Professional Documents
Culture Documents
الطهارة
الطهارة
« - 1كنى بالمالمسة عن الجماع ،ألنه مما يستهجن التصريح به أو يستحيى منه» «التفسير الوسيِ لطنطاوي» (.)061 /3
الصحابة روايةً للحديث النبوي لسعة حفظه ،روى عنه أكثر من ثمان ماِة رجل من صحابي وتابعي .وتولى والية
البحرين في عهد عمر بن الخطاب ،وبعدها لزم المدينة حتى وفاته سنة 95ه .له في كتب الحديث 9375
حديثا.
فتيمموا :فاقصدوا.
يدا) :الصعيد :وجه األرض ،والمراد عند مالك كل ما صعد على وجه األرض من أجزاِها ،فيدخل فيه التراب، (صعِ ً َ
والرمل ،والحجر ،ونحوها.
(طَيِبًا) :طاهرا (نقيا من النجاسة والقذر).
حرج :ضيق ومشقة.
غرا م َحجلين :نور يظهر على جبين وأيدي وأرجل المتوضئين يوم القيامة.
د -مضامين النصوص األساسية:
-يخبرنا الله تعالى في اآلية األولى أنه يحب التوابين من الذنوب ،المتطهرين من النجاسات واألدناس الحسية
والمعنوية.
-يأمر الله تعالى من أراد الصالة بالوضوء والَسل في حال الجنابة ،وبعبارة أخرى :تبين اآلية الثانية أنواع الطهارة،
وكيفية القيام بها ،والحكمة المقصودة من تشريعها (وهو أنه تعالى يريد -بما شرعه لنا منها -أن يطهرنا من
« - 2كنى بالمالمسة عن الجماع ،ألنه مما يستهجن التصريح به أو يستحيى منه» «التفسير الوسيِ لطنطاوي» (.)061 /3
األدناس واألقذار ،والذنوب واألوزار؛ ألن الوضوء والَسل -كما ينظف الجسم من األقذار -يكفر الله تعالى به
الذنوب والخطايا3؛ وألن التيمم بالصعيد مظهر للتواضع والخضوع لله.)4
-يبين الحديث الشريف ألثر الوضوء على المسلم يوم القيامة.
- 3ويدل على ذلك عدة أحاديث أوجزها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم« :من توضأ فأحسن الوضوء ،خرجت خطاياه من جسده ،حتى تخرج
من تحت أظفاره ».أخرجه مسلم (.)055/0
- 4ينظر التفسير الوسيِ -مجمع البحوث (.)0129 /2
- 5الفقه على المذاهب األربعة (.)7 /0
روحه ،وطابت نفسه ،واطمأن قلبه ،وصار 6
طهر ظاهر اإلنسان بالماء ،وطهر باطنه بالتوحيد واإليمان ،وكمل ذلك بالطيب واالستَفار ،صفت ُ
" -إذا ُ
مهيئاً لمناجاة ربه في أحسن هيئة" موسوعة الفقه اإلسالمي (.)322 /2
"-غسل البدن كله أو أطرافه مما يبعث النشاط والهمة فيقف العبد بين يدي ربه نشيطا حاضر القلب صاف َي
الروح ،وعند حصول سبب من أسباب الَسل كالجنابة أو الجماع مثال وهو ما يسمى بالحدث األكبر يعتري
الجسم استرخاء وفتور يزوالن بالَسل".7
ثالثا :أنواع الطهارة وكيفية أدائها
أنواع الطهارة:
الطهارة نوعان :معنوية وحسية:
النوع األول :الطهارة الباطنة المعنوية ،وهي :الطهارة من الشرك والمعاصي ،وتكون بالتوحيد واألعمال الصالحة،
وهي أهم من طهارة البدن ،بل ال يمكن أن تقوم طهارة البدن مع وجود نجس الشرك ،قال تعالى {إِن ََّما الْ ُم ْش ِرُكو َن
ف أن يُطَ ِهَر نَجس} (التوبة ،)22 :وقال النبي ﷺ« :إن المؤمن ال ينجس» (متفق عليه) ،فيجب على كل مكلَّ ٍ
ُ َ ٌ
َّك ،وذلك باإلخالص والتوحيد ،واليقين .ويُطَ ِهر نفسه وقلبه من أقذار المعاصي، قلبه من نجاسة ِ
الشرك ،والش ِ
السمعة ...وذلك بالتوبة الصادقة من جميع وآثار الحسد ،والحقد ،والَل ،والَِش ،والكبر ،والعجب ،و ِ
الرياء و ُّ
الذنوب .وهذه الطهارة هي شطر اإليمان والشطر الثاني هي الطهارة الحسية.
النوع الثاني :الطهارة الحسية :وهي الطهارة من األحداث واألنجاس ،وهذا هو شطر اإليمان الثاني ،قال النبي
ﷺ« :الطهور شطر اإليمان» (مسلم) .وتكون بما شرع الله من الوضوء ،والَسل ،أو التيمم عند فقد الماء.8
ب -أقسام الطهارة الحسية:
الطهارة الحسية هي نوعان:
- 0طهارة الخبث ،وهي إزالة النجاسة عن ثوب المصلي وبدنه ومكانه( .ماِية وغير ماِية بالدبغ).
- 2طهارة الحدث ،وتتنوع إلى ثالثة أنواع :الطهارة الصَرى (الوضوء) ،والكبرى (الَسل) ،والتيمم.
(وتفصيل أقسامها أن يقال :الطهارة قسمان :طهارة حدث وطهارة خبث؛ وطهارة الحدث ماِية وترابية تقوم
مقامها ،فالماِية هي الوضوء والَُسل ،والترابية هي التيمم ،والماِية تحصل بََسل ومسح ،والمسح أصلي أو بدلي،
فاألصلي كما في مسح الرأس ،والبدلي اختياري واضطراري ،فاالختياري كما في المسح على الخفين ،واالضطراري
كما في المسح على الجبيرة .والطهارة الترابية تحصل بمسح فقِ .أما طهارة الخبث فهي أيضاً ماِية وغير ماِية،
فالماِية تحصل بَسل ونَضح ،فالَسل للنجاسة المتحققة ،والنضح للمشكوك فيه ،وغير الماِية بدابغ ،9ونا ٍر على
الراجح فيهما.)10
أحكام الوضوء
تعريف الوضوء:
الوضوء لَة مشتق من الوضاءة ،وهي الحسن والنظافة ،وشرعا" :طهارة مائية ،تتعلق بأعضاء مخصوصة ،على
وجه مخصوص".15
حكم الوضوء:
يجب الوضوء للصالة والطواف ومس المصحف.
ندب الوضوء في عشرة مواطن :لزيارة صالح ،وسلطان ،ولقراءة القرآن ،والحديث ،والعلم الشرعي ،ولذكر الله،
ويُ َ
وعند النوم ،ودخول السوق ،وإدامة الوضوء.
شروط الوضوء:
شروط الوضوء ثالثة أقسام:
أوال :شروط وجوب الوضوء:
وهي أربعة:
- 1دخول وقت الصالة.
– 2البلوغ.
- 3القدرة على الوضوء.
- 4حصول الناقض للوضوء.
ثانيا :شروط صحة الوضوء:
وهي ثالثة:
– 1اإلسالم.
البشرة :كشمع أو دهن متجسم. - 2عدم ٍ
حاِل يمنع من وصول الماء إلى َ
- 3عدم المنافي للوضوء :فال يصح حال خروج الحدث مثالً.
ثالثا :شروط وجوب وصحة معا:
وهي أربعة:
- 1العقل.
- 16والمشهور أن محلها عند غسل الوجه ،وقيل :عند غسل اليدين للكوعين أوال ،واستظهره خليل ،وجمع بعضهم بين القولين فقال :يبدأ بالنية َ
أول
الفعل ،ويستصحبها إلى أول الفروض ،ينظر حاشية الدسوقي ( ،)53 /0و«الدر الثمين والمورد المعين» (ص.)092
وغسل تكاميش الجبهة ،وظاهر الشفتين ،وهو ما يبدو منهما عند انطباقهما انطباقا
ُ - 17فيجب غسل َوتَرة األنف ،وهي الحاجز بين طاقتي األنف،
طبيعا ،وغسل ما غار من جفن أو غيره ،كأثر جرح أو ما خلق غاِرا إذا أمكن غسله ،ينظر الشرح الصَير (.)016 /0
والصالة بدون ذلك الفرض باطلة ،وال تبطل بترك سن ٍة ولو عمدا.
قال ابن عاشر:
دل ا ف ي زم ٍ
ان ُم ع ت ْ ب يُ ْب ِ
س االعض وع اج ُز ال ف وِر ب ن ى م ا ل م ي طُ ْل
ْر حض
ن تَ ه ي ف ع ل ه ا ل م ا َ ُس ت ،وم ن ذك ْر
إن ك ان ص ل ى ب ط ل ْ
سنن الوضوء:
السنة المؤكدة وهو ما واظب الرسول ﷺ على فعله ولم يتركه إال نادرا .وهي أعلى درجات المندوب ،وسنن الوضوء
ثمانية:
-0غسل اليدين إلى الكوعين قبل إدخالهما لإلناء.18
-2المضمضة :وهي إدخال الماء في الفم ،وتحريكه فيه من شدق إلى شدق ،ثم طرحه ،لقوله ﷺ« :إذا
توضأت فمضمض» (أبو داود).
-3االستنشاق :ويستحب المبالَة فيه لقول النبي ﷺ...« :وبالغ في االستنشاق ،إال أن تكون صاِما»
(األربعة) ،ويجزئ المضمضة واالستنشاق بَرفة واحدة ،وإفراد كل منهما بَرفة أفضل.
-5االستنثار :وهو دفع الماء بالن َفس ،ويستحب أن يضع سبابة وإبهام اليسرى على أنفه.
-9رد مسح الرأس :من منتهى المسح إلى مبدِه .وذلك إن بقي بلل بيديه ،وإال سقطت هذه السنة.
-6مسح األذنين ،ظاهرهما وباطنهما ،مع مسح الثقبين ،ويكره تتبع غضونهما.
-7تجديد الماء لمسح األذنين :ال أن يمسحا بالماء الذي مسح به الرأس.
غسل اليدين على مسح الرأس،
-2ترتيب الفراِض فيما بينها ،بأن يقدم غسل الوجه على غسل اليدين ،و َ
مسح الرأس على غسل الرجلين ،هذا هو المشهور ،وقيل :بوجوبه وفاقا للشافعية.
و َ
يصل ليؤدي الصالة على الوجه األفضل ،وإن وال ينبَي تعمد ترك السنن ،فمن ترك بعضها ناسيا "أتى بها ما لم ِ
صلى لم يعد ألن وقتها قد مضى بانقضاء الصالة ،والسنن ال تعاد إذا انقضت أوقاتها" 19كما قال القاضي عبد
الوهاب.
- 18وإنما يكون ذلك سنة إن كان الماء قليال كآنية وضوء أو غسل ،وأمكن اإلفراغ منه كالصحفة ،ولم يكن الماء جاريا ،فإن كان كثيرا أو جاريا أو
لم يمكن اإلفراغ منه كالحوض الصَير ،أدخل يديه فيه إن كانتا نظيفتين ،ينظر الشرح الصَير (.)002 /0
- 19المعونة على مذهب عالم المدينة (ص.)023
مستحبات الوضوء:
المستحب ما فعله النبي ﷺ أحيانا داللةً على ندبه دون أن يواظب على فعله ،وهو أقل من درجة السنة المؤكدة.
ومستحبات الوضوء اثنا عشر مندوباً:
-0الوضوء في مكان طاهر :لئال يتطاير شيء على ثوبه أو بدنه إن كان المكان ِ
متنجسا.
-2استقبال القبلة إن أمكن.
-3التسمية في أوله :والسكوت عن الكالم بَير ذكر الله تعالى.
-5تقليل الماء المستعمل مع إحكام الوضوء :ويكفي القدر الذي يجري على األعضاء.
-9البدء بالميامن قبل المياسر من اليدين والرجلين .لقول الرسول ﷺ" :إذا لبِستم وإذا توضأتم فابدأوا
ِ
بأيامنكم" (أبوداود والترمذي وابن ماجه).
-6وضع اإلناء المفتوح على اليمين :كالقصعة والطست ،ألنه أمكن له في تناوله ،وأما إذا ضاق عن
إدخال اليد فيه كاإلبريق ،فليجعله عن يساره.
-7البَدء بم َقدم العضو في الغَسل أو المسح :فيبدأ المتوضئ عند غسل الوجه بمقدمه وهو منابت شعر
الرأس المعتاد ،ويبدأ عند غسل اليدين من أطراف األصابع ،ويبدأ عند مسح الرأس من َّ
مقدمه وهو منابت
شعر الرأس المعتاد.
-2تخليل أصابع الرجلين.
-5الغسلة الثانية والثالثة :وتكون سنة إذا عم العضو بالماء في الَسلة األولى .ويكره االقتصار على مرٍة
واحدة في المَسوالت إال للعالِم بالوضوء ،ويكره كذلك االقتصار على مرة أمام العوام .وذهب بعضهم
إلى أن الواجب في الرجلين اإلنقاء ولو زاد عن الثالث.
ترتيب سنن الوضوء فيما بينها :بحيث يقدم غسل الكفين على المضمضة ،وتقدم المضمضة -01
على االستنشاق.
ترتيب سنن الوضوء مع فرائضه :بحيث يقدم غسل اليدين والمضمضة واالستنشاق على غسل -00
الوجه ،ويقدم مسح الرأس على مسح األذنين ،ويقدم مسح األذنين على مسح الرجلين.
االستياك :وهو استعمال السواك لتنظيف الفم ،ويستحب أن يكون أول الوضوء قبل المضمضة. -02
وإن عدم العود جاز له أن يستاك باألصبع.
ذكر الله أثناء الوضوء وبعده :فقد كان النبي ﷺ يقول هو يتوضأ« :اللهم اغفر لي ذنبي ،ووسع -03
لي في داري ،وبارك لي في رزقي» .20وفي الحديث« :من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال :أشهد أن ال
- 20أخرجه ابن أبى شيبة ( ،91/6رقم ،)25350والنساِي في السنن الكبرى ( ،25/6رقم ،)5512وأبو يعلى في مسنده ( ،297/03رقم
،)7273وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص ،25رقم .)22وصحح النووي إسناده في األذكار (ص.)25
إله إال الله وحده ال شريك له ،وأن محمدا عبده ورسوله ،فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها
شاء» (مسلم).
مكروهات الوضوء:
وهي تسعة:
نجس فعال ،أو في موضع أ ُِعد للنجاسة. - 1الوضوء في مكان ِ
ۡ َ َ َ
- 2اإلسراف في صب الماء :لقوله تعالى :ﵟ َولا ت ُ ۡس ِرفُ ْۚٓوا إِن ُهۥ لا ُيح ُِب ٱل ُم ۡس ِرف َِينﵞ (األعراف.)050 :
- 3الكالم أثناء الوضوء بَير ذكر الله تعالى ،أو لَير مصلحة كرد السالم وإجابة المؤذن.
- 4الزيادة على الثالث في المَسول ،ألن النبي ﷺ توضأ ثالثا ،ثم قال« :هكذا الوضوء ،فمن زاد على هذا
فقد أساء وتعدى وظلم» (النساِي وابن ماجه) .ويكره الزيادة على الواحدة في الممسوح ،ألن المسح مبني على
التخفيف على الراجح.
بمؤخر األعضاء بدال من مقدمها.
-البدءُ َّ 5
-كشف العورة حال الوضوء إذا كان خاليا أو مع زوجته (أما كشفها أمام األجانب فحرام). 6
-مسح الرقبة :ألنه من الَلو ،والحديث الوارد في استحبابه ضعيف. 7
-الزيادةُ الكثيرة في المَسول على محل الفرض :لقول النبي ﷺ« :سيكون في هذه األمة قوم يعتدون في 8
الطهور والدعاء».21
- 9ترك ٍ
سنة من سنن الوضوء عمدا :وال تبطل الصالة بتركها ،ولكن يُسن فعلها لما يستقبل من الصالة إن
أراد أن يصلي بذلك الوضوء.
صفة وضوء النبي عليه الصالة والسالم:
عن ُح ْمران مولى عثمان بن عفان -رضي الله عنه -أنه رأى عثمان دعا َبوضوء ،فأفرغ على يديه من إناِه،
فَسلهما ثالث مرات ،ثم أدخل يمينه في الوضوء ،ثم تمضمض واستنشق واستنثر ،ثم غسل وجهه ثالثا ،ويديه
إلى المرفقين ثالثا ،ثم مسح برأسه ،ثم غسل كلتا رجليه ثالثا ،ثم قال :رأيت النبي ﷺ يتوضأ نحو وضوِي هذا،
وقال" :من توضأ نحو وضوئي هذا ،ثم صلى ركعتين ،ال يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من
ذنبه"(.الشيخان).
نواقض الوضوء:
وهي على ثالثة أقسام:
- 21أخرجه أبو داود ( ،25/0رقم ،)56وابن ماجه ( ،0270/2رقم ،)3265وأحمد ( ،26/5رقم ،)06252وابن حبان ( ،066/09رقم
،)6763والحاكم ( ،267/0رقم .)975
أوال :أحداث:
مخرج المعتاد في الصحة ،وهو ثمانية أشياء :الريح ،والَاِِ ،والبول ،والمذي،22
والحدث الخارج المعتاد من ال ْ
المني الخارج بَير لذة معتادة ،23والهادي ،24ودم االستحاضة 25إذا كان انقطاعه أكثر من إتيانه.26
والودي ،و ُّ
ثانيا :أسباب أحداث:
وهي ثالثة:
الس ِه العينان،
- 0زوال العقل ،بجنون أو إغماء أو سكر أو نوم ثقيل ،سواء طال أم قصر؛ لقول النبي ﷺِ " :وكاءُ َّ
فمن نام فليتوضأ" (أبو داود) .أما النوم الخفيف فال ينقض الوضوء سواء كان جالسا أو مضطجعا ،لكن يندب له
الوضوء إن طال زمنه ،ويعرف النوم الخفيف بأن يحس بالصوت المرتفع بقربه أو يشعر بسقوط شيء من يده ،أو
بسيالن لعابه ،أو نحو ذلك.27
- 2مالمسة شخص يشتهى عادةً بيده أو بجزء من بدنه مع قصد اللذة أو وجودها (اللمس ،والقبلة).
ويشترط في الالمس:
-0أن يكون بالَاً.
-2أن يكون قاصداً بلمسه اللذة ،وإن لم يجدها بالفعل .وكذلك ينقض الوضوء إن وجد اللذة حال
القصد واللذة فال نقض.
ُ اللمس ،وإن لم يكن قاصداً لها ابتداء ،فإن انتفى
أما القبلة في الفم فإنها تنقض الوضوء مطلقاً ،والمقبِل والمقبَّل سواء في النقض ،إن كانا ْ
بالَين أو البالغ
لوداع أو ٍ
رحمة ،فإنها ال تنقض إال إذا وجد منهما إن كان اآلخر ممن يُشتهى عادةً .أما إذا كانت ال ُقبلة ٍ
اللذة.
ب -شروط المالمسة:
-0أن تكون بدون حاِل أو بحاِل خفيف ،أما إن كان الحاِل كثيفاً فال ينقض الوضوء ،إال إذا كان
المس بالقبض على العضو ،وقصد اللذة أو وجدها.
- 2أن يكون المس بالبشرة ولو كان الممسوس شعراً أو ظفراً متصالً.
ج -شروط الشخص الملموس:
- 22المذي :ماء أبيض رقيق يخرج عند اللذة باإلنعاظ عند المالعبة أو التذكار.
حار فأمنى ،ولم يستدم على تلذذه ،بل أقلع عن التلذذ بمجرد خروج المني منه ،فال يجب عليه إال الوضوء ،فإن - 23كمن لدغته عقرب أو نزل بماء ٍ
استدام على تلذذه وجب عليه الَسل.
- 24الودي :ماء أبيض خاثر يخرج عقب البول.
- 25الهادي :ماء أبيض يخرج من الحامل قبيل الوالدة.
- 26أما إذا كان إتيانه أكثر من انقطاعه أو تساوى األمران فال يجب منه الوضوء ،ينظر الثمر الداني (ص.)27
- 27ينظر منح الجليل شرح مختصر خليل (.)000 /0
أن يكون ممن يُشتهى عادة من ذكر أو أنثى .أما إن كان ممن ال يُشتهى عاد ًة فال ينقض لمسه الوضوءَ
ولو قصد اللذة.
وال ينتقض وضوء الشخص الملموس إال إذا كان بالَاً ووجد اللذة أو قصدها ،فإن لم يكن بالَاً ،فال
ض ولو قصد ووجد.ن ْق َ
ذكره بغير حائل كثيف :عمدا أو سهوا ،بلذة أو بَير لذة ،إذا مسه ببطن الكف ،أو جنبه ،أو
- 3مس البالغ َ
َجْنب أصابعه ،أو رؤوسها ،لحديث" :إذا أفضى 28أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ" (النساِي).
ثالثا :نواقض الوضوء غير األحداث واألسباب:
ُ َ َ ۡ َ
ﵟلئ ِ ۡن أ ۡش َرك َت ل َي ۡح َب َط َن َع َمل َكﵞ [الزمر.]56 : ِ –0
الردة :ألنها محبطة للعمل لقوله تعالى:
- 2الشك في الطهارة أو في الحدث أو فيما سبق منهما .فإذا كان الشك يأتيه كل يوم ولو مرة 29فإنه ال يعيد
الوضوء إذا شك في الحدث.
أما إذا طرأ الشك أثناء الصالة فلينتظر حتى يفرغ منها ،فإن زال الشك فصالته صحيحة ،وإن بقي الشك أعاد
الصالة ،أما إن طرأ بعد الفراغ منها فال يضر إال إذا تحقق.
األشياء التي ال تنقض الوضوء:
- 1لمس من ال ي ْشتهى طبعا :كطفلة صَيرة فال ينقض الوضوء ولو قصد اللذة.
- 2اإلحساس باللذة من غير لمس :فإن قصد اللذةَ أو وجدها بالنظر أو بالفكر فال ينقض الوضوء ،وإن ْأمذى
وجب الوضوءُ للم ْذي.
- 3خروج الحصى والدم من البطن :ونحو ذلك مما هو غير معتاد.
- 5السلَس :فال ينقض إذا الزم نصف زمن أوقات الصالة فأكثر ،وهي من الزوال إلى طلوع شمس اليوم الثاني،
لكن يندب الوضوء إذا لم يعم الزمن .وهذا إذا لم ينضبِ ،ولم يقدر صاحبه على التداوي .فإن انضبِ كأن جرت
العادة بانقطاعه آخر ال وقت ،وجب عليه تأخير الصالة آلخره ،أو ينقطع أوله وجب عليه تقديمها .وكذا إذا قدر
على التداوي وجب عليه التداوي وغفر له أيام التداوي فقِ.
- 9مس حلقة الدبر ،أو الخصيتين ،ومس عورة الطفل.
وال ينتقض وضوء المرأة بمسها لفرجها -على المشهور -ولو أدخلت أصبعها ووجدت اللذة .ومنهم من رأى
أنه ينقض إذا ألطفت ألنه مظنة االلتذاذ ،واستظهر خليل في التوضيح النقض مطلقا ،ويؤيده قول النبي ﷺ" :أيما
رجل مس فرجه فليتوضأ ،وأيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ" (أحمد).
- 28واإلفضاء ال يكون إال بباطن الكف ،وأصابعها ،ينظر المعونة (ص ،)096وشرح التلقين (.)053 /0
- 29وهو الذي يسميه الفقهاء بالمستنكح.
ِ
– 6القيء وال َقلَس :فال ينقض ،ولكن يستحب أن يمضمض َ
30
فمه منهما.
- 7خروج الدم من الجرح.
ف شاة وصلَّى ولم ِ
- 2أكل ما مسته النار ،وأكل لحم اإلبل :لما رواه الشيخان «أن رسول الله ﷺ أكل َكت َ
ترك الوضوء مما مست النار"( ،أبو داود يتوضأ» ،ولقول جابر قال" :كان ُ
آخر األمرين من رسول الله ﷺ َ
والنساِي) .31
الشرجية :ألن الوضوء مما خرج ال مما دخل.
- 5الحقنة َ