Professional Documents
Culture Documents
دور رأس المال الفكري1
دور رأس المال الفكري1
المؤتمر الدولي :االبتكار ،تقويم الموارد البشرية واقتصاد المعرفة في بلدان المغرب العربي:
رهانات ووجهات النظر
دور رأس المال الفكري في تحقيق الميزة التنافسية في القطاع المصرفي السوداني
E-mail:salaliahmed@gmail.com
Phone: 00249 912300544
1
دور رأس المال الفكري في تحقيق الميزة التنافسية في القطاع المصرفي السوداني
الملخص
في ظل اقتصاد المعرفة أحد العناصر الهامة فيIntellectual capital يمثل رأس المال الفكري
، والعمل المصرفي على وجه الخصوص في ظل التنافسية العالمية، أصول منظمات األعمال ب صورة عامة
Competitive تتناول هذه الدراسة التحليلية مفهوم ومكونات رأس المال الفكري والعالقة بينه والميزة التنافسية
وتستعرض الدراسة واقع أداء القطاع المصرفي السوداني في محاولة لوضع رؤية تطويرية. advantage
وقد توصلت، لتبني المصارف السودانية التحول نحو اعتماد رأس المال الفكري كميزة تزيد من قدرتها التنافسة
.الدراسة لمجموعة من النتائج والتوصيات البحثية
ABSTRACT
The intellectual capital represents one of the most significant elements in the
assets of business organizations in general and banking activity in particular, within
the framework of the international competitiveness.
This analytical study addresses the concept and components of the intellectual
capital and its relation with the competitive advantage.
The study, as well, has addressed the reality of the Sudanese banking sector
performance, in an attempt to set a developmental opinion for the Sudanese banks in
order to adopt the shift towards the intellectual capital as an advantage which
increases their competitive capacity.
The study has come up with a group of research results and recommendations.
2
مقدمة :
يشهد العالم تحوالت واسعة ومتالحقة في مجاالت التطور العلمي والتقني والتكنولوجي والمعرفي ،مما
ترك أثرا ً واضحا ً في إحداث تغيرات جوهرية في الممارسات االقتصادية والمصرفية التقليدية وتعدى ذلك لتعديل
المصطلحات ونظم المعرفة المختلفة وقد كان لذلك أثرا ً تطويرا ً أحدث طفرة كبيرة في مجاالت التعامل المصرفي
حيث صارت المعرفة محورا ً رئيسيا ً لحركة االقتصاد خالفا ً لما كان سائدا ً في االعتماد بشكل كامل على عوامل
اإلنتاج المتعلقة بالعمل ورأس المال .والسودان كغيره من البلدان النامية مازال يعتمد بشكل كبير على
االقتصاديات التقليدية والتحدي الذي يواجهه كغيره من البلدان هو كيفية االنتقال الي مفاهيم وتعامالت اقتصاد
المعرفة .
تكمن أهمية البحث في اإلهتمام الذي يحظي به رأس المال الفكري ،كإحدي المفاهيم المستحدثة والتي
مازالت في طور البناء والتطوير ،لكنها أصبحت محورا ً يتطلب االهتمام به والمحافظة عليه وتطويره لما يضيفه
من مكتسبات تدعم الميزة التنافسية لمنظمات األعمال .
في ظل بيئة التنافسية العالمية للقطاع المصرفي العالمي تسعى المصارف العالمية إلى التنافس فيما بينها
حول كسب مزايا تضيف لها قيمة تنافسية مرتبطة بسعر الخدمات المصرفية وجودتها وتميزها ،ويمثل رأس
المال الفكري محورا ً أساسيا ً لهذا التنافس وتحاول الدراسة معرفة ما إذا كانت المصارف السودانية لها اهتمامات
بذلك مما يدفع ويساعد في تطوير طبيعة نشاطها الحالي ومعرفة أثر ذلك على خلق ميزة تنافسية إضافية.
يهدف البحث لتناول وتعريف مفهوم رأس المال الفكري وأثره في تحقيق الميزة التنافسية لمنظمات
األعمال ،والتعرف على واقع أداء المصارف السودانية وتقييم مستوى اهتمامها بمتطلبات التحول العتماد رأس
المال الفكري كأحد عناصر األصول الهامة للمصارف وتقديم رؤية مقترحة للتطوير .
( )1على الرغم من أهمية رأس المال الفكري كأحد أهم أصول منظمات األعمال إال أن القطاع المصرفي
السوداني ال ينظر إليه بقدر و ذات األهمية.
( )2يعتبر رأس المال الفكري مصدرا ً رئيسيا ً لتحقيق الميزة التنافسية للقطاع المصرفي السوداني .
( )3عدم تبني القطاع المصرفي السوداني لقاعدة معرفية وتقنية ومعلوماتية متطورة ترك أثراً سالبا ً على
جودة األداء المصرفي.
3
مناهج البحث :
اعتمد الباحث على المناهج اآلتية في تحديد وصياغة طبيعة مشكلة البحث وإختبار الفرضيات وإستنباط
النتائج والتوصيات .
تحقيقا ً ألهداف خطة البحث قسم البحث إلى المباحث اآلتية :
ركزت الدراسة علي أهمية رأس المال الفكري في ظل التطورات والتغييرات االقتصادية ألنشطة
الشركات على مستوى السوق العالمي مع التركيز على أهمية متابعة ومراقبة الموارد الفكرية للشركات وركزت
على أهمية قياس رأس المال الفكري رغم تعدد الطرق .
تنا ولت الدراسة مدى اهتمام المصارف األردنية برأس المال الفكري من حيث عملية الصناعة
واالستقطاب والتنشيط والمحافظة واالهتمام بالزبائن وعالقة ذلك بالقدرات اإلبداعية للعاملين بالمصارف
وتوصلت الدراسة إلى محدودية االهتمام برأس المال الفكري لدى المصارف األردنية.
)titute of Organization and Jolanta Jurczak, Intellectual capital measurement method, Ins )1
Management in Industry " ORGMASZ", vol. (1), 2008.
))2محمود الروسان ،محمود العجلوني ،أثر رأس المال الفكري في المصارف األردنية ،مجلة جامعة دمشق للعلوم
االقتصادية والقانونية ،المجلد ( ، )26العدد الثاني 2010 ،م.
))3عفاف السيد بدوي ،رؤية استراتيجية لرأس المال الفكري ودوره في تحقيق الميزة التنافسية ،جامعة األزهر ،كلية
التجارة 2012 ،م.
4
oدراسة دريالي وزيتوني (2013م) (:)1
تناولت الدراسة مفاهيم ومكونات رأس المال الفكري وأهمية االستثمار في العنصر البشري وتطويره
بهدف تعزيز المنظمات من قدرتها التنافسية ،وركزت الدراسة على أهمية رأس المال الفكري بالنسبة للمصارف
اإلسالمية لخصوصية طبيعة نشاطها واقترحت تبني بناء رأس مال فكري يالئم تلك الطبيعة.
المبحث األول
يمثل رأس المال الفكري ( )Intellectual capitalعنصراً فاعالً ومهما ً ألي منظمة حيث يعتبر من
أهم الموجودات في ظل اقتصاديات المعرفة ،ويصنف أحيانا ً من حيث األهمية بدرجة تفوق الموجودات المادية.
ولما كان رأس المال الفكري يمثل أهمية كبيرة ويساعد منظمات األعمال للوصول للعالمية من خالل
مجموعة الموجودات التنافسية التي تقوم عليها عملية التطوير الخالق واالستراتيجي المعتمد على االبتكار
والتجديد ،لذا فإن الهدف المحوري لرأس الفكري باعتباره أحد عوامل اإلنتاج التي تدعم المركز التنافسي
لمنظمات األعمال ويمكنها من االستمرار في مزاولة نشاطها ويساعدها على اكتساب المعرفة وتجديد رصيدها
المعرفي ،والتخلص من القوالب والمفاهيم التقليدية السائدة في بيئة العمل ،كما يوفر القدرات اإلبداعية
واالبتكارية التي تساهم في حل المشاكل وتطوير أساليب األداء في منظمات األعمال(.)2
يعتبر ( )Ralph Stayerالذي كان يعمل مديرا ً لشركة جونسون فيلي لألطعمة ،أول من أطلق عبارة
رأس المال الفكري منذ بداية تسعينيات القرن الماضي حيث قال " في السابق كانت المصادر الطبيعية أهم
مكونات الثروة الوطنية وأهم موجودات الشركات ،بعد ذلك أصبح رأس المال متمثالً في النقد والموجودات
الثابتة هما أهم مكونات الشركات والمجتمع ،أما اآلن فقد حل محل المصادر الطبيعية والنقد والموجودات الثابتة
رأس المال الفكري الذي يعد أهم مكونات الثروة الوطنية وأغلى موجودات الشركات " (.)3كما يشير الي أن هناك
تباينا ً في آراء الكتاب والباحثين حول تحديد واضح لتعريف رأس المال الفكري ويمكن نذكر نماذج لهذه
التعريفات وفق اآلتي (:)4
))1دريالي سهام ،زيتوني عبد القادر ،رأس المال الفكري الحاجة الفعلية للمصارف االسالمية في ظل اقتصاد المعرفة
،المؤتمر العلمي التاسع لالقتصاد والتمويل اإلسالمي ،اسطنبول ،تركيا 10-9سبتمبر 2013م.
))2د .هاني محمد السعيد ،رأس المال الفكري انطالقة إدارية معاصرة ،دار السحاب ،القاهرة 2008 ،م ،ص .37
))3أ.د .عادل حرحوش ،رأس المال الفكري وطرق قياسه وأساليب المحافظة عليه ،المنظمة العربية للتنمية اإلدارية ،
القاهرة 2007 ،م ،ص .14
))4راجع في ذلك :عبد هللا بلوناس وقذيفة أمينة ،دور المال الفكري في تحقيق الميزة التنافسية لمنظمات األعمال ،
المؤتمر العلمي الثالث ،كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية ،جامعة العلوم التطبيقية الخاصة ،األردن /29-27 ،أبريل
2009م.
5
(هو الموهبة والمهارات والمعرفة والتقنية والعالقات واإلمكانات الممكن استخدامها لخلق الثروة) ، -
ويشير هذا التعريف إلى أن رأس المال الفكري هو المعرفة (المهارات ،الخبرات ،والتعليم التراكمي
لدى العنصر البشري) والذي يمكن تحويله إلى قيمة .
(هو مجموع كل ما يعرفه األفراد في المنظمة ويحقق ميزة تنافسية في السوق) ..ويركز هنا التعريف -
على أن رأس المال الفكري يعتبر مصدر من مصادر تحقيق الميزة التنافسية التي تمكن المنظمة من
مواجهة المنافسة الشديدة في األسواق.
(هو مجموعة المهارات المتوفرة في المنظمة التي تتمتع بمعرفة واسعة تجعلها قادرة على جعل -
المنظمة عالمية من خالل االستجابة لمتطلبات الزبائن والفرص التي تتيحها التكنولوجيا)
()1
أن رأس المال الفكري يعتبر المادة الخام التي يتم تشكيلها وترتيبها كذلك اعتبر ()Prusak, L -
وإعادة صياغتها بقصد الوصول إلى أصول معينة ذات قيمة عالية.
وعرفت منظمة ()2( )OECDفي دراستها الخاصة بشركة ( )Skandiaرأس المال الفكري بأنه يمثل -
ملكية المنشأة للمعرفة والخبرة والتكنولوجيا ،إضافة لعالقتها بالعمالء وجميع المهارات التي تساعد
منظمات األعمال من الحصول على مزايا تنافسية .
()3
رأس المال الفكري بأنه القيمة االقتصادية لفئتين من األصول غير كذلك اعتبر ()Roos, G. -
الملموسة هما رأس المال التنظيمي (الهيكلي ) ورأس المال (البشري ) .ويشير (الباحث ) إلى أن
التعريف الخاص بالمنظمة ( )OECDيركز على مكونات رأس المال الفكري .
ويرى (الباحث ) من خالل عرض نماذج التعريفات السابقة أنها ركزت على أن رأس المال الفكري
مرتبط بالمعرفة والمهارات والخبرات واإلبداع في قدرات العاملين بمنظمات األعمال بحيث يساعد في أداء
الوظائف وخلق قيمة مضافة تزيد القدرة التنافسية لتلك المنظمات ويكون محورها المعرفة ،والتعلم التنظيمي
واالبتكار واإلبداع .
تناولت العديد من األبحاث والكتابات العلمية الخصائص المميزة لرأس المال الفكري من وجهات نظر
مختلفة ركز بعضهم ( )4لتقسيم الخصائص إلى :
)April (1996), p.(5)-Pursak, L., The knowledge advantage strategy and leadership, March )1
)operation and Development (OECD) -) OECD, The Organization for Economic Co2
measuring and Reporting Intellectual Capital: Experience, Issues and Prospect
Programme notes and background Tatechnical Meeting and Policy and Strategy Forum,
Paris (1999),
)os, G. et.al., Intellectual Capital: Navigating the new business landscape, Macmillan,) Ro3
)London (1997), p.(8
))4محمود الروسان ،محمود العجلوني ،مرجع سابق ،ص ص .48-47
6
.1خاصية التنظيمية :فيما يخص المستوى االستراتيجي نجد أن رأس المال الفكري ينتشر في المستويات
كلها وبنسب متفاوتة ،أما بخصوص الهيكل التنظيمي الذي يناسب رأس المال الفكري فهو بالتأكيد
الهيكل التنظيمي العضوي المرن ،أما الرسمية فتستخدم بشكل منخفض جدا ً ويميل إلى الالمركزية في
اإلدارة بشكل واضح .
.2خاصية المهنية :ينصب االهتمام على التعليم المنظمي والتدريب اإلشرافي وليس بالضرورة الشهادة
األكاديمية ويمتاز رأس المال الفكري بالمهارة العالية والمتنوعة والخبرة العريقة.
.3خاصية السلوكية والشخصية :يميل رأس المال الفكري إلى المخاطرة بدرجة كبيرة ،لذا فهو يميل
للتعامل مع موضوعات تتسم بالتأكد ،ورأس المال الفكري ميال للمبادرة وتقديم األفكار والمقترحات
البناءة ولديه قدرة على حسم القرارات دون تردد ولديه مستويات ذكاء عالية ومثابرة جادة في العمل
وثقة عالية بالنفس.
.4خاصية اإلبداع :وردت في األوعية اإلدارية العديد من المفاهيم الخاصة باإلبداع فهي لدى ()Daft
يمثل تبني فكرة أو سلوك جديد بصورة مبسطة ،واإلبداع هو النشاط الذي يقوم به الفرد فينتج عنه
شيء جديد سواء كان منتوجا ً جديدا ً أو تصرفا ً جديدا ً .
()1
أن رأس المال الفكري يتميز بخاصيتين رئيسيتين هما : ويرى آخرون
.1غير ملموس وغير مرئي.
.2صعوبة وضع معايير لقياسه.
ويشير (الباحث) إلى أن خصائص التنظيمية والمهنية والسلوكية والشخصية واإلبداع تمثل خصائص
جوهرية ركزت على حقيقة وطبيعة رأس المال الفكري ،في حين اعتباره غير ملموس ويصعب قياس نظرت
لرأس المال الفكري من منحى ما يميزه عن رأس المال التقليدي المادي .
من خالل ما سبق من تحديد لمفهوم رأس المال الفكري يتضح أن مفهوم رأس المال الفكري غير محدد
المعالم ،حيث نجد أن هناك تعدداً في التعريفات حسب طبيعة النشاط أو الزاوية العلمية التي ينظر إليها التعريف
،ولكن البد من التأكيد على أهمية تحديد وتصنيف واضح لمكونات رأس المال الفكري.
ففي دراسة تم تصنيف رأس المال الفكري إلى ثالثة محاور رئيسية (:)2
.1رأس المال البشري ( : )HCويشتمل على مكونات داخلية تتمثل في رأس المال المعرفي ورأس مال
الكفاءة والسلوك وخفة الحركة بين أعضاء المنظمة ومدى قدرتهم على اتخاذ قرارات سريعة تساعد في
))1راجع في ذلك :مناور حداد ،دور رأس المال الفكري في إدارة المنظمات ،الملتقى الدولي حول إدارة وقياس رأس
المال الفكري ،جامعة بليده 3-2 ،ديسمبر 2008م.
)39.-Jolanta Jurczak, op.cit, pp.37 )2
7
حل اإلشكاالت التي تعتري مسار المنظمة ،كذلك ركزت على أهمية السلوك في خلق عالقات جيدة
بين المنتمين للمنظمة.
.2رأس المال التنظيمي ( : )OCوصنف إلى :الملكية المعرفية وهيكل رأس المال ورأس مال العمليات
التجارية ورأس المال السوقي ورأس المال التنموي ،حيث يعتمد رأس المال التنظيمي على مرتكز
اإلنتاجية واالستثمار في النظم واألدوات التي تساعد وتنظم عملية تدفق المعرفة وتشجيع براءات
االختراع وحقوق النشر والطبع والعالقات التجارية الفاعلة .
.3رأس مال العالقات ( : )RCومرتكزات هذا النوع من رأس المال الفكري ،العمالء والشراكات
االستراتيجية والمالك والمستثمرون والعاملون بالمنظمة والموردون .
وترى الدراسة أهمية تفاعل هذه المكونات لخلق قيمة إضافية للمنظمة .وبين الشكل رقم ( )1تلك
المكونات .
وفي دراسة ( )1( )Brookingفقد صنف رأس المال الفكري إلى أربعة مكونات :
.1األصول السوقية Market Assetsوتشمل كافة األصول غير الملموسة وهي التي تعطي قوة
خارجية للمنشأة مثل العمالء والعالقات التجارية ومنافذ التوزيع.
.2األصول البشرية Human Assetsوتتمثل في الموارد البشرية التي تعمل داخل المنشأة وما
يملكونه من خبرات ومعرفة وقدرات .
.3حقوق الملكية الفكرية Intellectual Property Rightsوتتمثل في العالمات التجارية وبراءات
االختراع وحقوق االختراع (التصميم).
.4أصول البنية التحتية (األصول شبه الهيكلية) ( )Infrastructure Assetsوهي األصول التي
تمكن المنشأة من أداء مهامها مثل الثقافة التنظيمية لمنظمات األعمال وقواعد البيانات ونظم
االتصال وتكنولوجيا المعلومات .
.1العاملين :وهم كافة الموظفين الذين يقدمون أفكار وحلول إبداعية ولديهم دور مميز في تقديم
الحلول لمشاكل المؤسسة.
.2نظام العمل :ال يكفي القول بأن لدينا موظفين ذوي كفاءة عالية ومهارات متميزة ،ثم نتوقع ارتفاع
اإلنتاجية وااليرادات ،فالموظفين يعملون داخل نظام معين يتمثل في الهيكل التنظيمي للمؤسسة
ومستوى الروتين الموجود ومدى سهولة نقل المعلومات واألفكار ومدى السهولة في صناعة القرار
واالستعداد لتقبل أفكار ورؤى جديدة وافساح المجال لتطبيقها.
)Brooking , The management of intellectual capital, long rand planning, vol.3 no.3, p12. )1
))2توماس ستيوارت ،رأس المال الفكري ثورة المنظمات الجديدة ،الشركة العربية لإلعالم (شعاع) ،القاهرة 1997 ،م
8
)1( شكل رقم
رأٍس المال المعرفي رأٍس مال الكفاية السلوك الحركة المعرفية العمالء STRATEGIC DISTRIBUTOR
KNOWLEDGE COMPETENCE ATTITUDE INRELLECTUAL CUSTOMERS PARTINERS الموزعين
CAPITAL الشركاء االستراتيجيون
CAPITAL AGILITY
الملكية المعرفية هيكل رأس المال رأس مال العمليات التجارية رأس المال السوقي رأس المال التنموي
Intellectual Property Structural capital Business processes capital Market capital Development capital
وتأسيسا ً على ما سبق في هذا المبحث يرى (الباحث ) أن الخالف في تحديد مفاهيم ومكونات واضحة
ومتفق عليها لرأس المال الفكري مرده اختالف اإلطار المستخدم كمدخل للدراسات العلمية المختلفة حيث ال
يوجد تعريف متفق عليه وذلك نتاج للتداخل بين األصول الفكرية والمعنوية والبشرية ،غير أن الناظر الي جميع
التعاريف والمفاهيم يجدها تتفق فيما بينها على أن رأس المال البشري والتنظيمي والعالئقي هما أساس لرأس
المال الفكري المستند على المعرفة.
المبحث الثاني
تمثل التطورات الناشئة في بيئة األعمال واألسواق العالمية تحدي لمنظمات األعمال ففي ظل إدارة
واقتصاديات المعرفة والتقدم الكبير والتطور في مجال تكنولوجيا المعلومات إضافة لظهور جوانب تنافسية
مستحدثة في مجاالت مختلفة تغطي مجاالت تخفيض تكاليف المنتجات والجودة واالبتكار التطويري للمنتجات
والخدمات ،كل هذه المجاالت خلقت تحديا ً تنافسيا ً حديثا ً باستحداث مزايا تنافسية تعتمد على المدخل المعرفي
لمواكبة المنافسة .
)Mc Ginnis MA, Vallopra RM., Purchasing and Supplier Involvement Unprocess )1
Improvement a Source of Competitive a Advantage, Journal of Supply Chain
Management, (1999), 35(4), pp.42-44.
)r Michael, Competitive Advantage, the free press, NY, (1985), p..Porte )2
10
ويرى أن التعريف األشمل للميزة التنافسية يرتكز في أن تأثير الميزة التنافسية على المنشآت يزيد من
نموها وقميتها ويجعلها أكثر قدرة على جعل المشترين على استعداد على الدفع وذلك من خالل جذب المنشأة لهم
بأسعار أقل من المنافسة وجودة عالية ويقسم ( )1( )Michaelالميزة التنافسية إلى نوعين :
وبنا ً على ما ورد يرى (الباحث) أن معظم الدراسات والبحوث ركزت على القدرات التي تمتلكها
منظمات األعمال بحيث تخلق لها نوعا ً من التميز في ظل التنافسية حيث ركزت على السعر /التكلفة والجودة
والتسليم السريع والمرونة باعتبارها قدر ات وميزات تنافسية عالية ،إال أن (الباحث) يرى أن االتجاهات الحدثية
()3
أدخلت الوقت باعتباره أولوية تنافسية ذات أهمية عالية ،ويمكن القول أن كل التعريفات خلصت إلى للبحوث
خمسة أبعاد هامة البد أن تشملها الميزة التنافسية (السعر/التكلفة -والجودة – والتسليم السريع – واالبتكار
للمنتجات والخدمات – إضافة للوقت المناسب للسوق).
ويشير (الباحث) إلى أن معظم الدراسات قسمت مصادر الميزة التنافسية إلى مصدرين(:)4
حيث أن االستراتيجيات بالنسبة لمنظمات األعمال تمكنها من تحقيق ميزة تنافسية من خالل ثالثة أسس
يطلق عليها االستراتيجيات العامة للتنافس :
استراتيجية قيادة التكلفة :حيث تركز على إنتاج منتجات وخدمات نمطية بتكلفة منخفضة مع االحتفاظ
بجودة مقبولة تقدم للمستهلكين الحساسين تجاه السعر.
11
استراتيجية التمييز :وتهدف إلنتاج سلع وخدمات متميزة على مستوى الصناعة ككل وتوجيهها
للمستهلكين غير الحساسين تجاه السعر نسبيا ً وهنا يعني أن العميل يدفع سعراً أكثر من المعتاد.
استراتيجية التركيز :وتهدف إلنتاج سلع وخدمات تشبع حاجات صغيرة من المستهلكين وتحاول تلبية
طلباتهم بقصد تحقيق تميز في السعر والجودة أو كليهما.
فإن كان امتالك استراتيجية جيدة يدعم الميزة التنافسية فإنه البد من وجود الموارد والكفاءات العالية
لضمان النجاح ،ألن المنافسة ال تقتصر على وضع االستراتيجيات التنافسية بل تمتد إلى ضرورة البحث
والتطوير بصفة مستمرة باإلعتماد على الموارد والكفاءات ،ومن ثم فإن حيازة المواد والكفاءات بالجودة
المطلوبة واستغاللها استغالالً جيداً يؤمنان ويشكالن نجاح االستراتيجية باعتبار تحول المنافسة إلى منافسة
معتمدة على الموارد والكفاءات ،ومعلوم أن الموارد تنقسم إلى موارد ملموسة مثل المعدات والموارد المالية
وغير ملموسة وتشمل الجودة والتكنولوجيا ،والمعلومات والمعرفة وغير ذلك .
ويقصد به رأس المال البشري المتميز والذي يضم األفراد ذوي المواهب المتميزة والذين لديهم القدرة
على التفكير اإلبداعي الذي يؤثر في أنشطة الشركة الحيوية ويعمل على جذب العمالء وخلق قيمة مضافة للمنتج
أو الخدمة المقدمة مما يؤدي في النهاية إلى التميز على المنافسين .
حيث يعد اإلبداع واالبتكار العاملين الرئيسين في قدرة الشركة على االحتفاظ بمكانتها بين الشركات
المنافسة ،فكلما زادت سرعة وجودة االبتكارات التي تقدمها الشركة كلما احتفظت الشركة بتفوقها على
المنافسين ،وبالتالي البد أن تحرص الشركات على تحفيز العاملين بها وحثهم على اإلبداع المستمر الذي يضمن
تحسين مستويات جودة المنتجات والخدمات.
التعلم هو السبيل الوحيد لنشر المعرفة والذي يمكن اعتباره الوجه اآلخر المكمل لالبتكار بحيث ال يمكن
الحديث عن االبتكار بدون نشره في أرجاء الشركة عن طريق التعلم الذي يعرف بأنه ظاهرة جماعية الكتساب
12
وإعداد الكفاءات التي تتيح تغيير طريقة ممارسة األعمال ،أي أن التعلم البد وأن ينعكس ايجابيا ً على نتائج
األعمال بما يجعله أداة فعالة في تحقيق الميزة التنافسية .
()1
إلى إأن رأس المال الفكري يمثل ميزة تنافسية حرجة لمنظمات األعمال وتنظر بعض الدراسات
المعاصرة ودعامة أساسية لبقائها وازدهارها وتطورها وحددت تلك الدراسة ثالث معطيات أساسية العتماد
مدخل رأس المال الفكري لبناء وتحقيق الميزة التنافسية للمنظمة:
وتأسيسا ً على ما سبق يرى (الباحث) إلى أن رأس المال الفكري بمفهومه ومكوناته المتعددة (تنظيمي /
عالئقي /بشري) ،يمثل في حد ذاته ميزة تنافسية لمنظمات األعمال تساعد في تطوير ورفع قيمة منتجاتها
وخدماتها ،وذلك يجعل أهمية بالغة إلدارة رأس المال الفكري ألجل خلق االبتكار والتعلم وتطوير المورد
البشري لمنظمات األعمال.
المبحث الثالث
أداء المصارف السودانية ودور رأس المال الفكري في تحقيق الميزة التنافسية
من خالل هذا المبحث يعرض ( الباحث ) رؤية تعريفية للقطاع المصرفي السوداني تتناول التطور
التاريخي للتجربة المصرفية السودانية والتطورات المتالحقة لمسيرة التجربة في الحقب التاريخية المختلفة
مركزا ً على نشأة وتطور الصيرفة اإلسالمية ويعطي (الباحث) مؤشرات موجزة تعطي فكرة عن أداء القطاع
المصرفي السوداني بصورة مجملة توضح حجم التحديات المختلفة ،ويختم (الباحث) برؤية مقترحة إليجاد دور
مستقبلي لرأس المال الفكري في المصارف السودانية من خالل بيئة وموقف اقتصاديات المعرفة في السودان .
ادخل االستعمار اإلنجليزي (1898م)الصيرفة في السودان منذ سنواته األولى ،وتم التوسع في استخدام
النقود ونشأت فروع بنوك أجنبية (فرع البنك األهلي المصري 1903م – وفرع بنك باركليز D.C.Oلندن
))1أ.د .بندي عبد هللا عبد السالم و أ .مراد علة ،دور رأس المال الفكري (المعرفي ) في خلق الميزة التنافسية في ظل
إدارة المعرفة ،جامعة الشلف ،الملتقى الدولي حول رأس المال الفكري في منظمات األعمال العربية في
االقتصاديات الحديثة /14-13 ،ديسمبر 2011م ،ص ( 16بتصرف).
))2التجاني حسين دفع هللا ،المستشار اإلعالمي التحاد المصارف السوداني
موقع اتحاد المصارف العربية www.uabntine.org/ar/agazine
13
1913م – وفرع البنك العثماني التركي 1949م – فرع بنك مصر 1953م – فرع بنك كريدي ليونيه الفرنسي
1953م) وقد سيطرت هذه المصارف على مجمل النشاط المصرفي في السودان .
بعد االستقالل (1956م) كان االتجاه لخلق العملة السودانية وإنشاء بنوك وطنية ،وتم إنشاء البنك
المركزي السودان العام 1959م وافتتح في العام 1960م كهيئة قائمة بذاتها لها شخصيتها االعتبارية وانشئت
بنوك تنموية متخصصة (البنك الزراعي السوداني 1959-1957م – البنك الصناعي السوداني 1961م -البنك
العقاري السوداني 1967م).
ثم مرت البنوك بمرحلة التأميم والمصادرة (1970-1975م) حيث تم تأميم البنوك األجنبية وأعيدت
هيكلة الجهاز المصرفي ،ولكن سرعان ما تم التراجع عن هذه السياسة (1975-1976م) إلى سياسة االنفتاح
والسماح للبنوك األجنبية للعمل مرة أخري .
بدء نشوء النظام المصرفي اإلسالمي في السودان في العام 1978م ببنك فيصل اإلسالمي السوداني
(1978م) ،وتبعته بنوك أخر كبنك التضامن اإلسالمي ،واإلسالمي السوداني وتتابعت المسيرة بعد ذلك .
وتم في الفترة من (1983-1990م) العمل بالنظامين التقليدي واإلسالمي جنبا ً إلى جنب في كل
المصارف العاملة بالسودان وفي العام (1990م) ثم العمل بالنظام المصرفي اإلسالمي لجميع المصارف
اإلسالمية وتمت أسلمة البنك المركزي السوداني.
وفي الفترة من 2005م (اتفاقية السالم مع جنوب السودان) وحتى العام 2010م تم العمل بالنظام
المصرفي اإلسالمي والت قليدي بشكل مزدوج في جنوب السودان فقط .وبعد انفصال جنوب السودان تم العمل
بالمصرفية اإلسالمية في السودان.
بلغ عدد المصارف العاملة في السودان حتى تاريخ إعداد هذه الدراسة حوالي 37مصرفا ً تعمل جميعها
بالنظام المصرفي اإلسالمي ،ودخل رأس المال العربي واألجنبي كمستثمر في عدد كبير من هذه الفروع.
ويرى (الباحث) أن أبرز ما يميز التجربة المصرفية السودانية عن سائر البلدان العربية هو تطبيقها
للمصرفية اإلسالمية بصورة كاملة وغير مزدوج (نظام النافذتين اإلسالمية والتقليدية) ومعلوم أن أبرز سمات
ذلك النظام تتمحور في االستبعا د الكامل لسعر الفائدة في التعامالت لعدم اتفاق ذلك مع القواعد واألسس الشرعية
اإلسالمية ،واالستعاضة عن ذلك بالبدائل اإلسالمية وصيغ التعامل اإلسالمية ،وتجدر اإلشارة إلى أن التجربة
المصرفية اإلسالمية القت قبوالً متزايدا ً على كافة األصعدة العربية واإلسالمية والعالمية حيث تقدر اإلحصائيات
تجاوز المصارف اإلسالمية الـ 300بنك على المستوى العالمي بإجمالي أصول بلغ ( )1.6ترليون دوالر
أمريكي.
14
ثانيا ً :أداء المصارف السودانية ما بين التحديات والطموح:
يتناول (الباحث) في مؤشرات موجزة موقف األداء المالي للمصارف السودانية من خالل محاور مختلفة
وذلك محاولة العطاء صورة تعكس واقع التجربة من حيث األداء المالي وموقف تنفيذ الصيغ اإلسالمية وذلك
توطئة لتقييم التجربة .
/1ومن خالل الجدول رقم ( )1الذي يعكس األداء النقدي يمكن إبراز أهم المعالم في المحاور اآلتية:
التصاعد التدريجي في العرض النقدي للمصارف السودانية حيث بلغ في ديسمبر 2005م
( )14.031.4مليون جنيه مقارن بـ ( )64.790.5في سبتمبر 2013م.
وبالنسبة للعمالت النقدية لدى الجمهور كانت في ديسمبر 2005م حوالي ( )3.740.4مليون جنيه إلى
( )16.823.6مليون جنيه في سبتمبر 2013م.
حجم الودائع تحت الطلب بلغ في ديسمبر )4.447.6( 2005مليون جنيه وتصاعد إلى ()17.210.9
مليون ج في سبتمبر 2013م.
وحجم شبه النقود كان في ديسمبر 2005م حوالي ( )5.843.4مليون جنيه وبلغ في سبتمبر 2013م
حوالي ( )30.756مليون جنيه.
أما إجمالي أصول (خصوم) المصارف السودانية فكان في ديسمبر 2005م حوالي ()16.979.7
مليون جنيه ليصل إلى ( )74.738.1مليون جنيه في سبتمبر 2013م.
وبلغ إجمالي التمويل المصرفي للمصارف السودانية مجتمعة في ديسمبر 2005م ( )7.689.1مليون
جنيه ليصل إلى ( )34.745.9مليون جنيه في سبتمبر 2013م.
في حين إجمالي الودائع المصرفية في ديسمبر 2005م حوالي ( )10.621.4مليون جنيه ليصل
إلى( )45.049.5مليون جنيه في سبتمبر 2013م.
وأما بالنسبة للودائع تحت الطلب /عرض النقود فكانت في ديسمبر 2005م وحوالي %31.7لتصل إلى
%26.6في سبتمبر 2013م ،أما نسبة العملة لدى الجمهور إلى عرض النقود فكانت %26.7في ديسمبر
2005م لتصل إلى %26في ديسمبر 2013م ،ونسبة شبه النقود إلى عرض النقود فكانت %41.6في ديسمبر
2005م لتصل إلى %47.5في ديسمبر 2013م ،أما إجمالي التمويل المصرفي منسوب للودائع فبلغ في ديسمبر
2005م %72.4ليصل إلى %77.1في ديسمبر 2013م ،
ويالحظ مستوى النمو التصاعدي في مؤشرات األداء النقدي المختلفة للمصارف السودانية مقارن
باألعوام المختلفة من 2005م حتى سبتمبر 2013م أخذين في االعتبار مستويات التضخم بالنسبة للعملة المحلية ،
كذلك أن نسبة إجمالي التمويل المصرفي منسوبة للودائع تأرجحت ما بين أدنى نسبة %72.4في ديسمبر
2005م إلى %90.3في ديسمبر 207م إلى %77.1في ديسمبر 2013م.
15
جدول رقم ()1
16
/2من خالل استعراض جدول رقم ( )2والذي يبين تدفقات التمويل المصرفي للمصارف السودانية حسب صيغ
التمويل اإلسالمي ويمكن إبراز مجمل المالحظات الهامة حول هذا الجدول في اآلتي :
بالنسبة لصيغة التمويل بالمرابحة فقد تراوحت نسبة تطبيقها في المصارف السودانية ما بين ( %47في
يناير /ديسمبر 2008م) كأدنى نسبة إلى %65.3كأعلى نسبة للتطبيق في اكتوبر/ديسمبر 2011م،
وهذا مؤشر يشير الستحواذ هذه الصيغة ،لنسبة تفوق الـ %50من التعامالت خصما ً على صيغ
التمويل اإلسالمي األخرى ومعلوم الجدل المثار حول تطبيق هذه الصيغة من حيث الرؤية الشرعية
وتقارب الصيغة للتعامالت التقليدية .
بالنسبة لصيغة المشاركة تراوحت نسبة تطبيقها ما بين %4.1في يوليو/سبتمبر 2011م كأدنى نسبة
لتطبيقها إلى %20.4في يناير/ديسمبر %20.6كنسبة أعلى ولكن من خالل المراجعة نجد أن
مؤشرات تطبيقها هي األضعف على عكس ما هو معروف أن هي أكثر الصيغ اإلسالمية وضوحا ً في
رؤية التطبيق .
أما بالنسبة لصيغة المضاربة فقد تراوحت معدالت تطبيقها ما بين %4في يناير /ديسمبر 2007م إلى
%7.7كأعلى نسبة في اكتوبر/ديسمبر 2011م.
أما صيغة السلم فتراوحت نسبة تطبيقها ما بين %0.2في أبريل/يوليو 2011م إلى %3.8كأعلى نسبة
في يوليو/سبتمبر 2012م.
في حين تراوحت نسب تطبيق جميع الصيغ اإلسالمية مجتمعة ما بين %17.6في يناير/مارس
2011م إلى أعلى نسبة %34.1في يوليو/سبتمبر 2011م.
ويود أن يؤكد (الباحث) في هذا المجال إلى أن قضية التنويع واالبتكار في استخدامات صيغ التمويل
اإلسالمي هي من أهم العقبات التي تواجه الصيرفة اإلسالمية السودانية على الرغم من رسوخ التجربة من حيث
بد اية التطبيق ومجاالت الممارسة وهذا في حد ذاته تحدي تفوقت فيه العديد من البلدان التي لم يكن لها سبق
التطبيق للصيرفة اإلسالمية.
/3ويوضح الجدول رقم ( )3رصيد التمويل المصرفي للمصارف السودانية موزعا ً على القطاعات االقتصادية
وذلك يوضح األثر الذي يمكن أن يحدثه التمويل في النهضة التنموية في البلد ويمكن إجمالي المالحظة حوله
في أن السودان كبلد زراعي ويتمتع بثروة حيوانية وإمكانات طبيعية ذاخرة يالحظ أن ذلك لم يتماشى مع
سياسات التمويل المصرفي وكان نسبة التمويل لقطاع الزراعة والصادرات أقل إذا ما قورن بالواردات
والتجارة المحلية ،وهذه أيضا ً من التحديات التي تواجه المصارف اإلسالمية ارتباطا ً بالنواحي التنموية.
17
جدول رقم ()2
تدفق التمويل المصرفي حسب الصيغ التمويلية (بالعملة المحلية ) – خالل الفترة ()2006-2013
األرقام بالمليون جنيه سوداني
18
جدول رقم ()3
19
ويمكن اإلشارة إلى تحديات مختلفة تواجهها المصارف السوداني نبرزها في اآلتي :
على الرغم من االجتهادات الشرعية بإنشاء هيئة رقابة شرعية على مستوى البنك المركزي المصارف
إلى أن قضية التكييف الشرعي لتطبيق الصيغ اإلسالمية تظل تحديا ً في الممارسة العملية التطبيقية
(كصيغة المرابحة والمضاربة على وجه المثال) ويمكن القول أن الذهنية الربوية مازالت مسيطرة
على أطراف التعامل المصرفي .
كذلك تواجه المصارف السودانية تحديات يمكن وصفها بالسياسية في ظل سياسة الحظر المفروض
على المصارف السودانية في قضية التحويالت والتعامالت المصرفية مع البلدان الخارجية.
أما بالنسبة للصعوبات المصرفية المرتبطة بسرعة استثمار السيولة واالحتفاظ بنسبة معقولة عند
الحاجة.
صعوبات إدارية متعلقة بالهياكل التنظيمية للمصارف السودانية ومجالس إدارتها وطريقة العمل.
صعوبات مرتبطة بالتأهيل والتدريب للكادر البشري المصرفي.
قضية أخالقيات التعامل التي يتصف بها التعامل المصرفي اإلسالمي وتتطلب دور هام ورئيسي ينبغي
أن تنظر إليه المصارف السودانية.
ثالثاً :رؤية مقترحة لتفعيل دور رأس المال الفكري لزيادة تنافسية المصارف السودانية:
ال يمكن النظر للدور الذي يمكن أن يلعبه رأس المال الفكري في المصارف السودانية بمعزل على
موقف السودان في مؤشرات قياس االقتصاد المعرفي فبالنظر إلى تقرير المعرفة العربي للعام 2014م .والذي
تناول الوضع المعرفي في البلدان العربية استنادا ً لعدد من المؤشرات (الحوافز االقتصادية ،والنظام المؤسسي ،
ونظام اإلبداع ،التعليم ،الموارد البشرية إضافة لتقنية المعلومات واالتصاالت ) ،والجدير بالذكر أن مؤشر
اقتصاد المعرفة يدل على ما إذا كان المناخ في دولة معينة صالحا ً الستخدام المعرفة من أجل التنمية االقتصادية
وهو يمثل محصلة المؤشرات التي أشير لها سابقا ً ،أما مؤشر المعرفة فيقيس قدرة الدولة على توليد المعرفة
وتبنيها ونشرها وهو يمثل متوسط ثالثة عوامل هي ( التعليم – اإلبداع والتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت) .
فبالنسبة لمؤشر اقتصاد المعرفة للدول العربية (2012/2000م) نجد أن السودان قد تزيل القائمة في
المرتبة قبل األخيرة وبالنسبة لمؤشر التعليم والموارد البشرية للدول العربية (2012/2000م) كذلك نجد ترتيب
السودان الثالث قبل األخير وبالنسبة لمؤشر الحوافز االقتصادية والنظام المؤسسي للدول العربية فجاء ترتيب
السودان األخير لألعوام (2012/2000م) (مصدر هذه المعلومات إحصائيات البنك الدولي 2012م) (.)1
أما بالنسبة لمؤشر االبتكار العالمي الذي يصدر سنويا ً اعتباراً من العام 2007م عن كلية إدارة األعمال
العالمية ،وقد صدر للعام 2014م باالشتراك مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية وجامعة كورينك ،وتجدر
))1تقرير المعرفة العربي للعام 2014م ،برنامج األمم المتحدة اإلنمائي UNDPومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ،
2014م ص ص ( 22-19استنادا ً على إحصائيات البنك الدولي للعام 2012م).
20
اإلشارة إلى أن هذا المؤشر ال يهتم فقط بقياس المدخالت والمخرجات في عمليات االبتكار فقط ولكنه يعني بصفة
عامة بسياسات االبت كار التي تبين مدى التشارك بين الصناعة والعلم ،وتكوين مجموعات ابتكارية وانتشار
المعرفة ويتمثل ذلك في عدد المشاريع المشتركة ومجاالت االختراع المرتبطة بالمخترعين المحليين والعالميين ،
ويقوم مؤشر االبتكار على مؤشرين فرعيين أساسيين هما :المدخالت والمخرجات ،فمؤشر المدخالت يشير إلى
المؤسسات االقتصادية والتشريعية ومؤسسات رأس المال الفكري مثل التعليم والتعليم العالي والبحث والتطوير
والبنية التحتية للتكنولوجيا ،والبيئة المحفزة لالبتكار ،واألسواق ومناخ االستثمار وتشابك قطاع األعمال .أما
مؤشر المخرجات فيشمل المعرفة والتكنولوجيا من حيث اإلنتاج والنشر والتأثير المعرفي ومنتجات التكنولوجيا
وخدمات المعرفة والمعلومات على الشبكات ،ويوضح شكل رقم ( )2اإلطار العام لمؤشرات االبتكار العالمي ،
وجاء أيضا ً السودان متزيالً البلدان العربية لقائمة هذا المؤشر (.)1
ويرى (الباحث) أيا ً كان الرأي أو االتفاق على هذه المؤشرات لكنها تعطي مؤشرا ً يبرز الحجم الكبير
للفجوة لهذه المؤشرات ويعتبر (الباحث) أن االتجاه األمثل هو االنطالق من هذه القاعدة المعلوماتية لخلق رؤية
تطويرية لالنطالق ،لذلك كان البد من اإلشارة لذلك باعتبار أن المصارف السودانية تعمل في هذه البيئة وهذا
يخلق نوعا ً من التحدي المطروح أمام السودان والمصارف السودانية لكيفية االنتقال إلى اقتصاد المعرفة.
تأسيسا ً على ما سبق يرى (الباحث) أن سياسة التحول من االقتصاد المادي التقليدي إلى اقتصاد المعرفة
تعتمد بصورة محورية على رأس المال الفكري ،فعلى المصارف السودانية تبني استراتيجية مكونة من محورين
يكمالن بعضهما البعض :
المحور األول :التركيز على أهمية مصادر إنتاج ونقل المعرفة على المدى الطويل (كالتعليم ،التدريب
،البحث العلمي ،التطوير ،تشجيع االبتكار).
المحور الثاني :بناء بنية تحتية تعتمد على تكنولوجيا متطورة في مجاالت المعلومات والمعرفة
واالتصاالت.
ويمثل ذلك مرتكز جوهري ينبغي أن توضع له استراتيجية واضحة يتبناها بنك السودان المركزي وتفرد
المصارف السودانية لذلك حيزا ً كبيرا ً من التخطيط والتنفيذ ،في ظل ما سبق اإلشارة إليه من ضعف بنية
المعرفة والتكنولوجيا ،لكننا نرى أن المصارف السوادنية خطت خطوات (كمية) معقولة في هذا المجال ولكن
المطلوب رؤية (نوعية) تتماشى مع أهداف ومكونات رأس المال الفكري.
من بعد ذلك يمكننا تناول محاور رؤية التطوير المقترحة فيما يلي :
21
الشكل رقم ()2
إطار مؤشر االبتكار العالمي
المخرجات المعرفة جودة وتطور جودة وتطور البنية التحتية رأس المال المؤسسات
اإلبداعية والتكنولوجيا التجارة السوق البشري
واألعمال والبحث
اإلبداعات ابتكار وفرة عمال االعتماد تكنولوجيا التعليم البيئة
المعنوية المعرفة المعرفة المعلومات السياسية
واالتصاالت
سلع وخدمات تأثير ترابط االبتكار االستثمار البنية التحتية التعليم العالي البيئة
مبتكرة المعرفة والتجديد العامة التشريعية
االبتكار عبر المعرفة استيعاب التجارة حماية البيئة البحث بيئة االقتصاد
الفضاء والتكنولوجيا المعرفة والتنافس واستدامتها والتطوير
األلكتروني
معلوم أن السودان ومنذ العام 1997م فرض عليه حصار وحظر تجاري شامل بموجب األمر التنفيذي
13067المنفذ من مكتب مراقبة األصول األجنبية التابع لوزارة الخزانة األمريكية ( )OFACوأعقب ذلك ما
يسمى بالعقوبات الذكية الصادرة باألمر 13412من اإلدارة األمريكية ،تطور وتوسع مدى تنفيذ هذه العقوبات
وشمل المقاطعة المصرفية على الصعيد األمريكي واألوربي واآلسيوي وعدد من البلدان العربية ،ويرى
(الباحث) أن هذا األمر يعتبر من أكثر المسائل التي تركت وستترك أثرا ً سالبا ً على تنافسية الجهاز المصرفي
وفي ظل اقتصاديات المعرفة حيث تعتبر التعامالت الخارجية أساسا ً ومدخالً النطالق رأس المالي المعرفي ،
فالبد كمدخل للرؤية أن تكون هنالك رؤية سياسية واقتصادية لحكومة السودان والبنك المركزي إليجاد حل لهذه
المشكلة.
22
/2متطلب تعميق المعرفة والضوابط الشرعية:
كما سبق اإلشارة إلى أن المصارف السودانية تتبنى المصرفية اإلسالمية بصورة كلية وأن ما يميزها هو
تطبيق التعامالت المستندة إلى الشريعة ،لكن يرى (الباحث) من خالل االستعراض السابق للتجربة المصرفية
السودان أن التجربة اإلسالمية استندت على تجربة التعامل المصرفي التقليدي الربوي وظلت هذه الخلفية الذهنية
مالزمة للممارسة التطبيقية بالنسبة للمصرفيين والمتعاملين على حد سواء ،وكما أشارت بعض الدراسات ( )1أن
المصارف اإلسالمية تعاني من ناحية توفيرها لموظفين لديهم المعرفة بالضوابط الشرعية وفي نفس الوقت
المعرفة بفنون الصيرفة وأساسياتها مما أدى لحدوث مخالفات وأخطاء في شرعية المنتج المقدم للعمالء ،مما قد
يؤثر على مصداقية التعامل المصرفي لدى الجمهور ،ويؤكد (الباحث) على هذه الحقيقة الهامة والتي تمثل تحدي
ماثل أما التجربة المصرفية اإلسالمية فيما يسمى بتجربة تأهيل خبراء مصرفيين شرعيين وفقهاء شرعيين
مصرفيين حتي يحدث التالقح الفقهي والفني والذي يمثل أساس لنجاح التجربة وتجاوز الذهنية الربوية التي
نتجت من الممارسات المصرفية التقليدية ،وقد خطت بعض المصارف السودانية خطوات ممتازة بتبنيها لهذه
الفكرة بإنشاء إدارة للفتوى والبحوث اسند إليها التأهيل الشرعي للمصرفين واكتساب الخبراء الشرعين للخبرة
المصرفية ،ويشير (الباحث) للدور الهام الذي لعبته تلك اإلدارات ليسير التفتيش الشرعي لتنفيذ صيغ تمويل
االستثمار جنبا ً إلى جنب مع التفتيش المالي وتمثل هذه اإلدارة دعامة ونقطة إنذار مبكر تساعد هيئات الرقابة
الشرعية على مستوى المصارف والبنك المركزي السوداني .
/3متطلب تنويع محفظة االستثمار بإدخال صيغ االستثمار اإلسالمي المختلفة :
كذلك يرى (البحث )أن استحواذ صيغ معينة (المرابحة لألمر بالشراء) على سبيل المثال على النسبة
األكبر بما عليها من تحفظات في التطبيق (أكثر من ، )%50منذ بداية تجربة المصرفية اإلسالمية السودانية
يحتاج للمراجعة ،وبإمكان المصارف السودانية أن تنوع من استخدامات تلك الصيغ بما يتوافق ومتطلبات
التطور االقتصادي واستحداث بدائل للتعامل المصرفية التقليدية كااليجار التمويلي وطرح اإلجارة المنتهية
أن المنتج سواء كان منتجا ً إسالميا ً مطوراً أو محاكاة آلخر ()2
بالتمليك كبديل له ،وكما تشير إحدى الدراسات
تقليدي باستطاعة المصارف اإلسالمية أن تعزز القدرات اإلبداعية واالبتكارية للعاملين فيها من خالل العمل على
تطوير معارفهم ومهاراتهم في كافة المجاالت.
إن اعتماد المصارف السودانية على نظم التعيين الهيكلي التقليدي المتعارف عليها يعد من اكبر العوائق
التي تعوق عملية تنمية الكادر البشري وتطوير مهاراته فهذه النظم المتعلقة بالتعيين والترقي تعتمد على الفترات
الزمنية وعدم التقييم بأسس دقيقة للكفاءة ،فيتعين على المصارف السودانية أن تتجه لنظم حديثة في هيكلتها
23
التنظيمية والبشرية والمالية تشكل دافع وحافز لالبتكار واإلبداع ولعل ما يعرف بإعادة هندسة العمليات والذي
يمثل إحدى المفاهيم الحديثة في اإلدارة والذي ينصب اهتمامه في تعريف موجز (إعادة تصميم العمليات اإلدارية
باستخدام إطار ومنهج تكنولوجيا المعلومات إلحداث التغيير التنظيمي ،وتنحصر أهم أهداف هذا النظام في
تحقيق تغيير جذري في اإلدارة – السرعة – الجودة – تخفيض التكلفة – والتركيز على العمالء) وتتحقق هذه
األهداف من خالل تمكين العاملين من تصميم العمل والقيام به وفق احتياجات وتطلعات العمالء بما يتماشى
وأهداف المصرف وتوفير قاعدة بيانات تسهل الحصول على المعلومات الالزمة التخاذ القرار باإلضافة لتحسين
جودة الخدمات والمنتجات التي يقدمها المصرف وإلغاء العمليات غير الضرورية والتركيز على العمليات التي
تضيف للمصرف قيمة إضافية مع أهمية أن تقوم المصارف السودانية بالتركيز على العمالء من خالل رصد
وتجديد احتياجاتهم ورغباتهم والعمل على تحقيقها.ولكي يتم ذلك في البيئة المصرفية السودانية البد من اتباع
نظام إدارة الجودة الشاملة وقناعة اإلدارة العليا والمصارف بهذا النظام بصورة تامة مع أهمية التركيز على
العمليات وليس اإلدارات ألن ما يهم العميل هو الخدمة المصرفية وليس اإلدارة التي تنتج الخدمة ،والبد من
التقليل من حدة معارضة العاملين من خالل توعيتهم بأهمية هذا النظام الذي يعتمد على التركيز على االبتكار
واإلبداع كنهج في العمليات التنظيمية (.)1
إضافة إلي ما ورد يرى (الباحث) أنه من المهم للمصارف السودانية التركيز على التدريب النوعي سواء
كان في الجوانب الفنية االقتصادي أو المصرفي أو المحاسبي أو اإلداري منها أو الشرعي ،كذلك التدريب على
مستحدثات التطور في الجوانب التكنولوجية واإلقتصادية في السوق األقليمي والعالمي .
ويركز (الباحث) على هذا الجانب بفقرة منفصلة باعتباره يمثل تحديا ً فالتحديات والتغييرات التي تعج بها
البيئة االقتصادية والمصرفية مع حتمية االستمرار للممارسة التطبيقية المصرفية تتطلب من المصارف السودانية
أن تفرد حيزا ً واسعا ً لقضية البحث العلمي في كافة مجاالت العمل المصرفي وهو بالتالي يمثل مدخالً لالبتكار
والتطوير والتنويع .
وهذا جانب ومحور هام وخاص تتميز به الصيرفة اإلسالمية ألن اساس هذه التجربة ينبني على قواعد
الشريعة اإلسالمية فالبد من اكتساب هذه القيم في الممارسة والتعامل ألنها تبدأ بالمعاملة الحسنة (تبسمك في وجه
أخيك صدقة) .على عكس القواعد التقليدية التي تتبع في الصيرفة التقليدية (أن العميل على حق وإن كان خطأ)،
بهدف إرضاء العميل فهذا المتطلب أبوابه مشرعة ومتنوعة في إطار النهج المصرفي اإلسالمي.
))1محمد شرف الدين الطيب محمد ،تبني نظام الهندرة في المصارف السودانية ،مجلة المصرفي ،بنك السودان ،العدد
2012 ، 63م ،ص ,27
24
واستناداً على ما سبق من متطلبات والتي في اعتقاد (الباحث) أنها ال تمثل إطارا ً متكامالً لرؤية التحول
المعرفي للمصارف السودانية ولكنا مجرد مساهمة من ( الباحث ) لدراسة واقع الحال على أمل أن تكون لبنة
لبناء مجتمع وقطاع مصرفي يتصف بالمعرفة واالبتكار واإلبداع.
ومن خالل ما ورد يورد (الباحث) أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة وفق ما يلي :
أوالً :نتائج مرتبطة برأس المال الفكري ( ،وتثبت هذه النتائج في مجملها صحة الفرض األول ) :
.1يرتبط رأس المال الفكري بالمعرفة والمهارات والخبرات واالبتكار واإلبداع و ترتبط كل تلك
الصفات بمقدرات العاملين بمنظمات األعمال.
.2الزالت المصارف السودانية بعيدة عن االهتمام برأس المال الفكري وال تعتمده كمكون ألصول
تلك المصارف .
.3تختلف الدراسات والبحوث في تحديد مفهوم ومكونات متفق عليها لمفهوم رأس المال الفكري.
.4يعتبر رأس المال الفكري في الواقع المعاصر جزء من رأس مال منظمات األعمال وأصل من
أصول تلك المنظمات.
.5يعتبر مفهوم رأس المال الفكري مفهوم يتصف بالتجدد السريع في ظل التغيرات المرتبطة
بالبيئة االقتصادية فمن الضروري االستفادة من المخزون المعرفي الذي تمتلكه المصارف
السودانية بصورة متجددة ومتطورة.
.6يمثل رأس المال الفكري المصدر الرئيسي والمحوري لخلق الميزة التنافسية بالمصارف
السودانية.
ثانياً :نتائج متعلقة بمحور إرتباط الميزة التنافسية للمصارف السودانية برأس المال الفكري ( ،وتثبت هذه
النتائج في مجملها صحة الفرض الثاني ) :
.1يزيد تأثير الميزة التنافسية من نمو وقيمة المصارف السودانية ويجعلها تسوق خدماتها المصرفية
من خالل خلق مزايا تقلل من تكلفة الخدمات مع االحتفاظ بمستوى جودة معقول.
.2تمثل خصائص( السعرمقابل التكلفة المناسبة والجودة والتسليم السريع والمرونة واالبتكار والوقت )
أهم مرتكزات الميزة التنافسية للخدمات المصرفية.
.3تتحقق الميزة التنافسية للقطاع المصرفي السوداني من خالل رأس مال بشري مؤهل واعتماد
االبتكار كآلية للتطوير واعتماد التعلم كآلية لدعم الميز التنافسية.
.4تزيد الميزة التنافسية للمصارف السودانية من خالل زيادة التراكم المعرفي والتعليم والتدريب
واالبتكار واإلبداع.
25
ثالثاً :نتائج مرتبطة بمحور أداء المصارف السودانية ودور رأس المال الفكري في زيادة الميزة التنافسية
(وتثبت هذه النتائج صحة الفرض الثالث ) :
.1تمثل قضية التنويع واالبتكار من أهم العقبات التي تواجه المصارف السودانية في استحداث
واستخدام صيغ استثمار إسالمية متنوعة على الرغم من رسوخ وقدم التجربة السودانية.
.2من واقع أداء القطاع المصرفي السوداني يالحظ عدم تناسب سياسات التمويل المصرفي للقطاعات
التي ينبغي أن تكون لها أولوية وخصوصية لالقتصاد السوداني ويبرز ذلك من ضعف القطاع
الزارعي وقطاع الصادرات.
.3ضعف البنية التقنية والتنولوجية والمعلوماتية للسودان يمثل تحدي لتبني القطاع المصرفي السوداني
التحول لرأس المال الفكري (المعرفي).
.4تمثل متطلبات المعرفة والضوابط الشرعية وأهمية تنويع محفظة االستثمار بتنويع الصيغ اإلسالمية
المستحدثة لالستثمار وتطوير الموارد البشرية والهيكلة التنظيمية واالهتمام بالبحث العلمي رؤية
متكاملة للمصارف السودانية لالهتمام برأس المال الفكري .
26
المراجع :
)1التجاني حسين دفع هللا ،المستشار اإلعالمي التحاد المصارف السوداني موقع اتحاد المصارف
العربية www.uabntine.org/ar/agazine
)2بندي عبد هللا عبد السالم و أ .مراد علة ،دور رأس المال الفكري (المعرفي ) في خلق الميزة التنافسية
في ظل إدارة المعرفة ،جامعة الشلف ،الملتقى الدولي حول رأس المال الفكري في منظمات األعمال
العربية في االقتصاديات الحديثة /14-13 ،ديسمبر 2011م .
)3تقرير المعرفة العربي للعام 2014م ،برنامج األمم المتحدة اإلنمائي UNDPومؤسسة محمد بن
راشد آل مكتوم 2014 ،م .
)4توماس ستيوارت ،رأس المال الفكري ثورة المنظمات الجديدة ،الشركة العربية لإلعالم (شعاع) ،
القاهرة 1997 ،م
)5دريالي سهام ،زيتوني عبد القادر ،رأس المال الفكري الحاجة الفعلية للمصارف اإلسالمية في ظل
اقتصاد المعرفة ،المؤتمر العلمي التاسع لالقتصاد والتمويل اإلسالمي ،اسطنبول ،تركيا 10-9
سبتمبر 2013م.
)6عادل حرحوش ،رأس المال الفكري وطرق قياسه وأساليب المحافظة عليه ،المنظمة العربية للتنمية
اإلدارية ،القاهرة 2007 ،م.
)7عبد هللا بلوناس وقذيفة أمينة ،دور رأس المال الفكري في تحقيق الميزة التنافسية لمنظمات األعمال ،
المؤتمر العلمي الثالث ،كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية ،جامعة العلوم التطبيقية الخاصة ،األردن،
/29-27أبريل 2009م.
)8عفاف السيد بدوي ،رؤية استراتيجية لرأس المال الفكري ودوره في تحقيق الميزة التنافسية ،جامعة
األزهر ،كلية التجارة 2012 ،م.
)9علي السلمي ،إدارة الموارد البشرية االستراتيجية ،دار غريب للنشر والطابعة ،القاهرة 2001 ،م .
)10محمد شرف الدين الطيب محمد ،تبني نظام الهندرة في المصارف السودانية ،مجلة المصرفي ،بنك
السودان ،العدد 2012 ، 63م.
)11محمود الروسان ،محمود العجلوني ،أثر رأس المال الفكري في المصارف األردنية ،مجلة جامعة
دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،المجلد ( ، )26العدد الثاني 2010 ،م.
)12مصطفى رجب علي شعبان ،رأس المال الفكري ودوة تحقيق الميزة التنافسية لشركة االتصاالت
الخلوية الفلسطينية جوال ،الجامعة اإلسالمية غزة ،دراسة ماجستير غير منشورة 2011 ،م .
)13مناور حداد ،دور رأس المال الفكري في إدارة المنظمات ،الملتقى الدولي حول إدارة وقياس رأس
المال الفكري ،جامعة بليده 3-2 ،ديسمبر 2008م.
)14هاني محمد السعيد ،رأس المال الفكري انطالقة إدارية معاصر ،دار السحاب ،القاهرة 2008 ،م.
27
: المراجع األجنبية: ً ثانيا
28