Professional Documents
Culture Documents
إن العملية التعليمية عملية تواصلية في األصل ،و من ثمة فهي تخضع لمجموعة من المحددات التي تخضع لها أية عملية تواصلية أخرى .لكن
هذا ال يمنع من أن بعض مميزاتها تجعل من التواصل فيها ظاهرة تختلف في بعض جوانبها عما يمكن مالحظته في مجاالت أخرى .فما طبيعة هذا
التواصل الذي يصطلح عليه بالتواصل التربوي أو البداغوجي
إن التواصل البيداغوجي هو ذلك التواصل الذي تتم من خالله العملية التعليمية ـ التعلمية ،هذه العملية تتأسس في عمومها على ركائز أو مكونات
ضرورية تتجسد في المدرس و المتمدرس و المنهاج التعليمي ،و بحكمـ أن عملية التواصل عملية دينامية و جدلية ،فإن المدرس و المتمدرس
يتناوبان على لعب دوري المرسل و المستقبل و ذلك بشكل تفاعلي ،و يبقى المنهاج ذلك المكون الذي يضم المضمون (اإلرسالية) و القناة التي
عبرها يتم تبادل الرسائل.
و هكذا يكون التواصل البيداغوجي بمثابة الميكانيزمـ الذي يتم عبره التفاعل بين المدرس و المتمدرسين بغية الوصول إلى أهداف تتحدد قبال .و
يتضمن هذا الميكانيزمـ حمولة معرفية يود أحد الطرفين المتواصلين إيصالها إلى اآلخر ،كما يتضمن "وعاء" سيكولوجيا هو مجموع الشحنات
الوجدانية و المواقف و االتجاهات و اإلحساسات التي تصاحب إرسال الرسالة و استقبالها .و يتفاعل هذان الوجهان و يؤثر بعضهما في بعض،
فالخبرة التي يود المدرس نقلها إلى التالميذ قد يتأثر وصولها إليهم بحسب موقفهم منه ،و اتجاهاتهم نحو العملية التعليمية و ميولهم إلى المادة،
و كذلك بتصوراتهم حول موقف المدرس منهم و عالقته الوجدانية بهم و العكس صحيح.
أ ـ التواصل العمودي:
هو قوام الطريقة التقليدية اإللقائية ،حيث يكون المدرس في الغالب مرسال و التلميذ مستقبال و العالقة بينهما عالقة تراتبية عمودية تجسد
التصورات التي يحملها كل طرف عن اآلخر و مواقفه منه و إدراكاته بموقع ذاته و موقع اآلخر.و هو نوع من التواصل لم يعد مستساغا في غير
خطب الجمعة و نشرات األخبار ،و لكنه مع ذلك ال يمكن االستغناء عنه نهائيا في التربية الحديثة ،فهو مفتاح البد منه للمرور إلى ما بعده،يحتاجهـ
المدرسون إلعداد الوضعيات التطبيقيةـ و لتوفير منطلقات الدخول في الدرس….
ب ـ التواصل األفقي:
هو قوام الطريقة االستجوابية ،و يتحقق بين المدرس من ناحية و بين أفراد المتلقين من ناحية أخرى ،بحيث يعمل األستاذ على توزيع لحظات
التواصل بينه و بين أكبر عدد ممكن من تالميذه ،و لكنه يبقى دائما هو السائل ليظل التلميذ في أغلب أطوار الحصة هو المجيب.
و رغم أن هذا النمط من التواصل فيه نوع من إشراك المتعلم،فإنه قد يتحول إلى نوع من التواصل العمودي ،و التلقين المقنّع ،و ذلك حين يكتفيـ
المدرس لسؤاله بإجابة واحدة يتصرف فيها ليكتب على السبورة عدة جمل أو عدة أسطر.
هو قوام الطرق النشيطة القائمة على المالحظة الحية و التجربة المباشرة و الممارسة الشخصية .و يكون فيها المدرس مجرد عنصر من عناصر
المجموعة يساعد و يوجه و ال يفرض شيئا من عنده ،و ال يقدم حلوال جاهزة من صنعه أو من صنع غيره.هذا النوع من التواصل المفتوح يتمتع
باألولوية المطلقة في الدروس ذات الصبغة التجريبية و المرتبطة بمالحظة ظواهر واقعية ،لكنه ال يمكن أن يتمتع بنفس األولوية في الدروس
ذات الصبغة النظرية التجريدية أوالتعامل مع القيم و األحكام غير المرئية…
و على العموم فإن التواصل البيداغوجيـ الناجح هو الذي تتداخل فيه األنواع الثالثة بوعي و مهارة ،فال سبيل إلى الدخول في تواصل أفقي سليم،
و ال إلى الدخول في تواصل مفتوحمتنوع االتجاهات ،دون المرور من مرحلة التواصل العمودي الذي ال يجوز أن يأخذ أكثر من لحظات موزعة
بإحكام على أجزاء الحصة و خطوات الدرس ،توجه مسار الدرس ،و ال تتحكمـ في بناء مضامينه.
1
يقوم المدير بإعطاء العاملين بعض األوامر الشفهية في األمور ذات األهمية المحدودةـ أما في األمور والمسائل المهمة فإن التعليمات تكون مكتوبة
حتى ال يتعلل بعض العاملين بعدم اإلخطار وهنا يطلب من العاملين التوقيع بالعلم.
النشرات:
وهي أكثر أدوات االتصال شيوعا ً في مدارسنا ويجب أن تكون صياغتها دقيقة ،وواضحة ،ومفهومة حتى يصبح المعلمون ملتزمين بما جاء فيها
ويطلب منهم التوقيع عليها.
المذكرات والتقارير:
المذكرة هي عرض لموضوع أو مشكلة معينة يقدمها المعلمون إلى المدير من أجل إبداء الرأي في موقف معين .أما التقارير فهي تتضمن حقائق
عن موضوع معين معروضا ً عرضا ً تحليليا ً .وهي تكون إما شهرية أو سنوية ،و يجب أن تكون منظمة وتلتزم بالثقة والموضوعية في ألفاظها،
وتقتصر على المعلومات والبيانات الضرورية ،وتتسم بالوضوح والبساطة في التعبير مع مراعاة األمانة وعرض الحقائق السلبية واإليجابية
منها ،وعدم التحيز .ومثال على ذلك المذكرات التي يقدمها الموجهون إلى المعلمين وتقارير المعلمين عن أحوال التالميذ وتقارير المدير الدورية
عن الحالة التعليمية في المدرسة.
االجتماعات المدرسية:
وهي من وسائل االتصال الضرورية التي ال يستغنيـ عنها مديرو المدارس حيث تكون الفرصة متاحة لتبادل وجهات النظر بين المدير والمعلمين
وهنا يشعر المعلمون بقرب اإلدارة منهم وهذا يشجعهم على العمل الجاد ويعمل على نجاح العملية التعليمية وحتى تكون االجتماعات كذلك يجب
أن:
يحدد جدول األعمال مسبقا ً ويشارك في اإلعداد كل األعضاء المشاركين في اإلجتماع.
تناول االجتماع موضوعات تهم األعضاء المشاركين.
إتاحة الفرصة لتناول وجهات النظر بين قائد االجتماع واألعضاء.
أن يسود االجتماع جو من األلفة واالحترام المتبادل وحسن االستماع أثناء المناقشة.
إن سياسة الباب المفتوح تساعد المدير على أن يتعرف على ما يجري في المدرسة بصورة واقعية وكذلك التعرف على القضايا والمشكالت التي
يعاني منها المعلمون من أجل العمل على حلها.
اإلذاعة المدرسية:
تعتبر اإلذاعة المدرسية من أدوات االتصال التربوي السهل والسريع في توصيل األخبار والمعلومات واآلراء والتوجيهات للعاملين في المدرسة،
وهي وسيلة اتصال يمكن لمدير المدرسة أن يوظفها لالتصال بالعاملين لتبليغهمـ األمور الهامة في وقت واحد.
لوحة اإلعالنات:
إن العديد من المدراس تستخدمـ لوحة إعالنات لتوصيل المعلومات والبيانات والتعليمات إلى العاملين بها .ويجب أن توضع لوحة اإلعالنات في
مكان بارز للجميع وتكون أخبارها متجددة .ويجب أخذ موافقة المدير قبل نشر أي إعالن على هذه اللوحة.
مجلة المدرسة:
وهي مجلة تصدرها بعض المدارس في نهاية كل عام وتحتوي على أخبار المدرسة والمعلمين ونشاط الطالب ويشارك فيها مدير المدرسة
والمعلمون وبعض الطالب مما يرفع من روحهم المعنوية ويجعلهم يشعرون بأنهم أسرة واحدة تنمي لديهم شعور االنتماء واالعتزاز نحو المدرسة
والفخر بها ،ومن بين من يوزع عليهم هذه المجلة أعضاء المجتمع المحلي.
وفي الختام فإن هناك واقع اتصال معمول به في مدارسنا ،فكيف يمكن تطوير وتنشيط هذا الواقع؟ البد من العمل على تطوير وتنشيط االتصاالت
بكافة صورها وأشكالها والتي تمارس في مؤسساتنا التربوية من خالل:
وضع خطة محددة حتى يتعرف كل فرد على دوره في تحقيقـ اتصال جيد بعد أن يتم تحديد الوسائل والقنوات المستخدمة في االتصال.
زيادة فهم العاملين ألهمية االتصال وعناصره المختلفة وذلك عن طريق الدورات التدريبية للمعلمين.
وألجل إجراء اتصال فعال يجب تطوير مهارات االتصال عند المعلمين مثل مهارة التحدث ،ومهارات االستماع واالتصاالت ومهارة التفكير...الخ.
بناء وتدعيم الروابط اإلنسانية والثقة بين القيادة التربوية والمعلمين من أجل تيسير االتصاالت واستثمار الوقت.
تدعيم شبكة االتصال بالشفافية فيما يتعلقـ بالحقائق والمعلومات التي تشبع بعض حاجات المعلمين إلى المعلومات فيما يتعلقـ بأمور تهمهم مثل
الترقيات ،التنقالت ...الخ.
مسايرة االنفجار الهائل في وسائل االتصاالت والعمل علي توفير واستخدام البريد االلكتروني.
2
إن لمن الضروري من وقت إلى آخر تقويم نتائج االتصال في المؤسسة التربوية للتأكد من أن االتصال حقق أهدافه في توصيل المعلومات
والخبرات واالتجاهات والمقترحات وذلك من أجل تحقيقـ أهدافه العملية والتربوية والتعليمية.
⤦ االتصاالت الرسمية :
وهي التي تتم حسب اللوائح والقنوات الرسمية التي يحددها الهيكل التنظيمي للمؤسسات التعليمية ،وتقسم االتصاالت الرسمية إلى ثالثة أنواع
أساسية.
وهنا تصدر المعلومات واألفكار والمقترحات واألوامر والتعليمات من المدير إلى المعلمين ويهدف هذا النوع توضيح أهداف العملية التربوية
للمعلمين وتوجيه سلوكهم وتنفيذ الخطط والبرامج المعدة ،وهو أكثر أنواع االتصال انتشاراً.
ومثال على ذلك االتصاالت التي تتم بين معلمي المادة الواحدة ،أو مديري المدارس في منطقة معينة بهدف تنسيق لجهود فيما بينهم.
ويقوم هذا االتصال على أساس العالقات الشخصية واإلجتماعية ،ومن أمثلة هذا االتصال ما يدور بين زمالء العمل من أحاديث حول موضوعات
تستحوذ على تفكيرهم.
التواصل التربوي
يعتبر التواصل مهمة أساسية للعاملين في المجال التربوي ،واالتصال عملية ضرورية وهامة لكل عمليات التوافق والفهم التي يتوجب على
التربويين القيام بها بهدف الوصول إلى األهداف المنشودة للمؤسسة التربوية .واالتصال عملية إجتماعية تفاعلية تقوم وتعتمد اعتماداً كبيراً في
حدوثها على المشاركة في المعاني بين المرسل والمستقبل.
يعتبر التواصل مهمة أساسية للعاملين في المجال التربوي ،واالتصال عملية ضرورية وهامة لكل عمليات التوافق والفهم التي يتوجب على
التربويين القيام بها بهدف الوصول إلى األهداف المنشودة للمؤسسة التربوية .واالتصال عملية إجتماعية تفاعلية تقوم وتعتمد اعتماداً كبيراً في
حدوثها على المشاركة في المعاني بين المرسل والمستقبل.
واالتصال التربوي هو عملية نقل األفكار والمعلومات التربوية من مدير المدرسة إلى المعلمين أو بالعكسـ أو من مجموعة من المعلمين إلى
مجموعة أخرى أو من المدرسة إلى اإلدارة التعليمية وبالعكس وذلك عن طريق األسلوب الكتابي أو الشفهي مما يؤدي إلى وحدة الجهود لتحقيق
أهداف المدرسة من أجل تحقيق رسالتها.
3
خلق درجة من الرضى الوظيفي واالنسجام والتخلص من الضغوط المختلفة.
تحسين سير العمل اإلداري من أجل التفاعل بين العاملين وتوجيه الجهود تجاه الهدف المنشود.
إمداد المدير والمشرف بالمعلومات والبيانات الصحيحة مما يساعد في اتخاذ القرارات السليمة.
االتصال الفعال يمكن المدير من التأثير في المرؤوسين ( العاملين) والقيام بعمله من حيث التوجيه واإلشراف على أفضل وجه.
يتوقف نجاح عملية االتصال على نجاح كل عناصره في أداء الدور المطلوب منهم:
⇙ عوامل تتصل بالمرسل :من أجل أن يتحقق االتصال الناجح على المرسل:
أن يتناسب موضوع الرسالة مع المستقبل من حيث اهتمامه ودرجة استيعابه ومستوى إداركه وتلبية إحتياجاته.
حسن صياغتها ومضمونها من حيث التشويق واإلثارة التي يخاطب إدراك المستقبل ويؤدي إلى تفاعله مع الرسالة.
يجب أن يتوافر عند المرسل عدة وسائل لإلتصال (الرمز ،الشكل ،اللغة المنطوقة ،اللغة المكتوبة ،رسائل غير لفظية ..الخ) والتي تتناسب مع
الهدف من االتصال وصياغة الرسالة حسب طبيعة المستقبل وميوله وخصائصه.
4
تستند العملية الديداكتيكيةـ الناجحة داخل الفصل الدراسي إلى تفعيل الحوار وتنشيط الدرس من خالل صياغة أسئلة ووضعيات متدرجة من
البساطة نحو الصعوبة من أجل التحقق من الكفايات المسطرة واألهداف المرسومة من قبل المدرس والمنهاج المدرسي.وتتم عملية التواصل
داخل الفصل الدراسي المغلق بين مرسل وهو المدرس ومتلق وهو التلميذ المتعلم ،فيقوم المدرس بتقديمـ المادة الدراسية وفق أهداف وكفايات
محددة بدقة ،وهذه األهداف والكفايات قد تكون عامة أو نوعية أو خاصة أو إجرائية.
ويقسم المدرس المادة الدراسية التي تعتبرفي النموذج التواصلي عبارة عن رسالة تربوية إلى مراحل ووحدات دراسية وأنشطة تربوية مع
احترام وحدة التمهيد ووحدة العرض ووحدة الخاتمة ،ويكون تقطيع المادة في انسجام كلي مع التقويم القبلي والتقويم التكويني والتقويم
التشخيصي .هذا ،ويوجه المدرس المادة الدراسية التي تكون جزءا من المقرر الدراسي أو المنهاج التعليمي إلى متعلم قد يكون صفحة بيضاء أو
وارثا لمجموعة من القدرات الفطرية الذهنية التي تؤهله للتعلم واالكتساب عبر مجموعة من الوسائل الديداكتيكيةـ المادية والمعنوية كاستخدام
الكتب والوثائق والوسائط السمعية البصرية والشروح المستفيضة والمذكرات الوزاريةالخ.
وال ينجح الدرس الديداكتيكيـ إال إذا أخضع للتشخيص والتقويم والتغذية الراجعة Feed Backمن أجل دعم العملية التعليمية التعلمية ،وتصحيح
األخطاء المنهجية وذلك بملء الفراغ الذي أثر سلبا على مستوى العملية الدراسية.ويستهدف التواصل البيداغوجي الديداكتيكيـ فهم آليات نقل
الخبرات والتعلمات والقيم واألنشطةالحركية من المدرس إلى المتعلم والعمل على تفسيرها وضبط طرائق التفاعل والتبادل والحوار .ويتخذ
التواصل البيداغوجي تمظهرات ثالثة:
التواصل المعرفي:
التواصل المعرفي هو الذي يهدف إلى نقل واستقبال المعلومات ،وهو تواصل يركز على الجوانب المعرفية ومراقيها ،أو بتعبيرـ آخر إنه يركز على
اإلنتاجية والمردودية .ويهدف هذا التواصل إلى نقل الخبرات والتجارب إلى المتلقي وتعليمه طرائق التركيب والتطبيق والفهم والتحليل والتقويم
بصفة عامة .إنه يهدف إلى تزويد المتلقي بالمعرفة والمعلومات الهادفة .ومن ثم ،يقوم هذا التواصل على تبادل اآلراء ونقال لمعارف وتجارب
السلف إلى الخلف.
ويساهم السلوك اللفظي وغير اللفظي في التواصل المعرفي إذا تم احترام شروط السيكولوجيا التي تحيط بالمتلقي أو يعيشها .فالرفع من اإلنتاجية
المعرفية ال يتم إال عبر سلوكات لفظية ديمقراطية تعتمد على روح المشاركة والالتوجيهية والتسيير الذاتي والتفاعل الديناميكيـ البناء ،وعبر
سلوكا تلفظية وغير لفظية مثل :حركات التنظيم والحركات الديداكتيكية وحركات التقويم والتمجيد .وهكذا اليمكن عزل التواصل المعرفي عن
التواصل الوجداني إال من باب المنهجية ليس إال .وثمة صنافات بيداغوجية في مجال التواصل المعرفي كصنافة بلوم Bloomالتي تتمثل في
المراقي التالية:
المعرفة
الفهم
التطبيق
التحليل
التركيب
التقييم.
التواصل الوجداني:
إن من بين وظائف التواصل التأثير على المتلقي سلبا أو إيجابا" فهناك تواصل كلما أمكن لجهاز معين وباألخص جهاز حي أن يؤثر على جهاز
آخر بتغيير فعله انطالقا من تبليغ إرسالية".وبهذا المفهوم ،يفيد التواصل كل التأثيرات التي يمارسها نظام على آخر مثل :تلك العالقة التي تنبني
على تطبيقـ أوامر وتعليمات أو ترديد إحداث تغيير في سلوك اآلخر .وتعتبر السلوكية من أهم التيارات السيكولسانيةالتي ركزت على الوظيفة
التأثيرية؛ ألن التواصل حسب المنظور السلوكي يرتكز على مفهومي المثير واالستجابة .لذلك ،يترك السلوك اللفظي أو غير اللفظي في وجدان
المتلقي تأثيرات شعورية تكون لها انعكاسات إيجابية مثل :التعاون والتماثل واالندماج ،وانعكاسات سلبية مثل :التعارض والصراع والتنافس.
ومن ثم ،فالعمليات اإليجابية" أقوى أثرا وأبقى من العمليات السلبية ،وإال لما بقيت المجتمعات اإلنسانية أو تقدمت نحو الرقي والنهوض،
فالصراع والعمليات السالبة عموما مجالها محدود ،وكذلك أسلوبها؛ ذلك ألن الحياة تضطر األفراد بمختلف مصالحهم أو مواقفهم إلى أن يوافقوا
أنفسهم باآلخرين وأن يتخلصوا من الصراع إلى االندماج أو التكيف مع البيئة".ويقصد بالتواصل الوجدانيـ في مجال البيداغوجيا اكتساب الميول
واالتجاهات والقيم وتقدير جهود اآلخرين ،وذلك من خالل تفاعله مع المادة المدروسة واكتسابه الخبرات بأنواعها المباشرة وغير المباشرة.ولقد
خصص للمجال الوجداني صنافات بيداغوجية ،ومن بين المهتمين بهذا المجال " كراتهول Krathwolالذي خصص صنافة تتكون من خمسة
مستويات ذات صلة وثيقة بالمواقف والقيم واالهتماماتواالنفعاالت واألحاسيس والتوافق والمعتقدات واالتجاهات :فكرية كانت أو خلقية .وهذه
المستويات هي:
التقبل
االستجابة
الحكم القيمي
التنظيم
التمييز بواسطة قيمة أو بواسطة منظومة من القيم.
5
الجانب الحسي -الحركي:
يمكن الحديث عن التواصل الحركي والحسي الذي يتناول ماهو غير معرفي ووجداني .ويتمظهر هذا التواصل في إطار السبرينطيقا واآللية
والمسرح الميمي والرياضة الحركية ...ويتضمن هذا التواصل في المجال التربوي" مجموعة متسلسلة من األهداف تعمل على تنمية المهارات
الحركية ،واستعمال العضالت والحركات الجسمية .30".ومن أهم صنافات هذا التواصل الحركي نجد صنافة هارو Harrowالتي وضعها
صاحبها سنة 1972م .وتتكون هذه الصنافة من ست مراق أساسية ،وهي:
الحركات االرتكاسية
الحركات الطبيعية األساسية
االستعدادات اإلدراكية
الصفات البدنية
المهارات الحركية لليد
التواصل غير اللفظي.
وعليه ،ينبنيـ المنهاج الدراسي على تجميع مجموعة من الوحدات الداللية والخبرات التعلمية في شكل معارف وميوالت وجدانية وتداريب حركية
وأنشطة تطبيقية وأسئلة تكوينية في شكل وضعيات كفائية ينبغيـ أن يترجمها المدرس ميدانيا داخل قاعة الدرس بواسطة حوارات في شكل أسئلة
وأجوبة وتفاعالت لفظية كالمية مندمجة في وحدات صوتية ومقطعية وكلمات وجمل تتسم باالتساق واالنسجام الداللي والتركيبي.
وقد يكون التواصل في المدرسة التقليدية تواصال خطيا أحدادي الجانب يتجه من المدرس نحو المتلقي ،باعتبار أن المدرس يملك المعلومات
الجاهزة ،وأن التلميذ صفحة بيضاء يجب أن تنقشـ ذاكرته بالمعلومات التي يزود بها المدرس التلميذ .وهنا يكون التلميذ مستمعا سلبيا ال يحق
لهالحوار والنقاش والنقد والتفاعل مع المدرس ،بل عليه أن يحفظ ويجتر المعلومات المخزنة في الذاكرة .وكل متعلم أخل بواجبه يتعرض للعقاب
والرسوب.
ومن ثم ،يبدو هذا المدرس الذي يستخدمـ هذه الطريقة التقليديةـ مدرسا مستبدا يحتكر سلطة الكالم والعقاب والتأنيب وقتل كل فرص الحوار
والتفاعل التشاركي .وفي المقابل ،يمكن الحديث عن التواصل الفعال الذي يكون إما تواصال عموديا وإما أفقيا وإما تواصال دائريا وإما تواصال
شبه دائري.
ويتكئ هذا التواصل الديمقراطي على الحوار بين التالميذ في ما بينهم في إطار بيداغوجياـ الالتوجيهية أو البيداغوجياـ المؤسساتية أو البيداغوجيا
الفارقية أو بيداغوجيا الكفايات والمجزوءات أو البيداغوجيا اإلبداعية.ويتخلى المدرس في هذا التواصل الفعال عن سلطة التلقين والتعليم واحتكار
الكالم ليأخذ صفة المرشد والموجه ،إذ يعتمد التالميذ على أنفسهم في إعداد الدروس في إطار التعلم الذاتي من أجل إيجاد الحلول الناجعة لإلجابة
عن كل الوضعيات السياقية التي يواجهونها في الواقع وسوق الشغل .
ويقوم التواصل في الطرق الفعالة على التعلم الذاتي و اللعب والحرية وتعلم الحياة من خالل الحياة ،فضال عن مبدإ االنسجام ومبدإ التبادل
المستمر ،ومبدإ اإلدراك الشامل .ومن هنا ،فالتواصل البيداغوجيـ الفعال هو الذي بتسم بالحرية والتعبير والتبادل والفعالية.
ومن جهة أخرى ،لن يكون التواصل اللفظي فعاال وناجحا على مستوى الكالم والكتابة إال من خالل اعتماد أسلوب واضح ومتين ومتسق،
واستعمال أسلوب حي مشوق ومثير يستفز المتعلم ويحركه ذهنيا ووجدانيا وحركيا من أجل اإلجابة عن األسئلة المطروحة داخل الفصل الدراسي،
واحترام البناء المنطقي في التواصل الحواري عبر تقسيم المادة الدراسية بشكل متسلسل ومترابط زمنيا وسببيا مع اختيار القناة المناسبة لتوصيل
المعارف والقيم،وتنمية األفكار بواسطة الخضوع لمجموعة من المتواليات والخطوات المتعاقبة والمتسلسلة في شكل وحدات وأنشطة متراكبة
متسقة ومنسجمة.
وينبغي أن يتفادى التواصل اللفظي كل الصعوبات والعوائق الباتولوجية ( المرضية) التي تحول دون تحقيق تواصل فعال قد تؤثر سلبا على عملية
التراسل بين المدرس والتلميذ .ونذكر من هذه الصعوبات:
الضجيج والتشويش والتمركز على الذات وعدم االنفتاح على الغير ،والصعوبات الداللية الناتجة عن الرسالة المفعمة باالنزياح والدالالت
التضمينية التي تحمل دالالت شعرية موحية متعددة،
وتشييء المتعلم وتحويله إلى كائن سلبي مستلب ،وإغفال تمثالت التالميذ ؛ مما يجعل التواصل داخل الفصل مستحيال ،دون أن ننسى عوائق
أخرى كانفصال التلميذ عن عالمه الداخلي والخارجي ،وارتكان المدرس إلى الوثوقية واالستغالل ،حيث يلتجئ المعلم إلى تقديمـ معلومات خاطئة
للمتمدرس على أنها صحيحة ،يستغل بواسطتها سذاجة التالميذ وعفويتهم البريئة باعتباره شخصا ال يخطىء،
ناهيك عن مجموعة من األخطاء التي يرتكبها المدرس كاللحن والتلعثم وارتكاب األخطاء النحوية والصرفية ،والمساهمة في خلق ضعف الثقة في
النفس لدى المتمدرسين بسبب تسلطنه واستبدادهـ داخل الفصل ،ومنعه للحوار والمناقشات النقدية البناءة.
وإذا كان التواصل البيداغوجيـ يعتمدـ على ثالث مرتكزات :المدرس والمقرر والمتعلم ،فال ينبغيـ للمدرس أن يركز على نفسه على حساب المقرر
والتلميذ ،أو يركز على المقرر على حساب التلميذ والمدرس ،أو يركز على التلميذ مع التضحية بالمقرر وبوجوده الهام داخل العملية الديداكتيكية.
6
ومن الذين اهتموا كثيرا بالتواصل التربوي اللفظي نستحضر كال من :بازل برنشتاين ،والبوف ،وپيير بورديو ،وپاسرون ،وصوفي
مواران،وأوليفيي روبول ،وكوكوال ،وباير ،وطيط.وعلى العموم ،يستدعي التواصل التربوي اللفظي " قيام عالقة ثنائية أو جماعية .والتعلم
الناجح هو المبني على التفاعل والتبادل .ولذلك اليمكن أن نتصور عملية تعليمية -تعلمية ناجحة ،ليس فيها تواصل وتفاعل.
كما يمكن القول بأن التواصل التربوي داخل فصولنا الدراسية ،يكون إما نازال خطيا أحادي االتجاه ،يقوم على نقل المعلومات والمعارف من
األستاذ إلى التالميذ؛الشيء الذي يتنافى مع التفاعل والتشارك والحوار؛ وإما تشاركيا يقوم على حوارا تأفقية وعمودية بين األستاذ والتالميذ،
وبين التالميذ أنفسهم .وقد تأثر أصحاب التواصل األحادي ،بمنظري اإلعالم وبعض النماذج الديداكتيكيةـ التي ترى أن عقال لتلميذ عبارة عن
صفحة بيضاء تنطبع باإلحساس والتجربة...؛ أما أصحاب التواصل التشاركي ،فإنهم يستندون إلى نظرية العقل الماقبلي ؛ بمعنى أن التلميذ يتوفر
على أفكار قبلية سابقة على اإلحساس والتجربة".وعلى أي حال ،فالبيداغوجيا اإلبداعية البد أن تستند إلى الحوار المتكافئ والتواصل المتعددـ
االتجاهات من أجل خلق روح التعاون والشراكة والتشاركية واالندماج داخل فريق تربوي ،وتعويدـ التلميذ على تقبل اآلخر في إطار فلسفة التعايشـ
والتسامح .وال يمكن أن نخلق مجتمعا سويا يؤمن بالتعارف واالنفتاح وضرورة التواصل إال إذا طبقنا أسلوب الحوار في مدارسنا التربوية
وفصولنا الدراسية.
التواصل غير اللفظي:
لقد حظي السلوك اللفظي باهتمام الباحثينـ العرب بصفة عامة والمغاربة بصفة خاصة في المجال التربوي والديداكتيكيـ وأهملوا السلوكات غير
اللفظية ،وآن األوان إلعادة النظر في السلوكات غير اللفظية في علوم التربية لفهم التواصل في إطار العملية الديداكتيكية من جميع جوانبها
والسيما الجانب السيكو اجتماعي ،أي اآلثار المعرفية والوجدانية التي تحدثهماالسلوكات غير اللفظية لدى التالميذ بالمدرسة العربية بصفة عامة
والمغربية بصفة خاصة.لذا على المؤطرين والمفتشين واألساتذة أن يعيروا انتباههم للحركات الوظيفية والسلوكات غير اللفظية نظرا ألهميتها
التربوية والتكميلية والتوضيحية للسلوكات اللفظية ،ألن الحركات المعبرة لم تعد قاصرة على تعويض اللغة الطبيعية ،بلهي تكمل مهمتها
وتوضحها عن طريق التشخيص والتجسيد .وقد تستقل بنفسها في كثير من األحيان ،ولكن من األفضل ينبغي أن ينظر إلى هذه السلوكات غير
اللفظية بمنظار بنيويكلي ،أي كنسق متفاعل مع جميع السلوكات األخرى .وعليه ،يستخدم كثير من المدرسين سلوكات غير لفظية بطريقة قصدية
أو غير قصدية دون إعارة أي اعتبار لها على الرغم من أهميتها ووظيفتها الكبرى في أداء الخطاب التعليمي.
هذا ،وللسلوكات غير اللفظية تأثيرات سلبية وإيجابية على مستوى التواصل المعرفي والوجداني .ولمعرفة هذه السلوكات ،البد للمدرس من
االطالع على أحدث النظريات في علم التواصل واللسانيات والسيميوطيقا وعلم النفس وعلم االجتماع ،وكذلك ضرورة االستمرار في التكوين
وإعادة التكوين مع تجريب اآلليات الحديثة في المالحظة ومشاهدة السلوكات غير اللفظية كاستخدامه للفيديو والحاسوب والماكينوطوسكوب
الخ...
و يالحظ أن المدرس يوظف في قسمه أنواعا من الحركات ،وكل حركة لها داللتها ولها تأثيرها في عملية التواصل،وفي التأثير على المتلقي
معرفيا ووجدانيا وحركيا .ومن بين هذه الحركات نستحضر :الحركات التعبيرية و الحركات اإلشارية والحركات العالئقية المتمثلة في حركات
التقويم وحركات التلويح باليدين واستخدام خطاب العيون في التأديب أو التعبير أو التشخيص عالوة على الحركات التي تخص تنظيم القسم دون
أن نغفل الحركات التي تتعلق بتنقالت المدرس داخل الفصل الدراسي ،وكذلك الحركات الجانبية الزائدة وغير الوظيفية كالنظر إلى ثيابه ولمس
لحيته واللعب بشواربه.
ويبدو أن المدرس الناجح هو الذي يلقي درسه مستعينا بالسلوكات اللفظية وغير اللفظية بشكل متكامل دون فصلها عن بعضها البعض .ويشترط
أن تكون هذه السلوكات وظيفية جدا ليكون لها تأثير فعال وإيجابي لدى التالميذ على المستوى المعرفي ( اإلنتاجية والمردودية) ،وعلى المستوى
الوجداني ( تمثل السلوكات اإليجابية :كالسلوك الهادئ واإلحساس بالرضى واالرتياح أو بالفرح والسرور).
وعلى هذا األساس البد أن يكون للسلوكات غير اللفظية دور معتبر جدا في المجال التربوي داخل الفصل الدراسي ،وينبغيـ للمتخصصين في علوم
التربية أن يولوها أهمية كبرى لألخذ بها والعمل بمقتضاها نظرا لجوانبها المهمة ولفعاليتها الكبيرة فيتحقيقـ األهداف اإلجرائية المسطرة وتفعيل
الكفايات البيداغوجية المرسومة في بداية السنة الدراسية أو في بداية كل حصة أو مجزوءة دراسية ،وعليهم أن يخصصوا لهذا التواصل المعرفي
والوجدانيـ المؤدى بواسطة السلوك غير اللفظي حلقات وأبحاثا وندوات جادة لمدارسة هذا الموضوع والخروج بتوصيات وحلول موضوعية قد
تخدم المدرس والتلميذ على حد سواء.
وبناء على ما سبق ،فإن البحث في التواصل غير اللفظي يثير االنتباه على حد قول هنري ديوزيد Henri Dieuzeidإلى األثر الذي تمارسه
الوسائل السمعية البصرية على التأثيرية والتي التسعى فقط إلى تطوير االستقبالية لدى التالميذ ،بل تسعى أيضا إلى إيجاد وضعيات إدراكية
جديدة".
ومن المعلوم أنالمرء يتعلم:
1%بواسطة الذوق؛
% 3.5بواسطة الشم؛
% 1.5بواسطةاللمس؛
11%بواسطة السمع؛
% 83بواسطة البصر.
ومن جهة أخرى فإنه يتذكر:ـ
7
10%مما يقرؤه؛
20%مما يسمعه؛
30%مما يراه؛
50%ممايراه ويسمعه؛
20%مما يقوله وهو يفعل شيئا.
وبناء على هذه المعطيات ،فكل النسب المائوية تفرض على الباحث والمهتم إعادة النظر في العملية الديداكتيكية بمدارسنا العربية بصفة عامة
والمغربية بصفة خاصة بعد تطور علوم التربية واستعانتها بمناهج العلوم األخرى ،ناهيك عن تطور اللسانيات والسيميائيات اللتين اهتمتا
بالعالمات البصرية والحركية و بالتواصل الذي يستند إلى الشفرة الحركية الجسدية كانت أو البصرية ،وهذا ما يحتم علينا أن ندرج التواصل غير
اللفظي في شبكاتنا لمراقبة دروس التأطير والتكوين ،وكذا االستعانة به لتكملة نجاعة التواصل اللفظي؛ إلغناء العملية التربوية داخل المؤسسات
التعليمية وإثارة انتباه األساتذة والمشرفين على التسيير التربوي ومراقبته إلى أهمية السلوكات غير اللفظية في المؤسسات التربوية
التعليمية ،وأثرها وجدانيا ومعرفيا في نجاح العملية الديداكتيكيةـ بعدما أن أشبع السلوك اللفظي درسا وتمحيصا من قبل كثير من الباحثين أمثال:
فالندرس ، Flandersوليپيت ، Lippitووايت Whiteالخ...
ولقد أجريت عدة تجارب في الغرب من أجل معرفة آثار التواصل غير اللفظي واألدوار التي يقوم بها ،والوسائل التي يمكن أن تقننه ،وكانت هذه
التجارب تجري خارج الميدان البيداغوجيـ ،أي في البيولوجيا واإلثنولوجيا وعلم النفس وعلم االجتماع ،وتم أخيرا نقله إلى البيداغوجيا من أجل
دراسة التفاعالت اإلنسانية داخل القسم .ومن أهم الباحثين الذين خصصوا للتواصل غير اللفظي مكانة مهمة في أبحاثهم الباحثان :جيلبير
دوالندشير ، Gilbert de Landsheereوأندري ديلشامبر André DEL Chambreالمدرسان بجامعة لييج ببلجيكا في كتابهما القيم
( السلوكات غير اللفظية للمدرس.)Les comportements non verbaux de l'enseignant /
هذا ،ويتمظهر التواصل غير اللفظي داخل الفصل الدراسي فيتوظيف الحركات المعبرة وتحويل القسم إلى محترف مسرحي يشخص فيه األستاذ
المادة الدراسية ويشاركه في ذلك التلميذ من أجل إثراء العملية الديداكتيكية.
ويالحظ أن المدرس داخل الفصل الدراسي يزاوج بين التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي منخالل تشغيل حركات تعبيرية وحركات إيقاعية
وحركات عالئقية ( حركات التنظيم ،وحركات التقويم ،وحركات الجسم العامة) ،والحركات الزائدة ،والحركات الخارجية( التنقالت ، )،والحركات
الديداكتيكية ،ويستعينـ المدرس أيضا بالميم والبانتوميم في تشخيص المادة الدراسية وتمثيل المواقف الدرامية .
وباإلضافة إلى الحركات ،يستغل المدرس المكان والزمان في عملية التدريس ،أي يشغل التموضعية Proxémicفي كل إمكانياتها العالئقية ،
ويتحكم في المسافة التواصلية بينه وبين التلميذ قربا وبعدا .وقد تكون هذه المسافة التواصلية مسافة ود وحب وتقريب أو مسافة نفور وإقصاء
وتغريب .زد على ذلك أن المدرس عليه أن يستغل جيدا حركات النظر والجسد أو ما يسمى باللغة الكينيسية ألداء درسه في أحسن أداء تربوي
وديداكتيكي من خالل الجمع بين التلفظ اللغوي والتشخيص الكوليغرافي الجسدي.
إذا كان التواصل اللغوي اللفظي هو المهيمن داخل مؤسساتنا التعليمية خاصة في المناهج التربوية التلقينية التي تتمركز حول المدرس باعتباره
صاحب السلطة والمعرفة في الحقل الديداكتيكي ،فقد أصبح للتواصل غير اللفظي أهمية كبرى في الطرائق التربوية الفعالة وفي البيداغوجيا
اإلبداعية بعد تطور العلوم اللسانية والسيميائية والنفسية واالجتماعية واإلثنولوجية.
ومن هنا ،صار الخطاب البيداغوجيـ المعاصر يهتم بالسلوكات غير اللفظية لكونها ذات أهمية كبرى اليمكن االنتقاص من قيمتها في المسار
التواصلي معرفيا ووجدانيا ،وهي تساعد السلوكات اللفظية على أداء أدوارها كاملة،وتوضح إرسالياتها الشفوية ،حيث تخدمها مباشرة ،وذلك
عن طريق تجسيدها وتفسيرها وتنغيمها والتركيز عليها .لذا ،فأثرها في كثير من األحيان يساعد على فهم جيد في إطار العملية الديداكتيكية ،وهذا
األثر يختلف حسب الخصائص المعرفية والوجدانية لألفراد ،وفي كثير من األحيان نجد السلوكات غير اللفظية دواال مستقلة ،وخصوصا أنها تمثل
بطريقة مباشرة أو عبر اصطالح ثقافي األشكال والحركات واألفعال والخصائص والحاالت.
هذا ،وتنظم السلوكات غير اللفظية داخل الفصل الدراسي كثيرا مناألوامر والممنوعات والنفي والرفض والحث واإلغراء واالكتساب ،وتعبر أيضا
عن االنفعاالت والهيئات.وينبغيـ في األخير أن تكون السلوكات غير اللفظية سلوكات بيداغوجية وظيفية تخدم العملية الديداكتيكية بمدارسنا
التربوية معرفيا ووجدانيا مثل :حركات التنظيمـ وحركات التحفيز وحركات التجسيد ،والحركات الديداكتيكية المصاحبة للشرح والتفسير.
تستند العملية الديداكتيكيةـ الناجحة داخل الفصل الدراسي إلى تفعيل الحوار وتنشيط الدرس من خالل صياغة أسئلة ووضعيات متدرجة من
البساطة نحو الصعوبة من أجل التحقق من الكفايات المسطرة واألهداف المرسومة من قبل المدرس والمنهاج المدرسي.وتتم عملية التواصل
داخل الفصل الدراسي المغلق بين مرسل وهو المدرس ومتلق وهو التلميذ المتعلم ،فيقوم المدرس بتقديمـ المادة الدراسية وفق أهداف وكفايات
محددة بدقة ،وهذه األهداف والكفايات قد تكون عامة أو نوعية أو خاصة أو إجرائية.
ويقسم المدرس المادة الدراسية التي تعتبرفي النموذج التواصلي عبارة عن رسالة تربوية إلى مراحل ووحدات دراسية وأنشطة تربوية مع
احترام وحدة التمهيد ووحدة العرض ووحدة الخاتمة ،ويكون تقطيع المادة في انسجام كلي مع التقويم القبلي والتقويم التكويني والتقويم
8
التشخيصي .هذا ،ويوجه المدرس المادة الدراسية التي تكون جزءا من المقرر الدراسي أو المنهاج التعليمي إلى متعلم قد يكون صفحة بيضاء أو
وارثا لمجموعة من القدرات الفطرية الذهنية التي تؤهله للتعلم واالكتساب عبر مجموعة من الوسائل الديداكتيكيةـ المادية والمعنوية كاستخدام
الكتب والوثائق والوسائط السمعية البصرية والشروح المستفيضة والمذكرات الوزاريةالخ.
وال ينجح الدرس الديداكتيكيـ إال إذا أخضع للتشخيص والتقويم والتغذية الراجعة Feed Backمن أجل دعم العملية التعليمية التعلمية ،وتصحيح
األخطاء المنهجية وذلك بملء الفراغ الذي أثر سلبا على مستوى العملية الدراسية.ويستهدف التواصل البيداغوجي الديداكتيكيـ فهم آليات نقل
الخبرات والتعلمات والقيم واألنشطةالحركية من المدرس إلى المتعلم والعمل على تفسيرها وضبط طرائق التفاعل والتبادل والحوار .ويتخذ
التواصل البيداغوجي تمظهرات ثالثة:
التواصل المعرفي:
التواصل المعرفي هو الذي يهدف إلى نقل واستقبال المعلومات ،وهو تواصل يركز على الجوانب المعرفية ومراقيها ،أو بتعبيرـ آخر إنه يركز على
اإلنتاجية والمردودية .ويهدف هذا التواصل إلى نقل الخبرات والتجارب إلى المتلقي وتعليمه طرائق التركيب والتطبيق والفهم والتحليل والتقويم
بصفة عامة .إنه يهدف إلى تزويد المتلقي بالمعرفة والمعلومات الهادفة .ومن ثم ،يقوم هذا التواصل على تبادل اآلراء ونقال لمعارف وتجارب
السلف إلى الخلف.
ويساهم السلوك اللفظي وغير اللفظي في التواصل المعرفي إذا تم احترام شروط السيكولوجيا التي تحيط بالمتلقي أو يعيشها .فالرفع من اإلنتاجية
المعرفية ال يتم إال عبر سلوكات لفظية ديمقراطية تعتمد على روح المشاركة والالتوجيهية والتسيير الذاتي والتفاعل الديناميكيـ البناء ،وعبر
سلوكا تلفظية وغير لفظية مثل :حركات التنظيم والحركات الديداكتيكية وحركات التقويم والتمجيد .وهكذا اليمكن عزل التواصل المعرفي عن
التواصل الوجداني إال من باب المنهجية ليس إال .وثمة صنافات بيداغوجية في مجال التواصل المعرفي كصنافة بلوم Bloomالتي تتمثل في
المراقي التالية:
المعرفة
الفهم
التطبيق
التحليل
التركيب
التقييم.
التواصل الوجداني:
إن من بين وظائف التواصل التأثير على المتلقي سلبا أو إيجابا" فهناك تواصل كلما أمكن لجهاز معين وباألخص جهاز حي أن يؤثر على جهاز
آخر بتغيير فعله انطالقا من تبليغ إرسالية".وبهذا المفهوم ،يفيد التواصل كل التأثيرات التي يمارسها نظام على آخر مثل :تلك العالقة التي تنبني
على تطبيقـ أوامر وتعليمات أو ترديد إحداث تغيير في سلوك اآلخر .وتعتبر السلوكية من أهم التيارات السيكولسانيةالتي ركزت على الوظيفة
التأثيرية؛ ألن التواصل حسب المنظور السلوكي يرتكز على مفهومي المثير واالستجابة .لذلك ،يترك السلوك اللفظي أو غير اللفظي في وجدان
المتلقي تأثيرات شعورية تكون لها انعكاسات إيجابية مثل :التعاون والتماثل واالندماج ،وانعكاسات سلبية مثل :التعارض والصراع والتنافس.
ومن ثم ،فالعمليات اإليجابية" أقوى أثرا وأبقى من العمليات السلبية ،وإال لما بقيت المجتمعات اإلنسانية أو تقدمت نحو الرقي والنهوض،
فالصراع والعمليات السالبة عموما مجالها محدود ،وكذلك أسلوبها؛ ذلك ألن الحياة تضطر األفراد بمختلف مصالحهم أو مواقفهم إلى أن يوافقوا
أنفسهم باآلخرين وأن يتخلصوا من الصراع إلى االندماج أو التكيف مع البيئة".ويقصد بالتواصل الوجدانيـ في مجال البيداغوجيا اكتساب الميول
واالتجاهات والقيم وتقدير جهود اآلخرين ،وذلك من خالل تفاعله مع المادة المدروسة واكتسابه الخبرات بأنواعها المباشرة وغير المباشرة.ولقد
خصص للمجال الوجداني صنافات بيداغوجية ،ومن بين المهتمين بهذا المجال " كراتهول Krathwolالذي خصص صنافة تتكون من خمسة
مستويات ذات صلة وثيقة بالمواقف والقيم واالهتماماتواالنفعاالت واألحاسيس والتوافق والمعتقدات واالتجاهات :فكرية كانت أو خلقية .وهذه
المستويات هي:
التقبل
االستجابة
الحكم القيمي
التنظيم
التمييز بواسطة قيمة أو بواسطة منظومة من القيم.
الجانب الحسي -الحركي:
يمكن الحديث عن التواصل الحركي والحسي الذي يتناول ماهو غير معرفي ووجداني .ويتمظهر هذا التواصل في إطار السبرينطيقا واآللية
والمسرح الميمي والرياضة الحركية ...ويتضمن هذا التواصل في المجال التربوي" مجموعة متسلسلة من األهداف تعمل على تنمية المهارات
الحركية ،واستعمال العضالت والحركات الجسمية .30".ومن أهم صنافات هذا التواصل الحركي نجد صنافة هارو Harrowالتي وضعها
صاحبها سنة 1972م .وتتكون هذه الصنافة من ست مراق أساسية ،وهي:
9
الحركات االرتكاسية
الحركات الطبيعية األساسية
االستعدادات اإلدراكية
الصفات البدنية
المهارات الحركية لليد
التواصل غير اللفظي.
وعليه ،ينبنيـ المنهاج الدراسي على تجميع مجموعة من الوحدات الداللية والخبرات التعلمية في شكل معارف وميوالت وجدانية وتداريب حركية
وأنشطة تطبيقية وأسئلة تكوينية في شكل وضعيات كفائية ينبغيـ أن يترجمها المدرس ميدانيا داخل قاعة الدرس بواسطة حوارات في شكل أسئلة
وأجوبة وتفاعالت لفظية كالمية مندمجة في وحدات صوتية ومقطعية وكلمات وجمل تتسم باالتساق واالنسجام الداللي والتركيبي.
وقد يكون التواصل في المدرسة التقليدية تواصال خطيا أحدادي الجانب يتجه من المدرس نحو المتلقي ،باعتبار أن المدرس يملك المعلومات
الجاهزة ،وأن التلميذ صفحة بيضاء يجب أن تنقشـ ذاكرته بالمعلومات التي يزود بها المدرس التلميذ .وهنا يكون التلميذ مستمعا سلبيا ال يحق
لهالحوار والنقاش والنقد والتفاعل مع المدرس ،بل عليه أن يحفظ ويجتر المعلومات المخزنة في الذاكرة .وكل متعلم أخل بواجبه يتعرض للعقاب
والرسوب.
ومن ثم ،يبدو هذا المدرس الذي يستخدمـ هذه الطريقة التقليديةـ مدرسا مستبدا يحتكر سلطة الكالم والعقاب والتأنيب وقتل كل فرص الحوار
والتفاعل التشاركي .وفي المقابل ،يمكن الحديث عن التواصل الفعال الذي يكون إما تواصال عموديا وإما أفقيا وإما تواصال دائريا وإما تواصال
شبه دائري.
ويتكئ هذا التواصل الديمقراطي على الحوار بين التالميذ في ما بينهم في إطار بيداغوجياـ الالتوجيهية أو البيداغوجياـ المؤسساتية أو البيداغوجيا
الفارقية أو بيداغوجيا الكفايات والمجزوءات أو البيداغوجيا اإلبداعية.ويتخلى المدرس في هذا التواصل الفعال عن سلطة التلقين والتعليم واحتكار
الكالم ليأخذ صفة المرشد والموجه ،إذ يعتمد التالميذ على أنفسهم في إعداد الدروس في إطار التعلم الذاتي من أجل إيجاد الحلول الناجعة لإلجابة
عن كل الوضعيات السياقية التي يواجهونها في الواقع وسوق الشغل .
ويقوم التواصل في الطرق الفعالة على التعلم الذاتي و اللعب والحرية وتعلم الحياة من خالل الحياة ،فضال عن مبدإ االنسجام ومبدإ التبادل
المستمر ،ومبدإ اإلدراك الشامل .ومن هنا ،فالتواصل البيداغوجيـ الفعال هو الذي بتسم بالحرية والتعبير والتبادل والفعالية.
ومن جهة أخرى ،لن يكون التواصل اللفظي فعاال وناجحا على مستوى الكالم والكتابة إال من خالل اعتماد أسلوب واضح ومتين ومتسق،
واستعمال أسلوب حي مشوق ومثير يستفز المتعلم ويحركه ذهنيا ووجدانيا وحركيا من أجل اإلجابة عن األسئلة المطروحة داخل الفصل الدراسي،
واحترام البناء المنطقي في التواصل الحواري عبر تقسيم المادة الدراسية بشكل متسلسل ومترابط زمنيا وسببيا مع اختيار القناة المناسبة لتوصيل
المعارف والقيم،وتنمية األفكار بواسطة الخضوع لمجموعة من المتواليات والخطوات المتعاقبة والمتسلسلة في شكل وحدات وأنشطة متراكبة
متسقة ومنسجمة.
وينبغي أن يتفادى التواصل اللفظي كل الصعوبات والعوائق الباتولوجية ( المرضية) التي تحول دون تحقيق تواصل فعال قد تؤثر سلبا على عملية
التراسل بين المدرس والتلميذ .ونذكر من هذه الصعوبات:
الضجيج والتشويش والتمركز على الذات وعدم االنفتاح على الغير ،والصعوبات الداللية الناتجة عن الرسالة المفعمة باالنزياح والدالالت
التضمينية التي تحمل دالالت شعرية موحية متعددة،
وتشييء المتعلم وتحويله إلى كائن سلبي مستلب ،وإغفال تمثالت التالميذ ؛ مما يجعل التواصل داخل الفصل مستحيال ،دون أن ننسى عوائق
أخرى كانفصال التلميذ عن عالمه الداخلي والخارجي ،وارتكان المدرس إلى الوثوقية واالستغالل ،حيث يلتجئ المعلم إلى تقديمـ معلومات خاطئة
للمتمدرس على أنها صحيحة ،يستغل بواسطتها سذاجة التالميذ وعفويتهم البريئة باعتباره شخصا ال يخطىء،
ناهيك عن مجموعة من األخطاء التي يرتكبها المدرس كاللحن والتلعثم وارتكاب األخطاء النحوية والصرفية ،والمساهمة في خلق ضعف الثقة في
النفس لدى المتمدرسين بسبب تسلطنه واستبدادهـ داخل الفصل ،ومنعه للحوار والمناقشات النقدية البناءة.
وإذا كان التواصل البيداغوجيـ يعتمدـ على ثالث مرتكزات :المدرس والمقرر والمتعلم ،فال ينبغيـ للمدرس أن يركز على نفسه على حساب المقرر
والتلميذ ،أو يركز على المقرر على حساب التلميذ والمدرس ،أو يركز على التلميذ مع التضحية بالمقرر وبوجوده الهام داخل العملية الديداكتيكية.
ومن الذين اهتموا كثيرا بالتواصل التربوي اللفظي نستحضر كال من :بازل برنشتاين ،والبوف ،وپيير بورديو ،وپاسرون ،وصوفي
مواران،وأوليفيي روبول ،وكوكوال ،وباير ،وطيط.وعلى العموم ،يستدعي التواصل التربوي اللفظي " قيام عالقة ثنائية أو جماعية .والتعلم
الناجح هو المبني على التفاعل والتبادل .ولذلك اليمكن أن نتصور عملية تعليمية -تعلمية ناجحة ،ليس فيها تواصل وتفاعل.
كما يمكن القول بأن التواصل التربوي داخل فصولنا الدراسية ،يكون إما نازال خطيا أحادي االتجاه ،يقوم على نقل المعلومات والمعارف من
األستاذ إلى التالميذ؛الشيء الذي يتنافى مع التفاعل والتشارك والحوار؛ وإما تشاركيا يقوم على حوارا تأفقية وعمودية بين األستاذ والتالميذ،
وبين التالميذ أنفسهم .وقد تأثر أصحاب التواصل األحادي ،بمنظري اإلعالم وبعض النماذج الديداكتيكيةـ التي ترى أن عقال لتلميذ عبارة عن
صفحة بيضاء تنطبع باإلحساس والتجربة...؛ أما أصحاب التواصل التشاركي ،فإنهم يستندون إلى نظرية العقل الماقبلي ؛ بمعنى أن التلميذ يتوفر
على أفكار قبلية سابقة على اإلحساس والتجربة".وعلى أي حال ،فالبيداغوجيا اإلبداعية البد أن تستند إلى الحوار المتكافئ والتواصل المتعددـ
االتجاهات من أجل خلق روح التعاون والشراكة والتشاركية واالندماج داخل فريق تربوي ،وتعويدـ التلميذ على تقبل اآلخر في إطار فلسفة التعايشـ
10
والتسامح .وال يمكن أن نخلق مجتمعا سويا يؤمن بالتعارف واالنفتاح وضرورة التواصل إال إذا طبقنا أسلوب الحوار في مدارسنا التربوية
وفصولنا الدراسية.
التواصل غير اللفظي:
لقد حظي السلوك اللفظي باهتمام الباحثينـ العرب بصفة عامة والمغاربة بصفة خاصة في المجال التربوي والديداكتيكيـ وأهملوا السلوكات غير
اللفظية ،وآن األوان إلعادة النظر في السلوكات غير اللفظية في علوم التربية لفهم التواصل في إطار العملية الديداكتيكية من جميع جوانبها
والسيما الجانب السيكو اجتماعي ،أي اآلثار المعرفية والوجدانية التي تحدثهماالسلوكات غير اللفظية لدى التالميذ بالمدرسة العربية بصفة عامة
والمغربية بصفة خاصة.لذا على المؤطرين والمفتشين واألساتذة أن يعيروا انتباههم للحركات الوظيفية والسلوكات غير اللفظية نظرا ألهميتها
التربوية والتكميلية والتوضيحية للسلوكات اللفظية ،ألن الحركات المعبرة لم تعد قاصرة على تعويض اللغة الطبيعية ،بلهي تكمل مهمتها
وتوضحها عن طريق التشخيص والتجسيد .وقد تستقل بنفسها في كثير من األحيان ،ولكن من األفضل ينبغي أن ينظر إلى هذه السلوكات غير
اللفظية بمنظار بنيويكلي ،أي كنسق متفاعل مع جميع السلوكات األخرى .وعليه ،يستخدم كثير من المدرسين سلوكات غير لفظية بطريقة قصدية
أو غير قصدية دون إعارة أي اعتبار لها على الرغم من أهميتها ووظيفتها الكبرى في أداء الخطاب التعليمي.
هذا ،وللسلوكات غير اللفظية تأثيرات سلبية وإيجابية على مستوى التواصل المعرفي والوجداني .ولمعرفة هذه السلوكات ،البد للمدرس من
االطالع على أحدث النظريات في علم التواصل واللسانيات والسيميوطيقا وعلم النفس وعلم االجتماع ،وكذلك ضرورة االستمرار في التكوين
وإعادة التكوين مع تجريب اآلليات الحديثة في المالحظة ومشاهدة السلوكات غير اللفظية كاستخدامه للفيديو والحاسوب والماكينوطوسكوب
الخ...
و يالحظ أن المدرس يوظف في قسمه أنواعا من الحركات ،وكل حركة لها داللتها ولها تأثيرها في عملية التواصل،وفي التأثير على المتلقي
معرفيا ووجدانيا وحركيا .ومن بين هذه الحركات نستحضر :الحركات التعبيرية و الحركات اإلشارية والحركات العالئقية المتمثلة في حركات
التقويم وحركات التلويح باليدين واستخدام خطاب العيون في التأديب أو التعبير أو التشخيص عالوة على الحركات التي تخص تنظيم القسم دون
أن نغفل الحركات التي تتعلق بتنقالت المدرس داخل الفصل الدراسي ،وكذلك الحركات الجانبية الزائدة وغير الوظيفية كالنظر إلى ثيابه ولمس
لحيته واللعب بشواربه.
ويبدو أن المدرس الناجح هو الذي يلقي درسه مستعينا بالسلوكات اللفظية وغير اللفظية بشكل متكامل دون فصلها عن بعضها البعض .ويشترط
أن تكون هذه السلوكات وظيفية جدا ليكون لها تأثير فعال وإيجابي لدى التالميذ على المستوى المعرفي ( اإلنتاجية والمردودية) ،وعلى المستوى
الوجداني ( تمثل السلوكات اإليجابية :كالسلوك الهادئ واإلحساس بالرضى واالرتياح أو بالفرح والسرور).
وعلى هذا األساس البد أن يكون للسلوكات غير اللفظية دور معتبر جدا في المجال التربوي داخل الفصل الدراسي ،وينبغيـ للمتخصصين في علوم
التربية أن يولوها أهمية كبرى لألخذ بها والعمل بمقتضاها نظرا لجوانبها المهمة ولفعاليتها الكبيرة فيتحقيقـ األهداف اإلجرائية المسطرة وتفعيل
الكفايات البيداغوجية المرسومة في بداية السنة الدراسية أو في بداية كل حصة أو مجزوءة دراسية ،وعليهم أن يخصصوا لهذا التواصل المعرفي
والوجدانيـ المؤدى بواسطة السلوك غير اللفظي حلقات وأبحاثا وندوات جادة لمدارسة هذا الموضوع والخروج بتوصيات وحلول موضوعية قد
تخدم المدرس والتلميذ على حد سواء.
وبناء على ما سبق ،فإن البحث في التواصل غير اللفظي يثير االنتباه على حد قول هنري ديوزيد Henri Dieuzeidإلى األثر الذي تمارسه
الوسائل السمعية البصرية على التأثيرية والتي التسعى فقط إلى تطوير االستقبالية لدى التالميذ ،بل تسعى أيضا إلى إيجاد وضعيات إدراكية
جديدة".
ومن المعلوم أنالمرء يتعلم:
1%بواسطة الذوق؛
% 3.5بواسطة الشم؛
% 1.5بواسطةاللمس؛
11%بواسطة السمع؛
% 83بواسطة البصر.
ومن جهة أخرى فإنه يتذكر:ـ
10%مما يقرؤه؛
20%مما يسمعه؛
30%مما يراه؛
50%ممايراه ويسمعه؛
20%مما يقوله وهو يفعل شيئا.
وبناء على هذه المعطيات ،فكل النسب المائوية تفرض على الباحث والمهتم إعادة النظر في العملية الديداكتيكية بمدارسنا العربية بصفة عامة
والمغربية بصفة خاصة بعد تطور علوم التربية واستعانتها بمناهج العلوم األخرى ،ناهيك عن تطور اللسانيات والسيميائيات اللتين اهتمتا
بالعالمات البصرية والحركية و بالتواصل الذي يستند إلى الشفرة الحركية الجسدية كانت أو البصرية ،وهذا ما يحتم علينا أن ندرج التواصل غير
اللفظي في شبكاتنا لمراقبة دروس التأطير والتكوين ،وكذا االستعانة به لتكملة نجاعة التواصل اللفظي؛ إلغناء العملية التربوية داخل المؤسسات
التعليمية وإثارة انتباه األساتذة والمشرفين على التسيير التربوي ومراقبته إلى أهمية السلوكات غير اللفظية في المؤسسات التربوية
11
التعليمية ،وأثرها وجدانيا ومعرفيا في نجاح العملية الديداكتيكيةـ بعدما أن أشبع السلوك اللفظي درسا وتمحيصا من قبل كثير من الباحثين أمثال:
فالندرس ، Flandersوليپيت ، Lippitووايت Whiteالخ...
ولقد أجريت عدة تجارب في الغرب من أجل معرفة آثار التواصل غير اللفظي واألدوار التي يقوم بها ،والوسائل التي يمكن أن تقننه ،وكانت هذه
التجارب تجري خارج الميدان البيداغوجيـ ،أي في البيولوجيا واإلثنولوجيا وعلم النفس وعلم االجتماع ،وتم أخيرا نقله إلى البيداغوجيا من أجل
دراسة التفاعالت اإلنسانية داخل القسم .ومن أهم الباحثين الذين خصصوا للتواصل غير اللفظي مكانة مهمة في أبحاثهم الباحثان :جيلبير
دوالندشير ، Gilbert de Landsheereوأندري ديلشامبر André DEL Chambreالمدرسان بجامعة لييج ببلجيكا في كتابهما القيم
( السلوكات غير اللفظية للمدرس.)Les comportements non verbaux de l'enseignant /
هذا ،ويتمظهر التواصل غير اللفظي داخل الفصل الدراسي فيتوظيف الحركات المعبرة وتحويل القسم إلى محترف مسرحي يشخص فيه األستاذ
المادة الدراسية ويشاركه في ذلك التلميذ من أجل إثراء العملية الديداكتيكية.
ويالحظ أن المدرس داخل الفصل الدراسي يزاوج بين التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي منخالل تشغيل حركات تعبيرية وحركات إيقاعية
وحركات عالئقية ( حركات التنظيم ،وحركات التقويم ،وحركات الجسم العامة) ،والحركات الزائدة ،والحركات الخارجية( التنقالت ، )،والحركات
الديداكتيكية ،ويستعينـ المدرس أيضا بالميم والبانتوميم في تشخيص المادة الدراسية وتمثيل المواقف الدرامية .
وباإلضافة إلى الحركات ،يستغل المدرس المكان والزمان في عملية التدريس ،أي يشغل التموضعية Proxémicفي كل إمكانياتها العالئقية ،
ويتحكم في المسافة التواصلية بينه وبين التلميذ قربا وبعدا .وقد تكون هذه المسافة التواصلية مسافة ود وحب وتقريب أو مسافة نفور وإقصاء
وتغريب .زد على ذلك أن المدرس عليه أن يستغل جيدا حركات النظر والجسد أو ما يسمى باللغة الكينيسية ألداء درسه في أحسن أداء تربوي
وديداكتيكي من خالل الجمع بين التلفظ اللغوي والتشخيص الكوليغرافي الجسدي.
إذا كان التواصل اللغوي اللفظي هو المهيمن داخل مؤسساتنا التعليمية خاصة في المناهج التربوية التلقينية التي تتمركز حول المدرس باعتباره
صاحب السلطة والمعرفة في الحقل الديداكتيكي ،فقد أصبح للتواصل غير اللفظي أهمية كبرى في الطرائق التربوية الفعالة وفي البيداغوجيا
اإلبداعية بعد تطور العلوم اللسانية والسيميائية والنفسية واالجتماعية واإلثنولوجية.
ومن هنا ،صار الخطاب البيداغوجيـ المعاصر يهتم بالسلوكات غير اللفظية لكونها ذات أهمية كبرى اليمكن االنتقاص من قيمتها في المسار
التواصلي معرفيا ووجدانيا ،وهي تساعد السلوكات اللفظية على أداء أدوارها كاملة،وتوضح إرسالياتها الشفوية ،حيث تخدمها مباشرة ،وذلك
عن طريق تجسيدها وتفسيرها وتنغيمها والتركيز عليها .لذا ،فأثرها في كثير من األحيان يساعد على فهم جيد في إطار العملية الديداكتيكية ،وهذا
األثر يختلف حسب الخصائص المعرفية والوجدانية لألفراد ،وفي كثير من األحيان نجد السلوكات غير اللفظية دواال مستقلة ،وخصوصا أنها تمثل
بطريقة مباشرة أو عبر اصطالح ثقافي األشكال والحركات واألفعال والخصائص والحاالت.
هذا ،وتنظم السلوكات غير اللفظية داخل الفصل الدراسي كثيرا مناألوامر والممنوعات والنفي والرفض والحث واإلغراء واالكتساب ،وتعبر أيضا
عن االنفعاالت والهيئات.وينبغيـ في األخير أن تكون السلوكات غير اللفظية سلوكات بيداغوجية وظيفية تخدم العملية الديداكتيكية بمدارسنا
التربوية معرفيا ووجدانيا مثل :حركات التنظيمـ وحركات التحفيز وحركات التجسيد ،والحركات الديداكتيكية المصاحبة للشرح والتفسير.
التدبير البيداغوجي
تعريف التدبير:
العملية التعليمية التعلمية تمر بثالث مراحل التخطيط ،التدبير ثم التقويم فما هو التدبير؟
التدبير هو مجموع اإلجراءات والتدخالت العملية التي يسلكها المدرس في بناء وتنشيط وضعيات التعلم والتدبير الفعال هو الذي يتسم بموصفات
التالية :تدبير العقالنيـ يتوخى ترشيد الموارد والوسائل والزمن والجهد والنشاط واإلمكانيات بغية تحقيق تعلمات ناجعة وناجحة كما يقتضي
التدبير الفعال تغير وضع المدرس من مركز الهيمنة ونقل المعرفة الى منشط ومصاحب للمتعلمين في بناء التعلمات لكي يقوم المدرس بأجرأة
األنشطة التي قام بتخطيطها مسبقا يجب عليه األخذ بعينـ االعتبار تدبير فضاء القسم تدبير زمن القسم تدبير الكتاب المدرسي وكذلك تدبير الوسائل
التعليمية ثم تدبير األقسام المشتركة.
من بين التدابير التي يجب على المدرس اتخاذها لكي يكون فضاء القسم مالئما لتحقيق جودة التعلمات نجد:
· انشاء األركان التربوية بمعية متعلميه ،كركن القراءة ،ركن الورشات واألعمال التربوية ،ركن خاص بالوسائل الديداكتيكية….
· تزيين جدران القسم باستعمال مجموعة من الصور والرسومات التي يمكن توظيفها في بناء التعلمات .
· استغالل فضاء القسم بتنظيم العمل داخل إطار العمل بالمجموعات أو على شكل u حسب خصوصيات كل حصة وذلك لخلق الدافعية لدى
المتعلم.
12
· توفير مكتبة مجهزة بكتب أدبية وعلمية اللستعانة بها لتحسين التعلمات.
· جعل فضاء القسم يستوعب كل األنشطة التفاعلية كالمسرح أو الموسيقى ..فضاءات أخرى للتعلم داخل المؤسسة أو خارجها في اطار
الشراكة التي تربطها المؤسسة مع مؤسسات أخرى أو جمعيات كمراكز البحث متاحف ,دور الثقافة ,مراكز التوثيق ,مؤسسات خصوصية ,
مكتبات عمومية… كل هذا من أجل تنويع طرق التدريس لتنمية الكفايات األساس لدى المتعلم و جعل التعلمات ذات جودة عالية.
تدبير الزمن المدرسي:
وذلك من أجل:
بشكل يراعي متطلبات الحياة االجتماعية والنفسية لمحيط المؤسسة ،احترام وقت مجالس األقسام ألنها تعتبر فترة تدارس نتائج الفترات األخرى،
وبرمجة أنشطة الدعم والفترات الدراسية الالحقة ،السماح بالتوقف االضطراري في السنة وتعويضها في أوقات معينة.
· التركيز على أن تكون التعلمات في الفترة الصباحية ألنها ذات مردودية أكبر.
· مراعاة التدرج منذ بداية األسبوع الى نهايته بشكل يتيح للمتعلم استعمال جهده عبر األسبوع.
· اعتبار المميزات الصحية والنفسية للمتعلمين حسب الفروق الفردية.
· مراعاة الجهد والوقت المبذول لتنقل المتعلمين من البيت الى المدرسة.
· برمجة حصص التربية البدنية في أواخر الحصص الصباحية أو المسائية.
· برمجة الحصص العادية وحصص الدعم والمندمجة بشكل متعاقب لتفادي الرتابة.
· جعل الفترة الصباحية أطول من الفترة المسائية كلما أمكن ذلك.
· جعل الحصص الدراسية اليومية متكاملة ومتنوعة وتساهم في التخفيف من وزن الحقيبة المدرسية.
· تجنيب المتعلم قضاء فترات زمنية طويلة في وضعيات وأنشطة رتيبة.
· عدم ارهاق المتعلم باألنشطة المنزلية.
· استغالل جميع حجرات المدرسة وتوفير أكبر عدد ممكن من القاعات الدراسية يوفر استعماالت الزمن مريحة ومتنوعة.
· توعية اآلباء واألمهات بأهمية انسجام الزمن داخل األسرة والزمن المدرسي.
الذي هو المرتكز األساسي للتعليم وهو وسيلة تعليمية منظمة تستهدف فئة معينة تتوافق مع قدراتهم العقلية والنمائية تندرج المعلومات فيه من
السهل الى الصعب.
الكتاب المدرسي مجرد أداة مساعدة وليس بديال عن وضعيات واقعية وحقيقية.
على األستاذ أن يستعمل الكتاب المدرسي لتحفيز المتعلمين على اإلعداد القبلي للدروس.
13
تشجيعهم من خالله على المشاركة أثناء بناء الدرس.
العمل على ابراز مؤهالت التلميذ من خالل األنشطة التقويمية الذي يقترحها الكتاب.
توفير فرص تفاعل التلميذ مع المادة الدراسية من خالل البحث واالكتشاف.
تنويع األنشطة بما يستجيب لحاجيات وميوالت المتعلم باستعمال كتب دراسية متنوعة للمستوى الواحد.
الوسيلة التعليمية هي مجموع األجهزة واألدوات والمواد التي يستعملها المدرس لتحسين عملية التعليم والتعلم ويطلق عليها عدة مسميات مثل
الوسائط التعليمية والمعينات الديداكتيكيةـ …
· تحديد األهداف التعليمية بدقة سواء المعرفية أو المهارية أو االنفعالية وربطها بطريقة صحيحة بالوسائل لضمان تحقيق هذه األهداف
والتأكد من قابليتها للقياس.
· معرفة خصائص التالميذ ومراعاة قدراتهم تالؤم الوسيلة التعليمية المستخدمة مع مستوى التالميذ من حيث العمر والذكاء والمعرفة …
· مالءمة الوسيلة والمنهاج الدراسي وطريقة التدريس والتقويم.
· تجربة الوسيلة قبل االستخدام تجنبا لظهور أي مفاجأة غير سارة خالل عرض الوسيلة.
· تحديد المدة الزمنية والمكان المناسب لعرض الوسيلة.
· تهيئة أذهان التالميذ الستقبال المحتوى المطلوب في استعمال الوسيلة وذلك بطرح أسئلة لحث المتعلمين على االهتمام بالوسيلة وتوضيح
مدى مساهمة الوسيلة في حل المشكل المطروح.
· تهيئة الجو المناسب الستخدام الوسيلة ويشمل الجو المناسب كافة الظروف الطبيعية المحيطة بالتالميذ مثل تجهيز اإلضاءة والتهوية،
والوقت المناسب للتدريس وتوظيف الشروط الالزمة لضمان نجاح الوسيلة وعدم اإلخفاق في تحقيق النتائج.
· تقويم الوسيلة للتأكد من تحقيقـ األهداف بعدـ استعمال الوسيلة وذلك عن طريق أداة قياس تعطى للتالميذ.
تدبير األقسام المشتركة:
تنجز برامج القسم المشترك الى صنفين المتجانسة والمتباينة مما يلزمنا تبني طرق مختلفة في تدبيرها:ـ
التدبير األول:
تهييئ جذاذتين مستقلتين في ورقة واحدة ،ويقسم المدة الزمنية بين المستويين كما يقوم بتقسيمـ السبورة كذلك الى قسمين كما أن الوسائل
الديداكتيكية قد تكون مشتركة في بعض األحيان أو منفصلة .يقوم المدرس بتكليف المستوى 1بإنجاز عمل ما وينصرف الى المستوى 2لبناء
الدرس معهم وبعد 11د يكلفهم بإنجاز نشاط تطبيقي ويعود الى المستوى 1لتقديمـ درسه.
التدبير الثاني:
ينجز المدرس درسه كامال في 03د مع المستويين معا يعتمد فيه دمج المقررات وتقليص عدد الحصص ،ومن ايجابياتها :نجد االستفادة من
الحصة الزمنية لكل مادة ،التخفيف من عناء المدرس وضياع الجهد والوقت .استغالل نفس الوسائل التعليمية واستفادة المستوى األعلى من
دروس المستوى األدنى كدعم .كما لها سلبيات منها سطحية المعارف والمهارات بالمقارنة مع البرنامج العادي ،التخلي عن بعض الوسائل
واألهداف لضيق الوقت.
ويعطي لكل مستوى نشاط معين ومن إيجابيات هذه الطريقة ترسيخ المفاهيم في أذهان المتعلمين ونخلق روح التعاون بينهم .كما لها سلبيات نجد
منها اعتماد المتعلمين على بعض العناصر البارزة في المجموعة ،عدم تمكن األستاذ من ضبط القسم …
⤾ الطريقة المتقاطعة:
فهناك أهداف مشتركة بين المستويين تشكل الجذع المشترك ،واهداف فارقية تكون ما يسمى بالفرع الفارقي.
⤾ الطريقة المتوازية:
أي تقديم نشاطين متباينينـ تماما ال يجمعهما أي جامع معرفي أو منهجي كتقديم مثال نشاط علمي /جغرافيا.
14
الطرائق البيداغوجية
إن الطريقة التربوية التي يستعملها المكون لها أهميتها في نجاح أي عملية تعليمية ،إن ميول المتكونين و رغباتهم وحاالتهم النفسية و
البيئية لها دور كبير في إختيار التوجيه و المحتوى .إن التطور العلمي يحتم علينا إيجاد طرائق بيداغوجية جديدة.
تختلف طرائق التدريس باختالف أهداف التعليم وباختالف العلوم والمواد الدراسية ،ولكن هناك عوامل أخرى تدفع المكون إلى استعمال
طريقة دون أخرى .ومجمل القول أنه ليس هناك طريقة تدريس واحدة تنفع لجميع إغراض التربية وليس هناك من سبيل لفرض طريقة
خاصة على المكون.
تعريف الطريقة:
و الطريقة حسب " LEIF 1974هي مجموع المبادئ و الوسائل و الخطوات و قواعد الفعل التربوي أو البيداغوجي قصد تحقيق
األغراض و األهداف و الغايات التي نحددها".
تعريف معجم علوم التربية :هي مجموعة األنشطة و اإلجراءات التي يقوم بها المدرس و التي تبرز آثارها على ما يتعلمه التالميذ.
أن تحدد الطريقة أهدافا واضحة أمام المتكونين و تعمل على تحقيقها .
ن تثير إنتباه المتكونين و تساعدهم على اإلبتكار.
أن تقوم الطريقة على النشاط اإليجابي من جانب المتكون و التوجيه و اإلرشاد من طرف المكون
أن تسمح بالعمل الجماعي التعاوني و العمل الفردي اإلستقاللي
15
إعطاء المتكونين معارف و مكتسبات ،فدور المكون يتمثل في التعليم أما دور المتكون فدوره هو التعلم لهذا فإن هدف كل تكوين هو إحداث
تغيير في السلوك.
إكساب المتعلم ثروة من المعارف.
تنمية لدى المتكون اإلنتباه ،الذاكرة ،التذكر ،الرغبة...
تنمية الجانب الحسي -الحركي مثال وجوب حصول المتكون على حركات دقيقة و صحيحة.
تقديم المعلومات الخاصة بحل كل المشكالت من أجل تحقيق األهداف.
التحقق من أن المتكونين قد فهموا المشكل المطروح.
المساعدة في إيجاد الوصول إلى إستنتاجات أكثر وضوحا.
تنحدر كلمة ديداكتيك ،من حيث االشتقاق اللغوي ،من أصل يوناني didactikosأو ،didaskeinوتعني حسب قاموس روبير الصغير Le
" ،Petit Robertد ٌّرس أو علٌّم " .enseignerويقصد بها اصطالحا ،كل ما يهدف إلى التثقيف ،وإلى ما له عالقة بالتعليم .ولقد عرف
محمد الدريج ،الديداكتيك في كتابه " تحليل العملية التعليمية " ،كما يلي " :هي الدراسة العلمية لطرق التدريس وتقنياته ،وألشكالـ تنظيم
مواقف التعليم التي يخضع لها المتعلم ،قصد بلوغ األهداف المنشودة ،سواء على المستوى العقلي المعرفي أو االنفعالي الوجداني أو الحس
حركي المهاري .كما تتضمن البحث في المسائل التي يطرحها تعليم مختلف المواد .ومن هنا تأتي تسمية " تربية خاصة " أي خاصة بتعليم
المواد الدراسية (الديداكتيك الخاص أو ديداكتيك المواد) أو " منهجية التدريس "(المطبقة في مراكز تكوين المعلمين والمعلمات) ،في مقابل
التربية العامة (الديداكتيك العام) ،التي تهتم بمختلف القضايا التربوية ،بل وبالنظام التربوي برمته مهما كانت المادة الملقنة ".
ورغم ما يكتنف تعريف الديداكتيك من صعوبات فإن معظم الدارسين المهتمين بهذا الحقل ،لجئوا إلى التمييز في الديداكتيك ،بين نوعين
أساسيين يتكامالن فيما بينهما بشكل كبير ،وهما:
يهتم بكل ما هو مشترك وعام في تدريس جميع المواد ،أي القواعد واألسس العامة التي يتعين مراعاتها من غير أخذ خصوصيات هذه
المادة أو تلك بعين االعتبار.
يهتم بما يخص تدريس مادة من مواد التكوين أو الدراسة ،من حيث الطرائق والوسائل واألساليب الخاصة بها.
لكن هناك تداخل وتمازج بين االختصاصين ،بل البد من تضافر جهود كل االختصاصات في علوم التربية بدون استثناء .إن التأمل في أي
مادة دراسية ،تجرنا إلى اعتبارات نظرية شديدة التنوع :علمية ،سيكولوجية ،سيكوسوسيولوجية ،سوسيولوجية ،فلسفية وغيرها .كما
تفرض علينا في الوقت ذاته ،العناية ببعض الجزئيات والتقنيات الخاصة ،وبعض العمليات والوسائل التي يجب التفكير فيها أوال عند تحضير
الدروس ،ثم عند ممارستها بعد ذلك .فال بد من تجاوز االنفصال والقطيعة بين النظريات العامة واألساليب العملية التطبيقية .فعلينا
كمدرسين ،أال نحاول الوصول إلى أفضل الطرق العملية فحسب ،بل نحاول أن نتبين بوضوح ،ما بين النتائج التي نتوصل إليها عند ممارسة
الفصل الدراسي ،وبين النظريات العامة من عالقة جدلية.
يقودنا تحديد المفاهيم إلى تفسير االنتقال من البيداغوجيا الى الديداكتيك ،حيث يقول فرانسوا تيستو ،F.Testuفي كتابه :من السيكولوجيا
إلى البيداغوجيا " :إن الوضعية البيداغوجية ،تتميز في الواقع بخصوصية وغنى ،لدرجة أنه ينبغي ،حسب بياجي ،J.Piagetمعالجتها
لذاتها بأكثر تجريبية ممكنة ،مستعملين ميتودولوجية السيكولوجيا .وبتعبير آخر ،فإن البيداغوجية التجريبية وحدها قادرة على أن تؤسس
الديداكتيك".
ويتضح من هذا القول ،أن البيداغوجية التجريبية هي التي كانت وراء ظهور الديداكتيك .وبناء عليه ،يمكن إعادة التصور العام لحركية العلم
البيداغوجي ،والقول بأن االنتقال كان في البداية أصال ،من الفلسفة إلى السيكولوجيا ،ومن السيكولوجيا إلى البيداغوجيا ،ثم من البيداغوجيا
إلى الديداكتيك .يبقى هنا أن نتساءل .هل بإمكان تجاوز الديداكتيكي للبيداغوجي؟ وبالتالي ،هل الديداكتيك يلغي البيداغوجيا ويقيم معها
القطيعة؟ أم أنه يبقى على الدوام بحاجة إليها ويشتغل لفائدتها؟ إن هذه التساؤالت هي التي تجعلنا نعتقد أن في اإلمكان تصور الحركة في
االتجاه المعاكس ،أي من الديداكتيك إلى البيداغوجيا ،انطالقا من جدلية قائمة بينهما ال تلغيها انشغاالت واختصاصات كل منهما.
مع تركيز االهتمام بالمصطلح التربوي ،وسعي الدارسين نحو تحديده بشكل دقيق ،وتحديد ما بين كثير من المفاهيم البيداغوجية المستعملة
من صلة أو تداخل ،ظهر االنشغال بمحاولة إبراز العالقة بين مفهوم الديداكتيك ومفهوم المنهاج ،وارتباط كل منهما باآلخر .ونتيجة لذلك،
صرنا نجد في اإلنتاجات التربوية المعاصرة ،إشارات إلى تالزم المفهومين ،لحد اعتبر معه المنهاج الدراسي أحيانا مجاال يغطي االهتمامات
المش ِّك لة لموضوع الديداكتيك .وانطالقا من هذه العالقة ،نتساءل عن معنى مفهوم المنهاج الدراسي ،وعن أسسه ومكوناته.
17
تعود لفظة منهاج إلى أصل إغريقي ،وتعني سباق الخيل أو النهج أو الطريقة التي يسلكها الفرد .وقد وظف اليونان المنهاج في التربية،
وكان مرتبطا بالفنون السبعة :النحو ،البالغة ،المنطق ،الحساب ،الهندسة ،الفلك والموسيقى .وقد ع ِّرف المنهاج من زوايا مختلفة،
وسنقتصر على تعريف طارق محمد ،الوارد في معجم علوم التربية ،مع تصرف طفيف " :يعبر المصطلح منهاج في استعماله الفرنسي،
عن النوايا أو عن اإلجراءات المحددة سلفا ،ألجل تهيئ أعمال بيداغوجية مستقبلية .فهو إذن خطة عمل ،تتضمن الغايات والمرامي
واألهداف المقصودة ،والمضامين واألنشطة التعليمية ،وكذا األدوات الديداكتيكية ،من طرائق التعليم وأساليب التقويم .وعلى عكس األدبيات
التربوية الفرنسية ،تميل األدبيات اإلنجليزية إلى تعريف مفهوم المنهاج ،كفعل وواقع ،يمارس من طرف المدرس وتالمذته في القسم ".
ونظرا لتداخل بعض المصطلحات القريبة من مفهوم المنهاج ،نقف عند بعضها لمحاولة إبراز ما يمكن تسجيله من فرق بينها وبينه.
هو مجموع المراحل أو الخطوات التي يتبعها الباحث في دراسة موضوع ما أو ظاهرة كيف ما كان حقل انتمائها .وفي هذا اإلطار ،تتعدد
المناهج بحسب موضوع الظاهرة المدروسة ،فنجد مثال المنهج الوصفي ،والمنهج التاريخي ،والمنهج التجريبي…إلخ.
هي عبارة عن إجراءات تنظيمية دقيقة لمحتوى المادة أو الخبرة المراد تبليغهما للمتعلمين خالل الدرس .وتتبع في مثل هذا التنظيم أسس،
ترتبط من جهة ،بطبيعة المادة التعليمية وخصوصيتها ،ومن جهة أخرى ،بالتصور العام الذي تنجز في إطاره عملية التدريس(ديداكتيكية
المواد أو الديداكتيك الخاص).
يرتبط البرنامج بالمحتوى المراد تبليغه للمتعلمين ،وهو أحد مكونات المنهاج الدراسي .يتكون عادة من موضوعات مادة تعليمية معينة التي
يتعين تدريسها خالل فترة زمنية ،تحدد في الغالب في سنة دراسية بكاملها.
يعتبر المنهاج الدراسي جزء ال يتجزأ من المشروع التربوي العام الذي تظل فلسفة التربية توجهه بشكل دائم ،داخل المجتمع ،إلى جانب
المساهمات الفعالة لباقي علوم التربية ،ألجرأة هذا المشروع .ومن ثمة ،فإن هناك أسسا محددة ،تؤطر المنهاج ،فيستنبط منها تصوراته
ومكوناته .تتلخص هذه األسس في الجدول التالي:
هي مجموعة من القناعات والتصورات العامة التي تسير وفقها العملية التعليمية ،وكذا المواقف المحددة من المتعلمين ،ومما ينبغي أن
يتعلمون أكثر من غيره .ورغم اختالف وتباين توجهات نماذج من الفلسفات ،فهي تلتقي كلها في توجيه المنهاج الدراسي نحو تحديد
الغايات واألطر العامة التي يجب أن ينطلق منها كل مكون من مكوناتها.
هي مجموعة من الخصائص الحضارية والمقومات االقتصادية للمجتمع ،عبر صيرورته التاريخية المتجدرة في تاريخه السياسي
واالقتصادي وتراثه الثقافي وقيمه الدينية واألخالقية ،وتفاعله مع الحضارات المعاصرة له .فالمحتويات الدراسية والخبرات المراد تبليغها
هي خبرات المجتمع ،تعبر بدقة عن واقعه ،وكذا عن طموحاته.
18
أسس معرفية علمية:
تتصل بما وصلت إليه اإلنسانية من تطور في حقول معرفية متنوعة ،يستفيد منها المنهاج الدراسي ،على بلورة خبرات ومحتويات تعليمية،
تقدم للمتعلمين وفق برنامج محدد من جهة ،ومن جهة أخرى ،يستعين بها في النظر إلى العملية التعليمية التعلمية ،بكيفية تجبر هذه األخيرة
على أن تخضع إلى حقائق معرفية علمية صارمة.
إذا كان المنهاج الدراسي بالتعريف ،نسق أو كلية من العناصر أو المكونات والوظائف المترابطة فيما بينها بعالقات وعمليات التي تقود،
بفعل صيرورتها الداخلية ،إلى تحقيق غاية ما ،أمكن تحديد مكوناته في األهداف والمحتويات والطرق والوسائل والتقويم والدعم ،إلى جانب
المدرس والمتعلم والعالقة بينهما ،في إطار مؤسسة تعليمية معينة .وتتشكل هذه المكونات من األفعال التي يقوم بها كل من المدرس
والمتعلم ،في عالقة مع المادة الدراسية وغيرها ،انطالقا من مظهر بنائي ،يحدد شبكة العالقات بين المكونات ومواقعها ،وانطالقا من مظهر
وظيفي ،المحدد بالعمليات والمهام التي تقوم بها المكونات المذكورة ،دون أن ننسى العالقة التي تربطه جدال بالوسط االجتماعي.
فالنسق التربوي يستمد غاياته وتوجهاته من المحيط االجتماعي ،ببنياته السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية التي تشكل السياسة
التربوية لذلك النسق ،ثم يؤثر ويوجه المنهاج الدراسي في أهدافه ومضامينه ووسائل إنجازه وتقويمه ودعمه .ويؤثر المنهاج الدراسي
بدوره ،من خالل تلك الطاقة البشرية التي يكونها معرفيا ومهاريا ووجدانيا ومنهجيا ،في الوسط التربوي من جهة ،والمحيط االجتماعي من
جهة ثانية.
جعل المتعلمين قادرين على تجاوز تعثراتهم في الوقت المناسب حتى ال تتراكم و تتحول إلى عوائق تعلمية.
19
تجاوز معيقات التعلم التي ال يكون المتعلم بالضرورة سببا فيها.
تقليص الفوارق التعلمية بين المتعلمين.
تحقيق االندماج بين مجموعة الفصل الواحد.
تيسير عملية الربط بين المكتسبات السابقة و التعلمات الالحقة.
تمكين المدرس من البحث عن بدائل بيداغوجية و ديداكتيكية جديدة.
تستند أنشطة الدعم البيداغوجي إلى نظريتين بيداغوجيتين أساسيتين هما:
و هي عبارة عن ممارسات وتقنيات بيداغوجية تقوم على أساس وجود فروق فردية بين التالميذ في الوسط المدرسي تتجلى في:
فوارق معرفية:
تتمثل في اختالف إيقاع فعل التعلم ،والالتطابق بين زمن التعليم وزمن التعلم ،وتعدد االستراتيجيات المعرفية وأساليب التعلم وغيرها...
فوارق سوسيو ثقافية:
ترتبط بالقيم والمعتقدات واللغة وأنماط التنشئة االجتماعية والخصوصيات الثقافية.
فوارق سيكولوجية:
إن لكل تلميذ شخصية تميزه وكيانا وجدانيا تغذيه مختلف العواطف المكتسبة ،والتي تتحكم في نوعية السلوكات والتصرفات وردود األفعال
الصادرة عن الشخصية إزاء مختلف المواقف.
و هي تصور و منهج لعملية التعليم والتعلم يقوم على إعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم ،فهو استراتيجية للتعليم ألن الوضعيات
الديداكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي يقطعه المتعلم الكتساب المعرفة أو بنائها من خالل بحثه ،وما يمكن أن يتخلل هذا البحث من
أخطاء .وهو استراتيجية للتعلم ألنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وايجابيا يترجم سعى المتعلم للوصول إلى المعرفة.
و بناء على هاتين النظريتين ،فإن أنشطة الدعم تتأسس انطالقا من بعض المبادئ نوردها كالتالي:
لكل متعلم وتيرته الخاصة في التعلم ،فزمن التعلم يختلف من متعلم آلخر.
لكل متعلم نمطه الخاص في التعلم (التعلم عن طريق السمع ،التعلم بالمشاهدة ،التعلم بالممارسة الحسية.
لكل متعلم استراتيجيته (منهجيته) الخاصة في التعلم.
لكل متعلم درجة معينة في التحفز للتعلم ،و تختلف طبيعة الدوافع الداخلية و الخارجية من تلميذ آلخر.
لكل متعلم تاريخ مدرسي خاص به.
لكل متعلم ظروفه الخاصة به في العيش داخل أسرته.
لكل مدرس أسلوبه و وتيرته الخاصة في التدريس…
أنواع الدعم البيداغوجي و مجاالته:
يختلف تصنيف الدعم باختالف معايير التصنيف التي تتحدد فيما يلي:
20
تندرج ضمنه األنواع التالية:
الدعم الجماعي :و يهم جماعة القسم بكاملها.
الدعم الخاص :و يتفرع هذا الصنف إلى:
↵ دعم خاص بالمجموعات المتجانسة :و هي التي تعاني من قواسم مشتركة و ثغرات متقاربة تستوجب تخصيصهم بأنشطة معينة.
↵ دعم خاص بالمجموعات غير المتجانسة :يتم لفائدة مجموعة مختلفة من حيث مستويات التحصيل و القدرات ،و يرتكز أساسا على
التعاون و العمل البيني األفقي داخل المجموعة.
↵ الدعم الفردي :و هو دعم موجه لمتعلم واحد ،و يتخذ شكل إرشادات كتابية أو شفهية يلتزم بها المتعلم منفردا.
كما سبقت اإلشارة لذلك فالدعم ينجز بدالة التقويم ،فالدعم و التقويم عمليتان متالزمتان متكاملتان.فالدعم لن يحقق أهدافه ما لم ينطلق من
نتائج و معطيات التقويم .و هكذا فإن سيرورة الدعم البيداغوجي تتم من خالل مجموعة من الخطوات المتسلسلة تبدأ ببناء وضعيات
تقويمية .و فيما يلي أهم مراحل بناء أنشطة الدعم:
و تتكون من األدوات المستعملة (روائز ،اختبارات) و من المهام المنوطة لكل من المدرس و المتعلم في كيفية التعامل مع تلك األدوات،
باإلضافة إلى تحديد ظروف اإلنجاز و أشكاله.
و تعتبر االختبارات الموضوعية األدوات األكثر مالءمة لبناء وضعيات تقويمية (أسئلة الصحة و الخطأ ،أسئلة الوصل ،أسئلة االختيار من
متعدد ).
إن بناء أنشطة الدعم ينبغي أن تخضع لمجموعة من الضوابط يمكن تحديد بعضها كالتالي:
تحديد نوع التعثر و حاجات كل مجموعة.
توزيع المتعلمين إلى مجموعات حسب نوع التعثر.
اختيار األنشطة المالئمة لكل مجموعة.
اعتبار الفصل خالل هذه الحصص فصال متعدد المستويات.
اعتماد تقنيات التنشيط التي تناسب تعدد المستويات.
تشجيع المتعلمين على التعلم الذاتي.
مساعدتهم على تجاوز تعثراتهم دون تجريح أو إهانة ...
21
بيداغوجيا الدعـم
يعتبر الدعم مكونا أساسيا من مكونات عمليات التعليم والتعلم ،إذ يشغل في سياق المناهج الدراسية ،وظيفة تشخيص وضبط وتصحيح
وترشيد تلك العمليات ،من أجل تقليص الفارق بين مستوى تعلم التالميذ الفعلي واألهداف المنشودة على مستوى بعيد أو قريب المدى.
وتتحقق هذه الوظيفة بواسطة إجراءات وأنشطة ووسائل وأدوات تمكن من تشخيص مواطن النقص أو التعثر أو التأخر ،و عواملها لدى
المتعلم ،و تخطيط وضعيات الدعم و تنفيذها ثم فحص مردودها و نجاعتها..و عموما ،يمكن تعريف الدعم كخطة أو تدخل بيداغوجي يتكون
من تقنيات وإجراءات ووسائل ،ترمي إلى سد الثغرات و معالجة الصعوبات ،و ذلك من أجل الرفع من مردودية وجودة العملية التعليمية ــ
التعلمية ،و تفادي اإلقصاء و التهميش و تعزيز فرص النجاح و محاربة الفشل الدراسي.
ونجد عدة مفاهيم اشتغلت على أساليب الدعم كالتثبيت والتقوية والتعويض والضبط والحصيلة والعالج والمراجعة… وعليه ،فإنه تتدخل في
تحديد عملية الدعم التربوي مقاربات بيداغوجية متنوعة لكل منها تصور خاص عن عملية الدعم:
حيث يمكن التساؤل لماذا هذه النتائج) السلبية( ؟ فنعمل على تشخيص ذلك من خالل اعتماد بعض الوسائل كاالختيارات والروائز والمقابالت
وشبكات التقويم وتحليل مضمونها…
التخطيط:
حيث نعمل على خطة للدعم وتحديد نمطه وأهدافه وكيفية تنظيم وضعياته ،واألنشطة الداعمة...
اإلنجاز:
إذ يتم تنفيذ ما خطط له سواء داخل الفصل الدراسي أو خارجه؛
التقويم :
مدى نجاعة ما خطط له في تجاوز الصعوبات والتعثرات ،ومدى تقلص الفوارق بين المستوى الفعلي للتالميذ و بين األهداف المنشودة.
أنواع الدعم:
الدعم المندمج:
ويتم من خالل أنشطة القسم بعد عملية التقويم التكويني.
الدعم المؤسسي:
ويتم خارج القسم ،وفي المؤسسة من خالل أقسام خاصة أو وضعيات تختلف عن السير العادي للبرنامج ،كإنجاز مشروع ،ويمكن أن تتم
في أقسام خاصة وفضاءات أخرى.
الدعم الخارجي:
ويتم خارج المؤسسة ،في إطار شركات مثال ،في مكتبات عامة أو في مراكز التوثيق أو في دور الشباب وغيرها من الفضاءات .والمالحظ
أن عمليات الدعم داخل المدرسة المغربية ال تهتم سوى بما هو معرفي ،وال تعير أي اهتمام للصعوبات والمعوقات النفسية والمادية
واالجتماعية للمتعلمين ،ذلك أنه ال يمكن أن نهتم ببعد واحد من شخصية المتعلم ،حيث إن عملية التعلم تتحكم فيها كل األبعاد المختلفة
لشخصية المتعلم ووسطه المادي و السوسيو ــ ثقافي عامة؛ و عليه وجب خلق أشكال دعم نفسية واجتماعية ،و ربما فزيولوجية و صحية
داخل مدارسنا و ذلك إما بالعمل على تكوين خاص للمدرسين و األطر ،أو تعيين أخصائيين أو إبرام شراكات…
22
الرفع من مستوى المتعلم على جميع المستويات واألصعدة ،والترقية بمعارفه ومكتسابته ،وتعزيز إدراكه التربوي بالشرح والتوضيح
والتبسيط.
الحد من مختلف تعثرات المتعلم وعوائقه ،سواء أكان ذلك على المستوى المعرفي أم الوجداني أم الحسي-الحركي.
خلق قسم مندمج ومتوازن على مستوى التعلمات والمعارف والذكاءات.
مساعدة المتعلم المتعثر على تجاوز صعوباته باألنشطة الداعمة والهادفة والمفيدة والمثمرة ،وفق بيداغوجيا الدعم التربوي أو المدرسي.
تحقيق مدرسة النجاح والجودة الكمية والكيفية ،بإنقاذ المتعثرين والمتأخرين والمتخلفين من ذوي الحاجيات الخاصة بالمعالجة والمصاحبة
والمراجعة والتكرار والدعم والتحفيز المادي والمعنوي؛
تطوير المردودية العامة للصف المدرسي كما وكيفا ،بتطوير مناهج الدعم والتقوية والتعزيز والمعالجة ،بهدف تكوين مواطن صالح يتأقلم
ويتكيف مع مختلف الوضعيات القديمة أو المستجدة؛
العمل الجاد والمستمر لتجاوز أي شكل من أشكال التعثر والفشل الدراسي لدى المتعلم،بإعداد إستراتيجية للدعم قد تكون فورية أو مرحلية
أو مستمرة ،بغية إدماج المتعلم من جديد لمواكبة مستوى النسق الصفي العادي؛
تعويد المتعلم على تجاوز صعوباته بنفسه ،وتصحيح تعثراته المختلفة والمتنوعة ،بتوجيه من المدرس أو اإلداري أو الخبير األخصائي؛
الرفع من المردودية التحصيلية لدى المتعلم بمجموعة من االختبارات والروائز واألنشطة والدروس والتمارين الداعمة والهادفة ،ليكون في
مستوى أقرانه داخل الصف الدراسي الواحد.
علم النفس التربوي
اإلنسان أكرث الحيوانات حاجة إلى التعلم ،كام أنه أقـدرها عليـه فالحيوانـات تولـد مـزودة بـالفطرة بأمناط سلوكية على قدر قليل أو كبري
من التحجـر والجمـود ،يطلـق عليهـا بعـض علـامء الـنفس (الغرائـز) كغريزة بناء العش بشكل معني عند بعض الطيور وغريزة الهجرة في
فصـول معينـة مـن منطقـة إلى أخـرى عند البعض اآلخر منها .وغريزة حفظ الطعـام وادخـاره عنـد النمـل أو نحـل العسـل وغريهـا مـن
األمنـاط السلوكية الموروثة كالسلوك الجنسي وسلوك األمومة .وهي أمناط تكفي إلشـباع حاجاتهـا األساسـية ومتكنهـا من التكيف لبيئاتها
المحدودة ،الضيقة الثابتة نسبيا ً ،أما اإلنسان فال يوجد لديه عند والدته إال النزر اليسـري من هذه األمناط السلوكية الفطرية .وعلى األغلب
ال تتجـاوز عمليـات الرضـاعة والحبـو والوقـوف والمشي والقبض على األشياء باليد وإصدار أصوات كالمية بسيطة .لذا كان عجزه عند
الميالد عـن مواجهـة مطالـب الحياة المادية والحياة االجتامعية أكبر من أي حيوان آخر.
ومن ثم كان لزاما ً أن تطول ندة حضانته ورعايته حتى يتعلم ويكتسب ضروريا ً من السـلوك متكنـه من إرضاء دوافعه وحاجاته التي ال حصر
لها .ومتنكه من العيش في بيئة اإلنسـانية المعقـودة المتغـرية التـي تتطلب مرونة بالغة في التكييف حتى أن ما يصلح للفرد فيها قد ال يصلح
ألوالده.
كان علم النفس في الماضي يقتصرـ في بحوثـه واهتامماتـه ونظرياتـه عـلى اإلنسـان الكبـري .وفي أثنـاء ُ مسريته وتطوره اتسعت آفاقه
وزادت حتى أصبحت له مجموعتان من الفروع نظرية وتطبيقية .فالفروع النظرية ال تهدف إلى استخدام مباشر في الحياة اليوميـة بل إلى
العلم والمعرفة لمجرد العلم والمعرفة أي إلى مجرد الكشف عن المبادئ والقـوانني التـي تهـيمن عـلى السلوك .أما الفروع التطبيقية
فتستهدف تحقيق أغراض عملية وحل مشـكالت قامئـة او متوقـع قيامهـا في شتى نواحي الحياة ومنها علم النفس التربوي وعلم النفس
الصناعي وعلم الـنفس التجـاري وعلـم الـنفس الجنايئ وعلم النفس الحريب وعلم النفس الكلينييك (السريري) العيادي.
فعلن النفس التربوي إذن هو العلم الذي يطبق مبادئ علـم الـنفس وقوانينـه عـلى ميـدان التربيـة والتعليم لحل ما يقوم في هذا الميدان من
مشكالت كضعف التالميـذ في موضـوعات الرياضـيات أو اختيـار الطريقة األفضل لتدريس القراءة في الصفوف األولى ،أو صعوبات الجمع
بـني الجنسـني في مرحلـة الدراسـة اإلعدادية.
كام يطبق مبادئ عملية التعليم وقوانينها على تدريس المواد المختلفة كالحساب والرسم والقراءة.إن مفهوم علم النفس التربوي في الوقت
الحاضر يتعدى ما ذكرنـاه مـن كونـه علـم تطبيقـي فقـط يستعري من علم النفس النظري ما يراه من نتائج ومبادئ تفيده في حـل مشـكالت
التربيـة والتعلـيم إلى أن يصوغ بنفسه ولنفسه مبادئ سيكولوجي ة مستمدة من تجاربـه الخاصـة في الحقـول التربويـة التـي يمارس النشاط
فيها تطبيقا ً وتنظرياً .
إن أهم الحقول التي يشملها علم النفس التربوي هي:
الدوافع :
المقصود بالدوافع هو كل حالة جسمية أو نفسية تثري السلوك في ظروف معينة وتعمـل على استمرار حتى ينتهي بتحقيق غاية معينة.
فالجوع كدافع يدفع بالحيوان أو اإلنسان الجائع إلى البحث عن الطعام بكل ناحية.
ووسيلة وال يقف حتى يحصل عليه ويشبع جوعه .والشـخص الطمـوح ال يكـل وال ميـل من العمل والمثابرة حتى يحقق طموحه.والدوافع
حاالت ال نالحظها مباشرة ولكننا نستنتجها من االتجاه العام للسلوك الصادر عنهـا والـدوافع أنواع منها فطرية كالجوع والجنس ومنها
23
مكتسبة كدافع التقدير االجتامعي ودافع العدوان ومنهـا شـعورية نحس بها ومنها الشعورية أي ال نحس بها ولكن نتصرف مبوجبها.
االتجاهـات :
وهـي اسـتعدادات وجدانيـة مكتسـبة تحمـل الفـرد عـلى أن يتعلـق مبوضـوعات أو أشخاص فيميل إلها ويحبها أو بالعكس ينفـر منهـا ويبتعـد
عنهـا .وتتكـون االتجاهـات مـن تكـرار اتصال الفرد بالموضوع أو بالشخص أو باألحياء من قبـل الكبـار أو العظـامء أو عـن طريـق القـدوة
الحسنة.
التعلم:
شروطه وقوانينه والعوامل المؤشرة فيه والتطبيقات التر بوية التي تبنى على ذلك وسنقوم في هذا التعيني بشيء من التوضيح له .
ويعني هذا الموضوع بالفروق القامئة بني األفراد في الجوانب الجسـمية والعقليـة واالنفعالية مع محاولة التعرف على أسبابها وطـرق
التخفيـف مـن حـدة سـلبياتها والمعلمـون مـن أحوج الناس إلى الدراية .في هذا الحقل وإلى أخذه بنظر االعتبار عند العمل بني التالميذ.
ومن أهم موضوعات علم النفس التربـوي هـو موضـوع التقـويم والقيـاس ويعـنس العمليـات التربوية التي تهدف إلى معرفة األنشطة
والفعاليات التربوية والتعليمية ومدى نجاحها في تحقيق أهدافها وتدخل في هـذا البـاب جميـع االختيـارات بأنواعها المختلفة.
وعليه ،تستند بيداغوجيا الدعم إلى تشخيص تعثرات المتعلم المختلفة ،وتحديد صعوباته المتنوعة ،وتبيان مواطن القوة والضعف لديه،
وتصنيف تلك التعثرات حسب طبيعتها وصعوبتها وخطورتها بغية إيجاد حلول عالجية ووقائية مناسبة.
أضف إلى ذلك السعي نحو حلول واقعية وميدانية لتعويض النقص الذي يعانيه المتعلم؛ بسبب تعثراته وصعوباته ،والسيما إذا أصيب بعاهات
أو إعاقات سمعية أو بصرية أو جسدية ،أو انتابه تخلف عقلي ،أو كان يعاني صعوبات في القراءة أو الكتابة .ومن ثم ،فهذه البيداغوجيا
تصحيحية بامتياز؛ ألنها تصحح األخطاء المرتكبة من قبل المتعلم ،وتبحث عن حلول إجرائية لسد الثغرات التي لها آثار نفسية واجتماعية
خطيرة في بناء شخصيته ،وخاصة إذا كان القسم يعرف فوارق فردية مختلفة ،كما يتشخص ذلك واضحا في األقسام العادية أو األقسام
المشتركة .ومن ثم ،تسعى هذه البيداغوجيا إلى التحكم الفوري أو المرحلي أو الدائم في تعثرات المتعلم لمساعدته على تجاوزها أو الحد
منها ،بواسطة أنشطة تطبيقية داعمة وهادفة وبناءة .بل تتميز بخصوصيتها كذلك ،إذ تنبه إلى ضرورة إيجاد فضاءات أو طرائق خاصة
للحد من العوائق والتعثرات والصعوبات الموجودة لدى هؤالء المتعثرين.
وعليه ،تعتمد بيداغوجيا الدعم على مجموعة من المراحل األساسية هي:
التخطيط.
التدبير.
التقويم.
التشخيص.
المعالجة.
الدعم.
24
ومن أهم هذه المراحل كلها مرحلة التشخيص التي تعنى بتحديد األخطاء المرتكبة ،وتعيين الصعوبات والتعثرات ،وتصنيفها حسب مجالها
وأهميتها وخطورتها ،وذكر األسباب والعوامل التي تكون وراء تلك الصعوبات ،كأن تكون راجعة إلى مكتسبات المتعلم ومؤهالته الذاتية،
أو إلى قدراته الذكائية والوراثية ،أوالوسط الذي ينتمي إليه المتعثر ،أوطبيعة البرنامج الدراسي المعتمد ،أوطرائق التدريس التي يستعين
بها المدرس ،أوغياب التحفيز المادي والمعنوي...
ومن ثم ،يكون التشخيص في بداية الدرس ،أو في وسطه ،أو في نهايته .ويتحقق باستعمال اختبارات وروائز تشخيصية شفهية ،واستثمار
نتائج كواشف النقط ،وتشخيص األخطاء ،وإجراء المقابلة ،واستخدام تقنية المالحظة ،واالستعانة بأنماط من القوائم...
ومن هنا ،يمكن الحديث عن دعم تربوي يهم التعلمات من معارف واتجاهات وميول ومهارات وتقنيات؛ ودعم نفسي يتعلق بذاتية المتعلم
الفردية والجماعية؛ ودعم اجتماعي يتعلق بوضعية المتعلم داخل وسط اجتماعي معين.وثمة أشكال مختلفة من الدعم ،فهناك:
دعم فردي يتوجه إلى فرد واحد.
دعم مزدوج أو ثنائي يتوجه إلى متعلمين فقط،
دعم جماعي يتوجه إلى مجموعة من المتعلمين المتعثرين.
ومن ثم ،يستند الدعم إلى مجموعة من الصيغ اإلجرائية؛ مثل :المراجعة،
الدعم الذاتي.
الدعم بالوسائط المختلفة والمتنوعة كالكتب ،والمصادر ،والمراجع ،والصحف ،والحاسوب ،واألنترنيت ،واألقراص المدمجة.
الدعم باألقران ( المساعدة الجماعية)؛
الدعم بالمجموعات أو االشتغال في فرق تربوية؛
الدعم بالمتدخلين (االستعانة بالفاعلين الخارجيين أو الشركاء أو المتطوعين) .
عالوة على ذلك ،يندرج الدعم التربوي ضمن مجاالت مختلفة فهناك:
بيداغوجيا حل المشكالت
بيداغوجيا حل المشكالت تسعى إلى مساعدة الفرد على تحقيق أعلى درجة من التكيف مع محيطه ،وهو المسعى نفسه الذي تنشده
مقاربة الكفاءات فهي تنحو منحى يخالف االتجاهات التربوية التي تعتمد على التدخل المباشر لضبط وتوجيه الفعل التعليمي التعلمي تنظر
لعملية التعليم على أنها نتاج المجهود الخاص للفرد أو لجماعة التالميذ.
تعريف المشكلة:
التعريف األول :هي حالة أو موقف يتضمن خال ًل أو أزمة بحاجة إلى معالجة من أجل الوصول إلى هدف معين.
التعريف الثاني :هي الصعوبات التي تواجهنا عند االنتقال من مرحلة إلى أخرى؛ وهي إما تمنع الوصول أو تؤخره أو تؤثر في نوعيته.
معنى حل المشكلة:
ويعرف دونكر حل المشكلة بأنه االنتقال من وضعية معطاة إلى وضعية مطلوبة ،شريطة أن يتضمن هذا االنتقال إعادة تنظيم.
يقصد بحل المشكلة التعرف على الوسائل والطرق التي تزيل العوائق التي تحول دون الوصول إلى الهدف ثم توظيفها بنجاح للوصول إليه
وبالتالي إزالة حالة التوتر.
خطوات حل المشكالت:
وجود عائق للحل المباشر نتيجة إدراك صعوبة حل المشكلة.
التعامل الذكي مع العائق يؤدي إلى تحديد المشكلة بشكل واضح.
وضع الفروض المالئمة للحل أي تبنى من خالل المالحظة وجمع البيانات.
جمع معلومات كافية عن كل فرضية واختبار جميع الفرضيات.
اختبار الفرضية المالئمة التي تعبر عن الحل النهائي.
صياغة مشكلة -اإلحساس بالمشكلة ،تحديد المشكلة.
طرح فرضيات -إجابة مؤقتة على المشكلة.
إنجاز تجارب -تمكن من تمحيص الفرضيات.
التوصل إلى نتائج.
تنمية روح اإلبداع واالبتكار.
إكسابه القدرة على طرح أفكاره وآرائه ومقارنتها مع أفكار وأراء اآلخرين.
تنمية القابلية للدخول في عالقات اجتماعية مكثفة مع اآلخر ،تحضيرا للحياة المهنية واالندماج االجتماعي.
25
خلق الحس النقدي.
تحسين نتائج المتعلمين وتطوير خبراتهم ومهاراتهم بفعل الممارسة.
دور األستاذ في بيداغوجيا حل المشكالت:
إثارة دافعية المتعلمين حيث تتحول المشكلة إلى مسألة شخصية.
العمل على زعزعة التوازن المعرفي.
توفير الوسائل المساعدة واالندماج النفسي مع المتعلمين.
مراقب من بعيد ال يتدخل إال عند الضرورة وفي الوقت المناسب.
دور المتعلمين في بيداغوجيا حل المشكالت:
فهم الذين يخططون النشاط من خالل تحديد المشكلة ووضع خطة لحلها.
من خالل طرح الفرضيات ،مناقشتها اختبارها ،صياغة النتائج.
يقمون بالتقييم الذاتي لما أنجزوه.
سلبيات بيداغوجيا حل المشكالت:
رغم كل إيجابيات بيداغوجية حل المشكالت إال أن لها بعض السلبيات نذكر منها:
تستغرق زمنا ً طويال في التنفيذ والوصول إلى النتائج.
تحتاج إلى تالميذ بمستوى معين حتى يتم تنفيذها وتتحقق األهداف المنشودة.
تحتاج إلى بذل جهد أكبر.
قد تسبب نوعا من اإلحباط عند بعض المتعلمين عندما يعجز المتعلم في بعض األحيان عن التوصل إلى الحل الصحيح.
27
وضع مالحظاته حول مضمون الملف نهاية كل دورة دراسية.
توثيق حصيلة اختيارات التوجيه وإعادة التوجيه التي عبر عنها المتعلم ،ثم القرارات الصادرة بشانها عن المجالس واللجن المختصة
بالمؤسسة.
أنماط التعلم الذاتي
أنماط التعلم الذاتي تتعدد أنماط التعلم الذاتي بتعدد السياقات والظروف والتحوالت التي أفرزتها وسنقتص رفي هذا الجزء على اإلشارة إلى
البعض منها:
يتم التعلم الذاتي المبرمج بوضع المادة التعليمية على شكل برنامج متكامل من حيث المحتوى والتنفيذ ،إذ يتضمن وحدات صغيرة تقدم
للمتعلم على شكل سلسلة من اإلطارات المرتبة ترتيبا منطقيا دقيقا ،وذلك باالعتماد على وسائل وتقنيات وموارد متنوعة )مطبوعة أو
مبرمجة على حاسوب أو على أشرطة صوتية ومرئية .(...تمكن هذه البرامج من اكتساب وتعلم المعارف والمهارات والقيم المحددة في
البرنامج وذلك وفق قدرات المتعلم الذاتية وسرعته الخاصة ،ويوجد نوعان من البرامج :برمجة خطية رأسية اقترحها "سكينر" وبرمجة
تفريعيه اقترحها "كرودر".
إن استخدام الحاسوب في التعلم يحقق المتعة والمرونة والفعالية ذلك أن المتعلم يقبل على التعلم بما يتيحه من إمكانات متنوعة لعرض
المحتوى التعليمي) أنشطة التدريب والممارسة وحل المشكالت واأللعاب والمحاكاة ، (...كما يصبح محررا من قيود الزمان والمكان،
ويحصل على تغذية راجعة فورية يكون لها بالغ األثر على مسار تعلمه.
ويبقى الحاسوب أكثر مالئمة وفعالية في التعلم الذاتي رغم تسجيل بعض النقائص التي يمكن إجمالها فيما يلي:
· صفحة العنوان.
· صفحة األهداف.
28
· االختبار القبلي.
· أنشطة التعلم
· التقويم التكويني والبعدي.
· دليل المتعلم.
· مواد يقوم المتعلم بمشاهدتها كما هي ،ثم يقوم ببعض األنشطة المتصلة بها كالصور.
· مواد يقوم المتعلم بعرضها كالشفافيات والشر ائح ،أو فحصها كالنماذج والعينات.
· مواد يستمع إليها مثل شرائط التسجيل الصوتي.
· تجارب يقوم المتعلم بإجرائها
التربية الدامجة
)1تعريف التربية الدامجة:
التربية الدامجة هي مقاربة تجعل النظام التربوي يهدف إلى دمج األطفال في وضعيات إعاقة ووضعيات خاصة مع أطفال عاديين في
قسم واحد دون تمييز من أجل تحقيق اإلنصاف وتكافؤ الفرص .
29
)5الهدف من التربية الدامجة :
أول خطوة يقوم بها األستاذ في بداية السنة الدراسية هي ملء استمارة البحث اإلجتمــاعي لكــل طفــل تجعلــه يأخــد بعين االعتبــار وضــعيته و
نوع اإلعاقة التي يعاني منها إذا كانت هناك إعاقة أثناء عملية التدريس باتخــاد و اســتعمال جميــع الطــرق و البيــداغوجيات األنســب لتحقيــق
األهداف المنشودة مع المرور من جميع مراحل التقويم و ملء ملف التتبع من أجل القيام بالدعم المناسب فــإذا تبث لألســتاذ أن أحــد التالميــذ
المدمجين يتعسر عليه األمر في اكتساب المعارف و يتطلب تعامل خاص أي مكانه باألقسام اإلدماجية يكتب تقريرا مصــحوبا بـدالئل تأكـد أنـه
بدل كل الجهود دون جدوى ليتخذ في حق المتعلم اإلجراءات الالزمة بإدماجه بالمدرسة اإلدماجية بعد التأكد من ملفـه الطـبي بأنـه يعـاني من
إعاقة يستحيل دمجه مع األسوياء.
30
31