل‪:‬‬
‫(وال تفر وامرة ومر أخرل)‪ ,‬واستدال عمر اب ية‪( :‬ال سرتوه م بيو وال خيرت ال أن أيتني بلايشة‬
‫مبيتة)‪.‬‬

‫فجماع ارمر أن ا سألة م قبيل (نقد ا تون) ومسالأل (اجلمع والوتيح) بني ار لة وله منهجيته العلمية‬
‫ا نضبطة‪ ,‬واليت كانت دل عناية م ال لابة وم بعدهم م علمال ارمة‪ ,‬فلم يكونوا ير ون اريا يث‬
‫علمية ٍ‬
‫قيقة قد يكونون م يبني فيها وقد يكونون‬ ‫وا ر ابلتشهذ أو حمل االشتباف‪ ,‬و منا العتبارات ٍ‬
‫تلأل‬ ‫يخطئني‪ .‬ويىت تستبني م هذا خذ هذا ا اا م كالم اإلمام الشافعذ والذ يكشل فيه ع بع‬

‫‪ 555‬رواف مسلم (‪ )1480‬واإلمام أمحد يف ا سند (‪.)27379‬‬


‫‪ 556‬رواف الومذ (‪ ,)79‬وصلله أمحد شاكر يف اقيقه علل الومذ (‪ ,)1/114‬ويسنه ارلباين يف ((صليح الومذ )) (‪.)79‬‬

‫‪339‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫االعتبارات وا وامانت الدقيقة بني الن وص الشرعية يف نقاشه حلديث (ا يت يعذب ببكال أهله عليه)‬
‫ٍ‬
‫عجلة يف ر الن وص قبل استيلال واتبات‬ ‫والذ يبني عمق ا مارسة النقدية هنا‪ ,‬وأن ارمر ليت ع‬
‫البلث واالتتها ‪ ,‬يقو عليه رمحة هللا‪:‬‬

‫( ما و ت ائش ن وسلل هللا أنبه أ يكل حمفلظاه ه لى هللا لوه سلو بدالل الكتاب مث‬
‫ال ‪: ،‬إ عوح ‪ :‬ين دالل الكتاب؟ عوح يف علله ز ح ( ال زو ازوةٌ زو أتر )‪ ( ،‬أ لو‬
‫لإلن ا إال ما ساى)‪ ،‬علله (‪:‬من يامح م قال ذوةٍ تريا يرن من يامح م قال ذوةٍ نرا يرن)‪ ،‬علله‬
‫(لتةز كح نف ٍ ا اى)‬

‫مرة أوفظ ن ائش من ابن أيب ملوك ‪ ،‬ودي ها أنبه احلدي ني‬ ‫‪-‬عال الشا‪:‬او ومحه هللا اات‪-‬‬
‫ابن أيب ملوك من علل ال حي إهنو لوبكل‬ ‫أ يكل حمفلظاه‪: ،‬إ كا احلديث لى دري ما و‬
‫اعح ال حيتاج إت ف ٍري؛ ألهنا اذب ابلكفر‪ ،‬هيال يبكل‬
‫ٌ‬ ‫لوها‪ ،‬إهنا لتاذب يف ع ها‪: ،‬هل‬
‫ضوح؛ أل لى الكا‪:‬ر‬
‫ٌ‬ ‫ال يدو ما هو ‪:‬وه‪ ،‬إ كا احلديث كما و ان ابن أيب ملوك ‪: ،‬هل‬
‫ٍ‬
‫ذاب أدىن من‬ ‫ذاابه أ لى‪: ،‬إ ذب بد نه‪: ،‬زيد يف ذابه‪: ،‬بما استل ب‪ ،‬ما نوح من كا‪ٍ :‬ر من‬
‫أ لى م ه‪ ،‬ما زيد لوه من الاذاب ‪:‬باستوةابه ال بذنب درين يف بكائه لوه‪: ،‬إ عوح يزيدن ذاابه‬
‫ببكا أهله لوه‪ ،‬عوح يزيدن ا استل ب بامله‪ ،‬يكل بكاؤهو سبباه‪ ،‬ال أنه ياذب ببكائهو‪: ،‬إ‬
‫عوح أين دالل ال ؟ عوح عال وسلل هللا لر ٍح (اب ك هذا؟) عال ناو‪ ،‬عال (أما إنه ال جيين‬
‫لوك‪ ،‬ال جتين لوه)‪ : ،‬لو وسلل هللا م ح ما أ لو هللا من أ اي كح امر ٍئ لوه كما مله له‪،‬‬
‫ال لغرين ال لوه)‪.557‬‬

‫وليت الق د هنا بيان الراتح يف شأن هذا احلديث‪ ,‬فإن ارظهر سالمة احلديث وصلة اللته‪,‬‬
‫وأن االستدرا اليق ابستدرا أم ا منني‪ ,558‬و منا الق د بيان أن استدراكها مبج علل مأخذ اتتها‬
‫مقبو وتا ٍر مم يُقبل م ماله االتتها يف هذف الشأن‪.‬‬

‫‪ 557‬اختالف احلديث ‪.537‬‬


‫‪ 558‬قا اب تيمية رمحه هللا (جمموع اللتاول ‪:)371/24‬‬

‫(واريا يث ال ليلة ال ر ة اليت يرويها مال عمر ب اخلطاب وابنه عبد هللا وأيب موسل ارشعر و ذهم ال تر ذال هذا‪ .‬وعائشة أم‬
‫بنوع م التأويل واالتتها العتقا ها بطالن معناف وال يكون ارمر كذلأل‪ ,‬وم‬
‫ا منني رضذ هللا عنها هلا مال هذا نظائر تر احلديث ٍ‬
‫تدبر هذا الباب وتد هذا احلديث ال ليح ال ريح الذ يرويه الاقة ال ير ف أي ٌد ذال هذا ال كان يخطئلا‪ .‬وعائشة رضذ هللا عنها‬
‫روت ع النيب صلل هللا عليه وسلم للظني ‪ -‬وهذ ال ا قة فيما نقلته ‪ -‬فروت ع النيب صلل هللا عليه وسلم قوله‪ ( :‬ن هللا ليفيد‬

‫‪340‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وقد استقرأ اب تيمية مجيع ما وقع بني ال لابة والتابعني يف هذا الباب وقا يف نتيجة استقرائه‪:‬‬

‫الصضوح‪ ،‬أ الذإ‬ ‫(إذا أتمح الاامل ما عع من الصضاب التاباني د الصلاب احلق كا يف ا‬
‫ظوو القدو مغفلواه دل ه م اابه لى ا تهادن ‪:‬إذا كا‬ ‫دلّل و ايه برأيه كا هل الغالل‪ ،‬إ كا‬
‫هذا وال أكابر الصضاب التاباني ‪:‬كوخل ن يرد األتباو ابلتكذيب التضريخل من املت ترين‪ ،‬أو ن‬
‫أولال امليمن الاامل م هو أ يكل هل الغالل يف غلو ه ملا و ان ال قات األعبات ن وب ال ما ات‪،‬‬
‫لمه‬ ‫يكل هذا الغلل مغفلواه له ال تهادن‪ ،‬يكل م اابه لى ما ‪:‬اله من و ن نوته عصدن‬
‫ساوه‪ ،‬أما أ يُر َّ ح وأيه أت يله لى مقتاى ال صلص ‪:‬هذا ظلو حمر ‪: ،‬وه ود ما ا به الرسلل‬
‫‪559‬‬
‫أل ح وأإ درين أت يله)‬

‫وقا يف استقر ٍال أتراف أوسع ائرةل مما ترل بني ال لابة والتابعني فقا ‪:‬‬

‫(‪:‬إ دبرت ام من ود ودي اه ضوضاه بغري وديث ضوح يكل انسخاه له بر‪:‬ع أ ف رياه أ‬
‫مبو اه دلل وا يه‪: ،‬لو أ د الغلل إال من الراد إ كا عد أت ل لردن ظاهر القرآ ‪ ،‬يكل دل ه من‬

‫افق حلديث عمر فإنه نا تام أن يفيدف عذاابل ببكال أهله تام أن يعذب ذف ابتدالل ببكال أهله؛‬
‫الكافر عذاابل ببكال أهله عليه) وهذا مو ٌ‬
‫وهلذا ر الشافعذ يف يختلل احلديث هذا احلديث نظرال ىل ا عىن‪ ,‬وقا ‪ :‬ارشبه روايتها ارخرل‪( :‬أهنم يبكون عليه و نه ليعذب يف‬
‫قلف)‪ .‬والذي أقروا هذا احلديث علل مقتضاف ظ بعضهم أن هذا م ابب عقوبة اإلنسان بذنع ذف وأن هللا يلعل ما يشال و كم ما‬
‫يريد‪ ,‬واعتقد ه الل أن هللا يعاقع اإلنسان بذنع ذف) ىل أن قا ‪( :‬وا ق و هاهنا أن هللا ال يعذب أيدال يف ا خرة ال بذنبه وأنه ال‬
‫تفر وامرةٌ ومر أخرل وقوله‪ ( :‬ن ا يت يعذب ببكال أهله عليه) ليت فيه أن النائلة ال تعاقع‪ ,‬بل النائلة تعاقع علل النياية كما يف‬
‫احلديث ال ليح‪( :‬أن النائلة نا مل تتع قبل مو ا تلبت يوم القيامة رعا م ترب وسرابالل م قطران) فال مل عم ينوح ومرف‬
‫أيد يف وأما تعذيع ا يت‪ :‬فهو مل يقل‪ :‬ن ا يت يعاقع ببكال أهله عليه‪ ,‬بل قا ‪( :‬يعذب) والعذاب أعم م العقاب‪ ,‬فإن العذاب‬
‫عقااب له علل نلأل السبع‪ ,‬فإن النيب صلل هللا عليه وسلم قا ‪( :‬السلر قطعةٌ م العذاب‬ ‫هو ارمل وليت كل م ممل ٍ‬
‫بسبع كان نلأل ل‬
‫لنع أيدكم لعامه وشرابه) فسمل السلر عذاابل وليت هو عقاابل علل ٍ‬
‫ننع‪ .‬واإلنسان يعذب ابرمور ا كروهة اليت يشعر هبا مال‬
‫ارصوات اهلائلة واررواح اخلبياة وال ور القبيلة فهو يتعذب بسماع هذا وشم هذا ورؤية هذا ومل يك نلأل عمالل له عوقع عليه‬
‫فكيل ينكر أن يعذب ا يت ابلنياية و ن مل تك النياية عمالل له يعاقع عليه )‪ .‬وله رمحه هللا تعاىل حبث موسع يف هذف ا سألة يف‬
‫كتابه (تواب االعواضات ا رية ‪.)59‬‬

‫‪ 559‬تواب االعواضات ا رية علل اللتيا احلموية ‪.57‬‬

‫‪341‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ظاهرن مث ودن‪ ،‬ال يكل ظاهر احلديث هل املات‬ ‫أود هني إما ألنه ا تقد ظاهر احلديث ما لو‬
‫املرد د أ أل ظاهرن الذإ ا تقدن الظاهر وق‪ ،‬الدلوح الذإ يااوعه لو م مااوعته له وقاه)‪.560‬‬

‫وم شال أن يتوسع يف معاجلة هذف القضية فلذتع ىل حبث شيخ اإلسالم يف (تواب االعواضات ا رية‬
‫علل اللتيا احلموية) فقد عاجل هذف القضية ابستلاضة‪ ,‬وضرب شيئال م ارمالة يف هذا الباب وانقشها‬
‫علل حنو مل ل‪.‬‬

‫اثنواه مرا اة بلا ث االستشكال‬


‫فر هائل بني م يور شكاله ا تعلق ابلنث للبال لالنقيا له واإلنعان وبني م يستشكل معوضال ليهدر‬
‫النث‪ ,‬و نا تدبرت يف ممارسات ال لابة يف هذا الباب وتد ا خالية م االعوا أصالل‪ ,‬فمهما‬
‫استعظموا اللة النث واستشكلوف فليت هلم يياله ال التسليم واالنقيا واإلنعان‪ ,‬وسبق بيان لرف م‬
‫سذ م يف هذا الباب وما كان منهم رضذ هللا عنهم م مواقل تليلة يف اقيق مقام التسليم‪ ,‬فال ي ح‬
‫يريد معاكسة‬ ‫ذهم‬ ‫لالقال أن يستد بتساؤال م مع يس منطلقا ا أو يىت استدراكهم علل مرو‬
‫عليه وقيار هذا اللون م االستشكا علل نا م أفسد القيار‪,‬‬ ‫النث ومعارضته وهدرف واالعوا‬
‫فال ا تكلم كا تكلم‪ ,‬وال ا قاربة كا قاربة‪ ,‬وال منهجية البلث كمنهجية البلث‪ ,‬وعلل ٍ‬
‫كل فا أخذ يف‬
‫متسع للجيل ارو ن الكل يغوف م سنة النيب صلل هللا عليه وسلم مباشرة فقد يقع االعوا‬
‫ٌ‬ ‫االستدرا‬
‫ال لابة خري لدوافع متلهمة تلضذ بتخطئة الراو فيما رواف أو تنسبه للوهم‬ ‫والتشكيأل م بع‬
‫والنسيان وحنوف وهذف ا آخذ مما تضيق فيه الدائرة كلما تقدمنا يف يياة ارمة فلديث سارت ارمة عليه‬
‫قد انكشل له ويدف م سول‬ ‫والر وكأن هذا ا عو‬ ‫متقبلةل له يبعد تدال أن يكون موضعال لالعوا‬
‫ا عىن ما يوتع ر الرواية ذا مل ينكشل ريد م أهل العلم‪ ,‬هذا ما ال يكون‪ ,‬فإن ارمر هنا ليت لعنال‬
‫يف علم علمال ارمة ليلة قرون فلسع بل لع يف عقوهلم بعدم استكشاف نا ا عىن الذ يوتع ر‬
‫ينه‬ ‫بعضهم علل يديث‪( :‬م بد‬ ‫احلديث مع وضوح موتع الر وقطعيته‪ ,‬و ال فما معىن أن يعو‬
‫فاقتلوف) ماعمال أن اللة القررن احملكمة القطعية مَب قبو هذف الرواية (ال كراف يف الدي )‪ ,‬واعجبال اللة‬
‫قررنية قطعية دكمة ومع نلأل ينعقد مجاع ارمة علل خالفها ن مل يك هذا هو الطع يف عقل ارمة‬
‫ا سلمة عل القرون‪ ,‬فما الطع !‬

‫‪ 560‬تواب االعواضات ا رية علل اللتيا احلموية ‪.58‬‬

‫‪342‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وعلل ٍ‬
‫كل فارمر كما نكر شيخ اإلسالم اب تيمية رمحه هللا‪:‬‬

‫(ما لم ا أوداه من الصضاب التاباني مع ‪:‬اح قلهو لمهو إواهنو ود ا ودي اه ضوضاه أت للن‬
‫لى تملف مقتاان‪ ،‬ملخالف ظاهر القرآ يف ‪:‬همهو أ ملخالف املاقلل أ القوار‪ ،‬إال كا الصلاب‬
‫مع احلديث من ا باه‪: ،‬كوخل ن بادهو؟! هذا من ماةزات الرسلل آايت وفظ دي ه نر ه‬
‫س ه)‪.561‬‬

‫‪ 561‬تواب االعواضات ا رية علل اللتيا احلموية ‪.76‬‬

‫‪343‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫املزلق الثامن‪ :‬مشكلة تزكية النفس‬

‫بوا املزلق‬
‫كالمكم يف مبدأ التسليم ورفعه كا نارة علل منهجكم ا عاؤكم االلتفام به والسذ عليه متضم ٌ تفكية‬
‫لذواتكم‪ ,‬وهو دظور‪ ,‬وقد قا هللا تعاىل‪( :‬فَال تةَُفُّكوا أَن ُل َس ُكم ُه َو أَعلَ ُم ِذَ اتةَّ َقل)‪.‬‬

‫امل اعش‬
‫احلق أن هذف اإلشكالية ليست استشكاالل متوتهال ىل النث ابتدالل أو ىل مبدأ التسليم ناته بقدر ما هو‬
‫داولة لتشويه محلة اخلطاب السللذ اب عال أهنم لارسون ورال م تفكية النلت والوصاية علل النث‪ ,‬فكأن‬
‫فهمهم ويدهم للنث هو اللهم ال ليح وأن تسليمهم هو التسليم الشرعذ السامل م اإلشكاالت‪.‬‬
‫واحلقيقة أن هذا الشق الااين ا تعلق بدعول الوصاية علل النث وفهمه هو عني االستشكا الوار يف‬
‫ا فلق ارو وسبق بيان ما يتعلق به م تلاصيل‪.‬‬

‫والذ يهمنا هنا التأكيد علل أن عوة النار ىل اقيق مبدأ التسليم والتذكذ به والتأكيد علل أغيته‬
‫النظر ع لبيعة ا مارسات‪ .‬وهذا‬ ‫اتع شرعذ جيع أن يتعاون علل اقيقه والدعوة ليه اجلميع بغ‬
‫و ٌ‬
‫التلاصيل م مشهد‬ ‫قدر مشو ينبغذ أن ال ياذ يساسية أو شكاالل فهع أن لديأل الظال علل بع‬
‫ه علل ا بدأ ناته فا سألة مسألة عبا ة وقربة‬
‫التسليم يف اخلارلة السللية فال ي ح لالقال ان يكون رة ال ٌ‬
‫ولاعة واقيق علم ضرور م ضرورايت ي اإلسالم‪ ,‬أما تلاصيل ا شهد السللذ فامة جما للمناقشة‬
‫واحملاورة واجملا لة ابحلسىن‪ ,‬وقد سبق معاجلة كاذ م التلاصيل ا تعلقة هبذا ا شهد‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الخاتمة‬

‫اإلشارات واإل ايات ا همة ا ت لة ذقام تليل عظيم م مقامات الدي ‪ ,‬والذ جيع أن‬ ‫هذف بع‬
‫يكون أساسال تقوم عليه تربيتنا العلمية‪/‬اإللانية‪/‬الشرعية‪ ,‬والذ يشكل حبق صمام أمان م االنفال يف‬
‫مهاو االحنراف بتشكالته وتدرتاته وتنوعاته‪ .‬ولست يف شأل أنه مىت ما اقق يف الواقع علل النلو‬
‫ا طلوب فسيستتبع ر رف يف يياتنا عفلة وهنض لة ويضارةل‪ .‬و نا تدبرت أيوا العرب يف تاهليتهم وما ر‬
‫ليه ياهلم بعد سالمهم علمت فضل االستمسا بكافة تلاصيل الشريعة واالنقيا واخل وع والتسليم‬
‫عطيا ا‪ ,‬ممل يف مشهد اجلاهلية الذ يكاف هللا ع الكلار قبل البعاة‪ ,‬ممل ما ي ل بعد اإلسالم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِيف ار ُِميِني رسوالل ِمنةهم يةتةلُو علَي ِهم ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫رايته َويةَُفىلكي ِهم َويةُ َعلىل ُم ُهم الكتَ َ‬
‫اب‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ىل ىل َ َ ُ‬ ‫(ه َو الَّذ بةَ َع َ‬ ‫يف الواقع احملسور‪ُ :‬‬
‫مجيعال وال تَة َلَّرقُوا وان ُكروا نِعمةَ َِّ‬ ‫ني)‪( ,‬واعتَ ِ موا ِحبب ِل َِّ ِ‬ ‫واحلِكمةَ وِن َكانُوا ِم قَةبل لَِلذ َ ٍ‬
‫اّلل‬ ‫َ ُ َ‬ ‫اّلل َ َ‬ ‫ضال ُمبِ ٍ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ني قُةلُوبِ ُكم فَأَصبَلتُم بِنِع َمتِ ِه ِخ َواانل َوُكنةتُم َعلَل َش َلا ُيلَرٍة ِم النَّا ِر فَأَنة َق َذ ُكم‬
‫ل بَ َ‬‫َعلَي ُكم ِن ُكنةتُم أَع َدالل فَأَلَّ َ‬
‫رايتِِه لَ َعلَّ ُكم َ تَ ُدو َن)‪ ,‬هكذا كان ياهلم يف (ضال مبني) و(علل شلا يلرة‬ ‫ِ‬
‫اّللُ لَ ُكم َ‬ ‫ني َّ‬ ‫ِمنة َها َك َذل َ‬
‫أل يةُبَِىل ُ‬
‫م النار) فلما أ وا ما عليهم م واتع التسليم ابالعت ام ابلكتاب والسنة‪ ,‬اقق هلم م العلم والتفكية‬
‫ما أتع تبد أيواهلم تذرايل‪ ,‬واقق هلم موعو الرب تعاىل ابلظهور والن رة والعفة‪ ,‬يقو قتا ة رمحه هللا‬
‫ملتقطال هذف اإلشارة وهذا ا عىن‪ ,‬وم ورال للمشهدي مشهد الكلر ومشهد اإللان‪:‬‬

‫(كا هذا احلو من الارب أذل ال ار ذاله‪ ،‬أنقان وشاه‪ ،‬أبو ه عملل ه‪ ،‬أ ران للداه‪ ،‬أ ل ه‬
‫يلمئذ من نو ٍ‬
‫ب لانه‪ ،‬مكالمني لى وأر وة ٍر بني األسدين ‪:‬اور‪ ،‬الر ‪ ،‬ال هللا ما يف بملدهو ٍ‬
‫حي د لوه‪ ،‬من اش م هو اش نقواه‪ ،‬من مات ودإ يف ال او‪ ،‬ييكلل ال أيكلل ‪ ،‬هللا ما نالو‬
‫يلمئذ من واعر األوض كانلا ‪:‬وها أ غر وظاه أدق ‪:‬وها ن انه م هو‪ ،‬و ا هللا ز ح‬ ‫عبومله ٍ‬

‫الكو به مللكاه‬ ‫اب سمل ‪:‬لوعكو به الكتاب‪ ،‬أوح لكو به داو اجلهاد‪ ،‬عع لكو به من الرزق‪،‬‬
‫او حيب الشاكرين‪،‬‬ ‫لى وعاب ال ار‪ ،‬اب سمل أ ى هللا ما وأيتو‪: ،‬انكر ا نامه‪: ،‬إ وبكو م ٌ‬
‫إ أهح الشكر يف مزيد هللا‪: ،‬تاات وب ا باوك)‪.562‬‬
‫اّللِ ِأبَفة َو ِاه ِهم َو َأي ََب‬
‫ور َّ‬ ‫ِ‬
‫وحلظة العفة هذف قابلة للتكرار بشرله‪ ,‬وهو كائ ن شال هللا‪( ,‬يُِر ُ‬
‫يدو َن أَن يُطلئُوا نُ َ‬
‫الدي ِ ُكلِىل ِه‬
‫اّلل َِّال أَن يتِ َّم نُورف ولَو َك ِرف ال َكافِرو َن * هو الَّ ِذ أَرسل رسولَه ِابهلدل وِي ِ احل ِق لِيظ ِهرف علَل ىلِ‬
‫َ ىل ُ َُ َ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َُ َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َُ َ َ‬ ‫َُّ‬

‫تلسذ الطل ‪.659/5‬‬ ‫‪562‬‬

‫‪345‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫َولَو َك ِرَف ال ُمش ِرُكو َن)‪ .‬وهللا أعلل وأعلم وأيكم‪ ,‬وصلل هللا علل نبينا دمد وعلل رله وصلبه وسلم تسليمال‬
‫كاذال‪.‬‬

‫‪346‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪347‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫معجم مصطلحات املستوى الثاني‬

‫التاريخل‬ ‫املقرو‬ ‫املص لح‬


‫مدخل للهم نظرية‬
‫ا عرفة‬
‫الكوممولوتذ‬
‫علم يدرر أصل الكون وتطورف ومآله‪.‬‬ ‫(الكوممولوتيا)‬
‫هل نظرية تقو أبن الكون أمىل ال بداية له وال هناية ‪,‬‬
‫وأن الكون عل حلظاته كلها ولو الفمان بت ال يتغذ ‪,‬‬
‫وقُدمت كنظرية مقابلة لنظرية اإلنلجار العظيم الىت تقو‬
‫أبن الكون له بداية ونشأ يف حلظة معينة ‪ ,‬وقد كان لنظرية‬
‫الكون الاابت ا ستقر م يديني قدلا ال أهنا عجفت ع‬
‫تلسذ يقائق كونية كاذة ال تتلق ظاهراي معها ‪ ,‬بدأت‬
‫التجارب العلمية تابت خطأ النظرية يف يني تابت صلة‬
‫نظرية اإلنلجار العظيم ‪ ,‬وكان أكل اكتشاف أ ل لواتع‬
‫الكاذ ع ميدها هو اكتشاف شعاع اخلللية الكونية ‪,‬‬
‫توالت اإلكتشافات يىت احنامت الغالبية العظمل م‬
‫اروساط العلمية لنظرية اإلنلجار العظيم كتلسذ لنشأة‬
‫الكون ورفضت نظرية الكون الاابت ا ستقر ‪.‬‬ ‫نظرية الكون الاابت ا ستقر‬
‫تطلق الالأ رية علل ا ذاهع الللسلية اليت تقو بعجف‬
‫العقل ع معرفة احلقائق اليت اوم لورف‪ ,‬كوضعية‬
‫(أو وست كومت)‪ ,‬وتطورية (هربرت سبنسر)‪ ,‬ونسبية‬
‫(هاملتون)‪ ,‬ونقدية (كانت)‪.‬‬ ‫الأل رية‬
‫هو شأل نظر لارسه اإلنسان م أتل الوصو ىل‬
‫ا عرفة اليقينية‪.‬‬
‫وأكار م لرح فكرة الشأل ا نهجذ‪ :‬أبو يامد الغفايل‪,‬‬
‫ورينيه يكارت‪.‬‬ ‫الشأل ا نهجذ‬

‫‪348‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫السل‪ :‬هو اختبار الوصل يف صالييته وعدمها للتعليل‪.‬‬


‫التقسيم‪ :‬هو ي ر اروصاف احملتملة للتعليل ابن يقا ‪:‬‬
‫العلة ما كذا أو كذا‪.‬‬
‫فا را هبذف الطريقة‪:‬‬
‫هذ ي ر اروصاف اليت اتمل أن يُعلل هبا يكم‬
‫ارصل يف عد معني‪ ,‬بطا ما ال ي ح بدليل‪,‬‬
‫فيتعني‬
‫أن يكون الباقذ ِعلَّة‪.‬‬
‫فماالل‪ :‬أن يقو اجملتهد‪ :‬ن ارمي الراب يف الل ثبت لعلة‪,‬‬
‫والعلة هذف تمل أن تكون‪ :‬كونه مكيالل‪ ,‬أو كونه‬
‫مطعوما‪ ,‬أو كونه مقتاات‪ ,‬أو كونه مدخرال‪ ,‬أو كونه موموان‪,‬‬
‫أو كونه ماالل‪ ,‬وعجف ع استنباط ِعلَّة أخرل فو هذف‬
‫سمل ابلتقسيم‪.‬‬
‫العلل الست‪ ,‬فهذا يُ َّ‬
‫يبدأ بسل واختبار تلأل اروصاف‪ ,‬وينظر فيها‪,‬‬
‫ويسقف ما مل جيدف مناسبا‪ ,‬وما ال ي لح لتعليل احلكم به‬
‫حبيث يبقل ما لك التعليل به وعجف ع بطاله‪ ,‬وهو‬
‫كونه مكيالل ‪ -‬ماالل ‪ -‬فهذا يُسمل ابلسل‪.‬‬ ‫السل والتقسيم‬
‫علم وظائل ارعضال‬

‫وا ق و م ا طلح ‪ ,‬لبيعة الكائ احلل وصلاته وفقا‬


‫لوظائل أعضال اجلسد وأتهفته ‪.‬‬ ‫اللسيولوتيا‬

‫الوتو يقابله العدم‬


‫الوتو الذهج ‪ :‬عبارة ع كون الشذل يف ارنهان ‪ ,‬وهو‬
‫الوتو العقلذ ‪.‬‬
‫الوتو اخلارتذ ‪ :‬عبارة ع كون الشذل يف ارعيان ‪,‬‬ ‫الوتو الذهج والوتو‬
‫وهو الوتو ا ا ‪.‬‬ ‫اخلارتذ‬
‫انظر ما أييت يف م طلح‪ :‬ا االية‬ ‫ا االيون‬

‫‪349‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫هم الذي يُرتعون كل الوتو ىل ا ا ة‪ ,‬وينكرون كل ما‬


‫عداها‪ ,‬و ر لر ا عرفة يف لريق احلت فقف‪ ,‬اشتد‬
‫أتباع ا ذهع ا ا وقويت شوكتهم يف القرن السابع‬
‫عشر ر م وتو هم يف كل ا رايل التارخيية م قبل‪.‬‬ ‫ا ا يون‬
‫م صار ارمر اىل كذا ي ذ صذا وم ذا وصذورة‪.‬‬
‫وصذته أان كذا أ تعلته‪,‬‬
‫فال ذورة م در ي ذ‪ .‬ىل‬
‫وصيىلور الشذل‪ :‬رخرف ومنتهاف وما ي و ليه‪.‬‬ ‫ال ذورة‬
‫اللي هو صدور ا وتو ع الوايد االو كما يلي‬
‫النور م الشمت يلي ع اللي االو نات ن‬
‫وع الااين لث‪ ,‬علل قاعدة انه ال يلي ع الوايد‬
‫كارة‪ ..‬علل خالف بني ه الل اللالسلة يف التلاصيل‬ ‫الضرور‬ ‫اللي‬
‫انظر‪ :‬العلة التامة ‪ -‬ا ستول ارو‬ ‫العلية الضرورية‬
‫ا اهية ما جياب به ع س ا ما هو‪ ,‬وتطلق البا علل‬
‫ارمر ا تعقل‬ ‫ا اهيات‬
‫عملية نهنية يسذ فيها الذه م اجلفئيات وارفرا ىل‬
‫الكليات وارصناف‬ ‫التجريد‬
‫مقرو ال ز‬
‫الالملي‬
‫سبق يف معجم ا ستول ارو‬ ‫ا يتافيفيقا‬
‫يسية الية‪ ,‬انباقت م ريم الللسلة‬
‫يركة فلسلية ىل‬
‫درا ذ‬
‫احلسية‪ ,‬تنكر أن يكون للمعرفة اإلنسانية م ل‬
‫ىل‬
‫احلت‪ ,‬وت كد علل أن اللكر اإلنساين ال يُدر ال ظواهر‬
‫ارشيال احملسوسة فقف‪ ,‬وما بينها م عالقات فلسع‪,‬‬
‫وابلتايل تُغايل يف نكار الغيبيات‪.‬‬
‫مسيت ابلوضعية‪ :‬الهنا تق ر ا عرفة اإلنسانية علل اليل‬
‫وضع ارمور كما هذ يف عامل الواقع‪.‬‬ ‫الوضعية ا نطقية‬

‫‪350‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مسيت اب نطقية‪ :‬الهنا ق رت اهتمامها علل التلسذ‬


‫ا نطقذ للعبارات واالللاظ‪.‬‬
‫سبق يف معجم ا ستول ارو‬ ‫الهوت ‪ -‬الهوتية‬
‫سبق يف معجم ا ستول ارو‬ ‫البيولوتيا‬
‫م طلح منطقذ‪ ,‬وهذ‪ :‬ما كان احلكم فيها بابوت‬
‫احملمو (احملكوم به) مستغر جلميع أفرا ا وضوع‬
‫(احملكوم عليه)؛ حنو‪ :‬كل نسان انلق‪.‬‬
‫ونقيضها هذ‪ :‬اجلفئية السالبة؛ حنو‪ :‬بع احليوان ليت‬
‫بنالق‪.‬‬ ‫الكلية ا وتبة‬
‫هو جمموع ا ا ة الوراثية ا وتو ة يف الكائ يل ‪ .‬وا ا ة‬
‫الوراثية هل ا ا ة الىت تتضم ا علومات الوراثية يف‬
‫الكائنات احلية‬ ‫اجلينوم‬
‫ار شية احليوية هو شال رقيق يتكون م نوع أو أكار‬
‫م الكائنات احلية اجملهرية الدقيقة كالبكواي واللطرايت‬
‫و ذها ‪ ,‬فتتكدر بشكل معقد تدا مكونة هذا الغشال‬
‫الذ ينمو علل ارسطح ا ختللة ‪,‬‬
‫وأيد ارمالة الشائعة لأل شية احليوية ترسبات ارسنان ‪.‬‬ ‫سليق ار شية احليوية‬
‫السلع الغامية والغبارية الواقعة بني النجوم خار النظام‬
‫الشمسذ‪ ,‬وهذ نات مظهر منتشر ال دد بنقطة‬ ‫السدمي‬
‫مق و هبا مبدأ الريبة الذ صا ه هايفنل ‪ ,‬والذ يعد‬
‫م أشهر قوانني ميكانيكا الكم اخلاصة بسلو‬
‫اجلسيمات يف العامل الذر ‪ ,‬وا بدأ ينث علل عدم القدرة‬
‫علل اديد خاصيتيني للجسيم الذر بدقة يف رن وايد ‪,‬‬
‫وأنه كلما ما ت الدقة يف اديد خاصية معينة قلت الدقة‬
‫يف اخلاصية ارخرل ‪ ,‬واشتهر يف تطبيقه علل قيار ا وقع‬
‫والسرعة للجسيم ‪ ,‬ولكنه لبق علل سلو اجلسيمات يف‬
‫كل ش ‪.‬‬ ‫نظرية الالاديد الذرية‬

‫‪351‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫م أشهر نظرايت الليفايل احلدياة‪ ,‬اليت لورت م قبل‬


‫أللت أينشتاي يف بداية القرن العشري ‪ .‬وتوتد نظريتان‬
‫للنسبية‪ ,‬اروىل هذ النسبية اخلاصة والاانية هذ النسبية‬
‫العامة‬ ‫النسبية‬
‫انظر‪ :‬فيفايل الكم ‪ -‬ا ستول ارو‬ ‫ميكانيكا الكم‬
‫ا االية هذ اال اف الللسلذ ا تمال يف تلسذ كل موتو‬
‫ابللكرة ور كل وتو ىل اللكر أبوسع معانيه‬ ‫ا االية‬
‫وهذ جمموعة م ارفكار والعقائد والللسلات اليت ي م‬
‫هبا شعع أو ىلأمة أو يفب أو مجاعة أو فر ‪ .‬ويكار‬
‫استعما اإليديولوتيا يف سيا التوظيل ذ العلمذ‬
‫للمعطيات خلدمة اللكرة ا سبقة ‪.‬‬ ‫اإليديولوتية (اريديولوتيا)‬
‫انظر ما سبق يف ا ستول ارو ‪ :‬الدي الربويب‬ ‫تيار الدي الطبيعذ‬
‫سبق يف ا ستول ارو‬ ‫اإلنتخاب الطبيعذ‬
‫ِ‬
‫السياسيَّة‬
‫هم أتباع ا اركسية ‪ ,‬وا اركسية هل ارفكار ىل‬
‫واالقت ا يَّة واإلتتماعية لكار ماركت وفر ريأل لف‬
‫وغا م أكل معلمل الشيوعية يف ع رغا ‪ ,‬وا اركسية‬
‫مذهع قائم علل ا ا ية ويلعع ملهوم نفاع الطَّبقات‬
‫كبذا يف اليل اجملتمع وبنال ارفكار‬
‫ورا ل‬
‫االتتماعيَّة فيه ل‬
‫ا اركسية‪.‬‬ ‫ا اركسيون (ا اركسية)‬
‫م سيكولوتذ؛ وهو‪ :‬علم النلت‪.‬‬ ‫السيكولوتية (سيكولوتيا)‬
‫ٍ‬
‫أيد توعه وعطشه‪ ,‬ويبه‬ ‫هو احلت ابلبال ‪ ,‬كإ را‬
‫وبغضه‪ ,‬وأ ه ولذته‪.‬‬ ‫الوتدان‬
‫االستقرال (يف ا نهج العلمذ)‪ :‬هو ا نهج البلاذ الذ‬
‫اخلاصة‬
‫يعتمد علل االنتقا م عد ددو م احلاالت ىل‬
‫العامة‪.‬‬
‫ىل الكشل ع القوانني ىل‬ ‫االستقرال‬

‫‪352‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ا عىن العام ا تعارف عليه لللدر هو‪ :‬كشل الذه ع‬


‫بع احلقائق ومعرفتها‪ ,‬بويذ ملاتذل‪ ,‬م ذ قيار‬
‫وال استقرال وال اعتما علل احلوار‪.‬‬ ‫احلدر‬
‫راتع ا ستول ارو‬ ‫التالمم ‪ -‬ا لفوم ‪ -‬الالمم‬
‫ا اف فلسلذ يغلو يف قيمة اإلنسان ‪ ,‬والتأكيد علل تلر ف‬
‫ابلتلكذ واحلرية واإلرا ة واالختيار ‪ ,‬وعدم ايتياته ىل‬
‫موته ‪.‬‬ ‫الوتو ية‬
‫العدمية مذهع يرل أنه ال وتو ر معىن توهر يف‬
‫هذا الكون علل اإللال ‪ ,‬وابلتايل فهو ينلذ أيضال وتو‬
‫القيم ارخالقية أصالل‪.‬‬ ‫العدمية‬
‫سبق يف ا ستول ارو‬ ‫ا دلو‬
‫ا ذهع الذ يلسر الوتو اب ا ة احملسوسة تلسذا رليا‪.‬‬ ‫ا ذهع احلسذ‬
‫اتتماعذ ‪ ,‬يقوم يف أساسه علل‬ ‫مذهع اقت ا‬
‫القضال علل ا لكية اللر ية ‪ ,‬وعلل تدخل الدولة اللعا‬
‫يف يياة ارفرا ‪ ,‬و خضاعهم إلشرافها ‪ ,‬وتوتيههم ما اي‬
‫وروييا ‪.‬‬
‫اققت الشيوعية علل مريلتني ‪:‬‬
‫‪ _1‬بدأت ذ طلح ‪-‬االشواكية‪ -‬علل لسان "سان‬
‫سالون" اللرنسذ ‪ ,‬و "روبرت أوي " اإل ليف ‪ ,‬وأريد هبا‬
‫خضاع اللر للمجتمع ‪ ,‬واقيق عامل اقت ا أخالقذ‬
‫تديد‪.‬‬
‫‪ _2‬تطور التلكذ االشواكذ يىت بلغ قمته يف ‪--‬‬
‫االشواكية العلمية‪ --‬اليت قا هبا "كار ماركت" (وهو‬
‫ارب الرويذ هلا) و"فريدريأل ليف" وغا أ انيان ‪,‬‬
‫وأللق عليها اسم ‪--‬الشيوعية‪--‬‬ ‫الشيوعية‬

‫‪353‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مبدأ يقوم علل نكار مرتعية الدي أو سلطانه يف تنظيم‬


‫ش ون النار‪ ,‬بعضها أو كلها‪ ,‬انطالقال م مرتعية‬
‫اإلنسان إل را احلقيقة وا نلعة الكامنتني يف هذا العامل‪.‬‬ ‫العا انية‬
‫احلداثة مذهع فكر أ يب علماين‪ ,‬بج علل أفكار‬
‫وعقائد ربية خال ة مال ا اركسية والوتو ية‪,‬‬
‫واللرويدية‪ ,‬والداروينية‪ ,‬وأفا م ا ذاهع الللسلية‬
‫وار بية اليت سبقته مال السرايلية والرمفية… و ذها‪.‬‬
‫ويهدف ىل لغال م ا ر الدي ‪ ,‬وما صدر عنها م‬
‫عقيدة وشريعة واطيم كل القيم الدينية وارخالقية‬
‫واإلنسانية حبجة أهنا قدلة وموروثة‪ ,‬لتبج احلياة علل‬
‫اإلابيية واللوضل والغمو ‪ ,‬وعدم ا نطق‪ ,‬والغرائف‬
‫احليوانية‪ ,‬ونلأل ابسم احلرية‪ ,‬والنلان ىل أعما احلياة‪.‬‬ ‫احلداثيون‬
‫نسبة ىل ع ر ارنوار‪/‬التنوير‪ ,‬وهو‪ :‬ع ر ظهور تيار‬
‫فكر متنوع االهتمامات (فلسلة‪ ,‬ف ‪ ,‬صالح سياسذ‪,‬‬
‫واقت ا ‪ ,‬و يج) يف أورواب يف القرن الاام عشر‪ .‬قام‬
‫هذا التيار علل الدعوة ىل التلرر العقلذ وتعظيم اإلنسان‬
‫ويقوقه ذختلل أنواعها‪ ,‬والدعوة ىل فأل أ ال التقليد‬
‫والوصاية ضم رؤية خارتة ع الدي ‪ .‬م أبرم رمومف‪:‬‬
‫(فولتذ) و(مونتسكيو) و(تون تا روسو)‪.‬‬ ‫فالسلة ارنوار‬
‫كوتيتو‪ :‬لله يوانين ذعىن «أفكر»‪ ,‬وهو يشذ ىل عبارة‬
‫الليلسوف رينيه يكارت الشهذة‪« :‬أان أفكر نن أان‬
‫موتو »‪.‬‬
‫ويرا به‪ :‬ثبات وتو «اران» م ييث هو كائ ملكر‪,‬‬
‫واالستدال علل وتو النلت أبهنا توهر ملكر‪.‬‬ ‫الكوتيتو‬
‫قانون الاالث ا رفوع أو الوسف ا متنع‪« :‬أن يت ل‬
‫الشذل ما ب لة معينة أو بنقيضها»‪ ,‬رمفايل‪( :‬أ) ال بد أن‬
‫يكون «ب» أو «ال‪-‬ب» وال لث هلذي االيتمالني‪.‬‬
‫ماالل‪ :‬اإلنسان ما يذ أو ميت؛ فال لك أن يكون ال‬ ‫مبدأ الاالث ا رفوع‬

‫‪354‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ييال وال ميتال‪.‬‬


‫وهذف القوانني تستند حلقيقة م اها‪ :‬أن كل ما يف الكون‬
‫يتكون م لبائع بتة تظل دتلظة بكياهنا ائمال ويف كل‬
‫الظروف‪.‬‬
‫‪ #‬هو م ا با ئ ا نطقية ‪ ,‬وتعريله ‪ :‬أن ا وتو هو‬
‫ناته ائما فال خيتلف بغذف وال يلتبت ذا ليت منه ‪.‬‬

‫ذف‪ ,‬ومبدأ‬ ‫فاهلوية هذ يقيقة الش م ييث متيفف ع‬


‫اهلوية يلر ثبات متييف الشذل ع ذف‪ ,‬علل الر م م‬
‫أل تغذات تطرأ عليه‪ ,‬فأان هو الشخث ناته الذ كنته‬
‫منذ عشري عامال علل الر م مما لرأ علذ م تغذ‪.‬‬ ‫قانون اهلوية‬
‫بوم وةو ال‬
‫التواتر‪ :‬هو ورو اخلل م عد كبذ م الرواة يف كل‬
‫لبقات السند‪ ,‬حبيث يعلم أنه يستليل توال هم علل‬
‫الكذب يف العا ة‪ ,‬ويكون مستند خلهم احلت كقوهلم‪:‬‬
‫مسعنا‪ ,‬وشاهدان‪.‬‬
‫فا تواتر يلفم منه توفر ثالثة شروط‪:‬‬
‫‪ -1‬عد كاذ ايل العا ة توال هم علل الكذب‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يرويه مال هذا العد يف كل لبقة م لبقات‬
‫السند‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون مستند هذا اخلل هو احلت‪.‬‬
‫والتواتر العملذ‪ :‬هو أن يُعمل به يف كل قرن م عهد‬
‫صايع الشريعة ىل يومنا هذا تم لذ م العاملني‪,‬‬
‫حبيث يستليل عا ة توال هم علل الكذب أو لف‪.‬‬
‫كال لوات اخلمت أبوقا ا وعد ركعا ا ا عروفة‪ ,‬وصالة‬
‫العيدي وصلة صالة اجلمعة‪ ,‬وكذا صلة الفكاة واحلج و ذ‬
‫نلأل‪.‬‬ ‫التواتر العملذ‬

‫‪355‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫وةو ا مجا –‬
‫مرئو – أ امر‬
‫ِبةم‬
‫هم علمال ارصو‬ ‫ارصوليني‬
‫م هج االستدالل‬
‫د أهح ال‬
‫اجلما حماعرة‬
‫للشوخ بدهللا‬
‫الاةريإ‬
‫التأويل له ثالرت معان‪:‬‬
‫ا عىن ارو ‪« :‬صرف اللله ع االيتما الراتح ىل‬
‫االيتما ا رتوح لدليل يقون به» وهو هبذا ا عىن‬
‫اصطالح متأخر؛ ويكمه حبسع ليله فإن صح‬
‫ف ليح‪ ,‬و ن ُعدم الدليل فبالل ‪-‬كتأويل ا بتدعة‬
‫ل لات البار ‪.-‬‬

‫ا عىن الااين‪ :‬ذعىن التلسذ؛ وهذا هو الغالع علل‬


‫اصطالح ملسر القررن كاب ترير الطل و ذف‪.‬‬

‫ا عىن الاالث‪« :‬احلقيقة اليت ي و ليها الكالم»‪ ,‬ومنه‬


‫قوله تعاىل‪﴿ :‬هل ينظرون ال مويله يوم أييت مويله يقو‬
‫الذي نسوف م قبل قد تالت رسل ربنا ابحلق﴾‪ .‬وقوله‪:‬‬
‫أبت هذا مويل رلاي م قبل﴾‪.‬‬‫﴿وقا اي ِ‬ ‫التأويل‬
‫انظر‪ :‬فالسلة ارنوار‬ ‫التنوير‬
‫انظر‪ :‬احلداثيون‬ ‫احلداثة‬
‫استخرا ا عاين م الن وص‪ ,‬وقد يستعمل الستخرا‬
‫ماخلذ علل ذ ا ستنبف‪.‬‬ ‫االستنباط‬

‫‪356‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫هو ما ال كم العقل ابستلالته‪ ,‬ولكنه يتلذ يف كيلية‬


‫ي وله‪.‬‬ ‫احملار العقلذ‬
‫هو ما كم العقل ابستلالته؛ كاتتماع النقيضني أو‬
‫ارتلاعهما‪.‬‬ ‫احملا العقلذ‬
‫حماعرة هكذا أتلق‬
‫وح الصضاب‬
‫هل ‪-‬يسع قامور أكسلور ‪ -‬العملية الىت تقوم هبا‬
‫الشركات وا نظمات لتقوم بتوسيع نلونها وتعمل علل‬
‫نطا وىل ‪ .‬وللم طلح يف االستعما استعما أوسع‬
‫يشمل تعل الش عا يا منتشرا ‪ ,‬وذا يتناو كل أنواع‬
‫العو ة اإلقت ا ية والسياسية واإلتتماعية‬ ‫العو ة‬
‫تصر ي بل الغلاي‬
‫الفكري‬
‫عقوبة ذ مقدرة شرعال يف مع ية ليت فيها يد وال‬
‫كلارة وال ق اص‬ ‫التعفير‬
‫اإلعتقا بال ليل أو التسليم بال متليث وال برهان‪,‬‬
‫وتطلق عند اإللتفام للكرة معينة م قبل جمموعة ون‬
‫قبو النقاش فيها أو اإلتيان أب ليل ينقضها ناقشته‪.‬‬ ‫الدو مائية=الدومجاتية‬
‫ِ‬
‫ت النَّخ َل‪َ ِ ,‬نا َيَفر َ‬
‫ت‬ ‫ويفُر الشَّذل‪ ,‬يةُ َقا ُ َخَرص ُ‬
‫التخمني َ‬
‫مقدار َرَِرف‬ ‫اخلرص‬
‫القذة‪ :‬ريشة الطائر بعد تسويتها لوىلكع يف السهم‪.‬‬
‫ويقا ‪" :‬القذة ابلقذة" ع الشيئني الل َذي يستواين وال‬
‫يتلاواتن‪.‬‬
‫ويف احلديث‪(( :‬لوكنب سن م كان قبلكم يذو القذة‬
‫ابلقذة)) كناية ع شدة ا وافقة هلم‪.‬‬ ‫القذة‬

‫‪357‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫هل فرقة ن رانية ال تقر بفعامة البااب ‪ ,‬وهم ىف شر‬


‫أورواب ‪ ,‬وتنتشر ىف ا شر ‪ .‬ويستعمل ا طلح أيياان‬
‫ذعىن التشد يف الدي علل وته العموم‬ ‫أرثونكسذ‬
‫ارلسنية‬
‫علم ليف بني اللسان والكالم‬
‫فاللسان نسق يتجاوم ارفرا ويلر عليهم فرضال وهو‬
‫للأل منطقال اخليال خاصال به كما أنه يتطور وفق قوانني‬
‫معينة‬

‫وتربف كل عالمة م عالمات اللسان بني ا (ال وت)‬


‫و مدلو (اللكرة او ا عىن ا شار ليه ابلاوت) ويقوم هذا‬
‫الربف علل التواضح واالصطالح‬

‫ماليظة‪ :‬يق د ابرلسنة احلداثية يف السيا عا ة النظر‬


‫جمد ال يف التلليل اللغو العريب علل ضول التطور العلمذ‬
‫احلاصل يف جما علم ارلسنية احلدياة‪.‬‬ ‫ارلسنية احلداثية‬
‫ارركيولوتل ‪ :‬هو العلم ا ختث بدراسة احلضارة‬
‫اإلنسانية يف الع ور القدلة وما قبل التاريخ م خال‬
‫التنقيع يف ا ر ويلر ا واقع واليل الرفات و ذ نلأل‪.‬‬
‫وا ق و م أركيولوتية النث هنا التعبذ ع البلث يف‬
‫النث كأننا ننقع ونبلث اترخييا‪.‬‬ ‫أركيولوتيا النث‬
‫هذ القرالة التأويلية اليت تلتح اجملا للمجام واالستعارة‬
‫بال قيد‬ ‫القرالة الرمفية‬
‫رة اإلشكا يف النث لينشأ موضوع لللكر م خال‬
‫التلذ‬
‫التساؤ و ىل‬ ‫ارشكلة‬
‫علم العالقات ‪ ,‬ويبلث يف اإلشارات والرموم و الال ا‬
‫االتتماعية ‪ .‬فهذ تتعدل ا نطو ىل ا ضمون ‪ ,‬أو‬ ‫التلليل السيميائذ ارلسج‬

‫‪358‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الب ر ‪ ,‬مال لغة اإلشارة لل م والبكم ‪.‬‬


‫وتقابلها ‪" :‬ارلسنية" اليت تدرر كل ما هو لغو للظذ ‪.‬‬
‫وهبذا يلهم معىن العبارة علل أنه بيان أثر العالقة بني‬
‫ارللاظ ذنطوقها وبني ما لك أن تشذ ليه م وتوف‬
‫ا عاين ‪.‬‬
‫وصل بذلأل النث الشرعذ ابعتبار م درف اإلهلذ الذ‬
‫يتعاىل ع النسبيىلة والتقييد‪ ,‬فالكونية هنا م الشمو‬
‫وعدم التقيد ابلنسبيىلة‪.‬‬ ‫الكوىن ا طلق‬
‫البتع‪ :‬نبيذ العسل‪ ,‬وهو م ارشربة ا نهذ عنها رتل‬
‫اإلسكار‬ ‫البتع‬
‫القيار عند ارصوليني‪ :‬محل فرع علل أصل يف يكم‬
‫اامع بينهما‪.‬‬
‫فاللرع هو ما نريد أن نتعرف علل يكمه م خال‬
‫قياسه علل أصل يكمه معروف‪.‬‬
‫وارصل هو مسألة يكمها معلوم‪.‬‬
‫واجلامع هو العلة اليت توتد يف ارصل واللرع‪ ,‬ولوتو ها‬
‫يف كل منهما نعطيهما يكمال وايدال‪.‬‬

‫أما عند ا نالقة فالقيار نا أللق هو قيار الشمو ‪,‬‬


‫وفيه تطبق القاعدة الكلية علل تفئيا ا‪.‬‬ ‫القيار‬
‫اقيق مناط النث‪ :‬م أنواع االتتها ‪ ,‬يقوم علل النظر‬
‫احلكم يف الواقعة ا نظور‬
‫النث َ‬‫يف اقق ما علىلق عليه ُّ‬
‫احلد يف الواقعة‪ ,‬هل‬
‫فيها‪ ,‬كأن ينظر يف اقق شروط قامة ىل‬
‫اققت أو ال‪.‬‬
‫ىل‬ ‫اقيق مناط النث‬
‫ا للة ا رسلة هذ م للة مل ير اعتبارها يف الشرع‬
‫بدليل خاص علل عني تلأل ا للة‪ ,‬ومل ير ليل علل‬
‫عدم اعتبارها‪ ,‬لكنها مالئمة لت رفات الشرع وقواعدف‬
‫الكلية‬ ‫ا للة ا رسلة‬

‫‪359‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫انظر‪ :‬ا للة ا رسلة‬ ‫االست الح‬


‫االستلسان يطلق ذعنيني‪:‬‬

‫ارو ‪ :‬تر ما يقتضيه القيار أو النث العام يف مسألة‬


‫رتل ليل خاص‪ ,‬أو ضرورة‪ ,‬أو يف يا تعار‬
‫للم احل وا لاسد ي فيه ترال القيار للوات م للة‬
‫م تهة أخرل أو تلع ملسدة‪ ,‬وهذا كما يقو‬
‫الشاليب يقع يف ارصل الضرور مع احلاتذ فيكون‬
‫ترال القيار مطلقا يف الضرور م اي ىل ير ومشقة‬
‫يف بع مواضعه فيستاىن موضع احلر ‪ ,‬وكذلأل يف‬
‫احلاتذ مع التكميلذ‪ .‬ويرل كاذ م ارصوليني أ ىلن‬
‫االستلسان علل هذا الوته ليت ليالل مستقالل‪.‬‬

‫الااين‪ :‬ليل ينقدح يف نه اجملتهد يعسر التعبذ عنه‪ ,‬أو‬


‫بعبارة أخرل ميل نلسذ ال لك قامة الدليل عليه‪.‬‬
‫واالستلسان هبذا ا عىن ير ف العلمال وينكرونه‪.‬‬ ‫االستلسان‬
‫ا ناسبات مجع مناسبة‪ ,‬وهذ ما يظهر للمجتهد م‬
‫تناسع بني الوصل وبني احلكم الشرعذ‪ ,‬فماال وصل‬
‫اإلسكار فيه مناسبة لتلرمي اخلمر‪ ,‬م تهة مق د يله‬
‫العقل‪.‬‬ ‫ا ناسبات‬
‫ما ال بد منه لقيام م احل الدي والدنيا‪ ,‬حبيث نا فقدت‬
‫مل ر م احل الدنيا علل استقامة‪ ,‬بل علل فسا و ار‬
‫وفوت لللياة‪ ,‬ويف ارخرل فوت النجاة واخلسران‪ .‬ولاىلل‬
‫هلا يف تانع الدي ابإللان وأركان اإلسالم اخلمسة‪ ,‬ويف‬
‫تانع العا ات كاركل والشرب واللبت‪ ,‬ويف تانع‬
‫ا عامالت كنقل ا لكيات ابلعو ‪ .‬والضرورايت عمومال‬
‫مخت‪ :‬الدي والنلت والنسل وا ا والعقل‪.‬‬ ‫الضرورات‬

‫‪360‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫ما ال ي للهال لك ي عدم مراعته للمشقة‬


‫والضيق واحلر ‪ ,‬ومنها الرخث ا خللة يف العبا ات‬
‫للمر و ذف‪ ,‬ويف ا عامالت ابية ال يد والتمتع‬
‫ابلطيبات وتشريع بيع السلم وا ضاربة و ذ نلأل‪.‬‬ ‫احلاتيات‬
‫ما يكون فيه ترفه وماي ة يف لني العي أو أخذ ذلاس‬
‫العا ات و نع ا دنسات اليت منلها العقو الراتلة‪,‬‬
‫ومنها يف العبا ات الطهارات والنوافل ا ستلبات‪ ,‬ويف‬
‫العا ات ر اب اركل و نع النجاسات‪ ,‬ويف ا عامالت‬
‫كمنع بيع النجاسات‪.‬‬ ‫التلسينات‬
‫مناط احلكم هو ما علق عليه احلكم حبيث يوتع علل‬
‫وتو ا ناط أن كم بذلأل احلكم‪ ,‬كالسلر يعتل مناط‬ ‫مناط اريكام (مناط‬
‫رخ ة الق ر واجلمع‪ ,‬فإنا وتد السلر وتدت الرخ ة‪.‬‬ ‫احلكم)‬
‫قو ال الة خذ م النوم بعد احليعلتني يف أنان اللجر‬ ‫التاويع يف ارنان‬
‫ويدة الوتو‬
‫هذ مذهع القائلني أبن اخلالق وا خلو نات وايدة ال‬
‫تعد فيها ‪.‬‬
‫وقد رم به كاذ م ا لكري اروروبني اهلاربني م تاليث‬
‫الكنيسة ‪.‬‬
‫وقد تلرع عنه اعتقا ات أخرل مال ‪:‬‬
‫احللو ‪ :‬وهو خو نات يف نات ‪ ,‬وعليه لوائل م‬
‫الن ارل وم ال وفية ‪.‬‬
‫االاا ‪ :‬وهو االندما بني ناتني ‪ ,‬وعليه بع لوائل‬
‫الن ارل‪.‬‬ ‫ويدة الوتو‬
‫قاعدة لبع اللقهال خالصتها اعتبار أن التيمم يبيح‬
‫ال الة ون أن يرفع احلدرت‬ ‫التيمم مبيح ال رافع‬
‫الغرر وصل للعقو ا الية‪ ,‬ويق د به أن عاقبة العقد‬
‫جمهولة‪ ,‬ما رنه ال يعلم ي و السلعة كبيع اجلمل‬ ‫الغرر التبعذ والغرر اليسذ‬

‫‪361‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫الشار أو لعدم العلم اب بيع كبيع محل الناقة أو عدم العلم‬


‫اب قدار أو ذ نلأل مما يسبع اجلهالة‬

‫الغرر التبعذ مال أن تشو انقة وتكون يامال‪ ,‬فهنا‬


‫ا ق و ارصلذ ابلبيع الناقة وليت احلمل‪ ,‬وابلتايل الغرر‬
‫يكون يف الشذل التبعذ ويغتلر فال حنكم ابلتلرمي‬

‫الغرر اليسذ مال أن جيهل اإلنسان نوع ارمسنت‬


‫ا ستعمل يف الليال اليت يشويها‪ ,‬أو نوع ا سامذ يف‬
‫السيارة‪ ,‬وحنو نلأل م ارمور اليسذة اليت ال يلتلت هلا‬
‫النار وال تسبع النفاع بينهم‬

‫أما الغرر يف ذ ا عاوضات فكأن د هدية يف كرتون‬


‫مغلق وال يعلم ا هدل ليه ابحملتول‪ ,‬فهنا ال يضر الغرر‬

‫والغرر ي ركل ا ا ابلبالل‪ ,‬وهو مال القمار‪ ,‬لك‬


‫القمار يكون يف ا سابقات والغرر يكون يف ا عاوضات‬
‫هو االستيالل علل الشذل والتمك م الت رف فيه‬
‫واالنتلاع به‪.‬‬
‫ذا تعارف النار علل أنىله قب‬ ‫ويتلقق القب‬
‫ىل‬ ‫القب‬
‫ما له فيه ا ا عا ة‬ ‫احلرم‬
‫وصل بذلأل النث الشرعذ ابعتبار م درف اإلهلذ الذ‬
‫يتعاىل ع النسبيىلة والتقييد‪ ,‬فالكونية هنا م الشمو‬
‫وعدم التقيد ابلنسبيىلة‪.‬‬ ‫كوين مطلق‬
‫اجلمل نوعان ‪ :‬ما خلية و ما نشائية ‪ ..‬واخلل ‪ :‬ما‬
‫ي ح أن يقا لقائله ‪ :‬نه صا فيه‪ ,‬أو كانب‬
‫قيم‬
‫مال سافَةَر دمد‪ ,‬وعلذ ُم ٌ‬
‫أو‬ ‫واإلنشال ‪ :‬ما ال ي ح أن يقا لقائله نه صا‬ ‫ا سألة الطلبية‬

‫‪362‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫كانب‬
‫مال‪ :‬سافِر اي دمد ‪ ,‬وأَقِم اي علل‬
‫واإلنشال نوعان ‪:‬‬
‫لليب ‪ :‬وهو ما يستدعل مطلواب ذ ياصل وقت الطلع‬
‫ويكون رمسة أشيال ‪ :‬ارمر والنهل واإلستلهام والتمىن‬
‫والندال‬
‫و ذ لليب ‪ :‬هو ما ليت كذلأل‬

‫فا سائل الطلبية هل م اجلمل اإلنشائية الطلبية الىت‬


‫تستدعل مطلواب ذ ياصل وقت الطلع وتكون رمسة‬
‫أشيال ‪ :‬ارمر والنهل واإلستلهام والتمىن والندال‪..‬‬
‫القيار مع اللار هو قيار يوتد فيه فر م ثر بني‬
‫ارصل ا قيت عليه واللرع ا را قياسه حبيث لتنع‬
‫القيار‪.‬‬ ‫قيار مع اللار‬

‫‪363‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫مت حبمد هللا اات‬

‫‪364‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬
‫الدفعة الخامسة‬ ‫صناعة املحاور‪ /‬املستوى الثاني‬

‫‪365‬‬
‫نسخة خاصة بطالب برانمج صناعة احملاور؛ ال يسمح بنشرها وال تداوهلا‬

You might also like