You are on page 1of 37

‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬

‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫تًهٍذ‬

‫تشمل جرائم األعماؿ كل اؼبخالفات اليت زبرؽ القواعد القانونية اؼبوضوعة من طرؼ‬
‫الدولة من أجل تنظيم ميداف األعماؿ‪ ،‬وتكوف ىذه اؼبخالفات هبدؼ اؼبس دبلكية الغَت أو‬
‫حىت االقتصاد الوطٍت وقد عرفت ورقة العمل اؼبعدة دبناسبة االجتماع اغبادي عشر ؼبؤسبر‬
‫األمم اؼبتحدة للوقاية من اعبريبة والعدالة اعبنائية‪ ،‬والذي عقد ببانكوؾ خالؿ شهر ابريل‬
‫‪ 2005‬ػ اعبريبة اؼبالية واالقتصادية بأهنا‪ ":‬جريمة غير عنيفة تنجم عنها بصفة عامة‬
‫خسارة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فإن تلك الجرائم تشمل طائفة من األنشطة غير القانونية‪ ،‬منها‬
‫‪1‬‬
‫االحتيال أو الفساد أو التهرب الضريبي أو غسل األموال"‪.‬‬

‫لقد أصبح القضاء اعبنائي وبتل أنبية خاصة يف ميداف األعماؿ‪ ،‬تبعا لتضخم القانوف‬
‫اعبنائي لؤلعماؿ وتطور اجملاالت اليت وبكمها و ذلك بتعلق السياسة اعبنائية يف ميداف‬
‫األعماؿ بسبل مواجهة وزجر جرائم األعماؿ ولقد تولدت فكرة جرائم األعماؿ من أدبيات‬
‫علم اإلجراـ الذي يتحدث أيضا عن جرائم ذوي الياقات البيضاء وقد كاف اؼبوقف‬
‫االجتماعي من ىذا النوع من اعبرائم يف البداية ىو عدـ اىتماـ اعبمهور هبا‪ ،‬نظرا للجهل هبا‬
‫وصعوبة التوصل إليها لكن ومع الزمن كاف اؽباجس ىو التعرؼ على حقيقة جرائم األعماؿ‬
‫‪2‬‬
‫والعمل على مواجهتها‪.‬‬

‫وىبتلف مفهوـ جرائم األعماؿ واعبريبة االقتصادية وخصائصها حبسب األنظمة‬


‫االقتصادية‪ ،‬إذ وجدت عدة اذباىات لضبط ىذا النوع من اعبرائم‪ ،‬من ذلك زبصيصها‬

‫‪-1‬لذَ األعزبر ػجذ اٌّغ‪١‬ذ غّ‪١‬غخ ِذ‪٠‬ش اٌذساعبد ‪ٚ‬اٌزؼب‪ٚ ْٚ‬اٌزؾذ‪٠‬ش ث‪ٛ‬صاسح اٌؼذي‪ ،‬ػشػب ؽ‪ٛ‬ي ِ‪ٛ‬ػ‪ٛ‬ع اٌؼذاٌخ اٌغٕبئ‪١‬خ ف‪ِ ٟ‬غبي‬
‫األػّبي ‪ٚ‬االلزظبد‪ :‬اٌّمب‪ٌٚ‬خ ‪ٚ‬اٌغ‪١‬بعخ اٌغٕبئ‪١‬خ‪ ،‬رطشق ف‪ ٗ١‬إٌ‪ ٝ‬د‪ٚ‬س اٌمؼبء ف‪١ِ ٟ‬ذاْ األػّبي ‪ٚ‬االلزظبد‪ِ ،‬ف‪ َٛٙ‬عشائُ األػّبي‬
‫‪ٚ‬رط‪ٛ‬س٘ب‪ ،‬خظبئض اٌغ‪١‬بعخ اٌغٕبئ‪١‬خ ف‪١ِ ٟ‬ذاْ األػّبي‪ ،‬ع‪١‬بعخ اٌزغش‪ٚ ُ٠‬اٌؼمبة ف‪١ِ ٟ‬ذاْ عشائُ األػّبي‪ ،‬صُ آفبق اٌغ‪١‬بعخ اٌغٕبئ‪١‬خ ف‪ٟ‬‬
‫ِ‪١‬ذاْ األػّبي ‪ٚ‬روش األعزبر ػجذ اٌّغ‪١‬ذ غّ‪١‬غخ‪ ،‬ف‪ ٟ‬ػشػٗ اٌز‪ٔ ٞ‬مذِٗ ف‪ ٟ‬عضأ‪ ،ٓ٠‬ثأٔٗ أطجؼ ِٓ اٌؼش‪ٚ‬س‪ ،ٞ‬أِبَ رؾذ‪٠‬بد ‪ِٚ‬غزغذاد‬
‫عشائُ األػّبي‪ِٛ ،‬اع‪ٙ‬خ اٌفشاؽ اٌمبٔ‪ٚ ،ٟٔٛ‬رخظض اٌمؼبح ف‪١ِ ٟ‬ذاْ عشائُ األػّبي‪ ٚ ،‬وزٌه إ‪٠‬غبد ٔ‪١‬بثبد ػبِخ ِزخظظخ ف‪ ٟ‬رٍه‬
‫اٌغشائُ ‪٘ٚ‬زا ِب ‪٠‬ذػ‪ ٛ‬إٌ‪ ٝ‬ارخبر ِجبدساد ػبِخ ِٓ ؽشف إٌ‪١‬بثخ اٌؼبِخ ف‪ ٟ‬إؽبس أ‪٠ٌٛٚ‬خ اٌغ‪١‬بعخ اٌغٕبئ‪١‬خ‪ ِٓ ،‬أعً ِالءِخ اٌؼم‪ٛ‬ثبد ف‪ٟ‬‬
‫ِ‪١‬ذاْ األػّبي‪ ،‬إػبفخ إٌ‪ ٝ‬اٌزأ٘‪ ً١‬اٌمبٔ‪ٌٍّ ٟٔٛ‬مب‪ٌٚ‬خ ‪ٚ‬سطذ عشائُ األِ‪ٛ‬اي ‪ٚ‬رفؼ‪ ً١‬د‪ٚ‬س إٌ‪١‬بثخ اٌؼبِخ ‪ٚ‬اٌّؾبوُ اٌزغبس‪٠‬خ وّب سثؾ رط‪ٛ‬س‬
‫االلزظبد ثفؼبٌ‪١‬خ إٌظبِ‪ ٓ١‬اٌمبٔ‪ٚ ٟٔٛ‬االلزظبد‪ٚ ،ٞ‬أصبسٖ ثبٌّ‪ٛ‬اصاح ِغ اإلشبسح إٌ‪ ٝ‬ػش‪ٚ‬سح ر‪ٛ‬ف‪١‬ش األِٓ اٌمبٔ‪ٌ ٟٔٛ‬ؼبٌُ األػّبي ‪ٚ‬اٌّبي‬
‫‪ٚ‬االعزضّبس‪.‬‬
‫‪٠ٚ-- 2‬شًّ ِف‪ َٛٙ‬عشائُ األػّبي ‪ٚ‬اٌغش‪ّ٠‬خ االلزظبد‪٠‬خ ثظفخ ػبِخ‪ ،‬عشائُ اٌّبي ‪ِٚ‬ب ‪٠‬شرجؾ ثٗ ِٓ أػّبي‪ :‬وبٌٕظت‪ ،‬اٌغشلخ‪ ،‬خ‪١‬بٔخ‬
‫األِبٔخ‪ ،‬اٌزض‪٠ٚ‬ش‪ ،‬عشائُ اٌش‪١‬ه‪ِ ،‬خبٌفبد لبٔ‪ ْٛ‬اٌشغً ‪ٚ‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼّبْ االعزّبػ‪ ،ٟ‬االؽز‪١‬بي اٌّبٌ‪ ،ٟ‬اٌز‪ٙ‬ش‪٠‬ت ‪ٚ‬اٌّخبٌفبد اٌغّشو‪١‬خ‪،‬‬
‫اٌز‪ٙ‬شة اٌؼش‪٠‬ج‪ ،ٟ‬عشائُ طؼ‪ٛ‬ثبد اٌّمب‪ٌٚ‬خ‪ ،‬عشائُ االٔزشٔ‪١‬ذ ‪ٚ‬اٌزغبسح االٌىزش‪١ٔٚ‬خ‪ ،‬اٌّظ ثبٌٍّى‪١‬خ اٌظٕبػ‪١‬خ‪ ،‬رض‪١٠‬ف اٌؼالِبد اٌزغبس‪٠‬خ‬
‫‪ٚ‬رمٍ‪١‬ذ إٌّزغبد‪ ،‬اعزجذاي طالؽ‪١‬خ اٌّ‪ٛ‬اد اٌغزائ‪١‬خ ‪ٚ‬ؽشؽ‪ٙ‬ب ف‪ ٟ‬اٌغ‪ٛ‬ق‪ ،‬اٌغش اٌزغبس‪ ٞ‬إٌ‪ ٝ‬غ‪١‬ش رٌه ِٓ األفؼبي غ‪١‬ش اٌّشش‪ٚ‬ػخ ‪ٚ‬اٌّؤصشح‬
‫ف‪ ٟ‬إٌظبَ االلزظبد‪ ٞ‬أ‪ ٚ‬اٌز‪ ٟ‬رّظ ؽم‪ٛ‬ق اإلٔغبْ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫بقانوف خاص‪ ،‬أو إخضاعها إلجراءات خاصة‪ ،‬أو إسناد أمر البت فيها إىل ؿباكم خاصة‬
‫حسب التكيف القانوين ؼبفهوـ اعبرـ‪.‬‬

‫و غسل األمواؿ إجراـ منظم يتسم بكثَت من اػبطورة‪ ،‬وىو غالباً ما حوبوؿ اعبريبة من‬
‫جريبة فردية إىل جريبة منظمة‪ .‬كما أنو يف الغالب ينقلها من جريبة ذات طابع ؿبلي إىل جريبة‬
‫دولية عابرة للحدود و بذلك تدخل ضمن مواضيع القانوف اعبنائي لؤلعماؿ‪.‬‬

‫فقد تزايدت عمليات غسل األمواؿ يف العامل نتيجة لتنامي نشاط العصابات‬
‫اإلجرامية و تزايد حدة اعبريبة اؼبنظمة على اػبصوص يف ؾباؿ اؼبخدرات‪ ،‬ومنذ السنوات‬
‫القليلة اؼباضية أخذت قضية غسل األمواؿ وأساليب مكافحتها والقضاء عليها ربتل اؼبوقع‬
‫األبرز يف السياسة العاؼبية وذلك جنبا إىل جنب مع قضايا اإلرىاب و ذلك نظرا للعالقة بُت‬
‫عمليات غسل األمواؿ و سبويلها عبرائم اإلرىاب خصوصا مع تزايد حدة ىذه األخَتة سواء‬
‫على اؼبستوى الدويل أو الوطٍت‪.‬‬

‫وقد أصبحت عمليات غسل األمواؿ تشكل عبئا ثقيال على الدوؿ وأصبح ينظر إليها‬
‫على أهنا من الصعوبات و اؼبشاكل القانونية واالقتصادية اليت يتوجب مالحقتها ومنعها‬
‫خصوصا يف ضوء صعوبة تقدير الكمية اغبقيقية لؤلمواؿ اؼبغسولة‪ ،‬فعلى الرغم من وجود‬
‫تنسيق متزايد بُت أجهزة اؼبكافحة بُت دوؿ العامل إال أف تلك األجهزة ال سبلك طريقة كاملة‬
‫عن حركة األمواؿ اؼبغسولة والذي يعتقد أهنا تشكل أرقاما خيالية وتشكل أكثر من ثلث‬
‫الناتج القومي لدوؿ العامل حيث باتت تكلف االقتصاد العاؼبي أكثر من ‪ 1000‬مليار دوالر‬
‫أمريكي سنويا حسب اؼبصادر العاؼبية اؼبتخصصة‪ 3،‬ومنها صندوؽ النقد الدويل‪.‬و ذلك راجع‬
‫أيضا لتزايد اؼبخاطر االقتصادية كالبفاض قيمة العملة‪ ،‬والبفاض حجم األمواؿ اؼبدخرة‪،‬‬
‫وارتفاع معدؿ التضخم‪ ،‬وإفساد مناخ االستثمار وتزايد اؼبخاطر االجتماعية كزيادة معدؿ‬
‫اعبريبة‪ ،‬وزيادة معدؿ البطالة‪ ،‬وتدين مستوى اؼبعيشة‪ ،‬وتويل بعض األفراد ؼبراكز قيادية رغم‬
‫عدـ كفاءهتم‪ ،‬وتزايد اؼبخاطر السياسية كالتدخل يف بعض النظم السياسية وإفسادىا‪ ،‬وسبويل‬

‫‪- 3‬د‪ٛ٠.‬عف ػمً ِمبثٍخ‪ٚ:‬عبئً ِىبفؾخ عش‪ّ٠‬خ غغ‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي‪.‬ثؾش ِٕش‪ٛ‬س ة‪:‬‬
‫‪http://www.arablawinfo.com/Research_Search.asp?validate=articles&ArticleID=82‬‬
‫‪2‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫بعض النزاعات الدينية والعرقية‪ ،‬اليت تًتتب على جريبة غسل األمواؿ‪ ،‬كل ذلك دفع باجملتمع‬
‫الدويل منذ بضعة عقود ؼبكافحة ىذه اعبريبة‪.‬‬

‫فقد ظهر اصطالح (غسل األمواؿ) ألوؿ مرة يف اتفاقية األمم اؼبتحدة ؼبكافحة‬
‫االذبار غَت اؼبشروع يف اؼبخدرات واليت عقدت يف فينا سنة ‪ ،41998‬وقد نصت يف اؼبادة‬
‫الثالثة منها على أف غسل األمواؿ يتمثل إما يف ربويل األمواؿ أو نقلها مع العلم بأهنا من‬
‫نتاج جرائم اؼبخدرات‪ ،‬أو يف إخفاء أو سبويو حقيقة األمواؿ أو مصدرىا أو يف اكتساب أو‬
‫حيازة أو استخداـ األمواؿ مع العلم وقت تسليمها أهنا من حصيلة جريبة من اعبرائم‬
‫اؼبنصوص عليها يف االتفاقية‪.‬‬

‫وقد أصدرت عبنة العمل اؼبايل لغسل األمواؿ واؼبعروفة باسم ‪F.A.T.F‬‬
‫‪ Financial action task force on money laundering‬اليت أنشأهتا قمة الدوؿ‬
‫الصناعية السبع عاـ ‪ 1989‬أربعوف توصية عاـ ‪ 1990‬تضمنت ضرورة مكافحة ظاىرة‬
‫غسل األمواؿ ؿبليا ودوليا‪ .‬ويف عاـ ‪ 1999‬عقد يف العاصمة الربيطانية لندف مؤسبر دويل‬
‫حوؿ مكافحة غسل األمواؿ عرض خاللو العديد من األحباث والقضايا ذات الصلة هبذه‬
‫الظاىرة‪ ،‬كالعمليات اليت قامت هبا اؼبافيا الروسية يف جزر كوؾ ونادرو وساموه وفاتورواتو‬
‫وفيدجي وتوقبا‪.5‬‬

‫وجريبة غسل األمواؿ من اعبرائم ذات األبعاد اؼبتعددة وتكمن صعوبة البحث فيها إىل‬
‫أهنا تعد حاليا من أخطر اعبرائم اؼبنظمة دوليا‪ ،‬وال يبكن الفصل يف حبثها بُت البعد الداخلي‬
‫والبعد الدويل بل ال بد من االىتماـ بالبعدين معا‪ ،‬حىت يبكن مواجهة كافة صورىا ووضع‬
‫اغبلوؿ اؼبناسبة‪.‬‬

‫ونظراً للتداخل بُت األحكاـ اؼبتعلقة بعمليات مكافحة غسل األمواؿ الناشئة عن‬
‫اؼبخدرات واعبهود الدولية اؼبتعلقة بالقضاء على اإلرىاب فقد ارتأينا البحث يف ىذا اؼبوضوع‬

‫‪Convention des Nations Unies contre le traffic illicite de stupéfiants et de substances psychotropes – - 4‬‬
‫‪Vienne 1988‬‬
‫‪ - 5‬قال الرئيس األمريكي السابق بيل كلينتون في االحتفال الخمسيني لألمم المتحدة أن األموال القذرة ال تجد ترحيبا في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وأن الكونجرس األمريكي قد عدد البالد التي تتعامل في األموال القذرة وهي‪ :‬بوليفيا ولبنان‬
‫وبارجواي وأفغانستان ونيجيريا وكولومبيا وباكستان‪ ،‬وبيرو‪ ،‬وسوريا‪ ،‬وميانما‪ ،‬وانتجوا‪ ،‬وفنزويال‪ ،‬والنمسا‪ ،‬وتايالند‪،‬‬
‫وقبرص وجزر كيمان‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫اؽباـ والذي بات يشكل ذروة االىتماـ العاؼبي خصوصا بعد األحداث اليت وجهت صفعة‬
‫قوية للواليات اؼبتحدة األمريكية )أحداث ‪ 11‬شتنرب(‪ ،‬وكذلك العمليات على اؼبستوى‬
‫الوطٍت)أحداث ‪ 16‬ماي و ‪ 11‬مارس‪ ( ...‬خصوصا واف مصدر األمواؿ اليت سبوؿ اإلرىاب‬
‫ىي أمواؿ يف أغلبها غَت مشروعة يتم اكتساهبا بإحدى الطرؽ اليت ربددىا االتفاقيات الدولية‬
‫اؼبتعلقة بغسل األمواؿ خصوصا منها ذبارة اؼبخدرات و كما حددىا اؼبشرع اؼبغريب يف‬
‫الفصل‪ 574- 2‬من مشروع قانوف ‪ 43-05‬الذي سبت اؼبصادقة عليو من طرؼ ؾبلس‬
‫اغبكومة بتاريخ‪ 10‬أبريل ‪ 2006‬و ؾبلس النواب بتاريخ ‪ 22‬يناير ‪ 2007‬مث ؾبلس‬
‫اؼبستشارين بتاريخ ‪ 06‬مارس ‪ 62007‬و يتضمن ىذا اؼبشروع أربعة أبواب ىبصص الباب‬
‫األوؿ إلسباـ الباب التاسع من القسم األوؿ من الكتاب الثالث من ؾبموعة القانوف اعبنائي‬
‫بإضافة فرع سادس مكرر لتجرمي غسل األمواؿ و الباب الثاين يعرؼ األشخاص اػباضعُت‬
‫ؼبقتضيات ىذا القانوف و التزاماهتم يف ؾباؿ الوقاية و التحري فيما ىبص عمليات غسل‬
‫األمواؿ كما ينص على إحداث وحدة معاعبة اؼبعلومات اؼبالية و وبدد اختصاصاهتا و ؾباالت‬
‫عملها و الباب الثالث يرمي إىل تطبيق مقتضيات الباب الثاين من ىذا القانوف على سبويل‬
‫‪7‬‬
‫اإلرىاب فيما ىبصص الباب الرابع لؤلحكاـ اػبتامية و االختصاص يف قضايا غسل األمواؿ‬
‫و ذلك ىو ما سيكوف ؿبور الدراسة يف حبثنا ىذا من خالؿ مقارنة أحكامو بالتشريع اؼبقارف‬
‫يف ؾباؿ غسل األمواؿ و حبث مدى توفق اؼبشرع اؼبغريب يف مواجهة ىذه اعبريبة خصوصا يف‬
‫ظل التطور التكنولوجي‪.‬‬

‫‪ِ- 6‬ذا‪ٚ‬الد ِغٍظ إٌ‪ٛ‬اة ثشأـٓ ِٕبلشخ ِشش‪ٚ‬ع لبٔ‪ 43-05 ْٛ‬اٌّزؼٍك ثغغً األِ‪ٛ‬اي (اٌغٍغخ ‪ 241‬ثزبس‪٠‬خ ‪ٕ٠ 22‬ب‪٠‬ش ‪.)2007‬‬
‫‪- 7‬رمش‪٠‬ش ٌغٕخ اٌؼذي ‪ ٚ‬اٌزشش‪٠‬غ ‪ ٚ‬ؽم‪ٛ‬ق اإلٔغبْ (ِغٍظ اٌّغزشبس‪ )ٓ٠‬ؽ‪ٛ‬ي ِشش‪ٚ‬ع لبٔ‪ 43-05 ْٛ‬اٌّزؼٍك ثغغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫يقذيح عايح‪:‬أحكاو عايح حىل جرًٌح غسم األيىال‬
‫و سنحاوؿ أف نركز على أىم احملاور اػباصة باألحكاـ العامة عبريبة غسل األمواؿ و‬
‫اؼبتمثلة أساسا يف تعريفها مث حبث خصائصها و مربرات التجرمي و كذلك التكييف القانوين و‬
‫أركاف ىذه اعبريبة‬

‫‪ )1‬تعرٌف جرًٌح غسم األيىال‬


‫لفظة غسيل على وزف فعيل دبعٌت مفعوؿ و ىي مشتقة من الفعل الثالثي ( َغ َس َل)‬
‫قاؿ ابن فارس‪":‬الغُت و السُت و الالـ أصل صحيح يدؿ على تطهَت الشيء و تنقيتو يقاؿ‬
‫وؿ‪:‬ما يغسل بو الرأس‪ 8.‬أما يف اؼبفهوـ القانوين‬
‫غسلت الشيء غسال و الغح ْس حل‪:‬االسم و الغَ حس ح‬
‫فاؼبشرع اؼبغريب حسنا فعل يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬بأف مل يورد تعريفا عبريبة غسل األمواؿ‬
‫و ترؾ األمر من اختصاص الفقو حيث و كما ىو معلوـ أف تعريف اؼبشرع للنصوص يضفي‬
‫عليها نوعا من اعبمود‪ .‬و سنحاوؿ أف نبحث عن بعض التعريفات الفقهية عبريبة غسل‬
‫األمواؿ‪ :‬فقد جاء يف تعريف اللجنة األوروبية ؼبكافحة غسيل األمواؿ الصادر عاـ ‪1990‬‬
‫على أهنا‪:‬عملية ربويل األمواؿ اؼبتحصلة من أنشطة إجرامية هبدؼ إخفاء أو إنكار اؼبصدر‬
‫غَت الشرعي واحملظور ؽبذه األمواؿ أو مساعدة أي شخص ارتكب جرما بتجنب اؼبسؤولية‬
‫القانونية عن االحتفاظ دبتحصالت ىذا اعبرـ‪.9‬‬

‫كما يبكن تعريفها بأهنا جريبة تطهر األمواؿ القذرة من الال مشروعية‪ ،‬واألمواؿ القذرة‬
‫ىي كل مبلغ من النقود أو كل ما يبكن تقييمو بالنقود وبصل عليو الشخص باؼبخالفة‬
‫ألحكاـ القانوف‪.‬‬

‫و هبمع فقهاء القانوف على تعريف عمليات غسل األمواؿ القذرة أهنا كل عمل أو‬
‫إرجاء أو نقل أو تغيَت طبيعة أو ملكية أو نوعية وىوية األمواؿ احملصلة من أنشطة أو أعماؿ‬
‫إجرامية وغَت قانونية أو غَت مشروعة‪ ،‬وذلك هبدؼ التغطية والتمويو والتسًت على اؼبصدر‬

‫‪ِ- 8‬ؼغُ ِمب‪١٠‬ظ اٌٍغخ الثٓ فبسط ‪ 424/4‬رؾم‪١‬ك ػجذ اٌغالَ ٘بس‪ ْٚ‬ؽ‪٘ 1369‬ظ ِطجؼخ ػ‪١‬غ‪ ٝ‬اٌؾٍج‪ ٟ‬اٌمب٘شح‬
‫‪ - 9‬اٌّؾبِ‪ ٟ‬ؽالي ؽٍت اٌششفبد‪ِ .‬غؤ‪١ٌٚ‬خ اٌجٕ‪ٛ‬ن ػٓ غغ‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي ‪ٚ‬و‪١‬ف‪١‬خ ِ‪ٛ‬اع‪ٙ‬ز‪ٙ‬ب‪ِٕ .‬ش‪ٛ‬س ة‪:‬‬
‫‪http://www.arablawinfo.com‬‬
‫‪5‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫األصلي غَت القانوين ؽبذه األمواؿ‪ ،‬لكي تظهر يف هناية األمر على أهنا أمواؿ نظيفة ومن‬
‫أصوؿ سليمة ومشروعة‪ ،‬بينما ىي يف األصل غَت ذلك‪.10‬‬

‫و يبكن إصباؿ كل ىذه التعريفات بالقوؿ أف عملية غسل األمواؿ ىي عملية هتدؼ‬
‫إىل إخفاء اؼبصدر اغبقيقي للدخل الغَت اؼبشروع و ؿباولة إضفاء الشرعية عليو و إظهاره كما‬
‫‪11‬‬
‫لو كاف ناذبا من أنشطة مشروعة‪.‬‬

‫‪ )2‬خصائص جرًٌح غسم االيىال‬


‫تتعدد خصائص جريبة غسل األمواؿ و ذلك جملموعة أسباب أنبها ارتباطها باعبريبة‬
‫اؼبنظمة العرب وطنية و ارتباطها بالوسائل التقنية اغبديثة و سنحاوؿ اغبديث عن كل خاصية‬
‫من ىذه اػبصائص على حدة‪:‬‬

‫‪ ‬جريبة غسل األمواؿ جريبة عاؼبية‪:‬ساىم التقدـ العلمي يف ؾباؿ االتصاالت و‬


‫الثورة التكنولوجية اليت شهدىا العامل يف تطور الطرؽ اإلجرامية خصوصا يف ؾباؿ األمواؿ و‬
‫ذلك نظرا لتحرير التجارة العاؼبية و ما يرافقها من إزالة العوائق اعبمركية واستخداـ التجارة‬
‫اإللكًتونية وشيوع اؼبناطق اغبرة وعمليات اػبوصصة‪ ،‬إال أف لكل ذلك أثر قد يكوف سلبيا يف‬
‫تنشيط عمليات غسل األمواؿ خصوصا واف كثَت من التشريعات لبعض الدوؿ تفتح اجملاؿ‬
‫لتنامي عمليات غسل األمواؿ من خالؿ تسهيل إمكانية إنشاء الشركات الونبية والتحويالت‬
‫اإللكًتونية على الرغم من اعبهود اليت تبذؽبا اؼبنظمات الدولية يف مكافحة ىذه اعبريبة و دفع‬
‫‪12‬‬
‫الدوؿ لتبٍت قوانُت حملاربة ىذه اعبريبة‪.‬‬

‫‪ ‬جريبة غسل األمواؿ جريبة منظمة‪ :‬إذا نظرنا إىل جرائم غسل األمواؿ‪،‬‬
‫باعتبارىا من اعبرائم الدولية اػبطرة‪ ،‬واليت تؤثر تأثَتا سلبيا ومباشرا على االقتصاد الدويل قبد‬
‫أف من أىم ظباهتا يف األغلب أهنا جريبة منظمة‪ ،‬وىي تفًتض تعدد اعبناة ووحدة اعبريبة ماديا‬
‫ومعنويا حبيث يساىم كل منهم بعنصر أو أكثر من العناصر اؼبؤثرة يف اعبريبة‪ ،‬وإذا ما أدركنا‬

‫‪- 10‬عش‪٠‬ذح األؽذاس اٌّغشث‪١‬خ ػذد ‪ 14‬دعٕجش ‪.2006‬ؽذس رؾذ األػ‪ٛ‬اء(عش‪ّ٠‬خ رج‪١١‬غ األِ‪ٛ‬اي ػٍ‪ ٝ‬اٌّؾه)‬
‫‪- 11‬عش‪٠‬ذح اٌؼٍُ ػذد ‪ِ 30‬بسط ‪ِ. 2007‬ىبفؾخ رج‪١١‬غ األِ‪ٛ‬اي أ‪ّٛٔ ٞ‬رط ‪٠‬ظٍؼ ٌٍّغشة‪.‬‬
‫‪ِ- 12‬ذا‪ٚ‬الد ِغٍظ اٌّغزشبس‪ ٓ٠‬ثشأْ ِٕبلشخ ِشش‪ٚ‬ع لبٔ‪ 43-05 ْٛ‬اٌّزؼٍك ثغغً االِ‪ٛ‬اي‬
‫‪6‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫أف اؼبصدر األساسي لعمليات غسل األمواؿ تتأتى من ذبارة اؼبخدرات قبد أف وصف جرائم‬
‫غسل األمواؿ باعبرائم اؼبنظمة ىو أمر بديهي وواقعي‪.‬‬

‫‪ ‬استعماؿ الوسائل التقنية اغبديثة يف جريبة غسل األمواؿ‪ :‬وفقا إلحصائيات‬


‫صندوؽ النقد الدويل فإف حجم عمليات غسل األمواؿ يًتاوح ما بُت ‪ 590‬مليار إىل ‪1,5‬‬
‫تريليوف دوالر سنويا‪ ،‬أي ما يعادؿ ‪ %5 -2‬من إصبايل الناتج احمللي اإلصبايل العاؼبي‪ ،‬ويقدر‬
‫البعض أف إصبايل الدخل احملقق من عمليات اؼبخدرات يعادؿ ‪ 688‬مليار سنويا منها ‪5‬‬
‫مليارات يف بريطانيا و ‪ 33‬مليار يف أوروبا و ‪ 150‬مليار يف الواليات اؼبتحدة األمريكية و‬
‫‪ 500‬مليار يف باقي دوؿ العامل‪ ،‬واف ىناؾ ؾبموعة منهم من اؼبهنيُت اؼبتخصصُت ومن ضبلة‬
‫الدرجات العليا‪ ،‬وبالتايل فقد أصبحت عمليات غسل األمواؿ صناعة ؽبا أطقمها‪ ،‬وتأيت يف‬
‫‪13‬‬
‫اؼبرتبة الثالثة بُت الصناعات العاؼبية حسب القيمة‬

‫‪ )3‬يثرراخ انتجرٌى‪:‬‬
‫تعددت اؼبربرات اليت ساقها اؼبشرعوف يف الدوؿ اؼبختلفة لتجرمي غسل األمواؿ‪ ،‬ذلك‬
‫أف تلك العمليات من شأهنا أف هتدد أركاف االقتصاد العاؼبي ككل واالقتصاديات احمللية‬
‫بشكل أخص ويبكن إصباؿ أىم مربرات ذبرمي عمليات غسيل األمواؿ دبا يلي‪:‬‬

‫‪ ‬هتديد اعبوانب االقتصادية والسياسية واالجتماعية للدوؿ‪:‬فمما ال شك فيو أف‬


‫األرقاـ اؼبذىلة الناذبة عن عمليات غسل األمواؿ يف العامل تنظر خبطر وشيك على‬
‫اقتصاديات الدوؿ خصوصا يف ظل تدويل االقتصاد العاؼبي و مبو و تطور أسواؽ اؼباؿ الدولية‬
‫و تأثَت ذلك على االقتصاد الوطٍت اؼبتمثل يف عجز اؼبيزاف االقتصادي للدولة و اهنيار سعر‬
‫العملة و ما إىل ذلك و ما يتبع ذلك بالضرورة من انعكاسات على اؼبستوى السياسي حيث‬
‫تؤدي إىل انتشار الفساد اؼبايل و اإلداري خصوصا و أف جريبة غسل األمواؿ من جرائم ذوي‬
‫الياقات البيضاء الذين ال تتناسب صفاهتم مع صفات اجملرمُت كما حددىا علم اإلجراـ‬
‫التقليدي‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ؽّذ‪ ٞ‬ػجذ اٌؼظ‪ ،ُ١‬طؾ‪١‬فخ اٌغض‪٠‬شح اٌغؼ‪ٛ‬د‪٠‬خ‪ ،‬اٌؼذد ‪ ،10489‬اٌطجؼخ األ‪25 ،ٌٝٚ‬سث‪١‬غ األ‪ٚ‬ي ‪٘1422‬ـ (ص ‪)15‬‬
‫‪7‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫‪ ‬اهنيار اؼبؤسسات اؼبالية واؼبصارؼ والبنوؾ‪ :‬يعترب استخداـ البنوؾ يف عمليات‬
‫غسل األمواؿ من الوسائل األكثر شيوعا‪ ،‬وعليو فإف قبوؿ البنوؾ بإيداع أمواؿ مشبوىة فيها‬
‫يؤدي إىل زبوؼ العمالء الشرعيُت وسحب أرصدهتم وأمواؽبم‪ ،‬فبا يؤدي إىل اهنيار تلك‬
‫البنوؾ ألهنا تعتمد يف نشاطها على أمواؿ اؼبودعُت وىو ما حدث مع بنك االعتماد والتجارة‬
‫الدولية بعد تورطو مع عصابات اؼبخدرات يف فلوريدا‪ ،‬فبا دفع الواليات اؼبتحدة وبريطانيا إىل‬
‫القياـ بتصفيتو فبا رتب خسائر قدرت دبليارات الدوالرات‪ ،‬وبالتايل فإف عمليات غسل‬
‫األمواؿ هتز الثقة بالقطاع اؼبصريف والذي يشكل ركنا أساسيا يف اقتصاد السوؽ‪ ،‬إضافة إىل أف‬
‫‪14‬‬
‫البورصات اليت تستقبل أمواال ناشئة عن جرائم اقتصادية سرعاف ما تنهار‬

‫‪ ‬تفشي اعبريبة يف اجملتمع‪ :‬من أىم مصادر األمواؿ غَت اؼبشروعة ذبارة‬
‫اؼبخدرات‪ ،‬وبالتايل فإف تنامي ىذه الظاىرة يؤدي إىل ازدىار نشاط عصابات اؼبخدرات‬
‫وإدخاؽبا إىل الدوؿ فبا يؤدي إىل تفشي اعبريبة واهنيار القيمة االجتماعية وشيوع االكبالؿ‪،‬‬
‫إضافة إىل أف مساعدة اجملرـ يف جٍت شبار جريبتو يناقض أىم اؼببادىء األساسية يف األسباب‬
‫اؼبوجبة للتجرمي والعقاب‪.‬‬

‫‪ )4‬انتكٍٍف انقاَىًَ نهجرًٌح‪:‬‬


‫التكييف القانوين عملية ذىنية هتدؼ إىل إعطاء الفعل الوصف الذي ينطبق عليو يف‬
‫التشريع اعبنائي‪ ،‬وىو بالتايل ليس ركنا من أركاف اعبريبة أو عنصرا من عناصر الركن القانوين‪،‬‬
‫وإمبا شرط ػبضوع الفعل ألحد النصوص من نصوص التجرمي و يرى البعض أف التكييف‬
‫القانوين ىو تطبيق القاضي ؼببدأ الشرعية انطالقا من أف ال جريبة و ال عقوبة إال بنص و على‬
‫ذلك فمن الفقو من اعترب أف عملية غسل األمواؿ من قبيل اؼبسانبة اعبنائية و بالتايل ارتأى‬
‫ىذا اعبانب من الفقو أف ىناؾ ارتباط بُت عملية غسل األمواؿ و اعبريبة األصلية و ذلك‬
‫يفًتض تعدد اعبناة فيما يذىب الرأي الثاين إىل اعتبار أف جريبة غسل األمواؿ من األعماؿ‬
‫اؼبكونة عبريبة إخفاء األشياء ذات اؼبصدر غَت الشرعي و ذلك حاؿ اؼبشرع اؼبغريب قبل‬
‫إصدار مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ خصوصا يف الفصل ‪571‬من ؾبموعة‬

‫‪ِٕ .‬ش‪ٛ‬س ة‪:‬‬ ‫‪ - 14‬اٌّؾبِ‪ ٟ‬ؽالي ؽٍت اٌششفبد‪ِ .‬غؤ‪١ٌٚ‬خ اٌجٕ‪ٛ‬ن ػٓ غغ‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي ‪ٚ‬و‪١‬ف‪١‬خ ِ‪ٛ‬اع‪ٙ‬ز‪ٙ‬ب‪.‬‬
‫‪http://www.arablawinfo.com‬‬

‫‪8‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫القانوف اعبنائي الذي ينص على أف‪":‬من أخفى عن علم كل أو بعض األشياء المختلسة‬
‫أو المبددة أو المتحصل عليها من جناية أو جنحة‪ ،‬يعاقب بالحبس من سنة واحدة إلى‬
‫خمس سنوات و غرامة من مائة و عشرين إلى ألفي درىم" و حسنا فعل اؼبشرع اؼبغريب‬
‫بأف أصدر مشروع قانوف ‪43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ إذ يكوف بذلك قد أحسن تكييف‬
‫اعبريبة و جعلها جريبة قائمة بذاهتا‪.‬‬

‫‪ )5‬أركاٌ جرًٌح غسم األيىال‪:‬‬


‫تفًتض جريبة غسل األمواؿ لقيامها أركانا كسائر اعبرائم و تتمثل يف الركن القانوين و‬
‫يتجلى يف النص على ذبرمي غسل األمواؿ بنص القانوف مث الركن اؼبادي اؼبتمثل يف السلوؾ‬
‫اؼبكوف للجريبة من قبيل ربويل األمواؿ أو نقلها أو إخفائها أو مصدرىا أو مكاهنا أو حيازة‬
‫أو استخداـ ىذه األمواؿ‪ 15،‬وكل ذلك مع علمو دبصدرىا غَت اؼبشروع وىي بالتايل من‬
‫اعبرائم العمدية اليت ال يتصور فيها التقاعس أو اإلنباؿ كأساس للمسؤولية اعبنائية‪ ،‬كما أهنا‬
‫من اعبرائم اؼبستمرة وإف كاف ىناؾ من يرى أف عمليات التحويل من اعبرائم اآلنية‪ .‬باإلضافة‬
‫إىل ىذه األركاف فجريبة غسل األمواؿ تشًتط ركنا مفًتضا و يتمثل يف اعبريبة األصلية اليت‬
‫أوجدت األمواؿ غَت النظيفة من قبيل االذبار يف اؼبخدرات و اؼبؤثرات العقلية أو اؼبتاجرة يف‬
‫البشر و هتريب اؼبهاجرين و االذبار غَت اؼبشروع يف األسلحة و الذخَتة و صبيع األفعاؿ‬
‫اؼبنصوص عليها يف الفصل ‪ 574-2‬من ؾبموعة القانوف اعبنائي (الفرع السادس مكرر) كما‬
‫نص على ذلك الباب األوؿ من مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ‪.‬‬

‫بعد أف اطلعنا على بعض األحكاـ العامة اليت تنظم جريبة غسل األمواؿ فإنو تطرح و‬
‫بشدة ؾبموعة من التساؤالت تتمثل أساسا يف ‪:‬‬

‫ما ىي أساليب و مراحل ىذه اعبريبة؟و ما ىي أىم اإلجراءات اؼبتخذة ؼبكافحة ىذه‬
‫اعبريبة؟‬

‫‪- 15‬أظش ٔض اٌفظً ‪ِ ِٓ 574-1‬غّ‪ٛ‬ػخ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌغٕبئ‪( ٟ‬اٌفشع اٌغبدط ِىشس) وّب ٔض ػٍ‪ ٝ‬رٌه اٌجبة األ‪ٚ‬ي ِٓ ِشش‪ٚ‬ع لبٔ‪ْٛ‬‬
‫‪ 43-05‬اٌّزؼٍك ثغغً األِ‪ٛ‬اي‬
‫‪9‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫سنحاوؿ اإلجابة على ىذه ذلك من خالؿ تقسيم البحث لفصلُت لبصص األوؿ‬
‫لبحث السلوؾ اإلجرامي عبريبة غسل األمواؿ و الثاين لوسائل مكافحة جريبة غسل األمواؿ‪.‬‬

‫انفصم األول‪:‬انسهىك اإلجرايً نجرًٌح غسم األيىال‬

‫‪10‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫جاء يف مقدمة تقرير عبنة العدؿ و التشريع و حقوؽ اإلنساف بوزارة العدؿ بشأف‬
‫مناقشة مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ أنو‪":‬وعيا من المملكة المغربية بما‬
‫أصبح يعيشو العالم اليوم من انتقال لرؤوس األموال عبر الدول في ظل تدويل االقتصاد‬
‫العالمي و نمو و تطور أسواق المال و األعمال و ما ترتب على ذلك من تنامي حركة‬
‫الجريمة المنظمة و ال سيما غسل األموال و اإلرىاب بادرت بالدنا إلى المصادقة على‬
‫مجموعة من االتفاقيات الدولية ذات الصلة و كذا إعداد مشروع قانون يتعلق بمكافحة‬
‫غسل األموال"‪.16‬‬

‫وال شك أف غسل األمواؿ يؤدي إىل آثار اقتصادية سلبية مباشرة وغَت مباشرة وعلى‬
‫وجو اػبصوص يف الدوؿ النامية ولعل أبرزىا عدـ استقرار سعر الصرؼ وسعر الفائدة نتيجة‬
‫صعوبة تسجيل اؼبتحصالت من عمليات غسل األمواؿ ضمن حسابات الناتج الوطٍت واليت‬
‫يًتتب عليها بالضرورة دخوؿ بيانات نقدية مضللة تؤدي إىل صعوبة وضع خطط فعالة‬
‫للتنمية االقتصادية‪ ،‬وتؤدي عمليات غسل األمواؿ من ناحية أخرى إىل تعميق التفاوت بُت‬
‫الطبقات وعدـ استقرار أسواؽ اؼباؿ ونقص العمالت األجنبية والبفاض اإلنتاج الوطٍت‪،‬‬
‫وتفاقم مشكلة البطالة ذلك ألف األمواؿ اؼبغسولة تبحث عن الربح السريع فال زبلق فرص‬
‫عمل مستديبة‪.‬‬

‫والسلوؾ اإلجرامي ىو أحد عناصر الركن اؼبادي للجريبة‪ ،‬ويقوـ على عنصرين أوؽبما‬
‫اغبركة العضوية وثانيهما الصفة اإلرادية‪ ،‬وجريبة غسل األمواؿ ذات الطابع الدويل‪ ،‬انتقل‬
‫مرتكبوىا من فبارسة السلوؾ اإلجرامي التقليدي إىل السلوؾ اإلجرامي اغبديث الذي يواكب‬
‫تطور تكنولوجيا اؼبعلومات واالتصاالت فبا يبكن أف نطلق عليو السلوؾ اإلجرامي اإللكًتوين‪،‬‬
‫وىذاف النوعاف من السلوؾ نبا ما سيكوناف ؿبور البحث يف ىذا الفصل على النحو التايل‪:‬‬

‫اؼببحث األوؿ‪:‬السلوؾ اإلجرامي التقليدي‬

‫اؼببحث الثاين األساليب التكنولوجية اغبديثة‬


‫‪- 16‬رمش‪٠‬ش ٌغٕخ اٌؼذي ‪ ٚ‬اٌزشش‪٠‬غ ‪ ٚ‬ؽم‪ٛ‬ق اإلٔغبْ ؽ‪ٛ‬ي ِشش‪ٚ‬ع لبٔ‪ ْٛ‬سلُ ‪ 43-05‬اٌّزؼٍك ثغغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫انًثحث األول‪:‬انسهىك اإلجرايً انتقهٍذي‬


‫تنوعت صور و أساليب السلوؾ اإلجرامي التقليدي عبريبة غسل األمواؿ حبسب‬
‫خصوصية كل دولة و وحبسب نظرة اؼبشرع و تصوره للفعل اإلجرامي و مدى خطورتو على‬
‫الوسط االجتماعي و على االقتصاد الوطٍت و سنحاوؿ من خالؿ ىذا اؼببحث عرض أىم‬
‫صور غسل األمواؿ حبسب تصور اؼبشرع يف كل من التشريع اؼبغريب و كذا التشريع اؼبقارف مث‬
‫البحث يف األساليب التقليدية ؽبذه اعبريبة و ىذا ما سنتناولو يف اؼبطلب األوؿ أما اؼبطلب‬
‫الثاين فسنخصصو ؼبراحل غسل األمواؿ اليت تتم يف البنوؾ‪.‬‬

‫انًطهة االول‪ :‬صىر غسم األيىال و أسانٍثه‬


‫حصر اؼبشرع اؼبغريب يف الفصل ‪ 574-1‬من ؾبموعة القانوف اعبنائي (الفرع السادس‬
‫مكرر) كما نص على ذلك الباب األوؿ من مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ‬
‫صور جريبة غسل األمواؿ يف‪ ":‬اكتساب أو حيازة أو استعمال أو استبدال أو تحويل‬
‫الممتلكات بهدف إخفاء أو تمويو مصدرىا لفائدة الفاعل أو لفائدة الغير عندما تكون‬
‫متحصلة من إحدى الجرائم المنصوص عليها في الفصل ‪ 574-2‬بعده‪.‬‬

‫مساعدة أي شخص متورط في ارتكاب إحدى الجرائم المنصوص عليها في‬


‫الفصل ‪ 574-2‬بعده على اإلفالت من اآلثار التي يرتبها القانون على أفعالو‪.‬‬

‫تسهيل التبرير الكاذب بأي وسيلة من الوسائل‪ ،‬لمصدر ممتلكات أو عائدات‬


‫مرتكب إحدى الجرائم المشار إليها في الفصل ‪ 574-2‬بعده التي حصل بواسطتها‬
‫على ربح مباشر أو غير مباشر‪.‬‬

‫تقديم المساعدة أو المشورة في عملية حراسة أو توظيف أو إخفاء أو استبدال‬


‫أو تحويل العائدات المتحصل عليها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من ارتكاب إحدى‬
‫الجرائم المذكورة في الفصل ‪ 574-2‬بعده‪".‬‬
‫‪12‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫و بالتايل يتضح من خالؿ ىذا النص اف اؼبشرع اؼبغريب قد قاـ حبصر صور غسل‬
‫االمواؿ يف اكتساب أو حيازة أو استعماؿ أو استبداؿ أو ربويل اؼبمتلكات و ىي صور من‬
‫الصور اليت نصت عليها االتفاقيات الدولية ؼبكافحة غسل االمواؿ و كذلك بالنسبة للمشرع‬
‫اؼبصري إذ نصت اؼبادة األوىل فقرة (ب) من القانوف رقم ‪ 80‬لسنة ‪ 2002‬بإصدار قانوف‬
‫مكافحة غسل األمواؿ اؼبصري على أف"غسل األموال ىو كل سلوك ينطوي على اكتساب‬
‫أموال أو حيازتها أو التصرف فيها أو إدارتها أو حفظها أو استبدالها أو إيداعها أو‬
‫ضمانها أو استثمارىا أو نقلها أو تحويلها أو التالعب في قيمتها إذا كانت متحصلة من‬
‫جريمة من الجرائم المنصوص عليها في المادة ‪ 2‬من ىذا القانون مع العلم بذلك متى‬
‫كان القصد من ىذا السلوك إخفاء المال أو تمويو طبيعتو أو مصدره أو مكانو أو‬
‫صاحبو أو صاحب الحق فيو أو تغيير حقيقة أو الحيلولة دون اكتشاف ذلك أو عرقلة‬
‫التوصل إلى شخص من ارتكب الجريمة المتحصل منها المال"‪.17‬‬

‫و من خالؿ ىذه النصوص نستنتج اف جريبة غسل االمواؿ تفًتض بالضرورة وقوع‬
‫جريبة سابقة عليها ىي اعبريبة اليت ربصل منها اؼباؿ اؼبراد غسلو وىو دبثابة ركن مفًتض يف‬
‫جريبة غسل األمواؿ‪.‬‬

‫و خبصوص اعبرائم اليت وردت يف الفصل ‪ 574-2‬من ؾبموعة القانوف اعبنائي‬


‫(الفرع السادس مكرر) كما نص على ذلك الباب األوؿ من مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق‬
‫بغسل األمواؿ حيث نص على انو‪":‬يسري التعريف الوارد في المادة ‪ 574-1‬أعاله على‬
‫الجرائم التالية‪:‬االتجار في المخدرات و المؤثرات العقلية‪ ،‬المتاجرة في البشر‪ ،‬تهريب‬
‫المهاجرين‪ ،‬االتجار الغير مشروع في األسلحة و الذخيرة‪ ،‬الرشوة و الغدر و استغالل‬
‫النفوذ و اختالس األموال العامة و الخاصة‪ ،‬الجرائم اإلرىابية‪ ،‬تزوير النقود و سندات‬
‫القروض العمومية أو وسائل األداء األخرى"‪ .‬فيكوف اؼبشرع اؼبغريب بذلك قد ساير التطور‬
‫اغباصل يف القانوف اؼبقارف‪18،‬حيث مل وبصر اعبرائم يف جرائم اؼبخدرات‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫َ‪.‬د‪ِ .‬شاد سشذ‪.ٞ‬غغً األِ‪ٛ‬اي ػجش اٌ‪ٛ‬عبئً اإلٌىزش‪١ٔٚ‬خ‪.‬ثؾش ِٕش‪ٛ‬س ة‪http://www.arablawinfo.com/main.htm :‬‬

‫‪- 18‬ؽ‪١‬ش ‪ٕ٠‬ض اٌّششع اٌّظش‪ ٞ‬ف‪ ٟ‬اٌّبدح اٌضبٔ‪١‬خ ِٓ اٌمبٔ‪ ْٛ‬سلُ ‪ٌ 80‬غٕخ ‪ 2002‬ثئطذاس لبٔ‪ِ ْٛ‬ىبفؾخ غغً األِ‪ٛ‬اي‪٠ :‬ؾظش غغً‬
‫األِ‪ٛ‬اي اٌّزؾظٍخ ِٓ عشائُ صساػخ ‪ٚ‬رظٕ‪١‬غ إٌجبربد ‪ٚ‬اٌغ‪ٛ‬ا٘ش ‪ٚ‬اٌّ‪ٛ‬اد اٌخذسح ‪ٚ‬عٍج‪ٙ‬ب ‪ٚ‬رظذ‪٠‬ش٘ب ‪ٚ‬االرغبس ف‪ٙ١‬ب‪ٚ ،‬عشائُ اخزطبف ‪ٚ‬عبئً‬
‫‪13‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫أما األساليب التقليدية يف غسل االمواؿ فهي على ثالثة أنواع سنحاوؿ التطرؽ لكل‬
‫نوع منها على حدة‪:‬‬

‫‪ ‬هتريب وتبادؿ العمالت‪ :‬ويبكن وصف ىذه العملية من خالؿ وضع األمواؿ‬
‫اؼبشبوىة يف حساب جار يف أحد البنوؾ ومن مث يصار إىل ربويلها أو نقلها إىل حساب آخر‬
‫من خالؿ حركات متعددة ومتشابكة حبيث يصعب معها التمييز يف ىذه اغبسابات بُت‬
‫األمواؿ النظيفة وغَتىا من األمواؿ القذرة‪ ،‬كما أف من عمليات تسهيل تلك اإلجراءات‬
‫السياسات اؼبالية والنقدية يف الدوؿ النامية‪ ،‬واليت ترغب يف تشجيع االستثمار األجنيب‬
‫لتحسُت وضع االقتصاديات الوطنية‪ ،‬األمر الذي يرغمها يف بعض األحياف على ازباذ‬
‫إجراءات تشريعية واقتصادية للتأقلم مع الوضع االقتصادي العاؼبي ترتب السماح بعمليات‬
‫نقل األمواؿ وربويلها دوف اغبصوؿ على موافقات مسبقة من اعبهات اغبكومية ذات العالقة‬
‫ومنها البنوؾ اؼبركزية‪ ،‬ىذا باإلضافة إىل األساليب التقليدية كالنقل عن طريق الشاحنات عرب‬
‫‪19‬‬
‫اغبدود والطائرات والبواخر وغَتىا‪.‬‬

‫‪ ‬استخداـ الشركات الونبية‪:‬يتم أحيانا تأسيس شركات بصورة قانونية‪ ،‬ولكنها‬


‫ال سبارس يف الواقع أية نشاطات فعلية أو مشاريع‪ ،‬ويتم فتح حسابات باسم الشركة داخلية‬
‫وخارجية وتكوف بالتايل اؼبالذ القانوين حملاوالت عمليات غسل األمواؿ‪ ،‬وتكوف ىذه الشركات‬
‫منتشرة بصورة فعلية يف الدوؿ اليت تفتقر إىل الرقابة احملكمة أو سبتاز دبنظومة سرية العمليات‬
‫اؼبصرفية واستقرار البيئة النقدية والسياسية أو وقوعها على خطوط التجارة العاؼبية وسهولة‬
‫‪20‬‬
‫الدخوؿ واػبروج منها وسهولة اإلجراءات اؼبتبعة يف تأسيس الشركات أو شرائها‪.‬‬

‫إٌمً ‪ٚ‬اؽزغبص األشخبص‪ٚ ،‬اٌغشائُ اٌز‪٠ ٟ‬ى‪ ْٛ‬اإلس٘بة – ثبٌزؼش‪٠‬ف اٌ‪ٛ‬اسد ف‪ ٟ‬اٌّبدح ‪ ِٓ 86‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼم‪ٛ‬ثبد – أ‪ ٚ‬رّ‪ ِٓ ٍٗ٠ٛ‬ث‪ٓ١‬‬
‫أغشاػ‪ٙ‬ب أ‪ٚ ِٓ ٚ‬عبئً رٕف‪١‬ز٘ب‪ٚ ،‬عشائُ اعز‪١‬شاد األعٍؾخ ‪ٚ‬اٌزخبئش ‪ٚ‬اٌّفشلؼبد ‪ٚ‬االرغبس ف‪ٙ١‬ب ‪ٚ‬طٕؼ‪ٙ‬ب ثغ‪١‬ش رشخ‪١‬ض‪ٚ ،‬اٌغشائُ‬
‫إٌّظ‪ٛ‬ص ػٍ‪ٙ١‬ب ف‪ ٟ‬االث‪ٛ‬اة األ‪ٚ‬ي ‪ٚ‬اٌضبٔ‪ٚ ٟ‬اٌضبٌش ‪ٚ‬اٌشاثغ ‪ٚ‬اٌخبِظ ػشش ‪ٚ‬اٌغبدط ػشش ِٓ اٌىزبة اٌضبٔ‪ ِٓ ٟ‬لبٔ‪ ْٛ‬اٌؼم‪ٛ‬ثبد‪.‬‬
‫‪ٚ‬عشائُ عشلخ األِ‪ٛ‬اي ‪ٚ‬اغزظبث‪ٙ‬ب‪ٚ ،‬عشائُ اٌفغ‪ٛ‬س ‪ٚ‬اٌذػبسح‪ٚ ،‬اٌغشائُ اٌ‪ٛ‬الؼخ ػٍ‪ ٝ‬ا‪٢‬صبس‪ٚ ،‬اٌغشائُ اٌج‪١‬ئ‪١‬خ اٌّزؼٍمخ ثبٌّ‪ٛ‬اد ‪ٚ‬إٌفب‪٠‬بد‬
‫اٌخطشح‪ٚ ،‬اٌغشائُ إٌّظّخ اٌز‪٠ ٟ‬شبس إٌ‪ٙ١‬ب ف‪ ٟ‬االرفبل‪١‬بد اٌذ‪١ٌٚ‬خ اٌز‪ ٟ‬رى‪ِ ْٛ‬ظش ؽشفب ف‪ٙ١‬ب‪ٚ ،‬رٌه وٍٗ ع‪ٛ‬اء ‪ٚ‬لؼذ عش‪ّ٠‬خ غغً األِ‪ٛ‬اي‬
‫أ‪ ٚ‬اٌغشائُ اٌّزو‪ٛ‬سح ف‪ ٟ‬اٌذاخً أ‪ ٚ‬اٌخبسط ثششؽ أْ ‪٠‬ى‪ِ ْٛ‬ؼبلجب ػٍ‪ٙ١‬ب ف‪ ٟ‬وال اٌم‪ٛ‬أ‪ ٓ١‬اٌّظش‪ٚ ٞ‬االعٕج‪ٟ‬‬
‫‪ِٕ .‬ش‪ٛ‬س ة‪:‬‬ ‫‪ - 19‬اٌّؾبِ‪ ٟ‬ؽالي ؽٍت اٌششفبد‪ِ .‬غؤ‪١ٌٚ‬خ اٌجٕ‪ٛ‬ن ػٓ غغ‪ ً١‬األِ‪ٛ‬اي ‪ٚ‬و‪١‬ف‪١‬خ ِ‪ٛ‬اع‪ٙ‬ز‪ٙ‬ب‪.‬‬
‫‪http://www.arablawinfo.com‬‬
‫‪ - 20‬د‪.‬ػجذ اٌفزبػ ِظطف‪ ٝ‬اٌظ‪١‬ف‪.ٟ‬اٌغش‪ّ٠‬خ إٌّظّخ اٌزؼش‪٠‬ف ‪ٚ‬األّٔبؽ‪.‬عبِؼخ ٔب‪٠‬ف اٌؼشث‪١‬خ ٌٍؼٍ‪ َٛ‬األِٕ‪١‬خ‪.‬اٌطجؼخ األ‪ ٌٝٚ‬اٌش‪٠‬بع‬
‫‪(1999‬ص‪)93‬‬
‫‪14‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫‪ ‬الصفقات الونبية ودور السمسرة والقمار وشراء األصوؿ اؼبادية‪:‬وتستخدـ‬
‫الصفقات الونبية كإحدى الوسائل التقليدية يف عمليات غسل األمواؿ‪ ،‬ويتأتى ذلك من‬
‫خالؿ استخداـ األسعار العاؼبية وتضخيم األرقاـ الفعلية واستخداـ الفواتَت الزائفة وكل ذلك‬
‫لغايات تربير األمواؿ اؼبتأتية كأشباف لتلك الصفقات الونبية أو األرباح الكبَتة اليت قد تثَت‬
‫بعض الشكوؾ‪ ،‬إضافة إىل إمكانية استخداـ وسائل شراء األصوؿ اؼبادية كالسيارات واؼبعادف‬
‫النفيسة لتلك العمليات من خالؿ إعادة بيعها‪ ،‬ولذلك يبكن استخداـ دور السمسرة من‬
‫خالؿ سبويل كميات كبَتة من اؼباؿ إىل السماسرة لشراء أسهم أو سندات أو عقارات‬
‫بأظبائهم أو بأظباء آخرين وذلك بأسعار مبالغ فيها وخاصة يف ؾباؿ العقارات‪ ،‬ويبكن أيضا‬
‫استخداـ دور القمار لعمليات غسل األمواؿ من خالؿ شراء كازينوىات القمار‪ ،‬ومن مث‬
‫يطلب تسليم اؼببلغ إىل شخص آخر تسليما نقديا أو من خالؿ فتح حساب باعتبار األخَت‬
‫‪21‬‬
‫قد ربح ومن مث من السهولة دبكاف أف يدعي األخَت أف تلك اؼببالغ قد رحبها من القمار‪.‬‬

‫انًطهة انثاًَ‪:‬يراحم غسم األيىال عٍ طرٌق انثُىك‬


‫و ىي ثالث مراحل أساسية ال بد لكل عملية غسل أمواؿ من اؼبرور هبا و سنحاوؿ‬
‫التطرؽ لكل مرحلة على حدة‪:‬‬

‫‪ ‬اإليداع أو اإلحالؿ‪:‬و ىي مرحلة موالية الكتساب األمواؿ الغَت اؼبشروعة‬


‫بواحدة من الصور اليت سبق التطرؽ إليها‪ 22‬وتعٍت ىذه اؼبرحلة التخلص من األمواؿ اؼبشبوىة‬
‫من خالؿ إيداعها يف البنوؾ واؼبؤسسات اؼبالية أو شراء العقارات أو األسهم أو السندات أو‬
‫الشيكات السياحية واؼبشاركة يف مشاريع استثمارية قد تكوف حقيقية وقد تكوف ونبية كما‬
‫أهنا مرحلة ركود للماؿ حيث يتم وضعو يف مكاف معُت لفًتة من الزمن بقصد مرور فًتة‬
‫لنسياف مصدره الغَت مشروع و من مت يتم بيع تلك األسهم مث نقل األمواؿ إىل خارج حدود‬
‫البلد الذي مت فيو اإليداع و يتم عادة اللجوء إىل األوراؽ التجارية أو أوامر الدفع من خالؿ‬
‫كتابة اؼببالغ النقدية على تلك األوراؽ وتسهيل حركة تلك األوراؽ أو إيداع تلك األوراؽ يف‬

‫‪- 21‬اٌٍ‪ٛ‬اء‪ /‬د‪ِ.‬ؾّذ فزؾ‪ ٟ‬ػ‪١‬ذ‪.‬اإلعشاَ اٌّؼبطش أوبد‪١ّ٠‬خ ٔب‪٠‬ف اٌؼشث‪١‬خ ٌٍؼٍ‪ َٛ‬األِٕ‪١‬خ اٌطجؼخ األ‪ ٌٝٚ‬اٌش‪٠‬بع ‪(.1999‬ص‪)281‬‬
‫‪- 22‬أظش اٌفظً ‪ِ ِٓ 574-1‬غّ‪ٛ‬ػخ اٌمبٔ‪ ْٛ‬اٌغٕبئ‪( ٟ‬اٌفشع اٌغبدط ِىشس) وّب ٔض ػٍ‪ ٝ‬رٌه اٌجبة األ‪ٚ‬ي ِٓ ِشش‪ٚ‬ع لبٔ‪43-05 ْٛ‬‬
‫اٌّزؼٍك ثغغً األِ‪ٛ‬اي‬
‫‪15‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫البنوؾ التجارية حبيث تنصهر يف عملياتو اؼبتداخلة‪ ،‬أو استخداـ البنوؾ واؼبؤسسات اؼبالية‬
‫ومؤسسات القرض و تعترب ىذه اؼبرحلة أخطر اؼبراحل و أكثرىا صعوبة باعتبار أف غاسل‬
‫األمواؿ يكوف طرفا يف اؼبعادلة لذلك فغالبا ما يتم اللجوء إىل الدوؿ اليت يتميز نظامها‬
‫االقتصادي باالنفتاح و ال ذبرـ عمليات غسل األمواؿ‪.‬‬

‫‪ ‬مرحلة التغطية‪ :‬وتتم ىذه اؼبرحلة بعد دخوؿ األمواؿ إىل القطاع اؼبصريف‪،‬‬
‫وذلك من أجل فصل ىذه األمواؿ عن نشاطاهتا األصلية غَت اؼبشروعة‪ ،‬ويتم ذلك من خالؿ‬
‫ؾبموعة من العمليات اؼبعقدة واؼبتتابعة وكل ذلك من أجل إخفاء مصادر ىذه األمواؿ‪،‬‬
‫وتتميز ىذه اؼبرحلة باعتبارىا اؼبرحلة اليت يكوف كشف مصادر تلك األمواؿ أكثر صعوبة‪،‬‬
‫ويكوف ذلك من خالؿ استخداـ األوراؽ اؼبالية اليت من السهل ربويلها كشيكات الصرؼ‬
‫واألسهم والسندات وعمليات الدفع من خالؿ اغبساب‪ ،‬حيث يقوـ البنك األجنيب بفتح‬
‫حساب يف أحد البنوؾ احمللية ويقوـ عمالء البنك األجنيب بالسحب واإليداع يف ذلك‬
‫اغبساب إلدارة أنشطتهم اؼبشبوىة وشراء رؤوس األمواؿ ذات القيمة العالية ومن مت إعادة‬
‫بيعها و مع التطور التكنولوجي أصبح غاسلو األمواؿ يلجأوف إىل الوسائل اإللكًتونية اغبديثة‬
‫لتمويو نشاطاهتم من أجل ؿبو اآلثار اعبرمية وذلك كوف تلك العمليات تتسم بالسرعة‬
‫‪23‬‬
‫واؼبسافات البعيدة والقدرة على إخفاء االسم وؿبو أية آثار ؿباسبية يف ىذا اإلطار‪.‬‬

‫‪ ‬مرحلة الدمج‪ :‬وىي اؼبرحلة األخَتة يف عملية غسل األمواؿ أو ىي مرحلة‬


‫غسل األمواؿ األخَتة‪ ،‬وفيها يندمج اؼباؿ الغَت مشروع يف األمواؿ اؼبشروعة ويدخل يف ؾباؿ‬
‫االقتصاد الوطٍت حبيث يصعب مع ذلك التمييز بُت اؼباؿ اؼبشروع و اآلخر غَت اؼبشروع و‬
‫أىم ما يبيز ىذه اؼبرحلة ىو كوهنا تتم بعلنية على خالؼ اؼبرحلتُت السابقتُت و تتخذ بذلك‬
‫مظهرا قانونيا مشروعا‪ ،‬وعلى سبيل اؼبثاؿ فإف اؼبشروعات اليت سبق إخفاء اؼباؿ فيها يف‬
‫اؼبرحلة األوىل يتم بيعها وتصبح ظاىريا أمواؽبا مشروعة ذلك باعتبار أهنا حصيلة مشروعات‬
‫حقيقية‪ ،‬والرصيد الذي ينتقل من مصرؼ إىل آخر ومن مكاف إىل آخر تتوقف حركتو وىبرج‬
‫إىل حلبة االقتصاد على أساس أنو حصيلة أعماؿ ذبارية مصرفية‪.‬‬

‫‪- 23‬د‪.‬أؽّذ ثٓ عٍ‪ّ١‬بْ اٌشث‪١‬ش‪.‬عشائُ غغً األِ‪ٛ‬اي ف‪ ٟ‬ػ‪ٛ‬ء اٌشش‪٠‬ؼخ ‪ ٚ‬اٌمبٔ‪.ْٛ‬اٌطجؼخ األ‪ ٌٝٚ‬اٌش‪٠‬بع ‪٘1420‬ظ(ص‪)120‬‬
‫‪16‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫انًثحث انثاًَ‪:‬األسانٍة انتكُىنىجٍح انحذٌثح نغسم األيىال‬
‫ال ىبفى على احد الدور الكبَت الذي لعبو التطور التكنولوجي اغبديث يف تقدـ و‬
‫ازدىار الدوؿ و كذلك األنشطة االقتصادية و االجتماعية على صبيع اؼبستويات كما انو ال‬
‫هبب إغفاؿ اعبانب السليب ؽبذا التطور و اؼبتمثل أصال يف تطور اعبريبة اؼبنظمة و خصوصا‬
‫جريبة غسل األمواؿ حيث وفر التطور التكنولوجي لغاسلي األمواؿ ؾبموعة من األساليب‬
‫اغبديثة للقياـ بالعمليات اإلجرامية و سنكتفي باإلشارة لبعض ىذه األساليب و منها البنوؾ‬
‫االلكًتونية (مطلب أوؿ) مث التجارة االلكًتونية (مطلب ثاين)‪.‬‬

‫انًطهة األول‪:‬غسم األيىال عٍ طرٌق انثُىك االنكتروٍَح‬


‫وىي الطريقة األكثر شيوعا يف ؾباؿ غسل األمواؿ سواء بالطريقة التقليدية أو بالطريقة‬
‫اإللكًتونية‪ ،‬وتبدأ طبقا ؼبراحل غسل األمواؿ اؼبتعارؼ عليها باإليداع وتنتهي‬
‫باالستثمار‪.‬فعلى مستوى اإليداع فإف اإليداع اإللكًتوين يفًتض بداية فتح حساب و فتح‬
‫حساب إلكًتوين يبكن أف يتم عن طريق الدخوؿ على شبكة اإلنًتنت‪ ،‬دبلء استمارة حدد‬
‫مبوذجها البنك ويبكن التوقيع عليها إلكًتونيا‪ ،‬وفيها ىبتار العميل ما يشاء من أظباء حقيقية‬
‫أو ونبية أو حىت ؾبرد رموز سواء أكانت رقمية أو حروؼ وتنتهي عملية فتح اغبساب عند‬
‫ىذا اغبد‪ ،‬وقد ال يقتصر األمر على فتح حساب واحد فقط بل قد تتعدد اغبسابات البنكية‬
‫يف بنوؾ ـبتلفة ودوؿ ـبتلفة‪.‬و يتميز اإليداع اإللكًتوين دبجموعة من اؼبيزات مثل التشفَت‬
‫لضماف سرية عمليات اإليداع و ما يلي ذلك من استعماؿ أجهزة الكمبيوتر و استعماؿ‬
‫البطاقات الذكية و تلي ىذه العملية عملية االستثمار و اليت يقوـ هبا البنك ليساىم يف غسل‬
‫األمواؿ بطريقة غَت مباشرة دوف أف يتوافر ؽبا حقيقة مصدرىا‪ ،‬ذلك أف البنوؾ حبسب طبيعة‬
‫نشاطها تستثمر أمواؿ اؼبودعُت يف مشروعات ـبتلفة تدر عليها أرباحا تستطيع من خالؽبا أف‬
‫تؤدي للعمالء الفوائد اؼبتفق عليها‪ ،‬ومن مث فإف األمواؿ الغَت مشروعة زبتلط مع أمواؿ‬
‫اؼبودعُت على وجو العموـ ويتم استغالؿ اؼباؿ كوحدة واحدة يف االستثمار‪.‬ومع ذلك فإف‬
‫مودع األمواؿ الغَت مشروعة قد يستثمرىا طبقا لؤلنظمة اليت يضعها البنك‪ ،‬وذلك بطلب‬
‫قروض بضماف ىذه الودائع وىو أمر يدر على البنك رحبا حاصلو الفرؽ بُت فائدة اإليداع‬
‫‪17‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫وفائدة االقًتاض‪ ،‬وال يشًتط بطبيعة اغباؿ أف يتم االقًتاض من ذات البنك الذي أودع فيو‬
‫اؼباؿ اؼبغسوؿ‪ ،‬بل يبكن طلب القرض من بنك آخر بضماف الوديعة‪ ،‬وقد يكوف ىذا البنك‬
‫يف دولة أخرى غَت دولة البنك اؼبودع لديو‪ ،‬واألمواؿ اؼبقًتضو ىي بطبيعة اغباؿ أمواال نظيفة‬
‫يبكن من خالؽبا االشًتاؾ يف مشروعات أو شراء فبتلكات تبدو يف صورة مشروعة سباما‪.‬كما‬
‫أف العملية األخَتة اليت توفرىا البنوؾ اإللكًتونية لغاسلي األمواؿ و ىي عملية السحب‬
‫يبكن صاحب اغبساب من اغبصوؿ من البنك اؼبودع لديو على بطاقة فبغنطة‬ ‫اإللكًتوين ِّ‬
‫يستطيع دبوجبها أف يسحب األمواؿ من أي مكاف يف العامل والذي وبدث عمال أف غاسل‬
‫األمواؿ إذا وضع مالو بعمالت ؿبلية ليس ؽبا سعر صرؼ مناسب بالقياس إىل العمالت‬
‫األجنبية ذات الغطاء القوي كالدوالر واإلسًتليٍت واليورو مثال‪ ،‬فإنو يلجأ إىل الدوؿ اليت‬
‫‪24‬‬
‫تتعامل هبذه العمالت ويسحب أموالو إلكًتونيا خارج اغبدود دوف ـباطر‪.‬‬

‫انًطهة انثاًَ‪:‬غسم األيىال عٍ طرٌق انتجارج اإلنكتروٍَح‬


‫تبعا لتطور تكنولوجيا االتصاالت واؼبعلومات فقد انتشرت يف اآلونة األخَتة ظاىرة‬
‫التجارة اإللكًتونية عرب االنًتنيت و ال يشًتط فيها تواجد أطراؼ العقد يف اؼبواجهة‪ ،‬وال‬
‫يشًتط تنفيذ التزامات العقد يف ذات اؼبكاف‪ ،‬و ذلك على خالؼ القواعد العامة اؼبتعارؼ‬
‫عليها يف القانوف اؼبدين‪ .‬وقد وافقت عبنة األمم اؼبتحدة للقانوف التجاري الدويل‬
‫‪ UNCITRAL‬على مبوذج ؼبشروع قانوف موحد للتجارة اإللكًتونية يف ‪ 16‬ديسمرب‬
‫‪ ،1996‬وعلى الرغم من أف االتفاقية مل تضع تعريفا ؿبددا ؼبفهوـ التجارة اإللكًتونية واليت‬
‫تتم بواسطة نقل اؼبعلومات بُت جهازين للكمبيوتر وفقا لقواعد معينة متفق عليها سواء‬
‫بالنسبة للعرض أو الطلب أو التعاقد أو التنفيذ ففي مشروع قانوف التجارة اإللكًتونية اؼبصري‬
‫جاء يف مادتو األوىل تعريف للتجارة اإللكًتونية بأهنا "كل معاملة تجارية تتم عن بعد‬

‫‪.َ - 24‬د‪ِ .‬شاد سشذ‪.ٞ‬غغً األِ‪ٛ‬اي ػجش اٌ‪ٛ‬عبئً اإلٌىزش‪١ٔٚ‬خ‪.‬ثؾش ِٕش‪ٛ‬س ة ‪http://www.arablawinfo.com/main.htm‬‬
‫‪18‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫باستخدام وسيلة إلكترونية"‪25.‬كما عرفها اؼبشرع التونسي يف القانوف رقم ‪ 83‬لسنة‬
‫‪ 2000‬بأهنا "العمليات التي تتم عبر المبادالت االلكترونية"وقد فرضت جل التشريعات‬
‫على اؼبعلن بطريق التجارة اإللكًتونية التزامات ؿبددة ببياف اظبو وعنوانو والسلعة أو اػبدمة أو‬
‫القيمة وقيمة اعبمارؾ اليت ربصل عليها ومكاف وتاريخ التسليم وجهة اعتماد التوقيع‬
‫اإللكًتوين‪ .‬غَت أف اؼبشرع اؼبغريب مل يقم بعد بتنظيم التجارة اإللكًتونية على الرغم من‬
‫انتشارىا و كثرة التعامل هبذه الوسيلة اغبديثة وال شك أف أحد األساليب اؼبتبعة يف غسل‬
‫األمواؿ ىي وسيلة التجارة اإللكًتونية وال نقصد بذلك ؾبرد اغبصوؿ على سلع استهالكية‪،‬‬
‫بل اؼبقصود بذلك عقد الصفقات اؼبالية الضخمة مع الشركات الكربى مث إعادة طرحها يف‬
‫األسواؽ‪ ،‬كصفقات السيارات أو العقارات أو اؼبعادف الثمينة على سبيل اؼبثاؿ و من غَت‬
‫شك أف إغفاؿ اؼبشرع اؼبغريب لتنظيم قواعد ىذا النوع من التجارة سيطرح مشاكل عديدة يف‬
‫تطبيق مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ‪.‬‬

‫انفصم انثاًَ‪:‬وسائم يكافحح غسم األيىال‬

‫بعد أف حاولنا اإلحاطة جبريبة غسل األمواؿ من حيث تعريفها و صورىا و كذلك‬
‫أىم األساليب اليت تتم بطريقها فالبد إذف بعد ذلك من التعرؼ على أىم اإلجراءات اؼبتخذة‬
‫ؼبكافحة ىذه اعبريبة اػبطَتة اليت و كما قدمنا سابقا باتت هتدد االقتصاد الوطٍت باإلضافة إىل‬
‫انعكاساهتا على اعبانب االجتماعي و السياسي سواء على اؼبستوى الوطٍت أو على اؼبستوى‬
‫العاؼبي لذلك فقد ارتأينا تقسيم ىذا الفصل إىل مبحثُت لبصص األوؿ إلجراءات مكافحة‬
‫جريبة غسل األمواؿ على الصعيد الوطٍت مث لبصص الثاين إلجراءات اؼبكافحة على الصعيد‬
‫الدويل‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ٔ -‬فظ اٌّشعغ اٌغبثك‬

‫‪19‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫انًثحث األول‪:‬إجراءاخ انًكافحح عهى انصعٍذ انىطًُ‬


‫لقد سارت العديد من الدوؿ يف طريق مكافحة غسيل األمواؿ‪ ،‬وخطت خطوات‬
‫ىامة يف ىذا الطريق‪ ،‬ولكنها مل تصل إىل هناية الطريق بسبب وجود عقبات منعتها من ذلك‪،‬‬
‫أنبها عقبة التمسك بالسرية اؼبصرفية‪ .‬ومن ىذه الدوؿ الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬وفرنسا‪،‬‬
‫وأؼبانيا‪ ،‬واقبلًتا‪ ،‬وسويسرا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬واسًتاليا‪ ،‬ومصر‪ ،‬وقطر‪ ،‬واإلمارات العربية اؼبتحدة‪،‬‬
‫ولبناف‪ ،‬واألردف و اؼبغرب مؤخرا‪ ...‬اخل‪ 26.‬ولكن أىم الدوؿ اليت قطعت شوطا ال بأس بو يف‬
‫ىذا اجملاؿ ىي الواليات اؼبتحدة األمريكية‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وأؼبانيا‪ ،‬واسًتاليا‪ .‬ولن يتسع اجملاؿ يف‬
‫ىذا اؼبقاـ لعرض ذبارب كل الدوؿ‪ ،‬لذلك سنكتفي بعرض التجربة الفرنسية كمثاؿ على‬
‫ذبارب الدوؿ األجنبية يف مكافحة غسل األمواؿ و ؿباولة مقارنتها بالتجربة اؼبغربية من خالؿ‬
‫مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ و بناءا على ذلك سنقوـ بتقسيم ىذا اؼببحث‬
‫إىل طبس فقرات كباوؿ من خالؿ كل فقرة حبث إجراء من اإلجراءات دوف أف ننسى مقارنة‬
‫التجربة الفرنسية باحملاولة اؼبغربية‪.‬‬

‫انفقرج األونى‪:‬انتجرٌى‬
‫نظرا النتشار ظاىرة تعاطي اؼبخدرات‪ ،‬فقد قاـ اؼبشرع الفرنسي بتجرمي صور شىت‬
‫ومتنوعة ؽبذه الظاىرة‪ .‬ويعد قانوف ‪ ،1953/12/24‬وقانوف ‪ 1970/12/31‬حجر‬
‫األساس يف التشريع الفرنسي ؼبكافحة إنتاج وتعاطي واالذبار باؼبخدرات‪ ،‬وقد اىتم اؼبشرع‬
‫الفرنسي يف قانوف ‪ 1987‬دبالحقة عائدات اؼبخدرات واغبيلولة دوف فوز اعبناة هبا ومن مت‬
‫اإلسراع بإصدار قانوف ‪/12‬يوليو‪ ،1990/‬الذي اىتم بدور اؼبؤسسات اؼبالية يف مكافحة‬
‫غسل األمواؿ اؼبتحصلة من االذبار يف اؼبخدرات‪ ،‬واغبد من إطالؽ مبدأ سرية اؼبعامالت‬
‫اؼبصرفية‪ ،‬دوف اؼبساس دبا يفرضو ىذا اؼببدأ على اؼبؤسسات اؼبصرفية من قيود‪ .‬وىذا واضح‬
‫من نص اؼبادة ‪ 3‬من ىذا القانوف اليت أوجبت اإلخطار عن األمواؿ والعمليات اؼبصرفية اليت‬

‫‪ 26‬د‪ِ.‬ظطف‪ ٝ‬ػجذ اٌّغ‪١‬ذ وٕبسح‪.‬اٌغش‪ّ٠‬خ إٌّظّخ اٌزؼش‪٠‬ف ‪ ٚ‬األّٔبؽ‪.‬ؽ األ‪ ٌٝٚ‬اٌش‪٠‬بع ‪ 1999‬عبِؼخ ٔب‪٠‬ف اٌؼشث‪١‬خ ٌٍؼٍ‪ َٛ‬األِٕ‪١‬خ(ص‪)73‬‬
‫‪20‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫تبدو أهنا متحصلة عن إحدى جرائم اؼبخدرات‪ ،‬واؼبادة ‪ 14‬اليت تلزـ اؼبؤسسات اؼبصرفية‬
‫بإجراء فحص لكل عملية مصرفية تزيد عن مبلغ معُت حيث يشك يف مشروعية مصدرىا‪،‬‬
‫‪27‬‬
‫حىت ولو مل تكن متعلقة جبرائم اؼبخدرات‪.‬‬

‫و اؼبالحظ على التجربة اؼبغربية مرورىا بنفس اؼبراحل تقريبا حيث نظم ألوؿ مرة‬
‫ظاىرة انتشار و تعاطي اؼبخدرات من خالؿ مقتضيات الظهَت الشريف الصادر يف ‪ 12‬ربيع‬
‫الثاين ‪ 2( 1341‬دجنرب ‪ )1922‬بتنظيم استَتاد اؼبواد السامة واالذبار فيها وإمساكها‬
‫واستعماؽبا حسبما وقع تغيَته وتتميمو و مقتضيات النصوص التنظيمية الصادرة بتطبيقو‬
‫واؼبتعلقة باؼبواد اؼبعتربة ـبدرات كما اىتم يف الفصوؿ من ‪ 571‬إىل ‪ 574‬من ؾبموعة القانوف‬
‫اعبنائي بتجرمي إخفاء األشياء اؼبتحصل عليها من جنحة أو جناية مث إصدار دورية من طرؼ‬
‫بنك اؼبغرب دخلت حيز التطبيق يف يناير ‪ 2004‬تلزـ مؤسسات االئتماف بتطبيق‬
‫مبدأ‪":‬اعرف عميلك" ليصل مؤخرا بعد إدراكو ػبطورة جريبة غسل األمواؿ على االقتصاد‬
‫الوطٍت إىل ذبرمي ىذه األخَتة عن طريق مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ‪ 28،‬و‬
‫الذي خصص الباب األوؿ منو لتتميم الباب التاسع من الكتاب الثالث من ؾبموعة القانوف‬
‫اعبنائي بإضافة فرع سادس مكرر‪.‬‬

‫و ما يبكن مالحظتو على التجربتُت ىو أف اؼبشرع اؼبغريب على الرغم من حداثة عهده‬
‫جبريبة غسل األمواؿ و تنظيمو ؽبا فقد سار على نفس النهج الذي تسَت عليو أغلب‬
‫التشريعات الدولية بتجريبو لغسل األمواؿ اؼبتحصلة من ؾبموعة من اعبرائم‪29،‬دوف حصر ذلك‬
‫يف عائدات االذبار يف اؼبخدرات غَت أف اؼبشرع الفرنسي أضاؼ إىل ذلك أنو هبرـ ويعاقب‬
‫على ـبتلف صور غسل األمواؿ اؼبتحصلة عن جناية أو جنحة‪ ،‬أيا كانت ىذه اعبناية‬
‫واعبنحة‪ ،‬وسواء كاف ذلك بصورة مباشرة أو غَت مباشرة وىذا ما يؤكده نص اؼبادة‬
‫(‪ )2+1/324‬كما وبرص على ذبرمي عمليات غسل األمواؿ الناذبة ربديدا عن إحدى‬
‫جرائم اؼبخدرات رغم عمومية نص اؼبادتُت (‪ ،)2+1/324‬وىذا واضح من إدراج اؼبادة‬

‫‪- 27‬د‪.‬ػمً ‪ٛ٠‬عف ِمبثٍخ‪ٚ.‬عبئً ِىبفؾخ عش‪ّ٠‬خ غغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬ثؾش ِٕش‪ٛ‬س ة‪http://www.arablawinfo.com/main.htm:‬‬
‫‪- 28‬عش‪٠‬ذح اٌؼٍُ ػذد ‪ِ 30‬بسط ‪ِ( 2007‬ىبفؾخ رج‪١١‬غ األِ‪ٛ‬اي أ‪ّٛٔ ٞ‬رط ‪٠‬ظٍؼ ٌٍّغشة)‬
‫‪ ٚ- 29‬إْ وبٔذ ٘زٖ اٌغشائُ ِؼذ‪ٚ‬دح ف‪ 7 ٟ‬عشائُ ؽغت اٌفظً ‪ ِٓ 572-2‬اٌفشع اٌغبدط ِىشس ٘‪:ٟ‬االرغبس ف‪ ٟ‬اٌّخذساد‪ ،‬اٌّزبعشح ف‪ٟ‬‬
‫اٌجشش‪ ،‬ر‪ٙ‬ش‪٠‬ت اٌّ‪ٙ‬بعش‪ ،ٓ٠‬االرغبس غ‪١‬ش اٌّشش‪ٚ‬ع ف‪ ٟ‬األعٍؾخ ‪ ٚ‬اٌزخ‪١‬شح‪ ،‬اٌشش‪ٛ‬ح ‪ ٚ‬اٌغذس ‪ ٚ‬اعزغالي إٌف‪ٛ‬ر ‪ ٚ‬اخزالط األِ‪ٛ‬اي اٌؼبِخ ‪ٚ‬‬
‫اٌخبطخ‪ ،‬اٌغشائُ اإلس٘بث‪١‬خ ‪،‬رض‪٠ٚ‬ش إٌم‪ٛ‬د ‪ ٚ‬عٕذاد اٌمش‪ٚ‬ع اٌؼّ‪١ِٛ‬خ أ‪ٚ ٚ‬عبئً األداء األخش‪ٜ‬‬
‫‪21‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫(‪ )38/222‬يف صلب القانوف اعبنائي اعبديد‪ 30،‬واليت ذبرـ تسهيل التربير الكاذب ؼبصدر‬
‫األمواؿ أو الدخوؿ أو صنعها أو بيعها أو تصديرىا أو نقلها أو حيازهتا أو عرضها أو النزوؿ‬
‫عنها أو اكتساهبا أو استعماؽبا‪ ،‬وكذلك األمواؿ اؼبتحصلة عن جريبة إنتاج أو صناعة اؼبواد‬
‫اؼبخدرة أو جلبها أو تصديرىا بطريق غَت مشروع‪ ،‬أو اؼبساعدة يف عمليات إيداع أو إخفاء‬
‫أو ربويل العائدات اؼبتحصلة عن إحدى ىذه اعبرائم‪ .‬حيث تكوف العقوبة اؼبقررة لغسل‬
‫األمواؿ عندما تتعلق بإحدى جرائم اؼبخدرات أكثر من العقوبة يف باقي اعبرائم و ذلك رغبة‬
‫منو يف ردع جرائم اؼبخدرات‪.‬‬

‫انفقرج انثاٍَح‪:‬انجزاءاخ‬
‫يعاقب القانوف الفرنسي على جريبة غسل األمواؿ يف صورهتا البسيطة بالسجن ؼبدة‬
‫طبس سنوات وبغرامة مقدارىا مليوناف ونصف اؼبليوف فرنك فرنسي‪ .‬ولكن ىذه العقوبة تشدد‬
‫لكي تصبح السجن ؼبدة عشر سنوات‪ ،‬وتضاعف الغرامة لتصبح طبسة ماليُت فرنك فرنسي‬
‫اذا توافر أحد الظرفُت التاليُت‪:‬‬

‫االعتياد أو استخداـ الوسائل اليت توفرىا مزاولة نشاط مهٍت أو وقوع اعبريبة بصورة‬
‫جريبة منظمة‪ .‬وكذلك يعاقب القانوف الفرنسي على الشروع يف جرائم غسل األمواؿ‪ ،‬وبنفس‬
‫العقوبة اؼبقررة للجريبة التامة‪.‬‬

‫أما اؼبشرع اؼبغريب فيقرر عقوبة اغببس من سنتُت إىل طبس سنوات و غرامة من‬
‫‪ 20.000‬إىل ‪ 100.000‬درىم و يعاقب بنفس العقوبة على ؿباولة غسل األمواؿ و ترفع‬
‫عقوبات اغببس و الغرامة إىل الضعف يف حاالت‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪Art. 222-38. - Est puni de dix ans d'emprisonnement et de 5 000 000 F d'amende le fait de‬‬
‫‪faciliter, par tout moyen, la justification mensongère de l'origine des biens ou des revenus de l'auteur de‬‬
‫‪l'une des infractions mentionnées aux articles 222-34 à 222-37 ou d'apporter son concours à une‬‬
‫‪opération de placement, de dissimulation ou de conversion du produit de l'une de ces infractions. La‬‬
‫‪peine d'amende peut être élevée jusqu'à la moitié de la valeur des biens ou des fonds sur lesquels ont‬‬
‫‪porté les opérations de blanchiment.‬‬
‫‪22‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫ارتكاب اعبرائم باستعماؿ التسهيالت اليت توفرىا مزاولة نشاط مهٍت أو يف حالة‬
‫تعاطي الشخص ؼبمارسة غسل األمواؿ بصفة اعتيادية و يف حالة وقوع جريبة غسل األمواؿ‬
‫‪31‬‬
‫بصورة اعبريبة اؼبنظمة أو يف حالة العود‪.‬‬

‫وىناؾ العديد من العقوبات التكميلية اليت توقع على مرتكيب جرائم غسيل األمواؿ‬
‫اليت ترتكب من األشخاص الطبيعيُت ففي القانوف الفرنسي يبكن أف يبنع من تويل الوظائف‬
‫العامة‪ ،‬وحظر إصدار الشيكات‪ ،‬واؼبنع من مزاولة النشاط اؼبهٍت أو االجتماعي الذي وقعت‬
‫اعبريبة أثناءه أو دبناسبتو‪ ،‬ووقف رخصة القيادة ؼبدة معينة‪ ،‬أو إلغاؤىا‪ ،‬ومصادرة سيارات‬
‫فاعل اعبريبة‪ ،‬وأسلحتو‪ ،‬واألشياء اؼبستخدمة يف ارتكاب اعبريبة أو اليت كانت معدة لذلك‪ ،‬أو‬
‫األشياء اؼبتحصلة عن اعبريبة‪ ،‬واؼبنع من فبارسة اغبقوؽ السياسية‪ ،‬واؼبدنية‪ ،‬وحقوؽ األسرة‪،‬‬
‫واؼبنع من مغادرة إقليم الدولة‪ ،‬ومنع األجنيب مرتكب اعبريبة من دخوؿ إقليم الدولة‪.‬و كذلك‬
‫الشأف بالنسبة للتشريع اؼبغريب حيث ينص الفصل ‪ 574-5‬من الفرع السادس مكرر من‬
‫الباب التاسع من الكتاب الثالث من ؾبموعة القانوف اعبنائي على ؾبموعة من العقوبات‬
‫اإلضافية و اؼبتمثلة يف‪ :‬مصادرة األمواؿ اليت استعملت الرتكاب اعبريبة كليا مصادرة كلية أو‬
‫جزئية مع حفظ حق الغَت حسٍت النية واؼبنع من مزاولة النشاط اؼبهٍت أو االجتماعي الذي‬
‫وقعت اعبريبة أثناءه أو دبناسبتو‪.‬‬

‫و قد أقر اؼبشرع اؼبغريب اقتداءا باؼبشرع الفرنسي يف الفصل ‪ 574-2‬من ؾبموعة‬


‫القانوف اعبنائي دبسؤولية الشخص اؼبعنوي على جرائم غسل األمواؿ من خالؿ تطرقو‬
‫للعقوبات اليت يبكن أف توقع عليو فنص على انو‪..":‬فيما يخص األشخاص المعنوية بغرامة‬
‫من ‪ 555.555‬إلى ‪ 3.555.555‬درىم دون اإلخالل بالعقوبات التي يمكن‬
‫إصدارىا على مسيريها أو المستخدمين العاملين بها المتورطين في الجرائم"‬

‫انفقرج انثانثح‪:‬األشخاص انخاضعٍٍ و انتزاياتهى‬

‫‪ٛ٠- 31‬عذ ف‪ ٟ‬ؽبٌخ ػ‪ٛ‬د ِٓ اسرىت اٌغش‪ّ٠‬خ داخً اٌخّظ عٕ‪ٛ‬اد اٌّ‪ٛ‬اٌ‪١‬خ ٌظذ‪ٚ‬س ؽىُ ِىزغت ٌم‪ٛ‬ح اٌش‪ٟ‬ء اٌّمؼ‪ ٟ‬ثٗ ػٓ إؽذ‪ ٜ‬اٌغشائُ‬
‫إٌّظ‪ٛ‬ص ػٍ‪ٙ١‬ب ف‪ ٟ‬اٌفظً ‪.574-1‬‬
‫‪23‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫عدد مشروع القانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ يف الباب الثاين منو األشخاص‬
‫اػباضعُت ألحكاـ ىذا القانوف و بُت التزاماهتم و ىكذا حصرت اؼبادة الثانية منو األشخاص‬
‫اػباضعُت ؽبذا القانوف يف‪:‬مؤسسات االئتماف‪ ،‬و األبناؾ و الشركات القابضة اغبرة‪ ،‬الشركات‬
‫اؼبالية‪ ،‬مقاوالت التأمُت و إعادة التامُت‪ ،‬مراقبو اغبسابات و احملاسبوف اػبارجيوف و‬
‫اؼبستشاروف يف اجملاؿ الضرييب‪ ،‬األشخاص اؼبنتموف ؼبهنة قانونية مستقلة عندما يشاركوف باسم‬
‫زبوهنم و غبسابو يف معاملة مالية أو عقارية‪ ،‬األشخاص الذين يسَتوف كازينوىات و‬
‫مؤسسات ألعاب اغبظ و مل يتكفي اؼبشرع اؼبغريب حبصر ىؤالء على سبيل اغبصر بل إنو بُت‬
‫اؼبعايَت اليت سبكن من معرفة األشخاص الذين هبب إخضاعهم ؼبقتضياتو‪ 32.‬و قد نص الفرع‬
‫الثاين من نفس الباب على أنو يتعُت على األشخاص اػباضعُت ؽبذا القانوف التصريح‬
‫باالشتباه الذي يهم سواء اؼببالغ اؼبالية أو العمليات اؼبشتبو يف أهنا تكوف غسل األمواؿ أو‬
‫سبويل اإلرىاب و كذا وضع جهاز داخلي لليقظة يبكن من تفادي ىذه العمليات‪ 33،‬كما‬
‫يتوجب على األشخاص اؼبعنيُت دبعاعبة اؼبعلومات اؼبتحصل عليها احًتاـ السر اؼبهٍت و يبنع‬
‫عليهم استعماؿ ىذه اؼبعلومات يف غَت األغراض اؼبنصوص عليها يف ىذا القانوف و تسري‬
‫عليهم يف ذلك مقتضيات القانوف اعبنائي اؼبتعلقة بإفشاء السر اؼبهٍت‪.‬‬

‫انفقرج انراتعح‪ :‬تفعٍم انتعاوٌ انذونً فً انقاَىٌ انًغرتً و انفرَسً‬


‫اكتفى مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ باإلشارة يف مادة واحدة إىل‬
‫إمكانية التعاوف الدويل مع السلطات اليت ؽبا نفس اختصاصات وحدة معاعبة اؼبعلومات‬
‫اؼبالية‪ 34،‬و ذلك وعيا من اؼبشرع باألنبية البالغة اليت يكتسيها التعاوف الدويل يف ىذا اجملاؿ‬
‫خصوصا عندما يتعلق األمر جبريبة غسل األمواؿ باعتبارىا جريبة منظمة عرب وطنية كما‬
‫سبقت اإلشارة إىل ذلك‪.‬‬

‫‪- 32‬رٕض اٌّبدح األ‪ِ ِٓ ٌٝٚ‬شش‪ٚ‬ع لبٔ‪ 43-05 ْٛ‬ػٍ‪ ٝ‬أٗ ‪":‬رطجك أؽىبَ ٘زا اٌجبة ػٍ‪ ٝ‬األشخبص اٌزار‪ ٚ ٓ١١‬ػٍ‪ ٝ‬األشخبص اٌّؼٕ‪٠ٛ‬خ‬
‫اٌخبػؼ‪ٌٍ ْٛ‬مبٔ‪ ْٛ‬اٌؼبَ أ‪ ٚ‬اٌخبص ثبعزضٕبء اٌذ‪ٌٚ‬خ اٌز‪ٕ٠ ٓ٠‬غض‪ ْٚ‬أصٕبء ل‪١‬بِ‪ ُٙ‬ثّ‪ٙ‬بِ‪ ُٙ‬ػٍّ‪١‬بد رزشرت ػٕ‪ٙ‬ب رؾشوبد ألِ‪ٛ‬اي ‪٠‬م‪ِْٛٛ‬‬
‫ثّشالجز‪ٙ‬ب ‪٠ ٚ...‬ى‪ ِٓ ْٛ‬شأٔ‪ٙ‬ب أْ رى‪ ْٛ‬اٌغشائُ إٌّظ‪ٛ‬ص ػٍ‪ٙ١‬ب ‪ ٚ‬ػٍ‪ ٝ‬ػم‪ٛ‬ثز‪ٙ‬ب ف‪ ٟ‬اٌفشع اٌغبدط ِىشس ِٓ اٌجبة اٌزبعغ ِٓ اٌىزبة‬
‫اٌضبٌش ِٓ اٌّغّ‪ٛ‬ػخ اٌغٕبئ‪١‬خ"‬
‫‪- 33‬ػشع ِذ‪٠‬ش‪٠‬خ اٌخض‪ٕ٠‬خ ‪ ٚ‬اٌّبٌ‪١‬خ اٌخبسع‪١‬خ اٌزبثغ ٌ‪ٛ‬صاسح اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ٚ‬اٌخ‪ٛ‬طظخ ؽ‪ٛ‬ي ِشش‪ٚ‬ع اٌمبٔ‪ 43-05 ْٛ‬اٌّزؼٍك ثغغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬‬
‫أِبَ ِغٍظ اٌّغزشبس‪ ٓ٠‬رمذ‪ ُ٠‬ص٘‪١‬ش ششف‪ِ ٟ‬ذ‪٠‬ش اٌخض‪ٕ٠‬خ ‪ ٚ‬اٌّبٌ‪١‬خ اٌخبسع‪١‬خ‪.‬‬
‫‪- 34‬اٌّبدح ‪ِ ِٓ 24‬شش‪ٚ‬ع لبٔ‪ 43-05 ْٛ‬اٌّزؼٍك ثغغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫و على عكس ذلك فقد حاوؿ اؼبشرع الفرنسي أف يبُت قواعد التعاوف الدويل يف ىذا‬
‫اجملاؿ و أعطاه أنبية بالغة حيث يعاقب كل من قاـ بطريق التصدير أو اعبلب أو النقل أو‬
‫اؼبقاصة بعملية مالية بُت فرنسا واػبارج وقد ىدؼ اؼبشرع من ذلك التغلب على حيل التمويو‬
‫اؼبصريف ومواجهة الصعوبات الناشئة عن تطبيق قواعد االختصاص يف حاؿ وقوع أركاف اعبريبة‬
‫جرـ غسل األمواؿ على‬ ‫على إقليم أكثر من دولة ويضاؼ إىل ذلك أف اؼبشرع الفرنسي قد ّ‬
‫الرغم من أف العملية اؼبالية مل تقع بأكملها على اإلقليم الفرنسي‪ ،‬وقد ىدؼ من ذلك‬
‫مكافحة غسل األمواؿ الذي يقع يف صورة جريبة منظمة كما أف اؼبشرع الفرنسي حاوؿ تعزيز‬
‫التعاوف الدويل من خالؿ إبرامو ؾبموعة من االتفاقيات تبقى أنبها معاىدة ؾبلس أوروبا اليت‬
‫عقدت يف سًتاسبورغ عاـ ‪ 35،1990‬و اليت تقضي بأف كل طلب تقدمو إحدى الدوؿ‬
‫األطراؼ يف اؼبعاىدة واؼبتعلقة بغسل األمواؿ اؼبتحصلة عن جناية‪ ،‬وكشفها وضبطها‪،‬‬
‫ومصادرهتا‪ ،‬هبوز أف يطبق على ىذا الطلب أحكاـ القانوف اؼبتعلق بغسل األمواؿ‪.‬‬

‫و من جهة القانوف اؼبغريب فقد حاوؿ أيضا تفعيل التعاوف الدويل من خالؿ تفعيل‬
‫مقتضيات اؼبواد ‪ 595-6‬و ‪ 595-7‬و ‪ 595-8‬من قانوف اؼبسطرة اعبنائية و اؼبصادقة‬
‫على ؾبموعة من االتفاقيات الدولية أنبها اتفاقية األمم اؼبتحدة ؼبكافحة اؼبخدرات و اؼبؤثرات‬
‫العقلية يف أكتوبر ‪ 1992‬و اتفاقية األمم اؼبتحدة ضد اعبريبة اؼبنظمة العرب وطنية يف يوليوز‬
‫‪ 2002‬و كذلك االتفاقية اؼبتعلقة بزجر سبويل اإلرىاب مث تطبيق قرارات ؾبلس األمن اؼبتعلقة‬
‫‪36‬‬
‫دبكافحة اإلرىاب خاصة القرارين ‪ 1267‬و ‪.1373‬‬

‫انفقرج انخايسح‪:‬االعتراف تحجٍح األحكاو األجُثٍح فً انًغرب و فرَسا‬


‫مل ينص مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ يف مواده صراحة على إمكانية‬
‫تطبيق األحكاـ األجنبية باؼبغرب غَت أف اؼبادة ‪ 31‬منو و اليت ربيل على اؼبواد ‪595-6‬‬
‫و ‪ 595-7‬و ‪ 595-8‬من قانوف اؼبسطرة اعبنائية ذبيز و بصفة غَت مباشرة إمكانية تطبيق‬
‫األحكاـ األجنبية و االعًتاؼ حبجيتها و ذلك مع مراعاة أحكاـ القانوف الدويل اػباص‬

‫‪ - 35‬د‪.‬ػمً ‪ٛ٠‬عف ِمبثٍخ‪ٚ.‬عبئً ِىبفؾخ عش‪ّ٠‬خ غغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬ثؾش ِٕش‪ٛ‬س ة‪http://www.arablawinfo.com/main.htm:‬‬


‫‪ - 36‬ػشع ِذ‪٠‬ش‪٠‬خ اٌخض‪ٕ٠‬خ ‪ ٚ‬اٌّبٌ‪١‬خ اٌخبسع‪١‬خ اٌزبثغ ٌ‪ٛ‬صاسح اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ٚ‬اٌخ‪ٛ‬طظخ ؽ‪ٛ‬ي ِشش‪ٚ‬ع اٌمبٔ‪ 43-05 ْٛ‬اٌّزؼٍك ثغغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬‬
‫أِبَ ِغٍظ اٌّغزشبس‪ ٓ٠‬رمذ‪ ُ٠‬ص٘‪١‬ش ششف‪ِ ٟ‬ذ‪٠‬ش اٌخض‪ٕ٠‬خ ‪ ٚ‬اٌّبٌ‪١‬خ اٌخبسع‪١‬خ‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫اؼبغريب أما اؼبشرع الفرنسي فإنو ينظم ذلك دبقتضى نصوص صروبة لكن وفق شروط معينة‪:‬‬
‫أف يقضي اغبكم دبصادرة أمواؿ متحصلة عن نشاط غسل األمواؿ و أف يكوف اغبكم هنائيا‪،‬‬
‫ومكتسبا قوتو التنفيذية وفقا لقانوف الدولة الطالبة‪ ،‬أف تكوف األمواؿ اؼبطلوب مصادرهتا‬
‫دبوجب اغبكم األجنيب فبا هبوز مصادرتو طبقا للقانوف الفرنسي‪ ،‬أف ينصب اغبكم على‬
‫مصادرة ماؿ معُت أو غَت معُت يبثل العائد اؼبتحصل عن جريبة وقعت على اإلقليم الفرنسي‪،‬‬
‫أو أف ينصب اغبكم على اإللزاـ بدفع مبلغ معُت من النقود يباثل قيمة ىذا اؼباؿ و أخَتا‬
‫يصدر الًتخيص الالزـ لتنفيذ اغبكم األجنيب القاضي باؼبصادرة عن ؿبكمة اعبنح اليت زبتص‬
‫بذلك بناء على طلب النيابة العامة‪ 37.‬وخالصة القوؿ فإف األحكاـ اليت استحدثها القانوف‬
‫الفرنسي يف ىذا اجملاؿ تعد خطوة غَت مسبوقة يف ؾباؿ التعاوف الدويل ؼبكافحة غسل األمواؿ‪،‬‬
‫وخاصة يف ؾبايل االختصاص اعبنائي الدويل‪ ،‬وؾباؿ االعًتاؼ حبجية األحكاـ اعبنائية‬
‫األجنبية‪.‬‬

‫و رجوعا إىل مشروع القانوف اؼبغريب فإف يالحظ و خالفا لقواعد االختصاص‬
‫اؼبنصوص عليها يف قانوف اؼبسطرة اعبنائية أو يف نصوص أخرى فتختص ؿباكم الرباط فيما‬
‫‪38‬‬
‫يتعلق باؼبتابعات و التحقيق و البت يف األفعاؿ اليت تكوف جرائم غسل األمواؿ‪.‬‬

‫انًثحث انثاًَ‪:‬وسائم انًكافحح عهى انصعٍذ انذونً‬


‫إف تزايد حدة اؼبخاطر اليت تًتتب على جريبة غسل األمواؿ دفع باجملتمع الدويل منذ‬
‫عقود إىل مكافحة ىذه اعبريبة وإف مل ترقى ىذه اؼبكافحة إىل اؼبستوى اؼبطلوب‪ ،‬وىذا ما‬
‫ؼبسناه من خالؿ مراجعتنا لالتفاقيات واؼبؤسبرات اليت عقدت على اؼبستوى العاؼبي أو‬
‫اإلقليمي‪.‬وبناء على ذلك فقد قسمت ىذا اؼبطلب إىل طبسة فقرات‪ ،‬وذلك على النحو‬
‫التايل‪ :‬الفقرة األوىل‪:‬التجرمي و العقاب‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬توسيع معايَت االختصاص القضائي اعبنائي‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬تسليم اجملرمُت‪.‬‬

‫‪http://www.lebarmy.gov.lb/article.asp?ln=ar&id=1303- 37‬‬
‫‪- 38‬اٌّبدح ‪ِ ِٓ 38‬شش‪ٚ‬ع لبٔ‪ 43-05 ْٛ‬اٌّزؼٍك ثغغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬االعًتاؼ حبجية األحكاـ اعبنائية األجنبية‪.‬‬

‫الفقرة اػبامسة‪ :‬اؼبساعدة القانونية اؼبتبادلة‪.‬‬

‫انفقرج األونى‪:‬انتجرٌى و انعقاب‪:‬‬


‫لقد سعى اجملتمع الدويل إىل مكافحة جريبة غسل األمواؿ‪ ،‬وىذا ما تؤكده نصوص‬
‫اتفاقية األمم اؼبتحدة ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشروع باؼبخدرات واؼبؤثرات العقلية اليت عقدت يف‬
‫فيينا عاـ ‪ ،1988‬و اليت صادؽ عليها اؼبغرب سنة ‪ 1992‬وغَتىا من االتفاقات واؼبؤسبرات‬
‫الدولية‪.‬فباإلضافة إىل ما تضمنتو ىذه االتفاقية من ذبرمي إنتاج وتصنيع أو بيع أو عرض أو‬
‫توزيع أو نقل أو استَتاد أو تصدير اؼبخدرات أو اؼبؤثرات العقلية نصت كذلك على ذبرمي‬
‫"تحويل األموال أو نقلها مع العلم بأنها مستمدة من أية جريمة أو جرائم منصوص‬
‫عليها في الفقرة الفرعية األولى من المادة ‪ 3‬من االتفاقية‪ ،‬أو من فعل من أفعال‬
‫االشتراك في مثل ىذه الجريمة أو الجرائم‪ ،‬بهدف إخفاء أو تمويو المصدر غير‬
‫المشروع لألموال أو بقصد مساعدة أي شخص متورط في ارتكاب مثل ىذه الجريمة‬
‫على اإلفالت من العواقب القانونية ألفعالو"‪.‬‬

‫ودبعٌت آخر فإف اتفاقية فيينا لعاـ ‪ 1988‬سالفة الذكر نصت على ذبرمي االذبار غَت‬
‫اؼبشروع باؼبخدرات‪ ،‬ونصت أيضا على ذبرمي غسل األمواؿ اؼبستمدة من جرائم‬
‫اؼبخدرات‪.‬غَت أف ما يالحظ على نصوص ىذه االتفاقية أهنا قصرت ذبرمي غسل األمواؿ على‬
‫األمواؿ اؼبستمدة من االذبار غَت اؼبشروع باؼبخدرات واؼبؤثرات العقلية‪ ،‬ومل توسع نطاؽ‬
‫التجرمي لغسل األمواؿ ليشمل األمواؿ القذرة اؼبستمدة من مصادر إجرامية أخرى‪ ،‬كالرشوة‪،‬‬
‫والفساد اؼبايل واإلداري‪ ،‬واالذبار باألسلحة‪ ،‬والبغاء وغَتىا من اؼبصادر اإلجرامية‪ .‬وقد يكوف‬
‫السبب وراء ذلك ىو أف ىذه االتفاقية خاصة باالذبار غَت اؼبشروع يف اؼبخدرات دوف غَته‬
‫من األنشطة اإلجرامية األخرى‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫أما بالنسبة لتجرمي غسل األمواؿ اؼبستمدة من اعبرائم األخرى فقد اىتمت بو‬
‫اتفاقيات ومؤسبرات أخرى كاتفاقية األمم اؼبتحدة ضد اعبريبة اؼبنظمة العرب وطنية و االتفاقية‬
‫اؼبتعلقة بزجر سبويل اإلرىاب و اليت صادؽ عليهما اؼبغرب يف يوليوز من سنة ‪.2002‬‬

‫وبالنسبة للعقاب فقد حددت اؼبادة ‪ 3‬من اتفاقية فيينا سالفة الذكر اؼببادىء العقابية‬
‫اليت يبكن للدوؿ األعضاء يف االتفاقية أف تضمنها يف قوانينها الداخلية مع عدـ اإلخالؿ دببدأ‬
‫االحتكاـ إىل القانوف الداخلي للطرؼ العضو يف االتفاقية كالعقوبات السالبة للحرية‪ ،‬وعالج‬
‫‪39‬‬
‫اجملرمُت‪ ،‬ورعايتهم وإعادة تأىيلهم ودؾبهم يف ؾبتمعاهتم‪.‬‬

‫وقد تركت ىذه االتفاقية للتشريعات الداخلية أمر ربديد فًتات العقوبات السالبة‬
‫للحرية طبقا ؼبا يتماشى مع دساتَتىا وقوانينها اؼبتبعة‪ .‬ومل تغفل االتفاقية عن وضع اؼببادىء‬
‫اػباصة بتشديد العقوبة حسب طبيعة اعبريبة أو ضخامة اؼببالغ اؼبغسولة‪ .‬كما نصت االتفاقية‬
‫أيضا على مصادرة اؼبتحصالت اؼبستمدة من جرائم اؼبخدرات‪ ،‬وما يتصل هبا من إجراءات‬
‫سابقة كاغبجز والتجميد لؤلرصدة اؼبتصلة بتلك اعبرائم‪.‬‬

‫و باإلضافة إىل ىذه االتفاقيات اليت صادؽ عليها اؼبغرب فهناؾ العديد من‬
‫االتفاقيات الدولية اليت تنظم إجراءات مكافحة ىذه اعبريبة أنبها‪ :‬اتفاقية اجمللس األورويب‬
‫اػباصة بغسيل األمواؿ سنة ‪ ،1990‬قانوف اؼببادىء الصادر عن عبنة بازؿ (‪ )Basle‬لعاـ‬
‫‪40‬‬
‫‪ ،1988‬إنشاء إدارة (فوباؾ) التابعة لالنًتبوؿ الدويل سنة ‪.1993‬‬

‫أما على اؼبستوى العريب فقد انعقدت ؾبموعة من اؼبؤسبرات أنبها‪ :‬مؤسبر وزراء الداخلية‬
‫العرب عاـ ‪ 1994‬والذي انبثقت عنو االتفاقية العربية ؼبكافحة االذبار غَت اؼبشروع يف‬
‫اؼبخدرات واؼبؤثرات العقلية‪ ،‬اؼبؤسبر العريب الثامن ؼبكافحة اؼبخدرات الذي عقد يف تونس عاـ‬
‫‪ ،1994‬والذي ناقش عمليات غسيل األمواؿ الناذبة عن االذبار غَت اؼبشروع يف اؼبخدرات‬
‫واؼبؤثرات العقلية‪ ،‬ومؤسبر التعاوف األمٍت عاـ ‪ 1996‬الذي عقد على مستوى وزراء الداخلية‬
‫العرب يف تونس من اجل التنسيق الدويل ؼبنع وتعقب اعبريبة‪ ،‬ومصادرة العوائد اؼبتحصلة من‬

‫‪- 39‬ارفبل‪١‬خ األُِ اٌّزؾذح ٌّىبفؾخ اٌّخذساد ‪ ٚ‬اٌّؤصشاد اٌؼمٍ‪١‬خ ف‪ٕ١١‬ب ‪.1988‬‬
‫‪ِ- 40‬ذا‪ٚ‬الد ِغٍظ إٌ‪ٛ‬اة ثشأْ ِٕبلشخ ِشش‪ٚ‬ع لبٔ‪ 43-05 ْٛ‬اٌّزؼٍك ثغغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫عمليات غسل األمواؿ‪ ،‬وربقيق التعاوف األمٍت مع االنًتبوؿ الدويل يف تسليم اجملرمُت‪ ،‬وعدـ‬
‫‪41‬‬
‫استخداـ اغبسابات اؼبصرفية السرية من اجل إخفاء األمواؿ اؼبستمدة من ذبارة اؼبخدرات‪.‬‬

‫انفقرج انثاٍَح‪ :‬تىسٍع يعاٌٍر االختصاص انقضائً انجُائً‬


‫إف مالحقة عمليات غسيل األمواؿ تتطلب تكامال يف معايَت االختصاص القضائي‬
‫حىت ال يفلت اعبناة من العقاب‪ ،‬وخاصة أف أركاف ىذه اعبريبة قد تقع على أقاليم دوؿ‬
‫متعددة‪ .‬وىذا ما أكدت عليو اتفاقية فيينا لعاـ ‪ 1988‬اليت تطرقنا إليها يف الفقرة السابقة‪.‬‬

‫فقد جاء باؼبادة‪ 4‬من ىذه اإلتفاقية أف على كل طرؼ يف اإلتفاقية أف يتخذ ما قد‬
‫يلزـ من تدابَت لتقرير اختصاصو القضائي يف ؾباؿ اعبرائم اليت يكوف قد قررىا وفقا للفقرة ‪1‬‬
‫من اؼبادة ‪ 3‬عندما ترتكب اعبريبة على إقليمو‪ ،‬أو عندما ترتكب اعبريبة على منت سفينة ترفع‬
‫علمو‪ ،‬أو طائرة مسجلة دبقتضى قوانينو وقت ارتكاب اعبريبة‪ .‬وهبوز لكل طرؼ يف اإلتفاقية‬
‫أف يتخذ ما قد يلزـ من تدابَت لتقرير اختصاصو القضائي يف ؾباؿ اعبرائم اليت يقررىا وفقا‬
‫للفقرة ‪ 1‬من اؼبادة ‪ 3‬عندما يرتكب اعبريبة احد مواطنيو أو شخص يقع ؿبل إقامتو اؼبعتاد‬
‫يف إقليمو‪ ،‬أو عندما ترتكب اعبريبة على منت سفينة تلقى الطرؼ إذنا بازباذ اإلجراءات‬
‫اؼبالئمة بشأهنا عمال بأحكاـ اؼبادة ‪ ،17‬شريطة أف ال يبارس ىذا االختصاص إال على‬
‫أساس االتفاقيات أو الًتتيباف اؼبشار إليها يف الفقرتُت‪ 4‬و ‪ 9‬من تلك اؼبادة‪ .‬ومل تستبعد ىذه‬
‫‪42‬‬
‫اإلتفاقية فبارسة أي اختصاص جنائي مقرر من قبل أي طرؼ وفقا لقانونو الداخلي‪.‬‬

‫وىكذا فقد أكدت اتفاقية فيينا اؼبذكورة على األخذ دببدأ اإلقليمية النعقاد‬
‫االختصاص دبحاكمة مرتكيب جريبة غسل األمواؿ سواء وقعت اعبريبة على إقليم الدولة‬
‫الطرؼ‪ ،‬أو على منت سفينة ترفع علمها‪ ،‬أو طائرة مسجلة دبقتضى قوانينها وقت وقوع‬
‫اعبريبة‪ .‬كما تبنت ىذه اإلتفاقية مبدأ الشخصية يف شقو اإلهبايب إذ أجازت أف ينعقد‬
‫االختصاص للدولة اليت وبمل جنسيتها مرتكب اعبريبة‪ ,‬وكذلك أجازت مبدأ العاؼبية إذ‬

‫‪ٔ- 41‬فظ اٌّشعغ اٌغبثك‪.‬‬


‫‪ - 42‬د‪.‬ػمً ‪ٛ٠‬عف ِمبثٍخ‪ٚ.‬عبئً ِىبفؾخ عش‪ّ٠‬خ غغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬ثؾش ِٕش‪ٛ‬س ة‪http://www.arablawinfo.com/main.htm:‬‬
‫‪29‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫جعلت االختصاص ينعقد للدولة اليت يقع يف إقليمها ؿبل اإلقامة اؼبعتاد للشخص مرتكب‬
‫‪43‬‬
‫اعبريبة‪.‬‬

‫انفقرج انثانثح‪:‬تسهٍى انًجريٍٍ‬


‫لقد عاعبت اتفاقية فيينا لعاـ ‪ 1988‬سالفة الذكر تسليم اجملرمُت يف جرائم غسيل‬
‫األمواؿ وغَتىا من جرائم اؼبخدرات يف اؼبادة ‪ 6‬منها على كبو متكامل‪ ،‬ويراعي االعتبارات‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ ‬جواز اعتبار ىذه اإلتفاقية مرجعية قانونية لتسليم اجملرمُت‪:44‬حيث تنص‬


‫الفقرة الثانية من اؼبادة السادسة من ىذه االتفاقية على اذا تلقى طرؼ طلب تسليم من طرؼ‬
‫آخر ال يرتبط معو دبعاىدة تسليم‪ ،‬جاز لو أف يعترب ىذه اإلتفاقية األساس القانوين للتسليم‬
‫فيما يتعلق بأية جريبة تنطبق عليها ىذه اؼبادة‪ .‬ومل تغفل اإلتفاقية عن التأكيد بأف كل جريبة‬
‫من اعبرائم اليت تنطبق عليها ىذه اؼبادة تعترب مدرجة كجريبة هبوز فيها تسليم اجملرمُت‪ ،‬يف أي‬
‫معاىدة لتسليم اجملرمُت سارية فيما بُت األطراؼ‪ ،‬وتتعهد األطراؼ بإدراج تلك اعبرائم يف‬
‫عداد اعبرائم اليت هبوز فيها تسليم اجملرمُت يف أية معاىدة لتسليم اجملرمُت تعقد فيما بينها‪.‬‬

‫‪ ‬أخذ التشريع الوطٍت باالعتبار‪ :‬فقد أجازت اإلتفاقية للدولة متلقية الطلب أف‬
‫ترفض االستجابة ؼبثل ىذه الطلبات عند وجود دواع كافية تؤدي إىل اعتقاد سلطاهتا القضائية‬
‫أو سلطاهتا اؼبختصة األخرى بأف االستجابة ستيسر مالحقة أي شخص أو معاقبتو بسبب‬
‫عرقو أو دينو أو جنسيتو أو معتقداتو أو أهنا تلحق ضرراً ألي سبب من ىذه األسباب بأي‬
‫‪45‬‬
‫شخص يبسو الطلب‪.‬‬

‫‪ ‬تدارؾ اآلثار السلبية اليت قد تًتتب على عدـ حصوؿ التسليم‪ :‬وذلك بتخويل‬
‫الدولة اؼبطلوب منها التسليم سلطة تنفيذ العقوبة الصادرة عن ؿباكم الدولة الطالبة يف‬

‫‪ - 43‬د‪ِ.‬ظطف‪ ٝ‬ػجذ اٌّغ‪١‬ذ وٕبسح‪.‬اٌغش‪ّ٠‬خ إٌّظّخ اٌزؼش‪٠‬ف ‪ ٚ‬األّٔبؽ‪.‬ؽ األ‪ ٌٝٚ‬اٌش‪٠‬بع ‪ 1999‬عبِؼخ ٔب‪٠‬ف اٌؼشث‪١‬خ ٌٍؼٍ‪َٛ‬‬
‫األِٕ‪١‬خ(ص‪)240‬‬
‫‪ِ- 44‬غٍخ إداسح اٌّجبؽش اٌغٕبئ‪١‬خ اٌفذساٌ‪١‬خ ‪ٚ‬اشٕطٓ اٌؼذد اٌخبِظ ‪.1992‬رشعُ ِ‪ٛ‬عض٘ب إٌ‪ ٝ‬اٌؼشث‪١‬خ ػجذ اٌشؽّبْ ِؾّذ أؽّذ‪ٔ،‬ششح ثؾ‪ٛ‬س‬
‫‪ ٚ‬دساعبد ششؽ‪١‬خ‪.‬‬
‫‪ٔ- 45‬فظ اٌّشعغ اٌغبثك‬
‫‪30‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫الشخص اؼبطلوب تسليمو و سنتطرؽ ؽبذه النقطة بتفصيل أكثر يف معاعبتنا لالعًتاؼ حبجية‬
‫األحكاـ اعبنائية األجنبية يف الفقرة الرابعة‪ .‬ومن أجل تدارؾ اآلثار السلبية اليت قد تنجم عن‬
‫عدـ التسليم فقد أجازت اإلتفاقية للطرؼ متلقي الطلب‪ ،‬ومع مراعاة أحكاـ قانونو الداخلي‬
‫وما يلزمو من معاىدات لتسليم اجملرمُت‪ ،‬وبناء على طلب من الطرؼ الطالب أف وبتجز‬
‫الشخص اؼبطلوب تسليمو اذا كاف موجودا يف إقليمو‪ ،‬أو أف يتخذ التدابَت اؼبالئمة لضماف‬
‫حضور ذلك الشخص عند إجراءات التسليم‪ ،‬وذلك اذا اقتنع الطرؼ متلقي الطلب بأف‬
‫‪46‬‬
‫الظروؼ تربر ذلك‪ ،‬وبأهنا ظروؼ عاجلة‪.‬‬

‫انفقرج انراتعح‪:‬االعتراف تحجٍح األحكاو األجُثٍح‬


‫عاعبت اتفاقية فيينا سالفة الذكر موضوع االعًتاؼ حبجية األحكاـ اعبنائية األجنبية‬
‫على استحياء‪ ،‬ضمن موضوع تسليم اجملرمُت‪ ،‬ودوف أف تعَته االىتماـ الكايف الذي أعارتو‬
‫للموضوعات األخرى‪ ،‬كاالختصاص القضائي‪ ،‬وتسليم اجملرمُت‪ ،‬واؼبصادرة‪ ،‬وغَتىا من‬
‫اؼبوضوعات اليت أفردت لكل منها مادة مستقلة‪ ،‬مفصلة أحكاـ كل منها بإسهاب‪ .‬وأما‬
‫بالنسبة ؼبوضوع االعًتاؼ حبجية األحكاـ اعبنائية األجنبية فقد عاعبتو يف الفقرتُت‪ 10‬و ‪12‬‬
‫من اؼبادة‪ 6‬اؼبخصصة ؼبوضوع تسليم اجملرمُت‪ ،‬وذلك تفاديا لآلثار السلبية اليت قد تنجم عن‬
‫‪47‬‬
‫عدـ التسليم‪.‬‬

‫وىذا ما تؤكده الفقرة ‪ 10‬من اؼبادة ‪ 6‬اليت جاء فيها‪ ،‬إذا رفض طلب التسليم الرامي‬
‫إىل تنفيذ عقوبة ما‪ ،‬ألف الشخص اؼبطلوب تسليمو من مواطٍت الطرؼ متلقي الطلب‪ ،‬ينظر‬
‫الطرؼ متلقي الطلب اذا كاف قانونو يسمح بذلك وطبقا ؼبقتضيات ىذا القانوف‪ ،‬وبناء على‬
‫طلب من الطرؼ الطالب‪ ،‬يف تنفيذ العقوبة احملكوـ هبا دبوجب قانوف الطرؼ الطالب‪ ،‬أو ما‬
‫‪48‬‬
‫تبقى من تلك العقوبة‪.‬‬

‫‪ - 46‬ػشع ِذ‪٠‬ش‪٠‬خ اٌخض‪ٕ٠‬خ ‪ ٚ‬اٌّبٌ‪١‬خ اٌخبسع‪١‬خ اٌزبثغ ٌ‪ٛ‬صاسح اٌّبٌ‪١‬خ ‪ ٚ‬اٌخ‪ٛ‬طظخ ؽ‪ٛ‬ي ِشش‪ٚ‬ع اٌمبٔ‪ 43-05 ْٛ‬اٌّزؼٍك ثغغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬‬
‫أِبَ ِغٍظ اٌّغزشبس‪ ٓ٠‬رمذ‪ ُ٠‬ص٘‪١‬ش ششف‪ِ ٟ‬ذ‪٠‬ش اٌخض‪ٕ٠‬خ ‪ ٚ‬اٌّبٌ‪١‬خ اٌخبسع‪١‬خ‪.‬‬
‫‪http://www.lebarmy.gov.lb/article.asp?ln=ar&id=1303- 47‬‬
‫‪ - 48‬د‪.‬ػمً ‪ٛ٠‬عف ِمبثٍخ‪ٚ.‬عبئً ِىبفؾخ عش‪ّ٠‬خ غغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬ثؾش ِٕش‪ٛ‬س ة‪http://www.arablawinfo.com/main.htm:‬‬
‫‪31‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫و خالصة القوؿ أنو ال بد من توافر أربعة شروط لتنفيذ اغبكم اعبنائي األجنيب و‬
‫ىي‪:‬‬

‫‪ ‬أف يتم رفض طلب التسليم الرامي إىل تنفيذ عقوبة ما‪ ،‬من قبل الدولة‬
‫اؼبطلوب منها التسليم‪ ،‬ألف الشخص اؼبطلوب تسليمو من مواطنيها‪.‬‬

‫أف يتم التنفيذ بناء على طلب الدولة اليت طلبت التسليم فرفض‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬اف يسمح قانوف الدولة اؼبطلوب منها التسليم بذلك‪ ،‬وأف تراعي األحكاـ اليت‬
‫ينص عليها ىذا القانوف يف ىذا الشأف‪.‬‬

‫‪ ‬أف يتعلق األمر بتنفيذ العقوبة احملكوـ هبا دبوجب قانوف الدولة طالبة التسليم‪ ،‬أو‬
‫دبا يتبقى من تلك العقوبة‪.‬‬

‫انفقرج انخايسح‪:‬انًساعذج انقاَىٍَح انًتثادنح‬


‫لقػػد حثػػت اتفاقيػػة فيينػػا سػػالفة الػػذكر الػػدوؿ األط ػراؼ علػػى أف تقػػدـ لبعضػػها الػػبعض‬
‫اؼبسػػاعدة القانونيػػة اؼبتبادلػػة يف أي ربقيقػػات ومالحقػػات وإج ػراءات قضػػائية تتعلػػق بأيػػة جريبػػة‬
‫منصوص عليها يف الفقرة‪ 1‬من اؼبادة ‪ 3‬من ىذه اإلتفاقية‪ .‬وكذلك فقد أجازت ىذه اإلتفاقيػة‬
‫أف تطلب اؼبساعدة القانونية اؼبتبادلة اليت تقدـ وفقا للمادة ‪ 7‬ألي من األغراض التالية‪( :‬أخذ‬
‫شػػهادات األشػػخاص أو إق ػراراهتم‪ ،‬تبلي ػغ األوراؽ القضػػائية‪ ،‬إج ػراء التفتػػيش والضػػبط‪ ،‬فح ػص‬
‫األشػػياء وتفقػػد اؼبواقػػع‪ ،‬اإلمػػداد باؼبعلومػػات واألدلػػة‪ ،‬تػػوفَت النسػػخ األصػػلية أو الصػػور اؼبصػػدقة‬
‫مػػن اؼبسػػتندات والسػػجالت‪ ،‬دبػػا يف ذلػػك السػػجالت اؼبصػػرفية أو اؼباليػػة أو سػػجالت الشػػركات‬

‫‪32‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫أو العمليات التجارية‪ ،‬ربديد نػوع اؼبتحصػالت أو األمػواؿ أو الوسػائط أو غَتىػا مػن األشػياء‪،‬‬
‫‪49‬‬
‫أو تتبع أثرىا ألغراض اغبصوؿ على أدلة)‪.‬‬

‫ومن أجل مكافحة غسيل األمواؿ فإف اإلتفاقية مل ذبز ألي دولة طرؼ يف اإلتفاقية‬
‫أف سبتنع عن تقدمي اؼبساعدة القانونية اؼبتبادلة دبوجب اؼبادة ‪ 7‬من اإلتفاقية حبجة سرية‬
‫العمليات اؼبصرفية‪.‬‬

‫و باإلضافة إىل اؼبساعدة القانونية فقد حثت االتفاقية على أنواع أخرى من‬
‫اؼبساعدات بُت الدوؿ من اجل مكافحة خطر جريبة غسل األمواؿ على االقتصاد الدويل و‬
‫أىم ىذه اؼبساعدات تتجلى يف تسهيل اإلطالع على السجالت و إنشاء قنوات اتصاؿ بُت‬
‫أجهزة الدوؿ لتسهيل التبادؿ اؼبأموف والسريع للمعلومات اؼبتعلقة باعبرائم اؼبنصوص عليها يف‬
‫‪50‬‬
‫ىذه االتفاقية‪.‬‬

‫خــــــاتـــــًــح‬
‫دبكن القوؿ أف جريبة غسل األمواؿ أضحت فعال إحدى اخطر اعبرائم على االقتصاد‬
‫الوطٍت فهي جريبة منظمة حيث ال يتصور قياـ اجملرـ الواحد جبميع العمليات اؼبشكلة ؽبذه‬
‫اعبريبة و ىي كذلك جريبة عَت وطنية إذ أهنا تتجاوز حدود الدولة الواحدة و يبكن أف تتم‬
‫العمليات اؼبشكلة ؽبا يف ؾبموعة من الدوؿ خصوصا و أف الوسائل االلكًتونية توفر‬
‫للمجرمُت يف ىذا اجملاؿ تقنيات حديثة ذبعل من الوسائل اليت يضعها اؼبشرع ؼبكافحة ىذه‬
‫اعبريبة وسائل غَت فعالة خصوصا حُت تتم ىذه اعبريبة عرب وسيلة التجارة االلكًتونية اليت مل‬

‫‪- 49‬اٌّشعغ اٌغبثك‪.‬‬


‫‪- 50‬رمش‪٠‬ش ٌغٕخ اٌؼذي ‪ ٚ‬اٌزشش‪٠‬غ ثّغٍظ اٌّغزشبس‪ ٓ٠‬ثشبْ ِٕبلشخ ِشش‪ٚ‬ع لبٔ‪ 43-05 ْٛ‬اٌّزؼٍك ثغغً األِ‪ٛ‬اي‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫وباوؿ اؼبشرع اؼبغريب بعد تنظيمها على الرغم من األنبية القصوى ؽبذا النوع من التجارة و‬
‫عالقتو الوطيدة جبريبة غسل األمواؿ‪.‬‬

‫فأىم ما يالحظ على مشروع قانوف ‪ 43-05‬ىو اىتمامو دبجموعة من الوسائل‬


‫ؼبكافحة ىذه اعبريبة اػبطَتة و اؼبتمثلة أساسا يف األحكاـ الزجرية حيث جعل من جريبة‬
‫غسل األمواؿ جريبة قائمة بذاهتا و أىم إجراء ازبذه اؼبشرع يف ىذا الباب ىو ضرورة إحداث‬
‫وحدة مركزية لدى الوزارة األوىل ؼبعاعبة اؼبعلومات اؼبالية و خصها مشروع قانوف ‪43-05‬‬
‫باؼبواد من ‪ 14‬إىل ‪ ،25‬كما أكد مشروع القانوف على التداخل بُت جريبة غسل األمواؿ و‬
‫سبويل اإلرىاب و ركز على سبديد مقتضيات الباب الثاين من مشروع القانوف إىل اعبرائم‬
‫اإلرىابية‪ 51،‬اؼبنصوص عليها يف مقتضيات القانوف اعبنائي‪.‬‬

‫يبقى أف نقوؿ أف مشروع قانوف ‪ 43-05‬يعد ثورة يف ؾباؿ القانوف اعبنائي لؤلعماؿ‬
‫إذ انو طاؼبا انتظر الفقو القانوين تنظيم ىذه اعبريبة على اؼبستوى الوطٍت لكن يبقى القصور يف‬
‫ىذا اجملاؿ ىو ما يالحظ على مستوى التجارة اإللكًتونية‪ .‬و كيف يتم التعامل هبذا النوع من‬
‫التجارة يف غياب نصوص قانونية لتنظيمها؟ خصوصا أهنا الوسيلة األكثر استخداما من طرؼ‬
‫اجملرمُت يف غسل األمواؿ‪.‬‬

‫قائًح انًراجع‪:‬‬
‫انًراجع انعايح‪:‬‬
‫‪ .1‬ضبدي عبد العظيم‪ ،‬صحيفة اعبزيرة السعودية‪ ،‬العدد ‪ ،10489‬الطبعة‬
‫األوىل‪25 ،‬ربيع األوؿ ‪1422‬ىج‪.‬‬

‫‪ .2‬د‪.‬أضبد بن سليماف الربيش‪.‬جرائم غسل األمواؿ يف ضوء الشريعة و‬


‫القانوف‪.‬الطبعة األوىل الرياض ‪1420‬ىج‪.‬‬

‫‪- 51‬اٌّ‪ٛ‬اد ِٓ ‪ 33‬إٌ‪ِ ِٓ 38 ٝ‬شش‪ٚ‬ع لبٔ‪.43-05 ْٛ‬‬


‫‪34‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫‪ .3‬د‪.‬عبد الفتاح مصطفى الصيفي‪.‬اعبريبة اؼبنظمة التعريف واألمباط‪.‬جامعة نايف‬
‫العربية للعلوـ األمنية‪.‬الطبعة األوىل الرياض ‪.1999‬‬

‫‪ .4‬د‪.‬ؿبم ػػد فتح ػػي عي ػػد‪.‬اإلجراـ اؼبعاص ػػر أكاديبي ػػة ن ػػايف العربي ػػة للعل ػػوـ األمني ػػة‬
‫الطبعة األوىل الرياض ‪.1999‬‬

‫‪ .5‬د‪.‬مص ػ ػػطفى عب ػ ػػد اجملي ػ ػػد كنارة‪.‬اعبريب ػ ػػة اؼبنظم ػ ػػة التعريػ ػ ػف و األمب ػ ػػاط‪.‬ط األوىل‬
‫الرياض ‪ 1999‬جامعة نايف العربية للعلوـ األمنية‪.‬‬

‫‪ .6‬معج ػ ػػم مق ػ ػػاييس اللغ ػ ػػة الب ػ ػػن ف ػ ػػارس ‪ 424/4‬ربقي ػ ػػق عب ػ ػػد الس ػ ػػالـ ى ػ ػػاروف‬
‫ط‪ 1369‬ىج مطبعة عيسى اغبليب القاىرة‪.‬‬

‫انًراجع انخاصح‪:‬‬
‫‪ .1‬احملامي طالؿ طلب الشرفات‪ .‬مسؤولية البنوؾ عن غسيل األمواؿ وكيفية‬
‫مواجهتها‪.‬منشور ب‪:‬‬
‫‪http://www.arablawinfo.com/main.htm‬‬
‫‪ .2‬تقريػػر عبنػػة العػػدؿ و التشػريع دبجلػػس اؼبستشػػارين بشػػاف مناقشػػة مشػػروع قػػانوف‬
‫‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ‪.‬‬

‫‪ .3‬د‪.‬عقػػل يوسػػف مقابلة‪.‬وسػػائل مكافحػػة جريبػػة غسػػل األمػواؿ‪ .‬منشػػور ب‪:‬‬


‫‪http://www.arablawinfo.com/main.htm‬‬
‫‪ .4‬عػػرض مديريػػة اػبزينػػة و اؼباليػػة اػبارجيػػة التػػابع لػػوزارة اؼباليػػة و اػبوصصػػة حػػوؿ‬
‫مشروع القانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل األمواؿ‪ .‬أماـ ؾبلس اؼبستشارين تقدمي‬
‫زىَت شريف مدير اػبزينة و اؼبالية اػبارجية‪.‬‬

‫‪ .5‬ـ‪.‬د‪ .‬مػ ػراد رشدي‪.‬غس ػػل األمػ ػواؿ ع ػػرب الوس ػػائل اإللكًتوني ػػة‪ .‬منش ػػور ب‪:‬‬
‫‪http://www.arablawinfo.com/main.htm‬‬

‫‪35‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬
‫‪ .6‬م ػػداوالت ؾبل ػػس اؼبستش ػػارين بش ػػأف مناقش ػػة مش ػػروع ق ػػانوف ‪ 43-05‬اؼبتعل ػػق‬
‫بغسل األمواؿ‪.‬‬

‫‪ .7‬مػداوالت ؾبلػػس النػواب بشػػأف مناقشػة مشػػروع قػػانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلػػق بغسػػل‬


‫األمواؿ‪.‬‬

‫انجرائذ و انًجالخ‪:‬‬
‫‪ .1‬جريدة األحداث اؼبغربية عدد ‪ 14‬دجنرب ‪.2006‬‬

‫‪ .2‬جريدة العلم عدد ‪ 30‬مارس ‪.2007‬‬

‫‪ .3‬ؾبلة إدارة اؼبباحث اعبنائية الفدرالية واشنطن العدد اػبامس ‪.1992‬ترجم‬


‫موجزىا إىل العربية عبد الرضباف ؿبمد أضبد‪،‬نشرة حبوث و دراسات شرطية‪.‬‬

‫يىاقع إنكتروٍَح‬
‫‪http://www.lebarmy.gov.lb/article.asp?ln=ar&id=1303‬‬

‫‪36‬‬
‫حبث لنيل شهادة اإلجازة يف القانوف اػباص‬ ‫جريبة غسل األمواؿ‪-‬دراسة يف مشروع قانوف ‪ 43-05‬اؼبتعلق بغسل االمواؿ ‪-‬‬
‫ػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػ‬

‫يالحـــــق‬

‫‪37‬‬

You might also like