You are on page 1of 18

‫‪http://www.themwl.org/Subjects/default.aspx?

d=1&l=AR&cid=7&cidi=42‬‬
‫رابطه العالم السإلماي‬
‫صدر في مكة المكرمة‬
‫‪6/12/1425‬هـ ‪17/1/2005 /‬م‬

‫الحوار الحضاري والثققافي ‪:‬‬


‫أهدافه ومجالتاه‬

‫الملخص‬
‫يؤكد مؤتمر مكة المكرمة الخامس أن السلم دعا منذ ظهوره إلى‬
‫الحوار بين الحضارات‪ ،‬وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم من‬
‫العقــل والحكمة‪ ،‬والمجادلة بالحسنى أساسا ا ومنهاجا ا لحوار‬
‫المخالفيـن ودعوتهم إلى السلم وفق ضوابط فريدة في التسامح‬
‫‪..‬وتقبل التنوع‬

‫ألنـــــــص‬
‫الحوار الحضاري والثقافي‪ :‬أهدافه ومجالته‬

‫ذو الحجة ‪ 1425‬هـ ‪ /‬يناير ‪ 2005‬م‬

‫الحمد لله رب العالمين ‪ ،‬والصلة والسلم على خاتم النبياء‬


‫والمرسلين ‪ ،‬نبينا محمد بن عبدالله ‪ ،‬الذي أرسله الله إلى‬
‫سل لكنا ك‬ ‫ك‬
‫س‬
‫ة سللننا س‬
‫ف ا‬ ‫ك سإل ك‬
‫كا ن‬ ‫ما ألر ك‬ ‫العالمين هاديا ا ومبشرا ا ونذيـرا ا‪ ) :‬ك‬
‫و ك‬
‫ذيرا ا) )سبأ‪ ،(28 :‬أما بعد‪:‬‬ ‫شيرا ا ك‬
‫ون ك س‬ ‫بك س‬
‫فبعون من الله سبحانه وتعالى ‪ ،‬وتوفيقه عقدت رابطة العالم‬
‫السلمي مؤتمر مكة المكرمة الخامس ‪ ،‬برعاية صاحب السمو‬
‫الملكي المير عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود ‪ ،‬أمير‬
‫منطقة مكة المكرمة ‪ ،‬بعنوان ‪ " :‬الحوار الحضاري والثقافي‪:‬‬
‫أهدافه ومجالته " في الفترة من اليوم الرابع‪ ،‬إلى اليوم‬
‫السادس من شهر ذي الحجة ‪ ،‬من العام الهجري ألف وأربع‬
‫مائة وخمسة وعشرين ‪ ،‬التي توافقها الفترة ‪ ،‬من الخامس‬
‫عشر إلى السابع عشر من شهر كانون الثاني‪ /‬يناير من العام‬
‫الميلدي ألفين وخمسة‪.‬‬
‫وأخذ المشاركون في المؤتمر في العتبار ما جدد في‬
‫الساحتين السلمية والدولية ‪ ،‬من تحديات‪ ،‬وفي مقدمة ذلك ‪:‬‬

‫سيطرة العولمة بتياراتها الساعية لطمس الهويات والثقافات‬


‫الوطنية للشعوب وتجاوز خصوصياتها‪.‬‬

‫أو ل ا‪ :‬ظهور دعوات تؤكد على حتمية صدام الحضارات‪ ،‬والعلن‬


‫عن نظريات متطرفة تؤكد على ذلك‪ ،‬وتظهر السلم بصورة‬
‫العدو الجديد‪ ،‬الذي حل محل الشيوعية‪.‬‬
‫ثانيا ا ‪ :‬حدوث اضطراب في العلقات والموازين والقيم‬
‫والمصالح الدولية والنسانية‪ ،‬بعد أحداث الحادي عشر من‬
‫سبتمبر في الوليات المتحدة المريكية‪.‬‬
‫ثالثا ا ‪ :‬تصاعد الحملة العلمية في الغرب على السلم‬
‫والمسلمين‪ ،‬وعلى المنظمات السلمية‪ ،‬ومؤسسات العمل‬
‫الخيري السلمي‪ ،‬وفق سياسة تتصل بدوافع الكراهية‬
‫والتمييز‪ ،‬وتفتقر إلى الموضوعية‪.‬‬

‫رابعا ا ‪ :‬وقد ناقش أصحاب السماحة والفضيلة العلماء وأساتذة‬


‫الجامعات والباحثون المشاركون في المؤتمر عددا ا من البحوث‬
‫التي تناولت محاور المؤتمر‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫المحور الول ‪ :‬الحوار الحضاري والثقافي في السلم‪.‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬علقة الحضارة والثقافة السلمية بغيرها من‬
‫الحضارات والثقافات‪.‬‬
‫الحوار الحضاري والثقافي في مواجهة التحديات‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬آفاق الحوار بين الحضارات والثقافات‪.‬‬
‫المحور الرابع ‪ :‬المنظمات والقليات السلمية والحوار‬
‫الحضاري والثقافي‪.‬‬

‫وتوصلوا في هذه المحاور إلى ما يلي ‪:‬‬

‫المحور الول‪ :‬الحوار الحضاري والثقافي في السلم‬

‫أول ا‪ :‬السلم دين الحوار ‪:‬‬


‫‪1‬ـ يؤكد مؤتمر مكة المكرمة الخامس أن السلم دعا منذ‬
‫ظهوره إلى الحوار بين الحضارات‪ ،‬وقد اتخذ النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم من العقــل والحكمة ‪ ،‬والمجادلة بالحسنى أساسا ا‬
‫ومنهاجا ا لحوار المخالفيـن ودعوتهم إلى السلم وفق ضوابط‬
‫فريدة في التسامح وتقبل التنوع الثقافي والحضاري‪.‬‬
‫‪2‬ـ خص السلم أهل الكتاب بالمزيد من الدعوة إلى الحوار‬
‫م ) )آل‬ ‫وب كي لن كك ك ل‬
‫ء ب كي لن ككنا ك‬
‫وا ء‬‫س ك‬
‫ة ك‬ ‫م ء‬‫وا إ سكلى ك كل س ك‬ ‫عال ك ل‬
‫ب تك ك‬‫ل ال لك سكتا س‬‫ه ك‬‫ل كيا أ ك ل‬ ‫ق ل‬‫) ك‬
‫عمران‪.( 64 :‬‬
‫‪3‬ـ ل توجد في السلم مشكلة في التعامل مع الطراف‬
‫الخرى ‪ ،‬فهو دين أنزله خالق الناس‪ ،‬ل يفــرق بينهم ول يميز‬
‫ك‬
‫س‬
‫ها الننا ك‬ ‫أحدا ا على أحـد إل بالتقوى ‪ ،‬والعمل الصالح ‪ ) :‬كيا أي ي ك‬
‫قكناك كم من ذكك كر ك‬
‫عاكر ك‬
‫فوا‬ ‫ل ل ست ك ك‬ ‫قكبائ س ك‬ ‫عوبا ا ك‬
‫و ك‬ ‫ش ك‬‫م ك‬‫عل لكناك ك ل‬ ‫ج ك‬‫و ك‬‫وأن لكثى ك‬ ‫ء ك‬ ‫ل س ل‬ ‫خل ك ل‬‫إ سننا ك‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫م ) )الحجرات‪.(13 :‬‬ ‫قاك ك ل‬ ‫عن لدك الل ن س‬
‫ه أت ل ك‬ ‫م س‬‫مك ك ل‬‫ن أك لكر ك‬ ‫إس ن‬
‫ب ديني تمليه مهمة التعريف بالسلم‬ ‫‪4‬ـ إن الحوار واج ب‬
‫والدعوة إليه‪ ،‬ويؤكده وجوب إزالة سوء الفهم والتصورات‬
‫الخاطئة التي تروج عن السلم‪.‬‬

‫ثانيا ا‪ :‬قواعد إسلمية للحوار والتعايش بين المم والشعوب‬


‫المختلفة ‪:‬‬
‫يؤكد المؤتمر أن في السلم مبادئ عادلة في بناء العلقات‬
‫الدولية ‪ ،‬ويدعو مؤسسات الحوار والمهتمين به في العالم‬
‫للطلع عليها ‪ ،‬والستفادة منها ‪ ،‬ومن أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬تمايز المم والشعوب واختلفها أمر طبعي ‪ ،‬وهو آية من‬
‫ك‬
‫ف‬‫خستل ك‬ ‫وا ل‬‫ض ك‬ ‫واللر س‬ ‫ت ك‬ ‫وا س‬ ‫ما ك‬ ‫س ك‬ ‫ق ال ن‬ ‫خل ل ك‬ ‫ه ك‬ ‫ن آكيات س س‬ ‫م ل‬ ‫و س‬‫آيات الله تعالى‪ ) :‬ك‬
‫أ كل لسن كت سك كم ك‬
‫ن ) )الروم‪(22 :‬‬ ‫مي ك‬ ‫عال س س‬ ‫ت ل سل ل ك‬ ‫ك ليا ء‬ ‫في ذكل س ك‬ ‫ن س‬ ‫م إس ن‬ ‫وان سك ك ل‬ ‫و أل ل ك‬
‫ل ك‬ ‫س‬
‫وهذا التمايز في الخلقة يستتبع اختلفا ا في الثقافات‬
‫شاءك الل ن ك‬
‫ه‬ ‫و ك‬ ‫ول ك ل‬‫هاجا ا ك‬ ‫من ل ك‬ ‫و س‬‫ة ك‬ ‫ع ا‬
‫شلر ك‬ ‫م س‬ ‫من لك ك ل‬ ‫عل لكنا س‬ ‫ج ك‬‫ل ك‬ ‫والنظم ‪) :‬ل سك ك ل‬
‫ل كجعل كك ك ك‬
‫م ( )المائدة‪.(48 :‬‬ ‫ما آكتاك ك ل‬ ‫في ك‬ ‫م س‬ ‫وك ك ل‬ ‫ن ل سي كب لل ك ك‬ ‫ول كك س ل‬ ‫حدكةا ك‬ ‫وا س‬ ‫ة ك‬ ‫م ا‬‫مأ ن‬ ‫ل‬ ‫ك ك‬
‫ن‬‫قدل ت كب كي ن ك‬‫ن ك‬ ‫دي س‬ ‫في ال د‬ ‫‪ -2‬عـدم الكراه في الدين ‪) :‬ل إ سك لكراهك س‬
‫ن‬
‫م ل‬ ‫ن ك‬ ‫م ك‬ ‫كل ك‬ ‫و شــاءك كرب ي ك‬ ‫ول ك ل‬ ‫ي ( )البقرة‪ ) ،(256 :‬ك‬ ‫غ د‬ ‫ن ال ل ك‬ ‫م ك‬ ‫شدك س‬ ‫الير ل‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫ميعا ا أ ك‬ ‫ك‬
‫ن‬‫مسني ك‬ ‫ؤ س‬‫م ل‬ ‫كوكنوا ك‬ ‫حنتى ي ك ك‬ ‫س ك‬ ‫رهك الننا ك‬ ‫ت ت كك ل س‬ ‫فأن ل ك‬ ‫ج س‬‫م ك‬ ‫ه ل‬‫ض ك كل ي ك‬ ‫في اللر س‬ ‫س‬
‫) )يونس‪.(99 :‬‬
‫‪ -3‬السلم والتعاون على البر هو الصل في العلقة بين‬
‫المسلمين وغيرهم ‪ ،‬والترغيب في السلم وتحقيق المن‬
‫ها‬ ‫ح لك ك‬ ‫جن ك ل‬ ‫فا ل‬ ‫سل لم س ك‬ ‫حوا سلل ن‬ ‫جن ك ك‬‫ن ك‬ ‫وإ س ل‬ ‫للناس غاية كبرى في السلم ‪ ) :‬ك‬
‫ه ) )النفال‪.(61 :‬‬ ‫عكلى الل ن س‬ ‫ل ك‬ ‫وك ن ل‬ ‫وت ك ك‬ ‫ك‬
‫ك‬
‫ب‬ ‫ل ال لك سكتا س‬ ‫ه ك‬ ‫ل كيا أ ل‬ ‫ق ل‬ ‫‪ -4‬الحوار يهدف إلى الوصول إلى الحق ‪ ) :‬ك‬
‫ه‬
‫ك بس س‬ ‫ر ك‬ ‫ش س‬ ‫ول ن ك ل‬ ‫ه ك‬ ‫عب كدك سإل الل ن ك‬ ‫م أل ن ك ل‬ ‫وب كي لن كك ك ل‬ ‫ء ب كي لن ككنا ك‬ ‫وا ء‬ ‫س ك‬‫ة ك‬ ‫م ء‬ ‫وا إ سكلى ك كل س ك‬ ‫عال ك ل‬ ‫تك ك‬
‫قوكلوا‬ ‫ك‬
‫ف ك‬ ‫وا ك‬ ‫ول ن ل‬‫ن تك ك‬ ‫فإ س ل‬‫ه ك‬ ‫ن الل ن س‬ ‫دو س‬ ‫ن ك‬ ‫م ل‬ ‫عضا ا ألركبابا ا س‬ ‫ضكنا ب ك ل‬ ‫ع ك‬ ‫خذك ب ك ل‬ ‫ول ي كت ن س‬ ‫شليئا ا ك‬ ‫ك‬
‫ن ) )آل عمران‪.(64 :‬‬ ‫ك‬ ‫ا ل‬
‫مو ك‬ ‫سل س ك‬ ‫م ل‬ ‫دوا ب سأننا ك‬ ‫ه ك‬ ‫ش ك‬
‫‪ -5‬الوفــاء بالعهود واللتزام بالعقود ‪ ،‬من القواعد السلمية‬
‫د‬ ‫و ك‬ ‫التي يوجب السلم على المسلمين التقيد بها‪ ) :‬ك‬
‫ه س‬ ‫ع ل‬‫فوا ب س ك‬ ‫وأ ل‬ ‫ك‬
‫ه‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫و ك‬ ‫ك‬ ‫ول ت كن ل ك‬ ‫ه إس ك‬ ‫الل ن س‬
‫م الل ك‬ ‫علت ك ك‬ ‫ج ك‬ ‫قدل ك‬ ‫ها ك‬ ‫د ك‬ ‫كي س‬ ‫و س‬‫عدك ت ك ل‬ ‫ن بك ل‬ ‫ما ك‬ ‫ضوا الي ل ك‬ ‫ق ك‬ ‫م ك‬ ‫هدلت ك ل‬ ‫عا ك‬ ‫ذا ك‬
‫ن ( )النحل‪.(91 :‬‬ ‫عكلو ك‬ ‫ف ك‬ ‫ما ت ك ل‬ ‫م ك‬ ‫عل ك ك‬ ‫ه يك ل‬ ‫ن الل ن ك‬ ‫فيل ا إ س ن‬ ‫م كك س‬ ‫عل كي لك ك ل‬
‫ك‬
‫‪ -6‬رسالة السلم رسالة عالمية‪ ،‬تحمل الرحمة للنسانية ‪:‬‬
‫ك‬
‫ن ( )النبياء‪.(107 :‬‬ ‫مي ك‬ ‫عال ك س‬‫ة ل سل ل ك‬ ‫م ا‬ ‫ح ك‬ ‫ك سإل كر ل‬ ‫سل لكنا ك‬ ‫ما ألر ك‬ ‫و ك‬ ‫) ك‬

‫ثالثا ا ‪ :‬ضوابط للمحاورين المسلمين‬


‫أو ل ا‪ :‬إن حوار المسلمين مع أتباع الحضارات ضرورة ملحة‪ ،‬إذا‬
‫أريد تجنيب العالم أخطار المجابهات والحروب‪ ،‬وهذه الضرورة‬
‫جاسدكلوا‬ ‫ول ت ك ك‬ ‫لها ضوابط شرعية‪ ،‬وقواعد خلقية في السلم‪ ) ،‬ك‬
‫قوكلوا‬ ‫ك‬ ‫أك ل‬
‫و ك‬ ‫م ك‬ ‫ه ل‬
‫من ل ك‬
‫موا س‬ ‫ن ظ كل ك ك‬ ‫ن سكإل ال ن س‬
‫ذي ك‬ ‫س ك‬ ‫ح ك‬ ‫يأ ل‬ ‫ه ك‬ ‫ب سإل سبال نستي س‬ ‫ل ال لك سكتا س‬‫ه ك‬
‫ل إل كيكنا ك‬ ‫ك‬
‫ن لك ك‬
‫ه‬ ‫ح ك‬ ‫ون ك ل‬‫حدب ك‬ ‫وا س‬
‫م ك‬‫هك ك ل‬ ‫وإ سل ك ك‬
‫هكنا ك‬‫وإ سل ك ك‬ ‫ل إ سل كي لك ك ل‬
‫م ك‬ ‫ز ك‬ ‫وأن ل س‬ ‫ك‬ ‫ز ك س ل‬
‫ذي أن ل س‬ ‫مننا سبال ن س‬‫آ ك‬
‫ن ( )العنكبوت‪.(46 :‬‬ ‫مو ك‬ ‫سل س ك‬
‫م ل‬ ‫ك‬
‫ثانيا ا‪ :‬ينبغي أن تكون للحوار أسس مشتركة لدى مختلف‬
‫الطراف السلمية‪ ،‬تحدد أهدافه ومراميه وضوابطه‪ ،‬حتى‬
‫يحقق الغراض التي توخاها السلم‪.‬‬
‫ثالث ا ا‪ :‬ينبغي أن يبدأ الحوار بالتركيز على التعاون في المجالت‬
‫الجتماعية العامة كالعدل‪ ،‬والسلم‪ ،‬والتضامن في محاربة‬
‫الوبئة الجتماعية كالمخدرات والكحول‪ ،‬وضمان كيان السرة‪،‬‬
‫ومنع الفساد بكل أشكاله ‪ ،‬ويجب أن يكون الطرف السلمي‬
‫في الحوار‪ ،‬قادرا ا على إبراز وجهة النظر السلمية‪.‬‬
‫رابعا ا‪ :‬إن طغيان الحياة المادية وسيطرة اللة على النسان‬
‫أفرز رد الفعل المتوقع‪ ،‬فاتجه الناس إلى الفكار والنظريات‬
‫الروحية الغالية كالبوذية والهندوكية والكابال‪ ،‬ويمكن للمحاور‬
‫المسلم أن يقدم الصورة السلمية للتوازن والتكامل بين‬
‫س‬
‫ول ت كن ل ك‬ ‫خكرةك ك‬ ‫داكر الل س‬ ‫ه ال ن‬ ‫ك الل ن ك‬ ‫ما آكتا ك‬ ‫في ك‬‫غ س‬ ‫واب لت ك س‬ ‫الروح والجسد‪ ) :‬ك‬
‫غ ال ل ك‬ ‫ه إ سل كي ل ك‬ ‫ك‬ ‫ك من الدن ليا ك‬
‫سادك‬
‫ف ك‬ ‫ول ت كب ل س‬‫ك ك‬ ‫ن الل ن ك‬ ‫س ك‬‫ح ك‬ ‫ما أ ل‬ ‫ن كك ك‬ ‫س ل‬ ‫ح س‬ ‫وأ ل‬ ‫ي ك ك‬ ‫صيب ك ك س ك‬‫نك س‬
‫ك‬
‫ن ( )القصص‪.(77 :‬‬ ‫دي ك‬ ‫س س‬‫ف س‬ ‫م ل‬‫ب ال ل ك‬‫ح ي‬ ‫ه ل يك س‬ ‫ن الل ن ك‬
‫ض إس ن‬
‫في اللر س‬ ‫س‬
‫خامسا ا‪ :‬أن يتحقق الفهم الموضوعي لدى المحاور للنواحي‬
‫القتصادية وإبراز مبادئ السلم المتعلقة بالقتصاد والتجارة‬
‫بين الناس‪ ،‬ومحاربة السيطرة والستغلل والحتكار وغيرها‬
‫من النحرافات التي تفسد حياة النسان وتقود للخلل‬
‫والزمات‪.‬‬

‫وإذ يبين مؤتمر مكة المكرمة الخامس‪ ،‬موقف السلم من‬


‫الحوار‪ ،‬وقواعده التي تضمن التعاون والحرية والحسان إلى‬
‫الناس والسلم والمن للبشرية‪ ،‬فإنه يوصي المانة العامة‬
‫لرابطة العالم السلمي وغيرها من المنظمات السلمية‬
‫الرسمية والشعبية بما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ إعداد مشروع لميثاق إسلمي للحوار بين الحضارات‬
‫والثقافات النسانية‪ ،‬يحدد مرجعية إسلمية واحدة تكون‬
‫مسؤولة عن الحوار وتتفق عليها المنظمات والهيئات الرسمية‬
‫والشعبية في المة السلمية‪ ،‬وعرضه على الملتقى الول‬
‫لعلماء المسلمين والجتماع الول للهيئة العليا للتنسيق بين‬
‫المنظمات السلمية‪ ،‬اللذين ستعقدهما الرابطة في العام‬
‫الهجري ‪1426‬هـ ‪ ،‬على أن يتضمن‪:‬‬
‫× أهداف حوار المسلمين مع غيرهم‪.‬‬
‫× تكوين هيئة إسلمية مشتركة للحوار مع أتباع الحضارات‬
‫والثقافات البشرية لمتابعة شؤون الحوار وتنشيطه‪.‬‬
‫× تحقيق التعاون السلمي في نشر ثقافة الحوار ومبادئه‬
‫وقواعده بين المم‪ ،‬كما جاءت بها رسالة السلم‪ ،‬وذلك من‬
‫خلل برامج وخطط إسلمية مشتركة‪.‬‬
‫‪2‬ـ دعوة وزارات الثقافة والعلم في البلدان السلمية لحث‬
‫وسائلها المرئية والمسموعة والمقروءة على خدمة الحوار‪،‬‬
‫ونشر برامجه ومنجزاته الميدانية‪ ،‬والتعريف بقواعده‬
‫وضوابطه وأهدافه النسانية التي حث عليها السلم وتتولى‬
‫الرابطة التنسيق في هذا الشأن‪.‬‬
‫‪ .3‬تخصيص جائزة سنوية تقدم لمن لهم إسهام متميز في‬
‫الحوار بين الحضارات وجعله وسيلة للتفاعل الحضاري بين‬
‫الشعوب النسانية تقدمها رابطة العالم السلمي‪.‬‬
‫‪ .4‬إصدار كتاب شامل عن الحوار بين الحضارات من وجهة‬
‫النظر السلمية ‪ ،‬وتعميمه بلغات مختلفة على المنظمات‬
‫واللجان والجامعات ومراكز البحوث المهتمة بالحوار في‬
‫العالم‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬علقة الحضارة والثقافة السلمية بغيرها من‬


‫الحضارات والثقافات‬

‫أول ا‪ :‬الحوار في الحضارة السلمية‬


‫يؤكد المؤتمر في مجال العلقة بين الحضارة السلمية وغيرها‬
‫من الحضارات على ما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ أن الحوار بين السلم والحضارات المختلفة لم ينقطع منذ‬
‫فجر السلم‪ ،‬فقد حاور المهاجرون المسلمون النصارى في‬
‫الحبشة ‪ ،‬واستقبل الرسول عليه الصلة والسلم وفد نصارى‬
‫نجران في المدينة المنورة وحاورهم في أمور الدين‪ ،‬وكان‬
‫الحوار وسيلة فعالة أدت إلى إبرام العديد من العهود‬
‫والتفاقات‪.‬‬
‫‪2‬ـ أن من أوائل الخطوات التي اتخذها الرسول صلى الله عليه‬
‫وسلم في إقامة الدولة السلمية الولى إصدار ) وثيقة‬
‫المدينة ( أو عهد المدينة‪ ،‬التي حددت لمجتمع المدينة رسالته‬
‫في دعم الحق والخير‪ ،‬فكانت أسبق في إنسانيتها العالمية من‬
‫القوانين والمعاهدات العالمية‪.‬‬
‫‪3‬ـ عدم وجود عقبات عقدية تمنع المسلمين من الدخول في‬
‫الحوار؛ لن القرآن الكريم يحث على هذا الحوار ويضع له‬
‫ي‬ ‫ب سإل سبال نستي س‬
‫ه ك‬ ‫ل ال لك سكتا س‬ ‫جاسدكلوا أ ك ل‬
‫ه ك‬ ‫ول ت ك ك‬ ‫إطاره الخلقي ‪ ) :‬ك‬
‫ن ( )العنكبوت‪.(46 :‬‬ ‫ك‬
‫س ك‬ ‫ح ك‬
‫أ ل‬
‫‪4‬ـ أن الحوار يتجه إلى تحقيق التعاون في تحقيق القيم‬
‫والمصالح المشتركة ‪ ،‬ويحرص على فتح قنوات التصال‬
‫للفادة من التجربة النسانية في مجالتها الواسعة‪.‬‬
‫ثانيا ا‪ :‬الصول النسانية المشتركة للحوار‪:‬‬
‫‪ -1‬اليمان بأن أصل البشر واحد ‪ ،‬فكلهم يعودون إلى أب واحد‬
‫‪ ،‬وأم واحدة ‪ ،‬فل تفاضل بين الجناس ‪ ،‬ول استعلء‬
‫خل ك ك‬ ‫ك‬
‫س‬
‫ف ء‬ ‫ن نك ل‬‫م ل‬ ‫م س‬ ‫قك ك ل‬ ‫ذي ك‬ ‫م ال ن س‬ ‫قوا كرب نك ك ك‬ ‫س ات ن ك‬‫ها الننا ك‬ ‫بالنساب ‪) :‬كيا أي ي ك‬
‫ساءا (‬ ‫ون س ك‬‫جال ا ك كسثيرا ا ك‬ ‫ر ك‬ ‫ما س‬ ‫ه ك‬ ‫من ل ك‬
‫ث س‬ ‫وب ك ن‬ ‫ها ك‬ ‫ج ك‬‫و ك‬ ‫ها كز ل‬ ‫من ل ك‬ ‫ق س‬ ‫خل ك ك‬
‫و ك‬‫ة ك‬
‫حدك ء‬
‫وا س‬‫ك‬
‫)النساء‪.(1 :‬‬
‫‪ -2‬رفض العنصرية والعصبيــة وادعاء النقــاء العنصري ‪ .‬ففي‬
‫ل فضل لعربي على عجمي إل بالتقوى " ‪.‬‬ ‫الحديث الشريف ‪" :‬‬
‫‪ -3‬سلمـة الفطرة النسانية في أصلها ‪ ،‬وأن النسان خلق‬
‫محبا ا للخير مبغضا ا للشر ‪ ،‬يركن إلى العدل‪ ،‬وينفر من الظلم ‪:‬‬
‫ق الل ن س‬
‫ه‬ ‫خل س‬
‫ل لس ك ل‬ ‫دي ك‬ ‫ها ل ت كب ل س‬ ‫عل كي ل ك‬‫س ك‬ ‫فط ككر الننا ك‬ ‫ه ال نستي ك‬ ‫ت الل ن س‬‫فط لكر ك‬‫) س‬
‫) )الروم‪.(30 :‬‬
‫‪ -4‬التعاون في مجالت الخير والبر والمصالح المشتركة‬
‫عكلى‬ ‫وكنوا ك‬ ‫عا ك‬‫ول ت ك ك‬ ‫وى ك‬ ‫ق ك‬ ‫والت ن ل‬ ‫عكلى ال لب سدر ك‬ ‫وكنوا ك‬ ‫عا ك‬
‫وت ك ك‬‫المشروعة ‪ ) :‬ك‬
‫ن ( )المائدة‪.(2 :‬‬ ‫وا س‬ ‫عدل ك‬ ‫وال ل ك‬‫ال سث لم س ك‬

‫> وإذ لحظ المؤتمر حاجة العالم إلى الحوار من أجل التفاهم‬
‫على صيغ تحول دون الصدام بين الحضارات‪.‬‬
‫> وإذ تابع حملت الكراهية التي تشنها مؤسسات إعلمية‬
‫وثقافية وسياسية غربية على السلم‪.‬‬
‫> فإنه يوصي رابطة العالم السلمي والمنظمات السلمية‬
‫الرسمية والشعبية بما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ دعوة مؤسسات الحوار الدولية ولجانه ومنتدياته للنطلق‬
‫في الحوار من المبادئ التي نصت عليها المواثيق والتفاقات‬
‫الدولية لتحقيق التكافؤ بين الشعوب في الحقوق‪ ،‬وضمان‬
‫حرياتها‪ ،‬وحماية ثقافاتها‪.‬‬
‫‪2‬ـ مطالبة المؤسسات الغربية التي تمارس مناشط تبشيرية‪،‬‬
‫بعدم التدخل في عقائد المسلمين أو تشكيكهم بدينهم‪،‬‬
‫ومنحهم الغراءات للتحول عنه‪ ،‬أو الستخفاف به‪.‬‬
‫‪3‬ـ مطالبة المؤسسات الدولية وفي مقدمتها هيئة المم‬
‫المتحدة بالقيام بواجباتها‪ ،‬في منع الترويج لكراهية الشعوب‪،‬‬
‫وإبطال النظريات العنصرية والشعوبية الفاسدة التي تحض‬
‫معتنقيها وأتباعها على كراهية الخرين‪ .‬؟يطالب المؤتمر هيئة‬
‫المم المتحدة ودول العالم بأن ل تسمح لي دولة بأن تنفرد‬
‫بإصدار قانون يمتد تطبيقه إلى مختلف أنحاء العالم‪ ،‬وذلك‬
‫انسجاما ا مع القانون الدولي‪ ،‬وقوانين المنظمات الدولية التي‬
‫ل تجيز لدولة أن تتدخل في شؤون الدول الخرى‪ ،‬أو أن تسن‬
‫قانونا ا يتعدى تطبيقه دائرتها القليمية‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬الحوار الحضاري والثقافي في مواجهة‬


‫التحديات‪:‬‬

‫تدارس المؤتمر واقع العلقات بين المم في عالمنا المعاصر ‪،‬‬


‫وما برز من عقبات وتحديات ضد التعايش ‪ ،‬وتوقف عند‬
‫الكوارث التي حدلت بالنسانية في القرن العشرين ‪ ،‬ومنها‬
‫كارثتا الحربين العالميتين الولى والثانية ‪ ،‬اللتان أودتا بحياة‬
‫المليين من بني النسان‪ ،‬وما يزال الواقع الدولي ينذر‬
‫بالمزيد من الشرور والحروب‪.‬‬
‫ويرجع أسباب ذلك إلى تغليب العتبارات المادية والمصلحية‬
‫على حساب القيم والمبادئ‪ ،‬وأكد أن حسابات المصالح والقيم‬
‫الذرائعية غلبت المبادئ والقيم في الحضارة المعاصرة‪.‬؟‬
‫وتوقف المؤتمر عند المرحلة الستعمارية الغربية لمعظم‬
‫البلدان السلمية ومحاولت طمس هوية المسلمين‪ ،‬وخاصة‬
‫في الجوانب التالية ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الجانب الديني‪ ،‬وهو ما عبر عنه قادة الستعمار في العصر‬
‫الحديث بدءا ا من حملة نابليون بونابرت على مصر‪ ،‬وانتهاء‬
‫بتصريحات عدد من المسؤولين الغربيين التي أساءت إلى‬
‫السلم والمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر‪.‬‬
‫‪2‬ـ الجانب الثقافي‪ ،‬حيث عمل الغرب على فرض ثقافته‬
‫ومناهجه‪ ،‬مقابل تقليص التعليم السلمي‪،‬‬

‫وفتح مدارس التنصير‪ ،‬وإعداد مثقفين متغربين‪.‬‬


‫‪3‬ـ الجانب القتصادي‪ ،‬وذلك بالسيطرة على خيرات الشعوب‬
‫ونهب ثرواتها‪.‬‬
‫وأعرب المؤتمر عن تخوفه على السلم العالمي في ظل هذه‬
‫التحديات‪ ،‬والتي يأتي في مقدمتها تأثر بعض الدوائر في‬
‫الغرب بالمصالح المحلية المؤقتة‪ ،‬والصد عن التعاون مع‬
‫الشعوب الخرى‪ ،‬ومنها ما تتعرض له شعوب المة السلمية‬
‫ودولها في حملت ثقافية وإعلمية شرسة من مؤسسات‬
‫غربية عديدة‪ ،‬دأبت على وسم السلم بالرهاب وشرائعه‬
‫السمحة بالتطرف والهمجية‪.‬‬
‫والمؤتمر إذ يشير إلى خطورة الحملت التي تسعى إلى‬
‫الترويج للصدام بين الحضارات المعاصرة والسلم‪ ،‬فإنه يعرب‬
‫عن الستنكار البالغ تجاه تصاعد موجات العداء والكراهية‬
‫للسلم‬

‫والمسلمين في أنحاء عديدة من العالم‪.‬‬


‫ويؤكد ما أعلنته مجالس الرابطة ومؤتمراتها‪ ،‬وكذلك ما أعلنته‬
‫الحكومات والمنظمات السلمية من أن الرهاب ظاهرة‬
‫عالمية تستوجب جهودا ا دولية لحتوائها والتصدي لها بروح‬
‫الجدية والمسؤولية والنصاف من خلل عمل دولي متفق عليه‬
‫في إطار المم المتحدة‪ ،‬يحدد تعريف الرهاب تحديدا ا سليماا؛‬
‫ويعالج أسبابه ويكفل القضاء على هذه الظاهرة ويصون حياة‬
‫البريــاء‪ ،‬ويحفظ للدول سيادتها‪ ،‬وللشعوب استقرارها‪،‬‬
‫وللعالم سلمته وأمنه‪.‬‬
‫> وإذ يؤكد المؤتمر أن الترويج للصدام بين الحضارات خطر‬
‫على المن والسلم في العالم‪ ،‬وأنه يتنافى مع مواثيق هيئة‬
‫المم المتحدة فإنه يوصي رابطة العالم السلمي والمنظمات‬
‫السلمية الرسمية والشعبية بما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ الرد على مروجي نظريات الصدام بين الحضارات من خلل‬
‫وسائل العلم المختلفة ونشر الكتب في نقض تلك النظريات‬
‫وبيان خطرها على المن والسلم في العالم وتوزيعها باللغات‬
‫العالمية‪.‬‬

‫‪2‬ـ الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي في إحدى العواصم الغربية‬


‫حول ‪ ) :‬أخطار نظريات الصدام بين الحضارات على المن‬
‫والسلم في العالم ( وإشراك عدد من القيادات الدينية‬
‫والثقافية والسياسية وأساتذة الجامعات الغربيين في المؤتمر‪،‬‬
‫بالضافة إلى إشراك ممثلين عن المنظمات الدولية الكبرى‪.‬‬
‫‪3‬ـ دعوة حكومات العالم إلى التفاق على تعريف موحد‬
‫للرهاب‪ ،‬وتطبيق برامج مكافحة هذه الظاهرة من خلله‪،‬‬
‫ضمانا ا لعدم الخروج عن مقاصد هذه المكافحة‪.‬‬

‫المحور الرابع ‪ :‬آفاق الحوار الحضاري ومجالته ‪:‬‬

‫تدارس المؤتمر سبل التعاون بين الدول‪ ،‬ودعا إلى الستفادة‬


‫مما قرره السلم بشأن إقامة علقات دولية ترتكز على العدل‬
‫ونشر السلم ‪ ،‬وتوفير السعادة للنسان ‪ ،‬وإذ يؤكد المؤتمر‬
‫أهمية مواجهة الخطار التي تهدد البشرية ‪ ،‬فإنه يؤكد على ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ أن المن والرفاه للشعوب كافة‪ ،‬ل يتحقق إل بتعاون‬
‫عالمي ‪ ،‬وبرنامج دولي تسهم في إنجازه مختلف الدول‬
‫والشعوب‪ ،‬والقوى المحبة للخير في العالم‪ ،‬بحيث تشارك في‬
‫إيجاد صيغة لتحقيق سلم ‪ ،‬واقتصاد عالميين عادلين متوازنين‪.‬‬
‫‪2‬ـ أن إيجاد نظام عالمي متوازن أساسه العدل وتحقيق‬
‫المصالح المشتركة بين شعوب العالم على نحو متكافئ‪،‬‬
‫يستوجب احترام إرادة الشعوب‪ ،‬وحقها المشروع في الحرية‬
‫والستقلل والمن‪ ،‬وتقرير مصيرها‪.‬‬

‫‪3‬ـ أن تعاون الناس في مجالت الخير لبناء مجتمع عالمي‬


‫تحكمه القيم الصحيحة‪ ،‬وتتحقق فيه تنمية شاملة يستفيد منها‬
‫وكنوا‬‫عا ك‬ ‫النسان‪ ،‬مما حث عليه دين السلم‪ ،‬قال تعالى‪ ) :‬ك‬
‫وت ك ك‬
‫قوا‬ ‫وات ن ك‬‫ن ك‬ ‫وا س‬ ‫وال ل ك‬
‫عدل ك‬ ‫عكلى ال سث لم س ك‬‫وكنوا ك‬ ‫عا ك‬‫ول ت ك ك‬‫وى ك‬ ‫قـ ك‬‫والت ن ل‬ ‫عكلى ال لسبـدر ك‬
‫ك‬
‫ب) )المائدة‪.(2 :‬‬ ‫قا س‬ ‫ديدك ال ل س‬
‫ع ك‬ ‫ه ك‬
‫ش س‬ ‫ن الل ن ك‬‫ه إس ن‬ ‫الل ن ك‬
‫‪4‬ـ أن بناء السرة السليمة وفق الروابط الشرعية في‬
‫العلقات بين الجنسين‪ ،‬يعد أساسا ا لبناء مجتمعات إنسانية‬
‫قوية وصحية ونظيفة‪ ،‬وهذا ينبغي أن يكون في مقدمة برامج‬
‫التعاون الدولي‪.‬‬
‫‪5‬ـ محاربــة الباحية والشذوذ والمخدرات والشرور‬
‫والموبقات ‪ ،‬ومعالجة آثارها السلبية على المجتمعات‬
‫النسانية‪.‬‬
‫‪6‬ـ معالجة مشكلت الفقر والجهل والمرض والكوارث‬
‫المختلفة‪ ،‬ومساعدة الشعوب المحتاجة والتعاون في مجالت‬
‫التنمية التي تهم النسان‪.‬‬

‫المحور الخامس‪ :‬المنظمات والقليات السلمية والحوار‬


‫الحضاري والثقافي‬
‫نظر ا ا لهمية التنسيق لنجاز برامج الحوار الحضاري والثقافي‬
‫وتحقيق أهدافه السلمية‪ ،‬فإن المؤتمر يؤكد على أهمية‬
‫التشاور والتعاون بين المنظمات السلمية الشعبية والرسمية‪،‬‬
‫والتنسيق فيما بينها في مجال الحوار والتواصل مع المنظمات‬
‫والمنتديات الدولية المهتمة بالحوار وبقضايا النسان‪ ،‬ويوصي‬
‫بما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ الدعوة إلى التعاون والحوار مع الجهات والمراكز الحضارية‬
‫والثقافية السيوية والفريقية‪ ،‬بغية تعزيز التفاهم والتعاون‬
‫لصد نزعات السيطرة والتحكم بمقدرات الشعوب‬

‫الضعيفة‪.‬‬

‫‪2‬ـ أييد قيام المنتدى العالمي للحوار الحضاري‪ ،‬الذي أعدت‬


‫رابطة العالم السلمي مشروعا ا لنشائه ودعوة الجهات‬
‫السلمية المعنية بالحوار للتنسيق معها ‪ ،‬والحرص على وحدة‬
‫الموقف السلمي في القضايا التي تعالجها منتديات الحوار‪.‬‬

‫‪3‬ـ نظيم ندوات ودورات علمية وثقافية لعداد المحاورين‬


‫المسلمين إعدادا ا يجعلهم مؤهلين لتحمل مسؤولياتهم‪،‬‬
‫وقادرين على متابعة التطورات السياسية والثقافية‪ ،‬وعلى‬
‫تقديم مقترحات لتطوير العلقة بين المسلمين وبين غيرهم‬
‫لما فيه مصلحة النسانية‪.‬‬
‫‪4‬ـ تعزيز التواصل مع المنظمات الدولية‪ ،‬والقليمية والمحلية‪،‬‬
‫التي تؤمن بالقيم والداب العامة‪ ،‬وذلك بهدف التعاون على‬
‫صد تيار الفساد والنحراف الذي من شأنه أن يهدد مستقبل‬
‫البشرية‪.‬‬

‫‪5‬ـ تشجيع القليات السلمية في قارات العالم على العمل‬


‫داخل مجتمعاتها على توضيح صورة السلم الصحيحة‪ ،‬وتحقيق‬
‫ذلك من خلل التواصل مع المؤسسات الثقافية والجتماعية‬
‫في بلدانها‪.‬‬

‫‪http://www.mafhoum.com/press3/90C31_files/22,3,2002,010.htm‬‬

‫موقع الشرق الواسط‬


‫جريده العرب الدواليه‬
‫الرأي‬
‫‪ 22‬مارس ‪2002‬‬

‫هل حوار الحضارات ممكن‪ ،‬وكيف؟‬


‫هاشم صالح‬

‫بعد تفجيرات ‪ 11‬سبتمبر اصبحت العلقاة مع العالم العربي ـ السلمي الشغل الشاغل لمثقفي‬
‫فرنسا والغرب بشكل عام‪ .‬ويرى جان دانييل‪ ،‬رئيس تحرير مجلة »النوفيل اوبسرفاتور« ان‬
‫المثقفين اتخذوا مواقاف متباينة من هذه المسألة ليس فقط مؤخرا‪ ،‬وانما على مدار القرنين‬
‫الماضيين ايضا‪ ،‬فمثل كان فيكتور هيغو قاد اطلق صرخته المدوية بعد استعمار الجزائر قاائل‪:‬ا‬
‫انها الحضارة تنتصر على البربرية‪ .‬نحن اغريق العالم وعلينا تنويره! بالطبع ينبغي ان‬
‫نموضع هذا التصريح ضمن سياق تلك الفترة لكيل نظلم فيكتور هيغو اكثر مما ينبغي‪ .‬ولكن في‬
‫ذات الوقات كان عالم النثربولوجيا ليفي بريل يبلور مصطلح العقلية البدائية لكي يبرر‬
‫الستعمار بشكل غير مباشر‪ .‬ففي رأيه ان الغرب هو وحده الذي توصل الى الفكر العقلني او‬
‫المنطقي‪ ،‬واما بقية الشعوب فل تزال تعيش في مرحلة العقلية ما قابل المنطقية‪ .‬وبالتالي فما‬
‫عليها ال ان تمر بنفس المراحل التطورية لكي تلحق بالغرب‪ .‬وبما انها ل تستطيع ان تفعل ذلك‬
‫لوحدها‪ ،‬فإنه ينبغي على الغرب ان يساعدها اي ان يستعمرها!‪ .‬ولكن بعد الخمسينات‪ ،‬وبعد ان‬
‫ابتدأت الشعوب تتحرر من الستعمار‪ ،‬راح عالم انثربولوجي آخر يقول العكس‪ .‬ففي رأي كلود‬
‫ليفي ستروس انه ل توجد ثقافة عليا وثقافة دنيا‪ ،‬وانما جميع الثقافات متساوية وينبغي ان‬
‫نحترم خصوصياتها واختلفها‪ .‬وكلها تستحق لقب الحضارة‪ .‬ولكن يبدو ان ليفي ستروس غيير‬
‫رأيه مؤخرا عندما اعترف بمديونييته ومديونية البشرية كلها لمخترعي الفكر النقدي او العلمي‬
‫في اوروبا‪ .‬وقاال من المستحب ان تتوصل جميع الشعوب الى مرحلة الفكر النقدي او‬
‫التنويري‪.‬‬

‫ولكن هل يعني ذلك انه يحق لمريكا او للغرب كله ان يدعي امتلك الحقيقة المطلقة وان يتدخل‬
‫في شؤون الشعوب الخرى كما يشاء ويشتهي؟ على هذا السؤال يجيب جان دانييل بالنفي‪.‬‬
‫واما فيليب رينو‪ ،‬استاذ العلوم السياسية في جامعة باريس فيرى ما يلي‪:‬ا ينبغي على‬
‫الديمقراطيات الحديثة ان تقبل بوجود صراع طويل المد مع القوى الماضوية التي ترفض قايم‬
‫الغرب بشكل مطلق‪ .‬ولكن في ذات الوقات ينبغي علينا ان نقيم علقاات ايجابية مع القوى‬
‫الخرى الموجودة في نفس المجتمعات والتي تقبل بالفكار الحديثة‪ .‬اما صوفي بتييس‬
‫المؤرخة والصحافية الفرنسية فترفض اطروحة صموئيل هانتنغتون عن صراع الحضارات‪.‬‬
‫وهي تطرح التساؤل التالي‪:‬ا لماذا لقات اطروحته كل هذا النجاح والنتشار؟ فل يوجد مثقف ال‬
‫وناقاشها او تحدث عنها‪ .‬في الواقاع ان هذه الطروحة رجعية وخطيرة لنها تغطي على‬
‫المشاكل الحقيقية‪ .‬فهي اذ تركز على التناقاض الثقافي او الحضاري بين الغرب والعالم‬
‫السلمي تهمل السباب الفعلية للصراع‪ .‬ومن اهم هذه السباب التفاوت الهائل بين غنى‬
‫الغرب وثرواته وبحبوحة شعوبه‪ ،‬وبين فقر المجتمعات السلمية والبؤس الذي تتخبط فيه‬
‫شرائح واسعة من الشعوب العربية‪ .‬وهكذا يتملص الغرب من مسؤوليته عن طريق القول بأن‬
‫المسلمين معادون في جوهرهم لقيم الحداثة والحضارة! وبالتالي فالصراع معهم اجباري ليس‬
‫لن الكثيرين منهم يعانون من مشاكل الفقر والكبت والقهر وانما ميلهم الطبيعي الى العنف‪..‬‬
‫وهذا يبرهن على ان الغرب ل يريد ان يتحمل مسؤولية النظام العالمي الجائر الذي يقيم هوة‬
‫سحيقة بين الشمال والجنوب‪ .‬يضاف الى ذلك ان الغرب ل يريد ان يعترف بأن للخرين الحق‬
‫في بلورة القيم الحضارية والكونية‪ ،‬وانما يحتكر هذا الحق لنفسه فقط‪ .‬واما فرانسوا فوركيه‬
‫استاذ القاتصاد في جامعة السوربون فيرى العكس‪.‬‬

‫فهو يعتقد ان صموئيل هانتنغتون على حق عندما يتحدث عن صراع الحضارات‬

‫فالتفجيرات التي حصلت في نيويورك وواشنطن كانت موجهة فعل ضد حضارة الغرب‪ .‬وهي‬
‫تهدف في ما وراء ضرب امريكا الى انهاء الهيمنة الغربية على العالم‪ .‬ولكن هل الصراع أبدي‬
‫او محتوم بين عالم السلم وعالم الغرب؟ عن هذا السؤال يجيب الباحث قاائل بأنه توجد امكانية‬
‫لتفادي ذلك‪ .‬وهي تتمثل في بلورة قايم كونية مقبولة من قابل جميع شعوب الرض وليس فقط‬
‫من قابل الغرب‪ .‬ففلسفة الغرب المتمثلة بالديمقراطية وحقوق النسان وقاوانين السوق لم تعد‬
‫قاادرة على فرض نفسها كفلسفة كونية تنطبق على العالم اجمع‪ .‬وانما ينبغي على البشرية ان‬
‫تبلور فلسفة أوسع منها واشمل‪ .‬ويرى هذا الباحث ان الفلسفة الجديدة يمكن ان تستمد مبادئها‬
‫من جميع التراثات الثقافية وليس فقط من تراث الغرب‪ .‬فالسلم مثل يحتوي على تراث روحي‬
‫عظيم ونحن نجهله‪.‬‬

‫لماذا؟ لننا‪ ،‬اي الغربيين‪ ،‬ل نعرف ال التيار المتطرف ول نتحدث ال عنه‪ .‬وهذا خطأ كبير‬
‫يرتكبه الغرب في حق الثقافات الخرى‪ ،‬خاصة السلم‪.‬‬

‫اما الباحثة ميشيل غيوم هوفنونغ‪ ،‬استاذة القانون العام في جامعة السوربون فتطرح السؤال‬
‫التالي‪:‬ا هل حقوق النسان كونية؟ بمعنى‪:‬ا هل حقوق النسان كما بلورها الغرب منذ قارنين‬
‫تنطبق على جميع الشعوب ام انها خاصة بتاريخه فقط؟ هذا السؤال كان شبه ممنوع سابقا لن‬
‫الغرب كان يفرض حداثته وقايمه بصفتها ذات طابع كوني‪ .‬ونلحظ ان الباحثة تجيب باليجاب‬
‫عن هذا السؤال‪ ،‬وذلك على عكس ما فهمناه من كلم الباحث السابق‪ .‬فحقوق النسان ل‬
‫تنحصر بالعرقاية المركزية الوروبية كما يزعم البعض‪ ،‬لماذا؟ لنها ل تستمد جميع مبادئها من‬
‫تراث الغرب وانما استفادت ايضا من قايم السلم‪ .‬وهذا ما برهن عليه العلن السلمي‬
‫العالمي لحقوق النسان والصادر عن اليونيسكو عام ‪ .1981‬يضاف الى ذلك ان فلسفة حقوق‬
‫النسان ل تتعارض مع الديان وانما فقط مع التفسير المتعصب لها‪ .‬وترى الباحثة ان مبادئ‬
‫الديان الكبرى‪ ،‬كالسلم والمسيحية كانت قاد نصت على كرامة النسان ورفعة النسان لنه‬
‫خليفة ال في الرض‪ .‬وبالتالي فل تعارض بين حقوق ال وحقوق النسان اذا ما فهمنا الدين‬
‫بشكل صحيح وعقلني‪.‬‬
‫ماذا نستنتج من اقاوال المثقفين التي استعرضناها حتى الن؟ نستنتج ان الهوة بين السلم‬
‫والغرب ليست سحيقة الى الدرجة التي كنا نتوهمها‪ .‬نقول ذلك بشرط ان يتوفر شرطان اثنان‪:‬ا‬
‫الول هو ان يتراجع الغرب عن كرهه الشديد والمتأصل للسلم‪ ،‬وان يعترف بالرث الحضاري‬
‫العربي ـ السلمي ومدى تغذيته للحضارة الوروبية‪ .‬وهذا الشيء ابتدأ يتحقق أخيرا على يد‬
‫بعض المفكرين المتحررين من الحكام المسبقة والعدائية ضدنا‪ .‬وقاد ذكرنا اسماء بعضهم في‬
‫ما سبق‪ .‬ويمكن ان نضيف اليهم على سبيل المثال ل الحصر اسم الباحث آلن دوليبيرا‬
‫المختص بالفلسفة العربية السلمية‪ .‬فقد كشف عن الصفحات المضيئة لفلسفة السلم وبين‬
‫كيف انهم كانوا اساتذة لوروبا طيلة عدة قارون‪ ،‬ول يمكن فهم النهضة الوروبية ال اذا‬
‫موضعناها ضمن هذا المنظور التاريخي العميق‪ .‬واما الشرط الثاني فهو ان يتغلب التيار‬
‫العقلني في العالم العربي على التيار المتطرف والمخطئ في فهمه لرسالة السلم السمحة‪.‬‬
‫وهذه هي المهمة المطروحة على المستقبل‪.‬‬

‫‪http://www.islamtoday.net/W_E_di/P_13.htm‬‬
‫مؤتمر السلما واالغرب في عالم متغير‬
‫موقع السلما اليوما‬

‫حوار الحضارات بين الحقيقة وا الخداع‬


‫بقلم‪ /‬مجدي أحمد حسين‬
‫منذ انهيار المعسكر الشيوعي قفز إلى رأس جدوال أعمال العالم موضوع الصراع بين الغرب وا السلما واتحول الى‬
‫محور رئيسي للسياسات الدوالية ‪ ,‬وافى المقابل بدأ التروايج لمقولة مضادة واهى حوار الحضارات بعيدا عن صراع‬
‫الحضارات ‪ ,‬واتشكلت من أجل ذلك العديد من المنتديات الدوالية ‪.‬‬
‫في العالم السلمي ظن البعض أن مواجهة العداء الغربي للسلما تتم من خلل عدة محاوار ‪ :‬إبراز شعار حوار‬
‫الحضارات – تحسين صورة السلما في الغرب – تغيير الخطاب الديني السلمي بحيث يكون مقبول على المستوى‬
‫الدوالي عامة واالغربي خاصة‪.‬‬
‫حول هذا الموضوع جرت الكثير من المساجلت اختلط فيها الثابت مع المتغير ‪ ,‬اختلط فيها تحديد من أين نشأت‬
‫المشكلة بين الشرق واالغرب ‪ ,‬أوا بالحرى أي جانب هو المسئول عن سوء التفاهم ‪ ,‬اختلط فيها ما هو عقائدي مع ما‬
‫هو سياسي ‪ ,‬ما هو مبدئي مع ما هو عملي ) براجماتي ( ‪ ,‬بل اختلط فيها كثير من الحقائق الساطعة ‪ ,‬من المسئول‬
‫عن أزمة الثقة ‪ ,‬من المعتدى وامن المعتدى عليه ‪ ,‬بل غلب على النخبة السلمية الرسمية واغير الرسمية الطابع‬
‫العتذاري عن جرائم لم نرتكبها ‪ ,‬واكأن ضعفنا المادي واتأخرنا عن مواكبة أسباب التكنولوجيا المتطورة سبب كاف‬
‫لخلط الواراق ‪ ,‬واعدما ذكر الحقائق التى جرت واتجرى على مشهد وامرأى من العالمين‪.‬‬
‫والكل هذه السباب أرى أن أركز على الثوابت السلمية فيما يتعلق بهذا الموضوع ‪ :‬نحن واالغرب أوا بالحرى نحن‬
‫واكل الخرين من غير المسلمين ‪.‬‬
‫واسنجد فى إسلمنا كل ما يمكن أن نفاخر به ‪ ,‬بل وانتحدى اذا كان لدى الخرين ما هو أفضل واأكثر عدل وارقيا فإننا‬
‫على استعداد لن نأخذ به ‪).‬واإنا أواإياكم لعلى هدى أوا في ضلل مبين( سبأ ‪.24‬‬

‫الحوار واالتفاهم واالتعارف‪:‬‬


‫لنبدأ بالنقطة الجوهرية التى أفاض فيها الكثيروان من النخبة الرسمية واغير الرسمية فى بلد المسلمين ‪ ,‬واالتى‬
‫يركزوان عليها دوان باقى النقاط المكملة لها ‪ ,‬والكننا نبدأ بها لنؤكد أنها فكرة صحيحة واأساسية بل خلف ‪ ,‬والكنها‬
‫ليست كافية لعرض موقفنا كله ازاء المتغيرات المختلفة ‪.‬‬
‫وانقصد أن السلما يحض على الحوار واالتفاهم واالتعارف واالتعايش السلمى ‪ ,‬ذلك أن الدين الحق ل يقوما ال على‬
‫القناع وا القتناع ‪ ,‬وال يوجد ايمان بحد السيف ‪ ,‬فاليمان لغة هو التصديق)‪.(1‬‬
‫واآيات القرآن عديدة فى هذا المجال ‪) ..‬ادع إلى سبيل ربك بالحكمة وا الموعظة الحسنة‪ .‬واجادلهم بالتى هى‬
‫أحسن(النحل ‪) . 125‬ل إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى( البقرة ‪) .. 256‬أفأنت تكره الناس حتى يكونوا‬
‫مؤمنين(يونس ‪.99‬‬
‫والن البشرية تنقسم الى شعوب وا قبائل فان الدعوة تكون )يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر واأنثى واجعلناكم شعوبا‬
‫واقبائل لتعارفوا ‪ ,‬إن أكرمكم عند ا أتقاكم(الحجرات ‪.13‬‬
‫واعندما تتمايز المم فان الهدف السمى هو التعايش واالتعارف واعدما استعلء طائفة على أخرى‪ ,‬وال أمة على أمة‪ ,‬ثم‬
‫يكون الكرما عند ا هو الكثر تقوى‪ ,‬واالحساب النهائى عند ا واليس على هذه الرض الفانية‪ .‬واحتى الخلف‬
‫العقائدى فهو مترواك ل عز واجل كى يحكم فيه يوما القيامة )ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون(آل‬
‫عمران ‪.55‬‬
‫اذن من واجهة النظر السلمية الخالصة ‪ ,‬لتوجد أى مشكلة على الرض ‪ ,‬بسبب الخلف فى الرأى أوا العقيدة أوا‬
‫اللون أوا العرق أوا القومية‪ ,‬بل أن السلما يدعو الى مباراة سلمية فى إعمار الرض واالتخلية بين النسان وا‬
‫اختياراته العقائدية‪.‬‬
‫من أين يأتى الصداما؟!‬
‫من أين يأتى الصداما اذن ؟ من أين تنشأ المشكلة؟‬
‫تأتى من الطرف الذى يرفض المبادرة السلمية وايستخدما واسائل الكراه فى فرض هيمنته وارؤيته وامصالحه‪.‬‬
‫وااذا افترضنا أن الكرة الرضية مسرح وااحد متواصل فاننا كاسلميين نقبل منطق المباراة السلمية ‪ ,‬والترفع العقبات‬
‫واالرواادع عن كل الرؤى وااليديولوجيات والنترك الحكم لجمهور البشرية ‪ ,‬والكن الغرب لم يقبل بهذا المنهج ‪ ..‬بل‬
‫واصل المر الى حد التدخل فى شئون الدوال العربية وا السلمية ضد النظمة ذات التوجه القومى ‪ ,‬ثم ضد النظمة‬
‫ذات التوجه السلمى ‪ ,‬ثم انتقل الن الى النظمة الصديقة يريد أن يتدخل فى اسلوب حياة مجتمعاتها وامناهج التعليم‬
‫وا الخطاب الدينى‪.‬‬
‫واالن تتم عملية تعليق هذا التدخل على مشجب أحداث ‪ 11‬سبتمبر فى حين أن تاريخ التدخلت قديم والم ينقطع بعد‬
‫فترة الستعمار التقليدى ‪ ,‬واكانت التدخلت الغربية متصاعدة فى العقدين الخيرين من القرن العشرين ‪ ,‬واعندما نشير‬
‫الى الغرب فإننا نشير بشكل خاص إلى الوليات المتحدة المريكية التى اتخذت السياسة الكثر غلوا ‪ ,‬والكن أواروابا لم‬
‫تعارض هذا التوجه المريكى جذريا والم تقدما بديل متماسكا للعلقات بين السلما وا الغرب ‪ ,‬واكان خلفها مع الوليات‬
‫المتحدة تكتيكيا خاصة ألمانيا وافرنسا وابلجيكا ‪ .‬بل لقد عادت بنا الوليات المتحدة الى مرحلة الستعمار التقليدى مرة‬
‫أخرى باحتلل أفغانستان واالعراق واالتهديد باحتلل دوال أخرى‪.‬‬
‫وابالتالى نحن أماما الوضع التالى‪:‬‬
‫العالم السلمى ل يتدخل )وال يقوى( فى الشئون الداخلية للعالم الغربى ‪ ,‬بينما يتعرض هو للعتداء واالحتلل وا‬
‫التدخل فى أخص شئونه الداخلية‪.‬‬
‫واالعقيدة السلمية توفر أعدل منهج للتعايش السلمى بين الحضارات ‪ ,‬والكننا ل يمكن أن نرفع شعار الحوار‬
‫الحضارى مع الجيوش الغازية لراضينا واالمتواجدة فى عدد كبير من الدوال العربية وا السلمية‬
‫أما المنهج الذى نعتبره الكثر عدالة ‪ ,‬فقد نص عليه القرآن الكريم فى قواعد نعرضها للحتكاما اليها ‪ ,‬واأين يمكن أن‬
‫نجد معيارا أكثر عدالة من ذلك؟! وااذا زعم أحد أن هناك ما هو أفضل من ذلك‪ ,‬فنحن على استعداد لمناقشته باعتبار‬
‫أن الغرب فى مجموعه ل يؤمن بطبيعة الحال بقداسة ما وارد بالقرآن الكريم‪ ,‬والكننا نعرضه للمناقشة العقلية البحتة‪.‬‬
‫) ل ينهاكم ا عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين والم يخرجوكم من دياركم أن تبرواهم واتقسطوا إليهم إن ا يحب‬
‫المقسطين ‪ ,‬إنما ينهاكم ا عن الذين قاتلوكم فى الدين واأخرجوكم من دياركم واظاهرواا على إخراجكم أن تولوهم‬
‫وامن يتولهم فأوالئك هم الظالمون(الممتحنة ‪.9-8‬‬
‫من هاتين اليتين نستخرج مجموعة من القواعد الساسية التى تحكم علقة المسلمين بغيرهم سواء أكانوا أهل كتاب‬
‫أوا مشركين أوا غير مؤمنين بأى دين من الديان‪:‬‬
‫‪ -1‬أن المسلمين ملتزمون بحسن العلقة مع غيرهم من بنى البشر ‪ ,‬ذلك أن الصل فى السلما هو السلما واالمحبة ‪,‬‬
‫وانشر البر واالعدل بين الناس قاطبة على اختلف أجناسهم واألوانهم وامعتقداتهم)‪.(2‬‬
‫‪ -2‬أن عداواة المسلمين يجب أن تنصب حصرا على الذين يحاربونهم لتغيير دينهم ‪ ,‬أوا يعتدوان على حرماتهم ‪ :‬النفس‬
‫وا الوطن‪.‬‬
‫‪ -3‬أن المسلمين ل يحاربون وال يعادوان وال يعلنون الجهاد مع الخرين بسبب عقيدتهم والكن دفاعا عن النفس‬
‫واالعقيدة واهى ضروارة للمحافظة على الذات فاذا انتفى هذا المبرر فل مجال للحديث عن قطع كل صلت بالمخالفين‬
‫فى الرأى فضل عن قتالهم‪ ,‬فالنهى عن الصداقة واالمحبة واالتحالف منصب على الذين ما يزالون مستمرين فى حربهم‬
‫وا عدواانهم‪.‬‬
‫نحن اذن أماما قاعدة أساسية وااحدة تجمعها هذه البعاد الثلثة ‪.‬‬
‫ان العلة فى المقاطعة واالقتال وا العداواة ‪ ,‬هى الفعل الدفاعى ردا على العدواان واحماية النفس واالوطن واالعقيدة ‪,‬‬
‫واليس لنشر الدين بالقوة أوا لبادة المخالفين فى الرأى واالعقيدة‪.‬‬
‫واهذا أمر بديهى ل يمكن أن يرفضه أحد بأى منطق وابأى معيار ‪ ,‬فأنا باختصار أطالب من المخالف لى بالحد الدنى‬
‫الذى ل يمكن الهبوط عنه واهو ) أل يقتلنى ( وا ) أل يخرجنى من واطنى ( هذا مطلب عادل لنه غريزى ‪ ,‬والنه مطلب‬
‫لكل انسان على الرض ‪ ,‬واان التفريط فى هذا الحد الدنى معناه‪ :‬العدما!!‬
‫ربما يرد أحد الغربيين فيقول هذا كلما حسن والكننا لم نراه فى التاريخ ‪ ,‬واما فائدة الكلما الحسن الذى ل يمكن أن‬
‫يطبق ‪.‬‬

‫****‬

‫المراجـــع‬

‫‪ -1‬مختار الصحاح للشيخ الماما محمد بن أبى بكر عبد القادر الرازى – المكتبة العصرية –‬
‫صيدا بيروات ‪ ,‬الطبعة الرابعة ‪ – 1998‬ص ‪22‬‬
‫‪ -2‬تفسير القرآن الكريم من سورة الحقاف الى سورة المرسلت – أحمد حسين – المجلس‬
‫العلى للشئون السلمية – مصر ‪ – 1976‬ص ‪385‬‬
‫‪ -3‬السلما واالحداثة – عبد السلما ياسين – دار الفاق – الطبعة الوالى ‪– 2000‬ص ‪208‬‬
‫‪ -4‬هل تحتاج أمريكا الى سياسة خارجية؟ هنرى كيسنجر – دار الكتاب العربى – بيروات –‬
‫‪ – 2002‬ص ‪11‬‬
‫‪ -5‬الجهاد – د‪.‬أحمد محمد الحوفى – المجلس العلى للشئون السلمية – مصر – ‪ 1970‬ص‬
‫‪168‬‬
‫‪ -6‬السلما واالحداثة – مرجع سابق – ص ‪78‬‬
‫‪ -7‬الغرب واالسلما – مجموعة دراسات مترجمة – دار جهاد للنشر واالتوزيع – القاهرة ‪,‬‬
‫الطبعة الوالى ‪ – 1994‬ص ‪ 143‬ترجمة وا تحليل منى ياسين ‪ ,‬مراجعة وا تعقيب د‪.‬محجوب‬
‫عمر‬
‫‪ -8‬تاريخ الدوالة العثمانية –يلماز أوازتونا – منشورات مؤسسة فيصل للتمويل – تركيا‪,‬‬
‫استانبول – ‪ – 1988‬الجزء الوال – الطبعة الوالى ص ‪102‬‬
‫‪ -9‬المسألة الشرقية – محمود ثابت الشاذلى – مكتبة واهبة – القاهرة ‪ 1989‬الطبعة الوالى ص‬
‫‪ , 41‬ص ‪102‬‬
‫‪ -10‬السلما وا المسلمون فى بلد البلقان – محمد خليفة – مركز دراسات العالم السلمى –‬
‫مالطة – الطبعة الوالى – ‪ 1994‬ص ‪230‬وا ‪ 231‬وا ‪ 283‬وا ‪284‬وا ‪713‬‬
‫‪ -11‬موسوعة تاريخ مصر – أحمد حسين – دار الشعب – مصر – الجزء الثانى – الطبعة‬
‫الوالى – ‪ 1973‬ص ‪500‬‬

You might also like