Professional Documents
Culture Documents
1
-3-1تحديد المفاهيم:
-3-1-1مفهوم التواصل:
تتفق العديد من المعاجم العربية( )1أن التواصل لغة يفيد اإلبالغ واإلطالع واإلخبار أي نقل خبر ما من
شخص إلى آخر وإخباره به و إطالعه عليه،أما على مستوى اللغة الفرنسية فكلمة communication
تدل على التواصل والتوصيل واإلبالغ واإلعالم،وعليه يتضح أن مفهوم التواصل يتميز بثراه المعجمي
وغناه اللغوي (التواصل،الوصل،الصلة،االتصال،اإليصال،التوصيل،التحاور،التخاطب )...الشيء الذي
أدى إلى ظهور عدة تعريفات تستند إلى مجموعة من المقاربات المختلفة (اللسانيات-السيكولوجيا-
السيميوطيقا-البيداغوجيا-اإلعالميات-الفلسفة-السياسة-السوسيولوجيا )...وعلى الرغم من هذا التعدد
الداللي و المفاهيمي للمصطلح ،يمكن القول إن ظاهرة التواصل ال تخرج في معناها العام والشامل عن
تبادل المعلومات أو األخبار(الرسالة) بين شخصين أو أكثر (مرسل-مرسل إليه)وفق سياق معين(مرجع)
بواسطة اللغة أو غيرها من العالمات المختلفة والمتعددة (القناة) .ولتعميق الفهم بمكونات المفهوم
وخصائصه االصطالحية،البد من استحضار التعريف المتداول بكثرة لصاحبه "شارل كولي"الذي
يصرح بأن التواصل هو"الميكانيزم الذي بواسطته توجد العالقات اإلنسانية وتتطور،إنه يتضمن كل ّ
رموز الذهن مع وسائل تبليغها عبر المجال وتعزيزها في الزمان.ويتضمن أيضا تعابير الوجه وهيئات
(الجسم)،والحركات ونبرة الصوت،والكلمات،والكتابات والمطبوعات والقطارات والتلغراف
والتلفون،وكل ما يشمله آخر ما تم من االكتشافات في المكان والزمان"() 2أما التحديد اإلجرائي لمفهوم
التواصل فيمكن صياغته على الشكل التالي":عملية إرسال رسالة بين طرفين أو أكثر،وتنجز بوسائل
داخل سياق محدد من أجل إحداث أثر"(.)3
-3-1-2مفهوم التواصل الصفي البيداغوجي:
يمثل التواصل الصفي البيداغوجي أهم األشكال التواصلية في العملية التربوية التكوينية التي تجمع بين
المدرس والتلميذ ضمن سياق عالئقي وتفاعلي مشروط بمحدداته الزمكانية والجماعية،وعليه،يمكن
استحضار تعريف متداول لمفهوم التواصل البيداغوجي على الشكل التالي":كل أشكال وسيرورات
ومظاهر العالقة التواصلية بين مدرس وتالميذ.إنه يتضمن نمط اإلرسال اللفظي وغير اللفظي بين
مدرس(أو مايقوم مقامه)والتالميذ أو بين التالميذ أنفسهم.كما يتضمن الوسائل التواصلية والمجال
والزمان.وهو يهدف إلى تبادل أو تبليغ ونقل الخبرات والمعارف والتجارب والمواقف مثلما يهدف إلى
التأثير على سلوك المتلقي.)4(".
-3-1-3مفهوم جماعة القسم:
الجماعة وحدة اجتماعية تتكون من مجموعة من األفراد يتم بينهم تفاعل وعالقات اجتماعية،وقد عرف
المفهوم تسميات متعددة(الفريق\العصابة\الخلية\الزمرة\المجموعة\الطاقم)أما جماعة القسم،فتصنف ضمن
الجماعات النظامية المؤسسية من حيث اختيار أعضائها(المدرس\التالميذ)والمعايير التي تتحكم فيها،
5نفسه،ص.117:
3
-معرفة حاجات المتعلمين واتجاهاتهم .
-العمل على زرع روح الفريق بين جماعة الصف .
إنشاء عالقات يسودها التفاهم بين المدرس والمتعلمين . -
االهتمام بعملية تحليل أنماط التفاعل اللفظي . -
إعطاء الفرصة الكاملة لجميع التالميذ للتفكير . -
تشجيع جميع التالميذ على المشاركة . -
-االستماع بعناية لما يقوله المتعلم .
-تثمين أجوبة المتعلمين ولو كانت خاطئة.
-3-4معيقات التفاعل الصفي :
إن الطبيعة الدينامية لجماعة الفصل ،وكذلك السياق الذي تتم فيه عملية التواصل التربوي ،تفرز في
كثير من األحيان مجموعة من الصعوبات والعوائق التي تجعل من هذه العملية عملية غير مريحة دائما،
مما يخلق توترات تكبر خطورتها أو تقل بحسب مدى وعي المدرس .ومن ضمن هذه الصعوبات التي
تحد من إمكانية خلق تواصل تربوي فعال ،يمكن أن نذكر ما يلي:
أ) المعيقات الفكرية :و ترتبط أساسا بقصور المتلقي عن فك الترميز ألن اللغة المستعملة في إيصال
المعرفة المدرسية ،قد تفوق مستوى المستقبل ،حيث إن القاموس المرجعي لكل من المدرس/المرسل
والتلميذ/المستقبل ال يكونان في توافق تام .ويدخل في هذا اإلطار نقص المعلومات أو تضخمها ،وعدم
مناسبة المقال للمقام.
ب) المعيقات السيكولوجية :وتتمثل في المستوى العالئقي واالنطباعات التي تتكون تجاه اآلخر ،كالفكرة
التي يكونها التلميذ عن المدرس أو المدرس عن التلميذ ,هذا الرأي القبلي يمكن أن يكون سببا للنفور
أو االستقبال السلبي ,حيث تؤثر شخصية األستاذ في نفوس تالميذه بشخصيته وهيئته ودرجة حيويته مما
يشدهم إليه ويرغبهم في التواصل معه أو ينفرهم منه ويصرف نفوسهم عنه.
-كما نجد بعض العوامل النفسية المرتبطة بالمتعلم أو المدرس ,حيث يمكن للمتعلم أن يشعر
بالخجل واالضطراب ،والحرج ،والخوف ،وعدم اإلحساس بالحرية والتلقائية ,وضعف الثقة بالنفس،
فاألستاذ الذي يمنح التلميذ فرصة التعبير واالختالف والخطأ يكون أقرب إلى منحه الثقة بالنفس من أستاذ
ال يقبل األجوبة الخاطئة ،وينهج أسلوب القمع والتحقير.
-إغفال تمثالت التالميذ :فاألستاذ الذي ال ينطلق من تمثالت تالميذه غالبا ما ال يوفق في تحقيق
التواصل التربوي معهم.
4
استغالل سذاجة التالميذ المعرفية ،وتقديم معطيات خاطئة على أنها صحيحة ،أو عدم االعتراف -
بكون المدرس معرضا للخطأ كغيره من الناس .
ج -المعيقات المرضية :تتجلى فيما يمكن أن يلحق بالحواس ,سواء المرسل أو المستقبل ,من
أعطاب وهذا يلحق أضرارا بالطرفين ,سواء القناة السمعية الصوتية أو المرئية البصرية (صعوبة
نطق بعض الحروف – خلل في السمع -ضعف البصر-أعطاب حسية/حركية أخرى)...
د -عوائق تتعلق بظروف اإلرسال و االلتقاط :وتتجلى في التشويش الذي يحدثه الضجيج داخل القسم
أو خارجه ..ثم االكتظاظ داخل القسم الدراسي مما يكون سببا في تعدد شبكة التواصل و كذا بعد
المسافة بين المرسل و المستقبل و ذلك مما يزيد القناة التواصلية تعقيدا.
6