Professional Documents
Culture Documents
d=1&l=AR&cid=7&cidi=42
رابطه العالم السإلماي
صدر في مكة المكرمة
6/12/1425هـ 17/1/2005 /م
الملخص
يؤكد مؤتمر مكة المكرمة الخامس أن السلم دعا منذ ظهوره إلى
الحوار بين الحضارات ،وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم من
العقــل والحكمة ،والمجادلة بالحسنى أساسا ا ومنهاجا ا لحوار
المخالفيـن ودعوتهم إلى السلم وفق ضوابط فريدة في التسامح
..وتقبل التنوع
ألنـــــــص
الحوار الحضاري والثقافي :أهدافه ومجالته
> وإذ لحظ المؤتمر حاجة العالم إلى الحوار من أجل التفاهم
على صيغ تحول دون الصدام بين الحضارات.
> وإذ تابع حملت الكراهية التي تشنها مؤسسات إعلمية
وثقافية وسياسية غربية على السلم.
> فإنه يوصي رابطة العالم السلمي والمنظمات السلمية
الرسمية والشعبية بما يلي:
1ـ دعوة مؤسسات الحوار الدولية ولجانه ومنتدياته للنطلق
في الحوار من المبادئ التي نصت عليها المواثيق والتفاقات
الدولية لتحقيق التكافؤ بين الشعوب في الحقوق ،وضمان
حرياتها ،وحماية ثقافاتها.
2ـ مطالبة المؤسسات الغربية التي تمارس مناشط تبشيرية،
بعدم التدخل في عقائد المسلمين أو تشكيكهم بدينهم،
ومنحهم الغراءات للتحول عنه ،أو الستخفاف به.
3ـ مطالبة المؤسسات الدولية وفي مقدمتها هيئة المم
المتحدة بالقيام بواجباتها ،في منع الترويج لكراهية الشعوب،
وإبطال النظريات العنصرية والشعوبية الفاسدة التي تحض
معتنقيها وأتباعها على كراهية الخرين .؟يطالب المؤتمر هيئة
المم المتحدة ودول العالم بأن ل تسمح لي دولة بأن تنفرد
بإصدار قانون يمتد تطبيقه إلى مختلف أنحاء العالم ،وذلك
انسجاما ا مع القانون الدولي ،وقوانين المنظمات الدولية التي
ل تجيز لدولة أن تتدخل في شؤون الدول الخرى ،أو أن تسن
قانونا ا يتعدى تطبيقه دائرتها القليمية.
الضعيفة.
http://www.mafhoum.com/press3/90C31_files/22,3,2002,010.htm
بعد تفجيرات 11سبتمبر اصبحت العلقاة مع العالم العربي ـ السلمي الشغل الشاغل لمثقفي
فرنسا والغرب بشكل عام .ويرى جان دانييل ،رئيس تحرير مجلة »النوفيل اوبسرفاتور« ان
المثقفين اتخذوا مواقاف متباينة من هذه المسألة ليس فقط مؤخرا ،وانما على مدار القرنين
الماضيين ايضا ،فمثل كان فيكتور هيغو قاد اطلق صرخته المدوية بعد استعمار الجزائر قاائل:ا
انها الحضارة تنتصر على البربرية .نحن اغريق العالم وعلينا تنويره! بالطبع ينبغي ان
نموضع هذا التصريح ضمن سياق تلك الفترة لكيل نظلم فيكتور هيغو اكثر مما ينبغي .ولكن في
ذات الوقات كان عالم النثربولوجيا ليفي بريل يبلور مصطلح العقلية البدائية لكي يبرر
الستعمار بشكل غير مباشر .ففي رأيه ان الغرب هو وحده الذي توصل الى الفكر العقلني او
المنطقي ،واما بقية الشعوب فل تزال تعيش في مرحلة العقلية ما قابل المنطقية .وبالتالي فما
عليها ال ان تمر بنفس المراحل التطورية لكي تلحق بالغرب .وبما انها ل تستطيع ان تفعل ذلك
لوحدها ،فإنه ينبغي على الغرب ان يساعدها اي ان يستعمرها! .ولكن بعد الخمسينات ،وبعد ان
ابتدأت الشعوب تتحرر من الستعمار ،راح عالم انثربولوجي آخر يقول العكس .ففي رأي كلود
ليفي ستروس انه ل توجد ثقافة عليا وثقافة دنيا ،وانما جميع الثقافات متساوية وينبغي ان
نحترم خصوصياتها واختلفها .وكلها تستحق لقب الحضارة .ولكن يبدو ان ليفي ستروس غيير
رأيه مؤخرا عندما اعترف بمديونييته ومديونية البشرية كلها لمخترعي الفكر النقدي او العلمي
في اوروبا .وقاال من المستحب ان تتوصل جميع الشعوب الى مرحلة الفكر النقدي او
التنويري.
ولكن هل يعني ذلك انه يحق لمريكا او للغرب كله ان يدعي امتلك الحقيقة المطلقة وان يتدخل
في شؤون الشعوب الخرى كما يشاء ويشتهي؟ على هذا السؤال يجيب جان دانييل بالنفي.
واما فيليب رينو ،استاذ العلوم السياسية في جامعة باريس فيرى ما يلي:ا ينبغي على
الديمقراطيات الحديثة ان تقبل بوجود صراع طويل المد مع القوى الماضوية التي ترفض قايم
الغرب بشكل مطلق .ولكن في ذات الوقات ينبغي علينا ان نقيم علقاات ايجابية مع القوى
الخرى الموجودة في نفس المجتمعات والتي تقبل بالفكار الحديثة .اما صوفي بتييس
المؤرخة والصحافية الفرنسية فترفض اطروحة صموئيل هانتنغتون عن صراع الحضارات.
وهي تطرح التساؤل التالي:ا لماذا لقات اطروحته كل هذا النجاح والنتشار؟ فل يوجد مثقف ال
وناقاشها او تحدث عنها .في الواقاع ان هذه الطروحة رجعية وخطيرة لنها تغطي على
المشاكل الحقيقية .فهي اذ تركز على التناقاض الثقافي او الحضاري بين الغرب والعالم
السلمي تهمل السباب الفعلية للصراع .ومن اهم هذه السباب التفاوت الهائل بين غنى
الغرب وثرواته وبحبوحة شعوبه ،وبين فقر المجتمعات السلمية والبؤس الذي تتخبط فيه
شرائح واسعة من الشعوب العربية .وهكذا يتملص الغرب من مسؤوليته عن طريق القول بأن
المسلمين معادون في جوهرهم لقيم الحداثة والحضارة! وبالتالي فالصراع معهم اجباري ليس
لن الكثيرين منهم يعانون من مشاكل الفقر والكبت والقهر وانما ميلهم الطبيعي الى العنف..
وهذا يبرهن على ان الغرب ل يريد ان يتحمل مسؤولية النظام العالمي الجائر الذي يقيم هوة
سحيقة بين الشمال والجنوب .يضاف الى ذلك ان الغرب ل يريد ان يعترف بأن للخرين الحق
في بلورة القيم الحضارية والكونية ،وانما يحتكر هذا الحق لنفسه فقط .واما فرانسوا فوركيه
استاذ القاتصاد في جامعة السوربون فيرى العكس.
فالتفجيرات التي حصلت في نيويورك وواشنطن كانت موجهة فعل ضد حضارة الغرب .وهي
تهدف في ما وراء ضرب امريكا الى انهاء الهيمنة الغربية على العالم .ولكن هل الصراع أبدي
او محتوم بين عالم السلم وعالم الغرب؟ عن هذا السؤال يجيب الباحث قاائل بأنه توجد امكانية
لتفادي ذلك .وهي تتمثل في بلورة قايم كونية مقبولة من قابل جميع شعوب الرض وليس فقط
من قابل الغرب .ففلسفة الغرب المتمثلة بالديمقراطية وحقوق النسان وقاوانين السوق لم تعد
قاادرة على فرض نفسها كفلسفة كونية تنطبق على العالم اجمع .وانما ينبغي على البشرية ان
تبلور فلسفة أوسع منها واشمل .ويرى هذا الباحث ان الفلسفة الجديدة يمكن ان تستمد مبادئها
من جميع التراثات الثقافية وليس فقط من تراث الغرب .فالسلم مثل يحتوي على تراث روحي
عظيم ونحن نجهله.
لماذا؟ لننا ،اي الغربيين ،ل نعرف ال التيار المتطرف ول نتحدث ال عنه .وهذا خطأ كبير
يرتكبه الغرب في حق الثقافات الخرى ،خاصة السلم.
اما الباحثة ميشيل غيوم هوفنونغ ،استاذة القانون العام في جامعة السوربون فتطرح السؤال
التالي:ا هل حقوق النسان كونية؟ بمعنى:ا هل حقوق النسان كما بلورها الغرب منذ قارنين
تنطبق على جميع الشعوب ام انها خاصة بتاريخه فقط؟ هذا السؤال كان شبه ممنوع سابقا لن
الغرب كان يفرض حداثته وقايمه بصفتها ذات طابع كوني .ونلحظ ان الباحثة تجيب باليجاب
عن هذا السؤال ،وذلك على عكس ما فهمناه من كلم الباحث السابق .فحقوق النسان ل
تنحصر بالعرقاية المركزية الوروبية كما يزعم البعض ،لماذا؟ لنها ل تستمد جميع مبادئها من
تراث الغرب وانما استفادت ايضا من قايم السلم .وهذا ما برهن عليه العلن السلمي
العالمي لحقوق النسان والصادر عن اليونيسكو عام .1981يضاف الى ذلك ان فلسفة حقوق
النسان ل تتعارض مع الديان وانما فقط مع التفسير المتعصب لها .وترى الباحثة ان مبادئ
الديان الكبرى ،كالسلم والمسيحية كانت قاد نصت على كرامة النسان ورفعة النسان لنه
خليفة ال في الرض .وبالتالي فل تعارض بين حقوق ال وحقوق النسان اذا ما فهمنا الدين
بشكل صحيح وعقلني.
ماذا نستنتج من اقاوال المثقفين التي استعرضناها حتى الن؟ نستنتج ان الهوة بين السلم
والغرب ليست سحيقة الى الدرجة التي كنا نتوهمها .نقول ذلك بشرط ان يتوفر شرطان اثنان:ا
الول هو ان يتراجع الغرب عن كرهه الشديد والمتأصل للسلم ،وان يعترف بالرث الحضاري
العربي ـ السلمي ومدى تغذيته للحضارة الوروبية .وهذا الشيء ابتدأ يتحقق أخيرا على يد
بعض المفكرين المتحررين من الحكام المسبقة والعدائية ضدنا .وقاد ذكرنا اسماء بعضهم في
ما سبق .ويمكن ان نضيف اليهم على سبيل المثال ل الحصر اسم الباحث آلن دوليبيرا
المختص بالفلسفة العربية السلمية .فقد كشف عن الصفحات المضيئة لفلسفة السلم وبين
كيف انهم كانوا اساتذة لوروبا طيلة عدة قارون ،ول يمكن فهم النهضة الوروبية ال اذا
موضعناها ضمن هذا المنظور التاريخي العميق .واما الشرط الثاني فهو ان يتغلب التيار
العقلني في العالم العربي على التيار المتطرف والمخطئ في فهمه لرسالة السلم السمحة.
وهذه هي المهمة المطروحة على المستقبل.
http://www.islamtoday.net/W_E_di/P_13.htm
مؤتمر السلما واالغرب في عالم متغير
موقع السلما اليوما
****
المراجـــع
-1مختار الصحاح للشيخ الماما محمد بن أبى بكر عبد القادر الرازى – المكتبة العصرية –
صيدا بيروات ,الطبعة الرابعة – 1998ص 22
-2تفسير القرآن الكريم من سورة الحقاف الى سورة المرسلت – أحمد حسين – المجلس
العلى للشئون السلمية – مصر – 1976ص 385
-3السلما واالحداثة – عبد السلما ياسين – دار الفاق – الطبعة الوالى – 2000ص 208
-4هل تحتاج أمريكا الى سياسة خارجية؟ هنرى كيسنجر – دار الكتاب العربى – بيروات –
– 2002ص 11
-5الجهاد – د.أحمد محمد الحوفى – المجلس العلى للشئون السلمية – مصر – 1970ص
168
-6السلما واالحداثة – مرجع سابق – ص 78
-7الغرب واالسلما – مجموعة دراسات مترجمة – دار جهاد للنشر واالتوزيع – القاهرة ,
الطبعة الوالى – 1994ص 143ترجمة وا تحليل منى ياسين ,مراجعة وا تعقيب د.محجوب
عمر
-8تاريخ الدوالة العثمانية –يلماز أوازتونا – منشورات مؤسسة فيصل للتمويل – تركيا,
استانبول – – 1988الجزء الوال – الطبعة الوالى ص 102
-9المسألة الشرقية – محمود ثابت الشاذلى – مكتبة واهبة – القاهرة 1989الطبعة الوالى ص
, 41ص 102
-10السلما وا المسلمون فى بلد البلقان – محمد خليفة – مركز دراسات العالم السلمى –
مالطة – الطبعة الوالى – 1994ص 230وا 231وا 283وا 284وا 713
-11موسوعة تاريخ مصر – أحمد حسين – دار الشعب – مصر – الجزء الثانى – الطبعة
الوالى – 1973ص 500