



 
()




 ‫ﱠﺣﻴ ِﻢ‬
‫ﺑﺴﻢ اﷲ اﻟﺮﱠﲪَْ ِﻦ اﻟﺮِ‬
‫) ﺑﺴﻢ اﷲ ( اي اﺑﺪأ ﺑﻜـﻞ اﺳـﻢ ﻟﻠـﺬات اﻻﻗـﺪس ﻻ ﺑﻐـﲑﻩ ﻟﺘـﱪك ) اﻟـﺮﲪﻦ (اي‬
‫اﳌــﻨﻌﻢ ﲜﻼﺋــﻞ اﻟــﻨﻌﻢ ﻛﻼﳝــﺎن واﻟﻌﺎﻓﻴــﺔ واﻟﻌﻘــﻞ واﻟﻐــﲎ ﻋــﻦ اﻟﻨــﺎس )اﻟــﺮﺣﻴﻢ (اي‬
‫اﳌــﻨﻌﻢ ﺑــﺪﻗﺎﺋﻘﻬﺎ ﻗﻠﻴﻠﻬــﺎ وﺻــﻐﲑﻫﺎ ﻛﺰﻳــﺎدةاﻟﺮزق وﳓﻮﻫــﺎ وﻻ ﻳﻨــﺎﰱ ذﻟــﻚ ﻗــﻮﳍﻢ ان‬
‫أ‬
‫ﻧﻌﻤﺔاﷲ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻن اﳌﺮاد اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ وﻟﻮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺸﺊ آﺧﺮ‬
‫)اﳊﻤــﺪ( ﻫــﻮ اﻟﺜﻨــﺎء ﻋﻠــﻰ اﳉﻤﻴــﻞ اﻻﺧﺘﻴــﺎري )اﷲ ( ﻫــﻮ ﻋﻠــﻰ ﻋﻠــﻢ اﻟــﺬات‬
‫اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﻮﺟﻮد اﳌﺴﺘﺤﻖ ﳉﻤﻴﻊ اﻟﻜﻤﺎﻻت ﻟﺬاﺗﻪ وﱂ ﻳﺴﻢ ﺑـﻪ ﻏـﲑﻩ ﺗﻌـﺎﱃ وﻟـﻮ‬
‫ﺗﻌﻨﺘ ــﺎ ﰲ اﻟﻜ ﻔ ــﺮ ﲞ ــﻼف اﻟ ــﺮﲪﻦ ﻋﻠ ــﻰ ﻧـ ـﺰاع ﻓﻴ ــﻪ ‪ ،‬وأﺻ ــﻠﻪ إﻟ ــﻪ ﺣ ــﺬﻓﺖ ﳘﺰﺗ ــﻪ‬
‫وﻋــﻮض ﻋﻨﻬــﺎ أل وﻫــﻮ اﺳــﻢ ﺟــﻨﺲ ﻟﻜــﻞ ﻣﻌﺒــﻮد ‪ ،‬ﰒ اﺳــﺘﻌﻤﻞ ﰲ اﳌﻌﺒــﻮد ﲝــﻖ‬
‫ﻓﻘــﻂ ﻓﻮﺻــﻒ وﱂ ﻳﻮﺻــﻒ ﺑــﻪ وﻋﻠﻴــﻪ ﻓﻤﻔﻬــﻮم اﳉﻼﻟــﺔ ﺑــﺎﻟﻨﻈﺮ ﻷﺻــﻠﻪ ﻛﻠــﻲ‬
‫وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺟﺰﺋﻲ وﻣﻦ ﰒ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻷﻋﻼم اﳋﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﻧﻪ ﱂ ﻳﺴـﻢ ﺑـﻪ‬
‫ﻏﲑﻩ ﺗﻌﺎﱃ وﻣﻦ اﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إن أﺻـﻠﻪ اﻹﻟـﻪ ﺑـﺎﻟﻨﻈﺮ ﻻﺳـﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﰲ اﳌﻌﺒـﻮد‬
‫ﲝﻖ ﻓﻘﻂ ‪ ،‬وﻛﺎن ﻗﻮل ﻻ إﻟﻪ إﻻ اﷲ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻮﺣﻴـﺪ أي ﻻ ﻣﻌﺒـﻮد ﲝـﻖ إﻻ ذﻟـﻚ‬
‫اﻟﻮاﺣــﺪ اﳊــﻖ وﻣــﻦ زﻋــﻢ أﻧــﻪ اﺳــﻢ ﳌﻔﻬــﻮم اﻟﻮاﺟــﺐ اﻟﻮﺟــﻮد ﻟﺬاﺗــﻪ أو اﳌﺴــﺘﺤﻖ‬
‫أ‬
‫ﺳﺮاج اﻟﻄﺎﻟﺒﲔ‬
‫ﻟﻠﻤﻌﺒﻮدﻳﺔ ‪ ،‬وﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻛﻠﻲ اﳓﺼﺮ ﰲ ﻓﺮد ﻓﻼ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻤﺎ ﻷن ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻌﻠـﻢ‬
‫ﺟﺰﺋــﻲ ﻓﻘــﺪ ﺳــﻬﺎ وﻟﺰﻣــﻪ أن ﻻ إﻟــﻪ إﻻ اﷲ ﻻ ﺗﻔﻴــﺪ ﺗﻮﺣﻴــﺪا ﻛﻤــﺎ ﺑﻴﻨﺘــﻪ ﰲ ﺷــﺮح‬
‫اﻹرﺷــﺎد ﻣــﻦ أﻟــﻪ ﺑﻜﺴــﺮ ﻋﻴﻨــﻪ إذا ﲢــﲑ ﻟﺘﺤــﲑ اﳋﻠــﻖ ﰲ ﻣﻌﺮﻓﺘــﻪ أو ﺑﻔﺘﺤﻬــﺎ إذا‬
‫ﻋﺒ ــﺪ أو ﻣ ــﻦ ﻻﻩ إذا ارﺗﻔ ــﻊ أو إذا اﺣﺘﺠ ــﺐ ‪ ،‬وﻫ ــﺬا ﻟﻜﻮﻧ ــﻪ ﻧﻈ ـﺮا ﻷﺻ ــﻠﻪ ﻗﺒ ــﻞ‬
‫اﻟﻌﻠﻤﻴــﺔ ﻻ ﻳﻨــﺎﰲ ﻋﻠﻤﻴﺘــﻪ وﻫــﻮ ﻋــﺮﰊ وورودﻩ ﰲ ﻏــﲑ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ ﻣــﻦ ﺗﻮاﻓــﻖ اﻟﻠﻐــﺎت‬
‫ﻛﻤــﺎ أن اﳊــﻖ وﻓﺎﻗــﺎ ﻟﻠﺸــﺎﻓﻌﻲ واﻷﻛﺜ ـﺮﻳﻦ أن ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻗﻴــﻞ ﰲ اﻟﻘــﺮآن ﻣــﻦ ﻏــﲑ‬
‫اﻷﻋــﻼم أﻧــﻪ ﻣﻌــﺮب ﻟــﻴﺲ ﻛــﺬﻟﻚ ﺑــﻞ ﻋــﺮﰊ ﺗﻮاﻓﻘــﺖ ﻓﻴــﻪ اﻟﻠﻐــﺎت وﻻ ﺑــﺪع أن‬
‫ﳜﻔــﻰ ﻋﻠــﻰ ﻣﺜــﻞ اﺑــﻦ ﻋﺒــﺎس ﻛﻮﻧــﻪ ﻋﺮﺑﻴــﺎ ﻛﻤــﺎ ﺧﻔــﻲ ﻋﻠﻴــﻪ ﻣﻌــﲎ ﻓــﺎﻃﺮ وﻓــﺎﺗﺢ ‪،‬‬
‫وﻗﺪ ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻻ ﳛﻴﻂ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ إﻻ ﻧﱯ وﻣﺸﺘﻖ ﻋﻨﺪ اﻷﻛﺜﺮﻳﻦ‬

‫أ‬
‫وأﻋﺮف اﳌﻌﺎرف وإن ﻛﺎن ﻋﻠﻤﺎ‬

‫)اﻟﻜــﺮﱘ ( ﻫــﻮ اﳉ ـﻮاد اﳌﻌﻄــﻲ اﻟــﺬي ﻻ ﻳﻨﻔــﺪ ﻋﻄــﺎؤﻩ ‪ ،‬وﻫــﻮ اﻟﻜــﺮﱘ اﳌﻄﻠــﻖ ‪،‬‬
‫واﻟﻜﺮﱘ اﳉﺎﻣﻊ ﻷﻧﻮاع اﳋﲑ واﻟﺸﺮف واﻟﻔﻀﺎﺋﻞ وﻣﻨﻪ اﳊﺪﻳﺚ إن اﻟﻜـﺮﱘ اﺑـﻦ‬
‫اﻟﻜﺮﱘ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮب ﻷﻧﻪ اﺟﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﺷـﺮف اﻟﻨﺒـﻮة واﻟﻌﻠـﻢ واﳉﻤـﺎل واﻟﻌﻔـﺔ‬
‫وﻛﺮم اﻷﺧـﻼق واﻟﻌـﺪل ورﺋﺎﺳـﺔ اﻟـﺪﻧﻴﺎ واﻟـﺪﻳﻦ ‪ ،‬ﻓﻬـﻮ ﻧـﱯ اﺑـﻦ ﻧـﱯ اﺑـﻦ ﻧـﱯ اﺑـﻦ‬
‫ﻧـﱯ راﺑـﻊ أرﺑﻌـﺔ ﰲ اﻟﻨﺒـﻮة وﻓﻴـﻪ ﻻ ﺗﺴـﻤﻮا اﻟﻌﻨـﺐ اﻟﻜـﺮم ‪ ،‬ﻓﺈﳕـﺎ اﻟﻜـﺮم اﻟﺮﺟـﻞ‬
‫اﳌﺴــﻠﻢ ﻗﻴــﻞ ﲰــﻲ اﻟﻜــﺮم ﻛﺮﻣــﺎ ؛ ﻷن اﳋﻤــﺮ اﳌﺘﺨــﺬة ﻣﻨــﻪ ﲢــﺚ ﻋﻠــﻰ اﻟﺴــﺨﺎء‬
‫واﻟﻜــﺮم ‪ ،‬ﻓﺎﺷــﺘﻘﻮا ﻟــﻪ ﻣﻨــﻪ اﲰــﺎ ‪ ،‬ﻓﻜــﺮﻩ أن ﻳﺴــﻤﻰ ﺑﺎﺳــﻢ ﻣــﺄﺧﻮذ ﻣــﻦ اﻟﻜــﺮم ‪،‬‬
‫وﺟﻌـﻞ اﳌـﺆﻣﻦ أوﱃ ﺑـﻪ ﻳﻘـﺎل رﺟـﻞ ﻛـﺮم أي ﻛـﺮﱘ وﺻـﻒ ﺑﺎﳌﺼـﺪر ‪ ،‬ﻛﺮﺟـﻞ‬

‫أ‬
‫ﲢﻔﺔ اﶈﺘﺎج ﰲ ﺷﺮح اﳌﻨﻬﺎج‬
‫ﻋﺪل وﺿﻴﻒ ‪ .‬ﻗﺎل اﻟﺰﳐﺸﺮي أراد أن ﻳﻘﺮر وﻳﺴﺪد ﻣﺎ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ إن‬
‫أﻛﺮﻣﻜﻢ ﻋﻨﺪ اﷲ أﺗﻘﺎﻛﻢ ﺑﻄﺮﻳﻘـﺔ أﻧﻴﻘـﺔ وﻣﺴـﻠﻚ ﻟﻄﻴـﻒ وﻟـﻴﺲ اﻟﻐـﺮض ﺣﻘﻴﻘـﺔ‬
‫اﻟﻨﻬــﻲ ﻋــﻦ ﺗﺴــﻤﻴﺔ اﻟﻌﻨــﺐ ﻛﺮﻣــﺎ ‪ ،‬وﻟﻜــﻦ اﻹﺷــﺎرة إﱃ أن اﳌﺴــﻠﻢ اﻟﺘﻘــﻲ ﺟــﺪﻳﺮ‬
‫ﺑﺄﻻ ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻤﺎ ﲰﺎﻩ اﷲ ﺑﻪ وﻓﻴﻪ أن رﺟﻼ أﻫﺪى ﻟﻪ راوﻳﺔ ﲬﺮ ‪ ،‬ﻓﻘـﺎل إن‬

‫ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻴﻜﺎﻓﺌﻚ ﻋﻠﻴﻪ ‪ ،‬وﻫﻲ ﻣﻔﺎﻋﻠـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻜـﺮم وﻓﻴـﻪ إن اﷲ ﻳﻘـﻮل إذا أﺧـﺬت‬
‫ﻣﻦ ﻋﺒﺪي ﻛﺮﳝﺘﻴـﻪ ﻓﺼـﱪ ﱂ أرض ﻟـﻪ ﺛﻮاﺑـﺎ دون اﳉﻨـﺔ وﻳـﺮوى ﻛﺮﳝﺘـﻪ ﻳﺮﻳـﺪ ﻋﻴﻨﻴـﻪ‬
‫أي ﺟﺎرﺣﺘﻴـﻪ اﻟﻜـﺮﳝﺘﲔ ﻋﻠﻴـﻪ ‪ ،‬وﻛـﻞ ﺷـﻲء ﻳﻜـﺮم ﻋﻠﻴـﻚ ﻓﻬـﻮ ﻛﺮﳝـﻚ وﻛﺮﳝﺘـﻚ‬
‫وﻣﻨــﻪ اﳊــﺪﻳﺚ أﻧــﻪ أﻛــﺮم ﺟﺮﻳــﺮ ﺑــﻦ ﻋﺒــﺪ اﷲ ﳌــﺎ ورد ﻋﻠﻴــﻪ ﻓﺒﺴــﻂ ﻟــﻪ رداءﻩ‬
‫وﻋﻤﻤﻪ ﺑﻴﺪﻩ وﻗﺎل إذا أﺗﺎﻛﻢ ﻛﺮﳝﺔ ﻗﻮم ﻓﺄﻛﺮﻣﻮﻩ أي ﻛﺮﱘ ﻗﻮم وﺷـﺮﻳﻔﻬﻢ واﳍـﺎء‬
‫ﻟﻠﻤﺒﺎﻟﻐـﺔ وﻣﻨـﻪ ﺣـﺪﻳﺚ اﻟﺰﻛـﺎة‬
‫ﻧﻔ ــﺲ ﻣﺎﻟﻜﻬ ــﺎ وﳜﺘﺼ ــﻬﺎ ﳍ ــﺎ ﺣﻴ ــﺚ ﻫ ــﻲ ﺟﺎﻣﻌ ــﺔ ﻟﻠﻜﻤ ــﺎل اﳌﻤﻜ ــﻦ ﰲ ﺣﻘﻬ ــﺎ‬
‫وﻣﻨــﻪ اﳊــﺪﻳﺚ وﻏــﺰو ﺗﻨﻔــﻖ ﻓﻴــﻪ اﻟﻜﺮﳝــﺔ أي اﻟﻌﺰﻳــﺰة ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ وﻓﻴﻪ ﺧﲑ اﻟﻨﺎس ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﲔ ﻛﺮﳝﲔ أي ﺑﲔ أﺑـﻮﻳﻦ ﻣـﺆﻣﻨﲔ وﻗﻴـﻞ‬
‫ﺑﲔ أب ﻣﺆﻣﻦ ﻫﻮ أﺻﻠﻪ ‪ ،‬واﺑﻦ ﻣﺆﻣﻦ ﻫﻮ ﻓﺮﻋﻪ ﻓﻬﻮ ﺑـﲔ ﻣـﺆﻣﻨﲔ ﳘـﺎ ﻃﺮﻓـﺎﻩ ‪،‬‬
‫وﻫﻮ ﻣـﺆﻣﻦ واﻟﻜـﺮﱘ اﻟـﺬي ﻛـﺮم ﻧﻔﺴـﻪ ﻋـﻦ اﻟﺘـﺪﻧﺲ ﺑﺸـﻲء ﻣـﻦ ﳐﺎﻟﻔـﺔ رﺑـﻪ وﰲ‬
‫ﺣﺪﻳﺚ أم زرع ﻛﺮﱘ اﳋﻞ ﻻ ﲣﺎدن أﺣﺪا ﰲ اﻟﺴﺮ أﻃﻠﻘﺖ ﻛﺮﳝـﺎ ﻋﻠـﻰ اﳌـﺮأة ‪،‬‬
‫وﱂ ﺗﻘﻞ ﻛﺮﳝﺔ اﳋـﻞ ‪ ،‬ذﻫﺎﺑـﺎ ﺑـﻪ إﱃ اﻟﺸـﺨﺺ وﻓﻴـﻪ وﻻ ﳚﻠـﺲ ﻋﻠـﻰ ﺗﻜﺮﻣﺘـﻪ إﻻ‬
‫ﺑﺈذﻧ ــﻪ اﻟﺘﻜﺮﻣ ــﺔ اﳌﻮﺿ ــﻊ اﳋ ــﺎص ﳉﻠ ــﻮس اﻟﺮﺟ ــﻞ ﻣ ــﻦ ﻓـ ـﺮاش أو ﺳـ ـﺮﻳﺮ ﳑ ــﺎ ﻳﻌ ــﺪ‬
‫ﻹﻛﺮاﻣﻪ وﻫﻲ ﺗﻔﻌﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺮاﻣﺔأ ‪.‬‬

‫اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﰲ ﻏﺮﻳﺐ اﳊﺪﻳﺚ واﻷﺛﺮ‬

‫أ‬
‫)اﳋ ﱠَﻼق( اي اﳌﺒﺪع ﺑﺪون ﻣﺜﺎل واﻟﺼﺎﻧﻊ واﳌﺒﺘﻜﺮ‪ ،‬واﳋـﻼق‪ :‬اﺳـﻢ ﻣـﻦ أﲰـﺎء‬
‫اﷲ اﳊﺴﲎ‬

‫)واﻟﺼﻼة(ﻣﻦ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪ :‬اﻟﺮﲪﺔ ‪ ،‬وﻣﻦ اﳌﻼﺋﻜﺔ ‪ :‬اﻻﺳﺘﻐﻔﺎر ‪ ،‬وﻣﻦ اﻵدﻣﻴﲔ‬

‫‪ :‬اﻟﺪﻋﺎء‬

‫)واﻟﺴﻼم(ﻫﻮ اﻟﺪﻋﺎء ﺑﺴﻼﻣﺔ ﺑﺪﻧﻪ – ﰲ ﺣﺎل ﺣﻴﺎﺗﻪ ‪ ، -‬وﺳﻼﻣﺔ دﻳﻨﻪ ﺻﻠﻰ‬

‫اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ‪ ،‬وﺳﻼﻣﺔ ﺑﺪﻧﻪ ﰲ ﻗﱪﻩ ‪ ،‬وﺳﻼﻣﺘﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ‬

‫)ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ( اي ﻣﻮﻻﻧﺎ وﻫﺎدﻳﻨﺎ‬

‫)ﳏﻤﺪ( اﻟﺬي ﻛﺜﺮت ﺧﺼﺎﻟﻪ اﳊﻤﻴﺪة ﻫﻮ ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﺒـﺪ اﳌﻄﻠـﺐ‬

‫ﺑــﻦ ﻫﺎﺷــﻢ ﺑــﻦ ﻋﺒــﺪ ﻣﻨــﺎف ﺑــﻦ ﻗﺼــﻲ ﺑــﻦ ﻛــﻼب ﺑــﻦ ﻣــﺮة ﺑــﻦ ﻛﻌــﺐ ﺑــﻦ ﻟــﺆي‬
‫ﺑــﻦ ﻏﺎﻟــﺐ ﺑــﻦ ﻓﻬــﺮ ﺑــﻦ ﻣﺎﻟــﻚ ﺑــﻦ اﻟﻨﻀــﺮ ﺑــﻦ ﻛﻨﺎﻧــﺔ ﺑــﻦ ﺧﺰﳝــﺔ ﺑــﻦ ﻣﺪرﻛــﺔ ﺑــﻦ‬
‫اﻟﻴﺎس ﺑﻦ ﻣﻀﺮ ﺑﻦ ﻧﺰار ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﻋـﺪﻧﺎن اﳌﺒﻌـﻮث ﻟﺴـﺎﺋﺮ اﻷﻣـﻢ ﺻـﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ‬
‫)ﻟﺘﺘﻤــﻴﻢ ﻣﻜــﺎرم اﻻﺧــﻼق ( ﺻــﻔﺔ ﻣــﻦ ﺻــﻔﺎت اﻷﻧﺒﻴــﺎء واﻟﺼــﺪﻳﻘﲔ واﻟﺼــﺎﳊﲔ‬

‫ـﻚ‬
‫اﻟﻠّﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﺑﺂﻳـﺔ ﲨﻌـﺖ ﻟـﻪ ﳏﺎﻣـﺪ اﻷﺧـﻼق وﳏﺎﺳـﻦ اﻵداب ﻓﻘـﺎل َوإِﻧﱠ َ‬
‫ﻟَ َﻌﻠــﻰ ُﺧﻠُـ ٍـﻖ َﻋ ِﻈــﻴ ٍﻢ اﻟﻘﻠــﻢ وﻟﻘــﺪ ﻗــﺎل اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ إﱠﳕــﺎ ﺑُﻌﺜــﺖ‬
‫ِﻷﲤ ـﱢ َﻢ ﻣﻜــﺎرم اﻷﺧــﻼق وﻋﻠــﻰ آﻟــﻪ أﺗــﻰ ﺑــﺬﻟﻚ اﻣﺘﺜــﺎﻻ ﳋــﱪ‪ :‬ﻗﻮﻟ ـﻮا اﻟﻠﻬــﻢ ﺻــﻞ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﳏﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ وﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ آﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
 ‫)وأﺻﺤﺎﺑﻪ(‬
‫أ‬
‫‪.‬‬ ‫اﻷوﱃ‪،‬‬
‫)ﻣﺎ ﺟﺮى ﻗﻠﻢ اﻟﺘﻠﺨﻴﺺ واﻟﺒﻴﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻻوراق(‬
‫ﺗﻠﺨﻴﺺ اﻟﻜـﻼم ﺗﻨﻘﻴﺤـﻪ أي اﻹﺗﻴـﺎن ﺑـﻪ ﺧﺎﻟﺼـﺎ ﻣـﻦ اﳊﺸـﻮ واﻟﺘﻄﻮﻳـﻞ‪ ،‬واﻟﺒﻴـﺎن‬
‫ب‬
‫ﻫﻮ اﻟﻜﻼم اﻟﻔﺼﻴﺢ اﳌﻌﺮب ﻋﻤﺎ ﰲ اﻟﻀﻤﲑ‪ .‬اﻫـ‬
‫)اﻣ ــﺎ ﺑﻌ ــﺪ (ﻣﻌﻨﺎﻫﺎﻓﺼ ــﻞ اﳋﻄ ــﺎب ﺟ ــﺎء ﰲ ﻟﺴ ــﺎن اﻟﻌ ــﺮب أن ﻓﺼ ــﻞ اﳋِﻄَــﺎب‬
‫ﻫﻮأَﻣّﺎ ﺑَـ ْﻌـ ُﺪ ﻳـﺮوى أن أول ﻣـﻦ ﻗـﺎل أﻣـﺎ ﺑﻌـﺪ داود اﻟﻨـﱯ ﻋﻠﻴـﻪ اﻟﺴـﻼم وأن ذﻟـﻚ‬
‫ﻓﺼﻞ اﳋﻄﺎب اﻟﺬي ﻗﺎل اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞوآﺗﻴﻨﺎﻩ اﳊﻜﻤﺔ وﻓﺼﻞ اﳋﻄﺎب‬
‫)ﻓﻬـﺬا ﳏﺘﺼـﺮ(اي ُﻣـﻮ َﺟٌﺰ ) ﰲ ﻋﻠـﻢ اﻻﺧـﻼق( ﻫـﻮ ذﻟـﻚ اﻟﻌﻠـﻢ اﻟّـﺬي ﻳـﺘﻜﻠﻢ‬
‫ﻋــﻦ ﻗﻴﻤــﺔ اﻟﺼــﻔﺎت واﻟﺴــﻠﻮﻛﻴﺎت اﻻﺧﺘﻴﺎرﻳــﺔ وﺿــﺮورة وﺟﻮدﻫــﺎ ﻋﻨــﺪ اﻹﻧﺴــﺎن‬
‫)اﻟﺪﻳﻨﻴ ــﺔ( اﻹﺳ ــﻼﻣﻴﺔ ) وﺿ ــﻌﺘﻪ ﻟﻄ ــﻼب اﻟﺴ ــﻨﺔ اﻻوﱃ اﻻزﻫﺮﻳ ــﺔ وﲰﻴﺘ ــﻪ ﺗﻴﻴﺴ ــﺮ‬
‫اﳋﻼق ﰲ ﻋﻠﻢ اﻻﺧـﻼق (ﺑﺸـﺮﺣﻲ ﻣﺼـﺒﺎح اﻻﻧـﻮار ﰱ ﺷـﺮح ﺗﻴﺴـﺮ اﳋـﻼق ﰲ‬
‫اﻟﻌﻠــﻢ اﳋــﻼق) ﻓﻘﻠــﺖ وﺑــﺎﷲ اﻟﻌﺼــﻤﺔ وﺑﻴــﺪﻩ اﲤــﺎم اﻟﻨﻌﻤــﺔ( )ﻋﻠــﻢ اﻻﺧــﻼق‬
‫ـﲔ ﺑــﻪ ﻣـﺎ ﰲ اﻟــﻨﻔﺲ ﻣـﻦ ﻣﻌــﺎن ﻣﺼـﺪر ﻋﺒَ ـَﺮ )ﻋــﻦ‬ ‫ﻋﺒـﺎرة(ﻫــﻲ اﻟﻜــﻼم اﻟـﺬي ﻳـُﺒَ ـ ﱢُ‬
‫)‬ ‫ﻗﻮاﻋــﺪ(ﻣــﻦ اﻟﻘﺎﻋــﺪة‬
‫ﺻـ ـ ــﻼح اﻟﻘﻠـ ـ ــﺐ ( ﻓﺎﻟﻘﻠـ ـ ــﺐ ﻣﺼـ ـ ــﺪر اﻟﺴـ ـ ــﻌﺎدة واﻟﺸـ ـ ــﻘﺎء ﻟﻺﻧﺴـ ـ ــﺎن )وﺳـ ـ ــﺎﺋﺮ‬
‫اﳊ ـﻮاس(ﻣــﻦ اﳌﻌﺎﺻــﻲ )وﻣﻮﺿــﻮﻋﻪ اﻻﺧــﻼق ﻣــﻦ ﺣﻴــﺚ اﻟﺘﺤﻠــﻰ ﲟﺤﺎﺳــﻨﻬﺎ‬

‫أإﻋﺎﻧﺔ اﻟﻄﺎﻟﺒﲔ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ أﻟﻔﺎظ ﻓﺘﺢ اﳌﻌﲔ‬

‫ب‬
‫ﺣﺎﺷﻴﺔ اﻟﺪﺳﻮﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺮح اﻟﺴﻌﺪ ‪٨/١‬‬
‫واﻟﺘﺨﻠ ــﻰ ﻋ ــﻦ ﻋ ــﻦ ﻗﺒﺎﺋﺤﻬ ــﺎ( اﻟﺘﺨﻠﻴ ــﺔ واﻟﺘﺤﻠﻴ ــﺔ وﻫ ــﻲ ﻣ ــﻦ أﻫ ــﻢ ﻣﺒ ــﺎدئ أﻫ ــﻞ‬
‫اﻟﺴــﻠﻮك اﻟﺼــﻮﻓﻴﺔ اﻟﺘﺨﻠﻴــﺔ ﺗﻄﻬــﲑ اﻟــﻨﻔﺲ ﻣــﻦ أﻣﺮاﺿــﻬﺎ وأﺧﻼﻗﻬــﺎ اﻟﺮذﻳﻠــﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﺘﺤﻠﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻠﺆﻫﺎ ﺑﺎﻷﺧﻼق اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ وإﺣﻼﳍﺎ ﳏـﻞ اﻷﺧـﻼق اﻟﺮذﻳﻠـﺔ ﺑﻌـﺪ أن‬
‫ﺧﻠﻴـ ــﺖ ﻣﻨـ ــﻪ‪ .‬ﻓـ ــﺎﻷﺧﻼق اﻟﺮذﻳﻠـ ــﺔ ﻣﺜـ ــﻞ اﻟﺸـ ــﺮك واﻟﺮﻳـ ــﺎء‪ ،‬واﻟﻌﺠـ ــﺐ‪ ،‬واﻟﻜـ ــﱪ‪،‬‬
‫واﻟــﺒﻐﺾ واﳊﺴــﺪ‪ ،‬واﻟﺸــﺢ واﻟﺒﺨــﻞ‪ ،‬واﻟﻐﻀــﺐ‪ ،‬واﳊــﺮص ﻋﻠــﻰ اﻟــﺪﻧﻴﺎ وﺣﺒﻬــﺎ‬

‫اﻟﻔﺎﺿــﻠﺔ ﻓﻜﺎﻟﺘﻮﺣﻴــﺪ واﻹﺧــﻼص واﻟﺼــﱪ‪ ،‬واﻟﺘﻮﻛــﻞ واﻹﻧﺎﺑــﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻮﺑــﺔ‪ ،‬واﻟﺸــﻜﺮ‪،‬‬

‫واﳋ ــﻮف واﻟﺮﺟ ــﺎء‪ ،‬وﺣﺴ ــﻦ اﳋﻠ ــﻖ ﰲ اﻟﺘﻌﺎﻣ ــﻞ ﻣ ــﻊ اﻟﻨ ــﺎس‪ ،‬واﻟﺸ ــﻔﻘﺔ ﻋﻠ ــﻴﻬﻢ‪،‬‬
‫اﳌﺴــﺘﻄﺎع‪ ،‬وﻋــﺪم ﺗﻐﻴــﲑ‬
‫ﻛﻤـﺎ ﻗـﺎل ﺗﻌـﺎﱃ وﻻ ﺗﺴـﺘﻮي اﳊﺴـﻨﺔ وﻻ اﻟﺴـﻴﱢﺌﺔ‬
‫ادﻓﻊ ﺑﺎﻟﱵ ﻫﻲ أﺣﺴﻦ ﻓﺈذا اﻟﺬي ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻪ ﻋـﺪاوة ﻛـﺄ ﻧّـﻪ وﱄ ﲪـﻴﻢ) ﻓـﻼ ﺑـﺪ‬

‫ﻟﺪﻳﻪ ﺣﱴ ﳝﻜﻨﻪ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺈن ﻣﻦ ﱂ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﳌﺮض وﻳﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أﺳﺒﺎﺑﻪ‬
‫ﻻ ﳝﻜﻨﻪ ﻋﻼﺟﻪ‪ ،‬وﻟﻜﻲ ﻳﺴـﺘﻄﻴﻊ اﻹﻧﺴـﺎن اﻻﻧﺘﺼـﺎر ﻋﻠـﻰ ﻧﻔﺴـﻪ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﻟــﻪ أن‬
‫ﻳﻀــﻊ أﺳﺴـﺎً ﻟﻠﺘﻌﺎﻣــﻞ ﻣﻌﻬــﺎ ﰲ ﺛــﻼث ﳏﺎوراﻹﻧﺼــﺎف ﻣﻨﻬــﺎ وﻋــﺪم ﺗﱪﺋﺘﻬــﺎ ﻓﻘــﺪ‬
‫ﻛﺎن ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻳﻘﺘﺺ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ وﻫـﻮ اﳌﻌﺼـﻮم اﳌﺴـﺪد ﺑـﺎﻟﻮﺣﻲ ‪.‬‬
‫ﺗﺮك اﻻﻧﺘﺼﺎف ﳍﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﲑ ﺑﺄﺧﺬ اﻟﺜﺄر ﳍﺎ و‬
‫وإذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ اﳌﻈﻠﻮﻣﺔ ﻓﻘﺪ ﻗﺎل اﷲ ﻋﺰ وﺟـﻞ وﳌـﻦ ﺻـﱪ وﻏﻔـﺮ إن ذﻟـﻚ ﳌـﻦ‬
‫ﻋﺰم اﻷﻣـﻮر وﻗـﺎل اﷲ ﺳـﺒﺤﺎﻧﻪ ﺗﻌـﺎﱃ ادﻓـﻊ ﺑـﺎﻟﱵ ﻫـﻲ أﺣﺴـﻦ ﻓـﺈذا اﻟـﺬي ﺑﻴﻨـﻚ‬
‫ﻧﺴـﺎن أﻏﻮﺗـﻪ‬ ‫وﺑﻴﻨﻪ ﻋﺪاوة ﻛﺄﻧـﻪ وﱄ ﲪـﻴﻢ‬
‫وﻗﺎدﺗــﻪ إﱃ اﻟﺘﻬﻠﻜــﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻧــﺖ ﳐـﲑ ﰲ اﻟﻮﺟﻬــﺔ اﻟــﱵ ﺗﺮﺗﻀــﻴﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴــﻚ ﻓــﺈذا ﺳــﺮت‬
 ‫ﻛﻤﺎ‬
‫ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل اﻹﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮف اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﻦ اﻟﺒﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑي‬
‫واﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﻔﺲ ﻛﺎﻟ‬
‫ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﺮﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎع وإن ﺗﻔﻄﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﻔﻄﻢ‬
‫ﻓــﺈذا ﻋﺎﻣــﻞ اﻹﻧﺴــﺎن ﻧﻔﺴــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻫــﺬا اﻟﻨﺤــﻮ ﻣﻠﻜﻬــﺎ واﺳــﺘﻄﺎع ﺗﻮﺟﻴﻬﻬــﺎ ﳓــﻮ‬
‫اﳋــﲑ‪ ،‬ﻓــﺈذا دﻋﺎﻫــﺎ إﱃ ﻋﺒــﺎدة اﻧﻘــﺎدت ﻟ ــﻪ واﺳﺘﺴــﻠﻤﺖ‪ ،‬وإن دﻋﻴــﺖ إﱃ ﺷــﺮ‬
‫وﺟـﺪت ﺗﺄﺑﻴـﺎً وﻧﻔــﻮراً ﻋﻨــﻪ‪،‬أﻣﺎ اﻟــﺬي ﻻ ﻳﻌــﺎﰿ ﻧﻔﺴــﻪ ﻫــﺬا اﻟﻌــﻼج وﻻ ﳚﺘﻬــﺪ ﰲ‬

‫ﺳﻴﺤﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻋﺎت ﺷﺮدت‪ ،‬ﻣﺜﻞ اﻟﺪاﺑﺔ ﲤﺎﻣـﺎً‪ ،‬ﻓﺎﻟﺪاﺑـﺔ إﻣـﺎ أن‬
‫ﺗﻜﻮن ﻣﻄﻴﻌﺔ وإﻣﺎ أن ﺗﻜﻮن ﺷﺮوداً ﺣﺮوﻧﺎً وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻨﻔﺲ إذا ﻋﻮدﻫـﺎ اﻹﻧﺴـﺎن‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﺮك ﻫﺬﻩ اﻷﺧﻼق اﻟﺬﻣﻴﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻟﺪاﺑﺔ اﳌﻄﻴﻌـﺔ اﳌﻨﻘـﺎدة‪ ،‬ﳛﻤـﻞ ﻋﻠﻴﻬـﺎ‬
‫ﻣــﺎ ﺷــﺎء وﺗﺴــﲑ ﺑــﻪ ﺣﻴــﺚ ﺷــﺎء أﻣــﺎ إذا ﺗﻌــﻮدت ﻋﻠــﻰ ﻫــﺬﻩ اﻷﺧــﻼق اﻟﺬﻣﻴﻤــﺔ‬

‫ﻳﺴــﺘﻄﻊ إﻣﺴــﺎﻛﻬﺎ وإذا أﺣﺴـﺖ ﺑــﺄي ﲪــﻞ ﺳــﻴﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻧﻔــﺮت ﻣﻨــﻪ ﻓــﻼ ﺑــﺪ‬
‫ﻣﻦ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﻔﺲ وﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻴﺨﺘﱪ ﻣـﱴ اﺳـﺘﻌﺪادﻫﺎ ﻟﻸواﻣـﺮ واﻧﺼـﻴﺎﻋﻬﺎ‬
‫ﻟﻠﺨ ــﲑ ﺑﺎﺳ ــﺘﻤﺮار ﻓ ــﺈن اﻟ ــﺬي إذا ﲰ ــﻊ اﻟﻨ ــﺪاء ﺣ ــﻲ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺼ ــﻼة ﺣ ــﻲ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﻔــﻼح أﺧــﺬﻩ اﻟﻨﻌــﺎس وﲝــﺚ ﻋــﻦ اﻟﻮﺳــﺎدة ﻧﻔﺴــﻪ ﻣــﺎ زاﻟــﺖ ﻣﺮﻳﻀــﺔ ﱂ ﺗﻨﻘــﺬ ﻟــﻪ‬
‫ﺑﻌــﺪ‪ ،‬واﻟــﺬي ﻳﻨــﺎم ﻋﻠــﻰ ﻓﺮاﺷــﻪ إذا ﺗﻌــﺎر ﻣــﻦ اﻟﻠﻴــﻞ ﱂ ﻳﺴــﺘﻄﻊ أن ﻳﻨﺘﺼــﺮ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻧﻔﺴــﻪ ﻓﻴﺴــﺘﻴﻘﻆ وﻳــﺬﻛﺮ اﷲ وﻳﺘﻮﺿــﺄ وﻳﺼــﻠﻲ ﺣــﱴ ﲢــﻞ ﻋﻨــﻪ ﻋﻘــﺪ اﻟﺸــﻴﻄﺎن‪،‬‬
‫ﻧﻔﺴــﻪ ﻣــﺎ زاﻟــﺖ ﻣﺮﻳﻀــﺔ ﲢﺘــﺎج إﱃ ﻋــﻼج‪ ،‬واﻟــﺬي ﻻ ﺗﻄﺎوﻋــﻪ ﻧﻔﺴــﻪ إذا أراد‬
‫ﺻــﻮم اﻟﻨﻔــﻞ أو إﻧﻔــﺎق اﳌــﺎل أو أراد أي ﻋﻤــﻞ ﺧــﲑ ﻻ ﺗﻄﺎوﻋــﻪ ﻧﻔﺴــﻪ ﻣــﺎ زاﻟــﺖ‬
‫ﻣﺼﺎﺑﺔ ﲟﺮض ﻋﻀﺎل ﳐـﻮف ﻻ ﺑـﺪ ﻣـﻦ ﻋﻼﺟـﻪ ﻗﺒـﻞ ﻓـﻮات اﻷوان‪ ،‬ﻓـﻼ ﺑـﺪ أن‬
‫ﻠﻰ اﻟﻌﺰاﺋﻢ وإﻻ ﻗﺎدﺗـﻪ ﻫـﻲ‬
‫إﱃ اﳌﻬﺎﻟــﻚ) وﲦﺮﺗــﻪ ﺻــﻼح اﻟﻘﻠــﺐ(اي اﻟﻘﻠــﺐ اﻟﺴــﻠﻴﻢ) وﺳــﺎﺋﺮ اﳉ ـﻮاس ﰱ‬
‫اﻟﺪﻧﻴﺎ‪ ,‬واﻟﻔﻮز ﺑﺄﻋﻠﻰ اﳌﺮاﺗﺐ ﰱ اﻵﺧﺮة (ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳـ َْﻮَم ﻻ ﻳﻨﻔـﻊ ﻣـﺎل‬
‫وﻻ ﺑﻨﻮن إﻻ ﻣﻦ أﺗﻰ اﷲ ﺑﻘﻠﺐ ﺳﻠﻴﻢ وﻗﺎل ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﳌﺴﻴﺐ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺴـﻠﻴﻢ‬
‫ﻫﻮ اﻟﻘﻠﺐ اﻟﺼﺤﻴﺢ وﻫﻮ ﻗﻠﺐ اﳌﺆﻣﻦ ﻷن ﻗﻠﺐ اﻟﻜﺎﻓﺮ و اﳌﻨﺎﻓﻖ ﻣﺮﻳﺾ‬

‫اﻟﺘﻘﻮى‬
‫اﻟﺘﻘــﻮى ﰲ اﻟﻠﻐــﺔﻧﻘﻮل اﺗﻘــﻰ ﻳﺘﻘــﻲ وﻗــﻰ ﻳﻘــﻲ ﻣــﻦ اﻟﻮﻗﺎﻳــﺔ واﻟﺘﻘــﻮى ﲟﻌــﲎ اﻟﺴــﱰ‬
‫واﻟﺼــﻮن واﳊــﺬر‪ .‬أي وﻗﺎﻳــﺔ وﺻــﻴﺎﻧﺔ ﻛﻤــﺎ ﻳﻘــﺎل ﰲ اﻟﺸــﺎﺋﻊ اﻟﻮﻗﺎﻳــﺔ ﺧــﲑ ﻣــﻦ‬
‫اﻟﻌــﻼج واﺻــﺘﻼﺣﺎ ﻫــﻰ) اﻣﺘﺜــﺎل اواﻣــﺮ اﷲ ﻋــﺰ وﺟــﻞ واﺟﺘﻨــﺎب ﻧﻮاﻫﻴــﻪ ﺳ ـﺮا‬
‫وﻋﻼﻧﻴﺔ( ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺸﺮع اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﲟﻌﲎ ان ﳚﻌﻞ اﻟﻌﺒﺪ ﺑﻴﻨﻪ وﺑـﲔ‬
‫رﺑــﻪ وﻗﺎﻳــﺔ ﻋﻤﻠﻴــﺔ و ﺗﻘﻴــﻪ ﻏﻀــﺒﻪ ﺳــﺒﺤﺎﻧﻪ وﺳــﺨﻄﻪ وﻗــﺎل اﳊﺴــﻦ اﻟﺒﺼــﺮي رﲪــﻪ‬
‫اﷲ ‪ .‬ﻣـﺎ زاﻟـﺖ اﻟﺘﻘـﻮى ﺑـﺎﳌﺘﻘﲔ ﺣـﱴ ﺗﺮﻛـﻮا ﻛﺜـﲑا ﻣـﻦ اﳊـﻼل ﳐﺎﻓـﺔ اﳊـﺮام وﻗـﺎل‬
‫اﺗﻘ ـﻮا ﻣــﺎ ﻻ ﻳﺘﻘــﻰ وﻛﺘــﺐ اﺣــﺪ‬ ‫ﺳــﻔﻴﺎن اﻟﺜﻮرﻳﺮﲪــﻪ اﷲ‬
‫اﻟﺼﺎﳊﲔ اﱃ اخ ﻟﻪ ﰲ اﷲ ﻳﻨﺼﺤﻪ ﻓﻘﺎل اوﺻﻴﻚ ﺑﺘﻘﻮى اﷲ اﻟـﺬي ﻫـﻮ ﳒﻴـﻚ‬
‫ﰲ ﺳـﺮﻳﺮﺗﻚ ورﻗﻴﺒـﻚ ﰲ ﻋﻼﻧﻴﺘــﻚ ﻓﺎﺟﻌـﻞ اﷲ ﻣـﻦ ﺑﺎﻟــﻚ ﻋﻠـﻰ ﻛـﻞ ﺣــﺎل ﰲ‬
‫رك وﺧـﻒ اﷲ ﺑﻘﺪرﻗﺮﺑـﻪ ﻣﻨـﻚ وﻗﺪرﺗـﻪ ﻋﻠﻴـﻚ واﻋﻠـﻢ اﻧـﻚ ﺑﻌﻴﻨـﻪ وﻻ‬
‫ﲣﺮج ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎﻧﻪ اﱃ ﺳـﻠﻄﺎن ﻏﲑﻫـﻮﻻ ﻣـﻦ ﻣﻠﻜـﻪ اﱃ ﻣﻠـﻚ ﻏـﲑﻩ ﻓﻠـﻴﻌﻈﻢ ﻣﻨـﻪ‬
‫ﺣــﺬرك وﻟﻴﻜﺜــﺮ وﺟﻠــﻚ) ﻓــﻼ ﺗــﺘﻢ اﻻ ﺑــﺎﻟﺘﺨﻠﻰ ﻋــﻦ ﻛــﻞ رذﻳﻠــﺔ واﻟﺘﺤﻠــﻰ ﺑﻜــﻞ‬
‫ﻓﻀﻴﻠﺔ(ﻟﻠﻮﺻﻮل اﱄ اﻟﺘﺠﻠﻲ) ﻓﻬﻰ( اي اﻟﺘﻘﻮى) اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺬى ﻣﻦ ﺳـﻠﻜﻪ(اي‬
‫(اي اﻟﻌﺮوة )ﳒﺎ(أي ﻓـﺎز‬ ‫اﻟﻄﺮﻳﻖ )‬
‫(اي اﻟﺘﻘ ــﻮى )ﻛﺜ ــﲑة‬ ‫وﻇﻔ ــﺮ ﺑﻜ ــﻞ ﺧ ــﲑ أو ﳒ ــﺎ ﻣ ــﻦ آﻓ ــﺎت اﻟ ــﺪارﻳﻦ )‬
‫ﻣﻨﻬ ــﺎ( اي ﻛﺜ ــﲑة) ان ﻳﻼﺣ ــﻆ اﻻﻧﺴ ــﺎن( ﻫ ــﻮ اﳌﺨﻠ ــﻮق اﻷول اﻟ ــﺬي ﻗَﺒِــﻞ ﲪ ــﻞ‬
‫اﻷﻣﺎﻧــﺔَ ﻓﻠﻤــﺎ ﻗﺒــﻞ ﲪــﻞ اﻷﻣﺎﻧــﺔ ﻛﺮﻣــﻪ اﷲ أﻋﻈــﻢ ﺗﻜــﺮﱘ ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ َوﻟََﻘـ ْﺪ َﻛﱠﺮْﻣﻨَــﺎ‬
‫ﻀْﻠﻨَﺎ ُﻫ ْﻢ َﻋﻠَﻰ َﻛﺜِـ ٍﲑ‬ ‫َﺎت َوﻓَ ﱠ‬
‫ﺑ َِﲏ آَ َد َم وَﲪََْﻠﻨَﺎ ُﻫ ْﻢ ِﰲ اﻟْﺒَـﱢﺮ وَاﻟْﺒَ ْﺤ ِﺮ َوَرَزﻗْـﻨَﺎ ُﻫ ْﻢ ِﻣ َﻦ اﻟﻄﱠﻴﱢﺒ ِ‬
‫ﻀــﻴﻼً ﻫـﻮ اﳌﺨﻠــﻮق اﻷول واﳌﺨﻠــﻮق اﳌﻜــﺮم ﻟــﺬﻟﻚ ورد ﰲ ﺑﻌــﺾ‬ ‫ِﳑـﱠ ْﻦ َﺧﻠَ ْﻘﻨَــﺎ ﺗَـ ْﻔ ِ‬
‫أﻗﻮال ﺳﻴﺪﻧﺎ اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ أن اﳌﻼﺋﻜﺔ رﻛﺒﺖ ﻣﻦ ﻋﻘﻞ ﺑﻼ ﺷـﻬﻮة‬
‫وأن اﳊﻴﻮان رﻛـﺐ ﻣـﻦ ﺷـﻬﻮة ﺑـﻼ ﻋﻘـﻞ ﺑﻴﻨﻤـﺎ اﻹﻧﺴـﺎن رﻛـﺐ ﻣـﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤـﺎ ﻓـﺈن‬
‫ﲰــﺎ ﻋﻘﻠـﻪ ﻋﻠــﻰ ﺷــﻬﻮﺗﻪ أﺻــﺒﺢ ﻓــﻮق اﳌﻼﺋﻜــﺔ اﻟــﺪﻟﻴﻞ إِ ﱠن اﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ آَ َﻣﻨُـﻮا َو َﻋ ِﻤﻠُـﻮا‬
‫ْﱪﻳـﱠ ِﺔ ﺳـﻮرة اﻟﺒـﲔ وإذا ﲰـﺖ ﺷـﻬﻮﺗﻪ ﻋﻠـﻰ ﻋﻘﻠـﻪ‬ ‫ـﻚ ﻫُـ ْﻢ َﺧﻴـْـُﺮ اﻟ َِ‬
‫َِﺎت أُوﻟَﺌِ َ‬‫ﺼـﺎﳊ ِ‬ ‫اﻟ ﱠ‬
‫ﲔ ِﰲ ﻧَــﺎ ِر‬ ‫ـﺎب وَاﻟْ ُﻤ ْﺸـ ـ ِﺮﻛِ َ‬
‫أﺻ ــﺒﺢ دون اﳊﻴـ ـﻮان إِ ﱠن اﻟﱠـ ـﺬِﻳ َﻦ َﻛ َﻔـ ـُﺮوا ِﻣـ ـ ْﻦ أَ ْﻫ ـ ِـﻞ اﻟْ ِﻜﺘَ ـ ِ‬
‫ْﱪﻳﱠِﺔ)اﻧﻪ(اي اﻻﻧﺴﺎن )ﻋﺒﺪ ذﻟﻴﻞ(ﻫﻮ ذل‬ ‫ِﻚ ُﻫ ْﻢ َﺷﱡﺮ اﻟ َِ‬ ‫َﺟ َﻬﻨﱠ َﻢ ﺧَﺎﻟِﺪِﻳ َﻦ ﻓِﻴﻬَﺎ أُوﻟَﺌ َ‬
‫اﻟﻠــﲔ واﻻﻧﻘﻴــﺎد اﻟــﺬي ﺻــﺎﺣﺒﻪ ذﻟــﻮل ﻓــﺎﳌﺆﻣﻦ ذﻟــﻮل ﻛﻤــﺎ ﰲ اﳊــﺪﻳﺚ اﳌــﺆﻣﻦ‬
‫ﻛﺎﳉﻤــﻞ اﻟــﺬﻟﻮل واﳌﻨــﺎﻓﻖ واﻟﻔﺎﺳــﻖ ذﻟﻴــﻞ)وان رﺑــﻪ (اي اﻻﻧﺴــﺎن )ﻗــﻮى (ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣ ـﺮادﻩ )ﻋﺰﻳــﺰ(اﻟﻐﺎﻟــﺐ ﻋﻠــﻰ أﻣــﺮﻩأ) وﻻ ﻳﻨﺒﻐــﻰ ﻟﻠــﺬﻟﻴﻞ ان ﻳﻌﺼــﻰ اﻟﻌﺰﻳــﺰ ﻻن‬
‫ﻧﺎﺻﻴﺘﻪ ﺑﻴﺪﻩ( اﻟﻨﺎﺻﻴﺔ ﰱ اﻻﺻﻞ ﻣﻘﺪم اﻟـﺮأس أو ﺷـﻌﺮ اﳌﻘـﺪم اﻃﻠـﻖ وأرﻳـﺪ ﻫﻨـﺎ‬
‫اﻟﺸـﺨﺺ ﺑﺘﻤﺎﻣـﻪ )وﻣﻨﻬـﺎ( اي ﻛﺜـﲑة) ان ﻳﺘـﺬﻛﺮ اﺣﺴـﺎن اﷲ اﻟﻴـﻪ(إﺣﺴـﺎن اﷲ‬
‫أ‬
‫ﺗﻔﺴﲑ اﳉﻼﻟﲔ‬
‫ﻟ ـ ـ ـ ــﻚ ﺑﺈﳚ ـ ـ ـ ــﺎدك وإﻣ ـ ـ ـ ــﺪادك وﻫ ـ ـ ـ ــﺪاﻳﺘﻚ ﺑﺈﺣﺴ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻚ إﱃ اﳋﻠ ـ ـ ـ ــﻖ )ﰱ ﲨﻴ ـ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﺺ ﻣـﻦ‬ ‫ﺣﺎل اﻹﻧﺴﺎن ﻣﺎ ﳜـﺘ ﱡ‬ ‫ْﺖ اﻟﺬي أﻧﺖ ﻓﻴﻪ او ُ‬ ‫َﺎل اﻟﻮﻗ ُ‬
‫اﻻﺣﻮال(ﻣﻔﺮدﻫﺎ اﳊ ُ‬
‫أُﻣــﻮرﻩ اﳌﺘﻐـ ﱠـﲑة اﳊ ّﺴـﻴّ ِﺔ واﳌﻌﻨﻮﻳــﺔ ) وﻣــﻦ ﻛــﺎن ﻛــﺬاﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺒﻐــﻰ ان ﲡﺤــﺪ ﻧﻌﻤﺘــﻪ(‬
‫اي إﻧﻜـﺎر اﻟﻨﻌﻤـﺔ ﻫـﻮ ﺗــﺮك اﻟﻘﻴـﺎم ﲟـﺎ وﺟـﺐ ﻋﻠــﻴﻬﻢ ﻣـﻦ اﻟﻌﻠـﻢ ﲟﻌﺮﻓﺘﻬـﺎ ﻳﻘــﻮل‬
‫اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ واذﻛــﺮوا ﻧﻌﻤــﺔ اﷲ ﻋﻠــﻴﻜﻢ وﻣﻴﺜﺎﻗــﻪ اﻟــﺬي واﺛﻘﻜــﻢ ﺑــﻪ إذ ﻗﻠــﺘﻢ ﲰﻌﻨــﺎ‬
‫وأﻃﻌﻨــﺎ واﺗﻘـﻮا اﷲ إن اﷲ ﻋﻠــﻴﻢ ﺑــﺬات اﻟﺼــﺪور )وﻣﻨﻬــﺎ ان ﻳﺘــﺬﻛﺮاﳌﻮت(اﻋﻠــﻢ‬
‫أن اﳌﻮت ﻫﺎﺋﻞ وﺧﻄـﺮﻩ ﻋﻈـﻴﻢ وﻏﻔﻠـﺔ اﻟﻨـﺎس ﻋﻨـﻪ ﻟﻘﻠـﺔ ﻓﻜـﺮﻫﻢ ﻓﻴـﻪ وذﻛـﺮﻫﻢ ﻟـﻪ‬
‫وﻣﻦ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﻟﻴﺲ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺑﻘﻠﺐ ﻓﺎرغ ﺑﻞ ﺑﻘﻠﺐ ﻣﺸﻐﻮل ﺑﺸﻬﻮة اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻼ ﻳﻨﺠـﻊ‬
‫ذﻛــﺮ اﳌــﻮت ﰲ ﻗﻠﺒــﻪ ﻓــﺎﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻴــﻪ أن ﻳﻔــﺮغ اﻟﻌﺒــﺪ ﻗﻠﺒــﻪ ﻋــﻦ ﻛــﻞ ﺷــﻲء إﻻ ﻋــﻦ‬
‫ذﻛــﺮ اﳌــﻮت اﻟــﺬي ﻫــﻮ ﺑــﲔ ﻳﺪﻳــﻪ ﻛﺎﻟــﺬي ﻳﺮﻳــﺪ أن ﻳﺴــﺎﻓﺮ إﱃ ﻣﻔ ـﺎزة ﳐﻄــﺮة أو‬
‫ﻳﺮﻛــﺐ اﻟﺒﺤــﺮ ﻓﺈﻧــﻪ ﻻ ﻳﺘﻔﻜــﺮ إﻻ ﻓﻴــﻪ ﻓــﺈذا ﺑﺎﺷــﺮ ذﻛــﺮ اﳌــﻮت ﻗﻠﺒــﻪ ﻓﻴﻮﺷــﻚ أن‬
‫ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ وﻋﻨﺪ ذﻟـﻚ ﻳﻘـﻞ ﻓﺮﺣـﻪ وﺳـﺮورﻩ ﺑﺎﻟـﺪﻧﻴﺎ وﻳﻨﻜﺴـﺮ ﻗﻠﺒـﻪ وأﳒـﻊ ﻃﺮﻳـﻖ ﻓﻴـﻪ‬

‫ﲢﺖ اﻟﱰاب وﻳﺘـﺬﻛﺮ ﺻـﻮرﻫﻢ ﰲ ﻣﻨﺎﺻـﺒﻬﻢ وأﺣـﻮاﳍﻢ وﻳﺘﺄﻣـﻞ ﻛﻴـﻒ ﳏـﺎ اﻟـﱰاب‬
‫اﻵن ﺣﺴﻦ ﺻﻮرﻫﻢ وﻛﻴﻒ ﺗﺒﺪدت أﺟﺰاؤﻫﻢ ﰲ ﻗﺒﻮرﻫﻢ وﻛﻴﻒ أرﻣﻠﻮا ﻧﺴﺎءﻫﻢ‬
‫وأﻳﺘﻤ ـ ـ ـﻮا أوﻻدﻫ ـ ــﻢ وﺿ ـ ــﻴﻌﻮا أﻣ ـ ـ ـﻮاﳍﻢ وﺧﻠ ـ ــﺖ ﻣ ـ ــﻨﻬﻢ ﻣﺴ ـ ــﺎﺟﺪﻫﻢ وﳎﺎﻟﺴ ـ ــﻬﻢ‬
‫واﻧﻘﻄﻌﺖ آﺛـﺎرﻫﻢ ﻓﻤﻬﻤـﺎ ﺗـﺬﻛﺮ رﺟـﻞ رﺟـﻼ وﻓﺼـﻞ ﰲ ﻗﻠﺒـﻪ ﺣﺎﻟـﻪ وﻛﻴﻔﻴـﺔ ﻣﻮﺗـﻪ‬
‫وﺗــﻮﻫﻢ ﺻــﻮرﺗﻪ وﺗــﺬﻛﺮ ﻧﺸــﺎﻃﻪ وﺗــﺮددﻩ وﺗﺄﻣﻠــﻪ ﻟﻠﻌــﻴﺶ واﻟﺒﻘــﺎء وﻧﺴــﻴﺎﻧﻪ ﻟﻠﻤــﻮت‬
‫واﳔﺪاﻋ ــﻪ ﲟﻮاﺗ ــﺎة اﻷﺳ ــﺒﺎب ورﻛﻮﻧ ــﻪ إﱃ اﻟﻘ ــﻮة واﻟﺸ ــﺒﺎب وﻣﻴﻠ ــﻪ إﱃ اﻟﻀ ــﺤﻚ‬
‫واﻟﻠﻬﻮ وﻏﻔﻠﺘﻪ ﻋﻤﺎ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﻦ اﳌﻮت اﻟﺬرﻳﻊ واﳍﻼك اﻟﺴﺮﻳﻊ وأﻧﻪ ﻛﻴﻒ ﻛـﺎن‬
 ‫اﻟـﺪود ﻟﺴـﺎﻧﻪ وﻛﻴـﻒ ﻛـﺎن ﻳﻀـﺤﻚ وﻗـﺪ أﻛـﻞ اﻟـﱰاب أﺳـﻨﺎﻧﻪ وﻛﻴـﻒ ﻛـﺎن ﻳـﺪﺑﺮ‬
‫ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﳛﺘﺎج إﻟﻴﻪ إﱃ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﲔ ﰲ وﻗـﺖ ﱂ ﻳﻜـﻦ ﺑﻴﻨـﻪ وﺑـﲔ اﳌـﻮت إﻻ‬
‫ﺷﻬﺮ وﻫﻮ ﻏﺎﻓﻞ ﻋﻤﺎ ﻳﺮاد ﺑﻪ ﺣﱴ ﺟﺎءﻩ اﳌـﻮت ﰲ وﻗـﺖ ﱂ ﳛﺘﺴـﺒﻪ ﻓﺎﻧﻜﺸـﻒ‬
‫ﻟــﻪ ﺻــﻮرة اﳌﻠــﻚ وﻗــﺮع ﲰﻌــﻪ اﻟﻨــﺪاء إﻣــﺎ ﺑﺎﳉﻨــﺔ أو ﺑﺎﻟﻨــﺎر ﻓﻌﻨــﺪ ذﻟــﻚ ﻳﻨﻈــﺮ ﰲ‬
‫ﻧﻔﺴــﻪ أﻧــﻪ ﻣــﺜﻠﻬﻢ وﻏﻔﻠﺘــﻪ ﻛﻐﻔﻠــﺘﻬﻢ وﺳــﺘﻜﻮن ﻋﺎﻗﺒﺘــﻪ ﻛﻌــﺎﻗﺒﺘﻬﻢأو ﻗــﺎل اﳊﺴــﻦ‬
‫ﻓﻀــﺢ اﳌــﻮت اﻟــﺪﻧﻴﺎ ﻓﻠــﻢ ﻳــﱰك ﻟــﺬي ﻋﻘــﻞ ﻋﻘــﻼو ﻗــﺎل ﺑﻌــﺾ اﻟﻌﻠﻤــﺎء ﻷﺣــﺪ‬
‫إﺧﻮاﻧﻪ اﺣﺬر اﳌﻮت ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﲑ إﱃ دار ﺗﺘﻤﲎ ﻓﻴﻬﺎاﳌﻮت ﻓﻼ‬
‫ﲡــﺪﻩ و ﻗــﺎل أﺑــﻮ اﻟــﺪرداء إذا ذﻛــﺮت اﳌــﻮت ﻓﻌــﺪ ﻧﻔﺴــﻚ أﺣــﺪﻫﻢ و ﻗﺎﻟــﺖ‬
‫ﻋﺎﺋﺸــﺔ ﻻﻣـﺮأة أﻛﺜــﺮي ذﻛــﺮ اﳌـﻮت ﻳــﺮق ﻗﻠﺒــﻚ وﻗــﺎل إﺑـﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﻴﻤــﻲ ﺷــﻴﺌﺎن‬
‫ﻗﻄﻌﺎ ﻋﲏ ﻟﺬة اﻟـﺪﻧﻴﺎ ذﻛـﺮ اﳌـﻮت واﻟﻮﻗـﻮف ﺑـﲔ ﻳـﺪي اﷲ وﻗـﺎل اﳊﺴـﻦ ﻣـﻦ‬
‫ﻋــﺮف اﳌــﻮت ﻫﺎﻧــﺖ ﻋﻠﻴــﻪ ﻣﺼــﺎﺋﺐ اﻟــﺪﻧﻴﺎ وﻗــﺎل اﳊﺴــﻦ ﻣــﺎ أﻟــﺰم ﻋﺒــﺪ ذﻛــﺮ‬
‫اﳌــﻮت إﻻ ﺻــﻐﺮت اﻟــﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨــﺪﻩ وﻗــﺎل أﺑــﻮ اﻟــﺪرداء ﻣــﻦ أﻛﺜــﺮ ذﻛــﺮ اﳌــﻮت ﻗــﻞ‬
‫ﻓﺮﺣـﻪ وﻗـﻞ ﺣﺴـﺪﻩ وﻗـﺎل ﺳـﻌ ﻴﺪ ﺑـﻦ ﺟﺒـﲑ ﻟـﻮ ﻓـﺎرق ذﻛـﺮ اﳌـﻮت ﻗﻠـﱯ ﳋﺸـﻴﺖ‬
‫أن ﻳﻔﺴـﺪ ﻋﻠـ ّﻲ ﻗﻠـﱯ وﻗـﺎل اﻷوزاﻋـﻲ ﻣــﻦ أﻛﺜـﺮ ذﻛـﺮ اﳌـﻮت ﻛﻔـﺎﻩ اﻟﻴﺴــﲑوﻗﺎل‬
‫اﻟﺜــﻮري ﻟــﻮ أن اﻟﺒﻬــﺎﺋﻢ ﺗﻌﻘــﻞ ﻣــﻦ اﳌــﻮت ﻣــﺎ ﺗﻌﻘﻠــﻮن ﻣــﺎ أﻛﻠــﺘﻢ ﻣﻨﻬــﺎ ﲰﻴﻨﺎوﻗــﺎل‬
‫اﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻦ ﱂ ﻳﺮدﻋﻪ اﻟﻘﺮآن واﳌﻮت ﻓﻠﻮ ﺗﻨﺎﻃﺤﺖ اﳉﺒـﺎل ﺑـﲔ‬
‫ﻳﺪﻳـﻪ ﱂ ﻳﺮﺗـﺪع وﻗـﺎل أﺑـﻮ ﻧﻌـﻴﻢ ﻛـﺎن اﻟﺜـﻮري إذا ذﻛـﺮ اﳌـﻮت ﱂ ﻳُﻨﺘﻔـﻊ ﺑـﻪ أﻳﺎﻣـﺎً‬
‫وﰲ اﳊﺪﻳﺜﺄﻛﺜﺮوا ذﻛﺮﻫﺎذم اﻟﻠﺬات )ﻻن ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻧﻪ ﺳﻴﻤﻮت واﻧﻪ ﻟﻴﺲ اﻣﺎﻣـﻪ‬
‫اﻻ اﳉﻨﺔ او اﻟﻨﺎر ﺑﻌﺜﻪ ذﻟﻚ اﱃ اﻻﻋﻤﺎل اﻟﺼﺎﳊﺔ(ﻫﻲ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻟﻠﺸﺮع‬
‫وﻳﻜ ـ ــﻮن ﺻ ـ ــﺎﺣﺒﻬﺎ ُﳐﻠﺼـ ـ ـﺎً ﻟﺮﺑ ـ ــﻪ ﺗﺒ ـ ــﺎرك وﺗﻌ ـ ــﺎﱃ )ﺣﺴ ـ ــﺐ اﻻﺳ ـ ــﺘﻄﺎﻋﺔ( ﻗ ـ ــﺎل‬
‫أ‬
‫اﻻﺣﻴﺎء ﻋﻠﻮم اﻟﺪﻳﻦ اﻻﻣﺎم اﻟﻐﺰاﱄ‬
 ‫اﻟﻄﺤﺎوي رﲪﻪ اﷲ‬
‫ﳚﻮز أن ﻳﻮﺻﻒ اﳌﺨﻠﻮق ﺑﻪ ﻓﻬﻲ ﻳﻌﲏ اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔﻣﻊ اﻟﻔﻌـﻞ وأﻣـﺎ اﻻﺳـﺘﻄﺎﻋﺔ‬

‫ﻳﺘﻌﻠــﻖ اﳋﻄــﺎب ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﻻ ﻳﻜﻠــﻒ اﷲ ﻧﻔﺴــﺎ إﻻ وﺳــﻌﻬﺎ وﻣــﻦ‬

‫اﻻﻋﻤــﺎل اﻟﺼــﺎﳊﺔ ﻣﺴــﺎﻋﺪة اﳌﺴــﻠﻤﲔ ﻗــﺎل رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ‬
‫اﳋﻠﻖ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻴﺎل اﷲ وأﺣﺒﻬﻢ إﱃ اﷲ أﻧﻔﻌﻬﻢ ﻟﻌﻴﺎﻟﻪ ﻋﻦ أﰊ ﻫﺮﻳـﺮة رﺿـﻲ اﷲ‬
‫ﻋﻨـﻪ ﻗـﺎل ﺳـﺌﻞ رﺳـﻮل اﷲ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ أي اﻷﻋﻤـﺎل أﻓﻀـﻞ ﻗــﺎل أن‬
‫ﺗـﺪﺧﻞ ﻋﻠـﻰ أﺧﻴـﻚ اﳌـﺆﻣﻦ ﺳـﺮوراً أو ﺗﻘﻀـﻲ ﻟـﻪ دﻳﻨـﺎً أو ﺗﻄﻌﻤـﻪ ﺧﺒـﺰاًأ و ﻗـﺎل‬
‫اﳌﻨـﺎوي ﰲ ﻓــﻴﺾ اﻟﻘـﺪﻳﺮ أﻓﻀـﻞ اﻷﻋﻤــﺎل أي ﻣــﻦ أﻓﻀـﻠﻬﺎ أي ﺑﻌــﺪ اﻟﻔـﺮاﺋﺾ‬
‫ﻛﻤﺎ ذﻛﺮﻩ ﰲ اﳊﺪﻳﺚ اﳌﺎر‪ ،‬واﳌﺮاد اﻷﻋﻤﺎل اﻟﱵ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ اﳌـﺆﻣﻦ ﻣـﻊ إﺧﻮاﻧـﻪ أن‬
‫ﺗــﺪﺧﻞ أي إدﺧﺎﻟــﻚ ﻋﻠــﻰ أﺧﻴــﻚ اﳌــﺆﻣﻦ أي أﺧﻴــﻚ ﰲ اﻹﳝــﺎن وإن ﱂ ﻳﻜــﻦ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺐ ﺳﺮوراً أي ﺳﺒﺒﺎً ﻹﻧﺸﺮاح ﺻﺪرﻩ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟـﺪﻳﻦ واﻟـﺪﻧﻴﺎ أو ﺗﻘﻀـﻲ‬
‫ﺗﺆدي ﻋﻨﻪ دﻳﻨﺎً ﻟﺰﻣﻪ أداؤﻩ ﳌﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺗﻔﺮﻳﺞ اﻟﻜﺮب وإزاﻟﺔ اﻟﺬل أو ﺗﻄﻌﻤﻪ وﻟـﻮ‬
‫ﺧﺒـﺰاً ﻓﻤــﺎ ﻓﻮﻗــﻪ ﻣــﻦ ﳓــﻮ اﻟﻠﺤــﻢ أﻓﻀــﻞ وإﳕــﺎ ﺧــﺺ اﳋﺒــﺰ ﻟﻌﻤــﻮم ﺗﻴﺴــﺮ وﺟــﻮدﻩ‬
‫ﺣﱴ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻠﻤﺮء ﻋﺬر ﰲ ﺗﺮك اﻹﻓﻀﺎل ﻋﻠﻰ اﻹﺧﻮان واﻷﻓﻀـﻞ إﻃﻌﺎﻣـﻪ ﻣـﺎ‬
‫ﻳﺸــﺘﻬﻴﻪ اﻧﺘﻬــﻰ )واﻟﻨﻈــﺮ اﻟــﻴﻬﻢ ﺑﻌــﲔ اﻟﻌﻄــﻒ(اي ﻋــﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑﺮﻓــﻖ وﻟــﲔ ورﻗّــﺔ‬
‫ـﻒ‬
‫ـﺬل اﳋـﲑ وﻧﻔـ َﻊ اﳌﺮﺣـﻮم‪ ،‬وﻛ ﱠ‬‫ﺐﺑ َ‬ ‫ُﻮﺟ ُ‬
‫)واﻟﺮﲪﺔ (ﻫﻲ ِرﻗﱠﺔُ اﻟﻘﻠﺐ ﰲ اﳌُﻜﻠﱠﻒ ﺗ ِ‬
‫ﺼــﻒ ﺑﻜﻤﺎﳍــﺎ ﻧﺒﻴﱡﻨــﺎ ﳏﻤـ ٌﺪ ﺻــﻠﻰ‬
‫ـﺎل ﰲ اﳌُﻜﻠﱠــﻒ اﺗﱠ َ‬
‫اﻷذى ﻋﻨــﻪ وﻫــﻲ ﺻــﻔﺔُ ﻛﻤـ ٍ‬
‫اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﻏﲑُﻩ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ دوﻧَﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬

‫أ‬
‫رواﻩ اﺑﻦ أﰊ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﰲ ﻛﺘﺎب‪ :‬ﻗﻀﺎء اﳊﻮاﺋﺞ‪ ،‬واﻟﺒﻴﻬﻘﻲ وﻏﲑﳘﺎ‬
‫ﲔ‬‫ﺺ َﻋﻠَْﻴ ُﻜ ْﻢ ﺑِﺎﻟْﻤ ُْﺆِﻣﻨِ َ‬
‫ُﺴ ُﻜ ْﻢ َﻋﺰِﻳٌﺰ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ ﻣَﺎ َﻋﻨِﺘﱡ ْﻢ َﺣﺮِﻳ ٌ‬
‫ُﻮل ِﻣ ْﻦ أَﻧْـﻔ ِ‬
‫ﻟََﻘ ْﺪ ﺟَﺎءَ ُﻛ ْﻢ َرﺳ ٌ‬
‫َﺣـﻴ ٌﻢ وﻣـﻦ ﻻ رﲪـﺔَ ﰲ ﻗﻠﺒِـﻪ ﻓﻬـﻮ ﺟﺒﱠـﺎٌر ﺷـﻘ ﱞﻲ ﻋـﻦ أﰊ ﻫﺮﻳـﺮة رﺿـﻲ اﷲ‬ ‫ُوف رِ‬
‫َرء ٌ‬
‫أ‬
‫ﻋﻨــﻪ ﻋــﻦ اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻗــﺎل ﻻ ﺗُﻨـَﺰعُ اﻟﺮﲪـﺔُ إﻻ ﻣــﻦ ﺷــﻘ ﱟﻲ‬
‫َﺳ ـ ـﻴﱠﻤَﺎ) اذا ﺳـ ــﺒﻖ(اي ﺗﻘـ ــﺪم ) ﻣـ ــﻨﻬﻢ اﺣﺴـ ــﺎن اﻟﻴـ ــﻪ(اي‬ ‫)ﺧﺼﻮﺻـ ــﺎ(اي ﻻ ِ‬
‫َـﺎج‬
‫(اي ﺣﺎﺻـﻞ اﻟﺘﻘـﻮى )ف( ﻫـﻮ )ﺳـﻌﺎدة(اي ﻓـﺮٍَح واﺑْﺘِﻬ ٍ‬ ‫اﻻﻧﺴـﺎن)‬
‫ْﺧ ُﻞ اﻟﺒَـ ْﻬ َﺠﺔَ وَاﻟ َﻔـَﺮ َح َﻋﻠَـﻰ اﻟـﻨﱠـﻔْﺲ) اﻟـﺪارﻳﻦ اﻣـﺎ ﰱ اﻟـﺪﻧﻴﺎ( اي‬ ‫ﲟﻌﲎ ُﻛ ﱡﻞ ﻣَﺎ ﻳُﺪ ِ‬
‫ﺿـ ٍﺔ‬
‫ﷲ َﺟﻨَﺎ َح ﺑَـﻌُﻮ َ‬ ‫ِل ِﻋْﻨ َﺪ ا ِ‬
‫َﺖ اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ ﺗَـ ْﻌﺪ ُ‬
‫اﳊﻴﺎة اﳊﺎﺿﺮة ﻋﻜﺴﻬﺎ اﻵﺧﺮة ﻟ َْﻮ ﻛَﺎﻧ ِ‬
‫َـﺮﺑَﺔَ َﻣـﺎ ٍء )ﻓﺎرﺗﻔـﺎع اﻟﻘـﺪر(اي ﻧﺼـﻴﺐ )وﲨـﺎل اﻟﺼـﻴﺖ(‬ ‫َﻣـﺎ ﺳَـﻘَﻰ ﻛَـﺎﻓِﺮًا ِﻣْﻨـﻬَـﺎ ﺷ ْ‬
‫اي اﳌَ ْﺸﻬُﻮٌر)واﻟﺬﻛﺮ(اﳊﺴَﻦ) واﻛﺘﺴـﺎب( اي ﻃﻠـﺐ) اﳌـﻮدة( اي اﶈﺒﱠـﺔُ و ﻫـﻲ‬
‫ﻋﻄ ــﺎء اﻟﻔﻄ ــﺮة اﻟ ــﺬي ﻻ ﺗﻜﻠ ــﻒ ﻓﻴ ــﻪ و ﻻ ﺻ ــﻨﻌﺔ و ﻻ اﺣـ ـﱰاف و ﻫ ــﻮ ﺻ ــﻔﺔ‬
‫اﻟﻨﻔــﻮس اﳋــﲑة و ﺧﻠــﺔ اﻷﺑـﺮار اﻷﺧﻴــﺎر ﻣــﻦ اﻟﺮﺟــﺎل و اﻟﻨﺴــﺎء وﻗﻴــﻞ اﻟﻔــﺮق ﺑــﲔ‬
‫اﶈﺒﺔ اﳌﻮدة ﻓﺎﳊﺐ ﻫﻮ اﳌﺆﺛﺮ واﳌﻮدةﻫﻮ أﺛﺮ ﻟﻠﺤﺐ‬

‫أ‬
‫رواﻩ أﺑﻮ داود واﻟﱰﻣﺬ‬
‫اﶈﺒــﺔ ﻻﺑــﺪ ﻣــﻦ ورآﻫــﺎ اﳌــﻮدة ﻋﻼﻣــﺔ اﳊــﺐ ﻫــﻮ اﳌــﻮدةإذن اﳊــﺐ ﺻــﻔﺔ ﻧﻔﺴــﻴﺔ‬
‫ﻋﺎﻃﻔــﺔ ﻗﻠﺒﻴــﺔ وأﻣــﺎ اﳌــﻮدة ﻓﻬــﻲ أﺛــﺮ ﺳــﻠﻮﻛﻲ أﺛــﺮ ﻋﻤﻠــﻲ ﻣﺘﻔــﺮع ﻋﻠــﻰ اﳊــﺐ) ﻣــﻦ‬
‫اﻟﻨﺎس( اﺳﻢ ﻟﻠﺠﻤﻊ ﻣـﻦ ﺑـﲏ آدم واﺣـﺪﻩ إِﻧْﺴَـﺎ ٌن ﻣـﻦ ﻏـﲑ ﻟﻔﻈـﻪ وﻗـﺪ ﻳـﺮاد ﺑـﻪ‬
‫اﻟ ُﻔﻀـﻼء دون ﻏــﲑﻫﻢ ﻣﺮاﻋـﺎ ًة ﳌﻌــﲎ اﻹِﻧﺴـﺎﻧﻴّﺔ وﰲ اﻟﺘﻨﺰﻳــﻞ وَإذَا ﻗِﻴـ َﻞ َﳍـُ ْﻢ آ ِﻣﻨُـﻮا‬
‫سأ )ﻻن ﺻ ــﺎﺣﺐ اﻟﺘﻘ ــﻮى ﻳﻌﻈﻤ ــﻪ اﻻﺻ ــﺎﻏﺮ( ﻫ ــﻢ ﻣ ــﻦ دون‬ ‫َﻛ َﻤ ــﺎ آ َﻣـ ـ َﻦ اﻟﻨﱠ ــﺎ ُ‬
‫اﻷﻛﺎﺑﺮ ﰲ اﻟﺴﻦ أو اﻟﻘﺪر أو ﰲ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ )وﻳﻬﺎﺑﻪ(اي ﳛﱰﻣﻪ )اﻻﻛـﺎﺑﺮ( اي‬
‫ﻋﻈﻤﺎء وﺷﺮﻓﺎء )وﻳﺮاﻩ ﻛﻞ ﻋﺎﻗﻞ( ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠـﻰ ﻋﻤﻠـﻪ و ﻳﻐﻠـﻖ ﻓﻤـﻪ ﻗﺒـﻞ‬
‫) اﻧـﻪ ( اي ﺻـﺎﺣﺐ اﻟﺘﻘـﻮى‬
‫ﺼـﺪق واﻟﻄﱠﺎﻋـﺔ واﳋـﲑ واﻟﻔﻀـﻞ وﺑَـﱠﺮ ﻳَﺒ ـَـﱡﺮ إذا‬ ‫ـﱪ ﻟﻐـﺔً اﻟـﱪِﱡ اﻟ ﱢ‬ ‫اﻻوﱃ ﺑـﺎﻟﱪ(ﻣﻌـﲎ اﻟ ِﱢ‬
‫ﺻـﻠَ َﺢ وﺑَـﱠﺮ ﰲ ﳝﻴﻨـﻪ ﻳَـﺒَ ـﱡﺮ إذا ﺻـﺪﱠﻗﻪ وﱂ ﳛﻨـﺚ وﺑَـﱠﺮ رﲪـﻪ ﻳَـﺒَ ـﱡﺮ إذا وﺻـﻠﻪ وﻳﻘـﺎل‬ ‫َ‬
‫ﻓﻼن ﻳَـﺒَـﱡﺮ رﺑﱠﻪ وﻳﺘﱪﱠرﻩ أي ﻳﻄﻴﻌﻪ ورﺟﻞ ﺑَـﱞﺮ ﺑﺬي ﻗﺮاﺑﺘﻪ وﺑﺎ ﱞر ﻣﻦ ﻗﻮم ﺑﺮرة وأﺑﺮار‬
‫ﺼـﺎدق أو اﻟﺘﻘـﻲ وﻫـﻮ ﺧـﻼف اﻟﻔـﺎﺟﺮ واﻟـﱪِﱡ ﺿـ ﱡﺪ اﻟﻌﻘـﻮق‬ ‫واﳌﺼﺪر اﻟﱪِﱡ واﻟﺒَ ـﱡﺮ اﻟ ﱠ‬
‫وﻫـﻮ ﺑَـﱞﺮ ﺑـﻪ وﺑـﺎ ﱞر‬
‫وﲨﻊ اﻟﺒَـﱢﺮ اﻷﺑﺮار وﲨﻊ اﻟﺒَﺎ ﱢر اﻟﺒَـَﺮَرةُ‬
‫واﺻﻄﻼﺣًﺎ ﻗﺎل اﳌﻨﺎوي اﻟﱪِﱡ ﺑﺎﻟﻜﺴﺮ أي اﻟﺘﻮﺳﱡﻊ ﰲ ﻓﻌﻞ اﳋﲑ واﻟﻔﻌـﻞ اﳌﺮﺿِـﻲ‬
‫اﻟﺬي ﻫـﻮ ﰲ ﺗﺰﻛﻴـﺔ اﻟـﻨﱠﻔﺲ ﻳﻘـﺎل ﺑَـﱠﺮ اﻟﻌﺒـ ُﺪ رﺑﱠـﻪ أي ﺗﻮﺳﱠـﻊ ﰲ ﻃﺎﻋﺘـﻪ وﺑِـﱡﺮ اﻟﻮاﻟـﺪ‬
‫اﻟﺘﱠﻮﺳــﻊ ﰲ اﻹﺣﺴــﺎن إﻟﻴــﻪ وﲢ ـﺮﱢي ﳏﺎﺑﱢــﻪ وﺗــﻮﻗﱢﻲ ﻣﻜﺎرِﻫــﻪ واﻟﱢﺮﻓ ـ ُﻖ ﺑــﻪ وﺿ ـﺪﱡﻩ‬
‫ﺼ ـ ـ ــﺪق ﻟﻜﻮﻧ ـ ـ ــﻪ ﺑﻌ ـ ـ ــﺾ اﳋ ـ ـ ــﲑ اﳌﺘﻮ ﱠﺳ ـ ـ ــﻊ ﻓﻴ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻌﻘ ـ ـ ــﻮق وﻳﺴ ـ ـ ــﺘﻌﻤﻞ اﻟ ـ ـ ــﱪِﱡ ﰲ اﻟ ﱢ‬
‫ﻗﺎل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﳌﻬﺪي واﻟﱪِﱡ ﻫﻮ اﻟﺼِﻠﺔ وإﺳﺪاء اﳌﻌﺮوف واﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﰲ اﻹﺣﺴﺎن‬

‫أ‬
‫اﻟﺒﻘﺮة آﻳﺔ ‪١٣‬‬
‫)واﻻﺣﺴﺎن( ﻓﺈن اﻹﺣﺴﺎن ﻣﺸﺘﻖ ﻣﻦ اﳊُﺴـﻦ اﻟـﺬي ﻫـﻮ اﳉﻤـﺎل واﻟﺒﻬـﺎء ﻟﻜـﻞ‬
‫ﻣﺎ ﻳﺼﺪر ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺧﻄﺮات وﻧﱪات وﺗﺼﺮﻓﺎت وﻫﻮ أﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻣﺎت اﻟﺮﻓﻌـﺔ‬

‫اﻹﺣﺴﺎن ﺷﺮﻓﺎ أن اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﲨﻌﺎء اﺗﻔﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻪ وﻣﺪﺣﻪ وأﲨﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻩ‬
‫ﺿــﺪﻩ ﻣــﻦ ﻛﺎﻓــﺔ ﺻــﻨﻮف اﻹﺳــﺎءة وﻟــﺬﻟﻚ أوﱃ اﻹﺳــﻼم اﻹﺣﺴــﺎن ﻋﻨﺎﻳــﺔ ﺑﺎﻟﻐــﺔ‬
‫وﺟﻌﻠــﻪ أﲰــﻰ ﻫــﺪف ﺗﺼــﺒﻮ إﻟﻴــﻪ ﻧﻔــﻮس اﻟﻌﺎﺑــﺪﻳﻦ وﻫــﻮ ﻃﺮﻳــﻖ اﻟﻮﺻــﻮل ﶈﺒــﺔ اﷲ‬
‫ﺗﻌــﺎﱃ وﻣﻌﻴﺘــﻪ ورﲪﺘــﻪ‪ ،‬ﺑــﻞ ورؤﻳﺘــﻪ ﻳــﻮم ﻻ ﻳﻨﻔــﻊ ﻣــﺎل وﻻ ﺑﻨــﻮن إﻻ ﻣــﻦ أﺗــﻰ اﷲ‬
‫ﺑﻘﻠ ــﺐ ﺳ ــﻠﻴﻢ ﰲ ﺟﻨ ــﺔ اﳋﻠ ــﺪ ﰲ ﻣﻘﻌ ــﺪ ﺻ ــﺪق ﻋﻨ ــﺪ ﻣﻠﻴ ــﻚ ﻣﻘﺘ ــﺪروﻣﻦ أﺑﻠ ــﻎ‬
‫اﻷﻗـﻮال ﰲ اﻹﺣﺴــﺎن ﻗــﻮل ﻣــﻦ أوﰐ ﺟﻮاﻣــﻊ اﻟﻜﻠــﻢ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ أَ ْن‬
‫َاكأ ﻓﻔﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ‬ ‫ﱠﻚ ﺗَـﺮَاﻩُ ‪ ،‬ﻓَِﺈ ْن َﱂْ ﺗَ ُﻜ ْﻦ ﺗَـﺮَاﻩُ ﻓَِﺈﻧﱠﻪُ ﻳَـﺮ َ‬
‫ﺗَـ ْﻌﺒُ َﺪ اﻟﻠﱠﻪَ َﻛﺄَﻧ َ‬
‫اﻟﻨﺒﻮﻳ ــﺔ اﳉﺎﻣﻌ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﻣﻘﺘﻀ ــﻴﺎت اﳌﺮاﻗﺒ ــﺔ واﳋﺸ ــﻴﺔ واﻹﻧﺎﺑ ــﺔ واﻹﺗﻘ ــﺎن واﻻﺗﺒ ــﺎع‬
‫وﺻــﻔﺎء اﻟﺴـﺮﻳﺮة ﻣــﺎ ﻓﻴــﻪ ﺻــﻼح اﻟــﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧــﺮة ﻓﺒـ ﱠـﲔ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ أن‬
‫اﻹﺣﺴــﺎن ﻋﻠــﻰ ﻣـﺮﺗﺒﺘﲔ ﻣﺘﻔــﺎوﺗﺘﲔ أﻋﻼﳘــﺎ ﻋﺒــﺎدة اﷲ ﻛﺄﻧــﻚ ﺗـﺮاﻩ وﻫــﺬا ﻣﻘــﺎم‬
‫اﳌﺸـﺎﻫﺪة وﻫـﻮ أن ﻳﻌﻤـﻞ اﻟﻌﺒـﺪ ﻋﻠـﻰ ﻣﻘﺘﻀـﻰ ﻣﺸـﺎﻫﺪﺗﻪ ﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﺑﻘﻠﺒـﻪ ﺣﻴــﺚ‬
‫ﻳﺘﻨــﻮر اﻟﻘﻠــﺐ ﺑﺎﻹﳝــﺎن وﺗﻨﻔــﺬ اﻟﺒﺼــﲑة ﰲ اﻟﻌﺮﻓــﺎن ﺣــﱴ ﻳﺼــﲑ اﻟﻐﻴــﺐ ﻛﺎﻟﻌﻴــﺎن‬
‫وﻫـﺬا ﻫـﻮ ﺣﻘﻴﻘـﺔ ﻣﻘـﺎم اﻹﺣﺴـﺎن وﻟـﺬﻟﻚ ﳌـﺎ ﺧﻄـﺐ ﻋـﺮوة إ َِﱃ اﺑـﻦ ﻋﻤـﺮ اﺑﻨﺘـﻪ‬
‫وﳘــﺎ ﰲ اﻟﻄـﻮاف ﱂ ﳚﺒــﻪ ﺑﺸــﻲء ﰒ رآﻩ ﺑﻌــﺪ ذﻟــﻚ ﻓﺎﻋﺘــﺬر إِﻟَْﻴـ ِﻪ وﻗــﺎل ﻛﻨــﺎ ﰲ‬
‫ب‬
‫اﻟﻄﻮاف ﻧﺘﺨﺎﻳﻞ اﷲ ﺑﲔ أﻋﻴﻨﻨﺎ‬

‫أ‬
‫اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‬
‫ب‬
‫أﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ اﳊﻠﻴﺔ‬
‫اﻟﺜــﺎﱐ ﻣﻘــﺎم اﳌﺮاﻗﺒــﺔ وﻫــﻮ أن ﻳﻌﻤــﻞ اﻟﻌﺒــﺪ ﻋﻠــﻰ اﺳﺘﺤﻀــﺎر ﻣﺸــﺎﻫﺪة اﷲ إﻳــﺎﻩ‬
‫واﻃﻼﻋﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﻗﺮﺑـﻪ ﻣﻨـﻪ ﻓـﺈذا اﺳﺘﺤﻀـﺮ اﻟﻌﺒـﺪ ﻫـﺬا ﰲ ﻋﻤﻠـﻪ وﻋﻤـﻞ ﻋﻠﻴـﻪ ﻓﻬـﻮ‬
‫ﳐﻠــﺺ ﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﻷن اﺳﺘﺤﻀــﺎرﻩ ذﻟــﻚ ﰲ ﻋﻤﻠــﻪ ﳝﻨﻌــﻪ ﻣــﻦ اﻻﻟﺘﻔــﺎت إﱃ ﻏــﲑ‬
‫اﷲ ﺗﻌﺎﱃ وإرادﺗﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻗﺎل اﳊﺎرث اﶈﺎﺳﱯ أواﺋﻞ اﳌﺮاﻗﺒﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻘﻠﺐ ﺑﻘـﺮب‬
‫اﻟــﺮب وﻗــﺎل ﺑﻌــﺾ اﻟ ﱠﺴــﻠﻔﻤﻦ ﻋﻤــﻞ ﷲ َﻋﻠَــﻰ اﳌﺸــﺎﻫﺪة ﻓﻬــﻮ ﻋــﺎرف وﻣــﻦ ﻋﻤــﻞ‬
‫َﻋﻠَﻰ ﻣﺸﺎﻫﺪة اﷲ إﻳﺎﻩ ﻓﻬﻮ ﳐﻠﺺ وﻳﺘﻔﺎوت أﻫﻞ ﻫﺬﻳﻦ اﳌﻘﺎﻣﲔ ﲝﺴـﺐ ﻧﻔـﻮذ‬
‫اﻟﺒﺼـﺎﺋﺮ ﻟـﺬﻟﻚ ﻗـﺎل اﻟﻨـﻮوي رﲪـﻪ اﷲ وﻫـﺬا اﻟﻘـﺪر ﻣـﻦ اﳊـﺪﻳﺚ أﺻـﻞ ﻋﻈـﻴﻢ‬
‫ﻣـﻦ أﺻـﻮل اﻟـﺪﻳﻦ وﻗﺎﻋـﺪة ﻣﻬﻤـﺔ ﻣـﻦ ﻗﻮاﻋـﺪ اﳌﺴـﻠﻤﲔ وﻫـﻮ ﻋﻤـﺪة اﻟﺼـﺪﻳﻘﲔ‬
‫وﺑﻐﻴﺔ اﻟﺴﺎﻟﻜﲔ وﻛﻨﺰ اﻟﻌﺎرﻓﲔ ودأب اﻟﺼﺎﳊﲔ وﻗﺎﻟﻮا أﻳﻀـﺎ ﰲ اﻹﺣﺴـﺎن ﻓﻌـﻞ‬
‫اﳋﲑات ﻋﻠﻰ أﻛﻤﻞ وﺟـﻪ ﲢﺴـﲔ اﻟﻈـﺎﻫﺮ واﻟﺒـﺎﻃﻦ اﻹﺗﻴـﺎن ﺑﻐﺎﻳـﺔ ﻣـﺎ ﳝﻜـﻦ ﻣـﻦ‬
‫ﲢﺴــﲔ اﻟﻌﻤــﻞ اﳌــﺄﻣﻮر ﺑــﻪ وﻻ ﻳــﱰك ﺷــﻴﺌﺎً ﳑــﺎ أﻣــﺮ ﺑــﻪ اﻣــﺘﻼء اﻟﻘﻠــﺐ ﲝﻘﻴﻘــﺔ‬
‫اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺸﺎﻫﺪ اﷲ ﻋﻴﺎﻧﺎً ﻣﺮاﻋﺎة اﳋﺸـﻮع واﳋﻀـﻮع وﺑﺎﳉﻤﻠـﺔ ﻓﺎﻹﺣﺴـﺎن‬
‫ْت وَاﳊَْﻴَــﺎ َة ﰒ ﺑـ ّـﲔ‬ ‫ﻫــﻮ اﻟــﺬي ﺧُﻠﻘﻨــﺎ ﻣــﻦ أﺟﻠــﻪ ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ اﻟﱠـﺬِي َﺧﻠَـ َﻖ اﻟْ َﻤــﻮ َ‬
‫اﳊﻜﻤﺔ ﻓﻘﺎل ﻟِﻴَْﺒـﻠَُﻮُﻛ ْﻢ أَﻳﱡﻜُـ ْﻢ أَ ْﺣﺴَـ ُﻦ َﻋﻤَـﻼًأ واﻹﺣﺴـﺎن ذروة اﻷﻋﻤـﺎل وﻫـﻮ أن‬
‫ﺗﻘــﺪم اﻟﻔﻌــﻞ ﻣــﻦ ﻏــﲑ ﻋــﻮض ﺳــﺎﺑﻖ ﺑــﻞ ﻳﺴــﺎء إﻟﻴــﻚ وﻻ ﻳﺴ ـﻌﻚ إﻻ أن ﺗﻘــﺪم‬
‫ﺼـﺪﱢﻳ ُﻖ أَﻓْﺘِﻨَـﺎ‬‫ـﻒ أَﻳـﱡﻬَـﺎ اﻟ ﱢ‬
‫اﻹﺣﺴﺎن ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻳﻮﺳـﻒ اﻟﺼـﺪﻳﻖ ﻋﻠﻴـﻪ اﻟﺴـﻼم ﻳُﻮ ُﺳ ُ‬
‫ﻀ ـ ٍﺮ َوأُ َﺧ ـَﺮ‬
‫َت ُﺧ ْ‬ ‫ـﺎف َو َﺳ ـْﺒ ِﻊ ُﺳــﻨﺒُﻼ ٍ‬
‫َات ِﲰَــﺎ ٍن ﻳَ ـﺄْ ُﻛﻠُ ُﻬ ﱠﻦ َﺳ ـْﺒ ٌﻊ ِﻋ َﺠـ ٌ‬ ‫ِﰲ َﺳ ـْﺒ ِﻊ ﺑَـ َﻘ ـﺮ ٍ‬
‫ﲔ َدأَﺑًــﺎ‬‫ـﺎل ﺗـَْﺰَرﻋُــﻮ َن َﺳـْﺒ َﻊ ِﺳـﻨِ َ‬
‫ـﺎس ﻟَ َﻌﻠﱠ ُﻬـ ْﻢ ﻳَـ ْﻌﻠَ ُﻤــﻮ َن ﻗَـ َ‬
‫ـﺎت ﻟﱠ َﻌﻠﱢــﻲ أَرِْﺟـ ُﻊ إ َِﱃ اﻟﻨﱠـ ِ‬
‫ﻳَﺎﺑِ َﺴـ ٍ‬
‫ـﻚ ﺳَـْﺒ ٌﻊ‬ ‫َﺪﰎ ﻓَ َﺬرُوﻩُ ِﰲ ﺳُﻨﺒُﻠِ ِﻪ إِﻻﱠ ﻗَﻠِﻴﻼً ﳑﱢﱠﺎ ﺗَﺄْ ُﻛﻠُﻮ َن ﰒُﱠ ﻳَﺄِْﰐ ﻣِﻦ ﺑَـ ْﻌـ ِﺪ َذﻟِ َ‬ ‫ﻓَﻤَﺎ َﺣﺼ ﱡْ‬

‫أ‬
‫اﳌﻠﻚ‪٢:‬‬
 ‫ـﻚ َﻋـﺎ ٌم‬ ‫ِﺷﺪَا ٌد ﻳَﺄْ ُﻛْﻠ َﻦ ﻣَﺎ ﻗَ ﱠﺪ ْﻣﺘُ ْﻢ َﳍـُ ﱠﻦ إِﻻﱠ ﻗَﻠِـﻴﻼً ﱢﳑﱠـﺎ ُْﲢﺼِـﻨُﻮ َن ﰒُﱠ ﻳَـﺄِْﰐ ﻣِـﻦ ﺑَـ ْﻌـ ِﺪ َذﻟِ َ‬
‫ﺼﺮُو َنأ ﻓﻌﺎﻣﻠﻬﻢ ﺑﺎﻹﺣﺴﺎن ﻓﻠﻢ ﻳﻌﱪ ﳍﻢ اﻟﺮؤﻳﺎ ﻓﻘـﻂ‬ ‫س َوﻓِﻴ ِﻪ ﻳَـ ْﻌ ِ‬ ‫َﺎث اﻟﻨﱠﺎ ُ‬ ‫ﻓِﻴ ِﻪ ﻳـُﻐ ُ‬
‫ـﺪﰎ ﻓَـ َﺬرُوﻩُ ِﰲ ُﺳــﻨﺒُﻠِ ِﻪ ﺑــﻞ إن اﻟــﺬي‬ ‫ﺼـ ﱡْ‬ ‫ﻓﻘــﻂ ﺑــﻞ أﻋﻄــﺎﻫﻢ اﳊَــﻞ ﻣﻌــﻪ ﻓَ َﻤــﺎ َﺣ َ‬
‫ﻳﺴﺘﻠﻔﺖ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻛﺜـﺮة ﺗﻜـﺮار ﺻـﻔﺔ اﻹﺣﺴـﺎﻧﻔﻜﺎن‬
‫ﺺ‬‫ﳏﺴــﻨﺎ ﻣــﻊ رﺑــﻪ وﻣـﻊ اﻟﻨــﺎس وﳘــﺎ ﻣﺘﻼزﻣــﺎن‪ -‬ﻓﻘــﺪ ﲰــﻰ اﷲ ﻗﺼــﺘﻪ َْﳓـ ُﻦ ﻧَـ ُﻘـ ﱡ‬
‫ـﻚ َﻫ ـﺬَا اﻟْ ُﻘـﺮْآ َنب أي ﻣـﻦ أﺣﺴـﻨﻪ ورﺗـﺐ‬ ‫َﺺ ِﲟَـﺎ أ َْو َﺣْﻴـﻨَـﺎ إِﻟَْﻴ َ‬ ‫ْﻚ أَ ْﺣ َﺴ َﻦ اﻟْ َﻘﺼ ِ‬ ‫َﻋﻠَﻴ َ‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻹﺣﺴــﺎن إﻳﺘــﺎءﻩ اﳊﻜــﻢ واﻟﻌﻠــﻢ ﻣــﻊ اﻟﺸــﺒﺎب َوﻟَ ﱠﻤــﺎ ﺑَـﻠَ ـ َﻎ أَ ُﺷ ـ ﱠﺪﻩُ آﺗَـْﻴـﻨَــﺎﻩُ‬
‫ﲔت ووﺻــﻔﻪ اﻟﺴــﺠﻨﺎء ﺑــﺬﻟﻚ ﻧَـﺒﱢْﺌـﻨَــﺎ‬ ‫ْﺴ ـﻨِ َ‬
‫ِﻚ َْﳒ ـﺰِي اﻟْ ُﻤﺤ ِ‬ ‫ُﺣ ْﻜﻤ ـﺎً َو ِﻋْﻠﻤ ـﺎً َوَﻛ ـ َﺬﻟ َ‬
‫ِﻚ َﻣ ﱠﻜﻨﱢﺎ‬ ‫ﲔث وﺑﻪ ﻣﻜﻨﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ اﻷرض َوَﻛ َﺬﻟ َ‬ ‫ْﺴﻨِ َ‬ ‫َاك ِﻣ َﻦ اﻟْ ُﻤﺤ ِ‬ ‫ﺑِﺘَﺄْوِﻳﻠِ ِﻪ إِﻧﱠﺎ ﻧَـﺮ َ‬
‫ـﻴﺐ ﺑِﺮَﲪَْﺘِﻨَ ــﺎ َﻣ ــﻦ ﻧﱠ َﺸ ــﺎء َوﻻَ‬ ‫ﺼـ ُ‬‫ـﺚ ﻳَ َﺸ ــﺎءُ ﻧُ ِ‬
‫ْض ﻳَـﺘَﺒَ ـ ـ ﱠﻮأُ ِﻣْﻨـ َﻬ ــﺎ َﺣْﻴ ـ ُ‬
‫ـﻒ ِﰲ اﻷَر ِ‬ ‫ﻟِﻴُﻮ ُﺳ ـ َ‬
‫ﲔج وﻗﺎل ﻟﻪ إﺧﻮﺗﻪ وﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻪ ﻗَﺎﻟُﻮاْ ﻳَﺎ أَﻳـﱡﻬَﺎ اﻟْ َﻌ ِﺰﻳـُﺰ إِ ﱠن‬ ‫ْﺴﻨِ َ‬
‫ﻧُﻀِﻴ ُﻊ أَ ْﺟَﺮ اﻟْ ُﻤﺤ ِ‬
‫ح‬
‫ﲔ‬ ‫ْﺴﻨِ َ‬‫َاك ِﻣ َﻦ اﻟْ ُﻤﺤ ِ‬
‫ﻟَﻪُ أَﺑﺎً َﺷﻴْﺨﺎً َﻛﺒِﲑاً ﻓَ ُﺨ ْﺬ أَ َﺣ َﺪﻧَﺎ َﻣﻜَﺎﻧَﻪُ إِﻧﱠﺎ ﻧَـﺮ َ‬

‫َﺧﻲ ﻗَ ْﺪ َﻣ ﱠﻦ اﻟﻠّﻪُ َﻋﻠَْﻴـﻨَﺎ إِﻧـﱠﻪُ َﻣـﻦ‬

‫ُﻒ َوﻫَـﺬَا أ ِ‬
‫َﺎل أَﻧَﺎْ ﻳُﻮﺳ ُ‬ ‫وﻗﺎل ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ وأﺧﻴﻪ{ ﻗ َ‬
‫خ‬
‫ﲔ‬
‫ْﺴﻨِ َ‬‫ْﱪ ﻓَِﺈ ﱠن اﻟﻠّﻪَ ﻻَ ﻳُﻀِﻴ ُﻊ أَ ْﺟَﺮ اﻟْ ُﻤﺤ ِ‬
‫ﻳَـﺘ ِﱠﻖ َوﻳِﺼِْ‬

‫أ‬
‫ﻳﻮﺳﻒ ‪٤٨-٤٦‬‬
‫ب‬
‫ﻳﻮﺳﻒ‪٣‬‬
‫ت‬
‫ﻳﻮﺳﻒ‪٢٢‬‬
‫ث‬
‫ﻳﻮﺳﻒ‪٣٦‬‬
‫ج‬
‫ﻳﻮﺳﻒ‪٥٦‬‬
‫ﯾوﺳف‪٧٨‬‬
‫ح‬

‫ﯾوﺳف‪٩٠‬‬
‫خ‬
 ‫ﰒ أﺛﲎ ﻋﻠﻰ رﺑﻪ ﺑﺈﺣﺴﺎﻧﻪ إﻟﻴﻪ َوﻗَ ْﺪ أَ ْﺣ َﺴ َﻦ َﰊ إِ ْذ أَ ْﺧَﺮﺟ َِﲏ ِﻣ َﻦ اﻟ ﱢﺴ ْﺠ ِﻦ َوﺟَﺎء‬
‫ِﻴﻒ ﻟﱢﻤَﺎ‬
‫َﰊ ﻟَﻄ ٌ‬ ‫َﲔ إِ ْﺧﻮَِﰐ إِ ﱠن رﱢ‬
‫غ اﻟ ﱠﺸْﻴﻄَﺎ ُن ﺑَـﻴ ِْﲏ َوﺑـ ْ َ‬
‫ﺑِﻜُﻢ ﱢﻣ َﻦ اﻟْﺒَ ْﺪ ِو ﻣِﻦ ﺑَـ ْﻌ ِﺪ أَن ﻧﱠﺰ َ‬
‫ﻳَﺸَﺎءُ إِﻧﱠﻪُ ُﻫ َﻮ اﻟْ َﻌﻠِﻴ ُﻢ اﳊَْﻜِﻴ ُﻢ أ ﻓﻠﻢ ﻳﺬﻫﺐ إﺣﺴﺎﻧﻪ ﺳﺪى‪ ،‬ﻓﻜﻞ إﺣﺴﺎن ﻳﻔﻌﻠﻪ‬
‫اﻟﻌﺒ ﺪ ﺣﱴ ﻓﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن ﻻﺑﺪ أن ﻳﻜﺎﻓﺌﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ َﻫ ْﻞ َﺟﺰَاء‬
‫اﻹ ْﺣﺴَﺎ ُ نب ﻓﺎﺻﻨﻊ اﳌﻌﺮوف ﰲ أﻫﻠﻪ وﰲ ﻏﲑ أﻫﻠﻪ‪ ،‬ﻓﺈن‬ ‫اﻹ ْﺣﺴَﺎ ِن إﱠِﻻ ِْ‬ ‫ِْ‬
‫أﻫﻠﻪ ﻓﻬﻮ أﻫﻠﻪ‪ ،‬وإن ﱂ ﻳﺼﺎدف أﻫﻠﻪ ﻓﺄﻧﺖ أﻫﻠﻪ واﻹﺣﺴﺎن ﺧﲑ ﻣﻜﺎﻧﺔ‬
‫ﻳﺘﺒﻮأﻫﺎ اﻟﻌﺒﺪ ﻷﻧﻪ إن أﺳﺎء وﺳﻌﻪ ﺑﻌﺪﻩ اﻹﳝﺎن ﰒ اﻹﺳﻼم أﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن‬
‫ﻋﻠﻰ اﳊﺪ اﻷدﱏ ﻟﻺﺳﻼم ﻓﻬﻮ ﻣﻊ اﻟﻨﻘﺺ ﻣﻬﺪد ﺑﻜﻔﺮ اﻻﻋﺘﻘﺎد أو ﻛﻔﺮ‬
‫اﻟﻨﻌﻤﺔوﺧﻠﻖ اﻹﺣﺴﺎن ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻴﺸﻤﻞ اﻟﻘﻮل واﻟﻌﻤﻞ واﻟﻌﺒﺎدات واﳌﻌﺎﻣﻼت ‪..‬‬
‫ﻓﻬﻮ إﻛﺴﲑ اﳊﻴﺎة اﻟﺬي ﳛﻴﻠﻬﺎ ﻃﻴﺒﺔ ﻣﺘﺂﻟﻔﺔ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﺟﻌﻞ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ رﲪﺘﻪ‬
‫ﻳﺐ ﱢﻣ َﻦ‬
‫َْﺖ اﻟﻠّ ِﻪ ﻗَ ِﺮ ٌ‬
‫ﲔ ت إِ ﱠن رَﲪ َ‬ ‫ْﺴﻨِ َ‬ ‫ُِﺐ اﻟْ ُﻤﺤ ِ‬
‫وﳏﺒﺘﻪ ﺟﺎﺋﺰة اﶈﺴﻨﲔ وَاﻟﻠّﻪُ ﳛ ﱡ‬
‫ْﺴﻨِ َﲔث ﻛﻤﺎ أن اﻟﻘﻠﻮب ﺟﺒﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﻣﻦ أﺣﺴﻦ إﻟﻴﻬﺎوﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎل‬ ‫اﻟْ ُﻤﺤ ِ‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ اﺗﻖ اﷲ ﺣﻴﺜﻤﺎ ﻛﻨﺖ وأﺗﺒﻊ اﻟﺴﻴﺌﺔ اﳊﺴﻨﺔ ﲤﺤﻬﺎ وﺧﺎﻟﻖ‬
‫ج‬
‫ﻦ‬ ‫اﻟﻨﺎس ﲞﻠﻖ ﺣﺴ‬
‫*** ﻓﻄﺎﳌﺎ اﺳﺘﻌﺒﺪ اﻹﻧﺴﺎن إﺣﺴﺎن‬

‫أ‬
‫ﻳﻮﺳﻒ‪١٠٠‬‬
‫ب‬
‫اﻟﺮﲪﻦ‪٦٠‬‬
‫ت‬
‫آل ﻋﻤﺮان‪١٣٤:‬‬
‫ث‬
‫اﻷﻋﺮاف‪٥٦:‬‬
‫ج‬
‫اﻟﱰﻣﺬي‬
‫ْـﲎأ أي‬‫ْـﲎ َوِزﻳَـﺎ َدةٌ اﳊُﺴ َ‬
‫وأﻋﻈﻢ ﲦﺮات اﻹﺣﺴﺎن ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻟﱢﻠﱠﺬِﻳ َﻦ أَ ْﺣ َﺴﻨُﻮاْ اﳊُْﺴ َ‬
‫أي اﻟﺒﺎﻟﻐــﺔ اﳊﺴــﻦ ﰲ ﻛــﻞ ﺷــﻲء ﻣــﻦ ﺟﻬــﺔ اﻟﻜﻤــﺎل واﳉﻤــﺎل وﻫــﻲ اﳉﻨﺔوﻗــﺪ‬
‫ﺛﺒﺖ ﻋﻦ اﻟﻨﱯ ﰲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﺰﻳـﺎدة اﳌـﺬﻛﻮرة ﰲ ﻫـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ اﻟﻜﺮﳝـﺔ‬
‫ﷲ اﻟﻜــﺮﱘ ﰲ اﳉﻨــﺔوﻻ ﳜﻔــﻰ ﻣــﺎ ﺑــﲔ ﻫــﺬا اﳉ ـﺰاء وذﻟــﻚ‬

‫اﻹ ْﺣ َﺴ ـ ـ ـ ــﺎ ِن إﱠِﻻ‬

‫ذﻟ ـ ـ ـ ــﻚ اﻟﻌﻤ ـ ـ ـ ــﻞ اﻟﻨﻈ ـ ـ ـ ــﺮ إﻟﻴ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻴﺎﻧـ ـ ـ ـ ـﺎً ﰲ اﻵﺧﺮة َﻫـ ـ ـ ـ ـ ْﻞ َﺟـ ـ ـ ـ ـﺰَاءُ ِْ‬
‫اﻹ ْﺣ َﺴــﺎ ُنب وﻋﻜــﺲ ﻫــﺬا ﻣــﺎ أﺧــﱪ اﷲ ﺑــﻪ ﻋــﻦ اﻟﻜﻔــﺎر ﰲ اﻵﺧــﺮة ﺑﻘﻮﻟــﻪ َﻛـﻼﱠ‬ ‫ِْ‬
‫ي‬
‫َﳚـ ِﺰ َ‬
‫ي اﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ أَ َﺳــﺎءُوا ِﲟـَـﺎ َﻋ ِﻤﻠُـﻮا وَْ‬ ‫ت ﻟِﻴَ ْﺠـ ِﺰ َ‬
‫ْﲎث إن اﻹﺣﺴﺎن ﻫﻮ اﻷﻣﺎرة اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻔـﻮز واﻟﻨﺠـﺎة‪.‬‬ ‫اﻟﱠﺬِﻳ َﻦ أَ ْﺣ َﺴﻨُﻮا ﺑِﺎﳊُْﺴ َ‬
‫ﻓﻤﻦ ﻛﺎن ﻣـﻦ أﻫـﻞ اﻟﺴـﻌﺎدة َﻋﻤِـﻞ َﻋﻤَـﻞ اﶈﺴـﻨﲔ وﻣـﻦ ﻛـﺎن ﻣـﻦ أﻫـﻞ اﻟﺸـﻘﺎء‬
‫ﻋﻤﻞ ﻋﻤﻞ اﳌﺴﻴﺌﲔ ﻓﻬﻮ ﻃﺮﻳﻘـﻚ وﻫـﺪﻓﻚ وﳏـﻞ ﻛـﺪك وﻧﺼـﺒﻚ روى اﻟﻄـﱪاﱐ‬
‫ﻋـﻦ أﰊ ﺳـﻠﻤﺔ ﻋـﻦ ﻣﻌـﺎذ رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﻗـﺎل ﻗﻠـﺖ ﻳـﺎ رﺳـﻮل اﷲ أوﺻـﲏ ﻗـﺎل‬
‫اﻋﺒﺪ اﷲ ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮاﻩ واﻋﺪد ﻧﻔﺴﻚ ﰲ اﳌـﻮﺗﻰ واذﻛـﺮ اﷲ ﻋﻨـﺪ ﻛـﻞ ﺣﺠـﺮ وﻋﻨـﺪ‬
‫ﻛ ــﻞ ﺷ ــﺠﺮ وإذا ﻋﻤﻠ ــﺖ ﺳ ــﻴﺌﺔ ﻓﺎﻋﻤ ــﻞ ﲜﻨﺒﻬ ــﺎ ﺣﺴﻨﺔاﻟﺴ ــﺮ ﺑﺎﻟﺴ ــﺮ واﻟﻌﻼﻧﻴ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻼﻧﻴــﺔ ﺣﺴــﻦ ﻟﻐــﲑﻩ )واﻣــﺎ ﰱ اﻻﺧــﺮة (ﻫــﻲ دار اﻟﺒﻘــﺎء ﺑﻌــﺪ اﳌــﻮت اﻋﻤــﻞ‬
‫ﻵﺧﺮﺗـﻚ ﻛﺄﻧّـﻚ ﲤـﻮت ﻏـﺪا ﻣﻌﻨـﺎﻩ ﻟـﻴﺲ ﻫـﻮ‬ ‫ﻟﺪﻧﻴﺎك ﻛﺄﻧّـﻚ ﺗﻌـﻴﺶ أﺑـﺪًا واﻋﻤـﻞ ِ‬

‫أ‬
‫ﻳﻮﻧﺲ‪٢٦:‬‬
‫ب‬
‫اﻟﺮﲪﻦ‪٦٠:‬‬
‫ت‬
‫اﳌﻄﻔﻔﲔ‪١٥:‬‬
‫ث‬
‫اﻟﻨﺠﻢ‪٣١:‬‬
‫اﳌﺘﺒــﺎدر إﱃ أذﻫــﺎن ﻛﺜــﲑ ﻣــﻦ اﻟﻨــﺎس ﻣــﻦ اﻟﻌﻨﺎﻳــﺔ ﺑــﺄﻣﻮر اﻟــﺪﻧﻴﺎ واﻟﺘﻬــﺎون ﺑــﺄﻣﻮر‬
‫اﻵﺧﺮةﺑﻞ ﻣﻌﻨـﺎﻩ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻜـﺲ وﻫـﻮ اﳌﺒـﺎدرة واﳌﺴـﺎرﻋﺔ ﰲ إﳒـﺎز أﻋﻤـﺎل اﻵﺧـﺮة‬
‫واﻟﺘﺒــﺎﻃﺆ ﰲ إﳒــﺎز أﻣــﻮر اﻟــﺪﻧﻴﺎﻷن ﻗﻮﻟــﻪ اﻋﻤــﻞ ﻟــﺪﻧﻴﺎك ﻛﺄﻧــﻚ ﺗﻌــﻴﺶ أﺑــﺪاﻳﻌﲏ‬
‫أن اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﻘﻀﻲ اﻟﻴﻮم ﻳﻨﻘﻀﻲ ﻏﺪا واﻟﺬي ﻻ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﻏـﺪا ﻳﻨﻘﻀـﻲ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻏﺪ ﻓﺎﻋﻤﻞ ﺑﺘﻤﻬﻞ وﻋﺪم ﺗﺴﺮع ﻟﻮ ﻓﺎت اﻟﻴـﻮم ﻓﻤـﺎ ﻳﻔـﻮت اﻟﻴـﻮم ﻳـﺄﰐ ﻏـﺪا‬
‫وﻫﻜــﺬاأﻣﺎ اﻷﺧــﺮة ﻓﺎﻋﻤــﻞ ﻷﺧﺮﺗــﻚ ﻛﺄﻧـﻚ ﲤــﻮت ﻏــﺪا أي ﺑــﺎدر ﺑﺎﻟﻌﻤــﻞ وﻻ‬
‫ﺗﺘﻬـﺎون وﻗـﺪر ﻛﺄﻧـﻚ ﲤـﻮت ﻏـﺪا ﻷن اﻹﻧﺴـﺎن ﻻ ﻳـﺪري ﻣـﱴ ﻳﺄﺗﻴـﻪ اﳌـﻮت ﻫـﺬا‬
‫ﻫـﻮ ﻣﻌـﲎ ﻫــﺬا اﻟﻘـﻮل اﳌﺸــﻬﻮر ﻟﺴـﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠـﻲ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﻓﺎﻟﻨﺠــﺎة ﻣـﻦ اﻟﻨــﺎر‬
‫واﻟﻔـﻮز ﺑـﺪﺧﻮل اﳉﻨـﺔ أﺳـﺒﺎب اﻟﻨﺠـﺎة ﻣـﻦ اﻟﻨﺎرﻓﻜﻤـﺎ ﺟﻌـﻞ اﷲ ﺳـﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌـﺈﱃ‬
‫أﺳ ــﺒﺎﺑﺎً ﻟﻠﻤﻐﻔ ــﺮة واﻟﻌﻔ ــﻮ وا ﻟﺮﺿـ ـﻮان ﺟﻌ ــﻞ أﻳﻀـ ـﺎً أﻋﻤ ــﺎﻻً ﺗﻨﺠ ــﻲ ﺻ ــﺎﺣﺒﻬﺎ ﻣ ــﻦ‬
‫ْﺧـ ـ َﻞ اﳉَْﻨﱠـ ـﺔَ ﻓَـ َﻘـ ـ ْﺪ ﻓَ ــﺎ َزأ وﻫ ــﺬﻩ ﺑﻌ ــﺾ ﻣ ــﻦ ﻫ ــﺬﻩ‬
‫اﻟﻨ ــﺎرﻓﻤﻦ ُز ْﺣـ ـ ِﺰ َح َﻋـ ـ ِﻦ اﻟﻨﱠ ــﺎ ِر َوأُد ِ‬
‫اﻷﻋﻤﺎل ﻣﻦ ﻣﺎت ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻟﺪ وﺻﱪ ﻋﻦ واﺛﻠﺔ ﻗـﺎل ﻗـﺎل رﺳـﻮل اﷲ ﻣـﻦ‬
‫دﻓﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻟﺪ ﺣﺮّم اﷲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎرب وﻣﻦ ﻋـﺎل ﺛـﻼث ﺑﻨـﺎت أو أﺧـﻮات‬
‫وأﺣﺴﻦ إﻟﻴﻬﻦ و ﻋﻦ ﺳﻴﺪة ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﻟﻴﺲ‬
‫أﺣﺪ ﻣﻦ أﻣﱵ ﻳﻌﻮل ﺛﻼث ﺑﻨﺎت أو ﺛـﻼث أﺧـﻮات ﻓﻴﺤﺴـﻦ إﻟـﻴﻬﻦ إﻻ ﻛـﻦ ﻟـﻪ‬
‫ـﺬب واﻟـﺪﻓﺎع ﻋـﻦ ﻋـﺮض اﳌـﺆﻣﻦ وﻫـﻮ ﻏﺎﺋـﺐ ﻋـﻦ أﲰـﺎء‬ ‫ﺳـﱰاً ﻣـﻦ اﻟﻨـﺎرت و اﻟ ّ‬
‫ذب ﻋــﻦ ﻋــﺮض أﺧﻴــﻪ‬ ‫ﺑﻨــﺖ ﻳﺰﻳــﺪ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨﻬــﺎ ﻗﺎﻟــﺖ ﻗــﺎل رﺳــﻮل اﷲ ﻣــﻦ ّ‬

‫أ‬
‫آل ﻋﻤﺮان‪١٨٥:‬‬
‫ب‬
‫رواﻩ اﻟﻄﱪاﱐ‬
‫ت‬
‫رواﻩ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ‬
 ‫ﺑﺎﻟﻐﻴﺒــﺔ ﻛــﺎن ﺣﻘ ـﺎً ﻋﻠــﻰ اﷲ أن ﻳﻌﺘﻘــﻪ ﻣ ــﻦ اﻟﻨــﺎرأ وﻣــﻦ ﺻــﻠﻰ أرﺑﻌــﲔ ﻳﻮﻣ ـﺎً ﰲ‬
‫ﲨﺎﻋﺔ ﻳﺪرك اﻟﺘﻜﺒﲑة اﻷوﱃ ﻋﻦ أﻧﺲ ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﻣﻦ ﺻﻠﻰ ﷲ أرﺑﻌـﲔ‬
‫ﻳﻮﻣﺎً ﰲ ﲨﺎﻋﺔ ﻳﺪرك اﻟﺘﻜﺒﲑة اﻷوﱃ ﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺑﺮاءﺗﺎن ﺑﺮاءة ﻣﻦ اﻟﻨﺎر وﺑﺮاءة ﻣﻦ‬
‫اﻟﻨﻔـﺎقب وﺣﺴـﻦ اﳋﻠـﻖ ﻋـﻦ أﰊ ﻫﺮﻳـﺮة ﻗـﺎل ﻗﺎﻟﺮﺳـﻮل اﷲ ﻣـﻦ ﻛـﺎن ﺳـﻬﻼً ﻫﻴﻨـﺎً‬
‫ﻟﻴﻨﺎً‪ ،‬ﺣﺮﻣﻪ اﷲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎرت و اﶈﺎﻓﻈـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺻـﻼة اﻟﻔﺠـﺮ واﻟﻌﺼـﺮ ﻋـﻦ ﻋﻤـﺎرة‬
‫ﺑــﻦ روﻳﺒــﺔ ﻗــﺎل ﻗــﺎل رﺳــﻮل اﷲ ﻟــﻦ ﻳﻠــﺞ اﻟﻨــﺎر أﺣــﺪ ﺻــﻠﻰ ﻗﺒــﻞ ﻃﻠــﻮع اﻟﺸــﻤﺲ‬
‫ث وﻏﺒﺎر اﳉﻬﺎد ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ‬
‫ج‬
‫ﻣ ــﺎ ﺧ ــﺎﻟﻂ ﻗﻠ ــﺐ اﻣ ــﺮئ ﻣﺴ ــﻠﻢ رﻫ ــﺞ ﰲ ﺳ ــﺒﻴﻞ اﷲ إﻻ ﺣـ ـﺮّم اﷲ ﻋﻠﻴ ــﻪ اﻟﻨ ــﺎر‬
‫ﻫ ــﻮ اﻟﻐﺒ ــﺎر وﻛﻔ ــﻰ اﳌﺘﻘـ ــﲔ ﺷ ــﺮﻓﺎ ان اﷲ ﻳﻘ ــﻮل ﻓـ ــﻴﻬﻢ )ان اﷲ ﻣ ــﻊ اﻟـ ــﺬﻳﻦ‬
‫اﺗﻘـﻮا( اﺟﺘﻨﺒـﻮا اﳌﻌﺎﺻــﻰ وﻣﻌــﲎ اﳌﻌﻴــﺔ اﻟﻮﻻﻳــﺔ واﻟﻔﻀــﻞ )واﻟــﺬﻳﻦ ﻫــﻢ ﳏﺴــﻨﻮن(ﰱ‬
‫اﻋﻤــﺎﳍﻢ وﻳﻘــﺎل ﻣــﻊ اﻟــﺬﻳﻦ اﻗﺘ ـﻮا ﻣﻜﺎﻓــﺎة اﳌﺴــﻴﺊ واﻟــﺬﻳﻦ ﻫــﻢ ﳏﺴــﻨﻮن اﱃ ﻣــﻦ‬
‫ﻳﻌــﺎدى اﻟــﻴﻬﻢ ﻓﺎﻻﺣﺴــﺎن ﻋﻠــﻰ اﻟﻮﺟــﻪ اﻻول ﲟﻌــﲎ ﺟﻌــﻞ اﻟﺸــﺊ ﲨــﻴﻼ ﺣﺴــﻨﺎ‬
‫وﻋﻠـﻰ اﻻﺛـﲎ ﺿـﺪ اﻻﺳـﺎءة وﰱ اﳊـﺪﻳﺚ ان ﻟﻠﻤﺤﺴـﻦ ﺛـﻼث ﻋﻼﻣـﺎت ﻳﺒـﺎدر‬
‫ح‬
‫ﰱ ﻃﺎﻋﺔ اﷲ وﳚﺘﻨﺐ ﲟﺤﺎرم اﷲ وﳛﺴﻦ اﱃ ﻣﺎ اﺳﺎء اﻟﻴﻪ‬

‫أ‬
‫رواﻩ أﲪﺪ‬
‫ب‬
‫رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي‬
‫ت‬
‫رواﻩ اﳊﺎﻛﻢ‬
‫ث‬
‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬
‫ج‬
‫رواﻩ أﲪﺪ‬
‫ح‬
‫ﺗﻔﺴﺮ ﺣﻘﻲ‬
 ‫آداب اﳌﻌﻠﻢ‬
‫)آداب( ﲨــﻊ أدَب ﻫــﻮ رﻳﺎﺿــﺔ اﻟ ـﻨﱠﻔﺲ ﺑــﺎﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﱠﻬــﺬﻳﺐ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﻳﻨﺒﻐــﻲ‬
‫ﱠﺨــﺬ ﻣﻬﻨــﺔ اﻟﺘﻌﻠــﻴﻢ )دﻟﻴــﻞ اي (اﳌﺮﺷــﺪ )اﻟﺘﻠﻤﻴــﺬ (ﻫــﻮ ﺧــﺎدم‬ ‫)اﳌﻌﻠــﻢ(اي ﻣــﻦ ﻳﺘ ِ‬
‫اﻷُﺳــﺘﺎذ ﻣــﻦ أَﻫــﻞ اﻟﻌﻠــﻢ أَو اﻟﻔــﻦ أَو اﳊﺮﻓــﺔ او ﻃﺎﻟــﺐ اﻟﻌﻠــﻢ )اﱃ ﻣــﺎﻳﻜﻮن ﺑــﻪ‬
‫ﻛﻤﺎﻟ ــﻪ ﻣ ــﻦ اﻟﻌﻠ ــﻮم(اﻟﺪﻳﻨﻴﱠــﺔ ﻛﺎﻟﻔﻘ ــﻪ واﳊ ــﺪﻳﺚ وﻏﲑﳘ ــﺎ )واﳌﻌ ــﺎرف ( ﻫ ــﻲ ﻣ ــﻦ‬
‫اﻷﻣﻮر اﻟﱵ ﻳﻘﺒﻠﻬﺎ اﻟﻌﻘـﻞ و ﻃﺒﻴﻌـﺔ اﻹﻧﺴـﺎن ﮐـﺄﻣﻮر ﺧﲑﻳّـﺔ ﺣﺴـﻨﺔ إذ أ ﱠن اﳉﻬـﻞ‬
‫ﻣـ ــﻦ اﻷﻣـ ــﻮر اﻟـ ــﱵ ﻻﺗﻘﺒﻠﻬـ ــﺎ ﻓﻄـ ــﺮة اﻹﻧﺴـ ــﺎن و ﻻ أن ﻳﻘﺒﻠﻬـ ــﺎ اﻟﻌﻘـ ــﻞ و ﻃﺒﻴﻌـ ــﺔ‬

‫اﳉﻤﻴﻊ ﻣﺘﺨﺎﺿـﻌﲔ ﻣﺘﻮاﺿـﻌﲔ أﻣـﺎم اﻟﻌﻠـﻢ و اﻟﻌـﺎﱂ إ ﱠن اﷲ ﺗﺒـﺎرک وﺗﻌـﺎﻟﯽ ﻳُﺒ ﱢـﲔ‬
‫ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﯽ ﻳـَْﺮﻓَـ ِﻊ اﻟﻠﱠـﻪُ اﻟﱠـﺬﻳ َﻦ آ َﻣﻨُـﻮا ﻣِـْﻨ ُﻜ ْﻢ َو اﻟﱠـﺬﻳ َﻦ أُوﺗُـﻮا‬
‫اﻟْﻌِْﻠ ـ َﻢ َد َرﺟــﺎت ﻓﻴﺸــﱰط ان ﻳﻜــﻮن ﻣــﻦ ذوى اﻻوﺻــﺎف اﶈﻤــﻮدة او وﻇــﺎﺋﻒ‬
‫اﳌﻌﻠــﻢ اﳌﺮﺷــﺪ ﻓــﺎﻷوﱃ اﻟﺸــﻔﻘﺔ ﻋﻠــﻰ اﳌﺘﻌﻠﻤــﲔ وأن ﳚـﺮﻳﻬﻢ ﳎــﺮى ﺑﻨﻴــﻪ وﻟــﺬﻟﻚ‬
‫ﺻﺎر ﺣﻖ اﳌﻌﻠﻢ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ وﻟﻮﻻ اﳌﻌﻠـﻢ ﻻﻧﺴـﺎق ﻣـﺎ ﺣﺼـﻞ ﻣـﻦ‬
‫ﺟﻬـﺔ اﻷب إﱃ اﳍـﻼك اﻟـﺪاﺋﻢ وإﳕــﺎ اﳌﻌﻠـﻢ ﻫـﻮ اﳌﻔﻴــﺪ ﻟﻠﺤﻴـﺎة اﻷﺧﺮوﻳـﺔ اﻟﺪاﺋﻤــﺔ‬
‫ﻛﻤﺎ أن اﻟﻮاﻟﺪ ﺳﺒﺐ اﻟﻮﺟﻮد اﳊﺎﺿﺮ اﻟﻔﺎﱐ واﳌﺮاد ﻣﻌﻠﻢ ﻋﻠﻮم اﻵﺧﺮة أو ﻋﻠـﻮم‬
‫اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺪ اﻵﺧـﺮة ﻻ ﻋﻠـﻰ ﻗﺼـﺪ اﻟـﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄﻣـﺎ اﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ ﻋﻠـﻰ ﻗﺼـﺪ اﻟـﺪﻧﻴﺎ‬
‫ﻓﻬــﻮ ﻫــﻼك وإﻫﻼﻛــﻪ ﻧﻌــﻮذ ﺑــﺎﷲ ﻣﻨــﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴــﺔ أن ﻳﻘﺘــﺪي ﺑﺼــﺎﺣﺐ اﻟﺸــﺮع ﻓــﻼ‬
‫ﻳﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ إﻓﺎدة اﻟﻌﻠﻢ أﺟﺮا وﻻ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺟﺰاء وﻻ ﺷﻜﺮا ﺑـﻞ ﻳﻌﻠـﻢ ﻟﻮﺟـﻪ اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ وﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﺘ ﻘﺮب إﻟﻴﻪ وﻻ ﻳﺮى ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻨﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ وإن ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻨـﺔ ﻻزﻣـﺔ ﳍـﻢ‬
‫ﺑــﻞ ﻳــﺮى اﻟﻔﻀــﻞ ﳍــﻢ وﺛﻮاﺑــﻪ ﰲ اﻟﺘﻌﻠــﻴﻢ أﻛﺜــﺮ ﻣــﻦ ﺛـﻮاب اﳌــﺘﻌﻠﻢ ﻋﻨــﺪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ‬
‫وﻟـﻮﻻ اﻟـﺘﻌﻠﻢ ﻣـﺎ ﺛﺒـﺖ ﻫـﺬا اﻟﺜـﻮاب ﻓـﻼ ﻳﻄﻠـﺐ اﻷﺟـﺮ إﻻ ﻣـﻦ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ اﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ‬
‫أن ﻻ ﻳــﺪع ﻣــﻦ ﻧﺼــﺢ اﳌــﺘﻌﻠﻢ ﺷــﻴﺌﺎ وذﻟــﻚ ﺑــﺄن ﳝﻨﻌــﻪ ﻣــﻦ اﻟﺘﺼــﺪي ﻟﺮﺗﺒــﺔ ﻗﺒــﻞ‬
‫اﺳــﺘﺤﻘﺎﻗﻬﺎ واﻟﺘﺸــﺎﻏﻞ ﺑﻌﻠــﻢ ﺧﻔــﻲ ﻗﺒــﻞ اﻟﻔ ـﺮاغ ﻣــﻦ اﳉﻠــﻲ ﰒ ﻳﻨﺒﻬــﻪ ﻋﻠــﻰ أن‬
‫ﻳﻄﻠ ــﺐ اﻟﻌﻠ ــﻮم ﻟﻠﻘ ــﺮب إﱃ اﷲ دون اﻟﺮﺋﺎﺳ ــﺔ واﳌﺒﺎﻫ ــﺎة واﳌﻨﺎﻓﺴ ــﺔ وﻳﻘ ــﺪم ﺗﻘﺒ ــﻴﺢ‬
‫ذﻟــﻚ ﰲ ﻧﻔﺴــﻪ ﺑﺄﻗﺼــﻰ ﻣــﺎ ﳝﻜــﻦ ﻓﻠــﻴﺲ ﻣــﺎ ﻳﺼــﻠﺤﻪ اﻟﻌــﺎﱂ اﻟﻔــﺎﺟﺮ ﺑــﺄﻛﺜﺮ ﳑــﺎ‬
‫ﻳﻔﺴــﺪﻩ ‪ .‬ﻓــﺈن ﻋﻠــﻢ ﻣــﻦ ﺑﺎﻃﻨــﻪ أﻧــﻪ ﻻ ﻳﻄﻠــﺐ اﻟﻌﻠــﻢ إﻻ ﻟﻠــﺪﻧﻴﺎ ﻧﻈــﺮ إﱃ اﻟﻌﻠــﻢ‬
‫اﻟﺬي ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻓﺈن ﻛﺎن ﻫﻮ ﻋﻠـﻢ اﳋـﻼف ﰲ اﻟﻔﻘـﻪ واﳉـﺪل ﰲ اﻟﻜـﻼم واﻟﻔﺘـﺎوى‬
‫ﰲ اﳋﺼﻮﻣﺎت واﻷﺣﻜﺎم ﻓﻴﻤﻨﻌﻪ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ ﻓـﺈن ﻫـﺬﻩ اﻟﻌﻠـﻮم ﻟﻴﺴـﺖ ﻣـﻦ ﻋﻠـﻮم‬
‫اﻵﺧﺮة وﻻ ﻣﻦ اﻟﻌﻠـﻮم اﻟـﱵ ﻗﻴـﻞ ﻓﻴﻬـﺎ ﺗﻌﻠﻤﻨـﺎ اﻟﻌﻠـﻢ ﻟﻐـﲑ اﷲ ﻓـﺄﰉ اﻟﻌﻠـﻢ إﻻ أن‬
‫ﻳﻜﻮن اﷲ وإﳕﺎ ذﻟـﻚ ﻋﻠـﻢ اﻟﺘﻔﺴـﲑ وﻋﻠـﻢ اﳊـﺪﻳﺚ وﻣـﺎ ﻛـﺎن اﻷوﻟـﻮن ﻳﺸـﺘﻐﻠﻮن‬

‫وﻗﺼــﺪﻩ اﻟــﺪﻧﻴﺎ ﻓــﻼ ﺑــﺄس أن ﻳﱰﻛــﻪ اﻟﺮاﺑﻌــﺔ وﻫــﻲ ﻣــﻦ دﻗــﺎﺋﻖ ﺻــﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻌﻠــﻴﻢ أن‬
‫ﻳﺰﺟﺮ اﳌﺘﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺳﻮء اﻷﺧـﻼق ﺑﻄﺮﻳـﻖ اﻟﺘﻌـﺮﻳﺾ ﻣـﺎ أﻣﻜـﻦ وﻻ ﻳﺼـﺮح وﺑﻄﺮﻳـﻖ‬
‫اﻟﺮﲪﺔ ﻻ ﺑﻄ‬
‫اﳍﺠــﻮم ﺑــﺎﳋﻼف وﻳﻬــﻴﺞ اﳊــﺮص ﻋﻠــﻰ اﻹﺻ ـﺮار اﳋﺎﻣﺴــﺔ أن اﳌﺘﻜﻔــﻞ ﺑــﺒﻌﺾ‬
‫اﻟﻌﻠ ــﻮم ﻳﻨﺒﻐ ــﻲ أﻻ ﻳﻘ ــﺒﺢ ﰲ ﻧﻔ ــﺲ اﳌ ــﺘﻌﻠﻢ اﻟﻌﻠ ــﻮم اﻟ ــﱵ وراءﻩ ﻛﻤﻌﻠ ــﻢ اﻟﻠﻐ ــﺔ إذ‬
‫ﻋﺎدﺗــﻪ ﺗﻘﺒــﻴﺢ ﻋﻠــﻢ اﻟﻔﻘــﻪ وﻣﻌﻠــﻢ اﻟﻔﻘــﻪ ﻋﺎدﺗــﻪ ﺗﻘﺒــﻴﺢ ﻋﻠــﻢ اﳊــﺪﻳﺚ واﻟﺘﻔﺴــﲑ‬
‫ذﻟــﻚ ﻧﻘــﻞ ﳏــﺾ وﲰــﺎع ﲝــﺖ وﻫــﻮ ﺷــﺄن اﻟﻌﺠــﺎﺋﺰ وﻻ ﻧﻈــﺮ ﻟﻠﻌﻘــﻞ ﻓﻴــﻪ وﻣﻌﻠــﻢ‬
‫اﻟﻜﻼم ﻳﻨﻔﺮ ﻋﻦ اﻟﻔﻘﻪ وﻳﻘﻮل ‪ :‬ذﻟﻚ ﻓﺮوع وﻫﻮ ﻛﻼم ﰲ ﺣﻴﺾ اﻟﻨﺴﻮان ﻓﺄﻳﻦ‬
‫ذﻟـﻚ ﻣـﻦ اﻟﻜـﻼم ﰲ ﺻـﻔﺔ اﻟـﺮﲪﻦ ﻓﻬـﺬﻩ أﺧـﻼق ﻣﺬﻣﻮﻣـﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻤـﲔ ﻳﻨﺒﻐـﻲ أن‬
‫ﲡﺘﻨﺐ ﺑﻞ اﳌﺘﻜﻔﻞ ﺑﻌﻠـﻢ واﺣـﺪ ﻳﻨﺒﻐـﻲ أن ﻳﻮﺳـﻊ ﻋﻠـﻰ اﳌـﺘﻌﻠﻢ ﻃﺮﻳـﻖ اﻟﺘﻌﻠـﻴﻢ ﰲ‬
‫ﻏــﲑﻩ وإن ﻛــﺎن ﻣــﺘﻜﻔﻼ ﺑﻌﻠــﻮم ﻓﻴﻨﺒﻐــﻲ أن ﻳﺮاﻋــﻲ اﻟﺘــﺪرﻳﺞ ﰲ ﺗﺮﻗﻴــﺔ اﳌــﺘﻌﻠﻢ ﻣــﻦ‬
‫رﺗﺒﺔ إﱃ رﺗﺒﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ أن ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺑﺎﳌﺘﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺪر ﻓﻬﻤﻪ وﻻ ﻳﻠﻘﻲ إﻟﻴـﻪ ﻣـﺎﻻ‬
‫ﻳﺒﻠﻐ ــﻪ ﻋﻘﻠ ــﻪ ﻓﻴﻨﻔ ــﺮﻩ أو ﳜ ــﺒﻂ ﻋﻠﻴ ــﻪ ﻋﻘﻠ ــﻪ ﻛﻤ ــﺎ ﻗﻴ ــﻞ ﻛﻠﻤ ـﻮا اﻟﻨ ــﺎس ﻋﻠ ــﻰ ﻗ ــﺪر‬
‫ﻋﻘﻮﳍﻤﻮأﺷﺎر ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم إﱃ ﺻﺪرﻩ إن ﻫﻬﻨﺎ ﻟﻌﻠﻮﻣﺎ ﲨﺔ ﻟﻮ وﺟﺪت ﳍـﺎ‬
‫ﲪﻠــﺔ واﻟﺴــﺎﺑﻌﺔ أن اﳌــﺘﻌﻠﻢ اﻟﻘﺎﺻــﺮ ﻳﻨﺒﻐــﻲ أن ﻳﻠﻘــﻲ إﻟﻴــﻪ اﳉﻠــﻲ اﻟﻼﺋــﻖ ﺑــﻪ وﻻ‬
‫ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻪ أن وراء ﻫﺬا ﺗـﺪﻗﻴﻘﺎ وﻫـﻮ ﻳـﺪﺧﺮﻩ ﻋﻨـﻪ ﻓـﺈن ذﻟـﻚ ﻳﻔـﱰ رﻏﺒﺘـﻪ ﰲ اﳉﻠـﻲ‬
‫وﻳﺸﻮش ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻠﺒﻪ وﻳﻮﻫﻢ إﻟﻴﻪ اﻟﺒﺨﻞ ﺑـﻪ ﻋﻨـﻪ إذ ﻳﻈـﻦ ﻛـﻞ أﺣـﺪ أﻧـﻪ أﻫـﻞ ﻟﻜـﻞ‬
‫ﻋﻠ ــﻢ دﻗﻴ ــﻖ ﻓﻤ ــﺎ ﻣ ــﻦ أﺣ ــﺪ إ ﻻ وﻫ ــﻮ راض ﻋ ــﻦ اﷲ ﺳ ــﺒﺤﺎﻧﻪ ﰲ ﻛﻤ ــﺎل ﻋﻘﻠ ــﻪ‬
‫وأﺷﺪﻫﻢ ﲪﺎﻗـﺔ وأﺿـﻌﻔﻬﻢ ﻋﻘـﻼ ﻫـﻮ أﻓـﺮﺣﻬﻢ ﺑﻜﻤـﺎل ﻋﻘﻠـﻪ واﻟﺜﺎﻣﻨـﺔ أن ﻳﻜـﻮن‬
‫اﳌﻌﻠـﻢ ﻋـﺎﻣﻼ ﺑﻌﻠﻤـﻪ ﻓــﻼ ﻳﻜـﺬب ﻗﻮﻟـﻪ ﻓﻌﻠـﻪ ﻓــﺈن اﻟﻌﻠـﻢ ﻳـﺪرك ﺑﺎﻟﺒﺼـﺎﺋﺮ واﻟﻌﻤــﻞ‬
‫ﻳﺪرك ﺑﺎﻷﺑﺼﺎر وأرﺑﺎب اﻷﺑﺼﺎر أﻛﺜﺮ ﻓﺈذا ﺧﺎﻟﻒ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻨﻊ اﻟﺮﺷﺪ‬
‫وﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻨﺎول ﺷﻴﺌﺎ وﻗﺎل ﻟﻠﻨﺎس ﻻ ﺗﺘﻨﺎوﻟﻮﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻢ ﻣﻬﻠﻚ ﺳـﺨﺮ اﻟﻨـﺎس ﺑـﻪ‬

‫ﺲ وﰲ اﻟﺘّﻬــﺬﻳﺐ ﻗــﺎل‬ ‫ﻀـ ّﻢ اﻟـﻨّـ ْﻔ ُ‬

‫ﻳﺴـﺘﺄﺛﺮ ﺑــﻪأ ) ﻻن روح اﻟﺘﻠﻤﻴــﺬ( اﻟـﺮﱡو ُح ﺑﺎﻟ ّ‬
‫ﺲ واﺣ ٌﺪ ﻏﲑ أَن اﻟﺮﱡوح ﻣﺬﻛﱠﺮ واﻟﻨﱠـﻔْﺲ ﻣُﺆﻧﱠﺜﺔ‬ ‫ي اﻟﺮﱡوح واﻟﻨﱠـ ْﻔ ُ‬ ‫أَﺑﻮ ﺑﻜ ٍﺮ ﺑ ُﻦ اﻷَﻧﺒﺎ ِر ّ‬
‫ب‬
‫َﰊ‬
‫ﱡوح ﻗُـ ِـﻞ اﻟ ـﺮﱡو ُح ِﻣ ـ ْﻦ أَْﻣ ـ ِﺮ رﱢ‬
‫ُﻮﻧﻚ ﻋ ـ ِﻦ اﻟ ـﺮ ِ‬
‫ﻋﻨــﺪ اﻟﻌــﺮب وﰲ اﻟﺘﻨﺰﻳــﻞ َوﻳَ ْﺴ ـﺄَﻟ َ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ اﱃ روﺣﻪ( ﻻ ﺷﻚ أن ﻛﻞ إﻧﺴـﺎن ﻳﺮﻏـﺐ ﺑـﺄن ﺗﻜـﻮن ﺷﺨﺼـﻴﺘﻪ ﻗﻮﻳـﺔ)‬
‫ﻓــﺎذا اﺗﺼــﻒ اﳌﻌﻠــﻢ ﺑﺎوﺻــﺎف اﻟﻜﻤــﺎل( ﻫــﻲ ﻣــﻦ أﻫــﻢ وﺳــﺎﺋﻞ ﳒــﺎح اﻟﺘﻠﻤﻴــﺬ)‬
‫ﻛــﺎن اﻟﺘﻠﻤﻴــﺬ اﳌﻮﻓــﻖ(اي ﻳﻼﺋــﻢ ﺑ ـﻪ وَﳚ َﻌــﻞ ﻗــﺪوة )ﻛــﺬاﻟﻚ(اوﺻــﺎف اﻟﻜﻤــﺎل‬
‫)ﻓﺎذان ﻻﺑـﺪان ﻳﻜـﻮن( اي اﳌﻌﻠـﻢ )ﺗﻘﻴـﺎ( َﻣـﻦ ﳜـﺎف اﷲ وﳝﺘﺜـﻞ ﻷواﻣـﺮﻩ اوﻋﺎﺑـﺪ‬
‫ﻣﺘﺤﻨﱢ ــﺚ )ﻣﺘﻮاﺿ ــﻌﺎ( َﻏْﻴ ـ ـُﺮ ُﻣﺘَ َﻜ ـ ﱢٍـﱪ ﻓﺎﳌﺴ ــﻠﻢ ﻣﺘﻮاﺿ ــﻊ ﰲ ﻏ ــﲑ ﻣﺬﻟ ــﺔ وﻻ ﻣﻬﺎﻧ ــﺔ‬
‫اﻹﺣﯾﺎء ﻋﻠوم اﻟدﯾن ﻻﻣﺎم اﻟﻐزاﻟﻲ‬
‫أ‬
‫ب‬
‫ﺗﺎج اﻟﻌروس‬
‫أﺑﺼــﺎرﻫﻢ ﻓــﻼ ﻳﺴﺘﺸــﻌﺮون‬ ‫واﳌﺘﻌــﺎﻟﻮن ﰲ اﻷرض ﻳﻄﺒـ‬
‫ﻗﺪرة اﷲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻓﻮﻗﻬﻢ وﻻ ﻳﻨﺘﻔﻌﻮن ﺑﺂﻳﺎت اﷲ اﻟﺒﺎﻫﺮة ﻣﻦ ﺣﻮﳍﻢ ﻳﻘـﻮل ﺗﻌـﺎﱃ‬
‫َﱪ َﺟﺒﱠﺎ ٍر أوﻗﺎل اﻟﺸﺎﻋﺮ‬ ‫ْﺐ ُﻣﺘَﻜ ﱢٍ‬ ‫ِﻚ ﻳَﻄْﺒَ ُﻊ اﻟﻠﱠﻪُ َﻋﻠَﻰ ُﻛ ﱢﻞ ﻗَـﻠ ِ‬ ‫َﻛ َﺬﻟ َ‬
‫ﺗﻮاﺿﻊ ﺗﻜﻦ ﻛﺎﻟﺒﺪر ﻻح ﻟﻨﺎﻇﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎت اﳌﺎء وﻫﻮ رﻓﻴﻊ‬
‫وﻗﺎل آﺧﺮ‪:‬‬
‫ﺗﻮاﺿﻊ إذا ﻣﺎ ﻧﻠﺖ ﰲ اﻟﻨﺎس رﻓﻌﺔ ﻓﺈن رﻓﻴﻊ اﻟﻘﻮم ﻣﻦ ﻳﺘﻮاﺿﻊ‬
‫) ﻟــﲔ اﳉﺎﻧــﺐ( أي ﻫــﺎدئ ﻟﻄﻴــﻒ اﳌﻌﺎﺷــﺮة ﻧــﺎﻋﻢ )ﻟﺘﻤﻴــﻞ اﻟﻘﻠــﻮب ﻓﺘﺴــﺘﻔﻴﺪ‬
‫ﻣﻨ ــﻪ(اي اﳌﻌﻠ ــﻢ )وان ﻳﻜ ــﻮن ﺣﻠﻴﻤ ــﺎ(ﻫ ــﻮ ﻗﻤ ــﺔ ﰲ ﺣﺴ ــﻦ اﳋﻠ ــﻖ إذا ﺑﻠ ــﻎ اﻟﻌﺒ ــﺪ‬
‫ﻣﺮﺣﻠــﺔ أن ﻳﻜــﻮن ﺣﻠﻴﻤ ـﺎً ﻓﻘ ــﺪ ﲨﻌــﺖ ﻟــﻪ ﻛــﻞ ﻋﻨﺎﺻــﺮ ﺣﺴــﻦ اﳋﻠــﻖ ﻓﻘ ــﺪ ﺑﻠــﻎ‬
‫ﻣﺮﺣﻠــﺔ ﻛﻤــﺎل اﳋﻠــﻖ اﳊﺴــﻦ وﻗــﺪ ﻗــﺎل اﻹﻣــﺎم ﻋﻠــﻲ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ اﳊِﻠــﻢ ﺳــﻴﺪ‬
‫اﻷﺧــﻼق )وﻗــﻮرا( اي اﻟ ﱡﺴــﻜﻮن واﳊِْﻠــﻢ واﻟﱠﺮزاﻧــﺔ ﻣﺼــﺪر َوﻗَ ـَﺮ ﻳَِﻘ ـُﺮ َوﻗــﺎرًا َوﻗِـﺮَة إذا‬
‫ـﺪل ﻋﻠــﻰ ﺛَِﻘــﻞ ﰲ اﻟ ﱠﺸــﻲء‬ ‫ﺛﺒــﺖ‪ ،‬ﻓﻬــﻮ َوﻗُــﻮر َووﻗــﺎر وﻣﺘــﻮﻗﱢﺮ وأﺻــﻞ ﻫــﺬﻩ اﳌــﺎدﱠة ﻳـ ﱡ‬
‫وﻓــﻼن ذو ﻗِـﺮَة‪ ،‬أي َوﻗــﺎر ورﺟــﻞ ﻣــﻮﻗﱠﺮ ﳎـﺮﱠب واﻟﺘﱠــﻮﻗِﲑ اﻟﺘﱠﻌﻈــﻴﻢ واﻟـ ﱠـﱰزﻳﻦ وﻣﻨــﻪ‬
‫ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪:‬ﻣﱠﺎ ﻟَ ُﻜ ْﻢ ﻻ ﺗـَْﺮﺟُﻮ َن ﻟِﻠﱠ ِﻪ َوﻗَـﺎرًاب وأ ّﻣـﺎ ﻗﻮﻟـﻚ وﻗﱠـﺮ اﻟﱠﺮﺟـﻞ أي ﲜﱠﻠَـﻪ‬
‫وﻋﻈﱠﻤﻪ وﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌـﺎﱃ َوﺗـُ َﻌـﱢﺰرُوﻩُ َوﺗُـ َﻮﻗﱢـﺮُوﻩُت ﻣﻌـﲎ اﻟ َﻮﻗَـﺎر اﺻـﻄﻼﺣًﺎ اﻟﻮﻗـﺎر ﻫـﻮ‬
‫ـﺄﱐ‬
‫وﻗﻴـﻞ ﻫـﻮ اﻟﺘﱠ ﱢ‬
‫ﰲ اﻟﺘﱠﻮ ﱡﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﳓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ اﳌﻄَﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ‬
‫وﻗﻴ ـ ــﻞ اﻟ َﻮﻗَـ ــﺎر ﻫ ـ ــﻮ اﻹ ْﻣ َﺴ ـ ــﺎك ﻋ ـ ــﻦ ﻓﻀ ـ ــﻮل اﻟﻜ ـ ــﻼم واﻟﻌﺒ ـ ــﺚ وﻛﺜ ـ ــﺮة اﻹﺷ ـ ــﺎرة‬
‫أ‬
‫ﺳورة ﻏﺎﻓر ‪٣٥‬‬
‫ب‬
‫ﻧﻮح ‪١٣‬‬
‫ت‬
‫‪.‬اﻟﻔﺘﺢ‪٩ :‬‬
‫ﻀــﺐ واﻹﺻــﻐﺎء ﻋﻨــﺪ اﻻﺳــﺘﻔﻬﺎم‬ ‫واﳊﺮﻛــﺔﻓﻴﻤﺎ ﻳُ ْﺴـﺘَﻐﲎ ﻋــﻦ اﻟﺘﱠﺤـﺮﱡك ﻓﻴــﻪ وﻗِﻠﱠــﺔ اﻟﻐَ َ‬
‫واﻟﺘﱠﻮﻗﱡــﻒ ﻋــﻦ اﳉ ـﻮاب واﻟـﺘﱠﺤﻔﱡﻆ ﻣــﻦ اﻟﺘﱠﺴـﺮﱡع )ﻟﺘﻘﺘــﺪى ﺑــﻪ( ﻳﻘــﻮل أﺑــﻮ ﺣﺎﻣــﺪ‬
‫اﻟﻐـﺰاﱄ رﲪــﻪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﻓﻜــﺬﻟﻚ اﳌﺮﻳــﺪ ﳛﺘــﺎج إﱃ ﺷــﻴﺦ وأﺳــﺘﺎذ ﻳﻘﺘــﺪي ﺑــﻪ ﻻ‬
‫ﳏﺎﻟﺔ ﻟﻴﻬﺪﻳﻪ إﱃ ﺳﻮاء اﻟﺴﺒﻴﻞ ﻓﺈن ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺪﻳﻦ ﻏﺎﻣﺾ وﺳـﺒﻞ اﻟﺸـﻴﻄﺎن ﻛﺜـﲑة‬
‫ﺼـ ُﻢ‬‫ﻇﺎﻫﺮة ﻓﻤﻦ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺷﻴﺦ ﻳﻬﺪﻳـﻪ ﻗـﺎدﻩ اﻟﺸـﻴﻄﺎن إﱃ ﻃﺮﻗـﻪ ﻻ ﳏﺎﻟﺔﻓﻤﻌﺘَ َ‬
‫اﳌﺮﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺗﻘﺪﱘ اﻟﺸﺮوط اﳌﺬﻛﻮرة ﺷـﻴﺨﻪ‪ ،‬ﻓﻠﻴﺘﻤﺴـﻚ ﺑـﻪ ﲤﺴـﻚ اﻷﻋﻤـﻰ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺷــﺎﻃﺊ اﻟﻨﻬــﺮ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋــﺪ ﲝﻴــﺚ ﻳﻔـﻮّض أﻣــﺮﻩ إﻟﻴــﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴــﺔ‪ ،‬وﻻ ﳜﺎﻟﻔــﻪ ﰲ وردﻩ وﻻ‬
‫ﺻﺪرﻩ‪ ،‬وﻻ ﻳُﺒﻘﻲ ﰲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﺷﻴﺌﺎً وﻻ ﻳﺬر‪ ،‬وﻟـﻴﻌﻠﻢ أن ﻧﻔﻌـﻪ ﰲ ﺧﻄـﺄ ﺷـﻴﺨﻪ‪-‬‬
‫ﻟ ــﻮ أﺧﻄ ــﺄ أﻛﺜ ــﺮﻣﻦ ﻧﻔﻌ ــﻪ ﰲ ﺻ ـﻮاب ﻧﻔﺴ ــﻪ ﻟ ــﻮ أﺻ ــﺎب ﻓ ــﺈذا وﺟ ــﺪ ﻣﺜ ــﻞ ﻫ ــﺬا‬
‫ﺼـﻤِﻪ أي ﺷـﻴﺨﻪ أن ﳛﻤﻴـﻪ وﻳﻌﺼـﻤﻪ ﲝﺼـﻦ ﺣﺼـﲔ)‬ ‫اﳌﻌﺘَﺼَﻢ وﺟﺐ ﻋﻠـﻰ ﻣﻌﺘَ َ‬
‫وان ﻳﻜﻮن ذا رﲪﺔ( ﻫﻲ ِرﻗﱠﺔ ﰲ اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺳﻮق اﳋﲑ ﳌـﻦ ﺗﺘﻌـﺪى إﻟﻴـﻪ‬
‫)ﻟﻠﺘﻼﻣﻴﺬﺷ ـ ــﻔﻴﻘﺎ اي ( َﻋﻄْﻔـ ـ ـﺎً َو َﺣﻨَﺎﻧـ ـ ـﺎً) ﻋﻠ ـ ــﻴﻬﻢ ﻟ ـ ــﺘﻌﻈﻢ رﻏﺒ ـ ــﺘﻬﻢ ﻓﻴﻤ ـ ــﺎ ﻳﻠﻘﻴ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻴﻬﻢ(ﺗﻨﺒﻴـﻪ‪:‬أﺻـﻨﺎف اﻟﻨـﺎس ﰲ ﺗﻠﻘـﻲ اﻟﻌﻠـﻢ إن اﻟﻌﻠـﻢ ﻣـﲑاث اﻷﻧﺒﻴـﺎء‪ ،‬واﻟﻌﻠﻤـﺎء‬
‫ورﺛــﺔ اﻷﻧﺒﻴــﺎء واﻟﻌﻠــﻢ ﺣﻴــﺎة اﻟﻘﻠــﻮب‪ ،‬وﻧــﻮر اﻟﺒﺼــﺎﺋﺮ‪ ،‬وﺷــﻔﺎء اﻟﺼــﺪور‪ ،‬ودﻟﻴــﻞ‬
‫اﳊــﺎﺋﺮﻳﻦ‪ ،‬وﻛﻔــﻰ ﺑــﺎﻟﻌﻠﻢ ﺷــﺮﻓًﺎ أن ﻳﺪﻋﻴــﻪ ﻣــﻦ ﻻ ﳛﺴــﻨﻪ‪ ،‬وﻳﻔــﺮح ﺑــﻪ إذا ﻧﺴــﺐ‬
‫وﻟﻘﺪ ﱠﺑﲔ رﺳﻮﻟﻨﺎ اﻟﻜﺮﱘ ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ أﺻــﻨﺎف اﻟﻨــﺎس ﰲ ﺗﻠﻘــﻲ اﻟﻌﻠــﻢ واﳍﺪاﻳــﺔ واﻻﺳــﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻬﻤــﺎ ﰲ‬
‫ـﱯ‬
‫ـﻮس َﻋــﻦ اﻟﻨﱠـِ ﱢ‬ ‫ﺣــﺪﻳﺚ ﺷـﺮﻳﻒ ﻳﻌــﺪ درة ﻣــﻦ درر اﳍــﺪي اﻟﻨﺒــﻮي َﻋــﻦ أَِﰊ ُﻣـ َ‬
‫ـﺚ‬‫ـﺎل َﻣﺜَـ ُﻞ َﻣـﺎ ﺑَـ َﻌﺜَ ِـﲏ اﷲ ﻣِـﻦ اﳍـُﺪَى وَاﻟْﻌِْﻠـ ِﻢ َﻛ َﻤﺜَ ِـﻞ اﻟْﻐَْﻴ ِ‬ ‫ﺻـﻠﱠﻰ اﷲ َﻋﻠَْﻴـ ِﻪ َوﺳَـﻠﱠ َﻢ ﻗَ َ‬ ‫َ‬
‫ـﺐ‬‫ﺿــﺎ ﻓَ َﻜــﺎ َن ِﻣْﻨـ َﻬــﺎ ﻧَِﻘﻴﱠ ـﺔٌ ﻗَﺒِﻠَــﺖ اﳌـَـﺎءَ ﻓَﺄَﻧْـﺒَﺘَــﺖ اﻟْ َﻜ ـﻸَ وَاﻟْﻌُ ْﺸـ َ‬
‫ـﺎب أ َْر ً‬
‫ﺻـ َ‬ ‫اﻟْ َﻜﺜِ ـ ِﲑ أَ َ‬
‫ﻓَﺸَـ ِﺮﺑُﻮا َوﺳَـﻘَﻮْا‬
‫ـﺖ‬
‫ـﻚ َﻣــﺎءً وَﻻ ﺗـُْﻨﺒِـ ُ‬ ‫ُْﺴـ ُ‬
‫ـﺎب ِﻣْﻨـ َﻬــﺎ ﻃَﺎﺋَِﻔـﺔً أُ ْﺧـﺮَى إِﱠﳕـَـﺎ ِﻫـ َﻲ ﻗِﻴ َﻌــﺎ ٌن ﻻ ﲤ ِ‬ ‫ﺻـ َ‬ ‫َوَزَرﻋُـﻮا‪َ ,‬وأَ َ‬
‫ِﻚ َﻣﺜَـ ُﻞ َﻣــﻦ ﻓَـ ُﻘ ـﻪَ ِﰲ ِدﻳ ـ ِﻦ اﷲ َوﻧَـ َﻔ َﻌ ـﻪُ َﻣــﺎ ﺑَـ َﻌﺜَـ ِـﲏ اﷲ ﺑِـ ِﻪ ﻓَـ َﻌﻠِ ـ َﻢ َو َﻋﻠﱠ ـ َﻢ‬ ‫َﻛ ـﻸً؛ ﻓَـ َﺬﻟ َ‬
‫ْﺖ ﺑِـ ِﻪأ ﻳﺸــﲑ‬ ‫ْﺳـﻠ ُ‬ ‫ِﻚ َرأْ ًﺳــﺎ َوَﱂْ ﻳَـ ْﻘﺒَـ ْﻞ ُﻫـﺪَى اﷲ اﻟﱠـﺬِي أُرِ‬ ‫َوَﻣﺜَـ ُﻞ َﻣــﻦ َﱂْ ﻳـَْﺮﻓَـ ْﻊ ﺑِـ َﺬﻟ َ‬
‫اﳊ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺚ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻒ إﱃ أن اﻟﻨ ـ ـ ـ ــﺎس ﻳﺘﻔ ـ ـ ـ ــﺎوﺗﻮن ﰲ اﻻﺳ ـ ـ ـ ــﺘﻔﺎدة ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ــﻢ‬
‫واﳍ ــﺪى ﺣﻴ ــﺚ ﺿ ــﺮب ﻟ ــﺬﻟﻚ ﻣ ــﺜﻼ راﺋﻌ ــﺎ ﰲ ﻧ ــﺰول اﳌﻄ ــﺮ ﻋﻠ ــﻰ اﻷرض‬
‫ﺻـﻠﱠﻰ اﷲ َﻋﻠَْﻴـ ِﻪ َو َﺳـﻠﱠ َﻢ‬ ‫واﻧﺘﻔﺎﻋﻬــﺎ ﺑــﻪ ﺣﻴــﺚ ﺷــﺒﻪَ ا ْﳍـُﺪَى واﻟﻌﻠــﻢ اﻟﱠـﺬِي َﺟــﺎءَ ﺑِـ ِﻪ َ‬
‫ْﺚ‪ ,‬ﻣﺼﻨﻔﺎ اﻷَرْض ﺛَﻼﺛَﺔ أَﻧْـﻮَاع وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻨﱠﺎس ﰲ اﻧﺘﻔﺎﻋﻬﻢ ﺑـﺎﻟﻌﻠﻢ وذﻟـﻚ‬ ‫ﺑِﺎﻟْﻐَﻴ ِ‬
‫ﻋﻠـﻰ اﻟﻨﺤـﻮ اﻟﺘـﺎﱄ اﻟﻨﱠـﻮع اﻷَوﱠل ﻣِـﻦ اﻷَرض ﻳﻨﺘَ ِﻔـﻊ ﺑِـﺎﳌﻄﺮ وﻳﺴـﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨـ ِﻪ ﻓﻴَﺤﻴــﺎ‬
‫ـﺖ اﻟْﻜَـﻸ واﻟﻌﺸـﺐ ﻓَﻴﻨﺘﻔـﻊ ﺑـﻪ اﻟﻨﱠـﺎس واﻟـ ﱠﺪواب واﻟـﺰﱠرع‬ ‫ﺑﻌـﺪ أَن ﻛـﺎن َﻣﻴﱢﺘًـﺎ ‪َ ,‬وﻳُﻨﺒِ ُ‬
‫وﻏﲑﻫـﺎ ‪ ,‬وﻛـﺬﻟﻚ اﻟﻨﱠــﻮع اﻷَوّل ﻣِـﻦ اﻟﻨﱠــﺎس ﻳﺒﻠُﻐـﻪ اﳍـُـﺪى واﻟﻌِﻠـﻢ ﻓﻴﺘﻠﻘــﺎﻩ وﳛﻔﻈــﻪ‬
‫ـﺎﱂ‬
‫وﻳﻔﻬﻤــﻪ ﻓﻴﺤﻴــﺎ ﻗﻠﺒﻬﻮﻳﻌﻤــﻞ ﺑِـ ِﻪ وﻳﻌﻠّﻤــﻪ ﻏــﲑﻩ ﻓﻴﻨﺘ ِﻔــﻊ وﻳﻨﻔــﻊ وﺑﺎﻟﺘــﺎﱄ ﻓﻬــﻮ اﻟﻌـ ِ‬
‫ﱠﺎﱐ ﻣِﻦ اﻷَرْض ﻣﺎ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ اﻻﻧﺘﻔﺎع ﰲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ‪ ،‬وﻟﻜﻦ‬ ‫اﻟﻌﺎﻣِﻞ اﳌﻌﻠﱢﻢ‪ .‬وَاﻟﻨـﱠﻮْع اﻟﺜ ِ‬
‫اب‪َ ,‬وَﻛﺬَﻟﻚ اﻟﻨﱠﻮع‬ ‫ﻓ ﻴﻬﺎ ﻓﺎﺋﺪة وﻫﻲ إﻣﺴﺎك اﳌﺎء ﻟﻐﲑﻫﺎ‪ ،‬ﻓﻴﻨﺘﻔﻊ ﺑﻪ اﻟﻨﺎس واﻟﺪو ّ‬
‫اﻟﺜﱠـ ِـﺎﱐ ِﻣ ــﻦ اﻟﻨﱠــﺎس ﳍ ــﻢ ﻗﻠ ــﻮب ﺣﺎﻓﻈ ـﺔَ ‪ ,‬ﻟﻜ ــﻦ ﻟﻴﺴ ــﺖ ﳍ ــﻢ أﻓﻬ ــﺎم ﺛﺎﻗﺒ ــﺔ ‪ ,‬وﻻ‬
‫رﺳــﻮخ ﰲ اﻟﻌﻘــﻞ ﻓــﻼ ﻳﺴــﺘﻨﺒﻄﻮن اﳌﻌــﺎﱐ واﻷﺣﻜــﺎم وﻻ ﳚﺘﻬــﺪون ﰲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬــﺎ‬
‫ﻓﻬﻢ ﻳﺘﻠﻘﻮن اﻟﻌﻠﻢ وﳛﻔﻈﻮﻧـﻪ ﺣـﱴ ﻳـﺄﰐ ﻣـﻦ ﻳﺴـﺘﻔﻴﺪ‪ ،‬ﻓﻴﺄﺧـﺬﻩ ﻣـﻨﻬﻢ وﻳﻨﺘﻔـﻊ ﺑـﻪ‬
‫ﻓَﻬ ـﺆُﻻ ِء اﻛﺘﺴــﺒﻮا اﻟﻌﻠــﻢ وﻧﻔﻌ ـﻮا ﺑــﻪ ﻏــﲑﻫﻢ وﺑﺎﻟﺘــﺎﱄ ﻓﻬــﻢ ﺟــﺎﻣﻌﻮن ﻟﻠﻌﻠــﻢ ﻓﻴﻨﺘﻔــﻊ‬
‫اﻟﻨﺎس ﺑﻪ‬

‫رواﻩ اﻟﺸﻴﺨﺎن واﻟﻠﻔﻆ ﻟﻠﺒﺨﺎري‬ ‫أ‬

‫ـﺖ ﻓَ ِﻬـ ـ َﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻔ ــﻊ ﺑﺎﳌ ــﺎء وﻻ‬
‫وَاﻟﻨﱠـ ــﻮْع اﻟﺜﱠﺎﻟِــﺚ ِﻣ ــﻦ اﻷَرْض اﻟ ﱢﺴـ ـﺒَﺎخ اﻟﱠـ ِـﱵ ﻻ ﺗـُْﻨﺒِ ـ ُ‬
‫ﲤﺴــﻜﻪ ﻟﻴﻨﺘﻔــﻊ ﺑــﻪ ﻏﲑﻫــﺎ وﻛــﺬﻟﻚ اﻟﻨــﻮع اﻟﺜﺎﻟــﺚ ﻣــﻦ اﻟﻨــﺎس ﻟﻴﺴــﺖ ﳍــﻢ ﻗﻠــﻮب‬
‫ﺣﺎﻓﻈــﺔ وﻻ أﻓﻬــﺎم واﻋﻴــﺔ ﻓــﺈذا ﲰﻌ ـﻮا اﻟﻌﻠــﻢ ﻻ ﻳﻨﺘﻔﻌــﻮن ﺑــﻪ وﻻ ﳛﻔﻈﻮﻧــﻪ ﻟﻴﻨﻔﻌ ـﻮا‬
‫ﺑــﻪ ﻏــﲑﻫﻢ وﺑﺎﻟﺘــﺎﱄ ﻓﻬــﻢ ﻛﻤــﻦ ﻳﺘﻠﻘــﻰ اﻟﻌﻠــﻢ ﻓــﻼ ﻳﻌﻤــﻞ ﺑــﻪ وﻻ ﳛﻔﻈــﻪ وﻻ ﻳﻨﻘﻠــﻪ‬
‫إﱃ ﻏــﲑﻩ ﻓﻬــﻮ ﲟﻨﺰﻟــﺔ اﻷرض اﻟﺴــﺒﺨﺔ أو اﳌﻠﺴــﺎء اﻟــﱵ ﻻ ﺗﻘﺒــﻞ اﳌــﺎء أو ﺗﻔﺴــﺪﻩ‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻏﲑﻫــﺎ )وان ﻳﻨﺼــﺤﻬﻢ(ﻗــﺎل اﻹﻣــﺎم اﳋﻄــﺎﰊ اﻟﻨﺼــﻴﺤﺔ ﻫــﻲ ﻛﻠﻤــﺔ ﺟﺎﻣﻌــﺔ‬
‫ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺣﻴﺎزة اﳋﲑ ﻟﻠﻤﻨﺼـﻮح ﻟـﻪ وأﺻـﻞ اﻟﻨﺼـﺢ ﰲ ﻟﻐـﺔ اﻟﻌـﺮب ﺗﻘـﻮل ﻧﺼـﺤﺖ‬
‫اﻟﻌﺴﻞ إذا ﺧﻠّﺼﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﻊ وﺗﻘﻮل ﻧﺼﺤﺖ ﻟـﻪ اﶈﺒـﺔ إذا أﺧﻠﺼـﺖ ﻟـﻪ اﶈﺒـﺔ‬
‫ﻓﺎﻟﻨﺼــﻴﺤﺔ ﻫــﻲ إرادة اﳋــﲑ ﺑــﺈﺧﻼص ﻟﻠﻤﻨﺼــﻮح ﻟــﻪ ﻓﺎﻟﻨﺼــﺢ ﻣــﻦ أﻋﻈــﻢ اﳋــﲑ‬
‫وأﲨـﻞ اﳌﻌـﺮوف وﻟـﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧـﻪ ﻣـﺄﻣﻮر ﺑـﻪ وواﺟـﺐ ﻋﻠـﻰ ﻟﺴـﺎن اﻟﺸـﺎرع اﳊﻜـﻴﻢ‬
‫واﺟ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ اﻷﻣ ــﺔ ﻛ ــﻞ ﲝﺴ ــﺐ ﻃﺎﻗﺘ ــﻪ‪ ،‬وواﺟ ــﺐ ﺑﺎﳋﺼ ــﻮص ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌﻠﻤ ــﺎء‬
‫اﳌﺸ ــﻬﻮد ﳍ ــﻢ ﺑ ــﺎﳋﲑ واﻟﻌﻠ ــﻢ ﺑﺎﻟﻜﺘ ــﺎب واﻟﺴ ــﻨﺔ وﻫ ــﺪي اﻟﺴ ــﻠﻒ اﻟﺼ ــﺎﱀ ﻣ ــﻦ‬
‫اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﲔ وﻣـﻦ ﺗـﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴـﺎن ﻣـﻦ أﺋﻤﺘﻨـﺎ أﺋﻤـﺔ اﻟﻔﻘـﻪ واﳊـﺪﻳﺚ ﻗـﺎل‬
‫ﺗﻌــﺎﱃ وﺗﻌــﺎوﻧﻮا ﻋﻠــﻰ اﻟــﱪ واﻟﺘﻘــﻮى وﻻ ﺗﻌــﺎوﻧﻮا ﻋﻠــﻰ اﻹﰒ واﻟﻌــﺪوان ﻓﻤــﻦ ﱂ‬
‫ﻳﻨﺼــﺢ ﳍــﺬﻩ اﻷﻣــﺔ أﻣــﺔ ﳏﻤــﺪ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻓــﺎﷲ ﺗﻌــﺎﱃ وﻋــﺪﻩ ﻋــﺬاﺑﺎ‬
‫ﺷـﺪﻳﺪاً‪ ،‬وﻗـﺎل اﺑـﻦ ﻛﺜـﲑ ﰲ اﻵﻳـﺔ ﻳـﺄﻣﺮ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻋﺒـﺎدﻩ اﳌـﺆﻣﻨﲔ ﺑﺎﳌﻌﺎوﻧـﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻓﻌــﻞ اﳋـﲑات‪ ،‬وﻫــﻮ اﻟﺸــﺮ وﺗــﺮك اﳌﻨﻜـﺮات وﻫــﻮ اﻟﺘﻘــﻮى وﻳﻨﻬــﺎﻫﻢ ﻋــﻦ اﻟﺘﻨﺎﺻــﺮ‬
‫(ﻋـﻦ اﺑـﻦ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ واﻟﺘﻌﺎون ﻋﻠﻰ اﳌـﺂﰒ واﶈـﺎرم )‬
‫ﻣﺴﻌﻮد رﺿﻲ اﻟﻠﱠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳﻮل اﻟﻠﱠﻪ ﻣﺎﺻـﻠﻰ اﻟﻠﱠـﻪ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ إن اﻟﻠﱠـﻪ‬
‫أدﺑــﲏ ﻓﺄﺣﺴــﻦ ﺗــﺄدﻳﱯ ﰒ أﻣــﺮﱐ ﲟﻜــﺎرم اﻷﺧــﻼق ‪ ،‬ﻓﻘــﺎل ُﺧـ ِﺬ اﻟْ َﻌ ْﻔـ َﻮ َوأْ ُﻣـ ْـﺮ‬
‫)ﻣــﻦ اﳌﻌــﺎﱏ‬ ‫ﲔ) وان ﻻﻳﻜﻠﻔﻬــﻢ(‬‫اﳉَــﺎ ِﻫﻠِ َ‬
‫ِض َﻋ ـ ِﻦ ْ‬
‫ْف َوأَ ْﻋ ـﺮ ْ‬
‫ﺑِــﺎﻟْﻌُﺮ ِ‬
‫(ﲨــﻊ اﳌﻌــﲎ ﻫــﻮ اﳌﻔﻬــﻮم اﳌﻘﺼــﻮد ﺑــﺎﻟﻠﻔﻆ وﺑﺎﻟﺸــﻲء ﻋﻤﻮﻣــﺎ )ﻣﺎﺗﻘﺼــﺮ(اي‬
‫(اي ﻓﻬﻤﻬﻢ وﺗﺼﻮرﻫﻢ واﷲ اﻋﻠﻢ‬ ‫ﺿﻌﻒ )ﻋﻨﻪ(اي ﻣﺎ )‬

‫آداب اﳌﺘﻌﻠﻢ‬
‫)ﻟﻠﻤ ــﺘﻌﻠﻢ(ﺗﻌﻠﱠـ ـ َﻢ ﻳ ــﺘﻌﻠﱠﻢ ﺗﻌﻠﱡ ًﻤ ــﺎ ﻓﻬ ــﻮ ُﻣ ــﺘﻌﻠﱢﻢ وﻫ ــﻮ ﻣ ــﻦ ﻣ ــﻦ ﻋ ــﺮف ﻛﺜـ ـﲑا ﻋ ــﻦ‬
‫اﻵﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﻦ واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻛﻲ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻢ ﻧﻔﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻘـ ــﻮي ﻫـ ــﻢ ﻣـ ــﻦ ﲢﻜـ ــﻢ ﰲ اﻵﺧ ـ ـﺮﻳﻦ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ اﻷﻗـ ــﻮى ﻓﻬـ ــﻮ ﻣـ ــﻦ اﻣﺘﻠـ ــﻚ زﻣـ ــﺎم‬
‫اﻷﻣــﻮر)اداب ﰱ ﻧﻔﺴــﻪ( اﺑــﺪأ ﺑﻨﻔﺴــﻚ وﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ ﰲ ﻛﺘﺎﺑــﻪ اﻟﻜــﺮﱘ أﺗــﺄﻣﺮون‬
‫اﻟﻨّﺎس ﺑﺎﻟ ﱢﱪ وﺗﻨﺴﻮ َن أﻧﻔﺴﻜﻢ وﰲ اﳊـﺪﻳﺚ اﻟﺼـﺤﻴﺢ اﻟـﺬي رواﻩ اﺑـﻦ ِﺣﺒّـﺎن ﰲ‬
‫ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻋﻦ أﰊ ﻫﺮﻳﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل‪ ،‬ﻗﺎل اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم‬
‫ﻳُﺒﺼﺮ أﺣﺪﻛﻢ اﻟﻘﺬى ﰲ ﻋﲔ أﺧﻴﻪ وﻳﻨﺴـﻰ اﳉـﺬع ﰲ ﻋﻴﻨـﻪ واﻟﻘـﺬى ﻫـﻮ ﻋﺒـﺎرة‬
‫ﻋﻦ اﻷﺟﺴﺎم اﻟﺼﻐﲑة ﻣﻦ اﻟﱰاب أو ﻏﲑﻩ واﻟﱵ ﺗﻘﻊ ﰲ اﳌﺎء وﻻ ﺗﻜﺎد ﺗـﺮى إﻻ‬
‫ﺑﺘ ــﺪﻗﻴﻖ اﻟﻨﻈ ــﺮ ﻓﻴﻬ ــﺎ واﳌﻘﺼ ــﻮد ﺑ ــﺬﻟﻚ ﻫ ــﻮ أن ﺑﻌ ــﺾ اﻟﻨ ــﺎس ﻳﻨﺸ ــﻐﻞ ﺑﻌﻴ ــﻮب‬
‫وأﺧﻄﺎء ﻏﲑﻩ‪ ،‬واﻟﱵ ﻗـﺪ ﺗﻜـﻮن أﻗـﻞ وأﺻـﻐﺮ ﺑﻜﺜـﲑ ﻣـﻦ ﻋﻴﻮﺑـﻪ وأﺧﻄﺎﺋـﻪ وﻳﻨﺴـﻰ‬
‫ﻧﻔﺴﻪ )واداب ﻣﻊ اﺳﺘﺎذﻩ(ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟـﻤـﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﺸﻲء اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ أﻋﺠﻤﻴـﺔ‬
‫دﺧﻴﻠــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ وﱂ ﺗــﺮد ﰲ اﻟﺸــﻌﺮ اﻟــﺬي ﳛــﺘﺞ ﺑــﻪ وذﻛــﺮوا أﻧــﻪ ﻻ‬

‫اﻟﻨﺤ ــﻮ واﻟﺼ ــﺮف واﻟﺒﻴ ــﺎن واﻟﺒ ــﺪﻳﻊ واﳌﻌ ــﺎﱐ واﻵداب واﳌﻨﻄ ــﻖ واﻟﻜ ــﻼم واﳍﻴﺌ ــﺔ‬
‫وأﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮل اﻟﻔﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ واﻟﺘﻔﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ واﳊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻳﺚ‬
‫وذﻛﺮ أن أول ﻣـﻦ ﻟﻘـﺐ ﺑـﻪ ﻫـﻮ ﻛـﺎﻓﻮر اﻹﺧﺸـﻴﺪي اﻹﺳـﻔﺮاﻳﻴﲏ و اﺳـﺘﺨﺪﻣﺘﻬﺎ‬
‫اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓﻴﻤــﺎ ﺑﻌــﺪ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺆدب اﻟﺼــﻐﺎر وﺗﻄﻠــﻖ ﻛــﺬﻟﻚ ﻋﻠــﻰ اﻟ ــﻤﻌﻈﱠﻢ ﰲ أي‬
‫أﻣﺮ ﻳﻘﺎل ﻫﻮ أﺳﺘﺎذ ﻓﻴﻪ ﲟﻌﲎ أﻧﻪ ﻣﺎﻫﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺘﻘﻦ ﻟﻪ )واداب ﻣﻊ اﺧﻮاﻧﻪ(‬
‫ﻋـﻦ أﰊ ﻫﺮﻳـﺮة رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﻗــﺎل ﻗـﺎل رﺳـﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳــﻠﻢ ﻻ‬
‫ﲢﺎﺳــﺪوا وﻻ ﺗﻨﺎﺟﺸ ـﻮا وﻻ ﺗﺒﺎﻏﻀ ـﻮا وﻻ ﺗــﺪاﺑﺮوا وﻻ ﻳﺒــﻊ ﺑﻌﻀــﻜﻢ ﻋﻠــﻰ ﺑﻴــﻊ‬
‫ﺑﻌــﺾ وﻛﻮﻧـﻮا ﻋﺒــﺎد اﷲ إﺧﻮاﻧــﺎ اﳌﺴــﻠﻢ أﺧــﻮ اﳌﺴــﻠﻢ ﻻ ﻳﻈﻠﻤــﻪ وﻻ ﳜﺬﻟــﻪ وﻻ‬
‫ﳛﻘــﺮﻩ اﻟﺘﻘــﻮى ﻫﺎﻫﻨــﺎ وﻳﺸــﲑ إﱃ ﺻــﺪرﻩ ﺛــﻼث ﻣـﺮات ﲝﺴــﺐ اﻣــﺮئ ﻣــﻦ اﻟﺸــﺮ‬
‫أ‬
‫أن ﳛﻘﺮ أﺧﺎﻩ اﳌﺴﻠﻢ ﻛﻞ اﳌﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻢ ﺣﺮام دﻣﻪ وﻣﺎﻟﻪ وﻋﺮﺿﻪ‬

‫واﻷﺧــﻮة اﻹﺳــﻼﻣﻴﺔ ﺷ ــﺠﺮة وارﻓــﺔ اﻟﻈ ــﻼل ﻳﺴــﺘﻈﻞ ﺑﻔﻴﺌﻬ ــﺎ ﻣــﻦ أراد اﻟﺴ ــﻌﺎدة‬
‫ﺗـﺄوي إﻟﻴﻬـﺎ اﻟﻨﻔـﻮس‬
‫اﻟﻈﻤــﺄى ﻟﱰﺗــﻮي ﻣﻨﻬــﺎ ﻣﻌــﺎﱐ اﻟــﻮد واﶈﺒــﺔ واﻷﻟﻔــﺔ واﻟﺮﲪــﺔ‬
‫ﻋﻼﻗﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ وﻟﻜﻨﻬﺎ راﺑﻄﺔ ﻣﺘﻴﻨﺔ ‪ ،‬ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﺳـﺎس ﻣـﻦ اﻟﺘﻘـﻮى وﺣﺴـﻦ‬
‫اﳋﻠﻖ )اﻣﺎ اداﺑﻪ ﰱ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻜﺜﲑة ‪ :‬ﻣﻨﻬﺎ( اي ﻛﺜـﲑة )ﺗـﺮك اﻟﻌﺠـﺐ(ﻣـﻦ اﻣـﺘﺤﻦ‬
‫ﺑﺎﻟﻌُ ْﺠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻓﻠﻴﻔ ﱢﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﰲ ﻋﻴﻮﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ) وﻣﻨﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺘﻮاﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ( وﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﺮ‬
‫ﺗﻮاﺿ ـ ـ ــﻊ ﺗﻜ ـ ـ ــﻦ ﻛ ـ ـ ــﺎﻟﻨﺠﻢ ﻻح ﻟﻨ ـ ـ ــﺎﻇ ٍﺮ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺻ ـ ـ ــﻔﺤﺎت اﳌ ـ ـ ــﺎء وﻫ ـ ـ ــﻮ رﻓﻴـ ـ ـ ـ ُﻊ‬
‫وﻻ ﺗــﻚ ﻛﺎﻟــﺪﺧﺎن ﻳﻌﻠــﻮ ﺑﻨﻔﺴــﻪ إﱃ ﻃﺒﻘــﺎت اﳉــﻮ وﻫــﻮ وﺿــﻴ ُﻊ وﻗــﺎل ﻛﻌــﺐ‬
‫اﻷﺣﺒـﺎرم ا أﻧﻌـﻢ اﷲ ﻋﻠـﻰ ﻋﺒـ ٍﺪ ﻣـﻦ ﻧﻌﻤـ ٍﺔ ﰲ اﻟـﺪﻧﻴﺎ‬
‫ﰲ اﻵﺧﺮة‬

‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬ ‫أ‬

‫) واﻟﺼــﺪق( ﻗــﺪ أﻣــﺮ اﷲ ﻋﺒــﺎدﻩ اﳌــﺆﻣﻨﲔ ﺑﻠــﺰوم اﻟﺼــﺪق وﺻــﺤﺒﺔ اﻟﺼــﺎدﻗﲔ ﻳَــﺎ‬
‫ﲔ ﻛﻮﻧﻮا ﻣﻊ اﻟﺬﻳﻦ ﺻـﺪﻗﻮا اﷲ ﰲ‬ ‫أَﻳـﱡﻬَﺎ اﻟﱠﺬِﻳ َﻦ آ َﻣﻨُﻮا اﺗﱠـ ُﻘﻮا اﻟﻠﱠﻪَ َوﻛُﻮﻧُﻮا َﻣ َﻊ اﻟﺼﱠﺎ ِدﻗِ َ‬
‫ﻀـﻰ‬ ‫ﺻـ َﺪﻗُﻮا َﻣـﺎ ﻋَﺎﻫَـ ُﺪوا اﻟﻠﱠـﻪَ َﻋﻠَْﻴـ ِﻪ ﻓَﻤِـْﻨـ ُﻬ ْﻢ َﻣـ ْﻦ ﻗَ َ‬ ‫َـﺎل َ‬ ‫ﲔ ِرﺟ ٌ‬ ‫ُـﺆِﻣﻨِ َ‬ ‫إﳝﺎﻧـﻪ ﺑـﻪ ﻣِـ ْﻦ اﻟْﻤ ْ‬
‫ﺼ ـ ْﺪﻗِ ِﻬ ْﻢ‬
‫ﲔ ﺑِ ِ‬
‫ﺼ ــﺎ ِدﻗِ َ‬‫ي اﻟﻠﱠ ـﻪُ اﻟ ﱠ‬ ‫َْﳓﺒَ ـﻪُ َوِﻣ ـْﻨـ ُﻬ ْﻢ َﻣ ـ ْﻦ ﻳَـْﻨﺘَ ِﻈ ـُﺮ َوَﻣ ــﺎ ﺑَ ـ ﱠﺪﻟُﻮا ﺗَـْﺒ ـﺪِﻳﻼً ﻟِﻴَ ْﺠ ـ ِﺰ َ‬
‫َﳛﺒﱡﻮﻧَـﻪُ )ﻣﻮﺛﻮﻗﺎﺑـﻪ(ﻳـُ ْﻌﺘَﻤَـ ُﺪ َﻋﻠَـﻰ‬ ‫ـﺎس ﻳَـ َﻮدﱡوﻧَـﻪُ وُِ‬
‫ﺻـﺎ َر ﻗَﺮِﻳﺒـﺎً ِﻋْﻨـ َﺪ اﻟﻨﱠ ِ‬ ‫)ﻟﻴﻜﻮن ﳏﺒﻮﺑـﺎ( َ‬
‫َﺷـﻬَﺎ َدﺗِِﻪ ‪ ،‬ﻳـ ُْﺆ َﺧـ ُﺬ ‪ ).‬وﻣﻨﻬــﺎ ان ﻳﻜــﻮن وﻗــﻮرا ﰱ ﻣﺸــﻴﺘﻪ(ﻳــﺬﻛﺮ اﻹﻣــﺎم اﻟﻨــﻮوي‬
‫رﲪﻪ اﷲ ﰲ رﻳﺎض اﻟﺼـﺎﳊﲔ ﺑـﺎب اﻟﻮﻗـﺎر واﻟﺴـﻜﻴﻨﺔ ﺿـﻤﻦ اﻵداب واﻷﺧـﻼق‬
‫واﻟﻮﻗــﺎر أﺻــﻠﻬﺎ ﻣــﻦ اﻟﻘــﺮ وﻳﻘــﺮ اﻟﺸــﻲء‬
‫ﲟﻌــﲎ ﻳﺜﺒــﺖ ﻣﻜﺎﻧــﻪ وﻛــﺄن اﳌﻘﺼــﺪ أن اﳌــﺆﻣﻦ ﻳﻜــﻮن ﺣﺎﻟــﻪ ﻓﻴــﻪ اﻟﻮﻗــﺎر واﻟﺴــﻜﻴﻨﺔ‬
‫وﻋـﺪم اﻟﺮﻋﻮﻧـﺔ واﻟﺘﻬـﻮر واﻻﻧـﺪﻓﺎع ﻓﻴﻜــﻮن وﻗـﻮراً ﰲ ﺟﻠﻮﺳـﻪ وﻗﻴﺎﻣـﻪ وﻣﺸـﻴﻪ ﻣــﻦ‬
‫ﻏـﲑ ﺗﻜﻠـﻒ أو ﺗﺼـﻨﻊ أو رﻳـﺎء ﻗـﺎل اﷲ ﻋـﺰ وﺟـﻞ َو ِﻋﺒَـﺎ ُد اﻟـﺮﱠﲪَْ ِﻦ اﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ ﳝَْ ُﺸـﻮ َن‬
‫اﳉَــﺎ ِﻫﻠُﻮ َن ﻗَــﺎﻟُﻮا َﺳــﻼﻣًﺎأ ﻓــﺬﻛﺮ اﷲ ﻋــﺰ وﺟــﻞ‬ ‫ْض ﻫ َْﻮﻧًــﺎ َوإِذَا َﺧــﺎﻃَﺒَـ ُﻬ ُﻢ ْ‬ ‫َﻋﻠَــﻰ اﻷَر ِ‬
‫‪ :‬اﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ ﳝَْ ُﺸــﻮ َن‬ ‫ﻣــﻦ ﺻــﻔﺎت ﻋ‬
‫ْض ﻫ َْﻮﻧًــﺎب أي ﺑﻮﻗــﺎر وﺳــﻜﻴﻨﺔ ﻓﻬــﻢ ﻫﻴﻨــﻮن ﰲ ﻣﺸــﻴﻬﻢ ﻳﺘﺼــﻔﻮن‬ ‫َﻋﻠَــﻰ اﻷَر ِ‬
‫ﺑﺎﻟﻮﻗ ـ ــﺎر واﻟﺘ ـ ــﺆدة واﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻠﻴﺴ ـ ـﻮا ﻣﻨ ـ ــﺪﻓﻌﲔ‪ ،‬واﳌﻘﺼ ـ ــﺪ أن اﻟﺘﻮاﺿ ـ ــﻊ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ﻓﺎﻹﻧﺴـﺎن‬
‫ﻻ ﻳﺴــﺘﻄﻴﻊ أن ﳝﺸــﻲ داﺋﻤـﺎً ﺑﻄﻴﺌـﺎً ﰲ ﻣﺸــﻴﺘﻪ أو ﺳـﺮﻳﻌﺎً وﻟﻜــﻦ ﲝﺴــﺐ ﺣﺎﺟﺘــﻪ‬
‫وﺣﺎﻟﻪ ﻓﻘﺪ ﳛﺘﺎج إﱃ اﻟﺸﻲء ﻓﻴﺴﺮع وﻗﺪ ﳚﺮي ﻣﻦ أﺟﻠﻪ وﻗـﺪ ﳝﺸـﻲ وﻟﻜـﻦ ﰲ‬

‫أ‬
‫اﻟﻔﺮﻗﺎن‪٦٣:‬‬
‫ب‬
‫اﻟﻔﺮﻗﺎن‪٦٣:‬‬
‫ﻛــﻞ اﻷﺣ ـﻮال ﻻ ﻳﻮﺟــﺪ ﻓﻴــﻪ أي ﻧــﻮع ﻣــﻦ اﻟﻜــﱪ) ﻏﺎﺿــﺎ ﻃﺮﻓــﻪ ﻋــﻦ اﻟﻨﻈــﺮ اﱃ‬
‫اﶈﺮﻣﺎت(أن اﻟﻨﻈﺮ إﱃ اﶈﺮﻣﺎت ﻳﻮرث اﳊﺴﺮات واﻟﺰﻓﺮات‪ ،‬واﻷﱂ اﻟﺸﺪﻳﺪﻓﲑى‬
‫اﻟﻌﺒــﺪ ﻣــﺎ ﻟــﻴﺲ ﻗــﺎدرا ﻋﻠﻴــﻪ وﻻ ﺻــﺎﺑﺮا ﻋﻨــﻪ وﻫــﺬا ﻣــﻦ أﻋﻈــﻢ اﻟﻌــﺬاب ﻛﻤــﺎ ﻗﻴــﻞ‬
‫ﻳـ ـ ــﺎ راﻣﻴـ ـ ــﺎ ﺑﺴ ـ ـ ــﻬﺎم اﻟﻠﺤـ ـ ــﻆ ﳎﺘﻬـ ـ ــﺪا أﻧـ ـ ــﺖ اﻟﻘﺘﻴـ ـ ــﻞ ﲟـ ـ ــﺎ ﺗﺮﻣـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ــﻼ ﺗﺼـ ـ ــﺐ‬
‫اﺣﺒﺲ رﺳﻮﻟﻚ ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻚ ﺑﺎﻟﻌﻄﺐ‬ ‫وﺑﺎﻋﺚ اﻟﻄﺮف ﻳﺮﺗﺎد اﻟﺸﻔﺎء ﻟﻪ‬
‫ﻓﻤـﻦ ﻋﻘﻮﺑـﺎت اﻟﻨﻈـﺮ إﱃ اﶈﺮﻣـﺎت ﻓﺴـﺎد اﻟﻘﻠـﺐ ﻓـﺎﻟﻨﻈﺮة ﺗﻔﻌـﻞ ﰲ اﻟﻘﻠـﺐ ﻣـﺎ‬
‫ﻳﻔﻌﻞ اﻟﺴﻬﻢ ﰲ اﻟﺮﻣﻴﺔ ﻓﺈن ﱂ ﺗﻘﺘﻠﻪ ﺟﺮﺣﺘﻪ ﻓﻬﻲ ﲟﻨﺰﻟـﺔ اﻟﺸـﺮارة ﻣـﻦ اﻟﻨـﺎر ﺗﺮﻣـﻰ‬
‫ﰲ اﳊﺸــﻴﺶ اﻟﻴــﺎﺑﺲ ﻓــﺈن ﱂ ﲢﺮﻗــﻪ ﻛﻠــﻪ أﺣﺮﻗــﺖ ﺑﻌﻀــﻪ و ﻧﺴــﻴﺎن اﻟﻌﻠــﻢ ﻓﻘــﺪ‬
‫ﻧﺴـﻲ أﺣـﺪ اﻟﻌﺒـﺎد اﻟﻘـﺮآن ﺑﺴـﺒﺐ ﻧﻈـﺮة إﱃ ﻏـﻼم ﻧﺼـﺮاﱐ و ﻧـﺰول اﻟـﺒﻼء ﻗـﺎل‬
‫ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻣﺮة ﻧﻈﺮت إﱃ اﻣﺮأة ﻓﺄﻋﺠﺒﺘﲏ ﻓﻜﻒ ﺑﺼﺮي ﻓﺄرﺟﻮ أن ﻳﻜـﻮن ذﻟـﻚ‬
‫ﺟﺰاﺋﻴــﻮ إﺑﻄــﺎل اﻟﻄﺎﻋــﺎت ﻓﻌــﻦ ﺣﺬﻳﻔــﺔ ﻗــﺎل ﻣــﻦ ﺗﺄﻣــﻞ ﺧﻠــﻖ اﻣ ـﺮأة ﻣــﻦ وراء‬
‫اﻟﺜﻴﺎب ﻓﻘﺪ أﺑﻄﻞ ﺻﻮﻣﻪ و اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ اﷲ واﻟﺪار اﻵﺧﺮة ﻓﺈن اﻟﻘﻠـﺐ إذا ﺷـﻐﻞ‬
‫ﺑﺎﶈﺮﻣﺎت أورﺛﻪ ذﻟﻚ ﻛﺴﻼ ﻋﻦ ذﻛـﺮ اﷲ وﻣﻼزﻣـﺔ اﻟﻄﺎﻋـﺎت و إﻫـﺪار اﻟﺸـﺎرع‬
‫ﻋﲔ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ ﺑﻴﻮت اﻟﻨﺎس ﻣﺘﺠﺴﺴﺎ ﻓﻌﻦ أﰊ ﻫﺮﻳﺮة ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳﻮل‬
‫اﷲ ﻟﻮ اﻃﻠﻊ أﺣﺪ ﰲ ﺑﻴﺘﻚ وﱂ ﺗﺄذن ﻟـﻪ‪ ،‬ﻓﺨﺬﻓﺘـﻪ ﲝﺼـﺎة ﻓﻔﻘـﺄت ﻋﻴﻨﻬﻤـﺎ ﻛـﺎن‬
‫ﻋﻠﻴـﻚ ﺟﻨـﺎح)أ وان ﻳﻜـﻮن اﻣﻴﻨـﺎ(اي اﳊـﺎﻓﻆ اﳊـﺎرس اﻟﱠـﺬِي ﻳُﻮﺛَـ ُﻖ ﺑِـ ِﻪ) ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ‬
‫اوﺗﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻼﳚﻴﺐ ﺑﻐـﲑ ﻣـﺎﻳﻌﺮف(روي ﻋـﻦ ﺳـﺤﻨﻮن ﺑـﻦ ﺳـﻌﻴﺪ أﻧـﻪ ﻗـﺎل‬
‫أﺟﺮأ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﻔُﺘﻴﺎ أﻗﻠّﻬﻢ ﻋﻠﻤًﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺒﺎب اﻟﻮاﺣﺪ ﻣـﻦ اﻟﻌﻠـﻢ‬
‫ﻳﻈــﻦ أ ّن اﳊ ــﻖ ﻛﻠــﻪ ﻓﻴ ــﻪ وﻗ ــﻮل اﻟﻨــﱯ ﺻ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳ ــﻠﻢ إن اﷲ ﻻ ﻳﻘ ــﺒﺾ‬

‫أ‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫اﻟﻌﻠــﻢ اﻧﺘﺰاﻋــﺎ ﻳﻨﺘﺰﻋــﻪ ﻣــﻦ ﺻــﺪور اﻟﻌﻠﻤــﺎء وﻟﻜــﻦ ﻳﻘــﺒﺾ اﻟﻌﻠــﻢ ﺑﻘــﺒﺾ اﻟﻌﻠﻤــﺎء‬
‫ﺣﱴ إذا ﱂ ﻳﺒﻖ ﻋﺎﳌﺎ اﲣﺬ اﻟﻨﺎس رؤوﺳﺎ ﺟﻬﺎﻻ ﻓﺴﺌﻠﻮا ﻓﺄﻓﺘﻮا ﺑﻐﲑ ﻋﻠﻢ ﻓﻀـﻠﻮا‬
‫وأﺿـﻠﻮاﻣﻦ أﺟــﻞ ذﻟــﻚ ﻛﺜــﺮ اﻟﻨﻘــﻞ ﻋـﻦ اﻟﺴــﻠﻒ إذا ﺳــﺌﻞ أﺣــﺪﻫﻢ ﻋﻤــﺎ ﻻ ﻳﻌﻠــﻢ‬
‫أن ﻳﻘــﻮل ﻟﻠﺴــﺎﺋﻞ ﻻ أدري ) واﻣــﺎ اداﺑــﻪ ﻣــﻊ اﺳــﺘﺎذﻩ ﻓﻤﻨﻬــﺎ ان ﻳﻌﺘﻘــﺪ ان ﻓﻀــﻠﻪ‬
‫اﻛﱪ ﻣـﻦ ﻓﻀـﻞ واﻟﺪﻳـﻪ ﻋﻠﻴـﻪ ﻻﻧـﻪ ﻳـﺮﰉ روﺣـﻪ(ﻗـﺎل ﺗﻌـﺎﱃ ﻳـَْﺮﻓَـ ِﻊ اﻟﻠﱠـﻪُ اﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ آ َﻣﻨُـﻮا‬
‫ـﺎت وَاﻟﻠﱠـﻪُ ِﲟـَـﺎ ﺗَـ ْﻌ َﻤﻠُــﻮ َن َﺧﺒِـﲑٌأ ﺑــﻞ ﻳــﺬﻛﺮ اﻟﻐـﺰاﱄ‬
‫ِﻣــﻨ ُﻜ ْﻢ وَاﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ أُوﺗُـﻮا اﻟْﻌِْﻠـ َﻢ َد َر َﺟـ ٍ‬
‫رﲪﻪ اﷲ ﰲ اﻹﺣﻴﺎء أن ﺣﻖ اﳌﻌﻠﻢ أﻋﻈـﻢ ﻣـﻦ ﺣـﻖ اﻟﻮاﻟـﺪﻳﻦ ﻷن اﻟﻮاﻟـﺪ ﺳـﺒﺐ‬
‫اﻟﻮﺟــﻮد اﳊﺎﺿــﺮ واﳊﻴــﺎة اﻟﻔﺎﻧﻴــﺔ‪ ،‬واﳌﻌﻠــﻢ ﺳــﺒﺐ اﳊﻴــﺎة اﻟﺒﺎﻗﻴــﺔ‪ ،‬ﻓﻬــﻮ ﻣﻌﻠــﻢ ﻋﻠــﻮم‬
‫اﻵﺧــﺮة أو ﻋﻠــﻮم اﻟــﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠــﻰ ﻗﺼــﺪ اﻵﺧــﺮة و ﻳﻘــﻮل اﻟﺸــﺎﻋﺮ ﻗــﻢ ﻟﻠﻤﻌﻠــﻢ وﻓــﻪ‬
‫ﺿــﻊ )اﻣﺎﻣــﻪ(‪,‬‬ ‫ﺗﺒﺠــﻴﻼ ﻛــﺎد اﳌﻌﻠــﻢ ان ﻳﻜــﻮن رﺳــﻮﻻ)وﻣﻨﻬــﺎ اﳋﻀــﻮع( اي اﻟﺘﻮا ُ‬
‫واﳉﻠــﻮس ﰱ درﺳــﻪ ﺑــﺎﻻدب( إﻣــﺎ أن ﻳﻜــﻮن ﻣﱰﺑﻌ ـﺎً وإﻣــﺎ أن ﻳﻜــﻮن ﺟﺎﺛﻴ ـﺎً ﻋﻠــﻰ‬
‫رﻛﺒﺘﻴﻪ وﻫﺬا اﻷدب أُﺧﺬ ﻣﻦ ﺣـﺪﻳﺚ ﻋﻤـﺮ ﺑـﻦ اﳋﻄـﺎب رﺿـﻰ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﺣﻴﻨﻤـﺎ‬
‫ﻗــﺎل ﻛﻨــﺎ ﻣــﻊ رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ذات ﻳــﻮم إذ ﻃﻠــﻊ ﻋﻠﻴﻨــﺎ رﺟــﻞ‬
‫ﺷﺪﻳﺪ ﺑﻴﺎض اﻟﺜﻴﺎب ﺷﺪﻳﺪ ﺳﻮاد اﻟﺸﻌﺮ ﻻ ﻳﺮى ﻋﻠﻴﻪ أﺛﺮ اﻟﺴﻔﺮ وﻻ ﻳﻌﺮﻓـﻪ ﻣﻨـﺎ‬
‫أﺣ ــﺪ ﺣ ــﱴ ﺟﻠ ــﺲ إﱃ اﻟﻨ ــﱯ ﺻ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ــﻪ وﺳ ــﻠﻢ ﻓﺄﺳ ــﻨﺪ رﻛﺒﺘﻴ ــﻪ إﱃ رﻛﺒﺘﻴ ــﻪ‬
‫ووﺿ ــﻊ ﻛﻔﻴ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﻓﺨﺬﻳ ــﻪ وﻗ ــﺎل ﻳ ــﺎ ﳏﻤ ــﺪ ﻣ ــﺎ اﻹﺳ ــﻼم اﳊ ــﺪﻳﺚ )وﺣﺴ ــﻦ‬
‫اﻻﺻﻐﺎء( اي اﻻﺳـﺘﻤﺎع )اﱃ ﻣﺎﻳﻘﻮﻟـﻪ(ﻣـﻦ اﻟﻌﻠـﻮم )وﻣﻨﻬـﺎ ﺗـﺮك اﳌـﺰاح(ﻗـﺎل ﻋﻤـﺮ‬
‫ﺑﻦ ﻋﺒـﺪ اﻟﻌﺰﻳـﺰ رﲪـﻪ اﷲ اﺗﻘـﻮا اﳌـﺰاح ﻓﺈﻧـﻪ ﲪﻘـﺔ ﺗـﻮرث اﻟﻀـﻐﻴﻨﺔ و ﻗـﺎل اﻹﻣـﺎم‬
‫اﻟﻨــﻮوي رﲪــﻪ اﷲ اﳌ ـﺰاح اﳌﻨﻬــﻲ ﻋﻨــﻪ ﻫــﻮ اﻟــﺬي ﻓﻴــﻪ إﻓ ـﺮاط وﻳــﺪاوم ﻋﻠﻴــﻪ ﻓﺈﻧــﻪ‬
‫ﻳــﻮرث اﻟﻀــﺤﻚ وﻗﺴــﻮة اﻟﻘﻠــﺐ وﻳﺸــﻐﻞ ﻋــﻦ ذﻛــﺮ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ وﻳــﺆول ﰲ ﻛﺜــﲑ‬

‫اﻟﻣﺟﺎدﻟﺔاﻵﯾﺔ ‪١١‬‬
‫أ‬
 ‫ﻣﻦ اﻷوﻗـﺎت إﱃ اﻹﻳـﺬ اء وﻳـﻮرث اﻷﺣﻘـﺎد وﻳﺴـﻘﻂ اﳌﻬﺎﺑـﺔ واﻟﻮﻗـﺎر ﻓﺄﻣـﺎ ﻣـﻦ‬
‫ﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻫـﺬﻩ اﻷﻣـﻮر ﻓﻬـﻮ اﳌﺒـﺎح اﻟـﺬي ﻛـﺎن رﺳـﻮل اﷲ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ‬
‫ﻳﻔﻌﻠــﻪ) وان ﻻﳝــﺪح ﻏــﲑﻩ ﻣــﻦ اﻟﻌﻠﻤــﺎء ﲝﻀ ـﺮﺗﻪ ﳐﺎﻓــﺔ ان ﻳﻔﻬــﻢ اﺳــﺘﺎذﻩ اﻧــﻪ‬
‫ﻳﺬﻣــﻪ( اﳌــﺪح ﻫــﻮ اﻹﻋﺠــﺎب ﺑﺎﻟﺸــﻲء وذﻛــﺮ ﻣﻴﺰﺗــﻪ اﻹﳚﺎﺑﻴــﺔو اﻟــﺬم ﻫــﻮ اﺣﺘﻘــﺎر‬
‫اﻟﺸﻲء وذﻛـﺮ ﻣﻴﺰﺗـﻪ اﻟﺴـﻠﺒﻴﺔ )وﻣﻨﻬـﺎ ان ﻻﻳﺼـﺪﻩ (ﻻ ﳝﻨﻌـﻪ )اﳊﻴـﺎء ﻋـﻦ اﻟﺴـﺆال‬
‫ﻋﻤﺎ ﻻﻳﻌﺮف( ﻓﻘﺎل ﻓَﺎ ْﺳﺄَﻟُﻮا أَ ْﻫ َﻞ اﻟ ﱢﺬ ْﻛ ِﺮ إِ ْن ُﻛْﻨﺘُ ْﻢ َﻻ ﺗَـ ْﻌﻠَﻤُـﻮ َنأ وﰲ ﺣـﺪﻳﺚ اﺑـﻦ‬
‫ـﻮل اﷲ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ‬ ‫اﺑﻦ ﻋﺒﺎس ﻗﺎل أﺻﺎب رﺟﻼً ﺟـﺮ ٌح ﰲ ﻋﻬـﺪ رﺳ ِ‬
‫ـﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ‬ ‫ـﺎل ﻓﺎﻏﺘﺴــﻞ ﻓﻤــﺎت ﻓﺒﻠــﻎ رﺳـ َ‬ ‫ﰒ اﺣــﺘﻠﻢ ﻓ ـﺄُِﻣَﺮ ﺑﺎﻻﻏﺘﺴـ ِ‬
‫ـﻬﺎب‬
‫وﺳـﻠﻢ ﻓﻘـﺎل ﻗﺘﻠـﻮﻩ ﻗـﺘﻠﻬﻢ اﷲُ أ َﱂ ﻳﻜـ ْﻦ ﺷــﻔﺎءُ اﻟﻌِـ ﱢﻲ اﻟﺴـﺆ َال وﻗـﺎل اﺑـﻦ ﺷـ ٍ‬
‫ي اﻟﻌﻠــﻢ ﺧﺰاﻧـﺔٌ وﻣﻔﺎﺗﻴ ُﺤﻬــﺎ اﻟﺴـﺆ ُال ودﻋــﺎ ﻣﻌﺎوﻳــﺔ ﺑــﻦ أﰊ ﺳــﻔﻴﺎن دﻏﻔـﻼً‬ ‫اﻟﺰﻫــﺮ ﱡ‬
‫اﻟﻨﺴﺎﺑﺔ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬وﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﺠـﻮم ﻓـﺈذا رﺟـ ٌﻞ ﻋـﺎﱂ ﻓﻘـﺎل ﻳـﺎ دﻏﻔـ ُﻞ‬
‫ـﺆول وﻗﺎﻟــﺖ‬‫ـﻮل وﻟﺴــﺎن ﺳـ ٍ‬ ‫ـﺖ ﻫــﺬا ﺑﻘﻠــﺐ ﻋﻘ ٍ‬ ‫ـﺖ ﻫــﺬا ﻗـﺎل ﺣﻔﻈـ ُ‬ ‫ﻣـﻦ أﻳــﻦ ﺣﻔﻈـ َ‬
‫ﻋﺎﺋﺸﺔﻧِﻌﻢ اﻟﻨﺴﺎءُ ﻧﺴﺎءُ اﻷﻧﺼﺎر ﱂ ﳝـﻨَـﻌْﻬﻦ اﳊﻴـﺎءُ أن ﻳـﺘﻔﻘﱠﻬﻦ ﰲ اﻟـﺪﻳﻦ) واﻣـﺎ‬
‫ـﺮوف ﻣﻌﻠــﻮٌم‬
‫اداﺑــﻪ ﻣــﻊ اﺧﻮاﻧــﻪ ﻓﻤﻨﻬــﺎ اﺣ ـﱰاﻣﻬﻢ( ُوﺟــﻮب اﺣ ـِﱰام اﳌﺴــﻠﻢ أﻣ ـٌﺮ ﻣﻌـ ٌ‬
‫ﺿـْﻴﻤًﺎ د َﺧــﻞ ﻋﻠــﻰ ﻫــﺬا اﳌﻌــﲎ ﻣــﻦ ﻗِﺒَـ ِـﻞ ُزﻣــﺮٍة ﻣــﻦ اﻟﻨــﺎس‬ ‫وﻣــﺎ ﻧُـ َﺬﻛﱢﺮ ﺑــﻪ إﻻ ﻷ ﱠن َ‬

‫ﻣﻮﺟﻮدوﻧﻼ ﻳﺮَوْن أﺣـﺪًا ﺟـﺪﻳﺮًا ﺑـﺎﻻﺣﱰام إﻻ إ ْن ﻛـﺎن ﰲ ﺑﻴﺌـﺘﻬﻢ وﻳُـﺮدﱢد أﻗـﻮاﳍَﻢ‪،‬‬

‫وﻳُﻔﺴﱢـﻘﻮن وﻳُﻜ ﱢﻔـﺮون ﺑﻐـﲑ دﻟﻴ ٍـﻞ وﻻ ﺑُﺮﻫـﺎن ﻓﻘـﺎل ﺗﺒـﺎرك وﺗﻌـﺎﱃ ﻳَـﺎ أَﻳـﱡﻬَـﺎ اﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ‬
‫آَ َﻣﻨُﻮا ﻻَ ﻳَ ْﺴﺨَْﺮ ﻗـ َْﻮٌم ِﻣ ْﻦ ﻗـَﻮٍْم َﻋﺴَﻰ أَ ْن ﻳَﻜُﻮﻧُﻮا َﺧْﻴـﺮًا ِﻣْﻨـ ُﻬ ْﻢ َوﻻَ ﻧِﺴَـﺎءٌ ﻣِـ ْﻦ ﻧِﺴَـﺎ ٍء‬
‫ْﺲ‬
‫ـﺎب ﺑِـﺌ َ‬‫ِﺎﻷَﻟْ َﻘـ ِ‬‫َﻋ َﺴــﻰ أَ ْن ﻳَ ُﻜـ ﱠﻦ َﺧْﻴ ـﺮًا ِﻣـْﻨـ ُﻬ ﱠﻦ َوﻻَ ﺗَـْﻠ ِﻤـُﺰوا أَﻧْـ ُﻔ َﺴـ ُﻜ ْﻢ َوﻻَ ﺗَـﻨَــﺎﺑَـُﺰوا ﺑ ْ‬

‫اﻟﻧﺣل اﻵﯾﺔ ‪٤٣‬‬

‫أ‬
 ‫ِﻚ ُﻫ ُﻢ اﻟﻈﱠﺎﻟِﻤُﻮ َن ﻳﺎ أَﻳـﱡﻬَﺎ اﻟﱠﺬِﻳ َﻦ‬ ‫ُﺐ ﻓَﺄُوﻟَﺌ َ‬‫اﻹﳝَﺎ ِن َوَﻣ ْﻦ َﱂْ ﻳَـﺘ ْ‬ ‫ُﻮق ﺑَـ ْﻌ َﺪ ِْ‬ ‫ِاﻻ ْﺳ ُﻢ اﻟْ ُﻔﺴ ُ‬
‫ـﺐ‬
‫ـﺾ اﻟﻈﱠـ ـ ﱢﻦ إِﰒٌْ َوﻻَ ﲡََ ﱠﺴ ُﺴ ـ ـﻮا َوﻻَ ﻳَـ ْﻐﺘَ ـ ْ‬ ‫آَ َﻣﻨُـ ـﻮا ا ْﺟﺘَﻨِﺒُـ ـﻮا َﻛﺜِـ ـ ًﲑا ِﻣ ـ ـ َﻦ اﻟﻈﱠـ ـ ﱢﻦ إِ ﱠن ﺑَـ ْﻌ ـ َ‬
‫َﺧﻴـ ِﻪ َﻣْﻴﺘًـﺎ ﻓَ َﻜ ِﺮْﻫﺘُﻤُـﻮﻩُ وَاﺗﱠـ ُﻘـﻮا اﻟﻠﱠـﻪَ‬
‫ـﺐ أَﺣَـ ُﺪ ُﻛ ْﻢ أَ ْن ﻳَﺄْﻛُـ َﻞ َﳊْـ َﻢ أ ِ‬ ‫َﳛ ﱡ‬ ‫ﻀ ُﻜ ْﻢ ﺑَـ ْﻌﻀًﺎ أ ُِ‬ ‫ﺑَـ ْﻌ ُ‬
‫أ‬
‫َﺣﻴ ٌﻢ‬ ‫ﱠاب رِ‬
‫إِ ﱠن اﻟﻠﱠﻪَ ﺗَـﻮ ٌ‬
‫واﺣﱰام اﳌﺴﻠﻢ ﻳﻘﺘﻀـﻲ أﻻﱠ ﻳﺘَﻜ ﱠـﱪ ﻋﻠﻴـﻪ أﺧـﻮﻩ اﳌﺴـﻠﻢ ‪ ،‬ﻓﻘـﺪ ﻗـﺎل رﺳـﻮل اﷲ ‪-‬‬
‫ـﺎل ذرﱠة ﻣــﻦ‬ ‫ﺻـﻠﱠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳـﻠﱠﻢ ‪ )) :-‬ﻻ ﻳَــﺪﺧُﻞ اﳉﻨﱠــﺔ َﻣــﻦ ﻛــﺎن ﰲ ﻗﻠﺒــﻪ ﻣﺜﻘـ ُ‬
‫ـﺐ أ ْن ﻳﻜــﻮن ﺛﻮﺑ ــﻪ ﺣﺴ ـﻨًﺎ وﻧﻌﻠــﻪ ﺣﺴ ــﻨﺔ‪،‬‬ ‫ﻛ ـ ٍﱪ((‪ ،‬ﻓﻘــﺎل رﺟــﻞ‪ :‬إ ﱠن اﻟﺮﺟ ــﻞ ﳛـ ﱡ‬
‫ـﺐ اﳉﻤــﺎل‪ ،‬اﻟﻜـﱪُ ﺑﻄَــﺮ‬ ‫ﻓﻘــﺎل ‪ -‬ﺻـﻠﱠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳـﻠﱠﻢ ‪)) : -‬إ ﱠن اﷲ ﲨﻴـ ٌﻞ ﳛـ ﱡ‬
‫ﺼ ـ ـ ـﻐَﺎ ٍر ) واﺣـ ـ ــﺪ ﻣـ ـ ــﻨﻬﻢ وﺗـ ـ ــﺮك‬ ‫اﳊ ـ ـ ـ ﱢﻖ وﻏ ْﻤـ ـ ــﻂ اﻟﻨـ ـ ــﺎس)وﺗـ ـ ــﺮك اﺣﺘﻘـ ـ ــﺎر(اي اِ ْﺳﺘِ ْ‬
‫اﻻﺳ ــﺘﻌﻼء( اي اﻟﺘﻜ ــﱪ)ﻋﻠ ــﻴﻬﻢ وﻣﻨﻬ ــﺎ ‪ :‬ان ﻻﻳﺴ ــﺨﺮﺑﺒﻄﺊ اﻟﻔﻬ ــﻢ ﻣ ــﻨﻬﻢ وان‬
‫ﻻﻳﻔﺮح اذا وﺑﺦ اﻻﺳﺘﺎذ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ‪ .‬ﻓﺎن ذﻟﻚ اﺳﺒﺎب اﻟﺒﻐﺾ( ﻫﻮ ﻧﻔﻮر‬
‫اﻟﻨﱠﻔﺲ ﻋﻦ اﻟﺸﱠﻲء اﻟﺬي ﻳﺮﻏﺐ ﻋﻨﻪ )واﻟﻌﺪاوة( اي ﺗﺒﺎﻋﺪ اﻟﻘﻠﻮب‬
‫ﺗﻨﺒﻴﻪ‬
‫وﻟﻠﺸﻴﺦ اﻟﻌﺎﱂ ﺑﺮﻫـﺎن اﻹﺳـﻼم اﻟﺰرﻧـﻮﺟﻲ ﺗﻠﻤﻴـﺬ ﺻـﺎﺣﺐ اﳍﺪاﻳـﺔ ﻛﺘـﺎب ﲰـﺎﻩ‬
‫ﺗﻌﻠــﻴﻢ اﳌــﺘﻌﻠﻢ ﻃﺮﻳــﻖ اﻟــﺘﻌﻠﻢ وﺟﻌﻠــﻪ ﻓﺼــﻮﻻ ﻗــﺎل ﻓﻴــﻪ إﻧــﻪ ﻻ ﻳﻔــﱰض ﻋﻠــﻰ ﻛــﻞ‬
‫ﻣﺴﻠﻢ ﻃﻠﺐ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ وإﳕﺎ ﻳﻔﱰض ﻋﻠﻴﻪ ﻃﻠﺐ ﻋﻠﻢ اﳊﺎل أي ﻋﻠﻢ ﻣـﺎ ﻳﻘـﻊ ﻟـﻪ‬
‫ﰲ ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻼة واﻟﺰﻛﺎة واﻟﺼﻮم واﳊﺞ ‪ .‬وﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻴﺔ ﰲ زﻣﺎن ﺗﻌﻠﻢ‬
‫اﻟﻌﻠﻢ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ إﳕـﺎ اﻷﻋﻤـﺎل ﺑﺎﻟﻨﻴـﺎت وﻳﻨـﻮي ﺑﻄﻠـﺐ اﻟﻌﻠـﻢ‬
‫رﺿــﺎء اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ واﻟــﺪار اﻵﺧــﺮة وإزاﻟــﺔ اﳉﻬــﻞ ﻋــﻦ ﻧﻔﺴــﻪ وﻋــﻦ ﺳــﺎﺋﺮ اﳉﻬــﺎل‬
‫وإﺣﻴ ــﺎء اﻟ ــﺪﻳﻦ وإﺑﻘ ــﺎء اﻹﺳ ــﻼم ﻓ ــﺈن ﺑﻘ ــﺎء اﻹﺳ ــﻼم ﺑ ــﺎﻟﻌﻠﻢ وﻻ ﻳﺼ ــﺢ اﻟﺰﻫ ــﺪ‬
‫أ‬
‫اﻟﺣﺟرات ‪١٢ -١١‬‬
‫واﻟﺘﻘﻮى ﻣﻊ اﳉﻬﻞ وﻻ ﻳﻨﻮي ﺑﻪ إﻗﺒﺎل اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻪ وﻻ اﺳﺘﺠﻼب ﺣﻄﺎم اﻟﺪﻧﻴﺎ‬
‫واﻟﻜﺮاﻣـﺔ ﻋﻨـﺪ اﻟﺴـﻠﻄﺎن وﻏـﲑﻩ وﻻ ﻳـﺬل ﻧﻔﺴـﻪ ﺑـﺎﻟﻄﻤﻊ وﻳﺘﺤـﺮز ﻋﻤـﺎ ﻓﻴـﻪ ﻣﺬﻟـﺔ‬
‫اﻟﻌﻠــﻢ وأﻫﻠــﻪ ‪ .‬وﳜﺘــﺎر ﻣــﻦ ﻛــﻞ ﻋﻠــﻢ أﺣﺴــﻨﻪ وﻳﻘــﺪم ﻋﻠــﻢ اﻟﺘﻮﺣﻴــﺪ واﳌﻌﺮﻓــﺔ وإن‬

‫اﳉــﺪل اﻟــﺬي ﻇﻬــﺮ ﺑﻌــﺪ اﻧ ﻘ ـﺮاض اﻷﻛــﺎﺑﺮ ﻣــﻦ اﻟﻌﻠﻤــﺎء وأﻣــﺎ اﺧﺘﻴــﺎر اﻷﺳــﺘﺎذ‬
‫ﻓﻴﺨﺘـ ــﺎر اﻷﻋﻠ ـ ــﻢ واﻷورع واﻷﺳ ـ ــﻦ واﳌﺸ ـ ــﺎورة ﰲ ﻃﻠـ ــﺐ اﻟﻌﻠ ـ ــﻢ أﻫ ـ ــﻢ وأوﺟ ـ ــﺐ‬
‫وﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺜﺒﺖ وﻳﺼﱪ ﻋﻠﻰ أﺳﺘﺎذ وﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎب ﺣﱴ ﻻ ﻳﱰﻛﻪ أﺑﱰ وﻋﻠـﻰ ﻓـﻦ‬
‫ﺣــﱴ ﻻ ﻳﺸــﺘﻐﻞ ﺑﻔــﻦ آﺧــﺮ ﻗﺒــﻞ أن ﻳــﺘﻘﻦ اﻷول وﻋﻠــﻰ ﺑﻠــﺪ ﺣــﱴ ﻻ ﻳﻨﺘﻘــﻞ إﱃ‬
‫ﺑﻠ ــﺪ آﺧ ــﺮ ﻣ ــﻦ ﻏ ــﲑ ﺿـ ـ ﺮورة وﻻ ﻳﻨ ــﺎل وﻻ ﻳﻨﺘﻔ ــﻊ ﺑ ــﻪ إﻻ ﺑﺘﻌﻈ ــﻴﻢ اﻟﻌﻠ ــﻢ وأﻫﻠ ــﻪ‬
‫وﺗﻌﻈــﻴﻢ اﻷﺳــﺘﺎذ وﺗــﻮﻗﲑﻩ وﻻ ﺑــﺪ ﻟﻄﺎﻟــﺐ اﻟﻌﻠــﻢ ﻣــﻦ اﳉــﺪ واﳌﻮاﻇﺒــﺔ واﳌﻼزﻣــﺔ‬
‫وإﻟﻴــﻪ اﻹﺷــﺎرة ﰲ اﻟﻘــﺮآن اﻟﻜــﺮﱘ واﻟــﺬﻳﻦ ﺟﺎﻫــﺪوا ﻓﻴﻨــﺎ ﻟﻨﻬــﺪﻳﻨﻬﻢ ﺳــﺒﻠﻨﺎ و ﻳــﺎ‬
‫ﳛــﲕ ﺧــﺬ اﻟﻜﺘــﺎب ﺑﻘــﻮة ﻗﻴــﻞ ‪ :‬اﲣــﺬ اﻟﻠﻴــﻞ ﲨــﻼ ﺗــﺪرك ﺑــﻪ أﻣﻼوﻳﻮاﻇــﺐ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟــﺪرس واﻟﺘﻜ ـﺮار ﰲ أول اﻟﻠﻴــﻞ وآﺧــﺮﻩ ﻓــﺈن ﻣــﺎ ﺑــﲔ اﻟﻌﺸــﺎءﻳﻦ ووﻗــﺖ اﻟﺴــﺤﺮ‬
‫وﻗـﺖ ﻣﺒـﺎرك واﻟﻜﺴـﻞ ﻣـﻦ ﻗﻠـﺔ اﻟﺘﺄﻣــﻞ ﰲ ﻣﻨﺎﻗـﺐ اﻟﻌﻠـﻢ وﻓﻀـﺎﺋﻠﻪ واﻟﻌﻠـﻢ اﻟﻨــﺎﻓﻊ‬
‫ﳛﺼــﻞ ﺑــﻪ ﺣﺴــﻦ اﻟــﺬﻛﺮ وﻳﺒﻘــﻰ ذﻟــﻚ ﺑﻌــﺪ وﻓﺎﺗــﻪ ﻓﺈﻧــﻪ ﺣﻴــﺎة أﺑﺪﻳــﺔ ‪ .‬وﻳﻮﻗــﻒ‬
‫ﺑﺪاﻳــﺔ اﻟﺴــﺒﻖ ﻋﻠــﻰ ﻳــﻮم اﻷرﺑﻌــﺎء وﻫﻜــﺬا ﻛــﺎن ﻓﻌــﻞ أﺑــﻮ ﺣﻨﻴﻔــﺔ رﲪ ـﻪ اﷲ ﺑــﻞ‬
‫ﻛﺎن اﻟﺸﻴﺦ أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ اﳍﻤﺪاﱐ ﻳﻮﻗﻒ ﻛﻞ ﻋﻤـﻞ ﻣـﻦ أﻋﻤـﺎل اﳋـﲑ ﻋﻠـﻰ ﻳـﻮم‬
‫اﻷرﺑﻌﺎء وﻫﺬا ﻷﻧﻪ ﻳﻮم ﺧﻠـﻖ ﻓﻴـﻪ اﻟﻨـﻮر وﻫـﻮ ﻳـﻮم ﳓـﺲ ﰲ ﺣـﻖ اﻟﻜﻔـﺎر ﻓﻴﻜـﻮن‬
‫ﻣﺒﺎرﻛ ــﺎ ﻟﻠﻤ ــﺆﻣﻨﲔ ‪ .‬وﻳﻨﺒﻐ ــﻲ أن ﻳﻜ ــﻮن ﻗ ــﺪر اﻟﺴ ــﺒﻖ ﻟﻠﻤﺒﺘ ــﺪئ ﻗ ــﺪر ﻣ ــﺎ ﳝﻜ ــﻦ‬
‫ﺿــﺒﻄﻪ ﺑﺎﻹﻋــﺎدة ﻣ ـﺮﺗﲔ ﺑــﺎﻟﺮﻓﻖ وﻳﺰﻳــﺪ ﻛــﻞ ﻳــﻮم ﻛﻠﻤــﺔ وﻗــﺪ ﻗﻴ ـﻞ اﻟﺴــﺒﻖ ﺣــﺮف‬
‫واﻟﺘﻜﺮار أﻟﻒ‬
‫ﻗﺎل اﻷﺳﺘﺎذ ﺷﺮف اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻘﻴﻠﻲ اﻟﺼﻮاب ﻋﻨﺪي ﰲ ﻫﺬا ﻣـﺎ ﻓﻌﻠـﻪ ﻣﺸـﺎﺋﺨﻨﺎ‬

‫واﻟﻀـﺒﻂ وأﺑﻌــﺪ ﻋــﻦ اﳌﻼﻟـﺔ وأﻛﺜــﺮ وﻗﻮﻋــﺎ ﺑـﲔ اﻟﻨــﺎس ﻗﻴــﻞ ‪ :‬ﺣﻔـﻆ ﺣــﺮﻓﲔ ﺧــﲑ‬
‫ﻣﻦ ﲰﺎع وﻗﺮﻳﻦ وﻓﻬﻢ ﺣﺮﻓﲔ ﺧﲑ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ وﻗﺮﻳﻦ ‪ .‬ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻻ ﻳﺘﻬـﺎون ﰲ‬
‫اﻟﻔﻬﻢ وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﳌﺬاﻛﺮة واﳌﻨﺎﻇﺮة واﳌﻄﺎرﺣﺔ ﻟﻜـﻦ ﺑﺎﻹﻧﺼـﺎف واﻟﺘـﺄﱐ واﻟﺘﺄﻣـﻞ‬
‫دون اﻟﺸــﻐﺐ واﻟﻐﻀــﺐ وﻫــﻲ أﻗــﻮى ﻣــﻦ ﻓﺎﺋــﺪة ﳎــﺮد اﻟﺘﻜ ـﺮار ﻗﻴــﻞ ﻣﻄﺎرﺣــﺔ‬
‫ﺳــﺎﻋﺔ ﺧــﲑ ﻣــﻦ ﺗﻜ ـﺮار ﺷﻬﺮوﻳﺸــﱰي ﺑﺎﳌــﺎل اﻟﻜﺘــﺐ وﻳﺴــﺘﻜﺘﺐ ﻓﻴﻜــﻮن ﻋﻮﻧــﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻠﻢ واﻟﺘﻔﻘﻪ وﻳﻨﺒﻐـﻲ أن ﻻ‬
‫ﰲ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ وﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﻷﻣﺮ اﻟﺮزق وﻻ ﻳﺸﻐﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﺑـﺬﻟﻚ ووﻗـﺖ اﻟـﺘﻌﻠﻢ ﻣـﻦ‬
‫اﳌﻬﺪ إﱃ اﻟﻠﺤﺪ دﺧﻞ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ زﻳﺎد ﰲ اﻟﺘﻔﻘﻪ وﻫـﻮ اﺑـﻦ ﲦـﺎﻧﲔ ﺳـﻨﺔ وأﻓﻀـﻞ‬
‫اﻷوﻗـ ــﺎت ﺷـ ــﺮخ اﻟﺸـ ــﺒﺎب ووﻗـ ــﺖ اﻟﺴـ ــﺤﺮ وﻣـ ــﺎ ﺑـ ــﲔ اﻟﻌﺸـ ــﺎءﻳﻦ ‪ .‬وﻳﻨﺒﻐـ ــﻲ أن‬
‫ﻳﺴﺘﻐﺮق ﲨﻴـﻊ أوﻗﺎﺗـﻪ ﻓـﺈذا ﻣـﻞ ﻣـﻦ ﻋﻠـﻢ ﻳﺸـﺘﻐﻞ ﺑﻌﻠـﻢ آﺧـﺮ ‪ .‬ﻛـﺎن اﺑـﻦ ﻋﺒـﺎس‬
‫إذا ﻣﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻼم ﻗﺎل ﻫﺎﺗﻮا دﻳﻮان اﻟﺸﻌﺮ وﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻔﻴﺪا ﰲ ﻛﻞ وﻗـﺖ‬
‫ﺣــﱴ ﳛﺼــﻞ ﻟــﻪ اﻟﻔﻀــﻞ وﻃﺮﻳــﻖ اﻻﺳــﺘﻔﺎدة أن ﻳﻜــﻮن ﻣﻌــﻪ ﰲ ﻛــﻞ وﻗــﺖ ﳏــﱪة‬
‫ﺣــﱴ ﻳﻜﺘــﺐ ﻣــﺎ ﻳﺴــﻤﻊ ﻣــﻦ اﻟﻔﻮاﺋــﺪ ﻗﻴــﻞ ﻣــﺎ ﺣﻔــﻆ ﻓــﺮ وﻣــﺎ ﻛﺘــﺐ ﻗــﺮ وأﻗــﻮى‬
‫أﺳـﺒﺎب اﳊﻔـﻆ اﳉـﺪ واﳌ ﻮاﻇﺒـﺔ وﺗﻘﻠﻴـﻞ اﻟﻐـﺬاء وﺻـﻼة اﻟﻠﻴـﻞ وﻗـﺮاءة اﻟﻘـﺮآن ﻧﻈـﺮا‬
‫واﻟﺴ ـﻮاك وﺷ ــﺮب اﻟﻌﺴ ــﻞ وأﻛ ــﻞ اﻟﻜﻨ ــﺪر ﻣ ــﻊ اﻟﺴ ــﻜﺮ وأﻛ ــﻞ ﻣ ــﺎ ﻳﻘﻠ ــﻞ اﻟ ــﺒﻠﻐﻢ‬
‫واﻟﺮﻃﻮﺑﺎت ﻳﺰﻳﺪ ﰲ اﳊﻔﻆ وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺰﻳـﺪ ﰲ اﻟـﺒﻠﻐﻢ ﻳـﻮرث اﻟﻨﺴـﻴﺎن وﻣـﻦ أﺳـﺒﺎﺑﻪ‬
‫اﻗ ـ ـﱰاف اﳌﻌﺎﺻـ ــﻲ وﻛﺜـ ــﺮة اﻟـ ــﺬﻧﻮب واﳍﻤـ ــﻮم واﻷﺣ ـ ـﺰان ﰲ أﻣـ ــﻮر اﻟـ ــﺪﻧﻴﺎ وﻛﺜـ ــﺮة‬
‫اﻷﺷــﻐﺎل واﻟﻌﻼﺋــﻖ وأﻣــﺎ أﺳــﺒﺎب ﻧﺴــﻴﺎن اﻟﻌﻠــﻢ ﻓﺄﻛــﻞ اﻟﻜﺴــﱪة اﻟﺮﻃﺒــﺔ وأﻛــﻞ‬
‫اﻟﺘﻔــﺎح اﳊــﺎﻣﺾ واﻟﻨﻈــﺮ إﱃ اﳌﺼــﻠﻮب وﻗ ـﺮاءة أﻟ ـﻮاح اﻟﻘﺒــﻮر واﳌــﺮور ﺑــﲔ ﻗﻄــﺎر‬
‫اﳉﻤ ــﺎل وإﻟﻘ ــﺎء اﻟﻘﻤ ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ اﻷرض واﳊﺠﺎﻣ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻧﻘ ــﺮة اﻟﻘﻔ ــﺎ ﻛﻠﻬ ــﺎ ﺗ ــﻮرث‬
‫اﻟﻨﺴﻴﺎن وارﺗﻜﺎب اﻟﺬﻧﺐ ﺳﺒﺐ ﺣﺮﻣﺎن اﻟﺮزق ﺧﺼﻮﺻـﺎ اﻟﻜـﺬب ﻳـﻮرث اﻟﻔﻘـﺮ‬
‫وﻛﺬا ﻧﻮم اﻟﺼﺒﺢ وﻛﺜﺮة اﻟﻨﻮم ﺗﻮرث ﻓﻘﺪ اﻟﻌﻠﻢ إﱃ ﻏﲑ ذﻟﻚ وﳑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﰲ اﻟﺮزق‬
‫اﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺠﺮ وﺑﻌﺪ اﳌﻐﺮب وﳑﺎ ﻳﺰﻳـﺪ ﰲ اﻟﻌﻤـﺮ اﻟـﱪ وﺗـﺮك اﻷذى وﺗـﻮﻗﲑ‬
‫اﻟﺸــﻴﻮخ وﺻــﻠﺔ اﻟــﺮﺣﻢ واﻻﺣ ـﱰاز ﻋــﻦ ﻗﻄــﻊ اﻷﺷــﺠﺎر اﻟﺮﻃﺒــﺔ إﻻ ﻋﻨــﺪ اﻟﻀــﺮورة‬
‫وإﺳﺒﺎغ اﻟﻮﺿﻮء واﻟﺼﻼة ﺑﺎﻟﺘﻌﻈﻴﻢ واﳋﺸﻮع واﻟﻘﺮآن ﺑـﲔ اﳊـﺞ واﻟﻌﻤـﺮة وﺣﻔـﻆ‬
‫اﻟﺼــﺤﺔ وﻻ ﺑــﺪ أن ﻳــﺘﻌﻠﻢ ﺷــﻴﺌﺎ ﻣــﻦ اﻟﻄــﺐ وﻳﺘــﱪك ﺑﺎﻵﺛــﺎر اﻟ ـﻮاردة ﰲ اﻟﻄــﺐ‬
‫اﻟﺬي ﲨﻌﻪ اﻟﺸﻴﺦ اﻹﻣﺎم أﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎس اﳌﺴﺘﻐﻔﺮي ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﳌﺴـﻤﻰ ﺑﻄـﺐ اﻟﻨـﱯ‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﳚﺪﻩ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺒـﻪ ﻫـﺬا ﺧﻼﺻـﺔ ﻣـﺎ ذﻛـﺮﻩ اﻟﺰرﻧـﻮﺟﻲ رﲪـﻪ‬
‫اﷲ واﷲ اﻋﻠﻢ‬

‫ﺣﻘﻮق اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ‬
‫)ﺣﻘﻮق (ﲨﻊ َﺣ ّﻖ ﻫﻮ اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﺜﺎﺑﺖ ) اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ((‬
‫)اﻟﻮاﻟـﺪان(اي اﻷب واﻷ ّم )ﳘـﺎ اﻟﺴـﺒﺐ(ﻫـﻮ ﻛـﻞ ﺷـﻲء ﻳﺘﻮﺻـﻞ ﺑـﻪ إِﱃ ﻏـﲑﻩ‬
‫)ﰱ وﺟ ــﻮد اﻻﻧﺴـ ــﺎن( وﳍﻤـ ــﺎ ﻋﻠﻴـ ــﻪ اﻟ ــﱪ واﻻﺣﺴـ ــﺎن اﻟﻮاﻟـ ــﺪ ﺑﺎﻻﻧﻔـ ــﺎق واﻟﻮاﻟـ ــﺪة‬
‫ﺑﺎﻟﻮﻻدة واﻻﺷﻔﺎق ﻓﻠﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻧﻌﻤﺔ اﳋﻠﻖ واﻻﳚﺎد وﻣﻦ ﺑﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﻟﻠﻮاﻟـﺪﻳﻦ‬
‫ﻧﻌﻤــﺔ اﻟﱰﺑﻴــﺔ واﻻﻳــﻼد )ﻟﻮﻻﻋﻨﺎؤﳘــﺎ(اي ﺗﻌﺒﻬﻤــﺎ)ﻣــﺎ ( اﻟﻨّﺎﻓﻴــﺔ)اﺳ ـﱰاح(اي ﻣــﺎ‬
‫َﺎب َﻋْﻴ ُﺸﻪُ )اﻣﺎ اﻣﻪ ﻓﺤﻤﻠﺘـﻪ‬ ‫اﻃﻤﺄن )وﻟﻮﻻ ﺳﻘﺎؤﳘﺎ(اي ﻋﺴﺮﳘﺎ )ﻣﺎﺗﻨﻌﻤﺎ(ﻣﺎ ﻃ َ‬
‫ﻛﺮﻫـﺎ( اي ﻣﺸـﻘﺔ وﺟـﺎء رﺟـﻞ إﱃ اﺑـﻦ ﻋﺒـﺎس ﻓﻘـﺎ إﱐ ﺧﻄﺒـﺖ اﻣـﺮأة ﻓﺄﺑـﺖ أن‬
‫ﺗﻨﻜﺤﲏ وﺧﻄﺒﻬﺎ ﻏﲑي ﻓﺄﺣﺒﺖ أن ﺗﻨﻜﺤﻪ ﻓﻐـﺮت ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻓﻘﺘﻠﺘﻬـﺎ ﻓﻬـﻞ ﱄ ﻣـﻦ‬
‫ﺗﻮﺑــﺔ ﻗــﺎل أﻣــﻚ ﺣﻴــﺔ ﻗــﺎل ﻻ ﻗــﺎل ﺗــﺐ إﱃ اﷲ ﻋــﺰ وﺟــﻞ‪ ،‬وﺗﻘــﺮب إﻟﻴــﻪ ﻣــﺎ‬
‫اﺳـﺘﻄﻌﺖ ﻓــﺬﻫﺐ‪ ،‬ﻗـﺎل اﻟـﺮاوي ﻓﺴــﺄﻟﺖ اﺑـﻦ ﻋﺒــﺎس ﱂ ﺳــﺄﻟﺘﻪ ﻋـﻦ ﺣﻴــﺎة أﻣــﻪ‬
‫ﻓﻘﺎل إﱐ ﻻ أﻋﻠـﻢ ﻋﻤـﻼً أﻗـﺮب إﱃ اﷲ ﻋـﺰ وﺟـﻞ ﻣـﻦ ﺑـﺮ اﻟﻮاﻟـﺪة رواﻩ اﻟﺒﺨـﺎري‬
‫ﺑﺎب ﻣﻦ أﺑـﻮاب اﳉﻨـﺔ‬ ‫ﰲ اﻷدب اﳌﻔﺮد‪ ،‬وإﺳﻨﺎدﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﺮط اﻟﺸﻴﺨﲔ أ ﱠن اﻷُﱠم ٌ‬
‫ﺾ ﻻ ﻳﻔ ـﺮﱢط ﻓﻴ ــﻪ إﻻﱠ َﻣ ــﻦ َﺣ ـﺮَم ﻧﻔ َﺴ ــﻪ وﲞ ــﺲ ﻣ ــﻦ اﳋ ــﲑ ﺣﻈﱠــﻪ وﻗ ــﺪ ﺗ ــﺮدﱠد‬ ‫ﻋ ـﺮﻳ ٌ‬
‫َﺎﳘَــﺔ اﻟ ﱡﺴـﻠَ ِﻤ ﱢﻲ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻨــﱯ ﺻـﻠﱠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳـﻠﱠﻢ‬ ‫ﻣﻌﺎوﻳــﺔ ﺑــﻦ ﺟ ِ‬
‫َْﻚ! أ َﺣﻴﱠﺔ أُﱡﻣـﻚ ﻗـﺎل ﻧﻌـﻢ‬ ‫ﺛﻼث ﻣﺮﱠات ﻳﺴﺄﻟﻪ اﳉﻬﺎد‪ ،‬وﰲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﻳﻘﻮل ﻟﻪ وَﳛ َ‬ ‫َ‬
‫َْﻚ اﻟَْﺰْم ِر ْﺟﻠَﻬﺎ ﻓَـﺜَ ﱠﻢ اﳉﻨﺔُ رواﻩ اﺑﻦ ﻣﺎﺟـﻪ وﰲ رواﻳـﺔ ﻷﲪـﺪ‬ ‫ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ ﻗﺎل وَﳛ َ‬
‫ﺾ اﻟﺼـﺎﳊﲔ ﺗﻘﺒﻴـ َﻞ ِرﺟْـﻞ اﻷُﱢم‬ ‫ﻗﺎل اﻟَْﺰﻣْﻬﺎ ﻓﺈن اﳉﻨﺔ ﻋﻨـﺪ ِر ْﺟﻠِﻬـﺎ وأﺧـ َﺬ ﻣﻨـﻪ ﺑﻌـ ُ‬
‫ـﺖ أﲤـﺮﱠغ‬ ‫ﻓﻜ ﺎن ﻳﻘﺒﱢﻞ ﻗَﺪَم أُﻣﱢﻪ ﻛ ﱠﻞ ﻳﻮم ﻓﺄﺑﻄﺄ ﻋﻠﻰ إﺧﻮاﻧﻪ ﻳﻮﻣًﺎ ﻓﺴﺄﻟﻮﻩ ﻓﻘـﺎل ﻛﻨ ُ‬
‫ـﺖ أم اﻟﻘﺎﺿــﻲ‬ ‫ﰲ رﻳــﺎض اﳉﻨــﺔ ﻓﻘــﺪ ﺑﻠﻐَﻨــﺎ أ ﱠن اﳉﻨﱠــﺔ ﲢــﺖ أﻗــﺪام اﻷُﻣﱠﻬﺎوﻟَ ﱠﻤــﺎ ﻣﺎﺗـ ْ‬
‫إﻳــﺎس ﺑﻜــﻰ ﻓﻘﻴــﻞ ﻣــﺎ ﻳُﺒﻜﻴــﻚ ﻳــﺎ أﺑــﺎ واﺛﻠــﺔ ﻗــﺎل ﻛــﺎن ﱄ ﺑﺎﺑــﺎن ﻣﻔﺘﻮﺣــﺎن ﻣــﻦ‬
‫اﳉﻨــﺔ‪ ،‬ﻓـﺄُﻏْﻠﻖ أﺣــﺪﻫﻢ ) واﻣــﺎ اﺑــﻮﻩ ﻓﻘــﺪ ﺑــﺬل وﺳــﻌﻪ ﻓﻴﻤــﺎ ﻳﻌــﻮد اﻟﻴــﻪ ﺑــﺎﻟﻨﻔﻊ ﻣــﻦ‬
‫ْﺸ ـﺌَﺘُﻪُ )ﺟﺴــﻤﻪ(اي ﺟﺴﺪاﻻﻧﺴــﺎن) وروﺣــﻪ(اي‬ ‫ﺗﺮﺑﻴــﺔ (أَ ْي ﺗَـ ْﻬﺬِﻳﺒُـﻪُ َوﺗَـ ْﻌﻠِﻴ ُﻤ ـﻪُ َوﺗَـﻨ ِ‬
‫ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﺑﻪ ﺣﻴﺎةُ اﻷﺟﺴﺎم ) ﻳﺬﻛّﺮ وﻳﺆﻧّﺚ (‬
‫َﰊ‪ ).‬ﻓﻴﺠـﺐ ﻋﻠﻴـﻪ ان‬ ‫ﱡوح ﻗ ُِﻞ اﻟـﺮﱡو ُح ﻣِـ ْﻦ أَﻣْـ ِﺮ رﱢ‬ ‫َﻚ َﻋ ِﻦ اﻟﺮ ِ‬ ‫واﺷﱰوا اﳉﻨﺔ َوﻳَ ْﺴﺄَﻟُﻮﻧ َ‬
‫ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬﻛﺮ( اي ﻳﺴﺘﺤﻀ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ ﰲ ذﻫﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ )ﻧﻌﻤﺘﻬﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ( ﰱ ﻃﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺶ‬
‫)ﻟﻴﺸـﻜﺮﳘﺎﻋﻠﻴﻬﺎ( ﻓﺎﻟﺸــﻜﺮ ﻣــﻦ أﻫـﻢ اﻷﻋﻤــﺎل اﻟﺼــﺎﳊﺎت اﻟـ‬
‫اﳌﺴﻠﻢ إﱃ ﻧﻴﻞ رﺿـﺎ رﺑـﻪ ﺳـﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌـﺎﱃ وﻣﻨﺰﻟـﻪ ﰲ اﻟـﺪﻳﻦ ﻋﻈﻤﻴـﺔ ﻓﻬـﻮ ﻧﺼـﻒ‬
‫اﻹﳝﺎن ﻓﺎﻹﳝﺎن ﻧﺼﻔﺎن اﻟﺼﱪ ﻧﺼﻒ‪ ،‬واﻟﺸﻜﺮ ﻧﺼﻒ ﻓﻌﻦ أﻧﺴﺮﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ‬
‫ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻤﻴﺎ أﻧﺲ اﻹﳝـﺎن ﻧﺼـﻔﺎن ﻧﺼـﻒ ﺷـﻜﺮ‬
‫وﻧﺼــﻒ ﺻــﺒﻔﻼ ﺷــﻚ أن ﻟــﻪ ﻣﻨﺰﻟــﻪ ﻋﻈﻴﻤــﺔ‪ ،‬وأﻧــﻪ ﻣــﻦ أﻫــﻢ أﻋﻤــﺎل اﻟﻘﻠــﻮب‪ ,‬و‬
‫ﺷ ــﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤ ــﺎ ﻫ ــﻮ ا ْﺳـ ـﺘِ ْﻔﺮاغُ اﻟﻄﺎﻗـ ـ ِﺔ ﻳﻌ ــﲏ ﰲ اﳋﺪﻣـ ـ ِﺔ )وان ﳝﺘﺜ ــﻞ( اي ﻳُﻄﻴ ــﻊ‬
‫َاك َﻋﻠَـﻰ أَ ْن‬ ‫)اﻣﺮﳘﺎ اﻻ اذا ﻛﺎن ﲟﻌﺼﻴﺔ( ﻋﻠـﻰ ﳐﺎﻟﻔـﺔ اﻷواﻣـﺮ اﻹﳍﻴﱠـﺔ َوإِ ْن ﺟَﺎﻫَـﺪ َ‬
‫ـﺎﺣْﺒـ ُﻬﻤَﺎ ِﰲ اﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َﻣ ْﻌﺮُوﻓًـﺎ ﻗـﺎل‬‫ﺻ ِ‬‫َﻚ ﺑِِﻪ ِﻋْﻠ ٌﻢ ﻓ ََﻼ ﺗُ ِﻄ ْﻌ ُﻬﻤَـﺎ َو َ‬
‫ْﺲ ﻟ َ‬ ‫ﺗُ ْﺸﺮَِك ِﰊ ﻣَﺎ ﻟَﻴ َ‬
‫رﺳ ــﻮل اﷲ ﺻ ــﻠﻰ اﷲ وﻋﻠﻴ ــﻪ وﺳ ــﻠﻢ ﻻ ﻃﺎﻋ ــﺔ ﰲ ﻣﻌﺼ ــﻴﺔ اﷲ‪ ،‬إﳕ ــﺎ اﻟﻄﺎﻋ ــﺔ ﰲ‬
‫ﺼ ـ ـ ِﺮِﻩ )ﻋـ ــﻦ‬
‫اﳌﻌـ ــﺮوف) وان ﳚﻠـ ــﺲ ﻣﻌﻬﻤـ ــﺎ ﺧﺎﺷـ ــﻌﺎ ﻏﺎﺿـ ــﺎ ﻃﺮﻓـ ــﻪ(اي َﻛ ﱠﻔ ـ ـﻪُ ﺑِﺒَ َ‬
‫زﻟﺘﻬﻤﺎ(اي ﻋﺜﺮﳘﺎاواﳓﺮف ﲟﺎ ﱂ ﻳﻘﺼﺪان )وان ﻻﻳﺆذﻳﻬﻤﺎ(‬
‫ﺿﺮر )وﻟﻮﺑﻘﻮل اف(ﻫﻮﻟﻔﻈـﺔ ﺗُﻘـﺎل ﻋﻨـﺪ اﺳـﺘﻘﺬار ﺷـﻲ ٍء واﻟﺘﻀـﺠﱡﺮ واﻟﺘﻘـﺰﱡز ﻣﻨـﻪ‬
‫)وان ﻻﻳﻄﻴــﻞ (اي ﻳﻌﺘــﺪي) ﺟــﺪاﳍﻤﺎ(ﻫــﻮ ﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ اﳊﺠــﺔ ﺑﺎﳊﺠــﺔاو ﻃﺮﻳﻘــﺔ ﰲ‬
‫اﳌﻨﺎﻗﺸﺔ واﻻﺳﺘﺪﻻل)وان ﻻﳝﺸﻰ اﻣﺎﻣﻬﻤﺎ اﻻ ﰱ ﺧﺬﻣﺘﻬﻤﺎ(ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﱪ‬
‫وﺣﺎﺟﺘﻬﻤﺎ إﱃ اﳌﺴـﺎﻋﺪة ﰲ أداء ﻣـﺎ ﳛﺘـﺎﺟﻮن إﻟﻴـﻪ )وان ﻳـﺪﻋﻮﳍﻤﺎ ﺑﺎﻟﺮﲪـﺔ(اي‬
‫اﻟﻔﻀـ ﻞ واﳌـ ّﻦ واﻟﻨّﻌﻤــﺔ اﻟــﱵ ﻳﺴــﻮﻗﻬﺎ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﳍﻤــﺎ )واﳌﻐﻔــﺮة (ﻫــﻰ أن ﻳُﺴــﺎﻣِﺢ‬
‫ﳍﻤـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻠّـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـﺬَﻧﻮب وان ﻳﺄﻣﺮﳘـ ـ ـ ــﺎ ( واﻷﻣـ ـ ـ ــﺮ ﻻ ﻳﻜـ ـ ـ ــﻮن إﻻ ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﻨﻄﻖ‬
‫َف ُﺣ ْﺴـﻨُﻪ ﺑﺎﻟ َﻌ ْﻘــﻞ أَو اﻟ ﱠﺸــﺮْع )وﻳﻨﻬﺎﳘــﺎ(اي ﳝﻨــﻊ ﳘــﺎ‬ ‫)ﺑــﺎﳌﻌﺮوف( ﻟﻜـ ﱢﻞ ﻓِ ْﻌـ ٍـﻞ ﻳـُ ْﻌـﺮ َ‬
‫ْﺤــﻪ أَو ﻳـُ َﻘﺒﱢ ُﺤــﻪ اﻟ ﱠﺸـ ْـﺮعُ أَو‬
‫ـﻮل اﻟﺼــﺤﻴﺤﺔُ ﺑ ُﻘﺒ ِ‬ ‫)ﻋــﻦ اﳌﻨﻜــﺮ( ﻫﻮﻛـ ﱡﻞ ﻣــﺎ ﲢﻜــﻢ اﻟﻌﻘـ ُ‬
‫ُﳛﺮﱢﻣﻪ أَو ﻳﻜﺮﻫُﻪ )ﻟﻴﻜـﻮن ﺳـﺒﺒﺎ(اي وﺳـﻴﻠﺔ)‬
‫ﰱ وﺟﻮدﻩ(وﻫﻮ ﺑﻀﻌﺔ ﻣﻨﻬﻤـﺎ )ﻗـﺎل اﷲ ﺗﻌﻠـﻰ وﻗﻀـﻰ رﺑـﻚ ان ﻻﺗﻌﺒـﺪ اﻻ اﻳـﺎﻩ‬
‫وﺑﺎﻟﻮاﻟــﺪﻳﻦ اﺣﺴــﺎﻧﺎ اﻣــﺎ ﻳــﺒﻠﻐﻦ ﻋﻨــﺪك اﻟﻜــﱪ اﺣــﺪ ﳘــﺎ او ﻛﻼﳘــﺎ ﻓــﻼ ﺗﻘــﻞ ﳍﻤــﺎ‬
‫اف وﻻﺗﻨﻬﺮﳘﺎ وﻗﻞ ﳍﻤﺎ ﻗﻮﻻ ﻛﺮﳝﺎ واﺧﻔﺾ ﳍﻤﺎ ﺟﻨﺎﺣﺎ اﻟـﺬل ﻣـﻦ اﻟﺮﲪـﺔ وﻗـﻞ‬
‫رب ارﲪﻬﻤــﺎ ﻛﻤــﺎ رﺑﻴــﺎﱏ ﺻــﻐﲑاأ( وﻗــﺎل اﻟﺸــﻴﺦ اﺑــﻦ ﻋﺠﻴﺒــﺔ ﰲ ﺗﻔﺴــﲑ اﻟﺒﺤــﺮ‬
‫أ‬
‫اﻹﺳراء‪٢٤ -٢٢‬‬
‫اﳌﺪﻳــﺪ ﻗﻠــﺖ ﻗﻀــﻰ ﻫﻨــﺎ ﲟﻌــﲎ ﺣﻜــﻢ وأوﺟــﺐ وأﻣــﺮ ﻻ ﲟﻌــﲎ اﻟﻘﻀــﺎء؛ إذ ﻟــﻮ‬
‫ﻛــﺎن ﻛــﺬﻟﻚ ﳌــﺎ ﻋُﺒــﺪ ﻏــﲑ اﷲ وﰲ ﻣﺼــﺤﻒ اﺑــﻦ ﻣﺴــﻌﻮد ووﺻــﻰ رﺑــﻚ أﻻ‬
‫ﺗﻌﺒ ــﺪوا و أن ﻣﻔﺴ ــﺮة أو ﻣﺼ ــﺪرﻳﺔ‪ ،‬أي ﺑ ــﺄن ﻻ ﺗﻌﺒ ــﺪوا و إﻣ ــﺎ إن اﻟﺸ ــﺮﻃﻴﺔ‬
‫وﺗﻮﺣﻴ ــﺪ ﺿ ــﻤﲑ اﳋﻄ ــﺎب ﰲ‬ ‫دﺧﻠــﺖ ﻋﻠﻴﻬ ــﺎ ﻣ ــﺎ اﳌﺆﻛ ــﺪة‪.‬‬
‫ﻋﻨﺪك وﻓﻴﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻊ أن ﻣـﺎ ﺳـﺒﻖ ﺿـﻤﲑ اﳉﻤـﻊ ﻟﻼﺣـﱰاز ﻋـﻦ اﻟﺘﺒـﺎس اﳌـﺮاد‪،‬‬

‫ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﳉﻤﻊ‪ ،‬أو ﺑﺎﻟﺘﺜﻨﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﱂ ﳛﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﳌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮام‬

‫أف اﺳﻢ ﻓﻌﻞ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﻗـﻮل ﻣﻜـﺮوﻩُ ﻳﻘـﺎل ﻋﻨـﺪ اﻟﻀـﺠﺮ وﳓـﻮﻩ‪ .‬ﻗـﺎل اﳍـﺮوي‬ ‫و ﱡ‬
‫أي ﻻ ﺗﻘﻞ ﳍﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ أدﱏ ﺗﱪم‪ ،‬وﻳﻘﺎل ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﻀـﺠﺮ ﻣﻨـﻪ وﻳﺴـﺘﺜﻘﻞ‬
‫ُف‬
‫ﺿـﺠَﺮ وأ ّ‬ ‫ْب ْأو َ‬ ‫ـﺄﻓﻒ ﻣـﻦ ﻛَـﺮ ٍ‬ ‫ـﻒ ﺗ َ‬ ‫ُف وﻳَﺌِ ﱡ‬ ‫َف ﻳَـﺆ ﱡ‬ ‫ُف ﻟَﻪُ‪ .‬وﻗﺎل ﰲ اﻟﻘﺎﻣﻮس أ ّ‬ ‫أ ّ‬
‫ﱠﻒ ﻗﺎﳍــﺎ وﻟﻐﺘﻬــﺎ أرﺑﻌــﻮن ﰒ ذﻛﺮﻫــﺎ وﺣﺮﻛﺘﻬــﺎ ﻟﻠﺒﻨــﺎء‬ ‫ﻛﻠﻤــﺔ ﺗﻜﺮﻫﻮأﻓــﻒ ﺗﺄﻓِﻴﻔًﺎوﺗَـﺄَﻓ َ‬
‫وﺗﻨﻮﻳﻨﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺘﻨﻜـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﲑ‬
‫ﻳﻘـﻮل اﳊـ ّﻖ ﺟـ ّﻞ ﺟﻼﻟــﻪ وﻗﻀـﻰ رﺑـﱡـﻚ أَﻣــﺮ أ ْﻣـﺮًا ﻣﻘﻄﻮ ًﻋـﺎ ﺑــﻪ‪ ،‬ﺑ ـ أﻻﱠ ﺗﻌﺒــﺪوا إِﻻ‬

‫اﷲ وﺣﺪﻩ‪ ،‬وأﺣﺴﻨﻮاﺑﺎﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ إِﺣﺴﺎﻧًﺎ‬

‫ﺮ اﳊﻜﻤـﺔ‪ ،‬وإﻻﱠ ﻓﻤـﺎ ﰒَﱠ‬
‫إﻻ ﺗﺮﺑﻴﺔ اﳊﻖ ﺗﻌﺎﱃ‪ ،‬ﻇﻬـﺮت ﰲ ﻣﻈـﺎﻫﺮ اﻟﻮاﻟـﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻟﻜـﻦ أﻣـﺮ ﺑﺸـﻜﺮ اﻟﻮاﺳـﻄﺔ؛‬
‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ ﱂ ﻳﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﺮ اﻟﻨ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﱂ ﻳﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﺮ اﷲ‬
‫ﰒ أﻣﺮ ﺑﱪﳘـﺎ ﻓﻘـﺎل إِﻣـﺎ ﻳـﺒﻠﻐ ﱠﻦ ﻋﻨـﺪك اﻟﻜﺒَ ـَﺮ أﺣـﺪُﳘﺎ أو ﻛﻼﳘـﺎ أي ﻣﻬﻤـﺎ ﺑﻠـﻎ‬
‫ُف أي ﻓـﻼ‬ ‫ِﱪ وﳘﺎ ﻋﻨﺪك ﰲ ﻛﻔﺎﻟﺘﻚ ﳘﺎ أو أﺣﺪﳘﺎ ﻓﻼ ﺗﻘ ْﻞ ﳍﻤﺎ أ ﱟ‬ ‫زﻣﻦ اﻟﻜ َِ‬
‫ﺗﻀــﺠﺮ ﻓﻴﻤــﺎ ﻳﺴــﺘﻘﺬر ﻣﻨﻬﻤــﺎ وﻳﺴ ــﺘﺜﻘﻞ ﻣــﻦ ﻣﺆﻧﺘﻬﻤــﺎ وﻻ ﺗﻨﻄــﻖ ﺑــﺄدﱏ ﻛﻠﻤ ــﺔ‬
‫ﺗﻮﺟﻌﻬﻤــﺎ ﻓــﺄﺣﺮى أﻻ ﻳﻘــﻮل ﳍﻤــﺎ ﻣــﺎ ﻓــﻮق ذﻟــﻚ ﻓــﺎﻟﻨﻬﻲ ﻋــﻦ ذﻟــﻚ ﻳــﺪل ﻋﻠــﻰ‬
‫ُف‬
‫اﳌﻨـﻊ ﻣـﻦ ﺳـﺎﺋﺮ أﻧـﻮاع اﻹﻳـﺬاء؛ ﻗﻴﺎﺳًـﺎ ﺑﻄﺮﻳـﻖ اﻷﺧـﺮى وﻗـﺎل ﰲ اﻹﺣﻴـﺎء اﻷ ّ‬
‫وﺳﺦ اﻟﻈﻔﺮ واﻟﺘﻒ وﺳـﺦ اﻷذن أي ﻻ ﺗﺼـﻔﻬﻤﺎ ﲟـﺎ ﲢـﺖ اﻟﻈﻔـﺮ ﻣـﻦ اﻟﻮﺳـﺦ‬
‫ﻫــــ‬ ‫ﻓ ـ ـ ــﺄﺣﺮى ﻏ ـ ـ ــﲑﻩ وﻗﻴ ـ ـ ــﻞ ﻻ ﺗﺘ ـ ـ ــﺄ‬
‫ـﺈﻏﻼظ‪ ،‬ﻓ ــﺈن ﻛ ــﺎن ﻹرﺷ ــﺎد دﻳ ــﲏ‬ ‫وﻻ ﺗﻨﻬﺮﳘ ــﺎ وﻻ ﺗﺰﺟﺮﳘ ــﺎ ﻋﻤ ــﺎ ﻻ ﻳﻌﺠﺒ ــﻚ ﺑ ـ ٍ‬
‫ﻓﱪﻓﻖ وﻟـﲔ‪ .‬وﻗـﻞ ﳍﻤـﺎ ﻗـﻮﻻً ﻛﺮﳝًـﺎﲨﻴﻼً ﻟﻴﻨًـﺎ ﻻ ﻏﻠـﻆ ﻓﻴـﻪ واﺧﻔـﺾ ﳍﻤـﺎ ﺟﻨـﺎ َح‬
‫اﻟــﺬل أَﻟِـ ْﻦ ﳍﻤــﺎ ﺟﺎﻧﺒــﻚ اﻟــﺬﻟﻴﻞ وﺗــﺬﻟﻞ ﳍﻤــﺎ وﺗﻮاﺿــﻊ‪ .‬اﺳــﺘﻌﺎر ﻟﻠــﺬل ﺟﻨﺎ ًﺣــﺎ‪،‬‬
‫وأﺿــﺎﻓﻪ إﻟﻴــﻪ؛ ﻣﺒﺎﻟﻐــﺔ؛ ﻓــﺈ ﱠن اﻟﻄــﲑ إذا ﺗــﺬﻟﻞ أرﺧــﻰ ﺟﻨﺎﺣــﻪ إﱃ اﻷرض‪ ،‬ﻛـﺬﻟﻚ‬
‫اﻟﻮﻟــﺪ‪ ،‬ﻳﻨﺒﻐــﻲ أن ﳜﻀــﻊ ﻷﺑﻮﻳــﻪ وﻳﻠــﲔ ﺟﺎﻧﺒــﻪ وﻳﺘــﺬﻟﻞ ﳍﻤــﺎ ﻏﺎﻳــﺔ ﺟﻬــﺪﻩ وذﻟــﻚ‬
‫رب‬
‫ِﻣ ـ َﻦ اﻟﺮﲪ ــﺔ أي ﻣ ــﻦ إﻓ ـﺮاط اﻟﺮﲪ ــﺔ ﳍﻤ ــﺎ واﻟﺮﻗ ــﺔ واﻟﺸ ــﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﻤ ــﺎ وﻗ ــﻞ ﱢ‬
‫ارﲪﻬﻤﺎ أي وادع اﷲ أن ﻳﺮﲪﻬﻤﺎ ﺑﺮﲪﺘﻪ اﻟﺒﺎﻗﻴـﺔ‪ ،‬وﻻ ﺗﻜﺘـﻒ ﺑﺮﲪﺘـﻚ اﻟﻔﺎﻧﻴـﺔ‪،‬‬
‫وإن ﻛﺎﻧــﺎ ﻛــﺎﻓﺮﻳﻦ؛ ﻷن ﻣــﻦ اﻟﺮﲪــﺔ أن ﻳﻬــﺪﻳﻬﻤﺎ ﻟﻺﺳــﻼم‪ ،‬ﻓﻘــﻞ اﻟﻠﻬــﻢ ارﲪﻬﻤــﺎ‬
‫ﻛﻤــﺎ رﺑﻴــﺎﱐ ﺻــﻐ ًﲑا أي رﲪــﺔ ﻣﺜــﻞ رﲪﺘﻬﻤــﺎ ﻋﻠ ـ ّﻲ وﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻤــﺎ وإرﺷــﺎدﳘﺎ ﱄ ﰲ‬
‫ﺻ ــﻐﺮي‪ ،‬وﻓ ــﺎء ﺑﻌﻬ ــﺪك ﻟﻠـ ـﺮاﲪﲔ‪ .‬ﻓﺎﻟﻜ ــﺎف ﰲ ﳏ ـﻞ ﻧﺼ ــﺐ؛ ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ ﻧﻌ ــﺖ‬
‫ﳌﺼــﺪر ﳏــﺬوف أي رﲪــﺔ ﻣﺜــﻞ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻤــﺎ أو ﻣﺜــﻞ رﲪﺘﻬﻤــﺎ ﱄ ﻋﻠــﻰ أن اﻟﱰﺑﻴــﺔ‬
‫رﲪــﺔ‪ .‬وﳚــﻮز أن ﻳﻜــﻮن ﳍﻤــﺎ اﻟﺮﲪــﺔ واﻟﱰﺑﻴــﺔ ﻣ ًﻌــﺎ‪ ،‬وﻗــﺪ ذﻛــﺮ أﺣــﺪﳘﺎ ﰲ أﺣــﺪ‬
‫اﳉــﺎﻧﺒﲔ واﻵﺧــﺮ ﰲ اﻵﺧــﺮ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﻳﻠــﻮح ﻟــﻪ ا ﻟﺘﻌــﺮض ﻟﻌﻨ ـﻮان اﻟﺮﺑﻮﺑﻴــﺔ‪ ،‬ﻛﺄﻧــﻪ ﻗﻴــﻞ‬
‫ا‪ .‬وﳚــﻮز أن ﻳﻜــﻮن اﻟﻜــﺎف ﻟﻠﺘﻌﻠﻴــﻞ‬
‫أ‬
‫ﻛﻘﻮﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وَٱذْ ُﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮُوﻩُ َﻛ َﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ َﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺪَا ُﻛ ْﻢ‬

‫أ‬
‫اﻟﺒﻘﺮة‪١٩٨ :‬‬
‫وﻟﻘــﺪ ﺑــﺎﻟﻎ اﳊــﻖ ﺗﻌــﺎﱃ ﰲ اﻟﺘﻮﺻــﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮاﻟــﺪﻳﻦ ﺣﻴــﺚ ﺷــﻔﻊ اﻹﺣﺴــﺎن إﻟﻴﻬﻤــﺎ‬
‫ﺑﺘﻮﺣﻴﺪﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﻧﻈﻤﻬﻤﺎ ﰲ ﺳـﻠﻚ اﻟﻘﻀـﺎء ﺑﻌﺒﺎدﺗـﻪ‪ ،‬ﰒ ﺿـﻴﻖ ﰲ ﺑﺮﳘـﺎ ﺣـﱴ‬
‫ﱂ ﻳُﺮﺧﺺ ﰲ أدﱏ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺘﻔﻠـﺖ ﻣـﻦ اﳌﺘﻀـﺠﺮ‪ ،‬وﺧﺘﻤﻬـﺎ ﺑـﺄن ﺟﻌـﻞ رﲪﺘـﻪ اﻟـﱵ‬
‫وﺳﻌﺖ ﻛ ﱠﻞ ﺷﻲء ﻣﺸﺒﻬﺔ ﺑﱰﺑﻴﺘﻬﻤﺎ وﻋﻦ اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ أﻧـﻪ ﻗـﺎل‬
‫ﷲ ﰲ رﺿﺎ اﻟﻮَاﻟِﺪَﻳﻦ َو َﺳ َﺨﻄُﻪُ ﰲ َﺳ َﺨ ِﻄ ِﻬﻤَﺎ ورُوي أن رﺟﻼً ﻗﺎل ﻟﺮﺳـﻮل‬ ‫ِرﺿَﺎ ا ِ‬
‫أﱐ أﱄ ﻣﻨﻬﻤــﺎ ﻣــﺎ َوﻟَﻴَــﺎ‬ ‫ي ﺑَـﻠَﻐَــﺎ ِﻣـ ْﻦ اﻟ ِﻜـ َـﱪ إﱃ ﱢ‬
‫اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ إن أﺑَــﻮ ﱠ‬
‫ِﲏ ﰲ اﻟﺼﻐﺮ‪ ،‬ﻓﻬﻞ ﻗﻀﻴﺘﻬﻤﺎ ﺣﻘﻬﻤـﺎ ﻗـﺎل ﻻ‬ ‫ﻣﱢ‬
‫ورُوي أن ﺷـﻴﺨًﺎ أﺗـﻰ اﻟﻨـﱯ‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل إن اﺑﲏ ﻫﺬا ﻟﻪ ﻣﺎل ﻛﺜﲑ‪ ،‬وﻻ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠ ّﻲ ﻣـﻦ ﻣﺎﻟـﻪ‬
‫ع َﲰْ ـ ٌﻊ‬ ‫ﺷــﻴﺌًﺎ‪ ،‬ﻓﻨــﺰل ﺟﱪﻳــﻞ وﻗــﺎل إن ﻫــﺬا اﻟﺸــﻴﺦ أﻧﺸــﺄ ﰲ اﺑﻨــﻪ أﺑﻴﺎﺗًــﺎ‪ ،‬ﻣــﺎ ﻗُــﺮ َ‬
‫ﲟﺜﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﻨﺸﺪﻫﺎ‪ ،‬ﻓﺄﻧﺸﺪﻫﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻘﺎل‬
‫ﺗُﻌ ﱡﻞ ﲟﺎ أُ ْﺟﺮِي ﻋﻠﻴﻚ وﺗَـْﻨـ َﻬ ُﻞ‬ ‫َﻏﺬ َْوﺗُـﻚ ﻣ َْﻮﻟـُﻮدًا وُﻣْﻨﺘُـﻚ ﻳَﺎﻓﻌـًـﺎ‬
‫ِﻚ إﻻ ﺑﺎﻛِـﻴًـﺎ أََﲤْﻠﻤَـ ُﻞ‬
‫ﻟ ُﺴ ْﻘﻤـ َ‬ ‫ِﺖ‬
‫إذَا ﻟَﻴْﻠﺔٌ ﺿَﺎﻓَـﺘْﻚ ﺑﺎﻟ ﱡﺴﻘْـ ِﻢ ﻟـَﻢ أَﺑ ْ‬
‫ْﲏ ﲤَْﻬ ُﻞ‬
‫ِﻗﺖ ﺑﻪ دُوﱏ و َﻋﻴ َِ‬
‫ﻃُﺮ َ‬ ‫َﻚ ﺑﺎﻟﺬي‬
‫ُوق دُوﻧ َ‬
‫َﱐ أﻧﺎ اﻟْ َﻤﻄْﺮ ُ‬
‫َﻛﺄ ﱢ‬
‫ْﺖ ﻓِﻴﻚ أ َُؤﱢﻣ ُﻞ‬
‫إﻟﻴْﻬﺎ َﻣﺪَى ﻣَﺎ ُﻛﻨ ُ‬ ‫ْﺖ اﻟ ّﺴـِ ﱠﻦ واﻟﻐَﺎﻳـَﺔَ اﻟﱠﱵ‬
‫ﻓَـﻠَﻤﱠﺎ ﺑَـﻠَﻐ َ‬
‫ﻀ ُﻞ‬
‫أﻧﺖ اﳌُﻨْﻌ ُﻢ اﻟْ ُﻤﺘَـ َﻔ ﱢ‬
‫ﻛﺄَﻧّﻚ َ‬ ‫ْﺖ ﺟﺰَاﺋﻲ ﻏـ ْﻠﻈَـﺔً وﻓَﻈَﺎﻇَﺔً‬
‫َﺟ َﻌﻠ َ‬
‫ع ﺣَـ ﱠﻖ أُﺑ ﱠﻮﺗـﻲ‬
‫َﻚ إذ َﱂْ ﺗـَْﺮ َ‬
‫ﻓَـﻠَْﻴﺘ َ‬
‫ﻓﻔ ــﻲ‬ ‫وﻣ ــﻦ ﲤ ــﺎم ﺑﺮﳘ ــﺎ‬
‫اﳊـﺪﻳﺚ إﳕـﺎ اﳌﻴـﺖ ﰲ ﻗـﱪﻩ ﻛـﺎﻟﻐﺮﻳﻖ‪ ،‬ﻳﻨﺘﻈـﺮ دﻋـﻮة ﺗﻠﺤﻘـﻪ ﻣـﻦ اﺑﻨـﻪ أو أﺧﻴـﻪ أو‬
‫ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﺈذا ﳊﻘﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ أﺣﺐ إﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣـﺎ ﻓﻴـﻪ وروى ﻣﺎﻟـﻚ ﰲ اﳌﻮﻃـﺄ‬
‫ﻋـﻦ ﺳـﻌﻴﺪ ﺑـﻦ اﳌﺴـﻴﺐ أﻧـﻪ ﻗـﺎل ﻛـﺎن ﻳﻘـﺎل إن اﻟﺮﺟـﻞ ﻟﲑﻓـﻊ ﺑـﺪﻋﺎء وﻟـﺪﻩ ﻣـﻦ‬
‫ﺑﻌﺪﻩ‪ ،‬وأﺷﺎر ﺑﻴﺪﻩ ﳓﻮ اﻟﺴﻤﺎء وﻫﻮ ﻣﺮﻓﻮع إﱃ اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳـﻠﻢ ﻣـﻦ‬
‫ﻃﺮﻳــﻖ أﰊ ﻫﺮﻳــﺮة ﻗــﺎل إن اﷲ ﻟﲑﻓــﻊ اﻟﻌﺒــﺪ اﻟﺪرﺟــﺔ ﻓﻴﻘــﻮل ﻳــﺎ رب‬
‫ﻓﻴﻘﻮل ﺑﺎﺳﺘﻐﻔﺎر اﺑﻨـﻚ ﻟـﻚ وﺳـﺄل رﺟـﻞ اﻟﻨـﱯ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ﻫـﻞ ﺑﻘـﻲ‬
‫ﻧﻌــﻢ اﻟﺼــﻼة ﻋﻠﻴﻬﻤــﺎ أي‬
‫اﻟ ــﱰﺣﻢ واﻻﺳ ــﺘﻐﻔﺎر ﳍﻤ ــﺎ وإﻧﻔ ــﺎذ ﻋﻬ ــﺪﳘﺎ ﻣ ــﻦ ﺑﻌ ــﺪﳘﺎ وﺻ ــﻠﺔ اﻟ ــﺮﺣﻢ اﻟ ــﱵ ﻻ‬
‫ﻫـﺬاﻫﻮ َﻛﻠِﻤَـﺔٌ ُﻣَﺮﱠﻛﺒَـﺔٌ ﻣِـ ْﻦ ﻫَـﺎ ِء اﻟﺘﱠـْﻨﺒِﻴـ ِﻪ َواِﺳْـ ِﻢ‬
‫ا ِﻹ َﺷ ــﺎ َرِة ذَا اي ﺗَـْﻨﺒِﻴـ ـﻪٌ ) وﻟ ــﻴﺨﺺ اﻻم ﺑﺰﻳ ــﺎدة اﻟ ــﱪ ﻟﻘ ــﻮل اﻟﻨ ــﱮ ﺻ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ــﻪ‬
‫وﺳــﻠﻢ ﺑــﺮ اﻟﻮاﻟــﺪة ﻋﻠــﻰ اﻟﻮاﻟــﺪ ﺿــﻌﻔﺎن( و ﻗــﺎل ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ و ﺳــﻠﻢ اﻟﻮاﻟــﺪة‬
‫اﺳــﺮع اﺟﺎﺑــﺔ ﻗﻴــﻞ ﻳــﺎ رﺳــﻮل اﷲ و ﱂ ذاك ﻗــﺎل ﻫــﻰ ارﺣــﻢ ﻣــﻦ اﻻب و دﻋــﻮة‬
‫اﻟﺮﺣﻴﻢ ﻻﺗﺴﻘﻂ و ﻗﺎل اﺑـﻦ ﻋﺒـﺎس رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤـﺎ إﱐ ﻻ أﻋﻠـﻢ ﻋﻤـﻼً أﻗـﺮب‬
‫إﱃ اﷲ ﻣــﻦ ﺑــﺮ اﻟﻮاﻟــﺪة‬
‫ي واﻟﺪﻳــﻪ أذًى‬ ‫اﷲ ﻓﺎﻋﻠَﻬــﺎ ﺑﺎﻟﻌــﺬاب اﻟﺸــﺪﻳﺪ ﰲ اﻟﻨــﺎر وﻣﻌــﲎ اﻟﻌﻘــﻮق أن ﻳــﺆذ َ‬
‫وﻣــﻊ ذﻟــﻚ ﻓﺈﻳــﺬاء اﻟﻮاﻟــﺪﻳﻦ ﺳـﻮاء ﻛــﺎن أذًى ﺷــﺪﻳﺪًا أو ﺧﻔﻴ ًﻔــﺎ ﻓﻬــﻮ‬
‫اﻷب‬
‫ـﺮب اﻷم أو ِ‬ ‫اﻷب أو ﺿـ ُ‬ ‫ﺣـﺮام‪ .‬وﻣــﻦ اﻷﻣﺜﻠــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘــﻮق ﺷــﺘ ُﻢ اﻷم أو ِ‬
‫أو إﻫﺎﻧﺘﻬﻤﺎ أو أﺣﺪﳘﺎوﻣﻦ ﲨﻠﺔ اﻟﻌﻘﻮق أن ﻳﻄﻴﻊ اﻟﻮﻟﺪ أﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻢ أﺑﻴﻪ أو‬
‫ﻳﻄﻴــﻊ اﻟﻮﻟــﺪ أﺑــﺎﻩ ﻋﻠــﻰ ﻇﻠــﻢ أﻣــﻪ وﻻ ﻳﻨﻔﻌــﻪ ﻋﻨــﺪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ إن أﻃــﺎع أﻣــﻪ وﻇﻠــﻢ‬
‫أﺑــﺎﻩ‪ ،‬ﻷﻧــﻪ ﻻ ﻃﺎﻋــﺔ ﳌﺨﻠــﻮق ﰲ ﻣﻌﺼــﻴﺔ اﳋــﺎﻟﻖ وﻧُﺼــﺮةُ أﺣ ـ ِﺪ اﻷﺑــﻮﻳﻦ ﰲ ﻇﻠــﻢ‬
‫اﻵﺧﺮ ﺣﺮام واﷲ اﻋﻠﻢ‬

‫ﺣﻘﻮق اﻟﻘﺮاﺑﺔ‬
‫)ﺣﻘﻮق اﻟﻘﺮاﺑﺔ( اي اﻟ ﱡﺪﻧـُ ﱡﻮ ﰲ اﻟﻨﺴﺐ وأﻗﺎرب اﻟﺮﺟﻞ ﻋﺸﲑﺗﻪ اﻷدﻧَﻮن‬
‫وﺗﺸﺘﻤ ﻞ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﺻﻮل وﻓﺮوع وﺣﻮاﺷﻲ ﻓﺎﻷﺻﻮل ﻫﻢ اﻵﺑﺎء واﻷﺟﺪاد‬
‫وإن ﻋﻠﻮا واﻷﻣﻬﺎت واﳉﺪات وإن ﻋﻠﻮن واﻟﻔﺮوع ﻫﻢ اﻷوﻻد وأوﻻد اﻷوﻻد‬
‫ﻛﻞ‪ .‬واﳊﻮاﺷﻲ ﻫﻢ اﻹﺧﻮة واﻷﺧﻮات‬ ‫وإن ﻧﺰﻟﻮا وﻳﺸﻤﻞ ﻫﺬا اﻹﻧﺎث ﻣﻦ ٍ‬
‫وﺑﻨﻮ اﳉﻤﻴﻊ وان ﻧﺰﻟﻮا واﻷﻋﻤﺎم واﻟﻌﻤﺎت وإن ﻋﻠﻮا وﺑﻨﻮ اﳉﻤﻴﻊ وإن ﻧﺰﻟﻮا‬
‫وأﻗﺮب ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﻤﺮء اﻟﻮاﻟﺪان وإن ﻋﻠﻮا واﻷوﻻد وإن ﻧﺰﻟﻮا وﻟﺬﻟﻚ ﻳﺴﻤﻰ‬
‫ﻫﺬان اﻟﺼﻨﻔﺎن ﻣﻦ اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﻋﻤﻮدي اﻟﻨﺴﺐ وأﻣﺎ ﻗﺮاﺑﺔ اﳌﺼﺎﻫﺮة ﻓﻬﻢ اﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﻳﻜﻮﻧﻮن ﺑﺴﺒﺐ زواج اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﳌﺮأة ﻓﺈن اﻷﺻﻬﺎر ﻫﻢ أﻫﻞ ﺑﻴﺖ اﳌﺮأة ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﺷﻬﺮ ﰲ اﻟﻠﻐﺔ واﺻﺘﻼﺣﺎ )اﻗﺎرب اﻻﻧﺴﺎن ﻫﻢ ذو وا(اي أﺻﺤﺎب) رﲪﻪ(‬
‫اي أﻗْـَﺮﺑُﻪ و اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﰲ ﺣ ّﺪ اﻟﺮﺣﻢ اﻟﱵ ﳚﺐ وﺻﻠﻬﺎ إﱃ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﻮال‬
‫اﻟﺮﺣﻢ اﳌَﺤﺮَم واﻟﻘﻮل اﻟﺜﺎﱐ‬
‫اﻟﻘﻮل اﻷول أن ﺣﺪ اﻟﺮﺣﻢ ﻫﻮ ِ‬
‫ذوي اﳌﲑاث‬
‫ﻻ واﻟﺼﺤﻴﺢ ﻣﻦ أﻗﻮال أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ اﻟﻘﻮل اﻟﺜﺎﻟﺚ وﻫﻮأن اﻟﺮﺣﻢ ﻫﻢ‬
‫اﻷﻗﺎرب ﻣﻦ اﻟﻨﺴﺐ ﻻ ﻣﻦ اﻟﺮﺿﺎع ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻷب واﻷم أﻣﺎ أﻗﺎرب اﻟﺰوﺟﺔ‬
‫ﻓﻠﻴﺴﻮا أرﺣﺎﻣﺎً ﻟﻠﺰوج وأﻗﺎرب اﻟﺰوج ﻟﻴﺴﻮا أرﺣﺎﻣﺎً ﻟﻠﺰوﺟﺔ ) وﻗﺪ اﻣﺮاﷲ ﺑﻮﺻﻞ‬
‫اﻟﺮﺣﻢ(اي ﺻﻠﺔ اﻟﺮﺣﻢ وﻫﻲ ﳏﺒﺔ اﻷﻫﻞ وﺑﺴﻂ اﻟﺮزق و ﺑﺮﻛﺔ اﻟﻌﻤﺮ ﻓﻌﻦ أﰊ‬
‫ﻫﺮﻳﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ أن اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ و ﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﺗﻌﻠﱠﻤﻮا ﻣﻦ أﻧﺴﺎﺑﻜﻢ‬
 ‫ﻣﺎ ﺗﺼﻠﻮن ﺑﻪ أرﺣﺎﻣﻜﻢ ﻓﺈن ِﺻﻠَﺔ اﻟﺮﺣﻢ ﳏََﺒﱠﺔ ﰲ اﻷﻫﻞ َﻣﺜْـﺮَاة ﰲ اﳌﺎل َﻣْﻨﺴَﺄة‬
‫(اي اﻟﺮﺣﻢ و ﻫﻮ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة وﻫﻲ‬ ‫ﰲ اﻷﺛﺮأ )‬
‫ﻗﺎﻃﻊ اﻟﺮﺣﻢ ﻣﻠﻌﻮن ﰲ ﻛﺘﺎب اﷲ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓَـ َﻬ ْﻞ َﻋ َﺴْﻴﺘُ ْﻢ إِن ﺗَـ َﻮﻟﱠْﻴﺘُ ْﻢ أَن‬
‫ﺻ ﱠﻤ ُﻬ ْﻢ‬
‫ِﻚ اﻟﱠﺬِﻳ َﻦ ﻟَ َﻌﻨَـ ُﻬ ُﻢ اﻟﻠﱠﻪُ ﻓَﺄَ َ‬
‫ْض َوﺗـُ َﻘﻄﱢﻌُﻮا أ َْرﺣَﺎ َﻣ ُﻜ ْﻢ أ ُْوﻟَﺌ َ‬
‫ْﺴ ُﺪوا ِﰲ ْاﻷَر ِ‬ ‫ﺗـُﻔ ِ‬
‫َوأَ ْﻋﻤَﻰ أَﺑْﺼَﺎ َرُﻫ ْﻢ و ﻗﺎﻃﻊ اﻟﺮﺣﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﺳﻘﲔ اﳋﺎﺳﺮﻳﻦ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ َوﻣَﺎ‬
‫ﲔ اﻟﱠﺬِﻳ َﻦ ﻳَﻨ ُﻘﻀُﻮ َن َﻋ ْﻬ َﺪ اﻟﻠﱠ ِﻪ ﻣِﻦ ﺑَـ ْﻌ ِﺪ ﻣِﻴﺜَﺎﻗِ ِﻪ َوﻳَـ ْﻘﻄَﻌُﻮ َن ﻣَﺎ‬ ‫ﺎﺳ ِﻘ َ‬
‫ﻀ ﱡﻞ ﺑِِﻪ إِﻻﱠ اﻟْ َﻔ ِ‬
‫ﻳُ ِ‬
‫َْﺎﺳﺮُو َن و ﻗﺎﻃﻊ‬ ‫ِﻚ ُﻫ ُﻢ اﳋ ِ‬ ‫ْض أُوﻟَـﺌ َ‬
‫ْﺴﺪُو َن ِﰲ اﻷَر ِ‬ ‫ﺻ َﻞ َوﻳـُﻔ ِ‬‫أََﻣَﺮ اﻟﻠﱠﻪُ ﺑِِﻪ أَن ﻳُﻮ َ‬
‫اﻟﺮﺣﻢ ﺗﻌﺠﻞ ﻟﻪ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻟﻌﺬاب اﻷﺧﺮة أﺷﺪ وأﺑﻘﻰ ﻋﻦ أﰊ ﺑﻜﺮ‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ أن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل ﻣﺎ ﻣﻦ ذﻧﺐ أﺟﺪر أن‬
‫ﻳﻌﺠﻞ اﷲ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﺑﺎﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺪﺧﺮ ﻟﻪ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻣﻦ اﻟﺒﻐﻲ‬
‫وﻗﻄﻴﻌﺔ اﻟﺮﺣﻢ ب و ﻻ ﻳﺮﻓﻊ ﻟﻪ ﻋﻤﻞ وﻻ ﻳﻘﺒﻠﻪ اﷲ و ﻋﻦ أﰊ ﻫﺮﻳﺮة رﺿﻲ اﷲ‬
‫ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﲰﻌﺖ اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮل إن أﻋﻤﺎل ﺑﲏ آدم ﺗﻌﺮض‬
‫ﻋﻠﻰ اﷲ ﺗﺒﺎرك وﺗﻌﺎﱃ ﻋﺸﻴﺔ ﻛﻞ ﲬﻴﺲ ﻟﻴﻠﺔ اﳉﻤﻌﺔ ﻓﻼ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﻃﻊ‬
‫رﺣﻢ تو ﻗﻄﻌﻬﺎ ﻗﻄﻊ ﻟﻠﻮﺻﻞ ﻣﻊ اﷲ و ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻟﺖ ﻗﺎل‬
‫رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ اﻟﺮﺣﻢ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﺮش ﺗﻘﻮل ﻣﻦ وﺻﻠﲏ وﺻﻠﻪ‬
‫اﷲ وﻣﻦ ﻗﻄﻌﲏ ﻗﻄﻌﻪ اﷲث و ﺳﺒﺐ ﰲ اﳌﻨﻊ ﻣﻦ دﺧﻮل اﳉﻨﺔ وﻗﺎل رﺳﻮل‬

‫أ‬
‫أﺧﺮﺟﻪ اﻟﺒﺨﺎري واﻟﱰﻣﺬي ﻋﻦ أﰊ ﻫﺮﻳﺮة‬
‫ب‬
‫رواﻩ أﺑﻮ داود واﻟﱰﻣﺬي واﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ‬
‫ت‬
‫رواﻩ أﲪﺪ‬
‫ث‬
‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‬
 ‫اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ اﳉﻨﺔ ﻗﺎﻃﻊ رﺣﻢأو) ﻗﺎل اﻟﻨﱮ ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻳﻘﻮل اﷲ ‪ :‬اﻧﺎاﻟﺮﲪﻦ وﻫﺬﻩ اﻟﺮﺣﻢ اﺷﺘﻘﻘﺖ ﳍﺎ اﲰﺎ ﻣﻦ اﲰﻰ‬
‫ﻓﻤﻦ وﺻﻠﻬﺎ وﺻﻠﺘﻪ وﻣﻦ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﻗﻄﻌﺘﻪ(ﻫﺬا اﳊﺪﻳﺚ ﺣﺪﻳﺚ ﻗﺪﺳﻲ ﻟﻘﻮل‬
‫اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ )ﻗﺎل اﷲ( ﻓﺄﺿﺎﻓﻪ إﱃ اﷲ ﺟﻞ وﻋﻼ واﳊﺪﻳﺚ‬
‫اﻟﻘﺪﺳﻲ ﳜﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻌﺠﺰا وﻻ ﻳﺘﻠﻰ ﰲ اﻟﺼﻼة وﻻ ﺗﻠﺰم اﻟﻄﻬﺎرة‬
‫ﳌﺲ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﻓﻴﻪ اﻷﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻘﺪﺳﻴﺔ وﳜﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﳊﺪﻳﺚ اﳌﺮﻓﻮع أن‬
‫اﻟﻘﺪﺳﻲ ﻟﻔﻈﻪ وﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﻦ اﷲ وأﻣﺎ اﳌﺮﻓﻮع ﻓﺎﳌﻌﲎ ﻣﻦ اﷲ واﻟﻠﻔﻆ واﻟﺘﻌﺒﲑ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ و ﻟﻠﺮﺣﻢ ﺷﺄن ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻘﻬﺎ اﷲ واﺷﺘﻖ ﳍﺎ‬
‫اﲰﺎً ﻣﻦ اﲰﻪ اﻟﺮﲪﻦ اﻟﺪال ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﺮﲪﺔ وأﻣﺮ ﺑﻮﺻﻠﻬﺎ ووﻋﺪ ﻣﻦ وﺻﻠﻬﺎ‬
‫ﺑﺎﻷﺟﺮ واﻟﺜﻮاب واﻟﱪﻛﺔ ﰲ اﻟﻌﻤﺮ واﻟﺮزق ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ )ﻣﻦ‬
‫أﺣﺐ أن ﻳﺒﺴﻂ ﻟﻪ ﰲ رزﻗﻪ و أن ﻳﻨﺴﺄ ﻟﻪ ﰲ أﺛﺮﻩ ﻓﻠﻴﺼﻞ رﲪﻪ( وﺣﺬر ﺟﻞ‬
‫وﻋﻼ ﻣﻦ ﻗﻄﻌﻬﺎ وﺗﻮﻋﺪ ﻣﻦ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺬاب واﻟﻠﻌﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ )ﻓﻬﻞ‬
‫ﻋﺴﻴﺘﻢ إن ﺗﻮﻟﻴﺘﻢ أن ﺗﻔﺴﺪوا ﰲ اﻷرض وﺗﻘﻄّﻌﻮا أرﺣﺎﻣﻜﻢ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﻟﻌﻨﻬﻢ اﷲ ﻓﺄﺻﻤﻬﻢ وأﻋﻤﻰ أﺑﺼﺎرﻫﻢ( و ﺗﻮﻋﺪﻫﻢ ﺑﺎﳊﺮﻣﺎن ﻣﻦ دﺧﻮل اﳉﻨﺔ‬
‫ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ )ﻻ ﻳﺪﺧﻞ اﳉﻨﺔ ﻗﺎﻃﻊ( و ﺻﻠﺔ اﻟﺮﺣﻢ ﺗﻜﻮن‬
‫ﺑﺈﻳﺼﺎل اﳋﲑ إﻟﻴﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻮادد واﻟﺘﻨﺎﺻﺢ واﻟﻌﺪل واﻹﻧﺼﺎف‬
‫واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﳊﻘﻮق اﻟﻮاﺟﺒﺔ واﳌﺴﺘﺤﺒﺔ واﻟﻨﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮﻳﺐ وﺗﻔﻘﺪ أﺣﻮاﳍﻢ‬
‫ﺔ اﻟﻮﺟﻪ‬
‫وﺑﺎﻟﺪﻋﺎء واﳌﻌﲎ اﳉﺎﻣﻊ إﻳﺼﺎل ﻣﺎ أﻣﻜﻦ ﻣﻦ اﳋﲑ ودﻓﻊ ﻣﺎ أﻣﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﺮ‬

‫أ‬
‫رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي‬
 ‫ﲝﺴﺐ اﻟﻄﺎﻗﺔ و ﺣﲔ ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻛﺎﻓﺮاً أو ﻓﺎﺟﺮاً ﳎﺎﻫﺮاً ﺑﻔﺠﻮرﻩ ﻓﺘﺸﺮع‬
‫ﺻﻠﺘﻪ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎرة ﺑﻘﺼﺪ ﺗﺄﻟﻔﻪ ودﻋﻮﺗﻪ رﺟﺎء ﻫﺪاﻳﺘﻪ وﺻﻼﺣﻪ و ﰲ اﳊﺪﻳﺚ ﺗﻘﺮﻳﺮ‬
‫اﻟﻘﺎﻋﺪة اﳌﻌﺮوﻓﺔ أن اﳉﺰاء ﻣﻦ ﺟﻨﺲ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻤﻦ وﺻﻞ رﲪﻪ وﺻﻠﻪ اﷲ ﺑﺮﲪﺘﻪ‬
‫وﻓﻀﻠﻪ وﺗﻮﻓﻴﻘﻪ وﻣﻦ ﻗﻄﻊ رﲪﻪ ﻗﻄﻊ اﷲ ﻋﻨﻪ رﲪﺘﻪ وﻓﻀﻠﻪ وﺗﻮﻓﻴﻘﻪ واﷲ أﻋﻠﻢ‬
‫(‬ ‫)ﻓﻠﻬﺬا ﻳﻨﺒﻐﻰ ﻟﻼﻧﺴﺎن ﻣﺮاﻋﺎة ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ‬
‫ورﺑﻂ ﻋﻼﻗﺎت‬
‫ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻣﻌﻬﻢ وﲡﺎوز أﺧﻄﺎﺋﻬﻢ واﻟﺼﻔﺢ ﻋﻨﻬﻢ و اﻟﺼﺪﻗﺔ ﰲ اﳌﻘﺮﺑﲔ أوﱃ‬
‫اﻹﺣﺴﺎن إﻟﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﳏﺘﺎﺟﻴﻬﻢ وﻣﻮاﺳﺎة ﻣﺼﺎﺑﻴﻬﻢ وﻋﻴﺎدة‬
‫ﻣﺮﻳﻀﻬﻢ واﻹﺣﺴﺎن إﻟﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﳏﺘﺎﺟﻴﻬﻢ وﻣﻮاﺳﺎة ﻣﺼﺎﺑﻴﻬﻢ‪،‬‬
‫وﻋﻴﺎدة ﻣﺮﻳﻀﻬﻢ‪ ).‬ﻓﻼﻳﺆذى اﺣﺪا ﻣﻨﻬﻢ ﺑﻔﻌﻞ اوﻗﻮل(وﻟﻴﺼﻔﺢ ﻋﻨﻬﻢ ﰲ ﺣﺎل‬
‫أن ﻳﺼﺪر ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻄﺄ وﻟﻴﺴﺘﻌﻦ ﺑﺎﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﺑﺪﻋﺎﺋﻪ ﰲ ﺻﻼﺗﻪ وﰲ آﺧﺮ اﻟﻠﻴﻞ‬
‫أن ﻳﻬﺪي اﷲ أﻗﺎرﺑﻪ ﻷﺣﺴﻦ اﻷﺧﻼق واﻷﻓﻌﺎل واﻷﺧﻼق )وان ﻳﺘﻮاﺿﻊ ﳍﻢ‬
‫وان ﻳﺘﺤﻤﻞ اذاﻫﻢ(اي ﻳﺼﱪ ﻋﻠﻰ أذاﻫﻢ )وﻟﻮﺗﻄﺎوﻟﻮا(اي اﺳﺘﻤﺮروا )ﻋﻠﻴﻪ(اي‬
‫أذاﻫﻢ )وان ﻳﺴﺄل ﻋﻤﻦ ﻳﻐﻴﺐ(اي ﱂ ﳛﻀﺮ )ﻣﻨﻬﻢ(‪ ),‬وان ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﰱ‬
‫(اي ﺣﺎﺟﺘﻬﻢ )اذا ﻗﺪر(اي اﺳﺘﻄﺎع ﻓﻤﺴﺎﻋﺪة اﻵﺧﺮﻳﻦ‬
‫ﻣﻦ أﻋﻈﻢ أﺑﻮاب اﳋﲑ وﳍﺎ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪاً ﰲ اﻹﺳﻼم وﻗﺪ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ‪:‬‬
‫ﲔأ و ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‪:‬‬ ‫ْﺴﻨِ َ‬
‫ُِﺐ اﻟْ ُﻤﺤ ِ‬
‫ْﺴﻨُﻮا إِ ﱠن اﻟﻠﱠﻪَ ﳛ ﱡ‬
‫َوأَﺣ ِ‬
‫اﳌﺴﻠﻢ أﺧﻮ اﳌﺴﻠﻢ ﻻ ﻳﻈﻠﻤﻪ وﻻ ﻳﺴﻠﻤﻪ وﻣﻦ ﻛﺎن ﰲ ﺣﺎﺟﺔ أﺧﻴﻪ ﻛﺎن اﷲ‬
‫ﰲ ﺣﺎﺟﺘﻪ‪ ،‬وﻣﻦ ﻓﺮج ﻋﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻛﺮﺑﺔ ﻓﺮج اﷲ ﻋﻨﻪ ﻛﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻛﺮﺑﺎت ﻳﻮم‬

‫أ‬
‫اﻟﺒﻘﺮة‪١٩٥:‬‬
 ‫اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وﻣﻦ ﺳﱰ ﻣﺴﻠﻤﺎً ﺳﱰﻩ اﷲ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ )وان ﳝﻨﻊ ﻋﻨﻬﻢ اﻟﻀﺮر(ﻫﻮأذًى‬
‫ّﺨﺺ ﰲ ﺟﺴﻤﻪ أو ﻣﺎﻟﻪ )ﻣﱴ اﻣﻜﻦ (اي ﺳ ُﻬ َﻞ )وان‬ ‫أو ﺧﺴﺎرة ﺗُﺼﻴﺐ اﻟﺸ َ‬
‫ﻛﺎﻧﻮا ﻏﲑ ﳏﺘﺎﺟﲔ اﱃ ﺷﻴﺊ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻌﻠﻴﻪ ان ﻳﺘﻌﻬﺪﻫﻢ(اي ﻳ ْﻠَﺰَم ﻧَـ ْﻔ َﺴﻪُ‬
‫)ﺑﺎﻟﺰﻳﺎرة(ﻫﻴﺈﺗﻴﺎن ﺑﻘﺼﺪ اﻻﻟﺘﻘﺎءﷲ وزﻳﺎرة اﳌﺴﻠﻢ ﻷﺧﻴﻪ اﳌﺴﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺒﺎت‬
‫اﻟﱵ ﳚﺐ أن ﳛﺮص ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﰲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻔﺮح واﳊﺰن وﰲ ذﻟﻚ‬
‫ﻳﻘﻮل اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻣﺜﻞ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﰲ ﺗﻮا ﱢدﻫﻢ وﺗﺮاﲪﻬﻢ وﺗﻌﺎﻃﻔﻬﻢ‬
‫أ‬
‫ﻣﺜﻞ اﳉﺴﺪ إذا اﺷﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ ﻋﻀ ٌﻮ ﺗﺪاﻋﻰ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ اﳉﺴﺪ ﺑﺎﳊﻤﻰ واﻟﺴﻬﺮ‬
‫واﷲ اﻋﻠﻢ‬

‫ﺣﻘﻮق اﳉﲑان‬

‫)ﺣﻘﻮق اﳉﲑان(ﲨﻊ ﺟﺎر ﻫﻮ اﳌُﺠﺎور ﰲ اﳌﺴﻜﻦ‬

‫واﺻــﺘﻼﺣﺎ )اﳉــﺎر ﻣــﻦ ﺟــﺎورت (اي ﺳــﺎﻛَﻨﺖ) دارﻩ(ﻫﻮاﳌَ َﺤ ـ ﱡﻞ ﳚﻤــﻊ اﻟﺒﻨــﺎءَ‬

‫واﻟ ﱠﺴــﺎﺣﺔَ )دارك اﱃ ارﺑﻌــﲔ دارا ﻣــﻦ ﻛــﻞ ﺟﺎﻧــﺐ(روى اﻟﻄ ـﱪاﱐ ﻋــﻦ ﻛﻌــﺐ ﺑــﻦ‬
‫ـﻮل اﷲ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ رﺟـ ٌﻞ ﻓﺒﻌـﺚ‬ ‫ﻣﺎﻟـﻚ رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﻗـﺎل أﺗـﻰ رﺳ َ‬
‫رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أﺑﺎ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ وﻋﻠﻴﺎً رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﻳـﺄﺗﻮن‬ ‫ُ‬
‫اﳌﺴــﺠﺪﻓﻴﻘﻮﻣﻮن ﻋﻠــﻰ ﺑﺎﺑــﻪ ﻓﻴﺼــﻴﺤﻮن أﻻ إن أرﺑﻌــﲔ داراً ﺟــﺎر ﺑــﻞ ﻳــﺮوى ﻋــﻦ‬
‫ﻗﺎل أرﺑﻌﻮن دارا وﰲ رواﻳﺔ‬
‫ﻋﻨﻬ ــﺎ أوﺻ ــﺎﱐ ﺟﱪﻳ ــﻞ إﱃ أرﺑﻌ ــﲔ دارا ﻋﺸ ــﺮة ﻣ ــﻦ ﻫﻬﻨ ــﺎ وﻋﺸ ــﺮة ﻣ ــﻦ ﻫﻬﻨ ــﺎ‬

‫أ‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫وﻋﺸــﺮة ﻣــﻦ ﻫﻬﻨــﺎ وﻋﺸــﺮة ﻣــﻦ ﻫﻬﻨــﺎ )وﻟــﻪ ﻋﻠﻴــﻚ ﺣﻘــﻮق ﻣﻨﻬــﺎ ان ﺗﺒــﺪأ‬
‫ﺑﺎﻟﺴ ــﻼم(ﻫ ــﻮ ﻣﻔﺘ ــﺎح اﻟﻘﻠ ــﻮب ﻓ ــﺈذا أردت أن ﺗُﻔ ــﺘﺢ ﻟ ــﻚ ﻗﻠ ــﻮب اﻟﻌﺒ ــﺎد ﻓﺴ ــﻠﻢ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ إذا ﻟﻘﻴﺘﻬﻢ واﺑﺘﺴـﻢ ﰲ وﺟـﻮﻫﻬﻢ وﻛـﻦ ﺳـﺒﺎﻗًﺎ ﳍـﺬا اﳋـﲑ ﻳـﺰرع اﷲ ﳏﺒﺘـﻚ‬
‫ﰲ ﻗﻠــﻮب اﻟﻨــﺎس وﻳﻴﺴــﺮ ﻟــﻚ ﻃﺮﻳ ًﻘــﺎ إﱃ اﳉﻨــﺔ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ‬
‫وﺳﻠﻢ‪ :‬ﻻ ﺗﺪﺧﻠﻮا اﳉﻨﺔ ﺣﱴ ﺗﺆﻣﻨﻮا‪ ،‬وﻻ ﺗﺆﻣﻨﻮا ﺣﱴ ﲢﺎﺑﻮا‪ ،‬أوﻻ أدﻟﻜـﻢ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺷﻲء إذا ﻓﻌﻠﺘﻤﻮﻩ ﲢﺎﺑﺒﺘﻢ أﻓﺸﻮا اﻟﺴـﻼم ﺑﻴـﻨﻜﻢ وﻗـﺎل ﻋﻤـﺮ ﺑـﻦ اﳋﻄـﺎب رﺿـﻲ‬
‫ـﻼث ﻳُﺼْـﻔِﲔ ﻟــﻚ ُوﱠد أﺧﻴــﻚ‪ :‬أن ﺗﺴـﻠﻢ ﻋﻠﻴــﻪ إذا ﻟﻘﻴﺘـﻪ‪ ،‬وﺗﻮﺳــﻊ ﻟــﻪ‬ ‫اﷲ ﻋﻨـﻪ‪ :‬ﺛـ ٌ‬
‫ﻛﻤﺎ أﺧﱪ اﻟﺮﺳﻮل وﺧﲑﳘـﺎ اﻟـﺬي ﻳﺒـﺪأ‬
‫ﺑﺎﻟﺴــﻼم وان ﺗﺼــﻨﻊ ﻣﻌــﻪ اﳌﻌــﺮوف) وان ﺗﻜﺎﻓﺌــﻪ(اي ﲤﺎﺛــﻞ اوﺗﺼــﲑ ﻧﻈـ ًﲑا ﻟــﻪ‬
‫)ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺮوﻓﻪ اذا ﺑﺪأك ﺑﻪ(وﻛﺎﻓﺊ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﻟﻚ ﻣﻌﺮوﻓًﺎ وﻟـﻮ ﺑﻜﻠﻤـﺔ ﻃﻴﺒـﺔ ﻓـﺈن‬
‫ذﻟ ــﻚ ﻳﺴ ــﺎﻋﺪك ﺑﻌ ــﺪ اﷲ ﻋﻠ ــﻰ ﺻ ــﻨﻊ اﳌﻌ ــﺮوف ﻓ ــﺈن اﷲ ﻳﻘ ــﻮل وﻻ ﺗﻨﺴـ ـﻮا‬
‫اﻟﻔﻀﻞ ﺑﻴﻨﻜﻢ ‪.‬‬

‫اﳌﻌﺮوف ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻮا *** إن اﻟﺼﻨﺎﺋ َﻊ ﺑﺎﻷﺣﺮار ﻛﺎﳌﻄﺮ‬

‫ِ‬ ‫وﻛﺎﻓﺌﻦ ذوي‬

‫وﻻ ﺗﻜﻦ َﺳﺒِﺨًﺎ ﱂ ﳚ ِﺪ ﻣﺎﻃﺮُﻩ *** وﻛﻦ ﻛﺮوض أﺗﻰ ﺑﺎﻟﺰﻫﺮ واﻟﺜﻤﺮ‬

‫واذﻛﺮ ﺻﻨﻴﻌﺔ ﺣ ٍﺮ ﺣﺎز ﻋﻨﻚ ﻏﲎ *** وﻗﺪ ﺗﻘﺎﺿﻴﺘَﻪ ﰲ زي ﻣﻔﺘ ِﻘ ِﺮ‬

‫)وان ﺗﺆدي ﻣﺎﻟـﻪ ﻋﻠﻴـﻚ ﻣـﻦ اﳊﻘـﻮق اﳌﺎﻟﻴـﺔ( ﻋـﻦ أﰊ ﻫﺮﻳـﺮة رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﻋـﻦ‬
‫اﻟﻨﱯ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ﻗـﺎل ﻣـﻦ أﺧـﺬ أﻣـﻮال اﻟﻨـﺎس ﻳﺮﻳـﺪ أداءﻫـﺎ أدى اﷲ‬
‫ﻋﻨﻪ‪ ،‬وﻣﻦ أﺧـﺬﻫﺎ ﻳﺮﻳـﺪ إﺗﻼﻓﻬـﺎ أﺗﻠﻔـﻪ اﷲ ﻳﺒـﲔ اﻟﺮﺳـﻮل ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ‬
‫أن ﻣﻦ أﺧﺬ ﻣﻦ أﻣﻮال اﻟﻨﺎس ﺷﻴﺌﺎ ﺑﺄي وﺟـﻪ ﻣـﻦ وﺟـﻮﻩ اﳌﻌـﺎﻣﻼت وﻫـﻮ ﻳﻨـﻮي‬
‫اﻷداء ﻳﺴﺮ اﷲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻳﺆدي ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ ﳊﺴﻦ ﻧﻴﺘﻪ ﻓﺈن ﻣﺎت ﻗﺒﻞ اﻷداء أرﺿـﻰ‬
‫اﷲ ﻏﺮﳝﻪ‪ ،‬وﻣـﻦ أﺧـﺬ ﻣـﻦ أﻣـﻮال اﻟﻨـﺎس ﺷـﻴﺌﺎ ﻳﻌﺘـﺰم إﺗﻼﻓـﻪ ﻋﻠـﻰ ﺻـﺎﺣﺒﻪ وﻋـﺪم‬
‫ردﻩ أﺗﻠﻔــﻪ اﷲ ﻣــﻦ ﻳــﺪﻩ وأﺿــﺎﻋﻪ ﻣﻨــﻪ ﻓــﻼ ﻳﻨﺘﻔــﻊ ﺑــﻪ‪ ،‬ﻟﺴــﻮء ﻧﻴﺘــﻪ‪ ،‬وﻳﺒﻘــﻰ ﻋﻠﻴــﻪ‬
‫اﻟــﺪﻳﻦ ﻳﻌﺎﻗــﺐ ﺑــﻪ ﻳــﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣــﺔ‪ ،‬وﻗــﺪ ورد ﻣــﻦ ﺗــﺪاﻳﻦ ﺑــﺪﻳﻦ وﰲ ﻧﻔﺴــﻪ وﻓــﺎؤﻩ ﰒ‬
‫ﻣﺎت ﲡﺎوز اﷲ ﻋﻨﻪ‪ ،‬وأرﺿﻰ ﻏﺮﳝﻪ ﲟﺎ ﺷﺎء‪ ،‬وﻣﻦ ﺗﺪاﻳﻦ ﺑﺪﻳﻦ وﻟﻴﺲ ﰲ ﻧﻔﺴـﻪ‬
‫وﻓﺎؤﻩ ﰒ ﻣﺎت اﻗﺘﻀﻰ اﷲ ﻟﻐﺮﳝﻪ ﻣﻨﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وﰲ رواﻳﺔ ﻓﻴﺆﺧـﺬ ﻣـﻦ ﺣﺴـﻨﺎﺗﻪ‬
‫ﻓﺘﺠﻌﻞ ﰲ ﺣﺴﻨﺎت اﻵﺧﺮ ﻓﺈن ﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺣﺴـﻨﺎت أﺧـﺬ ﻣـﻦ ﺳـﻴﺌﺎت اﻵﺧـﺮ‬
‫ﻓﺘﺠﻌــﻞ ﻋﻠﻴــﻪ واﻟﻨــﱯ ﻳﻘــﻮل ﻣــﻦ ﻛــﺎن ﻟــﻪ ﻋﻨــﺪ أﺧﻴــﻪ ﻣﻈﻠﻤــﺔ ﻣــﻦ ﻣــﺎل أو ﻋــﺮض‬
‫ﻓﻠﻴﺘﺤﻠــﻞ ﻣﻨــﻪ اﻟﻴــﻮم ﻗﺒــﻞ ان ﻻ ﻳﻜــﻮن دﻳﻨــﺎر وﻻ درﻫــﻢ‪ ،‬ان ﻛــﺎن ﻟــﻪ ﺣﺴــﻨﺎت‬
‫أﺧ ــﺬ ﻣ ــﻦ ﺣﺴ ــﻨﺎﺗﻪ‪ ،‬وان ﻗﻀ ــﻴﺖ اﳊﺴ ــﻨﺎت ﻗﺒ ــﻞ ان ﻳﻘﻀ ــﻲ ﻋﻠﻴ ــﻪ أﺧ ــﺬ ﻣ ــﻦ‬
‫ﺳـﻴﺌﺎت ﺻـﺎﺣﺒﻪ ﻓﺤﻤـﻞ ﻋﻠﻴـﻪ )وان ﺗﻌــﻮدﻩ اذا ﻣـﺮض(ﻋﻴـﺎدة اﳌـﺮﻳﺾ وﻫـﻲ زﻳــﺎرة‬
‫اﳌ ـﺮﻳﺾ‪ ،‬ﻓﻴﻨﺒﻐ ــﻲ ﻟﻠﻤﺴ ــﻠﻢ أن ﻳﻌ ــﻮد أﺧ ـ ﺎﻩ اﳌﺴ ــﻠﻢ إذا ﻣ ــﺮض‪ ،‬إذا ﻋﻠ ــﻢ ﲟﺮﺿ ــﻪ‬
‫ﻳﻨﺒﻐــﻲ ﻟــﻪ أن ﻳﻌــﻮدﻩ‪ ،‬وإذا ﻋــﺎدﻩ ﻳﻠﺘــﺰم آداب اﻟﻌﻴــﺎدة ﻓﻴﺨﻔــﻒ اﻟﺰﻳــﺎرة وﻻ ﻳﺜﻘــﻞ‬
‫وﻳـﺪﻋﻮ ﻟــﻪ ﻓﻴﻀـﻊ ﻳــﺪﻩ ﻋﻠــﻰ ﻣﻮﺿـﻊ اﻷﱂ ﻳﻘــﻮل‪ :‬أﺳـﺄل اﷲ اﻟﻌﻈــﻴﻢ رب اﻟﻌــﺮش‬
‫اﻟﻌﻈـﻴﻢ أن ﻳﺸــﻔﻴﻚ‪ ،‬ﻳــﺪﻋﻮ ﻟـﻪ ﻷن اﻟﻨــﱯ ‪ -‬ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳــﻠﻢ‪-‬ﻛــﺎن ﻳﻔﻌــﻞ‬
‫ﻀــﺎ َﱂْ ﻳَـ ـﺰَْل ِﰱ‬
‫ذﻟــﻚ ﻓﻴﻨﺒﻐــﻲ ﻟــﻪ أن ﻳــﺰور أ ﺧــﺎﻩ وﻳﻜﺴــﺐ اﻷﺟــﺮ َﻣ ـ ْﻦ َﻋــﺎ َد َﻣﺮِﻳ ً‬
‫ﺧُْﺮﻓَـ ِﺔ اﳉَْﻨﱠـ ِﺔ َﺣـ ﱠـﱴ ﻳـَﺮِْﺟ ـ َﻊ ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ و ﺣ ـ ﱡﻖ أﺧﻴــﻚ‬
‫ﻟﺘﻬﻨﺌــﺔ(آداب ﻣﻨﻬــﺎ إﻇﻬــﺎر اﻟﻔــﺮح‬ ‫ﻋﻠﻴــﻚ أن ﺗﻌــﻮدﻩ إذا ﻣــﺮض )‬
‫واﻹﻫﺘﻤﺎم ﰲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ اﻟﺘﻬﻨﺌﺔواﻟﺘﻠﻔﻆ ﰲ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﻌﺒﺎرات ﻟﻄﻴﻔﺔ وأدﻋﻴﺔ ﻣﺄﺛﻮرة‬
‫واﻟﺴــﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳــﺔ أرﺷــﺪﺗﻨﺎ إﱃ ﻛﻠﻤــﺎت ﺑﺎﻟﺘﻬﻨﺌــﺔ ﻟﻄﻴ ﻔــﺔ وﲨــﻞ ﻣــﻦ اﻟــﺪﻋﺎء رﻗﻴﻘــﺔ‬
‫وﻃﺮﻳﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﻠﻢ أن ﻳﺘﻌﻠﻤﻬﺎ وﳛﺴﻦ أداﺋﻬﺎ ﻟﻴﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﰲ اﻟﻮﻗـﺖ‬
‫اﳌﻨﺎﺳﺐ وﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﻟﻔﺎظ‬
‫ﻟــﻚ ﺑــﺎﳌﻮﻫﻮب وﺷــﻜﺮت اﻟﻮاﻫــﺐ ورزﻗــﺖ ﺑـﺮّﻩ وﺑﻠــﻎ أﺷــﺪﻩ وﻳﺴــﺘﺤﺐ أن ﻳــﺮد‬
‫اﳌَُﻬﻨَﺊ ﻓﻴﻘﻮل ﺑﺎرك اﷲ ﻟﻚ وﺑﺎرك ﻋﻠﻴﻚ ورزﻗﻚ ﻣﺜﻠﻬﻮ‬

‫ﻳﺴـﺘﺤﺐ أن ﻳﻘـﺎل ﻟـﻪ اﳊﻤـﺪ ﷲ اﻟـﺬي ﺳـﻠﻤﻚ وﲨـﻊ اﻟﺸـﻤﻞ وأﻛﺮﻣـﻚ و‬

‫ﳌﻦ ﻗﺪم ﻣﻦ ﺣﺞ ﻳﺴﺘﺤﺐ أن ﻳﻘﺎل ﻟﻪ‪ :‬ﻗَﺒِ َﻞ اﷲ ﺣﺠﻚ وﻏﻔﺮ ذﻧﺒﻚ وأﺧﻠـﻒ‬
‫ﻧﻔﻘﺘـﻚ وذﻟـﻚ ﳌــﺎ روى اﺑـﻦ اﻟﺴــﲏ ﻋـﻦ اﺑــﻦ ﻋﻤـﺮ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤـﺎ ﻗــﺎل ﺟــﺎء‬
‫ﻏــﻼم إﱃ اﻟﻨـ ﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وآﻟــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻓﻘــﺎل إﱐ أرﻳــﺪ اﳊــﺞ ﻓﻤﺸــﻰ ﻣﻌــﻪ‬
‫اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎل ﻳﺎ ﻏﻼم زودك اﷲ اﻟﺘﻘﻮى ووﺟﻬﻚ ﰲ‬
‫اﳋــﲑ وﻛﻔــﺎك اﳍــﻢ ﻓﻠﻤــﺎ رﺟــﻊ اﻟﻐــﻼم ﻋﻠــﻰ اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وآﻟــﻪ وﺳــﻠﻢ‬
‫ﻓﻘــﺎل ﻳــﺎ ﻏــﻼم ﻗﺒــﻞ اﷲ ﺣﺠــﻚ وﻏﻔــﺮ ذﻧﺒــﻚ وأﺧﻠــﻒ ﻧﻔﻘﺘــﻚ و‬
‫اﻟﻨﻜﺎح ﻳﺴﺘﺤﺐ أن ﻳﻘﺎل ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﺰوﺟﲔ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﻜـﺎح ﺑـﺎرك اﷲ ﻟـﻚ وﺑـﺎرك‬
‫ﻋﻠﻴﻚ وﲨﻊ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ﰲ ﺧﲑﳌـﺎ روى أﺑـﻮ داود واﻟﱰﻣـﺬي وﻏﲑﳘـﺎ ﻋـﻦ أﰊ ﻫﺮﻳـﺮة‬
‫رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ أن اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وآﻟــﻪ وﺳــﻠﻢ إذا رﻓــﺄ اﻹﻧﺴــﺎن أي إذا‬
‫ﺗﺰوج ﻗﺎل ﺑﺎرك اﷲ ﻟ ﻚ وﺑﺎرك ﻋﻠﻴﻚ وﲨﻊ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ﰲ ﺧﲑوﻳﻜـﺮﻩ أن ﻳﻘـﺎل ﻟـﻪ‬
‫روى أﲪـﺪ واﻟﻨﺴـﺎﺋﻲ وﻏﲑﳘـﺎﻋﻦ‬
‫ﻋﻘﻴــﻞ ﺑــﻦ أﰊ ﻃﺎﻟــﺐ أﻧــﻪ ﺗــﺰوج اﻣ ـﺮأة ﻣ ـ ﻦ ﺟﺸــﻢ ‪ ،‬ﻓــﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴــﻪ اﻟﻘــﻮم ﻓﻘــﺎﻟﻮا‬
‫ﺑﺎﻟﺮﻓﺎء واﻟﺒﻨﲔ ﻓﻘﺎل ﻻ ﺗﻔﻌﻠﻮا ذﻟﻚ ﻓﺈن رﺳـﻮل اﷲ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وآﻟـﻪ وﺳـﻠﻢ‬
‫‪ :‬ﻗﻮﻟـﻮا ‪ :‬ﺑـﺎرك اﷲ ﻟﻜـﻢ وﺑـﺎرك‬
‫ﻋﻠ ــﻴﻜﻢ ‪ ،‬إﻧ ــﺎ ﻛ ــﺬﻟﻚ ﻛﻨ ــﺎ ﻧ ــﺆﻣﺮ‪.‬و اﻟﺘﻬﻨﺌ ــﺔ ﺑﺎﻟﻌﻴﺪﻳﺴ ــﺘﺤﺐ أن ﻳﻘ ــﻮل اﳌﺴ ــﻠﻢ‬
‫ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﻌﻴﺪ ﺗﻘﺒﻞ اﷲ ﻣﻨﺎ وﻣﻨﻚ‬

‫ﻳﺴ ــﺘﺤﺐ أن ﻳﻘ ـ ﺎل ﳌ ــﻦ ﺻ ــﻨﻊ إﻟﻴ ــﻪ ﻣﻌﺮوﻓ ــﺎ ﺑ ــﺎرك اﷲ ﻟ ــﻚ ﰲ أﻫﻠ ــﻚ وﻣﺎﻟ ــﻚ‬
‫وﺟﺰاك اﷲ ﺧﲑا روى اﻟﱰﻣﺬي ﻋﻦ أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ زﺑﺪ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ رﺳـﻮل‬
‫اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل‪ :‬ﻣﻦ ﺻُﻨﻊ إﻟﻴﻪ ﻣﻌﺮوف ﻓﻘﺎل ﻟﻔﺎﻋﻠﻪ ﺟـﺰاك‬
‫اﷲ ﺧ ـ ـﲑا ﻓﻘ ـ ــﺪ ﺑﻠ ـ ــﻎ ﰲ اﻟﺜﻨ ـ ــﺎء وﻳﺴ ـ ــﺘﺤﺐ اﳌﻬ ـ ــﺎداة ﻣ ـ ــﻊ اﻟﺘﻬﻨﺌ ـ ــﺔوﻣﻦ اﻷﻣ ـ ــﻮر‬
‫اﳌ ﺴــﺘﺤﺒﺔ ﰲ اﻟﺘﻬﻨﺌــﺔ ﺗﻘــﺪﱘ اﳍﺪﻳــﺔ ﻷﻫــﻞ اﳌﻮﻟــﻮد أو اﻟﻘــﺎدم ﻣــﻦ ﺳــﻔﺮ أو اﻟــﺬي‬
‫دﺧــﻞ ﻟﻴﻠــﺔ اﻟﺰﻓﺎﻓــﺄو ﻏﲑﻫــﺎ ﻣــﻦ اﳌﻨﺎﺳــﺒﺎت ﻟﻸﺣﺎدﻳــﺚ اﻟــﱵ ﲢــﺾ ﻋﻠــﻰ اﳌﻬــﺎداة‬
‫وﺗﺮﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎﻣﺸﺎرﻛﺔ )وﺗﻌﺰﻳﻪ اذا اﺻﻴﺐ(وﻗﺎل اﻷزﻫﺮي أﺻﻞ اﻟﺘﻌﺰﻳﺔ اﻟﺘﺼﱪ ﳌﻦ‬
‫أﺻﻴﺐ ﲟﻦ ﻳﻌﺰى ﻋﻠﻴﻪ‪ .‬وﻗﺎل ﻏﲑﻩ اﻟﺘﻌﺰﻳﺔ اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ وﻫﻮ أن ﻳﻘﺎل ﻟﻪ ﺗﻌﺰى ﺑﻌﺰاء‬
‫اﷲ‪ ،‬وﻋ ـﺰاء اﷲ ﻗﻮﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﱃ اﻟــﺬﻳﻦ إذا أﺻــﺎﺑﺘﻬﻢ ﻣﺼــﻴﺒﺔ ﻗــﺎﻟﻮا إﻧــﺎ ﷲ وإﻧــﺎ إﻟﻴــﻪ‬
‫راﺟﻌ ــﻮن ‪.‬وﻣﻌ ــﲎ ﻗﻮﻟ ــﻪ‪ :‬ﺗﻌ ــﺰى ﺑﻌـ ـﺰاء اﷲ‪ ،‬أي‪ :‬ﺗﺼ ــﱪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺰﻳ ــﺔ اﻟ ــﱵ ﻋ ــﺰاك اﷲ‬
‫أو ﻳﻘﺎل ﻟﻚ أﺳﻮة ﰲ ﻓﻼن ﻓﻘﺪ ﻣﻀﻰ ﲪﻴﻤﻪ وأﻟﻴﻔﻪ‪،‬‬
‫ﻓﺤﺴــﻦ ﺻــﱪﻩ‪.‬وأﺻــﻞ اﻟﻌـﺰاء اﻟﺼــﱪ واﷲ أﻋﻠــﻢ ﻋــﻦ ﻋﺒــﺪ اﷲ ﺑــﻦ أﰊ ﺑﻜــﺮ ﺑــﻦ‬
‫ﳏﻤــﺪ ﺑــﻦ ﻋﻤــﺮو ﺑــﻦ ﺣــﺰم‪ ،‬ﻋــﻦ أﺑﻴــﻪ‪ ،‬ﻋــﻦ ﺟــﺪﻩ‪ ،‬ﻋــﻦ اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ‬
‫وﺳــﻠﻢ‪ ،‬ﻗــﺎل‪ :‬ﻣــﺎ ﻣــﻦ ﻣــﺆﻣﻦ ﻳﻌــﺰي أﺧــﺎﻩ ﲟﺼــﻴﺒﺔ إﻻ ﻛﺴــﺎﻩ اﷲ ﻋــﺰ وﺟــﻞ ﻣــﻦ‬
‫ﺣﻠﻞ اﻟﻜﺮاﻣﺔ ﻳـﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣـﺔ )وان ﻻ ﺗﺘﻌﻤـﺪ اﻟﻨﻈـﺮ اﱃ ﻧﺴـﺎﺋﻪ وﻟـﻮ ﻛـﻦ ﺧـﺪﻣﺎ ﻟـﻪ(‬
‫ﻟﻨﻈﺮة اﻷوﱃ ﺧﻄﺄ واﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ ﻋﻤـﺪ واﻟﺜﺎﻟﺜـﺔ ﺗـﺪﻣﺮ ﻧﻈـﺮ اﳌـﺆﻣﻦ إﱃ ﳏﺎﺳـﻦ اﳌـﺮأة‬
‫ﺳﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻬﺎم إﺑﻠﻴﺲ ﻣﺴﻤﻮم وﻣـﻦ ﺗﺮﻛﻬـﺎ ﻣـﻦ ﺧﺸـﻴﺔ اﷲ ‪ ،‬ورﺟـﺎء ﻣـﺎ ﻋﻨـﺪﻩ‬
‫أ‬
‫اﻟـﺮاوي ﻋﺒـﺪاﷲ ﺑـﻦ ﻋﻤـﺮ اﶈـﺪث أﺑـﻮ ﻧﻌـﻴﻢ‬
‫ﺣﻠﯾﺔ اﻷوﻟﯾﺎء ﻟﺻﻔﺣﺔ أو اﻟرﻗم ‪٦‬‬
‫أ‬
‫)وان ﺗﺴﱰ ﻋﻮرﺗـﻪ( ﻋـﻦ اﻟﻨـﱯ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ﻗـﺎل ﻣـﻦ ﺳـﱰ ﻋـﻮرة أﺧﻴـﻪ‬
‫اﳌﺴــﻠﻢ ﺳــﱰ اﷲ ﻋﻮرﺗــﻪ ﻳــﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣــﺔ ﻓﻬــﺬا ﻫــﻮ اﳌﺸــﺮوع إذا رأى اﻹﻧﺴــﺎن ﻣــﻦ‬
‫أﺧﻴ ــﻪ ﰲ اﷲ ﻋ ــﻮرة ﻳﻌ ــﲏ ﻣﻌﺼ ــﻴﺔ ﻓ ــﻼ ﻳﻔﻀ ــﺤﻪ وﻻ ﻳﻨﺸ ــﺮﻫﺎ ﺑ ــﲔ اﻟﻨ ــﺎس‪ ،‬ﺑ ــﻞ‬
‫ﻳﺴــﱰﻫﺎ ﻋﻠﻴــﻪ وﻳﻨﺼــﺤﻪ وﻳﻮﺟﻬــﻪ إﱃ اﳋــﲑ وﻳــﺪﻋﻮﻩ إﱃ اﻟﺘﻮﺑــﺔ إﱃ اﷲ ﻣــﻦ ذﻟــﻚ‬
‫وﻻ ﻳﻔﻀــﺤﻪ ﺑــﲔ اﻟﻨــﺎس‪ ،‬وﻣــﻦ ﻓﻌــﻞ ﻫــﺬا وﺳــﱰ ﻋﻠــﻰ أﺧﻴــﻪ ﺳــﱰﻩ اﷲ ﰲ اﻟــﺪﻧﻴﺎ‬
‫واﻵﺧـ ــﺮة‪ ،‬ﻷن اﳉ ـ ـﺰاء ﻣـ ــﻦ ﺟـ ــﻨﺲ اﻟﻌﻤـ ــﻞ أﻣـ ــﺎ اﻟـ ــﺬﻳﻦ ﻳﻈﻬـ ــﺮون اﳌﻌﺎﺻـ ــﻲ وﻻ‬

‫ﻛﺎﻟــﺬي ﻳﺸــﺮب اﳋﻤــﺮ ﺑــﲔ اﻟﻨــﺎس ﰲ اﻷﺳـﻮاق واﻻﺟﺘﻤﺎﻋــﺎت ﻫــﺬا ﻗــﺪ ﻓﻀــﺢ‬
‫ﻧﻔﺴﻪ ﻧﺴﺄل اﷲ اﻟﻌﺎﻓﻴـﺔ‪ ،‬وﻫﻜـﺬا ﻣـﻦ ﻳﻌﻤـﻞ اﳌﻌﺎﺻـﻲ اﻷﺧـﺮى ﺟﻬـﺮة وﻻ ﻳﺒـﺎﱄ‬
‫ﻓﻬــﺬا ﻳﺮﻓــﻊ ﺑــﺄﻣﺮﻩ إﱃ وﻻة اﻷﻣــﻮر إذا ﻛــﺎﻧﻮا ﻳﺮدﻋــﻮن ﻣﺜﻠــﻪ وﻳﻘﻴﻤــﻮن ﻋﻠﻴــﻪ اﳊــﺪ‬
‫ﻳﺮﻓﻊ ﺑـﺄﻣﺮﻩ وﻟـﻴﺲ ﳏـﻞ اﻟﺴـﱰ ﻣـﻦ أﻇﻬـﺮ ﻓﺎﺣﺸـﺘﻪ وأﻋﻠﻨﻬـﺎ)وان ﺗـﺮد ﻋﻨـﻪ اﳌﻜـﺮوﻩ‬
‫ﷲ‬
‫ْل ا ِ‬‫ْﺖ َرﺳُﻮَ‬ ‫َﺎل َِﲰﻌ ُ‬ ‫ﺑﻘﺪرﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ‪َ ,‬ﻋ ْﻦ أَِﰊ َﺳﻌِﻴْﺪ اﳋُْ ْﺪرِي َر ِﺿ َﻲ اﷲُ َﻋْﻨﻪُ ﻗ َ‬
‫ْل ‪َ :‬ﻣ ـ ْﻦ َرأَى ِﻣ ـْﻨ ُﻜ ْﻢ ُﻣْﻨ َﻜ ـﺮاً ﻓَـْﻠﻴُـﻐَﻴﱢ ـ ْـﺮﻩُ ﺑِﻴَ ـ ِﺪﻩِ‪ ،‬ﻓَ ـِﺈ ْن َﱂْ‬ ‫ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻳَـ ُﻘــﻮ ُ‬
‫َﻒ اْﻹِْﳝَـﺎ ِن أ ﻣﻌﻨـﺎﻩ‪ :‬أن‬ ‫ـﻚ أَﺿْـﻌ ُ‬ ‫ﻳَﺴْـﺘَ ِﻄ ْﻊ ﻓَﺒِﻠِﺴَـﺎﻧِﻪِ‪ ،‬ﻓَـِﺈ ْن َﱂْ ﻳَﺴْـﺘَ ِﻄ ْﻊ ﻓَﺒِ َﻘْﻠﺒِـ ِﻪ َو َذﻟِ َ‬
‫اﳌﺆﻣﻦ وﻫﻜﺬا اﳌﺆﻣﻨﺔ إذا رأﻳﺎ اﳌﻨﻜﺮ وﺟﺐ ﺗﻐﻴﲑﻩ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ﻛـﺎﻷﻣﲑ‬
‫ﰲ ﺣــﺪود ﺻــﻼﺣﻴﺘﻪ وﻛــﺬﻟﻚ اﳍﻴﺌــﺔ ﰲ ﺣــﺪود ﺻــﻼﺣﻴﺘﻬﺎ وﻛــﺎﻷب ﻣــﻊ أﻫــﻞ‬
‫ﺑﻴﺘـﻪ‪ ،‬واﻷخ ﻣـﻊ أﻫــﻞ ﺑﻴﺘـﻪ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ ﺣﺴـﺐ اﻟﻘـﺪرة‪ ،‬ﻛﺨﻤــﺮ ﻳـﺮاق آﻟــﺔ ﳍـﻮ ﺗﻜﺴــﺮ‬
‫وﻣﺎ أﺷﺒﻪ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻓﺒﻠﺴﺎﻧﻪ‪ ،‬ﻳﻘﻮل ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﷲ ﻫـﺬا ﻻ ﳚـﻮز ﻳـﺎ أﻣـﺔ‬
‫اﷲ ﻫ ــﺬا ﻻ ﳚ ــﻮز اﻟﻮاﺟ ــﺐ ﺗ ــﺮك ﻫ ــﺬا اﻟﺸ ــﻲء اﺣ ــﺬروﻩ اﷲ ﺣ ــﺮم ﻋﻠ ــﻴﻜﻢ ﻫ ــﺬا‬

‫أ‬
‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬
‫اﻟﺸ ــﻲء وﻫﻜ ــﺬا ﳚ ــﺐ ﻋﻠ ــﻰ ﻛ ــﻞ ﻣ ــﺆﻣﻦ وﻣﺆﻣﻨ ــﺔ ﻳﻘ ــﻮل اﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ وَاﻟْﻤ ُْﺆِﻣﻨُ ــﻮ َن‬
‫ُوف َوﻳَـْﻨـ َﻬ ـ ْـﻮ َن َﻋ ـ ِﻦ اﻟْ ُﻤْﻨ َﻜ ـ ِﺮ‬
‫ـﺾ ﻳَ ـﺄْ ُﻣﺮُو َن ﺑِــﺎﻟْ َﻤ ْﻌﺮ ِ‬
‫ﻀ ـ ُﻬ ْﻢ أ َْوﻟِﻴَ ــﺎءُ ﺑَـ ْﻌ ـ ٍ‬
‫ـﺎت ﺑَـ ْﻌ ُ‬
‫وَاﻟْﻤ ُْﺆِﻣﻨَـ ُ‬
‫واﳌ ﻌ ــﺮوف ﻣ ــﺎ أﻣ ــﺮ اﷲ ﺑ ــﻪ ورﺳ ـﻮﻟﻪ‪ ،‬ﻓ ــﺈن ﱂ‬
‫ﻳﺴــﺘﻄﻊ اﳌــﺆﻣﻦ أو اﳌﺆﻣﻨــﺔ اﻹﻧﻜــﺎر ﺑﺎﻟﻴــﺪ وﻻ ﺑﺎﻟﻠﺴـﺎن ﻓﺒﺎﻟﻘﻠــﺐ‪ ،‬ﻳﻜــﺮﻩ ﰲ ﻗﻠﺒــﻪ‬
‫اﳌﻨﻜــﺮ ﻳﻌﻠــﻢ اﷲ ﻣــﻦ ﻗﻠﺒــﻪ أﻧــﻪ ﻳﻜﺮﻫــﻪ وﳛــﺐ زواﻟــﻪ‪ ،‬وﻻ ﳛﻀــﺮ أﻫﻠــﻪ ﻻ ﳛﻀــﺮ‬

‫اﳌﻼﻫــﻲ‪ ،‬ﻓﻴــﻪ اﻟﻐﻴﺒــﺔ واﻟﻨﻤﻴﻤــﺔ ﻻ ﳛﻀــﺮﻩ‪ ،‬ﻣــﺎ دام ﻻ ﻳﺴــﺘﻄﻴﻊ اﻹﻧﻜــﺎر ﻻ ﺑﻴــﺪﻩ‬
‫وﻻ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ )وان ﺗﻘﺎﺑﻠﻪ(اي ﺗﻮاﺟـﻪ اﻵﺧـﺮ )ﺑﺎﻟﺒﺸﺎﺷـﺔ(اي ﻟَﻄﺎﻓـﺔ وﻃﻼﻗـﺔ َوﺟْـﻪ‬
‫)واﻹﺣـ ـﱰام( اي اﻟﺘ ــﻮﻗﲑ ﻣ ــﻦ ﻛ ــﺎن ﺣﻈ ــﻪ ﻣ ــﻦ اﻟﺸ ــﺮع اوﻓﺮوﻧﺼ ــﻴﺒﻪ ﻣ ــﻦ اﻟﻌﻤ ــﻞ‬
‫اﻟﺼ ــﺎﱀ اﻛ ــﱪ ﻗ ــﺎل رﺳ ــﻮل اﷲ ﺻ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻬﻮﺳ ــﻠﻢ‪:‬‬
‫اﻟﻜﺘﺎب اﻗﻮاﻣﺎ وﻳﻀﻊ ﺑﻪ اﺧﺮﻳﻦ وذﻟﻜﻢ ﻫﻮ ﻣﻴﺰان اﻟﺘﻘﺪﱘ واﻟﺘﻜﺮﱘ )ﻗـﺎل اﻟﻨـﱮ‬
‫ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻣــﻦ ﻛــﺎن ﻳــﺆﻣﻦ ﺑــﺎﷲ واﻟﻴــﻮم اﻵﺧــﺮ ﻓﻠﻴﻜــﺮم ﺟــﺎرﻩ(ﳉـﲑان‬
‫ﺛﻼﺛﺔ أﺻﻨﺎف‪ :‬ﺟﺎر ﻟﻪ ﺛﻼﺛﺔ ﺣﻘﻮق ‪ ،‬وﺟﺎر ﻟﻪ ﺣﻘﺎن ‪ ،‬وﺟﺎر ﻟﻪ ﺣﻖ واﺣﺪ‪،‬‬
‫ﻓﺎﳉﺎر اﳌﺴﻠﻢ ذو اﻟﻘﺮاﺑﺔ ﻟﻪ ﺛﻼﺛـﺔ ﺣﻘـﻮق ﺣـﻖ اﻹﺳـﻼم واﻟﻘﺮاﺑـﺔ واﳉـﻮار واﳉـﺎر‬
‫اﳌﺴﻠﻢ ﻟﻪ ﺣﻘﺎن ﺣـﻖ اﻹﺳـﻼم وﺣـﻖ اﳉـﻮار واﳉـﺎر اﻟﻜـﺎﻓﺮ ﻟـﻪ ﺣـﻖ واﺣـﺪ وﻫـﻮ‬
‫ﺣﻖ اﳉﻮار ﻓﺎﻟﻜﻔﺮ ﻻ ﳝﻨﻊ ﺣﺴﻦ اﳉﻮار ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻋﻤﺮو أﻧـﻪ ذﺑـﺢ ﺷـﺎة‬
‫ﻓﻘﺎل‪ :‬أﻫﺪﻳﺘﻢ ﳉﺎري اﻟﻴﻬـﻮدي )وﻋـﻦ ﻋﺎﺋﺸـﺔ رﺿـﻰ اﷲ ﻋﻨﻬـﺎ ﻋـﻦ اﻟﻨـﱮ ﺻـﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﻴـ ـ ــﻪ وﺳـ ـ ــﻠﻢ ﻗـ ـ ــﺎل ﻣـ ـ ــﺎزال ﺟﱪﻳـ ـ ــﻞ ﻳﻮﺻـ ـ ــﻴﲎ ﺑﺎﳉـ ـ ــﺎر ﺣـ ـ ــﱴ ﻇﻨﻨـ ـ ــﺖ اﻧـ ـ ــﻪ‬
‫ﺳــﻴﻮرﺛﻪ( اﻟﻀــﻤﲑ ﰲ أﻧــﻪ ﳉﱪﻳــﻞ وﰲ ﺳــﻴﻮرﺛﻪ ﻟﻠﺠــﺎر وﻧﺴــﺒﺔ اﻟﺘﻮرﻳــﺚ إﱃ ﺟﱪﻳــﻞ‬
‫ﳎﺎزﻳﺔ ‪ ،‬واﳌﺮاد أﻧﻪ ﳜـﱪﱐ ﻋـﻦ اﻟﻠﱠـﻪ ﺑـﺄ ن اﳉـﺎر ﻳـﺮث ﻛﺄﻧـﻪ ﻣـﻦ ﺷـﺪة اﻟﻮﺻـﻴﺔ ﺑـﻪ‬
‫ﻧﺰﻟﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻮارث أي ﻳﺄﻣﺮ ﻋﻦ اﷲ ﺑﺘﻮرﻳﺚ اﳉﺎر ﻣﻦ ﺟـﺎرﻩ‪ .‬واﺧﺘﻠـﻒ ﰲ اﳌـﺮاد‬
‫اﳌﺎل ﺑﻔﺮض ﺳـﻬﻢ ﻳﻌﻄـﺎﻩ ﻣـﻊ اﻷﻗـﺎرب‬
‫وﻗﻴــﻞ اﳌ ـﺮاد أن ﻳﻨــﺰل ﻣﻨﺰﻟــﺔ ﻣــﻦ ﻳــﺮث ﺑــﺎﻟﱪ واﻟﺼــﻠﺔ‪ ،‬واﻷول أﻇﻬــﺮ ﻓــﺈن اﻟﺜــﺎﱐ‬
‫اﺳــﺘﻤﺮ‪ ،‬واﳋــﱪ ﻣﺸــﻌﺮ ﺑــﺄن اﻟﺘﻮرﻳــﺚ ﱂ ﻳﻘــﻊ وﻳﺆﻳــﺪﻩ ﻣــﺎ أﺧﺮﺟــﻪ اﻟﺒﺨــﺎري ﻣ ـﻦ‬
‫ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ ﳓﻮ ﺣﺪﻳﺚ اﻟﺒﺎب ﺑﻠﻔـﻆ ﺣـﱴ ﻇﻨﻨـﺖ أﻧـﻪ ﳚﻌـﻞ ﻟـﻪ ﻣﲑاﺛـﺎً واﺳـﻢ‬
‫اﳉــﺎر ﻳﺸــﻤﻞ اﳌﺴــﻠﻢ واﻟﻜــﺎﻓﺮ‪ ،‬واﻟﻌﺎﺑــﺪ واﻟﻔﺎﺳــﻖ‪ ،‬واﻟﺼــﺪﻳﻖ واﻟﻌـﺪو‪ ،‬واﻟﻐﺮﻳــﺐ‬
‫واﻟﺒﻠﺪي‪ ،‬واﻟﻨـﺎﻓﻊ واﻟﻀـﺎر واﻟﻘﺮﻳـﺐ واﻷﺟﻨـﱯ واﻷﻗـﺮب داراً واﻷﺑﻌـﺪ وﻟـﻪ ﻣﺮاﺗـﺐ‬
‫ﺑﻌﻀــﻪ أﻋﻠــﻰ ﻣــﻦ ﺑﻌــﺾ ﻓﺄﻋﻼﻫــﺎ ﻣــﻦ اﺟﺘﻤﻌــﺖ ﻓﻴــﻪ اﻟﺼــﻔﺎت اﻷول ﻛﻠﻬــﺎ ﰒ‬
‫أﻛﺜﺮﻫــﺎ وﻫﻠــﻢ ﺟ ـﺮا إﱃ اﻟﻮاﺣــﺪ وﻋﻜﺴــﻪ ﻣــﻦ اﺟﺘﻤﻌــﺖ ﻓﻴــﻪ اﻟﺼــﻔﺎت اﻷﺧــﺮى‬
‫ﻛﺬﻟﻚ‪ ،‬ﻓﻴﻌﻄﻰ ﻛﻞ ﺣﻘﻪ ﲝﺴـﺐ ﺣﺎﻟـﻪ‪ .‬وﻗـﺪ ﺗﺘﻌـﺎرض ﺻـﻔﺘﺎن ﻓـﺄﻛﺜﺮ ﻓـﲑﺟﺢ‬
‫أو ﻳﺴــﺎوي‪ .‬وﻗــﺪ ﲪﻠــﻪ ﻋﺒــﺪ اﷲ ﺑــﻦ ﻋﻤــﺮو اﻟ ـﺮاوي ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻤــﻮم‪ ،‬ﻓﺈﻧــﻪ أﻣــﺮ ﳌــﺎ‬
‫ذﲝ ــﺖ ﻟ ــﻪ ﺷ ــﺎة أن ﻳﻬ ــﺪي ﻣﻨﻬ ــﺎ ﳉ ــﺎرﻩ اﻟﻴﻬ ــﻮدي‪ .‬وﻗ ــﺪ أﺧ ــﺮج اﻟﻄـ ـﱪاﱐ ﻣ ــﻦ‬
‫ﺣــﺪﻳﺚ ﺟــﺎﺑﺮ ﻣﺮﻓﻮﻋـﺎً اﳉـﲑان ﺛﻼﺛــﺔ ﺟــﺎ ر ﻟــﻪ ﺣــﻖ وﻫــﻮ اﳌﺸــﺮك ﻟــﻪ ﺣــﻖ اﳉـﻮار‬
‫وﺟــﺎر ﻟــﻪ ﺣﻘــﺎن وﻫــﻮ اﳌﺴــﻠﻢ ﻟــﻪ ﺣــﻖ اﳉ ـﻮار وﺣــﻖ اﻹﺳــﻼم وﺟــﺎر ﻟــﻪ ﺛﻼﺛــﺔ‬
‫ﺣﻘﻮق ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻪ رﺣﻢ ﻟﻪ ﺣﻖ اﳉﻮار واﻹﺳﻼم واﻟـﺮﺣﻢأ اﻋـﺮاب اﳊـﺪﻳﺚ ﻣـﺎزال‬
‫ﻣ ــﺎزال ﻓﻌ ــﻞ ﻣ ــﺎض ﻧﺎﺳ ــﺦ ﻣﺒ ــﲏ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻔ ــﺘﺢ ﺟﱪﻳ ــﻞ اﺳ ــﻢ ﻣ ــﺎزال ﻣﺮﻓ ــﻮع‬
‫وﻋﻼ ﻣﺔ رﻓﻌﻪ اﻟﻀـﻤﺔ اﻟﻈـﺎﻫﺮة ﻋﻠـﻰ آﺧـﺮﻩ ﻳﻮﺻـﻴﲏ ﻳﻮﺻـﻲ ﻓﻌـﻞ ﻣﻀـﺎرع ﻣﺮﻓـﻮع‬
‫وﻋﻼﻣﺔ رﻓﻌﻪ اﻟﻀـﻤﺔ اﳌﻘـﺪرة ﻣﻨـﻊ ﻣـﻦ ﻇﻬﻮرﻫـﺎ اﻟﺜﻘـﻞ ‪ ،‬واﻟﻨـﻮن ﻟﻠﻮﻗﺎﻳـﺔ واﻟﻔﺎﻋـﻞ‬
‫ﺿﻤﲑ ﻣﺴﺘﱰ ﺟـﻮازا ﺗﻘـﺪﻳﺮﻩ ﻫـﻮ واﻟﻴـﺎء ﺿـﻤﲑ ﻣﺘﺼـﻞ ﻣﺒـﲏ ﻋﻠـﻰ اﻟﺴـﻜﻮن ﰲ‬
‫ﳏﻞ ﻧﺼﺐ ﻣﻔﻌﻮل ﺑﻪ ‪ ،‬واﳉﻤﻠﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻳﻮﺻﻴﲏ ﰲ ﳏﻞ ﻧﺼﺐ ﺧﱪ ﻣﺎزال‬

‫أ‬
‫ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري‬
‫ﺑﺎﳉﺎر اﻟﺒﺎء ﺣﺮف ﺟـﺮ ﻣﺒـﲏ ﻋﻠـﻰ اﻟﻜﺴـﺮ ﻻﳏـﻞ ﻟـﻪ ﻣـﻦ اﻹﻋـﺮاب اﳉـﺎر اﺳـﻢ‬
‫ﳎــﺮور ﲝــﺮف اﳉــﺮ وﻋﻼﻣــﺔ ﺟــﺮﻩ اﻟﻜﺴــﺮة اﻟﻈــﺎﻫﺮة ﻋﻠــﻰ آﺧـ‬
‫ﻣﺘﻌﻠﻘﺎن ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻳﻮﺻﻲ ﺣﱴ ﺣﺮف ﻏﺎﻳﺔ وﺟﺮ ﻇﻨﻨﺖ ﻓﻌﻞ ﻣﺎض ﻣﺒﲏ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﺴــﻜﻮن ﻻﺗﺼ ــﺎﻟﻪ ﺑﻀ ــﻤﲑ اﻟﺮﻓ ــﻊ اﳌﺘﺤ ــﺮك ‪ ،‬واﻟﺘ ــﺎء ﺿ ــﻤﲑ ﻣﺘﺼ ــﻞ ﻣﺒ ــﲏ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﻀﻢ ﰲ ﳏﻞ رﻓﻊ ﻓﺎﻋﻞ واﳌﺼﺪر اﳌﺆول ﻣﻦ أن اﳌﻀﻤﺮة واﻟﻔﻌﻞ ﰲ ﳏﻞ ﺟﺮ‬
‫ﲝــﺮف اﳉــﺮ أﻧــﻪ أن ﺣــﺮف ﻣﺸــﺒﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌــﻞ ﺣــﺮف ﻣﺒــﲏ ﻳﻨﺼــﺐ اﳌﺒﺘــﺪأ وﻳﺮﻓــﻊ‬
‫اﳋــﱪ ﻻﳏــﻞ ﻟــﻪ ﻣــﻦ اﻹﻋـﺮاب ‪ ،‬واﳍــﺎء ﺿــﻤﲑ ﻣﺒــﲏ ﻋﻠــﻰ اﻟﻀــﻢ ﰲ ﳏــﻞ ﻧﺼــﺐ‬
‫اﺳــﻢ أن ﺳــﻴﻮرﺛﻪ اﻟﺴــﲔ ﺣــﺮف ﻟﻠﻤﺴــﺘﻘﺒﻞ ﻣﺒــﲏ ﻋﻠــﻰ اﻟﻔــﺘﺢ ﻻﳏــﻞ ﻟــﻪ ﻣــﻦ‬
‫اﻹﻋﺮاﺑﻴﻮرﺛــﻪ ﻓﻌــﻞ ﻣﻀــﺎرع ﻣﺮﻓــﻮع وﻋﻼﻣــﺔ رﻓﻌــﻪ اﻟﻀــﻤﺔ اﻟﻈــﺎﻫﺮة ﻋﻠــﻰ آﺧــﺮﻩ ‪،‬‬
‫واﻟﻔﺎﻋــﻞ ﺿــﻤﲑ ﻣﺴــﺘﱰ ﺟ ـﻮازا ﺗﻘــﺪﻳﺮﻩ ﻫــﻮ واﳍــﺎء ﺿــﻤﲑ ﻣﺘﺼــﻞ ﻣﺒــﲏ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻀﻢ ﰲ ﳏﻞ ﻧﺼﺐ ﻣﻔﻌـﻮل ﺑـﻪ ‪ ،‬واﳉﻤﻠـﺔ اﻟﻔﻌﻠﻴـﺔ ﺳـﻴﻮرﺛﻪ ﰲ ﳏـﻞ رﻓـﻊ ﺧـﱪ‬
‫أن واﳉﻤﻠﺔ ﻣﻦ أن واﲰﻬﺎ وﺧﱪﻫﺎ ﰲ ﳏﻞ ﻧﺼﺐ ﺳﺪ ﻣﺴﺪ ﻣﻔﻌﻮﱄ ﻇﻨﻨﺖ‬
‫واﷲ اﻋﻠﻢ‬

‫اداب اﳌﻌﺎﺷﺮة‬

‫)اداب اﳌﻌﺎﺷﺮة(اي اﻟْ ُﻤﺨَﺎﻟَﻄَِﺔ‬

‫(اي ﻛﺜﲑة )ﻃﻼﻗﺔ اﻟﻮﺟﻪ(ﻋﻦ أﰊ ذ ﱟر رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗـﺎل ﻗـﺎل‬ ‫)‬
‫ﱄ اﻟﻨﱠﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻻ ﲢﻘﺮ ﱠن ﻣﻦ اﳌﻌﺮوف ﺷﻴﺌًﺎ وﻟﻮ أن ﺗﻠﻘﻰ أﺧـﺎك‬
‫ﺑﻮﺟﻪ ﻃَﻠْﻖ و ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳـﻠﻢ وﻟـﻮ أن ﺗﻠﻘـﻰ أﺧـﺎك ﺑﻮﺟـﻪ ﻃَْﻠـﻖ روي‬
‫ﻃَْﻠـﻖ ﻋﻠـﻰ ﺛﻼﺛـﺔ أوﺟـﻪ إﺳـﻜﺎن اﻟـﻼم وﻛﺴـﺮﻫﺎ وﻃﻠﻴـﻖ ﺑﺰﻳـﺎدة ﻳـﺎء وﻣﻌﻨـﺎﻩ ﺳــﻬﻞ‬
‫ـﺚ ﻋﻠــﻰ ﻓﻀــﻞ اﳌﻌــﺮوف وﻣــﺎ ﺗﻴ ﱠﺴــﺮ ﻣﻨــﻪ وإن ﻗ ـ ﱠﻞ ﺣــﱴ ﻃﻼﻗــﺔ‬ ‫ﻣﻨﺒﺴــﻂ ﻓﻴــﻪ اﳊـ ﱡ‬
‫اﻟﻮﺟﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﱢﻘـﺎء )وﻟـﲔ اﳉﺎﻧـﺐ( اي ﺳـﻬﻞ اﻟﺘﻌﺎﻣـﻞ اواﳌﻌﺎﺷـﺮةو َﻋ ْﻦ ﺟَـﺎﺑِ ٍﺮ أَ ّن‬
‫ـﺎل أَﻻ أُ ْﺧــﱪُُِﻛ ْﻢ َﻋﻠَــﻰ َﻣ ـ ْﻦ َْﲢ ـُﺮُم اﻟﻨﱠــﺎ ُر‬
‫ﺻ ـﻠﱠﻰ اﻟﻠﱠ ـﻪُ َﻋﻠَْﻴ ـ ِﻪ َو َﺳ ـﻠﱠ َﻢ ‪ ،‬ﻗَـ َ‬
‫ـﻮل اﻟﻠﱠ ـ ِﻪ َ‬
‫َر ُﺳـ َ‬
‫ِﻳﺐ )واﻻﺻﻐﺎء(اي اﻻﺳـﺘﻤﺎع )اﱃ ﺣـﺪﻳﺚ(ﻫﻮﻛـ ﱡﻞ‬ ‫ْﻞ ﻗَﺮ ٍ‬ ‫َﲔ َﺳﻬ ٍ‬ ‫َﲔ ﻟ ﱢٍ‬
‫َﻋﻠَﻰ ُﻛ ﱢﻞ ﻫ ﱢٍ‬
‫ﺼـﺪﻳ ُﻖ اواﻟﺼـﺎﺣﺐ )واﻟﻮﻗـﺎر(اي‬ ‫ﻛﻼم وﺧـﱪ )اﻟﻌﺸـﲑ(اي اﻟ ﱠ‬ ‫ﻣﺎ ﻳُﺘﺤﺪﱠث ﺑﻪ ﻣﻦ ٍ‬
‫اﳊِْﻠــﻢ )ﺑــﻼ ﻛــﱪ(اي ﺗﺮﻓﱡــﻊ ﻋــﻦ اﻻﻧﻘﻴــﺎد )واﻟﺴــﻜﻮت(اي ﺻـﻤَﺖ ﻋــﻦ اﻟﻜــﻼم‬
‫)ﻋﻨـ ـ ــﺪ اﳍـ ـ ــﺰل(اي ﻣ ـ ـ ـﺰَح )واﻟﺼـ ـ ــﻔﺢ(اي اﻟﻌﻔـ ـ ــﻮ ) ﻋﻨـ ـ ــﺪ اﻟﺰﻟـ ـ ــﻞ(اي ﻧـُ ْﻘﺼـ ـ ــﺎن‬
‫ـﺎب )وﺗــﺮك( اي اﻧﺼــﺮف اﻻﻓﺘﺨــﺎر‬ ‫ﺼـ ِ‬
‫ـﻒ ِﻣـ ْﻦ ُﺣـ ْـﺰِن َوُﻣ َ‬ ‫)واﳌﻮاﺳــﺎة(اي اﻟﺘﱠ ْﺨ ِﻔﻴـ ِ‬
‫ﺑﺎﳉــﺎﻩ واﻟﻐــﺎﱏ(و ﻗــﺎل اﻟﻨــﻮوي رﲪــﻪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﰲ ﻛﺘﺎﺑــﻪ رﻳــﺎض اﻟﺼــﺎﳊﲔ ﺑــﺎب‬
‫اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻻﻓﺘﺨﺎر واﻟﺒﻐﻲ اﻻﻓﺘﺨﺎر أن ﻳﺘﻤﺪح اﻹﻧﺴﺎن ﰲ ﻧﻔﺴﻪ وﻳﻔﺘﺨﺮ ﲟـﺎ‬
‫أﻋﻄﺎﻩ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣـﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﺳـﻮاء ﻧﻌﻤـﺔ اﻟﻮاﻟـﺪ أو اﳌـﺎل أو اﻟﻌﻠـﻢ أو اﳉـﺎﻩ أو ﻗـﻮة‬
‫اﻟﺒــﺪن‪ ،‬أو ﻣــﺎ أﺷــﺒﻪ ذﻟــﻚ‪ ،‬اﳌﻬــﻢ أن ﻳﺘﻤــﺪح اﻹﻧﺴــﺎن ﲟــﺎ أﻧﻌــﻢ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ ﻓﺨـﺮا‬
‫وﻋﻠـﻮا ﻋﻠــﻰ اﻟﻨــﺎس وأﻣــﺎ اﻟﺘﺤــﺪث ﺑﻨﻌﻤــﺔ اﷲ ﻋﻠـﻰ وﺟــﻪ إﻇﻬــﺎر ﻧﻌﻤــﺔ اﷲ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻌﺒــﺪ ﻣــﻊ اﻟﺘﻮاﺿــﻊ ﻓــﺈن ﻫــﺬا ﻻ ﺑــﺄس ﺑــﻪ‪ ،‬ﻟﻘــﻮل اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ وأﻣــﺎ ﺑﻨﻌﻤــﺔ رﺑــﻚ‬
‫ﻓﺤﺪث وﻟﻘﻮل اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أﻧـﺎ ﺳـﻴﺪ وﻟـﺪ أدم ﻳـﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣـﺔ )ﻓـﺎن‬
‫َﺐ )ﻟﻠﺴﻘﻮط ﻣﻦ اﻋﲔ اﻟﻨﺎس(‬ ‫ذﻟﻚ(اي اﻻﻓﺘﺨﺎر )ﻣﻮﺟﺐ(اي َﺳﺒ ٌ‬
‫)وﻣﻨﻬ ــﺎ(اي ﻛﺜ ــﲑة ) ﻛﺘﻤ ــﺎن اﻟﺴ ــﺮﻻﻧﻪ ﻻﻗﻴﻤ ــﺔ ﳌ ــﻦ ﻻ ﻳﻜ ــﺘﻢ اﻻﺳ ـ ـﺮار)و ﻗـ ــﺎل‬
‫اﻟﺸﺎﻋﺮ (ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﰊ ﻃﺎﻟﺐ )اذا اﳌﺮء(اي إﻧﺴﺎن )ﱂ ﳛﻔـﻆ ﺛﻼﺛـﺎ ﻓﺒﻌـﻪ‬
‫وﻟ ــﻮ ﺑﻜ ــﻒ ﻣ ــﻦ رﻣ ــﺎد (ﻫﻮﻣ ــﺎ ﻳﺒﻘ ــﻰ ﻣ ــﻦ اﳌ ـﻮاد اﶈﱰﻗ ــﺔ ﺑﻌ ــﺪ اﺣﱰاﻗﻬ ــﺎ )وﻓ ــﺎء‬
‫ﻟﻠﺼـ ــﺪﻳﻖ(ﻓﺎﻟﺼـ ــﺪﻳﻖ اﻟـ ــﺬى ﻳـ ــﻮﰱ ﺑﻮﻋـ ــﺪﻩ ﻻﺻـ ــﺪﻗﺎﺋﻪ ﻳﻜـ ــﻮن ﺻـ ــﺪﻳﻖ )وﺑـ ــﺬل‬
‫ﻣﺎل(اي اﻋﻄﺎﺋﻪ ﻋﻦ ﻃِﻴﺐ ﻧﻔْﺲ )وﻛﺘﻤﺎن اﻟﺴﺮاﺋﺮ ﰱ اﻟﻔﻮأد(ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﺟﻮاﻫﺮ‬
‫اﻟﺮﺟــﺎل وروي ﻋــﻦ اﻟﺮﺳــﻮل ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ أﻧــﻪ ﻗــﺎل ﻣــﻦ أﺳـﱠﺮ إﱃ أﺧﻴــﻪ‬
‫ﺳـﺮاً ﻓـﻼ ﳛـﻞ ﻟـﻪ أن ﻳﻔﺸـﻴﻪ ﻋﻠﻴـﻪ وﻗـﺎل ﻋﻤـﺮ ﺑـﻦ ﻋﺒـﺪ اﻟﻌﺰﻳـﺰ رﲪـﻪ اﷲ اﻟﻘﻠـﻮب‬
‫أوﻋﻴﺔ واﻟﺸﻔﺎﻩ أﻗﻔﺎﳍﺎ‪ ،‬واﻷﻟﺴـﻨﺔ ﻣﻔﺎﺗﻴﺤﻬـﺎ‪ ،‬ﻓﻠـﻴﺤﻔﻆ ﻛـﻞ إﻧﺴـﺎن ﻣﻔﺘـﺎح ﺳـﺮﻩ‬
‫واﷲ اﻋﻠﻢ‬

‫اﻻﻟﻔﺔ‬
‫ﻣﻌﲎ اﻷُﻟْﻔَﺔ ﻟﻐﺔً ﻳﻘﺎل أﻟِﻔﺘﻪ إﻟﻔًﺎ ﻣﻦ ﺑﺎب ﻋﻠﻢ وأﻟﻔﺘﻪ أﻧِﺴْﺖ ﺑﻪ وﻟﺰﻣﺘﻪ وأﺣﺒﺒﺘـﻪ‬
‫ﻀ ـ ــﺎ اﺳ ـ ــﻢ ﻣ ـ ــﻦ اﻻﺋ ـ ــﺘﻼف وﻫ ـ ــﻮ اﻻﻟﺘﺌ ـ ــﺎم‬ ‫واﻻﺳ ـ ــﻢ اﻷُﻟﻔ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻀـ ـ ـ ﱢﻢ واﻷُﻟﻔ ـ ــﺔ أﻳ ً‬
‫ـﺖ ﺑﻴـﻨَﻬﻢ ﺑﻌــﺪ‬ ‫ْـﺖ ﺑﻴـﻨﻬﻢ ﺗﺄْﻟِﻴ ًﻔـﺎ إذا ﲨََ ْﻌ َ‬‫ُﻮف وأَﻟﱠﻔ ُ‬ ‫ـﻒ وﻣـﺄْﻟ ٌ‬ ‫واﻻﺟﺘﻤـﺎع ﻓﻬـﻮ ﻣ ُْﺆﻟَ ٌ‬
‫ﺗَـ َﻔﺮٍﱡق وﻣﻌﲎ اﻷُﻟْﻔَﺔ اﺻﻄﻼﺣًﺎاﻷُﻟْﻔَﺔ اﺗﱢﻔﺎق اﻵراء ﰲ اﳌﻌﺎوﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺑﲑ اﳌﻌﺎش‬
‫واﺻﺘﻼﺣﺎ )ﻫﻰ اﻻﺳﺘﺌﻨﺎس(اي ﳎَُﺎﻟَﺴَﺔ)ﺑﺎﻟﻨﺎس واﻟﻔﺮح ﺑﻠﻘـﺎﺋﻬﻢ(وﻗـﺎل اﻟﺮﱠاﻏـﺐ‬
‫(اي‬ ‫ـﺖ ﺑﻴـ ــﻨﻬﻢ وﻣﻨـ ــﻪ اﻷُﻟْ َﻔـ ــﺔ)‬
‫ـﻒ اﺟﺘﻤـ ــﺎع ﻣـ ــﻊ اﻟﺘﺌـ ــﺎم ﻳﻘـ ــﺎل أَﻟﱠْﻔـ ـ ُ‬
‫اﻹﻟْـ ـ ُ‬
‫اﻻﻟﻔﺔﲬﺴﺔ اوﳍﺎ اﻟـﺪﻳﻦ(ﰲ اﻟﻠﻐـﺔ ﲟﻌـﲎ اﻟﻄﺎﻋـﺔ واﻻﻧﻘﻴﺎدواﻟـﺪﻳﻦ ﰲ اﻻﺻـﻄﻼح‬
‫اﻟﻊ ام‪ :‬ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻨﻘـﻪ اﻹﻧﺴـﺎن وﻳﻌﺘﻘـﺪﻩ وﻳـﺪﻳﻦ ﺑـﻪ ﻣـﻦ أﻣـﻮر اﻟﻐﻴـﺐ واﻟﺸـﻬﺎدة وﰲ‬
‫اﻻﺻﻄﻼح اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ واﻻﻧﻘﻴـﺎد ﻟـﻪ واﻟـﺪﻳﻦ ﻫـﻮ ﻣﻠـﺔ اﻹﺳـﻼم‬
‫وﻋﻘﻴــﺪة اﻟﺘﻮﺣﻴــﺪ اﻟــﱵ ﻫــﻲ دﻳــﻦ ﲨﻴــﻊ اﳌﺮﺳــﻠﲔ ﻣــﻦ ﻟــﺪن آدم وﻧــﻮح إﱃ ﺧــﺎﰎ‬
‫اﻟﻨﺒﻴــﲔ ﳏﻤــﺪ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ) ﻻن ﻛﻤــﺎل اﻻﳝــﺎن ﻳﻮﺟــﺐ اﻟﻌﻄــﻒ(اي‬
‫اﻟﺮﻓــﻖ )وﺛﺎﻧﻴﻬــﺎ(اي ﲬﺴــﺔ )اﻟﻨﺴــﺐ(ﻫ ـ ﻮ ﺻــﻠﺔ اﻟﻘﺮاﺑــﺔ ﺑﺎﻵﺑــﺎء واﻷﻣﻬــﺎت ﻓــﺈذا‬
‫ﺛﺒــﺖ اﻟﻨﺴــﺐ ﻣــﻦ ﻫــﺆﻻء ﺛﺒــﺖ ﺗﺒﻌــﺎ ﻟــﺬﻟﻚ ﻣــﻦ أﻗﺮﺑــﺎﺋﻬﻢ‪ ،‬واﺗﺼــﻞ ﺑﺎﻷﺟــﺪاد‬
‫واﳉـ ــﺪات‪ ،‬وﺑﺎﻷﺣﻔـ ــﺎد واﻷﺳـ ــﺒﺎط‪ ).‬ﻻن اﻻﻧﺴـ ــﺎن ﳛﻨـ ــﻮ(اي ﻳﻌﻄـ ــﻒ )ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻗﺎرﺑــﻪ‪ ,‬وﻳﺘــﻮدد اﻟــﻴﻬﻢ‪ ,‬وﻳﻜــﻒ اﻻذى ﻋــﻨﻬﻢ( ﻫــﻮ ﰲ اﻟﻠﻐــﺔ ﻫــﻮ ﻓﻌــﻞ ﻣــﺎ ﻳﻜــﺮﻩ‪،‬‬
‫وﺗــﺮك اﻟﻘ ـﺮار ﻋﻠــﻰ ﺣــﺎل ﳏﻤــﻮدة‪ ،‬ﻓﻬــﻮ ﻓﻌــﻞ اﻻﺳــﺘﻤﺮار ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﻳــﺆذي ﻣــﻦ ﻻ‬
‫ﻳﺴــﺘﺤﻖ اﻷذى ﻗـ ًـﻮﻻ أو ﻓﻌـ ًـﻼ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻷذى ﰲ اﻻﺻــﻄﻼح ﻫــﻮ إﻳﺼــﺎل اﻟﻀــﺮر‬

‫اﺳــﺘﻌﻤﺎل ﻟﻔــﻆ اﻷذى ﰲ اﻟﻘــﺮآن ﳌﻌــﺎﱐ ﻋــﺪة ﻣﻨﻬــﺎ‪ :‬اﳌــﻦ ﺑﺎﻟﺼــﺪﻗﺔ‪ ،‬واﻟﺸ ــﺪة‬
‫واﶈﻨــﺔ‪ ،‬واﻟﺴــﺒﺎب واﻟﺸــﺘﻴﻤﺔ‪ ،‬واﻟﻐﻴﺒــﺔ واﻟﻨﻤﻴﻤــﺔ وﲟﻌــﲎ اﳉﻔــﺎء واﳌﻌﺼــﻴﺔ ﰲ ﺣــﻖ‬
‫اﷲ ورﺳـ ـ ـﻮﻟﻪ وﲟﻌ ـ ــﲎ اﻟ ـ ــﺰور واﻟﺒﻬﺘ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﱪئ‪ ،‬واﻹﺛﻘ ـ ــﺎل ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻨ ـ ــﺎس‪،‬‬
‫واﻻﺳــﺘﻬﺰاء واﻟﺘﻌــﺬﻳﺐ اﻟــﺬي ﻳﺒﺘﻠــﻰ ﺑــﻪ اﳌﻬﺘــﺪي ﻣــﻦ اﻟﻨــﺎس )ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل اﻟﻨــﱮ‬
‫ﺻ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ـ ـﻪ وﺳ ــﻠﻢ إ ﱠن اﻟ ـ ـﺮﱠﺣﻢ إذا ﲤﺎ ﱠﺳ ــﺖ(اي ﳌﺴ ـ ـﻮا ﺑﻌ ــﺾ )ﺗﻌﺎﻃﻔـ ــﺖ(‬
‫)وﺛﺎﻟﺜﻬــﺎ اﳌﺼــﺎﻫﺮة( ﻓﻬــﻢ اﻟــﺬﻳﻦ ﻳﻜﻮﻧــﻮن ﺑﺴــﺒﺐ زواج اﻟﺮﺟــﻞ ﻣــﻦ اﳌ ـﺮأة‪ ،‬ﻓــﺈن‬
‫اﻷﺻﻬﺎر ﻫﻢ أﻫﻞ ﺑﻴﺖ اﳌﺮأة ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻬﺮ ﰲ اﻟﻠﻐﺔ ‪) .‬ﻻن اﻻﻧﺴﺎن اذا اﺣﺐ‬
‫س‬‫ﻋﺮﺳــﻪ(اي ا ﻟ ـﺰﱠوْج ؛ ﻫــﻮ ﻋِْﺮ ُﺳــﻬﺎ وﻫــﻲ ﻋِْﺮ ُﺳ ـﻪُ وﳘــﺎ ﻋِْﺮﺳــﺎ ِن واﳉﻤــﻊ أَ ْﻋ ـﺮا ٌ‬
‫)اﺣﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻤﻰ(اي ﻳﻨﺘﺴﺐ )اﻟﻴﻬﺎ( ﻗﺎل ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑـﻦ ﻣﻌﺎوﻳـﺔ ﻛـﺎن‬
‫اﺑﻐـ ــﺾ ﺧﻠـ ــﻖ اﷲ اﻻ آل اﻟ ـ ـﺰﺑﲑﺣﱴ ﺗﺰوﺟـ ــﺖ ﻣﻨﻬـ ــﺎ ﻓﺼـ ــﺎروا اﺣـ ــﺐ ﺧﻠـ ــﻖ اﷲ‬
‫اﱃ(‪ .‬وﻟ ــﺬﻟﻚ ﻗﻴ ــﻞ اﳌ ــﺮء ﻋﻠ ــﻰ دﻳ ــﻦ زوﺟﺘ ــﻪ ) وراﺑﻌﻬ ــﺎ اﻟ ــﱪ وﻫ ــﻮ اﻻﺣﺴ ــﺎن اﱃ‬
‫ـﺐ اﳋَﻠـﻖ إﱃ اﷲ‬ ‫ـﺎل اﷲ وأﺣ ﱡ‬ ‫اﻟﻨﺎس(وﺗﻘـﺪﱘ اﳋﺪﻣـﺔ ﳍـﻢ ﲟـﺎ ﻳُﺴـﺘﻄﺎع ﻓـﺎﳋﻠﻖ ﻋﻴ ُ‬
‫أﻧﻔﻌُﻬ ــﻢ ﻟﻌﻴﺎﻟ ــﻪ واﻹﺣﺴ ــﺎن إﱃ اﳋَﻠ ــﻖ ﻣ ــﻦ ﲤ ــﺎم اﻹﺣﺴ ــﺎن ﰲ ﻋﺒ ــﺎدة اﷲ ﻗ ــﺎل‬
‫ـﻚ ﻧُﻄْﻌِ ـ ُﻢ‬
‫ﲔ َوَﱂْ ﻧَـ ُ‬
‫ﺼ ـﻠﱢ َ‬
‫ـﻚ ِﻣ ـ َﻦ اﻟْ ُﻤ َ‬
‫ﺳ ــﺒﺤﺎﻧﻪ َﻣ ــﺎ َﺳ ـﻠَ َﻜ ُﻜ ْﻢ ِﰲ َﺳ ـ َﻘَﺮ ﻗَــﺎﻟُﻮا َﱂْ ﻧَـ ُ‬
‫أ‬
‫ﲔ‬
‫اﻟْ ِﻤ ْﺴ ِﻜ َ‬

‫(‬ ‫) ﻗ ـ ــﺎل اﻟﺸ ـ ــﺎﻋﺮ اﺣﺴ ـ ــﻦ اﱃ اﻟﻨ ـ ــﺎس ﺗﺴ ـ ــﺘﻌﺒﺪ(اي ﺗﺘﱠﺨ ـ ــﺬﻫﺎ ﻋﺒـ ـ ـﺪًا )‬
‫)ﻓﻄﺎﳌ ــﺎ( ﻛﻠﻤ ــﺔ ﻣﺮﻛﺒ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﻃ ــﺎل ﻣ ــﺎ اﻟﻜﺎﻓّــﺔ ﻋ ــﻦ اﻟﻔﺎﻋ ــﻞ ﻣﻌﻨﺎﻫ ــﺎ ﻛﺜـ ـ ًﲑا ﻣ ــﺎ‬
‫)اﺳــﺘﻌﺒﺪ(اي ﱠاﲣــﺬ ﻋﺒ ـﺪًا )اﻻﻧﺴــﺎن اﺣﺴــﺎن(ﻗﻴــﻞ ﻻﺑــﻦ اﳌﻨﻜــﺪر أي اﻷﻋﻤــﺎل‬
‫أﻓﻀﻞ ﻗـﺎل إدﺧـﺎل اﻟﺴـﺮور ﻋﻠـﻰ اﳌـﺆﻣﻦ ‪ .‬ﻗﻴـﻞ أي اﻟـﺪﻧﻴﺎ أﺣـﺐ إﻟﻴـﻚ ﻗـﺎل‬
‫اﻹﻓﻀــﺎل ﻋﻠــﻰ اﻹﺧـﻮان ‪ .‬أي اﻟﺘﻔﻀــﻞ ﻋﻠــﻴﻬﻢ واﻟﻘﻴــﺎم ﲞــﺪﻣﺘﻬﻢ ‪.‬وﻗــﺎل وﻫــﺐ‬
‫ﺑــﻦ ﻣﻨﺒــﻪ إن أﺣﺴــﻦ اﻟﻨــﺎس ﻋﻴﺸـﺎً ﻣــﻦ ﺣﺴــﻦ ﻋــﻴﺶ اﻟﻨــﺎس ﰲ ﻋﻴﺸــﻪ وإن ﻣــﻦ‬
‫ﺻـﺪَاﻗَﺔٌ )ﻛﻤــﺎ اﺧــﻰ‬ ‫أﻟــﺬ اﻟﻠــﺬة اﻹﻓﻀــﺎل ﻋﻠــﻰ اﻹﺧـﻮان)وﺧﺎﻣﺴــﻬﺎ اﻻﺧــﺎء(اي َ‬
‫رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﺑــﲔ اﳌﻬــﺎﺟﺮﻳﻦ واﻻﻧﺼــﺎر‪ ,‬ﻟﺘﻘــﻮى راﺑﻄــﺘﻬﻢ‬
‫وﺗﺰﻳﺪ اﻟﻔﺘﻬﻢ واﻣﺎ ﻓﻀﻞ اﻻﻟﻔـﺔ ﻓﺎﻻﻓـﺎدة واﻻﺳـﺘﻔﺎدة(وﻗـﺎل ﺳـﺒﺤﺎﻧﻪ َوإِن ﻳُِﺮﻳـ ُﺪواْ‬
‫ـﲔ‬
‫ـﻒ ﺑَـ ْ َ‬
‫ﲔ َوأَﻟﱠـ َ‬
‫ﺼـ ِﺮِﻩ َوﺑِــﺎﻟْﻤ ُْﺆِﻣﻨِ َ‬
‫َك ﺑِﻨَ ْ‬
‫ي أَﻳﱠـﺪ َ‬
‫َﻚ اﻟﻠّـﻪُ ُﻫـ َﻮ اﻟﱠـ ِﺬ َ‬
‫ُﻮك ﻓَـِﺈ ﱠن َﺣ ْﺴـﺒ َ‬
‫أَن َﳜْـ َﺪﻋ َ‬
‫ـﻒ‬
‫أَﻟﱠ َ‬
‫ﺑَـْﻴـﻨَـ ُﻬ ْﻢ إِﻧﱠﻪُ َﻋﺰِﻳٌﺰ َﺣﻜِﻴ ٌﻢب ‪٦٣‬‬
‫ﻓﻠـﻮ‬

‫أ‬
‫اﳌﺪﺛﺮ‪٤٤ - ٤٢ :‬‬
‫ب‬
‫اﻷﻧﻔﺎل‪-٦٢ :‬‬
 ‫أﻧﻔﻘﺖ ﻣﺎ ﰲ اﻷرض ﲨﻴﻌًﺎ ﻣِﻦ ذﻫﺐ وﻓﻀﱠﺔ وﻏﲑﳘﺎ ﻟﺘﺄﻟﻴﻔﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﱡﻔﺮة‬
‫ﻰ ﺗﻘﻠﻴـﺐ اﻟﻘﻠـﻮب ﱠإﻻ‬ ‫واﻟﻔُﺮﻗﺔ اﻟ ﱠﺸﺪﻳﺪة‬
‫ـﻒ ﺑَـْﻴـ ـﻨَـ ُﻬ ْﻢ إِﻧﱠـﻪُ َﻋ ِﺰﻳ ـٌﺰ َﺣ ِﻜــﻴ ٌﻢ وِﻣــﻦ ﻋﱠﺰﺗــﻪ أن أﻟﱠــﻒ ﺑــﲔ‬
‫اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ َوﻟَـ ـ ِﻜ ﱠﻦ اﻟﻠّ ـﻪَ أَﻟﱠـ َ‬
‫أي‬ ‫ـﲔ‬
‫ـﻒ ﺑَـ ْ َ‬
‫َوأَﻟﱠ َ‬
‫ﲨﻊ ﺑﲔ ﻗﻠﻮب اﻷوس واﳋﺰرج وﻛـﺎن ﺗـﺄﻟﱡﻒ اﻟﻘﻠـﻮب ﻣـﻊ اﻟﻌﺼـﺒﻴﱠﺔ اﻟﺸﱠـﺪﻳﺪة ﰲ‬
‫ﱯ ﺻ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ــﻪ وﺳ ــﻠﻢ وﻣﻌﺠﺰاﺗ ــﻪ ﻷ ﱠن أﺣ ــﺪﻫﻢ ﻛ ــﺎن‬ ‫اﻟﻌ ــﺮب ِﻣ ــﻦ آﻳ ــﺎت اﻟﻨﱠ ـ ﱢ‬
‫ﻳـُْﻠﻄَﻢ اﻟﻠﱠﻄﻤﺔ ﻓﻴﻘﺎﺗﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﱴ ﻳﺴﺘﻘﻴﺪﻫﺎ‪ .‬وﻛﺎﻧﻮا أﺷ ﱠﺪ َﺧﻠْﻖ اﷲ ﲪﻴﱠـﺔ‪ ،‬ﻓـﺄﻟﱠﻒ‬
‫اﷲ ﺑﺎﻹﳝ ــﺎن ﺑﻴ ــﻨﻬﻢ ﺣ ــﱴ ﻗﺎﺗ ــﻞ اﻟﱠﺮﺟ ــﻞ أﺑ ــﺎﻩ وأﺧ ــﺎﻩ ﺑﺴ ــﺒﺐ اﻟـ ـﺪﱢﻳﻦ وﻗﻴ ــﻞ أراد‬
‫اﻟﺘﱠـ ــﺄﻟﻴﻒ ﺑ ـ ــﲔ اﳌﻬ ـ ــﺎﺟﺮﻳﻦ واﻷﻧﺼ ـ ــﺎر واﳌﻌ ـ ــﲎ ﻣﺘﻘ ـ ــﺎرب ) واﻟﺘﻌ ـ ــﺎون ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــﱪ‬
‫َﺎوﻧُﻮا َﻋﻠَـﻰ‬‫ْﱪ وَاﻟﺘﱠـ ْﻘﻮَى وَﻻ ﺗَـﻌ َ‬
‫َﺎوﻧُﻮا َﻋﻠَﻰ اﻟِﱢ‬
‫واﻟﺘﻘﻮى(‪,‬ﻗﺎل اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ َوﺗَـﻌ َ‬
‫ـﺎبأ و ﻗـﺎل اﺑـﻦ ﻛﺜـﲑ رﲪـﻪ اﷲ‬ ‫ِْﰒ وَاﻟْﻌُـﺪْوَا ِن وَاﺗﱠـ ُﻘـﻮا اﻟﻠﱠـﻪَ إِ ﱠن اﻟﻠﱠـﻪَ ﺷَـﺪِﻳ ُﺪ اﻟْﻌِ َﻘ ِ‬
‫اﻹ ِْ‬
‫ﻳــﺄﻣﺮ ﺗﻌــﺎﱃ ﻋﺒــﺎ َدﻩُ ﺑﺎﳌ ﻌﺎوﻧــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻓﻌــﻞ اﳋﲑات‪،‬وﻫــﻮ اﻟﱪوﺗــﺮك اﳌﻨﻜـﺮات وﻫــﻮ‬
‫اﻟﺘﻘﻮى وﻳﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﻨﺎﺻﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﻃﻞ‪ ،‬واﻟﺘﻌـﺎون ﻋﻠـﻰ اﳌـﺂﰒ واﶈـﺎرم و ﻗـﺎل‬
‫اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ اﻹﰒ ﺗﺮك ﻣﺎ أﻣﺮ اﷲ ﺑﻔﻌﻠﻪ‪،‬واﻟﻌـﺪوان ﳎـﺎوزة ﻣـﺎ ﻓـﺮض اﷲ ﻋﻠـﻴﻜﻢ ﰲ‬
‫أﻧﻔﺴــﻜﻢ وﰲ ﻏﲑﻛﻤﻮﻗــﺪ ﺑــﲔ ﻟﻨــﺎ اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻛﻴﻔﻴــﺔ اﻟﺘﻌــﺎون‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﱪ واﻟﺘﻘﻮى‪ ،‬وﻋﺪم اﻟﺘﻌﺎون ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻜﺮ‪،‬ﻓﻌﻦ أﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ‪ -‬رﺿﻲ اﷲ‬
‫ﻋﻨــﻪ‪ -‬ﻗــﺎل‪ :‬ﻗــﺎل رﺳــﻮل اﷲ ‪-‬ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ أﻧﺼــﺮ أﺧــﺎك ﻇﺎﳌ ـﺎً أو‬
‫ﻣﻈﻠﻮﻣﺎً ﻓﻘﺎل رﺟﻞ ﻳﺎ رﺳﻮل اﷲ أﻧﺼﺮﻩ إذا ﻛﺎن ﻣﻈﻠﻮﻣﺎً‪ ،‬ﻓﺮأﻳﺖ إذا ﻛﺎن ﻇﺎﳌـﺎً‬
‫ﻛﻴـﻒ أﻧﺼــﺮﻩ؟ ﻗــﺎل ﲢﺠــﺰﻩ أو ﲤﻨﻌــﻪ ﻣــﻦ اﻟﻈﻠــﻢ ﻓــﺬاك ﻧﺼــﺮﻩ )وﺑــﺬﻟﻚ ﺗﺴــﺘﻘﻴﻢ‬

‫أ‬
‫اﳌﺎﺋﺪة‪٢ :‬‬
‫ﺺ ﻣ ـ ــﻦ أُﻣ ـ ــﻮرﻩ اﳌﺘﻐ ـ ـ ﱠـﲑة اﳊ ّﺴـ ـ ـﻴّ ِﺔ واﳌﻌﻨﻮﻳ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﺣـ ـ ـﻮال( ﲪ ـ ــﻊ اﳊ ـ ــﺎل ﻫﻮﻣ ـ ــﺎ ﳜ ـ ــﺘ ﱡ‬
‫)وﺗﻌﺘـﺪل(اي ﺗﺘﻨﺎ ُﺳـﺐ )اﻻﻣـﻮر( ﻗـﺎل اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ واﻋﺘﺼـﻤﻮا ﲝﺒـﻞ ﷲ ﲨﻴﻌــﺎ وﻻ‬
‫ﺗﻔﺮﻗ ـﻮا ( اى ﺑــﺪﻳﻦ اﻻﺳــﻼم او ﺑﻜﺘﺎﺑــﻪ ﻓﻠﻔــﻆ اﳊﺒــﻞ ﻣﺴــﺘﻌﺎر ﻻﺣــﺪ ﻫــﺬﻳﻦ‬
‫اﳌﻌﻨﻴــﲔ ﻓــﺎن ﻛــﻞ واﺣــﺪ ﻣﻨﻬﻤــﺎ ﻳﺸــﺒﻪ اﳊﺒــﻞ ﰱ ﻛﻮﻧــﻪ ﺳــﺒﺒﺎ ﻟﻠﻨﺠــﺎة ﻣــﻦ اﻟــﺮدى‬
‫واﻟﻮﺻــﻮل اﱃ اﳌﻄﻠــﻮب ﻓــﺎن ﻣــﻦ ﺳــﻠﻚ ﻃﺮﻳﻘــﺎ ﺻــﻌﺒﺎ ﳜــﺎف ان ﺗﺰﻟــﻖ رﺟﻠــﻪ ﻓﻴــﻪ‬
‫ﻓﺎذا ﲤﺴﻚ ﲝﺒﻞ ﻣﺸ ﺪود اﻟﻄﺮﻓﲔ ﲜﺎﻧﱮ ذﻟﻚ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻣﻦ ﻣـﻦ اﳋـﻮف ﻛـﺬﻟﻚ‬
‫ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺴﻌﺎدة اﻻﺑﺪﻳﺔ وﻣﺮﺿﺎة اﻟﺮب ﻃﺮﻳﻖ زﻟﻖ ودواﻋﻰ اﻟﻀﻼل ﻋﻨﻬـﺎ ﻣﺘﻜﺜـﺮة‬
‫زﻟﻖ رﺟﻞ اﻛﺜﺮ اﳋﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻤﻦ اﻋﺘﺼﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮآن اﻟﻌﻈﻴﻢ وﺑﻘـﻮاﻧﲔ اﻟﺸـﺮع اﻟﻘـﻮﱘ‬
‫وﺑﻴﻨــﺎت اﻟــﺮب اﻟﻜــﺮﱘ ﻓﻘــﺪ ﻫــﺪى اﱃ ﺻـﺮاط ﻣﺴــﺘﻘﻴﻢ واﻣــﻦ ﻣــﻦ اﻟﻐﻮاﻳــﺔ اﳌﺆدﻳــﺔ‬
‫اﱃ ﻧﺎر اﳉﺤﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﻳـﺄﻣﻦ اﳌﺘﻤﺴـﻚ ﺑﺎﳊﺒـﻞ ﻣـﻦ اﻟﻌـﺬاب اﻻﻟـﻴﻢ ﲨﻴﻌـﺎ ﺣـﺎل‬
‫ﻣـﻦ ﻓﺎﻋــﻞ اﻋﺘﺼـﻤﻮا اى ﳎﺘﻤﻌــﲔ ﰱ اﻻﻋﺘﺼــﺎم وﻻ ﺗﻔﺮﻗـﻮا اى ﻻ ﺗﺘﻔﺮﻗـﻮا ﻋــﻦ‬
‫أ‬
‫اﳊﻖ ﺑﻮﻗﻮع اﻻﺧﺘﻼف ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻛﺄﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎب‬

‫اﻻﺧﺎء‬
‫)اﻻﺧﺎء(ﻫﻮ رﺑـﺎط اﳝـﺎﱐ ﻳﻘـﻮم ﻋﻠـﻰ ﻣـﻨﻬﺞ اﷲ ﻳﻨﺒﺜـﻖ ﻣـﻦ اﻟﺘﻘـﻮى وﻳﺮﺗﻜـﺰ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻻﻋﺘﺼــﺎم ﲝﺒ ـﻞ اﷲ ‪ ,‬وﻫ ــﻲ ﺻ ــﻔﺔ ﻣﻼزﻣــﺔ ﻟﻼﳝ ــﺎن وﺧﺼ ــﻠﺔ ﻣﺮاﻓﻘ ــﺔ ﻟﻠﺘﻘ ــﻮى اذ‬
‫ﻻاﺧــﻮة ﺑــﺪون اﳝــﺎن وﻻ اﳝــﺎن ﺑــﺪون اﺧــﻮة ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ اﳕــﺎ اﳌﺆﻣﻨــﻮن اﺧــﻮة وﻓــﺎل‬
‫اﳌﺼــﻨﻒ رﲪــﻪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ) ﻫــﻮ راﺑﻄــﺔ(اي اﻟﻌَﻼﻗـﺔُ ﺑــﲔ اﻟﺸﺨﺼــﲔ ﲢﻘــﻖ( اي‬
‫ـﺖ )ﺑﻴﻨﻬﻤــﺎ اﳌــﻮدة(ﻫــﻰ ﺷــﻌﻮر ﺑﺎﻻﻧﺴــﺠﺎم ﺑــﲔ ﺷﺨﺼــﲔ )ﻓﻴﻄﻠــﺐ ﻣــﻦ ﻛــﻞ‬ ‫ﺛَـﺒَـ َ‬

‫ﺗﻔﺴﲑ روح اﻟﺒﻴﺎن ﰲ ﺗﻔﺴﲑ اﻟﻘﺮآن اﲰﺎﻋﻴﻞ ﺣﻘﻲ واﷲ اﻋﻠﻢ‬ ‫أ‬
 ‫ـﻒ )ﺑﺎﳌ ــﺎل واﻻﻋﺎﻧ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﻨﻔﺲ(ﰲ ﻗﻀ ــﺎء‬ ‫ﻣﻨﻬﻤ ــﺎ ﻵﺧ ــﺮ اﳌﻮاﺳ ــﺎة(اي اﻟﺘﱠ ْﺨ ِﻔﻴ ـ ِ‬
‫)واﻟﻌﻔــﻮ‬
‫ﻋﻦ اﻟﺰﻻت(ﰲ اﻟﺪﻳﻦ وزﻻت ﰲ ﺣﻘﻚ و أﻣﺎ إذا زل ﰲ اﻟـﺪﻳﻦ ﻓـﺈن اﻟﻌﻔـﻮ ﻋـﻦ‬
‫ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺰﻟ ــﺔ أن ﻻ ﺗﺸ ــﻬﺮﻫﺎ ﻋﻨ ــﻪ وأن ﺗﺴ ــﻌﻰ ﰲ إﺻ ــﻼﺣﻪ؛ ﻹن ﳏﺒﺘ ــﻚ ﻟ ــﻪ إﳕ ــﺎ‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﷲ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﷲ ﻓﺄﻧـﺖ ﺗﻘﻴﻤـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﺸـﺮﻳﻌﺔ‪.‬و أﻣـﺎ ﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻣـﻦ زﻻت‬
‫ﰲ ﺣﻘ ــﻚ ﻓﺤ ــﻖ ا ﻷﺧ ــﻮة أوﻻ أن ﻻ ﺗﻌﻈ ــﻢ ﺗﻠ ــﻚ اﻟﺰﻟ ــﺔ ﺑ ــﻞ ﺗﻨﻈ ــﺮ إﱃ ﺣﺴ ــﻨﺎﺗﻪ‬
‫ﺗﻨﻈ ــﺮ إﱃ ﻣﻌﺎﺷ ـ ـﺮﺗﻪ ﺗﻨﻈ ــﺮ إﱃ ﺻ ــﺪﻗﻪ ﻣﻌ ــﻚ ﰲ ﺳ ــﻨﲔ ﻣﻀ ــﺖ أو ﰲ أﺣ ـ ـﻮال‬
‫ﻣﻀﺖ ﻓﺘﻌﻈﻢ اﳊﺴﻨﺎت وﺗﺼﻐﺮ اﻟﺴﻴﺌﺎت ﺣﱴ ﻳﻘﻮم ﻋﻘﺪ اﻷﺧـﻮة ﺑﻴﻨـﻚ وﺑﻴﻨـﻪ‬
‫ﺣ ـ ــﱴ ﻻ ﺗﻨﻔﺼـ ـ ــﻞ ﺗﻠـ ـ ــﻚ اﶈﺒـ ـ ــﺔ )واﻻﺧـ ـ ــﻼص( ﻳﻜـ ـ ــﻮن ﺑﺘﻨﻘﻴـ ـ ــﺔ اﻷﻋﻤـ ـ ــﺎل ﻣـ ـ ــﻦ‬
‫اﻟﺮﻳــﺎء)واﻟﻮﻓــﺎء( ﻫﻮﻣﻼزﻣــﺔ ﻃﺮﻳــﻖ اﳌﻮاﺳــﺎة وﳏﺎﻓﻈــﺔ ﻋﻬــﻮد اﳋﻠﻄــﺎء )واﻟﺘﺤﻔﻴــﻒ‬
‫ﻋﻠﻴـﻪ وﺗـﺮك اﻟﺘﻜﻠـﻒ ﻟـﻪ(اي اﻻخ )واﻟﺴـﻜﻮت ﻋﻤـﺎ ﻳـﺆذى واﻟـﺘﻜﻠﻢ ﲟـﺎ ﻳﺮﺿـﺎﻩ‬
‫اﻟﺸــﺮع‪ ,‬وﻳﻘﺒﻠــﻪ اﻟــﺪﻳﻦ(ﻋــﻦ أﰊ ﻫﺮﻳــﺮة رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ ﻋــﻦ رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ﻗـﺎل ﻣـﻦ ﻛـﺎن ﻳــﺆﻣﻦ ﺑـﺎﷲ واﻟﻴـﻮم اﻵﺧــﺮ‪ ،‬ﻓﻠﻴﻘـﻞ ﺧـ ًﲑا أو ﻟﻴﺼــﻤﺖ‬
‫) ﻓﻴ ـ ـ ــﺄﻣﺮﻩ ﺑ ـ ـ ــﺎﳌﻌﺮوف وﻳﻨﻬ ـ ـ ــﺎﻩ ﻋ ـ ـ ــﻦ اﳌﻨﻜ ـ ـ ــﺮ‪ ,‬وﻳﺪﻋﻮﻟ ـ ـ ــﻪ ﲝﺴ ـ ـ ــﻦ اﳊ ـ ـ ــﺎل‪ ,‬ودوام‬
‫اﻻﺳ ــﺘﻘﺎﻣﺔ( ﻫ ــﻲ اﻹﻗﺎﻣ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ دﻳ ــﻦ اﷲ واﻟ ــﺪوام ﻋﻠ ــﻰ ُﻫ ــﺪى اﷲ ﻋ ــﺰ وﺟ ــﻞ‬
‫واﻻﺳــﺘﻤﺮار ﰲ اﻟﺘﻘﻴــﺪ ﺑﻘ ﻴــﻮدﻩ ‪ ،‬واﻟﻮﻗــﻮف ﻋﻨــﺪ ﺣــﺪودﻩ ‪ ،‬واﻻﺳــﺘﺠﺎﺑﺔ ﻷواﻣــﺮﻩ‬
‫واﻻﻧﺘﻬﺎء ﻋﻦ ﳏﺎرﻣﻪ )واﻣﺎ ﻓﻀﻞ اﻻﺧﺎء ﻓﻜﺒﲑ(وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ إِﳕﱠَﺎ اﻟْﻤ ُْﺆِﻣﻨُﻮ َن إِ ْﺧ َﻮةٌ‬
‫ْﲪُــﻮ َن وﻋــﻦ أﻧــﺲ ﺑــﻦ ﻣﺎﻟــﻚ أ ﱠن‬ ‫ـﲔ أَ َﺧ ـ َﻮﻳْ ُﻜ ْﻢ وَاﺗﱠـ ُﻘ ـﻮا اﻟﻠﱠـﻪَ ﻟَ َﻌﻠﱠ ُﻜ ـ ْﻢ ﺗـُﺮ َ‬
‫ﺻ ـﻠِ ُﺤﻮا ﺑَـ ْ َ‬
‫ﻓَﺄَ ْ‬
‫ـﻼث َﻣــﻦ ﻛ ـ ﱠﻦ ﻓﻴــﻪ وﺟــﺪ ﺣــﻼوة‬ ‫ﱯ ‪ -‬ﺻ ـﻠﱠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳ ـﻠﱠﻢ ‪ -‬ﻗــﺎل‪ )) :‬ﺛـ ٌ‬ ‫اﻟﻨﱠ ـ ﱠ‬
‫أﺣﺐ إﻟﻴْﻪ ﳑﱠﺎ ﺳـﻮاﳘﺎ وأن ﻳﻜـﺮﻩ اﻟﱠﺮﺟُـﻞ أن ﻳﻌـﻮد‬ ‫اﻹﳝﺎن‪ :‬أن ﻳﻜﻮن اﷲ ورﺳﻮﻟُﻪ ﱠ‬
 ‫ـﺐ إﻻﱠ ﷲ أو‬ ‫ـﺐ اﻟﻌﺒــﺪ ﻻ ﳛـ ﱡ‬ ‫إﱃ اﻟﻜ ْﻔــﺮ ﻛﻤــﺎ ﻳﻜــﺮﻩ أن ﻳﻘــﺬف ﰲ اﻟﻨﱠــﺎر‪ ،‬وأن ﳛـ ﱠ‬
‫ورﺣﻢ اﷲ ﻣَﻦ ﻗﺎل‪:‬‬ ‫ﻗﺎل ﰲ اﷲ ِ‬
‫َﺐ‬‫َﺧْﻴـٌﺮ ﻟِﻜَﺎﻧِِﺰِﻫ ْﻢ َﻛْﻨـﺰًا ِﻣ َﻦ اﻟ ﱠﺬﻫ ِ‬ ‫ا ْﺳﺘَ ْﻜﺜَِﺮ ﱠن ِﻣ َﻦ ا ِﻹ ْﺧﻮَا ِن إِﻧـﱠ ُﻬ ُﻢ‬
‫َﺧ ــﻲ‬‫ـﻚ َﺧْﻴ ـ ـﺮًا ِﻣـ ـ ْﻦ أ ِ‬
‫َو َﺟ ْﺪﺗَـ ـﻪُ ﻟَ ـ َ‬ ‫ـﻚ ﻧَﺎﺋِﺒَـ ـﺔٌ‬ ‫ـﻚ ﻟَ ـ ْـﻮ ﻧَﺎﺑَـْﺘ ـ َ‬
‫َخ ﻟَـ َ‬
‫َﻛـ ـ ْﻢ ِﻣـ ـ ْﻦ أ ٍ‬
‫َﺐ‬
‫اﻟﻨﱠﺴ ِ‬
‫وﻛﺘﺐ اﻷﺣﻨﻒ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﻣﻊ رﺟُﻞ إﱃ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻪ أﻣﱠﺎ ﺑﻌﺪ ﻓـﺈذا ﻗـﺪِم ﻋﻠﻴـﻚ أخ‬
‫ﻟــﻚ ﻣﻮاﻓــﻖ ﻓﻠــﻴﻜﻦ ﻣﻨــﻚ ﻣﻜــﺎن ﲰﻌِــﻚ وﺑﺼـﺮِك؛ ﻓــﺈ ﱠن اﻷ َخ اﳌﻮاﻓــﻖ أﻓﻀـ ُﻞ ﻣــﻦ‬
‫اﻟﻮﻟﺪ اﳌﺨﺎﻟﻒ‪ ،‬أﻻ ﺗﺴﻤﻊ إﱃ ﻗﻮْل اﷲ ‪ -‬ﻋﱠﺰ وﺟ ﱠﻞ ‪ -‬ﻟﻨﻮح ﰲ ﺷﺄن اﺑﻨِﻪ‪ :‬إِﻧﱠﻪُ‬
‫ِﻚأ ﻳﻘﻮل ﻟﻴﺲ ﻣﻦ أﻫْﻞ ﻣﻠﱠﺘﻚ ﻓﺎﻧﻈﺮ إﱃ ﻫﺬا وأﺷـﺒﺎﻫﻪ ﻓـﺎﺟﻌﻠْﻬﻢ‬ ‫ْﺲ ِﻣ ْﻦ أَ ْﻫﻠ َ‬
‫ﻟَﻴ َ‬

‫ﺗﻘﺮﱠﺑﻮا ﻣﻨﻚ‪ ،‬وإن ﺗﺒﺎﻋﺪﻫﻢ ﻳﺴﺘﻐْﻨﻮا ﺑﺎﷲ ﻋﱠﺰ وﺟ ﱠﻞ واﻟﺴﱠﻼم )ﻻﻧـﻪ ﻳﺒﻌـﺚ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﺘﺨﻠ ــﻖ ﲟﺤﺎﺳ ــﻦ اﻻﺧ ــﻼق وﻳﺆﻟ ــﻒ ﺑ ــﲔ اﻟﻘﻠ ــﻮب وﺑ ــﻪ ﻳﻜ ــﻮن اﺻ ــﻼح ذات‬
‫اﻟﺒــﲔ( ﻫــﻲ اﻟﻔﺮﻗــﺔ اﻟــﱵ ﺗﻘــﻊ ﻣــﺎ ﺑــﲔ ﻛــﻞ ﻗﺮﻳــﺐ ﻣــﻊ ﻗﺮﻳﺒــﻪ )اﻟــﺬى ﺟﻌﻠــﻪ اﷲ ﻣــﻦ‬
‫ﲦ ـﺮات اﻟﺘﻘ ــﻮى ﻓﻘ ــﺎل ﻓ ــﺎﺗﻘﻮا اﷲ واﺻ ــﻠﺤﻮا ذات ﺑﻴ ــﻨﻜﻢ( أي أﺻ ــﻠﺤﻮا اﳊ ــﺎل‬
‫اﻟــﱵ ﺑﻴــﻨﻜﻢ ﺑﺎﳌﻮاﺳــﺎة واﳌـﻮاددة وﺳــﻼﻣﺔ اﻟﺼــﺪور‪ ،‬وﳌﺴــﺎﻋﺪة ﻓﻴﻤــﺎ رزﻗﻜــﻢ اﷲ‪،‬‬
‫وﺗﺴﻠﻴﻢ أﻣﺮﻩ إﱃ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ورﺳﻮﻟﻪب واﷲ اﻋﻠﻢ‬

‫أ‬
‫ﻫﻮد‪٤٦ :‬‬
‫ب‬
‫اﺑﻦ ﻋﺠﻴﺒﺔ )ت ‪ ١٢٢٤‬ﻫـ(‬ ‫ﺗﻔﺴﲑ اﻟﺒﺤ‬
 ‫(اﳉﻤﻊ َﳎﻠِﺲ ﻫﻮ ﻣﻜﺎن اﳉُﻠُﻮس‬ ‫)‬
‫(اﻟﻌِْﻠـ ِﻢ اﻟﻨﱠــﺎﻓِ ِﻊ و اﻟــﺬﻛﺮ‬ ‫)‬
‫وأﻃﻬﺮﻫﺎ وأﺷﺮﻓﻬﺎ واﻋﻼﻫـﺎ ﻗـﺪراً ﻋﻨـﺪ اﷲ وأﺟﻠﻬـﺎ ﻣﻜﺎﻧـﺔ ﻋﻨـﺪﻩ ﳎـﺎﻟﺲ اﻟﻌِْﻠـ ِﻢ و‬
‫اﻟﺬﻛﺮ ﻓﻬﻲ ﺣﻴﺎة اﻟﻘﻠﻮب وﳕﺎء اﻹﳝـﺎن وزﻛـﺎء اﻟـﻨﻔﺲ وﺳـﺒﻴﻞ اﻟﺴـﻌﺎدة واﻟﻔـﻼح‬
‫ﰲ اﻟــﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧــﺮة وﳍــﺬا ورد ﰲ ﻓﻀــﻠﻬﺎ واﳊــﺚ ﻋﻠــﻰ ﻟﺰوﻣﻬــﺎ ) أن رﺳــﻮل اﷲ‬
‫ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻗــﺎل إذا ﻣــﺮرﰎ ﺑﺮﻳــﺎض اﳉﻨــﺔ ﻓــﺎرﺗﻌﻮا ﻗــﺎﻟﻮا وﻣــﺎ رﻳــﺎض‬
‫اﳉﻨ ــﺔ ؟ ﻗ ــﺎل ﺣﻠ ــﻖ اﻟ ــﺬﻛﺮ ﻓﻤ ــﻦ ﺷ ــﺎء أن ﻳﺴ ــﻜﻦ رﻳ ــﺎض اﳉﻨ ــﺔ ﰲ اﻟ ــﺪﻧﻴﺎ ‪,‬‬
‫‪.‬وﳎﺎﻟﺲ اﻟﺬﻛﺮ ﻫﻲ ﳎﺎﻟﺲ اﳌﻼﺋﻜﺔ‬
‫‪ ,‬ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣـﻦ ﳎـﺎﻟﺲ اﻟـﺪﻧﻴﺎ ﳎﻠـﺲ إﻻ ﳎﻠـﺲ ﻳـﺬﻛﺮ ﻓﻴـﻪ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻓﻴـﻪ ﻛﻤـﺎ‬
‫ﰲ ﺣﺪﻳﺚ أﰊ ﻫﺮﻳﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‬
‫إن ﷲ ﻣﻼﺋﻜ ــﺔ ﻓﻀ ـ ـﻼً ﻳﻄﻮﻓ ــﻮن ﰲ اﻟﻄ ــﺮق ﻳﻠﺘﻤﺴ ــﻮن أﻫ ــﻞ اﻟ ــﺬﻛﺮ )ان ﻳﺒ ــﺪأ‬
‫(ﻣﻌـﲎ ﺣﻴـﺚ اﻧﺘﻬـﻰ ﺑﻨـﺎ‬ ‫اﳊﺎﺿﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺴﻼم‪ ,‬وان ﳚﻠﺲ‬

‫ﲰﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﻛﻨﺎ إذا أﺗﻴﻨﺎ اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﺟﻠـﺲ أﺣـﺪﻧﺎ‬
‫ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﻬﻲ وﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻘـﻴﻢ أﺣـﺪاً ﻣـﻦ ﻣﻜﺎﻧـﻪ ﻓـﻴﺠﻠﺲ ﻓﻴـﻪ ﻻ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﻋﻠﻴـﻪ‬
‫)وان ﻳﻌﺮض ﻋﻦ اﻗﻮال اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳋﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﺎﺋﺪة وان ﻳﻐـﲑ اﳌﻨﻜـﺮ ﺑﻴـﺪﻩ ﻓـﺎن ﱂ‬
‫ﻳﺴـﺘﻄﻊ ﻓﺒﻠﺴـﺎﻧﻪ ﻓـﺎن ﱂ ﻳﺴـﺘﻄﻊ ﻓﺒﻘﻠﺒـﻪ ( أن إﻧﻜـﺎر اﳌﻨﻜـﺮ ﻋﻠـﻰ ﻣﺮاﺗـﺐ ﺛـﻼث‬
‫اﻟﺘﻐﻴﲑ ﺑﺎﻟﻴﺪ واﻟﺘﻐﻴﲑ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎن واﻟﺘﻐﻴﲑ ﺑﺎﻟﻘﻠـﺐ وﻫـﺬﻩ اﳌﺮاﺗـﺐ ﻣﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌـﺔ‬
‫ﻫﺬا اﳌﻨﻜﺮ وﻧﻮﻋﻪ وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻹﻧﻜﺎر وﺷﺨﺼﻪ ﻓﻤﻦ اﳌﻨﻜﺮات ﻣـﺎ ﳝﻜـﻦ‬
‫ﺗﻐﻴﲑﻩ ﻣﺒﺎﺷـﺮة ﺑﺎﻟﻴـﺪ وﻣـﻦ اﳌﻨﻜـﺮات ﻣـﺎ ﻳﻌﺠـﺰ اﳌـﺮء ﻋـﻦ ﺗﻐﻴـﲑﻩ ﺑﻴـﺪﻩ دون ﻟﺴـﺎﻧﻪ‬
‫وﺛﺎﻟﺜ ــﺔ ﻻ ُﳝﻜ ــﻦ ﺗﻐﻴﲑﻫ ــﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﻘﻠ ــﺐ ﻓﺤﺴ ــﺐ ) وﻟ ــﻴﻘﻢ( اي و ﻟﻴ ــﻨﻬﺾ )ﻣ ــﻦ‬
 ‫) ﺑﻀﺮورة(اي ﺣﺎﺟَـﺔ‬ ‫(اي ﱂ ﺗﻘﺘﻀﻲ )اﱃ اﳌﻘﺎم(‬
‫ﻗــﺎل ا ﻹﻣــﺎم اﻟﻘــﺮﻃﱯ رﲪــﻪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﻋﻨــﺪ ﻗﻮﻟــﻪ ﻋــﺰ وﺟــﻞ إِﻧﱠ ُﻜـ ْﻢ إِذاً ﱢﻣـﺜْـﻠُ ُﻬ ْﻢ‬
‫ﻓﻜ ــﻞ ﻣ ــﻦ ﺟﻠ ــﺲ ﰲ ﳎﻠ ــﺲ ﻣﻌﺼ ــﻴﺔ وﱂ ﻳﻨﻜ ــﺮ ﻋﻠ ــﻴﻬﻢ ﻳﻜ ــﻮن ﻣﻌﻬ ــﻢ ﰲ اﻟ ــﻮزر‬

‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻜﲑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻘﻮم ﻋﻨﻬﻢ ﺣﱴ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ أﻫﻞ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ‬
‫وﻗـﺎل أﻳﻀـﺎً وإذا ﺛﺒـﺖ ﲡﻨـﺐ أﺻـﺤﺎب اﳌﻌﺎﺻـﻲ ﻛﻤـﺎ ﺑﻴﻨـﺎ ﻓﺘﺠﻨـﺐ أﻫـﻞ اﻟﺒـﺪع‬
‫واﻷﻫ ـﻮاء أوﱃ ) وان ﻻ ﳛﺘﻘ ــﺮ اﺣــﺪا ﻣ ــﻦ ﺟﻠﺴــﺎﺋﻪ رﲟ ــﺎ ﻛــﺎن ﺧ ـﲑا ﻣﻨــﻪ ﻋﻨ ــﺪ‬
‫اﷲ(وﻓﺎل اﺑﻦ ﻋﺮﰊ ﻻ ﲢﺘﻘﺮ أﺣـﺪا أو ﺷـﻴﺌﺎ ‪ ,‬ﻓـﺎﷲ ﺣـﲔ ﺧﻠﻘـﻪ ﱂ ﳛﺘﻘـﺮﻩ) وان‬
‫آداب‬
‫ﻻﻳﻌﻈ ــﻢ اﺣ ــﺪا ﳌﺎﻟ ــﻪ ﻻن ذﻟ ــﻚ ﻳﻀ ــﻌﻒ اﻟ ــﺪﻳﻦ وﻳﺴ ــﻘﻂ اﳌ ــﺮوءة(ﻫ ــﻲ ٌ‬

‫اﻟﻌــﺎدات و ﻗــﺎل اﻹﻣــﺎم أﺑــﻮ اﻟﻘﺎﺳــﻢ اﻷﺻــﺒﻬﺎﱐ رﲪــﻪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ‪ :‬اﻟﻌﻈﻤــﺔ ﺻــﻔﺔ‬
‫ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪ ،‬ﻻ ﻳﻘﻮم ﳍـﺎ ﺧﻠـﻖ ‪،‬واﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﺧﻠـﻖ ﺑـﲔ اﳋﻠـﻖ ﻋﻈﻤـﺔ‬
‫ﻢ ﺑﻌﻀﺎ ‪،‬ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻳﻌﻈﻢ ﳌﺎل وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻌﻈﻢ ﻟﻔﻀﻞ‬
‫‪،‬وﻣ ــﻨﻬﻢ ﻣ ــﻦ ﻳ ﻌﻈ ــﻢ ﻟﻌﻠ ــﻢ ‪،‬وﻣ ــﻨﻬﻢ ﻣ ــﻦ ﻳﻌﻈ ــﻢ ﻟﺴ ــﻠﻄﺎن وﻣ ــﻨﻬﻢ ﻣ ــﻦ ﻳﻌﻈ ــﻢ‬
‫ﳉﺎﻩ‪،‬وﻛــﻞ واﺣــﺪ ﻣــﻦ اﳋﻠــﻖ إﳕــﺎ ﻳﻌﻈــﻢ ﲟﻌــﲎ دون ﻣﻌــﲎ ‪،‬واﷲ ﻋــﺰ وﺟــﻞ ﻳﻌﻈــﻢ‬
‫ﰲ اﻷﺣﻮال ﻛﻠﻬﺎ )وان ﻛـﺎن ﰱ اﻟﻄﺮﻳـﻖ ﻓﻠـﻴﻐﺾ(اي ﻓﻠﻴَﺼْـﺮِف )ﻃﺮﻓـﻪ(اي ﻧﻈـﺮﻩ‬
‫)وﻟﻴﻐــﺚ(اي وﻟــﻴﻌﻦ )اﳌﻠﻬــﻮف(اي اﳌﻈﻠــﻮم )وﻟــﻴﻌﻦ اﻟﻀــﻌﻴﻒ وﻟﲑﺷــﺪ اﻟﻀــﺎل‪,‬‬
‫وﻟﲑد ﺑﺎﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺑﺪأﻩ ﺑﻪ(رد اﻟﺴﻼم واﺟـﺐ ﺑﺎﻹﲨـﺎع وإﻟﻘـﺎؤﻩ ﺳـﻨﺔ ﻋﻨـﺪ‬
‫ﲨﻬــﻮر اﻟﻌﻠﻤــﺎء وﻗــﺎل اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻲ اﷲ وﻋﻠﻴــﻪ واﻟﺴــﻼم واﻟــﺬي ﻧﻔﺴــﻲ ﺑﻴــﺪﻩ ﻻ‬
‫ﺗﺪﺧﻠﻮن اﳉﻨﺔ ﺣﱴ ﺗﺆﻣﻨﻮا‪ ،‬وﻻ ﺗﺆﻣﻨﻮا ﺣـﱴ ﲢـﺎﺑﻮا‪ ،‬أوﻻ أدﻟﻜـﻢ ﻋﻠـﻰ ﺷـﻲء إذا‬
‫ـﺎل اﺑْـ ُﻦ‬
‫ﻓﻌﻠﺘﻤﻮﻩ ﲢﺎﺑﺒﺘﻢ؟ أﻓﺸـﻮا اﻟﺴـﻼم ﺑﻴـﻨﻜﻢ)وﻟـﻴﻌﻂ اﻟﺴـﺎﺋﻞ(ﻗـﺎل اﺑـﻦ ﻛﺜـﲑ ﻗَ َ‬
‫َﺎق َوأَﻣﱠﺎ اﻟﺴﱠﺎﺋِ َﻞ ﻓَﻼ ﺗَـْﻨـﻬَْﺮ أَ ْي ﻓ ََﻼ ﺗَ ُﻜ ْﻦ َﺟﺒﱠـﺎرًا وََﻻ ُﻣﺘَ َﻜﺒﱢ ـﺮًا وََﻻ ﻓَﺤﱠﺎﺷًـﺎ وََﻻ‬
‫إِ ْﺳﺤ َ‬
‫ﲔ ﺑﺮﲪـﺔ وﻟـﲔ‪.‬‬ ‫َﺎل ﻗَـﺘَـﺎ َدةُ ﻳَـ ْﻌ ِـﲏ ُرﱠد اﻟْ ِﻤﺴْـ ِﻜ َ‬
‫ْﻦ ِﻋﺒَﺎ ِد اﻟﻠﱠﻪِ‪َ ،‬وﻗ َ‬
‫اﻧﺘﻬ ــﻰ) وﻟ ـﻴﻜﻦ ﰱ ﺟﻠﺴ ــﺘﻪ وﻗ ــﻮرا( ﻫ ــﻲ ﺻ ــﻔﺔ ﻻزﻣ ــﺔ ﰲ اﻟﻌﺒ ــﺪ اﻟﺼ ــﺎﱀ ﻣﻬﻤ ــﺎ‬
‫اﺣﺘــﺎج اﻷﻣــﺮ إﱃ إﺳ ـﺮاع وﻋﺠﻠــﺔ‪ ،‬وﻫــﻞ ﻫﻨــﺎك أﻫــﻢ ﻣــﻦ ﺗﻠﺒﻴــﺔ ﻧــﺪاء ﺣــﻲ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻔــﻼح ﰲ اﳊــﺪﻳﺚ ﻋــﻦ أﰊ ﻫﺮﻳــﺮة ﻋــﻦ اﻟﻨﱠــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻗــﺎل إذا‬
‫ﺼــﻼة وﻋﻠــﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟ ﱠﺴــﻜﻴﻨﺔ واﻟ َﻮﻗَــﺎر‪ ،‬وﻻ ﺗﺴــﺮﻋﻮا‪،‬‬ ‫ﲰﻌــﺘﻢ اﻹﻗﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻣﺸ ـﻮا إﱃ اﻟ ﱠ‬
‫ي اﻟ َﻮﻗَــﺎر ﰲ اﳍﻴﺌــﺔ وﻏــﺾ‬ ‫ﻓﻤــﺎ أدرﻛــﺘﻢ ﻓﺼ ـﻠﱡﻮا‪ ،‬وﻣــﺎ ﻓــﺎﺗﻜﻢ ﻓــﺄﲤﱡﻮاأ و ﻗــﺎل اﻟﻨﱠــﻮو ﱡ‬
‫ﺼــﻮت واﻹﻗﺒــﺎل ﻋﻠــﻰ ﻃﺮﻳﻘــﻪ ﺑﻐــﲑ اﻟﺘﻔــﺎت وﳓــﻮ ذﻟــﻚ واﷲ‬ ‫اﻟﺒﺼــﺮ وﺧﻔــﺾ اﻟ ﱠ‬
‫أﻋﻠــﻢ و إن ﳍﻴﺌــﺔ اﳉﻠــﻮس ﺑــﲔ اﻟﻨــﺎس رﻣﺰﻳــﺎت ﻋﻨــﺪﻫﻢ ﰲ اﳊﻜــﻢ ﻋﻠــﻰ ﻫــﺪي‬
‫اﻹﻧﺴــﺎن وﻋﻘﻠــﻪ وﻫﻴﺌــﺔ ﺟﻠﺴــﺔ اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻗــﺪ ورد ﻓﻴﻬــﺎ ﻋــﺪة‬
‫ﻋﻠــﻰ أي اﲡــﺎﻩ ﻓﻜﺎﻧــﺖ ﺟﻠﺴــﺎت ﻣﺘﻌــﺪدة وﻟﻜــﻞ‬
‫ﻣﻘﺎم ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ )ﻓﺎن ذﻟﻚ(ﺟﻠﺴﺘﻪ )ادﻋﻰ اﱃ ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ واﻻﻋﺘﻨﺎء ﻟﺸﺄﻧﻪ( ﻻﻧـﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ اﻟﺘﻮاﺿﻊ واﷲ اﻋﻠﻢ‬
‫آداب اﻻﻛﻞ‬
‫)اﻣﺎ اﻻداب اﻟﱴ ﻗﺒﻠﻪ ﻓﻬﻰ ﻏﺴﻞ اﻟﻴـﺪﻳﻦ ووﺿـﻊ اﻟﻄﻌـﺎم ﻋﻠـﻰ ﺳـﻔﺮة ﺑـﺎﻻرض(‬
‫ﻓﻬــﻮ اﻗــﺮب اﱃ ﻓﻌــﻞ رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻣــﻦ رﻓﻌــﻪ ﻋﻠــﻰ اﳌﺎﺋــﺪة‬
‫اﻋﻠــﻢ ان اﻟﺴــﻔﺮة ﰱ اﻻﺻــﻞ اﺳــﻢ ﻟﻄﻌــﺎم ﻳﺼــﻨﻊ ﻟﻠﻤﺴــﺎﻓﺮ واﳉﻤــﻊ ﺳــﻔﺮ ﻛﻐﺮﻓــﺔ‬
‫وﻏـ ـ ــﺮف وﲰﻴـ ـ ــﺖ اﳉﻠـ ـ ــﺪة اﻟـ ـ ــﱴ ﻳـ ـ ــﻮﻋﻰ ﻓﻴﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻄﻌـ ـ ــﺎم ﺳـ ـ ــﻔﺮة ﳎـ ـ ــﺎزا ﻛـ ـ ــﺬا ﰱ‬

‫أ‬
‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‬
‫اﳌﺼــﺒﺎحأ)واﳉﻠــﻮس(ﻋــﻦ ﻋﺒــﺪ اﷲ ﺑــﻦ ﺑﺴــﺮ ﻗــﺎل اﻫــﺪﻳﺖ ﻟﻠﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ‬
‫وﺳﻠﻢ ﺷـﺎة ﻓﺠﺜـﺎ ﻋﻠـﻰ رﻛﺒﺘﻴـﻪ ﻳﺄﻛـﻞ ﻓﻘـﺎل اﻋـﺮاﰊ ﻣـﺎ ﻫـﺬﻩ اﳉﻠﺴـﺔ ﻓﻘـﺎل ان‬
‫اﷲ ﺟﻌﻠﲏ ﻋﺒﺪا ﻛﺮﳝـﺎ وﱂ ﳚﻌﻠـﲏ ﺟﺒـﺎرا ﻋﻨﻴـﺪا وﻣـﺎ رواﻩ ﻣﺴـﻠﻢ وﻏـﲑﻩ ﻋـﻦ اﻧـﺲ‬
‫ﺑــﻦ ﻣﺎﻟــﻚ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ اﻧــﻪ ﻗــﺎل راﻳــﺖ اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻣﻘﻌﻴــﺎ‬
‫ﻳﺎﻛﻞ ﲤﺮا واﻻﻗﻌﺎء ﻫﻮ اﳉﻠﻮس ﻋﻠـﻰ اﻻﻟﻴﺘـﲔ وﻧﺼـﺐ اﻟﺴـﺎﻗﲔب)وﺗـﺮك اﻻﻛـﻞ‬
‫ﲔت وﻗـﻮل‬ ‫ـﺐ اﻟْ ُﻤﺴْـ ِﺮﻓِ َ‬
‫ﻣﻊ اﻟﺸﺒﻊ(ﻗـﺎل ﺗﻌـﺎﱃ َوُﻛﻠُـﻮا وَاﺷْـَﺮﺑُﻮا وََﻻ ﺗُﺴْـ ِﺮﻓُﻮا إِﻧـﱠﻪُ َﻻ ُِﳛ ﱡ‬
‫ﲔ َﺷﺒِ ْﻌﻨَﺎ ِﻣ َﻦ‬ ‫ﺻﻠﱠﻰ اﻟﻠﱠﻪُ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ َو َﺳﻠﱠ َﻢ ِﺣ َ‬ ‫ﱠﱮ َ‬‫ُﰱ اﻟﻨِ ﱡ‬
‫ﺳﻴﺪة ﻋَﺎﺋِ َﺸﺔَ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻬﺎ ﺗـُﻮ ﱢَ‬
‫اﻷَ ْﺳـ َﻮَدﻳْ ِﻦ اﻟﺘﱠ ْﻤـ ِﺮ وَاﻟْ َﻤــﺎ ِء )وﻧﻴــﺔ اﻟﺘﻘــﻮى ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﺒﺎدةواﻟﺮﺿــﺎ ﺑﺎﳊﺎﺿــﺮﻣﻦ اﻟﻄﻌــﺎم‬
‫وﺗﺮك ذﻣﻪ( ﻋﻦ أﰊ ﻫﺮﻳﺮة ﻗﺎل ﻣـﺎ ﻋـﺎب اﻟﻨـﱯ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ﻃﻌﺎﻣـﺎ ﻗـﻂ‬
‫إن اﺷــﺘﻬﺎﻩ أﻛﻠــﻪ وإن ﻛﺮﻫــﻪ ﺗﺮﻛــﻪ )وﻃﻠــﺐ ﻣــﻦ ﻳﺄﻛــﻞ ﻣﻌــﻪ(ﻛــﺎن ﺳــﻴﺪﻧﺎإﺑﺮاﻫﻴﻢ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﳝﺸـﻲ اﳌﻴـﻞ واﳌﻴﻠـﲔ ﰲ ﻃﻠـﺐ ﻣـﻦ ﻳﺄﻛـﻞ ﻣﻌـﻪ )واﻣـﺎ اﻟـﱴ ﻣﻌـﻪ(اي‬
‫اﻻﻛــﻞ )ﻓﻬــﻰ(اي اﻟــﱴ ) اﻟﺒــﺪء ﺑﺎﻟﺘﺴــﻤﻴﺔ ﺟﻬ ـﺮا ﻟﻴــﺬﻛﺮ ﻏــﲑﻩ واﻻﻛــﻞ ﺑــﺎﻟﻴﻤﲎ(‬
‫ﻟﻘ ــﻮل اﻟﺮﺳ ــﻮل ﺻ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ــﻪ وﺳ ــﻠﻢ ﺳ ــﻢ اﷲ وﻛ ــﻞ ﺑﻴﻤﻴﻨ ــﻚ وﻛ ــﻞ ﳑﺎﻳﻠﻴ ــﻚ‬
‫)وﺗﺼــﻐﲑ اﻟﻠﻘﻤــﺔ( وﳛﺴــﻦ ﺗﺼــﻐﲑ اﻟﻔــﱴ ﻟﻘﻤــﺔ اﻟﻐــﺬا وﺑﻌــﺪ اﺑــﺘﻼع ﺛــﻦ واﳌﻀــﻎ‬
‫ﺟﻮد وﳛﺴﻦ ﲟﻌﲎ ﻳﻨﺪب وﻳﺴـﺘﺤﺐ ﺗﺼـﻐﲑ اﻟﻔـﱴ أي ﻛـﻞ آﻛـﻞ ﻣـﻦ ذﻛـﺮ‬
‫وأﻧﺜﻰ ﺻﻐﲑ وﻛﺒﲑ ﻟﻘﻤﺔ اﻟﻐﺬا أي ﻟﻘﻢ ﻣـﺎ ﻳﺘﻐـﺬى ﺑـﻪ واﺟـﺎدة ﻣﻀـﻐﻬﺎ )وﺗـﺮك‬
‫ﻣﺪﻳـﺪﻩ(اي ﺑَ َﺴـﻄَﻬَﺎ اﱃ ﻏﲑﻫــﺎ(اي اﻟﻠﻘﻤــﺔ )ﻗﺒــﻞ اﻟﻔـﺮاغ ﻣﻨﻬــﺎ واﻻﻛــﻞ ﳑﺎﻳﻠﻴــﻪ اﻻ‬

‫أ‬
‫اﲢﺎف اﻟﺴﺎدة اﳌﺘﻘﲔ اﻟﺰﺑﻴﺪي‬
‫ب‬
‫ﺷﺮح ﳌﺴﻠﻢ ‪ ١٣‬اﻟﻨﻮوي ‪١٨٨‬‬
‫ت‬
‫اﻷﻋﺮاف‪٣١‬‬
‫ﰱ اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ(ﻓﻠـﻪ أن ﳚﻴـﻞ ﻳـﺪﻩ ﻓﻴﻬـﺎ وﻻ ﻳﻀـﻊ ﻋﻠـﻰ اﳋﺒـﺰ ﻗﺼـﻌﺔ وﻻ ﻏﲑﻫـﺎ إﻻ‬
‫ﻣــﺎ ﻳﺆﻛــﻞ ﺑــﻪ )وان ﻻﻳــﻨﻔﺦ ﰱ اﻟﻄﻌــﺎم(وﻗــﺎل ا ﻟﻌﻼﻣــﺔ اﳌﻨــﺎوي رﲪــﺔ اﻟﻄﻌــﺎم اﷲ‬
‫واﻟﻨﻔﺦ ﰲ اﻟﻄﻌﺎم اﳊﺎر ﻳﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺠﻠﺔ اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟ ﱠﺸﺮَﻩ وﻋﺪم اﻟﺼـﱪ وﻗﻠـﺔ‬
‫اﳌــﺮوءة )وان ﻻﻳﻘﻄﻌــﻪ ﺑﺎﻟﺴــﻜﲔ(ﻋــﻦ أم ﺳــﻠﻤﺔ أن اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ‬
‫ﻗــﺎل ﻻ ﺗﻘﻄﻌ ـﻮا اﳋﺒــﺰ ﺑﺎﻟﺴــﻜﲔ ﻛﻤــﺎ ﺗﻘﻄﻌــﻪ اﻷﻋــﺎﺟﻢ ‪ ،‬وإذا أراد أﺣــﺪﻛﻢ أن‬
‫ﻳﺄﻛــﻞ اﻟﻠﺤــﻢ ﻓــﻼ ﻳﻘﻄﻌــﻪ ﺑﺎﻟﺴــﻜﲔ وﻟﻜــﻦ ﻟﻴﺄﺧــﺬﻩ ﺑﻴــﺪﻩ ﻓﻠﻴﻨﻬﺸــﻪ ﺑﻔﻴــﻪ ﻓﺈﻧــﻪ‬
‫أﻫﻨــﺄ وأﻣـﺮأأ )وان ﻻﳝﺴــﺢ ﻳــﺪﻩ ﺑــﻪ( اي اﻟﻄﻌــﺎم) وان ﻻﳚﻤــﻊ ﺑــﲔ اﻟﺘﻤــﺮ واﻟﻨــﻮى‬
‫ﻀـﻌُﻪُ ﻣِـ ْﻦ ﻓِﻴـ ِﻪ َﻋﻠَـﻰ ﻇَﻬْـ ِﺮ َﻛ ﱢﻔـ ِﻪ ‪ ،‬ﰒُﱠ‬ ‫ﰱ اﻧـﺎء(اي ﻃَﺒَ ٍـﻖ وََﻻ َْﳚ َﻤﻌُـﻪُ ِﰲ َﻛ ﱢﻔـ ِﻪ ﺑَـ ْﻞ ﻳَ َ‬
‫ـﻚ اﻟﻨﱠ ـﻮَى‬ ‫ِﺢ اﻟْ َﻌﺠَـ ُﻢ ﺑِﺎﻟﺘﱠ ْﺤ ِﺮﻳ ِ‬ ‫َﺎل اﺑْ ُﻦ ُﻣ ْﻔﻠ ٍ‬‫ﻳـُْﻠﻘِﻴ ِﻪ ‪َ ،‬وَﻛﺬَا ُﻛ ﱡﻞ ﻣَﺎ ﻟَﻪُ َﻋ َﺠ ٌﻢ َوﺛـُ ْﻔ ٌﻞ‪ .‬ﻗ َ‬
‫ـﺐ‬‫ﺼٍ‬ ‫ﺼـﺒَ ٍﺔ َوﻗَ َ‬ ‫َاﺣـ َﺪةُ َﻋ َﺠﻤَـﺔٌ ِﻣﺜْـ ُﻞ ﻗَ َ‬ ‫ـﺐ اﻟْﻮ ِ‬ ‫ُﻮل ﻛَﺎﻟﱠﺰﺑِﻴ ِ‬ ‫ْف َﻣﺄْﻛ ٍ‬ ‫َوُﻛ ﱡﻞ ﻣَﺎ ﻛَﺎ َن ِﰲ ﺟَﻮ ِ‬
‫ﻀـ ـ ﱢﻢ اﻟﺜﱠ ــﺎ ِء اﻟْ ُﻤﺜَـﻠﱠﺜَـ ـ ِﺔ‬
‫ﲔ وَاﻟﺜﱡـ ْﻔـ ـ ُﻞ ﺑِ َ‬ ‫ـﻮل َﻋ ْﺠـ ـ ٌﻢ ﺑِﺎﻟﺘﱠ ْﺴـ ـ ِﻜ ِ‬ ‫ـﻮب اﻟْﻌَﺎ ﱠﻣـ ـﺔُ ﺗَـ ُﻘ ـ ُ‬‫ـﺎل ﻳَـ ْﻌ ُﻘ ـ ُ‬
‫ﻗَ ـ َ‬
‫َو ُﺳـﻜُﻮ ِن اﻟْ َﻔــﺎ ِء َﻣــﺎ ﺛَـ ُﻘـ َﻞ ِﻣـ ْﻦ ُﻛـ ﱢﻞ َﺷـ ْـﻲ ٍء )وان ﻻﻳﺸــﺮب اﳌــﺎء اﻻ ﻋﻨــﺪ اﻻﺣﺘﻴــﺎج‬
‫اﻟﻴــﻪ واﻣــﺎ اﻟــﱴ ﺑﻌــﺪﻩ ﻓﻬــﻰ( اﻻﻛــﻞ ﻋﻨــﺪ اﳉ ـﻮع و )اﻟﻘﻴــﺎم(اي اﻟﻮﻗــﻒ )ﻗﺒــﻞ‬
‫اﻟﺸﺒﻊ (وﻏﺴﻞ اﻟﻴﺪﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﻟﻌﻘﻬﻤﺎ واﻟﺘﻘﺎط اﻟﻔﺘﺎت( و ﻗﺎل اﻟﺒﺨﺎري رﲪـﻪ اﷲ‬
‫ِﻳﻞ ﰒ روى َﻋـ ْﻦ‬ ‫ﺼـﻬَﺎ ﻗَـْﺒـ َﻞ أَ ْن ﲤُْﺴَـ َﺢ ﺑِﺎﻟْ ِﻤْﻨـﺪ ِ‬ ‫ﺻـﺎﺑِ ِﻊ َوَﻣ ﱢ‬ ‫ﰲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﺑَﺎب ﻟَﻌ ِْﻖ ْاﻷَ َ‬
‫ـﺎل إِذَا أَ َﻛـ َﻞ أَ َﺣـ ُﺪ ُﻛ ْﻢ ﻓَـ َـﻼ ﳝَْ َﺴـ ْﺢ‬ ‫ﺻـﻠﱠﻰ اﻟﻠﱠـﻪُ َﻋﻠَْﻴـ ِﻪ َو َﺳـﻠﱠ َﻢ ﻗَـ َ‬ ‫ـﱯ َ‬ ‫ـﺎس أَ ﱠن اﻟﻨﱠـِ ﱠ‬
‫اﺑْـ ِﻦ َﻋﺒﱠـ ٍ‬
‫ﻳَـ َﺪﻩُ َﺣـ ﱠـﱴ ﻳَـْﻠ َﻌ َﻘ َﻬــﺎ أ َْو ﻳـُْﻠﻌِ َﻘ َﻬــﺎ وﻛــﺬا رواﻩ ﻣﺴــﻠﻢ وﻗــﺎل اﻟﻨــﻮوي رﲪــﻪ اﷲ َوﻗـ َْﻮﻟــﻪ‬
‫ﺻـﻠﱠﻰ اﻟﻠﱠــﻪ َﻋﻠَْﻴـ ِﻪ َو َﺳـﻠﱠ َﻢ ﻳَـْﻠﻌَﻘ َﻬــﺎ أ َْو ﻳـُْﻠﻌِﻘ َﻬــﺎ َﻣ ْﻌﻨَــﺎﻩُ وَاﻟﻠﱠـﻪُ أَ ْﻋﻠَــﻢ َﻻ ﳝَْ َﺴــﺢ ﻳَــﺪﻩ‬ ‫َ‬
‫ـﻚ َﻛﺰَْو َﺟ ـ ٍﺔ‬ ‫َﺣـ ﱠـﱴ ﻳَـْﻠﻌَﻘ َﻬــﺎ ﻓَـِﺈ ْن َﱂْ ﻳَـ ْﻔ َﻌــﻞ ﻓَ َﺤـ ﱠـﱴ ﻳـُْﻠﻌِﻘ َﻬــﺎ َﻏـ ْـﲑﻩ ِﳑﱠـ ْﻦ َﻻ ﻳَـﺘَـ َﻘـﺬﱠر َذﻟِـ َ‬

‫أ‬
‫ﳎﻤﻊ اﻟﺰاوﺋﺪ وﻣﻨﺒﻊ اﻟﻔﻮاﺋﺪﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﰊ ﺑﻜﺮ اﳍﻴﺜﻤﻲ‬
‫ِﻚ وََﻻ ﻳَـﺘَـ َﻘـ ﱠﺬرُو َن َوَﻛـﺬَا َﻣـ ْﻦ َﻛــﺎ َن ِﰲ‬ ‫َوﺟَﺎ ِرﻳَـ ﺔ وََوﻟَــﺪ َو َﺧــﺎدِم ُِﳛﺒﱡﻮﻧَـﻪُ َوﻳَـْﻠﺘَـﺬﱡو َن ﺑِـ َﺬﻟ َ‬
‫َﻣ ْﻌﻨَﺎ ُﻫ ْﻢ َﻛﺘِْﻠﻤِﻴ ٍﺬ ‪َ ,‬وَﻛﺬَا ﻟ َْﻮ أَﻟْﻌَﻘﻬَـﺎ ﺷَـﺎة وَﳓَْﻮﻫَـﺎ اﻧﺘﻬـﻰ وروى ﻣﺴـﻠﻢ وأﺑـﻮ داود‬
‫ﺻﻠﱠﻰ اﻟﻠﱠﻪُ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ َوﺳَـﻠﱠ َﻢ ﻛَـﺎ َن إِذَا أَﻛَـ َﻞ ﻃَﻌَﺎ ًﻣـﺎ‬ ‫ُﻮل اﻟﻠﱠ ِﻪ َ‬ ‫َﺲ أَ ﱠن َرﺳ َ‬ ‫واﻟﱰﻣﺬي َﻋ ْﻦ أَﻧ ٍ‬
‫َﺖ ﻟُْﻘ َﻤ ـﺔُ أَ َﺣ ـ ِﺪ ُﻛ ْﻢ ﻓَـْﻠ ـﻴُ ِﻤ ْﻂ َﻋْﻨـ َﻬ ــﺎ‬
‫ـﺎل إِذَا َﺳ ـ َﻘﻄ ْ‬‫ـﺎل َوﻗَـ َ‬ ‫ث ﻗَـ َ‬ ‫ﺻــﺎﺑِ َﻌﻪُ اﻟ ـﺜ َﱠﻼ َ‬
‫ﻟَﻌِ ـ َﻖ أَ َ‬
‫ـﺎل ﻓَـِﺈﻧﱠ ُﻜ ْﻢ‬ ‫ُﺖ اﻟْ َﻘﺼْـ َﻌﺔَ ﻗَ َ‬ ‫ْاﻷَذَى َوﻟْﻴَﺄْ ُﻛْﻠﻬَﺎ وََﻻ ﻳَـ َﺪ ْﻋﻬَﺎ ﻟِﻠﺸﱠـْﻴﻄَﺎ ِن َوأََﻣَﺮﻧَـﺎ أَ ْن ﻧَﺴْـﻠ َ‬
‫ﺼـﻌَﺔ َﻣ ْﻌﻨَــﺎﻩُ ﳕَْ َﺴــﺤﻬَﺎ َوﻧَـﺘَﺘَﺒﱠــﻊ َﻣــﺎ‬ ‫ي ﻃَ َﻌــﺎ ِﻣ ُﻜ ْﻢ اﻟْﺒَـَﺮَﻛـﺔُ ﻧَ ْﺴـﻠُﺖ اﻟْ َﻘ ْ‬‫َﻻ ﺗَـ ْﺪرُو َن ِﰲ أَ ﱢ‬

‫واﻟﻮﺳﻄﻰ وﻟﻮ اﺣﺘﺎج إﱃ اﻷﻛﻞ ﺑـﺄﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ أو ﺑـﺎﻟﻜﻒ ﻛﻠﻬـﺎ ﻓـﻼ ﺣـﺮج‬
‫ﺻـﻠﱠﻰ اﻟﻠﱠـﻪُ َﻋﻠَْﻴـ ِﻪ‬ ‫ُﻮل اﻟﻠﱠ ِﻪ َ‬ ‫َﺎل ﻛَﺎ َن َرﺳ ُ‬ ‫ِﻚ ﻗ َ‬ ‫ْﺐ ﺑْ ِﻦ ﻣَﺎﻟ ٍ‬ ‫ﻋﻠﻴﻪ وروى ﻣﺴﻠﻢ َﻋ ْﻦ َﻛﻌ ِ‬
‫ﺻــﺎﺑِ َﻊ َوﻳَـْﻠ َﻌـ ُﻖ ﻳَـ َﺪﻩُ ﻗَـْﺒـ َﻞ أَ ْن ﳝَْ َﺴـ َﺤﻬَﺎ واﻟﻠﻌــﻖ ﻳﻌــﲏ اﳌــﺺ‬ ‫َو َﺳـﻠﱠ َﻢ ﻳَﺄْ ُﻛـ ُﻞ ﺑِـﺜ ََﻼ ِث أَ َ‬
‫أن ﲤﺺ اﻷﺻﺒﻊ أو اﻟﻜﻒ إن ﻛـﺎن أﻛـﻞ ﺷـﻴﺌﺎ ﲜﻤـﻊ ﻛﻔـﻪ ‪ ،‬وﺗﻠﺤـﺲ ﺣـﱴ ﻻ‬
‫ﻳﺒﻘﻰ ﺑﻪ أﺛﺮ ﻟﻠﻄﻌـﺎم وﻗـﺪ روى اﺑـﻦ أﰊ ﺷـﻴﺒﺔ ﰲ اﳌﺼـﻨﻒ ﻋـﻦ ﺟـﺎﺑﺮ ﻗـﺎل ﻗـﺎل‬
‫رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ إذا ﻃﻌﻢ أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻼ ﳝﺴﺢ ﻳﺪﻩ ﺣـﱴ ﳝﺼـﻬﺎ‬
‫ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻻ ﻳ ــﺪري ﰲ أي ﻃﻌﺎﻣ ــﻪ ﻳﺒ ــﺎرك ﻟ ــﻪ ﻓﻴ ــﻪ وﻗ ــﺎل اﻟﻨ ــﻮوي رﲪ ــﻪ اﷲ ِﰲ َﻫـ ـ ِﺬ ِﻩ‬
‫ْاﻷَﺣَﺎدِﻳﺚ أَﻧْـﻮَاع ِﻣ ْﻦ ُﺳﻨَﻦ ْاﻷَﻛْﻞ ِﻣْﻨـﻬَﺎ اِ ْﺳﺘِ ْﺤﺒَﺎب ﻟَﻌْﻖ اﻟْﻴَﺪ ﳏَُﺎﻓَﻈَـﺔ َﻋﻠَـﻰ ﺑَـَﺮﻛَـﺔ‬
‫ﻀـ ّﻢ إِﻟَْﻴـ َﻬــﺎ اﻟﺮﱠاﺑِ َﻌــﺔ‬
‫ﺻــﺎﺑِﻊ وََﻻ ﻳَ ُ‬ ‫اﻟﻄﱠ َﻌــﺎم َوﺗَـْﻨﻈِﻴ ًﻔــﺎ َﳍـَـﺎ وَا ْﺳـﺘِ ْﺤﺒَﺎب ْاﻷَ ْﻛــﻞ ﺑِـﺜ ََﻼ ِث أَ َ‬
‫ـﻚ ﻣِـ ْﻦ‬ ‫وَاﳋَْﺎ ِﻣﺴَﺔ إﱠِﻻ ﻟِﻌُ ْﺬ ٍر ﺑِﺄَ ْن ﻳَﻜُﻮن َﻣَﺮﻗًـﺎ َو َﻏ ْـﲑﻩ ِﳑﱠـﺎ َﻻ ﳝُْ ِﻜـﻦ ﺑِـﺜ ََﻼ ٍث َو َﻏ ْـﲑ َذﻟِ َ‬
‫ﺼﻌَﺔ َوﻏ َْﲑﻫَﺎ ‪ ,‬وَا ْﺳﺘِ ْﺤﺒَﺎب أَﻛْﻞ اﻟﻠﱡ ْﻘﻤَـﺔ اﻟﺴﱠـﺎﻗِﻄَﺔ‬ ‫ْاﻷَ ْﻋﺬَار وَا ْﺳﺘِ ْﺤﺒَﺎب ﻟَﻌْﻖ اﻟْ َﻘ ْ‬
‫ـﺖ َﻋﻠَـﻰ‬ ‫ﺑَـﻌْﺪ َﻣﺴْﺢ أَذًى ﻳُﺼِﻴﺒﻬَﺎ َﻫﺬَا إِذَا َﱂْ ﺗَـﻘَﻊ َﻋﻠَﻰ ﻣ َْﻮﺿِـﻊ َِﳒـﺲ ﻓَـِﺈ ْن َوﻗَـ َﻌ ْ‬
‫ـﺖ وََﻻ ﺑُـ ّﺪ ِﻣ ـ ْﻦ َﻏ ْﺴــﻠﻬَﺎ إِ ْن أَْﻣ َﻜ ـ َﻦ ﻓَ ـِﺈ ْن ﺗَـ َﻌ ـ ﱠﺬ َر أَﻃْ َﻌ َﻤ َﻬــﺎ‬ ‫ﻣ َْﻮ ِﺿــﻊ َِﳒــﺲ ﺗَـﻨَ ﱠﺠ َﺴـ ْ‬
‫َﺣﻴَـﻮَاﻧًــﺎ وََﻻ ﻳَـْﺘـُﺮﻛ َﻬ ــﺎ ﻟِﻠ ﱠﺸـ ـْﻴﻄَﺎ ِن َوِﻣْﻨـ َﻬ ــﺎ إِﺛْـﺒَ ــﺎت اﻟ ﱠﺸ ـﻴَﺎﻃِﲔ َوأَﻧـﱠ ُﻬـ ـ ْﻢ ﻳَ ـﺄْ ُﻛﻠُﻮ َن َوﻗَـ ـ ْﺪ‬
‫ِﻳﻞ ﻟَ ِﻜ ـ ﱠﻦ اﻟ ﱡﺴ ـﻨﱠﺔ أَ ْن‬
‫ﻀــﺎح َﻫ ـﺬَا َوِﻣْﻨـ َﻬــﺎ َﺟ ـﻮَاز َﻣ ْﺴــﺢ اﻟْﻴَــﺪ ﺑِﺎﻟْ ِﻤْﻨ ـﺪ ِ‬
‫ﺗَـ َﻘ ـ ﱠﺪ َم ﻗَﺮِﻳﺒًــﺎ إِﻳ َ‬
‫ﻳَ ُﻜــﻮن ﺑَـ ْﻌــﺪ ﻟَﻌْﻘ َﻬــﺎ اﻧﺘﻬــﻰ)وﲪــﺪ اﷲ ( ﻋــﻦ اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وآﻟــﻪ وﺳــﻠﻢ أﻧــﻪ‬
‫ﻗﺎل إن اﷲ ﻟﲑﺿﻰ ﻋﻦ اﻟﻌﺒﺪ أن ﻳﺄﻛـﻞ اﻷﻛﻠـﺔ ﻓﻴﺤﻤـﺪﻩ ﻋﻠﻴـﻪ وﻳﺸـﺮب اﻟﺸـﺮﺑﺔ‬
‫ﻓﻴﺤﻤﺪﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ واﷲ اﻋﻠﻢ‬

‫آداب اﻟﺸﺮب‬
‫)اداﺑﻪ ﻛﺜﲑة ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻨﺎول(اي أَﺧَﺬ )اﻻﻧﺎء ﺑـﺎﻟﻴﻤﻦ (وﰲ ﺣـﺪﻳﺚ ﻋﻤـﺮ رﺿـﻲ‬
‫اﷲ ﻋﻨــﻪ أن رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻗــﺎل إذا أﻛــﻞ أﺣــﺪﻛﻢ ﻓﻠﻴﺄﻛـﻞ‬
‫ﺑﻴﻤﻴﻨ ــﻪ وإذا ﺷ ــﺮب ﻓﻠﻴﺸ ــﺮب ﺑﻴﻤﻴﻨ ــﻪ ﻓ ــﺈن اﻟﺸ ــﻴﻄﺎن ﻳﺄﻛ ــﻞ ﺑﺸ ــﻤﺎﻟﻪ وﻳﺸ ــﺮب‬
‫ﺑﺸــﻤﺎﻟﻪ ﻓﺎﺋــﺪة‪ :‬إذا ﻫﻨــﺎك ﰒﱠ ﻋــﺬٌر ﳝﻨ ــﻊ ﻣــﻦ اﻷﻛــﻞ ﺑﺎﻟﻴــﺪ اﻟﻴﻤــﲎ ﻛ ــﺎﳌﺮض‬
‫واﳉﺮاﺣ ــﺔ وﳓﻮﳘـ ــﺎ ﻓ ــﻼ ﺣـ ــﺮج ﰲ اﻷﻛ ــﻞ ﺑﺎﻟﺸـ ــﻤﺎل وﻻ ﻳﻜﻠ ــﻒ اﷲ ﻧﻔ ًﺴـ ــﺎ إﻻ‬
‫وﺳﻌﻬﺎ)واﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺸﺮب(ﳊﺮص ﻋﻠـﻰ ﻧﻈﺎﻓـﺔ )واﻟﺘﺴـﻤﻴﺔ(ﳌـﺎ ورد ﻋـﻦ اﺑـﻦ‬
‫ﻋﺒﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗـﺎل ﻗـﺎل رﺳـﻮل اﷲ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ و ﺳـﻠﻢ ﻻ ﺗﺸـﺮﺑﻮا‬
‫واﺣﺪا ﻛﺸﺮب اﻟﺒﻌﲑ و ﻟﻜﻦ اﺷﺮﺑﻮا ﻣﺜﲎ و ﺛﻼث و ﲰﻮا إذا أﻧﺘﻢ ﺷـﺮﺑﺘﻢ و‬
‫اﲪــﺪوا إذا أﻧــﺘﻢ رﻓﻌــﺘﻢ ( أي اﻧﺘﻬﻴــﺘﻢ ﻣــﻦ اﻟﺸــﺮب ) واﳉﻠــﻮس(ﻋــﻦ أﰊ ﻫﺮﻳــﺮة‬
‫رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ أن اﻟﻨـﱯ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ و ﺳـﻠﻢ ﻗـﺎل ﻻ ﻳﺸـﺮﺑﻦ أﺣـﺪﻛﻢ ﻗﺎﺋﻤـﺎً‬
‫ﻓﻤــﻦ ﻧﺴــﻲ ﻓﻠﻴﺴــﺘﻘﻲأ وﻋــﻦ أﻧــﺲ وﻗﺘــﺎدة رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ ﻋــﻦ اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ‬
‫ﺎﺋﻤ ـﺎً ﻗــﺎل ﻗﺘــﺎدة ﻓﻘﻠﻨــﺎ ﻓﺎﻷﻛــﻞ‬

‫أ‬
‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ‬
‫ﻓﻘــﺎل ذاك أﺷــﺮ و أﺧﺒــﺚأ )وﻣــﺺ(اي رﺷــﻒ) اﳌــﺎء ﻻن ﻋﺒــﻪ(اي َﺷ ـ ِﺮﺑَﻪُ ﺑــﻼ‬
‫ـﺺ )ﻳﻀ ــﺮ اﻟﻜﺒ ــﺪ( ﻫﻮﻋﻀ ـ ـ ٌﻮ ﰲ اﳉﺎﻧ ــﺐ اﻷَﳝ ــﻦ ﻣ ــﻦ اﻟ ــﺒﻄﻦ ﲢ ــﺖ‬ ‫ﺗ ــﻨﻔﱡﺲ وَﻣ ـ ﱟ‬
‫ـﺎﺋﻒ ِﻋـ ﱠﺪةٌ أَﻇﻬُﺮﻫـﺎ إِﻓـﺮاز اﻟﺼـﻔﺮاء )ﻗـﺎل اﻟﻨـﱮ ﺻـﻠﻰ اﷲ‬‫اﳊﺠﺎب اﳊﺎﺟﺰ ﻟﻪ وﻇ ُ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻣﺼﻮا اﳌـﺎء ﻣﺼـﺎ وﻻﺗﻌﺒـﻮﻩ ﻋﺒـﺎ( ﻳﻌـﲏ اﻹﻧﺴـﺎن اﳌـﺎء ﻗـﺪ ﻳﻜـﻮن ﺑـﺎرد‬
‫اﺛﻨ ــﺎن أو ﺛﻼﺛ ــﺔ ﻓ ــﺈذا ﺷ ـﺮﺑﻪ ﻏﺒ ـﺎً اﻧﺘﻘ ــﻞ اﳌ ــﺎء إﱃ ﺟﻮﻓ ــﻪ ﻣﺒﺎﺷ ــﺮة واﳉ ــﻮف ﺳ ــﺒﻊ‬
‫وﺛﻼﺛــﻮن ﺣﺮارﺗــﻪ ﻫــﺬا اﻟﻔــﺮق اﳊ ـﺮاري ﳛــﺪث ﺻــﺪﻣﺔ ﻫــﻲ ﻫﻨ ـﺎك ﻋﺼــﺐ اﲰــﻪ‬
‫اﻟﻌﺼــﺐ اﳊــﺎﺋﺮ اﳌــﺒﻬﻢ ﻫــﺬا اﻟﻌﺼــﺐ ﺑــﲔ اﻟﻘﻠــﺐ واﻟ ـﺮﺋﺘﲔ وﻳﻮﺟــﺪ اﺛﻨﺘــﺎ ﻋﺸــﺮة‬
‫ﺣﺎﻟــﺔ ﰲ اﻟﻌــﺎﱂ ﻣــﻮت ﻣﻔــﺎﺟﻰء ﻣــﻦ ﺷــﺮب اﳌــﺎء اﻟﺒــﺎرد دﻓﻌــﺔ واﺣ ـﺪة اﻟﻌﺼ ـﺐ‬
‫ﻣﺘﺼﻞ ﺑـﲔ اﳌﻌـﺪة واﻟﻘﻠـﺐ اﲰـﻪ اﻟﻌﺼـﺐ اﳌـﺒﻬﻢ أو اﻟﻌﺼـﺐ اﳊـﺎﺋﺮ اﺳـﺄﻟﻮا ﻋﻨـﻪ‬
‫اﻷﻃﺒــﺎء ﻳﻌﺮﻓﻮﻧــﻪ ﻫــﺬا اﻟﻌﺼــﺐ إﱃ اﻵن ﱂ ﺗﻌــﺮف وﻇﻴﻔﺘــﻪ ﺑﻌــﺪ إﻻ أﻧــﻪ ﻣﺘﺼــﻞ‬
‫ﺑـﲔ اﳌﻌـﺪة واﻟﻘﻠـﺐ ﻓــﺄي إﺣـﺪاث ﺗـﺄﺛﲑ ﺟـﺎد وﰲ اﳌﻌــﺪة رﲟـﺎ اﻧﺘﻘـﻞ ﻫـﺬا اﻟﺘــﺄﺛﲑ‬
‫)وﻣﻨﻬــﺎ اﻟﺸــﺮب ﰱ ﺛﻼﺛــﺔ اﻧﻔ ـﺎس ﻳﺴــﻤﻰ ﰱ ﻛــﻞ‬ ‫إﱃ اﻟﻘﻠــﺐ‬
‫واﺣﺪ ﳛﻤﺪ ﰱ اﺧﺮﻩ وﻻﻳﺘﻨﻔﺲ ﰱ اﻻﻧـﺎء وﻻ ﻳﺘﺠﺸـﺄ(اي ﳜـﺮج ﻣـﻦ ﻓﻤـﻪ ﺻـﻮﺗًﺎ‬
‫ﻣﻊ رﻳﺢ ﻋﻨﺪ اﻟ ﱢﺸﺒَﻊ )ﻓﻴﻪ (اي اﻻﻧـﺎء )واذا ﺷـﺮب واراد ان ﻳﺴـﻘﻰ ﻏـﲑﻩ ﻓﻠﻴﻘـﺪم‬
‫ﻣــﻦ ﻋﻠــﻰ ﳝﻴﻨــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻣــﻦ ﺑﻴﺴــﺎرﻩ وﻟــﻮ ﻛــﺎن اﻓﻀــﻞ ﻻن اﻟﻨــﱮ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ‬
‫وﺳﻠﻢ ﺳﻘﻰ اﻋﺮاﺑﻴﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﳝﻴﻨﻪ ﻗﺒﻞ اﰉ ﺑﻜﺮ وﻋﻤـﺮ رﺿـﻰ اﷲ ﻋﻨﻬﻤـﺎ وﻗـﺎل‬
‫اﻻﳝﻦ ﻓﺎﻻﳝﻦ( أي ﻳﻘﺪم ﻣﻦ ﻋﻠـﻰ ﳝـﲔ اﻟﺸـﺎرب ﰲ اﻟﺸـﺮب ﰒ اﻟـﺬي ﻋـﻦ ﳝـﲔ‬
‫ـﺲ‬
‫ـﺪل ﻋﻠﻴــﻪ ﺣــﺪﻳﺚ أَﻧَـ ِ‬ ‫اﻟﺜــﺎﱐ وﻫﻠــﻢ ﺟـﺮا وﻫــﺬا ﻣﺴــﺘﺤﺐ ﻋﻨــﺪ اﳉﻤﻬــﻮرب و ﻳـ ّ‬

‫أ‬
‫رواﻩ ﻣﺴﻠﻢ و اﻟﱰﻣﺬي‬
‫ب‬
‫ﻓﺘﺢ اﻟﺒﺎري ﺷﺮح ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎري‬
 ‫ـﻮل اﻟﻠّـ ِﻪ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ِﰲ دَا ِرﻧَـﺎ‬ ‫ﺑـﻦ ﻣﺎﻟـﻚ رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﻗـﺎل أَﺗَﺎﻧَـﺎ َر ُﺳ ُ‬
‫ـﻮل‬
‫ـﺖ َر ُﺳـ َ‬ ‫ـﺎل ﻓَﺄَ ْﻋﻄَْﻴـ ُ‬‫ﻓَﺎ ْﺳﺘَ ْﺴـ َﻘﻰ ﻓَ َﺤﻠَْﺒـﻨَــﺎ ﻟَـﻪُ َﺷــﺎ ًة ﰒُﱠ ُﺷـْﺒﺘُﻪُ ِﻣـ ْﻦ َﻣــﺎ ِء ﺑِْﺌـﺮِي َﻫـ ِﺬ ِﻩ ﻗَـ َ‬
‫ـﻮل اﻟﻠّـ ِﻪ َوأَﺑـُـﻮ ﺑَ ْﻜـ ٍﺮ َﻋـ ْﻦ ﻳَ َﺴــﺎ ِرِﻩ َوﻋُ َﻤـُﺮ‬
‫ـﺮب َر ُﺳـ ُ‬ ‫اﻟﻠّـ ِﻪ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ‪ ،‬ﻓَﺸـ َ‬
‫ـﺎل ﻋُ َﻤـُﺮ َﻫـﺬَا أَﺑـُـﻮ‬ ‫ـﻮل اﻟﻠّـ ِﻪ ِﻣـ ْﻦ ﺷـﺮﺑِِﻪ ﻗَـ َ‬
‫غ َر ُﺳـ ُ‬ ‫َاﰊ َﻋـ ْﻦ ﳝَِﻴﻨِـ ِﻪ ﻓَـﻠَ ﱠﻤــﺎ ﻓَ ـَﺮ َ‬‫ِوﺟَﺎ َﻫـﻪُ َوأَ ْﻋـﺮِ ﱞ‬
‫َك أَﺑَـﺎ ﺑَﻜْـ ٍﺮ َوﻋُﻤَـَﺮ‬ ‫َاﰊ َوﺗَـﺮَ‬
‫ُﻮل اﻟﻠّ ِﻪ اﻷَ ْﻋـﺮِ ﱠ‬
‫ُﻮل اﻟﻠّ ِﻪ ﻳُﺮِﻳ ِﻪ إﻳﱠﺎﻩُ‪ ،‬ﻓَﺄَ ْﻋﻄَﻰ َرﺳ ُ‬ ‫ﺑَ ْﻜ ٍﺮ ﻳَﺎ َرﺳ َ‬
‫ﺲ‬‫ـﺎل أَﻧَـ ٌ‬‫ـﻮل اﻟﻠّـ ِﻪ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ اﻷَﳝَْﻨُــﻮ َن اﻷَﳝَْﻨُــﻮ َن اﻷَﳝَْﻨُــﻮ َن ﻗَـ َ‬ ‫ـﺎل َر ُﺳـ ُ‬ ‫َوﻗَـ َ‬
‫ْﻞ ﺑــﻦ ﺳــﻌﺪ‬ ‫رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ ﻓَـ ْﻬ ـ َﻲ ُﺳ ـﻨﱠﺔٌ ﻓَـ ْﻬ ـ َﻲ ُﺳ ـﻨﱠﺔٌ ﻓَـ ْﻬ ـ َﻲ ُﺳ ـﻨﱠﺔأ وﺣــﺪﻳﺚ َﺳ ـﻬ ِ‬
‫اب‬‫ـﻮل اﻟﻠّ ـ ِﻪ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ أُِﰐَ ﺑِﺸ ـﺮ ٍ‬ ‫ي رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ أَ ﱠن َر ُﺳـ َ‬ ‫اﻟ ﱠﺴــﺎ ِﻋ ِﺪ ﱢ‬
‫ـﺎل ﻟِْﻠﻐُـﻼَِم أَﺗَـﺄْ َذ ُن ِﱄ أَ ْن‬ ‫ـﺮب ِﻣْﻨـﻪُ َو َﻋـ ْﻦ ﳝَِﻴﻨِـ ِﻪ ﻏُـﻼَ ٌم َو َﻋـ ْﻦ ﻳَ َﺴــﺎ ِرِﻩ أَﺷــﻴﺎ ٌخ ﻓَـ َﻘـ َ‬ ‫ﻓَﺸـ َ‬
‫ـﺎل ﻓَـﺘَـﻠﱠ ـﻪُ‬
‫ـﻚ أَ َﺣــﺪاً ﻗَـ َ‬‫ـﺎل اﻟْﻐُـﻼَ ُم ﻻَ وَاﻟﻠّ ـ ِﻪ ﻻَ أُوﺛِـُﺮ ﺑِﻨَﺼـ ِـﻴﱯ ِﻣْﻨـ َ‬ ‫أُ ْﻋ ِﻄ ـ َﻲ َﻫ ـ ُﺆﻻَِء ﻓَـ َﻘـ َ‬
‫ـﻮل اﻟﻠّـ ِﻪ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ِﰲ ﻳَـ ِﺪ ِﻩب وﻗــﺎل اﻟﻨﱠــﻮوي رﲪــﻪ اﷲ وﰲ ﻫــﺬﻩ‬ ‫َر ُﺳـ ُ‬
‫اﻷﺣﺎدﻳــﺚ ﺑﻴــﺎن ﻫ ـﺬﻩ اﻟ ﱡﺴ ـﻨﱠﺔ اﻟﻮاﺿــﺤﺔ وﻫــﻮ ﻣﻮاﻓــﻖ ﳌــﺎ ﺗﻈــﺎﻫﺮت ﻋﻠﻴــﻪ دﻻﺋــﻞ‬
‫اﻟﺸﺮع ﻣﻦ اﺳﺘﺤﺒﺎب اﻟﺘﱠﻴﺎﻣﻦ ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣـﻦ أﻧـﻮاع اﻹﻛـﺮام وﻓﻴـﻪ أن اﻷﳝـﻦ‬
‫ﰲ اﻟﺸﺮاب وﳓﻮﻩ ﻳﻘـﺪﱠم وإن ﻛـﺎن ﺻـﻐﲑاً أو ﻣﻔﻀـﻮﻻً ﻷن رﺳـﻮل اﷲ ﺻـﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻗ ـﺪﱠم اﻷﻋ ـﺮاﰊ واﻟﻐــﻼم ﻋﻠــﻰ أﰊ ﺑﻜــﺮ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ‪ ،‬وأ ﱠﻣــﺎ ﺗﻘــﺪﱘ‬
‫اﻷﻓﺎﺿﻞ‪ ،‬واﻟﻜﺒﺎر ﻓﻬـﻮ ﻋﻨـﺪ اﻟﺘﺴـﺎوي ﰲ ﺑـﺎﻗﻲ اﻷوﺻـﺎف وﳍـﺬا ﻳﻘـﺪﱠم اﻷﻋﻠـﻢ‬
‫ت‬
‫واﻷﻗﺮأ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻦ اﻟﻨﺴﻴﺐ ﰲ اﻹﻣﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﺼﻼة‬

‫أ‬
‫رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري ﺑﺮﻗﻢ ‪ ٢٥٧١‬وﻣﺴﻠﻢ ﺑﺮﻗﻢ ‪٢٠٢٩‬‬
‫ب‬
‫رواه اﻟﺑﺧﺎري ﺑرﻗم ‪ ٢٦٠٥‬وﻣﺳﻠم ﺑرﻗم ‪٢٠٣٠‬‬
‫ت‬
‫ﺷﺮح اﻟﻨﻮوي ﳌﺴﻠﻢ‬
 ‫آداب اﻟﻨﻮم‬
‫)آداب اﻟﻨﻮم( ﻫـﻮ رﺣﻠـﺔ ﻟﻠـﺮوح ﺗﻌـﺮج ﻓﻴﻬـﺎ إﱃ اﻟﺴـﻤﺎء ﺣﻴـﺚ ﻳﻘﺒﻀـﻬﺎ اﷲ إﻟﻴـﻪ‬
‫وﻳﻀﺮب اﷲ ﻟﻨﺎ ﻣﺜﻞ اﳌﻮت واﻟﺒﻌﺚ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻨﻮم واﻻﺳﺘﻴﻘﺎظ ﺣـﱴ ﻳﻘـﺮّب اﳌﻌـﲎ‬
‫إﱃ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎﻓﻴﻘﻮل ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ْﺳ ـ ُﻞ ْاﻷُ ْﺧ ـﺮَى إ َِﱃ أَ َﺟـ ٍـﻞ‬
‫ْت َوﻳـُﺮِ‬
‫ﻀــﻰ َﻋﻠَْﻴـ َﻬــﺎ اﻟْ َﻤــﻮ َ‬
‫ـﻚ اﻟﱠـ ِـﱵ ﻗَ َ‬
‫ْﺴـ ُ‬
‫ﻓَـﻴُﻤ ِ‬
‫ـﺎت ﻟَِﻘــﻮٍْم ﻳَـﺘَـ َﻔ ﱠﻜ ـﺮُونأ ﻗــﺎل اﺑــﻦ ﻛﺜــﲑ ﰲ ﺗﻔﺴــﲑﻩ ﳜــﱪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﻋــﻦ‬ ‫ـﻚ ﻵََﻳَـ ٍ‬‫َذﻟِـ َ‬
‫ﻧﻔﺴــﻪ اﻟﻜﺮﳝــﺔ ﺑﺄﻧــﻪ اﳌﺘﺼــﺮف ﰲ اﻟﻮﺟــﻮد ﲟــﺎ ﻳﺸــﺎء وأﻧــﻪ ﻳﺘــﻮﰱ اﻷﻧﻔــﺲ اﻟﻮﻓــﺎة‬
‫ﺑــﺪان واﻟﻮﻓــﺎة اﻟﺼــﻐﺮى‬
‫ﻋﻨﺪ اﳌﻨﺎم وﻗﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻒ ﻳﻘﺒﺾ أرواح اﻷﻣﻮات إذا ﻣـﺎﺗﻮا وأرواح اﻷﺣﻴـﺎء‬
‫إذا ﻧﺎﻣﻮاﻓﺘﺘﻌ ـ ﺎرف ﻣــﺎ ﺷــﺎء اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ أن ﺗﺘﻌــﺎرف ﰒ ﳝﺴــﻚ اﻟــﱵ ﻗﻀــﻰ ﻋﻠﻴﻬــﺎ‬
‫اﳌﻮت أي اﻟﱵ ﻗﺪ ﻣﺎﺗﺖ وﻳﺮﺳﻞ اﻷﺧﺮى إﱃ أﺟﻞ ﻣﺴﻤﻰ أي إﱃ ﺑﻘﻴﺔ أﺟﻠﻬﺎ‬
‫)ﻫﻰ ان ﻳﺘﻄﻬﺮ ﻣﻦ اﳊﺪث(ﻓﺈن ﻛﺎن ﻣﺘﻮﺿﺌًﺎ ﻛﻔﺎﻩ ذﻟﻚ اﻟﻮﺿﻮء ﻷن اﳌﻘﺼﻮد‬
‫اﻟﻨــﻮُم ﻋﻠــﻰ ﻃﻬــﺎرة ﳐﺎﻓــﺔ أن ﳝـﻮت ﻣــﻦ ﻟﻴﻠﺘــﻪ وﻟﻴﻜــﻮن أﺻــﺪق ﻟﺮؤﻳــﺎﻩ وأﺑﻌــﺪ ﻣــﻦ‬
‫ﺗﻠﻌﺐ اﻟﺸﻴﻄﺎن ﺑﻪ ﰲ ﻣﻨﺎﻣﻪ وﺗﺮوﻳﻌـﻪ إﻳـﺎﻩ ﻗﺎﻟـﻪ اﻟﻨـﻮوي رﲪـﻪ اﷲ و ﻓﻴـﻪ ﺣـﺪﻳﺚ‬
‫اﻟﱪاء ﺑﻦ ﻋﺎزب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﻗـﺎل ﻗـﺎل اﻟﻨـﱯ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ إذا أﺗﻴـﺖ‬
‫ﻣﻀﺠﻌﻚ ﻓﺘﻮﺿﺄ وﺿﻮءك ﻟﻠﺼﻼة وﻗﺎل اﻟﻨـﱮ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ﻣـﻦ ﺑـﺎت‬
‫ﻃــﺎﻫﺮًا ﺑــﺎت ﰲ ﺷــﻌﺎرﻩ َﻣﻠَــﻚ ﻓــﻼ ﻳﺴــﺘﻴﻘﻆ إﻻ ﻗــﺎل اﳌﻠــﻚ اﻟﻠﻬــﻢ اﻏﻔــﺮ ﻟﻌﺒــﺪك‬
‫ﻓــﻼن ) وان ﻳﻨــﺎم ﻋﻠــﻰ ﺟﻨﺒــﻪ اﻻﳝــﻦ ﻣﺴــﺘﻘﺒﻞ اﻟﻘﺒﻠــﺔ (ﻟﻌﻤــﻮم ﻗﻮﻟــﻪ ﻋﻠﻴــﻪ اﻟﺼــﻼة‬
‫واﻟﺴــﻼم ﻗﺒﻠــﺘﻜﻢ أﺣﻴــﺎءً وأﻣﻮاﺗًــﺎ ﻗــﺎل ﺑﻌﻀــﻬﻢ أي ﺗﺘﺠــﻪ ﺑﺸــﻘﻚ اﻷﳝــﻦ اﲡــﺎﻩ‬
‫اﻟﻘﺒﻠــﺔ و ﻗــﺎل ﺑﻌﻀــﻬﻢ ﲡﻌــﻞ أرﺟﻠــﻚ اﲡــﺎﻩ اﻟﻘﺒﻠــﺔ ﻫﻜــﺬا ﺑــﺎﻟﻄﻮل وﻣــﻦ أﺳ ـﺮار‬
‫أ‬
‫اﻟﻨــﻮم ﻋﻠــﻰ اﻟﺸــﻖ اﻷﳝــﻦ ﻫــﻮ أن اﻟﺮﺋــﺔ اﻟﻴﺴــﺮى وﻫــﻲ أﺻــﻐﺮ ﻣــﻦ اﻟﺮﺋــﺔ اﻟﻴﻤــﲎ‬
‫ﻓﻴﻜــﻮن اﻟﻘﻠــﺐ أﺧــﻒ ﲪـﻼً و ﺗﻜــﻮن اﻟﻜﺒــﺪ ﻣﺴــﺘﻘﺮة ﻻ ﻣﻌﻠﻘــﺔ و اﳌﻌــﺪة ﺟﺎﲦــﺔ‬
‫ﺑﻜﻞ راﺣﺘﻬﺎ و ﻳﻜﻮن أﺳﻬﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﻓﺮاغ ﻣﺎ ﺑﺪاﺧﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﻌﺎم ﺑﻌـﺪ ﻫﻀـﻤﻪ و‬
‫ﺺ اﻷَْﳝَـﻦ ﻟَِﻔﻮَاﺋِـﺪ ِﻣْﻨـﻬَـﺎ أَﻧـﱠﻪُ أَﺳْـﺮَع إ َِﱃ اﻻﻧْﺘِﺒَـﺎﻩ َوِﻣْﻨـﻬَـﺎ أَ ﱠن‬ ‫ﻗﺎل اﺑـﻦ ﺣﺠـﺮ َوﺧَـ ﱠ‬
‫اﻟْ َﻘﻠْﺐ ُﻣﺘَـ َﻌﻠﱢـﻖ إ َِﱃ ِﺟﻬَـﺔ اﻟْﻴَﻤِـﲔ ﻓَـﻼ ﻳَـﺜْـ ُﻘـﻞ ﺑِـﺎﻟﻨـﱠﻮِْم)وان ﻳﻘﺼـﺪ ﺑﻨﻮﻣـﻪ راﺣـﺔ ﺑﺪﻧـﻪ‬
‫ﻟﻴﻘــﻮى ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﺒــﺎدة(وﻗــﺎل ﺳــﻔﻴﺎن اﻟﺜــﻮري رﲪــﻪ اﷲ ورﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ ﻛــﺎﻧﻮا‬
‫ﻳﺴــﺘﺤﺒﻮن إذا ﺗﻔﺮﻏ ـﻮا أن ﻳﻨــﺎﻣﻮا ﻃﻠﺒــﺎ ﻟﻠﺴــﻼﻣﺔ ﻓــﺈذن اﻟﻨــﻮم ﻋﻠــﻰ ﻗﺼــﺪ ﻃﻠــﺐ‬
‫اﻟﺴــﻼﻣﺔ وﻧﻴــﺔ ﻗﻴــﺎم اﻟﻠﻴــﻞ ﻗﺮﺑــﺔ وأﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن ﻟــﻮ ﱂ ﻳــﻨﻢ ﻻﻧﺒﻌــﺚ ﰲ اﻟﻌﺒــﺎدة ﻣــﻦ‬
‫اﻷذﻛﺎر واﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻓﻬﺬا ﻳﻘﻈﺘﻪ ﺧﲑ ﻣـﻦ ﻧﻮﻣـﻪ ﻓـﺈذا ﻧـﺎم ﻷﺟـﻞ أن ﻳـﺬﻫﺐ ﻋﻨـﻪ‬
‫اﻟﺘﻌ ــﺐ واﻟﻜﺴ ــﻞ واﻟﺴ ــﺂﻣﺔ وﻳ ــﻨﻬﺾ إﱃ اﻟﻮﻇ ــﺎﺋﻒ واﻷذﻛـ ـﺎر ﻋﻠ ــﻰ ﻏﺎﻳ ــﺔ ﻣ ــﻦ‬
‫اﻟﻨﺸﺎط وﺻـﻔﺎء اﻟـﺬﻫﻦ واﳋـﺎﻃﺮ ﻓﻨﻮﻣـﻪ أﻳﻀـﺎ ﻋﺒـﺎدة )وان ﻳـﺬﻛﺮ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻋﻨـﺪ‬
‫ﻧﻮﻣــﻪ(ﺑ ﻘـﺮاءة آﻳــﺔ اﻟﻜﺮﺳــﻲ وﺳــﻮرة اﻹﺧــﻼص واﳌﻌــﻮذﺗﲔ ﻋــﻦ ﻋﺎﺋﺸــﺔ رﺿــﻲ اﷲ‬
‫ﻋﻨﻬﺎ أن اﻟﻨﱯ ﻛﺎن إذا أوى اﱃ ﻓﺮاﺷﻪ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﲨﻊ ﻛﻔﻴﻪ ﰒ ﻧﻔﺚ ﻓﻴﻬﻤـﺎ وﻗـﺮأ‪:‬‬
‫ﻗﻞ ﻫﻮ اﷲ أﺣﺪ‪ ،‬وﻗﻞ أﻋﻮذ ﺑﺮب اﻟﻔﻠﻖ‬
‫ﻋﻠﻰ رأﺳﻪ ووﺟﻪ وﻣﺎ أﻗﺒﻞ ﻣـﻦ ﺟﺴـﺪﻩ ﻳﻔﻌـﻞ‬
‫ذﻟﻚ ﺛـﻼث ﻣـﺮاتأ)وﺑﻌـﺪ ﻳﻘﻈﺘـﻪ( و ﻏﺴـﻞ اﻟﻴـﺪ واﻷﻧـﻒ ﻟﻘـﻮل ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ‬
‫ﺿـﺄَ أَﺣَـ ُﺪ ُﻛ ْﻢ ﻓَـْﻠﻴَ ْﺠ َﻌـ ْﻞ ِﰲ أَﻧْ ِﻔـ ِﻪ ﰒُﱠ ﻟِﻴَـْﻨﺜـُ ْـﺮ َوَﻣـ ْﻦ اﺳْـﺘَ ْﺠ َﻤَﺮ ﻓَـْﻠﻴُـﻮﺗِْﺮ َوإِذَا‬ ‫وﺳـﻠﻢ إِذَا ﺗَـ َﻮ ﱠ‬
‫ﺿ ــﻮﺋِِﻪ ﻓَ ـِﺈ ﱠن‬
‫ْﺧﻠَﻬَﺎ ِﰲ َو ُ‬ ‫ْﺴ ـ ْﻞ ﻳَ ـ َﺪﻩُ ﻗَـْﺒ ـ َﻞ أَ ْن ﻳُ ـﺪ ِ‬‫ا ْﺳ ـﺘَـْﻴـ َﻘ َﻆ أَ َﺣ ـ ُﺪ ُﻛ ْﻢ ِﻣ ـ ْﻦ ﻧـ َْﻮِﻣ ـ ِﻪ ﻓَـْﻠﻴَـﻐ ِ‬

‫أ‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ـﺖ ﻳَـ ُﺪﻩُأ) وﻗــﺪ ﻛــﺎن اﻟﻨــﱮ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ اذا‬ ‫أَ َﺣ ـ َﺪ ُﻛ ْﻢ ﻻ ﻳَـ ْﺪرِي أَﻳْ ـ َﻦ ﺑَﺎﺗَـ ْ‬
‫اﺧ ــﺬ ﻣﻀ ــﺠﻌﻪ ﻣ ــﻦ اﻟﻠﻴ ــﻞ وﺿ ــﻊ ﻳ ــﺪﻩ ﲢ ــﺖ ﺧ ــﺪﻩ ﰒ ﻳﻘ ــﻮل اﻟﻠﻬ ــﻢ ﺑﺎﲰ ــﻚ‬
‫اﺣﻴــﺎ(أي‪ :‬ﺑﺎﲰــﻚ اﻟﻠﻬــﻢ وﺑــﺬﻛﺮك أﺣﻴــﺎ)واﻣــﻮت(أي ﻋﻠــﻰ ذﻛــﺮ اﲰــﻚ أﻣــﻮت‬
‫)واذا اﺳــﺘﻴﻘﻆ ﻗــﺎل اﳊﻤــﺪ ﷲ اﻟــﺬى اﺣ ﻴﺎﻧــﺎ ﺑﻌــﺪ ﻣــﺎ اﻣﺎﺗﻨــﺎ واﻟﻴــﻪ اﻟﻨﺸــﻮر(اﳌـﺮاد‬
‫ﺑﺄﻣﺎﺗﻨﺎ اﻟﻨﻮم وأﻣﺎ اﻟﻨﺸﻮر ﻓﻬﻮ اﻹﺣﻴﺎء ﻟﻠﺒﻌﺚ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﻨﺒﻪ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ‬
‫وﺳــﻠﻢ ﺑﺈﻋــﺎدة اﻟﻴﻘﻈــﺔ ﺑﻌــﺪ اﻟﻨــﻮم اﻟــﺬي ﻫــﻮ ﻛــﺎﳌﻮت ﻋﻠــﻰ إﺛﺒــﺎت اﻟﺒﻌــﺚ ﺑﻌــﺪ‬
‫اﳌﻮت ﻗﺎل اﻟﻌﻠﻤﺎء وﺣﻜﻤﺔ اﻟـﺪﻋﺎء ﻋﻨـﺪ إرادة اﻟﻨـﻮم أن ﺗﻜـﻮن ﺧﺎﲤـﺔ أﻋﻤﺎﻟـﻪ‬
‫ﻛﻤــﺎ ﺳــﺒﻖ وﺣﻜﻤﺘــﻪ إذا أﺻــﺒﺢ أن ﻳﻜــﻮن أول ﻋﻤﻠــﻪ ﺑــﺬﻛﺮ اﻟﺘﻮﺣﻴــﺪ واﻟﻜﻠــﻢ‬
‫ب‬
‫اﻟﻄﻴﺐ‬
‫واﷲ اﻋﻠﻢ‬
‫آداب اﳌﺴﺠﺪ‬
‫اﳌﺴ ــﺠﺪ ﻟﻐ ــﺔ ﻣﻮﺿ ــﻊ اﻟﺴ ــﺠﻮد وﺷ ــﺮﻋﺎً ﻛ ــﻞ ﻣ ــﺎ أﻋ ــﺪ ﻟﻴ ــﺆدي ﻓﻴ ــﻪ اﳌﺴ ــﻠﻤﻮن‬
‫اﻟﺼﻠﻮات اﳋﻤﺲ ﲨﺎﻋﺔوﻗﺪ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ أم ﻣﻦ ﻫﺬا ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻓﻴـﺎ ﻳﺘﺨـﺬﻩ‬
‫اﻹﻧﺴــﺎن ﰲ ﺑﻴﺘــﻪ ﻟﻴﺼــﻠﻲ ﻓﻴــﻪ اﻟﻨﺎﻓﻠــﺔ أو ﻟﻴﺼــﻠﻲ ﻓﻴــﻪ اﻟﻔﺮﻳﻀــﺔ ﻋﻨــﺪ اﻟﻌﺠــﺰ ﻋــﻦ‬

‫وﻏﲑﻩ ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ))أﻋﻄﻴﺖ ﲬﺴـﺎً ﱂ‬
‫ﻳﻌﻄﻬـﻦ أﺣـﺪ ﻗﺒﻠــﻲ ﻧﺼـﺮت ﺑﺎﻟﺮﻋــﺐ ﻣﺴـﲑة ﺷــﻬﺮ وﺟﻌﻠـﺖ ﱄ اﻷرض ﻣﺴــﺠﺪاً‬
‫وﻃﻬﻮراً ﻓﺄﳝﺎ رﺟـﻞ ﻣـﻦ أﻣـﱵ أدرﻛﺘـﻪ اﻟﺼـﻼة ﻓﻠﻴﺼـﻞ) اﳌﺴـﺎﺟﺪ ﺑﻴـﻮت اﷲ( ﻟﻘـﺪ‬
‫َﻋﻈﱠـ ﻢ اﻹﺳـﻼ ُم اﳌﺴـﺠﺪ وأﻋﻠـﻰ ﻣﻜﺎﻧﺘَـﻪ ورﺳﱠـ َﺦ ﰲ اﻟﻨﻔـﻮس ﻗﺪﺳـﻴﺘَﻪ ﻓﺄﺿــﺎﻓﻪ اﷲُ‬

‫أ‬
‫ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫ﺷرح اﻟﻧووي ﻋﻠﻰ ﻣﺳﻠم اﻟﺷﯾﺦ ﯾﺣﯾﻲ ﺑن ﺷرف أﺑو زﻛرﯾﺎ اﻟﻧووي‬
‫ب‬
 ‫َﺎﺟ َﺪ ﻟِﻠﱠ ِﻪ ﻓ ََﻼ ﺗَ ْﺪﻋُﻮا َﻣـ َﻊ‬ ‫ﻳﻒ وﺗﻜﺮﱘ ﻓﻘﺎل ﺗﻌﺎﱃ َوأَ ﱠن اﻟْ َﻤﺴ ِ‬ ‫ﺗﻌﺎﱃ إﻟﻴﻪ إﺿﺎﻓﺔَ ﺗﺸﺮ ٍ‬
‫( ﻗــﺎل اﻻﻣــﺎم اﻟﻨــﻮوي ﰲ ﺷــﺮح ﻣﺴــﻠﻢ وﻣﻌﻨــﺎﻩ‬ ‫اﻟﻠﱠ ـ ِﻪ أَ َﺣ ـﺪًاأ )‬
‫ﺷﺪﻳﺪ اﳊﺐ ﳍﺎ واﳌﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﻫـ ﻗﺎل اﳌﻨـﺎوي ﰲ ﻓـﻴﺾ اﻟﻘـﺪﻳﺮ ﻋﻨـﺪ‬
‫ﺷﺮح ﻗﻮﻟﻪ إذا ﺧﺮج ﻣﻨﻪ ﺣﱴ ﻳﻌﻮد إﻟﻴﻪ ﻛﲎ ﺑﻪ ﻋﻦ اﻟﱰدد إﻟﻴـﻪ ﰲ ﲨﻴـﻊ أوﻗـﺎت‬
‫اﻟﺼـﻼة ﻓـﻼ ﻳﺼـﻠﻲ ﺻـﻼة إﻻ ﰲ اﳌﺴـﺠﺪ وﻻ ﳜـﺮج ﻣﻨـﻪ إﻻ وﻫـﻮ ﻳﻨﺘﻈـﺮ أﺧــﺮى‬
‫ﻟﻴﻌ ــﻮد ﻓﻴﺼ ــﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴ ــﻪ ﻓﻬ ــﻮ ﻣ ــﻼزم ﻟﻠﻤﺴ ــﺠﺪ ﺑﻘﻠﺒ ــﻪ ﻓﻠ ــﻴﺲ اﳌـ ـﺮاد دوام اﳉﻠ ــﻮس‬
‫ﻓﻴﻬﺎﻫـ) اﻇﻠﻪ اﷲ ﰱ ﻇﻠﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻛﻤﺎ ﰱ اﳊـﺪﻳﺚ(ﻋـﻦ أﰊ ﻫﺮﻳـﺮَة رﺿـﻲ اﷲ‬
‫ﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻗﺎل َﺳْﺒـ َﻌﺔٌ ﻳُ ِﻈﻠﱡﻬُـ ُﻢ اﷲ ﰲ ِﻇﻠﱢـ ِﻪ ﻳـﻮَم ﻻ ِﻇـ ﱠﻞ‬ ‫ﻋﻨﻪ ﻋﻦ اﻟﻨ ﱢ‬
‫ـﺎب ﻧَ َﺸـ ـﺄَ ﰲ ِﻋﺒ ــﺎدة اﷲ ﺗﻌـ ـﺎﱃ وَر ُﺟـ ـ ٌﻞ ﻗَـْﻠﺒُــﻪ ُﻣ َﻌﻠﱠـ ـ ٌﻖ‬ ‫ِل‪ ،‬وﺷ ـ ﱞ‬ ‫إِﻻ ِﻇﻠﱡـ ـﻪُ‪ :‬إِﻣ ــﺎ ٌم ﻋ ــﺎد ٌ‬
‫ﺑﺎﳌﺴﺎﺟﺪ‪ ،‬وَرﺟُﻼ ِن ﲢََﺎﺑﱠﺎ ﰲ اﷲ‪ :‬ا ْﺟﺘَ َﻤ َﻌـﺎ ﻋﻠﻴـﻪ وﺗَـ َﻔﱠﺮﻗَـﺎ ﻋﻠﻴـﻪ ورﺟـ ٌﻞ َد َﻋْﺘـﻪ اﻣـﺮأةٌ‬
‫ﺼ َﺪﻗَﺔٍﻓﺄَ ْﺧﻔَﺎﻫَﺎ ﺣ ﱠـﱴ‬ ‫ََﺎل ﻓﻘﺎل إِﱐ أَﺧﺎف اﷲ ورﺟ ٌﻞ ﺗﺼﺪﱠق ﺑ َ‬ ‫ِﺐ وﲨ ٍ‬ ‫ذات َﻣْﻨﺼ ٍ‬ ‫ُ‬
‫َﺖ َﻋْﻴـﻨَـﺎﻩُب )ﻓﻴﻄﻠـﺐ‬ ‫ﻻ ﺗَـ ْﻌﻠَ َﻢ ِﴰَﺎﻟُﻪ ﻣﺎ ﺗـُْﻨ ِﻔ ُﻖ ﳝَِﻴﻨُﻪ ورﺟ ٌﻞ ذَ َﻛَﺮ اﷲ ﺧﺎﻟﻴًﺎ ﻓَـﻔَﺎﺿ ْ‬
‫اﳌﺸــﻰ اﻟﻴﻬــﺎ ﺑﺎﺷــﺘﻴﺎق(اي رﻏــﺐ) ﻣــﻊ اﻟﺴــﻜﻴﻨﺔ واﻟﻮﻗــﺎر(وﻗــﺎل اﻻﻣــﺎم اﻟﻨــﻮوي‬
‫اﻟﻈ ــﺎﻫﺮ أن ﺑﻴﻨﻬﻤ ــﺎ ﻓﺮﻗ ــﺎ وأن اﻟﺴ ــﻜﻴﻨﺔ اﻟﺘ ــﺄﱐ ﰲ اﳊﺮﻛ ــﺎت واﺟﺘﻨ ــﺎب اﻟﻌﺒ ــﺚ‬
‫واﻟﻮﻗــﺎر ﰲ اﳍﻴﺌــﺔ ﻛﻐــﺾ اﻟﺒﺼــﺮ وﺧﻔــﺾ اﻟﺼــﻮت وﻋــﺪم اﻻﻟﺘﻔــﺎت )ودﺧﻮﳍــﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﻴﻤﲎ ﻣﻊ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﻧﻌﻠﻴﻪ ﺧﺎرﺟﻬﺎ(اﺳﺘﺤﺒﺎب ﺗﻘﺪﱘ اﻟﻴﻤﲔ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺑﺎب‬
‫اﻟﺘﻜﺮﱘ ‪ ،‬وﺗﻘﺪﱘ اﻟﻴﺴﺎر ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ اﻷذى و ﻗﺎل اﻟﻨﻮوي رﲪﻪ اﷲ ﰲ ﺷﺮح‬
‫ﻣﺴ ــﻠﻢ َﻫـ ـ ِﺬ ِﻩ ﻗَﺎ ِﻋ ـﺪَة ُﻣ ْﺴـ ـﺘَ ِﻤﺮﱠة ِﰲ اﻟ ﱠﺸ ــﺮْع َوِﻫ ـ َﻲ أّ ﱠن َﻣ ــﺎ َﻛ ــﺎ َن ِﻣ ـ ْﻦ ﺑَــﺎب اﻟﺘﱠ ْﻜـ ـﺮِﱘ‬
‫ـﻒ َوُد ُﺧـ ــﻮل اﻟْ َﻤ ْﺴـ ـ ِـﺠﺪ وَاﻟ ﱢﺴ ـ ـﻮَاك‬ ‫َاﳋُـ ـ ّ‬
‫ْﺲ اﻟﺜﱠ ـ ــﻮْب وَاﻟ ﱠﺴ ـ ـﺮَاوِﻳﻞ و ْ‬
‫وَاﻟﺘﱠ ْﺸ ـ ـﺮِﻳﻒ َﻛﻠُ ـ ـﺒ ِ‬
‫ﺺ اﻟ ﱠﺸ ــﺎرِب َوﺗـَﺮِْﺟﻴ ــﻞ اﻟ ﱠﺸ ـﻌْﺮ َوُﻫ ـ َﻮ َﻣ ْﺸ ـﻄُﻪُ‬ ‫وَاﻻ ْﻛﺘِ َﺤ ــﺎل َوﺗَـ ْﻘﻠِــﻴﻢ اﻷَﻇْ َﻔ ــﺎر َوﻗَ ـ ّ‬
‫أ‬
‫اﻟﺟن ‪١٨‬‬
‫ﻣﺗﱠﻔق ﻋﻠﯾﮫ‬
‫ب‬
‫ﺼ ــﻼة‬ ‫ﻳﻌ ــﲏ ﺗﺴـ ـﺮﻳﺢ اﻟﺸ ــﻌﺮ َوﻧَـْﺘ ــﻒ ا ِﻹﺑِ ــﻂ َو َﺣْﻠ ــﻖ اﻟـ ـﱠﺮأْس وَاﻟ ﱠﺴـ ـﻼم ِﻣـ ـ ْﻦ اﻟ ﱠ‬
‫ﺼــﺎﻓَﺤَﺔ‬ ‫اﳋَــﻼء وَاﻷَ ْﻛــﻞ وَاﻟ ﱡﺸــﺮْب وَاﻟْ ُﻤ َ‬ ‫َاﳋُـﺮُوج ِﻣ ـ ْﻦ ْ‬ ‫ﻀــﺎء اﻟﻄﱠ َﻬــﺎرَة و ْ‬ ‫َو َﻏ ْﺴــﻞ أَ ْﻋ َ‬
‫َﺐ اﻟﺘﱠـﻴَـﺎﻣُﻦ ﻓِﻴـ ِﻪ ‪.‬‬
‫ـﻚ ِﳑﱠـﺎ ﻫُـ َﻮ ِﰲ َﻣ ْﻌﻨَـﺎﻩُ ﻳُﺴْـﺘَﺤ ّ‬ ‫وَا ْﺳﺘِﻼم اﳊَْﺠَـﺮ اﻷَﺳْـ َﻮد َو َﻏ ْـﲑ َذﻟِ َ‬
‫َاﳋُـ ـﺮُوج ِﻣ ـ ـ ْﻦ اﻟْ َﻤ ْﺴـ ـ ِـﺠﺪ وَاﻻ ْﻣﺘِ َﺨـ ــﺎط‬
‫اﳋَـ ــﻼء و ْ‬
‫ُﻮل ْ‬ ‫ﻀ ـ ـ ﱢﺪ ِﻩ َﻛ ـ ـ ُﺪﺧ ِ‬
‫َوأَﱠﻣـ ــﺎ َﻣـ ــﺎ َﻛـ ــﺎ َن ﺑِ ِ‬
‫ﺐ‬
‫ـﻚ ﻓَـﻴُ ْﺴـ ـﺘَ َﺤ ّ‬ ‫ـﻒ َوَﻣ ــﺎ أَ ْﺷـ ـﺒَﻪَ َذﻟِ ـ َ‬
‫اﳋُـ ّ‬
‫وَاﻻ ْﺳـ ـﺘِْﻨﺠَﺎء َو َﺧْﻠـ ـ ِﻊ اﻟﺜﱠـ ــﻮْب وَاﻟ ﱠﺴـ ـﺮَاوِﻳﻞ َو ْ‬
‫ِﻚ ُﻛﻠّﻪ ﺑِ َﻜﺮَا َﻣ ِﺔ اﻟْﻴَﻤِـﲔ َوﺷَـﺮَﻓﻬَﺎأ اﻧﺘﻬـﻰ )وﻗﻮﻟـﻪ ﻋﻨـﺪ اﻟـﺪﺧﻮل‬ ‫اﻟﺘﱠـﻴَﺎﺳُﺮ ﻓِﻴ ِﻪ ‪َ ,‬و َذﻟ َ‬
‫اﻟﻠﻬــﻢ اﻓــﺘﺢ ﱃ اﺑ ـﻮاب رﲪﺘــﻚ واداء ﲢﻴــﺔ اﳌﺴــﺠﺪ(اﳌﺴــﺎﺟﺪ ﰲ اﻷرض ﺑﻴــﻮت‬
‫اﻟﻠﱠــﻪ وﺣــﻖ ﻋﻠــﻰ ﻣــﻦ ﻗﺼــﺪ اﻟﻠﱠــﻪ ﰲ ﺑﻴﺘــﻪ أن ﻳﻄﻠــﺐ ﻣﻨــﻪ اﻟﺮﲪــﺔ ورﲪــﺔ اﻟﻠﱠــﻪ‬
‫واﺳ ــﻌﺔرﲪﺔ ﰲ اﻟ ــﺪﻧﻴﺎ ور‬
‫اﻟﻌﺒــﺎدة وأﻣــﺎﻛﻦ اﳌﻨﺎﺟــﺎة‪ ،‬وأﻣــﺎﻛﻦ اﻟﻄﺎﻋــﺔ‪ ،‬وﳍــﺬا ﻃﻠــﺐ رﺳــﻮل اﻟﻠﱠــﻪ ﺻــﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﳑــﻦ ﻳــﺪﺧﻞ اﳌﺴــﺠﺪ أن ﻳﺴــﺄل اﻟﻠﱠــﻪ ﻓــﺘﺢ أﺑ ـﻮاب رﲪﺘــﻪ ﻟﻌﺒــﺪﻩ‬
‫)واﻟﺘﺴﻠﻴﻢ وﻟﻮ ﺧﻼ اﳌﺴﺠﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻻﻧﻪ ﻻﳜﻠـﻮ ﻣـﻦ اﳉـﻦ واﳌﻼﺋﻜـﺔ(وﻳﺴـﻦ‬
‫ﳌﻦ دﺧﻞ ﳏﻼ ﺧﺎﻟﻴﺎ أن ﻳﻘﻮل اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻨﺎ وﻋﻠﻰ ﻋﺒـﺎد اﷲ اﻟﺼـﺎﳊﲔب وﻗﺎﻝ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻮﻟﻲ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻟﻤﻦ ﺩﺧﻞ ﺩﺍﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻪﻭﻟﻤﻦ ﺩﺧﻞ‬
‫ﻣﺴﺠﺪﺍ ﺃﻭ ﺑﻴﺘﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ‬
‫ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻗﻠﺖ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺒﻞ ﺩﺧﻮﻟﻪﻭﻳﺪﻋﻮﺛﻢ‬
‫ﻳﺴﻠﻢﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢت )واﳉﻠــﻮس ﺑﻨﻴــﺔ اﻟﺘﻘــﺮب وﻣﺮاﻗﺒــﺔ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ( ﻫــﻲ ﻣﻼﺣﻈــﺔ‬
‫ﻟــﺔ ﻟﻠﻘﻠــﺐ ﻳﺜﻤﺮﻫــﺎ ﻧــﻮع ﻣــﻦ اﳌﻌﺮﻓــﺔ‬ ‫اﻟﺮﻗﻴــﺐ واﻧﺼ ـﺮاف اﳍــﻢ إﻟﻴــﻪ‬
‫وﺗﺜﻤ ــﺮ ﺗﻠ ــﻚ اﳊﺎ ﻟ ــﺔ أﻋﻤ ــﺎﻻ ﰲ اﳉـ ـﻮارح وﰲ اﻟﻘﻠ ــﺐ أﻣ ــﺎ اﳊﺎﻟ ــﺔ ﻓﻬ ــﻲ ﻣﺮاﻋ ــﺎة‬

‫أ‬
‫ﺷرح ﻣﺳﻠم ‪١٦٠/١‬‬
‫إﻋﺎﻧﺔ اﻟطﺎﻟﺑﯾن ‪١٨٩/٤‬‬
‫ب‬

‫روﺿﺔ اﻟﻄﺎﻟﺒﯿﻦ ‪ -‬ﻣﺤﯿﻰ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻨﻮوي ‪ -‬ج ‪ ٧ -‬اﻟﺼﻔﺤﺔ ‪٤٣٣‬‬

‫ت‬
‫اﻟﻘﻠــﺐ ﻟﻠﺮﻗﻴــﺐ وﻣﻼﺣﻈﺘــﻪ إﻳــﺎﻩ وأﻣــﺎ اﳌﻌﺮﻓــﺔ ﻓﻬــﻲ اﻟﻌﻠــﻢ ﺑــﺄن اﷲ ﻣﻄﻠــﻊ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻋﺎﱂ ﺑﺎﻟﺴﺮاﺋﺮ رﻗﻴﺐ ﻋﻠﻰ أﻋﻤـﺎل اﻟﻌﺒـﺎد ‪ ،‬ﻗـﺎﺋﻢ ﻋﻠـﻰ ﻛـﻞ ﻧﻔـﺲ ﲟـﺎ‬
‫ﻛﺴــﺒﺖ وأن ﺳــﺮ اﻟﻘﻠــﺐ ﰲ ﺣﻘــﻪ ﻣﻜﺸــﻮف ﻛﻤــﺎ أن ﻇــﺎﻫﺮ اﻟﺒﺸــﺮة ﻟﻠﺨﻠــﻖ‬
‫ﻣﻜﺸــﻮف ﰒ ﻟﻠﻤﺮاﻗــﺐ ﰲ أﻋﻤﺎﻟــﻪ ﻧﻈ ـﺮان ﻧﻈــﺮ ﻗﺒــﻞ اﻟﻌﻤــﻞ وﻧﻈــﺮ ﰲ اﻟﻌﻤــﻞ‬
‫أﻣــﺎ ﻗﺒــﻞ اﻟﻌﻤــﻞ ﻓﻠﻴﻨﻈــﺮ ﳘــﻪ وﺣﺮﻛﺘــﻪ أﻫــﻲ ﷲ ﺧﺎﺻــﺔ أو ﳍــﻮى اﻟــﻨﻔﺲ وﻣﺘﺎﺑﻌ ـﺔ‬
‫اﻟﺸﻴﻄﺎن ﻓﻴﺘﻮﻗﻒ ﻓﻴﻪ وﻳﺘ ﺜﺒﺖ ﺣﱴ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﻟﻪ ذﻟﻚ ﺑﻨـﻮر اﳊـﻖ ﻓـﺈن ﻛـﺎن ﷲ‬
‫ﺗﻌــﺎﱃ أﻣﻀــﺎﻩ وإن ﻛــﺎن ﻟﻐــﲑ اﷲ اﺳــﺘﺤﻴﺎ ﻣــﻦ اﷲ واﻧﻜــﻒ ﻋﻨــﻪ ﰒ ﻻم ﻧﻔﺴــﻪ‬
‫‪.‬‬ ‫ﻋﻠـ ﻰ رﻏﺒﺘــﻪ ﻓﻴــﻪ وﳘــﻪ ﺑــﻪ وﻣﻴﻠــﻪ إﻟﻴــﻪ‬
‫وأﻣــﺎ اﻟﻨﻈــﺮ اﻟﺜــﺎﱐ ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒــﺔ ﻋﻨــﺪ اﻟﺸــﺮوع ﰲ اﻟﻌﻤــﻞ ﻓــﺬﻟﻚ ﺑﺘﻔﻘــﺪ ﻛﻴﻔﻴــﺔ اﻟﻌﻤــﻞ‬
‫أ‬
‫ﻟﻴﻘﻀﻲ ﺣﻖ اﷲ ﻓﻴﻪ وﳛﺴﻦ اﻟﻨﻴﺔ ﰲ إﲤﺎﻣﻪ وﻳﺘﻌﺎﻃﺎﻩ ﻋﻠﻰ أﻛﻤﻞ ﻣﺎ ﳝﻜﻦ‬
‫)و اﻻﻛﺜـﺎر ﻣـﻦ ذﻛـﺮﻩ( ﺑﺎﻟﺘﺤﻤﻴـﺪ واﻟﺘﻬﻠﻴـﻞ واﻟﺘﻜﺒـﲑ وﺣﺼﻮﺻـﺎ اﻟﺼـﻼة ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻨﱯ ﳏﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﷲ وﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﺑﺄي ﺻﻴﻐﺔ ﻣﻦ ﺻـﻴﻐﻬﺎ‪ ،‬ﺗﻌـﺪل ﺛـﻮاب ﺣﺠـﺔ‬
‫ﻣﻘﺒﻮﻟـﺔ وﻋﺘـﻖ رﻗﺒـﺔ ﻣـﻦ وﻟـﺪ إﲰﺎﻋﻴـﻞ) وﺣـﺒﺲ اﻟـﻨﻔﺲ ﻋـﻦ اﻟﺸـﻬﻮات(وﻓِﻄﺎﻣﻬـﺎ‬
‫اوﺧﻼَف )وان ﻻﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧـﻪ‬ ‫ﻋﻦ اﳌﺄﻟﻮﻓﺎت )واﺟﺘﻨﺎب اﳋﺼﻮﻣﺔ(اي ﻧِﺰَاع ِ‬
‫اﻻ ﳊﺎﺟﺔ( ﻣـﻦ ﺣـﺪﻳﺚ أﰊ ﻫﺮﻳـﺮة رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ أن رﺳـﻮل اﷲ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ‬
‫وﺳــﻠﻢ ﻗ ــﺎل اﳌﻼﺋﻜ ــﺔ ﺗﺼــﻠﻲ ﻋﻠ ــﻰ أﺣ ـﺪﻛﻢ ﻣــﺎ دام ﰲ ﻣﺼ ــﻼﻩ ﻣ ــﺎ ﱂ ﳛ ــﺪث‬
‫اﻟﻠﻬــﻢ اﻏﻔــﺮ ﻟــﻪ اﻟﻠﻬــﻢ ارﲪــﻪ ﻻ ﻳ ـﺰال أﺣــﺪﻛﻢ ﰲ ﺻــﻼة ﻣــﺎ داﻣــﺖ اﻟﺼــﻼة‬
‫ﲢﺒﺴ ــﻪ ﻻ ﳝﻨﻌ ــﻪ أن ﻳﻨﻘﻠ ــﺐ إﱃ أﻫﻠ ــﻪ إﻻ اﻟﺼ ــﻼة وﻗ ــﺎل اﻹﻣ ــﺎم زﻳ ــﻦ اﻟ ــﺪﻳﻦ‬
‫اﻟﻌﺮاﻗــﻲ رﲪــﻪ اﷲ ﻣــﺎ اﳌـﺮاد ﲟﺼــﻼﻩ ﻫــﻞ اﻟﺒﻘﻌــﺔ اﻟــﱵ ﺻــﻠﻰ ﻓﻴﻬــﺎ ﻣــﻦ اﳌﺴــﺠﺪ‬
‫ﺣــﱴ ﻟــﻮ اﻧﺘﻘــﻞ إﱃ ﺑﻘﻌــﺔ أﺧــﺮى ﰲ اﳌﺴــﺠﺪ ﱂ ﻳﻜــﻦ ﻟــﻪ ﻫــﺬا اﻟﺜ ـﻮاب اﳌﱰﺗــﺐ‬

‫ﻣوﻋظﺔ اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﻣن إﺣﯾﺎء ﻋﻠوم اﻟدﯾن اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣد ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن اﻟﻘﺎﺳﻣﻲ‬
‫أ‬
‫ﻋﻠﻴــﻪ أو اﳌ ـﺮاد ﲟ ﺼــﻼﻩ ﲨﻴــﻊ اﳌﺴــﺠﺪ اﻟــﺬي ﺻــﻠﻰ ﻓﻴــﻪ ﳛﺘﻤــﻞ ﻛــﻼ اﻷﻣ ـﺮﻳﻦ‬
‫واﻻﺣﺘﻤــﺎل اﻟﺜــﺎﱐ أﻇﻬــﺮ وأرﺟــﺢ اﻧﺘﻬــﻰأ و ﻗــﺎل اﳊــﺎﻓﻆ اﺑــﻦ ﺣﺠــﺮ رﲪــﻪ اﷲ‬
‫ﻗﻮﻟﻪ ﰲ ﻣﺼﻼﻩ أي ﰲ اﳌﻜﺎن اﻟﺬي أوﻗﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﺼـﻼة ﻣـﻦ اﳌﺴـﺠﺪ وﻛﺄﻧـﻪ‬
‫ﺧــﺮج ﳐــﺮج اﻟﻐﺎﻟــﺐ وإﻻ ﻓﻠــﻮ ﻗــﺎم إﱃ ﺑﻘﻌــﺔ أﺧــﺮى ﻣــﻦ اﳌﺴــﺠﺪ ﻣﺴــﺘﻤﺮا ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻧﻴـﺔ اﻧﺘﻈـﺎر اﻟﺼـﻼة ﻛـﺎن ﻛـﺬﻟﻚ اﻧﺘﻬـﻰب)وان ﻻﻳﻨﺸـﺪ ﺿـﺎﻟﺔ (ﻧَﺸَـ َﺪ ﻳﻘـﺎل ﻧَ َﺸـ َﺪ‬
‫َﺐ َو َﺳ ـﺄ ََل ﻣــﻊ رﻓْ ـ ِﻊ‬
‫ْﺢ ﻓَ ُﺴ ـﻜُﻮﻧﻮ ﻧِ ْﺸ ـ َﺪ ًة وﻧِ ْﺸ ـﺪَاﻧﺎً ﺑﻜﺴ ـﺮِﳘﺎﻃَﻠ َ‬
‫ﻀــﺎﻟﱠﺔَ ﻧَ ْﺸــﺪاً ﺑَِﻔ ـﺘ ٍ‬
‫اﻟ ﱠ‬
‫ﺿـ ﱠﻞ ﻣـﻦ‬ ‫ﻀـﺎﻟﱠﺔُ اﺳـ ٌﻢ ﻳﻘـﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟـﺬﱠﻛﺮ واﻷُﻧﺜَـﻰ وﻫـﻮ ﻳﻄﻠـﻖ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ َ‬ ‫ﺼـﻮت واﻟ ﱠ‬ ‫اﻟ ﱠ‬
‫اﻟﺒﻬﺎﺋِﻢ واﳊﻴﻮان‪ ،‬وﻳﻘﺎل ﻋﻦ ا ِﻹﻧْﺴَﺎن ﺿﺎﺋِﻊ أو ﻟﻘِﻴﻂ وﻟﻜﻦ اﻟﻨﱠﻬﻲ ﻫﻨـﺎ ﻳﺸـﻤﻞ‬
‫اﳉَْﻤﻴــﻊ وﻋــﻦ أﰊ ﻫﺮﻳــﺮة رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ ﻗــﺎل ﻗــﺎل رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ‬
‫وﺳـﻠﻢ ﻣـ ْﻦ ﲰـ َﻊ رﺟـﻼً ﻳَـْﻨﺸـ ُﺪ ﺿـﺎﻟﺔً ﰲ اﳌﺴـﺠﺪ ﻓﻠﻴَﻘـ ْﻞ ﻻ رﱠدﻫـﺎ اﷲُ ﻋﻠﻴـﻚ ﻓـﺈ ّن‬
‫ﱭ ﳍ ــﺬا )وان ﻻﻳﺮﻓ ــﻊ ﺻ ــﻮﺗﻪ ﲝﻀ ــﺮة اﳌﺼ ــﻠﲔ (ﻗ ــﺎل اﻟﻨ ــﻮوي ﰲ‬ ‫اﳌﺴ ــﺎﺟ َﺪ ﱂ ﺗُـ ـ َ‬

‫واﻹﺟﺎرة وﳓﻮﻩ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮد ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﳌﺸﻬﻮر‪ .‬اﻧﺘﻬـﻰ‪) .‬وان ﻻﳝـﺮ ﺑـﲔ‬
‫اﻳـ ــﺪﻳﻬﻢ( إذا ﻛﺎﻧـ ــﺖ اﻟﺴـ ــﱰة ﻣﻌﺘـ ــﱪة ﻓﻴﺤـ ــﺮم اﳌـ ــﺮور و ﻧﻘـ ــﻞ اﻹﻣـ ــﺎم اﻟﻨـ ــﻮوي ﰲ‬
‫ﳎﻤﻮﻋــﻪ ﻗــﻮﻻ ﻋــﻦ اﻹﻣ ـﺎم اﻟﻐ ـﺰاﱄ أﻧــﻪ ﻳﻜــﺮﻩ اﳌــﺮور و ﻻ ﳛــﺮم و ﰲ ﻫــﺬا ﺳــﻌﺔ‬
‫ﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﻨـﺎس و ﻳﻨـﺪب ﻟﻠﻤﺼـﻠﻲ دﻓـﻊ اﳌـﺎر و ﳚـﻮز اﳌـﺮور ﻣـﻊ وﺟـﻮد اﻟﺴـﱰة‬
‫ﰲ أرﺑــﻊ ﺣــﺎﻻت إذا ﻛــﺎن ﰲ ﺣــﺮم ﻣﻜــﺔ ﰲ ﳏــﻞ اﻟﻄ ـﻮاف ﻓﻘــﻂ و إذا ﻗﺼــﺮ‬
‫اﳌﺼـﻠﻲ ﺑـﺄن ﺻـﻠﻰ ﰲ اﻟﻄﺮﻳـﻖ و إذا وﺟـﺪ اﳌﺼــﻠﻰ ﻓﺮﺟـﺔ ﻓﻴﺠـﻮز ﻟـﻪ اﳌـﺮور ﻟﺴــﺪ‬
‫اﻟﻔﺮﺟــﺔ و إذا ﻛــﺎن ﻣﻀــﻄﺮا ﺑــﺄن ﻛــﺎن ﻳﺮﻳــﺪ ﻗﻀــﺎء اﳊﺎﺟــﺔ أﺛﻨــﺎء اﻟﺼــﻼةو اﷲ‬

‫)طرح اﻟﺗﺛرﯾب )‪٣٦٧/٢‬‬

‫أ‬
‫ب‬
‫ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎري ‪١٣٦/٢‬‬
 ‫أﻋﻠــﻢأ ) وان ﻻﻳﺸــﺘﻐﻞ ﺑﺼــﻨﻌﺔ( )وان ﻻﳜــﻮض(اي ﻻﻳــﺪﺧﻞ )ﰱ ﻛــﻼم اﻫــﻞ‬
‫اﻟــﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺴــﻠﻢ ﻣــﻦ اﻟﻮﻋﻴــﺪ اﻟ ـﻮارد ﰱ ﻗــﻮل اﻟﻨــﱮ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻳــﺄﺗﻰ ﰱ‬
‫آﺧــﺮ اﻟﺰﻣــﺎن ﻧــﺎس ﻣــﻦ اﻣــﱴ ﻳــﺄﺗﻮن اﳌﺴــﺎﺟﺪ ﻳﻘﻌــﺪون ﻓﻴﻬــﺎ ﺣﻠﻘــﺎ ﺣﻠﻘــﺎ ذﻛــﺮﻫﻢ‬
‫( ﻫــﺬا اﳊــﺪﻳﺚ ﻧــﺺ ﰲ‬
‫ﻛﺮاﻫﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻔﻌﻞ اﳌﺬﻣﻮم ﻷن اﳌﺴﺎﺟﺪ ﱂ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﺒﻨﺎﺋﻬﺎ ﳍﺬا وإﳕﺎ أﻣـﺮ ﺑﺮﻓﻌﻬـﺎ‬
‫ﻟﺘﻌﻤ ــﺮ ﺑ ــﺬﻛﺮﻩ ﺳ ــﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌ ــﺎﱃ وﺗ ــﺆدى ﻓﻴﻬ ــﺎ اﻟﺼ ــﻠﻮات واﻟﻄﺎﻋ ــﺎت واﻟ ُﻘُﺮﺑ ــﺎت‬
‫ـﺐ اﻟ ﱠﺸــﺎﻓِﻌِﻴﱠﺔُ إ َِﱃ َﺟـﻮَا ِز‬
‫ﻛﺎﻻﻋﺘﻜــﺎف وأﻧـﻮاع اﻟـﺬّﻛﺮ ﻛﺤﻠــﻖ اﻟﻘــﺮآن واﻟﻌﻠــﻢ و َذ َﻫـ َ‬
‫ـﺎح ِﰲ‬ ‫ِﻳﺚ اﻟْ ُﻤﺒَ ِ‬
‫ِﺎﳊَـﺪ ِ‬ ‫ﱡث ﺑ ْ‬
‫ي ﳚَُﻮُز اﻟﺘﱠ َﺤﺪ ُ‬‫ْﺠ ِﺪ وﻗَﺎل اﻟﻨﱠـ َﻮِو ﱡ‬
‫َﺎح ِﰲ اﻟْ َﻤﺴ ِ‬ ‫اﻟْ َﻜﻼَِم اﻟْ ُﻤﺒ ِ‬
‫َﳓـ ُﻮﻩُ‬
‫ﻚ وَْ‬ ‫ﺿ ِـﺤ ٌ‬‫َﺎت َوإِ ْن َﺣﺼَﻞ ﻓِﻴﻬَﺎ َ‬ ‫َﲑﻫَﺎ ِﻣ َﻦ اﻟْ ُﻤﺒَﺎﺣ ِ‬
‫ْﺠ ِﺪ َوﺑِﺄُﻣُﻮِر اﻟ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َوﻏ ِْ‬
‫اﻟْ َﻤﺴ ِ‬
‫َﻣــﺎ دَا َم ُﻣﺒَﺎ ًﺣــﺎب) ﻓــﺎذا اراد اﳋــﺮوج ﻃﻠــﺐ ﻣﻨــﻪ اﻟﺒــﺪء ﺑﺎﻟﻴﺴــﺮى وان ﻳﻀــﻌﻬﺎ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻇﻬــﺮ ﻧﻌﻠﻴــﻪ ﰒ ﻳﻠــﺒﺲ اﻟﻴﻤــﲎ اوﻻ ( ﻗــﺎل اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ إذا اﻧﺘﻌــﻞ‬
‫أﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﻴﺒـﺪء ﺑـﺎﻟﻴﻤﲔ وإذا ﻧﺰﻋﻬـﺎ ﻓﻠﻴﺒـﺪأ ﺑﺎﻟﺸـﻤﺎل ﻟـﺘﻜﻦ أوﳍـﺎ ﺗﻨﻌـﻞ وآﺧﺮﳘـﺎ‬
‫ﺗﻨﺰع )وﻟﻴﻘﻞ ﻋﻨـﺪ ﺧﺮوﺟـﻪ اﻟﻠﻬـﻢ اﱏ اﺳـﺄﻟﻚ ﻣـﻦ ﻓﻀـﻠﻚ(ﳌـﺎ ﻛـﺎن اﳋـﺮوج ﻣـﻦ‬
‫اﳌﺴﺠﺪ ﺧﺮوﺟًﺎ ﻟﻄﻠـﺐ اﻟـﺮزق ﰲ اﻟﻐﺎﻟـﺐ ﻛـﺎن اﳌﺸـﺮوع ﳌـﻦ ﺧـﺮج ﻣـﻦ اﳌﺴـﺠﺪ‬
‫أن ﻳﺴــﺄل اﻟﻠﱠــﻪ ﺗﻌــﺎﱃ ﻓﻀ ـﻼً وﺟــﻮدًا ورزﻗًــﺎ ﺣــﻼﻻً‬
‫ﻟﻄﻠﺐ ﺧﲑي اﻟﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧﺮة وﻣﻮﻃﻨًـﺎ ﻹﺟﺎﺑـﺔ اﻟـﺪﻋﺎء واﳊﺼـﻮل ﻋﻠـﻰ رﲪـﺔ اﻟﻠﱠـﻪ‬
‫وﻓﻀ ــﻠﻪ) ﻗ ــﺎل اﻟﻨ ــﱮ ﺻ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ــﻪ وﺳ ــﻠﻢ ﻗ ــﺎل اﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ ان ﺑﻴ ــﻮﺗﻰ(اى‬
‫اﻻﻣــﺎﻛﻦ اﻟــﱴ اﺻــﻄﻔﻴﻬﺎ واﺧﺘﺎرﻫــﺎ ﻟﺘﻨــﺰﻻت رﲪــﱴ وﻣﻼﺋﻜﺘﯩــﺎى اﻻﻣــﺎﻛﻦ اﻟــﱴ‬
‫اﺻــﻄﻔﻴﻬﺎ واﺧﺘﺎرﻫــﺎ ﻟﺘﻨــﺰﻻت رﲪــﱴ وﻣﻼﺋﻜــﱴ )ﰱ ارﺿــﻰ اﳌﺴــﺎﺟﺪ وان زوارى‬
‫ﻓﻴﻬــﺎ(اى ﰱ ﺗﻠــﻚ اﻟﺒﻴــﻮت )ﻋﻤﺎرﻫــﺎ(‬
‫اﻟﺗﻘرﯾرات اﻟﺳدﯾدة ج ‪ ١‬ص ‪٢٥٠‬‬
‫أ‬

‫اﻟﻣﺟﻣوع ﺷرح اﻟﻣﮭذب ‪١٨٠/٢‬‬

‫ب‬
‫ﺑﺎﻧﻮاﻋﻬــﺎ واﻟــﱪ واﳊﺴــﻨﺎت) ﻓﻄ ـﻮﰉ ﻟﻌﺒ ـﺪ ﺗﻄﻬــﺮ ﰱ ﺑﻴﺘــﻪ ﰒ زارﱏ ﰱ ﺑﻴــﱴ ﻓﺤ ـﻖ‬
‫ﻋﻠﻰ اﳌﺰور ان ﻳﻜﺮم زاﺋﺮﻩ(واﳌﺮاد ﺑﺎﻟﺰاﺋﺮ ﻫﻨﺎ اﻟﻌﺎﺑﺪ واﳌﺰور ﻫﻮ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ اﺧﺮﺟـﻪ‬
‫اﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﰱ اﳊﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺣـﺪﻳﺚ اﰉ ﺳـﻌﻴﺪ ﺑﺎﺳـﻨﺎد ﺿـﻌﻴﻒ ﺑﻠﻔـﻆ ﻳﻘـﻮل اﷲ ﻋـﺰ‬
‫وﺟــﻞ ﻳــﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣــﺔ اﻳــﻦ ﺟ ـﲑاﱏ ﻓﺘﻘــﻮل اﳌﻼﺋﻜــﺔ وﻣــﻦ ﻳﻨﺒﻐــﻰ ان ﻳﻜــﻮن ﺟــﺎرك‬
‫ﻓﻴ ﻘــﻮل ﻋﻤــﺎر ﻣﺴــﺎﺟﺪى ﻫﻜــﺬا ﻫــﻮ ﻧــﺺ اﳊﻠﻴــﺔ وﻧــﺺ اﻟﻌﺮاﻗــﻰ ﻣﻨﻬــﺎ ﻣــﻦ ﻫــﺬا‬
‫اﻟـﺬى ﻳﻨﺒﻐــﻰ ان ﳚــﺎورك ﻓﻴﻘــﻮل اﻳــﻦ ﻗـﺮاء اﻟﻘـﺮان وﻋﻤــﺎر اﳌﺴــﺎﺟﺪ ﻗــﺎل واﺧﺮﺟــﻪ‬
‫اﻟﺒﻴﻬﻘــﻰ ﰱ اﻟﺸ ــﻌﺐ ﳓــﻮﻩ ﻣﻮﻗﻮﻓ ــﺎ ﻋﻠــﻰ اﺻ ــﺤﺎب رﺳــﻮل اﷲ ﺻ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ــﻪ‬
‫وﺳﻠﻢ ﺑﺎﺳﻨﺎد ﺻﺤﻴﺢ واﺳﻨﺪ اﺑﻦ ﺣﺒﺎن ﰱ اﻟﻀﻌﻔﺎء اﺧﺮ اﳊﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ‬
‫ﺳﻠﻴﻤﺎ ن وﺿﻌﻔﻪ ﻗﺎل وﻟﻠﻄﱪاﱏ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺳﻠﻴﻤﺎن ﻣﺮﻓﻮﻋـﺎ ﻣـﻦ ﺗﻮﺿـﺎ ﰱ ﺑﻴﺘـﻪ‬
‫ﻓﺎﺣﺴﻦ اﻟﻮﺿﻮء ﰒ اﺗﻰ اﳌﺴﺠﺪ ﻓﻬﻮ زاﺋﺮ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ وﺣﻖ ﻋﻠﻰ اﳌـﺰور ان ﻳﻜـﺮم‬
‫زاﺋﺮﻩ واﺳﻨﺎدﻩ ﺿﻌﻴﻒ ﻗﻠﺖ ﻫﻜـﺬا ﻫـﻮ ﰱ اﳌﻌﺠـﻢ اﻟﻜﺒـﲑ اﻻ اﻧـﻪ ﻗـﺎل ان ﻳﻜـﺮم‬
‫اﻟﺰاﺋﺮ وﻗﺪ وﺟﺪت ﺳﻴﺎق اﳌﺼﻨﻒ ﰱ اﳌﻌﺠﻢ اﻟﻜﺒﲑ ﻟﻠﻄﱪاﱏ ﻣﻦ ﺣـﺪﻳﺚ ﻋﺒـﺪ‬
‫اﷲ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮد ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ ﺑﻠﻔﻆ ان ﺑﻴﻮت اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰱ اﻻرض ﻫـﻰ اﳌﺴـﺎﺟﺪ وان‬
‫ﺣﻘــﺎ ﻋﻠــﻰ اﷲ ان ﻳﻜــﺮم ﻣــﻦ زارﻩ ﻓﻴﻬــﺎأ) وﻋــﻦ اﻧــﺲ رﺿــﻰ اﷲ ﻋﻨــﻪ ﻣــﻦ اﺳــﺮج‬
‫ﰱ ﻣﺴ ــﺠﺪ ﺳـ ـﺮاﺟﺎ( اى اوﻗ ــﺪﻩ واﻟﺴـ ـﺮاج ﺑﺎﻟﻜﺴ ــﺮ اﳌﺼ ــﺒﺎح وﻫ ــﻮ اﻋ ــﻢ ﻣ ــﻦ ان‬
‫ﻳﻜــﻮن ﺑﺘﻌﻠﻴــﻖ ﻗﻨــﺪﻳﻞ او وﺿــﻊ ﻣﺴــﺮﺟﺔ او ﴰﻌــﺔ )ﱂ ﺗــﺰل اﳌﻼﺋﻜــﺔ(اى ﻣﻼﺋﻜــﺔ‬
‫اﻟﺮﲪــﺔ )وﲪﻠــﺔ اﻟﻌــﺮش(ﲣﺼــﻴﺺ ﺑﻌــﺪ ﺗﻌﻤــﻴﻢ )ﺗﺴــﺘﻐﻔﺮ ﻟــﻪ(وﻳﻄﻠﺒــﻮن ﻟــﻪ اﻟﺮﲪــﺔ‬
‫)ﻣـﺎدام ﰱ ذﻟـﻚ اﳌﺴـﺠﺪ ﺿـﻮءﻩ( اى ﻧــﻮر ﻟـﺬﻟﻚ اﻟﺴـﺮاج وﻗـﺪ اﺧـﺮج اﻟﺮاﻓﻌــﻰ ﰱ‬
‫ﺗﺎرﳜﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﻌﺎذ ﺑﻦ ﺟﺒـﻞ رﻓﻌـﻪ ﻣـﻦ ﺑـﲎ ﷲ ﻣﺴـﺠﺪا ﺑـﲎ اﷲ ﻟـﻪ ﺑﻴﺘـﺎ ﰱ‬

‫اﺗﺣﺎف اﻟﺳﺎدة اﻟﻣﺗﻘﯾن اﻟﺷﯾﺦ اﻟزﺑﯾدي‬

‫أ‬
‫اﳉﻨــﺔ وﻣــﻦ ﻋﻠــﻖ ﻓﻴــﻪ ﻗﻨــﺪﻳﻼ ﺻــﻠﻰ ﻋﻠﻴــﻪ ﺳــﺒﻌﻮن اﻟــﻒ ﻣﻠــﻚ ﺣــﱴ ﻳﻄﻔــﺎ ذﻟــﻚ‬
‫اﻟﻘﻨﺪﻳﻞأ و اﷲ اﻋﻠﻢ‬

‫اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ‬
‫ﻫﻲ إزاﻟﺔ اﻷوﺳﺎخ ﻋﻦ اﳉﺴﻢ واﻟﺜﻮب واﳌﻜﺎن وذﻟﻚ ﺑﺎﻻﺳﺘﺤﻤﺎم واﻻﻏﺘﺴﺎل‬
‫ﻛﻤﺎ ﺗﻌﲏ ﻧﻈﺎﻓﺔ اﻟﻘﻠﺐ وﺗﻄﻬﲑﻩ ﻣﻦ اﳊﺴﺪ واﳊﻘـﺪ واﻟﻜﺮاﻫﻴـﺔ واﻟﺸـﺮك وﻏﲑﻫـﺎ‬
‫ﻣــﻦ اﻟﺮذاﺋــﻞ و ﻣﻌــﲎ ﻧﻈــﻒ ﰲ ﻟﺴــﺎن اﻟﻌــﺮب اﻟﻨﱠﻈﺎﻓــﺔ اﻟﻨﱠﻘــﺎوة واﻟﻨﱠﻈﺎﻓــﺔ ﻣﺼــﺪر‬
‫اﻟﺘﻨﻈﻴــﻒ واﻟﻔﻌــﻞ اﻟــﻼزم ﻣﻨــﻪ ﻧﻈُــﻒ اﻟﺸــﻲءُ ﺑﺎﻟﻀــﻢ ﻧَﻈﺎﻓــﺔ ﻓﻬــﻮ ﻧَ ِﻈﻴــﻒ َﺣ ُﺴــﻦ‬
‫وﺑَـ ُﻬ َﻮ وﻧﻈﱠﻔﻪ ﻳﻨﻈﱢﻔﻪ ﺗﻨﻈﻴﻔﺎً أَي ﻧﻘّﺎﻩ وﰲ اﳊﺪﻳﺚ أَن اﻟﻠّـﻪ ﺗﺒـﺎرك وﺗﻌـﺎﱃ ﻧَ ِﻈﻴـﻒ‬
‫ﻳُﻴﺤﺐ اﻟﻨﱠﻈﺎﻓﺔ ﻗﺎل اﺑـﻦ اﻷَﺛـﲑ ﻧَﻈﺎﻓـﺔُ اﻟﻠّـﻪ ﻛﻨﺎﻳـﺔ ﻋـﻦ ﺗﻨﺰﻫـﻪ ﻣـﻦ ِﲰـﺎت اﳊـﺪث‬
‫وﺗَﻌﺎﻟﻴــﻪ ﰲ ذاﺗــﻪ ﻋــﻦ ﻛــﻞ ﻧﻘــﺺ و ُﺣﺒﱡــﻪ اﻟﻨﻈﺎﻓــﺔ ﻣــﻦ ﻏــﲑﻩ ﻛﻨﺎﻳــﺔ ﻋــﻦ ﺧﻠــﻮص‬
‫اﻟﻌﻘﻴﺪة وﻧﻔﻲ اﻟﺸﺮك وﳎﺎﻧﺒ ِﺔ اﻷَﻫﻮاء وأﻣﺎ اﻟﻔﺮق ﺑﲔ اﻟﻨﻈﺎﻓـﺔ واﻟﻄﻬـﺎرة ﻓﻬـﻮ أن‬
‫اﻟﻄﻬﺎرة أﺧﺺ ﻣـﻦ اﻟﻨﻈﺎﻓﺔﻓﺎﻟﻨﻈﺎﻓـﺔ ﺗﺸـﺘﻤﻞ إزاﻟـﺔ ﻛـﻞ وﺳـﺦ أو ﻣﺴـﺘﻘﺬر)اﻋﻠـﻢ‬
‫ـﺐ‬
‫ان ﻧﻈﺎﻓ ــﺔ اﻟﺒ ــﺪن واﻟﺜ ــﻮب واﳌﻜ ــﺎن ﻣﻄﻠﻮﺑ ــﺔ ﺷ ــﺮﻋﺎ(ﻗ ــﺎل ﺗﻌ ــﺎﱃ إِ ﱠن اﻟﻠﱠـ ـﻪَ ُِﳛ ـ ﱡ‬
‫ُِﺐ اﻟْ ُﻤﺘَﻄَ ﱢﻬﺮِﻳ َﻦب ﻟﻠﻨﻈﺎﻓﺔ ﻓﻮاﺋـﺪ ﻋـﺪة ﻧـﺬﻛﺮ ﻣﻨﻬـﺎاﻟﺘﻘﺮب ﻣـﻦ اﷲ ﻋـﺰ‬ ‫ﲔ وَﳛ ﱡ‬ ‫اﻟﺘﱠـﻮﱠاﺑِ َ‬
‫وﺟﻞ وﻧﻴﻞ ﳏﺒﺘﻪ و اﶈﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺸـﺎط اﳉﺴـﻢ و اﻟـﺘﺨﻠﺺ ﻣـﻦ اﻷوﺳـﺎخ اﻟـﱵ‬
‫ﺗﺘﺴــﺐ ﰲ إﺻــﺎﺑﺔ اﳉﺴــﻢ ﺑــﺎﳌﺮض) ﻓﻴﻨﺒﻐــﻰ ﻟﻼﻧﺴــﺎن ﺗﻨﻈــﻒ ﺑﺪﻧــﻪ ﻣﺘﻌﻬــﺪا(اي‬
‫ا ْﻫﺘِﻤَﺎﻣﺎ )ﺷﻌﺮ رأﺳﻪ ﺑﺎﻟﺘﺴﺮﻳﺢ واﻟﺪﻫﻦ واذﻧﻴﻪ ﺑﺎﻟﻐﺴﻞ واﳌﺴﺢ وﻓـﺎﻩ ﺑﺎﳌﻀﻤﻀـﺔ‬
‫واﻟﺴـﻮاك واﻧﻔــﻪ ﺑﺎﻻﺳﺘﻨﺸــﺎق واﻻﺳــﺘﻨﺜﺎر واﻇــﺎﻓﺮﻩ ﺑﻐﺴــﻞ ﻣﺎﲢﺘــﻪ وﻗــﺪ ﻛــﺎن اﻟﻨــﱮ‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻳﺪﻫﻦ رأﺳـﻪ وﻳﺴـﺮح ﺷـﻌﺮﻩ( ﳊـﺪﻳﺚ أﰊ ﻫﺮﻳـﺮة رﺿـﻲ اﷲ‬
‫اﺗﺣﺎف اﻟﺳﺎدة اﻟﻣﺗﻘﯾن اﻟﺷﯾﺦ اﻟزﺑﯾدي‬
‫أ‬

‫ﺳورة اﻟﺑﻘرة اﻵﯾﺔ ‪٢٢٢‬‬

‫ب‬
‫ﻋﻨــﻪ أن اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻗــﺎل َﻣـ ْﻦ َﻛــﺎ َن ﻟَـﻪُ َﺷـ ْﻌٌﺮ ﻓَـْﻠﻴُ ْﻜ ِﺮْﻣـﻪُأ و ﻗﻮﻟــﻪ‬
‫ﻓﻠﻴﻜﺮﻣﻪ أي ﻓﻠﻴﺰﻳﻨـﻪ وﻟﻴﻨﻈﻔـﻪ ﺑﺎﻟﻐﺴـﻞ واﻟﺘـﺪﻫﲔ واﻟﱰﺟﻴـﻞ وﻻ ﻳﱰﻛـﻪ ﻣﺘﻔﺮﻗـﺎً ﻓـﺈن‬
‫اﻟﻨﻈﺎﻓــﺔ وﺣﺴــﻦ اﳌﻨﻈــﺮ ﳏﺒــﻮب اﻧﺘﻬــﻰب) وﻳﻨﺒﻐــﻰ ﻟــﻪ اﻳﻀــﺎ ﺗﻨﻈﻴــﻒ ﺛﻮﺑــﻪ ﺑﺎﳌــﺎء‬
‫وﺣ ــﺪﻩ او ﻣ ــﻊ اﻟﺼ ــﺎﺑﻮن( ﻫ ــﻲ ﻣﺮﱠﻛ ــﺐ ﻣ ــﻦ أﲪ ــﺎض دﻫﻨﻴ ــﺔ وﺑﻌ ــﺾ اﻟ َﻘﻠَ ِﻮﻳّــﺎت‬
‫وﺗﺴﺘﻌﻤﻞ رﻏﻮﺗﻪ ﰲ اﻟﺘﻨﻈﻴﻒ واﻟﻐَﺴْﻞ )ان اﺣﺘﺎج اﱃ ذﻟﻚ‪ ,‬وﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐـﻰ ﻟـﻪ‬
‫ﺗﻨﻈﻴﻒ ﻣﻜﺎﻧﻪ وذﻟـﻚ ﳌـﺎ ﰱ اﻟﻨﻈﺎﻓـﺔ ﻣـﻦ ﺣﻔـﻆ اﻟﺼـﺤﺔ وذﻫـﺎب اﳍﻤـﻮم (ﲨـﻊ‬
‫اﳍــﻢ ﻫــﻮ اﻟﻔﻜــﺮ ﰲ إزاﻟــﺔ اﳌﻜــﺮوﻩ واﺟــﺘﻼب اﶈﺒــﻮب )واﻗﺒــﺎل اﻟﺴــﺮور(‬
‫ﻳﻜﻮن إﻻ ﲟﺎ ﻫﻮ ﻧﻔﻊ أو ﻟﺬة ﻋﻠﻰ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻛﻤـﺎ ﻗـﺎل اﻻﻣـﺎم اﻟﺸـﺎﻓﻌﻲ رﲪـﺔ اﷲ‬
‫ﻣﻦ ﻧﻈﻒ ﺛﻮﺑـﻪ ﻗـ ّﻞ ﳘـﻪ وﻣـﻦ ﻃـﺎب رﳛـﻪ زاد ﻋﻘﻠـﻪ )ورﺿـﺎ اﻟﻌﺸـﲑ(اي اﻟﻘﺮﻳـﺐ‬
‫)واﻇﻬﺎر ﻧﻌﻤﺔ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ وﻗﺎل ﻋﺰ وﺟﻞ واﻣﺎ ﺑﻨﻌﻤﺘـﻚ رﺑـﻚ ﻓﺤـﺪث(أي اﻧﺸـﺮ‬
‫ﻣﺎ أﻧﻌﻢ اﷲ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ واﻟﺜﻨﺎء ‪ .‬واﻟﺘﺤﺪث ﺑﻨ‬
‫وروى اﺑ ــﻦ أﰊ ﳒ ــﻴﺢ ﻋ ــﻦ ﳎ ﺎﻫ ــﺪ وأﻣ ــﺎ ﺑﻨﻌﻤ ــﺔ رﺑ ــﻚ ﻗ ــﺎل ﺑ ــﺎﻟﻘﺮآن وﻋﻨ ــﻪ ﻗ ــﺎل‬
‫ﺑـﺎﻟﻨﺒﻮة أي ﺑﻠـﻎ ﻣــﺎ أرﺳـﻠﺖ ﺑـﻪ واﳋﻄــﺎب ﻟﻠﻨـﱯ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳـﻠﻢ واﳊﻜــﻢ‬
‫ﻋﺎم ﻟﻪ وﻟﻐﲑﻩ وﻋﻦ اﳊﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎل إذا أﺻﺒﺖ ﺧـﲑا‬
‫أو ﻋﻤﻠــﺖ ﺧـﲑا ﻓﺤــﺪث ﺑــﻪ اﻟﺜﻘــﺔ ﻣــﻦ إﺧﻮاﻧــﻚ وﻋــﻦ ﻋﻤــﺮو ﺑــﻦ ﻣﻴﻤــﻮن ﻗــﺎل‬
‫إذا ﻟﻘﻲ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ إﺧﻮاﻧﻪ ﻣﻦ ﻳﺜﻖ ﺑﻪ ﻳﻘـﻮل ﻟـﻪ رزق اﷲ ﻣـﻦ اﻟﺼـﻼة اﻟﺒﺎرﺣـﺔ‬
‫وﻛﺬا وﻛﺬا وﻛﺎن أﺑﻮ ﻓﺮاس ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ ﻏﺎﻟﺐ إذا أﺻـﺒﺢ ﻳﻘـﻮل ﻟﻘـﺪ رزﻗـﲏ اﷲ‬
‫اﻟﺒﺎرﺣﺔ ﻛﺬا ﻗﺮأت ﻛﺬا وﺻﻠﻴﺖ ﻛﺬا وذﻛﺮت اﷲ ﻛﺬا وﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬا ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ‬
‫ﻳــﺎ أﺑــﺎ ﻓ ـﺮاس إن ﻣﺜﻠــﻚ ﻻ ﻳﻘــﻮل ﻫــﺬا ﻗــﺎل ﻳﻘــﻮل اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ وأﻣــﺎ ﺑﻨﻌﻤــﺔ رﺑــﻚ‬
‫ﻓﺤﺪث وﺗﻘﻮﻟـﻮن أﻧـﺘﻢ ﻻ ﲢـﺪث ﺑﻨﻌﻤـﺔ اﷲ وﳓـﻮﻩ ﻋـﻦ أﻳـﻮب اﻟﺴـﺨﺘﻴﺎﱐ وأﰊ‬
‫أ‬
‫)رواه أﺑو داود )‪٣٦٣٢‬‬
‫ﺣﺎﺷﯾﺔ ﻋون اﻟﻣﻌﺑود‪١١٨٣/٩‬‬
‫ب‬
‫رﺟــﺎء اﻟﻌﻄــﺎردي رﺿــﻲ اﷲ ﻋــﻨﻬﻢ وﻗــﺎل ﺑﻜــﺮ ﺑــﻦ ﻋﺒــﺪ اﷲ اﳌــﺰﱐ ﻗــﺎل اﻟﻨــﱯ‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ﻣـﻦ أﻋﻄـﻲ ﺧـﲑا ﻓﻠـﻢ ﻳـﺮ ﻋﻠﻴـﻪ ﲰـﻲ ﺑﻐـﻴﺾ اﷲ ﻣﻌﺎدﻳـﺎ‬
‫ﻟﻨﻌﻢ اﷲأ واﷲ اﻋﻠﻢ‬

‫اﻟﺼﺪق واﻟﻜﺬب‬
‫ﺻ ـ ـ ْﺪﻗًﺎ و ِﺻ ـ ـ ْﺪﻗًﺎ‬
‫ُق َ‬
‫ﺼ ـ ـﺪ ُ‬
‫َق ﻳَ ْ‬
‫ﺻ ـ ـﺪ َ‬
‫ﻣﻌ ــﲎ اﻟﺼـ ــﺪق ﻟﻐ ـ ـﺔً اﻟﺼـ ــﺪق ﺿ ـ ـ ﱡﺪ اﻟﻜـ ــﺬب َ‬
‫ْﺖ‬
‫ﺻـ َﺪﻗ ُ‬ ‫ﺼـﺪْق وﻳﻘـﺎل َ‬ ‫ﺻـﺪﱠﻗﻪ ﻗَﺒِـﻞ ﻗﻮﻟَـﻪ وﺻـ َﺪﻗَﻪ اﳊـﺪﻳﺚ أَﻧﺒـﺄَﻩ ﺑﺎﻟ ﱢ‬ ‫وﺗَﺼْـﺪاﻗًﺎ‪ ،‬و َ‬
‫اﻟﻘــﻮم‪ .‬أي ﻗﻠــﺖ ﳍــﻢ ِﺻـ ْﺪﻗًﺎ وﺗﺼــﺎدﻗﺎ ﰲ اﳊــﺪﻳﺚ وﰲ اﳌــﻮدة ﻣﻌــﲎ اﻟﺼــﺪق و‬
‫اﺻــﻄﻼﺣًﺎ ) اﻟﺼــﺪق ﻫــﻮ اﻻﺧﺒــﺎر ﲟــﺎ ﻳﻄــﺎﺑﻖ اﻟﻮاﻗــﻊ (وﻗــﺎل اﻟﺒــﺎﺟﻲ اﻟﺼــﺪق‬
‫اﻟﻮﺻــﻒ ﻟﻠﻤﺨ ـ َﱪ ﻋﻨــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﻫــﻮ ﺑــﻪ وﻗــﺎل اﻟﺮاﻏــﺐ اﻷﺻــﻔﻬﺎﱐ اﻟﺼــﺪق‬
‫ﻣﻄﺎﺑﻘــﺔ اﻟﻘــﻮل اﻟﻀــﻤﲑ واﳌﺨـ َـﱪ ﻋﻨــﻪ ﻣ ًﻌــﺎ وﻣــﱴ اﳔــﺮم ﺷــﺮط ﻣــﻦ ذﻟــﻚ ﱂ ﻳﻜــﻦ‬
‫ِب َﻛـ ِﺬﺑًﺎ‬ ‫َب ﻳَ ْﻜـﺬ ُ‬ ‫ْق َﻛـﺬ َ‬ ‫ﺼـﺪ ِ‬
‫وﻣﻌــﲎ اﻟﻜــﺬب ﻟﻐـﺔً اﻟ َﻜـﺬِب ﻧﻘــﻴﺾ اﻟ ﱢ‬
‫وﻛِ ـ ـ ْﺬﺑًﺎ‪ .‬ﻓﻬ ــﻮ َﻛ ــﺎذِب وَﻛ ـ ـﺬﱠاب وَﻛ ـ ـﺬُوب ﺗﻘ ــﻮل ﻛ ـ ـﺬﱠﺑﺖ اﻟﺮﺟ ــﻞ إذا ﻧﺴ ــﺒﺘﻪ إﱃ‬
‫اﻟﻜ ــﺬب‪ ،‬وأ ْﻛﺬَﺑﺘُــﻪ إذا أﺧ ــﱪت أن اﻟ ــﺬي ﳛ ــﺪث ﺑ ــﻪ ﻛ ــﺬب وﻣﻌ ــﲎ اﻟﻜ ــﺬب‬
‫اﺻــﻄﻼﺣًﺎ )واﻟﻜــﺬب ﻫــﻮ اﻻﺧﺒــﺎر ﲟــﺎ ﻻﻳﻄﺎﺑﻘــﻪ (وﻗــﺎل اﻟﻨــﻮوي اﻹﺧﺒــﺎر ﻋــﻦ‬
‫اﻟﺸﻲء ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻤﺪًا ﻛﺎن أو ﺳﻬﻮًا ﺳﻮاء ﻛﺎن اﻹﺧﺒﺎر ﻋﻦ ﻣﺎض‬
‫أو ﻣﺴـﺘﻘﺒﻞ) واﺳـﺒﺎب اﻟﺼــﺪق اﻟﻌﻘـﻞ(ﻗـﺎل أﺑـﻮ ﺣﺎﻣـﺪ اﻟﻐـﺰاﱄ ﰲ ﻛﺘﺎﺑـﻪ إﺣﻴــﺎء‬
‫أ‬
‫اﻟﻘرطﺑﻲ‬
‫ﻋﻠـﻮم اﻟـﺪﻳﻦ إن اﻟﻌﻘـﻞ ﻳﻄﻠـﻖ ﻋﻠـﻰ أرﺑﻌـﺔ ﻣﻌـﺎ ٍن ﻓـﺎﻷول اﻟﻮﺻـﻒ اﻟـﺬي ﻳُﻔـﺎرِق‬
‫اﻹﻧﺴــﺎن ﺑــﻪ ﺳــﺎﺋَﺮ اﻟﺒﻬــﺎﺋﻢ وﻫــﻮ اﻟــﺬي ا ﺳــﺘﻌ ﱠﺪ ﺑــﻪ ﻟ َﻘﺒــﻮل اﻟﻌﻠــﻮم اﻟﻨﻈﺮﻳــﺔ وﺗــﺪﺑﲑ‬
‫اﻟﺼــﻨﺎﻋﺎت اﳋﻔﻴــﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳــﺔ وﻫــﻮ اﻟــﺬي أرادﻩ اﳊــﺎرث ﺑــﻦ أﺳــﺪ اﶈﺎﺳــﱯ ﺣﻴــﺚ‬
‫و اﻟﺜـﺎﱐ ﻫـﻲ اﻟﻌﻠـﻮم‬ ‫ﻗﺎل ﰲ ﺣ ﱢﺪ اﻟﻌﻘﻞ إﻧﻪ ﻏﺮﻳﺰة ﻳﺘﻬﻴﱠﺄ‬
‫اﻟ ـ ــﱵ ﲣ ـ ــﺮج إﱃ اﻟﻮﺟ ـ ــﻮد ﰲ ذات اﻟﻄﻔ ـ ــﻞ اﳌﻤﻴﱢ ـ ــﺰ ﲜـ ـ ـﻮاز اﳉ ـ ــﺎﺋﺰات واﺳ ـ ــﺘﺤﺎﻟﺔ‬
‫اﳌﺴﺘﺤﻴﻼت ﻛﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄن اﻻﺛﻨﲔ أﻛﺜـﺮ ﻣـﻦ اﻟﻮاﺣـﺪو اﻟﺜﺎﻟـﺚ ﻋﻠـﻮم ﺗﺴـﺘﻔﺎد ﻣـﻦ‬
‫اﻟﺘﺠﺎرب ﲟﺠﺎري اﻷﺣﻮال‪ ،‬ﻓﺈن ﺣﻨﱠ َﻜﺘْﻪ اﻟﺘﺠﺎرب‪ ،‬وﻫ ﱠﺬﺑَـﺘْﻪ اﳌﺬاﻫﺐ ﻳﻘﺎل إﻧـﻪ‬
‫ﻓﻬـﺬا‬ ‫ﻋﺎ‬
‫ﻧــﻮع آﺧــﺮ ﻣــﻦ اﻟﻌﻠــﻮم ﻳﺴــﻤﻰ ﻋﻘـﻼًو اﻟﺮاﺑــﻊ أن ﺗﻨﺘﻬــﻲ ﻗـﻮﱠة ﻫــﺬﻩ اﻟﻐﺮﻳــﺰة إﱃ أن‬
‫ﻳﻌﺮف ﻋﻮاﻗـﺐ اﻷﻣـﻮر وﻳﻘﻤـﻊ اﻟﺸـﻬﻮة اﻟﺪاﻋﻴـﺔ إﱃ اﻟﻠـﺬﱠة اﻟﻌﺎﺟﻠـﺔ وﻳﻘﻬﺮﻫـﺎ ﻓـﺈذا‬
‫ﺣﺼﻠﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻘﻮﱠة ﲰﱢﻲ ﺻﺎﺣﺒُﻬﺎ ﻋﺎﻗﻼً ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﻗﺪاﻣﻪ وإﺣﺠﺎﻣﻪ‪ ،‬ﲝﺴـﺐ‬
‫ﻀ ــﺎ ﻣ ــﻦ‬
‫ﻣ ــﺎ ﻳﻘﺘﻀ ــﻴﻪ اﻟﻨﻈ ــﺮ ﰲ اﻟﻌﻮاﻗ ــﺐ‪ ،‬ﻻ ﲝﻜ ــﻢ اﻟﺸ ــﻬﻮة اﻟﻌﺎﺟﻠﺔوﻫ ــﺬﻩ أﻳ ً‬
‫)واﻟــﺪﻳﻦ (ﻫــﻮ وﺿــﻊ إﳍــﻲ‬
‫آداب‬
‫ﻳﺪﻋﻮ أﺻﺤﺎب اﻟﻌﻘـﻮل إﱃ ﻗَـﺒُـﻮل ﻣـﺎ ﻫـﻮ ﻋﻨـﺪ اﻟﺮﺳـﻮلأ ) واﳌـﺮوءة(ﻫـﻲ ٌ‬

‫اﻟﻌ ــﺎدات ) ﻻن اﻟﻌﻘ ــﻞ ﻳ ــﺪرك ﻣﻨﻔﻌ ــﺔ اﻟﺼـ ــﺪق وﻣﻀ ــﺮة اﻟﻜ ــﺬب ﻓ ــﻼ ﻳﺮﺿـ ــﻰ‬
‫ﺻــﺎﺣﺒﻪ اﳌﻀــﺮة ﻓﻴﻠﺘــﺰم اﻟﺼــﺪق وﻻن اﻟــﺪﻳﻦ ﻳــﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﺼــﺪق وﻳﻨﻬــﻰ ﻋــﻦ ﺿــﺪﻩ‬
‫وﻛ ــﺬﻟﻚ ﺻ ــﺎﺣﺐ ا ﳌ ــﺮوءة ﻻﻳﺮﺿ ــﻰ ﻟﻨﻔﺴ ــﻪ اﻻ اﻟﺼ ــﺪق ﻻﻧ ــﻪ ﻳﻄﻠ ــﺐ اﻟﺘﺤﻠ ــﻰ‬
‫ﺻـﻠﱠﻰ اﷲُ َﻋﻠَْﻴـ ِﻪ َوﺳَـﻠﱠ َﻢ‬
‫ﷲ َ‬ ‫ـﻮل ا ِ‬‫ـﺎل َر ُﺳ ُ‬‫ﲜﻤﻴـﻞ اﳋﺼـﺎل(وﻣـﻦ ﻓﻀـﺎﺋﻞ اﻟﺼـﺪق ﻗَ َ‬
‫ْق ﻳَـ ْﻬﺪِي إ َِﱃ اﻟْﱪِﱢ‪َ ،‬وإِ ﱠن اﻟْﱪِﱠ ﻳَـﻬْـﺪِي إ َِﱃ اﳉَْﻨﱠـ ِﺔ َوَﻣـﺎ‬
‫ﺼﺪ َ‬
‫ْق‪ ،‬ﻓَِﺈ ﱠن اﻟ ﱢ‬
‫ﺼﺪ ِ‬
‫َﻋﻠَْﻴ ُﻜ ْﻢ ﺑِﺎﻟ ﱢ‬

‫اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ‬
‫أ‬
‫ﷲ ﺻِـﺪﱢﻳﻘًﺎو َﻋ ْﻦ ﻋُﺒَـﺎ َد َة‬
‫َﺐ ِﻋْﻨـ َﺪ ا ِ‬
‫َﱴ ﻳُ ْﻜﺘ َ‬
‫ْق ﺣ ﱠ‬
‫ﺼﺪ َ‬
‫ُق َوﻳَـﺘَ َﺤﺮﱠى اﻟ ﱢ‬
‫ﺼﺪ ُ‬
‫َال اﻟﱠﺮ ُﺟ ُﻞ ﻳَ ْ‬
‫ﻳَـﺰ ُ‬

‫ْﰎ َوأَ ﱡدوا إِذَا‬‫ُﺴ ُﻜ ْﻢ أَﺿْـ َﻤ ْﻦ ﻟَﻜُـ ُﻢ اﳉَْﻨﱠـﺔَ اﺻْـ ُﺪﻗُﻮا إِذَا ﺣَـ ﱠﺪﺛْـﺘُ ْﻢ َوأ َْوﻓُـﻮا إِذَا َو َﻋـﺪ ُْ‬‫أَﻧْـﻔ ِ‬
‫ـﻮل‬
‫ﺼــﺎ َرُﻛ ْﻢ َوُﻛ ﱡﻔ ـﻮا أَﻳْـ ِﺪﻳَ ُﻜ ْﻢأ وﻗــﻮل َر ُﺳـ ِ‬ ‫ﻀ ـﻮا أَﺑْ َ‬
‫ْاؤﲤُِْﻨ ـﺘُ ْﻢ وَا ْﺣ َﻔﻈُـﻮا ﻓُ ـﺮُو َﺟ ُﻜ ْﻢ َوﻏُ ﱡ‬
‫ْق ﺑَـﻠﱠﻐَ ـﻪُ اﷲُ َﻣﻨَــﺎزَِل‬ ‫ﺼ ـﺪ ٍ‬
‫ﺻ ـﻠﱠﻰ اﷲُ َﻋﻠَْﻴ ـ ِﻪ َو َﺳ ـﻠﱠ َﻢ َﻣ ـ ْﻦ َﺳ ـﺄ ََل اﷲَ اﻟ ﱠﺸ ـﻬَﺎ َد َة ﺑِ ِ‬ ‫اﻟﻠﱠـ ِﻪ َ‬
‫ﺻﻠﱠﻰ اﻟﻠﱠﻪُ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ َو َﺳﻠﱠ َﻢ َد ْع‬‫َاﺷ ِﻪب و ﻳﻘﻮل رﺳﻮل اﷲ َ‬ ‫َﺎت َﻋﻠَﻰ ﻓِﺮ ِ‬ ‫اﻟ ﱡﺸ َﻬﺪَا ِء َوإِ ْن ﻣ َ‬
‫ِب رِﻳﺒَ ـﺔٌت)وﻻ‬ ‫ْق ﻃُ َﻤﺄْﻧِﻴﻨَ ـﺔٌ َوإِ ﱠن اﻟ َﻜ ـﺬ َ‬ ‫ﺼ ـﺪ َ‬
‫ـﻚ‪ ،‬ﻓَ ـِﺈ ﱠن اﻟ ﱢ‬
‫ـﻚ إ َِﱃ َﻣ ــﺎ َﻻ ﻳَﺮِﻳﺒُـ َ‬
‫َﻣ ــﺎ ﻳَﺮِﻳﺒُـ َ‬
‫ﲨــﺎل ﰱ اﻟﻜــﺬب وﺳــﺒﺐ اﻟﻜــﺬب ارادة ﺟﻠــﺐ اﻟﻨﻔــﻊ وارادة دﻓــﻊ اﻟﻀــﺮر ﻻن‬
‫اﻻﻧﺴﺎن ﻗﺪ ﻳﺮى ﰱ اﻟﻜﺬب اﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﻓﻴﺄﺗﻴﻪ وﻳـﺮى ﰱ اﻟﺼـﺪق ﺿـﺪﻫﺎ‬
‫ﻓﻼﻳﺄﺗﻴﻪ (و أﻗﺴﺎﻣﻪ ﺛﻼﺛـﺔ اﻟﻜـﺬب ﻋﻠـﻰ اﷲ ﻋـﻦ أﰊ ﻫﺮﻳـﺮة رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﻗـﺎل‬
‫ﻗــﺎل رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻣــﻦ أﻓــﱵ ﺑﻐــﲑ ﻋﻠــﻢ ﻛــﺎن إﲦــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻣــﻦ‬
‫أﻓﺘــﺎﻩ و اﻟﻜــﺬب ﻋﻠــﻰ اﻟﺮﺳــﻮل ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻋــﻦ ﻋﺒــﺪ اﷲ ﺑــﻦ ﻋﻤــﺮو‬
‫رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤـﺎ ﻗـﺎل ﻗـﺎل رﺳـﻮل اﷲ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ﻣـﻦ ﻗـﺎل ﻋﻠـﻲ ﻣـﺎ‬
‫ﱂ أﻗــﻞ ﻣﺘﻌﻤــﺪا ﻓﻠﻴﺘﺒـﻮأ ﻣﻘﻌــﺪﻩ ﻣــﻦ اﻟﻨــﺎر و اﻟﻜــﺬب ﻋﻠــﻰ اﻟﻨــﺎس ﻛﻜــﺬب ﰲ‬
‫اﳊ ــﺪﻳﺚ وﻗ ــﻮل اﻟ ــﺰور وﰲ اﳌـ ـﺰاح )وﺿ ــﺮر اﻟﻜ ــﺬب(وﻫ ــﻮ ﻣ ــﻦ ﻗﺒ ــﺎﺋﺢ اﻟ ــﺬﻧﻮب‬
‫وﻓـﻮاﺣﺶ اﻟﻌﻴــﻮب )ﻳﻌــﻮد اﱃ ﺻــﺎﺣﺒﻪ ﻓﻴﺤﺘﻘــﺮ(اي ﻳﺴﺘﺼــﻐﺮ )وﺗﻀــﻴﻊ اﻟﺜﻘــﺔ ﺑــﻪ‬
‫وﻳﺴـﱰذل(اي ﻳﻌـﺪﻩ ﻗﺒﻴﺤًـﺎ ﺣﻘـ ًﲑا )ﰱ اﻟـﺪﻧﻴﺎ وﻳﻌﺎﻗـﺐ ﰱ اﻻﺧـﺮة(وأﺧـﺮج اﻹﻣـﺎم‬
‫ﻣﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ أﰊ ﻫﺮﻳﺮة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫وﺳــﻠﻢ ﺛﻼﺛ ـﺔٌ ﻻ ﻳُﻜﻠﱢ ُﻤﻬــﻢ اﷲ ﻳــﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣــﺔ وﻻ ﻳـُ ـَﺰﻛﱢﻴﻬﻢ وﻻ ﻳﻨﻈــﺮ إﻟــﻴﻬﻢ وﳍــﻢ‬

‫رواه اﻹﻣﺎم أﺣﻣد واﻟﺑﯾﮭﻘﻲ ﻓﻲ ﺷﻌب اﻹﯾﻣﺎن‬

‫أ‬
‫ب‬
‫رواه ﻣﺳﻠم‬
‫ت‬
‫رواه اﻟﺗرﻣذي‬
‫ﻋﺬاب أﻟﻴﻢ ﺷﻴ ٌﺦ زا ٍن وﻣﻠِﻚ ﻛﺬﱠاب وﻋﺎﺋﻞ ﻣﺴﺘﻜﱪ أﺧﺮج اﺑﻦ ﺣﺒـﺎن ﻋـﻦ أﰊ‬
‫ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ﻋﻠـﻴﻜﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﺼـﺪق ﻓﺈﻧــﻪ ﻣــﻊ اﻟــﱪ وﳘــﺎ ﰲ اﳉﻨــﺔ‪ ،‬وإﻳــﺎﻛﻢ واﻟﻜــﺬب ﻓﺈﻧــﻪ ﻣــﻊ اﻟﻔﺠــﻮر وﳘــﺎ‬
‫أ‬
‫ﰲ اﻟﻨﺎر‬

‫اﻟﻜﺬب ﲟﺎ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻀﺮة ﻟﻠﻐﲑ وإن ﻛـﺎن‬ ‫ُ‬ ‫وﻳﻌﻮد اﱃ ﻏﲑ ﺻﺎﺣﺒﻪ(اي ﻻ ﳚﻮُز‬
‫ﻓﻴــﻪ ﻣﺼــﻠﺤﺔٌ ﻟﻠﻜــﺎذب إذا ﻻ ﳚــﻮُز ﻟﻺﻧﺴــﺎن أن ﻳﻨﻔــﻊ ﻧﻔﺴــﻪ ﲟــﺎ ﻳﻀــﺮ ﺑــﻪ ﻏــﲑﻩ‬
‫) ﻻن اﻟﻜ ـ ــﺬب ﻳﻌ ـ ــﺪ ﻏ ـ ــﲑﻩ ﺧـ ـ ـﲑا ﰒ ﳜﻠﻔ ـ ــﻪ‪ ,‬ﻓﺘﻨﻜﺴ ـ ــﺮ(اي ﺗـ ـ ـﺘَ َﺤﻄﱡ ُﻢ ))ﻧﻔﺴ ـ ــﻪ‬
‫ﳋﻴﺒــﺔ(اي ﳋُ ْﺴ ـﺮَان )رﺟﺎﺋــﻪ وﻻﻧــﻪ ﻳﺴﺘﺴــﻬﻞ(اي ِﳚــﺪ ﺳــﻬﻼ )اﻟﻐﻴﺒــﺔ واﻟﻨﻤﻴﻤــﺔ‬
‫ﻓﻴﺒﻌــﺚ اﻟﻨــﺎس ﺑﺴــﺒﺐ ذﻟــﻚ ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﺒــﺎﻏﺾ واﻟﺘﺨﺎﺻــﻢ(اي اﻟﺘَـﻨَــﺎزٍُع و)ﻛﻔــﻰ‬
‫اﻟﻜ ــﺬب ﻣﺬﻣ ــﺔ ﻗ ــﻮل اﷲ ﻋ ــﺰ وﺟ ــﻞ اﳕ ــﺎ ﻳﻔ ــﱰى اﻟﻜ ــﺬب(اﻟﺘﺼ ـﺮﻳﺢ ﺑﺎﻟﻜ ــﺬب‬
‫ﻟﻠﻤﺒﺎﻟﻐــﺔ ﰱ ﺑﻴــﺎن ﻗﺒﺤــﻪ واﻟﻔــﺮق ﺑــﲔ اﻻﻓ ـﱰاء واﻟﻜــﺬب ان اﻻﻓ ـﱰاء ﻫــﻮ اﻓﺘﻌــﺎل‬
‫اﻟﻜﺬب ﻣﻦ ﻗﻮل ﻧﻔﺴﻪ واﻟﻜﺬب ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻟﻠﻐﲑ ﻓﻴﻪ وﻓﺎﻋﻞ‬
‫ﻳﻔﱰى ﻫﻮ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ) اﻟﺬﻳﻦ ﻻﻳﺆﻣﻨﻮن ﺑﺂﻳﺎت اﷲ(رد ﻟﻘﻮﳍﻢ اﳕﺎ اﻧـﺖ‬
‫ﻣﻔــﱰ ﻳﻌــﲎ اﳕــﺎ ﻳﻠﻴــﻖ اﻓ ـﱰاء اﻟﻜــﺬب ﲟــﻦ ﻻ ﻳــﺆﻣﻦ ﻻﻧــﻪ ﻻ ﻳﱰﻗــﺐ ﻋﻘﺎﺑــﺎ ﻋﻠﻴــﻪ‬
‫ﻟﲑﺗﺪع ﻋﻨﻪ واﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑـﻪ وﳜـﺎف ﻣـﺎ ﻧﻄﻘـﺖ ﺑـﻪ ﻣـﻦ اﻟﻌﻘـﺎب ﻓـﻼ ﳝﻜـﻦ ان‬
‫ﻳﺼﺪر ﻋﻨﻪ اﻓﱰاء اﻟﺒﺘﺔ‪ .‬ﻗﺎل ﰱ اﻟﺘﺄوﻳﻼت اﻟﻨﺠﻤﻴﺔ وﺟـﻪ اﻻﺳـﺘﺪﻻل ان اﻻﻓـﱰاء‬
‫ﻣـ ﻦ ﺻــﻔﺎت اﻟــﻨﻔﺲ اﻻﻣــﺎرة ﺑﺎﻟﺴــﻮء وﻫـﻰ ﻧﻔــﺲ اﻟﻜــﺎﻓﺮ اﻟــﺬى ﻻ ﻳــﺆﻣﻦ ﺑﺂﻳــﺎت‬

‫ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺟﺎﻣﻊ‪٤٠٧٢ :‬‬

‫أ‬
‫اﷲ ﻓﺎن ﻧﻔﺲ اﳌﺆﻣﻦ ﻣﺄﻣﻮرة ﻟﻮاﻣﺔ ﻣﻠﻬﻤﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ اﷲ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ ﺑﺬﻛﺮ اﷲ ﻧـﺎﻇﺮة‬
‫ﺑﻨﻮر اﷲ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﺂﻳﺎت اﷲ ﻻن اﻵﻳﺎت ﻻ ﺗﺮى اﻻ ﺑﻨﻮر اﷲ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺻـﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ اﳌــﺆﻣﻦ ﻳﻨﻈــﺮ ﺑﻨــﻮر اﷲ ﻓــﺎذا ﻛــﺎن ﻣــﻦ ﺷــﺄن اﳌــﺆﻣﻦ ان ﻻ ﻳﻔــﱰى‬
‫اﻟﻜ ــﺬب اذ ﻫ ــﻮ ﻳﻨﻈ ــﺮ ﺑﻨ ــﻮر اﷲ ﻓﻜﻴ ــﻒ ﻳﻜ ــﻮن ﻣ ــﻦ ﺷ ــﺄن رﺳـ ـﻮﻟﻪ ان ﻳﻔ ــﱰى‬
‫اﻟﻜــﺬب وﻫــﻮ ﻧــﻮر ﻣــﻦ اﷲ ﻳﻨﻈــﺮ ﺑــﺎﷲ واوﻟﺌــﻚ اﳌﻮﺻــﻮﻓﻮن ﲟــﺎ ذﻛــﺮ ﻣــﻦ ﻋــﺪم‬
‫اﻻﳝـﺎن ﺑﺂﻳـﺎت اﷲ ﻫـﻢ اﻟﻜــﺎذﺑﻮن ﻋﻠـﻰ اﳊﻘﻴﻘـﺔ ﻻ ﻋﻠــﻰ اﻟـﺰﻋﻢ ﲞـﻼف رﺳــﻮل‬
‫اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻓﺎن ﺣﺎﻟﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻜـﺲ او اﻟﻜـﺎﻣﻠﻮن ﰱ اﻟﻜـﺬب اذ‬
‫ﻻ ﻛــﺬب اﻋﻈــﻢ ﻣــﻦ ﺗﻜــﺬﻳﺐ آﻳﺎﺗــﻪ واﻟﻄﻌــﻦ ﻓﻴﻬــﺎ ﺑﺎﻣﺜــﺎل ﻫﺎﺗﻴــﻚ اﻻﺑﺎﻃﻴــﻞ‪.‬‬
‫ﻓ ــﺎﻟﻼم ﻟﻠﺠ ــﻨﺲ واﳊﻘﻴﻘ ــﺔ وﻳ ــﺪﻋﻰ ﻗﺼ ــﺮ اﳉ ــﻨﺲ ﰱ اﳌﺸ ــﺎر اﻟ ــﻴﻬﻢ ﻣﺒﺎﻟﻐ ــﺔ ﰱ‬
‫ﻛﻤـﺎﳍﻢ ﰱ اﻟﻜـﺬب وﻋـﺪم اﻻﻋﺘـﺪاء ﺑﻜـﺬب ﻏـﲑﻫﻢ و ﻗـﺎل ﰱ اﻻرﺷـﺎد اﻟﺴـﺮ‬
‫ﰱ ذﻟﻚ ان اﻟﻜﺬب اﻟﺴﺎذج اﻟﺬى ﻫﻮ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﻻﺧﺒـﺎر ﺑﻌـﺪم وﻗـﻮع ﻣـﺎ ﻫـﻮ‬
‫واﻗــﻊ ﰱ ﻧﻔــﺲ اﻻﻣــﺮ‪ .‬ﲞﻠــﻖ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ او ﺑﻮﻗــﻮع ﻣــﺎ ﱂ ﻳﻘــﻊ ﻛــﺬﻟﻚ ﻣﺪاﻓﻌــﺔ ﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﰱ ﻓﻌﻠﻪ ﻓﻘﻂ واﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻣﺪاﻓﻌﺔ ﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﰱ ﻓﻌﻠﻪ وﻗﻮﻟﻪ اﳌﻨﺒﺊ ﻋﻨﻪ ﳑﺎ‬
‫اﻧﺘﻬﻰ‪ .‬ﻗﻴﻞ ﻟﻠﻨﱮ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ اﳌﺆﻣﻦ ﻳـﺰﱏ ﻗـﺎل ﻗـﺪ ﻳﻜـﻮن ذﻟـﻚ ﻗﻴـﻞ‬
‫اﳌــﺆﻣﻦ ﻳﺴــﺮق ﻗــﺎل ﻗــﺪ ﻳﻜــﻮن ذﻟــﻚ ﻗﻴــﻞ اﳌــﺆﻣﻦ ﻳﻜــﺬب ﻗــﺎل ﻻ وﻳﻜﻔــﻰ ﰱ‬
‫ﻗ ــﺒﺢ اﻟﻜ ــﺬب ان اﻟﺸ ــﻴﻄﺎن اﺳ ــﺘﺜﲎ اﻟﻌﺒ ــﺎد اﳌﺨﻠﺼ ــﲔ ﻣ ــﻦ اﻫ ــﻞ اﻻﻏ ـ ـﻮاء وﱂ‬
‫ﻳﻜــﺬب ﻓﺎﻧــﻪ ﻳﻌﻠــﻢ ان وﺳﻮﺳــﺘﻪ ﻻ ﺗــﺆﺛﺮ ﻓــﻴﻬﻢ‪.‬ﻗــﺎل ارﺳــﺘﻄﺎﻟﻴﺲ ﻓﻀــﻞ اﻟﻨــﺎﻃﻖ‬
‫ﻋﻠ ــﻰ اﻻﺧ ــﺮس ﺑ ــﺎﻟﻨﻄﻖ وزﻳ ــﻦ اﻟﻨﻄ ــﻖ اﻟﺼ ــﺪق واﻻﺧ ــﺮس واﻟﺼ ــﺎﻣﺖ ﺧ ــﲑ ﻣ ــﻦ‬
‫اﻟﻜــﺎذب وﻗــﺪ ﻗــﺎﻟﻮا اﻟﻨﺠــﺎة ﰱ اﻟﺼــﺪق ﻛﻤــﺎ ان اﳍــﻼك ﰱ اﻟﻜــﺬب ﺧﻄــﺐ‬
‫اﳊﺠ ــﺎج ﻳﻮﻣ ــﺎ ﻓﺎﻃ ــﺎل ﻓﻘ ــﺎم رﺟ ــﻞ وﻗ ــﺎل اﻟﺼ ــﻼة اﻟﺼ ــﻼة اﻟﻮﻗ ــﺖ ﳝﻀ ــﻰ وﻻ‬
‫ﻳﻨﺘﻈﺮك ﻳﺎ اﻣﲑ اﳊﺒﺸـﺔ ﻓﻘـﺎل ﻗﻮﻣـﻪ اﻧـﻪ ﳎﻨـﻮن ﻗـﺎل ان اﻗـﺮ ﲜﻨﺘـﻪ ﻓﻘﻴـﻞ ﻟـﻪ ﻓﻘـﺎل‬
‫ﻣﻌـﺎذ اﷲ ان اﻗـﻮل اﺑـﺘﻼﱏ وﻗـﺪ ﻋﺎ ﻓـﺎﱏ ﻓﺒﻠﻐــﻪ ﻓﻌﻔـﺎ ﻋﻨـﻪ ﻟﺼـﺪﻗﻪ ﻓﺼـﺎر اﻟﺼــﺪق‬
‫ﺳــﺒﺒﺎ ﻟﻠﻨﺠــﺎة اﻟﻠﻬــﻢ اﺟﻌﻠﻨــﺎ ﻣــﻦ اﻟﺼــﺎدﻗﲔأ )وﻗﻮﻟــﻪ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ اذا‬
‫ﻛــﺬب اﻟﻌﺒــﺪ ﻛﺬﺑــﺔ ﺗﺒﺎﻋــﺪ ﻋﻨــﻪ اﳌﻠــﻚ( أي اﳊﻔﻈــﺔ وﰲ ﺑﻌــﺾ اﻟﻨﺴــﺦ ﻟﻔــﻆ‬
‫ﻋﻨــﻪ ﻣــﺆﺧﺮ )ﻣــﻴﻼ( وﻫــﻮ ﺛﻠــﺚ اﻟﻔﺮﺳــﺦ أو ﻗﻄﻌــﺔ ﻣــﻦ اﻷرض أو ﻣــﺪ اﻟﺒﺼــﺮ ‪،‬‬
‫ذﻛﺮﻩ اﺑﻦ اﳌﻠﻚ )ﻣﻦ ﻧﱳ ﻣﺎﺟﺎءﺑﻪ(أي ﻋﻔﻮﻧﺘﻪ وﻫـﻮ ﺑﻔـﺘﺢ اﻟﻨـﻮن وﺳـﻜﻮن اﻟﺘـﺎء‬
‫‪ .‬ﰲ اﻟﻘ ــﺎﻣﻮس ﻫ ــﻮ ﺿ ــﺪ اﻟﻔ ــﺮح واﳌﻌ ــﲎ ﻣ ــﻦ ﻧ ــﱳ ﺷ ــﻲء ﺟ ــﺎء ذﻟ ــﻚ اﻟﺸ ــﻲء‬
‫ب‬
‫ﺑﺎﻟﻨﱳ أي ﻣﻦ ﻧﱳ اﻟﻜﺬب أو ﺟﺎء اﻟﻌﺒﺪ ﺑﻪ واﻟﺒﺎء ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﺔ‬
‫)وﻛﻔــﻰ اﻟﺼــﺪق ﺛﻨــﺎء ﻗﻮﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﱃ ﻳﺂﻳﻬــﺎ اﻟــﺬﻳﻦ آﻣﻨ ـﻮا(ﻗــﻮﻻ وﺗﺼــﺪﻳﻘﺎ )اﺗﻘ ـﻮا‬
‫اﷲ(ﻓﻴﻤــﺎ ﻻ ﻳﺮﺿــﺎﻩ )وﻛﻮﻧـﻮا ﻣــﻊ اﻟﺼــﺎدﻗﲔ(ﰱ ﻛــﻞ ﺷــﺄن ﻣــﻦ اﻟﺸــﺆن اى ﻗــﺎﺋﻠﲔ‬
‫ﺑﺎﳊﻖ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺑﻪ وﻣﻊ اﻟﺼﺎدﻗﲔ ﰱ ﻣﻌﲎ ﻣـﻦ اﻟﺼـﺎدﻗﲔ او ﰱ اﻟﺼـﺎدﻗﲔ ﻻن‬
‫ﻣــﻊ ﻟﻠﻤﺼــﺎﺣﺒﺔ وﰱ ﻟﻠﻮﻋــﺎء وﻣــﻦ ﻟﻠﺘﺒﻌــﻴﺾ ﻓــﺎذا ﻛــﺎﻧﻮا ﰱ ﺟﻬــﺘﻬﻢ ﻓﻬــﻢ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﳌﻌﺎﱏ اﻟﺜﻼﺛﺔ اى ﻛﻮﻧـﻮا ﰱ ﲨﻠـﺔ اﻟﺼـﺎدﻗﲔ وﻣﺼـﺎﺣﺒﲔ ﳍـﻢ او ﻟﺒﻌﻀـﻬﻢت وﰱ‬
‫اﻵﻳﺔ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﻀﻞ اﻟﺼﺪق وﻋﻠﻮ درﺟﺘﻪ وﺣـﺚ ﻋﻠﻴـﻪ وﻗـﻮل اﻟﻨـﱮ ﺻـﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﲢﺮوا اﻟﺼﺪق وان راﻳﺘﻢ ان ﻓﻴﻪ اﳍﻠﻜﺔ ﻓﺎن ﻓﻴﻪ اﻟﻨﺠﺎةﻓﺈن اﻟﺼﺪق‬
‫ﻣﻦ أﺑﺮز ﻣﻜﺎرم اﻷﺧﻼق واﻟﻜﺬب ﻣﻦ أﺑﺮز ﻣﺴﺎوﺋﻬﺎ وﻗﺪ ﻛـﺎن ﻫﻨـﺎك اﻫﺘﻤـﺎم‬
‫ﻛﺒــﲑ ﻣــﻦ رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻤﻔﻲ اﻟﱰﻏﻴــﺐ ﰲ اﻟﺼــﺪق واﻟﺘﺤــﺬﻳﺮ‬
‫ﻣـﻦ اﻟﻜـﺬب )ﺗﻨﺒﻴـﻪ( ﻣـﺎ ﻳﺒـﺎح ﻣﻨـﻪ ﻗـﺎل اﻟﻨـﻮوي ﻗـﺪ ﺿـﺒﻂ اﻟﻌﻠﻤـﺎءُ ﻣـﺎ ﻳُﺒـﺎح ﻣﻨـﻪ‬
‫وأﺣﺴ ـ ُﻦ ﻣــﺎ رأﻳﺘُــﻪ ﰲ ﺿــﺒﻄﻪ ﻣــﺎ ذﻛ ـﺮَﻩ ا ِﻹﻣــﺎ ُم أﺑــﻮ ﺣﺎﻣــﺪ اﻟﻐ ـﺰاﱄ ﻓﻘــﺎل اﻟﻜــﻼ ُم‬
‫وﺳ ــﻴﻠﺔٌ إﱃ اﳌﻘﺎﺻ ــﺪ‪ ،‬ﻓﻜـ ـ ﱡﻞ ﻣﻘﺼ ــﻮٍد ﳏﻤ ــﻮٍد ُﳝﻜ ــﻦ اﻟﺘﻮﺻـ ـ ُﻞ إﻟﻴ ــﻪ ﺑﺎﻟﺼ ــﺪق‬

‫ﺗﻔﺳﯾر روح اﻟﺑﯾﺎن ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﺳﻣﺎﻋﯾل ﺣﻘﻲ ت ‪ ١١٢٧‬ھـ‬

‫أ‬

‫ﻣرﻗﺎة اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﺷرح ﻣﺷﻛﺎة اﻟﻣﺻﺎﺑﯾﺢ‬

‫ب‬

‫ﺗﻔﺳﯾر روح اﻟﺑﯾﺎن ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﺳﻣﺎﻋﯾل ﺣﻘﻲ ت ‪ ١١٢٧‬ھـ‬

‫ت‬
‫ﻓﺎﻟﻜﺬب ﻓﻴﻪ ﺣﺮا ٌم ﻟﻌﺪم اﳊﺎﺟﺔ إﻟﻴﻪ وإن أﻣﻜ َﻦ اﻟﺘﻮﺻـﻞ إﻟﻴـﻪ‬ ‫ُ‬ ‫واﻟﻜﺬب ﲨﻴﻌًﺎ‬
‫ـﺬب ﻓﻴ ــﻪ ﻣﺒ ــﺎ ٌح إن ﻛ ــﺎن ﲢﺼ ــﻴﻞ ذﻟ ــﻚ‬
‫ﺑﺎﻟﻜ ــﺬب وﱂ ﳝﻜ ــﻦ ﺑﺎﻟﺼ ــﺪق ﻓﺎﻟﻜ ـ ُ‬
‫ـﺐ إن ﻛــﺎن اﳌﻘﺼــﻮد واﺟﺒًـﺎ ﻓــﺈذا اﺧﺘﻔــﻰ ﻣﺴـﻠﻢ ﻣــﻦ ﻇــﺎﱂ‬ ‫اﳌﻘﺼـﻮد ﻣﺒﺎ ًﺣـ ﺎ وواﺟ ٌ‬
‫ـﺬب ﺑﺈﺧﻔﺎﺋــﻪ وﻛــﺬا ﻟــﻮ ﻛــﺎن ﻋﻨـﺪَﻩ أو ﻋﻨـ َﺪ ﻏــﲑﻩ ودﻳﻌــﺔ‬
‫ـﺐ اﻟﻜـ ُ‬‫وﺳــﺄل ﻋﻨــﻪ‪ ،‬وﺟـ َ‬
‫ـﺐ ﻋﻠﻴـﻪ اﻟﻜـﺬب ﺑﺈﺧﻔﺎﺋﻬـﺎ‪ ،‬ﺣـﱴ ﻟـﻮ أﺧـﱪَﻩ‬ ‫وﺳﺄل ﻋﻨﻬﺎ ﻇﺎﱂٌ ﻳُﺮﻳ ُﺪ أﺧﺬَﻫﺎ وﺟ َ‬

‫ـﺚ‬
‫ـﻒ وﱂ ﻳــﻮﱢر ﺣﻨـ َ‬ ‫ـﻒ وﻳــﻮرﱢي ﰲ ﳝﻴﻨــﻪ ﻓــﺈن ﺣﻠـ َ‬ ‫اﺳــﺘﺤﻠﻔَﻪ ﻋﻠﻴﻬــﺎ‪ ،‬ﻟﺰَﻣــﻪ أن َﳛﻠـ َ‬
‫ذات‬
‫ـﻼح ِ‬ ‫ْب أو إﺻ ِ‬ ‫ـﺚ وﻛـﺬﻟﻚ ﻟـﻮ ﻛـﺎن ﻣﻘﺼـﻮُد ﺣَـﺮ ٍ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻷﺻ ﱢﺢ وﻗﻴﻞ ﻻ ﳛﻨ ُ‬
‫ﻌﻔـﻮ ﻋـﻦ اﳉﻨﺎﻳـﺔ ﻻ ﳛﺼـﻞ إﻻ ﺑﻜـﺬب‬ ‫اﻟﺒﲔ أو اﺳﺘ‬
‫ض إﻻ ﺑﺎﻟﻜـﺬب واﻻﺣﺘﻴــﺎ ُط ﰲ‬ ‫ـﺬب ﻟـﻴﺲ ﲝـﺮام وﻫـﺬا إذا ﱂ ﳛﺼـﻞ اﻟﻐــﺮ ُ‬ ‫ﻓﺎﻟﻜ ُ‬
‫ﻫﺬا ﻛﻠﱢﻪ أن ﻳﻮرﱢي وﻣﻌﲎ اﻟﺘﻮرﻳﺔ أن ﻳﻘﺼ َﺪ ﺑﻌﺒﺎرﺗﻪ ﻣﻘﺼﻮدًا ﺻـﺤﻴﺤًﺎ ﻟـﻴﺲ ﻫـﻮ‬
‫ﻛﺎذﺑًــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺒﺔ إﻟﻴــﻪ وإن ﻛــﺎن ﻛﺎذﺑًـﺎ ﰲ ﻇــﺎﻫﺮ اﻟﻠﻔــﻆ‪.‬وﻟــﻮ ﱂ ﻳﻘﺼــﺪ ﻫــﺬا ﺑــﻞ‬
‫أﻃﻠــﻖ ﻋﺒــﺎرَة اﻟﻜــﺬب ﻓﻠــﻴﺲ ﲝ ـﺮام ﰲ ﻫــﺬا اﳌﻮﺿــﻊ ﻗــﺎل أﺑــﻮ ﺣﺎﻣــﺪ اﻟﻐ ـﺰاﱄ‬
‫ض ﻣﻘﺼﻮٌد ﺻـﺤﻴﺢ ﻟـﻪ أو ﻟﻐـﲑﻩ‪ ،‬ﻓﺎﻟـﺬي ﻟـﻪ‪ ،‬ﻣﺜـﻞ‬ ‫وﻛﺬﻟﻚ ﻛ ﱡﻞ ﻣﺎ ارﺗﺒﻂ ﺑﻪ ﻏﺮ ٌ‬
‫أن ﻳﺄﺧـ َﺬ ﻩ ﻇــﺎﱂ‪ ،‬وﻳﺴــﺄﻟَﻪ ﻋــﻦ ﻣﺎﻟــﻪ ﻟﻴﺄﺧـﺬَﻩ ﻓﻠــﻪ أن ﻳﻨﻜـﺮَﻩ أو ﻳﺴــﺄﻟَﻪ اﻟﺴــﻠﻄﺎ ُن‬
‫ﻧﻴﺖ‪ ،‬أو‬
‫ﲔ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ارﺗﻜﺒَﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻠﻪ أن ﻳﻨﻜﺮَﻫﺎ وﻳﻘﻮل‪ :‬ﻣﺎ ز ُ‬ ‫ﻋﻦ ﻓﺎﺣﺸ ٍﺔ ﺑﻴﻨَﻪ وﺑ َ‬
‫ـﺘﻬﺮت اﻷﺣﺎدﻳـﺚ ﺑﺘﻠﻘـﲔ اﻟـﺬﻳﻦ أﻗـﱡﺮوا ﺑﺎﳊـﺪود اﻟﺮﺟـﻮع‬ ‫ـﺜﻼ‪ .‬وﻗـﺪ اﺷ ِ‬ ‫ﺑﺖ ﻣ ً‬ ‫ﻣﺎ ﺷـﺮ ُ‬
‫ض ﻏﲑﻩ ﻓﻤﺜﻞ أن ﻳُﺴﺄَل ﻋـﻦ ﺳـﱢﺮ أﺧﻴـﻪ ﻓﻴﻨﻜـَﺮﻩُ وﳓـﻮ ذﻟـﻚ‬ ‫ﻋﻦ اﻹِﻗﺮار‪.‬وأﻣﺎ ﻏﺮ ُ‬
‫وﻳﻨﺒﻐــﻲ أن ﻳُﻘ ﺎﺑِـ َﻞ ﺑــﲔ ﻣَﻔﺴــﺪ ِة اﻟﻜــﺬب واﳌﻔﺴــﺪ ِة اﳌﱰﺗﺒــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺼــﺪق‪ ،‬ﻓــﺈن‬
‫ـﻚ‬
‫ـﺬب وإن ﻛـﺎن ﻋﻜ ُﺴـﻪ أو ﺷ ﱠ‬ ‫ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻔﺴﺪةُ ﰲ اﻟﺼﺪق أﺷ ﱠﺪ ﺿﺮرًا ﻓﻠﻪ اﻟﻜ ُ‬
‫ﺿــﺎ ﻳﺘﻌﻠﱠــﻖ ﺑﻨﻔﺴــﻪ‬
‫َﺣ ـﺮُم ﻋﻠﻴــﻪ اﻟﻜــﺬب وﻣــﱴ ﺟــﺎ َز اﻟﻜــﺬب ﻓــﺈن ﻛــﺎن اﳌﺒــﻴ ُﺢ ﻏﺮ ً‬
‫ـﺬب‪ ،‬وﻣــﱴ ﻛــﺎن ﻣﺘﻌﻠ ًﻘــﺎ ﺑﻐــﲑﻩ ﱂ ﲡ ـ ِﺰ اﳌﺴــﺎﳏﺔُ ﲝ ـ ﱢﻖ ﻏــﲑﻩ‬
‫ـﺘﺤﺐ أن ﻻ ﻳﻜـ َ‬
‫ﻓﻴﺴـ ﱡ‬
‫واﳊﺰُم ﺗﺮﻛـﻪ ﰲ ﻛـ ﱢﻞ ﻣﻮﺿـ ٍﻊ أُﺑـﻴﺢَ‪ ،‬إﻻ إذا ﻛـﺎن واﺟﺒًـﺎ) ﻛﺘـﺎب اﻻذﻛـﺮ واﻻﺣﻴـﺎء‬
‫ﻋﻠﻮم اﻟﺪﻳﻦ(واﷲ اﻋﻠﻢ‬

‫اﻻﻣﺎﻧﺔ‬
‫ﻣﻌ ــﲎ اﻷ ﻣَﺎﻧَــﺔ ﻟﻐ ـﺔً اﻷﻣﺎﻧ ــﺔ ﺿ ــﺪ اﳋﻴﺎﻧ ــﺔ وأﺻ ــﻞ اﻷَ ْﻣ ــﻦ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨ ــﺔ اﻟ ــﻨﻔﺲ وزوال‬
‫اﳋـﻮف واﻷﻣﺎﻧـﺔ ﻣﺼـﺪر أﻣـﻦ ﺑﺎﻟﻜﺴـﺮ أﻣﺎﻧـﺔ ﻓﻬـﻮ أﻣـﲔ ﰒ اﺳـﺘﻌﻤﻞ اﳌﺼـﺪر ﰲ‬
‫اﻷﻋﻴﺎن ﳎﺎزًا ﻓﻘﻴﻞ اﻟﻮدﻳﻌﺔ أﻣﺎﻧﺔ وﳓﻮﻩ واﳉﻤﻊ أﻣﺎﻧﺎت ﻓﺎﻷﻣﺎﻧـﺔ اﺳـﻢ ﳌـﺎ ﻳُـﺆﻣﱠﻦ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﳓﻮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ وَﲣَُﻮﻧـُﻮاْ أَﻣَﺎﻧَـﺎﺗِ ُﻜ ْﻢأ أي ﻣـﺎ اﺋﺘﻤﻨـﺘﻢ ﻋﻠﻴـﻪ وﻗﻮﻟـﻪ إِﻧﱠـﺎ‬
‫ْضب واﺻــﻄﻼﺣًﺎ)ﻫــﻰ اﻟﻘﻴــﺎم ﲝﻘــﻮق اﷲ‬ ‫َات وَاﻷَر ِ‬ ‫ﺿـﻨَﺎ اﻷَﻣَﺎﻧَـﺔَ َﻋﻠَــﻰ اﻟ ﱠﺴـﻤَﺎو ِ‬‫َﻋَﺮ ْ‬
‫ﺗﻌـﺎﱃ(وﻫـﻰ أﻣﺎﻧـﺔ اﻟﻌﺒـﺪ ﰲ ﻋﺒـﺎدات اﷲ ﻋـﱠﺰ وﺟـ ﱠﻞ)وﺣﻘـﻮق ﻋﺒـﺎدﻩ(ﻫـﻲ اﻷﻣَﺎﻧَـﺔ‬
‫ﻓﻴﻤــﺎ اﻓﱰﺿــﻪ اﷲ ﻋﻠــﻰ ﻋﺒــﺎدﻩ )ﻓﺒﻬــﺎ ﻳﻜﻤــﻞ اﻟــﺪﻳﻦ وﺗﺼــﺎن اﻻﻋ ـﺮاض(ﻫــﻲ ﻣــﺎ‬
‫ُﳝْـ َﺪ ُح وﻳُـ َﺬ ﱡم ﻣــﻦ اﻹﻧﺴــﺎ ِن ﺳ ـﻮاء ﻛــﺎن ﰲ ﻧﻔﺴــﻪ أَو َﺳ ـﻠَﻔِﻪ أو ﻣــﻦ ﻳﻠَﺰُﻣــﻪ أَﻣ ـﺮُﻩ‬
‫وﲢﻔــﻆ اﻻﻣ ـﻮال) ﻻن اﻟﻘﻴــﺎم ﲝﻘــﻮق اﷲ ﻋﺒــﺎرة ﻋــﻦ ﻓﻌــﻞ اﳌﻌﻤــﻮرات واﺟﺘﻨــﺎب‬
‫اﳌﻨﻬﻴ ــﺎت واﻟﻘﻴ ــﺎم ﲝﻘ ــﻮق ﻋﺒ ــﺎدﻩ ﻋﺒ ــﺎرة وﻋ ــﻦ رد اﻟﻮداﺋ ــﻊ(ﻫ ــﻲ ﻣ ــﺎ اﺳ ــﺘﻮدﻋﺘﻪ‬
‫ﻟﺘﺴــﱰدﱠﻩ ﻓﻴﻤــﺎ ﺑﻌــﺪ )وﺗــﺮك اﻟﺘﻄﻔﻴــﻒ ﰱ ﻛﻴــﻞ او وزن او درع(ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل اﷲ‬
‫ﲔ وﻳــﻞ ﺷــﺪة اﻟﺸــﺮ او اﳍــﻼك او اﻟﻌــﺬاب اﻻﻟــﻴﻢ وﻗــﺎل‬ ‫ﺗﻌــﺎﱃ َوﻳْـ ٌﻞ ﻟﱢْﻠ ُﻤﻄَﱢﻔ ِﻔ ـ َ‬
‫اﺑﻦ ﻛﻴﺴﺎن ﻫﻮ ﻛﻠﻤﺔ ﻛـﻞ ﻣﻜـﺮوب واﻗـﻊ ﰱ اﻟﺒﻠﻴـﺔ ﻓﻘﻮﻟـﻚ وﻳـﻞ ﻟـﻚ ﻋﺒـﺎرة ﻋـﻦ‬
‫اﺳــﺘﺤﻘﺎق اﳌﺨﺎﻃــﺐ ﻟﻨــﺰول اﻟــﺒﻼء واﶈﻨــﺔ ﻋﻠﻴــﻪ اﳌﻮﺟــﺐ ﻟــﻪ ان ﻳﻘــﻮل واوﻳــﻼﻩ‬
‫وﳓﻮﻩ وﻗﻴﻞ اﺻـﻠﻪ وى ﻟﻔـﻼن اى اﳊـﺰن ﻓﻘـﺮن ﺑـﻼم اﻻﺿـﺎﻓﺔ ﲣﻔﻴﻔـﺎ وﻫـﻮ ﻣﺒﺘـﺪأ‬
‫أ‬
‫اﻷﻧﻔﺎل‪٢٧ :‬‬
‫ب‬
‫اﻷﺣزاب‪٧٢ :‬‬
‫وان ﻛ ــﺎن ﻧﻜ ــﺮة ﻟﻮﻗﻮﻋ ــﻪ ﰱ ﻣﻮﻗ ــﻊ اﻟ ــﺪﻋﺎء ﻋﻠ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﺳ ــﺒﻖ ﺑﻴﺎﻧ ــﻪ ﰱ اﳌﺮﺳ ــﻼت‬
‫ﻟﻠﻤﻄﻔﻔﲔ اﻟﺒﺎﺧﺴﲔ ﺣﻘﻮق اﻟﻨﺎس ﰱ اﳌﻜﻴﺎل واﳌﻴﺰان ﻓﺎن اﻟﺘﻄﻔﻴـﻒ اﻟـﺒﺨﺲ‬
‫ﰱ اﻟﻜﻴﻞ واﻟﻮزن واﳋﻴﺎﻧﺔ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺑﺄن ﻻ ﻳﻌﻄﻰ اﳌﺸﱰى ﺣﻘﻪ ﺗﺎﻣﺎ ﻛـﺎﻣﻼ وذﻟـﻚ‬
‫ﻻن ﻣﺎ ﻳﺒﺨﺲ ﺷـﺊ ﻃﻔﻴـﻒ ﺣﻘـﲑ ﻋﻠـﻰ وﺟـﻪ اﳋﻔﻴـﺔ ﻣﺒـﲎ ﺟﻬـﺔ دﻧـﺎءة اﻟﻜﻴـﺎل‬
‫واﻟ ــﻮزان وﺧﺴﺎﺳ ــﺘﻬﻤﺎ اذا اﻟﻜﺜ ــﲑ ﻳﻈﻬ ــﺮ ﻓﻴﻤﻨ ــﻊ ﻣﻨ ــﻪ وﻟ ــﺬا ﲰ ــﻰ ﻣﻄﻔﻔ ــﺎ ﻗ ــﺎل‬
‫اﻟﺮاﻏــﺐ ﻳﻘــﺎل ﻃﻔــﻒ اﻟﻜﻴــﻞ ﻗﻠــﻞ ﻧﺼــﻴﺐ اﳌﻜﻴــﻞ ﻟــﻪ ﰱ اﻳﻔﺎﺋــﻪ واﺳــﺘﻴﻔﺎﺋﻪ وﻗــﺎل‬
‫ﺳ ــﻌﺪى اﳌﻔ ــﱴ واﻟﻈ ــﺎﻫﺮ ان ﺑﻨ ــﺎء اﻟﺘﻔﻌﻴ ــﻞ ﻟﻠﺘﻜﺜ ــﲑ ﻻن اﻟ ــﺒﺨﺲ ﳌ ــﺎ ﻛ ــﺎن ﻣ ــﻦ‬

‫اﷲ ﺻ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ــﻪ وﺳ ــﻠﻢ ﻗ ــﺪم اﳌﺪﻳﻨ ــﺔ وﻛ ــﺎن اﻫﻠﻬ ــﺎ ﻣ ــﻦ أﲞ ـﺲ اﻟﻨ ــﺎس ﻛ ــﻴﻼ‬
‫ﻓﻨﺰﻟﺖ ﻓﺨﺮج ﻓﻘﺮأﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻗﺎل ﲬﺲ ﲞﻤﺲ ﻣﺎ ﻧﻘﺾ ﻗﻮم اﻟﻌﻬﺪ اﻻ ﺳﻠﻂ‬
‫اﷲ ﻋﻠــﻴﻬﻢ ﻋــﺪوﻫﻢ وﻣــﺎ ﺣﻜﻤ ـﻮا ﺑﻐــﲑ ﻣــﺎ اﻧــﺰل اﷲ اﻻ ﻓﺸــﺎ ﻓــﻴﻬﻢ اﻟﻔﻘــﺮ وﻣــﺎ‬
‫ﻇﻬﺮت ﻓﻴﻬﻢ اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ اﻻ ﻓﺸﺎ ﻓﻴﻬﻢ اﳌﻮت وﻻ ﻃﻔﻔﻮا اﻟﻜﻴﻞ اﻻ ﻣﻨﻌﻮا اﻟﻨﺒـﺎت‬
‫وأﺧــﺬوا ﺑﺎﻟﺴ ــﻨﲔ وﻻ ﻣﻨﻌ ـﻮا اﻟﺰﻛ ــﺎة اﻻ ﺣــﺒﺲ ﻋ ــﻨﻬﻢ اﻟﻘﻄ ــﺮ ﻓ ــﺎﻋﻤﻠﻮا ﲟﻮﺟﺒﻬ ــﺎ‬
‫واﺣﺴــﻨﻮا اﻟﻜﻴــﻞ ﻓﻬــﻢ اوﰱ اﻟﻨــﺎس ﻛــﻴﻼ اﱃ اﻟﻴــﻮم وﻋــﻦ ﻋﻠــﻰ رﺿــﻰ اﷲ ﻋﻨــﻪ اﻧــﻪ‬
‫ﻣــﺮ ﺑﺮﺟــﻞ ﻳــﺰن اﻟﺰﻏﻔ ـﺮان وﻗــﺪ ارﺟــﺢ ﻓﻘــﺎل اﻗــﻢ اﻟــﻮزن ﺑﺎﻟﻘﺴــﻂ ﰒ ارﺟــﺢ ﺑﻌــﺪ‬
‫ذﻟــﻚ ﻣــﺎ ﺷــﺌﺖ ﻛﺄﻧــﻪ اﻣــﺮﻩ اوﻻ ﺑﺎﻟﺘﺴــﻮﻳﺔ ﻟﻴﻌﺘﺎدﻫــﺎ وﻳﻔﺼــﻞ اﻟﻮاﺟــﺐ ﻣــﻦ اﻟﻨﻔــﻞ‬
‫وﻋــﻦ اﺑــﻦ ﻋﺒــﺎس رﺿــﻰ اﷲ ﻋﻨﻬﻤــﺎ ا‬

‫اﻟﻜﻴ ــﻞ واﻟ ــﻮزن ﲨﻴﻌ ــﺎ وﻛﺎﻧ ــﺎ ﻣﻔ ــﺮﻗﲔ ﰱ اﳊ ــﺮﻣﲔ ﻛ ــﺎن اﻫ ــﻞ ﻣﻜ ــﺔ ﻳﺰﻧ ــﻮن واﻫ ــﻞ‬
‫اﳌﺪﻳﻨــﺔ ﻳﻜﻴﻠــﻮن وﻋــﻦ ﻋﻜﺮﻣــﺔ أﺷــﻬﺪ أن ﻛــﻞ ﻛﻴــﺎل ووازن ﰱ اﻟﻨــﺎر ﻓﻘﻴــﻞ ﻟــﻮ أن‬
‫اﺑﻨﻚ ﻛﻴﺎل او وازن ﻓﻘﺎل أ ﺷﻬﺪ اﻧـﻪ ﰱ اﻟﻨـﺎر وﻋـﻦ اﻟﻔﻀـﻴﻞ ﲞـﺲ اﳌﻴـﺰان ﺳـﻮاد‬
‫اﻟﻮﺟﻪ ﻳﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ وﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ دﻳﻨـﺎر اﻧـﻪ دﺧـﻞ ﻋﻠـﻰ ﺟـﺎر ﻟـﻪ اﺣﺘﻀـﺮ ﻓﻘـﺎل‬
‫ﻳــﺎ ﻣﺎﻟــﻚ ﺟــﺒﻼن ﻣــﻦ ﻧــﺎر ﺑــﲔ ﻳــﺪى أﻛﻠــﻒ اﻟﺼــﻌﻮد ﻋﻠﻴﻬﻤــﺎ ﻓﺴــﺄﻟﺖ اﻫﻠــﻪ‬

‫اﺣــﺪﳘﺎ ﺑــﺎﻵﺧﺮ ﺣــﱴ ﻛﺴــﺮ‬

‫اﻻﻋﻈﻤﺎ ودر ﻓﺼﻮل ﺳﺒﻌﲔ )وﺗﺮك إﻓﺸﺎء اﻻﺳﺮار واﻟﻌﻴﻮب(ﻣﻦ ﻧﺸﺮ اﻟﺒﻐﻀـﺎء‬
‫وﺗﻘﻄﻴــﻊ أواﺻــﺮ اﶈﺒــﺔ ﺑــﲔ اﻟﻨــﺎس ﳍــﺬا ﻛــﺎن ﻋﻠــﻲ ﺑــﻦ أﰊ ﻃﺎﻟــﺐ ﻳﻘــﻮل ﺳــﺮك‬
‫أﺳﲑك ﻓﺈذا ﺗﻜﻠﻤﺖ ﺑﻪ ﺳﺮت أﺳﲑﻩ وﻳﺮوى ﻋﻨﻪ أﻳﻀًﺎ ﻗﻮﻟـﻪ ﻣـﻦ ﻛـﺘﻢ ﺳـﺮﻩ ﻛـﺎن‬
‫اﳋﻴــﺎر ﰲ ﻳ ــﺪﻩ )وان ﳜﺘ ــﺎر ﻟﻨﻔﺴ ــﻪ ﻣــﺎﻫﻮ اﺻ ــﻠﺢ(اي اﻷﻧﻔ ــﻊ )ﳍ ــﺎ ﰱ اﻟ ــﺪﻳﻦ‬
‫واﻟــﺪﻧﻴﺎ( وأن ﻻَ ﻳﻘ ـ ِﺪ َم ﺑﺴــﺒﺐ اﻟﺸــﻬﻮة واﻟﻐﻀــﺐ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﻳﻀــﺮﻩ ﰲ اﻵﺧــﺮة أو‬
‫اﻟــﺪﻧﻴﺎ ﻗــﺎل اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ان اﷲ ﻳــﺄﻣﺮﻛﻢ(ﻳــﺎ ﻣﻌﺸــﺮ اﻷﻣ ـﺮاء أن ﺗــﺮدوا )ان ﺗــﺆدوا‬
‫اﻻﻣﺎﻧﺎت اﱃ اﻫﻠﻬـﺎ(ﻣـﻦ أﻧﻔﺴـﻜﻢ أو ﻣـﻦ رﻋﻴـﺘﻜﻢ ﻓﺘُﻨﺼـﻔﻮا اﳌﻈﻠـﻮم ﻣـﻦ اﻟﻈـﺎﱂ‬
‫ﺣﱴ ﻳﺆدي ﻣﺎ اﺋﺘُﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ دَﻳ ٍﻦ أو ودﻳﻌﺔ أو ﻏﺼﺐ أو ﺳﺮﻗﺔ أو ﻏﲑ ذﻟﻚ‬
‫ﻣــﻦ ﺣﻘــﻮق اﻟﻌﺒــﺎد‪ ،‬ﺑﻌﻀــﻬﻢ ﻣــﻦ ﺑﻌــﺾ‪ ،‬وأن ﺗــﺆدوا اﻟﺰﻛــﺎة إﱃ ﻣــﻦ ﻳﺴــﺘﺤﻘﻬﺎ‬
‫وﺗﺼﺮﻓﻮا ﺑﻴﺖ اﳌﺎل ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺴـﺘﺤﻘﻪ ﻻ ﺗﻈﻠﻤـﻮا أﻫﻠﻬـﺎ وﻻ ﺗﻀـﻴﻌﻮا ﻣﻨﻬـﺎ ﺷـﻴﺌﺎً ﰲ‬
‫ﻏــﲑ ﻣﺴــﺘﺤﻘﻬﺎأ )وﻗــﺎل اﻟﻨــﱮ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻻ اﳝــﺎن ﳌــﻦ ﻻاﻣﺎﻧــﺔ ﻟــﻪ‪,‬‬
‫وﻻدﻳــﻦ ﳌــﻦ ﻻﻋﻬﺪﻟــﻪ( وﻟــﻴﺲ ﻣﻌــﲎ اﳊــﺪﻳﺚ ﻧﻔــﻲ اﻹﳝــﺎن أو اﻟــﺪﻳﻦ ﲨﻠــﺔ ﻋــﻦ‬
‫اﳋــﺎﺋﻦ أو ﻧــﺎﻗﺾ اﻟﻌﻬــﺪ وإﳕــﺎ ﻣﻌﻨــﺎﻩ أن ﻣــﻦ ﳜــﻮن أﻣﺎﻧﺘــﻪ وﻻ ﻳﺆدﻳﻬــﺎ وﻳــﻨﻘﺾ‬
‫ﻋﻬــﺪﻩ وﻻ ﻳــﻮﰲ ﺑــﻪ ﻟــﻴﺲ ﻣــﻦ أﻫــﻞ اﻟﻜﻤــﺎل ﰲ اﻹﳝــﺎن واﻟــﺪﻳﻦ )وﺿــﺪ اﻻﻣﺎﻧــﺔ‬
‫اﳋﻴﺎﻧ ــﺔ(ﻣﻌـ ــﲎ اﳋﻴﺎﻧـ ــﺔ ﻟﻐ ـ ـﺔً اﳋﻴﺎﻧـ ــﺔ ﻧﻘ ــﻴﺾ اﻷﻣﺎﻧـ ــﺔ ﻣ ـ ـﻦ ﺧﺎﻧـ ــﻪ ﺧ َْﻮﻧًـ ــﺎ وﺧﻴﺎﻧـ ــﺔ‬
‫وﳐََﺎﻧﺔواﺧﺘﺎﻧـﻪ ﻓﻬــﻮ ﺧــﺎﺋﻦ وﺧﺎﺋﻨــﺔ وﺧــﺆون و َﺧـﻮﱠان واﳉﻤــﻊ ﺧﺎﻧــﺔ و َﺧ َﻮﻧَـﺔً و ُﺧـﻮﱠان‬

‫ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺑﺣر اﻟﻣدﯾد ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﻟﻣﺟﯾد‪ /‬اﺑن ﻋﺟﯾﺑﺔ ت ‪ ١٢٢٤‬ھـ‬

‫أ‬
 ‫ْﺖ ﻓﻼﻧًﺎ وﺧﻨﺖ أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻼنأ واﺻﻄﻼﺣًﺎ )وﻫﻰ ﳐﺎﻟﻔـﺔ اﳊـﻖ ﺑـﻨﻘﺾ‬ ‫وﻳﻘﺎل‪ُ :‬ﺧﻨ ُ‬
‫ﺑ ــﻨﻘﺾ اﻟﻌﻬ ــﺪ ﰱ اﻟﺴ ــﺮ( ﻗ ــﺎل اﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ وأوﻓـ ـﻮا ﺑﺎﻟﻌﻬ ــﺪ ﲟ ــﺎ ﻋﺎﻫ ــﺪﻛﻢ اﷲ ﻣ ــﻦ‬
‫ﺗﻜﺎﻟﻴﻔــﻪ أو ﻣــﺎ ﻋﺎﻫــﺪﲤﻮﻩ وﻏــﲑﻩ إن اﻟﻌﻬــﺪ ﻛــﺎن ﻣﺴــﺆوﻻب ﻣﻄﻠﻮﺑ ـﺎً ﻳﻄﻠــﺐ ﻣــﻦ‬
‫اﳌﻌﺎﻫﺪ أن ﻻ ﻳﻀﻴﻌﻪ وﻳﻔﻲ ﺑﻪ أو ﻣﺴﺆوﻻً ﻋﻨﻪ ﻳﺴﺄل اﻟﻨﺎﻛﺚ وﻳﻌﺎﺗـﺐ ﻋﻠﻴـﻪ ﱂ‬
‫ﻧﻜﺜــﺖ أو ﻳﺴــﺄل اﻟﻌﻬــﺪ ﺗﺒﻜﻴﺘـﺎً ﻟﻠﻨﺎﻛــﺚ ﻛﻤــﺎ ﻳﻘــﺎل ﻟﻠﻤــﻮءودةت)وﻣﻀــﺎرﻫﺎ(اي‬
‫اﳋﻴﺎﻧ ـ ـ ـ ــﺔ ) ﻛﺜ ـ ـ ـ ــﲑة ﻣﻨﻬ ـ ـ ـ ــﺎ(اي ﻛﺜ ـ ـ ـ ــﲑة ) ان ﻳﻮﺻ ـ ـ ـ ــﻒ ﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺣﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐـ ـ ـ ـ ــﺪر(اي‬
‫ي )ودﻧــﺎءة اﻟــﻨﻔﺲ(ﻣــﻦ‬ ‫ﺑﺎﳋِﻴﺎﻧ ـﺔً)وﻧﻘــﺺ اﻟــﺪﻳﻦ واﳓﻄــﺎط اﳍﻤــﺔ(اي اﻟﻌــﺰم اﻟﻘــﻮ ﱡ‬
‫اﺑﺘﻠﻲ ﻓﺎﺗـﻪ اﳋـﲑ ﻛﻠـﻪ )وﻣﻨﻬـﺎ اﻋـﺮاض اﻟﻨـﺎس ﻋﻨـﻪ ﻻﺳـﺎﺗﻪ اﻟـﻴﻬﻢ وﻗﻄـﻊ ﻳـﺪﻩ‬
‫إذا ﺳﺮق ﻣﻨﻬﻢ( ﻓﻴﻪ ﺣﻜﻤﺔ اﻟﺰﺟﺮ ﻟﻠﺴﺎرق ﻣﻦ ﻣﻌﺎودة اﻟﺴﺮﻗﺔ وردع أﻣﺜﺎﻟﻪ ﻋﻦ‬
‫اﻹﻗﺪام ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻫﻜﺬا ﲢﻔـﻆ اﻷﻣـﻮال ﰲ اﻹﺳـﻼم) وﺑﻐـﺾ اﷲ ﻟـﻪ وﺗﻌﺬﻳﺒـﻪ إﻳـﺎﻩ‬
‫ﻷﻧـﻪ ﱂ ﻳـﺮاع ﻣـﺎ ﻛﻠﻔـﻪ ﻗـﺎل اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻳﺂاﻳﻬـﺎ اﻟـﺬﻳﻦ آﻣﻨـﻮا ﻻﲣﻮﻧـﻮا اﷲ واﻟﺮﺳـﻮل‬
‫وﲣﻮﻧـﻮا اﻣﺎﻧــﺎﺗﻜﻢ واﻧــﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤــﻮن( وﻧــﺰل ﰲ أﰊ ﻟﺒﺎﺑــﺔ ﻣــﺮوان ﺑــﻦ ﻋﺒــﺪ اﳌﻨــﺬر وﻗــﺪ‬
‫ﺑﻌﺜﻪ اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ إﱃ ﺑﲏ ﻗﺮﻳﻈﺔ ﻟﻴﻨﺰﻟﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻪ‪ ،‬ﻓﺎﺳﺘﺸﺎروﻩ‬
‫ﻓﺄﺷــﺎر إﻟــﻴﻬﻢ أﻧــﻪ اﻟــﺬﺑﺢ ﻷن ﻋﻴﺎﻟـﻪُ وﻣﺎﻟــﻪ ﻓــﻴﻬﻢ ﻳﭑأَﻳـﱡ َﻬــﺎ ٱﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ ءَا َﻣﻨُـﻮاْ ﻻَ ﲣَُﻮﻧُـﻮاْ‬
‫ـﻮل ﻻ ﲣَُﻮﻧُـﻮاْ أَ َٰﻣ ٰﻨَ ـﺘِ ُﻜ ْﻢ ﻣــﺎ اﺋﺘﻤﻨــﺘﻢ ﻋﻠﻴــﻪ ﻣــﻦ اﻟــﺪﻳﻦ وﻏــﲑﻩ َوأَﻧ ـﺘُ ْﻢ‬ ‫ٱﻟﻠﱠـﻪَ وَٱﻟﱠﺮ ُﺳـ َ‬
‫ﺗَـ ْﻌﻠَ ُﻤـ ـ ــﻮ َنث و ﻗـ ـ ــﺎل أﺑـ ـ ــﻮ ﻋﺜﻤـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ــﻦ ﺧـ ـ ــﺎن اﷲ ﰱ اﻟﺴـ ـ ــﺮ ﻫﺘـ ـ ــﻚ ﺳـ ـ ــﱰﻩ ﰱ‬
‫اﻟﻌﻼﻧﻴــﺔوﻗﺎل ﺑﻌﻀ ــﻬﻢ ﰱ ﻫ ــﺬﻩ اﻵﻳ ــﺔ ﺧﻴﺎﻧ ــﺔ اﷲ ﰱ اﻷﺳ ـﺮار ﻣ ــﻦ ﺣ ــﺐ اﻟ ــﺪﻧﻴﺎ‬
‫وﺣﺐ اﻟﺮﻳﺎﺳﺔ‬

‫ﻣﻔردات اﻟﻔﺎظ اﻟﻘران اﻟﺷﯾﺦ راﻏب اﻻﺻﻔﮭﺎﻧﻲ‬

‫أ‬
‫ب‬
‫اﻹﺳراء‪٣٤‬‬
‫ﺗﻔﺳﯾر اﻧوار اﻟﺗﻧزﯾل واﺳرار اﻟﺗﺄوﯾل اﻟﺑﯾﺿﺎوي ت ‪ ٦٨٥‬ھـ‬
‫ت‬

‫)ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺟﻼﻟﯾن اﻟﻣﺣﻠﻲ (و اﻟﺳﯾوطﻲ ت اﻟﻣﺣﻠﻲ ‪ ٨٦٤‬ھـ‬

‫ث‬
‫واﻹﻇﻬــﺎر ﺧــﻼف اﻹﺿــﻤﺎر وﺧﻴﺎﻧــﺔ اﻟﺮﺳــﻮل ﰱ آداب اﻟﺸ ـﺮﻳﻌﺔ وﺗــﺮك اﻟﺴــﻨﻦ‬
‫وﺧﻴﺎﻧــﺎت اﻷﻣﺎﻧــﺎت ﰱ اﳌﻌــﺎﻣﻼت واﻷﺧــﻼق‪ .‬وﻣﻌﺎﺷــﺮة اﳌــﺆﻣﻨﲔ‬
‫ﰱ ﺗﺮك اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﳍﻢأ واﷲ اﻋﻠﻢ‬

‫اﻟﻌﻔﺔ‬
‫ـﻒ ﻳﻘــﺎل‬
‫ﻣﻌــﲎ اﻟﻌﻔــﺔ ﻟﻐـﺔً ﻣﺼــﺪر ﻋـ ﱠ‬
‫َﻒ ﻋــﻦ‬‫ـﻒ واﳌ ـﺮأة َﻋ ﱠﻔـﺔٌ و َﻋﻔِﻴ َﻔ ـﺔٌ وأ َﻋ ﱠﻔ ـﻪُ اﷲ‪ ،‬وا ْﺳ ـﺘَـﻌ ﱠ‬
‫ـﻒ و َﻋ ِﻔﻴـ ٌ‬‫ـﻒ ﻓﻬــﻮ َﻋـ ﱞ‬‫أي‪ :‬ﻛـ ﱠ‬
‫وﳚ ُﻤــﻞ‪،‬‬
‫ـﻒ ﻋﻤــﺎ ﻻ َِﳛ ـ ﱡﻞ َْ‬ ‫ـﻒ ﺗﻜﻠــﻒ اﻟﻌِ ﱠﻔ ـﺔَ‪.‬واﻟﻌِﻔــﺔ اﻟ َﻜـ ﱡ‬ ‫ـﻒ وﺗَـ َﻌ ﱠﻔـ َ‬‫اﳌﺴــﺄﻟﺔ أي ﻋـ ﱠ‬
‫ـﺎفب واﺻــﻄﻼﺣًﺎ )ﻫــﻰ ﺻــﻔﺔ ﻟﻠــﻨﻔﺲ ﺗﻜﻔﻬــﺎ( اي‬ ‫ـﺐ اﻟ َﻌﻔـ ِ‬ ‫واﻻ ْﺳ ـﺘِﻌْﻔﺎف ﻃﻠَـ ُ‬
‫ﲤﺘﻨﻌﻬــﺎ )ﻋــﻦ اﶈﺮﻣــﺎت ورذاﺋــﻞ اﻟﺸــﻬﻮات( وﻗﻴــﻞ ﻫــﻲ ﺿــﺒﻂ اﻟــﻨﻔﺲ ﻋــﻦ‬
‫اﻟﺸــﻬﻮات وﻗﺼــﺮﻫﺎ ﻋﻠــﻰ اﻻﻛﺘﻔــﺎء ﲟــﺎ ﻳﻘــﻴﻢ أود اﳉﺴــﺪ وﳛﻔــﻆ ﺻــﺤﺘﻪ ﻓﻘــﻂ‬
‫واﺟﺘﻨ ــﺎب اﻟ ﱠﺴ ــﺮف ﰲ ﲨﻴ ــﻊ اﳌﻠ ــﺬات وﻗﺼ ــﺪ اﻻﻋﺘ ــﺪال )وﻫ ــﻰ ﻣ ــﻦ اﺷ ــﺮف‬
‫اﳋﺼﺎل واﲰﺎﻫﺎ(وأﺧﱪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أن اﳌﺆﻣﻦ اﻟﻌﻔﻴﻒ ﻋﻤـﺎ ﺣـﺮم اﷲ‬
‫ﻣـﻦ أواﺋـﻞ اﻟﻨـﺎس دﺧـﻮﻻ اﳉﻨـﺔ ﻛﻤـﺎ ﺟـﺎء ﰲ اﳊـﺪﻳﺚ أن ﻗـﺎل ﻋـﺮض ﻋﻠـ ّﻲ أول‬
‫ﺛﻼﺛــﺔ ﻳــﺪﺧﻠﻮن اﳉﻨــﺔ ﺷــﻬﻴﺪ وﻋﻔﻴــﻒ ﻣﺘﻌﻔــﻒ وﻋﺒــﺪ أﺣﺴــﻦ ﻋﺒــﺎدة اﷲ وﻧﺼــﺢ‬
‫ﳌﻮاﻟﻴﺔ رواﻩ اﻟﱰﻣﺬي و ﻗﺎل اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أرﺑﻊ إذا ﻛﻦ ﻓﻴﻚ ﻓـﻼ‬
‫ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻚ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻔﻆ أﻣﺎﻧﺔ وﺻـﺪق ﺣـﺪﻳﺚ وﺣﺴـﻦ ﺧﻠﻴﻘـﺔ وﻋﻔـﺔ‬
‫ﰲ ﻃُﻌﻤﺔت )وﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺘﻔﺮع ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﻔﻀـﺎﺋﻞ ﻛﺎﻟﺼـﱪ (ﻫـﻮﺣﺒﺲ اﻟـﻨﻔﺲ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻣــﺎ ﻳﻘﺘﻀــﻴﻪ اﻟﻌﻘــﻞ واﻟﺸــﺮع أو ﻋﻤــﺎ ﻳﻘﺘﻀــﻴﺎن ﺣﺒﺴــﻬﺎ ﻋﻨــﻪث وﻳﻘــﻮل اﻹﻣــﺎم أﺑــﻮ‬

‫)ﺗﻔﺳﯾر ﺣﻘﺎﺋق اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺳﻠﻣﻲ )ت ‪ ٤١٢‬ھـ‬

‫أ‬
‫ب‬
‫ﻟﺳﺎن اﻟﻌر ب ﻻﺑن اﻟﻣﻧظور ‪ ٢٥٣/٩‬واﻟﻣﺧﺗﺎر اﻟﺻﺣﺎح ﻟﻠرازي‬
‫ت‬
‫رواه اﻻﻣﺎم أﺣﻣد‬
‫ﻣﻔردات أﻟﻔﺎظ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم ﻟﻠراﻏب اﻷﺻﻔﮭﺎﻧﻲ‬
‫ث‬
 ‫ﺣﺎﻣﺪ اﻟﻐﺰاﱄ رﲪﻪ اﷲ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻹﺣﻴﺎء وﳛﺘﺎج اﳌﻄﻴـﻊ إﱃ اﻟﺼـﱪ ﻋﻠـﻰ ﻃﺎﻋﺘـﻪ‬
‫ﰲ ﺛ ـ ــﻼث ﺣـ ـ ــﺎﻻت اﳊﺎﻟ ـ ــﺔ اﻷوﱃ ﻗﺒـ ـ ــﻞ اﻟﻄﺎﻋـ ـ ــﺔ وذﻟ ـ ــﻚ ﰲ ﺗﺼـ ـ ــﺤﻴﺢ اﻟﻨﻴـ ـ ــﺔ‬
‫واﻹﺧــﻼص واﻟﺼــﱪ ﻋــﻦ ﺷ ـﻮاﺋﺐ اﻟﺮﻳــﺎء ودواﻋــﻲ اﻵﻓــﺎت ‪ ،‬وﻋﻘــﺪ اﻟﻌــﺰم ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻹﺧــﻼص واﻟﻮﻓــﺎء ‪ ،‬وذﻟــﻚ ﻣــﻦ اﻟﺼــﱪ اﻟﺸــﺪﻳﺪ ﻋﻨــﺪ ﻣــﻦ ﻳﻌــﺮف ﺣﻘﻴﻘــﺔ اﻟﻨﻴــﺔ‬
‫واﻹﺧﻼص وآﻓﺎت اﻟﺮﻳﺎء وﻣﻜﺎﻳﺪ اﻟﻨﻔﺲ وﻗﺪ ﻧﺒﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺻـﻠﻮات اﷲ وﺳـﻼﻣﻪ‬
‫ﻋﻠﻴــﻪ إذ ﻗــﺎل إﳕــﺎ اﻷﻋﻤــﺎل ﺑﺎﻟﻨﻴــﺎت وإﳕــﺎ ﻟﻜــﻞ اﻣــﺮئ ﻣــﺎ ﻧــﻮى ﻣﺘﻔــﻖ ﻋﻠﻴــﻪ ﻣــﻦ‬
‫ﲔ ﻟَـﻪُ‬ ‫ﺣﺪﻳﺚ ﻋﻤﺮ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ وﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ َوﻣَﺎ أُِﻣُﺮوا إﱠِﻻ ﻟِﻴَـ ْﻌﺒُ ُﺪوا اﻟﻠﱠـﻪَ ﳐُْﻠِﺼِـ َ‬
‫ِﻚ دِﻳ ُﻦ اﻟْ َﻘﻴﱢ َﻤ ِﺔأ وﳍﺬا ﻗـﺪﱠم اﷲ‬ ‫ﱠﻼ َة َوﻳـ ُْﺆﺗُﻮا اﻟﱠﺰﻛَﺎ َة َو َذﻟ َ‬
‫اﻟﺪﱢﻳ َﻦ ُﺣﻨَـﻔَﺎء َوﻳُﻘِﻴ ُﻤﻮا اﻟﺼ َ‬
‫َِﺎت‬
‫ﺼـﺎﳊ ِ‬ ‫ﺻـﺒَـُﺮواْ َو َﻋ ِﻤﻠُـﻮاْ اﻟ ﱠ‬‫اﷲ ﺗﻌﺎﱃ اﻟﺼﱪ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻤـﻞ ﻓﻘـﺎل ﺗﻌـﺎﱃ إِﻻﱠ اﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ َ‬
‫ـﻚ َﳍـُـﻢ ﱠﻣ ْﻐ ِﻔـَﺮةٌ َوأَ ْﺟـٌﺮ َﻛﺒِـﲑٌب واﳊﺎﻟــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ ﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻌﻤــﻞ ﻛــﻲ ﻻ ﻳﻐﻔــﻞ ﻋــﻦ‬ ‫أ ُْوﻟَﺌِ َ‬
‫اﷲ ﰲ أﺛﻨــﺎء ﻋﻤﻠــﻪ وﻻ ﻳﺘﻜﺎﺳــﻞ ﻋــﻦ ﲢﻘﻴــﻖ آداﺑــﻪ وﺳــﻨﻨﻪ وﻳــﺪوم ﻋﻠــﻰ ﺷــﺮط‬
‫اﻷدب إﱃ آﺧــﺮ اﻟﻌﻤــﻞ اﻷﺧــﲑ ﻓــﻴﻼزم اﻟ ﺼــﱪ ﻋــﻦ دواﻋــﻲ اﻟﻔﺘــﻮر إﱃ اﻟﻔ ـﺮاغ‬
‫ﲔ‬
‫وﻫــﺬا أﻳﻀــﺎ ﻣــﻦ ﺷــﺪاﺋﺪ اﻟﺼــﱪ وﻟﻌﻠــﻪ اﳌ ـﺮاد ﺑﻘﻮﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﱃ ﻧِ ْﻌ ـ َﻢ أَ ْﺟ ـُﺮ اﻟْ َﻌــﺎ ِﻣﻠِ َ‬
‫ت أي ﺻــﱪوا إﱃ ﲤــﺎم اﻟﻌﻤــﻞ واﳊﺎﻟــﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜــﺔ‬
‫ﺑﻌـﺪ اﻟﻔـﺮاغ ﻣــﻦ اﻟﻌﻤــﻞ إذ ﳛﺘــﺎج إﱃ اﻟﺼــﱪ ﻋـﻦ إﻓﺸـﺎﺋﻪ واﻟﺘﻈــﺎﻫﺮ ﺑــﻪ ﻟﻠﺴــﻤﻌﺔ‬
‫واﻟﺮﻳﺎء واﻟﺼﱪ ﻋﻦ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺑﻌﲔ اﻟﻌﺠﺐ وﻋﻦ ﻛﻞ ﻣـﺎ ﻳﺒﻄـﻞ ﻋﻤﻠـﻪ وﳛـﺒﻂ‬
‫ـﻮل وََﻻ‬ ‫أﺛــﺮﻩ ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ ﻳَــﺎ أَﻳـﱡ َﻬــﺎ اﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ آ َﻣﻨُـﻮا أَﻃِﻴﻌُ ـﻮا اﻟﻠﱠـﻪَ َوأَﻃِﻴﻌُ ـﻮا اﻟﱠﺮ ُﺳـ َ‬
‫ﺻـ َﺪﻗَﺎﺗِﻜُﻢ‬ ‫ﺗـُْﺒ ِﻄﻠُـﻮا أَ ْﻋﻤَـﺎﻟَ ُﻜ ْﻢ ثوﻛﻤـﺎ ﻗـﺎل ﺗﻌـﺎﱃ ﻳَـﺎ أَﻳـﱡﻬَـﺎ اﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ آ َﻣﻨُـﻮاْ ﻻَ ﺗـُْﺒ ِﻄﻠُـﻮاْ َ‬

‫ﺳورة اﻟﺑﯾﻧﺔ ‪٥‬‬

‫أ‬

‫ﺳورة ھود ‪١١‬‬

‫ب‬
‫ت‬
‫ﺳورة اﻟﻌﻧﻛﺑوت ‪٥٩ ، ٥٨‬‬
‫ث‬
‫ﺳورة ﻣﺣﻣد‪٣٣‬‬
‫ﺑِﺎﻟْ َﻤ ﱢﻦ وَاﻷذَىأ ﻓﻤﻦ ﻻ ﻳﺼـﱪ ﺑﻌـﺪ اﻟﺼـﺪ ﻗﺔ ﻋـﻦ اﳌـﻦ واﻷذى ﻓﻘـﺪ أﺑﻄـﻞ ﻋﻤﻠـﻪ‬
‫)واﻟﻘﻨﺎﻋﺔ(ﻗﺎل اﻟﺴﻴﻮﻃﻲ اﻟﻘﻨﺎﻋﺔﻫﻲ اﻟﺮﺿﺎ ﲟﺎ دون اﻟﻜﻔﺎﻳـﺔ وﺗـﺮك اﻟﺘﺸـﻮﱡف إﱃ‬
‫َﺎل ﺑﺸﺮ اﳊـﺎﰲ اﻟﻘﻨﺎﻋـﺔ ﻣﻠـﻚ ﻻ ﻳﺴـﻜﻦ إﻻ ِﰲ‬ ‫اﳌﻔﻘﻮد واﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﺑﺎﳌﻮﺟﻮد َوﻗ َ‬
‫ﻗﻠﺐ ﻣﺆﻣﻦ )واﻟﺴﺨﺎء‪ ,‬واﳌﺴﺎﳌﺔ(اي اﳌﺼﺎﳊﺔ )واﻟﻮرع( ﻫﻮ اﺟﺘﻨﺎب اﻟﺸﺒﻬﺎت‬
‫ﺧﻮﻓًــﺎ ﻣــﻦ اﻟﻮﻗــﻮع ﰲ اﶈﺮﻣــﺎتب)واﻟﻮﻗــﺎر واﻟﺮﲪــﺔ واﳊﻴــﺎء(ﻗــﺎل اﺑــﻦ ﺣﺠﺮاﳊَﻴــﺎء‬
‫ُﺧﻠُ ـ ﻖ ﻳﺒﻌ ــﺚ ﺻ ــﺎﺣﺒﻪ ﻋﻠــﻰ اﺟﺘﻨ ــﺎب اﻟﻘﺒ ــﻴﺢ وﳝﻨــﻊ ِﻣ ــﻦ اﻟﺘﻘﺼ ــﲑ ﰲ ﺣ ـ ﱢﻖ ذي‬
‫اﳊـ ﱢﻖ )ﻓﻬــﻰ(اي اﻟﻌﻔــﺔ )ﻛﻨــﺰ ﻣــﻦ ﻻ ﻣــﺎل ﻣﻌــﻪ وﺗــﺎج ﻣــﻦ ﻻﺷــﺮف ﻟــﻪ وﺳــﺒﺒﻬﺎ‬
‫اﻧﻘﻄــﺎع اﻟﻄﻤــﻊ وﺗــﺮك اﳊــﺮص ﻋﻠــﻰ ﻛﺴــﺐ اﳌــﺎل واﻟﻘﻨﺎﻋــﺔ ﲟــﺎ ﺗــﺪﻋﻮا(اي ﲢُﺜ ـﻮا‬
‫اﻟﻴ ــﻪ )اﻟﻀ ــﺮورة( اي اﳊﺎ َﺟـ ـﺔُ )ﻗ ــﺎل اﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ ﳛﺴ ــﺒﻬﻢ اﳉﺎﻫ ــﻞ( اى ﻳﻈ ــﻨﻬﻢ‬
‫) اﻏﻨﻴ ــﺎء ﻣ ــﻦ اﻟﺘﻌﻔ ــﻒ(ا ى ﻣ ــﻦ اﺟ ــﻞ ﺗﻌﻔﻔﻬ ــﻢ ﻋ ــﻦ‬
‫اﳌﺴــﺄﻟﺔ وﻫــﻮ ﺗــﺮك اﻟﻄﻠــﺐ وﻣﻨــﻊ اﻟــﻨﻔﺲ ﻋــﻦ اﳌ ـﺮاد ﺑــﺎﻟﺘﻜﻠﻒ اﺳــﺘﺤﻴﺎء) وﻗــﺎل‬
‫رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻃﻮﰉ(ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻓﺮح وﻗﺮة ﻋﲔ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻴﺐ‬
‫و ﺗﻄﻠــﻖ ﻋﻠــﻰ اﳉﻨــﺔ أو ﻋﻠــﻰ ﺷــﺠﺮة ﻓﻴﻬــﺎ ) ﳌــﻦ ﻫــﺪى ﻟﻼﺳــﻼم وﻛــﺎن ﻋﻴﺸــﻪ‬
‫ﻛﻔﺎﻓﺎ(ﻫﻮ اﻟﻘﺪر اﻟﻜﺎﰲ ﻓﻼ زﻳﺎدة ﻓﻴﻪ وﻻ ﻧﻘﺼﺎن وﻣـﻊ ﻫـﺬا اﻟـﺮزق إذا أﻋﻄـﺎك‬
‫اﷲ ﻋــﺰ وﺟــﻞ أﻋﻈــﻢ اﻟﻐــﲎ وﻫــﻮ اﻟﻘﻨﺎﻋــﺔ )وﻗﻨــﻊ ﺑــﻪ( ﲟﻌــﲎ رﺿــﻲ واﻟﻘــﺎﻧﻊ ﻫــﻮ‬
‫اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺮاﺿﻲ ﺑﺎﻟﺸﻲء اﻟﺬي أﻋﻄﺎﻩ اﷲ ﻓﻘﺪ أﻓﻠﺤﺖ ﻋﻨﺪ اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﻣﻦ‬
‫اض ﻋــﻦ اﷲ ﺳــﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﱃ ﻓﺮﺿــﻲ‬ ‫ﻛـﺎن ﻫــﺬا ﺣﺎﻟــﻪ ﻓﻬــﻮ ﻣــﻦ اﳌﻔﻠﺤـﲔ ﻷﻧــﻪ ر ٍ‬
‫ﺑﺎﻹﺳﻼم دﻳﻨﺎً ورﺿﻲ ﺑﺮزق اﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ اﻟﻜﻔﺎف وﻻ ﻳﺮﻳﺪ أﻛﺜـﺮ ﳑـﺎ أﻋﻄـﺎﻩ اﷲ‬
‫ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ وﻻ ﻳﻄﻤﻊ ﰲ أﻣﻮال اﻟﻨﺎس واﷲ اﻋﻠﻢ‬

‫أ‬
‫ﺳورة اﻟﺑﻘرة ‪٢٦٤‬‬
‫ب‬
‫اﻟﺗﻌرﻓﺎت ﻟﻠﺟرﺟﺎﻧﻲ‬
 ‫اﳌﺮوءة‬
‫ﻣﻌﲎ اﳌﺮوءَة ﻟﻐﺔً اﳌﺮوءة ﻫـﻲ ﻛﻤـﺎل اﻟﺮﺟﻮﻟﻴـﺔ ﻣﺼـﺪر ﻣـﻦ َﻣـﺮُؤ َﳝـْﺮُؤ ُﻣـﺮوءة ﻓﻬـﻮ‬
‫َﻣﺮِيء أي ﺑـ ﱢَﲔ اﳌﺮوءَة‪ ،‬وﲤََﺮﱠأ ﻓﻼن ﺗَ َﻜﻠﱠﻒ اﳌﺮوءَة‪ .‬وﻗﻴﻞ ﺻﺎر ذا ُﻣـﺮوءَةٍ‪ ،‬وﻓـﻼن‬
‫أ‬
‫َﲤَـﺮﱠأ ﺑــﺎﻟﻘﻮم أي ﺳــﻌﻰ أن ﻳﻮﺻــﻒ ﺑــﺎﳌﺮوءَة ﺑ ـﺈِﻛﺮاﻣﻬﻢ أَو ﺑﻨﻘﺼــﻬﻢ و َﻋْﻴــﺒﻬﻢ‬
‫واﺻــﻄﻼﺣًﺎ) ﻫــﻰ ﺻــﻔﺔ ﺗــﺪﻋﻮا اﱃ اﻟﺘﻤﺴــﻚ ﲟﻜــﺎرم اﻻﺧــﻼق(ﻫــﻲ ﺣــﺎل ﰲ‬
‫اﻟﻨﻔﺲ راﺳﺨﺔ ﺗﺼﺪر ﻋﻨﻬﺎ اﻷﻓﻌﺎل ﻣﻦ ﺧـﲑ أو ﺷـﺮ ﻣـﻦ ﻏـﲑ ﺣﺎﺟـﺔ إﱃ ﻓﻜـﺮ‬
‫وَرِوﻳّﺔ وﻗﺪ أﺧﱪ اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أن ﺣﺴﻦ اﳋﻠـﻖ ﻳﺜﻘـﻞ اﳌـﻮازﻳﻦ ﻳـﻮم‬
‫اﻟﻘﻴﺎﻣــﺔ ﻗــﺎل رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻣــﺎ ﻣــﻦ ﺷــﻲء ﻳﻮﺿــﻊ ﰲ اﳌﻴ ـﺰان‬
‫أﺛﻘ ــﻞ ﻣ ــﻦ ﺣﺴ ــﻦ اﳋﻠ ــﻖب)وﳏﺎﺳ ــﻦ اﻟﻌ ــﺎدات(وﻫ ــﻲ رﻋ ـ ٌﻲ ﳌﺴ ــﺎﻋﻲ اﻟ ــﱪ ورﻓ ــﻊ‬
‫ي اﳌـﺮوءَة‬ ‫ﻟﺪواﻋﻲ اﻟﻀﺮ وﻫﻲ ﻃﻬﺎرة ﻣﻦ ﲨﻴﻊ اﻷدﻧﺎس واﻷرﺟﺎس وﻗﺎل اﳌﺎورد ﱡ‬
‫ﻣﺮاﻋــﺎة اﻷﺣ ـﻮال إﱃ أن ﺗﻜــﻮن ﻋﻠــﻰ أﻓﻀــﻠﻬﺎ‪ ،‬ﺣـ ﱠـﱴ ﻻ ﻳﻈﻬــﺮ ﻣﻨﻬــﺎ ﻗﺒــﻴ ٌﺢ ﻋــﻦ‬
‫ﻗﺼـﺪ‪ ،‬وﻻ ﻳﺘﻮﺟﱠـﻪ إﻟﻴﻬـﺎ ذمﱞ ﺑﺎﺳـﺘﺤﻘﺎق )وﺳـﺒﺒﻬﺎ ﻋﻠـﻮ اﳍﻤـﺔ(ﻫـﻲ ﺗﻮﺟـﻪ اﻟﻘﻠـﺐ‬
‫ت‬
‫وﻗﺼﺪﻩ ﲜﻤﻴﻊ ﻗﻮاﻩ اﻟﺮوﺣﺎﻧﻴﺔ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﳊﻖ؛ ﳊﺼﻮل اﻟﻜﻤﺎل ﻟﻪ أو ﻟﻐﲑﻩ‬
‫ﻋــﻦ ﻋﻤــﺮ ﺑــﻦ اﳋﻄــﺎب رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ أﻧــﻪ ﻗــﺎل ﻻ ﺗﺼــﻐﺮ ﱠن ﳘــﺘﻜﻢ ﻓــﺈﱐ ﱂ أ َر‬
‫أﻗﻌـﺪ ﻋـﻦ اﳌﻜﺮﻣـﺎت ﻣـﻦ ﺻـﻐﺮ اﳍﻤـﻢث )وﺷـﺮف اﻟـﻨﻔﺲ(ﻻ ﺗﺮﺿـﻰ ﺑـﺎﻟﻈﻠﻢ وﻻ‬
‫)ﻓــﺎن ﻣــﻦ ﻛــﺎن‬
‫ﻋﻠــﻰ اﳍﻤــﺔ ﺷـﺮﻳﻒ اﻟــﻨﻔﺲ ﻛﺎﻧــﺖ ﻏﺎﻳﺘــﻪ اﺣـﺮاز اﳌﻌــﺎﱃ وادراك اﻟﻔﻀــﺎﺋﻞ واﺑﺘﻨــﺎء‬
‫اﳌﻜــﺎرم‪ ,‬وﺑــﺬل اﻟﻨــﺪى(ﻫــﻮ اﻟﻜــﺮم واﳉ ـﻮد ﻳﻌــﲏ أن ﺗﺒــﺬل اﻟﻜــﺮم واﳉــﻮد واﻟﻜــﺮم‬
‫ﻟــﻴﺲ ﻛﻤــﺎ ﻳﻈﻨــﻪ ﺑﻌــﺾ اﻟﻨــﺎس أﻧــﻪ ﺑــﺬل اﳌــﺎل ﻓﻘــﻂ‪ ،‬ﺑــﻞ اﻟﻜــﺮم ﻳﻜــﻮن ﰲ ﺑــﺬل‬

‫اﻟﻌﯾن ﻟﻔراھﯾدي وﺗﺎج اﻟﻌروس ﻟﻠزﺑﯾدى‬

‫أ‬
‫ب‬
‫رواه اﻟﺗرﻣذي‬
‫اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻟﻠﺟرﺟﺎﻧﻲ‬
‫ت‬

‫اداب اﻟدﻧﯾﺎ واﻟدﯾن ﻟﻣﺎوردي‬

‫ث‬
‫اﻟ ــﻨﻔﺲ‪ ،‬وﰲ ﺑ ــﺬل اﳉ ــﺎﻩ وﰲ ﺑ ــﺬل اﳌ ــﺎل‪ ،‬وﰲ ﺑ ــﺬل اﻟﻌﻠ ــﻢ )وﻛ ــﻒ اﻻذى(أن‬
‫ﻳﻜﻒ اﻹﻧﺴﺎن أذاﻩ ﻋـﻦ ﻏـﲑﻩ ﺳـﻮاء ﻛـﺎن ﻫـﺬا اﻷذى ﺑﺎﳌـﺎل أو ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﺑـﺎﻟﻨﻔﺲ‬
‫أو ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﺮض ﻓﻤﻦ ﱂ ﻳﻜﻒ أذاﻩ ﻋـﻦ اﳋﻠـﻖ ﻓﻠـﻴﺲ ﲝﺴـﻦ اﳋﻠـﻖ‪ ،‬ﺑـﻞ ﻫـﻮ‬
‫َل ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ)واﻟﻨﺰاﻫﺔ(ﻫﻲ اﻟﺒُﻌـ ُﺪ‬ ‫ﺳﻴﺊ اﳋﻠﻖ )وﻫﻰ ﻋﻨﻮان اﻟﻌﻔﺔ( ﻫﻮﻣﺎ ﻳُﺴﺘﺪ ﱡ‬
‫ﺶ )وﻟــﺬى‬ ‫ـﺎﺣ ٍ‬
‫ـﺮك اﻟﺸــﺒﻬﺎت )واﻟﺼــﻴﺎﻧﺔ(ﻫــﻲ َﺣــﺒﺲ َﻋ ـ ْﻦ ُﻛ ـ ﱢﻞ ﻓَـ ِ‬
‫ﻋــﻦ اﻟ ﱡﺴــﻮِء وﺗـ ُ‬
‫ﻻﻳﺮى ﺻﺎﺣﺐ اﳌﺮوءة اﻻ ﺗﻘﻴﺎ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ اﳌﻄﺎﻣﻊ راﺿﻴﺎ ﲟﺎ ﻗﺴـﻤﻪ اﷲ ﻟـﻪ(ﻳﻌـﲏ‬
‫اﻗﻨﻊ ﲟـﺎ اﻋﻄـﺎك اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻻ ﺗﻨﻈـﺮوا اﱃ ﻣـﻦ ﻫـﻮ ﻓـﻮﻗﻜﻢ ﰲ اﻣـﺮ اﻟـﺪﻧﻴﺎ واﻧﻈـﺮوا‬
‫اﻟﯩﻤــﻦ ﻫــﻮ دوﻧﻜــﻢ ﻓﺎﻧــﻪ أﺣــﺮى أﻻ ﺗــﺰدروا ﻧﻌﻤــﺔ اﷲ ﻋﻠــﻴﻜﻢ )ﻏــﲑ ﻧــﺎﻇﺮ اﱃ ﻣــﺎ‬
‫ﰱ اﻳﺪى اﻟﻨﺎس( ﻋﻦ ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ اﻟﺴﺎﻋﺪي ﻗﺎل ﺟﺎء رﺟﻞ إﱃ اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻓﻘــﺎل ﻳــﺎ رﺳــﻮل اﷲ دﻟــﲏ ﻋﻠــﻰ ﻋﻤ ـﻞ إذا ﻋﻤﻠﺘــﻪ أﺣﺒــﲏ اﷲ‬
‫وأﺣﺒﲏ اﻟﻨﺎس ﻓﻘﺎل ازﻫﺪ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﳛﺒـﻚ اﷲ وازﻫـﺪ ﻓﻴﻤـﺎ ﻋﻨـﺪ اﻟﻨـﺎس ﳛﺒـﻚ‬
‫اﻟﻨــﺎس )وﳑــﺎ ﻳــﺪل ﻋﻠــﻰ ﻣــﺪح اﳌــﺮوءة ﻗــﻮل اﻟﻨــﱮ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ان اﷲ‬
‫ﳛـﺐ ﻣﻌــﺎﱃ اﻻﻣـﻮر واﺷــﺮﻓﻬﺎ( اﻷﺧــﻼق اﻟﺸـﺮﻳﻔﺔ واﳋﺼــﺎل اﻟﺸـﺮﻳﻔﺔ ﻓﻬــﻲ ﻣﻌــﺎﱄ‬
‫أ‬
‫اﻷﻣﻮر ﻻﺣﺐ اﻟﻌﻠﻮ واﻟﻔﺴﺎد ﰲ اﻷرض‬

‫اﳊﻠﻢ‬
‫اﳊِْﻠـ ُﻢ ﺑﺎﻟﻜﺴــﺮ اﻷَﻧــﺎةُ واﻟﻌﻘـﻞ وﲨﻌــﻪ أَﺣْـﻼم و ُﺣﻠُــﻮٌمب واﺻـﻄﻼﺣًﺎ )ﻫــﻮ ﺻــﻔﺔ‬
‫ﲢﻤــﻞ ﺻــﺎﺣﺒﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﺗــﺮك اﻻﻧﺘﻘــﺎم ﳑــﻦ اﻏﻀــﺒﻪ ﻣــﻊ ﻗﺪرﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ ذﻟــﻚ(وﻗﻴــﻞ‬
‫ﻫﻮﺿــﺒﻂ اﻟـﻨﱠﻔﺲ واﻟﻄﱠﺒــﻊ ﻋــﻦ ﻫﻴﺠــﺎن اﻟﻐﻀــﺐ )وﺳــﺒﺒﻬﺎ رﲪــﺔ اﳉﻬــﺎل(وذﻟــﻚ‬
‫ﻣﻦ ﺧ ٍﲑ ﻳﻮاﻓﻖ رﻗﺔ واﳌﻄﻠﻮب رﲪﺔ اﻟﻨﺎس واﻷوﻛﺪ ﻣﻦ ﺟﻬـﻞ ﻣـﻨﻬﻢ ﺣـﱴ ﻳﻌﻠـﻢ‬
‫اﻟﺗﻧوﯾر ﺷرح اﻟﺟﺎﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾر‬
‫أ‬
‫ب‬
‫ﻟﺳﺎن اﻟﻌرﺑرﻻﺑن ﻣﻧظور‬
 ‫ـﺖ ﻓﻐﻔـﺮ اﷲ ﱄ وإن ﱂ أﻛـﻦ ﻛﻤـﺎ‬ ‫ـﺖ ﻛﻤـﺎ ﻗﻠ َ‬ ‫وﺷـﺘﻢ رﺟـﻞ اﻟﺸـﻌﱯ ﻓﻘـﺎل إن ﻛﻨ ُ‬
‫ـﺖ ﻓﻐﻔــﺮ اﷲ ﻟــﻚ وﻗــﺪ ﺣﻜــﻰ أن اﳊﺴــﻦ واﳊﺴــﲔ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤــﺎ وﻋــﻦ‬ ‫ﻗﻠـ َ‬
‫واﻟ ــﺪﻳﻬﻤﺎ وﻋﻠ ــﻰ ﺟ ــﺪﳘﺎ أﻓﻀ ــﻞ اﻟﺼ ــﻼة وأﰎ اﻟﺘﺴ ــﻠﻴﻢ ﻣ ـ ـﺮا ﺑﺸ ــﺨﺺ ﻳﻔﺴ ــﺪ‬
‫وﺿﻮءﻩ ﻓﻘﺎل أﺣﺪﳘﺎ ﻷﺧﻴﻪ ﺗﻌﺎل ﻧﺮﺷﺪ ﻫﺬا اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻘﺎﻻ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ إﻧﺎ ﻧﺮﻳﺪ أن‬
‫ﻧﺘﻮﺿﺄ ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻚ ﺣﱴ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻨﺎ وﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﳛﺴﻦ ﻣﻨﺎ اﻟﻮﺿﻮء وﻣﻦ ﻻ ﳛﺴـﻨﻪ‬
‫ﻓﻔﻌــﻼ ذﻟــﻚ ﻓﻠﻤــﺎ ﻓﺮﻏــﺎ ﻣــﻦ وﺿــﻮﺋﻬﻤﺎ ﻗــﺎل أﻧــﺎ واﷲ اﻟــﺬي ﻻ أﺣﺴــﻦ اﻟﻮﺿــﻮء‬
‫وأﻣــﺎ أﻧﺘﻤــﺎ ﻓﻜــﻞ واﺣــﺪ ﻣﻨﻜﻤــﺎ ﳛﺴــﻦ وﺿــﻮءﻩ ﻓــﺎﻧﺘﻔﻊ ﺑــﺬﻟﻚ ﻣﻨﻬﻤــﺎ ﻣــﻦ ﻏــﲑ‬
‫ﳉﺎﻫــﻞ اﻟﻮﺿــﺆ و ﻣــﻦ ﻻ ﻳَــﺮﺣﻢ ﻻ ﻳـُـﺮﺣﻢ )او‬ ‫ﺗﻌﻨــﺖ وﻻ ﺗــﻮﺑﻴﺦ‬
‫اﻟﱰاﻓﻊ (اي اﻟﺒُـﻌْﺪ)ﻋﻦ اﳌﺸﺎﲤﺔ(اي اﻹﻫﺎﻧﺔ و ﻗﺎﻟﺖ اﳊﻜﻤﺎء ﺷﺮف اﻟـﻨﻔﺲ أن‬
‫ﲢﻤــﻞ اﳌﻜــﺎرﻩ ﻛﻤــﺎ ﲢﻤــﻞ اﳌﻜــﺎرم )او اﻻﺳــﺘﺤﻴﺎء ﻣــﻦ ﺟـﺰاء اﳉـﻮاب(وﻫــﺬا ﻣــﻦ‬
‫ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﻨﻔﺲ وﻛﻤﺎل اﳌﺮوءة ﻗﺎل أﺣﺪ اﳊﻜﻤﺎء ﻣﻮﺿـﺤﺎً ﻫـﺬا اﺣﺘﻤـﺎل اﻟﺴـﻔﻴﻪ‬
‫ﺧ ــﲑ ﻣ ــﻦ اﻟﺘﺤﻠ ـ ـ ﻲ ﺑﺼ ــﻮرﺗﻪ واﻹﻏﻀ ــﺎء ﻋ ــﻦ اﳉﺎﻫ ــﻞ ﺧ ــﲑ ﻣ ــﻦ ﻣﺸ ــﺎﻛﻠﺘﻪ )او‬
‫اﻟﺘﻔﻀﻞ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺊ( وﻗﺼـﺔ اﻟﺮﺳـﻮل اﻟﻜـﺮﱘ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ﻣـﻊ اﻷﻋـﺮاﰊ‬
‫اﻟــﺬي أﻋﻄــﺎﻩ اﻟﺮﺳــﻮل ﻓﻠــﻢ ﻳــﺮض ﻟﺰﻋﻤــﻪ أﻧــﻪ ﻗﻠﻴــﻞ ﻓﻐﻀــﺐ اﻟﺼــﺤﺎﺑﺔ ﻣﻨــﻪ ﻟﻜــﻦ‬
‫اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ أﺧﺬﻩ إﱃ ﺑﻴﺘﻪ وأﺟﺰل ﻟﻪ ﺣﱴ رﺿﻲ وأﻣﺮﻩ أن ﻳﻌﻠـﻦ‬
‫أﻣــﺎم اﻟﺼــﺤﺎﺑﺔ أﻧــﻪ رﺿــﻲ‪ ،‬وﻗ ـﺮّت ﻋﻴﻨــﻪ ﻓﺒﻌــﺪ أن ﻗــﺎل ﻣــﺎ أوﻓﻴــﺖ وﻣــﺎ أﺟﺰﻳــﺖ‬
‫ﻗــﺎل‪ :‬ﻟﻘــﺪ أﺟﺰﻳــﺖ وأوﻓﻴــﺖ ﻓﺠـﺰاك اﷲ ﻣــﻦ ﻛــﺮﱘ ﺧ ـﲑاً‪ ،‬ﻓﻜــﺎن ﻗﻮﻟــﻪ ﺻــﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﺳﺒﺒﺎً ﰲ دﺧﻮل اﻷﻋﺮاﰊ اﻹﺳﻼم وﻫﺬا اﻹﺳﻜﻨﺪر ﻗﻴﻞ ﻟﻪ إن ﻓﻼﻧﺎً‬
‫وﻓﻼﻧ ـﺎً ﻳﻨﻘﺼ ــﺎﻧﻚ وﻳﺜﻠﺒﺎﻧ ــﻚ ﻓﻠ ــﻮ ﻋﺎﻗﺒﺘﻬﻤ ــﺎ ﻓﻘ ــﺎل ﳘ ــﺎ ﺑﻌ ــﺪ اﻟﻌﻘﻮﺑ ــﺔ أﻋ ــﺬر ﰲ‬
‫ﺗﻨﻘﺼــﻲ وﺛﻠــﱯ‪ ،‬ﻓﻜــﺎن ﻫــﺬا ﺗﻔﻀـﻼً ﻣﻨــﻪ وﺗﺂﻟﻔـﺎً وﻗــﺪ ﺣﻜــﻲ ﻋــﻦ اﻷﺣﻨــﻒ اﺑــﻦ‬
‫ﻗﻴﺲ أﻧﻪ ﻗﺎل ﻣﺎ ﻋﺎداﱐ أﺣـﺪ ﻗـﻂ إﻻ أﺧـﺬت ﰲ أﻣـﺮﻩ ﺛـﻼث ﺧﺼـﺎل إن ﻛـﺎن‬
‫ـﺖ ﻗــﺪري ﻋﻨــﻪ وإن ﻛــﺎن ﻧﻈــﲑي‬ ‫ـﺖ ﻟــﻪ ﻗــﺪرﻩ وإن ﻛــﺎن دوﱐ رﻓﻌـ ُ‬ ‫أﻋﻠـﻰ ﻣــﲏ ﻋﺮﻓـ ُ‬
‫ﺗﻔﻀــﻠﺖ ﻋﻠﻴــﻪ )او رﻋﺎﻳــﺔ ﻧﻌﻤــﺔ ﺳــﺎﺑﻘﺔ(وﺣﺮﻣــﺔ ﻻزﻣــﺔ وﻫــﺬا ﻣــﻦ اﻟﻮﻓﺎءو ُﺣﺴ ـ ِﻦ‬
‫اﻟﻌﻬـﺪ وﻛﻤـﺎل اﳌـﺮوءة‪ ،‬وﻗـﺪ ﻗﻴـﻞ أﻛـﺮُم اﻟﺸﱢـﻴَﻢ أرﻋﺎﻫـﺎ ﻟﻠـﺬﻣﻢ وﻗـﺪ ﻗـﺎل اﻟﺸـﺎﻋﺮ‬
‫ﻓﺄﺣﺴﻦ‪:‬‬
‫إن اﻟﻮﻓﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮﱘ ﻓﺮﻳﻀـﺔ واﻟﻠﺆم ﻣﻘﺮون ﺑﺬي اﻹﺧـﻼف‬
‫وﺗﺮى اﻟﻜﺮﱘ ﳌﻦ ﻳﻌﺎﺷﺮ ﻣﻨﺼﻔﺎً وﺗﺮى اﻟﻠﺌﻴﻢ ﳎﺎﻧﺐ اﻹﻧﺼﺎف‬
‫ﺼ ـ ـ ـ ــﺪﻩ ﲝﻴﻠ ـ ـ ـ ــﺔ )وﺗﻮﻗ ـ ـ ـ ــﻊ(اي‬
‫ِف ﻏـ ـ ـ ـ ـﲑَك ﻋ ـ ـ ـ ــﻦ ﻣﻘ ِ‬
‫)او اﳌﻜ ـ ـ ـ ــﺮ( ﻫـ ـ ـ ـ ـﻮأن ﺗﺼـ ـ ـ ـ ـﺮ َ‬
‫ارﺗﻘﺎﺑًــﺎ)اﻟﻔــﺮص( اﳋﻔﻴّــﺔ وﻗــﺎل أﺣــﺪ اﳊﻜﻤــﺎء ﻏﻀــﺐ اﳉﺎﻫــﻞ ﰲ ﻗﻮﻟــﻪ وﻏﻀــﺐ‬
‫ﱠﻌﺖ ﻋﻠﻴــﻪ ﻓﺮﺻــﺘﻪ‬ ‫ـﻜﺖ ﻋــﻦ اﻟﻠﺌــﻴﻢ ﺿـﻴ َ‬ ‫اﻟﻌﺎﻗــﻞ ﰲ ﻓﻌﻠــﻪ وﻗــﺎل أﺣــﺪﻫﻢ إذا ﺳـ ﱠ‬
‫)وذﻟﻚ ﻻن اﻟﱰﻓﻊ ﻋﻦ اﳌﺸﺎﲤﺔ ﻣﻦ ﺷﺮف اﻟﻨﻔﺲ وﻋﻠﻮ اﳍﻤـﺔ واﻻﺳـﺘﺤﻴﺎء ﻣـﻦ‬
‫ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﻨﻔﺲ وﻛﻤﺎل اﳌﺮوءة ورﻋﺎﻳﺔ اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻓﺎء واﳌﻜﺮ وﺗﻮﻗﻊ اﻟﻔﺮص ﻣﻦ‬
‫اﻟﺪﻫﺎء( اي ذﻛﺎء اوﺟـﻮدة اﻟـﺮأْي ) ﻻن ﻣـﻦ ﻇﻬـﺮ ﻏﻀـﺒﻪ ﻗـﻞ ﻛﻴـﺪﻩ( ﻗـﺎل اﻟﻨـﱮ‬
‫ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﰱ ﺛﻨــﺎء اﻫــﻞ اﳊﻠــﻢ ان اﷲ ﳛــﺐ اﳊــﻰ اﳊﻠــﻴﻢ وﻳــﺒﻐﺾ‬
‫اﻟﻔﺎﺣﺶ(أي ﻟﻔﺤﺸﻪ أي واﻟﻔﺤﺶ أﻳﻀﺎ )اﻟﺒﺬئ(ﻓﻌﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺬاء وﻫـﻮ ﺿـﺪ‬
‫اﳊﻴﻲ وﰲ اﻟﻐﺮﻳﺒﲔ رﺟﻞ ﺑﺬيء أي ﻓﺎﺣﺶ ﺳﻴﺊ اﳋﻠﻖ اﻫ ـ وﰲ اﳌﻘـﺮر أن ﻛـﻞ‬
‫ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﻣﺒﻐﻮﺿﺎ ﷲ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ وزن وﻗﺪر ﻛﻤﺎ أن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﳏﺒﻮﺑﺎ ﻟﻪ ﻳﻜﻮن‬
‫أ‬
‫ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻈﻴﻤﺎ‬

‫اﻟﺴﺨﺎء‬

‫ﻣرﻗﺎة اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ ﺷرح ﻣﺷﻛﺎة اﻟﻣﺻﺎﺑﯾﺢ ﻋﻠﻲ ﺑن ﺳﻠطﺎن ﻣﺣﻣد اﻟﻘﺎري‬

‫أ‬
 ‫ﻣﻌﲎ اﻟﺴﱠﺨﺎء ﻟﻐﺔًاﳉُﻮد واﻟﻜﺮم واﻟﺴﱠـﺨﻲ اﳉَـﻮَاد وﰲ اﻟﻔﻌـﻞ ﺛـﻼث ﻟﻐـﺎت ﺳـﺨﺎ‬
‫ﻣــﻦ ﺑــﺎب ﻋــﻼ وﺳــﺨﻲ ﻣــﻦ ﺑــﺎب ﺗﻌــﺐ و َﺳـﺨُﻮ ﻣــﻦ ﺑــﺎب ﻗـﺮُبأ واﺻــﻄﻼﺣًﺎ‬
‫)وﻫ ــﻮ ﺑ ــﺬل(اي إﻋﻄ ــﺎءً ) اﳌ ــﺎل ﻣ ــﻦ ﻏ ــﲑ ﻣﺴ ــﺄﻟﺔ(اي ﻃﻠ ــﺐ )واﺳ ــﺘﺤﻘﺎق(اي‬
‫ي اﻟﺴﱠـﺨﺎء اﳉُـﻮد أو إﻋﻄـﺎء ﻣـﺎ ﻳﻨﺒﻐـﻲ ﳌـﻦ ﻳﻨﺒﻐـﻲ‬ ‫ﺟـﺪﻳﺮ او اﺣﺘﻴـﺎج وﻗـﺎل اﳌﻨـﺎو ﱡ‬
‫أو ﺑﺬل اﻟﺘﱠﺄﻣﱡﻞ ﻗﺒﻞ إﳊﺎف اﻟﺴﱠﺎﺋﻞ) وﻫﻮ ﻓﻀﻴﻠﺔ(اي اﻟﺪﱠرﺟـﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌـﺔ ﰲ ﺣﺴـﻦ‬
‫اﳋﻠــﻖ ) ﻣﺴﺘﺤﺴــﻨﺔ وﺧﺼــﻠﺔ ﳏﻤــﻮدة ﳌــﺎ ﻓﻴــﻪ ﻣــﻦ ارﺗﺒــﺎط اﻟﻘﻠــﻮب واﺟﺘﻤﺎﻋﻬــﺎ(‬
‫ـﻮل اﻟﻠﱠ ـ ِﻪ‬
‫ـﺎل أَ ْﻋﻄَـ ِـﺎﱐ َر ُﺳـ ُ‬
‫ﺻ ـ ْﻔﻮَا َن ﺑْ ـ ِﻦ أَُﻣﻴﱠ ـﺔَ ﻗَـ َ‬
‫ﻓﻬــﺬا اﻟﺴــﺨﺎء ﻳﺄﺳــﺮ اﻟﻘﻠــﻮب َﻋ ـ ْﻦ َ‬
‫َﱴ‬‫ِﻴﲏ ﺣ ﱠ‬ ‫َال ﻳـُ ْﻌﻄ ِ‬
‫ِﱄ ﻓَﻤَﺎ ز َ‬ ‫ﺾ اﳋَْﻠ ِْﻖ إ َﱠ‬ ‫َﲔ َوإِﻧﱠﻪُ ﻷََﺑْـﻐَ ُ‬ ‫ﺻﻠﱠﻰ اﻟﻠﱠﻪُ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ َو َﺳﻠﱠ َﻢ ﻳـ َْﻮَم ُﺣﻨـ ْ ٍ‬
‫َ‬
‫س ﻃ َْﻮﻋـﺎً وﻛَْﺮﻫـﺎً‬ ‫ِرﳘَـﻪُ أﺣﺒـﻪُ اﻟﻨـﺎ ُ‬ ‫ـﺬل د َ‬ ‫ِﱄ وﻗـﺎل اﳊﺴـﻦ َﻣـ ْﻦ ﺑَ َ‬ ‫َـﺐ اﳋَْْﻠ ِـﻖ إ َﱠ‬ ‫إِﻧـﱠﻪُ ﻷََﺣ ﱡ‬
‫وﻗــﺎل ﳛــﲕ ﺑــﻦ ﻣﻌــﺎذ اﻟﺰﻫــﺪ ﻳــﻮرث اﻟﺴــﺨﺎء ﺑﺎﳌﻠــﻚ واﳊــﺐ ﻳــﻮرث اﻟﺴــﺨﺎء‬
‫ﺑ ـ ــﺎﻟﺮوح )ﻓ ـ ــﻴﻌﻈﻢ اﻻﻧﺘﻔ ـ ــﺎع( اي ُﺣﺼ ـ ــﻮل اﻟْ َﻤْﻨـ َﻔ َﻌـ ـ ـ ِﺔ ِﻣْﻨـ ـ ـﻪُ )وﻳﻌ ـ ــﻢ اﻻرﺗﻔ ـ ــﺎق(اي‬
‫ﺼـ ــﺤﺐ ) ﻓﻘـ ــﺪ ﻛـ ــﺎن ﺻـ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـ ــﻪ وﺳـ ــﻠﻢ ﻳﻌﻄـ ــﻰ ﻋﻄـ ــﺎء ﻣـ ــﻦ ﻻﳜﺸـ ــﻰ‬ ‫اﻟ ﱡ‬
‫اﻟﻔﻘـﺮ( ﺑﻌــﺪ ﻏــﺰوة ﺣﻨــﲔ ﻛــﺎن ﻧﺼــﻴﺐ اﻟﺮﺳــﻮل ﻣــﻦ اﻟﻐﻨــﺎﺋﻢ ﻛﺜــﲑ ﺟــﺪاً ﻟﺪرﺟــﺔ ان‬
‫اﻷ ﻏﻨــﺎم ﻛﺎﻧــﺖ ﲤــﻸ ﻣﻨﻄﻘــﺔ ﺑــﲔ ﺟﺒﻠــﲔ ﻓﺠــﺎء رﺟــﻞ ﻣــﻦ اﻟﻜﻔــﺎر و ﻧﻈــﺮ إﱃ‬
‫اﻟﻐﻨ ــﺎﺋﻢ و ﻗ ــﺎل ﻣ ــﺎ ﻫ ــﺬا ﻳﺘﻌﺠ ــﺐ ﻣ ــﻦ ﻛﺜ ــﺮة اﻟﻐﻨ ــﺎﺋﻢ ﻓﻘ ــﺎل ﻟ ــﻪ رﺳ ــﻮل اﷲ‬
‫أﺗﻌﺠﺒــﻚ ﻓﻘــﺎل اﻟﺮﺟــﻞ ﻧﻌــﻢ ﻓﻘــﺎل اﻟﺮﺳــﻮل ﻫــﻰ ﻟــﻚ ﻓﻘــﺎل ﻟــﻪ اﻟﺮﺟــﻞ ﻳــﺎ‬
‫ﳏﻤﺪ أ ﺗﺼﺪﻗﲎ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ اﻟﺮﺳـﻮل أﺗﻌﺠﺒـﻚ ﻓﻘـﺎل اﻟﺮﺟـﻞ ﻧﻌـﻢ ﻓﻘـﺎل اﻟﺮﺳـﻮل‬
‫إذاً ﺧﺬﻫﺎ ﻓﻬﻰ ﻟﻚ ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ اﻟﺮﺟﻞ و ﺟﺮى ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻟﻘﻮﻣﺔ ﻳﻘـﻮل ﳍـﻢ ﻳـﺎ ﻗـﻮم‬
‫أﺳــﻠﻤﻮا ﺟﺌــﺘﻜﻢ ﻣــﻦ ﻋﻨــﺪ ﺧــﲑ اﻟﻨــﺎس إن ﳏﻤــﺪاً ﻳﻌﻄــﻰ ﻋﻄــﺎء ﻣــﻦ ﻻ ﳜﺸــﻰ‬
‫اﻟﻔﻘﺮ أﺑﺪاً )وﰱ اﳊﺪﻳﺚ ﻗﺎل ﺟﱪﻳﻞ ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻫﺬا دﻳـﻦ ارﺗﻀـﻴﺘﻪ ﻟﻨﻔﺴـﻰ‬
‫أ‬
‫ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻻﺑن اﻟﻣﻧظور‬
‫(و روي أن‬
‫ﻋﺎﺋﺸ ــﺔ رﺿ ــﻲ اﷲ ﻋﻨﻬ ــﺎ ﺑﻌ ــﺚ إﻟﻴﻬ ــﺎ ﻣﻌﺎوﻳ ــﺔ رﺿ ــﻲ اﷲ ﻋﻨ ــﻪ ﲟ ــﺎل ﻗ ــﺪرﻩ ﻣﺎﺋ ــﺔ‬
‫وﲦــﺎﻧﻮن أﻟــﻒ درﻫــﻢ ﻓــﺪﻋﺖ ﺑﻄﺒــﻖ ﻓﺠﻌﻠــﺖ ﺗﻘﺴــﻤﻪ ﺑــﲔ اﻟﻨــﺎس ﻓﻠﻤــﺎ أﻣﺴــﺖ‬
‫ﻗﺎﻟﺖ ﳉﺎرﻳﺘﻬﺎ ﻫﻠﻤﻲ ﻓﻄﻮري ﻓﺠﺎﺋﺘﻬﺎ ﲞﺒـﺰ وزﻳـﺖ وﻗﺎﻟـﺖ ﳍـﺎ ﻣـﺎ اﺳـﺘﻄﻌﺖ‬
‫ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺴﻤﺖ اﻟﻴﻮم أن ﺗﺸﱰي ﻟﻨﺎ ﺑﺪرﻫﻢ ﳊﻤﺎ ﻧﻔﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﳍﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ‬
‫ذﻛـﺮﺗﻴﲏ ﻟﻔﻌﻠـﺖ و روي أن ﻋﺒــﺪ اﷲ ﺑـﻦ ﻋــﺎﻣﺮ اﺷـﱰى ﻣــﻦ ﺧﺎﻟـﺪ ﺑــﻦ ﻋﻘﺒـﺔ ﺑــﻦ‬
‫أﰊ ﻣﻌــﻴﻂ دارﻩ اﻟــﱵ ﰲ ﺳــﻮق ﻣﻜــﺔ ﺑﺴــﺒﻌﲔ أﻟــﻒ درﻫــﻢ ﻓﻠﻤــﺎ ﻛــﺎن اﻟﻠﻴــﻞ ﲰــﻊ‬
‫ﻋﺒــﺪ اﷲ ﺑﻜــﺎء أﻫــﻞ ﺧﺎﻟــﺪ ﻓﺴــﺄل ﻋــﻦ ذﻟــﻚ ﻓﻘﻴــﻞ ﻟــﻪ ﻳﺒﻜــﻮن ﻟــﺪارﻫﻢ ﻓﻘــﺎل‬
‫ﻟﻐﻼﻣـ ــﻪ اﺋـ ــﺘﻬﻢ وأﻋﻠﻤﻬـ ــﻢ أن اﻟـ ــﺪار واﻟـ ــﺪراﻫﻢ ﲨﻴﻌـ ــﺎ ﳍـ ــﻢ و روي أن اﻹﻣـ ــﺎم‬
‫اﻟﺸــﺎﻓﻌﻲ رﲪــﻪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﳌــﺎ ﻣــﺮض ﻣﺮﺿــﻪ اﻟــﺬي ﺗــﻮﰲ ﻓﻴــﻪ أوﺻــﻰ ﺑــﺄن ﻳﻐﺴــﻠﻪ‬
‫ﻓــﻼن ﻓﻠﻤــﺎ ﺗــﻮﰲ دﻋــﻮا ﻣــﻦ أوﺻــﻰ ﺑﺘﻐﺴــﻴﻠﻪ ﻓﻠﻤــﺎ ﺣﻀــﺮ ﻗــﺎل أﻋﻄــﻮﱐ ﺗﺬﻛﺮﺗــﻪ‬
‫ﻓﻸﻋﻄﻮﻩ إﻳﺎﻫﺎ ﻓﺈذا ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ دﻳـﻦ ﻗـﺪرﻩ ﺳـﺒﻌﻮن أﻟـﻒ درﻫـﻢ ﻓﻜﺘﺒﻬـﺎ‬
‫ﻫــﺬا ﻏﺴــﻠﻲ إﻳــﺎﻩ واﻧﺼــﺮف و روي أﻧــﻪ ﳌــﺎ‬
‫ﲡﻬــﺰ اﻟﺮﺳــﻮل ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳ ــﻠﻢ ﳊــﺮب اﻟــﺮوم وﻛــﺎن اﳌﺴــﻠﻤﻮن وﻗﺘﺌ ــﺬ ﰲ‬
‫ﺿﻴﻖ ﻛﺒـﲑ وﻋﺴـﺮ ﺷـﺪﻳﺪ ﺣـﱴ ﲰّـﻲ ﺟـﻴﺶ اﻟﺮﺳـﻮل ﻓﻴﻬـﺎ ﺟـﻴﺶ اﻟﻌﺴـﺮة ﺧـﺮج‬
‫ﻋﺜﻤــﺎن ﺑــﻦ ﻋﻔــﺎن رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ ﺑﺼــﺪﻗﺔ ﻗــﺪرﻫﺎ ﻋﺸــﺮة اﻵف دﻳﻨــﺎر وﺛﻼﲦﺎﺋــﺔ‬
‫ﻓﺮﺳﺎ ﻓﺠﻬﺰ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﺼﻒ اﳉﻴﺶ ﲨﻴﻌﻪ‬
‫ﻗـﺎل ﻋﻠــﻲ ﺑــﻦ أﰊ ﻃﺎﻟــﺐ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ اﻟﺴـﺨﺎء ﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣﻨــﻪ اﺑﺘــﺪاء ﻓﺄﻣــﺎ ﻣــﺎ‬
‫ﻛﺎن ﻋﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﺤﻴﺎء وﺗﻜﺮمأ و ﻗـﺎل اﺑـﻦ ﻋﺒـﺎس رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨﻬﻤـﺎ ﺳـﺎدات‬
‫اﻟﻨﺎس ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻷﺳﺨﻴﺎء وﰲ اﻵﺧﺮة اﻷﺗﻘﻴﺎءب و ﻗﺎل اﳊﺴﻦ اﻟﺒﺼـﺮي رﲪـﻪ‬
‫ﻣﺧﺗﺻر ﻣﻧﮭﺎج اﻟﻘﺎﺻدﯾن ‪٢٠٤‬‬
‫أ‬

‫أدب اﻟدﻧﯾﺎ واﻟدﯾن ﻟﻠﻣﺎوردي ‪٢٢٦‬‬

‫ب‬
‫اﷲ اﻟﺴﺨﺎء أن ﲡﻮد ﲟﺎﻟﻚ ﰲ اﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ أي ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲأ و ﻗﺎل ﺳـﻔﻴﺎن‬
‫ﺳــﻔﻴﺎن ﺑــﻦ ﻋﻴﻴﻨﻬﺮﲪــﻪ اﷲ اﻟﺴــﺨﺎء اﻟــﱪ ﺑــﺎﻹﺧﻮان واﳉــﻮد ﺑﺎﳌــﺎلب و ﻗــﺎل‬
‫اﻟﻐـﺰاﱄ رﲪــﻪ اﷲ اﻋﻠــﻢ أن اﳌــﺎل إن ﻛــﺎن ﻣﻔﻘــﻮداً ﻓﻴﻨﺒﻐــﻲ أن ﻳﻜــﻮن ﺣــﺎل اﻟﻌﺒــﺪ‬
‫اﻟﻘﻨﺎﻋـ ــﺔ وﻗﻠـ ــﺔ اﳊ ـ ـﺮص وإن ﻛـ ــﺎن ﻣﻮﺟـ ــﻮد اً ﻓﻴﻨﺒﻐـ ــﻲ أن ﻳﻜـ ــﻮن ﺣﺎﻟـ ــﻪ اﻹﻳﺜـ ــﺎر‬
‫واﺻ ــﻄﻨﺎع اﳌﻌ ــﺮوف واﻟﺘﺒﺎﻋ ــﺪ ﻋ ــﻦ اﻟﺸ ــﺢ واﻟﺒﺨ ــﻞ ﻓ ــﺈن اﻟﺴ ــﺨﺎء ﻣـ ـﻦ أﺧ ــﻼق‬
‫اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻼم وﻫﻮ أﺻﻞ ﻣﻦ أﺻﻮل اﻟﻨﺠﺎةت واﷲ أﻋﻠﻢ‬

‫اﻟﺘﻮاﺿﻊ‬
‫ﺿــﻮ ًﻋﺎ‬ ‫ﺿ ـﻌًﺎ وُو ُ‬
‫ﺿ ـ َﻊ ﻓُــﻼ ٌن ﻧَـ ْﻔ َﺴ ـﻪُ و ْ‬
‫ﺿــﻊ ﻟﻐ ـﺔً اﻟﺘﻮاﺿــﻊ اﻟﺘــﺬﻟﻞ ﻳـُ َﻘــﺎل و َ‬ ‫ﻣﻌــﲎ اﻟﺘﱠﻮا ُ‬
‫ث‬
‫وﲣﺎ َﺷ َﻊ‬
‫َل َ‬ ‫ﺿ َﻊ اﻟﱠﺮ ُﺟ ُﻞ إذا ﺗَ َﺬﻟﱠ َﻞ وﻗﻴﻞ ذ ﱠ‬ ‫ْﺢ أي أذﳍﱠﺎ وﺗَـﻮَا َ‬ ‫ﺿ َﻌﺔً‪ ،‬ﺑﺎﻟ َﻔﺘ ِ‬
‫ﺑﺎﻟﻀﱠﻢ‪َ ،‬و َ‬
‫واﺻــﻄﻼﺣًﺎ)ﻫــﻮ ﺧﻔــﺾ اﳉﻨــﺎح( ﻫــﻮ ﻛِﻨﺎﻳ ـﺔً واﻟﻜﻨﺎﻳــﺔ ﻫــﻲ اﻟﺘﱠﻌﺒــﲑ ﻋــﻦ اﻟﺸــﻲء‬
‫ﺑِـﺒَـﻌْﺾ ﻟﻮا ِزِﻣــﻪ إذا أردْت أن ﺗـُ َﻌـ ﱢـﱪ ﻋــﻦ ﻛــﺮم اﻹﻧﺴــﺎن ﻗــﺪ ﺗﺴــﺘﺨْﺪ ُم أُﺳــﻠﻮﺑًﺎ ﻏــﲑ‬
‫ﻀـﻴﻮف ﻳـﺪﺧﻠﻮن ﻣﻨـﻪ ﻓـﺈذا‬ ‫ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓـﺎﻟﻜﺮﱘ ﻣـﻦ ﻟﻮازﻣـ ِﻪ أ ﱠن ﺑﺎﺑـﻪ ﻻ ﻳـُ ْﻐﻠَـﻖ داﺋﻤًـﺎ اﻟ ﱡ‬
‫ْت ﻋ ــﻦ اﻟﻜ ــﺮم ﺑِﻄﺮﻳﻘ ـ ـ ٍﺔ ﻣﺒﺎﺷ ــﺮة ﺗﻘ ــﻮل ﻓ ــﻼن ﻛ ــﺮﱘ ﻫ ــﺬا اﻷﺳ ــﻠﻮب اﲰُـ ـﻪُ‬ ‫ﻋﺒﱠـ ــﺮ َ‬
‫ْت أن ﺗﻌﺒﱢ ـَﺮ ﻋــﻦ ﻛــﺮم ﻫــﺬا اﻹﻧﺴــﺎن ﺑِﻄَﺮﻳﻘ ـ ٍﺔ ﻏــﲑ‬ ‫اﻷﺳــﻠﻮب اﳌﺒﺎﺷــﺮ أﻣــﺎ إذا أرد َ‬

‫اﻷﺣﯾﺎء ‪٢٢٤٦/٣‬‬
‫أ‬

‫اﻹﺣﯾﺎء ‪٢٤٦/٣‬‬
‫بب‬

‫اﻹﺣﯾﺎء ‪٢٤٣/٣‬‬
‫ت‬
‫ث‬
‫ﺗﺎج اﻟﻌروس و ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب‬
‫ْت‬
‫ﻣﺒﺎﺷــﺮة ﺗ ْﺴـ ﺘﺨﺪم اﻟﻜﻨﺎﻳــﺔ وﺗﻘــﻮل ﻓــﻼن ﺑﺎﺑـﻪُ ﻻ ﻳـُ ْﻐﻠَـ ُﻖ أي ﻫــﻮ ﻛــﺮﱘ وإذا أرد َ‬
‫ـﺖ ﻓـ ــﻼن ﻧَـ ـﺪِم ﻓﺄﻧـ ــﺖ ا ْﺳـ ــﺨﺪﻣْﺖ‬ ‫أن ﺗـُ َﻌ ـ ـ ِﱪ أ ﱠن ﻫـ ــﺬا اﻹﻧﺴـ ــﺎن ﻗـ ــﺪ ﻧَـ ـ ِﺪ َم وﻗﻠـ ـ َ‬
‫ﺾ ﻋﻠــﻰ‬ ‫اﻷُﺳــﻠﻮب اﳌﺒﺎﺷــﺮ أﻣــﺎ إذا أردْت أن ﺗﺴــﺘﺨﺪم اﻟﻜﻨﺎﻳــﺔ ﺗﻘــﻮل ﻓــﻼن ﻋـ ﱠ‬
‫أﺻـﺒﻌﻪ واﷲ ﺳـﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌـﺎﱃ و ﻳـُ َﻮﺟﱢـﻪ اﻟﻨـﱯ ﻋﻠﻴـﻪ اﻟﺼـﻼة واﻟﺴـﻼم أو ﻳﺆﱢدﺑـُﻪُ أو‬
‫ـﻚ ﻟِ َﻤ ـ ِﻦ‬
‫ـﺾ َﺟﻨَﺎ َﺣـ َ‬‫ﻳـَُﺮﺑﱢﻴــﻪ ﻛــﻲ ﻳﻜــﻮن ﻣﺘﻮا ِﺿ ـﻌًﺎ ﻣــﻊ أﺻــﺤﺎﺑﻪ ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ وَا ْﺧ ِﻔـ ْ‬
‫ﲔ ﻳْﺒــﺪو أ ﱠن ﺧ ْﻔــﺾ اﳉﻨــﺎح ﻳﺆﻟّــﻒ اﻟﻘﻠــﻮب وﺧ ْﻔــﺾ اﳉﻨــﺎح‬ ‫ـﻚ ِﻣـ َﻦ اﻟْ ُﻤـ ْـﺆِﻣﻨِ َ‬
‫اﺗﱠـﺒَـ َﻌـ َ‬
‫ﻳُﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﶈﺒﱠﺔ واﶈﺒّﺔ أﺳﺎس ﰲ اﻟﺪﱠﻋﻮة إﱃ اﷲ أﺣ ُﺪ اﳌُﻌﻠﱢﻤـﲔ اﻟﻘـﺪاﻣﻰ اﻟـﺬﻳﻦ‬
‫اﻟﺴﺎﺣﻘَﺔ ﰲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪﱘ وﻫﻮ أﻓﻼﻃﻮن اﺳْـ‬ ‫ﺟﺎؤوا ﰲ اﻟﻌﺼﻮر ِ‬
‫ـﻚ ﻋـ ﱢـﲏ ﻓﺈﻧـﱠـﻪ ﻻ ُِﳛﺒﱡــﲏ اﻟﺘﱠﻌﻠــﻴﻢ أﺳﺎﺳــﻪ اﶈﺒّــﺔ‬ ‫أوﻟﻴــﺎء ﺗﻼﻣﻴــﺬﻩ وﻗــﺎل ﻟــﻪ ُﺧ ـ ْﺬ اﺑﻨَـ َ‬
‫واﻟﺘﱠﻌﻠــﻴﻢ ﺑــﺎﻟﻘﻬْﺮ وﺑــﺎﻹﻟﺰام ﻻ ُﳚــﺪي ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل أﺣــﺪ اﻟﻌﻠﻤــﺎء ﻳــﺎ ﺑــﲏ ﳓــﻦ إﱃ‬
‫أدﺑﻚ أﺣْﺮص ِﻣﻨَﺎ إﱃ ِﻋْﻠﻤـﻚ ﻓﻬـﺬا اﻷدَب‪ ،‬وذاك اﻟﻌﻄـﻒ وذاك اﻟﺘﻮاﺿـﻊ ﻣـﻦ‬

‫ْﻒ َﻋ ـْﻨـ ُﻬ ْﻢ وَا ْﺳ ـﺘَـ ْﻐﻔِْﺮ َﳍ ـُ ْﻢ َو َﺷــﺎوِْرُﻫ ْﻢ ِﰲ‬

‫ـﻚ ﻓَــﺎﻋ ُ‬‫ﻀ ـﻮا ِﻣ ـ ْﻦ ﺣ َْﻮﻟِـ َ‬ ‫ـﺐ ﻻﻧْـ َﻔ ﱡ‬ ‫َﻏﻠِــﻴ َﻆ اﻟْ َﻘْﻠـ ِ‬
‫ﲔ) واﻻﻧــﺔ اﳉﺎﻧــﺐ‬ ‫ـﺐ اﻟْ ُﻤﺘَ ـ َﻮﱢﻛﻠِ َ‬
‫ـﺖ ﻓَـﺘَـ َﻮﱠﻛـ ْﻞ َﻋﻠَــﻰ اﻟﻠﱠـ ِﻪ إِ ﱠن اﻟﻠﱠـﻪَ ُِﳛـ ﱡ‬
‫اﻷَ ْﻣـ ِﺮ ﻓَـِﺈ َذ ا َﻋَﺰْﻣـ َ‬
‫(اي ﺳــﻬﻞ اﳌﻌﺎﺷــﺮة ) ﻣــﻦ ﻏــﲑ ﺧﺴــﺔ وﻻﻣﺬﻟــﺔ واﳌﻘﺼــﻮد ﻣﻨــﻪ اﻋﻄــﺎء ﻛــﻞ ذى‬
‫ﺣﻖ ﺣﻘﻪ(وﻗﻴﻞ ﻫـﻮ ﺗـﺮك اﻟ ﱠـﱰؤس وإﻇﻬـﺎر اﳋﻤـﻮل وﻛﺮاﻫﻴـﺔ اﻟﺘﱠﻌﻈـﻴﻢ واﻟﱢﺰﻳـﺎدة ﰲ‬
‫اﻹﻛ ـﺮام وأن ﻳﺘﺠﻨﱠــﺐ اﻹﻧﺴ ـﺎن اﳌﺒﺎﻫــﺎة ﲟــﺎ ﻓﻴــﻪ ِﻣــﻦ اﻟﻔﻀــﺎﺋﻞ واﳌﻔــﺎﺧﺮة ﺑﺎﳉــﺎﻩ‬
‫واﳌﺎل‪ ،‬وأن ﻳﺘﺤﺮﱠز ﻣِﻦ اﻹﻋﺠﺎب واﻟﻜ ِْﱪأ)ﻓﻼ ﻳﺮﻓﻊ وﺿـﻴﻌﺎ ﻋـﻦ درﺟﺘـﻪ وﻻﻳﻨـﺰل‬
‫ﺷﺮﻳﻔﺎ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻣﻪ وﻫﻮ ﻣﻦ اﺳﺒﺎب اﻟﺮﻓﻌﺔ ودواﻋﻰ اﻟﺸـﺮف ﻗـﺎل اﻟﻨـﱮ ﺻـﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﷲ رﻓﻌﻪ(ﻓﻴـﻪ وﺟﻬـﺎن أﺣـﺪﳘﺎ أ ﱠن اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﳝﻨﺤـﻪ ذﻟـﻚ‬

‫ﺗﮭذب اﻻﺧﻼق ﻟﺟﺎﺣط‬

‫أ‬
‫ِﺖ ﻟﻪ ﰲ اﻟﻘﻠـﻮب ﳏﺒﱠـﺔً وﻣﻜﺎﻧـﺔً‬
‫ﰲ اﻟ ﱡﺪﻧْﻴﺎ ﺟﺰاءً ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﺿﻌﻪ ﻟﻪ وأ ﱠن ﺗﻮاﺿﻌﻪ ﻳـُﺜْﺒ ُ‬
‫وﻋﱠﺰًة واﻟﺜﱠﺎﱐ أن ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺛﻮاﺑﻪ ﰲ اﻵﺧﺮة ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﺿﻌﻪأ واﷲ أﻋﻠﻢ‬

‫ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ‬
‫أﻣﺎ اﻟﻌﺰة ﰲ اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻤﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﻟﻌـﺰ‪ ،‬وﻫـﻮ ﺿـﺪ اﻟـﺬل ﺗﻘـﻮل ﻣﻨـﻪ‬
‫ﻓﻬــﻮ ﻋﺰﻳــﺰ‪ ،‬أي ﻗــﻮي واﻟﻌﺰﻳــﺰ ﻣــﻦ ﺻــﻔﺎت اﷲ ﻗــﺎل اﻟﺰﺟــﺎج اﳌﻤﺘﻨــﻊ ﻓــﻼ ﻳﻐﻠﺒــﻪ‬
‫ﺷﻲء وﻗﺎل ﻏﲑﻩ ﻫﻮ اﻟﻘﻮي اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻋﻠـﻰ ﻛـﻞ ﺷـﻲء واﻟﻌـﺰة اﻟـﱵ ﻧﺘﺤـﺪث ﻋﻨﻬـﺎ‬
‫ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺗﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻗـﻮة ﻣﻌﻨﻮﻳـﺔ وﺗﻨﺒﺜـﻖ ﻣﻨﻬﻤـﺎ أﻗـﻮال وأﻓﻌـﺎل ﺗـﺪل ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﺸــﻌﻮر ﺑــﺎﻟﻔﺨﺮ واﻻﺳــﺘﻌﻼء واﻻﺳــﺘﻘﻼل ﻋــﻦ اﻟﻜــﺎﻓﺮﻳﻦ وﺻــﺪق اﻻﻧﺘﻤــﺎء ﳍــﺬا‬
‫اﻟـﺪﻳﻦ ﻣـﻊ ﺗﻮاﺿــﻊ ورﲪـﺔ ﺑـﺎﳌﺆﻣﻨﲔ واﺻــﻄﻼﺣًﺎ )‬
‫ﻧﻔﺴــﻪ ﰱ ﻣﻨــﺎزل اﻟﺮﻓﻌــﺔ واﻻﺣـﱰام(و ﻗﻴــﻞ ﻫــﻲ أن ﻻ ﻳﻀــﻊ اﻻﻧﺴــﺎن ﻧﻔﺴــﻪ ﰲ‬
‫ﻣﻮﻗــﻒ ذﻟﻴــﻞ أو ﲟﻜﺎﻧــﺔ ﻻ ﺗﻠﻴــﻖ ﺑــﻪ وﻛﻤــﺎ ﻫــﻮ ﻣﻌــﺮوف ﻋﺰﻳــﺰ اﻟــﻨﻔﺲ ﻫــﻮ ﻛــﺮﱘ‬
‫اﻟــﻨﻔﺲ )وﺳــﺒﺒﻬﺎ ﻣﻌﺮﻓــﺔ اﻻﻧﺴــﺎن ﻗــﺪر ﻧﻔﺴــﻪ(ذﻛــﺮ ﰲ ﻛﺘــﺐ اﻟﺴــﲑﻩ اﻟﻨﺒﻮﻳــﻪ و‬
‫ﻣﻨﻬـﺎ اﻟﺒﺪاﻳــﻪ و اﻟﻨﻬﺎﻳــﻪ ﻻﺑــﻦ ﻛﺜـﲑ اﻧــﻪ ﳌــﺎ ﺣﺎﺻــﺮ رﺳـﻮل اﷲ اﻟﻄــﺎﺋﻒ ﻓﻠــﻢ ﻳﻨــﻞ‬
‫ﻣﻨﻬﻢ ﺷـﻴﺌﺎ ﻗـﺎل اﻧـﺎ ﻗـﺎﻓﻠﻮن ﻏـﺪا ان ﺷـﺎء اﷲ ﻓﺜﻘـﻞ ﻋﻠـﻴﻬﻢ و ﻗـﺎﻟﻮا ﻧـﺬﻫﺐ و‬
‫ﻻ ﻧﻔﺘﺤﻪ اي اﳊﺼﻦ ﻓﻘـﺎل رﺳـﻮل اﷲ اﻏـﺪوا ﻋﻠـﻰ اﻟﻘﺘـﺎل ﻓﻐـﺪوا ﻋﻠـﻰ اﻟﻘﺘـﺎل‬
‫ﻓﻘــﺎل اﻧــﺎ ﻗــﺎﻓﻠﻮن ﻏــﺪا ان ﺷــﺎء اﷲ ﻓــﺎﻋﺠﺒﻬﻢ ﻗﻮﻟــﻪ ﻓﻀــﺤﻚ‬
‫ﻋﻨﺪﻫﺎ رﺳﻮل اﷲ و ﰲ رواﻳـﺔ اﺧـﺮى ﻓﺘﺒﺴـﻢ رﺣـﻢ اﷲ اﻣـﺮئ ﻋـﺮف ﻗـﺪر ﻧﻔﺴـﻪ‬
‫واﻟﺼــﱪ(ﻋﻄــﻒ اﻟﺘﻔﺴــﲑ )ﻋﻠــﻰ ﻣﻜــﺎرﻩ‬ ‫و اﳊﻠــﻴﻢ ﻳﻔﻬــﻢ اﻣــﺮئ )‬
‫اﻟﺪﻫﺮ( واﻟﻔﺮج ﺑﻌﺪ اﻟﺸﺪة وﻗﺎل اﻹﻣﺎم ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ اﺑـﻦ أﰊ ﻃﺎﻟـﺐ اﺻﺒــﺮ ﻗﻠـﻴﻼ‬

‫اﻛﻣﺎل اﻟﻣﻌﻠم ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻋﯾﺎض‬

‫أ‬
‫ﻓﺒﻌـﺪ اﻟﻌﺴــﺮ ﺗﻴﺴ ــﲑ وﻛـ ــﻞ وﻗـﺖ ﻟــﻪ أﻣ ــﺮ وﺗﺪﺑــﲑ وﻟﻠﻤﻬﻴﻤــﻦ ﻓــﻲ ﺣﺎﻻﺗﻨــﺎ ﻧﻈ ــﺮ‬
‫وﻓ ــﻮق ﺗﺪﺑﲑﻧ ــﺎ ﷲ ﺗﺪﺑـ ــﲑ و ﻗــﺎل اﻹﻣــﺎم اﻟﺸــﺎﻓﻌﻲ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ وﻟــﺮب ﻧﺎزﻟــﺔ‬
‫ﺿــﺎﻗﺖ ﻓﻠﻤــﺎ اﺳــﺘﺤﻜﻤﺖ‬
‫)وﺗـﺮك اﻇﻬـﺎر اﻻﺣﺘﻴـﺎج وﺗﻌﻈـﻴﻢ اﻟﻨـﺎس‬
‫ﻟــﻪ واﺣﺴــﺎن اﷲ اﻟﻴــﻪ( وﻳﻨﺒﻐــﻲ ﻟﻠﻌﺎﻗــﻞ ﻋﺰﻳــﺰ اﻟــﻨﻔﺲ ان ﳚﻨــﺐ ﻧﻔﺴــﻪ اﳌﻮاﻗــﻊ اﻟــﱵ‬
‫ﺗﺴﺒﺐ اﻟﺬﻟﺔ واﻻﻫﺎﻧﺔ واﻟﺴﺨﺮﻳﺔ واﻻﺳﺘﻬﺰاء ﺑﻪ ﻻن اﻟﻨﺎس ﺗﻌﻮدت ﻋﻠﻰ اﺣﱰام‬
‫ﻣﻦ ﳛﱰم ﻧﻔﺴﻪ وﲢﻘﲑ وﻛﺮﻩ ﻣﻦ ﻻ ﳛﱰم ﻧﻔﺴﻪ و ﻗﻴـﻞ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎﺣﺴـﻦ رﺿـﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻨ ــﻪ ﻓﻴ ــﻚ ﻋﻈﻤ ــﺔ ﻓﻘ ــﺎل ﺑ ــﻞ ﻓﻴ ــﻪ ﻋ ــﺰة ) ﻗ ــﺎل اﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ وﷲ اﻟﻌ ــﺰة وﻟﺮﺳ ـﻮﻟﻪ‬
‫وﻟﻠﻤــﺆﻣﻨﲔ( ﻗــﺎل اﻟﺮاﻏــﺐ اﻟﻌــﺰ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣﺎﻧﻌــﺔ ﻟﻼﻧﺴــﺎن ﻣــﻦ ان ﻳﻐﻠــﺐ ﻣــﻦ ﻗــﻮﳍﻢ‬

‫ﻗﺎل ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﻟﻌــﺰة‬ ‫وﷲ اﻟﻌـﺰة وﻟﺮﺳـﻮﻟﻪ وﻟﻠﻤـﺆﻣﻨﲔ‬
‫اﻟﱴ ﷲ وﻟﺮﺳﻮﻟﻪ وﻟﻠﻤﺆﻣﻨﲔ ﻫﻰ اﻟﺪاﺋﻤـﺔ اﻟﺒﺎﻗﻴـﺔ وﻫـﻰ اﻟﻌـﺰة اﳊﻘﻴﻘﻴـﺔ واﻟﻌـﺰة اﻟـﱴ‬
‫ﻟﻠﻜﺎﻓﺮﻳﻦ ﻫﻰ اﻟﺘﻌﺰز وﻫﻮ ﰱ اﳊﻘﻴﻘﺔ ذل واﳌﺮاد ﲟﺎ ﰱ اﻵﻳﺔ اﳌﺸـﺮﻛﻮن اﳌﺘﻌـﺰزون‬
‫ﺑﻌﺒــﺎدﻩ اﻻﺻــﻨﺎم واﳌﻨــﺎﻓﻘﻮن اﳌﺘﻌــﺰزون ﺑﺎﳌﺸــﺮﻛﲔ ﻓﻠﻠــﻪ وﺣــﺪﻩ ﻻ ﻟﻐــﲑﻩ اﻟﻌــﺰة‬
‫اﻟــﺪﻧﻴﺎ وﻋــﺰة اﻵﺧــﺮة ﻻ ﳝﻠــﻚ ﻏــﲑﻩ ﺷــﻴﺌﺎ ﻣﻨﻬــﺎ اى‬
‫ﻓﻠﻴﻄﻠﺒﻬـﺎ ﻣــﻦ ﻋﻨــﺪﻩ ﺗﻌــﺎﱃ ﺑﻄﺎﻋﺘــﻪ وﺗﻘـﻮاﻩ ﻻ ﻣــﻦ ﻋﻨــﺪ ﻏــﲑﻩ ﻓﺎﺳــﺘﻐﲎ ﻋــﻦ ذﻛــﺮﻩ‬
‫ﺑﺬﻛﺮ دﻟﻴﻠﻪ اﻳﺬاﻧﺎ ﺑـﺎن اﺧﺘﺼـﺎص اﻟﻌـﺰة ﺑـﻪ ﺗﻌـﺎﱃ ﻣﻮﺟـﺐ ﻟﺘﺨﺼـﻴﺺ ﻃﻠﺒﻬـﺎ ﺑـﻪ‬
‫ﺗﻌـﺎﱃ وﻧﻈــﲑﻩ ﻗﻮﻟـﻚ ﻣــﻦ اراد اﻟﻌﻠـﻢ ﻓﻬــﻮ ﻋﻨـﺪ اﻟﻌﻠﻤــﺎء اى ﻓﻠﻴﻄﻠﺒـﻪ ﻣــﻦ ﻋﻨــﺪﻫﻢ‬
‫ﻻن اﻟﺸﺊ ﻻ ﻳﻄﻠﺐ اﻻ ﻋﻨﺪ ﺻﺎﺣﺒﻪ وﻣﺎﻟﻜﻪ ﻓﻘﺪ اﻗﻤﺖ اﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻘﺎم اﳌـﺪﻟﻮل‬
‫واﺛﺒــﺖ اﻟﻌــﺰة ﰱ آﻳــﺔ اﺧــﺮى ﷲ وﻟﺮﺳـﻮﻟﻪ وﻟﻠﻤــﺆﻣﻨﲔ وﺟــﻪ اﳉﻤــﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤــﺎ ان ﻋــﺰ‬
‫اﻟﺮﺑﻮﺑﻴ ــﺔ واﻻﳍﻴ ــﺔ ﷲ ﺗﻌ ــﺎﱃ وﺻ ــﻔﺎ وﻋ ــﺰ اﻟﺮﺳ ــﻮل وﻋ ــﺰ اﳌ ــﺆﻣﻨﲔ ﻟ ــﻪ ﻓﻌ ــﻼ وﻣﻨ ــﺔ‬
‫وﻓﻀـﻼ ﻓـﺎذا اﻟﻌـﺰة ﷲ ﲨﻴﻌـﺎأ )وﻗـﺎل اﻟﻨــﱮ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ رﺣـﻢ اﷲ اﻣـﺮأ‬
‫ﻋــﺮف ﻗــﺪر ﻧﻔﺴــﻪ(وﻗــﺎل اﻟﻘــﺮﻃﱯ ﰲ ﺗﻔﺴــﲑﻩ ﺑﻠــﻎ ﻋﻤــﺮ ﺑــﻦ ﻋﺒــﺪ اﻟﻌﺰﻳــﺰ أن اﺑﻨــﻪ‬
‫اﺷــﱰى ﺧﺎﲤــﺎ ﺑــﺄﻟﻒ درﻫــﻢ ﻓﻜﺘــﺐ إﻟﻴــﻪ إﻧــﻪ ﺑﻠﻐــﲏ أﻧــﻚ اﺷ ـﱰﻳﺖ ﺧﺎﲤــﺎ ﺑــﺄﻟﻒ‬
‫درﻫﻢ‪ ،‬ﻓﺒﻌﻪ وأﻃﻌﻢ ﻣﻨﻪ أﻟـﻒ ﺟـﺎﺋﻊ‪ ،‬واﺷـﱰ ﺧﺎﲤـﺎ ﻣـﻦ ﺣﺪﻳـﺪ ﺑـﺪرﻫﻢ‪ ،‬واﻛﺘـﺐ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ رﺣﻢ اﷲ اﻣﺮأ ﻋﺮف ﻗﺪر ﻧﻔﺴﻪ واﷲ أﻋﻠﻢ‬

‫اﳊﻘﺪ‬
‫ﻀ ـﻐْﻦ وﻫــﻮ إﻣﺴــﺎك اﻟﻌــﺪاوة ﰲ اﻟﻘﻠــﺐ واﻟ ـﱰﺑﺺ‬ ‫ﻣﻌــﲎ اﳊﻘــﺪ ﻟﻐ ـﺔً اﳊِْﻘ ـ ُﺪ اﻟ ِ‬
‫ﻟﻔﺮﺻ ــﺘﻬﺎ واﳉﻤ ــﻊ أَ ْﺣﻘ ــﺎ ٌد و ُﺣﻘ ــﻮد وﺣﻘﺎﺋ ــﺪ‪ .‬وﺗﻘ ــﻮل‪َ :‬ﺣ َﻘ ـ َﺪ ﻋﻠﻴ ــﻪ َْﳛ ِﻘ ــﺪ ِﺣ ْﻘ ـﺪًا‬
‫ب‬
‫و َﺣ ِﻘــﺪ ﻋﻠﻴــﻪ ﺑﺎﻟﻜﺴــﺮ َﺣ َﻘـﺪًا ﻟﻐـﺔً‪ .‬وأَ ْﺣ َﻘـ َﺪﻩُ ﻏــﲑﻩ ﺻــﲑﻩ ﺣﺎﻗـﺪًا‪ .‬ورﺟــﻞ َﺣﻘــﻮد‬
‫واﺻﻄﻼﺣًﺎ )ﻫﻮ اﺿﻤﺎر اﻟﺴﻮء واﳊﺮص ﻋﻠﻰ اﻻﻳﺬاء وﻗﺎل اﳉﺮﺟـﺎﱐ ﻫـﻮ ﺳـﻮء‬
‫اﻟﻈ ﱢﻦ ﰲ اﻟﻘﻠﺐ ﻋﻠـﻰ اﳋﻼﺋـﻖ ﻷﺟـﻞ اﻟﻌـﺪاوة )وﺳـﺒﺒﻪ اﻟﻐﻀـﺐ(ﻋـﻦ أﰊ ﻫﺮﻳـﺮة‬
‫رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗـﺎل أن رﺟـﻼً ﻗـﺎل ﻟﻠﻨـﱯ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ أوﺻـﲏ ﻗـﺎل‬
‫ﻻ ﺗﻐﻀﺐ ﻓﺮدد ﻣﺮاراً ﻗﺎل ﻻ ﺗﻐﻀﺐ وﰲ رواﻳﺔ ﻻ ﺗﻐﻀﺐ وﻟﻚ اﳉﻨﺔ ﻓﻌﻦ‬
‫أﰊ ذر رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ أن رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ـ ﻗﺎل إذا ﻏﻀـﺐ‬
‫أﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺪﻛﻢ وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻮ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻢ ﻓﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺠﻠﺲ ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺈن ذﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺐ ﻋﻨ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻐﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺐ وإﻻ‬
‫ﻓﻠﻴﻀﻄﺠﻊت)وﻳﺘﺒﻌـﻪ ﲦـﺎن ﺧﺼـﺎل ﳏﺮﻣـﺔ وﻫـﻰ ‪ :‬ﺣﺴـﺪ اﶈﻘـﻮد ﻋﻠﻴـﻪ(وﻗـﺎل أﺑـﻮ‬
‫ﺣــﺎﰎ رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻨــﻪ ﻣــﻦ اﳊﺴــﺪ ﻳﺘﻮﻟــﺪ اﳊﻘــﺪ واﳊﻘــﺪ أﺻــﻞ اﻟﺸــﺮ وﻣــﻦ أﺿــﻤﺮ‬

‫ﺗﻔﺳﯾر روح اﻟﺑﯾﺎن ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﺳﻣﺎﻋﯾل ﺣﻘﻲ‬

‫أ‬

‫اﻟﺻﺣﺎح ﻟﻠﺟوھري و اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط ﻟﻠﻔﯾروز اﺑﺎدي‬

‫ب‬

‫ﺻﺣﯾﺢ أﺑو داود‬

‫ت‬
 ‫اﻟﺸ ـ ﺮ ﰲ ﻗﻠﺒــﻪ أﻧﺒــﺖ ﻟــﻪ ﻧﺒﺎﺗــﺎ ﻣ ـﺮا ﻣﺬاﻗــﻪ ﳕــﺎؤﻩ اﻟﻐــﻴﻆ وﲦﺮﺗــﻪ اﻟﻨــﺪمأ)واﻟﺸــﻤﺎﺗﺔ‬
‫ﲟﺼﻴﺒﺘﻪ( ﻫﻲ أن ﻳُﺴﺮ اﳌﺮء ﲟـﺎ ﻳﺼـﻴﺐ ﻋـﺪوﻩ ﻣـﻦ اﳌﺼـﺎﺋﺐ ﻗـﺎل اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻋـﻦ‬
‫ﰊ ْاﻷَ ْﻋﺪَاءَب وروى اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‬ ‫ِﺖ ِ َ‬ ‫ﻧﺒﻴﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ﻓ ََﻼ ﺗُ ْﺸﻤ ْ‬
‫ﺻﻠﱠﻰ اﻟﻠﱠﻪُ َﻋﻠَْﻴ ِﻪ َو َﺳﻠﱠ َﻢ ﻳَـﺘَـ َﻌـ ﱠﻮذُ‬ ‫ُﻮل اﻟﻠﱠ ِﻪ َ‬ ‫َﻋ ْﻦ أَِﰊ ُﻫَﺮﻳْـَﺮَة رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﻛَﺎ َن َرﺳ ُ‬
‫ﻀــﺎ ِء وَﴰََﺎﺗَـ ِﺔ ْاﻷَ ْﻋ ـﺪَاءت )وﻫﺠــﺮﻩ وان‬ ‫َك اﻟ ﱠﺸ ـﻘَﺎ ِء َو ُﺳــﻮِء اﻟْ َﻘ َ‬ ‫ِﻣـ ْﻦ َﺟ ْﻬ ـ ِﺪ اﻟْـﺒ ََﻼ ِء َوَدرِ‬
‫ﺗــﻮددﻩ(واﳌﺨﺎﺻــﻤﺔ واﻟﻘﻄﻴﻌــﺔ ﻓــﺈن ﻛــﺎن ﻣــﻦ ذوي اﻷرﺣــﺎم وﻗــﻊ ﰲ ﺧﻄــﻮرة‬
‫ﺷﺪﻳﺪة إذ ﻳﻘﻮل اﻟﻨﱯ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ﻻ ﻳـﺪﺧﻞ اﳉﻨـﺔ ﻗـﺎﻃﻊ رﺣـﻢ وإذا‬
‫ﻛــﺎن ﻣــﻦ ﻏــﲑ ذوي اﻟــﺮﺣﻢ ﻓﻘــﺪ ارﺗﻜــﺐ ﳏﻈــﻮراً إذ ﻳﻘــﻮل اﻟﻨــﱯ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ‬
‫وﺳ ــﻠﻢ ﻻ ﳛ ــﻞ ﳌﺴـ ــﻠﻢ أن ﻳﻬﺠ ــﺮ أﺧـ ــﺎﻩ ﻓ ــﻮق ﺛ ــﻼث ﻟﻴـ ــﺎل )واﻻﻋ ـ ـﺮاض ﻋﻨـ ــﻪ‬
‫اﺳﺘﺼــﻐﺎرا ﻟــﻪ واﻟــﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴــﻪ ﺑــﺎ ﻟﻔﺤﺶ ﻛﺎﻏﺘﻴﺎﺑــﻪ واﻓﺸــﺎء ﺳــﺮﻩ وﳏﺎﻛﺎﺗــﻪ اﺳــﺘﻬﺰاء‬
‫ﺑ ــﻪ( وﳏﺎوﻟ ــﺔ إﻳﺬاﺋ ــﻪ ﺑﺸ ــﱴ اﻟﻮﺳ ــﺎﺋﻞ )واﻳ ــﺬاءﻩ ﲟـ ـﺎ ﻳ ــﺆﱂ ﺑﺪﻧ ــﻪ وﻣﻨﻌ ــﻪ ﺣﻘ ــﻪ ﻛ ــﺎن‬
‫ﻻﻳﻘﻀــﻴﻪ دﻳﻨــﻪ( ان اﳊﻘــﺪ ﻣــﺮض وداء ﻣﻮﺟــﻮد ﰱ ﺑﻌــﺾ اﻟﻨــﺎس ﻳﻔﺴــﺪ ﺑــﻪ ﻓﻜــﺮﻩ‬
‫وﻳﻨﺸ ــﻐﻞ ﺑ ــﻪ ﺑﺎﻟ ــﻪ وﻳﻜﺜ ــﺮ ﺑ ــﻪ ﳘ ــﻪ وﻏﻤ ــﻪ و ﻋ ــﻼج ﻛ ــﻞ ذﻟ ــﻚ أن ﳛﺴ ــﻦ ﻣ ــﻦ‬
‫اﺳﺘﺸﻌﺮ اﳊﻘﺪ ﰲ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺣﻘﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن ﱂ ﻳﺴﺘﻄﻊ ذﻟﻚ ﻓﻼ أﻗﻞ ﻣﻦ‬
‫أن ﻳــﺆدي إﻟﻴــﻪ ﺣﻘــﻪ ﻣــﻦ ﺻــﻠﺔ رﺣــﻢ أو ﻗﻀــﺎء َدﻳــﻦ وأن ﻳﻔــﻮض أﻣــﺮﻩ إﱃ اﷲ‬
‫راﺿــﻴﺎً ﺑﻘﻀــﺎﺋﻪ وﻗــﺪرﻩ‬
‫ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ وَاﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ َﺟــﺎ ُؤوا ِﻣــﻦ ﺑَـ ْﻌ ـ ِﺪ ِﻫ ْﻢ ﻳَـ ُﻘﻮﻟُــﻮ َن َرﺑـﱠﻨَــﺎ ا ْﻏ ِﻔـ ْـﺮ ﻟَﻨَــﺎ َو ِﻹ ْﺧﻮَاﻧِﻨَــﺎ اﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ‬

‫ث وﳑ ــﺎ ﻳ ــﺪل ﻋﻠ ــﻰ ذم اﳊﻘ ــﺪ ﻗ ــﻮل اﻟﻨ ــﱮ ﺻ ــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴ ــﻪ وﺳ ــﻠﻢ اﳌ ــﺆﻣﻦ ﻟ ــﻴﺲ‬

‫روﺿﺔ اﻟﻌﻘﻼء وﻧزھﺔ اﻟﻔﺿﻼء ص‪١٣٤ :‬‬

‫أ‬
‫ب‬
‫اﻷﻋراف ‪١٥٠‬‬
‫ت‬
‫)اﻟﺑﺧﺎري )‪ (٦٣٤٧‬وﻣﺳﻠم )‪( ٢٧٠٧‬‬
‫ث‬
‫اﻟﺣﺷر‪١٠ :‬‬
‫وﻗــﺎﻟﻮا ان اﳊﻘــﺪ ﻳﺜﻤــﺮ ﲦﺎﻧﻴــﺔ أﻣــﻮر ﻫــﻲ‪:‬اﳊﺴــﺪ‪ :‬ان اﳊﻘــﺪ ﳚﻌﻠــﻚ ﺗﺘﻤــﲎ زوال‬
‫اﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﺘﻐـﺘﻢ ﺑﻐﻤـﻪ ﻫـﺬا اﻟـﺬي ﻏﻤﺘـﻪ وﺗﺴـﺮ ﲟﺼـﻴﺒﺔ ان ﻧﺰﻟـﺖ ﺑـﻪ وﻫـﺬا اﻟﺸـﻌﻮر‬
‫اﻟﺒــﺎﻃﻦ ﻣــﻦ ﺻــﻔﺎت اﳌﻨــﺎﻓﻘﲔ و ان ﺗﺒــﺎﻟﻎ ﻓــﻮق اﺿــﻤﺎر اﳊﺴــﺪ ﰲ داﺧﻠــﻚ‬

‫ﺣﱴ وان أﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻚ و ان ﺗﻌﺮض ﻋﻨﻪ اﺳﺘﺼﻐﺎرا ﻟﺸﺄﻧﻪ‪.‬و ان ﺗـﺘﻜﻠﻢ ﰲ ﺷـﺄﻧﻪ‬
‫ﲟـﺎ ﻻ ﳛـﻞ ﻣـﻦ ﻏﻴﺒـﺔ وﻛـﺬب و أن ﲢﺎﻛﻴـﻪ ﺳـﺨﺮﻳﺔ ﻣﻨـﻪ واﺳـﺘﻬﺰاء ﺑـﻪ و اﻳـﺬاؤﻩ‬
‫ﺑﺎﻻﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮب وﲟﺎ ﻳﺆﱂ ان اﺳـﺘﻄﺎع ان ﻳـﺘﻤﻜﻦ ﻣﻨﻬـﻮ ﻣﻨﻌـﻪ ﻣـﻦ ﺣﻘـﻪ‬
‫ﰲ ﻗﻀــﺎء دﻳــﻦ أو ﺻــﻠﺔ رﺣــﻢ أو رد ﻣﻈﻠﻤــﺔ وﲨﻴــﻊ ﻫــﺬﻩ اﻷﻣــﻮر اﻟﺜﻤﺎﻧﻴــﺔ ﳏﺮﻣــﺔ‬
‫ﺷﺮﻋﺎ واﷲ أﻋﻠﻢ‬

‫اﻟﻐﻴﺒﺔ‬
‫ل إﻻ ﰲ َﻏْﻴﺒَـﺔ ﻳﻘـﺎل اﻏﺘﺎﺑـﻪ‬ ‫ﻣﻌﲎ اﻟﻐِﻴﺒﺔ ﻟﻐﺔً اﻟﻐِﻴﺒﺔ اﻟﻮَﻗﻴﻌﺔ ﰲ اﻟﻨﱠﺎس‬
‫اﻏﺘﻴﺎﺑًﺎ إذا وﻗﻊ ﻓﻴﻪ وذﻛﺮﻩ ﲟﺎ ﻳﻜـﺮﻩ ﻣـﻦ اﻟﻌﻴـﻮب وﻫـﻮ ﺣـﻖ واﻻﺳـﻢ اﻟﻐﻴﺒـﺔ وﻫـﻲ‬
‫ذﻛــﺮ اﻟﻌﻴــﺐ ﺑﻈﻬــﺮ اﻟﻐﻴــﺐ وﻏﺎﺑَــﻪ ﻋﺎﺑــﻪ وذﻛــﺮﻩ ﲟــﺎ ﻓﻴــﻪ ﻣــﻦ اﻟ ﱡﺴــﻮء ﻛﺎﻏﺘﺎﺑــﻪ‬
‫واﺻﻄﻼﺣًﺎ )ﻫﻰ ذﻛﺮ اﺧﻴﻚ ﲟـﺎ ﻳﻜـﺮﻩ وﻟـﻮ ﰱ وﺟﻬـﻪ(ﻛﻤﺎﻗـﺎل ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ‬
‫وﺳــﻠﻢ أﺗــﺪرون ﻣــﺎ اﻟﻐﻴﺒــﺔ ﻗــﺎﻟﻮا اﷲ ورﺳـﻮﻟﻪ أﻋﻠــﻢ‪ ،‬ﻓﻘــﺎل رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻤﺬﻛﺮك أﺧﺎك ﲟﺎ ﻳﻜﺮﻩ ﻓﻘﺎل أﺣﺪ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ أرأﻳـﺖ إن ﻛـﺎن ﰲ أﺧـﻲ‬
‫ﻣــﺎ أﻗــﻮل ﻓﻘــﺎل رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ إن ﻛــﺎن ﻓﻴــﻪ ﻣــﺎ ﺗﻘــﻮل ﻓﻘــﺪ‬
‫وﻗـﺎل زﻳـﻦ اﻟـﺪﻳﻦ اﳌﻨـﺎوي ﻫـﻲ ذﻛـﺮ اﻟﻌﻴـﺐ‬ ‫اﻏﺘﺒﺘـﻪ‪ ،‬وإن ﱂ ﻳﻜـﻦ ﻓﻴـﻪ‬
‫ﺑﻈﻬــﺮ اﻟﻐﻴــﺐ ﺑﻠﻔــﻆ أو إﺷــﺎرة أو ﳏﺎﻛــﺎة )ﻛﻘﻮﻟــﻚ ﻓــﻼن اﻋــﺮج او ﻓﺎﺳــﻖ او‬
‫ﻓﻘــﲑ‪ ,‬اوﻗﺼـﲑاﻟﺜﻴﺎب ﺗﺮﻳــﺪ ﺑــﺬﻟﻚ ﺗﻨﻘﻴﺼــﻪ(وﻗــﺎل اﻟﻐـﺰاﱄ ﺣـ ﱡﺪ اﻟﻐِﻴﺒــﺔ أن ﺗــﺬﻛﺮ‬
‫أﺧ ــﺎك ﲟ ــﺎ ﻳﻜﺮﻫ ــﻪ ﻟ ــﻮ ﺑﻠﻐ ــﻪ‪ ،‬ﺳـ ـﻮاء ذﻛﺮﺗ ــﻪ ﺑ ــﻨﻘﺺ ﰲ ﺑﺪﻧ ــﻪ‪ ،‬أو ﻧﺴ ــﺒﻪ‪ ،‬أو ﰲ‬
‫ﺧﻠﻘ ــﻪ‪ ،‬أو ﰲ ﻓ ﻌﻠ ــﻪ‪ ،‬أو ﰲ ﻗﻮﻟ ــﻪ أو ﰲ دﻳﻨ ــﻪ أو ﰲ دﻧﻴ ــﺎﻩ ﺣ ــﱴ ﰲ ﺛﻮﺑ ــﻪ ودارﻩ‬
‫وداﺑﺘــﻪ أﻣــﺎ اﻟﺒــﺪن ﻓــﺬﻛﺮك اﻟﻌﻤــﺶ‪ ،‬واﳊــﻮل واﻟﻘــﺮع واﻟﻘﺼــﺮ واﻟﻄــﻮل واﻟﺴ ـﻮاد‬
‫واﻟﺼﻔﺮة‪ ،‬وﲨﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻮر أن ﻳﻮﺻﻒ ﺑﻪ ﳑﺎ ﻳﻜﺮﻫﻪ‪ ،‬ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎن‪.‬وأﻣـﺎ اﻟﻨﺴـﺐ‬
‫ﻓﺒﺄن ﺗﻘﻮل أﺑﻮﻩ ﻧﺒﻂ أو ﳛـﺬف أو ﻓﺎﺳـﻖ أو ﺧﺴـﻴﺲ أو إﺳـﻜﺎف أو زﺑـﺎل أو‬
‫ﺷـﻲء ﳑـﺎ ﻳﻜﺮﻫـﻪ ﻛﻴﻔﻤـﺎ ﻛـﺎن وأﻣـﺎ اﳋُﻠـﻖ ﻓﺒـﺄن ﺗﻘـﻮل ﻫـﻮ ﺳـﻴﺊ اﳋﻠـﻖ ﲞﻴــﻞ‬
‫ﻀــﺐ ﺟﺒــﺎن ﻋــﺎﺟﺰ ﺿــﻌﻴﻒ اﻟﻘﻠــﺐ ﻣﺘﻬــﻮر وﻣــﺎ ﳚــﺮي‬ ‫ﻣﺘﻜــﱪ ﻣ ـﺮاء ﺷــﺪﻳﺪ اﻟﻐَ َ‬
‫ﳎﺮاﻩ وأﻣﺎ ﰲ أﻓﻌﺎﻟﻪ اﳌﺘﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻟـﺪﻳﻦ ﻓﻜﻘﻮﻟـﻚ ﻫـﻮ ﺳـﺎرق أو ﻛـﺬﱠاب أو ﺷـﺎرب‬
‫ﲬــﺮ أو ﺧــﺎﺋﻦ أو ﻇــﺎﱂ أو ﻣﺘ ﻬــﺎون ﺑﺎﻟﺼــﻼة أو اﻟﺰﻛــﺎة أو ﻻ ﳛﺴــﻦ اﻟﺮﻛــﻮع أو‬
‫اﻟﺴﺠﻮد أو ﻻ ﳛﺴﻦ ﻗﺴﻤﺘﻬﺎ أو ﻻ ﳛﺮس ﺻﻮﻣﻪ ﻋﻦ اﻟﺮﻓﺚ واﻟﻐِﻴﺒﺔ واﻟﺘﻌـﺮض‬
‫ﻷﻋـﺮاض اﻟﻨــﺎس وأﻣــﺎ ﻓﻌﻠــﻪ اﳌﺘﻌﻠــﻖ ﺑﺎﻟــﺪﻧﻴﺎ ﻓﻜﻘﻮﻟــﻚ إﻧـﱠـﻪ ﻗﻠﻴــﻞ اﻷدب ﻣﺘﻬــﺎون‬
‫ﺎ أو ﻳﺮى ﻟﻨﻔﺴﻪ اﳊﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﻨـﺎس أو‬
‫أﻧــﻪ ﻛﺜ ـ ﲑ اﻟﻜــﻼم ﻛﺜــﲑ اﻷﻛــﻞ ﻧﺌــﻮم ﻳﻨــﺎم ﰲ ﻏــﲑ وﻗــﺖ اﻟﻨــﻮم وﳚﻠــﺲ ﰲ ﻏــﲑ‬
‫ﻣﻮﺿﻌﻪ وأﻣﺎ ﺛﻮﺑﻪ ﻓﻜﻘﻮﻟﻚ إﻧﻪ واﺳﻊ اﻟﻜﻢ‪ ،‬ﻃﻮﻳﻞ اﻟﺬﻳﻞ‪ ،‬وﺳـﺦ اﻟﺜﻴـﺎب وﻗـﺎل‬
‫ﻗــﻮم ﻻ ﻏﻴﺒــﺔ ﰲ اﻟـﺪﱢﻳﻦ ﻷﻧـﱠـﻪ ذم ﻣــﺎ ذﻣــﻪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﻓــﺬﻛﺮﻩ ﺑﺎﳌﻌﺎﺻــﻲ‬
‫ﳚــﻮز‪ ،‬ﺑــﺪﻟﻴﻞ ﻣــﺎ روي أن رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ذﻛــﺮت ﻟــﻪ اﻣ ـﺮأة‬
‫ﻫـﻲ ﰲ اﻟﻨـﺎر‬
‫واﳌﺒــﺎدرة اﱃ ﺗﻌﻄﻴــﻞ(اي‬ ‫)‬
‫ﺑﻄــﻼن )اﳌــﺆذى ﻋــﻦ اﻟﻮﺻــﻮل اﱃ ﻣـﺮادﻩ واﻟﻘﺼــﺪ اﱃ ﺗﱪﺋــﺔ اﻟــﻨﻔﺲ وﳎﺎﻣﻠــﺔ(اي‬
‫ﻣﺪاﻫﻨﺔ )اﻟﺮﻓﻘﺎء( اي أﺻﺪِﻗﺎء )واﳍﺰل(اي اﳌﺰح )واﻻﺳﺘﻬﺰاء(اي اﻟﺴﺨﺮﻳﺔ وﻫـﻮ‬
‫ﲪ ــﻞ اﻷﻗ ـﻮال واﻷﻓﻌ ــﺎل ﻋﻠ ــﻰ اﳍ ــﺰل واﻟﻠﻌ ــﺐ ﻻ ﻋﻠ ــﻰ اﳉ ــﺪ واﳊﻘﻴﻘ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟ ــﺬي‬
‫اﻻﻋﺘﺒ ــﺎر‪ ،‬ﻛﻤ ــﺎ ﺳ ــﺨﺮوا ﺑ ــﺎﳌﻄﻮﱢﻋﲔ ﻣ ــﻦ اﳌ ــﺆﻣﻨﲔ ﰲ اﻟﺼ ــﺪﻗﺎت )وﻟ ــﻴﺲ ﻣ ــﻦ‬
‫اﻻﺳــﺘﻬﺰاء ﻟــﻮم اﳌﻘﺼــﺮ ﻋﻠــﻰ ﺗﻘﺼــﲑﻩ وارﺷــﺎدﻩ اﱃ ﻣﺎﻓﻴــﻪ ﻣﺼــﻠﺤﺘﻪ ﻻن اﷲ ﻋــﺰ‬
‫(ﻓﻴﺠــﻮز ﻟﻠﻤﺴــﻠﻢ أن ﻳﻘــﻮل‬
‫ﻓــﻼن ﻳﻔﻌــﻞ ﻛــﺬا وﻛــﺬا ﻣــﻦ اﳌﻨﻜــﺮ ﺣــﱴ ﻳﺰدﺟــﺮ وﻳﺮﺟــﻊ ﻋﻤــﺎ ﻳﻔﻌﻠــﻪ ﻃﺎﳌــﺎ أﻧــﻪ ﻻ‬
‫ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻨﺼﺢ وﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻌﻪ ﺳﱰ وﻟﻜﻦ ﻳﺸﱰط أن ﻳﻜﻮن اﻟﻘﺼـﺪ ﻫـﻮ ﺗﻐﻴـﲑ‬
‫اﳌﻨﻜــﺮ وﻟــﻴﺲ اﻟﺘﺸــﻬﲑ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻــﻲ )وﺑــﺎﻟﻎ ﰱ اﻻﻧﻜــﺎر ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻓﻘــﺎل ‪ :‬وﻻ ﻳﻐﺘــﺐ‬
‫ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎ(ﻻ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﺑﺸﻲء ﻳﻜﺮﻫﻪ وإن ﻛﺎن ﻓﻴﻪ )اﳛـﺐ اﺣـﺪﻛﻢ ان ﻳﺄﻛـﻞ‬
‫ﳊ ـ ــﻢ اﺧﻴ ـ ــﻪ ﻣﻴﺘ ـ ــﺎ( ﺑ ـ ــﺎﻟﺘﺨﻔﻴﻒ واﻟﺘﺸ ـ ــﺪﻳﺪ أي ﻻ ﳛﺴ ـ ــﻦ ﺑ ـ ــﻪ )ﻓﻜﺮﻫﺘﻤ ـ ــﻮﻩ( أي‬
‫ﻓﺎﻏﺘﻴﺎﺑﻪ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﺄﻛﻞ ﳊﻤـﻪ ﺑﻌـﺪ ﳑﺎﺗـﻪ وﻗـﺪ ﻋـﺮض ﻋﻠـﻴﻜﻢ اﻟﺜـﺎﱐ ﻓﻜﺮﻫﺘﻤـﻮﻩ‬
‫ﻓــﺎﻛﺮﻫﻮا اﻷوّلأ و ﻗــﺎل رﺳــﻮل اﷲ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﳌــﺎ ﻋــﺮج ﰊ أي ﰲ‬
‫رﺣﻠـﺔ اﻹﺳـﺮاء ﻣــﺮرت ﺑﻘـﻮم ﳍـﻢ أﻇﻔــﺎر ﻣـﻦ ﳓــﺎس ﳜﻤﺸـﻮن ﳚﺮﺣـﻮن وﺟــﻮﻫﻬﻢ‬
‫وﺻﺪورﻫﻢ ﻓﻘﻠﺖ ﻣـﻦ ﻫـﺆﻻء ﻳـﺎ ﺟﱪﻳـﻞ ﻗـﺎل ﻫـﺆﻻء اﻟـﺬﻳﻦ ﻳـﺄﻛﻠﻮن ﳊـﻮم اﻟﻨـﺎس‬
‫وﻳﻘﻌﻮن ﰲ أﻋﺮاﺿﻬﻢب واﷲ أﻋﻠﻢ‬

‫اﻟﻨﻤﻴﻤﺔ‬
‫ـﺪﻳﺚ ﻋﻠــﻰ وﺟــﻪ اﻹﺷــﺎﻋ ِﺔ‬ ‫ﺶ واﻹ ْﻏـﺮاءُ وَرﻓْــﻊ اﳊـ ِ‬
‫ﻣﻌــﲎ اﻟﻨﻤﻴﻤــﺔ ﻟﻐــﺔ اﻟـﻨﱠ ﱡﻢ اﻟﺘــﻮرﻳ ُ‬
‫ﲔ اﻟﻜـﻼم ﺑﺎﻟﻜـﺬب ﻗـﺎل أَﺑـﻮ ﺑﻜـﺮ ﻗـﺎل أَﺑـﻮ اﻟﻌﺒـﺎس اﻟﻨﱠﻤّـﺎم‬ ‫واﻹﻓْﺴﺎ ِد‪ .‬وﻗﻴﻞ ﺗـَﺰْﻳ ُ‬
‫ـﺚ وﱂ َْﳛ َﻔﻈْﻬــﺎ وﻳﻘــﺎل ﻟﻠﻨﱠ ﱠﻤــﺎم‬
‫ﻣﻌﻨــﺎﻩ ﰲ ﻛــﻼم اﻟﻌــﺮب اﻟــﺬي ﻻ ﳝُْ ِﺴــﻚ اﻷَﺣﺎدﻳـ َ‬

‫ﺗﻔﺳﯾر ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺟﻼﻟﯾن اﻟﻣﺣﻠﻲ و اﻟﺳﯾوطﻲ‬

‫أ‬
‫ب‬
‫أﺑو داود‬
‫أ‬
‫َاﻻ ْﺳـ ـ ـ ُﻢ اﻟﻨﱠﻤِﻴ َﻤـ ـ ـﺔُ‬
‫ـﺖ إذا ﻣﺸ ـ ــﻰ ﺑﺎﻟﻨﱠﻤﻴﻤ ـ ــﺔ وََﳕﱠـ ــﺎ ٌم ُﻣﺒَﺎﻟَﻐَـ ـ ـﺔٌ و ِ‬
‫ـﺎت ﻳﻘ ـ ــﺎل ﻗَ ـ ـ ﱠ‬
‫اﻟ َﻘﺘّ ـ ـ ُ‬
‫واﺻﻄﻼﺣًﺎ )ﻫﻰ ﻧﻘﻞ اﻗﻮال اﻟﻨﺎس او اﻋﻤﺎﳍﻢ او اﺣـﻮاﳍﻢ اﱃ اﻟﻐـﲑ ﻋﻠـﻰ وﺟـﻪ‬
‫ـﻮم إﱃ ﻗــﻮم ﻋﻠــﻰ ﺟﻬــﺔ‬ ‫اﻻﻓﺴــﺎد( و ﻗــﺎل اﻻﻣــﺎم اﻟﻐـﺰاﱄ ﻫــﻲ ﻧَـ ْﻘـ ُﻞ اﳊــﺪﻳﺚ ﻣــﻦ ﻗـ ٍ‬
‫اﻹﻓْﺴــﺎ ِد واﻟ ﱠﺸ ـﱢﺮ و ﻗــﺎل اﻷﻣــﺎم اﻟﻐ ـﺰاﱄ رﲪــﺔ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﻣــﺎ ﳐﺘﺼــﺮﻩ ﻛــﻞ ﻣــﻦ‬
‫ﲪﻠﺖ إﻟﻴﻪ اﻟﻨﻤﻴﻤﺔ وﻗﻴﻞ ﻟﻪ إن ﻓﻼﻧﺎ ﻗﺎل ﻓﻴﻚ ﻛـﺬا وﻛـﺬا أو ﻓﻌـﻞ ﰲ ﺣﻘـﻚ‬
‫ﻛــﺬا ‪،‬أو ﻫــﻮ ﻳــﺪﺑﺮ ﰲ إﻓﺴــﺎد أﻣــﺮك أو ﰲ ﳑـﺎﻷة ﻋــﺪوك أو ﺗﻘﺒــﻴﺢ ﺣﺎﻟــﻚ أو‬
‫ﻣﺎ ﳚﺮى ﳎﺮاﻩ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺳـﺘﺔ أﻣـﻮر اﻷول أن ﻻ ﻳﺼـﺪﻗﻪ ﻷن اﻟﻨﻤـﺎم ﻓﺎﺳـﻖ وﻫـﻮ‬
‫ﻣــﺮدود اﻟﺸــﻬﺎدة ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ إن ﺟــﺎءﻛﻢ ﻓﺎﺳــﻖ ﺑﻨــﺎ ﻓﺘﺒﻴﻨ ـﻮا أن ﺗﺼــﻴﺒﻮا ﻗﻮﻣــﺎ‬
‫ﲜﻬﺎﻟـﺔ واﻟﺜــﺎﱐ أن ﻳﻨﻬـﺎﻩ ﻋــﻦ ذﻟــﻚ وﻳﻨﺼــﺢ ﻟــﻪ وﻳﻘـﺒﺢ ﻋﻠﻴــﻪ ﻓﻌﻠــﻪ ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ‬
‫وأﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف وأﻧﻪ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ‬
‫واﻟﺜﺎﻟﺚ أن ﻳﺒﻐﻀﻪ ﰲ اﷲ ﺗﻌﺎﱄ ﻓﺈﻧﻪ ﺑﻐﻴﺾ ﻋﻨـﺪ اﷲ ﺗﻌـﺎﱄ وﳚـﺐ ﺑﻐـﺾ ﻣـﻦ‬
‫ﻳﺒﻐﻀــﻪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱄ اﻟﺮاﺑــﻊ أن ﻻ ﺗﻈــﻦ ﺑﺄﺧﻴــﻚ اﻟﻐﺎﺋــﺐ اﻟﺴــﻮء ﻟﻘﻮﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﱄ ‪:‬‬
‫اﺟﺘﻨﺒﻮا ﻛﺜﲑا ﻣﻦ اﻟﻈﻦ إن ﺑﻌﺾ اﻟﻈـﻦ إﰒ واﳋـﺎﻣﺲ أن ﻻ ﳛﻤﻠـﻚ ﻣـﺎ ﺣﻜـﻰ‬
‫ﻟـ ـ ـ ـ ــﻚ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺘﺠﺴـ ـ ـ ـ ــﺲ واﻟﺒﺤـ ـ ـ ـ ــﺚ ﻟﺘﺘﺤـ ـ ـ ـ ــﻖ اﺗﺒﺎﻋـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻘﻮﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗﻌـ ـ ـ ـ ــﺎﱄ وﻻ‬
‫ﲡﺴﺴﻮاو‬
‫ﳕﻴﻤﺘــﻪ ﻓﺘﻘــﻮل ﻓــﻼن ﻗــﺪ ﺣﻜــﻰ ﱄ ﻛــﺬا وﻛــﺬا ‪ ،‬ﻓﺘﻜــﻮن ﺑــﻪ ﳕﺎﻣــﺎ وﻣﻐﺘﺎﺑــﺎ وﻗــﺪ‬
‫وﻗـﺪ روى ﻋـﻦ ﻋﻤـﺮ ﺑـﻦ ﻋﺒـﺪ اﻟﻌﺰﻳـﺰ أﻧـﻪ دﺧـﻞ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ رﺟﻞ ﻓﺬﻛﺮ ﻟﻪ ﻋﻤﺮ إن ﺷﺌﺖ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﰲ أﻣﺮك ﻓﺈن ﻛﻨﺖ ﻛﺎذﺑﺎ ﻓﺄﻧﺖ ﻣـﻦ‬
‫أﻫــﻞ ﻫــﺬﻩ اﻵﻳــﺔإن ﺟــﺎءﻛﻢ ﻓﺎﺳــﻖ ﺑﻨﺒ ـﺄ ﻓﺘﺒﻴﻨ ـﻮا وإن ﺷــﺌﺖ ﻋﻔﻮﻧــﺎ ﻋﻨــﻚ ﻓﻘــﺎل‬
‫اﻟﻌﻔﻮ ﻳﺎ أﻣﲑ اﳌﺆﻣﻨﲔ ﻻ أﻋﻮد إﻟﻴﻪ أﺑﺪا وﻗﺎل اﳊﺴﻦ ﻣﻦ ﱎ إﻟﻴﻚ ﱎ ﻋﻠﻴﻚ‬

‫ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻻﺑن ﻣﻧظور و اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ﻟﻠﻔﯾوﻣﻲ‬

‫أ‬
‫وﻗــﺎل رﺟــﻞ ﻟﻌﻤــﺮو ﺑــﻦ ﻋﺒﻴــﺪ إن اﻷﺳ ـﻮارى ﻣــﺎ ﻳ ـﺰال ﻳــﺬﻛﺮك ﰲ ﻗﺼﺼــﻪ ﺑﺸــﺮ‬
‫ﻓﻘﺎل ﻟﻪ ﻋﻤﺮو ﻳﺎ ﻫﺬا ﻣﺎ رﻋﻴﺖ ﺣﻖ ﳎﺎﻟﺴﻪ اﻟﺮﺟـﻞ ﺣﻴـﺚ ﻧﻘﻠـﺖ إﻟﻴﻨـﺎ ﺣﺪﻳﺜـﻪ‬
‫وﻻ أدﻳــﺖ ﺣﻘــﻲ ﺣــﲔ أﻋﻠﻤﺘــﲏ ﻋــﻦ أﺧــﻲ ﻣــﺎ أﻛــﺮﻩ وﻟﻜــﻦ أﻋﻠﻤــﻪ أن ﻳﻌﻤﻨــﺎ‬
‫واﻟﻘــﱪ ﻳﻀــﻤﻨﺎ واﻟﻘﻴﺎﻣــﺔ ﲡﻤﻌﻨــﺎ واﷲ ﳛﻜــﻢ ﺑﻴﻨﻨــﺎ وﻫــﻮ ﺧــﲑ اﳊــﺎﻛﻤﲔ وﻋﻠ ـﻲ‬
‫اﳉﻤﻠﺔ ﻓﺸـﺮ اﻟﻨﻤـﺎم ﻋﻈـﻴﻢ ﺣﻜﺎﻳـﺔﻗﺎل ﲪـﺎد ﺑـﻦ ﺳـﻠﻤﺔ ﺑـﺎع رﺟـﻞ ﻋﺒـﺪا وﻗـﺎل‬
‫ﻟﻠﻤﺸــﱰى ﻣــﺎ ﻓﻴــﻪ ﻋﻴــﺐ إﻻ اﻟﻨﻤﻴﻤــﺔ ﻗــﺎل رﺿــﻴﺖ ﻓﺎﺷــﱰﻩ ﻓﻤﻜــﺚ اﻟﻐــﻼم‬
‫أﻳﺎﻣﺎ ﰒ ﻗﺎل ﻟﺰوﺟﺔ ﻣﻮﻻﻩ إن ﺳﻴﺪي ﻻ ﳛﺒﻚ وﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪ إن ﻳﺘـﺰوج ﻋﻠﻴـﻚ أو‬
‫ﻳﺘﺴﺮى ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺨﺬي اﳌﻮﺳﻰ واﺣﻠﻘﻲ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﻗﻔﺎﻩ ﻋﻨـﺪ ﻧﻮﻣـﺔ ﺷـﻌﺮات ﺣـﱴ‬
‫أﺳــﺤﺮﻩ ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻓﻴﺠﺒــﻚ ﰒ ﻗــﺎل ﻟﻠــﺰوج إن اﻣﺮأﺗــﻚ اﲣــﺬت ﺧﻠــﻴﻼ وﺗﺮﻳــﺪ أن‬

‫ﺗﺮﻳــﺪ ﻗﺘﻠــﻪ ﻓﻘــﺎم إﻟﻴﻬــﺎ ﻓﻘﺘﻠﻬــﺎ ﻓﺠــﺎ أﻫــﻞ اﳌ ـﺮأة ﻓﻘﺘﻠ ـﻮا اﻟــﺰوج ووﻗــﻊ اﻟﻘﺘــﺎل ﺑــﲔ‬
‫اﻟﻘﺒﻠﺘﲔ أﻳﻬﺎ ﻃﺎﻟﺐ اﻻﺧﻼق إذا ﻋﺮﻓﺖ ﻫﺬا اﳋﻄـﺮ ﻓﻜـﻦ ﻣـﻨﻬﻢ ﻋﻠـﻰ ﺣـﺬر‬
‫وﻻ ﺗﻘﻌــﺪ ﺑﻌــﺪ اﻟــﺬﻛﺮى ﻣــﻊ اﻟﻘــﻮم اﻟﻈــﺎﳌﲔ )واﻟﺒﺎﻋــﺚ ﻋﻠﻴﻬــﺎ اﻣــﺎ ارادة اﻟﺴــﻮء‬
‫ﺑﺎﳌﻨﻘﻮل ﻋﻨﻪ(اي ﻟﻠﻤﺤﻜﻲ ﻋﻨـﻪ )او اﻇﻬـﺎر اﳊـﺐ ﻟﻠﻤﻨﻘـﻮل اﻟﻴـﻪ(اي ﻟﻠﻤﺤﻜـﻲ‬
‫ﻟــﻪ )او اﻟﺘﻔـﺮﻳﺞ (اي إزاﻟــﺔ )ﰱ اﳊــﺪﻳﺚ(اي اﻟﻜــﻼم )او اﳋــﻮض ﰱ اﻟﻔﻀــﻮل(‬
‫اي ﻓﻀ ــﻞ ﻋﻠـ ــﻰ اﳊﺎﺟـ ــﺔ و ﻻ رﻳـ ــﺐ ﰲ ان اﻟ ــﺘﻜﻠﻢ ﲟـ ــﺎ ﻻ ﻳﻌـ ــﲏ و ﺑﺎﻟﻔﻀـ ــﻮل‬
‫ﻣﺬﻣﻮم و ان ﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﻴـﻪ اﰒ )‬
‫ﺗــﺪﻋﻮا اﱃ اﻟﺘﻘــﺎﻃﻊ(اي َﻫ ْﺠ ـُﺮ أَ َﺣ ـﺪ ِِﳘﺎ اﻵ َﺧ ـَﺮ واﻳﻘــﺎد ﻧﺎراﻟﻌــﺪاوة(واﻟﺒﻐﻀــﺎء ﰲ‬
‫اﻟﻘﻠﻮب) واﺳـﺘﺤﻘﺎق اﻟﻌﻘـﺎب(ﻋـﻦ اﺑـﻦ ﻋﺒﺎﺳﺮﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ ﻗـﺎل ﻣـﺮ رﺳـﻮل اﷲ‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ‬
‫ﻫ ــﺬا ﻓﻜ ــﺎن ﻻ ﻳﺴ ــﺘﻨﺰﻩ ﻣ ــﻦ اﻟﺒ ــﻮل وأﻣ ــﺎ ﻫ ــﺬا ﻓﻜ ــﺎن ﳝﺸ ــﻲ ﺑﺎﻟﻨﻤﻴﻤ ــﺔ ﰒ دﻋ ــﺎ‬
‫ﺑﻌﺴﻴﺐ رﻃﺐ ﻓﺸﻘﻪ ﺑﺎﺛﻨﲔ ﰒ ﻏﺮس ﻋﻠﻰ ﻫﺬا واﺣﺪا وﻋﻠﻰ ﻫﺬا واﺣـﺪا وﻗـﺎل‬
‫ﻟﻌﻠﻪ ﳜﻔﻒ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﳌﻴﻴﺒﺴﺎأ و )ﻗﺎل اﻟﻨﱮ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ان اﺣـﺒﻜﻢ‬
‫اﺣﺒﻜﻢ اﱃ اﷲ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﻟﻔﻮن وﻳﺆﻟﻔﻮن(‬
‫وﳛﺒــﻮن ﺻــﺤﺒﺘﻬﻢ وﻳﺘﻘﺮﺑــﻮن ﻣــﻨﻬﻢ )وان اﺑﻐﻀــﻜﻢ اﱃ اﷲ اﳌﺸــﺎءون ﺑﺎﻟﻨﻤﻴﻤــﺔ(ا‬
‫ﻟــﺬﻳﻦ ﻳﻔﺴــﺪون ﺑــﲔ اﻟﻨــﺎس ﺑﻨﻘــﻞ ﺣــﺪﻳﺚ ﺑﻌﻀــﻬﻢ ﻟــﺒﻌﺾ ﺑﻐــﺮض إﻳﻘــﺎع اﻟﺸــﺮ‬
‫واﻟﻔﺴـ ــﺎد ﺑﻴـ ــﻨﻬﻢ )اﳌﻔﺮﻗـ ــﻮن ﺑـ ــﲔ اﻻﺧ ـ ـﻮان( ﲟـ ــﺎ ﻳﺴـ ــﻌﻮن ﺑـ ــﻪ ﺑﻴـ ــﻨﻬﻢ ﻣـ ــﻦ اﻟﻔـ ــﱳ‬
‫واﻟﺘﺤ ـﺮﻳﺶ )وﻗــﺎل ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻻﻳــﺪﺧﻠﻮن اﳉﻨــﺔ ﳕــﺎم(ﻳﺘﻮﻋــﺪ اﻟﻨــﱯ‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﻘﻞ ﻛﻼم اﻟﻨﺎس ﺑﻌﻀﻬﻢ إﱃ ﺑﻌﺾ ﻟﻘﺼـﺪ اﻹﻓﺴـﺎد‬
‫ﺑﻴﻨﻪ‪ ،‬وﻳﺰﺟﺮﻩ ﻋﻦ ﳕﻪ اﳊﺪﻳﺚ ﻓﻴﺨﱪ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ اﳉﻨﺔ واﷲ أﻋﻠﻢ‬

‫اﻟﻜﱪ‬
‫ِﱪﻳ ــﺎء وﻗ ــﺪ ﺗَ َﻜـ ـ ـﺒﱠـَﺮ وا ْﺳـ ـﺘَ ْﻜﺒَـَﺮ‬
‫ﻣﻌ ــﲎ اﻟ ِﻜ ـ ْـﱪ ﻟﻐـ ـﺔً اﻟ ِﻜ ـ ْـﱪ اﻟ َﻌﻈَ َﻤ ــﺔ واﻟﺘﱠ َﺠ ـ ﱡـﱪ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻜ ِْ‬
‫َوﺗَﻜ ــﺎﺑَـ َﺮ واﻟﺘﱠ َﻜ ـ ﱡـﱪ واﻻ ْﺳـ ـﺘِﻜْﺒﺎر اﻟـ ـﺘﱠـ َﻌﻈﱡﻢ واﻟ ِﻜ ـ ْـﱪ ﺑﺎﻟﻜﺴ ــﺮ اﺳ ــﻢ ﻣ ــﻦ اﻟﺘﻜ ــﱪب و‬
‫اﺻـ ـ ــﻄﻼﺣًﺎ )ﻫـ ـ ــﻮ اﺳـ ـ ــﺘﻌﻈﺎم(اي ﺗﻜـ ـ ــﱪ ) اﻟـ ـ ــﻨﻔﺲ ورؤﻳـ ـ ــﺔ ﻗـ ـ ــﺪرﻫﺎ ﻓـ ـ ــﻮق ﻗـ ـ ــﺪر‬
‫اﻟﻐــﲑ(ﻛﻤﺎﻗــﺎل رﺳــﻮل ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ اﻟ ِﻜـ ْـﱪ ﺑﻄــﺮ اﳊــﻖ وﻏﻤــﻂ اﻟﻨــﺎس‬
‫وأن ﻳـﺮى‬ ‫ﺼ‬
‫وﻗﺎل اﻟﺰﱠﺑﻴﺪي اﻟﻜ ِْﱪ ﺣﺎﻟﺔٌ ﻳﺘﺨ ﱠ‬
‫ﻧﻔ َﺴ ــﻪ أَ ْﻛ ـ َـﱪ ﻣ ــﻦ ﻏ ــﲑﻩ وﻳﻘ ــﻮل اﻻﻣ ــﺎم اﻟﻐـ ـﺰاﱃ إ ﱠن ﻣﻨﺸ ــﺄ اﻟ ِﻜ ــﱪ ﻫ ــﻮ اﺳ ــﺘﺤﻘﺎر‬
‫اﻟﻐﲑوازدراﺋــﻪ واﺳﺘﺼــﻐﺎرﻩ و أﻧـﻮاع اﻟﻜــﱪ ﺳــﺒﻌﺔ ﻫــﻲ اﻟﻌﻠــﻢ ﺑﻌــﺾ اﻟﻌﻠﻤــﺎء ﻣــﻦ‬
‫ﻳﺴﺘﺸـﻌﺮ ﰲ ﻧﻔﺴـﻪ ﻛﻤـﺎل اﻟﻌﻠـﻢ ﻓﻴﺴـﺘﺠﻬﻞ اﻟﻨـﺎس وﻳﺴـﺘﺤﻘﺮﻫﻢ وﻳﺘﻜﱪﻋﻠـﻴﻬﻢ‬
‫ﺻﺣﯾﺢ أﺑﻲ داود‬
‫أ‬

‫ﺗﺎج اﻟﻌروس ﻟﻠزﺑﯾدى و اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر ﻟﻠﻘﯾوﻣﻲ‬

‫ب‬
 ‫ﻗــﺎل اﻟﺮﺳ ــﻮل ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻣــﻦ ﻃﻠــﺐ اﻟﻌﻠــﻢ ﻟﻴﺠ ــﺎري ﺑــﻪ اﻟﻌﻠﻤــﺎء أو‬
‫ﳝﺎري ﺑﻪ اﻟﺴﻔﻬﺎء وﻳﺼـﺮف ﺑﻪ وﺟﻮﻩ اﻟﻨــﺎس إﻟﻴـﻪ أدﺧﻠ ــﻪ اﻟﻨـﺎر واﻟﻌﻤـﻞ واﻟﻌﺒـﺎدة‬
‫و اﳊﺴــﺐ‬ ‫ﻻ ﳜﻠــﻮ ﺑﻌــﺾ اﻟﻌُﺒﱠــﺎد ﻣــﻦ اﻟ ِﻜــﱪ‬
‫واﻟﻨﺴﺐ ﺑﻌﺾ ﳑﻦ ﻟﻪ ﻧﺴﺐ ﺷﺮﻳﻒ ﻳﺴﺘﺤﻘﺮ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ذﻟﻚ اﻟﻨﺴﺐ وﻗـﺪ‬
‫ﻳﺘﻜـﱪ أﺣـﺪﻫﻢ ﻋﻠـﻰ اﻟﻨـﺎس ﻳـﺄﻧﻒ ﻣـﻦ ﳐـﺎﻃﺒﺘﻬﻢ أو ﳎﺎﻟﺴـﺘﻬﻢ و اﻟﺘﻔـﺎﺧﺮ ﰲ‬
‫ﲏ اﻟﻔﻘـ َﲑ‬
‫اﳉﻤــﺎل وأﻛﺜــﺮ ﻣــﺎ ﻳﻜــﻮن ﻋﻨــﺪ اﻟﻨﺴــﺎء و اﻟﺘَ َﻜـ ﱡـﱪ ﺑﺎﳌــﺎل ﻓﻴﺤﺘﻘــﺮ اﻟﻐـ ﱡ‬
‫وﻳﺘﻜــﱪ ﻋﻠﻴــﻪ و اﻟ ِﻜــﱪ ﺑــﺎﻟﻘﻮة اﻟﻘــﻮي ﻳﺘﻜــﱪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻀــﻌﻴﻒ واﻟﺘَ َﻜـ ﱡـﱪ ﺑﺎﻷﺗﺒــﺎع‬
‫ﻛﺎﻟﻌﺸ ــﲑة واﻷﻗ ــﺎرب و ﻋ ــﻼج اﻟ ِﻜ ــﱪ ﻳﺘﻜ ــﻮن ﻣ ــﻦ ﻋﻤﻠﻴﺘ ــﲔ اﻟﻌﻤﻠﻴ ـﺔ اﻷوﱃ‬
‫اﺳﺘﺌﺼﺎل اﻟﻜﱪ ﻣﻦ أﺻﻠﻪ وﻫﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺷﻘﲔ ﻻ ﻳﺘﻢ اﻟﺸﻔﺎء ﻣﻦ‬
‫اﻟﺸﻖ اﻷول ﻋﻠﻤﻲ وﻫﻮ أن ﻳﻌﺮف اﻹﻧﺴﺎن ﻧﻔﺴﻪ وﻳﻌـﺮف‬
‫اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻓﺈذا ﻋﺮف ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻢ أﻧﻪ ﻻﻳﻠﻴـﻖ ﺑـﻪ إﻻ اﻟﺘﻮاﺿـﻊ وﻳﻜﻔﻴـﻪ ﻛـﻲ ﻳﻌـﺮف‬
‫ﻧﻔﺴــﻪ أن ﻳﻔﻬــﻢ ﻫــﺬﻩ اﻵﻳــﺔ اﻟﻜﺮﳝــﺔ ﺟﻴــﺪاً ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ ﻗﺘــﻞ اﻹﻧﺴــﺎن ﻣــﺎ أﻛﻔــﺮﻩ‬
‫ﺳــﻮرة ﻣــﻦ أي ﺷــﻲء ﺧﻠﻘــﻪ ﻣــﻦ ﻧﻄﻔــﺔ ﺧﻠﻘــﻪ ﻓﻘــﺪرﻩ ﰒ اﻟﺴــﺒﻴﻞ ﻳﺴــﺮﻩ ﰒ أﻣﺎﺗــﻪ‬
‫ﰒ‬ ‫أ‬
‫ﻓﺄﻗﱪﻩ ﰒ إذا ﺷﺎء أﻧﺸﺮﻩ‬
‫ﰒ ﻳُﺒﻌﺚ ﻳـﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣـﺔ ﻟﻠﻮﻗـﻮف ذﻟـﻴﻼً أﻣـﺎم رﺑـﻪ ﻟﻠﺤﺴـﺎب ﻓﻤـﻦ أﻳـﻦ ﻟـﻪ اﻟﻜﱪﻳـﺎء‬
‫واﻟﻔﺨ ــﺮ واﳋ ــﻴﻼء وإذا ﻋ ــﺮف رﺑ ــﻪ ﻋﻠ ــﻢ أﻧ ــﻪ ﻻ ﺗﻠﻴ ــﻖ اﻟﻌﻈﻤ ــﺔ واﻟﻜﱪﻳ ــﺎء إﻻ ﷲ‬
‫ﺗﻌــﺎﱃ‪ ،‬ﻫــﺬا ﻫــﻮ اﻟﻌــﻼج اﻟﻌﻠﻤــﻲ اﻟﻘــﺎﻣﻊ ﻟﻠﻜــﱪ اﻟﺸــﻖ اﻟﺜــﺎﱐ ﻋﻤﻠ ـ ﱞﻲ وﻫــﻮ‬
‫اﻟﺘﻮاﺿــﻊ ﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﺑﺎﻟﻔﻌــﻞ واﳌﻮاﻇﺒــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺳــﺎﺋﺮ اﻷﺧــﻼق اﳊﺴــﻨﺔ و اﻟﻌﻤﻠﻴــﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴـﺔ وﻫــﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘــﺔ ﺗﺘﻤﺜـﻞ ﰲ دﻓــﻊ اﻟﻜـ ﱪ ﲝﺴــﺐ أﻧﻮاﻋـﻪ اﻟــﱵ ذﻛــﺮت ﺳــﺎﺑﻘﺎً‬
‫وﻫــﻲ ﻣــﻦ ﻳﻌﱰﻳــﻪ اﻟﻜــﱪ ﻣــﻦ ﺟﻬــﺔ ﻧﺴــﺒﻪ ﻓﻠﻴﻌــﺮف ﻧﺴــﺒﻪ اﳊﻘﻴﻘــﻲ وﻫــﻮ اﻟ ـﱰاب‬

‫ﻋﺑس آﯾﺔ ‪٢٢ - ١٧‬‬

‫أ‬
‫واﻟﻨﻄﻔــﺔ وﻣــﻦ ﻳﺘﻜــﱪ ﺑﺴــﺒﺐ اﳉﻤــﺎل ﻓﻠﻴﻨﻈــﺮ إﱃ ﺑﺎﻃﻨــﻪ وﻣــﻦ ﻧﻈــﺮ إﱃ ﺑﺎﻃﻨــﻪ‬
‫ﻳﺮى ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺢ ﻣﺎ ﻳﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ اﻟﺘﻜﱪ ﳉﻤـﺎل ﻇـﺎﻫﺮﻩ وﻣـﻦ ﻳﺘﻜـﱪ ﺑـﺎﻟﻘﻮة ﻋﻼﺟـﻪ‬
‫أن ﻳﻌﻠ ــﻢ أن اﻟﻌﻠ ــﻞ واﻷﻣـ ـﺮاض ﲡﻌﻠ ــﻪ أﻋﺠ ــﺰ ﻣ ــﻦ ﻛ ــﻞ ﻋ ــﺎﺟﺰ وﻟ ــﻮ أن ﺷ ــﻮﻛﺔ‬
‫دﺧﻠــﺖ ﰲ رﺟﻠــﻪ ﻷﻋﺠﺰﺗــﻪ و اﻟﺘﻜــﱪ ﺑﺎﳌــﺎل وﻛﺜــﺮة اﻷﻣــﻼك ﺗﻜــﱪ ﻗﺒــﻴﺢ ﻷﻧــﻪ‬
‫ﺧﺎرج ﻋﻦ ذات اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻠﻮ ذﻫﺐ ﻣﺎﻟـﻪ أو اﺣﱰﻗـﺖ دارﻩ ﻋـﺎ َد ذﻟـﻴﻼًو اﻟﺘﻜـﱪ‬
‫ﺑــﺎﻟﻌﻠﻢ وﻫــﻮ أﻋﻈــﻢ اﻵﻓــﺎت وﻋﻼﺟــﻪ ﺑــﺄﻣﺮﻳﻦ اﻷول‪ :‬أن ﻳﻌﻠــﻢ أ ﱠن اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ‬
‫ﳛﺘﻤﻞ ﻣﻦ اﳉﺎﻫﻞ ﻣﺎﻻ ﳛﺘﻤﻞ ﻋُ ْﺸُﺮﻩُ ﻣﻦ اﻟﻌـﺎﱂ واﻟﺜـﺎﱐ أ ْن ﻳﻌـﺮف أ ﱠن اﻟ ِﻜـﱪ ﻻ‬
‫ﻳﻠﻴﻖ إﻻ ﺑﺎﷲ ﻋﺰ وﺟﻞ وﺣﺪﻩ وأﻧﱠـﻪ إذا ﺗﻜـﱪ ﺻـﺎر ﳑﻘﻮﺗـﺎً ﻋﻨـﺪ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ وﻋﻠﻴـﻪ‬
‫أن ﻳﺘـﺬﻛﺮ ذﻧﻮﺑـﻪ وأﺧﻄـﺎءﻩ ﺣـﱴ ﺗﺼـﻐﺮ ﻧﻔﺴـﻪ ﰲ ﻋﻴﻨـﻪ واﻟﺘﻜـﱪ ﺑـﺎﻟﻮرع واﻟﻌﺒـﺎدة‬
‫وﺗﻠ ـ ــﻚ ﻓﺘﻨ ـ ــﺔ ﻛﺒ ـ ــﲑة ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌُﺒﱠـ ــﺎد وﻋﻼﺟ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺄن ﻳُﻠ ـ ــﺰم ﻗﻠﺒ ـ ــﻪ اﻟﺘﻮاﺿ ـ ــﻊ ﻟﺴ ـ ــﺎﺋﺮ‬
‫اﻟﻌِﺒَــﺎد)وﻣﻔﺎﺳ ــﺪﻩ ﻛﺜ ــﲑة ﻣﻨﻬ ــﺎ اﻧ ــﻪ ﻳ ــﺆذى اﻟﻐ ــﲑ وﻳﻘﻄ ــﻊ ﺣﺒ ــﺎل اﳌ ــﻮدة وﻳﻔ ــﺮق‬
‫اﻟﻘﻠ ــﻮب وﳛﻤ ــﻞ اﻟﻨ ــﺎس ﻋﻠ ــﻰ ﺑﻐ ــﺾ ﺻ ــﺎﺣﺒﻪ واﺗﻔ ــﺎﻗﻬﻢ ﻋﻠ ــﻰ اذاﻩ وﻣﻨﻬ ــﺎ ان‬
‫ﺻــﺎﺣﺒﻪ ﻻﻳﻨﻘــﺎد اﱃ اﳊــﻖ وﻻﻳﻜﻈــﻢ اﻟﻐــﻴﻆ وﻻﻳﺘﻠﻄــﻒ ﰱ اﻟﻨﺼــﺢ وﻛﻔــﻰ اﻟﻜــﱪ‬
‫ﻣﺬﻣﺔ ﻗﻮل اﻟﻨﱮ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ‪ :‬ﻻﻳﺪﺧﻞ اﳉﻨﺔ ﻣﻦ ﻛﺎن ﰱ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎل‬
‫ـﺐ أن ﻳﻜ ــﻮن ﺛﻮﺑ ــﻪ ﺣﺴـ ـﻨًﺎ‪ ،‬وﻧﻌﻠ ــﻪ‬ ‫ذرة ﻣ ــﻦ اﻟﻜ ــﱪ( ﻓﻘ ــﺎل رﺟ ــﻞ إ ﱠن اﻟﱠﺮﺟ ــﻞ ﳛ ـ ﱡ‬
‫ـﺐ اﳉﻤــﺎل‪ ،‬اﻟﻜــﱪ‪ :‬ﺑﻄــﺮ اﳊـ ﱢﻖ وﻏﻤــﻂ اﻟﻨﱠــﺎس و‬ ‫ﺣﺴــﻨﺔ؟ ﻗــﺎل إ ﱠن اﻟﻠَــﻪ ﲨﻴــﻞ ﳛـ ﱡ‬
‫ﻗﺎل اﻻﻣﺎم اﻟﻨـﻮوي ﰲ ﺷـﺮح اﳊـﺪﻳﺚ ﻗـﺪ اﺧﺘﻠـﻒ ﰲ ﺗﺄوﻳﻠـﻪ ﻓـﺬﻛﺮ اﳋﻄـﺎﰊ ﻓﻴـﻪ‬
‫وﺟﻬـﲔ أﺣـﺪﳘﺎ أن اﳌـﺮاد اﻟﺘﻜـﱪ ﻋـﻦ اﻹﳝـﺎن‪ ،‬ﻓﺼـﺎﺣﺒﻪ ﻻ ﻳـﺪﺧﻞ اﳉﻨـﺔ أﺻ ًـﻼ‬
‫إذا ﻣﺎت ﻋﻠﻴﻪ واﻟﺜـﺎﱐ أﻧـﱠﻪ ﻻ ﻳﻜـﻮن ﰲ ﻗﻠﺒـﻪ ﻛـﱪ ﺣـﺎل دﺧﻮﻟـﻪ اﳉﻨﱠـﺔ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﻗـﺎل‬
‫ﺻـﺪُوِرﻫِﻢ ﱢﻣـ ْﻦ ِﻏـ ﱟﻞأ وﻫــﺬان اﻟﺘــﺄوﻳﻼن ﻓﻴﻬﻤــﺎ ﺑﻌــﺪ ﻓــﺈن‬ ‫اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ َوﻧَـَﺰ ْﻋﻨَــﺎ َﻣــﺎ ِﰲ ُ‬
‫أ‬
‫اﻷﻋراف‪٤٣ :‬‬
‫ﻫ ــﺬا اﳊ ــﺪﻳﺚ ورد ﰲ ﺳ ــﻴﺎق اﻟﻨﻬ ــﻲ ﻋ ــﻦ اﻟ ِﻜ ـ ْـﱪ اﳌﻌ ــﺮوف وﻫ ــﻮ اﻻرﺗﻔ ــﺎع ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﻨ ــﺎس واﺣﺘﻘ ــﺎرﻫﻢ ودﻓ ــﻊ اﳊ ــﻖ ﻓ ــﻼ ﻳﻨﺒﻐ ــﻲ أن ﳛﻤ ــﻞ ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــﺬﻳﻦ اﻟﺘ ــﺄوﻳﻠﲔ‬
‫اﳌﺨــﺮﺟﲔ ﻟــﻪ ﻋــﻦ اﳌﻄﻠــﻮب ﺑــﻞ اﻟﻈــﺎﻫﺮ ﻣــﺎ اﺧﺘــﺎرﻩ اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻋﻴــﺎض وﻏــﲑﻩ ﻣــﻦ‬
‫اﶈﻘﻘــﲔ أﻧـﱠـﻪ ﻻ ﻳــﺪﺧﻞ اﳉﻨــﺔ دون ﳎــﺎزاة إن ﺟــﺎزاﻩ وﻗﻴــﻞ ﻫــﺬا ﺟـﺰاؤﻩ ﻟــﻮ ﺟــﺎزاﻩ‬
‫أوﻻ وإﻣﱠﺎ‬‫وﻗﺪ ﻳﺘﻜﺮم ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﳚﺎزﻳﻪ ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﺪﺧﻞ ﻛﻞ اﳌﻮﺣﺪﻳﻦ اﳉﻨﺔ إﻣﱠﺎ ً‬
‫ﺛﺎﻧﻴًﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺑﻌﺾ أﺻـﺤﺎب اﻟﻜﺒـﺎﺋﺮ اﻟـﺬﻳﻦ ﻣـﺎﺗﻮا ﻣﺼـﺮﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬـﺎ وﻗﻴـﻞ ﻻ‬
‫ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻊ اﳌﺘﻘـﲔ أوﱠل وﻫﻠـﺔ ) وﻣـﻦ ﻋـﺮف اﻧـﻪ ﳐﻠـﻮق ﻣـﻦ ﻧﻄﻔـﺔ واﻧـﻪ ﺻـﺎﺋﺮ اﱃ‬
‫ﺟﻴﻔﺔ ﻫﺎن ﻋﻠﻴﻪ ان ﻳﱰك اﻟﻜﱪ اﻟﺬى ﺳﺒﺒﻪ اﻟﻌﺠـﺐ(و ذﻛـﺮ أﺑـﻮ ﺣﺎﻣـﺪ اﻟﻐـﺰاﱄ‬
‫ﻫﻮ اﺳﺘﻌﻈﺎم اﻟﻨﻌﻤﺔ واﻟﺮﻛـﻮن إﻟﻴﻬـﺎ ﻣـﻊ ﻧﺴـﻴﺎن إﺿـﺎﻓﺘﻬﺎ إﱃ اﳌـﻨﻌﻢ و أن ﻋـﻼج‬
‫اﻟﻌﺠﺐ ﻳﻜﻮن ﺑﺴﺒﻌﺔ أﻣﻮر اﻷول أن ﻳﻌﺠﺐ ﺑﺒﺪﻧـﻪ ﰲ ﲨﺎﻟـﻪ وﻫﻴﺌﺘـﻪ وﺻـﺤﺘﻪ‬
‫وﻗﻮﺗﻪ وﺗﻨﺎﺳﺐ ﺷﻜﻠﻪ وﺣﺴﻦ ﺻﻮرﺗﻪ وﺣﺴﻦ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻴﻠﺘﻔﺖ إﱃ ﲨﺎل ﻧﻔﺴﻪ‬
‫‪ ،‬وﻳﻨﺴــﻰ أﻧــﻪ ﻧﻌﻤــﺔ ﻣــﻦ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ وﻫــﻮ ﻣﻌــﺮض ﻟﻠــﺰوال ﰲ ﻛــﻞ ﺣــﺎل وﻋﻼﺟــﻪ‬
‫ﻫ ـ ــﻮ اﻟ ﺘﻔﻜ ـ ــﺮ ﰲ أﻗ ـ ــﺬار ﺑﻄﻨ ـ ــﻪ ﰲ أول أﻣ ـ ــﺮﻩ وﰲ آﺧ ـ ــﺮﻩ وﰲ اﻟﻮﺟ ـ ــﻮﻩ اﳉﻤﻴﻠ ـ ــﺔ‬

‫اﻟﻄﺒﺎع و اﻟﺜﺎﱐ اﻟﻌﺠﺐ ﺑﺎﻟﺒﻄﺶ واﻟﻘـﻮة‬

‫َﻣ ْﻦ أَﺷَـ ﱡﺪ ِﻣﻨﱠـﺎ ﻗُـ ﱠﻮًة ﺳـﻮرة ﻓﺼـﻠﺖ وﻋﻼﺟـﻪ أن ﻳﺸـﻜﺮ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻋﻠـﻰ ﻣـﺎ رزق‬
‫ﻣ ــﻦ اﻟﻌﻘ ــﻞ وﻳﺘﻔﻜ ــﺮ أﻧ ــﻪ ﺑ ــﺄدﱏ ﻣ ــﺮض ﻳﺼ ــﻴﺐ دﻣﺎﻏ ــﻪ ﻳﻮﺳ ــﻮس وﳚ ــﻦ ﲝﻴ ــﺚ‬
‫ﻳُﻀ ــﺤﻚ ﻣﻨ ــﻪ ﻓ ــﻼ ﻳ ــﺄﻣﻦ أن ﻳﺴ ــﻠﺐ ﻋﻘﻠ ــﻪ إن أﻋﺠ ــﺐ ﺑ ــﻪ وﱂ ﻳﻘ ــﻢ ﺑﺸ ــﻜﺮﻩ‬
‫وﻟﻴﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻣﺎ أوﰐ ﻣـﻦ اﻟﻌﻠـﻢ إﻻ ﻗﻠـﻴﻼ وأن ﻣـﺎ ﺟﻬﻠـﻪ أﻛﺜـﺮ ﳑـﺎ ﻋﺮﻓـﻪ و اﻟﺜﺎﻟـﺚ‬
‫اﻟﻌﺠـﺐ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺐ اﻟﺸـﺮﻳﻒ ﺣـﱴ ﻳﻈـﻦ ﺑﻌﻀـﻬﻢ أﻧـﻪ ﻳﻨﺠـﻮ ﺑﺸـﺮف ﻧﺴـﺒﻪ وﳒﺎﺑـﺔ‬
‫آﺑﺎﺋﻪ وأﻧﻪ ﻣﻐﻔﻮر ﻟﻪ وﻳﺘﺨﻴـﻞ ﺑﻌﻀـﻬﻢ أن ﲨﻴـﻊ اﳋﻠـﻖ ﻟـﻪ ﻣـﻮ ٍال وﻋﺒﻴـﺪ وﻋﻼﺟـﻪ‬
 ‫أن ﻳﻌﻠــﻢ أﻧــﻪ ﻣﻬﻤــﺎ ﺧــﺎﻟﻒ آﺑــﺎءﻩ ﰲ أﻓﻌــﺎﳍﻢ وأﺧﻼﻗ‬
‫ﻓﻘــﺪ ﺟﻬــﻞ وإن اﻗﺘــﺪى ﺑ ﺂﺑﺎﺋــﻪ ﻓﻤــﺎ ﻛــﺎن ﻣــﻦ أﺧﻼﻗﻬــﻢ اﻟﻌﺠــﺐ ﺑــﻞ اﳋ ـﻮف‬
‫واﻻزدراء ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ وﻣﺬﻣﺘﻬﺎ وﻟﻘﺪ ﺷﺮﻓﻮا ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ واﻟﻌﻠﻢ واﳋﺼﺎل اﳊﻤﻴـﺪة‬
‫ﻻ ﺑﺎﻟﻨﺴــﺐ ‪ ،‬ﻓﻠﻴﺘﺸــﺮف ﲟــﺎ ﺷــﺮﻓﻮا ﺑــﻪ وﻟﻘــﺪ ﺳــﺎواﻫﻢ ﰲ اﻟﻨﺴــﺐ وﺷــﺎرﻛﻬﻢ ﰲ‬
‫اﻟﻘﺒﺎﺋــﻞ ﻣــﻦ ﱂ ﻳــﺆﻣﻦ ﺑــﺎﷲ واﻟﻴــﻮم اﻵﺧــﺮ‬
‫ﺲ ﻣﻦ اﳋﻨﺎزﻳﺮ ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﻳﺒـﲔ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ أن اﻟﺸـﺮف ﺑـﺎﻟﺘﻘﻮى ﻻ ﺑﺎﻟﻨﺴـﺐ‬ ‫وأﺧ ﱠ‬
‫‪ ،‬ﻓﻘ ــﺎل إِ ﱠن أَ ْﻛ ـَﺮَﻣ ُﻜ ْﻢ ِﻋﻨ ـ َﺪ اﻟﻠﱠ ـ ِﻪ أَﺗْـ َﻘ ــﺎ ُﻛ ْﻢأ و اﻟﺮاﺑ ــﻊ اﻟﻌﺠ ــﺐ ﺑﻜﺜ ــﺮة اﻟﻌ ــﺪدﻣﻦ‬
‫اﻷوﻻد واﳋﺪم واﻟﻌﺸﲑة واﻷﻗﺎرب واﻷﻧﺼـﺎر واﻷﺗﺒـﺎع ﻛﻤـﺎ ﻗـﺎل اﻟﻜﻔـﺎر َوﻗَـﺎﻟُﻮا‬
‫َْﳓـ ـ ُﻦ أَ ْﻛﺜَـ ـُﺮ أَْﻣـ ـﻮَاﻻ َوأَوْﻻدًاب وﻋﻼﺟ ــﻪ أن ﻳﺘﻔﻜ ــﺮ ﰲ ﺿ ــﻌﻔﻪ وﺿ ــﻌﻔﻬﻢ وأن‬
‫ﻛﻠﻬﻢ ﻋﺒﻴﺪ ﻋﺠـﺰة ﻻ ﳝﻠﻜـﻮن ﻷﻧﻔﺴـﻬﻢ ﺿـﺮاً وﻻ ﻧﻔﻌـﺎ ﰒ ﻛﻴـﻒ ﻳﻌﺠـﺐ‬
‫ﻓﻴــﺪﻓﻦ ﰲ ﻗــﱪﻩ ذﻟــﻴﻼً ﻣﻬﻴﻨ ـﺎً وﺣــﺪﻩ ﻻ ﻳﺮاﻓﻘــﻪ‬
‫ـﺐ وﻻ ﲪ ــﻴ ٌﻢ وﻻ ﻋﺸ ــﲑ و اﳋ ــﺎﻣﺲ اﻟﻌﺠ ــﺐ ﺑﻨﺴ ــﺐ‬ ‫أﻫ ـ ـ ٌﻞ وﻻ وﻟ ــﺪ وﻻ ﻗﺮﻳ ـ ٌ‬
‫وﻫ ــﺬا ﻏﺎﻳ ــﺔ اﳉﻬ ــﻞ‬ ‫اﻟﺴ ــﻼﻃﲔ اﻟﻈﻠﻤ ــﺔ‬
‫وﻋﻼﺟ ــﻪ أن ﻳﺘﻔﻜ ــﺮ ﰲ ﳐ ــﺎزﻳﻬﻢ وﻣ ــﺎ ﺟ ــﺮى ﳍ ــﻢ ﻣ ــﻦ اﻟﻈﻠ ــﻢ ﻋﻠ ــﻰ ﻋﺒ ــﺎد اﷲ‬
‫وﻟـﻮ ﻧﻈـﺮ إﱃ ﺻـﻮرﻫﻢ ﰲ‬
‫و‬ ‫اﻟﻨ ــﺎر وأﻧﺘ ــﺎ‬
‫اﻟﺴــﺎدس اﻟﻌﺠــﺐ ﺑﺎﳌــﺎل ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ إﺧﺒــﺎراً ﻋــﻦ ﺻــﺎﺣﺐ اﳉﻨﺘــﲔ أَﻧَــﺎ‬
‫ـﻚ َﻣـ ًـﺎﻻ َوأَ َﻋـﱡﺰ ﻧَـ َﻔـﺮًا وﻋﻼﺟــﻪ أن ﻳﺘﻔﻜــﺮ ﰲ آﻓــﺎت اﳌــﺎل وﻛﺜــﺮة ﺣﻘﻮﻗــﻪ‬ ‫أَ ْﻛﺜَـُﺮ ِﻣﻨـ َ‬
‫وﻋﻈﻴﻢ ﻏﻮاﺋﻠﻪ وﻳﻨﻈﺮ إﱃ ﻓﻀـﻴﻠﺔ اﻟﻔﻘـﺮاء وﺳـﺒﻘﻬﻢ إﱃ اﳉﻨـﺔ ﻳـﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣـﺔ وإﱃ‬
‫أن اﳌــﺎل ﻏــﺎ ٍد وراﺋــﺢ وﻻ أﺻــﻞ ﻟــﻪ وإﱃ أن ﰲ اﻟﻴﻬــﻮد ﻣــﻦ ﻳﺰﻳــﺪ ﻋﻠﻴــﻪ ﰲ اﳌــﺎل‬
‫أ‬
‫ﺳورة اﻟﺣﺟرات‬
‫ب‬
‫ﺳورة ﺳﺑﺄ ‪٣٥‬‬
‫وإﱃ ﻗﻮﻟــﻪ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﺑﻴﻨﻤــﺎ رﺟــﻞ ﻳﺘﺒﺨــﱰ ﰲ ﺣﻠ ـ ٍﺔ ﻟــﻪ ﻗــﺪ أﻋﺠﺒﺘــﻪ‬
‫ﻧﻔﺴ ــﻪ إذ ﺧﺴ ــﻒ اﷲ ﺑ ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻬ ــﻮ ﻳﺘﺠﻠﺠ ــﻞ إﱃ ﻳ ــﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣ ــﺔ « ﻣﺘﻔ ــﻖ ﻋﻠﻴ ــﻪ ‪.‬‬
‫وأﺷـﺎر ﺑـﻪ إﱃ ﻋﻘﻮﺑـﺔ إﻋﺠﺎﺑــﻪ ﲟﺎﻟـﻪ وﻧﻔﺴـﻪ و اﻟﺴـﺎﺑﻊ اﻟﻌﺠــﺐ ﺑـﺎﻟﺮأي اﳋﻄـﺄ‬
‫ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ أَﻓَ َﻤــﻦ ُزﻳﱢـ َﻦ ﻟَـﻪُ ُﺳــﻮءُ َﻋ َﻤﻠِـ ِﻪ ﻓَ ـﺮَآﻩُ َﺣ َﺴـﻨًﺎأ وﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ َوُﻫـ ْﻢ َْﳛ َﺴـﺒُﻮ َن‬
‫ﺻـْﻨـﻌًﺎب وﲨﻴـﻊ أﻫـﻞ اﻟﺒـﺪع واﻟﻀـﻼل إﳕـﺎ أﺻـﺮوا ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻟﻌﺠــﺒﻬﻢ‬ ‫ُْﺴـﻨُﻮ َن ُ‬
‫أَﻧـﱠﻬُـ ْﻢ ﳛ ِ‬
‫ﺑﺂراﺋﻬﻢ وﻋﻼﺟﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺘﱠﻬﻤﺎً ﻟﺮأﻳﻪ أﺑﺪاً ﻻ ﻳﻐﱰﱡ ﺑﻪ إﻻ أن ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﻗﺎﻃﻊ‬
‫ﻣﻦ ﻛﺘﺎب أو ﺳﻨﺔ أو دﻟﻴﻞ ﻋﻘﻠﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺟﺎﻣﻊ ﻟﺸﺮوط اﻷدﻟـﺔ ‪ ،‬ﻓـﺈن ﺧـﺎض‬
‫ﰲ اﻷﻫﻮاء واﻟﺒـﺪع واﻟﺘﻌﺼـﺐ ﰲ اﻟﻌﻘﺎﺋـﺪ ﻫﻠـﻚ ﻣـﻦ ﺣﻴـﺚ ﻻ ﻳﺸـﻌﺮ ﻧﺴـﺄل اﷲ‬
‫أن ﻳﻌﻴـﺬﻧﺎ وإﻳـﺎﻛﻢ ﻣـﻦ اﻟﻌﺠــﺐ واﻟﻜـﱪ إﻧـﻪ ﲰﻴـﻊ ﳎﻴــﺐ وﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠـﻰ ﻧﺒﻴﻨــﺎ‬
‫ﳏﻤﺪ وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ وﺳﻠﻢ واﷲ أﻋﻠﻢ‬

‫اﻟﻐﺮور‬
‫ﻣﻌــﲎ اﻟﻐــﺮور ﻟـﻐ ـ ــﺔ ﻳﻄﻠــﻖ اﻟﻐــﺮور ﻋﻠــﻰ ﻋــﺪة ﻣﻌــﺎن أﳘﻬــﺎ اﳋــﺪاع ﺳـﻮاء أﻛــﺎن‬
‫ﻟﻠﻨﻔﺲ أم ﻟﻠﻐﲑ أو ﻟﻠﻨﻔﺲ وﻟﻠﻐﲑ ﻣﻌﺎ ﺗﻘـﻮل ﻏـﺮﻩ ﻳﻐـﺮﻩ ﻏـﺮورا أي ﺧﺪﻋـﻪ وﻏـﺮ‬
‫ﻧﻔﺴﻪ‪ ،‬ﻳﻐﺮﻫﺎ ﻏﺮورا ﻳﻌﲏ ﺧﺪﻋﻬﺎ وﻣﻨـﻪ ﻗـﻮل اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ ﻣـﺎ ﻳﻌـﺪﻫﻢ اﻟﺸـﻴﻄﺎن إﻻ‬
‫ﻏﺮورات و ﻣﺎ ﻳﺆدي إﱃ اﻟﻐﺮور وﻣﺎ ﻳﻮﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﻗﺎل اﳉﻮﻫﺮي واﻟﻐﺮور ﺑﺎﻟﻀﻢ ﻣـﺎ‬
‫اﻏﱰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻳﺎ أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس إن وﻋـﺪ اﷲ ﺣـﻖ ﻓـﻼ‬
‫ﺗﻐﺮﻧﻜﻢ اﳊﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻻ ﻳﻐـﺮﻧﻜﻢ ﺑـﺎﷲ اﻟﻐـﺮورث واﺻـﻄﻼﺣﺎ )ﻫـﻮ ﺳـﻜﻮن( اي‬
‫اﳍـُﺪُوءُ )اﻟــﻨﻔﺲ اﱃ ﻣــﺎ ﻳﻮاﻓــﻖ(اي ﻳﻼﺋــﻢ )اﳍــﻮى وﳝﻴــﻞ اﻟﻴــﻪ اﻟﻄﺒــﻊ(اﳌﻮﺟــﻮد ﰲ‬
‫أ‬
‫ﺳورة ﻓﺎطر‪٨‬‬
‫ﺳورة اﻟﻛﮭف ‪١٠٤‬‬
‫ب‬
‫ت‬
‫اﻟﻧﺳﺎء ‪١٢٠ :‬‬
‫ث‬
‫ﻓﺎطر ‪١٥ :‬‬
 ‫اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻨﺪ وﻻدﺗﻪ )ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺒﻬﺔ(اي وﺳﻮس )ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ(اي ﻣﺼﺪر ﺻـﻨﺎﻋ ّﻲ‬
‫ﻣــﻦ َﺷ ـﻴْﻄﺎن ﻋﺒــﺎدة اﻟ ّﺸــﻴﻄﺎن ) وﻫــﻮ ﻧﻮﻋــﺎن اﻻول ﻏــﺮور اﻫــﻞ اﻟﻜﻔــﺮ اﻟــﺬﻳﻦ‬
‫ـﭑﻵﺧَﺮِة ﻓَـﻼَ‬
‫ِﻚ ٱﻟﱠـﺬِﻳ َﻦ ٱ ْﺷـﺘَـَﺮُواْ ٱﳊَْﻴَــﺎ َة ٱﻟـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ ﺑِـ ِ‬
‫اﺷــﱰوا اﳊﻴــﺎة اﻟــﺪﻧﻴﺎ ﺑــﺎﻻﺧﺮة(أُوﻟَـٰﺌ َ‬
‫ﺼ ـﺮُو َنأ و أوﻟﺌــﻚ اﳌﻮﺻــﻮﻓﻮن ﲟــﺎ ذﻛــﺮ ﻣــﻦ‬ ‫اب َوﻻَ ُﻫ ـ ْﻢ ﻳُﻨ َ‬
‫ـﻒ َﻋ ـْﻨـ ُﻬ ُﻢ ٱﻟْ َﻌ ـ َﺬ ُ‬
‫ﳜَُﱠﻔـ ُ‬
‫اﻻوﺻﺎف اﻟﻘﺒﻴﺤﺔ اﻟﺬﻳﻦ اﺷﱰوا اﳊﻴﻮة اﻟﺪﻧﻴﺎ واﺳﺘﺒﺪﻟﻮﻫﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮة واﻋﺮﺿﻮا‬
‫ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻊ ﲤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﲢﺼﻴﻠﻬﺎ ﻓـﺎن ﻣـﺎ ذﻛـﺮ ﻣـﺎ اﻟﻜﻔـﺮ ﺑـﺒﻌﺾ اﺣﻜـﺎم اﻟﻜﺘـﺎب‬
‫اﳕﺎ ﻛﺎن ﻣﺮاﻋﺎة ﳉﺎﻧﺐ ﺣﻠﻔﺎﺋﻬﻢ ﳌﺎ ﻳﻌﻮد اﻟﻴﻬﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌـﺾ اﳌﻨـﺎﻓﻊ اﻟﺪﻳﻨﻴـﺔ‬
‫واﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻓﻼ ﳜﻔﻒ ﻋﻨﻬﻢ اﻟﻌـﺬاب دﻧﻴﻮﻳـﺎ ﻛـﺎن او اﺧﺮوﻳـﺎ وﻻ ﻫـﻢ ﻳﻨﺼـﺮون‬
‫ﳝﻨﻌﻮن ﻣﻦ اﻟﻌﺬاب ﺑﺪﻓﻌﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺸـﻔﺎﻋﺔ او ﺟـﱪ اﻋﻠـﻢ ان اﳉﻤـﻊ ﺑـﲔ ﲢﺼـﻴﻞ‬
‫ﻟﺬات اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻟـﺬات اﻵﺧـﺮة ﳑﺘﻨـﻊ ﻏـﲑ ﳑﻜـﻦ واﷲ ﺳـﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻜـﻦ اﳌﻜﻠـﻒ ﻣـﻦ‬
‫ﲢﺼـﻴﻞ اﻳﺘﻬﻤـﺎ ﺷـﺎء واراد ﻓـﺎذا اﺷـﺘﻐﻞ ﺑﺘﺤﺼـﻴﻞ اﺣـﺪﻳﻬﻤﺎ ﻓﻘـﺪ ﻓـﻮت اﻻﺧـﺮى‬

‫اﻟﺬم ﳍﻢ ﻻن اﳌﻐﺒﻮن ﰱ اﻟﺒﻴﻊ واﻟﺸﺮاء ﰱ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺬﻣﻮم ﻓﺎن ﻳﺬم ﻣﺸﱰى اﻟﺪﻧﻴﺎ‬
‫ﺑـﺎﻵﺧﺮة اوﱃ ﻓﻌﻠـﻰ اﻟﻌﺎﻗـﻞ ان ﻳﺮﻏـﺐ ﰱ ﲡـﺎرة اﻵﺧـﺮة وﻻ ﻳـﺮﻛﻦ اﱃ اﻟـﺪﻧﻴﺎ وﻻ‬
‫ﻳﺴــﻔﻚ دﻣــﻪ ﺑﺎﻣﺘﺜــﺎل اواﻣــﺮ اﻟﺸــﻴﻄﺎن ﰱ اﺳــﺘﺠﻼب ﺣﻈــﻮظ اﻟــﻨﻔﺲ وﻻ ﳜــﺮج‬
‫ﻣﻦ دﻳﺎر دﻳﻨﻪ اﻟﱴ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﺎ ﰱ اﺻﻞ اﻟﻔﻄﺮة ﻓﺎﻧﻪ اذا ﻳﻀـﻞ وﻳﺸـﻘﻰ وﰱ ﻗﻮﻟـﻪ‬
‫ﻻ ﺗﺴﻔﻜﻮن دﻣـﺎءﻛﻢب اﺷـﺎرة اﺧـﺮى اﱃ ان اﻟﻌﺒـﺪ وﻻ ﳚـﻮز ﻟـﻪ ان ﻳﻘﺘـﻞ ﻧﻔﺴـﻪ‬
‫ﻣــﻦ ﺟﻬ ــﺪ او ﺑ ــﻼء ﻳﺼــﻴﺒﻪ او ﻳﻬ ــﻴﻢ ﰱ اﻟﺼ ــﺤﺮاء وﻻ ﻳــﺄﺗﻰ اﻟﺒﻴ ــﻮت ﺟﻬ ــﻼ ﰱ‬
‫دﻳﺎﻧﺘﻪ وﺳﻔﻬﺎ ﰱ ﺣﻠﻤﻪ ﻓﻬﻮ ﻋﺎم ﰱ ﲨﻴﻊ ذﻟﻚ‪.‬وﻗـﺪ روى ان ﺑﻌـﺾ اﻟﺼـﺤﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﺑﻘرة آﯾﺔ ‪٨٦‬‬
‫أ‬
‫ب‬
‫اﻟﺑﻘرة‪٨٤ :‬‬
‫رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﺰﻣﻮا ان ﻳﻠﺒﺴﻮا اﳌﺴﻮح وان ﻳﻬﻴﻤﻮا ﰱ اﻟﺼﺤﺮاء وﻻ ﻳـﺄووا اﱃ‬
‫اﻟﺒﻴــﻮت وﻻ ﻳــﺄﻛﻠﻮا اﻟﻠﺤــﻢ وﻻ ﻳﻐﺸ ـﻮا اﻟﻨﺴــﺎء ﻓﻘــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ اﻟﺴــﻼم اﱏ اﺻــﻠﻰ‬
‫واﻧﺎم واﺻﻮم واﻓﻄﺮ واﻏﺸﻰ اﻟﻨﺴﺎء وآوى اﱃ اﻟﺒﻴﻮت وآﻛﻞ اﻟﻠﺤﻢ ﻓﻤﻦ رﻏـﺐ‬
‫ﻋﻦ ﺳﻨﱴ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﲎ ﻓﺮﺟﻌﻮا ﻋﻤﺎ ﻋﺰﻣﻮا ﻗـﺎل ﺗﻌـﺎﱃ وآت ﻛـﻞ ذى ﺣـﻖ ﺣﻘـﻪ‬
‫ﻓﺎﻟﻜﻤﺎل ﰱ اﻟﺘﺠﺎوز ﻋـﻦ اﻟﻘﻴـﻮد واﻟﻮﺻـﻮل اﱃ ﻋـﺎﱂ اﻟﺸـﻬﻮد وﻋـﲔ اﻟﻌـﺎرف ﻻ‬
‫ﺗــﺮى ﻏــﲑ اﷲ ﰱ اﳌﺮاﻳــﺎ واﳌﻈــﺎﻫﺮ ﻓﻤــﻦ اى ﺷــﻰء ﻳﻬــﺮب واﱃ اﻳــﻦ ﻳﻬــﺮب ﻓﺎﻳﻨﻤــﺎ‬
‫ﺗﻮﻟـﻮا ﻓــﺜﻢ وﺟــﻪ اﷲ وﻟــﺬا ﻗﻴــﻞ اﻟــﺬى ﻳﻄﻠــﺐ اﻟﻌﻠــﻢ ﷲ اذا ﻗﻴــﻞ ﻟــﻪ ﻏــﺪا ﲤــﻮت ﻻ‬
‫ﻳﻀﻴﻊ اﻟﻜﺘﺎب ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ﻟﻜﻮﻧـﻪ وﰱ اﳊﻘـﻮق ﻣﺸـﺘﻐﻼ ﺑـﻪ ﷲ ﳐﻠﺼـﺎ ﻟـﻪ اﻟﻨﻴـﺔ ﻓﻠـﻢ‬
‫ﻳــﺮ اﻓﻀــﻞ ﳑــﺎ ﻫــﻮ ﻓﻴــﻪ ﻓﻴﺤــﺐ ان ﻳﺄﺗﻴــﻪ اﳌــﻮت ﻋﻠــﻰ ذﻟــﻚ واﻋﻠــﻢ اﻳﻀــﺎ ان‬
‫اﻻﺳﺎرى اﺻﻨﺎف ﺷﱴ ﻓﻤﻦ اﺳـﲑ ﰱ ﻗﻴـﺪ اﳍـﻮى ﻓﺎﻧﻘـﺎذﻩ ﺑﺎﻟﺪﻻﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ اﳍـﺪى‬
‫وﻣﻦ اﺳﲑ ﰱ ﻗﻴﺪ ﺣﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺨﻼﺻﺔ ﺑﺎﺧﻼص ذﻛﺮ اﳌـﻮت وﻣـﻦ اﺳـﲑ ﺑﻘـﻰ‬
‫ﰱ ﻗﻴ ــﺪ اﻟﻮﺳ ـﻮاس ﻓﻘ ــﺪ اﺳ ــﺘﻬﻮﺗﻪ اﻟﺸ ــﻴﺎﻃﲔ ﻓﻔ ــﺪاؤﻩ ﺑﺮﺷ ــﺪﻩ اﱃ اﻟﻴﻘ ــﲔ ﺑﻠ ـﻮاﺋﺢ‬
‫اﻟﱪاﻫﲔ ﻟﻴﻨﻘـﺬﻩ ﻣـﻦ اﻟﺸـﻜﻮك واﻟﻈﻨـﻮن واﻟﺘﺨﻤـﲔ وﳜﺮﺟـﻪ ﻣـﻦ ﻇﻠﻤـﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴـﺪ‬
‫وﻣــﺎ ﺗﻌــﻮد ﺑــﺎﻟﺘﻠﻘﲔ وﻣــﻦ اﺳــﲑ ﲡــﺪﻩ ﰱ اﺳــﺮ ﻫـﻮاﺟﺲ ﻧﻔﺴــﻪ رﺑــﻴﻂ زﻻﺗــﻪ ﻓﻔــﻚ‬
‫اﺳــﺮﻩ ﰱ ارﺷــﺎدﻩ اﱃ اﻗﻼﻋﻬــﺎ وﻣــﻦ اﺳــﲑ ﲡــﺪﻩ ﰱ ﻗﺒﻀــﺔ اﳊــﻖ ﻓﻠــﻴﺲ ﻻﺳــﲑﻫﻢ‬
‫ﻓــﺪاء وﻻ ﻟﻘﺘــﻴﻠﻬﻢ ﻗــﻮد وﻻ ﻟ ـﺮﺑﻴﻄﻬﻢ ﺧــﻼص وﻻ ﻣــﻨﻬﻢ ﺑــﺪل وﻻ ﻣﻌﻬــﻢ ﺟــﺪل‬

‫ﻓﻬــﺬا ﻣﻘـ ﺎم اﻻوﻟﻴــﺎء اﻟﻜﻤــﻞ ﻓﻤــﻦ اﲣــﺬ ﻫــﺬﻩ اﻟﻄﺮﻳﻘــﺔ ﺳــﺒﻴﻼ ﻧــﺎل ﻣـﺮادﻩ ووﺻــﻞ‬
‫اﱃ ﻣﻘﺎم ﻓﺆادﻩ وﲣﻠﺺ ﻣﻦ اﳋﺰى اﻟـﺬى ﻫـﻮ ﻋﻤـﻰ اﻟﻘﻠـﺐ ﻋـﻦ ﻣﺸـﺎﻫﺪة اﳊـﻖ‬
‫واﻟﻌﻤـﻪ ﰱ ﺗﻴـﻪ اﻟﺒﺎﻃـﻞ ﰱ اﻟــﺪﻧﻴﺎ واﻵﺧـﺮة وﻻ ﺑـﺪ ﻣــﻦ اﻟﻌﺸـﻖ ﰱ ﻃﺮﻳـﻖ اﳊـﻖ ـ‬
‫وﺣﻜـﻰ ـ ان ﻋﺠـﻮزا اﺣﻀـﺮت اﻟﺴـﻮق ﻗﻄﻌـﺔ ﻏـﺰل وﻗﺎﻟـﺖ اﻛﺘﺒـﻮﱏ ﻣـﻦ ﻣﺸـﱰى‬
‫ﻳﻮﺳ ﻒ ﺣﱴ ﻳﻮﺟﺪ اﲰﻰ ﰱ دﻓﱰ اﻟﻌﺸﺎق اﻟﻠﻬﻢ ﻻ ﲢﺠﺒﻨﺎ ﻋﻦ ﲨﺎﻟـﻚ وﻋﻨـﻚ‬
‫واﺟﻌﻠﻨـﺎ ﻣـﻦ اﻟﻔـﺎﺋﺰﻳﻦ ﺑﻨـﻮال وﺻـﺎﻟﻚ ﻣﻨـﻚأ )ﻓﻤـﻨﻬﻢ ﻣـﻦ ﺳـﻜﻦ اﱃ اﻟـﺪﻧﻴﺎ‬
‫وزﺧﺮﻓﻬ ــﺎ ( دار أوﳍ ــﺎ ﺑﻜ ــﺎء أوﺳ ــﻄﻬﺎ ﻋﻨ ــﺎء آﺧﺮﻫ ــﺎ ﻓﻨ ــﺎء أﺻ ــﻠﻬﺎ ﻣ ــﺪر ﻋﻴﺸ ــﻬﺎ‬
‫ﻛــﺪرﻧﻔﻌﻬﺎ ﺿــﺮرروﺣﻬﺎ ﺷــﺮر وﻋــﺪﻫﺎ ﻏــﺪر دﻧﻴﺌــﺔوأدﱏ ﻣﻨﻬــﺎ ﻗﻠــﺐ ﻣــﻦ ﳛﺒﻬــﺎ‬

‫واﻟــﺪﻧﻴﺎ اﳌﺒﺎﺣــﺔ ﻫــﻲ اﻟــﱵ ﻻ ﺗﻘــﻊ ﺑﺴــﺒﺒﻬﺎ ﰲ ﺗــﺮك ﻣــﺄﻣﻮروﻻ رﻛــﻮب ﳏﻈــﻮر أﻣــﺎ‬
‫اﻟـﺪﻧﻴﺎ اﳌﺬﻣﻮﻣـﺔ ﻓﻬـﻲ اﻟـﱵ ﺗﻘـﻊ ﺑﺴــﺒﺒﻬﺎ ﰲ ﺗـﺮك ﻃﺎﻋـﺔ أو ﻓﻌـﻞ ﻣﻌﺼـﻴﺔ )واﻧﻜــﺮ‬
‫اﻟﺒﻌــﺚ( ﻣــﻦ أﻧﻜــﺮ ﺣﻴــﺎة اﻵﺧــﺮة ﻓﻬــﻮ ﻛــﺎﻓﺮ ﻟﻘــﻮل اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ َوﻗَــﺎﻟُﻮا إِ ْن ِﻫ ـ َﻲ إﱠِﻻ‬

‫َاب ِﲟـَـﺎ ُﻛﻨ ـﺘُ ْﻢ ﺗَ ْﻜ ُﻔ ـﺮُو َن و إن اﳊﻜﻤــﺔ‬

‫ـﺎل ﻓَـﺬُوﻗُﻮا اﻟْ َﻌ ـﺬ َ‬
‫ﺑِــﺎﳊَْ ﱢﻖ ﻗَــﺎﻟُﻮا ﺑَـﻠَــﻰ َوَرﺑـﱢﻨَــﺎ ﻗَـ َ‬
‫ﺗﻘﺘﻀــﻲ اﻟﺒﻌــﺚ ﺑﻌـﺪ اﳌــﻮت ﻟﺘﺠــﺎزى ﻛــﻞ ﻧﻔــﺲ ﲟــﺎ ﻛﺴــﺒﺖ وﻟــﻮﻻ ذﻟــﻚ ﻟﻜــﺎن‬
‫ﺧﻠـﻖ اﻟﻨـﺎس ﻋﺒﺜـﺎً ﻻ ﻗﻴﻤــﺔ ﻟـﻪ ‪ ،‬وﻻ ﺣﻜﻤـﺔ ﻣﻨـﻪ ‪ ،‬وﱂ ﻳﻜــﻦ ﺑـﲔ اﻹﻧﺴـﺎن وﺑــﲔ‬
‫اﻟﺒﻬــﺎﺋﻢ ﻓــﺮق ﰲ ﻫــﺬﻩ اﳊﻴــﺎة )وﻣــﻨﻬﻢ ﻣــﻦ اﻏــﱰ ﺳــﻴﺎدﺗﻪ(اي اﺣ ـﱰام وﺗﺸ ـﺮﻳﻒ‬
‫ﻳُﺴ ــﺘﻌﻤﻞ ﻟ ــﺒﻌﺾ أﺻ ــﺤﺎب اﳌﻨﺎﺻ ــﺐ اﻟﻌﺎﻟﻴ ــﺔ أو اﳌﻘﺎﻣ ــﺎت اﻟﺮﱠﻓﻴﻌ ــﺔ )ﰱ اﻟ ــﺪﻧﻴﺎ‬
‫ﻓﻈــﻦ اﻧــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻓــﺮض اﳌﻌــﺎد(اي اﻟ ﱠﺴـﻬْﻢ ﰲ اﳊﻴــﺎة اﻵﺧــﺮة )واﻟﺮﲪــﺔ ﻳﻜــﻮن اوﱃ‬
‫( وارﲡـ ــﺎء رﲪـ ــﺔ اﷲ ﻣـ ــﻊ اﻹﺻ ـ ـﺮار ﻋﻠـ ــﻰ اﳌﻌﺎﺻـ ــﻲ ﲪـ ــﻖ وﺟﻬـ ــﻞ ﻷن اﷲ‬
‫ﻳﻘــﻮل‪:‬وﺗﻠــﻚ اﳉﻨــﺔ اﻟــﱵ أُورﺛﺘﻤﻮﻫــﺎ ﲟــﺎ ﻛﻨــﺘﻢ ﺗﻌﻤﻠــﻮن )اﻟﺜــﺎﱏ ﻏــﺮور اﻟﻌﺼــﺎة ﻣــﻦ‬
‫اﳌــﺆﻣﻨﲔ ﻓﻤــﻨﻬﻢ ﻣــﻦ ﱂ ﻳﻌﻤــﻞ اﻏ ـﱰارا ﺑﺴــﻌﺔ ﻋﻔــﻮ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ او ا ﻋﺘﻤــﺎدا ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻃﺎﻋ ــﺔ اﻻﺑ ــﺎء‪ ,‬او ﻋﻠ ــﻰ ﻛﺜ ــﺮة اﻟﻌﻠ ــﻢ( ﻓﻘ ــﺪ ﻳﻜ ــﻮن اﻟﻌﺒ ــﺪ ﻣﺴ ــﺮﻓﺎً ﻋﻠ ــﻰ ﻧﻔﺴ ــﻪ ﰲ‬
‫اﳌﻌﺎﺻــﻲ واﻟــﺬﻧﻮب‪ ،‬ﻻ ﳜﺠــﻞ ﻣــﻦ رﺑــﻪ‪ ،‬و ﻻ ﻳﺴــﺘﺤﻲ ﻣــﻦ ﺧﺎﻟﻘــﻪ‪ ،‬وﳝﻬﻠــﻪ اﷲ‬

‫ﺗﻔﺳﯾر روح اﻟﺑﯾﺎن ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﺳﻣﺎﻋﯾل‬

‫أ‬
‫ﺼ ـﻴَﻪ ﻋﻠــﻰ رﺑــﻪ‪ ،‬ﻓ ـﱰاﻩ ﻣﻐ ـﱰاً‬ ‫ﻟﻴﻌــﻮد أو ﻳﺮﺟــﻊ‪ ،‬ﻟﻜــﻦ اﻟﺸــﻴﻄﺎن ﻳــﺮﻓﺾ إﻻ أن ﻳـُ َﻌ ْ‬
‫ﺑﺬﻧﻮﺑﻪ‪ ،‬ﻣﺘﺠﺮﺋﺎً ﻋﻠﻰ رﺑﻪ‪ ،‬وﻳﻈﻞ ﻣﻐﺮورا ﺑﺬﻧﻮﺑﻪ ﺣﱴ ﻳﻔﻴﻖ إﱃ رﺷـﺪﻩ وإﳝﺎﻧـﻪ أو‬
‫)وﱂ ﻳــﺪر اﻻول ان اﻟﺮﻏﺒــﺔ ﰱ اﻟﺸــﻴﺊ‬
‫ﻣــﻦ ﻏــﲑ اﺧــﺬ ﰱ اﺳــﺒﺎﺑﻪ ﻃﻤــﻊ ﻣــﺬﻣﻮم(ﻗــﺎل اﳊﺴــﻦ اﻟﺒﺼــﺮي رﲪــﻪ اﷲ ﻃﻠــﺐ‬
‫س‬‫اﳉﻨــﺔ ﺑــﻼ ﻋﻤــﻞ ذﻧــﺐ ﻣــﻦ اﻟــﺬﻧﻮب )وﱂ ﻳــﺬﻛﺮاﻟﺜﺎﱏ ﻗﻮﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﱃ ﻳٰﺄَﻳـﱡ َﻬــﺎ ٱﻟﻨﱠــﺎ ُ‬
‫ٱﺗﱠـ ُﻘ ـﻮاْ َرﺑﱠ ُﻜ ـ ْﻢ وَٱ ْﺧ َﺸـ ْـﻮاْ ﻳـ َْﻮﻣ ـﺎً ﻻﱠ َْﳚ ـﺰِي وَاﻟِـ ٌﺪ َﻋــﻦ َوﻟَـ ِﺪ ِﻩ َوﻻَ ﻣ َْﻮﻟُــﻮٌد ُﻫ ـ َﻮ َﺟــﺎ ٍز َﻋــﻦ‬
‫وَاﻟِـ ِﺪ ِﻩ َﺷ ـﻴْﺌﺎً( إِ ﱠن َو ْﻋ ـ َﺪ ٱﻟﻠﱠ ـ ِﻪ َﺣ ـ ﱞﻖ ﻓَـﻼَ ﺗَـﻐُـﱠﺮﻧﱠ ُﻜ ُﻢ ٱﳊَْﻴَــﺎةُ ٱﻟ ـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َوﻻَ ﻳَـﻐُـﱠﺮﻧﱠﻜُﻢ ﺑِﭑﻟﻠﱠ ـ ِﻪ‬
‫ٱﻟْﻐَﺮُوُر‪.‬‬
‫س ٱﺗﱠـ ُﻘـﻮاْ َرﺑﱠ ُﻜـ ْﻢ وَٱ ْﺧ َﺸـ ْـﻮاْ ﻳـ َْﻮﻣـﺎً ﻻﱠ َْﳚـﺰِي وَاﻟِـ ٌﺪ َﻋــﻦ َوﻟَـ ِﺪ ِﻩ َوﻻَ ﻣ َْﻮﻟُــﻮٌد‬ ‫ﻳٰﺄَﻳـﱡ َﻬــﺎ ٱﻟﻨﱠــﺎ ُ‬
‫ُﻫ ـ َﻮ َﺟــﺎ ٍز َﻋــﻦ وَاﻟِـ ِﺪ ِﻩ َﺷ ـﻴْﺌﺎً إِ ﱠن َو ْﻋ ـ َﺪ ٱﻟﻠﱠ ـ ِﻪ َﺣ ـ ﱞﻖ ﻓَ ـﻼَ ﺗَـﻐُ ـﱠﺮﻧﱠ ُﻜ ُﻢ ٱﳊَْﻴَــﺎةُ ٱﻟ ـ ﱡﺪﻧْـﻴَﺎ َوﻻَ‬
‫ﻳَـﻐُـﱠﺮﻧﱠﻜُﻢ ﺑِﭑﻟﻠﱠـ ِﻪ ٱﻟْﻐَـﺮُوُر ﻳـﺎ اﻳﻬــﺎ اﻟﻨــﺎس ﻧــﺪاء ﻋــﺎم ﻟﻜﺎﻓــﺔ اﳌﻜﻠﻔــﲔ واﺻــﻠﻪ ﻟﻜﻔــﺎر‬
‫ﻣﻜــﺔ اﺗﻘ ـﻮا رﺑﻜــﻢ وذﻟــﻚ ﺑﺎﻻﺟﺘﻨــﺎب ﻋــﻦ اﻟﻜﻔــﺮ واﳌﻌﺎﺻــﻰ وﻣــﺎ ﺳــﻮى اﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﻟﯩﻘــﺎل ﺑﻌــﺾ اﻟﻌ ـ ﺎرﻓﲔ ﻣــﺮة ﳜ ـﻮّﻓﻬﻢ ﺑﺎﻓﻌﺎﻟــﻪ ﻓﻴﻘــﻮل اﺗﻘ ـﻮا ﻓﺘﻨــﺔ وﻣــﺮة ﺑﺼــﻔﺎﺗﻪ‬
‫ﻓﻴﻘــﻮل أﱂ ﻳﻌﻠــﻢ ﺑــﺎن اﷲ ﻳــﺮى وﻣــﺮة ﺑﺬاﺗــﻪ ﻓﻴﻘــﻮل ﳛــﺬرﻛﻢ اﷲ ﻧﻔﺴــﻪ واﺧﺸـﻮا‬
‫اﳋﺸـﻴﺔ ﺧــﻮف ﻳﺸــﻮﺑﻪ ﺗﻌﻈـﻴﻢ واﻛﺜــﺮ ﻣــﺎ ﻳﻜـﻮن ذﻟــﻚ ﻋــﻦ ﻋﻠـﻢ ﲟــﺎ ﳜﺸــﻰ ﻋﻠﻴــﻪ‬
‫ﻳﻮﻣــﺎ ﻗــﺎل ﰱ اﻟﺘﻴﺴــﲑ ﳚــﻮز ان ﻳﻜــﻮن ﻋﻠــﻰ ﻇــﺎﻫﺮﻩ ﻻن ﻳــﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣــﺔ ﳐــﻮف ﻻ‬
‫ﳚﺰى ﻓﻴﻪ واﻟﺪ ﻋﻦ وﻟﺪﻩ اى ﻻ ﻳﻘﻀﻰ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ اﳊﻘﻮق وﻻ ﳛﻤـﻞ ﻣـﻦ‬
‫ﺳــﻴﺂﺗﻪ وﻻ ﻳﻌﻄﻴــﻪ ﻣــﻦ ﻃﺎﻋﺎﺗــﻪ ﻳﻘــﺎل ﺟـﺰاءﻩ دﻳﻨــﻪ اذا ﻗﻀــﺎﻫﻮﰱ اﳌﻔــﺮدات اﳉـﺰاء‬
‫اﻟﻐﻨــﺎء واﻟﻜﻔﺎﻳــﺔ ﻛﻘﻮﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﱃ ﻻ ﲡــﺰى ﻧﻔــﺲ ﻋــﻦ ﻧﻔــﺲ ﺷــﻴﺌﺎ واﻟﻮﻟــﺪ وﻟــﻮ ﻛــﺎن‬
‫ﻳﻘ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻘﺮﻳ ــﺐ واﻟﺒﻌﻴ ــﺪ اى وﻟ ــﺪ اﻟﻮﻟ ــﺪ ﻟﻜ ــﻦ اﻻﺿ ــﺎﻓﺔ ﺗﺸ ــﲑ اﱃ اﻟﺼ ــﻠﱮ‬
‫اﻟﻘﺮﻳــﺐ ﻓــﺎذا ﱂ ﻳــﺪﻓﻊ ﻋﻤــﺎ ﻫــﻮ اﻟﺼــﻖ ﺑــﻪ ﱂ ﻳﻘــﺪر ان ﻳــﺪﻓﻊ ﻋــﻦ ﻏــﲑﻩ ﺑــﺎﻟﻄﺮﻳﻖ‬
‫اﻻوﱃ ﻓﻔﻴــﻪ ﻗﻄــﻊ ﻻﻃﻤــﺎع اﻫــﻞ اﻟﻐــﺮور اﳌﻔﺘﺨـﺮﻳﻦ ﺑﺎﻵﺑــﺎء واﻻﺟــﺪاد اﳌﻌﺘﻤــﺪﻳﻦ‬
‫ﻋﻠــﻰ ﺷــﻔﺎﻋﺘﻬﻢ ﻣــﻦ ﻏــﲑ ان ﻳﻜــﻮن ﺑﻴــﻨﻬﻢ ﺟﻬــﺔ ﺟﺎﻣﻌــﺔ ﻣــﻦ اﻻﳝــﺎن واﻟﻌﻤــﻞ‬
‫اﻟﺼــﺎﱀ وﻻ ﻣﻮﻟــﻮد ﻋﻄــﻒ ﻋﻠــﻰ واﻟــﺪ وﻫــﻮ ﻣﺒﺘــﺪأ ﺧــﱪﻩ ﻗﻮﻟــﻪ ﻫــﻮ ﺟــﺎز ﻗــﺎد‬
‫وﻣﺆّد ﻋﻦ واﻟﺪﻩ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻣﻦ اﳊﻘﻮق وﺧﺺ اﻟﻮﻟﺪ واﻟﻮاﻟﺪ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺗﻨﺒﻴﻬﺎ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻏﲑﳘــﺎ واﳌﻮﻟ ــﻮد ﺧ ــﺎص ﺑﺎﻟﺼ ــﻠﱮ اﻻﻗ ــﺮب ﻓ ــﺎذا ﱂ ﻳﻘﺒ ــﻞ ﺷ ــﻔﺎﻋﺘﻪ ﻟ ــﻼب اﻻول‬
‫اﻟــﺬى وﻟﺪﻣﻨــﻪ ﱂ ﻳﻘﺒــﻞ ﳌــﻦ ﻓﻮﻗــﻪ ﻣــﻦ اﻻﺟــﺪاد وﺗﻐﻴــﲑ اﻟــﻨﻈﻢ ﻟﻠﺪﻻﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ ان‬
‫اﳌﻮﻟــﻮد اوﱃ ﺑــﺎن ﻻ ﳚــﺰى وﻟﻘﻄــﻊ ﻃﻤــﻊ ﻣــﻦ ﺗﻮﻗــﻊ ﻣــﻦ اﳌــﺆﻣﻨﲔ ان ﻳﻨﻔــﻊ اﺑــﺎﻩ‬
‫اﻟﻜــﺎﻓﺮ ﰱ اﻵﺧــﺮة وﻟــﺬا ﻗــﺎﻟﻮا ان ﻫــﺬا اﳋــﱪ ﺧــﺎص ﺑﺎﻟﻜﻔــﺎر ﻓــﺎن اوﻻد اﳌــﺆﻣﻨﲔ‬
‫وآﺑﺎءﻫﻢ ﻳﻨﻔﻊ ﺑﻌﻀـﻬ‬
‫ان وﻋــﺪ اﷲ ﺑﺎﳊﺸــﺮ واﳉﻨــﺔ واﻟﻨــﺎر واﻟﺜ ـﻮاب واﻟﻌﻘــﺎب واﻟﻮﻋــﺪ ﻳﻜــﻮن ﰱ اﳋــﲑ‬
‫واﻟﺸــﺮ ﻳﻘــﺎل وﻋﺪﺗــﻪ ﺑﻨﻔــﻊ وﺿــﺮ وﻋــﺪا وﻣﻴﻌــﺎدا واﻟﻮﻋﻴــﺪ ﰱ اﻟﺸــﺮ ﺧﺎﺻــﺔ ﺣــﻖ‬
‫ﻛــﺎﺋﻦ ﻻ ﺧﻠــﻒ ﻓﻴ ــﻪ ﻓــﻼ ﺗﻐ ـﺮﻧﻜﻢ اﳊﻴ ــﺎة اﻟــﺪﻧﻴﺎ ﻳﻘــﺎل ﻏ ــﺮﻩ ﺧﺪﻋــﻪ واﻃﻌﻤ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺒ ﺎﻃ ــﻞ ﻓ ــﺎﻏﱰ ﻫ ــﻮ ﻛﻤ ــﺎ ﰱ اﻟﻘ ــﺎﻣﻮس واﳌ ـﺮاد ﺑﺎﳊﻴ ــﺎة اﻟ ــﺪﻧﻴﺎ زﻳﻨﺘﻬ ــﺎ وزﺧﺎرﻓﻬ ــﺎ‬
‫وآﻣﺎﳍﺎوﰱ اﻟﺘﺄوﻳﻼت اﻟﻨﺠﻤﻴﺔ اى ﺑﺴـﻼﻣﺘﻜﻢ ﰱ اﳊـﺎل وﻋـﻦ ﻗﺮﻳـﺐ ﺳـﺘﻨﺪﻣﻮن‬
‫ﰱ اﳌــﺂل اﻧﺘﻬــﻰ وﻻ ﻳﻐـﺮﻧﻜﻢ ﺑــﺎﷲ اﻟﻐــﺮور ﻗــﺎل ﰱ اﳌﻔــﺮدات اﻟﻐــﺮور ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻳﻐــﺮ‬
‫اﻻﻧﺴــﺎن ﻣــﻦ ﻣــﺎل وﺟــﺎﻩ وﺷــﻬﻮة وﺷــﻴﻄﺎن وﻗــﺪ ﻓﺴــﺮ ﺑﺎﻟﺸــﻴﻄﺎن اذ ﻫــﻮ اﺧﺒــﺚ‬
‫اﻟﻐــﺎرﻳﻦ اى وﻻ ﳜــﺪﻋﻨﻜﻢ اﻟﺸــﻴﻄﺎن اﳌﺒــﺎﻟﻎ ﰱ اﻟﻐــﺮور واﳋﺪﻋــﺔ ﺑــﺎن ﻳــﺮﺟﻴﻜﻢ‬
‫اﻟﺘﻮﺑﺔ واﳌﻐﻔﺮة ﻓﻴﺠﺴﺮﻛﻢ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎﺻـﻰ وﻳﻨﺴـﻴﻜﻢ اﻟﺮﺟـﻮع اﱃ اﻟﻘﺒـﻮر وﳛﻤﻠﻜـﻢ‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﻐﻔﻠــﺔ ﻋــﻦ اﺣ ـﻮال اﻟﻘﻴﺎﻣــﺔ واﻫﻮاﳍــﺎأ ) اﻟﺜﺎﻟــﺚ اﱃ ان اﻟﻌﻠــﻢ ﺑــﻼ ﻋﻤــﻞ‬
‫ﻛﺎﻟﺸــﺠﺮ ﺑــﻼ ﲦــﺮ( وﻗــﺎل أﺑــﺎ ﻋﺒــﺪ اﷲ اﻟﺮوذﺑــﺎري اﻟﻌﻠــﻢ ﻣﻮﻗــﻮف ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻤــﻞ‬

‫)ﺗﻔﺳﯾر روح اﻟﺑﯾﺎن ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن‪ /‬اﺳﻣﺎﻋﯾل ﺣﻘﻲ )ت ‪ ١١٢٧‬ھـ‬

‫أ‬
‫واﻟﻌﻤ ــﻞ ﻣﻮﻗ ــﻮف ﻋﻠ ــﻰ اﻹﺧ ــﻼص واﻹﺧ ــﻼص ﷲ ﻳ ــﻮرث اﻟﻔﻬ ــﻢ ﻋ ــﻦ اﷲ ﻋ ــﺰ‬
‫وﺟــﻞ وﻗــﺎل ﻳﻮﺳــﻒ ﺑــﺎﻷدب ﺗﻔﻬــﻢ اﻟﻌﻠــﻢ وﺑــﺎﻟﻌﻠﻢ ﻳﺼــﺢ ﻟــﻚ اﻟﻌﻤــﻞ وﺑﺎﻟﻌﻤــﻞ‬
‫ﺗﻨﺎل اﳊﻜﻤﺔ وﺑﺎﳊﻜﻤﺔ ﺗﻔﻬﻢ اﻟﺰﻫﺪ وﺗﻮﻓﻖ ﻟﻪ وﺑﺎﻟﺰﻫﺪ ﺗﱰك اﻟﺪﻧﻴﺎ وﺑﱰك اﻟﺪﻧﻴﺎ‬
‫ﺗﺮﻏــﺐ ﰲ اﻵ ﺧــﺮة وﺑﺎﻟﺮﻏﺒــﺔ ﰲ اﻵﺧــﺮة ﺗﻨــﺎل رﺿــﻰ اﷲ ﻋــﺰ وﺟــﻞ )وﻣــﻨﻬﻢ ﻣــﻦ‬
‫اﻏــﱰ ﺑﻜﺜــﺮة ﻋﺒﺎدﺗــﻪ ﻓﻈــﻦ اﻧــﻪ اﺣــﻖ ﺑــﺎﻟﻌﻔﻮ ﻣــﻦ ﻏــﲑﻩ وﱂ ﻳــﺪر ان ﻫــﺬا ﻣــﺬﻫﺐ‬
‫ﻻﺧﻼﺻﻪ‪ .‬ﻣﻔـﻮت ﻟﺜـﻮاب اﻋﻤﺎﻟـﻪ وﻣـﻨﻬﻢ ﻣـﻦ ﻏﺮﺗـﻪ ﻛﺜـﺮة اﳌـﺎل ﻓﻈـﻦ اﻧـﻪ ﺑـﺬﻟﻚ‬
‫ﻳﻔﻮق ﻏﲑﻩ ﻓﻤﺎل اﱃ زﺧﺮف اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻧﺴﻰ ﻓﻀـﻞ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﻣـﻦ ﻣﻌﺎﻳـﺐ اﻟﻐـﺮور‬
‫اﻧـﻪ ﻳﻮﻟـﺪ اﻟﻜــﱪ اﻟـﺬى ﺷــﺒﻖ اﻧـﻪ ﳝﻨـﻊ ﺻــﺎﺣﺒﻪ دﺧـﻮل اﳉﻨــﺔ وﻗـﺎل اﻟﺸـﻴﺦ ﳏﻤــﺪ‬
‫ﲨ ــﺎل اﻟ ــﺪﻳﻦ اﻟﻘ ــﺎﲰﻲ اﻟﺸ ــﺎﻓﻌﻲ ﰲ ﻣﻮﻋﻈ ــﺔ اﳌ ــﺆﻣﻨﲔ ﻣ ــﻦ إﺣﻴ ــﺎء ﻋﻠ ــﻮم اﻟ ــﺪﻳﻦ‬
‫ﺑﻌـﺾ أﺻــﻨﺎف اﳌﻐـﱰﻳﻦ ﻓﻤـﻨﻬﻢ ﻓﺮﻗــﺔ أﺣﻜﻤـﻮا اﻟﻌﻠــﻮم اﻟﺸـﺮﻋﻴﺔ واﻟﻌﻘﻠﻴــﺔ وأﳘﻠـﻮا‬
‫ﻢ ﻋﻨــﺪ اﷲ‬ ‫ﺗﻔﻘــﺪ اﳉ ـﻮارح وﺣﻔﻈﻬــﺎ ﻋــﻦ اﳌﻌﺎﺻــﻲ‬
‫ﲟﻜــﺎن ﻻ ﻳﻌــﺬب ﻣــﺜﻠﻬﻢ وﻟــﻮ ﻧﻈــﺮوا ﺑﻌــﲔ اﻟﺒﺼــﲑة ﻟﻌﻠﻤ ـﻮا أن اﻟﻌﻠــﻢ إﳕــﺎ ﻳ ـﺮاد‬
‫ﳌﻌﺮﻓـ ــﺔ اﳊـ ــﻼل واﳊ ـ ـﺮام وﻣﻌﺮﻓـ ــﺔ أﺧـ ــﻼق اﻟـ ــﻨﻔﺲ اﳌﺬﻣﻮﻣـ ــﺔ واﶈﻤ ـ ـﻮدة وﻛﻴﻔﻴـ ــﺔ‬
‫ﻋﻼﺟﻬــﺎ واﻟﻔـﺮار ﻣﻨﻬــﺎ ﻓﻬــﻲ ﻋﻠــﻮم ﻻ ﺗـﺮاد إﻻ ﻟﻠﻌﻤــﻞ ‪ ،‬وﻛــﻞ ﻋﻠــﻢ ﻳــﺮاد ﻟﻠﻌﻤــﻞ‬
‫ﻓﻼ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ دون اﻟﻌﻤﻞ وﻗﺪ ورد ﻓﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻌﻠﻤـﻪ ﻣـﺎ ﻓﻴـﻪ أﺷـﺪ اﻟﱰﻫﻴـﺐ‬
‫ﻛﻘﻮﻟ ــﻪ ﺗﻌ ــﺎﱃ ﻣﺜ ــﻞ اﻟ ــﺬﻳﻦ ﲪﻠ ـﻮا اﻟﺘ ــﻮراة ﰒ ﱂ ﳛﻤﻠﻮﻫ ــﺎ ﻛﻤﺜ ــﻞ اﳊﻤ ــﺎر ﳛﻤ ــﻞ‬
‫أﺳــﻔﺎراأ ﻓــﺄي ﺧــﺰي أﻋﻈــﻢ ﻣــﻦ اﻟﺘﻤﺜﻴــﻞ ﺑﺎﳊﻤــﺎر وﻓﺮﻗــﺔ أﺧــﺮى أﺣﻜﻤـﻮا اﻟﻌﻠــﻢ‬
‫واﻟﻌﻤــﻞ ﻓﻮاﻇﺒـﻮا ﻋﻠــﻰ اﻟﻄﺎﻋــﺎت اﻟﻈــﺎﻫﺮة وﺗﺮﻛ ـﻮا اﳌﻌﺎﺻــﻲ‬

‫وإرادة اﻟﺴــﻮء ﻟﻸﻗـﺮان واﻟﻨﻈـﺮاء وﻃﻠــﺐ اﻟﺸــﻬﺮة ﰲ اﻟــﺒﻼد واﻟﻌﺒــﺎد ﻓﻬــﺆﻻء زﻳﻨـﻮا‬
‫أ‬
‫اﻟﺟﻣﻌﺔ ‪٥ :‬‬
‫ﻇ ـﻮاﻫﺮﻫﻢ وأﳘﻠ ـﻮا ﺑ ـﻮاﻃﻨﻬﻢ وﻧﺴ ـﻮا ﻗﻮﻟــﻪ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ إن اﷲ ﻻ ﻳﻨﻈــﺮ‬
‫إﱃ ﺻ ــﻮرﻛﻢ وﻻ إﱃ أﻣ ـ ـﻮاﻟﻜﻢ وإﳕ ــﺎ ﻳﻨﻈ ــﺮ إﱃ ﻗﻠ ــﻮﺑﻜﻢ وأﻋﻤ ــﺎﻟﻜﻢ ﻓﺘﻌﻬ ــﺪوا‬
‫اﻷﻋﻤــﺎل وﻣــﺎ ﺗﻌﻬــﺪوا اﻟﻘﻠــﻮب واﻟﻘﻠــﺐ ﻫــﻮ اﻷﺻــﻞ إذ ﻻ ﻳﻨﺠــﻮ إﻻ ﻣــﻦ أﺗــﻰ‬
‫اﷲ ﺑﻘﻠﺐ ﺳﻠﻴﻢ وﻣﺜﺎل ﻫﺆﻻء ﻗﺒﻮر اﳌﻮﺗﻰ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﻣﺰﻳﻦ وﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﺟﻴﻔﺔ وﻓﺮﻗـﺔ‬
‫اﻗﺘﺼــﺮوا ﻋﻠــﻰ ﻋﻠــﻢ اﻟﻔﺘــﺎوى ﰲ اﳊﻜﻮﻣــﺎت واﳋﺼــﻮﻣﺎت وﺗﻔﺎﺻــﻴﻞ اﳌﻌــﺎﻣﻼت‬
‫ورﲟــﺎ‬ ‫اﻟﺪﻧﻴﻮﻳــﺔ اﳉﺎرﻳــﺔ ﺑــﲔ اﳋﻠــﻖ ﳌﺼــﺎﱀ‬
‫ﺿﻴﻌﻮا ﻣﻊ ذﻟﻚ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻈﺎﻫﺮة واﻟﺒﺎﻃﻨـﺔ ﻓﻠـﻢ ﻳﺘﻔﻘـﺪوا اﳉـﻮارح ﻛﺎﻟﻠﺴـﺎن ﻋـﻦ‬
‫اﻟﻐﻴﺒ ــﺔ وﻻ اﻟ ــﺒﻄﻦ ﻋ ــﻦ اﳊـ ـﺮام‬
‫وﺳﺎﺋﺮ اﳌﻬﻠﻜﺎت ﻓﻬﺆﻻء ﻣﻐﺮورون ﻣﻦ وﺟﻬﲔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻌﻤـﻞ وﻣـﻦ ﺣﻴـﺚ‬
‫اﻟﻌﻠﻢ أﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻘﺪ ﻗﺪﻣﻨﺎ أوﻻ وﺟﻪ اﻟﻐﺮور ﻓﻴﻪ وﻣﺜـﺎﳍﻢ اﳌـﺮﻳﺾ إذا ﺗﻌﻠـﻢ‬
‫ﺎ‬ ‫ﻧﺴﺨﺔ اﻟﺪواء واﺷﺘﻐﻞ ﺑﺘﻜﺮارﻫﺎ وﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ اﳌﺮ‬
‫أﻓﱰى أن ذﻟﻚ ﻳﻐﲏ ﻋﻨـﻪ ﻣـﻦ ﻣﺮﺿـﻪ ﺷـﻴﺌﺎ ﻫﻴﻬـﺎت ﻫﻴﻬـﺎت ﻓـﻼ ﺑـﺪ ﻣـﻦ ﺷـﺮﺑﻪ‬
‫وﺻــﱪﻩ ﻋﻠــﻰ ﻣﺮارﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ ﺑﻌــﺪ ﻋﻠــﻰ ﺧﻄــﺮ ﻣــﻦ ﺷــﻔﺎﺋﻪ وأﻣــﺎ ﻏــﺮورﻩ ﻣــﻦ‬
‫ﺣﻴﺚ اﻟﻌﻠـﻢ ﻓﺤﻴـﺚ اﻗﺘﺼـﺮ ﻋﻠـﻰ ﻋﻠـﻢ اﳌﻌـﺎﻣﻼت وﻇـﻦ أﻧـﻪ ﻋﻠـﻢ اﻟـﺪﻳﻦ وﺗـﺮك‬
‫ﻋﻠﻢ ﻛﺘـﺎب اﷲ وﺳـﻨﺔ رﺳـﻮل اﷲ ﺻـﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴـﻪ وﺳـﻠﻢ ورﲟـﺎ ﻃﻌـﻦ ﰲ اﶈـﺪﺛﲔ‬
‫وﻗــﺎل‬
‫اﻷﺧــﻼق وﺗــﺮك اﻟﻔﻘــﻪ ﻋــﻦ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﺑــﺈدراك ﺟﻼﻟــﻪ وﻋﻈﻤﺘــﻪ ‪ ،‬وﻫــﻮ اﻟــﺬي‬
‫ﻳﻮرث اﳋﻮف واﳍﻴﺒﺔ واﳋﺸﻮع وﳛﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻮى ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﻔﻘﻪ ﻫـﻮ اﻟﻔﻘـﻪ ﻋـﻦ‬
‫اﷲ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﺻﻔﺎﺗﻪ اﳌﺨﻮﻓﺔ واﳌﺮﺟﻮة ﻟﻴﺴﺘﺸﻌﺮ اﻟﻘﻠﺐ اﳋـﻮف وﻳـﻼزم اﻟﺘﻘـﻮى إذ‬
‫ﻗــﺎل ﺗﻌــﺎﱃ ﻓﻠــﻮﻻ ﻧﻔــﺮ ﻣــﻦ ﻛــﻞ ﻓﺮﻗــﺔ ﻣــﻨﻬﻢ ﻃﺎﺋﻔــﺔ ﻟﻴﺘﻔﻘﻬ ـﻮا ﰲ اﻟــﺪﻳﻦ وﻟﻴﻨــﺬروا‬
‫ﻗــﻮﻣﻬﻢ إذا رﺟﻌـﻮا إﻟــﻴﻬﻢ ﻟﻌﻠﻬــﻢ ﳛــﺬرونأ واﻟــﺬي ﳛﺼــﻞ ﺑــﻪ اﻹﻧــﺬار ﻏــﲑ ﻫــﺬا‬
‫اﻟﻌﻠ ــﻢ وﻓﺮﻗ ــﺔ اﺷ ــﺘﻐﻠﻮا ﺑ ــﺎﻟﻮﻋﻆ واﻟﺘ ــﺬﻛﲑ واﻟ ــﺘﻜﻠﻢ ﰲ أﺧ ــﻼق اﻟ ــﻨﻔﺲ واﻟﺰﻫ ــﺪ‬
‫واﻹﺧــﻼص وﻫــﻢ ﻣﻐــﺮورون ﻳﻈﻨــﻮن ﺑﺄﻧﻔﺴــﻬ‬

‫وﻏﻴﻈﻬﻢ ﻋﻠـﻰ ﻣـﻦ‬ ‫ﳊﺮﺻﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﻌﺔ‬

‫ﻳﺜـﲏ ﻋﻠــﻰ ﻣﻌﺎﺻـﺮﻳﻬﻢ وﲨﻌﻬــﻢ ﳊﻄــﺎم اﻟـﺪﻧﻴﺎ ﻓﻬــﺆﻻء أﻋﻈــﻢ اﻟﻨــﺎس ﻏــﺮة وﻓﺮﻗــﺔ‬
‫ﻣ ـ ــﻨﻬﻢ ﻗﻨﻌـ ـ ـﻮا ﲝﻔ ـ ــﻆ ﻛ ـ ــﻼم اﻟﺰﻫ ـ ــﺎد وأ ﺣ ـ ــﺎدﻳﺜﻬﻢ ﰲ ذم اﻟ ـ ــﺪﻧﻴﺎ ﻓﻬ ـ ــﻢ ﳛﻔﻈ ـ ــﻮن‬

‫ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻈﻦ أﻧﻪ إذا ﺣﻔﻆ ﻛﻼم اﻟﺰﻫﺎد ﻓﻘﺪ أﻓﻠﺢ وﻧﺎل اﻟﻐﺮض وﺻﺎر ﻣﻐﻔـﻮرا ﻟـﻪ‬
‫ﻣﻦ ﻏﲑ أن ﳛﻔﻆ ﺑﺎﻃﻨﻪ ﻋﻦ اﻵﺛﺎم ‪ ،‬وﻏﺮور ﻫﺆﻻء أﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﻏـﺮور ﻣـﻦ ﻗـﺒﻠﻬﻢ‬
‫‪.‬وﻓﺮﻗﺔ اﺷﺘﻐﻠﻮا ﺑﻌﻠﻢ‬

‫ﰲ اﻟﻘ ــﺮآن واﻗﺘﺼ ــﺮ ﻋﻠﻴ ــﻪ وﻫ ــﻮ ﻏ ــﺮور إذ اﳌﻘﺼ ــﻮد ﻣ ــﻦ اﳊ ــﺮوف اﳌﻌ ــﺎﱐ وإﳕ ــﺎ‬
‫اﳊﺮوف أدوات ﻓﺎﻟﻠـﺐ ﻫـﻮ اﻟﻌﻤـﻞ واﻟـﺬي ﻓﻮﻗـﻪ ﻛﺎﻟﻘﺸـﺮ ﻟﻠﻌﻤـﻞ ﻓﺎﻟﻘـﺎﻧﻌﻮن ﺑـﻪ‬
‫ﻣﻐــﱰون إﻻ ﻣــﻦ اﲣــﺬﻩ ﻣﻨــﺰﻻ ﻓﻠــﻢ ﻳﻌــﺮج ﻋﻠﻴــﻪ إﻻ ﺑﻘــﺪر ﺣﺎﺟﺘــﻪ ﻓﺘﺠــﺎوزﻩ ﺣــﱴ‬
‫وﺻــﻞ إﱃ ﻟﺒــﺎب اﻟﻌﻤــﻞ ﻓﺤﻤــﻞ ﻧﻔﺴــﻪ ﻋﻠﻴــﻪ ﻓﺼــﻔﻬﺎ ﻣــﻦ اﻟﺸ ـﻮاﺋﺐ واﻵﻓــﺎت‬
‫ﻏــﺮور أرﺑــﺎب اﻟﻌﺒــﺎدة وﻫــﻢ ﻓــﺮق ﻋﺪﻳــﺪة ﻣــﻨﻬﻢ ﻓﺮﻗــﺔ ﺗﻌﻤﻘ ـﻮا ﺣــﱴ ﺧﺮﺟ ـﻮا إﱃ‬
‫اﻟﻌــﺪوان واﻟﺴــﺮف ‪ ،‬ﻛﺎﻟــﺬي ﻳﻐﻠــﺐ ﻋﻠﻴــﻪ اﻟﻮﺳﻮﺳــﺔ ﰲ اﻟﻮﺿــﻮء ﻓﻴﺒــﺎﻟﻎ ﻓﻴــﻪ وﻻ‬
‫ﻳﺮﺿ ـ ــﻰ اﶈﻜ ـ ــﻮم ﺑﻄﻬﺎرﺗ ـ ــﻪ ﰲ اﻟﺸ ـ ــﺮع وﻳﻘ ـ ــﺪر اﻻﺣﺘ ﻤ ـ ــﺎﻻت اﻟﺒﻌﻴ ـ ــﺪة ﻗﺮﻳﺒ ـ ــﺔ ﰲ‬
‫أ‬
‫اﻟﺗوﺑﺔ ‪١٢٢ :‬‬
‫اﻟﻨﺠﺎﺳــﺔ وﻟــﻮ اﻧﻘﻠــﺐ ﻫــﺬا اﻻﺣﺘﻴــﺎط ﻣــﻦ اﳌــﺎء إﱃ اﻟﻄﻌــﺎم ﻟﻜــﺎن أﺷــﺒﻪ ﺑﺴــﲑة‬
‫اﻟﺼ ــﺤﺎﺑﺔ إذ ﺗﻮﺿ ــﺄ ﻋﻤ ــﺮ رﺿ ــﻲ اﷲ ﻋﻨ ــﻪ ﲟ ــﺎء ﰲ ﺟ ــﺮة ﻧﺼـ ـﺮاﻧﻴﺔ ﻣ ــﻊ ﻇﻬ ــﻮر‬
‫اﺣﺘﻤــﺎل اﻟﻨﺠﺎﺳــﺔ وﻛــﺎن ﻣــﻊ ﻫــﺬا ﻳــﺪع أﺑﻮاﺑــﺎ ﻣــﻦ اﳊــﻼل ﳐﺎﻓــﺔ ﻣــﻦ اﻟﻮﻗــﻮع ﰲ‬
‫اﳊـﺮام ‪ .‬وﻣـﻨﻬﻢ ﻓﺮﻗـﺔ ﻏﻠـﺐ ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻟﻮﺳﻮﺳـﺔ ﰲ ﻧﻴـﺔ اﻟﺼـﻼة ﻓـﻼ ﻳﺪﻋـﻪ اﻟﺸـﻴﻄﺎن‬
‫ﺣ ــﱴ ﻳﻌﻘ ــﺪ ﻧﻴ ــﺔ ﺻ ــﺤﻴﺤﺔ ﻋﻠ ــﻰ زﻋﻤ ــﻪ وﻗ ــﺪ ﻳﻮﺳﻮﺳ ــﻮن ﰲ اﻟﺘﻜﺒ ــﲑ ﺣ ــﱴ ﻗ ــﺪ‬
‫ﻳﻐﲑون ﺻﻴﻐﺔ اﻟﺘﻜﺒﲑ ﻟﺸﺪة اﻻﺣﺘﻴﺎط ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ زﻋﻤﻬﻢ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟـﻚ ﰲ أول‬
‫ﻚ‬
‫وﻓﺮﻗــﺔ ﺗﻐﻠــﺐ ﻋﻠــﻴﻬﻢ اﻟﻮﺳﻮﺳــﺔ ﰲ إﺧ ـﺮاج‬
‫ﺣــﺮوف اﻟﻔﺎﲢــﺔ وﺳــﺎﺋﺮ اﻷذﻛــﺎر ﻣــﻦ ﳐﺎرﺟﻬــﺎ ﻓــﻼ ﻳـﺰال ﳛﺘــﺎط ﰲ اﻟﺘﺸــﺪﻳﺪات‬
‫واﻟﻔــﺮق ﺑــﲔ اﻟﻀــﺎد واﻟﻈــﺎء وﺗﺼــﺤﻴﺢ اﳌﺨــﺎرج ﰲ ﲨﻴ ـﻊ ﺻــﻼﺗﻪ ﻻ ﻳﻬﻤــﻪ ﻏــﲑﻩ‬
‫ذاﻫﻼ ﻋﻦ ﻣﻌﲎ اﻟﻘﺮآن واﻻﺗﻌﺎظ ﺑﻪ وﺻﺮف اﻟﻔﻬﻢ إﱃ أﺳﺮارﻩ وﻫﺬا ﻣـﻦ أﻗـﺒﺢ‬
‫أﻧـﻮاع اﻟﻐــﺮور ﻓﺈﻧــﻪ ﱂ ﻳﻜﻠــﻒ اﳋﻠــﻖ ﰲ ﺗـﻼوة اﻟﻘــﺮآن ﻣــﻦ ﲢﻘﻴــﻖ ﳐــﺎرج اﳊــﺮوف‬
‫وﻣﺜــﺎل ﻫــﺆﻻء ﻣﺜــﺎل ﻣــﻦ ﲪــﻞ رﺳــﺎﻟﺔ إﱃ‬ ‫إ‬
‫ﳎﻠــﺲ ﺳــﻠﻄﺎن وأﻣــﺮ أن ﻳﺆدﻳﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ وﺟﻬﻬــﺎ ﻓﺄﺧــﺬ ﻳــﺆدي اﻟﺮﺳــﺎﻟﺔ وﻳﺘــﺄﻧﻖ ﰲ‬
‫ﳐــﺎرج اﳊــﺮوف وﻳﻜﺮرﻫــﺎ وﻳﻌﻴــﺪﻫﺎ ﻣــﺮة ﺑﻌــﺪ أﺧــﺮى وﻫــﻮ ﰲ ذﻟــﻚ ﻏﺎﻓــﻞ ﻋــﻦ‬
‫ﻓﻤــﺎ أﺣ ـﺮاﻩ ﺑــﺄن ﻳﻘــﺎم ﻋﻠﻴــﻪ اﻟﺘﺄدﻳــﺐ‬ ‫ﻣﻘﺼ ـ‬
‫وﳛﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻔﻘﺪ اﻟﻌﻘﻞ وﻓﺮﻗﺔ اﻏﱰوا ﺑﻘﺮاءة اﻟﻘﺮآن ﻓﻴﻬﺬوﻧﻪ ﻫﺬا ورﲟـﺎ ﳜﺘﻤﻮﻧـﻪ‬
‫ﰲ اﻟﻴﻮم واﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﺮة ‪ ،‬وﻟﺴﺎن أﺣﺪﻫﻢ ﳚﺮي وﻗﻠﺒﻪ ﻳﱰدد ﰲ أودﻳﺔ اﻷﻣـﺎﱐ إذ ﻻ‬
‫ﻳﺘﻔﻜــﺮ ﰲ ﻣﻌــﺎﱐ اﻟﻘــﺮآن ﻟﻴﻨﺰﺟــﺮ ﺑﺰواﺟــﺮﻩ وﻳــﺘﻌﻆ ﲟﻮاﻋﻈــﻪ ‪ ،‬وﻳﻘــﻒ ﻋﻨــﺪ أواﻣــﺮﻩ‬
‫وﻧﻮاﻫﻴﻪ ‪ ،‬وﻳﻌﺘﱪ ﲟﻮاﺿﻊ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻓﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻐـﺮور ﻳﻈـﻦ أن اﳌﻘﺼـﻮد ﻣـﻦ إﻧـﺰال‬
‫اﻟﻘــﺮآن اﳍﻤﻬﻤــﺔ ﺑــﻪ ﻣــﻊ اﻟﻐﻔﻠــﺔ ﻋﻨــﻪ ‪ ،‬وﻣﺜﺎﻟــﻪ ﻣﺜــﺎل ﻋﺒــﺪ ﻛﺘــﺐ إﻟﻴـﻪ ﻣــﻮﻻﻩ ﻛﺘﺎﺑــﺎ‬
‫وأﺷــﺎر ﻋﻠﻴــﻪ ﻓﻴــﻪ ﺑــﺎﻷواﻣﺮ واﻟﻨ ـﻮاﻫﻲ ﻓﻠــﻢ ﻳﺼــﺮف ﻋﻨﺎﻳﺘــﻪ إﱃ ﻓﻬﻤــﻪ واﻟﻌﻤــﻞ ﺑــﻪ‬
‫وﻟﻜﻦ اﻗﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻈﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺧـﻼف ﻣـﺎ أﻣـﺮ ﺑـﻪ ﻣـﻮﻻﻩ إﻻ أﻧـﻪ‬
‫ﻳﻜ ــﺮر اﻟﻜﺘ ــﺎب ﺑﺼ ــﻮﺗﻪ وﻧﻐﻤﺘ ــﻪ ﻛ ــﻞ ﻳ ــﻮم ﻣﺎﺋ ــﺔ ﻣ ــﺮة ‪ ،‬ﻓﻬ ــﻮ ﻣﺴ ــﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑ ــﺔ‬
‫وﻣﻬﻤــﺎ ﻇــﻦ أن ذﻟــﻚ ﻫــﻮ اﳌ ـﺮاد ﻣﻨــﻪ ﻓﻬــﻮ ﻣﻐــﺮور ﻧﻌ ـﻢ ﺗﻼوﺗــﻪ إﳕــﺎ ﺗ ـﺮاد ﻟﻜــﻴﻼ‬
‫ﻳﻨﺴﻰ ﺑﻞ ﳊﻔﻈﻪ وﺣﻔﻈـﻪ ﻳـﺮاد ﳌﻌﻨـﺎﻩ وﻣﻌﻨـﺎﻩ ﻳـﺮاد ﻟﻠﻌﻤـﻞ ﺑـﻪ واﻻﻧﺘﻔـﺎع ﲟﻌﺎﻧﻴـﻪ‬
‫وﻗــﺪ ﻳﻜــﻮن ﻟــﻪ ﺻــﻮت ﻃﻴــﺐ ﻓﻬــﻮ ﻳﻘــﺮؤﻩ وﻳﻠﺘــﺬ ﺑــﻪ وﻳﻐــﱰ ﺑﺎﺳــﺘﻠﺬاذﻩ وﻳﻈــﻦ أن‬
‫ذﻟــﻚ ﻟــﺬة ﻣﻨﺎﺟــﺎة اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ وﲰــﺎع ﻛﻼﻣــﻪ وإﳕــﺎ ﻫــﻲ ﻟﺬﺗــﻪ ﰲ ﺻــﻮﺗﻪ ﻓﻠﻴﺘﻔﻘــﺪ‬
‫ﻗﻠﺒــﻪ وﻟــﻴﺨﺶ رﺑــﻪ وﻓﺮﻗــﺔ اﻏــﱰوا ﺑ ﺎﻟﺼــﻮم ورﲟــﺎ ﺻــﺎﻣﻮا اﻟــﺪﻫﺮ أو اﻷﻳــﺎم اﻟﺸ ـﺮﻳﻔﺔ‬
‫وﻫــﻢ ﻓﻴﻬــﺎ ﻻ ﳛﻔﻈــﻮن أﻟﺴــﻨﺘﻬﻢ ﻋــﻦ اﻟﻐﻴﺒــﺔ وﺧـﻮاﻃﺮﻫﻢ ﻋــﻦ اﻟﺮﻳــﺎء وﺑ ـﻮاﻃﻨﻬﻢ‬
‫ﻋــﻦ اﳊ ـﺮام ﻋﻨــﺪ اﻹﻓﻄــﺎر وأﻟﺴــﻨﺘﻬﻢ ﻋــﻦ اﳍ ـﺬﻳﺎن ﺑــﺄﻧﻮاع اﻟﻔﻀــﻮل ﻃــﻮل اﻟﻨﻬــﺎر‬
‫وﻫــﻮ ﻣــﻊ ذﻟــﻚ ﻳﻈــﻦ ﺑﻨﻔﺴــﻪ اﳋــﲑ ﻓﻴﻬﻤــﻞ اﻟﻔ ـﺮاﺋﺾ وﻳﻄﻠــﺐ اﻟﻨﻔــﻞ ﰒ ﻻ ﻳﻘــﻮم‬
‫ﲝﻘــﻪ وذﻟــﻚ ﻏﺎﻳــﺔ اﻟﻐــﺮور وﻓﺮﻗــﺔ اﻏــﱰوا ﺑــﺎﳊﺞ ﻓﻴﺨﺮﺟــﻮن إﱃ اﳊــﺞ ﻣــﻦ ﻏــﲑ‬
‫ﺧــﺮوج ﻋــﻦ اﳌﻈــﺎﱂ وﻗﻀــﺎء اﻟــﺪﻳﻮن واﺳﱰﺿــﺎء اﻟﻮاﻟــﺪﻳﻦ وﻃﻠــﺐ اﻟ ـﺰاد اﳊــﻼل‬
‫وﻗﺪ ﻳﻔﻌﻠﻮن ذﻟـﻚ ﺑﻌـﺪ ﺳـﻘﻮط ﺣﺠـﺔ اﻹﺳـﻼم ‪ ،‬وﻳﻀـﻴﻌﻮن ﰲ اﻟﻄﺮﻳـﻖ اﻟﺼـﻼة‬
‫واﻟﻔ ـﺮاﺋﺾ وﻻ ﳛ ــﺬرون ﻣ ــﻦ اﻟﺮﻓ ــﺚ واﳋﺼ ــﺎم ﰒ ﳛﻀ ــﺮ اﻟﺒﻴ ــﺖ ﺑﻘﻠ ــﺐ ﻣﻠ ــﻮث‬
‫ﺑﺬﻣﻴﻢ اﻷﺧﻼق ﱂ ﻳﻘﺪم ﺗﻄﻬﲑﻩ ﻋﻠـﻰ ﺣﻀـﻮرﻩ وﻫـﻮ ﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﻳﻈـﻦ أﻧـﻪ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺧــﲑ ﻣــﻦ رﺑــﻪ ﻓﻬــﻮ ﻣﻐــﺮور وﻓﺮﻗــﺔ ﺟــﺎوروا ﲟﻜــﺔ واﳌﺪﻳﻨــﺔ واﻏــﱰوا ﺑــﺬﻟﻚ وﱂ ﻳﺮاﻗﺒـﻮا‬
‫ﻗـﻮل‬
‫ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻓﻪ إن ﻓﻼﻧﺎ ﳎﺎور ﲟﻜﺔ ‪ ،‬وﺗﺮاﻩ ﻳﻘﻮل ﻗﺪ ﺟﺎورت ﲟﻜﺔ ﻛﺬا وﻛﺬا ﺳﻨﺔ‬
‫‪ .‬ﰒ إﻧﻪ ﻗﺪ ﳚﺎور وﳝﺪ ﻋﲔ ﻃﻤﻌﻪ إﱃ أوﺳﺎخ أﻣﻮال اﻟﻨـﺎس وﻳﻈﻬـﺮ ﻓﻴـﻪ اﻟﺮﻳـﺎء‬
‫ة وﻟﻜـﻦ ﺣـﺐ اﶈﻤـﺪة وأن‬
 ‫ﻳﻘــﺎل‬
‫ﻣﻐ ــﺮور وﻓﺮﻗ ــﺔ زﻫ ــﺪت ﰲ اﳌ ــﺎل وﻗﻨﻌ ــﺖ ﻣ ــﻦ ا ﻟﻠﺒ ــﺎس واﻟﻄﻌ ــﺎم ﺑﺎﻟ ــﺪون وﻣ ــﻦ‬
‫وﻫﻮ ﻣـﻊ ذﻟـﻚ‬
‫راﻏﺐ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺳﺔ واﳉﺎﻩ إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ أو ﺑﺎﻟﻮﻋﻆ أو ﲟﺠﺮد اﻟﺰﻫﺪ ‪ ،‬ﻓﻘـﺪ ﺗـﺮك أﻫـﻮن‬
‫اﻷﻣـﺮﻳﻦ وﺑــﺎء ﺑــﺄﻋﻈﻢ اﳌﻬﻠﻜــﲔ ﻓﻬــﺬا ﻣﻐــﺮور إذ ﻇــﻦ أﻧــﻪ ﻣــﻦ اﻟﺰﻫــﺎد ﰲ اﻟــﺪﻧﻴﺎ‬
‫وﻫﻮ ﱂ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻌﲎ اﻟ‬
‫ﻻ ﺑ ــﺪ وأن ﻳﻜ ــﻮن ﻣﻨﺎﻓﻘ ــﺎ وﺣﺴ ــﻮدا وﻣﺘﻜـ ـﱪا وﻣﺮاﺋﻴ ــﺎ وﻣﺘﺼ ــﻔﺎ ﲜﻤﻴ ــﻊ ﺧﺒﺎﺋ ــﺚ‬
‫اﻷﺧﻼق ‪ .‬وﻗﺪ ﻳﺆﺛﺮ اﳋﻠـﻮة واﻟﻌﺰﻟـﺔ ‪ ،‬وﻫـﻮ ﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﻣﻐـﺮور إذ ﻳﺘﻄـﺎول ﺑـﺬﻟﻚ‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﻨــﺎس وﻳﻨﻈــﺮ إﻟــﻴﻬﻢ ﺑﻌــﲔ اﻻﺳــﺘﺤﻘﺎر وﻳﻌﺠــﺐ ﺑﻌﻤﻠــﻪ وﻳﺘﺼــﻒ ﲜﻤﻠــﺔ‬
‫ﻣــﻦ ﺧﺒﺎﺋـﺚ اﻟﻘﻠــﻮب ورﲟــﺎ ﻳﻌﻄــﻰ اﳌــﺎل ﻓــﻼ ﻳﺄﺧــﺬﻩ ﺧﻴﻔــﺔ ﻣــﻦ أن ﻳﻘــﺎل ﺑﻄــﻞ‬
‫زﻫــﺪﻩ ‪ ،‬ﻓﻬــﻮ راﻏــﺐ ﰲ ﲪــﺪ اﻟﻨــﺎس وﻫــﻮ ﻣــﻦ أﻟــﺬ أﺑـﻮاب اﻟــﺪﻧﻴﺎ ‪ ،‬وﻳــﺮى ﻧﻔﺴـﻪ‬
‫أﻧــﻪ زاﻫــﺪ ﰲ اﻟــﺪﻧﻴﺎ وﻫــﻮ ﻣﻐــﺮور وﻣــﻊ ذﻟــﻚ ﻓﺮﲟــﺎ ﻻ ﳜﻠــﻮ ﻋــﻦ ﺗــﻮﻗﲑ اﻷﻏﻨﻴــﺎء‬
‫وﺗﻘ ــﺪﳝﻬﻢ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻔﻘـ ـﺮاء واﳌﻴ ــﻞ إﱃ اﳌﺮﻳ ــﺪﻳﻦ ﻟ ــﻪ واﳌﺜﻨ ــﲔ ﻋﻠﻴ ــﻪ ‪ ،‬واﻟﻨﻔ ــﺮة ﻋ ــﻦ‬
‫اﳌــﺎﺋﻠﲔ إﱃ ﻏــﲑﻩ وﻛــﻞ ذﻟــﻚ ﺧﺪﻋــﺔ وﻏــﺮور ﻣــﻦ اﻟﺸــﻴﻄﺎن ﻧﻌــﻮذ ﺑــﺎﷲ ﻣﻨــﻪ وﰲ‬
‫اﻟﻌﺒــﺎد ﻣــﻦ ﻳﺸــﺪد ﻋﻠــﻰ ﻧﻔﺴــﻪ ﰲ أﻋﻤــﺎل اﳉـﻮارح وﻻ ﳜﻄــﺮ ﻟــﻪ ﻣﺮاﻋــﺎة اﻟﻘﻠــﺐ‬
‫وﺗﻔﻘــﺪﻩ وﺗﻄﻬــﲑﻩ ﻣــﻦ اﻟﺮﻳــﺎء واﻟﻜــﱪ واﻟﻌﺠــﺐ وﺳــﺎﺋﺮ اﳌﻬﻠﻜــﺎت وﻳﺘــﻮﻫﻢ أﻧــﻪ‬
‫ﻣﻐﻔ ــﻮر ﻟ ــﻪ ﻟﻌﻤﻠ ــﻪ اﻟﻈ ــﺎﻫﺮ وأﻧ ــﻪ ﻏ ــﲑ ﻣﺆاﺧ ــﺬ ﺑ ــﺄﺣﻮال اﻟﻘﻠ ــﺐ وﻗ ــﺪ ﻳﻈ ــﻦ أن‬
‫وذرة ﻣ ــﻦ ذي ﺗﻘ ــﻮى‬ ‫اﻟﻌﺒ ــﺎدات اﻟﻈ ــﺎﻫ‬
‫وﺧﻠﻖ واﺣﺪ ﻣﻦ أﺧﻼق اﻷﻛﻴﺎس أﻓﻀﻞ ﻣﻦ أﻣﺜﺎل اﳉﺒـﺎل ﻋﻤـﻼ ﺑـﺎﳉﻮارح ﰒ‬
‫ﻻ ﳜﻠﻮ ﻫﺬا اﳌﻐﺮور ﻣﻦ ﺳـﻮء ﺧﻠﻘـﻪ ﻣـﻊ اﻟﻨـﺎس وﺧﺸـﻮﻧﺘﻪ وﺗﻠـﻮث ﺑﺎﻃﻨـﻪ ﺑﺎﻟﺮﻳـﺎء‬
‫وﺣﺐ اﻟﺜﻨـﺎء ‪ .‬ﻓـﺈذا ﻗﻴـﻞ ﻟـﻪ ‪ :‬أﻧـﺖ ﻣـﻦ أوﺗـﺎد اﻷرض وأوﻟﻴـﺎء اﷲ وأﺣﺒﺎﺑـﻪ ﻓـﺮح‬
‫اﳌﻐــﺮور ﺑــﺬﻟﻚ وﺻــﺪق ﺑــﻪ ‪ ،‬وﻇــﻦ أن ﺗﺰﻛﻴــﺔ اﻟﻨــﺎس ﻟــﻪ دﻟﻴــﻞ ﻋﻠــﻰ ﻛﻮﻧــﻪ ﻣﺮﺿــﻴﺎ‬
‫ﻋﻨﺪ اﷲ ‪ ،‬وﻻ ﻳﺪري أن ذﻟﻚ ﳉﻬﻞ اﻟﻨﺎس ﲞﺒﺎﺋﺚ ﺑﺎﻃﻨﻪ وﻓﺮﻗﺔ ﺣﺮﺻـﺖ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻨﻮا ﻓ ــﻞ وﱂ ﻳﻌﻈ ــﻢ اﻋﺘ ــﺪادﻫﺎ ﺑ ــﺎﻟﻔﺮاﺋﺾ ﺗ ــﺮى أﺣ ــﺪﻫﻢ ﻳﻔ ــﺮح ﺑﺼ ــﻼة اﻟﻀ ــﺤﻰ‬
‫وﺑﺼــﻼة اﻟﻠﻴــﻞ وأﻣﺜــﺎل ﻫــﺬﻩ اﻟﻨﻮاﻓــﻞ وﻻ ﳚــﺪ ﻟﻠﻔﺮﻳﻀــﺔ ﻟــﺬة وﻻ ﻳﺸــﺘﺪ ﺣﺮﺻــﻪ‬
‫وﻳﻨﺴﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳـﻠﻢ ﻓﻴﻤـﺎ ﻳﺮوﻳـﻪ‬
‫ﻋـﻦ رﺑــﻪ ﻣــﺎ ﺗﻘــﺮب اﳌﺘﻘﺮﺑــﻮن إﱄ ﲟﺜـﻞ أداء ﻣــﺎ اﻓﱰﺿــﺖ ﻋﻠــﻴﻬﻢ ﻏــﺮور اﳌﺘﺼــﻮﻓﺔ‬
‫وﻫــﻢ ﻓــﺮق ﻛﺜــﲑة ﻓﻔﺮﻗــﺔ ﻣــﻨﻬﻢ اﻏــﱰوا ﺑــﺎﻟﺰي واﳍﻴﺌــﺔ واﳌﻨﻄــﻖ ‪ ،‬ﻓﻴﺠﻠﺴــﻮن ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﺴﺠﺎدات ﻣﻊ إﻃﺮاق اﻟﺮأس وإدﺧﺎﻟﻪ ﰲ اﳉﻴﺐ ﻛﺎﳌﺘﻔﻜﺮ وﰲ ﺗﻨﻔﺲ اﻟﺼﻌﺪاء‬

‫وﻣﺮاﻗﺒــﺔ اﻟﻘﻠــﺐ وﺗﻄﻬــﲑ اﻟﺒــﺎﻃﻦ واﻟﻈــﺎﻫﺮ ﻣــﻦ اﻵﺛــﺎم اﳋﻔﻴــﺔ واﳉﻠﻴــﺔ وﻛــﻞ ذﻟــﻚ‬
‫ﱂ ﳛﻮﻣـﻮا ﻗــﻂ ﺣﻮﳍـﺎ وﱂ ﻳﺴــﻮﻣﻮا أﻧﻔﺴــﻬﻢ‬
‫ﺷـ ــﻴﺌﺎ ﻣﻨﻬـ ــﺎ وﻓﺮﻗـ ــﺔ ادﻋـ ــﺖ ﻋﻠـ ــﻢ اﳌﻌﺮﻓـ ــﺔ وﻣﺸـ ــﺎﻫﺪة اﳊـ ــﻖ وﳎـ ــﺎوزة اﳌﻘﺎﻣـ ــﺎت‬
‫واﻷﺣـ ـﻮال واﳌﻼزﻣ ــﺔ ﰲ ﻋ ــﲔ اﻟﺸ ــﻬﻮد واﻟﻮﺻ ــﻮل إﱃ اﻟﻘ ــﺮب وﻻ ﻳﻌ ــﺮف ﻫ ــﺬﻩ‬
‫اﻷﻣﻮر إﻻ ﺑﺎﻷﺳﺎﻣﻲ واﻷﻟﻔﺎظ ﻷﻧﻪ ﺗﻠﻘﻒ ﻣـﻦ أﻟﻔـﺎظ اﻟﻄﺎﻣـﺎت ﻛﻠﻤـﺎت ﻓﻬـﻮ‬
‫ﻳﺮددﻫ ــﺎ وﻳﻈ ــﻦ أن ذﻟ ـﻚ أﻋﻠ ــﻰ ﻣ ــﻦ ﻋﻠ ــﻢ اﻷوﻟ ــﲔ واﻵﺧ ـﺮﻳﻦ ﻓﻬ ــﻮ ﻳﻨﻈ ــﺮ إﱃ‬
‫اﻟﻔﻘﻬﺎء واﳌﻔﺴﺮﻳﻦ واﶈـﺪﺛﲔ وأﺻـﻨﺎف اﻟﻌﻠﻤـﺎء ﺑﻌـﲔ اﻻزدراء ﻓﻀـﻼ ﻋـﻦ اﻟﻌـﻮام‬
‫ﺣﱴ إن اﻟﻔﻼح ﻟﻴﱰك ﻓﻼﺣﺘﻪ واﳊﺎﺋﻚ ﻳﱰك ﺣﻴﺎﻛﺘﻪ وﻳﻼزﻣﻬﻢ وﻳﺘﻠﻘـﻒ ﻣـﻨﻬﻢ‬
‫ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﳌﺰﻳﻔﺔ ﻓﲑددﻫﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﻜﻠ ﻢ ﻋـﻦ اﻟـﻮﺣﻲ وﳜـﱪ ﻋـﻦ ﺳـﺮ اﻷﺳـﺮار‬
‫وﻳﺴﺘﺤﻘﺮ‬
‫ﻟﻨﻔﺴﻪ اﻟ ﻮﺻـﻮل إﱃ اﳊـﻖ وأﻧـﻪ ﻣـﻦ اﳌﻘـﺮﺑﲔ وﻫـﻮ ﻋﻨـﺪ اﷲ ﻣـﻦ اﳌﻨـﺎﻓﻘﲔ وﻋﻨـﺪ‬
‫أرﺑــﺎب اﻟﻘﻠــﻮب ﻣــﻦ اﳊﻤﻘــﻰ اﳉــﺎﻫﻠﲔ ﱂ ﳛﻜــﻢ ﻗــﻂ ﻋﻠﻤــﺎ وﱂ ﻳﻬــﺬب ﺧﻠﻘــﺎ‬
‫وﱂ ﻳﺮﺗــﺐ ﻋﻤــﻼ وﱂ ﻳﺮاﻗــﺐ ﻗﻠﺒــﺎ ﺳــﻮى اﺗﺒــﺎع اﳍــﻮى وﺗﻠﻘــﻒ اﳍــﺬﻳﺎن وﺣﻔﻈــﻪ‬
‫وﻓﺮﻗــﺔ وﻗﻌــﺖ ﰲ اﻹﺑﺎﺣــﺔ وﻃــﻮوا ﺑﺴــﺎط اﻟﺸــﺮع ورﻓﻀ ـﻮا اﻷﺣﻜــﺎم وﺳــﻮوا ﺑــﲔ‬
‫اﳊــﻼل واﳊـﺮام ﻓﺒﻌﻀــﻬﻢ ﻳﻘــﻮل إن اﷲ ﻣﺴــﺘﻐﻦ ﻋــﻦ ﻋﻤﻠــﻲ ﻓﻠــﻢ أﺗﻌــﺐ ﻧﻔﺴــﻲ‬
‫وﺑﻌﻀـﻬﻢ ﻳﻘـﻮل اﻷﻋﻤــﺎل ﺑـﺎﳉﻮارح ﻻ وزن ﳍـﺎ وإﳕــﺎ اﻟﻨﻈـﺮ إﱃ اﻟﻘﻠـﻮب وﻗﻠﻮﺑﻨــﺎ‬
‫واﳍــﺔ ﲝــﺐ اﷲ وواﺻــﻠﺔ إﱃ ﻣﻌﺮﻓــﺔ اﷲ وإﳕــﺎ ﳔــﻮض ﰲ اﻟــﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﺑــﺪاﻧﻨﺎ وﻗﻠﻮﺑﻨــﺎ‬
‫ﻋﺎﻛﻔ ـ ــﺔ ﰲ اﳊﻀ ـ ــﺮة اﻟﺮﺑﻮﺑﻴ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻨﺤﻦ ﻣ ـ ــﻊ اﻟﺸ ـ ــﻬﻮات ﺑ ـ ــﺎﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻻ ﺑ ـ ــﺎﻟﻘﻠﻮب‬

‫اﻟﺒﺪﻧﻴــﺔ‬
‫واﻹﺑﺎﺣﻴــﺔ ﻣــﻦ اﻟﻜﻔــﺎر اﳌــﺎرﻗﲔ ﻧﻌــﻮذ ﺑــﺎﷲ أن‬
‫ﻧﻜــﻮن ﻣــﻦ اﳉــﺎﻫﻠﲔ وﻓﺮﻗــﺔ ادﻋ ـﻮا ﺣﺴــﻦ اﳋﻠــﻖ واﻟﺘﻮاﺿــﻊ واﻟﺴــﻤﺎﺣﺔ ﻓﺘﺼــﺪوا‬
‫ﳋﺪﻣــﺔ اﻟﺼــﻮﻓﻴﺔ ﻓﺠﻤﻌـﻮا ﻗﻮﻣــﺎ وﺗﻜﻠﻔـﻮا ﲞــﺪﻣﺘﻬﻢ واﲣــﺬوا ذﻟــﻚ ﺷــﺒﻜﺔ ﻟﻠﺮﻳﺎﺳــﺔ‬
‫وﲨــﻊ اﳌــﺎل ﻓﻴﺠﻤﻌــﻮن ﻣــﻦ اﳊـﺮام واﻟﺸــﺒﻬﺎت وﻳﻨﻔﻘــﻮن ﻋﻠــﻴﻬﻢ ﻟﺘﻜﺜــﺮ أﺗﺒــﺎﻋﻬﻢ‬
‫وﻳﻨﺘﺸ ــﺮ ﺑﺎﳋﺪﻣ ــﺔ اﲰﻬـ ـﻢ وﻣ ــﺎ ﺑ ــﺎﻋﺜﻬﻢ إﻻ اﻟﺮﻳ ــﺎء واﻟﺴ ــﻤﻌﺔوﲦﺔ ﻓ ــﺮق أﺧ ــﺮ ﻻ‬
‫ﳛﺼــﻰ ﻏﺮورﻫــﺎ ‪ ،‬واﻟﻐــﺮض ﻣــﻦ ذﻟــﻚ اﻟﺘﻨﺒﻴــﻪ ﻋﻠــﻰ أﻣﺜﻠــﺔ ﺗﻌــﺮف اﻷﺟﻨــﺎس دون‬
‫اﻻﺳﺘﻴﻌﺎب ‪ ،‬ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻳﻄﻮلأ واﷲ أﻋﻠﻢ‬

‫اﻟﻈﻠﻢ‬

‫ﻣوﻋظﺔ اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﻣن إﺣﯾﺎء ﻋﻠوم اﻟدﯾن‬

‫أ‬
‫ﻣﻌﲎ اﻟﻈﻠﻢ ﻟﻐﺔً أﺻﻞ اﻟﻈﻠﻢ اﳉﻮر وﳎﺎوزة اﳊﺪ‪ ،‬ﻳﻘﺎل‪ :‬ﻇَﻠَﻤﻪ‪ ،‬ﻳَﻈْﻠِﻤُﻪ ﻇَْﻠﻤًﺎ‪،‬‬
‫وﻇُْﻠﻤًﺎ‪ ،‬وَﻣﻈْﻠﻤﺔً‪ ،‬ﻓﺎﻟﻈﱠْﻠ ُﻢ َﻣﺼْﺪٌر ﺣﻘﻴﻘﻲﱞ‪ ،‬واﻟﻈﱡﻠـﻢ اﻻﺳـﻢ‪ ،‬وﻫـﻮ ﻇـﺎﱂ وﻇَﻠـﻮم‪.‬‬
‫وأﺻــﻞ اﻟﻈﻠــﻢ وﺿــﻊ اﻟﺸــﻲء ﰲ ﻏــﲑ ﻣﻮﺿــﻌﻪأ اووﺿــﻊ اﻟﺸــﻲء ﰲ ﻏــﲑ ﻣﻮﺿــﻌﻪ‬
‫ﻫﻜـﺬا ﺟـﺎء ﰲ ﻟﺴـﺎن اﻟﻌـﺮب و ﻋـﻦ اﻧــﺲ رﺿـﻲ اﷲ ﻋﻨـﻪ أن اﻟﻨـﱯ ﻗـﺎل اﻟﻈﻠــﻢ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻈﻠﻢ ﻻ ﻳﱰﻛﻪ اﷲ وﻇﻠﻢ ﻳُﻐﻔـﺮ وﻇﻠـﻢ ﻻ ﻳُﻐﻔـﺮ ﻓﺄﻣـﺎ اﻟﻈﻠـﻢ اﻟـﺬي ﻻﻳُﻐﻔـﺮ‬
‫ﻓﺎﻟﺸــﺮك ﻻ ﻳﻐﻔــﺮﻩ اﷲ وأﻣــﺎ اﻟﻈﻠــﻢ اﻟــﺬي ﻳُﻐﻔــﺮ ﻓﻈﻠــﻢ اﻟﻌﺒــﺪ ﻓﻴﻤــﺎ ﺑﻴﻨــﻪ وﺑﻴﻨﺮﺑــﻪ‬
‫وأﻣﺎ اﻟﻈﻠﻢ اﻟﺬي ﻻ ﻳُﱰك ﻓﻈﻠﻢ اﻟﻌﺒﺎد ﻳﻘﺘﺺ اﷲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣـﻦ ﺑﻌـﺾ رواﻩ اﺑـﻮ‬
‫ﻂ ﺑ ــﲔ ﺣ ــﺎﻟ َْﲔ و‬ ‫داود اﻟﻄﻴﺎﻟﺴﻲ) ﻫ ــﻮ اﳋ ــﺮوج ﻋ ــﻦ ﺣ ــﺪ اﻻﻋﺘ ــﺪال(اي اﻟﺘ َﻮ ﱡﺳـ ـ ُ‬
‫ﻳﻘــﻮل اﻹﻣــﺎم اﻟﺸــﺎﻃﱯ رﲪــﻪ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﰲ ﻛﺘﺎﺑــﻪ اﳌﻮاﻓﻘــﺎت اﻟﺸـﺮﻳﻌﺔ ﺟﺎرﻳــﺔ ﰲ‬
‫اﻵﺧـﺬ ﻣـﻦ اﻟﻄـﺮﻓﲔ ﺑﻘﺴـﻂ‬ ‫اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﲟﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻄﺮﻳـﻖ اﻟﻮﺳـﻂ اﻷﻋـﺪل‪ِ ،‬‬
‫ْـﺐ اﻟﻌﺒـﺪ ﻣـﻦ ﻏـﲑ ﻣﺸـﻘﺔ ﻋﻠﻴـﻪ وﻻ اﳓـﻼل‪ ،‬ﺑـﻞ‬ ‫اﻟﺪاﺧﻞ ﲢـﺖ ﻛﺴ ِ‬‫ِ‬ ‫ﻻ َﻣﻴْﻞ ﻓﻴﻪ‪،‬‬
‫ﻫــﻮ ﺗﻜﻠﻴــﻒ ﺟــﺎ ٍر ﻋﻠــﻰ ﻣﻮازﻧــﺔ ﺗﻘﺘﻀــﻲ ﰲ ﲨﻴــﻊ اﳌﻜﻠﻔــﲔ ﻏﺎﻳــﺔ اﻻﻋﺘــﺪال‬
‫)او ﲡــﺎوز اﳊــﺪ(وﻗــﺎل اﻟﺸــﻴﺦ اﳉﺮﺟــﺎﱐ ﻫــﻮ ﻋﺒــﺎرة ﻋــﻦ‬ ‫)ﺑﺎﻟﺘﻘﺼــﲑ(‬
‫اﻟﺘﻌـﺪﱢي ﻋــﻦ اﳊــﻖ إﱃ اﻟﺒﺎﻃــﻞ وﻫــﻮ اﳉــﻮر وﻗﻴــﻞ ﻫــﻮ اﻟﺘﺼـﺮﱡف ﰲ ﻣﻠــﻚ اﻟﻐــﲑ‪،‬‬
‫ات وﻓﻌـ ُﻞ اﶈﻈـﻮرات‬ ‫وﳎـﺎوزة اﳊـﺪ )ﻓﻴﺸـﻤﻞ ﲨﻴـﻊ اﳌﻌﺎﺻـﻰ (ﻫـﻲ ﺗـﺮك اﳌـﺄﻣﻮر ِ‬

‫ـﺺ اﷲَ ورﺳـﻮﻟَﻪ ﻓـﺈ ﱠن ﻟـﻪ ﻧـﺎر‬

‫واﻷﻋﻤﺎل اﻟﻈﺎﻫﺮة أو اﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ‪ ،‬ﻗـﺎل ﺗﻌـﺎﱃ وﻣـﻦ ﻳﻌ ِ‬
‫ﺟﻬﻨﻢ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ أﺑﺪاً واﳌﻌﺎﺻﻲ ﺗﻨﻘﺴﻢ إﱃ ﻗﺴﻤﲔ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﻫـﻲ ﻛـ ﱡﻞ ﻣﻌﺼـﻴ ٍﺔ‬
‫ـﺐ أو‬ ‫دل اﻟﺪﻟﻴ ُﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻛﻴ ِﺪ اﻟﺘﺤﺮﱘ وﺗﻐﻠﻴﻈ ِﻪ ﺳﻮاء ﺗ ُﻮ ﱢﻋـﺪ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﺑﻠﻌـ ِﻦ أو ﻏﻀ ٍ‬
‫ّ‬
‫ﻋﺬاب أو ﺣ ﱟﺪ أو ﻏﲑ ذﻟﻚ وﺻﻐﺎﺋﺮ ﻫﻲ‬ ‫ﻧﺎ ٍر أو ٍ‬

‫اﻟﻠﻧﮭﺎﯾﺔ ﻻﺑن اﻻﺛﯾرواﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط و اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻣﻧﯾر‬

‫أ‬
‫ﺑـﻪ وﻋﻴـ ٌﺪ أو ﻟﻌـ ٌﻦ أو ﻏـﲑ ذﻟـﻚ) وﻳﻌـﻢ اﻧـﻮاع اﻟﺮذاﺋـﻞ(ﻫـﻲ ﻫﻴﺌـﺔ ﻧﻔﺴـﺎﻧﻴﺔ ﺗﺼـﺪر‬
‫ﻋﻨﻬ ــﺎ اﻷﻓﻌ ــﺎل اﻟﻘﺒﻴﺤ ــﺔ ﰱ ﺳ ــﻬﻮﻟﺔ وﻳﺴ ــﺮ أﺻ ــﻮﳍﺎ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴ ــﺔ اﻟﺴ ــﻔﻪ واﻟﺒﻠ ــﻪ‬
‫واﻟﺘﻬــﻮرواﳉﱭ واﻟﺸــﺮﻩ واﳋﻤــﻮد واﳉــﻮر واﳌﻬﺎﻧــﺔ )وﺻــﺎﺣﺒﻪ(اي ﻇﻠــﻢ )اﻣــﺎ ﻇــﺎﱂ‬
‫ﻟﻨﻔﺴﻪ او ﻇﺎﱂ ﻟﻐﲑﻩ‪ ,‬ﻓﻈﻠـﻢ اﻟـﻨﻔﺲ ﻋﺒـﺎرة ﻋـﻦ اﻟﺘﻘﺼـﲑ ﰱ ﻃﺎﻋـﺔ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ او‬
‫ﺗ ــﺮك اﻻﳝ ــﺎن‪ .‬وﻇﻠ ــﻢ اﻟﻐ ــﲑ ﻋﺒ ــﺎرة ﻋ ــﻦ اﻟﺘﻔ ـﺮﻳﻂ ﰱ ﺣﻘ ــﻪ ﻛﺎﻳ ــﺬاء اﳉ ـﺎر واﻫﺎﻧ ــﺔ‬
‫اﻟﻀــﻴﻒ‪ ,‬واﻓ ـﱰاء اﻟﻜــﺬب واﻟﻐﻴﺒــﺔ واﻟﻨﻤﻴﻤــﺔ ﻗــﺎل اﻟﻨــﱮ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ‬
‫اﻟﻈﻠــﻢ ﻇﻠﻤــﺎت ﻳــﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣــﺔ( ﻣﻌــﲎ اﳊــﺪﻳﺚ ﻛﻤــﺎ ﻗــﺎل اﻹﻣــﺎم اﻟﻨــﻮوي ﰲ ﺷــﺮح‬
‫ﻣﺴــﻠﻢ اﺗﻘ ـﻮا اﻟﻈﻠــﻢ ﻓــﺈن اﻟﻈﻠــﻢ ﻇﻠﻤــﺎت ﻳــﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﻗﻴــﻞ ﻫــﻮ ﻋﻠــﻰ ﻇــﺎﻫﺮﻩ‬
‫ﻓﻴﻜ ــﻮن ﻇﻠﻤ ــﺎت ﻋﻠ ــﻰ ﺻ ــﺎﺣﺒﻪ ﻻ ﻳﻬﺘ ــﺪي ﻳ ــﻮم اﻟﻘﻴﺎﻣ ــﺔ ﺳ ــﺒﻴﻼ وﳛﺘﻤ ــﻞ أن‬
‫اﻟﻈﻠﻤﺎت ﻫﻨﺎ اﻟﺸﺪاﺋﺪ‪ ،‬وﺑﻪ ﻓﺴـﺮوا ﻗﻮﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﱃ ﻗـﻞ ﻣـﻦ ﻳﻨﺠـﻴﻜﻢ ﻣـﻦ ﻇﻠﻤـﺎت‬
‫)وﰱ‬
‫اﳊ ــﺪﻳﺚ اﻟﻘﺪﺳ ــﻰ ﻳﺎﻋﺒ ــﺎدى اﱏ ﺣﺮﻣ ــﺖ اﻟﻈﻠ ــﻢ ﻋﻠ ــﻰ ﻧﻔﺴ ــﻰ( ﻗ ــﺎل اﻟﻌﻠﻤ ــﺎء‬
‫ﻣﻌﻨــﺎﻩ ﺗﻘﺪﺳــﺖ ﻋﻨــﻪ وﺗﻌﺎﻟﻴــﺖ واﻟﻈﻠــﻢ ﻣﺴــﺘﺤﻴﻞ ﰲ ﺣــﻖ اﷲ ﺳــﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌــﺎﱃ‬
‫ﻛﻴﻒ ﳚﺎوز ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺣﺪا وﻟﻴﺲ ﻓﻮﻗﻪ ﻣﻦ ﻳﻄﻴﻌﻪ وﻛﻴﻒ ﻳﺘﺼﺮف ﰲ ﻏﲑ ﻣﻠﻚ‬
‫واﻟﻌﺎﱂ ﻛﻠﻪ ﰲ ﻣﻠﻜﻪ وﺳﻠﻄﺎﻧﻪ وأﺻﻞ اﻟﺘﺤﺮﱘ ﰲ اﻟﻠﻐﺔ اﳌﻨﻊ ﻓﺴﻤﻰ ﺗﻘﺪﺳﻪ ﻋﻦ‬
‫) وﺟﻌﻠﺘ ــﻪ‬
‫ﺑﻴﻨﻜﻢ ﳏﺮﻣﺎ ﻓﻼ ﺗﻈﺎﳌﻮا(ﻫﻮ ﺑﻔﺘﺢ اﻟﺘﺎء أي ﻻ ﺗﺘﻈﺎﳌﻮا واﳌﺮاد ﻻ ﻳﻈﻠـﻢ ﺑﻌﻀـﻜﻢ‬
‫ﺑﻌﻀﺎ وﻫﺬا ﺗﻮﻛﻴﺪ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺎ ﻋﺒﺎدي وﺟﻌﻠﺘﻪ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﳏﺮﻣﺎأ واﷲ أﻋﻠﻢ‬

‫ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ﺑﺷرح اﻟﻧووي‬

‫أ‬
 ‫اﻟﻌﺪل‬
‫ﻣﻌــﲎ اﻟﻌــﺪل ﻟﻐ ـﺔً اﻟﻌــﺪل ﺧــﻼف اﳉــﻮر‪ ،‬وﻫــﻮ اﻟﻘﺼــﺪ ﰲ اﻷﻣــﻮر وﻣــﺎ ﻗــﺎم ﰲ‬
‫ْل‪ ،‬ﻳﻘــﺎل‬ ‫ـﺪول و َﻋ ـﺪ ٍ‬
‫ِل ﻓﻬــﻮ ﻋــﺎدل ﻣــﻦ ﻋُـ ٍ‬ ‫َل ﻳَـ ْﻌ ـﺪ ُ‬
‫اﻟﻨﻔــﻮس أﻧــﻪ ﻣﺴــﺘﻘﻴﻢ ِﻣــﻦ َﻋ ـﺪ َ‬
‫ِل وﺑﺴــﻂ اﻟ ـﻮاﱄ َﻋ ْﺪﻟَ ـﻪُأ واﺻــﻄﻼﺣًﺎ) ﻫــﻮ‬ ‫َل ﻋﻠﻴــﻪ ﰲ اﻟﻘﻀــﻴﺔ ﻓﻬــﻮ ﻋــﺎد ٌ‬ ‫َﻋ ـﺪ َ‬
‫اﻟﺘﻮﺳ ــﻂ ﰱ اﻻﻣ ــﻮر واﻟﺴ ــﲑ ﻓﻴﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ وﻓ ــﻖ اﻟﺸـ ـﺮﻳﻌﺔ(وﻗ ــﺎل اﻻﻣ ــﺎم اﳉﺮﺟ ــﺎﱐ‬
‫ﻫﻮﻋﺒــﺎرة ﻋــﻦ اﻻﺳــﺘﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠــﻰ ﻃﺮﻳــﻖ اﳊــﻖ ﺑﺎﻻﺟﺘﻨــﺎب ﻋﻤــﺎ ﻫــﻮ ﳏﻈــﻮر دﻳﻨًــﺎ‬
‫)وﻫﻮ ﻧﻮﻋﺎن اﻻول ﻋـﺪل اﻻﻧﺴـﺎن ﰱ ﻧﻔﺴـﻪ(ﻳﻜـﻮن ﺑـﺄﻣﺮﻳﻦ اﺛﻨـﲔ أوﳍﻤـﺎ ﲪـﻞ‬
‫اﻟـﻨﻔﺲ ﻋﻠـﻰ ﻛـﻞ ﻣـﺎﻫﻮ ﺻـﺎﱀ وﺛﺎﻧﻴﻬﻤـﺎ ﻛﻔﻬـﺎ ﻋـﻦ اﻟﻘﺒـﺎﺋﺢ ﰒ اﻟﻮﻗـﻮف ﻋﻠﻴﻬــﺎ‬
‫وﻣﺮاﻗﺒﺘﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻋــﺪم اﻟﺘﺠــﺎوز ﻓﺈﻧــﻪ ﻓﺠــﻮر وﻋــﺪم اﻟﺘﻘﺼــﲑ ﻓﺈﻧــﻪ ﻇﻠــﻢ وﻣــﻦ ﻇﻠــﻢ‬
‫ﻧﻔﺴــﻪ ﻓﺈﻧــﻪ ﻟﻐــﲑﻩ أﻇﻠــﻢ وﻣــﻦ ﺟــﺎر ﻋﻠﻴﻬــﺎ ﻓﻬــﻮ ﻟﻐــﲑﻩ أﺟــﻮر )وﻫــﻮ ان ﻳﺴــﻠﻚ‬
‫اﻻﻧﺴـﺎن ﺳـﺒﻴﻞ اﻻﺳـﺘﻘﺎﻣﺔ( ﻋﻠـﻰ اﻟﻄﺎﻋـﺔ اﳌﺪاوﻣــﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻘﻴـﺎم ﲝ ﱢﻘﻬـﺎ ﻣـﻦ ﻏــﲑ‬
‫وﻳﻘـﺎل اﳌﺴـﺘﻘﻴ ُﻢ َﻣـ ْﻦ‬
‫ﻻ ﻳﻨﺼﺮف ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻳﻮاﺻﻞ ﺳﲑﻩ ﲟﺴﺮاﻩ وورﻋﻪ ﺑﺘﻘﻮاﻩ وﻳﺘﺎﺑﻊ ﰲ ﺗﺮك ﻫﻮاﻩ‬
‫وﻳﻘ ــﺎل اﺳـ ــﺘﻘﺎﻣﺔ اﻟﻨﻔـ ــﻮس ﰲ ﻧﻔ ــﻲ اﻟﱠﺰﻟﱠـ ــﺔ واﺳـ ــﺘﻘﺎﻣﺔ اﻟﻘﻠ ــﻮب ﰲ ﻧﻔـ ــﻲ اﻟﻐﻔﻠـ ــﺔ‬
‫واﺳـﺘﻘﺎﻣﺔ اﻷرواح ﺑﻨﻔــﻲ اﻟﻌﻼﻗــﺔ واﺳـﺘﻘﺎﻣﺔ اﻷﺳـﺮار ﺑﻨﻔــﻲ اﳌﻼﺣﻈــﺔ واﺳــﺘﻘﺎﻣﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ أﻻ ﻳﺪﺧﺮوا ﻧﻔﻮﺳَﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﺒﺎدة وأﻻ ُِﳜﻠﱡﻮا ﺑﺄداﺋﻬﺎ وﻳﻘﻀﻮن ﻋﺴﲑَﻫﺎ‬
‫وﻳﺴ ـ ـ ـﲑَﻫﺎ واﺳـ ـ ــﺘﻘﺎﻣﺔ اﻟﺰاﻫـ ـ ــﺪﻳﻦ أﻻ ﻳﺮﺟ ـ ـ ـ ﻮا ﻣ ـ ــﻦ دﻧﻴـ ـ ــﺎﻫﻢ ﻗﻠﻴﻠﻬـ ـ ــﺎ وﻻ ﻛﺜﲑﻫـ ـ ــﺎ‬
‫واﺳــﺘﻘﺎﻣﺔ اﻟﺘــﺎﺋﺒﲔ أﻻ ﻳُﻠِ ﱡﻤ ـﻮا ﺑﻌﻘــﻮة زﻟــﺔ ﻓَـﻴَ ـ َﺪﻋْﻮ َن ﺻــﻐﲑَﻫﺎ وﻛﺒ َﲑﻫــﺎ وﻋﻠــﻰ ﻫــﺬا‬
‫َﻚ‬
‫ﺗﺎب َﻣﻌ َ‬ ‫ِﺮت َوﻣَﻦ َ‬ ‫اﻟﻨﺤﻮ اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻛ ﱢﻞ أﺣ ٍﺪ و ﻗﻮل اﷲ ﺗﻌﺎﱄ ﻓَﺎﺳﺘَﻘِﻢ ﻛَﻤﺎ أُﻣ َ‬
‫وَﻻ ﺗَﻄﻐَـﻮا إِﻧـﱠﻪُ ِﲟــﺎ ﺗَﻌ َﻤﻠــﻮ َن ﺑَﺼـﲑٌ أي ﻓَـْﻠﻴَﺴـﺘَ ِﻘ ْﻢ أﻳﻀـﺎً َﻣـ ْﻦ ﻣﻌــﻚ وﻻ ﺷــﻚ أن‬

‫اﻟﺻﺣﺎح ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻟﻠﺟوھري و ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ﻻﺑن ﻣﻧظور و اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط ﻟﻠﻔﯾروز آﺑﺎدي‬
‫أ‬
 ‫اﻹﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﺧﲑ ﻣﻦ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ وأﻣﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﱪ وأﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻒ وأﺣـﺮ ﻣـﻦ اﻟﺼـﻴﻒ )اﻟﺜـﺎﱏ ﻋﺪﻟـﻪ‬
‫ﻣــﻊ ﻏــﲑﻩ وﻫــﻮ ﺛﻼﺛــﺔ اﻗﺴــﺎم ﻋــﺪل اﻟﺴــﻠﻄﺎن ﰱ رﻋﻴﺘــﻪ(ﻋــﻦ اﺑــﻦ ﻋﻤــﺮ أن اﻟﻨــﱯ‬
‫ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﺳــﻠﻢ ﻗــﺎل إن اﻟﺴــﻠﻄﺎن ﻇــﻞ اﷲ ﰲ اﻷرض ﻳــﺄوي إﻟﻴــﻪ ﻛــﻞ‬
‫ﻣﻈﻠـﻮم ﻣــﻦ ﻋﺒــﺎ دﻩ ﻓــﺈذا ﻋــﺪل ﻛــﺎن ﻟـﻪ اﻷﺟــﺮ وﻋﻠــﻰ اﻟﺮﻋﻴــﺔ اﻟﺸــﻜﺮ وإذا ﺟــﺎر‬
‫ﻛــﺎن ﻋﻠﻴــﻪ اﻷﺻــﺮ وﻋﻠــﻰ اﻟﺮﻋﻴــﺔ اﻟﺼــﱪ وإذا ﺟــﺎرت اﻟــﻮﻻة ﻗﺤﻄــﺖ اﻟﺴــﻤﺎء‬
‫وإذا ﻣﻨﻌﺖ اﻟﺰﻛﺎة ﻫﻠﻜﺖ اﳌﻮاﺷﻲ وإذا ﻇﻬـﺮ اﻟﺰﻧـﺎ ﻇﻬـﺮ اﻟﻔﻘـﺮ واﳌﺴـﻜﻨﺔ وإذا‬
‫أﺧﻔﺮت اﻟﺬﻣﺔ أدﻳﻠﺖ اﻟﻜﻔﺎر )ﺑﺎﺗﺒـﺎع اﳌﻴﺴـﻮرواﻋﻄﺎء ﻛـﻞ ذى ﺣـﻖ ﺣﻘـﻪ(وﺗـﺮك‬
‫اﻟﺘّﺴ ـ ـﻠّﻂ ﺑ ــﺎﻟﻘﻮّة واﺑﺘﻐ ــﺎء اﳊ ـ ـ ّﻖ ﰲ اﻟ ّﺴ ــﲑة‪ ،‬ﻓ ــﺈ ّن اﺗّﺒ ــﺎع اﳌﻴﺴ ــﻮر أدوم وﺣ ــﺬف‬
‫اﳌﻌﺴــﻮر أﺳ ــﻠﻢ وﺗ ــﺮك اﻟﺘّﺴ ـﻠّﻂ أﻋﻄ ــﻒ ﻋﻠ ــﻰ اﶈﺒّــﺔ واﺑﺘﻐــﺎء اﳊ ـ ّﻖ أﺑﻌ ــﺚ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﻨّﺼــﺮة ) ﻋــﺪل اﻟﺮﻋﻴــﺔ ﻣــﻊ اﻟﺴــﻠﻄﺎن(ﺑــﺈﺧﻼص اﻟﻄﺎﻋــﺔ وﺑــﺬل اﻟﻨﺼــﺮة وﺻــﺪق‬
‫ي إ ّن ﳑـّـﺎ ﺗﺼــﻠﺢ ﺑــﻪ ﺣــﺎل اﻟـﺪّﻧﻴﺎ ﻗﺎﻋــﺪة اﻟﻌــﺪل اﻟ ّﺸــﺎﻣﻞ‬ ‫اﻟــﻮﻻء و ﻗــﺎل اﳌــﺎورد ّ‬
‫اﻟّــﺬي ﻳ ــﺪﻋﻮ إﱃ اﻷﻟﻔ ــﺔ وﻳﺒﻌ ــﺚ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻄّﺎﻋ ــﺔ وﺗﻌﻤ ــﺮ ﺑ ــﻪ اﻟ ــﺒﻼد‪ ،‬وﺗﻨﻤ ــﻮ ﺑ ــﻪ‬
‫اﻷﻣـﻮال وﻳﻜـﱪ ﻣﻌـﻪ اﻟﻨّﺴـﻞ وﻳـﺄﻣﻦ ﺑـﻪ اﻟﺴّـﻠﻄﺎن وﻟـﻴﺲ ﺷـﻲء أﺳـﺮع ﰲ ﺧـﺮاب‬
‫اﻷرض وﻻ أﻓﺴــﺪ ﻟﻀــﻤﺎﺋﺮ اﳋﻠــﻖ ﻣــﻦ اﳉــﻮر ﻷﻧـّـﻪ ﻟــﻴﺲ ﻳﻘــﻒ ﻋﻠــﻰ ﺣ ـ ّﺪ وﻻ‬
‫ﻳﻨﺘﻬــﻲ إﱃ ﻏﺎﻳــﺔ وﻟﻜـ ّﻞ ﺟــﺰء ﻣﻨــﻪ ﻗﺴــﻂ ﻣــﻦ اﻟﻔﺴــﺎد ﺣـ ّﱴ ﻳﺴــﺘﻜﻤﻞ )واﻟﺘﻠﻤﻴــﺬ‬
‫ﻣ ــﻊ اﺳ ــﺘﺎذﻩ واﻟﻮﻟ ــﺪ ﻣ ــﻊ واﻟﺪﻳ ــﻪ ﺑ ــﺎﺧﻼص اﻟﻄﺎﻋ ــﺔ(واﻹﺣﺴ ــﺎن إﻟ ــﻴﻬﻢ ﻓﻴﻤ ــﺎ ﻻ‬
‫ﳜــﺎﻟﻒ اﻟﺸــﺮع )ﻋــﺪل اﻻﻧ ﺴــﺎن ﻣــﻊ اﻣﺜﺎﻟــﻪ ﺑــﱰك اﻟﺘﻜــﱪ ﻋﻠــﻴﻬﻢ وﻛــﻒ اﻻذى‬
‫ﻋﻨﻬﻢ‪ .‬ﻗﺎل اﷲ ﺗﻌﺎﱃ ان اﷲ ﻳﺄﻣﺮ(ﰱ اﻟﻘﺮآن )ﺑﺎﻟﻌﺪل(ﺑﺎن ﻻ ﺗﻈﻠﻤـﻮا اﻧﻔﺴـﻜﻢ‬
‫وﻏــﲑﻛﻢ وﻻ ﲡــﻮروا اى ﺑﺎﻟﺘﺴــﻮﻳﺔ ﰱ اﳊﻘــﻮق ﻓﻴﻤــﺎ ﺑﻴــﻨﻜﻢ وﺗــﺮك اﻟﻈﻠــﻢ واﻳﺼــﺎل‬
‫ﻛﻞ ﺣﻖ اﱃ ذى ﺣﻘـﻪ أو ﻳـﺄﻣﺮ ﲟﺮاﻋـﺎة اﻟﺘﻮﺳـﻂ ﺑـﲔ اﻻﻣـﻮر اﻋﺘﻘـﺎدا ﻛﺎﻟﺘﻮﺣﻴـﺪ‬
‫اﳌﺘﻮﺳﻂ ﺑـﲔ اﻟﺘﻌﻄﻴـﻞ واﻟﺘﺸـﺮﻳﻚ واﻟﻘـﻮل ﺑﺎﻟﻜﺴـﺐ اﳌﺘﻮﺳـﻂ ﺑـﲔ اﳉـﱪ واﻟﻘـﺪر‬
‫وﻛﺬا اﻟﻘﻮل ﺑﺎن اﷲ ﻻ ﻳﺆاﺧﺬ ﻋﺒﺪﻩ اﳌﺆﻣﻦ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ اﻟـﺬﻧﻮب ﻣﺴـﺎﻫﻠﺔ ﻋﻈﻴﻤـﺔ‬
‫واﻟﻘ ــﻮل ﺑﺎﻧ ــﻪ ﳜﻠ ــﺪﻩ ﰱ اﻟﻨ ــﺎر ﺑﺎﳌﻌﺎﺻ ــﻰ ﺗﺸ ــﺪﻳﺪ ﻋﻈ ــﻴﻢ واﻟﻌ ــﺪل ﻣ ــﺬﻫﺐ اﻫ ــﻞ‬
‫اﻟﺴـ ــﻨﺔ وﻋﻤـ ــﻼ ﻛﺎﻟﺘﻌﺒـ ــﺪ ﺑـ ــﺎداء اﻟﻔ ـ ـﺮاﺋﺾ واﻟﻮاﺟﺒـ ــﺎت اﳌﺘﻮﺳـ ــﻄﺔ ﺑـ ــﲔ اﻟﺒﻄﺎﻟـ ــﺔ‬
‫واﻟﱰﻫﺐ وﺧﻠﻘﺎ ﻛﺎﳉﻮد اﳌﺘﻮﺳﻂ ﺑﲔ اﻟﺒﺨـﻞ واﻟﺘﺒـﺬﻳﺮ واﻟﺸـﺠﺎﻋﺔ اﳌﺘﻮﺳـﻄﺔ ﺑـﲔ‬
‫اﻟﺘﻬﻮر واﳉﱭ واﻟﻮاﺟﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻮﺳﻂ ﰱ ﻛﻞ ﺷﺊ ﻓﺎن اﻟﻘﺼﺪ ﳑﺪوح واﻻﻓﺮاط‬
‫واﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻣﺬﻣﻮﻣﺎن وﻗﺎل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﳌﻦ ﺳـﺄﻟﻪ ﻣﺴﺘﺸـﲑاً ﰱ اﻟﱰﻫﻴـﺐ‬
‫وﺻ ــﻴﺎم اﻟ ــﺪﻫﺮ وﻗﻴ ــﺎم اﻟﻠﻴ ــﻞ ﻛﻠ ــﻪ ﺑﻌ ــﺪ زﺟ ــﺮﻩ اﻳ ــﺎﻩ ان ﻟﻨﻔﺴ ــﻚ ﻋﻠﻴ ــﻚ ﺣﻘ ــﺎ‬
‫وﻟﺰوﺟﻚ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﺎ وﻟﺰورك ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻘﺎ ﻓﺼﻢ واﻓﻄﺮ وﻗﻢ وﱎ وﳌﺎ رأى ﺻﻠﻰ‬
‫اﷲ ﻋﻠﻴ ــﻪ وﺳ ــﻠ ﻢ ﻋﻤ ــﺮ رﺿ ــﻰ اﷲ ﻋﻨ ــﻪ ﻳﻘـ ـﺮأ راﻓﻌ ــﺎ ﺻ ــﻮﺗﻪ ﻓﺴ ــﺄﻟﻪ ﻓﻘ ــﺎل اوﻗ ــﻆ‬
‫اﻟﻮﺳـﻨﺎن واﻃــﺮد اﻟﺸـﻴﻄﺎن ﻗــﺎل ﻋﻠﻴــﻪ اﻟﺴـﻼم اﺧﻔــﺾ ﻣــﻦ ﺻـﻮﺗﻚ ﻗﻠــﻴﻼ واﺗــﻰ‬
‫اﺑﺎ ﺑﻜﺮ رﺿﻰ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻮﺟﺪﻩ ﻳﻘﺮأ ﺧﺎﻓﻀﺎ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﺴـﺄﻟﻪ ﻓﻘـﺎل ﻗـﺪ اﲰﻌـﺖ ﻣـﻦ‬
‫ﻧﺎﺟﻴــﺖ ﻓﻘــﺎل ﻋﻠﻴ ـﻪ اﻟﺴــﻼم ﻟــﻪ ارﻓــﻊ ﻣــﻦ ﺻــﻮﺗﻚ ﻗﻠــﻴﻼ وﻣﺜﻠــﻪ اﻻﻣــﺎم ﻓﺎﻧــﻪ ﻻ‬
‫ﳚﻬﺮ ﻓﻮق ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻨﺎس وﻻ ﳜﺎﻓﺖ ﺧﺎﻓﻀﺎ ﺻﻮﺗﻪ ﲝﻴـﺚ ﻳﺸـﺘﺒﻪ ﻋﻠـﻴﻬﻢ ﺗﻼوﺗـﻪ‬
‫ﻓﲑاﻋﻰ ﺑﲔ ذﻟﻚ ﺣـﺪا وﺳـﻄﺎ واﻻ ﻓﻬـﻮ ﻣﺴـﻴﺊ وﰱ اﻟﺘـﺄوﻳﻼت اﻟﻨﺠﻤﻴـﺔ اﻟﻌـﺪل‬
‫ﺻﺮف ﻣﺎ اﻋﻄﺎك اﷲ ﻣﻦ اﻵﻻت اﳉﺴﻤﺎﻧﻴﺔ واﻟﺮوﺣﺎﻧﻴـﺔ وﻣـﻦ اﻻﻣـﻮال اﻟﺪﻧﻴﻮﻳـﺔ‬
‫وﻣــﻦ ﺷ ـﺮاﺋﻊ اﻟــﺪﻳﻦ واﻋﻤﺎﻟــﻪ ﰱ ﻃﻠــﺐ اﷲ واﻟﺴــﲑ ﻣﻨــﻚ ﺑــﻪ اﻟﻴــﻪ ﻻن ﺻــﺮﻓﻪ ﰱ‬
‫ﻃﻠﺐ ﻏﲑﻩ ﻇﻠﻢ)واﻻﺣﺴﺎن(وان ﲢﺴﻨﻮا اﻻﻋﻤﺎل ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼم ان‬
‫اﷲ ﻛﺘــﺐ اﻻﺣﺴــﺎن ﰱ ﻛــﻞ ﺷــﺊ وﻋــﻦ ﻓﻀــﻴﻞ اﻧــﻪ ﻗــﺎل ﻟــﻮ اﺣﺴــﻦ اﻟﺮﺟــﻞ‬
‫اﻻﺣﺴــﺎن ﻛﻠــﻪ وﻛــﺎن ﻟــﻪ دﺟﺎﺟــﺔ ﻓﺎﺳــﺎء اﻟﻴﻬــﺎ ﱂ ﻳﻜــﻦ ﻣــﻦ اﶈﺴــﻨﲔ روى ان‬
‫اﻣﺮأة ﻋﺬﺑﺖ ﰱ ﻫﺮة ﺣﺒﺴﺘﻬﺎ وﱂ ﺗﻄﻌﻤﻬﺎ اﱃ ان ﻣﺎﺗﺖ واﻣﺮأة رﲪﻬﺎ اﷲ وﻏﻔﺮ‬
‫ﳍﺎ ﺑﺴﺒﺐ ان ﺳﻘﺖ ﻛﻠﺒﺎ ﻋﻄﺸﺎن ﲞﻔﻬـﺎ وﺣﻜـﻰ ان ﺣﻀـﺮة اﻟﺸـﻴﺦ اﻟﺸـﺒﻠﻰ‬

‫ﻛﻤــﻪ رﲪــﺔ ﳍــﺎ ﻓﻜــﺎن ذﻟــﻚ ﺳــﺒﺐ ﻗﺒﻮﻟــﻪ ﻋﻨــﺪ اﷲ ووﺻــﻠﻮﻩ اﱃ درﺟــﺔ اﻟﻮﻻﻳــﺔ‬
‫وﻳــﺪﺧﻞ ﻓﻴــﻪ اﻟﻌﻔــﻮ ﻋــﻦ اﳉ ـﺮاﺋﻢ واﻻﺣﺴــﺎن اﱃ ﻣــﻦ اﺳﺎءواﻟﺼــﱪ ﻋﻠــﻰ اﻻواﻣــﺮ‬
‫واﻟﻨﻮاﻫﻰ واداء اﻟﻨﻮاﻓﻞ ﻓﺎن اﻟﻔﺮض ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ان ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺮﻳﻂ ﻓﻴﺠﱪﻩ اﻟﻨﺪب‬
‫وﰱ اﳊﺪﻳﺚ ﺣﺴﻨﻮا ﻧﻮاﻓﻠﻜﻢ ﻓﺒﻬﺎ ﺗﻜﻤﻞ ﻓﺮاﺋﻀﻜﻢ وﰱ اﳌﺮﻓﻮع اﻟﻨﺎﻓﻠـﺔ ﻫﺪﻳـﺔ‬
‫اﳌــﺆﻣﻦ اﱃ رﺑــﻪ ﻓﻠﻴﺤﺴ ـﻦ اﺣــﺪﻛﻢ ﻫﺪﻳﺘــﻪ وﻟﻴﻄﻴﺒﻬــﺎ ﻛﻤــﺎ ﰱ اﳌﻘﺎﺻــﺪ اﳊﺴــﻨﺔ‪.‬‬
‫واﻳﻀﺎ اﻻﺣﺴﺎن ﻫﻮ اﳌﺸـﺎﻫﺪة ﻛﻤـﺎ ﻗـﺎ ل ﻋﻠﻴـﻪ اﻟﺴـﻼم اﻻﺣﺴـﺎن ان ﺗﻌﺒـﺪ اﷲ‬
‫ﻛﺄﻧﻚ ﺗﺮاﻩ وان ﱂ ﺗﻜﻦ ﺗﺮاﻩ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺮاك وﻟﻴﺴﺖ اﳌﺸﺎﻫﺪة رؤﻳﺔ اﻟﺼﺎﻧﻊ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮ‬

‫ﺳــﻮى اﷲ وﲤــﺎم ﺗﻮﺟﻬــﻪ اﱃ ﺣﻀـﺮﺗﻪ ﲝﻴــﺚ ﻻ ﻳﻜــﻮن ﰱ ﻟﺴــﺎﻧﻪ وﻗﻠﺒــﻪ وﳘــﻪ ﻏــﲑ‬
‫اﷲ وﲰﻴﺖ ﻫﺬﻩ اﳊ ﺎﻟـﺔ اﳌﺸـﺎﻫﺪة ﳌﺸـﺎﻫﺪة اﻟﺒﺼـﲑة اﻳـﺎﻩ ﺗﻌـﺎﱃ ﻛﻤـﺎ اﺷـﺎر اﻟﻴﻬـﺎ‬
‫ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺎرﻓﲔ ﺑﻘﻮﻟﻪ‬
‫وﺣﺒﻚ ﰱ ﻗﻠﱮ ﻓﺎﻳﻦ ﺗﻐﻴﺐ‬ ‫ﺧﻴﺎﻟﻚ ﰱ ﻋﻴﲎ وذﻛﺮك ﰱ ﻓﻤﻰ‬
‫ﻛﺬا ﰲ اﻟﺮﺳـﺎﻟﺔ اﻟﺮوﻣﻴـﺔوﰱ اﻟﺘـﺄوﻳﻼت اﻟﻨﺠﻤﻴـﺔ اﻻﺣﺴـﺎن ان ﲢﺴـﻦ اﱃ اﳋﻠـﻖ‬
‫اﳊـﻖ ﻟﻠﻮﺻـﻮل‬
‫او اﻟﻮﺻــﺎل ﻳــﺪل ﻋﻠﻴــﻪ ﻗﻮﻟــﻪ ﺗﻌــﺎﱃ اﺣﺴــﻦ ﻛﻤــﺎ اﺣﺴــﻦ اﷲ اﻟﻴــﻚ اﻧﺘﻬﯩﻮاﻳﻀــﺎ‬
‫اﻟﻌــﺪل اﻻﻋـﺮاض ﻋﻤــﺎ ﺳــﻮى اﷲ واﻻﺣﺴــﺎن اﻻﻗﺒــﺎل ﻋﻠــﻰ اﷲأ اﻣــﺎ اﻟﻌــﺪل ﻓﻘــﺪ‬
‫ـﺪل ﻋﻠـﻰ‬‫ﻋﺮﻓﺘﻪ واﻣﺎ اﻻﺣﺴﺎن ﻓﻬﻮ ﻛﻤﺎ ﰱ اﳊﺪﻳﺚ ان ﺗﻌﺒﺪ اﷲ ﻛﺎﻧﻚ ﺗﺮاﻩ( ﻓ ّ‬
‫أ ّن ﻣﻘـﺎم ﻫـﺬا اﳊـﺪﻳﺚ اﻟـﺬي ﻫــﻮ ﻣﺮﺗﺒـﺔ اﻹﺣﺴـﺎن ﻛﻤـﺎ ورد ﰲ ﺣـﺪﻳﺚ ﺟﱪﻳــﻞ‬

‫ﺗﻔﺳﯾر روح اﻟﺑﯾﺎن ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘرآن اﺳﻣﺎﻋﯾل ﺣﻘﻲ‬

‫أ‬
‫ﻳﻌــﲎ ﲜﻤﻴــﻊ ﻣﻌــﺎﱐ اﻟﺘﻮ ّﺟــﻪ إﱃ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ وذﻟــﻚ ﰲ ﻗﻮﻟــﻪ أﻋﺒــﺪ اﷲ ﻓﺈﺳــﺘﻔﺘﺎح‬
‫ﻫﺬا اﳌﻘﺎم أو ﻫـﺬا اﻟـﺮﻛﻦ اﻹﺣﺴـﺎﱐ ﻳﺘﻤﺜّـﻞ ﰲ اﻟﺘﻮﺟّـﻪ إﱃ اﷲ ﺗﻌـﺎﱃ وﻫـﻮ ﻣﻌـﲎ‬
‫اﻟﻌﺒﺎدة ﻓﺼﺪق اﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪي أﲪﺪ زرّوق رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﰲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺗﻌﺮﻳﻒ‬
‫اﻟﺘﺼـﻮّف ﻫـﻮ ﺻــﺪ ق اﻟﺘﻮﺟّـﻪ إﱃ اﷲ ﻓﻌﻠﻤﻨـﺎ أ ّن اﻟﺘﺼـﻮّف ﺑﺄﺳـﺮﻩ ﻫـﻮ ﺻــﺪق‬
‫ﻆ‬
‫اﻟﺘﻮ ّﺟــﻪ إﱃ اﷲ ﺗﻌــﺎﱃ ﻓﻜـ ّﻞ ﻣــﻦ ﻟــﻪ ﻧﺴــﺒﺔ أو ﻧﺼــﻴﺐ ﰲ ﻫــﺬا اﻟﺘﻮ ّﺟــﻪ ﻓﻠــﻪ ﺣـ ّ‬
‫ﻣــﻦ اﻹﺣﺴــﺎن اﻟــﺬي ﻫــﻮ ﲞﻼﺻــﺔ ﻣﺪرﺳــﺔ أﻫــﻞ اﻟﺘﺼـﻮّف ﰒّ ﻫــﺬﻩ اﻟﻌﺒــﺎدة ﰲ‬
‫ﻣﻘﺎم اﻹﺣﺴﺎن اﻟﺬي ذﻛﺮﻩ رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠّﻢ ﺑﻌﺪ أن ﺳﺄل ﻋﻨـﻪ‬
‫ﺟ‬
‫وﻫﻲ أن ﺗﻌﺒﺪ اﷲ ﻛﺄﻧّﻚ ﺗﺮاﻩ ﻓﺈﺗّﻀﺢ أ ّن ﻫﺬﻩ اﻟﺪرﺟـﺔ اﳌـﺬﻛﻮرة ﰲ اﻟﻌﺒـﺎدة ﻻ‬
‫ﺑ ـ ّﺪ ﻓﻴﻬــﺎ ﻣــﻦ ﻗﺼــﺪ ﺣﻘﻴﻘــﻲ إﱃ اﷲ وﻫــﺬا ﻣــﺎ ﻋ ـﺮّف ﺑــﻪ اﻟﺸــﻴﺦ ﺳــﻴﺪي أﲪــﺪ‬
‫زرّوق رﺿ ــﻲ اﷲ ﻋﻨ ــﻪ اﻟﺘﺼ ـﻮّف ﺑﻘﻮﻟ ــﻪ أ ّن ﲨﻴ ــﻊ ﺗﻌ ــﺎرﻳﻒ اﻟﺘﺼ ـﻮّف اﻟ ــﱵ ﻗﺎﳍ ــﺎ‬
‫اﻷوﻟﻴــﺎء ﻫــﻲ وﺟــﻮﻩ ﰲ اﻟﺘﺼ ـﻮّف وﻫــﻲ ﻛﻠّﻬــﺎ ﺗﺮﺟــﻊ إﱃ ﺻــﺪق اﻟﺘﻮ ّﺟــﻪ إﱃ اﷲ‬
‫واﷲ‬ ‫ﻀـﻮع واﻻﻧْ ِﻘﻴَـﺎد‬
‫( اي اﳋُ ُ‬ ‫ﺗﻌـﺎﱃ )‬
‫أﻋﻠﻢ‬

‫) ﻗ ــﺎل ﻣﺆﻟﻔ ــﻪ( اي اﻟﻌﻼﻣ ــﺔ اﻟﻌ ــﺎﱂ اﻟﺸ ــﻴﺦ ﺣ ــﺎﻓﻆ ﺣﺴ ــﻦ اﳌﺴ ــﻮدي ﺻ ــﺎﺣﺐ‬
‫ﻣﻨﺤﺔ ﺍﻟﻤﻐﻴﺚ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ )ﺣﻔﻈــﻪ اﷲ ﻗ ــﺪ ﰎ ﺗﺒﻴ ــﻴﺾ ﻫ ــﺬا‬
‫اﻟﻜﺘــﺎب( اي أﻋــﺎد ﻛﺘﺎﺑﺘــﻪ ﻣﻨﻘﺤــﺎ ﻣﺼــﺤﺤﺎ ﻧﻘــﻼ ﻋــﻦ ﻣﺴــﻮدﺗﻪ )ﻋﺼــﺮ ﻳــﻮم‬
‫اﳉﻤﻌﺔ اﳌﺒﺎرك اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ ﲨﺎدى اﻻوﱃ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ وﺛﻼﺛﲔ‬
‫وﺛﻠﺜﺎﺋــﺔ واﻟــﻒ ﻣــﻦ ﻫﺠــﺮة ﺳ ـ ﻴﺪﻧﺎ ﳏﻤــﺪ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴــﻪ وﻋﻠــﻰ اﻟــﻪ واﺻ ــﺤﺎﺑﻪ‬
‫وﺳﻠﻢ‪(.‬‬
 ‫)ﻳﺎ ﻃﺎﻟﺐ اﻻﺧﻼق ﻫﺎك( ُﺧ ْﺬ) ﻣﺆﻟﻔﺎ(‬
‫)ﺑﻨﻴﺖ ﻣﻘﺎﺻﺪﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ(اي إِﻧْﺸَﺎ ء‬
‫)واﻋﻠﻢ ﺑﺎن اﳌﺮء ﻟﻴﺲ ﲟﺪرك( ا ْي ﻓَﺎﻫِﻢ‬
‫) ﻣﻦ اﻣﺮﻩ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻼ ﺗﻴﺴﲑ(اي ﺗَﺴْﻬﻴﻠﻪُ‬