You are on page 1of 4

‫االعتكاف‬

‫تعريف االعتكاف‬
‫‪:‬االعتكاف لغة‬

‫‪.‬لزوم الشيء‪ ،‬وحبس النفس عليه‬

‫‪:‬االعتكاف شرعا‬

‫‪.‬لزوم المسجد لعبادة هللا تعالى‬

‫مشروعية االعتكاف‬
‫شةَ رضى هللا عنها قالت‬
‫َان النبي « ‪:‬االعتكاف عمل من األعمال الفضيلة‪ ،‬والطاعات الجليلة‪ ،‬فعَ ْن َعائِ َ‬
‫ك َ‬

‫َف أ َ ْز َوا ُجهُ ِم ْن َب ْع ِد ِه‬


‫ان َحتَّى ت َ َوفَّاهُ هللا ث ُ َّم ا ْعتَك َ‬
‫ض َ‬ ‫ف ا ْلعَش َْر األ َ َو ِ‬
‫اخ َر ِم ْن َر َم َ‬ ‫‪).‬رواه البخاري( »‪(.‬ص) يَ ْعت َ ِك ُ‬

‫ي ِل َّ‬
‫لطا ٓ ِئفِينَ ( ‪:‬وقد ُ‬
‫شرع االعتكاف لنا ولمن قبلنا‪ ،‬قال تعالى‬ ‫َو َع ِه ۡدنَا ٓ ِإ َل َٰ ٓى إِ ۡب َٰ َر ِهۧ َم َو ِإ ۡس َٰ َم ِعي َل أَن َ‬
‫ط ِه َرا بَ ۡيتِ َ‬

‫‪].‬البقرة‪َ ) [125:‬و ۡٱل َٰ َع ِكفِينَ َو ُّ‬


‫ٱلر َّكعِ ٱل ُّ‬
‫س ُجو ِد‪١٢٥‬‬

‫حكم االعتكاف‬
‫االعتكاف سنة في كل وقت‪ ،‬وأفضله يكون في العشر األواخر من رمضان؛ ألن الرسول (ص) داوم‬

‫‪].‬عليه في العشر األواخر من رمضان [ زاد المعاد‬

‫شروط االعتكاف‬
‫النية ‪1-‬‬
‫إِنَّ َما األ َ ْع َما ُل « ‪):‬فينوي المعتكف لزوم المسجد قربةً وتعبدًا هلل جل وعال ؛ لقول النبي (ص‬

‫ت‬
‫)متفق عليه( »بِالنِيَّا ِ‬

‫أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه تقام فيه صالة الجماعة ‪2-‬‬
‫)و َال ت ُ َٰبَ ِش ُروه َُّن َوأَنت ُ ۡم َٰ َع ِكفُونَ فِي ۡٱل َم َٰ َس ِج ِد ( ‪:‬فال يصح في غير المسجد؛ لقوله تعالى‬
‫؛ ولفعله ]البقرة‪َ [187:‬‬

‫(ص)؛ ألن االعتكاف في مسجد ال تقام فيه صالة الجماعة يقتضي ترك الجماعة وهي واجبة عليه‪ ،‬أو‬

‫تكرار خروج المعتكف كل وقت‪ ،‬وهذا ينافي المقصود من االعتكاف‪ ،‬أما المرأة فيصح اعتكافها في كل‬
‫مسجد سواء أقيمت فيه الجماعة أم ال‪ ،‬هذا إذا لم يترتب على اعتكافها فتنة‪ ،‬فإن ترتب على ذلك فتنة‬

‫‪.‬منعت‪ ،‬واألفضل أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه تقام فيه الجمعة‪ ،‬لكن ذلك ليس شر ً‬
‫طا لالعتكاف‬

‫الطهارة من الحدث األكبر ‪3-‬‬


‫‪.‬فال يصح اعتكاف ال ُجنُب‪ ،‬وال الحائض‪ ،‬وال النُّفَساء؛ لعدم جواز مكث هؤالء في المسجد‬

‫الصيام ليس بشرط لالعتكاف‬


‫سأ َ َل النَّبِ َّ‬
‫ي (ص) فقَا َل‬ ‫ع َم َر – رضي هللا عنهما ‪ -‬أ َ َّن ُ‬
‫ع َم َر َ‬ ‫ُك ْنتُ نَذَ ْرتُ ‪:‬ال يُعد الصيام شرطا في االعتكاف؛ لما ُروي َ‬
‫ع ِن اب ِْن ُ‬
‫ف ِبنَ ْذ ِركَ‬ ‫س ِج ِد ا ْلح ََر ِام‪ ،‬قَا َل (ص)‪« :‬فَأ َ ْو ِ‬ ‫فلو كان الصوم ‪)،‬رواه البخاري(‪».‬فِي ا ْلجَا ِه ِليَّ ِة أ َ ْن أَ ْعت َ ِك َ‬
‫ف لَ ْيلَة ِفي ا ْل َم ْ‬
‫َف ا ْلعَش َْر األ ُ َو َل ِم ْن « )شرطا لما صح اعتكافه في الليل؛ ألنه ال صيام فيه‪ ،‬وثبت أيضا‪ :‬أن َرسُو َل هللاِ (ص‬ ‫ا ْعتَك َ‬
‫‪ ،‬وفيها أيام العيد التي ال يجوز صيامها‪ ،‬كما أنهما عبادتان منفصلتان‪ ،‬فال يشترط إلحداهما وجود )رواه مسلم( »ش ََّوال‬
‫‪.‬األخرى‬

‫زمان االعتكاف‬
‫يصح االعتكاف في أي يوم‪ ،‬وبأي مدة‪ ،‬إال أن األفضل أال يقل االعتكاف عن يوم أو ليلة؛ ألنه لم ينقل‬

‫‪.‬عن النبي (ص) وال عن أحد من أصحابه االعتكاف فيما دون ذلك‬

‫اعتكاف العشر األواخر من رمضان‬


‫شةَ رضى هللا عنها‬
‫ف ا ْلعَش َْر « ‪:‬وهي أفضل أوقات االعتكاف؛ لما ثبت َع ْن َعائِ َ‬
‫َان يَ ْعت َ ِك ُ‬ ‫أَنَّ ال َّنبِ َّ‬
‫ي (ص) ك َ‬

‫َف أ َ ْز َوا ُجهُ ِم ْن َب ْع ِد ِه‬


‫مضان َحتَّى ت َ َوفَّا ُه هللا‪ ،‬ث ُ َّم ا ْعتَك َ‬
‫َ‬ ‫‪).‬رواه البخاري( ‪».‬األ َ َو ِ‬
‫اخ َر ِمن َر‬

‫ومن نوى اعتكاف العشر األواخر من رمضان صلَّى الفجر من صبيحة اليوم الحادي والعشرين في‬

‫شةَ رضى هللا عنها قَالَ ْ‬


‫ت‬ ‫سو ُل « ‪:‬المسجد الذي ينوي االعتكاف فيه‪ ،‬ثم يدخل في اعتكافه‪ ،‬فعَ ْن َعائِ َ‬ ‫ك َ‬
‫َان َر ُ‬

‫َف ِفي ِه‬ ‫ان‪َ ،‬وإِ َذا َ‬


‫صلَّى ا ْلغَدَاةَ َد َخ َل َمكَانَهُ الَّذِي ا ْعتَك َ‬ ‫ض َ‬ ‫هللا (ص) يَ ْعت َ ِك ُ‬
‫ف فِي ك ُِل َر َم َ‬ ‫‪).‬رواه البخاري( » ِ‬

‫وينتهي االعتكاف بغروب شمس آخر يوم من رمضان‪ ،‬واألفضل أن يكون الخروج صبيحة يوم العيد‪،‬‬

‫‪.‬وهو الثابت عن كثير من السلف‬

‫حكمة االعتكاف‬
‫ع عن الدنيا‪ ،‬وعن االنشغال بها وبأهلها‪ ،‬والتفرغ للعبادة‪ ،‬فينبغي على‬
‫الحكمة من االعتكاف االنقطا ُ‬

‫‪.‬المعتكف تفريغ قلبه لذلك‬


‫ما يباح للمعتكف‬
‫الخروج من المسجد لما ال بد منه‪ ،‬كالخروج لألكل والشرب‪ ،‬إذا لم يكن له من يحضرهما‪1- ،‬‬

‫شةَ رضى هللا عنها قَالَ ْ‬


‫ت‬ ‫ي (ص) ِإذَا ا ْعتَك َ‬
‫َف يُ ْد ِني « ‪:‬والخروج لقضاء الحاجة؛ لما ثبت َع ْن َعائِ َ‬ ‫َان ال َّنبِ ُّ‬
‫ك َ‬

‫ان‬
‫س ِ‬‫ال ْن َ‬
‫َان َال يَ ْد ُخ ُل ا ْلبَيْتَ إِ َّال ِلحَا َج ِة ْ ِ‬
‫فأر ِجلُهُ [ أرجله‪ :‬أسرح شعره]‪َ ،‬وك َ‬ ‫ي َرأْ َ‬
‫سه ُ َ‬ ‫‪).‬رواه مسلم( »إِلَ َّ‬

‫‪.‬تسريح الشعر وتمشيطه؛ للحديث السابق ‪2-‬‬

‫اإلكثار من ذلك؛ ألنه ينافي ‪3-‬‬


‫التحدث إلى الناس فيما يفيد‪ ،‬والسؤال عن أحوالهم‪ ،‬ولكن ال ينبغي له ِ‬

‫‪.‬مقصود االعتكاف‬

‫ص ِفيَّةَ ِب ْن ِ‬
‫ت ُحيَي ٍّ رضى هللا عنها ‪4-‬‬ ‫زيارة بعض أهله وأقاربه له‪ ،‬والخروج من معتكفه لتوديعهم؛ فعَ ْن َ‬

‫ت‬ ‫ي (ص) ُم ْعت َ ِكفا فَأَتَ ْيتُهُ أ َ ُز ُ‬


‫ورهُ لَيْال فَ َح َّدثْتُهُ‪ ،‬ث ُ َّم قُ ْمتُ ِأل َ ْنقَ ِل َب‪ ،‬فَ َقا َم َم ِع َي ِليَ ْق ِل َبنِي[ ليقلبني‪: « :‬قَالَ ْ‬ ‫َان ال َّن ِب ُّ‬
‫ك َ‬

‫‪).‬متفق عليه( »]يردني إلى بيتي‬

‫مبطالت االعتكاف‬
‫‪.‬الخروج من المسجد لغير حاجة عمدا‪ ،‬وإن ق َّل وقت الخروج ‪1-‬‬
‫شةَ رضى هللا عنها قَالَ ْ‬
‫ت‬ ‫ان« ‪:‬لما ثبت َع ْن َعائِ َ‬
‫س ِ‬‫ال ْن َ‬
‫َان َال يَ ْد ُخ ُل ا ْلبَيْتَ إِ َّال ِلحَا َج ِة ْ ِ‬
‫»وك َ‬
‫‪ ،‬وألن )رواه مسلم( َ‬

‫‪.‬الخروج يفوت المكث في المعتكف‪ ،‬وهو ركن االعتكاف‬

‫‪.‬الجماع‪ ،‬ولو كان ذلك ً‬


‫ليال ‪2-‬‬
‫‪ ،‬ويدخل في حكم الجماع‪ :‬اإلنزال ]البقرة‪َ ) [187:‬و َال ت ُ َٰ َب ِش ُروه َُّن َوأَنت ُ ۡم َٰ َع ِكفُونَ ِفي ۡٱل َم َٰ َس ِج ِد ( ‪:‬لقوله تعالى‬

‫‪.‬بشهوة بدون جماع كاالستمناء‪ ،‬ومباشرة الزوجة في غير الفرج‬

‫‪.‬العزم على قطع االعتكاف ‪3-‬‬


‫شةَ رضى هللا‬
‫إن نوى المسلم اعتكاف أيام معينة‪ ،‬ثم قطع اعتكافه يجوز له قضاؤه؛ لما ثبت َع ْن َعائِ َ‬

‫صلَّى ا ْلفَجْ َر ث ُ َّم َد َخ َل ُم ْعتَ َكفَهُ [ معتكفه‪ :‬أي موضع « ‪:‬عنها قَالَ ْ‬
‫ت‬ ‫هللا (ص) إذَا أ َ َرا َد أَ ْن يَ ْعت َ ِك َ‬
‫ف َ‬ ‫سو ُل ِ‬ ‫ك َ‬
‫َان َر ُ‬

‫ب ‪-‬أ َ َرا َد‬


‫المسجد]‪،‬و ِإنَّهُ أ َ َم َر ِب ِخ َبا ِئ ِه [ الخباء‪ :‬بناء من وبر أو صوف‪.‬كالخيمة] ‪َ ،‬فض ُِر َ‬
‫َ‬ ‫اعتكافه في‬

‫غي ُْر َها ِم ْن أ َ ْز َواجِ ال َّنبِي ِ‬


‫ب‪َ ،‬وأ َ َم َر َ‬ ‫ان‪ ،-‬فَأ َ َم َرتْ َز ْي َن ُ‬
‫ب ِب ِخبَائِهَا َفض ُِر َ‬ ‫ض َ‬ ‫َاف فِي ا ْلعَش ِْر ْاأل ِ‬
‫واخ ِر ِم ْن َر َم َ‬ ‫ِاال ْعتِك َ‬

‫سو ُل هللا (ص) ا ْلفَجْ َر نَ َظر‪ ،‬فَ ِإ َذا ْاأل َ ْخ ِب َيةُ‪ .‬فَقَالَ‪ :‬آ ْل ِب َّر ت ُ ِرد َْن [ خوفا منه‬ ‫ب‪َ ،‬فلَ َّما َ‬
‫صلَّى َر ُ‬ ‫(ص) ِب ِخ َبا ِئ ِه فَض ُِر َ‬
‫(ص) أن يكن غير مخلصات في االعتكاف] ؟ فَأ َ َم َر بِ ِخبَائِ ِه فَقُ ِو َ‬
‫ض [ قوض‪ :‬أي هد الخباء] ‪َ ،‬وت َ َركَ‬

‫َف ِفي ا ْلعَش ِْر ْاأل ُ َو ِل ِم ْن ش ََّوال‬


‫ان َحتَّى ا ْعتَك َ‬
‫ض َ‬‫شه ِْر َر َم َ‬ ‫العشر «‪ ،:‬وفي رواية)متفق عليه( ِ‬
‫»اال ْعتِك َ‬
‫َاف فِي َ‬

‫‪».‬األواخر من شوال‬

‫‪:‬عيادة المريض وشهود الجنازة ‪4-‬‬


‫ضا‪ ،‬وال يشهد جنازة‪ ،‬وينقطع لعبادة هللا في معتكفه‬
‫‪.‬ال يعود المعتكف مري ً‬

You might also like