You are on page 1of 15

‫الطهارة‪ :‬أنواعها ومقاصدها‬

‫أوال‪ :‬تحليل النصوص الشرعية‬


‫ا ‪ -‬نصوص شرعية مؤسسة‪:‬‬
‫ين ﴾ [سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪]222 :‬‬ ‫ِ‬
‫ب الْ ُمتَطَه ِر َ‬‫ين َويُ ِح ُّ‬ ‫قال الله عز وجل‪ ﴿ :‬إِ َّن اللَّ َه ي ِح ُّ ِ‬
‫ب الت ََّّواب َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وه ُك ْم َوأَيْديَ ُك ْم إِلَى الْ َمَراف ِق َو ْام َس ُحواْ بُِرُؤوس ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ين َآمنُواْ إِ َذا قُ ْمتُ ْم إِلَى َّ‬ ‫َّ ِ‬ ‫َّ‬
‫الصالة فَا ْغسلُواْ ُو ُج َ‬ ‫قال الله تعالى‪﴿ :‬يَا أَيُّ َها الذ َ‬
‫ضى أ َْو َعلَى َس َف ٍر أ َْو َجاءَ أَ َح ٌد ِمن ُكم ِم َن الََْاِِ ِِ أ َْو‬ ‫َوأ َْر ُجلَ ُك ْم إِلَى الْ َك ْعبَ ْي ِن َوإِن ُكنتُ ْم ُجنُبًا فَاطَّ َّه ُرواْ َوإِن ُكنتُم َّم ْر َ‬
‫يد اللَّهُ لِيَ ْج َع َل َعلَْي ُكم ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يدا طَيِبًا فَ ْام َس ُحواْ بُِو ُجوه ُك ْم َوأَيْدي ُكم ِمْنهُ َما يُِر ُ‬ ‫صعِ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْستُ ُم الن َساء فَلَ ْم تَج ُدواْ َماء فَتَ يَ َّم ُمواْ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد ليُطَ ِهَرُك ْم َوليُت َّم ن ْع َمتَهُ َعلَْي ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْش ُك ُرو َن﴾‪[ .‬سورة الماِدة‪ ،‬اآلية‪]6 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحَرٍج َولَكن يُِر ُ‬
‫ول‪« :‬إِ َّن أ َُّمتِي ي ْدعو َن ي وم ِ‬
‫القيَ َام ِة غًُّرا‬ ‫صلَّى اللهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ،‬يَ ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َْ َْ َ‬ ‫ت النَّبِ َّي َ‬‫َع ْن أَبِي ُهَريْ َرَة َرض َي اللهُ َعْنهُ‪ ،‬قال‪َ :‬سم ْع ُ‬
‫وء»‪[ .‬متفق عليه]‬ ‫مح َّجلِين ِمن آثَا ِر الوض ِ‬
‫ُُ‬ ‫َُ َ ْ‬
‫ب ‪ -‬توثيق النصوص والتعريف بها‬
‫التعريف بسورة البقرة‪:‬‬
‫سورة البقرة‪ :‬مدنية‪ ،‬وعدد آياتها ‪ 226‬آية‪ ،‬فهي أطول سورة في القرآن الكريم‪ ،‬وهي السورة الثانية من حيث‬
‫الترتيب في المصحف الشريف‪ ،‬وقد سميت بذلك ألنها انفردت بذكر قصة البقرة التي كلف قوم موسى بذبحها‬
‫بعد أن قتل فيهم قتيل ولم يعرفوا قاتله‪ .‬وقد ابتدأ نزولها بعد هجرة النبي ﷺ إلى المدينة‪ ،‬وقد نزل معظمها في‬
‫السنوات األولى من الهجرة‪ ،‬واستمر نزولها إلى قبيل وفاة النبي ﷺ بفترة قليلة‪.1‬‬
‫وهي تعنى بجانب التشريع في باب العبادات والمعامالت‪.‬‬
‫التعريف بسورة المائدة‬
‫سورة الماِدة‪ :‬مدنية‪ ،‬وعدد آياتها ‪ 021‬آية‪ ،‬وهي السورة الخامسة من حيث الترتيب في المصحف الشريف‪،‬‬
‫نزلت بعد سورة الفتح‪ .‬سميت بذلك االسم ألنها انفردت بقصة الماِدة التي طلب الحواريون من عيسى‪ -‬عليه‬
‫السالم‪ -‬أن يسأل الله أن ينزلها عليهم‪ .‬وتسمى أيضا سورة العقود‪ :‬إذ وقع هذا اللفظ في أولها‪ ،‬وقد تناولت‬
‫جانب التشريع بإسهاب إلى جانب موضوع العقيدة وقصص أهل الكتاب‪.‬‬
‫التعريف بأبي هريرة‬
‫أبو هريرة‪ :‬هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي‪ ،‬كناه رسول الله ﷺ بأبي هريرة‪ ،‬ولد سنة ‪ 20‬ق‪ .‬ه ‪ ،‬صحابي‬
‫جليل من أوعية العلم وأِمة الفتوى‪ ،‬أسلم سنة ‪ 7‬ه ‪ ،‬ولزم النبي ﷺ‪ ،‬وحفظ الحديث عنه‪ ،‬حتى أصبح أكثر‬

‫‪« - 1‬كنى بالمالمسة عن الجماع‪ ،‬ألنه مما يستهجن التصريح به أو يستحيى منه» «التفسير الوسيِ لطنطاوي» (‪.)061 /3‬‬
‫الصحابة روايةً للحديث النبوي لسعة حفظه‪ ،‬روى عنه أكثر من ثمان ماِة رجل من صحابي وتابعي‪ .‬وتولى والية‬
‫البحرين في عهد عمر بن الخطاب‪ ،‬وبعدها لزم المدينة حتى وفاته سنة ‪ 95‬ه ‪ .‬له في كتب الحديث ‪9375‬‬
‫حديثا‪.‬‬

‫ج ‪ -‬شرح المفردات والعبارات‪:‬‬


‫المتطهرين‪ :‬أي ِ‬
‫المتنزهين عن الفواحش واألقذار‪.‬‬
‫إذا قمتم إلى الصالة‪ :‬إذا أردتم القيام للصالة وأنتم محدثون (تعبيرا بالمسبب عن السبب)‪.‬‬
‫وم ْرفق؛ وهو مفصل الساعد‪ ،‬أو هو ملتقى عظم العضد بعظم الذراع‪.‬‬ ‫(المرافِ ِق)‪ :‬جمع مرفِق ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ‬
‫(ال َك ْعبَ ْي ِن)‪ :‬مثنى كعب‪ ،‬وهما العظمان الناتئان من الجانبين‪ ،‬عند مفصل الساق والقدم‪.‬‬
‫ُجنُباً‪ :‬أصابتكم جنابة بجماع أو إنزال مني‪.‬‬
‫فَاطَّ َّه ُروا‪ :‬فاغتسلوا‪ ،‬والَسل‪ :‬هو غسل جميع الجسد بالماء (أصله‪ :‬فتطهروا‪ ،‬فأدغمت التاء في الطاء)‪.‬‬
‫قضاء الحاجة‪ ،‬والَاِِ في األصل هو المنخفض الواسع من األَرض‪.‬‬‫(الَْاِِ ِِ)‪ :‬وهو هنا كناية عن ِ‬
‫َ‬
‫َ(ال َم ْستُ ُم النِ َساءَ)‪ :‬كناية عن االتصال الجنسي (على قول ابن عباس)‪ ،‬أَو مطلق المباشرة (على قول ابن مسعود)‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫فتيمموا‪ :‬فاقصدوا‪.‬‬
‫يدا)‪ :‬الصعيد‪ :‬وجه األرض‪ ،‬والمراد عند مالك كل ما صعد على وجه األرض من أجزاِها‪ ،‬فيدخل فيه التراب‪،‬‬ ‫(صعِ ً‬ ‫َ‬
‫والرمل‪ ،‬والحجر‪ ،‬ونحوها‪.‬‬
‫(طَيِبًا)‪ :‬طاهرا (نقيا من النجاسة والقذر)‪.‬‬
‫حرج ‪:‬ضيق ومشقة‪.‬‬
‫غرا م َحجلين ‪:‬نور يظهر على جبين وأيدي وأرجل المتوضئين يوم القيامة‪.‬‬
‫د ‪ -‬مضامين النصوص األساسية‪:‬‬
‫‪-‬يخبرنا الله تعالى في اآلية األولى أنه يحب التوابين من الذنوب‪ ،‬المتطهرين من النجاسات واألدناس الحسية‬
‫والمعنوية‪.‬‬
‫‪-‬يأمر الله تعالى من أراد الصالة بالوضوء والَسل في حال الجنابة‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ :‬تبين اآلية الثانية أنواع الطهارة‪،‬‬
‫وكيفية القيام بها‪ ،‬والحكمة المقصودة من تشريعها (وهو أنه تعالى يريد ‪ -‬بما شرعه لنا منها ‪ -‬أن يطهرنا من‬

‫‪« - 2‬كنى بالمالمسة عن الجماع‪ ،‬ألنه مما يستهجن التصريح به أو يستحيى منه» «التفسير الوسيِ لطنطاوي» (‪.)061 /3‬‬
‫األدناس واألقذار‪ ،‬والذنوب واألوزار؛ ألن الوضوء والَسل ‪ -‬كما ينظف الجسم من األقذار ‪ -‬يكفر الله تعالى به‬
‫الذنوب والخطايا‪3‬؛ وألن التيمم بالصعيد مظهر للتواضع والخضوع لله‪.)4‬‬
‫‪-‬يبين الحديث الشريف ألثر الوضوء على المسلم يوم القيامة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم الطهارة وحكمها ومقاصدها‬


‫ا ‪ -‬تعريف الطهارة‪:‬‬
‫الطهارة لَةً‪ :‬النظافة من األوساخ الحسية والمعنوية‪.‬‬
‫وشرعاً‪" :‬صفة حكمية يستباح بها ما منع الحدث أو حكم الخبث"‪ .‬ومن تعاريفه أيضا‪" :‬رفع الحدث أو إزالة‬
‫النجس وما في معناهما"‪.‬‬
‫ويمكن أن يقال بعبارة أكثر تفصيال‪" :‬فعل شيء تستباح به الصالة من وضوء وغسل وتيمم وإزالة نجاسة‪ ،‬أو فعل‬
‫ما في معناهما‪ ،‬وعلى صورتهما‪ ،‬كالتيمم واألغسال المسنونة"‪.5‬‬
‫ج ‪ -‬حكم الطهارة‪:‬‬
‫طهارة الحدث واجبة مطلقا لمن أراد الصالة إجماعا‪ ،‬وللطواف ومس المصحف على قول الجمهور‪.‬‬
‫وطهارة الخبث واجبة بشرط الذكر والقدر‪ ،‬وتسقِ عند العجز أو النسيان‪.‬‬
‫والطهارة الصَرى والكبرى من شروط الصالة‪ .‬قال ﷺ‪" :‬ال يقب ل الله صالة بَير طُهور" رواه الجماعة إال البخاري‪.‬‬
‫د ‪ -‬مقاصد الطهارة‪:‬‬
‫لتشريع الطهارة عدة حكم‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪-‬االمتثال ألمر الله ألن الطهارة عبادة‪.‬‬
‫‪-‬االستعداد للعبادة بتطهير الجسم وباطن اإلنسان من النجاسات استعداد للوقوف بين يدي الله تعالى‪.6‬‬
‫‪-‬الحفاظ على صحة البدن ونشاط الجسم وسالمته من األمراض من خالل الوضوء في اليوم مرات متعددة‪.‬‬
‫‪-‬تخلص الجسم من األوساخ التي تصيبه في اليوم وتعلق به سواء في ثيابه أو بدنه‪.‬‬

‫‪ - 3‬ويدل على ذلك عدة أحاديث أوجزها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم‪« :‬من توضأ فأحسن الوضوء‪ ،‬خرجت خطاياه من جسده‪ ،‬حتى تخرج‬
‫من تحت أظفاره‪ ».‬أخرجه مسلم (‪.)055/0‬‬
‫‪ - 4‬ينظر التفسير الوسيِ ‪ -‬مجمع البحوث (‪.)0129 /2‬‬
‫‪ - 5‬الفقه على المذاهب األربعة (‪.)7 /0‬‬
‫روحه‪ ،‬وطابت نفسه‪ ،‬واطمأن قلبه‪ ،‬وصار‬ ‫‪6‬‬
‫طهر ظاهر اإلنسان بالماء‪ ،‬وطهر باطنه بالتوحيد واإليمان‪ ،‬وكمل ذلك بالطيب واالستَفار‪ ،‬صفت ُ‬
‫‪" -‬إذا ُ‬
‫مهيئاً لمناجاة ربه في أحسن هيئة" موسوعة الفقه اإلسالمي (‪.)322 /2‬‬
‫‪"-‬غسل البدن كله أو أطرافه مما يبعث النشاط والهمة فيقف العبد بين يدي ربه نشيطا حاضر القلب صاف َي‬
‫الروح‪ ،‬وعند حصول سبب من أسباب الَسل كالجنابة أو الجماع مثال وهو ما يسمى بالحدث األكبر يعتري‬
‫الجسم استرخاء وفتور يزوالن بالَسل"‪.7‬‬
‫ثالثا‪ :‬أنواع الطهارة وكيفية أدائها‬
‫أنواع الطهارة‪:‬‬
‫الطهارة نوعان‪ :‬معنوية وحسية‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬الطهارة الباطنة المعنوية‪ ،‬وهي‪ :‬الطهارة من الشرك والمعاصي‪ ،‬وتكون بالتوحيد واألعمال الصالحة‪،‬‬
‫وهي أهم من طهارة البدن‪ ،‬بل ال يمكن أن تقوم طهارة البدن مع وجود نجس الشرك‪ ،‬قال تعالى {إِن ََّما الْ ُم ْش ِرُكو َن‬
‫ف أن يُطَ ِهَر‬ ‫نَجس} (التوبة‪ ،)22 :‬وقال النبي ﷺ‪« :‬إن المؤمن ال ينجس» (متفق عليه)‪ ،‬فيجب على كل مكلَّ ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ ٌ‬
‫َّك‪ ،‬وذلك باإلخالص والتوحيد‪ ،‬واليقين‪ .‬ويُطَ ِهر نفسه وقلبه من أقذار المعاصي‪،‬‬ ‫قلبه من نجاسة ِ‬
‫الشرك‪ ،‬والش ِ‬
‫السمعة ‪ ...‬وذلك بالتوبة الصادقة من جميع‬ ‫وآثار الحسد‪ ،‬والحقد‪ ،‬والَل‪ ،‬والَِش‪ ،‬والكبر‪ ،‬والعجب‪ ،‬و ِ‬
‫الرياء و ُّ‬
‫الذنوب‪ .‬وهذه الطهارة هي شطر اإليمان والشطر الثاني هي الطهارة الحسية‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬الطهارة الحسية‪ :‬وهي الطهارة من األحداث واألنجاس‪ ،‬وهذا هو شطر اإليمان الثاني‪ ،‬قال النبي‬
‫ﷺ‪« :‬الطهور شطر اإليمان» (مسلم)‪ .‬وتكون بما شرع الله من الوضوء‪ ،‬والَسل‪ ،‬أو التيمم عند فقد الماء‪.8‬‬
‫ب ‪ -‬أقسام الطهارة الحسية‪:‬‬
‫الطهارة الحسية هي نوعان‪:‬‬
‫‪ - 0‬طهارة الخبث‪ ،‬وهي إزالة النجاسة عن ثوب المصلي وبدنه ومكانه‪( .‬ماِية وغير ماِية بالدبغ)‪.‬‬
‫‪ - 2‬طهارة الحدث ‪ ،‬وتتنوع إلى ثالثة أنواع‪ :‬الطهارة الصَرى (الوضوء)‪ ،‬والكبرى (الَسل)‪ ،‬والتيمم‪.‬‬
‫(وتفصيل أقسامها أن يقال‪ :‬الطهارة قسمان‪ :‬طهارة حدث وطهارة خبث؛ وطهارة الحدث ماِية وترابية تقوم‬
‫مقامها‪ ،‬فالماِية هي الوضوء والَُسل‪ ،‬والترابية هي التيمم‪ ،‬والماِية تحصل بََسل ومسح‪ ،‬والمسح أصلي أو بدلي‪،‬‬
‫فاألصلي كما في مسح الرأس‪ ،‬والبدلي اختياري واضطراري‪ ،‬فاالختياري كما في المسح على الخفين‪ ،‬واالضطراري‬
‫كما في المسح على الجبيرة‪ .‬والطهارة الترابية تحصل بمسح فقِ‪ .‬أما طهارة الخبث فهي أيضاً ماِية وغير ماِية‪،‬‬
‫فالماِية تحصل بَسل ونَضح‪ ،‬فالَسل للنجاسة المتحققة‪ ،‬والنضح للمشكوك فيه‪ ،‬وغير الماِية بدابغ‪ ،9‬ونا ٍر على‬
‫الراجح فيهما‪.)10‬‬

‫‪ - 7‬التفسير الواضح (‪.)527 /0‬‬


‫‪ - 8‬طهور المسلم في ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬للقحطاني (ص‪.)5 - 2‬‬
‫‪ - 9‬في الكيمخت عند المالكية على الراجح‪ ،‬والكيمخت‪ ،‬جلد ا لحمار وجلد البَل‪ ،‬وقيل‪ :‬جلد الفرس غير المذكى‪ .‬وعند الشافعية والحنفية فإن‬
‫الدابغ يطهر جلد كل ميتة غير الخنزير‪ ،‬وبه قال سحنون من المالكية‪ ،‬إال أنه غير معتمد عندهم‪ .‬الشرح الكبير (‪.)33 /0‬‬
‫‪ - 10‬ينظر الشرح الكبير للشيخ الدردير وحاشية الدسوقي (‪.)35 – 33 /0‬‬
‫وملخص طهارة الحدث‪ ،‬أنها نوعان‪:‬‬
‫‪ )0‬طهارة ماِية‪ :‬وهي نوعان‪:‬‬
‫الطهارة الصَرى‪ :‬وهي الوضوء‪ ،‬وفراِضه سبعة‪ :‬النية‪ ،‬غسل الوجه‪ ،‬مسح الرأس‪ ،‬غسل اليدين إلى المرفقين‪ ،‬غسل‬
‫الرجلين‪ ،‬المواالة‪ ،‬الدلك‪ .‬وسننه سبعة‪ :‬غسل اليدين قبل إدخالهما في اإلناء‪ ،‬المضمضة‪ ،‬االستنشاق‪ ،‬االستنثار‪،‬‬
‫رد مسح الرأس‪ ،‬مسح األذنين‪ ،‬ترتيب الفراِض‪.‬‬
‫الطهارة الكبرى‪ :‬وهي غسل جميع البدن بالماء بنية التطهر للعبادة‪ ،‬وتجب على الرجل والمرأة في حالة الجنابة‪،‬‬
‫وفي حال انقطاع دم الحيض أو النفاس عن المرأة‪.‬‬
‫‪ )2‬طهارة ترابية‪ :‬وهي التيمم‪ :‬وتقوم مقام الطهارة الماِية‪ ،‬عند فقدان الماء أو عدم القدرة على استعماله لمرض‬
‫أو غيره‪.‬‬

‫ج ‪ -‬مراتب الطهارة العامة‪:‬‬


‫وللطهارة في رأي اإلمام أبي حامد الَزالي أربع مراتب‪:‬‬
‫‪ - 0‬األولى‪ :‬تطهير الظاهر عن األحداث والنجاسات‪.‬‬
‫‪ - 2‬الثانية‪ :‬تطهير الجوارح عن الجراِم واآلثام‪.‬‬
‫‪ - 3‬الثالثة‪ :‬تطهير القلب عن األخالق المذمومة والصفات الممقوتة‪.‬‬
‫‪ - 5‬الرابعة‪ :‬تطهير السر عما سوى الله تعالى‪ .‬وال وصول إلى مرتبة من هذه المراتب إال بعد إحكام ما قبلها‪.11‬‬

‫القيم المستفادة من الدرس‬


‫الطهارة هي األساس الذي تقوم عليه كل العبادات‪ ،‬وما قرنها الله بالعبادة إال ليكون المسلم حريصا عليها في كل‬
‫األحوال‪ .‬فهي شطر اإليمان‪.‬‬

‫تفصيل أنواع الطهارة‬


‫أحكام المياه‪:‬‬
‫أقسام المياه‪:‬‬
‫وهي ثالثة‪:‬‬
‫األول‪ :‬طاهر مطهر‪ :‬وهو الماء المطلق‪ ،‬وهو الباقي على أصل خلقته‪ ،‬ويشمل كل ما نبع من األرض أو نزل من‬
‫السماء ولم يتَير أحد أوصافه الثالثة‪ :‬اللون‪ ،‬والطعم‪ ،‬والريح‪ ،‬بمخالِ طاهر أو نجس‪.‬‬

‫‪ - 11‬ينظر إحياء علوم الدين (‪.)026 /0‬‬


‫الزم له جاز أن يستعمل في الطهارة‪ ،‬ألن هذا مما يشق االحتراز عنه‪ .‬قال ابن عاشر‪:‬‬ ‫فإن تَير بطاهر م ٍ‬
‫ُ‬
‫فمطلق كالذاِب‬
‫ ٌ‬ ‫َّإال إذا الزمه في الَالب ‪َ ...‬ك َم ََْرٍة‬
‫الثاني‪ :‬طاهر غير مطهر‪ :‬وهو الطاهر بنفسه‪ ،‬غير المطهر لَيره‪ .‬وهو الماء الذي تَير بشيء طاهر غي ِر مالزم له‪،‬‬
‫ويجوز استعماله في العادة دون العبادة‪ .‬أي ال يجوز أن يتطهر به طهارة شرعية‪ ،‬وإنما يجوز استعماله في العادة‬
‫كَسل األواني وتنظيف األرض ونحوها‪.‬‬
‫وإن خالطه طاهر وغير أحد أوصافه ُسلبت طهوريته‪ ،‬وبقي طاهراً فقِ باستثناء ما يلي‪:‬‬
‫ممره من أجزاء األرض (كالطين والكبريت والتراب)‪.‬‬ ‫مقره أو ِ‬
‫‪ .0‬إ ْن تَير الماء بسبب ما في ِ‬
‫ُ‬
‫‪ .2‬إ ْن تَير الماءُ بسبب طول الم ْكث‪.‬‬
‫‪ .3‬إن تَير الماءُ بسبب ما طرح فيه من أجزاء األرض ولو عمداً‪ ،‬كالتراب والملح‪.‬‬
‫‪ .5‬إن تَير الماءُ بسبب ما تولد فيه من سمك أو طُ ْحلُب‪.12‬‬
‫كالقطران‪ ،‬مثل ِ‬
‫القَرب الجلدية‬ ‫‪ .9‬إن تَير ريح الماء بالمادة التي دبغ بها ا ِإلناء إن كان هذا الدابغ طاهراً ِ‬
‫ُ‬
‫المدبوغة بال َق ِطران‪.‬‬
‫الشجر‪.‬‬
‫إن تَير بما يعسر االحتراز منه‪ ،‬كالتبن وورق َ‬ ‫‪.6‬‬
‫بمجاوٍر من غير مالصقته للماء‪ ،‬كأ ْن تُطرح جيفة ٌ بجانب الماء‪ ،‬فيتَير ريح الماء براِحتها‪.‬‬‫إن تَير ُ‬ ‫‪.7‬‬
‫إن تَير تَيراً خفيفاً بآلة سقي‪ ،‬كالحبل الذي تعلق به ِ‬
‫الدالء‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ؤره في ماء يسير وعسر االحتراز منه‪ ،‬كالهرة‪ ،‬لقول رسول اللَّه ﷺ‬ ‫إن أدخل حيوان ال يتوقى النجاسةَ ُس َ‬ ‫‪.5‬‬
‫في شأن الهرة‪" :‬إنها ليست بنجس‪ ،‬إنما هي من الطوافين عليكم والطوافات"‪.13‬‬
‫وقد جمع ذلك الشيخ الدردير ذلك فقال‪« :‬ال إن تغير بمقر أو ممر من أجزاء األرض‪ ،‬كمغرة وملح؛ أو بما‬
‫طرح منها ولو قصدا‪ ،‬أو بمتولد منه‪ ،‬أو بطول مكث‪ ،‬أو بدابغ طاهر ِ‬
‫كقطران‪ ،‬أو بما يعسر االحتراز منه‪،‬‬
‫كتبن أو ورق شجر؛ وال إن خف التغير بآلة سقي من حبل أو وعاء‪ ،‬أو تغير بأثر بخور أو قطران كجرمه إن‬
‫رسب»‪.14‬‬
‫ويلحق بما تقدم في جواز التطهر به الماء الذي يتَير طعمه أو لونه بسبب المواسير أو األنابيب التي يمر بها‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الماء المتنجس‪ :‬ما حلت فيه نجاسة ٌ وغيرت َ‬
‫أحد أوصافه الثالثة‪ :‬الطعم أو الريح أو اللون‪ .‬وال يستعمل‬
‫في عادة وال عبادة‪.‬‬
‫ويوجز ابن عاشر حكم استعمال الماء الطاهر والمتنجس فيقول‪:‬‬

‫‪ - 12‬خضرة تعلو الماء لطول مكثه‪.‬‬


‫‪ - 13‬أخرجه مالك (‪ ،22/0‬رقم ‪ )52‬وأبو داود (‪ ،05/0‬رقم ‪ ،)79‬والترمذي (‪ ،093/0‬رقم ‪ ،)52‬والنساِي (‪ ،99/0‬رقم ‪ ،)62‬وابن ماجه‬
‫(‪ ،030/0‬رقم ‪.)367‬‬
‫‪ - 14‬حاشية الصاوي على الشرح الصَير (‪.)32 /0‬‬
‫ِ ِ ٍ‬ ‫إ َذا تَََيَّر بِنَ ْج ٍ‬
‫س طُِرحا ‪ْ ...‬أو طَاه ٍر ل َع َادة قَ ْد َ‬
‫صلَحا‬

‫أحكام الوضوء‬
‫تعريف الوضوء‪:‬‬
‫الوضوء لَة مشتق من الوضاءة‪ ،‬وهي الحسن والنظافة‪ ،‬وشرعا‪" :‬طهارة مائية‪ ،‬تتعلق بأعضاء مخصوصة‪ ،‬على‬
‫وجه مخصوص"‪.15‬‬
‫حكم الوضوء‪:‬‬
‫يجب الوضوء للصالة والطواف ومس المصحف‪.‬‬
‫ندب الوضوء في عشرة مواطن‪ :‬لزيارة صالح‪ ،‬وسلطان‪ ،‬ولقراءة القرآن‪ ،‬والحديث‪ ،‬والعلم الشرعي‪ ،‬ولذكر الله‪،‬‬
‫ويُ َ‬
‫وعند النوم‪ ،‬ودخول السوق‪ ،‬وإدامة الوضوء‪.‬‬
‫شروط الوضوء‪:‬‬
‫شروط الوضوء ثالثة أقسام‪:‬‬
‫أوال‪ :‬شروط وجوب الوضوء‪:‬‬
‫وهي أربعة‪:‬‬
‫‪ - 1‬دخول وقت الصالة‪.‬‬
‫‪ – 2‬البلوغ‪.‬‬
‫‪ - 3‬القدرة على الوضوء‪.‬‬
‫‪ - 4‬حصول الناقض للوضوء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط صحة الوضوء‪:‬‬
‫وهي ثالثة‪:‬‬
‫‪ – 1‬اإلسالم‪.‬‬
‫البشرة‪ :‬كشمع أو دهن متجسم‪.‬‬ ‫‪ - 2‬عدم ٍ‬
‫حاِل يمنع من وصول الماء إلى َ‬
‫‪ - 3‬عدم المنافي للوضوء‪ :‬فال يصح حال خروج الحدث مثالً‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬شروط وجوب وصحة معا‪:‬‬
‫وهي أربعة‪:‬‬
‫‪ - 1‬العقل‪.‬‬

‫‪ - 15‬الفقه المالكي وأدلته (‪.)95 /0‬‬


‫‪ - 2‬نقاء المرأة من الحيض والنفاس‪.‬‬
‫‪ - 3‬وجود الماء المطلَق الكافي للوضوء‪.‬‬
‫‪ - 4‬عدم النوم والَفلة‪.‬‬
‫‪ – 9‬بلوغ الدعوة النبي ﷺ‪.‬‬
‫فرائض الوضوء‪:‬‬
‫الفراِض جمع فريضة‪ ،‬والمراد به هنا ما تتوقف عليه صحة العبادة‪ ،‬وفراِض الوضوء سبعة‪:‬‬
‫‪ -0‬النية‪ :‬وتكون عند ابتداء الوضوء ‪ .‬بأن ينوي بقلبه َ‬
‫‪16‬‬
‫رفع الحدث األصَر‪ ،‬أو أداء فرض الوضوء‪ ،‬أو‬
‫استباحةَ ما منعه الحدث كالصالة والطواف‪.‬‬
‫قال ابن عاشر‪:‬‬
‫ض‬ ‫ٍ‬
‫َعَر ْ‬ ‫لممنوع‬
‫ٍ‬ ‫استباحةً‬ ‫أو‬ ‫رض‬
‫ول ي ن و رف َع ح دث أو م ف ت ْ‬
‫‪ -2‬غسل الوجه‪ :‬و ُّ‬
‫حد الوجه طوال من منابت شعر الرأس المعتاد إلى منتهى الذقَن فيمن ال لحية له‪ ،‬أو‬
‫وحده عرضا من وتِد األذن إلى الوتِد اآلخر‪ .‬ويجب أن يحرص المتوضئ‬‫منتهى اللحية فيمن له لحية؛ ُّ‬
‫على إيصال الماء لجميع أجزاء وجهه‪ ،17‬وإن كان شعر الوجه خفيفا فيجب عليه تخليله‪.‬‬
‫‪ -3‬غسل اليدين مع المرفقين‪ :‬ويجب تخليل األصابع‪ ،‬لقوله ﷺ‪" :‬إذا توضأت فخلل األصابع" (الترمذي)‪،‬‬
‫وال يجب أن يحرك الخاتم إذا كان مأذونا فيه‪ ،‬ولو كان ضيقا‪.‬‬
‫‪ -5‬مسح جميع الرأس‪ :‬من منابت الشعر المعتاد من َّ‬
‫المقدم إلى نُقرة القفا مع مسح شعر الصدغين‪ .‬ويمسح‬
‫المتوضئ ما استرخى من شعر رأسه ولو طال‪.‬‬
‫‪ -9‬غسل الرجلين مع الكعبين‪ :‬ويندب تخليل أصابعهما‪.‬‬
‫‪ -6‬الدلك‪ :‬وهو إمرار اليد على العضو‪ ،‬ويكون بباطن الكف مع صب الماء أو بعده‪.‬‬
‫‪ -7‬المواالة‪ :‬ويعبر عنه كذلك بالفور‪ ،‬وهو تتابع أفعال الوضوء من غير تفريق فاحش بينها‪ ،‬ويَتفر التفريق‬
‫اليسير الذي ال تجف معه األعضاء المعتدلة في الزمان المعتدل‪ ،‬والمشهور في المذهب أن الفور إنما‬
‫يجب مع الذكر والقدرة‪ ،‬ويسقِ مع العجز والنسيان‪.‬‬
‫جف أتى به وحده إن كان‬
‫غسله (في زمن معتدل)‪ ،‬فإن َّ‬
‫ومن ترك فرضا أتى به وبما بعده إن لم يجف آخر عضو َ‬
‫ناسيا‪ ،‬وأعاد الوضوء إن كان متعمدا‪.‬‬

‫‪ - 16‬والمشهور أن محلها عند غسل الوجه‪ ،‬وقيل‪ :‬عند غسل اليدين للكوعين أوال‪ ،‬واستظهره خليل‪ ،‬وجمع بعضهم بين القولين فقال‪ :‬يبدأ بالنية َ‬
‫أول‬
‫الفعل‪ ،‬ويستصحبها إلى أول الفروض‪ ،‬ينظر حاشية الدسوقي (‪ ،)53 /0‬و«الدر الثمين والمورد المعين» (ص‪.)092‬‬
‫وغسل تكاميش الجبهة‪ ،‬وظاهر الشفتين‪ ،‬وهو ما يبدو منهما عند انطباقهما انطباقا‬
‫ُ‬ ‫‪ - 17‬فيجب غسل َوتَرة األنف‪ ،‬وهي الحاجز بين طاقتي األنف‪،‬‬
‫طبيعا‪ ،‬وغسل ما غار من جفن أو غيره‪ ،‬كأثر جرح أو ما خلق غاِرا إذا أمكن غسله‪ ،‬ينظر الشرح الصَير (‪.)016 /0‬‬
‫والصالة بدون ذلك الفرض باطلة‪ ،‬وال تبطل بترك سن ٍة ولو عمدا‪.‬‬
‫قال ابن عاشر‪:‬‬
‫دل‬ ‫ا ف ي زم ٍ‬
‫ان ُم ع ت ْ‬ ‫ب يُ ْب ِ‬
‫س االعض‬ ‫وع اج ُز ال ف وِر ب ن ى م ا ل م ي طُ ْل‬

‫ف ق ِْ‪ ،‬وف ي ال ق رب ال م وال ي يُ ْك م لُ ْه‬ ‫هبط ٍ‬


‫ول ي ف ع لُ ْه‬ ‫ذاك ُر ف رض‬

‫ْر‬ ‫حض‬
‫ن تَ ه ي ف ع ل ه ا ل م ا َ‬ ‫ُس‬ ‫ت‪ ،‬وم ن ذك ْر‬
‫إن ك ان ص ل ى ب ط ل ْ‬

‫سنن الوضوء‪:‬‬
‫السنة المؤكدة وهو ما واظب الرسول ﷺ على فعله ولم يتركه إال نادرا‪ .‬وهي أعلى درجات المندوب‪ ،‬وسنن الوضوء‬
‫ثمانية‪:‬‬
‫‪ -0‬غسل اليدين إلى الكوعين قبل إدخالهما لإلناء‪.18‬‬
‫‪ -2‬المضمضة‪ :‬وهي إدخال الماء في الفم‪ ،‬وتحريكه فيه من شدق إلى شدق‪ ،‬ثم طرحه‪ ،‬لقوله ﷺ‪« :‬إذا‬
‫توضأت فمضمض» (أبو داود)‪.‬‬
‫‪ -3‬االستنشاق‪ :‬ويستحب المبالَة فيه لقول النبي ﷺ‪...« :‬وبالغ في االستنشاق‪ ،‬إال أن تكون صاِما»‬
‫(األربعة)‪ ،‬ويجزئ المضمضة واالستنشاق بَرفة واحدة‪ ،‬وإفراد كل منهما بَرفة أفضل‪.‬‬
‫‪ -5‬االستنثار‪ :‬وهو دفع الماء بالن َفس‪ ،‬ويستحب أن يضع سبابة وإبهام اليسرى على أنفه‪.‬‬
‫‪ -9‬رد مسح الرأس‪ :‬من منتهى المسح إلى مبدِه‪ .‬وذلك إن بقي بلل بيديه‪ ،‬وإال سقطت هذه السنة‪.‬‬
‫‪ -6‬مسح األذنين‪ ،‬ظاهرهما وباطنهما‪ ،‬مع مسح الثقبين‪ ،‬ويكره تتبع غضونهما‪.‬‬
‫‪ -7‬تجديد الماء لمسح األذنين‪ :‬ال أن يمسحا بالماء الذي مسح به الرأس‪.‬‬
‫غسل اليدين على مسح الرأس‪،‬‬
‫‪ -2‬ترتيب الفراِض فيما بينها‪ ،‬بأن يقدم غسل الوجه على غسل اليدين‪ ،‬و َ‬
‫مسح الرأس على غسل الرجلين‪ ،‬هذا هو المشهور‪ ،‬وقيل‪ :‬بوجوبه وفاقا للشافعية‪.‬‬
‫و َ‬
‫يصل ليؤدي الصالة على الوجه األفضل‪ ،‬وإن‬ ‫وال ينبَي تعمد ترك السنن‪ ،‬فمن ترك بعضها ناسيا "أتى بها ما لم ِ‬
‫صلى لم يعد ألن وقتها قد مضى بانقضاء الصالة‪ ،‬والسنن ال تعاد إذا انقضت أوقاتها"‪ 19‬كما قال القاضي عبد‬
‫الوهاب‪.‬‬

‫‪ - 18‬وإنما يكون ذلك سنة إن كان الماء قليال كآنية وضوء أو غسل‪ ،‬وأمكن اإلفراغ منه كالصحفة‪ ،‬ولم يكن الماء جاريا‪ ،‬فإن كان كثيرا أو جاريا أو‬
‫لم يمكن اإلفراغ منه كالحوض الصَير‪ ،‬أدخل يديه فيه إن كانتا نظيفتين‪ ،‬ينظر الشرح الصَير (‪.)002 /0‬‬
‫‪ - 19‬المعونة على مذهب عالم المدينة (ص‪.)023‬‬
‫مستحبات الوضوء‪:‬‬
‫المستحب ما فعله النبي ﷺ أحيانا داللةً على ندبه دون أن يواظب على فعله‪ ،‬وهو أقل من درجة السنة المؤكدة‪.‬‬
‫ومستحبات الوضوء اثنا عشر مندوباً‪:‬‬
‫‪ -0‬الوضوء في مكان طاهر‪ :‬لئال يتطاير شيء على ثوبه أو بدنه إن كان المكان ِ‬
‫متنجسا‪.‬‬
‫‪ -2‬استقبال القبلة إن أمكن‪.‬‬
‫‪ -3‬التسمية في أوله‪ :‬والسكوت عن الكالم بَير ذكر الله تعالى‪.‬‬
‫‪ -5‬تقليل الماء المستعمل مع إحكام الوضوء‪ :‬ويكفي القدر الذي يجري على األعضاء‪.‬‬
‫‪ -9‬البدء بالميامن قبل المياسر من اليدين والرجلين‪ .‬لقول الرسول ﷺ‪" :‬إذا لبِستم وإذا توضأتم فابدأوا‬
‫ِ‬
‫بأيامنكم" (أبوداود والترمذي وابن ماجه)‪.‬‬
‫‪ -6‬وضع اإلناء المفتوح على اليمين‪ :‬كالقصعة والطست‪ ،‬ألنه أمكن له في تناوله‪ ،‬وأما إذا ضاق عن‬
‫إدخال اليد فيه كاإلبريق‪ ،‬فليجعله عن يساره‪.‬‬
‫‪ -7‬البَدء بم َقدم العضو في الغَسل أو المسح‪ :‬فيبدأ المتوضئ عند غسل الوجه بمقدمه وهو منابت شعر‬
‫الرأس المعتاد‪ ،‬ويبدأ عند غسل اليدين من أطراف األصابع‪ ،‬ويبدأ عند مسح الرأس من َّ‬
‫مقدمه وهو منابت‬
‫شعر الرأس المعتاد‪.‬‬
‫‪ -2‬تخليل أصابع الرجلين‪.‬‬
‫‪ -5‬الغسلة الثانية والثالثة‪ :‬وتكون سنة إذا عم العضو بالماء في الَسلة األولى‪ .‬ويكره االقتصار على مرٍة‬
‫واحدة في المَسوالت إال للعالِم بالوضوء‪ ،‬ويكره كذلك االقتصار على مرة أمام العوام‪ .‬وذهب بعضهم‬
‫إلى أن الواجب في الرجلين اإلنقاء ولو زاد عن الثالث‪.‬‬
‫ترتيب سنن الوضوء فيما بينها‪ :‬بحيث يقدم غسل الكفين على المضمضة‪ ،‬وتقدم المضمضة‬ ‫‪-01‬‬
‫على االستنشاق‪.‬‬
‫ترتيب سنن الوضوء مع فرائضه‪ :‬بحيث يقدم غسل اليدين والمضمضة واالستنشاق على غسل‬ ‫‪-00‬‬
‫الوجه‪ ،‬ويقدم مسح الرأس على مسح األذنين‪ ،‬ويقدم مسح األذنين على مسح الرجلين‪.‬‬
‫االستياك‪ :‬وهو استعمال السواك لتنظيف الفم‪ ،‬ويستحب أن يكون أول الوضوء قبل المضمضة‪.‬‬ ‫‪-02‬‬
‫وإن عدم العود جاز له أن يستاك باألصبع‪.‬‬
‫ذكر الله أثناء الوضوء وبعده‪ :‬فقد كان النبي ﷺ يقول هو يتوضأ‪« :‬اللهم اغفر لي ذنبي‪ ،‬ووسع‬ ‫‪-03‬‬
‫لي في داري‪ ،‬وبارك لي في رزقي»‪ .20‬وفي الحديث‪« :‬من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال‪ :‬أشهد أن ال‬

‫‪ - 20‬أخرجه ابن أبى شيبة (‪ ،91/6‬رقم ‪ ،)25350‬والنساِي في السنن الكبرى (‪ ،25/6‬رقم ‪ ،)5512‬وأبو يعلى في مسنده (‪ ،297/03‬رقم‬
‫‪ ،)7273‬وابن السني في عمل اليوم والليلة (ص‪ ،25‬رقم ‪ .)22‬وصحح النووي إسناده في األذكار (ص‪.)25‬‬
‫إله إال الله وحده ال شريك له‪ ،‬وأن محمدا عبده ورسوله‪ ،‬فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها‬
‫شاء» (مسلم)‪.‬‬
‫مكروهات الوضوء‪:‬‬
‫وهي تسعة‪:‬‬
‫نجس فعال‪ ،‬أو في موضع أ ُِعد للنجاسة‪.‬‬ ‫‪ - 1‬الوضوء في مكان ِ‬
‫ۡ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫‪ - 2‬اإلسراف في صب الماء‪ :‬لقوله تعالى‪ :‬ﵟ َولا ت ُ ۡس ِرفُ ْۚٓوا إِن ُهۥ لا ُيح ُِب ٱل ُم ۡس ِرف َِينﵞ (األعراف‪.)050 :‬‬
‫‪ - 3‬الكالم أثناء الوضوء بَير ذكر الله تعالى‪ ،‬أو لَير مصلحة كرد السالم وإجابة المؤذن‪.‬‬
‫‪ - 4‬الزيادة على الثالث في المَسول‪ ،‬ألن النبي ﷺ توضأ ثالثا‪ ،‬ثم قال‪« :‬هكذا الوضوء‪ ،‬فمن زاد على هذا‬
‫فقد أساء وتعدى وظلم» (النساِي وابن ماجه)‪ .‬ويكره الزيادة على الواحدة في الممسوح‪ ،‬ألن المسح مبني على‬
‫التخفيف على الراجح‪.‬‬
‫بمؤخر األعضاء بدال من مقدمها‪.‬‬
‫‪ -‬البدءُ َّ‬ ‫‪5‬‬
‫‪-‬كشف العورة حال الوضوء إذا كان خاليا أو مع زوجته (أما كشفها أمام األجانب فحرام)‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ -‬مسح الرقبة‪ :‬ألنه من الَلو‪ ،‬والحديث الوارد في استحبابه ضعيف‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ -‬الزيادةُ الكثيرة في المَسول على محل الفرض‪ :‬لقول النبي ﷺ‪« :‬سيكون في هذه األمة قوم يعتدون في‬ ‫‪8‬‬
‫الطهور والدعاء»‪.21‬‬
‫‪ - 9‬ترك ٍ‬
‫سنة من سنن الوضوء عمدا‪ :‬وال تبطل الصالة بتركها‪ ،‬ولكن يُسن فعلها لما يستقبل من الصالة إن‬
‫أراد أن يصلي بذلك الوضوء‪.‬‬
‫صفة وضوء النبي عليه الصالة والسالم‪:‬‬
‫عن ُح ْمران مولى عثمان بن عفان ‪ -‬رضي الله عنه ‪ -‬أنه رأى عثمان دعا َبوضوء‪ ،‬فأفرغ على يديه من إناِه‪،‬‬
‫فَسلهما ثالث مرات‪ ،‬ثم أدخل يمينه في الوضوء‪ ،‬ثم تمضمض واستنشق واستنثر‪ ،‬ثم غسل وجهه ثالثا‪ ،‬ويديه‬
‫إلى المرفقين ثالثا‪ ،‬ثم مسح برأسه‪ ،‬ثم غسل كلتا رجليه ثالثا‪ ،‬ثم قال‪ :‬رأيت النبي ﷺ يتوضأ نحو وضوِي هذا‪،‬‬
‫وقال‪" :‬من توضأ نحو وضوئي هذا‪ ،‬ثم صلى ركعتين‪ ،‬ال يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من‬
‫ذنبه"‪(.‬الشيخان)‪.‬‬

‫نواقض الوضوء‪:‬‬
‫وهي على ثالثة أقسام‪:‬‬

‫‪ - 21‬أخرجه أبو داود (‪ ،25/0‬رقم ‪ ،)56‬وابن ماجه (‪ ،0270/2‬رقم ‪ ،)3265‬وأحمد (‪ ،26/5‬رقم ‪ ،)06252‬وابن حبان (‪ ،066/09‬رقم‬
‫‪ ،)6763‬والحاكم (‪ ،267/0‬رقم ‪.)975‬‬
‫أوال‪ :‬أحداث‪:‬‬
‫مخرج المعتاد في الصحة‪ ،‬وهو ثمانية أشياء‪ :‬الريح‪ ،‬والَاِِ‪ ،‬والبول‪ ،‬والمذي‪،22‬‬
‫والحدث الخارج المعتاد من ال ْ‬
‫المني الخارج بَير لذة معتادة‪ ،23‬والهادي‪ ،24‬ودم االستحاضة‪ 25‬إذا كان انقطاعه أكثر من إتيانه‪.26‬‬
‫والودي‪ ،‬و ُّ‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب أحداث‪:‬‬
‫وهي ثالثة‪:‬‬
‫الس ِه العينان‪،‬‬
‫‪ - 0‬زوال العقل‪ ،‬بجنون أو إغماء أو سكر أو نوم ثقيل‪ ،‬سواء طال أم قصر؛ لقول النبي ﷺ‪ِ " :‬وكاءُ َّ‬
‫فمن نام فليتوضأ" (أبو داود)‪ .‬أما النوم الخفيف فال ينقض الوضوء سواء كان جالسا أو مضطجعا‪ ،‬لكن يندب له‬
‫الوضوء إن طال زمنه‪ ،‬ويعرف النوم الخفيف بأن يحس بالصوت المرتفع بقربه أو يشعر بسقوط شيء من يده‪ ،‬أو‬
‫بسيالن لعابه‪ ،‬أو نحو ذلك‪.27‬‬
‫‪ - 2‬مالمسة شخص يشتهى عادةً بيده أو بجزء من بدنه مع قصد اللذة أو وجودها (اللمس‪ ،‬والقبلة)‪.‬‬
‫ويشترط في الالمس‪:‬‬
‫‪ -0‬أن يكون بالَاً‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون قاصداً بلمسه اللذة‪ ،‬وإن لم يجدها بالفعل‪ .‬وكذلك ينقض الوضوء إن وجد اللذة حال‬
‫القصد واللذة فال نقض‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اللمس‪ ،‬وإن لم يكن قاصداً لها ابتداء‪ ،‬فإن انتفى‬
‫أما القبلة في الفم فإنها تنقض الوضوء مطلقاً‪ ،‬والمقبِل والمقبَّل سواء في النقض‪ ،‬إن كانا ْ‬
‫بالَين أو البالغ‬
‫لوداع أو ٍ‬
‫رحمة‪ ،‬فإنها ال تنقض إال إذا وجد‬ ‫منهما إن كان اآلخر ممن يُشتهى عادةً‪ .‬أما إذا كانت ال ُقبلة ٍ‬
‫اللذة‪.‬‬
‫ب‪ -‬شروط المالمسة‪:‬‬
‫‪ -0‬أن تكون بدون حاِل أو بحاِل خفيف‪ ،‬أما إن كان الحاِل كثيفاً فال ينقض الوضوء‪ ،‬إال إذا كان‬
‫المس بالقبض على العضو‪ ،‬وقصد اللذة أو وجدها‪.‬‬
‫‪ - 2‬أن يكون المس بالبشرة ولو كان الممسوس شعراً أو ظفراً متصالً‪.‬‬
‫ج ‪ -‬شروط الشخص الملموس‪:‬‬

‫‪ - 22‬المذي‪ :‬ماء أبيض رقيق يخرج عند اللذة باإلنعاظ عند المالعبة أو التذكار‪.‬‬
‫حار فأمنى‪ ،‬ولم يستدم على تلذذه‪ ،‬بل أقلع عن التلذذ بمجرد خروج المني منه‪ ،‬فال يجب عليه إال الوضوء‪ ،‬فإن‬‫‪ - 23‬كمن لدغته عقرب أو نزل بماء ٍ‬
‫استدام على تلذذه وجب عليه الَسل‪.‬‬
‫‪ - 24‬الودي‪ :‬ماء أبيض خاثر يخرج عقب البول‪.‬‬
‫‪ - 25‬الهادي‪ :‬ماء أبيض يخرج من الحامل قبيل الوالدة‪.‬‬
‫‪ - 26‬أما إذا كان إتيانه أكثر من انقطاعه أو تساوى األمران فال يجب منه الوضوء‪ ،‬ينظر الثمر الداني (ص‪.)27‬‬
‫‪ - 27‬ينظر منح الجليل شرح مختصر خليل (‪.)000 /0‬‬
‫أن يكون ممن يُشتهى عادة من ذكر أو أنثى‪ .‬أما إن كان ممن ال يُشتهى عاد ًة فال ينقض لمسه الوضوءَ‬
‫ولو قصد اللذة‪.‬‬
‫وال ينتقض وضوء الشخص الملموس إال إذا كان بالَاً ووجد اللذة أو قصدها‪ ،‬فإن لم يكن بالَاً‪ ،‬فال‬
‫ض ولو قصد ووجد‪.‬‬‫ن ْق َ‬
‫ذكره بغير حائل كثيف‪ :‬عمدا أو سهوا‪ ،‬بلذة أو بَير لذة‪ ،‬إذا مسه ببطن الكف‪ ،‬أو جنبه‪ ،‬أو‬
‫‪- 3‬مس البالغ َ‬
‫َجْنب أصابعه‪ ،‬أو رؤوسها‪ ،‬لحديث‪" :‬إذا أفضى‪ 28‬أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ" (النساِي)‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬نواقض الوضوء غير األحداث واألسباب‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ ۡ َ‬
‫ﵟلئ ِ ۡن أ ۡش َرك َت ل َي ۡح َب َط َن َع َمل َكﵞ [الزمر‪.]56 :‬‬ ‫‪ِ –0‬‬
‫الردة‪ :‬ألنها محبطة للعمل لقوله تعالى‪:‬‬
‫‪ - 2‬الشك في الطهارة أو في الحدث أو فيما سبق منهما‪ .‬فإذا كان الشك يأتيه كل يوم ولو مرة‪ 29‬فإنه ال يعيد‬
‫الوضوء إذا شك في الحدث‪.‬‬
‫أما إذا طرأ الشك أثناء الصالة فلينتظر حتى يفرغ منها‪ ،‬فإن زال الشك فصالته صحيحة‪ ،‬وإن بقي الشك أعاد‬
‫الصالة‪ ،‬أما إن طرأ بعد الفراغ منها فال يضر إال إذا تحقق‪.‬‬
‫األشياء التي ال تنقض الوضوء‪:‬‬
‫‪ - 1‬لمس من ال ي ْشتهى طبعا‪ :‬كطفلة صَيرة فال ينقض الوضوء ولو قصد اللذة‪.‬‬
‫‪ - 2‬اإلحساس باللذة من غير لمس‪ :‬فإن قصد اللذةَ أو وجدها بالنظر أو بالفكر فال ينقض الوضوء‪ ،‬وإن ْأمذى‬
‫وجب الوضوءُ للم ْذي‪.‬‬
‫‪ - 3‬خروج الحصى والدم من البطن‪ :‬ونحو ذلك مما هو غير معتاد‪.‬‬
‫‪ - 5‬السلَس‪ :‬فال ينقض إذا الزم نصف زمن أوقات الصالة فأكثر‪ ،‬وهي من الزوال إلى طلوع شمس اليوم الثاني‪،‬‬
‫لكن يندب الوضوء إذا لم يعم الزمن‪ .‬وهذا إذا لم ينضبِ‪ ،‬ولم يقدر صاحبه على التداوي‪ .‬فإن انضبِ كأن جرت‬
‫العادة بانقطاعه آخر ال وقت‪ ،‬وجب عليه تأخير الصالة آلخره‪ ،‬أو ينقطع أوله وجب عليه تقديمها‪ .‬وكذا إذا قدر‬
‫على التداوي وجب عليه التداوي وغفر له أيام التداوي فقِ‪.‬‬
‫‪ - 9‬مس حلقة الدبر‪ ،‬أو الخصيتين‪ ،‬ومس عورة الطفل‪.‬‬
‫وال ينتقض وضوء المرأة بمسها لفرجها ‪ -‬على المشهور ‪ -‬ولو أدخلت أصبعها ووجدت اللذة‪ .‬ومنهم من رأى‬
‫أنه ينقض إذا ألطفت ألنه مظنة االلتذاذ‪ ،‬واستظهر خليل في التوضيح النقض مطلقا‪ ،‬ويؤيده قول النبي ﷺ‪" :‬أيما‬
‫رجل مس فرجه فليتوضأ‪ ،‬وأيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ" (أحمد)‪.‬‬

‫‪ - 28‬واإلفضاء ال يكون إال بباطن الكف‪ ،‬وأصابعها‪ ،‬ينظر المعونة (ص‪ ،)096‬وشرح التلقين (‪.)053 /0‬‬
‫‪ - 29‬وهو الذي يسميه الفقهاء بالمستنكح‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ – 6‬القيء وال َقلَس ‪ :‬فال ينقض‪ ،‬ولكن يستحب أن يمضمض َ‬
‫‪30‬‬
‫فمه منهما‪.‬‬
‫‪ - 7‬خروج الدم من الجرح‪.‬‬
‫ف شاة وصلَّى ولم‬ ‫ِ‬
‫‪ - 2‬أكل ما مسته النار‪ ،‬وأكل لحم اإلبل‪ :‬لما رواه الشيخان «أن رسول الله ﷺ أكل َكت َ‬
‫ترك الوضوء مما مست النار"‪( ،‬أبو داود‬ ‫يتوضأ»‪ ،‬ولقول جابر ‪ ‬قال‪" :‬كان ُ‬
‫آخر األمرين من رسول الله ﷺ َ‬
‫والنساِي) ‪.31‬‬
‫الشرجية‪ :‬ألن الوضوء مما خرج ال مما دخل‪.‬‬
‫‪ - 5‬الحقنة َ‬

‫موانع الحدث األصغر‪:‬‬


‫وهي خمسة‪:‬‬
‫‪ - 1‬الصالة‪ :‬لقول النبي ﷺ‪" :‬ال صالة إال بطُهور‪."...‬‬
‫‪ - 2‬الطواف‪ :‬لقول النبي ﷺ‪" :‬الطواف حول البيت مثل الصالة‪ ،‬إال أنكم تتكلمون فيه‪.32 "...‬‬
‫مس‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫‪ - 3‬مس المصحف‪ :‬لما رواه مالك‪َّ :‬‬
‫رسول الله ﷺ ل َع ْمرو بن حزم‪« :‬أ ْن ال يَ َّ‬
‫إن في الكتاب الذي كتبه ُ‬
‫طاهر»‪ ،33‬وهو أيضا قول ابن عمر وسلمان الفارسي‪ ،‬وال يُعلم لهما من الصحابة مخالف‪.‬‬ ‫القرآ َن إال ٌ‬
‫‪ - 4‬حمل المصحف‪.‬‬
‫‪- 5‬كتابة القرآن الكريم‪.‬‬
‫ويستثنى ما يلي‪:‬‬
‫ا ‪ -‬إن كان القرآن كتب بَير العربية‪ ،‬فيجوز حملُه ومسه‪.‬‬
‫ب ‪ -‬إن جعل في حرز بشرط أن يكون حامله مسلماً‪ ،‬وأن يكون الحرز مستوراً بساتر يمنع وصول‬
‫األقذار إليه‪ ،‬ولو كان حامله حاِضاً أو نفساء أو جنباً‪.‬‬
‫ج ‪ -‬إن نُِقش على عملة نقدية أو ورقية‪ ،‬فيجوز حملُه من المحدث‪ ،‬وإن كان حدثه أكبر‪.‬‬
‫د ‪ -‬إن ُو ِضع مع أمتعة‪ ،‬وكان القصد حمل األمتعة‪.‬‬
‫ه ‪ -‬حمل تفسير المصحف ومسه‪ ،‬ولو كتب فيه آيات كثيرة متوالية‪.‬‬

‫‪ - 30‬القلَس‪ :‬هو ما خرج من الجوف ملء الفم أو دونه وليس بقيء‪.‬‬


‫‪ - 31‬أما حديث‪" :‬توضأوا من لحوم اإلبل‪ ،‬وال تتوضأوا من لحوم الَنم‪( "...‬مسلم)‪ ،‬فالمراد به الوضوء بمعناه اللَوي وهو التنظف بَسل اليد والفم‪،‬‬
‫لما في لحم اإلبل من الزهومة‪.‬‬
‫‪ - 32‬رواه الترمذي (‪ ،225 /3‬رقم ‪ ،)561‬وابن خزيمة (‪ ،222 /5‬رقم ‪ ،)2735‬وابن حبان‪.‬‬
‫وصححه‪ ،‬وقال‬‫مرسال‪ ،‬وابن حبان في صحيحه‪ ،910 /05( :‬رقم ‪ ،)6995‬والدارقطني‪َّ ،)007 /0( :‬‬ ‫‪ - 33‬أخرجه مالك في الموطأ‪ً )055 /0( :‬‬
‫ابن عبد البر‪ :‬إنه أشبه المتواتر لتلقي الناس به بالقبول (الدراية البن حجر‪.)27 /0 :‬‬
‫و ‪ -‬يجوز للمعلم أو المتعلم حمل اللوح حال التعليم أو التعلم وما ألحق بهما مما يضطر إليه كحمله‬
‫لبيته مثالً‪ ،‬ولو كان المتعلم أو المعلم حاِضاً‪ ،‬رفعا للمشقة الالحقة في إلزامهم بالتطهر في كل وقت‪ .‬أما‬
‫إن كان جنباً فال‪.‬‬

You might also like