You are on page 1of 257

‫(‪ ،)2011‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ـ الرياض ـ‬ ‫ح‬

‫اململكة العربية السعودية‪ .‬ص‪.‬ب ‪ 6830‬الرياض‪11452 :‬‬


‫هاتف ‪( 2463444‬ـ ‪ 1‬ـ ‪ )966‬فاكس ‪( 2464713‬ـ ‪ 1‬ـ ‪)966‬‬
‫البريد اإللكتروني‪Src@nauss.edu.sa :‬‬
‫‪Copyright© (2011) Naif Arab University‬‬
‫‪)for Security Sciences (NAUSS‬‬
‫‪ISBN 4- 50 - 8006- 603- 978‬‬
‫‪KSA 2463444 )1+P.O.Box: 6830 Riyadh 11452 Tel. (966‬‬
‫‪.Fax (966 + 1) 2464713 E-mail Src@nauss.edu.sa‬‬

‫(‪1432‬هـ) جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‬ ‫ح‬


‫فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر‬

‫التوجيري‪ ،‬أسامء بنت عبداهلل بن عبداملحسن‬

‫اخلصائص االجتامعية واالقتصادية للعائدات للجريمة‪ /‬أسماء بنت عبداله بن‬


‫عبداملحسن التوجيري‪ ،‬الرياض ‪1432‬هـ‬
‫‪ 254‬ص ‪ 24  17 ،‬سم‬
‫ردمك‪ 4 :‬ـ ‪ 50‬ـ ‪ 8006‬ـ ‪ 603‬ـ ‪978‬‬
‫‪ 1‬ـ اجلريمة واملجرمون ـ السعودية‬
‫أ ـ العنوان‬ ‫‪ 2‬ـ اجلريمة واملجرمون ـ اجلوانب االجتامعية‬
‫‪1432/1722‬‬ ‫ديوي ‪364.3‬‬
‫رقم االيداع‪1431/1722 :‬‬
‫ردمك‪ 4 :‬ـ ‪ 50‬ـ ‪ 8006‬ـ ‪ 603‬ـ ‪978‬‬
‫حقوق الطبع حمفوظة لـ‬
‫جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‬

‫كاف�ة األف�كار ال�وردة يف ه�ذا الكت�اب تعبر ع�ن رأي‬


‫صاحبه�ا‪ ،‬وال تعبر بالضرورة ع�ن وجه�ة نظ�ر اجلامع�ة‬
‫املحتويــات‬

‫املقدمة ‪3 ....................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة ‪7............................................................‬‬
‫‪ 1. 1‬مشكلة الدراسة ‪9 ...................................................................‬‬
‫‪ 2. 1‬أسباب اختيار املوضوع ‪12......................................................‬‬
‫‪ 3. 1‬أمهية الدراسة ‪13......................................................................‬‬
‫‪ 4. 1‬أهداف الدراسة‪14 ...................................................................‬‬
‫‪ 5. 1‬تساؤالت الدراسة ‪15..............................................................‬‬
‫‪ 6. 1‬مفاهيم الدراسة ‪16..................................................................‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬اإلطار النظري والدراسات السابقة‪37.................................‬‬
‫‪ 1. 2‬االجتاهات النظرية يف تفسري ظاهرة العود للجريمة‪39 .............‬‬
‫‪ 2. 2‬عوامل العود للسلوك اإلجرامي ‪60........................................‬‬
‫‪ 3. 2‬الدراسات السابقة‪70................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬إجراءات الدراسة املنهجية‪105.........................................‬‬
‫‪ 1. 3‬نوع الدراسة‪108 .........................................................................‬‬
‫‪ 2. 3‬منهج الدراسة‪108 ......................................................................‬‬
‫‪ 3. 3‬جمتمع الدراسة ‪110.....................................................................‬‬
‫‪ 4. 3‬عينة الدراسة ‪111.......................................................................‬‬
‫‪ 5. 3‬وحدة التحليل ‪112.....................................................................‬‬
‫‪ 6. 3‬حدود الدراسة ‪112....................................................................‬‬
‫‪ 7. 3‬التعريف اإلجرائي ملتغريات الدراسة ‪114................................‬‬
‫‪ 8. 3‬أداة مجع البيانات ‪115.................................................................‬‬
‫‪ 9. 3‬األساليب اإلحصائية املستخدمة يف التحليل ‪121...........................‬‬
‫‪10. 3‬الصعوبات التي واجهت الباحثة ‪122.......................................‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬نتائج الدراسة ومناقشتها ‪125...............................................‬‬
‫‪ 1. 4‬وصف عينة الدراسة ‪128...........................................................‬‬
‫‪ 2. 4‬اإلجابة عن تساؤالت الدراسة ‪154...........................................‬‬
‫‪ 3. 4‬دراسة احلالة ‪187........................................................................‬‬
‫الفصل اخلامس‪ :‬موجز الدراسة ومناقشة النتائج والتوصيات ‪201..............‬‬
‫‪ 1. 5‬موجز الدراسة ‪203....................................................................‬‬
‫‪2. 5‬مناقشة نتائج الدراسة يف ضوء اإلطار النظري والدراسات السابقة‪211..‬‬
‫‪ 3. 5‬التوصيات ‪230..........................................................................‬‬
‫املراجــــــــــع‪233....................................................................................‬‬
‫املالحــــــــــق ‪243...................................................................................‬‬
‫املقدمــة‬
‫محاي�ة البرش أم�ر رضوري ومهم تعد له ال�دول كل طاقاهتا واهتامماهتا؛‬
‫والتنمي�ة البرشي�ة ه�ي مس�تقبل األم�ة وعماد هنضته�ا وعدهت�ا يف مواجهة‬
‫التحديات احلارضة واملس�تقبلية‪ .‬لذا فإن دراس�ة اجلريمة عموم ًا‪ ،‬والعائدين‬
‫أو العائدات هلا خصوص ًا يعد الشغل الشاغل لالختصاصيني يف جمال العلوم‬
‫االجتامعي�ة والتخطيط والتنمية لتدعيم اإلجيايب منها وتعديل الس�لبي‪.‬ولقد‬
‫انتق�ل املجتمع الس�عودي خالل العقود األخيرة من التقليدي�ة إىل احلداثة‪،‬‬
‫ومل�س هذا االنتقال كل جوانب البناء االجتامع�ي‪ ،‬وما نتج عنه من حتوالت‬
‫ثقافية وتغريات جذرية يف الوضع االجتامعي واالقتصادي‪ ،‬وما نتج عنها من‬
‫خصائص جديدة عىل حركة احلياة بصورة عامة‪ .‬فقد واكبت عملية التحرض‬
‫الرسيع‪ ،‬ونمو املدن بس�بب اهلجرة اخلارجية الوافدة إليها‪ ،‬والنزوح املس�تمر‬
‫من البادية والقرى إىل املدن‪ ،‬إضافة إىل عديد من األس�باب األخرى املتمثلة‬
‫يف االتص�ال بالثقاف�ات واحلض�ارات األخ�رى من خالل وس�ائل اإلعالم‪،‬‬
‫ووس�ائل التقني�ة احلديث�ة يف جم�ال االتص�االت م�ن اإلنرتن�ت‪ ،‬والقن�وات‬
‫الفضائي�ة‪ ،‬واالحت�كاك بالعامل�ة الواف�دة من خمتل�ف اجلنس�يات والثقافات‬
‫وغريه�ا‪ ،‬ظ�روف أدت إىل تغييرات يف أنماط س�لوك األفراد بصف�ة عامة‪،‬‬
‫وكذلك فيام يتعلق بنسق القيم لدهيم بصفة خاصة‪.‬‬
‫وق�د أح�دث هذا التغير فج�وة يف البن�اء االجتامعي القدي�م بضوابطه‬
‫غير الرس�مية‪ ،‬واحلدي�ث بضوابط�ه الرس�مية‪ ،‬وم�ن ثم انعك�س كل ذلك‬
‫عىل حس�اب اجلوانب االجتامعية واإلنس�انية يف املجتم�ع‪ .‬فوجود املتغريات‬
‫الس�ابقة الذكر‪ ،‬أدى بالطبع إىل ظهور صور متباينة من السلوكيات املنحرفة‪،‬‬
‫ومن تلك الصور ارتكاب اجلريمة بشتى أنامطها‪ ،‬بل تكرار ممارستها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫واجلريم�ة ظاه�رة اجتامعية عاملية ال ي�كاد خيلو منها جمتمع إنس�اين‪ ،‬كام‬
‫أن هل�ا آثار ًا س�لبية على مرشوعات احلكوم�ات يف حركة التغير االجتامعي‬
‫والتنمي�ة‪ ،‬وعلى األم�ن واالس�تقرار االجتامعي‪ .‬ل�ذا فقد احتلت دراس�تها‬
‫حيز ًا واسع ًا يف الرتاث السوسيولوجي االجتامعي املعارص‪ ،‬وحظيت باهتامم‬
‫علماء االجتماع واألنثروبولوجيا‪ ،‬ورجال القان�ون‪ ،‬واملتخصصني يف علوم‬
‫اإلجرام‪.‬‬
‫لذا نلحظ أن الدراسات العلمية اخلاصة هبذه الظاهرة تعمل عىل تقيص‬
‫العوامل الدافعة إىل ارتكاب اجلريمة‪ ،‬ومعرفة البيئة التي تؤدي إىل انتشارها‪،‬‬
‫إضاف�ة إىل معرف�ة أنامطه�ا وأس�اليبها‪ ،‬والط�رق واألدوات الت�ي تس�تخدم‬
‫يف ممارس�تها‪ ،‬هب�دف الوص�ول إىل أنج�ع الوس�ائل واألس�اليب التي يمكن‬
‫استخدامها للحد من انتشارها‪.‬‬
‫وعلي�ه فإن دراس�ة ظاهرة الع�ود إىل ارتكاب اجلريمة تب�دو ذات أمهية‬
‫كبرية‪ ،‬وذلك ملجموعة من العوامل‪ :‬أوهلا أن ظاهرة العود إىل اجلريمة تشير‬
‫إىل أن األساليب والوسائل املستخدمة يف مواجهتها أو التغلب عليها يتخللها‬
‫بع�ض النق�ص‪ ،‬أو تعاين بع�ض الثغرات‪ ،‬وعلى ذلك فإن تقصي الظروف‬
‫والعوام�ل التي تؤدي بالفرد إىل تكرار اجلريمة ربام يقود احلكومات والدول‬
‫إىل إع�ادة النظ�ر يف األس�اليب والوس�ائل املس�تخدمة يف حماربته�ا والقضاء‬
‫عليه�ا‪ .‬ثانيه�ا أن ظاهرة الع�ود إىل ارتكاب اجلريمة تش�كل عبئ� ًا ثقي ً‬
‫ال عىل‬
‫ميزانية الدولة وخزينتها نتيجة ملا تتحمله الدولة من أعباء التعامل مع املجرم‬
‫نفس�ه ألكث�ر من مرة‪ ،‬ك�ون ذلك يتطلب توفير الكوادر املؤهل�ة واملدربة يف‬
‫املؤسس�ات اإلصالحية‪ ،‬وتوفري التس�هيالت واخلدمات املادية واالجتامعية‬
‫للمس�جونني يف املؤسس�ة اإلصالحي�ة‪ ،‬إضاف�ة إىل اخلس�ارة الت�ي تتكبده�ا‬

‫‪4‬‬
‫الدول�ة‪ ،‬ويتكبدها املجتمع جراء تعطيل الطاق�ات البرشية اإلنتاجية املتمثلة‬
‫يف املسجونني أو املحكوم عليهم‪.‬‬
‫ولعل للطفرة الس�كانية اهلائلة التي تش�هدها اململكة التي نمت بش�كل‬
‫كبير يف اآلونة األخرية بش�كل مل تش�هده م�ن قبل يف أي عرص م�ن العصور‬
‫الس�ابقة ـ حيث نجد يف آخر إحصاء س�كاين يف ع�ام (‪1425‬هـ) أن إمجايل‬
‫سكان اململكة العربية السعودية حسب نتائج التعداد العام للسكان واملساكن‬
‫بلغ (‪ 22673538‬نس�مة) مقارنة مع س�بعة ماليني ع�ام ‪1394‬هـ‪ ،‬وزهاء‬
‫‪ 17‬مليون� ًا ع�ام ‪1413‬هـ‪ ،‬وبني عام�ي ‪ 1413‬ـ ‪1425‬ه�ـ ‪ ،‬بلغت الزيادة‬
‫العددية للس�كان (‪ 5725150‬نس�مة)‪ ،‬أي أنه كان يضاف لس�كان اململكة‬
‫يف املتوس�ط (‪ 477096‬نسمة) س�نوي ًا طيلة فرتة االثني عرش عام ًا (الربدي‪،‬‬
‫لا يف ظهور ممارس�ات وس�لوكيات دخيل�ة مل يعهدها‬ ‫‪ )387 ،1426‬ـ دخ ً‬
‫املجتمع الس�عودي من قبل‪ .‬وال ش�ك أن�ه اآلن يف ع�ام (‪ )1430‬قد يكون‬
‫قارب الـ (‪ )25‬مليون نسمة‪ .‬وقد كان من ضمن نتائج تلك التغريات ظهور‬
‫بعض السلوكيات اإلجرامية ومنها ظاهرة إجرام املرأة يف املجتمع السعودي‬
‫الذي مل يكن مألوف ًا سابق ًا؛ وال تقترص مشكلة إجرام املرأة عىل ممارسة السلوك‬
‫االجرامي بل حماولة العود للجريمة مرة أو أكثر‪.‬‬
‫ويعد الس�لوك اإلجرامي أحد املش�كالت الت�ي تواجهها مجيع األنظمة‬
‫العقابي�ة عىل مس�توى الع�امل‪ ،‬وحتظى ظاه�رة العود إىل اجلريم�ة باهتامم بالغ‬
‫حي�ث تسير جنب� ًا إىل جنب مع ظاه�رة اجلريمة نفس�ها ملا يش�كله العائد إىل‬
‫اجلريمة من خطورة عىل مصالح املجتمع تكش�ف ع�ن تأصل نزعة إجرامية‬
‫عميقة لديه‪ ،‬وعدم ارتداعه من عقوبته السابقة‪.‬‬
‫وق�د بدأ االهتامم بظاهرة العود لكوهنا أصبحت ظاهرة إجرامية منترشة‬
‫بين أفراد املجتمعات اإلنس�انية‪ ،‬ولكون الس�لوك اإلجرامي للعائد يش�كل‬

‫‪5‬‬
‫خط�ر ًا هيدد مصالح املجتمعات‪ ،‬نظر ًا ملا يس�ببه من خس�ائر لإلنس�انية‪ .‬وقد‬
‫اهتم�ت غالبي�ة الدول ـ من خالل عقد املؤمترات ـ بمناقش�ة جرائم العود‬
‫من خالل دراستها قانون العقوبات‪ ،‬هبدف احلد منها‪ ،‬مثل املؤمتر الذي عقد‬
‫(بلن�دن ع�ام ‪1925‬م) للعائدي�ن‪ ،‬ومؤمت�ر (ب�راج ‪1930‬م) الذي خصص‬
‫لبحث التدابري االحرتازية التي تتخذ حيال املجرمني العائدين‪ ،‬ومؤمتر(برلني‬
‫‪1935‬م) وقد تعرض لبحث كيفية املعاملة واإلفراج عن املجرمني املعتادين‪،‬‬
‫ومؤمتر (اله�اي ‪1950‬م) الذي بحث أيضا املوضوع نفس�ه‪ ،‬ومؤمتر (لندن‬
‫‪1955‬م)ال�ذي دع�ت إلي�ه اجلمعي�ة الدولية لعل�م اإلج�رام؛ وقد خصص‬
‫ملناقش�ة موضوع الع�ود واالعتياد عىل اإلجرام؛ ما يشير إىل األمهية املتزايدة‬
‫واملس�تمرة التي تبذهلا الدول واملجتمعات الدولية لدراس�ة ظاهرة العود إىل‬
‫اجلريمة‪.‬‬
‫ومع تقدم املجتمعات والدراسات اإلنسانية يف جمال السلوك اإلجرامي‬
‫انتق�ل االهتمام م�ن الفعل اإلجرامي إىل ش�خصية الفاعل نفس�ه‪ ،‬ش�خص‬
‫العائ�د‪ ،‬والعوامل االجتامعية والبيولوجية والنفس�ية التي تدفعه إىل أن يعود‬
‫للسلوك اإلجرامي‪.‬‬
‫وتتن�اول الدراس�ة احلالية اخلصائ�ص االجتامعية واالقتصادي�ة للمرأة‬
‫التي تدفعها الرتكاب السلوك اإلجرامي والعود إليه مرة أخرى‪.‬‬

‫الباحثة‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‬

‫موضوع الدراسة‬

‫‪7‬‬
8
‫‪ .1‬موضوع الدراسة‬
‫‪ 1. 1‬مشكلة الدراسة‬
‫تعد مشكلة العود للجريمة من املشكالت التي تشغل كثري ًا من املهتمني‬
‫بأمور اجلريمة وظاهرة اإلجرام‪ .‬فعلامء اإلجرام والعقاب يعطون يف دراستهم‬
‫للجريمة وعوامل ظهورها وانتش�ارها اهتامم ًا خاص� ًا بظاهرة العود‪ ،‬وذلك‬
‫ألن الع�ود يعترب مؤرش ًا عىل خطورة املجرم وعدم فعالية العقوبة التي تلقاها‬
‫يف ردع�ه‪ .‬فالف�رد العائ�د إىل اجلريمة يمث�ل خطورة كبرية على أمن املجتمع‬
‫ومصاحله‪ ،‬وذلك لتأصل اإلجرام يف نفسه‪ ،‬واكتسابه سلوك ًا إجرامي ًا خطري ًا‪،‬‬
‫وهو تكرار الفعل اإلجرامي‪.‬‬
‫وإذا أخذن�ا يف االعتب�ار مقولة ملربوزو ‪ Lambroso‬الش�هرية أن املجرم‬
‫العائد هو القاعدة وليس االس�تثناء‪ ،‬فإنه جيب علينا ـ عند دراس�ة الس�لوك‬
‫اإلجرام�ي ـ أن نتوج�ه بالدرجة األوىل إىل دراس�ة املج�رم العائد والعوامل‬
‫الت�ي أدت إىل ع�دم تكيف�ه االجتامع�ي بع�د اإلفراج عن�ه‪ .‬ألن ه�ذا التوجه‬
‫ق�د يفيد يف عالج املش�كلة كلها أال وهي مش�كلة الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬كون‬
‫الس�لوك اإلجرام�ي ال يرتك�ب من دون وجود دافع‪ ،‬س�وا ًء كان ش�خصي ًا‪،‬‬
‫اجتامعي ًا‪ ،‬اقتصادي ًا‪ ،‬أو غريه (عبد السالم‪1409 ،‬هـ‪.)15 ،‬‬
‫كام أن العائد للسلوك اإلجرامي يشعر بأن املجتمع يميزه بوصمة اجلرم‬
‫ال�ذي ارتكبه‪ ،‬وذلك بعدم صداقته‪ ،‬واخلوف منه‪ ،‬وجتنبه‪ ،‬وحتقريه اجتامعي ًا‪،‬‬
‫مما جيعله يش�عر بالدونية‪ ،‬وأن نظرة املجتمع جتاهه س�لبية‪ ،‬وذلك بعدم تقبله‬
‫ومد يد العون له ماليا أو معنوي ًا (الروييل‪2008 ،‬م‪.)4 :‬‬

‫‪9‬‬
‫وهناك عدة عوامل اجتامعية وغري اجتامعية قد تؤثر يف العود إىل اجلريمة‬
‫والبقاء يف عامل اإلجرام‪ .‬ومع أن اهلدف من السجن هو تعديل سلوك النزيل‬
‫وحتقي�ق توبت�ه‪ ،‬وإقالعه عن اجلريم�ة ليخرج عضو ًا صاحل� ًا يف املجتمع‪ .‬إن‬
‫تزايد أعداد العائدين للجريمة أصبح سمه بارزة وتتفاوت من سجن آلخر‪،‬‬
‫ومن جمتمع آلخر‪.‬‬
‫أم�ا يف اململك�ة العربي�ة الس�عودية ـ م�كان الدراس�ة احلالي�ة ـ فق�د‬
‫أوضحت نتائج حتليل البيانات الرس�مية اخلاصة باجلرائم النس�وية يف الفرتة‬
‫(‪ 1400‬ـ ‪1416‬هـ) أن مؤرشات اجلريمة النسوية يف اململكة تذبذب اجتاه‬
‫معدالهتا بني اهلبوط واالرتفاع من سنة إىل أخرى‪ .‬إال أن املؤرشات اإلجيابية‬
‫الدال�ة على الصعود تف�وق بكثري املؤرشات الس�لبية‪ .‬فعند املقارنة بني س�نة‬
‫األس�اس (‪1400‬هـ)‪ ،‬وس�نة النهاية (‪1416‬هـ) يتض�ح أن حجم اجلريمة‬
‫النسوية ارتفع من (‪ )418‬حالة يف عام (‪1400‬هـ) إىل (‪1815‬حالة) يف عام‬
‫‪1415‬هـ‪ ،‬و(‪1960‬حالة) يف عام ‪1416‬هـ‪ ،‬مما يعني أن العدد قد تضاعف‬
‫حوايل أربع إىل مخس مرات خالل الستة عرش عاما‪( ،‬عسريي‪2004 ،‬م)‪.‬‬
‫وتشير هذه النتيجة‪ ،‬بوض�وح‪ ،‬إىل تنامي حجم اجلرائم النس�وية‪ ،‬وقد‬
‫يك�ون دافع هذه اجلريمة بام هلا من هدر اجتامعي واقتصادي ملصادر املجتمع‬
‫وتص�ارع يف األدوار االجتامعي�ة لألنث�ى‪ ،‬أو غريه�ا‪ ،‬وكل ذل�ك يع�د خرق ًا‬
‫لألع�راف االجتامعية التي تعد األنثى من أكث�ر الفئات االجتامعية امتثاالً هلا‬
‫(البداينة‪1997،‬م‪.)85 ،‬‬
‫وت�رى (الدورسي‪1416 ،‬هـ) أن ظاهرة العود توجد بش�كل ملحوظ‬
‫يف س�جني النس�اء بمدينة الرياض‪ ،‬وج�دة‪ ،‬كوهنام مدن ًا ذات كثافة س�كانية‬
‫عالي�ة‪ ،‬حي�ث يوجد كثري من النزيلات العائدات للجريمة‪ ،‬وكانت النس�بة‬

‫‪10‬‬
‫‪ ٪33‬يف أواخ�ر ع�ام ‪1415‬هـ ملدينة الرياض‪ ،‬وبنس�بة مقاربة ـ هلا تقريب ًا ـ‬
‫يف مدينة جدة‪ .‬وحس�ب آخر إحصائي�ة توصلت إليها الباحثة اتضح أن عدد‬
‫النزيالت يف سجن الرياض ‪ 377‬منهن ‪ 32‬سعودية‪ ،‬و ‪ 345‬غري سعوديات‪.‬‬
‫العائدات منهن ‪ ،69‬وبلغت نسبتهن ‪ %42‬سنة ‪1424‬هـ‪ ،‬والعائدات منهن‬
‫م�رة واحدة‪ ،‬والعائ�دات مرتني ‪ ،%16‬وثالث� ًا فأكث�ر ‪( %9‬وزارة الداخلية‪،‬‬
‫‪1424‬هـ‪.)73 ،‬‬
‫من خالل املؤرشات الس�ابقة الذكر رأت الباحثة أنه ينبغي التعرف عىل‬
‫اخلصائ�ص االجتامعي�ة واالقتصادية للعائ�دات وغري العائ�دات للجريمة‪،‬‬
‫وذل�ك ملعرف�ة اخلصائ�ص املرتبطة بالع�ود للجريمة‪ ،‬واألس�باب التي تدفع‬
‫املرأة الرتكاب الس�لوك اإلجرامي ألول مرة أو العود له‪ ،‬وأسباب معاودهتا‬
‫له مرة أخرى‪ ،‬وهل العود للجريمة ضمن العود اخلاص وهو ارتكاب جريمة‬
‫جديدة تتامثل وتتشابه مع اجلريمة السابقة التي حكم فيها‪ ،‬أو هو العود العام‬
‫بارت�كاب جرائم جدي�دة‪ ،‬حتى ولو كانت خمتلفة عن اجلريمة الس�ابقة‪ ،‬وما‬
‫ه�ي اجلرائم األكثر ارتكاب�ا من قبل املبحوثات‪ .‬كام رأت الباحثة أيض ًا أنه قد‬
‫تكون هذه الدراس�ة إضافة جديدة للباحثني والدارسني لسد النقص يف مثل‬
‫هذه الدراسات‪ ،‬أو الدراسات املشاهبة هلا؟‪.‬‬
‫وتأمل الباحثة أن تس�اعد هذه الدراس�ة يف إبراز أس�باب مشكلة العود‬
‫والعوام�ل املؤدي�ة هلا‪ ،‬م�ا قد ي�ؤدي إىل حتديد أنس�ب الطرق ملعاجل�ة العود‬
‫للجريمة والدخول إىل اإلجرام يف البداية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ 2 .1‬اسباب اختيار املوضوع‬
‫‪ 1‬ـ تع�د مش�كلة الع�ود إىل اجلريمة م�ن املوضوعات اجلدي�رة بالبحث‬
‫والدراس�ة‪ ،‬ألهنا متثل مش�كلة من املش�كالت االجتامعي�ة اخلطرية‬
‫الت�ي تعانيها أغلب املجتمعات‪ ،‬ملا للجريمة من آثار س�لبية عظيمة‬
‫عىل املجتمع وتقويض أمنه واستقراره‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ مش�كلة الع�ود عند النس�اء من إح�دى املش�كالت االجتامعية التي‬
‫ال ت�زال الدراس�ات العلمية فيها قليلة عىل مس�توى الوطن العريب‪،‬‬
‫ويف اململك�ة العربي�ة الس�عودية على وجه اخلصوص‪ ،‬ك�ون غالبية‬
‫الدراس�ات التي أجريت تتناول العود عند األحداث‪ ،‬أو العود عند‬
‫الرجال‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ يتمي�ز املجتم�ع الس�عودي بأن ثقافته مس�تقاة أساس� ًا م�ن الرشيعة‬
‫اإلسلامية الس�محاء ما يعني أن هذه الثقافة أصبحت جزء ًا رئيس� ًا‬
‫يف ثقافة املجتمع الس�عودي‪ ،‬هلذا نجد أنه يراعي حقوق اهلل يف مجيع‬
‫تعامالت�ه‪ .‬إال أن هن�اك ثقافة جزئية خاصة لبع�ض أفراد املجتمع ـ‬
‫ش�أنه يف ذلك ش�أن املجتمعات البرشية ـ ختتلف مع الثقافة العامة‬
‫يف بعض السمات‪ ،‬وهذا ـ من وجهة نظر الباحثة ـ ربام يعد دافع ًا‬
‫للع�ود للجريمة؛ ومن هنا تربز أمهية التعرف عىل اخلصائص العامة‬
‫للعائ�دات للجريم�ة‪ ،‬مما يس�اعد يف الوصول إىل نتائ�ج تكون أكثر‬
‫دقة‪ ،‬وبالتايل اخلروج بتوصيات مهمة بنا ًء عليها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ 3 . 1‬أمهية الدراسة‬

‫‪ 1. 3. 1‬األمهية النظرية‬
‫‪ 1‬ـ تظهر أمهية الدراس�ة يف أهنا ستس�اعد يف فهم أفض�ل ألكثر العوامل‬
‫ارتباط ًا بظاهرة العود إىل اجلريمة يف املجتمع السعودي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ من املؤمل أن يكون لنتائج هذه الدراس�ة والدراس�ات الس�ابقة التي‬
‫تناولت موضوع العود رصيد معريف يس�هم يف تسهيل مهمة البحث‬
‫العلمي للبحوث الالحقة يف هذا املجال ـ إن شاء اهلل ـ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الكش�ف عن األس�باب االجتامعية التي تدفع بعض النس�اء ملعاودة‬
‫السلوك اإلجرامي يف املجتمع السعودي بعد اخلروج من السجن‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ تبرز أمهية هذه الدراس�ة من الناحية النظري�ة يف أهنا تتناول موضوع‬
‫الع�ود إىل اجلريم�ة عن�د النس�اء الس�عوديات‪ ،‬نظ�ر ًا ألن أغلبي�ة‬
‫الدراس�ات التي تناولت ظاهرة العود للجريم�ة تركز عىل الذكور‪،‬‬
‫حسب علم الباحثة‪.‬‬

‫‪ 2 . 3 . 1‬األمهية العملية‬
‫‪1‬ـ يساعد حتديد اخلصائص االجتامعية واالقتصادية للعائدات للجريمة‬
‫يف املجتم�ع الس�عودي كثير ًا يف التنب�ؤ بالظاه�رة موض�وع البحث‬
‫وتش�خيصها يف مرحل�ة مبكرة‪ ،‬مما ي�ؤدي بالت�ايل إىل إمكانية وضع‬
‫احللول املناسبة ملشكالت العود للجريمة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ يمث�ل حتديد اخلصائص االجتامعية واالقتصادية للعائدات للجريمة‬
‫خط�وة مهم�ة يف معرف�ة موق�ع اخلل�ل يف التنش�ئة االجتامعية‪ ،‬ويف‬

‫‪13‬‬
‫الرتبية‪ ،‬ومن ثم تعديل الربامج الرتبوية‪ ،‬س�واء عىل نطاق األرس أو‬
‫املجتمع‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ س�وف يمه�د ه�ذا البح�ث ـ ب�إذن اهلل ـ الس�بيل إلج�راء بحوث‬
‫تتبعي�ة‪ ،‬تأخذ أعامق ًا اختصاصية‪ ،‬وتتن�اول متغريات أخرى لتحديد‬
‫أبرز الس�لوكيات املضادة للمجتمع‪ ،‬وعوامل انتشارها بني النساء‪،‬‬
‫وأساليب تعديلها‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ قد حتفز نتائج هذا البحث القائمني عىل صانعي القرارات‪ ،‬وواضعي‬
‫السياس�ات املتعلقة بمش�كالت الع�ود للجريم�ة ومكافحتها لبذل‬
‫مزيد من العمل اجلاد ملواجهة تلك املشكلة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ قد تس�اعد هذه الدراس�ة املس�ؤولني عىل معرفة أنماط اجلرائم التي‬
‫يكث�ر فيها الع�ود‪ ،‬وهل يأخذ الع�ود طابع العود الع�ام أم اخلاص‪،‬‬
‫حتى تسهل عملية حمارصهتا قدر اإلمكان‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ اعتباره�ا حماول�ة علمي�ة تلق�ي الضوء على اخلصائ�ص االجتامعية‬
‫واالقتصادية الدافعة إىل العود للجريمة‪ ،‬ما قد يساعد اجلهات ذات‬
‫االختصاص يف وضع أو تعديل الربامج الوقائية املناس�بة التي حتد‪،‬‬
‫أو متنع انتشار هذه الظاهرة يف املجتمع‪.‬‬

‫‪ 4 .1‬أهداف الدراسة‬
‫ هتدف الدراسة إىل التعرف عىل عدة جوانب‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ حتدي�د اخلصائ�ص االجتامعي�ة واالقتصادية للمامرس�ات للس�لوك‬
‫اإلجرامي‪ ،‬سواء ُك َّن عائدات أو غري عائدات‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ 2‬ـ معرف�ة م�ا إذا كانت العائدات للفع�ل اإلجرامي يتصفن بخصائص‬
‫اجتامعية واقتصادية خمالفة خلصائص غري العائدات‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ حتدي�د األس�باب التي تدفع النس�اء العائدات إىل ارتكاب الس�لوك‬
‫اإلجرامي مرة أخرى بعد تلقيهن العقوبة التأديبية واإلصالحية من‬
‫وجهة نظرهن‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الكشف عن أنامط اجلرائم املرتكبة من قبل العائدات وغري العائدات‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ طبيعة العود للجريمة لدى العائدات العود العام أو اخلاص‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ حتدي�د ع�دد م�رات العود بالنس�بة للعائ�دات إىل ارتكاب الس�لوك‬
‫اإلجرامي‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ التع�رف على العالقة بني نم�ط اجلريمة والوضع الفعلي للعائدات‬
‫للجريمة ولغري العائدات‪.‬‬

‫‪ 5 . 1‬تساؤالت الدراسة‬
‫ حتاول هذه الدراسة اإلجابة عىل التساؤالت التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ م�ا اخلصائ�ص االجتامعي�ة واالقتصادي�ة للمامرس�ات للس�لوك‬
‫اإلجرامي سواء ُك َّن عائدات أو غري عائدات ؟‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ه�ل تتص�ف العائ�دات للفع�ل اإلجرام�ي‪ ،‬بخصائ�ص اجتامعي�ة‬
‫واقتصادية خمالفة خلصائص املرتكبات للجريمة ألول مرة ؟‬
‫‪ 3‬ـ م�ا األس�باب الت�ي تدف�ع النس�اء العائ�دات إىل ارت�كاب الس�لوك‬
‫اإلجرامي مرة أخرى بعد تلقيهن العقوبة التأديبية واإلصالحية من‬
‫وجهة نظرهن؟‬

‫‪15‬‬
‫‪ 4‬ـ ما أنامط اجلرائم املرتكبة من قبل العائدات وغري العائدات ؟‬
‫‪ 5‬ـ هل العود للجريمة يأخذ طابع العود العام أم اخلاص؟‬
‫‪ 6‬ـ م�ا ع�دد م�رات الع�ود بالنس�بة للعائ�دات إىل ارت�كاب الس�لوك‬
‫اإلجرامي؟‬
‫‪ 7‬ـ م�ا العالق�ة بني نم�ط اجلريمة والوض�ع الفعيل للعائ�دات للجريمة‬
‫ولغري العائدات؟‬

‫‪ 6. 1‬مفاهيم الدراسة‬

‫‪ 1. 6. 1‬اخلصائص االجتامعية واالقتصادية‬


‫اخلصائ�ص مأخوذة م�ن خصه باليشء واختص�ه‪ ،‬أي أفرده بدون غريه‬
‫(اب�ن منظ�ور‪1374 ،‬هـ‪ .)39 ،‬وحددها رش�وان بأهنا سمات اجتامعية متيز‬
‫أف�راد املجتم�ع‪ ،‬وتؤثر يف س�لوكهم جتاه موق�ف معني‪ .‬وترتك�ز اخلصائص‬
‫والروابط يف متغريات مثل‪ :‬احلالة الزواجية ـ مس�توى التعليم ـ مس�توى‬
‫املعيشة ـ الروابط األرسية (رشوان‪.)1981،65 ،‬‬
‫ومع أن هناك اختالف ًا بني املدارس الفكرية يف تفسري السلوك اإلجرامي‪،‬‬
‫واهتمام بعضها باخلصائص االجتامعية فق�ط‪ ،‬وتركيز اآلخر عىل اخلصائص‬
‫النفس�ية أو اخلصائ�ص االقتصادي�ة‪ ،‬نجد أن تش�ابك احلي�اة وتعقدها يؤكد‬
‫ترابط اخلصائص املؤثرة كافة يف السلوك البرشي؛ والتقسيم لغرض التحليل‬
‫والدراسة فقط‪.‬‬
‫ويف هذه الدراسة يشري مصطلح اخلصائص االجتامعية إىل ماييل‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫اجلنس�ية ـ العم�ر ـ التعلي�م ـ املهن�ة ـ ع�دد اإلخ�وة واألخ�وات ـ‬
‫الرتتي�ب العم�ري ـ احلال�ة االجتامعي�ة ـ مهنة الوالد ـ تعلي�م الوالدين ـ‬
‫معامل�ة الوالدي�ن ـ األصدق�اء ـ إرشاف األه�ل والعالقة هب�م ـ نوع ويل‬
‫األمر ـ ‪.‬‬
‫واملقص�ود باخلصائص االقتصادية يف هذه الدراس�ة هو كل ما يتعلق بام‬
‫ييل‪:‬‬
‫احلي ـ الدخل ـ نوع السكن ـ إعالة الغري ـ عدد من تعول ـ وجود‬
‫مساعدات من الغري ـ نوع املساعدات مؤقتة ـ دائمة‪ .‬‬

‫‪ 2. 6. 1‬ال َع ْو ُد‬
‫ختتل�ف مفاهي�م الع�ود تب ًع�ا الختلاف خلفياهت�ا العلمي�ة‪ ،‬وم�ن أهم‬
‫املج�االت العلمي�ة الت�ي تناولت مصطل�ح العود‪ :‬اللغ�ة العربي�ة‪ ،‬الرشيعة‬
‫اإلسلامية‪ ،‬علم اإلجرام‪ ،‬علم العقاب‪ ،‬والقانون وعلم االجتامع‪ .‬وس�وف‬
‫يتم استعراض مفاهيم العود املختلفة عىل النحو التايل‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ العود يف اللغة‬
‫العود بفتح العني وسكون الواو من عاد يعود عو ًدا بمعنى يرجع ‪ ،‬وعاد‬
‫الرجل إىل مكانه وعاد فيه أي رجع إليه‪ ،‬والعود الرجوع إىل اليشء بعد تركه‪.‬‬
‫َ‬
‫الرجل زاره مرة أخ�رى‪ ،‬والعائد ما يع�ود من ربح عىل‬ ‫الطبي�ب‬
‫ُ‬ ‫وع�اد‬
‫املشترك (والع�ود) كل خش�بة تس�مى ع�و ًدا‪ .‬والع�ود الرجل كبري الس�ن‪،‬‬
‫واجلمل يس�مى ع�ود ًا‪ ،‬وهلا معان كثيرة يف اللغة ؛ ومضموهن�ا اعتياد الفعل‬
‫مرارا (أنيس وآخرون‪()386 ،1987 ،‬الفريوز آبادي‪،‬‬ ‫والرجوع إليه مرة أو ً‬
‫‪.)387 ،386 ،1407‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ 2‬ـ العود يف الرشيعة اإلسالمية‬
‫وردت كلم�ة الع�ود يف الق�رآن الكري�م والس�نة ‪ ،‬وج�اءت يف كثري من‬
‫اآليات بمعنى التكرار ‪ ،‬وإتيان األمر عدة مرات‪ ،‬منها قولـه تعاىل ‪َ ... ﴿ :‬كماَ‬
‫ون ﴿‪( ﴾﴾٢٩‬س�ورةاألعراف)‪ .‬وقوله تعاىل ﴿ َو ُه َو ا َّل ِذي َي ْب َد ُأ‬ ‫َب َد َأك ُْم َت ُعو ُد َ‬
‫الخْ َ ْل َق ُث َّم ُي ِع ُ‬
‫يد ُه ‪( ﴾﴾٢٧﴿...‬سورةالروم)‪.‬‬
‫ويع�د تنفيذ العقوبة عىل الش�خص املنحرف املعي�ار الفاصل بني العائد‬
‫مظهرا إلرادة‬
‫ً‬ ‫نظ�را ألن تكرار الس�لوك املنحرف يعد يف ذات�ه‬ ‫وغير العائد‪ً ،‬‬
‫مرصة عىل الرش‪ ،‬ما يتطلب تش�ديد العقوبة يف اجلريمة التالية‪ .‬ويس�تدل عىل‬
‫مفهوم العود هبذا املعنى من بعض آيات القرآن الكريم مثل قوله تعاىل‪...﴿ :‬‬
‫َو َم ْن َعا َد َف َينْ َت ِق ُم اللهَُّ ِمنْ ُه َ‪ ‬واللهَُّ َع ِز ٌيز ُذو ا ْنتِ َقا ٍم ﴿‪( ﴾﴾٩٥‬سورة املائدة)‪.‬‬
‫وقد أشار فقهاء الرشيعة اإلسالمية إىل أنه يعني «من نفذت عليه العقوبة‬
‫الس�ابقة قبل ارتكابه جلريمة جديدة‪ ،‬فصدور حكم بات بالعقوبه عىل اجلاين‬
‫اليكف�ي‪ ،‬بل يقتيض التنفيذ ليت�م التيقن من االرتداع من العقوبة من عدمه «‬
‫(السامك‪1985،26 ،‬م)‬
‫‪ 3‬ـ العود من وجهة نظر علم اإلجرام‬
‫أما مفهوم العود من وجهة نظر علم اإلجرام فهو مفهوم شامل يتضمن‬
‫الوقاي�ة والعلاج باعتب�ار عل�م اإلج�رام ي�درس اجلريم�ة كحقيق�ة واقعة‪،‬‬
‫والعم�ل عىل دراس�ة أس�باهبا‪ ،‬والتوص�ل إىل أنس�ب الوس�ائل للوقاية منها‬
‫(بنهام‪1978 ،‬م‪.)231 ،‬‬
‫فالعائ�د يف مفه�وم عل�م اإلجرام هو م�ن‪ :‬تكرر خروجه على القواعد‬
‫االجتامعي�ة التي يق�وم عليها املجتم�ع‪ .‬وقد جاء يف توصي�ات املؤمتر الدويل‬
‫الثالث لعلم اإلجرام يف لندن أن العود يتضمن صورتني‪ ،‬مها‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫الش�خص الذي س�بق احلكم عليه قضائ ًيا بجريمة‪ ،‬ث�م ارتكب جريمة‬
‫جديدة‪ ،‬سواء ثبتت عليه رسم ًيا أم مل تثبت‪.‬‬
‫الش�خص الذي س�بق احلكم علي�ه قضائ ًي�ا يف جريمة ثم ص�درت منه‬
‫نظ�را حلالته اخلطرية (السماك‪،‬‬
‫بع�ض األفع�ال املتعلقة بنش�اطه اإلجرام�ي ً‬
‫‪1985‬م‪.)28 ،‬‬
‫‪ 4‬ـ العود يف رأي علم العقاب‬
‫العائد هو ذلك الش�خص الذي نفذت فيه العقوبة بسبب جريمة سابقة‬
‫مدعمين رأهي�م بأن احلبس هو الوس�يلة الوحيدة التي يمك�ن أن تظهر عدم‬
‫قابلية اجلاين لإلصالح (سالمة‪1979،‬م‪.)34 ،‬‬
‫‪ 5‬ـ العود من وجهة نظر القانون‬
‫يعتبر اشتراط وج�ود حكم س�ابق على اجلريم�ة اجلديدة ه�و املحور‬
‫األس�ايس لتواف�ر حال�ة الع�ود يف القوانين‪ .‬فالع�ود يف القانون ه�و ‪« :‬حالة‬
‫الشخص الذي يرتكب جريمة أو أكثر بعد احلكم عليه هنائ ًيا من أجل جريمة‬
‫سابقة» (عبد امللك‪1964 ،‬م‪.)270 ،‬‬
‫‪ 6‬ـ العود من وجهة نظر االجتامع‬
‫العائد هو الش�خص الذي تكرر خروجه على القواعد االجتامعية التي‬
‫يقوم عليها املجتمع (السامك‪1985 ،‬م‪.)28 ،‬‬
‫العود هو جلوء ش�خص ما الرتكاب جريمة أخ�رى بعد أن حكم عليه‬
‫بس�بب جريمة س�ابقة‪ .‬ويمكن أن يرتكب املجرم العائد جرائم متكررة‪ ،‬وال‬
‫يعترب من الناحية القانونية عائدا إال إذا كان قد صدر بحقه حكم أو أكثر عند‬
‫احلكم عليه يف اجلريمة األخرية (خليل‪1988 ،‬م‪.)116 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫فالع�ود العام (هو الذي تتحقق صورت�ه ملجرد عودة املجرم إىل ارتكاب‬
‫جريمة جديدة أي ًا كان نوعها‪ ،‬أي دون أن يشرتط فيها أن تكون مماثلة يف نوعها‬
‫أو طبيعتها للجريمة األوىل التي س�بق احلكم عىل املجرم من أجلها) (راش�د‪،‬‬
‫‪1974‬م)‪ .‬أم�ا الع�ود اخلاص (ه�و أن يقرتف املرء جريمة حيك�م عليها هنائي ًا‬
‫بسببها‪ ،‬ثم يعود إىل ارتكاب جريمة أخرى شبيهة هبا)‪( .‬بدوي‪1977 ،‬م)‪.‬‬
‫أما النوع الثاين من أنواع العود فهو العود املؤبد‪ ،‬والعود املؤقت‪ ،‬وأساس‬
‫التفرقة بني النوعني هو‪« :‬الزمن»‪ .‬فينقس�م الع�ود من حيث الزمن الذي تقع‬
‫فيه اجلريمة وسابقتها إىل عود مؤبد وعود مؤقت‪ .‬فالعود املؤبد يعني أن املتهم‬
‫يعترب عائد ًا أي ًا كان الزمن الفاصل بني احلكم الس�ابق واجلريمة التالية‪ .‬أي أن‬
‫الزم�ن بني اجلريمة األوىل والثانية ليس بذي ش�أن‪ .‬أما العود املؤقت فيقتيض‬
‫ارتكاب اجلريمة التالية يف خالل فرتة حمددة حتس�ب من تاريخ هذا احلكم‪ ،‬أو‬
‫م�ن تاري�خ انقضاء تنفيذ العقوب�ة التي قيض هبا‪ .‬ف�إذا كان ارتكاهبا بعد ميض‬
‫هذه الفرتة فال يعترب العود بذلك متحقق ًا (خليل‪1988 ،‬م)‪.‬‬
‫كما أن الع�ود‪ ،‬من حي�ث ع�دد اجلرائم الس�ابقة عىل اجلريم�ة اجلديدة‪،‬‬
‫ينقس�م إىل ع�ود بس�يط وع�ود متكرر‪ .‬فالع�ود البس�يط هو ما يكون تش�ديد‬
‫العقوبة اجلديدة فيه مبني ًا عىل وجود حكم سابق واحد‪ ،‬وذلك قبل أن يرتكب‬
‫جريمت�ه اجلدي�دة التي يعترب بموجبه�ا عائد ًا‪ .‬أما العود املتك�رر فهو ما يكون‬
‫تشديد العقوبة اجلديدة فيه مبني ًا عىل وجود أكثر من حكم سابق‪.‬‬
‫أما النوع األخري من أنواع العود فهو العود املقصود والعود غري املقصود‪،‬‬
‫ويمكن تقسيمه‪ ،‬من حيث توافر القصد اجلنائي أو عدم توافره يف اجلرائم التي‬
‫يعتبر اجلاين بموجبه�ا عائد ًا‪ ،‬إىل ‪ :‬عود مقصود‪ ،‬وع�ود غري مقصود‪ .‬فالعود‬
‫بات واجلريمة‬
‫املقصود‪ :‬هو ما تكون فيه اجلريمة السابقة التي صدر هبا حكم ٌّ‬

‫‪20‬‬
‫اجلديدة مقصودتني‪ ،‬أما العود غري املقصود فهو ما يكون فيه اجلريمة السابقة‬
‫ب�ات واجلريمة اجلدي�دة غري مقصودتين‪ ،‬أو أن تكون‬‫الت�ي صدر هبا حكم ٌّ‬
‫إحدامها غري مقصودة (السامك‪1985 ،‬م)‪.‬‬
‫أما بالنس�بة لصور العود فقد اس�تعانت الباحث�ة بالتصنيف الذي قدمه‬
‫(السماك‪ ،)1985،‬ألنه قس�مه بالصورة الس�ابقة نفس�ها ‪ ،‬مع عدم اشرتاط‬
‫كون اجلرائم كلها عمدية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫الصورة األوىل ‪ :‬عود عام مؤبد بسيط مقصود‬
‫كان يشترط العتب�ار اجل�اين عائد ًا أن يرتك�ب جريمة عمدي�ة‪ ،‬بعد أن‬
‫بات سابق يف جريمة عمدية سابقة‪ ،‬دون أن يشرتط املامثلة‬ ‫يصدر عليه حكم ٌّ‬
‫بني اجلريمتني‪ ،‬ودون أن يشرتط وقوع اجلريمة الثانية يف زمن معني‪.‬‬
‫الصورة الثانية ‪ :‬عام مؤبد بسيط غري مقصود‬
‫وهي بالصورة السابقةنفسها ‪ ،‬إال أهنا ال يشرتط فيها أن تكون اجلريمتان‬
‫عمديتني‪ ،‬كام جيوز أن تكون إحدامها عمدية‪ ،‬واألخرى غري عمدية‪.‬‬
‫الصورة الثالثة ‪ :‬عام مؤبد متكرر مقصود‬
‫كان يشترط العتبار اجلاين عائد ًا أن يرتكب جريمة عمدية بعد صدور‬
‫بات س�ابق يف جرائم عمدية س�ابقة دون اشتراط املامثلة فيام‬
‫أكثر من حكم ٌّ‬
‫بينها أو اشرتاط وقوع اجلريمة الالحقة يف زمن معني‪.‬‬
‫الصورة الرابعة ‪ :‬عام مؤبد متكرر غري مقصود‬
‫وهي بالصورة السابقة نفسها ‪ ،‬غري أنه ال يشرتط فيها أن تكون اجلرائم‬
‫كله�ا عمدي�ة؛ فيج�وز فيها أن تك�ون كلها غير عمدية‪ ،‬كام جي�وز أن يكون‬
‫بعضها عمديا ‪ ،‬وبعضها اآلخر غري عمدي‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الصورة اخلامسة ‪ :‬عام مؤقت بسيط مقصود‬
‫كان يشرتط العتبار اجلاين عائد ًا أن يرتكب جريمة عمدية يف زمن معني‬
‫البات الص�ادر عليه يف جريمت�ه العمدية‬
‫ّ‬ ‫م�ن ص�دور أو انتهاء تنفي�ذ احلكم‬
‫السابقة دون اشرتاط املامثلة بني اجلريمتني‪.‬‬
‫الصورة السادسة‪ :‬عام مؤقت بسيط غري مقصود‬
‫وه�ي بالص�ورة الس�ابقة نفس�ها ‪ ،‬إال أهن�ا ال تشترط ك�ون اجلريمتني‬
‫عمديتني‪.‬‬
‫الصورة السابعة ‪ :‬عام مؤقت متكرر قصدي‬
‫كان يشرتط العتبار اجلاين عائد ًا أن يرتكب جريمة عمدية يف زمن معني‬
‫بات م�ن األحكام الصادرة عليه يف اجلرائم‬
‫م�ن صدور‪ ،‬أو انتهاء آخر حكم ٍّ‬
‫العمدية السابقة‪ ،‬دون اشرتاط املامثلة بينها‪.‬‬
‫الصورة الثامنة ‪ :‬عام مؤقت متكرر غري مقصود‬
‫وهي الصورة الس�ابقة نفسها‪ ،‬إال أهنا ال يشترط فيها أن تكون اجلرائم‬
‫كلها عمدية‪ .‬بعبارة أخرى فإنه يتعني ـ حتى يعترب اجلاين عائد ًا ـ أن يرتكب‬
‫أكث�ر من جريمة غري عمدية‪ ،‬ثم يع�ود فريتكب جريمة أخرى غري عمدية يف‬
‫بات‪.‬‬
‫خالل مدة معينة من وقت صدور آخر حكم ًّ‬
‫الصورة التاسعة ‪ :‬خاص مؤبد بسيط مقصود‬
‫كان يشترط العتبار اجلاين عائد ًا أن يرتك�ب جريمة عمدية بعد احلكم‬
‫عليه يف جريمة عمدية س�ابقة مماثلة للجريمة الثانية دون اشتراط وقوعها يف‬
‫زمن معني‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الصورة العارشة‪ :‬خاص مؤبد بسيط غري مقصود‬
‫وهي الصورة السابقة نفسها‪ ،‬مع عدم اشرتاط كون اجلريمتني عمديتني‬
‫الصورة احلادية عرشة ‪ :‬خاص متكرر مقصود‬
‫كان يشترط العتبار اجلاين عائد ًا أن يرتك�ب جريمة عمدية بعد احلكم‬
‫عليه يف أكثر من جريمة عمدية س�ابقة مماثلة للجريمة الالحقة‪ ،‬دون اشرتاط‬
‫وقوعها يف زمن معني‪.‬‬
‫الصورة الثانية عرشة‪ :‬خاص مؤبد متكرر غري مقصود‬
‫وه�ي بالصورة الس�ابقة نفس�ها ‪ ،‬مع عدم اشتراط ك�ون اجلرائم كلها‬
‫عمدية‪.‬‬
‫الصورة الثالثة عرشة‪ :‬خاص مؤقت بسيط مقصود‬
‫كان يشترط العتب�ار اجلاين عائ�د ًا أن يرتك�ب جريمة عمدي�ة يف زمن‬
‫معني من صدور أو انتهاء احلكم الس�ابق عليه يف جريمته العمدية الس�ابقة‪،‬‬
‫مع اشرتاط املامثلة بني اجلريمتني‪.‬‬
‫الصورة الرابعة عرشة‪ :‬خاص مؤقت بسيط غري مقصود‬
‫وه�ي بالص�ورة الس�ابقة نفس�ها ‪ ،‬م�ع ع�دم اشتراط ك�ون اجلريمتني‬
‫عمديتني‪.‬‬
‫الصورة اخلامسة عرشة‪ :‬خاص مؤقت متكرر مقصود‬
‫كان يشرتط العتبار اجلاين عائد ًا أن يرتكب جريمة عمدية يف زمن معني‬
‫م�ن ص�دور أو انتهاء آخر حكم ص�در عليه يف جريمة م�ن جرائمه العمدية‬
‫السابقة املامثلة جلريمته الالحقة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الصورة السادسة عرشة‪ :‬خاص مؤقت متكرر غري قصدي‬
‫ال تأخ�ذ ظاهرة الع�ود نمط ًا واح�د ًا‪ ،‬بل يتخذ عدة أنماط‪ .‬وقد حاول‬
‫كثير من علامء اإلجرام الكش�ف عن معيار حمدد يمكن عىل أساس�ه التفرقة‬
‫بين األنماط املختلفة للع�ود‪ ،‬ولكنه�م رفض�وا اختاذ املعي�ار القان�وين نظر ًا‬
‫الهتامم�ه فق�ط باألحكام الص�ادرة ضد العائد مب�دأ هلذه التفرق�ة‪ ،‬مدعمني‬
‫اعرتاضه�م ورفضهم بأنه معيار حتكمي‪ .‬لذلك أوصوا برضورة البحث عن‬
‫معيار عن طريق دراس�ة التاريخ الش�خيص للعائدين‪ .‬ويقدم بعض الباحثني‬
‫بعض االقرتاحات التي تويص باختاذ الوظيفة التي يؤدهيا السلوك اإلجرامي‬
‫للعائ�د‪ ،‬والعام�ل الغال�ب املس�بب هلذا الس�لوك أساس� ًا لألنماط املختلفة‬
‫(األلفي‪1965 ،‬م)‪.‬‬
‫وقد جرت عدة حم�اوالت من أجل إجياد تصنيف للعائدين؛ عىل النحو‬
‫التايل‬
‫أ ـ تصنيف ركلس (‪)Reckless‬‬
‫يع�د تصنيف «ركلس» (‪ )Reckless‬م�ن التصنيفات املهمة ضمن هذا‬
‫املج�ال؛ وقد ميز بموجبه بني نمطني م�ن العود‪ .‬أما النمط األول فهو النمط‬
‫الذي يعترب فيه الس�لوك اإلجرام�ي مهنة أو جتارة؛ ويدخل ضمن هذا النمط‬
‫الفئات اآلتية من العائدين‪( :‬األلفي‪1965 ،‬م)‪.‬‬
‫‪1‬ـ ذوو الس�لوك اإلجرامي العادي؛ وهؤالء يرتكبون مزجي ًا من جرائم‬
‫األموال مثل الرسقة والس�طو‪ .‬ويرجع هذا السلوك إىل فساد البيئة‪،‬‬
‫والنق�ص يف إش�باع احلاجي�ات االجتامعي�ة واالقتصادي�ة‪ ،‬والرفقة‬
‫السيئة‪ ،‬والوصمة االجتامعية التي تلحق باملجرم‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ 2‬ـ بع�ض األف�راد م�ن مجاع�ات خاصة تتخذ م�ن االجتار يف األش�ياء‬
‫املمنوعة تقليد ًا يس�ود يف تلك اجلامع�ات‪ ،‬مثل اجلرائم التي يرتكبها‬
‫أفراد بعض القبائل يف اهلند‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ املجرمون الذين ينتظمون يف مجعيات إجرامية‪ ،‬مثل رجال العصابات‬
‫األمريكي�ة‪ .‬وهذا النم�ط من العود يتوقف عىل الظ�روف والتقاليد‬
‫السائدة يف أي بلد من البالد‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ املجرم�ون املحرتف�ون مث�ل املزوري�ن‪ ،‬ومزيف�ي النق�د‪ ،‬ولصوص‬
‫املجوه�رات‪ .‬ويعتبر احتراف اإلج�رام أعلى مرات�ب الس�لوك‬
‫اإلجرامي‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ مرتكبو اجلرائم اخلاصة‪ .‬كان سذرالند أول من لفت األنظار إىل هذا‬
‫النمط من اجلرائم التي يرتكبها أشخاص ينتمون إىل طبقة اقتصادية‬
‫معين�ة‪ ،‬ويش�غلون مراكز اجتامعية هلا مكانة ‪ ،‬مس�تغلني هذه املراكز‬
‫يف ارتكاب جرائمه�م‪ ،‬ويف تكرار ارتكاهبا‪ ،‬نظر ًا لعجز القانون عن‬
‫مالحقتهم ملا يتمتعون به من مكانة‪ ،‬ولضعف الرقابة عليهم‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ذوو العاهات‪ ،‬وهؤالء جيذبون للجريمة بسبب شعورهم بالنقص‪،‬‬
‫ومل�ا يصادفونه من عقبات حتول بينهم وبني س�بل العيش الرشيف‪،‬‬
‫وه�ؤالء املجرم�ون ليس�وا ـ يف الواق�ع ـ إال نت�اج رف�ض املجتمع‬
‫لتقلبهم فيه‪.‬‬
‫النمط الرئيس ألنامط العود‬
‫‪1‬ـ املجرم�ون املعت�ادون ذوو الش�خصيات املعادي�ة للمجتم�ع‪ ،‬وه�م‬
‫جمموعة األش�خاص الذين يك�ررون ارتكاب اجلرائ�م‪ ،‬ويرفضون‬
‫حتم�ل االلتزام�ات االجتامعية واالقتصادي�ة‪ ،‬وغالب� ًا يدمن هؤالء‬

‫‪25‬‬
‫الكحول واملخ�درات‪ ،‬ويتميزون بضعف األن�ا‪ ،‬والقوى الداخلية‬
‫الضابطة التي حتول بينهم وبني اندفاعاهتم‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ املجرم�ون املعت�ادون ذوو الش�خصيات العصابية‪ ،‬وه�ؤالء ترجع‬
‫ترصفاهت�م عادة لدوافع قهري�ة‪ ،‬مثل مرض الرسقة واحلريق والقتل‬
‫العم�د‪ ،‬كام أهن�ا أحيان ًا ترجع مل�ا يعانونه من توتر وقل�ق‪ ،‬وتظهر يف‬
‫صور جريمة الفعل الفاضح‪ ،‬واجلرائم اجلنسية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ العائ�دون الذي�ن يرج�ع س�لوكهم اإلجرام�ي لظ�روف مرضي�ة‪،‬‬
‫مث�ل الصرع واملصابني بج�روح يف املخ‪ ،‬والذين يعان�ون الزهري‪،‬‬
‫والعائدون من هذا النوع عددهم قليل‪ ،‬لقلة عدد األشخاص الذين‬
‫يصابون هبذه األمراض‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ العائدون الشواذ الذين يرجع شذوذهم للذهان‪ ،‬أو إىل اضطرابات‬
‫عقلية‪ ،‬وهؤالء نسبتهم قليلة بالقياس إىل جمموع العائدين (األلفي‪،‬‬
‫‪1965‬م)‪.‬‬
‫ب ـ تصنيف معهد علم اإلجرام‬
‫أج�رى أخير ًا معهد علم اإلجرام التابع جلامع�ة كمربدج بحث ًا عىل مائة‬
‫وقس�مهم إىل فئات وفق ًا‬‫م�ن املجرمين العائدين للتعرف على خصائصهم‪ّ ،‬‬
‫هلذه اخلصائص‪ .‬وقد انتهى البحث إىل تقسيم العائدين موضوع الدراسة إىل‬
‫ثالث فئات تبع ًا لدرجة انحراف شخصياهتم‪ ،‬عىل النحو التايل‪:‬‬
‫يكون�ون ‪ %12‬م�ن املجموع ال�كيل‪ ،‬وال‬
‫‪ 1‬ـ غير املنحرفين‪ .‬وه�ؤالء ّ‬
‫يعاين أفراد هذه الفئة أية أمراض نفس�ية أو عقلية‪ ،‬ويف اس�تطاعتهم‬
‫تكوين عالقات سوية مع الوسط الذي يعيشون فيه‪ ،‬كام أهنم يوفون‬
‫بالتزاماهت�م األبوية والعائلية‪ ،‬ويتخصص هؤالء يف ارتكاب جرائم‬

‫‪26‬‬
‫األم�وال التي يع�دون هلا قبل إقدامهم عىل ارتكاهب�ا‪ .‬ولذلك فإهنم‬
‫ينجحون ‪،‬غالب ًا‪ ،‬يف ارتكاب كثري من اجلرائم قبل اكتش�اف أمرهم‪.‬‬
‫ومن هذه الفئة املجرمون املحرتفون‪.‬‬
‫‪2‬ـ املنحرف�ون العدواني�ون النش�يطون‪ ،‬وتبل�غ نس�بتهم ‪ .% 36‬ويب�دو‬
‫على أفراد ه�ذه الفئة عالقات الش�خصية الس�يكوباتية والالمباالة‬
‫االنفعالي�ة‪ ،‬وتتمي�ز عالقاهت�م بضي�ق نطاقه�ا‪ ،‬وعدم اس�تمرارها‪،‬‬
‫وتأخذ جرائمهم طابع العنف واجلرأة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ املنحرف�ون اخلامل�ون الس�لبيون‪ .‬وه�ؤالء أكثر أف�راد املجموعات‬
‫الثلاث عدد ًا وتبلغ نس�بتهم ‪ .%52‬وتتكون ه�ذه الفئة من األفراد‬
‫ذوي الش�خصيات الضعيف�ة الذي�ن ليس�ت هل�م قدرة على التأثري‬
‫يف غريه�م‪ ،‬وهم ع�ادة يرتكبون رسقات بس�يطة‪ ،‬كما أن من بينهم‬
‫مرتكب�ي اجلرائ�م اجلنس�ية‪ ،‬والش�ذوذ اجلنسي‪ ،‬ويتص�ف ه�ؤالء‬
‫بانخفاض ذكائهم عن أفراد املجموعتني السابقتني‪.‬‬
‫وأخير ًا خص�ص املؤمتر الثالث لعل�م اإلجرام الذي عقد يف لندن س�نة‬
‫‪1955‬م‪ ،‬أح�د أقس�امه لدراس�ة ص�ور الع�ود املختلف�ة‪ ،‬وذلك كما جاء يف‬
‫توصيات�ه ألمهية هذه الدراس�ة يف الوقاية م�ن العود‪ ،‬ويف معامل�ة العائدين‪.‬‬
‫وذهب�ت ه�ذه التوصيات إىل أنه يمك�ن التمييز بني جمموعتني رئيس�يتني من‬
‫العائدين‪ .‬تضم األوىل العائدين الذين يرتبون حياهتم عىل أس�اس نش�اطهم‬
‫اإلجرام�ي‪ ،‬وتش�مل الثاني�ة العائدين الذين يتك�رر ارتكاهبم جلرائم لس�وء‬
‫تكيفهم اجتامعي ًا ونفسي ًا (األلفي‪1965 ،‬م)‪.‬‬
‫ولعل اإلس�هاب يف تعريف العود للجريمة يف الفقرات الس�ابقة‪ ،‬رغبة‬
‫م�ن الباحثة يف الوص�ول إىل تعريف إجرائي يكون أكثر ش�مولية وأكثر دقة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫وتع�رف الباحث�ة العود إجرائ ًي�ا يف هذه الدراس�ة بأنه ارتكاب املرأة س�لوكًا‬
‫إجرام ًيا أدى إىل عودهتا للس�جن بعد خروجها منه‪ ،‬س�واء كان هذا الس�لوك‬
‫دوافع�ه العوام�ل االجتامعي�ة أو االقتصادي�ة أو غريه�ا‪ ،‬س�وا ًء ارتكب مرة‬
‫واحدة‪ ،‬أو عدة مرات‪ ،‬أو كان خمالف ًا للس�لوك القديم أو نفس�ه‪ ،‬أو س�لوكًا‬
‫جديدا يشمل العود العام واخلاص‪.‬‬ ‫ً‬
‫جـ ـ اجلريمة‬
‫اجلريم�ة كظاه�رة ُعرفت يف كل املجتمعات‪ .‬فه�ي من حيث اجلوهر ال‬
‫ختتلف باختلاف املجتمعات‪ ،‬ولكن كمفهوم ال يوج�د مفهوم حمدد ودقيق‬
‫متف�ق علي�ه يف مجيع األزمنة‪ ،‬ومجيع املدارس؛ واالجتاهات ما دفع مكس�ويل‬
‫(‪ )Maxwell‬إىل الق�ول إن اإلج�رام‪« :‬هو عمل نس�بي غري قاب�ل للتعريف‬
‫بص�ورة عامة ومطلق�ة» (العوجي‪1983 ،‬م)‪ ،‬إال أن ذلك ال يمنع من حتديد‬
‫أه�م اخلط�وط العامة ملفه�وم اجلريمة‪ ،‬والتي م�ن خالهلا نتوص�ل إىل الفهم‬
‫العلمي الدقيق ملفهوم اجلريمة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ـ تعريف أهل اللغة ملفهوم اجلريمة‪.‬‬
‫ـ االجتاه القانوين لتعريف مفهوم اجلريمة‪.‬‬
‫ـ االجتاه االجتامعي لتعريف مفهوم اجلريمة‪.‬‬
‫ـ تعريف أهل اللغة‬
‫فمن الناحية اللغوية أخذت كلمة جريمة من اجلرم‪ :‬التعدي واجلرم هو‬
‫الذنب‪ ،‬واجلمع إجرام وجروم‪ ،‬وهو اجلريمة؛ ويقال ُج ِّر َم فالن أذنب وأخطأ‬
‫فه�و جمرم وجري�م‪( .‬اخلطيب‪1961 ،‬م) أما يف اللغ�ة اإلنجليزية فتدل كلمة‬
‫(‪ )Crime‬عىل اجلريمة‪ ،‬وأصلها (‪ ،)Crimen‬وهي كلمة التينية اشتقت من‬

‫‪28‬‬
‫(‪ )Cernere‬الت�ي أت�ت بدورها من أصل يوناين معناه التحيز والش�ذوذ عن‬
‫شذ عن السلوك العادي (سعفان‪1966 ،‬م)‪.‬‬ ‫السلوك العادي‪ .‬أما املجرم فهو َ‬
‫نالح�ظ من هذا التعريف‪ ،‬س�واء كان يف اللغ�ة العربية أم اإلنجليزية ما‬
‫وتوضيح ملعنى الكلمة فقط‪ ،‬وكذل�ك تقديم رشح واضح ألصل‬ ‫ٌ‬ ‫رشح‬
‫ه�و ٌ‬
‫الكلمة‪ ،‬وبالتايل مل يقدم لنا تفسري ًا واضح ًا عن هذا التعدي من حيث ماهيته‬
‫وحجمه‪ .‬وبام أن التعريف اللغوي اكتفى هبذا القدر من التوضيح فال بد من‬
‫اكتمال صورة هذا التعريف يف ذهن القارئ م�ن زاوية أخرى تعزز التعريف‬
‫اللغوي‪ ،‬كمحاولة للوصول إىل تعريف علمي دقيق ملفهوم اجلريمة‪.‬‬
‫ـ االجتاه القانوين لتعريف اجلريمة‬
‫لا بالدراس�ات التقليدية‬‫ه�و االجت�اه الكالس�يكي القدي�م املرتبط أص ً‬
‫للجريم�ة الت�ي انطلقت يف أوروب�ا يف القرن الثامن عرش‪ .‬وه�و أيض ًا االجتاه‬
‫الذي يعطي لرجال القانون ـ بالدرجة األوىل ـ حق حتديد السلوك السوي‪،‬‬
‫من غري السوي وليس فقط حتديد مفهوم اجلريمة (طالب‪1997 ،‬م)‪.‬‬
‫فاجلريم�ة م�ن الناحي�ة القانوني�ة هي كل عم�ل خمالف ألح�كام قانون‬
‫املجرمة‪ ،‬ومقدار‬
‫العقوب�ات‪ ،‬وقانون العقوبات ه�و الذي يتضمن األفع�ال َّ‬
‫عقوباهتا (عريم‪1975 ،‬م)‪.‬‬
‫ع�د أيض� ًا الفعل أو الرتك املخالف لنص القان�ون اجلزائي املرشع من‬
‫و ُت ّ‬
‫قب�ل اهليئة السياس�ية للمجتمع‪ ،‬والذي يتطلب بالضرورة النص عىل عقوبة‬
‫مق�ررة وحم�ددة‪ ،‬أو غري ذلك من اإلج�راءات االحرتازي�ة أو بدائل العقاب‬
‫مما يتم تنفيذه يف حالة اإلدانة ضد املرتكب للفعل دون س�واه من قبل س�لطة‬
‫رشعية مكلفة بتنفيذ األحكام (كاره‪1985 ،‬م)‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وم�ن تعاريف مفهوم اجلريمة قانوني ًا أيض� ًا التعريف الذي يقدمه حممد‬
‫نجيب حسني «اجلريمة فعل غري مرشوع صادر عن إرادة جنائية يقرر القانون‬
‫عليه عقوبة أو تدبري ًا احرتازي ًا» (حسني‪1977 ،‬م)‪.‬‬
‫نالحظ من خالل ما تقدم أن هنالك مآخذ تؤخذ عىل التعريف القانوين‬
‫للجريمة‪ ،‬يمكن استخالصها مما جاء يف رشح الرساج هلا عندما قال‪:‬‬
‫«إن الظاه�رة اإلنس�انية واالجتامعي�ة س�ابقة يف وجودها على الظاهرة‬
‫القانونية‪ ،‬ومهام كان القانون اجلزائي واس�ع ًا فإنه ال يس�تطيع شمول احلقيقة‬
‫اإلنس�انية واالجتامعية بكاملها‪ .‬كام أن احلكم القيمي عىل أفعال اإلنسان هو‬
‫نتيجة للرشوط اخلاصة بتطور كل جمتمع من املجتمعات البرشية وليس تعبري ًا‬
‫ع�ن القواعد التي حتكم هذا املجتمع‪ .‬أما األفعال التي يعاقب عليها القانون‬
‫فليست أكثر األفعال خطورة ورضر ًا اجتامعي ًا؛ وإن عدد ًا من األفعال التي ال‬
‫يعتربها القانون جريمة هي أشد خطورة عىل املجتمع من بعض األفعال التي‬
‫املرشع ويعاقب عليه�ا بعقوبة جزائية‪ .‬ويضيف عبود الرساج قائال‪:‬‬ ‫حيظره�ا ّ‬
‫ع�د جمرم� ًا يف نظر القان�ون إال إذا أدين أم�ام القضاء بارتكاب‬
‫«إن الف�رد ال ُي ُ‬
‫جريم�ة جزائي�ة‪ .‬وهذا املوق�ف يض ّيق من ميدان دراس�ة اجلريم�ة من جهة‪،‬‬
‫ويلحق باملجتمع رضر ًا بالغا من جهة أخرى؛ ألن هنالك بعض األشخاص‬
‫ق�د نكش�ف عن خطورهتم مع أهنم مل يرتكبوا أي�ة جريمة‪ ،‬وترك هؤالء دون‬
‫معاجلته�م‪ ،‬واخت�اذ إج�راءات وقائية حلامي�ة املجتمع منهم في�ه خطر كبري ال‬
‫يمكن إمهال قدره» (الرساج‪1981 ،‬م)‪.‬‬
‫كما انتقد دونالد كرييس أيض ًا التعريف�ات القانونية للجريمة‪ ،‬ورأى أن‬
‫اجلريمة ظاهرة اجتامعية معقدة ختضع ملجموعة من املفاهيم الفكرية والدينية‬
‫واألخالقية إىل جانب املفهوم القانوين‪ ،‬واالقتصار عىل دراس�ة اجلريمة ‪،‬من‬

‫‪30‬‬
‫وجه�ة نظ�ر قانوني�ة‪ ،‬جيعلنا ال نرى املش�كلة إال م�ن زاوية واح�دة (محدان‪،‬‬
‫‪2001‬م)‪.‬‬
‫وبصورة عامة يمكن إمجال ما تقدم بام ييل‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تشير التعريف�ات الس�ابقة إىل اتف�اق واختلاف يف الوق�ت ذات�ه‪.‬‬
‫فق�د ج�اء االتفاق واضح� ًا لدى أه�ل القان�ون من حي�ث اجلوهر‬
‫واملضمون‪ ،‬وجاءت معظم التعريفات حتتوي عىل ركنني أساس�يني‬
‫يف عملية التعريف أوهلام (وجود فعل) واآلخر (وجود قانون)‪ .‬فإذا‬
‫اقرتن الفعل بمخالفة هلذا القانون س�مي هذا الفعل جرم ًا‪ ،‬وبالتايل‬
‫يس�تحق مرتكبه عقوبة تتناس�ب وحج�م املخالفة‪ .‬أم�ا االختالف‬
‫ف�كان من حيث الصياغة حيث ن�رى كل تعريف خمتلفا عن اآلخر‪،‬‬
‫ولكن اجلوهر واحد‪.‬‬
‫‪2‬ـ إن القان�ون األس�اس يف عملية جتريم أي فعل أو س�لوك؛ وعىل هذا‬
‫املرشع للقانون‪.‬‬
‫األساس فإن الفعل اإلجرامي هو الفعل الذي يراه ّ‬
‫‪ 3‬ـ جاءت االنتقادات التي وجهت للتعريف القانوين انتقادات واضحة‬
‫وش�املة ش�ملت خمتلف عنارص التعريف؛ فجاءت بحقيقة أساسية‬
‫هي أن بعض األفعال واألشخاص يامرسون أفعاالً إجرامية‪ ،‬ولكن‬
‫نظر ًا لعدم نص القانون عىل ذلك ال تعترب جريمة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ على الرغم من هذه االنتق�ادات وغريها للتعريف القانوين للجريمة‬
‫إال أن هن�اك حقيق�ة جي�ب أن تؤخذ بعين االعتبار وه�ي أن أغلب‬
‫املجتمع�ات ال تع�د ف�رد ًا جمرم� ًا إال إذا ص�در بحق�ه حك�م قانوين‬
‫مهما بلغ حجم الرفض واالس�تهجان الذي يواجهه م�ن قبل أفراد‬
‫املجتمع‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ 5‬ـ إن�ه م�ن الصعوب�ة االكتفاء بتعري�ف مفهوم اجلريمة م�ن زاوية أهل‬
‫القان�ون فقط‪ ،‬ألننا بذلك نرى املش�كلة من زاوية واحدة‪ .‬لذلك ال‬
‫بد من طرح رؤية مكملة للرؤية القانونية أال وهي الرؤية االجتامعية‬
‫أو املنظور االجتامعي‪.‬‬
‫ـ االجتاه أو املنظور االجتامعي‬
‫لا بالدراس�ات احلديثة والوضعي�ة (العلمية)‬‫وه�و االجت�اه املرتبط أص ً‬
‫للجريمة التي بدأت يف أوروبا يف القرن التاس�ع عرش وتطورت يف الواليات‬
‫املتح�دة األمريكية‪ .‬وهو أيض� ًا االجتاه الذي ينظر إىل اجلريمة نظرة ش�مولية‬
‫اجتامعية‪(.‬طالب‪1997 ،‬م)‪.‬‬
‫لق�د صنفت تعريفات اجلريمة‪ ،‬من وجهة النظ�ر االجتامعية‪ ،‬إىل ثالث‬
‫فئات وفق اهتاممات علامء االجتامع ومتطلبات جمتمعاهتم وبيئاهتم االجتامعية‬
‫املختلفة (الربايعة‪1984 ،‬م)‪.‬‬
‫الفئة األوىل تتضمن التعريفات التي تربط بني اجلريمة وانتهاك القوانني‪.‬‬
‫عرف السلوك‬ ‫ومن العلامء الذين أخذوا هبذا التعريف ديفز (‪ )J. Davis‬الذي ّ‬
‫االنحرايف بأنه السلوك الذي ينحرف عن معايري املجتمع السيايس‪ .‬واملقصود‬
‫باملجتمع الس�يايس هو ذلك املجتمع الذي حتكم�ه القوانني التي ترشف عىل‬
‫صياغتها وتنفيذها سلطة منظمة معرتف هبا اجتامعي ًا ورسمي ًا‪ .‬أما الفئة الثانية‬
‫فهي التعريفات التي تربط بني اجلريمة واألفعال التي تسبب أذى للمجتمع‪،‬‬
‫وقد تبنى هذا التعريف «س�الن» «‪ »Salin‬الذي يعرف اجلريمة بأهنا «انتهاك‬
‫للمعايير االجتامعية»‪ .‬أما الفئة األخرية فهي التي تركز عىل االنحرافات عن‬
‫املعايير االجتامعية‪ ،‬وانته�اك القانون يف الوقت ذات�ه‪ .‬ويف ضوء هذا املنظور‬
‫فق�د عرف (كلين�ارد) اجلريمة بأهنا « س�لوك مؤذ وض�ار اجتامعي ًا ويتعرض‬
‫صاحبه للعقاب من قبل الدولة» (السعد‪1991 ،‬م)‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫وإذا حاولنا التمعن بتعريفات الفئات الثالث نجد ما ييل‪:‬‬
‫حيج�م من ظاه�رة اجلريمة‪ ،‬وذل�ك من خالل‬ ‫إن تعري�ف الفئ�ة األوىل ّ‬
‫اقتص�ار وجوده�ا يف املجتمع�ات الت�ي حيكمها القان�ون املكت�وب‪ ،‬وبالتايل‬
‫جتاوز احلقيقة األساسية‪ ،‬وهي أن اجلريمة ظاهرة وجدت يف كل املجتمعات‪،‬‬
‫س�وا ًء أكان�ت بدائية حتكمها العادات والتقاليد غري املكتوبة بش�كل رس�مي‬
‫وإنما متع�ارف عليها‪ ،‬أم متطورة ختضع لوس�ائل الضبط الرس�مي (القانون‬
‫واللوائح)‪ .‬كذلك نلحظ أن هذه الفئة تقرتب من التعريف القانوين للجريمة‪.‬‬
‫وبالتايل فإن املآخذ التي تؤخذ عىل التعريف القانوين تؤخذ عليها‪.‬‬
‫أم�ا الفئة الثانية فهي تلك التي حت�اول الربط بني اجلريمة واألفعال التي‬
‫تس�بب أذى أو رضر ًا للمجتمع‪ ،‬ونالحظ افتقار هذه الفئة إىل معيار نستطيع‬
‫احلك�م م�ن خالله عىل حجم هذا الرضر‪ ،‬وما هي املصالح التي تعترب يف نظر‬
‫فإن من ينتهك هذه‬‫املجتم�ع مصالح ال بد من الدفاع عنها ومحايتها‪ ،‬وبالتايل ّ‬
‫املصال�ح الت�ي تعترب يف نظ�ر املجتمع مصالح ال بد من الدف�اع عنها ومحايتها‬
‫يك�ون قد أوقع نفس�ه ملحق� ًا الضرر باملجتمع‪ .‬وربما يكون تعري�ف الفئة‬
‫األخيرة أكث�ر قبوالً‪ ،‬ففي�ه حماولة اجلم�ع بني الناحي�ة االجتامعي�ة والناحية‬
‫القانونية‪.‬‬
‫وم�ن مجلة التعريفات االجتامعية أيض� ًا تعريف (دور كايم) الذي اعترب‬
‫اجلريم�ة يف البداية كل عمل معاقب عليه‪ ،‬ثم أش�ار بعد ذلك إىل أن ما جيعل‬
‫م�ن هذا الفعل جريم�ة معاقبا عليها ه�و ردة الفعل االجتامعي�ة عليه وليس‬
‫الفع�ل نفس�ه‪ ،‬وأن م�ن يعطي ه�ذه الصف�ة (اجلريمة) ه�و التعري�ف الذي‬
‫يصوغه الضمري اجلامعي وليس�ت اخلصائص الداخلي�ة لفعل ما‪( .‬الفاضل‪،‬‬
‫‪1976‬م)‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫فيع�رف اجلريم�ة بأهنا فعل يقترف داخل‬
‫ّ‬ ‫أم�ا بونج�ر (‪)W. Bonger‬‬
‫مجاعة من الناس تشكل وحدة اجتامعية ويرض بمصلحة اجلميع أو بمصلحة‬
‫الفئة احلاكمة‪ ،‬ويعاقب عليه من قبل هذه اجلامعة بعقوبة أشد قسوة من جمرد‬
‫رفضه�ا األخالق�ي (‪ .)William، 1969‬نالح�ظ أن تعري�ف بونج�ر يربط‬
‫الرضر بمصالح الفئة احلاكمة املسيطرة أكثر من أي فئة أخرى‪.‬‬
‫ويف احلقيق�ة مل خت�ل ه�ذه التعاري�ف م�ن انتق�ادات ومالحظ�ات‪.‬‬
‫فيقول حس�ن طال�ب يف هذا الص�دد‪« :‬إن املفهوم االجتامع�ي للجريمة غري‬
‫واض�ح‪ ،‬وفيه كثير من الغموض‪ ،‬وهو راجع لغم�وض الظاهرة االجتامعية‬
‫وتش�ابكها‪ ،‬وتش�ابك القواع�د واملصالح يف املجتم�ع بصورة عام�ة‪ ،‬كام أن‬
‫املفه�وم االجتامع�ي مل يس�تطع حتديد معي�ار مناس�ب أو طريق�ة أو ميكانزم‬
‫لقي�اس األرضار االجتامعي�ة الناجتة عن العمل اإلجرام�ي ونوعيته‪ ،‬وبذلك‬
‫فإن املفهوم االجتامعي مل يستطع التخلص من الذاتية يف إطالق األحكام عىل‬
‫السلوك واألفعال»‪( ،‬طالب‪1997 ،‬م)‪.‬‬
‫ونلح�ظ من خالل ما س�بق أن التعريف�ات االجتامعية ملفه�وم اجلريمة‬
‫تتسم ببعض السامت‪ ،‬هي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إن معظ�م ه�ذه التعريفات تركز عىل األفعال والس�لوكيات املخالفة‬
‫للقوانين واألنظمة واللوائح املكتوبة‪ ،‬وغريه�ا من عادات وتقاليد‬
‫وأعراف ومعايري وقيم اجتامعية سائدة غري مكتوبة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ نج�د أن أس�اس التجريم هو املجتمع‪ .‬فالفع�ل اإلجرامي هو الفعل‬
‫الذي يرى املجتمع أن�ه كذلك‪ ،‬بغض النظر عن موقف القانون من‬
‫هذا الفعل هل جيرمه أم ال‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ 3‬ـ كام أن هذه التعريفات تتصف بالعمومية وعدم الثبات فال يمكننا أن‬
‫نطلق عىل فعل ما أنه ضار بمصالح املجتمع يف كل زمان ومكان؛ فام‬
‫ه�و ضار يف زم�ن معينّ قد ال يكون كذلك يف زمن آخر أو يف جمتمع‬
‫آخ�ر؛ فربام يكون ذلك الفعل مقبوالً لدى مجاعة‪ ،‬ويكون يف الوقت‬
‫نفس�ه مرفوض� ًا ل�دى مجاعة أخ�رى‪ ،‬نظ�ر ًا لتعارضه م�ع مصاحلها‬
‫ومعتقداهت�ا وأفكارها‪ ،‬وبالتايل يصع�ب الوصول إىل تعريف واحد‬
‫شامل‪ ،‬نظر ًا لغياب املعيار الذي نحتكم إليه يف التعريف‪.‬‬
‫نعرف اجلريمة من الوجهة القانونية دون‬‫لذا ترى الباحثة أنه ال يمكن أن ّ‬
‫االجتامعي�ة وبالعكس دون القانونية‪ ،‬وهل�ذا جيب التوصل إىل معيار يتضمن‬
‫كال م�ن الوجهتين القانوني�ة واالجتامعي�ة‪ ،‬ألن هذي�ن املفهومين يكمالن‬
‫بعضهما بعض� ًا‪ ،‬وبالتايل يمك�ن إدراك مفه�وم اجلريمة من خلال ارتباطها‬
‫جيرمها‪.‬‬
‫بالبيئة االجتامعية التي أوجدهتا؛ وكذلك موقف القانون الذي ّ‬
‫كما ترى الباحثة أن اجلريمة وفق هذه الدراس�ة‪ ،‬من الناحية اإلجرائية‪،‬‬
‫هي‪ :‬كل فعل يلح�ق الرضر بمصالح الفرد واجلامعة واملجتمع‪ ،‬وهذا الفعل‬
‫يع�د خروج� ًا عىل تلك القواع�د واملعايري التي ارتضاه�ا املجتمع ألفراده ثم‬
‫صاغها يف قوانني ويعاقب عىل هذا اخلروج بعقوبة جزائية‪.‬‬
‫أم�ا املج�رم بناء عىل ه�ذا التعريف فهو الش�خص البالغ الراش�د الذي‬
‫يرتك�ب هذا الفعل الض�ار املنصوص عليه يف قانون حمدد‪ ،‬ويس�تحق بالتايل‬
‫عقوبة جزائية حيددها هذا القانون‪.‬‬
‫ـ يف الرشيعة اإلسالمية‬
‫تع�رف اجلرائ�م بأهنا حمظ�ورات رشعية زج�ر اهلل عنها بح�د أو تعزير؛‬
‫واملحظ�ورات يف الرشيع�ة هي إتيان فع�ل منهي عنه‪ ،‬أو ت�رك فعل مأمور به‬
‫(املاوردي‪361 ،‬هـ)‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ـ اجلريمة من الناحية النفسية واالجتامعية‬
‫س�لوك ينته�ك القواع�د األخالقية الت�ي وضعت هلا اجلامع�ة جزاءات‬
‫سلبية حتمل صفة الرسمية (منصور‪1410 ،‬هـ‪.)11 ،‬‬
‫ـ من الناحية القانونية‬
‫اجلريمة فعل غري مرشوع صادر عن إرادة جنائية يقرر القانون عقوبة أو‬
‫تدبريا احرتاز ًيا (طالب‪2002 ،‬م‪.)25 ،‬‬
‫ً‬
‫ـ التعريف االجتامعي‬
‫س�لوك حترمه الدولة لرضره عىل املجتمع‪ ،‬ويمك�ن أن ترد عليه بعقوبة‬
‫(الطخيس‪2004 ،‬م‪.)42 ،‬‬
‫كل فعل خيالف الشعور العام للجامعة (الصيفي‪1416 ،‬هـ‪.)68 ،‬‬
‫خروج عن القواعد واألنظمة الس�لوكية التي يرس�مها املجتمع ألفراده‬
‫(سعفان‪1962،122 ،‬م)‪.‬‬
‫ـ تعريف اجلريمة إجرائ ًيا يف هذه الدراسة‬
‫الفع�ل املتعم�د املعاق�ب عليه بنص رشع�ي أو قانوين‪ ،‬وص�دور حكم‬
‫حمكمة فيه والذي تقوم به املرأة الراش�دة والذي يعترب خمال ًفا للقانون املعمول‬
‫به يف املجتمع الس�عودي‪ ،‬مما يؤدي إىل وقوع عقوبة الس�جن عىل مرتكبة هذا‬
‫الفعل‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاين‬

‫اإلطار النظري والدراسات السابقة‬

‫‪37‬‬
38
‫‪ .2‬اإلطار النظري والدراسات السابقة‬
‫‪ 1. 2‬االجتاهات النظرية يف تفسري ظاهرة العود للجريمة‬
‫انصب اهتامم املنظرين يف علم االجتامع عىل تفسير الس�لوك اإلجرامي‬
‫باعتباره حمصلة العوامل املتعلقة بالفرد اجتامعي ًا وثقافي ًا‪ ،‬باإلضافة إىل الوسط‬
‫االجتامع�ي ال�ذي يعي�ش فيه‪ .‬وعىل ضوء ذل�ك ظهرت كثري م�ن النظريات‬
‫االجتامعي�ة الت�ي تناولت الس�لوك اإلجرام�ي من جوانب ع�دة‪ ،‬ما أدى إىل‬
‫تع�دد اآلراء والطروح�ات النظرية الت�ي هتدف إىل الوصول لتفسير واقعي‬
‫للسلوك اإلجرامي‪.‬‬
‫ويمك�ن تناول اجلريم�ة ـ من املنظور االجتامعي ـ على أهنا نتاج تفاعل‬
‫بع�ض األفراد مع بعض من ناحية‪ ،‬وبينهم وبين البيئة االجتامعية من ناحية‬
‫أخرى‪.‬‬
‫وم�ن أهم النظري�ات االجتامعية التي يمكن عىل ضوئها تفسير ظاهرة‬
‫العود إىل اجلريمة ما ييل‪:‬‬

‫‪ 1. 1. 2‬نظرية الوصم ‪Labeling Theory‬‬

‫تفترض هذه النظرية أن األفراد يرتكبون الس�لوك اإلجرامي نتيجة رد‬


‫فعل املجتمع نحوهم‪ .‬ويعد إدوين ملرت ‪ Edwin Lemert‬من أبرز من يمثل‬
‫افتراض ه�ذه النظرية‪ .‬وقد ذك�ر أن االنحراف يتأكد ويثب�ت نتيجة معاودة‬
‫الف�رد االنحراف فترة بعد أخ�رى‪ ،‬ونتيجة خربت�ه الفردي�ة وإدراكه لردود‬
‫ال خاص ًا‬
‫فعل املجتمع إزاءه‪ .‬ويضع «ملرت» يف نظرية الوصم اإلجرامي حتلي ً‬

‫‪39‬‬
‫لعملي�ة تبلور االنح�راف‪ ،‬واملراحل التي جتري هبا كحلق�ة بعد أخرى حتى‬
‫تكتمل احللقات‪ ،‬ويصبح االنحراف ثابت ًا دائ ًام ترسخ أصوله ومكوناته‪ ،‬هذه‬
‫املراحل كام يراها‪« ،‬ملرت» هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ مرحلة االنحراف األويل‪ ،‬وهو أول سـلوك يصدر عن الفرد كبادرة‬
‫الختبار فعل املجتمع إزاءه‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ مرحل�ة قيام ردود فعل املجتمع التي تأخذ ش�كل عقوبات اجتامعية‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ مرحلة تكرار االنحراف األوىل وزيادة نسبته أو كميته‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ مرحل�ة قي�ام املجتم�ع باختاذ ردود فعل رس�مية تأخذ ش�كل وصم‬
‫املنحرف بوصمة االنحراف واإلجرام‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ مرحل�ة زيادة االنحراف للرد املبارش عىل موقف املجتمع نحو الفرد‬
‫املنحرف‪ ،‬ومواجهة وصمة املجتمع باجلريمة‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ املرحل�ة األخرية ه�ي املرحلة التي يقبل املنحرف بمركزه االجتامعي‬
‫اجلديد كش�خصية جم�رم أو منح�رف‪ ،‬وحماولة ه�ذا الف�رد التوافق‬
‫مع ش�خصيته اجلدي�دة ودورة اجلديد كش�خص منب�وذ من جمتمعه‬
‫(الدوري‪1984 ،‬م‪.)266 ،‬‬
‫وق�د افرتض «تاتنبوم» أحد رواد نظري�ة الوصم اإلجرامي أن ما يؤدي‬
‫إىل خل�ق املنحرف إنام هو الكيفية الت�ي يعامله هبا اآلخرون‪ ،‬ووصف عملية‬
‫وصم املنحرف بأهنا عملية حتتوي عىل عنارص تشمل وضع عالمات وألقاب‬
‫وتعريف�ات‪ ،‬تقوم اجلامعة بإلصاقها بالش�خص‪ .‬وت�ؤدي عملية الوصم هذه‬
‫إىل خدم�ة أغراض اجلامعة‪ ،‬وحتقيق بعض أهدافها‪ ،‬كوهنا تس�اعد عىل بلورة‬

‫‪40‬‬
‫نقم�ة اجلمهور ضد الش�خص املخالف‪ ،‬وأيض� ًا تأكيد نقمة الف�رد املوصوم‬
‫نحو نفس�ه‪ ،‬وبالتايل إحباط معنوياته وتش�ويه أخالقياته‪ ،‬م�ا ينتج عنه تأكيد‬
‫التضامن والتآزر اجلامعي‪.‬‬
‫وتنحدر عملية الوصم ـ من وجهة نظر تاتنبوم ـ من عنرصين أساسيني‪،‬‬
‫مها‪:‬‬
‫أ ـ عنصر املفاضلة والتمييز‪ ،‬وهو وض�ع املوصوم يف جهة‪ ،‬وباقي أفراد‬
‫املجتمع يف جهة أخرى‪.‬‬
‫ب ـ بلورة اهلوية املس�تجدة التي تؤدي إىل إحداث حتول يف شعور الفرد‬
‫ذات�ه أو تقييم�ه لذات�ه‪ ،‬وينتج ه�ذا من الفج�وة واهل�وة بعالقته مع‬
‫اآلخرين (جابر‪1988 ،‬م‪.)195 ،‬‬
‫وحت�ى يمك�ن فه�م دور هذه النظري�ة يف الع�ود للجريم�ة أن مثل هذا‬
‫الوضع الذي جيد الشخص نفسه فيه وقد وسم باجلريمة واالنحراف ليصبح‬
‫إنس�ان ًا ال يؤم�ن جانب�ه‪ ،‬وكأن�ه قد طبع عىل اإلج�رام إىل األب�د‪ .‬إن مثل هذا‬
‫الوض�ع يق�وده مرة أخرى ـ حت�ت وطأة هذه الظروف النفس�ية واالجتامعية‬
‫واالقتصادي�ة الصعب�ة ـ إىل الوقوع يف االنح�راف‪ ،‬واخلروج مرة أخرى عن‬
‫الطريق السوي الذي يقبله املجتمع (الرفاعي‪1416 ،‬هـ‪.)41 ،‬‬
‫وم�ن هن�ا كان ال بد من تكريس اجلهود وتضافره�ا مع ًا إللغاء ما يقابل‬
‫العائد عند خروجه من الس�جن‪ ،‬ووجوب التفه�م الكامل للعائد وظروفه‪،‬‬
‫وعدم وصمه بام مىض‪.‬‬
‫خالص�ة الق�ول فإنه يمك�ن إبراز أمهي�ة ه�ذه النظرية يف رس�م اإلطار‬
‫النظري هلذه الدراسة من خالل قدرهتا عىل إلقاء الضوء عىل أن أهم عنارص‬

‫‪41‬‬
‫عملي�ة تكوين الس�لوك املنحرف تكمن يف وصم الف�رد بوصمة االنحراف‪،‬‬
‫وجعله�ا عالمة فارقة له تفوق كل صفاته األخ�رى‪ .‬وبذلك فإن االنحراف‬
‫والعود للس�لوك اإلجرامي يكون نتاجا للتفاع�ل االجتامعي والوصم الذي‬
‫يضعه املجتمع ويطلقه عىل املرأة املنحرفة‪ ،‬وقد يكون الوصم س�ببا ملعاودهتا‬
‫السلوك اإلجرامي‪.‬‬
‫وه�ذا ما يؤك�د أن األفراد يرتكبون الس�لوك اإلجرام�ي نتيجة رد فعل‬
‫املجتم�ع نحوه�م‪ ،‬كوننا نجد أن بعض علامء االجتماع الذين يرون أن هناك‬
‫عوام�ل اجتامعي�ة عدي�دة ت�ؤدي إىل االنح�راف‪ ،‬ألن الفعل يف ح�د ذاته ال‬
‫يعد س�لوكا انحرافي�ا‪ ،‬وإنام يوصم الفع�ل بأنه كذلك إذا تولت املؤسس�ات‬
‫املجتمعية وصف هذا الفعل وتصنيفه بأنه نمط من السلوك املنحرف‪.‬‬
‫ولعلن�ا ن�درك أن الوصم ق�د ال ينتهي أو يتوقف عند حدود الش�خص‬
‫املوصوم نفس�ه‪ ،‬ولكن�ه قد يتعدى لبقية أفراد أرست�ه ـ بل إن ذلك ما حيدث‬
‫فعال‪ ،‬خاصة يف املجتمعات القروية‪ ،‬البدوية‪ ...‬إلخ ـ ‪ .‬كام أن عملية الوصم‬
‫إنما تطبق يف الواقع بكيفي�ة متاميزة متفاوتة قد تكون منحازة ضد أش�خاص‬
‫معينني ينتمون إىل حرفة أو جمموعة أو عقيدة أو طبقة ختتلف عن الطبقة التي‬
‫تقوم بتطبيق مفهوم الوصمة أو الطبقة السائدة يف املجتمع‪ ،‬فاالنحراف ليس‬
‫للفع�ل ال�ذي يقوم به الش�خص‪ ،‬وإنام نتيج�ة لرد فعل املجتمع بالنس�بة هلذا‬
‫الفعل‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ 2. 1. 2‬نظري�ة االختالط التفاضلي ‪Differential Association‬‬
‫‪Theory‬‬

‫وهي نظرية تعلم اجتامعي وضعها العالـم األمريكي ادويـن سذرالنـد‬


‫‪Sutherland‬ـ ‪ ،E‬ومؤاده�ا أن الس�لوك اإلجرام�ي لي�س س�لوك ًا وراثيا أو‬
‫نفس�ي ًا أو خلقي ًا‪ ،‬وإنام هو س�لوك مكتسب ومتعلم مثله مثل أي سلوك آخر‪،‬‬
‫يت�م تعلمه عن طريق جمموعة من االتصاالت والعالقات الش�خصية داخل‬
‫مجاعات تتمي�ز بالتقارب واأللفة بني أفرادها والتأثر بتوجيههم نحو ترصف‬
‫معين يف مواقف معينة‪ .‬فإذا كانت هذه املواقف مواقف س�لبية نحو اجلريمة‬
‫فل�ن يقع الفرد يف الس�لوك اإلجرامي؛ أما إذا كانت مواق�ف إجيابية نحوها‪،‬‬
‫أي حتبذ ارتكاب اجلريمة فإهنا تدفع الفرد إىل االنخراط يف ممارس�ة الس�لوك‬
‫املنح�رف‪ .‬ولذا فإن حمور نظري�ة االختالط التفاضيل يدور حول «إن الفارق‬
‫األسايس بني سلوكيات األفراد يعتمد بالدرجة األوىل عىل نوعية األشخاص‬
‫الذي�ن خيتلط�ون هبم‪ ،‬وإن كل ش�خص ينطب�ع بالطابع الثق�ايف واالجتامعي‬
‫املحيط به (احلديثي‪1416 ،‬هـ‪.)102 ،‬‬
‫وبن�اء علي�ه تتمث�ل نقط�ة الب�دء يف نظرية س�ذرالند يف رفض التفسير‬
‫البيولوجي للسلوك اإلجرامي‪ ،‬وكذلك رفض التفسري النفيس‪ ،‬وأيض ًا رفض‬
‫التفسير االجتامعي الذي هيتم بأشياء مادية حمسوسة‪ ،‬عىل أساس أن التفسري‬
‫العلمي للسلوك اإلجرامي يتم إما وفق ًا للعوامل التي حيدث أثرها وقت حتقق‬
‫الظاه�رة‪ ،‬أو طبق ًا للعنارص التي قد توافرت يف تاريخ س�ابق‪ .‬واحلالة األوىل‬
‫متثل تفسيرا ديناميكيا للموق�ف‪ .‬أما احلالة الثانية فإهنا متثل تفسير ًا تارخييا‪.‬‬
‫وق�د أوضح س�ذرالند أن التفسير الديناميك�ي للس�لوك اإلجرامي مل حيقق‬
‫نجاحا بش�كل ملم�وس‪ ،‬ألنه يتطلب عزل العوامل الش�خصية واالجتامعية‬

‫‪43‬‬
‫بني املجرمني‪ ،‬يف حني أن التفسري التارخيي تصل أمهيته إىل درجة أنه هو الذي‬
‫هييئ الفرصة الرتكاب الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬عىل أس�اس أن امليول والروادع‬
‫إزاء سلوك معني يف موقف معني تعد حصيلة للتاريخ السابق للفرد؛ ورضب‬
‫لا عىل ذل�ك يف أن اللص ذا التجارب اإلجرامية الس�ابقة يس�هل عليه أن‬ ‫مث ً‬
‫يسرق من حم�ل تاجر الفاكه�ة إذا كان ه�ذا التاجر غائب ًا‪ ،‬بينام يرى ش�خص‬
‫آخ�ر أن غي�اب هذا التاجر ال يدع�و إىل ارتكاب جريمة الرسقة(س�ذرالند‪،‬‬
‫‪1968‬م‪.)100 ،‬‬
‫تتضم�ن نظري�ة االختلاط التفاضلي افرتاض�ات أساس�ية هت�دف إىل‬
‫توضيح كيفية وقوع الفرد يف الس�لوك اإلجرامي‪ .‬وتتمثل هذه االفرتاضات‬
‫يف أن الس�لوك اإلجرامي سلوك مكتسب غري موروث؛ بمعنى أن الشخص‬
‫غري املدرب عىل اجلريمة ال يستطيع ابتداع السلوك اإلجرامي؛ وأن تعلم هذا‬
‫السلوك يتم من خالل التفاعل واالتصال مع أشخاص آخرين‪ ،‬وحيدث هذا‬
‫التفاع�ل أو هذا االختالط عن طريق االتص�ال اللفظي‪ ،‬أي باللغة الكالمية‬
‫الش�ائعة‪ ،‬أو باالتص�ال غير اللفظي باإلش�ارات‪ ،‬واإليماءات‪ ،‬واحلركات‬
‫أحيان� ًا؛ وأن عملي�ة تعلم الفرد أنامط الس�لوك اإلجرامي تش�مل جانبني مها‬
‫تعلم أساليب وارتكاب اجلريمة التي تكون معقدة أحيان ًا‪ ،‬ويف غاية البساطة‬
‫أحيان ًا أخرى‪ ،‬وتعلم الكيفية التي يمكن هبا توجيه اجتاهاته وميولـه وبواعثه‬
‫ومربراته إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‪ .‬تشبه عملية التعلم هذه أي عملية‬
‫تعلم أخرى؛ ويتم إتقاهنا باس�تخدام واتباع خطوات وآليات التعلم العادية‪.‬‬
‫واجلزء األس�ايس منها يتم يف اجلامعات الش�خصية التي يرتبط داخلها الفرد‬
‫بعالقات ش�خصية وثيقة‪ .‬وهذا يعني أن وس�ائل االتص�ال غري املبارش مثل‬
‫الصحف واملجالت والس�ينام هل�ا دور ثانوي وغري هام يف إحداث الس�لوك‬
‫اإلجرامي‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫وم�ن افرتاض�ات نظرية االختلاط التفاضيل أيض� ًا أن التوجيه اخلاص‬
‫للدواف�ع والبواعث يت�م تعلمه من خالل تعريفات للقواع�د القانونية‪ .‬ففي‬
‫بع�ض املجتمعات جيد اإلنس�ان نفس�ه حماط� ًا بجامعة تؤيد احترام القانون‪،‬‬
‫ويف جمتمع�ات أخرى جيد اإلنس�ان من حوله مجاعات تس�وغ انتهاك القانون‬
‫واالعتداء عليه‪ .‬فالشخص ينحرف حني ترجح لديه مجاعات كفة اآلراء التي‬
‫حتبذ انتهاك القوانني عىل كفة اآلراء التي ال حتبذ انتهاكها‪ .‬ويعترب هذا أساس‬
‫نظرية االختالط التفاضيل‪ .‬فاألشخاص املجرمون يف نظر سذرالند أصبحوا‬
‫كذل�ك بفعل احتكاكهم وعالقاهتم بأنامط س�لوكية إجرامي�ة‪ ،‬وعزلتهم عن‬
‫األنماط املناهضة للس�لوك اإلجرامي‪ ،‬كون الش�خص من طبيعت�ه يميل إىل‬
‫متثيل الثقافة املحيطة به‪ .‬كذلك من افرتاضات نظرية س�ذرالند أن الس�لوك‬
‫اإلجرام�ي يعرب ع�ن قيم واحتياج�ات عامة‪ .‬ولكن جي�ب أال يفرس يف ضوء‬
‫ذل�ك‪ ،‬ألن كل س�لوك يعكس أيض� ًا قي ًام واحتياجات مشتركة‪ .‬فاللصوص‬
‫لا ـ يرسقون حلاجته�م إىل املال‪ .‬وكذلك التاجر يف جتارته‪ ،‬والعامل يف‬ ‫ـ مث ً‬
‫عمله‪ ،‬واحلريف يف حرفته يتفانون يف أعامهلم حلاجتهم إىل املال أيض ًا‪ .‬وخيتلف‬
‫االختلاط التفاضيل بحس�ب التكرار‪ ،‬واالس�تمرار‪ ،‬واألس�بقية‪ ،‬والعمق؛‬
‫فكلام تعرض الشخص للموقف أكثر من مرة أو كانت مدة اتصاله باآلخرين‬
‫طويلة زادت نسبة استجابته لنمطهم السلوكي‪ ،‬ويكون التأثري أكرب ملن يسبق‬
‫احتكاك�ه هب�م‪ ،‬وهذا غالب� ًا ما يك�ون يف املراحل األوىل من احلي�اة‪ ،‬وكذلك‬
‫يكون التأثري أكرب إذا كان االحتكاك أشد‪ ،‬وهذا غالب ًا ما يكون بني األقارب‪،‬‬
‫وبني الرؤس�اء واملرؤوسين‪ ،‬وبين األعىل واألدن�ى (س�ذرالند‪1968 ،‬م‪،‬‬
‫‪ 101‬ـ ‪.)103‬‬
‫وتكم�ن أمهية نظرية االختالط التفاضيل يف تفسير الس�لوك اإلجرامي‬
‫يف اعتباره�ا أول حماولة لعامل اجتامع تقدم تفسير ًا نظري ًا متكام ً‬
‫ال يف موضوع‬

‫‪45‬‬
‫س�ببيه اجلريمة واجلنوح‪ ،‬وتس�تخدم كثريا من املصطلحات الش�ائعة التي ال‬
‫خلاف حول داللتها بني معظم علامء االجتماع‪ ،‬باإلضافة إىل تناوهلا مفهوم‬
‫اجلريم�ة من منطل�ق اجتامعي بحت بن�اء عىل وصف العالق�ات االجتامعية‬
‫املتداخل�ة واملتبادلة من حيث تكرارها واس�تمراريتها وش�دهتا‪ ،‬وكذلك إىل‬
‫تأكيده�ا عملي�ة انتقال األس�اليب اإلجرامية من ش�خص آلخ�ر (الدوري‪،‬‬
‫‪1998‬م‪.)252 ،‬‬
‫خالصة القول إن عالقة هذه النظرية ـ كام ترى الباحثة ـ بالنسبة للعود‬
‫للجريم�ة أهنا تربز ضحية ارتكاب الف�رد املخالط للمجرمني للجريمة‪ ،‬وأنه‬
‫يف الواق�ع ال يمث�ل افرتاض�ا صحيحا متكاملا‪ ،‬فهناك من خيال�ط املجرمني‬
‫بص�ور خمتلف�ة إال أنه ال يرتكب أي س�لوك إجرامي وعكس�ه صحيح‪ ،‬ومن‬
‫جه�ة ثالثة فإن (س�ذر الند) يلغي إرادة الف�رد عندما يق�ول بحتمية ارتكابه‬
‫للجريم�ة نتيج�ة خمالطته املجرمني‪ ،‬وهذا رأي خاطئ ـ من وجهة نظري ـ‬
‫ألن الفرد يمتلك إرادة يستطيع هبا توجيه سلوكه وأفعاله‪ .‬وإن كان من فضل‬
‫هلذه النظرية فإهنا توجه النظر نحو أثر العوامل االجتامعية يف تفسير السلوك‬
‫اإلجرام�ي وتكراره‪ ،‬م�ع عدم املبالغة املؤدي�ة إىل اعتباره�ا احلتمية الوحيدة‬
‫املؤدية إىل ارتكاب الفرد السلوك اإلجرامي والعود له‪.‬‬

‫‪ 3. 1. 2‬نظرية األنومي ‪Theory of Anomy‬‬

‫تعد نظرية األنومي إحدى النظريات املفرسة للجريمة‪ .‬ويشري مصطلح‬


‫األنوم�ي أو فقد املعايري إىل احلال�ة التي تغيب فيها املعايري االجتامعية وتنعدم‬
‫فيه�ا القواعد املس�ؤولة عن توجيه الس�لوك‪ ،‬وغالب ًا ما ت�ؤدي هذه احلالة إىل‬
‫اضطراب األفراد واختالل إدراكهم الس�ليم للتميي�ز بني ما هو ممكن‪ ،‬وغري‬
‫ممك�ن وبني ما هو ع�ادل‪ ،‬وظامل ومرشوع وغري مشروع‪ .‬وأول من قدم هذا‬

‫‪46‬‬
‫املصطل�ح ‪ Anomy‬هو ع�امل االجتامع الفرنيس إمي�ل دوركايم ‪Durkheim‬‬
‫‪ Emile‬يف كتابه (تقسيم العمل االجتامعي) عام ‪1893‬م‪ ،‬واختذه أداة نظرية‬
‫لتحليل االنحراف االجتامعي حيث طبق هذا املفهوم يف دراسته عن االنتحار‬
‫وقس�م االنتح�ار إىل ثالثة أقس�ام منها االنتح�ار األنومي النات�ج عن فقدان‬
‫املعايري‪ ،‬والقلق وحيدث هذا االنتحار عندما يفقد الفرد األمل يف االس�تمرار‬
‫يف احلي�اة كون جمتمعه قد فق�د الروابط االجتامعية التي جتم�ع أعضاءه مجيع ًا‬
‫بسبب التفكك األرسي أو السيايس أو الديني (الطخيس‪1990 ،‬م‪.)84 ،‬‬
‫وبش�كل ع�ام يع�زو دوركاي�م االنح�راف واإلج�رام إىل الالمعيارية‪،‬‬
‫واختالل الس�لوك‪ ،‬وفقدان التكاف�ل االجتامعي‪ ،‬واضط�راب القيم املنظمة‬
‫للحي�اة‪ .‬فف�ي نظره هناك مخس�ة أس�باب ت�ؤدي إىل حالة األنوم�ي تتمثل يف‬
‫فقدان السيطرة نتيجة غياب اإلرادة القادرة عىل التأثري يف املحيط االجتامعي‪،‬‬
‫وفقدان املعنى‪ ،‬وغياب اهلدف املوجه للحياة‪ ،‬وفقدان املعايري الواضحة التي‬
‫توج�ه س�لوك الفرد‪ ،‬باإلضاف�ة إىل االغرتاب االجتامع�ي أي االنفصال عن‬
‫األهداف املح�ددة ثقافي ًا‪ ،‬واالغتراب النفيس املتمثل يف انفصال الش�خص‬
‫ع�ن ذاته احلقيقية مما يؤدي إىل االنس�حاب والعصيان (احلديثي‪1416 ،‬هـ‪،‬‬
‫‪.)107‬‬
‫تط�ورت نظري�ة األنومي بش�كل أكرب على يد عامل االجتماع األمريكي‬
‫روب�رت مريتون ‪ Robert Merton‬الذي تناول فكرة دور كايم يف االنتحار‪،‬‬
‫وأكس�بها طبع ًا نظري ًا جديد ًا يف جمال تفسير الس�لوك اجلانح‪ ،‬وخرج بنظرية‬
‫متوس�طة املدى لتفسري الس�لوك املنحرف‪ .‬يرى مريتون أن السلوك املنحرف‬
‫يف غالبيته ال ينش�أ نتيجة دوافع وبواعث فردي�ة للخروج عىل قواعد الضبط‬
‫االجتامع�ي‪ ،‬ولكنه�ا على العكس م�ن ذل�ك تش�كل انحراف� ًا اجتامعي ًا هو‬

‫‪47‬‬
‫حصيل�ة تع�اون كل من النظام االجتامع�ي وثقافة املجتمع التي تش�جع عىل‬
‫نشوئه وتطويره‪.‬‬
‫يشرح مريت�ون فكرت�ه بالق�ول إن هن�اك عنرصي�ن أساس�يني يف ثقافة‬
‫املجتمع ونظمه االجتامعية مها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ األه�داف الت�ي ترس�مها الثقاف�ة ألف�راد املجتمع ويشترك يف هذه‬
‫األهداف مجيع أفراد املجتمع ويطمحون إىل حتقيقها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الوس�ائل االجتامعي�ة املرشوع�ة التي تتي�ح لألفراد حتقي�ق أهدافهم‬
‫بطريقة مرشوعة‪.‬‬
‫وتربز املش�كالت االجتامعية املتمثلة يف االنحراف عن السلوك السوي‬
‫عندما خيتل التوازن بني هذه األهداف وبني وس�ائل حتقيقها يف أي جمتمع من‬
‫املجتمع�ات‪ ،‬ما يعرض املجتمع إىل حالة اضطراب‪ ،‬وعدم اس�تقرار‪ ،‬وعدم‬
‫تنظيم‪ ،‬وبروز االنحرافات‪.‬‬
‫وق�د أعطى مريت�ون مثاالً باملجتمع األمريكي املعارص لتفسير حدوث‬
‫مث�ل هذا االختالل‪ .‬فاملجتمع يصنع ألف�راده أهدافا‪ ،‬كبرية وال يتيح هلم من‬
‫اجلهة األخرى الفرص املتس�اوية لتحقيق تلك األهداف‪ .‬وبطبيعة احلال فإن‬
‫األف�راد عندم�ا جيدون أنفس�هم غري قادرين على حتقيق أهدافه�م املرشوعة‬
‫بالوسائل املرشوعة فإهنم سوف يبحثون عن وسائل جديدة لتحقيق أهدافهم‬
‫بش�كل غري مرشوع ما يش�كل خلفية معينة لنشوء الس�لوك االنحرافـي عىل‬
‫نطاق واسع‪.‬‬
‫ولوص�ف تأقلم األفراد م�ع ما وضعه املجتمع من أه�داف‪ ،‬وما حدده‬
‫من وس�ائل مرشوعة لتحقيق تل�ك األهداف فقد حدد مريتون مخس�ة أنامط‬
‫لذلك التأقلم عىل النحو التايل ‪:‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ 1‬ـ التواف�ق‪ :‬ويعن�ي قبول الف�رد لألهداف الت�ي حيددها البن�اء الثقايف‬
‫للمجتم�ع‪ ،‬وقب�ول الوس�ائل املرشوع�ة اجتامعي� ًا لتحقي�ق ه�ذه‬
‫األه�داف‪ .‬إن هذا النمط هو الش�كل الس�لوكي األكثر انتش�ار ًا يف‬
‫معظ�م املجتمع�ات اإلنس�انية والق�وة الكامن�ة وراء اس�تقرار تلك‬
‫املجتمعات وغياب الظاهرة االنحرافية فيها‪.‬‬
‫هذا ومع غياب التوافق بني األهداف والوسائل التي يقرها املجتمع‬ ‫ ‬
‫يش�عر األف�راد بالضغ�ط (األنوم�ي)؛ وللتخلص من ه�ذا الضغط‬
‫فإهن�م يلجؤون إىل إحدى األنامط األربعة األخ�رى التي تنتج عنها‬
‫أربعة أشكال رئيسية لالنحراف االجتامعي‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ عملي�ة االبت�كار‪ :‬وتعني قب�ول األهداف التي حدده�ا البناء الثقايف‬
‫للمجتمع‪ ،‬ورفض الوسائل املرشوعة لتحقيقها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ التعل�ق بالطق�وس‪ :‬وتتمثل يف قب�ول األفراد الوس�ائل املرشوعة يف‬
‫حتقيق اهلدف‪ ،‬ولكن دون وجود أي نوع من األهداف‪.‬‬
‫‪4‬ـ االنسحابية‪ :‬وتقوم عىل أساس رفض األهداف والوسائل التي يقرها‬
‫املجتمع‪ ،‬ومثل هلذه الفئة بمدمني املخدرات‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ العصي�ان والتم�رد‪ :‬ومه�ا رف�ض األه�داف والوس�ائل املرشوع�ة‬
‫والس�عي البت�كار أه�داف ووس�ائل مرشوع�ة جدي�دة خمتلفة عن‬
‫أهداف ووسائل املجتمع (اليوسف‪2004 ،‬م‪ 41 ،‬ـ ‪.)43‬‬
‫خيتل�ف الس�لوك اإلجرامي وفق ًا هل�ذه النظرية باختلاف نمط األنومي‬
‫نفس�ه‪ .‬ففي حني تنترش جرائ�م الرسقة بني االبتكاريني يلحظ انتش�ار إدمان‬
‫املخدرات واخلمور لدى االنسحابيني‪ ،‬بينام تشيع جرائم ختريب املمتلكات‪،‬‬
‫ونشر الف�وىض االجتامعي�ة لدى الث�وار والعص�اة‪ .‬وحتى يمك�ن فهم دور‬

‫‪49‬‬
‫ه�ذه النظرية يف الع�ود للجريمة هو أن اجلريمة واالنح�راف يأتيان عن طريق‬
‫اخلل�ل البنائي يف املجتمع‪ ،‬أي أهنام ردة فعل ف�ردي أو مجاعي ناجم عن طبيعة‬
‫الظ�روف املحيطة باملجتمع‪ ،‬كالنظام االجتامعي والثقافة الس�ائدة‪ ،‬فإذا نش�ئ‬
‫الناس تنشئة مالئمة‪ ،‬اشرتكوا يف قيم وأهداف مشرتكة‪ ،‬وعملوا خالل قنوات‬
‫رشعي�ة لتحقيقه�ا‪ ،‬إضاف�ة إىل أن من واج�ب املجتمع توفري الف�رص الكافية‬
‫لألف�راد لتحقي�ق أهدافهم من خالل ه�ذه القنوات‪ .‬وإذا حصل فش�ل يف أي‬
‫مس�توى‪ ،‬كعدم اندماج أفراد معينني مع قيم ومعايير اجتامعية مهمة‪ ،‬أو عدم‬
‫حصوهلم عىل ف�رص النجاح‪ ،‬فعندئذ حيتمل وق�وع اجلريمة واالنحراف‪ ،‬أي‬
‫ال يف النس�ق االجتامعي يفيض إىل وجود أش�خاص غري متكيفني‬ ‫أن هن�اك خل ً‬
‫كلي ًا مع املجتمع‪.‬‬
‫وق�د تفسر هذه النظري�ة جرائم العود ل�دى املرأة يف املجتمع الس�عودي‬
‫م�ن خالل أن العائ�دات للجريمة ختلني ع�ن دور القيم و املعايير االجتامعية‬
‫واألخالقي�ة يف حتقي�ق التكامل االجتامعي‪ ،‬وأن درجة انس�جام س�لوك الفرد‬
‫م�ع اجلامعة تتباين تباين� ًا مبارش ًا مع قوة العامل االجتامع�ي‪ ،‬هذا باإلضافة إىل‬
‫احلال�ة العقلية للفرد الت�ي تتألف من عنرصين أحدمه�ا اجتامعي و اآلخر غري‬
‫اجتامعي‪ ،‬أو أن الوس�ائل التي يرىض عنها املجتمع للوصول إىل الغايات التي‬
‫يردهنا ليست ميرسة أمام اجلميع‪ ،‬مما جيعلهن يلجأن ملعاودة السلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫‪4. 1. 2‬نظري�ة الثقاف�ة الفرعية اجلانح�ة‪Delinquent Subculture‬‬


‫‪Theory‬‬

‫تدور نظرية الثقافة الفرعية اجلانحة حول فكرة أن األفراد الذين ينتمون‬
‫إىل الطبقة االجتامعية الدنيا يتصفون عن سواهم من أفراد الطبقة االجتامعية‬

‫‪50‬‬
‫الوس�طى بخصائص ثقافية معينة‪ ،‬تدفعهم وتشجعهم عىل ارتكاب السلوك‬
‫املنحرف‪.‬‬
‫وارتبطت هذه النظرية باس�م كل من ألبرت كوهن ‪،Albert Cohen‬‬
‫وولتر ميل�ر ‪Walter Miller‬؛ وقد اس�تفاد منظ�رو هذه النظري�ة من بعض‬
‫مفاهيم نظرية األنومي السابقة الذكر(اخلليفة‪1413 ،‬هـ‪.) 107 ،‬‬
‫يفرس كوهن االنحراف بأنه حصيلة تناقض بني نوعني من القيم واملعايري‬
‫أحدمه�ا تلك املعايري والقيم اخلاصة بالطبقة الوس�طى‪ ،‬واآلخر تلك املعايري‬
‫التي تتصل بتلك الطبقات العاملة املحرومة األخرى؛ وتشكل معايري الطبقة‬
‫الوس�طى اهليكل العام للثقافة التي تس�ود املجتمع الكبري‪ .‬أما األخرى فهي‬
‫تش�كل اهليكل الفرعي اآلخر لثقافة سفلية فرعية تس�تمر أصوهلا من الثقافة‬
‫العامة للمجتمع الكبري‪ ،‬ولكنها تأخذها بشكل معكوس ينسجم مع أهدافها‬
‫ويوافق غاياهتا‪ ،‬ويالئم طبيعة العالقات االجتامعية اخلاصة القائمة بني أفراد‬
‫هذه الثقافة الفرعية اهلامشية‪.‬‬
‫ يمكن إجياز أبرز فرضيات هذه النظرية عىل النحو التايل‪:‬‬
‫ـ إن انح�راف األح�داث يف الطبق�ة الدنيا يرجع إىل إحباطهم الش�ديد‬
‫بسبب شعورهم بتدين منزلتهم االجتامعية الناشئة عن انتامئهم لطبقة‬
‫اجتامعية دنيا يولدون هبا‪ .‬وكون الثقافة املسيطرة يف املجتمع هي ثقافة‬
‫الطبقة الوس�طى فإهنم ال يس�تطيعون التكيف الس�ليم معها‪ ،‬وبالتايل‬
‫يكون االنحراف‪.‬‬
‫ـ إن معايير التق�دم والصعود يف الس�لم االجتامعي مرتبط�ة بتمثل قيم‬
‫الطبقة الوس�طى يف املجتم�ع وااللتزام بمعايريها‪ ،‬واملس�امهة الفعالة‬

‫‪51‬‬
‫واجل�ادة يف أنش�طتها‪ ،‬ب�ل واملش�اركة الوجدانية خلدم�ة أهداف هذه‬
‫الطبقة يف احلياة‪.‬‬
‫ـ تتمي�ز القيم واملعايري التي تش�يع بني أفراد الطبقة املتوس�طة يف الرغبة‬
‫يف الصع�ود إىل أعلى‪ ،‬وحتم�ل املس�ؤولية الش�خصية ل�كل فش�ل أو‬
‫نج�اح‪ ،‬وتأجيل الرغبات حتى حيين موعد حتقيقها‪ ،‬واحرتام الوقت‬
‫والتخطيط السليم‪.‬‬
‫ـ وكون الصفات املذكورة س�ابق ًا ال تتوفر يف أبناء الطبقة الدنيا بس�بب‬
‫نم�ط التنش�ئة االجتامعية التي يم�رون هبا جيعلهم يفش�لون يف حتقيق‬
‫الطموح الذي يصبون إليه‪.‬‬
‫ـ وبما أن املجتم�ع خيضع أبن�اء الطبقة العاملة إىل قيم الطبقة الوس�طى‬
‫وف ًقا ملعايري هذه الطبقة‪ ،‬التي مل يعهدها أبناء الطبقة الدنيا يف تنشئتهم‬
‫الس�ابقة‪ ،‬فإهن�م جيدون أنفس�هم يف منزل�ة اجتامعية أق�ل من غريهم‬
‫نتيجة عدم قدرهتم عىل املنافسة يف ثقافة وقيم مل ينشؤوا عليها‪.‬‬
‫ـ نتيجة لذلك يش�عر أبن�اء الطبقة الدنيا بعدم اجلدوى يف الس�عي وراء‬
‫طموح�ات ال يس�تطيعون حتقيقه�ا م�ن خلال انتامئه�م إىل طبقتهم‬
‫الدنيا‪ ،‬ولذلك خيلدون إىل اقتناعهم بالبقاء حيث هم‪.‬‬
‫ـ يش�كل هذا الش�عور بعدم اس�تطاعتهم جماراة ثقافة الطبقة الوس�طى‬
‫الس�بب اجلوهري يف نش�وء االنحراف وعصابات األطفال اجلانحة‪،‬‬
‫م�ا يؤدي إىل س�عي ه�ؤالء األطف�ال إىل تنظيم أنفس�هم يف تنظيامت‬
‫اجتامعي�ة جتم�ع أف�را ًدا متجانسين يف غالبي�ة خصائصه�م الفردي�ة‬
‫وظروفهم االجتامعية‪ ،‬ويعانون إحباطات متشاهبة‪.‬‬
‫ـ يصبح السلوك املنحرف الذي يصدر عن أفراد العصبة اجلانحة جز ًءا‬
‫من ثقافة س�فلية فرعية ينتمي إليها الطفل اجلانح‪ ،‬ألهنا حتقق بالنسبة‬

‫‪52‬‬
‫إليه ما مل يس�تطع حتقيقه يف إطار الطبقة العاملة‪ ،‬وما مل يس�تطع حتقيقه‬
‫خالل تنشئته االجتامعية املتصلة هبذه الطبقة‪.‬‬
‫وب�ذا يصبح االنحراف واجلنوح حماولة للتوافق مع معايري طبقة جديدة‬
‫مل يعهده�ا الطف�ل اجلان�ح يف إط�ار العيش يف طبقت�ه‪ ،‬ولذلك ف�إن انحراف‬
‫املراهقين هنا يمثل ثورة على معايري الطبقة الوس�طى وثقافتها من قبل أبناء‬
‫الطبقة العاملة‪.‬‬
‫وجمم�ل القول إن هذه النظرية تقوم على فرضية التناقض القيمي الذي‬
‫يق�وم بين ثقافتين إحدامها ثقاف�ة عامة‪ ،‬واألخرى س�فلية فرعي�ة تقوم عىل‬
‫هامش الثقافة العامة‪ ،‬ممثلة يف ثقافة أبناء الطبقة العاملة (اليوسف‪2004 ،‬م‪،‬‬
‫‪ 45‬ـ ‪.)47‬‬
‫ووف ًق�ا مليل�ر تتمثل العنارص األساس�ية لثقافة الطبق�ة الدنيا (العاملة)‬
‫التي تقود إىل االنحراف فيام أسامه ميلر االهتاممات املحورية؛ وقد حددها يف‬
‫ستة اهتاممات أساسية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ افتعال املشاكل والشغب‪ :‬يتضمن ذلك االصطدام مع املسؤولني عن‬
‫األمن‪ ،‬كام يتضمن األنشطة اجلنسية املصحوبة بالسكر واإلدمان‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ القوة وش�دة املراس‪ :‬يتضمن االهتامم بالش�جاعة والقوة اجلسامنية‪،‬‬
‫واملبالغة يف إبراز السامت الذكورية‪.‬‬
‫‪3‬ـ الده�اء واملك�ر‪ :‬يتمثل يف التغلب عىل الش�خص املناف�س بالقدرات‬
‫العقلية‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الدهش�ة والرسور‪ :‬يتمثل يف االهتامم بإبراز النش�وة والرسور الذي‬
‫يش�عر بـه اجلانـح عنـد تعاطـي اخلمـور‪ ،‬ولعـب القامر‪ ،‬وممارسـة‬
‫اجلنس‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ 5‬ـ القدر‪ :‬ويتمثل ذلك يف ش�عور املنحرف بأن مستقبله ليس يف متناول‬
‫يديه‪ ،‬كام أنه ليس بالرضورة خاض ًعا للقوى الدينية‪ ،‬وإنام ألس�باب‬
‫حتمية أو بسبب السحر‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ االستقاللية‪ :‬يرى ميلر أن هذا االهتامم حيتوي عىل عنارص متناقضة؛‬
‫فهي تعني ظاهر ًيا بالنس�بة ألفراد العصابة االستقالل عن الضوابط‬
‫اخلارجية كااللتزام�ات يف العمل‪ ،‬أو االلتزامات املنزلية‪ ،‬بينام تعني‬
‫أيضا جل�وء املنحرف إىل االنطواء‬ ‫داخل ًي�ا خالف ذل�ك‪ ،‬وربام تعني ً‬
‫والعزلة فرتة ما بعد مرحلة من افتعال املشاكل والدهشة والرسور‪.‬‬
‫وحت�ى يمك�ن فه�م دور هذه النظري�ة يف الع�ود للجريمة فإن أس�باب‬
‫االنح�راف ل�دى أبناء الطبق�ة الدنيا يع�ود إىل غي�اب دور األب يف األرسة‪،‬‬
‫وقيام األم بذلك‪ ،‬باإلضافة إىل أن االنخراط يف عصابة من املنحرفني يساعد‬
‫املنح�رف على تطوي�ر احلاج�ات والس�لوكيات الت�ي تتفق م�ع االهتاممات‬
‫املحورية للطبقة الدنيا وتنميتها وبذا فإن انحراف أبناء الطبقة الدنيا ال يرجع‬
‫إىل اضطرابات نفس�ية يعيش�وهنا‪ .‬ويرى ميلر أن املنحرفني يمثلون الش�باب‬
‫األكث�ر ق�درة يف احل�ي من حيث الق�درات اجلس�مية والش�خصية (اخلليفة‪،‬‬
‫‪1413‬هـ‪ 111 ،‬ـ ‪.) 112‬‬
‫وخالص�ة الق�ول إنه يمك�ن إبراز أمهية ه�ذه النظرية يف أهنا تس�اعد يف‬
‫تفسير جرائم العود من خلال اخللفية االجتامعي�ة واالقتصادية للعائدات‪،‬‬
‫واللايت ق�د يكن رسن يف اخلطوات نفس�ها التي تشير إليها الثقاف�ة الفرعية‬
‫اجلانحة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ 5. 1. 2‬نظرية الضبط االجتامعي‬
‫م�ن أب�رز روادها (ركل�س) و(بييل) و(هيريش)‪ ،‬ومن أه�م فرضيات‬
‫ه�ذه النظري�ة أن االنح�راف ناجم عن فش�ل الضوابط الش�خصية الداخلية‬
‫واالجتامعية اخلارجية يف إجياد االتساق بني السلوك وبني املعايري االجتامعية‪،‬‬
‫ويعن�ي الضبط الش�خيص الداخلي‪ ،‬قدرة الفرد على االمتناع م�ن أن يقابل‬
‫حاجاته بط�رق خيالف هبا املعايري يف مجاعتـه‪ ،‬كما يعني الضبـط االجتامعـي‬
‫اخلارج�ي‪ ،‬ق�درة اجلامع�ة أو النظـ�م االجتامعي�ة على أن جتع�ل ملعايريه�ا‬
‫االجتامعية األثر الفعال عىل أعضائها (عارف ‪1975‬م)‪.‬‬
‫يمكنن�ا أن نس�تنتج من ذلك أن الضوابط تضغ�ط عىل الفرد من اخلارج‬
‫فتحي�ط به وتضيق عليه وتقيده يف حركاته وس�كناته وأفعاله‪ ،‬هذا من جهة‪،‬‬
‫وم�ن جهة أخرى نج�د أن احلياة االجتامعية تكس�ب األغلبية الس�احقة من‬
‫األف�راد نوع ًا خاص� ًا من الش�عور اجلمعي يطل�ق عليه اصطالح احلساس�ية‬
‫االجتامعي�ة‪ ،‬فاحلساس�ية االجتامعية تؤدي إىل اكتس�اب الف�رد واجلامعة عىل‬
‫السواء سمعة طيبة يف أعني األفراد اآلخرين واجلامعات األخرى التي تتعامل‬
‫مع املجتمع‪ ،‬وجتنب السمعة السيئة (البلويش‪2003 ،‬م)‪.‬‬
‫وامل�رأة تندفع للجريمة نتيجة لس�وء الرتبية‪ ،‬أو س�وء الظروف املحيطة‬
‫هب�ا يف البي�ت أثناء نموها‪ ،‬أو بعد فرتة تنش�ئتها ومواجهته�ا للحياة (حالوة‪،‬‬
‫‪1993‬م)‪.‬‬
‫كام يقول (هرييش) إن الرباط االجتامعي الذي تعمل التنشئة عىل توثيقه‬
‫هو املسؤول عن امتثالنا للمجتمع‪ ،‬وإن االنحراف واجلريمة مظاهر لضعف‬
‫هذا الرباط‪ ،‬واالمتثال واالنضباط مظاهر لقوته وفعاليته‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫وإن الس�ؤال ال�ذي جيب أن نطرح�ه دائ ًام ونحاول اإلجاب�ة عنه بصفتنا‬
‫مهتمين باجلريم�ة‪ ،‬ه�و مل�اذا ال يرتكب األف�راد اجلريم�ة؟! واإلجاب�ة التي‬
‫يقدمه�ا (هرييش) ه�ي قوة الضب�ط االجتامعي النامج�ة عن التنش�ئة الفاعلة‬
‫املتوجه�ة نح�و تقوية صلات الفرد باملجتم�ع وتعميقها من خلال التعلق‪،‬‬
‫ويقص�د به عالقة املحبة واالحرتام والصلة الناش�ئة بني الفرد واألش�خاص‬
‫املهمني بالنس�بة له‪ ،‬كاآلباء واألمهات‪ ،‬واملدرسين والرف�اق‪ ،‬وحيتل التعلق‬
‫بالوالدي�ن أمهي�ة عالية‪ ،‬وذلك ألمهية ال�دور الذي يؤديه الوالدان يف تنش�ئة‬
‫األبناء‪ ،‬وتعليمهم املعايري االجتامعية‪.‬‬
‫ويرتب�ط مفه�وم االلتزام بالقيمة التي يضيفها الف�رد عىل األهداف التي‬
‫يضعه�ا املجتمع‪ .‬كااللت�زام باملعايري التي حتكم الفئ�ة العمرية التي ينتمي هلا‬
‫األفراد واألهداف التي تضعها الثقافة للفرد كالتحصيل العلمي‪ ،‬واالنخراط‬
‫يف عمل‪ ،‬واالحتفاظ بس�معة جيدة‪ .‬أما املس�امهة فتس�تند عىل حقيقة أن ك ً‬
‫ال‬
‫م�ن الوقت واجله�د حم�دودان‪ ،‬وأن األفراد املنش�غلني بأنش�طة إجيابية ليس‬
‫هل�م أي وقت الس�تغالله يف االنحراف‪ ،‬واإليامن هو العنصر الرابع األخري‬
‫م�ن عن�ارص الرب�اط االجتامع�ي‪ ،‬ويقصد به م�دى اعتقاد الف�رد بمرشوعية‬
‫املعايري االجتامعية‪ ،‬ويس�تند عىل فكرتني‪ ،‬األوىل أن كل األفراد‪ ،‬بغض النظر‬
‫ع�ن مواقعه�م يف البناء االجتامعي‪ ،‬حيملون قي ًام أخالقي�ة‪ .‬والثانية أن التعلق‬
‫بالوالدين يؤدي إىل احرتام القانون والقائمني عليه (البلويش‪2003 ،‬م)‪.‬‬
‫ونخل�ص إىل أن نظري�ة الضب�ط االجتامعي تنظر إىل اجلريم�ة باعتبارها‬
‫س�لوك ًا إنس�اني ًا طبيعي� ًا يبرز كمش�كلة اجتامعي�ة عندما تفش�ل مؤسس�ات‬
‫املجتم�ع األولي�ة غير الرس�مية (األرسة ـ األصدقاء‪..‬ال�خ)؛ والرس�مية‬
‫(الرشط�ة و القانون‪..‬ال�خ)يف ضبط�ه بطريقة مبارشة أو غير مبارشة‪ ،‬أو من‬

‫‪56‬‬
‫خالل الضبط الذايت‪ ،‬و أنه باإلمكان احلد من اجلريمة أو العود هلا من داخل‬
‫املجتم�ع بربط الفرد بمجتمعه م�ن خالل العمليات الرابطة عند (االرتباط ـ‬
‫االلت�زام ـ االندم�اج ـ االعتق�اد )‪ .‬و بارتباط الفرد باملجتمع نس�تطيع ضبط‬
‫سلوك األفراد‪ ،‬و احلد من اجلريمة‪ ،‬والعود هلا‪.‬‬

‫‪ 6. 1. 2‬النظرية االقتصادية‬
‫أسس كل من ماركس وأنجلز يف سنة (‪1850‬م) املدرسة االشرتاكية يف‬
‫علم اإلجرام‪ .‬وقد أكدت هذه املدرسة الرابطة بني ظاهرة اجلريمة واألوضاع‬
‫االقتصادية الس�ائدة؛ وتعتمد هذه املدرس�ة كلية عىل الوسط املادي‪ .‬فظاهرة‬
‫اجلريمة‪،‬بمقتضى ذل�ك‪ ،‬هي نت�اج الظ�روف االقتصادية‪ ،‬فانعدام املس�اواة‬
‫االقتصادي�ة‪ ،‬أو بتعبير أكث�ر دق�ة تركي�ب النظام الرأسمايل هو ال�ذي ينتج‬
‫اجلريم�ة‪ ،‬وكانت اجلريم�ة بحد ذاهتا هي الوليد هلذا النظام الرأسمايل‪ ،‬وهي‬
‫بمثابة رد فعل ضد الالعدالة االجتامعية السائدة فيه‪.‬‬
‫ويعتبر بونجي�ه أكثر العلماء الذين هامج�وا النظام الرأسمايل؛ وقال إن‬
‫املجتمع الرأسمايل له أمثلة عديدة متجس�دة يف االس�تغالل والطبقية؛ فهناك‬
‫اس�تغالل اإلنس�ان ألخي�ه اإلنس�ان ماث�ل يف اس�تخدام األطف�ال الصغار‪،‬‬
‫وتش�غيل النس�اء والبطال�ة‪ ،‬وكل ه�ذه العوام�ل االقتصادية الرئيس�ية ترتك‬
‫آثاره�ا عىل خمتلف املنظمات االجتامعي�ة القائمة يف املجتم�ع‪ ،‬وأمهها البيت‬
‫واملدرس�ة‪ .‬لذلك يرى بونجيه أن كثافة الس�كان‪ ،‬والعيش يف ظروف صحية‬
‫منحطة‪ ،‬ورداءة احلالة املعيش�ية‪ ،‬وانخفاض مستوى الدخل‪ ،‬وفقدان العناية‬
‫باألطف�ال‪ ،‬ونق�ص التعليم‪ ،‬وانع�دام تكاف�ؤ الفرص‪ ،‬وغري ه�ذا وذاك من‬
‫الظ�روف واألزم�ات االجتامعي�ة يؤدي إىل انف�كاك ع�رى األرسة‪ ،‬وانعدام‬

‫‪57‬‬
‫التكامل االجتامعي‪ ،‬وه�ذا بدوره يؤدي إىل االنحالل األخالقي الذي يقود‬
‫حت ًام إىل االنحراف واجلريمة‪.‬‬
‫كما أك�د بونجي�ه وج�ود عالق�ات واس�عة م�ن الظ�روف االقتصادية‬
‫وظاه�رة اجلريمة؛ فقال إن التطور من االقتصاد الزراعي إىل اقتصاد صناعي‬
‫كان مصحوب� ًا بتحول ملحوظ يف ظاهرة اجلريمة‪ ،‬فبعدما كان طابع اجلريمة‬
‫العن�ف أصب�ح طابعه�ا اجلديد اخلبث والده�اء‪ .‬وإن النظام االشتراكي هو‬
‫البديل الذي يكفل القضاء عىل مجيع املشكالت االجتامعية بوجه عام‪ ،‬وعىل‬
‫اجلريمة بوجه خاص‪( .‬السعد‪1991 ،‬م)‪.‬‬
‫كما أكد بعض العلماء أن الفقر من أهم العوامل التي تدفع إىل اجلريمة؛‬
‫فهناك ظواهر عدة تربط بالفقر مثل املرض والبطالة والترشد‪ ،‬وغري ذلك من‬
‫أوجه عدم التكيف االجتامعي‪ .‬وهذا ما أكدته الدراسات يف كل من إنجلرتا‬
‫وأمريكا إلثبات أثر الفقر عىل اجلريمة؛ ومن هذه النتائج التي أس�فرت عنها‬
‫تل�ك الدراس�ات ارتفاع نس�بة اجلريمة يف أوقات يس�ود فيه�ا العرس‪ .‬كام أن‬
‫الفقر والبطالة مها العامالن األساسيان يف إحداث السلوك اإلجرامي‪ ،‬وهذا‬
‫ما أكدته دراس�ة بوتز ‪ Booth›s‬يف إنجلترا‪( .‬عيل‪1980 ،‬م)‪( ،‬عبدالرحيم‪،‬‬
‫‪1980‬م)‪.‬‬
‫وقد أكد أنصار هذه النظرية أيضا أن الظروف االقتصادية السيئة تؤدي‬
‫إىل مش�اكل اجتامعية وش�خصية كثرية‪ .‬فس�وء التغذية يؤثر يف مدى سلامة‬
‫الف�رد من الوجهة العضوية والنفس�ية‪ ،‬كما أن تلك الظروف كثير ًا ما تدفع‬
‫املرأة إىل العمل؛ األمر الذي ينعكس بدوره سلبا عىل مدى إرشافها وتوجيهها‬
‫ألبنائها‪ ،‬ويبدو أثر ذلك يف س�لوك األطفال مس�تقب ً‬
‫ال وقدرهتم عىل التكيف‬
‫مع املجتمع عىل الوجه الصحيح (عيل‪1980 ،‬م)‪( ،‬عبدالرحيم‪1980 ،‬م)‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫كما يرتب�ط بظاه�رة اجلريمة م�ن الناحي�ة االقتصادي�ة مفه�وم البطالة‪.‬‬
‫والبطالة هي التوقف عن العمل عن غري رغبة الفرد‪ ،‬وهي من أكثر املش�اكل‬
‫االجتامعي�ة تأثري ًا يف ظاه�رة اجلريمة‪ .‬والواقع أن البطال�ة‪ ،‬خاصة تلك التي‬
‫ت�دوم لفترة طويلة م�ن الوقت تكون هلا نتائ�ج جس�يمة إذا كان الفرد عائ ً‬
‫ال‬
‫ألرسة‪ .‬ومنه�ا اآلثار النفس�ية‪ ،‬واآلثار االجتامعية التي تتعل�ق باألرسة التي‬
‫يعوهلا هذا الفرد‪ .‬فكثري ًا ما تؤدي البطالة إىل الطالق أو «التصدع األرسي»‪.‬‬
‫ويف جان�ب آخ�ر فإن الع�امل ‪ Sutherland‬فحص نتائج الدراس�ات املختلفة‬
‫الت�ي تناول�ت موض�وع الفق�ر والس�لوك االنح�رايف‪ ،‬ورأى أن غالبي�ة هذه‬
‫الدراس�ات تشير عموما إىل زيادة معدالت االنحراف واجلريمة بني األفراد‬
‫الذين ينتمون إىل طبقات اقتصادية فقرية‪ .‬وهذا يشير بوجه خاص إىل حالة‬
‫املجرمين الذين تناولتهم هذه الدراس�ات‪ ،‬أي األش�خاص الذي�ن ارتكبوا‬
‫اجلريمة وأدينوا هبا ووصلوا إىل املؤسسات اإلصالحية العقابية املختلفة؛ كام‬
‫الحظ أن هذه الدراسات تشري بوجه خاص أيض ًا إىل بطالة هؤالء املنحرفني‬
‫قب�ل ارت�كاب االنحراف‪ ،‬أو ع�دم كفاي�ة الدخل هلم وألرسه�م‪( .‬غباري‪،‬‬
‫‪1986‬م)‪.‬‬
‫ونخل�ص إىل أن النظري�ة االقتصادي�ة تشير إىل أن اجلريم�ة مرتبط�ة‬
‫باألوض�اع االقتصادية‪ ،‬ألهنا تعترب اجلريمة رد فع�ل للفرد‪ ،‬خصوص ًا عندما‬
‫يشعر بانعدام املساواة االقتصادية الناجتة عن الفقر الذي يعد من أهم العوامل‬
‫الت�ي تدفع إىل اجلريمة‪ ،‬والذي ترتبط به ظواه�ر عدة مثل املرض‪ ،‬والبطالة‪،‬‬
‫والترشد‪ ،‬وغري ذلك من أوجه عدم التكيف االجتامعي‪ ،‬وكل ذلك يؤدي إىل‬
‫مشاكل اجتامعية وشخصية كثرية‪ ،‬منها اجلريمة‪ ،‬أو العود هلا‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ 2. 2‬عوامل العود للسلوك اإلجرامي‬
‫العائ�د للجريمة قد ال يعود إليها بس�بب عامل واح�د فقط‪ ،‬وإنام نتيجة‬
‫تداخ�ل عوام�ل عدي�دة ومتش�ابكة يصعب ـ أحيان� ًا ـ الفص�ل بينها‪ .‬وقد‬
‫حاولت الباحثة استعراض بعض هذه العوامل فيام ييل‪.‬‬
‫‪1. 2. 2‬ع�دم ت ّقب�ل املجتمع للمفرج عنه�م ومعاملتهم بالنفور‬
‫واإلمهال‬
‫يعتبر عدم تقبل املجتمع للمفرج عنهم من املؤسس�ات اإلصالحية من‬
‫عوام�ل الع�ود الرت�كاب اجلريمة‪ ،‬ويتض�ح ذلك من خالل ش�عور مطلقي‬
‫السراح بالعزل�ة ع�ن اجلامعة املحرتم�ة للقان�ون‪ .‬ونتيجة هل�ذه العزلة وهلذا‬
‫النفور واإلمهال‪ ،‬والصعوبة التي جيدها األشخاص املفرج عنهم يف االندماج‬
‫يف البيئ�ة االجتامعية‪ ،‬فإهنا كثري ًا م�ا تدفعهم للعود الرتكاب اجلريمة‪ .‬واحلق‬
‫أنه متى خرج النزيل من س�جنه فإنه يواجه مش�كالت متع�ددة‪ ،‬منها‪ ،‬ما هو‬
‫اجتامعي‪ ،‬وما هو نفيس؛ بينام يكون يف أش�د احلاجة إىل من يأخذ بيده ويعينه‬
‫عىل ختطي اهلوة التي تفصل بني حياته التي كان حيياها داخل الس�جن وحياة‬
‫املجتم�ع احل�ر ال�ذي يقف على أبوابه‪ ،‬ف�إذا وجد ه�ذه املعونة م�ن املجتمع‬
‫تكي�ف مع�ه واندم�ج في�ه‪ .‬أم�ا إذا صادفته املتاع�ب والحقت�ه الصعاب‪ ،‬أو‬
‫وج�د تنكر ًا من البيئة ونفور ًا وصد ًا من املجتمع‪ ،‬وأوصدت يف وجهه س�بل‬
‫العي�ش الرشي�ف‪ ،‬فليس لنا أن نتوقع منه س�وى عداء س�افر للنظم واملعايري‬
‫االجتامعي�ة‪ ،‬وعود رسيع إىل اإلجرام ليثأر لنفس�ه من إمه�ال املجتمع ألمره‬
‫واحتقار شأنه (محدان‪2001 ،‬م)‪.‬‬
‫وتظه�ر مظاه�ر ع�دم تقب�ل املجتم�ع للمف�رج عنه�م من املؤسس�ات‬
‫اإلصالحية بام ييل‪:‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ 1‬ـ يواج�ه املف�رج عن�ه قضية أساس�ية وه�ي صحيفة الس�وابق‪ .‬حيث‬
‫يذك�ر املرصفاوي أنه يف كثري من املجتمع�ات ـ إن مل يكن يف أغلبها‬
‫ـ تقضي األعراف واملامرس�ات االجتامعي�ة بأن املته�م الذي تثبت‬
‫إدانته ويصدر بحقه احلكم اجلزائي املناس�ب عادة ما ينال مزيدا من‬
‫العق�اب إجرامي� ًا واجتامعي ًا؛ مم�ا يزيد من درجة عقاب�ه‪ ،‬فيحرم من‬
‫العمل املناس�ب‪ ،‬وحيرم من احلي�اة الكريمة‪ ،‬رغم تكفريه عن خطئه‬
‫ورغ�م توبته؛ بل إن األم�ر ال يتوقف عند الرف�ض املجتمعي فقط‪،‬‬
‫وإنام يسهم الرفض احلكومي أيض ًا يف ممارسة هذا الدور‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ع�دم تقبل املجتمع للمفرج عنهم كشركاء يف عمل أو جتارة‪ ،‬وهذا‬
‫م�ا يؤك�ده الغام�دي يف دراس�ته؛ حي�ث وج�د أن املبحوثين مجيع ًا‬
‫(‪ )%100‬أعلنوا عن رفضهم مش�اركة املفرج عنهم من املؤسس�ات‬
‫اإلصالحية يف عمل أو جتارة مهام كانت الفوائد واملزايا التي ستعود‬
‫من رشاكتهم‪ ،‬ألهنم ـ كام رأى املبحوثون ـ غري أمناء‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ عدم تقبل مصاهرة املفرج عنهم من املؤسسات اإلصالحية‪ ،‬وهذا ما‬
‫أبرزته لنا دراس�ة الغامدي أن ‪ %100‬من أولياء األمور (املبحوثني)‬
‫رفض�وا تزويج بناهتم من املفرج عنه�م‪ ،‬وعللوا ذلك بفقدهم للثقة‬
‫فيهم‪ ،‬إىل جانب اخلوف من العار والفضيحة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ع�دم ت ّقب�ل صداقة املفرج عنهم من املؤسس�ات اإلصالحية‪ .‬يشير‬
‫الغام�دي إىل أن مجيـ�ع املبحوثين رفضـ�وا صداقة املفـ�رج عنهم‪،‬‬
‫ألهن�م س�يكونـون ـ يف رأي املبحوثني ـ عبئ ًا ثقي ً‬
‫لا باعتبارهم حمل‬
‫شك دائم‪ ،‬ومصدر قلق مستمر‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ع�دم قبول تش�غيل املفرج عنه من مؤسس�ة إصالحية‪ ،‬وهي مقولة‬
‫متعلق�ة أيض ًا بمأزق صحيفة الس�وابق‪ .‬يق�ول املرصفاوي يف بحثه‬
‫‪61‬‬
‫إن األح�كام القضائي�ة التي ترد يف تذكرة س�وابق الفرد تس�د أمامه‬
‫مس�الك االندماج يف حي�اة املجتمع العادية‪ ،‬وجتع�ل أفراد املجتمع‬
‫يتح�رزون من�ه‪ ،‬وينأون م�ن إحلاقه بأعمال لدهيم؛ فاملف�رج عنه إذا‬
‫رغب يف عمل‪ ،‬فإن صاحب العمل لن يقبل إدخاله يف زمرة عامله‪.‬‬
‫ويؤك�د ه�ذه املقول�ة ما جاء ب�ه كاره يف الدراس�ة امليدانية الت�ي قام هبا‪،‬‬
‫وخ�رج بنتائج‪ ،‬مؤداها أن�ه يصعب أن جيد املفرج عنه من الس�جن أي عمل‬
‫مناس�ب‪ .‬وأه�م من ه�ذا أن الباحث قد أش�ار إىل اعتقاد النزي�ل ـ حتى قبل‬
‫اإلف�راج عن�ه ـ بأنه ال جدوى للبحث عن عمل مناس�ب بع�د اإلفراج عنه‪،‬‬
‫وهو بذلك يعبرّ عن استيائه ويأسه وختّوفه من املستقبل‪.‬‬
‫ويف املقول�ة ذاهتا يوضح الغامدي يف دراس�ته امليدانية أيض ًا أن الس�جن‬
‫كان س�بب ًا رئيس� ًا لعدم حصول الغالبية العظمى من املبحوثني عىل عمل بعد‬
‫خروجهم من السجن‪ .‬كام بني الباحث أن مجيع املبحوثني (‪ )%100‬قد أقروا‬
‫ب�أن املف�رج عنهم من املؤسس�ات اإلصالحي�ة ال يمكن االس�تفادة منهم يف‬
‫أعمال ووظائف نافعة‪ .‬كام أن هذا الرأي أبداه أولياء أمور املفرج عنهم أيضا‬
‫(بدر‪1998 ،‬م)‪.‬‬
‫هذا وجتدر اإلشارة إىل أن مؤمتر مكافحة اجلريمة يف البالد العربية الذي‬
‫نظمته األمم املتحدة يف دمش�ق خالل شهر أيلول يف عام (‪1964‬م) قد أشار‬
‫إىل الصعوب�ة التي جيدها مطلق�و الرساح يف املجتمع نتيج�ة تضافر املواطنني‬
‫أصح�اب األعمال والصناع�ات عىل نبذ املج�رم يف جمتمعه‪ ،‬وه�ذا ما يوقعه‬
‫جم�دد ًا يف هاوي�ة االنحراف‪ ،‬وهذه الصعوبة التي يش�عر هب�ا مطلقو الرساح‪،‬‬
‫ال مه ًام من عوامل‬
‫اعتربها‪،‬كذل�ك‪ ،‬املؤمتر الدويل الثالث لعل�م اإلجرام عام ً‬
‫العود إىل اجلريمة (صالح‪1984 ،‬م)‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ 2. 2. 2‬اختلاط املج�رم بجامع�ات إجرامي�ة أو إفرادي�ة من‬
‫املجرمني‬
‫يرى سذرالند أن احتامل جلوء الشخص إىل السلوك اإلجرامي يزداد إذا‬
‫اختلط بجامعة من الناس تسودها امليول اإلجرامية‪ ،‬وبانفصاله عن اجلامعات‬
‫التي يس�ودها احلرص على احرتام القانون‪ ،‬وهذا االختلاط بمجموعة من‬
‫املجرمين هو الذي يدفع الفرد إىل تعلم الس�لوك اإلجرام�ي والقيام به‪ ،‬عىل‬
‫اعتبار أن الس�لوك اإلجرامي ُي َت َع َّل ُم عن طريق التعامل مع أش�خاص آخرين‬
‫جتمعهم عالقات ودية وثيقة‪( .‬عبدالستار‪1977 ،‬م)‪.‬‬
‫وملزيد من اإليضاح حول أثر هذا العامل ودوره يف ظاهرة العود للجريمة‬
‫فقد تم رشح الطريقة التي يصبح هبا الفرد جمرم ًا إذا اختلط بجامعات إجرامية‬
‫من خالل ذكرنا نظرية سذرالند (االختالط التفاضيل)‪.‬‬
‫وم�ا يؤك�د هذه العالقة‪ ،‬هو ربط العلامء بني انتش�ار اجلريمة والس�لوك‬
‫اإلجرامي لبعض أفراد أرسة املجرم‪ .‬وقد استخلص العامل (برية) من دراسته‬
‫أن نس�بة اإلجرام يف أرس املجرمني األحداث تزيد مخس�ة أمثال عن نسبة أرس‬
‫األحداث غري املجرمني (برقاوي‪1995 ،‬م)‪.‬‬
‫ويف دراس�ة أخ�رى تم إثب�ات أن (‪ )%87‬من املجرمين األحداث متت‬
‫تربيتهم يف عائالت اتصفت بأن بعض أفرادها جمرمون؛ ومن هنا تم التوصل‬
‫إىل أن األرس التي يربى فيها املجرمون هي يف الغالب أماكن توجد فيها نامذج‬
‫إجرامية‪( .‬محدان‪2001 ،‬م)‪.‬‬
‫وقد أكدت نتائج الدراس�ة التي قامت هبا (صالح) أمهية هذا العامل يف‬
‫عملية العود للجريمة‪ .‬فقد وجدت الباحثة وجود عالقة قوية بني عود املرأة‬
‫إىل اإلجرام‪ ،‬واختالطها بجامعات إجرامية‪ ،‬واستمرارها يف خمالطة أفراد من‬

‫‪63‬‬
‫املجرمني‪ ،‬بحانب نشأهتا يف أرسة يامرس أعضاؤها اجلريمة‪ .‬كام وجدت أيض ًا‬
‫أن هناك عالقة طردية بني ميل املرأة إىل اإلجرام وبني زواجها من أش�خاص‬
‫م�ن املجرمني‪ ،‬بل إن زوج امل�رأة العائدة يكون له ختطيطها اإلجرامي نفس�ه‬
‫وه�و يقف عادة موقف ًا إجيابي ًا من ارتكاهبا آخر جريمة أدينت فيها‪ .‬من حيث‬
‫س�لوكهن اإلجرامي وجد أن (‪ )%65.3‬من النس�اء العائدات كن يقمن مع‬
‫أش�خاص من املجرمني‪،‬س�واء الزوج أو زميله تتكس�ب من اجلريمة‪ ،‬أو مع‬
‫مستغل‪ ،‬أو مع أقارب ارتكبوا اجلريمة (صالح‪1962 ،‬م)‪.‬‬

‫‪ 3. 2. 2‬التفكك األرسي‬
‫األرسة ه�ي املدرس�ة االجتامعي�ة األوىل للطف�ل؛ فه�ي العام�ل األول‬
‫يف صياغ�ة س�لوكه االجتامعي‪ ،‬وهي الت�ي تقوم بعملية التنش�ئة االجتامعية‪،‬‬
‫وترشف عىل النمو االجتامعي للطفل يف تكوين ش�خصيته‪ ،‬وتوجيه سلوكه‪.‬‬
‫ومن األرسة يس�تقي الطفل ما يرى من ثقافة‪ ،‬وم�ن قيم وعادات‪ .‬ويترشب‬
‫الف�رد ثقافة اجلامعة‪ ،‬بام تتضمن من قيم وع�ادات واجتاهات اجتامعية‪ ،‬فكرة‬
‫الصواب واخلطأ‪ .‬كام أن فكرته عن هذا العامل تتش�كل نتيجة تفاعله األرسي‬
‫منذ والدته‪ .‬وكقاعدة عامة فإن األرسة غري املس�تقرة هي التي ال تش�بع فيها‬
‫حاج�ات أفرادها األساس�ية وخل�ت من اجلو العاطفي الس�ليم‪ ،‬واتس�مت‬
‫احلي�اة والعالق�ات فيها باالضطراب�ات واخلالفات واملش�اجرات‪ ،‬هلذا فإهنا‬
‫تش�كل بيئة يمكن أن تس�اهم يف انحراف األبناء‪ ،‬وبذل�ك تكون األرسة من‬
‫أه�م العوام�ل البيئي�ة املس�ببة لالنح�راف‪ .‬ومن أه�م املظاهر األرسي�ة التي‬
‫تعرفه عبدالس�تار بالقول‪:‬‬
‫تس�اهم يف انحراف األبناء التفكك األرسي الذي ّ‬
‫«إن التف�كك األرسي يتخذ ش�كلني يتمث�ل الش�كل األول بالتفكك املادي‬
‫املتمثل بوفاة معيل األرسة‪ ،‬أو بس�جنه‪ ،‬أو هجر أرسته‪ ،‬أو غيابه الطويل عن‬

‫‪64‬‬
‫املن�زل‪ .‬كما أن غي�اب عنصر احلن�ان األول يف األرسة (األم)‪ ،‬إذا ماتت‪ ،‬أو‬
‫طلقت‪ ،‬أو سجنت‪ ،‬يعترب من مظاهر التفكك املادي»‪.‬‬
‫أما الش�كل اآلخر الذي يتخذه التفكك األرسي فهو التفكك املعنوي‪،‬‬
‫ويقصد به أن تسود األرسة ـ رغم وجود األبوين ـ عالقات سيئة تنجم عن‬
‫العالقات الس�يئة النامجة عن املش�اجرات الدائمة بني األبوي�ن‪ ،‬أو قد يكون‬
‫أحدمه�ا‪ ،‬أو كل منهام قدوة س�يئة لألبن�اء‪ ،‬كإدم�ان األب أو األم عىل تناول‬
‫املس�كرات أو املخدرات‪ ،‬كام يتمثل التفكك املعن�وي كذلك بأن يكون أحد‬
‫األبوين قد سلك سبيل اجلريمة (عبدالستار‪1977 ،‬م)‪.‬‬
‫أم�ا النتائ�ج املرتتبة عىل هذا التفكك ـ بش�كليه املادي واملعنوي ـ فإنه‬
‫يتضح من خالل التوتر بني األبوين الناتج من اخلالفات واملشاجرات الدائمة‬
‫بينهما‪ ،‬وال�ذي قد جيع�ل جو املنزل متوت�ر ًا‪ ،‬ويصبح بيئة غري صاحلة لتنش�ئة‬
‫الطفل‪ ،‬وهنا يكون الطفل حائر ًا بني خضوعه لألب أو لألم؛ وهذا التوتر يف‬
‫اجلو األرسي يعوق نمو الش�عور باألمان‪ ،‬الذي قد هييئ الطفل لالنحراف‪.‬‬
‫كام أن البيوت املحطمة بسبب فقدان األبوين أو أحدمها‪ ،‬باملوت‪ ،‬أو السجن‪،‬‬
‫أو املرض‪ ،‬أو االنفصال‪ ،‬تصبح ضعيفة الرقابة والس�يطرة عىل األبناء الذين‬
‫تتنازعه�م س�لطتان س�لطة األم أو األب (يف حالة الطلاق)‪ ،‬مما يرتتب عليه‬
‫اختالف يف املعاملة وتذبذهبا يف اس�تخدام الس�لطة الضابطة‪ ،‬وفقدان األمن‬
‫والطمأنين�ة‪ ،‬مم�ا يؤدي هبم إىل البح�ث عنها يف أماكن أخ�رى غالب ًا ما تكون‬
‫منحرفة (غباري‪1986 ،‬م)‪.‬‬
‫وم�ن الدراس�ات الت�ي أكدت العالق�ة بين التف�كك األرسي والعود‬
‫دراس�ة (هادي)‪ .‬أظهرت الدراس�ة أن ما نس�بته (‪ )%71‬من العائدين كانت‬
‫العالق�ة بني والدهيم س�يئة‪ ،‬وأن أغل�ب العائدين قد عومل�وا‪ ،‬من والدهيم‪،‬‬

‫‪65‬‬
‫معامل�ة متطرف�ة ما بني القس�وة واللني (التدلي�ل)‪ .‬وتبين أن لتلك األجواء‬
‫العائلية التي نشأ يف ظلها العائدون تأثري ًا سلبي ًا يف سلوك نسبة كبرية منهم يف‬
‫تل�ك الفرتة (فرتة احلداثة)‪ .‬أما فيام يتعلق بعالق�ة العائدين لعوائلهم يف فرتة‬
‫الكبر فقد تبين أن (‪ )%66‬من العائدي�ن كانت تربطه�م بعوائلهم عالقات‬
‫سيئة (هادي‪1984 ،‬م)‪.‬‬
‫إن فوىض التحرض التي نعيشها اليوم بكل وسائلها وأساليبها وتطوراهتا‬
‫ال ومؤثر ًا يف زعزعة البنى االقتصادية واألرسية‪ ،‬وخلط القيم‬
‫تشكل سبب ًا فاع ً‬
‫االجتامعي�ة‪ ،‬وتباين املفاهي�م واملعتقدات‪ ،‬وتعمل عىل توفري املناخ املناس�ب‬
‫إلف�راز أنماط س�لوكية مس�تحدثة يف غي�اب الرقاب�ة االجتامعي�ة وتراجعها‬
‫(السعد‪1999 ،‬م)‪.‬‬

‫‪4. 2. 2‬العالق�ة بين األوض�اع االقتصادي�ة املتدني�ة والع�ود‬


‫للجريمة‬
‫أك�د بعض العلامء أن الوضع االقتصادي الس�يئ من أهم العوامل التي‬
‫تدفع إىل اجلريمة‪ ،‬سواء من حيث الفقر‪ ،‬وانخفاض الدخل‪ ،‬أو االضطراب‬
‫االقتص�ادي‪ ،‬وع�دم الش�عور باألمن‪ ،‬هذا كله من ش�أنه أن يؤثر يف متاس�ك‬
‫ال م�ن الصغ�ار والكب�ار يتعرض�ون إىل خمتل�ف‬ ‫األرسة وتكامله�ا‪ ،‬ألن ك ً‬
‫اخلربات والتجارب القاس�ية املؤمل�ة‪ ،‬خاصة حينام تكون ه�ذه التجارب بني‬
‫أف�راد األرسة الواح�دة‪ ،‬الت�ي يكون لبع�ض أفرادها تأثري كبير يف اآلخرين‬
‫نتيجة للعالقة املبارشة بينهم (املغريب‪1987 ،‬م)‪.‬‬
‫فللفق�ر أث�ر غري مبارش على الظاه�رة اإلجرامي�ة‪ .‬فالفقر تصحب�ه آثار‬
‫ش�خصية واجتامعي�ة‪ .‬واألرسة الفقيرة ال ت�ويل أبناءها من الرعاي�ة والرتبية‬

‫‪66‬‬
‫الق�در اللازم هلم كام ق�د تصاب بالتفكك وتش�تت أفرادها‪ ،‬علاوة عىل أن‬
‫الظروف االقتصادية الصعبة التي تعيشها هذه األرسة تؤثر يف تكوين أفرادها‬
‫اجلس�مي والنفسي‪ ،‬وتؤث�ر يف عدم اس�تقرار األرسة‪ ،‬ويصاح�ب ذلك عدم‬
‫التكيف االجتامعي واالنطواء‪ .‬هذه الظروف االجتامعية الشخصية املصاحبة‬
‫للفقر قد يتولد عنها السلوك اإلجرامي متى تضافرت معها العوامل األخرى‬
‫املؤدية إىل هذا السلوك (نجم‪1991 ،‬م)‪.‬‬
‫كما يرتبط بظاهرة اجلريمة مفهوم البطالة‪ ،‬وهي التوقف عن العمل عن‬
‫غري رغبة الفرد‪ .‬وتعترب ظاهرة البطالة مشكلة ذات أبعاد اقتصادية واجتامعية‬
‫وإنس�انية‪ ،‬وتتع�دد آثارها بالنس�بة للفرد واألرسة واملجتم�ع‪ .‬أما آثارها عىل‬
‫الفرد‪ ،‬فإن ذلك يتمثل يف فقدانه الدخل‪ ،‬واحلركة‪ ،‬والعيش يف فراغ‪ ،‬والنقمة‬
‫على اآلخري�ن‪ ،‬أما خطورهتا على األرسة فتتمث�ل يف فقدان العائل ش�عوره‬
‫بالقدرة عىل حتمل املسؤولية وما ينجم عن ذلك من فقدان الشعور باالطمئنان‬
‫عىل املس�تقبل‪ ،‬والثقة بعائلها‪ ،‬ومواجه�ة حاالت التوتر والقلق واخلوف من‬
‫املستقبل املجهول‪ .‬أما بالنسبة لآلثار عىل املجتمع‪ ،‬فإن ذلك يكمن يف تعطيل‬
‫الطاقات االنتاجية‪ ،‬وتفيش الشرور واجلرائم‪ ،‬كون ذلك يؤدي إىل ارتكاب‬
‫اجلرائم كالرسقة‪ ،‬وتناول املخدرات‪ ،‬والقتل‪ ،‬وااللتفاف حول الرفقة السيئة‬
‫التي تدفع إىل االنحراف األخالقي (عبداملوىل‪1994 ،‬م)‪.‬‬
‫كما جيب أال ننس�ى أن انخفاض األج�ور‪ ،‬ومن ثم حال�ة الفاقة والفقر‬
‫والعوز التي يعيش�ها عدد كبري من س�كان املدن‪ ،‬تنعكس عىل حياهتم املادية‪،‬‬
‫خاص�ة من ناحية املس�كن املالئم‪ .‬فاملس�اكن ق�د تكون ضيق�ة إىل حد كبري‪،‬‬
‫وغير صحي�ة‪ ،‬بل قد يضطر عدد كبري من أف�راد العائلة إىل العيش يف حجرة‬
‫واح�دة وكل هذا قد ترتتب عليه أنواع من العبث واالعتداء اجلنيس‪ .‬ومما ال‬

‫‪67‬‬
‫ش�ك في�ه أن احلياة يف املدن ـ حيث تس�ود القيم املادي�ة‪ ،‬وما ينجم عنها من‬
‫الرغبة يف احلصول عىل أس�باب الرفاهية ـ تقوي النزعة إىل ارتكاب اجلرائم‬
‫بقصد الكسـب املادي (السبيعي‪1417 ،‬هـ‪.)52 ،‬‬
‫كما أكدت النظريات احلديث�ة أمهية العامل االقتص�ادي وأثره البالغ يف‬
‫إج�رام املرأة‪ ،‬وأنه أخ�ذ الدور الرئيس يف ذلك‪ .‬فالباحث�ة األمريكية (كالين‬
‫‪ )Dorie Klein‬بين�ت أن م�ا يتراوح بني(‪ 40‬و ‪ )%80‬من النس�اء قد حيكم‬
‫عليهن بجرائم الرسقة البس�يطة‪ ،‬كالرسقة م�ن املخازن‪ .‬أما جرائم الرسقات‬
‫الكربى كالسطو والسلب‪ ،‬فحتى مع قلة نسبتها يف جرائم النساء فإن الدافع‬
‫الرئيس هلا كان دافع ًا اقتصاديا‪.‬‬
‫أما الباحثة (جونس ‪ )Jennifer Jones‬فقد بينت يف دراستها حول البغاء‬
‫أن (‪ )%84.9‬من املبحوثات كانت إجاباهتن‪« :‬نامرس البغاء للحصول عىل‬
‫املال بسهولة‪ ،‬أو احلصول عىل أشياء أخرى كاملالبس وغريها»‪.‬‬
‫فالضغط االقتصادي عىل النساء‪ ،‬خاصة األرامل واملطلقات كان عام ً‬
‫ال‬
‫رئيس ًا يف جريمة املرأة‪ ،‬ألنه وسيلة خاصة لتوفري حاجات األرسة‪ .‬أما دراسة‬
‫(‪ )Clowadtohlin‬فق�د أوضحت أن جنوح الفتاة هو نتيجة لغلق الوس�ائل‬
‫الرشعي�ة لتحقي�ق اهلدف امل�ادي‪ ،‬وتوافر الوس�ائل غري الرشعي�ة‪ .‬فاجلنوح‬
‫واجلريمة مها الوسيلة لتحقيق اهلدف (اجلمييل‪2001 ،‬م)‪.‬‬
‫ويؤخ�ذ على ه�ذه الدراس�ة أن�ه ال يمك�ن تعمي�م نتائجه�ا على كل‬
‫املجتمع�ات‪ .‬فحت�ى مع أمهية العام�ل االقتصادي فإنه يعتبر بمفرده العامل‬
‫الوحيد املس�بب للجريمة‪ ،‬بل يظهر دوره حني يكون لدى الفرد من األصل‬
‫تكوي�ن إجرامي‪ ،‬فهو بمثابة عامل مس�اعد أو مهيئ الرت�كاب اجلريمة‪ ،‬مع‬

‫‪68‬‬
‫الوض�ع يف االعتبار العوام�ل األخرى التي تتدخل وتتفاع�ل مجيعها‪ ،‬فتدفع‬
‫الفرد الرتكاب اجلريمة (إبراهيم‪1993 ،‬م)‪.‬‬
‫على أية حال‪ ،‬فإن العوامل االقتصادي�ة واالجتامعية واألرسية وغريها‬
‫هلا إسهامات كبرية يف تفسري العالقة املعقدة بينها وبني اجلريمة‪ ،‬ومن املمكن‬
‫إجياز هذه العوامل يف النقاط التالية‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬إن الذين جينحون إىل طريق اجلريمة إنام يندفعون إليها بس�بب ما حييط‬
‫هبم من ظروف اقتصادية واجتامعية‪ ،‬كضيق موارد العيش‪ ،‬وانحطاط‬
‫مس�توى التعليم‪ ،‬وما يصحبه من تفيش اخلرافات‪ ،‬وش�يوع العادات‬
‫االجتامعية السيئة (الصالح‪2000 ،‬م)‪.‬‬
‫ثاني� ًا‪ :‬إن ضعف الروابط األرسية‪ ،‬وروابط العمل‪ ،‬وضعف روح املش�اركة‬
‫يف األرسة والعم�ل واملجتم�ع الكبري ي�ؤدي إىل انتش�ار االنحرافات‬
‫السلوكية بني النساء (غباش‪1998 ،‬م)‪.‬‬
‫ثالث� ًا‪ :‬إن ظاه�رة االنح�راف ترتب�ط بمتغيرات أوس�ع نطاق ًا م�ن املتغريات‬
‫الشخصية‪ .‬إهنا ترتبط بالبناء االجتامعي والثقايف الذي ينشأ فيه الفرد‪،‬‬
‫وبالعوامل املشكلة هلذا البناء وتلك الثقافة (غباش‪1998 ،‬م)‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬الرتبية والتنشئة االجتامعية من العوامل الرئيسة وراء الفعل االنحرايف‬
‫لدى املرأة‪.‬‬
‫تس�تخلص الباحثة مما س�بق أن العود للجريمة له ارتباط كبري بالعوامل‬
‫االقتصادية واالجتامعية‪ ،‬ولكنه ـ من وجهة نظر الباحثة ـ هو أيض ًا مسؤولية‬
‫األرسة‪ ،‬ألهنا هي التي ترس�م ش�خصية الفرد وحتددها منذ كان طفالً‪ ،‬وهي‬
‫التي حتدد بناءه االجتامعي والثقايف‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ 3. 2‬الدراسات السابقة‬
‫تعد الدراس�ات الس�ابقة من أهم املرجعيات التي يرجع إليها الباحث‪،‬‬
‫فهي تثري الرتاث النظري للبحث‪ ،‬ومتكن الباحث من االطالع عىل األدبيات‬
‫السابقة ذات الصلة بموضوع بحثه‪ ،‬ما يفتح له آفاقا جديدة‪.‬‬
‫والدراسات يف موضوع اجلريمة تعددت عىل اختالف أشكاهلا وأنواعها؛‬
‫غري أن الدراس�ات اخلاص�ة بالعود إىل ارتكاب اجلريمة عند النس�اء ليس�ت‬
‫بالوفيرة‪ ،‬وإن كان�ت هناك بع�ض الدراس�ات املحلية الت�ي تعالج موضوع‬
‫الع�ود‪ ،‬ولك�ن فيام خيص تكرار جنوح األحداث‪ ،‬أو الع�ود عند الرجال‪ ،‬أو‬
‫التطرق له من زوايا أخرى‪ .‬أي أهنا ليس�ت كافية وال تفي بالغرض‪ ،‬ومازلنا‬
‫بحاج�ة ملزيد من الدراس�ات املتخصصة حتى نتمكن م�ن حتديد حجم هذه‬
‫املشكلة‪ ،‬واحلد من خطرها عىل املجتمع‪.‬‬
‫ونس�تعرض فيما ييل أهم الدراس�ات املحلية والعربي�ة واألجنبية‪ ،‬التي‬
‫يمكن االس�تفادة منها يف معاجلة نتائج الدراسة‪ ،‬نحاول من خالهلا الوصول‬
‫إىل املوضوعي�ة‪ ،‬وحماول�ة إضفاء الصبغ�ة االجتامعية األكثر عمق� ًا عىل نتائج‬
‫ه�ذه الدراس�ة‪ .‬وتم تقس�يمها وفق ًا لع�دد من املتغيرات املتعلق�ة بموضوع‬
‫الدراسة عىل النحو التايل‪:‬‬
‫‪ 1. 3. 2‬متغري اخلصائ�ص االجتامعية واالقتصادية للعائدين‬
‫مقارنة بغريهم‬
‫بام أن هذه الدراسة تتناول اخلصائص االجتامعية واالقتصادية للجريمة‬
‫فقد رأت الباحثة أن يكون املحور األول من هذه الدراس�ات هو اس�تعراض‬
‫تل�ك اخلصائ�ص‪ ،‬ألن اجلريم�ة عادة هلا ارتب�اط وثيق بالعوام�ل االجتامعية‬
‫واالقتصادية‪ .‬ومن تلك الدراسات ما ييل‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫أجرى تركي (‪1968‬م) دراسة حول سيكولوجية املجرم العائد‪ ،‬هبدف‬
‫التعرف عىل عالقة العود إىل اإلجرام ببعض سمات الش�خصية‪ ،‬وما إذا كان‬
‫املجرم العائد خيتلف يف السمات عمن يرتكب اجلرم أول مرة‪ ،‬وما مدى هذا‬
‫االختالف‪ .‬وتوصلت الدراسة إىل بعض النتائج‪ ،‬منها أن املجرمني العائدين‬
‫أعلى درج�ات يف االنحراف من املجرم ألول مرة‪ ،‬وأن�ه ال توجد عالقة بني‬
‫العود إىل اإلجرام وبني تصدع األرسة أو احلرمان من األم‪ ،‬إضافة إىل وجود‬
‫ف�روق بين املجرمني العائدي�ن وغري العائدي�ن يف العدواني�ة‪ ،‬ألن املجرمني‬
‫العائدين أكثر عدوانية من غري العائدين‪.‬‬
‫كام أج�رى املج�دوب (‪1972‬م) دراس�ة تناول�ت املجرمين العائدين‬
‫وهدف�ت هذه الدراس�ة إىل حتديد نس�بة الع�ود بني نزالء الس�جون املرصية‪،‬‬
‫والتعرف عىل سمات العائدين وخصائصه�م‪ ،‬ومقارنة ذلك بخصائص غري‬
‫العائدين وسامهتم‪ .‬ومن هذه السامت ما يتعلق بالنوع عىل األنامط اإلجرامية‬
‫األكثر شيو ًعا بني العائدين‪ .‬ومن النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن نسبة‬
‫الع�ود يف الس�جون املرصية ترتاوح بين (‪ ٪40‬و ‪ ،) ٪50‬وأن هناك سمات‬
‫متيز املجرمني العائدين عن غريهم‪ .‬وتبني أن أكرب نس�بة من النزالء كانوا من‬
‫العائدين أو املجرمني ألول مرة وهم من مرتكبي جرائم الرسقة‪ ،‬وأن النسبة‬
‫الكربى من العائدين من مواليد القاهرة‪ ،‬إضافة إىل أن العائدين تبلغ نسبتهم‬
‫أعلى درج�ة هلا يف فئ�ة املطلقين (‪) ٪30.2‬؛ ييل ذلك فئة املتزوجني بنس�بة‬
‫(‪.) ٪29.7‬‬
‫أما العوامل املتمثلة يف مرافقة أصدقاء السوء‪ ،‬ودمج اجلانحني اخلطريين‬
‫م�ع غري اخلطريين يف اإلصالحية فهي العوام�ل البيئية األكثر أمهية يف وجهة‬
‫نظر الفئات األربع‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫أما العوامل املتمثلة يف عدم ش�عور الطفل باملسؤولية جتاه أفعاله‪ ،‬وعدم‬
‫ش�عور الطفل باألمن واالستقرار يف العائلة‪ ،‬وفشل الطفل يف إقامة عالقات‬
‫إجيابي�ة م�ع العائل�ة‪ ،‬والعدواني�ة الزائدة ل�دى اجلانح‪ ،‬ووج�ود اضطرابات‬
‫عقلية عند الطفل فهي العوامل الذاتية األكثر أمهية يف تكرار الس�لوك اجلانح‬
‫من وجهات نظر الفئات األربع السابقة الذكر‪.‬‬
‫كام أجرى إبراهيم ومحودي وآخرون (‪1974‬م) دراسة حول العائدين‪،‬‬
‫وأرب�اب الس�وابق املحجوزي�ن يف العراق ش�ملت مجيع العائدي�ن‪ ،‬وأرباب‬
‫السوابق املحجوزين يف سجن أيب غريب املركزي‪ .‬وقد هدفت هذه الدراسة‬
‫إىل التعرف عىل خصائص العائدين املتمثلة يف مكان الوالدة‪ ،‬العمر‪ ،‬املستوى‬
‫التعليم�ي‪ ،‬احلال�ة االجتامعي�ة‪ ،‬املهنة‪ ،‬الدخ�ل‪ .‬كذلك التع�رف عىل األنامط‬
‫اإلجرامية األكثر شيوع ًا بني العائدين وعدد اجلرائم التي ارتكبها العائدون‪.‬‬
‫توصلت الدراس�ة إىل أن غالبية العائدين ه�م من مواليد حمافظة بغداد‪،‬‬
‫وترتاوح أعامرهم ما بني (‪ 20‬ـ ‪ )45‬سنة‪ ،‬أهنم من األميني‪ .‬كام أظهرت النتائج‬
‫ارتفاع نس�بة العود يف صفوف العزاب‪ .‬وتبني أن أكثر من نصف أفراد العينة‬
‫(العائدين) كانوا يامرس�ون مهن ًا عاملية‪ ،‬كام تبني من الدراس�ة أن (‪)%65.6‬‬
‫م�ن العائدين كان دخلهم الش�هري يتراوح ما بن العشرة دنانري واألربعني‬
‫دينار ًا عراقي ًا‪ .‬أما بالنس�بة لنوعية اجلرائم املرتكبة فقد كانت جرائم ضد املال‬
‫(رسقة‪ ،‬نشل‪ ،‬تزوير‪ ،‬احتيال‪ .)...،‬وأشارت الدراسة إىل أن (‪ )%13.6‬من‬
‫العائدي�ن ارتكب�وا جريمتني‪ ،‬و(‪ )%20‬ارتكبوا ثلاث جرائم‪ ،‬و(‪)%41.6‬‬
‫للعائدين الذين ارتكبوا اجلرائم أكثر من أربع مرات‪.‬‬
‫ويف جانب آخر أجرت األلفي (‪1980‬م) دراس�ة عن ش�خصية املجرم‬
‫العائ�د يف ض�وء العوام�ل الس�يكولوجية واالجتامعية؛ هبدف إلق�اء الضوء‬
‫عىل بع�ض العوام�ل الس�يكولوجية واالجتامعي�ة املكونة لش�خصية املجرم‬

‫‪72‬‬
‫العائ�د‪ ،‬حتى يتم وضع املعايري الوقائية الالزمة من جهة‪ ،‬وأس�اليب العالج‬
‫التي من ش�أهنا أن تس�اعد املجرم العائد يف التوافق مع املجتمع أو االندماج‬
‫وإنتاج�ا من جهة أخ�رى‪ .‬وخلصت الباحثة‬ ‫ً‬ ‫فيه واملش�اركة يف سيرته عم ً‬
‫ال‬
‫يف دراس�تها إىل عدد من النتائج أمهها ع�دم وجود عالقة بني إمهال الوالدين‬
‫يف الطفول�ة النات�ج عن كثرة اخلالف�ات بني الوالدي�ن وانفصاهلام وبني العود‬
‫للجريمة‪ ،‬وعدم وجود عالقة بني احلرمان من الوالدين أو أحدمها يف الطفولة‬
‫بين الع�ود إىل اجلريمة؛ كذلك ع�دم وجود عالقة بين اإلرساف يف التدليل‬
‫املس�تخدم يف أس�لوب الرتبية وبني العود إىل اجلريمة‪ .‬كام أن هناك عالقة بني‬
‫كل م�ن رفقة الس�وء وتعاط�ي املخدرات والفق�ر وبني الع�ود للجريمة‪ .‬كام‬
‫توصلت الباحثة ـ يف خالل دراس�تها ـ إىل أن ش�خصية املجرم العائد تتميز‬
‫بالعدوان والس�يطرة‪ ،‬وأنه يعاين رصاعات نفس�ية وشعورا بعداء املجتمع له‬
‫أيضا بالضياع‪ ،‬والتعرض لألخطار‪.‬‬ ‫وسيطرته عليه‪ ،‬ويشعر ً‬
‫كام أجرى صالح (‪1984‬م) دراس�ة ح�ول عوامل العود إىل اجلريمة يف‬
‫املجتم�ع العراقي‪ ،‬هدفت إىل البحث عن العوامل املؤدية للعود إىل اجلريمة‪،‬‬
‫ذاتي�ة كان�ت أم اجتامعي�ة‪ ،‬أو م�ا يتعلق منها بالوس�ائل اآللي�ة يف اإلصالح‪.‬‬
‫توص�ل الباح�ث إىل ع�دة نتائ�ج‪ ،‬منها أن أغل�ب العائدين كان�وا يقيمون يف‬
‫مناط�ق حرضي�ة‪ ،‬كام أن أكثر م�ن نصف أفراد العينة م�ن العائدين يقعون يف‬
‫الفئات العمرية (‪ 18‬ـ ‪ )41‬س�نة‪ .‬بمعنى آخر أن العود يظهر بنس�بة أعىل بني‬
‫صفوف الشباب‪ .‬وتبني أن (‪ )%90‬من العائدين كانوا حاصلني عىل الشهادة‬
‫االبتدائية‪ .‬وبذلك أثبتت الدراسة أن العود يظهر بنسبة أعىل بني األشخاص‬
‫من ذوي التعليم املنخفض‪ ،‬مقارنة بذوي التعليم املرتفع‪ .‬وأظهرت الدراسة‬
‫أن أعىل نس�بة للعود ظهرت يف صفوف العزاب وكذلك انترشت أعىل نس�بة‬
‫للعود بني أصحاب املهن العاملية‪ .‬وكشفت الدراسة أن نسبة العائدين الذي‬ ‫ْ‬

‫‪73‬‬
‫عادوا عود ًا بسيط ًا «سابقتني فقط» تشكل (‪ )%88‬مقابل ‪ )%12‬للذين عادوا‬
‫ع�ود ًا متك�رر ًا «ثالث س�وابق فأكث�ر»‪ ،‬كام أن أغل�ب العائدين ع�ادوا عود ًا‬
‫خاص� ًا‪ .‬وفيما يتص�ل بالعوامل االجتامعية املتمثلة بس�وء األوض�اع العائلية‬
‫الت�ي عاش يف ظلها العائدون يف فترة احلداثة والكرب تبني أن أكثر من نصف‬
‫العائدي�ن كان�ت حالتهم االقتصادي�ة يف تلك الفرتة متدنية‪ ،‬وأن املس�تويات‬
‫التعليمية لوالدهيم كانت منخفضة‪ ،‬وأن عالقتهم مع آبائهم كانت سيئة‪.‬‬
‫كذلك تبين أن معظم العائدين كان هلم أقارب وأصدقاء جمرمون‪ ،‬وأن‬
‫(‪ )%79‬م�ن العائدين كانت جرائمهم خمتلفة مع جرائم الس�جناء املخالطني‬
‫هل�م أثناء املحكومي�ة األوىل‪ ،‬وأن (‪ )%75‬من العائدين اختلطوا مع س�جناء‬
‫تباين�وا معهم يف العمر‪ .‬وتبني أن نس�بة العائدين الذين عوملوا معاملة إمهال‬
‫من قبل أفراد املجتمع أعىل من نسبة العائدين الذين عوملوا معاملة ودية‪.‬‬
‫وأج�رى الظاه�ر (‪1985‬م) دراس�ة ع�ن العوام�ل املس�امهة يف تك�رار‬
‫الس�لوك اجلان�ح عن�د األح�داث اجلانحين املكرري�ن يف املجتم�ع األردين‪،‬‬
‫هبدف التعرف إىل العوامل الذاتية والعائلية والبيئية املحيطة باحلدث اجلانح‪،‬‬
‫التي تس�اهم يف تكرار الس�لوك اجلانح م�ن وجهة نظر اجلانحين املكررين‪،‬‬
‫وأولي�اء أمورهم‪ ،‬والعاملني يف املدارس التي درس فيها اجلانحون املكررون‬
‫والعاملون يف املؤسسات اإلصالحية‪ .‬وقد توصل الباحث إىل جمموعة نتائج‬
‫أبرزه�ا أن العوام�ل التالية‪ :‬احلرمان م�ن األم يف فترات الطفولة‪ ،‬والطالق‬
‫واالنفص�ال‪ ،‬واهلجر املتكرر بني الوالدين ه�ي العوامل العائلية األكثر أمهية‬
‫يف تكرار اجلنوح من وجهة نظر الفئات األربع السابقة الذكر‪.‬‬
‫أما العوامل املتمثلة يف عدم ش�عور الطفل باملسؤولية جتاه أفعاله‪ ،‬وعدم‬
‫ش�عور الطفل باألمن واالستقرار يف العائلة‪ ،‬وفشل الطفل يف إقامة عالقات‬

‫‪74‬‬
‫إجيابية مع العائلة‪ ،‬والعدوانية الزائدة لدى اجلانح‪ ،‬ووجود اضطرابات عقلية‬
‫عند الطفل فكانت العوامل الذاتية األكثر أمهية يف تكرار السلوك اجلانح من‬
‫وجهات نظر الفئات األربع السابقة الذكر‪.‬‬
‫�ود للجريم�ة‬‫كما أج�رى عب�د السلام (‪1409‬هـ)دراس�ة ح�ول ال َع ْ‬
‫م�ن منظ�ور نفسي اجتامع�ي يف ثلاث دول عربية ه�ي الصوم�ال واألردن‬
‫والسعودية هبدف دراسة املتغريات الش�خصية واالجتامعية للمجرم العائد‪،‬‬
‫ودراس�ة بع�ض السمات النفس�ية والعقلي�ة للمج�رم العائ�د والعالق�ة بني‬
‫املتغريات االجتامعية من جهة والنفسية من جهة أخرى لتبيني دور املتغريات‬
‫االجتامعية يف ظهور السمات النفس�ية‪ ،‬توصل يف خالهلا إىل أن املجرم العائد‬
‫تنطب�ق علي�ه الصورة التقليدية للمجرم العادي‪ ،‬وهذا يعني أهنا تنتمي ـ من‬
‫حي�ث اخللفي�ة االجتامعي�ة ـ إىل الطبيع�ة االجتامعية الدنيا الت�ي تعاين عدم‬
‫الوفرة االقتصادية‪ ،‬وشيوع األمية‪ ،‬وسوء األحوال األرسية‪.‬‬
‫وأج�رى هياجن�ة دراس�ة (‪1993‬م) ح�ول العوام�ل املس�امهة يف َع ْود‬
‫األح�داث إىل اجلن�وح م�ن وجه�ات نظ�ر خمتل�ف الفئ�ات ذات العالقة يف‬
‫املجتم�ع األردين‪ .‬وهدف�ت ه�ذه الدراس�ة إىل معرفة أه�م العوام�ل الذاتية‬
‫والعائلية واالجتامعية املس�امهة يف عود األح�داث إىل اجلنوح من وجهة نظر‬
‫اجلانحين العائدين وأولياء أمورهم والعاملني معهم‪ ،‬واملقارنة بني وجهات‬
‫النظر هذه حول درجة مس�امهة هذه العوام�ل يف عود األحداث إىل اجلنوح‪.‬‬
‫اخت�ار الباحث عينة عش�وائية بس�يطة من الفئات الس�ابقة؛ وق�د توصل إىل‬
‫النتائج التالية‪ :‬إن أهم العوامل الذاتية املس�امهة يف عود األحداث إىل اجلنوح‬
‫تتمثل يف عدم ش�عور اجلانح باألمن واالس�تقرار يف األرسة‪ ،‬وشعور اجلانح‬
‫بأن�ه غير مقبول من اآلخري�ن‪ ،‬وأن الن�اس يكرهونه‪ ،‬وفق�دان اجلانح الثقة‬
‫بأرسته‪ ،‬والعدوانية الزائدة لدى اجلانح‪ ،‬وتدين املستوى التعليمي لديه‪ ،‬وقلة‬

‫‪75‬‬
‫ش�عوره باملس�ؤولية جتاه أفعاله‪ .‬أم�ا أهم العوامل العائلي�ة فتمثلت يف رفض‬
‫اجلانح من قبل الوالدين أو أحدمها بعد ارتكابه اجلنحة األوىل‪ ،‬وقلة العطف‬
‫واحل�ب واحلنان داخل أرسة اجلان�ح‪ ،‬وكثرة النزاع والش�جار بني الوالدين‪،‬‬
‫وغياب رب األرسة املتكرر‪ ،‬واالنحراف اخللقي داخل أرسة اجلانح‪.‬‬
‫أم�ا بالنس�بة ألهم العوام�ل االجتامعية املس�امهة يف ع�ود األحداث إىل‬
‫اجلنوح فهي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ النظ�رة االجتامعي�ة لألح�داث اجلانحين املف�رج عنه�م على أهنم‬
‫أصحاب سوابق‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ دم�ج اجلانحين اخلطريي�ن م�ع غير اخلطريي�ن يف دور اإلصلاح‬
‫والتأهيل‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تأثري رفاق السوء‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عدم توفر قسم للرعاية الالحقة‪.‬‬
‫‪5‬ـ عرض مظاهر العنف واجلريمة يف برامج التلفاز‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ عدم إرشاد األرسة وتوجيهها لتعزيز دورها الرتبوي واالجتامعي‪.‬‬
‫كام أجرى الس�بيعي(‪1417‬هـ) دراس�ة ح�ول اخلصائ�ص االجتامعية‬
‫واالقتصادي�ة للعائدي�ن للجريمة يف س�جون املنطقة الرشقي�ة‪ ،‬هبدف معرفة‬
‫بع�ض اخلصائ�ص االجتامعية واالقتصادي�ة للمجرم العائ�د‪ ،‬ومعرفة ما إذا‬
‫كان�ت ه�ذه اخلصائ�ص متيز املج�رم العائد عن غيره من املجرمين‪ ،‬ومدى‬
‫تأثري ه�ذه اخلصائص يف ال َع ْود للجريمة‪ .‬من أهم النتائج التي توصلت إليها‬
‫ه�ذه الدراس�ة أن العود يكثر يف امل�دن‪ ،‬ويف البيئات احلرضي�ة‪ ،‬كام أن معظم‬
‫العائدي�ن ينح�درون من أرس تتصف بالتفكك االجتامع�ي‪ ،‬وأمية الوالدين‪،‬‬

‫‪76‬‬
‫باإلضاف�ة إىل وج�ود عالق�ة بني مجاع�ة األصدق�اء املنحرفني والع�ود‪ ،‬وأن‬
‫جرائم املس�كرات واملخدرات‪ ،‬والرسقات‪ ،‬واألخالقيات هي الطابع العام‬
‫للعود اخلاص لدى فئة العائدين‪.‬‬
‫وأج�رى العتيب�ي (‪ 1423‬ه�ـ) دراس�ة ح�ول اخلصائ�ص االجتامعي�ة‬
‫واالقتصادية لألحداث العائدين لالنحراف توصل يف خالهلا إىل جمموعة من‬
‫النتائج‪ ،‬منها‪ :‬تدين املس�توى التعليمي ملعاودي االنحراف مقارنة باملنحرفني‬
‫ألول مرة‪ ،‬باإلضافة إىل تدين مستوى تعليم والدي هؤالء األحداث كذلك‪.‬‬
‫كام وأثبتت الدراس�ة وجود خالفات أرسية داخ�ل أرس األحداث املعاودين‬
‫لالنحراف وأن العالقة بني احلدث املعاود لالنحراف‪ ،‬ووالديه يشوهبا التوتر‬
‫والرصاع الدائم‪.‬‬
‫كما أج�رى العتيبي (‪1424‬هـ) دراس�ة عن الع�ود للجريمة من خالل‬
‫تأثير بع�ض العوامل االجتامعي�ة يف عينة من نزالء الس�جون بمحافظة جدة‬
‫هدفت إىل معرفة اخلصائص املميزة لألشخاص العائدين للجريمة فيام يتعلق‬
‫بالعمر‪ ،‬واملستوى التعليمي واالقتصادي‪ ،‬واحلالة االجتامعية واملهنية‪ ،‬معرفة‬
‫العوام�ل االجتامعية التي تدفع بالفرد إىل ارتكاب اجلريمة ألول مرة‪ ،‬إضافة‬
‫إىل معرفة العوامل التي تؤدي بالشخص املجرم للعود إىل اجلريمة واستمرار‬
‫تأثريا‪ ،‬وهل املجرم يع�ود إىل اجلريمة‬
‫ارتكاهب�ا‪ ،‬ومعرف�ة أكثر هذه العوام�ل ً‬
‫الس�ابقة أم إىل جريمة جديدة‪ ،‬الكش�ف عن اجلريمة التي تعترب أكثر ارتكا ًبا‬
‫من قبل املجرمني العائدين‪ .‬وقد توصلت الدراسة إىل النتائج التالية‪ :‬بالنسبة‬
‫للعم�ر (‪ )٪ 35‬م�ن العائدين للجريمة تقل أعامرهم ع�ن ثالثني عاما‪ .‬وفيام‬
‫يتعلق باملس�توى التعليمي أظهرت الدراس�ة أن (‪)٪9‬م�ن املبحوثني أميون‪،‬‬
‫(‪)٪26‬تلق�وا التعليم االبتدائي‪ ،‬و(‪ )٪30‬تعليمهم متوس�ط‪ ،‬وبلغت نس�بة‬

‫‪77‬‬
‫م�ن أكمل�وا تعليمهم الثان�وي (‪ .) ٪20‬أما من تلقوا تعليما جامعيا فبلغت‬
‫نس�بتهم يف ح�دود (‪)٪6‬من أف�راد العينة‪ .‬وبالنس�بة للمس�توى االقتصادي‬
‫أظهرت نتائج الدراسة أن العائدين إىل السلوك اإلجرامي يتسمون بانخفاض‬
‫دخوهلم الش�هرية؛ وكذلك فيام يتعلق باحلالة االجتامعية أظهرت الدراسة أن‬
‫نصف العائدين للجريمة مل يس�بق هلم الزواج (ع�زاب)‪ .‬وبخصوص احلالة‬
‫املهني�ة يتبين أن (‪)٪48‬م�ن أف�راد العينة عاطل�ون عن العم�ل‪ .‬وفيام يتعلق‬
‫بالعوام�ل االجتامعي�ة التي دفعت املبحوثني إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‬
‫ألول مرة ذكر (‪ )%49‬من العينة أن األوضاع االجتامعية غري املستقرة كانت‬
‫الس�بب‪ ،‬وأن العالقات االجتامعية يف األرسة تشوهبا اخلالفات وغياب أحد‬
‫الوالدين عن املنزل؛ وفيام يتعلق بالعامل الثاين وهو التأثر برفقاء السوء اتضح‬
‫أن (‪ )٪85‬من املبحوثني ارتكبوا اجلريمة األوىل بمشاركة أصدقائهم؛ وذكر‬
‫(‪)٪90‬م�ن املبحوثين أن أفراد أرسه�م قابلوهم بازدراء وحتقير‪ ،‬وتعاملوا‬
‫معه�م بوصفهم جمرمني‪ .‬أما من ناحية العود الذي يامرس�ه أف�راد العينة فهو‬
‫عود عام ال يقترص عىل نوع معني من اجلريمة‪ ،‬أما جرائم السكر واملخدرات‬
‫فهي أكثر اجلرائم ارتكا ًبا من قبل العائدين إىل اجلريمة وترتبط بعالقة طردية‬
‫مع عدد مرات العود إىل الس�جن‪ ،‬أي أنه كلام زاد عدد مرات دخول السجن‬
‫زاد عدد مرتكبي هذه اجلرائم يف مقابل ارتباط جرائم العنف‪ ،‬واجلرائم ذات‬
‫الس�مة االقتصادية‪ ،‬واجلرائم األخالقية بعالقة عكسية مع عدد مرات العود‬
‫إىل اجلريمة‪ .‬وكش�فت نتائج الدراس�ة أنه كلام زاد عدد مرات دخول السجن‬
‫انخفض عدد مرتكبي هذه اجلرائم من أفراد العينة‪.‬‬
‫وأج�رى اليوس�ف (‪1425‬ه�ـ) دراس�ة وصفي�ة على مس�توى اململكة‬
‫ح�ول اخلصائ�ص االجتامعي�ة للمس�تفيدين م�ن العف�و امللك�ي وع�ادوا إىل‬
‫ارت�كاب اجلريم�ة‪ .‬وقد توصل�ت الدراس�ة إىل جمموعة من النتائ�ج‪ ،‬منها أن‬

‫‪78‬‬
‫املنطق�ة الرشقي�ة‪ ،‬ومنطقة مك�ة املكرمة مها أكرب املناطق التي توجد هبا نس�ب‬
‫ع�ود مرتفع�ة مقارنة باملناطق األخرى‪ .‬وكش�فت عن ترك�ز العود يف األعامر‬
‫الت�ي تتج�اوز ‪ 25‬س�نة‪ ،‬وأن الع�ود ظاه�رة مرتبط�ة بحياة امل�دن يف املجتمع‬
‫الس�عودي‪ ،‬والعزاب أكثر ممارسة لسلوك العود من املتزوجني‪ ،‬وأن غالبيتهم‬
‫من أصحاب التعليم املنخفض‪ .‬كام توصلت الدراسة إىل أن أغلب املعاودين‬
‫للس�لوك اإلجرامي كانوا يشغلون وظائف‪ ،‬مما ينفي وجود عالقة بني البطالة‬
‫والعود للس�لوك اإلجرام�ي‪ ،‬إضافة إىل دخوهلم املنخفض�ة‪ ،‬وانحدارهم من‬
‫أرس مفككة‪ ،‬إضافة إىل أن معاودة الس�لوك اإلجرامي يف املجتمع الس�عودي‬
‫تأخ�ذ طابع العود اخلاص وليس العود الع�ام‪ ،‬وتراوحت فرتة بقاء املبحوث‬
‫خارج الس�جن بني ش�هر واحد ومخسة أش�هر‪ ،‬مما يعكس أن غالبية املبحوثني‬
‫يعاودون الس�لوك اإلجرامي بس�بب ع�دم قدرهتم عىل التكي�ف مع املجتمع‬
‫اخلارجي‪.‬‬
‫ويف دراس�ة أجرهتا وزارة الداخلية بدولة الكويت (د‪ .‬ت) حول النزالء‬
‫العائدين للسجون هدفت إىل فهم ظاهرة العود لإلجرام ووضعها يف إطارها‬
‫الصحي�ح‪ ،‬حتى تس�اعد املس�ؤولني يف ختطيط السياس�ة اإلصالحية‪ ،‬ومدى‬
‫نجاحها يف الس�جون الكويتي�ة‪ .‬من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراس�ة‬
‫أن (‪ )٪97.2‬من العائدين لإلجرام من الذكور مقابل (‪)٪2.7‬من اإلناث‪،‬‬
‫وأن (‪)٪63.7‬م�ن العائدي�ن إىل اإلج�رام تق�ع أعامره�م ما بين (‪ 18‬ـ ‪35‬‬
‫سنه)‪ ،‬وأهنم من ذوي التعليم املتوسط‪ ،‬وأن (‪)٪41‬من العائدين إىل اإلجرام‬
‫م�ن العزاب‪ ،‬و(‪)٪40‬م�ن املتزوجني‪ .‬وقد بينت الدراس�ة أيض ًا أن الظروف‬
‫االقتصادي�ة واألرسي�ة التي تنت�ج عن قفل أب�واب العمل أمام الس�جني بعد‬
‫اإلفراج عنه مل تكن هي الس�بب املبارش يف العود لإلجرام‪ ،‬إال أهنا كانت س�ب ًبا‬
‫مساعدا دفع بعضهم إىل سلوك طريق اجلريمة مرة أخرى‪.‬‬ ‫ً‬

‫‪79‬‬
‫مناقشة الدراسات اخلاصة باملحور األول‬
‫من خالل اس�تعراض للدراس�ات اخلاصة باملح�ور األول « اخلصائص‬
‫االجتامعي�ة واالقتصادي�ة للعائدي�ن للجريمة»والت�ي هتت�م باخلصائ�ص‬
‫االجتامعية واالقتصادية والشخصية كعوامل مهمة ومؤثرة وباعثة الرتكاب‬
‫اجلريمة أو العود هلا‪ ،‬تبني من تلك الدراسات ـ رغم االختالف فيام بينها يف‬
‫أهدافها‪ ،‬والدوافع التي أدت هلا ـ ما ييل ‪:‬‬
‫ـ إن غالبية مرتكبي الس�لوك اإلجرامي هم من مواليد املدن وأن العود‬
‫للجريمة يكثر بني فئة الشباب‪.‬‬
‫ـ إن أعلى نس�بة للع�ود للجريم�ة تظه�ر بني أصح�اب امله�ن العاملية‪،‬‬
‫وهناك عالقة بني رفقة الس�وء وتعاطي املخدرات والفقر وبني العود‬
‫للجريمة‪.‬‬
‫ـ بين�ت بعض تلك الدراس�ات أن املج�رم العائد تنطب�ق عليه الصورة‬
‫التقليدية للمجرم العادي‪.‬‬
‫ـ بينت بعض تلك الدراس�ات أن النظرة االجتامعية الس�يئة تس�اهم يف‬
‫الع�ود للجريمة‪ ،‬كام أن معظ�م العائدين ينح�درون من أرس تتصف‬
‫بالتفكك االجتامعي‪ ،‬وأمية الوالدين‪ ،‬باإلضافة إىل وجود عالقة بني‬
‫مجاعة األصدقاء املنحرفني والعود‪ ،‬وأن جرائم املسكرات واملخدرات‬
‫والرسقات واألخالقيات هي الس�مة املمي�زة للعود اخلاص لدى فئة‬
‫العائدين‪.‬‬
‫وبطبيع�ة احلال يتبني لنا من تلك الدراس�ات التي تم عرضها يف املحور‬
‫األول أهن�ا تتقاطع مع ه�ذه الدراس�ة (اخلصائص االجتامعي�ة واالقتصادية‬
‫ملرتكب�ي الس�لوك اإلجرامي والعود له)‪ .‬وعموما يمك�ن القول إنه حتى مع‬

‫‪80‬‬
‫اختلاف البحوث والدراس�ات الس�ابقة التي ت�م عرضها يف زم�ان ومكان‬
‫إجرائه�ا واختلاف طبيعته�ا واملجتمع�ات الت�ي أجري�ت فيه�ا‪ ،‬وكذل�ك‬
‫اختلاف االجتاه�ات واملناحي التي أخ�ذت هبا‪ ،‬فإن هناك كثيرا من النقاط‬
‫اتفقت عليها‪ ،‬ومنها أن ارتكاب السلوك اإلجرامي والعود له مرتبط ارتباطا‬
‫وثيق�ا بالعوام�ل االجتامعية واالقتصادية ب�ل وحتى البيئية‪ ،‬فق�د بينت تلك‬
‫الدراسات أن الفقر والبطالة‪ ،‬ونظرة املجتمع السيئة جتاه املجرم هلا إسهامات‬
‫كبرية يف ارتكاب السلوك اإلجرامي أو العود له‪.‬‬

‫‪ 2. 3. 2‬متغري أسباب العود للجريمة‬


‫تشير دراس�ة العتيبي (‪1991‬م) بعنوان‪« :‬التنش�ئة األرسي�ة وعالقتها‬
‫بظاه�رة العود عند األح�داث املنحرفني يف املنطقة الرشقي�ة باململكة العربية‬
‫السعودية»‪ ،‬إىل أن حالة العود بني األحداث من األمور التي يمكن أن تتحمل‬
‫األرسة مس�ؤولية وقوعه�ا‪ .‬كون احل�دث ال ي�زال يف دور التوجيه والتعليم‪،‬‬
‫واألرسة ه�ي أهم املؤسس�ات الرس�مية التي تعلم احل�دث القيم واألخالق‬
‫واملعتق�دات وغريها‪ .‬لذا فإن الباحث أراد يف بحثه هذا دراس�ة دور التنش�ئة‬
‫األرسية يف اإلسهام يف انحرافات احلدث وعوده إليه‪ ،‬وتساءلت الدارسةعن‬
‫وج�ود أو ع�دم وج�ود عالقة بني التنش�ئة األرسي�ة والع�ود إىل االنحراف‪،‬‬
‫وج�ود أو عدم وج�ود عالقة بني الظ�روف االقتصادية للأرسة وبني العود‬
‫لالنحراف‪ ،‬وجود أو عدم وجود عالقة بني املش�كالت األرسية وبني العود‬
‫واالنح�راف‪ ،‬وما هي أه�م العوامل التي يتم انحراف األحداث من خالهلا‪.‬‬
‫وق�د توصل الباحث إىل أن نوعية أس�اليب التنش�ئة‪ ،‬والظ�روف االقتصادية‬
‫للأرسة‪ ،‬واملش�كالت األرسية م�ن العوامل التي تدفع األح�داث إىل العود‬
‫إىل االنح�راف‪ .‬كما بينت الدراس�ة أن ظاهرة العود إىل االنح�راف تكثر بني‬

‫‪81‬‬
‫أولئ�ك األح�داث املنحدرين من أرس ال ت�ويل اهتامما يذكر لتنش�ئة أطفاهلا‪،‬‬
‫واألرس الفقرية واملتس�مة باملش�اكل مثل اخلالفات الزوجية‪ ...‬الخ‪ .‬هذا عىل‬
‫عك�س األرس الت�ي تويل اهتامم�ا بالرتبية‪ ،‬وتلك املتميزة بمس�توى اقتصادي‬
‫متوس�ط وختلو من املشاكل األرسية‪ .‬ومن االنحرافات التي يكثر فيها العود‬
‫بين هؤالء األح�داث االنحرافات املتمثلة يف الرسق�ة واجلنس والترشد‪ .‬كام‬
‫دورا يف انحراف األحداث وعوده�م له‪ ،‬وتبني أن معظم‬ ‫أن لعام�ل التعلي�م ً‬
‫العائدي�ن ينتم�ون إىل املس�تويات الدراس�ية االبتدائي�ة‪ ،‬أو م�ن املتأخرين يف‬
‫حتصيلهم الدرايس‪.‬‬
‫ويف جان�ب آخ�ر أج�رى الروي�س (‪1991‬م) دراس�ة ح�ول التف�كك‬
‫األرسي وعالقت�ه بع�ودة األح�داث لالنح�راف؛ وتوص�ل إىل جمموعة من‬
‫النتائج من أبرزها أن غالبية األحداث املعرضني لالنحراف يعيش�ون يف أرس‬
‫مفككة لظروف اجتامعية‪ ،‬أو بسبب وفاة أحد الوالدين والطالق‪.‬‬
‫هدفت دراسة الريس (‪1415‬هـ)بعنوان‪« :‬العوامل االجتامعية املرتبطة‬
‫بالعود إىل تعاطي املخدرات بعد العالج»‪ .‬هدفت إىل التعرف عىل اخلصائص‬
‫االجتامعي�ة للعائدي�ن ورصفائهم م�ن غري العائدين‪ .‬ومن أه�م النتائج التي‬
‫توصلت إليها الدراسة أن غالبية العائدين هم من العزاب‪ ،‬ومن ذوي التعليم‬
‫املنخفض نسب ًيا‪ ،‬وأهنم مل يتلقوا مساعدات بعد خروجهم من العالج‪ ،‬وأهنم‬
‫يواجهون مش�اكل عائلي�ة‪ ،‬وأن أغلبهم أكثر اختال ًطا بأصدقاء الس�وء‪ ،‬وأن‬
‫غالبيته�م مم�ن ال يرغب أفراد املجتم�ع يف التعامل معهم بع�د خروجهم من‬
‫السجن‪.‬‬
‫وأجرت الدورسي (‪1416‬هـ) دراسة حول ارتباط العوامل االجتامعية‬
‫واالقتصادي�ة والذاتي�ة وبيئة الس�جن بالع�ود للجريمة توصل�ت الباحثة يف‬

‫‪82‬‬
‫خالهل�ا إىل أن غالبي�ة العائدات لإلجرام تقع أعامرهن بني (‪ 30‬ـ ‪ 40‬س�نة)‪،‬‬
‫وغالبيته�ن م�ن املطلق�ات بنس�بة (‪ ،،)٪63.3‬ومعظمه�ن م�ن األمي�ات‬
‫(‪ .) ٪ 36.7‬كام اتصفت العائدات بنس�بة (‪)٪ 50‬منهن بأهنن الوس�طى يف‬
‫الرتتيب األرسي‪ ،‬وتس�كن العائ�دات يف أحياء ش�عبية ذات خصائص بيئية‬
‫معينة منخفضة املس�تويات االقتصادية والثقافي�ة واالجتامعية‪ ،‬وبخصائص‬
‫التخلف والفقر واجلهل وانتش�ار اجلرائم فيه�ا وقرهبا من األحياء التجارية‪،‬‬
‫واختالف أصول سكاهنا وأجناسهم‪ ،‬كون نوع السكن من البيوت الشعبية‪،‬‬
‫وه�ذه نتيج�ة طبيعية لتمي�ز هذه األحياء الش�عبية هب�ذا النوع من املس�اكن‪،‬‬
‫ومتي�زن ب�أن (‪)٪ 50‬منهن كان�ت بيوهتن باإلجي�ار‪ ،‬أما املوط�ن األصيل فإن‬
‫غالبي�ة العائ�دات تنح�در أصوهلن م�ن الق�رى بنس�بة (‪ ،)٪46.7‬ثم املدن‬
‫(‪ ،)٪43.3‬ثم البادية (‪.)٪ 10‬‬
‫كام أجرى الس�دحان (‪ 1419‬هـ) دراس�ة حول أسباب العود للجريمة‬
‫ل�دى األح�داث يف اململك�ة العربية الس�عودية‪ .‬وقد توص�ل إىل جمموعة من‬
‫انتشارا بني األحداث العائدين لالنحراف‬
‫ً‬ ‫النتائج‪ ،‬أمهها أن العود العام أكثر‬
‫م�ن العود اخل�اص‪ ،‬وأن هناك عالقة بني عمر احل�دث عند ارتكاب اجلريمة‬
‫األوىل والع�ود لالنح�راف‪ ،‬باإلضافة إىل وجود عالقة بين انحراف األخوة‬
‫ومعاودة السلوك املنحرف‪.‬‬
‫وأج�رى القفاري (‪ 1420‬هـ) دراس�ة حول أث�ر انحراف األحداث يف‬
‫ارتكاب اجلريمة بعد الكرب‪ ،‬توصل إىل جمموعة من النتائج‪ ،‬منها أن كرب س�ن‬
‫األب‪ ،‬وانخفاض مس�توى تعليمه واخلالف�ات داخل األرسة مجيعها عوامل‬
‫تدفع احلدث ملعاودة ارتكاب السلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫كما أج�رى الش�مري (‪1423‬هـ) دراس�ة ح�ول العوام�ل االجتامعية‬
‫والنفس�ية وعالقتها بالع�ود لالنحراف لدى األحداث واملعاودين للس�لوك‬
‫اإلجرام�ي يف دار املالحظ�ة االجتامعي�ة بالرياض‪ .‬وقد توص�ل الباحث إىل‬
‫جمموع�ة من النتائ�ج من أمهه�ا أن األح�داث العائدين للس�لوك اإلجرامي‬
‫تتراوح أعامره�م بني (‪ 17‬و ‪ 2‬س�نة) ورغم اس�تمرار ه�ؤالء األحداث يف‬
‫الدراس�ة وع�دم انقطاعه�م ف�إن النتائج تشير إىل تأخرهم ع�ن أقراهنم من‬
‫تأثريا سلب ًيا ألصدقائهم يف العود للسلوك اإلجرامي‪.‬‬
‫األسوياء‪ ،‬وأن هناك ً‬
‫أج�رى العمري (‪1423‬هـ)دراس�ة ع�ن العود إىل االنح�راف يف ضوء‬
‫العوام�ل االجتامعية هدفت إىل الكش�ف عن العوامل التي ت�ؤدي إىل العود‬
‫لالنح�راف‪ ،‬م�ع الرتكي�ز على العوامل الت�ي تأخ�ذ الصف�ة االجتامعية مثل‬
‫األرسة‪ ،‬املدرسة‪ ،‬مجاعة الرفاق‪ ،‬أوقات الفراغ‪ ،‬وما مدى تأثري هذه العوامل‬
‫على عودة احلدث إىل االنح�راف‪ .‬وقد وجد أن مجيع ه�ذه العوامل هلا تأثري‬
‫على عودة لالنحراف‪ ،‬ومعاودة الس�لوك اإلجرامي‪ .‬وتوص�ل إىل أن غالبية‬
‫أفراد جمتمع الدراسة يعيشون يف أرس تسودها اخلالفات األرسية‪ ،‬وأن غالبية‬
‫األح�داث العائدي�ن يتغيب�ون ع�ن األرسة بنس�بة (‪ ،)٪ 52.5‬وأن ظاهرة‬
‫التغيب واهلروب من املدرس�ة بلغت نس�بة عالية بني األحداث العائدين إىل‬
‫االنحراف وعزا الس�بب يف ذلك إىل معايري األصدقاء‪ ،‬والذهاب مع الش�لة‪،‬‬
‫أيضا‪ ،‬ويبدو أن تأثري مجاعة الرفاق يطغى‬
‫جدا ً‬
‫وتقليد اآلخرين بنس�بة كبرية ً‬
‫عىل غريه من العوامل األخرى‪.‬‬
‫مناقشة الدراسات اخلاصة باملحور الثاين‬
‫من خالل اس�تعراض الدراس�ات اخلاصة باملحور الثاين «متغري أسباب‬
‫الع�ود للجريم�ة» الذي تناول املتغريات التي تس�هم يف ارت�كاب اجلريمة أو‬
‫العود هلا تبني ما ييل‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫ـ إن التنش�ئة األرسي�ة هل�ا عالقة وطي�دة بالعود للجريم�ة‪ ،‬كون نوعية‬
‫أساليب التنشئة‪ ،‬والظروف االقتصادية لألرسة‪ ،‬واملشكالت األرسية‬
‫من العوامل التي تدفع البعض إىل العود إىل اجلريمة واالنحراف‪ .‬كام‬
‫بين�ت تلك الدراس�ات أن األرس التي ال تويل اهتامما يذكر للتنش�ئة‪،‬‬
‫وكذلك األرس الفقرية واملتس�مة باملش�اكل مث�ل اخلالفات الزوجية‪،‬‬
‫والطالق‪ ،‬والتفكك األرسي وغريها هلا تأثري كبري يف العود للجريمة‪.‬‬
‫ـ هن�اك ارتباط وثيق للعوام�ل االجتامعية واالقتصادي�ة والذاتية وبيئة‬
‫الس�جن بالع�ود للجريمة‪ .‬كام ذكرت تلك الدراس�ات أن العائدات‬
‫للجريمة من النساء يسكن يف أحياء شعبية ذات خصائص بيئية معينة‬
‫منخفضة املس�تويات االقتصادية والثقافية واالجتامعية‪ ،‬وبخصائص‬
‫التخلف والفقر واجلهل‪ ،‬وانتشار اجلرائم فيها‪.‬‬
‫يتبني من تلك الدراس�ات التي تم عرضها يف املحور الثاين أهنا تتفق مع‬
‫هذه الدراسة يف (متغري أسباب ودوافع العود للجريمة)‪ .‬وحتى مع اختالف‬
‫تل�ك الدراس�ات التي تم عرضها من حيث كوهنا تتن�اول عامال واحدا فقط‬
‫ألسباب العود للجريمة (كالتنشئة األرسية مثالً)‪ ،‬فإن هناك كثريا من النقاط‬
‫اتفق�ت عليها‪ ،‬منها أن ارتكاب الس�لوك اإلجرامي والعود له مرتبط ارتباطا‬
‫وثيقا بالعوامل االجتامعية‪ ،‬كون أسلوب التنشئة األرسية‪ ،‬والتفكك األرسي‬
‫من العوامل االجتامعية التي تسهم يف العود للجريمة‪ ،‬وهو يف الدراسة احلالية‬
‫يعد عامال رئيسا يف هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ 3. 3. 2‬متغري أنامط اجلريمة‬
‫أما الدراسات التي استعرضت العود للجريمة لدى الكبار‪ ،‬فمنها‪:‬‬
‫دراسة احلمياين (‪1404‬هـ) حول العود إىل اجلريمة وتطبيقاهتا باململكة‬
‫العربية الس�عودية‪ .‬وقد قام الباحث باستعراض هذه الدراسة نظر ًيا يف أربعة‬
‫مباح�ث ومقدمة تش�تمل عىل خمترص ألمهية املوضوع‪ ،‬ومنهج الدراس�ة‪ ،‬ثم‬
‫تطرق يف املبحث األول للعوامل املؤدية للعود‪ ،‬واملبحث الثاين لتعريف العود‬
‫يف القوانني الوضعية ويف علم اإلجرام‪ ،‬وتطرق للتمييز بني العود واالعتياد‪.‬‬
‫ويف املبح�ث الثال�ث تكلم ع�ن رشوط حتقيق العود العام�ة واخلاصة‪ ،‬وذكر‬
‫مستشهدا‬
‫ً‬ ‫يف املبحث الرابع اجتاهات الترشيع اجلنائي اإلسلامي عن العود‪،‬‬
‫بنب�ذه عن العود للرسقة يف الرشيعة اإلسلامية‪ ،‬والع�ود يف اللواط‪ .‬وتطرق‬
‫الباحث لبعض األنظمة يف اململكة التي تشدد العقوبة أو تضاعفها مثل نظام‬
‫اجلمارك‪ ،‬ونظام املرور‪ ،‬ونظام اإلقامة‪ ،‬ونظام املحكمة التجارية‪ .‬ومن نتائج‬
‫البح�ث أن�ه اقرتح أن يأخذ القضاء بالتش�ديد اجلوازي للعق�اب عىل العود‪.‬‬
‫وبمعنى آخر إعطاء القايض س�لطة كبرية يف معاقبة العائد إىل اجلريمة حسب‬
‫ظروف كل عائد‪.‬‬
‫كام أجرى كاره (‪1408‬هـ)دراس�ة حول الس�جن كمؤسسة اجتامعية‪:‬‬
‫دراسة ظاهرة العود هبدف الكشف عن مدى انتشار العود إىل اجلريمة بصفته‬
‫م�ؤرش ًا يدل عىل كفاءة املؤسس�ات اإلصالحي�ة والعالجية يف إع�ادة تأهيل‬
‫املجرمين واجلانحين‪ .‬وكان اهلدف األس�ايس م�ن هذه الدراس�ة هو إجراء‬
‫استقصاء واستخالص عدد من االعتبارات واملؤرشات التي تسلط األضواء‬
‫على الظروف واحلاالت التي يتم فيها عود اجل�اين إىل اجلريمة‪ ،‬كمعرفة نوع‬
‫اجلرائم املرتكبة‪ ،‬وعمر اجلاين عند ارتكاهبا‪ ،‬وثقافة املجرم فقط‪ ،‬ومدى تكيفه‬

‫‪86‬‬
‫م�ع الوضع األرسي واالجتامعي واالقتصادي‪ ،‬وحالته الصحية والنفس�ية‪،‬‬
‫ونضجه العقيل والعاطفي واجلسمي‪ .‬وقد توصل الباحث أنه كلام عاد النزيل‬
‫إىل ارتكاب اجلريمة كانت اجلرائم املرتكبة أخطر‪ ،‬وكانت إس�هاماهتا يف رفع‬
‫مستوى اجلريمة مضاعفة‪ ،‬وقد يصل متوسـط ارتكاب اجلريمة يف حاله العود‬
‫ألكث�ر م�ن م�رة (‪ )% 2 ،73‬و(‪ ،)٪9.38‬جريمة للعائدي�ن لثالث أو أربع‬
‫مرات‪ .‬أما املستوى االقتصادي فقد توصلت الدراسة إىل أن مشكلة اجلريمة‬
‫والعود إليها ترتبط بالفئتني ذات الدخل املنخفض واملتوسط‪.‬‬
‫مناقشة الدراسات اخلاصة باملحور الثالث‬
‫من خالل اس�تعراض الدراس�ات اخلاصة باملحور الثالث «متغري أنامط‬
‫اجلريمة»‪ ،‬الذي تناول املتغريات التي تس�هم يف ارتكاب اجلريمة أو العود هلا‬
‫تبني ما ييل‪:‬‬
‫ـ إن من املتغريات التي تس�هم يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي التساهل‬
‫يف التش�ديد اجلوازي للعقاب عىل العود‪ .‬وترى تلك الدراس�ات أنه‬
‫جيب إعطاء القايض س�لطة كبرية يف معاقبة العائد إىل اجلريمة حسب‬
‫ظروف كل عائد‪.‬‬
‫ـ كما بين�ت تل�ك الدراس�ات أن العود للجريم�ة يتكرر مرتين وثالث ًا‬
‫وأربع ًا‪ ،‬كام يرتبط بالفئات ذات الدخل املنخفض واملتوسط‪.‬‬
‫ويتبني من تلك الدراس�ات التي ت�م عرضها يف املحور الثالث أهنا تتفق‬
‫م�ع هذه الدراس�ة يف متغير أنامط اجلريم�ة‪ ،‬وبعضها خيتلف عنه�ا يف تناوهلا‬
‫لعوام�ل غري العوامل االجتامعي�ة واالقتصادية‪ ،‬كون بعضها تطرق للعوامل‬
‫العقابية وتساهلها‪ ،‬وارتباطها بالعود للجريمة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ 4. 3. 2‬متغري تكرار اجلريمة‬
‫أجرى العزة والفاعوري وزهران والقموس وقطوم (‪1980‬م) دراس�ة‬
‫ح�ول ظاه�رة تك�رار اجلنوح عند األح�داث يف املجتم�ع األردين هدفت إىل‬
‫الوق�وف على حجم ظاه�رة تك�رار جنوح األح�داث يف املجتم�ع األردين‪،‬‬
‫ومعرفة فئات أعامر املكررين‪ ،‬وأهم التهم التي يتم تكرارها‪ ،‬ومعرفة العوامل‬
‫الكامنة وراء ظاهرة التكرار‪ .‬وقد توصل الباحث وزمالؤه إىل جمموعة نتائج‬
‫ال أساس�ي ًا يف تكرار اجلنوح‪ ،‬كام احتل‬‫أبرزها أن رفاق الس�وء يش�كلون عام ً‬
‫هت�اون األرسة وعدم اهتاممها بمس�ك األبناء املرتبة الثاني�ة‪ .‬أما عامل فقدان‬
‫الثق�ة ب�األرسة فقد احتل املرتبة الثالثة‪ .‬وقد أظه�رت النتائج أن احلالة املهنية‬
‫والتعليمي�ة لألح�داث اجلانحني وذوهي�م من العوامل الت�ي تظهر أمهيتها يف‬
‫س�لوك احلدث‪ .‬أما بالنس�بة ملعدالت التكرار فقد كش�فت النتائج أن نس�بة‬
‫املكررين مرتني (‪ ،)%65‬ونسبة املكررين ثالث مرات (‪ ،)%23‬وأربع مرات‬
‫(‪ ،)%9‬ومخ�س مرات (‪ ،)%2‬وس�ت م�رات (‪ .)%1‬كام أظه�رت النتائج أن‬
‫مشكلة االنحراف اجتهت نحو الطابع اجلامعي‪.‬‬
‫أج�رى السماك (‪1985‬م) دراس�ة ع�ن ظاه�رة الع�ود إىل اجلريم�ة يف‬
‫الرشيعة اإلسلامية والفقه اجلنائي الوضعي توصل فيها إىل أن املجرم العائد‬
‫إىل اجلريم�ة م�رة أخ�رى وال�ذي مل يرتدع من عقوب�ة جريمته الس�ابقة تعترب‬
‫حالته أكثر جسامة وخطورة عىل أمن املجتمع وسالمته عن املجرم الذي يقع‬
‫يف اجلريم�ة ألول م�رة‪ ،‬ومن ثم جيب عالج هذه الظاه�رة اخلطرية‪ ،‬عىل أمل‬
‫التوص�ل إىل ح�ل يقيض عليها أو حيد من انتش�ارها ضام ًنا لسلامة املجتمع‪.‬‬
‫وم�ن أه�م النتائ�ج التي توصل�ت إليها الدراس�ة أن�ه جيب على القوانني يف‬
‫حتديدا دقي ًقا يتامشى مع ما تشرتطه الرشيعة‬
‫ً‬ ‫الدول اإلسلامية أن حتدد العود‬

‫‪88‬‬
‫اإلسلامية م�ن رضورة تنفي�ذ العقوبة الس�ابقة عىل العائد‪ ،‬ع�دم وضع حد‬
‫أدنى للعقوبة مهام بلغت البساطة‪ ،‬كون الرشيعة اإلسالمية أجازت التشديد‬
‫عىل العائد‪ ،‬رضورة إنش�اء مؤسس�ات خاص�ة هلذه الفئة م�ن املعتادين‪ ،‬عىل‬
‫أن يصنفوا بحسب نوع من لديه االستعداد واالستجابة لإلصالح‪ ،‬وتعليمه‬
‫مهن�ة تالئم�ه بعد قضاء فرتة العقوبة‪ ،‬إضافة إىل ع�دم اإلكثار ويف القصد مع‬
‫وجوب النص عىل العود العام‪ ،‬وعدم اشرتاط كون العقوبة السابقة أشد من‬
‫العقوبة اجلديدة؛ فالعربة ليس�ت بنوع العقوبة الس�ابقة‪ ،‬وإنام بمسلك اجلاين‬
‫السابق وداللته عىل خطورته اإلجرامية‪.‬‬
‫وهناك دراس�ة حول عوامل العود للجريمة يف س�جون منطقة الرياض‬
‫أجراه�ا الش�هراين(‪1412‬هـ) هدفت ملعرفة حجم ظاهرة العود يف س�جون‬
‫منطق�ة الري�اض‪ ،‬وحتدي�د العوامل الت�ي تدفع الش�خص للع�ود للجريمة‪،‬‬
‫إضاف�ة إىل حتدي�د مدى خط�ورة ظاه�رة العود على املجتمع‪ .‬وم�ن النتائج‬
‫التي توصلت هلا هذه الدراس�ة أن غالبية العائدين للجريمة هم من الش�باب‬
‫وأغلبه�م قد ارتكب س�وابق جنائية‪ ،‬وأن نس�بة العود تنخف�ض عند التقدم‬
‫يف الس�ن‪ .‬وذك�ر أن نس�بة العود تزداد عن�د الفئات ذات املس�توى التعليمي‬
‫املنخفض‪ ،‬إضافة إىل ارتفاع نسبة األمية بني آباء العائدين وأمهاهتم‪ ،‬وكذلك‬
‫تأثر الس�جناء ألول مرة بأصحاب السوابق والعائدين للجريمة‪ ،‬وهذا يعني‬
‫تش�جيع الس�جني ألول مرة ملعاودة اإلجرام‪ .‬وذكرت الدراس�ة أن العود يف‬
‫معظم�ه ظاه�رة حضارية لوجود نس�بة كبرية من العائدين من س�كان املدن‪،‬‬
‫مقاب�ل نس�بة قليلة بني س�كان البادي�ة‪ ،‬وأن الع�ود اخلاص يرتك�ز يف جرائم‬
‫السكر‪ ،‬واجلرائم األخالقية‪ ،‬واملخدرات‪.‬‬
‫كما أجرى الش�هراين (‪1418‬هـ)دراس�ة ع�ن الع�ود للجريمة كظرف‬
‫مش�دد يف الرشيعة ٍ‬
‫اإلسلامية واألنظمة يف مدينة الرياض‪ .‬وكانت الدراس�ة‬

‫‪89‬‬
‫عب�ارة عن حتليل ألحكام قضايا صادرة من القضاء الرشعي بمدينة الرياض‬
‫وعددها (‪)14‬قضي�ة متنوعة بني قضايا احلدود والتعزي�ر‪ ،‬وقضايا االعتداء‬
‫عىل النفس‪ .‬وتوصل الباحث إىل أن أغلب معتادي اإلجرام ال يميض عليهم‬
‫مدة طويلة بعد انتهاء العقوبة السابقة حتى يعودوا الرتكاب جريمة أخرى‪.‬‬
‫وتوصل الباحث إىل أن نسب عود فئات الشباب ومدمني املخدرات مرتفعة‪.‬‬
‫أجرى القحطاين (‪1420‬هـ)دراسة حول أثر العفو عن العقوبة ملن حيفظ‬
‫كت�اب اهلل يف احلد من الع�ود إىل اجلريمة هدفت للرتكيز عىل ثالثة أمور‪ ،‬هي‬
‫الكش�ف عن مدى فعالية اس�تخدام أس�لوب تقوية الرقابة الذاتية عن طريق‬
‫حف�ظ كتاب اهلل تعاىل يف احلد من معاودة الف�رد للجريمة‪ ،‬وبيان األثر الذي‬
‫يق�وم به الق�رآن الكريم وحفظه يف تطهري النف�س وتزكيتها‪ ،‬إضافة إىل وضع‬
‫قائمة حتتوي عىل نس�بة مئوية تبني مدى االس�تفادة من العفو حلفظ كتاب اهلل‬
‫أو بعض أجزائه‪ ،‬وذلك هبدف الوقوف عىل مدى فعالية حفظ القرآن الكريم‬
‫يف احل�د من العودة للجريمة‪ .‬وق�د توصل الباحث إىل أن مجيع النزالء الذين‬
‫ال مل يعودوا للسلوك اإلجرامي بعد خروجهم من‬ ‫حفظوا القرآن الكريم كام ً‬
‫الس�جن؛ كام توصلت الدراس�ة إىل أن من حفظ أجزاء م�ن القرآن الكريم مل‬
‫يعـد منهـم غري نسبـة ضئيلة ال تتجـاوز (‪ ،)٪1‬وذلك يعكـس أمهية القرآن‬
‫الكريم يف تعديل سلوك النزالء‪ ،‬واحلد من نسب عودهتم للجريمة‪.‬‬
‫مناقشة الدراسات اخلاصة باملحور الرابع‬
‫من خالل اس�تعراض للدراس�ات اخلاصة باملح�ور الرابع «عدد مرات‬
‫العود للجريمة» تبني ما ييل‪:‬‬
‫ال أساسي ًا يف العود للجريمة‪ ،‬وإن نسبة‬
‫ـ إن رفاق الس�وء يشكلون عام ً‬
‫التكرار أكثر من مرتني‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ـ إن نس�بة العود تزداد عند الفئات ذات املس�توى التعليمي املنخفض‪،‬‬
‫وإن الع�ود اخل�اص يرتك�ز يف جرائ�م الس�كر‪ ،‬واجلرائ�م األخالقية‬
‫واملخدرات‪.‬‬
‫ـ إن أغل�ب معت�ادي اإلج�رام ال يمضي عليهم مدة طويل�ة بعد انتهاء‬
‫العقوبة السابقة حتى يعودوا الرتكاب جريمة أخرى‪.‬‬
‫وبطبيع�ة احلال يتبني لنا من تلك الدراس�ات التي تم عرضها يف املحور‬
‫الراب�ع أهن�ا تتقاطع مع ه�ذه الدراس�ة (اخلصائص االجتامعي�ة واالقتصادية‬
‫ملرتكب�ي الس�لوك اإلجرامي والعود له)‪ .‬وعموما يمك�ن القول إنه حتى مع‬
‫وجود اختالف بينها والدراس�ة احلالية فإهنا تتفق معها يف معرفة طابع العود‬
‫للجريمة هل يأخذ طابعا عاما أم خاصا‪ ،‬وقد بينت تلك الدراسات أن العود‬
‫يأخذ طابع العود اخلاص‪.‬‬

‫‪ 5. 3. 2‬متغري طابع العود للجريمة‬


‫أج�رى األلفي (‪1965‬م) دراس�ة عن العود إىل اجلريم�ة واالعتياد عىل‬
‫اإلج�رام هدفها بي�ان خطورة ظاهرة الع�ود إىل اجلريم�ة‪ ،‬وإيضاح اجلوانب‬
‫القانوني�ة هل�ذه الظاهرة‪ ،‬وبيان موق�ف الترشيعات من الع�ود والعائد وبيان‬
‫تط�ور ه�ذه الظاه�رة يف املجتمعات الس�ابقة‪ .‬ث�م خلص إىل تعري�ف العود‬
‫وأنواع�ه ورشوط�ه واآلثار املرتتبة علي�ه‪ .‬ومن النتائج الت�ي توصل الباحث‬
‫حتديدا ش�امالً‪ ،‬وعدم وضع‬
‫ً‬ ‫إليه�ا أنه جيب حتدي�د حاالت الع�ود واالعتياد‬
‫ح�د أدنى للعقوبة الس�البة للحرية‪ ،‬ك�ون معنى إنذار اجلاين ق�د يتحقق بأي‬
‫ق�در من هذه العقوب�ة‪ .‬من جهة أخرى فإن عد ًدا م�ن العائدين حيكم عليهم‬
‫بعقوب�ات قصرية امل�دة‪ ،‬مما حيول دون إخضاعهم ألح�كام العود‪ ،‬إضافة إىل‬
‫إعط�اء املحاكم حق تطبيق أحكام العود عىل الش�خص ال�ذي يرتكب عد ًدا‬

‫‪91‬‬
‫م�ن اجلرائ�م دون أن حيكم علي�ه يف أي منها وليس بالرضورة اشتراط متاثل‬
‫عائدا‪.‬‬
‫اجلرائم املرتكبة حتى يعد الشخص ً‬
‫واهتم�ت صال�ح (‪1969‬م) يف دراس�تها ع�ن الع�ود إىل اإلج�رام عند‬
‫امل�رأة بطبيعة ظاهرة الع�ود إىل اجلريمة عند النس�اء‪ ،‬واخلصائص التي تتميز‬
‫هبا العائدات من حيث ظروفهن االجتامعية‪ .‬وكان الغرض من هذه الدراسة‬
‫ه�و الكش�ف عن ص�ور الع�ود إىل اإلجرام عند امل�رأة‪ ،‬والتع�رف عىل مدى‬
‫انتش�ار هذه الظاهرة وحدة انتش�ارها‪ ،‬وكذلك الكش�ف عن بعض العوامل‬
‫االجتامعي�ة املؤدي�ة بش�كل مبارش أو غري مب�ارش إىل عود امل�رأة إىل اإلجرام‪.‬‬
‫وحت�ى تتوص�ل الباحثة إىل هذه األهداف طرحت تس�اؤلني مه�ا‪ :‬ملاذا تعود‬
‫بع�ض النس�اء إىل ارت�كاب اجلريم�ة‪ ،‬بينام ال يع�ود بعضهن اآلخ�ر‪ ،‬وما هو‬
‫التفسير االجتامع�ي هل�ذه الظاهرة‪ .‬وم�ن النتائ�ج التي توصلت هل�ا الباحثة‬
‫أن هن�اك بع�ض العوامل االجتامعية املشتركة بني املجموعتين قد يكون هلا‬
‫عالق�ة ببداي�ة التاريخ اإلجرامي لنس�اء املجموعتني‪ ،‬وأن الع�ود املتكرر هو‬
‫الشائع (‪)٪84.6‬بني النزيالت‪ .‬ومن اجلرائم التي ترتكبها النساء العائدات‬
‫جرائم املال‪ ،‬البغاء‪ ،‬املخدرات؛ وتوصلت الباحثة إىل أن اجلريمة هي املصدر‬
‫االقتصادي الوحيد للنس�اء العائدات‪ .‬كام توصلت الباحثة من خالل مقارنة‬
‫االختالف�ات املوجودة بني العائدات وغري العائدات إىل أن هناك عالقة قوية‬
‫بني عود املرأة إىل اإلجرام وبني جنوحها يف فرتة حداثتها‪ ،‬أي أن املرأة العائدة‬
‫تك�ون يف صباها جانح�ة‪ ،‬وأن امل�رأة العائدة نش�أت يف أرسه متصدعة‪ ،‬ويف‬
‫ظ�روف اجتامعية أس�وأ من غير العائدة‪ ،‬إضاف�ة إىل أن امل�رأة العائدة ختالط‬
‫مجاعات إجرامية وأفرادا من املجرمني‪.‬‬
‫ويف جانب آخر أجرى باسل عباس وأمل أمحد (‪1980‬م) دراسة حول‬
‫ظاه�رة العود دراس�ة أولي�ة يف ضوء الظ�روف التنموية اجلدي�دة يف العراق‪،‬‬

‫‪92‬‬
‫هدفت إىل الكش�ف عن أهم العوام�ل املؤدية للعود إىل اجلريمة‪ .‬وقد حصل‬
‫الباحثان عىل العينة باستخدامها أسلوب احلرص الشامل‪ ،‬فقاما بدراسة مجيع‬
‫العائدي�ن املوجودين يف دائرة إصالح الكب�ار يف تلك الفرتة‪ .‬أما النتائج التي‬
‫تم التوصل إليها فهي ما ييل‪:‬‬
‫لوح�ظ أن غالبة العائدين هم من العزاب‪ ،‬كام أن أعامر أغلب العائدين‬
‫تتراوح ما بني (‪18‬و‪ )32‬س�نة‪ ،‬كام اتض�ح من نتائج البح�ث وجود عالقة‬
‫بين الع�ود وانخفاض املس�توى التعليمي‪ .‬واتضح أيض ًا من نتائج الدراس�ة‬
‫أن (‪ )%60‬م�ن العائدي�ن كان دخله�م الش�هري ضمن الفئ�ة (‪ 100‬فأقل)‬
‫دينار عراقي‪ .‬وظهر أن أغلب العائدين ارتكبوا جريمتني‪ .‬كام تبني من نتائج‬
‫الدراسة أن جرائم العود متنوعة‪ ،‬إال أن جرائم االعتداء عىل األموال بصورة‬
‫عام�ة والرسق�ة بص�ورة خاص�ة احتلت النس�بة الكبرى بني ه�ذه اجلرائم‪.‬‬
‫وكش�فت نتائج الدراس�ة أن أغلب العائدين كانوا يس�كنون يف مدينة بغداد‪،‬‬
‫وتبني أن مهنة العائدين تركزت يف جمال املهن احلرة‪.‬‬
‫كام أجرى احلناكي (‪ 1406‬هـ) دراسة عن دور الرعاية الالحقة يف احلد‬
‫من جرائم العود للجريمة هدفت إىل معاجلة ظاهرة العود للجريمة‪ ،‬ووضع‬
‫احلل�ول املناس�بة هل�ا‪ ،‬باعتبارها مش�كلة اجتامعي�ة مؤثرة عىل بن�اء املجتمع‪.‬‬
‫واتب�ع الباح�ث املنه�ج التجريب�ي‪ ،‬وح�اول اإلجابة عن بعض التس�اؤالت‬
‫منها ما س�بب الزيادة يف ح�االت العود للجريمة بعد اإلفراج‪ ،‬وما املش�كلة‬
‫الت�ي تواجه الس�جناء املف�رج عنهم‪ ،‬وما الس�بب يف إخفاق جه�ود وبرامج‬
‫الرعاية الالحقة يف حتقيق أهدافها‪ .‬ومن النتائج التي توصلت هلا الدراسة أنه‬
‫انطال ًقا من أن الرعـاية الالحقـة تبدأ من صدور احلكم باإلدانة‪ ،‬وبالتايل فإن‬
‫الربام�ج واخلدمات التي تقدم للمذنب جيب أن تبدأ من حلظة صدور احلكم‬

‫‪93‬‬
‫علي�ه؛ وأنه رغ�م تأييد الباحث لالجتاه�ات التي تنادي بأن تكون مس�ؤوليه‬
‫الرعـاي�ة الالحق�ة إحدى مس�ؤوليات الدولة األساس�ية إال أن تنفيذ برامج‬
‫هـ�ذه الرعـاية يتطلب تعاون اهليئات التطوعية القادرة عىل التفاعل النش�يط‬
‫يف أداء اخلدمات‪ ،‬جن ًبا إىل جنب مع اهليئات احلكومية‪.‬‬
‫ويف دراس�ة ملرك�ز أبح�اث مكافحة اجلريم�ة (‪1412‬هـ) ح�ول العود‬
‫لإلج�رام توصل�ت دراس�ة إىل أن اعتي�اد الس�لوك اإلجرام�ي يف املجتم�ع‬
‫الس�عودي يع�ود إىل ثالثة عوامل أساس�ية تتفاع�ل بعضها م�ع بعض لتنتج‬
‫ش�خصية مع�اودة لإلج�رام باململكة العربية الس�عودية هي ظروف التنش�ئة‬
‫األرسية الس�البة الت�ي خربها املعاودون للس�لوك اإلجرام�ي خالل مراحل‬
‫الطفول�ة واملراهق�ة‪ ،‬والس�بب الثاين لالنح�راف لدى الفرد ال�ذي يعيش يف‬
‫ظروف أرسية س�البة‪ .‬أما الس�بب الثالث فهو متصل بمحيط سكن معتادي‬
‫اإلجرام الذي يتصف بالفقر والتخلف من حيث املرافق واخلدمات‪.‬‬
‫كما أجرى العتيب�ي (‪1415‬هـ)دراس�ة حول أثر التأهي�ل املهني داخل‬
‫الس�جون يف احل�د م�ن الع�ود إىل اجلريمة توصل�ت إىل عدة نتائ�ج مثل عدم‬
‫تساوي نسبة املتدربني يف املهن احلرة حيث يظهر عدم اإلقبال عىل بعضها مثل‬
‫النجارة‪ ،‬الس�باكة‪ ،‬احلدادة‪ ،‬وحرص النزالء عىل تعلم مهنة داخل الس�جن‪،‬‬
‫ع�دم حص�ول هؤالء عىل عمل بع�د خروجهم من الس�جن لكوهنم خرجيي‬
‫س�جون‪ ،‬رغبة العائدين إىل اجلريمة يف العمل داخل اإلصالحية وتعلم مهنة‬
‫أكث�ر من رغب�ة النزالء اجل�دد‪ .‬وذكر الباح�ث يف النتائج عدم وج�ود إجابة‬
‫رصحية حول كفاية هذا التدريب لسوق العمل خارج اإلصالحية‪.‬‬
‫ويف دراسة نصيب (‪1416‬هـ) عوامل عدم التكيف االجتامعي للمفرج‬
‫عنه�م وعالقته�ا بالع�ود إىل اجلريمة دراس�ة ميدانية على الن�زالء العائدين‬

‫‪94‬‬
‫باملؤسسة اإلصالحية بقطر توصل إىل جمموعة من النتائج من أبرزها أن نسبة‬
‫(‪)٪72.8‬م�ن املبحوثين غري متعلمين‪ ،‬وأن غالبيتهم م�ن مناطق حرضية‬
‫بنس�بة (‪ ،)٪65.7‬ويقطنون يف أحياء شعبية بنسبة (‪ .)٪85.9‬كام توصلت‬
‫الدراس�ة إىل أن نس�بة (‪ )٪39.4‬م�ن املبحوثين س�جنوا قب�ل ذل�ك ثالث‬
‫م�رات‪ ،‬ونس�بة (‪ )٪33.3‬س�جنوا مرتني‪ ،‬وأن أن�واع اجلرائ�م التي دخلوا‬
‫بس�ببها الس�جن كانت املخ�درات‪ ،‬الرسقة‪ ،‬اجلرائم األخالقية‪ ،‬ش�يكات أو‬
‫تزوير‪ .‬كام كش�فت الدراسة أن ما يقارب نصف املبحوثني (‪)٪41.4‬يرون‬
‫أن املس�ؤوليات األرسية كانت دائام هي الدافع إىل ممارسة السلوك املنحرف‪.‬‬
‫وتوصل�ت الدراس�ة إىل أن نس�بة (‪)٪35.4‬من املس�جونني كان هلم أقارب‬
‫بالس�جن‪ ،‬وكانت نوعية عالقات قرابة السجني هبؤالء هي‪ :‬أخ‪ ،‬أب‪ ،‬خال‪،‬‬
‫ابن خال‪ ،‬ابن األخت‪ ،‬ابن العم‪ .‬وكش�فت الدراس�ة أن نس�بة (‪)٪70.7‬مل‬
‫يع�ودوا إىل عمله�م الس�ابق‪ ،‬وأن الس�بب يف ذلك يرجع إىل النظ�رة الدونية‬
‫م�ن جانب الزمالء للس�جني‪ ،‬ورف�ض أصحاب العمل رجوع الس�جني إىل‬
‫أيضا إىل أن نوعية املش�كالت التي يعانيها‬
‫عمله الس�ابق‪ .‬توصلت الدراس�ة ً‬
‫املس�جونون مرتب�ة حس�ب أمهيته�ا تتلخ�ص يف اآليت‪ :‬انخف�اض املس�توى‬
‫االقتص�ادي ـ وج�ود وق�ت ف�راغ كبري لدهي�م ـ النظ�رة الدونية م�ن جانب‬
‫املجتم�ع ـ مقاطع�ة االق�ارب هل�م ـ أن املس�جون مص�در مش�اكل لألرسة ـ‬
‫فصله من الوظيفة السابقة ـ شعوره بالظلم ـ معاملة الرشطة السيئة ـ التوتـر‬
‫النفيس‪.‬‬
‫مناقشة الدراسات اخلاصة باملحور اخلامس‬
‫من خالل اس�تعراض للدراسات اخلاصة باملحور اخلامس «طابع العود‬
‫للجريمة» تبني ما ييل ‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫ـ إن الع�ود للجريمة له طاب�ع العوامل االجتامعي�ة‪ ،‬وإن العود املتكرر‬
‫هو الش�ائع‪ ،‬وله ارتباط وثيق باملس�توى االقتصادي والنظرة الدونية‬
‫للمجتمع جتاه املجرم‪.‬‬
‫ـ إن املرأة العائدة تكون يف صباها جانحة‪ ،‬وإن املرأة العائدة نش�أت يف‬
‫أرسة متصدعة‪ ،‬ويف ظروف اجتامعية أس�وأ م�ن غري العائدة؛ وهناك‬
‫غالبية عادوا للجريمة أكثر من ثالث مرات‬
‫وتتف�ق تل�ك الدراس�ات م�ع الدراس�ة احلالية يف أهن�ا تتن�اول العوامل‬
‫االجتامعي�ة واالقتصادية التي تؤدي إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي والعود‬
‫ل�ه‪ ،‬وختتلف م�ع بعضه�ا يف طرحها حول التط�رق ملعرفة الس�وابق اجلانحة‬
‫والقديمة التي حدثت ملرتكبة الس�لوك اإلجرام�ي يف الصغر وربطها بالعود‬
‫للجريمة‪.‬‬

‫‪ 6. 3. 2‬الدراسات األجنبية‬
‫أج�رى لكيك وألين�ور (‪1934‬ـ ‪1963‬م) دراس�ة بعن�وان‪« :‬العوامل‬
‫الراجع�ة إىل الع�ود» وأجرى الباحث�ان جمموعة من الدراس�ات عىل «‪»500‬‬
‫ام�رأة جمرم�ة‪ ،‬و(‪ )500‬رجل جم�رم‪ ،‬وقاما بمتابع�ة العينتني لعدة س�نوات‪،‬‬
‫واس�تنتجا عدة حقائ�ق تتعلق بالس�لوك اإلجرامي‪ ،‬نوجز منه�ا ما له عالقة‬
‫بالعود إىل اجلريمة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ الح�ظ الباحثان أن عالقة املبحوثين بعوائلهم هلا أثر يف العود‪ .‬فقد‬
‫الحظا أن نس�بة العود للجريمة بني النس�اء اللوايت كانت عالقاهتن‬
‫العائلي�ة حس�نة تبل�غ ‪ %46‬ونس�بتها بين الرج�ال الذي�ن كان هلم‬
‫عالقات عائلية حسنة بلغت ‪.%22.3‬‬

‫‪96‬‬
‫‪2‬ـ لوحظ أن لس�وء التكي�ف يف العالقات الش�خصية واالجتامعية أثر ًا‬
‫يف الع�ود فق�د بلغت نس�بة العود بني النس�اء الاليت كيفن أنفس�هن‬
‫بش�كل مقبول عىل األقل يف مجيع العالقات الشخصية واالجتامعية‬
‫‪ ،%17.1‬وبين الاليت فش�لن يف التكيف يف واحدة أو أكثر من هذه‬
‫العالقات فإن نس�بة الع�ود بلغت بينهن ‪ .%94.4‬أم�ا بني الرجال‬
‫الذين كانوا ناجحني كلي ًا أو جزئي ًا يف هذه العالقات فإن نسبة العود‬
‫بينه�م بلغ�ت ‪ %26.8‬وبني أولئك الذين فش�لوا يف واحدة أو أكثر‬
‫يف عالقاهتم الشخصية واالجتامعية كانت نسبة عودهتم إىل اجلريمة‬
‫‪.%98.2‬‬
‫كما أج�رى ليتس�ت (‪1963‬م) دراس�ة ح�ول إحصائية ع�ن العود إىل‬
‫اإلج�رام‪ ،‬اس�تهدفت دراس�ة عين�ة تكون�ت م�ن (‪ )579‬حدث ًا م�ن مطلقي‬
‫الرساح للفرتة (‪ 1950‬ـ ‪1958‬م) من مؤسس�ة بريكشير (‪ )Berkshire‬يف‬
‫إنجلرتا‪.‬‬
‫أما النتائج التي توصل إليها الباحث‪ ،‬فهي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الحظ الباحث أن ‪ %54‬من األحداث جاؤوا من مدن يزيد تعدادها‬
‫عن مائة ألف نسمة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ كانت أعىل نسبة جلرائم العود هي الرسقة‪ ،‬فقد بلغت نسبة العائدين‬
‫فيها ‪.%86‬‬
‫‪3‬ـ كما تبين أن هن�اك عالق�ة دالة بين العود ونش�أة احلدث نش�أة غري‬
‫مستقرة بسبب تصدع عائلته‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ 4‬ـ الح�ظ الباح�ث وجود عالق�ة دالة بني العود والعم�ر‪ .‬فقد تبني أن‬
‫األحداث الذين عادوا كانوا من ذوي األعامر الصغرية‪ ،‬س�واء عند‬
‫إيداعهم باملؤسسة أو اإلفراج عنهم‪.‬‬
‫وأج�رى تايل�ر (‪1973‬م) دراس�ة مقارن�ة ألوجه التش�ابه واالختالف‬
‫لألحداث العائدين من الريفيني واحلرضيني يف والية أوكالمها‪.‬‬
‫اخت�ار الباح�ث العينة اعتمادا عىل س�جالت األحداث الذي�ن أودعوا‬
‫املؤسس�ات اإلصالحية يف والي�ة أوكالمه�ا ‪ ،Aklahoma‬وأطلق رساحهم‬
‫رشطي� ًا‪ ،‬أو إطالق� ًا مبارشا للس�نوات‪ .‬بلغ ع�دد احلاالت التي ق�ام الباحث‬
‫بدراس�تها (‪ )172‬حال�ة؛ ويمك�ن إجياز نتائج هذه الدراس�ة بما ييل‪ :‬الحظ‬
‫الباح�ث أن التصدع العائيل‪ ،‬الدخل املت�دين‪ ،‬انفصال الوالدين‪ ،‬اهلروب من‬
‫املدرسة‪ ،‬هي حاالت مر هبا أو عاش يف ظلها األحداث العائدون من الريف‬
‫واحلرض‪ ،‬بنسبة أقل للريفيني‪ .‬فقد الحظ الباحث أن ‪ %85‬من العينة الريفية‬
‫كان س�بب عودها هو نقص الربامج اإلصالحية‪ ،‬عدم معاجلتها عىل أس�س‬
‫منتظمة مقارنة باحلرضيني‪.‬‬
‫أج�رى كول�ن (‪1999‬م) دراس�ة عىل جمموع�ة من الس�جناء املرتكبني‬
‫جرائ�م خطرية ملعرفة تأثري الربامج اإلصالحية داخل الس�جون عىل س�لوك‬
‫العود لدهيم بعد تطبيق برامج خاصة عليهم للتأهيل أثناء السجن؛ وتوصلت‬
‫الدراس�ة إىل عدم عودة أي منهم للس�جن مرة أخرى خالل س�نه من تاريخ‬
‫اإلفراج‪.‬‬
‫كما أج�رت فنج (‪1997‬م) دراس�ة توصل�ت يف خالهل�ا إىل أن إطالق‬
‫أمرا مفي�دا لألرسة والفرد املعت�دي‪ ،‬كون النزيالت‬
‫الرساح املشروط يعترب ً‬
‫الالئي ليس عندهن االس�تعداد الفطري نحو العودة إىل الس�جن هن الالئي‬

‫‪98‬‬
‫يمكن إطالق رساحهن املرشوط‪ .‬ظل أخصائيو علم اجلريمة يبذلون جهودا‬
‫للتفري�ق بين النزيالت الراغبات يف العود إىل الس�جن والالئي عندهن امليل‬
‫إىل الع�ودة إىل احلي�اة الطبيعي�ة‪ .‬ومل يت�م التوصل إىل أفضل الوس�ائل لتقدير‬
‫س�لوك النزيالت يف املس�تقبل‪ .‬وهذه الدراس�ة مهمة عىل طريق االس�تمرار‬
‫يف البح�ث عن النزيالت املس�تحقات إلطالق الرساح املرشوط من النس�اء‬
‫فق�ط‪ .‬تم تطبيق عدة معايري إحصائية ملتابعة املتغريات التي يمكن من خالهلا‬
‫التميي�ز‪ .‬كان آخر اخلطوات ه�و االنحدار املنطقي الذي ق�اد إىل نتائج توقع‬
‫عىل مخسة من املتغريات هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التاريخ اإلجرامي‪.‬‬
‫‪2‬ـ العمر عند االعتقال ألول مرة‪.‬‬
‫‪3‬ـ تاريخ تعاطي املخدرات‪.‬‬
‫‪4‬ـ اجلريمة احلالية‪.‬‬
‫‪5‬ـ املس�توى التعليمي‪ .‬تتسق النتيجة مع الدراسات السابقة حول توقع‬
‫احتماالت الع�ودة إىل الس�جن‪ .‬كانت النتائ�ج املميزة يف الدراس�ة‬
‫احلالية عىل النحو التايل‪:‬‬
‫أ ـ ط�ول الفرتة الزمنية يف الس�جن قبل إطلاق الرساح املرشوط هلا‬
‫تأثري عىل الرغبة يف العودة إىل السجن‪.‬‬
‫ب ـ طول الفرتة الزمنية التي مكثتها النزيلة يف الس�جن (بني ‪ 12‬إىل‬
‫ش�هرا)قبل إطالق الرساح املرشوط ال تقلل من احتامالت‬ ‫ً‬ ‫‪18‬‬
‫العود ة إىل السجن يف املستقبل‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫جـ ـ الفرتة الزمنية اإلضافية يف السجن قبل إطالق الرساح املرشوط‬
‫هلا تأثري تثبيطي‪.‬‬
‫د ـ احلال�ة االجتامعية‪ ،‬االعتقادات الدينية‪ ،‬ووجود أطفال يعتمدون‬
‫عىل النزيلة كلها ال متنع النزيلة من العودة إىل عامل اجلريمة‪.‬‬
‫أج�رت وي�زي (‪1997‬م) دراس�ة ع�ن‪« :‬نزيلات الس�جون‪ :‬الذن�ب‬
‫والصدمة والتفكري يف العودة إىل السجن»‪ ،‬حاولت فيها التحقق من فرضيتني‬
‫مبنيتني عىل نظرية التحكم‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬النس�اء الاليت تعرضن لسوء معاملة أو حترش من قبل الرجال (جتاهل‪،‬‬
‫حترش جنيس أو بدين أو مزيج منهام) الالئي تعودن عىل حياة السجن‬
‫يش�عرن بدرج�ة أعىل م�ن الذنب من النس�اء الالئي ليس هل�ن تاريخ‬
‫مماثل‪.‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬النس�اء الالئي يملن إىل تفضيل العودة إىل حياة الس�جن أكثر عاطفة من‬
‫النس�اء الالئي ال تاريخ هلن يف الرتدد عىل الس�جون‪ .‬املش�اركات كن‬
‫‪ 44‬م�ن نزيالت الس�جن‪ ،‬الالئ�ي خيدمن مدة س�جن‪ ،‬وجمموعة من‬
‫‪12‬من النس�اء من غري املرتددات عىل الس�جن ممن يقضني فرتة متابعة‬
‫قبل إطالق رساحهن‪ .‬تم توزيع س�ت اس�تبانات‪ :‬استبانة املعلومات‬
‫الذاتي�ة‪ ،‬ومقي�اس التح�رش‪ ،‬أع�راض التبادل‪ ،‬اس�تبانة اإلحس�اس‬
‫بالذن�ب اس�تبانة التحرر من اخلط�أ واختبار الوعي ال�ذايت وتأثرياته‪.‬‬
‫البيانات تم حتليلها؛ وقد تبع ذلك إجراء اختبارات للعينات املستقلة‪،‬‬
‫والتي تم اختبارها للتقابل بني وسائط من أربعة عوامل مشتقة مجاعيا‪.‬‬
‫تم تأكيد الفرضيتني من خالل الدراس�ة‪ .‬الرتدد عىل الس�جن كان أكثر‬
‫وضوحا يف أعراض اإلحس�اس ال�ذايت بالذنب‪ .‬هذه النتائ�ج تدعم النظرية‬
‫ً‬

‫‪100‬‬
‫الت�ي ترى أن املرأة أكثر تقدما يف التخلص من الصدمة‪ ،‬وبالتايل فإن أعراض‬
‫اإلحساس بالذنب تكون عندها أقل تأثريا‪.‬‬
‫أجرت ريتجر (‪1998‬م) دراس�ة ع�ن‪« :‬التحقق من خماطر واحتياجات‬
‫النزيلات ممن عندهن اس�تعداد للعودة إىل الس�جن من النس�اء»‪ .‬تم تصميم‬
‫ه�ذه الدراس�ة من أجل حتدي�د معدالت االس�تعداد الفطري نح�و العود إىل‬
‫الس�جن لتحديد املخاط�ر واالحتياجات للنزيلات املعتديات خالل مخـس‬
‫سـنوات من املتابـعة‪ .‬كانت نـسـبة (‪ )٪46.5‬من بني ‪ 441‬من النزيالت يف‬
‫س�جن أونتاريو عندهن الرغبة يف العودة إىل السجن ممن شاركن يف الدراسة؛‬
‫بينام تبني أن حوايل (‪ )14.3‬عندهن االستعداد للعود إىل ارتكاب اجلريمة‪.‬‬
‫أظهر التحليل أن النس�اء من نزيلات اإلصالحيات كن أعىل درجة من‬
‫النس�اء الالئي يقضني العقوبة يف الس�جن ممن تم تقيي�م حاالهتن عىل مقياس‬
‫اإلرشاف ألندروز ‪1982‬م‪.‬‬
‫كما أن مع�دالت الرغب�ة يف الع�ودة إىل الس�جن كان�ت أعىل عىل س�لم‬
‫املقاييس واملقاييس الفرعية‪ .‬بالتحديد فإن س�جل املعدالت للنزيالت الالئي‬
‫عندهن االس�تعداد للعودة إىل الس�جن كان ضمن احلدود العليا‪ ،‬عىل أساس‬
‫املقاييس األخرى املس�تخدمة يف الدراسة‪ ،‬مثل سجل االجتاهات ‪ /‬املخاطر‪،‬‬
‫س�جل تاريخ اجلريمة ‪ /‬املراف�ق‪ ،‬ومقياس األنامط غير االجتامعية‪ .‬تتفاوت‬
‫هذه املتغريات أيضا بني النس�اء الالئي عندهن االس�تعداد للعودة إىل العنف‪،‬‬
‫والالئي ليس عندهن اس�تعداد‪ .‬األكثر إث�ارة أن خربات الطفولة‪ ،‬ومتغريات‬
‫اجلن�س‪ ،‬مث�ل التحرش اجلنسي‪ ،‬أو تاري�خ اإلصابة‪ ،‬أو وض�ع األبوين كلها‬
‫كانت عوامل أدت إىل التفاوت بني معدالت النس�اء الالئي عندهن اس�تعداد‬
‫للع�ودة إىل الس�جن‪ ،‬والالئ�ي ليس عندهن االس�تعداد‪ .‬عموما ف�إن النتائج‬
‫تدع�م فرضي�ة حتدي�د املخاط�ر‪ ،‬واحتياج�ات امل�رأة النفس�ية‪ ،‬واالجتامعية‪،‬‬

‫‪101‬‬
‫واالقتصادي�ة‪ .‬كما أن النتائ�ج توفر م�ؤرشات لتنمية برام�ج اجتامعية ملقابلة‬
‫حاجات النساء بعد إطالق رساحهن من السجون‪.‬‬
‫كام أجـرى نانـس (‪2002‬م) دراسـة حـول الفـروق يف مستوى العـود‬
‫للس�لوك اإلجرامـ�ي بني جمموعتين مـن الس�جناء إحدامها تلقـ�ت عقوبـة‬
‫الس�جن عـ�ن طري�ق خدمـ�ة املجتمـ�ع واحلبس املن�زيل‪ ،‬واألخـ�رى تلقت‬
‫العقـوب�ة داخل الس�جن‪ .‬وتوصلت الباحث�ة إىل انخفاض مس�تويات العود‬
‫للسلوك اإلجرامي للفئة األوىل‪.‬‬
‫ويف دراس�ة أجراه�ا دني�ل (‪2003‬م) تن�اول فيها تأثري أنماط احلياة عىل‬
‫الع�ود للجريمة من قبل مدمني املخدرات عىل عينة بلغت (‪)577‬من مدمني‬
‫املخدرات؛ وقد توصل إىل أن العقوبات الشديدة‪ ،‬واالتصال باألهل‪ ،‬وزواج‬
‫املدمن‪ ،‬ووجود وظيفة مجيعها عوامل غري مؤثرة عىل مستويات العود بالنسبة‬
‫ملدمني املخدرات‪ .‬كام توصل إىل أن األش�خاص يتشاهبون يف نسب العود مع‬
‫أن طبيعة حياة كل منهم خمتلفة‪.‬‬
‫كام أجرت ورد (‪2003‬م) دراس�ة توضيحية هبدف التحقق من املس�ائل‬
‫ذات الصلة بالنس�اء من نزيالت إصالحية مؤسس�ة كاليفورنيا‪ .‬حاولت هذه‬
‫الدراس�ة اختب�ار العالق�ة بني النس�اء من نزيالت الس�جون بأطف�ال وبدون‬
‫أطف�ال‪ .‬وق�د ركزت هذه الدراس�ة على الرتابط بين األمومة‪ ،‬ن�وع اجلريمة‬
‫والن�زوع للع�ودة إىل اإلج�رام‪ .‬تم تقييم عينة من س�جن النس�اء‪ ،‬م�ع اعتبار‬
‫العوام�ل الديموجرافية‪ ،‬تاريخ األنثى‪ ،‬العوامل املس�ببة لزيادة أعداد النس�اء‬
‫م�ن مرتادات الس�جون‪ ،‬حمافظة األم عىل االتصال ب�األرسة واألطفال خالل‬
‫فترة البقاء يف الس�جن أيضا تعرضت للتقيي�م‪ .‬جمُ عت البيان�ات الثانوية عرب‬
‫مقابلات ش�خصية‪ .‬تكون�ت العينة من ‪ 294‬م�ن نزيالت أربع مؤسس�ات‬
‫إصالحي�ة يف والي�ة كاليفورني�ا‪ُ .‬طبق التحلي�ل اإلحصائي الختب�ار فرضية‬

‫‪102‬‬
‫العالق�ة بني األموم�ة‪ ،‬نوع اجلريمة املرتكب�ة والنزوع يف العودة إىل الس�جن‪.‬‬
‫مع أن البيانات ال تدعم بعض الفرضيات فإن هناك عالقة إحصائية قوية بني‬
‫األمومة والنزوع للعودة إىل السجن‪.‬‬
‫التعليق عىل الدراسات السابقة‬
‫يلح�ظ من تأمل األدبيات اخلاصة بموضوع العود إىل اجلريمة أن أغلب‬
‫الدراسات التي أجريت يف املجتمع السعودي كانت عىل األحداث أو الذكور‬
‫كبريا يف جانب الدراس�ات التي تناولت‬ ‫نقصا ً‬
‫بصف�ة خاصة‪ ،‬مما جيعل هن�اك ً‬
‫املرأة؛ باستثناء دراسة الدورسي (‪ 1416‬هـ) ـ عىل حد علم الباحثة ـ والتي‬
‫تتمثل مش�كلة الدراس�ة لدهي�ا يف ظاهرة الع�ود للجريمة‪ ،‬والعوام�ل املؤدية‬
‫إليها بالنس�بة للنزيالت‪ ،‬س�واء العوامل املوجودة يف البيئة الداخلية للس�جن‬
‫بام تتضمنه من أس�اليب للمعاملة داخل الس�جن‪ ،‬والعالق�ات بني النزيالت‬
‫أنفس�هن داخ�ل الس�جن؛ العوام�ل املوج�ودة يف البيئ�ة اخلارجي�ة للنزيالت‬
‫م�ن مجي�ع اجلوانب االجتامعي�ة واالقتصادية‪ ،‬وإىل أي مدى تس�هم يف العودة‬
‫للجريم�ة‪ ،‬باإلضاف�ة إىل التع�رف عىل العوام�ل الذاتية للنزيلات فيام يتعلق‬
‫بالسمات اجلس�مية‪ ،‬األمراض العقلية والنفس�ية واجلس�مية‪ .‬وهذه الدراسة‬
‫ختتل�ف عن دراس�تنا احلالي�ة يف عدة جوان�ب‪ ،‬منها تركيزها على عوامل بيئة‬
‫الس�جن الداخلية‪ ،‬والعالقات بني النزيالت أنفس�هن داخل السجن‪ .‬كذلك‬
‫ختتلف عن دراس�تنا يف أهنا ركزت عىل عوامل ذاتية بحتة كالسمات اجلسمية‪،‬‬
‫واألم�راض العقلي�ة والنفس�ية واجلس�مية‪ .‬وتتش�ابه م�ع دراس�تنا احلالية يف‬
‫تعرضه�ا لبعض اجلوانب االجتامعي�ة واالقتصادية‪ ،‬وإىل أي مدى تس�هم يف‬
‫العودة للجريمة‪.‬‬
‫وإلن كان�ت هن�اك دراس�ات تناول�ت جان�ب الع�ود عن�د امل�رأة فهذه‬
‫الدراس�ات تم إجراؤها يف جمتمعات ختتلف يف بنائها االجتامعي عن املجتمع‬

‫‪103‬‬
‫الس�عودي‪ .‬فالدراس�ات العربية تأخذ طابع اخلصوصي�ة للبالد التي أجريت‬
‫بع�دا خمتل ًفا عن الدراس�ات‬
‫فيه�ا‪ .‬والدراس�ات األجنبي�ة أخ�ذت يف جمملها ً‬
‫األخ�رى‪ ،‬س�واء حملي�ة أو عربية‪ ،‬كوهن�ا رك�زت يف جمملها عىل دراس�ة تأثري‬
‫برامج معينة عىل سلوك العود لدى النزالء‪ .‬وبذلك فإن الدراسة احلالية تعترب‬
‫إضافة ملا س�بق من الدراس�ات‪ ،‬وذلك من خالل حتديد موضع هذه الدراسة‬
‫بالنس�بة للدراسات الس�ابقة‪ .‬كام أن الباحثة استفادت من تلك الدراسات يف‬
‫حتديد اإلطار النظري لدراس�تها‪ ،‬ما ساعد تلك الدراسات يف إثراء األدبيات‬
‫اخلاص�ة بالدراس�ة‪ ،‬كام س�امهت يف وضع اإلج�راءات املنهجية الت�ي اتبعتها‬
‫وحتديدها‪ ،‬وكذلك يف تصميم أداة الدراسة (االستبيان) التي تستخدم يف مجع‬
‫املادة ميدانيا‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫إجراءات الدراسة املنهجية‬

‫‪105‬‬
106
‫‪ . 3‬إجراءات الدراسة املنهجية‬
‫متهيد‬
‫الب�د أن تنطل�ق أي دراس�ة موضوعية من أس�اس علم�ي‪ ،‬حتى تكون‬
‫النتائ�ج موضوعي�ة‪ ،‬وقابل�ة للتعمي�م على املجتم�ع‪ .‬وتتوق�ف اإلجراءات‬
‫املنهجي�ة للدراس�ة عىل اخلطوات الس�ابقة هلا‪ ،‬وتتحدد تل�ك اإلجراءات يف‬
‫ضوء صياغة مش�كلة الدراس�ة‪ ،‬وأهدافها‪ ،‬وحتديد املفاهيم املستخدمة فيها‪،‬‬
‫وم�ا مت�ت مراجعت�ه واس�تقصاؤه عن م�ا كتب ع�ن الظاهرة من أط�ر نظرية‬
‫واجتاهات فكرية‪ ،‬يف إطار معاجلة الظاهرة‪ ،‬والظواهر املش�اهبة هلا‪ ،‬ويف ضوء‬
‫ما تم حتديده من تس�اؤالت يش�كل اإلجابة عليها حتقيق األهداف الرئيس�ة‬
‫للدراسة‪.‬‬
‫ويف ه�ذا الفص�ل س�يقترص احلديث عىل اإلج�راءات املنهجي�ة التي تم‬
‫اتباعها لإلجابة عىل تس�اؤالت الدراس�ة‪ ،‬وحتقيق أهدافها‪ ،‬ومناقشة األبعاد‬
‫واالعتب�ارات املتبع�ة يف س�بيل حتقيقه�ا‪ .‬وبنا ًء على ذلك‪ ،‬ف�إن اإلجراءات‬
‫املنهجي�ة التي تم اتباعها لتحقيق أهداف الدراس�ة واإلجابة عىل تس�اؤالهتا‬
‫متثلت يف اآليت‪:‬‬
‫ـ نوع الدراسة‪.‬‬
‫ـ منهج الدراسة‪.‬‬
‫ـ جمتمع الدراسة وعينتها‪.‬‬
‫ـ وحدة التحليل‪.‬‬
‫ـ حدود الدراسة‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫ـ أدوات مجع البيانات‪.‬‬
‫ـ خطة مجع البيانات‪.‬‬
‫ـ األسلوب اإلحصائي املستخدم يف التحليل‪.‬‬

‫‪ 1. 3‬نوع الدراسة‬
‫تدخل هذه الدراس�ة ـ من حيث النوع ـ يف إطار البحوث والدراس�ات‬
‫الوصفية‪ ،‬التي تس�تهدف تصوير وحتليل وتقوي�م خصائص ظاهرة معينة أو‬
‫موقف معني يغلب عليه صفة التحديد‪ ،‬وتعتمد عىل مجع البيانات وتفسريها‬
‫م�ن أجل الوصول إىل تعميامت بش�أن املوقف أو الظاهرة املدروس�ة‪ ،‬وذلك‬
‫هب�دف احلص�ول على معلوم�ات كافي�ة ودقيق�ة عنه�ا‪ .‬وتتجه الدراس�ات‬
‫الوصفي�ة إىل التحلي�ل الكم�ي والكيفي للظاه�رة‪ ،‬وحرص العوامل املس�ببة‬
‫للظاهرة‪ ،‬واآلثار املرتتبة عليها (احليزان‪1998 ،‬م‪.)20 :‬‬
‫وتس�عى هذه الدراس�ة إىل معرف�ة اخلصائص االجتامعي�ة واالقتصادية‬
‫للعائ�دات للجريمة‪ ،‬وذلك هبدف معرف�ة العوامل املؤدية إىل ذلك‪ ،‬ومعرفة‬
‫م�دى حدهت�ا وتفاوهت�ا م�ن فئ�ة ألخ�رى‪ ،‬ومعرف�ة م�دى ارتب�اط العوامل‬
‫االجتامعي�ة والثقافية واالقتصادي�ة هبا‪ ،‬وذلك من أجل فهم العود للجريمة‪،‬‬
‫للحد منها‪ ،‬أو حماولة التقليل منها‪ ،‬أو القضاء عليها‪.‬‬

‫‪ 2. 3‬منهج الدراسة‬
‫املنهج يف اللغة‪ :‬الطريق‪ ،‬أي وضح واستبان وصار منهج ًا واضح ًا بينا؛‬
‫واملنهاج‪ :‬الطريق الواضح‪ .‬وعىل هذا فاملنهج واملنهاج بمعنى واحد‪ ،‬واملنهج‬
‫اصطالح� ًا «ه�و الطريق املؤدي إىل الكش�ف عن احلقيقة بواس�طة طائفة من‬

‫‪108‬‬
‫القواع�د العامة هتيمن عىل سير العقل وحتدد عملياته حت�ى يصل إىل نتيجة‬
‫معلومة» (الشنقيطي‪1998 ،‬م‪11 :‬ـ‪.)15‬‬
‫تعب عن جمموعة القواعد‬
‫وإذا أخذنا كلمة منهج‪ ،‬بمفهومها العام‪ ،‬فإهنا رِّ‬
‫الت�ي تقود خطوات التفكري العقيل يف س�عيه نحو الكش�ف عن نتيجة أو عن‬
‫نتائج معينة‪ ،‬فهو إذ ًا رضوري يف أي جمال علمي (إبراهيم‪1988 ،‬م‪.)110 :‬‬
‫ويع�د املنه�ج العلم�ي ه�و اإلط�ار املوضح ملس�ار الدراس�ة أو البحث‬
‫لتحقيق أهدافه‪ ،‬واختبار فروضه أو تس�اؤالته‪ .‬وعىل ذلك فهو طريقة علمية‬
‫منظمة لتقيص الوقائع‪.‬‬
‫وتقوم هذه الدراس�ة عىل اس�تخدام املنه�ج الوصف�ي التحلييل بوصفه‬
‫املنهج املالئم لطبيعة الدراسة وتساؤالهتا‪ .‬‬
‫وحيث إنه تم حتديد اهلدف الرئيس من هذه الدراسة يف معرفة اخلصائص‬
‫االجتامعية واالقتصادية للعائدات للجريمة‪ ،‬لذا س�وف تكون هذه الدراسة‬
‫دراس�ة كش�فية تتبع املنهج الوصفي لإلجابة عىل تس�اؤالت الدراسة‪ .‬ويعد‬
‫املنهج الوصفي من أنسب املناهج هلذا النوع من الدراسات االجتامعية‪ ،‬وهو‬
‫م�ن املناهج الس�ائدة واملتبعة يف هذا النوع من الدراس�ات ليمهد لدراس�ات‬
‫أكثر تعمق ًا يف املجال نفسه‪.‬‬
‫واملنه�ج الوصف�ي ه�و طريقة يعتم�د عليه�ا الباح�ث يف احلصول عىل‬
‫معلومات دقيقة‪ ،‬تصور الواقع االجتامعي‪ ،‬وتس�هم يف حتليل ظواهره‪ ،‬ومن‬
‫أهداف�ه مجع املعلومات الدقيقة ع�ن مجاعة أو جمتمع‪ ،‬أو ظاهرة من الظواهر‪،‬‬
‫وصياغة عدد من التعميامت أو النتائج التي يمكن أن تكون أساس ًا يقوم عليه‬
‫تص�ور نظري حمدد لإلصالح االجتامعي‪ ،‬ووضع جمموعة من التوصيات أو‬
‫القضاي�ا العلمي�ة الت�ي يمكن أن ترش�د السياس�ة االجتامعية يف ه�ذا املجال‬
‫(حممد‪1982 ،‬م‪.)164 :‬‬

‫‪109‬‬
‫وعليه فإن هذا البحث يدخل يف إطار البحوث الوصفية التي تستهدف‬
‫تصوير وحتليل وتقويم خصائص جمموعة معينة‪ ،‬أو موقف معني يغلب عليه‬
‫صف�ة التحدي�د‪ ،‬وذلك هبدف احلص�ول عىل معلوم�ات كافي�ة ودقيقة عنها‬
‫(احليزان‪1998 ،‬م‪.)20 :‬‬
‫لذا تس�تخدم هذه الدراس�ة الطريقة الوصفية أو املنه�ج الوصفي‪ ،‬ألنه‬
‫األنسب ملثل هذا النوع من الدراسات والبحوث‪.‬‬

‫‪ 3 .3‬جمتمع الدراسة‬
‫يع�رف جمتمع البح�ث بأنه‪ :‬جتمع ألفراد وأش�ياء تشترك يف خصائص‬
‫معين�ة هتم الباح�ث‪ .‬أو بعبارة أخرى هو جمموع وح�دات البحث التي نريد‬
‫احلصول عىل بيانات منها أو عنها‪ ،‬وقد يكون جمتمع البحث وحدات إدارية‪،‬‬
‫أو منش�آت اقتصادي�ة‪ ،‬أو مؤسس�ات تعليمي�ة‪ ،‬أو أف�رادا أو مجاعات‪...‬الخ‬
‫(اهلاميل‪1994 ،‬م‪.)158 :‬‬
‫تبي‬
‫يع�رف «أونجل» جمتمع البحث بأنه عبارة ع�ن وضع احلدود التي نّ‬
‫معامل الظاهرة التي يراد دراستها وتفسريها بطريقة علمية‪ ،‬ولكي يكون بحث‬
‫الظاهرة املراد دراس�تها بطريقة كافية ومنظم�ة؛ فإن الباحث حيتاج إىل حرص‬
‫الظاهرة املراد دراستها بصورة دقيقة (أونجل‪1983 ،‬م‪140 :‬ـ‪.)141‬‬
‫وبعي�د ًا عن التعريفات املختلفة ملجتم�ع البحث‪ ،‬فإن املقصود بمجتمع‬
‫البح�ث يف الدراس�ات االجتامعية هو مجي�ع مفردات الظاهرة التي يدرس�ها‬
‫الباحث‪.‬‬
‫ولتأمين املعلومات والبيان�ات الالزمة إلنجاز هذه الدراس�ة‪ ،‬لتحقيق‬
‫أهدافها واإلجابة عىل تس�اؤالهتا‪ ،‬فإن جمتمع البحث يف هذه الدراسة يتكون‬

‫‪110‬‬
‫م�ن مجيع مرتكب�ات اجلنح اإلجرامي�ة للعائدات وغري العائ�دات يف كل من‬
‫س�جني الرياض‪ ،‬ومدينة ج�دة‪ ،‬كون املدينتني من امل�دن الكبرية يف اململكة‪،‬‬
‫وذات الكثافة الس�كانية العالية‪ ،‬وبالتايل يتفاوت جمتمعها تبع ًا لذلك‪ ،‬س�وا ًء‬
‫من الناحية االجتامعية أو االقتصادية‪ ،‬أو غريها‪ .‬وحسب إحصائيات املديرية‬
‫العام�ة للس�جون ب�وزارة الداخلي�ة فق�د بلغ عدد الس�جينات الس�عوديات‬
‫املوقوف�ات لع�ام (‪1428‬ه�ـ) (‪ )321‬س�جينة‪ ،‬يف حين بل�غ الع�دد لع�ام‬
‫(‪1429‬ه�ـ) (‪ )312‬س�جينة‪ .‬أم�ا املوقوف�ات األجنبيات فق�د بلغ عددهن‬
‫لع�ام (‪1428‬هـ) (‪ )2981‬س�جينة‪ ،‬يف حني بلغ عدده�ن لعام (‪1429‬هـ)‬
‫ال مجي�ع األع�داد‬‫(‪ )2975‬س�جينة‪ .‬وعلي�ه س�يكون جمتم�ع البح�ث ش�ام ً‬
‫املوجودة وقت إجراء الدراسة‪ .‬‬

‫‪ 4. 3‬عينة الدراسة‬
‫تعرف العينة بأهنا جزء من جمتمع البحث‪ ،‬يتم اختيارها بطريقة عشوائية‬
‫بحيث مت ِّثل اخلصائص العامة للمجتمع املدروس (اهلاميل‪1994 ،‬م‪.)158 :‬‬
‫وبام أن هذا البحث قام عىل اس�تخدام املنهج الوصفي‪ ،‬والذي تتم مجع‬
‫البيانات فيه عن طريق أخذ عينة عشوائية من املجتمع املدروس‪ ،‬األمر الذي‬
‫يتطلب وجود إطار معاينة يتم س�حب العينة العش�وائية منه‪ .‬وبام أنه يصعب‬
‫يف ه�ذه الدراس�ة حتديد إط�ار ملعاينة العائ�دات للجريمة ك�ون هناك فرتات‬
‫يق�ل فيها العود للجريمة حس�ب العفو الذي يس�بق فرتة مج�ع البيانات‪ ،‬كام‬
‫يف ه�ذه الدراس�ة‪ ،‬وكذلك ألن اخل�روج والدخول للعائ�دات للجريمة يتم‬
‫بش�كل يوم�ي‪ ،‬لذا تعتمد هذه الدراس�ة يف مجع بياناهتا عىل أس�لوب العينة‪،‬‬
‫بدالً من املس�ح الش�امل‪ ،‬وذلك نظر ًا لظروف جمتمع الدراسة السابقة الذكر‬
‫وخصائصها‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ووفق ًا لألس�باب الس�ابقة الذكر فقد قامت الباحثة بتوزيع عدد (‪)400‬‬
‫اس�تبانة عىل عينة الدراس�ة يف كل من س�جني الرياض وجدة عاد منها عدد‬
‫(‪ )330‬اس�تبانة‪ .‬بعد ذلك اس�تبعدت الباحثة بعض االس�تبانات غري اجلادة‬
‫يف إجاباهت�ا‪ ،‬أو غير املكتمل�ة اإلجابات‪ ،‬وبلغ عدد االس�تبانات املس�تبعدة‬
‫(‪ )120‬اس�تبانة‪ ،‬وسبب اس�تبعاد هذا العدد الكبري نتيجة خلوف املبحوثات‬
‫م�ن اإلجاب�ة عىل حماور االس�تبانة وأس�ئلتها‪ .‬فق�د حتفظ عدد كبير منهن يف‬
‫اإلجابة عليها‪ .‬وبلغ حجم عينة الدراس�ة الفعيل (‪ )210‬من العائدات وغري‬
‫العائ�دات‪ ،‬منها عدد (‪ )110‬اس�تامرات يف مدينة الري�اض (‪ )60‬منها لغري‬
‫العائ�دات‪ ،‬يف حني بلغ عدد العائدات للجريمة (‪ )50‬عائدة‪ ،‬وعدد (‪)100‬‬
‫مفردة من مدينة جدة مقس�مة بالتس�اوي (‪ )50‬منها عائدات‪ ،‬ونفس العدد‬
‫لغري العائدات‪.‬‬

‫‪ 5. 3‬وحدة التحليل‬
‫ونظر ًا ألن هذا البحث يس�عى إىل تقيص املعلومات املتعلقة باخلصائص‬
‫االجتامعي�ة واالقتصادي�ة للعائدات للجريمة‪ ،‬فإن وح�دة التحليل هنا هي‪:‬‬
‫«مجيع النس�اء املرتكبات للجريمة ألول مرة والعائدات هلا يف كل من سجني‬
‫الرياض وجدة وقت إجراء الدراسة»‪.‬‬

‫‪ 6. 3‬حدود الدراسة‬
‫حددت هذه الدراس�ة بعدد م�ن املحددات البرشي�ة واملكانية والزمانية‬
‫واملوضوعية كالتايل‪:‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ 1. 6. 3‬احلدود البرشية‬
‫تقتصر ه�ذه الدراس�ة على النس�اء الس�جينات املرتكب�ات للجريم�ة‬
‫والعائدات هلا يف جمتمع اململكة العربية السعودية بجميع مستوياهتن العمرية‪،‬‬
‫رشيطة أن يكن قد سبق هلن ارتكاب سلوك إجرامي أو العود له‪.‬‬

‫‪ 2. 6. 3‬احلدود املكانية‬
‫يقص�د باحلدود املكانية للدراس�ة‪ ،‬النط�اق املكاين الذي جت�ري الباحثة‬
‫داخل�ه الدراس�ة امليدانية‪ .‬واحلدود املكانية هلذه الدراس�ة مها س�جنا مدينتي‬
‫الرياض وجدة يف اململكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ 3. 6. 3‬احلدود الزمانية‬
‫ح�دد املجال الزمني هلذه الدراس�ة بالفترة التي تم فيه�ا تطبيق أدوات‬
‫الدراس�ة‪ ،‬وهي الفرتة املمتدة من شهر (رجب‪ ،‬وحتى هناية شهر ذي القعدة‬
‫من العام ‪1429‬هـ)‪.‬‬

‫‪ 4. 6. 3‬احلدود املوضوعية‬
‫تنحصر هذه الدراس�ة يف موضوعها عىل تن�اول اخلصائص االجتامعية‬
‫واالقتصادي�ة ملرتكب�ات اجلريم�ة والعائدات هل�ا بجميع مراحله�ن العمرية‬
‫بمدينة الرياض وجدة‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ 7. 3‬التعريف اإلجرائي ملتغريات الدراسة‬
‫تنقس�م املتغيرات يف البح�وث االجتامعية إىل نوعني‪ :‬مس�تقلة وأخرى‬
‫تابع�ة‪ .‬فاملتغريات التي تعكس الظاهرة املراد بحثها ودراس�تها‪ ،‬يطلق عليها‬
‫املتغيرات التابع�ة‪ .‬أما املتغريات التي هيدف الباحث إىل تفسيرها من خالل‬
‫حتدي�د أث�ر املتغريات الت�ي تؤثر عليه�ا‪ ،‬أو حتدده�ا أو ترتبط هب�ا بصورة أو‬
‫بأخرى‪ ،‬فتسمى املتغريات املستقلة‪.‬‬
‫ونظر ًا ألن هذه الدراسة هتدف إىل دراسة ومعرفة اخلصائص االجتامعية‬
‫واالقتصادي�ة للعائ�دات للجريم�ة‪ ،‬ف�إن املتغري التاب�ع هو «متغير العوامل‬
‫االجتامعي�ة واالقتصادية» للعائ�دات للجريمة‪ .‬أما املتغريات املس�تقلة فهي‬
‫اخلصائص الشخصية للعائدات للجريمة‪.‬‬
‫وفيام ييل تعريف إجرائي لكل متغري من املتغريات عىل حدة‬

‫‪ 1. 7. 3‬املتغري التابع‬
‫وه�و البيانات التي تتعلق بالعوامل االجتامعي�ة واالقتصادية ملرتكبات‬
‫اجلريمة والعائدات هلا‪ ،‬وهي املتغريات التي تس�عى الدراس�ة لتفسيرها من‬
‫خلال املتغريات املس�تقلة املرتبطة هبا‪ .‬وتم قياس ه�ذه املتغريات من خالل‬
‫استخدام أساليب القياس املعروفة‪ ،‬وهو التدرجيي والنسبي‪ ،‬وجتيب املبحوثة‬
‫عن كل عبارة من عباراته وفق ًا ملقياس متدرج (انظر امللحق رقم (‪ )1‬استبانة‬
‫الدراسة)‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ 2. 7. 3‬املتغريات املستقلة‬
‫وهي املتغريات التي ينظر إليها عىل أهنا هي املتغريات املس�ببة أو املؤثرة‬
‫يف حدوث املتغري التابع‪ ،‬واملتغريات املستقلة يف هذه الدراسة‪ ،‬هي اخلصائص‬
‫الش�خصية للعائدات للجريمة وتتمثل هذه املتغريات يف العوامل الشخصية‬
‫م�ن أرسي�ة واقتصادي�ة وثقافية وس�يتم قياس ه�ذه املتغريات عىل املس�توى‬
‫األول والث�اين من مس�تويات القياس‪ ،‬وهي االس�مي والرتتيبي‪ ،‬وذلك عن‬
‫طري�ق إجابة املبحوثات على عدد من العبارات التي تقيس كل بعد أو عامل‬
‫من هذه العوامل‪ ،‬انظر (امللحق رقم ‪ 1‬استبانة الدراسة)‪.‬‬

‫‪ 8. 3‬أداة مجع البيانات‬


‫تعترب وس�يلة مجع البيانات من أهم مراحل اإلج�راءات املنهجية يف كل‬
‫بح�ث‪ ،‬وبواس�طتها‪ ،‬وعن طريق حس�ن اختياره�ا‪ ،‬وتصميمه�ا‪ ،‬يمكن أن‬
‫تصب�ح معلومات البحث عىل درجة كبرية من املوضوعية‪ ،‬وأن ختدم أهداف‬
‫البحث‪ ،‬وجتيب عىل أسئلته املختلفة‪.‬‬
‫وجلمع البيانات الالزمة هلذا البحث تم تصميم أداة الدراس�ة (استبانة)‬
‫تس�تطيع أن تعك�س واق�ع املش�كلة من ناحي�ة‪ ،‬وجتيب عىل تس�اؤالت هذه‬
‫الدراسة من ناحية أخرى‪ ،‬وقد مر تصميم هذه األداة بعدة مراحل‪ ،‬هي‪:‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬وضع التصور املبدئي لألداة‬
‫وضعت الباحثة تصور ًا مبدئي ًا لألس�ئلة والعبارات املتعلقة بتس�اؤالت‬
‫الدراسة‪ ،‬وذلك من خالل اآليت‪:‬‬
‫ـ مرئياهت�ا يف مش�كلة الدراس�ة‪ ،‬وما انته�ت إليه من خلال مراجعتها‬
‫لألدبيات والنظريات املتصلة بالظاهرة حمور الدراس�ة‪ ،‬والدراس�ات‬

‫‪115‬‬
‫الس�ابقة ذات الصل�ة بالظاهرة املدروس�ة‪ ،‬وذلك م�ن خالل الفصل‬
‫األول والثاين من هذه الدراسة‪.‬‬
‫ـ تصميم االس�تبانة ـ أداة البحث ـ التي اشتملت عىل عدد من األسئلة‬
‫والعب�ارات والفق�رات الت�ي تعك�س اجلوان�ب املختلف�ة م�ن أبعاد‬
‫الظاهرة املدروس�ة (اخلصائ�ص االجتامعية واالقتصادي�ة للعائدات‬
‫للجريم�ة) حس�ب ما تم حتديده ومناقش�ته يف الفص�ل األول والثاين‬
‫من هذه الدراسة‪.‬‬
‫ـ االستئناس برأي املرشف عىل الدراسة‪ ،‬وعدد من املتخصصني يف علم‬
‫االجتامع‪ ،‬وعلم النفس والرتبية واستش�ارهتم حول االستبانة بشكل‬
‫ع�ام‪ ،‬ومقياس املتغري التاب�ع للتأكُّد من مناس�بته‪ ،‬وكذلك املتغريات‬
‫املستقلة وذلك بصورة مبدئية‪.‬‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬صدق األداة‬
‫أم�ا املرحل�ة الثاني�ة يف تصمي�م أداة الدراس�ة‪ ،‬فتمثل�ت يف معرفة مدى‬
‫ص�دق أداة البحث املس�تخدمة من عدمه‪ .‬واملراد بص�دق األداة معرفة مدى‬
‫مالءمتها لقياس ما وضعت أساس� ًا لقياس�ه‪ .‬وللتثبت من مدى صدق األداة‬
‫املستخدمة يف الدراسة‪ ،‬فقد تم اتباع ما ييل‬
‫صياغ�ة األس�ئلة والفق�رات ذات العالق�ة الوثيق�ة بأه�داف الدراس�ة‬
‫وتساؤالهتا‪ ،‬صياغة واضحة ومفهومة‪ ،‬يسهل فهم حمتواها‪.‬‬
‫روع�ي يف صياغة األس�ئلة واإلجاب�ة عليها أن تكون من األس�ئلة ذات‬
‫اإلجاب�ة املغلق�ة (‪ ،)Close Indeed‬واألس�ئلة ذات اإلجاب�ات املفتوح�ة‬
‫(‪ ،)Open Indeed‬واألس�ئلة الت�ي مجع�ت بني النوعني (املغل�ق واملفتوح)‪،‬‬
‫وهذا يساعد املبحوثة عىل اختيار اإلجابة املناسبة‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫ت�م ع�رض األداة عىل ع�دد من األس�اتذة واملتخصصين يف اجلامعات‬
‫ما‪ ،‬انظر امللحق رق�م (‪ ،)2‬وطلب منهم‬ ‫الس�عودية‪ ،‬بل�غ عددهم (‪ )18‬حمك ً‬
‫إبداء رأهيم يف مدى مالءمة االستبانة‪ ،‬وحتديد العبارات الغامضة أو املعقدة‪،‬‬
‫واقتراح بعض األس�ئلة التي يروهن�ا‪ ،‬وترتيبها وحجمها‪ ،‬ومدى قياس�ها ملا‬
‫ال لقياس�ه‪ ،‬وهذا ما يس�مى بأس�اليب الصدق الظاه�ري (‪Face‬‬ ‫ع�دت أص ً‬
‫‪ ،)Validity‬أو صدق املحكمني (‪.)Trustees Validity‬‬
‫جلأت الباحثة إىل أسلوب صدق املضمون‪ ،‬أو صدق املحتوى (‪Content‬‬
‫‪ )Validity‬بغ�رض التأكد من أن حمت�وى األداة بعنارصها وعباراهتا مفهومة‬
‫للمجتمع الذي س�يجيب عىل االس�تبانة فيام بعد‪ ،‬وتم ذلك من خالل تطبيق‬
‫أداة البح�ث تطبيق� ًا مبدئي ًا على عينة من جمتمع الدراس�ة بلغ عددهن (‪)20‬‬
‫عائ�دة‪ ،‬وكانت غالبية معامالت االرتب�اط للعبارات مرتابطة ودالة إحصائي ًا‬
‫عند مستوى (‪.)0.01‬‬
‫املرحلة الثالثة‪ :‬ثبات األداة‬
‫إذا كان ص�دق أداة الدراس�ة ي�دور ح�ول معرف�ة مدى مالءم�ة األداة‬
‫لقياس ما وضعت أساس ًا لقياسه‪ ،‬فإن ثباهتا يناقش مدى مالءمتها للحصول‬
‫على نفس البيانات م�ن املبحوثني مهام تك�رر تطبي�ق األداة‪ .‬وعىل ذلك فإن‬
‫أداة الدراس�ة تعتبر أداة صاحلة للدراس�ة أعط�ت البيانات نفس�ها كلام أعيد‬
‫تطبيقه�ا‪ ،‬وال يق�ل ه�ذا البعد أمهية عن قضي�ة صدق األداة‪ .‬هل�ذا جيب عىل‬
‫الباحثني التأكُّد من هذا اجلانب‪ ،‬حتى تتس�م دراساهتم باملوضوعية‪ .‬وللتأكد‬
‫من ذلك فقد تم استخدام عدد من األساليب املستخدمة عادة هلذا الغرض‪.‬‬
‫استخدام معامل ارتباط بريسون‪ ،‬ومعامل ألفا كرونباخ‪ ،‬وقياس التجزئة‬
‫النصفية‪ ،‬وتم تقسيم عبارات وأسئلة االستبيان‪ .‬ثم بعد ذلك احتسب معامل‬
‫جومتان لالرتباط بينهام‪ .‬وقد بلغ معامل ألفا كرونباخ (‪ ،)%85‬وبلغت قيمة‬

‫‪117‬‬
‫ألف�ا للنص�ف األول (‪ ،)0.86‬وللنص�ف الثاين (‪ ،)0.85‬مما يشير إىل أن‬
‫االس�تبانة يف فقراهتا املختلفة تتمتع بدرجة عالية م�ن الثبات‪ .‬ولقياس ثبات‬
‫حمتوى االس�تبانة انظر اجلدولني (‪ )2 ،1‬اللذي�ن يوضحان ثبات حمتوى أداة‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )1‬معامل االرتباط والثبات بني الدرجة الكلية للمحور‬
‫ودرجة كل فقرة من املحوراخلاص بطبيعة العالقة بني العائدة للجريمة‬
‫واملوجودين من أفراد األرسة قبل وبعد إيداع العائدة يف السجن‬
‫نـوع العالقــة قبــل اإليــداع نــوع العالقــة بعـد اإليــداع‬
‫يف السجن‬ ‫يف السجن‬ ‫املحور‬ ‫م‬
‫معامل مستوى قيمة ألفا معامل مستوى قيمة ألفا‬
‫االرتباط الداللة كرونباخ االرتباط الداللة كرونباخ‬

‫واملوجودين من أفراد األرسة قبل وبعد‬


‫بطبيعة العالقة بني العائدة للجريمة‬
‫‪0.86‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.422‬‬ ‫‪0.86‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.622‬‬ ‫‪1‬‬

‫إيداع العائدة يف السجن‬


‫‪0.88‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.561‬‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.461‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.84‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.332‬‬ ‫‪0.87‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.657‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.411‬‬ ‫‪0.88‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.686‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.529‬‬ ‫‪0.86‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.610‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.412‬‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.512‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.600‬‬ ‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.582‬‬ ‫‪7‬‬

‫يتبين من نتائج اجلدول رقم (‪ )1‬اخل�اص بطبيعة العالقة بني العائدات‬


‫للجريم�ة واملوجودين من أفراد األرسة قبل وبعد إيداع العائدة يف الس�جن‪،‬‬
‫أن مجي�ع معاملات االرتباط بني الدرج�ة الكلية للمح�ور ودرجة كل فقرة‬
‫م�ن األداة (االس�تبيان) مجيعه�ا موجبة‪ ،‬وذات داللة إحصائية عند مس�توى‬
‫(‪ .)0.01‬كام أن قيمة ألفا كرونباخ كانت عالية ومرتفعة‪ ،‬وبلغت (‪)0.85‬‬
‫ما يعني ثبات األداة وصدقها‪ ،‬ومتتعها بخصائص االختبار اجليد‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )2‬معامل االرتباط والثبات بني الدرجة الكلية للمحور‬
‫ودرجة كل فقرة من املحور اخلاص بالوضع الفعيل للعائدات للجريمة‬
‫قيمة ألفا كرونباخ‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫معامل االرتباط‬ ‫املحور‬ ‫م‬
‫‪0.87‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.699‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.583‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.88‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.801‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.86‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.717‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.528‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪0.87‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.701‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪0.86‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.691‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪0.87‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.740‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪0.87‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.748‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪0.86‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.531‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪0.87‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.747‬‬ ‫‪11‬‬

‫الوضع الفعيل للعائدات للجريمة‬


‫‪0.87‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.705‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪0.88‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.499‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪0.87‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.754‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.477‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.488‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.555‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.522‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.498‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.531‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.461‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪0.86‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.657‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪0.86‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.686‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪0.86‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.610‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.512‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪0.85‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.582‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪119‬‬
‫يتبني من نتائج اجلدول رقم (‪ )2‬الذي يبني ثبات املحور اخلاص بالوضع‬
‫الفعلي للعائدات للجريمة‪ ،‬أن مجيع معامالت االرتب�اط بني الدرجة الكلية‬
‫للمحور ودرجة كل فقرة من األداة (االستبيان) مجيعها موجبة‪ ،‬وذات داللة‬
‫إحصائي�ة عند مس�توى (‪ ،)0.01‬كما أن قيمة ألف�ا كرونباخ كان�ت عالية‪،‬‬
‫ومرتفعة وبلغت (‪ )0.85‬ما يعني ثبات األداة وصدقها‪ ،‬ومتتعها بخصائص‬
‫االختبار اجليد‪.‬‬
‫وبعد إجراء عمليتي صدق أداة الدراسة وثباهتا جاءت االستبانة يف عدة‬
‫حماور كام ييل‬
‫أوالً‪ :‬البيانات األولية‪ :‬وجاء هذا املحور يف (‪ )13‬متغري ًا حـددت له األسئلة‬
‫من رقم (‪ 1‬إىل رقم ‪ .)13‬انظر امللحق رقم (‪ )1‬استبانة الدراسة‪.‬‬
‫ثاني� ًا‪ :‬اخللفي�ة الش�خصية ألفراد العين�ة‪ :‬وجاء ه�ذا املحور يف (‪ )8‬أس�ئلة‪،‬‬
‫حددت من السؤال رقم (‪ 14‬إىل ‪ .)21‬انظر امللحق رقم (‪ )1‬استبانة‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬الظروف االجتامعية التي أدت إىل ارتكاب اجلريمة‪ :‬وحدد هلذا املحور‬
‫السؤال رقم (‪ .)22‬انظر امللحق رقم (‪ )1‬استبانة الدراسة‪.‬‬
‫رابع� ًا‪ :‬الظ�روف االقتصادي�ة الت�ي أدت إىل ارت�كاب اجلريم�ة‪ :‬وحدد هلذا‬
‫املحور السؤال رقم (‪ .)23‬انظر امللحق رقم (‪ )1‬استبانة الدراسة‪.‬‬
‫خامس ًا‪ :‬األسباب التي أدت إىل ارتكاب اجلريمة‪ :‬وحدد هلذا املحور السؤال‬
‫رقم (‪ .)24‬انظر امللحق رقم (‪ )1‬استبانة الدراسة‪.‬‬
‫سادس� ًا‪ :‬أنماط اجلرائم املرتكبة‪ ،‬وع�دد مرات العود هل�ا‪ ،‬ودوافعها‪ ،‬ومدى‬
‫ارتباطه�ا باملتغريات االجتامعي�ة واالقتصادية والش�خصية وغريها‪:‬‬

‫‪120‬‬
‫وح�ددت م�ن األس�ئلة رق�م (‪ 25‬إىل ‪ .)34‬انظ�ر امللح�ق رقم (‪)1‬‬
‫استبانة الدراسة‪.‬‬
‫س�ابع ًا‪ :‬الوضع الفعيل (الشخيص‪ ،‬واألرسي‪ ،‬ومجاعة الرفاق)‪ :‬وحددت يف‬
‫الس�ؤال رقم (‪)35‬؛ وجاء هذا املح�ور يف (‪ )26‬عبارة‪ .‬انظر امللحق‬
‫رقم (‪ )1‬استبانة الدراسة‪.‬‬

‫‪ 9. 3‬األساليب اإلحصائية املستخدمة يف التحليل‬


‫قب�ل البدء يف تفريغ البيانات وإجراء التحليل النهائي هلا‪ ،‬قامت الباحثة‬
‫بمراجعة كل اس�تبانة هبدف اس�تبعاد اإلجابات غري اجل�ادة واملتناقضة‪ ،‬التي‬
‫قد تؤ ِّثر عىل دقة النتائج وموضوعاهتا؛ كام قامت برتميز االستبانات وإدخاهلا‬
‫احلاس�ب يف برنامج (‪ ،)SPSS‬وتم استخدام عدد من األساليب اإلحصائية‬
‫والوصفية والداللية التي أسهمت يف التحليل الوصفي لعنارص الدراسة هذا‬
‫وقد تم استخدام األساليب اآلتية‬
‫‪1‬ـ األس�اليب اإلحصائي�ة الت�ي ت�م اس�تخدامها لقي�اس ص�دق األداة‬
‫وثباهتا‪.‬‬
‫أ ـ طريقة ثبات أو صدق املحتوى‪.‬‬
‫ب ـ طريقة التجزئة النصفية‪.‬‬
‫جـ ـ استخدام معامل ألفا كرونباخ‪.‬‬
‫‪2‬ـ األس�اليب اإلحصائي�ة الت�ي اس�تخدمت لوص�ف عين�ة الدراس�ة‬
‫واإلجابة عىل تساؤالهتا‬
‫أ ـ التوزيعات التكرارية‪ ،‬والنس�ب املئوي�ة التي هتدف للتعرف عىل‬
‫تكرار اإلجابات ملجتمع الدراسة‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫ب ـ اجل�داول التقاطعي�ة ملعرفة ن�وع العالقة بني املتغيرات التابعة‬
‫واملستقلة باستخدام مربع كاي‪ 2‬ملعرفة الفروق‪.‬‬
‫ج�ـ ـ املتوس�ط احلس�ايب واالنحراف املعي�اري ملعرفة مدى تش�تت‬
‫القيم بعضها عن بعض‪.‬‬
‫د ـ حتلي�ل التباين األحادي ملعرفة الف�روق يف الداللة اإلحصائية يف‬
‫اجتاهات البيانات األولية لعينة الدراسة‪.‬‬
‫ه�ـ ـ اس�تخدام اختبار (ت) ملعرف�ة داللة الفروق بني متوس�طات‬
‫درجات أفراد العينة‪.‬‬
‫و ـ حتلي�ل االنح�دار البس�يط ملعرف�ة اجتاه�ات الفروق بين املتغري‬
‫املستقل واملتغري التابع‪.‬‬
‫وللقي�ام باملعاجل�ة اإلحصائي�ة فقد قام�ت الباحث�ة باس�تخدام برنامج‬
‫(‪ )SPSS‬املخص�ص ألجه�زة كمبيوت�ر (‪ )IBM‬لتفريغ البيان�ات‪ ،‬وحتليلها‬
‫وفق املعايري اإلحصائية املتعارف عليها‪.‬‬

‫‪ 10 . 3‬الصعوبات التي واجهت الباحثة‬


‫واجهت الباحثة عدة صعوبات‪ ،‬أمهها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تأخ�ر الباحثة يف مجع البيان�ات لتزامن فرتة التطبيق مع صدور العفو‬
‫امللكي يف ش�هر رمض�ان‪ ،‬ما أدى إىل ع�دم ثبات أع�داد النزيالت‪،‬‬
‫ومن ثم صعوبة حرصهن بدقة‪.‬‬
‫‪2‬ـ رفض بعض النزيالت اإلجابة عىل االستبانة بأنفسهن رغم معرفتهن‬
‫للقراءة والكتابة‪ ،‬إضافة إىل أمية بعض النزيالت‪ ،‬األمر الذي تطلب‬

‫‪122‬‬
‫من الباحثة وقت ًا وجهدا كبريا لقراءة األس�ئلة عليهن ورشحها ومن‬
‫ثم تدوين إجاباهتن‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ قي�ام بعض النزيالت بتغيري إجاباهتن عدة م�رات أثناء تعبئة الباحثة‬
‫لالس�تبانة‪ ،‬ما اضطره�ا إىل الرجوع لألخصائي�ة االجتامعية للتأكد‬
‫م�ن صحة املعلومات الت�ي أدلني هبا‪ ،‬خاصة ما يتعل�ق بعدد مرات‬
‫العود‪.‬‬
‫‪4‬ـ ومن الصعوبات التي واجهت الباحثة أثناء دراسة احلالة عدم رصاحة‬
‫النزيلة يف بداية املقابلة‪ ،‬ولكن بعد شعورها باالطمئنان‪ ،‬وكسب ثقة‬
‫الباحثة تبدأ يف تزويدها باملعلومات الصحيحة‪ ،‬ما ترتب عليه طول‬
‫فرتة املقابلة مع النزيلة‪ ،‬والتي قد متتد إىل يومني أحيان ًا‪.‬‬

‫‪123‬‬
124
‫الفصل الرابع‬

‫نتائج الدراسة ومناقشتها‬

‫‪125‬‬
126
‫‪ . 4‬نتائج الدراسة ومناقشتها‬
‫متهيد‬
‫هدفت هذه الدراسة إىل التعرف عىل اخلصائص االجتامعية واالقتصادية‬
‫للعائ�دات للجريم�ة‪ ،‬وذل�ك م�ن أج�ل معرف�ة العوام�ل املؤدي�ة إىل ذلك‪،‬‬
‫ومعرفة مدى حدهتا وتفاوهتا من فئة ألخرى‪ ،‬ومعرفة مدى ارتباط العوامل‬
‫االجتامعي�ة والثقافية واالقتصادية هبا‪ ،‬بغية فه�م العود للجريمة‪ ،‬للحد منها‬
‫أو حماول�ة التقليل منها‪ ،‬أو القضاء عليه�ا‪ ،‬وذلك من أجل الوصول إىل عدد‬
‫م�ن املقرتح�ات والتوصيات التي يمكن أن تس�هم يف احلد م�ن تنامي العود‬
‫للجريم�ة‪ ،‬ما هييئ للمس�ؤولني يف خمتلف اجلهات الرس�مية وغري الرس�مية‬
‫فرص�ة وض�ع خط�ة استراتيجية حتك�م طريق�ة التعايش م�ع ه�ذه الفئة من‬
‫العائدات للجريمة‪.‬‬
‫تم تقسيم هذا الفصل إىل ما ييل‪:‬‬
‫‪ 1. 4‬وصف عينة الدراسة‬
‫‪ 2. 4‬شمل خصائص عينة الدراسة‪ ،‬وجييب هذا املبحث عىل التساؤل األول‬
‫من أسئلة الدراسة املتمثل يف‪« :‬ما اخلصائص االجتامعية واالقتصادية‬
‫ملامرسات السلوك اإلجرامي‪ ،‬سواء عائدات أو غري عائدات»؟‪.‬‬
‫‪ 3. 4‬تناول اإلجابة عىل تس�اؤالت الدراس�ة‪ .‬تم تقسيم هذا املبحث إىل ستة‬
‫حماور يتضمن كل حمور اإلجابة عىل تساؤل‪ ،‬وذلك عىل النحو التايل‪:‬‬

‫‪127‬‬
‫املح�ور األول‪ :‬يتضم�ن اإلجاب�ة على التس�اؤل الث�اين‪« :‬ه�ل تتصف‬
‫العائ�دات للفعل اإلجرام�ي‪ ،‬بخصائص اجتامعي�ة واقتصادية‬
‫خمالفة خلصائص املرتكبات للجريمة ألول مرة» ؟‬
‫املحور الثاين‪ :‬يتضمن اإلجابة عىل التس�اؤل الثالث‪« :‬ما األسباب التي‬
‫تدفع النساء العائدات إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي مرة أخرى‬
‫بعد تلقيهن العقوبة التأديبية واإلصالحية من وجهة نظرهن» ؟‬
‫املحور الثالث‪ :‬يتضمن اإلجابة عىل التس�اؤل الرابع‪« :‬ما أنامط اجلرائم‬
‫املرتكبة من قبل العائدات وغري العائدات»؟‪.‬‬
‫املحور الرابع‪ :‬يتضمن اإلجابة عىل التس�اؤل اخلامس‪« :‬هل العود لدى‬
‫العائدات يأخذ طابع العود العام أم اخلاص»؟‬
‫املحور اخلامس‪ :‬يتضمن اإلجابة عىل التساؤل السادس‪« :‬ما عدد مرات‬
‫العود بالنسبة للعائدات إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي»؟‬
‫املحور الس�ادس‪ :‬يتضم�ن اإلجابة عىل التس�اؤل الس�ابع‪« :‬ما العالقة‬
‫بني نم�ط اجلريم�ة والوضع الفعلي للعائ�دات للجريمة ولغري‬
‫العائدات» ؟‬

‫‪ 1. 4‬وصف عينة الدراسة‬


‫يتناول هذا املبحث خصائص عينة الدراسة‪ ،‬وتوزيعها حسب خصائص‬
‫العينة الديموغرافية (الفئة العمرية‪ ،‬واملستوى التعليمي‪ ،‬واحلالة االجتامعية‪،‬‬
‫ووقت الطالق‪ ،‬واملهنة قبل دخول السجن‪ ،‬ومصدر الدخل الشهري‪ ،‬ونوع‬
‫املس�كن قب�ل اإلي�داع يف الس�جن‪ ،‬واحلال�ة االجتامعي�ة للوالدي�ن‪ ،‬وتوزيع‬

‫‪128‬‬
‫عينة الدراس�ة حس�ب عدد اإلخوة الذكور‪ ،‬وكذلك حس�ب عدد اإلخوات‬
‫اإلن�اث‪ ،‬والرتتيب بني اإلخوان واألخوات‪ .‬وتش�كل مجيع هذه اخلصائص‬
‫اإلجابة عىل التساؤل األول من أسئلة هذه الدراسة املتمثل يف‪:‬‬
‫«ما اخلصائص االجتامعية واالقتصادية ملامرس�ات الس�لوك اإلجرامي‪،‬‬
‫سواء عائدات أو غري عائدات»؟‪.‬‬
‫ومتت اإلجابة عىل هذا التساؤل وفق ًا ملا ييل‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )3‬توزيع عينة الدراسة حسب الفئة العمرية‬
‫مرتكبات السلوك اإلجرامي‬
‫املجموع‬ ‫العمر‬
‫عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة‬
‫‪51‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪17‬‬ ‫العدد‬
‫أقل من ‪ 30‬سنة‬
‫‪%24.6‬‬ ‫‪%16.4‬‬ ‫‪%8.2‬‬ ‫النسبة‬
‫‪98‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪47‬‬ ‫العدد‬
‫من ‪40 -31‬سنة‬
‫‪%47.3‬‬ ‫‪%24.6‬‬ ‫‪%22.7‬‬ ‫النسبة‬
‫‪36‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪22‬‬ ‫العدد‬ ‫الفئة العمرية‬
‫من‪50-41‬سنة‬
‫‪%17.4‬‬ ‫‪%6.8‬‬ ‫‪%10.6‬‬ ‫النسبة‬
‫‪17‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫العدد‬
‫من‪60-51‬سنة‬
‫‪%8.2‬‬ ‫‪%3.9‬‬ ‫‪%4.3‬‬ ‫النسبة‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العدد‬
‫من‪61‬سنة فأعىل‬
‫‪%2.4‬‬ ‫‪%1.4‬‬ ‫‪%1.0‬‬ ‫النسبة‬
‫‪207‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪97‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%53.1‬‬ ‫‪%46.9‬‬ ‫النسبة‬
‫قيمة مربع كاي ()‪ )7.078 (a‬مستوى الداللة (‪.)0.13‬‬

‫‪129‬‬
‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )3‬توزي�ع أف�راد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرامي م�ن العائدات وغري العائدات حس�ب فئاهت�ن العمرية‪.‬‬
‫وتبين من خالل نتائ�ج اجلدول رق�م (‪ )3‬توزيع أفراد العينة م�ن العائدات‬
‫وغير العائدات عىل خمتلف الفئات العمرية‪ ،‬وش�كلت نس�بة غري العائدات‬
‫للجريم�ة (‪ ،)%53.1‬بينما مثل�ت نس�بة العائ�دات للجريم�ة (‪.)%46.9‬‬
‫ونج�د أن غالبية مرتكبات الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬س�وا ًء م�ن العائدات أو غري‬
‫العائ�دات‪ ،‬انحصرن يف الفئة العمرية من (‪ )40-31‬س�نة‪ ،‬وأقل من (‪)30‬‬
‫سنة‪ .‬كام بينت قيمة مربع كاي عدم وجود فروق دالة إحصائيا بني العائدات‬
‫وغري العائدات تبع ًا لفئاهتن العمرية‪ ،‬وهذا يشري إىل توزيع أفراد عينة الدراسة‬
‫توزيع ًا ش�به متساو‪ ،‬وفق ًا ألعامرهن يف ممارس�تهن السلوك اإلجرامي‪ ،‬سوا ًء‬
‫عائدات أو غري عائدات‪.‬‬
‫ويمكن عزو وقوع الفئة العمرية للعائدات وغري العائدات يف ممارستهن‬
‫السلوك اإلجرامي يف عمر (‪ )40-31‬سنة وأقل من (‪ )31‬سنة‪ ،‬إىل ظروف‬
‫اجتامعية واقتصادية قاهرة‪ ،‬فربام تكون الظروف االقتصادية تتمثل يف الفقر‪،‬‬
‫وضيق العيش وغريها‪ ،‬وقد تكون الظروف االجتامعية تتمثل يف عدم الوعي‬
‫ال�كايف الناجم عن قلة التعليم وغري ذلك‪ ،‬ألن الفئة العمرية التي اتضح أهنا‬
‫متارس الس�لوك اإلجرامي تعد فئة مس�ؤولة‪ ،‬ويف مرحلة عمرية تعد ناضجة‬
‫فكري� ًا‪ ،‬فقد تبني م�ن خصائص عينة الدراس�ة أن غالبية مرتكبات الس�لوك‬
‫اإلجرامي واملودعات يف السجون تتجاوز أعامرهن (‪ )31‬عام ًا‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )4‬خصائص عينة الدراسة حسب املستوى التعليمي‬
‫مرتكبات السلوك اإلجرامي‬
‫املجموع‬ ‫املستوى التعليمي‬
‫عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة‬
‫‪46‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪25‬‬ ‫العدد‬
‫أمية‬
‫‪%22.0‬‬ ‫‪%10.0‬‬ ‫‪%12.0‬‬ ‫النسبة‬
‫‪17‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫العدد‬
‫تقرأ و تكتب‬
‫‪%8.1‬‬ ‫‪%3.8‬‬ ‫‪%4.3‬‬ ‫النسبة‬

‫فئات املستوى التعليمي‬


‫‪37‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪17‬‬ ‫العدد‬
‫ابتدائي‬
‫‪%17.7‬‬ ‫‪%9.6‬‬ ‫‪%8.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪43‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪19‬‬ ‫العدد‬
‫متوسط‬
‫‪%20.6‬‬ ‫‪%11.5‬‬ ‫‪%9.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪26‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪12‬‬ ‫العدد‬
‫ثانوي‬
‫‪%12.4‬‬ ‫‪%6.7‬‬ ‫‪%5.7‬‬ ‫النسبة‬
‫‪40‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪17‬‬ ‫العدد‬
‫جامعية‬
‫‪%19.1‬‬ ‫‪%11.0‬‬ ‫‪%8.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪209‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪99‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%52.6‬‬ ‫‪%47.4‬‬ ‫النسبة‬
‫قيمة مربع كاي ‪ )a(1.711‬مستوى الداللة (‪)0.888‬‬

‫يبني اجلدول رقم (‪ )4‬توزيع أفراد عينة الدراس�ة من مرتكبات السلوك‬


‫اإلجرامي من العائدات وغري العائدات حسب مستواهن التعليمي‪ .‬وتبني من‬
‫خالله أن غالبية عينة الدراس�ة بالنسبة للعائدات للجريمة هن من األميات‪،‬‬
‫وبلغت نس�بة ذلك (‪ )%12‬مقابل ما نس�بته (‪ )%10‬بالنس�بة لغري العائدات‪.‬‬
‫يف حين نج�د أن غالبية أف�راد العينة من غير العائدات مس�تواهن التعليمي‬
‫متوسط‪ ،‬وذلك بنسبة بلغت (‪ )%11.5‬مقابل ما نسبته (‪ )%9.1‬للعائدات‬
‫للسلوك اإلجرامي‪ ،‬وعليه تؤكد نتائج اجلدول رقم (‪ )4‬أن معظم مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرامي سوا ًء من العائدات أو غري العائدات هن الاليت تعليمهن‬

‫‪131‬‬
‫منخفض‪ ،‬وحتديد ًا من األميات‪ ،‬وذوات التعليم املتوس�ط‪ ،‬فقد بلغت نس�بة‬
‫كلتيهما (‪ )%22‬لألمي�ات‪ ،‬مقاب�ل (‪ )%17.7‬لاليت تعليمهن متوس�ط‪ .‬كام‬
‫بين�ت قيمة مربع كاي عدم وجود فروق دال�ة إحصائيا بني العائدات‪ ،‬وغري‬
‫العائدات تبع ًا ملس�تواهن التعليمي‪ ،‬وهذا يشري إىل تقارب مستوى أفراد عينة‬
‫الدراسة‪ ،‬سوا ًء من العائدات أو غري العائدات يف تعليمهن‪.‬‬
‫وتتف�ق نتائج هذا اجلدول مع ما أش�ارت إليه الباحث�ة من أن مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرامي من ذوات التعلي�م املنخفض‪ ،‬وقلة التعلي�م ترتبط عادة‬
‫بظروف اجتامعية واقتصادية‪ ،‬وربام بيئية أو غريها‪ ،‬ويف الوقت نفس�ه تربهن‬
‫هذه النتيجة أن انخفاض املستوى التعليمي وحده‪ ،‬ال يعد مربر ًا كافي ًا ومؤثر ًا‬
‫مبارش ًا يف العود للجريمة‪.‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )5‬خصائص عينة الدراسة حسب احلالة االجتامعية‬
‫مرتكبات السلوك اإلجرامي‬
‫املجموع‬ ‫احلالة االجتامعية‬
‫عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة‬
‫‪26‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪10‬‬ ‫العدد‬
‫مل يسبق يل الزواج‬
‫‪%12.4‬‬ ‫‪%7.7‬‬ ‫‪%4.8‬‬ ‫النسبة‬
‫‪60‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪27‬‬ ‫العدد‬
‫متزوجة حالي ًا‬
‫‪%28.7‬‬ ‫‪%15.8‬‬ ‫النسبة ‪%12.9‬‬
‫احلالة االجتامعية‬

‫‪73‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪35‬‬ ‫العدد‬


‫مطلقة‬
‫‪%34.9‬‬ ‫‪%18.2‬‬ ‫النسبة ‪%16.7‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪17‬‬ ‫العدد‬
‫أرملة‬
‫‪%14.8‬‬ ‫‪%6.7‬‬ ‫‪%8.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪19‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪11‬‬ ‫العدد‬
‫معلقة‬
‫‪%9.1‬‬ ‫‪%3.8‬‬ ‫‪%5.3‬‬ ‫النسبة‬
‫‪209‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪100‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%52.2‬‬ ‫النسبة ‪%47.8‬‬
‫قيمة مربع كاي ‪ )a(2.489‬مستوى الداللة (‪)0.647‬‬

‫‪132‬‬
‫يوضح اجلدول رقم (‪ )5‬توزيع أفراد عينة الدراسة من مرتكبات السلوك‬
‫اإلجرامي من العائدات وغري العائدات حسب احلالة االجتامعية‪ .‬وتبني من‬
‫خالله أن غالبية عينة الدراس�ة بالنس�بة للعائدات للجريمة أو غري العائدات‬
‫هن من املطلقات‪ ،‬وبلغت نس�بة ذل�ك (‪ )%18.2‬لغري العائدات للجريمة‪،‬‬
‫مقاب�ل ما نس�بته (‪ )%16.7‬للعائ�دات‪ .‬ييل ذلك املتزوجات‪ ،‬وذلك بنس�بة‬
‫بلغ�ت (‪ )%15.8‬لغري العائدات‪ ،‬مقابل نس�بة بلغت (‪ )%12.9‬للعائدات‬
‫للس�لوك اإلجرامي‪ .‬وتؤكد قيمة مربع كاي عدم وجود فروق دالة إحصائيا‬
‫بين العائ�دات وغري العائدات للس�لوك اإلجرامي تبع ًا للحال�ة االجتامعية‪،‬‬
‫وهذه النتيجة تشير إىل تقارب أفراد عينة الدراس�ة س�وا ًء‪ ،‬من العائدات أو‬
‫غير العائدات حس�ب حالتهن االجتامعية من املطلق�ات‪ ،‬أو املتزوجات‪ ،‬أو‬
‫األرامل‪.‬‬
‫وعليه تشير هذه النتيجة إىل أن الس�لوك اإلجرامي ل�ه دوافع اجتامعية‬
‫يتأث�ر هب�ا‪ ،‬متمثلة يف التفكك األرسي‪ ،‬الذي اتض�ح من خالل هذه النتيجة‪،‬‬
‫والت�ي بين�ت أن غالبي�ة مرتكب�ات الس�لوك اإلجرام�ي هن م�ن املطلقات‪،‬‬
‫وكذلك قد يكون س�بب ارتكاهبن الس�لوك اإلجرامي هو احلالة االقتصادية‬
‫التي يعش�ن فيها‪ ،‬وذلك بسبب عدم وجود العائل‪ ،‬ما قد يعكس أن الطالق‬
‫سبب يف ارتكاب السلوك اإلجرامي‪ ،‬والعود له بالنسبة للنساء‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )6‬خصائص عينة الدراسة حسب وقت الطالق‬
‫النوع‬
‫املجموع‬ ‫غري عائدة‬ ‫عائدة‬ ‫الوقت الذي تم فيه الطالق‬
‫للجريمة‬ ‫للجريمة‬
‫‪43‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪16‬‬ ‫العدد‬
‫قبل السجن يف املرة األوىل‬
‫‪%55.1‬‬ ‫‪%34.6‬‬ ‫النسبة ‪%20.5‬‬

‫يف حالة إذا كنت مطلقة متى تم الطالق‬


‫‪22‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪14‬‬ ‫العدد‬
‫بعد السجن للمرة األوىل‬
‫‪%28.2‬‬ ‫‪%10.3‬‬ ‫النسبة ‪%17.9‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫العدد‬
‫بعد السجن للمرة الثانية‬
‫‪%6.4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%6.4‬‬ ‫النسبة‬
‫‪3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العدد‬
‫بعد السجن للمرة الثالثة‬
‫‪%3.8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%3.8‬‬ ‫النسبة‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العدد‬
‫أخرى‬
‫‪%6.4‬‬ ‫‪%5.1‬‬ ‫‪%1.3‬‬ ‫النسبة‬
‫‪78‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪39‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0 %50.0‬‬ ‫النسبة ‪%50.0‬‬
‫قيمة مربع كاي )‪14.250 (a‬مستوى الداللة (‪)0.01‬‬

‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )6‬توزي�ع أف�راد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات‬


‫الس�لوك اإلجرامي م�ن العائدات وغري العائدات حس�ب الوق�ت الذي تم‬
‫في�ه الطلاق‪ .‬وتبني م�ن خالل�ه أن غالبية عينة الدراس�ة بالنس�بة للعائدات‬
‫للجريم�ة أو غير العائدات تم طالقهن قبل الس�جن يف املرة األوىل‪ ،‬وبلغت‬
‫نس�بة ذل�ك (‪ )%34.6‬لغري العائدات للس�لوك اإلجرامي‪ ،‬مقابل ما نس�بته‬
‫(‪ )%20.5‬للعائدات‪ .‬ييل ذلك الاليت تم طالقهن بعد السجن للمرة األوىل‪،‬‬

‫‪134‬‬
‫وذلك بنس�بة بلغت (‪ )%17.9‬للعائدات للس�لوك اإلجرامي‪ ،‬مقابل نس�بة‬
‫بلغت (‪ )%10.3‬لغري العائدات للسلوك اإلجرامي‪ .‬وتشري قيمة مربع كاي‬
‫إىل وج�ود ف�روق دالة إحصائيا عند مس�توى (‪ )0.01‬بين العائدات وغري‬
‫العائ�دات للس�لوك اإلجرام�ي تبع� ًا للوقت ال�ذي تم فيه الطلاق‪ ،‬وكانت‬
‫هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من غري العائدات للجريمة‪ ،‬فقد انحرص‬
‫وقت طالق غالبيتهن قبل الس�جن للمرة األوىل‪ ،‬عكس العائدات للس�لوك‬
‫اإلجرامي فقد توزعن عىل مراحل خمتلفة‪.‬‬
‫تعك�س ه�ذه النتيجة وجود تف�كك أرسي ملموس بالنس�بة للعائدات‬
‫للجريمة أو لغريهن؛ وهذا الس�لوك أدى إىل طالقهن‪ .‬وربام يكن قد ارتكبن‬
‫س�لوكيات منحرف�ة قب�ل وقت طالقه�ن‪ ،‬ولك�ن مل يودعن الس�جن‪ ،‬وربام‬
‫يك�ون هذا الس�لوك ناجت ًا عن م�وروث بيئي أو أرسي‪ ،‬وقد يك�ون اقتصادي ًا‬
‫أو اجتامعي� ًا‪ ،‬وربما قد تكون مجيعه�ا جمتمعة‪ .‬ويف مجيع األح�وال تؤكد هذه‬
‫النتيج�ة أن أف�راد عينة الدراس�ة يعانين تفكك ًا أرسي� ًا واضح� ًا‪ ،‬ولعل هذه‬
‫النتيج�ة تتفق متام ًا مع نتائج اجلدول رقم (‪ ،)5‬الذي بني أن غالبية مرتكبات‬
‫السلوك اإلجرامي هن من املطلقات‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )7‬خصائص عينة الدراسة حسب املهنة قبل دخول السجن‬
‫النوع‬
‫املجموع‬ ‫املهنة قبل دخول السجن‬
‫عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة‬
‫‪96‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪47‬‬ ‫العدد‬
‫ال اعمل‬
‫‪%45.7‬‬ ‫‪%23.3‬‬ ‫‪%22.4‬‬ ‫النسبة‬
‫‪27‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫العدد‬
‫موظفة حكومية‬
‫‪%12.9‬‬ ‫‪%6.2‬‬ ‫‪%6.7‬‬ ‫النسبة‬

‫املهنة قبلدخولك السجن‬


‫‪37‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪16‬‬ ‫العدد‬ ‫موظفة يف القطاع‬
‫‪%17.6‬‬ ‫‪%10.0‬‬ ‫‪%7.6‬‬ ‫النسبة‬ ‫اخلاص‬
‫‪21‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫العدد‬
‫أعامل حرة‬
‫‪%10.0‬‬ ‫‪%4.8‬‬ ‫‪%5.2‬‬ ‫النسبة‬
‫‪15‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العدد‬
‫طالبة‬
‫‪%7.1‬‬ ‫‪%3.3‬‬ ‫‪%3.8‬‬ ‫النسبة‬
‫‪14‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العدد‬
‫أخرى‬
‫‪%6.7‬‬ ‫‪%4.8‬‬ ‫‪%1.9‬‬ ‫النسبة‬
‫‪210‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪100‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%52.4‬‬ ‫‪%47.6‬‬ ‫النسبة‬
‫قيمة مربع كاي(‪ 2.971 (a‬مستوى الداللة (‪)0.70‬‬

‫يشير اجلدول رق�م (‪ )7‬إىل توزي�ع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرامي من العائدات وغري العائدات حسب مهنتهن قبل دخول‬
‫السجن‪ .‬وتبني من خالله أن غالبية عينة الدراسة بالنسبة للعائدات للجريمة‬
‫أو غير العائ�دات ال يعملن قبل الس�جن يف املرة األوىل‪ ،‬وبلغت نس�بة ذلك‬

‫‪136‬‬
‫(‪ )%23.3‬لغير العائ�دات للس�لوك اإلجرام�ي مقاب�ل نس�بة (‪)%22.4‬‬
‫للعائدات للسلوك اإلجرامي‪ .‬ييل ذلك الالئي يعملن يف القطاع اخلاص قبل‬
‫الس�جن للمرة األوىل‪ ،‬وذلك بنس�بة بلغت (‪ )%10‬لغري العائدات للس�لوك‬
‫اإلجرامي‪ ،‬مقابل نسبة بلغت (‪ )%7.6‬للعائدات للسلوك اإلجرامي‪ .‬وتشري‬
‫قيم�ة مربع كاي إىل ع�دم وجود فروق دالة إحصائيا بني العائدات للس�لوك‬
‫اإلجرام�ي وغري العائدات تعزى للمهنة‪ ،‬وتبني أن غالبيتهن ال توجد لدهين‬
‫مهنة‪ ،‬بمعنى أن أفراد عينة الدراس�ة من العائدات للس�لوك اإلجرامي وغري‬
‫العائدات توزعن بشكل متش�ابه حسب مهنتهن قبل دخوهلن السجن للمرة‬
‫األوىل‪.‬‬
‫تؤك�د ه�ذه النتيج�ة وج�ود داف�ع ق�اد مرتكب�ات الس�لوك اإلجرامي‬
‫الرت�كاب اجلريمة للمرة األوىل والعود هلا‪ ،‬ولعل هذا الدافع متثل يف البطالة‬
‫(ع�دم وج�ود العم�ل)‪ ،‬أي أن الداف�ع االقتصادي قاد إىل ارتكاب الس�لوك‬
‫اإلجرامي‪ ،‬حس�ب ما تبني من خصائص عينة الدراس�ة‪ .‬ولكن هذا املربر ال‬
‫يعتبر كافي ًا الرتكاب الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬ألن هن�اك جمتمعات كثرية تعيش‬
‫يف فقر مدقع‪ ،‬ويعيش�ون يف املجتمع بش�كل س�وي‪ .‬ويمكن القول أنه حتى‬
‫مع الظروف االقتصادية التي قادت أفراد عينة الدراس�ة إىل ارتكاب السلوك‬
‫اإلجرامي‪ ،‬فإنه ربام تكون هناك خصائص أخرى ألفراد العينة ساعدت عىل‬
‫ذلك‪ ،‬منها ـ عىل س�بيل املثال ـ ضعف الوازع الديني‪ ،‬وعدم وجود احلسيب‬
‫والرقي�ب على ترصف�ات األرسة‪ ،‬إضاف�ة إىل التف�كك األرسي الس�ائد كام‬
‫أشارت إليه هذه الدراسة يف نتائجها السابقة‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )8‬خصائص عينة الدراسة حسب الدخل الشهري‬
‫النوع‬
‫عائدة غري عائدة املجموع‬ ‫الدخل الشهري‬
‫للجريمة للجريمة‬
‫‪59‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪37‬‬ ‫العدد‬
‫أقل من ‪ 1000‬ريال‬
‫النسبة ‪%30.6 %11.4 %19.2‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫العدد‬
‫من ‪ 1000‬إىل أقل من ‪ 2000‬ريال‬
‫النسبة ‪%18.1 %9.3 %8.8‬‬

‫الدخل الشهري لألرسة‬


‫‪34‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪14‬‬ ‫العدد‬
‫من ‪ 2000‬إىل اقل من ‪ 4000‬ريال‬
‫النسبة ‪%17.6 %10.4 %7.3‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪6‬‬ ‫من ‪ 4000‬ريال إىل اقل من ‪ 6000‬العدد‬
‫النسبة ‪%13.0 %9.8 %3.1‬‬ ‫ريال‬
‫‪14‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪3‬‬ ‫من ‪ 6001‬ريال إىل أقل من ‪ 8000‬العدد‬
‫‪%7.3‬‬ ‫النسبة ‪%5.7 %1.6‬‬ ‫ريال‬
‫‪26‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪16‬‬ ‫العدد‬
‫‪ 8000‬ريال فأكثر‬
‫النسبة ‪%13.5 %5.2 %8.3‬‬
‫‪193‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪93‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫النسبة ‪%100.0 %51.8 %48.2‬‬
‫قيمة مربع كاي )‪ 17.386 (a‬مستوى الداللة (‪)0.01‬‬

‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )8‬توزي�ع أف�راد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات‬


‫الس�لوك اإلجرام�ي من العائدات وغري العائدات حس�ب الدخل الش�هري‬
‫للأرسة‪ .‬وتبين من خالله أن دخل غالبية عينة الدراس�ة بالنس�بة للعائدات‬

‫‪138‬‬
‫للجريمة أو غري العائدات الشهري األرسي أقل من (‪ )1000‬ريال‪ ،‬وبلغت‬
‫نس�بة ذل�ك (‪ )%19.2‬للعائ�دات للس�لوك اإلجرامي‪ ،‬مقابل نس�بة بلغت‬
‫(‪ )%11.4‬لغري العائدات للس�لوك اإلجرامي‪ .‬يف حني بلغت النس�بة الكلية‬
‫للعائ�دات للس�لوك اإلجرام�ي (‪ ،)%48.2‬مقابل نس�بة بلغت (‪)%51.8‬‬
‫لغير العائ�دات للس�لوك اإلجرام�ي حس�ب توزيعهن عىل مص�در الدخل‬
‫الش�هري‪ .‬وتؤك�د قيمة مربع كاي وج�ود فروق دالة إحصائيا عند مس�توى‬
‫دالل�ة معنوي�ة (‪ )0.01‬بني العائدات للس�لوك اإلجرامي وغير العائدات‬
‫تعزى للدخل الش�هري لألرسة‪ ،‬وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة‬
‫من العائدات للجريمة‪ .‬بمعنى أن أفراد عينة الدراسة من العائدات للسلوك‬
‫اإلجرام�ي كان تأثري انخفاض مصدر الدخل الش�هري للأرسة دافع ًا كبري ًا‬
‫هلن يف ارتكاب السلوك اإلجرامي أكرب من غري العائدات للجريمة‪.‬‬
‫تؤك�د ه�ذه النتيجة أن املس�توى االقتص�ادي املت�دين‪ ،‬وضعف مصدر‬
‫الدخ�ل للأرسة كان س�بب ًا رئيس� ًا الرت�كاب الس�لوك اإلجرام�ي بالنس�بة‬
‫للعائ�دات وغير العائ�دات‪ .‬وتتفق هذه النتيج�ة‪ ،‬متام ًا‪ ،‬مع ما أش�ارت إليه‬
‫نتائج اجلدول رقم (‪ ،)7‬والذي تبني منه أن بطالة غالبية املبحوثات كان سبب ًا‬
‫مبارش ًا يف ارتكاب السلوك اإلجرامي والعود له‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )9‬خصائص عينة الدراسة حسب مصدر الدخل الشهري‬
‫قبل اإليداع يف السجن‬
‫النوع‬ ‫مصدر الدخل الشهري قبل اإليداع يف‬
‫املجموع‬
‫عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة‬ ‫السجن‬
‫‪71‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪38‬‬ ‫العدد‬
‫الراتب الشخيص‬
‫‪%34.3‬‬ ‫‪%15.9‬‬ ‫النسبة ‪%18.4‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪23‬‬ ‫العدد‬
‫راتب الزوج‬

‫ما مصدر الدخل الذي كنت تعيشني منه قبل اإليداع يف السجن‬
‫‪%28.0‬‬ ‫‪%16.9‬‬ ‫النسبة ‪%11.1‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫العدد‬
‫دخل الوالد‬
‫‪%8.7‬‬ ‫‪%5.8‬‬ ‫النسبة ‪%2.9‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫العدد‬
‫الضامن االجتامعي‬
‫‪%9.2‬‬ ‫‪%4.8‬‬ ‫النسبة ‪%4.3‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫العدد‬
‫مجعيات خريية‬
‫‪%4.8‬‬ ‫‪%2.4‬‬ ‫النسبة ‪%2.4‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العدد‬
‫هبات بعض األقارب‬
‫‪%3.9‬‬ ‫‪%1.9‬‬ ‫النسبة ‪%1.9‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العدد‬
‫صدقات املحسنني‬
‫‪%5.8‬‬ ‫‪%2.4‬‬ ‫النسبة ‪%3.4‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العدد‬
‫راتب االبن‬
‫‪%1.9‬‬ ‫‪%1.0‬‬ ‫النسبة ‪%1.0‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العدد‬
‫أخرى‬
‫‪%3.4‬‬ ‫‪%1.0‬‬ ‫النسبة ‪%2.4‬‬
‫‪207‬‬ ‫‪108‬‬ ‫‪99‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100‬‬ ‫‪%52.2‬‬ ‫النسبة ‪47.8‬‬
‫قيمة مربع كاي )‪ 6.127 (a‬مستوى الداللة (‪)0.633‬‬

‫‪140‬‬
‫يشير اجلدول رق�م (‪ )9‬إىل توزي�ع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرام�ي من العائ�دات وغري العائدات حس�ب مص�در دخلهن‬
‫الش�هري قب�ل الدخول للس�جن‪ .‬وتبني من خالل�ه أن غالبية عينة الدراس�ة‬
‫بالنس�بة للعائ�دات للجريم�ة كان مص�در دخله�ن الش�هري ه�و الرات�ب‬
‫الش�خيص‪ ،‬وذلك بنس�بة بلغ�ت (‪ .)%18.4‬يف حني نج�د أن مصدر دخل‬
‫غالبية غري العائدات للجريمة الشهري هو راتب الزوج‪ ،‬وذلك بنسبة بلغت‬
‫(‪ .)%16.9‬ييل ذلك مصدر دخل غري العائدات الش�هري الراتب الشخيص‬
‫بنس�بة بلغت (‪ ،)%15.9‬مقابل نس�بة بلغت (‪ )%11.1‬للعائدات للسلوك‬
‫اإلجرام�ي أف�دن ب�أن مص�در دخلهن الش�هري هو رات�ب الزوج‪ .‬وتشير‬
‫قيم�ة مربع كاي إىل ع�دم وجود فروق دالة إحصائيا بني العائدات للس�لوك‬
‫اإلجرام�ي وغري العائ�دات تعزى ملصدر الدخل الش�هري هلن قبل دخوهلن‬
‫الس�جن للمرة األوىل‪ .‬بمعنى أن أفراد عينة الدراس�ة من العائدات للسلوك‬
‫اإلجرام�ي وغير العائ�دات يعانين قلة الدخل الش�هري‪ ،‬وبالت�ايل مل توجد‬
‫فروق بينهن يف حتسن مستوى دخوهلن الشهرية‪.‬‬
‫تتفق هذه النتيجة مع سابقاهتا يف أن مردود املستوى االقتصادي الضعيف‬
‫كان ذا أثر مبارش يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي للعائدات للجريمة أو لغري‬
‫العائدات‪ ،‬أي أن ضعف الدخل الش�هري ألفراد عينة الدراس�ة كان سبب ًا يف‬
‫ارتكاب السلوك اإلجرامي بالنسبة للعائدات ولغري العائدات‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )10‬خصائص عينة الدراسة حسب نوع املسكن‬
‫قبل اإليداع يف السجن‬
‫النوع‬ ‫نوع املسكن قبل اإليداع‬
‫املجموع‬
‫عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة‬ ‫يف السجن‬
‫‪64‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪30‬‬ ‫العدد‬ ‫منزل‬
‫‪%30.6‬‬ ‫‪%16.3‬‬ ‫‪%14.4‬‬ ‫النسبة‬ ‫شعبي‬
‫‪81‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪38‬‬ ‫العدد‬

‫نوع املسكن الذي كنت تقيمني به قبل اإليداع يف السجن‬


‫شقة‬
‫‪%38.8‬‬ ‫‪%20.6‬‬ ‫‪%18.2‬‬ ‫النسبة‬
‫‪14‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العدد‬
‫دور بفيال‬
‫‪%6.7‬‬ ‫‪%3.3‬‬ ‫‪%3.3‬‬ ‫النسبة‬
‫‪33‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪13‬‬ ‫العدد‬
‫فيال‬
‫‪%15.8‬‬ ‫‪%9.6‬‬ ‫‪%6.2‬‬ ‫النسبة‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العدد‬
‫قرص‬
‫‪%2.9‬‬ ‫‪%1.4‬‬ ‫‪%1.4‬‬ ‫النسبة‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العدد‬ ‫إسكان‬
‫‪%3.8‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪%3.3‬‬ ‫النسبة‬ ‫شعبي‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العدد‬
‫أخرى‬
‫‪%1.4‬‬ ‫‪%.5‬‬ ‫‪%1.0‬‬ ‫النسبة‬
‫‪209‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪100‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%52.2‬‬ ‫‪%47.8‬‬ ‫النسبة‬
‫قيمة مربع كاي )‪6.501(a‬مستوى الداللة (‪)0.369‬‬

‫‪142‬‬
‫يشير اجل�دول رقم (‪ )10‬إىل توزي�ع أفراد عينة الدراس�ة من مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرام�ي من العائدات وغري العائدات حس�ب نوع املس�كن قبل‬
‫الدخول للسجن‪ .‬وتبني من خالله أن غالبية عينة الدراسة بالنسبة للعائدات‬
‫للجريم�ة أو غير العائ�دات ه�ن م�ن س�كان الش�قق‪ ،‬وبلغ�ت نس�بة ذلك‬
‫(‪ )%20.6‬لغري العائدات للس�لوك اإلجرامي‪ ،‬مقابل ما نس�بته (‪)%18.2‬‬
‫للعائدات للس�لوك اإلجرامي‪ .‬ييل ذلك الاليت يسك َّن يف منازل شعبية بنسبة‬
‫بلغ�ت (‪ )%16.3‬لغير العائ�دات للس�لوك اإلجرامي‪ ،‬مقابل نس�بة بلغت‬
‫(‪ )%14.4‬للعائدات للس�لوك اإلجرامي‪ .‬وتشير قيم�ة مربع كاي إىل عدم‬
‫وجود فروق دالة إحصائيا بني العائدات للس�لوك اإلجرامي وغري العائدات‬
‫تع�زى لنوع الس�كن‪ ،‬بمعنى أن أفراد عينة الدراس�ة من العائدات للس�لوك‬
‫اإلجرامي وغري العائدات غالبيتهن يسك َّن البيوت الشعبية والشقق‪.‬‬
‫وتؤكد هذه النتيجة تدين املس�توى الس�كني ألفراد عينة الدراسة‪ ،‬وهذا‬
‫يشء متوقع فقد أش�ار أفراد عينة الدراس�ة يف النتائج السابقة إىل تدين مصدر‬
‫الدخل الش�هري‪ ،‬وهذا بدوره قاد إىل تدين مس�توى الس�كن‪ .‬وأشارت هذه‬
‫النتيجة إىل أن ساكنات املنازل الشعبية والشقق هن غالبية مرتكبات السلوك‬
‫اإلجرامي‪ ،‬سوا ًء من العائدات أو غري العائدات‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )11‬خصائص عينة الدراسة حسب احلالة االجتامعية‬
‫للوالدين اآلن‬
‫النوع‬
‫املجموع‬ ‫غري عائدة‬ ‫احلالة االجتامعية للوالدين اآلن‬
‫عائدة للجريمة‬
‫للجريمة‬
‫‪58‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪24‬‬ ‫العدد‬
‫يعيشان معا‬
‫‪%28.0‬‬ ‫‪%16.4‬‬ ‫‪%11.6‬‬ ‫النسبة‬
‫‪16‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العدد‬

‫احلالة االجتامعية للوالدين اآلن‬


‫مطلقان‬
‫‪%7.7‬‬ ‫‪%4.3‬‬ ‫‪%3.4‬‬ ‫النسبة‬
‫‪56‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪21‬‬ ‫العدد‬
‫الوالد متوىف‬
‫‪%27.1‬‬ ‫‪%16.9‬‬ ‫‪%10.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العدد‬
‫الوالدة متوفاة‬
‫‪%4.3‬‬ ‫‪%2.4‬‬ ‫‪%1.9‬‬ ‫النسبة‬
‫‪68‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪42‬‬ ‫العدد‬
‫متوفيان‬
‫‪%32.9‬‬ ‫‪%12.6‬‬ ‫‪%20.3‬‬ ‫النسبة‬
‫‪207‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪98‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0 %52.7‬‬ ‫‪%47.3‬‬ ‫النسبة‬
‫قيمة مربع كاي )‪ 8.790(a‬مستوى الداللة (‪)0.02‬‬

‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )11‬توزيع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات‬


‫الس�لوك اإلجرامي من العائ�دات وغري العائدات حس�ب احلالة االجتامعية‬
‫للوالدين‪ .‬وتبني من خالله أن والد غالبية عينة الدراسة بالنسبة لغري العائدات‬
‫للجريم�ة مت�وىف‪ ،‬وبلغ�ت نس�بة ذل�ك (‪ .)%16.9‬ييل ذل�ك الالئي يعيش‬

‫‪144‬‬
‫والداهن مع ًا‪ ،‬وذلك بنسبة بلغت (‪ .)%16.4‬يف حني نجد أن والدي غالبية‬
‫العائدات للس�لوك اإلجرامي متوفيان‪ ،‬وذلك بنس�بة بلغت (‪ .)%20.3‬ييل‬
‫ذلك الالئي يعيش والداهن مع ًا‪ ،‬وذلك بنسبة بلغت (‪ .)%11.6‬وتؤكد قيمة‬
‫مرب�ع كاي وجود فروق دالة إحصائيا عند مس�توى دالل�ة معنوية (‪)0.02‬‬
‫بين العائدات للس�لوك اإلجرامي وغري العائدات تع�زى للحالة االجتامعية‬
‫للوالدين‪ ،‬وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة‪.‬‬
‫بمعن�ى أن نس�بة وفي�ات والدي أفراد عينة الدراس�ة من العائدات للس�لوك‬
‫اإلجرامي أكرب من غري العائدات للجريمة‪.‬‬
‫تشير هذه النتيج�ة إىل أن التفكك األرسي الذي يعيش في�ه أفراد عينة‬
‫الدراس�ة من العائدات وغري العائدات كان سبب ًا مبارش ًا يف ارتكاب السلوك‬
‫اإلجرام�ي‪ ،‬وتبين يف نتائج اجلداول الس�ابقة أن غالبية أف�راد العينة هن من‬
‫املطلق�ات‪ ،‬وبالت�ايل عندم�ا يع�دن إىل بيت والدهي�ن ينعدم وجود احلس�يب‬
‫والرقيب واملوجه الذي ُيعتمد عليه يف األرسة بسبب وفاة الوالدين‪ ،‬وبالتايل‬
‫انعدمت القيم واألعراف السائدة لدهين‪ ،‬مما قادهن إىل االنحراف وارتكاب‬
‫السلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )12‬خصائص عينة الدراسة حسب عدد اإلخوة الذكور‬
‫النوع‬ ‫عدد اإلخوة الذكور‬
‫املجموع‬
‫عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة‬
‫‪37‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪22‬‬ ‫العدد‬
‫واحد‬
‫‪%19.1‬‬ ‫‪%7.7‬‬ ‫‪%11.3‬‬ ‫النسبة‬
‫‪31‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪14‬‬ ‫العدد‬
‫أثنان‬
‫‪%16.0‬‬ ‫‪%8.8‬‬ ‫‪%7.2‬‬ ‫النسبة‬
‫‪44‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪14‬‬ ‫العدد‬
‫ثالثة‬
‫‪%22.7‬‬ ‫‪%15.5‬‬ ‫‪%7.2‬‬ ‫النسبة‬
‫‪23‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪11‬‬ ‫العدد‬
‫أربعة‬
‫‪%11.9‬‬ ‫‪%6.2‬‬ ‫‪%5.7‬‬ ‫النسبة‬
‫‪22‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫العدد‬
‫مخسة‬

‫كم عدد اإلخوة الذكور‬


‫‪%11.3‬‬ ‫‪%5.2‬‬ ‫‪%6.2‬‬ ‫النسبة‬
‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العدد‬
‫ستة‬
‫‪%4.1‬‬ ‫‪%2.6‬‬ ‫‪%1.5‬‬ ‫النسبة‬
‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العدد‬
‫سبعة‬
‫‪%2.6‬‬ ‫‪%1.5‬‬ ‫‪%1.0‬‬ ‫النسبة‬
‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العدد‬
‫ثامنية‬
‫‪%3.1‬‬ ‫‪%1.0‬‬ ‫‪%2.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪16‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العدد‬
‫تسعة‬
‫‪%8.2‬‬ ‫‪%4.1‬‬ ‫‪%4.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العدد‬
‫عرشة‬
‫‪%5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫النسبة‬
‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العدد‬
‫أحد عرش‬
‫‪%.5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫النسبة‬
‫‪194‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪92‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%52.6‬‬ ‫‪%47.4‬‬ ‫النسبة‬
‫قيمة مربع كاي )‪ 10.537 (a‬مستوى الداللة (‪)0.395‬‬

‫‪146‬‬
‫يشير اجل�دول رقم (‪ )12‬إىل توزي�ع أفراد عينة الدراس�ة من مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرامي من العائدات وغري العائدات حس�ب عدد إخواهنن من‬
‫الذكور‪ .‬وتبني من خالله أن عدد إخوان غالبية عينة الدراسة الذكور من غري‬
‫العائدات للس�لوك اإلجرامي ثالثة‪ ،‬وبلغت نسبة ذلك (‪ .)%15.5‬يف حني‬
‫نجد أن أخوان غالبية العائدات للسلوك اإلجرامي الذكور فرد واحد‪ ،‬وذلك‬
‫بنس�بة بلغ�ت (‪ .)%11.3‬كام يشير اجل�دول رق�م (‪ )12‬إىل أن عدد إخوان‬
‫غالبي�ة املجموع ال�كيل للعائدات للجريمة وغري العائ�دات الذكور (ثالثة)‪،‬‬
‫وذلك بنس�بة بلغت (‪ .)%22.7‬ييل ذلك الالئي ع�دد اخواهنن الذكور فرد‬
‫واحد‪ ،‬وذلك بنسبة بلغت (‪ .)%19.1‬وتشري قيمة مربع كاي إىل عدم وجود‬
‫فروق دالة إحصائيا بني العائدات للس�لوك اإلجرامي وغري العائدات تعزى‬
‫لعدد اإلخوة الذكور‪ .‬بمعنى أن أفراد عينة الدراس�ة من العائدات للس�لوك‬
‫اإلجرامي وغري العائدات قد تراوح عدد إخواهنن الذكور ما بني فرد وثالثة‬
‫أفراد‪.‬‬
‫تؤكد هذه النتيجة أن مرتكبات الس�لوك اإلجرامي من العائدات وغري‬
‫العائ�دات يتس�من بخصائ�ص حس�ب ع�دد اإلخ�وان الذكور؛ م�ا يعكس‬
‫أن مرتكب�ات الس�لوك اإلجرام�ي م�ن العائدات وغير العائدات للس�لوك‬
‫اإلجرامي يتميزن بقلة عدد اإلخوان الذكور‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )13‬خصائص عينة الدراسة حسب عدد األخوات اإلناث‬
‫النوع‬
‫املجموع‬ ‫عدد اإلخوة اإلناث‬
‫عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة‬
‫‪32‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪12‬‬ ‫العدد‬
‫واحد‬
‫‪%16.3‬‬ ‫‪%10.2‬‬ ‫‪%6.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪35‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪12‬‬ ‫العدد‬
‫أثنان‬
‫‪%17.9‬‬ ‫‪%11.7‬‬ ‫‪%6.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪39‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬ ‫العدد‬
‫ثالثة‬
‫‪%19.9‬‬ ‫‪%9.7‬‬ ‫‪%10.2‬‬ ‫النسبة‬
‫‪27‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪18‬‬ ‫العدد‬
‫أربعة‬
‫‪%13.8‬‬ ‫‪%4.6‬‬ ‫‪%9.2‬‬ ‫النسبة‬
‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫العدد‬
‫مخسة‬
‫‪%10.2‬‬ ‫‪%5.1‬‬ ‫‪%5.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪19‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫العدد‬

‫كم عدد األخوات اإلناث‬


‫ستة‬
‫‪%9.7‬‬ ‫‪%5.1‬‬ ‫‪%4.6‬‬ ‫النسبة‬
‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العدد‬
‫سبعة‬
‫‪%4.1‬‬ ‫‪%2.6‬‬ ‫‪%1.5‬‬ ‫النسبة‬
‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫العدد‬
‫ثامنية‬
‫‪%4.6‬‬ ‫‪%1.5‬‬ ‫‪%3.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العدد‬
‫تسعة‬
‫‪%1.5‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪%1.0‬‬ ‫النسبة‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العدد‬
‫عرشة‬
‫‪%.5‬‬ ‫‪%.5‬‬ ‫النسبة‬
‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العدد‬
‫أحد عرش‬
‫‪%.5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%.5‬‬ ‫النسبة‬
‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العدد‬
‫اثنا عرش‬
‫‪%.5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%.5‬‬ ‫النسبة‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أكثر من مخسة العدد‬
‫‪%.5‬‬ ‫‪%.5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫النسبة‬ ‫عرش‬
‫‪196‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪94‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.2‬‬ ‫‪%52.0‬‬ ‫‪%48.0‬‬ ‫النسبة‬
‫قيمة مربع كاي )‪ 14.066(a‬مستوى الداللة (‪)0.297‬‬

‫‪148‬‬
‫يشير اجل�دول رقم (‪ )13‬إىل توزي�ع أفراد عينة الدراس�ة من مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرام�ي من العائ�دات وغري العائدات حس�ب ع�دد األخوات‬
‫اإلن�اث‪ .‬وق�د بينت نتائج�ه أن عدد أخ�وات غالبية عينة الدراس�ة بالنس�بة‬
‫للعائ�دات للجريم�ة أو غير العائ�دات اإلناث ثلاث‪ ،‬وبلغت نس�بة ذلك‬
‫(‪ .)%19.9‬يلي ذل�ك الالئ�ي ع�دد إخواهتن اإلن�اث اثنتان‪ ،‬وذلك بنس�بة‬
‫بلغ�ت (‪ .)%17.9‬ث�م الالئي ع�دد اخواهتن اإلناث واحدة‪ ،‬وذلك بنس�بة‬
‫بلغت (‪ .)%16.3‬ييل ذلك الالئي عدد اخواهتن اإلناث أربع‪ ،‬وذلك بنسبة‬
‫بلغت (‪ .)13.8‬وتشير قيمة مربع كاي إىل عدم وجود فروق دالة إحصائيا‬
‫بين العائدات للس�لوك اإلجرام�ي وغري العائ�دات تعزى لع�دد األخوات‬
‫اإلن�اث‪ ،‬بمعن�ى أن أفراد عينة الدراس�ة م�ن العائدات للس�لوك اإلجرامي‬
‫وغير العائ�دات تراوح عدد أف�راد أخواهتن اإلناث ما بين (أخت وأربع)‪،‬‬
‫وإن كان هن�اك ع�دد أخوات من اإلن�اث جتاوز اخلمس عرشة أختا بالنس�بة‬
‫للعائدات للس�لوك اإلجرامي ولكن بنس�بة قليلة جد ًا‪ ،‬األمر الذي مل حيدث‬
‫فروق ًا بينهن‪.‬‬
‫تؤكد هذه النتيجة أن مرتكبات الس�لوك اإلجرامي من العائدات وغري‬
‫العائدات يتس�من بخصائصهن حسب عدد أخواهتن اإلناث بحجم األرسة‬
‫املتوس�طة‪ ،‬فهن يعش�ن يف أرس ليس�ت بالكبرية احلجم‪ ،‬س�وا ًء حس�ب عدد‬
‫اإلخوة الذكور أو عدد األخوات اإلناث‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )14‬خصائص عينة الدراسة حسب الرتتيب بني اإلخوان‬
‫النوع‬
‫املجموع‬ ‫الرتتيب بني اإلخوان‬
‫عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة‬
‫‪50‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪23‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب األول‬
‫‪%28.1‬‬ ‫‪%15.2‬‬ ‫‪%12.9‬‬ ‫النسبة‬
‫‪40‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪16‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب الثاين‬
‫‪%22.5‬‬ ‫‪%13.5‬‬ ‫‪%9.0‬‬ ‫النسبة‬
‫‪39‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪18‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب الثالث‬
‫‪%21.9‬‬ ‫‪%11.8‬‬ ‫‪%10.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪22‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫العدد‬

‫ما ترتيبك بني إخوانك‬


‫الرتتيب الرابع‬
‫‪%12.4‬‬ ‫‪%5.6‬‬ ‫‪%6.7‬‬ ‫النسبة‬
‫‪17‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب اخلامس‬
‫‪%9.6‬‬ ‫‪%5.6‬‬ ‫‪%3.9‬‬ ‫النسبة‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب السادس‬
‫‪%1.7‬‬ ‫‪%.6‬‬ ‫‪%1.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب السابع‬
‫‪%2.8‬‬ ‫‪%1.1‬‬ ‫‪%1.7‬‬ ‫النسبة‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب الثامن‬
‫‪%1.1‬‬ ‫‪%0.6‬‬ ‫‪%0.6‬‬ ‫النسبة‬
‫‪178‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪82‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%53.9‬‬ ‫‪%46.1‬‬ ‫النسبة‬
‫قيمة مربع كاي )‪2.308(a‬مستوى الداللة (‪)0.941‬‬

‫‪150‬‬
‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )14‬توزيع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرام�ي م�ن العائ�دات وغير العائ�دات حس�ب الرتتي�ب بني‬
‫اإلخوان يف األرسة‪ .‬وتبني من خالله أن ترتيب غالبية عينة الدراس�ة بالنسبة‬
‫لغري لعائدات للجريمة بني اخواهنن هو األول‪ ،‬والثاين والثالث عىل التوايل‪،‬‬
‫وبلغت نس�بة ذل�ك (‪ ،)%15.2‬و(‪ ،)%13.5‬و(‪ )11.8‬على التوايل‪ .‬أما‬
‫بالنس�بة للعائ�دات للجريم�ة فق�د بلغت نس�بة ذل�ك (‪ )%12.9‬ملن هم يف‬
‫الرتتي�ب األول‪ ،‬يلي ذلك م�ن الذين ترتيبه�ن بني أخواهن�ن الثالث‪ ،‬وذلك‬
‫بنسبة بلغت (‪ ،)%10.1‬ثم الالئي ترتيبهن بني اخواهنن الثاين‪ ،‬وذلك بنسبة‬
‫بلغت (‪ .)%9‬وتشير قيمة مربع كاي إىل عدم وجود فروق دالة إحصائيا بني‬
‫العائدات للس�لوك اإلجرامي وغري العائ�دات تعزى للرتتيب بني اإلخوان‪.‬‬
‫بمعنى أن أفراد عينة الدراسة من العائدات للسلوك اإلجرامي وغري العائدات‬
‫توزعن يف ترتيبهن بني إخواهنن بالتساوي‪ ،‬األمر الذي مل يظهر فروق ًا بينهن‪.‬‬
‫تشير هذه النتيج�ة إىل أن مرتكبات الس�لوك اإلجرامي م�ن العائدات‬
‫وغير العائ�دات يتس�من يف خصائصهن األرسي�ة بأهنن م�ن ذوي الرتتيب‬
‫(األول‪ ،‬والثاين‪ ،‬والثالث) حسب عدد اإلخوان الذكور يف األرسة‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )15‬خصائص عينة الدراسة حسب الرتتيب بني األخوات‬
‫النوع‬
‫املجموع‬ ‫الرتتيب بني األخوات‬
‫عائدة للجريمة غري عائدة للجريمة‬
‫‪62‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪28‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب األول‬
‫‪%35.6‬‬ ‫‪%19.5‬‬ ‫‪%16.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪52‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪22‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب الثاين‬
‫‪%29.9‬‬ ‫‪%17.2‬‬ ‫‪%12.6‬‬ ‫النسبة‬
‫‪30‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪18‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب الثالث‬
‫‪%17.2‬‬ ‫‪%6.9‬‬ ‫‪%10.3‬‬ ‫النسبة‬
‫‪17‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪6‬‬ ‫العدد‬

‫ما ترتيبك بني أخواتك‬


‫الرتتيب الرابع‬
‫‪%9.8‬‬ ‫‪%6.3‬‬ ‫‪%3.4‬‬ ‫النسبة‬
‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب اخلامس‬
‫‪%2.9‬‬ ‫‪%1.1‬‬ ‫‪%1.7‬‬ ‫النسبة‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب السادس‬
‫‪%1.1‬‬ ‫‪%1.1‬‬ ‫النسبة‬
‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب السابع‬
‫‪%2.9‬‬ ‫‪%.6‬‬ ‫‪%2.3‬‬ ‫النسبة‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العدد‬
‫الرتتيب الثامن‬
‫‪%.6‬‬ ‫‪%0.6‬‬ ‫النسبة‬
‫‪174‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪82‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%52.9‬‬ ‫‪%47.1‬‬ ‫النسبة‬

‫قيمة مربع كاي )‪ 8.937(a‬مستوى الداللة (‪)0.257‬‬

‫‪152‬‬
‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )15‬توزيع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرام�ي م�ن العائ�دات وغير العائ�دات حس�ب الرتتي�ب بني‬
‫األخوات يف األرسة‪ .‬وتبني من خالله أن ترتيب غالبية عينة الدراسة بالنسبة‬
‫لغير العائدات للجريمة ترتيبه�ن بني أخواهتن ه�و األول‪ ،‬والثاين والثالث‬
‫على التوايل‪ .‬وبلغ�ت نس�بة ذل�ك (‪ ،)%19.5‬و(‪ ،)%17.2‬و(‪ )6.9‬عىل‬
‫الت�وايل‪ .‬أما بالنس�بة للعائ�دات للجريمة فقد بلغت نس�بة ذلك (‪،)%16.1‬‬
‫و(‪ ،)%12.6‬و(‪ )10.3‬مل�ن ه�ن يف الرتتي�ب األول‪ ،‬والثاين‪ ،‬والثالث عىل‬
‫الت�وايل‪ .‬وأش�ارت قيمة مرب�ع كاي إىل عدم وجود فروق دال�ة إحصائيا بني‬
‫العائدات للس�لوك اإلجرامي وغري العائدات تعزى للرتتيب بني األخوات‪.‬‬
‫بمعنى أن أفراد عينة الدراسة من العائدات للسلوك اإلجرامي وغري العائدات‬
‫اتفقن متام ًا يف ترتيبهن بني اخواهتن اإلناث (األول‪ ،‬والثاين‪ ،‬والثالث) األمر‬
‫الذي مل يؤد إىل فروق بينهن‪.‬‬
‫تشير هذه النتيج�ة إىل أن مرتكبات الس�لوك اإلجرامي م�ن العائدات‬
‫وغير العائدات هن الالئي يتميزن يف خصائصهم ب�أن ترتيبهن بني أخوهتن‬
‫اإلناث (األول‪ ،‬والثاين‪ ،‬والثالث)‪ .‬كام يتفقن كذلك متام ًا حسب خصائصهن‬
‫يف ترتيبهن بني إخواهنن الذكور‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫‪ 2. 4‬اإلجابة عن تساؤالت الدراسة‬

‫املحور األول‪ :‬إجابة السؤال الثاين‬


‫«هل تتصف العائدات للفعل اإلجرامي‪ ،‬بخصائص اجتامعية واقتصادية‬
‫خمالفة خلصائص املرتكبات للجريمة ألول مرة»؟‬
‫وتم اس�تخدام عدد من أساليب التحليل اإلحصائي للتعرف عىل إجابة‬
‫ه�ذا الس�ؤال‪ ،‬حيث تم التعرف أوالً عىل الظ�روف االجتامعية التي أدت إىل‬
‫ارت�كاب الس�لوك اإلجرام�ي‪ ،‬وم�ن ثم التعرف على الظ�روف االقتصادية‬
‫التي أدت إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬ومن ثم معرفة مدى الفروق بني‬
‫الظروف االجتامعية واالقتصادية التي أدت إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‬
‫وفق ًا للعائدات للجريمة ولغري العائدات هلا‪ ،‬وذلك وفق ًا للتايل‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬الظروف االجتامعية التي أدت إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي‬

‫‪154‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )16‬الظروف االجتامعية التي أدت الرتكاب اجلريمة‬
‫للعائدات هلا ولغري العائدات‬
‫النوع‬
‫عائدة غري عائدة املجموع‬ ‫الظروف االجتامعية التي أدت الرتكاب اجلريمة‬
‫للجريمة للجريمة‬
‫‪87‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪33‬‬
‫العدد‬

‫ما الظروف االجتامعية التي أدت الرتكاب اجلريمة التي دخلت بسببها السجن ألول‬
‫أصدقاء السوء‬
‫‪%43.3 %26.9 %16.4‬‬ ‫النسبة‬
‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬
‫العدد‬
‫املخدرات‬
‫‪%3.0‬‬ ‫‪%.5‬‬ ‫‪%2.5‬‬
‫النسبة‬
‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫العدد‬
‫إمهال الوالدين‬
‫‪%4.0 %2.0 %2.0‬‬ ‫النسبة‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫العدد‬
‫الفراغ‬
‫‪%1.5 %1.0‬‬ ‫‪%.5‬‬
‫النسبة‬
‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬
‫العدد‬
‫كثرة خالفات الوالدين‬

‫مرة‬
‫‪%3.5 %1.5 %2.0‬‬ ‫النسبة‬
‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫العدد‬
‫وفاة أحد الوالدين‬
‫‪%4.5 %2.5 %2.0‬‬ ‫النسبة‬
‫‪49‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪26‬‬
‫العدد‬
‫احلرمان العاطفي‬
‫‪%24.4 %11.4 %12.9‬‬ ‫النسبة‬
‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬
‫اهلروب من األرسة بسبب العدد‬
‫‪%3.5 %1.0 %2.5‬‬ ‫النسبة‬ ‫العنف‬
‫‪25‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬
‫العدد‬
‫أخرى (وفاة الوالدين)‬
‫‪%12.4 %6.5 %6.0‬‬ ‫النسبة‬
‫‪201‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪94‬‬
‫العدد‬
‫املجموع‬
‫النسبة ‪%100.0 %53.2 %46.8‬‬
‫قيمة مربع كاي)‪ 9.029(a‬مستوى الداللة (‪)0.340‬‬

‫‪155‬‬
‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )16‬توزيع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات‬
‫السلوك اإلجرامي من العائدات وغري العائدات حسب الظروف االجتامعية‬
‫الت�ي أدت إىل ارت�كاب اجلريم�ة‪ ،‬وتبني من خالل�ه أن غالبية عينة الدراس�ة‬
‫بالنس�بة للعائدات للجريمة ولغير العائدات هلا أفدن بأن صديقات الس�وء‬
‫ه�ن الس�بب الرئي�س يف ارت�كاب الس�لوك اإلجرام�ي‪ ،‬وبلغت نس�بة ذلك‬
‫(‪ )%26.9‬بالنس�بة لغري العائدات للجريمة‪ ،‬مقابل نس�بة بلغت (‪)%16.4‬‬
‫بالنس�بة للعائ�دات للجريم�ة‪ ،‬ييل ذل�ك مبارشة الآلئ�ي أفدن ب�أن احلرمان‬
‫العاطف�ي ه�و الس�بب االجتامع�ي ال�ذي أدى إىل ارتكاب اجلريم�ة؛ وذلك‬
‫بنس�بة بلغت (‪ )%12.9‬للعائدات للجريمة‪ ،‬مقابل نسبة بلغت (‪)%11.4‬‬
‫لغير العائدات للجريمة‪ ،‬وكان هذا احلرمان العاطفي بس�بب وفاة الوالدين‬
‫أو أحدمها‘وبلغت نس�بة ذلك (‪ )%12.4‬بالنسبة للعائدات وغري العائدات‬
‫للجريمة‪.‬‬
‫وأك�دت قيمة مربع كاي عدم وجود فروق دالة إحصائيا بني العائدات‬
‫للس�لوك اإلجرام�ي وغير العائ�دات يف الظ�روف االجتامعي�ة الت�ي أدت‬
‫الرتكاب الس�لوك اإلجرام�ي‪ ،‬بمعنى أن أفراد عينة الدراس�ة من العائدات‬
‫للس�لوك اإلجرام�ي وغري العائ�دات يرين أن الظروف االجتامعية س�امهت‬
‫بش�كل مبارش يف ارتكاب السلوك اإلجرامي‪ ،‬وكان يف أولوية هذه الظروف‬
‫االجتامعية املؤدية إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي أصدقاء السوء‪،‬ثم احلرمان‬
‫العاطفي‪ ،‬ثم وفاة الوالدين‪.‬‬
‫ولع�ل وف�اة الوالدي�ن أو أحدمه�ا س�امهت بش�كل رئي�س يف مالزمة‬
‫عين�ة الدراس�ة لصديقات الس�وء‪ ،‬كام أن عام�ل الوفاة حرمه�ن بالتأكيد من‬
‫العاطفة التي شكت من فقدها أفراد العينة‪ .‬أما الظروف االجتامعية األخرى‬
‫كاملخ�درات‪ ،‬ووقت الفراغ‪ ،‬وكثرة اخلالفات بني الوالدين أو وفاة أحدمها‪،‬‬

‫‪156‬‬
‫أو اهل�روب من األرسة بس�بب العن�ف أو غريها أتت كظروف مس�اندة‪ ،‬أما‬
‫الظ�روف االجتامعية املتمثلة يف أصدقاء الس�وء‪ ،‬واحلرم�ان العاطفي‪ ،‬ووفاة‬
‫الوالدي�ن او أحدمه�ا أت�ت كظ�روف اجتامعي�ة رئيس�ة يف ارتكاب الس�لوك‬
‫اإلجرامي بالنسبة للعائدات ولغري العائدات للجريمة‪.‬‬
‫تشير ه�ذه النتيج�ة إىل أن مرتكب�ات الس�لوك اإلجرامي‪،‬س�واء م�ن‬
‫العائ�دات أو غري العائدات أفدن بأن الظ�روف االجتامعية هلا تأثري مبارش يف‬
‫ارتكاب اجلريمة للمرة األوىل أو العود هلا‪،‬هلذا نجد أن قيمة مربع «كاي» غري‬
‫دالة إحصائي ًا عند مس�توى الداللة املعنوية أقل من (‪ ،)0.05‬وهذا يشري إىل‬
‫أنه ال يوجد هناك ظرف اجتامعي حمدد بعينه دفع الرتكاب اجلريمة أو العود‬
‫هلا‪ ،‬بل هناك ظروف اجتامعية كثرية سامهت يف ذلك‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬الظروف االقتصادية التي أدت إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي‬

‫‪157‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )17‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب الظروف االقتصاديـة‬
‫التي أدت الرتكاب اجلريمة‬
‫النوع‬
‫املجموع‬ ‫غري عائدة‬ ‫الظروف االقتصادية التي أدت الرتكاب اجلريمة عائدة‬
‫للجريمة‬ ‫للجريمة‬
‫‪29‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪12‬‬ ‫العدد‬
‫عدم وجود دخل ثابت‬

‫ما الظروف االقتصادية التي دفعتك إىل ارتكاب اجلريمة التي دخلت بسببها السجن‬
‫‪%14.7‬‬ ‫‪%8.6‬‬ ‫النسبة ‪%6.1‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العدد‬
‫الدخل ال يكفي‬
‫‪%8.1‬‬ ‫‪%4.1‬‬ ‫النسبة ‪%4.1‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪23‬‬ ‫العدد‬
‫أعباء أرسية‬
‫‪%14.7‬‬ ‫‪%3.0‬‬ ‫النسبة ‪%11.7‬‬
‫‪39‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪16‬‬ ‫العدد‬
‫الفقر‬
‫‪%19.8‬‬ ‫‪%11.7‬‬ ‫النسبة ‪%8.1‬‬

‫ألول مرة‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العدد‬
‫البطالة‬
‫‪%1.5‬‬ ‫‪%.5‬‬ ‫النسبة ‪%1.0‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪17‬‬ ‫العدد‬ ‫حب تقليد اآلخرين فيام‬
‫‪%12.7‬‬ ‫‪%4.1‬‬ ‫النسبة ‪%8.6‬‬ ‫يملكون‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العدد‬
‫الديون‬
‫‪%1.5‬‬ ‫‪%.5‬‬ ‫النسبة ‪%1.0‬‬
‫‪53‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪15‬‬ ‫العدد‬
‫أخرى‬
‫‪%26.9‬‬ ‫‪%19.3‬‬ ‫النسبة ‪%7.6‬‬
‫‪197‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪95‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0 %51.8‬‬ ‫النسبة ‪%48.2‬‬
‫قيمة مربع كاي )‪25.756 (a‬مستوى الداللة (‪)0.001‬‬

‫‪158‬‬
‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )17‬توزيع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات‬
‫السلوك اإلجرامي من العائدات وغري العائدات حسب الظروف االقتصادية‬
‫الت�ي أدت إىل ارت�كاب اجلريمة‪ .‬وتبني من خالله أن عينة الدراس�ة بالنس�بة‬
‫للعائ�دات للجريم�ة ولغير العائدات هلا أف�دن بأن هناك تباين�ا يف الظروف‬
‫االقتصادية التي أدت إىل ارتكاب اجلريمة بني العائدات وغري العائدات‪،‬وقد‬
‫أكدت ذلك قيمة مربع كاي التي كانت دالة إحصائي ًا عند مستوى (‪)0.01‬‬
‫وكان�ت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من غري العائ�دات للجريمة‪ ،‬قد‬
‫بين�ت النس�ب املئوية أن هن�اك تباين ًا يف الظ�روف االقتصادية الت�ي أدت إىل‬
‫ارتكاب السلوك اإلجرامي ويلحظ منها أن غالبية أفراد غري العائدات أفدن‬
‫ب�أن هن�اك ظروفا اقتصادي�ة أخرى ق�ادت إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‪،‬‬
‫وبلغت نس�بة ذل�ك (‪ .)%19.3‬ومتثلت تلك الظ�روف االقتصادية يف عدم‬
‫وجود العمل بالنس�بة ملرتكبات الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬يلي ذلك من الظروف‬
‫االقتصادي�ة التي أدت إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي الفق�ر‪ ،‬وعدم وجود‬
‫دخل ثابت‪،‬وذلك بنسبة بلغت (‪ )%11.7‬و(‪ )%8.6‬عىل التوايل‪.‬‬
‫يف حني نجد أن العائدات للجريمة أفدن بأن الظروف االقتصادية التي‬
‫أدت إىل ارتكاب اجلريمة انحرص غالبيتها يف الفقر الذي يعيق تقليد اآلخرين‬
‫فيام يملكون‪.‬‬
‫تؤكد هذه النتيجة أن الظروف االقتصادية كانت سبب ًا مبارش ًا يف ارتكاب‬
‫الس�لوك اإلجرامي بالنسبة للعائدات ولغري العائدات‪ ،‬إال أن تأثري الظروف‬
‫االقتصادية عىل العائدات كان أكرب يف العود للجريمة‪ ،‬مقارنة بغري العائدات‬
‫هلا‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫وملعرف�ة العالقة بني الظ�روف االجتامعي�ة واالقتصادية الت�ي أدت إىل‬
‫ارتكاب الس�لوك اإلجرام�ي وفق ًا ملرتكبات الس�لوك اإلجرام�ي ألول مرة‬
‫والعائدات هلا نناقش ذلك من خالل اآليت ‪:‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )18‬اختبار (ت ‪ )T.test‬ملعرفة الفروق يف الظروف‬
‫االجتامعية واالقتصادية التي أدت الرتكاب اجلريمة وفق ًا ملرتكبات السلوك‬
‫اإلجرامي للمرة األوىل والعائدات له‬
‫مستوى‬ ‫املتوسط االنحراف‬
‫قيمة ت‬ ‫العدد‬ ‫النوع‬
‫الداللة‬ ‫املعياري‬ ‫احلسايب‬
‫عائدة للجريمة ‪3.1460 4.6064 94‬‬
‫الظروف االجتامعية‬
‫‪0.05 1.624‬‬ ‫غري عائدة‬
‫‪3.1911 3.8785 107‬‬ ‫التي أدت للجريمة‬
‫للجريمة‬
‫عائدة للجريمة ‪2.2675 4.9706 95‬‬
‫الظروف االقتصادية‬
‫‪0.01 1.918‬‬ ‫غري عائدة‬
‫‪2.7158 4.2842 102‬‬ ‫التي أدت للجريمة‬
‫للجريمة‬

‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )18‬اختب�ار (ت) (‪ )T.test‬ملعرف�ة الفروق يف‬


‫الظروف االجتامعية واالقتصادية التي أدت إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‬
‫وفق ًا ملرتكبات السلوك اإلجرامي ألول مرة والعائدات له‪ .‬وتبني من خالله‬
‫وج�ود فروق دال�ة إحصائي ًا عند مس�توى (‪ )0.05‬بني مرتكبات الس�لوك‬
‫اإلجرامي بسبب الظروف االجتامعية بني العائدات للجريمة وغري العائدات‬
‫هل�ا‪ ،‬وكانت ه�ذه الف�روق لصالح عينة الدراس�ة م�ن العائ�دات للجريمة‪.‬‬
‫بمعن�ى أن تأثير الظروف االجتامعية على العائدات للجريم�ة كان أكرب من‬
‫غري العائدات هلا‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫أم�ا بخص�وص الظ�روف االقتصادية الت�ي أدت إىل ارتكاب الس�لوك‬
‫اإلجرام�ي فتبني كذلك أن هناك فروق ًا دالة إحصائي ًا عند مس�توى (‪)0.01‬‬
‫يف ارت�كاب الس�لوك اإلجرامي بني العائدات وغير العائدات‪ ،‬وكانت هذه‬
‫الف�روق لصالح عينة الدراس�ة من غير العائدات للجريم�ة‪ ،‬بمعنى أن غري‬
‫العائدات للجريمة كانت الظروف االقتصادية مؤثرة عليهن بدرجة أكرب من‬
‫العائدات الرتكاب السلوك اإلجرامي‪.‬‬
‫ولعل ه�ذه النتيجة تؤكد بجلاء أن الظروف االجتامعي�ة واالقتصادية‬
‫كانت س�بب ًا مؤثر ًا بدرجة كبرية‪ ،‬خصوص ًا للعائدات للجريمة للمرة الثانية‪،‬‬
‫إال أن تأثري املستوى االقتصادي كان أكرب من تأثري املستوى االجتامعي بالنسبة‬
‫للعائدات للجريمة‪ ،‬ويلحظ ذلك من مس�توى الداللة اإلحصائية الذي بلغ‬
‫(‪ )0.01‬للظروف االقتصادية مقابل (‪ )0.05‬للظروف االجتامعية‪.‬‬

‫املحور الثاين‪ :‬إجابة السؤال الثالث‬


‫«ما األسباب التي تدفع النساء العائدات إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي‬
‫مرة أخرى بعد تلقيهن العقوبة التأديبية واإلصالحية من وجهة نظرهن»؟‬
‫ومت�ت اإلجابة عن هذا الس�ؤال من خلال معرف�ة آراء املبحوثات من‬
‫خالل األس�باب الواردة يف االستبيان التي تكونت من (‪ 12‬سبب ًا)‪ ،‬وهي كام‬
‫ييل‪:‬‬
‫‪1‬ـ ضعف الوازع الديني‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وجود مغريات مادية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ استمرار املشكالت األرسية‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ضعف اإلرادة يف التخلص من املخدرات‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫‪ 5‬ـ استمرار املشكالت االقتصادية‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الرغبة يف جماراة األصدقاء‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ السجن و خمالطة السجينات (صديقات السوء)‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ نفس أسباب دخويل للسجن للمرة األوىل‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ بسبب العنوسة‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ الغرية و احلقد‪.‬‬
‫‪11‬ـ الشعور بالظلم و القهر‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ نظرة املجتمع يل بأين خرجية سجون‪.‬‬
‫ولعل األسباب هنا خاصة فقط بالعائدات للجريمة‪ .‬عل ًام بأن األسباب‬
‫التي تم طرحها هنا أس�باب عامة وذلك ملعرفة ترتيبها حس�ب أولويتها‪ ،‬من‬
‫وجهة نظر أفراد عينة الدراسة من العائدات للسلوك اإلجرامي‪.‬‬
‫وجاءت نتائج ذلك وفق ًا للجدول رقم (‪)19‬‬

‫‪162‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )19‬توزيع أفراد عينة الدراسة حسب األسباب املؤدية‬
‫الرتكاب السلوك اإلجرامي مرة أخرى‬
‫النوع‬
‫املجموع‬ ‫غري عائدة‬ ‫عائدة‬ ‫أسباب ارتكاب السلوك اإلجرامي‬
‫للجريمة‬ ‫للجريمة‬
‫‪31‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪24‬‬ ‫العدد‬
‫نعم‬
‫‪%57.4‬‬ ‫‪%13.0‬‬ ‫النسبة ‪%44.4‬‬
‫ضعف الوازع الديني‬
‫‪23‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪13‬‬ ‫العدد‬
‫ال‬
‫‪%42.6‬‬ ‫‪%18.5‬‬ ‫النسبة ‪%24.1‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪37‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%31.5‬‬ ‫النسبة ‪%68.5‬‬
‫‪64‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪50‬‬ ‫العدد‬
‫نعم‬
‫‪%82.1‬‬ ‫‪%17.9‬‬ ‫النسبة ‪%64.1‬‬
‫وجود مغريات مادية‬
‫‪14‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العدد‬
‫ال‬
‫‪%17.9‬‬ ‫‪%7.7‬‬ ‫النسبة ‪%10.3‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪58‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%25.6‬‬ ‫النسبة ‪%74.4‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪65‬‬ ‫العدد‬
‫نعم‬
‫‪%90.7‬‬ ‫‪%15.1‬‬ ‫النسبة ‪%75.6‬‬
‫استمرار املشكالت األرسية‬
‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العدد‬
‫ال‬
‫‪%9.3‬‬ ‫‪%4.7‬‬ ‫‪%4.7‬‬ ‫النسبة‬
‫‪96‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪69‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%19.8‬‬ ‫النسبة ‪%80.2‬‬

‫‪163‬‬
‫(‪ 5.083 )b‬مستوى الداللة (‪)0.02‬‬ ‫قيمة مربع كاي‬
‫‪25‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪21‬‬ ‫العدد‬ ‫نعم‬
‫‪%54.3‬‬ ‫‪%8.7‬‬ ‫النسبة ‪%45.7‬‬ ‫ضعف اإلرادة يف التخلص‬
‫‪21‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫العدد‬ ‫ال‬ ‫من املخدرات‬
‫‪%45.7‬‬ ‫‪%21.7‬‬ ‫النسبة ‪%23.9‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪32‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%30.4‬‬ ‫النسبة ‪%69.6‬‬
‫(‪ 5.389 )b‬مستوى الداللة (‪)0.02‬‬ ‫قيمة مربع كاي‬
‫‪60‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪48‬‬ ‫العدد‬
‫نعم‬
‫‪%82.2‬‬ ‫‪%16.4‬‬ ‫النسبة ‪%65.8‬‬ ‫استمرار املشكالت‬
‫‪13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العدد‬ ‫االقتصادية‬
‫ال‬
‫‪%17.8‬‬ ‫‪%8.2‬‬ ‫‪%9.6‬‬ ‫النسبة‬
‫‪73‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪55‬‬ ‫العدد‬
‫املجموع‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%24.7‬‬ ‫النسبة ‪%75.3‬‬
‫(‪ 3.934 )b‬مستوى الداللة (‪)0.05‬‬ ‫قيمة مربع كاي‬
‫‪36‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪31‬‬ ‫العدد‬
‫نعم‬
‫‪%73.5‬‬ ‫‪%10.2‬‬ ‫النسبة ‪%63.3‬‬
‫الرغبة يف جماراةالصديقات‬
‫‪13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العدد‬
‫ال‬
‫‪%26.5‬‬ ‫‪%12.2‬‬ ‫النسبة ‪%14.3‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪38‬‬ ‫العدد‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%22.4‬‬ ‫النسبة ‪%77.6‬‬
‫(‪ 5.711 )b‬مستوى الداللة (‪)0.01‬‬ ‫قيمة مربع كاي‬

‫‪164‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪5‬‬ ‫العدد ‪33‬‬
‫نعم‬
‫النسبة ‪%76.0 %10.0 %66.0‬‬ ‫السجن و خمالطة السجينات‬
‫‪12‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫العدد‬ ‫(صديقات السوء)‬
‫ال‬
‫النسبة ‪%24.0 %14.0 %10.0‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪12‬‬ ‫العدد ‪38‬‬
‫املجموع‬
‫النسبة ‪%100.0 %24.0 %76.0‬‬
‫(‪ 10.204 )b‬مستوى الداللة (‪)0.001‬‬ ‫قيمة مربع كاي‬
‫‪41‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العدد ‪38‬‬
‫نعم‬
‫النسبة ‪%78.8 %5.8 %73.1‬‬ ‫نفس أسباب دخويل للسجن للمرة‬
‫‪11‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العدد‬ ‫األوىل‬
‫ال‬
‫النسبة ‪%21.2 %15.4 %5.8‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪11‬‬ ‫العدد ‪41‬‬
‫املجموع‬
‫النسبة ‪%100.0 %21.2 %78.8‬‬
‫(‪ 22.248 )b‬مستوى الداللة (‪)0.001‬‬ ‫قيمة مربع كاي‬
‫‪10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫نعم العدد‬
‫النسبة ‪%38.5 %23.1 %15.4‬‬
‫العنوسة‬
‫‪16‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ال العدد ‪11‬‬
‫النسبة ‪%61.5 %19.2 %42.3‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪11‬‬ ‫العدد ‪15‬‬
‫املجموع‬
‫النسبة ‪%100.0 %42.3 %57.7‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العدد ‪22‬‬
‫نعم‬
‫النسبة ‪%65.9 %15.9 %50.0‬‬
‫الغرية و احلقد‬
‫‪15‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العدد‬
‫ال‬
‫النسبة ‪%34.1 %15.9 %18.2‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪14‬‬ ‫العدد ‪30‬‬
‫املجموع‬
‫النسبة ‪%100.0 %31.9 %68.2‬‬

‫‪165‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪10‬‬ ‫العدد ‪42‬‬
‫نعم‬
‫النسبة ‪%86.7 %16.7 %70.0‬‬
‫الشعور بالظلم و القهر‬
‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العدد‬
‫ال‬
‫النسبة ‪%13.3 %8.3 %5.0‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪15‬‬ ‫العدد ‪45‬‬
‫املجموع‬
‫النسبة ‪%100.0 %25.0 %75.0‬‬
‫(‪ 6.923 )b‬مستوى الداللة (‪)0.01‬‬ ‫قيمة مربع كاي‬
‫‪33‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العدد ‪30‬‬
‫نعم‬
‫النسبة ‪%78.6 %7.1 71.4‬‬
‫نظرة املجتمع يل بأين خرجية سجون‬
‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العدد‬
‫ال‬
‫النسبة ‪%21.4 %11.9 %9.5‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪8‬‬ ‫العدد ‪34‬‬
‫النسبة ‪%100.0 %19.0 %81.0‬‬
‫(‪ 9.901 )b‬مستوى الداللة (‪)0.01‬‬ ‫قيمة مربع كاي‬

‫يوض�ح اجلدول رق�م (‪ )19‬األس�باب التي أدت إىل ارتكاب الس�لوك‬


‫اإلجرامي من وجهة نظر أفراد عينة الدراسة من العائدات للجريمة‪،‬وكذلك‬
‫م�ن غير العائدات هلا وتبني من خالله أن األس�باب الت�ي أدت إىل ارتكاب‬
‫السلوك اإلجرامي متنوعة ومتعددة‪،‬وجاء ترتيب تلك األسباب وفق ًا ملا ييل‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اس�تمرار املش�كالت األرسية‪ .‬وأتى هذا الس�بب يف الرتتيب األول‬
‫من حيث األمهية من وجهة نظر أفراد العينة من العائدات للجريمة‬
‫وذلك بنسبة بلغت (‪ .)%75.6‬كام أشارت قيمة مربع كاي إىل وجود‬
‫ف�روق دال�ة إحصائي ًا عند مس�توى داللة معنوية بل�غ (‪ )0.01‬بني‬
‫العائ�دات للجريمة وغري العائدات هلا وكانت هذه الفروق لصالح‬
‫عين�ة الدراس�ة من العائ�دات للجريمة‪ ،‬أي أن املش�كالت األرسية‬

‫‪166‬‬
‫كانت س�بب ًا قوي�ا دفع العائدات للعود مرة أخ�رى للجريمة‪،‬مقارنة‬
‫بزميالهت�ن من غري العائدات‪ ،‬واملش�كالت األرسي�ة عادة ما تكون‬
‫متعددة ومتباينة‪ ،‬وال تنحرص يف س�بب‪ ،‬ولع�ل العامل االقتصادي‬
‫قد يكون سبب ًا رئيس ًا فيها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ نف�س أس�باب دخول الس�جن للم�رة األوىل‪ .‬وأتى هذا الس�بب يف‬
‫الرتتي�ب الث�اين م�ن حيث األمهي�ة من وجهة نظ�ر أف�راد العينة من‬
‫العائ�دات للجريم�ة وذلك بنس�بة بلغت (‪ .)%73.1‬كام أش�ارت‬
‫قيم�ة مربع كاي إىل وج�ود فروق دالة إحصائي ًا عند مس�توى داللة‬
‫معنوي�ة بل�غ (‪ )0.01‬بني العائ�دات للجريمة وغير العائدات هلا‬
‫وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة‪،‬‬
‫أي أن العائ�دات للجريم�ة أف�دن ب�أن الس�بب األول ال�ذي أدى‬
‫الرت�كاب اجلريم�ة للم�رة األوىل مل ي�زل حت�ى تتوقف ع�ن العود‬
‫لذلك‪ ،‬وكام بينت نتائج هذه الدراس�ة س�ابق ًا دخول الس�جن للمرة‬
‫األوىل قد عزي لألسباب االقتصادية واالجتامعية‪ ،‬أي أن األسباب‬
‫االقتصادية واالجتامعية وعدم حتسنهام سامها بشكل مبارش يف العود‬
‫للجريمة مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ نظرة املجتمع يل بأين خرجية س�جون‪ .‬وأتى هذا الس�بب يف الرتتيب‬
‫الثال�ث من حي�ث األمهية من وجهة نظر أف�راد العينة من العائدات‬
‫للجريم�ة وذلك بنس�بة بلغ�ت (‪ .)%71.4‬كام أش�ارت قيمة مربع‬
‫كاي إىل وج�ود فروق دالة إحصائي ًا عند مس�توى داللة معنوية بلغ‬
‫(‪ )0.01‬بين العائ�دات للجريمة وغري العائ�دات هلا‪،‬وكانت هذه‬
‫الفروق لصالح عينة الدراس�ة م�ن العائدات للجريمة‪ .‬أي أن نظرة‬

‫‪167‬‬
‫املجتمع كان هلا تأثري سلبي عىل العائدات للجريمة وساهم يف العود‬
‫للجريمة مرة أخرى‪،‬مقارنة بزميالهتن من غري العائدات‪.‬‬
‫‪4‬ـ الش�عور بالظل�م والقه�ر‪ .‬وأت�ى هذا الس�بب يف الرتتي�ب الرابع من‬
‫حي�ث األمهية من وجه�ة نظر أف�راد العينة من العائ�دات للجريمة‬
‫وذلك بنس�بة بلغت (‪ .)%70‬كام أش�ارت قيمة مربع كاي إىل وجود‬
‫ف�روق دال�ة إحصائي ًا عند مس�توى داللة معنوية بل�غ (‪ )0.01‬بني‬
‫العائ�دات للجريمة وغري العائدات هلا‪،‬وكانت هذه الفروق لصالح‬
‫عين�ة الدراس�ة من العائ�دات للجريمة‪ .‬أي أن العائ�دات للجريمة‬
‫أف�دن بأن ش�عورهن بالظلم والقهر س�بب مس�اعد هل�ن للعود مرة‬
‫أخرى للجريمة مقارنة بزميالهتن من غري العائدات‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الس�جن وخمالطة السجينات (صديقات الس�وء)‪ .‬وأتى هذا السبب‬
‫يف الرتتي�ب اخلامس من حي�ث األمهية‪.‬من وجهة نظ�ر أفراد العينة‬
‫م�ن العائ�دات للجريم�ة وذلك بنس�بة بلغت (‪.)%66‬كام أش�ارت‬
‫قيم�ة مربع كاي إىل وج�ود فروق دالة إحصائي ًا عند مس�توى داللة‬
‫معنوية بل�غ (‪ )0.001‬بني العائدات للجريم�ة وغري العائدات هلا‬
‫وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة‪.‬‬
‫أي أن العائدات أفدن بأن صديقات السوء الالئي اختلطن هبن هن‬
‫سبب مبارش للعود للجريمة مقارنة بغري العائدات للجريمة‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ اس�تمرار املش�كالت االقتصادي�ة‪ .‬وأت�ى ه�ذا الس�بب يف الرتتي�ب‬
‫الس�ادس من حيث األمهية من وجهة نظر أفراد العينة من العائدات‬
‫للجريم�ة وذلك بنس�بة بلغ�ت (‪ .)%65.8‬كام أش�ارت قيمة مربع‬
‫كاي إىل وج�ود ف�روق دال�ة إحصائي� ًا عن�د مس�توى دالل�ة معنوية‬

‫‪168‬‬
‫بل�غ (‪ )0.05‬بني العائ�دات للجريمة وغري العائ�دات هلا‪ ،‬وكانت‬
‫ه�ذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائ�دات للجريمة‪ .‬أي أن‬
‫اس�تمرار املشكالت االقتصادية س�بب رئيس هلن للعود مرة أخرى‬
‫للجريمة مقارنة بزميالهتن من غري العائدات‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ وجود املغريات املادية‪.‬وأتى هذا السبب يف الرتتيب السابع من حيث‬
‫األمهي�ة من وجهة نظ�ر أفراد العينة م�ن العائ�دات للجريمة وذلك‬
‫بنسبة بلغت (‪ .)%64.1‬كام أشارت قيمة مربع كاي إىل عدم وجود‬
‫فروق دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات مما يوحي‬
‫بأن املغريات املادية تكون س�بب ًا يدف�ع غري العائدات للجريمة للعود‬
‫للجريمة مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ الرغب�ة يف جم�اراة الصديق�ات‪ .‬وأت�ى هذا الس�بب يف الرتتيب الثامن‬
‫م�ن حيث األمهيةمن وجهة نظر أفراد العينة من العائدات للجريمة‪.‬‬
‫وذل�ك بنس�بة بلغ�ت (‪ .)%63.3‬كام أش�ارت قيمة مرب�ع كاي إىل‬
‫وجود فروق دالة إحصائي ًا عند مس�توى داللة معنوية بلغ (‪)0.01‬‬
‫بين العائ�دات للجريمة وغير العائ�دات هلا‪.‬وكانت ه�ذه الفروق‬
‫لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة‪ ،‬أي أن العائدات أفدن‬
‫ب�أن تقليد الصديقات وجماراهتن س�بب رئيس هلن للعود مرة أخرى‬
‫للجريمة‪ ،‬مقارنة بزميالهتن من غري العائدات‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ الغيرة واحلق�د‪ .‬وأت�ى ه�ذا الس�بب يف الرتتي�ب التاس�ع م�ن حيث‬
‫األمهيةم�ن وجه�ة نظر أف�راد العينة م�ن العائ�دات للجريمةوذلك‬
‫بنسبة بلغت (‪)%50‬كام أشارت قيمة مربع كاي إىل عدم وجود فروق‬
‫دالة إحصائي ًا بني العائ�دات للجريمة وغري العائدات‪،‬مما يوحي بأن‬

‫‪169‬‬
‫الغيرة واحلقد ربما يدفعان غري العائدات للجريم�ة للعود للجريمة‬
‫مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ ضع�ف اإلرادة يف التخل�ص من املخدرات‪ .‬وأتى هذا الس�بب يف‬
‫الرتتي�ب الع�ارش من حيث األمهية م�ن وجهة نظر أف�راد العينة من‬
‫العائ�دات للجريم�ة وذلك بنس�بة بلغت (‪ .)%45.7‬كام أش�ارت‬
‫قيم�ة مربع كاي إىل وج�ود فروق دالة إحصائي ًا عند مس�توى داللة‬
‫معنوي�ة بلغ (‪ )0.02‬بين العائدات للجريمة وغير العائدات هلا‪،‬‬
‫وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة‪.‬‬
‫أي أن العائ�دات للجريمة أفدن بأن ضعف اإلرادة يف التخلص من‬
‫املخ�درات‪ ،‬س�بب رئيس هلن للعود م�رة أخرى للجريم�ة‪ ،‬مقارنة‬
‫بزميالهتن من غري العائدات‪.‬‬
‫‪11‬ـ ضع�ف الوازع الديني‪ .‬وأتى هذا الس�بب يف الرتتيب احلادي عرش‬
‫من حيث األمهية من وجهة نظر أفراد العينة من العائدات للجريمة‬
‫وذل�ك بنس�بة بلغ�ت (‪ .)%44.4‬كام أش�ارت قيمة مرب�ع كاي إىل‬
‫ع�دم وج�ود ف�روق دال�ة إحصائي ًا بين العائ�دات للجريم�ة وغري‬
‫العائدات‪،‬مما يوحي بأن ضعف الوازع الديني ربام يكون س�بب ًا قوي ًا‬
‫لغري العائدات للجريمة الرتكاب اجلريمة مرة أخرى‪.‬‬
‫‪12‬ـ العنوسة‪ .‬وأتى هذا السبب يف الرتتيب الثاين عرشاألخري من حيث‬
‫األمهي�ة من وجهةنظ�ر أفراد العين�ة من العائ�دات للجريمة وذلك‬
‫بنسبة بلغت (‪ .)%15.4‬كام أشارت قيمة مربع كاي إىل عدم وجود‬
‫ف�روق دال�ة إحصائي ًا بين العائ�دات للجريمة وغير العائدات‪ ،‬مما‬
‫يوحي بأن العنوس�ة تعد أيض ًا س�بب ًا لغري العائ�دات للعود للجريمة‬
‫مرة أخرى‪ ،‬إذا الزمتهن لفرتة طويلة‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫وتشير قيمة مربع كاي التي كانت دالة إحصائي ًا عند مستوى (‪)0.05‬‬
‫يف مجيع األسباب املؤدية إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي إىل أن الفروق كانت‬
‫لصالح غري العائدات للجريمة‪،‬مقارنة بمرتكبات الس�لوك اإلجرامي ألول‬
‫مرة‪ ،‬وتؤكد هذه النتيجة أن من األسباب الرئيسة التي أدت إىل العود الرتكاب‬
‫السلوك اإلجرامي من وجهة نظر أفراد العينة كان استمرار املشكالت األرسية‬
‫املتعددة والتي يكون دافعها يف الغالب ضعف املستوى االقتصادي‪ ،‬وكذلك‬
‫نظرة املجتمع القاس�ية ملرتكبات السلوك اإلجرامي بأهنن خرجيات سجون‪،‬‬
‫والش�عور بالظلم والقهر‪ ،‬وخمالطة صديقات السوء السجينات والتأثر هبن‪،‬‬
‫إضافة إىل اس�تمرار املش�كالت االقتصادية واملتكررة‪ ،‬وربام تكون مجيع هذه‬
‫األس�باب اجتمعت‪ ،‬ودفعت مرتكبات الس�لوك اإلجرامي للعود للجريمة‬
‫م�رة أخرى‪ ،‬هل�ذا ترى الباحث�ة أن مرتكبات الس�لوك اإلجرام�ي مل يرتكبن‬
‫اجلريمة يف ظروف أرسية عادية‪ ،‬بل هناك عوامل اقتصادية‪ ،‬واجتامعية قاهرة‬
‫قادهت�ن إىل ذل�ك‪ ،‬وإن مل تزل هذه األس�باب فقد يتكرر الع�ود للجريمة مرة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫املحور الثالث‪ :‬إجابة السؤالني الرابع واخلامس‬


‫«ما أنامط اجلرائم املرتكبة من قبل العائدات وغري العائدات‪ ،‬وهل للعود‬
‫طابع عام أم خاص»‪.‬‬
‫ومتت اإلجابة عىل هذا السؤال وفق ًا ملا ييل‪:‬‬

‫‪171‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )20‬أنامط اجلرائم املرتكبة من قبل العائدات وغري العائدات‬
‫النوع‬
‫املجموع‬ ‫نمط اجلريمة‬
‫غري عائدة للجريمة‬ ‫عائدة للجريمة‬
‫‪159‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪84‬‬ ‫العدد‬
‫أخالقية‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%47.2‬‬ ‫‪%52.8‬‬ ‫النسبة‬
‫‪14‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬ ‫العدد‬
‫رسقة‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%57.1‬‬ ‫‪%42.9‬‬ ‫النسبة‬
‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العدد‬
‫مسكرات‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%57.1‬‬ ‫‪%42.9‬‬ ‫النسبة‬
‫‪34‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪24‬‬ ‫العدد‬
‫خمدرات‬
‫‪%97.1‬‬ ‫‪%28.6‬‬ ‫‪%68.6‬‬ ‫النسبة‬
‫‪10‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العدد‬
‫قتل‬
‫‪%90.9‬‬ ‫‪%72.7‬‬ ‫‪%18.2‬‬ ‫النسبة‬
‫‪8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫العدد‬
‫تزوير‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%62.5‬‬ ‫‪%37.5‬‬ ‫النسبة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العدد‬
‫هتريب‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫النسبة‬
‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫العدد‬
‫أخرى‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪%25.0‬‬ ‫‪%75.0‬‬ ‫النسبة‬

‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )20‬توزيع أفراد عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات‬


‫الس�لوك اإلجرام�ي م�ن العائ�دات وغير العائدات حس�ب أنماط اجلرائم‬
‫املرتكب�ة‪ .‬وتبني م�ن خالله أن نم�ط اجلريمة األوىل لعينة الدراس�ة بالنس�بة‬

‫‪172‬‬
‫لغير العائ�دات للجريم�ة كان ه�و اجلرائ�م األخالقية‪،‬وبلغ�ت نس�بة ذلك‬
‫(‪ .)%47.2‬يف حين ت�وزع أف�راد عينة الدراس�ة عىل بقي�ة اجلرائم األخرى‬
‫كالرسقة‪ ،‬واملخدرات‪ ،‬واملس�كرات‪ ،‬والقت�ل والتزوير بأعداد قليلة ومتباينة‬
‫من نمط جريمة إىل أخرى‪.‬‬
‫أم�ا بالنس�بة للعائدات للجريمة‪ ،‬فتبني أن غالبي�ة نمط جريمتهن كانت‬
‫كذلك اجلرائم األخالقية‪،‬وبلغت نسبة ذلك (‪)%52.8‬ييل ذلك املخدرات‪.‬‬
‫يف حني توزع أفراد العينة بأعداد قليلة كذلك عىل بقية أنامط اجلرائم املرتكبة‬
‫يف العود للجريمة‪.‬‬
‫تشير هذه النتيجة إيل أن مرتكبات السلوك اإلجرامي للعائدات ولغري‬
‫العائ�دات ملعظ�م أف�راد عينة الدراس�ة هو اجلرائ�م األخالقي�ة‪ .‬وتؤكد هذه‬
‫النتيج�ة أن الع�ود للجريم�ة يأخ�ذ طاب�ع العود اخل�اص املتمث�ل يف اجلرائم‬
‫األخالقية‪.‬وكام هو معروف ف�إن اجلرائم األخالقية كذلك متعددة ومتباينة‪.‬‬
‫وال تقترص عىل جريمة واحدة بعينها فالغش‪ ،‬واالحتيال‪ ،‬والتزوير‪ ،‬والرسقة‬
‫وغريها تدخل ضمن اجلرائم األخالقية‪.‬‬

‫املحور الرابع‪ :‬إجابة السؤال السادس‬


‫«ما عدد مرات العود بالنسبة للعائدات إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي»‪.‬‬
‫مت�ت اإلجاب�ة على هذا الس�ؤال من خلال مقارن�ة عدد م�رات العود‬
‫للجريمة وفق ًا لنمط اجلريمة من العائدات للجريمة فقط‪ ،‬وذلك وفق ًا ملا ييل‪:‬‬

‫‪173‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )21‬عدد مرات العود ملرتكبات السلوك اإلجرامي‬
‫من العائدات للجريمة‬
‫كم مرة تم سجنك قبل هذه املرة‬ ‫نمط جريمة‬
‫املجموع‬
‫مرتان ثالث مرات أربع فأكثر‬ ‫مرة‬ ‫العائدات للجريمة‬
‫‪73‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪41‬‬ ‫العدد‬
‫اجلريمة األخالقية‬
‫‪%100.0‬‬ ‫النسبة ‪%5.5 %13.79 %24.7 %56.2‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العدد‬
‫جريمة الرسقة‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%33.3 %66.7‬‬ ‫‪-‬‬ ‫النسبة‬
‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫العدد‬
‫جريمة املسكرات‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫النسبة ‪%25.0 %50.0 %25.0‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫العدد‬
‫جريمة املخدرات‬
‫‪%94.1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫النسبة ‪%5.9 %47.1 %41.2‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫العدد‬
‫جريمة القتل‬
‫‪%100.0 %12.5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫النسبة ‪%12.5 %75.0‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫العدد‬
‫جريمة التزوير‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪%50.0 %50.0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫النسبة‬
‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫العدد‬
‫جرائم أخرى‬
‫‪%100.0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫النسبة ‪%100.0‬‬

‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )21‬ع�دد م�رات ع�ود مرتكب�ات الس�لوك‬


‫اإلجرام�ي‪ ،‬وتبني من خالله أن غالبية عينة الدراس�ة م�ن مرتكبات اجلرائم‬
‫األخالقية عدن هلذه اجلريمة مرة واحدة‪ ،‬وذلك بنسبة بلغت (‪ .)%56.2‬يف‬
‫حني بلغت نس�بة الالئي عدن هلذه اجلريمة مرتني (‪ .)%24.7‬يف حني كانت‬

‫‪174‬‬
‫هناك نس�بة بلغت (‪ )%13.7‬أف�دن بأهنن عدن هل�ذه اجلريمة ثالث مرات‪،‬‬
‫بينما نجد هناك نس�بة بلغ�ت (‪ )%5.5‬ذكرن بأهنن عدن هل�ذه اجلريمة أربع‬
‫مرات فأكثر‪.‬‬
‫أما بالنس�بة جلريمة الرسقة‪ ،‬وجريمة املس�كرات واملخدرات‪ ،‬وجريمة‬
‫القت�ل والتزوي�ر فنج�د أن ه�ذه اجلرائم رغم وج�ود عود هلا‪ ،‬فإهن�ا ترتكب‬
‫بشكل طفيف‪ ،‬إذا استثنينا جرائم املخدرات التي ترتفع قليالً‪،‬قد بلغت نسبة‬
‫ذل�ك (‪ )%47.1‬للعائدات هل�ذه اجلريمة مرتني‪ ،‬ونس�بة بلغت (‪)%41.2‬‬
‫للعائ�دات للجريم�ة م�رة واحدة‪ ،‬ونس�بة بلغ�ت (‪ )%5.9‬للعائ�دات هلذه‬
‫اجلريمة ثالث مرات‪.‬‬
‫تؤك�د ه�ذه النتيجة أن الع�ود للجريمة حي�دث أكثر من م�رة‪ ،‬ويف هذه‬
‫النتيج�ة تركز العود للجريمة يف املرة األوىل‪ ،‬ييل ذلك العود للجريمة يف املرة‬
‫الثانية‪ ،‬ثم الثالثة‪ ،‬ثم الرابعة‪.‬‬

‫املحور اخلامس‪ :‬إجابة السؤال السابع‬


‫«ما العالقة بني نمط اجلريمة والوضع الفعيل للعائدات ولغري العائدات»‬
‫صنفت الباحثة الوضع الفعيل للعائدات للجريمة إىل ثالث فئات هي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ وضع يتعلق باألرسة‪.‬‬
‫‪2‬ـ وضع يتعلق باألقارب واألصدقاء‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وضع شخيص (نفيس)‪.‬‬
‫وفيام ييل نتائج ذلك‬
‫قبل التعرف عىل نتائج هذا الس�ؤال س�يتم التعرف على الوضع الفعيل‬
‫للعائدات للجريمة وذلك وفق ًا ملا ييل ‪:‬‬

‫‪175‬‬
‫‪ 1‬ـ وضع يتعلق باألرسة‪ ،‬وتضمن هذا املقياس العبارات التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ال تتدخل أرسيت يف أي يشء أعمله حتى ولو كان خطأ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ منزلنا ميلء باملشكالت والشجار واملخاصمة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تغضب أرسيت عندما ختطئ إحدانا‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ال أحس باألمن داخل أرسيت‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أخاف من مواجهة أرسيت بعد جريمتي األوىل‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ أحس باألمن داخل أرسيت أكثر من خارجه‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ بعض أفراد أرسيت سبق أن دخلوا السجن‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ أشعر منذ الصغر بأن أيب وأمي حيبان إخويت أكثر مني‪.‬‬
‫‪2‬ـ وض�ع يتعل�ق باألق�ارب واألصدق�اء‪ ،‬وتضم�ن ه�ذا املقي�اس‬
‫العبارات التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ كثري من أقاريب ال يتقبلني ألين دخلت السجن‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ صديقايت غالب ًا يتحدثن عن أشياء حمرمة أو ممنوعة عندما يتقابلن‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تعلمت السلوك اإلجرامي من صديقات يل‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أفعل مثل ما تقوم به صديقايت حتى ال أخرسهن‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وضع شخيص (نفيس)‪ ،‬وتضمن هذا املقياس العبارات التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أعترب نفيس منحرفة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ مل يعد جيرح إحسايس ما يصفني به الناس‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫‪ 3‬ـ لو كان عندي مصدر دخل مس�تقل ما كان ألحد إجباري عىل فعل‬
‫ما ال أريد‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ إذا مل أقم بام قمت به من عمل فلن أستطيع أن أجد ما أعيش منه‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أشعر برغبة شديدة يف احلصول عىل املال بأي وسيلة‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ تأخري يف الزواج جيعلني أبحث عن إش�باع غرائزي حتى ولو كان‬
‫بطريق غري مرشوع‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ عندما أقدمت عىل هذا الفعل مل أعرف أنه جريمة‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ دفعني هلذا الفعل رغبتي يف التغلب عىل الفراغ وامللل‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ أشعر بعدم تقبل املجتمع يل بعد خروجي من السجن‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ قطع اجلميع عالقتهم يب منذ دخويل السجن‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ أش�عر بأن اآلخرين من حويل حيتقرونني‪،‬ويرفضون التعامل معي‬
‫بعد خروجي من السجن‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ أشعر بأين ظلمت كثري ًا هبذا السجن‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ أرى أن ما فعلته ال يستوجب السجن‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ أنا لست مذنبة‪ ،‬وإنام تم تلفيق التهمة يل‪.‬‬
‫تبني اجلداول التالية العالقة بني نمط اجلريمة والوضع الفعيل للعائدات‬
‫للجريمة ولغري العائدات هلا‪.‬‬
‫الفروق بني العائدات اجلريمة وغري العائدات وفق ًا للوضع الفعيل هلم‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )22‬اختبار ( ت‪ )T. test .‬ملعرفة الفروق بني عائدات‬
‫اجلريمة وغري العائدات وفق ًا للوضع الفعيل هلن‬
‫مستوى‬ ‫املتوسط االنحراف‬ ‫الوضع‬
‫الداللة‬ ‫(ت)‬ ‫قيمة‬ ‫العدد‬ ‫أفراد العينة‬
‫احلسايب املعياري‬ ‫الفعيل‬

‫‪0.24815 1.4071 99‬‬ ‫وضع يتعلق عائدة للجريمة‬


‫‪0.01 -5.874‬‬
‫باألرسة غري عائدة للجريمة ‪0.24168 1.6063 110‬‬
‫‪0.35790 1.3064 99‬‬ ‫وضع يتعلق عائدة للجريمة‬
‫‪0.01 -4.550‬‬
‫باألقارب غري عائدة للجريمة ‪0.34840 1.5304 107‬‬
‫‪0.22405 1.3299 100‬‬ ‫عائدة للجريمة‬ ‫وضع‬
‫‪0.01 -4.700‬‬
‫شخيص غري عائدة للجريمة ‪0.20169 1.4680 110‬‬

‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )22‬اختب�ار (ت ‪ )T.Test‬ملعرف�ة الفروق بني‬


‫العائدات للجريمة وغري العائدات هلا تبع ًا للوضع األرسي الذي يعشن فيه‪،‬‬
‫وكذلك وضعهن الشخيص‪ ،‬ووضعهن املتعلق باألقارب واألصدقاء‪ .‬وتبني‬
‫من خالله أن للعالقة األرسية السائدة التي يعيش فيها أفراد العينة‪ ،‬املتمثلة يف‬
‫التفكك األرسي الس�ائد يف األرسة‪،‬وعدم وجود األمان يف األرسة‪ ،‬وكذلك‬
‫احلرمان العاطفي وغريه‪ ،‬كانت ذات أثر كبري يف ارتكاب السلوك اإلجرامي‬
‫بالنس�بة للعائدات ولغير العائدات‪ ،‬وقد بينت قيم�ة (ت) البالغة (‪)5.87‬‬
‫فروق ًا دالة إحصائي ًا عند مستوى (‪ )0.01‬وكانت هذه الفروق لصالح عينة‬
‫الدراسة من غري العائدات للجريمة‪ .‬بمعنى أن غري العائدات للجريمة أفدن‬
‫ب�أن الوضع األرسي الرديء الذي يعش�ن فيه‪ ،‬كان ذا أث�ر بالغ يف ارتكاهبن‬
‫للسلوك اإلجرامي‪ ،‬مقارنة بزميالهتن العائدات للجريمة‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫كام تبني كذلك من نتائج اجلدول رقم (‪ )22‬وجود فروق دالة إحصائي ًا‬
‫عن�د مس�توى (‪ )0.01‬بين العائ�دات للجريم�ة وغير العائدات هل�ا تبع ًا‬
‫لوضع أفراد العينة املتعلق باألقارب واألصدقاء املتمثل يف تقليد الصديقات‬
‫وحماكاهت�ن فيما يعمل�ن وكانت هذه الف�روق لصالح عينة الدراس�ة من غري‬
‫العائ�دات للجريم�ة‪ ،‬بمعن�ى أن غير العائ�دات للجريمة أفدن ب�أن لعالقة‬
‫األق�ارب دورا رئيس�ا ومؤث�را يف ارت�كاب الس�لوك اإلجرام�ي والعود له‪،‬‬
‫وذلك بتقليد صديقات السوء فيام يعملن‪.‬‬
‫كما بين�ت نتائج اجل�دول رق�م (‪ )22‬وجود ف�روق دال�ة إحصائي ًا عند‬
‫مس�توى (‪ )0.01‬بين العائدات للجريم�ة وغري العائدات هل�ا تبع ًا للوضع‬
‫الش�خيص ألف�راد العين�ة املتمث�ل يف انخفاض مس�توى التعلي�م وانخفاض‬
‫مس�توى تقدي�ر الذات‪ ،‬وكانت ه�ذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من غري‬
‫العائ�دات للجريمة‪ ،‬بمعنى أن غير العائدات للجريمة أف�دن بأن وضعهن‬
‫الش�خيص املتمثل يف انخفاض مستوى تعليمهن ومستوى فهمهن ومستوى‬
‫تقديره�ن لذواهتن كان س�بب ًا مب�ارش ًا يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬وكان‬
‫تأثريه كبري ًا بالنسبة للعائدات للجريمة‪ ،‬مقارنة بغري العائدات هلا‪.‬‬
‫وعلي�ه تفي�د نتائج ه�ذه الدراس�ة أن للس�لوك اإلجرام�ي عوامل عدة‬
‫تس�اهم فيه بالنس�بة ملرتكبات الس�لوك اإلجرامي ألول مرة أو العائدات له‪.‬‬
‫فمنه�ا ما يتعلق ب�األرسة‪ ،‬ومنها ما يتعلق باألق�ارب والصديقات‪ ،‬ومنها ما‬
‫هو شخيص يعود لشخصية مرتكبة السلوك اإلجرامي نفسه‪ ،‬وهذه العوامل‬
‫الثالثة‪ ،‬جمتمع�ة‪ ،‬كان تأثريها عىل العائدات للجريمة أكرب من غري العائدات‬
‫هلا‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬العالقة بني نمط اجلريمة وفق ًا للوضع األرسي بني العائدات للجريمة‬
‫وغري العائدات هلا وفق ًا لنمط اجلريمة املرتكبة‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )23‬الفروق يف املتوسطات احلسابية وفق ًا لنمط اجلريمة‬
‫املرتكبة بسبب األرسة للعائدات وغري العائدات‬
‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬
‫العدد‬ ‫نمط اجلريمة املرتكبة‬
‫املعياري‬ ‫احلسايب‬
‫‪0.17678‬‬ ‫‪1.5000‬‬ ‫‪14‬‬ ‫رسقة‬
‫‪0.26982‬‬ ‫‪1.4908‬‬ ‫‪37‬‬ ‫زنا‬
‫‪0.27643‬‬ ‫‪1.5268‬‬ ‫‪97‬‬ ‫دعارة‬
‫‪0.20693‬‬ ‫‪1.3673‬‬ ‫‪7‬‬ ‫خمدرات‬
‫‪0.24563‬‬ ‫‪1.5562‬‬ ‫‪16‬‬ ‫قتل‬
‫‪0.17547‬‬ ‫‪1.5781‬‬ ‫‪8‬‬ ‫تزوير‬
‫‪0.34460‬‬ ‫‪1.5000‬‬ ‫‪6‬‬ ‫تعاطي املخدرات‬
‫‪0.22822‬‬ ‫‪1.2500‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ترويج‬
‫‪0.28454‬‬ ‫‪1.5263‬‬ ‫‪17‬‬ ‫أخرى‬
‫‪0.26427‬‬ ‫‪1.5112‬‬ ‫‪206‬‬ ‫املجموع‬

‫اجلدول رقم (‪ )24‬حتليل التباين األحادي (‪ )ANOVA‬ملعرفة الفروق بني‬


‫نمط اجلريمة املرتكبة تبع ًا للوضع األرسي‬
‫مستوى‬ ‫متوسط‬ ‫درجات‬ ‫جمموع‬
‫قيمة (ف)‬ ‫الوضع األرسي‬
‫الداللة‬ ‫املربعات‬ ‫احلرية‬ ‫املربعات‬
‫‪0.066‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0.531‬‬ ‫بني املجموعات‬
‫‪0.477 0.949‬‬ ‫‪0.070‬‬ ‫‪197‬‬ ‫داخل املجموعات ‪13.786‬‬
‫‪205‬‬ ‫‪14.317‬‬ ‫املجموع‬

‫‪180‬‬
‫يوض�ح اجلدول رقم (‪ )23‬العالقة بني نمط اجلريمة والوضع الفعيل‬ ‫ ‬
‫اخلاص باألرسة بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا‪ .‬وتبني من‬
‫خالله أن أعىل متوس�ط حس�ايب وفق ًا للوضع األرسي بلغ (‪)1.57‬‬
‫لالئ�ي نم�ط جريمته�ن تزوي�ر‪ ،‬يف حين بل�غ أقل متوس�ط حس�ايب‬
‫(‪ )1.25‬لالئي نمط جريمتهن ترويج املخدرات‪ ،‬وهذا التقارب يف‬
‫املتوسطات مل يؤد إىل فروق دالة إحصائي ًا كام تشري نتائج اجلدول رقم‬
‫(‪ )24‬ال�ذي يوضح حتليل التباين اآلحادي ملعرفة الفروق يف الداللة‬
‫اإلحصائية بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا تبع ًا ملتغري نمط‬
‫اجلريم�ة املتعلق ب�األرسة‪ ،‬فقدكان�ت قيمة (ف) البالغ�ة (‪)0.949‬‬
‫أكرب من مستوى الداللة املعنوية (‪.)0.05‬‬
‫وه�ذه النتيج�ة تشير‪ ،‬بوض�وح‪ ،‬إىل أن الوض�ع الفعيل ألف�راد عينة‬ ‫ ‬
‫الدراس�ة اخل�اص ب�األرسة النات�ج م�ن التف�كك األرسي واحلرمان‬
‫العاطفي الذي يعش�ن فيه كان س�بب ًا يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‬
‫بني العائدات للجريمة أو غري العائدات للجريمة‪ .‬ولعل هذه النتيجة‬
‫تتف�ق م�ع ما ذكرت�ه نتائج اجل�داول الس�ابقة يف أن الوض�ع األرسي‬
‫السيئ‪،‬والتفكك األرسي الذي يعيش فيه أفراد عينة الدراسة كان ذا‬
‫أثر بالغ يف مجيع األنامط الس�لوكية املرتكبة للعائدات للجريمة ولغري‬
‫العائدات هلا‪.‬‬
‫ثاني� ًا‪ :‬العالقة بني نمط اجلريمة وفق ًا للوضع الفعلي لألقارب بني العائدات‬
‫للجريمة وغري العائدات هلا تبع ًا لنمط اجلريمة املرتكبة‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )25‬الفروق يف املتوسطات احلسابية وفق ًا لنمط اجلريمة‬
‫املرتكبة بسبب األقارب للعائدات وغري العائدات‬
‫االنحراف املعياري‬ ‫املتوسط احلسايب‬ ‫العدد‬ ‫نمط اجلريمة املرتكبة‬
‫‪0.27431‬‬ ‫‪1.4762‬‬ ‫‪14‬‬ ‫رسقة‬
‫‪0.36427‬‬ ‫‪1.4122‬‬ ‫‪37‬‬ ‫زنا‬
‫‪0.36679‬‬ ‫‪1.3883‬‬ ‫‪97‬‬ ‫دعارة‬
‫‪0.25000‬‬ ‫‪1.2500‬‬ ‫‪7‬‬ ‫خمدرات‬
‫‪0.42748‬‬ ‫‪1.5167‬‬ ‫‪15‬‬ ‫قتل‬
‫‪0.35003‬‬ ‫‪1.3542‬‬ ‫‪8‬‬ ‫تزوير‬
‫‪0.30277‬‬ ‫‪1.1667‬‬ ‫‪6‬‬ ‫تعاطي املخدرات‬
‫‪0.43301‬‬ ‫‪1.3750‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ترويج‬
‫‪0.37046‬‬ ‫‪1.6823‬‬ ‫‪16‬‬ ‫أخرى‬
‫‪0.36843‬‬ ‫‪1.4183‬‬ ‫‪204‬‬ ‫املجموع‬

‫اجلدول رقم (‪ )26‬حتليل التباين األحادي (‪ )ANOVA‬ملعرفة الفروق بني‬


‫نمط اجلريمة املرتكبة تبع ًا لعالقة األقارب والصديقات‬
‫مستوى‬ ‫متوسط‬ ‫درجات‬ ‫جمموع‬ ‫عالقة األقارب‬
‫قيمة (ف)‬
‫الداللة‬ ‫املربعات‬ ‫احلرية‬ ‫املربعات‬ ‫واألصدقاء‬
‫‪.252‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2.014‬‬ ‫بني املجموعات‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪1.922‬‬ ‫‪.131‬‬ ‫‪195‬‬ ‫داخل املجموعات ‪25.541‬‬
‫‪203‬‬ ‫‪27.555‬‬ ‫املجموع‬

‫‪182‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )27‬نتائج اختبار توكي (‪ )Tuky‬لتبيان اجتاه الداللة‬
‫اإلحصائية‬
‫(‪ )I‬ما نوع القضية التي (‪ )J‬ما نوع القضية التي‬
‫متوسط‬
‫االنحراف مستوى‬ ‫أودعت بموجبها يف‬ ‫أودعت بموجبها يف‬
‫الفروق‬
‫الداللة‬ ‫اخلطأ‬ ‫السجن حالي ًا حسب‬ ‫السجن حالي ًا حسب‬
‫(‪)i-j‬‬
‫التهمة املوجهة لك‬ ‫التهمة املوجهة لك‬
‫‪1.000 0.11356 0.0640‬‬ ‫زنا‬
‫‪0.995 0.10347 0.0879‬‬ ‫دعارة‬
‫‪0.915 0.16753 0.2262‬‬ ‫خمدرات‬
‫‪1.000 0.13449 -0.0405‬‬ ‫قتل‬
‫رسقة‬
‫‪0.998 0.16040 0.1220‬‬ ‫تزوير‬
‫‪0.713 0.17659 *0.3095‬‬ ‫تعاطي املخدرات‬
‫‪1.000 0.20518 0.1012‬‬ ‫ترويج‬
‫أخرى (جرائم أخالقية) ‪0.827 0.13245 -0.2061‬‬
‫* مستوى الداللة كام يبينها اختبار توكي‬

‫يوض�ح اجل�دول رق�م (‪ )25‬العالقة بين العائ�دات للجريمة وغري‬ ‫ ‬


‫العائ�دات هلا تبع ًا لنمط اجلريمة حس�ب وضعه�ن املتعلق باألقارب‬
‫واألصدقاء‪ .‬وتبني من خالله أن أعىل متوس�ط وفق ًا لوضع األقارب‬
‫بلغ (‪ )1.68‬لالئي نم�ط جريمتهن أخرى (اجلرائم األخالقية)‪ ،‬يف‬
‫حني بلغ أقل متوسط حسايب (‪ )1.16‬لالئي نمط جريمتهن تعاطي‬
‫املخ�درات‪ ،‬وهذه الفروق يف املتوس�طات أدت إىل وجود فروق دالة‬
‫إحصائي� ًا كما تشير نتائج اجل�دول رق�م (‪ )26‬الذي يوض�ح حتليل‬

‫‪183‬‬
‫التباي�ن األحادي ملعرفة الف�روق يف الداللة اإلحصائي�ة وفق ًا لوضع‬
‫األق�ارب للعائ�دات للجريم�ة وغير العائدات هل�ا تبع� ًا ملتغري نمط‬
‫اجلريم�ة‪ ،‬فقدكان�ت قيم�ة (ف) البالغة (‪ )1.92‬دال�ة إحصائي ًا عند‬
‫مستوى (‪.)0.01‬‬
‫وبالنظر للجدول رقم (‪ )27‬الذي يبني نتائج اختبار (توكي) لتحديد‬ ‫ ‬
‫الف�روق يف الدالل�ة اإلحصائي�ة يف نم�ط اجلريمة املرتب�ط باألقارب‬
‫والصديقات‪ ،‬اتضح من خالله أن الفروق اإلحصائية جاءت لصالح‬
‫الالئي نمط جريمتهن رسقة‪ ،‬بمعنى أن مرتكبات السلوك اإلجرامي‬
‫املتمثل يف الرسقة مارس�ن ذلك الس�لوك اإلجرامي أسوة بزميالهتن‬
‫من األقارب والصديقات‪.‬‬
‫وه�ذه النتيجة تشير إىل أن أفراد العينة يقل�دن أقارهبن وأصدقاءهن‬ ‫ ‬
‫فيما يفعلون‪ ،‬ويدلل هذا عىل أن نمط جريمة الرسقة املامرس من قبل‬
‫األق�ارب والصديق�ات انتق�ل إىل مرتكبات الس�لوك اإلجرامي من‬
‫العائ�دات وغري العائدات للجريم�ة تقليد ًا هلم‪ ،‬وينطبق هذا بالتأكيد‬
‫على بقي�ة اجلرائم األخ�رى‪ .‬ف�إن كان صديقات مرتكبات الس�لوك‬
‫اإلجرامي وأقارهبن يامرسن نمط جريمة آخر ربام ينتقل هذا السلوك‬
‫أيض� ًا ملرتكب�ات الس�لوك اإلجرام�ي وأقارهبن من العائ�دات وغري‬
‫العائدات للجريمة‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬العالقة بني نمط اجلريمة وفق ًا للوضع الشخيص بني العائدات للجريمة‬
‫وغري العائدات هلا تبع ًا لنمط اجلريمة املرتكبة‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫اجلدول رقم (‪ )28‬الفروق يف املتوسطات احلسابية وفق ًا لنمط اجلريمة‬
‫الشخيص املرتكب بني العائدات وغري العائدات للجريمة‬

‫االنحراف املعياري‬ ‫املتوسط احلسايب‬ ‫العدد‬ ‫نمط اجلريمة املرتكبة‬


‫‪0.21413‬‬ ‫‪1.3494‬‬ ‫‪14‬‬ ‫رسقة‬
‫‪0.22523‬‬ ‫‪1.3872‬‬ ‫‪37‬‬ ‫زنا‬
‫‪0.21170‬‬ ‫‪1.3872‬‬ ‫‪98‬‬ ‫دعارة‬
‫‪0.18369‬‬ ‫‪1.3791‬‬ ‫‪7‬‬ ‫خمدرات‬
‫‪0.24250‬‬ ‫‪1.4710‬‬ ‫‪16‬‬ ‫قتل‬
‫‪0.29821‬‬ ‫‪1.4159‬‬ ‫‪8‬‬ ‫تزوير‬
‫‪0.25005‬‬ ‫‪1.4487‬‬ ‫‪6‬‬ ‫تعاطي املخدرات‬
‫‪0.13323‬‬ ‫‪1.2692‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ترويج‬
‫‪0.25317‬‬ ‫‪1.4874‬‬ ‫‪17‬‬ ‫أخرى‬
‫‪0.22278‬‬ ‫‪1.3997‬‬ ‫‪207‬‬ ‫املجموع‬

‫اجلدول رقم (‪ )29‬حتليل التباين األحادي (‪ )ANOVA‬ملعرفة الفروق بني‬


‫نمط اجلريمة املرتكبة تبع ًا للوضع الشخيص ملرتكبات السلوك اإلجرامي‬

‫مستوى‬ ‫متوسط‬ ‫درجات‬ ‫جمموع‬


‫قيمة (ف)‬ ‫عوامل شخصية‬
‫الداللة‬ ‫املربعات‬ ‫احلرية‬ ‫املربعات‬
‫‪0.045‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0.356‬‬ ‫بني املجموعات‬
‫‪0.523 .89.4‬‬ ‫‪0.050‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪9.868‬‬ ‫داخل املجموعات‬
‫‪206‬‬ ‫‪10.224‬‬ ‫املجموع‬

‫‪185‬‬
‫يوضح اجلدول رقم (‪ )28‬العالقة بني نمط اجلريمة والوضع الشخيص‬
‫املتمث�ل يف انخفاض مس�توى تعلي�م أفراد العينة ومس�توى فهمهن وضعف‬
‫مس�توى تقديرهن لذاهتن بني العائدات للجريم�ة وغري العائدات هلا‪ ،‬وتبني‬
‫م�ن خالل�ه أن أعىل متوس�ط وفق� ًا للوضع الش�خيص بل�غ (‪ )1.48‬لالئي‬
‫نم�ط جريمتهن أخرى (جرائم أخالقية)‪ .‬يف حني بلغ أقل متوس�ط حس�ايب‬
‫(‪ )1.26‬لالئ�ي نم�ط جريمته�ن تروي�ج املخ�درات‪ .‬وه�ذا التق�ارب يف‬
‫املتوسطات مل يؤد إىل فروق دالة إحصائي ًا‪ ،‬كام تشري نتائج اجلدول رقم (‪)29‬‬
‫ال�ذي يوضح حتليل التباين األح�ادي ملعرفة الف�روق يف الداللة اإلحصائية‬
‫للوضع الش�خيص بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا تبع ًا ملتغري نمط‬
‫اجلريم�ة‪ ،‬فقد كانت قيمة (ف) البالغة (‪ )0.894‬أكرب من مس�توى الداللة‬
‫املعنوية (‪.)0.05‬‬
‫وتشير ه�ذه النتيج�ة بوض�وح‪،‬إىل أن الوض�ع الش�خيص ألف�راد عينة‬
‫الدراس�ة املتمثل يف انخف�اض مس�توى التعليم‪ ،‬ومس�توى الفهم‪ ،‬وضعف‬
‫تقدير الذات كان ذا أثر كبري عىل مجيع أنامط اجلرائم املرتكبة من رسقة‪ ،‬وزنا‪،‬‬
‫وخم�درات‪ ،‬وقت�ل وغريها‪ ،‬س�واء للعائدات للجريمة أو غير العائدات هلا‪.‬‬
‫ولع�ل ه�ذه النتيجة تتفق مع م�ا ذكرته نتائج اجلداول الس�ابقة يف أن الوضع‬
‫الشخيص املتمثل يف ضعف املستوى التعليمي‪ ،‬وضعف الشخصية يعد سبب ًا‬
‫رئيس� ًا يف ارت�كاب الس�لوك اإلجرامي‪ .‬فعادة م�ا يقلد الضعي�ف من حوله‬
‫خصوص� ًا من األصدق�اء واألقارب‪ ،‬وكثري من مرتكبي الس�لوك اإلجرامي‬
‫يرتكب�ون اجلريم�ة وق�د ال يعرف�ون أن هذه جريم�ة يعاقب عليه�ا القانون‪،‬‬
‫ويعود ذلك بالتأكيد إىل اجلهل الذي سببه انحدار املستوى التعليمي‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫‪ 3. 4‬دراسة احلالة‬

‫احلالة األوىل‬
‫عمرها ‪ 40‬س�نة متزوجة‪ ،‬وأم خلمس�ة أطفال‪ ،‬أنجبت الطفلة اخلامس�ة‬
‫بع�د خروجه�ا من الس�جن للم�رة األوىل‪ ،‬جامعي�ة تعمل معلم�ة للمرحلة‬
‫االبتدائي�ة‪ ،‬حالته�ا املادية ممتازة‪ ،‬م�ن أرسة غنية ومعروف�ة اجتامعي ًا‪ .‬دخلت‬
‫الس�جن للم�رة األوىل بس�بب قتل خادمته�ا األندونيس�ية اجلنس�ية‪ ،‬بعد أن‬
‫اختلف�ت معها‪،‬ورضبتها رضب ًا مربح ًا‪ ،‬وقفلت عليه�ا الباب‪،‬وتركتها بدون‬
‫طعام أو رشاب حتى تأثرت حالتها الصحية وعند نقلها للمستش�فى فارقت‬
‫احلياة‪ ،‬وحكم عليها بالسجن مخس سنوات هي احلق العام‪ ،‬أما احلق اخلاص‬
‫فق�د دفع�ت الدي�ة أله�ل القتيلة‪ ،‬وقض�ت فرتة س�نتني فقط يف الس�جن‪،‬ثم‬
‫ش�ملها العف�و امللكي وخرجت‪ .‬ع�ادت حلياهتا األوىل بش�كل طبيعي وكأن‬
‫ش�يئ ًا مل يكن‪ .‬ع�ادت لعملها يف التدريس‪ ،‬وعالقته�ا بأهلها وزوجها ممتازة‪،‬‬
‫فق�د كانوا يزوروهن�ا ويتواصلون معه�ا‪ ،‬وصديقاهتا كذل�ك‪ ،‬وأهنا حتس أن‬
‫كل يشء عادي‪ ،‬وأهنا مل تعمل ش�يئا وإن م�ا فعلته كان قضاء وقدرا‪ ،‬أمضت‬
‫فترة س�ت س�نوات خ�ارج الس�جن بع�د خروجه�ا يف امل�رة األوىل خالهلا‬
‫أنجب�ت طفلة‪ .‬أقدمت عىل نف�س اجلريمة للمرة الثاني�ة فقتلت خادمتها من‬
‫اجلنسية السيرالنكية‪ ،‬ولكن بطريقة خمتلفة فقد أقدمت عىل إلقائها من أعىل‬
‫الدرج‪،‬وأصيب�ت اخلادمة بإصابات بالغة يف الرأس فارقت احلياة عىل أثرها‪،‬‬
‫وحكم عليها بالسجن‪ .‬واآلن هلا ثالث سنوات وثالثة شهور داخل السجن‬
‫للم�رة الثانية (عود خاص) تنتظر أن يأتيها عفو‪ ،‬وترى أهنا ليس�ت جمرمة أو‬
‫قاتل�ة‪ ،‬وإنام اليشء حيدث بالصدفة وقدر‪ ،‬وليس هلا يد فيه من وجهة نظرها‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫وتتوق�ع ه�ذه املرة أنه بعد خروجها يقل تقبل الن�اس هلا عن املرة األوىل بمن‬
‫فيه�م األهل واألق�ارب‪ ،‬وصديقاهتا وزميالهتا املدرس�ات‪ .‬ختاف كثري ًا هذه‬
‫املرة من ردة فعل زوجها‪ ،‬تتوقع أن يطلقها أو هيجرها مع أهنا ترجع وتقول أنا‬
‫ليس يل ذنب‪ ،‬بل أنه كرجل وأثناء إقامتها بالسجن حيتاج المرأة‪ ،‬وخصوص ًا‬
‫أن أوالده�ا اخلمس�ة حت�ت رعاية والدهت�ا‪ ،‬وأرسهتا مجيع ًا هيتم�ون هبم‪ ،‬وأن‬
‫الرجل دائ ًام يبحث عن راحته‪ ،‬وزوجها تتوفر له كل العوامل املساعدة‪.‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫ه�ذه احلال�ة فيها يشء من الغراب�ة غري كل احلاالت املوجودة بالس�جن‬
‫والاليت متت مقابلتهن‪ ،‬فهي ش�خصية غريبة قاتلة مرتني‪،‬وحتس بأهنا إنس�انة‬
‫قوي�ة حمرتم�ة هل�ا مكانتها يف أرسهت�ا وأن ما ح�دث صدفة ولن يؤث�ر عليها‪.‬‬
‫الغري�ب أهن�ا تذكر أن بيئة الس�جن ممكن أن تؤثر عىل الس�جينات‪ ،‬ولكن ال‬
‫تعتبر نفس�ها منهن‪ ،‬وتنظر هل�ن بدونية‪ ،‬وترى أن صديقاهت�ا مل يتغرين عليها‬
‫بعد خروجها يف املرة األوىل واهنن يراعني ش�عورها‪ ،‬حتى أهنا إذا سألت عن‬
‫يشء ما حدث يف املدرسة وقت سجنها يقلن هلا عندما كنت مسافرة‪ .‬تطلب‬
‫م�ن زوجه�ا انتظارها طوال ه�ذه الس�نوات والبقاء عىل حبها وع�دم التغري‬
‫عليها‪ ،‬وكأهنا مل تذنب مرتني‪.‬‬

‫احلالة الثانية‬
‫عمرها ‪ 55‬س�نة لدهيا مخسة أوالد وسبع بنات أكربهم ولد يف السادسة‬
‫والعرشي�ن من العمر‪ ،‬وأصغرهم يف الس�ابعة من العم�ر‪ ،‬ومن البنات اثنتان‬
‫متزوجتان واخلمس األخريات يعشن معها يف املنزل‪ ،‬أمية غريبة الشخصية‪،‬‬
‫جريئة ال حتس بأن ما فعلته جريمة بشعة‪ ،‬وإنام خطأ بسيط وترى أن السجن‬

‫‪188‬‬
‫أحس�ن م�ن احلياة باخلارج على حد قوهلا‪ ،‬لي�س به وجع رأس أو مش�اكل‪،‬‬
‫تعمل بس�وق حجاب يف أش�ياء خاصة بالنساء‪ ،‬وتسكن بالقرب منه‪ ،‬وتذكر‬
‫عىل حد قوهلا أن هلا مش�اكل مع أش�خاص يف الس�وق‪ ،‬وهم دائ ًام ما يفرتون‬
‫عليها ويسببون هلا مشاكل يف السوق‪ ،‬ومن ثم يشتكون عليها يف قسم الرشطة‬
‫بالنس�يم‪ .‬يف حديثها س�ألتها عن طبيعة عالقتها بزوجها كوهنا ال تذكرش�يئا‬
‫عن�ه عندما تتحدث ع�ن حياهتا وأوالدها وبناهتا وعمله�ا والغريب أهنا عىل‬
‫ذمته ومل يطلقها‪ ،‬لكنها تقول إن حيايت معه يف الس�ابق أش�به ما تكون بعيش�ة‬
‫احليوانات ال يوجد فيها أي رابط‪ ،‬يلعنها ويشتمها‪ ،‬خالفات مستمرة يصفها‬
‫بألف�اظ بذيئة وس�يئة وال ينادهيا باس�مها‪.‬وعندما دخل ابنها ذو الـ ‪ 16‬س�نة‬
‫الس�جن بعد مش�اجرة مع ش�خص ما وطعنه حكم عليه بالس�جن‪ ،‬وأصبح‬
‫ال�زوج يعايرها به وأنه راعي س�جون‪ ،‬وطالع عىل أخواله‪ ،‬فس�اءت العالقة‬
‫بينهام وزاد كرهها له فهي ال حتبه وال حترتمه وبعد أن خرج ابنها من الس�جن‬
‫زوجت�ه م�ن ابنة عمه‪ ،‬وعاش معهم باملنزل وأنجب بنتا ثم عاد للس�جن مرة‬
‫أخرى يف قضية ملدة س�نتني‪ .‬ومن غرابة أقواهلا (أن دخول الس�جن عز‪ ،‬وال‬
‫يدخل�ه إال الرج�ال) وبالنس�بة جلريمتها الت�ي تعترب من أغ�رب اجلرائم أهنا‬
‫مت�ارس القوادة باعرتافها عىل بناهتا اخلمس غري املتزوجات وتعترب هذه املهنة‬
‫دخلا إضافيا هلا‪ ،‬مع عملها بالس�وق بعد بالغ عنها م�ن أحد أهايل احلي تم‬
‫س�جنها يف املرة األوىل ثالث س�نوات وشهرين‪ ،‬ثم بعد ذلك خرجت ولكن‬
‫رسعان ما عادت للس�جن مرة أخرى بعد س�تة ش�هور فقط بسبب معاودهتا‬
‫نفس الس�لوك الس�ابق الذي متارس�ه عىل بناهتا‪ ،‬بل تس�اوم وحتب�ذ من يدفع‬
‫أكث�ر‪ ،‬وترى أن ما فعلته ليس خطأ بل تصفه بأنه غلط ش�وي عىل حد قوهلا‪،‬‬
‫والغري�ب يف األمرأهنا ترى أن م�ا فعلته من جرم ال يضايقها بقدر ما أثر فيها‬
‫طالق بناهتا املتزوجات‪،‬ألن أزواجهن ال يرضون أن تكون أم زوجاهتم هبذا‬

‫‪189‬‬
‫الس�لوك‪ ،‬وخياف�ون عىل بناهتم منها‪ .‬أما س�لوكها الس�يئ فل�م يضايقها‪ ،‬بل‬
‫تصفه بأنه مصدر دخل ممتاز‪ ،‬والغريب أن زوجها ال يتدخل يف شؤون بناته‪،‬‬
‫وإنما ه�ذه األم هي املترصف�ة األوىل‪ ،‬وعندما س�ألتها عن موق�ف أوالدها‪،‬‬
‫وكي�ف يرضون هبذا الس�لوك عىل أخواهتم قالت إهن�م يأخذون مرصوفهم‪،‬‬
‫مني وبذلك فهي سيدة الوضع‪.‬‬

‫احلالة الثالثة‬
‫عمرها ‪ 37‬سنة‪ ،‬مطلقة ‪ 3‬مرات‪ ،‬لدهيا مشاكل نفسية كبرية منذ الصغر‬
‫بس�بب ظروفها األرسية‪ .‬كون والداها منفصلني حينام كانت يف التاس�عة من‬
‫العمر بس�بب عدم إنجاب والدهت�ا لغريها فقد عاش�ت يف طفولتها وحيدة‪،‬‬
‫وم�ن ث�م بعد طالق أمها وزواج أبيها س�اءت نفس�يتها أكثر‪ ،‬وعاش�ت عند‬
‫زوج�ة أبيه�ا‪ ،‬وأحيان� ًا تذه�ب إىل أمه�ا يف بي�ت أخواهلا‪.‬وبع�د زواج أمه�ا‬
‫أصبح�ت متك�ث أغلب األحي�ان عند أبيه�ا‪ ،‬تزوجت زواجه�ا األول وهي‬
‫يف الثامن�ة عشرة من العمر من رجل مس�ن‪ ،‬أجربها والده�ا عليه‪ ،‬وانتقلت‬
‫لتعيش معه يف الدوادمي‪ .‬أحست بالبعد عن املكان الذي عاشت فيه‪ ،‬إضافة‬
‫إىل أن�ه رجل كبري يف الس�ن وال هيتم هب�ا‪ ،‬مل جتد عنده ما كانت تبحث عنه من‬
‫العط�ف واحلنان‪ ،‬مل تنجب منه فطلقها بعد س�نتني من زواجهام‪ ،‬ثم تزوجت‬
‫بع�د ذل�ك من رجل يكربه�ا كثري ًا أيض� ًا وأنجبت منه ولدا وبنت�ا طلقها بعد‬
‫أربع س�نوات من ال�زواج‪ ،‬وأخذ ولدهيا منها وهو مقي�م يف املنطقة الرشقية‪،‬‬
‫وعادت هي ألهلها يف الرياض‪ ،‬تدهورت حالتها الصحية‪ ،‬وأصبحت تأخذ‬
‫حبوبا مهدئة‪ ،‬حاولت أن تلجأ إىل والدهتا ملساعدهتا ولكنها مشغولة بزوجها‬
‫وحياهت�ا اخلاصة وزوجها عىل ح�د قول أمها ال يريد وجع رأس ومش�اكل‪.‬‬
‫أغلق�ت يف وجهها الس�بل فكان احل�ل موافقتها عىل ال�زواج من رجل ثالث‬

‫‪190‬‬
‫يف املنطق�ة الرشقي�ة لتكون قريب�ة من أوالده�ا‪ ،‬ولكن زوجها الس�ابق‪ -‬أبو‬
‫أوالدها‪ -‬مل يس�مح هل�ا برؤيتهم مع أهنا قريبة منهم يف نف�س املدينة‪ ،‬أنجبت‬
‫م�ن زوجه�ا الثالث بنت� ًا وكان عىل حد قوهل�ا أفضل أزواجها طيب�ا وحنونا‪،‬‬
‫ولك�ن ه�ي مل تع�د ق�ادرة على العطاء‪ ،‬وممارس�ة حياهت�ا كزوج�ة‪ .‬كانت ال‬
‫هتت�م حتى بابنتها بس�بب ظروفها القاس�ية التي مرت هبا ط�وال حياهتا‪ ،‬فقد‬
‫جعلتها مريضة‪ ،‬حزينة‪ ،‬يائسة‪ ،‬كانت ال تنام إال بمهدئات‪ ،‬وترضب طفلتها‬
‫الصغيرة أحيان ًا‪ ،‬تبكي كثري ًا‪ ،‬وبعد معاناة طويلة طلقها زوجها‪ ،‬وخوف ًا عىل‬
‫ابنته من أمها املريضة نفس�ي ًا أخذها لوالدته لرتعاها‪ ،‬ورجعت هي عند أبيها‬
‫مطلقة للمرة الثالثة من ثالثة أزواج‪ ،‬وأصبح وضعها أثقل عليهم من األول‬
‫وأخ�ذوا يعريوهن�ا بطالقها عدة مرات‪ ،‬واجهت ضغوط�ا كثرية منهم متثلت‬
‫يف حرماهنا من اخلروج‪ ،‬واملرصوف‪ ،‬حتى اهلاتف يمنعوهنا من احلديث فيه‪.‬‬
‫تعبت أكثر فهي ال تعلم شيئا عن بنتها وولدها وال بنتها األخرى‪ .‬فكرت يف‬
‫اهل�روب من الرياض إىل املنطقة الرشقية لتك�ون قرب أوالدها‪ ،‬وألهنا حتس‬
‫يف الرياض أن أهلها ال يريدوهنا وخيجلون منها لكنهاال تعلم كيف تترصف‪.‬‬
‫ويف إحدى مراجعاهتا للمستش�فى تعرفت عىل شخص ما‪ ،‬وبعد فرتة بسيطة‬
‫من عالقتها أحرض هلا اهلاتف اجلوال ليتصل هبا ويطمئن عليها كوهنا يف منزل‬
‫والده�ا ال تقدر عىل احلديث باهلاتف‪ .‬وبعد فرتة من العالقة بينهام قررت أن‬
‫هت�رب معه من الري�اض إىل املنطقة الرشقية هي بداف�ع أن تقرب من أبنائها‪،‬‬
‫وهو اس�تغل ظروفها الصعبة وأقام معها عالقة غري رشعية ملدة س�تة ش�هور‬
‫حت�ى تم القبض عليهام بش�قة مفروش�ة باملنطقة الرشقي�ة‪ ،‬وكانت حامال يف‬
‫الش�هر الرابع محال غري رشعي وتم س�جنها ومكثت بالس�جن مخس�ة شهور‬
‫حتى أنجبت بنتا ومن ثم تم تسليمها للدار‪ .‬الغريب أهنا تعلقت بتلك البنت‬
‫وكان�ت تريدها‪ ،‬وترى أنه يمكن أن تعوضها ع�ن فقدان أطفاهلا‪ ،‬وبعد فرتة‬

‫‪191‬‬
‫خرجت من الس�جن‪ ،‬وعادت للسجن مرة أخرى بعد تسعة شهور يف قضية‬
‫أخالقية أخرى‪ ،‬فقد قبض عليها يف خلوة غري رشعية‪ ،‬وهي اآلن يف السجن‬
‫منذ س�نة وستة شهور‪ ،‬ش�خصيتها غريبة‪ ،‬ونفس�يتها متدهورة‪ ،‬تأخذ حبوبا‬
‫مهدئة يف الس�جن تريد أوالدها‪ ،‬ترصخ أحيان ًا وتطلب من األخصائيات أن‬
‫يعطوه�ا بنتها غير الرشعية التي أنجبتها يف الس�جن عند دخوهلا وتقول هي‬
‫ملك يل وحدي ليس هلا أب أريدها‪ ،‬الغريب أنه أثناء احلديث معها منذ البداية‬
‫ت�ردد عبارة (هم مصعبينها وهي س�هلة) ترى أن الن�اس هم الذين يصعبون‬
‫األم�ور‪ ،‬أزواجها الس�ابقني هم الذين صعب�وا األمور وأخ�ذوا أطفاهلا وأن‬
‫احلي�اة س�هلة ولكن هم م�ن يصعبوهنا‪ ،‬كام أهن�ا ترى أن البن�ت التي أنجبتها‬
‫بحمل غري رشعي هي من حقها وحدها وأن الس�جن مصعب األمور وهي‬
‫سهلة‪.‬‬

‫احلالة الرابعة‬
‫فت�اة يف الرابع�ة والعرشين م�ن العمر متعلمة وذكي�ة ومثقفة أصلها من‬
‫اليم�ن زوجه�ا س�عودي‪ ،‬وتقيم م�ع والدهيا منذ فترة طويلة يف الس�عودية‪.‬‬
‫تزوجت به عن طريق معرفته بوالدها يكربها كثري ًا يف السن‪ .‬منعها من إكامل‬
‫دراس�تها عىل الرغم من تفوقها‪ ،‬وهذا واضح جد ًا من ش�خصيتها وطريقتها‬
‫يف احل�وار‪ ،‬كما كان ال حيبذ خروجها كثري ًا من املنزل عىل الرغم من انش�غاله‬
‫عنه�ا بعمله الذي ال تعرف ما هو‪ ،‬فهو كثري الغياب عن املنزل‪ ،‬دخله مرتفع‬
‫جد ًا‪ ،‬ولكن ال تعرف ماذا يفعل‪ ،‬يثور ويغضب عندما تس�أله‪ .‬سبب دخوهلا‬
‫الس�جن يف امل�رة األوىل أنه طلب منها ذات ي�وم أن تذهب بغرض ما لزوجة‬
‫صديقه ألنه تعبان‪ ،‬وال يقدر عىل الذهاب بنفس�ه‪ ،‬وعىل الرغم من استغراهبا‬
‫ه�ذا الطلب فقد ذهبت طاع�ة له‪ ،‬وتم القبض عليها أثناء تس�ليمها الغرض‬

‫‪192‬‬
‫وإذا ب�ه خمدرات‪ ،‬وهي ال تعلم أي يشء تم س�جنها تس�عة ش�هور‪ ،‬ومن ثم‬
‫خرج�ت بعدم�ا تبني أهنا ليس�ت املقص�ودة وال تعلم ش�يئا وبع�د خروجها‬
‫مكثت حوايل س�نتني‪ ،‬ومن ثم عادت للس�جن مرة أخرى يف نفس الظروف‬
‫وب�دون ذنب‪ ،‬وإنام لرباءهتا الزائدة وثقته�ا بزوجها‪ ،‬وكيف أن الزوج يمكن‬
‫أن يبي�ع رشفه مقابل امل�ادة وطلبا إلرضاء الناس الذين يعمل معهم وإرضاء‬
‫لرغباته القذرة‪ ،‬ذات مس�اء طلب منها عىل غير عادته أن تذهب معه كوهنم‬
‫معزومني عند أحد أصدقائه وعائلته يف استراحة عىل العش�اء‪،‬ويريد منها أن‬
‫تذهب لتلبية الدعوة‪ ،‬وطلب منها أن تلبس أحىل ما لدهيا لتظهر بمظهر مجيل‬
‫ومشرف عند عائلة صديقه‪ .‬وبعد أن ذهبا ملوقع االستراحة‪ ،‬وهي إىل اآلن‬
‫مل تالح�ظ أي يشء غريب‪ .‬وعند وصوهلام إىل الباب طلب منها النزول‪ ،‬وأنه‬
‫س�وف يذهب إىل الباب اآلخر ليدخل عند الرجال‪ ،‬وعندما تنتهي الس�هرة‬
‫س�يأيت هنا ويأخذها ألهنا ليس معه�ا هاتف جوال‪ ،‬هو يريد هكذا بحجة أنه‬
‫الحاج�ة هل�ا به وما وراه إال املش�اكل‪ ،‬وعندما نزلت املس�كينة ودخلت وإذا‬
‫باملكان ميلء بالرجال واملوس�يقى الصاخبة‪ ،‬وبعض الفتيات يف وضع غريب‬
‫وحال�ة مل ترها من قب�ل رقص ورصاخ وأصوات مرتفع�ة بالضحكات‪ ،‬كاد‬
‫يغمى عليها وكانت تتوقع أن الزوج املثايل قد أخطأ يف العنوان‪ ،‬ولكن عندما‬
‫فكرت يف اخلروج وإذا بأحد املوجودين ينادهيا باس�مها ويقول هلا لقد جئت‬
‫يل‪ ،‬تق�ول كاد يغم�ى عيل من هول املوقف‪ ،‬هل هن�اك رجل لديه ذرة رجولة‬
‫يفع�ل بزوجت�ه هكذا‪ ،‬األم�ر أكرب م�ن أي يشء‪ .‬وبعد مرورفترة قصريةمن‬
‫الوق�ت دامه�ت اهليئة املكان‪ ،‬وت�م القبض عليها معهم وعن�د التحقيق معها‬
‫قال�ت إن زوجه�ا هو الس�بب ولكن ال�زوج أنكر وقال إهنا بال�ذات يف تلك‬
‫الليل�ة خرج�ت ب�دون إذن�ه وال يعل�م أي�ن ذهب�ت‪ ،‬وأن�ه كان يش�ك أن هلا‬
‫عالقات‪،‬وأهنا ليس�ت رشيفة‪ ،‬وتم س�جنها للمرة الثاني�ة يف قضية أخالقية‪،‬‬

‫‪193‬‬
‫وه�ي اآلن ي�دور يف ذهنها‪ ،‬أس�ئلة كثيرة مل�اذا ال يطلقها إذا كان�ت ال تعني‬
‫له ش�يئ ًا‪ ،‬وهل هن�اك رجل يفعل هكذا بعرضه؟ اس�تفهامات كثرية تدور يف‬
‫ذهنه�ا وتذكر أنه منذ بداية زواجها وطوال الس�نوات اخلمس التي عاش�تها‬
‫معه كان حيرص وحيذرها من احلمل‪ ،‬وعندما تسأله يقول نؤجل املوضوع إىل‬
‫وقت بسيط‪،‬ومرت السنوات وهو يؤجل وال تعلم ملاذا؟‬

‫احلالة اخلامسة‬
‫عمرها ‪ 48‬سنة لدهيا ثامنية من األوالد وبنت‪ ،‬أمية وزوجها أمي يعمل‬
‫حارس ًا يف القطاع العسكري براتب ضئيل‪ ،‬وشخصيته ضعيفة‪ ،‬وهي متسلطة‬
‫وبع�د خالفات طلبت الطالق منه‪ ،‬يس�كنون يف رماح‪ ،‬والدها مقتدر‪ ،‬وبعد‬
‫طالقه�ا اشترى هلا فيلا صغيرة يف قريتهم رم�اح وأعطاها قدر ًا م�ن املال‪،‬‬
‫وأحيان ًا يعطيها متوي�ن املنزل وأحيان ًا بطانيات‪،‬وبعض األثاث‪ ،‬هي ال تعمل‬
‫تق�ول ملل�ت من الطلب كلام خل�ص يشء قلت أبغى‪ ،‬وتعب�ت وليس هناك‬
‫عم�ل أعمله ممكن أن يعيش�نا أنا وأوالدي الثامنية وبنت�ي‪ ،‬لدهيا مخس مرات‬
‫ع�ود للس�جن‪ ،‬امتهن�ت بيع نفس�ها من أجل امل�ال وتقول إن�ه مصدر دخيل‬
‫الوحيد‪ .‬مجيع القضايا املسجلة عليها أخالقية‪ ،‬وعندما سألتها هل هذا املبلغ‬
‫الذي تتقاضينه يف كل مرة يس�اوي أن تبيع املرأة نفس�ها‪،‬ويف كل مرة ـ أو يف‬
‫أغلب األحيان ـ يقبض عليك لتدخيل الس�جن‪ ،‬بدليل أن لك س�وابق مخس‬
‫مرات عود‪ ،‬أجابت بنعم‪،‬وتقول يف املرة الواحدة تأخذ أقل تقدير ‪ 500‬ريال‬
‫وهذا املبلغ بالنس�بة لوضعي املادي وكثرة أطفايل يستاهل‪،‬وأشرتي به األكل‬
‫والشرب واملالب�س‪ ،‬وتصف بأن ال�ذي يده يف املاء ليس كم�ن يده يف النار‪،‬‬
‫أحيان ًا من شدة احلاجة للامل أذهب للبحث عن هذا اليشء ألحصل عىل مال‬
‫خالل كم ساعة أسد به جوع أوالدي‪ ،‬وأشرتي حاجاهتم الرضورية‪ ،‬وترى‬

‫‪194‬‬
‫أن اجلمعي�ات اخلريي�ة والضمان وغريه�ا زي قلته�ا‪ ،‬وأن الفقر‪،‬وقلة احليلة‬
‫أصعب يشء يف احلياة‪.‬‬

‫احلالة السادسة‬
‫عمرها ‪ 27‬س�نة سورية األصل‪ ،‬والدها يعمل بالسعودية منذ ‪ 25‬سنة‪،‬‬
‫وحيملون اجلنس�ية الس�عودية‪ ،‬يعمل والدها لدى رجل أعامل س�عودي غني‬
‫ج�د ًا‪ ،‬وعند بلوغها ‪ 24‬س�نة زوجها والدها هلذا الرج�ل وأنجبت منه طفال‬
‫عمره س�نتان‪ ،‬تعتبر هي الزوجة الثانية ل�ه وتقول إن والده�ا أجربها عليه‪،‬‬
‫وهي ال تريده ومل تقتنع هبذا الزواج‪ ،‬عل ًام بأنه حيبها كثري ًا وال يرفض أي طلب‬
‫هلا‪ ،‬حياول إرضاءها ويبحث عام يسعدها‪ ،‬وبالنسبة للامدة يعطيها بال حساب‬
‫وتس�كن يف قرص خ�اص هبا‪ ،‬ولدهيا خدم وس�ائق‪ ،‬تس�افر إىل أي بلد تريد‪،‬‬
‫ولكنها تقول إن ماتفتقده هو العاطفة وأن يكون هناك تقارب يف الفكر فهي‬
‫ترى أهنا ما زالت بحاجة لتعيش شباهبا وهو لديه حتفظ بالنسبة لسنه ومركزه‬
‫االجتامع�ي‪ ،‬وإن لدي�ه أوالدا متزوجين ويطلب منها أن ترىض عنه بأش�ياء‬
‫أخ�رى يعط�ي يف جانب وه�ي تريد جانبا آخ�ر‪ ،‬وبطبيعة عمله يس�افر كثري ًا‬
‫ملدة يوم أو يومني‪ ،‬وأحيان ًا أس�بوع وأحيان ًا ش�هر‪ ،‬وهذا ما جيعلها ـ عىل حد‬
‫قوهل�ا ـ حتس بالفراغ العاطفي‪ ،‬ويف ظل هذا الفراغ تكونت عالقة بينها وبني‬
‫صدي�ق أخيها الذي يكربها بثالث س�نوات فقط‪ ،‬وحتولت إىل عالقة حب ـ‬
‫أصبحت عىل حد ـ قوهلا جتد فيه إش�باع عواطفها وأحاسيس�ها‪ ،‬وبدأ يرتدد‬
‫إىل بيته�ا أثناء غياب زوجها‪ ،‬واس�تمرت العالقة بينهما فرتة طويلة‪ ،‬وعندما‬
‫عل�م أخوها باملوضوع ثار وغضب‪ ،‬وبعد ذلك أبلغ عنهام اهليئة وتم القبض‬
‫عليهام وسجنت للمرة األوىل بتهمة خلوة غري رشعية‪ ،‬أي قضية أخالقية ملدة‬
‫‪ 3‬ش�هور‪ ،‬وبعدها خرجت من السجن‪ ،‬الغريب يف املوضوع أن زوجها كان‬

‫‪195‬‬
‫يزورها ويتواصل معها أثناء وجودها يف السجن‪ ،‬وغضب من أخيها لترصفه‬
‫هبذا الش�كل‪ ،‬وأنه كان يفرتض أن ينتظره ثم خيربه بام حدث‪ ،‬وحيل املوضوع‬
‫بش�كل ودي وبالتفاه�م‪ ،‬وهذا ما زاد م�ن غضب أخيها وجنون�ه‪ ،‬تقول إن‬
‫زوجه�ا مل يتغري عليها‪،‬مما أتعب نفس�يتها وحري تفكريها‪ ،‬فكان يقول هلا أنت‬
‫أخطأت وأنا أس�احمك‪ ،‬وألتم�س لك العذر ربام أن ما فعلت�ه نزوة أو غلطة‪،‬‬
‫وتق�ول إنه يقول يل إن حبي لك جيعلني أس�امح‪ .‬طلب�ت منه الطالق وقلت‬
‫ل�ه أنا ال أس�تاهل حبك‪ ،‬ودفاع� ًا عن رشفك طلقني‪ ،‬ولكنه رفض ومتس�ك‬
‫هبا أكثر من األول‪ .‬وبعد مرور س�نة من خروجها من الس�جن وهي مازالت‬
‫تعي�ش يف نف�س احلرية واملل�ل معه‪ ،‬إضاف�ة إىل بروده العاطف�ي رجعت مرة‬
‫أخرى لصديق أخيها ودخلت الس�جن للمرة الثانية يف قضية أخالقية‪ ،‬وهي‬
‫تقيم اآلن يف الس�جن منذ ‪ 9‬ش�هور‪ ،‬ومازال زوجه�ا يزورها ويطمئن عليها‬
‫ولكنها حتس بأهنا مذنبة يف حقه وموقفه معها دفعها للتفكري ولكن حتس باهنا‬
‫مظلوم�ة مثله وأنه ليس ذنبها‪ ،‬فعدم التواف�ق العمري بني الزوجني والزواج‬
‫باإلكراه وملصالح أخرى مش�كلة كبرية وترى أنه لن حيس هبا إال من يعيش�ها‬
‫وجيرهبا‪.‬‬

‫احلالة السابعة‬
‫عمره�ا ‪ 42‬س�نة أردني�ة األص�ل وأهلها حيملون اجلنس�ية الس�عودية‪،‬‬
‫تزوجت من رجل س�عودي وعمرها ‪ 18‬س�نة وكان كبريا يف الس�ن بالنس�بة‬
‫هلا وحتى ظروفه املادية صعبة جد ًا ولكن والدها أراد الستر عليها ألن لديه‬
‫‪ 9‬بن�ات وهو فقري ج�د ًا وكثري األم�راض‪ ،‬أنجبت منه مخس بن�ات وولدين‬
‫كان يعم�ل بائعا ومكس�به ضئيل بالنس�بة لع�دد األرسة‪ ،‬وكث�رة احتياجاهتم‬
‫يف ح�دود ‪ 50‬ري�اال يف اليوم ويس�كنون يف منزل ش�عبي باإلجي�ار‪ ،‬ومل تكن‬

‫‪196‬‬
‫ق�ادرة عىل العمل ألهنا ال حتمل ش�هادة تؤهلها لذل�ك‪ .‬وتذكر أيض ًا أن بيتها‬
‫مليء باألطفال‪ ،‬وليس هناك م�ن يرعاهم‪ ،‬والدهتا متوفاه وإخوهتا كل منهن‬
‫مش�غولة بظروفه�ا‪ ،‬وزوجه�ا لي�س له أق�ارب إال م�ن بعيد‪ ،‬ت�ويف زوجها‪،‬‬
‫وت�رك هلا ه�ذا احلمل الثقي�ل‪ ،‬وأصبحت تعيش عىل صدق�ات اجلريان ومن‬
‫يعرفه�م‪ ،‬وكان�ت ابنتها الكربى ‪ 24‬س�نة من ش�ديدي اإلعاق�ة توفيت بعد‬
‫والده�ا بفرتة بس�يطة‪ ،‬تزوجت م�رة ثانية‪ ،‬ولكن الطلاق كان مصريها بعد‬
‫س�تة ش�هور ألن الزوج مل حيتمل أوالدها‪ ،‬وتزوجت للم�رة الثالثة من رجل‬
‫مسن‪،‬وأنجبت منه بنتا وولدا‪ ،‬وعىل كرب سنه تقوم برعايته بشكل كبري ولكن‬
‫ما دفعها لتحمله ـ عىل حد قوهلا ـ أنه كان يرصف عىل البيت وعىل أوالدها‪.‬‬
‫ت�ويف زوجها وزاد عليها احلمل أكثر من الس�ابق‪ ،‬أقام�ت عالقة غري رشعية‬
‫مع ش�خص كان يس�اعدها كثير ًا يف املصاريف يأيت هل�م بالتموين واملالبس‬
‫ويسدد الفواتري مقابل معارشهتا كان يأيت إليها يف البيت وقت غياب أوالدها‬
‫ال كام كانت خترج‬ ‫يف الفترة الصباحية‪ ،‬وأحيان ًا يف وقت متأخ�ر من الليل قلي ً‬
‫معه ملكان ما‪ ،‬محلت منه محال غري رشعي‪ ،‬وعندما أبلغته وطلبت منه الزواج‬
‫رفض‪ ،‬وعندما أصبحت ال ترد عليه‪ ،‬جاء هلا وقال إهنا مسألة وقت ونتزوج‬
‫أعطين�ي فرصة لرتتيب وضعي‪ ،‬ولكن تم القب�ض عليهام من قبل اهليئة أثناء‬
‫خروجهام يف أحد األيام‪ ،‬س�جنت للمرة األوىل ملدة ‪3‬س�نوات‪ ،‬وجاء العفو‬
‫امللكي وشملها‪ ،‬ولكنها ال ترغب يف اخلروج بسبب ابنتها غري الرشعية التي‬
‫أنجبته�ا يف الس�جن والت�ي تم تس�ليمها إلحدى ال�دور االجتامعي�ة‪ ،‬وأثناء‬
‫إقامتها يف الس�جن كانت قلقة بش�أن ابنتها وابنها اللذين أنجبتهام من زوجها‬
‫الثال�ث املتوىف حيث إن أه�ل والدمها أخذومها بعد دخوهلا الس�جن وبدأوا‬
‫يذك�رون هل�م أن أمكما غري رشيف�ة وال تؤمت�ن عليكما ومنحرفة الس�لوك‪.‬‬
‫خرجت من الس�جن بع�د ذلك والكل كان متغري ًا عليه�ا‪ ،‬وينظر هلا بدونية‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫مكثت خارج السجن أربع سنوات‪،‬ثم عادت للمرة الثانية يف قضية أخالقية‪،‬‬
‫وبعد ‪ 3‬س�نوات خرجت‪ ،‬وكان الوضع بالنسبة هلا أسوأ بكثري من خروجها‬
‫يف امل�رة األوىل‪ ،‬حالته�م املادية يف ضيق أش�د‪ ،‬وكان هلا ول�د تعبان تراجع به‬
‫أحد املستش�فيات‪ ،‬وأثناء ترددها عىل املستش�فى تعرفت عىل شخص هناك‪،‬‬
‫وكان يقدم هلا مواعيد ابنها‪ ،‬وعندما احتاج ابنها نقل دم تربع له وس�اعدها‪،‬‬
‫ث�م ب�دأ يع�رض عليها خدمات�ه املالي�ة وهي يف أش�د احلاجة للمال‪ ،‬وبدأت‬
‫خت�رج معه إلرضائه وقبض عليهام‪،‬ودخلت الس�جن للمرة الثالثة وقضاياها‬
‫مجيعه�ا أخالقية ويف أثناء وجودها يف الس�جن وملعرفة اإلخصائيات بحالتها‬
‫وأهنا إنس�انة ترغ�ب بالفعل يف التغري لألحس�ن وأن ما يدفعه�ا إىل ذلك هو‬
‫احلاجة للامل‪ .‬تم تزوجيها للمرة الرابعة يف الس�جن عن طريق مجاعة املسجد‪،‬‬
‫لا يف أن ينصلح حاهلا‪ ،‬ولك�ن بعد فرتة من‬‫وتزوج�ت من رجل مس�تقيم أم ً‬
‫الزمن عادت إىل السجن للمرة الرابعة يف قضية أخالقية وعذرها يف ذلك أن‬
‫زوجها يعايرها بالسجن بأهنا خرجية سجون‪ ،‬ومن أصحاب السوابق‪ ،‬وهي‬
‫اآلن موجودة بالس�جن جتهل املس�تقبل‪ ،‬حمبطة ترمي كل يشء عىل الظروف‪،‬‬
‫وترى أن هذا حظها ونصيبها من الدنيا‪.‬‬

‫خالصة دراسة احلالة‬


‫هن�اك سمات مشتركة يف دراس�ة احلال�ة للنس�اء مرتكب�ات الس�لوك‬
‫اإلجرام�ي‪ ،‬فق�د تبني أن مجيعهن م�ن املتزوج�ات‪ ،‬وأن غالبيتهن من ذوات‬
‫التعلي�م املنخفض‪ ،‬وأن غالبيتهن يش�كني م�ن الفقر‪ ،‬وامل�ردود االقتصادي‬
‫الضعي�ف‪ ،‬إال أن�ه يلح�ظ أن غالبي�ة املرتكبات للس�لوك اإلجرام�ي كانت‬
‫جريمتهن اجلرائم األخالقية‪.‬‬
‫ولك�ن تباينت أس�باب وعوام�ل اجلريمة والعود هلا‪ ،‬فنج�د هناك حالة‬

‫‪198‬‬
‫فيه�ا ب�راءة للمجرمة املرتكبة للس�لوك اإلجرام�ي والعائدة له كما يف احلالة‬
‫الرابعة‪ ،‬وهناك أس�باب اقتصادية س�يئة قادت للجريمة والعودة هلا يف بعض‬
‫احل�االت مثل احلاالت اخلامس�ة والسادس�ة والس�ابعة‪ ،‬كام أن هناك أس�باب ًا‬
‫مرضية ونفس�ية س�يئة قادت للس�لوك اإلجرامي كام يف احلالة الثالثة‪ ،‬ولكن‬
‫هناك حالة مس�تثناة من تلك احلاالت متثلت يف جريمة أخالقية مل يكن سببها‬
‫حالة اقتصادية سيئة كام يف احلالة الثالثة‪.‬‬

‫‪199‬‬
200
‫الفصل اخلامس‬

‫موجز الدراسة ومناقشة النتائج والتوصيات‬

‫‪201‬‬
202
‫‪ . 5‬موجز الدراسة ومناقشة النتائج والتوصيات‬
‫‪ 1 .5‬موجز الدراسة‬
‫هدفت هذه الدراسة إىل التعرف عىل اخلصائص االجتامعية واالقتصادية‬
‫للعائدات للجريمة‪ ،‬وذلك من أجل معرفة العوامل املؤدية إليها‪ ،‬ومعرفة مدى‬
‫حدهت�ا وتفاوهتا م�ن فئة ألخرى‪ ،‬ومعرف�ة مدى ارتباط العوام�ل االجتامعية‬
‫والثقافي�ة واالقتصادية هبا‪ ،‬بغية فهم أس�باب ودوافع العود للجريمة‪ ،‬وذلك‬
‫للحد منها‪ ،‬أو حماولة التقليل منها‪ ،‬أو القضاء عليها‪ ،‬وذلك من أجل الوصول‬
‫إىل ع�دد م�ن املقرتحات والتوصيات التي يمكن أن تس�هم يف احلد من تنامي‬
‫الع�ود للجريم�ة‪ ،‬وتضع أمام املس�ؤولني يف اجلهات املختلفة الرس�مية وغري‬
‫الرس�مية خطة اسرتاتيجية‪ ،‬ورؤية ربام ختفف من ارتكاب السلوك اإلجرامي‬
‫والعود له‪.‬‬
‫وس�عت ه�ذه الدراس�ة ـ يف جممله�ا ـ للتوص�ل لطرح علم�ي يقوم عىل‬
‫أس�س علمي�ة وف�ق منهجية بحثية س�ليمة تكش�ف حج�م ظاه�رة ارتكاب‬
‫الس�لوك اإلجرام�ي والع�ود ل�ه‪ ،‬وذل�ك هبدف اخل�روج ببع�ض املقرتحات‬
‫والتوصي�ات العلمية لإلس�هام يف تفعيل تلك الس�لوكيات اإلجرامية املدمرة‬
‫وختفيفها‪ ،‬سوا ًء عىل الفرد أو األرسة أو املجتمع‪ ،‬وذلك من خالل تفعيل دور‬
‫مؤسسات املجتمع السعودي الرسمية منها أو غري الرسمية‪.‬‬
‫تضم�ن الفص�ل األول م�ن ه�ذه الدراس�ة حتدي�د مش�كلتها وأهدافها‬
‫وأمهيتها‪ ،‬وحتديد منهجها يف املسح االجتامعي‪ ،‬وكذلك حتديد جماالهتا املكانية‬
‫والزمانية والبرشية‪ ،‬كام متت مناقشة أبرز املفاهيم املستخدمة فيها‪ .‬أما الفصل‬
‫الثاين من هذه الدراس�ة فتناول اإلطار النظري الذي اعتمدت عليه الدراس�ة‬

‫‪203‬‬
‫يف تفسير النتائ�ج‪ ،‬وتم تقس�يمه إىل ثالث�ة مباحث‪ ،‬األول‪ :‬تن�اول النظريات‬
‫املفسرة للظاهرة املدروس�ة‪ ،‬كنظري�ة الوصم اإلجرام�ي‪ ،‬ونظرية االختالط‬
‫التفاضلي‪ ،‬ونظرية األنومي‪ ،‬ونظرية الثقافة الفرعية اجلانحة‪ ،‬ونظرية الضبط‬
‫االجتامع�ي‪ ،‬والنظري�ة االقتصادي�ة‪ ،‬وتن�اول املبح�ث الث�اين عوام�ل العود‬
‫للس�لوك اإلجرام�ي‪ ،‬وتناولت فيه الباحث�ة العوامل االجتامعي�ة‪ ،‬واألرسية‪،‬‬
‫واالقتصادية‪ .‬أما املبحث الثالث فقد تناولت فيه الباحثة الدراس�ات الس�ابقة‬
‫ذات الصلة بموضوع الدراسة‪ ،‬وقد تم تقسيمها إىل مخسة حماور‪ ،‬تناول املحور‬
‫األول‪ :‬الدراسات التي تناولت اخلصائص االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬واملحور‬
‫الثاين تناول الدراسات املتعلقة بأسباب العود للجريمة‪ ،‬واملحور الرابع يتعلق‬
‫بالدراس�ات التي تناولت متغري أنامط اجلريمة‪ ،‬أما املحور اخلامس فقد تناول‬
‫الدراسات اخلاصة بعدد مرات العود للجريمة إضافة إىل الدراسات األجنبية‬
‫ذات الصل�ة بموضوع الدراس�ة‪ ،‬ولكون تلك الدراس�ات متع�ددة ومتنوعة‬
‫ومتباينة فقد استعرضت الباحثة الدراسات التي ختص موضوع دراستها‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث فقد خصصته الباحثة لإلجراءات املنهجية للدراسة‪،‬‬
‫وقد حدد نوع هذه الدراس�ة يف إطار البحوث الوصفية‪ ،‬وحدد نوع منهجها‬
‫يف منه�ج املس�ح االجتامع�ي‪ ،‬كام ح�دد جمتمع الدراس�ة وعينته�ا يف كل من‬
‫س�جني الري�اض وجدة‪ ،‬وبلغ عدد عين�ة هذه الدراس�ة (‪ )210‬مبحوثات‪،‬‬
‫واس�تخدمت الباحثة أداة االستبانة‪ ،‬كام تم حتديد املتغريات املستقلة والتابعة‬
‫للدراسة (انظر الفصل الثالث)‪ .‬كام حددت وحدة التحليل يف‪« :‬مجيع النساء‬
‫املرتكب�ات للجريم�ة ألول م�رة والعائدات هل�ا يف كل من س�جني الرياض‬
‫وج�دة»‪ ،‬كما بين�ت الباحثة يف ه�ذا الفصل ص�دق األداة وثباهت�ا‪ ،‬وكذلك‬
‫األس�اليب اإلحصائية التي اس�تخدمت لوصف عينة الدراسة واإلجابة عىل‬
‫تساؤالهتا‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫أم�ا الفصل الرابع فقد خصص لعرض نتائج الدراس�ة التي انبثقت من‬
‫البيانات امليدانية وتم تقسيمه إىل مبحثني‪ ،‬مها‪:‬‬

‫‪ 1. 1. 5‬خصائص عينة الدراسة‬


‫جييب هذا املبحث عىل التس�اؤل األول من أس�ئلة الدراس�ة املتمثل يف‪:‬‬
‫«م�ا اخلصائ�ص االجتامعي�ة واالقتصادية للمامرس�ات للس�لوك اإلجرامي‬
‫سواء عائدات أو غري عائدات»‪.‬‬
‫أوضحت نتائج الدراس�ة أن غالبية مرتكبات السلوك اإلجرامي‪ ،‬سواء‬
‫م�ن العائ�دات أو غري العائدات انحصرن يف الفئة العمرية م�ن (‪ 31‬ـ ‪)40‬‬
‫سنة‪ ،‬وأقل من (‪ )30‬سنة‪ ،‬كام أن غالبية عينة الدراسة من العائدات للجريمة‬
‫أو غير العائ�دات هلا هن م�ن ذوات التعليم املنخفض (أمي‪ ،‬متوس�ط)‪ ،‬كام‬
‫بينت نتائج الدراس�ة أن غالبية عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة أو غري‬
‫العائ�دات ه�ن من املطلق�ات‪ ،‬وغالبيتهن ت�م طالقهن قبل الس�جن يف املرة‬
‫األوىل‪.‬‬
‫كما كش�فت نتائ�ج الدراس�ة أن غالبي�ة العين�ة املبحوثة م�ن العائدات‬
‫للجريم�ة أو غير العائدات هل�ا هن من العاطالت عن العم�ل (ال يعملن)‪،‬‬
‫وأن مصدر دخوهلن الش�هرية متدن‪ ،‬وال يتجاوز (‪ )1000‬ريال يف الش�هر‪،‬‬
‫وغالبيتهن من س�كان الش�قق واملنازل الشعبية‪ .‬كام أوضحت نتائج الدراسة‬
‫أن وال�دي غالبية عينة الدراس�ة م�ن العائدات للجريمة وغير العائدات هلا‬
‫متوفيان‪ ،‬وتتس�م خصائصهن حس�ب عدد أخواهتن اإلن�اث بحجم األرسة‬
‫املتوس�طة (ثالث�ة أفراد لغالبيته�ن)‪ ،‬فهم يعيش�ون يف أرسة ليس�ت بالكبرية‬
‫احلجم س�واء حس�ب عدد اإلخوة الذك�ور أو اإلناث‪ ،‬كما أوضحت نتائج‬
‫الدراس�ة أن مرتكب�ات الس�لوك اإلجرام�ي م�ن العائدات وغير العائدات‬

‫‪205‬‬
‫يق�ع ترتيبهن بني إخوهتن من اإلناث والذك�ور يف الرتتيب (األول‪ ،‬والثاين‪،‬‬
‫والثالث)‪.‬‬

‫‪ 2. 1. 5‬اإلجابة عىل تساؤالت الدراسة‬


‫املحور األول‪ :‬إجابة السؤال الثاين‬
‫«ه�ل تتص�ف العائ�دات للفع�ل اإلجرام�ي‪ ،‬بخصائ�ص اجتامعي�ة‬
‫واقتصادية خمالفة خلصائص املرتكبات للجريمة ألول مرة» ؟‬
‫كشفت نتائج الدراسة وجود فروق دالة إحصائيا بني مرتكبات السلوك‬
‫اإلجرامي بسبب الظروف االجتامعية بني العائدات للجريمة وغري العائدات‬
‫هل�ا‪ ،‬وكانت ه�ذه الف�روق لصالح عينة الدراس�ة م�ن العائ�دات للجريمة‪.‬‬
‫بمعن�ى أن تأثير الظروف االجتامعية على العائدات للجريم�ة كان أكرب من‬
‫غري العائدات هلا‪.‬‬
‫كما أوضحت نتائ�ج الدراس�ة كذلك وجود ف�روق دال�ة إحصائي ًا بني‬
‫مرتكبات الس�لوك اإلجرامي بني العائدات وغري العائدات بسبب الظروف‬
‫االقتصادي�ة‪ ،‬وكان�ت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة م�ن غري العائدات‬
‫للجريمة‪.‬كما أن تأثير الظ�روف االقتصادي�ة كان أكبر من تأثير الظروف‬
‫االجتامعية‪.‬‬
‫املحور الثاين‪ :‬إجابة السؤال الثالث‬
‫«ما األسباب التي تدفع النساء العائدات إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي‬
‫مرة أخرى بعد تلقيهن العقوبة التأديبية واإلصالحية من وجهة نظرهن»؟‬
‫أوضحت نتائج الدراس�ة أن اس�تمرار املش�كالت األرسي�ة النامجة من‬
‫الظ�روف االقتصادية واالجتامعية الس�يئة‪ ،‬كانت س�بب ًا يف ارتكاب الس�لوك‬

‫‪206‬‬
‫اإلجرام�ي‪ .‬كما أن هناك فروقا دال�ة إحصائي ًا بني العائ�دات للجريمة وغري‬
‫العائ�دات هل�ا‪ ،‬وكان�ت ه�ذه الفروق لصال�ح عينة الدراس�ة م�ن العائدات‬
‫للجريم�ة‪ .‬أي أن تأثري املش�كالت األرسية النامجة ع�ن الظروف االقتصادية‬
‫واالجتامعي�ة علي العائ�دات للجريمة أكرب يف الع�ود للجريم�ة مقارنة بغري‬
‫العائدات للجريمة‪.‬‬
‫كام كشفت نتائج الدراسة أن من األسباب التي تدفع الرتكاب السلوك‬
‫اإلجرامي عدم زوال املش�كالت السابقة املرتاكمة التي أدت للسجن يف املرة‬
‫األوىل‪ ،‬والتي متثلت يف املشكالت االقتصادية واالجتامعية واألرسية‪ ،‬كام أن‬
‫هن�اك فروقا دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا وكانت‬
‫هذه الفروق لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة‪.‬‬
‫كام أوضحت نتائج الدراس�ة أن نظرة املجتم�ع ملرتكبات اجلريمة بأهنن‬
‫خرجيات سجون سامهت يف العود للجريمة مرة أخرى‪ ،‬إذ تبني وجود فروق‬
‫دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا وكانت هذه الفروق‬
‫لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة‪.‬‬
‫أوضح�ت نتائ�ج الدارس�ة كذلك أن الش�عور بالظل�م والقه�ر قاد إىل‬
‫ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬وقاد هذا الش�عور أيض� ًا إىل وجود فروق دالة‬
‫إحصائي� ًا بين العائ�دات للجريمة وغري العائ�دات هلا وكانت ه�ذه الفروق‬
‫لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة‪.‬‬
‫وكش�فت النتائج كذل�ك أن الس�جن‪،‬وخمالطة الس�جينات (صديقات‬
‫الس�وء) س�اهم بدرجة كبيرة يف ارتكاب الس�لوك اإلجرام�ي‪ ،‬كام وجدت‬
‫ف�روق دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا‪ ،‬وكانت هذه‬
‫الفروق لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة‪ ،‬أي أن العائدات أفدن‬

‫‪207‬‬
‫أن صديقات الس�وء الاليت اختلطن هبن هن س�بب مب�ارش للعود للجريمة‪،‬‬
‫مقارنة بغري العائدات للجريمة‪.‬‬
‫كام أوضحت نتائج الدراس�ة أن اس�تمرار املشكالت االقتصادية سبب‬
‫س�اهم بدرجة عالية يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬وأن هذا السبب أوجد‬
‫فروق�ا دال�ة إحصائي ًا بين العائ�دات للجريمة وغير العائدات هل�ا‪ ،‬وكانت‬
‫هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة‪ .‬أي أن اس�تمرار‬
‫املشكالت االقتصادية كان سببا رئيسا هلن للعود مرة أخرى للجريمة مقارنة‬
‫بزميالهتن من غري العائدات‪.‬‬
‫وكش�فت نتائج الدراس�ة أن الرغبة يف جماراة الصديقات تعد سبب ًا أيض ًا‬
‫يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‪ .‬كام أوجد هذا الس�بب فروق�ا دالة إحصائي ًا‬
‫بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا‪ ،‬وكانت هذه الفروق لصالح عينة‬
‫الدراسة من العائدات للجريمة‪ ،‬أي أن العائدات أفدن بأن تقليد الصديقات‬
‫وجماراهتن س�بب رئيس هلن للعود مرة أخرى للجريمة مقارنة بزميالهتن من‬
‫غري العائدات‪.‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬إجابة السؤالني الرابع واخلامس‬
‫«ما أنامط اجلرائم املرتكبة من قبل العائدات وغري العائدات‪ ،‬وهل العود‬
‫يأخذ الطابع العام أم اخلاص»‪.‬‬
‫وأوضحت نتائج الدارسة أن العود للجريمة يأخذ طابع العود اخلاص‪،‬‬
‫وأن غالبي�ة أنماط اجلرائ�م الت�ي ترتكبها أف�راد العينة املبحوثة ه�ي اجلرائم‬
‫األخالقي�ة‪ ،‬وأن تل�ك اجلرائ�م متع�ددة ومتباينة‪،‬يدخل م�ن ضمنها الغش‪،‬‬
‫واالحتيال‪ ،‬والتزوير‪ ،‬والرسقة وغريها من اجلرائم األخالقية األخرى‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫املحور الرابع‪ :‬إجابة السؤال السادس‬
‫«ما عدد مرات العود بالنسبة للعائدات إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي»‪.‬‬
‫أوضحت نتائج الدارس�ة أن غالبية عينة الدراسة من مرتكبات السلوك‬
‫اإلجرامي عدن للجريمة مرة واحدة عىل األقل‪ ،‬ييل ذلك العود للجريمة مرة‬
‫ثانية‪ ،‬ثم ثالثة‪ ،‬ثم رابعة‪.‬‬
‫املحور اخلامس‪ :‬إجابة السؤال السابع‬
‫«ما العالقة بني نمط اجلريمة والوضع الفعيل للعائدات ولغري العائدات»‬
‫كشفت نتائج الدراسة أن للعالقة األرسية السائدة التي يعيش فيها أفراد‬
‫العين�ة‪ ،‬واملتمثلة يف التفكك األرسي الس�ائد يف األرسة‪،‬وعدم وجود األمان‬
‫يف األرسة‪ ،‬وكذلك احلرمان العاطفي وغريه‪ ،‬كانت ذات أثر كبري يف ارتكاب‬
‫الس�لوك اإلجرامي بالنس�بة للعائ�دات ولغري العائدات‪ .‬كما أن هناك فروق ًا‬
‫دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا تبع ًا للوضع األرسي‬
‫ألف�راد العينة‪ ،‬وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من غري العائدات‬
‫للجريم�ة‪ ،‬بمعن�ى أن غير العائ�دات للجريمة أف�دن ب�أن الوضع األرسي‬
‫ال�رديء الذي يعش�ن في�ه‪ ،‬كان ذا أثر بالغ يف ارتكاهبن للس�لوك اإلجرامي‪،‬‬
‫مقارنة بزميالهتن العائدات للجريمة‪.‬‬
‫كام أوضحت نتائج الدراس�ة وجود فروق دال�ة إحصائي ًا بني العائدات‬
‫للجريم�ة وغير العائ�دات هل�ا تبع� ًا لوضع أف�راد العين�ة املتعل�ق باألقارب‬
‫والصديق�ات‪ ،‬املتمثل يف تقلي�د الصديقات وحماكاهتن فيما يعملن‪ ،‬وكانت‬
‫هذه الفروق لصالح عينة الدراسة من غري العائدات للجريمة‪.‬بمعنى أن غري‬
‫العائدات للجريمة أفدن بأن لعالقة األقارب دورا رئيسا ومؤثرا يف ارتكاب‬
‫السلوك اإلجرامي والعود له وذلك بتقليد الصديقات فيام يفعلن‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫كما كش�فت نتائج الدراس�ة وجود فروق دال�ة إحصائي ًا بين العائدات‬
‫للجريم�ة وغري العائدات هلا تبع ًا للوضع الش�خيص ألف�راد العينة املتمثل يف‬
‫انخف�اض مس�توى التعليم وانخفاض مس�توى تقدير ال�ذات‪ ،‬وكانت هذه‬
‫الف�روق لصالح عينة الدراس�ة من غير العائدات للجريم�ة‪ .‬بمعنى أن غري‬
‫العائدات للجريمة أفدن بأن وضعهن الشخيص املتمثل يف انخفاض مستوى‬
‫تعليمهن ومس�توى فهمهن ومس�توى تقديرهن لذاهتن كان س�بب ًا مبارش ًا يف‬
‫ارت�كاب الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬وكان تأثريه كبري ًا بالنس�بة للعائدات للجريمة‬
‫مقارنة بغري العائدات هلا‪.‬‬
‫كما أوضح�ت نتائج الدراس�ة ع�دم وج�ود فروق دال�ة إحصائي� ًا بني‬
‫العائ�دات للجريم�ة وغير العائ�دات هل�ا تبع� ًا ملتغري نم�ط اجلريم�ة املتعلق‬
‫ب�األرسة‪ .‬وه�ذه النتيجة تشير بوض�وح‪ ،‬إىل أن الوضع الفعيل ألف�راد عينة‬
‫الدراس�ة اخلاص ب�األرسة الناتج م�ن التفكك األرسي واحلرم�ان العاطفي‬
‫ال�ذي يعش�ن في�ه‪ ،‬كان س�بب ًا يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي بين العائدات‬
‫للجريمة أو غري العائدات هلا‪.‬‬
‫كما كش�فت نتائج الدراس�ة وجود فروق دال�ة إحصائي ًا بين العائدات‬
‫للجريم�ة وغري العائدات وفق ًا لوضع األقارب تبع ًا ملتغري نمط اجلريمة‪ ،‬وأن‬
‫هذه الفروق كانت لصالح الالئي نمط جريمتهن رسقة‪ ،‬بمعنى أن مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرامي املتمثل يف الرسقة مارس�ن ذلك السلوك اإلجرامي أسوة‬
‫بزميالهتن من األقارب واألصدقاء‪.‬‬
‫كما أوضح�ت نتائج الدراس�ة ع�دم وج�ود فروق دال�ة إحصائي� ًا بني‬
‫العائ�دات للجريمة وغري العائدات هلا وفق ًا للوضع الش�خيص ألفراد العينة‬
‫تبع� ًا ملتغير نمط اجلريمة‪ .‬بمعنى أن الوضع الش�خيص ألف�راد العينة املتمثل‬

‫‪210‬‬
‫يف انخفاض مس�توى التعليم ومس�توى الفهم وضعف تقدير الذات كان ذا‬
‫أث�ر كبري عىل مجيع أنماط اجلرائم املرتكبة من رسقة‪ ،‬وزن�ا‪ ،‬وخمدرات‪ ،‬وقتل‬
‫وغريها‪ ،‬سواء للعائدات للجريمة أو غري العائدات هلا‪.‬‬

‫‪2. 5‬مناقش�ة نتائ�ج الدراس�ة يف ض�وء اإلط�ار النظ�ري‬


‫والدراسات السابقة‬
‫كشفت نتائج هذه الدراسة املتعلقة باخلصائص االجتامعية واالقتصادية‬
‫للعائ�دات للجريم�ة‪ ،‬عن مس�تويات متباينة يف العوامل املؤدي�ة إىل ارتكاب‬
‫السلوك اإلجرامي‪ ،‬وذلك يعود لعدة أسباب ومتغريات اجتامعية واقتصادية‬
‫وأرسية وشخصية مرتبطة بخصائص املبحوثات‪ ،‬فقد أظهرت تلك املتغريات‬
‫تأثيرات ذات صلة مبارشة بارتكاب الس�لوك اإلجرام�ي والعود له‪ ،‬كام أن‬
‫هناك متغريات مل يكن هلا تأثري يف ارتكاب السلوك اإلجرامي والعود له‪.‬‬
‫وفيام ييل مناقش�ة أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراس�ة يف ضوء‬
‫اإلطار النظري والدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ العالقة بني خصائص املبحوثات وارتكاب السلوك اإلجرامي‪.‬‬
‫كشفت نتائج الدراسة أن غالبية مرتكبات السلوك اإلجرامي‪ ،‬سواء من‬
‫العائ�دات أو غري العائدات انحرصن يف الفئة العمرية من (‪ 31‬ـ ‪ )40‬س�نة‪،‬‬
‫يليه�ا يف املرتب�ة من ه�ن أقل من (‪ )30‬س�نة‪ ،‬وتتفق هذه النتيجة مع دراس�ة‬
‫اليوسف (‪1425‬هـ)‪ ،‬التي بينت أن العود يرتكز يف األعامر التي تتجاوز ‪25‬‬
‫سنة‪ ،‬كام تتفق كذلك مع دراسة إبراهيم وآخرين (‪1974‬م)‪ ،‬ودراسة صالح‬
‫(‪1984‬م)‪ ،‬التي أش�ارت إىل أن مرتكبي الس�لوك اإلجرامي يقعون يف الفئة‬

‫‪211‬‬
‫العمري�ة م�ا بني (‪ 20‬ـ ‪ )45‬س�نة‪ ،‬كام تتفق مع دراس�ة العتيبي (‪1424‬هـ)‬
‫التي بينت أن العائدين للجريمة تقل أعامرهم عن ثالثني عاما‪.‬‬
‫وأوضحت هذه الدراسة أن العائدات للجريمة أو غري العائدات هلا هن‬
‫من ذوات التعليم املنخفض (أمي‪ ،‬متوس�ط)‪ ،‬وتتفق هذه النتيجة مع دراسة‬
‫وزارة الداخلية بدولة الكويت (د‪ .‬ت) التي بينت نتائجها أن مرتكبي اإلجرام‬
‫من ذوي التعليم املتوس�ط‪ ،‬وكذلك تتفق مع دراس�ة اليوس�ف (‪1425‬هـ)‬
‫التي بينت أن غالبية مرتكبي السلوك اإلجرامي من ذوي التعليم املنخفض‪،‬‬
‫وتتفق كذلك مع دراس�ة العتيبي (‪ 1423‬هـ)‪ ،‬ودراس�ة هياجنة (‪1993‬م)‪،‬‬
‫ودراس�ة صال�ح (‪1984‬م) الت�ي بين�ت أن (‪ )%90‬من العائدي�ن للجريمة‬
‫كان�وا حاصلني عىل الش�هادة االبتدائي�ة‪ ،‬وبذلك أثبتت تلك الدراس�ات أن‬
‫العود يظهر بنسبة أعىل بني األشخاص من ذوي التعليم املنخفض‪.‬‬
‫كش�فت نتائج الدراسة أن غالبية عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة‬
‫أو غير العائ�دات هن م�ن املطلق�ات‪ ،‬وغالبيتهن تم طالقه�ن قبل دخوهلن‬
‫السجن يف املرة األوىل‪ .‬وتتفق هذه النتيجة مع دراسة الدورسي (‪1416‬هـ)‬
‫الت�ي بين�ت أن الغالبية من مرتكبات الس�لوك اإلجرامي م�ن املطلقات‪ .‬كام‬
‫تتف�ق كذلك مع دراس�ة املج�دوب (‪ ،)1972‬التي أش�ارت إىل أن العائدين‬
‫للجريم�ة نس�بتهم أعىل يف فئة املطلقين‪ .‬كام تتفق كذلك مع دراس�ة الظاهر‬
‫(‪ ،)1985‬الت�ي بينت أن اجلنوح س�ببه الطالق واالنفص�ال واهلجر املتكرر‬
‫بني الوالدين‪.‬‬
‫كما كش�فت نتائ�ج الدراس�ة أن غالبي�ة العين�ة املبحوثة م�ن العائدات‬
‫للجريم�ة أو غير العائدات هل�ا هن من العاطالت عن العم�ل (ال يعملن)‪،‬‬
‫وأن مص�در دخوهلن الش�هرية متدن وال يتجاوز (‪ )1000‬ريال يف الش�هر‪،‬‬

‫‪212‬‬
‫وغالبيتهن من س�كان الش�قق واملنازل الشعبية‪ .‬وتتفق هذه النتيجة اليوسف‬
‫(‪1425‬هـ)‪ ،‬التي بينت وجود عالقة بني البطالة والعود للسلوك اإلجرامي‪،‬‬
‫إضافة إىل دخوهلن املنخفضة‪ .‬كام تتفق مع دراس�ة إبراهيم ومحودي وآخرين‬
‫(‪1974‬م)‪ ،‬الت�ي بين�ت أن العائدين للجريمة يتس�مون بانخفاض مس�توى‬
‫الدخ�ل‪ .‬كام تتفق هذه النتيجة مع دراس�ة األلف�ي (‪1980‬م)‪ ،‬التي بينت أن‬
‫الفقر يتسبب يف ارتكاب السلوك اإلجرامي‪ ،‬وكذلك مع دراسة عبد السالم‬
‫(‪1409‬هـ)‪ ،‬التي بينت أن مرتكبي السلوك اإلجرامي يتميزون بعدم الوفرة‬
‫االقتصادي�ة‪ .‬وتتفق كذل�ك مع دراس�ة العتيبي (‪1424‬هـ)‪ ،‬الت�ي بينت أن‬
‫للمس�توى االقتص�ادي أث�را يف العود إىل الس�لوك اإلجرام�ي‪ ،‬وأن مرتكبي‬
‫الس�لوك اإلجرام�ي يتس�مون بانخف�اض دخوهل�م الش�هرية‪ .‬كما تتفق مع‬
‫دراس�ة الدورسي (‪1416‬هـ) التي بينت أن مرتكبي السلوك اإلجرامي من‬
‫سكان البيوت الشعبية‪ .‬كام تتفق مع دراسة نصيب (‪1416‬هـ) التي بينت أن‬
‫العائدين للسلوك اإلجرامي يقطنون يف أحياء شعبية‪.‬‬
‫كام كش�فت نتائج الدراسة أن والدي غالبية عينة الدراسة من العائدات‬
‫للجريم�ة وغير العائ�دات هل�ا متوفي�ان‪ ،‬وتتس�م خصائصهن حس�ب عدد‬
‫أخواهت�ن اإلن�اث بحج�م األرسة املتوس�طة (ثالثة أف�راد لغالبيته�ن)‪ ،‬فهن‬
‫يعش�ن يف أرسة ليس�ت بالكبرية احلجم‪ ،‬س�وا ًء حس�ب عدد اإلخوة الذكور‬
‫أو اإلن�اث‪ .‬كام أوضح�ت نتائج الدراس�ة أن مرتكبات الس�لوك اإلجرامي‬
‫م�ن العائدات وغري العائدات يقع ترتيبهن بين إخوهتن اإلناث والذكور يف‬
‫الرتتيب (األول‪ ،‬والثاين‪ ،‬والثالث)‪ .‬وتتفق هذه النتيجة مع دراسة الدورسي‬
‫(‪1416‬ه�ـ)‪ ،‬التي بينت أن العائدات للس�لوك اإلجرام�ي يقعن يف الرتتيب‬
‫األرسي األوسط‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫وإذا أردن�ا تفسير النتائ�ج الس�ابقة هل�ذه الدراس�ة م�ن خلال املنظور‬
‫النظري‪ ،‬نجد أن نظرية الثقافة الفرعية قد أش�ارت إىل أن االنحراف حيدث‬
‫يف الطبق�ة الدني�ا‪ ،‬وذلك يرجع إىل اإلحباط الش�ديد بس�بب الش�عور بتدين‬
‫املنزل�ة االجتامعي�ة الناش�ئة ع�ن انتامئهم لطبق�ة اجتامعية دني�ا‪ .‬يف حني ترى‬
‫نظرية الضبط االجتامعي أن االنحراف ناجم عن فش�ل الضوابط الشخصية‬
‫الداخلي�ة واالجتامعية اخلارجية يف إجياد االتس�اق بني الس�لوك وبني املعايري‬
‫االجتامعي�ة‪ ،‬ويعن�ي الضب�ط الش�خيص الداخيل‪ ،‬ق�درة الفرد على االمتناع‬
‫م�ن أن يقاب�ل حاجاته بطرق خيالف هب�ا املعايري يف مجاعته‪ ،‬كما يعني الضبط‬
‫االجتامعي اخلارجي قدرة اجلامعة أو النظم االجتامعية عىل أن جتعل ملعايريها‬
‫االجتامعي�ة األث�ر الفعال عىل أعضائه�ا‪ .‬واملرأة تندفع للجريم�ة أو العود هلا‬
‫نتيجة لس�وء الرتبية‪ ،‬أو س�وء الظروف املحيطة هبا يف البي�ت أثناء نموها‪ ،‬أو‬
‫بعد فرتة تنش�ئتها ومواجهتها للحياة‪ ،‬س�وا ًء كانت هذه الظروف اجتامعية أو‬
‫اقتصادي�ة‪ .‬أم�ا النظري�ة االقتصادية فقد أك�دت الرابطة بني ظاه�رة اجلريمة‬
‫واألوضاع االقتصادية السائدة؛ وأكد بعض علامئها أن الفقر من أهم العوامل‬
‫التي تدفع إىل اجلريمة‪ .‬فهناك ظواهر عدة تربط بالفقر مثل املرض‪ ،‬والبطالة‬
‫والتشرد‪ ،‬وغري ذلك من أوجه عدم التكي�ف االجتامعي‪ .‬وهذا ما أوضحته‬
‫هذه الدراسة؛ فقد توصلت إىل أن العائدات للجريمة وغري العائدات يعشن‬
‫يف فق�ر وعدم عمل (بطالة)‪ .‬وقد أكد أيض� ًا أنصار هذه النظرية أن الظروف‬
‫االقتصادية السيئة تؤدي إىل مشاكل اجتامعية وشخصية كثرية؛ منها ارتكاب‬
‫السلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫‪ 2‬ـ العالق�ة بين اخلصائ�ص االجتامعي�ة واالقتصادي�ة ومرتكب�ات الس�لوك‬
‫اإلجرامي ‬
‫كش�فت نتائج الدراس�ة عن وجود ف�روق دالة إحصائيا بين مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرام�ي بس�بب الظ�روف االجتامعي�ة بين العائ�دات للجريمة‬
‫وغري العائدات هلا؛ وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائدات‬
‫للجريم�ة‪ .‬بمعنى أن تأثري الظروف االجتامعية على العائدات للجريمة كان‬
‫أكرب من غري العائدات هلا‪.‬‬
‫وتتفق هذه النتيجة مع كثري من الدراس�ات السابقة‪ ،‬منها دراسة صالح‬
‫(‪1984‬م)‪ ،‬الت�ي بين�ت أن عالقات مرتكبي الس�لوك اإلجرام�ي مع آبائهم‬
‫كانت س�يئة‪ ،‬بس�وء األوضاع العائلي�ة التي عاش يف ظله�ا العائدون يف فرتة‬
‫احلداث�ة والكبر‪ .‬كام تتفق كذلك مع دراس�ة عبد السلام (‪1409‬هـ)‪ ،‬التي‬
‫بينت أن الطبقة االجتامعية الدنيا التي يعاين منها مرتكبو الس�لوك اإلجرامي‬
‫أدت إىل ارت�كاب اجلريم�ة‪ .‬كما تتفق كذلك مع دراس�ة هياجنة (‪1993‬م)‪،‬‬
‫الت�ي بين�ت نتائجها أن النظ�رة االجتامعية لألحداث اجلانحين املفرج عنهم‬
‫بوصفهم أصحاب سوابق كانت سبب ًا يف العود للجريمة مرة أخرى‪.‬‬
‫وتتفق كذلك مع دراس�ة العتيبي (‪ 1423‬هـ)‪ ،‬التي أش�ارت إىل وجود‬
‫خالف�ات أرسية داخل أرس األح�داث املعاودين لالنحراف وأن العالقة بني‬
‫احل�دث املعاود لالنحراف ووالديه يش�وهبا التوتر والرصاع الدائم‪ .‬كام تتفق‬
‫هذه النتيجة كذلك مع دراس�ة العتيبي (‪1424‬ه�ـ)‪ ،‬التي بينت أن العوامل‬
‫االجتامعية دفعت املبحوثني إىل ارتكاب الس�لوك اإلجرامي ألول مرة‪ ،‬التي‬
‫منه�ا األوضاع االجتامعي�ة غري املس�تقرة‪ ،‬والعالقات االجتامعية الس�يئة يف‬
‫األرسة التي تشوهبا اخلالفات وغياب أحد الوالدين عن املنزل‪ .‬كام تتفق هذه‬

‫‪215‬‬
‫النتيجة مع دراس�ة اليوس�ف (‪1425‬هـ)‪ ،‬التي بينت أن الذين يعيش�ون يف‬
‫أرس مفككة‪ ،‬هم من يرتكبون الس�لوك اإلجرامي وهذا ما أشارت إليه أيض ًا‬
‫دراس�ة الرويس (‪1991‬م)‪ ،‬التي بينت أن ع�ودة األحداث لالنحراف ناتج‬
‫ع�ن التفكك األرسي والظروف االجتامعية‪ ،‬أو بس�بب وف�اة أحد الوالدين‬
‫والطالق‪ .‬كام تتفق كذلك مع نتائج دراس�ة الري�س (‪1415‬هـ)‪ ،‬التي بينت‬
‫أن العوام�ل االجتامعي�ة ـ ممثل�ة يف املش�اكل العائلي�ة ـ س�اعدت يف العود‬
‫اجلريمة‪.‬‬
‫كام تتفق هذه النتيجة مع دراس�ة الدورسي (‪1416‬هـ)‪ ،‬التي بينت أن‬
‫العود للجريمة له صلة ارتباطية بانخفاض املس�تويات الثقافية واالجتامعية‪.‬‬
‫كما تتفق هذه النتيجة مع دراس�ة صال�ح (‪1969‬م)‪ ،‬التي بينت أن العود إىل‬
‫اإلجرام س�اهم فيه بع�ض العوامل االجتامعية‪ ،‬وأن املرأة العائدة نش�أت يف‬
‫أرسة متصدعة‪ ،‬ويف ظروف اجتامعية أسوأ من غري العائدة‪ .‬كام اتفقت نتائج‬
‫ه�ذه الدراس�ة مع دراس�ة نصيب (‪1416‬ه�ـ)‪ ،‬التي بينت أن املس�ؤوليات‬
‫األرسية كانت دائام هي الدافع إىل ممارس�ة السلوك املنحرف‪ ،‬وكذلك النظرة‬
‫الدوني�ة من جان�ب املجتمع‪ .‬وتتفق ه�ذه النتيجة مع دراس�ة لكيك وألينور‬
‫أثر‬
‫(‪ 1934‬ـ ‪1963‬م)‪ ،‬التي بينت أن العالقات الش�خصية واالجتامعية هلا ّ‬
‫يف العود للجريمة‪.‬‬
‫كما كش�فت نتائ�ج الدراس�ة كذل�ك وجود ف�روق دال�ة إحصائي� ًا بني‬
‫مرتكبات الس�لوك اإلجرامي بني العائدات وغري العائدات بسبب الظروف‬
‫االقتصادي�ة‪ ،‬وكان�ت هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة م�ن غري العائدات‬
‫للجريمة‪.‬‬
‫تتف�ق ه�ذه النتيجة مع عدد من الدراس�ات الس�ابقة‪ ،‬التي منها دراس�ة‬
‫صال�ح (‪1984‬م)‪ ،‬الت�ي بينت أن أكثر م�ن نصف العائدي�ن كانت حالتهم‬

‫‪216‬‬
‫االقتصادية يف تلك الفرتة متدنية‪ .‬كام تتفق كذلك مع دراسة محودي وآخرين‬
‫(‪1974‬م)‪ ،‬الت�ي أوضح�ت أن س�بب اجلريم�ة يع�ود لقلة مص�در الدخل‬
‫الشهري‪ ،‬كام تتفق كذلك مع دراسة كاره (‪1408‬هـ)‪ ،‬التي بينت أن مشكلة‬
‫اجلريم�ة والعود إليه�ا ترتبط بالفئتني ذات الدخل املنخفض واملتوس�ط‪ .‬كام‬
‫تتفق كذلك مع دراس�ة عباس (‪1980‬م)‪ ،‬الت�ي بينت أن العائدين للجريمة‬
‫كان دخلهم الش�هري منخفضا‪ .‬كام تتفق كذلك مع دراسة تايلر (‪1973‬م)‪،‬‬
‫الت�ي بينت أن األحداث العائدي�ن للجريمة من الريفيني واحلرضيني هم من‬
‫ذوي الدخ�ل املت�دين‪ .‬كام تتفق كذلك مع دراس�ة عبد السلام (‪1409‬هـ)‪،‬‬
‫الت�ي بينت أن الع�ود للجريمة مرتبط بعدم الوف�رة االقتصادية كام تتفق هذه‬
‫النتيج�ة كذل�ك مع دراس�ة العتيبي (‪1424‬ه�ـ)‪ ،‬التي أف�ادت أن العائدين‬
‫إىل الس�لوك اإلجرامي يتس�مون بانخفاض دخوهلم الش�هرية‪ .‬كام تتفق هذه‬
‫النتيج�ة مع دراس�ة وزارة الداخلية بدول�ة الكوي�ت (د‪ .‬ت)‪ ،‬التي بينت أن‬
‫مساعدا دفع البعض إىل اجلريمة مرة أخرى‪.‬‬
‫ً‬ ‫الظروف االقتصادية كانت سب ًبا‬
‫كام تتفق هذه النتيجة مع دراسة العتيبي (‪1991‬م)‪ ،‬التي بينت أن الظروف‬
‫االقتصادي�ة م�ن العوام�ل الت�ي تدف�ع األح�داث إىل الع�ود إىل االنحراف‪.‬‬
‫كما اتفقت ه�ذه النتيجة مع دراس�ة ال�دورسي (‪1416‬هـ)‪ ،‬الت�ي بينت أن‬
‫الع�ود للجريم�ة مرتبط باملس�تويات االقتصادية املنخفضة‪ .‬كما تتفق كذلك‬
‫م�ع دراس�ة كاره (‪1408‬ه�ـ)‪ ،‬التي بينت أن مش�كلة اجلريم�ة والعود إليها‬
‫ترتبط بالفئتني ذات الدخل املنخفض واملتوس�ط‪ .‬كام تتفق كذلك مع دراسة‬
‫صال�ح (‪1969‬م)‪ ،‬التي بين�ت أن اجلريمة هي املص�در االقتصادي الوحيد‬
‫للنس�اء العائدات‪ .‬كام تتفق هذه النتيجة مع دراسة نصيب (‪1416‬هـ)‪ ،‬التي‬
‫بين�ت أن العود إىل اجلريمة مرتبط بانخفاض املس�توى االقتصادي‪ .‬كام تتفق‬
‫كذلك هذه النتيجة مع دراس�ة ريتجر (‪1998‬م)‪ ،‬التي أش�ارت إىل أن عود‬

‫‪217‬‬
‫النس�اء للجريمة مرة أخ�رى مرتبط باحتياجات املرأة النفس�ية‪ ،‬واالجتامعية‬
‫واالقتصادية‪.‬‬
‫أم�ا م�ن حي�ث اإلطار النظ�ري الذي يفسر ه�ذه النتائج فنج�د نظرية‬
‫الوص�م اإلجرامي‪ ،‬التي ترى أن األفراد يرتكبون الس�لوك اإلجرامي نتيجة‬
‫رد فع�ل املجتمع نحوه�م‪ .‬وقد افرتض « تاتنبوم» أح�د رواد نظرية الوصم‬
‫اإلجرام�ي أن ما ي�ؤدي إىل اجلريمة إنام هو الكيفية الت�ي يعامل هبا اآلخرون‬
‫مرتكب اجلريمة‪.‬‬
‫ل�ذا ف�إن مثل هذا الوضع يقوده مرة أخ�رى ـ حتت وطأة هذه الظروف‬
‫النفس�ية واالجتامعي�ة واالقتصادي�ة الصعب�ة ـ إىل الوق�وع يف االنح�راف‪،‬‬
‫واخلروج مرة أخرى عن الطريق السوي الذي يقبله املجتمع‪.‬‬
‫وه�ذا ه�و نفس�ه م�ا أش�ارت إلي�ه نتائ�ج ه�ذه الدراس�ة م�ن أن نظرة‬
‫املجتمع ملرتكبات الس�لوك اإلجرامي عىل أهنن خرجيات س�جون قادت إىل‬
‫الع�ود للجريمة م�رة أخرى‪ .‬وترى نظري�ة االختالط التفاضيل أن الس�لوك‬
‫اإلجرامي س�لوك مكتس�ب غري موروث‪ .‬بمعنى أن الش�خص غري املدرب‬
‫عىل اجلريمة ال يس�تطيع ابتداع الس�لوك اإلجرامي؛ وأن تعلم هذا الس�لوك‬
‫يتم من خالل التفاعل واالتصال مع أشخاص آخرين‪ ،‬وحيدث هذا التفاعل‬
‫أو ه�ذا االختالط عن طريق االتصال اللفظي‪ ،‬أي اللغة الكالمية الش�ائعة‪،‬‬
‫أو باالتصال غري اللفظي باإلش�ارات‪ ،‬واإليامءات‪ ،‬واحلركات أحيان ًا‪ ،‬وجيد‬
‫اإلنس�ان نفس�ه حماط ًا بجامعة تؤيد احرتام القانون‪ ،‬ويف جمتمعات أخرى جيد‬
‫اإلنسان من حوله مجاعات تسوغ انتهاك القانون واالعتداء عليه‪ .‬فالشخص‬
‫ينحرف حني ترجح له مجاعات كفة اآلراء التي حتبذ انتهاك القوانني عىل كفة‬
‫اآلراء التي ال حتبذ انتهاكها‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫وي�رى (س�ذرالند) أن املجرمين أصبح�وا كذل�ك بفع�ل احتكاكهم‪،‬‬
‫وعالقاهتم بأنامط س�لوكية إجرامية‪ ،‬وعزلتهم عن األنامط املناهضة للسلوك‬
‫اإلجرامي‪ ،‬كون الشخص من طبيعته امليل إىل متثيل الثقافة املحيطة به‪.‬‬
‫أم�ا نظري�ة األنومي فيعزو فيه�ا دوركايم االنحراف واإلج�رام إىل الال‬
‫معيارية‪ ،‬واختالل الس�لوك‪ ،‬وفقدان التكاف�ل االجتامعي‪ ،‬واضطراب القيم‬
‫املنظم�ة للحي�اة‪ .‬فف�ي نظره هناك مخس�ة أس�باب ت�ؤدي إىل حال�ة األنومي‬
‫تتمثل يف فقدان الس�يطرة نتيجة لغي�اب اإلرادة القادرة عىل التأثري يف املحيط‬
‫االجتامع�ي‪ ،‬وفق�دان املعنى‪ ،‬وغياب اهلدف املوجه للحي�اة‪ ،‬وفقدان املعايري‬
‫الواضح�ة الت�ي توجه س�لوك الف�رد‪ ،‬باإلضاف�ة إىل االغتراب االجتامعي‪،‬‬
‫أي االنفص�ال ع�ن األهداف املح�ددة ثقافي ًا‪ ،‬واالغتراب النفيس املتمثل يف‬
‫انفصال الشخص عن ذاته احلقيقية‪ ،‬مما يؤدي إىل االنسحاب والعصيان‪ .‬أما‬
‫نظري�ة الثقاف�ة الفرعية فترى أن االنحراف حيدث يف الطبق�ة الدنيا‪ ،‬ويرجع‬
‫ذلك إىل إحباطهم الشديد بسبب شعورهم بتدين منزلتهم االجتامعية الناشئة‬
‫عن انتامئهم لطبقة اجتامعية دنيا يولدون هبا‪.‬‬
‫وك�ون الثقاف�ة الس�ائدة يف املجتم�ع هي ثقاف�ة الطبقة الوس�طى‪ ،‬فإهنم‬
‫ال يس�تطيعون التكي�ف الس�ليم معه�ا‪ ،‬وبالت�ايل يك�ون االنح�راف والعود‬
‫للجريم�ة‪ .‬وت�رى النظرية االقتصادي�ة أن كل العوامل االقتصادية الرئيس�ية‬
‫تترك آثارها على خمتلف املنظمات االجتامعي�ة القائمة يف املجتم�ع‪ ،‬وأمهها‬
‫البيت واملدرسة‪ .‬لذلك يرى «بونجيه» أن كثافة السكان‪ ،‬والعيش يف ظروف‬
‫صحية س�يئة‪ ،‬ورداءة احلالة املعيش�ية‪ ،‬وانخفاض مس�توى الدخل‪ ،‬وفقدان‬
‫العناي�ة باألطفال‪ ،‬ونقص التعليم‪ ،‬وانع�دام تكافؤ الفرص‪ ،‬وغري هذا وذاك‬
‫م�ن الظروف واألزم�ات االجتامعية واالقتصادية ي�ؤدي إىل تفكك األرسة‪،‬‬

‫‪219‬‬
‫وانع�دام التكام�ل االجتامعي؛ وهذا ب�دوره يؤدي إىل االنحلال األخالقي‬
‫ال�ذي يقود‪ ،‬حت ًام‪ ،‬إىل االنحراف واجلريمة‪ .‬وق�د أكد أنصار هذه النظرية أن‬
‫الظروف االقتصادية السيئة تؤدي إىل مشاكل اجتامعية وشخصية كثرية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ العالق�ة بين ارت�كاب الس�لوك اإلجرامي بني العائ�دات وغري‬
‫العائدات وفق ًا ألسباب ارتكاب اجلريمة‬
‫أوضحت نتائج الدراس�ة أن اس�تمرار املش�كالت األرسي�ة النامجة من‬
‫الظ�روف االقتصادية واالجتامعية الس�يئة‪ ،‬كانت س�بب ًا يف ارتكاب الس�لوك‬
‫اإلجرام�ي‪ .‬كما أن هناك فروقا دال�ة إحصائي ًا بني العائ�دات للجريمة وغري‬
‫العائ�دات هل�ا؛ وكان�ت ه�ذه الفروق لصال�ح عينة الدراس�ة م�ن العائدات‬
‫للجريم�ة‪ .‬أي أن تأثري املش�كالت األرسية النامجة ع�ن الظروف االقتصادية‬
‫واالجتامعية كان أكرب عىل العائدات للجريمة يف العود للجريمة‪ ،‬مقارنة بغري‬
‫العائدات للجريمة‪.‬‬
‫تتف�ق ه�ذه النتيجة مع عدد من الدراس�ات الس�ابقة‪ ،‬منها دراس�ة عبد‬
‫السلام (‪1409‬ه�ـ)‪ ،‬التي بينت أن الع�ود للجريمة مرتبط بس�وء األحوال‬
‫األرسي�ة‪ .‬كما تتفق كذلك مع دراس�ة العتيبب�ي (‪1423‬هـ)‪ ،‬التي أش�ارت‬
‫إىل وج�ود خالف�ات أرسي�ة داخ�ل أرس األح�داث املعاودي�ن لالنح�راف‪،‬‬
‫وأن العالق�ة بني احلدث املعاود لالنحراف ووالديه يش�وهبا التوتر والرصاع‬
‫الدائ�م‪ .‬كام تتفق ه�ذه النتيجة كذلك مع دراس�ة العتيبب�ي (‪1991‬م)‪ ،‬التي‬
‫بينت أن لسوء التنشئة األرسية عالقة وطيدة بالعود للجريمة عند األحداث‬
‫املنحرفني‪.‬‬
‫كام اتفقت نتائج هذه الدراس�ة مع دراس�ة العم�ري (‪ 1423‬هـ)‪ ،‬التي‬
‫أفادت بأن مرتكبي اإلجرام يعيشون يف أرس تسودها اخلالفات األرسية‪ .‬كام‬

‫‪220‬‬
‫اتفقت هذه النتيجة مع دراس�ة مركز أبح�اث مكافحة اجلريمة (‪1412‬هـ)‪،‬‬
‫التي ذكرت أن اعتياد السلوك اإلجرامي يف املجتمع السعودي يعود إىل ثالثة‬
‫عوام�ل أساس�ية تتفاعل بعضها مع بعض لتنتج ش�خصية مع�اودة لإلجرام‬
‫باململكة العربية السعودية‪ ،‬منها ظروف التنشئة األرسية السالبة‪.‬‬
‫كام كشفت نتائج الدراسة أن من األسباب التي تدفع الرتكاب السلوك‬
‫اإلجرامي عدم زوال املش�كالت السابقة املرتاكمة التي أدت للسجن يف املرة‬
‫األوىل‪ ،‬والتي متثلت يف املشكالت االقتصادية واالجتامعية واألرسية‪ ،‬كام أن‬
‫هناك فروقا دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا؛ وكانت‬
‫هذه الفروق لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة‪.‬‬
‫كما أوضح�ت نتائ�ج الدراس�ة أن نظ�رة املجتم�ع ملرتكب�ات اجلريم�ة‬
‫بوصفهن خرجيات س�جون س�امهت يف الع�ود للجريمة م�رة أخرى‪ ،‬وتبني‬
‫وج�ود ف�روق دال�ة إحصائي ًا بين العائ�دات للجريم�ة وغري العائ�دات هلا؛‬
‫وكانت هذه الفروق لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة‪.‬‬
‫كام أوضحت نتائج الدارس�ة كذلك أن الش�عور بالظل�م والقهر قاد إىل‬
‫ارت�كاب الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬وق�اد هذا الش�عور بالظلم والقه�ر إىل وجود‬
‫ف�روق دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغري العائدات هلا؛ وكانت هذه‬
‫الفروق لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة‪.‬‬
‫كام كشفت الدراسة أن السجن‪ ،‬وخمالطة السجينات (صديقات السوء)‬
‫س�اهم بدرجة كبرية يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي؛ كام وجدت فروق دالة‬
‫إحصائي� ًا بين العائدات للجريمة وغير العائدات هلا؛ وكان�ت هذه الفروق‬
‫لصال�ح عينة الدراس�ة م�ن العائدات للجريم�ة‪ ،‬أي أن العائ�دات أفدن بأن‬
‫صديق�ات الس�وء الالئ�ي اختلطن هبن هن س�بب مب�ارش للع�ود للجريمة‪،‬‬
‫مقارنة بغري العائدات للجريمة‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫تتفق هذه النتيجة مع كثري من الدراسات السابقة‪ ،‬منها دراسة املجدوب‬
‫(‪1972‬م)‪ ،‬التي بينت أن املجرمني العائدين للجريمة عادوا هلا بسبب مرافقة‬
‫أصدقاء السوء‪.‬‬
‫كام تتفق كذلك مع دراسة األلفي (‪1980‬م)‪ ،‬التي أوضحت يف نتائجها‬
‫أن املجرم العائد يتأثر برفقة السوء‪ ،‬وهذا أيض ًا ما أشارت إليه دراسة هياجنة‬
‫(‪1993‬م)‪ ،‬التي بينت أن من العوامل املسامهة يف عود األحداث إىل اجلنوح‬
‫التأثر برفقاء السوء‪.‬‬
‫كام أوضحت نتائج الدراس�ة كذلك أن استمرار املشكالت االقتصادية‬
‫س�اهم بدرجة عالية يف ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬وأن هذا السبب أوجد‬
‫فروق�ا دال�ة إحصائي ًا بين العائ�دات للجريمة وغير العائدات هل�ا؛ وكانت‬
‫هذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من العائدات للجريمة‪ .‬أي أن اس�تمرار‬
‫املش�كالت االقتصادية كان سببا رئيسا يف دفع العائدات للجريمة للعود مرة‬
‫أخرى للجريمة مقارنة بزميالهتن من غري العائدات‪.‬‬
‫تتف�ق هذه النتيج�ة مع كثري من الدراس�ات الس�ابقة‪ ،‬مثل دراس�ة تايلر‬
‫(‪1973‬م)‪ ،‬الت�ي بين�ت أن ألح�داث العائدي�ن للجريم�ة م�ن الريفيين‬
‫واحلرضيني هم من ذوي الدخل املتدين‪ .‬كام تتفق كذلك مع دراسة عبد السالم‬
‫(‪1409‬ه�ـ)‪ ،‬التي بينت أن العود للجريم�ة مرتبط بعدم الوفرة االقتصادية‪.‬‬
‫كام تتفق هذه النتيجة كذلك مع دراس�ة العتيب�ي (‪1424‬هـ)‪ ،‬التي أفادت أن‬
‫العائدي�ن إىل الس�لوك اإلجرامي يتس�مون بانخفاض دخوهلم الش�هرية‪ .‬كام‬
‫تتف�ق ه�ذه النتيجة مع دراس�ة وزارة الداخلية بدولة الكوي�ت (د‪ .‬ت)‪ ،‬التي‬
‫مس�اعدا دف�ع البعض إىل اجلريمة‬
‫ً‬ ‫بين�ت أن الظروف االقتصادية كانت س�ب ًبا‬
‫م�رة أخرى‪ .‬كام تتفق هذه النتيجة مع دراس�ة العتيبي (‪1991‬م)‪ ،‬التي بينت‬

‫‪222‬‬
‫أن الظروف االقتصادية السيئة من العوامل التي تدفع األحداث إىل العود إىل‬
‫االنحراف‪ .‬كام اتفقت هذه النتيجة أيضا مع دراسة الدورسي‪.‬‬
‫وكش�فت نتائج الدراسة كذلك أن الرغبة يف جماراة الصديقات تعد سبب ًا‬
‫س�اهم أيض ًا يف ارتكاب السلوك االجرامي؛ كام أوجد هذا السبب فروقا دالة‬
‫إحصائي� ًا بين العائ�دات للجريمة وغير العائدات هلا؛ وكانت ه�ذه الفروق‬
‫لصالح عينة الدراسة من العائدات للجريمة‪ .‬أي أن العائدات أفدن بأن تقليد‬
‫الصديقات وجماراهتن س�بب رئي�س هلن للعود مرة أخ�رى للجريمة‪ ،‬مقارنة‬
‫بزميالهتن من غري العائدات‪.‬‬
‫أم�ا م�ن حيث اإلط�ار النظري ال�ذي يفرس ه�ذه النتائج فنج�د النظرية‬
‫االقتصادي�ة‪ ،‬التي ت�رى أن كل العوام�ل االقتصادي�ة واالجتامعية واألرسية‬
‫تترك آثاره�ا عىل خمتل�ف املنظمات االجتامعية القائم�ة يف املجتم�ع‪ ،‬وأمهها‬
‫البيت واملدرس�ة‪ .‬لذلك ي�رى بونجيه أن كثافة الس�كان‪ ،‬والعيش يف ظروف‬
‫صحي�ة س�يئة ورداءة احلالة املعيش�ية‪ ،‬وانخفاض مس�توى الدخ�ل‪ ،‬وفقدان‬
‫العناي�ة باألطفال‪ ،‬ونق�ص التعليم‪ ،‬وانعدام تكافؤ الف�رص‪ ،‬وغري هذا وذاك‬
‫من الظ�روف واألزمات االجتامعي�ة واالقتصادية ي�ؤدي إىل تفكك األرسة‪،‬‬
‫وانع�دام التكام�ل االجتامع�ي‪ ،‬وهذا ب�دوره يؤدي إىل االنحلال األخالقي‬
‫الذي يقود‪ ،‬حت ًام‪ ،‬إىل االنحراف واجلريمة؛ وهذا ما أش�ارت إليه بعض نتائج‬
‫هذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ العالقة بني أنامط اجلرائم التي ترتكبها العائدات وغري العائدات‪،‬‬
‫ونوع العود للجريمة هل عام هو أم خاص‬
‫كش�فت نتائج الدارس�ة أن الع�ود للجريمة يأخذ طاب�ع العود اخلاص‪،‬‬
‫وأن غالبي�ة أنماط اجلرائ�م التي يرتكبه�ا أفراد العين�ة املبحوثة ه�ي اجلرائم‬

‫‪223‬‬
‫األخالقي�ة‪ ،‬وأن تل�ك اجلرائ�م متع�ددة ومتباين�ة‪ ،‬ويدخل ضمنه�ا الغش‪،‬‬
‫واالحتيال‪ ،‬والتزوير‪ ،‬والرسقة وغريها من اجلرائم األخالقية األخرى‪.‬‬
‫وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة اليوسف (‪1425‬هـ)‪ ،‬التي أفادت‬
‫يف نتائجها بأن معاودة الس�لوك اإلجرامي يف املجتمع الس�عودي تأخذ طابع‬
‫العود اخلاص وليس العود العام‪ .‬كام أش�ارت دراس�ة الس�بيعي (‪1417‬هـ)‬
‫إىل أن جرائ�م املس�كرات واملخدرات والرسق�ات واألخالقيات هي املميزة‬
‫للع�ود اخل�اص لدى فئ�ة العائدين‪ .‬كام تتف�ق هذه النتيجة مع دراس�ة صالح‬
‫(‪1984‬م)‪ ،‬الت�ي بين�ت أن أغل�ب العائدي�ن للجريمة عادوا ع�ود ًا خاص ًا‪.‬‬
‫كما ذكرت دراس�ة الش�هراين (‪1412‬هـ) أن العود اخل�اص يرتكز يف جرائم‬
‫السكر‪ ،‬واملخدرات واجلرائم األخالقية‪.‬‬
‫أم�ا م�ن حيث اإلطار النظري الذي يفرس ه�ذه النتائج فنجد من حالل‬
‫نظري�ة الوص�م اإلجرام�ي أن « تاتنب�وم» ـ وه�و أح�د رواد نظري�ة الوص�م‬
‫اإلجرام�ي ـ افترض أن ما يؤدي إىل جعل املنح�رف منحرفا إنام هو الكيفية‬
‫الت�ي يعامل�ه هب�ا اآلخ�رون‪ .‬ووص�ف عملي�ة وصم املنح�رف بأهن�ا عملية‬
‫حتتوي عىل عنارص تش�مل وضع عالمات وألقاب وتعريفات‪ ،‬تقوم اجلامعة‬
‫بإلصاقها بالش�خص‪ ،‬وتؤدي عملية الوصم هذه إىل خدمة أغراض اجلامعة‪،‬‬
‫وحتقيق بعض أهدافها‪ ،‬كوهنا تساعد عىل بلورة نقمة اجلمهور ضد الشخص‬
‫املخال�ف‪ ،‬وأيض� ًا تأكيد نقم�ة الف�رد املوصوم نحو نفس�ه‪ ،‬وبالت�ايل إحباط‬
‫معنوياته وتش�ويه أخالقيات�ه‪ ،‬مما ينتج عنه تأكيد التضام�ن والتآزر اجلامعي‪،‬‬
‫وهذا يساهم يف العود للجريمة مرة أخرى‪.‬‬

‫‪224‬‬
‫‪ 5‬ـ العالقة بني ارتكاب الس�لوك اإلجرامي بالنس�بة للعائدات وغري‬
‫العائدات وفق ًا لعدد مرات العود‬
‫كش�فت نتائج الدارس�ة أن غالبية عينة الدراس�ة من مرتكبات السلوك‬
‫اإلجرام�ي ع�دن للجريمة مرة واح�دة عىل األقل‪ ،‬ييل ذل�ك العود للجريمة‬
‫مرة ثانية‪ ،‬ثم ثالثة‪ ،‬ثم رابعة‪.‬‬
‫تتفق هذه النتيجة مع عدد من الدراسات السابقة‪ ،‬مثل دراسة املجدوب‬
‫(‪1972‬م)‪ ،‬الت�ي بين�ت أن أكبر نس�بة م�ن الن�زالء كان�وا م�ن العائدين أو‬
‫املجرمين ألول مرة ه�م من مرتكبي جرائ�م الرسقة‪ .‬كام تتفق ه�ذه النتيجة‬
‫مع دراس�ة كاره (‪1408‬هـ)‪ ،‬التي أفادت أن متوس�ـط ارتكاب اجلريمة يف‬
‫حال�ه العود ألكثر من مرة (‪ ،)٪2.73‬و (‪ )٪9.38‬جريمة للعائدين ثالث‬
‫أو أربع مرات‪ .‬كام تتفق كذلك مع دراس�ة الش�هراين(‪1412‬هـ)‪ ،‬التي بينت‬
‫أن الع�ود اخلاص يرتكز يف جرائم الس�كر واملخ�درات واجلرائم األخالقية‪.‬‬
‫وتتفق هذه النتيجة كذلك مع دراسة الشهراين (‪1418‬هـ)‪ ،‬التي توصلت يف‬
‫نتائجه�ا إىل أن أغل�ب معتادي اإلجرام ال متيض عليهم مدة طويلة بعد انتهاء‬
‫العقوبة الس�ابقة حتى يعودوا الرتكاب جريمة أخرى‪ .‬كام أش�ارت دراس�ة‬
‫دنيل (‪2003‬م) إىل أن نسب العود للجريمة ختتلف باختالفات طبيعة احلياة‬
‫لكل شخص‪ .‬أما دراسة ليتست (‪1963‬م)فقد أكدت وجود عالقة دالة بني‬
‫العود للجريمة والعمر‪ ،‬وكلام تقدم العمر قل العود‪.‬‬
‫أم�ا م�ن املنظور النظ�ري الذي يفسر ه�ذه النتائج فقد أش�ارت نظرية‬
‫الوصم اإلجرامي إىل أن أهم عنارص عملية تكوين الس�لوك املنحرف تكمن‬
‫يف وصم الفرد بوصمة االنحراف‪ ،‬وجعلها عالمة فارقة له تفوق كل صفاته‬
‫األخ�رى وبذلك ف�إن االنح�راف والعود للس�لوك اإلجرامي يك�ون نتاجا‬

‫‪225‬‬
‫للتفاعل االجتامعي‪ ،‬والوص�م الذي يصم املجتمع به‪ ،‬فوصم املرأة املنحرفة‬
‫ق�د يك�ون س�ببا ملعاودهت�ا للس�لوك اإلجرامي‪ .‬أم�ا نظري�ة الثقاف�ة الفرعية‬
‫اجلانح�ة فنج�د يف طياهتا أن من أس�باب االنحراف لدى أبن�اء الطبقة الدنيا‬
‫هو غياب دور األب يف األرسة وقيام األم بذلك‪ ،‬باإلضافة إىل أن االنخراط‬
‫يف عصابة من املنحرفني يس�اعد املنحرف عىل تطوير احلاجات والسلوكيات‬
‫التي تتفق مع االهتاممات املحورية للطبقة الدنيا وتنميتها؛ وبذا فإن انحراف‬
‫أبن�اء الطبق�ة الدنيا ال يرجع إىل اضطرابات نفس�ية يعيش�وهنا‪ .‬ي�رى ميلر أن‬
‫املنحرفني يمثلون الشباب األكثر قدرة يف احلي من حيث القدرات اجلسمية‪،‬‬
‫ويدفعهم ذلك إىل ارتكاب السلوك اإلجرامي والعود له‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ العالق�ة بين نم�ط اجلريم�ة والوضع الفعلي للعائ�دات ولغري‬
‫العائدات‬
‫كش�فت نتائج الدراس�ة أن العالقة األرسية السيئة الس�ائدة التي يعيش‬
‫فيها أفراد العينة‪ ،‬املتمثلة يف التفكك األرسي السائد يف األرسة‪ ،‬وعدم وجود‬
‫األمان يف األرسة‪ ،‬وكذلك احلرمان العاطفي وغريه ـ كانت ذات أثر كبري يف‬
‫ارتكاب الس�لوك اإلجرامي بالنسبة للعائدات ولغري العائدات‪ .‬كام أن هناك‬
‫فروق� ًا دالة إحصائي ًا بني العائدات للجريمة وغير العائدات هلا تبع ًا للوضع‬
‫األرسي ألف�راد العين�ة؛ وكانت ه�ذه الفروق لصالح عينة الدراس�ة من غري‬
‫العائ�دات للجريم�ة‪ .‬بمعن�ى أن غري العائ�دات للجريمة أفدن ب�أن الوضع‬
‫األرسي ال�رديء ال�ذي يعش�ن في�ه‪ ،‬كان ذا أثر بال�غ يف ارتكاهبن للس�لوك‬
‫اإلجرامي‪ ،‬مقارنة بزميالهتن العائدات للجريمة‪.‬‬
‫تتفق هذه النتيجة مع عدد من الدراس�ات الس�ابقة منها دراس�ة العتيبي‬
‫(‪1423‬هـ)‪ ،‬التي أش�ارت إىل وجود خالف�ات أرسية داخل أرس األحداث‬

‫‪226‬‬
‫املعاودي�ن لالنح�راف‪ ،‬وأن العالقة بني احلدث املع�اود لالنحراف ووالديه‬
‫يش�وهبا التوت�ر والصراع الدائ�م‪ .‬كام تتف�ق كذلك مع دراس�ة عبد السلام‬
‫(‪1409‬ه�ـ)‪ ،‬التي بينت أن العود للجريمة مرتبط بس�وء األحوال األرسية‪.‬‬
‫كام تتفق هذه النتيجة كذلك مع دراسة العتيبي (‪1991‬م)‪ ،‬التي بينت أن لسوء‬
‫التنش�ئة األرسية عالقة وطيدة بالعود للجريمة عند األحداث املنحرفني‪ .‬كام‬
‫اتفقت نتائج هذه الدراس�ة مع دراس�ة العمري (‪1423‬هـ)‪ ،‬التي أفادت أن‬
‫مرتكب�ي اإلجرام يعيش�ون يف أرس تس�ودها اخلالفات األرسي�ة‪ .‬كام اتفقت‬
‫ه�ذه النتيجة مع دراس�ة مركز أبح�اث مكافحة اجلريم�ة (‪1412‬هـ)‪ ،‬التي‬
‫ذك�رت أن اعتي�اد الس�لوك اإلجرامي يف املجتمع الس�عودي يع�ود إىل ثالثة‬
‫عوامل أساس�ية تتفاع�ل بعضها مـع بعض لتنتج ش�خصية معاودة لإلجرام‬
‫باململكـة العربية السعوديـة‪ ،‬منها ظـروف التنشئة األرسية السالبة‪.‬‬
‫كما كش�فت نتائج الدراس�ة وجود فروق دال�ة إحصائي ًا بين العائدات‬
‫للجريم�ة وغير العائ�دات هل�ا تبع� ًا لوضع أف�راد العين�ة املتعل�ق باألقارب‬
‫والصديق�ات‪ ،‬املتمث�ل يف تقلي�د الصديقات وحماكاهتن فيما يعملن‪ ،‬وكانت‬
‫هذه الفروق لصالح عينة الدراسة من غري العائدات للجريمة‪ .‬بمعنى أن غري‬
‫العائدات للجريمة أفدن بأن لعالقة األقارب دورا رئيسا ومؤثرا يف ارتكاب‬
‫السلوك اإلجرامي والعود له‪ ،‬وذلك بتقليد الصديقات فيام يفعلن‪.‬‬
‫تتف�ق ه�ذه النتيج�ة م�ع دراس�ة املج�دوب (‪1972‬م)‪ ،‬الت�ي بينت أن‬
‫املجرمين العائدي�ن للجريمة ع�ادوا هلا بس�بب مرافقة أصدقاء الس�وء‪ .‬كام‬
‫تتف�ق كذلك مع دراس�ة األلف�ي (‪1980‬م)‪ ،‬التي أوضح�ت يف نتائجها أن‬
‫املجرم العائد يتأثر برفقة الس�وء‪ .‬وهذا أيض ًا ما أش�ارت إليه دراس�ة هياجنة‬
‫(‪1993‬م)‪ ،‬التي بينت أن من العوامل املسامهة يف عود األحداث إىل اجلنوح‬
‫هو التأثر برفقاء السوء‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫كما كش�فت نتائج الدراس�ة وجود فروق دال�ة إحصائي ًا بين العائدات‬
‫للجريم�ة وغري العائدات هلا تبع ًا للوضع الش�خيص ألف�راد العينة املتمثل يف‬
‫انخفاض مس�توى التعليم‪ ،‬وانخفاض مس�توى تقدير ال�ذات؛ وكانت هذه‬
‫الف�روق لصالح عينة الدراس�ة من غير العائدات للجريم�ة‪ .‬بمعنى أن غري‬
‫العائدات للجريمة أفدن بأن وضعهن الشخيص املتمثل يف انخفاض مستوى‬
‫تعليمهن ومس�توى فهمهن ومس�توى تقديرهن لذواهتن كان سبب ًا مبارش ًا يف‬
‫ارتكاب الس�لوك اإلجرامي‪ ،‬وكان تأثريه كبري ًا بالنسبة للعائدات للجريمة‪،‬‬
‫مقارنة بغري العائدات هلا‪.‬‬
‫كما أوضح�ت نتائج الدراس�ة ع�دم وج�ود فروق دال�ة إحصائي� ًا بني‬
‫العائ�دات للجريم�ة وغير العائ�دات هل�ا تبع� ًا ملتغري نم�ط اجلريم�ة املتعلق‬
‫ب�األرسة‪ ،‬وهذه النتيجة تشير‪ ،‬بوض�وح‪ ،‬إىل أن الوضع الفعلي ألفراد عينة‬
‫الدراس�ة اخلاص ب�األرسة الناتج من التف�كك األرسي‪ ،‬واحلرمان العاطفي‬
‫ال�ذي يعش�ن في�ه كان س�بب ًا يف ارت�كاب الس�لوك اإلجرامي بين العائدات‬
‫للجريمة‪ ،‬أو غري العائدات هلا‪.‬‬
‫كما كش�فت نتائج الدراس�ة وجود فروق دال�ة إحصائي ًا بين العائدات‬
‫للجريم�ة وغري العائدات وفق ًا لوضع األقارب تبع ًا ملتغري نمط اجلريمة‪ ،‬وأن‬
‫هذه الفروق كانت لصالح الالئي نمط جريمتهن رسقة‪ .‬بمعنى أن مرتكبات‬
‫الس�لوك اإلجرامي املتمثل يف الرسقة مارس�ن ذلك السلوك اإلجرامي أسوة‬
‫بزميالهتن من األقارب والصديقات‪.‬‬
‫وتتفق هذه النتائج مع دراس�ة كل من صالح (‪1984‬م)‪ ،‬التي بينت أن‬
‫معظم العائدين للجريمة كان هلم أقارب وأصدقاء جمرمون؛ وكذلك دراس�ة‬
‫نصي�ب (‪1416‬ه�ـ)‪ ،‬التي أفادت ب�أن مرتكبي الس�لوك اإلجرامي كان هلم‬

‫‪228‬‬
‫أق�ارب بالس�جن‪ ،‬وكانت نوعية العالقة القرابية للس�جني هب�ؤالء تتمثل يف‬
‫أهنم أخ‪ ،‬أب‪ ،‬خال‪ ،‬ابن خال‪ ،‬ابن أخت‪ ،‬ابن عم‪.‬‬
‫أم�ا املنظور النظري الذي يفرس هذه النتائج فقد أش�ارت نظرية الضبط‬
‫االجتامع�ي إىل أن االنحراف ناجم عن فش�ل الضوابط الش�خصية الداخلية‬
‫واالجتامعية اخلارجية يف إجياد االتساق بني السلوك وبني املعايري االجتامعية‪.‬‬
‫ويعن�ي الضب�ط الش�خيص الداخيل ق�درة الفرد على االمتناع م�ن أن يقابل‬
‫حاجات�ه بط�رق خيالف هبا املعايير يف مجاعته‪ .‬كما يعني الضب�ط االجتامعي‬
‫اخلارجي‪ ،‬قدرة اجلامعة أو النظم االجتامعية عىل أن جتعل ملعايريها االجتامعية‬
‫األثر الفعال عىل أعضائها‪.‬‬
‫واملرأة تندفع للجريمة نتيجة لسوء الرتبية‪ ،‬أو سوء الظروف املحيطة هبا‬
‫يف البيت أثناء نموها‪ ،‬أو بعد فرتة تنشئتها‪ ،‬ومواجهتها للحياة‪.‬‬
‫يق�ول (هرييش) ـ وهو أحد رواد ه�ذه النظرية ـ إن الرباط االجتامعي‬
‫ال�ذي تعمل التنش�ئة على توثيقه هو املس�ؤول ع�ن امتثالن�ا للمجتمع‪ ،‬وإن‬
‫االنح�راف واجلريم�ة مظاهر لضع�ف هذا الرب�اط‪ ،‬واالمتث�ال واالنضباط‬
‫مظاه�ر لقوت�ه وفعاليت�ه‪ .‬وختلص ه�ذه النظري�ة إىل أن اجلريمة تعد س�لوك ًا‬
‫إنساني ًا طبيعي ًا يربز كمشكلة اجتامعية عندما تفشل مؤسسات املجتمع األولية‬
‫غري الرس�مية (األرسة – األصدقاء‪..‬الخ)‪ ،‬والرس�مية (الرشطة و القانون‪..‬‬
‫ال�خ) يف ضبطه بطريقة مبارشة أو غري مب�ارشة‪ ،‬أو من خالل الضبط الذايت‪،‬‬
‫و أن�ه باإلم�كان احلد من اجلريمة أو العود هلا م�ن داخل املجتمع بربط الفرد‬
‫بمجتمعه‪،‬من خالل العملي�ات الرابطة مثل (االرتباط ـ االلتزام ـ االندماج‬
‫ـ االعتقاد)؛ و بارتباط الفرد باملجتمع نس�تطيع ضبط س�لوك األفراد‪ ،‬واحلد‬
‫من اجلريمة أو العود هلا‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫‪ 3. 5‬التوصيات‬
‫يف ضوء النتائج التي تم التوصل إليها يف هذه الدراسة‪ ،‬خرجت الدارسة‬
‫ببع�ض التوصيات واملقرتحات التي يمكن أن تس�اهم يف التخفيف‪ ،‬أو احلد‬
‫من ارتكاب الس�لوك اإلجرامي بالنس�بة ملرتكبات السلوك اإلجرامي ألول‬
‫مرة‪ ،‬أو العائدات له‪ .‬ومن تلك التوصيات ما ييل‪:‬‬
‫‪1‬ـ ينبغ�ي توفير خدم�ات مهنية داخل املؤسس�ات اإلصالحي�ة لتعليم‬
‫مرتكبات الس�لوك اإلجرامي مهنة تساعدهن يف حياهتن بأن تكون‬
‫مص�در رزق هلن يس�اعدهن يف مواجهة ظروفهن بع�د اخلروج من‬
‫الس�جن‪ ،‬وتفعيل هذه املهن ك ًام ونوعا عن طريق مكتب متخصص‬
‫لتوظيف الس�جينات‪ ،‬نظرا ألن نتائج هذه الدراس�ة بينت أن غالبية‬
‫مرتكبات السلوك اإلجرامي هن من العاطالت عن العمل‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ بين�ت نتائج ه�ذه الدراس�ة أن غالبية مرتكبات الس�لوك اإلجرامي‬
‫ه�ن م�ن ذوات التعلي�م املنخفض‪ .‬لذا ت�ويص الدراس�ة برضورة‬
‫إجي�اد مراكز جمتمعية إرش�ادية متخصص�ة ومتعددة امله�ن للتعامل‬
‫مع مرتكبات الس�لوك اإلجرامي ألول مرة أو العائدات له‪ ،‬وتكون‬
‫دورية عىل الس�جون هب�دف إرش�ادهن وتوعيتهن بخط�ورة اجلرم‬
‫الذي اقرتفنه عىل أنفس�هن وذوهين واملجتمع ورضورة عدم العودة‬
‫له‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ تويص الدراس�ة بتش�كيل جلان من املتخصصات يف ش�ؤون إدارات‬
‫الس�جون للقي�ام بزي�ارات ميداني�ة ملرتكب�ات الس�لوك اإلجرامي‬
‫للتع�رف أكثر عىل العوام�ل املرتبطة بارتكاب الس�لوك اإلجرامي‪،‬‬

‫‪230‬‬
‫حتى يتس�نى القيام بالتوجيه واإلرش�اد الالزم هلن‪ ،‬وقد بينت نتائج‬
‫ه�ذه الدراس�ة أن العوامل االقتصادي�ة واالجتامعية دفع�ت غالبية‬
‫مرتكبات السلوك اإلجرامي لذلك‪ .‬وقد تكون هناك أسباب أخرى‬
‫مل تظهرها هذه الدراسة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ رضورة االهتمام بمرتكب�ات الس�لوك اإلجرام�ي‪ ،‬وذل�ك بغ�رس‬
‫األخلاق احلميدة يف نفوس�هن وتذكريهن بتعالي�م القرآن الكريم‪،‬‬
‫والسنة النبوية الرشيفة لكي خيرجن للمجتمع وقد تعافني‪ .‬كام بينت‬
‫نتائج هذه الدراس�ة أن غالبية مرتكبات الس�لوك اإلجرامي ارتكبن‬
‫ذلك السلوك أسوة بالصديقات واألقارب السيئني‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ينبغي إجراء مزيد من البحوث املتخصصة يف جمال العوامل املرتبطة‬
‫بارت�كاب الس�لوك اإلجرامي والعود له‪ ،‬يش�مل مجيع مدن اململكة‬
‫العربية السعودية ومناطقها‪ ،‬حتى تكون نتائجه أكثر شمولية ودقة‪،‬‬
‫وليف�اد م�ن التوصيات التي خت�رج هبا تلك الدراس�ات والبحوث‪،‬‬
‫حت�ى يت�م التعرف ـ عن ق�رب ـ هل العود للجريم�ة يأخذ طابع‬
‫العود العام أم اخلاص‪ ،‬كون نتائج هذه الدراس�ة بينت أن الس�لوك‬
‫اإلجرام�ي يأخ�ذ طاب�ع الع�ود اخل�اص بين مرتكب�ات الس�لوك‬
‫اإلجرامي من النساء‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ رضورة توعي�ة املجتم�ع ـ من خالل خمتلف وس�ائل اإلعالم بكيفية‬
‫التعام�ل م�ع مرتكب�ات الس�لوك اإلجرام�ي ورضورة أن يتعام�ل‬
‫املجتمع معهن تعامال عاديا‪ ،‬ومس�اعدهتن يف االندماج يف املجتمع‪،‬‬
‫كون نتائج هذه الدراسة بينت أن غالبية العائدات للجريمة يرين أن‬
‫نظرة املجتمع القاسية هلن كانت سبب ًا يف العود للجريمة مرة أخرى‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫‪ 7‬ـ إجي�اد آلية فاعل�ة لتوعية األرس باالهتامم بأبنائه�م وبناهتم من خالل‬
‫توعي�ة أولي�اء األم�ور أو القائمين على أم�ر مرتكب�ات الس�لوك‬
‫اإلجرام�ي‪ ،‬ك�ون نتائ�ج هذه الدراس�ة بين�ت أن معظ�م مرتكبات‬
‫السلوك اإلجرامي هن من األرس املفككة‪ ،‬والتنشئة األرسية السالبة‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫املراجــع‬
‫أوالً‪ :‬املراجع العربية‬
‫إبراهي�م‪ ،‬فتحي�ة حمم�د‪ ،‬ومصطفى مح�دي الش�نواين (‪1988‬م)‪ .‬مدخل إىل‬
‫مناه�ج البح�ث يف عل�م اإلنس�ان (األنثروبولوجي�ا)‪ ،‬دار املري�خ‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬
‫إبراهي�م‪ ،‬حمم�د مخيس (‪1993‬م)‪ .‬الظ�روف االقتصادية واجلريمة‪ ،‬دراس�ة‬
‫تتن�اول العالقة التأثريية املتبادلة بين الظروف االقتصادية واجلريمة‪،‬‬
‫اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬جملة الفكر الرشطي‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬الشارقة‪.‬‬
‫ابن ماجة‪ ،‬أبو عبداهلل بن يزيد القزويني (‪1404‬هـ)‪ .‬س�نن ابن ماجة‪ ،‬اجلزء‬
‫الثاين‪ ،‬رشكة الطباعة العربية السعودية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫أب�ن منظور‪ ،‬أبو الفض�ل مجال الدين (‪1374‬هـ)‪ .‬لس�ان العرب‪ ،‬دار صادر‬
‫بريوت‪.‬‬
‫األلفي‪ ،‬أمحد عبد العزيز (‪1965‬م)‪ .‬العود للجريمة واالعتياد عىل اإلجرام‪،‬‬
‫املطبعة العاملية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫أنيس‪ ،‬إبراهيم (‪1987‬م)‪ .‬املعجم الوسيط‪ ،‬ط‪ ،2‬أمواج الطباعة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫أونجل‪ ،‬أركان (‪1983‬م)‪ .‬أس�اليب البح�ث العلمي‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫البداينة‪ ،‬ذياب موس�ى (‪1997‬م) التفسيرات النظرية جلرائم النس�اء‪ ،‬ندوة‬
‫السكان واألمن يف العامل العريب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫برق�اوي‪ ،‬هناء (‪1995‬م)‪ .‬أث�ر العوامل االجتامعي�ة يف الدوافع إىل ارتكاب‬
‫اجلريمة‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬جامعة دمشق‪.‬‬
‫البل�ويش‪ ،‬نعيم�ة (‪2003‬م)‪ .‬العالق�ة بين جرائم النس�اء وبع�ض العوامل‬
‫االجتامعية واالقتصادية‪ ،‬رس�الة ماجس�تري‪ ،‬كلية الدراس�ات العليا‪،‬‬
‫اجلامعة األردنية‪ ،‬عامن‪.‬‬
‫بنهام‪ ،‬رمسيس (‪1987‬م)‪ .‬علم اإلجرام‪ ،‬مطبعة املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫ترك�ي‪ ،‬مصطف�ى بن أمح�د (‪1968‬م)‪ .‬س�يكولوجية املجرم العائد‪ ،‬رس�الة‬
‫ماجس�تري غري منشورة‪ ،‬قسم الدراسات الفلس�فية والنفسية‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫جابر‪ ،‬سامية (‪1988‬م)‪ .‬االنحراف واملجتمع‪ ،‬دار املعرفة‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫اجلميلي‪ ،‬فتح�ي (‪2001‬م)‪ .‬اجلريم�ة واملجتمع ومرتكب اجلريم�ة‪ ،‬املكتبة‬
‫الوطنية‪ ،‬بغداد‪ ،‬العراق‪.‬‬
‫احلديثي‪ ،‬مساعد (‪1416‬هـ)‪ .‬مبادئ علم االجتامع اجلنائي‪ ،‬مكتبة العبيكان‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫حس�ن‪ ،‬عبد الباس�ط حمم�د (‪1990‬م)‪ .‬أص�ول البحث االجتامع�ي‪ ،‬مكتبة‬
‫وهبة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫حالوة‪ ،‬حديوي (‪1993‬م)‪ .‬جرائم النساء عىل مر العصور واألزمان‪ ،‬عامن‪.‬‬
‫محدان‪ ،‬وفاء (‪2001‬م)‪ .‬العود للجريمة يف املجتمع األردين‪ ،‬رسالة ماجستري‬
‫غري منشورة‪ ،‬اجلامعة األردنية‪ ،‬عامن‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫احلمي�اين‪ ،‬دخي�ل اهلل مخي�س (‪1404‬هـ)‪ .‬الع�ود إىل اجلريم�ة وتطبيقاهتا يف‬
‫اململك�ة‪ ،‬بحث مقدم للحصول عىل دبل�وم األنظمة يف معهد اإلدارة‬
‫بالرياض‪.‬‬
‫احلناك�ي‪ ،‬عيل (‪1406‬هـ)‪ .‬دور الرعاية الالحق�ة يف احلد من جرائم العود‪،‬‬
‫رس�الة ماجس�تري غير منش�ورة‪ ،‬املرك�ز الع�ريب للدراس�ات األمنية‬
‫والتدريب‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫احليزان‪ ،‬حممد عبد العزيز (‪1998‬م)‪ .‬البحوث اإلعالمية‪ ،‬أسسها‪ ،‬أساليبها‪،‬‬
‫جماالهتا‪ ،‬مطبعة السفري‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫اخلليفة‪ ،‬عبداهلل بن حسني (‪1413‬هـ)‪ .‬املحددات االجتامعية لتوزيع اجلريمة‬
‫عىل أحياء مدينة الرياض‪ ،‬مركز أبحاث مكافحة اجلريمة‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫خليل‪ ،‬عديل (‪1988‬م)‪ .‬العود ورد االعتبار‪ ،‬املكتبة القانونية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ال�دوري‪ ،‬عدنان (‪1984‬م)‪ .‬أس�باب اجلريمة وطبيعة الس�لوك اإلجرامي‪،‬‬
‫ط‪ ،3‬ذات السالسل‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫الدوري‪ ،‬عدن�ان (‪1998‬م)‪ .‬أصول علم اإلجرام‪ ،‬مدينة نرص‪ ،‬دار العاملية‪،‬‬
‫الكويت‪.‬‬
‫ال�دورسي‪ ،‬مه�ا فلاح (‪1416‬ه�ـ)‪ .‬م�دى ارتب�اط العوام�ل االجتامعي�ة‬
‫واالقتصادية والذاتية وبيئة السجن بالعود للجريمة‪ ،‬رسالة ماجستري‬
‫غري منشورة‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الرازي‪ ،‬خمتار الصحاح (‪1980‬م)‪ .‬املكتبة األموية‪ ،‬دمشق‪.‬‬
‫رش�وان‪ ،‬حس�ن (‪1981‬م)‪ .‬األنثروبولوجي�ا يف املج�ال النظ�ري‪ ،‬املكت�ب‬
‫اجلامعي احلديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫الرويس‪ ،‬فهد بن عبداهلل (‪1991‬م)‪ .‬أثر التفكك األرسي يف عودة األحداث‬
‫لالنحراف‪ ،‬رس�الة ماجس�تري غير منش�ورة أكاديمية ناي�ف العربية‬
‫للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الري�س‪ ،‬عب�د العزيز ب�ن نارص (‪1415‬ه�ـ)‪ .‬العوام�ل االجتامعي�ة املرتبطة‬
‫بالع�ود إىل تعاط�ي املخ�درات بع�د العلاج‪ ،‬رس�الة ماجس�تري غري‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الس�اعايت‪ ،‬حس�ن (‪1982‬م)‪ .‬تصمي�م البح�وث االجتامعية نس�ق منهجي‬
‫جدي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫السبيعي‪ ،‬ذعار بن سلطان (‪1417‬هـ)‪ .‬اخلصائص االجتامعية واالقتصادية‬
‫للعائدي�ن للجريمة‪ ،‬رس�الة ماجس�تري غري منش�ورة‪ ،‬أكاديمية نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫س�ذرالند‪ ،‬أدوين وونالدر كرييس (‪1968‬م)‪ .‬مب�ادئ علم اإلجرام‪ ،‬ترمجة‬
‫حمم�ود الس�باعي وحس�ن املرصف�اوي‪ ،‬مكتب�ة األنجل�و املرصي�ة‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫سعفان‪ ،‬حسن (‪1962‬م)‪ .‬علم اجلريمة‪ ،‬مكتبة النهضة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫الس�عد‪ ،‬صالح (‪1991‬م)‪ .‬حجم اجلريم�ة وخصائصها وأنامطها واجتاهاهتا‬
‫يف املجتمع األردين‪ ،‬رس�الة دكتوراه غري منش�ورة‪ ،‬اجلامعة التونسية‪،‬‬
‫عامن‪.‬‬
‫الس�عد‪ ،‬صالح (‪1999‬م)‪ .‬علم املجني عليه‪ ،‬ضحاي�ا اجلريمة‪ ،‬دار الصفاء‬
‫للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪.‬‬
‫سلامة‪ ،‬مأمون حممد (‪1979‬م)‪ .‬عل�م اإلجرام والعق�اب‪ ،‬املكتبة احلديثة‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫السماك‪ ،‬أمحد ب�ن حبي�ب (‪1985‬م) ظاهرة الع�ود إىل اجلريم�ة يف الرشيعة‬
‫اإلسالمية والفقه اجلنائي الوضعي‪ ،‬مكتبة ذات السالسل‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫الش�مري‪ ،‬ماج�د ب�ن صال�ح (‪1423‬ه�ـ)‪ .‬العوام�ل االجتامعية والنفس�ية‬
‫وعالقاهتا بالعود لالنحراف لدى األحداث‪ ،‬دراسة وصفية لألحداث‬
‫العائدي�ن بدار املالحظة االجتامعية بالرياض‪ ،‬رس�الة ماجس�تري غري‬
‫منشورة‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الش�نقيطي‪ ،‬سيد حممد س�ادايت (‪1998‬م)‪ .‬اإلعالم اإلسلامي املنهج‪ ،‬عامل‬
‫الكتب‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الش�هراين‪ ،‬س�عيد ب�ن س�ياف (‪1992‬م)‪ .‬عوامل الع�ود للجريمة‪ ،‬رس�الة‬
‫ماجستري غري منشورة‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الش�هراين‪ ،‬نارص بن س�ياف (‪1418‬هـ)‪ .‬العود للجريمة كظرف مش�دد يف‬
‫الرشيعة اإلسالمية واألنظمة‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬أكاديمية‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الصالح‪ ،‬مصلح (‪2000‬م)‪ .‬النظريات االجتامعية املعارصة وظاهرة اجلريمة‬
‫يف البلدان النامية‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬عامن األردن‪.‬‬
‫صال�ح‪ ،‬ناه�د (‪1962‬م)‪ .‬الع�ود إىل اإلج�رام عن�د امل�رأة‪ ،‬املرك�ز القوم�ي‬
‫للبحوث االجتامعية واجلنائية‪ ،‬املجل�ة اجلنائية القومية‪ ،‬العدد الثاين‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫صال�ح‪ ،‬ناهد (‪1969‬م)‪ .‬العود إىل اإلجرام مفهومه وأنامطه‪ ،‬املجلة اجلنائية‬
‫القومية‪ ،‬املجلد‪ ،12‬العدد األول‪.‬‬
‫صال�ح‪ ،‬ه�ادي (‪1984‬م) عوامل العود إىل اجلريمة‪ ،‬رس�الة ماجس�تري غري‬
‫منشورة‪ ،‬بغداد‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫الصيف�ي‪ ،‬عبد الفت�اح (‪1416‬هـ)‪ .‬األح�كام العامة للنظ�ام اجلزائي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫مطابع جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫طالب‪ ،‬أحس�ن (‪2002‬م)‪ .‬اجلريمة والعقوبة واملؤسسات اإلصالحية‪ ،‬دار‬
‫الطليعة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫الطخي�س‪ ،‬إبراهي�م بن عبد الرمح�ن (‪1990‬م)‪ .‬دراس�ات يف علم االجتامع‬
‫اجلنائي‪ ،‬مكتبة العبيكان‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫الطخي�س‪ ،‬إبراهي�م بن عبد الرمح�ن (‪2004‬م)‪ .‬دراس�ات يف علم االجتامع‬
‫اجلنائي‪ ،‬دار العلوم للطباعة والنرش‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫ع�ارف‪ ،‬حمم�د (‪1975‬م)‪ .‬اجلريم�ة يف املجتم�ع‪ ،‬مكتب�ة األنجل�و املرصية‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫عبد الس�تار‪ ،‬فوزية (‪1977‬م)‪ .‬مبادئ علم اإلج�رام والعقاب‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫عبد السلام‪ ،‬ف�اروق س�يد (‪1409‬هـ)‪ .‬الع�ود للجريمة م�ن منظور نفيس‬
‫اجتامع�ي‪ ،‬دار النشر باملركز العريب للدراس�ات األمني�ة والتدريب‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫عبد امللك‪ ،‬جندي (‪1964‬م)‪ .‬املؤسسة اجلنائية‪ ،‬ج‪ ،5‬مطبعة بني الصورين‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫عبي�دات‪ ،‬ذوقان وعب�د الرمحن عدس وكايد عبد احل�ق (‪1993‬م)‪ .‬البحث‬
‫العلم�ي مفهوم�ه وأدوات�ه وأس�اليبه‪ ،‬دار أس�امة للنشر والتوزي�ع‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫العتيب�ي‪ ،‬ذعار ب�ن فيصل (‪1423‬هـ)‪ .‬اخلصائ�ص االجتامعية واالقتصادية‬
‫لألح�داث العائدي�ن لالنحراف‪،‬رس�الة ماجس�تري غير منش�ورة‪،‬‬
‫أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫العتيب�ي‪ ،‬عران بن مطل�ق (‪1991‬م)‪ .‬التنش�ئة األرسية وظاه�رة العود عند‬
‫األح�داث املنحرفني يف املنطق�ة الرشقية باململكة العربية الس�عودية‪،‬‬
‫رس�الة ماجستري غري منشورة‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫العتيبي‪ ،‬مطلق بن مطلق (‪1424‬هـ)‪ .‬العود للجريمة من خالل تأثري بعض‬
‫العوامل االجتامعية‪ ،‬رس�الة ماجس�تري غري منش�ورة‪ ،‬أكاديمية نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫العتيب�ي‪ ،‬مناج�ا بن صالح (‪1415‬ه�ـ)‪ .‬أثر التأهيل املهني داخل الس�جون‬
‫يف احلد من العود للجريمة‪ ،‬رس�الة ماجس�تري غري منشورة‪ ،‬أكاديمية‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫عسيري‪ ،‬عبد الرمحن بن حمم�د (‪1418‬هـ)‪ .‬مؤرشات اجلريمة النس�وية يف‬
‫املجتمع السعودي‪ :‬دراسة حتليلية‪.‬‬
‫عسيري‪ ،‬عبد الرمحن بن حممد (‪2004‬م)‪ .‬دوافع اجلريمة النس�وية‪ ،‬دراسة‬
‫ميداني�ة عىل املودعات باملؤسس�ات اإلصالحية ودور رعاية الفتيات‬
‫يف اململكة العربية السعودية‪ ،‬مركز مكافحة اجلريمة‪ ،‬وزارة الداخلية‪.‬‬
‫العمري‪ ،‬صالح بن حممد (‪1423‬هـ)‪ .‬العود إىل االنحراف يف ضوء العوامل‬
‫االجتامعية‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫غباش‪ ،‬موزة (‪1998‬م)‪ .‬املرأة واالنحراف‪ ،‬دراسة ميدانية يف دولة اإلمارات‬
‫العربية املتحدة‪ ،‬ط‪ ،1‬أبوظبي‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫الفاع�وري‪ ،‬خلي�ل‪ ،‬وط�ه‪ ،‬زه�ران‪ ،،‬وس�مري القس�وس‪ ،‬وربح�ي قط�وم‪،‬‬
‫(‪1980‬م)‪ .‬تك�رار جن�وح األحداث عن�د املجتم�ع األردين‪ ،‬وزارة‬
‫التنمية االجتامعية‪ ،‬عامن‪.‬‬
‫الفيروز آب�ادي (‪1407‬ه�ـ)‪ .‬القام�وس املحي�ط‪ ،‬ط‪ ،3‬مؤسس�ة الرس�الة‪،‬‬
‫بريوت‪.‬‬
‫القحط�اين‪ ،‬ع�وض بن مطلق (‪1420‬ه�ـ)‪ .‬أثر العفو ع�ن العقوبة ملن حيفظ‬
‫كت�اب اهلل يف احل�د م�ن الع�ود للجريمة‪ ،‬دراس�ة نظري�ة تطبيقية عىل‬
‫س�جون اململكة العربية الس�عودية‪ ،‬رس�الة ماجس�تري غري منش�ورة‪،‬‬
‫أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫القفاري‪ ،‬عبداهلل (‪1420‬م)‪ .‬أثر انحراف األحداث يف ارتكاب اجلريمة بعد‬
‫الكرب‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫كاره‪ ،‬مصطف�ى عب�د املجيد (‪1408‬هـ)‪ .‬الس�جن كمؤسس�ة اجتامعية‪ ،‬دار‬
‫النرش باملركز العريب للدراسات األمنية والتدريب‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫املاوردي‪ ،‬عيل بن حممد (‪1990‬م)‪ .‬ط‪ ،3‬مكتبة نزار الباز‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫املج�دوب‪ ،‬أمح�د بن علي (‪1972‬م)‪ .‬املجرم�ون العائدون‪ ،‬املجل�ة اجلنائية‬
‫القومية‪ ،‬املركز القومي للبحوث االجتامعية واجلنائية‪ ،‬العدد الثالث‪،‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫حمم�د‪ ،‬حمم�د علي (‪1982‬م)‪ .‬مقدم�ة يف البح�ث االجتامع�ي‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫مرك�ز أبحاث مكافحة اجلريمة (‪1412‬هـ)‪ .‬دراس�ة عوامل العود للجريمة‬
‫يف س�جون منطق�ة الرياض‪ ،‬رس�الة ماجس�تري غري منش�ورة‪ ،‬جامعة‬
‫امللك سعود‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬الرياض‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫منص�ور‪ ،‬عب�د املجي�د س�يد (‪1410‬ه�ـ)‪ .‬الس�لوك اإلجرام�ي والتفسير‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،1‬مركز أبحاث مكافحة اجلريمة‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫نجم‪ ،‬حممد (‪1991‬م)‪ .‬الوجيز يف علم اإلجرام والعقاب‪ ،‬مكتبة دار الثقافة‬
‫للنرش والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬عامن‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫صيب‪ ،‬عب�د الكريم (‪1416‬هـ)‪ .‬عوامل ع�دم التكيف االجتامعي للمفرج‬
‫عنهم وعالقتها بالعود إىل اجلريمة‪ ،‬املركز العريب للدراسات األمنية‪،‬‬
‫الرياض‪.‬‬
‫ن�وري‪ ،‬حمم�د (‪2000‬م)‪ .‬تصمي�م البح�وث العلمية يف العل�وم االجتامعية‬
‫والسلوكية‪ ،‬جدة‪.‬‬
‫ه�ادي‪ ،‬صالح (‪1984‬م)‪ .‬عوامل العود إىل اجلريمة‪ ،‬دراس�ة ماجس�تري غري‬
‫منشورة‪ ،‬بغداد‪.‬‬
‫اهلمايل‪ ،‬عب�د اهلل عام�ر (‪1994‬م)‪ .‬أس�لوب البح�ث االجتامع�ي وتقنياته‪،‬‬
‫منشورات جامعة قاريونس‪ ،‬بنغازي‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫الرويلي‪ ،‬س�عود بن حمم�د (‪2008‬م)‪ .‬الوص�م االجتامعي وعالقت�ه بالعود‬
‫للجريمة‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم‬
‫األمنية‪ ،‬الرياض‪.‬‬
‫وزارة الداخلي�ة بدول�ة الكوي�ت (د‪.‬ت)‪ .‬الن�زالء العائ�دون إىل الس�جون‪،‬‬
‫مطابع اخلط‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫اليوس�ف‪ ،‬عب�داهلل ب�ن عب�د العزي�ز (‪2004‬م)‪ .‬اخلصائ�ص االجتامعي�ة‬
‫للمس�تفيدين م�ن العفو امللكي وع�ادوا إىل ارت�كاب اجلريمة‪ ،‬مركز‬
‫أبحاث مكافحة اجلريمة‪ ،‬الرياض‪.‬‬

‫‪241‬‬
‫ املراجع األجنبية‬:‫ثاني ًا‬
Brent، B and T، L. (1999) A study of Recidivism of Serious and
persistent offenders among adolescents، Journal of Criminal
Justice، Vol. 4. Issue 2، pp 111 ‫ ـ‬126.
Daniel، B. (2003) Investigation parent Trait and Life Course
Theories As predictors of Recidivism Among An Offender
Sample، Journal of Criminal Justice، Sep. Vol. 31. Issue 5، pp
400 ‫ ـ‬455.
Feng، Huilin (1997) predicting Recidivism of female parolees
Released Form The Vtah State prison Form 1990 to 1993
(Women Offenders)، Jui،pp: 77.
Nancym Marion (2003) Effectiveness of Community ‫ ـ‬Based
Correctional programs، A Case Study prison Journal، Dec،
Vol.82 Issue 4، pp.20 ‫ ـ‬35.
Rettinger، L. Jill (1998) Arecidiv Ism follow ‫ ـ‬up Study Investigation
Risk and Need With In A sample Of provincially Sentenced
Women (Women Criminals، Incarcerated Level Of
Supervision Inventory)، Dec، pp: 327.
Shelon، H. and Glueok، Eleanor (1963) physiaue and Deluguency،
New york، Harper and Brothers.
Sweezy، Martha (1997) Trauma and Recidivism To prison: what›s
Guilt Got to Do with it? (women inmates)، Smith college
school for social work، Feb، pp: 152.
Wood، Heat her Anne، (2003) Incarcerated Women: The Correlation
of motherhood with Crime type and recidivism، Oct، pp: 96.

242
‫املالحق‬
‫ملحق رقم (‪)1‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫أختي النزيلة ‪:‬‬


‫وبعد‬ ‫السالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪ ،‬‬
‫هن�دف يف ه�ذه االس�تبانة إىل التع�رف على اخلصائ�ص االجتامعي�ة‬
‫واالقتصادية التي تؤدي إىل العودة للجريمة عند النساء‪ ،‬ونأمل منك اإلجابة‬
‫الرصحية والدقيقة قدر اإلمكان‪.‬‬
‫عل ً‬
‫ما ب�أن اإلجابة س�تعامل برسية تامة‪ ،‬ول�ن تس�تخدم إال يف أغراض‬
‫البحث العلمي فقط‪ ،‬وما يفرضه من االهتامم برسية هذه البيانات‪.‬‬

‫أشكر لك سلف ًا حسن تعاونك‪،،،‬‬

‫الباحثة‬
‫أسامء بنت عبداهلل التوجيري‬

‫‪243‬‬
‫‪ 1‬ـ العمر‪)..............( :‬‬
‫‪ 2‬ـ املستوى التعليمي‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ ابتدائي‬ ‫‪ 2‬ـ أقرأ وأكتب فقط ‬ ‫‪ 1‬ـ أمية ‬
‫‪ 6‬ـ جامعي‬ ‫ ‬
‫‪ 5‬ـ ثانوي‬ ‫ ‬
‫‪ 4‬ـ متوسط‬
‫)‬ ‫‪ 7‬ـ أخرى تذكر‪ ( :‬‬
‫‪ 3‬ـ احلالة االجتامعية‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ مطلقة‬ ‫‪ 2‬ـ متزوجة حالي ًا‬
‫ ‬ ‫ ‬
‫‪ 1‬ـ مل يسبق يل الزواج‬
‫‪ 5‬ـ معلقة‬ ‫ ‬ ‫ ‬
‫‪ 4‬ـ أرملة‬
‫‪ 4‬ـ يف حالة إذا كنت مطلقة متى تم الطالق‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ بعد السجن للمرة الثانية‬ ‫‪ 1‬ـ قبل السجن يف املرة األوىل ‬
‫‪ 4‬ـ بعد السجن للمرة الثالثة‬ ‫ ‬
‫‪ 3‬ـ بعد السجن للمرة الثانية‬
‫)‬ ‫‪ 5‬ـ أخرى تذكر‪ ( :‬‬
‫‪ 5‬ـ املهنة قبل دخولك السجن‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ موظفة حكومية‬ ‫ ‬
‫‪ 1‬ـ ال أعمل‬
‫‪ 4‬ـ أعامل حرة‬ ‫ ‬
‫‪ 3‬ـ موظفة يف قطاع خاص‬
‫)‬ ‫‪ 6‬ـ أخرى تذكر‪ ( :‬‬ ‫ ‬‫‪ 5‬ـ طالبة‬

‫‪244‬‬
‫‪ 6‬ـ الدخل الشهري‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ من ‪ 1000‬ـ أقل من ‪ 2000‬ريال‬ ‫‪ 1‬ـ أقل من ‪ 1000‬ريال ‬
‫‪ 3‬ـ من ‪ 2000‬ـ أقل من ‪4000‬ريال ‪ 4‬ـ من ‪ 4000‬ـ أقل من ‪6000‬ريال‬
‫‪ 6‬ـ ‪ 8000‬ريال فأكثر ‬ ‫‪ 5‬ـ من‪– 6000‬أقل من ‪8000‬ريال‬
‫‪ 7‬ـ ما مصدر الدخل الذي كنت تعيشني عليه قبل اإليداع يف السجن‬
‫‪ 3‬ـ دخل الوالد‬ ‫‪ 2‬ـ راتب الزوج ‬ ‫‪ 1‬ـ الراتب الشخيص ‬
‫‪ 6‬ـ هبات بعض األقارب‬ ‫‪ 5‬ـ مجعيات خريية‬ ‫‪ 4‬ـ الضامن االجتامعي ‬
‫‪ 9‬ـ راتب االبنة‬ ‫‪ 8‬ـ راتب االبن ‬ ‫ ‬
‫‪ 7‬ـ صدقات املحسنني‬
‫‪ 10‬ـ أخرى تذكر‪) ( :‬‬
‫‪ 8‬ـ نوع املسكن الذي كنت تقيمني به قبل االيداع يف السجن‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ دور بفلة ‬ ‫‪ 2‬ـ شقة‬ ‫‪ 1‬ـ منزل شعبي ‬
‫‪ 6‬ـ بيت مسجد ‬ ‫‪ 5‬ـ قرص ‬ ‫ ‬
‫‪ 4‬ـ فلة‬
‫‪ 9‬ـ أخرى ( )‬ ‫‪ 8‬ـ إسكان شعبي ‬ ‫ ‬
‫‪ 7‬ـ إسكان حكومي‬
‫‪ 9‬ـ احلالة االجتامعية للوالدين اآلن‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ الوالد متوىف‬ ‫‪ 2‬ـ مطلقان ‬ ‫‪ 1‬ـ يعيشان مع ًا ‬
‫‪ 5‬ـ الوالدان متوفيان‬ ‫‪ 4‬ـ الوالدة متوفاة ‬
‫‪ 10‬ـ كم عدد اإلخوة الذكور‬
‫‪ 11‬ـ كم عدد اإلخوة اإلناث‬

‫‪245‬‬
‫‪ 12‬ـ ما ترتيبك بني اخوانك‬
‫‪ 13‬ـ ما ترتيبك بني اخواتك‬
‫‪ 14‬ـ بيانات عن اخللفية االجتامعية ألفراد األرسة‬

‫الدخل الشهري‬ ‫املهنة‬ ‫املستوى التعليمي‬ ‫العمر‬ ‫القرابة‬


‫الوالد‬
‫الوالدة‬
‫الزوج‬
‫اإلخوة‬
‫‪1‬ـ‬
‫‪2‬ـ‬
‫‪3‬ـ‬
‫‪4‬ـ‬
‫األخوات‪:‬‬
‫‪1‬ـ‬
‫‪2‬ـ‬
‫‪3‬ـ‬
‫‪4‬ـ‬

‫‪246‬‬
‫يف حالة عدد األخوة أو االخوات أكثر من ذلك يكتب خلف الصفحة‬
‫‪ 15‬ـ ما نوع العالقة السائدة بني الوالدين؟‬
‫نادر ًا‬ ‫أحيان ًا‬ ‫دائ ًام‬ ‫العبارة‬ ‫م‬
‫احرتام و تقدير متبادل‬ ‫‪1‬‬
‫وجود خالفات بسيطة‬ ‫‪2‬‬
‫مشاجرات كالمية وخالفات مستمرة‬ ‫‪3‬‬
‫مشاجرات تصل إىل حد الرضب‬ ‫‪4‬‬
‫خالفات تصل إىل حد االنفصال‬ ‫‪5‬‬
‫عدم تفاهم‬ ‫‪6‬‬
‫حب و استقرار‬ ‫‪7‬‬
‫تسلط الوالد‬ ‫‪8‬‬
‫تسلط الوالدة‬ ‫‪9‬‬

‫‪ 16‬ـ مع من كنت تعيشني قبل إيداعك يف السجن‪:‬‬


‫‪ 3‬ـ مع الوالدة‬ ‫‪ 2‬ـ مع الوالد ‬ ‫‪ 1‬ـ مع كال الوالدين ‬
‫‪ 6‬ـ مع االبن‬ ‫ ‬
‫‪ 5‬ـ أحد أقاريب‬ ‫ ‬
‫‪ 4‬ـ مع الزوج‬
‫)‬ ‫‪ 8‬ـ أخرى‪( :‬‬ ‫ ‬
‫‪ 7‬ـ مع االبنة‬

‫‪247‬‬
‫‪ 17‬ـ ما طبيعة العالقة بينك وبني أفراد أرستك قبل وبعد االيداع يف السجن‬
‫نوع العالقة قبل ايداعك السجن نوع العالقة بعد ايداعك السجن‬
‫أفراد األرسة‬
‫جيدة عادية ضعيفة التوجد جيدة عادية ضعيفة التوجد‬
‫والدك‬
‫والدتك‬
‫زوجك‬
‫أخوانك‬
‫أخواتك‬
‫أبناؤك‬
‫بناتك‬

‫‪ 18‬ـ ما نوع القضية التي أودعت بموجبها السجن حالي ًا؟‬


‫‪ 3‬ـ دعارة‬ ‫ ‬
‫‪ 2‬ـ زنا‬ ‫ ‬‫‪ 1‬ـ رسقة‬
‫‪ 6‬ـ قتل‬ ‫ ‬
‫‪ 5‬ـ خمدرات‬ ‫ ‬
‫‪ 4‬ـ مسكر‬
‫‪ 9‬ـ هتريب‬ ‫ ‬
‫‪ 8‬ـ تزوير‬ ‫ ‬
‫‪ 7‬ـ رشوة‬
‫‪ 12‬ـ أخرى ( ) ‬ ‫‪ 11‬ـ ترويج ‬ ‫‪ 10‬ـ تعاطي املخدرات ‬
‫‪ 19‬ـ هل سبق ألحد أقاربك دخول السجن؟‬
‫‪ 2‬ـ ال‬ ‫‪ 1‬ـ نعم ‬

‫‪248‬‬
‫إذا كانت اإلجابة بنعم فمن هو‪:‬‬
‫كم مرة‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫دخول أحد األقارب السجن‬ ‫م‬
‫الوالد‬ ‫‪1‬‬
‫الوالدة‬ ‫‪2‬‬
‫أحد اإلخوة‬ ‫‪3‬‬
‫إحدى األخوات‬ ‫‪4‬‬
‫أحد األبناء‬ ‫‪5‬‬
‫إحدى البنات‬ ‫‪6‬‬
‫أحد األقرباء‬ ‫‪7‬‬
‫الزوج‬ ‫‪8‬‬

‫‪ 20‬ـ هل لديك صديقة سبق إيداعها يف السجن‪:‬‬


‫‪ 2‬ـ ال‬ ‫‪ 1‬ـ نعم ‬
‫‪ 21‬ـ هل توجد حالي ًَا إحدى صديقاتك يف السجن‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ ال‬ ‫‪ 1‬ـ نعم ‬
‫‪ 22‬ـ م�ا الظ�روف االجتامعي�ة التي دفعت�ك الرتكاب اجلريم�ة التي دخلت‬
‫بسببها السجن أول مرة‬
‫‪ 3‬ـ إمهال الوالدين‬ ‫‪ 2‬ـ املخدرات ‬ ‫‪ 1‬ـ أصدقاء السوء ‬
‫‪ 6‬ـ وفاة أحد الوالدين ‬ ‫‪ 5‬ـ خالفات الوالدين‬ ‫‪ 4‬ـ الفراغ‬
‫)‬ ‫‪ 9‬ـ أخرى (‬ ‫‪ 8‬ـ اهلروب من األرسة ‬ ‫‪ 7‬ـ احلرمان العاطفي ‬

‫‪249‬‬
‫‪ 23‬ـ م�ا الظ�روف االقتصادية التي دفعت�ك الرتكاب اجلريم�ة التي دخلت‬
‫بسببها السجن أول مرة‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ أعباء أرسية‬ ‫‪ 2‬ـ الدخل ال يكفي‬ ‫‪ 1‬ـ عدم وجود دخل ثابت ‬
‫‪ 6‬ـ تقليد اآلخرين‬ ‫‪ 5‬ـ البطالة ‬ ‫ ‬‫‪ 4‬ـ الفقر‬
‫)‬ ‫‪ 8‬ـ أخرى‪( :‬‬ ‫ ‬
‫‪ 7‬ـ الديون‬
‫‪ 24‬ـ ما األس�باب التي دفعتك إىل الس�لوك اإلجرامي مرة أخرى بعد تلقيك‬
‫العقوبة‪:‬‬
‫أحيان ًا‬ ‫دائ ًام‬ ‫العبارة‬ ‫م‬
‫ضعف الوازع الديني‬ ‫‪1‬‬
‫وجود مغريات مادية‬ ‫‪2‬‬
‫استمرار املشكالت األرسية‬ ‫‪3‬‬
‫ضعف اإلرادة يف التخلص من املخدرات‬ ‫‪4‬‬
‫استمرار املشكالت االقتصادية‬ ‫‪5‬‬
‫الرغبة يف جماراة األصدقاء‬ ‫‪6‬‬
‫السجن و خمالطة السجينات صديقات السوء‬ ‫‪7‬‬
‫نفس أسباب دخويل للسجن للمرة األوىل‬ ‫‪8‬‬
‫العنوسة‬ ‫‪9‬‬
‫الغرية واحلقد‬ ‫‪10‬‬
‫الشعور بالظلم و القهر‬ ‫‪11‬‬
‫نظرة املجتمع يل بأين خرجية سجون‬ ‫‪12‬‬

‫‪250‬‬
‫‪ 25‬ـ ما الربامج واإلجراءات التي ترين أن تنفيذها سواء يف السجن أو بعده‬
‫يساهم يف عدم عودتك للجريمة‬
‫‪1‬ـ برامج ملساعدة السجينات يف مواجهة أسباب اجلريمة‬
‫‪ 2‬ـالتأهيل (النفيس االجتامعي االقتصادي) لضامن عدم العود‬
‫‪ 3‬ـ تقوية اجلانب والباعث الديني لدى السجينة‬
‫‪4‬ـ مساعدة األرسة عىل تقبل السجينة‬
‫)‬ ‫‪ 5‬ـ أخرى‪( :‬‬
‫‪ 26‬ـ ما نمط جريمتك األوىل والتي عدت هبا للسجن مرة أخرى‪:‬‬
‫نمط اجلريمة التي عدت هبا إىل السجن‬ ‫ال‬ ‫نمط اجلريمة األوىل نعم‬ ‫م‬
‫أخالقية‬ ‫أخالقية‬ ‫‪1‬‬
‫رسقة‬ ‫رسقة‬ ‫‪2‬‬
‫مسكر‬ ‫مسكر‬ ‫‪3‬‬
‫خمدرات‬ ‫خمدرات‬ ‫‪4‬‬
‫قتل‬ ‫قتل‬ ‫‪5‬‬
‫رشوة‬ ‫رشوة‬ ‫‪6‬‬
‫تزوير‬ ‫تزوير‬ ‫‪7‬‬
‫هتريب‬ ‫هتريب‬ ‫‪8‬‬
‫)‬ ‫أخرى‪( :‬‬ ‫)‬ ‫أخرى‪( :‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪251‬‬
‫‪ 27‬ـ ما تأثري دخولك السجن عىل أفراد األرسة‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ تفكك األرسة‬ ‫ ‬
‫‪ 2‬ـ الكراهية‬ ‫ ‬
‫‪ 1‬ـ عدم التقبل‬
‫‪ 5‬ـ التفكري يف قتيل للتخلص مني‬ ‫‪ 4‬ـ ضياع األبناء ‬
‫‪ 28‬ـ أي هؤالء كانوا أكثر جتني ًا لك بعد اإلفراج عنك من السجن‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ والدتك‬ ‫ ‬
‫‪ 2‬ـ زوجك‬ ‫ ‬
‫‪ 1‬ـ والدك‬
‫‪ 6‬ـ أخواتك‬ ‫ ‬
‫‪ 5‬ـ أخوانك‬ ‫ ‬
‫‪ 4‬ـ أقاربك‬
‫‪ 7‬ـ أصدقائك‬
‫‪ 29‬ـ بعد اإلفراج عنك يف جريمتك الس�ابقة هل استمر اتصالك بصديقاتك‬
‫القديامت‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ ال‬ ‫‪ 1‬ـ نعم ‬
‫‪ 30‬ـ من كان له دور يف عودتك للجريمة احلالية‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ إحدى الصديقات‬ ‫‪ 1‬ـ إحدى أفراد األرسة ‬
‫‪ 4‬ـ الزوج‬ ‫ ‬
‫‪ 3‬ـ إحدى األقارب‬
‫‪ 6‬ـ مصدر آخر حيدد‬ ‫ ‬
‫‪ 5‬ـ عالقة غري رشعية‬
‫‪ 31‬ـ ما طبيعة عالقتك بالنزيالت عند عودتك املتكررة للسجن‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ للتسلية ‬ ‫‪ 1‬ـ عالقة عابرة ‬
‫ ‬
‫‪ 4‬ـ خالفات‬ ‫ ‬
‫‪ 3‬ـ تكوين صداقات‬
‫)‬ ‫ ‬ ‫‪ 6‬ـ أخرى‪( :‬‬ ‫ ‬
‫‪ 5‬ـ ختطيط ملشاريع مستقبلية‬

‫‪252‬‬
‫‪ 32‬ـ كم مرة تم سجنك قبل هذه املرة‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ ثالث مرات‬ ‫ ‬
‫‪ 2‬ـ مرتني‬ ‫ ‬
‫‪ 1‬ـ مرة واحدة‬
‫‪ 4‬ـ أربع مرات فأكثر‬
‫‪ 33‬ـ كم املدة التي قضيتها خارج السجن بعد اإلفراج عنك يف املرة السابقة‪:‬‬
‫‪ 3‬ـ من ‪ 2‬ـ أقل من ‪3‬سنوات‬ ‫‪ 1‬ـ أقل من سنة ‬
‫‪ 4‬ـ من ‪ 3‬ـ أقل من ‪4‬سنوات‬ ‫ ‬
‫‪ 2‬ـ من ‪ 1‬ـ أقل من‪2‬سنة‬
‫‪ 6‬ـ مخس سنوات فأكثر‬ ‫ ‬
‫‪ 5‬ـ من ‪ 4‬ـ أقل من ‪5‬سنوات‬
‫‪ 34‬ـ كيف كانت نظرة املجتمع إليك بعد اإلفراج عنك يف املرة السابقة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ االحرتام‬ ‫ ‬
‫‪ 2‬ـ الالمباالة‬ ‫ ‬
‫‪ 1‬ـ االحتقار‬
‫)‬ ‫‪ 6‬ـ أخرى ( ‬ ‫ ‬
‫‪ 5‬ـ التجنب‬ ‫‪ 4‬ـ النبذ ‬
‫‪ 35‬ـ أرج�و توضيح م�دى موافقتك عىل العبارات التالية بوضع عالمة (√)‬
‫يف اخلانة التي ترين أهنا تناسبك مع وضعك الفعيل‪:‬‬
‫نعم ال‬ ‫العبارة‬ ‫م‬
‫ال تتدخل أرسيت يف أي يشء أعمله حتى ولو كان خطأ‬ ‫‪1‬‬
‫منزلنا ميلء باملشكالت و الشجار و املخاصمة‬ ‫‪2‬‬
‫تغضب أرسيت عندما خيطئ أحدنا‬ ‫‪3‬‬
‫ال أحس باألمن داخل أرسيت‬ ‫‪4‬‬
‫أخاف من مواجهة أرسيت بعد جريمتي األوىل‬ ‫‪5‬‬
‫أحس باألمن داخل السجن أكثر من خارجه‬ ‫‪6‬‬
‫كثري من أقاريب ال يتقبلني ألين دخلت السجن‬ ‫‪7‬‬

‫‪253‬‬
‫أعترب نفيس منحرفة‬ ‫‪8‬‬
‫مل يعد جيرح أحسايس ما يصفني به الناس‬ ‫‪9‬‬
‫‪ 10‬تعلمت السلوك اإلجرامي من صديقات يل‬
‫‪ 11‬بعض أفراد أرسيت سبق و أن دخلوا السجن‬
‫‪ 12‬أشعر منذ الصغر بأن أيب و امي حيبان أخويت أكثر مني‬
‫‪ 13‬صديقايت غالب ًا يتحدثن عن أشياء حمرمة أو ممنوعة عندما يتقابلن‬
‫‪ 14‬أفعل مثل ما تقوم به صديقايت حتى ال أخرسهن‬
‫‪ 15‬لو كان عندي مصدر دخل مستقل ما كان أحد استطاع إجباري‬
‫عىل ما ال أريد‬
‫‪ 16‬إذا مل أقم بام قمت من عمل فلن أستطيع أن أجد ما أعيش منه‬
‫‪ 17‬أشعر برغبة شديدة يف احلصول عىل املال بأي وسيلة كانت‬
‫‪ 18‬تأخري يف الزواج جيعلني أبحث عن إشباع غرائزي حتى لو كان‬
‫بطريق غري مرشوع‬
‫‪ 19‬عندما أقدمت عىل هذا الفعل مل اعرف انه جريمة‬
‫‪ 20‬دفعني هلذا الفعل رغبتي يف التغلب عىل الفراغ و امللل‬
‫‪ 21‬أشعر بعدم تقبل املجتمع يل بعد خروجي من السجن‬
‫‪ 22‬قطع اجلميع عالقاهتم يب منذ دخويل السجن‬
‫‪ 23‬أشعر بأن اآلخرين سواء من حويل أو غريهم حيتقرونني ويرفضون‬
‫التعامل معي بعد خروجي من السجن‬
‫‪ 24‬أشعر أنني ظلمت كثري ًا هبذا السجن‬
‫‪ 25‬أرى أن ما فعلته ال يستوجب السجن‬
‫‪ 26‬أنا لست مذنبة و إنام تم تلفيق التهمة يل‬

‫‪254‬‬

You might also like