Professional Documents
Culture Documents
الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للعائدات للجريمة
الخصائص الاجتماعية والاقتصادية للعائدات للجريمة
املقدمة 3 ....................................................................................................
الفصل األول :موضوع الدراسة 7............................................................
1. 1مشكلة الدراسة 9 ...................................................................
2. 1أسباب اختيار املوضوع 12......................................................
3. 1أمهية الدراسة 13......................................................................
4. 1أهداف الدراسة14 ...................................................................
5. 1تساؤالت الدراسة 15..............................................................
6. 1مفاهيم الدراسة 16..................................................................
الفصل الثاين :اإلطار النظري والدراسات السابقة37.................................
1. 2االجتاهات النظرية يف تفسري ظاهرة العود للجريمة39 .............
2. 2عوامل العود للسلوك اإلجرامي 60........................................
3. 2الدراسات السابقة70................................................................
الفصل الثالث :إجراءات الدراسة املنهجية105.........................................
1. 3نوع الدراسة108 .........................................................................
2. 3منهج الدراسة108 ......................................................................
3. 3جمتمع الدراسة 110.....................................................................
4. 3عينة الدراسة 111.......................................................................
5. 3وحدة التحليل 112.....................................................................
6. 3حدود الدراسة 112....................................................................
7. 3التعريف اإلجرائي ملتغريات الدراسة 114................................
8. 3أداة مجع البيانات 115.................................................................
9. 3األساليب اإلحصائية املستخدمة يف التحليل 121...........................
10. 3الصعوبات التي واجهت الباحثة 122.......................................
الفصل الرابع :نتائج الدراسة ومناقشتها 125...............................................
1. 4وصف عينة الدراسة 128...........................................................
2. 4اإلجابة عن تساؤالت الدراسة 154...........................................
3. 4دراسة احلالة 187........................................................................
الفصل اخلامس :موجز الدراسة ومناقشة النتائج والتوصيات 201..............
1. 5موجز الدراسة 203....................................................................
2. 5مناقشة نتائج الدراسة يف ضوء اإلطار النظري والدراسات السابقة211..
3. 5التوصيات 230..........................................................................
املراجــــــــــع233....................................................................................
املالحــــــــــق 243...................................................................................
املقدمــة
محاي�ة البرش أم�ر رضوري ومهم تعد له ال�دول كل طاقاهتا واهتامماهتا؛
والتنمي�ة البرشي�ة ه�ي مس�تقبل األم�ة وعماد هنضته�ا وعدهت�ا يف مواجهة
التحديات احلارضة واملس�تقبلية .لذا فإن دراس�ة اجلريمة عموم ًا ،والعائدين
أو العائدات هلا خصوص ًا يعد الشغل الشاغل لالختصاصيني يف جمال العلوم
االجتامعي�ة والتخطيط والتنمية لتدعيم اإلجيايب منها وتعديل الس�لبي.ولقد
انتق�ل املجتمع الس�عودي خالل العقود األخيرة من التقليدي�ة إىل احلداثة،
ومل�س هذا االنتقال كل جوانب البناء االجتامع�ي ،وما نتج عنه من حتوالت
ثقافية وتغريات جذرية يف الوضع االجتامعي واالقتصادي ،وما نتج عنها من
خصائص جديدة عىل حركة احلياة بصورة عامة .فقد واكبت عملية التحرض
الرسيع ،ونمو املدن بس�بب اهلجرة اخلارجية الوافدة إليها ،والنزوح املس�تمر
من البادية والقرى إىل املدن ،إضافة إىل عديد من األس�باب األخرى املتمثلة
يف االتص�ال بالثقاف�ات واحلض�ارات األخ�رى من خالل وس�ائل اإلعالم،
ووس�ائل التقني�ة احلديث�ة يف جم�ال االتص�االت م�ن اإلنرتن�ت ،والقن�وات
الفضائي�ة ،واالحت�كاك بالعامل�ة الواف�دة من خمتل�ف اجلنس�يات والثقافات
وغريه�ا ،ظ�روف أدت إىل تغييرات يف أنماط س�لوك األفراد بصف�ة عامة،
وكذلك فيام يتعلق بنسق القيم لدهيم بصفة خاصة.
وق�د أح�دث هذا التغير فج�وة يف البن�اء االجتامعي القدي�م بضوابطه
غير الرس�مية ،واحلدي�ث بضوابط�ه الرس�مية ،وم�ن ثم انعك�س كل ذلك
عىل حس�اب اجلوانب االجتامعية واإلنس�انية يف املجتم�ع .فوجود املتغريات
الس�ابقة الذكر ،أدى بالطبع إىل ظهور صور متباينة من السلوكيات املنحرفة،
ومن تلك الصور ارتكاب اجلريمة بشتى أنامطها ،بل تكرار ممارستها.
3
واجلريم�ة ظاه�رة اجتامعية عاملية ال ي�كاد خيلو منها جمتمع إنس�اين ،كام
أن هل�ا آثار ًا س�لبية على مرشوعات احلكوم�ات يف حركة التغير االجتامعي
والتنمي�ة ،وعلى األم�ن واالس�تقرار االجتامعي .ل�ذا فقد احتلت دراس�تها
حيز ًا واسع ًا يف الرتاث السوسيولوجي االجتامعي املعارص ،وحظيت باهتامم
علماء االجتماع واألنثروبولوجيا ،ورجال القان�ون ،واملتخصصني يف علوم
اإلجرام.
لذا نلحظ أن الدراسات العلمية اخلاصة هبذه الظاهرة تعمل عىل تقيص
العوامل الدافعة إىل ارتكاب اجلريمة ،ومعرفة البيئة التي تؤدي إىل انتشارها،
إضاف�ة إىل معرف�ة أنامطه�ا وأس�اليبها ،والط�رق واألدوات الت�ي تس�تخدم
يف ممارس�تها ،هب�دف الوص�ول إىل أنج�ع الوس�ائل واألس�اليب التي يمكن
استخدامها للحد من انتشارها.
وعلي�ه فإن دراس�ة ظاهرة الع�ود إىل ارتكاب اجلريمة تب�دو ذات أمهية
كبرية ،وذلك ملجموعة من العوامل :أوهلا أن ظاهرة العود إىل اجلريمة تشير
إىل أن األساليب والوسائل املستخدمة يف مواجهتها أو التغلب عليها يتخللها
بع�ض النق�ص ،أو تعاين بع�ض الثغرات ،وعلى ذلك فإن تقصي الظروف
والعوام�ل التي تؤدي بالفرد إىل تكرار اجلريمة ربام يقود احلكومات والدول
إىل إع�ادة النظ�ر يف األس�اليب والوس�ائل املس�تخدمة يف حماربته�ا والقضاء
عليه�ا .ثانيه�ا أن ظاهرة الع�ود إىل ارتكاب اجلريمة تش�كل عبئ� ًا ثقي ً
ال عىل
ميزانية الدولة وخزينتها نتيجة ملا تتحمله الدولة من أعباء التعامل مع املجرم
نفس�ه ألكث�ر من مرة ،ك�ون ذلك يتطلب توفير الكوادر املؤهل�ة واملدربة يف
املؤسس�ات اإلصالحية ،وتوفري التس�هيالت واخلدمات املادية واالجتامعية
للمس�جونني يف املؤسس�ة اإلصالحي�ة ،إضاف�ة إىل اخلس�ارة الت�ي تتكبده�ا
4
الدول�ة ،ويتكبدها املجتمع جراء تعطيل الطاق�ات البرشية اإلنتاجية املتمثلة
يف املسجونني أو املحكوم عليهم.
ولعل للطفرة الس�كانية اهلائلة التي تش�هدها اململكة التي نمت بش�كل
كبير يف اآلونة األخرية بش�كل مل تش�هده م�ن قبل يف أي عرص م�ن العصور
الس�ابقة ـ حيث نجد يف آخر إحصاء س�كاين يف ع�ام (1425هـ) أن إمجايل
سكان اململكة العربية السعودية حسب نتائج التعداد العام للسكان واملساكن
بلغ ( 22673538نس�مة) مقارنة مع س�بعة ماليني ع�ام 1394هـ ،وزهاء
17مليون� ًا ع�ام 1413هـ ،وبني عام�ي 1413ـ 1425ه�ـ ،بلغت الزيادة
العددية للس�كان ( 5725150نس�مة) ،أي أنه كان يضاف لس�كان اململكة
يف املتوس�ط ( 477096نسمة) س�نوي ًا طيلة فرتة االثني عرش عام ًا (الربدي،
لا يف ظهور ممارس�ات وس�لوكيات دخيل�ة مل يعهدها )387 ،1426ـ دخ ً
املجتمع الس�عودي من قبل .وال ش�ك أن�ه اآلن يف ع�ام ( )1430قد يكون
قارب الـ ( )25مليون نسمة .وقد كان من ضمن نتائج تلك التغريات ظهور
بعض السلوكيات اإلجرامية ومنها ظاهرة إجرام املرأة يف املجتمع السعودي
الذي مل يكن مألوف ًا سابق ًا؛ وال تقترص مشكلة إجرام املرأة عىل ممارسة السلوك
االجرامي بل حماولة العود للجريمة مرة أو أكثر.
ويعد الس�لوك اإلجرامي أحد املش�كالت الت�ي تواجهها مجيع األنظمة
العقابي�ة عىل مس�توى الع�امل ،وحتظى ظاه�رة العود إىل اجلريم�ة باهتامم بالغ
حي�ث تسير جنب� ًا إىل جنب مع ظاه�رة اجلريمة نفس�ها ملا يش�كله العائد إىل
اجلريمة من خطورة عىل مصالح املجتمع تكش�ف ع�ن تأصل نزعة إجرامية
عميقة لديه ،وعدم ارتداعه من عقوبته السابقة.
وق�د بدأ االهتامم بظاهرة العود لكوهنا أصبحت ظاهرة إجرامية منترشة
بين أفراد املجتمعات اإلنس�انية ،ولكون الس�لوك اإلجرامي للعائد يش�كل
5
خط�ر ًا هيدد مصالح املجتمعات ،نظر ًا ملا يس�ببه من خس�ائر لإلنس�انية .وقد
اهتم�ت غالبي�ة الدول ـ من خالل عقد املؤمترات ـ بمناقش�ة جرائم العود
من خالل دراستها قانون العقوبات ،هبدف احلد منها ،مثل املؤمتر الذي عقد
(بلن�دن ع�ام 1925م) للعائدي�ن ،ومؤمت�ر (ب�راج 1930م) الذي خصص
لبحث التدابري االحرتازية التي تتخذ حيال املجرمني العائدين ،ومؤمتر(برلني
1935م) وقد تعرض لبحث كيفية املعاملة واإلفراج عن املجرمني املعتادين،
ومؤمتر (اله�اي 1950م) الذي بحث أيضا املوضوع نفس�ه ،ومؤمتر (لندن
1955م)ال�ذي دع�ت إلي�ه اجلمعي�ة الدولية لعل�م اإلج�رام؛ وقد خصص
ملناقش�ة موضوع الع�ود واالعتياد عىل اإلجرام؛ ما يشير إىل األمهية املتزايدة
واملس�تمرة التي تبذهلا الدول واملجتمعات الدولية لدراس�ة ظاهرة العود إىل
اجلريمة.
ومع تقدم املجتمعات والدراسات اإلنسانية يف جمال السلوك اإلجرامي
انتق�ل االهتمام م�ن الفعل اإلجرامي إىل ش�خصية الفاعل نفس�ه ،ش�خص
العائ�د ،والعوامل االجتامعية والبيولوجية والنفس�ية التي تدفعه إىل أن يعود
للسلوك اإلجرامي.
وتتن�اول الدراس�ة احلالية اخلصائ�ص االجتامعية واالقتصادي�ة للمرأة
التي تدفعها الرتكاب السلوك اإلجرامي والعود إليه مرة أخرى.
الباحثة
6
الفصل األول
موضوع الدراسة
7
8
.1موضوع الدراسة
1. 1مشكلة الدراسة
تعد مشكلة العود للجريمة من املشكالت التي تشغل كثري ًا من املهتمني
بأمور اجلريمة وظاهرة اإلجرام .فعلامء اإلجرام والعقاب يعطون يف دراستهم
للجريمة وعوامل ظهورها وانتش�ارها اهتامم ًا خاص� ًا بظاهرة العود ،وذلك
ألن الع�ود يعترب مؤرش ًا عىل خطورة املجرم وعدم فعالية العقوبة التي تلقاها
يف ردع�ه .فالف�رد العائ�د إىل اجلريمة يمث�ل خطورة كبرية على أمن املجتمع
ومصاحله ،وذلك لتأصل اإلجرام يف نفسه ،واكتسابه سلوك ًا إجرامي ًا خطري ًا،
وهو تكرار الفعل اإلجرامي.
وإذا أخذن�ا يف االعتب�ار مقولة ملربوزو Lambrosoالش�هرية أن املجرم
العائد هو القاعدة وليس االس�تثناء ،فإنه جيب علينا ـ عند دراس�ة الس�لوك
اإلجرام�ي ـ أن نتوج�ه بالدرجة األوىل إىل دراس�ة املج�رم العائد والعوامل
الت�ي أدت إىل ع�دم تكيف�ه االجتامع�ي بع�د اإلفراج عن�ه .ألن ه�ذا التوجه
ق�د يفيد يف عالج املش�كلة كلها أال وهي مش�كلة الس�لوك اإلجرامي ،كون
الس�لوك اإلجرام�ي ال يرتك�ب من دون وجود دافع ،س�وا ًء كان ش�خصي ًا،
اجتامعي ًا ،اقتصادي ًا ،أو غريه (عبد السالم1409 ،هـ.)15 ،
كام أن العائد للسلوك اإلجرامي يشعر بأن املجتمع يميزه بوصمة اجلرم
ال�ذي ارتكبه ،وذلك بعدم صداقته ،واخلوف منه ،وجتنبه ،وحتقريه اجتامعي ًا،
مما جيعله يش�عر بالدونية ،وأن نظرة املجتمع جتاهه س�لبية ،وذلك بعدم تقبله
ومد يد العون له ماليا أو معنوي ًا (الروييل2008 ،م.)4 :
9
وهناك عدة عوامل اجتامعية وغري اجتامعية قد تؤثر يف العود إىل اجلريمة
والبقاء يف عامل اإلجرام .ومع أن اهلدف من السجن هو تعديل سلوك النزيل
وحتقي�ق توبت�ه ،وإقالعه عن اجلريم�ة ليخرج عضو ًا صاحل� ًا يف املجتمع .إن
تزايد أعداد العائدين للجريمة أصبح سمه بارزة وتتفاوت من سجن آلخر،
ومن جمتمع آلخر.
أم�ا يف اململك�ة العربي�ة الس�عودية ـ م�كان الدراس�ة احلالي�ة ـ فق�د
أوضحت نتائج حتليل البيانات الرس�مية اخلاصة باجلرائم النس�وية يف الفرتة
( 1400ـ 1416هـ) أن مؤرشات اجلريمة النسوية يف اململكة تذبذب اجتاه
معدالهتا بني اهلبوط واالرتفاع من سنة إىل أخرى .إال أن املؤرشات اإلجيابية
الدال�ة على الصعود تف�وق بكثري املؤرشات الس�لبية .فعند املقارنة بني س�نة
األس�اس (1400هـ) ،وس�نة النهاية (1416هـ) يتض�ح أن حجم اجلريمة
النسوية ارتفع من ( )418حالة يف عام (1400هـ) إىل (1815حالة) يف عام
1415هـ ،و(1960حالة) يف عام 1416هـ ،مما يعني أن العدد قد تضاعف
حوايل أربع إىل مخس مرات خالل الستة عرش عاما( ،عسريي2004 ،م).
وتشير هذه النتيجة ،بوض�وح ،إىل تنامي حجم اجلرائم النس�وية ،وقد
يك�ون دافع هذه اجلريمة بام هلا من هدر اجتامعي واقتصادي ملصادر املجتمع
وتص�ارع يف األدوار االجتامعي�ة لألنث�ى ،أو غريه�ا ،وكل ذل�ك يع�د خرق ًا
لألع�راف االجتامعية التي تعد األنثى من أكث�ر الفئات االجتامعية امتثاالً هلا
(البداينة1997،م.)85 ،
وت�رى (الدورسي1416 ،هـ) أن ظاهرة العود توجد بش�كل ملحوظ
يف س�جني النس�اء بمدينة الرياض ،وج�دة ،كوهنام مدن ًا ذات كثافة س�كانية
عالي�ة ،حي�ث يوجد كثري من النزيلات العائدات للجريمة ،وكانت النس�بة
10
٪33يف أواخ�ر ع�ام 1415هـ ملدينة الرياض ،وبنس�بة مقاربة ـ هلا تقريب ًا ـ
يف مدينة جدة .وحس�ب آخر إحصائي�ة توصلت إليها الباحثة اتضح أن عدد
النزيالت يف سجن الرياض 377منهن 32سعودية ،و 345غري سعوديات.
العائدات منهن ،69وبلغت نسبتهن %42سنة 1424هـ ،والعائدات منهن
م�رة واحدة ،والعائ�دات مرتني ،%16وثالث� ًا فأكث�ر ( %9وزارة الداخلية،
1424هـ.)73 ،
من خالل املؤرشات الس�ابقة الذكر رأت الباحثة أنه ينبغي التعرف عىل
اخلصائ�ص االجتامعي�ة واالقتصادية للعائ�دات وغري العائ�دات للجريمة،
وذل�ك ملعرف�ة اخلصائ�ص املرتبطة بالع�ود للجريمة ،واألس�باب التي تدفع
املرأة الرتكاب الس�لوك اإلجرامي ألول مرة أو العود له ،وأسباب معاودهتا
له مرة أخرى ،وهل العود للجريمة ضمن العود اخلاص وهو ارتكاب جريمة
جديدة تتامثل وتتشابه مع اجلريمة السابقة التي حكم فيها ،أو هو العود العام
بارت�كاب جرائم جدي�دة ،حتى ولو كانت خمتلفة عن اجلريمة الس�ابقة ،وما
ه�ي اجلرائم األكثر ارتكاب�ا من قبل املبحوثات .كام رأت الباحثة أيض ًا أنه قد
تكون هذه الدراس�ة إضافة جديدة للباحثني والدارسني لسد النقص يف مثل
هذه الدراسات ،أو الدراسات املشاهبة هلا؟.
وتأمل الباحثة أن تس�اعد هذه الدراس�ة يف إبراز أس�باب مشكلة العود
والعوام�ل املؤدي�ة هلا ،م�ا قد ي�ؤدي إىل حتديد أنس�ب الطرق ملعاجل�ة العود
للجريمة والدخول إىل اإلجرام يف البداية.
11
2 .1اسباب اختيار املوضوع
1ـ تع�د مش�كلة الع�ود إىل اجلريمة م�ن املوضوعات اجلدي�رة بالبحث
والدراس�ة ،ألهنا متثل مش�كلة من املش�كالت االجتامعي�ة اخلطرية
الت�ي تعانيها أغلب املجتمعات ،ملا للجريمة من آثار س�لبية عظيمة
عىل املجتمع وتقويض أمنه واستقراره.
2ـ مش�كلة الع�ود عند النس�اء من إح�دى املش�كالت االجتامعية التي
ال ت�زال الدراس�ات العلمية فيها قليلة عىل مس�توى الوطن العريب،
ويف اململك�ة العربي�ة الس�عودية على وجه اخلصوص ،ك�ون غالبية
الدراس�ات التي أجريت تتناول العود عند األحداث ،أو العود عند
الرجال.
3ـ يتمي�ز املجتم�ع الس�عودي بأن ثقافته مس�تقاة أساس� ًا م�ن الرشيعة
اإلسلامية الس�محاء ما يعني أن هذه الثقافة أصبحت جزء ًا رئيس� ًا
يف ثقافة املجتمع الس�عودي ،هلذا نجد أنه يراعي حقوق اهلل يف مجيع
تعامالت�ه .إال أن هن�اك ثقافة جزئية خاصة لبع�ض أفراد املجتمع ـ
ش�أنه يف ذلك ش�أن املجتمعات البرشية ـ ختتلف مع الثقافة العامة
يف بعض السمات ،وهذا ـ من وجهة نظر الباحثة ـ ربام يعد دافع ًا
للع�ود للجريمة؛ ومن هنا تربز أمهية التعرف عىل اخلصائص العامة
للعائ�دات للجريم�ة ،مما يس�اعد يف الوصول إىل نتائ�ج تكون أكثر
دقة ،وبالتايل اخلروج بتوصيات مهمة بنا ًء عليها.
12
3 . 1أمهية الدراسة
1. 3. 1األمهية النظرية
1ـ تظهر أمهية الدراس�ة يف أهنا ستس�اعد يف فهم أفض�ل ألكثر العوامل
ارتباط ًا بظاهرة العود إىل اجلريمة يف املجتمع السعودي.
2ـ من املؤمل أن يكون لنتائج هذه الدراس�ة والدراس�ات الس�ابقة التي
تناولت موضوع العود رصيد معريف يس�هم يف تسهيل مهمة البحث
العلمي للبحوث الالحقة يف هذا املجال ـ إن شاء اهلل ـ.
3ـ الكش�ف عن األس�باب االجتامعية التي تدفع بعض النس�اء ملعاودة
السلوك اإلجرامي يف املجتمع السعودي بعد اخلروج من السجن.
4ـ تبرز أمهية هذه الدراس�ة من الناحية النظري�ة يف أهنا تتناول موضوع
الع�ود إىل اجلريم�ة عن�د النس�اء الس�عوديات ،نظ�ر ًا ألن أغلبي�ة
الدراس�ات التي تناولت ظاهرة العود للجريم�ة تركز عىل الذكور،
حسب علم الباحثة.
2 . 3 . 1األمهية العملية
1ـ يساعد حتديد اخلصائص االجتامعية واالقتصادية للعائدات للجريمة
يف املجتم�ع الس�عودي كثير ًا يف التنب�ؤ بالظاه�رة موض�وع البحث
وتش�خيصها يف مرحل�ة مبكرة ،مما ي�ؤدي بالت�ايل إىل إمكانية وضع
احللول املناسبة ملشكالت العود للجريمة.
2ـ يمث�ل حتديد اخلصائص االجتامعية واالقتصادية للعائدات للجريمة
خط�وة مهم�ة يف معرف�ة موق�ع اخلل�ل يف التنش�ئة االجتامعية ،ويف
13
الرتبية ،ومن ثم تعديل الربامج الرتبوية ،س�واء عىل نطاق األرس أو
املجتمع.
3ـ س�وف يمه�د ه�ذا البح�ث ـ ب�إذن اهلل ـ الس�بيل إلج�راء بحوث
تتبعي�ة ،تأخذ أعامق ًا اختصاصية ،وتتن�اول متغريات أخرى لتحديد
أبرز الس�لوكيات املضادة للمجتمع ،وعوامل انتشارها بني النساء،
وأساليب تعديلها.
4ـ قد حتفز نتائج هذا البحث القائمني عىل صانعي القرارات ،وواضعي
السياس�ات املتعلقة بمش�كالت الع�ود للجريم�ة ومكافحتها لبذل
مزيد من العمل اجلاد ملواجهة تلك املشكلة.
5ـ قد تس�اعد هذه الدراس�ة املس�ؤولني عىل معرفة أنماط اجلرائم التي
يكث�ر فيها الع�ود ،وهل يأخذ الع�ود طابع العود الع�ام أم اخلاص،
حتى تسهل عملية حمارصهتا قدر اإلمكان.
6ـ اعتباره�ا حماول�ة علمي�ة تلق�ي الضوء على اخلصائ�ص االجتامعية
واالقتصادية الدافعة إىل العود للجريمة ،ما قد يساعد اجلهات ذات
االختصاص يف وضع أو تعديل الربامج الوقائية املناس�بة التي حتد،
أو متنع انتشار هذه الظاهرة يف املجتمع.
4 .1أهداف الدراسة
هتدف الدراسة إىل التعرف عىل عدة جوانب ،هي:
1ـ حتدي�د اخلصائ�ص االجتامعي�ة واالقتصادية للمامرس�ات للس�لوك
اإلجرامي ،سواء ُك َّن عائدات أو غري عائدات.
14
2ـ معرف�ة م�ا إذا كانت العائدات للفع�ل اإلجرامي يتصفن بخصائص
اجتامعية واقتصادية خمالفة خلصائص غري العائدات.
3ـ حتدي�د األس�باب التي تدفع النس�اء العائدات إىل ارتكاب الس�لوك
اإلجرامي مرة أخرى بعد تلقيهن العقوبة التأديبية واإلصالحية من
وجهة نظرهن.
4ـ الكشف عن أنامط اجلرائم املرتكبة من قبل العائدات وغري العائدات.
5ـ طبيعة العود للجريمة لدى العائدات العود العام أو اخلاص.
6ـ حتدي�د ع�دد م�رات العود بالنس�بة للعائ�دات إىل ارتكاب الس�لوك
اإلجرامي.
7ـ التع�رف على العالقة بني نم�ط اجلريمة والوضع الفعلي للعائدات
للجريمة ولغري العائدات.
5 . 1تساؤالت الدراسة
حتاول هذه الدراسة اإلجابة عىل التساؤالت التالية:
1ـ م�ا اخلصائ�ص االجتامعي�ة واالقتصادي�ة للمامرس�ات للس�لوك
اإلجرامي سواء ُك َّن عائدات أو غري عائدات ؟.
2ـ ه�ل تتص�ف العائ�دات للفع�ل اإلجرام�ي ،بخصائ�ص اجتامعي�ة
واقتصادية خمالفة خلصائص املرتكبات للجريمة ألول مرة ؟
3ـ م�ا األس�باب الت�ي تدف�ع النس�اء العائ�دات إىل ارت�كاب الس�لوك
اإلجرامي مرة أخرى بعد تلقيهن العقوبة التأديبية واإلصالحية من
وجهة نظرهن؟
15
4ـ ما أنامط اجلرائم املرتكبة من قبل العائدات وغري العائدات ؟
5ـ هل العود للجريمة يأخذ طابع العود العام أم اخلاص؟
6ـ م�ا ع�دد م�رات الع�ود بالنس�بة للعائ�دات إىل ارت�كاب الس�لوك
اإلجرامي؟
7ـ م�ا العالق�ة بني نم�ط اجلريمة والوض�ع الفعيل للعائ�دات للجريمة
ولغري العائدات؟
6. 1مفاهيم الدراسة
16
اجلنس�ية ـ العم�ر ـ التعلي�م ـ املهن�ة ـ ع�دد اإلخ�وة واألخ�وات ـ
الرتتي�ب العم�ري ـ احلال�ة االجتامعي�ة ـ مهنة الوالد ـ تعلي�م الوالدين ـ
معامل�ة الوالدي�ن ـ األصدق�اء ـ إرشاف األه�ل والعالقة هب�م ـ نوع ويل
األمر ـ .
واملقص�ود باخلصائص االقتصادية يف هذه الدراس�ة هو كل ما يتعلق بام
ييل:
احلي ـ الدخل ـ نوع السكن ـ إعالة الغري ـ عدد من تعول ـ وجود
مساعدات من الغري ـ نوع املساعدات مؤقتة ـ دائمة .
2. 6. 1ال َع ْو ُد
ختتل�ف مفاهي�م الع�ود تب ًع�ا الختلاف خلفياهت�ا العلمي�ة ،وم�ن أهم
املج�االت العلمي�ة الت�ي تناولت مصطل�ح العود :اللغ�ة العربي�ة ،الرشيعة
اإلسلامية ،علم اإلجرام ،علم العقاب ،والقانون وعلم االجتامع .وس�وف
يتم استعراض مفاهيم العود املختلفة عىل النحو التايل:
1ـ العود يف اللغة
العود بفتح العني وسكون الواو من عاد يعود عو ًدا بمعنى يرجع ،وعاد
الرجل إىل مكانه وعاد فيه أي رجع إليه ،والعود الرجوع إىل اليشء بعد تركه.
َ
الرجل زاره مرة أخ�رى ،والعائد ما يع�ود من ربح عىل الطبي�ب
ُ وع�اد
املشترك (والع�ود) كل خش�بة تس�مى ع�و ًدا .والع�ود الرجل كبري الس�ن،
واجلمل يس�مى ع�ود ًا ،وهلا معان كثيرة يف اللغة ؛ ومضموهن�ا اعتياد الفعل
مرارا (أنيس وآخرون()386 ،1987 ،الفريوز آبادي، والرجوع إليه مرة أو ً
.)387 ،386 ،1407
17
2ـ العود يف الرشيعة اإلسالمية
وردت كلم�ة الع�ود يف الق�رآن الكري�م والس�نة ،وج�اءت يف كثري من
اآليات بمعنى التكرار ،وإتيان األمر عدة مرات ،منها قولـه تعاىل َ ... ﴿ :كماَ
ون ﴿( ﴾﴾٢٩س�ورةاألعراف) .وقوله تعاىل ﴿ َو ُه َو ا َّل ِذي َي ْب َد ُأ َب َد َأك ُْم َت ُعو ُد َ
الخْ َ ْل َق ُث َّم ُي ِع ُ
يد ُه ( ﴾﴾٢٧﴿...سورةالروم).
ويع�د تنفيذ العقوبة عىل الش�خص املنحرف املعي�ار الفاصل بني العائد
مظهرا إلرادة
ً نظ�را ألن تكرار الس�لوك املنحرف يعد يف ذات�ه وغير العائدً ،
مرصة عىل الرش ،ما يتطلب تش�ديد العقوبة يف اجلريمة التالية .ويس�تدل عىل
مفهوم العود هبذا املعنى من بعض آيات القرآن الكريم مثل قوله تعاىل...﴿ :
َو َم ْن َعا َد َف َينْ َت ِق ُم اللهَُّ ِمنْ ُه َ واللهَُّ َع ِز ٌيز ُذو ا ْنتِ َقا ٍم ﴿( ﴾﴾٩٥سورة املائدة).
وقد أشار فقهاء الرشيعة اإلسالمية إىل أنه يعني «من نفذت عليه العقوبة
الس�ابقة قبل ارتكابه جلريمة جديدة ،فصدور حكم بات بالعقوبه عىل اجلاين
اليكف�ي ،بل يقتيض التنفيذ ليت�م التيقن من االرتداع من العقوبة من عدمه «
(السامك1985،26 ،م)
3ـ العود من وجهة نظر علم اإلجرام
أما مفهوم العود من وجهة نظر علم اإلجرام فهو مفهوم شامل يتضمن
الوقاي�ة والعلاج باعتب�ار عل�م اإلج�رام ي�درس اجلريم�ة كحقيق�ة واقعة،
والعم�ل عىل دراس�ة أس�باهبا ،والتوص�ل إىل أنس�ب الوس�ائل للوقاية منها
(بنهام1978 ،م.)231 ،
فالعائ�د يف مفه�وم عل�م اإلجرام هو م�ن :تكرر خروجه على القواعد
االجتامعي�ة التي يق�وم عليها املجتم�ع .وقد جاء يف توصي�ات املؤمتر الدويل
الثالث لعلم اإلجرام يف لندن أن العود يتضمن صورتني ،مها:
18
الش�خص الذي س�بق احلكم عليه قضائ ًيا بجريمة ،ث�م ارتكب جريمة
جديدة ،سواء ثبتت عليه رسم ًيا أم مل تثبت.
الش�خص الذي س�بق احلكم علي�ه قضائ ًي�ا يف جريمة ثم ص�درت منه
نظ�را حلالته اخلطرية (السماك،
بع�ض األفع�ال املتعلقة بنش�اطه اإلجرام�ي ً
1985م.)28 ،
4ـ العود يف رأي علم العقاب
العائد هو ذلك الش�خص الذي نفذت فيه العقوبة بسبب جريمة سابقة
مدعمين رأهي�م بأن احلبس هو الوس�يلة الوحيدة التي يمك�ن أن تظهر عدم
قابلية اجلاين لإلصالح (سالمة1979،م.)34 ،
5ـ العود من وجهة نظر القانون
يعتبر اشتراط وج�ود حكم س�ابق على اجلريم�ة اجلديدة ه�و املحور
األس�ايس لتواف�ر حال�ة الع�ود يف القوانين .فالع�ود يف القانون ه�و « :حالة
الشخص الذي يرتكب جريمة أو أكثر بعد احلكم عليه هنائ ًيا من أجل جريمة
سابقة» (عبد امللك1964 ،م.)270 ،
6ـ العود من وجهة نظر االجتامع
العائد هو الش�خص الذي تكرر خروجه على القواعد االجتامعية التي
يقوم عليها املجتمع (السامك1985 ،م.)28 ،
العود هو جلوء ش�خص ما الرتكاب جريمة أخ�رى بعد أن حكم عليه
بس�بب جريمة س�ابقة .ويمكن أن يرتكب املجرم العائد جرائم متكررة ،وال
يعترب من الناحية القانونية عائدا إال إذا كان قد صدر بحقه حكم أو أكثر عند
احلكم عليه يف اجلريمة األخرية (خليل1988 ،م.)116 ،
19
فالع�ود العام (هو الذي تتحقق صورت�ه ملجرد عودة املجرم إىل ارتكاب
جريمة جديدة أي ًا كان نوعها ،أي دون أن يشرتط فيها أن تكون مماثلة يف نوعها
أو طبيعتها للجريمة األوىل التي س�بق احلكم عىل املجرم من أجلها) (راش�د،
1974م) .أم�ا الع�ود اخلاص (ه�و أن يقرتف املرء جريمة حيك�م عليها هنائي ًا
بسببها ،ثم يعود إىل ارتكاب جريمة أخرى شبيهة هبا)( .بدوي1977 ،م).
أما النوع الثاين من أنواع العود فهو العود املؤبد ،والعود املؤقت ،وأساس
التفرقة بني النوعني هو« :الزمن» .فينقس�م الع�ود من حيث الزمن الذي تقع
فيه اجلريمة وسابقتها إىل عود مؤبد وعود مؤقت .فالعود املؤبد يعني أن املتهم
يعترب عائد ًا أي ًا كان الزمن الفاصل بني احلكم الس�ابق واجلريمة التالية .أي أن
الزم�ن بني اجلريمة األوىل والثانية ليس بذي ش�أن .أما العود املؤقت فيقتيض
ارتكاب اجلريمة التالية يف خالل فرتة حمددة حتس�ب من تاريخ هذا احلكم ،أو
م�ن تاري�خ انقضاء تنفيذ العقوب�ة التي قيض هبا .ف�إذا كان ارتكاهبا بعد ميض
هذه الفرتة فال يعترب العود بذلك متحقق ًا (خليل1988 ،م).
كما أن الع�ود ،من حي�ث ع�دد اجلرائم الس�ابقة عىل اجلريم�ة اجلديدة،
ينقس�م إىل ع�ود بس�يط وع�ود متكرر .فالع�ود البس�يط هو ما يكون تش�ديد
العقوبة اجلديدة فيه مبني ًا عىل وجود حكم سابق واحد ،وذلك قبل أن يرتكب
جريمت�ه اجلدي�دة التي يعترب بموجبه�ا عائد ًا .أما العود املتك�رر فهو ما يكون
تشديد العقوبة اجلديدة فيه مبني ًا عىل وجود أكثر من حكم سابق.
أما النوع األخري من أنواع العود فهو العود املقصود والعود غري املقصود،
ويمكن تقسيمه ،من حيث توافر القصد اجلنائي أو عدم توافره يف اجلرائم التي
يعتبر اجلاين بموجبه�ا عائد ًا ،إىل :عود مقصود ،وع�ود غري مقصود .فالعود
بات واجلريمة
املقصود :هو ما تكون فيه اجلريمة السابقة التي صدر هبا حكم ٌّ
20
اجلديدة مقصودتني ،أما العود غري املقصود فهو ما يكون فيه اجلريمة السابقة
ب�ات واجلريمة اجلدي�دة غري مقصودتين ،أو أن تكونالت�ي صدر هبا حكم ٌّ
إحدامها غري مقصودة (السامك1985 ،م).
أما بالنس�بة لصور العود فقد اس�تعانت الباحث�ة بالتصنيف الذي قدمه
(السماك ،)1985،ألنه قس�مه بالصورة الس�ابقة نفس�ها ،مع عدم اشرتاط
كون اجلرائم كلها عمدية ،وهي:
الصورة األوىل :عود عام مؤبد بسيط مقصود
كان يشترط العتب�ار اجل�اين عائد ًا أن يرتك�ب جريمة عمدي�ة ،بعد أن
بات سابق يف جريمة عمدية سابقة ،دون أن يشرتط املامثلة يصدر عليه حكم ٌّ
بني اجلريمتني ،ودون أن يشرتط وقوع اجلريمة الثانية يف زمن معني.
الصورة الثانية :عام مؤبد بسيط غري مقصود
وهي بالصورة السابقةنفسها ،إال أهنا ال يشرتط فيها أن تكون اجلريمتان
عمديتني ،كام جيوز أن تكون إحدامها عمدية ،واألخرى غري عمدية.
الصورة الثالثة :عام مؤبد متكرر مقصود
كان يشترط العتبار اجلاين عائد ًا أن يرتكب جريمة عمدية بعد صدور
بات س�ابق يف جرائم عمدية س�ابقة دون اشتراط املامثلة فيام
أكثر من حكم ٌّ
بينها أو اشرتاط وقوع اجلريمة الالحقة يف زمن معني.
الصورة الرابعة :عام مؤبد متكرر غري مقصود
وهي بالصورة السابقة نفسها ،غري أنه ال يشرتط فيها أن تكون اجلرائم
كله�ا عمدي�ة؛ فيج�وز فيها أن تك�ون كلها غير عمدية ،كام جي�وز أن يكون
بعضها عمديا ،وبعضها اآلخر غري عمدي.
21
الصورة اخلامسة :عام مؤقت بسيط مقصود
كان يشرتط العتبار اجلاين عائد ًا أن يرتكب جريمة عمدية يف زمن معني
البات الص�ادر عليه يف جريمت�ه العمدية
ّ م�ن ص�دور أو انتهاء تنفي�ذ احلكم
السابقة دون اشرتاط املامثلة بني اجلريمتني.
الصورة السادسة :عام مؤقت بسيط غري مقصود
وه�ي بالص�ورة الس�ابقة نفس�ها ،إال أهن�ا ال تشترط ك�ون اجلريمتني
عمديتني.
الصورة السابعة :عام مؤقت متكرر قصدي
كان يشرتط العتبار اجلاين عائد ًا أن يرتكب جريمة عمدية يف زمن معني
بات م�ن األحكام الصادرة عليه يف اجلرائم
م�ن صدور ،أو انتهاء آخر حكم ٍّ
العمدية السابقة ،دون اشرتاط املامثلة بينها.
الصورة الثامنة :عام مؤقت متكرر غري مقصود
وهي الصورة الس�ابقة نفسها ،إال أهنا ال يشترط فيها أن تكون اجلرائم
كلها عمدية .بعبارة أخرى فإنه يتعني ـ حتى يعترب اجلاين عائد ًا ـ أن يرتكب
أكث�ر من جريمة غري عمدية ،ثم يع�ود فريتكب جريمة أخرى غري عمدية يف
بات.
خالل مدة معينة من وقت صدور آخر حكم ًّ
الصورة التاسعة :خاص مؤبد بسيط مقصود
كان يشترط العتبار اجلاين عائد ًا أن يرتك�ب جريمة عمدية بعد احلكم
عليه يف جريمة عمدية س�ابقة مماثلة للجريمة الثانية دون اشتراط وقوعها يف
زمن معني.
22
الصورة العارشة :خاص مؤبد بسيط غري مقصود
وهي الصورة السابقة نفسها ،مع عدم اشرتاط كون اجلريمتني عمديتني
الصورة احلادية عرشة :خاص متكرر مقصود
كان يشترط العتبار اجلاين عائد ًا أن يرتك�ب جريمة عمدية بعد احلكم
عليه يف أكثر من جريمة عمدية س�ابقة مماثلة للجريمة الالحقة ،دون اشرتاط
وقوعها يف زمن معني.
الصورة الثانية عرشة :خاص مؤبد متكرر غري مقصود
وه�ي بالصورة الس�ابقة نفس�ها ،مع عدم اشتراط ك�ون اجلرائم كلها
عمدية.
الصورة الثالثة عرشة :خاص مؤقت بسيط مقصود
كان يشترط العتب�ار اجلاين عائ�د ًا أن يرتك�ب جريمة عمدي�ة يف زمن
معني من صدور أو انتهاء احلكم الس�ابق عليه يف جريمته العمدية الس�ابقة،
مع اشرتاط املامثلة بني اجلريمتني.
الصورة الرابعة عرشة :خاص مؤقت بسيط غري مقصود
وه�ي بالص�ورة الس�ابقة نفس�ها ،م�ع ع�دم اشتراط ك�ون اجلريمتني
عمديتني.
الصورة اخلامسة عرشة :خاص مؤقت متكرر مقصود
كان يشرتط العتبار اجلاين عائد ًا أن يرتكب جريمة عمدية يف زمن معني
م�ن ص�دور أو انتهاء آخر حكم ص�در عليه يف جريمة م�ن جرائمه العمدية
السابقة املامثلة جلريمته الالحقة.
23
الصورة السادسة عرشة :خاص مؤقت متكرر غري قصدي
ال تأخ�ذ ظاهرة الع�ود نمط ًا واح�د ًا ،بل يتخذ عدة أنماط .وقد حاول
كثير من علامء اإلجرام الكش�ف عن معيار حمدد يمكن عىل أساس�ه التفرقة
بين األنماط املختلفة للع�ود ،ولكنه�م رفض�وا اختاذ املعي�ار القان�وين نظر ًا
الهتامم�ه فق�ط باألحكام الص�ادرة ضد العائد مب�دأ هلذه التفرق�ة ،مدعمني
اعرتاضه�م ورفضهم بأنه معيار حتكمي .لذلك أوصوا برضورة البحث عن
معيار عن طريق دراس�ة التاريخ الش�خيص للعائدين .ويقدم بعض الباحثني
بعض االقرتاحات التي تويص باختاذ الوظيفة التي يؤدهيا السلوك اإلجرامي
للعائ�د ،والعام�ل الغال�ب املس�بب هلذا الس�لوك أساس� ًا لألنماط املختلفة
(األلفي1965 ،م).
وقد جرت عدة حم�اوالت من أجل إجياد تصنيف للعائدين؛ عىل النحو
التايل
أ ـ تصنيف ركلس ()Reckless
يع�د تصنيف «ركلس» ( )Recklessم�ن التصنيفات املهمة ضمن هذا
املج�ال؛ وقد ميز بموجبه بني نمطني م�ن العود .أما النمط األول فهو النمط
الذي يعترب فيه الس�لوك اإلجرام�ي مهنة أو جتارة؛ ويدخل ضمن هذا النمط
الفئات اآلتية من العائدين( :األلفي1965 ،م).
1ـ ذوو الس�لوك اإلجرامي العادي؛ وهؤالء يرتكبون مزجي ًا من جرائم
األموال مثل الرسقة والس�طو .ويرجع هذا السلوك إىل فساد البيئة،
والنق�ص يف إش�باع احلاجي�ات االجتامعي�ة واالقتصادي�ة ،والرفقة
السيئة ،والوصمة االجتامعية التي تلحق باملجرم.
24
2ـ بع�ض األف�راد م�ن مجاع�ات خاصة تتخذ م�ن االجتار يف األش�ياء
املمنوعة تقليد ًا يس�ود يف تلك اجلامع�ات ،مثل اجلرائم التي يرتكبها
أفراد بعض القبائل يف اهلند.
3ـ املجرمون الذين ينتظمون يف مجعيات إجرامية ،مثل رجال العصابات
األمريكي�ة .وهذا النم�ط من العود يتوقف عىل الظ�روف والتقاليد
السائدة يف أي بلد من البالد.
4ـ املجرم�ون املحرتف�ون مث�ل املزوري�ن ،ومزيف�ي النق�د ،ولصوص
املجوه�رات .ويعتبر احتراف اإلج�رام أعلى مرات�ب الس�لوك
اإلجرامي.
5ـ مرتكبو اجلرائم اخلاصة .كان سذرالند أول من لفت األنظار إىل هذا
النمط من اجلرائم التي يرتكبها أشخاص ينتمون إىل طبقة اقتصادية
معين�ة ،ويش�غلون مراكز اجتامعية هلا مكانة ،مس�تغلني هذه املراكز
يف ارتكاب جرائمه�م ،ويف تكرار ارتكاهبا ،نظر ًا لعجز القانون عن
مالحقتهم ملا يتمتعون به من مكانة ،ولضعف الرقابة عليهم.
6ـ ذوو العاهات ،وهؤالء جيذبون للجريمة بسبب شعورهم بالنقص،
ومل�ا يصادفونه من عقبات حتول بينهم وبني س�بل العيش الرشيف،
وه�ؤالء املجرم�ون ليس�وا ـ يف الواق�ع ـ إال نت�اج رف�ض املجتمع
لتقلبهم فيه.
النمط الرئيس ألنامط العود
1ـ املجرم�ون املعت�ادون ذوو الش�خصيات املعادي�ة للمجتم�ع ،وه�م
جمموعة األش�خاص الذين يك�ررون ارتكاب اجلرائ�م ،ويرفضون
حتم�ل االلتزام�ات االجتامعية واالقتصادي�ة ،وغالب� ًا يدمن هؤالء
25
الكحول واملخ�درات ،ويتميزون بضعف األن�ا ،والقوى الداخلية
الضابطة التي حتول بينهم وبني اندفاعاهتم.
2ـ املجرم�ون املعت�ادون ذوو الش�خصيات العصابية ،وه�ؤالء ترجع
ترصفاهت�م عادة لدوافع قهري�ة ،مثل مرض الرسقة واحلريق والقتل
العم�د ،كام أهن�ا أحيان ًا ترجع مل�ا يعانونه من توتر وقل�ق ،وتظهر يف
صور جريمة الفعل الفاضح ،واجلرائم اجلنسية.
3ـ العائ�دون الذي�ن يرج�ع س�لوكهم اإلجرام�ي لظ�روف مرضي�ة،
مث�ل الصرع واملصابني بج�روح يف املخ ،والذين يعان�ون الزهري،
والعائدون من هذا النوع عددهم قليل ،لقلة عدد األشخاص الذين
يصابون هبذه األمراض.
4ـ العائدون الشواذ الذين يرجع شذوذهم للذهان ،أو إىل اضطرابات
عقلية ،وهؤالء نسبتهم قليلة بالقياس إىل جمموع العائدين (األلفي،
1965م).
ب ـ تصنيف معهد علم اإلجرام
أج�رى أخير ًا معهد علم اإلجرام التابع جلامع�ة كمربدج بحث ًا عىل مائة
وقس�مهم إىل فئات وفق ًام�ن املجرمين العائدين للتعرف على خصائصهمّ ،
هلذه اخلصائص .وقد انتهى البحث إىل تقسيم العائدين موضوع الدراسة إىل
ثالث فئات تبع ًا لدرجة انحراف شخصياهتم ،عىل النحو التايل:
يكون�ون %12م�ن املجموع ال�كيل ،وال
1ـ غير املنحرفين .وه�ؤالء ّ
يعاين أفراد هذه الفئة أية أمراض نفس�ية أو عقلية ،ويف اس�تطاعتهم
تكوين عالقات سوية مع الوسط الذي يعيشون فيه ،كام أهنم يوفون
بالتزاماهت�م األبوية والعائلية ،ويتخصص هؤالء يف ارتكاب جرائم
26
األم�وال التي يع�دون هلا قبل إقدامهم عىل ارتكاهب�ا .ولذلك فإهنم
ينجحون ،غالب ًا ،يف ارتكاب كثري من اجلرائم قبل اكتش�اف أمرهم.
ومن هذه الفئة املجرمون املحرتفون.
2ـ املنحرف�ون العدواني�ون النش�يطون ،وتبل�غ نس�بتهم .% 36ويب�دو
على أفراد ه�ذه الفئة عالقات الش�خصية الس�يكوباتية والالمباالة
االنفعالي�ة ،وتتمي�ز عالقاهت�م بضي�ق نطاقه�ا ،وعدم اس�تمرارها،
وتأخذ جرائمهم طابع العنف واجلرأة.
3ـ املنحرف�ون اخلامل�ون الس�لبيون .وه�ؤالء أكثر أف�راد املجموعات
الثلاث عدد ًا وتبلغ نس�بتهم .%52وتتكون ه�ذه الفئة من األفراد
ذوي الش�خصيات الضعيف�ة الذي�ن ليس�ت هل�م قدرة على التأثري
يف غريه�م ،وهم ع�ادة يرتكبون رسقات بس�يطة ،كما أن من بينهم
مرتكب�ي اجلرائ�م اجلنس�ية ،والش�ذوذ اجلنسي ،ويتص�ف ه�ؤالء
بانخفاض ذكائهم عن أفراد املجموعتني السابقتني.
وأخير ًا خص�ص املؤمتر الثالث لعل�م اإلجرام الذي عقد يف لندن س�نة
1955م ،أح�د أقس�امه لدراس�ة ص�ور الع�ود املختلف�ة ،وذلك كما جاء يف
توصيات�ه ألمهية هذه الدراس�ة يف الوقاية م�ن العود ،ويف معامل�ة العائدين.
وذهب�ت ه�ذه التوصيات إىل أنه يمك�ن التمييز بني جمموعتني رئيس�يتني من
العائدين .تضم األوىل العائدين الذين يرتبون حياهتم عىل أس�اس نش�اطهم
اإلجرام�ي ،وتش�مل الثاني�ة العائدين الذين يتك�رر ارتكاهبم جلرائم لس�وء
تكيفهم اجتامعي ًا ونفسي ًا (األلفي1965 ،م).
ولعل اإلس�هاب يف تعريف العود للجريمة يف الفقرات الس�ابقة ،رغبة
م�ن الباحثة يف الوص�ول إىل تعريف إجرائي يكون أكثر ش�مولية وأكثر دقة.
27
وتع�رف الباحث�ة العود إجرائ ًي�ا يف هذه الدراس�ة بأنه ارتكاب املرأة س�لوكًا
إجرام ًيا أدى إىل عودهتا للس�جن بعد خروجها منه ،س�واء كان هذا الس�لوك
دوافع�ه العوام�ل االجتامعي�ة أو االقتصادي�ة أو غريه�ا ،س�وا ًء ارتكب مرة
واحدة ،أو عدة مرات ،أو كان خمالف ًا للس�لوك القديم أو نفس�ه ،أو س�لوكًا
جديدا يشمل العود العام واخلاص. ً
جـ ـ اجلريمة
اجلريم�ة كظاه�رة ُعرفت يف كل املجتمعات .فه�ي من حيث اجلوهر ال
ختتلف باختلاف املجتمعات ،ولكن كمفهوم ال يوج�د مفهوم حمدد ودقيق
متف�ق علي�ه يف مجيع األزمنة ،ومجيع املدارس؛ واالجتاهات ما دفع مكس�ويل
( )Maxwellإىل الق�ول إن اإلج�رام« :هو عمل نس�بي غري قاب�ل للتعريف
بص�ورة عامة ومطلق�ة» (العوجي1983 ،م) ،إال أن ذلك ال يمنع من حتديد
أه�م اخلط�وط العامة ملفه�وم اجلريمة ،والتي م�ن خالهلا نتوص�ل إىل الفهم
العلمي الدقيق ملفهوم اجلريمة ،وهي:
ـ تعريف أهل اللغة ملفهوم اجلريمة.
ـ االجتاه القانوين لتعريف مفهوم اجلريمة.
ـ االجتاه االجتامعي لتعريف مفهوم اجلريمة.
ـ تعريف أهل اللغة
فمن الناحية اللغوية أخذت كلمة جريمة من اجلرم :التعدي واجلرم هو
الذنب ،واجلمع إجرام وجروم ،وهو اجلريمة؛ ويقال ُج ِّر َم فالن أذنب وأخطأ
فه�و جمرم وجري�م( .اخلطيب1961 ،م) أما يف اللغ�ة اإلنجليزية فتدل كلمة
( )Crimeعىل اجلريمة ،وأصلها ( ،)Crimenوهي كلمة التينية اشتقت من
28
( )Cernereالت�ي أت�ت بدورها من أصل يوناين معناه التحيز والش�ذوذ عن
شذ عن السلوك العادي (سعفان1966 ،م). السلوك العادي .أما املجرم فهو َ
نالح�ظ من هذا التعريف ،س�واء كان يف اللغ�ة العربية أم اإلنجليزية ما
وتوضيح ملعنى الكلمة فقط ،وكذل�ك تقديم رشح واضح ألصل ٌ رشح
ه�و ٌ
الكلمة ،وبالتايل مل يقدم لنا تفسري ًا واضح ًا عن هذا التعدي من حيث ماهيته
وحجمه .وبام أن التعريف اللغوي اكتفى هبذا القدر من التوضيح فال بد من
اكتمال صورة هذا التعريف يف ذهن القارئ م�ن زاوية أخرى تعزز التعريف
اللغوي ،كمحاولة للوصول إىل تعريف علمي دقيق ملفهوم اجلريمة.
ـ االجتاه القانوين لتعريف اجلريمة
لا بالدراس�ات التقليديةه�و االجت�اه الكالس�يكي القدي�م املرتبط أص ً
للجريم�ة الت�ي انطلقت يف أوروب�ا يف القرن الثامن عرش .وه�و أيض ًا االجتاه
الذي يعطي لرجال القانون ـ بالدرجة األوىل ـ حق حتديد السلوك السوي،
من غري السوي وليس فقط حتديد مفهوم اجلريمة (طالب1997 ،م).
فاجلريم�ة م�ن الناحي�ة القانوني�ة هي كل عم�ل خمالف ألح�كام قانون
املجرمة ،ومقدار
العقوب�ات ،وقانون العقوبات ه�و الذي يتضمن األفع�ال َّ
عقوباهتا (عريم1975 ،م).
ع�د أيض� ًا الفعل أو الرتك املخالف لنص القان�ون اجلزائي املرشع من
و ُت ّ
قب�ل اهليئة السياس�ية للمجتمع ،والذي يتطلب بالضرورة النص عىل عقوبة
مق�ررة وحم�ددة ،أو غري ذلك من اإلج�راءات االحرتازي�ة أو بدائل العقاب
مما يتم تنفيذه يف حالة اإلدانة ضد املرتكب للفعل دون س�واه من قبل س�لطة
رشعية مكلفة بتنفيذ األحكام (كاره1985 ،م).
29
وم�ن تعاريف مفهوم اجلريمة قانوني ًا أيض� ًا التعريف الذي يقدمه حممد
نجيب حسني «اجلريمة فعل غري مرشوع صادر عن إرادة جنائية يقرر القانون
عليه عقوبة أو تدبري ًا احرتازي ًا» (حسني1977 ،م).
نالحظ من خالل ما تقدم أن هنالك مآخذ تؤخذ عىل التعريف القانوين
للجريمة ،يمكن استخالصها مما جاء يف رشح الرساج هلا عندما قال:
«إن الظاه�رة اإلنس�انية واالجتامعي�ة س�ابقة يف وجودها على الظاهرة
القانونية ،ومهام كان القانون اجلزائي واس�ع ًا فإنه ال يس�تطيع شمول احلقيقة
اإلنس�انية واالجتامعية بكاملها .كام أن احلكم القيمي عىل أفعال اإلنسان هو
نتيجة للرشوط اخلاصة بتطور كل جمتمع من املجتمعات البرشية وليس تعبري ًا
ع�ن القواعد التي حتكم هذا املجتمع .أما األفعال التي يعاقب عليها القانون
فليست أكثر األفعال خطورة ورضر ًا اجتامعي ًا؛ وإن عدد ًا من األفعال التي ال
يعتربها القانون جريمة هي أشد خطورة عىل املجتمع من بعض األفعال التي
املرشع ويعاقب عليه�ا بعقوبة جزائية .ويضيف عبود الرساج قائال: حيظره�ا ّ
ع�د جمرم� ًا يف نظر القان�ون إال إذا أدين أم�ام القضاء بارتكاب
«إن الف�رد ال ُي ُ
جريم�ة جزائي�ة .وهذا املوق�ف يض ّيق من ميدان دراس�ة اجلريم�ة من جهة،
ويلحق باملجتمع رضر ًا بالغا من جهة أخرى؛ ألن هنالك بعض األشخاص
ق�د نكش�ف عن خطورهتم مع أهنم مل يرتكبوا أي�ة جريمة ،وترك هؤالء دون
معاجلته�م ،واخت�اذ إج�راءات وقائية حلامي�ة املجتمع منهم في�ه خطر كبري ال
يمكن إمهال قدره» (الرساج1981 ،م).
كما انتقد دونالد كرييس أيض ًا التعريف�ات القانونية للجريمة ،ورأى أن
اجلريمة ظاهرة اجتامعية معقدة ختضع ملجموعة من املفاهيم الفكرية والدينية
واألخالقية إىل جانب املفهوم القانوين ،واالقتصار عىل دراس�ة اجلريمة ،من
30
وجه�ة نظ�ر قانوني�ة ،جيعلنا ال نرى املش�كلة إال م�ن زاوية واح�دة (محدان،
2001م).
وبصورة عامة يمكن إمجال ما تقدم بام ييل:
1ـ تشير التعريف�ات الس�ابقة إىل اتف�اق واختلاف يف الوق�ت ذات�ه.
فق�د ج�اء االتفاق واضح� ًا لدى أه�ل القان�ون من حي�ث اجلوهر
واملضمون ،وجاءت معظم التعريفات حتتوي عىل ركنني أساس�يني
يف عملية التعريف أوهلام (وجود فعل) واآلخر (وجود قانون) .فإذا
اقرتن الفعل بمخالفة هلذا القانون س�مي هذا الفعل جرم ًا ،وبالتايل
يس�تحق مرتكبه عقوبة تتناس�ب وحج�م املخالفة .أم�ا االختالف
ف�كان من حيث الصياغة حيث ن�رى كل تعريف خمتلفا عن اآلخر،
ولكن اجلوهر واحد.
2ـ إن القان�ون األس�اس يف عملية جتريم أي فعل أو س�لوك؛ وعىل هذا
املرشع للقانون.
األساس فإن الفعل اإلجرامي هو الفعل الذي يراه ّ
3ـ جاءت االنتقادات التي وجهت للتعريف القانوين انتقادات واضحة
وش�املة ش�ملت خمتلف عنارص التعريف؛ فجاءت بحقيقة أساسية
هي أن بعض األفعال واألشخاص يامرسون أفعاالً إجرامية ،ولكن
نظر ًا لعدم نص القانون عىل ذلك ال تعترب جريمة.
4ـ على الرغم من هذه االنتق�ادات وغريها للتعريف القانوين للجريمة
إال أن هن�اك حقيق�ة جي�ب أن تؤخذ بعين االعتبار وه�ي أن أغلب
املجتمع�ات ال تع�د ف�رد ًا جمرم� ًا إال إذا ص�در بحق�ه حك�م قانوين
مهما بلغ حجم الرفض واالس�تهجان الذي يواجهه م�ن قبل أفراد
املجتمع.
31
5ـ إن�ه م�ن الصعوب�ة االكتفاء بتعري�ف مفهوم اجلريمة م�ن زاوية أهل
القان�ون فقط ،ألننا بذلك نرى املش�كلة من زاوية واحدة .لذلك ال
بد من طرح رؤية مكملة للرؤية القانونية أال وهي الرؤية االجتامعية
أو املنظور االجتامعي.
ـ االجتاه أو املنظور االجتامعي
لا بالدراس�ات احلديثة والوضعي�ة (العلمية)وه�و االجت�اه املرتبط أص ً
للجريمة التي بدأت يف أوروبا يف القرن التاس�ع عرش وتطورت يف الواليات
املتح�دة األمريكية .وهو أيض� ًا االجتاه الذي ينظر إىل اجلريمة نظرة ش�مولية
اجتامعية(.طالب1997 ،م).
لق�د صنفت تعريفات اجلريمة ،من وجهة النظ�ر االجتامعية ،إىل ثالث
فئات وفق اهتاممات علامء االجتامع ومتطلبات جمتمعاهتم وبيئاهتم االجتامعية
املختلفة (الربايعة1984 ،م).
الفئة األوىل تتضمن التعريفات التي تربط بني اجلريمة وانتهاك القوانني.
عرف السلوك ومن العلامء الذين أخذوا هبذا التعريف ديفز ( )J. Davisالذي ّ
االنحرايف بأنه السلوك الذي ينحرف عن معايري املجتمع السيايس .واملقصود
باملجتمع الس�يايس هو ذلك املجتمع الذي حتكم�ه القوانني التي ترشف عىل
صياغتها وتنفيذها سلطة منظمة معرتف هبا اجتامعي ًا ورسمي ًا .أما الفئة الثانية
فهي التعريفات التي تربط بني اجلريمة واألفعال التي تسبب أذى للمجتمع،
وقد تبنى هذا التعريف «س�الن» « »Salinالذي يعرف اجلريمة بأهنا «انتهاك
للمعايير االجتامعية» .أما الفئة األخرية فهي التي تركز عىل االنحرافات عن
املعايير االجتامعية ،وانته�اك القانون يف الوقت ذات�ه .ويف ضوء هذا املنظور
فق�د عرف (كلين�ارد) اجلريمة بأهنا « س�لوك مؤذ وض�ار اجتامعي ًا ويتعرض
صاحبه للعقاب من قبل الدولة» (السعد1991 ،م).
32
وإذا حاولنا التمعن بتعريفات الفئات الثالث نجد ما ييل:
حيج�م من ظاه�رة اجلريمة ،وذل�ك من خالل إن تعري�ف الفئ�ة األوىل ّ
اقتص�ار وجوده�ا يف املجتمع�ات الت�ي حيكمها القان�ون املكت�وب ،وبالتايل
جتاوز احلقيقة األساسية ،وهي أن اجلريمة ظاهرة وجدت يف كل املجتمعات،
س�وا ًء أكان�ت بدائية حتكمها العادات والتقاليد غري املكتوبة بش�كل رس�مي
وإنما متع�ارف عليها ،أم متطورة ختضع لوس�ائل الضبط الرس�مي (القانون
واللوائح) .كذلك نلحظ أن هذه الفئة تقرتب من التعريف القانوين للجريمة.
وبالتايل فإن املآخذ التي تؤخذ عىل التعريف القانوين تؤخذ عليها.
أم�ا الفئة الثانية فهي تلك التي حت�اول الربط بني اجلريمة واألفعال التي
تس�بب أذى أو رضر ًا للمجتمع ،ونالحظ افتقار هذه الفئة إىل معيار نستطيع
احلك�م م�ن خالله عىل حجم هذا الرضر ،وما هي املصالح التي تعترب يف نظر
فإن من ينتهك هذهاملجتم�ع مصالح ال بد من الدفاع عنها ومحايتها ،وبالتايل ّ
املصال�ح الت�ي تعترب يف نظ�ر املجتمع مصالح ال بد من الدف�اع عنها ومحايتها
يك�ون قد أوقع نفس�ه ملحق� ًا الضرر باملجتمع .وربما يكون تعري�ف الفئة
األخيرة أكث�ر قبوالً ،ففي�ه حماولة اجلم�ع بني الناحي�ة االجتامعي�ة والناحية
القانونية.
وم�ن مجلة التعريفات االجتامعية أيض� ًا تعريف (دور كايم) الذي اعترب
اجلريم�ة يف البداية كل عمل معاقب عليه ،ثم أش�ار بعد ذلك إىل أن ما جيعل
م�ن هذا الفعل جريم�ة معاقبا عليها ه�و ردة الفعل االجتامعي�ة عليه وليس
الفع�ل نفس�ه ،وأن م�ن يعطي ه�ذه الصف�ة (اجلريمة) ه�و التعري�ف الذي
يصوغه الضمري اجلامعي وليس�ت اخلصائص الداخلي�ة لفعل ما( .الفاضل،
1976م).
33
فيع�رف اجلريم�ة بأهنا فعل يقترف داخل
ّ أم�ا بونج�ر ()W. Bonger
مجاعة من الناس تشكل وحدة اجتامعية ويرض بمصلحة اجلميع أو بمصلحة
الفئة احلاكمة ،ويعاقب عليه من قبل هذه اجلامعة بعقوبة أشد قسوة من جمرد
رفضه�ا األخالق�ي ( .)William، 1969نالح�ظ أن تعري�ف بونج�ر يربط
الرضر بمصالح الفئة احلاكمة املسيطرة أكثر من أي فئة أخرى.
ويف احلقيق�ة مل خت�ل ه�ذه التعاري�ف م�ن انتق�ادات ومالحظ�ات.
فيقول حس�ن طال�ب يف هذا الص�دد« :إن املفهوم االجتامع�ي للجريمة غري
واض�ح ،وفيه كثير من الغموض ،وهو راجع لغم�وض الظاهرة االجتامعية
وتش�ابكها ،وتش�ابك القواع�د واملصالح يف املجتم�ع بصورة عام�ة ،كام أن
املفه�وم االجتامع�ي مل يس�تطع حتديد معي�ار مناس�ب أو طريق�ة أو ميكانزم
لقي�اس األرضار االجتامعي�ة الناجتة عن العمل اإلجرام�ي ونوعيته ،وبذلك
فإن املفهوم االجتامعي مل يستطع التخلص من الذاتية يف إطالق األحكام عىل
السلوك واألفعال»( ،طالب1997 ،م).
ونلح�ظ من خالل ما س�بق أن التعريف�ات االجتامعية ملفه�وم اجلريمة
تتسم ببعض السامت ،هي :
1ـ إن معظ�م ه�ذه التعريفات تركز عىل األفعال والس�لوكيات املخالفة
للقوانين واألنظمة واللوائح املكتوبة ،وغريه�ا من عادات وتقاليد
وأعراف ومعايري وقيم اجتامعية سائدة غري مكتوبة.
2ـ نج�د أن أس�اس التجريم هو املجتمع .فالفع�ل اإلجرامي هو الفعل
الذي يرى املجتمع أن�ه كذلك ،بغض النظر عن موقف القانون من
هذا الفعل هل جيرمه أم ال.
34
3ـ كام أن هذه التعريفات تتصف بالعمومية وعدم الثبات فال يمكننا أن
نطلق عىل فعل ما أنه ضار بمصالح املجتمع يف كل زمان ومكان؛ فام
ه�و ضار يف زم�ن معينّ قد ال يكون كذلك يف زمن آخر أو يف جمتمع
آخ�ر؛ فربام يكون ذلك الفعل مقبوالً لدى مجاعة ،ويكون يف الوقت
نفس�ه مرفوض� ًا ل�دى مجاعة أخ�رى ،نظ�ر ًا لتعارضه م�ع مصاحلها
ومعتقداهت�ا وأفكارها ،وبالتايل يصع�ب الوصول إىل تعريف واحد
شامل ،نظر ًا لغياب املعيار الذي نحتكم إليه يف التعريف.
نعرف اجلريمة من الوجهة القانونية دونلذا ترى الباحثة أنه ال يمكن أن ّ
االجتامعي�ة وبالعكس دون القانونية ،وهل�ذا جيب التوصل إىل معيار يتضمن
كال م�ن الوجهتين القانوني�ة واالجتامعي�ة ،ألن هذي�ن املفهومين يكمالن
بعضهما بعض� ًا ،وبالتايل يمك�ن إدراك مفه�وم اجلريمة من خلال ارتباطها
جيرمها.
بالبيئة االجتامعية التي أوجدهتا؛ وكذلك موقف القانون الذي ّ
كما ترى الباحثة أن اجلريمة وفق هذه الدراس�ة ،من الناحية اإلجرائية،
هي :كل فعل يلح�ق الرضر بمصالح الفرد واجلامعة واملجتمع ،وهذا الفعل
يع�د خروج� ًا عىل تلك القواع�د واملعايري التي ارتضاه�ا املجتمع ألفراده ثم
صاغها يف قوانني ويعاقب عىل هذا اخلروج بعقوبة جزائية.
أم�ا املج�رم بناء عىل ه�ذا التعريف فهو الش�خص البالغ الراش�د الذي
يرتك�ب هذا الفعل الض�ار املنصوص عليه يف قانون حمدد ،ويس�تحق بالتايل
عقوبة جزائية حيددها هذا القانون.
ـ يف الرشيعة اإلسالمية
تع�رف اجلرائ�م بأهنا حمظ�ورات رشعية زج�ر اهلل عنها بح�د أو تعزير؛
واملحظ�ورات يف الرشيع�ة هي إتيان فع�ل منهي عنه ،أو ت�رك فعل مأمور به
(املاوردي361 ،هـ).
35
ـ اجلريمة من الناحية النفسية واالجتامعية
س�لوك ينته�ك القواع�د األخالقية الت�ي وضعت هلا اجلامع�ة جزاءات
سلبية حتمل صفة الرسمية (منصور1410 ،هـ.)11 ،
ـ من الناحية القانونية
اجلريمة فعل غري مرشوع صادر عن إرادة جنائية يقرر القانون عقوبة أو
تدبريا احرتاز ًيا (طالب2002 ،م.)25 ،
ً
ـ التعريف االجتامعي
س�لوك حترمه الدولة لرضره عىل املجتمع ،ويمك�ن أن ترد عليه بعقوبة
(الطخيس2004 ،م.)42 ،
كل فعل خيالف الشعور العام للجامعة (الصيفي1416 ،هـ.)68 ،
خروج عن القواعد واألنظمة الس�لوكية التي يرس�مها املجتمع ألفراده
(سعفان1962،122 ،م).
ـ تعريف اجلريمة إجرائ ًيا يف هذه الدراسة
الفع�ل املتعم�د املعاق�ب عليه بنص رشع�ي أو قانوين ،وص�دور حكم
حمكمة فيه والذي تقوم به املرأة الراش�دة والذي يعترب خمال ًفا للقانون املعمول
به يف املجتمع الس�عودي ،مما يؤدي إىل وقوع عقوبة الس�جن عىل مرتكبة هذا
الفعل.
36
الفصل الثاين
37
38
.2اإلطار النظري والدراسات السابقة
1. 2االجتاهات النظرية يف تفسري ظاهرة العود للجريمة
انصب اهتامم املنظرين يف علم االجتامع عىل تفسير الس�لوك اإلجرامي
باعتباره حمصلة العوامل املتعلقة بالفرد اجتامعي ًا وثقافي ًا ،باإلضافة إىل الوسط
االجتامع�ي ال�ذي يعي�ش فيه .وعىل ضوء ذل�ك ظهرت كثري م�ن النظريات
االجتامعي�ة الت�ي تناولت الس�لوك اإلجرام�ي من جوانب ع�دة ،ما أدى إىل
تع�دد اآلراء والطروح�ات النظرية الت�ي هتدف إىل الوصول لتفسير واقعي
للسلوك اإلجرامي.
ويمك�ن تناول اجلريم�ة ـ من املنظور االجتامعي ـ على أهنا نتاج تفاعل
بع�ض األفراد مع بعض من ناحية ،وبينهم وبين البيئة االجتامعية من ناحية
أخرى.
وم�ن أهم النظري�ات االجتامعية التي يمكن عىل ضوئها تفسير ظاهرة
العود إىل اجلريمة ما ييل:
39
لعملي�ة تبلور االنح�راف ،واملراحل التي جتري هبا كحلق�ة بعد أخرى حتى
تكتمل احللقات ،ويصبح االنحراف ثابت ًا دائ ًام ترسخ أصوله ومكوناته ،هذه
املراحل كام يراها« ،ملرت» هي:
1ـ مرحلة االنحراف األويل ،وهو أول سـلوك يصدر عن الفرد كبادرة
الختبار فعل املجتمع إزاءه.
2ـ مرحل�ة قيام ردود فعل املجتمع التي تأخذ ش�كل عقوبات اجتامعية
معينة.
3ـ مرحلة تكرار االنحراف األوىل وزيادة نسبته أو كميته.
4ـ مرحل�ة قي�ام املجتم�ع باختاذ ردود فعل رس�مية تأخذ ش�كل وصم
املنحرف بوصمة االنحراف واإلجرام.
5ـ مرحل�ة زيادة االنحراف للرد املبارش عىل موقف املجتمع نحو الفرد
املنحرف ،ومواجهة وصمة املجتمع باجلريمة.
6ـ املرحل�ة األخرية ه�ي املرحلة التي يقبل املنحرف بمركزه االجتامعي
اجلديد كش�خصية جم�رم أو منح�رف ،وحماولة ه�ذا الف�رد التوافق
مع ش�خصيته اجلدي�دة ودورة اجلديد كش�خص منب�وذ من جمتمعه
(الدوري1984 ،م.)266 ،
وق�د افرتض «تاتنبوم» أحد رواد نظري�ة الوصم اإلجرامي أن ما يؤدي
إىل خل�ق املنحرف إنام هو الكيفية الت�ي يعامله هبا اآلخرون ،ووصف عملية
وصم املنحرف بأهنا عملية حتتوي عىل عنارص تشمل وضع عالمات وألقاب
وتعريف�ات ،تقوم اجلامعة بإلصاقها بالش�خص .وت�ؤدي عملية الوصم هذه
إىل خدم�ة أغراض اجلامعة ،وحتقيق بعض أهدافها ،كوهنا تس�اعد عىل بلورة
40
نقم�ة اجلمهور ضد الش�خص املخالف ،وأيض� ًا تأكيد نقمة الف�رد املوصوم
نحو نفس�ه ،وبالتايل إحباط معنوياته وتش�ويه أخالقياته ،م�ا ينتج عنه تأكيد
التضامن والتآزر اجلامعي.
وتنحدر عملية الوصم ـ من وجهة نظر تاتنبوم ـ من عنرصين أساسيني،
مها:
أ ـ عنصر املفاضلة والتمييز ،وهو وض�ع املوصوم يف جهة ،وباقي أفراد
املجتمع يف جهة أخرى.
ب ـ بلورة اهلوية املس�تجدة التي تؤدي إىل إحداث حتول يف شعور الفرد
ذات�ه أو تقييم�ه لذات�ه ،وينتج ه�ذا من الفج�وة واهل�وة بعالقته مع
اآلخرين (جابر1988 ،م.)195 ،
وحت�ى يمك�ن فه�م دور هذه النظري�ة يف الع�ود للجريم�ة أن مثل هذا
الوضع الذي جيد الشخص نفسه فيه وقد وسم باجلريمة واالنحراف ليصبح
إنس�ان ًا ال يؤم�ن جانب�ه ،وكأن�ه قد طبع عىل اإلج�رام إىل األب�د .إن مثل هذا
الوض�ع يق�وده مرة أخرى ـ حت�ت وطأة هذه الظروف النفس�ية واالجتامعية
واالقتصادي�ة الصعب�ة ـ إىل الوقوع يف االنح�راف ،واخلروج مرة أخرى عن
الطريق السوي الذي يقبله املجتمع (الرفاعي1416 ،هـ.)41 ،
وم�ن هن�ا كان ال بد من تكريس اجلهود وتضافره�ا مع ًا إللغاء ما يقابل
العائد عند خروجه من الس�جن ،ووجوب التفه�م الكامل للعائد وظروفه،
وعدم وصمه بام مىض.
خالص�ة الق�ول فإنه يمك�ن إبراز أمهي�ة ه�ذه النظرية يف رس�م اإلطار
النظري هلذه الدراسة من خالل قدرهتا عىل إلقاء الضوء عىل أن أهم عنارص
41
عملي�ة تكوين الس�لوك املنحرف تكمن يف وصم الف�رد بوصمة االنحراف،
وجعله�ا عالمة فارقة له تفوق كل صفاته األخ�رى .وبذلك فإن االنحراف
والعود للس�لوك اإلجرامي يكون نتاجا للتفاع�ل االجتامعي والوصم الذي
يضعه املجتمع ويطلقه عىل املرأة املنحرفة ،وقد يكون الوصم س�ببا ملعاودهتا
السلوك اإلجرامي.
وه�ذا ما يؤك�د أن األفراد يرتكبون الس�لوك اإلجرام�ي نتيجة رد فعل
املجتم�ع نحوه�م ،كوننا نجد أن بعض علامء االجتماع الذين يرون أن هناك
عوام�ل اجتامعي�ة عدي�دة ت�ؤدي إىل االنح�راف ،ألن الفعل يف ح�د ذاته ال
يعد س�لوكا انحرافي�ا ،وإنام يوصم الفع�ل بأنه كذلك إذا تولت املؤسس�ات
املجتمعية وصف هذا الفعل وتصنيفه بأنه نمط من السلوك املنحرف.
ولعلن�ا ن�درك أن الوصم ق�د ال ينتهي أو يتوقف عند حدود الش�خص
املوصوم نفس�ه ،ولكن�ه قد يتعدى لبقية أفراد أرست�ه ـ بل إن ذلك ما حيدث
فعال ،خاصة يف املجتمعات القروية ،البدوية ...إلخ ـ .كام أن عملية الوصم
إنما تطبق يف الواقع بكيفي�ة متاميزة متفاوتة قد تكون منحازة ضد أش�خاص
معينني ينتمون إىل حرفة أو جمموعة أو عقيدة أو طبقة ختتلف عن الطبقة التي
تقوم بتطبيق مفهوم الوصمة أو الطبقة السائدة يف املجتمع ،فاالنحراف ليس
للفع�ل ال�ذي يقوم به الش�خص ،وإنام نتيج�ة لرد فعل املجتمع بالنس�بة هلذا
الفعل.
42
2. 1. 2نظري�ة االختالط التفاضلي Differential Association
Theory
43
بني املجرمني ،يف حني أن التفسري التارخيي تصل أمهيته إىل درجة أنه هو الذي
هييئ الفرصة الرتكاب الس�لوك اإلجرامي ،عىل أس�اس أن امليول والروادع
إزاء سلوك معني يف موقف معني تعد حصيلة للتاريخ السابق للفرد؛ ورضب
لا عىل ذل�ك يف أن اللص ذا التجارب اإلجرامية الس�ابقة يس�هل عليه أن مث ً
يسرق من حم�ل تاجر الفاكه�ة إذا كان ه�ذا التاجر غائب ًا ،بينام يرى ش�خص
آخ�ر أن غي�اب هذا التاجر ال يدع�و إىل ارتكاب جريمة الرسقة(س�ذرالند،
1968م.)100 ،
تتضم�ن نظري�ة االختلاط التفاضلي افرتاض�ات أساس�ية هت�دف إىل
توضيح كيفية وقوع الفرد يف الس�لوك اإلجرامي .وتتمثل هذه االفرتاضات
يف أن الس�لوك اإلجرامي سلوك مكتسب غري موروث؛ بمعنى أن الشخص
غري املدرب عىل اجلريمة ال يستطيع ابتداع السلوك اإلجرامي؛ وأن تعلم هذا
السلوك يتم من خالل التفاعل واالتصال مع أشخاص آخرين ،وحيدث هذا
التفاع�ل أو هذا االختالط عن طريق االتص�ال اللفظي ،أي باللغة الكالمية
الش�ائعة ،أو باالتص�ال غير اللفظي باإلش�ارات ،واإليماءات ،واحلركات
أحيان� ًا؛ وأن عملي�ة تعلم الفرد أنامط الس�لوك اإلجرامي تش�مل جانبني مها
تعلم أساليب وارتكاب اجلريمة التي تكون معقدة أحيان ًا ،ويف غاية البساطة
أحيان ًا أخرى ،وتعلم الكيفية التي يمكن هبا توجيه اجتاهاته وميولـه وبواعثه
ومربراته إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي .تشبه عملية التعلم هذه أي عملية
تعلم أخرى؛ ويتم إتقاهنا باس�تخدام واتباع خطوات وآليات التعلم العادية.
واجلزء األس�ايس منها يتم يف اجلامعات الش�خصية التي يرتبط داخلها الفرد
بعالقات ش�خصية وثيقة .وهذا يعني أن وس�ائل االتص�ال غري املبارش مثل
الصحف واملجالت والس�ينام هل�ا دور ثانوي وغري هام يف إحداث الس�لوك
اإلجرامي.
44
وم�ن افرتاض�ات نظرية االختلاط التفاضيل أيض� ًا أن التوجيه اخلاص
للدواف�ع والبواعث يت�م تعلمه من خالل تعريفات للقواع�د القانونية .ففي
بع�ض املجتمعات جيد اإلنس�ان نفس�ه حماط� ًا بجامعة تؤيد احترام القانون،
ويف جمتمع�ات أخرى جيد اإلنس�ان من حوله مجاعات تس�وغ انتهاك القانون
واالعتداء عليه .فالشخص ينحرف حني ترجح لديه مجاعات كفة اآلراء التي
حتبذ انتهاك القوانني عىل كفة اآلراء التي ال حتبذ انتهاكها .ويعترب هذا أساس
نظرية االختالط التفاضيل .فاألشخاص املجرمون يف نظر سذرالند أصبحوا
كذل�ك بفعل احتكاكهم وعالقاهتم بأنامط س�لوكية إجرامي�ة ،وعزلتهم عن
األنماط املناهضة للس�لوك اإلجرامي ،كون الش�خص من طبيعت�ه يميل إىل
متثيل الثقافة املحيطة به .كذلك من افرتاضات نظرية س�ذرالند أن الس�لوك
اإلجرام�ي يعرب ع�ن قيم واحتياج�ات عامة .ولكن جي�ب أال يفرس يف ضوء
ذل�ك ،ألن كل س�لوك يعكس أيض� ًا قي ًام واحتياجات مشتركة .فاللصوص
لا ـ يرسقون حلاجته�م إىل املال .وكذلك التاجر يف جتارته ،والعامل يف ـ مث ً
عمله ،واحلريف يف حرفته يتفانون يف أعامهلم حلاجتهم إىل املال أيض ًا .وخيتلف
االختلاط التفاضيل بحس�ب التكرار ،واالس�تمرار ،واألس�بقية ،والعمق؛
فكلام تعرض الشخص للموقف أكثر من مرة أو كانت مدة اتصاله باآلخرين
طويلة زادت نسبة استجابته لنمطهم السلوكي ،ويكون التأثري أكرب ملن يسبق
احتكاك�ه هب�م ،وهذا غالب� ًا ما يك�ون يف املراحل األوىل من احلي�اة ،وكذلك
يكون التأثري أكرب إذا كان االحتكاك أشد ،وهذا غالب ًا ما يكون بني األقارب،
وبني الرؤس�اء واملرؤوسين ،وبين األعىل واألدن�ى (س�ذرالند1968 ،م،
101ـ .)103
وتكم�ن أمهية نظرية االختالط التفاضيل يف تفسير الس�لوك اإلجرامي
يف اعتباره�ا أول حماولة لعامل اجتامع تقدم تفسير ًا نظري ًا متكام ً
ال يف موضوع
45
س�ببيه اجلريمة واجلنوح ،وتس�تخدم كثريا من املصطلحات الش�ائعة التي ال
خلاف حول داللتها بني معظم علامء االجتماع ،باإلضافة إىل تناوهلا مفهوم
اجلريم�ة من منطل�ق اجتامعي بحت بن�اء عىل وصف العالق�ات االجتامعية
املتداخل�ة واملتبادلة من حيث تكرارها واس�تمراريتها وش�دهتا ،وكذلك إىل
تأكيده�ا عملي�ة انتقال األس�اليب اإلجرامية من ش�خص آلخ�ر (الدوري،
1998م.)252 ،
خالصة القول إن عالقة هذه النظرية ـ كام ترى الباحثة ـ بالنسبة للعود
للجريم�ة أهنا تربز ضحية ارتكاب الف�رد املخالط للمجرمني للجريمة ،وأنه
يف الواق�ع ال يمث�ل افرتاض�ا صحيحا متكاملا ،فهناك من خيال�ط املجرمني
بص�ور خمتلف�ة إال أنه ال يرتكب أي س�لوك إجرامي وعكس�ه صحيح ،ومن
جه�ة ثالثة فإن (س�ذر الند) يلغي إرادة الف�رد عندما يق�ول بحتمية ارتكابه
للجريم�ة نتيج�ة خمالطته املجرمني ،وهذا رأي خاطئ ـ من وجهة نظري ـ
ألن الفرد يمتلك إرادة يستطيع هبا توجيه سلوكه وأفعاله .وإن كان من فضل
هلذه النظرية فإهنا توجه النظر نحو أثر العوامل االجتامعية يف تفسير السلوك
اإلجرام�ي وتكراره ،م�ع عدم املبالغة املؤدي�ة إىل اعتباره�ا احلتمية الوحيدة
املؤدية إىل ارتكاب الفرد السلوك اإلجرامي والعود له.
46
املصطل�ح Anomyهو ع�امل االجتامع الفرنيس إمي�ل دوركايم Durkheim
Emileيف كتابه (تقسيم العمل االجتامعي) عام 1893م ،واختذه أداة نظرية
لتحليل االنحراف االجتامعي حيث طبق هذا املفهوم يف دراسته عن االنتحار
وقس�م االنتح�ار إىل ثالثة أقس�ام منها االنتح�ار األنومي النات�ج عن فقدان
املعايري ،والقلق وحيدث هذا االنتحار عندما يفقد الفرد األمل يف االس�تمرار
يف احلي�اة كون جمتمعه قد فق�د الروابط االجتامعية التي جتم�ع أعضاءه مجيع ًا
بسبب التفكك األرسي أو السيايس أو الديني (الطخيس1990 ،م.)84 ،
وبش�كل ع�ام يع�زو دوركاي�م االنح�راف واإلج�رام إىل الالمعيارية،
واختالل الس�لوك ،وفقدان التكاف�ل االجتامعي ،واضط�راب القيم املنظمة
للحي�اة .فف�ي نظره هناك مخس�ة أس�باب ت�ؤدي إىل حالة األنوم�ي تتمثل يف
فقدان السيطرة نتيجة غياب اإلرادة القادرة عىل التأثري يف املحيط االجتامعي،
وفقدان املعنى ،وغياب اهلدف املوجه للحياة ،وفقدان املعايري الواضحة التي
توج�ه س�لوك الفرد ،باإلضاف�ة إىل االغرتاب االجتامع�ي أي االنفصال عن
األهداف املح�ددة ثقافي ًا ،واالغتراب النفيس املتمثل يف انفصال الش�خص
ع�ن ذاته احلقيقية مما يؤدي إىل االنس�حاب والعصيان (احلديثي1416 ،هـ،
.)107
تط�ورت نظري�ة األنومي بش�كل أكرب على يد عامل االجتماع األمريكي
روب�رت مريتون Robert Mertonالذي تناول فكرة دور كايم يف االنتحار،
وأكس�بها طبع ًا نظري ًا جديد ًا يف جمال تفسير الس�لوك اجلانح ،وخرج بنظرية
متوس�طة املدى لتفسري الس�لوك املنحرف .يرى مريتون أن السلوك املنحرف
يف غالبيته ال ينش�أ نتيجة دوافع وبواعث فردي�ة للخروج عىل قواعد الضبط
االجتامع�ي ،ولكنه�ا على العكس م�ن ذل�ك تش�كل انحراف� ًا اجتامعي ًا هو
47
حصيل�ة تع�اون كل من النظام االجتامع�ي وثقافة املجتمع التي تش�جع عىل
نشوئه وتطويره.
يشرح مريت�ون فكرت�ه بالق�ول إن هن�اك عنرصي�ن أساس�يني يف ثقافة
املجتمع ونظمه االجتامعية مها:
1ـ األه�داف الت�ي ترس�مها الثقاف�ة ألف�راد املجتمع ويشترك يف هذه
األهداف مجيع أفراد املجتمع ويطمحون إىل حتقيقها.
2ـ الوس�ائل االجتامعي�ة املرشوع�ة التي تتي�ح لألفراد حتقي�ق أهدافهم
بطريقة مرشوعة.
وتربز املش�كالت االجتامعية املتمثلة يف االنحراف عن السلوك السوي
عندما خيتل التوازن بني هذه األهداف وبني وس�ائل حتقيقها يف أي جمتمع من
املجتمع�ات ،ما يعرض املجتمع إىل حالة اضطراب ،وعدم اس�تقرار ،وعدم
تنظيم ،وبروز االنحرافات.
وق�د أعطى مريت�ون مثاالً باملجتمع األمريكي املعارص لتفسير حدوث
مث�ل هذا االختالل .فاملجتمع يصنع ألف�راده أهدافا ،كبرية وال يتيح هلم من
اجلهة األخرى الفرص املتس�اوية لتحقيق تلك األهداف .وبطبيعة احلال فإن
األف�راد عندم�ا جيدون أنفس�هم غري قادرين على حتقيق أهدافه�م املرشوعة
بالوسائل املرشوعة فإهنم سوف يبحثون عن وسائل جديدة لتحقيق أهدافهم
بش�كل غري مرشوع ما يش�كل خلفية معينة لنشوء الس�لوك االنحرافـي عىل
نطاق واسع.
ولوص�ف تأقلم األفراد م�ع ما وضعه املجتمع من أه�داف ،وما حدده
من وس�ائل مرشوعة لتحقيق تل�ك األهداف فقد حدد مريتون مخس�ة أنامط
لذلك التأقلم عىل النحو التايل :
48
1ـ التواف�ق :ويعن�ي قبول الف�رد لألهداف الت�ي حيددها البن�اء الثقايف
للمجتم�ع ،وقب�ول الوس�ائل املرشوع�ة اجتامعي� ًا لتحقي�ق ه�ذه
األه�داف .إن هذا النمط هو الش�كل الس�لوكي األكثر انتش�ار ًا يف
معظ�م املجتمع�ات اإلنس�انية والق�وة الكامن�ة وراء اس�تقرار تلك
املجتمعات وغياب الظاهرة االنحرافية فيها.
هذا ومع غياب التوافق بني األهداف والوسائل التي يقرها املجتمع
يش�عر األف�راد بالضغ�ط (األنوم�ي)؛ وللتخلص من ه�ذا الضغط
فإهن�م يلجؤون إىل إحدى األنامط األربعة األخ�رى التي تنتج عنها
أربعة أشكال رئيسية لالنحراف االجتامعي ،هي:
2ـ عملي�ة االبت�كار :وتعني قب�ول األهداف التي حدده�ا البناء الثقايف
للمجتمع ،ورفض الوسائل املرشوعة لتحقيقها.
3ـ التعل�ق بالطق�وس :وتتمثل يف قب�ول األفراد الوس�ائل املرشوعة يف
حتقيق اهلدف ،ولكن دون وجود أي نوع من األهداف.
4ـ االنسحابية :وتقوم عىل أساس رفض األهداف والوسائل التي يقرها
املجتمع ،ومثل هلذه الفئة بمدمني املخدرات.
5ـ العصي�ان والتم�رد :ومه�ا رف�ض األه�داف والوس�ائل املرشوع�ة
والس�عي البت�كار أه�داف ووس�ائل مرشوع�ة جدي�دة خمتلفة عن
أهداف ووسائل املجتمع (اليوسف2004 ،م 41 ،ـ .)43
خيتل�ف الس�لوك اإلجرامي وفق ًا هل�ذه النظرية باختلاف نمط األنومي
نفس�ه .ففي حني تنترش جرائ�م الرسقة بني االبتكاريني يلحظ انتش�ار إدمان
املخدرات واخلمور لدى االنسحابيني ،بينام تشيع جرائم ختريب املمتلكات،
ونشر الف�وىض االجتامعي�ة لدى الث�وار والعص�اة .وحتى يمك�ن فهم دور
49
ه�ذه النظرية يف الع�ود للجريمة هو أن اجلريمة واالنح�راف يأتيان عن طريق
اخلل�ل البنائي يف املجتمع ،أي أهنام ردة فعل ف�ردي أو مجاعي ناجم عن طبيعة
الظ�روف املحيطة باملجتمع ،كالنظام االجتامعي والثقافة الس�ائدة ،فإذا نش�ئ
الناس تنشئة مالئمة ،اشرتكوا يف قيم وأهداف مشرتكة ،وعملوا خالل قنوات
رشعي�ة لتحقيقه�ا ،إضاف�ة إىل أن من واج�ب املجتمع توفري الف�رص الكافية
لألف�راد لتحقي�ق أهدافهم من خالل ه�ذه القنوات .وإذا حصل فش�ل يف أي
مس�توى ،كعدم اندماج أفراد معينني مع قيم ومعايير اجتامعية مهمة ،أو عدم
حصوهلم عىل ف�رص النجاح ،فعندئذ حيتمل وق�وع اجلريمة واالنحراف ،أي
ال يف النس�ق االجتامعي يفيض إىل وجود أش�خاص غري متكيفني أن هن�اك خل ً
كلي ًا مع املجتمع.
وق�د تفسر هذه النظري�ة جرائم العود ل�دى املرأة يف املجتمع الس�عودي
م�ن خالل أن العائ�دات للجريمة ختلني ع�ن دور القيم و املعايير االجتامعية
واألخالقي�ة يف حتقي�ق التكامل االجتامعي ،وأن درجة انس�جام س�لوك الفرد
م�ع اجلامعة تتباين تباين� ًا مبارش ًا مع قوة العامل االجتامع�ي ،هذا باإلضافة إىل
احلال�ة العقلية للفرد الت�ي تتألف من عنرصين أحدمه�ا اجتامعي و اآلخر غري
اجتامعي ،أو أن الوس�ائل التي يرىض عنها املجتمع للوصول إىل الغايات التي
يردهنا ليست ميرسة أمام اجلميع ،مما جيعلهن يلجأن ملعاودة السلوك اإلجرامي.
تدور نظرية الثقافة الفرعية اجلانحة حول فكرة أن األفراد الذين ينتمون
إىل الطبقة االجتامعية الدنيا يتصفون عن سواهم من أفراد الطبقة االجتامعية
50
الوس�طى بخصائص ثقافية معينة ،تدفعهم وتشجعهم عىل ارتكاب السلوك
املنحرف.
وارتبطت هذه النظرية باس�م كل من ألبرت كوهن ،Albert Cohen
وولتر ميل�ر Walter Miller؛ وقد اس�تفاد منظ�رو هذه النظري�ة من بعض
مفاهيم نظرية األنومي السابقة الذكر(اخلليفة1413 ،هـ.) 107 ،
يفرس كوهن االنحراف بأنه حصيلة تناقض بني نوعني من القيم واملعايري
أحدمه�ا تلك املعايري والقيم اخلاصة بالطبقة الوس�طى ،واآلخر تلك املعايري
التي تتصل بتلك الطبقات العاملة املحرومة األخرى؛ وتشكل معايري الطبقة
الوس�طى اهليكل العام للثقافة التي تس�ود املجتمع الكبري .أما األخرى فهي
تش�كل اهليكل الفرعي اآلخر لثقافة سفلية فرعية تس�تمر أصوهلا من الثقافة
العامة للمجتمع الكبري ،ولكنها تأخذها بشكل معكوس ينسجم مع أهدافها
ويوافق غاياهتا ،ويالئم طبيعة العالقات االجتامعية اخلاصة القائمة بني أفراد
هذه الثقافة الفرعية اهلامشية.
يمكن إجياز أبرز فرضيات هذه النظرية عىل النحو التايل:
ـ إن انح�راف األح�داث يف الطبق�ة الدنيا يرجع إىل إحباطهم الش�ديد
بسبب شعورهم بتدين منزلتهم االجتامعية الناشئة عن انتامئهم لطبقة
اجتامعية دنيا يولدون هبا .وكون الثقافة املسيطرة يف املجتمع هي ثقافة
الطبقة الوس�طى فإهنم ال يس�تطيعون التكيف الس�ليم معها ،وبالتايل
يكون االنحراف.
ـ إن معايير التق�دم والصعود يف الس�لم االجتامعي مرتبط�ة بتمثل قيم
الطبقة الوس�طى يف املجتم�ع وااللتزام بمعايريها ،واملس�امهة الفعالة
51
واجل�ادة يف أنش�طتها ،ب�ل واملش�اركة الوجدانية خلدم�ة أهداف هذه
الطبقة يف احلياة.
ـ تتمي�ز القيم واملعايري التي تش�يع بني أفراد الطبقة املتوس�طة يف الرغبة
يف الصع�ود إىل أعلى ،وحتم�ل املس�ؤولية الش�خصية ل�كل فش�ل أو
نج�اح ،وتأجيل الرغبات حتى حيين موعد حتقيقها ،واحرتام الوقت
والتخطيط السليم.
ـ وكون الصفات املذكورة س�ابق ًا ال تتوفر يف أبناء الطبقة الدنيا بس�بب
نم�ط التنش�ئة االجتامعية التي يم�رون هبا جيعلهم يفش�لون يف حتقيق
الطموح الذي يصبون إليه.
ـ وبما أن املجتم�ع خيضع أبن�اء الطبقة العاملة إىل قيم الطبقة الوس�طى
وف ًقا ملعايري هذه الطبقة ،التي مل يعهدها أبناء الطبقة الدنيا يف تنشئتهم
الس�ابقة ،فإهن�م جيدون أنفس�هم يف منزل�ة اجتامعية أق�ل من غريهم
نتيجة عدم قدرهتم عىل املنافسة يف ثقافة وقيم مل ينشؤوا عليها.
ـ نتيجة لذلك يش�عر أبن�اء الطبقة الدنيا بعدم اجلدوى يف الس�عي وراء
طموح�ات ال يس�تطيعون حتقيقه�ا م�ن خلال انتامئه�م إىل طبقتهم
الدنيا ،ولذلك خيلدون إىل اقتناعهم بالبقاء حيث هم.
ـ يش�كل هذا الش�عور بعدم اس�تطاعتهم جماراة ثقافة الطبقة الوس�طى
الس�بب اجلوهري يف نش�وء االنحراف وعصابات األطفال اجلانحة،
م�ا يؤدي إىل س�عي ه�ؤالء األطف�ال إىل تنظيم أنفس�هم يف تنظيامت
اجتامعي�ة جتم�ع أف�را ًدا متجانسين يف غالبي�ة خصائصه�م الفردي�ة
وظروفهم االجتامعية ،ويعانون إحباطات متشاهبة.
ـ يصبح السلوك املنحرف الذي يصدر عن أفراد العصبة اجلانحة جز ًءا
من ثقافة س�فلية فرعية ينتمي إليها الطفل اجلانح ،ألهنا حتقق بالنسبة
52
إليه ما مل يس�تطع حتقيقه يف إطار الطبقة العاملة ،وما مل يس�تطع حتقيقه
خالل تنشئته االجتامعية املتصلة هبذه الطبقة.
وب�ذا يصبح االنحراف واجلنوح حماولة للتوافق مع معايري طبقة جديدة
مل يعهده�ا الطف�ل اجلان�ح يف إط�ار العيش يف طبقت�ه ،ولذلك ف�إن انحراف
املراهقين هنا يمثل ثورة على معايري الطبقة الوس�طى وثقافتها من قبل أبناء
الطبقة العاملة.
وجمم�ل القول إن هذه النظرية تقوم على فرضية التناقض القيمي الذي
يق�وم بين ثقافتين إحدامها ثقاف�ة عامة ،واألخرى س�فلية فرعي�ة تقوم عىل
هامش الثقافة العامة ،ممثلة يف ثقافة أبناء الطبقة العاملة (اليوسف2004 ،م،
45ـ .)47
ووف ًق�ا مليل�ر تتمثل العنارص األساس�ية لثقافة الطبق�ة الدنيا (العاملة)
التي تقود إىل االنحراف فيام أسامه ميلر االهتاممات املحورية؛ وقد حددها يف
ستة اهتاممات أساسية ،هي:
1ـ افتعال املشاكل والشغب :يتضمن ذلك االصطدام مع املسؤولني عن
األمن ،كام يتضمن األنشطة اجلنسية املصحوبة بالسكر واإلدمان.
2ـ القوة وش�دة املراس :يتضمن االهتامم بالش�جاعة والقوة اجلسامنية،
واملبالغة يف إبراز السامت الذكورية.
3ـ الده�اء واملك�ر :يتمثل يف التغلب عىل الش�خص املناف�س بالقدرات
العقلية.
4ـ الدهش�ة والرسور :يتمثل يف االهتامم بإبراز النش�وة والرسور الذي
يش�عر بـه اجلانـح عنـد تعاطـي اخلمـور ،ولعـب القامر ،وممارسـة
اجلنس.
53
5ـ القدر :ويتمثل ذلك يف ش�عور املنحرف بأن مستقبله ليس يف متناول
يديه ،كام أنه ليس بالرضورة خاض ًعا للقوى الدينية ،وإنام ألس�باب
حتمية أو بسبب السحر.
6ـ االستقاللية :يرى ميلر أن هذا االهتامم حيتوي عىل عنارص متناقضة؛
فهي تعني ظاهر ًيا بالنس�بة ألفراد العصابة االستقالل عن الضوابط
اخلارجية كااللتزام�ات يف العمل ،أو االلتزامات املنزلية ،بينام تعني
أيضا جل�وء املنحرف إىل االنطواء داخل ًي�ا خالف ذل�ك ،وربام تعني ً
والعزلة فرتة ما بعد مرحلة من افتعال املشاكل والدهشة والرسور.
وحت�ى يمك�ن فه�م دور هذه النظري�ة يف الع�ود للجريمة فإن أس�باب
االنح�راف ل�دى أبناء الطبق�ة الدنيا يع�ود إىل غي�اب دور األب يف األرسة،
وقيام األم بذلك ،باإلضافة إىل أن االنخراط يف عصابة من املنحرفني يساعد
املنح�رف على تطوي�ر احلاج�ات والس�لوكيات الت�ي تتفق م�ع االهتاممات
املحورية للطبقة الدنيا وتنميتها وبذا فإن انحراف أبناء الطبقة الدنيا ال يرجع
إىل اضطرابات نفس�ية يعيش�وهنا .ويرى ميلر أن املنحرفني يمثلون الش�باب
األكث�ر ق�درة يف احل�ي من حيث الق�درات اجلس�مية والش�خصية (اخلليفة،
1413هـ 111 ،ـ .) 112
وخالص�ة الق�ول إنه يمك�ن إبراز أمهية ه�ذه النظرية يف أهنا تس�اعد يف
تفسير جرائم العود من خلال اخللفية االجتامعي�ة واالقتصادية للعائدات،
واللايت ق�د يكن رسن يف اخلطوات نفس�ها التي تشير إليها الثقاف�ة الفرعية
اجلانحة.
54
5. 1. 2نظرية الضبط االجتامعي
م�ن أب�رز روادها (ركل�س) و(بييل) و(هيريش) ،ومن أه�م فرضيات
ه�ذه النظري�ة أن االنح�راف ناجم عن فش�ل الضوابط الش�خصية الداخلية
واالجتامعية اخلارجية يف إجياد االتساق بني السلوك وبني املعايري االجتامعية،
ويعن�ي الضبط الش�خيص الداخلي ،قدرة الفرد على االمتناع م�ن أن يقابل
حاجاته بط�رق خيالف هبا املعايري يف مجاعتـه ،كما يعني الضبـط االجتامعـي
اخلارج�ي ،ق�درة اجلامع�ة أو النظـ�م االجتامعي�ة على أن جتع�ل ملعايريه�ا
االجتامعية األثر الفعال عىل أعضائها (عارف 1975م).
يمكنن�ا أن نس�تنتج من ذلك أن الضوابط تضغ�ط عىل الفرد من اخلارج
فتحي�ط به وتضيق عليه وتقيده يف حركاته وس�كناته وأفعاله ،هذا من جهة،
وم�ن جهة أخرى نج�د أن احلياة االجتامعية تكس�ب األغلبية الس�احقة من
األف�راد نوع ًا خاص� ًا من الش�عور اجلمعي يطل�ق عليه اصطالح احلساس�ية
االجتامعي�ة ،فاحلساس�ية االجتامعية تؤدي إىل اكتس�اب الف�رد واجلامعة عىل
السواء سمعة طيبة يف أعني األفراد اآلخرين واجلامعات األخرى التي تتعامل
مع املجتمع ،وجتنب السمعة السيئة (البلويش2003 ،م).
وامل�رأة تندفع للجريمة نتيجة لس�وء الرتبية ،أو س�وء الظروف املحيطة
هب�ا يف البي�ت أثناء نموها ،أو بعد فرتة تنش�ئتها ومواجهته�ا للحياة (حالوة،
1993م).
كام يقول (هرييش) إن الرباط االجتامعي الذي تعمل التنشئة عىل توثيقه
هو املسؤول عن امتثالنا للمجتمع ،وإن االنحراف واجلريمة مظاهر لضعف
هذا الرباط ،واالمتثال واالنضباط مظاهر لقوته وفعاليته.
55
وإن الس�ؤال ال�ذي جيب أن نطرح�ه دائ ًام ونحاول اإلجاب�ة عنه بصفتنا
مهتمين باجلريم�ة ،ه�و مل�اذا ال يرتكب األف�راد اجلريم�ة؟! واإلجاب�ة التي
يقدمه�ا (هرييش) ه�ي قوة الضب�ط االجتامعي النامج�ة عن التنش�ئة الفاعلة
املتوجه�ة نح�و تقوية صلات الفرد باملجتم�ع وتعميقها من خلال التعلق،
ويقص�د به عالقة املحبة واالحرتام والصلة الناش�ئة بني الفرد واألش�خاص
املهمني بالنس�بة له ،كاآلباء واألمهات ،واملدرسين والرف�اق ،وحيتل التعلق
بالوالدي�ن أمهي�ة عالية ،وذلك ألمهية ال�دور الذي يؤديه الوالدان يف تنش�ئة
األبناء ،وتعليمهم املعايري االجتامعية.
ويرتب�ط مفه�وم االلتزام بالقيمة التي يضيفها الف�رد عىل األهداف التي
يضعه�ا املجتمع .كااللت�زام باملعايري التي حتكم الفئ�ة العمرية التي ينتمي هلا
األفراد واألهداف التي تضعها الثقافة للفرد كالتحصيل العلمي ،واالنخراط
يف عمل ،واالحتفاظ بس�معة جيدة .أما املس�امهة فتس�تند عىل حقيقة أن ك ً
ال
م�ن الوقت واجله�د حم�دودان ،وأن األفراد املنش�غلني بأنش�طة إجيابية ليس
هل�م أي وقت الس�تغالله يف االنحراف ،واإليامن هو العنصر الرابع األخري
م�ن عن�ارص الرب�اط االجتامع�ي ،ويقصد به م�دى اعتقاد الف�رد بمرشوعية
املعايري االجتامعية ،ويس�تند عىل فكرتني ،األوىل أن كل األفراد ،بغض النظر
ع�ن مواقعه�م يف البناء االجتامعي ،حيملون قي ًام أخالقي�ة .والثانية أن التعلق
بالوالدين يؤدي إىل احرتام القانون والقائمني عليه (البلويش2003 ،م).
ونخل�ص إىل أن نظري�ة الضب�ط االجتامعي تنظر إىل اجلريم�ة باعتبارها
س�لوك ًا إنس�اني ًا طبيعي� ًا يبرز كمش�كلة اجتامعي�ة عندما تفش�ل مؤسس�ات
املجتم�ع األولي�ة غير الرس�مية (األرسة ـ األصدقاء..ال�خ)؛ والرس�مية
(الرشط�ة و القانون..ال�خ)يف ضبط�ه بطريقة مبارشة أو غير مبارشة ،أو من
56
خالل الضبط الذايت ،و أنه باإلمكان احلد من اجلريمة أو العود هلا من داخل
املجتم�ع بربط الفرد بمجتمعه م�ن خالل العمليات الرابطة عند (االرتباط ـ
االلت�زام ـ االندم�اج ـ االعتق�اد ) .و بارتباط الفرد باملجتمع نس�تطيع ضبط
سلوك األفراد ،و احلد من اجلريمة ،والعود هلا.
6. 1. 2النظرية االقتصادية
أسس كل من ماركس وأنجلز يف سنة (1850م) املدرسة االشرتاكية يف
علم اإلجرام .وقد أكدت هذه املدرسة الرابطة بني ظاهرة اجلريمة واألوضاع
االقتصادية الس�ائدة؛ وتعتمد هذه املدرس�ة كلية عىل الوسط املادي .فظاهرة
اجلريمة،بمقتضى ذل�ك ،هي نت�اج الظ�روف االقتصادية ،فانعدام املس�اواة
االقتصادي�ة ،أو بتعبير أكث�ر دق�ة تركي�ب النظام الرأسمايل هو ال�ذي ينتج
اجلريم�ة ،وكانت اجلريم�ة بحد ذاهتا هي الوليد هلذا النظام الرأسمايل ،وهي
بمثابة رد فعل ضد الالعدالة االجتامعية السائدة فيه.
ويعتبر بونجي�ه أكثر العلماء الذين هامج�وا النظام الرأسمايل؛ وقال إن
املجتمع الرأسمايل له أمثلة عديدة متجس�دة يف االس�تغالل والطبقية؛ فهناك
اس�تغالل اإلنس�ان ألخي�ه اإلنس�ان ماث�ل يف اس�تخدام األطف�ال الصغار،
وتش�غيل النس�اء والبطال�ة ،وكل ه�ذه العوام�ل االقتصادية الرئيس�ية ترتك
آثاره�ا عىل خمتلف املنظمات االجتامعي�ة القائمة يف املجتم�ع ،وأمهها البيت
واملدرس�ة .لذلك يرى بونجيه أن كثافة الس�كان ،والعيش يف ظروف صحية
منحطة ،ورداءة احلالة املعيش�ية ،وانخفاض مستوى الدخل ،وفقدان العناية
باألطف�ال ،ونق�ص التعليم ،وانع�دام تكاف�ؤ الفرص ،وغري ه�ذا وذاك من
الظ�روف واألزم�ات االجتامعي�ة يؤدي إىل انف�كاك ع�رى األرسة ،وانعدام
57
التكامل االجتامعي ،وه�ذا بدوره يؤدي إىل االنحالل األخالقي الذي يقود
حت ًام إىل االنحراف واجلريمة.
كما أك�د بونجي�ه وج�ود عالق�ات واس�عة م�ن الظ�روف االقتصادية
وظاه�رة اجلريمة؛ فقال إن التطور من االقتصاد الزراعي إىل اقتصاد صناعي
كان مصحوب� ًا بتحول ملحوظ يف ظاهرة اجلريمة ،فبعدما كان طابع اجلريمة
العن�ف أصب�ح طابعه�ا اجلديد اخلبث والده�اء .وإن النظام االشتراكي هو
البديل الذي يكفل القضاء عىل مجيع املشكالت االجتامعية بوجه عام ،وعىل
اجلريمة بوجه خاص( .السعد1991 ،م).
كما أكد بعض العلماء أن الفقر من أهم العوامل التي تدفع إىل اجلريمة؛
فهناك ظواهر عدة تربط بالفقر مثل املرض والبطالة والترشد ،وغري ذلك من
أوجه عدم التكيف االجتامعي .وهذا ما أكدته الدراسات يف كل من إنجلرتا
وأمريكا إلثبات أثر الفقر عىل اجلريمة؛ ومن هذه النتائج التي أس�فرت عنها
تل�ك الدراس�ات ارتفاع نس�بة اجلريمة يف أوقات يس�ود فيه�ا العرس .كام أن
الفقر والبطالة مها العامالن األساسيان يف إحداث السلوك اإلجرامي ،وهذا
ما أكدته دراس�ة بوتز Booth›sيف إنجلترا( .عيل1980 ،م)( ،عبدالرحيم،
1980م).
وقد أكد أنصار هذه النظرية أيضا أن الظروف االقتصادية السيئة تؤدي
إىل مش�اكل اجتامعية وش�خصية كثرية .فس�وء التغذية يؤثر يف مدى سلامة
الف�رد من الوجهة العضوية والنفس�ية ،كما أن تلك الظروف كثير ًا ما تدفع
املرأة إىل العمل؛ األمر الذي ينعكس بدوره سلبا عىل مدى إرشافها وتوجيهها
ألبنائها ،ويبدو أثر ذلك يف س�لوك األطفال مس�تقب ً
ال وقدرهتم عىل التكيف
مع املجتمع عىل الوجه الصحيح (عيل1980 ،م)( ،عبدالرحيم1980 ،م).
58
كما يرتب�ط بظاه�رة اجلريمة م�ن الناحي�ة االقتصادي�ة مفه�وم البطالة.
والبطالة هي التوقف عن العمل عن غري رغبة الفرد ،وهي من أكثر املش�اكل
االجتامعي�ة تأثري ًا يف ظاه�رة اجلريمة .والواقع أن البطال�ة ،خاصة تلك التي
ت�دوم لفترة طويلة م�ن الوقت تكون هلا نتائ�ج جس�يمة إذا كان الفرد عائ ً
ال
ألرسة .ومنه�ا اآلثار النفس�ية ،واآلثار االجتامعية التي تتعل�ق باألرسة التي
يعوهلا هذا الفرد .فكثري ًا ما تؤدي البطالة إىل الطالق أو «التصدع األرسي».
ويف جان�ب آخ�ر فإن الع�امل Sutherlandفحص نتائج الدراس�ات املختلفة
الت�ي تناول�ت موض�وع الفق�ر والس�لوك االنح�رايف ،ورأى أن غالبي�ة هذه
الدراس�ات تشير عموما إىل زيادة معدالت االنحراف واجلريمة بني األفراد
الذين ينتمون إىل طبقات اقتصادية فقرية .وهذا يشير بوجه خاص إىل حالة
املجرمين الذين تناولتهم هذه الدراس�ات ،أي األش�خاص الذي�ن ارتكبوا
اجلريمة وأدينوا هبا ووصلوا إىل املؤسسات اإلصالحية العقابية املختلفة؛ كام
الحظ أن هذه الدراسات تشري بوجه خاص أيض ًا إىل بطالة هؤالء املنحرفني
قب�ل ارت�كاب االنحراف ،أو ع�دم كفاي�ة الدخل هلم وألرسه�م( .غباري،
1986م).
ونخل�ص إىل أن النظري�ة االقتصادي�ة تشير إىل أن اجلريم�ة مرتبط�ة
باألوض�اع االقتصادية ،ألهنا تعترب اجلريمة رد فع�ل للفرد ،خصوص ًا عندما
يشعر بانعدام املساواة االقتصادية الناجتة عن الفقر الذي يعد من أهم العوامل
الت�ي تدفع إىل اجلريمة ،والذي ترتبط به ظواه�ر عدة مثل املرض ،والبطالة،
والترشد ،وغري ذلك من أوجه عدم التكيف االجتامعي ،وكل ذلك يؤدي إىل
مشاكل اجتامعية وشخصية كثرية ،منها اجلريمة ،أو العود هلا.
59
2. 2عوامل العود للسلوك اإلجرامي
العائ�د للجريمة قد ال يعود إليها بس�بب عامل واح�د فقط ،وإنام نتيجة
تداخ�ل عوام�ل عدي�دة ومتش�ابكة يصعب ـ أحيان� ًا ـ الفص�ل بينها .وقد
حاولت الباحثة استعراض بعض هذه العوامل فيام ييل.
1. 2. 2ع�دم ت ّقب�ل املجتمع للمفرج عنه�م ومعاملتهم بالنفور
واإلمهال
يعتبر عدم تقبل املجتمع للمفرج عنهم من املؤسس�ات اإلصالحية من
عوام�ل الع�ود الرت�كاب اجلريمة ،ويتض�ح ذلك من خالل ش�عور مطلقي
السراح بالعزل�ة ع�ن اجلامعة املحرتم�ة للقان�ون .ونتيجة هل�ذه العزلة وهلذا
النفور واإلمهال ،والصعوبة التي جيدها األشخاص املفرج عنهم يف االندماج
يف البيئ�ة االجتامعية ،فإهنا كثري ًا م�ا تدفعهم للعود الرتكاب اجلريمة .واحلق
أنه متى خرج النزيل من س�جنه فإنه يواجه مش�كالت متع�ددة ،منها ،ما هو
اجتامعي ،وما هو نفيس؛ بينام يكون يف أش�د احلاجة إىل من يأخذ بيده ويعينه
عىل ختطي اهلوة التي تفصل بني حياته التي كان حيياها داخل الس�جن وحياة
املجتم�ع احل�ر ال�ذي يقف على أبوابه ،ف�إذا وجد ه�ذه املعونة م�ن املجتمع
تكي�ف مع�ه واندم�ج في�ه .أم�ا إذا صادفته املتاع�ب والحقت�ه الصعاب ،أو
وج�د تنكر ًا من البيئة ونفور ًا وصد ًا من املجتمع ،وأوصدت يف وجهه س�بل
العي�ش الرشي�ف ،فليس لنا أن نتوقع منه س�وى عداء س�افر للنظم واملعايري
االجتامعي�ة ،وعود رسيع إىل اإلجرام ليثأر لنفس�ه من إمه�ال املجتمع ألمره
واحتقار شأنه (محدان2001 ،م).
وتظه�ر مظاه�ر ع�دم تقب�ل املجتم�ع للمف�رج عنه�م من املؤسس�ات
اإلصالحية بام ييل:
60
1ـ يواج�ه املف�رج عن�ه قضية أساس�ية وه�ي صحيفة الس�وابق .حيث
يذك�ر املرصفاوي أنه يف كثري من املجتمع�ات ـ إن مل يكن يف أغلبها
ـ تقضي األعراف واملامرس�ات االجتامعي�ة بأن املته�م الذي تثبت
إدانته ويصدر بحقه احلكم اجلزائي املناس�ب عادة ما ينال مزيدا من
العق�اب إجرامي� ًا واجتامعي ًا؛ مم�ا يزيد من درجة عقاب�ه ،فيحرم من
العمل املناس�ب ،وحيرم من احلي�اة الكريمة ،رغم تكفريه عن خطئه
ورغ�م توبته؛ بل إن األم�ر ال يتوقف عند الرف�ض املجتمعي فقط،
وإنام يسهم الرفض احلكومي أيض ًا يف ممارسة هذا الدور.
2ـ ع�دم تقبل املجتمع للمفرج عنهم كشركاء يف عمل أو جتارة ،وهذا
م�ا يؤك�ده الغام�دي يف دراس�ته؛ حي�ث وج�د أن املبحوثين مجيع ًا
( )%100أعلنوا عن رفضهم مش�اركة املفرج عنهم من املؤسس�ات
اإلصالحية يف عمل أو جتارة مهام كانت الفوائد واملزايا التي ستعود
من رشاكتهم ،ألهنم ـ كام رأى املبحوثون ـ غري أمناء.
3ـ عدم تقبل مصاهرة املفرج عنهم من املؤسسات اإلصالحية ،وهذا ما
أبرزته لنا دراس�ة الغامدي أن %100من أولياء األمور (املبحوثني)
رفض�وا تزويج بناهتم من املفرج عنه�م ،وعللوا ذلك بفقدهم للثقة
فيهم ،إىل جانب اخلوف من العار والفضيحة.
4ـ ع�دم ت ّقب�ل صداقة املفرج عنهم من املؤسس�ات اإلصالحية .يشير
الغام�دي إىل أن مجيـ�ع املبحوثين رفضـ�وا صداقة املفـ�رج عنهم،
ألهن�م س�يكونـون ـ يف رأي املبحوثني ـ عبئ ًا ثقي ً
لا باعتبارهم حمل
شك دائم ،ومصدر قلق مستمر.
5ـ ع�دم قبول تش�غيل املفرج عنه من مؤسس�ة إصالحية ،وهي مقولة
متعلق�ة أيض ًا بمأزق صحيفة الس�وابق .يق�ول املرصفاوي يف بحثه
61
إن األح�كام القضائي�ة التي ترد يف تذكرة س�وابق الفرد تس�د أمامه
مس�الك االندماج يف حي�اة املجتمع العادية ،وجتع�ل أفراد املجتمع
يتح�رزون من�ه ،وينأون م�ن إحلاقه بأعمال لدهيم؛ فاملف�رج عنه إذا
رغب يف عمل ،فإن صاحب العمل لن يقبل إدخاله يف زمرة عامله.
ويؤك�د ه�ذه املقول�ة ما جاء ب�ه كاره يف الدراس�ة امليدانية الت�ي قام هبا،
وخ�رج بنتائج ،مؤداها أن�ه يصعب أن جيد املفرج عنه من الس�جن أي عمل
مناس�ب .وأه�م من ه�ذا أن الباحث قد أش�ار إىل اعتقاد النزي�ل ـ حتى قبل
اإلف�راج عن�ه ـ بأنه ال جدوى للبحث عن عمل مناس�ب بع�د اإلفراج عنه،
وهو بذلك يعبرّ عن استيائه ويأسه وختّوفه من املستقبل.
ويف املقول�ة ذاهتا يوضح الغامدي يف دراس�ته امليدانية أيض ًا أن الس�جن
كان س�بب ًا رئيس� ًا لعدم حصول الغالبية العظمى من املبحوثني عىل عمل بعد
خروجهم من السجن .كام بني الباحث أن مجيع املبحوثني ( )%100قد أقروا
ب�أن املف�رج عنهم من املؤسس�ات اإلصالحي�ة ال يمكن االس�تفادة منهم يف
أعمال ووظائف نافعة .كام أن هذا الرأي أبداه أولياء أمور املفرج عنهم أيضا
(بدر1998 ،م).
هذا وجتدر اإلشارة إىل أن مؤمتر مكافحة اجلريمة يف البالد العربية الذي
نظمته األمم املتحدة يف دمش�ق خالل شهر أيلول يف عام (1964م) قد أشار
إىل الصعوب�ة التي جيدها مطلق�و الرساح يف املجتمع نتيج�ة تضافر املواطنني
أصح�اب األعمال والصناع�ات عىل نبذ املج�رم يف جمتمعه ،وه�ذا ما يوقعه
جم�دد ًا يف هاوي�ة االنحراف ،وهذه الصعوبة التي يش�عر هب�ا مطلقو الرساح،
ال مه ًام من عوامل
اعتربها،كذل�ك ،املؤمتر الدويل الثالث لعل�م اإلجرام عام ً
العود إىل اجلريمة (صالح1984 ،م).
62
2. 2. 2اختلاط املج�رم بجامع�ات إجرامي�ة أو إفرادي�ة من
املجرمني
يرى سذرالند أن احتامل جلوء الشخص إىل السلوك اإلجرامي يزداد إذا
اختلط بجامعة من الناس تسودها امليول اإلجرامية ،وبانفصاله عن اجلامعات
التي يس�ودها احلرص على احرتام القانون ،وهذا االختلاط بمجموعة من
املجرمين هو الذي يدفع الفرد إىل تعلم الس�لوك اإلجرام�ي والقيام به ،عىل
اعتبار أن الس�لوك اإلجرامي ُي َت َع َّل ُم عن طريق التعامل مع أش�خاص آخرين
جتمعهم عالقات ودية وثيقة( .عبدالستار1977 ،م).
وملزيد من اإليضاح حول أثر هذا العامل ودوره يف ظاهرة العود للجريمة
فقد تم رشح الطريقة التي يصبح هبا الفرد جمرم ًا إذا اختلط بجامعات إجرامية
من خالل ذكرنا نظرية سذرالند (االختالط التفاضيل).
وم�ا يؤك�د هذه العالقة ،هو ربط العلامء بني انتش�ار اجلريمة والس�لوك
اإلجرامي لبعض أفراد أرسة املجرم .وقد استخلص العامل (برية) من دراسته
أن نس�بة اإلجرام يف أرس املجرمني األحداث تزيد مخس�ة أمثال عن نسبة أرس
األحداث غري املجرمني (برقاوي1995 ،م).
ويف دراس�ة أخ�رى تم إثب�ات أن ( )%87من املجرمين األحداث متت
تربيتهم يف عائالت اتصفت بأن بعض أفرادها جمرمون؛ ومن هنا تم التوصل
إىل أن األرس التي يربى فيها املجرمون هي يف الغالب أماكن توجد فيها نامذج
إجرامية( .محدان2001 ،م).
وقد أكدت نتائج الدراس�ة التي قامت هبا (صالح) أمهية هذا العامل يف
عملية العود للجريمة .فقد وجدت الباحثة وجود عالقة قوية بني عود املرأة
إىل اإلجرام ،واختالطها بجامعات إجرامية ،واستمرارها يف خمالطة أفراد من
63
املجرمني ،بحانب نشأهتا يف أرسة يامرس أعضاؤها اجلريمة .كام وجدت أيض ًا
أن هناك عالقة طردية بني ميل املرأة إىل اإلجرام وبني زواجها من أش�خاص
م�ن املجرمني ،بل إن زوج امل�رأة العائدة يكون له ختطيطها اإلجرامي نفس�ه
وه�و يقف عادة موقف ًا إجيابي ًا من ارتكاهبا آخر جريمة أدينت فيها .من حيث
س�لوكهن اإلجرامي وجد أن ( )%65.3من النس�اء العائدات كن يقمن مع
أش�خاص من املجرمني،س�واء الزوج أو زميله تتكس�ب من اجلريمة ،أو مع
مستغل ،أو مع أقارب ارتكبوا اجلريمة (صالح1962 ،م).
3. 2. 2التفكك األرسي
األرسة ه�ي املدرس�ة االجتامعي�ة األوىل للطف�ل؛ فه�ي العام�ل األول
يف صياغ�ة س�لوكه االجتامعي ،وهي الت�ي تقوم بعملية التنش�ئة االجتامعية،
وترشف عىل النمو االجتامعي للطفل يف تكوين ش�خصيته ،وتوجيه سلوكه.
ومن األرسة يس�تقي الطفل ما يرى من ثقافة ،وم�ن قيم وعادات .ويترشب
الف�رد ثقافة اجلامعة ،بام تتضمن من قيم وع�ادات واجتاهات اجتامعية ،فكرة
الصواب واخلطأ .كام أن فكرته عن هذا العامل تتش�كل نتيجة تفاعله األرسي
منذ والدته .وكقاعدة عامة فإن األرسة غري املس�تقرة هي التي ال تش�بع فيها
حاج�ات أفرادها األساس�ية وخل�ت من اجلو العاطفي الس�ليم ،واتس�مت
احلي�اة والعالق�ات فيها باالضطراب�ات واخلالفات واملش�اجرات ،هلذا فإهنا
تش�كل بيئة يمكن أن تس�اهم يف انحراف األبناء ،وبذل�ك تكون األرسة من
أه�م العوام�ل البيئي�ة املس�ببة لالنح�راف .ومن أه�م املظاهر األرسي�ة التي
تعرفه عبدالس�تار بالقول:
تس�اهم يف انحراف األبناء التفكك األرسي الذي ّ
«إن التف�كك األرسي يتخذ ش�كلني يتمث�ل الش�كل األول بالتفكك املادي
املتمثل بوفاة معيل األرسة ،أو بس�جنه ،أو هجر أرسته ،أو غيابه الطويل عن
64
املن�زل .كما أن غي�اب عنصر احلن�ان األول يف األرسة (األم) ،إذا ماتت ،أو
طلقت ،أو سجنت ،يعترب من مظاهر التفكك املادي».
أما الش�كل اآلخر الذي يتخذه التفكك األرسي فهو التفكك املعنوي،
ويقصد به أن تسود األرسة ـ رغم وجود األبوين ـ عالقات سيئة تنجم عن
العالقات الس�يئة النامجة عن املش�اجرات الدائمة بني األبوي�ن ،أو قد يكون
أحدمه�ا ،أو كل منهام قدوة س�يئة لألبن�اء ،كإدم�ان األب أو األم عىل تناول
املس�كرات أو املخدرات ،كام يتمثل التفكك املعن�وي كذلك بأن يكون أحد
األبوين قد سلك سبيل اجلريمة (عبدالستار1977 ،م).
أم�ا النتائ�ج املرتتبة عىل هذا التفكك ـ بش�كليه املادي واملعنوي ـ فإنه
يتضح من خالل التوتر بني األبوين الناتج من اخلالفات واملشاجرات الدائمة
بينهما ،وال�ذي قد جيع�ل جو املنزل متوت�ر ًا ،ويصبح بيئة غري صاحلة لتنش�ئة
الطفل ،وهنا يكون الطفل حائر ًا بني خضوعه لألب أو لألم؛ وهذا التوتر يف
اجلو األرسي يعوق نمو الش�عور باألمان ،الذي قد هييئ الطفل لالنحراف.
كام أن البيوت املحطمة بسبب فقدان األبوين أو أحدمها ،باملوت ،أو السجن،
أو املرض ،أو االنفصال ،تصبح ضعيفة الرقابة والس�يطرة عىل األبناء الذين
تتنازعه�م س�لطتان س�لطة األم أو األب (يف حالة الطلاق) ،مما يرتتب عليه
اختالف يف املعاملة وتذبذهبا يف اس�تخدام الس�لطة الضابطة ،وفقدان األمن
والطمأنين�ة ،مم�ا يؤدي هبم إىل البح�ث عنها يف أماكن أخ�رى غالب ًا ما تكون
منحرفة (غباري1986 ،م).
وم�ن الدراس�ات الت�ي أكدت العالق�ة بين التف�كك األرسي والعود
دراس�ة (هادي) .أظهرت الدراس�ة أن ما نس�بته ( )%71من العائدين كانت
العالق�ة بني والدهيم س�يئة ،وأن أغل�ب العائدين قد عومل�وا ،من والدهيم،
65
معامل�ة متطرف�ة ما بني القس�وة واللني (التدلي�ل) .وتبين أن لتلك األجواء
العائلية التي نشأ يف ظلها العائدون تأثري ًا سلبي ًا يف سلوك نسبة كبرية منهم يف
تل�ك الفرتة (فرتة احلداثة) .أما فيام يتعلق بعالق�ة العائدين لعوائلهم يف فرتة
الكبر فقد تبين أن ( )%66من العائدي�ن كانت تربطه�م بعوائلهم عالقات
سيئة (هادي1984 ،م).
إن فوىض التحرض التي نعيشها اليوم بكل وسائلها وأساليبها وتطوراهتا
ال ومؤثر ًا يف زعزعة البنى االقتصادية واألرسية ،وخلط القيم
تشكل سبب ًا فاع ً
االجتامعي�ة ،وتباين املفاهي�م واملعتقدات ،وتعمل عىل توفري املناخ املناس�ب
إلف�راز أنماط س�لوكية مس�تحدثة يف غي�اب الرقاب�ة االجتامعي�ة وتراجعها
(السعد1999 ،م).
66
الق�در اللازم هلم كام ق�د تصاب بالتفكك وتش�تت أفرادها ،علاوة عىل أن
الظروف االقتصادية الصعبة التي تعيشها هذه األرسة تؤثر يف تكوين أفرادها
اجلس�مي والنفسي ،وتؤث�ر يف عدم اس�تقرار األرسة ،ويصاح�ب ذلك عدم
التكيف االجتامعي واالنطواء .هذه الظروف االجتامعية الشخصية املصاحبة
للفقر قد يتولد عنها السلوك اإلجرامي متى تضافرت معها العوامل األخرى
املؤدية إىل هذا السلوك (نجم1991 ،م).
كما يرتبط بظاهرة اجلريمة مفهوم البطالة ،وهي التوقف عن العمل عن
غري رغبة الفرد .وتعترب ظاهرة البطالة مشكلة ذات أبعاد اقتصادية واجتامعية
وإنس�انية ،وتتع�دد آثارها بالنس�بة للفرد واألرسة واملجتم�ع .أما آثارها عىل
الفرد ،فإن ذلك يتمثل يف فقدانه الدخل ،واحلركة ،والعيش يف فراغ ،والنقمة
على اآلخري�ن ،أما خطورهتا على األرسة فتتمث�ل يف فقدان العائل ش�عوره
بالقدرة عىل حتمل املسؤولية وما ينجم عن ذلك من فقدان الشعور باالطمئنان
عىل املس�تقبل ،والثقة بعائلها ،ومواجه�ة حاالت التوتر والقلق واخلوف من
املستقبل املجهول .أما بالنسبة لآلثار عىل املجتمع ،فإن ذلك يكمن يف تعطيل
الطاقات االنتاجية ،وتفيش الشرور واجلرائم ،كون ذلك يؤدي إىل ارتكاب
اجلرائم كالرسقة ،وتناول املخدرات ،والقتل ،وااللتفاف حول الرفقة السيئة
التي تدفع إىل االنحراف األخالقي (عبداملوىل1994 ،م).
كما جيب أال ننس�ى أن انخفاض األج�ور ،ومن ثم حال�ة الفاقة والفقر
والعوز التي يعيش�ها عدد كبري من س�كان املدن ،تنعكس عىل حياهتم املادية،
خاص�ة من ناحية املس�كن املالئم .فاملس�اكن ق�د تكون ضيق�ة إىل حد كبري،
وغير صحي�ة ،بل قد يضطر عدد كبري من أف�راد العائلة إىل العيش يف حجرة
واح�دة وكل هذا قد ترتتب عليه أنواع من العبث واالعتداء اجلنيس .ومما ال
67
ش�ك في�ه أن احلياة يف املدن ـ حيث تس�ود القيم املادي�ة ،وما ينجم عنها من
الرغبة يف احلصول عىل أس�باب الرفاهية ـ تقوي النزعة إىل ارتكاب اجلرائم
بقصد الكسـب املادي (السبيعي1417 ،هـ.)52 ،
كما أكدت النظريات احلديث�ة أمهية العامل االقتص�ادي وأثره البالغ يف
إج�رام املرأة ،وأنه أخ�ذ الدور الرئيس يف ذلك .فالباحث�ة األمريكية (كالين
)Dorie Kleinبين�ت أن م�ا يتراوح بني( 40و )%80من النس�اء قد حيكم
عليهن بجرائم الرسقة البس�يطة ،كالرسقة م�ن املخازن .أما جرائم الرسقات
الكربى كالسطو والسلب ،فحتى مع قلة نسبتها يف جرائم النساء فإن الدافع
الرئيس هلا كان دافع ًا اقتصاديا.
أما الباحثة (جونس )Jennifer Jonesفقد بينت يف دراستها حول البغاء
أن ( )%84.9من املبحوثات كانت إجاباهتن« :نامرس البغاء للحصول عىل
املال بسهولة ،أو احلصول عىل أشياء أخرى كاملالبس وغريها».
فالضغط االقتصادي عىل النساء ،خاصة األرامل واملطلقات كان عام ً
ال
رئيس ًا يف جريمة املرأة ،ألنه وسيلة خاصة لتوفري حاجات األرسة .أما دراسة
( )Clowadtohlinفق�د أوضحت أن جنوح الفتاة هو نتيجة لغلق الوس�ائل
الرشعي�ة لتحقي�ق اهلدف امل�ادي ،وتوافر الوس�ائل غري الرشعي�ة .فاجلنوح
واجلريمة مها الوسيلة لتحقيق اهلدف (اجلمييل2001 ،م).
ويؤخ�ذ على ه�ذه الدراس�ة أن�ه ال يمك�ن تعمي�م نتائجه�ا على كل
املجتمع�ات .فحت�ى مع أمهية العام�ل االقتصادي فإنه يعتبر بمفرده العامل
الوحيد املس�بب للجريمة ،بل يظهر دوره حني يكون لدى الفرد من األصل
تكوي�ن إجرامي ،فهو بمثابة عامل مس�اعد أو مهيئ الرت�كاب اجلريمة ،مع
68
الوض�ع يف االعتبار العوام�ل األخرى التي تتدخل وتتفاع�ل مجيعها ،فتدفع
الفرد الرتكاب اجلريمة (إبراهيم1993 ،م).
على أية حال ،فإن العوامل االقتصادي�ة واالجتامعية واألرسية وغريها
هلا إسهامات كبرية يف تفسري العالقة املعقدة بينها وبني اجلريمة ،ومن املمكن
إجياز هذه العوامل يف النقاط التالية:
أوالً :إن الذين جينحون إىل طريق اجلريمة إنام يندفعون إليها بس�بب ما حييط
هبم من ظروف اقتصادية واجتامعية ،كضيق موارد العيش ،وانحطاط
مس�توى التعليم ،وما يصحبه من تفيش اخلرافات ،وش�يوع العادات
االجتامعية السيئة (الصالح2000 ،م).
ثاني� ًا :إن ضعف الروابط األرسية ،وروابط العمل ،وضعف روح املش�اركة
يف األرسة والعم�ل واملجتم�ع الكبري ي�ؤدي إىل انتش�ار االنحرافات
السلوكية بني النساء (غباش1998 ،م).
ثالث� ًا :إن ظاه�رة االنح�راف ترتب�ط بمتغيرات أوس�ع نطاق ًا م�ن املتغريات
الشخصية .إهنا ترتبط بالبناء االجتامعي والثقايف الذي ينشأ فيه الفرد،
وبالعوامل املشكلة هلذا البناء وتلك الثقافة (غباش1998 ،م).
رابع ًا :الرتبية والتنشئة االجتامعية من العوامل الرئيسة وراء الفعل االنحرايف
لدى املرأة.
تس�تخلص الباحثة مما س�بق أن العود للجريمة له ارتباط كبري بالعوامل
االقتصادية واالجتامعية ،ولكنه ـ من وجهة نظر الباحثة ـ هو أيض ًا مسؤولية
األرسة ،ألهنا هي التي ترس�م ش�خصية الفرد وحتددها منذ كان طفالً ،وهي
التي حتدد بناءه االجتامعي والثقايف.
69
3. 2الدراسات السابقة
تعد الدراس�ات الس�ابقة من أهم املرجعيات التي يرجع إليها الباحث،
فهي تثري الرتاث النظري للبحث ،ومتكن الباحث من االطالع عىل األدبيات
السابقة ذات الصلة بموضوع بحثه ،ما يفتح له آفاقا جديدة.
والدراسات يف موضوع اجلريمة تعددت عىل اختالف أشكاهلا وأنواعها؛
غري أن الدراس�ات اخلاص�ة بالعود إىل ارتكاب اجلريمة عند النس�اء ليس�ت
بالوفيرة ،وإن كان�ت هناك بع�ض الدراس�ات املحلية الت�ي تعالج موضوع
الع�ود ،ولك�ن فيام خيص تكرار جنوح األحداث ،أو الع�ود عند الرجال ،أو
التطرق له من زوايا أخرى .أي أهنا ليس�ت كافية وال تفي بالغرض ،ومازلنا
بحاج�ة ملزيد من الدراس�ات املتخصصة حتى نتمكن م�ن حتديد حجم هذه
املشكلة ،واحلد من خطرها عىل املجتمع.
ونس�تعرض فيما ييل أهم الدراس�ات املحلية والعربي�ة واألجنبية ،التي
يمكن االس�تفادة منها يف معاجلة نتائج الدراسة ،نحاول من خالهلا الوصول
إىل املوضوعي�ة ،وحماول�ة إضفاء الصبغ�ة االجتامعية األكثر عمق� ًا عىل نتائج
ه�ذه الدراس�ة .وتم تقس�يمها وفق ًا لع�دد من املتغيرات املتعلق�ة بموضوع
الدراسة عىل النحو التايل:
1. 3. 2متغري اخلصائ�ص االجتامعية واالقتصادية للعائدين
مقارنة بغريهم
بام أن هذه الدراسة تتناول اخلصائص االجتامعية واالقتصادية للجريمة
فقد رأت الباحثة أن يكون املحور األول من هذه الدراس�ات هو اس�تعراض
تل�ك اخلصائ�ص ،ألن اجلريم�ة عادة هلا ارتب�اط وثيق بالعوام�ل االجتامعية
واالقتصادية .ومن تلك الدراسات ما ييل:
70
أجرى تركي (1968م) دراسة حول سيكولوجية املجرم العائد ،هبدف
التعرف عىل عالقة العود إىل اإلجرام ببعض سمات الش�خصية ،وما إذا كان
املجرم العائد خيتلف يف السمات عمن يرتكب اجلرم أول مرة ،وما مدى هذا
االختالف .وتوصلت الدراسة إىل بعض النتائج ،منها أن املجرمني العائدين
أعلى درج�ات يف االنحراف من املجرم ألول مرة ،وأن�ه ال توجد عالقة بني
العود إىل اإلجرام وبني تصدع األرسة أو احلرمان من األم ،إضافة إىل وجود
ف�روق بين املجرمني العائدي�ن وغري العائدي�ن يف العدواني�ة ،ألن املجرمني
العائدين أكثر عدوانية من غري العائدين.
كام أج�رى املج�دوب (1972م) دراس�ة تناول�ت املجرمين العائدين
وهدف�ت هذه الدراس�ة إىل حتديد نس�بة الع�ود بني نزالء الس�جون املرصية،
والتعرف عىل سمات العائدين وخصائصه�م ،ومقارنة ذلك بخصائص غري
العائدين وسامهتم .ومن هذه السامت ما يتعلق بالنوع عىل األنامط اإلجرامية
األكثر شيو ًعا بني العائدين .ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن نسبة
الع�ود يف الس�جون املرصية ترتاوح بين ( ٪40و ،) ٪50وأن هناك سمات
متيز املجرمني العائدين عن غريهم .وتبني أن أكرب نس�بة من النزالء كانوا من
العائدين أو املجرمني ألول مرة وهم من مرتكبي جرائم الرسقة ،وأن النسبة
الكربى من العائدين من مواليد القاهرة ،إضافة إىل أن العائدين تبلغ نسبتهم
أعلى درج�ة هلا يف فئ�ة املطلقين () ٪30.2؛ ييل ذلك فئة املتزوجني بنس�بة
(.) ٪29.7
أما العوامل املتمثلة يف مرافقة أصدقاء السوء ،ودمج اجلانحني اخلطريين
م�ع غري اخلطريين يف اإلصالحية فهي العوام�ل البيئية األكثر أمهية يف وجهة
نظر الفئات األربع.
71
أما العوامل املتمثلة يف عدم ش�عور الطفل باملسؤولية جتاه أفعاله ،وعدم
ش�عور الطفل باألمن واالستقرار يف العائلة ،وفشل الطفل يف إقامة عالقات
إجيابي�ة م�ع العائل�ة ،والعدواني�ة الزائدة ل�دى اجلانح ،ووج�ود اضطرابات
عقلية عند الطفل فهي العوامل الذاتية األكثر أمهية يف تكرار الس�لوك اجلانح
من وجهات نظر الفئات األربع السابقة الذكر.
كام أجرى إبراهيم ومحودي وآخرون (1974م) دراسة حول العائدين،
وأرب�اب الس�وابق املحجوزي�ن يف العراق ش�ملت مجيع العائدي�ن ،وأرباب
السوابق املحجوزين يف سجن أيب غريب املركزي .وقد هدفت هذه الدراسة
إىل التعرف عىل خصائص العائدين املتمثلة يف مكان الوالدة ،العمر ،املستوى
التعليم�ي ،احلال�ة االجتامعي�ة ،املهنة ،الدخ�ل .كذلك التع�رف عىل األنامط
اإلجرامية األكثر شيوع ًا بني العائدين وعدد اجلرائم التي ارتكبها العائدون.
توصلت الدراس�ة إىل أن غالبية العائدين ه�م من مواليد حمافظة بغداد،
وترتاوح أعامرهم ما بني ( 20ـ )45سنة ،أهنم من األميني .كام أظهرت النتائج
ارتفاع نس�بة العود يف صفوف العزاب .وتبني أن أكثر من نصف أفراد العينة
(العائدين) كانوا يامرس�ون مهن ًا عاملية ،كام تبني من الدراس�ة أن ()%65.6
م�ن العائدين كان دخلهم الش�هري يتراوح ما بن العشرة دنانري واألربعني
دينار ًا عراقي ًا .أما بالنس�بة لنوعية اجلرائم املرتكبة فقد كانت جرائم ضد املال
(رسقة ،نشل ،تزوير ،احتيال .)...،وأشارت الدراسة إىل أن ( )%13.6من
العائدي�ن ارتكب�وا جريمتني ،و( )%20ارتكبوا ثلاث جرائم ،و()%41.6
للعائدين الذين ارتكبوا اجلرائم أكثر من أربع مرات.
ويف جانب آخر أجرت األلفي (1980م) دراس�ة عن ش�خصية املجرم
العائ�د يف ض�وء العوام�ل الس�يكولوجية واالجتامعية؛ هبدف إلق�اء الضوء
عىل بع�ض العوام�ل الس�يكولوجية واالجتامعي�ة املكونة لش�خصية املجرم
72
العائ�د ،حتى يتم وضع املعايري الوقائية الالزمة من جهة ،وأس�اليب العالج
التي من ش�أهنا أن تس�اعد املجرم العائد يف التوافق مع املجتمع أو االندماج
وإنتاج�ا من جهة أخ�رى .وخلصت الباحثة ً فيه واملش�اركة يف سيرته عم ً
ال
يف دراس�تها إىل عدد من النتائج أمهها ع�دم وجود عالقة بني إمهال الوالدين
يف الطفول�ة النات�ج عن كثرة اخلالف�ات بني الوالدي�ن وانفصاهلام وبني العود
للجريمة ،وعدم وجود عالقة بني احلرمان من الوالدين أو أحدمها يف الطفولة
بين الع�ود إىل اجلريمة؛ كذلك ع�دم وجود عالقة بين اإلرساف يف التدليل
املس�تخدم يف أس�لوب الرتبية وبني العود إىل اجلريمة .كام أن هناك عالقة بني
كل م�ن رفقة الس�وء وتعاط�ي املخدرات والفق�ر وبني الع�ود للجريمة .كام
توصلت الباحثة ـ يف خالل دراس�تها ـ إىل أن ش�خصية املجرم العائد تتميز
بالعدوان والس�يطرة ،وأنه يعاين رصاعات نفس�ية وشعورا بعداء املجتمع له
أيضا بالضياع ،والتعرض لألخطار. وسيطرته عليه ،ويشعر ً
كام أجرى صالح (1984م) دراس�ة ح�ول عوامل العود إىل اجلريمة يف
املجتم�ع العراقي ،هدفت إىل البحث عن العوامل املؤدية للعود إىل اجلريمة،
ذاتي�ة كان�ت أم اجتامعي�ة ،أو م�ا يتعلق منها بالوس�ائل اآللي�ة يف اإلصالح.
توص�ل الباح�ث إىل ع�دة نتائ�ج ،منها أن أغل�ب العائدين كان�وا يقيمون يف
مناط�ق حرضي�ة ،كام أن أكثر م�ن نصف أفراد العينة م�ن العائدين يقعون يف
الفئات العمرية ( 18ـ )41س�نة .بمعنى آخر أن العود يظهر بنس�بة أعىل بني
صفوف الشباب .وتبني أن ( )%90من العائدين كانوا حاصلني عىل الشهادة
االبتدائية .وبذلك أثبتت الدراسة أن العود يظهر بنسبة أعىل بني األشخاص
من ذوي التعليم املنخفض ،مقارنة بذوي التعليم املرتفع .وأظهرت الدراسة
أن أعىل نس�بة للعود ظهرت يف صفوف العزاب وكذلك انترشت أعىل نس�بة
للعود بني أصحاب املهن العاملية .وكشفت الدراسة أن نسبة العائدين الذي ْ
73
عادوا عود ًا بسيط ًا «سابقتني فقط» تشكل ( )%88مقابل )%12للذين عادوا
ع�ود ًا متك�رر ًا «ثالث س�وابق فأكث�ر» ،كام أن أغل�ب العائدين ع�ادوا عود ًا
خاص� ًا .وفيما يتص�ل بالعوامل االجتامعية املتمثلة بس�وء األوض�اع العائلية
الت�ي عاش يف ظلها العائدون يف فترة احلداثة والكرب تبني أن أكثر من نصف
العائدي�ن كان�ت حالتهم االقتصادي�ة يف تلك الفرتة متدنية ،وأن املس�تويات
التعليمية لوالدهيم كانت منخفضة ،وأن عالقتهم مع آبائهم كانت سيئة.
كذلك تبين أن معظم العائدين كان هلم أقارب وأصدقاء جمرمون ،وأن
( )%79م�ن العائدين كانت جرائمهم خمتلفة مع جرائم الس�جناء املخالطني
هل�م أثناء املحكومي�ة األوىل ،وأن ( )%75من العائدين اختلطوا مع س�جناء
تباين�وا معهم يف العمر .وتبني أن نس�بة العائدين الذين عوملوا معاملة إمهال
من قبل أفراد املجتمع أعىل من نسبة العائدين الذين عوملوا معاملة ودية.
وأج�رى الظاه�ر (1985م) دراس�ة ع�ن العوام�ل املس�امهة يف تك�رار
الس�لوك اجلان�ح عن�د األح�داث اجلانحين املكرري�ن يف املجتم�ع األردين،
هبدف التعرف إىل العوامل الذاتية والعائلية والبيئية املحيطة باحلدث اجلانح،
التي تس�اهم يف تكرار الس�لوك اجلانح م�ن وجهة نظر اجلانحين املكررين،
وأولي�اء أمورهم ،والعاملني يف املدارس التي درس فيها اجلانحون املكررون
والعاملون يف املؤسسات اإلصالحية .وقد توصل الباحث إىل جمموعة نتائج
أبرزه�ا أن العوام�ل التالية :احلرمان م�ن األم يف فترات الطفولة ،والطالق
واالنفص�ال ،واهلجر املتكرر بني الوالدين ه�ي العوامل العائلية األكثر أمهية
يف تكرار اجلنوح من وجهة نظر الفئات األربع السابقة الذكر.
أما العوامل املتمثلة يف عدم ش�عور الطفل باملسؤولية جتاه أفعاله ،وعدم
ش�عور الطفل باألمن واالستقرار يف العائلة ،وفشل الطفل يف إقامة عالقات
74
إجيابية مع العائلة ،والعدوانية الزائدة لدى اجلانح ،ووجود اضطرابات عقلية
عند الطفل فكانت العوامل الذاتية األكثر أمهية يف تكرار السلوك اجلانح من
وجهات نظر الفئات األربع السابقة الذكر.
�ود للجريم�ةكما أج�رى عب�د السلام (1409هـ)دراس�ة ح�ول ال َع ْ
م�ن منظ�ور نفسي اجتامع�ي يف ثلاث دول عربية ه�ي الصوم�ال واألردن
والسعودية هبدف دراسة املتغريات الش�خصية واالجتامعية للمجرم العائد،
ودراس�ة بع�ض السمات النفس�ية والعقلي�ة للمج�رم العائ�د والعالق�ة بني
املتغريات االجتامعية من جهة والنفسية من جهة أخرى لتبيني دور املتغريات
االجتامعية يف ظهور السمات النفس�ية ،توصل يف خالهلا إىل أن املجرم العائد
تنطب�ق علي�ه الصورة التقليدية للمجرم العادي ،وهذا يعني أهنا تنتمي ـ من
حي�ث اخللفي�ة االجتامعي�ة ـ إىل الطبيع�ة االجتامعية الدنيا الت�ي تعاين عدم
الوفرة االقتصادية ،وشيوع األمية ،وسوء األحوال األرسية.
وأج�رى هياجن�ة دراس�ة (1993م) ح�ول العوام�ل املس�امهة يف َع ْود
األح�داث إىل اجلن�وح م�ن وجه�ات نظ�ر خمتل�ف الفئ�ات ذات العالقة يف
املجتم�ع األردين .وهدف�ت ه�ذه الدراس�ة إىل معرفة أه�م العوام�ل الذاتية
والعائلية واالجتامعية املس�امهة يف عود األح�داث إىل اجلنوح من وجهة نظر
اجلانحين العائدين وأولياء أمورهم والعاملني معهم ،واملقارنة بني وجهات
النظر هذه حول درجة مس�امهة هذه العوام�ل يف عود األحداث إىل اجلنوح.
اخت�ار الباحث عينة عش�وائية بس�يطة من الفئات الس�ابقة؛ وق�د توصل إىل
النتائج التالية :إن أهم العوامل الذاتية املس�امهة يف عود األحداث إىل اجلنوح
تتمثل يف عدم ش�عور اجلانح باألمن واالس�تقرار يف األرسة ،وشعور اجلانح
بأن�ه غير مقبول من اآلخري�ن ،وأن الن�اس يكرهونه ،وفق�دان اجلانح الثقة
بأرسته ،والعدوانية الزائدة لدى اجلانح ،وتدين املستوى التعليمي لديه ،وقلة
75
ش�عوره باملس�ؤولية جتاه أفعاله .أم�ا أهم العوامل العائلي�ة فتمثلت يف رفض
اجلانح من قبل الوالدين أو أحدمها بعد ارتكابه اجلنحة األوىل ،وقلة العطف
واحل�ب واحلنان داخل أرسة اجلان�ح ،وكثرة النزاع والش�جار بني الوالدين،
وغياب رب األرسة املتكرر ،واالنحراف اخللقي داخل أرسة اجلانح.
أم�ا بالنس�بة ألهم العوام�ل االجتامعية املس�امهة يف ع�ود األحداث إىل
اجلنوح فهي:
1ـ النظ�رة االجتامعي�ة لألح�داث اجلانحين املف�رج عنه�م على أهنم
أصحاب سوابق.
2ـ دم�ج اجلانحين اخلطريي�ن م�ع غير اخلطريي�ن يف دور اإلصلاح
والتأهيل.
3ـ تأثري رفاق السوء.
4ـ عدم توفر قسم للرعاية الالحقة.
5ـ عرض مظاهر العنف واجلريمة يف برامج التلفاز.
6ـ عدم إرشاد األرسة وتوجيهها لتعزيز دورها الرتبوي واالجتامعي.
كام أجرى الس�بيعي(1417هـ) دراس�ة ح�ول اخلصائ�ص االجتامعية
واالقتصادي�ة للعائدي�ن للجريمة يف س�جون املنطقة الرشقي�ة ،هبدف معرفة
بع�ض اخلصائ�ص االجتامعية واالقتصادي�ة للمجرم العائ�د ،ومعرفة ما إذا
كان�ت ه�ذه اخلصائ�ص متيز املج�رم العائد عن غيره من املجرمين ،ومدى
تأثري ه�ذه اخلصائص يف ال َع ْود للجريمة .من أهم النتائج التي توصلت إليها
ه�ذه الدراس�ة أن العود يكثر يف امل�دن ،ويف البيئات احلرضي�ة ،كام أن معظم
العائدي�ن ينح�درون من أرس تتصف بالتفكك االجتامع�ي ،وأمية الوالدين،
76
باإلضاف�ة إىل وج�ود عالق�ة بني مجاع�ة األصدق�اء املنحرفني والع�ود ،وأن
جرائم املس�كرات واملخدرات ،والرسقات ،واألخالقيات هي الطابع العام
للعود اخلاص لدى فئة العائدين.
وأج�رى العتيب�ي ( 1423ه�ـ) دراس�ة ح�ول اخلصائ�ص االجتامعي�ة
واالقتصادية لألحداث العائدين لالنحراف توصل يف خالهلا إىل جمموعة من
النتائج ،منها :تدين املس�توى التعليمي ملعاودي االنحراف مقارنة باملنحرفني
ألول مرة ،باإلضافة إىل تدين مستوى تعليم والدي هؤالء األحداث كذلك.
كام وأثبتت الدراس�ة وجود خالفات أرسية داخ�ل أرس األحداث املعاودين
لالنحراف وأن العالقة بني احلدث املعاود لالنحراف ،ووالديه يشوهبا التوتر
والرصاع الدائم.
كما أج�رى العتيبي (1424هـ) دراس�ة عن الع�ود للجريمة من خالل
تأثير بع�ض العوامل االجتامعي�ة يف عينة من نزالء الس�جون بمحافظة جدة
هدفت إىل معرفة اخلصائص املميزة لألشخاص العائدين للجريمة فيام يتعلق
بالعمر ،واملستوى التعليمي واالقتصادي ،واحلالة االجتامعية واملهنية ،معرفة
العوام�ل االجتامعية التي تدفع بالفرد إىل ارتكاب اجلريمة ألول مرة ،إضافة
إىل معرفة العوامل التي تؤدي بالشخص املجرم للعود إىل اجلريمة واستمرار
تأثريا ،وهل املجرم يع�ود إىل اجلريمة
ارتكاهب�ا ،ومعرف�ة أكثر هذه العوام�ل ً
الس�ابقة أم إىل جريمة جديدة ،الكش�ف عن اجلريمة التي تعترب أكثر ارتكا ًبا
من قبل املجرمني العائدين .وقد توصلت الدراسة إىل النتائج التالية :بالنسبة
للعم�ر ( )٪ 35م�ن العائدين للجريمة تقل أعامرهم ع�ن ثالثني عاما .وفيام
يتعلق باملس�توى التعليمي أظهرت الدراس�ة أن ()٪9م�ن املبحوثني أميون،
()٪26تلق�وا التعليم االبتدائي ،و( )٪30تعليمهم متوس�ط ،وبلغت نس�بة
77
م�ن أكمل�وا تعليمهم الثان�وي ( .) ٪20أما من تلقوا تعليما جامعيا فبلغت
نس�بتهم يف ح�دود ()٪6من أف�راد العينة .وبالنس�بة للمس�توى االقتصادي
أظهرت نتائج الدراسة أن العائدين إىل السلوك اإلجرامي يتسمون بانخفاض
دخوهلم الش�هرية؛ وكذلك فيام يتعلق باحلالة االجتامعية أظهرت الدراسة أن
نصف العائدين للجريمة مل يس�بق هلم الزواج (ع�زاب) .وبخصوص احلالة
املهني�ة يتبين أن ()٪48م�ن أف�راد العينة عاطل�ون عن العم�ل .وفيام يتعلق
بالعوام�ل االجتامعي�ة التي دفعت املبحوثني إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي
ألول مرة ذكر ( )%49من العينة أن األوضاع االجتامعية غري املستقرة كانت
الس�بب ،وأن العالقات االجتامعية يف األرسة تشوهبا اخلالفات وغياب أحد
الوالدين عن املنزل؛ وفيام يتعلق بالعامل الثاين وهو التأثر برفقاء السوء اتضح
أن ( )٪85من املبحوثني ارتكبوا اجلريمة األوىل بمشاركة أصدقائهم؛ وذكر
()٪90م�ن املبحوثين أن أفراد أرسه�م قابلوهم بازدراء وحتقير ،وتعاملوا
معه�م بوصفهم جمرمني .أما من ناحية العود الذي يامرس�ه أف�راد العينة فهو
عود عام ال يقترص عىل نوع معني من اجلريمة ،أما جرائم السكر واملخدرات
فهي أكثر اجلرائم ارتكا ًبا من قبل العائدين إىل اجلريمة وترتبط بعالقة طردية
مع عدد مرات العود إىل الس�جن ،أي أنه كلام زاد عدد مرات دخول السجن
زاد عدد مرتكبي هذه اجلرائم يف مقابل ارتباط جرائم العنف ،واجلرائم ذات
الس�مة االقتصادية ،واجلرائم األخالقية بعالقة عكسية مع عدد مرات العود
إىل اجلريمة .وكش�فت نتائج الدراس�ة أنه كلام زاد عدد مرات دخول السجن
انخفض عدد مرتكبي هذه اجلرائم من أفراد العينة.
وأج�رى اليوس�ف (1425ه�ـ) دراس�ة وصفي�ة على مس�توى اململكة
ح�ول اخلصائ�ص االجتامعي�ة للمس�تفيدين م�ن العف�و امللك�ي وع�ادوا إىل
ارت�كاب اجلريم�ة .وقد توصل�ت الدراس�ة إىل جمموعة من النتائ�ج ،منها أن
78
املنطق�ة الرشقي�ة ،ومنطقة مك�ة املكرمة مها أكرب املناطق التي توجد هبا نس�ب
ع�ود مرتفع�ة مقارنة باملناطق األخرى .وكش�فت عن ترك�ز العود يف األعامر
الت�ي تتج�اوز 25س�نة ،وأن الع�ود ظاه�رة مرتبط�ة بحياة امل�دن يف املجتمع
الس�عودي ،والعزاب أكثر ممارسة لسلوك العود من املتزوجني ،وأن غالبيتهم
من أصحاب التعليم املنخفض .كام توصلت الدراسة إىل أن أغلب املعاودين
للس�لوك اإلجرامي كانوا يشغلون وظائف ،مما ينفي وجود عالقة بني البطالة
والعود للس�لوك اإلجرام�ي ،إضافة إىل دخوهلم املنخفض�ة ،وانحدارهم من
أرس مفككة ،إضافة إىل أن معاودة الس�لوك اإلجرامي يف املجتمع الس�عودي
تأخ�ذ طابع العود اخلاص وليس العود الع�ام ،وتراوحت فرتة بقاء املبحوث
خارج الس�جن بني ش�هر واحد ومخسة أش�هر ،مما يعكس أن غالبية املبحوثني
يعاودون الس�لوك اإلجرامي بس�بب ع�دم قدرهتم عىل التكي�ف مع املجتمع
اخلارجي.
ويف دراس�ة أجرهتا وزارة الداخلية بدولة الكويت (د .ت) حول النزالء
العائدين للسجون هدفت إىل فهم ظاهرة العود لإلجرام ووضعها يف إطارها
الصحي�ح ،حتى تس�اعد املس�ؤولني يف ختطيط السياس�ة اإلصالحية ،ومدى
نجاحها يف الس�جون الكويتي�ة .من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراس�ة
أن ( )٪97.2من العائدين لإلجرام من الذكور مقابل ()٪2.7من اإلناث،
وأن ()٪63.7م�ن العائدي�ن إىل اإلج�رام تق�ع أعامره�م ما بين ( 18ـ 35
سنه) ،وأهنم من ذوي التعليم املتوسط ،وأن ()٪41من العائدين إىل اإلجرام
م�ن العزاب ،و()٪40م�ن املتزوجني .وقد بينت الدراس�ة أيض ًا أن الظروف
االقتصادي�ة واألرسي�ة التي تنت�ج عن قفل أب�واب العمل أمام الس�جني بعد
اإلفراج عنه مل تكن هي الس�بب املبارش يف العود لإلجرام ،إال أهنا كانت س�ب ًبا
مساعدا دفع بعضهم إىل سلوك طريق اجلريمة مرة أخرى. ً
79
مناقشة الدراسات اخلاصة باملحور األول
من خالل اس�تعراض للدراس�ات اخلاصة باملح�ور األول « اخلصائص
االجتامعي�ة واالقتصادي�ة للعائدي�ن للجريمة»والت�ي هتت�م باخلصائ�ص
االجتامعية واالقتصادية والشخصية كعوامل مهمة ومؤثرة وباعثة الرتكاب
اجلريمة أو العود هلا ،تبني من تلك الدراسات ـ رغم االختالف فيام بينها يف
أهدافها ،والدوافع التي أدت هلا ـ ما ييل :
ـ إن غالبية مرتكبي الس�لوك اإلجرامي هم من مواليد املدن وأن العود
للجريمة يكثر بني فئة الشباب.
ـ إن أعلى نس�بة للع�ود للجريم�ة تظه�ر بني أصح�اب امله�ن العاملية،
وهناك عالقة بني رفقة الس�وء وتعاطي املخدرات والفقر وبني العود
للجريمة.
ـ بين�ت بعض تلك الدراس�ات أن املج�رم العائد تنطب�ق عليه الصورة
التقليدية للمجرم العادي.
ـ بينت بعض تلك الدراس�ات أن النظرة االجتامعية الس�يئة تس�اهم يف
الع�ود للجريمة ،كام أن معظ�م العائدين ينح�درون من أرس تتصف
بالتفكك االجتامعي ،وأمية الوالدين ،باإلضافة إىل وجود عالقة بني
مجاعة األصدقاء املنحرفني والعود ،وأن جرائم املسكرات واملخدرات
والرسقات واألخالقيات هي الس�مة املمي�زة للعود اخلاص لدى فئة
العائدين.
وبطبيع�ة احلال يتبني لنا من تلك الدراس�ات التي تم عرضها يف املحور
األول أهن�ا تتقاطع مع ه�ذه الدراس�ة (اخلصائص االجتامعي�ة واالقتصادية
ملرتكب�ي الس�لوك اإلجرامي والعود له) .وعموما يمك�ن القول إنه حتى مع
80
اختلاف البحوث والدراس�ات الس�ابقة التي ت�م عرضها يف زم�ان ومكان
إجرائه�ا واختلاف طبيعته�ا واملجتمع�ات الت�ي أجري�ت فيه�ا ،وكذل�ك
اختلاف االجتاه�ات واملناحي التي أخ�ذت هبا ،فإن هناك كثيرا من النقاط
اتفقت عليها ،ومنها أن ارتكاب السلوك اإلجرامي والعود له مرتبط ارتباطا
وثيق�ا بالعوام�ل االجتامعية واالقتصادية ب�ل وحتى البيئية ،فق�د بينت تلك
الدراسات أن الفقر والبطالة ،ونظرة املجتمع السيئة جتاه املجرم هلا إسهامات
كبرية يف ارتكاب السلوك اإلجرامي أو العود له.
81
أولئ�ك األح�داث املنحدرين من أرس ال ت�ويل اهتامما يذكر لتنش�ئة أطفاهلا،
واألرس الفقرية واملتس�مة باملش�اكل مثل اخلالفات الزوجية ...الخ .هذا عىل
عك�س األرس الت�ي تويل اهتامم�ا بالرتبية ،وتلك املتميزة بمس�توى اقتصادي
متوس�ط وختلو من املشاكل األرسية .ومن االنحرافات التي يكثر فيها العود
بين هؤالء األح�داث االنحرافات املتمثلة يف الرسق�ة واجلنس والترشد .كام
دورا يف انحراف األحداث وعوده�م له ،وتبني أن معظم أن لعام�ل التعلي�م ً
العائدي�ن ينتم�ون إىل املس�تويات الدراس�ية االبتدائي�ة ،أو م�ن املتأخرين يف
حتصيلهم الدرايس.
ويف جان�ب آخ�ر أج�رى الروي�س (1991م) دراس�ة ح�ول التف�كك
األرسي وعالقت�ه بع�ودة األح�داث لالنح�راف؛ وتوص�ل إىل جمموعة من
النتائج من أبرزها أن غالبية األحداث املعرضني لالنحراف يعيش�ون يف أرس
مفككة لظروف اجتامعية ،أو بسبب وفاة أحد الوالدين والطالق.
هدفت دراسة الريس (1415هـ)بعنوان« :العوامل االجتامعية املرتبطة
بالعود إىل تعاطي املخدرات بعد العالج» .هدفت إىل التعرف عىل اخلصائص
االجتامعي�ة للعائدي�ن ورصفائهم م�ن غري العائدين .ومن أه�م النتائج التي
توصلت إليها الدراسة أن غالبية العائدين هم من العزاب ،ومن ذوي التعليم
املنخفض نسب ًيا ،وأهنم مل يتلقوا مساعدات بعد خروجهم من العالج ،وأهنم
يواجهون مش�اكل عائلي�ة ،وأن أغلبهم أكثر اختال ًطا بأصدقاء الس�وء ،وأن
غالبيته�م مم�ن ال يرغب أفراد املجتم�ع يف التعامل معهم بع�د خروجهم من
السجن.
وأجرت الدورسي (1416هـ) دراسة حول ارتباط العوامل االجتامعية
واالقتصادي�ة والذاتي�ة وبيئة الس�جن بالع�ود للجريمة توصل�ت الباحثة يف
82
خالهل�ا إىل أن غالبي�ة العائدات لإلجرام تقع أعامرهن بني ( 30ـ 40س�نة)،
وغالبيته�ن م�ن املطلق�ات بنس�بة ( ،،)٪63.3ومعظمه�ن م�ن األمي�ات
( .) ٪ 36.7كام اتصفت العائدات بنس�بة ()٪ 50منهن بأهنن الوس�طى يف
الرتتيب األرسي ،وتس�كن العائ�دات يف أحياء ش�عبية ذات خصائص بيئية
معينة منخفضة املس�تويات االقتصادية والثقافي�ة واالجتامعية ،وبخصائص
التخلف والفقر واجلهل وانتش�ار اجلرائم فيه�ا وقرهبا من األحياء التجارية،
واختالف أصول سكاهنا وأجناسهم ،كون نوع السكن من البيوت الشعبية،
وه�ذه نتيج�ة طبيعية لتمي�ز هذه األحياء الش�عبية هب�ذا النوع من املس�اكن،
ومتي�زن ب�أن ()٪ 50منهن كان�ت بيوهتن باإلجي�ار ،أما املوط�ن األصيل فإن
غالبي�ة العائ�دات تنح�در أصوهلن م�ن الق�رى بنس�بة ( ،)٪46.7ثم املدن
( ،)٪43.3ثم البادية (.)٪ 10
كام أجرى الس�دحان ( 1419هـ) دراس�ة حول أسباب العود للجريمة
ل�دى األح�داث يف اململك�ة العربية الس�عودية .وقد توص�ل إىل جمموعة من
انتشارا بني األحداث العائدين لالنحراف
ً النتائج ،أمهها أن العود العام أكثر
م�ن العود اخل�اص ،وأن هناك عالقة بني عمر احل�دث عند ارتكاب اجلريمة
األوىل والع�ود لالنح�راف ،باإلضافة إىل وجود عالقة بين انحراف األخوة
ومعاودة السلوك املنحرف.
وأج�رى القفاري ( 1420هـ) دراس�ة حول أث�ر انحراف األحداث يف
ارتكاب اجلريمة بعد الكرب ،توصل إىل جمموعة من النتائج ،منها أن كرب س�ن
األب ،وانخفاض مس�توى تعليمه واخلالف�ات داخل األرسة مجيعها عوامل
تدفع احلدث ملعاودة ارتكاب السلوك اإلجرامي.
83
كما أج�رى الش�مري (1423هـ) دراس�ة ح�ول العوام�ل االجتامعية
والنفس�ية وعالقتها بالع�ود لالنحراف لدى األحداث واملعاودين للس�لوك
اإلجرام�ي يف دار املالحظ�ة االجتامعي�ة بالرياض .وقد توص�ل الباحث إىل
جمموع�ة من النتائ�ج من أمهه�ا أن األح�داث العائدين للس�لوك اإلجرامي
تتراوح أعامره�م بني ( 17و 2س�نة) ورغم اس�تمرار ه�ؤالء األحداث يف
الدراس�ة وع�دم انقطاعه�م ف�إن النتائج تشير إىل تأخرهم ع�ن أقراهنم من
تأثريا سلب ًيا ألصدقائهم يف العود للسلوك اإلجرامي.
األسوياء ،وأن هناك ً
أج�رى العمري (1423هـ)دراس�ة ع�ن العود إىل االنح�راف يف ضوء
العوام�ل االجتامعية هدفت إىل الكش�ف عن العوامل التي ت�ؤدي إىل العود
لالنح�راف ،م�ع الرتكي�ز على العوامل الت�ي تأخ�ذ الصف�ة االجتامعية مثل
األرسة ،املدرسة ،مجاعة الرفاق ،أوقات الفراغ ،وما مدى تأثري هذه العوامل
على عودة احلدث إىل االنح�راف .وقد وجد أن مجيع ه�ذه العوامل هلا تأثري
على عودة لالنحراف ،ومعاودة الس�لوك اإلجرامي .وتوص�ل إىل أن غالبية
أفراد جمتمع الدراسة يعيشون يف أرس تسودها اخلالفات األرسية ،وأن غالبية
األح�داث العائدي�ن يتغيب�ون ع�ن األرسة بنس�بة ( ،)٪ 52.5وأن ظاهرة
التغيب واهلروب من املدرس�ة بلغت نس�بة عالية بني األحداث العائدين إىل
االنحراف وعزا الس�بب يف ذلك إىل معايري األصدقاء ،والذهاب مع الش�لة،
أيضا ،ويبدو أن تأثري مجاعة الرفاق يطغى
جدا ً
وتقليد اآلخرين بنس�بة كبرية ً
عىل غريه من العوامل األخرى.
مناقشة الدراسات اخلاصة باملحور الثاين
من خالل اس�تعراض الدراس�ات اخلاصة باملحور الثاين «متغري أسباب
الع�ود للجريم�ة» الذي تناول املتغريات التي تس�هم يف ارت�كاب اجلريمة أو
العود هلا تبني ما ييل:
84
ـ إن التنش�ئة األرسي�ة هل�ا عالقة وطي�دة بالعود للجريم�ة ،كون نوعية
أساليب التنشئة ،والظروف االقتصادية لألرسة ،واملشكالت األرسية
من العوامل التي تدفع البعض إىل العود إىل اجلريمة واالنحراف .كام
بين�ت تلك الدراس�ات أن األرس التي ال تويل اهتامما يذكر للتنش�ئة،
وكذلك األرس الفقرية واملتس�مة باملش�اكل مث�ل اخلالفات الزوجية،
والطالق ،والتفكك األرسي وغريها هلا تأثري كبري يف العود للجريمة.
ـ هن�اك ارتباط وثيق للعوام�ل االجتامعية واالقتصادي�ة والذاتية وبيئة
الس�جن بالع�ود للجريمة .كام ذكرت تلك الدراس�ات أن العائدات
للجريمة من النساء يسكن يف أحياء شعبية ذات خصائص بيئية معينة
منخفضة املس�تويات االقتصادية والثقافية واالجتامعية ،وبخصائص
التخلف والفقر واجلهل ،وانتشار اجلرائم فيها.
يتبني من تلك الدراس�ات التي تم عرضها يف املحور الثاين أهنا تتفق مع
هذه الدراسة يف (متغري أسباب ودوافع العود للجريمة) .وحتى مع اختالف
تل�ك الدراس�ات التي تم عرضها من حيث كوهنا تتن�اول عامال واحدا فقط
ألسباب العود للجريمة (كالتنشئة األرسية مثالً) ،فإن هناك كثريا من النقاط
اتفق�ت عليها ،منها أن ارتكاب الس�لوك اإلجرامي والعود له مرتبط ارتباطا
وثيقا بالعوامل االجتامعية ،كون أسلوب التنشئة األرسية ،والتفكك األرسي
من العوامل االجتامعية التي تسهم يف العود للجريمة ،وهو يف الدراسة احلالية
يعد عامال رئيسا يف هذه الدراسة.
85
3. 3. 2متغري أنامط اجلريمة
أما الدراسات التي استعرضت العود للجريمة لدى الكبار ،فمنها:
دراسة احلمياين (1404هـ) حول العود إىل اجلريمة وتطبيقاهتا باململكة
العربية الس�عودية .وقد قام الباحث باستعراض هذه الدراسة نظر ًيا يف أربعة
مباح�ث ومقدمة تش�تمل عىل خمترص ألمهية املوضوع ،ومنهج الدراس�ة ،ثم
تطرق يف املبحث األول للعوامل املؤدية للعود ،واملبحث الثاين لتعريف العود
يف القوانني الوضعية ويف علم اإلجرام ،وتطرق للتمييز بني العود واالعتياد.
ويف املبح�ث الثال�ث تكلم ع�ن رشوط حتقيق العود العام�ة واخلاصة ،وذكر
مستشهدا
ً يف املبحث الرابع اجتاهات الترشيع اجلنائي اإلسلامي عن العود،
بنب�ذه عن العود للرسقة يف الرشيعة اإلسلامية ،والع�ود يف اللواط .وتطرق
الباحث لبعض األنظمة يف اململكة التي تشدد العقوبة أو تضاعفها مثل نظام
اجلمارك ،ونظام املرور ،ونظام اإلقامة ،ونظام املحكمة التجارية .ومن نتائج
البح�ث أن�ه اقرتح أن يأخذ القضاء بالتش�ديد اجلوازي للعق�اب عىل العود.
وبمعنى آخر إعطاء القايض س�لطة كبرية يف معاقبة العائد إىل اجلريمة حسب
ظروف كل عائد.
كام أجرى كاره (1408هـ)دراس�ة حول الس�جن كمؤسسة اجتامعية:
دراسة ظاهرة العود هبدف الكشف عن مدى انتشار العود إىل اجلريمة بصفته
م�ؤرش ًا يدل عىل كفاءة املؤسس�ات اإلصالحي�ة والعالجية يف إع�ادة تأهيل
املجرمين واجلانحين .وكان اهلدف األس�ايس م�ن هذه الدراس�ة هو إجراء
استقصاء واستخالص عدد من االعتبارات واملؤرشات التي تسلط األضواء
على الظروف واحلاالت التي يتم فيها عود اجل�اين إىل اجلريمة ،كمعرفة نوع
اجلرائم املرتكبة ،وعمر اجلاين عند ارتكاهبا ،وثقافة املجرم فقط ،ومدى تكيفه
86
م�ع الوضع األرسي واالجتامعي واالقتصادي ،وحالته الصحية والنفس�ية،
ونضجه العقيل والعاطفي واجلسمي .وقد توصل الباحث أنه كلام عاد النزيل
إىل ارتكاب اجلريمة كانت اجلرائم املرتكبة أخطر ،وكانت إس�هاماهتا يف رفع
مستوى اجلريمة مضاعفة ،وقد يصل متوسـط ارتكاب اجلريمة يف حاله العود
ألكث�ر م�ن م�رة ( )% 2 ،73و( ،)٪9.38جريمة للعائدي�ن لثالث أو أربع
مرات .أما املستوى االقتصادي فقد توصلت الدراسة إىل أن مشكلة اجلريمة
والعود إليها ترتبط بالفئتني ذات الدخل املنخفض واملتوسط.
مناقشة الدراسات اخلاصة باملحور الثالث
من خالل اس�تعراض الدراس�ات اخلاصة باملحور الثالث «متغري أنامط
اجلريمة» ،الذي تناول املتغريات التي تس�هم يف ارتكاب اجلريمة أو العود هلا
تبني ما ييل:
ـ إن من املتغريات التي تس�هم يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي التساهل
يف التش�ديد اجلوازي للعقاب عىل العود .وترى تلك الدراس�ات أنه
جيب إعطاء القايض س�لطة كبرية يف معاقبة العائد إىل اجلريمة حسب
ظروف كل عائد.
ـ كما بين�ت تل�ك الدراس�ات أن العود للجريم�ة يتكرر مرتين وثالث ًا
وأربع ًا ،كام يرتبط بالفئات ذات الدخل املنخفض واملتوسط.
ويتبني من تلك الدراس�ات التي ت�م عرضها يف املحور الثالث أهنا تتفق
م�ع هذه الدراس�ة يف متغير أنامط اجلريم�ة ،وبعضها خيتلف عنه�ا يف تناوهلا
لعوام�ل غري العوامل االجتامعي�ة واالقتصادية ،كون بعضها تطرق للعوامل
العقابية وتساهلها ،وارتباطها بالعود للجريمة.
87
4. 3. 2متغري تكرار اجلريمة
أجرى العزة والفاعوري وزهران والقموس وقطوم (1980م) دراس�ة
ح�ول ظاه�رة تك�رار اجلنوح عند األح�داث يف املجتم�ع األردين هدفت إىل
الوق�وف على حجم ظاه�رة تك�رار جنوح األح�داث يف املجتم�ع األردين،
ومعرفة فئات أعامر املكررين ،وأهم التهم التي يتم تكرارها ،ومعرفة العوامل
الكامنة وراء ظاهرة التكرار .وقد توصل الباحث وزمالؤه إىل جمموعة نتائج
ال أساس�ي ًا يف تكرار اجلنوح ،كام احتلأبرزها أن رفاق الس�وء يش�كلون عام ً
هت�اون األرسة وعدم اهتاممها بمس�ك األبناء املرتبة الثاني�ة .أما عامل فقدان
الثق�ة ب�األرسة فقد احتل املرتبة الثالثة .وقد أظه�رت النتائج أن احلالة املهنية
والتعليمي�ة لألح�داث اجلانحني وذوهي�م من العوامل الت�ي تظهر أمهيتها يف
س�لوك احلدث .أما بالنس�بة ملعدالت التكرار فقد كش�فت النتائج أن نس�بة
املكررين مرتني ( ،)%65ونسبة املكررين ثالث مرات ( ،)%23وأربع مرات
( ،)%9ومخ�س مرات ( ،)%2وس�ت م�رات ( .)%1كام أظه�رت النتائج أن
مشكلة االنحراف اجتهت نحو الطابع اجلامعي.
أج�رى السماك (1985م) دراس�ة ع�ن ظاه�رة الع�ود إىل اجلريم�ة يف
الرشيعة اإلسلامية والفقه اجلنائي الوضعي توصل فيها إىل أن املجرم العائد
إىل اجلريم�ة م�رة أخ�رى وال�ذي مل يرتدع من عقوب�ة جريمته الس�ابقة تعترب
حالته أكثر جسامة وخطورة عىل أمن املجتمع وسالمته عن املجرم الذي يقع
يف اجلريم�ة ألول م�رة ،ومن ثم جيب عالج هذه الظاه�رة اخلطرية ،عىل أمل
التوص�ل إىل ح�ل يقيض عليها أو حيد من انتش�ارها ضام ًنا لسلامة املجتمع.
وم�ن أه�م النتائ�ج التي توصل�ت إليها الدراس�ة أن�ه جيب على القوانني يف
حتديدا دقي ًقا يتامشى مع ما تشرتطه الرشيعة
ً الدول اإلسلامية أن حتدد العود
88
اإلسلامية م�ن رضورة تنفي�ذ العقوبة الس�ابقة عىل العائد ،ع�دم وضع حد
أدنى للعقوبة مهام بلغت البساطة ،كون الرشيعة اإلسالمية أجازت التشديد
عىل العائد ،رضورة إنش�اء مؤسس�ات خاص�ة هلذه الفئة م�ن املعتادين ،عىل
أن يصنفوا بحسب نوع من لديه االستعداد واالستجابة لإلصالح ،وتعليمه
مهن�ة تالئم�ه بعد قضاء فرتة العقوبة ،إضافة إىل ع�دم اإلكثار ويف القصد مع
وجوب النص عىل العود العام ،وعدم اشرتاط كون العقوبة السابقة أشد من
العقوبة اجلديدة؛ فالعربة ليس�ت بنوع العقوبة الس�ابقة ،وإنام بمسلك اجلاين
السابق وداللته عىل خطورته اإلجرامية.
وهناك دراس�ة حول عوامل العود للجريمة يف س�جون منطقة الرياض
أجراه�ا الش�هراين(1412هـ) هدفت ملعرفة حجم ظاهرة العود يف س�جون
منطق�ة الري�اض ،وحتدي�د العوامل الت�ي تدفع الش�خص للع�ود للجريمة،
إضاف�ة إىل حتدي�د مدى خط�ورة ظاه�رة العود على املجتمع .وم�ن النتائج
التي توصلت هلا هذه الدراس�ة أن غالبية العائدين للجريمة هم من الش�باب
وأغلبه�م قد ارتكب س�وابق جنائية ،وأن نس�بة العود تنخف�ض عند التقدم
يف الس�ن .وذك�ر أن نس�بة العود تزداد عن�د الفئات ذات املس�توى التعليمي
املنخفض ،إضافة إىل ارتفاع نسبة األمية بني آباء العائدين وأمهاهتم ،وكذلك
تأثر الس�جناء ألول مرة بأصحاب السوابق والعائدين للجريمة ،وهذا يعني
تش�جيع الس�جني ألول مرة ملعاودة اإلجرام .وذكرت الدراس�ة أن العود يف
معظم�ه ظاه�رة حضارية لوجود نس�بة كبرية من العائدين من س�كان املدن،
مقاب�ل نس�بة قليلة بني س�كان البادي�ة ،وأن الع�ود اخلاص يرتك�ز يف جرائم
السكر ،واجلرائم األخالقية ،واملخدرات.
كما أجرى الش�هراين (1418هـ)دراس�ة ع�ن الع�ود للجريمة كظرف
مش�دد يف الرشيعة ٍ
اإلسلامية واألنظمة يف مدينة الرياض .وكانت الدراس�ة
89
عب�ارة عن حتليل ألحكام قضايا صادرة من القضاء الرشعي بمدينة الرياض
وعددها ()14قضي�ة متنوعة بني قضايا احلدود والتعزي�ر ،وقضايا االعتداء
عىل النفس .وتوصل الباحث إىل أن أغلب معتادي اإلجرام ال يميض عليهم
مدة طويلة بعد انتهاء العقوبة السابقة حتى يعودوا الرتكاب جريمة أخرى.
وتوصل الباحث إىل أن نسب عود فئات الشباب ومدمني املخدرات مرتفعة.
أجرى القحطاين (1420هـ)دراسة حول أثر العفو عن العقوبة ملن حيفظ
كت�اب اهلل يف احلد من الع�ود إىل اجلريمة هدفت للرتكيز عىل ثالثة أمور ،هي
الكش�ف عن مدى فعالية اس�تخدام أس�لوب تقوية الرقابة الذاتية عن طريق
حف�ظ كتاب اهلل تعاىل يف احلد من معاودة الف�رد للجريمة ،وبيان األثر الذي
يق�وم به الق�رآن الكريم وحفظه يف تطهري النف�س وتزكيتها ،إضافة إىل وضع
قائمة حتتوي عىل نس�بة مئوية تبني مدى االس�تفادة من العفو حلفظ كتاب اهلل
أو بعض أجزائه ،وذلك هبدف الوقوف عىل مدى فعالية حفظ القرآن الكريم
يف احل�د من العودة للجريمة .وق�د توصل الباحث إىل أن مجيع النزالء الذين
ال مل يعودوا للسلوك اإلجرامي بعد خروجهم من حفظوا القرآن الكريم كام ً
الس�جن؛ كام توصلت الدراس�ة إىل أن من حفظ أجزاء م�ن القرآن الكريم مل
يعـد منهـم غري نسبـة ضئيلة ال تتجـاوز ( ،)٪1وذلك يعكـس أمهية القرآن
الكريم يف تعديل سلوك النزالء ،واحلد من نسب عودهتم للجريمة.
مناقشة الدراسات اخلاصة باملحور الرابع
من خالل اس�تعراض للدراس�ات اخلاصة باملح�ور الرابع «عدد مرات
العود للجريمة» تبني ما ييل:
ال أساسي ًا يف العود للجريمة ،وإن نسبة
ـ إن رفاق الس�وء يشكلون عام ً
التكرار أكثر من مرتني.
90
ـ إن نس�بة العود تزداد عند الفئات ذات املس�توى التعليمي املنخفض،
وإن الع�ود اخل�اص يرتك�ز يف جرائ�م الس�كر ،واجلرائ�م األخالقية
واملخدرات.
ـ إن أغل�ب معت�ادي اإلج�رام ال يمضي عليهم مدة طويل�ة بعد انتهاء
العقوبة السابقة حتى يعودوا الرتكاب جريمة أخرى.
وبطبيع�ة احلال يتبني لنا من تلك الدراس�ات التي تم عرضها يف املحور
الراب�ع أهن�ا تتقاطع مع ه�ذه الدراس�ة (اخلصائص االجتامعي�ة واالقتصادية
ملرتكب�ي الس�لوك اإلجرامي والعود له) .وعموما يمك�ن القول إنه حتى مع
وجود اختالف بينها والدراس�ة احلالية فإهنا تتفق معها يف معرفة طابع العود
للجريمة هل يأخذ طابعا عاما أم خاصا ،وقد بينت تلك الدراسات أن العود
يأخذ طابع العود اخلاص.
91
م�ن اجلرائ�م دون أن حيكم علي�ه يف أي منها وليس بالرضورة اشتراط متاثل
عائدا.
اجلرائم املرتكبة حتى يعد الشخص ً
واهتم�ت صال�ح (1969م) يف دراس�تها ع�ن الع�ود إىل اإلج�رام عند
امل�رأة بطبيعة ظاهرة الع�ود إىل اجلريمة عند النس�اء ،واخلصائص التي تتميز
هبا العائدات من حيث ظروفهن االجتامعية .وكان الغرض من هذه الدراسة
ه�و الكش�ف عن ص�ور الع�ود إىل اإلجرام عند امل�رأة ،والتع�رف عىل مدى
انتش�ار هذه الظاهرة وحدة انتش�ارها ،وكذلك الكش�ف عن بعض العوامل
االجتامعي�ة املؤدي�ة بش�كل مبارش أو غري مب�ارش إىل عود امل�رأة إىل اإلجرام.
وحت�ى تتوص�ل الباحثة إىل هذه األهداف طرحت تس�اؤلني مه�ا :ملاذا تعود
بع�ض النس�اء إىل ارت�كاب اجلريم�ة ،بينام ال يع�ود بعضهن اآلخ�ر ،وما هو
التفسير االجتامع�ي هل�ذه الظاهرة .وم�ن النتائ�ج التي توصلت هل�ا الباحثة
أن هن�اك بع�ض العوامل االجتامعية املشتركة بني املجموعتين قد يكون هلا
عالق�ة ببداي�ة التاريخ اإلجرامي لنس�اء املجموعتني ،وأن الع�ود املتكرر هو
الشائع ()٪84.6بني النزيالت .ومن اجلرائم التي ترتكبها النساء العائدات
جرائم املال ،البغاء ،املخدرات؛ وتوصلت الباحثة إىل أن اجلريمة هي املصدر
االقتصادي الوحيد للنس�اء العائدات .كام توصلت الباحثة من خالل مقارنة
االختالف�ات املوجودة بني العائدات وغري العائدات إىل أن هناك عالقة قوية
بني عود املرأة إىل اإلجرام وبني جنوحها يف فرتة حداثتها ،أي أن املرأة العائدة
تك�ون يف صباها جانح�ة ،وأن امل�رأة العائدة نش�أت يف أرسه متصدعة ،ويف
ظ�روف اجتامعية أس�وأ من غير العائدة ،إضاف�ة إىل أن امل�رأة العائدة ختالط
مجاعات إجرامية وأفرادا من املجرمني.
ويف جانب آخر أجرى باسل عباس وأمل أمحد (1980م) دراسة حول
ظاه�رة العود دراس�ة أولي�ة يف ضوء الظ�روف التنموية اجلدي�دة يف العراق،
92
هدفت إىل الكش�ف عن أهم العوام�ل املؤدية للعود إىل اجلريمة .وقد حصل
الباحثان عىل العينة باستخدامها أسلوب احلرص الشامل ،فقاما بدراسة مجيع
العائدي�ن املوجودين يف دائرة إصالح الكب�ار يف تلك الفرتة .أما النتائج التي
تم التوصل إليها فهي ما ييل:
لوح�ظ أن غالبة العائدين هم من العزاب ،كام أن أعامر أغلب العائدين
تتراوح ما بني (18و )32س�نة ،كام اتض�ح من نتائج البح�ث وجود عالقة
بين الع�ود وانخفاض املس�توى التعليمي .واتضح أيض ًا من نتائج الدراس�ة
أن ( )%60م�ن العائدي�ن كان دخله�م الش�هري ضمن الفئ�ة ( 100فأقل)
دينار عراقي .وظهر أن أغلب العائدين ارتكبوا جريمتني .كام تبني من نتائج
الدراسة أن جرائم العود متنوعة ،إال أن جرائم االعتداء عىل األموال بصورة
عام�ة والرسق�ة بص�ورة خاص�ة احتلت النس�بة الكبرى بني ه�ذه اجلرائم.
وكش�فت نتائج الدراس�ة أن أغلب العائدين كانوا يس�كنون يف مدينة بغداد،
وتبني أن مهنة العائدين تركزت يف جمال املهن احلرة.
كام أجرى احلناكي ( 1406هـ) دراسة عن دور الرعاية الالحقة يف احلد
من جرائم العود للجريمة هدفت إىل معاجلة ظاهرة العود للجريمة ،ووضع
احلل�ول املناس�بة هل�ا ،باعتبارها مش�كلة اجتامعي�ة مؤثرة عىل بن�اء املجتمع.
واتب�ع الباح�ث املنه�ج التجريب�ي ،وح�اول اإلجابة عن بعض التس�اؤالت
منها ما س�بب الزيادة يف ح�االت العود للجريمة بعد اإلفراج ،وما املش�كلة
الت�ي تواجه الس�جناء املف�رج عنهم ،وما الس�بب يف إخفاق جه�ود وبرامج
الرعاية الالحقة يف حتقيق أهدافها .ومن النتائج التي توصلت هلا الدراسة أنه
انطال ًقا من أن الرعـاية الالحقـة تبدأ من صدور احلكم باإلدانة ،وبالتايل فإن
الربام�ج واخلدمات التي تقدم للمذنب جيب أن تبدأ من حلظة صدور احلكم
93
علي�ه؛ وأنه رغ�م تأييد الباحث لالجتاه�ات التي تنادي بأن تكون مس�ؤوليه
الرعـاي�ة الالحق�ة إحدى مس�ؤوليات الدولة األساس�ية إال أن تنفيذ برامج
هـ�ذه الرعـاية يتطلب تعاون اهليئات التطوعية القادرة عىل التفاعل النش�يط
يف أداء اخلدمات ،جن ًبا إىل جنب مع اهليئات احلكومية.
ويف دراس�ة ملرك�ز أبح�اث مكافحة اجلريم�ة (1412هـ) ح�ول العود
لإلج�رام توصل�ت دراس�ة إىل أن اعتي�اد الس�لوك اإلجرام�ي يف املجتم�ع
الس�عودي يع�ود إىل ثالثة عوامل أساس�ية تتفاع�ل بعضها م�ع بعض لتنتج
ش�خصية مع�اودة لإلج�رام باململكة العربية الس�عودية هي ظروف التنش�ئة
األرسية الس�البة الت�ي خربها املعاودون للس�لوك اإلجرام�ي خالل مراحل
الطفول�ة واملراهق�ة ،والس�بب الثاين لالنح�راف لدى الفرد ال�ذي يعيش يف
ظروف أرسية س�البة .أما الس�بب الثالث فهو متصل بمحيط سكن معتادي
اإلجرام الذي يتصف بالفقر والتخلف من حيث املرافق واخلدمات.
كما أجرى العتيب�ي (1415هـ)دراس�ة حول أثر التأهي�ل املهني داخل
الس�جون يف احل�د م�ن الع�ود إىل اجلريمة توصل�ت إىل عدة نتائ�ج مثل عدم
تساوي نسبة املتدربني يف املهن احلرة حيث يظهر عدم اإلقبال عىل بعضها مثل
النجارة ،الس�باكة ،احلدادة ،وحرص النزالء عىل تعلم مهنة داخل الس�جن،
ع�دم حص�ول هؤالء عىل عمل بع�د خروجهم من الس�جن لكوهنم خرجيي
س�جون ،رغبة العائدين إىل اجلريمة يف العمل داخل اإلصالحية وتعلم مهنة
أكث�ر من رغب�ة النزالء اجل�دد .وذكر الباح�ث يف النتائج عدم وج�ود إجابة
رصحية حول كفاية هذا التدريب لسوق العمل خارج اإلصالحية.
ويف دراسة نصيب (1416هـ) عوامل عدم التكيف االجتامعي للمفرج
عنه�م وعالقته�ا بالع�ود إىل اجلريمة دراس�ة ميدانية على الن�زالء العائدين
94
باملؤسسة اإلصالحية بقطر توصل إىل جمموعة من النتائج من أبرزها أن نسبة
()٪72.8م�ن املبحوثين غري متعلمين ،وأن غالبيتهم م�ن مناطق حرضية
بنس�بة ( ،)٪65.7ويقطنون يف أحياء شعبية بنسبة ( .)٪85.9كام توصلت
الدراس�ة إىل أن نس�بة ( )٪39.4م�ن املبحوثين س�جنوا قب�ل ذل�ك ثالث
م�رات ،ونس�بة ( )٪33.3س�جنوا مرتني ،وأن أن�واع اجلرائ�م التي دخلوا
بس�ببها الس�جن كانت املخ�درات ،الرسقة ،اجلرائم األخالقية ،ش�يكات أو
تزوير .كام كش�فت الدراسة أن ما يقارب نصف املبحوثني ()٪41.4يرون
أن املس�ؤوليات األرسية كانت دائام هي الدافع إىل ممارسة السلوك املنحرف.
وتوصل�ت الدراس�ة إىل أن نس�بة ()٪35.4من املس�جونني كان هلم أقارب
بالس�جن ،وكانت نوعية عالقات قرابة السجني هبؤالء هي :أخ ،أب ،خال،
ابن خال ،ابن األخت ،ابن العم .وكش�فت الدراس�ة أن نس�بة ()٪70.7مل
يع�ودوا إىل عمله�م الس�ابق ،وأن الس�بب يف ذلك يرجع إىل النظ�رة الدونية
م�ن جانب الزمالء للس�جني ،ورف�ض أصحاب العمل رجوع الس�جني إىل
أيضا إىل أن نوعية املش�كالت التي يعانيها
عمله الس�ابق .توصلت الدراس�ة ً
املس�جونون مرتب�ة حس�ب أمهيته�ا تتلخ�ص يف اآليت :انخف�اض املس�توى
االقتص�ادي ـ وج�ود وق�ت ف�راغ كبري لدهي�م ـ النظ�رة الدونية م�ن جانب
املجتم�ع ـ مقاطع�ة االق�ارب هل�م ـ أن املس�جون مص�در مش�اكل لألرسة ـ
فصله من الوظيفة السابقة ـ شعوره بالظلم ـ معاملة الرشطة السيئة ـ التوتـر
النفيس.
مناقشة الدراسات اخلاصة باملحور اخلامس
من خالل اس�تعراض للدراسات اخلاصة باملحور اخلامس «طابع العود
للجريمة» تبني ما ييل :
95
ـ إن الع�ود للجريمة له طاب�ع العوامل االجتامعي�ة ،وإن العود املتكرر
هو الش�ائع ،وله ارتباط وثيق باملس�توى االقتصادي والنظرة الدونية
للمجتمع جتاه املجرم.
ـ إن املرأة العائدة تكون يف صباها جانحة ،وإن املرأة العائدة نش�أت يف
أرسة متصدعة ،ويف ظروف اجتامعية أس�وأ م�ن غري العائدة؛ وهناك
غالبية عادوا للجريمة أكثر من ثالث مرات
وتتف�ق تل�ك الدراس�ات م�ع الدراس�ة احلالية يف أهن�ا تتن�اول العوامل
االجتامعي�ة واالقتصادية التي تؤدي إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي والعود
ل�ه ،وختتلف م�ع بعضه�ا يف طرحها حول التط�رق ملعرفة الس�وابق اجلانحة
والقديمة التي حدثت ملرتكبة الس�لوك اإلجرام�ي يف الصغر وربطها بالعود
للجريمة.
6. 3. 2الدراسات األجنبية
أج�رى لكيك وألين�ور (1934ـ 1963م) دراس�ة بعن�وان« :العوامل
الراجع�ة إىل الع�ود» وأجرى الباحث�ان جمموعة من الدراس�ات عىل «»500
ام�رأة جمرم�ة ،و( )500رجل جم�رم ،وقاما بمتابع�ة العينتني لعدة س�نوات،
واس�تنتجا عدة حقائ�ق تتعلق بالس�لوك اإلجرامي ،نوجز منه�ا ما له عالقة
بالعود إىل اجلريمة.
1ـ الح�ظ الباحثان أن عالقة املبحوثين بعوائلهم هلا أثر يف العود .فقد
الحظا أن نس�بة العود للجريمة بني النس�اء اللوايت كانت عالقاهتن
العائلي�ة حس�نة تبل�غ %46ونس�بتها بين الرج�ال الذي�ن كان هلم
عالقات عائلية حسنة بلغت .%22.3
96
2ـ لوحظ أن لس�وء التكي�ف يف العالقات الش�خصية واالجتامعية أثر ًا
يف الع�ود فق�د بلغت نس�بة العود بني النس�اء الاليت كيفن أنفس�هن
بش�كل مقبول عىل األقل يف مجيع العالقات الشخصية واالجتامعية
،%17.1وبين الاليت فش�لن يف التكيف يف واحدة أو أكثر من هذه
العالقات فإن نس�بة الع�ود بلغت بينهن .%94.4أم�ا بني الرجال
الذين كانوا ناجحني كلي ًا أو جزئي ًا يف هذه العالقات فإن نسبة العود
بينه�م بلغ�ت %26.8وبني أولئك الذين فش�لوا يف واحدة أو أكثر
يف عالقاهتم الشخصية واالجتامعية كانت نسبة عودهتم إىل اجلريمة
.%98.2
كما أج�رى ليتس�ت (1963م) دراس�ة ح�ول إحصائية ع�ن العود إىل
اإلج�رام ،اس�تهدفت دراس�ة عين�ة تكون�ت م�ن ( )579حدث ًا م�ن مطلقي
الرساح للفرتة ( 1950ـ 1958م) من مؤسس�ة بريكشير ( )Berkshireيف
إنجلرتا.
أما النتائج التي توصل إليها الباحث ،فهي:
1ـ الحظ الباحث أن %54من األحداث جاؤوا من مدن يزيد تعدادها
عن مائة ألف نسمة.
2ـ كانت أعىل نسبة جلرائم العود هي الرسقة ،فقد بلغت نسبة العائدين
فيها .%86
3ـ كما تبين أن هن�اك عالق�ة دالة بين العود ونش�أة احلدث نش�أة غري
مستقرة بسبب تصدع عائلته.
97
4ـ الح�ظ الباح�ث وجود عالق�ة دالة بني العود والعم�ر .فقد تبني أن
األحداث الذين عادوا كانوا من ذوي األعامر الصغرية ،س�واء عند
إيداعهم باملؤسسة أو اإلفراج عنهم.
وأج�رى تايل�ر (1973م) دراس�ة مقارن�ة ألوجه التش�ابه واالختالف
لألحداث العائدين من الريفيني واحلرضيني يف والية أوكالمها.
اخت�ار الباح�ث العينة اعتمادا عىل س�جالت األحداث الذي�ن أودعوا
املؤسس�ات اإلصالحية يف والي�ة أوكالمه�ا ،Aklahomaوأطلق رساحهم
رشطي� ًا ،أو إطالق� ًا مبارشا للس�نوات .بلغ ع�دد احلاالت التي ق�ام الباحث
بدراس�تها ( )172حال�ة؛ ويمك�ن إجياز نتائج هذه الدراس�ة بما ييل :الحظ
الباح�ث أن التصدع العائيل ،الدخل املت�دين ،انفصال الوالدين ،اهلروب من
املدرسة ،هي حاالت مر هبا أو عاش يف ظلها األحداث العائدون من الريف
واحلرض ،بنسبة أقل للريفيني .فقد الحظ الباحث أن %85من العينة الريفية
كان س�بب عودها هو نقص الربامج اإلصالحية ،عدم معاجلتها عىل أس�س
منتظمة مقارنة باحلرضيني.
أج�رى كول�ن (1999م) دراس�ة عىل جمموع�ة من الس�جناء املرتكبني
جرائ�م خطرية ملعرفة تأثري الربامج اإلصالحية داخل الس�جون عىل س�لوك
العود لدهيم بعد تطبيق برامج خاصة عليهم للتأهيل أثناء السجن؛ وتوصلت
الدراس�ة إىل عدم عودة أي منهم للس�جن مرة أخرى خالل س�نه من تاريخ
اإلفراج.
كما أج�رت فنج (1997م) دراس�ة توصل�ت يف خالهل�ا إىل أن إطالق
أمرا مفي�دا لألرسة والفرد املعت�دي ،كون النزيالت
الرساح املشروط يعترب ً
الالئي ليس عندهن االس�تعداد الفطري نحو العودة إىل الس�جن هن الالئي
98
يمكن إطالق رساحهن املرشوط .ظل أخصائيو علم اجلريمة يبذلون جهودا
للتفري�ق بين النزيالت الراغبات يف العود إىل الس�جن والالئي عندهن امليل
إىل الع�ودة إىل احلي�اة الطبيعي�ة .ومل يت�م التوصل إىل أفضل الوس�ائل لتقدير
س�لوك النزيالت يف املس�تقبل .وهذه الدراس�ة مهمة عىل طريق االس�تمرار
يف البح�ث عن النزيالت املس�تحقات إلطالق الرساح املرشوط من النس�اء
فق�ط .تم تطبيق عدة معايري إحصائية ملتابعة املتغريات التي يمكن من خالهلا
التميي�ز .كان آخر اخلطوات ه�و االنحدار املنطقي الذي ق�اد إىل نتائج توقع
عىل مخسة من املتغريات هي:
1ـ التاريخ اإلجرامي.
2ـ العمر عند االعتقال ألول مرة.
3ـ تاريخ تعاطي املخدرات.
4ـ اجلريمة احلالية.
5ـ املس�توى التعليمي .تتسق النتيجة مع الدراسات السابقة حول توقع
احتماالت الع�ودة إىل الس�جن .كانت النتائ�ج املميزة يف الدراس�ة
احلالية عىل النحو التايل:
أ ـ ط�ول الفرتة الزمنية يف الس�جن قبل إطلاق الرساح املرشوط هلا
تأثري عىل الرغبة يف العودة إىل السجن.
ب ـ طول الفرتة الزمنية التي مكثتها النزيلة يف الس�جن (بني 12إىل
ش�هرا)قبل إطالق الرساح املرشوط ال تقلل من احتامالت ً 18
العود ة إىل السجن يف املستقبل.
99
جـ ـ الفرتة الزمنية اإلضافية يف السجن قبل إطالق الرساح املرشوط
هلا تأثري تثبيطي.
د ـ احلال�ة االجتامعية ،االعتقادات الدينية ،ووجود أطفال يعتمدون
عىل النزيلة كلها ال متنع النزيلة من العودة إىل عامل اجلريمة.
أج�رت وي�زي (1997م) دراس�ة ع�ن« :نزيلات الس�جون :الذن�ب
والصدمة والتفكري يف العودة إىل السجن» ،حاولت فيها التحقق من فرضيتني
مبنيتني عىل نظرية التحكم.
أوالً :النس�اء الاليت تعرضن لسوء معاملة أو حترش من قبل الرجال (جتاهل،
حترش جنيس أو بدين أو مزيج منهام) الالئي تعودن عىل حياة السجن
يش�عرن بدرج�ة أعىل م�ن الذنب من النس�اء الالئي ليس هل�ن تاريخ
مماثل.
ثان ًيا :النس�اء الالئي يملن إىل تفضيل العودة إىل حياة الس�جن أكثر عاطفة من
النس�اء الالئي ال تاريخ هلن يف الرتدد عىل الس�جون .املش�اركات كن
44م�ن نزيالت الس�جن ،الالئ�ي خيدمن مدة س�جن ،وجمموعة من
12من النس�اء من غري املرتددات عىل الس�جن ممن يقضني فرتة متابعة
قبل إطالق رساحهن .تم توزيع س�ت اس�تبانات :استبانة املعلومات
الذاتي�ة ،ومقي�اس التح�رش ،أع�راض التبادل ،اس�تبانة اإلحس�اس
بالذن�ب اس�تبانة التحرر من اخلط�أ واختبار الوعي ال�ذايت وتأثرياته.
البيانات تم حتليلها؛ وقد تبع ذلك إجراء اختبارات للعينات املستقلة،
والتي تم اختبارها للتقابل بني وسائط من أربعة عوامل مشتقة مجاعيا.
تم تأكيد الفرضيتني من خالل الدراس�ة .الرتدد عىل الس�جن كان أكثر
وضوحا يف أعراض اإلحس�اس ال�ذايت بالذنب .هذه النتائ�ج تدعم النظرية
ً
100
الت�ي ترى أن املرأة أكثر تقدما يف التخلص من الصدمة ،وبالتايل فإن أعراض
اإلحساس بالذنب تكون عندها أقل تأثريا.
أجرت ريتجر (1998م) دراس�ة ع�ن« :التحقق من خماطر واحتياجات
النزيلات ممن عندهن اس�تعداد للعودة إىل الس�جن من النس�اء» .تم تصميم
ه�ذه الدراس�ة من أجل حتدي�د معدالت االس�تعداد الفطري نح�و العود إىل
الس�جن لتحديد املخاط�ر واالحتياجات للنزيلات املعتديات خالل مخـس
سـنوات من املتابـعة .كانت نـسـبة ( )٪46.5من بني 441من النزيالت يف
س�جن أونتاريو عندهن الرغبة يف العودة إىل السجن ممن شاركن يف الدراسة؛
بينام تبني أن حوايل ( )14.3عندهن االستعداد للعود إىل ارتكاب اجلريمة.
أظهر التحليل أن النس�اء من نزيلات اإلصالحيات كن أعىل درجة من
النس�اء الالئي يقضني العقوبة يف الس�جن ممن تم تقيي�م حاالهتن عىل مقياس
اإلرشاف ألندروز 1982م.
كما أن مع�دالت الرغب�ة يف الع�ودة إىل الس�جن كان�ت أعىل عىل س�لم
املقاييس واملقاييس الفرعية .بالتحديد فإن س�جل املعدالت للنزيالت الالئي
عندهن االس�تعداد للعودة إىل الس�جن كان ضمن احلدود العليا ،عىل أساس
املقاييس األخرى املس�تخدمة يف الدراسة ،مثل سجل االجتاهات /املخاطر،
س�جل تاريخ اجلريمة /املراف�ق ،ومقياس األنامط غير االجتامعية .تتفاوت
هذه املتغريات أيضا بني النس�اء الالئي عندهن االس�تعداد للعودة إىل العنف،
والالئي ليس عندهن اس�تعداد .األكثر إث�ارة أن خربات الطفولة ،ومتغريات
اجلن�س ،مث�ل التحرش اجلنسي ،أو تاري�خ اإلصابة ،أو وض�ع األبوين كلها
كانت عوامل أدت إىل التفاوت بني معدالت النس�اء الالئي عندهن اس�تعداد
للع�ودة إىل الس�جن ،والالئ�ي ليس عندهن االس�تعداد .عموما ف�إن النتائج
تدع�م فرضي�ة حتدي�د املخاط�ر ،واحتياج�ات امل�رأة النفس�ية ،واالجتامعية،
101
واالقتصادي�ة .كما أن النتائ�ج توفر م�ؤرشات لتنمية برام�ج اجتامعية ملقابلة
حاجات النساء بعد إطالق رساحهن من السجون.
كام أجـرى نانـس (2002م) دراسـة حـول الفـروق يف مستوى العـود
للس�لوك اإلجرامـ�ي بني جمموعتين مـن الس�جناء إحدامها تلقـ�ت عقوبـة
الس�جن عـ�ن طري�ق خدمـ�ة املجتمـ�ع واحلبس املن�زيل ،واألخـ�رى تلقت
العقـوب�ة داخل الس�جن .وتوصلت الباحث�ة إىل انخفاض مس�تويات العود
للسلوك اإلجرامي للفئة األوىل.
ويف دراس�ة أجراه�ا دني�ل (2003م) تن�اول فيها تأثري أنماط احلياة عىل
الع�ود للجريمة من قبل مدمني املخدرات عىل عينة بلغت ()577من مدمني
املخدرات؛ وقد توصل إىل أن العقوبات الشديدة ،واالتصال باألهل ،وزواج
املدمن ،ووجود وظيفة مجيعها عوامل غري مؤثرة عىل مستويات العود بالنسبة
ملدمني املخدرات .كام توصل إىل أن األش�خاص يتشاهبون يف نسب العود مع
أن طبيعة حياة كل منهم خمتلفة.
كام أجرت ورد (2003م) دراس�ة توضيحية هبدف التحقق من املس�ائل
ذات الصلة بالنس�اء من نزيالت إصالحية مؤسس�ة كاليفورنيا .حاولت هذه
الدراس�ة اختب�ار العالق�ة بني النس�اء من نزيالت الس�جون بأطف�ال وبدون
أطف�ال .وق�د ركزت هذه الدراس�ة على الرتابط بين األمومة ،ن�وع اجلريمة
والن�زوع للع�ودة إىل اإلج�رام .تم تقييم عينة من س�جن النس�اء ،م�ع اعتبار
العوام�ل الديموجرافية ،تاريخ األنثى ،العوامل املس�ببة لزيادة أعداد النس�اء
م�ن مرتادات الس�جون ،حمافظة األم عىل االتصال ب�األرسة واألطفال خالل
فترة البقاء يف الس�جن أيضا تعرضت للتقيي�م .جمُ عت البيان�ات الثانوية عرب
مقابلات ش�خصية .تكون�ت العينة من 294م�ن نزيالت أربع مؤسس�ات
إصالحي�ة يف والي�ة كاليفورني�اُ .طبق التحلي�ل اإلحصائي الختب�ار فرضية
102
العالق�ة بني األموم�ة ،نوع اجلريمة املرتكب�ة والنزوع يف العودة إىل الس�جن.
مع أن البيانات ال تدعم بعض الفرضيات فإن هناك عالقة إحصائية قوية بني
األمومة والنزوع للعودة إىل السجن.
التعليق عىل الدراسات السابقة
يلح�ظ من تأمل األدبيات اخلاصة بموضوع العود إىل اجلريمة أن أغلب
الدراسات التي أجريت يف املجتمع السعودي كانت عىل األحداث أو الذكور
كبريا يف جانب الدراس�ات التي تناولت نقصا ً
بصف�ة خاصة ،مما جيعل هن�اك ً
املرأة؛ باستثناء دراسة الدورسي ( 1416هـ) ـ عىل حد علم الباحثة ـ والتي
تتمثل مش�كلة الدراس�ة لدهي�ا يف ظاهرة الع�ود للجريمة ،والعوام�ل املؤدية
إليها بالنس�بة للنزيالت ،س�واء العوامل املوجودة يف البيئة الداخلية للس�جن
بام تتضمنه من أس�اليب للمعاملة داخل الس�جن ،والعالق�ات بني النزيالت
أنفس�هن داخ�ل الس�جن؛ العوام�ل املوج�ودة يف البيئ�ة اخلارجي�ة للنزيالت
م�ن مجي�ع اجلوانب االجتامعي�ة واالقتصادية ،وإىل أي مدى تس�هم يف العودة
للجريم�ة ،باإلضاف�ة إىل التع�رف عىل العوام�ل الذاتية للنزيلات فيام يتعلق
بالسمات اجلس�مية ،األمراض العقلية والنفس�ية واجلس�مية .وهذه الدراسة
ختتل�ف عن دراس�تنا احلالي�ة يف عدة جوان�ب ،منها تركيزها على عوامل بيئة
الس�جن الداخلية ،والعالقات بني النزيالت أنفس�هن داخل السجن .كذلك
ختتلف عن دراس�تنا يف أهنا ركزت عىل عوامل ذاتية بحتة كالسمات اجلسمية،
واألم�راض العقلي�ة والنفس�ية واجلس�مية .وتتش�ابه م�ع دراس�تنا احلالية يف
تعرضه�ا لبعض اجلوانب االجتامعي�ة واالقتصادية ،وإىل أي مدى تس�هم يف
العودة للجريمة.
وإلن كان�ت هن�اك دراس�ات تناول�ت جان�ب الع�ود عن�د امل�رأة فهذه
الدراس�ات تم إجراؤها يف جمتمعات ختتلف يف بنائها االجتامعي عن املجتمع
103
الس�عودي .فالدراس�ات العربية تأخذ طابع اخلصوصي�ة للبالد التي أجريت
بع�دا خمتل ًفا عن الدراس�ات
فيه�ا .والدراس�ات األجنبي�ة أخ�ذت يف جمملها ً
األخ�رى ،س�واء حملي�ة أو عربية ،كوهن�ا رك�زت يف جمملها عىل دراس�ة تأثري
برامج معينة عىل سلوك العود لدى النزالء .وبذلك فإن الدراسة احلالية تعترب
إضافة ملا س�بق من الدراس�ات ،وذلك من خالل حتديد موضع هذه الدراسة
بالنس�بة للدراسات الس�ابقة .كام أن الباحثة استفادت من تلك الدراسات يف
حتديد اإلطار النظري لدراس�تها ،ما ساعد تلك الدراسات يف إثراء األدبيات
اخلاص�ة بالدراس�ة ،كام س�امهت يف وضع اإلج�راءات املنهجية الت�ي اتبعتها
وحتديدها ،وكذلك يف تصميم أداة الدراسة (االستبيان) التي تستخدم يف مجع
املادة ميدانيا.
104
الفصل الثالث
105
106
. 3إجراءات الدراسة املنهجية
متهيد
الب�د أن تنطل�ق أي دراس�ة موضوعية من أس�اس علم�ي ،حتى تكون
النتائ�ج موضوعي�ة ،وقابل�ة للتعمي�م على املجتم�ع .وتتوق�ف اإلجراءات
املنهجي�ة للدراس�ة عىل اخلطوات الس�ابقة هلا ،وتتحدد تل�ك اإلجراءات يف
ضوء صياغة مش�كلة الدراس�ة ،وأهدافها ،وحتديد املفاهيم املستخدمة فيها،
وم�ا مت�ت مراجعت�ه واس�تقصاؤه عن م�ا كتب ع�ن الظاهرة من أط�ر نظرية
واجتاهات فكرية ،يف إطار معاجلة الظاهرة ،والظواهر املش�اهبة هلا ،ويف ضوء
ما تم حتديده من تس�اؤالت يش�كل اإلجابة عليها حتقيق األهداف الرئيس�ة
للدراسة.
ويف ه�ذا الفص�ل س�يقترص احلديث عىل اإلج�راءات املنهجي�ة التي تم
اتباعها لإلجابة عىل تس�اؤالت الدراس�ة ،وحتقيق أهدافها ،ومناقشة األبعاد
واالعتب�ارات املتبع�ة يف س�بيل حتقيقه�ا .وبنا ًء على ذلك ،ف�إن اإلجراءات
املنهجي�ة التي تم اتباعها لتحقيق أهداف الدراس�ة واإلجابة عىل تس�اؤالهتا
متثلت يف اآليت:
ـ نوع الدراسة.
ـ منهج الدراسة.
ـ جمتمع الدراسة وعينتها.
ـ وحدة التحليل.
ـ حدود الدراسة.
107
ـ أدوات مجع البيانات.
ـ خطة مجع البيانات.
ـ األسلوب اإلحصائي املستخدم يف التحليل.
1. 3نوع الدراسة
تدخل هذه الدراس�ة ـ من حيث النوع ـ يف إطار البحوث والدراس�ات
الوصفية ،التي تس�تهدف تصوير وحتليل وتقوي�م خصائص ظاهرة معينة أو
موقف معني يغلب عليه صفة التحديد ،وتعتمد عىل مجع البيانات وتفسريها
م�ن أجل الوصول إىل تعميامت بش�أن املوقف أو الظاهرة املدروس�ة ،وذلك
هب�دف احلص�ول على معلوم�ات كافي�ة ودقيق�ة عنه�ا .وتتجه الدراس�ات
الوصفي�ة إىل التحلي�ل الكم�ي والكيفي للظاه�رة ،وحرص العوامل املس�ببة
للظاهرة ،واآلثار املرتتبة عليها (احليزان1998 ،م.)20 :
وتس�عى هذه الدراس�ة إىل معرف�ة اخلصائص االجتامعي�ة واالقتصادية
للعائ�دات للجريمة ،وذلك هبدف معرف�ة العوامل املؤدية إىل ذلك ،ومعرفة
م�دى حدهت�ا وتفاوهت�ا م�ن فئ�ة ألخ�رى ،ومعرف�ة م�دى ارتب�اط العوامل
االجتامعي�ة والثقافية واالقتصادي�ة هبا ،وذلك من أجل فهم العود للجريمة،
للحد منها ،أو حماولة التقليل منها ،أو القضاء عليها.
2. 3منهج الدراسة
املنهج يف اللغة :الطريق ،أي وضح واستبان وصار منهج ًا واضح ًا بينا؛
واملنهاج :الطريق الواضح .وعىل هذا فاملنهج واملنهاج بمعنى واحد ،واملنهج
اصطالح� ًا «ه�و الطريق املؤدي إىل الكش�ف عن احلقيقة بواس�طة طائفة من
108
القواع�د العامة هتيمن عىل سير العقل وحتدد عملياته حت�ى يصل إىل نتيجة
معلومة» (الشنقيطي1998 ،م11 :ـ.)15
تعب عن جمموعة القواعد
وإذا أخذنا كلمة منهج ،بمفهومها العام ،فإهنا رِّ
الت�ي تقود خطوات التفكري العقيل يف س�عيه نحو الكش�ف عن نتيجة أو عن
نتائج معينة ،فهو إذ ًا رضوري يف أي جمال علمي (إبراهيم1988 ،م.)110 :
ويع�د املنه�ج العلم�ي ه�و اإلط�ار املوضح ملس�ار الدراس�ة أو البحث
لتحقيق أهدافه ،واختبار فروضه أو تس�اؤالته .وعىل ذلك فهو طريقة علمية
منظمة لتقيص الوقائع.
وتقوم هذه الدراس�ة عىل اس�تخدام املنه�ج الوصف�ي التحلييل بوصفه
املنهج املالئم لطبيعة الدراسة وتساؤالهتا .
وحيث إنه تم حتديد اهلدف الرئيس من هذه الدراسة يف معرفة اخلصائص
االجتامعية واالقتصادية للعائدات للجريمة ،لذا س�وف تكون هذه الدراسة
دراس�ة كش�فية تتبع املنهج الوصفي لإلجابة عىل تس�اؤالت الدراسة .ويعد
املنهج الوصفي من أنسب املناهج هلذا النوع من الدراسات االجتامعية ،وهو
م�ن املناهج الس�ائدة واملتبعة يف هذا النوع من الدراس�ات ليمهد لدراس�ات
أكثر تعمق ًا يف املجال نفسه.
واملنه�ج الوصف�ي ه�و طريقة يعتم�د عليه�ا الباح�ث يف احلصول عىل
معلومات دقيقة ،تصور الواقع االجتامعي ،وتس�هم يف حتليل ظواهره ،ومن
أهداف�ه مجع املعلومات الدقيقة ع�ن مجاعة أو جمتمع ،أو ظاهرة من الظواهر،
وصياغة عدد من التعميامت أو النتائج التي يمكن أن تكون أساس ًا يقوم عليه
تص�ور نظري حمدد لإلصالح االجتامعي ،ووضع جمموعة من التوصيات أو
القضاي�ا العلمي�ة الت�ي يمكن أن ترش�د السياس�ة االجتامعية يف ه�ذا املجال
(حممد1982 ،م.)164 :
109
وعليه فإن هذا البحث يدخل يف إطار البحوث الوصفية التي تستهدف
تصوير وحتليل وتقويم خصائص جمموعة معينة ،أو موقف معني يغلب عليه
صف�ة التحدي�د ،وذلك هبدف احلص�ول عىل معلوم�ات كافي�ة ودقيقة عنها
(احليزان1998 ،م.)20 :
لذا تس�تخدم هذه الدراس�ة الطريقة الوصفية أو املنه�ج الوصفي ،ألنه
األنسب ملثل هذا النوع من الدراسات والبحوث.
3 .3جمتمع الدراسة
يع�رف جمتمع البح�ث بأنه :جتمع ألفراد وأش�ياء تشترك يف خصائص
معين�ة هتم الباح�ث .أو بعبارة أخرى هو جمموع وح�دات البحث التي نريد
احلصول عىل بيانات منها أو عنها ،وقد يكون جمتمع البحث وحدات إدارية،
أو منش�آت اقتصادي�ة ،أو مؤسس�ات تعليمي�ة ،أو أف�رادا أو مجاعات...الخ
(اهلاميل1994 ،م.)158 :
تبي
يع�رف «أونجل» جمتمع البحث بأنه عبارة ع�ن وضع احلدود التي نّ
معامل الظاهرة التي يراد دراستها وتفسريها بطريقة علمية ،ولكي يكون بحث
الظاهرة املراد دراس�تها بطريقة كافية ومنظم�ة؛ فإن الباحث حيتاج إىل حرص
الظاهرة املراد دراستها بصورة دقيقة (أونجل1983 ،م140 :ـ.)141
وبعي�د ًا عن التعريفات املختلفة ملجتم�ع البحث ،فإن املقصود بمجتمع
البح�ث يف الدراس�ات االجتامعية هو مجي�ع مفردات الظاهرة التي يدرس�ها
الباحث.
ولتأمين املعلومات والبيان�ات الالزمة إلنجاز هذه الدراس�ة ،لتحقيق
أهدافها واإلجابة عىل تس�اؤالهتا ،فإن جمتمع البحث يف هذه الدراسة يتكون
110
م�ن مجيع مرتكب�ات اجلنح اإلجرامي�ة للعائدات وغري العائ�دات يف كل من
س�جني الرياض ،ومدينة ج�دة ،كون املدينتني من امل�دن الكبرية يف اململكة،
وذات الكثافة الس�كانية العالية ،وبالتايل يتفاوت جمتمعها تبع ًا لذلك ،س�وا ًء
من الناحية االجتامعية أو االقتصادية ،أو غريها .وحسب إحصائيات املديرية
العام�ة للس�جون ب�وزارة الداخلي�ة فق�د بلغ عدد الس�جينات الس�عوديات
املوقوف�ات لع�ام (1428ه�ـ) ( )321س�جينة ،يف حين بل�غ الع�دد لع�ام
(1429ه�ـ) ( )312س�جينة .أم�ا املوقوف�ات األجنبيات فق�د بلغ عددهن
لع�ام (1428هـ) ( )2981س�جينة ،يف حني بلغ عدده�ن لعام (1429هـ)
ال مجي�ع األع�داد( )2975س�جينة .وعلي�ه س�يكون جمتم�ع البح�ث ش�ام ً
املوجودة وقت إجراء الدراسة .
4. 3عينة الدراسة
تعرف العينة بأهنا جزء من جمتمع البحث ،يتم اختيارها بطريقة عشوائية
بحيث مت ِّثل اخلصائص العامة للمجتمع املدروس (اهلاميل1994 ،م.)158 :
وبام أن هذا البحث قام عىل اس�تخدام املنهج الوصفي ،والذي تتم مجع
البيانات فيه عن طريق أخذ عينة عشوائية من املجتمع املدروس ،األمر الذي
يتطلب وجود إطار معاينة يتم س�حب العينة العش�وائية منه .وبام أنه يصعب
يف ه�ذه الدراس�ة حتديد إط�ار ملعاينة العائ�دات للجريمة ك�ون هناك فرتات
يق�ل فيها العود للجريمة حس�ب العفو الذي يس�بق فرتة مج�ع البيانات ،كام
يف ه�ذه الدراس�ة ،وكذلك ألن اخل�روج والدخول للعائ�دات للجريمة يتم
بش�كل يوم�ي ،لذا تعتمد هذه الدراس�ة يف مجع بياناهتا عىل أس�لوب العينة،
بدالً من املس�ح الش�امل ،وذلك نظر ًا لظروف جمتمع الدراسة السابقة الذكر
وخصائصها.
111
ووفق ًا لألس�باب الس�ابقة الذكر فقد قامت الباحثة بتوزيع عدد ()400
اس�تبانة عىل عينة الدراس�ة يف كل من س�جني الرياض وجدة عاد منها عدد
( )330اس�تبانة .بعد ذلك اس�تبعدت الباحثة بعض االس�تبانات غري اجلادة
يف إجاباهت�ا ،أو غير املكتمل�ة اإلجابات ،وبلغ عدد االس�تبانات املس�تبعدة
( )120اس�تبانة ،وسبب اس�تبعاد هذا العدد الكبري نتيجة خلوف املبحوثات
م�ن اإلجاب�ة عىل حماور االس�تبانة وأس�ئلتها .فق�د حتفظ عدد كبير منهن يف
اإلجابة عليها .وبلغ حجم عينة الدراس�ة الفعيل ( )210من العائدات وغري
العائ�دات ،منها عدد ( )110اس�تامرات يف مدينة الري�اض ( )60منها لغري
العائ�دات ،يف حني بلغ عدد العائدات للجريمة ( )50عائدة ،وعدد ()100
مفردة من مدينة جدة مقس�مة بالتس�اوي ( )50منها عائدات ،ونفس العدد
لغري العائدات.
5. 3وحدة التحليل
ونظر ًا ألن هذا البحث يس�عى إىل تقيص املعلومات املتعلقة باخلصائص
االجتامعي�ة واالقتصادي�ة للعائدات للجريمة ،فإن وح�دة التحليل هنا هي:
«مجيع النس�اء املرتكبات للجريمة ألول مرة والعائدات هلا يف كل من سجني
الرياض وجدة وقت إجراء الدراسة».
6. 3حدود الدراسة
حددت هذه الدراس�ة بعدد م�ن املحددات البرشي�ة واملكانية والزمانية
واملوضوعية كالتايل:
112
1. 6. 3احلدود البرشية
تقتصر ه�ذه الدراس�ة على النس�اء الس�جينات املرتكب�ات للجريم�ة
والعائدات هلا يف جمتمع اململكة العربية السعودية بجميع مستوياهتن العمرية،
رشيطة أن يكن قد سبق هلن ارتكاب سلوك إجرامي أو العود له.
2. 6. 3احلدود املكانية
يقص�د باحلدود املكانية للدراس�ة ،النط�اق املكاين الذي جت�ري الباحثة
داخل�ه الدراس�ة امليدانية .واحلدود املكانية هلذه الدراس�ة مها س�جنا مدينتي
الرياض وجدة يف اململكة العربية السعودية.
3. 6. 3احلدود الزمانية
ح�دد املجال الزمني هلذه الدراس�ة بالفترة التي تم فيه�ا تطبيق أدوات
الدراس�ة ،وهي الفرتة املمتدة من شهر (رجب ،وحتى هناية شهر ذي القعدة
من العام 1429هـ).
4. 6. 3احلدود املوضوعية
تنحصر هذه الدراس�ة يف موضوعها عىل تن�اول اخلصائص االجتامعية
واالقتصادي�ة ملرتكب�ات اجلريم�ة والعائدات هل�ا بجميع مراحله�ن العمرية
بمدينة الرياض وجدة.
113
7. 3التعريف اإلجرائي ملتغريات الدراسة
تنقس�م املتغيرات يف البح�وث االجتامعية إىل نوعني :مس�تقلة وأخرى
تابع�ة .فاملتغريات التي تعكس الظاهرة املراد بحثها ودراس�تها ،يطلق عليها
املتغيرات التابع�ة .أما املتغريات التي هيدف الباحث إىل تفسيرها من خالل
حتدي�د أث�ر املتغريات الت�ي تؤثر عليه�ا ،أو حتدده�ا أو ترتبط هب�ا بصورة أو
بأخرى ،فتسمى املتغريات املستقلة.
ونظر ًا ألن هذه الدراسة هتدف إىل دراسة ومعرفة اخلصائص االجتامعية
واالقتصادي�ة للعائ�دات للجريم�ة ،ف�إن املتغري التاب�ع هو «متغير العوامل
االجتامعي�ة واالقتصادية» للعائ�دات للجريمة .أما املتغريات املس�تقلة فهي
اخلصائص الشخصية للعائدات للجريمة.
وفيام ييل تعريف إجرائي لكل متغري من املتغريات عىل حدة
1. 7. 3املتغري التابع
وه�و البيانات التي تتعلق بالعوامل االجتامعي�ة واالقتصادية ملرتكبات
اجلريمة والعائدات هلا ،وهي املتغريات التي تس�عى الدراس�ة لتفسيرها من
خلال املتغريات املس�تقلة املرتبطة هبا .وتم قياس ه�ذه املتغريات من خالل
استخدام أساليب القياس املعروفة ،وهو التدرجيي والنسبي ،وجتيب املبحوثة
عن كل عبارة من عباراته وفق ًا ملقياس متدرج (انظر امللحق رقم ( )1استبانة
الدراسة).
114
2. 7. 3املتغريات املستقلة
وهي املتغريات التي ينظر إليها عىل أهنا هي املتغريات املس�ببة أو املؤثرة
يف حدوث املتغري التابع ،واملتغريات املستقلة يف هذه الدراسة ،هي اخلصائص
الش�خصية للعائدات للجريمة وتتمثل هذه املتغريات يف العوامل الشخصية
م�ن أرسي�ة واقتصادي�ة وثقافية وس�يتم قياس ه�ذه املتغريات عىل املس�توى
األول والث�اين من مس�تويات القياس ،وهي االس�مي والرتتيبي ،وذلك عن
طري�ق إجابة املبحوثات على عدد من العبارات التي تقيس كل بعد أو عامل
من هذه العوامل ،انظر (امللحق رقم 1استبانة الدراسة).
115
الس�ابقة ذات الصل�ة بالظاهرة املدروس�ة ،وذلك م�ن خالل الفصل
األول والثاين من هذه الدراسة.
ـ تصميم االس�تبانة ـ أداة البحث ـ التي اشتملت عىل عدد من األسئلة
والعب�ارات والفق�رات الت�ي تعك�س اجلوان�ب املختلف�ة م�ن أبعاد
الظاهرة املدروس�ة (اخلصائ�ص االجتامعية واالقتصادي�ة للعائدات
للجريم�ة) حس�ب ما تم حتديده ومناقش�ته يف الفص�ل األول والثاين
من هذه الدراسة.
ـ االستئناس برأي املرشف عىل الدراسة ،وعدد من املتخصصني يف علم
االجتامع ،وعلم النفس والرتبية واستش�ارهتم حول االستبانة بشكل
ع�ام ،ومقياس املتغري التاب�ع للتأكُّد من مناس�بته ،وكذلك املتغريات
املستقلة وذلك بصورة مبدئية.
املرحلة الثانية :صدق األداة
أم�ا املرحل�ة الثاني�ة يف تصمي�م أداة الدراس�ة ،فتمثل�ت يف معرفة مدى
ص�دق أداة البحث املس�تخدمة من عدمه .واملراد بص�دق األداة معرفة مدى
مالءمتها لقياس ما وضعت أساس� ًا لقياس�ه .وللتثبت من مدى صدق األداة
املستخدمة يف الدراسة ،فقد تم اتباع ما ييل
صياغ�ة األس�ئلة والفق�رات ذات العالق�ة الوثيق�ة بأه�داف الدراس�ة
وتساؤالهتا ،صياغة واضحة ومفهومة ،يسهل فهم حمتواها.
روع�ي يف صياغة األس�ئلة واإلجاب�ة عليها أن تكون من األس�ئلة ذات
اإلجاب�ة املغلق�ة ( ،)Close Indeedواألس�ئلة ذات اإلجاب�ات املفتوح�ة
( ،)Open Indeedواألس�ئلة الت�ي مجع�ت بني النوعني (املغل�ق واملفتوح)،
وهذا يساعد املبحوثة عىل اختيار اإلجابة املناسبة.
116
ت�م ع�رض األداة عىل ع�دد من األس�اتذة واملتخصصين يف اجلامعات
ما ،انظر امللحق رق�م ( ،)2وطلب منهم الس�عودية ،بل�غ عددهم ( )18حمك ً
إبداء رأهيم يف مدى مالءمة االستبانة ،وحتديد العبارات الغامضة أو املعقدة،
واقتراح بعض األس�ئلة التي يروهن�ا ،وترتيبها وحجمها ،ومدى قياس�ها ملا
ال لقياس�ه ،وهذا ما يس�مى بأس�اليب الصدق الظاه�ري (Face ع�دت أص ً
،)Validityأو صدق املحكمني (.)Trustees Validity
جلأت الباحثة إىل أسلوب صدق املضمون ،أو صدق املحتوى (Content
)Validityبغ�رض التأكد من أن حمت�وى األداة بعنارصها وعباراهتا مفهومة
للمجتمع الذي س�يجيب عىل االس�تبانة فيام بعد ،وتم ذلك من خالل تطبيق
أداة البح�ث تطبيق� ًا مبدئي ًا على عينة من جمتمع الدراس�ة بلغ عددهن ()20
عائ�دة ،وكانت غالبية معامالت االرتب�اط للعبارات مرتابطة ودالة إحصائي ًا
عند مستوى (.)0.01
املرحلة الثالثة :ثبات األداة
إذا كان ص�دق أداة الدراس�ة ي�دور ح�ول معرف�ة مدى مالءم�ة األداة
لقياس ما وضعت أساس ًا لقياسه ،فإن ثباهتا يناقش مدى مالءمتها للحصول
على نفس البيانات م�ن املبحوثني مهام تك�رر تطبي�ق األداة .وعىل ذلك فإن
أداة الدراس�ة تعتبر أداة صاحلة للدراس�ة أعط�ت البيانات نفس�ها كلام أعيد
تطبيقه�ا ،وال يق�ل ه�ذا البعد أمهية عن قضي�ة صدق األداة .هل�ذا جيب عىل
الباحثني التأكُّد من هذا اجلانب ،حتى تتس�م دراساهتم باملوضوعية .وللتأكد
من ذلك فقد تم استخدام عدد من األساليب املستخدمة عادة هلذا الغرض.
استخدام معامل ارتباط بريسون ،ومعامل ألفا كرونباخ ،وقياس التجزئة
النصفية ،وتم تقسيم عبارات وأسئلة االستبيان .ثم بعد ذلك احتسب معامل
جومتان لالرتباط بينهام .وقد بلغ معامل ألفا كرونباخ ( ،)%85وبلغت قيمة
117
ألف�ا للنص�ف األول ( ،)0.86وللنص�ف الثاين ( ،)0.85مما يشير إىل أن
االس�تبانة يف فقراهتا املختلفة تتمتع بدرجة عالية م�ن الثبات .ولقياس ثبات
حمتوى االس�تبانة انظر اجلدولني ( )2 ،1اللذي�ن يوضحان ثبات حمتوى أداة
الدراسة.
اجلدول رقم ( )1معامل االرتباط والثبات بني الدرجة الكلية للمحور
ودرجة كل فقرة من املحوراخلاص بطبيعة العالقة بني العائدة للجريمة
واملوجودين من أفراد األرسة قبل وبعد إيداع العائدة يف السجن
نـوع العالقــة قبــل اإليــداع نــوع العالقــة بعـد اإليــداع
يف السجن يف السجن املحور م
معامل مستوى قيمة ألفا معامل مستوى قيمة ألفا
االرتباط الداللة كرونباخ االرتباط الداللة كرونباخ
118
اجلدول رقم ( )2معامل االرتباط والثبات بني الدرجة الكلية للمحور
ودرجة كل فقرة من املحور اخلاص بالوضع الفعيل للعائدات للجريمة
قيمة ألفا كرونباخ مستوى الداللة معامل االرتباط املحور م
0.87 0.01 0.699 1
0.85 0.01 0.583 2
0.88 0.01 0.801 3
0.86 0.01 0.717 4
0.85 0.01 0.528 5
0.87 0.01 0.701 6
0.86 0.01 0.691 7
0.87 0.01 0.740 8
0.87 0.01 0.748 9
0.86 0.01 0.531 10
0.87 0.01 0.747 11
119
يتبني من نتائج اجلدول رقم ( )2الذي يبني ثبات املحور اخلاص بالوضع
الفعلي للعائدات للجريمة ،أن مجيع معامالت االرتب�اط بني الدرجة الكلية
للمحور ودرجة كل فقرة من األداة (االستبيان) مجيعها موجبة ،وذات داللة
إحصائي�ة عند مس�توى ( ،)0.01كما أن قيمة ألف�ا كرونباخ كان�ت عالية،
ومرتفعة وبلغت ( )0.85ما يعني ثبات األداة وصدقها ،ومتتعها بخصائص
االختبار اجليد.
وبعد إجراء عمليتي صدق أداة الدراسة وثباهتا جاءت االستبانة يف عدة
حماور كام ييل
أوالً :البيانات األولية :وجاء هذا املحور يف ( )13متغري ًا حـددت له األسئلة
من رقم ( 1إىل رقم .)13انظر امللحق رقم ( )1استبانة الدراسة.
ثاني� ًا :اخللفي�ة الش�خصية ألفراد العين�ة :وجاء ه�ذا املحور يف ( )8أس�ئلة،
حددت من السؤال رقم ( 14إىل .)21انظر امللحق رقم ( )1استبانة
الدراسة.
ثالث ًا :الظروف االجتامعية التي أدت إىل ارتكاب اجلريمة :وحدد هلذا املحور
السؤال رقم ( .)22انظر امللحق رقم ( )1استبانة الدراسة.
رابع� ًا :الظ�روف االقتصادي�ة الت�ي أدت إىل ارت�كاب اجلريم�ة :وحدد هلذا
املحور السؤال رقم ( .)23انظر امللحق رقم ( )1استبانة الدراسة.
خامس ًا :األسباب التي أدت إىل ارتكاب اجلريمة :وحدد هلذا املحور السؤال
رقم ( .)24انظر امللحق رقم ( )1استبانة الدراسة.
سادس� ًا :أنماط اجلرائم املرتكبة ،وع�دد مرات العود هل�ا ،ودوافعها ،ومدى
ارتباطه�ا باملتغريات االجتامعي�ة واالقتصادية والش�خصية وغريها:
120
وح�ددت م�ن األس�ئلة رق�م ( 25إىل .)34انظ�ر امللح�ق رقم ()1
استبانة الدراسة.
س�ابع ًا :الوضع الفعيل (الشخيص ،واألرسي ،ومجاعة الرفاق) :وحددت يف
الس�ؤال رقم ()35؛ وجاء هذا املح�ور يف ( )26عبارة .انظر امللحق
رقم ( )1استبانة الدراسة.
121
ب ـ اجل�داول التقاطعي�ة ملعرفة ن�وع العالقة بني املتغيرات التابعة
واملستقلة باستخدام مربع كاي 2ملعرفة الفروق.
ج�ـ ـ املتوس�ط احلس�ايب واالنحراف املعي�اري ملعرفة مدى تش�تت
القيم بعضها عن بعض.
د ـ حتلي�ل التباين األحادي ملعرفة الف�روق يف الداللة اإلحصائية يف
اجتاهات البيانات األولية لعينة الدراسة.
ه�ـ ـ اس�تخدام اختبار (ت) ملعرف�ة داللة الفروق بني متوس�طات
درجات أفراد العينة.
و ـ حتلي�ل االنح�دار البس�يط ملعرف�ة اجتاه�ات الفروق بين املتغري
املستقل واملتغري التابع.
وللقي�ام باملعاجل�ة اإلحصائي�ة فقد قام�ت الباحث�ة باس�تخدام برنامج
( )SPSSاملخص�ص ألجه�زة كمبيوت�ر ( )IBMلتفريغ البيان�ات ،وحتليلها
وفق املعايري اإلحصائية املتعارف عليها.
122
من الباحثة وقت ًا وجهدا كبريا لقراءة األس�ئلة عليهن ورشحها ومن
ثم تدوين إجاباهتن.
3ـ قي�ام بعض النزيالت بتغيري إجاباهتن عدة م�رات أثناء تعبئة الباحثة
لالس�تبانة ،ما اضطره�ا إىل الرجوع لألخصائي�ة االجتامعية للتأكد
م�ن صحة املعلومات الت�ي أدلني هبا ،خاصة ما يتعل�ق بعدد مرات
العود.
4ـ ومن الصعوبات التي واجهت الباحثة أثناء دراسة احلالة عدم رصاحة
النزيلة يف بداية املقابلة ،ولكن بعد شعورها باالطمئنان ،وكسب ثقة
الباحثة تبدأ يف تزويدها باملعلومات الصحيحة ،ما ترتب عليه طول
فرتة املقابلة مع النزيلة ،والتي قد متتد إىل يومني أحيان ًا.
123
124
الفصل الرابع
125
126
. 4نتائج الدراسة ومناقشتها
متهيد
هدفت هذه الدراسة إىل التعرف عىل اخلصائص االجتامعية واالقتصادية
للعائ�دات للجريم�ة ،وذل�ك م�ن أج�ل معرف�ة العوام�ل املؤدي�ة إىل ذلك،
ومعرفة مدى حدهتا وتفاوهتا من فئة ألخرى ،ومعرفة مدى ارتباط العوامل
االجتامعي�ة والثقافية واالقتصادية هبا ،بغية فه�م العود للجريمة ،للحد منها
أو حماول�ة التقليل منها ،أو القضاء عليه�ا ،وذلك من أجل الوصول إىل عدد
م�ن املقرتح�ات والتوصيات التي يمكن أن تس�هم يف احلد م�ن تنامي العود
للجريم�ة ،ما هييئ للمس�ؤولني يف خمتلف اجلهات الرس�مية وغري الرس�مية
فرص�ة وض�ع خط�ة استراتيجية حتك�م طريق�ة التعايش م�ع ه�ذه الفئة من
العائدات للجريمة.
تم تقسيم هذا الفصل إىل ما ييل:
1. 4وصف عينة الدراسة
2. 4شمل خصائص عينة الدراسة ،وجييب هذا املبحث عىل التساؤل األول
من أسئلة الدراسة املتمثل يف« :ما اخلصائص االجتامعية واالقتصادية
ملامرسات السلوك اإلجرامي ،سواء عائدات أو غري عائدات»؟.
3. 4تناول اإلجابة عىل تس�اؤالت الدراس�ة .تم تقسيم هذا املبحث إىل ستة
حماور يتضمن كل حمور اإلجابة عىل تساؤل ،وذلك عىل النحو التايل:
127
املح�ور األول :يتضم�ن اإلجاب�ة على التس�اؤل الث�اين« :ه�ل تتصف
العائ�دات للفعل اإلجرام�ي ،بخصائص اجتامعي�ة واقتصادية
خمالفة خلصائص املرتكبات للجريمة ألول مرة» ؟
املحور الثاين :يتضمن اإلجابة عىل التس�اؤل الثالث« :ما األسباب التي
تدفع النساء العائدات إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي مرة أخرى
بعد تلقيهن العقوبة التأديبية واإلصالحية من وجهة نظرهن» ؟
املحور الثالث :يتضمن اإلجابة عىل التس�اؤل الرابع« :ما أنامط اجلرائم
املرتكبة من قبل العائدات وغري العائدات»؟.
املحور الرابع :يتضمن اإلجابة عىل التس�اؤل اخلامس« :هل العود لدى
العائدات يأخذ طابع العود العام أم اخلاص»؟
املحور اخلامس :يتضمن اإلجابة عىل التساؤل السادس« :ما عدد مرات
العود بالنسبة للعائدات إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي»؟
املحور الس�ادس :يتضم�ن اإلجابة عىل التس�اؤل الس�ابع« :ما العالقة
بني نم�ط اجلريم�ة والوضع الفعلي للعائ�دات للجريمة ولغري
العائدات» ؟
128
عينة الدراس�ة حس�ب عدد اإلخوة الذكور ،وكذلك حس�ب عدد اإلخوات
اإلن�اث ،والرتتيب بني اإلخوان واألخوات .وتش�كل مجيع هذه اخلصائص
اإلجابة عىل التساؤل األول من أسئلة هذه الدراسة املتمثل يف:
«ما اخلصائص االجتامعية واالقتصادية ملامرس�ات الس�لوك اإلجرامي،
سواء عائدات أو غري عائدات»؟.
ومتت اإلجابة عىل هذا التساؤل وفق ًا ملا ييل:
اجلدول رقم ( )3توزيع عينة الدراسة حسب الفئة العمرية
مرتكبات السلوك اإلجرامي
املجموع العمر
عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة
51 34 17 العدد
أقل من 30سنة
%24.6 %16.4 %8.2 النسبة
98 51 47 العدد
من 40 -31سنة
%47.3 %24.6 %22.7 النسبة
36 14 22 العدد الفئة العمرية
من50-41سنة
%17.4 %6.8 %10.6 النسبة
17 8 9 العدد
من60-51سنة
%8.2 %3.9 %4.3 النسبة
4 3 2 العدد
من61سنة فأعىل
%2.4 %1.4 %1.0 النسبة
207 110 97 العدد
املجموع
%100.0 %53.1 %46.9 النسبة
قيمة مربع كاي () )7.078 (aمستوى الداللة (.)0.13
129
يوض�ح اجل�دول رق�م ( )3توزي�ع أف�راد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات
الس�لوك اإلجرامي م�ن العائدات وغري العائدات حس�ب فئاهت�ن العمرية.
وتبين من خالل نتائ�ج اجلدول رق�م ( )3توزيع أفراد العينة م�ن العائدات
وغير العائدات عىل خمتلف الفئات العمرية ،وش�كلت نس�بة غري العائدات
للجريم�ة ( ،)%53.1بينما مثل�ت نس�بة العائ�دات للجريم�ة (.)%46.9
ونج�د أن غالبية مرتكبات الس�لوك اإلجرامي ،س�وا ًء م�ن العائدات أو غري
العائ�دات ،انحصرن يف الفئة العمرية من ( )40-31س�نة ،وأقل من ()30
سنة .كام بينت قيمة مربع كاي عدم وجود فروق دالة إحصائيا بني العائدات
وغري العائدات تبع ًا لفئاهتن العمرية ،وهذا يشري إىل توزيع أفراد عينة الدراسة
توزيع ًا ش�به متساو ،وفق ًا ألعامرهن يف ممارس�تهن السلوك اإلجرامي ،سوا ًء
عائدات أو غري عائدات.
ويمكن عزو وقوع الفئة العمرية للعائدات وغري العائدات يف ممارستهن
السلوك اإلجرامي يف عمر ( )40-31سنة وأقل من ( )31سنة ،إىل ظروف
اجتامعية واقتصادية قاهرة ،فربام تكون الظروف االقتصادية تتمثل يف الفقر،
وضيق العيش وغريها ،وقد تكون الظروف االجتامعية تتمثل يف عدم الوعي
ال�كايف الناجم عن قلة التعليم وغري ذلك ،ألن الفئة العمرية التي اتضح أهنا
متارس الس�لوك اإلجرامي تعد فئة مس�ؤولة ،ويف مرحلة عمرية تعد ناضجة
فكري� ًا ،فقد تبني م�ن خصائص عينة الدراس�ة أن غالبية مرتكبات الس�لوك
اإلجرامي واملودعات يف السجون تتجاوز أعامرهن ( )31عام ًا.
130
اجلدول رقم ( )4خصائص عينة الدراسة حسب املستوى التعليمي
مرتكبات السلوك اإلجرامي
املجموع املستوى التعليمي
عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة
46 21 25 العدد
أمية
%22.0 %10.0 %12.0 النسبة
17 8 9 العدد
تقرأ و تكتب
%8.1 %3.8 %4.3 النسبة
131
منخفض ،وحتديد ًا من األميات ،وذوات التعليم املتوس�ط ،فقد بلغت نس�بة
كلتيهما ( )%22لألمي�ات ،مقاب�ل ( )%17.7لاليت تعليمهن متوس�ط .كام
بين�ت قيمة مربع كاي عدم وجود فروق دال�ة إحصائيا بني العائدات ،وغري
العائدات تبع ًا ملس�تواهن التعليمي ،وهذا يشري إىل تقارب مستوى أفراد عينة
الدراسة ،سوا ًء من العائدات أو غري العائدات يف تعليمهن.
وتتف�ق نتائج هذا اجلدول مع ما أش�ارت إليه الباحث�ة من أن مرتكبات
الس�لوك اإلجرامي من ذوات التعلي�م املنخفض ،وقلة التعلي�م ترتبط عادة
بظروف اجتامعية واقتصادية ،وربام بيئية أو غريها ،ويف الوقت نفس�ه تربهن
هذه النتيجة أن انخفاض املستوى التعليمي وحده ،ال يعد مربر ًا كافي ًا ومؤثر ًا
مبارش ًا يف العود للجريمة.
اجلدول رقم ( )5خصائص عينة الدراسة حسب احلالة االجتامعية
مرتكبات السلوك اإلجرامي
املجموع احلالة االجتامعية
عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة
26 16 10 العدد
مل يسبق يل الزواج
%12.4 %7.7 %4.8 النسبة
60 33 27 العدد
متزوجة حالي ًا
%28.7 %15.8 النسبة %12.9
احلالة االجتامعية
132
يوضح اجلدول رقم ( )5توزيع أفراد عينة الدراسة من مرتكبات السلوك
اإلجرامي من العائدات وغري العائدات حسب احلالة االجتامعية .وتبني من
خالله أن غالبية عينة الدراس�ة بالنس�بة للعائدات للجريمة أو غري العائدات
هن من املطلقات ،وبلغت نس�بة ذل�ك ( )%18.2لغري العائدات للجريمة،
مقاب�ل ما نس�بته ( )%16.7للعائ�دات .ييل ذلك املتزوجات ،وذلك بنس�بة
بلغ�ت ( )%15.8لغري العائدات ،مقابل نس�بة بلغت ( )%12.9للعائدات
للس�لوك اإلجرامي .وتؤكد قيمة مربع كاي عدم وجود فروق دالة إحصائيا
بين العائ�دات وغري العائدات للس�لوك اإلجرامي تبع ًا للحال�ة االجتامعية،
وهذه النتيجة تشير إىل تقارب أفراد عينة الدراس�ة س�وا ًء ،من العائدات أو
غير العائدات حس�ب حالتهن االجتامعية من املطلق�ات ،أو املتزوجات ،أو
األرامل.
وعليه تشير هذه النتيجة إىل أن الس�لوك اإلجرامي ل�ه دوافع اجتامعية
يتأث�ر هب�ا ،متمثلة يف التفكك األرسي ،الذي اتض�ح من خالل هذه النتيجة،
والت�ي بين�ت أن غالبي�ة مرتكب�ات الس�لوك اإلجرام�ي هن م�ن املطلقات،
وكذلك قد يكون س�بب ارتكاهبن الس�لوك اإلجرامي هو احلالة االقتصادية
التي يعش�ن فيها ،وذلك بسبب عدم وجود العائل ،ما قد يعكس أن الطالق
سبب يف ارتكاب السلوك اإلجرامي ،والعود له بالنسبة للنساء.
133
اجلدول رقم ( )6خصائص عينة الدراسة حسب وقت الطالق
النوع
املجموع غري عائدة عائدة الوقت الذي تم فيه الطالق
للجريمة للجريمة
43 27 16 العدد
قبل السجن يف املرة األوىل
%55.1 %34.6 النسبة %20.5
134
وذلك بنس�بة بلغت ( )%17.9للعائدات للس�لوك اإلجرامي ،مقابل نس�بة
بلغت ( )%10.3لغري العائدات للسلوك اإلجرامي .وتشري قيمة مربع كاي
إىل وج�ود ف�روق دالة إحصائيا عند مس�توى ( )0.01بين العائدات وغري
العائ�دات للس�لوك اإلجرام�ي تبع� ًا للوقت ال�ذي تم فيه الطلاق ،وكانت
هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من غري العائدات للجريمة ،فقد انحرص
وقت طالق غالبيتهن قبل الس�جن للمرة األوىل ،عكس العائدات للس�لوك
اإلجرامي فقد توزعن عىل مراحل خمتلفة.
تعك�س ه�ذه النتيجة وجود تف�كك أرسي ملموس بالنس�بة للعائدات
للجريمة أو لغريهن؛ وهذا الس�لوك أدى إىل طالقهن .وربام يكن قد ارتكبن
س�لوكيات منحرف�ة قب�ل وقت طالقه�ن ،ولك�ن مل يودعن الس�جن ،وربام
يك�ون هذا الس�لوك ناجت ًا عن م�وروث بيئي أو أرسي ،وقد يك�ون اقتصادي ًا
أو اجتامعي� ًا ،وربما قد تكون مجيعه�ا جمتمعة .ويف مجيع األح�وال تؤكد هذه
النتيج�ة أن أف�راد عينة الدراس�ة يعانين تفكك ًا أرسي� ًا واضح� ًا ،ولعل هذه
النتيج�ة تتفق متام ًا مع نتائج اجلدول رقم ( ،)5الذي بني أن غالبية مرتكبات
السلوك اإلجرامي هن من املطلقات.
135
اجلدول رقم ( )7خصائص عينة الدراسة حسب املهنة قبل دخول السجن
النوع
املجموع املهنة قبل دخول السجن
عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة
96 49 47 العدد
ال اعمل
%45.7 %23.3 %22.4 النسبة
27 13 14 العدد
موظفة حكومية
%12.9 %6.2 %6.7 النسبة
يشير اجلدول رق�م ( )7إىل توزي�ع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات
الس�لوك اإلجرامي من العائدات وغري العائدات حسب مهنتهن قبل دخول
السجن .وتبني من خالله أن غالبية عينة الدراسة بالنسبة للعائدات للجريمة
أو غير العائ�دات ال يعملن قبل الس�جن يف املرة األوىل ،وبلغت نس�بة ذلك
136
( )%23.3لغير العائ�دات للس�لوك اإلجرام�ي مقاب�ل نس�بة ()%22.4
للعائدات للسلوك اإلجرامي .ييل ذلك الالئي يعملن يف القطاع اخلاص قبل
الس�جن للمرة األوىل ،وذلك بنس�بة بلغت ( )%10لغري العائدات للس�لوك
اإلجرامي ،مقابل نسبة بلغت ( )%7.6للعائدات للسلوك اإلجرامي .وتشري
قيم�ة مربع كاي إىل ع�دم وجود فروق دالة إحصائيا بني العائدات للس�لوك
اإلجرام�ي وغري العائدات تعزى للمهنة ،وتبني أن غالبيتهن ال توجد لدهين
مهنة ،بمعنى أن أفراد عينة الدراس�ة من العائدات للس�لوك اإلجرامي وغري
العائدات توزعن بشكل متش�ابه حسب مهنتهن قبل دخوهلن السجن للمرة
األوىل.
تؤك�د ه�ذه النتيج�ة وج�ود داف�ع ق�اد مرتكب�ات الس�لوك اإلجرامي
الرت�كاب اجلريمة للمرة األوىل والعود هلا ،ولعل هذا الدافع متثل يف البطالة
(ع�دم وج�ود العم�ل) ،أي أن الداف�ع االقتصادي قاد إىل ارتكاب الس�لوك
اإلجرامي ،حس�ب ما تبني من خصائص عينة الدراس�ة .ولكن هذا املربر ال
يعتبر كافي ًا الرتكاب الس�لوك اإلجرامي ،ألن هن�اك جمتمعات كثرية تعيش
يف فقر مدقع ،ويعيش�ون يف املجتمع بش�كل س�وي .ويمكن القول أنه حتى
مع الظروف االقتصادية التي قادت أفراد عينة الدراس�ة إىل ارتكاب السلوك
اإلجرامي ،فإنه ربام تكون هناك خصائص أخرى ألفراد العينة ساعدت عىل
ذلك ،منها ـ عىل س�بيل املثال ـ ضعف الوازع الديني ،وعدم وجود احلسيب
والرقي�ب على ترصف�ات األرسة ،إضاف�ة إىل التف�كك األرسي الس�ائد كام
أشارت إليه هذه الدراسة يف نتائجها السابقة.
137
اجلدول رقم ( )8خصائص عينة الدراسة حسب الدخل الشهري
النوع
عائدة غري عائدة املجموع الدخل الشهري
للجريمة للجريمة
59 22 37 العدد
أقل من 1000ريال
النسبة %30.6 %11.4 %19.2
35 18 17 العدد
من 1000إىل أقل من 2000ريال
النسبة %18.1 %9.3 %8.8
138
للجريمة أو غري العائدات الشهري األرسي أقل من ( )1000ريال ،وبلغت
نس�بة ذل�ك ( )%19.2للعائ�دات للس�لوك اإلجرامي ،مقابل نس�بة بلغت
( )%11.4لغري العائدات للس�لوك اإلجرامي .يف حني بلغت النس�بة الكلية
للعائ�دات للس�لوك اإلجرام�ي ( ،)%48.2مقابل نس�بة بلغت ()%51.8
لغير العائ�دات للس�لوك اإلجرام�ي حس�ب توزيعهن عىل مص�در الدخل
الش�هري .وتؤك�د قيمة مربع كاي وج�ود فروق دالة إحصائيا عند مس�توى
دالل�ة معنوي�ة ( )0.01بني العائدات للس�لوك اإلجرامي وغير العائدات
تعزى للدخل الش�هري لألرسة ،وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة
من العائدات للجريمة .بمعنى أن أفراد عينة الدراسة من العائدات للسلوك
اإلجرام�ي كان تأثري انخفاض مصدر الدخل الش�هري للأرسة دافع ًا كبري ًا
هلن يف ارتكاب السلوك اإلجرامي أكرب من غري العائدات للجريمة.
تؤك�د ه�ذه النتيجة أن املس�توى االقتص�ادي املت�دين ،وضعف مصدر
الدخ�ل للأرسة كان س�بب ًا رئيس� ًا الرت�كاب الس�لوك اإلجرام�ي بالنس�بة
للعائ�دات وغير العائ�دات .وتتفق هذه النتيج�ة ،متام ًا ،مع ما أش�ارت إليه
نتائج اجلدول رقم ( ،)7والذي تبني منه أن بطالة غالبية املبحوثات كان سبب ًا
مبارش ًا يف ارتكاب السلوك اإلجرامي والعود له.
139
اجلدول رقم ( )9خصائص عينة الدراسة حسب مصدر الدخل الشهري
قبل اإليداع يف السجن
النوع مصدر الدخل الشهري قبل اإليداع يف
املجموع
عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة السجن
71 33 38 العدد
الراتب الشخيص
%34.3 %15.9 النسبة %18.4
58 35 23 العدد
راتب الزوج
ما مصدر الدخل الذي كنت تعيشني منه قبل اإليداع يف السجن
%28.0 %16.9 النسبة %11.1
18 12 6 العدد
دخل الوالد
%8.7 %5.8 النسبة %2.9
19 10 9 العدد
الضامن االجتامعي
%9.2 %4.8 النسبة %4.3
10 5 5 العدد
مجعيات خريية
%4.8 %2.4 النسبة %2.4
8 4 4 العدد
هبات بعض األقارب
%3.9 %1.9 النسبة %1.9
12 5 7 العدد
صدقات املحسنني
%5.8 %2.4 النسبة %3.4
4 2 2 العدد
راتب االبن
%1.9 %1.0 النسبة %1.0
7 2 2 العدد
أخرى
%3.4 %1.0 النسبة %2.4
207 108 99 العدد
املجموع
%100 %52.2 النسبة 47.8
قيمة مربع كاي ) 6.127 (aمستوى الداللة ()0.633
140
يشير اجلدول رق�م ( )9إىل توزي�ع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات
الس�لوك اإلجرام�ي من العائ�دات وغري العائدات حس�ب مص�در دخلهن
الش�هري قب�ل الدخول للس�جن .وتبني من خالل�ه أن غالبية عينة الدراس�ة
بالنس�بة للعائ�دات للجريم�ة كان مص�در دخله�ن الش�هري ه�و الرات�ب
الش�خيص ،وذلك بنس�بة بلغ�ت ( .)%18.4يف حني نج�د أن مصدر دخل
غالبية غري العائدات للجريمة الشهري هو راتب الزوج ،وذلك بنسبة بلغت
( .)%16.9ييل ذلك مصدر دخل غري العائدات الش�هري الراتب الشخيص
بنس�بة بلغت ( ،)%15.9مقابل نس�بة بلغت ( )%11.1للعائدات للسلوك
اإلجرام�ي أف�دن ب�أن مص�در دخلهن الش�هري هو رات�ب الزوج .وتشير
قيم�ة مربع كاي إىل ع�دم وجود فروق دالة إحصائيا بني العائدات للس�لوك
اإلجرام�ي وغري العائ�دات تعزى ملصدر الدخل الش�هري هلن قبل دخوهلن
الس�جن للمرة األوىل .بمعنى أن أفراد عينة الدراس�ة من العائدات للسلوك
اإلجرام�ي وغير العائ�دات يعانين قلة الدخل الش�هري ،وبالت�ايل مل توجد
فروق بينهن يف حتسن مستوى دخوهلن الشهرية.
تتفق هذه النتيجة مع سابقاهتا يف أن مردود املستوى االقتصادي الضعيف
كان ذا أثر مبارش يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي للعائدات للجريمة أو لغري
العائدات ،أي أن ضعف الدخل الش�هري ألفراد عينة الدراس�ة كان سبب ًا يف
ارتكاب السلوك اإلجرامي بالنسبة للعائدات ولغري العائدات.
141
اجلدول رقم ( )10خصائص عينة الدراسة حسب نوع املسكن
قبل اإليداع يف السجن
النوع نوع املسكن قبل اإليداع
املجموع
عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة يف السجن
64 34 30 العدد منزل
%30.6 %16.3 %14.4 النسبة شعبي
81 43 38 العدد
142
يشير اجل�دول رقم ( )10إىل توزي�ع أفراد عينة الدراس�ة من مرتكبات
الس�لوك اإلجرام�ي من العائدات وغري العائدات حس�ب نوع املس�كن قبل
الدخول للسجن .وتبني من خالله أن غالبية عينة الدراسة بالنسبة للعائدات
للجريم�ة أو غير العائ�دات ه�ن م�ن س�كان الش�قق ،وبلغ�ت نس�بة ذلك
( )%20.6لغري العائدات للس�لوك اإلجرامي ،مقابل ما نس�بته ()%18.2
للعائدات للس�لوك اإلجرامي .ييل ذلك الاليت يسك َّن يف منازل شعبية بنسبة
بلغ�ت ( )%16.3لغير العائ�دات للس�لوك اإلجرامي ،مقابل نس�بة بلغت
( )%14.4للعائدات للس�لوك اإلجرامي .وتشير قيم�ة مربع كاي إىل عدم
وجود فروق دالة إحصائيا بني العائدات للس�لوك اإلجرامي وغري العائدات
تع�زى لنوع الس�كن ،بمعنى أن أفراد عينة الدراس�ة من العائدات للس�لوك
اإلجرامي وغري العائدات غالبيتهن يسك َّن البيوت الشعبية والشقق.
وتؤكد هذه النتيجة تدين املس�توى الس�كني ألفراد عينة الدراسة ،وهذا
يشء متوقع فقد أش�ار أفراد عينة الدراس�ة يف النتائج السابقة إىل تدين مصدر
الدخل الش�هري ،وهذا بدوره قاد إىل تدين مس�توى الس�كن .وأشارت هذه
النتيجة إىل أن ساكنات املنازل الشعبية والشقق هن غالبية مرتكبات السلوك
اإلجرامي ،سوا ًء من العائدات أو غري العائدات.
143
اجلدول رقم ( )11خصائص عينة الدراسة حسب احلالة االجتامعية
للوالدين اآلن
النوع
املجموع غري عائدة احلالة االجتامعية للوالدين اآلن
عائدة للجريمة
للجريمة
58 34 24 العدد
يعيشان معا
%28.0 %16.4 %11.6 النسبة
16 9 7 العدد
144
والداهن مع ًا ،وذلك بنسبة بلغت ( .)%16.4يف حني نجد أن والدي غالبية
العائدات للس�لوك اإلجرامي متوفيان ،وذلك بنس�بة بلغت ( .)%20.3ييل
ذلك الالئي يعيش والداهن مع ًا ،وذلك بنسبة بلغت ( .)%11.6وتؤكد قيمة
مرب�ع كاي وجود فروق دالة إحصائيا عند مس�توى دالل�ة معنوية ()0.02
بين العائدات للس�لوك اإلجرامي وغري العائدات تع�زى للحالة االجتامعية
للوالدين ،وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة.
بمعن�ى أن نس�بة وفي�ات والدي أفراد عينة الدراس�ة من العائدات للس�لوك
اإلجرامي أكرب من غري العائدات للجريمة.
تشير هذه النتيج�ة إىل أن التفكك األرسي الذي يعيش في�ه أفراد عينة
الدراس�ة من العائدات وغري العائدات كان سبب ًا مبارش ًا يف ارتكاب السلوك
اإلجرام�ي ،وتبين يف نتائج اجلداول الس�ابقة أن غالبية أف�راد العينة هن من
املطلق�ات ،وبالت�ايل عندم�ا يع�دن إىل بيت والدهي�ن ينعدم وجود احلس�يب
والرقيب واملوجه الذي ُيعتمد عليه يف األرسة بسبب وفاة الوالدين ،وبالتايل
انعدمت القيم واألعراف السائدة لدهين ،مما قادهن إىل االنحراف وارتكاب
السلوك اإلجرامي.
145
اجلدول رقم ( )12خصائص عينة الدراسة حسب عدد اإلخوة الذكور
النوع عدد اإلخوة الذكور
املجموع
عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة
37 15 22 العدد
واحد
%19.1 %7.7 %11.3 النسبة
31 17 14 العدد
أثنان
%16.0 %8.8 %7.2 النسبة
44 30 14 العدد
ثالثة
%22.7 %15.5 %7.2 النسبة
23 12 11 العدد
أربعة
%11.9 %6.2 %5.7 النسبة
22 10 12 العدد
مخسة
146
يشير اجل�دول رقم ( )12إىل توزي�ع أفراد عينة الدراس�ة من مرتكبات
الس�لوك اإلجرامي من العائدات وغري العائدات حس�ب عدد إخواهنن من
الذكور .وتبني من خالله أن عدد إخوان غالبية عينة الدراسة الذكور من غري
العائدات للس�لوك اإلجرامي ثالثة ،وبلغت نسبة ذلك ( .)%15.5يف حني
نجد أن أخوان غالبية العائدات للسلوك اإلجرامي الذكور فرد واحد ،وذلك
بنس�بة بلغ�ت ( .)%11.3كام يشير اجل�دول رق�م ( )12إىل أن عدد إخوان
غالبي�ة املجموع ال�كيل للعائدات للجريمة وغري العائ�دات الذكور (ثالثة)،
وذلك بنس�بة بلغت ( .)%22.7ييل ذلك الالئي ع�دد اخواهنن الذكور فرد
واحد ،وذلك بنسبة بلغت ( .)%19.1وتشري قيمة مربع كاي إىل عدم وجود
فروق دالة إحصائيا بني العائدات للس�لوك اإلجرامي وغري العائدات تعزى
لعدد اإلخوة الذكور .بمعنى أن أفراد عينة الدراس�ة من العائدات للس�لوك
اإلجرامي وغري العائدات قد تراوح عدد إخواهنن الذكور ما بني فرد وثالثة
أفراد.
تؤكد هذه النتيجة أن مرتكبات الس�لوك اإلجرامي من العائدات وغري
العائ�دات يتس�من بخصائ�ص حس�ب ع�دد اإلخ�وان الذكور؛ م�ا يعكس
أن مرتكب�ات الس�لوك اإلجرام�ي م�ن العائدات وغير العائدات للس�لوك
اإلجرامي يتميزن بقلة عدد اإلخوان الذكور.
147
اجلدول رقم ( )13خصائص عينة الدراسة حسب عدد األخوات اإلناث
النوع
املجموع عدد اإلخوة اإلناث
عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة
32 20 12 العدد
واحد
%16.3 %10.2 %6.1 النسبة
35 23 12 العدد
أثنان
%17.9 %11.7 %6.1 النسبة
39 19 20 العدد
ثالثة
%19.9 %9.7 %10.2 النسبة
27 9 18 العدد
أربعة
%13.8 %4.6 %9.2 النسبة
20 10 10 العدد
مخسة
%10.2 %5.1 %5.1 النسبة
19 10 9 العدد
148
يشير اجل�دول رقم ( )13إىل توزي�ع أفراد عينة الدراس�ة من مرتكبات
الس�لوك اإلجرام�ي من العائ�دات وغري العائدات حس�ب ع�دد األخوات
اإلن�اث .وق�د بينت نتائج�ه أن عدد أخ�وات غالبية عينة الدراس�ة بالنس�بة
للعائ�دات للجريم�ة أو غير العائ�دات اإلناث ثلاث ،وبلغت نس�بة ذلك
( .)%19.9يلي ذل�ك الالئ�ي ع�دد إخواهتن اإلن�اث اثنتان ،وذلك بنس�بة
بلغ�ت ( .)%17.9ث�م الالئي ع�دد اخواهتن اإلناث واحدة ،وذلك بنس�بة
بلغت ( .)%16.3ييل ذلك الالئي عدد اخواهتن اإلناث أربع ،وذلك بنسبة
بلغت ( .)13.8وتشير قيمة مربع كاي إىل عدم وجود فروق دالة إحصائيا
بين العائدات للس�لوك اإلجرام�ي وغري العائ�دات تعزى لع�دد األخوات
اإلن�اث ،بمعن�ى أن أفراد عينة الدراس�ة م�ن العائدات للس�لوك اإلجرامي
وغير العائ�دات تراوح عدد أف�راد أخواهتن اإلناث ما بين (أخت وأربع)،
وإن كان هن�اك ع�دد أخوات من اإلن�اث جتاوز اخلمس عرشة أختا بالنس�بة
للعائدات للس�لوك اإلجرامي ولكن بنس�بة قليلة جد ًا ،األمر الذي مل حيدث
فروق ًا بينهن.
تؤكد هذه النتيجة أن مرتكبات الس�لوك اإلجرامي من العائدات وغري
العائدات يتس�من بخصائصهن حسب عدد أخواهتن اإلناث بحجم األرسة
املتوس�طة ،فهن يعش�ن يف أرس ليس�ت بالكبرية احلجم ،س�وا ًء حس�ب عدد
اإلخوة الذكور أو عدد األخوات اإلناث.
149
اجلدول رقم ( )14خصائص عينة الدراسة حسب الرتتيب بني اإلخوان
النوع
املجموع الرتتيب بني اإلخوان
عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة
50 27 23 العدد
الرتتيب األول
%28.1 %15.2 %12.9 النسبة
40 24 16 العدد
الرتتيب الثاين
%22.5 %13.5 %9.0 النسبة
39 21 18 العدد
الرتتيب الثالث
%21.9 %11.8 %10.1 النسبة
22 10 12 العدد
150
يوض�ح اجل�دول رق�م ( )14توزيع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات
الس�لوك اإلجرام�ي م�ن العائ�دات وغير العائ�دات حس�ب الرتتي�ب بني
اإلخوان يف األرسة .وتبني من خالله أن ترتيب غالبية عينة الدراس�ة بالنسبة
لغري لعائدات للجريمة بني اخواهنن هو األول ،والثاين والثالث عىل التوايل،
وبلغت نس�بة ذل�ك ( ،)%15.2و( ،)%13.5و( )11.8على التوايل .أما
بالنس�بة للعائ�دات للجريم�ة فق�د بلغت نس�بة ذل�ك ( )%12.9ملن هم يف
الرتتي�ب األول ،يلي ذلك م�ن الذين ترتيبه�ن بني أخواهن�ن الثالث ،وذلك
بنسبة بلغت ( ،)%10.1ثم الالئي ترتيبهن بني اخواهنن الثاين ،وذلك بنسبة
بلغت ( .)%9وتشير قيمة مربع كاي إىل عدم وجود فروق دالة إحصائيا بني
العائدات للس�لوك اإلجرامي وغري العائ�دات تعزى للرتتيب بني اإلخوان.
بمعنى أن أفراد عينة الدراسة من العائدات للسلوك اإلجرامي وغري العائدات
توزعن يف ترتيبهن بني إخواهنن بالتساوي ،األمر الذي مل يظهر فروق ًا بينهن.
تشير هذه النتيج�ة إىل أن مرتكبات الس�لوك اإلجرامي م�ن العائدات
وغير العائ�دات يتس�من يف خصائصهن األرسي�ة بأهنن م�ن ذوي الرتتيب
(األول ،والثاين ،والثالث) حسب عدد اإلخوان الذكور يف األرسة.
151
اجلدول رقم ( )15خصائص عينة الدراسة حسب الرتتيب بني األخوات
النوع
املجموع الرتتيب بني األخوات
عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة
62 34 28 العدد
الرتتيب األول
%35.6 %19.5 %16.1 النسبة
52 30 22 العدد
الرتتيب الثاين
%29.9 %17.2 %12.6 النسبة
30 12 18 العدد
الرتتيب الثالث
%17.2 %6.9 %10.3 النسبة
17 11 6 العدد
152
يوض�ح اجل�دول رق�م ( )15توزيع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات
الس�لوك اإلجرام�ي م�ن العائ�دات وغير العائ�دات حس�ب الرتتي�ب بني
األخوات يف األرسة .وتبني من خالله أن ترتيب غالبية عينة الدراسة بالنسبة
لغير العائدات للجريمة ترتيبه�ن بني أخواهتن ه�و األول ،والثاين والثالث
على التوايل .وبلغ�ت نس�بة ذل�ك ( ،)%19.5و( ،)%17.2و( )6.9عىل
الت�وايل .أما بالنس�بة للعائ�دات للجريمة فقد بلغت نس�بة ذلك (،)%16.1
و( ،)%12.6و( )10.3مل�ن ه�ن يف الرتتي�ب األول ،والثاين ،والثالث عىل
الت�وايل .وأش�ارت قيمة مرب�ع كاي إىل عدم وجود فروق دال�ة إحصائيا بني
العائدات للس�لوك اإلجرامي وغري العائدات تعزى للرتتيب بني األخوات.
بمعنى أن أفراد عينة الدراسة من العائدات للسلوك اإلجرامي وغري العائدات
اتفقن متام ًا يف ترتيبهن بني اخواهتن اإلناث (األول ،والثاين ،والثالث) األمر
الذي مل يؤد إىل فروق بينهن.
تشير هذه النتيج�ة إىل أن مرتكبات الس�لوك اإلجرامي م�ن العائدات
وغير العائدات هن الالئي يتميزن يف خصائصهم ب�أن ترتيبهن بني أخوهتن
اإلناث (األول ،والثاين ،والثالث) .كام يتفقن كذلك متام ًا حسب خصائصهن
يف ترتيبهن بني إخواهنن الذكور.
153
2. 4اإلجابة عن تساؤالت الدراسة
154
اجلدول رقم ( )16الظروف االجتامعية التي أدت الرتكاب اجلريمة
للعائدات هلا ولغري العائدات
النوع
عائدة غري عائدة املجموع الظروف االجتامعية التي أدت الرتكاب اجلريمة
للجريمة للجريمة
87 54 33
العدد
ما الظروف االجتامعية التي أدت الرتكاب اجلريمة التي دخلت بسببها السجن ألول
أصدقاء السوء
%43.3 %26.9 %16.4 النسبة
6 1 5
العدد
املخدرات
%3.0 %.5 %2.5
النسبة
8 4 4
العدد
إمهال الوالدين
%4.0 %2.0 %2.0 النسبة
3 2 1
العدد
الفراغ
%1.5 %1.0 %.5
النسبة
7 3 4
العدد
كثرة خالفات الوالدين
مرة
%3.5 %1.5 %2.0 النسبة
9 5 4
العدد
وفاة أحد الوالدين
%4.5 %2.5 %2.0 النسبة
49 23 26
العدد
احلرمان العاطفي
%24.4 %11.4 %12.9 النسبة
7 2 5
اهلروب من األرسة بسبب العدد
%3.5 %1.0 %2.5 النسبة العنف
25 13 12
العدد
أخرى (وفاة الوالدين)
%12.4 %6.5 %6.0 النسبة
201 107 94
العدد
املجموع
النسبة %100.0 %53.2 %46.8
قيمة مربع كاي) 9.029(aمستوى الداللة ()0.340
155
يوض�ح اجل�دول رق�م ( )16توزيع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات
السلوك اإلجرامي من العائدات وغري العائدات حسب الظروف االجتامعية
الت�ي أدت إىل ارت�كاب اجلريم�ة ،وتبني من خالل�ه أن غالبية عينة الدراس�ة
بالنس�بة للعائدات للجريمة ولغير العائدات هلا أفدن بأن صديقات الس�وء
ه�ن الس�بب الرئي�س يف ارت�كاب الس�لوك اإلجرام�ي ،وبلغت نس�بة ذلك
( )%26.9بالنس�بة لغري العائدات للجريمة ،مقابل نس�بة بلغت ()%16.4
بالنس�بة للعائ�دات للجريم�ة ،ييل ذل�ك مبارشة الآلئ�ي أفدن ب�أن احلرمان
العاطف�ي ه�و الس�بب االجتامع�ي ال�ذي أدى إىل ارتكاب اجلريم�ة؛ وذلك
بنس�بة بلغت ( )%12.9للعائدات للجريمة ،مقابل نسبة بلغت ()%11.4
لغير العائدات للجريمة ،وكان هذا احلرمان العاطفي بس�بب وفاة الوالدين
أو أحدمها‘وبلغت نس�بة ذلك ( )%12.4بالنسبة للعائدات وغري العائدات
للجريمة.
وأك�دت قيمة مربع كاي عدم وجود فروق دالة إحصائيا بني العائدات
للس�لوك اإلجرام�ي وغير العائ�دات يف الظ�روف االجتامعي�ة الت�ي أدت
الرتكاب الس�لوك اإلجرام�ي ،بمعنى أن أفراد عينة الدراس�ة من العائدات
للس�لوك اإلجرام�ي وغري العائ�دات يرين أن الظروف االجتامعية س�امهت
بش�كل مبارش يف ارتكاب السلوك اإلجرامي ،وكان يف أولوية هذه الظروف
االجتامعية املؤدية إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي أصدقاء السوء،ثم احلرمان
العاطفي ،ثم وفاة الوالدين.
ولع�ل وف�اة الوالدي�ن أو أحدمه�ا س�امهت بش�كل رئي�س يف مالزمة
عين�ة الدراس�ة لصديقات الس�وء ،كام أن عام�ل الوفاة حرمه�ن بالتأكيد من
العاطفة التي شكت من فقدها أفراد العينة .أما الظروف االجتامعية األخرى
كاملخ�درات ،ووقت الفراغ ،وكثرة اخلالفات بني الوالدين أو وفاة أحدمها،
156
أو اهل�روب من األرسة بس�بب العن�ف أو غريها أتت كظروف مس�اندة ،أما
الظ�روف االجتامعية املتمثلة يف أصدقاء الس�وء ،واحلرم�ان العاطفي ،ووفاة
الوالدي�ن او أحدمه�ا أت�ت كظ�روف اجتامعي�ة رئيس�ة يف ارتكاب الس�لوك
اإلجرامي بالنسبة للعائدات ولغري العائدات للجريمة.
تشير ه�ذه النتيج�ة إىل أن مرتكب�ات الس�لوك اإلجرامي،س�واء م�ن
العائ�دات أو غري العائدات أفدن بأن الظ�روف االجتامعية هلا تأثري مبارش يف
ارتكاب اجلريمة للمرة األوىل أو العود هلا،هلذا نجد أن قيمة مربع «كاي» غري
دالة إحصائي ًا عند مس�توى الداللة املعنوية أقل من ( ،)0.05وهذا يشري إىل
أنه ال يوجد هناك ظرف اجتامعي حمدد بعينه دفع الرتكاب اجلريمة أو العود
هلا ،بل هناك ظروف اجتامعية كثرية سامهت يف ذلك.
ثاني ًا :الظروف االقتصادية التي أدت إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي
157
اجلدول رقم ( )17توزيع أفراد عينة الدراسة حسب الظروف االقتصاديـة
التي أدت الرتكاب اجلريمة
النوع
املجموع غري عائدة الظروف االقتصادية التي أدت الرتكاب اجلريمة عائدة
للجريمة للجريمة
29 17 12 العدد
عدم وجود دخل ثابت
ما الظروف االقتصادية التي دفعتك إىل ارتكاب اجلريمة التي دخلت بسببها السجن
%14.7 %8.6 النسبة %6.1
16 8 8 العدد
الدخل ال يكفي
%8.1 %4.1 النسبة %4.1
29 6 23 العدد
أعباء أرسية
%14.7 %3.0 النسبة %11.7
39 23 16 العدد
الفقر
%19.8 %11.7 النسبة %8.1
ألول مرة
3 1 2 العدد
البطالة
%1.5 %.5 النسبة %1.0
25 8 17 العدد حب تقليد اآلخرين فيام
%12.7 %4.1 النسبة %8.6 يملكون
3 1 2 العدد
الديون
%1.5 %.5 النسبة %1.0
53 38 15 العدد
أخرى
%26.9 %19.3 النسبة %7.6
197 102 95 العدد
املجموع
%100.0 %51.8 النسبة %48.2
قيمة مربع كاي )25.756 (aمستوى الداللة ()0.001
158
يوض�ح اجل�دول رق�م ( )17توزيع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات
السلوك اإلجرامي من العائدات وغري العائدات حسب الظروف االقتصادية
الت�ي أدت إىل ارت�كاب اجلريمة .وتبني من خالله أن عينة الدراس�ة بالنس�بة
للعائ�دات للجريم�ة ولغير العائدات هلا أف�دن بأن هناك تباين�ا يف الظروف
االقتصادية التي أدت إىل ارتكاب اجلريمة بني العائدات وغري العائدات،وقد
أكدت ذلك قيمة مربع كاي التي كانت دالة إحصائي ًا عند مستوى ()0.01
وكان�ت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من غري العائ�دات للجريمة ،قد
بين�ت النس�ب املئوية أن هن�اك تباين ًا يف الظ�روف االقتصادية الت�ي أدت إىل
ارتكاب السلوك اإلجرامي ويلحظ منها أن غالبية أفراد غري العائدات أفدن
ب�أن هن�اك ظروفا اقتصادي�ة أخرى ق�ادت إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي،
وبلغت نس�بة ذل�ك ( .)%19.3ومتثلت تلك الظ�روف االقتصادية يف عدم
وجود العمل بالنس�بة ملرتكبات الس�لوك اإلجرامي ،يلي ذلك من الظروف
االقتصادي�ة التي أدت إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي الفق�ر ،وعدم وجود
دخل ثابت،وذلك بنسبة بلغت ( )%11.7و( )%8.6عىل التوايل.
يف حني نجد أن العائدات للجريمة أفدن بأن الظروف االقتصادية التي
أدت إىل ارتكاب اجلريمة انحرص غالبيتها يف الفقر الذي يعيق تقليد اآلخرين
فيام يملكون.
تؤكد هذه النتيجة أن الظروف االقتصادية كانت سبب ًا مبارش ًا يف ارتكاب
الس�لوك اإلجرامي بالنسبة للعائدات ولغري العائدات ،إال أن تأثري الظروف
االقتصادية عىل العائدات كان أكرب يف العود للجريمة ،مقارنة بغري العائدات
هلا.
159
وملعرف�ة العالقة بني الظ�روف االجتامعي�ة واالقتصادية الت�ي أدت إىل
ارتكاب الس�لوك اإلجرام�ي وفق ًا ملرتكبات الس�لوك اإلجرام�ي ألول مرة
والعائدات هلا نناقش ذلك من خالل اآليت :
اجلدول رقم ( )18اختبار (ت )T.testملعرفة الفروق يف الظروف
االجتامعية واالقتصادية التي أدت الرتكاب اجلريمة وفق ًا ملرتكبات السلوك
اإلجرامي للمرة األوىل والعائدات له
مستوى املتوسط االنحراف
قيمة ت العدد النوع
الداللة املعياري احلسايب
عائدة للجريمة 3.1460 4.6064 94
الظروف االجتامعية
0.05 1.624 غري عائدة
3.1911 3.8785 107 التي أدت للجريمة
للجريمة
عائدة للجريمة 2.2675 4.9706 95
الظروف االقتصادية
0.01 1.918 غري عائدة
2.7158 4.2842 102 التي أدت للجريمة
للجريمة
160
أم�ا بخص�وص الظ�روف االقتصادية الت�ي أدت إىل ارتكاب الس�لوك
اإلجرام�ي فتبني كذلك أن هناك فروق ًا دالة إحصائي ًا عند مس�توى ()0.01
يف ارت�كاب الس�لوك اإلجرامي بني العائدات وغير العائدات ،وكانت هذه
الف�روق لصالح عينة الدراس�ة من غير العائدات للجريم�ة ،بمعنى أن غري
العائدات للجريمة كانت الظروف االقتصادية مؤثرة عليهن بدرجة أكرب من
العائدات الرتكاب السلوك اإلجرامي.
ولعل ه�ذه النتيجة تؤكد بجلاء أن الظروف االجتامعي�ة واالقتصادية
كانت س�بب ًا مؤثر ًا بدرجة كبرية ،خصوص ًا للعائدات للجريمة للمرة الثانية،
إال أن تأثري املستوى االقتصادي كان أكرب من تأثري املستوى االجتامعي بالنسبة
للعائدات للجريمة ،ويلحظ ذلك من مس�توى الداللة اإلحصائية الذي بلغ
( )0.01للظروف االقتصادية مقابل ( )0.05للظروف االجتامعية.
161
5ـ استمرار املشكالت االقتصادية.
6ـ الرغبة يف جماراة األصدقاء.
7ـ السجن و خمالطة السجينات (صديقات السوء).
8ـ نفس أسباب دخويل للسجن للمرة األوىل.
9ـ بسبب العنوسة.
10ـ الغرية و احلقد.
11ـ الشعور بالظلم و القهر.
12ـ نظرة املجتمع يل بأين خرجية سجون.
ولعل األسباب هنا خاصة فقط بالعائدات للجريمة .عل ًام بأن األسباب
التي تم طرحها هنا أس�باب عامة وذلك ملعرفة ترتيبها حس�ب أولويتها ،من
وجهة نظر أفراد عينة الدراسة من العائدات للسلوك اإلجرامي.
وجاءت نتائج ذلك وفق ًا للجدول رقم ()19
162
اجلدول رقم ( )19توزيع أفراد عينة الدراسة حسب األسباب املؤدية
الرتكاب السلوك اإلجرامي مرة أخرى
النوع
املجموع غري عائدة عائدة أسباب ارتكاب السلوك اإلجرامي
للجريمة للجريمة
31 7 24 العدد
نعم
%57.4 %13.0 النسبة %44.4
ضعف الوازع الديني
23 10 13 العدد
ال
%42.6 %18.5 النسبة %24.1
54 17 37 العدد
املجموع
%100.0 %31.5 النسبة %68.5
64 14 50 العدد
نعم
%82.1 %17.9 النسبة %64.1
وجود مغريات مادية
14 6 8 العدد
ال
%17.9 %7.7 النسبة %10.3
78 20 58 العدد
املجموع
%100.0 %25.6 النسبة %74.4
78 13 65 العدد
نعم
%90.7 %15.1 النسبة %75.6
استمرار املشكالت األرسية
8 4 4 العدد
ال
%9.3 %4.7 %4.7 النسبة
96 17 69 العدد
املجموع
%100.0 %19.8 النسبة %80.2
163
( 5.083 )bمستوى الداللة ()0.02 قيمة مربع كاي
25 4 21 العدد نعم
%54.3 %8.7 النسبة %45.7 ضعف اإلرادة يف التخلص
21 10 11 العدد ال من املخدرات
%45.7 %21.7 النسبة %23.9
46 14 32 العدد
املجموع
%100.0 %30.4 النسبة %69.6
( 5.389 )bمستوى الداللة ()0.02 قيمة مربع كاي
60 12 48 العدد
نعم
%82.2 %16.4 النسبة %65.8 استمرار املشكالت
13 6 7 العدد االقتصادية
ال
%17.8 %8.2 %9.6 النسبة
73 18 55 العدد
املجموع
%100.0 %24.7 النسبة %75.3
( 3.934 )bمستوى الداللة ()0.05 قيمة مربع كاي
36 5 31 العدد
نعم
%73.5 %10.2 النسبة %63.3
الرغبة يف جماراةالصديقات
13 6 7 العدد
ال
%26.5 %12.2 النسبة %14.3
49 11 38 العدد
%100.0 %22.4 النسبة %77.6
( 5.711 )bمستوى الداللة ()0.01 قيمة مربع كاي
164
38 5 العدد 33
نعم
النسبة %76.0 %10.0 %66.0 السجن و خمالطة السجينات
12 7 5 العدد (صديقات السوء)
ال
النسبة %24.0 %14.0 %10.0
50 12 العدد 38
املجموع
النسبة %100.0 %24.0 %76.0
( 10.204 )bمستوى الداللة ()0.001 قيمة مربع كاي
41 3 العدد 38
نعم
النسبة %78.8 %5.8 %73.1 نفس أسباب دخويل للسجن للمرة
11 8 3 العدد األوىل
ال
النسبة %21.2 %15.4 %5.8
52 11 العدد 41
املجموع
النسبة %100.0 %21.2 %78.8
( 22.248 )bمستوى الداللة ()0.001 قيمة مربع كاي
10 6 4 نعم العدد
النسبة %38.5 %23.1 %15.4
العنوسة
16 5 ال العدد 11
النسبة %61.5 %19.2 %42.3
26 11 العدد 15
املجموع
النسبة %100.0 %42.3 %57.7
29 7 العدد 22
نعم
النسبة %65.9 %15.9 %50.0
الغرية و احلقد
15 7 8 العدد
ال
النسبة %34.1 %15.9 %18.2
44 14 العدد 30
املجموع
النسبة %100.0 %31.9 %68.2
165
52 10 العدد 42
نعم
النسبة %86.7 %16.7 %70.0
الشعور بالظلم و القهر
8 5 3 العدد
ال
النسبة %13.3 %8.3 %5.0
60 15 العدد 45
املجموع
النسبة %100.0 %25.0 %75.0
( 6.923 )bمستوى الداللة ()0.01 قيمة مربع كاي
33 3 العدد 30
نعم
النسبة %78.6 %7.1 71.4
نظرة املجتمع يل بأين خرجية سجون
9 5 4 العدد
ال
النسبة %21.4 %11.9 %9.5
42 8 العدد 34
النسبة %100.0 %19.0 %81.0
( 9.901 )bمستوى الداللة ()0.01 قيمة مربع كاي
166
كانت س�بب ًا قوي�ا دفع العائدات للعود مرة أخ�رى للجريمة،مقارنة
بزميالهت�ن من غري العائدات ،واملش�كالت األرسي�ة عادة ما تكون
متعددة ومتباينة ،وال تنحرص يف س�بب ،ولع�ل العامل االقتصادي
قد يكون سبب ًا رئيس ًا فيها.
2ـ نف�س أس�باب دخول الس�جن للم�رة األوىل .وأتى هذا الس�بب يف
الرتتي�ب الث�اين م�ن حيث األمهي�ة من وجهة نظ�ر أف�راد العينة من
العائ�دات للجريم�ة وذلك بنس�بة بلغت ( .)%73.1كام أش�ارت
قيم�ة مربع كاي إىل وج�ود فروق دالة إحصائي ًا عند مس�توى داللة
معنوي�ة بل�غ ( )0.01بني العائ�دات للجريمة وغير العائدات هلا
وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة،
أي أن العائ�دات للجريم�ة أف�دن ب�أن الس�بب األول ال�ذي أدى
الرت�كاب اجلريم�ة للم�رة األوىل مل ي�زل حت�ى تتوقف ع�ن العود
لذلك ،وكام بينت نتائج هذه الدراس�ة س�ابق ًا دخول الس�جن للمرة
األوىل قد عزي لألسباب االقتصادية واالجتامعية ،أي أن األسباب
االقتصادية واالجتامعية وعدم حتسنهام سامها بشكل مبارش يف العود
للجريمة مرة أخرى.
3ـ نظرة املجتمع يل بأين خرجية س�جون .وأتى هذا الس�بب يف الرتتيب
الثال�ث من حي�ث األمهية من وجهة نظر أف�راد العينة من العائدات
للجريم�ة وذلك بنس�بة بلغ�ت ( .)%71.4كام أش�ارت قيمة مربع
كاي إىل وج�ود فروق دالة إحصائي ًا عند مس�توى داللة معنوية بلغ
( )0.01بين العائ�دات للجريمة وغري العائ�دات هلا،وكانت هذه
الفروق لصالح عينة الدراس�ة م�ن العائدات للجريمة .أي أن نظرة
167
املجتمع كان هلا تأثري سلبي عىل العائدات للجريمة وساهم يف العود
للجريمة مرة أخرى،مقارنة بزميالهتن من غري العائدات.
4ـ الش�عور بالظل�م والقه�ر .وأت�ى هذا الس�بب يف الرتتي�ب الرابع من
حي�ث األمهية من وجه�ة نظر أف�راد العينة من العائ�دات للجريمة
وذلك بنس�بة بلغت ( .)%70كام أش�ارت قيمة مربع كاي إىل وجود
ف�روق دال�ة إحصائي ًا عند مس�توى داللة معنوية بل�غ ( )0.01بني
العائ�دات للجريمة وغري العائدات هلا،وكانت هذه الفروق لصالح
عين�ة الدراس�ة من العائ�دات للجريمة .أي أن العائ�دات للجريمة
أف�دن بأن ش�عورهن بالظلم والقهر س�بب مس�اعد هل�ن للعود مرة
أخرى للجريمة مقارنة بزميالهتن من غري العائدات.
5ـ الس�جن وخمالطة السجينات (صديقات الس�وء) .وأتى هذا السبب
يف الرتتي�ب اخلامس من حي�ث األمهية.من وجهة نظ�ر أفراد العينة
م�ن العائ�دات للجريم�ة وذلك بنس�بة بلغت (.)%66كام أش�ارت
قيم�ة مربع كاي إىل وج�ود فروق دالة إحصائي ًا عند مس�توى داللة
معنوية بل�غ ( )0.001بني العائدات للجريم�ة وغري العائدات هلا
وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة.
أي أن العائدات أفدن بأن صديقات السوء الالئي اختلطن هبن هن
سبب مبارش للعود للجريمة مقارنة بغري العائدات للجريمة.
6ـ اس�تمرار املش�كالت االقتصادي�ة .وأت�ى ه�ذا الس�بب يف الرتتي�ب
الس�ادس من حيث األمهية من وجهة نظر أفراد العينة من العائدات
للجريم�ة وذلك بنس�بة بلغ�ت ( .)%65.8كام أش�ارت قيمة مربع
كاي إىل وج�ود ف�روق دال�ة إحصائي� ًا عن�د مس�توى دالل�ة معنوية
168
بل�غ ( )0.05بني العائ�دات للجريمة وغري العائ�دات هلا ،وكانت
ه�ذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائ�دات للجريمة .أي أن
اس�تمرار املشكالت االقتصادية س�بب رئيس هلن للعود مرة أخرى
للجريمة مقارنة بزميالهتن من غري العائدات.
7ـ وجود املغريات املادية.وأتى هذا السبب يف الرتتيب السابع من حيث
األمهي�ة من وجهة نظ�ر أفراد العينة م�ن العائ�دات للجريمة وذلك
بنسبة بلغت ( .)%64.1كام أشارت قيمة مربع كاي إىل عدم وجود
فروق دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات مما يوحي
بأن املغريات املادية تكون س�بب ًا يدف�ع غري العائدات للجريمة للعود
للجريمة مرة أخرى.
8ـ الرغب�ة يف جم�اراة الصديق�ات .وأت�ى هذا الس�بب يف الرتتيب الثامن
م�ن حيث األمهيةمن وجهة نظر أفراد العينة من العائدات للجريمة.
وذل�ك بنس�بة بلغ�ت ( .)%63.3كام أش�ارت قيمة مرب�ع كاي إىل
وجود فروق دالة إحصائي ًا عند مس�توى داللة معنوية بلغ ()0.01
بين العائ�دات للجريمة وغير العائ�دات هلا.وكانت ه�ذه الفروق
لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة ،أي أن العائدات أفدن
ب�أن تقليد الصديقات وجماراهتن س�بب رئيس هلن للعود مرة أخرى
للجريمة ،مقارنة بزميالهتن من غري العائدات.
9ـ الغيرة واحلق�د .وأت�ى ه�ذا الس�بب يف الرتتي�ب التاس�ع م�ن حيث
األمهيةم�ن وجه�ة نظر أف�راد العينة م�ن العائ�دات للجريمةوذلك
بنسبة بلغت ()%50كام أشارت قيمة مربع كاي إىل عدم وجود فروق
دالة إحصائي ًا بني العائ�دات للجريمة وغري العائدات،مما يوحي بأن
169
الغيرة واحلقد ربما يدفعان غري العائدات للجريم�ة للعود للجريمة
مرة أخرى.
10ـ ضع�ف اإلرادة يف التخل�ص من املخدرات .وأتى هذا الس�بب يف
الرتتي�ب الع�ارش من حيث األمهية م�ن وجهة نظر أف�راد العينة من
العائ�دات للجريم�ة وذلك بنس�بة بلغت ( .)%45.7كام أش�ارت
قيم�ة مربع كاي إىل وج�ود فروق دالة إحصائي ًا عند مس�توى داللة
معنوي�ة بلغ ( )0.02بين العائدات للجريمة وغير العائدات هلا،
وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة.
أي أن العائ�دات للجريمة أفدن بأن ضعف اإلرادة يف التخلص من
املخ�درات ،س�بب رئيس هلن للعود م�رة أخرى للجريم�ة ،مقارنة
بزميالهتن من غري العائدات.
11ـ ضع�ف الوازع الديني .وأتى هذا الس�بب يف الرتتيب احلادي عرش
من حيث األمهية من وجهة نظر أفراد العينة من العائدات للجريمة
وذل�ك بنس�بة بلغ�ت ( .)%44.4كام أش�ارت قيمة مرب�ع كاي إىل
ع�دم وج�ود ف�روق دال�ة إحصائي ًا بين العائ�دات للجريم�ة وغري
العائدات،مما يوحي بأن ضعف الوازع الديني ربام يكون س�بب ًا قوي ًا
لغري العائدات للجريمة الرتكاب اجلريمة مرة أخرى.
12ـ العنوسة .وأتى هذا السبب يف الرتتيب الثاين عرشاألخري من حيث
األمهي�ة من وجهةنظ�ر أفراد العين�ة من العائ�دات للجريمة وذلك
بنسبة بلغت ( .)%15.4كام أشارت قيمة مربع كاي إىل عدم وجود
ف�روق دال�ة إحصائي ًا بين العائ�دات للجريمة وغير العائدات ،مما
يوحي بأن العنوس�ة تعد أيض ًا س�بب ًا لغري العائ�دات للعود للجريمة
مرة أخرى ،إذا الزمتهن لفرتة طويلة.
170
وتشير قيمة مربع كاي التي كانت دالة إحصائي ًا عند مستوى ()0.05
يف مجيع األسباب املؤدية إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي إىل أن الفروق كانت
لصالح غري العائدات للجريمة،مقارنة بمرتكبات الس�لوك اإلجرامي ألول
مرة ،وتؤكد هذه النتيجة أن من األسباب الرئيسة التي أدت إىل العود الرتكاب
السلوك اإلجرامي من وجهة نظر أفراد العينة كان استمرار املشكالت األرسية
املتعددة والتي يكون دافعها يف الغالب ضعف املستوى االقتصادي ،وكذلك
نظرة املجتمع القاس�ية ملرتكبات السلوك اإلجرامي بأهنن خرجيات سجون،
والش�عور بالظلم والقهر ،وخمالطة صديقات السوء السجينات والتأثر هبن،
إضافة إىل اس�تمرار املش�كالت االقتصادية واملتكررة ،وربام تكون مجيع هذه
األس�باب اجتمعت ،ودفعت مرتكبات الس�لوك اإلجرامي للعود للجريمة
م�رة أخرى ،هل�ذا ترى الباحث�ة أن مرتكبات الس�لوك اإلجرام�ي مل يرتكبن
اجلريمة يف ظروف أرسية عادية ،بل هناك عوامل اقتصادية ،واجتامعية قاهرة
قادهت�ن إىل ذل�ك ،وإن مل تزل هذه األس�باب فقد يتكرر الع�ود للجريمة مرة
أخرى.
171
اجلدول رقم ( )20أنامط اجلرائم املرتكبة من قبل العائدات وغري العائدات
النوع
املجموع نمط اجلريمة
غري عائدة للجريمة عائدة للجريمة
159 75 84 العدد
أخالقية
%100.0 %47.2 %52.8 النسبة
14 8 6 العدد
رسقة
%100.0 %57.1 %42.9 النسبة
7 4 3 العدد
مسكرات
%100.0 %57.1 %42.9 النسبة
34 10 24 العدد
خمدرات
%97.1 %28.6 %68.6 النسبة
10 8 2 العدد
قتل
%90.9 %72.7 %18.2 النسبة
8 5 3 العدد
تزوير
%100.0 %62.5 %37.5 النسبة
- - - العدد
هتريب
- - - النسبة
8 2 6 العدد
أخرى
%100.0 %25.0 %75.0 النسبة
172
لغير العائ�دات للجريم�ة كان ه�و اجلرائ�م األخالقية،وبلغ�ت نس�بة ذلك
( .)%47.2يف حين ت�وزع أف�راد عينة الدراس�ة عىل بقي�ة اجلرائم األخرى
كالرسقة ،واملخدرات ،واملس�كرات ،والقت�ل والتزوير بأعداد قليلة ومتباينة
من نمط جريمة إىل أخرى.
أم�ا بالنس�بة للعائدات للجريمة ،فتبني أن غالبي�ة نمط جريمتهن كانت
كذلك اجلرائم األخالقية،وبلغت نسبة ذلك ()%52.8ييل ذلك املخدرات.
يف حني توزع أفراد العينة بأعداد قليلة كذلك عىل بقية أنامط اجلرائم املرتكبة
يف العود للجريمة.
تشير هذه النتيجة إيل أن مرتكبات السلوك اإلجرامي للعائدات ولغري
العائ�دات ملعظ�م أف�راد عينة الدراس�ة هو اجلرائ�م األخالقي�ة .وتؤكد هذه
النتيج�ة أن الع�ود للجريم�ة يأخ�ذ طاب�ع العود اخل�اص املتمث�ل يف اجلرائم
األخالقية.وكام هو معروف ف�إن اجلرائم األخالقية كذلك متعددة ومتباينة.
وال تقترص عىل جريمة واحدة بعينها فالغش ،واالحتيال ،والتزوير ،والرسقة
وغريها تدخل ضمن اجلرائم األخالقية.
173
اجلدول رقم ( )21عدد مرات العود ملرتكبات السلوك اإلجرامي
من العائدات للجريمة
كم مرة تم سجنك قبل هذه املرة نمط جريمة
املجموع
مرتان ثالث مرات أربع فأكثر مرة العائدات للجريمة
73 4 10 18 41 العدد
اجلريمة األخالقية
%100.0 النسبة %5.5 %13.79 %24.7 %56.2
3 - 1 2 - العدد
جريمة الرسقة
%100.0 - %33.3 %66.7 - النسبة
4 - 1 2 1 العدد
جريمة املسكرات
%100.0 - النسبة %25.0 %50.0 %25.0
16 - 1 8 7 العدد
جريمة املخدرات
%94.1 - النسبة %5.9 %47.1 %41.2
8 1 - 1 6 العدد
جريمة القتل
%100.0 %12.5 - النسبة %12.5 %75.0
2 - 1 1 - العدد
جريمة التزوير
%100.0 - %50.0 %50.0 - النسبة
4 - - - 4 العدد
جرائم أخرى
%100.0 - - - النسبة %100.0
174
هناك نس�بة بلغت ( )%13.7أف�دن بأهنن عدن هل�ذه اجلريمة ثالث مرات،
بينما نجد هناك نس�بة بلغ�ت ( )%5.5ذكرن بأهنن عدن هل�ذه اجلريمة أربع
مرات فأكثر.
أما بالنس�بة جلريمة الرسقة ،وجريمة املس�كرات واملخدرات ،وجريمة
القت�ل والتزوي�ر فنج�د أن ه�ذه اجلرائم رغم وج�ود عود هلا ،فإهن�ا ترتكب
بشكل طفيف ،إذا استثنينا جرائم املخدرات التي ترتفع قليالً،قد بلغت نسبة
ذل�ك ( )%47.1للعائدات هل�ذه اجلريمة مرتني ،ونس�بة بلغت ()%41.2
للعائ�دات للجريم�ة م�رة واحدة ،ونس�بة بلغ�ت ( )%5.9للعائ�دات هلذه
اجلريمة ثالث مرات.
تؤك�د ه�ذه النتيجة أن الع�ود للجريمة حي�دث أكثر من م�رة ،ويف هذه
النتيج�ة تركز العود للجريمة يف املرة األوىل ،ييل ذلك العود للجريمة يف املرة
الثانية ،ثم الثالثة ،ثم الرابعة.
175
1ـ وضع يتعلق باألرسة ،وتضمن هذا املقياس العبارات التالية:
1ـ ال تتدخل أرسيت يف أي يشء أعمله حتى ولو كان خطأ.
2ـ منزلنا ميلء باملشكالت والشجار واملخاصمة.
3ـ تغضب أرسيت عندما ختطئ إحدانا.
4ـ ال أحس باألمن داخل أرسيت.
5ـ أخاف من مواجهة أرسيت بعد جريمتي األوىل.
6ـ أحس باألمن داخل أرسيت أكثر من خارجه.
7ـ بعض أفراد أرسيت سبق أن دخلوا السجن.
8ـ أشعر منذ الصغر بأن أيب وأمي حيبان إخويت أكثر مني.
2ـ وض�ع يتعل�ق باألق�ارب واألصدق�اء ،وتضم�ن ه�ذا املقي�اس
العبارات التالية:
1ـ كثري من أقاريب ال يتقبلني ألين دخلت السجن.
2ـ صديقايت غالب ًا يتحدثن عن أشياء حمرمة أو ممنوعة عندما يتقابلن.
3ـ تعلمت السلوك اإلجرامي من صديقات يل.
4ـ أفعل مثل ما تقوم به صديقايت حتى ال أخرسهن.
3ـ وضع شخيص (نفيس) ،وتضمن هذا املقياس العبارات التالية:
1ـ أعترب نفيس منحرفة.
2ـ مل يعد جيرح إحسايس ما يصفني به الناس.
176
3ـ لو كان عندي مصدر دخل مس�تقل ما كان ألحد إجباري عىل فعل
ما ال أريد.
4ـ إذا مل أقم بام قمت به من عمل فلن أستطيع أن أجد ما أعيش منه.
5ـ أشعر برغبة شديدة يف احلصول عىل املال بأي وسيلة.
6ـ تأخري يف الزواج جيعلني أبحث عن إش�باع غرائزي حتى ولو كان
بطريق غري مرشوع.
7ـ عندما أقدمت عىل هذا الفعل مل أعرف أنه جريمة.
8ـ دفعني هلذا الفعل رغبتي يف التغلب عىل الفراغ وامللل.
9ـ أشعر بعدم تقبل املجتمع يل بعد خروجي من السجن.
10ـ قطع اجلميع عالقتهم يب منذ دخويل السجن.
11ـ أش�عر بأن اآلخرين من حويل حيتقرونني،ويرفضون التعامل معي
بعد خروجي من السجن.
12ـ أشعر بأين ظلمت كثري ًا هبذا السجن.
13ـ أرى أن ما فعلته ال يستوجب السجن.
14ـ أنا لست مذنبة ،وإنام تم تلفيق التهمة يل.
تبني اجلداول التالية العالقة بني نمط اجلريمة والوضع الفعيل للعائدات
للجريمة ولغري العائدات هلا.
الفروق بني العائدات اجلريمة وغري العائدات وفق ًا للوضع الفعيل هلم.
177
اجلدول رقم ( )22اختبار ( ت )T. test .ملعرفة الفروق بني عائدات
اجلريمة وغري العائدات وفق ًا للوضع الفعيل هلن
مستوى املتوسط االنحراف الوضع
الداللة (ت) قيمة العدد أفراد العينة
احلسايب املعياري الفعيل
178
كام تبني كذلك من نتائج اجلدول رقم ( )22وجود فروق دالة إحصائي ًا
عن�د مس�توى ( )0.01بين العائ�دات للجريم�ة وغير العائدات هل�ا تبع ًا
لوضع أفراد العينة املتعلق باألقارب واألصدقاء املتمثل يف تقليد الصديقات
وحماكاهت�ن فيما يعمل�ن وكانت هذه الف�روق لصالح عينة الدراس�ة من غري
العائ�دات للجريم�ة ،بمعن�ى أن غير العائ�دات للجريمة أفدن ب�أن لعالقة
األق�ارب دورا رئيس�ا ومؤث�را يف ارت�كاب الس�لوك اإلجرام�ي والعود له،
وذلك بتقليد صديقات السوء فيام يعملن.
كما بين�ت نتائج اجل�دول رق�م ( )22وجود ف�روق دال�ة إحصائي ًا عند
مس�توى ( )0.01بين العائدات للجريم�ة وغري العائدات هل�ا تبع ًا للوضع
الش�خيص ألف�راد العين�ة املتمث�ل يف انخفاض مس�توى التعلي�م وانخفاض
مس�توى تقدي�ر الذات ،وكانت ه�ذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من غري
العائ�دات للجريمة ،بمعنى أن غير العائدات للجريمة أف�دن بأن وضعهن
الش�خيص املتمثل يف انخفاض مستوى تعليمهن ومستوى فهمهن ومستوى
تقديره�ن لذواهتن كان س�بب ًا مب�ارش ًا يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي ،وكان
تأثريه كبري ًا بالنسبة للعائدات للجريمة ،مقارنة بغري العائدات هلا.
وعلي�ه تفي�د نتائج ه�ذه الدراس�ة أن للس�لوك اإلجرام�ي عوامل عدة
تس�اهم فيه بالنس�بة ملرتكبات الس�لوك اإلجرامي ألول مرة أو العائدات له.
فمنه�ا ما يتعلق ب�األرسة ،ومنها ما يتعلق باألق�ارب والصديقات ،ومنها ما
هو شخيص يعود لشخصية مرتكبة السلوك اإلجرامي نفسه ،وهذه العوامل
الثالثة ،جمتمع�ة ،كان تأثريها عىل العائدات للجريمة أكرب من غري العائدات
هلا.
أوالً :العالقة بني نمط اجلريمة وفق ًا للوضع األرسي بني العائدات للجريمة
وغري العائدات هلا وفق ًا لنمط اجلريمة املرتكبة.
179
اجلدول رقم ( )23الفروق يف املتوسطات احلسابية وفق ًا لنمط اجلريمة
املرتكبة بسبب األرسة للعائدات وغري العائدات
االنحراف املتوسط
العدد نمط اجلريمة املرتكبة
املعياري احلسايب
0.17678 1.5000 14 رسقة
0.26982 1.4908 37 زنا
0.27643 1.5268 97 دعارة
0.20693 1.3673 7 خمدرات
0.24563 1.5562 16 قتل
0.17547 1.5781 8 تزوير
0.34460 1.5000 6 تعاطي املخدرات
0.22822 1.2500 4 ترويج
0.28454 1.5263 17 أخرى
0.26427 1.5112 206 املجموع
180
يوض�ح اجلدول رقم ( )23العالقة بني نمط اجلريمة والوضع الفعيل
اخلاص باألرسة بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا .وتبني من
خالله أن أعىل متوس�ط حس�ايب وفق ًا للوضع األرسي بلغ ()1.57
لالئ�ي نم�ط جريمته�ن تزوي�ر ،يف حين بل�غ أقل متوس�ط حس�ايب
( )1.25لالئي نمط جريمتهن ترويج املخدرات ،وهذا التقارب يف
املتوسطات مل يؤد إىل فروق دالة إحصائي ًا كام تشري نتائج اجلدول رقم
( )24ال�ذي يوضح حتليل التباين اآلحادي ملعرفة الفروق يف الداللة
اإلحصائية بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا تبع ًا ملتغري نمط
اجلريم�ة املتعلق ب�األرسة ،فقدكان�ت قيمة (ف) البالغ�ة ()0.949
أكرب من مستوى الداللة املعنوية (.)0.05
وه�ذه النتيج�ة تشير ،بوض�وح ،إىل أن الوض�ع الفعيل ألف�راد عينة
الدراس�ة اخل�اص ب�األرسة النات�ج م�ن التف�كك األرسي واحلرمان
العاطفي الذي يعش�ن فيه كان س�بب ًا يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي
بني العائدات للجريمة أو غري العائدات للجريمة .ولعل هذه النتيجة
تتف�ق م�ع ما ذكرت�ه نتائج اجل�داول الس�ابقة يف أن الوض�ع األرسي
السيئ،والتفكك األرسي الذي يعيش فيه أفراد عينة الدراسة كان ذا
أثر بالغ يف مجيع األنامط الس�لوكية املرتكبة للعائدات للجريمة ولغري
العائدات هلا.
ثاني� ًا :العالقة بني نمط اجلريمة وفق ًا للوضع الفعلي لألقارب بني العائدات
للجريمة وغري العائدات هلا تبع ًا لنمط اجلريمة املرتكبة.
181
اجلدول رقم ( )25الفروق يف املتوسطات احلسابية وفق ًا لنمط اجلريمة
املرتكبة بسبب األقارب للعائدات وغري العائدات
االنحراف املعياري املتوسط احلسايب العدد نمط اجلريمة املرتكبة
0.27431 1.4762 14 رسقة
0.36427 1.4122 37 زنا
0.36679 1.3883 97 دعارة
0.25000 1.2500 7 خمدرات
0.42748 1.5167 15 قتل
0.35003 1.3542 8 تزوير
0.30277 1.1667 6 تعاطي املخدرات
0.43301 1.3750 4 ترويج
0.37046 1.6823 16 أخرى
0.36843 1.4183 204 املجموع
182
اجلدول رقم ( )27نتائج اختبار توكي ( )Tukyلتبيان اجتاه الداللة
اإلحصائية
( )Iما نوع القضية التي ( )Jما نوع القضية التي
متوسط
االنحراف مستوى أودعت بموجبها يف أودعت بموجبها يف
الفروق
الداللة اخلطأ السجن حالي ًا حسب السجن حالي ًا حسب
()i-j
التهمة املوجهة لك التهمة املوجهة لك
1.000 0.11356 0.0640 زنا
0.995 0.10347 0.0879 دعارة
0.915 0.16753 0.2262 خمدرات
1.000 0.13449 -0.0405 قتل
رسقة
0.998 0.16040 0.1220 تزوير
0.713 0.17659 *0.3095 تعاطي املخدرات
1.000 0.20518 0.1012 ترويج
أخرى (جرائم أخالقية) 0.827 0.13245 -0.2061
* مستوى الداللة كام يبينها اختبار توكي
183
التباي�ن األحادي ملعرفة الف�روق يف الداللة اإلحصائي�ة وفق ًا لوضع
األق�ارب للعائ�دات للجريم�ة وغير العائدات هل�ا تبع� ًا ملتغري نمط
اجلريم�ة ،فقدكان�ت قيم�ة (ف) البالغة ( )1.92دال�ة إحصائي ًا عند
مستوى (.)0.01
وبالنظر للجدول رقم ( )27الذي يبني نتائج اختبار (توكي) لتحديد
الف�روق يف الدالل�ة اإلحصائي�ة يف نم�ط اجلريمة املرتب�ط باألقارب
والصديقات ،اتضح من خالله أن الفروق اإلحصائية جاءت لصالح
الالئي نمط جريمتهن رسقة ،بمعنى أن مرتكبات السلوك اإلجرامي
املتمثل يف الرسقة مارس�ن ذلك الس�لوك اإلجرامي أسوة بزميالهتن
من األقارب والصديقات.
وه�ذه النتيجة تشير إىل أن أفراد العينة يقل�دن أقارهبن وأصدقاءهن
فيما يفعلون ،ويدلل هذا عىل أن نمط جريمة الرسقة املامرس من قبل
األق�ارب والصديق�ات انتق�ل إىل مرتكبات الس�لوك اإلجرامي من
العائ�دات وغري العائدات للجريم�ة تقليد ًا هلم ،وينطبق هذا بالتأكيد
على بقي�ة اجلرائم األخ�رى .ف�إن كان صديقات مرتكبات الس�لوك
اإلجرامي وأقارهبن يامرسن نمط جريمة آخر ربام ينتقل هذا السلوك
أيض� ًا ملرتكب�ات الس�لوك اإلجرام�ي وأقارهبن من العائ�دات وغري
العائدات للجريمة.
ثالث ًا :العالقة بني نمط اجلريمة وفق ًا للوضع الشخيص بني العائدات للجريمة
وغري العائدات هلا تبع ًا لنمط اجلريمة املرتكبة.
184
اجلدول رقم ( )28الفروق يف املتوسطات احلسابية وفق ًا لنمط اجلريمة
الشخيص املرتكب بني العائدات وغري العائدات للجريمة
185
يوضح اجلدول رقم ( )28العالقة بني نمط اجلريمة والوضع الشخيص
املتمث�ل يف انخفاض مس�توى تعلي�م أفراد العينة ومس�توى فهمهن وضعف
مس�توى تقديرهن لذاهتن بني العائدات للجريم�ة وغري العائدات هلا ،وتبني
م�ن خالل�ه أن أعىل متوس�ط وفق� ًا للوضع الش�خيص بل�غ ( )1.48لالئي
نم�ط جريمتهن أخرى (جرائم أخالقية) .يف حني بلغ أقل متوس�ط حس�ايب
( )1.26لالئ�ي نم�ط جريمته�ن تروي�ج املخ�درات .وه�ذا التق�ارب يف
املتوسطات مل يؤد إىل فروق دالة إحصائي ًا ،كام تشري نتائج اجلدول رقم ()29
ال�ذي يوضح حتليل التباين األح�ادي ملعرفة الف�روق يف الداللة اإلحصائية
للوضع الش�خيص بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا تبع ًا ملتغري نمط
اجلريم�ة ،فقد كانت قيمة (ف) البالغة ( )0.894أكرب من مس�توى الداللة
املعنوية (.)0.05
وتشير ه�ذه النتيج�ة بوض�وح،إىل أن الوض�ع الش�خيص ألف�راد عينة
الدراس�ة املتمثل يف انخف�اض مس�توى التعليم ،ومس�توى الفهم ،وضعف
تقدير الذات كان ذا أثر كبري عىل مجيع أنامط اجلرائم املرتكبة من رسقة ،وزنا،
وخم�درات ،وقت�ل وغريها ،س�واء للعائدات للجريمة أو غير العائدات هلا.
ولع�ل ه�ذه النتيجة تتفق مع م�ا ذكرته نتائج اجلداول الس�ابقة يف أن الوضع
الشخيص املتمثل يف ضعف املستوى التعليمي ،وضعف الشخصية يعد سبب ًا
رئيس� ًا يف ارت�كاب الس�لوك اإلجرامي .فعادة م�ا يقلد الضعي�ف من حوله
خصوص� ًا من األصدق�اء واألقارب ،وكثري من مرتكبي الس�لوك اإلجرامي
يرتكب�ون اجلريم�ة وق�د ال يعرف�ون أن هذه جريم�ة يعاقب عليه�ا القانون،
ويعود ذلك بالتأكيد إىل اجلهل الذي سببه انحدار املستوى التعليمي.
186
3. 4دراسة احلالة
احلالة األوىل
عمرها 40س�نة متزوجة ،وأم خلمس�ة أطفال ،أنجبت الطفلة اخلامس�ة
بع�د خروجه�ا من الس�جن للم�رة األوىل ،جامعي�ة تعمل معلم�ة للمرحلة
االبتدائي�ة ،حالته�ا املادية ممتازة ،م�ن أرسة غنية ومعروف�ة اجتامعي ًا .دخلت
الس�جن للم�رة األوىل بس�بب قتل خادمته�ا األندونيس�ية اجلنس�ية ،بعد أن
اختلف�ت معها،ورضبتها رضب ًا مربح ًا ،وقفلت عليه�ا الباب،وتركتها بدون
طعام أو رشاب حتى تأثرت حالتها الصحية وعند نقلها للمستش�فى فارقت
احلياة ،وحكم عليها بالسجن مخس سنوات هي احلق العام ،أما احلق اخلاص
فق�د دفع�ت الدي�ة أله�ل القتيلة ،وقض�ت فرتة س�نتني فقط يف الس�جن،ثم
ش�ملها العف�و امللكي وخرجت .ع�ادت حلياهتا األوىل بش�كل طبيعي وكأن
ش�يئ ًا مل يكن .ع�ادت لعملها يف التدريس ،وعالقته�ا بأهلها وزوجها ممتازة،
فق�د كانوا يزوروهن�ا ويتواصلون معه�ا ،وصديقاهتا كذل�ك ،وأهنا حتس أن
كل يشء عادي ،وأهنا مل تعمل ش�يئا وإن م�ا فعلته كان قضاء وقدرا ،أمضت
فترة س�ت س�نوات خ�ارج الس�جن بع�د خروجه�ا يف امل�رة األوىل خالهلا
أنجب�ت طفلة .أقدمت عىل نف�س اجلريمة للمرة الثاني�ة فقتلت خادمتها من
اجلنسية السيرالنكية ،ولكن بطريقة خمتلفة فقد أقدمت عىل إلقائها من أعىل
الدرج،وأصيب�ت اخلادمة بإصابات بالغة يف الرأس فارقت احلياة عىل أثرها،
وحكم عليها بالسجن .واآلن هلا ثالث سنوات وثالثة شهور داخل السجن
للم�رة الثانية (عود خاص) تنتظر أن يأتيها عفو ،وترى أهنا ليس�ت جمرمة أو
قاتل�ة ،وإنام اليشء حيدث بالصدفة وقدر ،وليس هلا يد فيه من وجهة نظرها.
187
وتتوق�ع ه�ذه املرة أنه بعد خروجها يقل تقبل الن�اس هلا عن املرة األوىل بمن
فيه�م األهل واألق�ارب ،وصديقاهتا وزميالهتا املدرس�ات .ختاف كثري ًا هذه
املرة من ردة فعل زوجها ،تتوقع أن يطلقها أو هيجرها مع أهنا ترجع وتقول أنا
ليس يل ذنب ،بل أنه كرجل وأثناء إقامتها بالسجن حيتاج المرأة ،وخصوص ًا
أن أوالده�ا اخلمس�ة حت�ت رعاية والدهت�ا ،وأرسهتا مجيع ًا هيتم�ون هبم ،وأن
الرجل دائ ًام يبحث عن راحته ،وزوجها تتوفر له كل العوامل املساعدة.
مالحظة:
ه�ذه احلال�ة فيها يشء من الغراب�ة غري كل احلاالت املوجودة بالس�جن
والاليت متت مقابلتهن ،فهي ش�خصية غريبة قاتلة مرتني،وحتس بأهنا إنس�انة
قوي�ة حمرتم�ة هل�ا مكانتها يف أرسهت�ا وأن ما ح�دث صدفة ولن يؤث�ر عليها.
الغري�ب أهن�ا تذكر أن بيئة الس�جن ممكن أن تؤثر عىل الس�جينات ،ولكن ال
تعتبر نفس�ها منهن ،وتنظر هل�ن بدونية ،وترى أن صديقاهت�ا مل يتغرين عليها
بعد خروجها يف املرة األوىل واهنن يراعني ش�عورها ،حتى أهنا إذا سألت عن
يشء ما حدث يف املدرسة وقت سجنها يقلن هلا عندما كنت مسافرة .تطلب
م�ن زوجه�ا انتظارها طوال ه�ذه الس�نوات والبقاء عىل حبها وع�دم التغري
عليها ،وكأهنا مل تذنب مرتني.
احلالة الثانية
عمرها 55س�نة لدهيا مخسة أوالد وسبع بنات أكربهم ولد يف السادسة
والعرشي�ن من العمر ،وأصغرهم يف الس�ابعة من العم�ر ،ومن البنات اثنتان
متزوجتان واخلمس األخريات يعشن معها يف املنزل ،أمية غريبة الشخصية،
جريئة ال حتس بأن ما فعلته جريمة بشعة ،وإنام خطأ بسيط وترى أن السجن
188
أحس�ن م�ن احلياة باخلارج على حد قوهلا ،لي�س به وجع رأس أو مش�اكل،
تعمل بس�وق حجاب يف أش�ياء خاصة بالنساء ،وتسكن بالقرب منه ،وتذكر
عىل حد قوهلا أن هلا مش�اكل مع أش�خاص يف الس�وق ،وهم دائ ًام ما يفرتون
عليها ويسببون هلا مشاكل يف السوق ،ومن ثم يشتكون عليها يف قسم الرشطة
بالنس�يم .يف حديثها س�ألتها عن طبيعة عالقتها بزوجها كوهنا ال تذكرش�يئا
عن�ه عندما تتحدث ع�ن حياهتا وأوالدها وبناهتا وعمله�ا والغريب أهنا عىل
ذمته ومل يطلقها ،لكنها تقول إن حيايت معه يف الس�ابق أش�به ما تكون بعيش�ة
احليوانات ال يوجد فيها أي رابط ،يلعنها ويشتمها ،خالفات مستمرة يصفها
بألف�اظ بذيئة وس�يئة وال ينادهيا باس�مها.وعندما دخل ابنها ذو الـ 16س�نة
الس�جن بعد مش�اجرة مع ش�خص ما وطعنه حكم عليه بالس�جن ،وأصبح
ال�زوج يعايرها به وأنه راعي س�جون ،وطالع عىل أخواله ،فس�اءت العالقة
بينهام وزاد كرهها له فهي ال حتبه وال حترتمه وبعد أن خرج ابنها من الس�جن
زوجت�ه م�ن ابنة عمه ،وعاش معهم باملنزل وأنجب بنتا ثم عاد للس�جن مرة
أخرى يف قضية ملدة س�نتني .ومن غرابة أقواهلا (أن دخول الس�جن عز ،وال
يدخل�ه إال الرج�ال) وبالنس�بة جلريمتها الت�ي تعترب من أغ�رب اجلرائم أهنا
مت�ارس القوادة باعرتافها عىل بناهتا اخلمس غري املتزوجات وتعترب هذه املهنة
دخلا إضافيا هلا ،مع عملها بالس�وق بعد بالغ عنها م�ن أحد أهايل احلي تم
س�جنها يف املرة األوىل ثالث س�نوات وشهرين ،ثم بعد ذلك خرجت ولكن
رسعان ما عادت للس�جن مرة أخرى بعد س�تة ش�هور فقط بسبب معاودهتا
نفس الس�لوك الس�ابق الذي متارس�ه عىل بناهتا ،بل تس�اوم وحتب�ذ من يدفع
أكث�ر ،وترى أن ما فعلته ليس خطأ بل تصفه بأنه غلط ش�وي عىل حد قوهلا،
والغري�ب يف األمرأهنا ترى أن م�ا فعلته من جرم ال يضايقها بقدر ما أثر فيها
طالق بناهتا املتزوجات،ألن أزواجهن ال يرضون أن تكون أم زوجاهتم هبذا
189
الس�لوك ،وخياف�ون عىل بناهتم منها .أما س�لوكها الس�يئ فل�م يضايقها ،بل
تصفه بأنه مصدر دخل ممتاز ،والغريب أن زوجها ال يتدخل يف شؤون بناته،
وإنما ه�ذه األم هي املترصف�ة األوىل ،وعندما س�ألتها عن موق�ف أوالدها،
وكي�ف يرضون هبذا الس�لوك عىل أخواهتم قالت إهن�م يأخذون مرصوفهم،
مني وبذلك فهي سيدة الوضع.
احلالة الثالثة
عمرها 37سنة ،مطلقة 3مرات ،لدهيا مشاكل نفسية كبرية منذ الصغر
بس�بب ظروفها األرسية .كون والداها منفصلني حينام كانت يف التاس�عة من
العمر بس�بب عدم إنجاب والدهت�ا لغريها فقد عاش�ت يف طفولتها وحيدة،
وم�ن ث�م بعد طالق أمها وزواج أبيها س�اءت نفس�يتها أكثر ،وعاش�ت عند
زوج�ة أبيه�ا ،وأحيان� ًا تذه�ب إىل أمه�ا يف بي�ت أخواهلا.وبع�د زواج أمه�ا
أصبح�ت متك�ث أغلب األحي�ان عند أبيه�ا ،تزوجت زواجه�ا األول وهي
يف الثامن�ة عشرة من العمر من رجل مس�ن ،أجربها والده�ا عليه ،وانتقلت
لتعيش معه يف الدوادمي .أحست بالبعد عن املكان الذي عاشت فيه ،إضافة
إىل أن�ه رجل كبري يف الس�ن وال هيتم هب�ا ،مل جتد عنده ما كانت تبحث عنه من
العط�ف واحلنان ،مل تنجب منه فطلقها بعد س�نتني من زواجهام ،ثم تزوجت
بع�د ذل�ك من رجل يكربه�ا كثري ًا أيض� ًا وأنجبت منه ولدا وبنت�ا طلقها بعد
أربع س�نوات من ال�زواج ،وأخذ ولدهيا منها وهو مقي�م يف املنطقة الرشقية،
وعادت هي ألهلها يف الرياض ،تدهورت حالتها الصحية ،وأصبحت تأخذ
حبوبا مهدئة ،حاولت أن تلجأ إىل والدهتا ملساعدهتا ولكنها مشغولة بزوجها
وحياهت�ا اخلاصة وزوجها عىل ح�د قول أمها ال يريد وجع رأس ومش�اكل.
أغلق�ت يف وجهها الس�بل فكان احل�ل موافقتها عىل ال�زواج من رجل ثالث
190
يف املنطق�ة الرشقي�ة لتكون قريب�ة من أوالده�ا ،ولكن زوجها الس�ابق -أبو
أوالدها -مل يس�مح هل�ا برؤيتهم مع أهنا قريبة منهم يف نف�س املدينة ،أنجبت
م�ن زوجه�ا الثالث بنت� ًا وكان عىل حد قوهل�ا أفضل أزواجها طيب�ا وحنونا،
ولك�ن ه�ي مل تع�د ق�ادرة على العطاء ،وممارس�ة حياهت�ا كزوج�ة .كانت ال
هتت�م حتى بابنتها بس�بب ظروفها القاس�ية التي مرت هبا ط�وال حياهتا ،فقد
جعلتها مريضة ،حزينة ،يائسة ،كانت ال تنام إال بمهدئات ،وترضب طفلتها
الصغيرة أحيان ًا ،تبكي كثري ًا ،وبعد معاناة طويلة طلقها زوجها ،وخوف ًا عىل
ابنته من أمها املريضة نفس�ي ًا أخذها لوالدته لرتعاها ،ورجعت هي عند أبيها
مطلقة للمرة الثالثة من ثالثة أزواج ،وأصبح وضعها أثقل عليهم من األول
وأخ�ذوا يعريوهن�ا بطالقها عدة مرات ،واجهت ضغوط�ا كثرية منهم متثلت
يف حرماهنا من اخلروج ،واملرصوف ،حتى اهلاتف يمنعوهنا من احلديث فيه.
تعبت أكثر فهي ال تعلم شيئا عن بنتها وولدها وال بنتها األخرى .فكرت يف
اهل�روب من الرياض إىل املنطقة الرشقية لتك�ون قرب أوالدها ،وألهنا حتس
يف الرياض أن أهلها ال يريدوهنا وخيجلون منها لكنهاال تعلم كيف تترصف.
ويف إحدى مراجعاهتا للمستش�فى تعرفت عىل شخص ما ،وبعد فرتة بسيطة
من عالقتها أحرض هلا اهلاتف اجلوال ليتصل هبا ويطمئن عليها كوهنا يف منزل
والده�ا ال تقدر عىل احلديث باهلاتف .وبعد فرتة من العالقة بينهام قررت أن
هت�رب معه من الري�اض إىل املنطقة الرشقية هي بداف�ع أن تقرب من أبنائها،
وهو اس�تغل ظروفها الصعبة وأقام معها عالقة غري رشعية ملدة س�تة ش�هور
حت�ى تم القبض عليهام بش�قة مفروش�ة باملنطقة الرشقي�ة ،وكانت حامال يف
الش�هر الرابع محال غري رشعي وتم س�جنها ومكثت بالس�جن مخس�ة شهور
حتى أنجبت بنتا ومن ثم تم تسليمها للدار .الغريب أهنا تعلقت بتلك البنت
وكان�ت تريدها ،وترى أنه يمكن أن تعوضها ع�ن فقدان أطفاهلا ،وبعد فرتة
191
خرجت من الس�جن ،وعادت للسجن مرة أخرى بعد تسعة شهور يف قضية
أخالقية أخرى ،فقد قبض عليها يف خلوة غري رشعية ،وهي اآلن يف السجن
منذ س�نة وستة شهور ،ش�خصيتها غريبة ،ونفس�يتها متدهورة ،تأخذ حبوبا
مهدئة يف الس�جن تريد أوالدها ،ترصخ أحيان ًا وتطلب من األخصائيات أن
يعطوه�ا بنتها غير الرشعية التي أنجبتها يف الس�جن عند دخوهلا وتقول هي
ملك يل وحدي ليس هلا أب أريدها ،الغريب أنه أثناء احلديث معها منذ البداية
ت�ردد عبارة (هم مصعبينها وهي س�هلة) ترى أن الن�اس هم الذين يصعبون
األم�ور ،أزواجها الس�ابقني هم الذين صعب�وا األمور وأخ�ذوا أطفاهلا وأن
احلي�اة س�هلة ولكن هم م�ن يصعبوهنا ،كام أهن�ا ترى أن البن�ت التي أنجبتها
بحمل غري رشعي هي من حقها وحدها وأن الس�جن مصعب األمور وهي
سهلة.
احلالة الرابعة
فت�اة يف الرابع�ة والعرشين م�ن العمر متعلمة وذكي�ة ومثقفة أصلها من
اليم�ن زوجه�ا س�عودي ،وتقيم م�ع والدهيا منذ فترة طويلة يف الس�عودية.
تزوجت به عن طريق معرفته بوالدها يكربها كثري ًا يف السن .منعها من إكامل
دراس�تها عىل الرغم من تفوقها ،وهذا واضح جد ًا من ش�خصيتها وطريقتها
يف احل�وار ،كما كان ال حيبذ خروجها كثري ًا من املنزل عىل الرغم من انش�غاله
عنه�ا بعمله الذي ال تعرف ما هو ،فهو كثري الغياب عن املنزل ،دخله مرتفع
جد ًا ،ولكن ال تعرف ماذا يفعل ،يثور ويغضب عندما تس�أله .سبب دخوهلا
الس�جن يف امل�رة األوىل أنه طلب منها ذات ي�وم أن تذهب بغرض ما لزوجة
صديقه ألنه تعبان ،وال يقدر عىل الذهاب بنفس�ه ،وعىل الرغم من استغراهبا
ه�ذا الطلب فقد ذهبت طاع�ة له ،وتم القبض عليها أثناء تس�ليمها الغرض
192
وإذا ب�ه خمدرات ،وهي ال تعلم أي يشء تم س�جنها تس�عة ش�هور ،ومن ثم
خرج�ت بعدم�ا تبني أهنا ليس�ت املقص�ودة وال تعلم ش�يئا وبع�د خروجها
مكثت حوايل س�نتني ،ومن ثم عادت للس�جن مرة أخرى يف نفس الظروف
وب�دون ذنب ،وإنام لرباءهتا الزائدة وثقته�ا بزوجها ،وكيف أن الزوج يمكن
أن يبي�ع رشفه مقابل امل�ادة وطلبا إلرضاء الناس الذين يعمل معهم وإرضاء
لرغباته القذرة ،ذات مس�اء طلب منها عىل غير عادته أن تذهب معه كوهنم
معزومني عند أحد أصدقائه وعائلته يف استراحة عىل العش�اء،ويريد منها أن
تذهب لتلبية الدعوة ،وطلب منها أن تلبس أحىل ما لدهيا لتظهر بمظهر مجيل
ومشرف عند عائلة صديقه .وبعد أن ذهبا ملوقع االستراحة ،وهي إىل اآلن
مل تالح�ظ أي يشء غريب .وعند وصوهلام إىل الباب طلب منها النزول ،وأنه
س�وف يذهب إىل الباب اآلخر ليدخل عند الرجال ،وعندما تنتهي الس�هرة
س�يأيت هنا ويأخذها ألهنا ليس معه�ا هاتف جوال ،هو يريد هكذا بحجة أنه
الحاج�ة هل�ا به وما وراه إال املش�اكل ،وعندما نزلت املس�كينة ودخلت وإذا
باملكان ميلء بالرجال واملوس�يقى الصاخبة ،وبعض الفتيات يف وضع غريب
وحال�ة مل ترها من قب�ل رقص ورصاخ وأصوات مرتفع�ة بالضحكات ،كاد
يغمى عليها وكانت تتوقع أن الزوج املثايل قد أخطأ يف العنوان ،ولكن عندما
فكرت يف اخلروج وإذا بأحد املوجودين ينادهيا باس�مها ويقول هلا لقد جئت
يل ،تق�ول كاد يغم�ى عيل من هول املوقف ،هل هن�اك رجل لديه ذرة رجولة
يفع�ل بزوجت�ه هكذا ،األم�ر أكرب م�ن أي يشء .وبعد مرورفترة قصريةمن
الوق�ت دامه�ت اهليئة املكان ،وت�م القبض عليها معهم وعن�د التحقيق معها
قال�ت إن زوجه�ا هو الس�بب ولكن ال�زوج أنكر وقال إهنا بال�ذات يف تلك
الليل�ة خرج�ت ب�دون إذن�ه وال يعل�م أي�ن ذهب�ت ،وأن�ه كان يش�ك أن هلا
عالقات،وأهنا ليس�ت رشيفة ،وتم س�جنها للمرة الثاني�ة يف قضية أخالقية،
193
وه�ي اآلن ي�دور يف ذهنها ،أس�ئلة كثيرة مل�اذا ال يطلقها إذا كان�ت ال تعني
له ش�يئ ًا ،وهل هن�اك رجل يفعل هكذا بعرضه؟ اس�تفهامات كثرية تدور يف
ذهنه�ا وتذكر أنه منذ بداية زواجها وطوال الس�نوات اخلمس التي عاش�تها
معه كان حيرص وحيذرها من احلمل ،وعندما تسأله يقول نؤجل املوضوع إىل
وقت بسيط،ومرت السنوات وهو يؤجل وال تعلم ملاذا؟
احلالة اخلامسة
عمرها 48سنة لدهيا ثامنية من األوالد وبنت ،أمية وزوجها أمي يعمل
حارس ًا يف القطاع العسكري براتب ضئيل ،وشخصيته ضعيفة ،وهي متسلطة
وبع�د خالفات طلبت الطالق منه ،يس�كنون يف رماح ،والدها مقتدر ،وبعد
طالقه�ا اشترى هلا فيلا صغيرة يف قريتهم رم�اح وأعطاها قدر ًا م�ن املال،
وأحيان ًا يعطيها متوي�ن املنزل وأحيان ًا بطانيات،وبعض األثاث ،هي ال تعمل
تق�ول ملل�ت من الطلب كلام خل�ص يشء قلت أبغى ،وتعب�ت وليس هناك
عم�ل أعمله ممكن أن يعيش�نا أنا وأوالدي الثامنية وبنت�ي ،لدهيا مخس مرات
ع�ود للس�جن ،امتهن�ت بيع نفس�ها من أجل امل�ال وتقول إن�ه مصدر دخيل
الوحيد .مجيع القضايا املسجلة عليها أخالقية ،وعندما سألتها هل هذا املبلغ
الذي تتقاضينه يف كل مرة يس�اوي أن تبيع املرأة نفس�ها،ويف كل مرة ـ أو يف
أغلب األحيان ـ يقبض عليك لتدخيل الس�جن ،بدليل أن لك س�وابق مخس
مرات عود ،أجابت بنعم،وتقول يف املرة الواحدة تأخذ أقل تقدير 500ريال
وهذا املبلغ بالنس�بة لوضعي املادي وكثرة أطفايل يستاهل،وأشرتي به األكل
والشرب واملالب�س ،وتصف بأن ال�ذي يده يف املاء ليس كم�ن يده يف النار،
أحيان ًا من شدة احلاجة للامل أذهب للبحث عن هذا اليشء ألحصل عىل مال
خالل كم ساعة أسد به جوع أوالدي ،وأشرتي حاجاهتم الرضورية ،وترى
194
أن اجلمعي�ات اخلريي�ة والضمان وغريه�ا زي قلته�ا ،وأن الفقر،وقلة احليلة
أصعب يشء يف احلياة.
احلالة السادسة
عمرها 27س�نة سورية األصل ،والدها يعمل بالسعودية منذ 25سنة،
وحيملون اجلنس�ية الس�عودية ،يعمل والدها لدى رجل أعامل س�عودي غني
ج�د ًا ،وعند بلوغها 24س�نة زوجها والدها هلذا الرج�ل وأنجبت منه طفال
عمره س�نتان ،تعتبر هي الزوجة الثانية ل�ه وتقول إن والده�ا أجربها عليه،
وهي ال تريده ومل تقتنع هبذا الزواج ،عل ًام بأنه حيبها كثري ًا وال يرفض أي طلب
هلا ،حياول إرضاءها ويبحث عام يسعدها ،وبالنسبة للامدة يعطيها بال حساب
وتس�كن يف قرص خ�اص هبا ،ولدهيا خدم وس�ائق ،تس�افر إىل أي بلد تريد،
ولكنها تقول إن ماتفتقده هو العاطفة وأن يكون هناك تقارب يف الفكر فهي
ترى أهنا ما زالت بحاجة لتعيش شباهبا وهو لديه حتفظ بالنسبة لسنه ومركزه
االجتامع�ي ،وإن لدي�ه أوالدا متزوجين ويطلب منها أن ترىض عنه بأش�ياء
أخ�رى يعط�ي يف جانب وه�ي تريد جانبا آخ�ر ،وبطبيعة عمله يس�افر كثري ًا
ملدة يوم أو يومني ،وأحيان ًا أس�بوع وأحيان ًا ش�هر ،وهذا ما جيعلها ـ عىل حد
قوهل�ا ـ حتس بالفراغ العاطفي ،ويف ظل هذا الفراغ تكونت عالقة بينها وبني
صدي�ق أخيها الذي يكربها بثالث س�نوات فقط ،وحتولت إىل عالقة حب ـ
أصبحت عىل حد ـ قوهلا جتد فيه إش�باع عواطفها وأحاسيس�ها ،وبدأ يرتدد
إىل بيته�ا أثناء غياب زوجها ،واس�تمرت العالقة بينهما فرتة طويلة ،وعندما
عل�م أخوها باملوضوع ثار وغضب ،وبعد ذلك أبلغ عنهام اهليئة وتم القبض
عليهام وسجنت للمرة األوىل بتهمة خلوة غري رشعية ،أي قضية أخالقية ملدة
3ش�هور ،وبعدها خرجت من السجن ،الغريب يف املوضوع أن زوجها كان
195
يزورها ويتواصل معها أثناء وجودها يف السجن ،وغضب من أخيها لترصفه
هبذا الش�كل ،وأنه كان يفرتض أن ينتظره ثم خيربه بام حدث ،وحيل املوضوع
بش�كل ودي وبالتفاه�م ،وهذا ما زاد م�ن غضب أخيها وجنون�ه ،تقول إن
زوجه�ا مل يتغري عليها،مما أتعب نفس�يتها وحري تفكريها ،فكان يقول هلا أنت
أخطأت وأنا أس�احمك ،وألتم�س لك العذر ربام أن ما فعلت�ه نزوة أو غلطة،
وتق�ول إنه يقول يل إن حبي لك جيعلني أس�امح .طلب�ت منه الطالق وقلت
ل�ه أنا ال أس�تاهل حبك ،ودفاع� ًا عن رشفك طلقني ،ولكنه رفض ومتس�ك
هبا أكثر من األول .وبعد مرور س�نة من خروجها من الس�جن وهي مازالت
تعي�ش يف نف�س احلرية واملل�ل معه ،إضاف�ة إىل بروده العاطف�ي رجعت مرة
أخرى لصديق أخيها ودخلت الس�جن للمرة الثانية يف قضية أخالقية ،وهي
تقيم اآلن يف الس�جن منذ 9ش�هور ،ومازال زوجه�ا يزورها ويطمئن عليها
ولكنها حتس بأهنا مذنبة يف حقه وموقفه معها دفعها للتفكري ولكن حتس باهنا
مظلوم�ة مثله وأنه ليس ذنبها ،فعدم التواف�ق العمري بني الزوجني والزواج
باإلكراه وملصالح أخرى مش�كلة كبرية وترى أنه لن حيس هبا إال من يعيش�ها
وجيرهبا.
احلالة السابعة
عمره�ا 42س�نة أردني�ة األص�ل وأهلها حيملون اجلنس�ية الس�عودية،
تزوجت من رجل س�عودي وعمرها 18س�نة وكان كبريا يف الس�ن بالنس�بة
هلا وحتى ظروفه املادية صعبة جد ًا ولكن والدها أراد الستر عليها ألن لديه
9بن�ات وهو فقري ج�د ًا وكثري األم�راض ،أنجبت منه مخس بن�ات وولدين
كان يعم�ل بائعا ومكس�به ضئيل بالنس�بة لع�دد األرسة ،وكث�رة احتياجاهتم
يف ح�دود 50ري�اال يف اليوم ويس�كنون يف منزل ش�عبي باإلجي�ار ،ومل تكن
196
ق�ادرة عىل العمل ألهنا ال حتمل ش�هادة تؤهلها لذل�ك .وتذكر أيض ًا أن بيتها
مليء باألطفال ،وليس هناك م�ن يرعاهم ،والدهتا متوفاه وإخوهتا كل منهن
مش�غولة بظروفه�ا ،وزوجه�ا لي�س له أق�ارب إال م�ن بعيد ،ت�ويف زوجها،
وت�رك هلا ه�ذا احلمل الثقي�ل ،وأصبحت تعيش عىل صدق�ات اجلريان ومن
يعرفه�م ،وكان�ت ابنتها الكربى 24س�نة من ش�ديدي اإلعاق�ة توفيت بعد
والده�ا بفرتة بس�يطة ،تزوجت م�رة ثانية ،ولكن الطلاق كان مصريها بعد
س�تة ش�هور ألن الزوج مل حيتمل أوالدها ،وتزوجت للم�رة الثالثة من رجل
مسن،وأنجبت منه بنتا وولدا ،وعىل كرب سنه تقوم برعايته بشكل كبري ولكن
ما دفعها لتحمله ـ عىل حد قوهلا ـ أنه كان يرصف عىل البيت وعىل أوالدها.
ت�ويف زوجها وزاد عليها احلمل أكثر من الس�ابق ،أقام�ت عالقة غري رشعية
مع ش�خص كان يس�اعدها كثير ًا يف املصاريف يأيت هل�م بالتموين واملالبس
ويسدد الفواتري مقابل معارشهتا كان يأيت إليها يف البيت وقت غياب أوالدها
ال كام كانت خترج يف الفترة الصباحية ،وأحيان ًا يف وقت متأخ�ر من الليل قلي ً
معه ملكان ما ،محلت منه محال غري رشعي ،وعندما أبلغته وطلبت منه الزواج
رفض ،وعندما أصبحت ال ترد عليه ،جاء هلا وقال إهنا مسألة وقت ونتزوج
أعطين�ي فرصة لرتتيب وضعي ،ولكن تم القب�ض عليهام من قبل اهليئة أثناء
خروجهام يف أحد األيام ،س�جنت للمرة األوىل ملدة 3س�نوات ،وجاء العفو
امللكي وشملها ،ولكنها ال ترغب يف اخلروج بسبب ابنتها غري الرشعية التي
أنجبته�ا يف الس�جن والت�ي تم تس�ليمها إلحدى ال�دور االجتامعي�ة ،وأثناء
إقامتها يف الس�جن كانت قلقة بش�أن ابنتها وابنها اللذين أنجبتهام من زوجها
الثال�ث املتوىف حيث إن أه�ل والدمها أخذومها بعد دخوهلا الس�جن وبدأوا
يذك�رون هل�م أن أمكما غري رشيف�ة وال تؤمت�ن عليكما ومنحرفة الس�لوك.
خرجت من الس�جن بع�د ذلك والكل كان متغري ًا عليه�ا ،وينظر هلا بدونية.
197
مكثت خارج السجن أربع سنوات،ثم عادت للمرة الثانية يف قضية أخالقية،
وبعد 3س�نوات خرجت ،وكان الوضع بالنسبة هلا أسوأ بكثري من خروجها
يف امل�رة األوىل ،حالته�م املادية يف ضيق أش�د ،وكان هلا ول�د تعبان تراجع به
أحد املستش�فيات ،وأثناء ترددها عىل املستش�فى تعرفت عىل شخص هناك،
وكان يقدم هلا مواعيد ابنها ،وعندما احتاج ابنها نقل دم تربع له وس�اعدها،
ث�م ب�دأ يع�رض عليها خدمات�ه املالي�ة وهي يف أش�د احلاجة للمال ،وبدأت
خت�رج معه إلرضائه وقبض عليهام،ودخلت الس�جن للمرة الثالثة وقضاياها
مجيعه�ا أخالقية ويف أثناء وجودها يف الس�جن وملعرفة اإلخصائيات بحالتها
وأهنا إنس�انة ترغ�ب بالفعل يف التغري لألحس�ن وأن ما يدفعه�ا إىل ذلك هو
احلاجة للامل .تم تزوجيها للمرة الرابعة يف الس�جن عن طريق مجاعة املسجد،
لا يف أن ينصلح حاهلا ،ولك�ن بعد فرتة منوتزوج�ت من رجل مس�تقيم أم ً
الزمن عادت إىل السجن للمرة الرابعة يف قضية أخالقية وعذرها يف ذلك أن
زوجها يعايرها بالسجن بأهنا خرجية سجون ،ومن أصحاب السوابق ،وهي
اآلن موجودة بالس�جن جتهل املس�تقبل ،حمبطة ترمي كل يشء عىل الظروف،
وترى أن هذا حظها ونصيبها من الدنيا.
198
فيه�ا ب�راءة للمجرمة املرتكبة للس�لوك اإلجرام�ي والعائدة له كما يف احلالة
الرابعة ،وهناك أس�باب اقتصادية س�يئة قادت للجريمة والعودة هلا يف بعض
احل�االت مثل احلاالت اخلامس�ة والسادس�ة والس�ابعة ،كام أن هناك أس�باب ًا
مرضية ونفس�ية س�يئة قادت للس�لوك اإلجرامي كام يف احلالة الثالثة ،ولكن
هناك حالة مس�تثناة من تلك احلاالت متثلت يف جريمة أخالقية مل يكن سببها
حالة اقتصادية سيئة كام يف احلالة الثالثة.
199
200
الفصل اخلامس
201
202
. 5موجز الدراسة ومناقشة النتائج والتوصيات
1 .5موجز الدراسة
هدفت هذه الدراسة إىل التعرف عىل اخلصائص االجتامعية واالقتصادية
للعائدات للجريمة ،وذلك من أجل معرفة العوامل املؤدية إليها ،ومعرفة مدى
حدهت�ا وتفاوهتا م�ن فئة ألخرى ،ومعرف�ة مدى ارتباط العوام�ل االجتامعية
والثقافي�ة واالقتصادية هبا ،بغية فهم أس�باب ودوافع العود للجريمة ،وذلك
للحد منها ،أو حماولة التقليل منها ،أو القضاء عليها ،وذلك من أجل الوصول
إىل ع�دد م�ن املقرتحات والتوصيات التي يمكن أن تس�هم يف احلد من تنامي
الع�ود للجريم�ة ،وتضع أمام املس�ؤولني يف اجلهات املختلفة الرس�مية وغري
الرس�مية خطة اسرتاتيجية ،ورؤية ربام ختفف من ارتكاب السلوك اإلجرامي
والعود له.
وس�عت ه�ذه الدراس�ة ـ يف جممله�ا ـ للتوص�ل لطرح علم�ي يقوم عىل
أس�س علمي�ة وف�ق منهجية بحثية س�ليمة تكش�ف حج�م ظاه�رة ارتكاب
الس�لوك اإلجرام�ي والع�ود ل�ه ،وذل�ك هبدف اخل�روج ببع�ض املقرتحات
والتوصي�ات العلمية لإلس�هام يف تفعيل تلك الس�لوكيات اإلجرامية املدمرة
وختفيفها ،سوا ًء عىل الفرد أو األرسة أو املجتمع ،وذلك من خالل تفعيل دور
مؤسسات املجتمع السعودي الرسمية منها أو غري الرسمية.
تضم�ن الفص�ل األول م�ن ه�ذه الدراس�ة حتدي�د مش�كلتها وأهدافها
وأمهيتها ،وحتديد منهجها يف املسح االجتامعي ،وكذلك حتديد جماالهتا املكانية
والزمانية والبرشية ،كام متت مناقشة أبرز املفاهيم املستخدمة فيها .أما الفصل
الثاين من هذه الدراس�ة فتناول اإلطار النظري الذي اعتمدت عليه الدراس�ة
203
يف تفسير النتائ�ج ،وتم تقس�يمه إىل ثالث�ة مباحث ،األول :تن�اول النظريات
املفسرة للظاهرة املدروس�ة ،كنظري�ة الوصم اإلجرام�ي ،ونظرية االختالط
التفاضلي ،ونظرية األنومي ،ونظرية الثقافة الفرعية اجلانحة ،ونظرية الضبط
االجتامع�ي ،والنظري�ة االقتصادي�ة ،وتن�اول املبح�ث الث�اين عوام�ل العود
للس�لوك اإلجرام�ي ،وتناولت فيه الباحث�ة العوامل االجتامعي�ة ،واألرسية،
واالقتصادية .أما املبحث الثالث فقد تناولت فيه الباحثة الدراس�ات الس�ابقة
ذات الصلة بموضوع الدراسة ،وقد تم تقسيمها إىل مخسة حماور ،تناول املحور
األول :الدراسات التي تناولت اخلصائص االجتامعية واالقتصادية ،واملحور
الثاين تناول الدراسات املتعلقة بأسباب العود للجريمة ،واملحور الرابع يتعلق
بالدراس�ات التي تناولت متغري أنامط اجلريمة ،أما املحور اخلامس فقد تناول
الدراسات اخلاصة بعدد مرات العود للجريمة إضافة إىل الدراسات األجنبية
ذات الصل�ة بموضوع الدراس�ة ،ولكون تلك الدراس�ات متع�ددة ومتنوعة
ومتباينة فقد استعرضت الباحثة الدراسات التي ختص موضوع دراستها.
أما الفصل الثالث فقد خصصته الباحثة لإلجراءات املنهجية للدراسة،
وقد حدد نوع هذه الدراس�ة يف إطار البحوث الوصفية ،وحدد نوع منهجها
يف منه�ج املس�ح االجتامع�ي ،كام ح�دد جمتمع الدراس�ة وعينته�ا يف كل من
س�جني الري�اض وجدة ،وبلغ عدد عين�ة هذه الدراس�ة ( )210مبحوثات،
واس�تخدمت الباحثة أداة االستبانة ،كام تم حتديد املتغريات املستقلة والتابعة
للدراسة (انظر الفصل الثالث) .كام حددت وحدة التحليل يف« :مجيع النساء
املرتكب�ات للجريم�ة ألول م�رة والعائدات هل�ا يف كل من س�جني الرياض
وج�دة» ،كما بين�ت الباحثة يف ه�ذا الفصل ص�دق األداة وثباهت�ا ،وكذلك
األس�اليب اإلحصائية التي اس�تخدمت لوصف عينة الدراسة واإلجابة عىل
تساؤالهتا.
204
أم�ا الفصل الرابع فقد خصص لعرض نتائج الدراس�ة التي انبثقت من
البيانات امليدانية وتم تقسيمه إىل مبحثني ،مها:
205
يق�ع ترتيبهن بني إخوهتن من اإلناث والذك�ور يف الرتتيب (األول ،والثاين،
والثالث).
206
اإلجرام�ي .كما أن هناك فروقا دال�ة إحصائي ًا بني العائ�دات للجريمة وغري
العائ�دات هل�ا ،وكان�ت ه�ذه الفروق لصال�ح عينة الدراس�ة م�ن العائدات
للجريم�ة .أي أن تأثري املش�كالت األرسية النامجة ع�ن الظروف االقتصادية
واالجتامعي�ة علي العائ�دات للجريمة أكرب يف الع�ود للجريم�ة مقارنة بغري
العائدات للجريمة.
كام كشفت نتائج الدراسة أن من األسباب التي تدفع الرتكاب السلوك
اإلجرامي عدم زوال املش�كالت السابقة املرتاكمة التي أدت للسجن يف املرة
األوىل ،والتي متثلت يف املشكالت االقتصادية واالجتامعية واألرسية ،كام أن
هن�اك فروقا دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا وكانت
هذه الفروق لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة.
كام أوضحت نتائج الدراس�ة أن نظرة املجتم�ع ملرتكبات اجلريمة بأهنن
خرجيات سجون سامهت يف العود للجريمة مرة أخرى ،إذ تبني وجود فروق
دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا وكانت هذه الفروق
لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة.
أوضح�ت نتائ�ج الدارس�ة كذلك أن الش�عور بالظل�م والقه�ر قاد إىل
ارتكاب الس�لوك اإلجرامي ،وقاد هذا الش�عور أيض� ًا إىل وجود فروق دالة
إحصائي� ًا بين العائ�دات للجريمة وغري العائ�دات هلا وكانت ه�ذه الفروق
لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة.
وكش�فت النتائج كذل�ك أن الس�جن،وخمالطة الس�جينات (صديقات
الس�وء) س�اهم بدرجة كبيرة يف ارتكاب الس�لوك اإلجرام�ي ،كام وجدت
ف�روق دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا ،وكانت هذه
الفروق لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة ،أي أن العائدات أفدن
207
أن صديقات الس�وء الاليت اختلطن هبن هن س�بب مب�ارش للعود للجريمة،
مقارنة بغري العائدات للجريمة.
كام أوضحت نتائج الدراس�ة أن اس�تمرار املشكالت االقتصادية سبب
س�اهم بدرجة عالية يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي ،وأن هذا السبب أوجد
فروق�ا دال�ة إحصائي ًا بين العائ�دات للجريمة وغير العائدات هل�ا ،وكانت
هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة .أي أن اس�تمرار
املشكالت االقتصادية كان سببا رئيسا هلن للعود مرة أخرى للجريمة مقارنة
بزميالهتن من غري العائدات.
وكش�فت نتائج الدراس�ة أن الرغبة يف جماراة الصديقات تعد سبب ًا أيض ًا
يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي .كام أوجد هذا الس�بب فروق�ا دالة إحصائي ًا
بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا ،وكانت هذه الفروق لصالح عينة
الدراسة من العائدات للجريمة ،أي أن العائدات أفدن بأن تقليد الصديقات
وجماراهتن س�بب رئيس هلن للعود مرة أخرى للجريمة مقارنة بزميالهتن من
غري العائدات.
املحور الثالث :إجابة السؤالني الرابع واخلامس
«ما أنامط اجلرائم املرتكبة من قبل العائدات وغري العائدات ،وهل العود
يأخذ الطابع العام أم اخلاص».
وأوضحت نتائج الدارسة أن العود للجريمة يأخذ طابع العود اخلاص،
وأن غالبي�ة أنماط اجلرائ�م الت�ي ترتكبها أف�راد العينة املبحوثة ه�ي اجلرائم
األخالقي�ة ،وأن تل�ك اجلرائ�م متع�ددة ومتباينة،يدخل م�ن ضمنها الغش،
واالحتيال ،والتزوير ،والرسقة وغريها من اجلرائم األخالقية األخرى.
208
املحور الرابع :إجابة السؤال السادس
«ما عدد مرات العود بالنسبة للعائدات إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي».
أوضحت نتائج الدارس�ة أن غالبية عينة الدراسة من مرتكبات السلوك
اإلجرامي عدن للجريمة مرة واحدة عىل األقل ،ييل ذلك العود للجريمة مرة
ثانية ،ثم ثالثة ،ثم رابعة.
املحور اخلامس :إجابة السؤال السابع
«ما العالقة بني نمط اجلريمة والوضع الفعيل للعائدات ولغري العائدات»
كشفت نتائج الدراسة أن للعالقة األرسية السائدة التي يعيش فيها أفراد
العين�ة ،واملتمثلة يف التفكك األرسي الس�ائد يف األرسة،وعدم وجود األمان
يف األرسة ،وكذلك احلرمان العاطفي وغريه ،كانت ذات أثر كبري يف ارتكاب
الس�لوك اإلجرامي بالنس�بة للعائ�دات ولغري العائدات .كما أن هناك فروق ًا
دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا تبع ًا للوضع األرسي
ألف�راد العينة ،وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من غري العائدات
للجريم�ة ،بمعن�ى أن غير العائ�دات للجريمة أف�دن ب�أن الوضع األرسي
ال�رديء الذي يعش�ن في�ه ،كان ذا أثر بالغ يف ارتكاهبن للس�لوك اإلجرامي،
مقارنة بزميالهتن العائدات للجريمة.
كام أوضحت نتائج الدراس�ة وجود فروق دال�ة إحصائي ًا بني العائدات
للجريم�ة وغير العائ�دات هل�ا تبع� ًا لوضع أف�راد العين�ة املتعل�ق باألقارب
والصديق�ات ،املتمثل يف تقلي�د الصديقات وحماكاهتن فيما يعملن ،وكانت
هذه الفروق لصالح عينة الدراسة من غري العائدات للجريمة.بمعنى أن غري
العائدات للجريمة أفدن بأن لعالقة األقارب دورا رئيسا ومؤثرا يف ارتكاب
السلوك اإلجرامي والعود له وذلك بتقليد الصديقات فيام يفعلن.
209
كما كش�فت نتائج الدراس�ة وجود فروق دال�ة إحصائي ًا بين العائدات
للجريم�ة وغري العائدات هلا تبع ًا للوضع الش�خيص ألف�راد العينة املتمثل يف
انخف�اض مس�توى التعليم وانخفاض مس�توى تقدير ال�ذات ،وكانت هذه
الف�روق لصالح عينة الدراس�ة من غير العائدات للجريم�ة .بمعنى أن غري
العائدات للجريمة أفدن بأن وضعهن الشخيص املتمثل يف انخفاض مستوى
تعليمهن ومس�توى فهمهن ومس�توى تقديرهن لذاهتن كان س�بب ًا مبارش ًا يف
ارت�كاب الس�لوك اإلجرامي ،وكان تأثريه كبري ًا بالنس�بة للعائدات للجريمة
مقارنة بغري العائدات هلا.
كما أوضح�ت نتائج الدراس�ة ع�دم وج�ود فروق دال�ة إحصائي� ًا بني
العائ�دات للجريم�ة وغير العائ�دات هل�ا تبع� ًا ملتغري نم�ط اجلريم�ة املتعلق
ب�األرسة .وه�ذه النتيجة تشير بوض�وح ،إىل أن الوضع الفعيل ألف�راد عينة
الدراس�ة اخلاص ب�األرسة الناتج م�ن التفكك األرسي واحلرم�ان العاطفي
ال�ذي يعش�ن في�ه ،كان س�بب ًا يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي بين العائدات
للجريمة أو غري العائدات هلا.
كما كش�فت نتائج الدراس�ة وجود فروق دال�ة إحصائي ًا بين العائدات
للجريم�ة وغري العائدات وفق ًا لوضع األقارب تبع ًا ملتغري نمط اجلريمة ،وأن
هذه الفروق كانت لصالح الالئي نمط جريمتهن رسقة ،بمعنى أن مرتكبات
الس�لوك اإلجرامي املتمثل يف الرسقة مارس�ن ذلك السلوك اإلجرامي أسوة
بزميالهتن من األقارب واألصدقاء.
كما أوضح�ت نتائج الدراس�ة ع�دم وج�ود فروق دال�ة إحصائي� ًا بني
العائ�دات للجريمة وغري العائدات هلا وفق ًا للوضع الش�خيص ألفراد العينة
تبع� ًا ملتغير نمط اجلريمة .بمعنى أن الوضع الش�خيص ألف�راد العينة املتمثل
210
يف انخفاض مس�توى التعليم ومس�توى الفهم وضعف تقدير الذات كان ذا
أث�ر كبري عىل مجيع أنماط اجلرائم املرتكبة من رسقة ،وزن�ا ،وخمدرات ،وقتل
وغريها ،سواء للعائدات للجريمة أو غري العائدات هلا.
211
العمري�ة م�ا بني ( 20ـ )45س�نة ،كام تتفق مع دراس�ة العتيبي (1424هـ)
التي بينت أن العائدين للجريمة تقل أعامرهم عن ثالثني عاما.
وأوضحت هذه الدراسة أن العائدات للجريمة أو غري العائدات هلا هن
من ذوات التعليم املنخفض (أمي ،متوس�ط) ،وتتفق هذه النتيجة مع دراسة
وزارة الداخلية بدولة الكويت (د .ت) التي بينت نتائجها أن مرتكبي اإلجرام
من ذوي التعليم املتوس�ط ،وكذلك تتفق مع دراس�ة اليوس�ف (1425هـ)
التي بينت أن غالبية مرتكبي السلوك اإلجرامي من ذوي التعليم املنخفض،
وتتفق كذلك مع دراس�ة العتيبي ( 1423هـ) ،ودراس�ة هياجنة (1993م)،
ودراس�ة صال�ح (1984م) الت�ي بين�ت أن ( )%90من العائدي�ن للجريمة
كان�وا حاصلني عىل الش�هادة االبتدائي�ة ،وبذلك أثبتت تلك الدراس�ات أن
العود يظهر بنسبة أعىل بني األشخاص من ذوي التعليم املنخفض.
كش�فت نتائج الدراسة أن غالبية عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة
أو غير العائ�دات هن م�ن املطلق�ات ،وغالبيتهن تم طالقه�ن قبل دخوهلن
السجن يف املرة األوىل .وتتفق هذه النتيجة مع دراسة الدورسي (1416هـ)
الت�ي بين�ت أن الغالبية من مرتكبات الس�لوك اإلجرامي م�ن املطلقات .كام
تتف�ق كذلك مع دراس�ة املج�دوب ( ،)1972التي أش�ارت إىل أن العائدين
للجريم�ة نس�بتهم أعىل يف فئة املطلقين .كام تتفق كذلك مع دراس�ة الظاهر
( ،)1985الت�ي بينت أن اجلنوح س�ببه الطالق واالنفص�ال واهلجر املتكرر
بني الوالدين.
كما كش�فت نتائ�ج الدراس�ة أن غالبي�ة العين�ة املبحوثة م�ن العائدات
للجريم�ة أو غير العائدات هل�ا هن من العاطالت عن العم�ل (ال يعملن)،
وأن مص�در دخوهلن الش�هرية متدن وال يتجاوز ( )1000ريال يف الش�هر،
212
وغالبيتهن من س�كان الش�قق واملنازل الشعبية .وتتفق هذه النتيجة اليوسف
(1425هـ) ،التي بينت وجود عالقة بني البطالة والعود للسلوك اإلجرامي،
إضافة إىل دخوهلن املنخفضة .كام تتفق مع دراس�ة إبراهيم ومحودي وآخرين
(1974م) ،الت�ي بين�ت أن العائدين للجريمة يتس�مون بانخفاض مس�توى
الدخ�ل .كام تتفق هذه النتيجة مع دراس�ة األلف�ي (1980م) ،التي بينت أن
الفقر يتسبب يف ارتكاب السلوك اإلجرامي ،وكذلك مع دراسة عبد السالم
(1409هـ) ،التي بينت أن مرتكبي السلوك اإلجرامي يتميزون بعدم الوفرة
االقتصادي�ة .وتتفق كذل�ك مع دراس�ة العتيبي (1424هـ) ،الت�ي بينت أن
للمس�توى االقتص�ادي أث�را يف العود إىل الس�لوك اإلجرام�ي ،وأن مرتكبي
الس�لوك اإلجرام�ي يتس�مون بانخف�اض دخوهل�م الش�هرية .كما تتفق مع
دراس�ة الدورسي (1416هـ) التي بينت أن مرتكبي السلوك اإلجرامي من
سكان البيوت الشعبية .كام تتفق مع دراسة نصيب (1416هـ) التي بينت أن
العائدين للسلوك اإلجرامي يقطنون يف أحياء شعبية.
كام كش�فت نتائج الدراسة أن والدي غالبية عينة الدراسة من العائدات
للجريم�ة وغير العائ�دات هل�ا متوفي�ان ،وتتس�م خصائصهن حس�ب عدد
أخواهت�ن اإلن�اث بحج�م األرسة املتوس�طة (ثالثة أف�راد لغالبيته�ن) ،فهن
يعش�ن يف أرسة ليس�ت بالكبرية احلجم ،س�وا ًء حس�ب عدد اإلخوة الذكور
أو اإلن�اث .كام أوضح�ت نتائج الدراس�ة أن مرتكبات الس�لوك اإلجرامي
م�ن العائدات وغري العائدات يقع ترتيبهن بين إخوهتن اإلناث والذكور يف
الرتتيب (األول ،والثاين ،والثالث) .وتتفق هذه النتيجة مع دراسة الدورسي
(1416ه�ـ) ،التي بينت أن العائدات للس�لوك اإلجرام�ي يقعن يف الرتتيب
األرسي األوسط.
213
وإذا أردن�ا تفسير النتائ�ج الس�ابقة هل�ذه الدراس�ة م�ن خلال املنظور
النظري ،نجد أن نظرية الثقافة الفرعية قد أش�ارت إىل أن االنحراف حيدث
يف الطبق�ة الدني�ا ،وذلك يرجع إىل اإلحباط الش�ديد بس�بب الش�عور بتدين
املنزل�ة االجتامعي�ة الناش�ئة ع�ن انتامئهم لطبق�ة اجتامعية دني�ا .يف حني ترى
نظرية الضبط االجتامعي أن االنحراف ناجم عن فش�ل الضوابط الشخصية
الداخلي�ة واالجتامعية اخلارجية يف إجياد االتس�اق بني الس�لوك وبني املعايري
االجتامعي�ة ،ويعن�ي الضب�ط الش�خيص الداخيل ،ق�درة الفرد على االمتناع
م�ن أن يقاب�ل حاجاته بطرق خيالف هب�ا املعايري يف مجاعته ،كما يعني الضبط
االجتامعي اخلارجي قدرة اجلامعة أو النظم االجتامعية عىل أن جتعل ملعايريها
االجتامعي�ة األث�ر الفعال عىل أعضائه�ا .واملرأة تندفع للجريم�ة أو العود هلا
نتيجة لس�وء الرتبية ،أو س�وء الظروف املحيطة هبا يف البي�ت أثناء نموها ،أو
بعد فرتة تنش�ئتها ومواجهتها للحياة ،س�وا ًء كانت هذه الظروف اجتامعية أو
اقتصادي�ة .أم�ا النظري�ة االقتصادية فقد أك�دت الرابطة بني ظاه�رة اجلريمة
واألوضاع االقتصادية السائدة؛ وأكد بعض علامئها أن الفقر من أهم العوامل
التي تدفع إىل اجلريمة .فهناك ظواهر عدة تربط بالفقر مثل املرض ،والبطالة
والتشرد ،وغري ذلك من أوجه عدم التكي�ف االجتامعي .وهذا ما أوضحته
هذه الدراسة؛ فقد توصلت إىل أن العائدات للجريمة وغري العائدات يعشن
يف فق�ر وعدم عمل (بطالة) .وقد أكد أيض� ًا أنصار هذه النظرية أن الظروف
االقتصادية السيئة تؤدي إىل مشاكل اجتامعية وشخصية كثرية؛ منها ارتكاب
السلوك اإلجرامي.
214
2ـ العالق�ة بين اخلصائ�ص االجتامعي�ة واالقتصادي�ة ومرتكب�ات الس�لوك
اإلجرامي
كش�فت نتائج الدراس�ة عن وجود ف�روق دالة إحصائيا بين مرتكبات
الس�لوك اإلجرام�ي بس�بب الظ�روف االجتامعي�ة بين العائ�دات للجريمة
وغري العائدات هلا؛ وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائدات
للجريم�ة .بمعنى أن تأثري الظروف االجتامعية على العائدات للجريمة كان
أكرب من غري العائدات هلا.
وتتفق هذه النتيجة مع كثري من الدراس�ات السابقة ،منها دراسة صالح
(1984م) ،الت�ي بين�ت أن عالقات مرتكبي الس�لوك اإلجرام�ي مع آبائهم
كانت س�يئة ،بس�وء األوضاع العائلي�ة التي عاش يف ظله�ا العائدون يف فرتة
احلداث�ة والكبر .كام تتفق كذلك مع دراس�ة عبد السلام (1409هـ) ،التي
بينت أن الطبقة االجتامعية الدنيا التي يعاين منها مرتكبو الس�لوك اإلجرامي
أدت إىل ارت�كاب اجلريم�ة .كما تتفق كذلك مع دراس�ة هياجنة (1993م)،
الت�ي بين�ت نتائجها أن النظ�رة االجتامعية لألحداث اجلانحين املفرج عنهم
بوصفهم أصحاب سوابق كانت سبب ًا يف العود للجريمة مرة أخرى.
وتتفق كذلك مع دراس�ة العتيبي ( 1423هـ) ،التي أش�ارت إىل وجود
خالف�ات أرسية داخل أرس األح�داث املعاودين لالنحراف وأن العالقة بني
احل�دث املعاود لالنحراف ووالديه يش�وهبا التوتر والرصاع الدائم .كام تتفق
هذه النتيجة كذلك مع دراس�ة العتيبي (1424ه�ـ) ،التي بينت أن العوامل
االجتامعية دفعت املبحوثني إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي ألول مرة ،التي
منه�ا األوضاع االجتامعي�ة غري املس�تقرة ،والعالقات االجتامعية الس�يئة يف
األرسة التي تشوهبا اخلالفات وغياب أحد الوالدين عن املنزل .كام تتفق هذه
215
النتيجة مع دراس�ة اليوس�ف (1425هـ) ،التي بينت أن الذين يعيش�ون يف
أرس مفككة ،هم من يرتكبون الس�لوك اإلجرامي وهذا ما أشارت إليه أيض ًا
دراس�ة الرويس (1991م) ،التي بينت أن ع�ودة األحداث لالنحراف ناتج
ع�ن التفكك األرسي والظروف االجتامعية ،أو بس�بب وف�اة أحد الوالدين
والطالق .كام تتفق كذلك مع نتائج دراس�ة الري�س (1415هـ) ،التي بينت
أن العوام�ل االجتامعي�ة ـ ممثل�ة يف املش�اكل العائلي�ة ـ س�اعدت يف العود
اجلريمة.
كام تتفق هذه النتيجة مع دراس�ة الدورسي (1416هـ) ،التي بينت أن
العود للجريمة له صلة ارتباطية بانخفاض املس�تويات الثقافية واالجتامعية.
كما تتفق هذه النتيجة مع دراس�ة صال�ح (1969م) ،التي بينت أن العود إىل
اإلجرام س�اهم فيه بع�ض العوامل االجتامعية ،وأن املرأة العائدة نش�أت يف
أرسة متصدعة ،ويف ظروف اجتامعية أسوأ من غري العائدة .كام اتفقت نتائج
ه�ذه الدراس�ة مع دراس�ة نصيب (1416ه�ـ) ،التي بينت أن املس�ؤوليات
األرسية كانت دائام هي الدافع إىل ممارس�ة السلوك املنحرف ،وكذلك النظرة
الدوني�ة من جان�ب املجتمع .وتتفق ه�ذه النتيجة مع دراس�ة لكيك وألينور
أثر
( 1934ـ 1963م) ،التي بينت أن العالقات الش�خصية واالجتامعية هلا ّ
يف العود للجريمة.
كما كش�فت نتائ�ج الدراس�ة كذل�ك وجود ف�روق دال�ة إحصائي� ًا بني
مرتكبات الس�لوك اإلجرامي بني العائدات وغري العائدات بسبب الظروف
االقتصادي�ة ،وكان�ت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة م�ن غري العائدات
للجريمة.
تتف�ق ه�ذه النتيجة مع عدد من الدراس�ات الس�ابقة ،التي منها دراس�ة
صال�ح (1984م) ،الت�ي بينت أن أكثر م�ن نصف العائدي�ن كانت حالتهم
216
االقتصادية يف تلك الفرتة متدنية .كام تتفق كذلك مع دراسة محودي وآخرين
(1974م) ،الت�ي أوضح�ت أن س�بب اجلريم�ة يع�ود لقلة مص�در الدخل
الشهري ،كام تتفق كذلك مع دراسة كاره (1408هـ) ،التي بينت أن مشكلة
اجلريم�ة والعود إليه�ا ترتبط بالفئتني ذات الدخل املنخفض واملتوس�ط .كام
تتفق كذلك مع دراس�ة عباس (1980م) ،الت�ي بينت أن العائدين للجريمة
كان دخلهم الش�هري منخفضا .كام تتفق كذلك مع دراسة تايلر (1973م)،
الت�ي بينت أن األحداث العائدي�ن للجريمة من الريفيني واحلرضيني هم من
ذوي الدخ�ل املت�دين .كام تتفق كذلك مع دراس�ة عبد السلام (1409هـ)،
الت�ي بينت أن الع�ود للجريمة مرتبط بعدم الوف�رة االقتصادية كام تتفق هذه
النتيج�ة كذل�ك مع دراس�ة العتيبي (1424ه�ـ) ،التي أف�ادت أن العائدين
إىل الس�لوك اإلجرامي يتس�مون بانخفاض دخوهلم الش�هرية .كام تتفق هذه
النتيج�ة مع دراس�ة وزارة الداخلية بدول�ة الكوي�ت (د .ت) ،التي بينت أن
مساعدا دفع البعض إىل اجلريمة مرة أخرى.
ً الظروف االقتصادية كانت سب ًبا
كام تتفق هذه النتيجة مع دراسة العتيبي (1991م) ،التي بينت أن الظروف
االقتصادي�ة م�ن العوام�ل الت�ي تدف�ع األح�داث إىل الع�ود إىل االنحراف.
كما اتفقت ه�ذه النتيجة مع دراس�ة ال�دورسي (1416هـ) ،الت�ي بينت أن
الع�ود للجريم�ة مرتبط باملس�تويات االقتصادية املنخفضة .كما تتفق كذلك
م�ع دراس�ة كاره (1408ه�ـ) ،التي بينت أن مش�كلة اجلريم�ة والعود إليها
ترتبط بالفئتني ذات الدخل املنخفض واملتوس�ط .كام تتفق كذلك مع دراسة
صال�ح (1969م) ،التي بين�ت أن اجلريمة هي املص�در االقتصادي الوحيد
للنس�اء العائدات .كام تتفق هذه النتيجة مع دراسة نصيب (1416هـ) ،التي
بين�ت أن العود إىل اجلريمة مرتبط بانخفاض املس�توى االقتصادي .كام تتفق
كذلك هذه النتيجة مع دراس�ة ريتجر (1998م) ،التي أش�ارت إىل أن عود
217
النس�اء للجريمة مرة أخ�رى مرتبط باحتياجات املرأة النفس�ية ،واالجتامعية
واالقتصادية.
أم�ا م�ن حي�ث اإلطار النظ�ري الذي يفسر ه�ذه النتائج فنج�د نظرية
الوص�م اإلجرامي ،التي ترى أن األفراد يرتكبون الس�لوك اإلجرامي نتيجة
رد فع�ل املجتمع نحوه�م .وقد افرتض « تاتنبوم» أح�د رواد نظرية الوصم
اإلجرام�ي أن ما ي�ؤدي إىل اجلريمة إنام هو الكيفية الت�ي يعامل هبا اآلخرون
مرتكب اجلريمة.
ل�ذا ف�إن مثل هذا الوضع يقوده مرة أخ�رى ـ حتت وطأة هذه الظروف
النفس�ية واالجتامعي�ة واالقتصادي�ة الصعب�ة ـ إىل الوق�وع يف االنح�راف،
واخلروج مرة أخرى عن الطريق السوي الذي يقبله املجتمع.
وه�ذا ه�و نفس�ه م�ا أش�ارت إلي�ه نتائ�ج ه�ذه الدراس�ة م�ن أن نظرة
املجتمع ملرتكبات الس�لوك اإلجرامي عىل أهنن خرجيات س�جون قادت إىل
الع�ود للجريمة م�رة أخرى .وترى نظري�ة االختالط التفاضيل أن الس�لوك
اإلجرامي س�لوك مكتس�ب غري موروث .بمعنى أن الش�خص غري املدرب
عىل اجلريمة ال يس�تطيع ابتداع الس�لوك اإلجرامي؛ وأن تعلم هذا الس�لوك
يتم من خالل التفاعل واالتصال مع أشخاص آخرين ،وحيدث هذا التفاعل
أو ه�ذا االختالط عن طريق االتصال اللفظي ،أي اللغة الكالمية الش�ائعة،
أو باالتصال غري اللفظي باإلش�ارات ،واإليامءات ،واحلركات أحيان ًا ،وجيد
اإلنس�ان نفس�ه حماط ًا بجامعة تؤيد احرتام القانون ،ويف جمتمعات أخرى جيد
اإلنسان من حوله مجاعات تسوغ انتهاك القانون واالعتداء عليه .فالشخص
ينحرف حني ترجح له مجاعات كفة اآلراء التي حتبذ انتهاك القوانني عىل كفة
اآلراء التي ال حتبذ انتهاكها.
218
وي�رى (س�ذرالند) أن املجرمين أصبح�وا كذل�ك بفع�ل احتكاكهم،
وعالقاهتم بأنامط س�لوكية إجرامية ،وعزلتهم عن األنامط املناهضة للسلوك
اإلجرامي ،كون الشخص من طبيعته امليل إىل متثيل الثقافة املحيطة به.
أم�ا نظري�ة األنومي فيعزو فيه�ا دوركايم االنحراف واإلج�رام إىل الال
معيارية ،واختالل الس�لوك ،وفقدان التكاف�ل االجتامعي ،واضطراب القيم
املنظم�ة للحي�اة .فف�ي نظره هناك مخس�ة أس�باب ت�ؤدي إىل حال�ة األنومي
تتمثل يف فقدان الس�يطرة نتيجة لغي�اب اإلرادة القادرة عىل التأثري يف املحيط
االجتامع�ي ،وفق�دان املعنى ،وغياب اهلدف املوجه للحي�اة ،وفقدان املعايري
الواضح�ة الت�ي توجه س�لوك الف�رد ،باإلضاف�ة إىل االغتراب االجتامعي،
أي االنفص�ال ع�ن األهداف املح�ددة ثقافي ًا ،واالغتراب النفيس املتمثل يف
انفصال الشخص عن ذاته احلقيقية ،مما يؤدي إىل االنسحاب والعصيان .أما
نظري�ة الثقاف�ة الفرعية فترى أن االنحراف حيدث يف الطبق�ة الدنيا ،ويرجع
ذلك إىل إحباطهم الشديد بسبب شعورهم بتدين منزلتهم االجتامعية الناشئة
عن انتامئهم لطبقة اجتامعية دنيا يولدون هبا.
وك�ون الثقاف�ة الس�ائدة يف املجتم�ع هي ثقاف�ة الطبقة الوس�طى ،فإهنم
ال يس�تطيعون التكي�ف الس�ليم معه�ا ،وبالت�ايل يك�ون االنح�راف والعود
للجريم�ة .وت�رى النظرية االقتصادي�ة أن كل العوامل االقتصادية الرئيس�ية
تترك آثارها على خمتلف املنظمات االجتامعي�ة القائمة يف املجتم�ع ،وأمهها
البيت واملدرسة .لذلك يرى «بونجيه» أن كثافة السكان ،والعيش يف ظروف
صحية س�يئة ،ورداءة احلالة املعيش�ية ،وانخفاض مس�توى الدخل ،وفقدان
العناي�ة باألطفال ،ونقص التعليم ،وانع�دام تكافؤ الفرص ،وغري هذا وذاك
م�ن الظروف واألزم�ات االجتامعية واالقتصادية ي�ؤدي إىل تفكك األرسة،
219
وانع�دام التكام�ل االجتامعي؛ وهذا ب�دوره يؤدي إىل االنحلال األخالقي
ال�ذي يقود ،حت ًام ،إىل االنحراف واجلريمة .وق�د أكد أنصار هذه النظرية أن
الظروف االقتصادية السيئة تؤدي إىل مشاكل اجتامعية وشخصية كثرية.
3ـ العالق�ة بين ارت�كاب الس�لوك اإلجرامي بني العائ�دات وغري
العائدات وفق ًا ألسباب ارتكاب اجلريمة
أوضحت نتائج الدراس�ة أن اس�تمرار املش�كالت األرسي�ة النامجة من
الظ�روف االقتصادية واالجتامعية الس�يئة ،كانت س�بب ًا يف ارتكاب الس�لوك
اإلجرام�ي .كما أن هناك فروقا دال�ة إحصائي ًا بني العائ�دات للجريمة وغري
العائ�دات هل�ا؛ وكان�ت ه�ذه الفروق لصال�ح عينة الدراس�ة م�ن العائدات
للجريم�ة .أي أن تأثري املش�كالت األرسية النامجة ع�ن الظروف االقتصادية
واالجتامعية كان أكرب عىل العائدات للجريمة يف العود للجريمة ،مقارنة بغري
العائدات للجريمة.
تتف�ق ه�ذه النتيجة مع عدد من الدراس�ات الس�ابقة ،منها دراس�ة عبد
السلام (1409ه�ـ) ،التي بينت أن الع�ود للجريمة مرتبط بس�وء األحوال
األرسي�ة .كما تتفق كذلك مع دراس�ة العتيبب�ي (1423هـ) ،التي أش�ارت
إىل وج�ود خالف�ات أرسي�ة داخ�ل أرس األح�داث املعاودي�ن لالنح�راف،
وأن العالق�ة بني احلدث املعاود لالنحراف ووالديه يش�وهبا التوتر والرصاع
الدائ�م .كام تتفق ه�ذه النتيجة كذلك مع دراس�ة العتيبب�ي (1991م) ،التي
بينت أن لسوء التنشئة األرسية عالقة وطيدة بالعود للجريمة عند األحداث
املنحرفني.
كام اتفقت نتائج هذه الدراس�ة مع دراس�ة العم�ري ( 1423هـ) ،التي
أفادت بأن مرتكبي اإلجرام يعيشون يف أرس تسودها اخلالفات األرسية .كام
220
اتفقت هذه النتيجة مع دراس�ة مركز أبح�اث مكافحة اجلريمة (1412هـ)،
التي ذكرت أن اعتياد السلوك اإلجرامي يف املجتمع السعودي يعود إىل ثالثة
عوام�ل أساس�ية تتفاعل بعضها مع بعض لتنتج ش�خصية مع�اودة لإلجرام
باململكة العربية السعودية ،منها ظروف التنشئة األرسية السالبة.
كام كشفت نتائج الدراسة أن من األسباب التي تدفع الرتكاب السلوك
اإلجرامي عدم زوال املش�كالت السابقة املرتاكمة التي أدت للسجن يف املرة
األوىل ،والتي متثلت يف املشكالت االقتصادية واالجتامعية واألرسية ،كام أن
هناك فروقا دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا؛ وكانت
هذه الفروق لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة.
كما أوضح�ت نتائ�ج الدراس�ة أن نظ�رة املجتم�ع ملرتكب�ات اجلريم�ة
بوصفهن خرجيات س�جون س�امهت يف الع�ود للجريمة م�رة أخرى ،وتبني
وج�ود ف�روق دال�ة إحصائي ًا بين العائ�دات للجريم�ة وغري العائ�دات هلا؛
وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة.
كام أوضحت نتائج الدارس�ة كذلك أن الش�عور بالظل�م والقهر قاد إىل
ارت�كاب الس�لوك اإلجرامي ،وق�اد هذا الش�عور بالظلم والقه�ر إىل وجود
ف�روق دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا؛ وكانت هذه
الفروق لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة.
كام كشفت الدراسة أن السجن ،وخمالطة السجينات (صديقات السوء)
س�اهم بدرجة كبرية يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي؛ كام وجدت فروق دالة
إحصائي� ًا بين العائدات للجريمة وغير العائدات هلا؛ وكان�ت هذه الفروق
لصال�ح عينة الدراس�ة م�ن العائدات للجريم�ة ،أي أن العائ�دات أفدن بأن
صديق�ات الس�وء الالئ�ي اختلطن هبن هن س�بب مب�ارش للع�ود للجريمة،
مقارنة بغري العائدات للجريمة.
221
تتفق هذه النتيجة مع كثري من الدراسات السابقة ،منها دراسة املجدوب
(1972م) ،التي بينت أن املجرمني العائدين للجريمة عادوا هلا بسبب مرافقة
أصدقاء السوء.
كام تتفق كذلك مع دراسة األلفي (1980م) ،التي أوضحت يف نتائجها
أن املجرم العائد يتأثر برفقة السوء ،وهذا أيض ًا ما أشارت إليه دراسة هياجنة
(1993م) ،التي بينت أن من العوامل املسامهة يف عود األحداث إىل اجلنوح
التأثر برفقاء السوء.
كام أوضحت نتائج الدراس�ة كذلك أن استمرار املشكالت االقتصادية
س�اهم بدرجة عالية يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي ،وأن هذا السبب أوجد
فروق�ا دال�ة إحصائي ًا بين العائ�دات للجريمة وغير العائدات هل�ا؛ وكانت
هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة .أي أن اس�تمرار
املش�كالت االقتصادية كان سببا رئيسا يف دفع العائدات للجريمة للعود مرة
أخرى للجريمة مقارنة بزميالهتن من غري العائدات.
تتف�ق هذه النتيج�ة مع كثري من الدراس�ات الس�ابقة ،مثل دراس�ة تايلر
(1973م) ،الت�ي بين�ت أن ألح�داث العائدي�ن للجريم�ة م�ن الريفيين
واحلرضيني هم من ذوي الدخل املتدين .كام تتفق كذلك مع دراسة عبد السالم
(1409ه�ـ) ،التي بينت أن العود للجريم�ة مرتبط بعدم الوفرة االقتصادية.
كام تتفق هذه النتيجة كذلك مع دراس�ة العتيب�ي (1424هـ) ،التي أفادت أن
العائدي�ن إىل الس�لوك اإلجرامي يتس�مون بانخفاض دخوهلم الش�هرية .كام
تتف�ق ه�ذه النتيجة مع دراس�ة وزارة الداخلية بدولة الكوي�ت (د .ت) ،التي
مس�اعدا دف�ع البعض إىل اجلريمة
ً بين�ت أن الظروف االقتصادية كانت س�ب ًبا
م�رة أخرى .كام تتفق هذه النتيجة مع دراس�ة العتيبي (1991م) ،التي بينت
222
أن الظروف االقتصادية السيئة من العوامل التي تدفع األحداث إىل العود إىل
االنحراف .كام اتفقت هذه النتيجة أيضا مع دراسة الدورسي.
وكش�فت نتائج الدراسة كذلك أن الرغبة يف جماراة الصديقات تعد سبب ًا
س�اهم أيض ًا يف ارتكاب السلوك االجرامي؛ كام أوجد هذا السبب فروقا دالة
إحصائي� ًا بين العائ�دات للجريمة وغير العائدات هلا؛ وكانت ه�ذه الفروق
لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة .أي أن العائدات أفدن بأن تقليد
الصديقات وجماراهتن س�بب رئي�س هلن للعود مرة أخ�رى للجريمة ،مقارنة
بزميالهتن من غري العائدات.
أم�ا م�ن حيث اإلط�ار النظري ال�ذي يفرس ه�ذه النتائج فنج�د النظرية
االقتصادي�ة ،التي ت�رى أن كل العوام�ل االقتصادي�ة واالجتامعية واألرسية
تترك آثاره�ا عىل خمتل�ف املنظمات االجتامعية القائم�ة يف املجتم�ع ،وأمهها
البيت واملدرس�ة .لذلك ي�رى بونجيه أن كثافة الس�كان ،والعيش يف ظروف
صحي�ة س�يئة ورداءة احلالة املعيش�ية ،وانخفاض مس�توى الدخ�ل ،وفقدان
العناي�ة باألطفال ،ونق�ص التعليم ،وانعدام تكافؤ الف�رص ،وغري هذا وذاك
من الظ�روف واألزمات االجتامعي�ة واالقتصادية ي�ؤدي إىل تفكك األرسة،
وانع�دام التكام�ل االجتامع�ي ،وهذا ب�دوره يؤدي إىل االنحلال األخالقي
الذي يقود ،حت ًام ،إىل االنحراف واجلريمة؛ وهذا ما أش�ارت إليه بعض نتائج
هذه الدراسة.
4ـ العالقة بني أنامط اجلرائم التي ترتكبها العائدات وغري العائدات،
ونوع العود للجريمة هل عام هو أم خاص
كش�فت نتائج الدارس�ة أن الع�ود للجريمة يأخذ طاب�ع العود اخلاص،
وأن غالبي�ة أنماط اجلرائ�م التي يرتكبه�ا أفراد العين�ة املبحوثة ه�ي اجلرائم
223
األخالقي�ة ،وأن تل�ك اجلرائ�م متع�ددة ومتباين�ة ،ويدخل ضمنه�ا الغش،
واالحتيال ،والتزوير ،والرسقة وغريها من اجلرائم األخالقية األخرى.
وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة اليوسف (1425هـ) ،التي أفادت
يف نتائجها بأن معاودة الس�لوك اإلجرامي يف املجتمع الس�عودي تأخذ طابع
العود اخلاص وليس العود العام .كام أش�ارت دراس�ة الس�بيعي (1417هـ)
إىل أن جرائ�م املس�كرات واملخدرات والرسق�ات واألخالقيات هي املميزة
للع�ود اخل�اص لدى فئ�ة العائدين .كام تتف�ق هذه النتيجة مع دراس�ة صالح
(1984م) ،الت�ي بين�ت أن أغل�ب العائدي�ن للجريمة عادوا ع�ود ًا خاص ًا.
كما ذكرت دراس�ة الش�هراين (1412هـ) أن العود اخل�اص يرتكز يف جرائم
السكر ،واملخدرات واجلرائم األخالقية.
أم�ا م�ن حيث اإلطار النظري الذي يفرس ه�ذه النتائج فنجد من حالل
نظري�ة الوص�م اإلجرام�ي أن « تاتنب�وم» ـ وه�و أح�د رواد نظري�ة الوص�م
اإلجرام�ي ـ افترض أن ما يؤدي إىل جعل املنح�رف منحرفا إنام هو الكيفية
الت�ي يعامل�ه هب�ا اآلخ�رون .ووص�ف عملي�ة وصم املنح�رف بأهن�ا عملية
حتتوي عىل عنارص تش�مل وضع عالمات وألقاب وتعريفات ،تقوم اجلامعة
بإلصاقها بالش�خص ،وتؤدي عملية الوصم هذه إىل خدمة أغراض اجلامعة،
وحتقيق بعض أهدافها ،كوهنا تساعد عىل بلورة نقمة اجلمهور ضد الشخص
املخال�ف ،وأيض� ًا تأكيد نقم�ة الف�رد املوصوم نحو نفس�ه ،وبالت�ايل إحباط
معنوياته وتش�ويه أخالقيات�ه ،مما ينتج عنه تأكيد التضام�ن والتآزر اجلامعي،
وهذا يساهم يف العود للجريمة مرة أخرى.
224
5ـ العالقة بني ارتكاب الس�لوك اإلجرامي بالنس�بة للعائدات وغري
العائدات وفق ًا لعدد مرات العود
كش�فت نتائج الدارس�ة أن غالبية عينة الدراس�ة من مرتكبات السلوك
اإلجرام�ي ع�دن للجريمة مرة واح�دة عىل األقل ،ييل ذل�ك العود للجريمة
مرة ثانية ،ثم ثالثة ،ثم رابعة.
تتفق هذه النتيجة مع عدد من الدراسات السابقة ،مثل دراسة املجدوب
(1972م) ،الت�ي بين�ت أن أكبر نس�بة م�ن الن�زالء كان�وا م�ن العائدين أو
املجرمين ألول مرة ه�م من مرتكبي جرائ�م الرسقة .كام تتفق ه�ذه النتيجة
مع دراس�ة كاره (1408هـ) ،التي أفادت أن متوس�ـط ارتكاب اجلريمة يف
حال�ه العود ألكثر من مرة ( ،)٪2.73و ( )٪9.38جريمة للعائدين ثالث
أو أربع مرات .كام تتفق كذلك مع دراس�ة الش�هراين(1412هـ) ،التي بينت
أن الع�ود اخلاص يرتكز يف جرائم الس�كر واملخ�درات واجلرائم األخالقية.
وتتفق هذه النتيجة كذلك مع دراسة الشهراين (1418هـ) ،التي توصلت يف
نتائجه�ا إىل أن أغل�ب معتادي اإلجرام ال متيض عليهم مدة طويلة بعد انتهاء
العقوبة الس�ابقة حتى يعودوا الرتكاب جريمة أخرى .كام أش�ارت دراس�ة
دنيل (2003م) إىل أن نسب العود للجريمة ختتلف باختالفات طبيعة احلياة
لكل شخص .أما دراسة ليتست (1963م)فقد أكدت وجود عالقة دالة بني
العود للجريمة والعمر ،وكلام تقدم العمر قل العود.
أم�ا م�ن املنظور النظ�ري الذي يفسر ه�ذه النتائج فقد أش�ارت نظرية
الوصم اإلجرامي إىل أن أهم عنارص عملية تكوين الس�لوك املنحرف تكمن
يف وصم الفرد بوصمة االنحراف ،وجعلها عالمة فارقة له تفوق كل صفاته
األخ�رى وبذلك ف�إن االنح�راف والعود للس�لوك اإلجرامي يك�ون نتاجا
225
للتفاعل االجتامعي ،والوص�م الذي يصم املجتمع به ،فوصم املرأة املنحرفة
ق�د يك�ون س�ببا ملعاودهت�ا للس�لوك اإلجرامي .أم�ا نظري�ة الثقاف�ة الفرعية
اجلانح�ة فنج�د يف طياهتا أن من أس�باب االنحراف لدى أبن�اء الطبقة الدنيا
هو غياب دور األب يف األرسة وقيام األم بذلك ،باإلضافة إىل أن االنخراط
يف عصابة من املنحرفني يس�اعد املنحرف عىل تطوير احلاجات والسلوكيات
التي تتفق مع االهتاممات املحورية للطبقة الدنيا وتنميتها؛ وبذا فإن انحراف
أبن�اء الطبق�ة الدنيا ال يرجع إىل اضطرابات نفس�ية يعيش�وهنا .ي�رى ميلر أن
املنحرفني يمثلون الشباب األكثر قدرة يف احلي من حيث القدرات اجلسمية،
ويدفعهم ذلك إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي والعود له.
6ـ العالق�ة بين نم�ط اجلريم�ة والوضع الفعلي للعائ�دات ولغري
العائدات
كش�فت نتائج الدراس�ة أن العالقة األرسية السيئة الس�ائدة التي يعيش
فيها أفراد العينة ،املتمثلة يف التفكك األرسي السائد يف األرسة ،وعدم وجود
األمان يف األرسة ،وكذلك احلرمان العاطفي وغريه ـ كانت ذات أثر كبري يف
ارتكاب الس�لوك اإلجرامي بالنسبة للعائدات ولغري العائدات .كام أن هناك
فروق� ًا دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغير العائدات هلا تبع ًا للوضع
األرسي ألف�راد العين�ة؛ وكانت ه�ذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من غري
العائ�دات للجريم�ة .بمعن�ى أن غري العائ�دات للجريمة أفدن ب�أن الوضع
األرسي ال�رديء ال�ذي يعش�ن في�ه ،كان ذا أثر بال�غ يف ارتكاهبن للس�لوك
اإلجرامي ،مقارنة بزميالهتن العائدات للجريمة.
تتفق هذه النتيجة مع عدد من الدراس�ات الس�ابقة منها دراس�ة العتيبي
(1423هـ) ،التي أش�ارت إىل وجود خالف�ات أرسية داخل أرس األحداث
226
املعاودي�ن لالنح�راف ،وأن العالقة بني احلدث املع�اود لالنحراف ووالديه
يش�وهبا التوت�ر والصراع الدائ�م .كام تتف�ق كذلك مع دراس�ة عبد السلام
(1409ه�ـ) ،التي بينت أن العود للجريمة مرتبط بس�وء األحوال األرسية.
كام تتفق هذه النتيجة كذلك مع دراسة العتيبي (1991م) ،التي بينت أن لسوء
التنش�ئة األرسية عالقة وطيدة بالعود للجريمة عند األحداث املنحرفني .كام
اتفقت نتائج هذه الدراس�ة مع دراس�ة العمري (1423هـ) ،التي أفادت أن
مرتكب�ي اإلجرام يعيش�ون يف أرس تس�ودها اخلالفات األرسي�ة .كام اتفقت
ه�ذه النتيجة مع دراس�ة مركز أبح�اث مكافحة اجلريم�ة (1412هـ) ،التي
ذك�رت أن اعتي�اد الس�لوك اإلجرامي يف املجتمع الس�عودي يع�ود إىل ثالثة
عوامل أساس�ية تتفاع�ل بعضها مـع بعض لتنتج ش�خصية معاودة لإلجرام
باململكـة العربية السعوديـة ،منها ظـروف التنشئة األرسية السالبة.
كما كش�فت نتائج الدراس�ة وجود فروق دال�ة إحصائي ًا بين العائدات
للجريم�ة وغير العائ�دات هل�ا تبع� ًا لوضع أف�راد العين�ة املتعل�ق باألقارب
والصديق�ات ،املتمث�ل يف تقلي�د الصديقات وحماكاهتن فيما يعملن ،وكانت
هذه الفروق لصالح عينة الدراسة من غري العائدات للجريمة .بمعنى أن غري
العائدات للجريمة أفدن بأن لعالقة األقارب دورا رئيسا ومؤثرا يف ارتكاب
السلوك اإلجرامي والعود له ،وذلك بتقليد الصديقات فيام يفعلن.
تتف�ق ه�ذه النتيج�ة م�ع دراس�ة املج�دوب (1972م) ،الت�ي بينت أن
املجرمين العائدي�ن للجريمة ع�ادوا هلا بس�بب مرافقة أصدقاء الس�وء .كام
تتف�ق كذلك مع دراس�ة األلف�ي (1980م) ،التي أوضح�ت يف نتائجها أن
املجرم العائد يتأثر برفقة الس�وء .وهذا أيض ًا ما أش�ارت إليه دراس�ة هياجنة
(1993م) ،التي بينت أن من العوامل املسامهة يف عود األحداث إىل اجلنوح
هو التأثر برفقاء السوء.
227
كما كش�فت نتائج الدراس�ة وجود فروق دال�ة إحصائي ًا بين العائدات
للجريم�ة وغري العائدات هلا تبع ًا للوضع الش�خيص ألف�راد العينة املتمثل يف
انخفاض مس�توى التعليم ،وانخفاض مس�توى تقدير ال�ذات؛ وكانت هذه
الف�روق لصالح عينة الدراس�ة من غير العائدات للجريم�ة .بمعنى أن غري
العائدات للجريمة أفدن بأن وضعهن الشخيص املتمثل يف انخفاض مستوى
تعليمهن ومس�توى فهمهن ومس�توى تقديرهن لذواهتن كان سبب ًا مبارش ًا يف
ارتكاب الس�لوك اإلجرامي ،وكان تأثريه كبري ًا بالنسبة للعائدات للجريمة،
مقارنة بغري العائدات هلا.
كما أوضح�ت نتائج الدراس�ة ع�دم وج�ود فروق دال�ة إحصائي� ًا بني
العائ�دات للجريم�ة وغير العائ�دات هل�ا تبع� ًا ملتغري نم�ط اجلريم�ة املتعلق
ب�األرسة ،وهذه النتيجة تشير ،بوض�وح ،إىل أن الوضع الفعلي ألفراد عينة
الدراس�ة اخلاص ب�األرسة الناتج من التف�كك األرسي ،واحلرمان العاطفي
ال�ذي يعش�ن في�ه كان س�بب ًا يف ارت�كاب الس�لوك اإلجرامي بين العائدات
للجريمة ،أو غري العائدات هلا.
كما كش�فت نتائج الدراس�ة وجود فروق دال�ة إحصائي ًا بين العائدات
للجريم�ة وغري العائدات وفق ًا لوضع األقارب تبع ًا ملتغري نمط اجلريمة ،وأن
هذه الفروق كانت لصالح الالئي نمط جريمتهن رسقة .بمعنى أن مرتكبات
الس�لوك اإلجرامي املتمثل يف الرسقة مارس�ن ذلك السلوك اإلجرامي أسوة
بزميالهتن من األقارب والصديقات.
وتتفق هذه النتائج مع دراس�ة كل من صالح (1984م) ،التي بينت أن
معظم العائدين للجريمة كان هلم أقارب وأصدقاء جمرمون؛ وكذلك دراس�ة
نصي�ب (1416ه�ـ) ،التي أفادت ب�أن مرتكبي الس�لوك اإلجرامي كان هلم
228
أق�ارب بالس�جن ،وكانت نوعية العالقة القرابية للس�جني هب�ؤالء تتمثل يف
أهنم أخ ،أب ،خال ،ابن خال ،ابن أخت ،ابن عم.
أم�ا املنظور النظري الذي يفرس هذه النتائج فقد أش�ارت نظرية الضبط
االجتامع�ي إىل أن االنحراف ناجم عن فش�ل الضوابط الش�خصية الداخلية
واالجتامعية اخلارجية يف إجياد االتساق بني السلوك وبني املعايري االجتامعية.
ويعن�ي الضب�ط الش�خيص الداخيل ق�درة الفرد على االمتناع م�ن أن يقابل
حاجات�ه بط�رق خيالف هبا املعايير يف مجاعته .كما يعني الضب�ط االجتامعي
اخلارجي ،قدرة اجلامعة أو النظم االجتامعية عىل أن جتعل ملعايريها االجتامعية
األثر الفعال عىل أعضائها.
واملرأة تندفع للجريمة نتيجة لسوء الرتبية ،أو سوء الظروف املحيطة هبا
يف البيت أثناء نموها ،أو بعد فرتة تنشئتها ،ومواجهتها للحياة.
يق�ول (هرييش) ـ وهو أحد رواد ه�ذه النظرية ـ إن الرباط االجتامعي
ال�ذي تعمل التنش�ئة على توثيقه هو املس�ؤول ع�ن امتثالن�ا للمجتمع ،وإن
االنح�راف واجلريم�ة مظاهر لضع�ف هذا الرب�اط ،واالمتث�ال واالنضباط
مظاه�ر لقوت�ه وفعاليت�ه .وختلص ه�ذه النظري�ة إىل أن اجلريمة تعد س�لوك ًا
إنساني ًا طبيعي ًا يربز كمشكلة اجتامعية عندما تفشل مؤسسات املجتمع األولية
غري الرس�مية (األرسة – األصدقاء..الخ) ،والرس�مية (الرشطة و القانون..
ال�خ) يف ضبطه بطريقة مبارشة أو غري مب�ارشة ،أو من خالل الضبط الذايت،
و أن�ه باإلم�كان احلد من اجلريمة أو العود هلا م�ن داخل املجتمع بربط الفرد
بمجتمعه،من خالل العملي�ات الرابطة مثل (االرتباط ـ االلتزام ـ االندماج
ـ االعتقاد)؛ و بارتباط الفرد باملجتمع نس�تطيع ضبط س�لوك األفراد ،واحلد
من اجلريمة أو العود هلا.
229
3. 5التوصيات
يف ضوء النتائج التي تم التوصل إليها يف هذه الدراسة ،خرجت الدارسة
ببع�ض التوصيات واملقرتحات التي يمكن أن تس�اهم يف التخفيف ،أو احلد
من ارتكاب الس�لوك اإلجرامي بالنس�بة ملرتكبات السلوك اإلجرامي ألول
مرة ،أو العائدات له .ومن تلك التوصيات ما ييل:
1ـ ينبغ�ي توفير خدم�ات مهنية داخل املؤسس�ات اإلصالحي�ة لتعليم
مرتكبات الس�لوك اإلجرامي مهنة تساعدهن يف حياهتن بأن تكون
مص�در رزق هلن يس�اعدهن يف مواجهة ظروفهن بع�د اخلروج من
الس�جن ،وتفعيل هذه املهن ك ًام ونوعا عن طريق مكتب متخصص
لتوظيف الس�جينات ،نظرا ألن نتائج هذه الدراس�ة بينت أن غالبية
مرتكبات السلوك اإلجرامي هن من العاطالت عن العمل.
2ـ بين�ت نتائج ه�ذه الدراس�ة أن غالبية مرتكبات الس�لوك اإلجرامي
ه�ن م�ن ذوات التعلي�م املنخفض .لذا ت�ويص الدراس�ة برضورة
إجي�اد مراكز جمتمعية إرش�ادية متخصص�ة ومتعددة امله�ن للتعامل
مع مرتكبات الس�لوك اإلجرامي ألول مرة أو العائدات له ،وتكون
دورية عىل الس�جون هب�دف إرش�ادهن وتوعيتهن بخط�ورة اجلرم
الذي اقرتفنه عىل أنفس�هن وذوهين واملجتمع ورضورة عدم العودة
له.
3ـ تويص الدراس�ة بتش�كيل جلان من املتخصصات يف ش�ؤون إدارات
الس�جون للقي�ام بزي�ارات ميداني�ة ملرتكب�ات الس�لوك اإلجرامي
للتع�رف أكثر عىل العوام�ل املرتبطة بارتكاب الس�لوك اإلجرامي،
230
حتى يتس�نى القيام بالتوجيه واإلرش�اد الالزم هلن ،وقد بينت نتائج
ه�ذه الدراس�ة أن العوامل االقتصادي�ة واالجتامعية دفع�ت غالبية
مرتكبات السلوك اإلجرامي لذلك .وقد تكون هناك أسباب أخرى
مل تظهرها هذه الدراسة.
4ـ رضورة االهتمام بمرتكب�ات الس�لوك اإلجرام�ي ،وذل�ك بغ�رس
األخلاق احلميدة يف نفوس�هن وتذكريهن بتعالي�م القرآن الكريم،
والسنة النبوية الرشيفة لكي خيرجن للمجتمع وقد تعافني .كام بينت
نتائج هذه الدراس�ة أن غالبية مرتكبات الس�لوك اإلجرامي ارتكبن
ذلك السلوك أسوة بالصديقات واألقارب السيئني.
5ـ ينبغي إجراء مزيد من البحوث املتخصصة يف جمال العوامل املرتبطة
بارت�كاب الس�لوك اإلجرامي والعود له ،يش�مل مجيع مدن اململكة
العربية السعودية ومناطقها ،حتى تكون نتائجه أكثر شمولية ودقة،
وليف�اد م�ن التوصيات التي خت�رج هبا تلك الدراس�ات والبحوث،
حت�ى يت�م التعرف ـ عن ق�رب ـ هل العود للجريم�ة يأخذ طابع
العود العام أم اخلاص ،كون نتائج هذه الدراس�ة بينت أن الس�لوك
اإلجرام�ي يأخ�ذ طاب�ع الع�ود اخل�اص بين مرتكب�ات الس�لوك
اإلجرامي من النساء.
6ـ رضورة توعي�ة املجتم�ع ـ من خالل خمتلف وس�ائل اإلعالم بكيفية
التعام�ل م�ع مرتكب�ات الس�لوك اإلجرام�ي ورضورة أن يتعام�ل
املجتمع معهن تعامال عاديا ،ومس�اعدهتن يف االندماج يف املجتمع،
كون نتائج هذه الدراسة بينت أن غالبية العائدات للجريمة يرين أن
نظرة املجتمع القاسية هلن كانت سبب ًا يف العود للجريمة مرة أخرى.
231
7ـ إجي�اد آلية فاعل�ة لتوعية األرس باالهتامم بأبنائه�م وبناهتم من خالل
توعي�ة أولي�اء األم�ور أو القائمين على أم�ر مرتكب�ات الس�لوك
اإلجرام�ي ،ك�ون نتائ�ج هذه الدراس�ة بين�ت أن معظ�م مرتكبات
السلوك اإلجرامي هن من األرس املفككة ،والتنشئة األرسية السالبة.
232
املراجــع
أوالً :املراجع العربية
إبراهي�م ،فتحي�ة حمم�د ،ومصطفى مح�دي الش�نواين (1988م) .مدخل إىل
مناه�ج البح�ث يف عل�م اإلنس�ان (األنثروبولوجي�ا) ،دار املري�خ،
الرياض ،اململكة العربية السعودية.
إبراهي�م ،حمم�د مخيس (1993م) .الظ�روف االقتصادية واجلريمة ،دراس�ة
تتن�اول العالقة التأثريية املتبادلة بين الظروف االقتصادية واجلريمة،
اإلمارات العربية املتحدة ،جملة الفكر الرشطي ،العدد الثاين ،الشارقة.
ابن ماجة ،أبو عبداهلل بن يزيد القزويني (1404هـ) .س�نن ابن ماجة ،اجلزء
الثاين ،رشكة الطباعة العربية السعودية ،الرياض.
أب�ن منظور ،أبو الفض�ل مجال الدين (1374هـ) .لس�ان العرب ،دار صادر
بريوت.
األلفي ،أمحد عبد العزيز (1965م) .العود للجريمة واالعتياد عىل اإلجرام،
املطبعة العاملية ،القاهرة.
أنيس ،إبراهيم (1987م) .املعجم الوسيط ،ط ،2أمواج الطباعة ،بريوت.
أونجل ،أركان (1983م) .أس�اليب البح�ث العلمي ،معهد اإلدارة العامة،
الرياض.
البداينة ،ذياب موس�ى (1997م) التفسيرات النظرية جلرائم النس�اء ،ندوة
السكان واألمن يف العامل العريب ،القاهرة.
233
برق�اوي ،هناء (1995م) .أث�ر العوامل االجتامعي�ة يف الدوافع إىل ارتكاب
اجلريمة ،رسالة ماجستري غري منشورة ،جامعة دمشق.
البل�ويش ،نعيم�ة (2003م) .العالق�ة بين جرائم النس�اء وبع�ض العوامل
االجتامعية واالقتصادية ،رس�الة ماجس�تري ،كلية الدراس�ات العليا،
اجلامعة األردنية ،عامن.
بنهام ،رمسيس (1987م) .علم اإلجرام ،مطبعة املعارف ،اإلسكندرية.
ترك�ي ،مصطف�ى بن أمح�د (1968م) .س�يكولوجية املجرم العائد ،رس�الة
ماجس�تري غري منشورة ،قسم الدراسات الفلس�فية والنفسية ،جامعة
القاهرة.
جابر ،سامية (1988م) .االنحراف واملجتمع ،دار املعرفة ،اإلسكندرية.
اجلميلي ،فتح�ي (2001م) .اجلريم�ة واملجتمع ومرتكب اجلريم�ة ،املكتبة
الوطنية ،بغداد ،العراق.
احلديثي ،مساعد (1416هـ) .مبادئ علم االجتامع اجلنائي ،مكتبة العبيكان،
الرياض.
حس�ن ،عبد الباس�ط حمم�د (1990م) .أص�ول البحث االجتامع�ي ،مكتبة
وهبة ،القاهرة.
حالوة ،حديوي (1993م) .جرائم النساء عىل مر العصور واألزمان ،عامن.
محدان ،وفاء (2001م) .العود للجريمة يف املجتمع األردين ،رسالة ماجستري
غري منشورة ،اجلامعة األردنية ،عامن.
234
احلمي�اين ،دخي�ل اهلل مخي�س (1404هـ) .الع�ود إىل اجلريم�ة وتطبيقاهتا يف
اململك�ة ،بحث مقدم للحصول عىل دبل�وم األنظمة يف معهد اإلدارة
بالرياض.
احلناك�ي ،عيل (1406هـ) .دور الرعاية الالحق�ة يف احلد من جرائم العود،
رس�الة ماجس�تري غير منش�ورة ،املرك�ز الع�ريب للدراس�ات األمنية
والتدريب ،الرياض.
احليزان ،حممد عبد العزيز (1998م) .البحوث اإلعالمية ،أسسها ،أساليبها،
جماالهتا ،مطبعة السفري ،الرياض.
اخلليفة ،عبداهلل بن حسني (1413هـ) .املحددات االجتامعية لتوزيع اجلريمة
عىل أحياء مدينة الرياض ،مركز أبحاث مكافحة اجلريمة ،الرياض.
خليل ،عديل (1988م) .العود ورد االعتبار ،املكتبة القانونية ،القاهرة.
ال�دوري ،عدنان (1984م) .أس�باب اجلريمة وطبيعة الس�لوك اإلجرامي،
ط ،3ذات السالسل ،الكويت.
الدوري ،عدن�ان (1998م) .أصول علم اإلجرام ،مدينة نرص ،دار العاملية،
الكويت.
ال�دورسي ،مه�ا فلاح (1416ه�ـ) .م�دى ارتب�اط العوام�ل االجتامعي�ة
واالقتصادية والذاتية وبيئة السجن بالعود للجريمة ،رسالة ماجستري
غري منشورة ،جامعة امللك سعود ،الرياض.
الرازي ،خمتار الصحاح (1980م) .املكتبة األموية ،دمشق.
رش�وان ،حس�ن (1981م) .األنثروبولوجي�ا يف املج�ال النظ�ري ،املكت�ب
اجلامعي احلديث ،اإلسكندرية.
235
الرويس ،فهد بن عبداهلل (1991م) .أثر التفكك األرسي يف عودة األحداث
لالنحراف ،رس�الة ماجس�تري غير منش�ورة أكاديمية ناي�ف العربية
للعلوم األمنية ،الرياض.
الري�س ،عب�د العزيز ب�ن نارص (1415ه�ـ) .العوام�ل االجتامعي�ة املرتبطة
بالع�ود إىل تعاط�ي املخ�درات بع�د العلاج ،رس�الة ماجس�تري غري
منشورة ،جامعة امللك سعود ،الرياض.
الس�اعايت ،حس�ن (1982م) .تصمي�م البح�وث االجتامعية نس�ق منهجي
جدي ،دار النهضة العربية ،بريوت.
السبيعي ،ذعار بن سلطان (1417هـ) .اخلصائص االجتامعية واالقتصادية
للعائدي�ن للجريمة ،رس�الة ماجس�تري غري منش�ورة ،أكاديمية نايف
العربية للعلوم األمنية ،الرياض.
س�ذرالند ،أدوين وونالدر كرييس (1968م) .مب�ادئ علم اإلجرام ،ترمجة
حمم�ود الس�باعي وحس�ن املرصف�اوي ،مكتب�ة األنجل�و املرصي�ة،
القاهرة.
سعفان ،حسن (1962م) .علم اجلريمة ،مكتبة النهضة ،القاهرة.
الس�عد ،صالح (1991م) .حجم اجلريم�ة وخصائصها وأنامطها واجتاهاهتا
يف املجتمع األردين ،رس�الة دكتوراه غري منش�ورة ،اجلامعة التونسية،
عامن.
الس�عد ،صالح (1999م) .علم املجني عليه ،ضحاي�ا اجلريمة ،دار الصفاء
للنرش والتوزيع ،عامن.
سلامة ،مأمون حممد (1979م) .عل�م اإلجرام والعق�اب ،املكتبة احلديثة،
القاهرة.
236
السماك ،أمحد ب�ن حبي�ب (1985م) ظاهرة الع�ود إىل اجلريم�ة يف الرشيعة
اإلسالمية والفقه اجلنائي الوضعي ،مكتبة ذات السالسل ،الكويت.
الش�مري ،ماج�د ب�ن صال�ح (1423ه�ـ) .العوام�ل االجتامعية والنفس�ية
وعالقاهتا بالعود لالنحراف لدى األحداث ،دراسة وصفية لألحداث
العائدي�ن بدار املالحظة االجتامعية بالرياض ،رس�الة ماجس�تري غري
منشورة ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض.
الش�نقيطي ،سيد حممد س�ادايت (1998م) .اإلعالم اإلسلامي املنهج ،عامل
الكتب ،الرياض.
الش�هراين ،س�عيد ب�ن س�ياف (1992م) .عوامل الع�ود للجريمة ،رس�الة
ماجستري غري منشورة ،جامعة امللك سعود ،الرياض.
الش�هراين ،نارص بن س�ياف (1418هـ) .العود للجريمة كظرف مش�دد يف
الرشيعة اإلسالمية واألنظمة ،رسالة ماجستري غري منشورة ،أكاديمية
نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض.
الصالح ،مصلح (2000م) .النظريات االجتامعية املعارصة وظاهرة اجلريمة
يف البلدان النامية ،مؤسسة الوراق ،عامن األردن.
صال�ح ،ناه�د (1962م) .الع�ود إىل اإلج�رام عن�د امل�رأة ،املرك�ز القوم�ي
للبحوث االجتامعية واجلنائية ،املجل�ة اجلنائية القومية ،العدد الثاين،
القاهرة.
صال�ح ،ناهد (1969م) .العود إىل اإلجرام مفهومه وأنامطه ،املجلة اجلنائية
القومية ،املجلد ،12العدد األول.
صال�ح ،ه�ادي (1984م) عوامل العود إىل اجلريمة ،رس�الة ماجس�تري غري
منشورة ،بغداد.
237
الصيف�ي ،عبد الفت�اح (1416هـ) .األح�كام العامة للنظ�ام اجلزائي ،ط،1
مطابع جامعة امللك سعود ،الرياض.
طالب ،أحس�ن (2002م) .اجلريمة والعقوبة واملؤسسات اإلصالحية ،دار
الطليعة ،بريوت.
الطخي�س ،إبراهي�م بن عبد الرمح�ن (1990م) .دراس�ات يف علم االجتامع
اجلنائي ،مكتبة العبيكان ،الرياض.
الطخي�س ،إبراهي�م بن عبد الرمح�ن (2004م) .دراس�ات يف علم االجتامع
اجلنائي ،دار العلوم للطباعة والنرش ،الرياض.
ع�ارف ،حمم�د (1975م) .اجلريم�ة يف املجتم�ع ،مكتب�ة األنجل�و املرصية،
القاهرة.
عبد الس�تار ،فوزية (1977م) .مبادئ علم اإلج�رام والعقاب ،دار النهضة
العربية ،بريوت.
عبد السلام ،ف�اروق س�يد (1409هـ) .الع�ود للجريمة م�ن منظور نفيس
اجتامع�ي ،دار النشر باملركز العريب للدراس�ات األمني�ة والتدريب،
الرياض.
عبد امللك ،جندي (1964م) .املؤسسة اجلنائية ،ج ،5مطبعة بني الصورين،
القاهرة.
عبي�دات ،ذوقان وعب�د الرمحن عدس وكايد عبد احل�ق (1993م) .البحث
العلم�ي مفهوم�ه وأدوات�ه وأس�اليبه ،دار أس�امة للنشر والتوزي�ع،
الرياض.
238
العتيب�ي ،ذعار ب�ن فيصل (1423هـ) .اخلصائ�ص االجتامعية واالقتصادية
لألح�داث العائدي�ن لالنحراف،رس�الة ماجس�تري غير منش�ورة،
أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض.
العتيب�ي ،عران بن مطل�ق (1991م) .التنش�ئة األرسية وظاه�رة العود عند
األح�داث املنحرفني يف املنطق�ة الرشقية باململكة العربية الس�عودية،
رس�الة ماجستري غري منشورة ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية،
الرياض.
العتيبي ،مطلق بن مطلق (1424هـ) .العود للجريمة من خالل تأثري بعض
العوامل االجتامعية ،رس�الة ماجس�تري غري منش�ورة ،أكاديمية نايف
العربية للعلوم األمنية ،الرياض.
العتيب�ي ،مناج�ا بن صالح (1415ه�ـ) .أثر التأهيل املهني داخل الس�جون
يف احلد من العود للجريمة ،رس�الة ماجس�تري غري منشورة ،أكاديمية
نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض.
عسيري ،عبد الرمحن بن حمم�د (1418هـ) .مؤرشات اجلريمة النس�وية يف
املجتمع السعودي :دراسة حتليلية.
عسيري ،عبد الرمحن بن حممد (2004م) .دوافع اجلريمة النس�وية ،دراسة
ميداني�ة عىل املودعات باملؤسس�ات اإلصالحية ودور رعاية الفتيات
يف اململكة العربية السعودية ،مركز مكافحة اجلريمة ،وزارة الداخلية.
العمري ،صالح بن حممد (1423هـ) .العود إىل االنحراف يف ضوء العوامل
االجتامعية ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض.
غباش ،موزة (1998م) .املرأة واالنحراف ،دراسة ميدانية يف دولة اإلمارات
العربية املتحدة ،ط ،1أبوظبي.
239
الفاع�وري ،خلي�ل ،وط�ه ،زه�ران ،،وس�مري القس�وس ،وربح�ي قط�وم،
(1980م) .تك�رار جن�وح األحداث عن�د املجتم�ع األردين ،وزارة
التنمية االجتامعية ،عامن.
الفيروز آب�ادي (1407ه�ـ) .القام�وس املحي�ط ،ط ،3مؤسس�ة الرس�الة،
بريوت.
القحط�اين ،ع�وض بن مطلق (1420ه�ـ) .أثر العفو ع�ن العقوبة ملن حيفظ
كت�اب اهلل يف احل�د م�ن الع�ود للجريمة ،دراس�ة نظري�ة تطبيقية عىل
س�جون اململكة العربية الس�عودية ،رس�الة ماجس�تري غري منش�ورة،
أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض.
القفاري ،عبداهلل (1420م) .أثر انحراف األحداث يف ارتكاب اجلريمة بعد
الكرب ،رسالة ماجستري غري منشورة ،جامعة امللك سعود ،الرياض.
كاره ،مصطف�ى عب�د املجيد (1408هـ) .الس�جن كمؤسس�ة اجتامعية ،دار
النرش باملركز العريب للدراسات األمنية والتدريب ،الرياض.
املاوردي ،عيل بن حممد (1990م) .ط ،3مكتبة نزار الباز ،الرياض.
املج�دوب ،أمح�د بن علي (1972م) .املجرم�ون العائدون ،املجل�ة اجلنائية
القومية ،املركز القومي للبحوث االجتامعية واجلنائية ،العدد الثالث،
القاهرة.
حمم�د ،حمم�د علي (1982م) .مقدم�ة يف البح�ث االجتامع�ي ،دار النهضة
العربية ،بريوت.
مرك�ز أبحاث مكافحة اجلريمة (1412هـ) .دراس�ة عوامل العود للجريمة
يف س�جون منطق�ة الرياض ،رس�الة ماجس�تري غري منش�ورة ،جامعة
امللك سعود ،كلية اآلداب ،الرياض.
240
منص�ور ،عب�د املجي�د س�يد (1410ه�ـ) .الس�لوك اإلجرام�ي والتفسير
اإلسالمي ،ج ،1مركز أبحاث مكافحة اجلريمة ،الرياض.
نجم ،حممد (1991م) .الوجيز يف علم اإلجرام والعقاب ،مكتبة دار الثقافة
للنرش والتوزيع ،ط ،1عامن ،األردن.
صيب ،عب�د الكريم (1416هـ) .عوامل ع�دم التكيف االجتامعي للمفرج
عنهم وعالقتها بالعود إىل اجلريمة ،املركز العريب للدراسات األمنية،
الرياض.
ن�وري ،حمم�د (2000م) .تصمي�م البح�وث العلمية يف العل�وم االجتامعية
والسلوكية ،جدة.
ه�ادي ،صالح (1984م) .عوامل العود إىل اجلريمة ،دراس�ة ماجس�تري غري
منشورة ،بغداد.
اهلمايل ،عب�د اهلل عام�ر (1994م) .أس�لوب البح�ث االجتامع�ي وتقنياته،
منشورات جامعة قاريونس ،بنغازي ،ليبيا.
الرويلي ،س�عود بن حمم�د (2008م) .الوص�م االجتامعي وعالقت�ه بالعود
للجريمة ،رسالة ماجستري غري منشورة ،جامعة نايف العربية للعلوم
األمنية ،الرياض.
وزارة الداخلي�ة بدول�ة الكوي�ت (د.ت) .الن�زالء العائ�دون إىل الس�جون،
مطابع اخلط ،الكويت.
اليوس�ف ،عب�داهلل ب�ن عب�د العزي�ز (2004م) .اخلصائ�ص االجتامعي�ة
للمس�تفيدين م�ن العفو امللكي وع�ادوا إىل ارت�كاب اجلريمة ،مركز
أبحاث مكافحة اجلريمة ،الرياض.
241
املراجع األجنبية:ثاني ًا
Brent، B and T، L. (1999) A study of Recidivism of Serious and
persistent offenders among adolescents، Journal of Criminal
Justice، Vol. 4. Issue 2، pp 111 ـ126.
Daniel، B. (2003) Investigation parent Trait and Life Course
Theories As predictors of Recidivism Among An Offender
Sample، Journal of Criminal Justice، Sep. Vol. 31. Issue 5، pp
400 ـ455.
Feng، Huilin (1997) predicting Recidivism of female parolees
Released Form The Vtah State prison Form 1990 to 1993
(Women Offenders)، Jui،pp: 77.
Nancym Marion (2003) Effectiveness of Community ـBased
Correctional programs، A Case Study prison Journal، Dec،
Vol.82 Issue 4، pp.20 ـ35.
Rettinger، L. Jill (1998) Arecidiv Ism follow ـup Study Investigation
Risk and Need With In A sample Of provincially Sentenced
Women (Women Criminals، Incarcerated Level Of
Supervision Inventory)، Dec، pp: 327.
Shelon، H. and Glueok، Eleanor (1963) physiaue and Deluguency،
New york، Harper and Brothers.
Sweezy، Martha (1997) Trauma and Recidivism To prison: what›s
Guilt Got to Do with it? (women inmates)، Smith college
school for social work، Feb، pp: 152.
Wood، Heat her Anne، (2003) Incarcerated Women: The Correlation
of motherhood with Crime type and recidivism، Oct، pp: 96.
242
املالحق
ملحق رقم ()1
بسم اهلل الرمحن الرحيم
الباحثة
أسامء بنت عبداهلل التوجيري
243
1ـ العمر)..............( :
2ـ املستوى التعليمي:
3ـ ابتدائي 2ـ أقرأ وأكتب فقط 1ـ أمية
6ـ جامعي
5ـ ثانوي
4ـ متوسط
) 7ـ أخرى تذكر ( :
3ـ احلالة االجتامعية:
3ـ مطلقة 2ـ متزوجة حالي ًا
1ـ مل يسبق يل الزواج
5ـ معلقة
4ـ أرملة
4ـ يف حالة إذا كنت مطلقة متى تم الطالق:
2ـ بعد السجن للمرة الثانية 1ـ قبل السجن يف املرة األوىل
4ـ بعد السجن للمرة الثالثة
3ـ بعد السجن للمرة الثانية
) 5ـ أخرى تذكر ( :
5ـ املهنة قبل دخولك السجن:
2ـ موظفة حكومية
1ـ ال أعمل
4ـ أعامل حرة
3ـ موظفة يف قطاع خاص
) 6ـ أخرى تذكر ( : 5ـ طالبة
244
6ـ الدخل الشهري:
2ـ من 1000ـ أقل من 2000ريال 1ـ أقل من 1000ريال
3ـ من 2000ـ أقل من 4000ريال 4ـ من 4000ـ أقل من 6000ريال
6ـ 8000ريال فأكثر 5ـ من– 6000أقل من 8000ريال
7ـ ما مصدر الدخل الذي كنت تعيشني عليه قبل اإليداع يف السجن
3ـ دخل الوالد 2ـ راتب الزوج 1ـ الراتب الشخيص
6ـ هبات بعض األقارب 5ـ مجعيات خريية 4ـ الضامن االجتامعي
9ـ راتب االبنة 8ـ راتب االبن
7ـ صدقات املحسنني
10ـ أخرى تذكر) ( :
8ـ نوع املسكن الذي كنت تقيمني به قبل االيداع يف السجن:
3ـ دور بفلة 2ـ شقة 1ـ منزل شعبي
6ـ بيت مسجد 5ـ قرص
4ـ فلة
9ـ أخرى ( ) 8ـ إسكان شعبي
7ـ إسكان حكومي
9ـ احلالة االجتامعية للوالدين اآلن:
3ـ الوالد متوىف 2ـ مطلقان 1ـ يعيشان مع ًا
5ـ الوالدان متوفيان 4ـ الوالدة متوفاة
10ـ كم عدد اإلخوة الذكور
11ـ كم عدد اإلخوة اإلناث
245
12ـ ما ترتيبك بني اخوانك
13ـ ما ترتيبك بني اخواتك
14ـ بيانات عن اخللفية االجتامعية ألفراد األرسة
246
يف حالة عدد األخوة أو االخوات أكثر من ذلك يكتب خلف الصفحة
15ـ ما نوع العالقة السائدة بني الوالدين؟
نادر ًا أحيان ًا دائ ًام العبارة م
احرتام و تقدير متبادل 1
وجود خالفات بسيطة 2
مشاجرات كالمية وخالفات مستمرة 3
مشاجرات تصل إىل حد الرضب 4
خالفات تصل إىل حد االنفصال 5
عدم تفاهم 6
حب و استقرار 7
تسلط الوالد 8
تسلط الوالدة 9
247
17ـ ما طبيعة العالقة بينك وبني أفراد أرستك قبل وبعد االيداع يف السجن
نوع العالقة قبل ايداعك السجن نوع العالقة بعد ايداعك السجن
أفراد األرسة
جيدة عادية ضعيفة التوجد جيدة عادية ضعيفة التوجد
والدك
والدتك
زوجك
أخوانك
أخواتك
أبناؤك
بناتك
248
إذا كانت اإلجابة بنعم فمن هو:
كم مرة ال نعم دخول أحد األقارب السجن م
الوالد 1
الوالدة 2
أحد اإلخوة 3
إحدى األخوات 4
أحد األبناء 5
إحدى البنات 6
أحد األقرباء 7
الزوج 8
249
23ـ م�ا الظ�روف االقتصادية التي دفعت�ك الرتكاب اجلريم�ة التي دخلت
بسببها السجن أول مرة:
3ـ أعباء أرسية 2ـ الدخل ال يكفي 1ـ عدم وجود دخل ثابت
6ـ تقليد اآلخرين 5ـ البطالة 4ـ الفقر
) 8ـ أخرى( :
7ـ الديون
24ـ ما األس�باب التي دفعتك إىل الس�لوك اإلجرامي مرة أخرى بعد تلقيك
العقوبة:
أحيان ًا دائ ًام العبارة م
ضعف الوازع الديني 1
وجود مغريات مادية 2
استمرار املشكالت األرسية 3
ضعف اإلرادة يف التخلص من املخدرات 4
استمرار املشكالت االقتصادية 5
الرغبة يف جماراة األصدقاء 6
السجن و خمالطة السجينات صديقات السوء 7
نفس أسباب دخويل للسجن للمرة األوىل 8
العنوسة 9
الغرية واحلقد 10
الشعور بالظلم و القهر 11
نظرة املجتمع يل بأين خرجية سجون 12
250
25ـ ما الربامج واإلجراءات التي ترين أن تنفيذها سواء يف السجن أو بعده
يساهم يف عدم عودتك للجريمة
1ـ برامج ملساعدة السجينات يف مواجهة أسباب اجلريمة
2ـالتأهيل (النفيس االجتامعي االقتصادي) لضامن عدم العود
3ـ تقوية اجلانب والباعث الديني لدى السجينة
4ـ مساعدة األرسة عىل تقبل السجينة
) 5ـ أخرى( :
26ـ ما نمط جريمتك األوىل والتي عدت هبا للسجن مرة أخرى:
نمط اجلريمة التي عدت هبا إىل السجن ال نمط اجلريمة األوىل نعم م
أخالقية أخالقية 1
رسقة رسقة 2
مسكر مسكر 3
خمدرات خمدرات 4
قتل قتل 5
رشوة رشوة 6
تزوير تزوير 7
هتريب هتريب 8
) أخرى( : ) أخرى( : 9
251
27ـ ما تأثري دخولك السجن عىل أفراد األرسة:
3ـ تفكك األرسة
2ـ الكراهية
1ـ عدم التقبل
5ـ التفكري يف قتيل للتخلص مني 4ـ ضياع األبناء
28ـ أي هؤالء كانوا أكثر جتني ًا لك بعد اإلفراج عنك من السجن:
3ـ والدتك
2ـ زوجك
1ـ والدك
6ـ أخواتك
5ـ أخوانك
4ـ أقاربك
7ـ أصدقائك
29ـ بعد اإلفراج عنك يف جريمتك الس�ابقة هل استمر اتصالك بصديقاتك
القديامت:
2ـ ال 1ـ نعم
30ـ من كان له دور يف عودتك للجريمة احلالية:
2ـ إحدى الصديقات 1ـ إحدى أفراد األرسة
4ـ الزوج
3ـ إحدى األقارب
6ـ مصدر آخر حيدد
5ـ عالقة غري رشعية
31ـ ما طبيعة عالقتك بالنزيالت عند عودتك املتكررة للسجن:
2ـ للتسلية 1ـ عالقة عابرة
4ـ خالفات
3ـ تكوين صداقات
) 6ـ أخرى( :
5ـ ختطيط ملشاريع مستقبلية
252
32ـ كم مرة تم سجنك قبل هذه املرة:
3ـ ثالث مرات
2ـ مرتني
1ـ مرة واحدة
4ـ أربع مرات فأكثر
33ـ كم املدة التي قضيتها خارج السجن بعد اإلفراج عنك يف املرة السابقة:
3ـ من 2ـ أقل من 3سنوات 1ـ أقل من سنة
4ـ من 3ـ أقل من 4سنوات
2ـ من 1ـ أقل من2سنة
6ـ مخس سنوات فأكثر
5ـ من 4ـ أقل من 5سنوات
34ـ كيف كانت نظرة املجتمع إليك بعد اإلفراج عنك يف املرة السابقة.
3ـ االحرتام
2ـ الالمباالة
1ـ االحتقار
) 6ـ أخرى (
5ـ التجنب 4ـ النبذ
35ـ أرج�و توضيح م�دى موافقتك عىل العبارات التالية بوضع عالمة (√)
يف اخلانة التي ترين أهنا تناسبك مع وضعك الفعيل:
نعم ال العبارة م
ال تتدخل أرسيت يف أي يشء أعمله حتى ولو كان خطأ 1
منزلنا ميلء باملشكالت و الشجار و املخاصمة 2
تغضب أرسيت عندما خيطئ أحدنا 3
ال أحس باألمن داخل أرسيت 4
أخاف من مواجهة أرسيت بعد جريمتي األوىل 5
أحس باألمن داخل السجن أكثر من خارجه 6
كثري من أقاريب ال يتقبلني ألين دخلت السجن 7
253
أعترب نفيس منحرفة 8
مل يعد جيرح أحسايس ما يصفني به الناس 9
10تعلمت السلوك اإلجرامي من صديقات يل
11بعض أفراد أرسيت سبق و أن دخلوا السجن
12أشعر منذ الصغر بأن أيب و امي حيبان أخويت أكثر مني
13صديقايت غالب ًا يتحدثن عن أشياء حمرمة أو ممنوعة عندما يتقابلن
14أفعل مثل ما تقوم به صديقايت حتى ال أخرسهن
15لو كان عندي مصدر دخل مستقل ما كان أحد استطاع إجباري
عىل ما ال أريد
16إذا مل أقم بام قمت من عمل فلن أستطيع أن أجد ما أعيش منه
17أشعر برغبة شديدة يف احلصول عىل املال بأي وسيلة كانت
18تأخري يف الزواج جيعلني أبحث عن إشباع غرائزي حتى لو كان
بطريق غري مرشوع
19عندما أقدمت عىل هذا الفعل مل اعرف انه جريمة
20دفعني هلذا الفعل رغبتي يف التغلب عىل الفراغ و امللل
21أشعر بعدم تقبل املجتمع يل بعد خروجي من السجن
22قطع اجلميع عالقاهتم يب منذ دخويل السجن
23أشعر بأن اآلخرين سواء من حويل أو غريهم حيتقرونني ويرفضون
التعامل معي بعد خروجي من السجن
24أشعر أنني ظلمت كثري ًا هبذا السجن
25أرى أن ما فعلته ال يستوجب السجن
26أنا لست مذنبة و إنام تم تلفيق التهمة يل
254