Professional Documents
Culture Documents
التفسير والمفسرون ــ للدكتور محمد حسين الذهبى رحمه الله
التفسير والمفسرون ــ للدكتور محمد حسين الذهبى رحمه الله
والذى تميل إليه النفس من هذه القوال :هو أن التفسير ما كان راجعا إلى الرواية ً،والتأويل ما كان
راجعا إلى الدراية ً،وذلك لن التفسير معناه الكشف والبيان .والكشف عن مراد ال تعالى ل نجزم به إل
إذا ورد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،أو عن بعضِ أصحابه الذين شهدوا نزول الوحى وعلموا
ما أحاط به من حوادث ووقائع ً،وخالطوا رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،ورجعوا إليه فيما أشكل
عليهم من معاني القرآن الكريم.
وأما التأويل ..فملحوظ فيه ترجيح أحمد محتملت اللفظ بالدليل .والترجيح يعتمد على الجتهادً،
وييتوصل إليه بمعرفة مفردات اللفاظ ومدلولتها فى لغة العرب ً،واستعمالها بحسب السياقا ً،ومعرفة
الساليب العربية ً،واستنباط المعانى من كل ذلك .قال الزركشى" :وكان السبب فى اصطلح كثير على
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
التفرقة بين التفسير والتأويل :التمييز بين المنقول والمستنبط ً،ليحيل على العتماد فى المنقول ً،وعلى
النظر فى المستنبط".
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) المقدمة ( ضمن العنوان ) تفسير
القرآن بغير لغته (
تفسير القرآن بغير لغته ً،أو الترجمة التفسيرية للقرآن ً،بحث نرى من الواجب علينا أن نعرضِ له ً،لما
له من تعلقا وثيقا بموضوع هذا الكتاب ً،وقبل الخوضِ فيه الحسن بنا أن نمهد له بعجالة موجوة تكشف
عن معنى الترجمة وأقسامها ً،ثم نتكلم عما يدخل منها تحت التفسير وما ل يدخل ً،فنقول :الترجمة يتطلقا
فى اللغة على معنيين:
الول :نقل الكلم من لغة إلى لغة أخرى بدون بيان لمعنى الصل المترمجم ً،وذلك كوضع رديف مكان
رديف من لغة واحدة.
الثانى :تفسير الكلم وبيان معناه بلغة أخرى.
قال فى تاج العروس" :والترجمان المفيسر للسان ً،وقد ترجمه عنه إذا فرسر كلمه بلسان آخر .قال
الجوهرى :وقيل :نقله من لغة إلى لغة أخرى".
وعلى هذا فالترجمة تنقسم إلى قسمين :ترجمة حرفية ً،وترجمة معنوية أو تفسيرية.
أما الترجمة الحرفية :فهى نقل الكلم من لغة إلى لغة أخرى ً،مع مراعاة الموافقة فى النظم والترتيبً،
والمحافظة على جميع المعانى الصل المترمجم.
وأما الترجمة التفسيرية :فهى شرح الكلم وبيان معناه بلغة أخرى ً،بدون مراعاة لنظم الصل وترتيبهً،
وبدون المحافظة على جميع معانيه المرادة منه.
وليس من غرضنا فى هذا البحث أن نعرضِ لما يجوز من نوعى الترجمة بالنسبة للقرآن وما ل يجوزً،
ول لمقالت العلماء المتقدمين والمتأخرين ً،ولكن غرضنا الذى نريد أن نكشف عنه ونوضحه هو :أى
نوعى الترجمة داخل تحت التفسير؟ أهو الترجمة الحرفية؟ أم الترجمة التفسيرية؟ أم هما معا؟ فنقول:
* الترجمة الحرفية للقرآن:
الترجمة الحرفية للقرآن :إما أن تكون ترجمة بالمثل ً،وإما أن تكون ترجمة بغير المثل ً،أما الترجمة
الحرفية بالمثل :فمعناها أن ييترمجم نظم القرآن بلغة أخرى تحاكيه حذوا بحذو بحيث تحل مفردات
الترجمة محل مفرداته ً،وأسلوبها محل أسلوبه ً،حتى تتحمل الترجمة ما تحرمله نظم الصل من المعانى
المقيدة بكيفياتها البلغية وأحكامها التشريعية ً،وهذا أمر غير ممكن بالنسبة لكتاب ال العزيز ً،وذلك لن
القرآن نزل لغرضين أساسيين:
أولهما :كونه آية دالة على صدقا النبى صلى ال عليه وسلم فيما ييبيلغه عن ربه ً،وذلك بكونه معجزا
للمبشر ً،ل يقدرون على التيان بمثله ولو اجتمع النس والجن على ذلك.
وثانيهما :هداية الناس لما فيه صلحهم فى دنياهم وأخراهم.
أما الغرضِ الول ً،وهو كونه آية على صدقا النبى صلى ال عليه وسلم فل يمكن تأديته بالترجمة
اتفاقا ً،فإن القرآن -وإن كان العجاز فى جملته لعدة معان كالخبار بالغيب ً،واستيفاء تشريع ل يعتريه
خلل ً،وغير ذلك مما يعرد من وجوه إعجازه -إنما يدور العجاز السارى فى كل آية منه على ما فيه
من خواص بلغية جاءت لمقتضيات معرينة ً،وهذه ل يمكن نقلها إلى اللغات الخرى اتفاقا ً،فإن اللغات
الراقية وإن كان لها بلغة ً،ولكن لكل لغة خواصها ل يشاركها فيها غيرها من اللغا ً،وإذن فلو يتررجم
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
القرآن ترجمة حرفية -وهذا محال -لضاعت خواص القرآن البلغية ً،ولنزل من مرتبته المعجزة إلى
مرتبة تدخل تحت طوقا البشر ً،ولفات هذا المقصد العظيم الذى نزل القرآن من أجله على محمد صلى
ال عليه وسلم.
وأما الغرضِ الثانى ً،وهو كونه هداية للناس إلى ما فيه سعادتهم فى الدارين فذلك باستنباط الحكام
والرشادات منه ً،وهذا يرجع بعضه إلى المعانى الصلية التى يشترك فى تفاهمها وأدائها كل الناسً،
وتقوى عليها جميع اللغات ً،وهذا النوع من المعانى يمكن ترجمته واستفادة الحكام منه ً،وبعضِ آخر
من الحكام والرشادات ييستفاد من المعانى الثانوية ً،ونجد هذا كثيرا فى استنباط الئمة المجتهدينً،
وهذه المعانى الثانوية لزمة للقرآن الكريم وبدونها ل يكون قرآنا .والترجمة الحرفية إن أمكن فيها
المحافظة على المعانى الرولية ً،فغير ممكن أن يحافظ فيها على المعانى الثانوية ً،ضرورة أنها لزمة
للقرآن دون غيره من سائر اللغات.
ومما تقدم ييعلم :أن الترجمة الحرفية للقرآن ً،ل يمكن أن تقوم مقام الصل فى تحصيل كل ما ييقصد
منه ً،لما يترتب عليها من ضياع الغرضِ الول برمته ً،وفوات شطر من الغرضِ الثانى.
وأما الترجمة الحرفية بغير المثل :فمعناها أن ييترجم نظم القرآن حذوا بحذو بقدر طاقة المتررجم وما
تسعه لغته ً،وهذا أمر ممكن ً،وهو وإن جاز فى كلم المبشر ً،ل يجوز بالنسبة لكتاب ال العزيز ً،لن فيه
ل ل تدعو إليهل عن كونه فع ل من فاعله إهدارا لنظم القرآن ً،وإخللل بمعناه ً،وانتهاكا لحرمته ً،فض ل
ضرورة.
**
*الترجمة الحرفية ليست تفسيرا للقرآن:
اتضح لنا مما سبقا معنى الترجمة الحرفية بقسميها ً،وأقمنا الدليل بما يناسب المقام على عدم إمكان
الترجمة الحرفية بالمثل ً،وعدم جواز الترجمة الحرفية بغير المثل ً،وإن كانت ممكنة ً،ولكن بقى بعد ذلك
هذا السؤال :هل الترجمة الحرفية بقسميها -على فرضِ إمكانها فى الول وجوازها فى الثانى -تمسى
تفسيرا للقرآن بغير لغته؟ أو ل تدخل تحت مادة التفسير؟
وللجواب عن هذا نقول:
إن الترجمة الحرفية بالمثل ً،تقردم لنا أن معناها ترجمة نظم الصل بلغة أخرى تحاكيه حذوا بحذوً،
بحيث تحل مفردات الترجمة محل مفردات الصل وأسلوبها محل أسلوبه ً،حتى تتحمل الترجمة ما
تحمله نظم الصل من المعانى البلغية ً،والحكام التشريعية .وتقردم لنا أيضا أن هذه الترجمة بالنسبة
للقرأن غير ممكنة ً،وعلى فرضِ إمكانها فهى ليست من قبيل تفسير القرآن بغير لغته ً،لنها عبارة عن
هيكل القرآن بذاته ً،إل أن الصورة اختلفت باختلف اللغتين :المترمجم منها والمترمجم إليها .وعلى هذا
فأبناء اللغة المترجم إليها يحتاجون إلى تفسيره وبيان ما فيه من أسرار وأحكام ً،كما يحتاج العربى الذى
نزل بلغته إلى تفسيره والكشف عن أسراره وأحكامه ً،ضرورة أن هذه الترجمة ل شرح فيها ول بيانً،
وإنما فيها إبدال لفظ بلفظ آخر يقوم مقامه ً،ونقل معنى الصل كما هو من لغة إلى لغة أخرى.
وأما الترجمة الحرفية بغير المثل ً،فقد تقردم لنا أن معناها ترجمة نظم القرآن حذوا بحذو ً،بقدر طاقة
المتررجم وما تسعه لغته ً،وتقردم لنا أن هذا غير جائز بالنسبة للقرآن وعلى فرضِ جوازها فهى ليست من
قبيل تفسير القرآن بغير لغته ً،لنها عبارة عن هيكل للقرآن منقوص غير تام ً،وهذه الترجمة لم يترتب
عليها سوى إبدال لفظ بلفظ آخر يقوم مقامه فى تأديه بعضِ معناه ً،وليس فى ذلك شيء من الكشف
والبيان ً،ل شرح مدلول ً،ول بيان مجمل ً،ول تقييد مطلقا ً،ول استنباط أحكام ً،ول توجيه معان ً،ول
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
غير ذلك من المور التى اشتمل عليها التفسير المتعامرف.
**
*الترجمة التفسيرية للقرآن:
الترجمة التفسيرية أو المعنوية ً،تقردم لنا أنها عبارة عن شرح الكلم وبيان معناه بلغة أخرى ً،بدون
محافظة على نظم الصل وترتيبه ً،وبدون المحافظة على جميع معانيه المرادة منه ً،وذلك بأن نفهم
المعنى الذى يراد من الصل ً،ثم نأتى به بتركيب من اللغة المترمجم إليها يؤديه على وفقا الغرضِ الذى
سيقا له.
ويعرلم مما تقردم مقدار الفرقا بين الترجمة الحرفية والترجمة التفسيرية ً،وليضاح هذا الفرقا نقول:
ل متهبيسهطمها يكرل ٱهلمبهسرط{ُ ترجمة
ل متهجمعهل ميمدمك ممهغيلولملة إرلمـى يعينرقمك مو م
لو أراد إنسان أن يترجم قوله تعالى} :مو م
حرفية لتى بكلم يدل على النهى عن ربط اليد فى العنقا ً،وعن مدها غاية المد ً،ومثل هذا التعبير فى
اللغة المتر مجم إليها ربما كان ل يؤدى المعنى الذى قصده القرآن ً،بل قد يستنكر صاحب تلك اللغة هذا
الوضع الذى ينهى عنه القرآن ً،ويقول فى نفسه :إنه ل يوجد عاقل يفعل بنفسه هذا الفعل الذى نهى عنه
القرآن ً،لنه مثير للضحك على فاعله والسخرية منه ً،ول يدور بخلد صاحب هذه اللغة ً،المعنى الذى
أراده القرآن وقصده من وراء هذا التشبيه البليغ .أما إذا أراد أن يترجم هذه الجملة ترجمة تفسيرية ً،فإنه
يأتى بالنهى عن التبذير والتقتير ً،مصويررين بصورة شنيعة ً،ينفر منها النسان ً،حسبما يناسب أسلوب
تلك اللغة المترمجم إليها ً،ويناسب إلف ممن يتكلم بها .ومن هذا يتبين أن الغرضِ الذى أراده ال من هذه
الية ً،يكون مفهوما بكل سهولة ووضوح فى الترجمة التفسيرية ً،دون الترجمة الحرفية.
إذا يعرلم هذا ً،أصبح من السهل علينا وعلى كل إنسان أن يقول بجواز ترجمة القرآن ترجمة تفسيرية
بدون أن يتردد أدنى تردد ً،فإن ترجمة القرآن ترجمة تفسيرية ليست سوى تفسير للقرآن الكريم بلغة
غير لغته التى نزل بها.
وحيث اتفقت كلمة المسلمين ً،وانعقد إجماعهم على جواز تفسير القرآن لمن كان من أهل التفسير بما
يدخل تحت طاقته البشرية ً،بدون إحاطة بجميع مراد ال ً،فإرنا ل نشك فى أن الترجمة التفسيرية للقرآن
داخلة تحت هذا الجماع أيضا ً،لن عبارة الترجمة التفسيرية محاذية لعبارة التفسير ً،ل لعبارة الصل
ل على بيان معنى الصل وشرحهه ً،بحل ألفاظه فيما يحتاج تفهمه إلى القرآنى ً،فإذا كان التفسير مشتم ل
الحل ً،وبيان مراده كذلك ً،وتفصيل معناه فيما يحتاج للتفصيل ً،وتوجيه مسائله فيما يحتاج للتوجيهً،
وتقرير دلئله فيما يحتاج للتقرير ً،ونحو ذلك من كل ما له تعلقا بتفهم القرآن وتدبره ً،كانت الترجمة
التفسيرية أيضا مشتملة على هذا كله ً،لنها ترجمة للتفسير ل للقرآن.
وقصارى القول :إن فى كل من التفسير وترجمته بيان ناحية أو أكثر من نواحى القرآن التى ل يحيط
بها إل ممن أنزله بلسان عربى مبين ً،وليس فى واحد منهما إبدال لفظ مكان لفظ القرآن ً،ول إحلل نظم
محل نظم القرآن بل نظم القرآن باقا معهما ً،دال على معانيه من جميع نواحيه.
**
* الفرقا بين التفسير والترجمة التفسيرية:
لو تأملنا أدنى تأمل ً،لوجدنا أنه يمكن أن ييفررقا بين التفسير والترجمة التفسيرية من جهتين:
الجهة الولى :اختلف اللغتين .فلغة التفسير تكون بلغة الصل ً،كما هو المتعارف المشهور .بخلف
الترجمة التفسيرية فإنها تكون بلغة أخرى
.الجهة الثانية :يمكن لقارئ التفسير ومتفهمه أن يلحظ معه نظم الصل ودللته فإن وجده خطأ نربه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
عليه وأصلحه .ولو فرضِ أنه لم ينتبه لما فى التفسير من خطأ تنربه له قارئ آخر ً،أما قارئ الترجمة
فإنه ل يتسنى له ذلك ً،لجهله بنظم القرآن ودللته ً،بل كل ما يفهمه ويعتقده ً،أن هذه الترجمة التى
يقرؤها ويتفهم معناها تفسير صحيح للقرآن ً،وأما رجوعه إلى الصل ومقارنته بالترجمة فليس مما
يدخل تحت طوقه ما دام لم يعرف لغة القرآن.
**
* شروط الترجمة التفسيرية:
تفسير القرآن الكريم من العلوم التى يفررضِ على المة تعلمها ً،والترجمة التفسيرية تفسير للقرآن بغير
لغته ً،فكانت أيضا من المور التى يفررضت على المة ً،بل هى آكد لما يترتب عليها من المصالح
المهمة ً،كتبليغ معانى القرآن وإيصال هدايته إلى المسلمين ً،وغير المسلمين ممن ل يتكلمون بالعربية
ول يفهمون لغة العرب ً،وأيضا حماية العقيدة السلمية من كيد الملحدين ً،والدفاع عن القرآن بالكشف
عن أضاليل المبيشرين الذين عمدوا إلى ترجمة القرآن ترجمة حشوها بعقائد زائفة وتعاليم فاسدةً،
لييظهروا القرآن لمن لم يعرف لغته فى صورة تنفر منه وتصد عنه ً،وكثيرا ما علت الصوات بالشكوى
من هذه التراجم الفاسدة ً،لهذا نرى أن نذكر الشروط التى يجب أن تتوفر ويتراعى ً،لتكون الترجمة
التفسيرية ترجمة صحيحة مقبولة ً،وإليك هذه الشروط:
أولل -أن تكون الترجمة على شريطة التفسير ً،ل ييعرويل عليها إل إذا كانت مستممدة من الحاديث
النبوية ً،وعلوم اللغة العربية ً،والصول المقررة فى الشريعة السلمية ً،فل بد للمترجم من اعتماده فى
استحضار معنى الصل على تفسير عربى مستممد من ذلك ً،أما إذا استقل برأيه فى استحضار معنى
القرآن ً،أو اعتمد على تفسير ليس مستممدا من تلك الصول ً،فل تجوز ترجمته ول ييعتد بها ً،كما ل ييعتد
بالتفسير إذا لم يكن مستممدا من تلك المناهل ً،معتمدا على هذه الصول.
ثانيا -أن يكون المترجم بعيدا عن الميل إلى عقيدة زائفة تخالف ما جاء به القرآن ً،وهذا شرط فى
المفيسر أيضا؛ً فإنه لو مال واحد منهما إلى عقيدة فاسدة لتسرلطت على تفكيره ً،فإذا بالمفرسر وقد يفيسر
طبقا لهواه ً،وإذا بالميترمجم وقد يتهررجم وفقا لميوله ً،وكلهما يبعد بذلك عن القرآن وهداه.
ثالثا -أن يكون المترجم عالما بلغتين -المترجم منها والمترمجم إليها ً،خبيرا بأسرارهما ً،يعلم جهة
الوضع والسلوب والدللة لكل منهما.
رابعا -أن يكتبا لقرآن أولل ً،ثم يؤتى بعده بتفسيره ً،ثم يتبع هذا بترجمته التفسيرية حتى ل يتوهم متوهم
أن هذه الترجمة ترجمة حرفية للقرآن.
هذه هى الشروط التى يجب مراعاتها لمن يريد أن ييفيسر القرآن بغير لغته ً،تفسيرا يسلم من كل نقد
ييورجه ً،وعيب ييلتممس.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) المقدمة ( ضمن العنوان ) هل تفسير
القرآن من قبيل التصورات ..أو من قبيل التصديقات (
اختلف العلماء فى علم التفسير :هل هو من قبيل التصورات أو من قبيل التصديقات؟ فذهب بعضهم إلى
أنه من قبيل التصورات .لن المقصود منه تصور معانى ألفاظ القرآن ً،وذلك كله تعاريف لفظيه ً،وقد
صررح بهذا الحكيم على المطرول حيث قال" :وما قالوا من أن لكل علم مسائل فإنما هو فى العلوم
الحكمية ً،وأما العلوم الشرعية والدبية فل يتأتى فى جميعها ذلك ً،فإن علم اللغة ليس إل ذكر اللفاظ
ومفهوماتها ً،وكذلك التفسير والحديث".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وذهب السيد :إلى أن التفسير من قبيل التصديقات ً،لنه يتضمن الحكم على اللفاظ بأنها مفيدة لهذه
المعانآ ً،وعلى هذا يكون التفسير عبارة عن مسائل جزئية ً،مثل قولنا} :مياأمسيمها ٱلرنايس{ُ ]خطاب لهل مكةً،
و }ميا أمسيمها ٱرلرذيمن آممينيوها{ُ خطاب لهل المدينة ً،والسم ً،معناه :الدال على المسمى ً،وال ً،معناه :الذات
القدس ً،والرحمن ً،معناه :الحسن ...وغير ذلك ً،ول شك أن هذه قضايا جزئية.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الباب الول :المرحلة الولى
للتفسير ..أو التفسير فى عهد النبى صلى ال عليه وسلم وأصحابه ( ضمن العنوان ) فهم النبى صلى
ال عليه وسلم والصحابة للقرآن (
*تمهيد:
نزل القرآن الكريم على نبى أييمى ً،وقوم أييميين ً،ليس لهم إل ألسنتهم وقلوبهم ً،وكانت لهم فنون من القول
يذهبون فيها مذاهبهم ويتواردون عليها ً،وكانت هذه الفنون ل تكاد تتجاوز ضروبا من الوصف ً،وأنواعا
ل على ل مما يجرى هذا المجرى ً،وكان كلمهم مشتم ل من الحمكم ً،وطائفة من الخبار والنساب ً،وقلي ل
الحقيقة والمجاز ً،والتصريح والكناية .واليجاز والطناب.
وجربا على سسرنة ال تعالى فى إرسال الرسل ً،نزل القرآن بلغة العرب وعلى أساليبهم فى كلمه} :موممآ
ل ربرلمسارن مقهورمره رليمبيمن مليههم{ُ ..فألفاظ القرآن عربية ً،إل ألمفاظا قليللة ً،اختلفت فيها أنظار أمهرمسهلمنا رمن رريسوهَل إر ر
العلماء ً،فمن قائل :إنها يعيربت ويأرخذت من لغات أخرى ً،ولكن العرب هضمتها وأجرت عليها قوانينها
فصارت عربية بالستعمال .ومن قائل :إنها عربية بحتة ً،غاية المر أنها مما تواردت عليه اللغاتً،
وعلى ركل القولين فهذه اللفاظ ل يتخررج القرآن عن كونه عربيا.
استعمل القرآن فى أسلوبه الحقيقة والمجاز ً،والتصريح والكناية ً،واليجاز والطناب ً،وعلى نمط العرب
فى كلمهم .غير أن القرآن يعلو على غيره من الكلم العربى ً،بمعانيه الرائعة التى افترن بها فى غير
مذاهبهم ً،ونزع منها إلى غير فنونهم ً،تحقيقا لعجازه ً،ولكونه من لدن حكيم عليم.
***
*فهم النبى صلى ال عليه وسلم والصحابة للقرآن:
ل ً،إذ تكفل ال تعالى له بالحفظ والبيان: وكان طبيعيا أن يفهم النبى صلى ال عليه وسلم جملة وتفصي ل
}إررن معملهيمنا مجهممعيه مويقهرآمنيه * مفرإمذا مقمرهأمنايه مفٱِرتربهع يقهرآمنيه *يثرم إررن معملهيمنا مبميامنيه{ُ ً،كما كان طبيعيا أن يفهم أصحاب
ل ً،ومعرفة النبى صلى ال عليه وسلم القرآن فى جملته ً،أى بالنسبة لظاهره وأحكامه ً،أما فهمه تفصي ل
دقائقا باطنه ً،بحيث ل يغيب عنهم شاردة ول واردة ً،فهذا غير ميسور لهم بمجرد معرفتهم للغة القرآنً،
بل ل بد لهم من البحث والنظر والرجوع إلى النبى صلى ال عليه وسلم فيما يشكل عليهم فهمه ً،وذلك
لن القرآن فيه المجمل ً،والمشكل ً،والمتشابه ً،وغير ذلك مما ل بد فى معرفته من أمور يأخرى ييرجمع
إليها.
ول أظن الحقا مع ابن خلدون حيث يقول فى مقدمته" :إن القرآن نزل بلغة العرب ً،وعلى أساليب
بلغتهم ً،فكانوا كلهم يفهمونه ويعلمون معانيه فى مفرداته وتراكيبه" ً،نعم ل أظن الحقا معه فى ذلكً،
لن نزول القرآن بلغة العرب ل يقتضى أن العرب كلهم كانوا يفهمونه فى مفرداته وتراكيبه ً،وأقرب
دليل على هذا ما نشاهده اليوم من الكتب المؤملفة على اختلف لغاتها ً،وعجز كثير من أبناء هذه اللغات
عن فهم كثير مما جاء فيها بلغتهم ً،إذ الفهم ل يتوقف على معرفة اللغة وحدها ً،بل ل بد لمن يفتش عن
المعانى ويبحث عنها من أن تكون له موهبة عقلية خاصة ً،تتناسب مع درجة الكتاب وقوة تأليفه.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
***
*تفاوت الصحابة فى فهم القرآن:
ولو أننا رجعنا إلى عهد الصحابة لوجدنا أنهم لم يكونوا فى درجة واحدة بالنسبة لفهم معانى القرآن ً،بل
تفاوتت مراتبهم ً،وأشكل على بعضهم ما ظهر لبعضِ آخر منهم ً،وهذا يرجع إلى تفاوتهم فى القوة
العقلية ً،وتفاوتهم فى معرفة ما أحاط بالقرآن من ظروف وملبسات ً،وأكثر من هذا ً،أنهم كانوا ل
يتساوون فى معرفة المعانى التى يوضعت لها المفردات ً،فمن مفردات القرآن ما خفى معناه على بعضِ
ضهير فى هذا ً،فإن اللغة ل يحيط بها إل معصوم ً،ولم يردع أحد أن كل فرد من أيرمة الصحابة ً،ول م
يعرف جميع ألفاظ لغتها.
ومما يشهد لهذا الذى ذهبنا إليه ً،ما أخرجه أبو عبيدة فى الفضائل عن أنس" :أن عمر بن الخطاب قرأ
الب؟ .ثم رجع إلى نفسه فقال :إن هذا على المنبر} :مومفاركمهلة موأمسبا{ُ ..فقال :هذه الفاكهة قد عرفناها ً،فما ر
لهو التكلف يا عمر" .وما روى من أن عمر كان على المنبر فقرأ} :أمهو ميهأيخمذيههم معملـى متمخسوهَف{ُ ..ثم سأل
عن معنى التخوف ً،فقال له رجل من هذيل :التخسوف عندنا التنقص ً،ثم أنشده:
*متمخرومف الرريحيل منها تارمكا مقرردا * كما متمخرومف يعومد النبعرة الرسرفين*
وما أخرجه أبو عبيدة من طريقا مجاهد عن ابن عباس قال" :كنت ل أدرى ما }مفارطرر ٱلرسمماموارت{ُ حتى
أتانى أعرابيان يتخاصمان فى بئر ً،فقال أحدهما :أنا فطرتها ً،والخر يقول :أنا ابتدأتها".
لب" ومعنى "التمخسوف" ويسأل عنهما غيره ً،وابن عباس فإذا كان عمر بن الخطاب يخفى عليه معنى "ا م ر
-وهو ترجمان القرآن -ل يظهر له معنى "فاطر" إل بعد سماعها من غيره ً،فكيف شأن غيرهما من
ل -أن يعلموا من الصحابة؟ ل شك أن كثيرا منهم كانوا يكتفون بالمعنى الجمالى للية ً،فيكفيهم -مث ل
قوله تعالى} :مومفاركمهلة موأمسبا{ُ أنه تعداد للرنعمم التى أنعم ال بها عليهم ً،ول يلزمون أنفسهم بتفهم معنى الية
ل ما دام المراد واضحا جليا. تفصي ل
وماذا يقول ابن خلدون فيما رواه البخارى ً،من أن عدى بن حاتم لم يفهم معنى قوله تعالى} :مويكيلوها
للهسمورد رممن ٱهلمفهجرر{ُ ..وبلغ من أمره أن أخذ عقا ل ضِ رممن ٱهلمخهيرط ٱ م موٱهشمريبوها محرتـى ميمتمبريمن لميكيم ٱهلمخهييط ٱ م
لهبمي ي
أبيضِ وعقا لل أسود ً،فلما كان بعضِ الليل ً،نظر إيهما فلم يستبينا ً،فلما أصبح أخبر الرسول بشأنهً،
فعررضِ بقلة فهمه ً،وأفهمه المراد.
الحقا أن الصحابة -رضوان ال عليهم أجمعين -كانوا يتفاوتون فى القدرة على فهم القرن وبيان
معانيه المرادة منه ً،وذلك راجع -كما تقردم -إلى اختلفهم فى أدوات الفهم ً،فقد كانوا يتفاوتون فى
العلم بلغتهم ً،فمنهم من كان واسع الطلع فيها ميلما بغريبها ً،ومنهم دون ذلك ً،ومنهم ممن كان يلزم
النبى صلى ال عليه وسلم فيعرف من أسباب النزول ما ل يعرفه غيره ً،أضف إلى هذا وذاك أن
الصحابة لم يكونوا فى درتهم العلمية ومواهبهم العقلية سواء ً،بل كانوا مختلفين فى ذلك اختلفا عظيما.
قال مسروقا" :جالست أصحاب محمد صلى ال عليه وسلم فوجدتهم كالخاذ -يعنى الغدير -فالخاذ
يروى الرجل ً،والخاذ يروى الرجلين ً،والخاذ يروى العشرة ً،والخاذ يروى المائة ً،والخاذ لو نزل
به أهل الرضِ لصدرهم".
هذا ..وقد قال ابن قتيبة -وهو ممن تقردم على ابن خلدون يقرون " : -إن العرب ل تستوى فى
المعرفة بجميع ما فى القرآن من الغريب والمتشابه ً،بل إن بعضها يفضل فى ذلك على بعضِ" .ويظهر
أن ابن خلدون قد شعر بذلك فصررح به فيما أورده بعد عبارته السابقة بقليل حيث قال" :وكان النبى
صلى ال عليه وسلم ييبيين المجمل ً،وييمييز الناسخْ من المنسوخ ً،وييعيرفه أصحابه فعرفوه وعرفوا سبب
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
نزول اليات ومقتضى الحال منها منقول عنه" ..وهذا تصريح منه بأن العرب كان ل يكفيهم فى معرفة
معانى القرآن معرفتهم بلغته ً،بل كانوا فى كثير من الحيان بحاجة إلى توقيف من الرسول صلى ال
عليه وسلم.
***
مصادر التفسير فى هذا العصر
كان الصحابة فى هذا العصر يعتمدون فى تفسيرهم للقرآن الكريم على أربعة مصادر:
الول :القرآن الكريم.
الثانى :النبى صلى ال عليه وسلم.
الثالث :الجتهاد وقوة الستنباط.
الرابع :أهل الكتاب من هذه المصادر الربعة فنقول:
*المصدر الول -القرآن الكريم:
الناظر فى القرآن الكريم يجد أنه قد اشتمل على اليجاز والطناب ً،وعلى الجمال والتبيين ً،وعلى
الطلقا والتقييد ً،وعلى العموم والخصوص .وما يأورجمز فى مكان قد يهبسمط فى مكان آخر ً،وما أيهجرممل
فى موضع قد ييبرين فى موضع آخر ً،وما جاء مطلقا فى ناحية قد يلحقه التقييد فى ناحية أخرى ً،وما كان
عاما فى آية قد يدخله التخصيص فى آية يأخرى.
ولهذا كان ل بد لمن يعترضِ لتفسير كتاب ال تعالى أن ينظر فى القرآن أولل ً،فيجمع ما تكرر منه فى
موضوع واحد ً،ويقابل اليات بعضها ببعضِ ً،ليستعين بما جاء مسهمبا على معرفة ما جاء مومجزا ً،وبما
ل ً،وليحمل اليمهطملقا على المقريد ً،والعام على الخاص ً،وبهذا يكون قد جاء يمبرينا على فهم ما جاء يمجهم ل
فس رر القرآن بالقرآن ً،وفهم مراد ال بما جاء عن ال ً،وهذه مرحلة ل يجوز لحد مهما كان أن يعرضِ
عنها ً،ويتخطاها إلى مرحلة أخرى ً،لن صاحب الكلم أدرى بمعانى كلمه ً،وأعرف به من غيره.
وعلى هذا ً،فمن تفسير القرآن بالقرآن :أن ييشرح ما جاء مومجزا فى القرآن بما جاء فى موضع آخر
يمهسمهبا ً،وذلك كقصة آدم وإبليس ً،جاءت مختصرة فى بعضِ المواضع ً،وجاءت يمهسمهبة مطرولة فى
صلة فى موضع آخر ً،وكقصة موسى وفرعون ً،جاءت يمومجزة فى بعضِ المواضع ً،وجاءت يمهسهمبة يمف ر
موضع آخر.
ومن تفسير القرآن بالقرآن :أن ييحمل المجممل على المبرين رلييفرسر به ً،وأمثلة ذلك كثيرة فى القرآن ً،فمن
ضِ ٱرلرذيِ ميرعيديكهم{ُ بأنه صهبيكهم مبهع ي
صاردقا ي ر ذلك تفسير قوله تعالى فى سورة غافر الية ]} :[28مورإن مييك م
ضِ ٱرلرذيِ العذاب الدنى اليمعرجل فى الدنيا ً،لقوله تعالى فى آخر هذه السورة آية ]} :[77مفـرإرما ينررميرنمك مبهع م
منرعيديههم أمهو منمتمورفميرنمك مفرإلمهيمنا يهرمجيعومن{ُ ..ومنه تفسير قوله تعالى فى سورة النساء آية ]} :[27مويررييد ٱرلرذيمن
ل معرظيما{ُ بأهل الكتاب لقوله تعالى فى السورة نفسها آية ]} :[44أملمهم متمر ميرتربيعومن ٱلرشمهموارت مأن مترمييلوها ممهي ل
ضسلوها ٱلرسربيمل{ُ ..ومنه قوله تعالى فى للممة مويررييدومن مأن مت ر
ضمصيبا يممن ٱهلركمتارب ميهشمتيرومن ٱل ر إرملى ٱرلرذيمن يأويتوها من ر
ل مرربمناسورة البقرة آية ]} :[37مفمتملرقـى مءامديم رمن رريبره مكرلمماهَت{ُ فرسرتها الية ] [23من سورة العراف} :مقا م
مظلمهممنآ مأنيفمسمنا مورإن لرهم متهغرفهر لممنا مومتهرمحهممنا لممنيكومنرن رممن ٱهلمخارسرريمن{ُ ..ومنه قوله تعالى فى سورة النعام آية ]
صاير{ُ فرسرتها آية} :إرلمـى مريبمها منارظمرفة{ُ الية ] [23من سورة القيامة .ومنه قوله ل يتهدرريكيه ٱ م
لهب م } :[103ر
ل مما يهتملـى معملهييكهم{ُ ..فسرتها آية }يحيرممهت ي م
لهنمعام إر ر ي ر مي
تعالى فى سورة المائدة آية ]} :[1أرحلهت لكهم مبرهيممة ٱ ر
معلمهييكيم ٱهلممهيمتية{ُ الية ] [3من السورة نفسها.
ومن تفسير القرآن بالقرآن حمل اليمهطلقا على اليمقريد ً،والعام على الخاص ً،فمن الول :ما نقله الغزالى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
عن أكثر الشافعية من حمل اليمهطملقا على اليمقريد فى صورة اختلف الحكمين عند اتحاد السبب ً،ومرثمل له
بأية الوضوء والتيمم ً،فإن اليدى يمقريدة فى الوضوء بالغاية فى قوله تعالى فى سورة المائدة آية ]:[6
}فٱِهغرسيلوها يويجومهيكهم موأمهيردمييكهم إرملى ٱهلمممرارفرقا{ُ ..ومطلقة فى التيمم فى قوله تعالى فى الية نفسها} :مفٱِهممسيحوها
ربيويجورهيكهم موأمهيردييكهم يمهنيه{ُ ..فقيدت فى التيمم بالمرافقا أيضا ً،ومن أمثلته أيضا عند بعضِ العلماء :آية
المظمهار مع آية القتل ً،ففى كرفارة المظمهار يقول ال تعالى فى سورة المجادلة آية ]} :[3مفمتهحرريير مرمقمبهَة{ُ..
وفى كرفارة القتل ً،يقول فى سورة النساء آية ]} :[92مفمتهحرريير مرمقمبهَة سمهؤرممنهَة{ُ ..فييحمل المطلقا فى الية
على اليمقريد فى الية الثانية ً،بمجرد ورود اللفظ المقيد من غير حاجة إلى جامع عند هذا البعضِ من
العلماء.
ومن الثانى :نفى اليخرلة والشفاعة على جهة العموم فى قوله تعالى} :ـيمأسيمها ٱرلرذيمن آممينيوها أمهنرفيقوها رمرما مرمزهقمنايكم
ل مشمفامعفة موٱهلمكارفيرومن يهيم ٱلرظارليمومن{ُ ..وقد استثنى ال المتقين ل يخلرفة مو م يمن مقهبرل مأن ميهأرتمي ميهوفم ر
ل مبهيفع رفيره مو م
ل ٱهليمرترقيمن{ُ ..واستثنى ما أذن فيه من ضِ معيدوو إر ر ليء ميهومرئهَذ مبهع ي
ضيههم رلمبهع هَ من نفى الخلة فى قوله} :ٱ م
لرخ ر
ل رمن مبهعرد مأن ميهأمذمن ٱللريه رلممن ميمشآيء ل يتهغرني مشمفامعيتيههم مشهيئا إر ر الشفاعة بقوله} :مومكهم يمن رمملهَك رفي ٱلرسمماموارت م
ص بمثل قوله: ص ي ضـى{ُ ..ومثل قوله تعالى} :ممن ميهعممهل يسيولءا يهجمز ربره{ُ ..فإن ما فيها من عموم خ ي موميهر م
صيمبهَة مفربمما مكمسمبهت أهيردييكهم موميهعيفوها معن مكرثيهَر{ُ ..ومن تفسير القرآن بالقرآن :الجمع بين م صامبيكهم يمن سم ر }موممآ أم م
ما ييتوهم أنه مختلف ً،كخلقا آدم من تراب فى بعضِ اليات ً،ومن طين فى غيرها ً،ومن حمأ مسنونً،
ومن صلصال ً،فإن هذا ذكر للطوار التى ممرر بها آدم من مبدأ خلقه إلى نفخْ الروح فيه.
ومن تفسير القرآن بالقرآن :حمل بعضِ القراءات على غيرها ً،فبعضِ القراءات تختلف مع غيرها فى
اللفظ وتتفقا فى المعنى ً،فقراءة ابن مسعود رضى ال عنه" :أو يكون لك بيبت من ذهب" تفيسر لفظ
الزخرف فى القراءة المشهورة} :أمهو مييكومن لممك مبهيفت يمن يزهخيرهَف{ُ ..وبعضِ القراءات تختلف مع غيرها
ل قوله تعالى} :ـيمأسيمها ٱرلرذيمن فى اللفظ والمعنى ً،وإحدى القراءتين يتعيين المراد من القراءة الخرى ً،فمث ل
لرة رمن ميهورم ٱهليجيممعرة مفٱِهسمعهوها إرملـى رذهكرر ٱللرره{ُ ..وفرسرتها القراءة الخرى" :فامضوا إلى صم آممينيوها إرمذا ينوردميِ رلل ر
ذكر ال" ً،لمن الس معى عبارة عن المشى السريع ً،وهو وإن كان ظاهر اللفظ إل أن المراد منه مجرد
الذهاب.
وبعضِ القراءات تختلف بالزيادة والنقصان ً،وتكون الزيادة فى إحدى القراءتين مفيسرة للمجمل فى
لالقراءة التى ل زيادة فيها ً،فمن ذلك :القراءة المنسوبة لبن عباس" :ليس عليكم يجنافح أن تبتغوا فض ل
من ربكم فى مواسم الحج" ..فرسرت القراءة الخرى التى ل زيادة فيها ً،وأزالت الشك من قلوب بعضِ
الناس الذين كانوا يتحررجون من الصفقا فى أسواقا الحج ..والقراءة المنسوبة لسعد بن أبى وقاص" :وإن
كان رجل يورث كللة أو امرأة وله أخ أو أخت من أم فلكل واحد منهما اليسيدس" ..فرسرت القراءة
الخرى التى ل تعرضِ فيها لنوع الخوة.
وهنا تختلف أنظار العلماء فى مثل هذه القراءات فقال بعضِ المتأخرين :إنها من أوجه القرآن ً،وقال
غيرهم :إنها ليست قرآنا ً،بل هى من قبيل التفسير ً،وهذا هو الصواب :لن الصحابة كانوا يفيسرون
القرآن ويرون جواز إثبات التفسير بجانب القرآن فظنها بعضِ الناس -لتطاول الزمن عليها -من
أوجه القراءات التى صرحت عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ورواها عنه أصحابه.
ومما يؤيد أن القراءات مرجع مهم من مراجع تفسير القرآن بالقرآن ً،ما روى عن مجاهد أنه قال" :لو
كنيت قرأيت قراءة ابن مسعود قبل أن أسأل ابن عباس ما احتجيت أن أسأله عن كثير مما سألته عنه".
هذا هو تفسير القرآن بالقرآن ً،وهو ما كان يرجع إليه الصحابة فى تعرف بعضِ معانى القرآن ً،وليس
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل آليا ل يقوم على شيء من النظر ً،وإنما هو عمل يقوم على كثير من التدبر والتعقل ً،إذ ليس هذا عم ل
حمل المجمل على المبين ً،أو المطلقا على المقيد ً،أو العام على الخاص ً،أو إحدى القراءتين على
الخرى بالمر الهين الذى يدخل تحت مقدور كل إنسان ً،وإنما هو أمر يعرفه أهل العلم والنظر خاصة.
ومن أجل هذا نستطيع أن نوافقا الستاذ جولدزيهر على ما قاله فى كتابه "المذاهب السلمية فى تفسير
القرآن" من أن" :المرحلة الولى لتفسير القرآن والنواة التى بدأ بها ً،تتركز فى القرآن نفسه وفى
نصوصه نفسها .وبعبارة أوضح :فى قراءته ً،ففى هذه الشكال المختلفة ً،نستطيع أن نرى أول محاولة
للتفسير" ..نعم نستطيع أن نوافقه على أن المرحلة الولى للتفسير تتركز فى القرآن نفسه على معنى رد
متشابهه إلى محكمه ً،وحمل مجمله على مبينه ً،وعامه على خاصه ً،ومطلقه على مقيده ..إلخْ ً،كما
تتركز فى بعضِ قراءاته المتواترة .وما كان من قراءات غير متواترة فل ييعرويل عليها باعتبارها قرآناً،
وإن يع يول على بعضِ منه باعتبارها تفسيرا للنص القرآنى ً،نعم ..نستطيع أن نوافقه على هذا إن أرادهً،
ولكن ل نستطيع أن نوافقه على ما يرمى إليه من إلحاد فى آيات ال ً،وما يهدف إليه من اتهام المسلمين
بالتساهل فى قبول القراءات ً،وذلك حيث يقول فى صحفه ) (2 ً، 1من الكتاب نفسه" :وقد تسامح
المسلمون فى هذه القراءات واعترفوا بها جميعا على قدم المساواة بالرغم مما قد يفرضِ من أن ال
تعالى قد أوحى بكلمه كلمة كلمة وحرفا حرفا ً،وأن مثله من الكلم المحفوظ فى اللوح والذى تنرزل به
الممملك على الرسول المختار يجب أن يكون على شكل واحد وبلفظ واحد" اهـ.
كما ل نستطيع أن نوافقه على ما نسبه إلى الصحابة ً،من أنهم هم الذين أحدثوا هذه القراءات جميعاً،
ونفى كونها من كلم ال ً،وعرلل ما ذهب إليه بعلل واهية ل تقوم إل على أوهام تخيلها فظنها حقائقاً،
وذلك حيث يقول فى صفحه ) (6بعد أن ساقا هذه الية} :إررنآ أمهرمسهلمنامك مشارهدا مويممبيشرا مومنرذيرا * لييتهؤرمينوها
ل من "وتعزروه" ل{ُ ..قال" :قرأ بعضهم بد ل صي ل ربٱِلرلره مومريسورلره مويتمعيزيرويه مويتمويقيرويه مويتمسيبيحويه يبهكمرلة موأم ر
بالراء" :وتعززوه" بالزاى ً،من العزة والتشريف ً،وإنى أرى فى النتقال من تلك القراءة إلى هذه القراءة
-وإن كنت ل أجزم بذلك -أن شيئا من التفكير فى تصور أن ال قد ينتظر مساعدة من النسان قد
دعا إلى ذلك ً،حقا إنه قد جاءت فى القرآن آيات بهذا المعنى -سورة الحج ] [40ومحمد ] [7والحشر ]
[8وغيرها -مبهيد أن اللفظ المستعمل فى هذه اليات -وهو "نصر" -يقوم على أساس أخلقى
وتهذيبى ً،وليس كالتعبير بلفظ "عرزر" وهى الكلمة المتفقة مع اللفظ العبرى "عزار" ً،والتعبير بـ "عرزر"
تعبير حاد يقوم على أساس من المساعدة المادية" اهـ.
فهذا الكاتب دفعه إلى رأيه الذى رآه ولم يقطع به كما هى عادته ً،جهله بأساليب العرب وأفانينها فى
البلغة ً،فالعرب ل يفهمون من قوله تعالى} :مويتمعيزيرويه{ُ -بالراء -معنى النصرة المادية ً،بل أول ما
تصل هذه الكلمة إلى أسماعهم يعلمون مأن ال يريد منهم نصر دينه ونصر رسوله ً،وكثر من مثل هذه
العبارات وارد فى القرآن ً،وما ذكره من التفرقة بين لفظ" :نصر" ولفظ" :عرزر" من أن الول يقوم على
أساس أخلقى تهذيبى ً،والثانى يقوم على أساس من المساعدة المادية ً،ل يقوم على أساس من الفقه
اللغوى.
ويقول الكاتب فى صفحة ) (20 - 19من الكتاب نفسه" :وأحب أن أهتم هنا ببعضِ ما ذكرته من هذه
القراءات ً،لما فيه من طابع خاص ذى مبادئ جوهرية ً،فبعضِ هذه الختلفات ترجع أسبابها إلى
الخوف من أن يتنسب إلى ال ورسوله عبارات قد يلحظ فيها بعضِ أصحاب وجوه النظر الخاصة بما
يمس الذات اللهية العالية إلى الرسول ً،أو مما يرى أنه غير لئقا بالمقام .وهنا تغيرت القراءات من
هذه الناحية بسبب هذه الفكار التنزيهية" ..ثم ضرب لذلك أمثلة فقال" :ففى سورة آل عمران آية ]:[18
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لرئمكية موأيهويلوها ٱهلرعهلرم{ُ ..فقد فهم أن هناك ما يصطدم بشهادة ال نفسه ل يهمو موٱهلمم م
ل إرملــمه إر ر }مشرهمد ٱللريه أمرنيه م
على قدم المساواة مع الملئكة ويأولى العلم فقرأ بعضهم" :شهداء ال :أنه ل إله إلا هو والملئكة ويأولوا
العلم" اهـ.
والمتأمل أدنى تأمل أن هذا الوهم الذى اردعى حصوله من القراءة الولى ل يمكن أن يدور بخلد عاقلً،
ولم نر أحدا من العلماء خطر له هذا اليهام ً،فشهادة ال مع الملئكة ل غبار عليها ً،ول تفيد مساواته
لمن يذركروا معه.
ويقول فى صفحة :وفى سورة العنكبوت آيتى ]} :[3 - 2أممحرسمب ٱلرنايس مأن يهتمريكيوها مأن مييقويليوها آممرنا مويههم
صمديقوها مولمميهعلمممرن ٱهلمكارذربيمن{ُ ..فقوله تعالى: ل يهفمتينومن * مولممقهد مفمترنا ٱرلرذيمن رمن مقهبرلرههم مفلمميهعلمممرن ٱللريه ٱرلرذيمن م م
}مفلمميهعلمممرن{ُ قد يوحى إلى النفس أن ال قد علم ذلك أولل عند الفتنة كأنه لم يكن يعلم بذلك فى الزلً،
ويظهر أن مثل هذا الظن قد أردى إلى قراءة على والزهرى" :مفليهعرلممرن" من العلم ً،بمعنى :فليمعيرمفرن الي
الناس أخلقا هؤلء وهؤلء ً،أو بمعنى لميرسممرنهم بعلمة ييعرفون بها ً،من بياضِ الوجوه وسوادها ً،وكحل
العيون وزرقتها .وزرقة العيون عند العرب علمة على القبح والغدر ً،وأحيانا على الحسد" ا هـ.
وللرد على هذا نقول :إن ال تعالى ل يعلم الشيء موجودا إل بعد وجوده ً،فتعلقا علمه بالحادث باعتبار
أنه حدث حادث ً،وهذا ل ينافى كونه عالما من الزل بالشئ قبل وقوعه ً،فالكاتب ظن أن العلم المترتب
على الفتنة هو العلم الزلى ً،ونسى علم النكشاف والظهور ً،فبنى على هذا أن ممن قرأ" :فلييعرلمن" من
العلم ً،قرأ بها فرارا مما تفيده القراءة الولى ً،وهذا قول باطل ً،ول يخفى على صحابة رسول ال
صلى ال عليه وسلم أن فتنة ال لمن يشاء من عباده ً،يراد منها أن ييظهر للناس فى الخارج ما اشتمل
عليه علمه من الزل ً،فكيف ييعقل أنهم عدلوا عن قراءة "فلميعملمن" من العلم إلى قراءة "فلييعرلمن" من
العلم لمجرد هذا الوهم الباطل؟ ..الرلهم إن الكاتب ل يريد إل أن يوقع فى أذهان الناس أن القرآن كان
يعهرضه للتبديل والتحريف من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم.
وقد ساقا الكاتب أمثلة كثيرة فى كتابه ً،كلها من هذا القبيل ولهذا الغرضِ بدون أن ييفيرقا بين قراءة
متواترة وقراءة شاذة ً،ولو أنه علم ما اشترطه المسلمون لصحة القراءة وقبولها من تواترها عن صاحب
الرسالة .أو صحة السند وموافقة العربية وموافقة الرسم العثمانى ً،لما صار إلى هذا الرأى الباطل ً،ولما
نسب إلى الصحابة رضوان ال عليهم مثل هذا التحريف والتبديل فى كتاب ضمن ال حفظه فقال} :إررنا
منهحين منرزهلمنا ٱليذهكمر موإررنا لميه لممحارفيظومن{ُ.
***
*المصدر الثانى -النبى صلى ال عليه وسلم:
المصدر الثانى الذى كان يرجع إليه الصحابة فى تفسيرهم لكتاب ال تعالى هو رسول ال صلى ال
عليه وسلم ً،فكان الواحد منهم إذا أشكلت عليه آية من كتاب ال ً،رجع إلى رسول ال صلى ال عليه
وسلم فى تفسيرها ً،فيبين له ما خفى عليه ً،لن وظيفته البيان ً،كما أخبر ال عنه بذلك فى كتابه حيث
قال}" :موأمهنمزهلمنا إرملهيمك ٱليذهكمر رليتمبيمن رللرنارس مما ينيزمل إرملهيرههم موملمعلريههم ميمتمفركيرومن{ُ ..وكما منربمه على ذلك مرسول ال
صلى ال عليه وسلم فيما رواه أبو داود بسنده إلى الرسول صلى ال عليه وسلم أنه قالك "أل وإني
يأوتي يت الكتاب ومثله معه .أل يوشك رجل شبعان على أريكته يقول :عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه
من حلل فأرحسلوه ً،وما وجدتم فيه من حرام فحمررموه" ...الحديث.
والذى يرجع إلى كتب السسرنة يجد أنها قد أفردت للتفسير بابا من البواب التى اشتملت عليها ً،ذكرت فيه
كثيرا من التفسير المأثور عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،فمن ذلك:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ما أخرجه أحمد والترمذى وغيرهما عن عدى بن حبان قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إن
ضالين هم النصارى". المغضوب عليهم هم اليهود ً،وإن ال ر
وما رواه الترمذى وابن حبان فى صحيحه عن ابن مسعود قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم:
"الصلة الوسطى صلة العصر".
وما رواه أحمد والشيخان وغيرهما عن ابن مسعود قال" :لما نزلت هذه الية} :ٱرلرذيمن آممينوها مولمهم ميهلربيسيوها
رإيممامنيههم ربيظهل هَم{ُ .شقا ذلك على الناس فقالوا :يا رسول ال؛ً وأينا ل يظلم نفسه؟ قال" :إنه ليس الذى
تعنون ً،ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح :إن الشرك لظلم عظيم؟ إنما هو الشرك".
وما أخرجه مسلم وغيره عن عقبة بن عامر قال :سمعيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول وهو
على المنبر} :موأمرعسدوها لميههم رما ٱهسمتمطهعيتهم يمن يقروهَة{ُ ..أل وإن القوة الرمى".
على قال" :سألت رسول ال صلى ال عليه وسلم عن يوم الحج الكبر فقال: وما أخرجه الترمذى عن س
"يوم النحر".
وما أخرجه الترمذى وابن جرير عن أيمبسى بن كعب أنه سمع رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول:
}موأمهلمزمميههم مكرلمممة ٱلرتهقموـى{ُ ..قال" :ل إله إلا ال".
وما أخرجه أحمد والشيخان وغيرهما عن عائشة قالت :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم :ممن نوقش
الحساب يعرذب" قلت :أليس يقول ال} :مفمسهومف يمحامسيب رحمسابا ميرسيرا{ُ؟ قال" :ليس ذلك بالحساب ..ولكن
ذلك العرضِ".
وما أخرجه أحمد ومسلم عن أنس قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :الكوثر نهر أعطانيه ربى
فى الجنة".
وغير هذا كثير مما صح عن رسول ال صلى ال عليه وسلم.
**
*الوضع على رسول ال صلى ال عليه وسلم فى التفسير:
ضاع زادوا فى هذا النوع من التفسير كثيرا ً،ونسبوا إلى رسول ال صلى ال غير أن اليق ر
صاص واليو ر
عليه وسلم ما لم يقله ً،وليس أدل على هذا مما أخرجه الحاكم عن أنس أنه قال :يسرئل رسول ال صلى
ال عليه وسلم عن قوله تعالى} :موٱهلمقمنارطيرر ٱهليممقهنمطمررة{ُ فقال" :القناطر ألف أوقية" ً،وما أخرجه أحمد وابن
ماجه عن أبى هريرة :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :القنطار اثنا عشر ألف أوقية".
فمثل هذا التناقص فى مقدار وزن القنطار ً،ل يمكن أن يصدر عن رسول ال صلى ال عليه وسلمً،
ولهذا رد العلماء كثيرا مما ورد من التفسير منسوبا إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،وقد ينرقل عن
المام أحمد أنه قال" :ثلثة ليس لها أصل :التفسير ً،والملحم ً،والمغازى" ومراده من قوله هذا -كما
ينرقل عن المحققين من أتباعه -أن الغالب أنه ليس لها أسانيد صحاح متصلة ل كما استظهره الستاذ
أحمد أمين حيث يقول" :وظاهر هذه الجملة أن الحاديث التى وردت فى التفسير ل أصل لها وليست
بصحيحة ً،والظاهر -كما قال بعضهم -أنه يريد الحاديث المرفوعة إلى النبى صلى ال عليه وسلم
فى التفسير .أما الحاديث المنقولة عن الصحابة فل وجه لنكارها ً،وقد اعترف هو نفسه ببعضها".
وحيث يقول" :إن بعضِ العلماء أنكر هذا الباب بتاتا ً،أعنى أنه أنكر صحة ورود ما يروونه من هذا
الباب ً،فقد روى عن الأمام أحمد أنه قال" :ثلثة ليس لها أصل :التفسير ً،والملحم ً،والمغازى".
نعم ..ليس المر كما استظهره صاحب "ضحى السلم" و "فجر السلم ً،لنه مما ل شك فيه أن النبى
صلى ال عليه وسلم صرحت عنه أحاديث فى التفسير ً،والمام أحمد نفسه معترف بها ً،فكيف ييعقل أن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
المام أحمد يريد من عبارته السابقة نفى الصحة عن جميع الحاديث المرفوعة إلى النبى صلى ال عليه
وسلم فى التفسير؟ -وظنى أن الستاذ أراد بالبعضِ المذكور ً،المحققين من أصحاب المام أحمد ً،غاية
المر أنه حمل كلمهم على غير ما أردوا فوقع فى هذا الخطأ ً،والعجب أنه نقل عن "التقان" فى هامش
فجر السلم )صفحة (245ما استظهرناه من كلم المحققين من أتباع المام أحمد.
واعترف فى فجر السلم )صفحة ً،(245وضحى السلم )الجزء الثانى صفحة :(138بأنه قد صح
عن رسول ال صلى ال عليه وسلم تفسيرات لبعضِ ما يأشكل من القرآن ً،وإن كان قد اضطرب فى
كلمه فجعل ما ورد من التفسير عن رسول ال صلى ال عليه وسلم بالغا حد الكثرة ً،حيث قال فى فجر
السلم )صفحة " :(245وهذا النوع كثير :وردت منه أبواب فى كتب الصحاح الستة ً،وزاد فيه
ضاع كثير" ً،ثم عاد فى ضحى السلم )جزء 2صفحة (138فجعل ما ورد عن اليق ر
صاص واليو ر
الرسول من التفسير بالغا حد الرقرلة حيث قال" :وما روى عن الرسول صلى ال عليه وسلم فى ذلك قليلً،
حتى روى عن عائشة أنها قالت :لم يكن النبى صلى ال عليه وسلم يفيسر شيئا من القرآن إل آيات يتمعدً،
ل عن يمردعاه ولم ييعيقب عليه ً،مع أنه أحال عرلمهرن إياه جبريل" ً،وفاته أن الحديث مطعون فيه ً،فذكره دلي ل
ضح رعرلته ً،وتأروله على فرضِ الصحة كما سنوضح ذلك فيما على الطبرى فى نقل الحديث ً،والطبرى و ر
بعد إن شاء ال تعالى.
**
*هل تناول النبى صلى ال عليه وسلم القرآن كله بالبيان؟
قد يقول قائل :إن ال تعالى يقول فى سورة النحل} :موأمهنمزهلمنا إرملهيمك ٱليذهكمر رليتمبيمن رللرنارس مما ينيزمل إرملهيرههم موملمعلريههم
ميمتمفركيرومن{ُ ..فهل مبريمن لهم بعضه وسكت عن بعضه الخر؟ ً،ثم على أى وجه كان هذا البيان من
الرسول صلى ال عليه وسلم لصحابه؟ .وللجواب عن هذا نقول:
*المقدار الذى برينه رسول ال صلى ال عليه وسلم من القبرآن لصحابه:
اختلف العلماء فى المقدار الذى برينه النبى صلى ال عليه وسلم من القرآن لصحابه :فمنهم ممن ذهب
إلى القول بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم برين لصحابه كل معانى القرآن كما برين لهم ألفاظهً،
وعلى رأس هؤلء ابن تيمية.
ومنهم ممن ذهب إلى القول بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم ييبيين لصحابه من معانى القرآن إل
القليل ً،وعلى رأس هؤلء :اليخوييى والسيوطى ً،وقد استدل كل فريقا على ما ذهب إليه بأدلة نوردها
ليتضح لنا الحقا ويظهر الصواب.
**
*أدلة ممن قال النبى صلى ال عليه وسلم برين كل معانى القرآن:
أول :قوله تعالى} :موأمهنمزهلمنا إرلمهيمك ٱليذهكمر رليتمبيمن رللرنارس مما ينيزمل إرلمهيرههم مولممعلريههم ميمتمفركيرومن{ُ ..
والبيان فى الية يتناول بيان معانى القرآن ً،كما يتناول بيان ألفاظه ً،وقد برين الرسول ألفاظه كلها ً،فل بد
صرا فى البيان الذى يكليمف به من ال. أن يكون قد برين كل معانيه أيضا ً،وإل كان مق ي
ثانيا :ما روى ن أبى عبد الرحمن السلمى أنه قال" :حردثن الذين كانوا ييقرئوننا القرآن ً،كعثمان بن
عفان ً،وعبد ال بن مسعود ً،وغيرهما :أنهم كانوا إذا تعرلموا من النبى صلى ال عليه وسلم عشر آيات
لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل ً،قالوا :فتعرلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا" ً،ولهذا
كانوا يبقون مدة طويلة فى حفظ السورة ً،وقد ذكر المام مالك فى الموطأ :أن ابن عمر أقام على حفظ
"البقرة" ثمان سنوات ً،والذى حمل الصحابة على هذا ً،ما جاء فى كتاب ال تعالى من قوله} :ركمتافب
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
مأنمزهلمنايه إرملهيمك يممبامرفك ليميردربيريوها آميارتره{ُ ..وتدبر الكلم بدون فهم معانميه ل يمكن ً،وقوله} :إررنآ أمهنمزهلمنايه يقهرآنا
صد منه فهم معانيه دون معمرربسيا لرمعلريكهم متهعرقيلومن{ُ ..وعقل الكلم متضمن لفهمه ً،ومن المعلوم أن كل كلم ييق م
مجرد ألفاظه ً،والقرآن أولى بذلك من غيره.
فهذه الثار تدل على أن الصحابة تعرلموا من رسول ال صلى ال عليه وسلم معانى القرآن كلها ً،كما
تعرلموا ألفاظه.
ثالثا :قالوا إن العادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا فى فن من العلم كالطلب أو الحساب ول يستشرحوه ً،فكيف
بكتاب ال الذى فيه عصمتهم ً،وبه نجاتهم وسعادتهم فى الدنيا والخرة؟
رابعا :ما أخرجه المام أحمد وابن ماجه عن عمر رضى ال عنه أنه قال" :من آخر ما نزل آية الرباً،
وإن رسول ال صلى ال عليه وسلم يقبضِ قبل أن ييفيسرها" ً،وهذا يدل بالفحوى على أنه كان ييفيسر لهم
كل ما نزل ً،وأنه إنما لم ييفيسر هذه الية ً،لسرعة موته بعد نزولها ً،وإل لم يكن للتخصيص بها وجه.
**
*أدلة ممن قال بأن النبى صلى ال عليه وسلم لم يبيين لصحابه إل القليل من معانى القرآن:
استدل أصحاب هذا الرأى بما يأتى:
أولل :ما أخرجه البرزار عن عائشة قالت" :ما كان رسول ال صلى ال عليه وسلم ييفيسر شيئا من القرآن
إل آيا بعدد ً،عرلمه إياهمن جبريل".
ثانيا :قالوا :إن بيان النبى صلى ال عليه وسلم لكل معانى القرآن متعذر ً،ول يمكن ذلك إل فى آى
قلئل ً،والعلم بالمراد ييستنبط بأمارات ودلئل ً،ولم يأمر ال نبيه بالتنصيص على المراد فى جميع آياته
لجل أن يتفكر عباده فى كتابه.
ثالثا :قالوا :لو كان رسول ال صلى ال عليه وسلم برين لصحابه كل معانى القرآن لما كان لتخصيصه
ابن عباس بالدعاء بقوله" :الرلهم فقهه فى الدين وعيلمه التأويل" فائدة ً،لنه يلزم من بيان رسول ال صلى
ال عليه وسلم لصحابه كل معانى القرآن استواؤهم فى معرفة تأويله ً،فكيف يخصص ابن عباس بهذا
الدعاء؟
**
*مغالة الفريقين:
وممن يتأمل فيما تقردم من أدلة الفريقين يتضح له أنهما على طرفى نقيضِ .ورأيى أن كل فريقا منهم
مبالغ فى رأيه .وما استدل إليه كل فريقا من الدلة يمكن مناقشته بما يجعله ل ينهضِ يحرجة على
المردعى.
*مناقشة أدلة الفريقا الول:
فاستدلل ابن تيمية وممن معه على رأيهم بقوله تعالى} :رليتمبيمن رللرنارس مما ينيزمل إرلمهيرههم{ُ استدلل غير صحيحً،
لن الرسول -بمقتضى كونه مأمورا بالبيان -كان ييبيين لهم ما أشكل عليهم فهمه من القرآن ً،ل كل
معانيه ً،ما أشكل منها وما لم يشكل.
وأما استدللهم بما روى عن عثمان وابن مسعود وغيرهما من أنهم كانوا إذا تعرلموا من النبى صلى ال
عليه وسلم عشر آيات من القرآن لم يجاوزوها حتى يتعرلموا ما فيها ً،فهو استدلل ل ينتج المدعى ً،لن
غاية ما يفيده ً،أنهم كانوا ل يتجاوزون ما تعرلموه من القرآن حتى يفهموا المراد منه ً،وهو أعم من أن
يفهموه من النبى صلى ال عليه وسلم أو من غيره من إخوانهم الصحابة ً،أو من تلقاء أنفسهن ً،حسبما
يفتح ال به عليهم من النظر والجتهاد.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وأما الدليل الثالث ً،فكل ما يدل عليه :هو أن الصحابة كانوا يفهمون القرآن ويعرفون معانيه ً،شأن أى
كتاب يقرؤه قوم ً،ولكن ل يلزم منه أن يكونوا قد رجعوا إلى النبى فى كل لفظ منه.
وأما الدليل الرابع ً،فل يدل أيضا ً،لن وفاة النبى عليه الصلة والسلم قبل أن ييبيين لهم آية الربا ل تدل
على أنه كان ييبيين لهم كل معانى القرآن ً،فلعل هذه الية كانت مما أشكل على الصحابة ً،فكان ل بد من
الرجوع فيها إلى النبى عليه السلم ً،شأن غيرها من مشكلت القرآن.
**
*مناقشة أدلة الفريقا الثانى:
وأما استدلل أصحاب الرأى الثانى بحديث عائشة ً،فهو استدلل باطل ً،لن الحديث منكر غريب ً،لنه
من رواية محمد بن جعفر الزبيرى ً،وهو مطعون فيه ً،قال البخارى" :ل ييتامبع فى حديثه" ً،وقال الحافظ
أبو الفتح الزدى" :منكر الحديث" ً،وقال فيه ابن جرير الطبرى" :إنه ممن ل ييعرف فى أهل الثار"ً،
وعلى فرضِ صحة الحديث فهو محمول -كما قال أبو حيان -على مغيبات القرآن ً،وتفسيره لمجملهً،
ونحوه مما ل سبيل إليه إل بتوقيف من ال .وفى معناه ما قاله ابن جرير وما قاله ابن عطية.
وأما الدليل الثانى ً،فل يدل أيضا على ندرة ما جاء عن النبى عليه الصلة والسلم فى التفسير ً،إذ أن
دعوة إمكان التفسير بالنسبة ليات قلئل ً،وتعذره بالنسبة للكل غير يمسرلمة ً،وأما ما قيل من أن النبى
صلى ال عليه وسلم لم يؤمر بالتنصيص على المراد فى جميع اليات لجل أن يتفكر الناس فى آيات
القرآن فليس بشيء ً،إذ أن النبى عليه الصلة والسلم مأمور بالبيان ً،وقد يشكل الكثير على أصحابه
فيلزمه البيان ً،ولو يفررضِ -أن القرآن أشكل كله على الصحابة ما كان للنبى عليه الصلة والسلم أن
يمتنع عن بيان كل آية منه ً،بمقتضى أمر ال له فى الية} :موأمهنمزهلمنا إرلمهيمك ٱليذهكمر رليتمبيمن رللرنارس مما ينيزمل
إرلمهيرههم{ُ.
وأما الدليل الثالث ً،فول سرلمنا أنه يدل على أن النبى صلى ال عليه وسلم لم ييفيسر كل معانى القرآن.
فل ينسيلم أنه يدل على أنه فرسر النادر منه كما هو المسدعى.
**
*اختيارنا فى المسألة:
والرأى الذى تميل إليه النفس -بعد أن اتضح لنا مغالة كل فريقا فى دعواه وعدم صلحية الدلة
لثبات اليمردعى -هو أن نتوسط بين الرأيين فنقول :إن الرسول صلى ال عليه وسلم برين الكثير من
معانى القرآن لصحابه ً،كما تشهد بذلك كتب الصحاح ً،ولم ييبيين كل معانى القرآن ً،لن من القرآن ما
استأثر ال تعالى بعلمه ً،ومنه ما يعلمه العلماء ً،ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها ً،ومنه ما ل ييعذر أحد
فى جهالته كما صسرح بذلك ابن عباس فيما رواه عنه ابن جرير ً،قال" :التفسير على أربعة أوجه :وجه
تعرفه العرب من كلمها ً،وتفسير ل ييعذر أحد بجهالته ً،وتفسير تعرفه العلماء ً،وتفسير ل يعلمه إل
ال".
وبدهى أن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم يفيسر لهم ما يرجع فهمه إلى معرفة كلم العرب ً،لن
القرآن نزل بلغتهم ً،ولم يفيسر لهم ما تتبادر الفهام إلى معرفته وهو الذى ل ييعرفه أحد بجهله ً،لنه ل
يخفى على أحد ً،ولم يف يسر لهم ما استأثر ال بعلمه كقيام الساعة ً،وحقيقة الروح ً،وغير ذلك من كل ما
يجرى مجرى الغيوب التى لم ييطلع ال عليها نبيه ً،وإنما فرسر لهم رسول ال صلى ال عليه وسلم بعضِ
المغيبات التى أخفاها ال عنهم وأطلعه عليها وأمره ببيانها لهم ً،وفرسر لهم أيضا كثيرا مما يندرج تحت
القسم الثالث ً،وهو ما يعلمه العلماء يرجع إلى اجتهادهم ً،كبيان المجمل ً،وتخصيص العام ً،وتوضيح
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
المشكل ً،وما إلى ذلك من كل ما خفى معناه والتبس المراد به.
هذا ..وإرن مما يؤيد أن النبى عليه الصلة والسلم لم ييفيسر كل معانى القرآن ً،أن الصحابة رضوان ال
عليهم أجمعين ً،وقع بينهم الختلف فى تأويل بعضِ اليات ً،ولو كان عندهم فيه نص عن رسول ال
صلى ال عليه وسلم ما وقع هذا الختلف ً،أو لرتفع بعد الوقوف على النص.
بقى بعد هذا أن نجيب عن الشقا الثانى من السؤال ً،وهو :على أى وجه كان بيان رسول ال صلى ال
عليه وسلم للقرآن؟ فنقول:
إرن الناظر فى القرآن الكريم والسسرنة النبوية الشريفة يجد فيهما ما يدل على أن رسول ال صلى ال عليه
وسلم وظيفته البيان لكتاب ال ً،أو بعبارة أخرى ً،ما يدل على أن مركز السسرنة النبوية من القرآن ً،مركز
المبيين من المبرين.
فمن القرآن ً،قوله تعالى} :موأمهنمزهلمنا إرلمهيمك ٱليذهكمر رليتمبيمن رللرنارس مما ينيزمل إرلمهيرههم{ُ.
ومن السسرنة ً،ما رواه أبو داود عن المقدام بن معد يكرب ً،عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال:
"أل وإنى أوتييت الكتاب ومثله معه ً،أل يوشك رجل شبعان على أريكته يقول :عليكم بهذا القرآن ً،فما
وجدتم فيه من حلل فأرحسلوه ً،وما وجدتم فيه من حرام مفحيرموه ً،إل ل يحل لكم الحمار الهلى ً،ول كل
ذى ناب من السباع ً،ول لقطة معاهد ً،إل أن يستغنى عنها صاحبها ً،وممن نزل بقوم فعليهم أن يقروهً،
فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل رقراه".
فقوله" :أوتييت الكتاب ومثله معه" معناه أنه أوتى الكتاب وحيا ييتملى ً،ويأوتى من البيان مثله ً،أى يأذمن له
أن ييبيين ما فى الكتاب .فيعم ويخص ً،ويزيد عليه وييشيرع ما فى الكتاب ً،فيكون فى وجوب العمل به
ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن .ويحتمل وجها آخر :وهو أنه يأوتى من الوحى الباطن عن
المتلو ً،مثل ما أعطى من الظاهر المتلو ً،كما قال تعالى فى سورة النجم آيتى ]} :[4 ً،3مومما مينرطيقا معرن
ل موهحفي ييومحـى{ُ.. ٱهلمهموـى * إرهن يهمو إر ر
وأما قوله" :يوشك رجل شبعان "..إلخْ ً،فالمقصود منه التحذير من مخالفة السسرنة التى سرنها الرسول
وليس لها ذكر فى القرآن ً،كما هو مذهب الخوارج والروافضِ الذين تعرلقوا بظاهر القرآن وتركوا السنن
التى ضمنت بيان الكتاب فتحريروا وضسلوا ً،وروى الوزاعى عن حسان بن عطية قال" :كان الوحى
ينزل على رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،ويحضره جبريل بالسسرنة التى تفيسر ذلك" ً،وروى الوزاعى
عن مكحول قال" :القرآن أحوج إلى السسرنة من السسرنة إلى القرآن".
**
*أوجه بيان السسرنة للكتاب:
وإذ قد اتضح لنا من الية والحديث والثار مقدار ارتباط السسرنة بالكتاب ً،ارتباط المبيين فلنيبيين بعد ذلك
أوجه هذا البيان فنقول:
الوجه الول :بيان المجمل فى القرآن ً،وتوضيح المشكل ً،وتخصيص العام ً،وتقييد المطلقا ً،فمن الول:
بيانه عليه الصلة والسلم لمواقيت الصلوات الخمس ً،وعدد ركعاتها ً،وكيفيتها ً،وبيانه لمقادير الزكاةً،
وأوقاتها ً،وأنواعها ً،وبيانه لمناسك الحج .ولذا قال" :خذوا عنى مناسككم" ً،وقال" :صسلوا كما رأيتمونى
يأصيلى".
وقد روى ابن المبارك عن عمران بن حصين أنه قال لرجل" :إنك أحمقا ً،أتجد اليظهر فى كتاب ال
أربعاص ل ييجمهر فيها بالقراءة؟ ثم عردد عليه الصلة ً،والزكاة ً،ونحو ذلك ً،ثم قال :أتجد هذا فى كتاب
ال تعالى يمفرسرا؟ إن كتاب ال تعالى أبهم هذا ً،وإن السسرنة يتفيسر هذا".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ومن الثانى :تفسيره -صلى ال عليه وسلم -للخيط البيضِ والخيط السود فى قوله تعالى} :محرتـى
لهسمورد رممن ٱهلمفهجرر{ُ بأنه بياضِ النهار وسواد الليل. ضِ رممن ٱهلمخهيرط ٱ م ميمتمبريمن لميكيم ٱهلمخهييط ٱ م
لهبمي ي
ومن الثالث :تخصيصه -صلى ال عليه وسلم -الظلم فى قوله تعالى} :ٱرلرذيمن آممينوها مولمهم ميهلربيسيوها رإيممامنيههم
ربيظهلهَم{ُ بالشرك ً،فإن بعضِ الصحابة فهم مأن الظلم مراد منه العموم ً،حتى قال :وأينا لم يظلم نفسه؟ فقال
النبى صلى ال عليه وسلم" :ليس بذلك ً،إنما هو الشرك".
ومن الرابع :تقييده اليد فى قوله تعالى} :مفٱِهقمطيعيوها أمهيردمييهمما{ُ باليمين.
ضآيليمن{ُ بالنصارى. ضورب معملهيرهم{ُ باليهود ً،و }ٱل ر الوجه الثانى :بيان معنى لفظ أو متعلقة ً،كبيان} :ٱهلممهغ ي
وكبيان قوله تعالى} :مولميههم رفيمهآ أمهزموافج سممطرهمرفة{ُ بأنها يمطرهرة من الحيضِ والبزاقا والنخامة ً،وكبيان قوله
تعالى} :موٱهديخيلوها ٱهلمبامب يسرجدا مويقويلوها رحرطفة رنهغرفهر لميكهم مخمطاميايكهم مومسمنرزييد ٱهليمهحرسرنيمن * مفمبردمل ٱرلرذيمن مظلميموها مقهو ل
ل
مغهيمر ٱرلرذيِ رقيمل لميههم{ُ بأنهم دخلوا يزحفون على أستاهم وقالوا :حبة فى شعيرة.
الوجه الثالث :بيان أحكام زائدة على ما جاء فى القرآن الكريم ً،كتحريم نكاح المرأة على عمتها
وخالتها ً،وصدقة الفطر ً،ورجم الزانى المحصن ً،وميراث الجدة ً،والحكم بشاهد ويمين ً،وغير هذا كثير
يوجد فى كتب الفروع.
الوجه الرابع :بيان النسخْ :كأن ييبيين رسول ال صلى ال عليه وسلم أن آية كذا ينرسمخت بكذا ً،أو أن حكم
كذا ينرسخْ بكذا ً،فقوله عليه الصلة والسلم " :ل وصية لوارث" بيان منه أن آية الوصية للوالدين
والقربين منسوخ حكمهها وإن بقيت تلوتها .وحديث" :البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام" بيان منه
لرتي ميهأرتيمن ٱهلمفارحمشمة رمن ينمسآرئيكهم مفٱِهسمتهشرهيدوها معملهيرهرن
أيضا لنسخْ حكم الية ] [15من سورة النساء} :موٱل ر
أمهرمبعلة يمهنيكهم{ُ ..وغير هذا كثير.
الوجه الخامس :بيان التأكيد ً،وذلك بأن تأتى السسرنة موافقة لما جاء به الكتاب ً،ويكون القصد من ذلك
تأكيد الحكم وتقويته .وذلك كقوله عليه الصلة والسلم" :ل يحل مال امرئ مسلم إل بطيب نفس منه"
ل متهأيكلييوها أمهمموامليكهم مبهيمنيكهم ربٱِهلمبارطرل{ُ ..وقوله عليه الصلة والسلم " :اتقوا ال فى فإنه يوافقا قوله تعالى } :م
النساء فإنهن عوان فى أيديكم ً،أخذتموهم بأمانة ال ً،واستحللتم فروجهن بكلمة ال "ً،فإنه موافقا لقوله
تعالى} :مومعارشيرويهرن ربٱِهلممهعيرورف{ُ.
***
*المصدر الثالث من مصادر التفسير فى عصر الصحابة -الجتهاد وقوة الستنباط:
كان الصحابة رضوان ال عليهم أجمعين ً،إذا لم يجدوا التفسير فى كتاب ال ً،ولم يتيسر لهم أخذه عن
رسول ال صلى ال عليه وسلم رجعوا فى ذلك إلى اجتهادهم وإمال رأيهم ً،وهذا بالنسبة لما يحتاج إلى
نظر واجتهاد ً،أما ما يمكن فهمه بمجرد معرفة اللغة العربية فكانوا ل يحتاجون فى فهمه إلى إعمال
ص العرب ً،يعرفون كلم العرب ومناحيهم فى القول ً،ويعرفون اللفاظ النظر ً،ضرورة أنهم من يخلر ر
العربية ومعانيها بالوقوف على ما ورد من ذلك فى الشعر الجاهلة الذى هو ديوان العرب ً،كما يقول
عمر رضى ال عنه.
*أدوات الجتهاد فى التفسير عند الصحابة:
وكثير من الصحابة كان ييفيسر آى القرآن بهذا الطريقا ً،أعنى طريقا الرأى والجتهاد ً،مستعينا على ذلك
بما يأتى:
أولل :معرفة أوضع اللغة وأسرارها.
ثانيا :معرفة عادات العرب.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ثالثا :معرفة أحوال اليهود والنصارى فى جزيرة العرب وقت نزول القرآن.
رابعا :قوة الفهم وسعة الدراك.
فمعرفة أوضاع اللغة العربية وأسرارها ً،تعين على فهم اليات التى ل يتوقف فهمها على غير لغة
ل قوله العرب .ومعرفة عادات العرب تعين على فهم كثير من اليات التى لها صلة بعاداتهم ً،فمث ل
تعالى} :إررنمما ٱلرنرسيييء رزميامدفة رفي ٱهليكهفرر{ُ ..وقوله} :مولمهيمس ٱهلربسر ربمأن متهأيتوها ٱهليبييومت رمن يظيهوررمها{ُ .ل يمكن فهم
المراد منه ً،إل لمن عرف عادات العرب فى الجاهلية وقت نزول القرآن.
ومعرفة أحوال اليهود والنصارى فى جزيرة العرب وقت نزول القرآن ً،تعين على فهم اليات التى فيها
الشارة إلى أعمالهم والرد عليهم.
ومعرفة أسباب النزول ً،وما أحاط بالقرآن من ظروف وملبسات ً،تعين على فهم كثير من اليات
القرآنية ً،ولهذا قال الواحدى" :ل يمكن معرفة تفسير الية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها".
وقال ابن دقيقا العيد" :بيان سبب النزول طريقا قوى فى فهم معانى القرآن" وقال ابن تيمية" :معرفة
سبب النزول بعين على فهم الية .فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب".
وأما قوة الفهم وسعة الدراك ً،فهذا فضل ال يؤتيه ممن يشاء من عباده وكثير من القرآن يدقا معناهً،
ويخفى المراد منه ً،ول يظهر إل لمن أوتى حظا من الفهم ونور البصيرة ً،ولقد كان ابن عباس صاحب
النصيب الكبر والحظ الوفر من ذلك ً،وهذا ببركة دعاء رسول ال صلى ال عليه وسلم له بذلك حيث
قال" :الرلهم مفيقه فى الدين ومعيلمه التأويل".
وقد روى البخارى فى صحيحه بسنده إلى أبي جحيفة رضى ال عنه أنه قال" :قلت لعلسى رضى ال
عنه :هل عندكم شئ من الوعكى إل ما فى كتاب ال؟ قال :ل ً،والذى فلقا الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه
ل فى القرآن ً،وما فى هذه الصحيفة ً،قلت :وما فى هذه الصحيفة؟ قال :العقلً، إل فهما ييعطيه ال رج ل
ل يييقتل مسلم بكافر". وفكاك السير ً،وأ ر
هذه هي أدوات الفهم والستنباط التى استعان بها الصحابة على فهم كثير من آيات القرآن ً،وهذا هو
مبلغ أثرها فى الكشف عن غوامضه وأسراره.
**
*تفاوت الصحابة فى فهم معانى القرآن:
غير أن الصحابة رضوان ال عليهم أجمعين ً،كانوا متفاوتين فى معرفتهم بهذه الدوات ً،فلم يكونوا
جميعا فى مرتبة واحدة ً،السبب الذى من أجله اختلفوا فى فهم بعضِ معانى القرآن ً،وإن كان اختلفا
يسيرا بالنسبة لختلف التابعين وممن يليهم .ومن أمثلة هذا الختلف :ما روى من أن عمر استعمل
قدامة بن مظعون على البحرين فقدم الجارود على عمر فقال :إن قدامة شرب فسكر ً،فقال عمر :ممن
يشهد على ما تقول؟ قال الجارود :أبو هريرة يشهد على أقول ً،فقال عمر :يا قدامة إنى مجارليدك ً،قال:
والر لو شربت كما يقول ما كان لك أن تجلدنى ً،قال عمر :ولمم؟ قال :لن ال يقول} :لمهيمس معملى ٱرلرذيمن
صارلمحارت يجمنافح رفيمما مطرعيميوها إرمذا مما ٱرتمقوها موآممينوها مومعرميلوها ال ر
صارلمحارت يثرم ارتمقوها موآممينوها يثرم ارتمقوها آممينوها مومعرميلوها ٱل ر
روأمهحمسينوها{ُ فأنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ً،ثم اتقوا وآمنوا ً،ثم اتقو وأحسنوا ً،شهديت مع رسول
ال صلى ال عليه وسلم بدرا ً،وأييحدا ً،والخندقا ً،والمشاهد .فقال عمر :ألا تردون عليه قوله؟ فقال ابن
عباس :إن هذه اليات يأنزلت عذرا للماضين ويحرجة على الباقين ً،لن ال يقول} :ـميمأسيمها ٱرلرذيمن آممينوها إررنمما
ليم ررهجفس يمهن معممرل ٱلرشهيمطارن{ُ ..قال عمر :صدقت.. لهز مصايب موٱ م لن مٱهلمخهمير موٱهلممهيرسير موٱ م
وما روى من أن الصحابة فرحوا حينما نزل قوله تعالى} :ٱهلميهوم أمهكممهليت لميكهم رديمنيكهم{ُ لظنهم أنها مجرد
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
إخبار ويبشرى بكمال الدين ً،ولكن عمر بكى وقال :ما بعد الكمال إل النقص ً،مستشعرا نعى النبى صلى
ال عليه وسلم ً،وقد كان مصيبا فى ذلك ً،إذ لم يعش النبى صلى ال عليه وسلم بعدها إل أحدا وثمانين
يوما كما روى".
وما رواه البخارى من طريقا سعيد بن جبير عن ابن عباس قال" :كان عمر ييدخلنى مع أشياخ بدرً،
فكأن بعضهم مومجمد فى نفسه وقال :رلم ييدخل هذا معنا وإرن لنا أبناء مثله؟ فقال عمر :إنه من أعلمكمً،
فدعاهم ذات يوم فأدخلنى معهم فما رأيت أنه دعانى فيهم إل ليريهم ً،فقال :ما تقولون فى قوله تعالى:
صير ٱلرلره موٱهلمفهتيح{ُ؟ فقال بعضهم :يأمرنا أن نحمد ال ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا ً،وسكت }إرمذا مجآمء من ه
بعضهم ولم يقل شيئا ً،فقال لى :أكذلك تقول يابن عباس؟ فقلت :ل ً،فقال :ما تقول؟ قلت :هو أجل
صير ٱللرره موٱهلمفهتيح{ُ فذلك علمة أجلك} ً،مفمسيبهح
رسول ال صلى ال عليه وسلم أعلمه ال له ً،قال} :إرمذا مجآمء من ه
ربمحهمرد مريبمك موٱهسمتهغرفهريه إررنيه مكامن متروابا{ُ ..فقال عمر :ل أعلم منها إلا مما تقول".
***
*المصدر الرابع من مصادر التفسير فى هذا العصر -أهل الكتاب من اليهود والنصارى:
المصدر الرابع للتفسير فى عهد الصحابة هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى.
وذلك أن القرآن الكريم يتفقا مع التوراة فى بعضِ المسائل ً،وبالخص فى قصص النبياء ً،وما يتعلقا
بالمم الغابرة ً،وكذلك يشتمل القرآن على مواضع وردت فى النجيل كقصة ميلد عيسى ابن مريمً،
ومعجزاته عليه السلم.
غير أن القرآن الكريم اتخذ منهجا يخالف منهج التوراة والنجيل ً،فلم يتعرضِ لتفاصيل جزئيات
المسائل ً،ولم يستوف القصة من جميع نواحيها ً،بل اقتصر من ذلك على موضع العبرة فقط.
ولما كانت العقول دائما تميل إلى الستيفاء والستقصاء ً،جعل بعضِ الصحابة -رضى ال عنهم
أجمعين -يرجعون فى استيفاء هذه القصص التى لم يتعرضِ لها القرآن من جميع نواحيها إلى ممن دخل
فى دينهم من أهل الكتاب ً،كعبد ال بن سلم ً،وكعب الحبار ً،وغيرهم من علماء اليهود والنصارى.
وهذا بالضرورة كان بالنسبة إلى ما ليس عندهم فيه شئ عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،لنه لو
ثبت شئ فى ذلك عن رسول ال ما كانوا يعدلون عنه إلى غيره مهما كان المأخوذ عنه.
**
* أهمية هذا المصدر بالنسبة للمصادر السابقة:
غير أن رجوع بعضِ الصحابة إلى أهل الكتاب ً،لم يكن له من الهمية فى التفسير ما للمصادر الثلثة
السابقة ً،وإنما كان مصدرا ضييقا محدودا ً،وذلك أن التوراة والنجيل وقع فيهما كثير من التحريف
والتبديل ً،وكان طبيعيا أن يحافظ الصحابة على عقيدتهم ً،ويصونوا القرآن عن أن يخضع فى فهم معانيه
لشئ مما جاء ذكره فى هذه الكتب التى لعبت فيها أيدى المحيرفين ً،فكانوا ل يأخذون عن أهل الكتاب إل
ما يتفقا وعقيدتهم ول يتعارضِ مع القرآن .أما ما اتضح لهم كذبه مما يعارضِ القرآن ويتنافى مع
العقيدة فكانوا يرفضونه ول يصيدقونه ً،ووراء هذا وذاك ما هو مسكوت عنه ً،ل هو من قبيل الول ً،ول
هو من قبيل الثانى ً،وهذا النوع كانوا يسمعونه من أهل الكتاب ويتوقفون فيه ً،فل يحكموون عليه
بصدقا ول بكذب ً،امتثالل لقول الرسول صلى ال عليه وسلم" :ل ليتصيدقوا أهل الكتاب ول يتكيذبوهمً،
وقولوا :آمنا بال وما يأنزل إلينا "...الية.
وسنوفقا بمشيئة ال تعالى بين هذا الحديث وحديث" :بيلغوا عنى ولو آية ً،وحيدثوا عن بنى إسرائيل ول
محمرج "...ونذكر مدى تأثير اليهودية والنصرانية على التفسير فى أدواره المختلفة من لدن عصر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الصحابة إلى عصر التدوين ً،وذلك عند الكلم عن التفسير المأثور إن شاء ال تعالى.
* * *النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الباب الول :المرحلة الولى
للتفسير ..أو التفسير فى عهد النبى صلى ال عليه وسلم وأصحابه ( ضمن العنوان ) المفسرون من
الصحابة (
اشتهر بالتفسير من الصحابة عدد قليل ً،قالوا فى القرآن بما سمعوه من رسول ال صلى ال عليه وسلم
مباشرة أو بالواسطة ً،وبما شاهدوه من أسباب النزول ً،وبما فتح ال به عليهم من طريقا الرأى
والجتهاد.
* أشهر المفيسرين من الصحابة:
وقد معرد السيوطى رحمه ال فى "التقان" ممن اشتهر بالتفسير من الصحابة وسرماهم ً،وهم :الخلفاء
الربعة ً،وابن مسعود ً،وابن عباس ً،وأيمبسى بن كعب ً،وزيد بن ثابت ً،وأبو موسى الشعرى ً،وعبد ال بن
الزبير ً،رضى ال عنهم أجمعين.
وهناك ممن تكلم فى التفسير من الصحابة غير هؤلء :كأنس بن مالك ً،وأبى هريرة ً،وعبد ال بن عمرً،
وجابر بن عبد ال ً،وعبد ال بن عمرو ابن العاص ً،وعائشة ً،وغير أن ما ينرقل عنهم فى التفسير قليل
جدا ً،ولم يكن لهم من الشهرة بالقول فى القرآن ما كان للعشرة المذكورين أولل ً،كما أن العشرة الذين
اشتهروا بالتفسير ً،تفاوتوا رقرلة وكثرة ً،فأبو بكر وعمر وعثمان لم ميرد عنهم فى التفسير إل النزر
اليسير ً،ويرجع السبب فى ذلك إلى تقدم وفاتهم ً،واشتغالهم بمهام الخلفة والفتوحات ً،أضف إلى ذلك
وجودهم فى وسط أغلب أهله علماء بكتاب ال ً،واقفون على أسراره ً،عارفون بمعانيه وأحكامه ً،مكتملة
فيهم خصائص العروبة ً،مما جعل الحاجة إلى الرجوع إليهم فى التفسير غير كبيرة.
أما عل سى بن أبي طالب رضى ال عنه ً،فهو أكثر الخلفاء الراشدين رواية عنه فى التفسير ً،والسبب فى
ذلك راجع إلى تفرغه عن مهام الخلفة مدة طويلة ً،دامت إلى نهاية خلفة عثمان رضى ال عنهً،
وتأخر وفاته إلى زمن كثرة فيه حاجة الناس إلى ممن ييفيسر لهم ما فخى عنهم من معانى القرآن ً،وذلك
ناشئ من اتساع رقعة السلم ً،ودخول كثير من العاجم فى دين ال ً،مما كاد يذهب بخصائص اللغة
العربية.
وكذلك كثرت الرواية فى التفسير عن عبد ال بن عباس ً،وعبد ال بن مسعود ً،وأيمبسى بن كعب ً،لحاجة
الناس إليهم ً،ولصفات عامة مركنت لهم ولعلسى بن أبى طالب أيضا فى التفسير ً،هذه الصفات هى :قوتهم
فى اللغة العربية ً،وإحاطتهم بمناحيها وأساليبها ً،وعدم تحرجهم من الجتهاد وتقرير ما وصلوا إليه
باجتهادهم ً،ومخالطتهم للنبى صلى ال عليه وسلم مخالطة مركنتهم من معرفة الحوادث التى نزلت فيها
آيات القرآن ً،نستثنى من ذلك ابن عباس ً،فإنه لم يلزم النبى عليه الصلة والسلم فى شبابه .لوفاة
النبى عليه الصلة والسلم وهو فى سن الثالثة عشرة أو قريب منها ً،لكنه استعاضِ عن ذلك بملزمة
كبار الصحابة ً،يأخذ عنهم ويروى لهم.
أما باقى العشرة وهم :زيد بن ثابت ً،وأبو موسى الشعرى ً،وعبد ال ابن الزبير ً،فهم وإن اشتهروا
بالتفسير إل أنهم قرلت عنهم الرواية ولم يصلوا فى التفسير إلى ما وصل إليه هؤلء الربعة المكثرون.
لهذا نرى المساك عن الكلم فى شأن أبى بكر ً،وعمر ً،وعثمان ً،وزيد ابن ثابت ً،وأبى موسى
على ً،وابن عباس ً،وابن مسعود ً،وأمبسى بن كعب ً،نظرا
الشعرى ً،وعبد ال بن الزبير ً،ونتكلم عن س
لكثرة الرواية عنهم فى التفسير ً،كثرة غردت مدارس المصار على اختلفهم وكثرتها.
ولو أرنا رتبنا هؤلء الربعة حسب كثرة ما روى عنهم لكان أولهم عبد ال بن عباس ً،ثم عبد ال بن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
على بن أبي طالب ً،ثم أمبسى بن كعب وسنتكلم عن كل واحد من هؤلء الربعة ً،بما يتناسب مسعود ً،ثم س
مع مشربه فى التفسير ومنحاه الذى نحاه فيه.
- 1عبد ال بن عباس
*ترجمته:
هو عبد ال بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشى الهاشمى ً،ابن عم رسول ال
صلى ال عليه وسلم ً،وأمه يلبابه الكبرى بنت الحارث بن محمزن الهللية .ويلمد والنبى عليه الصلة
والسلم وأهل بيته بالرشهعب بمكة .فيأرتمى به النبى عليه الصلة والسلم فحكنه بريقه ً،وذلك قبل الهجرة
بثلث سنين ً،ولزم النبى عليه الصلة والسلم فى صغره ً،لقرابته منه ً،ولن خالته ميمونة كانت من
الزواج رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،ويتوفى رسول ال صلى ال عليه وسلم وله من العمر ثلث
عشرة سنة ً،وقيل :خمس عشرة ً،فلزم كبار الصحابة وأخذ عنهم ما فاته من حديث رسول ال صلى
ال عليه وسلم ً،وكانت وفاته سنة ثمان وستين على الرجح ً،وله من العمر سبعون سنة .مات بالطائف
ويدفن بها ً،وتولى وضعه فى قبره محمد ابن الحنفية ً،وقال بعد أن سروى عليه التراب :مات والر اليوم
لرمة.محهبير هذه ا ي
**
*مبلغة من العلم:
كان ابن عباس ييلرقب بالمحهبر والبحر لكثرة علمه ً،وكان على درجة عظيمة من الجتهاد والمعرفة بمعنى
كتاب ال ً،ولذا انتهت إليه الرياسة فى الفتوى والتفسير ً،وكان عمر رضى ال عنه ييجلسه فى مجلسه
مع كبار الصحابة وييدينه منه ً،وكان يقول له :إنك لصبح فتياننا وجها ً،وأحسنهم يخيلقا ً،وأقفههم فى
ل ً،وقلبا عقولل .وكان لفرط أدبه إذا سأله كتاب ال .وقال فى شأنه :ذاكم فتى الكهول ً،إرن له لسانا سئو ل
عمر مع الصحابة عن شئ يقول ل أتكلم حتى يتكلموا .وكان عمر رضى ال عنه يعتد برأى ابن عباس
مع حداثة سنه ً،يدلنا على ذلك ما رواه ابن الثير فى كتابه "يأسد الغابة" عن عبديِ ال بن عتبة قال" :إن
عمر كان إذا جاءته القضية المعضلة قال لبن عباس :إنها قد طرأت علينا أقضية وعضل ً،فأنت لها
ولمثالها ً،فكان يأخذ بقوله ً،وما كان يدعو لذلك أحدا سواه" قال عبيد ال :وعمر هو عمر فى حذقه
واجتهاده ل وللمسلمين ً،وما رواه البخارى من طريقا سعيد بن جبير عن ابن عباس قال" :كان عمر
ييدخلنى مع أشياخ بدر ً،فكأن بعضهم مومجمد فى نفسه وقال :رلم ييدخل هذا معنا وإرن لنا أبناء مثله؟ فقال
عمر :إنه من أعلمكم ً،فدعاهم ذات يوم فأدخلنى معهم ً،فما رأيت أنه دعانى يومئذ إل ليريهم ً،فقال :ما
صير ٱلرلره موٱهلمفهتيح{ُ؟ فقال بعضهم :يأمرنا أن نحمد ال ونستغفره إذا نصرنا تقولون فى قوله} :إرمذا مجآمء من ه
وفتح علينا ً،وسكت بعضهم ولم يقل شيئا ً،فقال لى :أكذلك تقول يا بن عباس؟ فقلت :ل ً،فقال :ما تقول؟
قلت :هو أممجيل رسول ال صلى ال عليه وسلم أعلمه ال له ً،قال} :إرمذا مجآمء من ه
صير ٱللرره موٱهلمفهتيح{ُ فذلك
علمة أجلك} ً،مفمسيبهح ربمحهمرد مريبمك موٱهسمتهغرفهريه إررنيه مكامن متروابا{ُ ..فقال عمر :ل أعلم منها إل ما تقول" .وهذا
يدل على قوة فهمه وجودة فكره .وقال فيه ابن مسعود رضى ال عنه" :رنهعمم ترجمان القرآن ابن عباس".
وقال فيه عطاء" :ما رأيت أكرم من مجلس ابن عباس ً،أصحاب الفقه عنده ً،وأصحاب القرآن عندهً،
وأصحاب الشعر عنده ً،يصدرهم كلهم من واد واسع" .وقال عبيد ال بن عبد ال بن عتبة" :كان ابن
عباس قد فات الناس بخصال :بعلم ما سبقه ً،وفقه فيما احتيج إليه من رأيه ً،وحلم ً،ونسب ً،وتأويل ً،وما
رأي يت أحدا كان أعلم بما سبقه من حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم منه ً،ول بقضاء أبى بكر
وعمر وعثمان منه ً،ول أفقه فى رأى منه ً،ول أثقب رأيا فيما احتيج إليه منه ً،ولقد كان يجلس يوما ول
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يذكر فيه إل الفقه ً،ويوما التأويل ً،ويوما المغازى ً،ويوما الشعر ً،ويوما أيام العرب ً،ول رأيت عالما قط
ل قط سأله إل وجد عنده علما" .وقيل لطاووس :لزمت هذا جلس إليه إل خضع له ً،وما رأيت سائ ل
ل من الغلم -يعنى ابن عباس -وتركمت الكابر من أصحاب رسول ال ً،قال :إنى رأيت سبعين رج ل
أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا تدارءوا فى أمهَر صاروا إلى قول ابن عباس" .وروى عن
أبى وائل قال" :استخلف علسى عبد ال بن عباس على المواسم فقرأ فى خطبته سورة البقرة -وفى
رواية :سورة النور -ففسرها تفسيرا لو سمعته الروم والترك والديلم لسلموا" وكان
على بن أبى طالب يثنى على تفسير ابن عباس ويقول" :كأنما ينظر إلى الغيب من رستر رقيقا". س
ر ل ي
وبالجملة ..فقد كانت حياة ابن عباس حياة علمية ً،يتعلم وييعلم ً،ولم يشتغل بالمارة إل قليل لما استعمله
عل سى على البصرة ً،والحقا :أن ابن عباس قد ظهر فيه النبوغا العربى بأكمل معانيه .علما ً،وفصاحةً،
وسعة اطلع فى نواح علمية مختلفة ً،ول سيما فهمه لكتاب ال تعالى .وخير ما ييقال فيه ما قاله ابن
عمر رضى ال عنهما" :ابن عباس أعلم أيرمة محمد بما نزل على محمد".
**
*أسباب نبوغه:
ونستطيع أن ينررجع هذه الشهرة العلمية ً،وهذا النبوغا الواسع الفرياضِ ً،إلى أسباب نجملها فيما يلي:
أولل :دعاء النبى صلى ال عليه وسلم له بقوله" :الرلهم عيلمه الكتاب والحكمة" ً،وفى رواية أخرى" :الرلهم
فيقهه فى الدين ً،وعيلمه التأويل" ً،والذى يرجع إلى كتب التفسير بالمأثور ً،يرى أثر هذه الدعوة النبويةً،
يتجلى واضحا فيما صح عن ابن عباس رضى ال عنه.
ثانيا :نشأته فى بيت النبوة ً،وملزمته لرسول ال صلى ال عليه وسلم من عهد التمييز ً،فكان يسمع منه
الشئ الكثير ً،ويشهد كثيرا من الحوادث والظروف التى نزلت فيها آيات القرآن.
ثالثا :ملزمته لكابر الصحابة بعد وفاة النبى صلى ال عليه وسلم ً،يأخذ عنهم ويروى لهم ً،ويعرف
منهم مواطن نزول القرآن ً،وتواريخْ التشريع ً،وأسباب النزول ً،وبهذا استعاضِ عما فاته من العلم بموت
رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،وتحردث بهذا ابن عباس عن نفسه فقال" :وجديت عامة حديث رسول ال
لوقظً، صلى ال عليه وسلم عند النصار ً،فإن كنيت لتى الرجمل فأجده نائما ً،لو شئيت أن ييومقظ لى ي
فأجلس على بابه تسفى على وجهى الريح حتى يستيقظ متى ما استيقظ ً،وأسأله عما أريد ً،ثم أنصرف".
رابعا :حفظه للغة العربية ً،ومعرفته لغريبها ً،وآدابها ً،وخصائصها ً،وأساليبها ً،وكثيرا ما كان يستشهد
للمعنى الذى يفهمه من لفظ القرآن بالبيت والكثر من الشعر العربى.
خامسا :بلوغه مرتبة الجتهاد ً،وعدم تحرجه منه ً،وشجاعته فى بيان ما يعتقد أنه الحقا ً،دون أن يأبه
لملة لئم ونقد ناقد ً،ما دام يثقا بأن الحقا فى جانبه ً،وكثيرا ما انتقد عليه ابن عمر جرأته على تفسير
القرآن ً،ولكن لم ترقا إليه همة نقده ً،بل ما لبث أن رجع إلى قوله ً،واعترف بمبلغ علمه ً،فقد روى أن
ضِ مكامنمتا مرهتقا ل أتى ابن عمر يسأله عن معنى قوله تعالى} :أممولمهم ميمر ٱرلرذيمن مكمفيريوها أمرن ٱلرسمماموارت موٱ م
لهر م رج ل
مفمفمتهقمنايه مما{ُ ..فقال :اذهب إلى ابن عباس ثم تعال أخبرنى ً،فذهب المسألة فقال :كانت السموات رتقا ل
تمطر ً،وكانت الرضِ رتقاص ل تنبت ً،ففتقا هذه بالمطر ً،وهذه بالنبات ً،فرجع الرجل إلى ابن عمر
فأخبره فقال :قد كنيت أقول :ما يعجبنى جرأة ابن عباس على تفسير القرآن ً،فالن قد علمت أنه أورتمى
علما.
هذه هى أهم السباب التى ترجع إليها شهرة ابن عباس فى التفسير ً،يضاف إلى ذلك كونه من أهل بيت
النبوة ً،منبع الهداية ً،ومصدر النور ً،وما وهبه ال من قريحة ورقادة ً،وعقل راجح ً،ورأى صائبً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وإيمان راسخْ ً،ودين متين.
**
*قيمة ابن عباس فى تفسير القرآن:
تتبين قيمة ابن عباس فى التفسير ً،من قول تلميذه مجاهد" :إنه إذا فرسمر الشئ رأيت عليه النور" ً،ومن
قول علسى رضى ال عنه ييثنى عليه فى تفسيره" :كأنما ينظر إلى الغيب من رستر رقيقا" ً،ومن قول ابن
عمر" :ابن عباس أعلم أيرمة محمد بما نزل على محمد" ً،ومن رجوع بعضِ الصحابة وكثير من التابعين
إليه فى فهم ما أشكل عليهم من كتاب ال ً،فكثيرا ما تورجه إليه معاصروه ليزيل شكوكهم ً،ويكشف لهم
عما مع رز عليهم فهمه من كتاب ال تعالى .ففى قصة موسى مع شعسب أشكل على بعضِ أهل العلم ً،أى
الجلين قضى موسى؟ هل كان ثمان سنيين؟ أو أنه أتم عشرا؟ ولما لم يقف على رأى يمم شطر ابن
عباس ً،الذى هو بحقا ترجمان القرآن ً،ليسأله عما أشكل عليه ً،وفى هذا يروى الطبرى فى تفسيره ً،عن
ل تتبع العلم ً،فأخبرنى أى سعيد بن جبير قال" :قال يهودى بالكوفة -وأنا أتجهز للحج -إنى أراك رج ل
الجلين قضى موسى؟ قلت :ل أعلم ً،وأنا الن قادم على محهبر العرب -يعنى ابن عباس -فسائله عن
ذلك ً،فلما قدميت مكة سأليت ابن عباس عن ذلك وأخبرته بقول اليهودى ً،فقال ابن عباس :قضى أكثرهما
وأطيبهما ً،إرن النبى إذا وعد لم ييخلف ً،وقال سعيد :فقدميت العراقا فلقييت اليهودى فأخبرته فقال :صدقا
وما يأنرزمل على موسى ً،هذا والر العارلم.
وهذا عمر رضى ال عنه يسأل أصحابه عن معنى آية من كتاب ال ً،فلما لم يجد عندهم جوابا مرضيا
رجع لى ابن عباس فسأله عنها ً،وكان يثقا بتفسيره ً،وفى هذا يروى الطبرى" :أن عمر سأل الناس عن
هذه الية -يعنى} :أمميموسد أممحيديكهم مأن متيكومن لميه مجرنفة يمن رنرخيهَل موأمهعمناهَب{ُ ...الية ً،فما وجد أحدا يشفيه ً،حتى
قال ابن عباس وهو خلفه :يا أمير المؤمنين؛ً إنى أجد فى نفسى منها شيئا ً،فتلفت إليه فقال :تحمول ههناً،
رلم يتحيقر نفسك؟ قال :هذا مممثفل ضربه ال عرز وجل فقال :أيومد أحدكم أن يعمل عمره بعمل أهل الخير
وأهل السعادة ً،حتى إذا كان أحوج ما يكون إلى أن يختمه بخير حين فنى عمره واقترب أجله ً،ختم ذلك
بعمل من عمل أهل الشقاء ً،فأفسده كله ً،فحرقه أحوج ما كان إليه".
صير ٱللرره موٱهلمفهتيح{ُ وجوابه بالجواب
وسؤال عمر له مع الصحابة عن تفسير قوله تعالى} :إرمذا مجآمء من ه
المشهور عنه ً،يدل على أن ابن عباس كان يستخرج خفى المعانى التى يشير إليها القرآن ً،ول يدركها
إل ممن نفحة ال بنفحة رمن روحه ً،وكثيرا ما ظهر ابن عباس فى المسائل المعقدة فى التفسير بمظهر
الرجل اليمهلمهم الذى ينظر إلى الغيب من ستر رقيقا ً،كما وصفه علسى رضى ال عنه ً،المر الذى جعل
الصحابة ييقيدرون ابن عباس ويثقون بتفسيره ً،ولقد وجد هذا التقيدر صداه فى عصر التابعين ً،فكانت
هناك مدرسة يتلقى تلميذها التفسير عن ابن عباس .استقرت هذه المدرسة بمكة ً،ثم غردت بعلمها
المصار المختلفة ً،وما زال تفسير ابن عباس يلقى من المسلمين إعجابا وتقديرا ً،إلى درجة أنه إذا صح
النقل عن ابن عباس ل يكادون يعدلون عن قوله إلى قول آخر .وقد صررح الزركشي بأن قول ابن
عبباس يمقردفم على قول غيره من الصحابة عند تعارضِ ما جاء عنهم فى التفسير.
*رجوع ابن عباس إلى أهل الكتاب:
كان ابن عباس كغيره من الصحابة الذين اشتهروا بالتفسير ً،يرجعون فى فهم معانى القرآن إلى ما
سمعوه من رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،وإلى ما يفتح ال به عليهم من طريقا النظر والجتهاد ً،مع
الستعانة فى ذلك بمعرفة أسباب النزول والظروف والملبسات التى نزل فيها القرآن .وكان رضى ال
عنه يرجع إلى أهل الكتاب ويأخذ عنهم ً،بحكم اتفاقا القرآن مع التوراة والنجيل فى كثير من المواضع
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
صلت فى التوراة أو النجيل ً،ولكن كما قلنا فيما سبقا :إن الرجوع إلى أهل التى يأجهمرلت فى القرآن ويف ي
الكتاب كان فى دائرة محدودة ضييقة ً،تتفقا مع القرآن وتشهد له ً،أما ما عدا ذلك مما يتنافى مع القرآنً،
ول يتفقا مع الشريعة السلمية ً،فكان ابن عباس ل يقبله ول يأخذ به.
*اتهام الستاذ جولدزيهر والستاذ أحمد أمين لبن عباس وغيره من الصحابة بالتوسع فى الخذ عن
أهل الكتاب:
وإرنا لنجد فى كتاب "المذاهب السلمية فى تفسير القرآن" مبلغ اتهام مؤلفه "جولدزيهر" لبن عباس
بتوسعه فى الخذ عن أهل الكتاب ً،مخالفا ما ورد من النهى عن ذلك فى حديث رسول ال صلى ال
عليه وسلم" :ل يتصيدقوا أهل الكتاب ول يتكيذبوهم" ونرى أن نذكر عبارة المؤلف بنصها ً،ليتضح مبلغ
اتهامه لبن عباس ً،ثم نرد عليه بعد ذلك .قال" :وكثيرا ما ييذكر أنه فيما يتعلقا بتفسير القرآن ً،كان -
أى ابن عباس -يرجع إلى رجل يسمى أبا الجلد غيلن بن فروة الزدى ً،الذى أثنى الناس عليه بأنه
كان يقرأ الكتب ً،وعن ميمونة ابنته أنها قال :كان أبى يقرأ القرآن فى كل سبعة أيام ً،ويختم التوراة فى
ستة ً،يقرؤها نظرا ً،فإذا كان يوم ختمها ً،حشد لذلك ناس ً،وكان يقول :كان ييقال تنزل عند ختمها
الرحمة ً،وهذا الخبر المبالغ فيه من ابنته يمكن أن يبين لنا مكان الب فى الستفادة من التوراة.
ضلة عند ابن عباس ً،نجد أيضا كعب الحبار اليهودى ً،وعبد ال بن "ومن بين المراجع العلمية المف ي
سلم ً،وأهل الكتاب على العموم ً،ممن حذر الناس منهم ً،كما أن ابن عباس نفسه فى أقواله حرذر من
الرجوع إليهم ً،ولقد كان إسلم هؤلء عند الناس فوقا التهمة والكذب ً،وريفعوا إلى درجة أهل العلم
الموثوقا بهم ..ولم تكن التعاليم الكثيرة التى أممكن أن يستقيها ابن عباس ً،والتى اعتبرها من تلك المور
التى ييرجع فيها إلى أهل هذا الدين الخر ً،مقصورة على المسائل النجيلية والسرائيلية ً،فقد كان يسأل
ل ً،وقد رأى الناس فى هؤلء اليهود أن عندهم أحسن لم القرآن للمرجان مث ل كعبا عن التفسير الصحيح ي
الفهم -على العموم -فى القرآن وفى كلم الرسول )صلى ال عليه وسلم( وما فيهما م المعانى الدينيةً،
ورجعوا إليهم سائلين عن هذه المسائل بالرغم من التحذير الشديد -من كل جهة -من سؤالهم" اهـ.
هذه هى عبارة الستاذ "جولدزيهر" فى كتابه ً،ومنها يتضح لنا مبلغ تجنيه على الصحابة وعلى ابن
عباس على الخص.
وقد تابعه الستاذ أحمد أمين على هذا الرأى ً،حيث يقول فى "فجر السلم"" :وقد دخل بعضِ هؤلء
اليهود فى السلم ً،فتسررب منهم إلى المسلمين كثير من هذه الخبار ً،ودخلت فى تفسير القرآن
يستكملون بها الشرح ً،ولم يتحرج حتى كبار الصحابة مثل ابن عباس عن أخذ قولهم .ريوى أن النبى
صلى ال عليه وسلم قال":إذا حردثكم أهل الكتاب فل يتصيدقوهم ول تيكذيبوهم" ولكن العمل كان على غير
ذلك ً،وأنهم كانوا ييصيدقونهم وينقلون عنهم".
فالستاذ "جولدزيهر" ً،والستاذ أحمد أمين ً،يريان أن الصحابة -وبخاصة ابن عباس -لم يأبهوا لنهى
الرسول صلى ال عليه وسلم ً،فصيدقوا أهل الكتاب وأخذوا عنهم الكثير فى التفسير ً،وأن اللون اليهودى
قد صبغ مدارس التفسير القديمة ً،وبالخص مدرسة ابن عباس ً،بسبب اتصالهم بمن دخل فى السلم
من أهل الكتاب.
**
*رد هذا التهام:
والحقا أن هذا غلو فى الرأى ً،ويبهعفد عن الصواب ً،فابن عباس -كما قلت آنفا -وغيره من الصحابةً،
كانوا يسألون علماء اليهود الذين اعتنقوا السلم ً،ولكن لم يكن سؤالهم عن شئ يمس العقيدة .أو يتصل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
بيأصول الدين أو فروعه ً،وإنما كانوا يسألون أهل الكتاب عن بعضِ القصص والخبار الماضية ً،ولم
يكونوا يقبلون كل ما ييروى لهم على أنه صواب ل يتطرقا إليه شك ً،بل كانوا ييحيكمون دينهم وعقلهمً،
فما اتفقا مع الدين والعقل صردقوه ً،وما خالف ذلك نبذوه ً،وما سكت عنه القرآن واحتمل الصدقا والكذب
تو رقفوا فيه .وبهذا المسلك يكون الصحابة -رضوان ال عليهم -قد جمعوا بين قوله عليه الصلة
والسلم" :حيدثوا عن بنى إسرائيل ول حمرمج" ً،وقوله" :ل يتصيدقوا أهل الكتاب ول يتكيذبوهم" فإن الول
محمول على ما وقع فيهم من الحوادث والخبار ً،لما فيها من العظة والعتبار ً،بدليل قوله بعد ذلك:
ل ً،ولم يقم دليل على "فإن فيهم أعاجيب" .والثانى محمول على ما إذا كان ايلمهخمبر به من قبلهم محتم ل
صدقه ول على كذبه ً،لنه رمبا كان صدقا فى نفس المر فيكون فى التكذيب به محمرج ً،وربما كان كذبا
فى نفس المر فيكون فى التصديقا به محمرج ً،ولم يرد النهى عن تكذيبهم فيما ورد شرعنا بخلفه ً،ول
عن تصديقهم فيما ورد شرعنا بوفاقه ً،كما أفاده ابن حجر ونربه عليه الشافعى رضى ال عنه -وسيأتى
مزيد للكلم عن هذين الحديثين عند الكلم عن السرائيليات فى التفسير.
ثم كيف يستبيح ابن عباس رضى ال عنه لنفسه أن ييحيدث عن بنى إسرائيل بمثل هذا التوسع الذى
يجعله مخالفا لمر رسول ال صلى ال عليه وسلم وقد كان ابن عباس نفسه من أشد الناس نكيرا على
ذلك ً،فقد روى البخارى فى صحيحه عنه أنه قال" :يا معشر المسلمين؛ً تسألون أهل الكتاب وكتابكم
الذى يأنرزمل على نبيه صلى ال عليه وسلم أحدث الخبار بال ً،تقرأونه لم يشب ً،وقد حردثكم ال أن أهل
ل{ُ ..أفل الكتاب بردلوا ما كتب ال ً،وغريروا بأيديهم الكتاب فقالوا} :مهــمذا رمهن رعهنرد ٱللرره رلميهشمتيروها ربره مثممنا مقرلي ل
ل منهم قط يسألكم عن الذى يأنرزمل ل والر مما رأين رج ل ينهاكم ما جاءكم من العملم عرن ممسامءلتهم ً،مو م
عليكم".
**
*رجوع ابن عباس إلى الشعريِ القديم:
كان ابن عباس رضى ال عنه يرجع فى فهم معانى اللفاظ الغريبة التى وردت فى القرآن إلى الشعر
الجاهلى ً،وكان غيره من الصحابة يسلك هذا الطريقا فى فهم غريب القرآن ً،ويحضِ على الرجوع إلى
الشعر العربى القديم ً،لييستعان به على فهم معانى اللفاظ القرآنية الغريبة ً،فهذا عمر بن الخطاب رضى
ال عنه يسأل أصحابه عن معنى قوله تعالى فى الية ] [47من سورة النحل} :أمهو ميهأيخمذيههم معملـى متمخسوهَف{ُ
فيقوم له شيخْ من هذيل فيقول له :هذه لغتنا ً،التخسوف :التنقص ً،فيقول له عمر :هل تعرف العرب ذلك
فى أشعارها؟ فيقول له :نعم ً،ويروى قول الشاعر:
*متمخرومف الررحل منها تارمكا مقرردا * كما متمخرومف يعود النبعرة الرسرفين*
فيقول عمر رضى ال عنه لصحابه" :عليكم بديوانكم ل تضسلوا ً،قالوا :وما ديواننا؟ قال :شعر الجاهليةً،
فإن فيه تفسير كتابكم ً،ومعانى كلمكم".
غير أن ابن عباس ً،امتاز بهذه الناحية واشتهر بها أكثر من غيره ً،فكثيرا ما كان ييسئل عن القرآن
فينشد فيه الشعر ً،وقد يروى عنه الشئ الكثير من ذلك ً،وأوعب ما يروى عنه مسائل نافع بن الزرقا
وأجوبته عنها ً،وقد بلغت مائتى مسألة ً،أخرج بعضها ابن النبارى فى كتاب "الوقف والبتداء" ً،وأخرج
الطبرانى بعضها الخر فى معجمه الكبير ً،وقد ذكر السيوطى فى "التقان" بسنده مبدأ هذا الحوار الذى
كان بين نافع وابن عباس ً،وسرد مسائل ابن الزرقا وأجوبة ابن عباس عنها ً،فقال" :برينا عبد ال بن
عباس جالس بفناء الكعبة قد اكتنفه الناس يسألونه عن تفسير القرآن ً،فقال نافع بن الزرقا لنجدة بن
عويمر :بنا إلى هذا الذى يجترئ على تفسير القرآن بما ل علم له به ً،فقاما إليه فقال :إرنا نريد أن نسألك
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
عن أشياء من كتاب ال فتفسرها لنا ً،وتأتينا بمصادقة من كلم العرب ً،فإرن ال تعالى إنما أنزل القرآن
بلسان عربى مبين ً،فقال ابن عباس :سلنى عما بدا لكما ً،فقال نافع :أخبرنى عن قول ال تعالى} :معرن
ٱهلميرميرن مومعرن ٱليشممارل رعرزيمن{ُ ؟ قال :العزون :حلقا الرقاقا ً،قال :هل متعرف العرب ذلك؟ .قال :نعم ً،أما
سمعت عبيد بن البرص وهو يقول:
*فجاءوا يهرعون إليه حتى * يكونوا حول منبره عزينا؟*
قال :أخبرنى عن قوله} :موٱهبمتيغيوها إرمليره ٱهلمورسيلممة{ُ؟ قال :الوسيلة :الحاجة ً،قال :وهل تعرف العرب ذلك؟
قال :نعم ً،أما سمعت عنترة وهو يقول:
*إن الرجال لهم إليك وسيلة * إن يأخذورك تكحلى وتخضبى*
إلى آخر المسائل وأجوبتها ً،وهى تدل على قوة ابن عباس فى معرفته بلغة العرب ً،وإلمامه بغريبهاً،
إلى حد لم يصل إليه غيره ً،مما جعله -بحقا -إمام التفسير فى عهد الصحابة ً،ومرجع المفيسرين فى
العصر التالية للعصر الذى يورجد فيه ً،وزعيم هذه الناحية من التفسير على الخصوص ً،حتى لقد قيل
فى شأنه" :إنه هو الذى أبدع الطريقة اللغوية لتفسير القرآن".
ضِ عليها ممنهذا وقد برين لنا ابن عباس رضى ال عنه ً،مبلغ الحاجة إلى هذه الناحية فى التفسير ً،وح ر
أراد أن يتعرف غريب القرآن ً،فقد روى أبو بكر النبارى عنه أنه قال" :الشعر ديوان العرب ً،فإذا خفى
علينا الحرف من القرآن الذى أنزله ال بلغة العرب ً،رجعنا إلى ديوانها فالتمسنا ذلك منه".
وروى ابن النبارى عنه أيضا أنه قال" :إذا سألتمونى عن غريب القرآن فالتمسوه فى الشعر ً،فإن
الشعر ديوان العرب".
فابن عباس رضى ال عنه كان يرى رأى عمر فى ضرورة الرجوع إلى الشعر الجاهلى ً،للستعانة به
على فهم غريب القرآن ً،بل وكان أكثر الصحابة إلماما بهذه الناحية وتطبيقا لها.
وقد استمرت هذه الطريقة إلى عهد التابعين وممن يليهم ً،إلى أن حدثت خصوصمة بين متورعى الفقهاء
ل للقرآن ً،وقالوا :كيف وأهل اللغة ً،فأنكروا عليهم هذه الطريقة ً،وقالوا :إن فعلتم ذلك جعلتم الشعر أص ل
يجوز أن ييحتج بالشعر على القرآن ً،وهو مذموم فى القرآن والحديث.
والحقا أن هذه الخصومة التى مجردت فى الجيال المتأخرة لم تقم على أساس ً،فالمر ليس كما يزعمه
ل للقرآن ً،بل هو فى الواقع ً،بيان للحرف الغريب من القرآن أصحاب هذا الرأى ً،من جعل الشعر أص ل
بالشعر ً،لن ال تعالى يقول} :إررنا مجمعهلمنايه يقهرآنا معمرربسيا{ُ ً،وقال} :ربرلمساهَن معمرربري سمربيهَن{ُ ..ولهذا لم يتحرج
المفسيرون إلى يومنا هذا من الرجوع إلى المشيعر الجاهلى للستشهاد به على المعنى الذى يذهبون إليه
فى فهم كلم ال تعالى.
**
*الرواية عن ابن عباس ومبلغها من الصحة:
صى كثرة ً،وتعددت الروايات عنه ً،واختلفت رريوى عن ابن عباس رضى ال عنه فى التفسير ما ل ييح م
طرقها ً،فل تكاد تجد آية من كتاب ال تعالى إل ولبن عباس رضى ال عنه فيها قول أو أقوال ً،المر
الذى جعل ينرقاد الثر ورواة الحديث يقفون إزاء هذه الروايات التى جاوزت الحد وقفة المرتاب ً،فتتبعوا
ضعفاء ً،وكشفوا للناس عن مقدار هذه الروايات قوة وضعفا. سلسلة الرواة فعردلوا اليعدول ً،وجررحوا ال ي
وأرى أن أسوقا هنا أشهر الروايات عن ابن عباس ً،ثم يأبيين مبلغها من الصحة أو الضعف ً،لنعلم إلى
أى حد وصل الوضع والختلقا على ابن عباس رضى ال عنه .وهذه هى أشهر الطرقا:
أولها :طريقا معاوية بن صالح ً،عن علسى بن أبى طلحة ً،عن ابن عباس ً،وهذه هى أجود الطرقا عنهً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وفيها قال المام أحمد رضى ال عنه" :إن بمصر صحيفة فى التفسير رواها علسى بن أبى طلحة ً،لو
رحل رجل فيها مصر قاصدا ما كان كثيرا" .وقال الحافظ ابن حجر" :وهذه النسخة كانت عند أبى
صالح كاتب الليث ً،رواها عن معاوية بن صالح ً،عن
عل
ى
س
ابن أبي طلحة ً،عن ابن عباس ً،وهى عند البخارى عن أبى صالح ً،وقد اعتمد عليها فى صحيحه فيما
ييعيلقه عن ابن عباس".
وكثيرا ما اعتمد على هذه الطريقا ابن جرير الطبرى ً،وابن أبى حاتم ً،وابن المنذر بوسائط بينهم وبين
أبى صالح .ومسلم صاحب الصحيح وأصحاب السنن جميعا يحتجون بعلسى بن أبى طلحة.
**
*طعن بعضِ الينرقاد على هذه الطريقا:
ولقد حاول بعضِ الينرقاد أن ييقلل من قدر هذه الطريقا فقال" :إن ابن أبى طلحة لم يسمع من ابن عباس
التفسير ً،وإنما أخذه عن مجاهد أو سعيد ابن جبير" وعلى هذا فهى طريقا منقطعة ل ييرمكن إليها ً،ول
ييعرول عليها.
وقد استغل هذا القول الستاذ "جولدزيهر" فى كتابه "المذاهب السلمية فى تفسير القرآن" فقال" :صررح
النقدة المسلمون بأن ذلك الرجل -علسى بن أبى طلحة -لم يسمع التفسير الذى تضمنه كتابه مباشرة من
ابن عباس ً،وهذكا فإنه حتى فى صحة القسم الخاص بالتفسير الكثر تصديقا ً،يحكم النقدة المسلمون بهذا
الحكم فيما يتعلقا بصحة نسبته لبن عباس على أنه هو المصدر الول له" اهـ.
**
*تفنيد هذا الطعن:
ويظهر لنا أن الستاذ "جولدزيهر" ً،جهل أو تجاهل ما مررد به النقاد المعتبرون على هذا الظن الذى ل
قيمة له ً،فقد فرند ابن حجر هذا النقد بقوله" :بعد أن عرفت الواسطة وهو ثقة فل ضير فى ذلك".
وقال صاحب إيثار الحقا" :وقال الذهبى فى الميزان :وقد روى -يعنى علسى بن أبى طلحة عن ابن
عباس تفسيرا كثيرا ممتعا ً،والصحيح عندهم أن روايته عن مجاهد عن ابن عباس ً،وإن كان يرسلها
عن ابن عباس فمجاهد ثقة ييقبل" .وجملة القول :فهذه أصح الطرقا فى التفسير عن ابن عباس ً،وكفى
بتوثيقا البخارى لها واعتماده عليها شاهدا على صحتها.
ثانيها :طريقا قيس بن مسلم الكوفى ً،عن عطاء بن السائب عن سعيد ابن جبير ً،عن ابن عباس .وهذه
الطريقا صحيحة على شرط الشيخين ً،وكثيرا ما يمخيرج منها الفريابى والحاكم فى مستدركه.
ثالثها :طريقا ابن إسحاقا صاحب السير ً،عن محمد بن أبى محمد مولى آل زيد بن ثابت ً،عن عكرمةً،
أو سعيد بن جبير عن ابن عباس ً،وهى طريقا جيدة وإسنادها حسن ,وقد أخرج منها ابن جرير وابن
أبى حاتم كثيرا ً،وأخرج الطبرانى منها فى معجمه الكبير.
رابعها :طريقا إسماعيل بن عبد الرحمن السدى الكبير ً،تارة عن أبى مالك ً،وتارة عن أبى صالح عن
ابن عباس .وإسماعيل السدى يمختملف فيه ً،وحديثه عند مسلم وأهل السنن الربعة ً،وهو تابعى شيعى.
وقال السيوطى" :روى عن السدى الئمة مثل الثورى وشعبة ً،لكن التفسير الذى جمعه رواه أسباط بن
نصر ً،وأسباط لم يتفقوا عليه ً،غير أن أمثل التفاسير تفسير السدى" وابن جرير ييورد فى تفسيره كثيرا
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
من تفسير السدى عن أبى مالك عن أبى صالح عن ابن عباس ً،ولم يمخيرج منه ابن أبى حاتم شيئا ً،لنه
التزم أن يمخيرج أصح ما ورد.
خامسها :طريقا عبد الملك بن جريج ً،عن ابن عباس ً،وهى تحتاج إلى دقة فى البحث ً،لييعرف الصحيح
منها والسقيم ً،فإن ابن جريج لم يقصد الصحة فيما جمع ً،وإنما روى ما يذركمر فى كل آية من الصحيح
والسقيم ً،فلم يتميز فى روايته الصحيح من غيره ً،وقد روى عن ابن جرير هذا جماعة كثيرة ً،منهم بكر
من سهل الدمياطى ً،عن عبد الغنى بن سعيد ً،عن موسى بن محمد ً،عن ابن جريج عن ابن عباسً،
ورواية بكر بن سهل أطول الروايات عن ابن جريج وفيها نظر .ومنهم محمد بن ثور ً،عن ابن جريجً،
عن ابن عباس ً،روى ثلثة أجزاء كبار .ومنهم الحجاج بن محمد عن ابن جريج ً،روى جزءا وهو
صحيح متفقا عليه.
سادسها :طريقا الضحاك بن مزاحم الهللى عن ابن عباس ً،وهى غير مرضية ً،لنه وإن مورثه نفر
فطريقه إلى ابن عباس منقطعة ً،لنه روى عنه ولم يلقه ً،فإن انضم إلى ذلك رواية بشر بن عمارة ً،عن
أبى روقا ً،عن الضرحاك ً،فضعيفه لضعف بشر ً،وقد أخرج من هذه النسخة كثيرا ابن جرير وابن أبى
حاتم .وإن كان من رواية جويبر عن الضحاك فأشد ضعفا ً،لن جويبر شديد الضعف متروك ً،ولم
يمخيرج ابن جرير ول ابن أبى حاتم من هذه الطريقا شيئا ً،إنما خررجها ابن مردويه ً،وأبو الشيخْ بن
حبان.
سابعها :طريقا عطية العوفى ً،عن ابن عباس ً،وهى غير مرضية ً،لن عطية ضعيف ليس بواه ً،وربما
محرسن له الترمذى .وهذه الطريقا قد أخرج منها ابن جرير ً،وابن أبى حاتم كثيرا.
ثامنها :طريقا مقاتل بن سليمان الزدى الخراسانى ً،وهو المفيسر الذى يينسب إلى الشافعى أنه قال فيه:
ضرعفوه ً،وقالوا :إنه يروى عن مجاهد وعن الضحاك "إن الناس عيال عليه فى التفسير" ومع ذلك فقد م
ولم يسمع منهما .وقد كرذبه غير واحد ً،ولم ييويثقه أحد ً،واشيترهر عنه التجسيم فى مقاتل من المذاهب
الردية" وقد يسئل وكيع عن تفسير مقاتل فقال" :ل تنظروا فيه ً،فقال السائل :ما أصنع به؟ قال :ادفنه" -
يعنى التفسير وقال أحمد بن حنبل :ل يعجبنى أن أروى عن مقاتل بن سليمان شيئا .وبالجملة فإن من
ضيعفه ويقول" :ما أحسن تفسيره لو كان ثقة". استحسن تفسير مقاتل كان ي م
تاسعها :طريقا محمد بن السائب الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس ً،وهذه أو هى الطرقا .والكلبى
مشهور بالتفسير ً،وليس لحد تفسير أطول منه ول أشيع كما قال عدى فى الكامل ً،ومع ذلك فإن مورجمد
ممن قال :رضوه فى التفسير ً،فقد يورجد من قال :أجمعوا على ترك حديثه ً،وليس بثقة ً،ول ييكتب حديثهً،
واتهمه جماعة بالوضع .وممن يروى عن الكلبى ً،محمد بن مروان السدى الصغير ً،وقد قالوا فيه :إنه
يضع الحديث ً،وذاهب الحديث متروك ً،ولهذا قال السيوطى فى التقان" :فإن انضم إلى ذلك -أى
طريقا الكلبى -رواية محمد بن مروان السدى الصغير ً،فهى سلسلة الكذب" ً،وقال السيوطى أيضا فى
كتابه الدر المنثور ) جـ 6ص " :(423الكلبى :اتهموه بالكذب وقد مرضِ فقال لصحابه فى مرضه:
كل شيء حدثتكم عن أبى صالح كذب ..ومع ضعف الكلبى فقد روى عنه تفسيره مثله أو أشد ضعفاً،
وهو محمد بن مروان السدى الصغير" وكثيرا ما يخرج من هذه الطريقا الثعلبى والواحدى.
هذه هى أشهر الطرقا عن ابن عباس ً،صحيحها وسقيمها ً،وقد عرفت قيمة كل طريقا منها ً،وممن اعتمد
عليها فيما يجرمع من التفسير عن ابن عباس رضى ال عنه.
**
*التفسير المنسوب إلى ابن عباس وقيمته:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
هذا ..وقد ينسب إلى ابن عباس رضى ال عنه جزء كبير فى التفسير ً،ويطبع فى مصر مرارا باسم
"تنوير المقياس من تفسير ابن عباس" جمعه أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروز آبادى الشافعى ً،صاحب
القاموس المحيط ً،وقد اطلعيت على هذا التفسير ً،فوجديت جامعة يسوقا عند الكلم عن البسملة الرواية
عن ابن عباس بهذا السند" :أخبرنا عبد ال الثقة بن المأمون الهروى ً،قال :أخبرنا أبى ً،قال :أخبرنا أبو
عبد ال محمود بن محمد الرازى ً،قال :أخبرنا عماربن عبد المجيد الهروى ً،قال :أخبرنا على بن
إسحاقا السمرقندى ً،عن محمد بن مروان ً،عن الكلبى ً،عن أبى صالح ً،عن ابن عباس".
وعند تفسير أول سورة البقرة ً،وجدته يسوقا الكلم بإسناده إلى عبد ال ابن المبارك ً،قال :حدثنا علسى
بن إسحاقا السمرقندى عن محمد بن مروان ً،عن الكلبى ً،عن أبى صالح ً،عن ابن عباس.
وفى مبدأ كل سورة يقول :وبإسناده عن ابن عباس.
...وهكذا يظهر لنا جليا ً،أن جميع ما روى عن ابن عباس فى هذا الكتاب يدور على محمد بن مروان
السدى الصغير ً،عن محمد بن السائب الكلبى ً،عن أبى صالح ً،عن ابن عباس ً،وقد عرفنا مبلغ رواية
السدى الصغير عن الكلبى فيما تقدم .وحسبنا فى التعقيب على هذا ما روى من طريقا ابن عبد الحكم
قال" :سمعت الشافعى يقول :لم يثبت عن ابن عباس فى التفسير إل شبيه بمائة حديث" وهذا الخبر -إن
ضاعون من الجرأة على اختلقا هذه الكثرة من صح عن الشافعى -يدلنا على مقدار ما كان عليه الو ر
التفسير المنسوبة إلى ابن عباس ً،وليس أدل على ذلك ً،من أنك تلمس التناقضِ ظاهرا بين أقوال فى
التفسير نسبت إلى ابن عباس ورويت عنه .وسيأتى -عند الكلم عن الوضع فى التفسير -أن هذا
التفسير المنسوب إلى ابن عباس لم يفقد شيئا من قيمته العلمية فى الغالب ً،وإنما الشئ الذى ل قيمة له
فيه ً،هو نسبته إلى ابن عباس.
*أسباب الوضع على ابن عباس:
ويبدو أن السر فى كثرة الوضع على ابن عباس ً،هو أنه كان من بيت النبوة والوضع عليه ييكسب
ضع على غيره ً،أضف إلى ذلك ابن عباس كان من نسله الخلفاء الموضوع ثقة وقوة أكثر مما لو يو ر
العباسيون ً،وكان من الناس ممن يتزلف إليهم ً،ويتقررب منهم بما يرويه لهم عن جدهم ...وسنعرضِ إلى
أسباب الوضع فى التفسير ً،وإلى القيمة العلمية للتفسير الموضوع بصرف النظر عن وضعه ً،عند
الكلم على منشأ الضعف فى رواية التفسير المأثور إن شاء ال تعالى.
***
- 2عبد ال بن مسعود
* ترجمته:
ضر ً،وييكرنى بأبى عبد الرحمن الهذلى ً،ويأمه يأم عبدهو عبد ال بن مسعود بن غافل ً،يصل نسبه إلى يم م
بنت عبدود ً،من هذيل ً،وكان يينسب إليها أحيانا فيقال ابن أم عبد .كان رحمه ال خفيف اللحم ً،قصيراً،
ل هممة ً،أسلم قديما .روى العمش ً،عن القاسم بن عبد الرحمن ً،عن أبيه قال :قال عبد ال -يعنى شديد ا ي
ابن مسعود " : -لقد رأيتنى سادس ستة ما على ظهر الرضِ مسلما غيرنا" وهو أول ممن ظهر بالقرآن
بمكة وأسمعه قريشا بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،ويأوذى فى ال من أجل ذلك ً،ولما أسلم عبد
ال ابن مسعود أخذه رسول ال صلى ال عليه وسلم إليه فكان يخدمه فى أكثر شئونه ً،وهو صاحب
طهوره وسواكه ونعله ً،يلبسه إياه إذا قام ً،ويخلعه ويحمله فى ذراعه إذا جلس ً،ويمشى أمامه إذا سارً،
ويستره إذا اغتسل ً،ويوقظه إذا نام ً،ويلج عليه داره بل حجاب ً،حتى لقد ظنه أبو موسى الشعرى
رضى ال عنه من أهل بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،ففى البخارى ومسلم عن أبى موسى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الشعرى رضى ال عنه قال" :قدمت أنا وأخى من اليمن فمكثنا حينا ل نرى ابن مسعود ولأمه إل من
أهل بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،لما نرى من كثرة دخوله ودخول يأمه على رسول ال صلى
ال عليه وسلم ولزومه له" .وهاجر إلى الحبشة ً،ثم إلى المدينة ً،وصلى إلى الرقهبلتين ً،وشهد بدرا ً،وأييحداً،
والخندقا ً،وبيعة الرضوان ً،وسائر المشاهد مع رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،وشهد اليرموك بعد وفاة
رسول ال صلى ال عليه وسلم .وهو الذى أجهز على أبى جهل يوم بدر ً،وقد شهد له رسول ال صلى
ال عليه وسلم بالجنة وشهد له بالفضل وعلو المنزلة ً،يدل على ذلك ما أخرجه المام أحمد فى مسنده
عن علسى قال :قال رسول صلى ال عليه وسلم" :لو كنيت مؤيمرا أحدا دون مشورة المؤمنين ليمهريت ابن
يأم عبد" .وقد ولى بيت المال بالكوفة لعمر وعثمان ً،وقدم المدينة فى آخر عمره ً،ومات بها سنة اثنتين
ل ً،تنفيذا لوصيته بذلك ً،وكان عمره يوم وفاته ً،بضعا وستين سنة. وثلثين ً،وديفن بالبقيع لي ل
**
* مبلغة من العلم:
كان ابن مسعود من أحفظ الصحابة لكتابة ال ً،وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يحب أن يسمع منه
القرآن ً،وقد أخبر هو بنفسه عن ذلك فقال" :قال لى رسول ال صلى ال عليه وسلم" :اقرأ
على سورة النساء" ً،قال :قلت :أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال" :إنى أحب أن أسمعه من غيرى" ً،فقرأيت س
لرء مشرهيدا{ُ فاضت عيناه - م م ه ي ي ي ه م
عليه حتى بلغت} :مفمكهيمف إرذا رجئمنا رمن كل أرمهَة ربمشرهيهَد مورجئمنا ربك معلـى مهــيؤ ي
صلى ال عليه وسلم" .وكان رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول" :من مسرره أن يقرأ القرآن رطبا كما
يأنرزل ً،فليقرأه على قراءاة ابن يأم عبد" .وكان ابن مسعود يعرف ذلك من نفسه ويعتنى به ً،حتى إنه كره
لزيد بن ثابت نسخْ المصاحف فى عهد عثمان ً،وكان يرى أنه أولى منه بذلك ً،وقد قال فى هذا" :يا
معشر المسلمين ً،يأعزل عن نسخْ المصاحف ويتوله رجل وال لقد أسلميت وإنه لفى صلب رجل كافر" ؟
-يريد زيد بن ثابت .-وعن مسروقا أنه قال" :انتهى علم أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم
إلى ستة :عمر ً،وعلسى ً،وعبد ال بن مسعود ً،وأيمبسى بن كعب ً،وأبى الدرداء ً،وزيد بن ثابت ً،ثم انتهى
علم هؤلء الستة إلى رجلين :علسى ً،وعبد ال" ً،وقيل لحذيفة :أمهخربرنا برجل قريب السمت والدل والمههدى
من رسول ال صلى ال عليه وسلم نأخذ عنه ً،فقال" :ل نعلم أحدا أقرب سمتا ول مههديا برسول ال
صلى ال عليه وسلم من ابن يأم عبد ً،ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى ال عليه وسلم ً،أن
ابن يأم عبد أقربهم إلى ال وسيلة" .ولما سريره عمر رضى ال عنه إلى الكوفة كتب إلى أهلها" :إنى قد
بعثيت عمار بن ياسر أميرا ً،وعبد ال بن مسعود معيلما ووزيرا ً،وهما من النجباء من أصحاب رسول
ال صلى ال عليه وسلم من أهل بدر فاقتدوا بهما ً،وأطيعوا واسمعوا قولهما ً،وقد آثرتكم بعبد ال على
نفسى".
وقد أقام رضى ال عنه بالكوفة يأخذ عنه أهلها الحديث والتفسير والفقه ً،وهو معلمهم وقاضيهمً،
ومؤسس طريقتهم فى العتداد بالرأى حيث ل يوجد النص ً،ولما قدم علسى الكوفة ً،حضر عنده قوم
ل أحسن يخيلقا ً،ول أرفقا تعليماً، وذكروا له بعضِ قول عبد ال وقالوا :يا أمير المؤمنين؛ً ما رأينا رج ل
ول أحسن مجالسة ً،ول أشد ورعا من ابن مسعود ً،قال علسى" :أنشدكم ال أهو الصدقا من قلوبكم"؟
قالوا :نعم ً،قال" :الرلهم أشهد أنى فأول مثل ما قالوا وأفضل".
ومن هذا كله يتبين لنا مكانة ابن مسعود رضى ال عنه فى العلم ً،ومنزلته بين إخوانه من الصحابةً،
فالكل يشهد له وييقيدمه على غيره ً،وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء من عباده.
**
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
* قيمة ابن مسعود فى التفسير:
روى ابن جرير وغيره عن ابن مسعود أنه قال" :كان الرجل منا إذا تعرلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى
يعرف معانيهن والعمل بهن" ً،ومن هذا الثر يتضح لنا مقدار حرص ابن مسعود على تفهم كتاب ال
تعالى والوقوف على معانيه ً،وعن مسروقا قال" :قال عبد ال -يعنى ابن مسعود : -والذى ل إله
غيره ما نزلت آية من كتاب ال إل وأنا أعلم فيم نزلت وأين نزلت ً،ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب ال
منى تناله المطايا لتيته" ً،وهذا الثر يدل على إحاطة ابن مسعود بمعانى كتاب ال ً،وأسباب نزول
اليات ً،وحرصه على تعرف ما عند غيره من العلم بكتاب ال تعالى ولو لقى عنتا ومشقة ً،وقال
مسروقا :كان عبد ال يقرأ علينا السورة ثم يحيدثنا فيها ويفيسرا عامة النهار ً،وروى أبو نعيم فى الحلية
عن أبى البحترى قال :قالوا لعليى :أخبرنا عن ابن مسعود ً،قال :علم القرآن والسسرنة ثم انتهى ً،وكفى
بذلك علما ً،وقال عقبة بن عامر :ما أدرى أحدا أعلم منه بما نزل على محمد ابن عبد ال ً،فقال أبو
موسى :إن تقل ذلك ً،فإنهن كان يسمع حين ل نسمع ً،ويدخل حين ل ندخل .وصح عن ابن مسعود أنه
قال :أخذت من مفيى رسول ال صلى ال عليه وسلم سبعين سورة ً،وقال أبو وائل :لما حرقا عثمان
المصاحف بلغ ذلك عبد ال فقال :لقد علم أصحاب محمد أنى أعلمهم بكتاب ال وما أنا بخيرهم ً،ولو
أنى أعلم أن أحدا أعلم بكتاب ال منى تبلغه البل لتيته ً،قال أبو وائل :فقمت إلى الحلقا أسمع ما
يقولون ً،فما سمعت أحدا من أصحاب محمد ينكر ذلك عليه ...وغير هذا كثير من الثار التى تشهد
لمنزلة ابن مسعود العالية فى التفسير ً،وإذا كان ابن مسعود يعلم هذا من نفسه ويتحدث به ً،فإن أصحاب
رسول ال صلى ال عليه وسلم سلم ينكروا عليه ذلك ً،بل وتحردثوا بمكانته فى العلم ً،ومقدار فهمه لكتاب
ال ً،وعرلل ذلك أبو موسى الشعرى رضى ال عنه ً،بأنه كان يسمع حين ل يتيسر لهم السماع ً،ويدخل
حين ل ييؤذن لهم بالدخول ً،المر الذى جعله أوفر حظا فى الخذ عن الرسول صلى ال عليه وسلمً،
وأعظم نصيبا من الغتراف من منهل النبوة الفرياضِ ً،ولئن صح عن أبى الدرداء أنه قال بعد موت ابن
مسعود :ما ترك بعده مثله ً،لهى شهادة منه على مقدار علمه ً،وسمو مكانته بين أصحاب رسول ال
صلى ال عليه وسلم ً،وبالجملة فابن مسعود كما قيل :أعلم الصحابة بكتاب ال تعالى ً،وأعرفهم بمحكمه
ومتشابهه وحلله وحرامه ً،وقصصه وأمثاله ً،وأسباب نزوله ً،قرأ القرآن فأحسل حلله وحررم حرامهً،
فقيه فى الدين ً،عارلم بالسسرنة ً،بصير بكتاب ال* * .
*الرواية عن ابن مسعود ومبلغها من الصحة:
ابن مسعود أكثر ممن رموى عنه فى التفسير من الصحابة بعد ابن عباس رضى ال عنه ً،قال السيوطى
فى التقان :وأما ابن مسعود فقد يرروى عنه أكثر مما يرروى عن علسى ً،وقد حمل علم ابن مسعود فى
التفسير أهل الكوفة نظرا لوجوده بينهم ً،يجلس إليهم فيأخذون عنه ويروون له ً،فمن رواته مسروقا بن
الجدع الهمدانى ً،وعلقمة بن قيس النخعى ً،والسود بن يزيد ً،وغيرهم من علماء الكوفة الذين تتلمذوا
له ورووا عنه .وسيأتى الكلم على هؤلء جميعا -إن شاء ال تعالى -عند الكلم عن التفسير فى
عصر التابعين ً،وقد وردت أسانيد كثيرة تنتهى إلى ابن مسعود ً،نجدها مبثوثة فى كتب التفسير بالمأثور
وكتب الحديث ً،ومن هذه الروايات ما يمكن العتماد عليه والثقة به ً،ومنها ما يعتريه الضعف فى
رجاله ً،أو النقطاع فى إسناده ً،وقد تتبع العلماء الينرقاد هذه الروايات ً،كما ترتبعوا غيراه بالنقد تجريحا
ل وهذه هى أشهر الطرقا عن ابن مسعود: وتعدي ل
أولل :طريقا العمش ً،عن أبى الضحى ً،عن مسروقا ً،عن ابن مسعود.
وهذه الطريقا من أصح الطرقا وأسلمها ً،وقد اعتمد عليها البخارى فى صحيحه.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ثانيا :طريقا مجاهد ً،عن أبى معمر ً،عن ابن مسعود ً،وهذه أيضا طريقا صحيحه ل يعتريها الضعف.
وقد اعتمد عليها البخارى فى صحيحه أيضا.
ثالثا :طريقا العمش ً،عن أبى وائل ً،عن ابن مسعود .وهذه أيضا طريقا صحيحة يمخيرج البخارى منهاً،
وكفى بتخريج البخارى شاهدا على صحته وصحة ما سبقا.
رابعا :طريقا السدى الكبير ً،عن مرة الهمدانى ً،عن ابن مسعود .وهذه الطريقا يمخيرج منها الحاكم فى
مستدركه ً،ويصحح ما ييخيرجه .وابن جرير يمخيرج منها فى تفسيره كثيرا ً،وقد علمت فيما مضى قيمة
السدى الكبير فى باب الرواية.
خامسا :طريقا أبى روقا ً،عن الضحاك ً،عن ابن مسعود ً،وابن جرير يمخيرج منها فى تفسيره أيضا.
وهذه الطريقا غير مرضية ً،لن الضحاك لم يلقا ابن مسعود فهى طريقا منقطعة.
***
- 3علسى بن أبى طالب
* ترجمته:
هو أبو الحسن ً،علسى بن أبى طالب بن عبد المطلب ً،القرشى الهاشمى ً،ابن عم رسول ال صلى ال
عليه وسلم ً،وصهره على ابنته فاطمة ً،ويذيريته صلى ال عليه وسلم منها .يأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم.
وهو أول هاشمى يورلد من هاشميين ً،ورابع الخلفاء الراشدين ً،وأول خليفة من بنى هاشم ً،وهو أول ممن
أسلم من الحداث وصردقا برسول ال صلى ال عليه وسلم .هاجر إلى المدينة .وموقفة بن الهجرة
ضارت ٱلرلره{ُ ..وقد شهد
مشهور ً،قيل :ونزل فيه قوله تعالى} :مورممن ٱلرنارس ممن ميهشرريِ منهفمسيه ٱهبرتمغآمء ممهر م
علسى المشاهد كلها إل تبوك ً،فإن رسول ال صلى ال عليه وسلم خملفه على أهله ً،وله فى الجميع بلء
عظيم ومواقف مشهورة ً،وقد أعطاه الرسول صلى ال عليه وسلم اللواء فى مواطن كثيرة ً،وقال يوم
ل يفتح ال على يديه ً،ييحب ال ورسوله ً،وييحبه ال ورسوله" ً،ثم أعطاها خيبر" :لعطرين الراية رج ل
لعلسى رضى ال عنه ً،وآخاه رسول ال صلى ال عليه وسلم رلما آخى بين أصحابه وقال له" :أنت أخى
فى الدنيا والخرة" وهو أحد العشرة المبرشرين بالجنة ً،اجتمع فيه من الفضائل ما لم يحظ به غيره ً،فمن
ورع فى الدين ً،إلى زهد فى الدنيا ً،إلى قرابة وصهر برسول ال صلى ال عليه وسلم ً،إلى علم جم
وفضل غزير ً،وقد توفى رحمه ال فى رمضان سنة أربعين من الهجرة ً،مقتولل بيد عبد الرحمن بن
ملجم الخارجى ً،وعمره ثلث وستون سنة ً،وقيل غير ذلك.
**
* مبلغه من العلم:
كان رضى ال عنه بحرا فى العلم ً،وكان قوى اليحرجة ً،سليم الستنباط ً،يأورتمى الحظ الوفر من الفصاحة
لمور ً،وكثيراص ما كان والخطابة والشعر ً،وكان ذا عقل قضائى ناضج ً،وبصيرة نافذة إلى بواطن ا ي
يرجع إليه الصحابة فى فهم ما خفى واستجلء ما أشكل ً،وقد وله رسول ال صلى ال عليه وسلم
ل فى المعضلتً، قضاء اليمن ً،ودعا له بقوله" :السلهم ثيبت لسيانه واهد قلبه" ً،فكان يمورفقا ويمسرددا ً،فيص ل
ضررب به المثل فقيل" :قضية ول أبا حسن لها" ً،ول عجب ً،فقد تربى فى بيت النبوة ً،وتغرذى بلبان حتى ي
معارفها ً،ومعرمته مشكاة أنوارها .روى علقمة عن ابن مسعود قال :كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة
علسى بن أبى طالب .وقيل لعطاء :أكان فى أصحاب محمد ألعم من علسى؟ قال :ل ً،وال ل أعلمهً،
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال" :إذا ثبت لنا الشء عن علسى لم نعدل عنه إلى غيره".
ل ناضجاً،والذى يرجع إلى أقضية علسى رضى ال عنه وخطبه ووصاياه ً،يرى أنه قد يورهمب عق ل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وبيصيرة نافذة ً،وحظا وافرا من العلم وقوة البيان.
**
* مكانته من التفسير:
جمع عل سى رضى ال عنه إلى مهارته فى القضاء والفتوى ً،علمه بكتاب ال ً،وفهمه لسراره وخفى
معانيه ً،فكان أعلم الصحابة بمواقع التنزيل ومعرفة التأويل ً،وقد يرروى عن ابن عباس أنه قالك "ما
أخذت من تفسير القرآن فعن علسى بن أبى طالب".
وأخرج أبو نعيم فى الحلية عن علسى رضى ال عنه أنه قال":والر ما نزلت آية إل وقد علميت فيم نزلتً،
ل". وأين نزلت ً،وإن ربى وهمب لى قلبا عقولل ً،ولسانا سئو ل
وعن أبى الطفيل قال" :شهديت عليا يخطب وهو يقول :سلونى ً،فوال ل تسألونى عن شئ إل أخبرتكمً،
وسلونى عن كتاب ال ً،فوالر ما من آية إل وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار ً،أم فى سهل ً،أم فى جبل".
وأخرج أبو نعيم فى الحلية عن ابن مسعود قال" :إن القرآن يأنزل على سبعة أحرف ً،ما منها حرف ً،إل
وله ظهر وبطن ً،وإن علسى بن أبى طالب عنده منه الظاهر والباطن"
وغير هذا كثير من الثار التى تشهد له بأنه كان صدر المفسرين والمؤريد فيهم.
**
*الرواية عن علسى ومبلغها من الصحة:
كثرة الرواية فى التفسير عن علسى رضى ال عنه ً،كثرة جاوزت الحد ً،المر الذى لفت أنظار العلماء
الينرقاد ً،وجعلهم يتتبعون الرواية عنه بالبحث والتحقيقا ً،ليميزوا ما صح من غيره.
ضع عليه ً،ويرجع ذلك إلى يغلة الشيعة ً،الذين أسرفوا على فى التفسير قليل بالنسبة لما و ر
وما صح عن س
فى حبه فاختلفوا عليه ما هو برئ منه ً،إما ترويجا لمذهبهم وتدعيما له ً،وإما لظنهم الفاسد أن الغراقا
فى نسبة القوال العلمية إليه ييعلى من قدره ً،ويرفع من شأنه العلمى .وأظن أن ما ينسب إلى
على من قوله" :لو شئت أن أيهورقمر سبعين بعيرا من تفسير أم القرآن لفعلت" ل أصل له ً،الرلهم إل فى
س
ضاع أوهام الشيعة ً،الذين يغالون فى حبه ً،ويتجاوزون الحد فى مدحه .ثم هناك ناحية أخرى أغرت اليو ر
بالكذب عليه ً،تلك الناحية هى نسبته إلى بيت النبوة ً،ول شك أن هذه الناحية ً،يتكسب الموضوع قبو ل
لً،
وتعطيه رواجا وذيوعا على ألسن الناس ً،والحقا أن كثرة الوضع على علسى رضى ال عنه أفسدت
الكثير من علمه ً،ومن أجل ذلك لم يعتمد أصحاب الصحيح فيما يروونه عنه إل على ما كان من طريقا
الثبات من أهل بيته ً،أو من أصحاب ابن مسعود ً،كعبيدة السلمانى ويشريح ً،وغيرهما .وهذه أهم الطرقا
عن علسى فى التفسير:
على .طريقا صحيحة ً،يمخيرج منها أولل :طريقا هشام ً،عن محمد بن سيرين ً،عن عبيدة السلمانى ً،عن س
البخارى وغيره.
على .وهذه طريقا صحيحة ً،يخيرج منها ابن عيينة ثانيا :طريقا ابن أبى الحسين ً،عن أبى الطفيل ً،عن س
فى تفسيره.
ثالثا :طريقا الزهرى ً،عن علسى زين العابدين ً،عن أبيه الحسين ً،عن أبيه علسى .وهذه طريقا صحيحه
جدا .حتى عردها بعضهم أصح السانيد مطلقا ً،ولكن لم تشتهر هذه الطريقا اشتهار الطريقتين السابقتين
نظرا لما ألصقه الضعفاء ً،والكرذابون بزين العابدين من الروايات الباطلة.
***
- 4أيمبسى بن كعب
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
* ترجمته:
هو أبو المنذر ً،أو أبو الطفيل ً،أيمبسى بن كعب بن قيس ً،النصارى الخزرجى ً،شهد العقبة وبدرا ً،وهو
أول ممن كتب لرسول ال صلى ال عليه وسلم مقدمة المدينة ً،وقد أثنى عليه عمر رضى ال عنه فقال:
بى سيد المسلمين" وقد أخهترليف فى وفاته على أقوال كثيرة ً،والكثر على أنه مات فى خلفة عمر بن "أيم س
الخطاب رضى ال عنه.
*مبلغه من العلم:
بى بن كعب سيد القرراء ً،وأحد يكرتاب الوحى لرسول ال صلى ال عليه وسلم ً،وقد قال فيه صلى كان أيم س
ال عليه وسلم" :واقرؤهم أيمبسى بن كعب" ً،وليس أدل على جودة حفظه لكتاب ال تعالى من قراءة النبى
صلى ال عليه وسلم ً،فقد أخرج الترمذى بسنده إلى أنس بن مالك رضى ال عنه أنه قال" :إن النبى
لمبسى بن كعب :إن ال أمرنى أن أقرأ عليك} :لمهم مييكرن ٱرلرذيمن مكمفيروها{ُ قال :آل صلى ال عليه وسلم قال ي
سمانى لك؟ قال :نعم ً،فجعل أيمبسى يبكى".
ضرل ٱللرره موربمرهحمرتره مفربمذرلمك
بى :وفرحت بذلك؟ قال :وما يمنعنى وهو يقول} :يقهل ربمف ه وفى رواية أنه قيل م
لم ر
مفهلميهفمريحوها يهمو مخهيفر يمرما ميهجمميعومن{ُ .وروى الشعبى عن مسروقا قال" :كان أصحاب القضاء من أصحاب
رسول ال صلى ال عليه وسلم ستة :عمر ً،وعلسى ً،وعبد ال ً،وأيمبسى ً،وزيد ً،وأبو موسى".
**
* مكانته فى التفسير:
كان أيمبسى بن كعب من أعلم الصحابة بكتاب ال تعالى ً،ولعل من أهم عوامل معرفته بمعانى كتاب الً،
هو أنه كان محهبرا من أحبار اليهود ً،العارفين بأسرار الكتب القديمة وما ورد فيها ً،وكونه من يكرتاب
الوحى لرسول ال صلى ال عليه وسلم وهذا بالضرورة يجعله على مبلغ عظيم من العلم بأسباب النزول
ومواضعه ً،ويممقردم القرآن ويمؤخره ً،وناسخه ومنسوخه ً،ثم ل ييعقل بعد ذلك أن تمر عليه آية من القرآن
يشكل معناها عليه دون أن يسأل عنها رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،لهاذ كله يعسد
بى بن كعب من المكثرين فى التفسير ً،الذين يعترد بما صح عنهم ً،وييعرول على تفسيرهم. أيم س
**
* الرواية عنه فى التفسير ومبلغها من الصحة:
كثرت الرواية عن أيمبسى بن كعب فى التفسير وتعرددت طرقها ً،وتتبع العلماء سهذه الطرقا بالنقد ً،فعردلوا
وجررحوا ً،لنه كغيره من الصحابة لم يسلم من الوضع عليه -وهذه هى أشهر الطرقا عنه:
أولل :طريقا أبى جعفر الرازى ً،عن الربيع بن أنس ً،عن أبى العالية ً،عن أيمبسى رضى ال عنه .وهذه
طريقا صحيحة ً،وقد ورد عن أيمبسى ً،نسخة كبيرة فى التفسير ً،يرويها أبو جعفر الرازى بهذا السناد إلى
بى ً،وقد خ ررج ابن جرير وأبى حاتم منها كثيرا ً،وأخرج الحاكم منها أيضا فى مستدركه ً،والمام أحمد أيم ر
من مسنده.
ثانيا :طريقا وكيع عن سفيان ً،عن عبد ال بن محمد بن عقيل ً،عن الطفيل بن
بى بن كعب ً،عن أبيه ً،وهذه يمخررج منها المام أحمد فى مسنده ً،وهى على شرط الحسن ً،لن عبد ال أيم س
بن محمد بن عقيل وإن كان صدوقا تكلم فيه من جهة حفظه ً،قال الترمذى فى سننه" :عبد ال بن محمد
بن عقيل ً،هو صدوقا وقد تكلم فيه بعضِ أهل العلم من رقمبل حفظه ً،وسمعت محمد بن إسماعيل يقول:
كان أحمد بن حنبل ً،وإسحاقا بن إبراهيم ً،والحميدى ً،يحتجون بحديث عبد ال بن محمد بن عقيل قال
محمد -يعنى البخارى : -وهو مقارب الحديث ً،ونص الحافظ الهيثمى فى مجمع الزوائد على أن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
حديثه حسن".
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الباب الول :المرحلة الولى
للتفسير ..أو التفسير فى عهد النبى صلى ال عليه وسلم وأصحابه ( ضمن العنوان ) قيمة التفسير
المأثور عن الصحابة (
أطلقا الحاكم فى المستدرك :أن تفسير الصحابى الذى شهد الوحى ً،له حكم المرفوع ً،فكأنه رواه عن
النبى صلى ال عليه وسلم ً،وعزا هذا القول للشيخين حيث يقول فى المستدرك" :ليعلم طالب الحديثً،
أن تفسير الصحابى الذى شهد الوحى والتنزيل -عند الشيخين -حديث مسند" ولكن قريد ابن الصلحً،
والنووى ً،وغيرهما ً،هذا الطلقا ً،بما يرجع إلى أسباب النزول ً،وما ل مجال للرأى فيه ً،قال ابن
الصلح فى مقدمته ص )" :(24ما قيل من أن تفسير الصحابى حديث مسند ً،فإنما ذلك فى تفسير يتعلقا
بسبب نزول آية يخبر به الصحابى ً،أو نحو ذلك مما ل يمكن أن يؤخذ إل عن النبى صلى ال عليه
وسلم ول مدخل للرأى فيه ً،كقول جابر رضى ال عنه :كانت اليهود تقول :ممن أتى امرأته من يديبرها
فى يقيبلها جاء الولد أحول ً،فأنزل ال معرز ومجرل} :رنمسآيؤيكهم محهرفث لريكهم{ُ ...الية ً،فأما سائر تفاسير الصحابة
التى ل تشتمل على إضافة شئ إلى الرسول صلى ال عليه وسلم فمعدودة فى الموقوفات".
ولكسنا نجد الحاكم نفسه قد صررح فى "معرفة علوم الحديث" بما ذهب إليه ابن الصلح وغيره حيث قال:
ومن الموقوفات ما حدثناه أحمد بن كامل بسنده عن أبى هريرة فى قوله} :ملروامحفة ليهلمبمشرر{ُ ..قال :تلقاهم
جهنم يوم القيامة فتلفحهم لفحة فل تترك لحما على عظم ً،قال :فهذا وأشباهه ييعمد فى تفسير الصحابة من
الموقوفات ً،فأما ما نقول :إن تفسير الصحابة مسند ً،فإنما نقوله فى غير هذا النوع "..ثم أورد حديث
جابر فى قصة اليهود وقال" :وفهذا وأشباهه مسند ليس بموقوف ً،فإن الصحابى الذى شهد الوحى
والتنزيلل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت فى كذا فإنه حديث مسند".
فالحاكم قريد فى " معرفة علوم الحديث" ما أطلقا فى "المستدرك" ً،فاعتمد الناس ما قريد ً،وتركوا ما أطلقاً،
وعرلل السيوطى فى "التدريب" إطلقا الحاكم بأنه كان حريصا على جمع الصحيح سفى "المستدرك" حتى
أورد فيه ما ليس من شرط المرفوع ً،ثم اعترضِ بعد ذلك على الحاكم ً،حيث معرد الحديث المذكور عن
أبى هريرة من الموقوف ً،وليس كذلك؛ً لنه يتعلقا بذكر الخرة ً،وهذا ل مدخل للرأى فيه ً،فهو من قبيل
المرفوع.
وبعد هذا كله نخلص بهذه النتائج.
أول :تفسير الصحابى له حكم المرفوع ً،إذا كان مما يرجع إلى أسباب النزول ً،وكل ما ليس للرأى فيه
مجال ً،أما ما يكون للرأى فيه مجال ً،فهو موقوف عليه ما دام لم يسنده إلى رسول ال صلى ال عليه
وسلم.
ثانيا :ما يحرك مم عليه بأنه من قبيل المرفوع ل يجوز رده اتفاقا ً،بل يأخذه المفسر ول يعدل عنه إلى غيره
بأية حال.
ثالثا :ما يحركمم عليه بالوقف ً،تختلف فيه أنظار العلماء:
فذهب فريقا :إلى أن الموقوف على الصحابى من التفسير ل يجب الخذ به لنه لمرما لم يرفعه ً،يعرلم أنه
اجتهد فيه ً،والمجتهد ييخطئ وييصيب ً،والصحابة فى اجتهادهم كسائر المجتهدين.
وذهب فريقا آخر إلى أنه يجب الخذ به والرجوع إليه ً،لظن سماعهم له من رسول ال صلى ال عليه
وسلم ً،ولنهم إن فرسروا برأيهم فرأيهم أصوب ً،لنهم أدرى الناس بكتاب ال ً،إذ هم أهل اللسان ً،ولبركة
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الصحابة والتخلقا بأخلقا النبوة ً،ورلمما شاهدوه من القرائن والحوال التى اخيتصوا بها ً،ورلمما لهم من
الفهم التام والعلم الصحيح ً،ل سيما علماؤهم وكبراؤهم كالئمة الربعة ً،وعبد ال بن مسعود ً،وابن
عباس وغيرهم.
قال الزركشى فى "البرهان"" :اعلم أن القرآن قسمان :قسم ورد تفسيره بالنقل ً،وقسم لم يرد .والول :إما
أن يرد عن النبى صلى ال عليه وسلم ً،أو الصحابة أو رؤوس التابعين ً،فالول ييبحث فيه عن صحة
السند ً،والثانى يينظر فى تفسرب الصحابى ً،فإن فرسره من حيث اللغة فهم أهل اللسان فل شك فى
اعتماده ً،أو بما شاهدوه من السباب والقرائن فل شك فيه".
وقال الحافظ ابن كثير فى مقدمة تفسيره ..." :وحينئذ إذا لم نجد التفسير فى القرآن ول فى السسرنةً،
رجعنا فى ذلك إلى أقوال الصحابة ً،فإنهم أدرى بذلك ً،رلمما شاهدوه من القرائن والحوال التى اخيتصوا
بها ً،ورلمما لهم من الفهم التامم ً،والعلم الصحيح ً،والعمل الصالح ً،ل سيما علماؤهم وكبراؤهم ً،كالئمة
الربعة ً،والخلفاء الراشدين ً،والئمة المهتدين المهديين ً،وعبد ال بن مسعود رضى ال عنهم".
وهذا الرأى الخير هو الذى تميل إلن النفس ً،ويطمئن إليه القلب رلمما يذكر.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الباب الول :المرحلة الولى
للتفسير ..أو التفسير فى عهد النبى صلى ال عليه وسلم وأصحابه ( ضمن العنوان ) مميزات التفسير
فى هذه المرحلة (
الفصل الرابع:
مميزات التفسير فى هذه المرحلة
يمتاز التفسير فى هذه المرحلة بالمميزات التية:
ل :لم يمفرسر القرآن جميعه ً،وإنما يفيسر بعضِ منه ً،وهو ما غمضِ فهمه وهذا الغموضِ كان يزداد كلما أو ل
مب يعد الناس عن عصر النبى صلى ال عليه وسلم والصحابة ً،فكان التفسير يتزايد تبعا لتزايد هذا
الغموضِ ً،إلى أن تم تفسير آيات القرآن جميعها.
ثانيا :رقرلة الختلف بينهم فى فهم معانيه ً،وسنعرضِ لهذا الموضوع بتوسع فيما بعد إن شاء ال تعالى.
ل ً،فيكفى أن ثالثا :كانوا كثيرا ما يكتفون بالمعنى الجمالى ً،ول ييلزمون أنفسهم بتفهم معانيه تفصي ل
يفهموا من مثل قوله تعالى} :مومفاركمهلة موأمسبا{ُ ..أنه تعداد رلنعمم ال تعالى على عباده.
رابعا :القتصار على توضيح المعنى السلغوى الذى فهموه بأخصر لفظ ً،مثل قولهم} :مغهيمر يممتمجارنهَف
لهثهَم{ُ ..أى غير متعرضِ لمعصية ً،فإن زادوا على ذلك فمما عرفوه من أسباب النزول. ر
خامسا :ندرة الستنباط العلمى للحكام الفقهية من اليات القرآنية وعوم وجود النتصار للمذاهب الدينية
بما جاء فى كتاب ال ً،نظرا لتحادهم فى العقيدة ً،ولن الختلف المذهبى لم يقم إل بعد عصر
الصحابة رضى ال عنهم.
سادسا :لم ييردون شيء من التفسير فى هذا العصر ً،لن التدوين لم يكن إل فى القرآن الثانى .نعم أثبت
بعضِ الصحابة بعضِ التفسير فى مصاحفهم فظنها بعضِ المتأخرين من وجوه القرآن التى نز بها من
عند ال تعالى.
سابعا :اتخذ التفسير فى هذه المرحلة شكل الحديث ً،بل كان جزءا منه وفرعا من فروعه ً،ولم يتخذ
ل منظما ً،بل كانت هذه التفسيرات يتروى منثورة ليات متفرقة ً،كما كان الشأن فى رواية التفسير له شك ل
الحديث ً،فحديث صلة بجانب حديث جهاد ً،بجانب حديث ميراث ً،بجانب حديث فى تفسير آية...
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وهكذا.
وليس المعترضِ أن يعترضِ علينا بتفسير ابن عباس ً،فإنه ل تصح نسبته إليه ً،بل جمعه الفيروزآبادى
ونسبة إليه ً،معتمدا فى ذلك على رواية واهية ً،هي رواية محمد بن مروان السدى ً،عن الكلبى ً،عن أبى
صالح ً،عن ابن عباس وهذه هي سلسلة الكذب كما قيل.
* * *النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الباب الثانى :المرحلة الثانية
للتفسير أو التفسير فى عصر التابعين ( ضمن العنوان ) ابتداء هذه المرحلة (
تنتهى المرحلة الولى للتفسير بانصرام عهد الصحابة ً،وتبدأ المرحلة الثانية للتفسير من عصر التابعين
الذين تتلمذوا للصحابة فتلقوا غالب معلوماتهم عنه.
وكما اشتهر بعضِ أعلم الصحابة بالتفسير والرجوع إليهم فى استجلء بعضِ ما خفى من كتاب الً،
ضحوا لمعاصريهم خفى معانيه. اشتهر أيضا بالتفسير أعلم من التابعين ً،تكرلموا فى التفسير ً،وو ر
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الباب الثانى :المرحلة الثانية للتفسير
أو التفسير فى عصر التابعين ( ضمن العنوان ) مصادر التفسير فى هذا العصر (
وقد اعتمد هؤلء المف يسرون فى فهمهم لكتاب ال تعالى على ما جاء فى الكتاب نفسه ً،وعلى ما رووه
عن الصحابة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،وعلى ما رووه عن الصحابة من تفسيرهم أنفسهمً،
وعلى ما أخذوه من أهل الكتاب مما جاء فى كتبهم ً،وعلى ما يفتح ال به عليهم من طريقا الجتهاد
والنظر فى كتاب ال تعالى.
وقد روت لنا كتب التفسير كثيرا من أقوال هؤلء التابعين فى التفسير ً،قالوها بطريقا الرأى والجتهادً،
ولم يصل إلى علمهم شئ فيها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،أو عن أحد من الصحابة.
وقد قلنا فيما سبقا :إن ما ينرقل عن الرسول صلى ال عليه وسلم وعن الصحابة من التفسير لم يتناول
جميع آيات القرآن ً،وإنما فرسروا ما غمضِ فهمه على معاصريهم ً،ثم تزايد هذا الغموضِ -على تدرج
-كلما مبيعد الناس عن عصر النبى صلى ال عليه وسلم والصحابة ً،فاحتاج المشتغلون بالتفسير من
التابعين إلى أن يكملوا بعضِ هذا النقص ً،فزادوا فى التفسير بمقدار ما زاد من غموضِ ً،ثم جاء ممن
بعدهم فأتموا تفسير القرآن تباعا ً،معتمدين على ما عرفوه من لغة العرب ومناحيهم فى القول ً،وعلى ما
صح لديهم من الحداث التى حدثت فى عصر نزول القرآن ...وغير هذا من أدوات الفهم ووسائل
البحث.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الباب الثانى :المرحلة الثانية للتفسير
أو التفسير فى عصر التابعين ( ضمن العنوان ) مدارس التفسير التى قامت فيه (
اختلف العلماء فى الرجوع إلى تفسير التابعين والخذ بأقوالهم إذا لم ييؤمثر فى ذلك شيء من الرسول
صلى ال عليه وسلم ً،أو عن الصحابة رضوان ال عليهم أجمعين.
فينرقل عن المام أحمد رضى ال عنه روايتان فى ذلك :رواية بالقبول ً،ورواية بعدم القبول ً،وذهب
بعضِ العلماء :إلى أنه ل ييؤخذ بتفسير التابعى ً،واختاره ابن عقيل ً،وحكى عن شعبة .واستدل أصحاب
هذا الرأى على ما ذهبوا إليه :بأن التابعين ليس لهم سماع من الرسول صلى ال عليه وسلم ً،فل يمكن
الحمل عليه كما قيل فى تفسير الصحابى :إنه محمول على سماعه من النبى صلى ال عليه وسلم .
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وبأنهم لم يشاهدوا القرائن والحوال التى نزل عليها القرآن ً،فيجوز عليهم الخطأ فى فهم المراد وظن ما
ص على عدالة الصحابة .ينرقل عن ل ً،ومع ذلك فعدالة التابعين غير منصوص عليها كما ين ر ليس بدليل دلي ل
أبى حنيفة أنه قال" :ما جاء عن رسول ال صلى ال عليه وسلم فعلى الرأس والعين ً،وما جاء عن
الصحابة تخيرنا ً،وما جاء عن التابعين فهم رجال ونحن رجال".
وقد ذهب أكثر المفيسرين :إلى أنه يؤخذ بقول التابعى فى التفسيبر ً،لن التابعين تلقوا غالب تفسيراتهم
ل يقول :عرضيت المصحف على ابن عباس ثلث عرضات من فاتحته إلى عن الصحابة ً،فمجاهد مث ي
خاتمته ً،يأوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها .وقتادة يقول :ما فى القرآن آية إل وقد سمعيت فيها شيئا.
ولذا حكى أكثر المفيسرين أقوال التابعين فى كتبهم ونقلوها عنهم مع اعتمادهم لها.
والذى تميل إليه النفس :هو أن قول التابعى فى التفسير ل يجب الخذ به إل إذا كان مما ل مجال للرأى
فيه ً،فإنه يؤخذ به حينئذ عند عدم الريبة ً،فإن ارتبنا فيه ً،بأن كان يأخذ من أهل الكتاب ً،فلنا أن نترك
قوله ول نعتمد عليه ً،أما إذا أجمع التابعون على رأى فإنه يجب علينا أن نأخذ به ول نتعداه إلى غيره.
قال ابن تيمية :قال شعبة بن الحجاج وغيره :أقوال التابعين ليست يحرجة ً،فكيف تكون يحرجة فى التفسير؟
بمعنى أنها ل تكون يحرجة على غيرهم ممن خالفهم ً،وهذا صحيح ً،أما إذا أجمعوا على الشئ فل ييرتاب
فى كونه يحرجة فإن اختلفوا فل يكون قول بعضهم يحرجة على بعضِ ول على ممن بعدهم ً،وييرجع فى ذلك
إلى لغة القرآن ً،أو السسرنة ً،أو عموم لغة العرب ً،أو أقوال الصحابة فى ذلك.
* * *النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الباب الثانى :المرحلة الثانية
للتفسير أو التفسير فى عصر التابعين ( ضمن العنوان ) مميزات التفسير فى هذه المرحلة (
قلنا إن الصحابة -رضوان ال عليهم أجمعين -كانوا يفيسرون القرآن بمقتضى لغتهم العربية ً،وما
يعلمونه من السباب التى نزل عليها القرآن ً،وبما أحاط بنزوله من ظروف وملبسات ً،وكانوا يرجعون
فى فهم ما أشكل عليهم إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم.
وقلنا إن المفيسرين من التابعين كانوا يجلسون لبعضِ الصحابة يتلقون عنهم ويروون لهم ً،فأخذوا عنهم
كثيرا من التفسير ً،وقالوا فيه أيضا برأيهم واجتهادهم وكانت لغتهم العربية لم تصل إلى درجة الضعف
التى وصلت إليها فيما بعد.
قلنا هذا فيما سبقا .ونزيد عليه أن ما يديون من العلوم الدبية ً،والعلوم العقلية ً،والعلوم الكونية ً،ومذاهب
الخلف الفقهية والكلمية ً،لم يكن قد ظهر شئ منها فى عصر الصحابة والتابعين ً،وإن كان قد يورجدت
النواة التى نمت فيما بعد وتفررعت عنها كل هذه الفروع المختلفة .كان هذا هو الشأن على عهد الصحابة
والتابعين ً،فكان طبيعيا أن تضيقا دائرة الخلف فى التفسير فى هاتين المرحلتين من مراحله ً،ول تتسع
هذا التساع العظيم الذى وصلت إليه فيما بعد.
ل جدا ً،وكذا بين التابعين وإن كان أكثر منه بين الصحابةً، كان الخلف بين الصحابة فى التفسير قلي ل
وكان اختلفهم فى الحكام أكثر من اختلفهم فى التفسير.
وإذا نحن تتبعنا ما ينقل لنا من أقوال المسملف فى التفسير ً،وجمعنا ما هو مبثوث فى كتب التفسير بالمأثور
لخرجنا بادى الرأى بكثير من القوال المختلفة فى المسألة الواحدة ً،فقول لصحابى يخالف قول صحابى
آخر ً،وقول لتابعى يخالف قول تابعى آخر ً،بل كثيرا ما نجد قولين مختلفين فى المسألة الواحدةً،
وكلهما منسوب لقائل واحد ً،فهل معنى هذا أن الخلف فى التفسير قد اتسعت دائرته على عهد
الصحابة والتابعين ً،وهل معنى هذا أن الصحابى أو التابعى يناقضِ نفسه فى المسألة الواحدة؟ ..لً،
فدائرة الخلف لم تتسع ً،ولم يناقضِ الصحابى أو التابعى نفسه .وذلك لن غالب ما صح عنهم من
ل ً،أو اختلف تنوع ً،ل إلى اختلف تباين وتضاد كما الخلف فى التفسير يرجع إلى اختلف عبارة مث ل
ظنه بعضِ الناس فحكاه على أنه أقوال متباينة ل يرجع بعضها إلى بعضِ.
ونستطيع بعد البحث والنظر فى هذه القوال التى اختلفت ولم تتباين ً،أن ينرجع هذا الخلف إلى عدة
يأمور ً،نذكرها ليتبين لنا أنه ل تنافى ول تباين بين هذه القوال التى تبدوا متعارضة عن المسملف ً،وهى
ما يأتى:
ل :أن ييعيبر كل واحد من المفيسرين عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى فى المسمى أو ل
غير المعنى الخر مع اتحاد المسمى ً،وذلك مثل أسماء ال الحسنى ً،وأسماء رسوله صلى ال عليه
وسلم ً،وأسماء القرآن ً،فإن أسماء ال كلها على مسمى واحد ً،فل يكون دعاؤه باسم من أسمائه الحسنى
مضادا لدعائه باسم آخر منها ً،بل المر كما قال قال ال تعالى} :يقرل ٱهديعوها ٱلرلمه أمرو ٱهديعوها ٱلررهحممــمن أمسيا
رما متهديعوها مفلميه ٱ م
لهسممآمء ٱهليحهسمنـى{ُ..
وإذا نحن نظرنا إلى كل اسم من أسمائه لوجدناه يدل على ذات ال تعالى وعلى صفة من صفاته
تضمنها هذا السم فـ "العليم" يدل على الذات والعلم ً،و "القدير" يدل على الذات والقدرة ..وهكذا.
ثم إن كل اسم من هذه السماء يدل على الصفة التى فى السم الخر بطريقا اللزوم ً،وكذلك الشأن فى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أسماء النبى صلى ال عليه وسلم مثل :محمد وأحمد وحامد ً،وأسماء القرآن مثل :القرآن والفرقانً،
والهدى ً،والشفاء ً،وأمثال ذلك.
ل قوله تعالى: فإن كان مقصود السائل تعيين المسمى عربر عنه بأى اسم كان إذا كان يعرف مسماه .فمث ل
ضِ معن رذهكرريِ{ُ ..وإذا قيل :ما ذكره؟ يقال :رذهكره قرآنه ً،أو كتابه ً،أو كلمه ً،أو يهمداه ً،ونحو }موممهن أمهعمر م
ذلك .وهذا على القول المشهور من أن المصدر مضاف للفاعل ً،كما يدل عليه سياقا الية وسباقها.
وإن كان مقصود السائل معرفة ما فى السم من الصفة المختلفة به فل بد فى ذلك من قدر زائد على
تعيين المسمى ً،مثل أن يسأل عن القدوس ً،السلم ً،المؤمن ً،المهيمن ً،وقد علم أنه ال ولكن يريد أن
يعرف معنى كونه قدوسا .وسلما ً،ومؤمنا ً،ومهيمنا ً،ونحو ذلك.
والمسملف كثيرا ما ييعيبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه وإن كان فيها من السفة ما ليس فى السم
الخر ً،كمن يقول :القدوس :هو ال ً،أو الرحمن ً،أو الغفور ً،ومراده أن المسمى واحد ً،ل أن هذه
الصفة هى هذه .ومعلوم أن هذا اختلف ل يمكن أن يقال إنه اختلف تباين وتضاد كما ظنه بعضِ
الناس.
ومثال ذلك تفسيرهم للصراط المستقيم ً،فقال بعضهم :هو اتباع القرآن ً،لقوله صلى ال عليه وسلم فى
ل صراطا مستقيما ً،وعلى جنبتى الصراط سوران ً،وفى حديث علسى عند الترمذى" :ضرب ال مث ل
السورين أبواب مفتحة ً،وعلى البواب ستور مرخاة ً،وداع يدعو من فوقا الصراط ً،وداع يدعو على
رأس الصراط ً،قال :فالصراط المستقيم هو السلم ً،والسوران حدود ال ً،والبواب المفتحة محارم الً،
والداعى على رأس الصراط كتاب ال ً،والداعى فوقا الصراط واعظ ال فى قلب كل مؤمن".
ومنه ممن قال :هو اتباع السسرنة والجماعة ً،ومنه ممن قال :هو طريقا العبودية ً،ومنه ممن قال :هو طاعة
ال ورسوله صلى ال عليه وسلم ً،وقيل غير ذلك فهذه كلها أقوال ل منافاة بينها ول تباين ً،بل كلها
متفقة فى الحقيقة ً،لن دين السلم هو اتباع القرآن ً،وهو طاعة ال ورسوله ً،وهو طريقا العبودية لً،
فالذات واحدة ً،وكسل أشار إليها ووصفها بصفة من صفاتها.
ثانيا :أن يذكر كل منهم ن السم العام بعضِ أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع ً،ل
على سبيل الحد المطابقا للمحدود فى عمومه وخصوصه.
مثال ذلك ما نقل فى قوله تعالى} :يثرم أمهومرهثمنا ٱهلركمتامب ٱرلرذيمن ٱ ه
صمطمفهيمنا رمهن رعمباردمنا مفرمهنيههم مظارلفم ليمنهفرسره مورمهنيههم
صفد مورمهنيههم مساربفقا ربٱِهلمخهيمرارت ربرإيذرن ٱلرلره{ُ فبعضهم مفرسر السابقا بمن يصملى فى أول الومقت ً،والمقتصد سمهقمت ر
صملى فى أثنائه ً،والظالم بمن يصلى بعد فواته .وبعضهم فرسر السابقا بمن يؤدى الزكاة المفروضة بمن ي م
مع الصدقة ً،والمقتصد بمن يؤديها وحدها ً،والظالم بمانع الزكاة ً،فكل من المفيسرين ذكر فردا من أفراد
العام على سبيل التمثيل ل الحصر ً،لتعريف المستمع أن الية تتناول المذكور ً،ولتنبيه به على نظيرهً،
فإن التعريف بالمثال قد يكون أسهل من التعريف بالحد المطابقا .والعقل السليم يتفطن للنوع بذكر مثاله.
وهذا الختلف فى ذكر المثال ل يؤدى إلى التباين والتناقضِ بين القوال ً،إذ من المعلوم أن الظالم
لنفسه يتناول اليمضييع للواجبات والمنتهك لليحيرمات ً،والمقتصد يتناول فاعل الواجبات وتارك المحررمات.
والسابقا يتناول ممن تقررب بالحسنات مع الواجبات.
ومن هذا القبيل أن يقول أحدهم :نزلت هذه الية فى كذا ً،ويقول الخر :نزلت فى كذا ً،كل يذكر غير ما
ل منهم يذكربعضِ ما يتناوله اللفظ ً،وهذا ل ينافى فيه ما دام اللفظ يتناول قول كل يذكره صاحبه ً،لن ك ل
منهما.
أما إذا قال أحدهم :سبب نزول هذه الية كذا ً،وقال الخر :سبب نزول هذه الية كذا ً،وكل ذكر غير ما
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ذكره الخر ً،فيمكن أن يقال :إن الية نزلت عقب تلك الساب ً،أو تكون نزلت مرتين :مرة لهذا السببً،
ومرة لهذا السبب.
ل للمرين أو المور ً،وذلك إما لكونه مشتركا فى اللغة ً،كلفظ "مقسمومرة" ً،الذى ثالثا :أن يكون اللفظ محتم ل
يراد به الرامى ويراد به السد ً،ولفظ "معهسمعمس" ً،الذى يراد به إقبال الليل ويراد به إدباره .وإما لكونه
متواطئا فى الصل لكن المراد به أحد النوعين ً،أو أحد الشخصين ً،كالضمائر فى قوله تعالى} :يثرم مدمنا
مفمتمدلرـى * مفمكامن مقامب مقهومسهيرن أمهو مأهدمنـى{ُ ..وكلفظ} :موٱهلمفهجرر * موملياهَل معهشهَر * موٱلرشهفرع موٱهلموهترر{ُ ..وما ماثل
ذلك ً،فمثل هذا قد يجوز أن يراد به كل المعانى التى قالها المسملف ً،وذلك إما لكون الية نزلت مرتينً،
فأريد بها هذا تارة وهذا تارة .وإما لكون اللفظ المشترك يجوز أن يراد به معنياه أو معانيه ً،وهذا يقول
به أكثر الفقهاء من المالكية ً،والشافعية ً،والحنابلة ً،وكثير من أهل الكلم .وإما لكون اللفظ متواطئاً،
فيكون عاما إذا لم يكن هناك موجب لتخصيصه.
رابعا :أن ييعيبروا عن المعانى بألفاظ متقاربة ل مترادفة ً،فإن الترادف قليل فى اللغة ً،ونادر أو معدوم
فى القرآن ً،ومقرل أن ييعربر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدى جميع معناه ً،وإنما ييعربر عنه بلفظ فيه تقريب
ل إذا قال ل إذا قال واحد يؤدى جميع معناه ً،وإنما ييعيبر عنه بلفظ فيه تقريب لمعناه ً،فمث ل لمعناه ً،فمث ل
قائل} :ميهوم متيموير ٱلرسممآيء ممهورا{ُ ..المور :الحركة فذلك تقريب للمعنى ً،لن المور حركة خفيفة سريعة.
ضهيمنآ إرلمـى مبرني إرهسمرارئيمل رفي ٱهلركمتارب{ُ ..أيِ أعلمنا ً،لن القضاء إليهم فى الية أخص من كذلك إذا قال} :مومق م
ل وإيحالء إليهم. العلم ً،فإن فيه إنزا ل
فإذا قال أحدهم فى قوله تعالى} :مومذيكهر ربره مأن يتهبمسمل منهففس ربمما مكمسمبهت{ُ إن معنى تبسل :تحبس ً،وقال
الخر :ترتهن ً،ونحو ذلك ً،لم يكن من اختلف التضاد ً،لن هذا تقريب للمعنى كما قلنا.
خامسا :أن يكون فى الية الواحدة قراءتان أو قراءات ً،فيفيسر كل منهم على حسب قراءة مخصوصة
فيظن ذلك اختلفا ً،وليس باختلف ً،مثال ذلك :ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس وغيره من طرقا
صايرمنا{ُ .إن معنى يسيكرت :يسردت ً،ومن طريقا أخرى عنه :أن فى قوله تعالى..} :ملمقايلوها إررنمما يسيكمرهت أمهب م
يسيكرت بمعنى يأخذت ويسحرت ً،ثم أخرج عن قتادة أنه قال :من قرأ "يسيكرت" مشددة ً،فإنما يعنى يسردتً،
وممن قرأ "سلكرت" مخففة .فإنه يعنى يسحرت .ومن ذلك أيضا قوله تعالى} :مسمراربيلييهم يمن مقرطمراهَن{ُ أخرج
ابن جرير عن الحسن :أنه الذى تهنأ به البل ً،وأخرج من طرقا عنه وعن غيره :أنه النحاس المذابً،
وليسا بقولين ً،وإنما الثانى تفسير لقراءة ممن قرأ" :من قطرآن" بتنوين قطر ً،وهو النحاس المذاب ً،وآن:
شديد الحرارة .وأمثلة هذا النوع كثيرة .وقد يخيرج على هذا الختلف الوادر عن ابن عباس وغيره فى
لممهسيتيم{ُ ..هل هو الرجماع ً،أو الجس باليد؟ فالول تفسير لقراءة" :لمستم"ً، تفسير قوله تعالى} .أمهو م
والثانى لقراءة" :لمستم" ول اختلف.
هذه هى الوجه بواسطتها نستطيع أن نجمع بين أقوال المسملف التى تبدو متعارضة .أما ما جاء عنهم من
اختلف فى التفسير ويتعذر الجمع بينه بواحد من المور السابقة -وهذا أمر نادر ً،أو اختلف مخفف
كما يقول ابن تيمية -فطريقنا فيه :أن ننظر فيمن ينرقل عنه الختلف ً،فإن كان عن شخص واحد
واختلفت الروايتان صحة وضعفا ً،يقيدم الصحيح ويتررك ما عداه ً،وإن استوينا فى الصحة وعرفنا أن أحد
القولين متأخر عن الخر ً،يقيدم المتأخر ويتررك ما عداه .وإن لم نعرف تقدم أحدهما على الخر رددنا
المر إلى ما ثبت فيه السمع .فإن لم نجد سمعا وكان للستدلل طريقا إلى تقوية أحدهما ً،ررجحنا ما
ق رواه الستدلل وتركنا ما عداه .وإن تعارضت الدلة فعلينا أن نؤمن بمراد ال تعالى ول نتهجم على
تعيين أحد القولين ً،ويكون المر حينئذ فى منزلة المجمل قبل تفصيله ً،والمتشابه قبل تبيينه.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وإن كان الختلف عن شخصين أو أشخاص ً،واختلفت الروايتان أو الروايات صحة وضعفا ً،يقيدم
الصحيح ويت ررك ما عداه .وإن استوت الروايتان أو الروايات فى الصحة ً،رددنا المر إلى ما ثبت فيه
السمع .فإن لم نجد سمعا وكان للستدلل طريقا إلى تقوية أحدهما ررجحنا ما قرواه الستدلل وتركنا ما
عداه .وإن تعارضت الدلة فعلينا أن نؤمن بمراد ال تعالى ً،ول نتهجم على تعيين أحد القولين أو
القوال .ويكون المر حينئذ فى منزلة المجمل قبل تفصيله ً،والمتشابه قبل تبيينه.
ويرى الزركشى :أن الختلف إن كان بين الصحابة وتعذر الجمع ً،يقيدم قول ابن عباس على قول
غيره ً،وعرلل ذلك فقال" :لن النبى صلى ال عليه وسلم مبرشره حيث قال" :الرلهم معيلمه التأويل".
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الباب الثالث :المرحلة الثالثة
للتفسير ..أو التفسير فى عصور التدوين ( ضمن العنوان ) تمهيد (
تمهيد
* ابتداء هذه المرحلة:
تبدأ المرحلة الثالثة للتفسير من مبدأ ظهور التدوين ً،وذلك فى أواخر عهد بنى أمية ً،وأول عهد
للعباسين.
* الخطوة الولى للتفسير:
وكان التفسير قبل ذلك ييتناقل بطريقا الرواية ً،فالصحابة يروون عن رسول ال صلى ال عليه وسلمً،
كما يروى بعضهم عن بعضِ .والتابعون يروون عن الصحابة .كما يروى بعضهم عن بعضِ ً،وهذه
هى الخطوة الولى للتفسير.
**
* الخطوة الثانية:
ثم بعد عصر الصحابة والتابعين ً،خطا التفسير خطوة ثانية ً،وذلك حيث ابتدأ التدوين لحديث رسول ال
صلى ال عليه وسلم ً،فكانت أبوابه متنوعة ً،وكان التفسير بابا من هذه البواب التى اشتمل عليها
الحديث ً،فلم ييفرد له تأليف خاص ييفيسر القرآن سورة سورة ً،وآية آية ً،من مبدئه إلى منتهاه ً،بل يوجد
من العلماء ممن طروف فى المصار المختلفة ليجمع الحديث ً،فجمع بجوار ذلك ما يرروى فى المصار من
تفسير منسوب إلى النبى صلى ال عليه وسلم ً،أو إلى الصحابة ً،أو إلى التابعين ً،ومن هؤلء :يزيد بن
هارون السلمى المتوفى سنة 117هـ ً،وشعبه بن الحجاج المتوفى سنة 160هـ ً،ووكيع بن الجراح
المتوفى سنة 197هـ وسفيان بن عيينة المتوفى سنة 198هـ ً،وروح عن عبادة البصرى المتوفى سنة
205هـ ً،وعبد الرزاقا بن همام المتوفى سنة 211هـ ً،وآدم بن أبى إياس والمتوفى سنة 220هـً،
وعبد حميد المتوفى سنة 249هـ وغيرهم ً،وهؤلء جميعا كانوا من أئمة الحديث ً،فكان جمعهم للتفسير
جمعا لباب من أبواب الحديث ً،ولم يكن جمعا للتفسير على استقلل وانفراد .وجميع ما نقله هؤلء
العلم عن أسلفهم من أئمة التفسير نقلوه مسندا إليهم ً،غير أن هذه التفاسير لم يصل إلينا شئ منهاً،
ولذا ل نستطيع أن نحكم عليها.
**
* الخطوة الثالثة:
ثم بعد هذه الخطوة الثانية ً،خطا التفسير ثالثة ً،انفصل بها عن الحديث ً،فأصبح علما قائما بنفسهً،
ووضع التفسير لكل آية من القرآن ً،ويررتب ذلك على حسب ترتب المصحف .وتم ذلك على أيدى طائفة
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
من العلماء منهم ابن ماجه المتوفى سنة 273هـ ً،وابن جرير الطبرى المتوفى سنة 310هـ ً،وأبو بكر
بن المنذر النيسابورى المتوفى سنة 318هـ ً،وابن أبى حاتم المتوفى سنة 327هـ ً،وأبو الشيخْ بن
حبان المتوفى سنة 369هـ ً،والحاكم المتوفى سنة 405هـ ً،وأبو بكر بن مردويه المتوفى سنة
410هـ ً،وغيرهم من أئمة هذا الشأن.
وكل هذه التفاسير مروية بالسناد إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،وإلى الصحابة ً،والتابعين ً،وتابع
التابعين ً،وليس فيها شئ من التفسير أكثر من التفسير المأثور ً،الرلهم إل ابن جرير الطبرى فإنه ذكر
القوال ثم وجرهها ً،وررجح بعضها على بعضِ ً،وزاد على ذلك العراب إن دعت إليه حاجة ً،واستبط
الحكام التى يمكن أن تؤخذ من اليات القرآنية ...وسنأتى بالكلم عن هذا التفسير عند الكلم عن
الكتب المؤيلفة فى التفسير بالمأثور إن شاء ال تعالى.
وإذا كان التفسير قد خطا هذه الخطوة الثالثة التى انفصل بها عن الحديث ً،فليس معنى أن هذه الخطوة
محت ما قبلها وألغت العمل به ً،بل معناه أن التفسير تدرح فى خطواته ً،فبعد أن كانت الخطوة الولى
للتفسير هي النقل عن طريقا التلقى والرواية ً،كانت الخطوة الثانية له ً،وهى تدوينه على أنه باب من
أبواب الحديث ً،ثم جاءت بعد ذلك الخطوة الثالثة ً،وهى تدوينه على استقلل وانفراد ً،فكل هذه
الخطوات ً،تم إسلم بعضها إلى بعضِ ً،بل وظل المحيدثون بعد هذه الخطوة الثالثة ً،يسيرون على نمط
الخطوة الثانية ً،من رواية المنقول من التفسير فى باب خاص من أبواب الحديث ً،مقتصرين فى ذلك ما
ورد عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،أو عن الصحابة أو عن التابعين.
**
* ليس من السهل معرفة أول من مدرون تفسير كل القرآن مررتبا:
هذا ..ول نستطيع أن ينعيين بالضبط ً،المفيسر الول الذى فسرر القرآن آية آية ً،ودرونه على التتابع وحسب
ترتيب المصحف .ونجد فى الفهرست لبن النديم )ص (99أن أبا العباس ثعلب قال" :كان السبب فى
إملء كتاب الفرراء فى المعانى أن عمر بن بكير كان من أصحابه ً،وكان منقطعا إلى الحسن بن سهل
فكتب إلى الف رراء :إن المير الحسن بن سهل ً،ربما سألنى عن الشئ بعد الشئ من القرآن فل يحضرنى
فيه جواب ً،فإن رأيت أن تجمع لى أصولل ً،أو تجعل فى ذلك كتابا أرجع إليه فعلت ً،فقال الفرراء
لصحابه :اجتمعوا حتى يأملى عليكم كتابا فى القرآن ً،وجعل لهم يوما ً،فلما حضروا خرج إليهم ً،وكان
فى المسجد رجل ييؤيذن ويقرأ بالناس فى الصلة ً،فالتفت إليه الفرراء فقال له :اقرأ بفاتحة الكتاب نفيسرهاً،
ثم نوفى الكتاب كله ً،فقرأ الرجل ويفيسر الفراء ً،قال أبو العباس :لم يعمل أحد قبل مثله ً،ول أحسب أن
أحداص يزيد عليه".
فهل نستطيع أن نستخلص من ذلك :أن الفرراء المتوفى سنة 207هـ ً،هو أول ممن مدرون تفسيرا جامعا
لكل آيات القرآن مررتبا على وفهَقا ترتيب المصحف؟ وهل نستطيع أن نقولك إن كل ممن تقردم الفرراء من
المف يسرين كانوا يقتصرون على تفسير المشكل فقط؟ ..ل ..ل نستطيع أن نفهم هذا من عبارة ابن النديم
لنها غير قاطعة فى هذا ً،كما ل نستطيع أن نميل إليه كما مال إليه الستاذ أحمد أمين فى كتابه ضحى
السلم )جـ 2ص ً،(141وذلك لن كتاب "معانى القرآن" للفرراء شبيه فى تناوله للى على ترتيبها
فى السور بكتاب "مجاز القرآن" لبي عبيدة ً،فإنه يتناول السور على ترتيبها ً،ويعرضِ لما فى السورة
من آ تحتاج لبيان مجازها -أى المراد منها -فليس للفرراء أرولية فى هذا ً،بل تلك على ما يبدو كانت
خطة العصر ً،ثم إن ما ينرقل لنا عن المسملف ييشعر -وإن كان غير قاطع -بأن استيفاء التفسير لسوء
ل يقول ابن أبى ل مبكرا لم يتأخر إلى نهاية القرن الثانى وأوائل الثالث ً،فمث ل
القرآن وآياته كان عم ل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
مليكة" :رأيت مجاهدا يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواحه ً،فيقول له ابن عباس :اكتب .قال:
حتى سأله عن التفسير كله".
ونجد الحافظ ابن حجر عندما ترجم لعطاء بن دينار الهذلى المصرى فى كتابه "تهذيب التهذيب" يقول:
"قال عل سى بن الحسن الهسنجانى ً،عن أحمد ابن صالح :عطاء بن دينار ً،من ثقات المصريين ً،وتفسيره
فيما يروى عن سعيد بن جبير صحيفة ً،وليس له دللة على أنه سمع من سعيد بن جبير ً،وقال أبو
حاتم :صالح الحديث إل أن التفسير أخذه من الديوان ً،وكان عبد الملك بن مروان )المتوفى سنة 86
هـ( سأل سعيد بن جبير أن يكتب إليه بتفسير القرآن ً،فكتب سعيد بهذا التفسير ً،فوجده عطاء بن دينار
فى الديوان فأخذه فأرسله عن سعيد بن جبير".
فهذا صريح فى أن سعيد بن جبير رضى ال عنه جمع تفسير القرآن فى كتاب ً،وأخذه من الكتاب عطاء
بن دينار ً،ومعروف أن سعيد بن جبير يقرتل سنة - 94أو سنة 95هجرية -على الخلف فى ذلك ً،ول
شك أن تأليفه هذا كان قبل موت عبد الملك بن مروان المتوفى سنة 86هجرية.
وكذلك نجد فى وفيات العيان ) جـ 2ص :(3أن عمرو بن عبيد شيخْ المعتزلة ً،كتب تفسيرا للقرآن
عن الحسن البصرى ً،ومعلوم أن الحسن توفى سنة 116هجرية.
ومرر بنا فيما سبقا ) ص (85أن ابن جريج المتوفى سنة 150هجرية له ثلثة أجزاء كبار فى التفسير
رواها عنه محمد بن ثور ً،فإذا انضم إلى هذا ما نلحظه من قوة اتصال القرآن بالحياة السلمية ً،وشدة
عناية القوم بأخذ الحاكم وغيرها من آيات القرآن ً،وحاجاتهم اليميلحة فى ذلك ً،نستطيع أن نقول إن
الفرراء لم ييسبقا إلى هذا الستيفاء والتقصى ً،بل هو مسبوقا بذلك ً،وإن كنا ل نستطيع أن ينعيين ممن سبقا
إلى هذا العمل على وجه التحقيقا ً،ولو أنه وقع لنا كل ما كتب من التفسير من مبدأ عهد التدوين.
لمكننا أن ينعيين المفيسر الول الذى درون التفسير على هذا النمط.
**
* الخطوة الرابعة:
ثم إن التفسير لم يقف عند هذه الخطوة الثالثة بل خطا بعدها خطوة رابعة ً،لم يتجاوز بها حدود التفسير
بالمأثور ً،وإن كان قد تجاوز روايته بالسناد ً،فصرنف فى التفسير خلقا كثير ً،اختصروا السانيد ً،ونقلوا
القوال المأثورة عن المفيسرين من أسلفهم دون أن ينسبوها لقائليها ً،فدخل الوضع فى التفسير والتبس
الصحيح بالعليل ً،وأصبح الناظر فى هذه الكتب يظن أن كل ما فيها صحيح ً،فنقله كثير من المتأخرين
فى تفاسيرهم ً،ونقلوا ما جاء فى هذه الكتب من إسرائيليات على أنها حقائقا ثابتة ً،وكان ذلك هو مبدأ
ظهور خطر الوضع والسرئليات فى التفسير .وسنعرضِ لهذا بالبيان والتفصيل فيما بعد إن شاء ال
تعالى.
ولقد يورجد من بين هؤلء المفيسرين ممن معرنى بجمع شتات القوال ً،فصار كلما سنح مله قول أورده ً،وكلما
خطر بباله شئ اعتمده ً،فيأتى ممن بعده وينقل ذلك عنه بدون أن يتحرى الصواب فيما ينقل ً،ويدون
التفاوت منه إلى تحرير ما ورد عن السملف الصالح وممن يرجع إليهم فى التفسير ً،ظنا منه أن كل ما
ذكر له أصل ثابت!! وليس أدل على نهم هؤلء القوم بكثرة النقل من أن بعضهم ذكر فى تفسير قوله
ضآيليمن{ُ عشرة أقوال مع أن تفسيرها باليهود والنصارى ً،هو الوارد تعالى} :مغهيرر ٱهلممهغ ي
ضورب معلمهيرهم مو م
ل ٱل ر
عن رسول ال صلى ال عليه وسلم وعن جميع الصحابة والتابعين ً،حتى قال ابن أبى حاتم" :ل أعلم فى
ذلك اختلفا بين المفيسرين".
**
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
* الخطوة الخامسة:
ثم خطا التفسير بعد ذلك خطوة خامسة ً،هى أوسع الخطا وأفسحها ً،امتدت من العصر العباسى إلى
يومنا هذا ً،فبعد أن كن تدوين التفسير مقصورا على رواية ما ينرقل عن مسملف هذه المة ً،تجاوز بهذه
الخطوة الواسعة إلى تدوين تفسير اختلط فيه الفهم العقلى بالتفسير النقلى ً،وكان ذلك على تدرج ملحوظ
فى ذلك.
***
* تدرج التفسير العقلى:
بدأ ذلك أولل على هيئة محاولت فهم شخص ً،وترجيح لبعضِ القوال على بعضِ ً،وكان هذا أمرا
مقوب لل ما دام يرجع الجانب العقلى منه إلى حدود اللغة ودللة الكلمات القرآنية .ثم ظلت محاولت هذا
الفهم الشخصى تزداد وتتضخم ً،متأثرة بالمعارف المختلفة ً،والعلوم المتنوعة ً،والراء المتشعبةً،
والعقائد المتباينة ً،حتى يورجد من كتب التفسير ما يجمع أشياء كثيرة ً،ل تكاد تتصل بالتفسير إل عن يبهعهَد
عظيم.
يديونت علوم اللغة ً،ويدرون النحو الصرف ً،وتشعربت مذاهب الخلف الفقهى ً،وأثيرت مسائل الكلمً،
وظهر التعصب المذهبى قائما على قدمه وساقه فى العصر العباسى ً،وقامت الرفمرقا السلمية بنشر
مذاهبها والدعوة إليها ً،ويترجمت كتب كثيرة من كتب الفلسفة ً،فامتزجت كل هذه العلوم وما يتعلقا بها
من أبحاث بالتفسير حتى طغت عليه ً،وغلب الجانب العقلى على الجانب النقلى ً،وصار أظهر شئ فى
هذه الكتب ً،هو الناحية العقلية ً،وإن كانت ل تخلو مع ذلك من منقول يتصل بأسباب النزول ً،أو بغير
ذلك على المأثور.
وهكذا تدرج التفسير ً،واتجهت الكتب المؤرلفة فيه اتجاهات متنوعة ً،وتحركمت الصطلحات العلميةً،
والعقائد المذهبية فى عبارات القرآن الكريم ً،فظهرت آثار الثقافة الفلسفية والعلمية للمسلمين فى تفسير
القرآن ً،كما ظهرت آثار التصوف واضحة فيه ً،وكما ظهرت آثار الرنمحل والهواء فيه ظهورا جليا.
وإرنا لنلحظ فى وضوح وجلء :أن كل ممن برع فى فن من فنون العلم ً،يكاد يقتصر تفسيره على الفن
الذى برع فيه ً،فالنحوى تراه ل مهرم له إل العراب وذكر ما يحتمل فى ذلك من أوجه ً،وتراه ينقل
مسائل النحو وفروعه وخلفياته ً،وذلك كالمزرجاج ً،والواحدى فى "البسيط" ً،وأبى حيان فى "البحر
المحيط".
وصاحب العلوم العقلية ً،تراه يعنى فى تفسيره بأقوال الحكماء والفلسفة ً،كما تراه يعنى بذكر شيبههم
والرد عليهم ً،وذلك كالفخر الرازى فى كتابه "مفاتيح الغيب".
وصاحب الفقه تراه قد عنى بتقريره الدلة للفروع الفقهية ً،والرد على ممن يخالف مذهبه ً،وذلك
صاص ً،والقرطبى.. كالج ر
وصاحب التاريخْ ً،ليس له شغل إل القصص ً،وذكر أخبار ممن مسملف ً،ما صح منها وما ل يصح ً،وذلك
كالثعلبى والخازن..
وصاحب البدع ً،ليس له قصد إلا أن ييؤيول كلم ال ويينزله على مذهبه الفاسد ً،وذلك كالرمانىً،
والجبائى ً،والقاضى عبد الجبار ً،والزمخشرى من المعتزلة ً،والطبرسى ً،ومل محسن الكاشى من
المامية الثنا عشرية.
وأصحاب التصوف قصدوا إلى ناحية الترغيب والترهيب .واستخراج المعانى الشارية من اليات
القرآنية بما يتفقا مع مشاربهم ً،ويتناسب مع رياضاتهم وموادجيدهم ً،ومن هؤلء ابن عربى ً،وأبو عبد
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الرحمن السلمى..
وهكذا ف رسر كل صاحب فن أو مذهب بما يتناسب مع فنه أو يشهد لمذهبه ً،وقد استمرت هذه النزعة
العلمية العقلية وراجت فى بعضِ العصور رواجا عظيما ً،كما راجت فى عصرنا الحاضر تفسيرات
يريد أهلها من ورائها أن يمح سيملوا آيات القرآن كل العلوم ً،ما ظهر منها وما لم يظهر ً،كأن هذا فيما يبدو
وجه من وجوه إعجاز القرآن وصلحيته لن يتمشى مع الزمن .وفى الحقا أن هذا غلو منهم ً،وإسراف
ييخرج القرآن عن مقصده الذى نزل من أجله ً،ويحيد به عن هدفه الذى يرمى إليه.
وسوف نتكلم على ذلك بتوسع عند الكلم عن التفسير العلمى إن شاء ال تعالى.
ثم إن هذا الطغيان العقلى العلمى ً،لم يطغ على التفسير بالمأثور الطغيان الذى يجعله فى عداد ما درس
وذهب ً،بل يورجد من العلماء فى عصور مختلفة ً،ممن استطاع أن يقاوم تيار هذا الطغيان ً،ففرسر القرآن
تفسيرا نقليا بحتا ً،على توسع منهم فى النقل ً،وعدم تفرقة بين ما صح وما لم يصح ً،كما فعل السيوطى
فى كتابه "الدر المنثور".
**
* التفسير الموضوعى:
وكذلك يورجد رممن العلماء ممن ضريقا دائرة البحث فى التفسير ً،فتكرلم عن ناحية واحدة من منواحيه المتشعبة
ل -أفرد كتابا من مؤلفاته للكلم عن أقسام القرآن سماه "التبيان فى أقسام المتعددة ً،فابن القيم -مث ل
القرآن" .وأبو عبيدة أفرد كتابا للكلم عن مجاز القرآن والراغب الصفهانى أفرد كتابا فى مفردات
القرآن .وأبو جعفر النحاس أفرد كتابا فى الناسخْ والمنسوخ من القرآن .وأبو الحسن الواحدى أفرد كتابا
فى أسباب نزول القرآن .والجصاص أفرد كتابا فى أحكام القرآن ..وغير هؤلء كثير من العلماء الذين
قصدوا إلى موضوع خاص فى القرآن يجمعون ما تفررقا منه ً،ويفردونه بالدرس والبحث.
* توسع متقدمى المفسرين قد بمتأخريهم عن البحث المستقل:
ثم إرنا نجد متقدمى المفيسرين قد تورسعوا فى التفسير إلى حد كبير ً،جعل ممن جاء بعدهم من المفيسرين ل
يلقون عنتا ً،ول يجدون مشقة فى محاولتهم لفهم كتاب ال ً،وتدوين ما درونوا من كتب فى التفسير ً،فمنهم
ممن أخذ كلم غيره وزاد عليه ً،ومنهم من اختصر ً،ومنهم ممن عرلقا الحواشى وتتبع كلم من سبقه ً،تارة
بالكشف عن المراد ً،وأخرى بالتفنيد والعتراضِ ً،ومع ذلك فاتجاهات التفسير ً،وتعدد طرائقه وألوانه.
مل تزل على ما كانت عليه ً،متشعبة متكاثرة.
أما فى عصرنا الحاضر ً،فقد غلب اللون الدبى الجتماعى على التفسير ً،ويورجدت بعضِ محاولت
علمية ً،فى كثير منها تكلف ظاهر وغلو كبير ً،أما اللون المذهبى ً،فقد بقى منه إلى يومنا هذا بمقدار ما
بقى من المذاهب السلمية ً،وسوف نعرضِ للتفسير فى عصرنا الحاضر بما فيه الكفاية إن شاء ال
تعالى.
هذا هو شأن التفسير فى مرحلته الثالثة -مرحلة التدوين -وهذه هى خطواته التى تدرج فيها من لدن
نشأته إلى عصرنا الحاضر ً،وتلك هى ألوانه وطرائقه ً،وأرى من العسير علسى أن أتمشى بالتفسير مع
الزمن ً،وأن أتكلم عن طرائقه ً،ومميزاته ً،واتجاهاته ً،وألوانه فى كل عصر من العصور التى مررت
عليه ً،وذلك راجع إلى أننا لم نقف على كثير مما خلفته تلك العصور من آثار فيه وهى كثرة كاثرة
تنروعت مقاصدها واختلفت اتجاهاتها .وإننا لندهش عند سماع ما أييلف فى التفسير من الكتب التى بلغت
حد الكثرة .وينرسبت لرجال لهم قيمتهم العلمية ً،ففى القرن الثانى كتب عمرو بن عبيد شيخْ المعتزلة
تفسيرا للقرآن عن الحسن البصرى ً،كما ذكره ابن خلكان فى كتابه "وفيان العيان" ً،ويذكر صاحب
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
كتاب "تبيين كذب المفترى" :أن أبا الحسن الشعرى كتب كتابا فى التفسير يسمى "المختزن" ً،لم يترك
آية تعرلقا بها مبهدعى إل أبطل تعلقه بها ً،وجعلها يحرجة لهل الحقا ً،كما يينسب إلى الجوينيى تفسير كبير
يشتمل على عشرة أنواع فى كل آية ً،ويينسب للقشيرى أيضا تفسير كبير .وابن النبارى يذكرون أنه
كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا من تفاسير القرآن بأسانيدها وأبو هلل العسكرى ً،له كتاب "المحاسن
فى تفسير القرآن" ً،خمس مجلدات ً،وغير هذا كثير جدا من الكتب التى أييلفت فى تفسير القرآن.
وبعد ...فهل يكون فى مقدورى -وقد اندرست معظم كتب التفسير -أن أتكلم عن التفسير وما أييلف فيه
يدى كل ما كتب فى فى جميع مراحلة الزمنية؟ اللهم إن هذا المر ل أقدر عليه إلا إذا يجمع بين س
التفسير من مبدأ نشأته إلى يومنا هذا ً،وكان لدسى من الوقت ما يتسع لدراسته كله ً،وأرنى لى بذلك؟
على أننا لو نظرنا إلى مناحى المفيسرين واتجاهاتهم ً،لوجدناهم مع اختلف عصورهم يشتركون فيهاً،
فبينما نجد من المتقدمين ممهن درون التفسير بالمأثور خاصة ً،نجد من المتأخرين ممهن مقصمر تفسيره على
المأثور أيضا .وبينما نجد ممن المتقدمين ممهن نحا فى تفسيره الناحية الشارية نجد رممن المتأخرين ممهن
ينحو هذا المنحى بعينه ً،وبينما نجد رممن المتقدمين ممهن حاول إخضاع القرآن لمذهبه وعقيدته نجد رممن
المتأخرين مم هن حاول مثل هذه المحاولة وهكذا نجد كثيرا من كتب التفسير على اختلف أزمانها تتحد فى
مشربها ً،وتتجه إلى ناحية واحدة من نواحى التفسير المختلفة.
لهذا كله ً،أرى نفسى مضطرا إلى أن أعدل فى هذه المرحلة الثالثة -مرحلة عصور التدوين -عن
السير بالتفسير مع الزمن إلى التكلم عنه من ناحية هذه التجاهات التى اتجه إليها المفيسرون فى
تفاسيرهم وأتبع ذلك بالكلم عن أشهر الكتب المؤرلفة فى التفسير ً،فأتكلم أولل عن التفسير المأثور وأشهر
ما يديومن فيه ً،ثم عن التفسير بالرأى الجائز وغير الجائز ً،وعن أشهر الكتب المؤرلفة فى ذلك .ويندرج فى
هذا الكلم على تفاسير الرفمرقا المختلفة ً،ثم أتكلم بعد ذلك عن التفسير عند الصوفية وأهم كتبهم فيه ً،ثم
عند الفلسفة ً،ثم عند الفقهاء كذلك ً،ثم أتكلم عن التفسير العلمى ً،ثم أختم بكلمة عامة عن التفسير فى
عصرنا الحاضر ً،وأسأل ال العون والتوفيقا.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الباب الثالث :المرحلة الثالثة
للتفسير ..أو التفسير فى عصور التدوين ( ضمن العنوان ) التفسير بالمأثور (
* ما هو التفسير المأثور؟
يشمل التفسير المأثور ما جاء فى القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعضِ آياته ً،وما ينقل عن الرسول
صلى ال عليه وسلم ً،وما ينرقل عن الصحابة رضوان ال عليهم ً،وما ينرقل عن التابعين ً،من كل ما هو
بيان وتوضح لمراد ال تعالى من نصوص كتابه الكريم.
وإنما أدرجنا فى التفسير المأوثر ما يررومى عن التابعين -وإن كان فيه خلف :هل هو من قبيل المأثور
أو من قبيل الرأى -لننا وجدنا كتب التفسير المأثور ً،كتفسير ابن جرير وغيره ً،لم تقتصر على ما
رذهكر ما يررومى عن النبى صلى ال عليه وسلم وما يررومى عن أصحابه ً،بل ضمت إلى ذلك ما ينرقل عن
التابعين فى التفسير.
**
* تدرج التفسير المأثور:
تد ررج التفسير المأثور فى دوريه -درو الرواية ودور التدوين -أما فى دور الرواية ً،فإن رسول ال
صلى ال عليه وسلم برين لصحابه ما أشكل عليهم من معانى القرآن ً،فكان هذا المقهدر من التفسير يتناوله
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الصحابة بالرواية بعضهم لبعضِ ً،ولمن جاء بعدهم من التابعين.
ثم يوجد من الصحابة ممهن تكلم فى تفسير القرآن بما ثبت لديه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،أو
بمحضِ رأيه واجتهاده ً،وكان ذلك على رقرلة يرجع السبب فيها إلى الروعة الدينية التى كانت لهذا العهدً،
والمستوى العقلى الرفيع لهله ً،وتحدد حاجات حياتهم العملية ً،ثم شعورهم مع هذا بأن التفسير شهادة
على ال بأنه معرنى باللفظ كذا.
ثم يورجد من التابعين ممهن تصردى للتفسير ً،فروى ما تجرمع لديه من ذلك عن رسومل ال صلى ال عليه
وسلم وعن الصحابة ً،وزاد على ذلك من القول بالرأى والجتهاد ً،بمقدار ما زاد من الغموضِ الذى كان
يتزايد كلما مبهعيد الناس عن عصر النبى صلى ال عليه وسلم والصحابة.
ثم جاءت الطبقة التى تلى التابعين وروت عنهم ما قالوا ً،وزادوا عليه بمقدار ما زاد من غموضِ...
وهكذا ظل التفسير يتضخم طبقة بعد طبقة ً،وتروى الطبقة التالية ما كان عند الطبقات التى سبقتها ً،كما
أشرنا إلى ذلك فيما سبقا.
ثم ابتدأ دورالتدوين -وهو ما يعنينا فى هذا البحث -فكان أول ما يديون من التفسير ً،هو التفسير
المأثور ً،على تدرج فى التدوين كذلك ً،فكان رجال الحديث والرواية هم أصحاب الشأن الول فى هذا.
وقد رأينا أصحاب مبادئ العلوم حين ينسبون -على عادتهم -وضع كل علم لشخص بعينه ً،يعدون
وضع التفسير -بمعنى جامعه ل يممديونه -المام مالك بن أنس الصبحى ً،إمام دار الهجرة.
وكان التفسير إلى هذا الوقت لم يتخذ له شك ل
ل منظما ً،ولم ييفرد بالتدوين ً،بل كان ييكتب على أنه باب
من أبواب الحديث المختلفة ً،يجمعون فيه ما يرروى عن النبى صلى ال عليه وسلم وعن الصحابة
والتابعين.
ثم بعد ذلك انفصل التفسير عن الحديث ً،ويأفرد بتأليف خاص ً،فكان أول ما يعرف لنا من ذلك ً،تلك
الصحيفة التى رواها علسى بن أبى طلحة عن ابن عباس.
ثم ويجد من ذلك جزء أو أجزاء يديونت فى التفسير خاصة ً،مثل ذلك الجزء المنسوب لبى مروقا ً،وتلك
الجزاء الثلثة التى يرويها محمد بن ثور عن ابن جريج.
ثم يورجمدت من ذلك موسوعات من الكتب المؤرلفة فى التفسير ً،جمعت كل ما وقع لصحابها من التفسير
المروى عن النبى صلى ال عليه وسلم وأصحابه وتابعيهم ً،كتفسير ابن جرير الطبرى .وييلمحظ أن ابن
جرير وممهن على شاكلته -وإن نقلوا تفاسيرهم بالسناد -تورسعوا فى النقل وأكثروا منه ً،حتى استفاضِ
وشمل ما ليس موثوقا به .كما ييلمحظ أنه كان ل يزال موجودا إلى ما بعد عصر ابن جرير وممهن على
شاكلته -ممن أفردوا التفسير بالتـأليف -رجال من المحيدثين بروبوا للتفسير بابا ضمن أبواب ما
جمعوا من الحاديث.
ثم يورجد بعد هذا أقوام درونوا التفسير المأثور بدون أن يذكروا أسانيدهم فى ذلك ً،وأكثروا من نقل القوال
فى تفاسيرهم بدون تفرقة بين الصحيح والعليل ً،مما جعل الناظر فى هذه الكتب ل يركن لما جاء فيهاً،
لجواز أن يكون من قبيل الموضوع المختلقا ً،وهو كثير فى التفسير.
ثم بعد هذا تغريرت موجهات الحياة ً،فبعد أن كان التدوين فى التفسير ل يتعدى المأثور منه ً،تعردى إلى
تدوين التفسير بالرأى على تدرج فيه ً،كما أشرنا إليه فيما سبقا )ص .(156
**
* الرلون الشخصى للتفسير المأثور:
من المعلوم أن الشخص الذى ييفيسر نصا من النصوص ً،ييليون هذا النص بتفسيره إياه ً،لن المتفهم
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لعبارة من العبارات ً،هو الذى يحدد معناه ومرماها وفقا مستواه الفكرى ً،وعلى سعة أفقه العقلى ً،وليس
فى استطاعته أن يفهم من النص إل ما يرمى إليه فكره ً،ويمتد إليه عقله ً،وبمقدار هذا يتحكم فى النص
وييحيدد بيانه ً،وهذا أصل ملحوظ ً،نجد آثاره واضحة فى كتب التفسير على اختلفها ً،فما من كتاب منها
إل وقد وجدنا آثار شخصية صاحبة وقد طبعت تفسيره خاص ل يعسر علينا إدراكه.
غير أن هذا الطابع الشخصى الذى ييطبع به التفسير ً،إن ظهر لنا جليا واضحا فى كتب التفسير بالرأىً،
فإرنا ل نكاد نجده لول وهلة على هذا النحو من الوضوح والجلء بالنسبة لكتب التفسير بالمأثور ً،ولكن
نستطيع أن نتبينه إذا ما قردرنا أن المتصدى لهذا التفسير النقلى إنما يجمع حول الية من المرويات ما
يشعر أنها متجهة إليه ً،متعلقة به ً،فيقصد إلى ما يتبادر لذهنه من معناها ً،ثم تدفعه الفكرة العامة فيها
إلى أن يصل بين الية وما يروى حولها فى اطمئنان ً،وبهذا الطمئنان ً،يتأثر نفسيا وعقليا ً،حينما يقبل
مرويا ويعنى به ً،أو يرفضِ مرويا حين ل يرتاح إليه.
وكذلك راج بين المتقدمين -كما لحظه ابن خلدون فى مقدمته -ما هم فى شوقا إليه وتعلقا به ً،من
أسباب المكونات ً،وبدء الخليقة ً،وأسرار الوجود ً،وتفصيل الحداث الكبرى فى تاريخْ النسانية الولىً،
نظرا لبداوتهم ويأمييتهم ً،وقرلة المتداول بينهم منه ً،فكان من وراء ذلك كثرة السرائيليات ً،وليس من شك
فى أن هذا صورة عقلية ً،وطابع شخصى لهذا العصر الول ً،كما أنه صورة عقلية ً،وطابع شخصى
لكل ممن يقبل هذه السرائيليات ً،وييفيسر بعضِ آيات القرآن على ضوئها.
ثم إننا بعد هذا نلحظ لونا شخصيا آخر فى التفسير النقلى ً،ذلك أن الشخص الذى يعرف قيمة الرجالً،
ويستطيع أن ينقد السند ً،ويعرف أسباب الضعف فى الرواية ً،نرى تفسيره يطبع بهذا الطابع الشخصى
الخاص ً،فيتحرى الصحة فيما يرويه ً،فل يدخل فى كتابه مرويا اعتراه الضعف أو تطرقا إليه الخلل.
أما الشخص الذى ل دراية له بأسباب الضعف فى الرواية ً،وليس عنده القدرة على نقد الرجال ونقد
المروى عنهم فحاطب ليل ً،يجمع كل ما يينقل له فى ذلك بدون أن ييفيرقا بين الصحيح وغيره.
وبعد ...أفل ترى أنه حتى فى رواج التفسير النقلى وتداوله تكون شخصية المتعرضِ للتفسير هى
المليونة له ً،المريوجة لصنف منه ً،أظن أن نعم.
**
* الضعف فى رواية التفسير المأثور وأسبابه:
علمنا مما تقردم أن التفسير المأثور يشمل ما كان تفسيرا للقرآن بالقرآن ً،وما كان تفسيرا للقرآن بالسسرنةً،
وما كان تفسيرا للقرآن بالموقوف على الصحابة أو المروى عن التابعين .أما تفسير القرآن بالقرآن .أو
بما ثبت من السسرنة الصحيحة ً،فذلك مما ل خلف فى قبوله ً،لنه ل يتطرقا إليه الضعف .ول يجد الشك
إليه سبي ل
ل.
وأما ما يأضيف إلى النبى صلى ال عليه وسلم وهو ضعيف فى سنده أو متنه فذلك مردود غير مقبولً،
ما دام لم تصح نسبته إلى النبى صلى ال عليه وسلم.
وأما تفسير القرآن بما ييروى عن الصحابة أو التابعين ً،فقد تسررب إليه الخلل ً،وتطررقا إليه الضعف ً،إلى
حد كاد ييفقدنا الثقة بكل ما يرروى من ذلك ً،لول أن قريضِ ال لهذا التراث العظيم من أزاح عنه هذه
الشكوك ً،فسلمت لنا منه كمية ل ييستهان بها ً،وإن كان صحيحها وسقيمها ل يزال خليطا فى كثير من
الكتب التى معرن مى أصحابها بجمع شتات القوال .ولقد كانت كثرة المروى من ذل ككثرة جاوزت الحد -
وبخاصة عن ابن عباس وعلسى بن أبى طالب رضى ال عنهما -أكبر عامل فى صرف همة العلماء
ولفت أنظارهم إلى البحث والتمحيص ً،والنقد والتعديل والتجريح ً،حتى لقد ينرقل عن المام الشافعى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
رضى ال عنه أنه قال" :لم يثبت عن ابن عباس فى التفسير إل شبيه بمائة حديث" .وهذا العدد الذى
ذكره الشافعى ً،ل يكاد ييذكر بجوار ما يرروى عن ابن عباس من التفسير .وهذا يدل على مبلغ ما دخل
من التفسير النقلى من الروايات المكذوبة المصنوعة.
**
* أسباب الضعف:
ونستطيع أن ينررجهع أسباب الضعف فى رواية التفسير المأثور إلى يأمور ثلثة:
أولها :كثرة الوضع فى التفسير.
ثانيها :دخول السرائيليات فيه.
ثالثها :حذف السانيد.
وأرى أن أعرضِ لكل سبب من هذه السباب الثلثة المجملة باليضاح والتفصيل ً،حتى يتبرين لنا مقدار
ما كان لكل منها من الثر فى فقدان الثقة بكثير من الروايات المأثورة فى التفسير.
***
أولل :الوضع فى التفسير
* نشأة الوضع فى التفسير:
نشأ الوضع فى التفسير مع نشأته فى الحديث ً،لنهما كانا أول المر مزيجا ل يستقل أحدهما عن
الخر ً،فكما أننا نجد فى الحديث :الصحيح والحسن والضعيف ً،وفى رواته ممهن هو موثوقا به ً،وممهن هو
مشكوك فيه ً،وممهن يعررف بالوضع ً،نجد مثل ذلك فيما يررومى من التفسير ً،وممهن رموى من المفيسرين.
وكان مبدأ ظهور الوضع فى سنة إحدى وأربعين من الهجرة ً،حين اختلف المسلمون سياسيا ً،وتفررقوا
إلى شيعة وخوارج وجمهور ً،ويورجمد من أهل البدع والهواء ممهن رروجوا لبدعهم ً،وتعصربوا لهوائهمً،
ودخل فى السلم ممن تبطن الكفر والتحف السلم بقصد الكيد له ً،وتضليل أهله ً،فوضعوا ما وضعوا
من روايات باطلة ً،ليصلوا بها إلى أغراضهم السيئة ً،ورغباتهم الخبيثة.
**
* أسبابه:
لمة إلىويرجع الوضع فى التفسير إلى أسباب متعددة :منها التعصب المذهبى ً،فإرن ما مجرد من افتراقا ا ي
يعة تطررفوا فى حب علسى ً،وخوارج انصرفوا عنه وناصبوه العداء ً،وجمهور المسلمين الذين وقفوا
بجانب هاتين الطائفتين بدون أن يمسهم شيئ من ابتداع التشيع أو الخروج ً،جعل كل طائفة من هذه
الطوائف تحاول بكل جهودها أن تؤيد مذهبها بشئ من القرآن ً،فنسب الشيعة إلى النبى صلى ال عليه
وسلم ً،وإلى علسى وغيره من أهل البيت -رضى ال عنهم -أقوالل كثيرة من التفسير تشهد لمذهبهم.
كما وضع الحوارج كثيرا من التفسير الذى يشهد لمذهبهم ً،ونسبوه إلى النبى صلى ال عليه وسلم أو
إلى أحد أصحابه ً،وكان قصد كل فريقا من نسبة هذه الموضوعات إلى النبى صلى ال عليه وسلم أو
إلى أحد أصحابه ً،الترويج للمروى ً،والمعان فى التدليس ً،فإن نسبة المروى إلى الرسول عليه الصلة
والسلم أو إلى أحد الصحابة ً،تورث المروى ثقة وقبولل .ل يوجد شئ منهما عندما يينسب المروى لغير
النبى عليه الصلة والسلم أو لغير صحابى.
كذلك نجد اللون السياسى فى هذا العصر يترك له أثرا مبيينا فى وضع التفسير ً،وييلمحظ أن المروى عن
علسى وابن عباس رضى ال عنهما قد جاوز حد الكثرة ً،مما يجعلنا نميل إلى القول بأنه قد يوضع عليهما
ضع على غيرهما ً،والسبب فى ذلك أرن عليا وابن عباس رضى ال عنهما من فى التفسير أكثر مما يو ر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
بيت النبوة ً،فالوضع عليهما ييكسب الموضوع ثقة وقبولل ً،وتقديسا ورواجا ً،مما ل يكون لشئ مما يينسب
إلى غيرهما .وفوقا هذا فقد كان
لعلى من الشيعة ما ليس لغيره ً،فنسبوا إليه من القول فى التفسير ما يظنون أنه يعلى من قدره ً،ويرفعس
من شأنه .وابن عباس كان من نسله الخلفاء العباسيون ً،فيورجد من الناس ممهن ترزلف إليهم ً،وتقررب بكثرة
ما يرويه لهم عن جدهم ابن عباس ً،مما يدل على أن اللون السياسى كان له أثر ظاهر فى وضع
التفسير.
كذلك نجد من أسباب الوضع فى التفسير ما قصده أعداء السلم الذين انردسوا بين أبنائه متظاهرين
بالسلم ً،من الكيد له ولهله ً،فعمدوا إلى الدس والوضع فى التفسير بعد أن عجزوا عن أن ينالوا من
هذا الدين عن طريقا الحرب والقوة ً،أو عن طريقا البرهان واليحرجة.
**
* أثر الوضع فى التفسير:
وكان من وراء هذه الكثرة التى دخلت فى التفسير ويدرست عليه ً،أن ضاع كثير من هذا التراث العظيم
الى خرلفه لنا أعلم المفيسرين من المسملف ً،لن ما أحاط به من شكوك ً،أفقدنا الثقة به ً،وجعلنا نرد كل
رواية تطررقا إليها شئ من الضعف ً،وربما كانت صحيحة فى ذاتها.
كما أن اختلط الصحيح من هذه الروايات بالسقيم منها ً،جعل بعضِ ممهن ينظر فيها وليس عنده القدرة
على التمييز بين الصحيح والعليل ً،ينظر إلى جميع ما يررومى بعين واحدة ً،فيحكم على الجميع بالصحةً،
وربما مومجد من ذلك روايتين متناقضتين عن مفيسر واحد فيتهمه بالتناقضِ فى قوله ً،ويتهم المسلمين
بقبول هذه الروايات المتناقضة المتضاربة.
يقول الستاذ "جولدزيهر" فى كتابه "المذاهب السلمية فى تفسير القرآن" ) - (82 - 78ما نصه:
"وإنما لمما يلفت النظر فى هذا المحيط ً،هذه الظاهرة الغريبة ً،وهى أن التعاليم بالمنسوبة إلى ابن عباس
تحمل طابع التصديقا بشكل متساو ً،وهى فى نفسها تظهر فى تضاد شديد بينها وبين بعضها ً،مما ل
يقبل التوسط أو التوفيقا".
ثم يسوقا بعد ذلك مثالل لهذا التضاد ً،فيذكر ما قام حول تعيين الذبيح من خلف أسنده مثيروه إلى أقوال
مأثورة عن السملمف ً،ويذكر فى ضمن كلمه" :أن كل فريقا يعتمد فى رأيه على هَإسناد متصل بابن عباس
يدعم به رأيه ً،فالسحاقيون عن عكرمة ً،والسماعيليون عن الشعبى أو مجاهد ً،كل يأولئك سمعوا ذلك
عن ابن عباس ً،وكل اردعى بأن هذا هو رأيه فى هذه المسألة"..
ثم يقول بعد كلم ساقه فى هذا الموضوع" :ويمكن أن ييرى من ذلك إلى أى حد يكون مقدار صحة
الرأى المستند إلى ابن عباس ً،وإلى أى حد يمكن العتراف به .وما نعتبره بالنسبة له وللراء المأثورة
عنه ً،يمكن أن ييعتبر إلى أقصى حد بالنسبة للتفسير المأثور ً،فالقوال المتناقضة يمكن أن ترجع دائما
إلى قائل واحد ً،معتمدة فى الوقت نفسه على أسانيد مرضية موثوقا بها"...
ثم يقول بعد كلم ساقه عن السناد وما قع فيه من اللعب والخداع" :ومن الملحظات التى أبديناهاً،
يمكن أن نخلص بهذه النتيجة :وهى أنه ل يوجد بالنسبة لتفسير مأثور للقرآن ما نستطيع أن نسميه وحده
تامة أو كيانا قائما ً،فإنه قد يتروى عن الصحابة فى تفسير الموضوع الواحد آراء متخالفة وفى أغلب
الحيان يناقضِ بعضها بعضا من جهة ً،ومن جهة أخرى فقد يتنسب للصحابى الواحد فى معنى الكلمة
الواحدة أو الجملة كلها آراء مختلفة ً،وبناء على ذلك ً،ييعتبر التفسير الذيِ يخالف بعضه بعضاً،
والمناقضِ بعضه بعضا ً،مساويا للتفسير بالعلم".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
هذا ما حكم به الستاذ "جولدزيهر" على التفسير بالمأثور فى كتابه ً،وكل ما قاله فى هذا الموضوع ل
يعدو أن يكون محاولت فاشلة يريد من ورائها أن ييظهر أن ابن عباس خاصة ً،ومن تكلم فى التفسير
من الصحابة عامة ً،بمظهر الشخص الذى يناقضِ نفسه فى الكلمة الواحدة أو الموضوع الواحد .كما
يرمى من وراء ذلك أن يصرف نظر المسلمين عن هذه الثروة الضخمة التى خرلفها لهم المسملف الصالح
فى التفسير ً،زعما أن هذا التناقضِ الموجود بين الروايات ً،نتيجة لختلف وجهات النظر من شخص
واحد أو أشخاص ً،وتفسير هذا شأنه نحن فى رحرل من التزامه ً،لنهم قالوا بعقولهم ً،ونحن مشتركون
معهم فى هذا المقهدر.
ونحن ل ننكر أن هناك اختلفا بين المسملف فى التفسير ً،كما ل ننكر أرن هناك اختلفا بين قولين أو أقوال
ل :إن معظمه يرجع إلى اختلف صللشخص واحد منهم ً،ولكن هذا الختلف قلنا عنه فيما سبقا مف ر
عبارة وتنوع ً،ل اختلف تناقضِ وتضاد ً،فما كان من هذا القبيل ً،فالجمع بينه سهل ميسور ً،وما لم
يمكن فيه الجمع ً،فالمتأخر من القولين عن الشخص الواحد مقردم إن استويا فى الصحة عنه ً،وإل
فالصحيح المقردم.
أما إذا تعارضت أقوال جماعة من الصحابة وتعرذر الجمع أو الترجيح ً،فييقردم ابن عباس على غيره ً،لن
النبى صلى ال عليه وسلم برشره بذلك حيث قال" :الرلهم عيلمه التأويل" وقد رجح الشافعى قول زيد فى
الفرائضِ لحديث " :أفرضكم زيد".
وأما ما ساقه على سبيل المثال من اختلف الرواية عن ابن عباس فى تعيين الذبيح ً،فقد رجعت إلى ابن
جرير فى تفسيره ً،فوجدته قد ذكر عن ابن عباس هاتين الروايتين المختلفتين ً،وساقا كل رواية منها
بأسانيد تتصل إلى ابن عباس ً،بعضها يرفعه إلى الرسول صلى ال عليه وسلم ً،وبعهضا موقوف عليه.
وابن جرير -كما نعلم -لم يلتزم الصحة فى كل ما يرويه ً،ولو أننا عرضنا هاتين الروايتين على
قواعد المحمدثين فى نقد الرواية والترجيح ً،لتبين لنا بكل وضوح وجلء ً،أن الرواية القائلة بأن الذبيح
هو إسماعيل ً،أصح من غيرها وأرجح مما يخالفها ً،لنها مؤرسيدة بأدلة كثيرة يطول ذكرها ً،وأيضا فإن
الرواية التى يذكرها ابن جرير عن ابن عباس مرفوعة إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ومفيدة أن
الذبيح هو إسحاقا ً،فى سندها الحسن بن دينار عن علسى بن زيد ً،والحسن بن دينار متروك ً،وعلسى بن
زيد منكر الحديث ً،كما ذكره الحافظ ابن كثير فى تفسيره.
أما باقى الروايات الموقوفة على ابن عباس ً،والتى تفيد أن الذبيح هو إسحاقا ً،فهى -وإن كانت
صحيحة السانيد -محمولة على أن ما تضمنته من أن الذبيح هو إسحاقا ً،كان رأى ابن عباس فى أول
المر ً،لنه سمع ذلك من بعضِ الصحابة الذين كانوا يحيدثون فى مثل هذا بما سمعوه من كعب وغيره
من مسلمى اليهود ً،ثم علم بعد :أن ذلك قول اليهود فرجع عنه وصررح بنقيضه ً،كا قال ابن جرير:
"حردثنى يونس ً،أخبرنا ابن وهب ً،أخبرنى عمر بن قيس ً،عن عطاء بن أبى رباح ً،عن عبد ال بن
عباس أنه قال :المفردى إسماعيل ً،وزعمت اليهود أنه إسحاقا وكذبت اليهود" ً،وهذا الثر صحيح عن ابن
عباس ً،إسناده على شرط الصحيح ً،وهو كما ترى صريح فى تكذيب اليهود فيما زعموه ً،وهو يقضى
على كل أثر بخلفه ً،وبهذا الطريقا تنتظم الثار الواردة عن ابن عباس فى هذا الباب .قال ابن كثير فى
تفسيره )جـ 4ص (17بعد ما ساقا الروايات فى أن الذبيح هو إسحاقا" :وهذه القوال -وال أعلم -
كلها مأخوذة عن كعب الحبار ً،فإنه لما أسلم فى الدولة العمرية جعل ييحيدث عمر رضى ال عنه عن
كتبه قديما ً،فربما استمع له عمر رضى ال عنه ً،فتررخص الناس فى استماع ما عنده ً،ونقلوا ما عنده
لرمة -وال أعلم -حاجة إلى حرف واحد مما عنده". عنه ً،غثها وسمينها ً،وليس لهذه ا ي
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وأما ما رمى إليه من جعل التفسير المأثور مساويا للتفسير بالعلم ً،وادعاؤه أنه ل يوجد له وحدة تامة أو
كيان قائم ً،فهذا شطط منه فى الرأى ً،ول يكاد يسلم له هذا المردعى ً،لن المأثور الذى صح عن النبى
ل موهحفي ييومحـى{ُ ..وأما ما صح عن الصحابة فغالبه مما صلى ال عليه وسلم له مكانته وقيمته} ً،إرهن يهمو إر ر
تلقوه عن الرسول صلى ال عليه وسلم ً،وقليل منه قالوه عن نظر منهم واجتهاد وحتى هذا القليل -عند
مم هن ل يرى أن له حكم المرفوع -له أيضا قيمته ومكانته ً،ول يجوز العدول عنه إذا صح إلى غيرهً،
لنهم أدرى بذلك ً،لما شاهدوه من القرائن والحوال التى اخيتصوا بها ً،ولما لهم من الفهم التام والعلم
الصحيح.
وبعد ..فهل ييعمد التفسير المأثور مساويا للتفسير بالعلم؟ الرلهم إن هذا ل يقوله منصف.
**
* قيمة التفسير الموضوع:
ثم إن هذا التفسير الموضوع ً،لو نظرنا إليه من ناحيته الذاتية بصرف النظر عن ناحيته السناديةً،
لوجدنا أنه ل يخلو من قيمته العلمية ً،لنه مهما كثر الوضع فى التفسير فإن الوضع ينصب على الرواية
نفسها ً،أما التفسير فى حد ذاته فليس دائما أمرا خياليا بعيدا عن الية ً،وإنما هو -فى كثير من الحيان
ل ممهن يضع فى التفسير شيئا وينسبه إلى علسى أو إلى ابن عباس ً،ل -نتيجة اجتهاد علمى له قيمته ً،فمث ل
يضعه على أنه مجرد قول يلقيه على عواهنه ً،وإنما هو رأى له ً،واجتهاد منه فى تفسير الية ً،بناه على
تفكيره الشخصى ً،وكثيرا ما يكون صحيحا ً،غاية المر أنه أراد لرأيه رواجا وقبولل ً،فنسبه إلى ممهن
ينرسب إليه من الصحابة .ثم إن هذا التفسير المنسوب إلى علسى أو ابن عباس لم يفقد شيئا من قيمته
العلمية غالبا ً،وإنما الشئ الذى ل قيمة له فيه هو نسبته إلى علسى أو ابن عباس.
فالموضوع من التفسير -والحقا يقال -لم يكن مجرد خيال أو وهم يخرلقا خلقا ً،بل له أساس ما ً،يهم
الناظر فى التفسير درسه وبحثه ً،وله قيمته الذاتية وإن لم يكن له قيمته السنادية.
***
ثانيا :السرائيليات
* تمهيد -فى بيان المراد بالسرائيليات ومدى الصلة بينها وبين القرآن:
لفظ السرائيليات وإن كان يدل بظاهره على اللون اليهودى للتفسير ً،وما كان للثقافة اليهودية من أثر
ظاهر فيه ً،إل أرنا نريد به ما هو أوسع من ذلك وأشمل ً،فنريد به ما يعم اللهون اليهودى واللون
النصرانى للتفسير ً،وما تأثر به التفسير من الثقافتين اليهودية والنصرانية.
وإنما أطلقنا على جميع ذلك لفظ "السرائيليات" ً،من باب التغليب للجانب اليهودى على الجانب
النصرانى ً،فإن الجانب اليهودى هو الذى اشتهر أمره فكثر النقل عنه ً،وذلك لكثرة أهله ً،وظهور
أمرهم ً،وشدة اختلطهم بالمسلمين من مبدأ ظهور السلم إلى أن بسط رواقه على كثير من بلد العالم
ودخل الناس فى دين ال أفواجا.
كان لليهود ثقافة دينية ً،وكان للنصارى ثقافة دينية كذلك ً،وكلتا الثقافتين كان لها أثرفى التفسير إلى حد
ما.
أما اليهود ً،فإن ثقافتهم تعتمد ألو ما تعتمد على التوراة التى أشار إيها القرآن بقوله} :إررنآ مأنمزهلمنا ٱلرتهومرامة
رفيمها يهلدى موينوفر{ُ ودرل على بعضِ ما جاء فيها من أحكام بقوله} :مومكمتهبمنا معملهيرههم رفيمهآ أمرن ٱلرنهفمس ربٱِلرنهفرس
ص{ُ.. صا ف ليذرن موٱليسرن ربٱِليسين موٱهليجيرومح رق م ليذمن بٱِ ي
لهنرف موٱ ي
لهنمف ربٱِ م
موٱهلمعهيمن ربٱِهلمعهيرن موٱ م
ر
وكثيرا ما يستعمل المسلمون واليهود أنفسهم لفظ "التوراة" ويطلقونه على كل الكتب المقردسة عند اليهود
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
فيشمل الزبور وغيره .وتسمى التوراة بما اشتملت عليه من السفار الموسوية وغيرها :العهد القديم.
وكان لليهود بجانب التوراة سنن ونصائح وشروح لم تؤخذ عن موسى بطريقا الكتابة ً،وإنما تحرملوها
ونقلوها بطريقا المشافهة ً،ثم نمت على مرور الزمن وتعاقب الجيال ً،ثم يديونت ويعررفت باسم التلمودً،
ويو رجد بجوار ذلك كثير من الدب اليهودى ً،والقصص ً،والتاريخْ ً،والتشريع ً،والساطير.
وأما النصارى فكانت ثقافتهم تعتمد -فى الغالب الهم -على النجيل ً،وقد أشار القرآن إلى أنه من
كتب السماء التى نزلت على الرسل فقال} :يثرم مقرفهيمنا معلمـى آمثارررهم ربيريسرلمنا مومقرفهيمنا ربرعيمسى ٱهبرن ممهرميم موآمتهيمنايه
لنرجيمل{ُ وغير هذا كثير من آيات القرآن التى تشهد له بذلك. ٱر
والناجيل المعتبرة عند النصارى ييطلقا عليها وعلى ما انضم إليها من رسائل الرسل ً،اسم :العهد
الجديد .والكتاب المقسدس لدى النصارى يشمل :التوراة والنجيل وييطلقا عليه :العهد القديم والعهد
الجديد.
وكان طبيعيا أن ييشرح النجيل بشروح مختلفة ً،كانت فيما بعد منبعا من منابع الثقافة النصرانية ً،كما
يورجمد بجوار ذلك ما زاده النصارى من القصص ً،والخبار ً،والتعاليم ً،التى زعموا أنهم تلقوها عن
عيسى عليه السلم ً،وهذا كله كان من ينابيع هذه الثقافة النصرانية.
إذن ...فقد كانت التوراة المصدر الول لثقافة اليهودية الدينية ً،كما كان النجيل المصدر الهم لثقافة
النصارى الدينية.
وإذا نحن أجلنا النظر فى التوراة والنجيل نجد أنهما قد اشتمل على كثير مما اشتمل عليه القرآن
الكريم ً،وبخاصة ما كان له تعلقا بقصص النبياء عليهم السلم ً،وذلك على اختلف فى الجمال
ل -فإنه ينحو فيها ناحية يخالف بها والتفصيل ً،فالقرآن إذا عرضِ لقصة من قصص النبياء -مث ل
منحى التوراة والنجيل ً،فتراه يقتصر على مواضع العظة ً،ول يتعرضِ لتفصيل جزئيات المسائل ً،فل
يذكر تاريخْ الوقائع ً،ول أسماء البلدان التى حصلت فيها ً،كما أنه ل يذكر فى الغالب أسماء الشخاص
الذين جرت على أيديهم بعضِ الحوادث .ويدخل فى تفاصيل الجزئيات ً،بل يتخرير من ذلك ما يمس
جوهر الموضوع ً،وما يتعلقا بموضع العبرة.
وإذا نحن تتبعنا هذه الموضوعات التى اتفقا فى ذكرها القرآن والتوراة ً،أو القرآن والنجيل ً،ثم أخذنا
موضوعا منها ً،وقارنا بين ما جاء فى الكتابين وجدنا اختلف المسلك ظاهرا جليا.
ل قصة آدم عليه السلم ً،ورد ذكرها فى التوراة ً،كما وردت فى القرآن فى مواضع كثيرة ً،أطولها فمث ل
ما ورد فى سورة البقرة ً،وما ورد فى سورة العراف .وبالنظر فى هذه اليات من السورتين ً،نجد أن
القرآن لم يتعرضِ لمكان الجنة ً،ول لنوع الشجرة التى ينرهى آدم وزوجه عن الكل منها ً،ول برين
الحيوان الذى تقمصه الشيطان فدخل الجنة ليزل آدم وزوجه .كما لم يتعررضِ للبقعة التى هبط إليها آدم
وزوجه وأقام بها بعد خروجهما من الجنة ...إلى آخر ما يتعلقا بهذه القصة من تفصيل وتوضيح.
ولكن نظرة واحدة يجيلها النسان فى التوراة يجد بعدها أنها قد تعررضت لكل ذلك وأكثر منه .فأبانت أن
الجنة فى عدن شرقا ً،وأن الشجرة التى ينهيا عنها كانت فى وسط الجنة ً،وأنها شجرة الحياة ً،وأنها
شجرة معرفة الخير والشر ً،وأن الذى خاطب حواء هو الحرية ً،وذكرت ما انتقم ال به من الحرية التى
تقمصها إبليس ً،بأن جعلها تسعى على بطنها وتأكل التراب ً،وانتقم من حواء بتعبها هى ونسلها فى
حبلها ...إلى آخر ما يذكر فيها مما يتعلقا بهذه القصة.
ل نجد القرآن الكريم قد اشتمل على موضوعات وردت فى النجيل ً،فمن ذلك قصة عيسى ومريمً، ومث ل
ومعجزات عيسى عليه السلم ً،كل ذلك جاء به القرآن فى أسلوب موجز ً،يقتصر على موضع العظةً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل ً،ول لكيفية ولدته ً،ول للمكان الذى يورلمد فيهً، صلومكان العبرة ً،فلم يتعررضِ القرآن لنسب عيسى مف ر
ول لذكر الشخص الذى يقرذفت به مريم ً،كما لم يتعرضِ لنوع الطعام الذى نزلت به مائدة السماء ً،ول
لحوادث جزئية من إبراء عيسى للكمة والبرص وإحياء الموتى..
مع أننا لو نظرنا فى النجيل لوجدناه قد تعررضِ لنسب عيسى ً،ولكيفية ولدة مريم له ً،ولذكر الشخص
الذى يقرذفت به مريم ً،ولنوع الطعام الذى نزلت به مائدة السماء ولحوادث جزئية من إبراء الكمة
والبرص وإحياء الموتى ً،ولكثير من مثل هذا التفصيل المورسع الذى أعرضِ عنه القرآن فلم يذكره لنا.
ل لهذا اليجاز فى كتب وبعد ...فهل يجد المسلمون هذا اليجاز فى كتابهم ً،ويجدون بجانب ذلك تفصي ل
ضح لما فيه من الديانات الخرى ً،ثم ل يقتبسون منها بقدر ما يرون أنه شارح لهذا اليجاز ومو ي
غموضِ؟ ..هذا ما نريد أن نعرضِ له فى هذا البحث ً،ليتبين لنا كيف دخلت السرائيليات فى التفسيرً،
وكيف تطرور هذا الدخول ً،وإلى أى حد تأثر التفسير بالتعاليم اليهودية والنصرانية.
**
* مبدأ دخول السرائيليات فى التفسير وتطوره:
نستطيع أن نقول :إن دخول السرائيات فى التفسير ً،أمر يرجع إلى عهد الصحابة رضى ال عنهمً،
وذلك نظرا لتفاقا القرآن مع التوراة والنجيل فى ذكر بعضِ المسائل كما تقردم ً،مع فارقا واحد ً،هو
اليجاز فى القرآن ً،والبسط والطناب فى التوراة والنجيل .وسبقا لنا القول بأن الرجوع إلى أهل
الكتاب ً،كان مصدرا من مصادر التفسير عند الصحابة ً،فكان الصحابى إذا ممرر على قصة من قصص
ل إلى أن يسأل عن بعضِ ما طواه القرآن منها ولم يتعرضِ له ً،فل يجد ممن القرآن يجد من نفسه مي ل
يجيبه على سؤاله سوى هؤلء النفر الذين دخلوا فى السلم ً،وحملوا إلى أهله ما معهم من ثقافة دينيةً،
فألقوا إليهم ما ألقوا من الخبار والقصص الدينى.
غير أن الصحابة -رضوان ال عليهم أجمعين -لم يسألوا أهل الكتاب عن كل شئ ً،ولم يقبلوا منهم
كل شئ ً،بل كانوا يسألون عن أشياء ل تعدو أن تكون توضيحا للقصة وبيانا لما أجمله القرآن منها ً،مع
ل لقول توقفهم فيما ييلقى إليهم ً،فل يحكمون عليه بصدقا أو بكذب ما دام يحتمل كل المرين ً،امتثا ل
صيدقوا أهل الكتاب ول يتمكيذبوهم ً،وقولوا} :آممرنا ربٱِللرره موممآ يأنرزمل إرلمهيمنا{ُ..
الرسول صلى ال عليه وسلم" :ل يت م
الية.
كما أنهم لم يسألوهم عن شئ مما يتعلقا بالعقيدة أو يتصل بالحكام ً،السلهم إل إذا كان على جهة
الستشهاد والتقوية لما جاء به القرآن .كذلك كانوا ل يعدلون عما ثبت عن الرسول صلى ال عليه وسلم
من ذلك إلى سؤال أهل الكتاب ً،لنه إذا ثبت الشئ عن الرسول صلى ال عليه وسلم فليس لهم أن
يعدلوا عنه إلى غيره ً،كما كانوا ل يسألون عن الشياء التى ييشبه أن يكون السؤال عنها نوعا من اللهو
ضررب به القتيل من البقرة ً،ومقدار سفينة والعبث ً،كالسؤال عن لون كلب أهل الكهف ً،والبعضِ الذى ي
نوح ً،ونوع خشبها ً،واسم الغلم الذى قتله الخضر ..وغير ذلك ً،ولهذا قال الدهلوى بعد أن بسين أن
السؤال عن مثل هذا تكلف ما ل يعنى" :وكانت الصحابة رضى ال عنهم يعدون مثل ذلك قبيحا من
قبيل تضييع الوقات".
صيدقون اليهود فيما يخالف الشريعة أو يتنافى مع العقيدة .بل بلغ بهم المر أنهم كذلك كان الصحابة ل ي م
كانوا إذا سألوا أهل الكتاب عن شئ فأجابوا عنه خطأ ً،مرسدوا عليهم خطأهم .وبرينوا لهم وجه الصواب
فيه ً،فمن ذلك ما رواه البخارى عن أبى هريرة رضى ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم ذكر
يوم الجمعة فقال" :فيه ساعة ل يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلى يسأل ال تعالى شيئا إل أعطاه إياه".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وأشار بيده يقللها.
فقد اختلف المسملف فى تعيين هذه الساعة ً،وهل هى باقية أو يررفمعت؟ وإذا كانت باقية ً،فهل هى فى جمعة
واحدة من السنة أو فى كل جمعة منها؟ فنجد أبا هريرة رضى ال عنه يسأل كعب الحبار عن ذلكً،
فيجيبه كعب :بأنها فى جمعة واحدة من السنة ً،فيرد عليه أبو هريرة قوله هذا ويبيين له :أنها فى كل
جمعه ً،فيرجع كعب إلى التوراة ً،فيرى الصواب مع أبى هريرة فيرجع إليه.
كما نجد أبا هريرة أيضا يسأل عبد ال بن سلم عن تحديد هذه الساعة ويقول له :أخبرنى ول تضن
عل سى ً،فيجيبه عبد ال بن سلم بأنها آخر ساعة فى يوم الجمعة ً،فيرد عليه أبو هريرة بقوله :كيف تكون
صيلى" آخر ساعة فى يوم الجمعة وقد قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :ل يصادفها عبد مسلم وهو ي م
وتلك الساعة ل ييصرلى فيها؟ فيجيبه عبد ال بن سلم بقوله :ألم يقل رسول ال صلى ال عليه وسلم:
"ممن جلس مجلسا ينتظر الصلة فهو فى صلة حتى ييصيلى"؟ ...الحديث.
فمثل هذه المراجعة التى كانت بين أبى هريرة وكعب تارة ً،وبينه وبين ابن سلم تارة أخرى ً،تدلنا على
أن الصحابة كانوا ل يقبلون كل ما يقال لهم ً،بل كانوا يتحرون الصواب ما استطاعوا ً،ويرسدون على
أهل الكتاب أقوالهم إن كانت ل توافقا وجه الصواب.
ومهما يكن من شئ فإن الصحابة -رضى ال عنهم -لم يخرجوا عن دائرة الجواز التى حردها لهم
رسول ال صلى ال عليه وسلم وعما فهموه من الباحة فى قوله عليه السلم" :بيلغوا عنى ولو آيةً،
ومحيدثوا عن بنى إسرائيل ول محمرج ً،وممن كذب علرى متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
كما أنهم لم يخالفوا قول رسول ال صلى ال عليه وسلم" :ل يتصيدقوا أهل الكتاب ول يتمكيذبوهم ً،وقولوا:
آمنا بال وما يأنزل إلينا ...الية" ول تعارضِ بين هذين الحديثين ً،لن الول أباح لهم أن يمحيدثوا عما
وقع لبنى إسرائيل من العاجيب ً،لما فيها من العبرة والعظة ً،وهذا بشرط أن يعلموا أنه ليس مكذوباً،
لن الرسول صلى ال عليه وسلم ل يعقل أن يبيح لهم رواية المكذوب.
قال الحافظ ابن حجر فى الفتح عند شرحه لهذا الحديث" :وقال الشافعى :من المعلوم أن النبى صلى ال
عليه وسلم ل يجيز التحدث بالكذب ً،فالمعنى :محيدثوا عن بنى إسرائيل بما ل تعلمون كذبه ً،وأما ما
صيدقوهم تجيوزونه فل محمرج عليكم فى التحدث به عنهم .وهو نظير قوله" :إذا حردثكم أهل الكتاب فل يت م
ول يتمكيذبوهم" ً،ولم يرد الذن ول المنع من التحدث بما يقطع بصدقه".
ل للصدقا والكذبً، وأما الحديث الثانى ً،يفيراد منه التوقف فيما ييحيدث به أهل الكتاب ً،مما يكون محتم ل
صيدقونه ً،فيقعون بذلك فى المحمرج ً،أما ما خلفا شرعنا فنحن فى لنه ربما كان صدقا فيمكيذبونه ً،أو كذبا في م
رحرل من تكذيبه ً،وأما وافقه فنحن فى رحرل من تصديقه.
قال الحافظ ابن حجر عند شرحه لهذا الحديث" :ل يتصيدقوا أهل الكتاب ول يتمكيذبوهم" " :أيِ :إذا كان ما
ل ً،لئل يكون فى نفس المر صدقا فتكيذبوه ً،أو كذبا فتصيدقوه ً،فتقعوا فى المحمرج ً،ولم يخبرونكم به محتم ل
يرد النهى عن تكذيبهم فيما ورد شرعنا بخلفه ً،ول عن تصديقهم فيما ورد شرعنا بوفاقه .نربه على
ذلك الشافعى رحمه ال"...
ثم قال :طوعلى هذا نحمل ما جاء عن المسملف من ذلك".
وأما ما أخرجه المام أحمد ً،وابن أبى شيبة ً،والبزار ً،من حديث جابر ابن عبد ال" :أن عمر بن
الخطاب أتى النبى صلى ال عليه وسلم بكتاب أصابه من بعضِ أهل الكتاب ً،فقرأه عليه فغضب فقال:
"أمتهوكون فيها يا بن الخطاب؟والذى نفسى بيده ً،لقد جئتكم بها بيضاء نقية .ل تسألوهم عن شئ
صيدقوا به ً،والذى نفسى بيده ً،لو أرن موسى صلى ال عليه وسلم فيخبروكم بحقا مفيتمكيذبوا به ً،أو بباطل مفيت م
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
كان حيا ما وسعه إل أن يتبعنى" فل يعارضِ ما قلناه من الجواز ً،لن النهى الوارد هنا كان فى مبدأ
السلم وقبل استقرار الحكام .والباحة بعد أن يعررفت الحكام واستقررت ً،وذهب خوف الختلط ..قال
الحافظ ابن حجر فى الفتح" :وكأن النهى وقع قبل استقرار الحكام السلمية ً،والقواعد الدينية خشية
الفتنة ً،فلما زال المحذور وقع الذن فى ذلك ً،لما فى سماع الخبار التى كانت فى زمانهم من العتبار".
ويمكن أن ندفع ما ييتوهم من التعارضِ بما نقله ابن بطال عن المهلب أنه قال" :هذا النهى إنما هو فى
سؤالهم عما ل نص فيه ً،لن شرعنا مكتف بنفسه ً،فإذا لم يوجد فيه نص ففى النظر والستدلل غنلى
عن سؤالهم ً،ول يدخل فى النهى سؤالهم عن الخبار المصيدقة لشرعنا ً،والخبار عن المم السالفة".
ومن هذا كله يتبين لنا :أنه ل تعارضِ بين هذه الحاديث الثلثة ً،كما يتبين لنا المقدار الذى أباحة
الشارع من الرواية عن أهل الكتاب.
ولسنا بعد ما فهمناه من هذه الحاديث ً،وما عرفناه من حرص الصحابة ً،على امتثال ما أمرهم به
الرسول صلى ال عليه وسلم ً،نستطيع أن نقر الستاذ "جولدزيهر" والستاذ أحمد أمين على هذا التهام
الذى و رجهاه إلى ابن عباس خاصة ً،وإلى الصحابة عامة ً،من رجوعهم إلى أهل الكتاب فى كل شئً،
وقبولهم لما نهى الرسول عن أخذه من أهل الكتاب ً،وقد ذكرنا كلمهما ورددنا عليه عند الكلم عن ابن
عباس ً،كما ذكرنا الثر الذى أخرجه البخارى عن ابن عباس ً،وفيه ييشيدد -رضى ال عنه -النكير
على ممن يأخذون من أهل الكتاب وييصيدقونهم فى كل شئ ً،فهل ييعقل بعد هذا ً،وبعد ما عرفناه من عدالة
الصحابة وحرصهم على امتثال أوامر ال ورسوله ً،ومراجعة أبى هريرة لكعب الحبار وعبد ال بن
سلم ً،أن نعترف بتهاون الصحابة ومخالفتهم لتعاليم رسول ال صلى ال عليه وسلم!! اللهم إرنا ل نقر
ذلك ول نرضاه.
وأما ما ذكره الستاذ "جولدزيهر" :من أن ابن عباس كان يرجع لرجل يسمى أبا الجلد غيلن بن فروة
الزدى فى تفسير القرآن ً،فعلى فرضِ صحة ذلك .فإسنا ل نكاد ينصيدقا أن ابن عباس كان يرجع إليه فى
كل شئ ً،بل كان يرجع إليه فيسأله عن أشياء ل تعدو دائرة الجواز ً،وليس من شك فى ذلك بعد ما
عرفمت من شدة نكير ابن عباس على ممن كان يرجع لهل الكتاب ويأخذ عنهم.
وأما ما اعتمد عليه هذا المستشرقا فى دعواه هذه ً،من أن الطبرى سعند تفسيره للفظ "البرقا" فى قوله
تعالى فى الية من سورة الرعد} :يهمو ٱرلرذيِ يررييكيم ٱهلمبهرمقا مخهوفا مومطممعا{ُ ..نسب إلى ابن عباس أنه قال:
إ رن أبا الجدل يقول :إن معناه المطر فهو اعتماد ل يكاد ينهضِ بهذه الدعوى ً،لن ما رواه ابن جرير
رواه عن المثنى ً،قال :حردثنا حجاج ً،قال :حردثنا حماد ً،قال :أخبرنا موسى بن سالم أبو جهضم مولى
ابن عباس قال :كتب ابن عباس إلى أبى الجلد يسأله عن البرقا فقال :البرقا :الماء" وهذا إسناد منقطعً،
لن موسى بن سالم أبا جهضم لم يدرك ابن عباس ً،ولم يكن مولى له ً،وإنما كان مولى العباسيينً،
وروى عن أبى جعفر الباقر الذى كان بعد ابن عباس بمدة طويلة ولعل ما قاله ابن جرير من أنه مولى
ابن عباس هو منه ً،أو لعله خطأ وقع أثناء الطبع.
ثم إرن سؤال ابن عباس عن معنى البرقا ً،ليس سؤالل عن أمر يتعلقا بالعقيدة أو الحكام ً،وإنما هو سؤال
يرجع إلى تعرف بعضِ ظواهر الكون الطبيعية ً،وليس فى هذا ما يجر إلى مخالفة الرسول صلى ال
عليه وسلم فى نهيه عن سؤال أهل الكتاب .على أن الحديث ليس فيه ما يدل على أن ابن عباس صردقا
أبا الجلد فيما قال ً،وكل ما فيه :أنه حكى قوله فى البرقا .وأما ما ينرسب لعبد ال بن عمرو بن العاص
من أنه أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب اليهود فكان ييحيدث منهما ً،فليس على إطلقه ً،بل كان
يمحيدث منهما فى حدود ما فهمه من الذن فى قوله عليه السلم " :محيدثوا عن بنى إسرائيل ول محمرج" كما
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
نص على ذلك ابن تيمية.
هذا هو مبلغ رجوع الصحابة إلى أهل الكتاب وأخذهم عنهم .أما التابعون فقد تورسعوا فى الخذ عن أهل
الكتاب ً،فكثرت على عهدهم الروايات السرائيلية فى التفسير ً،ويرجع ذلك لكثرة ممن دخل رمهن أهل
الكتاب فى السلم ً،وميل نفوس القوم لسماع التفاصيل عما يشير إليه القرآن من أحداث يهودية أو
نصرانية ً،فظهرت فى هذا العهد جماعة من المفيسرين أرادوا أن يسسدوا هذه الثغرات القائمة فى التفسير
بما هو موجود عند اليهود والنصارى ً،فحشوا التفسير بكثير من القصص المتناقضِ ً،ومن هؤلء :مقاتل
بن سليمان )المتوفى سنة 15هـ( الذى نسبه أبو حاتم إلى أنه استقى علومه بالقرآن من اليهود
والنصارى وجعلها موافقة لما فى كتبهم ً،بل ونجد بعضِ المفيسرين فى هذا العصر -عصر التابعين -
يصل بهم المر إلى أن يصلوا بين القرآن وما يتعلقا بالسلم فى مستقبله ً،فيشرحوا القرآن بما يشبه
التكهن عن المستقبل ً،والتنبؤ بما يطويه الغيب ً،فهذا مقاتل بن سليمان ً،كان يرى أن قوله تعالى} :مورإن
ل منهحين يمههرليكومها مقهبمل ميهورم ٱهلرقمياممرة أمهو يممعيذيبومها معمذابا مشرديدا مكامن ـذرلك رفي ٱهلركمتارب ممهسيطورا{ُ.
يمن مقهرميهَة إر ر
يرجع إلى فتح القسطنيطنية ً،وتدمير الندلس وغيرها من البلد ً،فقد جاء عنه أنه قال :وجديت فى كتاب
الضحاك بن مزاحم فى تفسيرها" :أما مكة فتخربها الحبشة ً،وتهلك المدينة بالجوع ً،والبصرة بالغرقاً،
والكوفة بالترك ً،والجبال بالصواعقا والرواجف ً،وأما خراسان فهلكها ضروب ...ثم ذكر بلدا بلدا.
وروى عن وهب بن منبه :أن الجزيرة آمنة من الخراب حتى تخرب أرمينية ً،وأرمينية آمنة حتى
تخرب مصر ً،ومصر آمنتة حتى تخرب الكوفة ً،ول تكون الملحمة الكبرى حتى تخرب الكوفة ً،فإذا
كانت الملحمة الكبرى ً،فيترحت قسطنطينية على يد رجل من بنى هاشم ً،وخراب الندلس من رقمبل الزنجً،
وخراب إفريقية من رقمبل الندلس ً،وخراب مصر من انقطاع النيل واختلف الجيوش فيها ً،وخراقا
العراقا من الجوع .وخراب الكوفة من رقمبل عدو يحصرهم ويمنعهم من الشراب من الفرات ً،وخراب
البصرة من رقمبل الغراقا )الغرقا( ً،وخراب اليلة من عدو يحصرهم برا وبحرا ً،وخراب الرى من
الديلم ً،وخراب خراسان من رقمبل التبت ً،وخراب التبت من رقمبل الصين ً،وخراب الهند واليمن من رقمبل
الجراد والسلطان ً،وخراب مكة من رقمبل الحبشة ً،وخراب المدينة من رقمبل الجوع".
ثم جاء بعد عصر التابعين ممن عظم شغفه بالسرائيليات ً،وأفرط فى الخذ منها إلى درجة جعلتهم ل
يرسدون قولل .ول يحجمون عن أن يلصقوا بالقرآن كل ما ييرموى لهم وإن كان ل يتصوره العقل!!.
واستمر هذا الشغف بالسرائيليات ً،والولع بنقل هذه الخبار التى أصبح الكثير منها نوعا من الخرافة
إلى أن جاء دور التدوين للتفسير ً،مفيورجد من المفيسرين ممهن حشوا كتبهم بهذا القصص السرائيلى ً،الذى
كاد يصد الناس عن النظر فيها والركون إليها.
**
* مقالة ابن خلدون فى السرائيليات:
ونرى بعد هذا أن نذكر عبارة ابن خلدون فى مقدمته ً،ليتبين لنا أسباب الستكثار من هذه المرويات
السرائيلية ً،وكيف تسرربت إلى المسلمين ً،فإنه خير ممهن كتب فى هذا الموضوع ً،وإليك نص عبارته:
قال رحمه ال ..." :وقد جمع المتقدمون فى ذلك -يعنى التفسير النقلى -وأوعوا إل أن كتبهم
ومنقولتهم تشتمل على الغث والسمين ً،والمقبول والمردود .والسبب فى ذلك أن العرب لم يكونوا أهل
لمرية ً،وإذا تشوقوا إلى معرفة مما تتشوقا إليه النفوس كتاب ول علم .وإنما غلبت عليهم البداوة وا ي
المبشرية فى أسباب المكونات ً،وبدء الخليقة ً،وأسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهمً،
ويستفيدونه منهم ً،وهم أهل التوراة من اليهود وممهن تبع دينهم من النصارى .وأهل التوراة الذين بين
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
العرب يومئذ بادية مثلهم ً،ول يعرفون من ذلك إل ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ً،ومعظمهم من
"رحمير" الذين أخوذا بدين اليهودية ً،فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما ل تعلقا له بالحكام
الشرعية التى يحتاطون لها ً،مثل أخبار بدء الخليقة ً،وما يرجع إلى الحدثان والملحم ً،وأمثال ذلك
وهؤلء مثل :كعب الحبار ً،ووهب بن منبه ً،وعبد ال بن سلم ً،وأمثالهم ً،فامتلت التفاسير من
المنقولت عنهم ً،وفى أمثال هذه الغراضِ أخبار موقوفة عليهم ً،وليست مما ييرجع إلى الحكام
فييتحررى فيها الصحة التى يجب بها العمل ً،وتساهل المفيسرون فى مثل ذلك ً،وملوا الكتب بهذه
المنقولت ً،وأصلها -كما قلنا -عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ول تحقيقا عندهم بمعرفة ما
ينقلونه من ذلك ً،إل أنهم مبيعد صيتهم ً،وعظمت أقدارهم ً،لما كانوا عليه من المقامات فى الدين والرمرلةً،
فتلقيت بالقبول من يومئذ"...
ومن هذا يتضح لنا أن ابن خلدون أرجع المر إلى اعتبارات اجتماعية وأخرى دينية ً،فعد من
لميية على العرب وتشوقهم لمعرفة ما تتشروقا إليه النفوس العتبارات الجتماعية غلبة البداوة وا ي
المبشرية ً،من أسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود ً،وهم إنما يسألون فى ذلك أهل الكتاب
قبلهم.
وعرد من العتبارات الدينية التى سروغت لهم تلقى المرويات فى تساهل وعدم تحر للصحة "أن مثل هذه
المنقولت ليست مما يرجع إلى الحكام فييتحررى فيها الصحة التى يجب بها العمل".
وسواء أكانت هذه هى كل السباب أم كانت هناك أسباب أخرى ً،فإن كثيرا من كتب التفسير قد اتسع
لما قيل من ذلك وأكثر ً،حتى أصبح ما فيها مزيجا متنوعا من مخلفات الديان المختلفة ً،والمذاهب
المتباينة.
**
* أثر السرائليات فى التفسير:
ولقد كان لهذه السرائيليات التى أخذها المفيسرون عن أهل الكتاب وشرحوا بها كتاب ال تعالى أثر سئ
فى التفسير ً،ذلك لن المر لم يقف على ما كان عليه فى عهد الصحابة ً،بل زادوا على ذلك فرووا كل
ما قيل لهم إن صدقا وإن كذبا ً،بل ودخل هذا النوع من التفسير كثير من القصص الخيالى المختمرعً،
مما جعل الناظر فى كتب التفسير التى هذا شأنها يكاد ل يقبل شيئا مما جاء فيها ً،لعتقاده أرن الكل من
واد واحد .وفى الحقا أرن المكثرين من هذه السرائيليات وضعوا الشوك فى طريقا المشتغلين بالتفسيرً،
وذهبوا بكثير من الخبار الصحيحة بجانب ما رووه من قصص مكذوب وأخبار ل تصح ً،كما أن نسبة
هذه السرائيليات التى ل يكاد يصح شئ منها إلى بعضِ من آمن رمهن أهل الكتاب ً،جعلت بعضِ الناس
ينظر إليهم بعين التهام والريبة .وسومف نعرضِ لهذا فيما بعد ً،ونرد عليه إن شاء ال تعالى.
**
* قيمة ما ييروى من السرائيليات:
تنقسم الخبار السرائيلية إلى أقسام ثلثة ً،وهى ما يأتى:
ل صحيحا ً،وذلك كتعيين اسم القسم الول :ما ييعلم صحته بأن ينرقل عن النبى صلى ال عليه وسلم نق ل
صاحب موسى عليه السلم بأنه الخضر ً،فقد جاء هذا السم صريحا على لسان رسول ال صلى ال
عليه وسلم كما عند البخارى أو كان له شاهد من الشرع يؤيده .وهذا القسم صحيح مقبول.
القسم الثانى :ما ييعلم كذبه بأن يناقضِ ما عرفناه من شرعنا ً،أو كان ل يتفقا مع العقل ً،وهذا القسم ل
يصح قبوله ول روايته .القسم الثالث :ما هو مسكوت عنه ً،ل هو من قبيل الول ً،ول هو من قبيل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الثانى ً،وهذا القسم نتوقف فيه ً،فل نؤمن به ول ينكيذبه ً،وتجوز حكايته ً،لما تقردم من قوله صلى ال عليه
صيدقوا أهل الكتاب ول يتمكيذبوهم" ً،وقولوا آمنا بال وما أيرنزمل إلينا "...الية. وسلم":ل يت م
وهذا القسم غالبه مما ليس فيه فائدة تعود إلى أمر دينى ً،ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب فى مثل هذا
اختلفا كثيرا ً،ويأتى عن المفيسرين خلف بسبب ذلك ً،كما يذكرون فى مثل هذا أسماء أصحاب الكهفً،
ولون كلبهم ً،وعصا موسى من أى الشجر كانت ً،وأسماء الطيور التى أحياها ال لبراهيم ً،وتعيين
ضررب به قتيل بنى إسرائيل ً،ونوع الشجرة التى كيلم ال منها موسى ..إلى غير ذلك بعضِ البقرة الذى ي
مما أبهمه ال فى القرآن ول فائدة فى تعيينه تعود على المكرلفين فى ديناهم أو دينهم.
ثم إذا جاء شى من هذا القبيل -أعنى ما سكت عنه الشرع ولم يكن فيه ما يؤيده أو يفنده -عن أحد
من الصحابة بطريقا صحيح ً،فإن كان قد جزم به فهو كالقسم الول ً،ييقبل ول ييرد ً،لنه ل يعقل أن
يكون قد أخذه عن أهل الكتاب بعد ما علم من نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم عن تصديقهم .وإن
كان لم يجزم به فالنفس أسكن إلى قبوله ً،لن احتمال أن يكون الصحابى قد سمعه من النبى صلى ال
عليه وسلم ً،أو ممن سمعه منه ً،أقوى من احتمال السماع من أهل الكتاب ً،ول سيما بعد ما تقرر من أن
ل بالنسبة لغيرهم من التابعين وممن يليهم. أخذ الصحابة عن أهل الكتاب كان قلي ل
أما إن جاء شئ من هذا عن بعضِ التابعين ً،فهو مما ييتوقف فيه ول ييحكم عليه بصدقا ول يكذب ً،وذلك
لقوة احتمال السماع من أهل الكتاب ً،لما يعرفوا به من كثرة الخذ عنهم ً،ويبعد احتمال كونه مما يسمع
من رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،وهذا إذا لم يتفقا أهل الرواية من علماء التفسير على ذلك ً،أما إن
اتفقوا عليه .فإنه يكون أبعد من أن يكون مسموعا من أهل الكتاب ً،وحينئذ تسكن النفس إلى قبوله
والخذ به .وال أعلم.
**
* موقف المفيسر إزاء هذه السرائيليات:
علمنا أن كثرة النقل عن أهل الكتاب بدون تفرقة بين الصحيح والعليل دسيسة دخلت فى ديننا واستفحل
صيدقوا أهل الكتاب ول يتمكيذبوهم" فاعدة مقرررة ل خطرها ً،كما علمنا أن قوله صلى ال عليه وسلم " :ل يت م
يصح العدول عنها بأى حال من الحوال ً،وبعد هذا وذاك نقول :إنه يجب على المفيسر أن يكون يقظا
إلى أبعد حدود اليقظة ً،ناقدا إلى نهاية ما يصل إليه النقاد من قدة وروية حتى يستطيع أن يستخلص من
هذا الهشيم المركوم من السرائيليات ما يناسب روح القرآن ً،ويتفقا مع العقل والنقل ً،كما يجب عليه أن
ل يرتكب النقل عن أهل الكتاب إذا كان فى سسرنة نبينا صلى ال عليه وسلم بيان لمجمل القرآن ً،فمث ل
ل
حيث وجد لقوله تعالى} :موملمقهد مفمترنا يسملهيممامن موأمهلمقهيمنا معملـى يكهررسيره مجمسدا يثرم أممنامب{ُ مجمل فى السسرنة النبوية
الصحيحة وهو قصة ترك "إن شاء ال" والمؤاخذة عليه فل يرتكب قصة صخر المارد.
كذلك يجب على المفيسر أن يلحظ أن الضرورى يتقردر بقدر الحاجة ً،فل يذكر فى تفسيره شيئا من ذلك
إل بقدر ما يقتضيه بيان الجمال ً،ليحصل التصديقا بشهادة القرآن فيكف اللسان عن الزيادة.
نعم ...إذا اختلف المتقدمون فى شئ من هذا القبيل وكثرت أقوالهم ونقولهم ً،فل مانع من نقل المفيسر
لهذه القوال جميعا ً،على أن ينبه على الصحيح منها ً،ويبيطل الباطل ً،وليس له أن يحكى الخلف
وييطلقه ً،ول ينبه على الصحيح من القوال ً،لأن مثل هذا العمل يمعد ناقصا ل فائدة فيه ما دام قد خلط
الصحيح بالعليل ً،ووضع أمام القارئ من القوال المختلفة ما يسبب له الحيرة والضطراب.
على أن من الخير للمفيسر أن يعرضِ كل العراضِ عن هذه السرائيليات وأن يمسك عما ل طائل
ل عن التدبير فى حكمه وأحكامه ً،وبدعى أن هذا أحكم وأسلم. تحته مما يمعد صارفا عن القرآن ً،وشاغ ل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
هذا ..وقد يشير إلى ما قلناه من جواز نقل الخلف من المتقدمين على شريطة استيفاء القوال وتزييف
الزائف منها وتصحيح الصحيح ً،وأن من الخير أن يمسك النسان عن الخوضِ فيما ل طائل تحته ً،ما
جاء فى الية ] [22من سورة الكهف من قوله تعالى} :مسمييقويلومن مثلمثفة رراربيعيههم مكهليبيههم مومييقويلومن مخهممسفة
ل مسارديسيههم مكهليبيههم مرهجما ربٱِهلمغهيرب مومييقويلومن مسهبمعفة مومثارمينيههم مكهليبيههم يقل رريبي أمهعمليم ربرعردرترهم رما ميهعمليميههم إر ر
ل مقرليفل مف م
ل متهسمتهفرت رفيرههم يمهنيههم أممحدا{ُ ..فقد اشتملت هذه الية الكريمة -كما يقول ابن ل رممرآلء مظارهرا مو م يتممارر رفيرههم إر ر
تيمية -على الدب فى هذا المقام ً،وتعليم ما ينبغى فى مثل هذا ً،فإنه تعالى أخبر عنهم بثلثة أقوال
ل لرده كما رردهما ً،ثم ضرعف القولين الرولين ً،وسكت عن الثالث ً،فدرل على صحته ً،إذ لو كان باط ل م
أرشد إلى أن الطلع على رعردتهم ل طائل تحته ً،فيقال فى مثل هذا} :يقل رريبي أمهعلميم ربرعردرترهم{ُ ..فإنه ما
ل رممرآلء مظارهرا{ُ ..أى ل ل يتممارر رفيرههم إر ريعلم بذلك إل قليل من الناس ممن أطلعه ال عليه ً،مفملهذا قال} :مف م
تجهد نفسك فيما ل طائل تحته ً،ول تسألهم عن ذلك ً،فإنهم ل يعلمون من ذلك إلى رجم الغيب".
**
* أقطاب الروايات السرائيلية:
يتصفح النسان كتب التفسير بالمأثور ً،فل يلبث أن يلحظ أن غالب ما يرى فيها من إسرائيليات ً،يكاد
يدور على أربعة أشخاص ً،هم :عبد ال ابن سلم ً،وكعب الحبار ً،ووهب بن منيبه ً،وعبد الملك بن عبد
العزيز ابن جريج ..وهؤلء الربعة اختلفت أنظار الناس فى الحكم عليهم والثقة بهم ً،فمنهم من ارتفع
بهم عن حد التهمة ً،ومنهم من رماهم بالكذب وعدم التثبت فى الرواية ولهذا أرى أن أعرضِ لكل فرد
منهم ً،لكشف عن قيمته فى باب الرواية ً،وبخاصة ما يرجع من ذلك إلى ناحية التفسير ً،لنرى أى
الفريقين أصدقا فى حكمه ً،وأدقا فى نقده.
- 1عبد ال بن سلم
* ترجمته:
هو أبو يوسف ً،عبد ال بن سلم بن الحارث السرائيلى النصارى ً،حليف بن عوف من الخرزج ً،وهو
من ولد يوسف بن يعقوب عليهما السلم .أسلم عند قدوم النبى صلى ال عليه وسلم المدينة .ويحدثنا
البخارى عن قصة إسلمه فيقول فى ضمن حديث ساقه فى باب الهجرة .." :فلما جاء نبى ال صلى ال
عليه وسلم ً،جاء عبد ال بن سلم فقال :أشهد أنك رسول ال ً،وأن جئمت بحقا ً،وقد علمت اليهود أنى
سيدهم وابن سيدهم ً،وأعلمهم وابن أعلمهم ً،فادعهم فاسألهم عنى قبل أن يعلموا أنى قد أسلمت ً،فإنهم إن
يعلموا أنى قد أسلمت قالوا فرى ما ليس فسى ً،فأرسل نبى ال صلى ال عليه وسلم ً،فأقبلوا فدخلوا عليهً،
فقال لهم رسول ال صلى ال عليه وسلم" :يا معشر اليهود؛ً ويلكم ً،اتقوا ال ً،فوال الذى ل إله إل هوً،
إنكم لتعلمون أنى رسول ال حقا ً،وأنى جئتكم بحقا فأسلموا" ً،قالوا :ما نعلمه ً،قالوا للنبى صلى ال عليه
وسلم ً،قالها ثلث مرات ً،قال" :فأى رجل فيكم عبد ال بن سلم"؟ قالوا :ذلك سيدنا وابن سيدنا ً،وأعلمنا
وابن أعلمنا ً،قال" :أفرأيتم إن أسلم"؟ قالوا :حاشا ل ً،ما كان ليسلم ً،قال" :أفرأيتم إن أسلم"؟ قالوا :حاشا
ل ما كان ليسلم ً،قال " :أفرأيتم إن أسلم"؟ قالوا :حاشا ل ما كان ليسلم ً،قال" :يا بن سلم ..أخرج
عليهم" ً،فخرج ً،فقال :يا معشر اليهود؛ً اتقوا ال ً،فوال الذى ل إله إل هو ً،إنكم لتعلمون أنه رسول ال
وأنه جاء بحقا ً،فقالوا :كذبت ً،فأخرجهم رسول ال صلى ال عليه وسلم".
قيل :وكان اسمه الحصين ً،فسماه النبى صلى ال عليه وسلم" :عبد ال" ً،وشهد له بالجنة .ونجد البخارى
ل فى مناقبه ً،فروى رضى ال عن -عند الكلم عن مناقب النصار -ييفرد لعبد ال بن سلم بابا مستق ل
فيما روى من ذلك بإسناده إلى سعد بن أبى وقاص أنه قال :ما سمعيت النبى صلى ال عليه وسلم يقول
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لحد يمشى على الرضِ إنه من أهل الجنة إل لعبد ال بن سلم ً،وقال :فيه نزلت هذه الية} :مومشرهمد
مشارهفد يمن مبرنيي إرهسمرارئيمل {ُ ...الية:
ومما ييذكر عنه رحمه ال :أنه وقف خطيبا فى المتألبين على عثمان رضى ال عنه يدافع عنه ً،وييخيذل
الثائرين ً،فقد روى عبد الملك بن عمير عن ابن أخى عبد ال بن سلم ً،قال :لما أريد قتل عثمان رضى
ال عنه ً،جاء عبد ال بن سلم ً،فقال له عثمان :ما جاءبك؟ قال :جئيت فى نصرك ً،قال :أخرج إلى
الناس فاطردهم عنى ً،فإنك خارج يخر لك منك داخل ً،فخرج عبد ال إلى الناس فقال :يا أيها الناس؛ً
إنه كان اسمى فى الجاهلية فلنا ً،فسمانى رسول ال صلى ال عليه وسلم :عبد ال ً،ونزلت فرى آيات من
كتاب ال معرز ومجرل ً،نزل فرى} :مومشرهمد مشارهفد يمن مبرنيي إرهسمرارئيمل معلمـى رمهثرلره مفآمممن موٱهسمتهكمبهريتهم{ُ ..ونزل فى:
} يقهل مكمفـى ربٱِلرلره مشرهيدا مبهيرني مومبهيمنيكهم موممهن رعنمديه رعهليم ٱهلركمتارب{ُ ..إن ل سيفا مغمودا ً،وإن الملئكة قد
جاوؤتكم فى بلدكم هذا الذى نزل فيه رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،فال ال فى هذا الرجل أن تقتلوهً،
فوال لئن قتلتموه لتطردن جيرانكم من الملئكة ولييسملرن سيف ال المغمود فيكم فل ميغمد إلى يوم القيامة.
قالوا :اقتلوا اليهودى ..وقتلوا عثمان"..
روى عن النبى صلى ال عليه وسلم ً،وروى عنه ابناه :يوسف ومحمد ً،وعوف بن مالك ً،وأبو هريرةً،
وأبو بردة بن أبى موسى ً،وعطاء بن يسار ً،وغيرهم .وشهد مع عمر رضى ال عنه فتح بيت المقدس
والجابية .ومات بالمدينة سنة 43هت )ثلث وأربعين من الهجرة( ً،وقيل غير ذلك .وقد معرده بعضهم
فى البدريين ً،أما ابن سعد فذكره فى الطبقة الثالثة ممن شهد الخندقا وما بعدها.
**
* مبلغه من العلم والعدالة:
أما مبلغه من العلم ً،فيكفى ما جاء فى الحديث البخارى السابقا من إخباره عن نفسه :أنه أعلم اليهود
وابن أعلمهم ً،وإقرار اليهود بين يدى رسول ال صلى ال عليه وسلم بذلك .والحقا أنه اشتهر بين
الصحابة بالعلم ً،حتى لقد روى أنه رلما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له :يا أبا عبد الرحمن أوصناً،
فقال :أجلسونى ...قال :إن العلم واليمان عند أربعة رهط :عند عويمر أبى الدرداء ً،وعند سلمان
الفارسى ً،وعند عبد ال بن مسعود ً،وعند عبد ال ابن سلم الذى كان يهوديا فأسلم ً،فإنى سمعيت رسول
ال صلى ال عليه وسلم يقول" :إنه عاشر عشرة فى الجنة".
وليس عجيبا أن يكون عبد ال بن سلم فى هذه المكانة العالية من العلم بعد أن اجتمع لديه علم التوراة
وعلم القرآن ً،وبعد أن امتزجت فيه الثقافتان اليهودية والسلمية ً،ولقد نقل عنه المسلمون كثيرا مما يدل
على علمه بالتوراة وما حولها ً،ونجد ابن جرير الطبرى ينسب إليه فى تاريخه كثيرا من القوال فى
المسائل التاريخية الدينية ً،كما نجده يتجمع حول اسمه كثير من المسائل السرائيلية ً،يرويها كثير من
المفيسرين فى كتبهم.
ونحن أمام ما ييرموى عنه من ذلك ل ينزييف كل ما قيل ً،ول نقبل كل ما قيل ً،بل علينا أن نعرضِ كل ما
يير موى عنه على مقياس الصحة المعتبر فى باب الرواية ً،فما صح قبلناه ً،وما لم يصح رفضناه.
هذا ..وإرنا ل نستطيع أن نتهم الرجل فى علمه ً،ول فى ثقته وعدالته ً،بعد ما علممت أنه من خيار
الصحابة وأعلمهم ً،وبعد ما جاء من آيات القرآن ً،وبعد أن اعتمده البخارى وغيره من أهل الحديث ً،كما
أننا لم نجد من أصحاب الكتب التى بين أيدينا ممن طعن عليه فى علمه ً،أو نسب إليه من التهم مثل ما
نسب إلى كعب الحبار ووهب بن منيبه.
***
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
- 2كعب الحبار
* ترجمته:
هو أبو إسحاقا ً،كعب بن ماتع الحميرى ً،المعروف بكعب الحبار ً،من آل ذى رعين ً،وقيل :من ذى
الكلع ً،وأصله من يهود اليمن ً،ويقال :إنه أدرك الجاهلية وأسلم فى خلفة أبى بكر ً،وقيل :فى خلفة
عمر ً،وقيل :إنه أسلم فى عهد النبى صلى ال عليه وسلم وتأخرت هجرته ً،وقال ابن حجر فى الفتح :إن
إسلمه فى خلفة عمر أشهر ً،وبعد إسلمه انتقل إلى المدينة ً،وغزا الروم فى خلفة عمر ً،ثم تحرول
فى خلفة عثمان إلى الشام فسكنها إلى أن مات بحمص سنة 32هـ )اثنتين وثلثين من الهجرة( على
أرجح القوال فى ذلك .وذكره ابن سعد فى الطبقة الولى من تابعى أهل الشام وقال :كان على دين
يهود فأسلم وقدم المدينة ً،ثم خرج إلى الشام فسكن حمص حتى يتوفى بها سنة اثنتين وثلثين فى خلفة
عثمان ً،وقد بلغ مائة وأربعين سنة .وقال أبو مسهر :والذى حردثنى به غير واحد :أنه كان مسكنه اليمنً،
ل ً،وعن فقدم على أبى بكر ً،ثم أتى الشام فمات به .روى عن رسول ال صلى ال عليه وسلم مرس ل
عمر ً،وصهيب ً،وعائشة ً،وروى عنه معاوية ً،وأبو هريرة ً،وابن عباس ً،وعطاء بن أبى رباح
وغيرهم.
**
* مبلغة من العلم:
كان كعب بن ماتع على مبلغ عظيم من العلم ً،ولهذا كان يقال له" :كعب المحهبر" و "وكعب الحبار" ً،ولقد
ينقل عنه فى التفسير وغيره ما يدل على علمه الواسع بالثقافة اليهودية والثقافة السلمية ً،ولم يؤثر عنه
أنه ألرمف كما أرلف وهب بن منيبه ً،بل كانت تعاليمه كلها -على ما يظهر لنا وما وصل إلينا -شفوية
تناقلها عنه أصحابه و ممن أخذوا عنه .وقد جاء فى الطبقات الكبرى حكاية عن رجل دخل المسجد فإذا
عامر بقن عبد ال بن قيس جالس إلى كتب وبينها رسهفر من أسفار التوراة وكعب يقرأ ً،وهذا يدلنا على
أن كعبا كان ل يزال بعد إسلمه يرجع إلى التوراة والتعاليم السرائيلية .وقال ابن سعد :قالوا :ذكر أبو
الدرداء كعبا فقال :إن عند ابن الحميرى لعلما كثيرا .وروى معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن
جبير أنه قال :قال معاوية :أل إرن أبا الدرداء أحد الحكماء ً،أل إرن عمرو بن العاص أحد الحكماء ً،أل
إ رن كعب الحبار أحد العلماء ً،إن كان عنده علم كالثمار وإن كنا المفرطين .وفى تاريخْ محمد بن عثمان
بن أبى شيبة ً،من طريقا ابن أبى ذئب ً،أن عبد ال ابن الزبير قال :ما أصبت فى سلطانى شيئا إل قد
أخبرنى به كعب قبل أن يقع.
**
* ثقته وعدالته:
أما ثقته وعدالته فهذا أمر نقول به ً،ول نستطيع أن نطعن عليه كما طعن بعضِ الناس ً،فابن عباس على
جلله قدره ً،وأبو هريرة على مبلغ علمه ً،وغيرهما من الصحابة كانوا يأخذون عنه ويروون له ً،ونرى
المام مسلما ييخيرج له فى صحيحه ً،فقد وقعت الرواية عنه فى مواضع من صحيحه فى أواخر كتاب
اليمان ً،كما نرى أبا داود والترمذى والنسائى ييخيرجون له ً،وهذا دليل على أن كعبا كان ثقة عند هؤلء
جميعا ً،وتلك شهادة كافية لرد كل تهمة بهذا المحهبر الجليل.
* اتهام الستاذ أحمد أمين لكعب:
ولكننا نجد الستاذ أحمد أمين -رحمه ال -يحاول أن يغضِ من ثقة كعب وعدالته ً،بل ودينه ً،فنراه
يوجه إليه من التهم ما نعيذ كعبا من أن يلحقه شئ منها ً،وذلك حيث يقول" :وقد لحظ بعضِ الباحثينً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل ً،ولكن أن بعضِ الثقات كابن قتيبة والنووى ل يروى عنه أبدا ً،وابن جرير الطبرى يروى عنه قلي ل
غيرهم كالثعلبى ً،والكسائى ينقل عنه كثيرا فى قصص النبياء ً،كقصة يوسف ً،والوليد بن الرريان وأشباه
ذلك ً،ويروى ابن جرير أنه جاء إلى عمر بن الخطاب قبل مقتله بثلثة أيام وقاله له :اعهد فإنك ميت
فى ثلثة أيام ً،قال :وما يدريك؟ قال :أجده فى كتاب ال معرز ومجرل ..فى التوراة قال عمر :إنك لتجد
عمر بن الخطاب فى التوراة! :قال :الرلهم ل ً،ولكن أجد صفتك وحليتك وأنه قد فنى أجلك".
ثم قال الستاذ أحمد أمين" :وهذه القصة إن صرحت درلت على وقوف كعب على مكيدة قتل عمر ً،ثم
وضعها هو فى هذه الصيغة السرائيلية ً،كما تدلنا على مقدار اختلفه فيما ينقل".
ثم قال" :وعلى الجملة فقد دخل على المسلمين من هؤلء وأمثالهم -يريد كعبا ووهبا وغيرهما من أهل
الكتاب -فى عقيدتهم وعلمهم كثير كان له فيهم أثر غير صالح".
*
* تفنيد هذا التهام:
ونحن مع الستاذ فى قوله" :وهذه القصة ً،إن صرحت درلت على وقوف كعب على مكيدة قتل عمر ً،ثم
وضعها هو فى هذه الصيغة السرائيلية" ولكن لسنا نعتقد صحة هذه القصة ً،ورواية ابن جرير لها ل
تدل على صحتها ً،لن ابن جرير -كما هو معروف عنه -لم يلتزم الصحة فى كل ما يرويه ً،والذى
ينظرفى تفسيره يجد فيه مما ل يصح شيئا كثيرا ً،كما أن ما يرويه فى تاريخه ل يعدو أن يكون من
قبيل الخبار التى تحتمل الصدقا والكذب ً،ولم يقل أحد بأن كل ما ييذكر فى كتب التاريخْ ثابت صحيح.
ثم إرن ما ييعرف عن كعب الحبار من دينه ً،ويخيلقه ً،وأمانته ً،وتوثيقا أكثر أصحاب الصحاح له ً،يجعلنا
نحكم بأرن هذه القصة موضوعة عليه ً،ونحن ننزه كعبا عن أن يكون على علم بمكيدة قتل عمر وما يديبمر
ضاعا ً،يحتال من أمرها ً،ثم ل يذكر لعمر ممن ييديبر له القتل ويكيد له ً،كما ننزهه عن أن يكون كرذابا و ر
على تأكيد ما ييخمبر به بنسبته إلى التوراة وصوغه فى قالب إسرائيلى.
وأما قوله" :وعلى الجملة فقد دخل المسلمين من هؤلء وأمثالهم فى عقيدتهم وعلمهم كثير كان له فيهم
أثر غير صالح" فإن أراد أن ييرجع ذنب هذا الثر السئ إلى كعب وأضزابه فنحن ل نوافقه عليه ً،لن
ما يرويه كعب وغيره من أهل الكتاب لم يسندوهه إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،ولم يكذبوا فيه
على أحد من المسلمين ً،وإنما كانوا يروونه على أنه من السرائيليات الموجودة فى كتبهم ً،ولسنا يمكرلفين
صيدقوا بتصديقا شئ من ذلك ً،ول يمطاملبين باليمان به ً،بعد ما قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :ل يت م
أهل الكتاب ول يتكيذبوهم".
وإذا كانت هذه السرائيليات المروية عن كعب وغيره ً،قد أرثمرت فى عقيدة المسلمين وعلمهم أثرا غير
صالح ً،فليس ذنب هذا راجعا إلى كعب وأضرابه ً،لنهم رووه على أنه مما فى كتبهم ً،ولم يشرحوا به
القرآن -الرلهم إل ما يتفقا من هذا مع القرآن ويشهد له -ثم جاء ممهن بعدهم فحاولوا أن يشرحوا القرآن
بهذه السرائيليات فربطوا بينها وبينه على ما بينهما من يبعد شاسع ً،بل وزادوا على ذلك ما نسجوه من
قصص خرافية ً،نسبوا لهؤلء العلم ً،ترويجا لها وتمويها على العامة.
فالذنب إذن ذنب المتأخرين الذين ربطوا هذه السرائيليات بالقرآن وشرحوه على ضوئها ً،واخترعوا من
الساطير ما نسبوه زروا وبهتانا إلى هؤلء العلم وهم منه براء.
**
* اتهام الشيخْ رشديِ رضا الكعب:
كذلك نجد السيد محمد رشيد رضا -رحمه ال -فى مقدمة تفسيره بعد أن ذكر كلما لبن تيمية فى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
شأن ما ييرموى من السرائيليات عن كعب ووهب يقول ما نصه" :فأنت ترى أن هذا المام المحققا -
يريد ابن تيمية -جزم بالوقف عن تصديقا جميع ما يعررف أنه من رواة السرائيليات .وهذا فى غير ما
يقوم الدليل على بطلنه فى نفسه ً،وصررح فى هذا المقام بروايات كعب الحبار ووهب بن منيبه ً،مع أن
قدماء رجال الجرح والتعديل اغتروا بهما وعردلوهما ً،فكيف لو تبين له ما تبين لنا من كذب كعب
ووهب وعزوهما إلى التوراة وغيرها من كتب الرسل ما ليس فيها شئ منه ول حرومت حوله".
*
* تفنيد هذا التهام:
ونحن ل ننكر ما ذهب إليه ابن تيمية فى مقدمة أصول التفسير التى اعتمد عليها الشيخْ فيما نقل عنهً،
ولكن ننكر على الشيخْ فهمه لعبارة ابن تيمية ً،وذلك أنه اردعى أن ابن تيمية جزم بالوقف عن تصديقا
جميع ما يع ررف أنه من رواة السرائيليات ً،وهذا فى غير ما يقوم الدليل على بطلنه فى نفسه -يعنى
أنه ل ييتوقف فيه بل ييرفضِ رفضا باتا.
وعبارة ابن تيمية التى ذكرها الشيخْ ل تفيد ذلك الذى قاله وإنما تفيد أرن ما جاء عن رواة السرائيليات
ييتوقف فيه إذا كان مما هو مسكوت عنه فى شرعنا ولم يقم دليل على بطلنه ً،أما ما روى عنه موافقا
لما جاء فى شرعنا فهذا صحيح مقبول بدون توقف ً،كما نص عليه ابن تيمية )فى ص (27 ً، 26من
مقدمة فى أصول التفسير ً،وهو عين ما عناه بعبارته الموجودة )فى ص (14 ً، 13وهى التى اعتمد
عليها السيد محمد رشيد فى طعنه على كعب وغيره.
كما أننا ل نقر الشيخْ على هذا التهام البليغ لكعب ووهب ً،ول على رميهما بالكذب ً،ول على ادعاء
عزوهما إلى التوراة وغيرها ما ليس فيها ً،كما أرنا ل نقره على اتهامه لعلماء الجرح والتعديل الذين
طرهروا لنا السسرنة ً،وأزاحوا عنها ما لصقا بها من الموضوعات ً،وبرينوا لنا الصحيح والعليل منها والعدل
والمجروح من رواتها ً،حيث رماهم بالغفلة والغترار ً،وهم أهل هذا الفن الذى ل يصلح له إل قليل من
الناس ً،ول ندرى ما هذا الكذب الذى تبرين له من كعب ووهب وخفى على ابن تيمية وهو ممن نعلم علما
ومعرفة .وليت الشيخْ -رحمه ال -برين لنا ما يستند إليه فى دعواه ً،ول أظن إل أنه استند إلى ما جاء
عن معاوية رضى ال عنه عندالبخارى فى شأن كعب ً،وهذا نصه كما فى صحيح البخارى:
قال أبو اليمان :أخبرنا شعيب عن الزهرى :أخبرنى حميد بن عبد الرحمن :أنه سمع معاوية ييحيدث
رهطا من قريش بالمدينة وذكر كعب الحبار ً،فقال" :إن كان من أصدقا هؤلء المحيدثين الذين يحيدثون
عن أهل الكتاب ً،وإن كنا مع ذلك لنبلوا عليه الكذب".
نعم أظنه أن الشيخْ -رحمه ال -اتهم كعبا وأضرابه بالكذب استنادا لهذا الثر المروى عن معاويةً،
والذى ررجح لدرى هذا الظن ما قاله الشيخْ بعد كلمه السابقا بقليل" :وقد يعرلم أن بعضِ الصحابة رووا
عن أهل الكتاب حتى عن كعب الحبار الذى روى البخارى عن معاوية أنه قال :إن كنا لنبلوا عليه
الكذب ..ومنهم أبو هريرة وابن عباس".
وأرى أن الشيخْ قد مفرند قول نفسه بنفسه حيث أثبت -كما هو الواقع -أن أبا هريرة وابن عباس
ضاع ً،بعد ما وغيرهما من الصحابة أخذوا عن كعب ً،وهل ييعقل أن صحابيا يأخذ علمه عن كرذاب و ر
يع ررف عن الصحابة من العدالة والتثبت فى تحمل الخبار ً،خصوصا ابن عباس الذى كان يتشدد فى
الرواية ويتأكد من صحة ما ييرموى له؟
نعم ..إن حديث البخارى الذى رواه عن معاوية ً،ييشعر لول وهلة بنسبة الكذب إلى كعب ً،ولكن لو
رجعنا إلى شرراح الحديث لوجدناهم جميعا يشرحونه بما ييبعد هذه الوصمة الشنيعة عن كعب الحبارً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وإليك بعضِ ما قيل فى ذلك:
قال ابن حجر فى الفتح عند قوله" :وإن كنا لنبلوا عليه الكذب" -أى يقع بعضِ ما يخبرنا عنه بخلف
ما يخبرنا به ً،فال ابن التين :وهذا نحو قول ابن عباس فى حقا كعب المذكور :مبردل من قبله فوقع فى
الكذب ً،قال :والمراد بالمحيدثين -فى قوله :إن كان من أصدقا هؤلء المحيدثين الذين ييحيدثون عن أهل
الكتاب -أنداد كعب ممن كان من أهل الكتاب وأسلم فكان ييحيدث عنهم ً،وكذا ممن نظر فى كتبهم فحردث
عما فيها ً،قال :ولعلهم كانوا مثل كعب ً،إل أن كعبا كان أشد منهم بصيرة ً،وأعرف بما يتوقاه.
وقال ابن حبان فى كتاب الثقات :أراد معاوية أنه يخطئ أحيانا فيما ييخبر به ً،ولم يرد أنه كان كرذابا.
وقال غيره :الضمير فى قوله" :لنبلوا عليه" للكتاب ل لكعب ً،وإنما يقع فى كتابهم الكذب لكونهم مبردلوه
ومحررفوه .وقال عياضِ :يصح عوده على الكتاب ً،ويصح عوده على كعب وعلى حديثه وإن لم يقصد
الكذب ويتعمده ً،إذ ل ييشترط فى مسمى الكذب التعمد ً،بل هو الخبار عن الشئ بخلف ما هو عليهً،
وليس فيه تجريح لكعب بالكذب .وقال ابن الجوزى :المعنى أن بعضِ الذى ييخبر به كعب عن أهل
الكتاب يكون كذبا ً،ل أنه يتعمد الكذب ً،وإل فقد كان كعب من أخيار الحبار".
هذه هى القوال التى سردها لنا الحافظ ابن حجر ً،ونحن نميل إلى القول بأن كعبا كان يروى ما يرويه
على أنه صحيح لم ييبردل ولم ييحررف ً،فهو لم يتعمد كذبا ول يينسب إلى كذب ً،وإن كان ما يرويه كذبا فى
حد ذاته ً،خفى عليه كما خفى على غيره .ولهذا التحريف والتبديل نهى رسول ال صلى ال عليه وسلم
عن تصديقا أهل الكتاب وعن تكذيبهم فيما يروونه من ذلك ً،لنه ربما كان صدقا فييكيذبونه أو كذبا
فييصيدقونه فى المحمرج.
ثم إن معاوية الذى قال هذا القول ً،روينا عنه فيما سبقا أنه قال" :أل إن كعب الحبار أحد العلماء إن
كان عنده علم كالثمار وإن كنا المفرطين" ً،فمعاوية قد شهد لكعب بالعلم وغزارته ً،وحكم على نفسه بأنه
فررط فى علم كعب ً،فهل ييعقل أن معاوية يشهد هذه الشهادة لرجل كرذاب؟ وهل ييعقل أنه يتحسر ويتندم
على ما فاته من علم رجل ييديلس فى كتب ال وييحيرف فى وحى السماء؟ ..الرلهم إنى ل أعقل ذلك ً،ول
أقول إل أرن كعبا عارلم له مكانته ً،وثقة له قيمته ً،وعدل له منزلته وشهرته..
***
- 3وهب بن يممنيبه
* ترجمته:
هو أبو عبد ال ً،وهب بن منربه بن سيج بن ذى كنار ً،اليمانى الصنعانى ً،صاحب القصص ً،من خيار
علماء التابعين .قال عبد ال ابن أحمد بن حنبل عن أبيه :كان من أبناء فارس ً،وأصل والده "منربه" من
خراسان من أهل هراة ً،أخرجه كسرى منها إلى اليمن فأسلم فى عهد النبى صلى ال عليه وسلم ً،وكان
وهب بن منيبه يختلف إلى هراة ويتفقد أمرها ً،وقيل :إنه تولى قضاء صنعاء .قال إسحاقا بن إبراهيم بن
عبد الرحمن الهروى :ولد سنة 34هـ )أربع وثلثين( فى خلفة عثمان ً،وقال ابن سعد وجماعة :مات
سنة 110هـ )عشر ومائة( ً،وقيل غير ذلك.
روى عن أبى هريرة ً،وأبى سعيد الخدرى ً،وابن عباس ً،وابن عمر ً،وابن عمرو بن العاص ً،وجابرً،
وأنس ً،وغيرهم ً،وروى عنه ابناه :عبد ال وعبد الرحمن ً،وعمر بن دينار ً،وغيرهم .وأخرج له
البخارى ً،ومسلم ً،والنسائى ً،والترمذى ً،وأبو داود.
**
* مبلغه من العلم والعدالة:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
كان وهب بن منيبه واسع العلم ً،كثير الطلع على الكتب القديمة ً،محيطا بأخبار كثيرة وقصص يتعلقا
بأخبار ا ي
لمول ومبدأ العالم ً،ومما يؤثر عنه أنه أرلف كتابا فى المغازى ً،ويحيدثنا ابن خلكان :أنه رأى
لوهب بن منيبه تصنيفا ترجمه بذكر الملوك المتروجه من رحممير ً،وأخبارهم ً،وقصصهم ً،وقبورهم
وأشعارهم ً،فى مجلد واحد ً،قال :وهو من الكتب المفيدة.
وقال أحمد بن حنبل عن عبد الرزاقا عن أبيه :حج عامة الفقهاء سنة مائة فحج وهب ً،فلما صلوا
العشاء أتاه فيهم عطاء والحسن ً،وهم يريدون أن يتذكروا المقمدر ً،قال :فأمعن فى باب الحمد ً،فما زال
فيه حتى طلع الفجر ً،فافترقوا ولم يسألوه عن شئ ً،قال أحم :وكان ييتهم بشئ من المقمدر ثم رجع ً،وقال
حماد بن سلمة عن أبى سنان :سمعت وهب بن منيبه يقول :كنت أقول بالمقمدر حتى قرأت بضعة وسبعين
كتابا من كتب النبياء فى كلها" :ممن جعل إلى نفسه شيئا من المشيئة فقد كفر" فتركت قولى .وقال
الجوزجانى :كان وهب كتب كتابا فى المقمدر ثم حدث أنه ندم عليه.
فأنت ترى من بين هذه الخبار أن وهبا كان على ناحية عظيمة من المعرفة بالكتب اللهية القديمة ً،كما
ترى أنه لم يثبت على رأيه وعقيدته فى المقمدر ً،بل تركها بعد ما تبين له الحقا ً،وندم على ما كان منه
بعد أن ظهر له الصواب ً،وبعد رجوعه عن رأيه ل يصح أن نطعن عليه من هذه الناحية ً،ولقد كان
وهب يرى فى نفسه أنه قد جمع علم ابن سلم وعلم كعب ً،ويحيدث هو بذلك عن نفسه فيقول :يقولون:
عبد ال بن سلم أعلم أهل زمانه ً،وكعب أعلم أهل زمانه ً،أفرأيمت من جمع علمهما؟ -يريد نفسه.
**
* مطاعن بعضِ الناس عليه:
ومع تلك المنزلة العالية التى كان عليها وهب ً،طعن عليه بعضِ الناس كما طعن على كعب ً،ورموه
بالكذب والتدليس وإفساد عقول بعضِ المسلمين وعقائدهم ً،وقد سمعمت مقالة السيد محمد رشيد رضا فيه
وفى كعب ً،وسمعمت الرد عليه ً،كما سمعمت مقالة الستاذ أحمد أمين وما تعقبناه به.
**
* رأينا فيه وشهادات المويثقين له:
ص كثيرا من القصص إل أنى ل أتهمه وأنا وإن كنت ل أنكر أن صاحبنا أكثمر من السرائيليات ً،وق ر
بشئ من الكذب ً،ول أنسب إليه إفساد العقول والعقائد ً،ول أيمحمله تبعة ذلك ً،لن القوم هم الذين أفسدوا
بإدخالهم فى التفسير ما ل صلة له به ً،وبالوضع عليه وعلى غيره ترويجا للموضوع كما سبقا.
ولو أرنا رجعنا إلى ما قاله العلماء الينرقاد فى شأن وهب لتبين لنا أنه رجل منرزه عما يرمى به ً،مبرأ من
كل ما يخدش عدالته وصدقه .قال الذهبى :كان ثقة صادقا ً،كثير النقل من كتب السرائيليات .وقال
العجلى :ثقة تابعى ً،كان على قضاء صنعاء ً،وقال ابن حجر :وهب بن منيبه الصنعانى من التابعينً،
ورثقة الجمهور ً،وشرذ الفلس فقال :كان ضعيفا ً،وكان شبهته فى ذلك أنه كان ييتهم بالقول فى المقمدر.
وقال أبو زرعة والنسائى :ثقة .وذكره ابن حبان فى الثقات .والبخارى نفسه يعتمد عليه وييومثقه ً،ونرى
له فى البخارى حديثا واحدا عن أخيه همام عن أبى هريرة فى كتابة الحديث ً،وتابعه عليه معمر عن
همام ً،ولهمام هذا عن أبى هريرة نسخة مشهورة أكثرها فى الصحاح ً،رواها عنه معمر ويحيدثنا مثنى
بن الصباح .أن وهبا لبث عشرين سنة لم يجعل بين العشاء والصبح وضوءا ..وغير هذا كثير مما شهد
لعدالة الرجل وحسن إيمانه..
ونحن أمام توثيقا الجمهور له ً،واعتماد البخارى وغيره لحديثه ً،وما ثبت عنه من الورع والصلح ً،ل
نقول إل أنه رجل مظلوم من متهميه ً،ومظلوم هو وكعب من أولئك الذين استغلوا شهرة الرجلين
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ومنزلتهما العلمية ً،فنسبوا إليهما ما ل يصح عنهما ً،وشروهوا سمعتهما ً،وعررضوهما للنقد اللذع
والطعن المرير!!
- 4عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج
* ترجمته:
هو أبو خالد -أو أبو الوليد -عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ً،الموى مولهم -أصله رومى
نصرانى .كان من علماء مكة ومحيدثيهم ً،وهو رمن أول ممهن صرنف الكتب بالحجاز ً،وهو قطب
السرائيليات فى عهد التابعين ً،ولو أرنا رجعنا إلى تفسير ابن جرير الطبرى ً،وتتعبنا اليات التى وردت
فى النصارى ً،لوجدنا كثيرا مما يرويه ابن جرير فى تفسير هذه اليات يدور على عبد الملك ً،الذى
يمعيبر عنه دائما بـ "ابن جريج".
روى عن أبيه ً،وعطاء بن أبى رباح ً،وزيد بن أسلم ً،والزهرى ً،وغيرهم .وروى عنه ابناه :عبد العزيز
ومحمد ً،والوزاعى ً،والليث ً،ويحيى بن سعيد النصارى ً،وحماد بن زيد ً،وغيرهم .قال أبو سعد :ولد
سنة 80هـ )ثمانين( ً،وأما وفاته فمختلف فيها ً،فمنهم ممن قال :سنة 150هـ )خمسين ومائة( ً،ومنهم
ممن قال :سنة 159هـ )تسع وخمسين ومائة( ً،وقيل غير ذلك.
**
*مبلغه من العلم والعدالة:
ابن جريج -كما قيل -هو أول ممن صرنف الكتب بالحجاز ً،ويعدونه من طبقة مالك بن أنس وغيره
ممن جمعوا الحديث ومدرونوه .قال عبد ال ابن أحمد بن حنبل :قلت لبى :ممهن أول ممهن صرنف الكتب؟
قال :ابن جريج وبان أبى عروبة .وقال ابن عيينة :سمعت أخى عبد الرزاقا بن همام عن ابن جريج
يقول :ما درون العلم تدوينى أحد .وقد يعرف عن ابن جريج أنه كان ررحالة فى طلب العلم ً،فقد يورلمد بمكة
ثم ط روف فى كثير من البلد ً،فرحل إلى البصرة واليمن وبغداد .ويقول ابن خلدون فى "العبر" :إنه لم
يطلب العلم إلا فى الكهولة ً،ولو سمع فى عنفوان شبابه لحمل عن غير واحد من الصحابة ً،فإنه قال:
كنت أتتبع الشعار العربية والنساب فقيل لى :لو لزممت عطاء؟ فلزمته ثمانية عشر عاما".
وقد رويت عن ابن جريج أجزاء كثيرة فى التفسير عن ابن عباس ً،منها الصحيح ً،ومنها ما ليس
بصحيح ً،وذلك لنه لم يقصد الصحة فيما جمع ً،بل روى ما يذركمر فى كل آية من الصحيح والسقيم.
أما منزلته من ناحية العدالة ً،فإنه لم يظفر بإجماع العلماء على توثيقه وتثبته فيما يرويه ً،وإنما اختلفت
أنظارهم فيه ً،فمنهم ممن ورثقه ً،ومنهم ممن ضرعفه .قال فيه العجلى :مكى ثقة .وقال سليمان بن النضر بن
مخلد بن يزيد :ما رأيت أصدقا لهجة من ابن جريج .وعن يحيى بن سعيد قال :كنا نسمى كتب ابن
جريج كتب المانة ً،وإن لم يحدثك بها ابن جريج من كتابه لم يينتفع به .وقال ابن معين :ثقة فى كل ما
يرروى عنه من الكتاب .وعن يحيى ابن سعيد قال :كان ابن جريج صدوقا فإذا قال" :حردثنى" ً،فهو سماع.
وإذا قال" :أخبرنى" فهو قراءة ً،وإذا قال" :قال" ً،فهو شبه الريح .وقال الدراقطنى :تجنب تدليس ابن
جريج فإنه قبيح التدليس ً،ل ييمديلس إل فيما سمعه من مجروح .وذكره ابن حبان فى الثقات وقال :كان
من فقهاء أهل الحجاز وقررائهم ومتقنيهم وكان ييمديلس .وقال عنه الذهبنى فى ميزان العتدال :أحد
العلم الثقات ييمديلس ً،وهو فى نفسه مجمع على ثقته مع كونه قد تزوج نحوا من تسعين امرأة نكاح
متعة ً،وكان يرى اليرخصة فى ذلك ً،وكان فقيه أهل مكة فى زمانه .قال عبد ال بن أحمد بن حنبل :قال
أبى :بعضِ هذه الحاديث التى كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة ً،كان ابن جريج ل يبالى من
أين يأخذها ً،يعنى قوله :أيهخربرت ويحردثت عن فلن .وذكر الخزرجى فى "خلصته" أنه مجمع عليه من
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أصحاب الكتب الستة .ولكن نرى الستاذ أحمد أمين ينقل فى "ضحى السلم" :أن البخارى لم يويثقه
وقال :إنه ل ييتامبع فى حديثه ً،ولسنا ندرى من أين استقى صاحب "ضحى السلم" هذا الكلم الذى عزاه
إلى البخارى رضى ال عنه.
هذه هى نظرة العلماء إليه وحكمهم عليه ً،ونرى أن كثيرا منهم يحكم عليه بالتدليس وعدم الثقة ببعضِ
مروياته ً،ومع هذا فقد قال فيه المام أحمد :إنه من أوعية العلم ً،ونحن معه فى ذلك ً،ولكنه وعاء لعلم
امتزج صحيحه بعليله ً،ول نظن إل أن المام أحمد يعنى ذلك ً،بدليل ما تقدم عنه من قوله" :بعضِ هذه
الحاديث التى كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة ً،وكان ابن جريج ل يبالى من أين أخذها".
وكان المام مالك رضى ال عنه يرى فيه أنه ل يبالى من أين يأخذ ً،فقد روى عنه أنه قال :كان ابن
جريج حاطب ليل.
وأخيرا فعلى المفيسر أن يكون على حذر فيما يرروى عن ابن جريج فى التفسير حتى ل يروى ضعيفا ً،أو
يعتمد على سقيم.
وبعد ...فهؤلء هم أقطاب السرائيليات ً،وعليهم يدور كثير مما هو مبثوث فى كتب التفسير ً،وسواء
ضمع عليهم ً،فقد علممت قيمة كل واحد منهم ً،وعلمت قيمة ما أكان كل ما يينسب إليهم صح عنهم أم يو ر
ييرموى من هذه السرائيليات وما يجوز روايته وما ل يجوز ...وهذا هو جهد اليميقل وغاية ما وصليت
ضب. إليه فى هذا الموضوع الذى التوى ً،ثم التوى ً،حتى صار أعقد من مذمنرب ال ر
***
ثالثا :حذف السناد
حذف السناد هو السبب الثالث والخير الذى يرجع إليه ضعف التفسير المأثور ً،وسبقا أن أشرنا إلى
مبدأ اختصار السانيد ً،ونعود إليه فنقول:
إ رن الصحابة -رضوان ال عليهم أجمعين -كانوا يتحرون الصحة فيما يتحملون ً،وكان الواحد منهم ل
يروى حديثا إل وهو متثبت مما يقول ً،ولكن لم ييعرفقا عن الصحابة أهم كانوا يسألون عن السناد ً،لما
يعرفوا به جميعا من العدالة والمانة .وإذا كان المر قد وصل ببعضهم إلى أنه كان ل يقبل الحديث إل
بعد أن تثبت عنده صحته بالشهادة أو اليمين كما درلت على ذلك الثار الكثيرة ً،فإن الغرضِ من ذلك هو
لمبيى بن كعب -وقد زيادة التأكد والتثبت ً،ل عدم الثقة بمن يروون عنه منهم ً،فقد روى أن عمر قال ي
روى له حديثا -لتأتيننى على ما تقول ببيينة ً،فخرج فإذا ناس من النصار فذكر لهم ً،قالوا :قد سمعنا
هذا من رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،فقال عمر :أما إنى لم أتهمك ً،ولكن أحببت أن أتثبت".
ثم جاء عصر التابعين ً،وفيه ظهر الوضع وفشا الكذب ً،فكانوا ل يقبلون حديثا إل إذا جاء بسندهً،
وتثبتت لهم عدالة رواته ً،أما إن يحرذف السند ً،أو يذركر وكان فى رواته ممهن ل ييوثقا بحديثه ً،فإنهم كانوا
ل يقبلون الحديث الذى هذا شأنه ً،فقد روى المام مسلم فى مقدمة صحيحه عن ابن سيرين أنه قال" :لم
يكونوا يسألون عن السناد ً،فلما وقعت الفتنة قالوا :سموا لنا رجالكم".
ظل المر فى عهد التابعين على هذا ً،فكان ما يرووهنه من التفسير المأثور عن النبى صلى ال عليه
وسلم أو عن الصحابة ً،ل يروونه إل بإسناده ً،ثم جاء بعد عصر التابعين ممن جرممع التفسير ً،ومدرون ما
تجرمع لديه من ذلك ً،فيأيلفت تفاسير تجمع أقوال النبى صلى ال عليه وسلم فى التفسير ً،وأقوال الصحابة
والتابعين ً،مع ذكر السانيد ً،كتفسير سفيان بن عيينة ً،ووكيع بن الجراح ً،وغيرهما ممن تقردم ذكرهم.
ثم جاء بعد هؤلء أقوام أرلفوا فى التفسير ً،فاختصروا السانيد ً،ونقلوا القوال غير معزروة لقائليها ً،ولم
يتحروا الصحة فيما يروون ً،فدخل من هنا الدخيل ً،والتبس الصحيح بالعليل.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ثم صار كل ممهن يسنح له قول يورده ً،وممهن يخطر بباله شئ يعتمده ً،ثم ينقل ذلك عنه ممهن يجئ بعدهً،
ل ً،غير ملتفت إلى تحرير ما ورد عن المسملف. ظانا أرن له أص ل
وفى الحقا أن هذا السبب يكاد يكون أخطر السباب جميعا ً،لن حذف السانيد جعل ممهن ينظر فى هذه
الكتب يظن صحة كل ما جاء فيها ً،وجعل كثيراص من المفيسرين ينقلون عنها ما فيها من السرائيليات
والقصص المخترع على أنه صحيح كله ً،مع أن فيها ما يخالف النقل ول يتفقا مع العقل.
وإذا كان للوضع خطره ً،وللسرائيليات خطرها ً،فإن هذا الخطر كان من الممكن تلفيه لو يذركرت لنا
هذه القوال بأسانيدها ً،ولكن حذفها -وللسف -عرمى علينا كل شئ ً،وليت هؤلء الذين حذفوا
السانيد وعنوا بجمع شتات القوال فعلوا كما فعل ابن جرير من رواية كل قول بإسناده ً،فهو وإن كان
له يتحر الصحة فيما يرويه ً،إل أن عذره فى ذلك ً،أنه ذكر لنا السند مع كل رواية يرويها ً،وكانوا
يرون أنهم متى ذكروا السند فقد خرجوا عن العهدة ً،فإن أحوال الرجال كانت معروفة فى العهد الولً،
وبذلك تعرف قيمة ما يروونه من ضعف وصحة.
وبعد ...فهذه هى السباب الثلثة التى يرجع إليها ضعف التفسير المأثور ً،وكل واحد منهما له خطره
وأثره فى التفسير ً،وقد أدرك المسلمون أخيرا هذا الخطر ً،وقردروا ما كان لهذه السباب من أثرً،
فتداعى علماؤهم وأشياخهم إلى تجريد كتب التفسير من هذه السرائيليات ً،وتطهيرها من كل ما دخل
عليها ً،ولكن لم نجد منهم ممهن نشط لهذا العمل ً،وإرنا لنرجو آملين ً،أن يهيئ ال للمسلمين من بين علمائنا
وأشياخنا من ينقد لهم هذه المجموعة المركومة من التفسير النقلمى ً،على هدى قواعد القوم فى نقد
الرواية متنا وسندا ً،ليستبعد منها هذا كثيرا الذى ل يستحقا البقاء ً،وليستريح الناظرون فى الكتاب
الكريم من الوقوف أمام شئ ل أساس له إذا ما حاولو تفهم آية منه.
وليس يت أظن أن هذا العمل الشاقا المضنى يستطيع أن يقوم به فرد وحده ً،بل ل بد له من جماعة كبيرةً،
تتفرغا له ً،ويتسع أمامها الزمن ً،وتتوفر لديها جميع المصادر والمراجع التى تتعلقا بالموضوع وتتصل
به.
ذلك ما نرجوه ونأمله ً،ونسأل ال تعالى أن يحققا الرجاء ويصدقا المل..
***
أشهر ما يديومن من كتب التفسير المأثور وخصائص هذه الكتب
ل نريد أن نستقصى هنا جميع الكتب المدرونة فى التفسير المأثور ً،لن هذا أمر ل يتيسر لنا ً،نظرا لعدم
وقوع كثير منها فى أيدينا .ولو تيسر لنا لوقفت عند عزمى هذا :وهو أنى ل أتعرضِ لكل كتاب أيليمف
فى هذا النوع من التفسير ً،بل أتكلم عما اشتهر وكثر تداوله فحسب ً،فأنى لو ذهبت أتكلم عن جميع ما
يديون من هذه الكتب ً،كتابا كتابا ً،لطال علرى المر ً،والرسول صلى ال عليه وسلم يقولك "إن اليمهنمبرت ل
أرضا قطع ول ظهرا أبقى".
لهذا رأيت أن أتكلم عن ثمانية كتب منها ً،هى أهمها وأشهرها وأكثرها تداولل ً،وسبيلى فى هذا :أن
أعرضِ أولل لنبذة مختصرة عن المؤلف ً،ثم يأبيين خصائص كل كتاب وطريقة مؤلفه فيه ً،وهذه الكتب
التى وقع عليها اختيارى هى ما يأتى:
- 1جامع البيان فى تفسير القرآن :لبن جرير الطبرى
- 2بحر العلوم :لبى الليث السمرقندى
- 3الكشف والبيان عن تفسير القرآن :لبى إسحاقا الثعلبى
- 4معالم التنزيل :لبى محمد الحسين البغووى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
- 5المحررالوجيز فى تفسير الكتاب العزيز :لبن عطية الندلسى.
- 6تفسير القرآن العظيم :لبى الفداء الحافظ ابن كثير
- 7الجواهر الحسان فى تفسير القرآن :لعبد الرحمن الثعالبى
- 8الدر المنثور فى التفسير المأثور :لجلل الدين السيوطى
وسنتكلم عن كل واحد منها بحسب هذا الترتيب فنقول وبال التوفيقا:
- 1جامع البيان فى تفسير القرآن )للطبرى(
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف هذا التفسير ً،هو أبو جعفر ً،محمد بن جرير بن يزيد بن كثير ابن غالب الطبرى ً،المام الجليلً،
المجتهد المطلقا ً،صاحب التصانيف المشهورة ً،وهو من أهل آمل طبرستان ً،يورلمد بها سنة 224هـ
)أربع وعشرين ومائتين من الهجرة( ً،ورحل من بلده فى طلب العلم وهو ابن اثنتى عشرة سنة ً،سنة
236هـ )ست وثلثين ومائتين( ً،وطروف فى القاليم ً،فيسرممع بمصر والشام والعراقا ً،ثم ألقى عصاه
واستقر ببغداد ً،وبقى بها إلى أن مات سنة 310هـ )عشر وثلثمائة من الهجرة(.
**
* مبلغه من العلم والعدالة:
كان ابن جرير أحد الئمة العلم ً،ييحكم بقوله ً،وييرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله ً،وكان قد جمع من
العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره ً،فكان حافظما لكتاب ال ً،بصيرا بالقرآن ً،عارفا بالمعانىً،
فقيها فى أحكام القرآن ً،عالما بالسنن وطرقها ً،وصحيحها وسقيمها ً،وناسخها ومنسوخها ً،عارفا بأقوال
الصحابة والتابعين وممهن بعدهم رم من المخالفين فى الحكام ً،ومسائل الحلل والحرام ً،عارفا بأيام الناس
وأخبارهم ً،هذا هو ابن جرير فى نظر الخطيب البغدادى وهى شهادة عارلم خبير بأحوال الرجال .ويذركمر
أن أبا العباس بن سريج كان يقول :محمد بن جرير فقيه عالم .وهذه الشهادة جد صادقة ً،فإن الرجل
صرنف فى علوم برع فى علوم كثيرة ً،منها :علم القراءات ً،والتفسير ً،والحديث ً،والفقه ً،والتاريخْ وقد م
كثيرة وأبدع التأليف وأجاد فيما صرنف ً،فمن مصنفاته :كتاب التفسير الذى نحن بصدده .وكتاب التاريخْ
المعروف بتاريخْ المم والملوك ً،وهو من يأمهات المراجع ً،وكتاب القراءات ً،والعدد والتنزيل ً،وكتاب
اختلف العلماء ً،وتاريخْ الرجال من الصحابة والتابعين ً،وكتاب أحكام شرائع السلم ً،أرلفه على ما أرداه
إليه اجتهاده ً،وكتاب التبصر فى أصول الدين ...وغير هذا كثير من تصانيفه التى تدل على سعة علمه
وغزارة فضله.
ولكن هذه الكتب قد اختفى معظمها من زمن بعيد ً،ولم يحظ منها بالبقاء إلى يومنا هذا وبالشهرة
الواسعة ً،سوى كتاب التفسير ً،وكتاب التاريخْ.
وقد اعيتربر الطبرى أبا للتفسير .كما اعيتربر أبا للتاريخْ السلمى ً،وذلك بالنظر لما فى هذين الكتابين من
الناحية العلمية العالية .ويقول ابن خلكان :إنه كان من الئمة المجتهدين ً،لم يقلدا أحدا ً،وينرقل أن الشيخْ
أبا إسحاقا الشيرازى ذكره فى طبقات الفقهاء فى جملة المجتهدين .قالوا :وله مذهب معروفً،
وأصحاب ينتحلون مذهبه يقال لهم "الجريرية" ً،ولكن هذا المذهب الذى أسسه -على ما يظهر -بعد
بحث طويل ً،ووجد له أتباعا من الناس ً،لم يستطع البقاء إلى يومنا هذا كغيره من مذاهب المسلمينً،
ويظهر أن ابن جرير كان قبل أن يبلغ هذه الدرجة من الجتهاد ميتمذهبا بمذهب الشافعى ً،يدلنا على ذلك
ما جاء فى الطبقات الكبرى لبن السبكى ً،من أن ابن جرير قال :أظهريت فقه الشافعى ً،وأفتييت به
ببغداد عشر سنين ً،وتلقاه منى ابن بشار الحول ً،أستاذ أبى العباس بن سريج .وقال السيوطى فى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
طبقات المفيسرين :وكان أولل شافعيا ثم انفرد بمذهب مستقل ً،وأقاويل واختيارات ً،وله أتباع مقيلدونً،
وله فى الصول والفروع كتب كثيرة.
وذكره صاحب لسان الميزان فقال" :ثقة ً،صادقا ً،فيه تشيع يسير ً،وموالة ل تضر "...ثم قال :أقذع
أحمد بن على السليمانى الحافظ فقال :كان يضع للروافضِ ً،وهذا رجم بالظن الكاذب ً،بل ابن جرير من
كبار أئمة السلم المعتمدين ً،وما نردعى عصمته من الخطأ ً،ول يحل لنا أن نؤذيه بالباطل والهوى ً،فإن
كلم العلماء بعضهم فى بعضِ ينبغى أن ييتأرتى فيه ً،ول سيما فى مثل إمام كبير ً،ولعل السليمانى أراد
التى -يريد محمد ابن جرير بن رستم الطبرى الرافضى -قال :ولو حلفيت أن السليمانى ما أراد إل
التى لبررت ً،والسليمانى حافظ متقن ً،كان يدرى ما يخرج من رأسه ً،فل أعتقد أنه يطعن فى مثل هذا
المام بهذا الباطل".
هذا هو ابن جرير ً،وهذه هى نظرات العلماء إليه ً،وذلك هو حكمهم عليه ً،ومن كل ذلك تتبين لنا قيمته
ومكانته.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفة فيه:
يعتبر تفسير ابن جرير من أقوم التفاسير وأشهرها ً،كما يعتبر المرجع الول عند المفيسرين الذين عنوا
بالتفسير النقلى ً،وإن كان فى الوقت نفسه ييعتبر مرجعا غير قليل الهمية من مراجع التفسير العقلىً،
نظرا لما فيه من الستنباط ً،وتوجيه القوال ً،وترجيح بعضها على بعضِ ً،ترجيحا يعتمد على النظر
العقلى ً،والبحث الحر الدقيقا.
ويقع تفسير ابن جرير فى ثلثين جزءا من الحجم الكبير ً،وقد كان هذا الكتاب من عهد قريب سيكاد
ييعتبر مفقودا ل وجود له ً،ثم قردر ال له الظهور والتداول ً،فكانت مفاأجة سارة للوساط العلمية فى
الشرقا والغرب أن يورجمدت فى حيازة أمير "حائل" المير حمود ابن المير عبد الرشيد من أمراء نجد
نسخه مخطوة كاملة من هذا الكتاب ً،يطربع عليها الكتاب من زمن قريب ً،فأصبحت فى يدنا دائرة
معارف غنية فى التفسير المأثور.
ولو أننا تتبعنا ما قاله العلماء فى تفسير ابن جرير ً،لوجدنا أن الباحثين فى الشرقا والغرب قد أجمعوا
الحكم على عظيم قيمته ً،واتفقوا على أنه مرجع ل رغمنى عنه لطالب التفسير ً،فقد قال السيوطى رضى
ال عنه" :وكتابه -يعنى تفسير محمد بن جرير -أرجل التفاسير وأعظمها ً،فإنه يتعرضِ لتوجيه
القوال ً،وترجيح بعضها على بعضِ ً،والعراب ً،والستنباط ً،فهو يفوقا بذلك على تفاسير القدمين".
لمة على أنه لم ييصرنف مثل تفسير الطبرى" وقال أبو حامد السفرايينى" :لو وقال النووى" :أجمعت ا ي
سافر رجل إلى الصين حتى يحصل على كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرا" ً،وقال شيخْ
السلم ابن تيمية" :وأما التفاسير التى فى أيدى الناس ً،فأصحها تفسير ابن جرير الطبرى ً،فإنه يذكر
مقالت المسملف بالسانيد الثابتة ً،وليس فبه بدعة ً،ول ينقل عن المتهمين ً،كمقاتل بن بكير والكلبى".
ويذكر صاحب لسان الميزان :أن ابن خزيمة استعار تفسير ابن جرير من ابن خالويه فرده بعد سنين ثم
قال" :نظر يت فيه من أوله إلى آخره فما أعلم على أديم الرضِ أعلم من ابن جرير" فابن خزيمة ما شهد
هذه الشهادة إل بعد أن اطلع على ما فى هذا التفسير من علم واسع غزير.
وهذا قد كتب "نولدكه" فى سنة 1860بعد اطلعه على بعضِ فقرات من هذا الكتاب" :لو كان بيدنا هذا
الكتاب لستغنينا به عن كل التفاسير المتأخرة ً،ومع السف فقد كان يظهر أنه مفقود تماما ً،وكان مثل
تاريخه الكبير مرجعا ل يغيضِ معينه أخذ عنه المتأخرون معارفهم".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ويظهر مما بأيدينا من المراجع ً،أن هذا التفسير كان أوسع مما هو عليه اليوم ً،اختصر مؤلفه إلى هذا
القدر الذى هو عليه الن ً،كما أن كتابه فى التاريخْ ظفر بمثل هذا البسط والختصار ً،فابن السبكى يذكر
فى طبقاته الكبرى" :أن أبا جعفر قال لصحابه :أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا :كم يكون قدره؟ ً،فقال:
ثلثون ألف ورقة ً،فقالوا :هذا ربما تفنى العمار قبل تمامه ً،فاختصره فى نحو ثلثة آلف ورقة ً،ثم
قال :هل تنشطون لتاريخْ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟ قالوا :كم قدره؟ ً،فذكر نحوا مما ذكره فى
التفسير ً،فأجابوه بمثل ذلك ً،فقال :إرنا ل ً،ماتت الهمم ..فاختصره فى نحو ما اختصر التفسير".
وهذا ونستطيع أن نقول إن تفسير ابن جرير هو التفسير الذى له الرولية بين كتب التفسير ً،أرولية زمنيةً،
وأرولية من ناحية الفن والصناعة.
أما أ روليته الزمنية ً،فلنه أقدم كتاب فى التفسير وصل إلينا ً،وما سبقه من المحاولت التفسيرية ذهبت
بمرور الزمن ً،ولم يصل إلينا شئ منها ً،الرلهم إل ما وصل إلينا منها فى ثنايا ذلك الكتاب الخالد الذى
نحن بصدده.
وأما أروليته من ناحية الفن والصناعة ً،فذلك أمر يرجع إلى ما يمتاز بهن الكتاب من الطريقة البديعة
التى سلكها فيه مؤلفه ً،حتى أخرجه للناس كتابا له قيمته ومكانته.
ونريد أن نعطى هنا مثالل لطريقة ابن جرير فى تفسيره ً،بعد أن أخذنا فكرة عامة عن الكتاب ً،حتى
يتبين للقارئ أن الكتاب واحد فى بابه ً،سبقا به مؤلفه غيره من المفيسرين ً،فكان عمدة المتأخرينً،
ومرجعا مهما من مراجع المفيسرين ً،على اختلف مذاهبهم ً،وتعدد طرائقهم ً،فنقول:
* طريقة ابن جرير فى تفسيره:
تتجرلى طريقة ابن جرير فى تفسيره بكل وضوح إذا نحن قرأنا فيه وقطعنا فى القراءة شوطا بعيدا ً،فأول
ما نشاهده ً،أنه إذا أراد أن يفيسر الية من القرآن يقول" :القول فى تأويل قوله تعالى كذا وكذا" ثم
يف يسرالية ويستشهد على ما قاله بما يرويه بسنده إلى الصحابة أو التابعين من التفسير المأثور عنهم فى
هذه الية ً،وإذا كان فى الية قولن أو أكثر ً،فإنه يعرضِ لكل ما قيل فيها ً،ويستشهد على كل قول بما
يرويه فى ذلك عن الصحابة أو التابعين.
ثم هو ل يقتصر على مجرد الرواية ً،بل نجده يتعرضِ لتوجيه القوال ً،ويرجح بعضها على بعضِ ً،كما
نجده يتعرضِ لناحية العراب إن دعت الحال إلى ذلك ً،كما أنه يستنبط الحكام التى يمكن أن تؤخذ من
الية ً،مع توجيه الدلة وترجيح ما يختار.
* إنكار على ممن يفيسر بمجرد الرأى:
ثم هو يخاصم بقوة أصحاب الرأى المستقلين فى التفكير ً،ول يزال ييشيدد فى ضرورة الرجوع إلى العلم
ل صحيحا مستفيضا ً،ويرى أن ذلك وحده هو علمة الراجع إلى الصحابة أو التابعين ً،والمنقول عنهم نق ل
ل عندما تكرلم عن قوله تعالى فى الية ] [49من سورة يوسف} :يثرم ميهأرتي رمن مبهعرد التفسير الصحيح ً،فمث ل
صيرومن{ُ ..نجده يذكر ما ورد فى تفسيرها عن المسملف مع توجيهه ـذرلمك معافم رفيره يمغايث ٱلرنايس مورفيره ميهع ر
للقوال وتعسرضه للقراءات بقدر ما يحتاج إليه تفسير الية ً،ثم يعرج بعد ذلك على ممهن يفيسر القرآن
برأيه ً،وبدون اعتماد منه على شئ إل على مجدراللغة ً،فيفند قوله ً،ويبطل رأيه ً،فيقل ما نصه..." :
وكان بعضِ ممن ل علم له بأقوال المسملف من أهل التأويل ً،ممن ييفيسر القرآن برأيه على مذهب كلم
صيرومن{ُ ..إلى :وفيه ينجون من الجدب والقحط بالغيث ً،ويزعم أنه العرب ً،يوجه معنى قوله} :مورفيره ميهع ر
رممن العصر ً،والعصر التى بمعنى المنجاة ً،من قول أبى زبيد الطائى:
*صاديا يستغيث غير مغاث * ولقد كان عصرة المنجود*
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أى المقهور -ورمهن قول لبيد:
*فبات وأسرى القوم آخر ليلهم * وما كان وقافا بغير معصر*
وذلك تأويل يكفى من الشهادة على خطئة خلفه قول جميع أهل العلم من الصحابة والتابعين".
وكثيرا ما يقف ابن جرير مثل هذا الموقف حيال ما يروى عن مجاهد أو الضحاك أو غيرهما ممن
يررون عن ابن عباس.
ل عند قوله تعالى فى الية ] [65من سورة البقرة} :مولممقهد معرلهميتيم ٱرلرذيمن ٱهعمتمدوها رمهنيكهم رفي ٱلرسهبرت مفيقهلمنا فمث ل
مليههم يكوينوها رقمرمدلة مخارسرئيمن{ُ ..يوقل ما نصه" :حردثنى المثنى ً،قال .حردثنا أبو حذيفة ً،قال :حردثنا شبل ً،عن
ابن أبي نجيح ً،عن مجاهد} :مولممقهد معرلهميتيم ٱرلرذيمن ٱهعمتمدوها رمهنيكهم رفي ٱلرسهبرت مفيقهلمنا لميههم يكوينوها رقمرمدلة مخارسرئيمن{ُ قال:
"يمرسمخمت قلوبهم ولم مييمسخوا قردة ً،وإنما هو مثل ضربه ال لهم ً،كمثل الحمار يحمل أسفارا".
ثم يعقب ابن جرير بعد ذلك على قول مجاهد فيقول ما نصه" :وهذا القول الذى قاله مجاهد ً،قول لظاهر
ما درل عليه كتاب ال مخالف" ....الخْ.
ل متهعمتيدومها ل عند تفسيره لقوله تعالى :فى الية [229] :من سورة البقرة أيضا} :رتهلمك يحيدويد ٱللرره مف م ومث ل
موممن ميمتمعرد يحيدومد ٱلرلره مفيأهولمــرئمك يهيم ٱلرظارليمومن{ُ ..نجده يروى عن الضحاك فى معنى هذه الية :أمن ممهن
طرلقا لغير الرعردة فقد اعتدى وظلم نفسه ً،وممهن يتعرد حدود ال فأولئك هم الظالمون .ثم يقول" :وهذا الذى
يذكر عن الضحاك ل معنى له فى هذا الموضع ً،لنه لم يجر للطلقا فى الرعردة ذكر فيقال} :رتهلمك يحيدويد{ًُ،
وإنما جرى ذكر العدد الذى يكون للمطيلقا فيه الرجعة والذى ل يكون له فيه الرجعة ً،دون ذكر البيان
عن الطلقا للرعردة".
...وهكذا نجد ابن جرير فى يغر موضع من تفسيره ً،ينبرى للرد على مثل هذه الراء التى ل تستند
على شئ إل على مجرد الرأى أو محضِ اللغة.
**
* موقفه من السانيد:
ثم إن ابن جرير وإن التزم فى تفسيره ذكر الروايات بأسانيدها ً،إل أنه فى العم الغلب ل يتعقب
السانيد بتصحيح ول تضعيف ً،لنه كان يرى -كما هو مقرر فى أصول الحديث -أرن ممن أسند لك
فقد حملك البحث عن رجال السند ومعرفة مبلغهم من العدالة أو الجرح ً،فهو بعمله هذا قد خرج من
العهدة ً،ومع ذلك فابن جرير يقف من السند أحيانا موقف الناقد البصير ً،فيمعيدل ممهن يمعيدل من رجال
السناد ً،وييجيرح ممهن يمجيرح منهم ً،ويرد الرواية التى ل يثقا بصحتها ً،وييصيرح برأيه فيها بما يناسبهاً،
ل نحده عنده تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [94من سورة الكهف...} :مفمههل منهجمعيل ملمك مخهرجا معملـى مأن فمث ل
متهجمعمل مبهيمنمنا مومبهيمنيههم مسسدا{ُ ..يقول ما نصه" :يرروى عن عكرمة فى ذلك -يعنى فى ضم سين " سدا"
وفتحها -ما حردثنا به أحمد بن يوسف.
قال :حردثنا القاسم ً،قال :حردثنا حجاج ً،عن هارون ً،عن أيوب ً،عن عكرمة قال :ما كان من صنعة بنى
آدم فهو الرسد -يعنى بفتح السين ً،وما كان من صنع ال فهو السسد ً،ثم يعقب على هذا السند فيقول :وأما
ما ذكره عن عكرمة فى ذلك ً،فإرن الذى نقمل عن أيوب" :هارون" ً،و فى نقله نظر ً،ول نعرف ذلك عن
أيوب من رواية ثقاة أصحابه".
**
* تقديره للجماع:
لرمة ً،ويعطيه سلطانا كبيرا فى اختيار ما يذهب إليه من كذلك نجد ابن جرير فى تفسيره يمقيدر إجماع ا ي
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل مترحسل مليه رمن مبهعيد محرتـى ل عند قوله تعالى فى الية ] [230من سورة البقرة} :مفرإهن مطلرمقمها مف م التفسير ً،فمث ل
ل مترحسل لميه رمن مبهعيد متهنركمح مزهوجا مغهيمريه{ُ ..يقول ما نصه" :فإن قال قائل :فأى النكاحين معرنمى ال بقوله} :مف م
محرتـى متهنركمح مزهوجا مغهيمريه {ُ؟ النكاح الذى هو رجماع؟ أم النكاح الذى هو عقد تزويج؟ قيل :كلهما ً،وذلك
أن المرأة إذا نكحت زوجا نكاح تزويج ثم لم يطأها فى ذلك النكاح ناكحها ولم يجامعها حتى ييطيلقها لم
لرمة جميعا ً،فإذا كان ذلك تحل للول ً،وكذلك إن وطئها واطئ بغير نكاح لم تحل للول ً،لجماع ا ي
ل مترحسل لميه رمن مبهعيد محرتـى متهنركمح مزهوجا مغهيمريه{ُ ً،نكاحا صحيحا ً،ثم يجامعها كذلك ً،فمعلوم أن تأويل قوله} :مف م
فيه ً،ثم ييطيلقها ً،فإن قال :فإن ذكر الرجماع غير موجود فى كاب ال تعالى ذكره ً،فما الدللة على أن
لرمة جميعا على أن ذلك معناه". معناه ما قلت؟ قيل :الدللة على ذلك إجماع ا ي
* موقفه من القراءات:
كذلك نجد ابن جرير يعنى بذكر القراءات وينزلها على المعانى المختلفة ً،وكثيرا ما يرد القراءات التى
ل تعتمد على الئمة الذين يعيتبرون عنده وعند علماء القراءت يحرجة ً،والتى تقوم على يأصول مضطربة
مما يكون فيه تغيير وتبديل لكتاب ال ً،ثم يتبع ذلك برأيه فى آخر المر مع توجيه رأيه بالسباب ً،فمث ل
ل
صمفلة{ُ ..يذكر أن عامة يقرراء عند قوله تعالى فى الية ] [81من سورة النبياء} :مولريسلمهيممامن ٱليريمح معا ر
المصار قرأوا "الريمح" بالنصب على أنها مفعول لـ "سرخرنا" المحذوف ً،وأن عبد الرحمن العرج قرأ
"الري يح" بالرفع على أنها مبتدأ ثم يقول :والقراءة التى ل أستجيز القراءة بغيرها فى ذلك ما عليه يقرراء
المصار لجماع اليحرجة من اليقسراء عليه.
ولقد يرجع السبب فى عناية ابن جرير بالقراءات وتوجيهها إلى أنه كان من علماء القراءات
المشهورين ً،حتى إنهم ليقولون عنه :إنه أرلف فيها مؤيلفا خاصا فى ثمانية عشر مجلدا ً،ذكر فيه جميع
القراءات من المشهور والشواذ وعرلل ذلك وشرحه ً،واختار منها قراءة لم يخرج بها عن المشهور ً،وإن
كان هذا الكتاب قد ضاع بمرورالزمن ولم يصل إلى أيدينا ً،شأن الكثير من مؤلفاته.
**
*موقفه من السرائيليات:
ثم إننا نجد ابن جرير يأتى فى تفسيره بأخبار مأخوذة من القصص السرائيلى ً،يرويها بإسناده إلى كعب
الحبار ً،ووهب بن منيبه ً،وابن جريج ً،والسدى ً،وغيرهم ً،ونراه ينقل عن محمد بن إسحاقا كثيرا مما
رواه عن مسلمة النصارى .ومن السانيد التى تسترعى النظر ً،هذا السناد :حردثنى ابن حميد ً،قال:
حردثنا سلمة عن ابن إسحاقا عن أبى عتاب -رجل من تغلب -كان نصرانيا عمرا من دهره ثم أسلم
بعد فقرأ القرآن وفقه فى الدين ً،وكان فيما ذكر ً،أنه كان نصرانيا أربعين سنة ثم عمر فى السلم
أربعين سنة.
يذكر ابن جرير هذا السناد ً،ويروى لهذا الرجل النصرانى الصل خبرا عن آخر أنبياء بنى إسرائيلً،
لهنيفرسيكهم موإرهن أممسهأيتهم مفلممها
عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [7من سورة السراء} :إهن أمهحمسهنيتهم أمهحمسهنيتهم م
ر
ه ه م
مفرإمذا مجآمء موهعيد ٱلرخمررة رلمييسويءوها يويجومهيكهم مورلميهديخيلوها ٱهلممهسرجمد مكمما مدمخلويه أرومل ممررهَة مورليمتيبيروا مما معملهوا متهتربيرا{ُ.
ي
كما نراه عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [94من سورة الكهف} :مقايلوها ـيمذا ٱهلمقهرمنهيرن إررن ميهأيجومج موممهأيجومج
ضِ{ُ ..الية ..يسوقا هذا السناد :حردثنا ابن حميد قال :حردثنا سلمة قال :حردثنا محمد يمهفرسيدومن رفي ٱ م
لهر ر
ابن إسحاقا قال :حردثنى بعضِ ممن يسوقا أحاديث العاجم من أهل الكتاب ممن قد أسلم ً،مما توارثوا من
ل من أهل مصر ً،اسمه مرزبا بن مردبة اليونانى من ولد يونن علم ذى القرنين أرن ذا القرنين كان رج ل
بن يافث بن نوح ..إلخْ".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
...وهكذا ييكثر ابن جرير من رواية السرائيليات ً،ولعل هذا راجع إلى ما تأرثر به من الروايات
التاريخية التى عالجها فى بحوثه التاريخية الواسعة.
وإذا كان ابن جرير يتعقب كثيرا من هذه الروايات بالنقد ً،فتفسيره ل يزال يحتاج إلى النقد الفاحص
الشامل ً،احتياج كثير من كتب التفسير التى اشتملت على الموضوع والقصص السرائيلى ً،على أن ابن
جرير -كما قردمنا -قد ذكر لنا السند بتمامه فى كل رواية يرويها ً،وبذلك يكون قا دخرج من العهدةً،
وعلينا نحن أن ننظر فى السند ونتفقد الروايات.
**
*انصرافه عما ل فائدة فيه:
ومما يلفت النظر فى تفسير ابن جرير أن مؤيلفه ل يهتم فيه -كما يهتم غيره من المفيسرين -بالمور
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة المائدة} :إرهذ مقامل ٱهلمحمواررسيومن ـيرعيمسى التى ل تغنى ول تفيد ً،فنراه مث ل
ٱهبمن ممهرميم مههل ميهسمترطييع مرسبمك مأن يمنيزمل معملهيمنا ممآرئمدلة يممن ٱلرسممآرء ُ{.......اليات إلى قوله} :موٱهريزهقمنا مومأنمت
مخهيير ٱلررارزرقيمن{ُ ] ..[114 - 112يعرضِ لذكر ما ورد من الروايات فى نوع الطعام الذى نزلت به
مائدة السماء ..ثم ييعيقب على هذا بقوله" :وأما الصواب من القول فيما كان على المائدة فأن يقال :كان
عليها مأكول ً،وجائز أن يكون سمكا وخبزا ً،وجائز أن يكون ثمرا من الجنة ً،وغير نافع العلم به ً،ول
ضار الجهل به ً،إذا أقرر تالى الية بظاهر ما احتمله التنزيل".
كما نراه عند تفسير قوله تعالى فى الية ] [20من سورة يوسف} :مومشمرهويه ربمثممهَن مبهخهَس مدمرارهم ممهعيدومدهَة
مومكاينوها رفيره رممن ٱلرزارهرديمن{ُ ..يعرضِ لمحاولت قدماء المفيسرين فى تحديد عدد الدراهم ً،هل هى
عشرون؟ أو اثنان وعشرون؟ أو أربعون؟ ..إلى آخر ما ذكره من الروايات ..ثم ييعرقب على ذلك كله
بقوله" :والصواب من القول أن يقال :إرن ال -تعالى ذكره -أخبر أنهم باعوه بدراهم معدودة غير
موزونة ً،ولم يحد مبلغ ذلك بوزن ول عدد ً،ول وضع عليه دللة فى كتاب ول خبر من الرسول صلى
ال عليه وسلم ً،وقد يحتمل أن يكون كان اثنين وعشرين ً،وأن يكون كان أربعون ً،وأقل من ذلك وأكثرً،
وأى ذلك فإنها كانت معدودة غير موزونة ً،وليس فى العلم بملغ وزن ذلك فائدة تقع فى دين ً،ول فى
ضرر فيه ً،واليمان بظاهر التنزيل فرضِ ً،وما عداه فموضوع عنا تكلف علمه" الجهل به دخول ي
**
*احتكامه إلى المعروف من كلم العرب:
وثمة أمر آخر سلكه ابن جرير فى كتابه ً،ذلك أنه اعتبر الستعمالت اللغوية بجانب النقول المأثورة
وجعلها مرجعا موثوقا به عند تفسيره للعبارات المشكوك فيها ً،وترجيح بعضِ القوال على بعضِ.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [40من سورة هود} :محرتـى إرمذا مجآمء أمهميرمنا مومفامر ٱلرتسنوير يقهلمنا ٱهحرمهل فمث ل
رفيمها رمن يكرل مزهومجهيرن ٱهثمنهيرن{ُ ..الية -نراه يعرضِ لذكر الروايات عن المسملف فى معنى لفظ "التنور"ً،
فيروى لنا قول ممهن قال :إن التنور عبارة عن وجه الرضِ ً،وقول ممهن قال :إنه عبارة عن تنوير
الصبح ً،وقول ممهن قال :إنه عبارة عن أعلى الرضِ وأشرفها ً،وقول ممهن قال :إنه عبارة عما ييختبز
فيه ..ثم يقول بعد أن يفرغا من هذا كله" :وأمهولى هذه القوال عندنا بتأويل قوله "التنور" قول من قال:
التنور :الذى ييختبز فيه ً،لن ذلك هو المعروف من كلم العرب ً،وكلم ال ل يروجه إل إلى الغلب
الشهر من معانيه عند العرب ً،إل أن تقوم يحرجة على شئ منه بخلف ذلك فييسرلم لها ً،وذلك أنه مجرل
ثناؤه إنما خاطبهم بما خاطبهم به لفهامهم معنى ما خاطبهم به"...
**
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
* رجوعه إلى الشعر القديم:
كذلك نجد ابن جرير يرجع إلى شواهد من الشعر القديم بشكل واسع ً،متبعا فى هذا ما أثاره ابن عباس
ل متهجمعيلوها للرره مأنمدادا{ُ..
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [22من سورة البقرة...} :مف م فى ذلك ً،فمث ل
يقول ما نصه :قال أبو جعفر :والنداد جمع ند ً،والند :العدل والمثل ً،كما قال حسان ابن ثابت:
*أتهجويه وليسمت له بنهَد * مفمشسريكمما رلمخيرريكما الرفمدايء*
يعنى بقوله" :وليس مت له بند" " :ليست له بمثل ول عدل ً،وكل شئ كان نظيرا لشئ وشبيها فهو له ند" ثم
يسوقا الروايات عمن قال ذلك من المسملف.
**
* اهتمامه بالمذاهب النحوية:
كذلك نجد ابن جرير يتعررضِ كثيرا لمذاهب النحويين من البصريين والكوفيين فى النحو والصرفً،
ل عند قوله تعالى فى ويوجه القوال ً،تارة على المذهب البصرى ً،وأخرى على المذهب الكوفى ً،فمث ل
الية ] [18من سورة إبراهيم} :رممثيل ٱرلرذيمن مكمفيروها ربمريبرههم أمهعممالييههم مكمرمماهَد ٱهشمتردهت ربره ٱليرييح رفي ميهوهَم
صهَف{ُ ..يقول ما نصه" :اختلف أهل العربية فى رافع "مثل" فقال بعضِ نحويى البصرة :إنما هو كأنه معا ر
ص عليكم مممثل الذين كفروا ً،ثم أقبل ييفيسره كما قال :مثل الجنة ..وهذا كثير .وقال بعضِ قال :ومما منيق س
نحويى الكوفيين :إنما المممثل للعمال ً،ولكن العرب يتمقيدم السماء لنها أعرف ً،ثم تأتى بالخبر الذى يتهخبر
عنه مع صاحبه ً،ومعنى الكلم :مممثيل أعمال الذين كفروا بربهم كرماد ..إلخْ".
وهذكا ييكثر ابن جرير فى مناسبات متعددة من الحتكام إلى ما هو معروف من لغة العرب ً،ومن
الرجوع إلى الرشعر القديم يستشهد به على ما يقول ً،ومن التعرضِ للمذاهب النحوية عند ما تمس
الحاجة ً،مما جعل الكتاب يحتوى على جملة كبيرة من المعالجات اللغوية والنحوية التى أكسبت الكتاب
شهرة عظيمة.
والحقا أرن ما قردمه لنا ابن جرير فى تفسيره من البحوث اللغوية المتعددة والتى تعتبر كنزا ثمينا ومرجعا
مهما فى بابها ً،أمر يرجع إلى ما كان عليه صاحبنا من المعرفة الواسعة بعلوم اللغة وأشعار العربً،
معرفة ل تقل عن معرفته بالدين والتاريخْ .ونرى أن ننبه هنا إلى أن هذه البحوث اللغوية التى عالجها
ابن جرير فى تفسيره لم تكن أمرا مقصودا لذاته ً،وإنما كانت وسيلة للتفسير ً،على معنى أنه يتوصل
بذلك إلى ترجيح بعضِ القوال على بعضِ ً،كما يحاول بذلك -أحيانا -أن يوفقا بين ما صح عن
المسملف وبين المعارف اللغوية بحيث يزيل ما ييتوهم من التناقضِ بينهما.
**
* معالجته للحكام الفقهية:
كذلك نجد فى هذا التفسير آثارا للحكام الفقهية ً،يعالج فيها ابن جرير أقوال العلماء ومذاهبهم ً،ويخلص
ل نجده عند تفسيره لقوله تعالى فى من ذلك كله برأى يختاره لنفسه ً،ويرجحه بالدلة العلمية القيمة ً،فمث ل
ل متهعمليمومن{ُ ..نجده الية ] [8من سورة النحل} :موٱهلمخهيمل موٱهلربمغامل موٱهلمحرميمر لرمتهرمكيبومها مورزيمنلة موميهخلييقا مما م
يعرضِ لقوال العلماء فى حكم أكل لحوم الخيل والبغال والحمير ً،ويذكر قول كل قائل بسنده ...وأخيرا
يختار قول ممهن قال :إن الية ل تدل على يحهرمة شئ من ذلك ً،وورجه اختياره هذا فقال ما نصه:
"والصواب رممن القول فى ذلك عندنا ما قاله أهل القول الثانى -وهو أن الية ل تدل على اليحهرمة -
وذلك أنه لو كان فى قوله -تعالى ذكره } -رلمتهرمكيبومها{ُ دللة على أنها ل تصلح إذا كانت للركوب
للكل ً،لكان فى قوله} :رفيمها ردهففء مومممنارفيع مورمهنمها متهأيكيلومن{ُ دللة على أنها ل تصلح إذ كانت للكل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
والدفء للركوب .وفى إجماع الجميع على أرن ركوب ما قال تعالى ذكره} :مورمهنمها متهأيكيلومن{ُ جائز حلل
غير حرام ً،دليل واضح على أن أكل ما قال} :رلمتهرمكيبومها{ُ جائز حلل غير حرام ً،إل بما نص على
تحريمه ً،أو وضع على تحريمه دللة من كتاب أو وحى إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،فأما بهذه
الية فل يحرم أكل شئ .وقد وضع الدللة على تحريم لحوم اليحيمر الهلية بوحيه إلى رسول ال صلى
ال عليه وسلم ً،وعلى البغال بما قد برينا فى كتابنا "كتاب الطعمة" بما أغنى عن إعادته فى هذا
الموضع ً،إذ لم يكن هذا الموضع من مواضع البيان عن تحريم ذلك ً،وإنما ذكرنا ما ذكرنا ليدل على أن
ل وجه لقول من استردل بهذه الية على تحريم لحم الفرس".
**
* خوضه فى مسائل الكلم:
ول يفوتنا أن ننبه على ما نلحظه فى هذا التفسير الكبير ً،من تعرضِ صاحبه لبعضِ النواحى الكلمية
عند كثير من آيات القرآن ً،مما يشهد له بأنه كان عالما ممتازا فى أمور العقيدة ً،فهو إذا ما طسبقا أصول
العقائد على ما يتفقا مع الية أفاد فى تطبيقه ً،وإذا ناقش بعضِ الراء الكلمية أجاد فى مناقشته ً،وهو
فى جدله الكلمى وتطبيقه ومناقشته ً،موافقا لهل السسرنة فى آرائهم ً،ويظهر ذلك جليا فى رده على
القدرية فى مسألة الختيار.
ضآيليمن{ُ.. ل ٱل رضورب معلمهيرهم مو م ل عند تفسيره لقوله تعالى فى آخر سورة الفاتحة آية ]} :[7مغهيرر ٱهلممهغ ي فمث ل
نراه يقول ما نصه" :وقد ظن بعضِ بعضِ أهل الغباء من المقمدرية أن فى وصف ال مجرل ثناؤه النصارى
ضآيليمن{ُ وإضافة الضلل إليهم دون إضافة إضللهم إلى نفسه ً،وتركه وصفهم ل ٱل ربالضلل بقوله} :مو م
بأنهم المضللون كالذى وصف به اليهود أنه مغضوب عليهم ً،دللة على صحة ما قاله إخوانه من جهلة
ل منه بسعة كلم العرب وتصاريف وجوهه .ولو كان المر على ما ظنه الغبى الذى المقمدرية ً،جه ل
وصفنا شأنه ً،لوجب أن يكون كل موصوف بصفة أو مضاف إليه فعل ل يجوز أن يكون فيه سبب
لغيره ً،وأن يكون كل ما كان فيه من ذلك من فعله ً،ولوجب أن يكون خطأ قول القائل :تحركت الشجرة
إذا حرركتها الرياح ً،واضطربت الرضِ إلى حرركتها الرياح ً،واضطربت الرضِ إذا حرركتها الزلزلةً،
وما أشبه ذلك من الكلم الذى يطول بإحصائه الكتاب ً،وفى قوله مجرل ثناؤه} :محرتـى إرمذا يكنيتهم رفي ٱهليفهلرك
مومجمرهيمن ربرهم{ُ وإن كان جريها بإجراء غيرها إياها ً،ما يدل على خطمأ التأويل املمذى تأروله ممن وصفنا قوله
ضآيليمن{ُ ..وادعائه أن فى نسبة ال مجرل ثناؤه الضللة إلى ممن نسبها إليه من النصارى فى قوله} :مو م
ل ٱل ر
تصحيحا لما اردعى المنكرون أن يكيون ال معرز ذكره نصا فى آى كثيرة من تنزيله :أنه المضل الهادىً،
ضلريه ٱللريه معملـى رعهلهَم مومخمتم معملـى مسهمرعره مومقهلربرهفمن ذلك قوله مجرل ثناؤه} :أممفمرأمهيمت ممرن ٱرتمخمذ إرملــمهيه مهموايه موأم م
ضيل الهادى دومن ل متمذركيرومن{ُ ..فأنبأ مجرل ذكره أنه الرم ي صررره رغمشامولة مفممن ميههرديره رمن مبهعرد ٱلرلره أممف ممومجمعمل معلمـى مب م
غيره ً،ولكن القرآن نزل بلسان العرب على ما قردمنا البيان عنه فى أول الكتاب ً،ومن شأن العرب
إضافة الفعل إلى ممهن يورجمد منه وإن كان مشيئة غير الذى يورجمد منه الفعل غيره ً،فكيف بالفعل الذى
يكتسبه العبد كسبا ً،وييوجرده ال مجرل ثناؤه معهينا منشأة ً،بل ذلك أحرى أن ييضاف إلى مكتسبه كسبا له
بالقوة منه عليه ً،والختيار منه له ً،وإلى ال جرل ثناؤه بإيجاد معهينه وإنشائها تدبيرا".
ل يجادلهم وكثيرا ما نجد ابن جرير يتصدى للرد على المعتزلة فى كثير من آرائهم العقتادية ً،فنراه مث ل
مجادلة حادة فى تفسيرهم العقلى التنزيهى لليات التى تثبت رؤية ال عند أهل السسرنة ً،كما نراه يذهب
إلى ما ذهب إليه السملف من عدم صرف آيات الصفات عن ظاهرها ً،مع المعارضة لفكرة التجسيم
والتشبيه ً،والرد على أولئك الذين ميمشيبهون ال بالنسان.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
...وهكذا نجد ابن جرير لم يقف كمفيسر موقفا بعيدا عن مسائل النزاع التى تدور حول العقيدة فى
عصره ً،بل نراه يشسارك فى هذا المجال من الجدل الكلمى بنصيب ل ييستهان به ً،مع حرصه كل
الحرص على أن يحتفظ بيسينيته ضد وجوه النظر التى ل تتفقا وتعاليم أهل السسرنة.
وبعد ..فإن ما جمعه ابن جرير فى كتابه من أقوال المفيسرين الذين تقردموا عليه ً،وما نقله لنا من مدرسة
ابن عباس ً،ومدرسة ابن مسعود ً،ومدرسة على بن أبى طالب ً،ومدرسة أيمبسى بن كعب ً،وما استفاده مما
جمعه ابن جريج والسدى وابن إسحاقا وغيرهم من التفاسير جعلت هذا الكتاب أعظم الكتب المؤرلفة فى
التفسير بالمأثور ً،كما أن ما جاء فى كتاب من إعراب ً،وتوجيهات يلغوية ً،واستنباطات فى نواح متعددةً،
وترجيح لبعضِ القوال على بعضِ ً،كان نقطة التحول فى التفسير ً،ونواة لما يورجد بعد من التفسير
بالرأى ً،كما كان مظهرا من مظاهر الروح العلمية السائدة فى هذا العصر الذى يعيش فيه ابن جرير.
وفى الحقا إن شخصية ابن جرير الدبية والعلمية ً،جعلت تفسيره مرجعا مهما من مراجع التفسير
بالرواية ً،فترجيحاته المختلفة تقوم على نظرات أدبية ويلغوية وعلمية قييمة ً،فوقا ما جمع فيه من
الروايات الثرية المتكاثرة.
صف به هذا الكتاب ما نقله الداودى عن أبى محمد عبد ال بن أحمد وعلى الجمال ً،فخير ما يو ر
الفرعانى فى تاريخه حيث قال" :فتم من كتبه -يعنى محمد بن جرير -كتاب تفسير القرآن ً،وجرودهً،
وبرين فيه أحكامه ً،وناسخه ومنسوخة ً،ومشكلة غريبة ً،ومعانيه ً،واختلف أهل التأويل والعلماء فى
أحكامه وتأويله ً،والصحيح لديه من ذلك ً،وإعراب حروفه ً،والكلم على الملحدين فيه ً،والقصصً،
لرمة والقيامة ً،وغير ذلك مما حواه من الرحكمن والعجائب كلمة كلمة ً،وآية آية ً،من الستعاذةً، وأخبار ا ي
صف منه عشرة كتب كل كتاب منها يحتوى على علم مفرد وعجيب وإلى أبى جاد ً،فلو اردعى عالم أن ي ي
مستفيضِ لفعل".
هذا وقد جاء فى معجم الدباء )الجزء 18ص (65 - 64وصف مسهب لتفسير ابن جرير ً،جاء فى
آخره ما نصه ..." :وذكر فيه من كتب التفاسير المصرنفة عن ابن عباس خمسة طرقا ً،وعن سعيد بن
جبير طريقين ً،وعن مجاهد بن جبر ثلثة طرقا ً،وعن الحسن البصرى ثلثة طرقا ً،وعن عكرمة ثلثة
طرقا ً،وعن الضحاك بن مزاحم طريقين ً،وعن عبد ال ابن مسعود طريقا ً،وتفسير عبد الرحمن بن
زيد بن أسلم ً،وتفسير ابن جريج ً،وتفسير مقاتل بن حبان ً،سوى ما فيه من مشهور الحديث عن
المف يسرين وغيرهم ً،وفيه من المسند حسب حاجته إليه ً،ولم يتعرضِ لتفسير غير موثوقا به ً،فإنه لم
ييدخل فى كتابه شيئا عن كتاب محمد بن السائب الكلبى ً،ول مقاتل بن سليمان ً،ول محمد بن عمر
الواقدى ً،لنهم عنده أظرناء وال أعلم .وكان إذا رجع إلى التاريخْ والسير وأخبار العرب حكى عن محمد
بن السائب الكلبى ً،وعن ابنه هشام ً،وعن محمد بن عمرالواقدى ً،وغيرهم فيما ييفتقر إليه ول ييؤخذ إل
عنهم.
وذكر فيه مجموع الكلم والمعانى من كتاب علسى بن حمزة الكسائى ً،ومن كتاب يحيى بن زيادة الفرراءً،
ومن كتاب أبى الحسن الخفش ً،ومن كتاب أبى علسى قطرب ً،وغيرهم مما يقتضيه الكلم عند حاجته
إليه ً،إذ كان هؤلء هم المتكلمون فى المعانى ً،وعنهم يؤخذ معانيه وإعرابه ً،وربما لم يسمهم إذا ذكر
شيئا من كلمهم ً،وهذا كتاب يشتمل على عشرة آلف ورقة أو دونها حسب سعة الخط أو ضيقه".
كما نجد فى معجم الدباء أيضا قبل ذلك بقليل ً،ما يدل على أن الطبرى أتم تفسيره هذا فى سبع سنواتً،
إمللء على أصحابه ً،فقد جاء فى الجزء ) 18ص (42على أبى بكر بن بالويه أنه قال" :قال لى أبو
بكر محمد بن إسحاقا -يعنى ابن خزيمة : -بلغنى أنك كتبت التفسير عن محمد بن جرير؟ قلت :نعمً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
كتبنا التفسير عنه إمل لء ً،قال :كله؟ قلت :نعم ً،قال :فى أى سنة؟ قلت :من سنة ثلث وثمانين إلى سنة
تسعين "...إلخْ.
وبعد ..فأحسب أنى قد أفضت فى الكلم عن هذا التفسير ً،وتوسعت فى الحديث عنه ً،وأقول :إن السر
فى ذلك هو أن الكتاب ييعتبر المرجع الول والهم للتفسير بالمأثور ً،وتلك ميزة ل نعرفها لغيره من
كتب التفسير بالرواية.
***
- 2بحر العلوم )للسمرقندى(
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف هذا التفسير ً،هو أبو الليث ً،نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندى الفقيه الحنفى ً،المعروف بإمام
الهدى .تفقه على أبى جعفر الهندوانى ً،واشتهر بكثرة القوال المفيدة ً،والتصانيف المشهورة .ومن أهم
تصانيفه تفسير القرآن المسمى بـ "بحر العلوم" ً،والمعروف بتفسير أبى الليث السمرقندى ً،وهو ما نحن
بصدده الن ً،وكتاب النوازل فى الفقه ً،وخزانة الفقه فى مجلد ً،وتنبيه الغافلين ً،والبستان .وكانت وفاته
رحمه ال سنة 373هـ )ثلث وسبعين وثلثمائة( وقيل :سنة 375هـ )خمس وسبعين وثلثمائة( من
الهجرة.
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
قال فى كشف الظنون" :تفسير أبى الليث ً،نصر بن محمد الفقيه السمرقندى الحنفى ً،المتوفى سنة 375
هـ )خمس وسبعين وثلثمائة( ً،وهو كتاب مشهور لطيف مفيد ً،خررج أحاديثه الشيخْ زين الدين قاسم
ابن قطلوبغا الحنفى سنة 854هـ )أربع وخسمين وثمانمائة(.
وهذا التفسير مخطوط فى ثلث مجلدات كبار ً،وموجود بدار الكتب المصرية ً،وتوجد منه نسختان
مخطوطتان بمكتبة الهر .واحدة فى مجلدين والخرى فى ثلث مجلدات.
وقد رجعيت إلى هذا التفسير وقرأيت فيه كثيرا ً،فوجديت مؤيلفه قد قردم له بباب فى الحث على طلب
التفسير وبيان فضله ً،واستشهد على ذلك بروايات عن المسملف ً،رواها بإسناد إليهم ً،ثم برين أنه ل يجوز
لحد أن يفيسر القرآن برأيه من ذات نفسه ما لم يتعلم أو يعرف وجوه اللغة وأحوال التنزيل ً،واستدرل
على يحهرمه التفسير بمجرد الرأى بأقوال رواها عن المسملف بإسناده إليهم أيضا ً،ثم برين أن الرجل إذا لم
يعلم وجوه اللغة وأحوال التنزيل ً،فليتعلم التفسير ويتكرلف حفظه ً،ول بأس بذلك على سبيل الحكاية..
وبعد أن فرغا من المقدمة شرع فى التفسير.
تتبعيت هذا التفسير فوجديت صاحبه يفيسر القرآن بالمأثور عن المسملف ً،فيسوقا الروايات عن الصحابة
والتابعين وممهن بعدهم فى التفسير ً،ولكنه ل يذكر إسناده إلى ممهن يروى عنه ً،ويندر سياقه للسناد فى
بعضِ الروايات ً،وقد لحظيت عليه إذا ذكر القوال والروايات المختلفة ل ييعيقب عليها ول يمررجح كما
ل -الرلهم إل فى حالت نادرة أيضا ً،وهو يعرضِ للقراءات ولكن بقدرً، يفعل ابن جرير الطبرى -مث ل
كما أنه يحتكم إلى اللغة أحيانا ويشرح القرآن بالقرآن إن وجد من اليات القرآنية ما يوضح معنى آية
أخرى ً،كما أنه يروى من القصص السرائيلى ً،ولكن على رقرلة وبدون تعقيب منه على ما يرويهً،
وكثيرا ما يقول :قال بعضهم كذا ً،وقال بعضهم كذا ً،ول ييعرين هذا البعضِ .وهو يروى أحيانا عن
الضعفاء ً،فيمخيرج من رواية الكلبى ومن رواية أسباط عن السدى ً،ومن رواية غيرهما ممن يتكيلم فيهً،
ووجدته ييو يجه بعضِ إشكالت ترد على ظاهر النظم ثم يجيب عنها ً،كام يعرضِ لموهم الختلف
والتناقضِ فى القرآن ويزل هذا اليهام ..وبالجملة ً،فالكتاب مقيفم فى ذاته ً،جمع فيه صاحبه بين التفسير
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
بالرواية والتفسير بالدراية إل أنه غرلب الجانب النقلى فيه على الجانب العقلى ً،ولهذا عددناه ضمن كتب
التفسير المأثور.
***
- 3الكشف والبيان عن تفسير القرآن )للثعلبى(
التعريف بمؤلف هذا التفسير :مؤلف هذا التفسير ً،هو أبو إسحاقا أحمد بن إبراهيم الثعلبى النيسابورى
المقرئ ً،المف يسر ً،كان حافظا واعظا ً،رأسا فى التفسير والعربية ً،متين الديانة ً،قال ابن خلكان" :كان
أوحد زمانه فى علم التفسير ً،وصرنف التفسير الكبير الذى فاقا غيره من التفاسير" .وقال ياقوت فى
معجم الدباء" :أبو إسحاقا الثعلبى ً،المقرئ ً،المفيسر ً،الواعظ ً،الديب ً،الثقة ً،الحافظ ً،صاحب التصانيف
الجليلة :من التفسير الحاوى أنواع الفرائد من المعانى والشارات ً،وكلمات أرباب الحقائقا ووجوه
العراب والقراءات ."..وله من المؤرلفات كتاب العرائس فى قصص النبياء صلوات ال عليهم أجمعينً،
وله غير ذلك من المؤلفات .ونقل السمعانى عن بعضِ العلماء أنه يقال له "الثعلبى" و "الثعالبى" ً،وهو
لقب له وليس بنسب .وذكره عبد الغفار بن إسماعيل الفارسى فى كتاب "سياقا تاريخْ نيسابور" ً،وأثنى
عليه ً،وقال :هو صحيح النقل موثوقا به .حردث عن أبى طاهر بن خزيمة والمام أبى بكر بن مهران
المقرئ .وعنه أخذ أبو الحسن الواحدى التفسير وأثنى عليه ً،وكان كثير الحديث كثير الشيوخ .ولكن
هناك رممن العلماء ممهن يرى أنه ل يوثقا به ً،ول يصح نقله .وسنذكر بعضِ ممن يرى ذلك فيه ومقالتهم
عند الكلم عن تفسيره هذا ..وقد توفى الثعلبى رحمه ال سنة 427هـ )سبع وعشين
وأربعمائة) فرحمه ال وأرضاه* * .
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفة فيه:
ألقى مؤلف هذا التفسير ضوءا عليه فى مقدمته ً،وأوضح فيها عن منهجه وطريقته التى سلكها فيه فذكر
أو لل اختلفه منذ الصغر إلى العلماء ً،واجتهاده فى القتباس من علم التفسير الذى هو أساس الدين
ورأس العلوم الشرعية ً،ومواصلته ظلم الليل بضوء الصباح بعزم أكيد وجهد جهيد ً،حتى رزقه ال ما
عرف به الحقا من الباطل ً،والمفضول من الفاضل ً،والحديث من القديم ً،والبدعة من السسرنة ً،واليحرجة من
الشبهة ً،وظهر له أن المصنفين فى تفسير القرآن رفمرقا على يطرهَقا مختلفة:
رفرقة أهل البدع والهواء ً،ومعرد منهم الجبائى والررمانى.
ورفرقة ممن أرلفوا فأحسنوا ً،إل أنهم خلطوا أباطيل المبتدعين بأقاويل المسملف الصالحين ً،ومعرد منهم أبا بكر
القرفال.
ورفرقة اقتصر أصحابها على الرواية والنقل دون الدارية والنقد ً،ومعرد منهم أبا يعقوب إسحاقا بن إبراهيم
الحنظلى.
ورفرقة حذفت السناد الذى هو الركن والعماد ً،ونقلت من الصحف والدفاتر ً،وحرررت على هوى
الغث والسمين ً،والواهى والمتين ً،قال :وليسوا فى عداد العلماء ً،فصنت الكتاب عن الخواطر ً،وذكرت س
ذكرهم .ورفرقة حازوا قصب السبقا ً،فى جودة التصنيف والحذقا .غير أنهم طرولوا فى كتبهم بالمعاداتً،
وكثرة اليطيرقا والروايات ً،ومعرد منهم ابن جرير الطبرى .ورفرقة جرردت التفسير دون الحكام ً،وبيان
الحلل والحرام ً،والحل عن الغوامضِ والمشكلت ً،والرد على أهل الزيغ والشبهات ً،كمشايخْ المسملف
الماضين ً،مثل مجاهد والسدى والكبى.
ثم برين أنه لم يعثر فى كتب مهن تقردمه على كتاب جامع مهرذب ييعتمد ..ثم ذكر ما كان من رغبة الناس
إليه فى إخراج كتاب فى تفسير القرآن وإجابته لمطلوبهم ً،رعاية منه لحقوقهم ً،وتقربا به إلى ال ..ثم
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
قال" :فاستخر يت ال تعالى فى تصنيف كتاب شامل ً،مهذب ً،ملخص ً،مفهوم ً،منظوم ً،مستخرج من
زهاء مائة كتاب مجموعات مسموعات .سوى ما التقطته من التعليقات والجزاء المتفرقات ً،وتلقفته عن
أقوام من المشايخْ الثبات ً،وهم قريب من ثلثمائة شيخْ ً،نرسقته بأبلغ ما قدريت عليه من اليجاز
والترتيب" ثم قال :وخررجت فيه الكلم على أربعة عشر نحوا :البسائط والمقدمات ً،والعدد والتنزلتً،
والقصص ً،والنزولت ً،والوجوه والقراءات ً،والعلل والحتجاجات ً،والعربية واللغات ً،والعراب
والموازنات ً،والتفسير والتأويلت ً،والمعانى والجهات ً،والغومضِ والمشكلت ً،والحكام والفقهياتً،
والحكم والشارات ً،والفضائل والكرامات ً،والخبار والمتعلقات ً،أدرجتها فى أثناء الكتاب بحذف
البواب ً،وسميته :كتاب "الكشف والبيان عن تفسير القرآن" ..ثم ذكر فى أول الكتاب أسانيده إلى ممهن
يروى عنهم التفسير من علماء المسملف ً،واكتفى بذلك عن ذكرها أثناء الكتاب ً،كما ذكر أسانيده إلى
مصنفات أهل عصره -وهى كثيرة -وكتب الغريب والمشكل والقراءات ً،ثم ذكر بابا فى فضل القرآن
وأهله ً،وبابا فى معنى التفسير والتأويل ً،ثم شرع فى التفسير.
عثريت على هذا التفسير بمكتبة الزهر فوجدته مخطوطا غير كامل ً،وجديت منه أربع مجلدات ضخام -
الول والثانى والثالث والرابع .-والرابع ينتهى عنه أواخر سورة الفرقان ً،وباقى الكتاب مفقود لم أعثر
عليه بحال.
قرأيت فى هذا التفسير فوجدته ييفيسر القرآن بما جاء عن المسملف ً،مع اختصاره للسانيد ً،اكتفالء بذكرها
ل عند فى مقدمة الكتاب ً،ولحظيت عليه أنه يعرضِ للمسائل النحوية ويخوضِ فيها بتوسع ظاهر ً،فمث ل
تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [90من سورة البقرة} :ربهئمسمما ٱهشمتمرهوها ربره أمهنيفمسيههم مأن ميهكيفيروها ربممآ أمنمزمل
ٱللريه{ُ ..الية ً،نجده يتوسع فى الكلم على "رنهعمم" و "ربهئمس" ويفيضِ فى ذلك.
كما أنه يعرضِ لشرح الكلمات اللغوية وأصولها وتصاريفها ً،ويستشهد على ما يقول بالشعر العربىً،
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [171من سورة البقرة} :مومممثيل ٱرلرذيمن مكمفيروها مكمممثرل ٱرلرذيِ ميهنرعيقا ربمما فمث ل
ل دقيقا ويصرفها على وجوهها كلها. ل يدمعآلء {ُ ..الية ً،نجده يحلل كلمة "ينعقا" تحلي ل
ل ميهسمميع إر ر
م
ل معاهَد{ُ... ضيطرر مغهيمر مباهَغا مو م ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [173من السورة نفسها} :مفممرن ٱ ه ومث ل
الية ً،نجده يحلل لفظ البغى ويتكلم عن أصل المادة بتوسع.
ومما لحظته على هذا التفسير أنه يتوسع فى الكلم عن الحكام الفقهية عندما يتناول من آيات الحكامً،
فتراه يذكر القوال والخلفات والدلة ويعرضِ للمسألة من جميع نواحيها ً،إلى درجة أنه يخرج عما
صييكيم ٱللريه رفيي ييراد من اليةن انظر إليه عندما يعرضِ لقوله تعلى فى الية ] [11من سورة النساء} :ييو ر
لرديكهم{ُ ..الية ً،تجده يفيضِ فى الكلم عما ييفعل بتركه الميت بعد موته ً،ثم يذكر جملة الورثة والسهام أمهو م
المحددة ً،وممهن فرضه اليريبع ً،وممهن فرضه اليثيمن ً،واليثلثان ً،واليثليلث ً،واليسيدس ..وهكذا ً،ثم يعرضِ لنصيب
الجد والجدة والجردات ً،ثم يقول بعد هذا" :فصل فى بساط الية ً،وفيه يتكلم عن نظام الميراث عند
الجاهلية وقبل مبعث الرسول.
وارجع إليه عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [24من سورة النساء} :مفمما ٱهسمتهممتهعيتهم ربره رمهنيهرن مفآيتويهرن
ضلة{ُ ً،تجده قد تورسع فى نكاح المتعة وتعررضِ لقوال العلماء ً،وذكر أدلتهم بتوسع ظاهر. أييجومريهرن مفرري م
وارجع إليه عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [31من سورة النساء} :رإن متهجمترنيبوها مكمبآرئمر مما يتهنمههومن معهنيه
ينمكيفهر معهنيكهم مسيمئارتيك هم{ُ ..الية ً،تجده يقول" :فصل :فى أقاويل أهل التأويل فى عدد الكبائر ً،مجموعة من
الكتاب والسسرنة ً،مقرونة بالدليل واليحرجة" ..ثم يسردها جميعا ويذكر أدلتها على وجه التفصيل.
ضـى أمهو معلمـى مسمفهَر وارجع إليه عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [43من سورة النساء} :موإرهن يكهنيتهم رمهر م
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
صرعيدا مطييبا{ُ ..الية ً،تجده يعرضِ أمهو مجآمء أممحفد يمهنيكهم يمن ٱهلمغآرئرط أمهو م
لممهسيتيم ٱلينمسآمء مفملهم مترجيدوها ممآلء مفمتميرميموها م
لقوال المسملف فى معنى اللمس والملمسة ..ثم يقول :واختلف الفقهاء فى حكم الية على خمسة مذاهبً،
ويتوسع على الخصوص فى بيان مذهب الشافعى ويسرد أدلته ً،ويذكر تفصيل كيفية الملمسة عنده ً،كما
يعرضِ لقوال العلماء فى التيمم ومذاهبهم وأدلتهم بتوسع ظاهر عندما يتكلم عن قوله تعالى} :مفمتميرميموها
صرعيدا مطييبا{ُ وهكذا يتطرقا الكتاب إلى نواح علمية متعددة ً،فى إكثار وتطويل يكاد يخرج به عن دائرة م
التفسير بالمأثور.
ثم إن هناك ناحية أخرى يمتاز بها هذا التفسير ً،هى التوسع إلى حد كبير فى ذكر السرائيليات بدون أن
يتعقب شيئا من ذلك أو يينيبه على ما فيه رغم استبعاده وغرابته ً،وقد قرأيت فيه قصصا إسرائيليا نهاية
فى الغرابة .ويظهر لنا أن الثعلبى كان مولعا بالخبار والقصص إلى درجة كبيرة ً،بدليل أنه أرلف كتابا
يشتمل على قصص النبياء ً،ولو أنك رجعت إليه عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [10من سورة
ل فى الكهف} :إرهذ أمموى ٱهلرفهتميية إرملى ٱهلمكههرف{ُ ..الية ً،لوجدته يروى عن السدى ووهب وغيرهما كلما طوي ل
أسماء أصحاب الكهف وعددهم ً،وسبب خروجهم إليه ً،ولوجدته يروى عن كعب الحبار ً،ما جرى لهم
مع الكلب حين تبعهم إلى الغار ً،ولعجبمت حين تراه يروى أن النبى صلى ال عليه وسلم طلب من ربه
رؤية أصحاب الكهف فأجابه ال بأنه لن يراهم فى دار الدنيا ً،وأمره بأن يبعث لهم أربعة من خيار
أصحابه ليبلغوهم رسالته ..إلى آخر القصة التى ل يكاد العقل يصدقها.
ثم ارجع إليه عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [94من سورة الكهف أيضا }إررن ميهأيجومج موممهأيجومج
ضِ{ُ ...الية ً،تجده قد أطال وذكر كلما ل يمكن أن ييقبل بحال ً،لنه فأرب إلى الخيال لهر ريمهفرسيدومن رفي ٱ م
منه إلى الحقيقة.
ثم ارجع إليه عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [77من سورة مريم} :مفمأمتهت ربره مقهومممها متهحرملييه{ُ ..اليةً،
تجده يروى عن السدى ووهب وغيرهما قصصا كثيرا ً،وأخبارا فى نهاية الغرابة واليبهعد.
ثم إن الثعلبى لم يتحر الصحة فى كل ما ينقل من تفاسير المسملف ً،بل نجده -كما لحظنا عليه وكام قال
السيوطى فى التقان -يكثر من الرواية عن السدى الصغير عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس.
كذلك نجده قد وقع فيما وقع فيه كثير من المفيسرين من الغترار بالحاديث الموضوعة فى فضائل
القرآن سورة سورة ً،فروى فى نهاية كل سورة حديثا فى فضلها منسوبا إلى أيمبسى بن كعب ً،كما اغتر
بكثير من الحاديث الموضوعة على ألسنة الشيعة فسرود بها كتابه دون أن يشير إلى وضعها واختلقها.
وفى هذا ما يدل عن أن الثعلبى لم يكن له باع فى معرفة صحيح الخبار من سقيمها.
هذا ..وإن الثعلبى قد مجرر على نفسه وعلى تفسيره بسبب هذه الكثرة من السرائيليات ً،وعدم الدقة فى
اختيار الحاديث ً،اللوم المرير والنقد اللذع من بعضِ العلماء الذين لحظوا هذا العيب على تفسيرهً،
فقال ابن تيمية فى مقدمته فى أصول التفسير" :والثعلبى هو نفسه كان فيه خير ودين ً،وكان حاطب ليلً،
ينقل ما وجد فى كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع".
وقال أيضا فى فتاواه -وقد سئل عن بعضِ كتب التفسير" :وأما الواحدى فإنه تلميذ الثعلبى ً،وهو أخبر
منه بالعربية ً،لكن الثعلبى فيه سلمة من البدع وإن ذكرها تقليدا لغيره وتفسيره ً،وتفسير الواحدى
البسيط والوسيط والوجيز فيها فوائد جليلة ً،وفها غث كثير من المنقولت الباطلة وغيرها".
وممن يقرأ تفسير الثعلبى يعلم أن ابن تيمية لم يتقرول عليه ً،ولم يصفه إل بما هو فيه.
وقال الكتانى فى الرسالة المستطرفة عند الكلم عن الواحدى المفيسر" :ولم يكن له ول لشيخة الثعلبى
كبير بضاعة فى الحديث ً،بل فى تفسيرهما -وخصوصا الثعلبى -أحاديث موضوعة وقصص باطلة".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
والحقا أن الثعلبى رجل قليل البضاعة فى الحديث ً،بل ول أكون قاسيا عليه إذا قلت إنه ل يستطيع أن
يميز الحديث الموضوع من غير الموضوع ً،وإل لما روى فى تفسيره أحاديث الشيعة الموضوعة على
علسى ً،وأهل البيت ً،وغيرها من الحاديث التى اشتهر وضعها ً،ومحرذمر العلماء من روايتها.
والعجب أن الثعلبى بعد هذا كله يعيب كل كتب التفسير أو معظمها ً،حتى كتاب محمد بن جرير الطبرى
الذى شهد له خلقا كثير ً،وليته إذ اردعى فى مقدمة تفسيره أنه لم يعثر فى كتب ممهن تقردمة من المفيسرين
على كتاب جامع مهرذب ييعتمد ً،أخرج لنا كتابه خاليا مما عاب عليه المفيسرين ..ليته فعل ذلك ..إذن
لكان قد أراحنا وأراح الناس من هذا الخلط والخبط الذى ل يخلو منه موضع فى كتابه.
- 4معالم التنزيل )للبغوى(
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف معالم التنزيل هو أبو محمد ً،الحسين بن مسعود بن محمد المعروف بالفرراء البغوى ً،الفقيهً،
الشافعى ً،المحيدث ً،المفيسر ً،الملرقب بمحيى السسرنة وركن الدين .تفقه البغوى على القاضى حسين وسمع
الحديث منه ً،وكان تقيا ورعا ً،زاهدا ً،قانعا ً،إذا ألقى الدرس ل يلقيه إل على طهارة ً،وإذا أكل ل يأكل
إل الخبز وحده ً،ثم عدل عن ذلك فصار يأكل الخبز مع الزيت .توفى رحمه ال فى شروال سنة 510
هـ )عشر وخمسمائة من الهجرة( بـ "مروروز" وقد جاوز الثمانين ً،ويدرفن عند شيخه القاضى حسين
بمقبرة الطالقانى.
* مبلغة من العلم:
كان البغوى إماما فى التفسير ً،إماما فى الحديث ً،إماما فى الفقه ً،ومعرده التاج السبكى من علماء الشافعية
العلم ً،وقال :كان إماما جلي ل
ل ً،ورعا زاهدا فقيها ً،محيدثا مفيسرا ً،جامعا بين العلم والعمل ً،سالكا سبيل
المسملف ً،وصرنف فى تفسير كلم ال تعالى ً،وأوضح المشكلت من قول النبى صلى ال عليه وسلمً،
وروى الحديث واعتنى بدراسته ً،وصرنف كتبا كثيرة ً،فمن تصانيفه" :معالم التنزيل فى التفسير" ً،وهو
الذى ترجمنا له ً،وسنتكلم عنه ً،وشرح السسرنة فى الحديث ً،والمصابيح فى الحديث أيضا ً،والجمع بين
الصحيحين ً،والتهذيب فى الفقه ً،وغير ذلك ً،وقد بورك له فى تصانيفه ورريزقا فيها القبول لحسن رنريته.
* التعريف بمعالم التنزيل وطريقة مؤلفه فيه:
قال فى كشف الظنون" :معالم التنزيل فى التفسير ً،للمام محيى السسرنة ً،أبى محمد حسين بن مسعود
الفرراء البغوى الشافعى المتوفى سنة 516هـ )ست عشرة وخمسائة( ً،وهو كتاب متوسط ً،نقل فيه عن
مفيسرى الصحابة والتابعين وممن بعدهم ً،واختصره الشيخْ تاج الدين أبو نصرى عبد الوهاب بن محمد
الحسينى المتوفى سنة 875هـ )خمس وسبعين وثمانمائة(.
ووصفه الخازن فى مقدمة تفسيره بأنه" :من أرجرل المصنفات فى علم التفسير وأعلها ً،وأنبلها وأسناهاً،
جامع للصحيح من القاويل ً،عار عن الشيبره والتصحيف والتبديل ً،محرلى بالحاديث النبوية ً،مطررز
صع بأحسن الشاراتً، بالحكام الشرعية ً،مورشى بالقصص الغريبة ً،وأخبار الماضيين العجيبة ً،مر ر
يممخررج بأوضح العبارات ً،يممفررغا فى قالب الجمال بأفصح مقال".
وقال ابن تيمية فى مقدمته فى أصول التفسير" :والبغوى تفسيره مختصر من الثعلبى ً،لكنه صان تفسيره
عن الحاديث الموضوعة والراء المبتدعة".
وقال فى فتاواه -وقد سئل عن أى التفاسير أقرب إلى الكتاب والسسرنة :الزمخشرى .أم القرطبى .أم
البغوى أم غير هؤلء؟؟ -قال" :وأما التفاسير الثلثة المسئول عنها ً،فأسلمها من البدعة والحاديث
الضعيفة البغوى ً،لكنه مختصر من تفسير الثعلبى ً،وحذف منه الحاديث الموضوعة والبدع التى فيهً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وحذف أشياء غير ذلك".
وقال الكتانى فى الرسالة المستطرفة )ص " :(85وقد يوجد فيه -يعنى معالم التنزيل -من المعانى
والحكايات ما ييحكم بضعفه أو وضعه".
وقد يطربع هذا التفسير فى نسخة واحدة مع تفسير ابن كثير القرشى الدمشقى ً،كما يطربمع مع تفسير
الخازن ً،وقد قرأيت فيه فوجدته يتعرضِ لتفسير الية بلفظ سهل موجز ً،وينقل ما جاء عن المسملف فى
ل :قال ابن عباس كذا وكذا ً،وقال تفسيرها ً،وذلك بدون أن يذكر السند ً،يكتفى فى ذلك بأن يقول مث ل
مجاهد كذا وكذا ً،وقال عطاء كذا وكذا ً،والسر فى هذا هو أنه ذكر فى مقدمة تفسيره إسناده إلى كل ممن
يروى عنه .وبرين أن له طرقا سواها تركها اختصارا .ثم إنه إذا روى عمن ذكر أسانيده إليهم بإسناد
آخر غير الذى ذكره فى مقدمة تفسيره فإنه يذكره عند الرواية ً،كما يذكر إسناده إذا روى عن غير ممهن
ذكر أسانيده إليهم رممن الصحابة والتابعين ً،كما أنه -بحكم كونه رممن الحرفاظ المتقنين للحديث -كان
يتح ررى الصحة فيما يسنده إلى الرسول صلى ال عليه وسلم ً،ويعرضِ عن المناكير وما ل تعلقا له
بالتفسير ً،وقد أوضح هذا فى مقدمة كتابه فقال :وما ذكريت من أحاديث رسول ال صلى ال عليه وسلم
فى أثناء الكتاب على وفاقا آية أو بيان حكم فإن الكتاب ييطملب بيانه من اليسرنة .وعليها مدار الشرع
ويأمور الدين -فهى من الكتب المسموعة للليحرفاظ وأئمة الحديث ً،وأعرضيت عن ذكر المناكير وما ل
يليقا بحال التفسير".
وقد لحظيت على هذا التفسير أنه يروى عن الكلبى وغيره من الضعفاء ً،كما لحظيت أنه يتعرضِ
للقراءات ً،ولكن بدون إسراف منه فى ذلك ً،كما أنه يتحاشى ما ولع به كثير من المفيسرين من مباحث
العراب ً،ونكت البلغة ً،والستطراد إلى علوم أخرى ل صلة لها بعلم التفسير ً،وإن كان فى بعضِ
الحيان يتطرقا إلى الصناعة النحوية ضرورة الكشف عن المعنى ً،ولكه مقل ل يكثر .ووجدته يذكر
أحيانا بعضِ السرائيليات ول يمعيقب عليها ووجدته يورد بعضِ إشكالت على ظاهر النظم ثم يجيب
عنها ً،كما وجدته ينقل الخلف عن المسملف فى التفسير ويذكر الروايات عنهم فى ذلك ً،ول يمريجح رواية
ضيعف رواية وييصحح أخرى. على رواية ً،ول ي م
وعلى العموم فالكتاب فى جملته أحسن وأسلم من كثير من كتب التفسير بالمأثور وهو متدامول بين أهل
العلم.
***
- 5المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز )لبن عطية(
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف هذا التفسير هو أبو محمد عبد الحقا بن غالب بن عطية الندلسى المغربى الغرناطى الحافظ
القاضى .ولى القضاء بمدينة المرية بالندلس ولما تورلى توخى الحقا وعدل فى الحكم وأعز الخطة.
صررف منها إلى الرقة بالمغربً، صرد عن دخولها ً،و ي
ويقال :إنه قصد مرسية بالمغرب ليتولى قضاءها ً،ف ي
واعيتدى عليه رحمه ال ً،وكان مولده سنة 481هـ )إحدى وثمانين وأربعمائة( ً،ويتوفى باليرقة سنة
546هـ )ست وأربعين وخمسمائة من الهجرة( ً،وقيل غير ذلك.
**
* مكانته العلمية:
نشأ القاضى أبو محمد بن عطية فى بيت علم وفضل ً،فأبوه أبو بكر غالب بن عطية ً،إمام حافظ ً،وعالم
جليل .رحل فى طلب العلم وتفقه على العلماء .وجمده عطية أنسل كثيرا لهم قدر وفيهم فضل ً،فل عجب
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
إذن أن يشبه الفرع أصله.
كان أبو محمد بن عطية غاية فى الدهاء والذكاء وحسن الفهم وجلله التصرف ً،شغوفاص باقتناء
ل ً،عارفا بالحكام والحديث والتفسير ً،نحوياالكتب ً،وكان على مبلغ عظيم من العلم ً،فكان فقيها جلي ل
يلغويا ً،أديبا شاعرا ً،مقيدا ضابطا ً،يسينيا فاضل .وصفه صاحب "قلئد العقيان" بالبراعة فى الدبً،
والنظم ً،والنثر ً،وذكر شيئاص من رشعره ً،ووصفه أبو حيان فى مقدمة البحر المحيط بأنه" :أرجل ممهن
صرنف فى علم التفسير ً،وأفضل ممهن تعررضِ فيه للتنقيح والتحرير".
روى عن أبيه ً،وأبى علسى الغرسانى ً،والصفدى .وروى عنه أبو بكر ابن أبى حمزة ً،وأبو القاسم بن
حبيش ً،وأبو جعفر بن مضاء ً،وغيرهم.
وقد خرلف من المؤلفات كتاب التفسير ً،المسمى بـ "المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز" ً،وهو
الكتاب الذى ترجمنا له وستتكلم عنه ً،كما أرلف برنامجا ضمنه مروياته وأسماء شيوخه ً،وقد حرر هذا
الكتاب وأجاد فيه.
وعلى الجملة ً،فالقاضى أبو محمد بن عطية عارلم له شهرته العلمية فى نواح مختلفة ً،وقد عرده ابن
فرحون فى "الديباج المذهب" من أعيان مذهب المالكية ً،كما عرده السيوطى فى "بغية الوعاة" من شيوخ
النحو وأساطين النحاة.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
تفسير ابن عطية المسمى بـ "المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز" تفسير له قيمته العالية بين كتب
التفسير وعند جميع المفيسرين ً،وذلك راجع إلى أن مؤلفه أضفى عليه من روحه العلمية الفسياضة ما
أكسبه دقة ً،ورواجا ً،وقبولل .وقد لخصه مؤلفه -كما يقول ابن خلدون فى مقدمته -من كتب التفاسير
كلها -أى تفاسير المنقول -وتحررى ما هو أقرب إلى الصحة منها ً،ووضع ذلك فى كتاب متداول بين
أهل المغرب والندلس ً،حسن المنحى".
والحقا أن ابن عطية أحسن فى هذا التفسير وأبدع ً،حتى طار صيته كل مطار ً،وصار أصدقا شاهد
لمؤلفه بإمامته فى العربية وغيرها من النواحى العلمية المختلفة ً،ومع هذه الشهرة الواسعة لهذا الكتاب
فإنه ل يزال مخطوطا إلى اليوم ً،وهو يقع فى عشر مجلدات كبار ً،ويوجد منه فى دار الكتب المصرية
أربعة أجزاء فقط :الجزء الثالث ً،والخامس ً،والثامن ً،والعاشر .وقد رجعيت إلى هذه الجزاء وقرأيت
منها ما شاء ال أن أقرأ ً،فوجديت المؤلف يذكر الية ثم يفيسرها بعبارة عذبة سهلة ً،ويورد من التفسير
المأثور ويختار منه فى غير إكثار ً،وينقل عن ابن جرير الطبرى كثيرا ً،ويناقش المنقول عنه أحياناً،
كما يناقش ما ينقله عن غير ابن جرير ويرد عليه .وهو كثير الستشهاد بالشعر العربى ً،ممهعرنى بالشواهد
الدبية للعبارات ً،كما أنه يحتكم إلى اللغة العربية عندما ييوجه بعضِ المعانى ً،وهو كثير الهتمام
بالصناعة النحوية ً،كما أنه يتعرضِ كثيرا للقراءات ويينزل عليها المعانى المختلفة.
ونجد أبا حيان فى مقدمة تفسيره يعقد مقارنة بين تفسير ابن عطية وتفسير الزمخشرى فيقول" :وكتاب
ابن عطية أنقل ً،وأجمع ً،وأخلص ً،وكتاب الزمخشرى ألخص ً،وأغوص".
ونجد ابن تيمية يعقد مقارنة بين الكتابين -كتاب ابن عطية وكتاب الزمخشرى -فى فتاواه فيقول:
ل وبحثا ً،وأبعد عن البدع وإن اشتمل على "وتفسير ابن عطية خير من تفسير الزمخشرى ً،وأصح نق ل
بعضها ً،بل هو خير منه بكثير ً،بل لعله أرجح هذه التفاسير" .كما يعقد مثل هذه المقارنة فى مقدمته فى
أصول التفسير فيقول" :وتفسير ابن عطية وأمثاله أتبع للسسرنة والجماعة ً،وأسلم من البدعة من تفسير
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الزمخشرى ً،ولو ذكر كلم المسملف الموجود فى التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجملً،
فإنه كثيرا ما ينقل من تفسير محمد بن جرير الطبرى -وهو من أرجرل التفاسير وأعظمها قدرا -ثم إنه
يدع ما نقله ابن جرير عن المسملف ل يحكيه بمحال ً،ويذكر ما يزعم أنه قول المحققين ً،وإنما يعنى بهم
طائفة من أهل الكلم الذين قرروا أصولهم بطرقا من جنس ما قررت به المعتزلة أصولهم ً،وإن كان
أقرب إلى السسرنة من المعتزلة".
وأنا فى أثناء قراءتى فى هذا التفسير ً،رأيت ابن عطية عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [26من
سورة يونس} :ليرلرذيمن أمهحمسينوها ٱهليحهسمنـى مورزميامدفة{ُ ..يقول ما نصه" :قالت فرقة هى الجمهور :اليحسنى:
الجنة .والزيادة :النظر إلى ال عرز ومجرل ً،ويروى فى ذلك حديث عن النبى صلى ال عليه وسلم ً،رواه
صيديقا ً،ويحذيفة ً،وأبى موسى الشعرى "..ثم يقول" :وقالت صهيب ً،ويروى هذا القول عن أبى بكر ال ر
فرقة :ال يحسنى هى الحسنة ً،والزيادة هى تضعيف الحسنات إلى سبعمائة ً،فروتها حسب ما روى فى
ضارعيف رلممن ميمشآيء{ُ ً،..وهذا قول يعضده النظر ً،ولول عظم القائلين نص الحديث وتفسير قوله تعالى} :ي م
بالقول الول لترجح هذا القول" ..ثم يأخذ فى ذكر طرقا الترجيح للقول الثانى.
وهذا يدلنا على أنه يميل إليه المعتزلة ً،أو على القل يقيدر ما ذهبت إليه المعتزلة فى مسألة الرؤية وإن
كان يحترم مع ذلك رأى الجمهور .ولعل مثل هذا التصرف من ابن عطية هو الذى جعل ابن تيمية
يحكم عليه بحكمه السابقا.
***
- 6تفسير القرآن العظيم )لبن كثير(
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف هذا التفسير ً،هو المام الجليل الحافظ ً،عماد الدين ً،أبو الفداء ً،إسماعيل بن عمرو بن كثير من
ضوء بن كثير بن زرع البصرى ثم الدمشقى ً،الفقيه الشافعى ً،مقردم الشافعى ً،مقردم دمشقا وله سبع سنين
مع أخيه بعد موت أبيه .سمع من ابن الشجنة ً،والمدى ً،وابن عساكر ً،وغيرهم ً،كما لزم المزى وقرأ
عليه تهذيب الكمال ً،وصاهره على ابنته .وأخذ عن ابن تيمية ً،ويفرتن بحبه ً،واميترحن بسببه .وذكر ابن
قاضى شهبة فى طبقاته :أنه كانت له خصوصية بابن تيمية ً،ومناضلة عنه ً،واتباع له فى كثير من
آرائه ً،وكان يفتى برأيه فى مسألة الطلقا واميترحن بسبب ذلك ويأورذى.
وقال الداودى فى طبقات المفيسرين" :كان قدوه العلماء واليحرفاظ ً،وعمدة أهل المعانى واللفاظ ً،مورلمى
مشيخة أم الصالح بعد موت الذهبى -وبعد موت السبكى مشيخة الحديث الشرفية مدة يسيرة ً،ثم أيرخذت
منه".
وكان مولده سن 700هـ )سبعمائة( أو بعدها بقليل وتوفى فى شعبان سنة 774هـ )أربع وسبعين
وسعبمائة من الهجرة( ً،ويدرفن بمقبرة الصوفية عند شيخه ابن تيمية ً،وكان قد كرف بصره فى آخر عمره.
رحمه ال رحمة واسعة.
**
* مكانته العلمية:
كان ابن كثير على مبلغ عظيم من العلم ً،وقد شهد له العلماء بسعة علمه ً،وغزارة مادته ً،خصوصا فى
التفسير والحديث والتاريخْ .قال عنه ابن حجر" :اشتغل بالحديث مطالعة فى متونه ورجاله ً،وجمع
التفسير ً،وشرع فى كتاب كبير فى الحكام لم يكمل ً،وجمع التاريخْ الذى سرماه البداية والنهاية ً،وعمل
طبقات الشافعية ً،وشرع فى شرح البخارى ..وكان كثير الستحضار ً،حسن المفاكهة ً،وصارت
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
تصانيفه فى البلد فى حياته ً،وانتفع بها الناس بعد وفاته ً،ولم يكن على طريقا المحيدثين فى تحصيل
العوالى ً،وتمييز العالى من النازل ً،ونحو ذلك من فنونهم ً،وإنما هو من محيدثى الفقهاء ً،وقد اختصر مع
ذلك كتاب ابن الصلح ً،وله فيه فوائد" .وقال الذهبى عنه فى المعجم المختص" :المام المفتى ً،المحيدث
البارع ً،فقيه متفنن ً،يممحيدث متقن ً،يممفيسر نرقال ً،وله تصانيف مفيدة" ً،وذكره صاحب شذرات الذهب فقال:
"كان كثير الستحضار ً،قليل النسيان ً،جيد الفهم" ً،وقال ابن حبيب فيه" :زعيم أرباب التأويل ً،سمع
وجمع وصرنف ً،وأطرب السماع بالفتوى وشرنف ً،وحردث وأفاد ً،وطارت أوراقا فتاويه فى البلدً،
واشتهر بالضبط والتحرير ً،وانتهت إليه رياسة العلم فى التاريخْ والحديث والتفسير" ً،وقال فيه أحد
تلميذه ابن حجى" :أحفظ ممهن أدركناه لمتون الحديث ً،وأعرفهم بجرحها ورجالها ً،وصحيحها وسقيمهاً،
وكان فأرانه وشيوخه يعترفون له بذلك ً،وما أعرف أنى اجتمعيت به على كثرة ترددى عليه إل واستفديت
منه" .وعلى الجملة ..فعلم ابن كثير يتجلى بوضوح لمن يقرأ تفسيره أو تاريخه ً،وهما من خير ما أرلفً،
وأجود ما أخرج الناس.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفة فيه:
تفسير ابن كثير من أشهر ما يديون فى التفسير المأثور ً،وييعتبر فى هذه الناحية الكتاب الثانى بعد كتاب
ابن جرير .اعتنى فيه مؤلفه بالرواية عن مفيسرى المسملف ً،ففرسر فيه كلم ال تعالى بالحاديث والثار
ل .وقد يطربع هذا التفسير مع معالم التفسير مسندة إلى أصحابها ً،مع الكلم عما يحتاج إليه جرحا وتعدي ل
ل فى أربعة أجزاء كبار. للبغوى ً،ثم يطربع مستق ل
لمور التى لها تعلقا واتصال بالقرآن وقد قردم له مؤلفه بمقدمة طويلة هامة ً،تعررضِ فيها لكثير من ا ي
وتفسيره ً،ولكن أغلب هذه المقدمة مأخوذ بنصه من كلم شيخه ابن تيمية الذى ذكره فى مقدمته فى
أصول التفسير.
ولقد قرأيت فى هذا التفسير فوجدته يمتاز فى طرييقته بأنه يذكر الية ً،ثم ييفيسرها بعبارة سهلة موجزةً،
وإن أمكن توضيح الية بآية أخرى ذكرها وقارن بين اليتين حتى يتبين المعنى ويظهر المراد ً،وهو
شديد العناية بهذا النوع من التفسير الذى يسمونه تفسير القرآن بالقرآن ً،وهذا الكتاب أكثر ما يعررف من
كتب التفسير سردا لليات المتناسبة فى المعنى الواحد.
ثم بعد أن يفرغا من هذا كله ً،يشرع فى سرد الحاديث المرفوعة التى تتعلقا بالية ً،ويبين ما ييحمتج به
وما ل ييحمتج به منها ً،ثم يردف هذا بأقوال الصحابة والتابعين وممن يليهم من علماء المسملف .ونجد ابن
ضيعف بعضِ الروايات ً،وييصيحح بعضا آخر منها ً،ويمعيدل كثير يمريجح بعضِ القوال على بعضِ ً،وي م
بعضِ الرواة ويمجيرح بعضا آخر .وهذا يرجع إلى ما كان عليه من المعرفة بفنون الحديث وأحوال
الرجال.
وكثيرا ما نجد ابن كثير ينقل من تفسير ابن جرير ً،وابن أبى حاتم ً،وتفسير ابن عطية ً،وغيرهم ممن
تقردمه.
ومما يمتاز به ابن كثير ً،أنه يمنيبه إلى ما فى التفسير المأثور من منكرات السرائيليات ً،ويمحيذر منها
على وجه الجمال تارة ً،وعلى وجه التعيين والبيان لبعضِ منكراتها تارة أخرى.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [67وما بعدها من سورة البقرة} :إررن ٱلرلمه ميهأيميريكهم أمهن متهذمبيحوها فمث ل
مبمقمرلة ..ُ{...إلى آخر القصة ً،نراه يقص لنا قصة طويلة وغريبة عن طلبهم للبقرة المخصوصة ً،وعن
وجودهم لها عند رجل من بنى إسرائيل كان من أممبير الناس بأبيه ..إلخْ ً،ويروى كل ما قيل من ذلك عن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
بعضِ علماء المسملف .:ثم بعد أن يفرغا من هذا كله يقول ما نصه" :وهذه السياقات عن عبيدة وأبى
العالية والسدسى وغيرهم ً،فيها اختلف ً،والظاهر أنها مأخوذة من كتب بنى إسرائيل ً،وهى مما يجوز
صردقا ول يتمكرذب ً،فلهذا ل ييعتمد عليها إل ما وافقا الحقا عندنا .وال أعلم". نقلها ولكن ل يت م
ومث لل عند تفسيره لول سورة "قا" نراه يعرضِ لمعنى هذا الحرف فى أول السورة "قا" ويقول.." :وقد
روى عن بعضِ المسملف أنهم قالوا" :قا" جبل محيط بجميع الرضِ يقال له جبل قاف ً،وكأن هذا -وال
أعلم -من خرافات بنى إسرائيل التى أخذها عنهم مما ل ييصردقا ول يمكرذب ً،وعندى أن هذا وأمثاله
لرمة مع وأشباهه من اختلقا بعضِ زنادقتهم ً،يمليبسون به على الناس أمر دينهم ً،كما افترى فى هذه ا ي
جللة قدر علمائها ويحرفاظها وأئمتها أحاديث عن النبى صلى ال عليه وسلم ً،وما بالعهد من رقمدم ً،فكيف
بيأرمه بنى إسرائيل مع طول المدى ورقرلة اليحرفاظ الينرقاد فيهم ً،وشربهم الخمور وتحريف علمائهم الكلم عن
مواضعه ً،وتبديل كتب ال وآياته؟ وإنما أباح الشارع الرواية عنهم فى قوله" :وحيدثوا عن بنى إسرائيل
ول محمرج" فيما قد يمجيوزه العقل ً،فأما فيما تحيله العقول ً،وييحكم فيه بالبطلن ً،ويغلب على الظنون كذبهً،
فليس من هذا القبيل .وال أعلم".
كما نلحظ على ابن كثير أنه يدخل فى المناقشات الفقهية ً،ويذكر أقوال العلماء وأدلتهم عندما يشرح آية
من آيات الحكام ً،وإن شئمت أن ترى مثالل لذلك فارجع إليه عند تفسير قوله تعالى فى الية ] [185من
صهميه موممن مكامن ممرريضا أمهو معلمـى مسمفهَر مفرعردفة يمهن أمرياهَم أيمخمر{ُ..
سورة البقرة...} :مفممن مشرهمد رمنيكيم الرشههمر مفهلمي ي
الية ً،فإنه ذكر أربع مسائل تتعلقا بهذه الية ً،وذكر أقوال العسلماء فيها ً،وأدلتهم على ما ذهبوا إليهً،
ل مترحسل مليه رمن وارجع إليه عند تفسير قوله تعالى فى الية ] [230من سورة البقرة أيضا} :مفرإهن مطلرمقمها مف م
مبهعيد محرتـى متهنركمح مزهوجا مغهيمريه{ُ ..الية ً،فإنه قد تعررضِ لما ييشترط فى نكاح الزوج المحيلل ً،وذكر أقوال
العلماء وأدرلتهم.
وهكذا يدخل ابن كثير فى خلفات الفقهاء ً،ويخوضِ فى مذاهبهم وأدرلتهم كلما تكرلم عن آية لها تعلقا
بالحكام ً،ولكنه مع هذا مقتصد يمرقفل ل ييسرف كما أسرف غيره من فقهاء المفيسرين.
وبالجملة ..فإن هذا التفسير من خير كتب التفسير بالمأثور ً،وقد شهد له بعضِ العلماء فقال السيوطى
فى ذيل "تذكرة الحرفاظ" والزرقانى فى "شرح المواهب" :إنه لم ييمؤرلف على نمطه مثله.
- 7الجواهر الحسان فى تفسير القرآن )للثعالبى(
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف الجواهر الحسان ً،هو أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبى ً،الجزائرى ً،المغربىً،
المالكى ً،المام اليحرجة ً،العارلم العامل ً،الزاهد الورع ً،ولسى ال الصالح العارف بال .كان من أولياء ال
المعرضين عن الدنيا وأهلها ً،ومن خيار عباد ال الصالحين .قال ابن سلمة الكبرى :كان شيخنا
الثعالبى رج لل صالحا ً،زاهدا عالما ً،عارفا ً،وليا من أكابر الولياء .وبالجملة فقد اتفقا الناس على
صلحه وإمامته ً،وأثنى عليه جماعة من شيوخه بالعلم والدين والصلح ً،كالمام البسى ً،والولسى
العراقى ً،وغيرهما .وقد عررف هو بنفسه فى مواضع من كتبه ً،وبرين أنه رحل من الجزائر لطلب العلم
فى آخر القرن الثامن فدخل بجاية ً،ثم تونس ً،ثم رحل إلى مصر ً،ثم رجع إلى تونس ً،ويقول هو :لم
يكن بتونس يومئذ ممن يفوتنى فى علم الحديث ً،إذا تكلمت أنصتوا وقبلوا ما أرويه ً،تواضعا منهم
وإنصافا ً،واعترفا بالحقا ً،وكان بعضِ المغاربة يقول لى لما قدمت من المشرقا :أنت آية فى علم
الحديث .وذكر كل شيوخه الذين سمع منهم فى تلك البلد.
صينفا ً،خرلف للناس يكتبا كثيرة نافعة ً،منها" :الجواهر الحسان فى تفسير لمة يم م وكان الثعالبى إماما ع ر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
القرآن" وهو التفسير الذى نحن بصدده ً،وكتاب الذهب البريز فى غرائب القرآن العزيز ً،وتحفة
لمهات فى أحكام العبادات ً،وغير ذلك من الكتب الخوان فى إعراب بعضِ آيات القرآن ً،وكتاب جامع ا ي
النافعة فى نواح علمية مختلفة .وكانت وفاته سنة 876هـ )ست وسبعين وثمانمائة من الهجرة( أو فى
أواخر التى قبلها ً،عن نحو تسعين سنة ً،ودفن بمدينة الجزائر ً،فرحمه ال ورضى عنه.
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفة فيه:
نستطيع أن نأخذ فكرة عامة واضحة عن هذا التفسير من كلم مؤيلفة نفسه الذى ذكره فى مقدمته
وخاتمته .يقول الثعالبى رحمه ال فى مقدمة تفسيره بعد حمد ال والصلة والسلم على رسول ال:
"فإنى قد جمعت لنفسى ولك فى هذا المختصر ما أرجو أن يقر ال به عينى وعينك فى الدارين ً،فقد
ضرمنته بحمد ال المهم مما اشتمل عليه تفسير ابن عطية ً،وزدته فوائد جممة ً،من غيره من كتب الئمةً،
لرمة ً،حسبما رأيته أو يررويته عن الثبات وذلك قريب من مائة تأليف ً،وما فيها تأليف وثقات أعلم هذه ا ي
إل وهو لمام مشهور بالدين ومعدود فى المحققين ً،وكل ممهن نقلت عنه من المفيسرين شيئا فمن تأليفه
نقلت ً،وعلى لفظ صاحبه عرولت ً،ولم أنقل شيئاص من ذلك بالمعنى خوف الوقوع فى الزلل ً،وإنما هى
عبارات وألفاظ لمن أعزوها إليه ً،وما انفرديت بنقله عن الطبرى ً،فمن اختصار الشيخْ أبى عبد ال
محمد ابن عبد ال بن أحمد اللخمى النحوى لتفسير الطبرى نقلت ً،لنه اعتنى بتهزيبه".
ثم أبان المؤلف عن رموز الكتاب فقال" :وكل ما فى آخره" :انتهى" فليس هو من كلم ابن عطية ً،بل
ذلك مما انفردت بنقله من غيره ً،وممهن أشكل عليه لفظ فى هذا المختصر فليراجع المهات المنقول عنها
فليصلحه منها ً،ول يصلحه فى هذ المختصر فليراجع المهات المنقول عنها فليصلحه منها ً،ول يصلحه
برأيه وبديهة عقله فيقع فى الزلل من حيث ل يشعر .وجعليت علمة "التاء" لنفسى بدلل من" :قلت" ً،وممهن
شاء كتبها :قلت .وأما "العين" فلبن عطية .وما نقلته من العراب عن غير ابن عطية فمن الصفاقصى
مختصر أبى حيان غالبا .وجعلت "الصاد" علمة عليه ً،وربما نقليت عن غيره معزوا لمن عنه نقلت.
وكل ما نقلته عن أبى حيان -وإنما نقلى له بواسطة الصفاقصى -أقول :قال الصفاقصى :وجعلت
علمة ما زدته على أبى حيان "م" وما يتفقا لى إن أمكن فعلمته" :قلت" ..وبالجملة فحيث أطلقاً،
فالكلم لبى حيان"..
ثم قال" :وما نقلته من الحاديث الصحاح والحسان عن غير البخارى ومسلم وأبى داود والترمذى فى
باب الذكار والدعوات ً،فأكثره من النووى وسلح المؤمن .وفى الترغيب والترهيب وأصول الخرةً،
فمعظمه من التذكرة للقرطبى ً،والعاقبة لعبد الحقا .وربما زدت زيادة كثيرة من مصابيح البغوى وغيرهً،
كما ستقف إن شاء ال تعالى على كل ذلك معزوا لمحاله .وبالجملة فكتابى هذا محشو بنفائس الرحمكمً،
وجواهر ال يسنن الصحيحة ً،والحسان المأثورة عن سيدنا محمد صلى ال عليه وسلم .وسميته بالجواهر
الحسان فى تفسير القرآن".
ثم نقل مما جاء فى مقدمة تفسير ابن عطية ً،فذكر بابا فى فضل القرآن ً،وبابا فى فضل تفسير القرآن
ل فى اختلف الناس ل فيما قبل فى الكلم فيه ً،والجرأة عليه ً،ومراتب المفيسرين ً،وفص ل
وإعرابه ً،وفص ل
ل فى ذكر اللفاظ التى فى فى معنى قوله صلى ال عليه وسلم" :يأنرزل القرآن على سبعة أحرف" ً،وفص ل
القرآن مما للغات العجم بها تعلقا ً،وبابا فى تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والية ..ثم شرع فى
التفسير بعد ذلك كله ً،وفى كل ما تقردم يعتمد على ابن عطية وينقل عنه.
ل من الدرر ً،وقد استوعبيت بحمد ال مهمات ابن وفى خاتمة التفسير يقول" :وقد أودعه بحمد ال جزي ل
عطية ً،وأسقطيت كثيرا من التكرار وما كان من الشواذ فى غاية الوهى ً،وزديت من غيره جواهر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
صدقا ونفائس ل ييستغنى عنها ً،ممريزة معزروة لمحالها ً،منقولة بألفاظها ً،وتوخييت فى جميع ذلك ال ي
والصواب".
هذا هو وصف المؤلف لكتابه وبيانه له ً،ومنه يضح جليا أن الكتاب عبارة عن مختصر لتفسير ابن
عطية ً،مع زيادة ينيقول نقلها الثعالبى عرمن سبقه من المفيسرين ً،ومن أجل هذا نستطيع أن نقول :إن
الثعالبى فى تفسيره هذا ليس له بعد الجمع والترتيب إل عمل قليل ً،وأثر فكرى ضئيل.
والكتاب مطبوع فى الجزائر فى أربعة أجزاء ً،وتوجد منه نسخة بدار الكتب المصرية ً،وأخرى بالمكتبة
الزهرية ً،وفى آخر الكتاب معجم مختصر فى شرح ما وقع فيه من اللفاظ الغريبة ً،ألحقه به مؤلفهً،
وزاد فيه كلمات أخرى وردت فى غيره ييحتاج إلى معرفتها ً،ويجرلها مما جاء فى الموطأ وصحيحى
البخارى ً،ومسلم وغيرهما من الكتب الستة ً،وبعد هذا ذكر الثعالبى مرائية التى رأى فيها النبى صلى
ال عليه وسلم .وقد قرأت فى هذا التفسير فلحظيت أنه التزم ما ذكره فى مقدمته ً،فنقل عرمن ذكرهمً،
ورمز إليهم بالحروف المذكورة ً،ووجدته يتعرضِ للقراءات أحيانا ً،ويدخل فى الصناعة النحوية ناق ل
ل
عرمن ذكره ورمهن عند نفسه ً،ورأيته يستشهد فى بعضِ المواضع بالشعر العربى على المعنى الذى يذكرهً،
وهو إذ يذكر الروايات المأثورة فى التفسير يذكرها بدون أن يذكر سنده إلى من يروى عنه ً،وقد وجدت
الثعالبى يذكر بعضِ الروايات السرائيلية ً،ولكنه يتعقب ما يذكره بما يفيد عدم صحته ً،أو على القل
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [20من سورة النمل} :مومتمفرقمد ٱلرطهيمر بما يفيد عدم القطع بصحته ً،فمث ل
ل أممرى ٱهليههديهمد أمهم مكامن رممن ٱهلمغآرئربيمن{ُ نجده يذكر بعضِ الخبار السرائيلية ً،ثم يقول بعد الفراغا
مفمقامل ممارلمي م
ل عندما تكلم عن "بلقيس" فى نفس السورة السابقة نجدة يقول: منهأ" :وال أعلم بما صرح من ذلك" ً،ومث ل
"وأكثر بعضِ الناس فى قصصها بما رأيت اختصاره لعدم صحته ً،وإنما الملزم من الية ً،أنها امرأة
ملكة على مدائن اليمن ً،ذات يمهلك ً،عظيم ً،وكانت كافرة من قوم يكرفار" .وجملة القول ..فإن الكتاب مفيدً،
جامع لخلصات كتب مفيدة ً،وليس فيه ما فى غيره من الحشو اليمرخل ً،والستطراد اليمرمل* * * .
- 8اليدسر المنثور فى التفسير المأثور )للسيوطى( * التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف هذا التفسير هو الحافظ جلل الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبى بكر بن محمد ً،السيوطى
الشافعى ً،المسند المحققا ً،صاحب المؤلفات الفائقة النافعة ً،رويلد فى رجب سنة 849هـ )تسع وأربعين
وثمانمائة( وتوفى والده وله من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر ً،وأسند وصايته إلى جماعة ً،منهم
الكمال بن الهمام ً،فقرره فى وظيفة الشيخونية ولحظه بنظره ً،وختم القرآن وله من العمر ثمان سنينً،
وحفظ كثيرا من المتون ً،وأخذ عن شيوخ كثيرين ً،عسدهم تلميذه الداودى بلغ بهم واحدا وخسمين ً،كما
معرد مؤلفاته فبلغ بها ما يزيد على الخمسمائة يمؤرلف ً،وشهرة مؤلفاته يتغنى عن ذكرها ً،فقد اشتهرت شرقا
وغربا ً،وريزقت قبول الناس .وكان السيوطى -رحمه ال -آية فى سرعة التأليف حتى قال تلميذه
الداودى :عاينيت الشيخْ وقد كتب فى يوم واحد ثلثة كراريس تأليفا وتحريرا.
وكان أعمل أهل زمانة بعلم الحديث وفنونه ً،رجالل ً،وغريبا ً،ومتنا ً،وسندا ً،واستنباطا للحكام .ولقد
أخبر عن نفسه أنه يحفظ مائتى ألف حديث ً،قال :لو وجدت أكثر لحفظت .ولما بلغ الربعين سنة تجررد
للعبادة ً،وانقطع إلى ال تعالى ً،وأعرضِ عن الدنيا وأهلها ً،وترك الفتاء والتدريس ً،واعتذر عن ذلك
فى يمؤرلف سرماه بـ " التنفيس" ً،وأقام فى روضة المقياس ولم يتحرول عنها إلى أن مات .وله مناقب
وركامات كثيرة .وله شعر كثير جيد ً،أغلبه فى الفوائد العلمية ً،والحكام الشرعية .وتوفى فى مسمحر ليلة
الجمعة تاسع عشر جمادى الولى سنة 911هـ )إحدى عشرة وتسعمائة( فى منزلة بروضة المقياسً،
فرضى ال عنه وأرضاه.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
**
التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
عررف الجلل السيوطى نفسه هذا التفسير ً،وبرين لنا الحامل له على تأليفه ً،وذلك بمجموع ما ذكره فى
آخر كتاب التقان له ً،وما ذكره فى مقدمة اليدسر المنثور نفسه ً،فقال فى آخر التقان )" :(183 /2وقد
جمعت كتابا مسندا فيه تفاسير النبى صلى ال عليه وسلم ً،فيه بضعة عشر ألف حديث ما بين مرفوع
وموقوف ً،وقد تم ول الحمد فى أربع مجلدات ً،وسميته "ترجمان القرآن".
وقال فى مقدمة ساليدير المنثور )" :(2 /1وبعد ..فلما ألرفيت كتاب ترجمان القرآن -وهو التفسير اليمهسمند
عن رسول ال صلى ال عليه وسلم -وتم بحمد ال فى مجلدات ً،فكان ما أوردته فيه من الثار بأسانيد
الكتب المخررجة منها واردات ً،رأييت قصور أكثر الهمم عن تحصيله ً،ورغبتهم فى القتصار على متون
الحاديث دون السناد وتطويله ً،فلرخصيت منه هذا المختصر ً،مقتصرا فيه على متن الثر ً،مصدرا
بالعزو والتخريج إلى كل كتاب معتبر ً،وسميته باليدير المنثور ً،فى التفسير المأثور" .ومن هاتين
العبارتين يتبين لنا أن السيوطى اختصر كتابه اليدسر المنثور من كتابه ترجمان القرآن ً،وحذف السانيد
مخافة الملل ً،مع عزره كل رواية إلى الكتاب الذى أخذها منه.
ويقول السيوطى فى آخر التقان )" :(19 /3وقد شرعيت فى تفسير جامع لجميع ما ييجتاج إليه من
التفاسير المنقولة ً،والقوال المعقولة ً،والستنباطات والشارات ً،والعاريب واللغات ً،ونكت البلغة
ل ً،وسميته بمجمع البحرين ومطلع ومحاسن البدائع وغير ذلك ً،بحيث ل ييحتاج معه إلى غيره أص ل
البدرين ً،وهو الذى جعلت هذا الكتاب -يعنى التقان مقدمة له".
ومن هذه العبارة يتبين لنا أن كتاب " :مجمع البحرين ً،ومطعل البدرين" يشبه فى منهجه وطريقته -إلى
حد كبير -تفسير ابن جرير الطبرى ً،ولكن ل ندرى إذا كان السيوطى قد أتم هذا التفسير أم ل ً،ويظهر
لنا أنه ل صلة بينه وبين كتاب اليدسر المنثور ً،وذلك لنى استعرضيت كتاب اليدسر المنثور فوجدته ل
يتعرضِ فيه مطلقا لما ذكره من منهجه فى مجمع البحرين ومطلع البدرين ً،فل استنباط ً،ول إعرابً،
ول نكات بلغية ً،ول يممحيسنات بديعية ً،ول شئ مما ذكر أنه سيعرضِ له فى مجمع البحرين ومطلع
البدرين ً،وكل ما فيه هو سرد الروايات عن المسملف فى التفسير بدون أن ييعيقب عليها ً،فل يمعيدل ول
صيحح ً،فهو كتاب جامع فقط لما ييروى عن المسملف فى التفسير ً،أخذه السيوطى ضيعف ول ي م ميمجيرح ً،ول ي م
من البخارى ً،ومسلم ً،والنسائى ً،والترمذى ً،وأحمد ً،وأبى داود ً،وابن جرير ً،وابن أبى حاتم ً،وعبد ابن
حميد ً،وابن أبى الدنيا ً،وغيرهم ممن متقردمه ومدرون التفسير.
والسيوطى رجل يمغرم بالجمع وكثرة الرواية ً،وهو مع جللة قدره ً،ومعرفته بالحديث وعلله ً،لم يتحر
الصحة فيما جمع فى هذا التفسير ً،وإنما خلط فيه بين الصحيح والعليل ً،فالكتاب يحتاج إلى تصفية حتى
يتميز لنا عنه من سمينه ً،وهو مطبوع فى ست مجلدات ً،ومتدامول بين أهل العلم.
ول يفوتنا هنا أن ننبه إلى أن كتاب اليدسر المنثور ً،هو الكتاب الوحيد الذى اقتصر على التفسير المأثور
من بين هذه الكتب التى تكلمنا عنها ً،فلم يخلط بالروايات التى نقلها شيئا من عمل الرأى كما فعل غيره.
وإنما اعتبرنا كل هذه الكتب من كتب التفسير بالمأثور ً،نظرا لما امتازت به عرما عداها من الكثار فى
النقل ً،والعتماد على الرواية ً،وما كان وراء ذلك من محاولت تفسيرية أو استطردات إلى نواح تتصل
بالتفسير ً،فذلك أمر يكاد يكون ثانويا بالنسبة لما جاء فيها من روايات عن المسملف فى التفسير.
وإلى هنا نمسك عن الكلم عن بقية الكتب المؤرلفة فى التفسير المأثور لما قسدمناه من عدم وصول
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
جميعها إلينا ً،ومن مخافة التطويل ..ولعل القارئ الكريم يتفقا معى على أن هذه الكتب التى تقردمتً،
يغنى الكلم عنها عن الكلم عما عداها من الكتب التى نهجت هذا المنهج وسلكت هذا الطريقا.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الباب الثالث :المرحلة الثالثة
للتفسير ..أو التفسير فى عصور التدوين ( ضمن العنوان ) التفسير بالرأى وما يتعلقا به من مباحث (
* تمهيد:
ابتدأ عهد التدوين من قديم ً،وظفر التفسير بالتدوين كغيره من العلوم ً،فيأيلفت فيه كتب اختلفت فى
منهجها ً،حسب اختلف مشارب مؤلفيها ً،وظفرت هذه الناحية من التفسير -ناحية التفسير بالرأى
الجائز -بكثرة زاخرة من الكتب المؤلفة ً،كثرة تضخمت على ممير العصور ومكير الدهور ً،ففى كل
عصر مييجد جديد من الكتب المؤرلفة فى التفسير بالرأى الجائز ً،ثم تنضم إلى ما سبقا من ذلك ً،حتى
ازدحمت بها المكتبة السلمية على اتساعها وطول عهدها.
ولكن هل احتفظت لنا المكتبة السلمية بكل هذه الكتب؟ أو عفى رسمها وذهب أثرها؟
ل ..ل هذا ً،ول ذاك ً،بل احتفظت لنا ببعضها ً،وذهب بعضها الخر بتقادم الزمن عليه ً،ومع هذا فإن
القصور المكتبى ً،حال بيننا وبين الطلع ً،على جميع ما خرلفته لنا المكتبة السلمية العامة ..لهذاً،
ولعدم القدرة على الطلع على كل ما يوجد من هذه الكتب واستيعابه بالبحث والدراسة ً،أكتفى بأن
أتعرضِ لبعضِ هذه الكتب على ضوء المنهج الذى برينته ً،ولعل فى ذلك رغمنلى عن بعضها الخر ً،الذى
حال بينى وبين القصور المكتبى تارة ً،والقصور الزمنى تارة أخرى.
هذا ..ول يقوتنى أن أنبه إلى أن هذه الكتب التى وقع عليها اختيارى ً،يتجه كل منها إلى اتجاه معرينً،
وتغلب عليه ناحية خاصة من نواحى التفسير وألوانه ً،فمنها ما تغلب عليه الصناعة النحوية ً،ومنها ما
تغلب عليه النزعة الفلسفية والكلمية ً،ومنها ما تطغى فيه الناحية القصصية والسرائيلية ً،ومنها غير
ذلك .ولكن الجميع ينضم تحت شئ واحد هو التفسير بالرأى الجائز ً،فل عليه -إذن -إن كنت قد
جمعت بين هذه الكتب المختلفة المنازع والتجاهات ً،وهذا أمر اعتبارى ل أقل ول أكثر.
أما هذه الكتب التى وقع عليها اختيارى ً،فهى ما يأتى:
- 1مفاتيح الغيب :للفخر الرازى
- 2أنوار التنزيل وأسرار التأويل :للبيضاوى
- 3مدارك التنزيل وحقائقا التأويل :للنسفى
- 4يلباب التأويل فى معانى التنزيل :للخازن
- 5البحر المحيط :لبى حيان
- 6غرائب القرآن ورغائب الفرقان :للنيسابورى
- 7تفسير الجللين :للجلل المحلى ً،والجلل السيوطى
- 8السراج المنير فى العانة على معرفة بعضِ معانى كلم ربنا الحكيم
الخبير :للخطيب الشربينى
- 9إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم :لبى السعود
- 10روح المعانى فى تفسير القرآن العظيم والسبع المثانى :لللوسى
هذه هى الكتب التى وقع عليها اختيارى ً،وسأتكلم عنها على حسب هذا الترتيب ً،فأقول وبال التوفيقا:
- 1مفاتيح الغيب )للرازى(
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف هذا التفسير ً،هو أبو عبد ال ً،محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن ابن علسى ً،التميمى ً،البكرىً،
الطبرستانى ً،الرازى ً،الملرقب بفخر الدين ً،والمعروف بابن الخطيب الشافعى ً،المولود سنة 544هـ
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
)أربع وأربعين وخمسمائة من الهجرة( .كان رحمه ال فريد عصره ً،ومتكلم زمانه ً،جمع كثيرا من
العلوم ونبغ فيها ً،فكان إماما فى التفسير والكلم ً،والعلوم العقلية ً،وعلوم اللغة ً،ولقد أكسبه نبوغه
العلمى شهرة عظيمة ً،فكان العلماء يقصدونه من البلد ً،ويشدون إليه الرحال من مختلف القطار ً،وقد
أخذا لعلم عن والده ضياء الدين يالمعروف بخطيب الرى ً،وعن الكمال السمعانى ً،والمجد الجيلىً،
وكثير من العلماء الذين عاصرهم ولقيهم ً،وله فوقا شهرته العلمية شهرة كبيرة فى الوعظ ً،حتى قيل إنه
كان يعظ باللسان العربى واللسان العجمى ً،وكان يلحقه الوجد فى حال الوعظ ويكثر البكاء ً،ولقد خرلف
-رحمه ال -للناس مجموعة كبيرة من تصانيفه فى الفنون المختلفة ً،وقد انتشرت هذه التصانيف فى
البلد ً،ورزقا فيها الحظوة الواسعة ً،والسعادة العظيمة ً،إذ أن الناس اشتغلوا بها ً،وأعرضوا عن كتب
المتقدمين .ومن أهم هذه المصنفات :تفسيره الكبير المسمى بمفاتيح الغيب ً،وهو ما نحن بصدده النً،
وله تفسير سورة الفاتحة فى مجلد واحد ً،ولعله هو الموجود بأول تفسيره "مفاتيح الغيب" ً،وله فى علم
الكلم :المطالب العالية ً،وكتاب البيان والبرهان فى الرد على أهل الزيغ والطغيان .وله فى أصول
الفقه :المحصول ً،وفى الحكمة :المخلص ً،وشرح الشارات لبن سينا ً،وشرح عيون الحكمة ً،وفى
الطلمسات :السر المكنون ً،ويقال :إنه شرح المفصل فى النحو للزمخشرى ً،وشرح الوجيز فى الفقه
للغزالى ..وغير هذا كثير من مصنفاته ً،التى تتجلى فيها علم الرجل الواسع الغزير.
هذا ..وقد كانت وفاة الرازى -رحمه ال -سنة 606هـ )ست وستمائة من الهجرة( بالرى ً،ويقال
فى سبب وفاته :أنه كان بينه وبين الكررامية خلف كبير وجدل فى أمور العقيدة ً،فكان ينال منهم
وينالون منه سبا وتكفيرا ً،وأخيرا سسموه فمات على إثر ذلك واستراحوا منه.
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
يقع هذا التفسير فى ثمانى مجلدات كبار ً،وهو مطبوع ومتداول بين أهل العلم ً،ويقول ابن قاضى يشهبة:
إنه -أى الفخر الرازى -لم يتمه ً،كما يقول ذلك ابن خلكان فى وفيات العيان ً،إذن فممن الذى أكمل
هذا التفسير؟ وإلى أى موضع من القرآن وصل الفخر الرازى فى تفسيره؟
ل حاسما ً،لتضارب أقوال العلماء فى هذا الموضوع ً،فابن الحقا أن هذه مشكلة لم نوفقا إلى حلها ح ل
حجر العسقلنى ً،فى كتابه الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة ً،يقول" :الذى أكمل تفسير فخر الدين
الرازى ً،هو أحمد بن محمد بن أبى الحزم مكى نجم الدين المخزومى القمولى ً،مات سنة 727هـ
)سبع وعشرين وسبعمائة من الهجرة( هو مصرى".
وصاحب كشف الظنون يقولك "وصرنف الشيخْ نجم الدين أحمد ابن محمد القمولى تكملة له ً،وتوفى سنة
727هـ )سبع وعشرين وسبعمائة من الهجرة( ً،وقاضى القضاة شهاب الدين بن خليل الخويى
الدمشقى ً،كرمل ما نقص منه أيضا ً،وتوفى سنة 639هـ )تسع وثلثين وستمائة(".
فأنت ترى أن ابن حجر يذكر أن الذى أتم تفسير الفخر هو نجم الدين القمولى ً،وصاحب كشف الظنون
يجعل لشهاب الدين الخويى مشاركة على وجه ما فى هذه التكملة ً،وإن كانا يتفقان على أن الرازى لم
يتم تفسيره.
وأما إلى أى موضع وصل الفخر فى تفسيره؟ فهذه كالولى أيضا ً،وذلك لننا وجدنا على هامش كشف
ل عن شرح الشفا للشهاب ً،أنه وصل فيه إلى الظنون ما نصه" :الذى رأيته بخط السيد مرتضى نق ل
سورة النبياء".
وقد وجدت فى أثناء قراءتى فى هذا التفسير عند قوله تعالى فى الية ] [24من سورة الواقعة} :مجمزآلء
ربمما مكاينوها ميهعمميلو من{ُ هذه العبارة" :المسألة الولى أصولية ً،ذكرها المام فخر الدين رحمه ال فى مواضع
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
كثيرة ً،ونحن نذكر بعضها ..إلخْ".
وهذه العبارة تدل على أن المام فخر الدين ً،لم يصل فى تفسيره إلى هذه السورة .كما وجديت عند
صلرة{ُ ..الية ً،أنه تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [6من سورة المائدة }ميا أمسيمها ٱرلرذيمن آممينوها إرمذا يقهميتهم إرملى ٱل ر
تعررضِ لموضوع النرية فى الوضوء .واستشهد على اشتراط النرية فيه بقوله تعالى فى الية ] [5من
صيمن لميه ٱليديمن{ُ ..وبرين أن الخلص عبارة عن النرية ً،ثم سورة البينة} :موممآ أيرميريوها إر ر
ل رلميهعيبيدوها ٱلرلمه يمهخرل ر
صيمن لميه قال" :وقد حققنا الكلم فى هذا الدليل فى تفسير قوله تعالى} :موممآ أيرميريوها إر ر
ل رلميهعيبيدوها ٱلرلمه يمهخرل ر
ٱليديمن{ُ فلييرجع إليه فى طلب زيادة التقان".
وهذه العبارة يتشعر بأن الفخر الرازى فرسر سورة البيينة ً،أى أنه وصل إليها فى تفسيره ً،وهذا طبعا
بحسب ظاهر العبارة المجرد عن كل شئ.
والذى أستطيع أن أقوله كحل لهذا الضطراب :هو أن المام فخر الدين ً،كتب تفسيره هذا إلى سورة
النبياء ً،فأتى بعده شهاب الدين الخويى ً،فشرع فى تكملة هذا التفسير ولكنه لم يتمه ً،فأتى بعده نجم
الدين القمولى فأكمل ما بقى منه .كما يجوز أن يكون الخويى أكمهل إلى نهاية ً،والقمولى كتب تكملة
أخرى غير التى كتبها الخويى ً،وهذا هو الظاهر من عبارة صاحب كشف الظنون.
وأما إحالة الفخر على ما كتبه فى سورة البيينة ً،فهذا ليس بصريح فى أنه وصل إليها فى تفسيره ً،إذ
ل لسورة البيينة ً،أو لهذه الية وحدها ً،فهو يشير إلى ما كتب فيها ويحيل عليه. لعله كتب تفسيرا مستق ل
ل حاسما لهذا الضطراب ً،وإنما هو توفيقا يقول على الظن ييخطئ أقول هذا ً،وأعتقد أنه ليس ح ل
وييصيب.
ثم إن القارئ فى هذا التفسير ً،ل يكاد يلحظ فيه تفاوتا فى المنهج والمسلك ً،بل يجرى الكتاب من أوله
إلى آخره على نمط واحد ً،وطريقة واحدة ً،تجعل الناظر فيه ل يستطيع أن ييمييز بين الصل والتكملةً،
ول يتمكن من الوقوف على حقيقة المقدار الذى كتبه الفخر ً،والمقدار الذى كتبه صاحب التكملة.
هذا ..وإن تفسير الفخر الرازى ليحظى بشهرة واسعة بين العلماء ً،وذلك لنه يمتاز عن غيره من كتب
التفسير ً،بالبحاث الفرياضة الواسعة ً،فى نواح شرتى من العلم ً،ولهذا يصفه ابن خلكان فيقول" :إنه -أى
الفخر الرازى -جمع فيه كل غريب وغريبة".
**
* اهتمام الفخر الرازى ببيان المناسبات بين آيات القرآن وسورة:
وقد قرأيت فى هذا التفسير ً،فوجديت أنه يمتاز بذكر المناسبات بين اليات بعضها مع بعضِ ً،وبين السور
بعضها مع بعضِ ً،وهو ل يكتفى بذكر مناسبة واحدة بل كثيراص ما يذكر أكثر من مناسبة.
* اهتمامه بالعلوم الرياضية والفلسفية:
كما أنه ييكثر من الستطراد إلى العلوم الرياضية والطبيعية ً،وغيرها من العلوم الحادثة فى الرمرلة ً،على
ما كانت عليه فى عهده ً،كالهيئة الفكلية وغيرها ً،كما أنه يعرضِ كثيرا لقوال الفلسفة بالرد والتفنيدً،
وإن كان يصوغا أدلته فى مباحث اللهيات على نمط استدللته العقلية ً،ولكن بما يتفقا ومذهب أهل
اليسرنة.
**
* موقفه من المعتزلة:
ثم إنه -كسسينى يرى ما يراه أهل السسرنة ً،ويعتقد بكل ما يقررونه من مسائل علم الكلم -ل يدع فرصة
تمر دون أن يعرضِ لمذهب المعتزلة بذكر أقوالهم والرد عليهم ً،ردا ل يراه البعضِ كافيا ول شافيا.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
صر فى فهذا هو الحافظ ابن حجر يقول عنه فى لسان الميزان" :وكان ييعاب بإيراد الشبهة الشديدة ً،ويمق ي
حلها ً،حتى قال بعضِ المغاربة" :ييورد اليشمبه نقدا ويحلها نسيئة".
وقال ابن حجر أيضا فى لسان الميزان" :ورأيت فى الكسير فى علم التفسير للنجم الطوفى ما ملخصه:
ما رأيت فى التفاسير أجمع لغالب علم التفسير من القرطبى ً،ومن تفسير المام فخر الدين ً،إل أنه كثير
العيوب ً،فحردثنى شرف الدين النصيبى ً،عن شخيه سراج الدين السرمياحى المغربى ً،أنه صرنف كتاب
المأخذ فى مجلدين ً،برين فيهما فى تفسير الفخر من الزيف والبهرج ً،وكان ينقم عليه كثيرا ويقول :يورد
يشمبه المخالفين فى المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيقا ً،ثم يورد مذهب أهل السسرنة والحقا
على غاية من الوهاء .قال الطوفى :ولمعمرى ً،إن هذا دأبه فى كتبه الكلمية والحكمة .حتى اتهمه بعضِ
الناس ً،ولكنه خلف ظاهر حاله ً،لنه لو كان اختار قولل أو مذهبا ما كان عنده ممن يخاف منه حتى
يستر عنه ً،ولعل سببه أنه كان يستفرغا أقوالل فى تقرير دليل الخصم ً،فإذا انتهى إلى تقرير دليل نفسه ل
يبقى عنده شئ من القوى ً،ول شك أن القوى النفسانية تابعة للقوى البدنية ً،وقد صررح فى مقدمة نهاية
العقول :أنه مقرر مذهب خصمه تقريرا لو أراد خصمه تقريره لم يقدر على الزيادة على ذلك".
**
* موقفه من علوم الفقه والصول والنحو والبلغة:
ثم إن الفخر الرازى ل يكاد يمر بآية من آيات الحكام إل ويذكر مذاهب الفقهاء فيها ً،مع ترويجه
لمذهب الشافعى -الذى ييقيليده -بالدلة والبراهين.
كذلك نجده يستطرد لذكر المسائل الصولية ً،والمسائل النحوية ً،والبلغية ً،وإن كان ل يتوسع فى ذلك
توسعه فى مسائل العلوم الكونية والرياضية.
وبالجملة ..فالكتاب أشبه ما يكون بموسوعة فى علم الكلم ً،وفى علوم الكون والطبيعة ً،إذ أن هذه
الناحية ً،هى التى غلبت عليه حتى كادت يتمقيل من أهمية الكتاب كتفسير للقرآن الكريم.
ومن أجل ذلك قال صاحب كشف الظنون" :إن المام فخر الدين الرازى مل تفسيره بأقوال الحكماء
والفلسفة ً،وخرج من شئ إلى شئ ً،حتى يقضى الناظر العجب" وقنل عن أبى حيان أنه قال فى البحر
المحيط" :جمع المام الرازى فى تفسيره أشياء كثيرة طويلة ل حاجة بها فى علم التفسير ً،ولذلك قال
بعضِ العلماء :فيه كل شئ إل التفسير".
ويظهر لنا أن المام فخر الدين الرازى كان مولعا بكثرة الستنباطات والستطرادات فى تفسيره ً،ما دام
يستطيع أن يجد صلة ما بين المستنبط أو المستطمرد إليه وبين اللفظ القرآنى ً،والذى يقرأ مقدمة تفسيره
ل يسعه إل أن يحكم على الفخر هذا الحكم ً،وذلك حيث يقول" :اعلم أنه ممرر على لسانى فى بعضِ
الوقات ً،أن هذه السورة الكريمة -يريد الفاتحة -يمكن أن ييستنمبط من فوائدها ونفائسها عشرة آلف
مسألة ً،فاستبعد هذا بعضِ اليحرساد ً،وقوم من أهل الجهل والغى والعناد ً،وحملوا ذلك ما ألفوه من أنفسهم
من التعلقات الفارعة عن المعانى ً،والكلمات الخالية المعاقد والمبانى ً،فلما شرعيت فى تصنيف هذا
الكتاب ً،قردميت هذه المقدمة ً،لتصير كالتنبيه على أن ما ذكرناه أمر ممكن الحصول ً،قريب الوصول"...
إلخْ.
وبعد ..فالكتاب بين يديك ً،فأرجهل نظرك فى جميع نواحيه ً،فسوف ل ترى إل ما قلته فيه ً،وما حكميت به
عليه.
***
- 2أنوار التنزيل وأسرار التأويل )للبيضاوى(
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف هذا التفسير ً،هو قاضى القضاة ً،ناصر الدين أبو الخير ً،عبد ال ابن عمر بن محمد بن علسىً،
البيضاوى الشافعى ً،وهو من بلد فارس ً،قال ابن قاضى شهبة فى طبقاته" :صاحب المصنفات ً،وعالم
أذربيجان ً،وشيخْ تلك الناحية .ولى قضاء شيراز" .وقال السبكى" :كان إماما يمبمررا نرظارا مخييرا ً،صالحا
متعبدا" .وقال ابن حبيب" :تكرلم كل من الئمة بالثناء على مصنفاته ً،ولو لم يكن له غير المنهاج الوجيز
لفظه المحرر لكفاه" .ولى القضاء بشيراز ً،وتوفى بمدينة تبريز .قال السبكى والسنوى :سنة 691هـ
)إحدى وتسعين وستمائة( ً،وقال ابن كثير وغيره" :سنة 685هـ )خمس وثمانين وستمائة( .ومن أهم
مصنفاته :كتاب المنهاج وشرحه فى أصول الفقه ً،وكتاب الطوالع فى أصول الدين ً،وأنوار التنزيل
وأسرار التأويل فى التفسير ً،وهو ما نحن بصدده الن .وهذه الكتب الثلثة من أشهر الكتب وأكثرها
ل بين أهل العلم. تداو ل
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
تفسير العلمة البيضاوى ً،تفسير متوسط الحجم ً،جمع فيه صاحبه بين التفسير والتأويل ً،على مقتضى
قواعد اللغة العربية ً،وقرر فيه الدلة على أصول أهل السسرنة .وقد اختصر البيضاوى تفسيره من
الكشاف للزمخشرى ً،ولكنه ترك ما فيه من اعتزالت ً،وإن كان أحيانا يذهب إلى ما يذهب إليه صاحب
الكشاف ً،ومن ذلك أنه عندما فرسر قوله تعالى فى الية ] [275من سورة البقرة} :ٱرلرذيمن ميهأيكيلومن ٱليرمبا م
ل
ل مكمما مييقويم ٱرلرذيِ ميمتمخربيطيه ٱلرشهيمطاين رممن ٱهلمميس{ُ .....الية ً،وجدناه يقول" :إل قياما كقياممييقويمومن إر ر
المصروع ً،وهو وارد على ما يزعمون أن الشيطان يخبط النسان فييصمرع" ..ثم يفيسر المس بالجنون
ويقول" :وهذا أيضا من زعمانهم أرن الجنى يمس الرجل فيختلط عقله".
ول شك أن هذا موافقا لما ذهب إليه الزمخشرى من أن الجن ل تسلط لها على النسان إل بالوسوسة
والغواء.
كما أننا نجد البيضاوى قد وقع فيما وقع فيه صاحب الكشاف ً،من ذكره فى نهاية كل سورة حديثا فى
فضلها وما لقارئها من الثواب والجر عند ال ً،وقد عرفنا قيمة هذه الحاديث ً،وقلنا إنها موضوعة
باتفاقا أهل الحديث ً،وليسيت أعرف كيف اعترر بها البيضاوى فرواها وتابع الزمخشرى فى ذكرها عند
آخر تفسيره لكل سورة ً،مع ما له من مكانة علمية ً،وسيأتى اعتذار بعضِ الناس عنه فى ذلك ً،وإن كان
اعتذارا ضعيفا ً،ل يكتفى لتبرير هذا العمل الذى ل يليقا بعالم كالبيضاوى له قيمته ومكانته .وكذلك
استمد البيضاوى تفسيره من التفسير الكبير المسمى بمفاتيح الغيب للفخر الرازى ً،ومن تفسير الراغب
الصفهانى ً،وضم لذلك بعضِ الثار الواردة عن الصحابة والتابعين ً،كما أنه أعمل فيه عقله ً،فضمنه
نكتا بارعة ً،ولطائف رائعة ً،واستنباطات دقيقة ً،كل هذا فى أسلوب رائع موجز ً،وعبارة تيدقا أحيانا
وتخفى إل على ذى بصيرة ثاقبة ً،وفطنة نييرة .وهو يهتم أحيانا بذكر القراءت ً،ولكنه ل يلتزم المتواتر
منها فيذكر الشاذ ً،كما أنه يعرضِ للصناعة النحوية ً،ولكن بدون توسع واستفاضة ً،كما أنه يتعرضِ عند
آيات الحكام لبعضِ المسائل الفقهية بدو نتوسع منه فى ذلك ً،وإن كان يظهر لنا أنه يميل غالبا لتأييد
صمن ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [228من سورة البقرة} :موٱهليممطلرمقايت ميمتمررب ه مذهبه وترويجه ً،فمث ل
لمثمة يقيريوهَء{ُ ..يقول ما نصه :ويقروء جمع يقرء ً،وهو ييطلقا للحيضِ كقوله عليه الصلة ربمأهنيفرسرهرن مث م
والسلم" :مدرعى الصلة أيام أقرائك" ولليطهر الفاصل بين الحيضتين ً،كقول العشى:
*مورثة مالل وفى الحى رفعة * لما ضاع فيها من يقروء نسائكما*
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وأصله النتقال من الطهر إلى الحيضِ ً،وهو المراد فى الية ً،لنه الدال على براءة الرحم ل الحيضِ
كما قاله الحنفية ً،لقوله تعالى} :مفمطلييقويهرن رلرعردرترهرن{ُ أى وقت عسدتهن ً،والطلقا المشروع ل يكون فى
الحيضِ .وأما قوله عليه الصلة والسلم" :طلقا المة تطليقتان وعردرتها حيضتان" ً،فل ييقاوم ما رواه
الشيخان فى قصة ابن عمر" :يمهريه فليراجعها ً،ثم ليمسكها حتى تطهر ً،ثم تحيضِ ً،ثم تطهر ً،ثم إن شاء
أمسك بعد ً،وإن شاء طلقا قبل أن يمس ً،فتلك الرعردة التى أمر ال تعالى أن يتمطرلقا لها النساء" ...إلخْ.
كذلك نجد البيضاوى كثيرا ما يقرر مذهب أهل السسرنة ومذهب المعتزلة ً،عندما يعرضِ لتفسير آية لها
صلة بنقطة من نقط النزاع بينهم.
ل مرهيمب رفيره يهلدى فمثلص عند تفسيره لقوله تعالى فى اليتين ] [2و ] [3من سورة البقرة} :مذرلمك ٱهلركمتايب م
صلمة مومرما مرمزهقمنايههم يهنرفيقومن{ُ نراه يعرضِ لبيان معنى اليمان ليهليمرترقيمن * ٱرلرذيمن يهؤرمينومن ربٱِهلمغهيرب مويرقييمومن ٱل ر
والنفاقا عند أهل السسرنة والمعتزلة والخوراج .بتوسع ظاهر ً،وترجيح منه لمذهب أهل السسرنة.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى أول سورة البقرة أيضا} :مومرما مرمزهقمنايههم يهنرفيقومن{ُ نراه يتعرضِ للخلف ومث ل
الذى بين أهل السسرنة والمعتزلة فيما ييطلقا عليه اسم الرزقا ً،ويذكر وجهة نظر كل فريقا ً،مع ترجيحه
لمذهب أهل السسرنة.
والبيضاوى رحمه ال يميقفل جدا من ذكر الروايات السرائيلية ً،وهو ييصيدر الرواية بقوله :يروى ً،أو
قيل ...إشعارا منه بضعفها.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [22من سورة النمل} :مفمممكمث مغهيمر مبرعيهَد مفمقامل أممحطيت ربمما لمهم يترحهط فمث ل
ربره مورجهئيتمك رمن مسمبهَإ ربمنمبهَإ ميرقيهَن{ُ يقول بعد فراغه فى تفسيرها :يروى أنه عليه السلم لما أتم بناء بيت
المقدس تجهز للحج ..إلى آخر القصة التى يقف البيضاوى بعد روايتها موقف المجيوز لها .غير القاطع
بصحتها ً،حيث يقول ما نصه" :ولعله فى عجائب قدرة ال وما
خص به خاصة عباده أشياء أعظم من ذلك ً،يستكبرها من يعرفها ً،ويستنكرها ممن ينكرها". ر
ثم إن البيضاوى إذا عرضِ لليات الكونية ً،فإنه ل يتركها بدون أن يخوضِ فى مباحث الكون
والطبيعة ً،ولعل هذه الظاهرة سرتإليه من طريقا التفسير الكبير للفخر الرازى ً،الذى استمد منه كما قلنا.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [10من سورة الصافات} :مفمأهتمبمعيه رشمهافب مثارقفب{ُ نراه يعرضِ فمث ل
لحقيقة الشهاب فيقول :الشهاب ما ييرى كان كوكبا انقضِ ً،ثم يرد على ممن يخالف ذلك فيقول :وما قيل
صرح -لم ييناف ذلك" ..إلى آخر كلمه فى هذا إنه بخار يصعد إلى الثير فيشتعل فتخمين -إن م
الموضوع.
هذا وأرى أن أسوقا لك بعضِ العبارات الشارحة لمنهج البيضاوى فى تفسيره ً،والمبيينة لمصادره التى
رجع إليها واختصره منها ً،كشاهد على بعضِ ما ذكرناه من ناحية ً،وتتميما للفائدة من ناحية أخرى.
قال البيضاوى نفسه فى مقدمة تفسيره هذا بعد الديباجة ما نصه" :ولطالما أحردث نفسى بأن أصينف فى
هذا الفن -يعنى التفسير -كتابا يحتوى على صفوة ما بلغنى من عظماء الصحابة ً،وعلماء التابعين
وممن دونهم من المسملف الصالحين ً،وينطوى على رنكات بارعة ً،ولطائف رائعة ً،استنبطتها أنا ومن قبلى
رمن أفاضل المتأخرين ً،وأماثل المحققين ً،ويعرب عن وجوه القراءات المشهورة المهميزية إلى الئمة
ل أن قصور بضاعتى ييثبطنى عن القدامً، الثمانية المشهورين ً،والشواذ المروية عن القرراء المعبترين ً،إ ر
ويمنعنى عن النتصاب فى هذا المقام ً،حتى سنح لى بعد الستخارة ما صمم به عزمى على الشروع
فيما أردته ً،ولإتيان بما قصدته ً،ناويا أن أسميه بأنوار التنزيل وأسرار التأويل".
ويقول فى آخر الكتاب ما نصه" :وقد اتفقا إتمام تعليقا سواد هذا الكتاب المنطوى على فوائد ذوى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لمة ً،فى تفسير القرآن وتحقيقا اللباب .المشتمل على خلصة أقوال أكابر الئمة ً،وصفوة آراء أعلم ا ي
معانيه .والكشف عن عويصات آلفاظه ومعجزات مبانيه ً،مع اليجاز الخالى عن الخلل ً،والتلخيص
العارى عن الضلل ً،الموسوم بأنوار التنزيل وأسرار التأويل".
ص منه ً،ضمن ما وكأينى به فى هذه الجملة الخيرة ً،يشير إلى أنه اختصر من تفسير الكشاف ولرخ م
صه من كتب التفسير الخرى ً،غير أنه ترك ما فيه من نزعات الضلل ً،وشطحات اختصره ولرخ م
العتزال.
ويقول الجلل السيوطى -رحمه ال -فى حاشيته على هذا التفسير المسماة بـ "نواهد البكار وشوارد
ص هذا الكتاب فأجاد ً،وأىى بكل يمستجادً، الفكار" ما نصه" :وإن القاضى ناصر الدين البيضاوى لرخ م
وماز فيه أماكن العتزال ً،وطرح موضع الدسائس وأزال ً،وحررر يمهمات ً،واستدرك تتمات ً،فظهر كأنه
سبيكة رنضار ً،واشتهر اشتهار الشمس فى رائعة النهار ً،وعكف عليه العاكفون ً،ولمهج بذكر محاسنه
الواصفون ً،وذاقا طعم دقائقه العارفون ً،فأمكرب عليه العلماء تدريسا ومطالعة ً،وبادروا إلى تلقيه بالقبول
رغبة فيه ومسارعة".
ويقول صاحب كشف الظنون ما نصه" :وتفسيره هذا -يريد تفسير البيضاوى -كتاب عظيم الشأن
ص فيه من الكشاف ما يتعلقا بالعراب والمعانى والبيان ً،ومن التفسير الكبير ما غنى عن البيان ً،لرخ م
يتعلقا بالحكمة والكلم ً،ومن تفسير الراغب ما يتعلقا بالشتقاقا وغوامضِ الحقائقا ولطائف الشارات.
وضم إليه ما مو ررى زناد فكره من الوجوه المعقولة ً،فجل رين الشك عن السريرة ً،وزاد فى العلم بسطة
وبصيرة ً،كما قال مولنا المنشى:
*أولوا اللباب لم يأتوا * بكشف قناع ما ييتلى*
*ولكن كان القاضى * يد بيضاء ل يتبلى*
ولكونه متبحرا جال فى ميدان فرسان الكلم ً،فأظهر مهارته فى العلوم حسبما يليقا بالمقام ً،كشف القناع
عن تارة عن وجوه محاسن الشارة ً،وهملح الستعارة ً،وهتك الستار أخرى عن أسرار المعقولت بيد
صعاب المرامً، الحكمة ولسانها .وترجمان المناطقة وميزاتها ً،فحل ما أهشمكمل على النام ً،وذرلل لهم ر
وأورد فى المباحث الدقيقة ما يهؤممين به عن اليشمبه المضلة ً،وأوضح لهم مناهج الدلة .والذى ذكره من
وجوه التفسير ثانيا أو ثالثا أو رابعا بلفظ "قيل" ً،فهو ضعيف ضعف المرجوح أو ضعف المردود.
وأما الوجه الذى تفررد فيه ً،وظن بعضهم أنه مما ل ينبغى أن يكون من الوجوه التفسيرية السسينية ً،كقوله:
وحمل الملئكة العرش وحفيفهم حوله مجاز عن حفظهم وتدبيرهم له ً،ونحون ً،فهو ظن من لعله يقصر
فهمه عن تصور مبانية ً،ول يبلغ علمه إلى الحاطة بما فيه ً،فممن اعترضِ بمثله على كلمه كأنه
ينصب الحبالة للعنقاء ً،ويروم أن يقنص نسر السماء ً،لنه مالك زمام العلوم الدينية ً،والفنون اليقينيةً،
على مذهب أهل السسرنة والجماعة .وقد اعترفوا له قاطبة بالفضل المطلقا ً،وسرلموا إليه قصب السبقاً،
فكان تفسيره يحتوى فنونا من العلم وعرة المسالك ً،وأنواعا من القواعد المختلفة الطرائقا ً،وقسل من برز
فى فن إل وصرده عن سواه وشغله ً،والمرء عده لما جهله ً،فل يصل إلى مرامه إل من نظر إليه بعين
فكره ً،وأعمى عين هواه ً،واستعبد نفسه فى طاعة موله ً،حتى يسلم من الغلط والزلل ً،ويقتدر على رد
السفسطة والجدل.
وأما أكثر الحاديث التى أوردها فى أواخر السور ً،فإنه لكونه ممن صفت مرآة قلبه ً،وتعسرضِ لنفحات
ربه ً،تسامح فيه ً،وأعرضِ عن أسباب التجريح والتعديل ً،ونحا نحو الترغيب والتأويل ً،عالما بأنها مما
فاه صاحبه بزور ً،ودرلى بغرور.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ثم إن هذا الكتاب يررزقا من عند ال سبحانه وتعالى بحسن القبول عند جمهور الفاضل والفحومل ً،فعكفوا
عليه بالدرس والتحشية ً،فمنهمخْ من عرلقا تعليقه على سورة منه ً،ومنهم من حشى تحشية تامة ً،ومنهم
من كتب على بعضِ مواضع منه" ..ثم معرد من هذه الحواشى ما يزيد عددة على الربعين ً،ول أطيل
بذكرها ً،و ممن شاء الطلع على ذلك فليرجع إليه فى موضعه الذى أشرت إليه ً،وحسبى أن أقول :إن
أهشر هذه الحواشى وأكثرها تداو لل ونفعا :حاشية قاقضى زاده ً،وحاشية الشهاب الخفاجى ً،وحاشية
القونوى.
وجملة القول ..فالكتاب من يأمهات كتب التفسير ً،التى ل يستغنى عنها من يريد أن يفهم كلم ال تعالىً،
ويقف على أسراره ومعانيه ً،وهو مطبوع عدة طبعات ً،ومتوسط فى حجمه.
***
- 3مدارك التنزيل وحقائقا التأويل )للنسفى(
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف هذا التفسير ً،هو أبو البركات ً،عبد ال بن أحمد بن محمود النسفى الحنفى ً،أحد السزهاد
ل عديم النظير فى زمانه ً،رأسا فى الفقه والصول ً،بارعا المتأخرين ً،والئمة المعتبرين ً،كان إماما كام ل
فى الحديث ومعانيه ً،بصيرا بكتاب ال تعالى ً،وهو صاحب التصانيف المفيدة المعتبرة فى الفقه
والصول وغيرهما .فمن مؤلفاته :متن الوافى فى الفروع ً،وشرحه الكافى ً،وكنز الدقائقا فى الفقهً،
وال يعمدة فى أصول الدين ً،ومدارك التنزيل وحقائقا التأويل ً،وهو التفسير الذى نحن بصدد الكلم عنهً،
وغير ذلك من المؤرلفات التى تداولها العلماء ً،وتناولوها دراسة وبحثا ً،وليس هذا التراث العلمى بكثير
على رجل تفرقه على كثير من مشايخْ عصره وأخذ عنهم ً،ومن هؤلء :شمس الئمة الكردى وعليه تفقهً،
وأحمد بن محمد العتابى الذى روى عنه الزيادات .وكانت وفاة النسفى -رحمه ال -سنة 701هـ
)إأحدى وسبعمائة من الهجرة( ً،ودفن ببلدة أيذج فرضى ال عنه وأرضاه.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
هذا التفسير ً،اختصره النسفى -رحمه ال -من تفسير البيضاوى ومن الكشاف للزمخشرى ً،غير أنه
ترك ما فى الكشاف من العتزالت ً،وجرى فيه على مذهب أهل السسرنة والجماعة ً،وهو تفسير وسيط
بين الطول والقصر ً،جمع فيه صاحبه بين وجوه العراب والقراءات ً،وضمنه ما اشتمل عليه الكشاف
من النكت البلغية ً،والمحسرنات البديعية ً،والكشف عن المعانى الدقيقة الخفية ً،وأورد فيه ما أورده
الزمخشرى فى تفسيره من السئلة والجوبة ً،لكن ل على طريقته من قوله" :فإن قيل ...قلت" بل جعل
ذلك فى الغالب كلما مدرجا فى ضمن شرحه للية ً،كما أنه لم يقع فيما وقع فيه صاحب الكشاف من
ذكره للحاديث الموضوعة فى فضائل السور.
هذا وقد أورد النسفى فى مقدمة تفسيره عبارة قصيرة ً،أوضح فيها عن طريقته التى سلكها فيه ً،وأرى
أن أسوقها لك بنصها لتمام الفائدة:
قال رحمه ال" :قد سألنى من تتعين إجابته ً،كتابا وسطا فى التأويلت ً،جامعا لوجوه ً،العراب
والقراءات ً،متضمنا لدقائقا علمى البديع والشارات ً،حاليا بأقاويل أهل السسرنة والجماعة ً،خاليا عن
ل وأؤخر أباطيل أهل البدع والضللة ً،ليس بالطويل الممل ً،ول بالقصير المخل ً،وكنت يأقيدم فيه ررهج ل
أخرى ً،استقصارا لقوة المبشر عن درك هذا الوطر ً،وأخذا لسبيل الحذر عن ركوب متن الخطر ً،حتى
شرعيت فيه بتوفيقا ال والعوائقا كثيرة ً،وأتممته فى مدة يسيرة ً،وسميته بمدارك التنزيل وحقائقا
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
التأويل".
وقال صاحب كشف الظنون" :اختصره -يعنى تفسير النسفى -الشيخْ زين الدين ً،أبو محمد ً،عبد
الرحمن بن أبى بكر بن العينى ً،وزاد فيه" .ولكن لم يقع فى يدنا هذا المختصر ً،ولم نظفر به حتى نحكم
عليه.
قرأ يت فى هذا التفسير فوجدته كما قلت آنفا موجز العبارة سهل المأخذ ً،مختصرا من تفسير الكشافً،
جامعا لمحاسنه ً،متحاشيا لمساوئه ً،ومن تفسير البيضاوى أيضا حتى إنه ليأخذ عبارته بنصها أو قريبا
منه ويضمنها تفسيره.
**
* خوضه فى المسائل النحوية:
كذلك وجدته -كما يقول صاحبه -جامعا بين وجوه العراب والقراءات ً،غير أنه من ناحية العراب
ل عند تفسيره لقوله تعالى ل يستطرد كثيرا .ول يزج بالتفاصيل النحوية فى تفسيره كما يفعل غيره ً،فمث ل
صود معن فى الية ] [217من سورة البقرة} :ميهسمأيلومنمك معرن ٱلرشههرر ٱهلمحمرارم رقمتاهَل رفيره يقهل رقمتافل رفيره مكربيفر مو م
مسربيرل ٱللرره مويكهففر ربره موٱهلممهسرجرد ٱهلمحمرارم{ُ ..الية.
صسد عن سبيل ال وعن المسجد الحرامً، يقول ما نصه" :والمسجد الحرام" :عطف على "سبيل ال" ً،أى مو م
وزعم الف سراء أنه معطوف على الهاء فى "به" ً،أى كفر به وبالمسجد الحرام ً،ول يجوز عند البصريين
العطف على الضمير المجرور إل بإعادة الجار ً،فل تقول :مررت به وزيد ً،ولكن تقول :بزيد ً،ولو
كان معطوفا على الهاء هنا لقيل :وكفر به وبالمسجد الحرام* * .
* موقفه من القراءات:
وأما من ناحية القراءتت فهو ملتزم للقراءات السبع المتواترة مع نسبة كل قراءة إلى قارئها.
***
* خوضه فى مسائل الفقه:
كذلك عند تفسيره لية من آيات الحكام نجده يعرضِ للمذاهب الفقهية التى لها تعلقا وارتباط باليةً،
ويوجه القوال ولكن بدون توسع.
ضِ يقهل يهمو أملذى ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [222من سورة البقرة} :موميهسمأيلومنمك معرن ٱهلمرحي ر فمث ل
ل متهقمريبويهرن محرتـى ميهطيههرمن مفرإمذا متمطرههرمن مفهأيتويهرن رمهن محهييث أممممريكيم ٱللريه{ُ. مفٱِهعمترزيلوها ٱلينمسآمء رفي ٱهلمرحي ر
ضِ مو م
يقول ما نصه ..." :ثم عند أبى حنيفة وأبى يوسف -رحمهما ال -يجتنب ما اشتمل عليه الزار.
ومحمد -رحمه ال -ل ييوجب إل اعتزال المفيرج ً،وقالت عائشة رضى ال عنها :يجتنب شعار الدم
وله ما سوى ذلك.
ل متهقمريبويهرن{ُ مجامعين ً،أو :ول تقربوا مجامعتهن }محرتـى ميهطيههرمن{ُ بالتشديد -كوفى غير حفص -أى }مو م
يغتسلن ً،وأصله يتطهرن فأدغم التاء فى الطاء لقرب مخرجيهما .وغيرهم }ميهطيههرمن{ُ أى ينقطع دمهنً،
والقراءتان كآيتين ً،فعملنا بهما .وقلنا :له أن يقربها فى أكثر الحيضِ بعد انقطاع الدم وإن لم تغتسلً،
ل بقراءة ل بقراءة التخفيف ً،وفى أقل منه ل يقربها حتى تغتسل أو بمضى عليها وقت الصلة ً،عم ل عم ل
التشديد ً،والحمل على هذا أول من العكس ً،لنه حينئذ يجب ترك العمل بإحداهما لما يعرف .وعند
الشافعى -رحمه ال -ل يقربها حتى تطهر وتتطهر ً،دليله قوله تعالى} :مفرإمذا متمطرههرمن مفهأيتويهرن{ُ:
فجامعوهن ً،فجمع بينهما"..
وهو ينتصر لمذهبه الحنفى ويرد على ممهن خالفه فى كثير من الحيان ً،وإن أردت الوقوف على ذلك
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
صمن ربمأهنيفرسرهرن فارجع إليه عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [228من سورة البقرة} :موٱهليممطلرمقايت ميمتمررب ه
لمثمة يقيريوهَء{ُ ) ..جـ 1ص (89؛ً وعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ) (237من سورة البقرة} :مورإن مث م
ل مأن ميهعيفومن أمهو ميهعيفموها ٱرلرذيِ ضيتهم إر رصيف مما مفمر ه ضلة مفرن ه مطلرهقيتيمويهرن رمن مقهبرل مأن متممسسويهرن مومقهد مفمر ه
ضيتهم لميهرن مفرري م
ربميردره يعهقمدية ٱلينمكافح{ُ ) .جـ 1ص (95وعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [6من سورة الطلقا:
}أمهسركينويهرن رمهن محهييث مسمكنيتم يمن يوهجرديكهم{ُ ..الية) ً،جـ 4ص * * .(201
* موقفه من السرائيليات:
ومما نلحظه على هذا التفسير أنه يمرقل جدا فى ذكره للسرائيليات ً،وما يذكره من ذلك يمر عليه بدون
أن يتعقبه أحيانا ً،وأحيانا يتعقبه ول يرتضيه.
ل نجده عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [16من سورة النمل} :موموررمث يسلمهيمماين مدايوومد مومقامل ـيمأسيمها فمث ل
ٱلرنايس يعليهممنا ممنرطمقا ٱلرطهيرر{ُ يقول :روى أنه صاحب فاخته فأخبر أنها تقول :ليت ذا الخلقا لم ييخلقواً،
وصاح طاووس فقال :يقول :كما تدين تدان .وصاح هدهد فقال :يقول :استغفروا ال يا مذنبون .وصاح
خطاف فقال :يقول :قيدموا خيرا تجدوه ً،وصاحت رخمة فقال :تقول :سبحان ربى العلى ملء سمائه
وأرضه ً،وصاح قمرى فأخبر أنه يقول :سبحان ربى العلى ً،وقال :الحدأة تقول :كل شئ هالك إل الً،
والقطاة تقول :ممن سكت سلم ً،والديك يقول :اذكروا ال يا غافلون ً،والنسر يقول :يا بن آدم ً،رعهش ما
شئت آخرك الموت ً،واليعقاب يقول :فى اليبعد عن الناس يأنس .والضفدع يقول :سبحانه ربى القدوس.
ثم يتكلم عن قوله تعالى} :مويأورتيمنا رمن يكيل مشهيهَء{ُ بدون أن يتعقب ما ذكره من ذلك كله.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [35من سورة النمل أيضا} :موإريني يمهررسملفة إرملهيرههم ربمهردريهَة مفمنارظمرفة ومث ل
ربم ميهررجيع ٱهليمهرمسيلو من{ُ ..نراه يذكر خبر هدية بلقيس لسليمان وما كان من امتحانها له ً،وهو خبر أشبه ما
يكون بقصة نسجها خيال شخص مسرف فى تخيله ً،ومع ذلك فل يمعيقب عليها المام النسفى بكلمة
واحدة.
صرم إرهذ ل عند تفسيره لقوله تعالى فى اليتين ] [21و ] [22فى سورة ]ص[} :مومههل أممتامك منمبيأ ٱهلمخ ه ومث ل
ضِ ضمنا معلمـى مبهع هَ صممارن مبمغـى مبهع ي ل متمخهف مخ ه متمسرويروها ٱهلرمهحمرامب * إرهذ مدمخيلوها معلمـى مدايوومد مفمفرزمع رمهنيههم مقايلوها م
لصمرارط{ُ ..نراه -بعد أن يذكر من الروايات ما م ل يتهشرطهط موٱههردمنآ إرلمـى مسموآرء ٱل ي مفٱِهحيكهم مبهيمنمنا ربٱِهلمحيقا مو م
يتنافى مع عمصة داود عليه السلم -يقو ما نصه" :وما ييحكى أنه بعث مرة بعد مرة أوريا إلى غزوة
البلقاء وأحب أن ييقتل ليتزوجها -يعنى زوجه أوريا -فل يليقا من المتسلمين بالصلح من أفناء
ل عن بعضِ أعلم النبياء ً،وقال علسى رضى ال عنه :ممن حردثكم بحديث داود عليه السلم الناس ً،فض ل
على ما يرويه القصاص ً،جلدته مائة وستين ً،وهو حد الفرية على النبياء".
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [34من سورة ]ص[ أيضا} :مولممقهد مفمترنا يسلمهيممامن موأمهلمقهيمنا معلمـى ومث ل
يكهررسييره مجمسدا يثرم أممنامب{ُ ..نراه يذكر من الروايات ما ل يتنافى مع عمصة سليمان عليه السلم ً،ثم يقول
ما نصه" :وأما ما ييروى من حديث الخاتم والشيطان ً،وعبادة الوثن فى بيت سليمان عليه السلم ً،فمن
أباطيل اليهود".
ففى هذه الية الخيرة وما قبلها نجد النسفى -رحمه ال -يتصدى للتنبيه والرد على المقصص
المكذوب الذى يتنافى مع عمصة النبياء ً،ول يتساهل هنا كما تساهل فيما مرثلنا به قبل ذلك ً،ولعله يرى
أن كل ما يمس العقيدة من هذا المقصص يجب التنبيه على عدم صحته ً،وما ل يمس العقيدة فل مانع من
روايته بدون تعقيب عليه ً،ما دام يحتمل الصدقا والكذب فى ذاته ً،ول يتنافى مع العقل أو يتصادم مع
الشرع .هذا ..وإن الكتاب لمتداول بين أهل العلم ً،ومطبوع فى أربعة أجزاء متوسطة الحجم ً،وقد منرفمع
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ال به الناس كام نرفمعهم بغيره من مؤرلفات النسفى رحمه ال.
- 4ليمباب التأويل فى معانى التنزيل )للخازن( * التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف هذا التفسير .هو علء الدين ً،أبو الحسن ً،علسى بن محمد ابن إبراهيم بن عمر بن خليل الشيحى.
البغدادى ً،الشافعى ً،الصوفى ً،المعروف بالخازن .اشتهر بذلك لنه كان خازن كتب خانقاه السميساطية
بدمشقا .ويلد ببغداد سنة 678هـ )ثمان وسبعين وستمائة من الهجرة( ً،وسمع بها من ابن الدوليبىً،
وقدم دمشقا فسمع من القاسم ابن مظفر ووزيرة بنت عمر ً،واشتغل بالعلم كثيرا .قال ابن قاضى شهبة:
"كان من أهل العلم ً،جمع وأرلف ً،وحردث ببعضِ مصنفاته" .وقد مخرلف رحمه ال كتبا جرمة فى فنون
مختلفة ً،فمن ذلك :ليمباب التأويل فى معانى التنزيل ً،وهو التفسير الذى نريد الكلم عنه ً،وشرح عمدة
الحكام ً،ومقبول المنقول فى عشر مجلدات ً،جمع فيه بين مسندى الشافعى وأحمد والكتب الستة
والموطأ وسنن الدارقطنى ً،وررتبه على البواب ً،وجمع سيرة نبوية مطرولة ً،وكان رحمه ال صوفيا
حسن السمت بشوش الوجه ً،كثير التودد للناس .توفى سنة 741هـ )إحدى وأربعين وسبعمائة من
الهجرة( بمدينة حلب ً،فرحمه ال رحمة واسعة.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
هذا التفسير اختصره مؤلفه من معالم التنزيل للبغوى ً،وضم إلى ذلك ما نقله ولسخصه من تفاسير من
تقردم عليه ً،وليس له فيه -كما يقول -سوى النقل والنتخاب ً،مع حذف السانيد وتجنب التطويل
والسهاب.
وهو مكثر من رواية التفسير المأثور إلى حد ما ً،ممهعرنسى بتقرير الحكام وأدلتها ً،مملوء بالخبار
التاريخية ً،والقصص السرائيلى الذى ل يكاد يسلم كثير منه أمام ميزان العلم الصحيح ً،والعقل السليمً،
وأرى أن أسوقا هنا ما قاله الخازن نفسه فى مقدمة تفسيره ً،مبيينا به طريقته التى سلكها ً،ومنهجه الذى
نهجه فيه ً،وفيها رغنى عن كل شئ.
قال رحمه ال تعالى :ولما كان كتاب معالم التنزيل ً،الذى صرنفه الشيخْ الجليل ً،والمحهبر النبيل ً،المام
لمة ً،وإمام الئمة ً،مفتى الفرقا ً،ناصر الحديث ً،ظهير الدين ً،أبو محمد العالم محيى السسرنة ً،قدوة ا ي
الحسين ابن مسعود البغوى -قردس ال روحه ً،ونرور ضريحه -رمن أرجرل المصنفات فى علم التفسير
وأعلها ً،وأنبلها وأسناها .جامعا للصحيح من القاويل ً،عاريا عن اليشبه والتصحيف والتبديل ً،محلسى
بالحاديث النبوية ً،مطرزا بالحكام الشرعية ً،موشلى بالمقصص الغريبة ً،وأخبار الماضين العجيبةً،
يمرصعا بأحسن الشارات ً،مخرجا بأوضح العبارات ً،يمفرغا فى قالب الجمال بأفصح مقال ً،فرحم ال
تعالى يمصينفه وأجزل ثوابه .وجعل الجنة متقلبة ومآبه .لما كان هذا كتاب كما وصفيت ً،أحببيت أن
أنتخب من يغمررر فوائده ً،ويدمررر فرائده ً،وزواهر نصوصه ً،وجواهر فصوصه ً،مختصرا جامعا لمعانى
التفسير ً،ويلباب التأويل والتعبير ً،حاويا لخلصة منقوله ً،متضمنا لنكته وأصوله ً،مع فوائد نقلتها ً،وفرائد
لرخصتها من كتب التفسير المصرنفة ً،فى سائر علومه المؤرلفة ً،ولم أجعل لنفسى تصرفا سوى النقل
والنتخاب ً،مجتنبا حد التطويل والسهاب ً،وحذفيت منه السناد لنه أقرب إلى تحصيل المراد ً،فما
أورد يت فيه من الحاديث النبوية والخبار المصطفوية ً،على تفسير آية أو بيان حكم -فإن الكتاب
ييطلب بيانه من السسرنة ً،وعليها مدار الشرع وأحكام الدين -عزويته إلى مخرجه ً،وبرينيت اسم ناقلهً،
وجعليت عوضِ كل اسم حرفا ييعرف به ً،ليهون على الطالب طلبه .فما كان من صحيح أبى عبد ال
محمد بن إسماعيل البخارى فعلمته قبل ذكر الصحابى الراوى للحديث )خ( .وما كان من صحيح أبى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الحسين مسلم ابن الحجاج النيسابورى فعلمته )م( .وما كان مما اتفقا عليه فعلمته )قا( .وما كان من
كتب السنن ً،كسنن أبى داود ً،والترمذى ً،والنسائى فإنى أذكر اسمه بغير علمة .وما لم أجده فى هذه
الكتب ووجدت البغوى قد أخرجه بسند له انفرد به .قلت :روى البغوى بسنده ً،وما رواه البغوى بإسناد
الثعلبى قلت :روى البغوى بإسناد الثغلبى .وما كان فيه من أحاديث زائدة وألفاظ متغيرة فاعتمده ً،فإنى
اجتهدت فى تصحيح ما أخرجته من الكتب المعتبرة عند العلماء كالجمع بين الصحيحين للحميدىً،
وكتاب جامع الصول لبن الثير الجزرى ً،ثم إنى عروضيت عن حذف السناد شرح غريب الحديث وما
يتعلقا به .ليكون أكمل فائدة فى هذا الكتاب ً،وأسهل على اليطلب ً،وسقته بأبلغ ما قدريت عليه من
اليجاز وحسن الترتيب ً،مع التسهيل والتقريب .وينبغى لكل مؤلف كتابا فى فن قد يسبقا إليه ً،أن ل
ل .أو جمعه إن كان متفرقا .أو شرحه إن كان يخلو كتابه من خمس فوائد :استنباط شئ إن كان معض ل
غامضا .أو يحهسن نظم وتأليف .أو إسقاط حشو وتطويل ً،وأرجو أن ل يخلو هذا الكتاب عن هذه
الخصال التى ذكرت .وسرميته" :يلباب التأويل فى معانى التنزيل".
ثم قردم الخازن لتفسيره بخمسة فصول -الفصل الول :فى فصل القرآن وتلوته وتعليمه .الفصل
الثانى :فى وعيد ممن قال فى القرآن برأيه من غير علم ً،ووعيد من أوتى القرآن فنسيه ولم يتعهده.
الفصل الثالث :فى جمع القرآن وترتيب نزوله ً،وفى كونه نزل على سبعة أحرف .الفصل الرابع :فى
كون القرآن نزل على سبعة أحرف وما قيل فى ذلك .الفصل الخامس :فى معنى التفسير والتأويل .ثم
ابتدأ بعد ذلك فى التفسير.
* توسعه فى ذكر السرائيليات:
وقد قرأت فى هذا التفسير كثيرا فوجدته يتوسع فى ذكر القصص السرائيلى وكثيرا ما ينقل ما جاء من
ذلك عن بعضِ التفاسير التى تعنى بهذه الناحية كتفسير الثعلبى وغيره ً،وهو فى الغالب ل ييعيقب على ما
يذكر من القصص السرائيلى ً،ول ينظر إليه بعين الناقد البصير ً،وإن كان فى بعضِ المواضيع ل
يترك القصة تمر بدون أن يمبيين لنا ضعفها أو كذبها ً،ولكن على ندرة.
صرم إرهذ متمسرويروها ٱهلرمهحمرامبُ{....... ل عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة ]ص[ } :مومههل أممتامك منمبيأ ٱهلمخ ه فمث ل
اليات إلى قوله تعالى} :مومظرن مدايوويد أمرنمما مفمترنايه مفٱِهسمتهغمفمر مرربيه مومخرر مراركعا موأممنامب{ُ ] [24 - 21نراه يسوقا
قصصا أشبه ما يكون بالخرافة كقصة الشيطان الذى تمرثل لداود فى صورة حمامة من ذهب فيها من كل
لون حسن ً،وجناحاها من السدر والزبرجد ً،فطارت ثم وقعت بين رجليه وألهته عن صلته ً،وقصة
المرأة التى وقع بصره عليها فأعجبه جمالها فاحتال على زوجها حتى يقرتل رجاء أن تسلم له هذه المرأة
التى يفرتمن بها ويشرغمف بحبها ً،وغير ذلك من الروايات العجيبة الغريبة ً،ولكنه يأتى بعد كل هذا فيقول:
"فصل فى تنزيه داود عليه الصلة والسلم عما ل يليقا به ويينسب إليه" ويمفيند فى هذا الفصل كل ما
ذكره مما يتنافى مع عصمة نبى ال داود عليه السلم.
ولكرنا نرى الخازن يمر بقصص كثيرة ل ييعيقب عليها ً،مع أن بعضها غاية فى الغرابة ً،وبعضها مما
يخل بمقام النبروة.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [10من سورة الكهف} :إرهذ أمموى ٱهلرفهتميية إرملى ٱهلمكههرف{ُ ..الية ً،نراه فمث ل
يذكر قصة أصحاب الكهف ً،وسبب خروجهم إليه عن محمد بن إسحاقا ومحمد بن يسار ً،وهى غاية فى
الطول والغرابة ومع ذلك فهو يذكرها ول يمعيقب عليها بلفظ واحد.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى اليتين ] [84 ً، 83من سورة النبياء} :موأمسيومب إرهذ منامدـى مرربيه أميني ومث ل
ضرر موآمتهيمنايه أمههلميه مورمهثلميههم رممعيههم مرهحمملةضسر مومأنمت أمهرمحيم ٱلررارحرميمن * مفٱِهسمتمجهبمنا لميه مفمكمشهفمنا مما ربره رمن ي
ممرسرنمي ٱل س
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يمهن رعنردمنا مورذهكمرـى رلهلمعاربرديمن{ُ ..نراه يروى فى حقا أيوب عليه السلم ً،قصة طويلة جدا عن موهب بن
منربه ً،وهى مما ل يكاد يقرها الشرع أو ييصيدقها العقل ً،لما فيها من المنافاة لمقام النبروة ً،ومع ذلك ً،فهو
يذكر هذه القصة ويمر عليها بدون أن يمعيقب عليها بأية كلمة.
**
* عنايته بالخبار التاريخية:
كذلك نلحظ على هذا التفسير أنه يفيضِ فى ذكر الغزوات التى كانت على عهد النبى صلى ال عليه
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [9من سورة الحزاب} :ـيمأسيمها ٱرلرذيمن وسلم وأشار إليها القرآن .فمث ل
آممينوها ٱهذيكيروها رنهعمممة ٱلرلره معلمهييكهم إرهذ مجآمءهتيكهم يجينوفد مفمأهرمسهلمنا معلمهيرههم رريحا مويجينودا لرهم متمرهومها مومكامن ٱللريه ربمما
صيرا{ُ نراه بعد أن يفرغا من التفسير يقول" :ذكر غزوة الخندقا وهى الحزاب" ثم يذكر وقائع متهعمميلومن مب ر
الغزوة وما جرى فيها باستفاضة وتوسع.
ضيههم موردميامريههم ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [27من سورة الحزاب أيضا} :موأمهومرمثيكهم أمهر م ومث ل
موأمهمموالميههم موأمهرضا لرهم متمطيئومها مومكامن ٱللريه معلمـى يكيل مشهيهَء مقرديرا{ُ ..نراه يستطرد إلى ذكر غزوة بنى قريظةً،
بتوسع ظاهر ً،وتفصيل تام* * .
* عنايته بالناحية الفقهية:
كذلك نجد هذا التفسير يعنى جد العناية بالناحية الفقهية ً،فإذا تكرلم عن آية من آيات الحكام ً،استطرد إلى
مذاهب الفقهاء وأدرلتهم ً،وأقحم فى التفسير فروعا فقهية كثيرة ً،قد ل تهم المفيسر بوصف كونه مفيسرا فى
قليل ول كثير.
ص أمهرمبمعرة ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ) (226من سورة البقرة} :ليرلرذيمن يهؤيلومن رمن ينمسآرئرههم متمرسب ي فمث ل
أمهشيههَر مفرإهن مفآيءو مفرإرن ٱلرلمه مغيفوفر رررحيفم{ُ نراه بعد أن ينتهى من التفسير يقول" :فروع تتعلقا بحكم الية" ثم
يذكر خمسة فروع -الفرع الول :فى حكم ما إذا حف أنه ل يقرب زوجته أبدا أو مدة هى أكثر من
أربعة أشهر ً،والثانى :فى حكم ما لو حلف إل يطأها أقل من أربعة أشهر ً،والثالث :فى حكم ما لو حلف
أل يطأها أربعة أشهر ً،والرابع :فى مدة اليلء فى حقا الحر والعبد واختلف المذاهب فى ذلكً،
والخامس :فيما إذا خرج من اليلء بالوطء ً،فهل تجب عليه كرفارة أو ل تجب.
صمن ربمأهنيفرسرهرن مث م
لمثمة ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [228من سورة البقرة} :موٱهليممطلرمقايت ميمتمررب ه ومث ل
يقيريوهَء{ُ ..الية ً،نراه يعرضِ لمذاهب الحنفية ومذهب الشافعية فيما تنقضى به رعردة الحائضِ ..ثم يقول:
"فصل فى أحكم الرعردة ً،وفيه مسائل" فيذكر أربع مسائل ً،يتكلم فى المسألة الولى منها :عن رعردة
الحوامل ً،وفى الثانية :عن رعردة المتوفى عنها زوجها ً،وفى الثالثة :عن رعردة المطيلقة المدخول بها ً،وفى
الرابعة :عن رعردة الماء..
ل يجمنامح ل يرقيمما يحيدومد ٱللرره مف م ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [229من سورة البقرة} :مفرإهن رخهفيتهم أم ر ومث ل
معلمهيرهمما رفيمما ٱهفمتمدهت ربره{ُ ..الية ً،نجده يقول" :فصل فى حكم اليخهلع ً،وفيه مسائل" ويذكر مثلث مسائل؛ً
المسألة الولى :فيما ييباح من أجله اليخهلع ً،والثانية :فى جواز اليخهلع بأكثر مما أعطاها وعدم جوازهً،
الثالثة :فى اختلف العلماء فى اليخهلع هل هو فسخْ أو طلقا؟
ل فى أحكام الكرفارة ً،وما ل عند تفسيره لية المظمهار التى فى أول سورة المجادلة نراه يسوقا فص ل ومث ل
يتعلقا بالمظمهار ً،ويورد فيه ثمانى مسائل ل نطيل بذكرها.
**
* عنايته بالمواعظ:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ثم إ رن هذا التفسير كثيرا ما يتعرضِ للمواعظ والرقاقا ً،ويسوقا أحاديث الترغيب والترهيب ً،ولعل نزعه
ل عند الخازن الصوفية هى التى أرثرت فيه فجعلته يعنى بهذه الناحية ويستطرد إليها عند المناسبات .فمث ل
ضارجرع{ُ ..الية؛ً نراه يقولتفسيره لقوله تعالى فى الية ] [16من سورة السجدة} :متمتمجامفـى يجينويبيههم معرن ٱهلمم م
بعد النتهاء من التفسير" :فصل فى فضل قيام الليل والحث عليه" ..ثم يسوقا فى ذلك أحاديث كثيرة عن
النبى صلى ال عليه وسلم كلها تدور على البخارى ومسلم والترمذى .وهكذا نجد هذا التفسير يطرقا
موضوعات كثيرة فى نواح من العلم مختلفة .ولكن يشههرته المقصصية ً،ويسهمعه السرائيلية ً،أساءت إليه
كثيرا ً،وكادت تصد الناس عن الرجوع إليه والتعديل عليه!! .ولعل ال يهيئ لهذا الكتاب ممهن يعلقا عليه
بتعليقات توضح مغرثيه رمه ً،مسرمينه ً،وتستخلص صحيحه رمهن سقيمه .والكتاب مطبوع فى سبعة أجزاء
متوسطة الحجم ً،وهو متداول بين الناس ً،خصوصا ممهن له شغف بالقصص وولوع بالخبار.
- 5البحر المحيط )لبى حيان(
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف هذا التفسير هو أثير الدين ً،أبو عبد ال ً،محمد بن يوسف بن علسى بن يوسف بن حيانً،
الندلسى ً،الغرناطى ً،الحريانى ً،الشهير بأبى حريان ً،المولود سنة 654هـ )أربع وخسمين وستمائة من
الهجرة( .كان -رحمه ال -يميلما بالقراءت صحيحها وشاذها ً،قرأ القرآن على الخطيب عبد الحقا بن
عل سى إفرادها وجمعا ً،ثم على الخطيب أبى جعفر ابن الطباع ً،ثم على الحافظ أبى علسى بن أبى الحوص
بمالقة ً،وسمع الكثير من العلماء ببلد الندلس وإفريقية ً،ثم مقردمم السكندرية فقرأ القراءات على عبد
النصير بن علسى المريوطى ً،وبمصر على أتى طاهر إسماعيل بن عبد ال المليجى ً،ولزم بها الشيخْ
بهاء الدين بن النحاس ً،فسمع عليه كثيرا من كتب الدب .قال أبو حيان" :وعدة ممن أخذيت عنه أربعمائة
وخمسون شخصا ً،وأما مم هن أجازتى فكثير جدا ً،وقال الصفدى" :لم أره قط إل يسمع ً،أو يشتغل ً،أو
يكتب ً،أو ينظر فى كتاب ً،ولم أره على غير ذلك".
كذلك يعررف أبو حيان ً،بكثرة نظمه للشعار والموشحات ً،كما كان على جانب كبير من المعرفة باللغةً،
أما النحو والتصريف فهو المام المطلقا فيهما ً،خدم هذا الفن أكثر عمره ً،حتى صار ل ييذكر أحد فى
أقطار الرضِ فيهما غيره ً،وبجانب هذا كله كان لبى حيان اليد الطولى فى التفسير ً،والحديث ً،وتراجم
الرجال ً،ومعرفة طبقاتهم ً،خصوصا المغاربة.
ولقد أخذ كثير عنه العلم حتى صار من تلمذته أئمة وأشياخ فى حياته ً،وهو الذى مجرسر الناس على
كتب ابن مالك وررغبتهم فيها وشرح لهم غامضها .وأما مؤلفاته فكثيرة ً،انتشرت فى حياته وبعد وفاته
فى كثير من أقطار الرضِ وتلقاها الناس بالقبول ً،ومن أهمها :تفسير البحر المحيط الذى نحن بصدده
الن ً،وغريب القرآن فى مجلد واحد ً،وشرح التسهيل ً،ونهاية العراب ً،وخلصة البيان ً،وله منظومة
على وزن الشاطبية فى القراءات بغير رموز ً،وهي أخصر وأكثر فوائد ً،ولكنها لم ترزقا من القبول
حظ الشاطبية ,هذا ً،وقد قيل :إن أبا حيان كان ظاهرى المذهب ً،ثم رجع عنه وتبع الشافعى على مذهبهً،
وكان عريا من الفسلفة ً،بريئا من العتزال والتجسيم ً،متمسكا بطريقة السلف .أما وفاته فكانت بمصر
سنة 745هـ )خمس وأربعين وسبعمائة من الهجرة( ً،فرحمه ال ورضى عنه.
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
يقع هذا التفسير فى ثمان مجلدات كبار ً،وهو مطبوع ومتداول بين أهل العلم .ومعتبر عندهم المرجع
الول والهم لمن يريد أن يقف على وجوه العراب اللفاظ القرآن الكريم ً،إذ أن الناحية النحوية هى
أبرز ما فيه من البحوث التى تدور حول آيات الكتاب العزيز ً،والمؤلف إذ يتكلم عن هذه الناحية ً،فهو
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ابن بجدتها ً،وفارس حلبتها ً،غير أنه -والحقا يقال -قد أكثر من مسائل النحو فى كتابه ً،مع توسعه
فى مسائل الخلف بين النحويين ً،حتى أصبح الكتاب أقرب ما يكون إلى كتب النحو منه إلى كتب
التفسير.
هذا ..وإن أبا حيان وإن غلبت عليه الصناعة النحوية فى تفسيره إل أنه مع ذلك لم يهمل ما عداها من
النواحى التى لها اتصال بالتفسير ً،فنراه يتكلم على المعانى اللغوية للمفردات ً،ويذكر أسباب النزولً،
والناسخْ والمنسوخ ً،والقراءات الواردة مع توجيهها ً،كما أنه ل يغفل الناحية البلغية فى القرآن ً،ول
يهمل الحكام الفقهية عندما يمر بآيات الحكام ً،مع ذكره لما جاء عن السلف ومن تقدمه من الخلف فى
ذلك ً،كل هذا على طريقة وضعها لنفسه ً،ومشى عليها فى كتابه ً،ونبهنا عليها فلى مقدمته ً،وذلك حيث
يقول" :وترتيبى فى هذا الكتاب ً،أنى أبتدئ أولل بالكلم على مفردات الية التى أفسرها لفظة لفظة ً،فيما
يحتاج إليه من اللغة والحكام النحوية التى لتلك اللفظة قبل التركيب ً،وإذا كان للكلمة معنيان أو معان
ذكريت ذلك فى أول موضع فيه تلك الكلمة ً،ليينظر ما يناسب لها من تلك المعانى فى كل موضع تقع فيه
فيحمل عليه ً،ثم أشرع فى تفسير الية ذاكرا سبب نزولها إذا كان لها سبب ً،ونسخها ً،ومناسبتهاً،
لوارتباطها بما قبلها ً،حاشدا فيها القراءات ً،شاذها ومستعملها .ذاكرا توجيه ذلك فى علم العربية ً،ناق ل
أقاويل المسملف والخملف فى فهم معانيها ً،متكلما على جليها وخفيها ً،بحيث أنى ل أغادر منها كلمة وإن
اشتهرت حتى أتكلم عليها ً،مبديا ما فيها من غوامضِ العراب ً،ودقائقا الداب ً،من بديع وبيان ً،مجتهدا
أنى ل أكرر الكلم فى لفظ سبقا ً،ول فى جملة تقردم الكلم عليها ً،ول فى آية يفيسرت ً،بل أذكر فى كثير
منها الحوالة على الموضع الذى يتكيلم فيه على تلك اللفظة أو الجملة أو الية ً،وإن عرضِ تكرير فبمزيد
لل أقاويل الفقهاء الربعة وغيرهم فى الحكام الشرعية مما فيه تعلقا باللفظ القرآنى ً،يمحي ل فائدة ً،ناق ل
على الدلئل التى فى كتب الفقه ً،وكذلك ما نذكره من القواعد النحوية أحيل فى تقريرها والستدلل
عليها على كتب النحو ً،وربما أذكر الدليل إذا كان الحكم غريبا أو خلف مشهور ما قال معظم الناسً،
بادئا بمقتضى الدليل وما مدرل عليه ظاهر اللفظ مريجحا له لذلك ً،ما لم يصد عن الظاهر ما يجب إخراجه
به عنه متنكبا فى العراب عن الوجوه التى تنسزه القرآن عنها ً،مبيينا أنها مما يجب أن ييعدل عنه وأنه
ينبغى أن ييحمل على أحسن إعراب وأحسن تركيب ً،إذ كلم ال تعالى أفصح الكلم ً،فل يجوز فيه
جميع ما ييج يوزه النحاة فى شعر الشماخ والطرماح وغيرهما من سلوك التقادير البعيدة ً،والتراكيب
القلقة ً،والمجازات المعرقدة ً،ثم أختتم فى جملة من اليات التى فسريتها إفرادا وتركيبا بما ذكروا فيها من
علم البيان والبديع ملخصا ً،ثم أتبع آخر اليات بكلم منثور ً،أشرح به مضمون تلك اليات على ما
اأختاره من تلك المعانى ً،ملخصا جملها أحسن تلخيص ً،وقد ينجر معها ذكر معان لم تتقدم فى التفسيرً،
وصار ذلك أنموذجا لمن يريد أن يسلك ذلك فيما بقى من سائر القرآن ً،وستقف على هذا المنهج الذى
سلكته إن شاء ال تعالى ً،وربما ألممت بشئ من كلم الصوفية بما فيه بعضِ مناسبة لمدلول اللفظً،
وتجنبت كثيرا من أقاويلهم ومعانيهم التى ييحيملونا اللفاظ وتركيت أقوال الملحدين الباطنية ً،المخرجين
اللفاظ العربية عن مدلولتها فى اللغة ً،إلى هذيان افتروه على ال ً،وعلى علرى كررم ال تعالى وجههً،
وعلى يذيريته ً،ويسمونه علم التأويل."..
هذا ..وإن أبا حيان -رحمه ال تعالى -ينقل فى تفسيره كثيرا من تفسير الزمخشرى ً،وتفسير ابن
عطية ً،خصوصا ما كان من مسائل النحو ووجوه العراب ً،كما أنه يتعقبهما كثيرا بالرد والتفنيد لما
قاله فى مسائل النحو على الخصوص ً،ولكثرة هذا التعقيب منه على كلم الزمخشرى وابن عطية تجد
تلميهذ تاج الدين أحمد بن عبد القادر )بن أحمد( بن مكتوم المتوفى سنة 749هـ )تسع وأربعين
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وسبعمائة من الهجرة( يختصر هذا التفسير فى كتاب سرماه:
"السد
ر
س
اللقيط من البحر المحيط" يكاد يقتصر فيه على مباحثه مع ابن عطية والزمخشرى ورده عليها وهذا
المختصر يتوجد منه نسخة مخطوطة بمكتبة الزهر ً،كما أنه مطبوع على هامش البحر المحيط.
كذلك نجد الشيخْ يحيى الشاوى المغربى يفرد مؤلفا عنوانه" :بين أبى حيان والزمخشرى" يجمع فيه
اعتراضات أبى حيان على الزمخشرى وهو مخطوط فى مجلد كبير بالمكتبة الزهرية.
وكثيرا ما يحمل أبو حيان على الزمخشرى حملت ساخرة قاسية من أجل آرائه العتزالية )جـ 2ص
276ص ً،(85ومع ذلك نجده يشيد با للزمخشرى من مهارة فائقة فى تجلية بلغة القرآن وقوة بيانه.
حيث يصفه بأنه أوتى من علم القرآن أوفر حظ ً،وجمع بين اختراع المعنى وبراعة اللفظ )جـ ص
.(85
هذا ..وإن أبا حيان يعتمد فى أكثر نقول كتابه هذا -كما يقول " : -على كتاب التحرير والتحبير
لقوال أئمة التفسير ً،من جمع شيخه الصالح ً،القدوة ً،الديب ً،جمال الدين أبى عبد ال ً،محمد بن
صينف فى سليمان بن حسن ابن حسين المقدسى ً،المعروف بابن النقيب ً،رحمه ال .إذ هو أكبر كتاب ي
علم التفسير ً،يبلغ فى العدد مائة رسهفهَر أو يكاد".
ونهاية القول ً،فإن أبا حيان قد غلبت عليه فى تفسيره الناحية التى برز فيها وبرع فيها وهى الناحية
النحوية التى طغت على ما عداها من نواحى التفسير.
- 6غرائب القرآن ورغائب الفرقان )للنيسابورى(
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
لمة الخطير ً،نظام الدين ابن الحسن بن محمد بن الحسينً، مؤيلف هذا التفسير ً،هو المام الشهير ً،والع ر
الخراسانى ً،النيسابورى ً،المعروف بالنظام العرج .أصله وموطن أهله وعشيرته مدينة "يقم" ً،وكان
منشؤه وموطنه بديار نيسابور .كان رحمه ال من أساطين بنيسابور ً،يميلما بالعلوم العقلية ً،جامعا لفنون
اللغة العربية ً،له القدم الرساخ فى صناعة النشاء ً،والمعرفة الوافرة بعلم التأويل والتفسير وهو معدود
فى رعداد كبار الحرفاظ والمقرئين ً،وكان مع هذه الشهرة العلمية الواسعة على جانب كبير من الورع
والتقوى ً،وعلى مبلغ عظيم من الزهد والتصرف ً،ويظهر أثر ذلك واضحا جليا فى تفسيره الذى أودع
فيه موادجيده الروحية ً،وفيوضاته الربانية ً،ولقد مخرلف رحمه ال للناس كتبا مفيدة نافعة ً،ومصرنفات
فريدة واسعة ً،فمن ذلك شرحه على متن الشافية فى فن الصرف للمام ابن الحاجب ً،وهو معروف
بشرح النظام ً،وشرحه على تذكرة الخواجة نصير الرمرلة والدين الطوسى فى علم الهيأة ً،وهو المسمى
بتوضيح التذكرة ً،ورسائل فى علم الحساب ً،وكتاب فى أوقات القرآن على حذو ما كتبه السجاوندى
المشهور ً،وأهم مصرنفاته تفسيره لكتاب ال تعالى المعروف بـ "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" ً،وهو
ما نحن بصدده الن ً،وله مجلد آخر فى لب التأويل نظير تأويلت المولى عبد الرزاقا القاشانى.
أما تاريخْ وفاته ً،فلم نعثر عليه فى الكتب التى بين أيدينا ً،وكل ما عثرنا عليه هو قول صاحب روضات
الجرنات" :إنه كان من علماء رأس المائة التاسعة ً،على قرب من درجة السيد الشريف ً،والمولى جلل
الدين الدوانى ً،وابن حجر العسقلنى ً،وقرنائهم الكثيرين من علماء الجمهور ً،وتاريخْ إنهاء مجلدات
تفسيره المذكور ً،صادفت حدود ما بعد الثمانمائة والخمسين من الهجرة" قال" :ويوجد أيضا بالبال نسبة
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
التشيع إليه فى بعضِ مصنفات الصحاب".
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
اختصر النيسابورى تفسيره هذا من التفسير الكبير للفخر الرازى ً،وضم إلى ذلك بعضِ ما جاء فى
الكشاف وغيره من التفاسير ً،وما فتح ال به عليه من الفهم لحكم كتابه ً،وضرمنه ما ثبت لديه من تفاسير
لرمة من الصحابة والتابعين. مسملف هذه ا ي
* موقفه من الزمخشرى والفخر الرازى:
وهو إذ يختصر كلم الفخر الرازى ً،أو يقتبس من تفسير الكشاف أو غيره ً،ل يقف عند النص وقوف
مم هن يجمد عند النصوص ويرى أنها ضربة لزب عليه فل يعترضِ ول يتصرف ً،بل نجده حرا فى
تفكيره ً،متصرفا فيما يختصر أو يقتبس ً،فإن وجد فسادا منربه عليه وأصلحه ً،وإن رأى نقصا تداركه
فأتمه وأكمله.
وكثيرا ما نجده ينقل عن الكشاف فيقول :قال فى الكشاف كذا وكذا ً،أو قال جار ال كذا وكذا ً،وقد ينقل
ما ذكره صاحب الكشاف وما اعترضِ به عليه الفخر الرازى ثم ينصب نفسه محمكما بين المامينً،
ويبدى رأيه على حسب ما يظهر له.
ضـيتيه ميهوم
ضِ مجرميعـا مقهب م ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [67من سورة الزمر} :موٱ م
لهر ي فمث ل
ٱهلرقميا ممرة{ُ ..يقول ما نصه" :قال جار ال :الغرضِ من هذا الكلم -إذا أخذته كما هو بجملته -تصوير
عظمته ً،والتوقيف على كنه جلله ً،من غير ذهاب بالقبضة واليمين إلى جهة حقيقة أو إلى جهة مجازً،
ل من أهل الكتاب جاء إلى النبى صلى ال عليه وكذلك حكم ما ييروى عن عبد ال بن مسعود :أن رج ل
وسلم فقال :يا أبا القاسم؛ً إن ال يمسك السموات يوم القيامة على إصبع ً،والرضِ على إصبع ً،والجبال
على إصبع ً،والشجر على إصبع ً،والثرى على إصبع ً،وسائر الخلقا على إصبع ً،ثم يهزهن فيقول :أنا
الملك .فضحك رسول ال صلى ال عليه وسلم تعجبا مما قال ً،وأنزل ال الية تصديقا له .قال جار ال:
وإنما ضحك أفصح العرب وتعجب لنه لم يفهم منه إل ما يفهمه علماء البيان من غير تصور إمساكً،
ول إصبع ً،ول هز ً،ول شئ من ذلك ً،ولكن فهمه وقع أول شئ وآخره على اليزهبدة والخلصة ً،التى
هى الدللة على القدرة الباهرة .وأن الفعال العظام التى ل تكتنهها الوهام هيينة عليه ..ثم ذكر كلما
ل ً،واعترضِ عليه المام فخر الدين الرازى :بأن هذا الكلم الطويل ل طائل تحته ً،لنه هل آخر طوي ل
يسلم أن الصل فى الكلم حمله على حقيقته أم ل؟ وعلى الثانى يلزم خروج القرآن بكليته عن كونه
يح رجة ً،فإن الكل أحد حينئذ أن يؤول الية بما يشاء ً،وعلى الول -وهو الذى عليه الجمهور -يلزم
بيان أنه ل يمكن حمل اللفظ الفلنى على معناه الحقيقى لتعين المصير إلى التأويل ً،ثم إن كان هناك
مجازان وجب إقامة الدليل على تعيين أحدهما ً،ففى هذه الصورة ل شك أن لفظ القبضة واليمين مشعر
بهذه الجوارح ً،إل أن الدلئل العقلية قامت على امتناع العضاء والجوارح ل تعالى ً،فوجب المصير
إلى التأويل صونا للنص عن التعطيل ً،ول تأويل إل أن ييقال :المراد كونها تحت تدبيره وتسخيره ً،كما
يقال :فلن فى قبضة فلن .وقال تعالى} :مومما ممملمكهت أمهيمماينيههم{ُ ويقال :هذه الدار فى يد فلن ويمينهً،
وفلن صاحب اليد.
وأنا أقول :هذا الذى ذكره المام طريقا أصولى ً،والذى ذكره جار ال طريقا بيانى .وإنهم يحيلون كثيرا
من المسائل إلى الذوقا فل منافاة بينها ً،ول يرد اعتراضِ المام تشنيعه ً،وقد مرر لنا فى هذا الكتاب
الصل الذى كان يعمل به المسملف فى باب المتشابهات فى مواضع ً،فتذكر".
* منهجه فى التفسير:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ثم إننا نجد المام النيسابورى ً،قد سلك فى تفسيره مسلكا قد يكون منفردا به من بين المفيسرين ً،ذلك أنه
يذكر اليات القرآنية أولل ً،ثم يذكر القراءات ً،مع التزامه أل يذكر ما كان منها منسوبا إلى الئمة
العشرة ً،وإضافة كل قراءة إلى صاحبها الذى يتنسب إليه ً،ثم بعد ذلك يذكر الوقوف مع التعليل لكل
وقف منها ً،ثم بعد ذلك يشرع فى التفسير ً،مبتدئا بذكر المناسبة وربط اللحقا بالسابقا مع عناية كبيرة
بذلك سرت إليه من التفسير الكبير للفخرالرازى ً،ث مبعد ذلك يبين معانى اليات بأسلوب بديع ً،يشتمل
على إبراز المقدرات ً،وإظهار المضمرات ً،وتأويل المتشابهات ً،وتصريح الكنايات ً،وتحقيقا المجاز
والستعارات ً،وتفصيل المذاهب الفقهية ً،مع توجيه أدلة كل مذهب وما يحرملت عليه الية القرآنيةً،
لتكون مؤيدة لمذهب من المذاهب ً،أو غير متعارضة معه ول منافية له.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [38من سورة المائدة} :موٱلرسارريقا موٱلرساررمقية مفٱِهقمطيعيوها أمهيردمييهمما{ُفمث ل
نجده يقول" :واعلم أن الكلم فى السرقة ً،يتعلقا بأطراف المسروقا ً،ونفس السرقة ً،والسارقا" ..ثم
يمضى فيتكلم عن هذه النواحى الثلث من الناحية الفقهية ً،بتفصيل واسع وتوجيه للدلة.
**
* خوضه فى المسائل الكلمية:
كذلك نجده يخوضِ فى المسائل الكلمية ً،فيذكر مذهب أهل السسرنة ومذهب غيرهم ً،مع ذكره لدلة كل
مذهب ً،وانتصاره لمذهب أهل السسرنة وتأييده له ً،ورسد ما يرد عليه من جانب المخالفين.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [25من سورة النعام} :مورمهنيههم رمن ميهسمترميع إرلمهيمك مومجمعهلمنا معلمـى فمث ل
يقيلوربرههم أمركرنلة مأن ميهفمقيهويه مورفيي آمذارنرههم موهقرا{ُ ...الية ً،تحده يقول" :وفى الية دللة على أن ال تعالى هو
الذى يصرف عن اليمان ً،ويحول بين المرء وبين قلبه ً،وقالت المعتزلة :ل يمكن إجراؤها على
ظاهرها ً،وإل كان يحرجة للكفار ً،ولنه يكون تكليفا للعاجز ً،ولم يتوجه ذمهم فى قولهم} :مومقايلوها يقيلويبمنا
يغهل فف{ُ ً،فل بد من التأويل .وذلك من وجوه ..ثم ساقا خمسة أوجه للمعتزلة ً،وبعد أن فرغا منها تعقبها
بالرد عليها ً،تفنيدا لمذهب المعتزلة ً،وتصحيحا لمذهب أهل السسرنة.
**
*خوضه فى المسائل الكونية والفلسفية:
كذلك إذا مسر النيسابورى على آية من اليات الكونية فإنه ل يمر عليها بدون أن يخوضِ بأسرار الكون
وكلم الطبيعيين والفلسفة.
لرهرلرة{ُ نراه يذكر سبب ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [189من سورة البقرة} :ميهسمأيلومنمك معرن ٱ مفمث ل
نزول الية ً،ثم يبين الحكمة التى أرادها ال من وراء جوابه لهم على غير مقصودهم ً،وهنا يتعرضِ
للسبب الذى من أجله يبدو الهلل دقيقا ثم يزيد شيئا فشيئا حتى يصير بدرا ً،ثم يأخذ فى النقصان إلى أن
يعود كما بدأ.
لنيفمس رحيمن رمهورتـمها{ُ.. ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [42من سورة الزمر} :ٱللريه ميمتمورفى ٱ مومث ل
الية ً،يقول ما نصه" :وقال حكماء السلم :النفس النسانية جوهر مشرقا نورانى ً،إذا تعلقا بالبدن
حصل ضوءه فى جميع العضاء ظاهرها وباطنها ً،وهو الحياة واليقظة ً،وأما فى وقت النوم فإن ضوء
ل يقع إل على باطن البدن وينقطع عن ظاهره ً،فتبقى نفس الحياة التى بها النفس وعمل القوى البدنية
فى الباطن ويفنى ما به التمييز والعقل ً،وإذا انقطع هذا الضوء بالكلية عن البدن فهو الموت".
وهذا المسلك الذى سلكه النيسابورى فى الكونيات والراء الفلسفية .ليس هو فى الواقع إل صدى لما
جاء فى تفسير الفخر الرازى الذى لرخص منه تفسيره .وإن كان النيسابورى ليس بوقا للرازى فى كل ما
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يقول بل كثيرا ما يستدرك عليه ول يرتضى قوله.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى اليتين ] [2 ً، 1من سورة النفطار} :إرمذا ٱلرسممآيء ٱنمفمطمرهت * موإرمذا فمث ل
ٱهلمكمواركيب ٱنمتمثمرهت{ُ يقول ما نصه" :وفيه -يعنى فى قوله تعالى }إرمذا ٱلرسممآيء ٱنمفمطمرهت{ُ ً،وكذا فى قوله:
}موإرمذا ٱهلمكمواركيب ٱنمتمثمرهت{ُ -إبطال قول من زعم أن الفلكيات ل تنخرقا ً،أما الدليل المعقول الذى ذكره
المام فخر الدين الرازى فى تفسيره ً،وهو أن الجسام متماثلة فى الجسمية .فيصح على كل واحد منهما
ما يصح على الباقى ً،لكن السفليات يصح عليها النخراقا ً،فيصح على العلويات أيضا ً،فغير مفيد ول
مقنع ً،لن الخصم لو سرلم الصحة فله أن ينازع فى الوقوع لمانع ً،كالصورة الفلكية وغيرها".
**
* النزعة الصوفية فى تفيسر النيسابورى:
ثم إن النيسابورى بعد أن يفرغا من تفسير الية عن التأويل ً،والتأويل الذى يتكلم عنه هو عبارة عن
التفسيرات الشارية لليات القرآنية التى يفتح ال بها على عقول أهل الحقيقة من المتصيوفةً،
والنيسابورى -رحمه ال -كان صوفيا كبيرا ً،أفاضِ من روحه الصوفية الصافية على تفسيره ً،فنراه
لذلك يستطرد أثناء التفسير إلى كثير من المواعظ والمبكيات .والحكم والغاليات ً،كما نراه فى تأويله
الشارى يمثل الفلسفة التصوفية بأعلى أنواعها.
**
* ليس فى تفسير النيسابورى ما يدل على تشيعه:
وعلى كثرة ما قرأت فى هذا التفسير لم أقع على نص منه يدل على تشيع مؤلفه ً،وكل ما وقعت عليهً،
أنه قال فى خاتمة تفسيره )جـ 30ص " :(228وإنى أرجو فضل ال العظيم ً،وأتوسل إليه بوجهه
الكريم ً،ثم بنبيه القرشى البطحى ووليه المعظم العلى ..إلخْ" وهذه الجملة الخيرة" :ووليه المعظم
ل قاطعا على تشيعه ً،بل نجد العلى" وإن كانت اعترافا منه بولية علسى رضى ال عنه ً،ليست دلي ل
النيسابورى على العكس من ذلك يعترف فى نفس خاتمة تفسيره )جـ 30ص (224بأنه لم يمل فى
تفسيره إل إلى مذهب أهل السسرنة والجماعة ً،وإذا رجعت إلى تفسيره لقوله تعالى فى اليتين ][55 ً،54
من سورة المائدة} :ـيمأسيمها ٱرلرذيمن آممينوها ممن ميهرمترد رمنيكهم معن رديرنره مفمسهومف ميهأرتي ٱللريه ربمقهوهَم يرحسبيههم مويرحسبومنيه{ُ ..إلخْ
)جـ 6ص 196وما بعدها( لوجدته يرد على الشيعة استدللهم بهاتين اليتين على ولية علسى رضى
ال عنه وأنه الخليفة بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،وإن كان ما ذكره تلخيصا لما قال الفخر
الرازى فى تفسيره.
وهنا -وبعد ما ذكرت -أرى لزاما علرى أن أذكر كلم النيسابورى الذى أوضح فيه مسلكه فى تفسيره
ومنهجه الذى نهجه فيه ً،فإن صاحب البيت أعرف به وأدرى بما فيه.
قال رحمه ال فى مقدمة تفسيره ما نصه," :إذا ورفقنى ال تعالى لتحريك القلم فى أكثر الفنون المنقولة
والمعقولة -كما اشتهر بحمد ال تعالى ومنه فيما بين أهل الزمان -وكان علم التفسير من العلوم
بمنزلة النسان من العين والعين من النسان ً،وكان دقا رزقنى ال تعالى من إربان الصبا وعنفوان
الشباب ً،حفظ لفظ القرآن وفهم معنى الفرقان ً،وطالما طالبنى بعضِ أرجلريه الخوان ً،وأرعرزة الخدان ممن
كنت مشارا إليه عندهم بالبنان فى البيان -وال المرنان يجازيهم عن حسن ظنونهم ً،ويوفقنا لسعاف
ل على المهمات ً،منبئا عما وقع إلينا سؤلهم ً،وإنجاح مطلوبهم -أن أجمع كتابا فى علم التفسير ً،مشتم ل
من نقل الثبات ً،وأقوال الثقات من الصحابة والتابعين ً،ثم من العلماء الراسخين ً،والفضلء المحققينً،
المتقدمين والمتأخرين -جعل ال تعالى سعيهم مشكورا ً،وعملهم مبرورا -فاستعنيت بالمعبودً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وشرع يت فى المقصود ً،معترفا بالعجز والقصور فى هذا الفن ً،وفى سائر الفنون ل كمن هو بانبه
ل ً،وكفى بال ل{ُ وممن أصدقا من ال قي ل مفتون ً،كيف وقد قال معرز رمهن قائل} :موممآ يأورتييتم يممن ٱهلرعهلم إر ر
ل مقرلي ل
ر
ل
وليا ً،وكفى بال وكيل.
ولما كان التفسير الكبير المنسوب إلى المام الفضل ً،والهمام المثل ً،والمحهبر الرنهحرير ً،والبحر الغزيرً،
الجامع بين المعقول والمنقول ً،الفائز بالفروع والصول ً،أفضل المتأخرين ً،فخر الرمرلة والحقا والدينً،
محمد بن عمر ابن الحسين الخطيب الرازى ً،تغرمده ال برضوانه وأسكنه بحبوبة جنانه ً،اسمه مطابقا
لمسماه وفيه من اللطائف والبحوث ما ل ييحصى ً،ومن الزوائد والفتوى ما ل ييخفى ً،فإنه قد بذل
مجهوده ً،ونثل موجوده ً،حتى معرسمر كتبه على الطالبين ً،وهأرعموز تحصيله على الراغبين ً،فحاذييت سياقا
مرامه ً،وأورديت حاصل كلمه ً،وقرربيت مسالك أقدامه ً،والتقطيت عقود نظامه ً،من غير إخلل بشئ من
الفوائد .وإهمال لما يمعد من اللطائف والفرائد ً،وضمميت إليه ما وجديت فى الكشاف وفى سائر التفاسير
من اللطائف المهمات ً،أو رزقنى ال تعالى من البضاعة المزجاة ً،وأثبت القراءات المعتبرات والوقوف
المعللت ً،ثم التفسير المشتمل على المباحث اللفظيات ً،والمعنويات مع إصلح ما يجب إصلحه وإتمام
ما ينبغى إتمامه من المسائل الموردة فى التفسير الكبير والعتراضات ً،ومع كل ما ييوجد فى الكشاف
من المواضع المعضلت ً،سوى البيات المعقدات ً،فإن ذلك يوردها ممهن ظن أن تصحيح القراءات
ل فإن القرآن يحرجة على غيره وليس غيره يحرجة وغرائب القرآن ً،إنما يكون بالمثال والمستشهدات ً،ك ر
عليه ً،فل علينا أن نقتصر فى غرائب القرآن على تفسيرها باللفاظ المشتهرات ً،وعلى إيراد بعضِ
المتجانسات التى نعرف منها أصول الشتقاقات ً،وذكريت طرفا من الشارات المقتنعات ً،والتأويلت
الممكنات ً،والحكايات المبكيات ً،والمواعظ الرادعة عن المنهبات ً،الباعثة على أداء الواجبات ً،والتزميت
إيراد لفظ القرآن الكريم أولل ً،مع ترجمته على وجه بديع ً،وطريقا منيع ً،يشتمل على إبراز المقدراتً،
وإظهار المضمرات ً،وتأويل المتشابهات ً،وتصريح الكنايات ً،وتحقيقا المجازات والستعارات ً،فإن هذا
النوع من الترجمة مما يتسكب فيه العبرات ً،وترن المترحمون هنالك إلى العثرات ً،وقرلما يفطن له
ل عن الدخيل الزحيل القاصر فى العلوم الدبية ً،واجتهديت الناشئ الواقف على متن اللغة العربية ً،فض ل
كل الجتهاد ً،فى تسهيل سبيل الرشاد ً،ووضعت الجميع على طرف التمام ً،ليكون الكتاب كالبدر التمامً،
وكالشمس فى إفادة الخاص والعام ً،من غير تطويل ييورث الملم ً،ول تقصير ييوعر مسالك السالك
ويبدد نظام الكلم ً،فخير الكلم ما مقرل ومدرل" :وحسبك من الزاد ما بلغك المحل".
وقال فى آخر تفسيره ما نصه" :وقد تضمن كتابى هذا حاصل التفسير الكبير ً،الجامع لكثر التفاسيرً،
ويجرل كتاب الكشاف الذى يررزقا له القبول من أساتذة الطراف والكتاف ً،واحتوى على ذلك على النكت
المستحسنة الغريبة ً،والتأويلت المحكمة العجيبة ً،مما لم يوجد فى سائر تفاسير الصحاب ً،أو يورجمدت
متفرقة السباب ً،أو مجموعة طويلة الذيول والذناب.
أما الحاديث ً،فإما من الكتب المشهورة ً،كجامع الصول ً،والمصابيح وغيرها ً،وإما من كتاب الكشاف
والتفسير الكبير ونحوهما ً،إل الحاديث الموردة فى الكشاف فى فضائل السور ً،فإرنا قد أسقطناها لن
النقد مزريفها إل ما مشرذ منها.
وأما الوقوف فللمام السجاوندى ً،مع اختصار لبعضِ تعليلت ً،وإثبات لليات لتوقفها على التوقيف.
وأما أسباب النزول ً،فمن كتاب جامع الصول ً،والتفسيرين ً،أو من تفسير الواحدى.
وأما اللغة ً،فمن صحاح الجوهرى ً،ومن التفسيرين كما ينقل.
وأما المعانى والبيان وسائر المسائل الدبية ً،فمن التفسيرين ً،والمفتاح ً،وسائر الكتب العربية.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وأما الحكام الشرعية ً،فمنهما ً،ومن الكتب المعتبرة فى الفقه ً،ول سيما شرح الوجيز للمام الرافعى.
وأما التأويل ً،فأكثرها للشيخْ المحققا ً،المتقى المتقن نجم الرمرلة والدين المعروف بـ "داية" يقردس نفسه
وير يوح رمسه ً،وطرف منها مما دار بخلدى ً،وسمحت به ذات يدى غير جازم بأنه المراد من الية ً،بل
خائف من أن يكون ذلك جرأة منى وخصوصا فيما ل يعنينى ً،وإنما شجعنى على ذلك سائر الئمة
الذين اشتهروا بالذوقا والوجدان ً،وجمعوا بين العرفان واليمان ً،والتقان فى معنى القرآن ً،الذى هو
باب واسع ً،يطمع فى تصنيفه كل طامع ً،فإن أصبيت فبها ً،وإن أخطأيت فعلى المام ما سها ً،والعذر
مقبول عند أهل الكرم والنهى ً،وال المستعان لنا ولهم فى مظان الخلل والزلل ً،وعلى رحمته التكلن
فى محال الخطأ والخطل ً،فعلى المرء أن يبذل وسعه لدراك الحقا ً،ثم ال معين لرادة الصوابً،
ومعين للهام الصدقا.
وكذا الكلم فى بيان الرباطات والمناسبات بين السور واليات ً،وفى أنواع التكريرات وأصناف
المشتبهات ً،فإن للخواطر والظنون فيها مجالل ً،وللناس الكياس فى استنباط الوجوه والنسب هناك
ل".مقا ل
ثم مضى فقال" :وإنى لم أمل فى هذا الملء إل إلى مذهب أهل السسرنة والجماعة ً،فبرينت أصولهمً،
ووجوه استدللتهم بها ً،وما ورد عليها من العتراضات ً،والجوبة عنها.
وأما فى الفروع ً،فذكريت استدلل كل طائفة بالية على مذهبه ً،من غير تعصب ومراء وجدال وهراء".
ثم مضى فقال" :ولقد يويفقيت لتمام هذا الكتاب فى مدة خلفة علسى رضى ال عنه ,وكنا ينمقيدر إتمامه فى
مدة خلفة الخلفاء الراشدين وهى ثلثون سنة ً،ولو لم يكن ما اتفقا فى أثناء التفسير من وجود السفار
الشاسعة ً،وعدم السفار النافعة ً،ومن غموم ل ييعد عديدها ً،وهموم ل يينامدى وليدها -لكان يمكن إتمامه
لمة". فى مدة خلفة أبى بكر ً،كما وقع لجار ال الع ر
هذا ..وقد منروه صاحب روضات الجرنات بمكانة هذا التفسير فقال" :وتفسيره -يريد النيسابورى -من
أحسن شروح كتاب ال المجيد ً،وأجمعها للفوائد اللفظية والمعنوية ً،وأحوزها للفوائد القشرية والسلبيةً،
وهو قريب من تفسير مجمع البيان كرما وكيفا ً،ورسممة وترتيبا ً،بزيادة أحكام الوقاف فى أوائل تفسير
الى ً،ومراتب التأويل فى آخره ً،والشارة إلى جملة من دقائقا نكات العربية فى البيين".
والكتاب مطبوع على هامش تفسير ابن جرير الطبرى ومتدامول بين أهل العلم - 7 .تفسير الجللين لـ
)جلل الدين المحرلى( و )جلل الدين السيوطى(
* التعريف بمؤلفى هذا التفسير:
أرلف هذا التفسير المامان الجليلن ً،جل الدين المحرلى ً،وجلل الدين السيوطى ً،أما جلل الدين
السيوطى ً،فقد سبقا التعريف به عند الكلم عن تفسيره المسمى بالسدير المنثور.
وأما جلل الدين المحرلى ً،فهو جلل الدين ً،محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المحرلى الشافعىً،
لمة .قال فى حسن المحاضرة" :ولد بمصر سنة 791هـ )إحدى وتسعين تفتازانى العرب ً،المام الع ر
وسعبمائه( ً،واشتغل وبرع فى النفون فقها ً،وكلما ً،ويأصولل ً،ونحوا ً،ومنطقا ً،وغيرها .وأخذ من البدر
لمة محمود القصرانى ً،والبرهان البيجورى ً،والشمس البساطى ً،والعلء البخارى ً،وغيرهم ً،وكان ع ر
آية فى الذكاء والفهم ً،حتى كان بعضِ أهل عصره يقول فيه :إن ذهنه يثقب الماس ً،وكان يقول عن
نفسه :إن فهمه ل يقبل الخطأ ً،ولم يك يقدر على الحفظ".
وكان يغررة عصره فى سلوك طريقا المسملف ً،على مبلغ عظيم من الصلح والورع ً،آمرا بالمعروفً،
ناهيا عن المنكر ً،ل تأخذه فى الحقا لومه لئم ً،فكان يواجه بالحقا أكابر المظملمة واليحركام ً،وكانوا يأتوا
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
إليه فل يلتفت إليهم ً،ول يأذن لهم فى الدخول عليه ً،وكان حديد الطبع ل يراعى أحدا فى القول ً،وقد
يع ررضِ عليه القضاء الكبر فلم يقبله ً،وولى تدريس الفقه بالمؤيدية والبرقوقية ً،وسمع من جماعة ً،وكان
مع هذا متقشفا فى معيشته يتكسب بالتجارة ً،وقد أرلف كتبا كثيرة يتمشد إليها الررمحال ً،وهى غاية فى
الختصار ً،والتحرير والتنقيح ً،وسلمة العبارة وحسن المزج والحل ً،وقد أقبل الناس على مؤلفاته
وتلقوها بالقبول ً،وتداولوها فى دراساتهم ً،فمن مؤلفاته :شرح جمع الجوامع فى الصول ً،وشرح
المنهاج فى فقه الشافعية ً،وشرح الورقات فى الصول ً،ومنها هذا التفسير الذى نحن بصدده.
توفى -رحمه ال -فى أول يوم من سنة 864هـ )أربع وستين وثمانمائة من الهجرة(.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفيه فيه:
اشترك فى هذا التفسير -كما قلنا -المامان الجليلن ً،جلل الدين المحرلى ً،وجلل الدين السيوطى.
أما جلل الدين المحرلى ً،فقد ابتدأ تفسيره من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس ً،ثم ابتدأ بتفسير
الفاتحة ً،وبعد أن أتمها اخترمته المنية فلم ييفيسر ما بعدها .وأما جلل الدين السيوطى -فقد جاء بعد
الجلل المحرلى فكرمل تفسيره ً،فابتدأ بتفسير سورة البقرة ً،وانتهى عند آخر سورة السراء ً،ووضع
تفسير الفاتحة فى آخر تفسير الجلل المحرلى لتكون ملحقة به.
هذا هو الواقع .ول أظن صاحب كشف الظنون مصيبا حيث يقول عند الكلم على تفسير الجللين ما
لمة جلل الدين محمد بن أحمد المحسلى نصه" :تفسير الجللين من أوله إلى آخر سورة السراء للع ر
الشافعى المتوفى سنة 864هـ )أربع وستين وثمانمائة( ً،ولما مات كسمله الشيخْ المتبحر جلل الدين عبد
الرحمن بن أبى بكر السيوطى المتوفى سنة 911هـ )إحدى عشرة وتسعمائة( ..وحيث يقول بعد ذلك
بقليل" :وكأن المحرلى لم ييفيسر الفاتحة ً،وفرسرها السيوطى تفسيرا مناسبا".
نعم ..ل أظن صاحب كشف الظنون مصيبا فى ذلك ً،لن السيوطى -فى مقدمة هذا التفسير وقبل
الكلم على سورة البقرة -يقول بعد الديباجة ما نصه" :هذا ما اشتدت إليه حاجة الراغبين فى تكملة
تفسير القرآن الكريم ً،الذى أمرلفه المام المحققا ً،جلل الدين ً،محمد بن أحمد ً،المحرلى الشافعى رحمه الً،
وتتميم ما فاته وهو -يريد ما فات الجلل المحرلى وقام هو بتفسيره -من أول سورة البقرة إلى آخر
سورة السراء".
ويقول فى آخر سورة السراء ما نصه" :قال مؤلفه :هذا آخر ما كرمليت به تفسير القرآن الكريم ً،الذى
لمة المحققا ً،جلل الدين المحرلى الشافعى رضى ال عنه". أرلفه الشيخْ المام ً،العارلم الع ر
هذا هو ناحية تعيين المقهدر الذى فرسره كل منهما .وأما من الناحية الخرى وهى ادعاء صاحب كشف
الظنون أن المحرلى لم ييفيسر الفاتحة ً،وإنما الذى فرسرها هو السيوطى ً،فهى أيضا دعوى يظهر لنا أنها
غير صحيحة وذلك لما يقوله الشيخْ سليمان الجمل فى مقدمة حاشيته على هذا التفسير )جـ 1ص :(7
"وأما الفاتحة ففرسرها المحرلى ً،فجعلها السيوطى فى آخر تفسير المحرلى لتكون منضمة لتفسيره ً،وابتدأ
هو من أول سورة البقرة".
ولقوله فى الحاشية نفسها )جـ 4ص (626عند نهاية ما كتبه على تفسير سورة الفاتحة" :إنه -أى
الجلل المحرلى -كان قد شرع فى تفسير النصف الول ً،وأنه ابتدأ بالفاتحة ً،وأنه اخترمته المنية بعد
الفراغا وقبل الشروع فى البقرة وما بعدها" .هذا ..وقد قال صاحب كشف الظنون بعد ما نقلناه عنه آنفا
بقليل" :ولم يتكلم الشيخان على البسملة ً،فتكرلم عليها بأقل مما ينبغى من الكلم بعضِ العلماء من زبيد
وكتب ذلك حاشية بالهامش ً،وهذا صحيح ً،فإن الجلل المحرلى لم يتكلم عن تفسير البسملة مطلقا فى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الجزء الذى ف رسره ً،ل فى أول سورة الكهف ً،ول فى أول فاتحة الكتاب ً،كذلك الجلل السيوطى ً،لم
يتكرلم عن تفسيرها مطلقا فى الجزء الذى فرسره.
وبعد هذا ..فالجلل المحرلى ً،فرسر الجزء الذى فرسره بعبارة موجزة محررة ً،فى غاية الحسن ونهاية
الدقة .والجلل السيوطى تابعة على ذلك ولم يتوسع؛ً لنه التزم بأن يتم الكتاب على النمط الذى جرى
عليه الجلل المحرلى ً،كما أوضح هو ذلك فى مقدمته ً،وذكر فى خاتمة سورة السراء أنه أرلف الجزء
الذى أرلفه فى قدر ميعاد الكليم ً،وهو أربعون يوما ً،كما ذكر فى هذا الموضوع نفسه :أنه استفاد فى
تفسيره من تفسير الجلل المحرلى ً،وأنه اعتمد عليه فى الى المتشابهة ً،كما أنه اعترف -جازما -بأن
الذى وضعه الجلل المحرلى فى قطعته أحسن مما وضعه هو بطبقات كثيرة".
وعلى الجملة ..فالسيوطى قد نهج فى تفسيره منهج المحرلى "من ذكر ما يفهم من كلم ال تعالىً،
والعتماد على أرجح القوال ً،وإعراب ما يحتاج إليه ً،والتنبيه على القراءات المختلفة المشهورة ً،على
وجه لطيف ً،وتعبير وجيز ً،وترك التطويل بذكر أقوال غير مرضية ً،وأعاريب محلها كتب العربية".
ول شك أن الذى يقرأ تفسير الجللين ً،ل يكاد يلمس فرقا واضحا بين طريقة الشخيين فيما فرسراه ً،ول
يكاد يحس بمخالفة بينهما فى ناحية من نواحى التفسير المختلفة ً،الرلهم إل فى مواضع قليلة ل تبلغ
العشرة كما قيل.
فمن هذه المواضع أن المحرلى فى سورة )ص( فرسمر "الروح" :بأنها جسم لطيف يحيا به السنان بنفوذه
فيه .والسيوطى تابعه على هذا التفسير فى سورة الرحهجر ثم ضرب عليه لقوله تعالى فى الية ] [85من
ل{ُ فهى سورة السراء} :موميهسمأيلومنمك معرن ٱلسروح يقرل ٱلسرويح رمهن أمهمرر مريبي موممآ يأورتييتم يممن ٱهلرعهلم إر ر
ل مقرلي ل
ر ر
صريحة أو كالصريحة فى أن الروح من علم ال تعالى ً،فالمساك عن تعريفها أولى.
ومنها :أن المحرلى قال فى سورة الحج" :الصابئون :فرقة من اليهود" ً،والسيوطى فى سورة البقرة تابعة
على ذلك وزاد عليه" :أو النصارى" بيانا منه لقول ثان ...وهكذا تلمح الخلف بين الشيخين قليل نادرا.
ثم إن هذا التفسير ً،غاية فى الختصار واليجاز ً،حتى لقد ذكر صاحب كشف الظنون عن بعضِ علماء
اليمن أنه قال" :عدديت حروف القرآن وتفسيره للجللين فوجدتهما متساويين إلى سورة المزمل .ومن
سورة المدثر التفسير زائد على القرآن ً،فعلى هذا يجوز حمله بغير الوضوء".
ومع هذا الختصار ً،فالكتاب مقيفم فى بابه ً،وهو من أعظم التفاسير انتشارا ً،وأكثرها تداولل ونفعا ً،وقد
يطربع مرارا كثيرة ً،وظفر بكثير من تعاليقا العلماء وحواشيهم عليه ً،ومن أهم هذه الحواشى :حاشية
الجمل ً،وحاشية الصاوى ً،وهما متداولتان بين أهل العلم.
وذكر صاحب كشف الظنون :أن عليه حاشية لشمس الدين محمد ابن العلقمى سرماها :قبس النيرين ً،فرغا
من تأليفها سنة 952هـ )اثنين وخمسين وتسعمائة( ً،وحاشية مسماة بالجمالين ً،لمولنا الفاضل نور
الدين على بن سلطان محمد القارى نزيل مكة المكرمة ً،والمتوفى بها عام 1010هـ )عشر وألف(ً،
وشرح لجلل الدين محمد بن محمد الكرخى ً،وهو كبير فى مجلدات سماه مجمع البحرين ومطلع
البدرين ً،وله حاشية صغرى" ..ولكن شيئا مما ذكره صاحب كشف الظنون لم يقع تحت أيدينا ً،ولم
نظفر بالطلع عليه.
***
- 8السراج المنير ..فى العانة على معرفة بعضِ معانى كلم ربنا الحكيم الخبير -للخطيب
الشربينى.
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لمة شمس الدين ً،محمد بن محمد الشربينى ً،القاهرة الشافعى مؤلف هذا التفسير ً،هو المام الع ر
الخطيب .تلقى العلم عن كثير من مشايخْ عصره؛ً فمنهم الشيخْ أحمد البرلسى ً،والنور المحرلى ً،والبدر
ل للفتوى والتدريس أجازوه بها المشهدى ً،والشهاب الرملى ً،وغيرهم ً،ولما أنس منه أشياخه ورأوه أه ل
فدررس وأفتى فى حياتهم ً،وانتفع به خلئقا ل يحصون.
ولقد كان -رحمه ال -على جانب عظيم من الصلح والورع ً،وقد أجمع أهل مصر على ذلكً،
ووصفوه بالعلم والعمل ً،والزهد والورع ً،وكثرة التنسك والعبادة .وكان من عادته أن يعتكف من أول
رمضان فل يخرج من الجامع إل بعد صلة العيد ً،وكان إذا حج ل يركب إل بعد تعب شديد ً،وكان
يؤثر الخمول ول يكترث بأشغال الدنيا .وعلى الجملة ً،فقد كان آية من آيات ال تعالى ً،ويحرجة من
يحمججه على خلقه .توفى فى عصر يوم الخميس ثانى شعبان سنة 977هـ )سبع وسبعين وتسعمائة من
الهجرة( .ومن أهم مؤلفاته :شرحه لكتاب المنهاج وكتاب التنبيه ً،وهما شرحان عظيمان ً،جمع فيهما
تحريرات أشياخه بعد القاضى زكريا ً،وأقبل الناس على قراءتهما وكتابتهما إلى حياته ً،وتفسيره لكتاب
ال تعالى ً،وهو الذى نحن بصدده الن.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفة فيه:
ذكر مؤلف هذا الكتاب فى مقدمتهك أن أئمة المسملف أرلفوا فى التفسير كتبا ً،كل على قدر فهمه ومبلغ
علمه ً،وأنه خطر له أن يقتفى أثرهم ً،ويسلك طريقهم ً،ولكنه تردد فى ذلك مدة من الزمن ً،مخافة أن
يدخل تحت الوعيد الوارد فى حقا ممهن فرسر القرآن برأيه أو بغير علم ً،ثم ذكر أنه استخار ال تعالى فى
حضرته ً،بعد أن صرلى ركعتين فى روضته ً،وسأله أن يشرح صدره لذلك وييسره له ً،فشرح ال له
صدره ً،ولما رجع من سفره ً،كتم ذلك فى سره ً،حتى قال له شخص من أصحابه :إنه رأى فى المنام أن
النبى صلى ال عليه وسلم أو الشافعى يقول :قل لفلن يعمل تفسيرا على القرآن .وذكر المؤلف أنه لم
يمضِ عليه إل القليل حتى قرر فى وظيفة مشيخه تفسير البيمارستان ً،وذكر أن جماعة من أصحابه
ممن لم شغف بالعلم ً،طلبوا منه بعد فراغه من شرح منهاج الطالبين ً،أن يجعل لهم تفسيرا وسيطا بين
ل وصية الرسول صلى ال عليه وسلم فيهمً، الطويل الممل والقصير المخل ً،فأجابهم إلى ذلك ً،متمث ل
حيث قال فيما يرويه عنه أبو سعيد الخدرى رضى ال عنه" :إن رجالل يأتونكم من أقطار الرضِ
يتفقهون فى الدين ً،فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا" ومقتديا بالماضين من المسملف ً،فى تدوين العلم إبقالء
على الخلف ً،وذكر أنه ليس على ما فعلوه مزيد ً،ولكن ل بد فى كل زمان من تجديد ما طال به العهدً،
وقصر للطالبين فيه الجد والجهد ً،تنبيها للمتوقفين ً،وتحريضا للمتثبطين ً،وليكون ذلك عونا له
وللقاصرين أمثاله -كما يقول.
وذكر أنه اقتصر فيه على أرجح القوال ً،وإعراب ما يحتاج إليه عند السؤال ً،وترك التطويل بذكر
أقوال غير مرضية ً،وأعاريب محلها كتب العربية ً،وذكر أن ما يذكره فيه من القراءات فهو من السبع
المشهورات .قال :وقد أذكر بعضِ أقوال وأعاريب لقوة مدراكها ً،أو لورودها ولكن بصيغة" :قيل"ً،
ليعلم أن المرضى أولها ً،وسميته" :السراج المنير فى العانة على معرفة معانى كلم ربنا الحكيم
الخبير" ..ثم قال :وقد تلقيت التفسير -بحمد ال -من تفاسير متعددة رواية ً،عن أئمة ظهرت وبهرت
مفاخرهم واشتهرت وانتشرت مآثرهم".
وقالفى خاتمة الكتاب" :فدونك تفسيرا كأنه سبيكة عسجد ً،أو در منضد ً،جمع من التفاسير معظمها ً،ومن
القراءات متواترها ً،ومن القاويل أظهرها ً،ومن الحاديث صحيحها وحسنها ً،محررا لدلئل فى هذا
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الفن ً،مظهرا لدقائقا استعملنا الفكر فيها إذا الليل جن" ..إلخْ.
وقد قرأيت فى هذا التفسير فوجدته تفسيرا سهل المأخذ ً،ممتع العبارة .ليس بالطويل الممل ول بالقصير
المخل ً،نقل فيه صاحبه بعضِ تفسيرات مأثورة عن المسملف ً،كما أنه يذكر أحيانا أقوال من سبقه من
المفيسرين كالزمخشرى ً،والبيضاوى ً،والبغوى ً،وقد يسويجه ما يذكره من هذه القوال ويرتضيها ً،وقد
يناقشها ويرد عليها.
**
* موقفه من القراءات والعاريب والحديث:
وقد ورفى فيه صاحبه بما وعد علم يذكر من القراءت إل ما تواتر منها ً،ولم ييقحم نفسه فيما ل يعنى
المفيسر من ذكر العاريب التى ل متيمست إلى التفسير بسبب .كما أنه مورفى بما التزمه من أنه ل يذكر فيه
إل حديثا صحيحا أو حسنا ً،ولهذا نراه يتعقب الزمخشرى والبيضاوى فميا ذكراه من الحاديث
الموضوعة فى فضائل القرآن سورة سورة ً،كما يمنيبه على الحاديث الضعيفة إن روى شيئا منها فى
تفسيره.
ل فى آخر سورة آل عمران يقول ما نصه" :روى الطبرى لكن بإسناد ضعيف" :ممن قرأ السورة التى فمث ل
ييذكر فيه آل عمران يوم الجمعة صرلى ال عليه وملئكته حتى يتحجب الشمس" ..أى تغيب ً،وما رواه
البيضاوى تبعا للزمخشرى وتبعهما ابن عادل من أنه -صرلى ال عليه وسلم -قال" :ممهن قرأ سورة آل
عمران أيهعمطى بكل آية منها أمانا على جسر جهنم" ً،فهو من الحاديث الموضوعة على أيمبيى بن كعب
فى فضائل السور ً،فلييتنبه لذلك وييحذر منه ً،وقد نربه أئمة الحديث قديما وحديثا على ذلك ً،وعابوا ممن
أورده من المفيسرين فى تفاسيرهم ً،وال أعلم".
وفى آخر سورة العراف يقول ما نصه" :والحديث الذى ذكره البيضاوى تبعا للزمخشرى وهو" :ممهن
قرأ سورة العراف جعل ال يوم القيامة بينه وبين إبليس سدا ً،وكان آدم شفيعا له يوم القيامة" ..حديث
موضوع".
وفى آخر سورة الجاثية يقول ما نصه" :وما رواه البيضاوى تبعا للزمخشرى من أنه -صلى ال عليه
وسلم -قال" :ممهن قرأ سورة حم الجاثية ً،ستر ال عورته ً،وس ركن روعته يوم الحساب" ..حديث
موضوع".
**
* اهتمامه بالنكت التفسيرية ومشكلت القرآن:
ومما نلحظه فى هذا التفسير ً،أنه يورد بعضِ النكت التفسيرية ً،وبعضِ الشكالت والجابة عنها ً،تارة
بقوله :تنبيه ً،وتارة بقوله :فإن قيل كذا يأجيب بكذا* * .
* عنايته بالمناسبات بين اليات:
كما أنه شديد العناية بذكر المناسبات بين آيات القرآن ً،عظيم الهتمام بتقرير الدلة وتوجيهها.
**
* موقفه من المسائل الفقهية:
ل فى كما أننا نلحظ عليه أنه يستطرد إلى ذكر الحكام الفقهية .ومذاهب العلماء وأدلتهم ً،وإن كان مق ل
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [225من هذه الناحية ً،فل يتوسع ول يكثر من ذكر الفروع .فمث ل
ل ييمؤارخيذيكيم ٱللريه ربٱِرللهغرو رفيي أمهيممارنيكهم مولمــركن ييمؤارخيذيكم ربمما مكمسمبهت يقيلويبيكهم موٱللريه مغيفوفر محرليفم{ُ
سورة البقرة } :ر
نراه يعرضِ لبعضِ أقوال العلماء فى معنى اليمين الرلغو ً،ثم بعد الفراغا من تفسير الية يقول" :تنبيه" ثم
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يذكر ما ينعقد به اليمين ً،وما يترتب على الحنث فى اليمين المنعقدة ً،وهل تجب الكرفارة بالرحنث فى
اليمين المغموس أو ل تجب؟ فيذكر عن الشافعية أنهم يقولون بوجوبها ً،وعن بعضِ العلماء أنه ل كرفارة
فيها كأكثر الكبائر ً،ويعرضِ لحكم الحلف بغير ال كالكعبة والنبى والب غير ذلك.
ليقا ممررمتارن مفرإهممسافك ربممهعيروهَف أمهو ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [229من سورة البقرة} :ٱلرط م ومث ل
متهسرريفح ربرإهحمسا هَن{ُ يقول بعد الفراغا فى التفسير" :تنبيه :اختلف العلماء فيما إذا كان أحلد الزوجين رقيقاً،
فذهب الكثر -ومنهم الشافعى رضى ال عنه -إلى أنه يعتبر عدد الطلقا بالزوج ً،فالحر يملك على
زوجته الممة ثلث تطليقات ً،والعبد ل يملك على زوجته اليحررة إل طلقتين .وذهب القل -ومنهم أبو
حنيفة رضى ال عنه -إلى أن العتبار بالمرأة فى عدد الطلقا كالرعردة ً،فيملك العبد على زوجته اليحررة
ثلث طلقات ً،ول يملك الحر على زوجته الممة إل طلقتين".
**
* خوضه فى السرائيليات:
هذا ..ولم يخل تفسير الخطيب ً،من ذكر بعضِ المقصص السرائيلى الغريب ً،وذلك بدون أن يتعقبه
بالتصحيح أو التضعيف.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [16من سورة النمل} :موموررمث يسملهيمماين مدايوومد مومقامل ـيمأسيمها ٱلرنايس فمث ل
ل عن كعب فيه :أنه صاح ورمشان عند سليمان عليه يعليهممنا ممنرطمقا ٱلرطهيرر{ُ ...الية ً،نراه يروى خبرا طوي ل
السلم فقال :أتدرون ما يقول؟ قالوا :ل .قال :إنه يقول :لدوا للموت وابنوا للخراب .وصاحت فاختة
فقال :أتدرون ما تقول؟ قالوا :ل ً،قال :فإنها تقول :ليت ذا الخلقا لم يهخملقوا .وصاح طاووس فقال:
أتدرون ما يقول؟ قالوا :ل .قال :فإنه يقول :كما تدين يتمدان ...إلى آخر ما ذكره من صيحات حيوانات
متعددة ً،ومعانى هذه الصيحات ً،ثم يروى ما يشبه هذا عن مكحول ً،وعن فرقد السنجى كما يروى بعد
ذلك أن جماعة من اليهود سألوا عن معانى ما تقوله بعضِ الطيور ً،وما كان من جواب ابن عباس عن
ذلك ً،وهو شبيه بما تقردم أيضا ً،ومع كون القصة فى نهاية الغرابة واليبهعد فإن الخطيب يمر عليها ممسر
الكرام ً،ول يمعيقب عليها بكلمة واحدة.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [35من سورة النمل أيضا} :موإريني يمهررسلمفة إرلمهيرههم ربمهردريهَة مفمنارظمرفة ومث ل
ربم ميهررجيع ٱهليمهرمسيلومن{ُ نراه يقص لنا عن وهب بن مرنبه وغيره قصة غريبة فيها بيان نوع هدية بلقيس
لسليمان ً،وما كان اختبارها له .وما كان من سليمان عليه السلم من إجابته على ما اختبرته بهً،
وإظهاره لعظمة يمهلكه وقوة سلطانه ً،مما يبعث الدهشة ويثير العجب ً،ومع ذلك ل يمعيقب على ما رواه
بكلمة واحدة.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [123من سورة الصافات} :موإررن إرهلميامس ملرممن ٱهليمهرمسرليمن{ُ ..نراه ومث ل
يقول" :تنبيه أذكر فيه شيئا من قصته عليه السلم" ..ثم يروى لنا قصة طويلة وعجيبة عن علماء السير
والخبار ً،وبعد الفراغا منها ل يتعقبها بتصحيح أو تضعيف.
مر على مثل هذه القصص بدون أن يمعيقب عليها ً،ل يرضى لنفسه أن مييمرر على قصة ولكن الخطيب إن م س
فيها ما يخل بمقام النبوة إل بعد أن يمعيقب عليها بما ييظهر بطلنها وعدم صحتها.
صرم ل عند تفسيره لقوله تعالى فى اليات [24 ً،23 ً،22 ً،21] :من سورة ]ص[} :مومههل أممتامك منمبيأ ٱهلمخ ه فمث ل
إرهذ متمسرويروها ٱهلرمهحمرا مب{ُ ...اليات ً،إلى آخر القصة ً،نراه يذكر لنا عبارة الفخر الرازى التى ذكرها فى
تفسيره لتفنيد الروايات الباطلة فى هذه القصة ً،وتقرير ما هو لئقا فى حقا نبى ال داود عليه السلم.
...وهكذا نلحظ على هذا التفسير أنه يغلب عليه الجانب المقصصى بالنسبة لغيره من بقية جوانب
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
التفسير.
**
* كثرة نقوله عن تفسير الفخر الرازى:
هذا ول يفوتنا أن الخطيب الشربينى ً،كثيرا ما يعتمد على التفسير الكبير للفخر الرازى ً،والذى يقرأ فى
تفسيره هذا ً،يجد أنه يكثر من النقول عنه .والكتاب مطبوع فى أربعة أجزاء كبار ً،ومتدامول بين أهل
العلم ً،لما فيه من السهولة والجمع لخلصة التفاسير التى سبقته مع الدقة واليجاز.
***
- 9إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم )لبى مسعود(
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف هذا التفسير ً،هو أبو السعود محمد بن محمد بن مصطفى ً،العمادى ً،الحنفى المولود فى سنة
983هـ )ثلث وتسعين ثمنمائة من الهجرة( ً،بقرية قريبة من القسطنطينية ً،وهو من بيت يعرف أهله
بالعلم والفضل حتى قال بعضهم فيه :مترربى فى حجر العلم حتى مرمبى ً،وارتضع ثدى الفضل إلى أن
ترعرع ومحمبا ً،ول زال يخدم العلوم الشريفة حتى رحب باعه ً،وامتد ساعده واشتد اتساعه".
قرأ كثيرا من كتب العلم على والده ً،وتتلمذ لكثير من جرلة العلماء ً،فاستفاد منهم علما جسما ً،مث طارت
سمعته ً،وفاضت شهرته ً،وعظم صيته ً،وتولى التدريس فى كثير من المدارس التركية ً،ثم يقيلد قضاء
بروسة ثم ينقل إلى قضاء القسطنطينية ً،ثم ينقل إلى قضاء ولية العسكر فى ولية روم أيلى ً،ودام على
قضائها مدة ثمان سنين ً،ثم تولى أمر الفتوى بعد ذلك ً،فقام بها خير قيام بعد أن اضطرب أمرها
بانتقالها من يد إلى يد ً،وكان ذلك سنة 952هـ )اثنتين وخمسين وتسعمائة من الهجرة( ومكث فى
منصب الفتاء نحوا من ثلثين سنة أظهر فيها الدقة العلمية التامة ً،والبراعة فى الفتوى والتفنن فيهاً،
وقد ذكروا عنه أنه كان يكتب جواب الفتوى على منوال ما يكتبه السائل من الخطاب ً،فإن كان السؤال
منظوما ً،كان الجواب منظوما كذلك ً،مع التفاقا بينهما فى الوزن والقافية ً،وإن كان السؤال نثرا
مسجعا ً،كان الجواب مثله ً،وإنكان بلغه العرب فالجواب بلغة العرب ً،وإن كان بلغة اليتهرك ً،فالجواب
بلغة اليتهرك ...وهكذا مما يشهد للرجل بسعة يأفقه وغزارة مادته ً،ولقد قرأنا فى ترجمته شيئا من
الستفتاء والفتوى ً،فوجدنا صدقا ما قبل عنه فى ذلك.
وكان -رحمه ال -كما قيل عنه من الذى قعدوا من الفضائل والمعارف على سنامها وغاربهاً،
وسارت بذكره الركبان فى مشارقا الرضِ ومغاربها ً،ولقد حاز قصب السبقا بين أقرانه ً،ولم يقدر أحد
أن يجاريه فى ميدانه ً،ولقد كان اشتغاله بالتدريس وتنقله بين كثير من المدارس وتوليه للقضاء ثم
الفتوى سببا عاتقا له من التفرغا والتصنيف والتأليف ً،ولكنه اختلس فرصا من وقته فصرفها إلى كتابه
التفسير .فأخرج الناس كتابه الذى نحن بصدده ً،كما أنه كتب البيع من الهداية .وعلى الجملة فقد جمع
صاحبنا بين العلم والدب ً،فبينما نراه يمجيودا فيما كتهب وأرلفه من كتب العلم ً،نراه مبدعا غاية وفاته قد
تغالى فى الثناء ً،أو اشتط فى الرثاء حيث يقول فى مرثيته الطويلة:
*ما العلم إل ما حويمت حقيقة * وعلوم غيرك فى الورى كسراب*
توفى رحمه ال بمدينة القسطنطينية ً،ودفن بجوار أبى أيوب النصارى ً،وذلك فى أوائل جمادى الولى
سنة 982هـ )اثنتين وثمانين وتسعمائة من الهجرة( .فرحمه ال رحمة واسعة.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
قلنا :إن صاحب هذا التفسير شيغل كثيرا بالتدريس والقضاء والفتوى ً،ولكنه اختلس فرصا من وقته أرلف
فيها كتابه فى التفسير ً،قلنا هذا فيما سبقا ً،والمؤلف نفسه يقرر هذا فى مقدمة تفسيره ً،ولم ييعرف أنه
أخرج تفسيره للناس دفعة واحدة ً،بل ذكروا أنه ابتدأ فيه ً،فلم وصل إلى آخر سورة )ص( عرضِ له
من الشواغل ما جعله يقف فى تفسيره عند هذا الحد ً،فبريضِ ما كتب فى شعبان سنة 973هـ )ثلث
وسبعين وتسعمائة من الهجرة( ثم أرسله إلى الباب العالى ً،فتلقاه السلطان سليمان خان بحسن القبولً،
وأنعم عليه بما أنعم ً،وزاد فى وظيفته كل يوم خمسمائة درهم ً،ثم تريسر له بعد ذلك إتمامه ً،فأتمه بعد
سنة ً،ثم أرسله إلى السلطان ثانيا بعد إتمامه ً،فقابله السلطان بمزيد لطفه وإنعامه ً،وزاد فى وظيفته مرة
أخرى.
والحقا أن هذا التفسير غاية فى بابه ً،ونهاية فى حسن الصوغا وجمال التعبير ً،كشف فيه صاحبه عن
أسرار البلغة القرآنية ً،بما لم يسبقه أحد إليه ً،ومن أجل ذلك ذاعت شهرة هذا التفسير بين أهل العلمً،
وشهد له كثير من العلماء بأنه خير ما يكتب فى التفسير ً،فصاحب "العقد المنظوم فى ذكر أفاضل
الروم" ً،يقول عنه فى كتابه" :وقد أتى فيه بما لم تسمح به الزمان ً،ولم تقرع به الذان ً،فصدقا المثل
السائر :كم ترك الول للخر".
وصاحب "الفوائد البهية فى تراجم الحنفية" يقول" :وقد طالعيت تفسيره وانتفعيت به وهو تفسير حسنً،
ليس بالطويل الممل ً،ول بالقصير المخل ً،متضمن لطائف ونكات ً،ومشتمل على فوائد وإشارات" .ووقع
له التلقى بالقبول من الفحول الكبار ً،لحسن سبكه وصدقا تعبيره ً،فصار يقال له" :خطيب المفسرين".
ومن المعلوم أن تفسير أحد سواه بعد الكشاف والقاضى لم يبلغ إلى ما بلغه من رتبة العتبار".
ولم يظفر هذا التفسير -كغيره من التفاسير -بكثرة الحواشى والتعليقات التى تكشف عن مراده .أو
تتعقبه فى بعضِ ما يقول ً،ولم يقع تحت يدنا شئ من ذلك ً،غير أننا نجد فى "كشف الظنون" عند الكلم
عن هذا التفسير ً،ذكر ما كتب عليه من التعليقات فمن ذلك :تعليقات الشيخْ أحمد الرومى الحصارى
المتوفى سنة 1041هـ )إحدى وأربعين وألف من الهجرة( ً،من سورة الروم إلى سورة الدخان.
وتعليقه الشيخْ رضى الدين بن يوسف القدسى ً،عرلقها إلى قريب من النصف ً،وأهداها إلى المولى أسعد
بن سعد الدين ً،حين دخل المقدس زائرا ً،وكان دأبه فيها نقل كلم العلمتين الزمخشرى والبيضاوىً،
وكلم ذلك الفاضل" أبى السعود" بقوله :قال الكشاف ً،وقال القاضى ً،وقال المفتى ً،ثم المحاكمة فيما
بينهم .هذا ما ذكره صاحب كشف الظنون ً،ول نعلم أحدا كتب عليه غير من ذكرهما.
قرأت مقدمة الكتاب لمؤلفه ً،فوجدته يثنى كثيرا على تفسير الكشاف ً،وأنوار التنزيل للبيضاوى ً،ويذكر
أنه قرأهما قبل أن يؤلف تفسيره ً،ثم يقول" :ولقد كان فى سوابقا اليام ً،وسوالف الدهور والعوام ً،أوان
اشتغالى بمطالعتهما وممارستهما ً،وزمان انتصابى لمفاوضتهما ومدارستهما ً،يدور فى خلدى على
استمرار ً،آناء الليل وأطراف النهار ً،أن أنظم درر فوائدهما فى سمط دقيقا ً،وأرتب غرر فرائدهما على
ترتيب أنيقا ً،وأضيف إليهما ما ألفيته فى تضاعيف الكتب الفاخرة من جواهر الحقائقا ً،وصادفته فى
أصداف العيالم الزاخرة من زواهر الدقائقا ً،وأسلك خللها بطريقا الترصيع ً،على نسقا أنيقا وأسلوب
بديع ً،حسبما تقتضيه جلله شأن التنزيل ً،ويستدعيه جزالة نظمه الجليل ً،ما نسح للفكر العليل بالعناية
الربانية ً،وسمح به النظر الكليل بالهداية السبحانية ً،من عوارف معارف تمتد إليها أعناقا الهمم من كل
ماهر لبيب .وغرائب رغائب ترنو إليها أحداقا المم من كل نحرير أريب ً،وتحقيقات رصينة تقيل
عثرات الفهام فى مداحضِ القدام ً،وتدقيقات متينة تزيل خطرات الوهام من خواطر النام ً،فى
معارك أفكار تشتبه فيها الشئون ً،ومدارك أنظار تختلط فيها الظنون ً،وأبرز من وراء أستار الكمونً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
من دقائقا السر المخزون فى خزائن الكتاب المكنون ً،ً،ما تطمئن إليه النفوس ً،وتقر به العيون ً،من
خفايا الرموز وخبايا الكنوز ..ناويا أن أسميه عند تمامه ً،بتوفيقا ال وإنعامه "إرشاد العقل السليم ً،إلى
مزايا الكتاب الكريم".
ومن هنا تبين لنا ً،أن أبا السعود يعتمد فى تفسيره على تفسير الكشاف والبيضاوى وغيرهما ممن تقدمهً،
غير أنه لم يغتر بما جاء فى الكشاف من العتزالت .ولهذا مل يذكرها إل على جهة التحذير منها ً،مع
جريانه على مذهب أهل السسرنة فى تفسيره ً،ولكن نجده قد وقع فيما وقع فيه صاحب الكشاف ً،وصاحب
أنوار التنزيل من أنه ذكر فى آخر كل سورة حديثا عن النبى صلى ال عليه وسلم فى فضلها ً،وما
لقارئها من الثواب والجر عند ال ً،مع أن هذه الحاديث موضوعة باتفاقا أهل العلم جميعا.
**
* عنايته بالكشف عن بلغة القرآن وسر إعجازه:
قرأت فى هذا التفسير فلحظت عليه -غير ما تقدم -أنه كثير العناية بسبك العبارة وصوغها ً،مولع
كل الولوع بالناحية البلغية للقرآن ً،فهو يهتم بأن يكشف عن نواحى القرآن البلغية ً،وسر إعجازه فى
نظمه وأسلوبه ً،وبخاصة فى باب الفصل والوصل ً،واليجاز والطناب ً،والتقديم والتأخير ً،والعتراضِ
والتذييل ً،كما أنه يهتم بإبداء المعانى الدقيقة التى تحملها التراكيب القرآنية بين طرياتها ً،مما ل يكاد
يظهر إل لمن أوتى حظا وافرا من المعرفة بدقائقا اللغة العربية ً،ويكاد يكون صاحبنا هو أول المفيسرين
المبرزين فى هذه الناحية.
**
* اهتمامه بالمناسبات وإلمامه ببعضِ القراءات:
ونلحظ على أبى السعود فى تفسيره أنه كثيرا ما يهتم بإبداء وجوه المناسبات بين اليات ً،كما نلحظ عليه
أنه يعرضِ أحيانا لذكر القراءات ً،ولكن بقدر ما يوضح به المعنى ً،ول يتوسع كما يتوسع غيره.
**
* إقلله من وراية السرائيليات:
ومن ناحية أخرى نجد أنه يمرقفل فى سدر السرائيليات ً،غير يمولع بذكرها ً،وإن ذكرها أحيانا فإنه ل
صيدر ذكر الرواية بقوله :روى ً،أو قيل ً،مما ييشعر يذكرها على سبيل الجزم بها ً،والقطع بصحتها ً،بل ي م
بضعفها ً،وإن كان ل ييعرقب عليها بعد ذلك ً،ولعله يكتفى بهذه الشارة.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [35من سورة النمل} :موإريني يمهررسلمفة إرلمهيرههم ربمهردريهَة مفمنارظمرفة ربم فمث ل
ميهررجيع ٱهليمهرمسيلومن{ُ يقول :يروى أنها بعثت خمسمائة غلم عليهم ثياب الجوارى وحليهم الساور
والطواقا ...إلى آخر ما ذكره من القصة العجيبة الغريبة ً،ومع ذلك فلم يمعيقب عليها ول بكلمة واحدةً،
ولعله اكتفى -كما قلت -بما يشير إليه لفظ "يروى" من عدم صحة ما ذكره* * .
* روايته عن بعضِ ممن اشتهر بالكذب:
ل عند تفسيره لقوله كما نلحظ عليه أنه يروى بعضِ القصص عن طريقا الكلبى عن أبى صالح ً،فمث ل
تعالى فى الية ] [15وما بعدها من سورة سبأ} :لممقهد مكامن رلمسمبهَإ رفي ممهسمكرنرههم آميفة مجرنمتارن معن ميرميهَن
مورشمما هَل{ُ ...اليات إلى آخر القصة ً،نجده يقول :وأصل قصتهم ما رواه الكلبى عن أبى صالح :أن
عمرو بن عامر من أولد سبأ ً،وبينهما أثنى عشر أبا ً،وهو الذى يقال "مزيقيا بنه ماء السماء" ً،أخبرته
"طريفة" الكاهنة بخراب سد مأرب ً،وتغريقا سيل العرم الجرنتين ..ويمضى فى ذكر روايات أخرى عن
رجال آخرين مع العلم أن الكلبى يمرتهم بالكذب ً،فقد قال السيوطى فى خاتمه الدر المنثور ما نصه:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
"الكلبى اتهموه بالكذب وقد مرضِ فقال لصحابه فى مرضه :كل شئ حردثتكم عن أبى صالح كذب"
ولكن نجد أبا السعود ً،يخلص من تبعه هذه الروايات التى سردها بقوله أخيرا" :وال تعالى أعلم" وهذا
ييشعر بأنه يشك فى صدقها وصحتها.
**
* إقلله من ذكر المسائل الفقهية:
كذلك نجد أبا السعود -رحمه ال -يتعرضِ فى تفسيره لبعضِ المسائل الفقيهة ً،ولكنه يمرقفل جدا ً،ول
يكاد يدخل فى المناقشات الفقهية والدلة المذهبية ً،بل نجده يسرد المذاهب فى الية ول يزيد على ذلك.
ل ييمؤارخيذيكيم ٱللريه ربٱِرللهغرو رفيي أمهيممارنيكهم{ُ ..اليةً،
ل عند قوله تعالى فى الية ] [225من سورة البقرة } :ر
فمث ل
نجده يعرضِ للخلف المذهبى فى تحديد معنى اليمين اللغو فيقول" :وقد اخيترلمف فيه ً،فعندنا هو أن يحلف
على شئ يظنه على ما حلف عليه ثم يظهر خلفه ً،فإنه ل يقصد فيه الكذب .وعند الشافعى -رحمه
ل ً،مما يؤكدون به كلمهم من غير إخطار الحلف بالبال" ول ال -هو قول العرب :ل وال ً،وبلى وا ر
يزيد على ذلك بل يمضى فينزل الية على قول الحنفية.
**
* تناوله لما تحتمله اليات من وجوه العراب:
كما نلحظ عليه أنه يعرضِ أحيانا للناحية النحوية إذا كانت الية تحتمل أوجها من العراب ً،ويينزل
الية على اختلف العاريب ً،ويمريجح واحدلل منها ويدلل على رجحانه.
وعلى الجملة ..فالكتاب دقيقا غاية الدقة ً،بعيد عن خلط التفسير بما ل يتصل به ً،غير يمسرف فيما
يضطر إليه من التكلم عن بعضِ النواحى العلمية ً،وهو مرجع مهم يعتمد عليه كثير ممن جاء بعده من
المفيسرين ً،وقد يطبع هذا التفسير مرارا ً،وهو يقع فى خمسة أجزاء متوسطة الحجم.
***
- 10روح المعانى فى تفسير القرآن العظيم والسبع المثانى )لللوسى(.
* التعريف بمؤلف هذا التفسير:
مؤلف هذا التفسير هو :أبو الثناء ً،شهاب الدين ً،السيد محمود أفندى الولوسى البغدادى .ولد فى سنة
1217هـ )سبع عشرة ومائتين بعد اللف من الهجرة النبوية( ً،فى جانب الكرخ من بغداد.
كان رحمه ال شيخْ العلماء فى العراقا ً،وآية من آيات ال العظام ً،ونادرة من نوادر اليام .جمع كثيرا
لمة فى المنقول والمعقول ً،فرهامة فى الفروع والصول ً،يممحيدثا ل ييجارى, من العلوم حتى أصبح ع ر
ويممف يسرا لكتاب خالد النقشبندى ً،والشيخْ على السويدى ً،وكان رحمه ال غاية فى الحرص على تزايد
علمه ً،وتوفير نصيبه منه ً،وكان كثيرا مما ينشد:
*سهرى لتنقيح العلوم السذلى * من وصل غانية وطيب عناقا*
اشتغل بالتدريس والتأليف وهو ابن ثلث عشرة سنة ً،ودرس فى عدة مدارس ً،وعندما يقيلد إفتاء الحنفيةً،
شرع ييمد يرس سائر العلوم فى داره الملصقة لجامع الشيخْ عبد ال العاقولى فى الرصافة .وقد تتلمذ له
وأخذ عنه خلقا كثير من قاصى البلد ودانيها ً،وتخررج عليه جماعات من الفضلء من بلد مختلفة
كثيرة ً،وكان -رحمه ال -ييواسى طلبته من ملبسه ومأكله ً،وييسكنهم البيوت الرفيعة من منزلة ً،حتى
صار فى العراقا المعمليم المفرد ً،وانتهت إليه الرياسة لمزيد فضله الذى ل ييجحد ً،وكان نسيفج وحده فى
النثر وقوة التحرير ً،وغزارة الملء وجزالة التعبير ً،وقد أملى كثيرا من الخطيب والرسائل ً،والفتاوى
والمسائل ً،ولكن أكثر ذلك -علتى قرب العهد -مدمرمس مومعفت آثاره ً،ولم تظفر اليدى إل بالقليل منهً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وكان ذا حافظة عجيبة .وفكرة غريبة ً،وكثيرا ما كان يقول" :ما استودعيت ذهنى شيئا فخاننى ً،ول
دعويت فكرى لمعضله إل وأجابنى" .يقيلد إفتاء الحنفية فى السنة الثامنة والربعين بعد المائتين واللف
من الهجرة المحمدية ً،وقبل ذلك بأشهر ً،ولى أوقاف المدرسة المرجانية ً،إذا كانت مشروطة لعلم لهل
البلد ً،وتحققا لدى الوزير الخطير علسى رضا باشا ً،أنه ليس فيها من يدانيه من أحد .وفى شروال سنة
1263هـ )ثلث وستين ومائتين بعد اللف( انفصل من منصب الفتاء ً،وبقى مشتغ ل
ل بتفسير القرآن
الكريم حتى أتمه ً،ثم سافر القسطنطينية فى السنة السابعة والستين بعد المائتين واللف ً،فعرضِ تفسيره
على السلطان على المجيد خان ً،فنال إعجابه ورضاه ً،ثم رجع منها سنة 1269هـ )تسع وستين
ومائتين بعد اللف(.
وكان -رحمه ال -عالما باختلف المذاهب ً،مطلعا على الملل والنحل ً،مسملفى العتقاد ً،شافعى
المذهب ً،إل أنه فى كثير من المسائل ييقيلد المام العظم أبا حنيفة النعمان رضى ال عنه ً،وكان فى
آخر أمره يميل إلى الجتهاد .ولقد مخرلف -رحمه ال -للناس ثروة علمية كبيرة ونافعة ً،فمن ذلك
تفسيره لكتاب ال ً،وهو الذى نحن بصدده الن ً،وحاشيته على القطر ً،كتب منها فى الشباب إلى موضع
الحال ً،وبعد وفاته أتمها انبه السيد نعمان اللوسى ً،وشرح السلم فى المنطقا ً،وقد يفرقد ً،ومنها الجوبة
العراقية عن السئلة اللهورية ً،والجوبة العراقية على السئلة اليرانية ً،ويدررة الغواص فى أوهام
الخواص ً،والنفحات القدسية فى المباحات المامية ً،والفوائد السنية فى علم آداب البحث.
وقد توفى رحمه ال فى يوم الجمعة الخامس والعشرين من ذى القعدة سنة 1270هـ )سبعين ومائتين
بعد اللف من الهجرة( ً،ويدفن مع أهله فى مقبرة الشيخْ معروف الكرخى فى الكرخ ً،فرضى ال عنه
وأرضاه.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
ذكر مؤلف هذا التفسير فى مقدمته أنه منذ عهد الصغر ً،لم يزل متطلبا لستكشاف سر كتاب ال
المكتوم ً،مترقبا لرتشاف رحيقه المختوم ً،وأنه طالما فرقا نومه لجمع شوارده ً،وفارقا قومه لوصال
خرائده ً،ل يرفل فى مطارف اللهو كما يرفل أقرانه ً،ول يهب نفائس الوقات لخسائس الشهوات كما
يفعل إخوانه ً،وبذلك ورفقه ال للوقوف على كثير من حقائقه ً،وحل وفير من دقائقه ً،وذكر أنه قبل أن
يكمل سنة العشرين ً،شرع يدفع كثيرا من الشكالت التى ترد على ظاهر النظم الكريم ً،ويتجاهر بما لم
يظفر به فى كتاب من دقائقا التفسير ً،ويعلقا على ما أغلقا مما لم تعلقا به ظفر كل ذى ذهن خطيرً،
وذكر أنه استفاد من علماء عصره ً،واقتطف من أزهارهم ً،واقتبس من أنوارهم ً،وأودع علمهم صدرهً،
وأفنى فى كتابه فوائدهم حبره ...ثم ذكر أنه كثيرا ما خطر له أن يحرر كتابا يجمع فيه ما عنده من
ذلك وأنه كان يتردد فى ذلك ً،إلى أن رأى فى بعضِ ليالى الجمعة من شهر رجب سنة 1252هـ
)اثنتين وخمسين ومائتين بعد اللف من الهجرة( ً،أن ال مجسل شأنه أمره بطى السموات والرضِ ً،ورتقا
فتقهما على الطول والعرضِ ً،فرفع يدا إلى السماء ً،وخفضِ الخرى إلى مستقر الماء ً،ثم انتبه من نومه
وهو مستعظم لرؤيته ً،فجعل يفتش لها عن تعبير ً،فرأى فى بعضِ الكتب أنها إشارة إلى تأليف تفسيرً،
فشرع فيه فى الليلة السادسة عشرة من شهر شعبان من السنة المذكورة ً،وكان عمره إذ ذاك أربعا
وثلثين سنة ً،وذلك فى عهد السلطان محمود خان بن السلطان عبد الحميد خان ً،وذكر فى خاتمته أنه
انتهى منه ليلة الثلثاء لربع خلون من شهر ربيع الخر سنة 1267هـ )سبع وستين ومائتين بعد
اللف( ً،ولما انتهى منه جعل يفكر ماى اسمه؟ وبماذا يدعوه؟ فلم يظهر له اسم تهتش له الضمائرً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وتبتش من سماعه الخواطر ً،فعرضِ المر على وزير الوزراء علسى رضا باشا .فسرماه على الفور:
"روح المعانى ً،فى تفسير القرآن العظيم والسبع المثانى".
هذه هى قصة تأليف هذا التفسير ً،كما ذكرها صاحبه عليه رضوان ال .وقد ذكروا أن سلوكه فى
تفسيره هذا كان أمرا عظيما ً،وسرا من السرار غريبا ً،فإن نهاره كان للفتاء والتدريس وأول ليلة
لمنادمة مستفيد وجليس ً،فيكتب بأواخر الليل منه ورقات ً،فيعطيها صباحا لليكرتاب الذين ورظفهم فى داره
فل يكملونها تبييضا إل فى نحو عشر ساعات.
**
* مكانة هذا التفسير من التفاسير التى تقدمته:
ثم إن هذا التفسير -والحقا يقال -قد أفرغا فيه مؤلفه وسعه ً،وبذل مجهوده حتى أخرجه للناس كتابا
ل على أقوال المخملف بكل أمانة وعناية ً،فهو جامع لخلصة كل جامعا لراء المسملف رواية ودارية ً،مشتم ل
ما سبقه من التفاسير ً،فتراه ينقل لك عن تفسير ابن عطية ً،وتفسير أبى حيان ً،وتفسير الكشاف ً،وتفسير
أبى السعود ً،وتفسير البيضاوى ً،وتفسير الفخر الرازى ً،وغيرها من كتب التفسير المعتبرة ً،وهو إذا نقل
عن تفسير أبى السعود يقول -غالبا : -قال شيخْ السلم .وإذا نقل عن تفسير البيضاوى يقول -غالبا
: -قال القاضى ً،وإذا نقل عن تفسير الفخر الرازى يقول -غالبا : -قال المام .وهو إذ ينقل عن
هذه التفاسير ينصب نفسه محمكما عدلل بينها ً،ويجعل من نفسه نرقادا يمدققا ً،ثم يبدى رأيه حرا فيما ينقلً،
فتراه كثيرا ما يعترضِ على ما ينقله عن أبى السعود ً،أو عن البيضاوى ً،أو عن أبى حيان ً،أو عن
غيرهم .كما تراه يتعقب الفخر الرازى فى كثير من المسائل ً،ويرد عليه على الخصوص فى بعضِ
المسائل الفقهية ً،انتصارا منه لمذهب أبى حنيفة ً،ثم إنه إذا استصوب رأيا لبعضِ ممن ينقل عنهم ً،انتصر
له وررجمحه على ما عداه.
**
* موقف اللوسى من المخالفين لهل السسرنة:
واللوسى مسملفى المذهب سسينى العقيدة ً،ولهذا نراه كثيا ما يمفيند آراء المعتزلة والشيعة ً،وغيرهم من
أصحاب المذاهب المخالفة لمذهبه.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [15من سورة البقرة} :ٱللريه ميهسمتههرزىيء ربرههم مومييمسديههم رفي يطهغميارنرههم فمث ل
ميهعمميهو من{ُ ..يقول بعد كلم طويل ما نصه ..." :وإضافته -أى الطغيان -إليهم ً،لنه فعلهم الصادر
منهم ً،بقدرهم المؤثرة بإذن ال تعالى فالختصاص المشعرة به الضافة ً،إنما هو بهذا العتبار ً،ل
ل من غير باعتبار المحلية والتصاف ً،فإنه معلوم ل حاجة فيه إلى الضافة ً،ول باعتبار اليجاد استقل ل
توقف على إذن الفرعال لما يريد ً،فإنه اعتبار عليه غبار ً،بل غبار ليس له اعتبار ً،فل تهولنك جعجعة
الزمخشرى وقعقعته".
وانظر إلى ما كتبه قبل ذلك عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [7من السورة نفسها} :مخمتم ٱللريه معلمـى
صارررههم رغمشاموفة مومليههم معمذافب عرظيفم{ُ تجده يطيل بما ل يتسع لذكره المقام يقيلوربههم مومعملـى مسهمرعرههم مومعملـى أمهب م
هنا ً،من بيان إسناد الختم إليه معرز وجرل علىمذهب أهل السسرنة ً،ومن ذكر ما ذهب إليه المعتزلة فى هذه
الية وما ررد به عليهم ً،وفرند به تأويلهم الذى يتفقا مع مذهبهم العتزالى.
ضيوها إرملهيمهال عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [11من سورة الجمعة} :موإرمذا مرأمهوها رتمجامرلة أمهو ملههوا ٱنمف س ومث ل
مومتمريكومك مقآرئما يقهل مما رعنمد ٱلرلره مخهيفر يممن ٱللرههرو مورممن ٱليتمجامررة موٱللريه مخهيير ٱلررارزرقيمن{ُ ..يقول ما نصه" :وطعن
ضوا إلى الشيعة لهذه الية الصحابة رضى ال تعالى عنهم ً،بأنهم آثروا دنياهم ً،على آخرتهم ً،حيث أنف س
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الرلهوا والتجارة ً،ورغبوا عن الصلة التى هو عماد الدين ً،وأفضل من كثير من العبادات ً،ل سيما مع
رسول ال صلى ال تعالى عليه وسلم ً،وروى أن ذلك قد وقع مرارا منهم ً،وفيه أن كبار الصحابة كأبى
ضوا ً،والقصة كانت فى أوائل زمن الهجرة ً،ولم يكن أكثر بكر وعمر وسائر العشرة المبشرة لم ينف س
القوم تام التحلى بحلية آداب الشريعة بعد ً،وكان قد أصاب أهل المدينة جوع وغلء سعر ً،فخاف أولئك
ضوا ً،ولذا لم يتوعدهم ال على ذلك ضون اشتداد المر عليهم بشراء غيرهم ما ييقتات به لو لم ينف س المنف س
بالنار أو نحوها ً،بل قصارى ما فعل سبحانه أنه عاتبهم ووعظهم ونصحهم ً،ورواية أن ذلك وقع منهم
مرارا إن أ}يد بها رواية البيهقى فى يشمعب اليمان عن مقاتل بن حيان أنه قال :بلغنى -وال تعالى أعلم
-أنهم فعلوا ذلك ثلث مرات ً،فمثل ذلك ل ييلتفت إليه ول يمعيول عند المحيدثين عليه .وإن أريد بها
غيرها فليبين وليثبت صحته ً،وأرنى بذلك؟ وبالجملة :الطعن بجميع الصحابة لهذه القصة التى كانت من
بعضهم فى أوائل أمرهم -وقد عقبها منهم عبادات ل تحصى -سفه ظاهر وجهل وافر.
* اللوسى والمسائل الكونية:
لمور الكونية .ويذكر كلم أهل ومما نلحظه على اللوسى فى تفسيره ً،أنه يستطرد إلى الكلم فى ا ي
الهيئة وأهل الحكمة ً،ويقر منه ما يرتضيه ً،وييفرند ما ل يرتضيه ً،وإن أردت مثالل جامعا ً،فارجع إليه
عند تفسيره لقوله تعالى فى اليات ] [40 ً،39 ً،38من سورة يس} :موٱلرشهميس متهجرريِ رليمهسمتمقرر لرمهـا مذرلمك
ل ٱلرشهميس مينمبرغي لممهآ مأن تهدررمك متهقرديير ٱهلمعرزيرز ٱهلمعرليرم * موٱهلمقمممر مقردهرمنايه مممنارزمل محرتـى معامد مكٱِليعريجورن ٱهلمقرديرم * م
ل ٱهللرهييل مساربيقا ٱلرنمهارر مويكول رفي مفملهَك ميهسمبيحومن{ُ..
ٱلمقمممر مو م
وارجع إليه عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [12من سورة الطلقا} :ٱللريه ٱرلرذيِ مخملمقا مسهبمع مسممامواهَت
ضِ رمهثلميهرن{ُ فسترى منه توسعا فى هذه الناحية. مورممن ٱ م
لهر ر
**
* كثرة استطراده للمسائل النحوية:
كذلك يستطرد اللوسى إلى الكلم فى الصناعة النحوية ً،ويتوسع فى ذلك أحيانا إلى حد يكاد يخرجد به
عن وصف كونه مفيسرا ً،ول أحيلك على نقطة بعينها ً،فإنه ل يكاد يخلو موضع من الكتاب من ذلك.
**
* موقفه من المسائل الفقهية:
كذلك نجده إذا تكلم عن آيات الحكام فإنه ل يمر عليها إل إذا استوفى مذاهب الفقهاء وأدلتهم مع عدم
تعصب منه لمذهب بعينه.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية [236] :من سورة البقرة} :مومميتيعويهرن معملى ٱهليمورسرع مقمديريه مومعملى فمث ل
ٱهليمهقرترر مقمديريه مممتاعا ربٱِهلممهعيرورف محسقا معملى ٱهليمهحرسرنيمن{ُ ..يقول ما نصه :وقال المام مالك :المحسنون:
المتطوعون ً،وبذلك استدل على استحباب المتعة وجعله قرينة صارفة للمر إلى الندب ً،وعندنا :هى
واجبة للمطرلقات فى الية ً،مستحمبة لسائر المطرلقات .وعند الشافعى رضى ال عنه فى أحد قوليه :هو
واجبة لكل زوجة مطرلقة إذا كان الفراقا من رقمبل الزوج إل التى سمى لها ويطيلقت قبل الدخول ً،ولما لم
يساعده مفهوم الية ولم يعتبر العموم فى قوله تعالى} :مورلهليممطلرمقارت مممتافع ربٱِهلممهعيرورف{ُ لنه يحمل المطلقا
على المقيد ً،قال بالقياس ً،وجعله مقردما على المفهوم ً،لنه من الحجج القطعية دونه ً،وأجيب عما قاله
مالك ً،بمنع قصر المحسن على المتطوع ً،بل هو أعم منه ومن القائم بالواجبات ً،فل ينافى الوجوب ً،فل
يكون صارفا للمر عنه مع ما انضم إليه من لفظ حقا".
وإذا أردت أن تتأكد من أن اللوسى غير متعصب لمذهب بعينه فارجع إلى البحث الذى أفاضِ فيه عند
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
صمن ربمأهنيفرسرهرن مث م
لمثمة يقيريوهَء{ُ... تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [228من سورة البقرة} :موٱهليممطلرمقايت ميمتمررب ه
الية ً،تجده بعد أن يذكر مذهب الشافعية ً،ومذهب الحنفية ً،وأدلة كل منهم ً،ومناقشاتهم يقول" :وبالجملةً،
كلم الشافعية فى هذا المقام قوى ً،كما ل يخفى على ممن أحاط بأطراف كلمهم ً،واستقرأ ما قالوه ً،تأمل
ما دفعوا به من أدلة مخالفيهم"* * .
* موقفه من السرائيليات:
ومما نلحظ على اللوسى أنه شديد النقد للسرائيليات والخبار المكذوبة التى حشا بها كثير من
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] المفيسرين تفاسيرهم وظنوها صحيحة ً،مع سخرية منه أحيانا .فمث ل
[12من سورة المائدة} :مولممقهد أممخمذ ٱللريه رميمثامقا مبرنيي إرهسمرآرئيمل مومبمعهثمنا رمنيهيم ٱهثمنهي معمشمر منرقيبا{ُ ..نجده يقص
علينا قصة عجيبة عن عوج بن عنقا ً،يرويها عن البغوى ً،ولكنه بعد الفراغا منها يقول ما نصه:
لمة ابن حجر ً،قال "وأقول :قد شاع أمر عوج عند العامة ً،ونقلوا فيه حكايات شنيعة ً،وفى فتاوى الع ر
الحافظ العماد ابن كثير :قصة عوج وجميع ما يحكون عنه ً،هذيان ل أصل له ً،وهو من مختلقات أهل
لمور الكتاب ً،ولم يكن قط على عهد نوح عليه السلم ً،ولم يسلم من الكفار أحد .وقال ابن القيم :من ا ي
التى ييعرف بها كون الحديث موضوعا ً،وليس العجب من جرأة ممن وضع هذا الحديث وكذب على ال
تعالى ً،إنما العجب ممن ييدمخل هذا الحديث فى كتب العلم من التفسير وغيره ول يبيين أمره ً،ثم قال :ول
ريب أن هذا وأمثاله من صنع زنادقة أهل الكتاب الذين قصدوا الستهزاء والسخرية بالرسل الكرام
عليهم الصلة والسالم وأتباعهم ..ثم مضى اللوسى فى تفنيد هذه القصة بما حكاه عن غيره ممن تقسدم
من العلماء الذين استنكروا ههذ القصة الخرافية.
ل يمن صمنيع ٱهليفهلمك مويكلرمما ممرر معلمهيره مم ف ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [38من سورة هود} :مومي ه ومث ل
صنعت فيه ..ثم ييعيقب على مقهورمره مسرخيروها رمهنيه{ُ ..نجده يروى أخبارا كثيرة ارتفاعها ً،وفى المكان الذى ي
كل ذلك بقوله" :وسفينة الخبار فى تحقيقا الحال فيما رأى ل تصلح للركوب فيها ً،إذ هى غير سالمة
عن عيب ً،فالحرى بحال ممن ل يميل إلى الفضول ً،أن يؤمن بأنه عليه السلم صنع اليفهلك حسبما قص
ال تعالى فى كتاب ً،ول يخوضِ فى مقدار طولها وعرضها وارتفاعها ً،ومن أى خشب صنعها ً،وبكم
مدة أتم عملها إلى غير ذلك مما لم يشرحه الكتاب ولم تبينه السسرنة الصحيحة".
**
* تعرضه للقراءات والمناسبات وأسباب النزول:
ثم إن اللوسى يعرضِ لذكر القراءات ولكنه ل يتقيد بالمتواتر منها ً،كما أنه يعنى بإظهار وجه
المناسبات بين السور كما يعنى بذكر المناسبات بين اليات ويذكر أسباب النزول لليات التى أنزلت
على سبب ً،وهو كثير الستشهاد بأشعار العرب على ما يذهب إليه من المعانى اللغوية.
**
* اللوسى والتفسير الشارى:
ولم يفت اللوسى أن يتكلم عن التفسير الشارى بعد أن يفرغا من الكلم عن كل ما يتعلقا بظاهر
اليات ً،ومن هنا معرد بعضِ العلماء تفسيره هذا فى ضمن كتب التفسير الشارى ً،كما معرد تفسير
النيسابورى فى ضمنها كذلك ً،ولكنى رأيت أن أجعلهما فى عداد كتب التفسير بالرأى المحمود ً،نظرا
إلى أنه لم يكن مقصودهما الهم هو التفسير الشارى ً،بل كان ذلك تابعا -كما يبدو -لغيره من
التفسير الظاهر ً،وهذه -كما قلت من قبل -مسألة اعتبارية ل أكثر ول أقل ً،وإنما أردت أن يأبيين
جهتى العتبار.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لمة اللوسى ليس إل موسوعة تفسيرية قييمة .جمعت يجرل ما قاله وجملة القول ..فروح المعانى للع ر
علماء التفسير الذين تقردموا عليه ً،مع النقد الحر ً،والترجيح الذى يعتمد على قوة الذهن وصفاء القريحةً،
وهو وإن كان يستطرد إلى نواح علمية مختلفة ً،مع توسع يكاد يخرجه عن مهمته كمفيسر إل أنه متزن
فى كل ما يتكلم فيه ً،مما يشهد له بغزارة العلم على اختلف نواحيه ً،وشمول الحاطة بكل ما يتكلم فيهً،
فجزاه ال عن العلم وأهله خير الجزاء ً،إنه سميع مجيب.
وبعد ...فهذه هى أهم كتب التفسير بالرأى الجائز ً،وهناك كتب أخرى تدخل فى هذا النوع من التفسيرً،
ولها أهميتها وقيمتها ً،كما أن لها شهرتها الواسعة بين أهل العلم الذين يعنون بالتفسير ً،غير أنى أمسكت
عنها هنا مخافة التطويل ً،ولعدم إمكان الحصول على بعضها ً،وأحسب أن فى هذا القدر كفاية وغنى
عن كتب أخرى كثيرة.
* * *النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الباب الثالث :المرحلة الثالثة
للتفسير ..أو التفسير فى عصور التدوين ( ضمن العنوان ) التفسير بالرأى المذموم ..أو تفسير الفرقة
المبتدعة (
فهم أتباع زيد بن علسي بن الحسين رضي ال عنهم ً،طمحت نفسه إلى استرداد الخلفة ً،فخرج على
صلب ً،ثم يأحرقا جسده .وقد الخليفة المويِ هشام بن عبد الملك ً،ولكن أتباعه خذلوه وتفررقوا عنه فيقتل و ي
ورد في سبب تفرقا أصحابه عنه وخذلنهم له "أنه لما اشتد القتال بينه وبين يوسف ابن عمر الثقفي
عامل هشام بن عبد الملك ً،قال الذين بايعوه :ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقال زيد :اثنى عليهما جديِ
علسي ً،وقال فيهما حسنا ً،وأنما خروجي على بني يأمية ً،فإنهم قاتلوا جديِ عليا ً،وقتلوا جديِ حسيناً،
فخرجوا عليه ورفضوه ً،فيسسموا رافضة بذلك السبب".
والزيدية أقرب فرقا الشيعة إلى الجماعة السلمية ً،إذ أنها لم تغل في معتقداتها ً،ولم يمكيفر الكثرون
منها أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،ولم ترفع الئمة إلى مرتبة الله أو إلى درجة النبيين.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) قوام مذهب الزيدية (
وقوام مذهب زيد وأتباعه إلى ما قبل طرو التغير عليه والتفرقا بين أصحابه ً،هو ما يأتي:
- 1أن المام منصوص عليه بالوصف ل بالسم ً،وهذه الوصاف هي :كونه فاطميا ً،ورعا ً،سخياً،
يخرج داعيا الناس لنفسه.
-2أنه يجوز إمامة المفضول مع وجود ممن هو أفضل منه بتوفر هذه الصفات فيه.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وبنوا على هذا أنه لو وقع اختيار يأولي الحل والعقد على إمام تتوفر فيه هذه الصفات مع وجود ممن
تتوفر فيه صرحت إمامته ً،ولزمت مبهيعته ً،ولهذا قالوا بصحة إمامة أبي بكر وعمر رضي ال عنهماً،
وعدم تكفير الصحابة ببيعتهما.
ولقد كان من مذهب الزيدية جواز خروج إمامين في يقهطرين مختلفين ل في يقهطر واحد ً،كما كان من
مذهبهم أن مرتكب الكبيرة إذا لم يتب فهو يممخرلد في النار ً،وهذا هو معهين مذهب المعتزلة .ويظهر أن
هذه العقيدة تسرربت من المعتزلة إلى الزيدية فقالوا بها كما قالوا بكثير من مبادئهم .والسر في ذلك هو
أن زيدا يقهطر واحد ً،كما كان من مذهبهم أن مرتكب الكبيرة إذا لم يتب فهو يممخرلد في النار ً،وهذا هو
معهين مذهب المعتزلة .ويظهر أن هذه العقيدة تسرربت من المعتزلة إلى الزيدية فقالوا بها كما قالوا بكثير
من مبادئهم .والسر في ذلك هو أن زيدا رحمه ال تتلمذ لواصل بن عطاء ً،فأخذ عنه آراءه العتزالية
وقال بها.
ل ً،بل تفررقوا واختلفت عقائدهم .وقد ذكر لنا غير أن الزيدية لم يدوموا على وحدتهم الذهبية زمنا طوي ل
صاحب "المواقف" أنهم تفررقوا إلى ثلث رفمرقا ً،وذكر لكل فرقة خصائصها ومميزاتها وعقائدها ً،ول
نطيل بذكر ذلك .وممن أراد الوقوف عليه فليرجع إليه في موضعه.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) المامية (
أما المامية فهم القائلون بأن النبي صلى ال عليه وسلم نص على إمامة علسي رضي ال عنه نصا
ظاهرا ً،ل بطريقا التعريضِ بالوصف كما يقول الزيدية ً،كما أنهم يحصرون المامة بعد علسي في ولده
من فاطمة رضي ال عنها.
وأصحاب هذا المذهب قد بالغوا في تشيعهم ً،وتعدوا حدود العقل والشرع ً،فكرفروا الكثير من الصحابةً،
واعتبروا أبا بكر وعمر مغتصبين للخلفة ظالمين لعلسي رضي ال عنه ً،فأوجبوا التبرؤ منهما ً،ولم يسلم
من هذا التطرف إل نفر قليل ً،كالعلمة الطبرسي صاحب التفسير.
وقد اتفقا المامية على إمامة علسي رضي ال عنه ً،ثم انتقلت المامة إلى ابنه الحسن بالوصية له من
أبيه ً،ثم إلى أخيه الحسين من بعده ً،ثم إلى ابنه
علي زين العابدين ً،ثم إلى ابنه محمد الباقر ً،ثم إلى ابنه جعفر الصادقا ً،ثم اختلفوا بعد ذلك في سهوقا
ر
المامة ً،وانقسموا إلى رفمرقا عدة أشهرها فرقتان :المامية الثنا عشرية ً،والمامية السماعيلية.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) المامية الثنا عشرية (
أما المامية الثنا عشرية ً،فيرون أن المامية بعد جعفر الصادقا انتقلت إلى ابنه موسى الكاظم ً،ثم إلى
ابنه علسي الرضا ً،ثم إلى ابنه محمد الجواد ً،ثم إلى ابنه علسي الهاديِ ً،ثم إلى ابنه الحسن العسكريِ ً،ثم
إلى ابنه محمد المهديِ المنتظر وهو المام الثاني عشر ً،ويزعمون أنه دخل سردابا في دار أبيه بـ
"سير ممن رأى" ولم يعد بعد ً،وأنه سيخرج في آخر الزمان ً،ليمل الدنيا عدلل وأمنا ً،كما يملئت ظلما
وخوفا.
وهؤلء قد جاوزوا الحد في تقديسهم للئمة ً،فزعموا :أن المام له صلة روحية بال كصلة النبياء.
وقالوا :إن اليمان بالمام جزء من اليمان بال ً،وأن ممن مات غير معتقد بالمام فهو ميت على الكفرً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وغير ذلك من اعتقاداتهم الباطلة في الئمة.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) أشهر تعاليم المامية الثنا عشرية (
وأشهر تعاليم المامية الثنا عشرية أمور أربعة :العصمة ً،والمهدية ً،والرجعة ً،والتقية.
أما العصمة :فيقصدون منها أن الئمة معصومون من الصغائر والكبائر في كل حياتهم ً،ول يجوز
عليهم شيء من الخطأ والنسيان.
وأما المهدية :فيقصدون منها المام المنتظر الذيِ يخرج في آخر الزمان فيمل الرضِ أمنا وعد ل
ل ً،بعد
أن يملئت خوفا وجورا .وأول ممن قال بهذا هو "كيسان" مولى علسي بن أبي طالب في محمد ابن الحنفية.
ثم تسرربت إلى طوائف المامية ً،فكان لكل منها مهديِ منتظر.
وأما الرجعة :فهي عقيدة لزمة لفكرة المهدية ً،ومعناها :أنه بعد ظهور المهديِ المنتظر ً،يرجع النبي
صلى ال عليه وسلم إلى الدنيا ً،ويرجع علسي ً،والحسن ً،والحسين ً،بل وكل الئمة ً،كما يرجع خصومهمً،
كأبي بكر وعمر ً،فييقتص لهؤلء الئمة من خصومهم ً،ثم يموتون جميعا ً،ثم يحيون يوم القيامة.
وأما التقية :فمعناها المداراة والمصانعة ً،وهي مبدأ أساسي عندهم ً،وجزء من الدين يكتمونه عن الناسً،
فهي نظام سرى يسيرون على تعاليمه ً،فيدعون في الخفاء لمامهم المختفى ويظهرون الطاعة لمن بيده
المر ً،فإذا قويت شوكتهم أعلنوها ثورة مسلحة في وجه الدولة القائمة الظالمة.
هذه هي أهم تعاليم المامية الثنا عشرية ً،وهم يستدلون على كل ما يقولون ويعتقدون بأدلة كثيرة ً،غير
أنها ل يتسرلم لهم ً،ول يتثبت مدعاهم .ونحن نمسك عنها وعن ردها خوف الطالة ً،وسيمر بك -إن شاء
ال تعالى -شيء من ذلك.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) المامية السماعيلية (
وأما المامية السماعيلية ً،فيرون أن المامة بعد جعفر الصادقا انتقلت إلى ابنه إسماعيل ً،بالنص من
أبيه على ذلك ً،قالوا :وفائدة النص مع أنه مات قبل أبيه هو بقاء المامة في عقبه ً،ثم انتقلت المامة من
إسماعيل إلى ابنه محمد المكتوم ً،وهو أول الئمة المستورين ً،وبعده تتابع أئمة مستورون إلى أن ظهر
بالدعوة المام عبد ال المهديِ رأس الفاطميين.
ثم إن هؤلء المامية السماعيلية لييقبوا بسبعة ألقاب ً،وبعضِ هذه اللقاب أسماء لبعضِ فرقهم ً،وهذه
اللقاب هي ما يأتي:
-1السماعيلية :لثباتهم المامة لسماعيل بن جعفر الصادقا كما قلناه.
- 2الباطنية :لقولهم بالمام الباطن أيِ المستور ً،أو لقولهم بأن للقرآن ظاهرا وباطنا ً،والمراد منه باطنه
دون ظاهره.
-3القرامطة :لن أولهم الذيِ دعا الناس إلى مذهبهم رجل يقال له "حمدان قرمط".
-4الحرمية :لباحتهم المحررمات والمحارم.
-5السبعية :لنهم زعموا أن النطقاء بالشرائع سبعة :آدم ً،ونوح ً،وإبراهيم ً،وموسى ً،وعيسى ً،ومحمدً،
ومحمد المهديِ المنتظر سابع النطقاء ً،وبين كل اثنين من النطقاء سبعة أئمة يتممون شريعته ً،ول بد في
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
كل عصر من سبعة بهم ييقتدى وبهم ييهتدى.
-6البابكية أو الخرمية :لتباع طائفة منهم "بابك الخرمي" الذيِ خرج بأذربيجان.
-7المحمرة :للبسهم الحمرة أيام بابك ً،أو لتسميتهم المخالفين لهم حميرا.
هذا وسيأتي بعد ما يكشف لنا عن عقيدة هؤلء الباطنية ً،عندما نتكلم عن موقفهم من تفسير القرآن
الكريم.
وقبل أن أخلص من هذه اليعمجالة أسوقا لك كلمة أنقلها بنصها عن أبي المظفر السفرايني في كتابه
"التبصير في الدين" قال رحمه ال:
"واعلم أن الزيدية ً،والمامية منهم ً،يمكيفر بعضهم بعضا ً،والعداوة بينهم قائمة دائمة ً،والكيسانية يمعدون
في المامية .واعلم أن جميع ممن ذكرناهم من رفرقا المامية متفقون على تكفير الصحابة ً،ويردعون أن
القرآن قد يغيير عما كان ً،ووقع فيه الزيادة والنقصان من رقمبل الصحابة ً،ويردعون أن القرآن قد يغيير عما
كان ً،ووقع فيه الزيادة والنقصان من رقمبل الصحابة ً،ويزعمون أنه قد كان فيه النص على إمامة علسي
فأسقطه الصحابة منه ً،ويزعمون أنه ل اعتماد على القرآن الن ول على شيء من الخبار المروية عن
المصطفى صلى ال عليه وسلم ً،ويزعمون أنه ل اعتماد على الشريعة التي في أيديِ المسلمينً،
وينتظرون إماما يسمونه "المهديِ" يخرج ويعلمهم الشريعة ً،وليسوا على شيء من الدين وليس
مقصودهم من هذا الكلم تحقيقا الكلم في المامة ً،ولكن مقصودهم إسقاط كلفة تكليف الشريعة عن
أنفسهم حتى يتوسعوا في استحلل المحررمات الشرعية ً،ويعتذروا عند العوام بما يعدونه من تحريف
الشريعة وتغير القرآن من عند الصحابة ً،ول مزيد على هذا النوع من الكفر ً،إ ل بقاء فيه على شيء
من الدين".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) موقف الشيعة من تفسير القرآن الكريم (
إذا نحن أجلنا النظر في مذهب الشيعة ً،وجدنا أصحابه لم يسلموا من التفرقا والتحزب والنقسام في
الرأى والعقيدة .فبينا نجد الغلة الذين رفعوا عليا إلى مرتبة اللهة فكفروا ً،نجد المعتدلين الذين يرون
عليا أفضل من غيره من الصحابة ً،وأنه أحقا بالولية وأولى بها من غيره فحسب ً،ونجد ممن يقف موقفا
وسطا بين هؤلء وهؤلء ً،فل هو يؤيله عليا ً،ول هو يرى أنه بشر ييخطيء وييصيب ً،بل يرى أنه
معصوم ً،وأنه الخليفة بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم غير منازع ول مدافع وإن يغلب على أمره
صمبت الولية منه.واعيت ر
ولم يقل أمر الشيعة عند حد النقسام إلى حزبين أو ثلثة ً،بل تفررقت بهم الهواء -كما قلنا -إلى حد
الكثرة في التحزب ً،وكان كل حزب له عقيدة خاصة ل يشاركه فيها غيره ً،ورأى خاص ل يقول به
سواه.
وكان طبيعيا -وكل حزب من هذه الحزاب ميردعي السلم ً،ويعترف بالقرآن ولو في الجملة -أن
يبحث كل عن مستند يستند إليه من القرآن ويحرص كل الحرص على أن يكون القرآن شاهدا له ل
ل على مذهبه تمسك به ً،وأخذ في إقام مذهبه على عليه ً،فما وجده من اليات القرآنية يمكن أن يكون دلي ل
دعامة منه .وما وجده مخالفا لمذهبه حاول بكل ما يستطيع أن يجعله موافقا ل مخالفا ً،وإن أدى هذا كله
ضمع له ورسيمقا من أجله .وإليك طرفا من تأويلت هؤلء إلى خروج اللفظ القرآني عن معناه الذيِ يو ر
الغلة:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
* من تأويلت السبئية:
ل نجد بعضِ السبئية يزعم أن عليا فى السحاب ً،وعلى هذا ييفيسرون الرعد بأنه صوت فمث ل
على ً،والبرقا بأنه لمعان سهوطه أو تبسمه ً،ولهذا كان الواحد منهم إذا سمع صوت الرعد يقول :عليك ر
السلم يا أمير المؤمنين.
كذلك ندد زعيم السبئية يزعم أن محمدا صلى ال عليه وسلم سيرجع إلى الحياة الدنيا ً،وتأرول على ذلك
ضِ معلمهيمك ٱهليقهرآمن لممرآسدمك إرلمـى مممعاهَد{ُ* . قوله تعالى فى الية ] [85من سورة القصص} :إررن ٱرلرذيِ مفمر م
* من تأويلت البيانية:
كذلك نجد بيان بن سمعان التميمى زعيم البيانية ً،يزعم أنه هو المذكور فى القرآن بقوله تعالى فى الية
] [138من سورة آل عمران} :مهــمذا مبميافن يللرنارس مويهلدى موممهورعمظفة ليهليمرترقيمن{ُ ..ويقول :أنا البيان ً،وأنا
الهدى والموعظة.
كما نراه يزعم أن ال تعالى رجل من نور ً،وأنه يفنى كله غير وجهه ً،ويتأرول على زعمه هذا قوله
تعالى فى الية ] [88من سورة القصص:
ل موهجمهيه{ُ ..وقوله فى اليتين ] [27 - 26من سورة الرحمن} :يكسل ممهن معلمهيمها مفاهَن * }يكسل مشهيهَء مهارلفك إر ر
موميهبمقـى موهجيه مريبمك.ُ{...
*
* من تأويلت المغيرية:
كذلك نجد المغيرة بن سعيد العجلى زعيم المغيرية يقول :إن ال تعالى لما أراد أن يخلقا العاملم تكرلم
بالسم العظم ً،فطار ذلك السم ووقع تاجا على رأسه ً،وتأرول على ذلك قوله تعالى فى الية الولى من
لهعلمـى{ُ ...وزعم أن السم العلى إنما هو ذلك التاج. سورة العلى} :مسيبح ٱهسم مريبمك ٱ م
ر
ويزعم المغيرة أيضا :أن ال تعالى خلقا إظلل الناس قبل أجسادهم ً،فكان أول ما خلقا منها ظل محمد
صلى ال عليه وسلم .وقال :فذلك قوله فى الية ] [81من سورة الزخرف} :يقهل رإن مكامن رللررهحممــرن موملفد
مفمأمنها أمرويل ٱهلمعاربردي من{ُ ..قال :ثم أرسل ظل محمد إلى أظلل الناس ً،ثم عرضِ على السموات والجبال أن
يمنعن علسى أبى طالب من ظالميه فأبين ذلك ً،فعرضِ ذلك على الناس .فأمر عمر أبا بكر أن يتحمل
صره علسى ومنعه من أعدائه ً،وأن يغدر به فى الدنيا ً،وضمن له أن يعينه على الغدر به ً،على شريطة ين ه
أن يجعل له الخلفة من بعده ً،ففعل أبو بكر ذلك .قال :فذلك تأويل قوله فى الية ] [72من سورة
ضِ موٱهلرجمبارل مفأمبهيمن مأن ميهحرمهلمنمها موأمهشمفهقمن رمهنمها مومحمملممها لممامنمة معملى ٱلرسمماموارت موٱ م
لهر ر ضمنا ٱ م
الحزاب} :إررنا معمر ه
لهنمساين إررنيه مكامن مظيلوما مجيهولل{ُ ..فزعم أن الظلوم والجهول أبو بكر. ٱر
لنمسارن ٱهكيفهر مفلمرماوتأرول فى عمر قوله تعالى فى الية ] [16من سورة الحشر} :مكمممثرل ٱلرشهيمطارن إرهذ مقامل رل ر
مكمفمر مقامل إريني مبررييِفء يمنمك{ُ ..والشيطان عنده عمر.
*
* من تأويلت المنصورية:
وكذلك نجد أبا منصور العجلى زعيم المنصورية والمعروف بـ "الركهسف" ً،يزعم أنه يعررج به إلى
السماء ً،وأن ال تعالى مسح بيده على رأسه سوقال له :يا بنى بيلغ عنى ً،ثم أنزله إلى الرضِ ً،وزعم
أنه الركهسف الساقط من السماء المذكور فى قوله تعالى فى الية ] [44من سورة فاطر} :مورإن ميمرهوها ركهسفا
يممن ٱلرسممآرء مسارقطا مييقويلوها مسمحافب رمهريكوفم{ُ.
وتأرولت هذه الطائفة الجرنة بأنها رجل يأرمرنا بمولته وهو المام ً،والنار بالضد ً،أى رجل أيرمرنا ببغضه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وهو ضد المام وخصمه كأبى بكر وعمر ً،وتأرولوا الفرائضِ والممحررمات فقالوا :الفرائضِ أسماء رجال
أيرمرنا بموالتهم ً،والمحررمات أسماء رجال أيرمرنا بمعاداتهم.
*
* من تأويلت الخطابية:
كذلك نجد من الخطابية ممن يتأرول الجرنة بأنها نعيم الدنيا ً،والنار بأنها آلمها .ووجدنا منهم ممن يقول :إنه
ل يؤمن إل وال تعالى ييوحى إليه ً،وعلى هذا المعنى كانوا يتأرولون قوله تعالى فى الية ] [145من
ل{ُ ..ويقولون :إن معناه :بوحى من سورة آل عمران} :مومما مكامن رلمنهفهَس أمهن متيمومت إر ر
ل ربرإهذرن ال ركمتابا سممؤرج ل
ال ً،ويقولون :إذا جاز أن ييوحى إلى النحل كما ورد فى قوله تعالى فى الية ] [68من سورة النحل:
}موأمهومحـى مرسبمك إرلمـى ٱلرنهحرل أمرن ٱرترخرذيِ رممن ٱهلرجمبارل يبييوتا مورممن ٱلرشمجرر مورمرما ميهعرريشومن{ُ ..رلم ل يجوز أن ييوحى
إلينا؟
*
* من تأويلت العبيدين:
كذلك نجد أبا إسحاقا الشاطبى يذكرلنا عن بعضِ العلماء :أن عبيد ال الشيعى المسمى المهدى ً،حين
ملك إفريقيا واستولى عليها ً،كان له صاحبان من كتامة ينتصر بهما على أمره ..وكان أحدهما يسمى
بـ "نصر ال" ً،والخر يسمى بـ "الفتح" فكان يقول لهما :أنتما الرلذان ذكركما ال فى كتابه فقال} :إرمذا
صير ٱلرلره موٱهلمفهتيح{ُ قالوا :وقد كان عمل ذلك فى آيات من كتاب ال تعالى فبردل قوله تعالى فى الية مجآمء من ه
ي ي ي ي
] [110من سورة آل عمران} :يكهنيتهم مخهيمر أرمهَة أهخررمجهت رللرنارس{ُ ..بقوله" :كتامة خير أرمة أهخررجت للناس".
فأنت ترى أن هؤلء الغلة الذين كفروا بما يعتقدو ً،ً،يجدون فى صرف الرلفظ القرآنى عن معناه الذى
سيقا له إلى معنى يتفقا مع عقيدتهم ً،ويتناسب مع أهوائهم ونزعاتهم ً،وهم بعملهم هذا يمحيملون القرآن ما
ل يحتمله ً،ويقولون على ال بغير علم ول برهان.
كذلك نجد المامية الثنا عشرية يميلون بالقرآن نحو عقائدهم ً،ويلوونه حسب أهوائهم ومذاهبهمً،
وهؤلء ليس لهم فى تفسيرهم المذهبى مستند صحيح يستندون إليه ً،ول دليل سليم يعتمدون عليه ً،وإنما
هى أوهام نشأت عن سلطان العقيدة الزائفة ً،وخرافات صدرت من عقول عرشش فيها الباطل وأفرخً،
فكان ما كان من خرافات وترهات!!
نعم ..يعتمد المامية الثنا عشرية فى تفسيرهم للقرآن الكريم ونظراتهم إليه ً،على أشياء ل تعدو أن
تكون من قبيل الوهام والخرافات التى ل توجد إل فى عقول أصحابها ً،فمن ذلك الذى يعتمدون عليه ما
يأتى:
أولل :جمع القرآن الكريم وتأويله ً،وهو كتاب جمع فيه علسى رضى ال عنه القرآن على ترتيب النزول.
ثانيا :كتاب أملى فيه أمير المؤمنين عليه السلم ستين نوعا من أنواع علوم القرآن ً،وذكر لكل نوع
مثالل يخصه .ويعتقدون أنه الصل لكل ممن كتب فى أنواع علوم القرآن ً،وهم يروون عن علسى رضى
ال عنه هذا الكتاب بطرقا عدة ً،وهو فى أيديهم إلى اليوم ً،ويبلغ ثلث عشرة ورقة إل ربعا بالقطع
الكبير الكامل ً،كل صفحة منها سبعة وعشرون سطرا.
ثالثا :الجامعة وهى كتاب طوله سبعون ذراعا من إملء رسول ال صلى ال عليه وسلم وخط علسى
عليه السلم ً،مكتوب على الجلد المسمى بالرقا فى عرضِ الجلد ً،يجرمعت الجلود بعضها ببعضِ حتى بلغ
طولها سبعين ذراعا وعدها من مؤلفات علسى باعتبار أنه كتبها ورتبها من قول رسول ال صلى ال
عليه وسلم وإملئه .قالوا :وفيها كل حلل وحرام ً،وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الرش فى الخدش.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
رابعا :الجفر ً،وهو غير الجامعة وفيه يقول ابن خلدون" :واعلم أن كتاب الجفر كان أصله أن هارون
بن سعد العجلى وهو رأس الزيدية ً،كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادقا ً،وفيه علم ما سيقع لهل
البيت على العموم ً،ولبعضِ الشخاص منهم على الخصوص ً،وقع ذلك لجعفر ونظائره من رجالتهمً،
على طريقا الكرامة والكشف الذى يقع لمثلهم من الولياء ً،وكان مكتوبا عند جعفر فى جلد ثور صغيرً،
فرواه عنه هارون العجلى ً،وكتبه ً،وسماه "الجفر" باسم الجلد الذى يكرتب فيه ً،لن الجفر فى اللغة هو
الصغير ً،وصار هذا السم معملما على هذا الكتاب عندهم ً،وكان فيه تفسير القرآن وما فى باطنه من
غرائب المعانى ً،مروية عن جعفر الصادقا .وهذا الكتاب لم تتصل روايته ً،ول يعررف معهينه ً،وإنما
يظهر منه شواذ من الكلمات ل يصحبها دليل ً،ولو صح السند إلى جعفر الصادقا لكان فيه رنهعم المستند
من نفسه ً،أو من رجال قومه ً،فهم أهل الكرامات".
وييع يرف صاحب أعيان الشيعة "الجفر" بأنه كتاب أمله رسول ال صلى ال عليه وسلم على علسى رضى
ال عنه ً،ويذكر فى ذلك أقوالل متضاربة ثم يقول بعد فراغه منها" :الظاهر من الخبار أن الجفر كتاب
فيه العلوم النبوية من حلل ً،وحرام ً،وأحكام ً،ويأصول ..ما يحتاج إليه الناس فى أحكام دينهم وما
يصلحهم فى دنياهم ً،والخبار عن بعضِ الحوادث ً،ويمكن أن يكون فيه تفسير بعضِ المتشابه من
القرآن المجيد ً،ثم ينكر على من يستبعد أن يكون الجفر فيه كل هذه العلوم ً،ويتمثل بقول أبى العلء
الممعيرى:
*لقد عجبوا لهل البيت لما * أروهم علمهم فى مسك جفر*
*ومرآة المنجم وهى صغرى * أرته كل عامرة وقفر*
خامسا :مصحف فاطمة ً،جاء فى البصائر" :أن أبا عبد ال سأله بعضِ الصحاب عن مصحف فاطمةً،
فقال :إنكم تبحثون عما تريدون وعما ل تريدون .إن فاطمة مكثت بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم
خمسة وسبعين يوما ً،وقد كان دخلها حزن شديد على أبيها ً،وكان جبريل يأتيها وييحسن عزاءها على
أبيها ً،وييطيب نفسها ً،وييخبرها عن أبيها ومكانه ً،وييخبرها بما يكون بعدها فى يذيريتها .وكان علسى عليه
السلم يكتب ذلك ً،فهذا مصحف فاطمة.
هذه هى أهم الشياء التى يستند إليها المامية الثنا عشرية فى تفسيرهم لكتاب ال تعالى ً،وهى كلها
أوهام وأباطيل ل ثبوت لها إل فى عقول الشيعة ..وكيف يكون سائغا ومقبولل أن ينبنى تفسير القرآن
وفهم معانيه على أوهام وأباطيل؟؟ لهذا نرى العلمة ابن قتيبة يشدد النكير على الشيعة فى تفسيرهم
لكتاب ال تعالى فيقول" :وأعجب من هذا التفسير -يعنى تفسير المعتزلة -تفسير الروافضِ للقرآنً،
وما يردعونه من علم باطنه بما وقع إليهم من الجفر الذى ذكره هارون بن سعد العجلى ً،وكان رأس
الزيدية فقال:
*ألم نر أن الرافضين تفررقوا * فكلهم فى جعفر قال منكرا*
*فطائفة قالوا :إمام ً،ومنهم * طوائف سرمته النبى اليمطرهرا*
*ومن عجب لم أقضه جلد جفرهم * مبررئيت إلى الرحمن ممن تجرفرا*
*مبرئيت إلى الرحمن من كان رافضِ * بصير بباب الكفر ..فى الدين أعورا*
صرا* *إذا كرف أهل الحقا عن بدعة مضى * عليها ً،وإن يمضوا على الحقا ق ر
*ولو قال :إن الفيل ضفب لصردقوا * ولو قال :زنجى تحرول أحمرا*
وأخلف من بول البعير فإنه * إذا هو للقبال يويجه أدبرا*
*فيقيبح أقوام رموه بفرية * كما قال فى عيسى المفرى ممن تنصرا*
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
قال أبو محمد :وهو جلد جفر اردعوا أنه كتب فيه لهم المام كل ما يحتاجه إلى علمه ً،وكل ما يكون إلى
يوم القيامة ً،فمن ذلك قولهم فى قول ال معرز ومجرل} :موموررمث يسلمهيمماين مدايوومد{ُ :إنه المام ورث النبى صلى
ال عليه وسلم علمه .وقولهم فى قول ال عز وجل} :إررن ٱلرلمه ميهأيميريكهم أمهن متهذمبيحوها مبمقمرلة{ُ :إنها عائشة
ضمها{ُ :إنه طلحة والزبير .وقولهم فى الخمر رضى ال عنها ً،وفى قوله تعالى} :مفيقهلمنا ٱ ه
ضرريبويه ربمبهع ر
والميسر :إنهما أبو بكر وعمر رضى ال عنهما ..والجبت والطاغوت :إنهما معاوية وعمرو بن
العاص ..مع عجائب أرغب عن ذكرها ً،ويرغب ممن بلغه كتابنا هذا عن استماعها.
وكان بعضِ أهل الدب يقول :ما أشبه تفسير الرافضة للقرآن إل بتأويل رجل من أهل مكة للشعر ً،فإنه
قال ذات يوم :ما سمعيت بأكذب من بنى تميم ً،زعموا أن قول القائل:
*بيت زرارة محتب بفنائه * ومجاشع ً،وأبو الفوارس نهشل*
إنه فى رجال منهم ..قيل له :فما تقول أنت فيهم؟ قال :البيت :بيت ال .وزرارة :الرحهجر ً،قيل :فمجاشع؟
قال :رمز :جشعت بالماء .قيل :فأبو الفوارس؟ قال :أبو قبيس ً،قيل له :فنهشل؟ قال :نهشل ..أشدهً،
وفكر ساعة ثم قال :نهشل :مصباح الكعبة ً،لنه طويل أسود ً،فذلك نهشل.
ل ً،فمنهم قوم يقال لهم البيانية ً،يينسبون إلى رجل يقال له "بيان" ً،قال لهم: وهم أكثر البدع اقترافا ونح ل
إلسى أشار ال تعالى إذ قال} :مهــمذا مبميافن يللرنارس مويهلدى موممهورعمظفة ليهليمرترقيمن{ُ.
وهم أول من قال بخلقا القرآن ً،ومنهم المنصورية ً،أصحاب أبى منصور الكهسف ً،وكان قال لصحابه:
فى نزل قوله} :ورإن ميمرهوها ركهسفا يممن ٱلرسممآرء مسارقطا{ُ ..ومنهم الخرناقون والشرداخون ً،ومنهم الغررابية ً،وهم ر
الذين ذكروا أن عليا رضى ال عنه كان أشبه بالنبى صلى ال عليه وسلم من الغراب بالغراب ً،فتغلط
جبريل عليه السلم حيث يبرعمث إلى علسى لشبهه به.
قال أبو محمد :ول نعلم فى أهل البدع والهواء أحدا اردعى الربوبية لمبشر غيرهم ً،فإن عبد ال بن سبأً،
اردعى الربوبية لعلسى فأحرقا علسى أصحابه بالنار ً،وقال فى ذلك:
*لما رأيت المر أمرا منكرا * أججت نارى ودعوت قنبرا*
ول نعمل أحدا اردعى النبوة لنفسه غيرهم ً،فإن المختار بن أبى عبيد اردعى النبوة لنفسه ً،وقال" :إن
جبريل وميكائيل يأتيان إلى جهته ً،فصردقه قوم واتبعوه ً،وهم الكيسانية".
هذا ول يفوتنا أن نقولك إن هذه الطوائف من الشيعة قد باد معظمها ً،وأشهر ما بقى منها إلى اليوم
ثلث رفمرقا ً،هى :المامية الثنا عشرية ً،والمامية السماعيلية -وهم المسمون بالباطنية -والزيدية.
أما المامية الثنا عشرية ً،فينتشرون اليوم فى بلد إيران ً،وبلد العراقا كما يوجد منهم جماعة بالشام.
وأما السماعيلية ً،فينتشرون فى بلد الهند ً،كما يوجدون فى نواح أخرى متفرقة ً،وزعيمهم أغا خان
الزعيم الهندى السماعيلى المعروف.
وأما الزيدية فيوجدون ببلد اليمن.
إذن ..فالجدار بنا أن نمسك عن موقف هذه الرفمرقا البائدة من تفسير القرآن ً،ما دامت قد بادت ولم يبقا
لها أثر ً،وما دمناا لم نقف لها على شئ فى التفسير أكثر من هذه الينمبذ المتفرقة التى وجدناها للبعضِ
منهم وجمعناها من بطون الكتب المختلفة .والذى يستحقا عنايتنا وبحثنا بعد ذلك ً،هو تلك الرفمرقا الثلث
التى ل تزال موجوده إلى اليوم ً،محتفظة بتعاليمها وآرائها .وسنبدأ أولل بالمامية الثنا عشرية ً،ثم
المامية السماعيلية ً،ثم بالزيدية ً،فنقول وبال التوفيقا:
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) -1موقف المامية الثنا عشرية من تفسير القرآن الكريم (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
للمامية الثنا عشرية معتقدات يدينون بها ً،وينفردون بها عمن عداهم من طوائف الشيعة .وهم حين
يعتقدون هذه المعتقدات ل بد لهم -ما داموا يقرون بالسلم ويعترفون بالقرآن ولو بوجه ما -أن
يقيموا هذه العقائد على دعائم من نصوص القرآن الكريم ً،وأن يدافعوا عنها بكل ما يمكنهم من سلح
الجدل وقوة الديل * .موقفهم من الئمة وأثر ذلك فى تفسيرهم:
وإذا نحن استعرضنا هذه المعتقدات وجدنا أن أهمها يدور حول أئمتهم ً،فهم يلقون على الئمة نوعا من
التقديس والتعظيم ً،ويرون أن الئمة "أركان الرضِ أن تميد بأهلها ً،ويحرجة ال البالغة على ممن فوقا
الرضِ و ممن تحت الثرى" ً،ويرون أن المامة "زمام الدين ً،ونظام المسلمين ً،وصلح الدنيا ً،وعز
المؤمنين".
ولما كان المام عندهم فوقا أن ييحكم عليه ً،وفوقا الناس فى طينته وتصرفاته ً،فإرنا نراهم يعتقدون بأن
له صلة روحية بال تعالى كتلك الصلة التى للنبياء والرسل ً،وأنه يممشيرع ويممنيقذ ً،وأن ال قد فروضِ
النبى والمام فى الدين ً،ويروون عن الصادقا أنه قال" :إن ال خلقا نبيه على أحسن أدب وأرشد عقلً،
ثم أردب نبيه فأحسن تأديبه فقال} :يخرذ ٱهلمعهفمو موهأيمهر ربٱِهليعهررف موأمهعرر ه
ضِ معرن ٱهلمجارهرليمن{ُ ..ثم أثنى ال عليه
فقال} :موإررنمك لممعلمـى يخليهَقا معرظيهَم{ُ ..ثم بعد ذلك فروضِ إليه دينه ً،فروضِ إليه التشريع فقال} :موممآ آمتايكيم
ٱلرريسويل مفيخيذويه مومما منمهايكهم معهنيه مفٱِنمتيهوها{ُ ً،و }رمهن يرطرع ٱلرريسومل مفمقهد أممطامع ٱلرلمه{ُ ..وال فروضِ دينه إلى نبيه.
ثم إن نبى ال فروضِ كل ذلك إلى علسى وأولده سرلمتم وجحده الناس ً،فوال لنحبكم أن تقولوا إذا قلناً،
وأن تصمتوا إذا صمتنا ً،ونحن فيما بينكم وبين ال ً،وما جعل ال لحد فى خلف أمرنا".
وحيث إن ال تعالى خلقا النبى وكل إمام بعده على أحسن أدب وأرشد عقل ً،فل يختار النبى ول المام
إل ما فيه صلح وثواب ً،ول يخطر بقلب النبى ول بقلب المام ما يخالف مشيئة ال وما يتناقضِ
لمور إلى رأى النبى ورأى المام ً،مثل الزيادة فى عدد لمة ً،فيفيوضِ ال تعيين بعضِ ا ي مصلحة ا ي
ركعات الفرضِ ً،ومثل تعيين النوافل من الصلة والصيام ً،وذلك إظهارا لكرامة النبى والمام ً،ولم يكن
أصل التعيين إل بالوحى ً،ثم لم يكن الختيار باللهام ً،وله فى الشرع شواهد :حررم ال الخمر ً،وحررم
النبى كل مسكر فأجازه ال ً،وفرضِ ال الفرائضِ ولم يذكر الجد ً،فجعل النبى للجد السدس ً،وكان النبى
يمبيشر وييعطى الجرنة على ال ويجيزه ال .وأيضا فروضِ ال للنبى والئمة من بعده يأمور الخلقا ً،ويأمور
الدارة والسياسة من التأديب والتكميل والتعليم ً،وواجب على الناس طاعتهم فى كل ذلك .قالوا :وهذا
حقا ثابت درلت الخبار عليه.
وأيضا ف روضهم ال تعالى فى البيان ً،بيان الحكام والفتاء وتفسير آيات القرآن وتأويلها ً،ولهم أن ييبيينوا
ولهم أن يسكتوا ً،ولهم فوقا ذلك البيان كيفما أرادوا وعلى أى وجه شاءوا ً،متقرية منهم وعلى حسب
الحوال والمصلحة .والتفويضِ بهذا المعنى يردعون أنه حقا ثابت لهم ً،والخبار ناطقة به وشاهدة عليه.
يقول صاحب الكافى" :سأل ثلثة من الناس الصادقا عن آية واحدة فى كتاب ال فأجاب كل واحد
بجواب ً،أجاب ثلثة بأجوبة ثلثة ً،واختلف الجوبة فى مسألة واحدة كان يقع إما على سبيل التقرية وإما
على سبيل التفويضِ".
وهناك نوع آخر من التفويضِ يثبتونه للنبى والئمة ً،ذلك هو أن النبى أو المام له أن يحكم بظاهر
الشريعة ً،وله أن يترك الظاهر ويحكم بما يراه وما يلهمه ال من الواقع وخالص الحقا فى كل واقعةً،
كما كان لصاحب موسى فى قصة الكهف ً،وكما وقع لذى القرنين.
ثم كان من توابع هذه العقيدة التى يعتقدونها فى أئمتهم أن قالوا بعصمة الئمة ً،وقالوا بالمهدى المنتظرً،
وقالوا بالرجعة ً،وقالوا بالمتقرية ً،وهذه كلها عقائد رسخت فى أذهانهم وتمكنت من عقولهم ً،فأخذوا بعد
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
هذا ينظرون إلى القرآن الكريم من خلل هذه العقائد ففرسروا القرآن وفقا لهواهم ً،وفهموا نصوصه
وتأ رولوها حسبما تمليه عليهم العقيدة ويزينه لهم الهوى ..وهذا تفسير بالرأى المذموم ً،تفسير من اعتقد
أو ل
ل ً،ثم فرسر ثانيا بعد أن اعتقد.
**
* تأثير المامية الثنا عشرية بآراء المعتزلة وأثر ذلك فى تفسيرهم:
هذا ..وإن المامية الثنا عشرية لهم فى نصوص القرآن التى تتصل بمسائل علم الكلم نظرة تتفقا إلى
حد كبير مع نظرة المعتزلة إلى هذه النصوص نفسها ً،ولم يكن بينهم وبين المعتزلة خلف إل فى
مسائل قليلة ً،ويظهر أن هذا الرتباط الوثيقا الذى كان بين الفريقين راجع إلى تتلمذ الكثير من شيوخ
الشيعة وعلمائهم لبعضِ شيوخ المعتزلة ً،كما يظهر لنا جليا أن هذا الرتباط فى التفكير شئ قديم غير
جديد ً،فالحسن العسكرى ً،والشريف المرتضى ً،وأبو على الطيرسى ً،وغيرهم من قدماء الشيعةً،
ينظرون هذه النظرة العتزالية فى تفاسيرهم التى بأيدينا ً،والتى تعررضنا لبعضها وسنعرضِ لبعضها
الخر قريبا ً،بل إننا نجد الشريف المرتضى فى أمالية يحاول محاولة جدية أن يجعل عليا رضى ال
عنه معتزليا أو رأس المعتزلة على الصح ً،وقد تقدمت لنا مقالته التى عرضنا لها عند الكلم عن
أماليه .وليس من شك فى أن هذه النظرات العتزالية كان لها أثر كبير فى تفسيرهم ً،وسنقف على شئ
من ذلك إن شاء ال تعالى.
**
لصولية فى تفاسيرهم: * تأثرهم بمذاهبهم الفقهية وا ي
ل نجدهم يذكرون أن أدلة الفقه أربعة ثم إن الشيعة لهم فى الفقه ويأصوله آراء خالفوا بها ممن سواهم ً،فمث ل
وهى :الكتاب ً،والسسرنة ً،والجماع ً،ودليل العقل .أما الكتاب فلهم رأى فيه سنعرضِ له فيما بعد.
وأما الرسرنة فهم غير أمناء عليها ول ملتزمين ما صح منها ً،وسنعرضِ لها فيما بعد أيضا.
وأما الجماع فليس يحرجة بنفسه ً،وإنما يكون يحرجة إذا دخل المام المعصوم فى اليمجهمعين ً،أو كان
الجماع كاشفا عن رأيه فى المسألة ً،أو كان الجماع عن دليل معتبر ً،فهو فى الحقيقة داخل فى الكتاب
أو السسرنة.
وأما دليل العقل عندهم فل يدخل فيه القياس ً،ول الستحسان ً،ول المصالح المرسلة ً،لن ذلك كله ليس
يحرجة عندهم.
ل تراهم يقولون :إن فرضِ الررهجلين فى الوضوء هو المسح دون وفى الفقه لهم مخالفات يشذون بها ً،فمث ل
الغسل ً،ول يجيوزون المسح على الخفين ً،وجروزوا نكاح المتعة ً،وجروزوا أن تورث النبياء ً،ولهم
ل ً،ولهم مخالفات كثيرة غير ذلك فى مسائل الجتهاد. مخالفات فى نظام الرث ً،كإنكارهم للعول مث ل
لهذا كان طبيعيا أن يقف المامية الثنا عشرية من اليات التى تتعلقا بالفقه وأصوله موقفا فيه تعصب
وتعسف ً،حتى يستطيعوا أن يخضعوا هذه النصوص ويجعلوها أدلة لرائهم ومذاهبهم ً،كما كان طبيعياً،
أن يتأ رولوا ما يعارضهم من اليات والحاديث .بل ووجدناهم أحيانا يزيدون فى القرآن ما ليس منه
ويردعون أنه قراءة أهل البيت ً،وهذا إمعان منهم فى اللجاج ً،وإغراقا فى المخالفة والشذوذ.
***
* احتيالهم على تركيز عقائدهم وترويجها:
ويظهر لنا أن المامية الثنا عشرية لم يجدوا فى القرآن كل ما يساعدهم على أغراضهم وميولهمً،
ل( يردعون أن القرآن له ظاهر وباطن بل وبواطن كثيرة ً،وأن علم جميع القرآن عند الئمةً، فراحوا )أو ل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
سواء فى ذلك ما يتعلقا بالظواهر وما يتعلقا بالبواطن ً،وحجروا على العقول فمنعوا الناس من القول فى
القرآن بغير سماع من أئمتهم.
وراحوا )ثانيا( يردعون أن القرآن وارد كلسه أو جله فى أئمتهم ومواليهم ً،وفى أعدائهم ومخالفيهم كذلك.
وراحوا )ثالثا( يردعون أن القرآن يحيرف ويبيدل عما كان عليه زمن النبى صلى ال عليه وسلم ً،وكل هذا
ل أعتقد إل أنه من قبيل الحتيال على تركيز عقائدهم وإيهام الناس أنها مستقاة من القرآن الذى هو
المنبع الساسى والول للدين.
وأعجب من هذا ..أنهم أخذوا يميوهون على الناس ً،ويغرون العامة بما وضعوه من أحاديث على رسول
ل منهم ً،ورموهم بكل ال صلى ال عليه وسلم وعلى أهل بيته ً،وطعنوا على الصحابة إل نفرا قلي ل
نقيصة فى الدين ً،ليجدوا لنفسهم من وراء ذلك ثغرة يخرجون منها عندما تأخذ بخناقهم الحاديث
الصحيحة التى يرويها هؤلء الصحابة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم.
ويحسن بنا أل نمر سراعا على هذه النقط الربع بالذات ً،بل علينا أن نقف أمامها وقفة طويلة ودقيقة
حتى نستطيع أن نقف على مدى هذه الوهام والدعاوى .التى كان لها أكبر الثر فى اتجاه التفسير عند
المامية الثنا عشرية ً،فنقول وبال التوفيقا:
- 1ظاهر القرآن وباطنه:
يقول المامية الثنا عشرية :إرن القرآن له ظاهر وباطن .وهذه حقيقة نقرهم عليها ول نعارضهم فيها
بعد ما صح لدينا من الحاديث التى تقرر هذا المبدأ فى التفسير ً،غاية المر أن هؤلء المامية لم يقفوا
عند هذا الحد .بل تجاوزوا إلى القول بأن للقرآن سبعة وسبعين بطنا ً،ولم يقتصروا على ذلك بل تمادوا
واردعوا أن ال تعالى جعل ظاهر القرآن فى الدعوة إلى التوحيد والنبوة والرسالة ً،وجعل باطنه فى
الدعوة إلى المامة والولة وما يتعلقا بهما.
* حرصهم على التوفيقا بين ظاهر القرآن وباطنه:
ولقد كان من أثر هذا الرأى فى القرآن ً،أن اشتد حرص هؤلء القائلين به على أن يعقدوا صلة بين
المعانى الظاهرة والمعانى الباطنة للقرآن ً،ويعملوا بكل ما فى وسعهم وطاقتهم على إيجاد مناسبة بينهما
حتى ييقيربوا هذا المبدأ من عقول الناس ويجعلوه أمرا سائغا مقبولل .ومن أمثلة هذا التوفيقا والربط بين
ظاهر القرآن وباطنه ً،قوله تعالى فى الية ] [15من سورة محمد عليه السلم} :رممثيل ٱهلمجرنرة ٱلررتي يورعمد
ٱهليمرتيقومن رفيمهآ أمهنمهافر يمن رمآهَء مغهيرر آرسهَن موأمهنمهافر يمن لرمبهَن لرهم ميمتمغريهر مطهعيميه موأمهنمهافر يمهن مخهمهَر لررذهَة يللرشاررربيمن
صدفى مولميههم رفيمها رمن يكيل ٱلرثمممرارت{ُ ..فهم يقرون أن هذا الظاهر مراد ال تعالىً، موأمهنمهافر يمهن معمسهَل سم م
ومراد له مع هذا الظاهر معنى آخر باطنى هو علوم الئمة عليهم السلم ً،ويقولون :إن الجامع بين
المعنيين هو النتفاع بكل منهما وبمثل هذا يوفقون بين المعانى الظاهرة والباطنة ً،حتى ل يكون مستبعدا
إرادة ال لمعنى خاص حسب ما يدل عليه ظاهر اللفظ ً،وإرادته لمعنى آخر بحسب ما يدل عليه باطن
المر.
**
* حملهم الناس على التسليم بما يردعون من المعانى الباطنة للقرآن:
وكأينى بالمامية الثنا عشرية بعد أن ربطوا بين ظاهر القرآن وباطنه ً،وجمعوا بينهما بجامع التناسب
والتشابه ..كأرنى بهم يعتقدون أن مثل هذا الربط ل يكفى فى حمل الناس على أن يذهبوا مذهبهم هذاً،
فحاولوا أن يحملوهم عليه من ناحية العقيدة والرهاب الدينى ً،الذى يشبه الرهاب المكمنسى للعامة فى
العصور المظلمة ً،من حمل الناس على ما يوحون به إليهم بعد أن حظروا عليهم إعمال العقل ً،وحالوا
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
بينهم وبين حريتهم الفكرية ً،فقالوا :إن النسان يجب عليه أن يؤمن بظاهر القرآن وباطنه على السواءً،
كما يجب عليه أن يؤمن بمحكمه ومتشابه ً،وناسخه ومنسوخه ً،ول بد أن يكون ذلك على سبيل التفصيل
ل عن آل البيت ً،ويكفى فيه الجمال إن لم يصل إليه التفصيل .قالوا :ول صل إن وصل إليه علم ذلك مف ر
يجوز أن ينكر الباطن بحال ً،وعليه أن يمسلهم بكل ما وصل إليه من ذلك عن طريقا آل البيت وإن لم ي
يفهم معناه ً،ولو أن إنسانا آمن بالظاهر وأنكر الباطن لكفر بذلك ً،كما لو أنكر الظاهر وآمن بالباطن أو
الظاهر والباطن جميعا.
وحرصا منهم على تعطيل عقول الناس ومنعهم من النظر الحر فى نصوص القرآن الكريم ً،قالوا :إن
جميع معانى القرآن ً،سواء منها ما يتعلقا بالظاهر وما يتعلقا بالباطن ً،اختص بها النبى صلى ال عليه
وسلم والئمة من بعده ً،فهم الذين عندهم علم الكتاب كله ً،لن القرآن نزل فى بيتهم "وأهل البيت أدرى
بما فى البيت" .أما ممن عداهم من الناس فل يرون أدنى شبهة فى قصور علمهم ً،وعدم إدراكه لكثير من
ل عن معانيه الباطنة ً،قالوا :ولهذا ل يجوز لنسان أن يقول فى القرآن إل معانى القرآن الظاهرة ً،فض ل
بما وصل إليه من طريقهم ً،غاية المر أنهم جروزوا لمن أخلص حبه وانقياده ل ولرسوله ولهل البيتً،
واستمد علومه من أهل البيت حتى آنس من نفسه العلم والمعرفة ..جروزوا لمثل هذا أن يستنبط من
القرآن ما يتيسر له ً،لنه بحبه لل البيت وأخذه عنهم صار كأنه منهم ً،وقد قيل" :سلمان منا آل البيت".
***
* أثر التفسير الباطنى فى تلعبهم بنصوص القرآن:
ولقد كان من نتائج هذا التفسير الباطنى للقرآن أن وجد القائلون به أمام أفكارهم مضطربا بالغا ومجا ل
ل
رحبا ً،يتسع لكل ما يشاؤه الهوى وتزينه لهم العقيدة ً،فأخذوا يتصررفون فى القرآن كما يحبون ً،وعلى
أى وجه يشتهون ً،بعد ما ظنوا أن العامة قد انخدعت بأوهامهم وسرلموا بأفكارهم ومبادئهم.
ل -إرن من لطف ال تعالى أن يشير بواسطة المعانى الباطنة لبعضِ اليات إلى ما سيحدث فقالوا -مث ل
فى المستقبل من حوادث ً،ويعدون هذا من وجوه إعجازه ً،ثم ييفيرعون على هذه القاعدة ما يشاؤه لهم
ل فى قوله تعالى فى الية ] [9من الهوى ً،وما يزينه فى أعينهم داعى العقيدة وسلطانها ً،فيقولون مث ل
لمة ستسلك سبيل من كان قبلها من سورة النشقاقا} :لممتهرمكيبرن مطمبقا معن مطبقا{ُ :إنه إشارة إلى أن هذه ا ي
هَ
المم فى الغدر بالوصياء بعد النبياء. ي
كذلك مركن لهم القول بباطن القول من أن يقولوا :إن الرلفظ الذى يراد به العموم ظاهرا ً،كثيرا ما يراد به
ل لفظ "الكافرون" الذى ييراد به العموم ً،يقولون :هو فى الباطن الخصوص بحسب المعنى الباطن ً،فمث ل
مخصوص بمن كفر بولية علسى .كما مركنهم أيضا من أن يصرفوا الخطاب الذى هو مورجه فى الظاهر
لمة بحسب لمم السابقة أو إلى أفراد منها ً،إلى ممن يصدقا عليه الخطاب فى نظرهم من هذه ا ي إلى ا ي
ل قوله تعالى فى الية ] [159من سورة العراف} :مورمن مقهورم يمومسـى أيرمفة ميههيدومن ربٱِهلمحيقا موربره الباطن ً،فمث ل
ميهعرديلومن{ُ ..يقولون فيه :قوم موسى فى الباطن هم أهل السلم.
ولقد م ركنهم أيضا من أن يتركوا أحيانا المعنى الظاهر ويقولوا بالباطن وحده ً،كما فى قوله تعالى فى
ل * رإذا لمذهقمنامك ل مأن مثربهتمنامك لممقهد ركدرت متهرمكين إرلمهيرههم مشهيئا مقرلي ل اليتين ] [75 - 74من سورة السراء} :مولمهو م
صيرا{ُ ..فالظاهر غير مراد عندهم ً،ويقولون :عنى ضهعمف ٱهلممممارت يثرم م
ل مترجيد لممك معلمهيمنا من ر ضهعمف ٱهلمحميارة مو ر
ر
بذلك غير النبى ً،لن مثل هذا ل يليقا أن يكون موجها للنبى عليه الصلة والسلم ً،وإنما هو معنى به
من قد مضى ً،أو هو من باب" :إياك أعنى واسمعى يا جارة".
كذلك مركنهم هذا المبدأ من إرجاع الضمير إلى ما يسبقا له ذكر ً،كما فى قوله تعالى فى الية ] [15من
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل ميهريجومن رلمقآمءمنا ٱهئرت ربيقهرآهَن مغهيرر مهــمذآ أمهو مبيدهليه{ُ ..حيث يفسرون "أو مبيديله"
سورة يونس} :مقامل ٱرلرذيمن م
بمعنى أو بيدل عليا.؟ ومعلوم أن عليا لم يسبقا له ذكر ً،ولم يكن الكلم مسوقا فى شأن خلفته ووليته.
ومما ساغا لهم أن يقولوه بعد تقريرهم لمبدأ القول بالباطن :أن تأويل اليات القرآنية ل يجرى على أهل
زمان واحد ً،بل عندهم أن كل فقرة من فقرات القرآن لها تأويل يجرى فى كل آن ً،وعلى أهل كل
زمان ً،فمعانى القرآن على هذا متجددة .حسب تجدد الزمنة وما يكون فيها من حوادث .بل وساغا لهم
ما هو أكثر من ذلك فقالوا :إن الية الواحدة لها تأويلت كثيرة مختلفة متناقضة ً،وقالوا :إن الية
الواحدة يجوز أن يكون أولها فى شئ وآخرها فى شئ آخر ..ول شك أن باب التأويل الباطنى باب
واسع يمكن لكل من ولجه أن يصل منه إلى كل ما يدور بخلده ويجيش بخاطره .وليس القائل أن يقول:
إن رسول ال صلى ال عليه وسلم صررح بأن للقرآن باطنا ً،وأن المفيسرين جميعا يعترفون بذلك
ويقولون به ً،فكيف توجه اللوم إلى المامية وحدهم؟ ليس لقائل أن يقول ذلك ً،لن الباطن الذى أشار إيه
الحديث وقال به جمهور المفيسرين ً،هو عبارة عن التأويل الذى يحتمله اللفظ القرآنى ً،ويمكن أن يكون
من مدلولته .أما الباطن الذى يقول به الشيعة فشئ يتفقا مع أذواقهم ومشاربهم ً،وليس فى اللفظ القرآنى
الكريم ما يدل عليه ولو بالشارة.
**
* مخلصهم من تناقش أقوالهم فى التفسير:
ثم إن المامية الثنا عشرية ً،أحسوا بخطر موقفهم وتحرجه عندما جروزوا أن يكون للية الواحدة أكثر
من تفسير واحد مع التناقضِ والختلف بين هذه التفاسير .فأخذوا يميوهون على العامة ويضللونهمً،
فقرروا من المبادئ ما أوجبوا العتقاد به أولل على الناس ليصلوا بعد ذلك إلى مخلص يتخلصون به
من هذا المأزقا الحرج ً،فكان من هذه المبادئ التى قررها وأوجبوا العتقاد بها ما يأتى:
أولل :أن المام مفروضِ من رقمبرل ال فى تفسير القرآن.
لمة. ثانيا :أنه مفروضِ فى سياسة ا ي
ثالثا :التقية.
وكل واحد من هذه الثلثة يمكن أن يكون مخلصا للخروج من هذا التناقضِ الذى وقع فى تفاسيرهم التى
يروونها عن أئمتهم ً،فكون المام مفروضا من رقمبرل ال فى تفسير القرآن مخلص لهم ً،لن باب التفويضِ
لمة مخلص أيضا ً،لن المام أعلم بالتنزيل والتأويل ً،وأعلم بما فيه واسع .وكونه مفروضا فى سياسة ا ي
صلح السائل والسامع ً،فهو يجيب كل إنسان على حسب ما يرى فيه صلح حاله ً،والقول بالتقية
مخلص أوسع من سابقيه ً،لن المام له أن يسكت ول يجيب ً،تقية منه" .قيل عند الباقر :إن الحسن
البصرى يزعم أن الذين يكتمون العلم تؤذى ريح بطونهم أهل النار ً،فقال الباقر :فهلك إذن مؤمن آل
فرعون ً،ما زال العلم مكتوما منذ بعث ال نوحا ً،فليذهب الحسن يمينا وشمالل ً،ل يوجد العلم إل ههنا..
وأشار إلى صدره".
وللمام أن يجيب بحسب الحوال ما يرى فيه المصلحة ..تقية منه أيضا وبنوا على هذا "أن المام إن
قال قو لل على سبيل التقية ً،فللشيعى أن يأخذ به ويعمل بما قاله المام إن لم يتنبه الشيعى إلى أن قول
المام كن على سبيل التقية".
ونحن ل نظن أن الئمة كانوا يلجأون إلى هذه التقية ..تقية الخداع فى الخبار ً،والنفاقا فى الحكامً،
وإنما هى تمحلت يتمحلونها ً،لييخيلصوا بها أنفسهم من هذا الرتباك الذى وقعوا فيه.
**
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) -2موقف القرآن من الئمة وأوليائهم وأعدائهم (
على ومن بعده رممن الئمة والتزام حبهم ثم إن المامية الثنا عشرية ً،قرروا أن القرار بإمامة ر
وموالتهم ً،وبغضِ مخالفيهم وأعدائهم ً،أصل من يأصول اليمان ً،بحيث ل يصلح إيمان المرء إل إذا
حصل ذلك ً،مع القرار بباقى الصول ً،كما قرروا وجوب طاعة الئمة ً،واعتقاد أفضليتهم على
الخلئقا أجمعين.
قرر المامية هذا كله ً،ثم أخذوا يينزلون نصوص القرآن على قرروه ً،بل وزادواعلى ذلك فقالوا :إن كل
آيات المدح والثناء وردت فى الئمة وممن والهم ً،وكل آيات الذم والتقريع وردت فى مخالفيهم
جل القرآن بل كلسه ً،أنرزل فى الرشاد إليهمً، وأعدائهم ً،بل ويردعون ما هو أكثر من ذلك فيقولون :إن ي س
والعلن بهم ً،والمر بموافقتهم ً،والنهى عن مخالفتهم.
ولقد كان من أثر زعمهم أن القرآن يجلسه أو كلره وارد فى أئمتهم ومن والهم ً،وفى أعدائهم وممن وافقهمً،
أن قالوا :إن ما نسبه ال إلى نفسه بصيغة الجمع أو ضميره سره أن أراد إدخال النبى صلى ال عليه
وسلم والئمة معه ً،قالوا :وهو مجاز شائع معروف ً،بل وبالغوا فقالوا :إن الئمة هم المقصودون بالذات
أحيانا كما فى قوله تعالى} :مومما مظلميمومنا مولمــركن مكاينيوها أمهنيفمسيههم ميهظرليمومن{ُ ..حيث رووا عن أبى جعفر
وأجل من أن يظلم ً،ولكن خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه س محمد الباقر أنه قال فيها :إن ال أعظم وأمعسز
ووليتنا وليته ً،حيث يقول} :إررنمما مورلسييكيم ٱللريه مومريسولييه موٱرلرذيمن آممينوها{ُ بمعنى الئمة منا.
وأعجب من هذا ً،أنهم جعلوا لفظ الجللة ً،والله والرب ً،مرادا به المام ً،وكذا الضمائر الراجعة إليه
سبحانه ً،وتأرولوا ما أضافه ال إلى نفسه من الطاعة والرضا والغنى والفقر مث ل
ل ً،بما يتعلقا بالمام
كإطاعته ً،ورضاه ً،وغناه ً،وفقره ...إلخْ ً،ويعدون ذلك من قبيل المجاز الشائع المعروف ..ولكن ل
شيوع لمثل هذا المجاز ول معرفة لنا به إذ المجاز المتعامرف عليه بين العلماء هو استعمال الرلفظ فى
ضع له لعلقة مع قرينة تمنع من إرادة المعنى الصلى ً،وأين العلقة هنا؟ وإذا تكرلفوا العلقة غير ما يو ر
فأين القرينة الصارفة للفظ عن حقيقته؟ ثم ..رلمم هذا التكلف والعدول إلى المجاز ً،وقد تقرر أنه ل ييعدل
إلى المجاز إل عند تعذر الحقيقة؟
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) -3تحريف القرآن وتبديله (
وأحسب أن المامية الثنا عشرية ً،عرز عليهم أن يكون القرآن غير صحيح فى عقيدتهم بالنسبة للئمة
وموافقيهم ً،وبالنسبة لعدائهم ومخالفيهم ً،وكأينى بهم وقد تساءلوا فيما بينهم فقالوا :إذا كان القرآن يجسله
واردا فى شأن الئمة وشيعتهم ً،وفى شأن أعدائهم ومخالفيهم ً،فرلم لمهم يأت القرآن بذلك صريحا مع أنه
ل بالذات؟ ورلمم اكتفى بالشارة الباطنة فقط؟ ..كأينى بهم بعد هذا التساؤل ً،وبعد هذا المقصود أو ل
العتراضِ الذى أخذ بخناقهم ً،وراحوا يتلمسون للتخلص منه كل سبيل ً،فلم يجدوا أسهل من القول
بتحريف القرآن وتبديله ً،فقالوا :إن القرآن الذى جمعه علسى عليه السلم ً،وتوارثه الئمة من بعده ً،هو
القرآن الصحيح الذى لم يتطرقا إليه تحريف ول تبديل ً،أما ما عداه فمحررف ومبردل ً،يحرذف منه كل ما
ورد صريحا فى فضائل آل البيت ً،وكل ما ورد صريحا فى مثالب أعدائهم ومخالفيهم .وأخبار التحريف
متواترة عند الشيعة ً،ولهم فى ذلك روايات كثيرة يروونها عن آل البيت ً،وهم منها براء.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يروى الكافى عن الصادقا :أن القرآن الذى نزل به جبريل على محمد سبعة عشر ألف آية ً،والتى
بأيدينا منها ستة آلف ومائتان وثلث وستون آية ً،والبواقى مخزونة عند أهل البيت فيما جمعه علسى.
ل من قريش بأنسابهم وآبائهم .وإن ويقولون :إن سورة "لم يكن" كانت مشتملة على اسم سبعين رج ل
سورة "الحزاب" كانت مثل سورة "النعام" أسقطا منها فضائل أهل البيت ً،وإن سورة "الولية" يأسقطت
بتمامها ...وغير ذلك من خرافاتهم.
وأخف ما لهم فى هذا الموضوع هو "أن جميع ما فى المصحف كلم ال ً،إل أنه بعضِ ما نزل ً،والباقى
مما نزل عند المستحفظ لم يضع منه شئ ً،وإذا قام القائم يقرؤه الناس كما أنزله ال على ما جمعه أمير
المؤمنين علسى".
ولقد اصطدم مردعو التحريف والتبديل ً،بنصوص من القرآن صريحه فى هدم مردعاهم هذا ً،فمن تلك
النصوص :قوله تعالى فى الية ] [9من سورة الرحهجر} :إررنا منهحين منرزهلمنا ٱليذهكمر موإررنا لميه لممحارفيظومن{ُ ..ولكن
سرعان ما تخرلصوا منها بالتأويل فقالوا} :موإررنا مليه ملمحارفيظومن{ُ أى عند الئمة ً،وبمثل هذا التأويل
يتخرلصلون من باقى النصوص المعارضة لهم.
واصطدموا أيضا بأمرين آخرين لهما عظيم الخطر على عقائدهم ومبائدهم .أولهما :كيف تعتمدون فى
تعاليمكم ومعتقداتكم على هذا القرآن الذى بأيدينا وقد جزمتم بوقوع التحريف والتبديل فيه؟
ثانيهما :كيف يتوجبون على الناس أن يعترفوا بفضائل آل البيت ً،ويتبرأوا من أعدئاهم ومخالفيهمً،
واليحرجة غير قائمة عليهم بعد أن يحرذف كل ذلك من القرآن؟ وقد أجابوا عن الول :بأن التحريف إنما
وقع فيما ل يخل بالمقصود كثير إخلل ً،كحذف اسم علسى ً،وآل محمد ً،وأسماء المنافقين.
وأجابوا عن الثانى :بأن ال تعالى علم ما سيكون من وقوع التحريف والتبديل فى القرآن ً،فلم يكتف
بماء جاء صريحا فى فضائل أهل البيت ومثالب أعدائهم ً،بل أشار إلى ذلك ومدرل عليه بحسب بطون
القرآن وتأويله ً،وهذا قد سلم من التحريف والتبديل قطعا ً،فبقيت اليحرجة قائمة على الناس وإن بردلوا
الظاهر وحررفوه.
والحقا أن الشيعة هم الذين حررفوا وبردلوا .فكثيرا ما يزيدون فى القرآن ما ليس منه ً،ويردعون أنه قراءة
ل نراهم عند قوله تعالى فى الية ] [67من سورة المائدة} :ميــمأسيمها ٱلرريسويل مبليهغ ممآ يأنرزمل أهل البيت ً،فمث ل
إرملهيمك رمن رريبمك{ُ ..يزيدون" :فى شأن علسى" ً،وهى زيادة لم ترد إل من طريقهم ً،وهى طريقا مطعون
فيها.
وهم الذين حررفوا القرآن أيضا حيث تأرولوا على غير ما أنزل ال "قيل للصادقا :ألم يكن علسى قويا فى
دين ال؟ قال :بلى .قيل :فكيف ظهر عليه القوم ولم يدفعهم؟ وما منعه من ذلك قال؟ الصادقا :آية فى
كتاب ال منعته .قيل :أى آية؟ قال} :لمهو متمزرييلوها لممعرذهبمنا ٱرلرذيمن مكمفيروها رمهنيههم معمذابا أمرليما{ُ ً،كان ل ودائع
مؤمنون فى أصلب قوم كافرين ومنافقين ً،ولم يكن علسى يقتل الباء حتى تخرج الودائع ً،فلما خرجت
ظهر علسى على ما ظهر فقتلهم"
وروى العياشى عن الباقر أنه قال" :لما قال النبى" :الرلهم أعز السلم بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن
ضدا{ُ. ضيليمن مع ي هشام" أنزل ال} :مومما يكنيت يمرترخمذ ٱهليم ر
وتقول يأصول الكافى فى قوله تعالى فى الية ] [137من سورة النساء} :إررن ٱرلرذيمن آممينوها يثرم مكمفيروها يثرم
ل{ُ :إن هذه الية نزلت فى أبى آممينوها يثرم مكمفيروها يثرم ٱهزمدايدوها يكهفرا لرهم مييكرن ٱللريه رلميهغرفمر مليههم مو م
ل رلميههردمييههم مسربي ل
بكر وعمرو وعثمان ً،آمنوا بالنبى أولل ً،ثم كفروا حيث يعرضت عليهم ولية علسى ً،ثم آمنوا بالبيعة
لمة. لعلسى ً،ثم كفروا بعد موت النبى .ثم ازدادوا كفرا بأخذ البيعة من كل ا ي
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
هذه أمثلة نذكرها ونضعها بين يدى القارئ الكريم ليحكم بنفسه حكما صادقا :أن هؤلء الشيعة ً،الذين
يردعون التحريف والتبديل للقرآن ً،هم أنفسهم المحررفون لكتاب ال ً،المبديلون فيه ً،بصرفهم ألفاظ القرآن
إلى غير مدلولتهم وتقولهم على ال بالهوى والتشهى.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) -4موقفهم من الحاديث النبوية وآثار الصحابة (
ولقد رأى المامية الثنا عشرية أنفسهم أمام كثرة من الحاديث المروية عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم ً،وأمام كثيرة من الروايات المأثورة عن الصحابة رضوان ال عليهم أجمعين .وفى تلك الحاديث
وهذه الثار ما يخالف تعاليمهم مخالفة صريحة ً،لذا كان بدهيا أن يتخلص القوم من كل هذه الرواياتً،
إما بطريقا ردها ً،وإما بطريقا تأويلها .والرد عندهم سهل ميسور ً،ذلك لن الرواية إما أن تكون قو ل
ل
لصحابى ً،وإما أن تكون قولل لرسول ال صلى ال عليه وسلم عن طريقا صحابى ً،وهم يمجيرحون معظم
الصحابة ً،بل ويمكيفرونهم لمبايعتهم أبا بكر أولل ً،ثم عمر من بعده ً،ثم عثمان من بعدهما ..وأما التأويل
ل ندهم يردون الحاديث والثار التى ثبتت فى تحريم نكاح المتعة فباب واسع ..وهم أهله وأربابه .فمث ل
ونسخْ رحرله ً،كما نجدهم يردون أحاديث المسح على الخفين ويقولون :إنها من رواية المغيرة بن شعبة
ل ولكنهم يتأرولونها فيقولون :إن الخف الذى كان رأس المنافقين .ثم نجدهم يمسيلمون صحة الرواية جد ل
يلبسه النبى صلى ال عليه وسلم كان مشقوقا من أعلى ً،فكان يمسح على ظاهر قدمه من هذا الشقا..
وظاهر أن هذا تأويل بارد متكلف.
فإذا كان هؤلء ل يقبلون أقوال الصحابة ً،ول يثقون بروايتهم عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،إذن
فممن يقبلون قوله؟ وممن يثقون بروايته؟
الذى عليه الشيعة إلى اليوم ً،أنهم ل يأخذون الحديث إل ممن كان شيعيا ً،ول يقبلون تفسيرا إل ممن
كان شيعيا ً،ول يثقون بشئ مطلقا إل إذا وصل إليهم من طريقا شيعى!! ...وبهذا حصروا أنفسهم فى
دائرة خاصة ً،حتى كأنهم هم المسلمون وحدهم ً،فإن عاشوا وسط السنيين فباطنهم لنفسهم ً،وظاهرهم
للتقية!!
وليت المر وقف بهم عند هذا الحد -حد الثقة بأشياعهم والتهام لمن عداهم -بل وجدنا الرؤساء من
الشيعة كجابر بن يزيد الجعفى وغيره -قد استغلوا أفكار الجمهور الساذجة ً،وقلوبهم الطيبة الطاهرةً،
وحبهم لل بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،فراحوا يضعون الحاديث عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم وعلى آل بيته ً،ويضمونها ما ميرضى ميولهم المذهبية ً،وأغراضهم السيئة الدنيئة ً،ولم يفتهم
أن يحكموا أسانيد هذه الشيعة لنهم وجدوها مؤيدة لدعواهم..
ويعجبنى هنا ما ذكره أبو المظفر السفرائينى فى كتابه "التبصير فى الدين" ً،وهو :أن الروافضِ "لما
رأوا الجاحظ يتوسع فى التصانيف ً،ويصنف لكل فريقا ً،قالت له الروافضِ :صينهف لنا كتابا ً،فقال لهم:
لس يت أدرى لكم شبهة حتى أرتبها وأتصرف فيها ً،فقالوا له :إذن دلنا على شئ نتمسك به ً،فقال :ل أرى
لكم وجها إل أنكم إذا أردتم أن تقولوا شيئا تزعمونه ً،تقولون :إنه قول جعفر بن محمد الصادقا ً،ل
أعرف لكم سببا تستندون إليه غير هذا الكلم .فتمسكوا بحمقهم وغباوتهم بهذه السوءة التى درلهم عليهاً،
فكلما أرادوا أن يختلفوا بدعة أو يخترعوا كذبة ً،نسبوها إلى ذلك السيد الصادقا ً،وهو عنها منرزه ومن
مقالتهم فى الدارين برئ"* * .
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) أهم الكتب التى يعتمدون عليها فى رواية الحاديث والخبار (
هذا ..وللمامية الثنا عشرية كتب كثيرة ً،يعتمدون عليها فى رواية الحاديث والخبار ً،ويينزلونها من
أنفسهم منزلة سامية ً،ويثقون بها وثوقا بالغا ً،فمن أهم هذه الكتب ما يأتى:
أو لل :كتاب "الكافى" ً،وهو أهم الكتب عند المامية الثنا عشرية على الطلقا ً،وهو لبى جعفر محمد
بن يعقوب الكلينى المتوفى سنة 328هـ )أو 329هـ( .وهو عندهم كالبخارى عند أهل السسرنة ً،وهذا
الكتاب يحتوى على ستة عشر ألف حديث ً،قسمها -كما فعل أهل السسرنة -إلى صحيح ً،وحسنً،
وضعيف .وهو يقع فى ثلث مجلدات :المجلد الول فى الصول ً،والثانى والثالث فى الفروع .ثانيا:
كتاب "التهذيب" لمحمد بن الحسن الطوسى ً،مجلدان فى الفروع .ثالثا :كتاب "ممن ل يحضره الفقيه"ً،
لمحمد بن علسى بن بابويه .وهو فى الفروع .رابعا :كتاب "الستبصار فيما اخيترلمف فيه من الخبار"ً،
لمحمد ابن الحسن الطوسى )اختصره من كتاب التهذيب(.
هذه الكتب الربعة ً،هى يأمهات كتب الشيعة التى يعتمدون عليها ويثقون بها ً،وقد جمعها كتاب "الوافى"
فى ثلث مجلدات كبيرة ً،وهو من مؤلفات محمد بن مرتضى ً،المعروف بما محسن الكاشى.
وهناك كتب فى الحديث ذكرها صاحب "أعيان الشيعة" غير ما تقدم ً،منها" :وسائل الشيعة إلى أحاديث
الشريعة" ً،للشيخْ محمد بن الحسن العاملى ً،و "بحار النوار فى أحاديث النبى والئمة الطهار" ً،للشيخْ
محمد الباقر ً،وهى ل تقل أهمية عن الكتب المتقدمة.
والذى يقرأ فى هذه الكتب ل يسعه أمام ما فيها من خرافات وأضاليل إل أن يحكم بأن متونها
موضوعة ً،وأسانيدها مفتعلة مصنوعة ً،كما ل يسعه إل أن يحكم على هؤلء المامية بأنهم قوم ل
ييحسنون الوضع ً،لنهم ينقصهم الذوقا ً،وتعوزههم المهارة ً،وإل فأى ذوقا وأية مهارة فى تلك الرواية
التى يروونها عن جعفر الصادقا رضى ال عنه ً،وهى :أنه قال" :ما من مولود يولد إل وإبليس من
البالسة بحضرته ً،فإن علم ال أن المولود من شعيتنا حجبه من ذلك الشيطان ً،وإن لم يكن المولود من
شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه فى يدبير الغلم فكان مأبونما ً،وفى مفهرج الجارية فكانت فاجرة".
أظن أن القارئ معى فى أن الذى وضع هذه الرواية واختلقها على جعفر الصادقا ً،رجل ينقصه الذوقاً،
وتعوزه المهارة ً،ونحن أمام هذه الحاديث والروايات ً،ل يسعنا إل أن نردها ردا باتا ً،وذلك لسباب
التية:
أو لل :إن غالب هذه الحاديث يروونها بدون سند ً،بل يعتمدون على مجرد وجودها فى كتبهم .تروى
كتب الشيعة أن إماما من أئمة أهل البيت ألواد علسى يقول" :ذروا الناس فإن الناس أخذوا عن الناس
وإنكم أخذتم عن رسول ال" .ولكن بأى سند؟ تجيب كتب الشيعة" :إن شيوخنا رووا عن الباقر وعن
الصادقا وكانت التقية شديدة ً،وكانت الشيوخ تكتم الكتب ً،فلما خلت الشيوخ وماتت وصلت كتب الشيوخ
إلينا ً،فقال إمام من الئمة :حيدثوا بها فإنها صادقة".
ثانيا :إن ما روى من هذه الروايات مسندا ل بد أن يكون فى سنده شيعى متعصب لمذهبه ً،وقد قال
رجال الحديث :إنه ل يتقبل رواية المبتدع الذى يدعو لمذهبه ويمريوج له.
ثالثا :إن القاعدة المتفقا عليها بين المحيدثين :أن "كل متين يناقضِ المعقول .أو يخالف الصول .أو
يعارضِ الثابت من المنقول ً،فهو موضوع على الرسول" ً،وغالب أحاديثهم ل تسلم لهم إذا عرضناهم
على هذه القاعدة.
وكلمة الحقا والنصاف :أنه لو تصفح إنسان يأصول "الكافى" ً،وكتاب "الوافى" وغيرهما من الكتب التى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يعتمد عليها المامية الثنا عشرية ً،لظهر له أن معظم ما فيها من الخبار موضوع وضع كذب
وافتراء ً،وكثير ما روى فى تأويل اليات وتنزيلها ً،ل يدل إلى على جهل القائل بها وافترائه على الً،
ولو صح ما ترويه هذه الكتب من تأويلت فاسدة للقرآن ً،لما كان قرآن ً،ول إسلم ً،ول شرف لهل
البيت ً،ول رذهكر لهم.
وبعد ..فغالب ما فى كتب المامية الثنا عشرية فى تأويل اليات وتنزيلها ً،وفى ظهر القرآن وبطنهً،
استخفاف بالقرآن والكريم ً،ولعب بآيات الذكر الحكيم ...وإذا كان لهم فى تأويل وتنزيلتها أغلط
كثيرة ً،فليس من المعقول أن تكون كلها صادرة عن جهل منهم ً،بل المعقول أن بعضها قد صدر عمدا
عن هوى ملتزم ً،وللشيعة -كما برينا -أهواء التزمتها.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) أهم كتب التفسير عند المامية الثنا عشرية (
للمامية الثنا عشرية ثروة كبيرة من كتب التفسير ً،منها ما تم ً،ومنها ما لم يتم ً،ومنها القديم ً،ومنها
الحديث .ومنها ما بقى ً،ومنها ما اندثر ً،وكلها تدور حول تركيز عقيدتهم مع اختلف بينها فى الغلو
والعتدال ً،واختلف فى المنهج الذى سلكه مؤلف كل منها ومن هذه الكتب ما يأتى:
- 1تفسير الحسن العسكرى ً،المتوفى سنة 245هت )أربع وخمسين ومائتين من الهجرة( لم يتم ً،وهو
مطبوع فى مجلد واحد ً،ومنه نسخة بدار الكتب المصرية - 2 .تفسير محمد بن مسعود بن محمد بن
عياش السلمى الكوفى المعروف بـ "العياشى" من علماء القرن الثالث الهجرى ً،وهو من يأمهات كتب
التفسير عند الشيعة .وعليه يعيولون كثيرا ً،ولم يقع لنا هذا التفسير.
على بن إبراهيم الق يمى .فى أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع الهجرى ً،وهو تفسير - 3تفسير س
مختصر يعتمد عليه أرباب هذا المذهب كثيرا ً،وهو مطبوع فى مجدل واحد كبير ً،ومنه نسخة بدار
الكتب المصرية.
- 4التبيان :للشيخْ أبى جعفر محمد بن الحسن بن على الطوسى المتوفى سنة 460هـ )ستين
وأربعمائة من الهجرة( .وهو الذى استمد منه الطبرسى تفسيره ً،وقد ذكر صاحب "أعيان الشيعة" أنه يقع
فى عشرين مجلدا .ولم يقع لنا هذا التفسير أيضا.
- 5مجمع البيان :لبى علسى الفضل بن الحسن الطبرسى المتوفى سنة 538هـ )ثمان وثلثين
وخمسمائة من الهجرة( ً،وهو مطبوع فى مجلدين كبيرين ً،وموجود بدار الكتب المصرية وبالمكتبة
الزهرية.
- 6الصافى :لمحمد بن مرتضى ً،الشهير بمل محسن الكاشى ً،من علماء القرن الحاديِ عشر الهجرىً،
وهو مطبوع فى مجلد واحد كبير ً،ومنه نسخة بدار الكتب المصرية.
- 7الصفى :للمؤلف السابقا ً،وهو مختصر من الصافى ً،ومطبوع فى مجلد واحد كبير ً،ومنه نسخة
بدار الكتب المصرية ً،وأخرى بمكتبة الجامعة المصرية "جامعة القاهرة".
- 8البرهان :لهاشم بن سليمان بن إسماعيل الحسينى البحرانى ً،المتوفى سنة 1107هـ )سبع ومائة
بعد اللف من الهجرة( ً،وهو مطبوع فى مجلدين ً،وموجود دار الكتب المصرية.
- 9مرآة النوار ومشكاة السرار :للمولى عبد اللطيف الكازرانى ً،ولم يقع لنا هذا التفسير والموجود
منه مقدمته فقط ً،وهى مطبوعة فى مجلد كبير وموجودة فى دار الكتب المصرية.
- 10المؤيلف :لمحمد مرتضى الحسينى ً،المعروف بنور الدين ً،من علماء القرن الثانى عشر الهجرىً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وهو مخطوط فى مجلد واحد صغير ً،وموجود بدار الكتب المصرية - 11 .تفسير القرآن :للمولى السيد
عبد ال بن محمد رضا العلوى ً،المتوفى سنة 1242هـ )اثنتين وأربعين ومائتين بعد اللف من
الهجرة( ً،وهو مطبوع فى مجلد كبير ً،وموجود بدار الكتب المصرية.
- 12بيان السعادة فى مقامات العبادة :لسلطان بن محمد بن حيدر الخراسانى ً،من علماء القرن الرابع
عشر الهجرى ً،وهو مطبوع فى مجلد كبير وموجود بدار الكتب المصرية.
-13آلء الرحمن فى تفسير القرآن :لمحمد جواد بن الحسن النجفى المتوفى سنة 1352هت )اثنتين
وخمسين وثلثمائة بعد اللف من الهجرة( .لم يتم ً،والموجود منه بدار الكتب المصرية الجزء الولً،
وهو كل ما كتبه المؤلف ً،ثم عاجلته المنية قبل إتمامه .وهو يبدأ بسورة الفاتحة ً،وينتهى عند قوله تعالى
فى الية ] [56من سورة النساء} :إررن ٱرلرذيمن مكمفيروها ربآميارتمنا مسهومف ين ه
صرليرههم منارا{ُ ....الية.
هذا هو أهم ما عرفناه من كتب التفسير عند المامية الثنا عشرية وقد أمكننى أن أطلع على كل ما
ذكرته من الموجود من هذه الكتب .وعلى غير ما ذكرته مما هو موجود أيضا بدار الكتب المصريةً،
فوقفت بنفسى على مشارب أصحابها فى التفسير ً،واتجاهاتهم فى فهمهم لكتاب ال تعالى ً،وكم كنت أود
أن أطلع على تفسير العياشى ً،وتفير الطوسى ً،لقف بنفسى على هذين الكتابين المعتبرين أهم المراجع
فى التفسير عند أرباب هذا المذهب.
وأظننى لست بحاجة إلى أن أتكلم عن كل كتاب اطلعت عليه من كتب هؤلء القوم فى التفسير ً،بل
يكفينى أن أتكلم عن بعضِ منها ً،وهو أهمها ً،مع ملحظة أن يكون كل كتاب عليه اختيارى ً،له لون
خاص من ألوان التفسير عند المامية الثنا عشرية ً،وطابع يمتاز به عما سواه.
وقد رأيت أن ألخص أولل مقدمة "مرآة النوار ومشكاة السرار" للكازرانى ً،لنها تعطينا فكرة واضحة
عن التفسير من وجهة نظر هؤلء القوم بوجه عام ً،ومن وجهة نظر مؤلفها بوجه خاص.
ثم أتكلم عن "تفسير الحسن العسكرى" ً،لنه يمثل لنا تفسير إمام من أئمتهم المعصومين ً،الذين عندهم
علم الكتاب كله ً،ظاهره وباطنه.
ثم عن "مجمع البيان" للطبرسى ً،لنه يمثل لنا تفسير معتدلى المامية الثنا عشرية كما أنه يعطينا فكرة
واضحة عن طريقة الجدل عندهم ً،ومقدار دفاعهم عن آرائهم وعقائدهم.
ثم عن "الصافى" لمل محسن الكاشى ً،لنه يمثل لنا التفسير عند متطرفى المامية الثنا عشرية.
ثم عن "تفسير القرآن" للسيد عبد ال العلوى ً،لنه يمثل لنا التفسير السهل الذى جمع بين الختصار
وكثرة الفائدة.
ثم عن "بيان السعادة فى مقامات العبادة" ً،لسلطان بن محمد الخراسانى ً،لنه يمثل لنا التفسير الصوفى
الفلسفى عند المامية الثنا عشرية.
هذه هى أهم الكتب التى سأتلكم عنها وعن مؤلفيها وسأعرضِ لها مررتبة حسب ترتيبها فى الذكر ً،فأقول
مستمدا من ال العون والتوفيقا:
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الشيعة وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) -1مرآة النوار ومشكاة السرار )للمولى عبد اللطيف الكازرانى (
قلنا :إن السماعلية من الشيعة المامية تنتسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادقا ً،وقلنا :إنهم يلقبون
بالباطنية أيضا لقولهم بباطن القرآن دون ظاهره ً،أو لقولهم بالمام الباطن المستور.
والحقا أن هذه الطائفة ل يمكن أن تكون داخلة فى عداد طوائف المسلمين ً،وإنما هى فى الصل جماعة
من المجوس رأوا مشهوكة السلم قوية ل يتقهر ً،وأبصروا رعرزة المسلمين فتية ل يتغلب ول يتكسرً،
فاشتعلت بين جوانحهم نار الحقد على السلم والمسلمين ً،ورأوا أنه ل سبيل لهم إلى الغلب على
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
المسلمين بقوة الحديد والنار ً،ول طاقة لهم بالوقوف أمام جيشهم الزاخر الجررار ً،فسلكوا طريقا الحتيال
الذى يوصلهم إلى مآربهم وأهوائهم ً،ليطفئوا نور ال بأفواههم ً،وخفى على هؤلء الملحدة أن ال متم
نوره ولو كره الكافرون.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) المامية السماعيلية "الباطنية"
وموقفهم من تفسير القرآن الكريم ( ضمن العنوان ) مؤسسو هذه الطائفة (
ظهرت بوادر هذه الفتنة ً،ونبتت نواه هذه الطائفة :زمن المأمون ً،وبيد جماعة جمع بينهم سجن العراقاً،
هم :عبد ال بن ميمون القرداح ً،وكان مولى جعفر بن محمد الصادقا .ومحمد بن الحسين المعروف بـ
"ذيذان" ً،وجماعة كانوا يدعون "الجهاربجة".
اجتمع هؤلء النفر ً،فوضعوا مذهب الباطنية وأسسوا قواعده ً،فلما خلصوا من السجن ظهرت دعوتهمً،
لم استفحل أمرها ً،واستطار خطرها إلى كثير من بلد المسلمين .وما زالت لها بقية إلى يومنا هذا بين
كثير ممن يردعون السلم.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) المامية السماعيلية "الباطنية"
وموقفهم من تفسير القرآن الكريم ( ضمن العنوان ) احتيالهم على الوصول إلى أغراضهم (
رأى المؤسسون لمبادئ الباطنية أنه ل طاقة لهم بالوقوف فى وجه المسلمين صراحة وجهارا ً،فاحتالوا
-كما قلنا -على الوصول إلى مآربهم بشرتى الحيل ً،فاندسوا بين المسلمين باسم الحدب على السلمً،
وتلفعوا بالتشيع والموالة لهل البيت ً،وتظاهروا بالورع الكاذب ً،وجعلوا ذلك كله ستارا لما يريدون أن
يبذروه بين المسلمين من بذور الفساد والضطراب فى العقيدة والسياسة.
ومن المحزن أن مييدعى هؤلء الملحدة النتماء إلى أهل بيت النبوة ً،ويصلون أنسابهم بأنسابهم عن
طريقا آباء وأئمة مستورين ً،فيلقى هذا الدعاء رواجا وقبول من أناس ضعفاء أغمار ً،غررهم التباكى
على آل البيت والتحزن عليهم ً،فتحركت أحقاد دفينة ً،وثارت فتن دامية بين المسلمين كان لها أثرها
وخطرها.
أسس هؤلء الباطنية الجمعيات السرية لنشر مذهبهم وهدم مذهب المسلمين ً،ورسموا لهذا المذهب خطة
دبروها بنوع من المكر والخديعة ً،فجعلوا هدفهم الول :الحتيال على الطغام بتأويل الشرائع إلى ما
يعود إلى قواعدهم من الباحة واللحاد ً،وتدرجوا فى وصولهم إلى غرضهم هذا بجعلهم الدعوة على
مراتب وهى ما يأتى:
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) المامية السماعيلية "الباطنية"
وموقفهم من تفسير القرآن الكريم ( ضمن العنوان ) مراتب الدعوة عند الباطنية (
أول -الذوقا :وهو تفرس المدعو .هل هو قابل للدعو أو ل؟ ولذلك منعوا من إلقاء البذر فى السبخة..
ل لها ً،ومنعوا التكلم فى بيت البذر فى السبخة ..أى دعوة ممن ليس قاب ل
ل لهاً، أى دعوة ممن ليس قاب ل
ومنعوا التكلم فى بيت فيه سراج ..أى فى موضع فيه فقيه أو متعلم.
ثانيا -التأنيس :باستمالة كل واحد من المدعوين بما يميل إليه بهواه وطبعه ً،من زهد ً،وخلعةً،
وغيرهما ً،فإن كان يميل إلى زهد زرينه فى عينه وقربح نقيضه ً،وإن كان يميل إلى الخلعة زيرنها وقربح
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل إلى أبى بكر وعمر مدحهما عنده وقال :لهما حظ فى تأويل الشريعةً، نقيضها ً،وممن رآه الداعى مائ ل
ولهذا استصحب النبى أبا بكر إلى الغار ً،ثم إلى المدينة ً،وأفضى إليه فى الغار تأويل الشريعة ..وهكذا
لنس به .ثالثا -التشكيك فى يأصول الدين وأركان الشريعة :كأن يقول للمدعو :ما حتى يحصل له ا ي
معنى الحروف المقطعة فى أوئل السور؟ ورلمم تقضى الحائضِ الصوم دون الصلة؟ ورلم يجب اليغسل من
المنى دون البول؟ ورلمم اختلفت الصلوات فى عدد ركعاتها فكان بعضها ركعتين ً،وبعضها ثلثا ً،وبعضها
أربعا؟ وحيث يشككون بمثل هذا فل يجيبون ليتعلقا قلب ممن يشككونه بالرجوع إليهم والخذ عنهم.
رابعا -الرابط :وهو أمران :أحدهما :أخذ الميثاقا على الشخص بأن ل يفشى لهم سرا ً،ويستدلون على
ذلك بقوله تعالى} :موإرهذ أممخهذمنا رممن ٱلرنربيهيمن رميمثامقيههم مورمهنمك مورمن سنوهَح موإرهبمرارهيم مويمومسـى مورعيمسى ٱهبرن ممهرميم
ل{ُ.. ضوها ٱ م
لهيممامن مبهعمد متهوركيردمها مومقهد مجمعهليتيم ٱلرلمه معلمهييكهم مكرفي ل موأممخهذمنا رمهنيههم يميمثاقا مغرليظا{ُ ً،وقوله} :مو م
ل متنيق ي
لمور التى يألقيت إليه ً،فإنها ل يتعلم إل من رقمبرل وثانيهما :حوالته على المام فى حل ما أشكل عليه من ا ي
المام.
خامسا -التدليس :وهو دعوة موافقة أكابر الدين والدنيا ليزاد القبال على مذاهبهم.
سادسا :التأسيس :وهو تمهيد مقدمات يراعون فيها حال المدعو لتقو تعاليمهم منه موقع القبول من نفسه.
سابعا -الخلع :وهو الطمأنينة إلى إسقاط العمال البدنية.
ثامنا :السلخْ :وهو سلخْ المدعو من العقائد السلمية ً،ثم بعد ذلك يأخذون من تأويل الشريعة على ما
تشاء أهواؤهم.
فأنت ترى أن الباطنية قد تورسلوا بكل هذه الحيل إلى تشكيك المسلمين فى عقائدهم ً،وكأنهم رأوا أن
القرآن ما دام موجودا بين المسلمين ومحفوظا عندهم يرجعون إليه فى يأمور الدين ً،ويهتدون بمههديه كلما
نزلت بهم نازلة ً،فليس من السهل صرف الناس عنه إل بواسطة تأويله ً،وصرف ألفاظه وآياته عن
مدلولتها الظاهرة ً،فأخذوا ميرجسدون فى تأويل نصوص القرآن كا ييحبون .وعلى أى وجه يرونه هدما
لتعاليم السلم ً،الذى أصبح قدلى فى أعينهم ً،وشجلى فى حلوقهم!!
وحرصا منهم على أن تكون دعواهم فى تأويل القرآن مقبولة لدى ممن ميستخسفونه ..قالوا" :إن الئمة هم
الذين أودعهم ال سره المكنون ً،ودينه المخزون ً،وكشف لهم بواطن هذه الظواهر ً،وأسرار هذه المثلةً،
وإن الرشد والنجاة من الضلل بالرجوع إلى القرآن وأهل البيت ً،ولذلك قال عليه السلم -لما قيل:
ومن أين ييعرف الحقا بعدك؟ ": -ألم أترك فيكم القرآن وعترتى"؟ ..وأراد به أعقابه ً،فهم الذين مييطرلعون
على معانى القرآن".
ولكن احتيال الباطنية بتأويل القرآن على هدم الشريعة لم يلقا رواجا عند عقلء المسلمين ً،ولم يجد
غباوة فى عقول علمائهم الذين نصبوا أنفسهم لحماية القرآن من أباطيل المضللين ..وكيف يمكن أن يجد
صررفت عن مقتضى ظواهرها رواجا عند هؤلء أو غباوة من أولئك ً،وقد علموا وتيقنوا بأن اللفاظ إذا ي
بغير اعتصام فيه بنقل عن صاحب الشريعة ً،ومن غير ضرورة تدعو إليه من دليل العقل ً،اقتضى ذلك
بطلن الثقة باللفاظ ً،وسقط به منفعة كلم ال تعالى وكلم رسوله صلى ال عليه وسلم ً،فإن ما يسبقا
منه إلى الفهم ل ييوثقا به ً،والباطن ل ضبط له .بل تتعارضِ فيه الخواطر ً،ويمكن تنزيله على وجوه
شرتى.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) المامية السماعيلية "الباطنية"
وموقفهم من تفسير القرآن الكريم ( ضمن العنوان ) إنتاج الباطنية فى تفسير القرآن الكريم (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ومع أن هؤلء الباطنية قد اتخذوا من تأويل القرآن بابا للوصول إلى أغراضهم ً،فإرنا لم نقف لهم على
كتب مستقلة فى تفسير كتاب ال تعالى ً،ولم نسمع أن واحدا منهم كتب تفسيرا جامعا للقرآن كله ً،سورة
سورة ً،وآية آية ً،ولعل السر فى ذلك :أنهم لم يستطيعوا أن يتمشوا بعقائدهم مع القرآن آية آية ً،ولو أنهم
حاولوا ذلك لصطدموا بعقبات وصعاب ل يستطيعون تذليلها ً،ول يقدرون على التخلص منها .وكل
الذى وجدناه لهم فى تفسير القرآن -أو تأويله على الصح -إنما هو نصوص متفرقة فى بطون
الكتب ً،تعطينا إلى حد ما صورة واضحة ً،وفكرة جلية عن موقف هؤلء القوم من القرآن الكريم ً،ومبلغ
تهجمهم على القول فيه بغير علم ول يهدلى ول كتاب منير.
وأرى أن أقسم موقف الباطنية من القرآن الكريم إلى قسمين اثنين:
الول :موقف الباطنية المتقدمين من القرآن الكريم.
والثانى :موقف الباطنية المتأخرين منه أيضا.
ونريد المتقدمين :الذين أسسوا مذهب الباطنية وممن قاربهم من الزمن ً،وبالمتأخرين :البابية والبهائية.
وسنوضح عند الكلم عن البابية والبهائية السبب الذى من أجله عددناهم من قبيل الباطنية.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) المامية السماعيلية "الباطنية"
وموقفهم من تفسير القرآن الكريم ( ضمن العنوان ) موقف متقدمى الباطنية من تفسير القرآن الكريم (
علمت أن الغرضِ الول الذى تقوم عليه دعوة الباطنية وتتركز فيه :هو العمل على هدم الشرائع
عموما ً،وشريعة السلم على الخصوص .فكان لزاما عليهم وقد قاموا يحاربون السلم -أن ييعرملوا
معاول الهدم فى ركن السلم المكين ً،وهو القرآن الكريم ً،وقد عجموا معاولهم كلها فلم يجدوا رمهعو ل
ل
أصلب ول أقوى على تنفيذ غرضهم من رمهعمول التأويل والميل باليات القرآنية إلى غير ما أراد ال.
كتب عبيد ال بن الحسن القيراونى إلى سليمان بن الحسن بن سعيد الجنانى رسالة طويلة جاء فيها.." :
وإنى أوصيك بتشكيك الناس فى القرآن والتوراة والزبور والنجيل ً،وتدعوهم إلى إبطال الشرائع ً،وإلى
إبطال المعاد والنشور من القبور ً،وإبطال الملئكة فى السماء ً،وإبطال الجن فى الرضِ ً،وأوصيك أن
تدعوهم إلى القول بأنه قد كان قبل آدم بشر كثير ً،فإن ذلك عون لك على القول برقمدم العاملم" .رأى هذا
الزعيم الباطنى أن التشكيك فى القرآن خير معوان لهم على تركيز عقائدهم ً،ورأى رأيه أهل الباطن
جميعا فقالوا" :للقرآن ظاهر وباطن ً،والمراد منه باطنه دون ظاهره العلوم من السلغة ً،ونسبة الباطن إلى
الظاهر كنسبة االسلب إلى القشر ً،والمتمسك بظاهره معرذب بالشقشقة فى الكتاب ً،وباطنه مؤيد إلى ترك
ضررمب مبهيمنيهم ربيسوهَر لريه العمل بظاهره ً،وتمسكوا فى ذلك بقوله تعالى فى الية ] [13من سورة الحديد} :مف ي
مبافب مبارطينيه رفيره ٱلررهحممية مومظارهيريه رمن رقمبرلره ٱهلمعمذايب{ُ.
فانظر إليهم كيف وضعوا هذه القاعدة لفهم نصوص القرآن الكريم ً،ثم اعجب ما شاء لك أن تعجب من
استدللهم بهذه الية الكريمة على قاعدتهم التى مقرعدوها؟ ولسيت أدرى ما صلة هذه الية بتلك القاعدة
والية واردة فى شأن من شئون الخرة ينساقا إلى فهمه كل ممن يمر بالية بدون كلفة ول عناء.
**
* من تأويلت الباطنية القدامى:
على هذه القاعدة السابقة جرى القوم فى شرحهم لكتاب ال تعالى ً،فكان من تأويلتهم ما يأتى:
"الوضوء" عبارة عن موالة المام ً،و "التيمم" هو الخذ من المأذون عند غيبة المام الذى هو اليحرجة ً،و
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
"الصلة" عبارة عن الناقط الذى هو الرسول بدليل قوله تعالى فى الية ] [45من سورة العنكبوت} :إررن
لمة متهنمهـى معرن ٱهلمفهحمشآرء موٱهليمهنمكرر{ُ ..و "اليغهسل ً،تجديد العهد ممن أفشى سرا من أسرارهم من غير
صمٱل ر
قصد ً،وإشاء السر عندهم على هذا النحو هو معنى "الحتلم" .و "الزكاة" عبارة عن تزكية النفس
بمعرفة ما هم عليه من الدين ..و "الكعبة" النبى .و "الباب" علسى .و "الصفا" هو النبى .و "المروة" علسى.
و "الميقات" اليناس .و "التلبية" إجابة الدعوة .و "الطواف لبيت سبعا" موالة الئمة السبعة .و "الجنة"
راحة البدان من التكاليف .و "النار" مشقتها بمزاولة التكاليف.
وتأ رولوا أنهار الجنة فقالوا" :أنهار من لبن" أى معادن العلم؛ً اللبن العلم الباطن ً،يرتفع به أهلها ً،ويتغذون
به تغذيا تدوم به حياتهم اللطيفة ً،فإن غذاء الروح اللطيفة بارتضاع العلم من المعلم ً،كما أن حياة الجسم
الكثيف بارتضاع اللبن من ثدى الم" .وأنهار من خمر" هو العلم الظاهر" .وأنهار من عسل مصفى" هو
علم الباطن المأخوذ من الحجج والئمة.
كذلك نجد الباطنية يرفضون المعجزات ً،ول يعترفون بها للرسل ً،وينكرون نزول ملئكة من السماء
بالوحى من ال ً،بل وزادوا على ذلك فأنكروا أن يكون من السماء ممملك وفى الرضِ شيطان ً،وأنكروا
آدم والد رجال ً،ويأجوج ومأجوج ً،ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام آيات من القرآن يتكيذب دعواهم هذهً،
فتخرلصوا منها بمبدائهم الذى ساروا عليه فى تفسيرهم وهو إنكار الظاهر والخذ بالباطن ً،وأرولوا هذه
اليات بما يتفقا ومذهبهم ً،فتأرولوا "الملئكة" على دعاتهم الذين دعون إلى بدعتهم .وتأرولوا "الشياطين"
على مخالفيهم .وتأ رولوا كل ما جاء فى القرآن من معجزات النبياء عليهم السلم ً،فقالوا" :الطوفان"
معناه الطوفان العلم ...أغرقا به المتمسكون بالسسرنة ً،و "السفينة" حرزه الذى تحصن به من استجاب
لدعوته .و "نار إبراهيم" عبارة عن غضب نمروذ عليه ل النار الحقيقية .و "ذبح إسحاقا" معناه الخذ
العهد عليه .و "عصا موسى" يحرجته التى تلقفت ما كانوا يأفكون من اليشبه ل الخشب" .وانفلقا البحر"
افتراقا علم موسى فيهم عن أقسام .و "البحر" هو العلم .و "الغمام الذى أظلمهم" معناه المام الذى نصبه
موسى لرشادهم وإفاضة العلم عليهم .و "الجراد واليقرمل والضفادع" هى سؤالت مهوسى والتزاماته التى
يسيلطت عليهم .و "المن والسلوى" علم نزل من السماء لداع من الدعاة هو المراد بالسلوى .و "تسبيح
الجبال" معناه تسبيح رجال شداد فى الدين راسخين فى اليقين .و "الجن الذين ملكهم سليمان بن داود"
باطنية ذلك الزمان .و "الشياطين" هم الظاهرية الذين يكيلفوا بالعمال الشاقة .و "عيسى" له أب من حيث
الظاهر ً،وإنما أراد بالب المنفى :المام ً،إذ لم يكن له إمام ً،بل استفاد العلم من ال بغير واسطةً،
وزعموا -لعهنم ال -أن أباه يوسف النجار ,و "كلمه فى المهد" اطلعه فى مهد القالب قبل التخلص
منه على ما ي يطرلع عليه غيره بعد الوفاة والخلص من القالب .و "إحياء الموتى من عيسى" معناه الحياء
بحياة العلم عن موت الجهل بالباطن .و "إبراؤه العمى ":عن عمى الضللة .و "البرص" عن برص
وعلى ً،إذ أرممر أبو بكر بالسجود لعلسى
س الكفر ببصيرة الحقا المبين .و "إبليس وآدم" عبارة عن أبى بكر
والطاعة له فأبى واستكبر .و "الدجال" أبو بكر ً،وكان أعورا إذ لم يبصر إل بعين الظاهر دون عين
الباطن .و "يأجوج ومأجوج" هم أهل الظاهر".
بل بالغوا فقالوا" :إن النبياء قوم أحبوا الزعامة ً،فساسوا العامة بالنواميس والحيل ً،طلبا للزعامة بدعوة
النبوة والمامة.
هذا ..وإن مما زعمته الباطنية :أن ممن عرف معنى العبادة سقط عنه فرضها وتأورلوا فى ذلك قوله
تعالى فى الية ] [99من سورة الحجر} :موٱهعيبهد مرربمك محرتـى ميهأرتميمك ٱهلميرقيين{ُ ..وحملوا اليقين على معرفة
التأويل.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
كذلك استحل الباطنية نكاح البنات والخوات وجميع المحارم ً،بحجة أن الخ أحقا بيأخته ً،والب أولى
بابنته ...وهكذا :ولست أدرى على أى وجه وتأرولوا آية النساء الى حررمت ذلك ً،ومنعته منعا باتا!!
ويقول القيروانى فى رسالته التى أرسلها إلى سليمان بن الحسن .." :وينبغى أن تحيط علما بمخاريقا
النبياء ومناقضاتهم فى أقوالهم ً،كعيسى ابن مريم ً،قال لليهود :ل أرفع شريعة موسى ً،ثم رفعها بتحريم
الحد بدلل من السبت ً،وأباح العمل فى السبت ً،وأبدل رقهبلة موسى بخلف جهتها..
لرمة المنكوسة حين سألوه عن الروح فقال: وبذلك قتلته اليهود لما اختلفت كلمته ً،ول تكن كصاحب ا ي
}ٱلسرويح رمهن أمهمرر مريبي{ُ لما لم يحضره جواب المسألة ً،ول تكن كموسى فى دعواه التى لم يكن عليها
برهان سوى المخرقة بحسن الحيلة والشعوذة ً،ولما لم يجد المحقا فى زمانه عنده برهانا قال له} :ملرئرن
لهعلمـى{ُ لنه كان صاحب الزمان لهجمعلمرنمك رممن ٱهلممهسيجورنيمن{ُ ً،وقال لقومه} :أممنها مرسبيكيم ٱ م
ٱرتمخهذمت إلمــمها مغهيرريِ م
ر
فى وقته.
ثم قال فى آخر هذه الرسالة .." :وما العجب من شئ كالعجب من رجل يردعى العقل ً،ثم يكون له يأخت
أو بنت حسناء وليس له زوجة فى يحهسنها ً،فيمحيرمها على نفسه ويينكحها من أجنبى ً،ولو عقل الجاهل
لعلم أنه أحقا بيأخته ً،وبنته من الجنبى؛ً وما وجه ذلك إل أن صاحبهم حررم عليهم الطيبات وخروفهم
بغائب ل ييعقل ً،وهو الله الذى يزعمونه ً،وأخبرهم بكون ما ل يرونه أبدا من البعث من القبورً،
ل وجعلهم له فى حياته ً،وليذيريته بعد وفاته خو ل
لً، والحساب ً،والجرنة ً،والنار ً،حتى استعبدهم بذلك عاج ل
ل أمهسمألييكهم معلمهيره أمهجرا إر ر
ل ٱهلممموردمة رفي ٱهليقهرمبـى{ُ. واستباح بذلك أموالهم بقوله } :ر
فكان أمره معهم نقدا وأمرهم معه نسيئة ً،وقد استعجل منهم بذل أرواحهم وأموالهم على انتظار موعود
ل يكون ً،وهل الجرنة إل هذه الدنيا ونعيمها؟ وهل النار وعذابها إل ما فيه أصحاب الشرائع من التعب
صب فى الصلة والصيام والجهاد والحج"؟ والمن م
ثم قال لسليمان بن الحسن فى هذه الرسالة .." :وأنت وإخوانك هم الوارثون الذين يرثون الفردوسً،
وفى هذه الدنيا ورثتم نعيمها ولرذاتها محررمة على الجاهلين المتمسكين بشرائع أصحاب النواميس ً،فهنيئا
لكم ما نلتم من الراحة عن أمرهم".
ومن جملة تأويلتهم الباطلة التى يتوصلون بها إلى هواهم النفسى ً،ومأربهم الشخصى ً،أنهم بعد أن
يلقوا على المدعو ما يشككونه به ً،وتتطلع إلى معرفته من جهتهم نفسه ً،ويقولون له :ل نظهره إل بتقديم
خير عليه ً،فيطلبون مائة وتسعة عشر درهما من السبيكة الخالصة .ويقولون :هذا تأويل قوله تعالى:
ضواي ٱلرلمه مقهرضا محمسنا{ُ ..فالحاء والسين والنون واللف إذا يجرمع عددها بحساب اليجرمل يكون }موأمهقرر ي
مبالغه مائة وتسعة عشر".
ومن ذا الذى قال إن القرآن يخضع فى تفسيره وفهم معانيه إلى حساب اليجرمل؟ ..اللهم إن هذا ل يصدر
إل عن يمخيرف أو زنديقا يريد أن يضل الناس ويحتال على سلب أموالهم بدعوة يدعيها على كتاب ال!!
كذلك نجد الباطنية يحرصون على نفى وجود الله الحقا ً،والنبى المرسل محمد صلى ال عليه وسلمً،
ليتوصلوا بذلك إلى رفع التكاليف ً،فنراهم يقولون للمبتدئ" :إن ال خلقا الناس واختار منهم محمدا
)صلى ال عليه وسلم( ً،فيستحسن المبتدئ هذا الكلم ً،ثم يقول له :أتدرى من محمد؟ فيقول :نعم ً،محمد
رسول ال ً،خرج من مكة ً،واردعى النبوة ً،وأظهر الرسالة ً،وعرضِ المعجزة .فيقول له :ليس هذا الذى
تقول إل كقول هؤلء الحمير -يعنون به المؤمنين من أهل السلم -إنما محمد أنت .فيستعيذ السامع
ويقول :ليست أنا محمدا ً،فيقول له :ال تعالى وصفه فى هذا القرآن فقال} :لممقهد مجآمءيكهم مريسوفل يمهن مأنيفرسيكهم
ص معلمهييكهم ربٱِهليمهؤرمرنيمن مريءوفف رررحيفم{ُ ..وهؤلء الحمير يقولون :من مكة ..فيقول معرزيفز معلمهيره مما معرنستهم محرري ف
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
له الغر الغمر :على أى معنى تقول أنا محمد؟ فيقول :خلقك وصرورك خلقة محمد ً،فالرأس بمنزلة الميمً،
واليدان بمنزلة الحاء ً،واليسررة بمنزلة الميم ً،والرجلن بمنزلة الدال ً،وكذلك أنت علسى أيضا ً،عينك هى
العين ً،والنف ً،هى اللم ً،والفم الياء.
وبهذا يوهمه أنه هو محمد الذى جاء ذكره فى القرآن ً،أما ما يدعى من وجود رسول اسمه محمد ً،فهذا
ظاهره غير مراد.
ولجل أن يوهمه أيضا بأنه ل إله موجود على الحقيقة ً،وما جاء فى القرآن من ذلك فظواهر غير
مرادة ً،نجده يقول للمبتدئ :إن المراد بإثبات الذات يرجع إلى نفسك ً،ويؤيولون عليه قوله تعالى.. :
}مفهلميهعيبيدوها مررب مهــمذا ٱهلمبهيرت{ُ ويقولون :الرب هو الروح والبيت هو البدن.
ولقد وصل الغلو ببعضِ الباطنية إلى ادعاء يألوهية محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادقا ً،وأنه هو الذى
كرلم موسى بقوله} :إرينيي أممنها مرسبمك مفٱِهخلمهع منهعلمهيمك{ُ ..وفى هذا يروى لنا البغدادى صاحب المفهرقا بين الرفمرقا
قصة رجل دخل فى دعوة الباطنية ً،ثم وفقه ال لتركها والرجوع لرشده ..يحكى هذا الرجل قصته
للبغدادى فيقول" :إنهم لما وثقوا بإيمانه قالوا له :إن المسمين بالنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى
ومحمد ً،وكل ممن اردعى النبوة :كانوا أصحاب نواميس ومخاريقا ً،وأحبوا الزعامة على العامةً،
فخدعوهم بنيرنجات ً،واستعبدوهم بشرائعهم -قال الحاكى للبغدادى :ثم ناقضِ الذى كشف لى هذا السر
بأن قال :ينبغى أن تعلم أن محمد ابن إسماعيل بن جعفر هو الذى نادى موسى بن عمران من الشجرة
فقال له} :إرينيي أممنها مرسبمك مفٱِهخلمهع منهعلمهيمك{ُ ..ثم قال :فقلت :سخنت عينك! تدعونى إلى الكفر برب قديم خالقا
للعمالم ً،ثم تدعونى مع ذلك إلى القرار بربوية إنسان مخلوقا ً،وتزعم أنه كان قبل ولدته إلها مرس ل
ل
لموسى؟ فإن كان موسى عندك كاذبا ً،فالذى زعممت أنه أرسله أكذب ً،فقال :إنك ل تفلح أبدا ً،وندم على
إفشاء أسراره إلرى ويتهبيت من بدعتهم.
فانظر إليهم -لعنهم ال -كيف يصرفون القرآن عن أن يكون ال هو المتكلم به ً،ويردعون أنه كلم
إلههم المزعوم محمد بن إسماعيل!! ..أليس هذا غلوا فى اللحاد؟ وإغراقا فى الكفر والعناد؟
وبين أيدينا كتاب أسرار الباطنية ً،وهو يكشف لنا عن نواياهم ويفضح أسرارهم وخباياهم .وهو لمحمد
بن مالك اليمانى أحد علماء القرن الخامس الهجرى ً،ول أريد أن يأطيل على القارئ بذكر مافيه من
مخازى القوم ً،ولكن أكتفى بذكر نبذة من الكتاب .ضمنها المصينف ما شهده بنفسه من ضللهم
وإضللهم ً،وذلك حين اندس بينهم متظاهرا بدخوله فى زمرتهم ً،ليقف بنفسه على ما بلغه عنهم من
أباطيل وأضاليل ً،وإنما اخترت هذه النبذة بالذات ً،لنها تعطينا فكرة واضحة عن مقدار تلعب الباطنية
بكتاب ال تحت ستار التأويل .وعن مبلغ استهزائهم بعقول العامة الذين وعقوا فيما نصبوه لهم من
الحابيل!!
**
* مقالة محمد بن مالك اليمانى فى الباطنية:
ضحه ً،أن له -يريد علسى يقول محمد بن مالك اليمانى" :أول ما أشهد به وأشرحه ً،ويأبيينه للمسلمين ويأو ي
بن محمد الصليحى زعيم باطنية اليمن فى وقته -نوابا يسميهم الدعاة المأذونين ً،وآخرين يلقبهم
اليممكلبين ً،تشبيها لهم بكلب الصيد ً،لنهم يرنصبون للناس الجبائل ً،ويكيدونهم بالغوائل ً،وينقبضون عن
كل عاقل ً،وييليبسون على كل جاهل ً،بكلة حقا ييراد بها الباطل ً،ويحضونه على شرائ السلم ً،من
الصلة والزكاة والصيام ً،كالذى ينثر الحب للطير ليقع فى رشهركه ً،فيقيم أكثر من سنة يمعنون بهً،
وينظرون صبره ً،ويتصفحون أمره .ويخدعونه بروايات عن النبى صلى ال عليه وسلم يمحررفة ً،وأقوال
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
مزخرفة ً،ويتلون عليه القرآن على غير وجهه ً،وييحيرفون المكلم عن مواضعه ً،فإذا رأوا منه النهماك
والركون والقبول والعجاب بجميع ما ييعيلمونه ً،والنقياد بما يأمرونه ً،قالوا حينئذ :اكشف عن السرائر
ول ترضِ لنفسه ول تقنع بما قنع من العوام من الظواهر ً،وتدبر القرآن ورموزه ً،واعرف يمثله
وممثوله ً،واعرف معانى الصلة والطهارة ً،وما روى النبى صلى ال عليه وسلم بالرموز والشارةً،
دون التصريح فى ذلك والعبارة ً،فإنما جميع ما عليه الناس أمثال مضروبة ً،لممثولت محجوبةً،
فاعرص الصلة وما فيها ً،وقف على باطنها ومعانيها ً،فإن العمل بغير علم ل ينفع به صاحبه .فيقول:
لمة موآيتوها ٱلرزمكامة{ُ ..فالزكاة مفروضة فى كل عام مرةً، صم معسم أسأل.؟ فيقول :قال ال تعالى} :موأمرقييموها ٱل ر
وكذلك الصلة ً،من صلها مرة فى السنة فقد قام الصلة بغير تكرار ً،وأيضا فالصلة والزكاة لهما
باطن لن الصلة صلتان ً،والزكاة زكاتان ً،والصوم صومان ً،والحج حجان ً،وما خلقا ال سبحانه من
لهثرم مومبارطمنيه{ُ ً،و }يقهل إررنمما محررم مريبمي ٱهلمفموارحمش مما ظاهر إل وله باطن ً،يدل على ذلك} :مومذيروها مظارهمر ٱ ر
مظمهمر رمهنمها مومما مبمط من{ُ ..أل ترى أن البيضة لها ظاهر وباطن؟ فالظاهر ما تساوى به الناس ً،وعرفة
الخاص والعام ً،وأما الباطن فقصر علم الناس به عن العلم به ً،فل يعرفه إل القليل ً،من ذلك قوله} :موممآ
ل مقرليفل{ُ ً،وقوله} :مومقرليفل رما يههم{ُ ً،وقوله} :مومقرليفل يمهن رعمباردميِ ٱلرشيكوير{ُ ..فالقل من الكثر الذين آمممن مممعيه إر ر
ل عقول لهم.
و "الصلة" و "الزكاة" سبعة أحرف دليل على محمد وعلسى صلى ال عليهما ً،لنهما سبعة أحرفً،
فاملمهعرنيى بالصلة والزكاة ولية محمد وعلسى ً،فمن تولهما فقد أقام الصلة وآتى الزكاة ً،فيوهمون على
ممن ل يعرف لزوم الشريعة والقرآن وسنن النبى صلى ال عليه وسلم ً،فيقع هذا من ذلك المخدوع بموقع
التفاقا والموافقة ً،لن مذهب الراحة والباحة يريحهم مما يتلزمهم الشرائع من طاعة ال ً،ويبيح لهم ما
يحرظمر عليهم من محارم ال ً،فإذا قبل منهم ذلك المغرور هذا قالوا له :قيرب يقربانا ليكون لك سلما
ونجوى ً،ونسأل لك مولنا يحط عنك الصلة ً،ويضع عنك هذا الصر ً،فيدفع اثنى عشر دينارا ً،فيقول
ذلك الداعى :يا مولنا؛ً إن عبدك فلنا قد عرف الصلة ومعانيها ً،فاطرح عنه الصلة وضع عنه هذا
ضيع معهنيههم
الصر ً،وهذا نجواه إثنا عشر دينارا ً،فيقول اشهدوا أنى قد وضعت عنه الصلة ويقرأ له} :مومي م
لمل ٱلررتي مكامنهت معلمهيرههم{ُ .فعند ذلك يقبل إليه أهل هذه الدعوة ويهنئونه ويقولون :الحمد ل صمريههم موٱ م
لهغ م إر ه
الذى وضع عنك وزرك ً،الذى أنقضِ ظهرك .ثم يقول له ذلك الداعى -الملعون -بعد مدة :قد عرفت
الصلة وهى أول درجة ً،وأنا أ}جو أن ييبيلغك ال إلى أعلى الدرجات ً،فأسأل وابحث ً،فيقول :عسم أسأل؟
فيقول له :سل عن الخمر والميسر ً،اللذين نهى ال تعالى عنهما :هما أبا بكر وعمر لمخالفتهما على
علسى ً،وأخذهما الخلفة دونه ً،فأما ما ييعمل من العنب والزبيب والحنطة وغير ذلك فليس بحرام ً،لنه
مما أنبتت الرضِ ً،ويتلو عليه} :يقهل ممهن محررم رزيمنمة ٱلرلره ٱلررتيي أمهخمرمج رلرعمباردره مواهلرطيمبارت رممن ٱليرهزرقا{ُ ...إلى
صارلمحارت يجمنافح رفيمما مطرعيميوها{ُ ..إلى آخر اليةً، آخر الية ً،ويتلو عليه} :لمهيمس معملى ٱرلرذيمن آممينوها مومعرميلوها ٱل ر
صهميه{ُ يريد كتمان الئمة فى وقت استتارهم والصوم :الكتمان ً،فيتلو عليه} :مفممن مشرهمد رمنيكيم الرشههمر مفهلمي ي
صهوما مفملهن أيمكليم ٱهلميهوم رإنرسسيا{ُ فلو كان معرنمىخوفا من الظالمين ً،ويتلو عليه} :إريني منمذهريت رللررهحممــرن م
بالصيام ترك الطعام لقال :فلن يأطعم اليوم شيئا ً،فدل على أن الصيام الصموت ً،فحينئذ يزداد ذلك
المخدوع طغيانا وكفرا ً،وينهمك إلى قول ذلك الداعى الملعون ً،لنه أتاه بما يوافقا هواه ً،والنفس أرمارة
بالسوء ..ثم يقول له :ادفع النجوى تكن لك سلما ووسيلة حتى نسأل مولنا يضع عنك الصوم ً،فيدفع
اثنى عشر دينارا ً،فيمضى به إليه فيقول :يا مولنا؛ً عبدك فلن قد عرف معنى الصوم على الحقيقةً،
فأبح له الكل فى رمضان ً،فيقول له :قد ورثقته وأرمنته على سرائرنا؟ فيقول له :نعم ً،فيقول :قد وضعيت
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
عنه ذلك ً،ثم يقيم بعد ذلك مدة ً،فيأتيه ذلك الداعى الملعون فيقول له :قد عرفمت ثلث درجات ً،فاعرف
الطهارة ما هى ً،ومعنى الجنابة ما هى فى التأويل ً،فيقول له :فيسر لى ذلك ً،فيقول له :اعلم أن معنى
الطهارة طهارة القلب ً،وأن المؤمن طاهر بذاته ً،والكافر نجس ل يطهره الماء ول غيره ً،وأن الجنابة
هى موالة الضداد ً،أضداد النبياء والئمة ً،فأما الرممنى فليس بنجس ً،منخْ لقا ال النبياء ً،والولياءً،
وأهل طاعته ً،وكيف يكون نجسا وهو مبدأ خلقا النسان ً،وعليه يكون أساس البنيان؟ فلو كان التطهير
منه من أمر الدين لكان اليغهسل من الغائط والبول أوجب ً،لنهما نجسان ً،وإنما معنى} :مورإن يكنيتهم يجينبا
مفٱِرطرهيروها{ُ معناه :وإن كنتم جهلة بالعلم الباطن واعرفوا العلم الذى هو حياة الرواح كالماء الذى هو
ي
لنمساين رمرم يخرلمقا * يخرلمقا حياة البدان ً،قال تعالى} :مومجمعهلمنا رممن ٱهلممآرء يكرل مشهيهَء محري{ُ ..وقوله} :مفهلمينظرر ٱ ر
رمن رمآهَء مدارفهَقا{ُ ..فلما سرماه ال بهذا مدرل على طهارته ً،ويوهمون ذلك المسخدوع بهذه المقالة ً،ثم يأمره ذلك
الداعى أن يدفع اثنى عشر دينارا ً،ويقول :يا مولنا ً،عبدك فلن قد عرف معنى الطهارة حقيقة وهذا
قربانة إليك ً،فيقول :اشهدوا أنى قد حللت له ترك اليغسل من الجنابة ً،ثم يقيم مدة فيقول له هذا الداعى
الملعون :قد عرفمت أربع درجات ً،وبقى عليك الخامسة ً،فاكشف عنها ً،فإنها منتهى أمرك وغاية
ل متهعلميم منهففس رمآ أيهخرفمي لميهم يمن يقرررة أمهعيهَن{ُ فيقول له :ألهمنى إياها ودلنى عليهاً، سعادتك ً،ويتلو عليه} :مف م
صيرمك ٱهلميهوم محرديفد{ُ ..ثم يقول له :أتحب فيتلو عليه} :لرمقهد يكنمت رفي مغهفملهَة يمهن مهــمذا مفمكمشهفمنا معنمك رغمطآمءمك مفمب م
لولمـى{ُ .ثم يتلو أن تدخل الجنة فى الحياة الدنيا؟ فيقول :وكيف لى ذلك؟ فيتلو عليه} :موإرن لممنا مللرخمرمة موٱ ي
ر
عليه} :يقهل ممهن محررم رزيمنمة ٱلرلره ٱلررتيي أمهخمرمج رلرعمباردره مواهلرطيمبارت رممن ٱليرهزرقا يقهل رهي رللرذيمن آممنوا رفي ٱلمحميارة ٱلسدنميا
ه ه ه ي ر
صلة ميهوم ٱهلرقميا ممرة{ُ ..والزينة ههنا :ما خفى على الناس من أسرار الناس من أسرار النساء التى ل مخارل م
ل رليبيعوملرترهرن{ُ ..والزينة مستورة ل يهبرديمن رزيمنمتيهرن إر ريرطلع عليها إلالمخلصوصون بذلك ً،وذلك قوله} :مو م
غير مشهورة ً،ثم يتلو عليه} :مويحوفر رعيفن * مكمأهممثارل ٱللسهؤليرؤ ٱهلممهكينورن{ُ ..فمن لم ينل الجنة فى الدنيا لم
ينملها فى الخرة ً،لن الجنة مخصوص بها ذوو اللباب ً،وأهل العقول دون اليجرهال ً،لن المستحسن من
الشياء ما خفى ً،ولذلك سميت الجرنة مجسنة لنها مستجنة ً،وسميت الرجن رجنا لختفائهم عن الناسً،
والمجنة المقبرة لنها تستر من فيها ً،والترس المجن لنه ييستتر به ً،فالمجرنة ههنا :ما استتر عن هذا
الحقا المنكوس الذين ل علم لهم ول عقول ً،فحينئذ يزداد هذا المخدوع انهماكا ً،ويقول لذلك الداعى
الملعون :متملرطف فى حالى ً،ومبيلغنى إلى ما شروقتنى إليه ً،فيقول :ادفع النجوى اثنى عشر دينارا تكون لك
صرحت سريرته ً،وصفت خبرته وهو يريد قربانا وسلما ً،فيمضى به فيقول :يا مولنا؛ً إن عبدك فلنا قد م
أن يتدخله الجنة ً،ويتبلغه حد الحكام ً،وتزيوجه الحور العين ً،فيقول له :قد ورثقته وأرمنته؟ فيقول :يا
مولنا؛ً قد ورثقته وأرمنته وخبرته فوجدته على الحقا صابرا ً،ولنعمك شاكرا ً،فيقول :رعهليمنا صعب
مستعصب ل يحمله إل نبى مرسل ً،أو مملك يمقررب ً،أو عبد امتحن ال قلبه باليمان ً،فإذا صح عند حاله
فاذهب به إلى زوجتك فاجمع بينه وبينها ً،فيقول :سمعا وطاعة ل ولمولنا ً،فيمضى به إلى بيته ً،فيبيت
مع زوجته ً،حتى إذا كان الصباح قرع عليهما الباب وقال :قوما قبل أن يعلم نبأنا هذا الخلقا المنكوسً،
فيشكر ذلك المخدوع ويدعو له ً،فيقول له :ليس هذا من فضلى ً،هذا من فضل مولنا ً،فإذار خرج من
عنده تسامع به أهل هذه الدعوة الملعونة ً،فل يبقى منهم أحد إل بات مع زوجته كما فعل ذلك الداعى
الملعون ً،ثم يقول له :ل بد لك أن تشهد هذا لمشهد العظم عند مولنا ً،فادفع قربانك ً،فيدفع اثنى عشر
دينارا ويصل به ويقول :يا مولنا؛ً إن عبدك فلنا يريد أن يشهد المشهد العظم ً،وهذا قربانه ً،حتى إذا
جن الليل ً،ودارت الكؤوس ً،وحميت الرؤوس ً،وطابت النفوس ً،أحضر جميع أهل هذه الدعوة الملعونة
حريمهم ً،فيدخلن عليهم من كل باب ً،وأطفأوا السراج والشموع ً،وأخذ كل واحد منهم ما وقع عليه فى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يده ً،ثم يأمر المقتدى زوجته أن تفعل كفعل الداعى الملعون وجميع المستجيبين ً،فيشكره ذلك المخدوع
على ما فعل له ً،فيقول له :ليس هذا من فضلى ً،هذا من فضل مولنا أمير المؤمنين فاشكروه ول
تكفروه على ما أطلقا من وثاقكم ً،ووضع عنك أوزاركم ً،وحرط عنكم آصاركم ً،ووضع عنكم أثقالكمً،
ل يذو محرظ معرظيهَم{ُ. ل ٱرلرذيمن م
صمبيروها مومما يملرقامهآ إر ر وأحرل لكم بعضِ الذى حررم عليكم يجرهالكم }مومما يملرقامها إر ر
قال محمد بن مالك -رحمه ال تعالى -هذا ما اطلعت عليه من كفرهم وضللتهم ً،وال تعالى لهم
على شهيد بجميع ما ذكرته مما اطلعت عليه من فعلهم وكفرهم وجهلهم ً،وال بالمرصاد ً،وال تعالى س
على بجميع ما ذكرته ً،عالم به ً،وممن تكرلم عليهم بباطل فعليه لعنة ال ً،ولعنة اللعنين ً،والملئكةً، يشهد ي
والناس أجمعين ً،وأخزى ال من كذب عليهم ً،وأعسد لهم جهنم وساءت مصيرا ً،وممن حكى عنهم بغير ما
هم عليه فهو يخرج من محهول ال وقوته إلى محهول الشيطان وقوته"..
وبعد ..ألس مت ترى معى أن تأويلهم للقرآن تأويل فاسد ل يقوم على أساس ول يستند إلى برهان ً،وإنما
هى أوهام وأباطيل ً،غرورا بها ضعاف العقول ليسلخوهم من الدين ً،وليدخلوهم فى زمرة الملحدين
وحزب الشياطين؟ أعتقد ذلك ً،وأظن أن سؤالل يدور بخلد القارئ هو :كيف نجزم بنسبة هذه التأويلت
كلها إلى الباطنية مع وجود التناقضِ والختلف بين بعضِ المعانى التى ينرقلهت عنهم للفظ الواحد؟ أليس
ل على عدم صحة كل ما يينسب إليهم؟ ..والحقا أن السؤال وارد ً،ولكنه مدفوع بما ذكره الغزالى هذا دلي ل
من أن سر هذا الضطراب راجع إلى أنهم كانوا ل يخاطبون الخلقا بمسلك واحد ً،بل غرضهم
الستتباع والحتيال ً،فلذلك تختلف كلمتهم ً،ويتفاوت نقل المذهب عنهم.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) البابية والبهائية ( ضمن العنوان
) كلمة إجمالية عن نشأة البابية والبهائية (
على محمد ً،الذى ابتدع هذه النهحلة ً،وإليه يتنسب هذه الطائفةً،
البابية :نسبة إلى الباب ً،وهو لقب ميرزا ي
باعتباره المؤسس الول لها.
والبهائية :نسبة إلى بهاء ال ً،وهو لقب ميرزا حسين على ً،الزعيم الثانى للبابية ً،وإليه يتنسب هذه
الطائفة ً،باعتباره المؤسس الثانى لها.
وأصل نشأة هذه الطائفة :أن ميرزا علسى محمد ً،الملقب بالباب ً،والمولود فى سنة 1235هجرية ً،توفى
عنه والده ميرزا محمد رضا قبل فطامه ً،فيربى في حجر خاله ميرزا سيد علسى ً،ونشأ معه فى مدينة
شيراز بجنوب إيران ً،واشتغل معه بالتجارة ً،ولما بلغ سنه الخامسة والعشرين ادعى أنه الباب -والباب
عند الشيعة معناه نائب المهدى المنتظر -وكان ادعاؤه هذا فى سنة 1260هجرية ً،وما لبث أن
وصلت هذه الدعوة إلى طائفة من الجاهلين فصردقوا بها ً،وتتابعوا عليها ً،وكان عدد ممن صردقه في أول
ل ً،فسماهم بكلمة "حى" لن عدد حرفيها بحساب اليجرمل ثمانية عشر ً،ثم أمر المر ثمانية عشر رج ل
أتباعه هؤلء بالنتشار في إيران وبلد العراقا ً،يبشرون به وبدعوته ً،وأوصاهم بكتمان اسمه حتى
ييظهره هو بنفسه ً،ولما حج وفرغا من أعمال الحج أعلن دعوته فى المجتمع الكبير فاشتهر اسمه ً،ولما
حج وفرغا من أعمال الحج أعلن دعوته في المجتمع الكبير فاشتهر اسمه ً،وذاعت دعوته ً،فثارت عليه
طوائف المسلمين ً،وقاموا فى سبيل دعوته يحاربونها بكل الوسائل.
وقد عقد بعضِ الولة بين العلماء وبين الباب مناظرات أظهرت ما فى دعوته من غواية وضلل ً،فكرفره
بعضِ العلماء ً،ورماه بعضِ آخر منهم بالجنون ً،فاعتقله الوالى فى سجن شيراز ً،ثم فى سجن أصفهانً،
ثم فى طهران ً،ثم فى أذربيجان .وفى عهد السلطان ناصر الدين شاه اشتدت الخصومة بين البابيين
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ومخالفيهم ً،وقامت بينهم حرب طاحنة كان من نتائجها أن أمر الصدر العظم بقتل الباب ً،مفيعليمقا في
ميدان مدينة تبريز ً،ويقرتل رميا بالرصاص ً،وذلك فى سنة 1265هجرية.
وبعد قتله اختلف أتباعه على أنفسهم في شأن ممن يوب عنه ً،وظهرت من بعضِ أتباعه دعاوى مختلفةً،
من قبيل النبوة ً،والوصاية ً،والولية ً،وأمثالها ً،وظلوا على هذا المر إلى أن حاول بعضهم اغتيال
ناصر الدين شاه سنة 1268هجرية انتقاما لزعيمهم الباب ً،ولما خاب سعيهم وفشلوا فى هذه المؤامرةً،
أخذت الحكومة تضطهد زعماء البابيين ً،وتسوقهم إلى التحقيقا ً،فيقتل ممن يقرتل ً،وينرفمى ممن ينفىـ وكان من
بين زعمائهم فى هذا الوقت -وقت الضطهاد -ميرزا حسين علسى الملقب فيما بعد" :بهاء ال".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) البابية والبهائية ( ضمن العنوان
) بهاء ال (
ولد بهاء ال سنة 1233هجرية ً،وكان ابنه ميرزا عباس من كبار وزراء الدولى فى وقته ً،فلما قام
الباب واشتهر أمره صردقه بهاء ال ً،فاشتد به أزر البابيين وكثرت جماعتهم ً،كولما حدثت حادثة سنة
1268هجرية ً،وهى محاولة اغتيال ناصر الدين شاه ً،يقربضِ على بهاء ال ويسرجن نحو أربعة أشهر ً،ثم
يأفرج عنه ويأبعد إلى العراقا ً،فدخل بغداد سنة 1269هجرية ً،ومكث بها اثنى عشر عاما ً،يدعو الناس
إلى نفسه ً،ويزعم أنه هو الموعود به الذى أخبر عنه الباب ً،وكان يشير إليه بلفزظ "ممن ييظهره ال"
وهناك تجرمع حوله بعضِ أتباعه الذين لحقوا به من البابيين ً،وتسموا حينئذ بالبهائيين ً،ووقعت بينهم
وبين شيعة العراقا فتنة كادت يتفضي إلى قيام حرب أهلية بين الفريقين ً،فقررت الحكومة العثمانية فى
ذلك الوقت إرسال بهاء ال إلى الستانة ً،فأرسل إليها ومكث بها نحوا من أربعة أشهر ً،ثم ينفى إلى
أدرنة ومكث بها نحوا من خمس سنوات ً،ثم ينفى منها إلى عكا من بلد الشام سنة 1285هجرية ً،وبقى
بها إلى أن مات سنة 1309هجرية ً،فتولى رئاسة الطائفة ابنه عباس )المولود سنة 1844م والمتوفى
سنة 1921م( والملقب "عبد البهاء" ً،فأخذ يدعو إلى هذا المذهب ً،ويتصرف فيه كيف يشاء ً،فلم يرضِ
هذا الصنيع أتباع البهاء فانشقوا عليه ً،والتف فريقا منهم حول أخيه الميرزا علسى ً،وأرلفوا كتبا في الطعن
على بعد البهاء يتهمونه فيها بالمروقا من دين البهاء.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) البابية والبهائية ( ضمن العنوان
) الصلة بين عقائد البابية وعقائد الباطنية القدامى (
بالرغم من أن هذه الفرقة لم تظهر إل قريبا ً،فإرنا نجدها ليست بالفرقة المحمدثة فى عقائدها وتعاليمها ً،بل
هى فى الحقيقة ونفس المر وليدة من ولئد الباطنية ً،تغذت من ديانات قديمة ً،وآراء فلسفية ً،ونزعات
لمول ً،وتترسم خطاهم فى كل شىء ً،وتهذى فى كتاب الً، سياسية .ثم درجت تحذو حذو الباطنية ا ي
فتأرولته بمثل ما تأرولوه ً،لتصرف عنه قلوبا تعلقت به ونفوسا اطمأنت إليه.
لمول ً،ويطلع على ما فى كتبهم من خرافات وأباطيل ً،ثم يقرأ تاريخْ البابية والذى يقرأ تاريخْ الباطنية ا ي
والبهائية ً،ويطلع على ما فى كتبهم من خرافات وأباطيل ً،ل يسعه إل أن يحكم بأن روح الباطنية حرلت
فى جسم ميرزا علسى ً،وميرزا حسين علسى ً،فخرجت للناس أخيرا باسم البابية والبهائية.
تقوم دعوة قدماء الباطنية على إبطال الشريعة السلمية ً،وينفذون إلى عقول العامة بإظهارهم الحب
والتشيع ً،بل والنتساب إلى آل البيت ً،ثم يصلون إلى أهوائهم ومآربهم بصرفهم القرآن إلى معان باطنية
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل يقبلها العقل ً،ول تمت إلى الدين بسبب ً،وعلى هذا الساس قامت دعوة البابية والبهائية ً،وبمثل هذه
الوسيلة وصلوا إلى أغراضهم وأهوائهم ً،وإليك ما يوضح ذلك:
أول :فى الباطنية ممن يردعى النبوة لنفسه أو يردعيها لغيره ً،وميرزا علسى الملقب بالباب يردعى أنه رسول
للناس من رقمبرل ال تعالى ً،وله كتاب اسمه "البيان" اردعى أنه يمنرزل عليه من عند ال تعالى .وقد جاء فى
رسالة بعث بها الباب إلى العلمة اللوسى صاحب التفسير المعروف ً،يدعوه فيها إلى اليمان به" :إنني
أنا عبد ال ً،قد بعثنى بالهدى من عنده" وسمى فى هذه الرسالة مذهبه "دين ال" فقال" :وممن لم يدخل فى
دين ال ً،مثله كمثل الذين لم يدخلوا فى السلم".
ول نعلم ماذا أجاب به اللوسى على هذه الرسالة ً،وإن كنا نعلم رأيه فى هذه الطائفة عندما تعررضِ
لتفسير قوله تعالى فى الية ] [40من سورة الحزاب} :رما مكامن يممحرمفد أممبآ أممحهَد يمن يرمجارليكهم مولمــركن رريسومل
ٱلرلره مومخامتم ٱلرنربيييمن{ُ ...وذلك حيث يقول" :وقد ظهر فى هذا العصر عصابة من غلة الشيعة لقبوا أنفسهم
بالبابية ً،لهم فى هذا الباب فصول يحكم بكفر معتقدها كل من انتظم فى سلك ذوى العقول ً،وقد كاد
يتمكن عرقهم من العراقا لول همة واليه النجيب الذى وقع على همته وديانته التفاقا ً،حيث خذلهم -
نصره ال -وشتت شملهم ً،وغضب عليهم -رضي ال تعالى عنه -وأفسد عملهم .فجزاه ال تعالى
عن السلم خيرا ً،ودفع عنه فى الدارين ضيما وضيرا".
وكذلك اردعى زعيمهم الثانى الملقب ببهاء ال :أنه رسول من عند ال ً،جاء لتأسيس السلم على
الرضِ ً،وبين أيدينا كتاب بهاء ال ً،وييطلقا عليه اسم "الكتاب" قرأنا فيه فوجدناه يقول:
"لعمر ال إن البهاء ما نطقا عن الهوى ً،قد أنطقه الذى أنطقا الشياء بذكره وثنائه ً،ل إله إل هو الفرد
الواحد المقتدر المختار".
"لعمرى ما أظهريت نفسى ً،بل ال أظهرنى كيف أراد ً،إنى كنت كأحد من العباد ً،وراقدا على المهادً،
مسرت علسى نسائك السبحان ً،وعرلمنى علم ما كان .ليس هذا من عندى بل من لدن عزيز عليم .وأمرنى
على ما ذرفت به دموع العارفين .ما قرأت ما عند الناس من بالنداء بين الرضِ والسماء ً،بذلك ورد س
العلم ً،وما دخليت المدارس؛ً فاسأل المدينة التي كنيت فيها لتوقن بأنى لست من الكاذبين".
"قل قد أتى المختار ً،فى ظل النوار ً،ليحيى الكوان ً،من نفحات اسمه الرحمن ً،ويتحد العالم ً،ويجتمعوا
على هذه المائدة التى نزلت من السماء".
ويرى الباب أن شريعته ناسخة للشريعة السلمية ً،فابتدع لتباعه أحكاما خالف بها ما جاءت به
الشريعة السلمية ً،فجعل الصوم تسعة عشر يوما من شروقا الشمس إلى غروبها ً،وعرين لهذه اليام
وقت العتدال الربيعى ً،بحيث يكون عيد الفطر عندهم يوم "النيروز" على الدوام ً،وفى كتاب "البيان":
" ...أيام معدودات ً،وقد جعلنا النيروز عيدا لكم بعد إكمالها".
كذلك يرى بهاء ال أن شريعته ناسخة للشريعة السلمية ً،ويقرر ذلك فى كتابه فيقول" :لو كان القديم
هو المختار عندكم ً،لما تركتم ما شرع فى النجيل ً،مبيينوا يا قوم ...لمعهمرى ليس لكم اليوم من محيصً،
إن كان هذا جرمى فقد سبقنى فى ذلك محمد رسول ال ً،ومن قبله الروح ً،ومن قبله الكليم .وإن كان
ذنبى إعلء كلمة ال وإظهار أمره ً،فأنا أول المذنبين .ل أبدل هذا الدين بملكوت السموات والرضين".
وقرر البهاء أن الدين قسمان .عملى وروحانى ً،فالقسم الروحانى وهو مظاهر اللوهية والنبوة ً،غير
قابل للتبديل .والقسم العملى ً،وهو المتعلقا بالصور والشكال الخارجية ً،قابل للتغيير .وعلى هذا المبدأ
جعل لتباعه الصلة تسع ركعات فى اليوم والليلة ً،وجعل قبلتهم فى الصلة أين يكون هو!!.
وفى هذا يقول" :إذا أردتم الصلة فمورلوا وجوهكم شطرى القدس" ً،وسروى بين الرجل والمرأة في
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الحقوقا الشرعية والسياسية ً،وقرر عقوبات مالية للزنا والسرقة وغيرهما ً،ومنع التسيرى ً،وحررم الزواج
بأكثر من واحدة ً،وقريد لهم الطلقا وصرعبه .ويحرجته فى هذا كله :أن جميع الديان أضحت ل تصلح
لصلح العاملم ً،فل بد من دين جديد يوافقا هذا العصر ..عصر التقدم المادى العظيم .وهذا الدين الذى
جاء به هو الذى يصلح فى نظره لمسايرة هذا العصر دون غيره.
ثانيا :منع الحسن بن الصرباح وغيره من زعماء الباطنية ً،العوام من دراسة العلوم ً،والخواص من النظر
فى الكتب المتقدمة ً،وفعل الباب مثل ذلك فحررم فى كتابه "البيان" التعليم وقراءة كتب غير كتبه ً،فكان
من وراء ذلك أن حرقا أتباعه القرآن الكريم ً،وما فى أيديهم من كتب العلم ..ولكن بهاء ال أدرك أن
هذا التحجير قد يصرف بعضِ الناس عن دعوته ً،فنسخْ ذلك التحجير ً،وذلك حيث يقول فى كتابه
المسمى بـ "القدس"" :قد عفا ال عنكم ما منرزل فى البيان من محو الكتب ً،وآذنا بكم بأن تقرأوا من
العلوم ما ينفعكم".
ثالثا :رممن الباطنية ممن يردعى حلول الله فى بعضِ الشخاص ً،كالقرامطة الذين يردعون حلول الله فى
إمامهم محمد بن إسماعيل .ونجد مثل هذه الدعوى متجلية فى بعضِ مقالت البابية ً،فهذا بهاء ال يقول
فى "الكتاب"" :لنا مع ال حالت نحن فيها هو ً،وهو نحن ً،ونحن نحن".
وهذا عباس الملقب بعبد البهاء يقول" :وقد أخبرنا بهاء ال بأن مجىء رب الجنود والب الزلىً،
ومخيلص العاملم الذى ل بد منه فى آخر الزمان ً،كما أنذر جميع النبياء ً،عبارة عن تجليه فى الهيكل
البشرى ً،كما تجلى فى هيكل عيسى الناصرى ً،إل أن تجليه فى هذه المرة أتم وأكمل وأبهى ً،فعيسى
وغيره من النبياء هيأوا الفئدة والقلوب لستعداد هذا التجلى العظم".
يريد بهذا :أن ال تجرلى فيه بأعظم من تجليه فى أجسام النبياء على ما يزعم.
وهذا أبو الفضل اليرانى أحد دعاتهم يقول ..." :فكل ما توصف به ذات ال وييضاف وييسند إلى ال من
العزة ً،والعظمة ً،والقدرة ً،والعلم ً،والحكمة ً،والرادة ً،والمشيئة ....وغيرها من الوصاف ً،إنما يرجع
بالحقيقة إلى مظاهر أمره ً،ومطالع نوره ً،ومهابط وحيه ً،ومواقع ظهوره" ....ومثل هذا كثير فى كلم
زعمائهم ودعاتهم.
رابعا :يردعى الباطنية رجوع المام المعصوم بعد استتاره ً،ويحصرون مدارك الحقا فى أقواله .والبهائية
يقولون هذا القول ويثبتونه فى كتبهم.
يقول بهاء ال في الكتاب" :يسند القائم ظهره إلى الحرم ً،ويمد يده المباركة ً،فيترى بيضاء من غير
سوء ً،ويقول :هذه يد ال ً،ويمين ال ً،وعين ال ...وبأمر ال أنا الذى ل يقع عليه اسم ول صفةً،
ظاهرى إمامة ً،وباطنى غيب ل ييدرك".
وقد عرفت أن البابية والبهائية يعبرون عن المام المعصوم بـ "ممن سييظهره ال" ً،ويزعمون أنه هو
الذى يعرف تأويل ما جاءت به الرسل عليهم السلم.
خامسا :من مبادىء قدماء الباطنية التفرس .وعلى هذا المبدأ منعوا التكلم بآرائهم في بيت فيه سراج -
أى فقيه أو متعلم -والبهائية يسيرون على هذا المبدأ وإليك ما يثبت ذلك:
أرسل إلى أبى الفضائل اليرانى بعضِ إخوانه كتابا يرجوه فيه أن يرد على مقال كتبه جرجس صال
النجليزى بإمضاء هاشم الشامى ً،والمقال يتضمن توجيه العتراضات على فصاحة القرآن الكريمً،
فاعتذر أبو الفضائل عن ذلك فى رسالة أرسل بها إلى صاحبه يقول فيها:
" ...إن هناك موانع جمة ً،أعظمها وأشدها مانع كبير ل يستسهل العاقل تذليل صعوباته ً،ول يتسنم النبيه
متن صهواته ً،حيث إن قلوب الذين اكتفوا من السلم باسمه ً،ومن القرآن برسمه ً،تعذت فى مدة مديدةً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وأزمنة غير وجيزة بقشور المطالب ً،وألفت سفاسف المسائل حتى بعدت عن لباب الكتاب ً،وجهلت
حقيقة معانى الخطاب ً،فلو كشفنا عن حقائقا الشارات ً،وأظهرنا المعانى المقصودة من ظواهر
العبارات ً،فطلعت صور الحقائقا المقصورة فى قصر اليات ً،وتهللت وجوه المعانى المستورة فى
خدور الستعارات ً،لندفع تلك الردود والعتراضات ً،ونظهر بطلن تلك اليرادات والنتقادات ً،تثور
أو لل أحقاد جهلئنا ً،ويرتفع نعيب سفهائنا ً،وينادون بالويل والثبور ً،ويثيرون الحقاد الكامنة فى
الصدور."...
ثم يقول لصاحبه فى آخر الرسالة ..." :لتعلم حقا العلم أنى ما نسيت ولم أكره صفة من صفاتك ً،ول
خلة من خللك ً،ولكن -والحقا يقال -إنك نسيت وصية روح ال الواردة فى سفر ممرتى" :ل تلقوا
جواهركم تحت أرجل الخنازير" حيث تجاهر بجواهر السرار ومعالى المعانى ً،عند ممن ل يستحقا أن
تخاطبه وتلطفه ً،وتجالسه وتؤانسه ً،فكيف أنه يكون مستودع الحكمة اللهية ً،والسرار الربانيةً،
فتمرسك بالحكمة ً،وكن على جانب عظيم من الفطنة".
ويقول فى رسالة أرسلها إلى الشيخْ فرح ال زكى الكردى أحد أتباعهم فى مصر .." :واعلم يا حبيبى
أنه سيدخل عليكم كثيرون ً،ويتظاهرون بنوايا المتفحص الباحث ً،ويظهرون السلم والوفاقا ً،وهم أهل
النفاقا وأصل الشقاقا ً،ومقصودهم معرفة أهل اليمان ً،واضطهاد أصحاب اليقان كما تصرح وتنادى
أى الفرقان ً،منها قوله تعالى} :ميهوم مييقويل ٱهليممنارفيقومن موٱهليممنارفمقايت رلرلرذيمن آممينوها ٱنيظيرومنا منهقمتربهس رمن سنورريكهم رقيمل
ضررمب مبهيمنيهم ربيسوهَر لريه مبافب مبارطينيه رفيره ٱلررهحممية مومظارهيريه رمن رقمبرلره ٱهررجيعوها مومرآمءيكهم مفٱِهلمترميسوها ينورا مف ي
ٱهلمعمذا يب{ُ ...إلى آخر اليات ً،فتحكم الية المباركة أنه ل بد من دخول أهل النفاقا على أصحاب الوفاقاً،
للستطلع والستراقا ً،فل يغرنك تحببهم وترفقهم ً،ول يخدعنك ملينتهم وتملقهم ً،فإن التهور والتعجل
يوجب الندم والفتضاح ً،والتروى يكفل النجاح والفلح .ومن الحكم المأثورة" :العجلة من الشيطانً،
والتأنى من الرحمن".
من كل ما تقدم يظهر لنا بوضوح :أن البابية والبهائية ليسوا أصحاب رنهحلة جديدة فى تعاليمها
ومعتقداتها ً،وإنما هم قوم من أهل الباطن يريدون الكيد للسلم باسم الصلح الدينى ً،وسيظهر لك من
لمول ً،ويترسمون خطاهم فى تأويلتهم للقرآن -علوة على ما سبقا -أنهم ينهجون نهج الباطنية ا ي
تحريفهم لكتاب ال ً،والعبث بآياته!!
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) البابية والبهائية ( ضمن العنوان
) موقف البابية والبهائية من تفسير القرآن الكريم (
لم تحل عقائد البابية والبهائية بينهم وبين العتراف بالقرآن الكريم ً،ولم يمنعهم موقفهم الشاذ من
الرجوع إليه ليأخذوا منه الشواهد على دعاواهم الباطلة ً،ومذاهبهم الفاسدة ً،تمويها على العامة ً،وتغريرا
بعقول الغمار الجهلة.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) البابية والبهائية ( ضمن العنوان ) أبو
الفضائل اليرانى يعيب تفاسير أهل السسرنة (
ولم يكن فى وجوههم قطرة من الحياء تمنعهم من التنديد بتفاسير علماء أهل السسرنة وتحقيرها ً،فهذا
داعيتهم أبو الفضائل اليرانى ً،نجده فى رسالة أرسلها لصديقا له ً،يعيب على تفاسير أهل السسرنة فيقول:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
" ...ولقد يدهش النسان ويتحير يا حبيبى من تعاليمهم الباطلة ً،وتفاسيرهم المضحكة ً،فإن أحباءنا
المريكيين الذين تشرفوا بالوفود على الرضِ المقدسة فى هذه اليام الخيرة ً،قابلناهم فى بيروتً،
وسافرنا معهم إلى الرضِ الفيحاء مدينة حيفا ً،أخبرونا بما يتحير منه الريب ً،ويدهش منه اللبيبً،
كيف تقدمت كلمة ال فى تلك القطار البعيدة الشاسعة مع هذه التفاسير الباطلة الضائعة ً،من النفوس
الجاهلة الخادعة؟ أليس ذلك من عظيم قدرة ال وشديد قوته؟
وسطوع آياته وظهور مبييناته"؟
يعيب أبو الفضائل تفسير أهل السسرنة ً،لنه يرى فى زعمه أنه وأهل رنحهلته خير ممن يفهم القرآن ً،ويعلم ما
فيه من أسرار ورموز ً،ويرى أنه ومن شاكله هم الراسخون فى العلم ً،الذين يقفون على عجائب القرآن
التى ل يدل عليها إل باطنه ً،أما ما يعنى به مفسرو أهل السسرنة من الظواهر فليس فى زعمه من المعانى
التى يرمى إليها القرآن ً،وفى هذا يقول ما نصه:
" ...لو كان معانى آيات القرآن ما هو ظاهر يعرفه كل ممن يعرف السلغة العربية ً،ويتلذذ منه كل ممن له
إلمام بالعلوم الدبية ً،كيف يتم هذا القول -يريد قول رسول ال صلى ال عليه وسلم فى شأن القرآن:
"إنه ل تنقضى عجائبه" -وكيف يصدقا قول ال فى الية من سورة آل عمران} :مومما ميهعلميم متهأرويلميه إر ر
ل
ٱللريه موٱلررارسيخومن رفي ٱهلرعهلرم{ُ.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) البابية والبهائية ( ضمن العنوان
) إنتاج البابية والبهائية فى التفسير ً،ومثل من تأويلتهم الفاسدة (
ولكن هل وصل إلى أيدينا شىء من كتب هذه الطائفة فى تفسير القرآن؟ لم نسمع ولم نقرأ أنهم أرلفوا
تفسيرا متناولل للقرآن آية آية ً،وإنما قرأنا أن رئيسهم الول فرسر سورة البقرة ً،وسورة الكوثر ً،ولكن لم
يصل إلى أيدينا شىء من ذلك ً،وكل ما وصل إلينا هو نبذ من تفسيره ً،وتفسير بعضِ أشياعه ودعاتهً،
قرأناها فى كتبهم أنفسهم ً،وفى الكتب والمقالت التى كتبت عنهم ً،وهذه النبذ مع رقرلتها تصور لنا مقدار
تهجمهم على تحريف القرآن الكريم ً،والميل بنصوصه إلى ما ييرضى أهواءهم ً،وييشبع أطماعهم .وإليك
بعضِ التأويلت ً،لتقف بنفسك على مقدار هذيان القوم ً،وتلعبهم بالقرآن وبالعقول!!
*من تأويلت الباب:
ف رسر الباب سورة يوسف ً،فمشى فيها على طريقة التأويل الذى ل يقره الشرع ول يقبله العقل ً،ول يمكن
أن يفهمه إل ممن يفهم لغة المبرسمين كما قيل.
وإليك بعضِ ما قاله الباب في تفسيره لسورة يوسف ً،لتقف على مقدار هذيانه ً،وتلعبه بالنصوص
القرآنية:
عند قوله تعالى فى الية} :[4] :إهذ مقامل ييويسيف م
لربيره ـيمأبرت إريني مرأمهييت أممحمد معمشمر مكهومكبا موٱلرشهممس موٱهلمقمممر ر
مرأمهييتيههم رلي مسارجردي من{ُ ...يقول ما نصه" :وقد قصد الرحمن من ذكر يوسف نفس الرسول ً،وثمرة البتولً،
حسين ابن عل سي بن أبى طالب مشهودا ..إذا قال حسين لبيه يوما :إنى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس
والقمر رأيتهم بالحاطة على الحقا ل القديم يسرجادا ...وإن ال قد أراد بالشمس فاطمة ً،وبالقمر محمداً،
وبالنجوم أئمة الحقا فى أييم الكتاب معروفا ً،فهم الذين يبكون على يوسف بإذن ال يسرجدا وقياما".
ص يرهؤميامك معلمـى إرهخمورتمك مفميركييدوها لممك مكهيدا إررن ٱلرشهيمطامنص ه ل متهق ي
وفى قوله تعالى فى الية} :[5]:مقامل ـييبمنري م
على :يا بمنري ل يتخبر مما أراك ال من أمرك إخوتك لهنمسارن معيدوو سمربيفن{ُ ..يقول ما نصه" :إذ قال س رل ر
ترحما على إلفهم ً،وصبرا ل تعالى ً،وهو ال كان عزيزا حميدا .إن كنت تخبر من أمرك فى بعضِ مما
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
قضى ال فيك ً،فيكيدوا لك كيدا ً،بأن يقتلوا أنفسهم فى محبة ال من دون نفسك الحقا شهيدا ً،وإن ال
لوجهك بدمك محمرا على الرضِ بالحقا على الحقا صبيغا ً،وإن ال قد شاء كما شاء أن يراك مخضبا
ل .وجسمك على الرضِ عريا. شعرك من دمك ونفسك على الرضِ على غير الحقا لدى الحقا قتي ل
وإن ال شاء كما شاء بأن يرى بناتك وحريمك فى أيدى الكافرين أسيرا.
صمبفة إررن أممبامنا ملرفي
وعند قوله تعالى فى الية]} :[8إرهذ مقايلوها لمييويسيف موأميخويه أممحسب إرلمـى أمربيمنا رمرنا مومنهحين يع ه
لهَل سمربي هَن{ُ ..يقول ما نصه .." :إذ قالوا حروف ل إله إل ال .وأن يوسف أحب إلى أبينا منا بما قد ضمم
سبقا من علم ال حرفا مستسرا بالسر يمقرنعا على السر محتجبا في سطر ً،غايبا في سر السر مرتفعا
عما فى الدنيا وأيدى العاملمين جميعا .وإرنا نحن عصبة فيما أراد ال فى شأن يوسف النبى محمد العربى
ضل أبانا بفضل نفسه وقدر ال سر المستسر من سر أمره بما فى حول السطر مسطورا .وإن ال قد ف ر
ل ...إلخْ. أيدى العالمين بالكشف المبين على أهل النار من سر "الباء" ضل ل
*من تأويلت بهاء ال:
ويروى بهاء ال أن ما ورد فى القرآن عن الصراط ً،والزكاة ً،والصيام ً،والحج ً،والكعبة ً،والبلد الحرامً،
وما إلى ذلك ً،كله ل يراد به ظاهره وإنما يراد به الئمة .وفى هذا يقول فى "الكتاب"" :قال أبو جعفر
الطوسى :قلت لبى عبد ال :أنتم الصراط فى كتاب ال ً،وأنتم الزكاة ً،وأنتم الحج؟ قال :يا فلن؛ً نحن
الصراط فى كتاب ال معرز ومجرل ً،ونحن الزكاة ً،ونحن الصيام ً،ونحن الحج ً،ونحن الشهر الحرام ً،ونحن
البلد الحرام ً،ونحن كعبة ال ً،ونحن رقهبلة ال ً،ونحن وجه ال".
وفى كتاب بهاء ال والعصر الجديد ً،ما يدل على أن البهائيين ل يعترفون البعث ً،ول بالجنة والنارً،
حيث يف يسرون يوم الجزاء ويوم القيامة بمجىء ميرزا حسين الملقب ببهاء ال ً،قال فى كتاب بهاء ال
والعصر الجديد" :وطبقا للتفاسير البهائية ً،يكون مجيء كل مظهر إلهى عبارة عن يوم الجزاء ً،إل أن
مجىء المظهر العظم بهاء ال :هو يوم الجزاء العظم للدورة الدنيوية التى نعيش فيها" ً،وقال" :ليس
يوم القيامة أحد اليام العادية ً،بل هو يوم يبتدئ بظهور المظهر ً،ويبقى ببقاء الدورة العالمية".
وييف يسر البهائية الجنة بالحياة الروحانية ً،والنار بالموت الروحانى ً،فقد جاء فى كتاب بهاء ال والعصر
الجديد" :إن الجنة والنار فى الكتب المقدسة حقائقا مرموزة" فالجنة ترمز إلى حياة الكمال ً،والنار ترمز
إلى حياة النقص ً،ولما كانت الحياة الروحية في نظر البهاء هي اليمان به ً،والموت الروحى هو تكذيب
دعوته .فإرنا نراه يقرر ذلك فيقول ..." :منهم ممن قال :هل اليات نزلت؟ قل :إى ورب السموات .قال:
أين الجنة والنار؟ قل :الولى لقائى ً،والخرى نفسك يا أيها المشرك المرتاب".
*من تأويلت عبد البهاء عباس:
كذلك نجد عبد البهاء ً،يتكلم عن النبوة والوحى بما يوافقا كلم قدماء الباطنية الذين قرلدوا الفلسفة
فيقول" :النبياء مرايا تنبئ عن الفيضِ اللهى ً،والتجلى الروحانى ً،وانطبعت فيها أشعة ساطعة من
شمس الحقيقة ً،وارتسمت فيها الصور العالية ممثلة لها تجليات أسماء ال اليحسنى .ما ينطقا عن الهوى
إن هو إل وحي يوحى ً،فهم معادن الرحمة ً،ومهابط الوحى ً،ومشارقا النوار ً،ومصادر الرسال .وما
أرسلناك إل رحمة للعاملمين".
صور الذيِ يينفخْ فيه يوم القيامة ً،وتقول" :إن ونجد يقررة العيون -إحدى أتباع الباب -تردعى أنها ال ي
صور الذى ينتظرون فى اليوم الخير هو أنا". ال ي
وبين أيدينا رسائل أبى الفضائل ً،محمد بن رضا الجرفادقانى ً،المعروف بفضل ال اليرانى ً،أحد دعاة
البابية المتعصبين ً،وكتاب الحجج البهية له أيضا ً،وفيهما تفسير لبعضِ اليات القرآنية ً،بما يتفقا ومذهبه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الباطل.
ل أنه ييفيسر الروح المين الذى ورد فى القرآن بأنه الحقيقة المقدسة ً،ثم يمعيرفها فيقول" :هى فمن ذلك مث ل
غيب فى ذاتها ً،مجردة بحقيقتها عن الجسم أو الجسمانيات ً،فل يتوصف بأوصاف الماديات ً،ول يتذكر
بخصائصها ً،ول ييطلقا عليها الخروج والدخول ً،ول يتوصف بالتحيز والحلول ً،وإنما هى حقيقة تنجلى
فى مظاهر أمر ال تعالى ً،عرشها قلوب الصفياء ً،ومرآة تجليها صدور الولياء ً،وإنما مثل طلوعها
وإشراقها فى النفوس القدسية كمثل انطباع الشمس فى المرايا ً،فل يقال :إن الشمس حرلت فى المرآةً،
ول إنها دخلت فيها ً،بل ول يقال :إنها يعررضت عليها ً،بل يقال :إن الشمس تجرلت في المرآة ً،وظهرت
منها وأشرقت ً،وانطبعت بها" ...وهذا بعينه مذهب قدماء الباطنية والفلسفة.
ومن ذلك أيضا أنه فرسر قوله تعالى فى اليتين ] [143 - 142من سورة العراف} :موموامعهدمنا يمومسـى
لرثيمن لمهيلملة موأمهتممهممنامها ربمعهشهَر مفمترم رميمقايت مريبره أمهرمبرعيمن لمهيلملة{ُ ...اليتين ً،تفسيرا باطنيا فقال" :المراد بالليل - مث م
كما سمعته منى مرارا -هو عبارة عن أيام غيبة شمس الحقيقة ً،واليوم حسب ما نزل فى التوارة
المقيدس ييحسب كل يوم واحد بسنة واحدة ً،وكان موسى عليه السلم لما فارقا أرضِ مصر ً،وفرر من
فرعون وملئه إلى مدين ً،كان ابن ثلثين ً،وأقام فى مدين عشر سنوات يشتغل فيها برعى أغنام شعيب
النبى عليه السلم ً،وكان فى طى هذه المدة التى كانت كالليالى المظلمة ً،والدياجى الكالحة من ظلم
ل بتهذيب أخلقه ً،وتطييب أعراقه ً،وتنقية فؤاده ً،والمناجاة مع ربه فى الفراعنة ً،وأوهام الصابئة ً،مشتغ ل
وحدته وانفراده ً،فلما طاب خلييقه ً،وتم مخهلقه ً،بعثه ال نبيا لهداية بنى إسرائيل ً،وإنقاذهم من ذلك الوبيل.
فالمراد بأربعين ليلة هو أربعون سنة .أمام موسى عليه السلم فى أثنائها فى مصر ومدين ً،ول تنافى
كلمة "واعدنا" هذا التفسير ً،حيث ظاهرها يقتضى تكلم الرب مع موسى قبل بعثته ً،فإن أمثال هذه الكلمة
كثيرا ما يأطلقت على ما يألقى فى الروع ً،ويألهم فى القلب ً،حتى على الحيوانات ً،كما يدل عليه قوله
لرخيره مهايرومن ٱهخليهفرني رفي تعالى} :موأمهومحـى مرسبمك إلمـى ٱلرنهحرل أمرن ٱرترخرذيِ رممن ٱهلرجمبارل يبييوتا{ُ} ً،مومقامل يمومسـى م
ر
ل مترتربهع مسربيمل ٱليمهفرسرديمن{ُ ...ظاهر الية المباركة يدل على أن موسى عليه السلم أخلف ه صرلهح مو ممقهورمي موأم ه
أخاه هارون حينما كان مع الشعب فى البرية ً،كما هو مذكور فى التواريخْ ً،إل أن التواريخْ القديمة
مظلمة جدا ً،حيث إن المؤرخين اعتمدوا فى هذه المسائل على ما جاء فى التوراة وسائر الكتب العتيقةً،
ولكنا أثبتنا فى كتاب الدرر البهية ضعف هذا المستند من حيث العلم ً،فيجوز أن يكون هارون مستخلفا
عن موسى عليهما السلم ً،لحفظ الشعب أيام غياب موسى فى مدين ً،وقد كان بنو إسرائيل على ما
يعرفوا بصلبة الرأى يتركون ديانتهم الموروثة بسبب تأخير موسى عن الرجوع إليهم عشر ليال.
ثم قال تعالى} :موملرما مجآمء يمومسـى رلرميمقارتمنا مومكلرمميه مرسبيه مقامل مريب أمرررنيي مأنيظهر إرملهيمك مقامل ملن متمرارني موملــركرن
اهنيظهر إرملى اهلمجمبرل مفرإرن اهسمتمقرر مممكامنيه مفمسهومف متمرارني مفلمرما متمجلرـى مرسبيه رلهلمجمبرل مجمعلميه مدسكا مومخرر مومسـى م
صرعقا مفلمرمآ
أممفامقا مقامل يسهبمحامنمك يتهبيت إرلمهيمك موأممنها أمرويل ٱهليمهؤرمرنيمن{ُ ..اعلم -حفظك ال -أن علماءنا -سامحهم ال -
اختلفوا فى رؤية ال تعالى وعدم جواز رؤيته ً،فالشيعة والمعتزلة أنكروا جواز رؤيته ً،حيث تقتضى
الجهة والمقابلة ً،وهى من مقتضيات الجسد والتحين والتحدد وأمثال ذلك ً،وهو منرزه عن تلك الوصافً،
إذ لم يفهموا من لظفة "ال" سوى الذات ً،ول شك أن الذات منرزهة عن تلك الصفات .وأهل السسرنة
والجماعة جروزوا رؤية ال تعالى اعتمادا على صريح اليات ً،واستنادا على صريح الحاديث
والروايات ً،وكانوا على هذه العقيدة الصالحة إلى أواسط القرون الهجرية ً،فمزجوها بالعقائد الوهميةً،
حيث شاعت فى تلك القرون بينهم المسائل الكلمية ً،والمعارف الناقصة العقلية ً،فإنهم قالوا :إن رؤية
ال تعالى جائزة وواقعة فى القيامة ً،إل أنها ليست من قبيل الحاطة بالنظر ً،فترى ذات ال تعالى من
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
غير مواجهة ومقابلة ً،وكيفية وإحاطة ً،مما يرجع إلى الوهم الصريح ً،وإنكار الرؤية حقيقة ً،وأهل البهاء
المستظلين بظلل الفرع الكريم المتشعب من الدوحة المباركة العليا ً،لما عرفوا -على حسب ما
يعلمون من القلم العلى -أن ذات ال بسبب تجردها وتقديسها الذاتى ل يتدرك ً،ول يتوصف ً،ول يتسمى
باسم ً،ول يتشار بإشارة ً،ول تتعين بإرجاع ضمير .والسماء والوصاف وكل ما ييسند وييضاف إليها
راجعة فى الحقيقة إلى مظاهرها ومطالعها ً،ولذلك سهل عليهم فهم معنى أمثال تلك اللفاظ التى نزلت
فى الكتب المقدسة والصحف المطسهرة ً،من قبيل رؤية ال تعالى ً،ولقاء ال وظهور ال ومجىء ال
وغيرها مما ليس بخاف على أهل التحقيقا .ثم اعلم أيها الحبيب اللبيب أن أهل البيان كثيرا ما أطلقوا
فى عباراتهم لفظ "مج رل" على أكابر الرجال استعارة ً،سواء أكانوا من صناديد الدولة والملك ً،أو من قروم
أهل العلم والفضل ً،كما أطلقا أمير المؤمنين عليه السلم على مالك بن الحارث النخعى المعروف
بالشتر ً،لما اشتهر ذكر وفاته ً،وأخبر بمماته ً،ومقامه عليه السلم معلوم لديك فى الفصاحة والبراعةً،
ورسائله وخطبه مستغنية عن المدح والطراء بالطلوة والصناعة ً،وعبارته هذه مذكورة فى نهج
البلغة .وهذه استعارة فى غاية المناسبة والرلطافة حيث إن أكابر الرجال هم بمنزلة الوتاد ً،لستقرار
أرضِ المعارف والديانة ً،أو المة والدولة ً،وكثيرا ما أطلقه داود عليه السلم فى مزاميره ً،وسائر
النبياء من بنى إسرائيل فى كتبهم على الرب تعالى ً،كما جاء فى مزمور ]" :[42أقول ل صخرتى
لماذا نسيتنى" ً،وجاء فى مزمور ]" :[71كن لى صخرة وملجأ أدخله دائما .أمرت بخلصى لنك
صخرتى وحصنى" ...إلى كثير من أمثالها ً،فإذا عرفت هذا ً،فاعلم أن موسى عليه السلم إنما طلب
رؤيا ال تعالى بسبب اقتراح الشعب عليه أن يريهم ال ً،كما يدلك عليه قوله تعالى} :أمررمنا ٱلرلمه مجههمرلة{ُ إل
أن ال تعالى أخبره بأن رؤيته موقوفة باستقرار جبال العلم واليمان فى مكانهم من الذعان واليقينً،
ولكنهم بسبب عدم بلوغهم إلى المقام الثابت الراسخْ المكين من العلم والمعرفة واليقين فل بد وأن تندك
جبال وجودهم ً،ويتزعزع بنيان إذعانهم لمعبودهم حين لقائه فيتبدل إيمانهم بالكفر ً،ويقينهم بالشكً،
وإقبالهم بالعراضِ ً،حيث لم تكمل بعد إلى رتبة استحقاقا الرؤية واللقاء ً،ولم يصعدوا إلى درجة
الستقرار والبقاء ً،فل بد من ظهور النبياء ً،وقيام الصفياء ً،لتربية أشجار الوجودات البشرية ً،وتكمل
معارفهم باليمان على ممر الدهور وطى العصور .حتى يبلغوا إلى درجة التمكن والستقرار ً،حينئذ
يتجلى عليهم رب الرضِ والسماء ً،ويتشرف البالغون منهم إلى درجة المشاهدة واللقاء .فخلصة تفسير
الية الكريمة :أن موسى عليه السلم قال :ريب أرنى أنظر إليك ً،حيث إن الشعب طلبوا منه رؤية ال
تعالى فأجابه ال تعالى :بأنك لن ترانى ً،لن بنى إسرائيل لم يبلغوا بعد درجة كمال وجودهم ً،ولم
يستعدوا للقاء معبودهم ً،فانظر إلى جبال الوجودات ً،ومقادير استقرار اليقان ً،فإن استقر جبل الوجود
فى مقام إيمانه وإيقانه حين تجرلى المعبود ولم يتزلزل ولم يتزعزع من مقامه حين الشهود ً،حينئذ استعد
لمة ممن للقاء ال ً،واستحقا للوقوف بين يدى ال ً،والتشرف برؤية ال .ثم تجرلى الرب لحد من تلك ا ي
كان من رؤساء الشعب ً،ومن جبال اليمان واليقان ً،فاندك وجوده ً،وتضعضع إيمانه ً،واضطرب إيقانه
فانصعقا موسى من ذلك المتحان ً،وعرف مقدار صعوبة مقام الفتتان ً،فندم على ما سأل الرؤية
للطالبين ورجع فى الحين .وقال} :يسهبمحامنمك يتهبيت إرلمهيمك موأممنا أمرويل اهليمهؤرمرنيمن{ُ.
فانظر إليه كيف أرول الربعين ليلة بأنها أربعين سنة ً،وهى التى ييبعث النبياء على رأسها ً،وكيف عرلل
التعبير بلفظ "ليلة" بأن مدى الربعين سنة كانت مظلمة كالليالي بظلم فرعون وملئه ً،وكيف تخرلص من
منافاة لفظ "واعدنا" للمعنى الذى يهذى به .وكيف اتهم التوراة وسائر الكتب العتيقة -بما فيها القرآن
طبعا كما سيأتى بعد -بأنها ل يمعرول عليها فى الروايات التاريخية ً،وكيف رمى المعتزلة وأهل السسرنة
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
بعدم إصابة المعنى الحقيقى للرؤية الواردة فى الية ً،وكيف اردعى أنه وممن على شاكلته من البهائيين هم
الذين أصابوا المعنى الحقيقى للية؛ً وكيف صرف لفظ "الجبل" عن معناه المراد إلى معنى ل ييفهم من
لفظ القرآن وسياقا الية!! ...ولسيت فى حاجة إلى أن أبين ما فى هذا التفسير من خطأ وضلل ً،فإن
الحقا مبيين واضح.
وفي كتاب الدرر البهية ً،صررح أبو الفضائل بأن قصص القرآن غير واقعة ً،وأنها فى الحقيقة رموز إلى
معان خفية فقال" :ل يمكن للمؤرخ أن يستمد معارفه التاريخية من آيات القرآن" ً،وقال" :إن النبياء
لمم فى معارفهم التاريخية ً،وأقاصيصهم القومية ً،ومبادئهم العلمية ً،فتكلموا عليهم السلم تساهلوا مع ا ي
بما عندهم ً،وستروا الحقائقا تحت أستار الشارات ً،وسدلوا عليها ستائر بليغ الستعارات".
ول شك أن هذه دعوى كاذبة ييراد بها إدخال الشك فى قلوب المؤمنين ً،وإيهامهم بأن القرآن ل ييعتممد
على ظاهره ً،وإنما ييعتمد على باطنه الذى عندهم علمه دمون ممن عداهم من الناس .وإلى يومنا هذاً،
وإلى أن يرث ال الرضِ وممن عليها ً،لم ولن يقوم دليل تاريخيى أو عقلى على عدم صحة قصة من
ل ميهأرتيره ٱهلمبارطيل رمن مبهيرن ميمدهيره مو م
ل رمهن مخهلرفره متنرزيفل يمهن محركيهَم محرميهَد{ُ. قصص القرآن ً،وهو الذى } ر
كذلك نجد أبا الفضائل يعرضِ فى كتابه المسمى "الدرر البهية" لقوله تعالى فى الية ] [39من سورة
يونس} :مبهل مكرذيبوها ربمما ملهم يرحييطوها ربرعهلرمره موملرما ميهأرترههم متهأرويلييه{ُ ً،ولقوله تعالى فى الية ] [53من سورة
ل متهأرويلميه ميهوم ميهأرتي متهأرويلييه مييقويل ٱرلرذيمن منيسويه رمن مقهبيل مقهد مجآمءهت يريسيل مريبمنا
العراف} :مههل مينيظيرومن إر ر
ربٱِهلمحيقا{ُ ...فيقول:
"ليس المراد من تأويل آيات القرآن معانيها الظاهرية ومفاهيمها السلغوية ً،بل المراد المعانى الخفية التى
أطلقا عليها اللفاظ على سبيل الستعارة والتشبيه والكناية" ...ثم قال بعد هذا" :قرر ال تنزيل تلك
اليات على ألسنة النبياء وبيان معانيها وكشف السر عن مقاصدها إلى روح ال حينما ينزل من
السماء" ً،وقال" :إنما يبعثوا -عليهم السلم -لسوقا الخلقا إلى النقطة المقصودة ً،واكتفوا منهم باليمان
الجمالى حتى يبلغ الكتاب أجله ً،وينتهى سير الفئدة إلى رتبة البلوغا فيظهر روح ال الموعود ويكشف
لهم الحقائقا المكنونة فى اليوم المشهود" ً،وقال" :وفى نفس الكتب السماوية تصريحات بأن تأويل آياتها
إلى معانيها الصلية المقصودة ل تظهر إل فى اليوم الخر ً،يعنى يوم القيامة ً،ومجىء مظهر أمر ال
وإشراقا آفاقا الرضِ ببهاء وجه ال" .ثم قال" :ولذلك جاءت من لدن نزول التوراة إلى نزول البيان
تافهة باردة عقيمة جامدة ً،بل مضلة مبعدة محررفة مفسدة".
ومعلوم أن لفظ التأويل في اليتين عبارة عن وقوع المخمبر به ولكن يأبى هذا المخيرف المنحرف إل أن
يحمل التأويل على تأويل اليات إلى المعانى الخفية ً،وعجيب بعد هذا أن يتهم الرسل بأنهم ل يعرفون
تأويل اليات ً،لن وظيفتهم البلغا فحسب ً،وأما كشف الستر عن المعانى الخفية فإلى روح اللح حين
نزوله .وروح ال فى نظره ونظر أشياعه :هو البهاء الذى يمعيبر عنه بالنقطة ً،ويردعى أيضا أن ظهوروه
يكون يوم القيامة ً،ول شك أن هذا تفسير بارد عقيم ً،وجامد مضل ً،ولكنه ل يريد أن يعترف بهذا ً،بل
نجده يتعسف فيرمى كل التفاسير من لدن نزول التوراة إلى نزول البيان بأنها تافهة باردة ً،عقيمة
جامدة ً،مضلة مبعدة ً،محررفة مفسدة ً،لن أصحابها خاضوا فيما ل علم لهم به ً،والعلم فى نظره عند
البهاء وحده.
صمحامب ٱلرنارر إر ر
ل كذلك نجد أبا الفضائل ييفيسر قوله تعالى فى الية ] [31من سورة المدثر} :مومما مجمعهلمنآ أم ه
ل رفهتمنلة ليرلرذيمن مكمفيروها{ُ بما ل يقره شرع ً،أو يرضى به عقل فيقول" :إن لفظ لرئمكلة مومما مجمعهلمنا رعردمتيههم إر ر
مم م
الممملك واحد الملئكة ً،والملئكة في السلغة العربية توافقا لفظما ومعنى ما في السلغة العبرانية ً،حيث إنها
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
مأخوذة من الصل السامى ً،الذى اشيترقت منه السلغات :السريانية ً،والعبرانية ً،والعربية ً،والشوريةً،
والكلدانية ً،وهو يفيد معنى المالكية والستيلء على شىء ً،فكما أنه أطلقا لفظ الممملك والملئكة في
الكلمات النبوية المحفوظة في الكتب السماوية على النفوس القدسية ً،والئمة الهداة ً،لخلعهم ثياب البشرية
وتخلقهم بالخلقا الروحانية الملكوتية ً،فملكوا زمام الهداية وصاروا ملوك ممالك الولية ً،كأنهم يأعطوا
سلطة مطلقة فى سعادة الناس وشقاوتهم ً،وهدايتهم وضللهم ً،وهذا هو معنى الولية الملطقة التى جاءت
فى الخبار ً،ولذا سمى سيد البرار وأمير البرار ً،بقسيم الجنة والنار .كذلك أطلقا هذا اللفظ فى
الكلمات النبوية على رؤساء الشرار ً،وأئمة الضلل ً،حيث إنهم قادة اليفرجار يقودونهم إلى النار ولذا
أطلقا عليهم لفظ الملئكة ً،كما أنه أطلقا عليهم لفظ الئمة فى قوله} :مومجمعهلمنايههم أمرئرملة ميهديعومن إرملى ٱلرنارر{ُ.
ثم استدل أبو الفضائل بعبارات من الكتب القديمة على جواز إطلقا الملئكة على أئمة الجور
والضلل ً،ثم تكلم عن سر تخصيص العدد بتسعة عشر ً،فذكر أن الديانات أبواب لدخول جنة ال
ل ...ثم استطرد من هذا إلى أن ورضوانه ً،كما أنها أبواب للدخول فى جهنم بسخط ال حين تغييرها مث ل
الباب كما ييطلقا أيضا على الديانات ً،ييطلقا أيضا على النبياء وكبار الولياء ً،واستدل على هذا بعبارة
نقلها عن الجماعة وردت فى شأن الئمة وهى" :أنتم باب الموتى والمأخوذ عنه" قال :وإليه أشير فى
ضررمب مبهيمنيهم ربيسوهَر لريه مبافب مبارطينيه رفيره ٱلررهحممية مومظارهيريه رمن رقمبرلره ٱهلمعمذايب{ُ ً،بعد أن قرر الية الكريمة} :مف ي
هذا ً،اردعى "أن أبواب الجنة كانت عند ظهور النقطة الولى تسعة عشر ً،وهى ثمانية عشر حروف
"الحى" والنقطة الفردانية ً،وبهم صعد المخلصون إلى الذروة العليا ً،ودخلوا الجنة ....ثم عارضِ الدجال
الرب سبحانه فعرين تسعة عشر إنسانا من رؤساء أصحابه ودهاة أحبابه ً،لضلل أهل اليمانً،
ومعارضة جمال الرحمن" ً،ثم قال" :فالمراد بملئكة النار فى الية المباركة هو هذه الرجال من
أصحاب الدجال وأئمة الضلل" ..ثم ذكر بعد ذلك أن عدد أبواب النار صار فى هذا الدور الحميدً،
والكون المجيد ثلثة فقط وهى أيضا ملئكة الجحيم ً،وقادة أصحاب الشمال إلى العذاب الليم".
ل يهغرني رممن ٱللرمهرب{ُ ...ثم ل مظرليهَل مو م
لرث يشمعهَب * ر واستدل على ذلك بقوله تعالى} :ٱنمطرليقيوها إرملـى رظرل رذيِ مث م
قال" :وفى كل دور وزمان تجد لكلمات ال تعالى مصاديقا يعرفها أهل اليمان ً،وحملة القرآن ً،ومخازن
الحكمة ً،ومطالع البيان".
وفى الحجج البهية يقرر أبو الفضائل :أن جميع الديانات السماوية .وغير السماوية واحدة من ناحية
التفاقا على العقائد الصلية ً،وإن اختلفت فى الحكام الفرعية ً،وذلك حيث يقول فى تفسيره لقوله تعالى
صـى ربره ينوحا موٱرلرذييِ أمهومحهيمنآ إرلمهيمك مومما فى الية ] [13من سورة الشورى} :مشمرمع لميكم يممن ٱليديرن مما مو ر
ل متمتمفرريقوها رفيره{ُ" :فانظروا -وفقكم ال -كيف صهيمنا ربره إرهبمرارهيم مويمومسـى مورعيمسـى أمهن أمرقييموها ٱليديمن مو م
مو ر
اعتبر فى الية الكريمة ديانات الصابئة والزردشتية والموسوية والنصرانية والسلمية دينا واحدا ً،كما
اعتبر مؤسسها وشارعها إلها واحدا ً،على اختلفها فى الحكام والحدود والداب" وهذا منه كفر صريحً،
لن الية ل تدل على أكثر من اتحاد جميع الشرائع السماوية فى يأصول العقائد ً،أما الديانة الصابئيةً،
والديانة الزردشتية ً،فلم يقل أحد إنها شرائع ال ً،حتى ييسيوى بينها وبين سائر الشرائع السماوية.
كذلك نجد أبا الفضائل يقول بالرجعة ً،ويريد بها :رجوع الحقيقة المقدسة التى هى الوحى ً،على معنى
أن الوحى بعد انقطاعه بموت محمد صلى ال عليه وسلم يرجع فينزل مرة ثانية على زعيمهم الباب ثم
البهاء ً،وييفيسر القيامة :بأنها قيام مظهر الحقيقة المقردسة ً،والساعة :بساعة طلوعها وإشراقها بعد الغيبة
لمم فهى أمر غير معقول ً،إذ هو مخالف ويقول" :وأما الرجعة والقيامة بالمعنى الذى تعتقد وتنتظره ا ي
للنواميس الطبيعية ً،ومباين للسنن اللهية".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ويقول" :إن جميع ما نزل فى لكتب المقدسة من بشارات يوم ال ً،ويوم القيامة ً،وظهور الرب ً،وورود
الساعة وأشراطها ...ل بد أن تكون لتلك اللفاظ مقاصد معقولة ً،ومفاهيم ممكنة ومعان غير المعانى
الظاهرية ً،ومدلولت غير المدلولت الرولية".
وكأنى بأبى الفضائل -وقد قال بنبوة الباب والبهاء -نظر فى كتاب البيان وكتاب بهاء ال ً،فلم يجدهما
فى رصانة القرآن وفصاحته ً،فأراد أن ينزل بالقرآن عن مستواه فى البلغة ً،ويسلب عنه إعجازه حتى
يكون فى درجة البيان والكتاب فقال" :ول ييعرف ول يمتاز كلم ال عن كلم البشر بفصاحتهً،
وبلغته ً،ورصف كلماته ً،وتسجيع عباراته ً،وترصيع جمله ً،ولطيف استعاراته ً،كما يردعيه قوم".
كما أعتقد أنه -وقد اردعى نبوة الباب والبهاء -راح يفتش لهما عن معجزة يتصيدقا دعواهما النبوة ً،فلم
يعثر ول على جزء معجزة ً،فجرره ذلك أن ينكر معجزات الرسل ً،ويتأرول ما ورد فى القرآن منها بأنها
من قبيل الستعارات عن المور المعقولة ً،والحقائقا الممكنة ً،مما ييجيوزه العقل السليم ً،كما مجرره إلى
القول بأنه ل صلة بين دعوى الرسالة ً،وبين اليقهدرة على التيان بالخوارقا فقال" :ل نسبة بين اليقهدرة
على إتيان المعجزات والعجائب ً،وبين ادعاء النبوة والرسالة ً،فإن الرسالة والنبوة ليست إل بعث إنسان
من رقمبرل ال تعالى لهداية الخلقا ً،فما هو ارتباط هذا المعنى باليقهدرة على شقا البحار ً،وجفاف النهارً،
ل". وإنطاقا الحجار والشجار مث ل
ول يشك عاقل فى أن هذا الزنديقا يريد من وراء هذا أن يفتح باب شر عظيم ً،ليدخل منه كل ممن يردعى
النبوة والرسالة ً،كما دخل منه أنبياء الباببية والبهائية من قبل.
لولى على آل البيت ً،والثانية وكما تأرول متعصبو الشيعة الشجر المباركة ً،والشجرة الملعونة ً،فحملوا ا ي
على أعدائهم من بني أمية ً،كذلك تأرولهما أبو الفضائل ً،فقال فى شرحه لقوله تعالى فى الية ] [35من
صمبايح رفي يزمجامجهَة صمبافح ٱهلرم ه ضِ مممثيل ينوررره مكرمهشمكاهَة رفيمها رم ه لهر ر سورة النور} :ٱللريه ينوير ٱلرسمماموارت موٱ م
ل مغهرربريهَة{ُ ....الية" :أطلقا لفظ ٱلسزمجامجية مكمأرنمها مكهومكفب يديرويِ ييومقيد رمن مشمجمرهَة سممبامرمكهَة مزهييتومنهَة ر
ل مشهررقريهَة مو م
"شجرة مباركة زيتونة" على مظهر أمر ال ً،ومطلع الشمس حقيقته وذاته .ومشرقا أنوار أسمائه
وصفاته ً،فإن من هذا السدرة المباركة وحدها تتألف وتضىء النوار اللهية ً،وتشرقا وتلمع أشعة العلم
والقوة ً،واليقهدرة الملكوتية السماوية ً،وهذه استعارة فى غاية الرقة والرلطافةً،
وتجوز فى نهاية اللطافة والبراعة ً،لم يوجد مثلها إل فى الكلمات النبوية ً،ولم ييسمع شبيهها إل من س
نغمات طيور القدس فى الحدائقا القدسية" .قال" :وكذلك فى الية ] [60من سورة بنى إسرائيل ً،أطلقا
لموية ً،والسلطة لفظ الشجرة الملعونة :استعارة على أعداء ال ً،ومحاربى رسول ال ً،من السللة ا ي
العضوضية السفيانية ً،حيث قال مجرل ومعل} :مومما مجمعهلمنا ٱلسرؤميا ٱلررتي أممرهيمنامك إر ر
ل رفهتمنلة يللرنارس موٱلرشمجمرمة
ٱهلممهليعومنمة رفي ٱليقهرآرن{ُ.
ل قويا ً،وبرهانا صادقا على أن المذهب البابى ً،أو هذه ينبذ من تأويلت البابية للقرآن الكريم ً،تعطينا دلي ل
البهائى ً،يقوم على أطلل الباطنية ً،ويحمل فى سريرته القصد إلى هدم شريعة السلم بمعول التأويل
فى آيات القرآن ً،ودعوى النبوة والرسالة ً،بعد أن ختمها ال برسالة محمد صلى ال عليه وسلم .وإذا
كان لنا كلمة بعد ذلك فهى :إن البابية وأسلفهم من الباطنية ً،لم يكونوا أول من ابتدأ التأويل لنصوص
الشريعة على هذه الصورة التى تأتى على بنيان الدين من قواعده ً،وإنما هو صنيع قرلدوا فيه طائفة من
فلسفة اليهود الذين سبقوهم ً،فهذا هو "فيلون" الفيلسوف اليهودى المولود ما بين عشرين وثلثين سنة
قبل الميلد ً،نجده أرلف كتابا فى تأويل التوراة ً،ذاهبا إلى أن كثيرا مما فيها رموز إلى أشياء غير
ظاهرة ً،ويقول الكاتبون فى تاريخْ الفلسفة :إن هذا التأويل الرمزى كان موجودا ومعروفا عند أدباء
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
اليهود بالسكندرية قبل زمن "فيلون" ً،ويذكرون أمثلة من تأويلهم :أنهم فرسروا آدم بالعقل ً،والجنة
برياسة النفس ً،وإبراهيم بالفضيلة الناتجة من العلم ً،وإسحاقا عندهم هو الفضيلة الغريزية ً،ويعقوب
الفضيلة الحاصلة من التمرين ً،إلى أمثال هذا من التأويل الذى ل يحوم عليه إل الجاحدون المراءونً،
ول يقبله منهم إل قوم هم عن مواقع الحكمة ودلئل الحقا غافلون".
وبعد أن انتهينا من موقف الباطنية -قديمهم وحديثهم -من القرآن الكريم ً،نتكلم عن موقف الزيدية
منه ....فنقول وبال التوفيقا:
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الزيدية وموقفهم من التفسير والقرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) تمهيد (
لم يقع بين الزيدية من الشيعة ً،وبين جمهور أهل السسرنة خلف كبير مثل ما وقع من الخلف بين
المامية وجمهور أهل السسرنة ً،والذى يقرأ كتب الزيدية يجد أنهم أقرب رفمرقا الشيعة إلى مذهب أهل
السسرنة ً،وما كان بين الفريقين من خلف فهو خلف ل يكاد ييذكر.
يرى الزيدية :أن عليا أفضل من سائر الصحابة ً،وأولى بالخلفة بعد رسول ال صلى ال عليه وسلمً،
ويقولون :إن كل فاطمى عارلم زاهد شجاع سخى خرج للمامة صرحت إمامته ً،ووجبت طاعته ً،سواء
أكان من أولد الحسن ً،أم من أولد الحسين ً،ومع ذلك فهم ل يتبرأون من الشيخين ً،ول ييكفرونهما ً،بل
ييج يوزون إمامتهما ً،لنه تجوز عندهم إمامة المفضول مع وجود الفاضل ً،كما أنهم لم يقولوا بما قالت به
المامية من التقية ً،والعصمة للئمة ً،واختفائهم ثم رجوعهم فى آخر الزمان .وغير ذلك من خرافات
المامية وممن على شاكلتهم.
وكل الذى نلحظه على الزيدية ً،أنهم يشترطون الجتهاد فى أئمتهم ً،ولهذا كثر فيهم الجتهاد ً،وأنهم ل
يثقون برواية الحاديث إل إذا كانت عن طريقا أهل البيت .والذى يقرأ كتاب "المجموع" للزيدية يرى
أن كل ما فيه من الحاديث مروية عن زيد بن علسى زين العابدين ً،عن آبائه من الئمة ً،عن رسول ال
صلى ال عليه وسلم ً،وليس فيه بعد ذلك حديث ييروى عن صحابى آخر من غير أهل البيت رضى ال
عنهم.
كما نلحظ على الزيدية أيضا أنهم تأثروا إلى حد كبير بآراء المعتزلة ومعتقداتهم ً،ويرجع السر فى هذا
إلى أن إمامهم زيد بن علسى ً،تتلمذ على واصب بن عطاء ً،كما قلنا ذلك فيما سبقا.
إذن فل نطمع بعد ذلك أن نرى للزيدية أثرا مميزا ً،وطابعا خاصا فى التفسير كما رأينا للمامية ً،لن
التفسير إنما يتأثر بعقيدة مفيسرة .ويتخذ له طابعا خاصا ً،واتجاها معينا ً،حينما يكون لصاحبه طابع
خاص واتجاه معين .وليست الزيدية -بصرف النظر عن ميولهم العتزالية -بمنأى بعيد عن تعاليم
أهل السسرنة ً،وعقائدهم ً،حتى يكون لهم فى التفسير خلف كبير.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الزيدية وموقفهم من التفسير والقرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) أهم كتب التفسير عند الزيدية (
وإذا نحن ذهبنا نفتش عن تفاسير الزيدية فى المكتبات التى تحت أبصارنا وفى متناول أيدينا ً،فإرنا ل
نكان نظفر منها إل بتفسير الشوكانى المسمى "فتح القدير" وهو تفسير متناول للقرآن كله ً،وجامع بين
الرواية والدراية ً،وتفسير آخر فى شرح آيات الحكام اسمه "الثمرات اليانعة" لشمس الدين يوسف بن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أحمد -من علماء القرن التاسع الهجرى -هذا هو كل ما عثرنا عليه للزيدية من كتب فى التفسير.
ولكن هل هذا هو كل ما أنتجته هذه الطائفة؟ أو أن هناك كتبا أخرى أييلفت فى التفسير ثم مدرست؟ أو
أييلفت وبقيت إلى اليوم غير أنه لم ييكتب لها الذيوع والنتشار ً،ولذا لم تصل إلى أيدينا؟
الحقا أنى وجهت هذا السؤال إلى نفسى ً،فرجحت أن تكون هناك كتب كثيرة فى التفسير لهذه الطائفةً،
منها ما مدرس ً،ومنها ما بقى إلى اليوم مطمورا فى بعضِ المكاتب الخاصة ً،إذ ليس من المعقول أن ل
يكون لطائفة إسلمية قامت من قديم الزمان ً،وبقيت محتفظة بتعاليمها ومقيوماتها إلى اليوم إل هذا الثر
الضئيل فى التفسير.
رجحت هذا الرأى ً،فذهبت أفتش وأبحث فى بعضِ الكتب التى لها عناية بهذا الشأن ً،معيلى أعثر على
أسماء لبعضِ كتب فى التفسير لبعضِ من علماء الزيدية ....وأخيرا وجدت فى الفهرست لبن النديم :أن
مقاتل ابن سليمان -ومعرديه من الزيدية -له من الكتب ً،كتاب التفسير الكبير ً،وكتاب نوادر التفسير.
ووجدت فى الفهرست أيضا :أن أبا جعفر محمد بن منصور المرادى الزيدى ً،له كتابان فى التفسيرً،
أحدهما ً،كتاب التفسير الكبير ً،والخر :كتاب التفسير الصغير.
وقرأت مقدمة شرح الزهار من كتب الزيدية فى الفقه ً،وهى مقدمة تشتمل على تراجم الرجال
المذكورة فى شرح الزهار لحمد بن عبد ال الجندارى ً،فخرجت منها بما يأتى:
-1تفسير غريب القرآن للمام زيد بن علسى ً،جمعه بإسناده محمد ابن منصور بن يزيد الكوفى ً،أحد
أئمة الزيدية ً،المتوفى سنة نيف وتسعين ومائتين.
علي البستى الزيدى ً،المتوفى فى حدود العشرين وأربعمائة ً،قال :وهو فى مجلد -2تفسير إسماعيل بن س
واحد.
-3التهذيب ً،لمحسن بن محمد بن كرامة المعتزلى ثم الزيدى ً،المقتول سنة 494هـ )أربع وتسعين
وأربعمائة( .قال :وهذا التفسير مشهور ً،ويمتاز من بين التفاسير بالتريب النيقا ً،فإنه يورد الية كاملةً،
ثم يقول :القراءة ويذكرها ً،ثم يقول :العراب ويذكره ً،ثم يقول :النظم ويذكره ً،ثم يقول :المعنى
ويذكره ً،ويذكر أقوالل متعددة ً،وينسب كل قول إلى قائله من المفيسرين ً،ثم يقول :النزول ويذكر سببهً،
ثم يقول :الحكام ويستنبط أحكاما كثيرة من الية.
-4تفسير عطية بن محمد النجوانى الزيدى ً،المتوفى سنة 665هـ )خمسة وستين وستمائة( .قال :وقد
قيل إنه تفسير جليل ً،جمع فيه صاحبه علوم الزيدية.
-5التيسير فى التفسير ً،للحسن بن محمد النحوى الزيدى الصنعانى ً،المتوفى سنة 791هـ )إحدى
وتسعين وسبعمائة(.
هذا هو كل ما قرأت عنه فى كتب الزيدية فى التفسير ً،لكن هل بقيت هذه الكتب إلى اليوم؟ أو مدرست
بتقادم العهد عليها؟ سأتل نفسى هذا السؤال ً،وحاولت أن أقف على جوابه ً،وأخيرا انتهزت فرصة وجود
الوفد اليمنى فى مصر -وفيه الكثير من علماء الزيدية الظاهرين -فاتصلت بأحد أعضائه البارزينً،
وهو القاضى محمد بن عبد ال العامرى الزيدى ً،فسألته عن أهم مؤلفاته الزيدية فى التفسير ً،وعن
الموجود منها إلى اليوم ً،فأخبرنى بأن للزيدية كتبا كثيرة فى تفسير القرآن الكريم ً،منها ما بقى ً،ومنها
ما اندثر ً،وما بقى منها إلى اليوم ل يزال مخطوطا ً،وموجودا فى مكاتبهم ً،وذكر لى من تلك
المخطوطات الموجودة عندهم ما يأتى:
-1تفسير ابن القضم ..أحد قدما الزيدية.
- 2شرح الخمسمائة آية "تفسير آيات الحكام" لحسين بن أحمد النجرى ً،من علماء الزيدية فى القرن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الثامن الهجرى.
-3الثمرات اليانعة "تفسير آيات الحكام" للشيخْ شمس الدين يوسف ابن أحمد بن محمد بن عثمان ً،من
علماء الزيدية فى القرن التاسع الهجرى.
-4منتهى المرام ً،شرح آيات الحكام ً،لمحمد بن الحسين بن القاسم ً،من علماء الزيدية فى القرن
الحادى عشر الهجرى.
-5تفسير القاضى ابن عبد الرحمن المجاهد ً،أحد علماء الزيدية فى القرن الثالث عشر الهجرى.
قال :وهناك كتب أخرى ل يحضرنى اسمها ً،ول اسم مؤلفيها ً،فسأتله عن السر الذى من أجله بقيت هذه
الكتب مخطوطة إلى اليوم؟ وأى شىء يحول بينكم وبين طبعها ً،حتى تصبح متداولة بين أهل العلمً،
وعشاقا التفسير؟ فأجابنى بأن السر فى هذا أمران :أحدهما :عدم تقدم فن الطباعة عندهم .وثانيهما :أن
كل اعتمادهم فى التفسير على كتاب "الكشاف" للزمخشرى ً،نظرا للصلة التى بين الزيدية والمعتزلةً،
مما جعل أهل العلم ينصرفون عن كل ما عداه من كتب التفسير ً،ورجا ورجوت معه أن يهيىء ال لهذا
التراث العلمى فى التفسير من السباب ما يجعله متداولل بين أهل العلم ورجال التفسير.
وبعد ...فما دامت أيدينا لم تصل إلى شىء من كتب التفسير عند الزيدية سوى كتاب "فتح القدير"
للشوكانى ً،و "الثمرات اليانعة" لشمس الدين يوسف بن أحمد ً،فإنى سأقتصر على هذين الكتابين فى
دراستى وبحثى ً،وسأبدأ بتفسير الشوكانى ً،وإن كان ل يمثل لنا تفسير الزيدية تمثي ل
ل وافيا شافياً،
ويأرجىء الكلم عن "الثمرات اليانعة" إلى أن أعرضِ للكلم عن تفاسير الفقهاء إن شاء ال:
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) فتح القدير للشوكاني ( ضمن العنوان
) التعريف بمؤلف هذا التفسير (
ومؤلف هذا التفسير هو العلمة محمد بن علي بن عبد ال الشوكانى ً،يورلد فى سنة 1173هـ )ثلث
وسبعين ومائة بعد اللف من الهجرة النبوية( ً،فى بلدة هجرة شوكان .ونشأ -رحمه ال تعالى -
بصنعاء ً،وتربى فى حجر أبيه على العفاف والطهارة ً،وأخذ فى طلب العلم والسماع من العلماء
العلم ً،ومجرد فى طلب العلم ً،واشتغل كثيرا بمطالعة كتب التاريخْ ومجاميع الدب ً،وسار على هذه
الطريقة ما بين مطالعة وحفظ ً،وما بين سماع وتلقا ً،إلى أن صار إماما يمعرول عليه ً،ورأسا ييرحل إليه
"فريدا فى عصره ً،ونادرة لدهره ً،وقدوة لغيره ً،بحرا فى العلم ل ييجامرى ً،ومفيسرا ل ييبامرى ً،ويممحيدثا ل
يشقا له غبار ً،ومجتهدا ل يثبت أحد معه فى مضمار".
ولقد خرلف رحمه ال كتبا فى العلم نافعة وكثيرة ً،أهمها :كتاب "فتح القدير" فى التفسير ً،وهو الكتاب
الذى نحن بصدد الكلم عنه ً،وكتاب "نيل الوطار فى شرح منتقى الخبار" فى الحديث ً،وكتاب "إرشاد
الثقات إلى اتفقا الشرائع على التوحيد والميعاد والنبوات" .رد به على موسى ابن ميمون الندلسي
اليهودى ً،وغير هذا كثير من مؤلفاته.
تفقه رحمه ال على مذهب الزيدية ً،وبرع فيه ً،وأرلف وأفتى .ثم خلع ربقة التقليد ً،وتحرلى بمنصب
الجتهاد ً،وأرلف رسالة سماها "القول المفيد فى أدلة الجتهاد والتقليد" ً،تحامل عليه من أجلها جماعة من
العلماء ً،وأرسل إليه أهل جهته سهام اللوم والمقت ً،وثارت من أجل ذلك فتنة فى صنعاء اليمن بين ممن
هو يممقيلد ومن هو مجتهد.
وعقيدة الشوكانى عقيدة المسملف ً،من حمل صفات ال تعالى الورادة فى القرآن والسسرنة على ظاهرها من
غير تأويل ول تحريف ً،وقد أرلف فى ذلك رسالة "التحف بمذهب المسملف".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
هذا وقد توفى الشوكانى رحمه ال سنة 1250هـ )خمسون بعد المائتين واللف من الهجرة النبوية(ً،
فرحمه ال وأرضاه.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) فتح القدير للشوكاني ( ضمن العنوان
) التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه (
ل من يأصول التفسير ً،ومرجعا مهما من مراجعه ً،لنه جمع بين التفسير بالدرايةً، يعتبر هذا التفسير أص ل
والتفسير بالرواية ً،فأجاد فى باب الدراية ً،وتورسع فى باب الرواية ً،وقد ذكر مؤلفه فى مقدمته أنه شرع
فيه فى شهر ربيع الخر من شهور سنة ثلث وعشرين بعد المائتين واللف من الهجرة النبوية ً،وفرغا
منه فى شهر رجب سنة تسع وعشرين بعد المائتين واللف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل
السلم وأزكى التحية .كما ذكر أنه اعتمد فى تفسيره هذا على أبي جعفر النحاس ً،وابن عطية الدمشقىً،
وابن عطية الندلسى ً،والقرطبى ً،والزمخشرى ً،وغيرهم.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) فتح القدير للشوكاني ( ضمن العنوان
) طريقة الشوكانى فى تفسيره (
وطريقة الشوكانى التى سلكها فى تفسيره يكفينا فى بيانها عبارته التى ذكرها فى مقدمة هذا التفسير
مبينا بها منهجه فيه.
قال رحمه ال" :ووطنت النفس على سلوك طريقة هى بالقبول عند الفحول حقيقة ً،وها أنا أوضح لك
منارها ً،وأبين لك إيرادها وإصدارها ً،فأقول :إن غالب المفيسرين تفررقوا فريقين ً،وسلكوا طريقينً،
الفريقا الول :اقتصروا فى تفاسيرهم على مجرد الرواية ً،وقنعوا برفع هذه الراية ً،والفريقا الخر:
جردوا أنظارهم إلى ما تقتضيه السلغة العربية ً،وما تفيده العلوم اللية ً،ولم يرفعوا إلى الرواية رأسا ً،وإن
جاءوا به لم يصحوا لها أساسا ً،وكل الفريقين قد أصاب ً،وأطال وأطاب ً،وإن جاءوا به لم يصحوا لها
أساسا ً،وكل الفريقين قد أصاب ً،وأطال وأطاب ً،وإن رفع عماد بيت تصنيفه على بعضِ الطنابً،
وترك منها ما ل يتم بدونه كمال النتصاب".
ثم قال بعد أن دلل على قوله هذا" :وبهذا ييعرف أنه ل بد من الجمع بين المرين ً،وعدم القتصار على
مسلك أحد الفريقين ً،وهذا هو المقصد الذى وطنت نفسى عليه ً،والمسلك الذى عزمت على سلوكه إن
شاء ال ً،مع تعرضى للترجيح بين التفاسير المتعارضة مهما أمكن واتضح لى وجهه ً،وأخذى من بيان
المعنى العربى والعرابى والبيانى بأوفر نصيب ً،والحرص على إيراد ما ثبت من التفسير عن رسول
ال صلى ال عليه وسلم ً،أو الصحابة ً،أو التابعين ً،أو تابعيهم ً،أو الئمة المعتمدين ً،وقد أذكر ما فى
إسناده ضعف ً،إما لن فى المقام ما يقويه ً،أو لموافقته للمعنى العربى .وقد أذكر الحديث معزوا إلى
راويه من غير بيان حال السناد ً،لنى أجده فى الصول التى نقلت عنها كذلك ً،كما يقع فى تفسير ابن
جرير والقرطبى وابن كثير والسيوطى ً،وغيرهم ً،ويبعد كل اليبعد أن يعلموا فى الحديث ضعفا ول
يبينوه ً،ول ينبغى أن ييقال فيما أطلقوه :إنهم قد علموا ثبوته ً،فإن من الجائز أن ينقلوه من دون كشف
عن حال السناد ً،بل هذا هو الذى يغلب به الظن ً،لنهم لو كشفوا عنه فثبت عندهم صحته لم يتركوا
بيان ذلك ً،كما يقع منهم كثيرا التصريح بالصحة أو اليحسن ً،فممن وجد الصول التى يروون عنهاً،
ويعزون ما فى تفاسيرهم إليها .فلينظر إلى أسانيدها موفقا إن شاء ال.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
"واعلم أن تفسير السيوطى المسمى بالدر المنثور ً،قد اشتمل على غالب ما فى تفاسير المسملف من
التفاسير المرفوعة إلى النبى صلى ال عليه وسلم ً،وتفاسير الصحابة وممن بعدهم ً،وما فاته إل القليل
النادر .وقد اشتمل هذا التفسير على جميع ما تدعو إليه الحاجة منه مما يتعلقا بالتفسير ً،مع اختصار لما
تكرر لفظا واتحد معنى بقولى :ومثله ونحوه ً،وضممت إلى ذلك فوائد لم يشتمل عليها ً،وجدتها فى
غيره من تفاسير علماء الرواية ً،أو من الفوائد التى لحت لى ً،من تصحيح ً،أو تحسين ً،أو تضعيف ً،أو
تعقيب ً،أو جمع ً،أو ترجيح ...فهذا التفسير وإن كبر حجمه فقد كثر علمه ً،وتوفر من التحقيقا قسمهً،
وأصاب غرضِ الحقا سهمه ً،واشتمل على ما فى كتب التفاسير من بدائع الفوائد ً،مع زوائد فرائدً،
وقواعد شرائد ً،ثم أرجع إلى تفاسير المعتمدين على الدراية ً،ثم انظر فى هذا التفسير بعد النظرين ً،فعند
ذلك يسفر الصبح لذى عينين ً،ويتبين لك أن هذا الكتاب هو السلباب ً،وعجب اليعجاب ً،وذخيرة اليطلبً،
ونهاية مآرب يأولى اللباب ...وقد سميته "فتح القدير ً،الجامع بين فنى الرواية والدراية من علم
التفسير".
مما تقدم يتضح لك جليا طريقة المؤلف التى سلكها فى تفسيره هذا ً،وقد رجعت إلى هذا التفسير وقرأت
ل ومقبولل ً،ثم يذكر بعد الفراغا من ذلك: فيه كثيرا ً،فوجدته يذكر اليات ً،ثم يفيسرها تفسيرا معقو ل
الروايات التفسيرية الواردة عن المسملف ً،وهو ينقل كثيرا عمن ذكر من أصحاب كيتب التفسير .ووجدته
يذكر المناسبات بين اليات ً،ويحتكم إلى السلغة كثيرا .وينقل عن أئمتها كالمبرد وأبى عبيدة والقرراء ً،كما
أنه يتعرضِ أحيانا للقراءات السبع ً،ول يفوته أن يعرضِ لمذاهب العلماء الفقهية فى كل مناسبة ً،ويذكر
اختلفاتهم وأدلتهم ً،وييدلى بدلوه بين الدلء ً،فيرجح ً،ويستظهر ً،ويستنبط ً،ويعطى نفسه حرية واسعة فى
الستنباط ً،لنه يرى نفسه مجتهدا ل يقل عن غيره من المجتهدين.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) فتح القدير للشوكاني ( ضمن العنوان
) نقله للروايات الموضوعة والضعيفة (
غير أنى آخذ عليه -كرجل من أهل الحديث -أنه يذكر كثيرا من الروايات الموضوعة ً،أو الضعيفةً،
ويمر عليها بدون أن ينبه عليها.
ل نجده عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [55من سورة المائدة} :إررنمما مورلسييكيم ٱللريه مومريسولييه{ُ ...اليةً، فمث ل
وقوله فى الية ] [67منها} :ميــمأسيمها ٱلرريسويل مبليهغ ممآ يأنرزمل إرملهيمك رمن رريبمك{ُ ...الية ً،يذكر من الروايات ما
هو موضوع على ألسن الشيعة ً،ول ينبه على أنها موضوعة ً،مع أنه يقرر عدم صلحية مثل هذه
الروايات للستدلل على إمامة علسى ً،ففى الية الولى يقول ..} :مويههم مراركيعومن{ُ جملة حالية من فاعل
للفعلين الرلذين قبله ً،والمراد بالركوع :الخشوع والخضوع ً،أى يقيمون الصلة ً،ويؤتون الزكاة ً،وهم
خاشعون ل يتكبرون .وقيل :هو حال من فاعل الزكاة ً،والمراد بالركوع هو المعنى المذكور ً،أى
يضعون الزكاة فى مواضعها غير متكبرين على الفقراء ً،ول مترفعين عليهم ً،وقيل :المراد بالركوع
على المعنى الثانى :ركوع الصلة ً،ويدفعه عدم جواز إخراج الزكاة فى تلك الحال".
ثم نراه يذكر فى ضمن ما يذكر من الروايات عن ابن عباس أنه قال :تصردقا علسى بخاتم وهو راكعً،
فقال النبي صلى ال عليه وسلم للسائل" :ممن أعطاك هذا الخاتم"؟ قال :ذلك الراكع ً،فأنزل ال فيه} :إررنمما
مورلسييكيم ٱللريه مومريسولييه{ُ ...الية ً،ثم يمر على هذه الرواية الموضوعة باتفاقا أهل العلم ول ينبه على ما
فيها.
وفى الية الثانية نجده يروى عن أبى سعيد الخدرى أنه قال" :نزلت هذه الية} :ميــمأسيمها ٱلرريسويل مبليهغ ممآ
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يأنرزمل إرملهيمك رمن رريبمك{ُ على رسول ال صلى ال عليه وسلم يوم "غدير يخم" ً،فى علسى بن أبي طالب رضى
ال عنه" ً،ويروى عن ابن مسعود أنه قال" :كنا نقرأ على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم" :يا أيها
الرسول مبليهغ ما يأنزل إليك من ربك أن عليا مولى المؤمنين ً،وإن لم تفعل فما برلغمت رسالته ً،وال
يعصمك من الناس" -ثم يمر على هاتين الروايتين أيضا بدون أن يتعقبهما بشىهَء أص ل
ل.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) فتح القدير للشوكاني ( ضمن العنوان
) ذمه للتقليد والميقدين (
هذا ...وإن الشوكانى ليقرر فى تفسيره هذا :أن الشهداء أحياء عند ربهم ييرزقون ً،حياة حقيقية ل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
مجازية ً،وذلك حيث يقول عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ) (169من سورة آل عمران} :مو م
ل متهحمسمبرن
ٱرلرذيمن يقرتيلوها رفي مسربيرل ٱلرلره أمهممواتا مبهل أمهحميافء رعنمد مريبرههم يهرمزيقومن{ُ ..." :وقد اختلف أهل العلم فى الشهداء
المذكورين فى هذه الية ممن هم؟ .فقيل :شهداء أييحد .وقيل :فى شهداء بدر .وقيل :فى شهداء بئر
معونة ...على فرضِ أنها نزلت فى سبب خاص فالعتبار بعموم الرلفظ ل بخصوص السبب ..ومعنى
الية عند الجمهور :أنهم أحياء حياة محققة .ثم اختلفوا :فمنهم ممن قال :إنها يترد إليهم أرواحهم فى
قبورهم فيتنعمون .وقال مجاهد :ييرزقون من ثمر الجنة ً،أيِ يجدون ريحها وليسوا فيها .وذهب ممن عدا
الجمهور إلى أنها حياة مجازية ً،والمعنى :أنهم فى حكم ال مستحقون للنعم فى الجنة ً،والصحيح الولً،
ول موجب للمصير إلى المجاز ً،وقد وردت السسرنة المطرهرة بأن أرواحهم في أجواف طيور خضرً،
وأنهم فى الجنة ييرزقون ويأكلون ويتمتعهون".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) فتح القدير للشوكاني ( ضمن العنوان
) التوسل (
ولكنه مع هذه الموافقة للجمهور ً،نراه يقف من مسألة التوسل بالنبياء والولياء موقف المعارضةً،
ويفيضِ فى النكار على ممن يفعل ذلك فى سورة يونس عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ]} :[49يقل ر
ل
ل مما مشآمء ٱللريه{ُ ...يقول ما نصه ..." :وفى هذا أعظم واعظ ً،وأبلغ زاجر ل منهفعا إر ر أمهمرليك رلمنهفرسي م
ضسرا مو م
لمن صار دينه وهجيراه المناداة لرسول ال صلى ال عليه وسلم ً،والستغاثة به عند نزول النوازل التى
ل يقدر على دفعها إل ال سبحانه ً،وكذلك ممن صار يطلب من الرسول صلى ال عليه وسلم ما ل يقدر
على تحصيله إل ال سبحانه ً،فإن هذا مقام رب العالمين ً،الذى خلقا النبياء والصالحين وجميع
المخلوقين ً،ورزقهم وأحياهم ويميتهم ً،فكيف ييطلب من نبى من النبياء ً،أو ممملك من الملئكة ً،أو صالح
من الصالحين ً،ما هو عاجز عنه غير قادر عليه ويترك الطلب لرب الرباب ً،القادر على كل شىءً،
الخالقا الرازقا ً،المعطى المانع ً،وحسبك بما فى هذه الية موعظة ً،فإن هذا سيد ولد آدم ً،وخاتم الرسل
ل منهفعا{ُ ً،فكيف يملكه لغيره؟ وكيف يملكه غيره ممن ل أمهمرليك رلمنهفرسي م
ضسرا مو م يأمره ال بأن يقول لعباده } :ر
ل عن أن يملكه لغيره؟ فيا عجبا لقوم يعكفون رتبته دون رتبته ً،ومنزلته ل تبلغ إلى منزلته لنفسه فض ل
على قبور الموات الذين صاروا تحت أطباقا الثرى ً،ويطلبون منهم من الحوائج ما ل يقدر عليه إل ال
معرز ومجرل .كيف ل يتيقظون لما وقعوا فيه من الشرك ً،ول يتنبهون لما حرل بهم من المخالفة لمعنى "ل
إله إل ال" ومدلول} :يقهل يهمو ٱللريه أممحفد{ُ.
"وأعجب من هذا ً،اطلع أهل العم على ما يقع من هؤلء ول ينكرون عليهم ول يحولون بينهم وبين
الرجوع إلى الجاهلية الولى ً،بل إلى ما هو أشد منها ً،فإن يأولئك يعترفون بأن ال سبحانه هو الخالقا
الرازقا ً،المحيي المميت ً،الضار النافع ً،وإنما يجعلون أصنامهم شفعاء لهم عند ال ً،ومقيربين لهم إليهً،
وهؤلء يجعلون لهم قدرة على الضر والنفع ً،وينادونهم تارة على الستقلل ً،وتارة مع ذى الجللً،
وكفاك من شر سماعه ً،وال ناصر دينه ً،ويمطيهر شريعته من أوضار الشرك ً،وأدناس الكفر .ولقد
توسل الشيطان -أخزاه ال -بهذه الذريعة إلى ما تقر به عينه ً،وينثلج به صدره ً،من كفر كثير من
لمة المباركة ً،وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!! إرنا ل وإرنا إليه راجعون". هذه ا ي
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) فتح القدير للشوكاني ( ضمن العنوان
) موقفه من المتشابه (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ثم إن المؤلف -كما قلنا فى ترجمته -مسملفى العقيدة ً،فكل ما ورد فى القرآن من ألفاظ توهم التشبيه
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ][255 حملها على ظاهرها ً،وفروضِ الكيف إلى ال ً،ولهذا نراه مث ل
ضِ{ُ .يقول" :الكرسى :الظاهر أنه الجسم الذى وردت من سورة البقرة} :مورسمع يكهررسسييه ٱلرسمماموارت موٱ م
لهر م
الثار بصفته كما سيأتى بيان ذلك .وقد نفى وجوده جماعة من المعتزلة ً،وأخطأوا فى ذلك خطئا بييناً،
وغلطوا غلطا فاحشا ً،وقال بعضِ المسملف :إن الكرسى هنا عبارة عن العلم ً،ومنه قول الشاعر:
*تحف بهم بيضِ الوجوه وعصبة * كراسى بالخبار حين تنوب*
ور رجح هذا القول ابن جرير .وقيل :كرسيه :قدرته التي يمسك بها السموات والرضِ ً،كما يقال :اجعل
لهذا الحائط كرسيا ...أى ما يعمده .وقيل :إن الكرسى هو العرش ً،وقيل :هو تصوير لعظمته ول حقيقة
له .وقيل :هو عبارة عن الملك .والحقا القول الول .ول وجه للعدول عن المعنى الحقيقى إلى مجرد
خيالت وضللت".
وعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [54من سورة العراف} :إررن مرربيكيم ٱللريه ٱرلرذيِ مخلممقا ٱلمسمماموارت
ضِ رفي رسرترة أمرياهَم يثرم ٱهسمتموـى معملى ٱهلمعهررش{ُ ...الية ً،يقول ما نصه" :قد اختلف العلماء فى معنى هذا موٱ م
لهر م
على أربعة عشر قولل ً،وأحقها وأولها بالصواب مذهب المسملف الصالح :أنه استوى سبحانه عليه بل
كيف ً،بل على الوجه الذى يليقا به مع تنزهه عما ل يجوز عليه".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) فتح القدير للشوكاني ( ضمن العنوان
) موقفه من آراء المعتزلة (
وبالرغم من أن الزيدية تأثروا كثيرا بتعاليم المعتزلة ً،وأخذوا عنهم آراءهم وعقائدهم فى غالب مسائل
الكلم ً،فإرنا نجد صاحبنا ل يميل إلى القول بمبادئهم بل ونجده يرد عليهم ً،ويعارضهم معارضة شديدة
فى كثير من المواقف.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [55من سورة البقرة} :موإرهذ يقهليتهم ميايمومسـى ملن سنهؤرممن لممك محرتـى منمرى فمث ل
ٱلرلمه مجههمر لة{ُ ....الية ً،يقول ما نصه ..." :وإنما عوقبوا بأخذ الصاعقة لهم ً،لنهم طلبوا ما لم يأذن ال
به من رؤية الدنيا ً،وقد ذهبت المعتزلة وممن تابعهم إلى إنكار الرؤية فى الدنيا والخرة .وذهب ممن
عداهم إلى جوازها فى الدنيا ً،ووقوعها فى الخرة .وقد تواترت الحاديث الصحيحة بأن العباد يرون
ربهم فى الخرة ً،وهى قطعية الدللة ً،ل ينبغى لمنصف أن يتمسك فى مقابلها بتلك القواعد الكلمية
التى جاء بها قدماء المعتزلة ً،وزعموا أن العقل قد حكم بها ً،دعوى مبنية على شفا جرف هار ً،وقواعد
ل يغتر بها إل ممن لم يحظ من العلم بنصيب نافع".
كذلك نراه يرد على الزمخشريِ فى دعواه :أن دخول الجنة مستمحقا بسبب العمل الصالح ً،فيقول عند
تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [43من سورة العراف} :موينويديوها مأن رتهليكيم ٱهلمجرنية يأوررهثيتيمومها ربمما يكنيتهم
متهعمميلو من{ُ ...." :قال الكشاف" :بسبب أعمالكم ل بالتفضل كما تقول المبطلة" .أقول :يا مسكين ...هذا
قاله رسول ال صلى ال عليه وسلم فيما صح عنه" :سددوا وقاربوا واعملوا .إنه لن يدخل أحد الجنة
بعمله" ً،قالوا :ول أنت يا رسول ال؟ قال" :ول أنا إل أن يتغمدنى ال برحمته" والتصريح بسبب ل
يستلزم نفى سبب آخر ً،ولول التفضل من ال سبحانه وتعالى على العامل بإقداره على العمل لم يكن
ل ً،فلو لم يكن التفضل إل بهذا القدار لكان القائلون به محقة ل مبطلة .وفى التنزيل} :ـذرلمك عمل أص ل
ضهَل{ُ. ضيل رممن ٱللرره{ُ ً،وفيه} :مفمسييهدرخلييههم رفي مرهحمهَة يمهنيه مومف ه
ٱهلمف ه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
كذلك نراه ينكر على المعتزلة القائلين :بأن العين ل تأثير لها فى المعين ً،وذلك حيث يقول عند تفسيره
ل متهديخيلوها رمن مباهَب موارحهَد موٱهديخيلوها رمهن أمهبمواهَب
لقوله تعالى فى الية ] [67من سورة يوسف} :مومقامل ـيمبرنري م
سممتمفير مقهَة{ُ ...الية" :وقد أنكر بعضِ المعتزلة كأبى هاشم والبلخى ً،أن للعين تأثيرا ً،وليس هذا بمستنكر
من هذين وأتباعهما ً،فقد صار دفع أدلة الكتاب والسسرنة بمجرد الستبعادات العقلية دأبهم وديدنهم ً،وأى
مانع من إصابة العين بتقدير ال سبحانه لذلك ً،وقد وردت الحاديث الصحيحة بأن العين حقا ً،ويأصيب
بها جماعة فى عصر النبوة .ومنهم رسول ال صلى ال عليه وسلم .وأعجب من إنكار هؤلء لما
وردت به نصوص هذه الشريعة ما يقع من بعضهم من الزدراء على ممن يعمل بالدليل المخالف ً،فإنه
فى كثير من المواطن ل يقف عند دفع دليل الشرع بالستبعاد ً،حتى يضم إلى ذلك الوقاحة فى العبارةً،
على وجه يوقع المقصرين فى القوال الباطلة ً،والمذاهب الزائفة .وبالجمة ً،فقول هؤلء مدفوع بالدلة
المتكاثرة .وإجماع ممن ييعتد به من هذه المة مسملفا ومخملفا ً،وبما هو يمشامهد فى الوجود ً،فكم من شخص
من هذا النوع النسانى ً،وغيره من أنواع الحيوان هنالك بهذا السبب".
ويقف الشوكانى من المعتزلة موقف المعارضة فى مسألة غفران الذنوب .فعندما تعررضِ لتفسير قوله
ل متهقمنيطوها رمن ررهحممرة ٱلرلره تعالى فى الية ] [53من سورة الزمر} :يقهل ـيرعمباردميِ ٱرلرذيمن أمهسمريفوها معلمـى مأنيفرسرههم م
إررن ٱلرلمه ميهغرفير ٱلسذينومب مجرميعا{ُ ...الية ً،نجده يقول ..." :وأما ما يزعمه جماعة من المفيسرين من تفسير
هذه الية بالتوبة ً،وأنها ل تغفر إل ذنوب التائبين .وزعموا أنهم قالوا ذلك للجمع بين اليات ً،فهو جمع
بين الضب والنون ً،وبين الملح والحادى ً،وعلى نفسها براقش تجنى ً،ولو كانت هذه البشارة العظيمة
مقيدة بالتوبة لم يكن لها كثير موقع ً،فإن التوبة من المشرك يغفر ال له بها ما فعله من الشرك بإجماع
ل ميهغرفير مأن يهشمرمك ربره موميهغرفير مما يدومن ـذرلمك رلممن ميمشآيء{ُ ...فلو كانت التوبة قيدا المسلمين ً،وقد قال} :إررن ٱلرلمه م
في المغفرة لم يكن للتنصيص على الشرك فائدة ً،وقد قال سبحانه} :موإررن مرربمك لميذو ممهغرفمرهَة يللرنارس معلمـى
يظهلرمرههم{ُ ...قال الواحدى :المفيسرون كلهم قالوا :إسن هذه الية فى قوم خافوا إن أسلموا أن ل ييغفر لهم ما
جنوا من الذنوب العظام ً،كالشرك ً،وقتل النفس ً،ومعاداة النبي صلى ال عليه وسلم .قلت :هب أنها فى
هؤلء فكان ماذا؟ فإن العتبار بما اشتملت عليه من العموم ل بخصوص السبب ً،كما هو متفقا عليه
بين أهل العلم .ولو كانت اليات القرآنية ً،والحاديث النبوية مقيدة بأسبابها غير متجاوزة لها ً،لرتفعت
أكثر التكاليف عن المة إن لم ترتفع كلها ً،واللزم باطل بالجماع ً،فالملزوم مثله".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) فتح القدير للشوكاني ( ضمن العنوان
) موقف الشوكانى من مسألة خلقا القرآن (
هذا ..ولم يرضِ الشوكانى موقف أهل السسرنة ً،ول موقف المعتزلة من مسألة خلقا القرآن ً،وإنما رضى
أن يكون من العلماء الوقوف فى هذه المسألة ً،فلم يجزم فيها برأى ً،وراح ينحى باللئمة على ممن يقطع
بأن القرآن قديم أو مخلوقا ً،فعندما تعررضِ لتفسير قوله تعالى فى الية ] [2من سورة النبياء} :مما ميهأرتيرههم
ل ٱهسمتمميعويه مويههم ميهلمعيبومن{ُ يقول ما نصه ..." :وقد استدل بوصف
يمن رذهكهَر يمن رريبرههم سمهحمدهَث إر ر
الذ سكر بكونه مهحدثا على أن القرآن محمدث ً،لن الذكر هنا هو القرآن ً،وأجيب بأنه ل نزاع فى حدوث
المركب من الصوات والحروف ً،لنه متجدد فى النزول ً،فالمعنى :محدث تنزيله "وإنما النزاع فى
الكلم النفسى .وهذه المسألة -أعنى قدم القرآن وحدوثه -قد ابتلى بها كثير من أهل العلم ...ولقد
أصاب أئمة السسرنة بامتناعهم من الجابة إلى القول بخلقا القرآن وحدوثه ً،وحفظ ال بهم يأمة نبيه عن
البتداع ً،ولكنهم -رحمهم ال -جاوزوا ذلك إلى القول ربقمدمه ً،ولم يقتصروا على ذلك حتى كرفروا من
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
قال بالحدوث ً،بل جاوزوا ذلك إلى تكفير من قال :لفظى بالقرآن مخلوقا ً،بل جاوزوا ذلك إلى تكفير ممن
وقف ً،وليتهم لم يجاوزوا حد الوقف ً،وإرجاع العلم إلى علم الغيوب ً،فإنه لم ييسمع من المسملف الصالح
من الصحابة والتابعين وممن بعدهم إلى وقت قيام المحنة وظهور القول فى هذه المسألة شىء من الكلمً،
ول يتنقل عنهم كلمة فى ذلك ً،فكان المتناع من الجابة إلى ما دعوا إليه ً،والتمسك بأذيال الوقفً،
وإرجاع علم ذلك إلى عالمه .هو الطريقة المثلى ً،وفيه السلمة والخلوص من تكفير طوائف من عباد
ال ً،والمر ل سبحانه".
هذا هو أهم ما فى تفسير الشوكانى من البحوث التى أعطى فيها لنفسه حرية واسعة .خرولت له أن
يسخر من عقول العامة ً،وأن يهزأ من تعاليم المعتزلة ً،وأن يينردد ببعضِ مواقف أهل السسرنة .وأحسب أن
الرجل قد دخله شىء من الغرور العلمى ً،فراح يوجه لومه لهؤلء وهؤلء ً،وليته وقف منهم جميعا
موقف الحاكم النزيه ً،والناقد العف ...وعلى الجملة ً،فالكتاب له قيمته ومكانته ً،وإن كان ل يعطينا
الصورة الواضحة للتفسير عند المامية الزيدية ً،ونرجو أن نوفقا إلى العثور على بعضِ ما لهم فى
التفسير ً،وأحسب أنه كثير .والكتاب مطبوع فى خمس مجلدات ً،ومتدامول بين أهل العلم.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخوارج وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) كلمة إجمالية عن الخوارج (
بعد مقتل عثمان رضى ال عنه ً،نشط أنصار علسى رضي ال عنه فى الدعوة له ً،حتى أخذوا له المبهيعة
من المسلمين ً،ليكون خليفة لهم ...ولكن لم تكد تتم له المبهيعة حتى قام ثلثة من كبار الصحابة ينازعونه
المر ً،لعتقادهم أن الحقا فى غير جانبه ..وهؤلء الصحابة هم :معاوية ابن ابي سفيان ً،وطلحة بن
عبد ال ً،والزبير بن العوام.
وكان لعلسى -رضى ال عنه -شيعة وأنصار ً،وكان لمعاوية رضي ال عنه شيعة وأنصار كذلك.
وكانت حروب طاحنة بين الفريقين!! .كان الغلب فيها
لعلى وحزبه ً،إلى ان جاءت موقعة صفين ً،فكاد الفشل يحيقا بجيش معاوية ً،وأوشكت الهزيمة أن تحدقا س
به ً،لول أن لجأ إلى حيلة رفع المصاحف على أيسمنة الرماح ً،طلبا للهدنة ً،ورغبة في التحكيم بين
الحزبين .وبعد أخذ ورد بين جيش علسى فى قبول التحكيم وعدمه .رأى علسى رضى ال عنه قبول
التحكيم ً،رغبة منه فى حقن الدماء .واختار معاوية :عمرو ابن العاص ليمثله ً،واختار أصحاب علسى :أبا
موسى الشعرى.
وكان قبول علسى -رضى ال عنه -لمبدأ التحكيم أول عامل من عوامل التصدع فى جيشه وحزبه ً،إذ
أن بعضِ شيعته رأوا أن التحكيم خطأ ً،لن الحقا ظاهر فى جانب علسى ً،ول يعتوره شك فى نظرهمً،
وقبول التحكيم دليل الشك من علسى فى أحقيته بالخلفة ً،وهم إنما قاموا معه فى حروبه لعتقادهم بأن
الحقا فى جانبه ً،فكيف يشك هو فيه؟
لم يرضِ هؤلء بفكرة التحيكم .فخرجوا على علسى ً،ولم يقبلوا أن يرجعوا إليه إل إذا أقسر على نفسه
بالكفر ً،لقبوله التحكيم ً،وإل إذا نقضِ ما أبرهم من الشروط بينه وبين معاوية ً،ولكن عليا رضى ال عنه
لم يستجب لرغبتهم هذه ً،فأخذوا كلما خطب علسى أو ضرمه وإياهم مكان جامع رفعوا أصواتهم بقوله" :ل
حكم إل ل".
ل ً،أمال قلوب وكان التحكيم ً،وفيه خدع عمرو بن العاص أبا موسى الشعرى ً،فلم يكن إل تحكيما فاش ل
كثير من الناس إلى ناحية الخوراج ً،وأخيرا وبعد يأس الخوراج من رجوع علسى إليهم اجتمعوا فى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
منزل أحدهم ً،وخطب فيهم خطبة حرثهم على التمسك بمبدئهم والدفاع عنه ً،وطلب منهم الخروج من
الكوفة إلى قرية بالقرب منها يقال لها "حروراء" ً،فخرجوا إليها وأرمروا عليهم عبد ال بن وهب
الراسبى ً،ووقعت بينهم وبين علسى حروب طاحنة هزمهم فيها ً،ولكن لم يقضِ عليه .وأخيرا دبروا له
مكيدة قتله ً،فقتله عبد الرحمن بن ملجم.
لمويين ً،فكان الخوارج شوكة فى دنبها يهدودنها ويحاربونها ً،حتى كادوا يقضون عليها. وجاءت دولة ا ي
ثم جاءت الدولة العباسية ً،فكان بينهم وبينها حروب كذلك ً،ولكن لم يكونوا فى قوتهم الولى ً،لتفرقا
كلمتهم وتشتت وحدتهم ً،وضعف سلطانهم ً،وخور قواهم.
دربت فى وحدة الخوارج جرثومة التفرقا ً،ويأصيبوا بداء التحزب ً،فبلغ عدد أحزابهم عشرين حزبا ً،كل
حزب يفارقا الخر فى المبدأ والعقيدة ...ولكن يجمع الكل على مبدأين اثنين:
على ً،وعثمان ً،والحمكمين ً،وأصحاب الجمل ً،وكل ممن رضى بتحكيم المحمكمين. أحدهما :إكفار ر
وثانيهما :وجوب الخروج على السلطان الجائر.
وهناك مبدأ ثالث يقول به أكثر الخوارج ً،وهو :الكفار بارتكاب الكبائر.
هذا ..وقد وضع الخوارج مبدأ للخلفة فقالوا" :إن الخلفة يجب أن تكون باختيار حر من المسلمينً،
وإذا اختير الخليفة فليس يصح أن يتنازل أو يمحيكم ً،وليس بضرورى أن يكون الخليفة قرشيا ً،بل يصح
أن يكون من قريش ومن غيرهم ً،ولو كان عبدا حبشيا ً،وإذا تم الختيار كان رئيس المسلمين ويجب أن
يخضع خضوعا تاما لما أمر ال ً،وإل وجب عزله ً،ولهذا أرمروا عليهم عبد ال بن وهب الراسبى ً،ولم
يكن قرشيا".
وعلى هذا حكموا بصحة خلفة أبى بكر وعمر ً،وبصحة خلفة عثمان فى سنيه الولى ً،فلما غرير وبردل
ولم يسر سيرة الشيخين -كما زعموا -وجب عزله ً،وأقروا بصحة خلفة علسى أولل ً،ثم خرجوا عليه
بعد أن أخطأ فى التحكيم ً،وكفر به كما يزعمون!!
ول يسعنا فى تلك اليعجالة إل أن نطوى الحديث عن التعرضِ لكل فرقة من فرقا الخوارج ً،ولكن نكتفى
بالكلم عن أشهرها ً،وهى ما يأتى:
أول -الزارقة :وهم أتباع نافع بن الزرقا ً،وهم يمكيفيرون من عداهم من المسلمين ً،ويمحيريمون أكل
ذبائحهم ومناكحتهم ً،ول ييجيزون التوارث بينهم ً،ويعاملونهم معاملة الكفار من المشركين ...إما
السلم ً،وإما السيف ً،ودارهم دار حرب ً،ويحل قتل نسائهم وأطفالهم ً،ول يقولون برجم الزانى
المحصن ً،ول يقولون بحد ممن يقذف المحصنين من الرجال ...أما قاذف المحصنات فعليه الحد قطعا.
ول يرون جواز التقية.
ثانيا -النجدات :وهم أتباع نجدة بن عامر ً،وهم يرون أنه ل حاجة للناس إلى إمام قط ً،بل عليهم أن
يتناصفوا فيما بينهم ً،فإن رأوا أن الحاجة تدعو إلى إمام أقاموه ً،وإل فل .كما أنهم يمكيفرون من يقول
بإمامة نافع ابن الزرقا ً،ويمكيفرون ممن يمكيفر القاعدين عن الهجرة لنافع وحزبه ويقولون :إن الدين
أمران:
أحدهما :معرفة ال تعالى ً،ومعرفة الرسول ً،والقرار بما جاء به جملة ً،فهذا واجب معرفته على كل
يمكرلف.
وثانيهما :ما عدا ما تقدم ً،فالناس معذورون بجهالته إلى أن تقوم عليهم اليحرجة.
فممن استحل شيئا حراما باجتهاد فله عذره ً،وهم يعظمون جريمة الكذب ً،ويجعلونها أكبر يجهرما من
شرب الخمر والزنا.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ومن بدع "نجدة" أنه تولى أصحاب الحدود من موافقيه ً،وقال :لعل ال يعذبهم بذنوبهم فى غير نار
جهنم ً،ثم ييدخلهم الجنة ً،وزعم أن النار يدخلها ممن خالفه فى دينه.
ثالثا -الصفرية :وهم أتباع زياد بن الصفر ً،وهم يقولون بأن أصحاب الذنوب مشركون ً،غير أنهم ل
يرون قتل أطفال مخالفيهم ونسائهم كما ترى الزارقة ذلك .ومن الصفرية ممن يخالف فى ذلك فيقول:
كل ذنب له حد فى الشريعة ل يسمى مرتكبه مشركا ً،ول كافرا ً،بل ييدعى باسمه المشتقا من جريمته
يقال :سارقا ً،وقاتل ً،وقاذف ...وكل ذنب ليس فيه حد معلوم فى الشريعة مثل العراضِ عن الصلة
فمرتكبه كافر ...ول ييسمى مرتكب واحد من هذين النوعين جميعا مؤمنا ً،ومنهم ممن يقول :إن صاحب
الذنب ل ييحكم عليه بالكفر حتى ييرفع إلى الوالى فيحده ويحكم بكفره.
رابعا -الباضية :وهم أتباع عبد ال بن إباضِ ً،وهم أعدل رفمرقا الخوارج ً،وأقربها إلى تعاليم أهل
السسرنة ً،وهم ييجمعون على أن مخالفيهم من المسلمين ليسوا مشركين ً،ول مؤمنين ً،ولكنهم كفار .وييروى
عنهم أنهم يريدون :كفر النعمة ً،وأجازوا شهادة مخالفيهم من المسلمين ً،ومناكحتهم ً،والتوارث معهمً،
وح ررموا دماءهم فى السر دون العلنية .لنهم محاربون ل ولرسوله ً،ول يدينون دين الحقا ً،ودارهم
دار توحيد إل معكسر السلطان ً،واستحلوا من غنائمهم :الخيل والسلح ً،وكل ما فيه قوة حربية لهم .ولم
يستحلوا غنائم الذهب والفضة ً،بل يردونها لهلها.
واختلفوا فى النفاقا على ثلثة أقوال:
فريقا يرى أن النفاقا براءة من الشرك واليمان معا ً،ويحتج بقوله تعالى فى الية ] [143من سورة
ل إرملى مهــيؤ ي
لرء{ُ.. النساء} :سممذهبمذربيمن مبهيمن ـذرلمك م
ل إرملـى مهــيؤ ي
لرء مو م
وفريقا يرى أن كل نفاقا هو شرك ً،لنه ينافى التوحيد.
وفريقا ثالث يرى أن النفاقا ل ييسمى به غير القوم الذين سرماهم ال تعالى منافقين.
وهناك مخالفة لبعضِ الباضية فى بعضِ المسائل .ل نعرضِ لها هنا ً،مخافة التطويل.
هذه هى أهم رفمرقا الخوراج ً،وهذه هى أهم ما لهم من تعاليم وعقائد ً،نضعها بين يدى القارئ قبل أن
نتكلم عن موقفهم من التفسير ً،ليكون على علم بها ً،وليعلم بعد ذلك مقدار الصلة بينها وبين ما لهم من
تفسير.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخوارج وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) مواقف الخوارج من تفسير القرآن الكريم (
تعددت رفمرقا الخوارج ً،وتعددت مذاهبهم وآراؤهم ً،فكان طبيعيا -وهم ينتسبون إلى السلم ً،ويعترفون
بالقرآن -أن تبحث كل فرقة منهم عن يأسس من القرآن الكريم ً،تبنى عليها مبادئها وتعاليمها ً،وأن
تنظر إلى القرآن من خلل عقديتها ً،فما رأته فى جانبها -ولو ادعالء -تمكست به ً،واعتمدت عليه.
وما رأته فى غير صالحها حاولت التخلص منه بصرفه وتأويله ً،بحيث ل يبقى متعارضا مع آرائها
وتعاليمها.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخوارج وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) سلطان المذهب يغلب على الخوارج فى فهم القرآن (
والذى يقرأ تاريخْ الخوارج ً،ويقرأ ما لهم من أفكار تفسيرية ً،يرى أن المذهب قد سيطر على عقولهمً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وتح ركم فيها ً،فأصبحوا ل ينظرون إلى القرآن إل على ضوئه ً،ول يدركون شيئا من معانيه إل تحت
تأثير سلطانه ً،ل يأخذون منه إل بقدر ما ينصر مبادئهم ويدعو إليها.
ل نرى أن أكثر الخوارج ييجمعون على أن مرتكب الكبيرة كافر ً،ومخرلد فى نار جهنم ً،ونقرأ فى فمث ل
الكتب التي تكلمت عن الخوارج فنجد ابن أبي الحديد -وهو ممن تعرضِ لهم فى كتابه "شرح نهج
البلغة" -يسوقا لنا أدلتهم التى أخذوها من القرآن ً،وبنوا عليها رأيهم فى مرتكب الكبيرة ً،كما نجده
ل بعد دليل .ونرى أن نمسك عن مناقشة ابن أبى الحديد لهذه الدلةً، يناقش هذه الدلة ً،ويفندها دلي ل
ويكفى أن نسوقا للقارئ الكريم هذه اليات التى استندوا إليها ً،ووجهة نظرهم فيها ً،فهى التى تعنينا في
هذا البحث ً،وهى التى ترينا إلى أى حد تأثر الخوارج بسلطان العقيدة فى فهم نصوص القرآن ..فمن
هذه الدلة ما يأتى:
لقوله تعالى فى الية ] [97من سورة آل عمران} :مولرلره معملى ٱلرنارس رحسج ٱهلمبهيرت ممرن ٱهسمتمطامع إرلمهيره مسربي ل
موممن مكمفمر مفرإرن ٱل مغرنوي معرن ٱهلمعاملرميمن{ُ ..قالوا :فجعل تارك الحج كافرا.
ل ٱهلمقهويم ٱهلمكارفيرومن{ُ .. ل ميهيمأيس رمن ررهوح ٱللرره إر ر ومنها قوله تعالى فى الية ] [87من سورة يوسف} :إررنيه م
ر
قالوا :والفاسقا -لفسقه وإصراره عليه -آيس من روح ال ً،فكان كافرا.
ومنها قوله تعالى فى الية ] [44من سورة المائدة} :موممن لرهم ميهحيكم ربممآ مأنمزمل ٱللريه مفيأهوملــرئمك يهيم
ٱهلمكارفيرومن{ُ ..قالوا :وكل مرتكب للذنوب فقد حكم بغير ما أنزل ال.
لهشمقى لٱم لمهآ إر رصم ل مي هومنها قوله تعالى فى اليات ] [16 - 14من سورة الرليل} :مفمأنمذهريتيكهم منارا متلمرظـى * م
* ٱرلرذيِ مكرذمب مومتمولرـى{ُ ..قالوا :وقد اتفقنا مع المعتزلة على أن الفاسقا يصلى النار ً،فوجب أن ييسمى
كافرا.
ضِ يويجوفه مومتهسموسد يويجوفه مفمأرما ٱرلرذيمن ومنها قوله تعالى فى الية ] [106من سورة آل عمران} :ميهوم متهبمي س
ٱهسموردهت يويجويهيههم أمهكمفهريتهم مبهعمد رإيممارنيكهم مفيذويقوها ٱهلمعمذامب ربمما يكهنيتهم متهكيفيرومن{ُ ..قالوا :والفاسقا ل يجوز أن
يكون ممن ابيضت وجوههم ً،فوجب أن يكون ممن اسودت ً،ووجب أن ييسمى كافرا ً،لقوله} :ربمما يكهنيتهم
متهكيفيرومن{ُ..
ضارحمكفة ومنها قوله تعالى فى اليات ] [38وما بعدها إلى آخر سورة عبس} :يويجوفه ميهومرئهَذ سمهسرفمرفة * م
سمهسمتهبرشمرفة * مويويجوفه ميهومرئهَذ معملهيمها مغمبمرفة * متهرمهيقمها مقمتمرفة * أيهوملــرئمك يهيم ٱهلمكمفمرية ٱهلمفمجمرية{ُ ...قالوا :والفاسقا
على وجهه غبرة ً،فوجب أن يكون من الكفرة المفمجرة.
ل ٱهلمكيفومر{ُ .. ومنها قوله تعالى فى الية ] [17من سورة سبأ} :مذرلمك مجمزهيمنايههم ربمما مكمفيروها مومههل ينـمجرزييِ إر ر
قالوا :والفاسقا ل بد أن ييجازى ً،فوجب أن يكون كفورا.
ل ممرن ٱرتمبمعمك رممن ومنها قوله تعالى فى الية ] [42من سورة الرحهجر} :إررن رعمبارديِ لمهيمس لممك معلمهيرههم يسهلمطافن إر ر
ٱهلمغارويمن{ُ ً،وقال فى الية ] [100من سورة النحل} :إررنمما يسهلمطاينيه معلمـى ٱرلرذيمن ميمتمولرهومنيه موٱرلرذيمن يهم ربره
يمهشرريكومن{ُ ..قالوا :فجعل الغاوى الذى يتبعه مشركا.
ومنها قوله تعالى فى الية ) (20من سورة السجدة} :موأمرما ٱرلرذيمن مفمسيقوها مفممهأموايهيم ٱلرناير يكلرممآ أممرايديوها مأن
ميهخيريجواي رمهنمهآ أيرعييدوها رفيمها مورقيمل لميههم يذويقوها معمذامب ٱلرنارر ٱرلرذيِ يكنيتهم ربره يتمكيذيبومن{ُ ..قالوا :فجعل الفاسقا
يممكيذبا.
ومنها قوله تعالى في الية ] [33من سورة النعام} :موملــركرن ٱلرظارلرميمن ربآميارت ٱللرره ميهجمحيدومن{ُ ..قالوا:
فأثبت الظالم جاحدا ً،وهذه صفة الكفار.
ومنها قوله تعالى فى الية ] [55من سورة النور} :موممن مكمفمر مبهعمد ـذرلمك مفيأهولمــرئمك يهيم ٱهلمفارسيقومن{ُ.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ومنها قوله تعالى فى اليات ] [105 - 102من سورة المؤمنون} :مفممن مثيقملهت ممموارزيينيه مفيأهوملــرئمك يهيم
ٱهليمهفرليحومن * موممهن مخرفهت ممموارزيينيه فيأهولمــرئمك ٱرلرذيمن مخرسيريوها مأنيفمسيههم رفي مجمهرنم مخارليدومن * متهلمفيح يويجومهيهيم ٱلرناير
مويههم رفيمها مكارليحومن * أملمهم متيكهن آميارتي يتهتلمـى معلمهييكهم مفيكهنيتهم ربمها يتمكيذيبومن{ُ ..قالوا :فنص سبحانه على أن ممن
تخف موازينه يكون مكيذبا ً،والفاسقا تخف موازينه فكان مكيذبا ً،وكل مكيذب كافر.
ومنها قوله تعالى فل الية ] [2من سورة التغابن} :يهمو ٱرلرذيِ مخلممقيكهم مفرمنيكهم مكارففر مورمنيكهم سمهؤرمفن{ُ .قالوا:
وهذا يقتضى أن ممن ل يكون مؤمنا فهو كافر ً،والفاسقا ليس بمؤمن ً،فوجب أن يكون كافرا.
هذه بعضِ اليات التى تمرسك بها الخوارج فى موقفهم من مرتكب الكبيرة الذى لم يتب ً،والتى حسبوا
أنها حجج دامغة لمذهب مخالفيهم من المسلمين .ول يسع الذى يعرف سياقا هذه اليات وسباقهاً،
ل فى هذه التخريجات ويعرف اليات والحاديث الواردة فى شأن عصاة المؤمنين ً،ويتأمل قلي ل
والستنتاجات التى يقولون بها ً،ل يسعه بعد هذا كله :إل أن يحكم بأن القوم متعصبون ً،ومندفعون بدافع
العقيدة ً،وسلطان المذهب.
وهناك نصوص من القرآن استغلها أفراد من الخوراج ً،لتدعيم مبادئهم التى يشذون بها عمن عداهم من
بعضِ رفمرقا الخوراج ً،وهى فى مظهرها التفسيرى أكثر تعصبا ً،وأبلغ تعنتا ً،فمن ذلك :أن نافع بن
الزرقا كان ل يرى جواز التقية التى هى فى الصل من مبادئ الشيعة ً،ويستدل على يحهرمتها بقوله
تعالى فى الية ] [77من سورة النساء} :إرمذا مفرريفقا يمهنيههم ميهخمشهومن ٱلرنامس مكمخهشميرة ٱلرلره{ُ..
ويرى نجدة بن عامر جواز التقية ً،ويستدل على ذلك بقوله تعالى فى الية ] [28من سورة غافر} :مومقامل
مريجفل سمهؤرمفن يمهن آرل رفهرمعهومن ميهكيتيم رإيممامنيه{ُ.
صيوب نافع بن الزرقا فيما يقول به من إكفار المقمعدةً، وأظهر من هذا :أن نجدة بن عامر كان ل ي م
واستحلل قتل أطفال مخالفيه ً،وعدم رد المانات إلى مخالفيه ً،وغير ذلك من آرائه التى شرذ بهاً،
فأرسل نجدة إلى نافع رسالة يقول فه فيها .." :وأكفرمت الذين عذرهم ال تعالى فى كتابه من قعدة
ل معملـى ضمعمفآرء مو م المسلمين وضعفتهم .قال ال معرز ومجرل -وقوله الحقا ووعده الصدقا} :لرهيمس معملى ٱل س
صيحوها للرره مومريسورلره{ُ ً،ثم سماهم -تعالى - ل معملى ٱرلرذيمن م
ل ميرجيدومن مما يينرفيقومن محمرفج إرمذا من م ضـى مو م ٱهلممهر م
أحسن السماء فقال} :مما معملى ٱهليمهحرسرنيمن رمن مسربيهَل{ُ .ثم استحللمت قتل الطفال وقد نهى رسول ال صلى
ل مترزير موارزمرفة روهزمر أيهخمرـى{ُ ً،وقال سبحانه فى المقمعدة ال عليه وسلم عن قتلهم ً،وقال ال مجرل ثناؤه} :مو م
ضمل ٱللريه ٱهليممجارهرديمن معملى ٱهلمقارعرديمن أمهجرا معرظيما{ُ ً،فتفضيله المجاهدين على القاعدين ل خيرا فقال} :مومف ر
ل ميهسمترويِ ٱهلمقارعيدومن رممن ٱهليمهؤرمرنيمن مغهيير يدفع منزلة ممن هو دون المجاهدين أممو ما سمعت قوله تعالى } :ر
ضمررر{ُ ..فجعلهم من المؤمنين ً،ثم إنك ل تؤدى المانة إلى ممن خالفك ً،وال تعالى قد أمر أن أيهورلي ٱل ر
يتؤمدى المانات إلى أهلها ً،فاتقا ال فى نفسك ً،واتقا يوما ل يجزى والد عن ولده ول مولود هو جاز
عن والده شيئا ً،فإن ال بالمرصاد ً،وحكمه العدل ً،وقوله الفصل .والسلم".
فرد عليه نافع بكتاب جاء فيه .." :ورعبمت ما ردهنيت به من إكفار المقمعدة وقتل الطفال ً،واستحلل المانة
من المخالفين ً،وسأفسر ذلك إن شاء ال..
أما هؤلء المق معدة ..فليسوا كمن ذكرت ممن كان على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،لنهم كانوا
ل ً،ول إلى التصال بالمسلمين طريقا ً،وهؤلء قد بمكة مقهورين محصورين ل يجدون إلى الهرب سبي ل
تفقهوا فى الدين وقرأوا القرآن والطريقا لهم نهج واضح ً،وقد عرفمت ما قاله ال تعالى فيمن كان مثلهم
ضِ ٱللرره موارسمعلة مفيتمهارجيروها رفيمها{ُ ً،وقال: ضِ{ُ ً،وقال سبحانه} :أملمهم متيكهن أمهر ي لهر رضمعرفيمن رفي ٱ م إذ قالوا} :يكرنا يمهسمت ه
لمف مريسورل ٱلرلره مومكرريهيوها مأن يمجارهيدوها ربمأهمموارلرههم موأمهنيفرسرههم رفي مسربيرل ٱلرلره{ُ .. }مفررمح ٱهليممخلريفومن ربممهقمعردرههم رخ م
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
صييب ٱرلرذيمن مكمفيروها رمهنيههم معمذافب أمرليفم{ُ .فانظر إلى فأخبر بتعذيرهم ً،وأنهم كذبوا ال ورسوله ً،ثم قال} :مسي ر
أسمائهم وسماتهم.
ضِ رممن لهر رل متمذهر معملى ٱ م
وأما الطفال ..فإن نوحا نبى ال كان أعلم بال منى ومنك ً،وقد قال} :رريب م
ل مفارجرا مكرفارا{ُ ..فسرمماهم بالكفر وهم أطفال ضسلوها رعمبامدمك مو م
ل ميرليديوها إر ر ٱهلمكارفرريمن مدريارا * إررنمك رإن متمذهريههم ي ر
وقبل أن ييولدوا ً،فكيف كان ذلك فى قوم نوح ول نقوله فى قومنها ..وال تعالى يقول} :أميكرفايريكهم مخهيفر
يمهن أيهوملرئيكهم أمهم لميكم مبمرآمءفة رفي ٱلسزيبرر{ُ ..وهؤلء كمشركى العرب ل ييقبل منهم جزية ً،وليس بيننا وبينهم
إل السيف أو السلم.
وأما استحلل أمانات ممن خالفنا .فإن ال تعالى أحرل لنا أموالهم كما أحرل دماءهم لنا ً،فدماؤهم حلل
طلقا وأموالهم فئ للمسلمين".
ول شك لدينا فى أن نافع بين الزرقا متعصب فى فهمه لليات على النحو الذى جاء فى رسالته هذهً،
وهو تعصب بلغ به إلى درجة المغالطة ً،وإل فهو جهل منه بمواقع كلم ال ً،ومدلول آياته.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخوارج وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) مدى فهم الخوارج لنصوص القرآن (
هذا ..وإن الخوارج عندما ينظرون إلى القرآن ل يتعمقون فى التأويل ول يغوصون وراء المعانى
الدقيقة ً،ول يكيلفون أنفسهم عناء البحث عن أهداف القرآن وأسراره ً،بل يقفون عند حرفية ألفاظهً،
وينظرون إلى اليات نظرة سطحية ً،وربما كانت الية ل تنطبقا على ما يقصدون إليه ً،ول تتصل
ل ً،وأخذوا بفهم غير مراد. بالموضوع الذى يستدلون بها عليه ً،لنهم فهموا ظاهرا معط ل
ولقد يعجب النسان ويدهش عندما يقرأ ما للقوم من سخافات فى فهمهم لبعضِ نصوص القرآن ً،أوقعهم
فيها التنطع والتمسك بظواهر النصوص ً،ولكى ل يأتهم بالقسوة فى حكمى هذا ً،أضع بين يدى القارئ
الكريم بعضِ ما جاء عن القوم ً،حتى ل يجد مفرا من الحكم عليهم بمثل ما حكمت به.
"يرومى أن عبيدة بن هلل اليشكرى ايترهم بامرأة حرداد رأوه يدخل منزله بغير إذنه ً،فأتوا قطريا فذكروا
ذلك له ً،فقال لهم :إن عبيدة من الدين بحيث علمتم ً،ومن الجهاد بحيث رأيتم ً،فقالوا :إرنا ل نقاره على
الفاحشة ً،فقال :انصرفوا ..ثم بعث إلى عبيدة فأخبره وقال :إرنا ل نقار على الفاحشة ً،فقال :بهتونى يا
أمير المؤمنين فما ترى؟ قال :إنى جامع بينك وبينهم ً،فل تخضع خضوع المذنب ً،ول تتطاول تطاول
صمبفة البرئ ..فجمع بينهم فتكلموا ً،فقام عبيدة فقال :بسم ال الرحمن الرحيم} :إررن ٱرلرذيمن مجآيءوا ربٱِ ر
لهفرك يع ه
ل متهحمسيبويه مشسرا لريكهم مبهل يهمو مخهيفر لريكهم{ُ ...الية ] [11وما بعدها من سورة النور -فبكوا وقاموا يمهنيكهم م
إليه فاعتنقوه وقالوا :استغفر لنا ..ففعل".
"وييروى أن واصل بن عطاء وقع هو وبعضِ أصحابه فى يد الخوراج فقال لصحابه :اعتزلوا ودعونى
وإياهم -وكانوا قد أشرفوا على العطب -فقالوا :شأنك ..فخرج إليهم فقالوا :ما أنت وأصحابك؟ قال:
مشركون مستجيرون ليسمعوا كلم ال ويعرفوا حدوده ً،فقالوا :قد أجرناكم .قال :فعيلمونا ً،فجعلوا
ييعيلمونه أحكامهم ً،وجعل يقول :قد قبليت أنا وممن معى .قالوا :فامضوا مصاحبين ييعيلمونه أحكامهمً،
وجعل يقول :قد قبليت أنا وممن معى .قالوا :فامضوا مصاحبين فإنكم إخواننا .قال :ليس ذلك لكم .قال ال
لم ٱللرره يثرم أمهبرلهغيه ممهأمممنيه{ُ .فأبلغونا مأمنناً،
تعالى} :موإرهن أممحفد يممن ٱهليمهشررركيمن ٱهسمتمجامرمك مفمأرجهريه محرتـى ميهسمممع مك م
فنظر بعضهم إلى بعضِ ثم قالوا :ذلك لكم ً،فساروا بأجمعهم حتى بلغوهم المأمن".
ل أكل من مال يتيم فلسين ومن الخوارج ممن أرداه تمسكه بظاهر النصوص إلى أن قال" :لو أن رج ل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وجبت له النار ً،لقوله تعالى فى الية ] [10من سورة النساء} :إررن ٱرلرذيمن ميهأيكيلومن أمهمموامل ٱهلميمتاممـى يظهلما إررنمما
صلمهومن مسرعيرا{ُ ً،ولو قتل اليتيم أو بقر بطنه لم تجب له النار ً،لن ال لم ميهأيكيلومن رفي يبيطورنرههم منارا مومسمي ه
ينص على ذلك".
وهذا هو ميمون العجردى زعيم الميمونية من الخوارج ً،يرى جواز نكاح بنات الولد وبنات أولد
لمهاتً، الخوة والخوات ويستدل على ذلك فيقول" :إنما ذكر ال تعالى فى تحريم النساء بالنسب ا ي
لخت ً،ولم يذكر بنات البنات ول بنات والبنات ً،والخوات ً،والعرمات ً،والخالت ً،وبنات الخ ً،وبنات ا ي
البنين ً،ول بنات أولد الخوة ً،ول بنات أولد الخوات".
ل من الباضية أضاف جماعة من أهل مذهبه ً،وكانت له جارية على مذهبه قال لها: وييروى أن رج ل
مقيدمى شيئا ً،فأبطأت ً،فحلف ليبيعها من العراب ً،فقيل له :تبيع جارية مؤمنة من قوم كفار ً،فقال:
}موأممحرل ٱللريه ٱهلمبهيمع مومحررم ٱليرمبا{ُ ..فى الية ] [275من سورة البقرة.
وأيضا نرى أن الخوارج خرجوا على عائشة أم المؤمنين رضى ال عنها ً،وقالوا :رلم خرجت من بيتهاً،
وال تعالى يقول} :مومقهرمن رفي يبييورتيكرن{ُ؟ ..فى الية ] [33من سورة الحزاب.
ل محصنا فل حد عليهً، وأيضا فإن الزارقة قالوا :ممن قذف امرأة محصنة فعليه الحد ً،ومن قذف رج ل
وهذا لن ال تعالى نص على حد قاذف المحصنات ً،ولم ينص على حد قاذف المحصنين.
وقالوا -أيضا -بأن سارقا القليل يجب عليه القطع ً،أخذا بظاهر قوله تعالى فى الية ] [38من سورة
ل يممن ٱلرلره{ُ. المائدة} :موٱلرسارريقا موٱلرساررمقية مفٱِهقمطيعيوها أمهيردمييهمما مجمزآلء ربمما مكمسمبا منمكا ل
وغير هذا كثير نجده عندهم فى بطون الكتب ً،وهو ل يدع مجالل للشك فى أن الخوارج قوم سطحيون
فى فهمهم ليات القرآن الكريم ً،وإدراك معانيه.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخوارج وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) موقف الخوارج من السسرنة وإجماع المة ً،وأثر ذلك فى تفسيرهم للقرآن (
ولقد كان من أثر جمود الخوارج عند ظواهر النصوص القرآنية .أنهم لم يلتفتوا إلى ما جاء من
الحاديث النبوية ناسخا لبعضِ آيات الكتاب .أو مخصصا لبعضِ عموماته ً،أو زائدا على بعضِ أحكامهً،
ويظهر أن هذا المبدأ قد تمرلك قلوب الخوارج ً،وتسرلط على عقولهم ً،فنتج عنه أن وضع بعضهم على
رسول ال صلى ال عليه وسلم هذا الحديث ً،وهو" :إنكم ستختلفون من بعدى ً،فما جاءكم عنى
فاعرضوه على كتاب ال ً،وما خالفه فليس عنى" فقد قال عبد الرحمن المهدى" :الزنادقة والخوارج
وضعوا حديث :ما أتاكم عنى فاعرضوه على كتاب ال...إلخْ".
كما كان من أثر هذا الجمود عند ظواهر القرآن أيضا ً،أنهم لم يلتفتوا إلى إجماع المة ً،ولم يقيدروه عند
فهمهم لنصوص القرآن مع أن الجماع فى الحقيقة يستند إلى أصل من الكتاب أو السسرنة ً،وليس أمرام
مبتدعا فى الدين ً،أو خارجا على قواعده ويأصوله.
وفي هذا كله نجد العلمة ابن قتيبة يحدثنا عن بعضِ أحكام احتج بها الخوارج ً،وهي مخالفة لجماع
ا يلمة .ومناقضة لما صح عن الرسول صلى ال عليه وسلم ً،وقالوا :يبطلها القرآن ..فيقول:
"قالوا :حكم فى الرجم يدفعه الكتاب ..قالوا :رويتم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم رجم ً،ورجمت
الئمة من بعده ً،وال تعالى يقول فى الماء} :مفرإهن أممتهيمن ربمفارحمشهَة مفمعلمهيرهرن رن ه
صيف مما معملى ٱهليمهح م
صمنارت رممن
ٱهلمعمذارب{ُ ً،والرجم إتلف للسنفس ل يتبعضِ ً،فكيف يكون على الماء نصفه؟ ..وذهبوا إلى أن
المحصنات :ذوات الزواج ..قالوا :وفى هذا دليل على أن المحصنة حدها المجهلد".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
"قالوا :حكم فى الوصية يدفعه الكتاب ..قالوا :رويتم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال" :ل وصية
ضمر أممحمديكيم ٱهلممهويت رإن متمرمك مخهيرا ٱهلمو ر
صريية رلهلموارلمدهيرن لوارث" ً،وال تعالى يقول} :يكرتمب معلمهييكهم إرمذا مح م
لهقمرربي من{ُ ً،والوالدان وارثان على كل حال ل يحجبهما أحد عن الميراث .وهذه الرواية خلف كتاب موٱ م
ال معرز ومجرل".
"قالوا :حكم فى النكاح يدفعه الكتاب ..قالوا :رويتم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال" :ل يتنكح
المرأة على عرمتها ً،ول على خالتها" ً،وأنه قال" :يمحيرم من الرضاع ما يمحيرم من النسب" .وال معرز ومجرل
يقول} :يحيرممهت معملهييكهم أيرممهايتيكهم{ُ ...إلى آخر الية ً،ولم يذكر الجمع بين المرأة وعرمتها وخالتها ً،ولم
لم المرضعة والخت بالرضاع ..ثم قال} :موأيرحرل لميكهم رما مومرامء مذرليكهم{ُ فدخلت يمحيرم من الرضاع إل ا ي
لخت ً،فيما أحرله ال تعالى". المرأة على عمرتها وخالتها ً،وكل رضاع سوى المر وا ي
يحدثنا ابن قتيبة بهذا عنهم ً،ثم يتولى بنفسه الرد عليهم فى ذلك كله ردا مسهلب فيه إزالة كل شبهةً،
ودفع كل يحرجة وردت على ألسن القوم ً،ول نطيل بذكر ذلك .وممن أراد الوقوف عليه ً،فليرجع إليه فى
تأويل مختلف الحديث ]ص .[250 - 241
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخوارج وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) النتاج التفسيرى للخوارج (
لم يكن للخوارج من النتاج التفسيرى مثل ما كان للمعتزلة ً،أو الشيعة أو غيرهما من فرقا المسلمينً،
لمول لم يزد عن بعضِ التي خرلفت لنا الكثير من كتب التفسير ً،وكل ما وصل إلينا من تفسير الخوراج ا ي
أفهام لهم لبعضِ اليات القرآنية تضمنها جدلهم ً،واشتملت عليها مناظراتهم ً،وذكرنا لك منها كل ما
وصل إلى أيدينا ً،وجميع ما استخلصناه من بطون الكتب المختلفة.
ولكن هل هذا هو كل ما كان للخوارج من تفسير؟ وهل وقف إنتاجهم عند هذا المقدار الضئيل؟ أو كان
لهم مع هذا كتب مستقلة فى التفسير ً،ولكن فقدتها المكتبة السلمية على طور اليام ومر العصور؟
الحقا أنى وجهت لنفسى هذا السؤال ً،وكدت أعجز عن الجواب عنه ..ولكن هيأ ال لى ظرفا جمعنى
مع رجل من الباضية المعاصرين ً،يقيم فى القاهرة ً،فوجهت إليها هذا السؤال نفسه ً،فأفهمنى أن النتاج
ل بالنسبة لنتاج غيرهم من رفمرقا السلم ً،ومع هذا فلم تحتفظ المكتبة التفسيرى للخوارج كان قلي ل
السلمية من هذا النتائج القليل إل ببعضِ منه .لبعضِ العلماء من الباضية فى القديم والحديث.
فسألته :وهل تذكر شيئا من هذه الكتب؟ فذكر لى من الكتب ما يأتى:
-1تفسير عبد الرحمن بن رستم الفارسى ..من أهل القرن الثالث الهجرى.
-2تفسير هود بن محكم الهوارى ..من أهل القرن الثالث الهجرى.
-3تفسير أبى يعقوب ً،يوسف بن إبراهيم الورجلنى ..من أهل القرن السادس الهجرى.
-4داعي العمل ليوم المل ..للشيخْ محمد بن يوسف إطفيش ..من أهل القرن الحاضر.
-5هميان الزاد إلى دار المعاد ..له أيضا.
-6تيسير التفسير ..له أيضا.
فقلت له :وهل يوجد شىء من هذه الكتب إلى اليوم؟
فقال لى :أما تفسير عبد الرحمن بن رستم ً،فغير موجود .وأما تفسير هود بن محكم ً،فموجود ً،ومتداول
بين الباضية فى بلد المغرب ..وهو يقع فى أربع مجلدات ً،وقد أطلعنى منه على جزئين مخطوطين
عنده ً،وهما الول والرابع .أما الول :فيبدأ بسورة الفاتحة ً،وينتهى بآخر سورة النعام .وأما الرابع:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
فيبدأ بسورة الزمر ً،وينتهى بآخر القرآن.
قال :وأما تفسير أبى يعقوب الورجلنى ً،فغير موجود ً،ويذكر المحققون من علمائنا أنه من أحسن
التفاسير بحثا ً،وتحقيقا ً،وإعرابا.
وأما تفسير داعى العمل ليوم المل ً،فلم يتم مؤلفه ً،لنه عزم على أن يجعله في اثنين وثلثين جزءا ً،ثم
عدل عن عزمه هذا ً،واشتغل بتفسير هميان الزاد إلى دار المعاد.
وقد أطلعنى يمحيدثى على أربعة أجزاء من تفسير داعى العمل ً،فى مجلدين مخطوطين بخط المؤلف ً،أما
أحد المجلدين :فإنه يحتوى على الجزء التاسع والعشرين ً،والجزء الثلثين من أجزاء الكتاب ً،وهو يبدأ
بسورة الرحمن ً،وينتهى بآخر سورة التحريم ً،وأما المجلد الثانى :فإنه يحتوى على الجزء الحادى
والثلثين ً،والجزء الثانى والثلثين ً،وهو يبدأ بسورة تبارك ً،وينتهى بآخر القرآن ً،والجزء الثانى
والثلثين ً،وهو يبدأ بسورة تبارك ً،وينتهى بآخر القرآن .وقد وجدت بالمجلد الخير بعضِ ورقات فيها
تفسير أول سورة )ص( ً،ويظهر -كما قال يمحيدثى -أن المؤلف قد ابتدأ تفسيره هذا بسورة الرحمن
إلى أن انتهى إلى آخر سورة الناس ً،ثم بدأ بسورة )ص( ووقف عندها ولم يتم.
وأما تفسير هميان الزاد ً،فموجود ومطبوع فى ثلثة عشر مجلدا كبارا ً،ومنه نسخة فى دار الكتب
المصرية ً،ونسخة أهرى عند يمحيدثى.
وأما تيسير التفسير ً،فموجود ومطبوع فى سبع مجلدات متوسطة الحجم ً،ومنه نسخة بدار الكتب
المصرية ً،وأخرى عند يمحيدثى أيضا.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخوارج وموقفهم من تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) أسباب رقرلة إنتاج الخوارج فى التفسير (
وأنت ترى أن هذه الكتب المذكورة ً،ما يورجد منها وما لم ييوجد ً،كلها للباضية وحدهم ً،ولعل السر فى
ذلك :أن جميع رفمرقا الخوارج ما عدا الباضية بادت ولم يبقا لها أثر.
أما الباضية فموجودون إلى يومنا هذا ً،ومذهبهم منتشر فى بلد المغرب ً،وحضرموت ً،ويعمانً،
وزنجبار.
ولكن بقى بعد هذا سؤال يتردد فى نفسى ً،ولعله يتردد فى نفس القارئ أيضا وهو :ما السر فى أن
الخوارج مقرل إنتاجهم فى التفسير؟
والجواب عن هذا السؤال -كما أعتقد -ينحصر فى يأمور ثلثة وهي ما يأتى:
أو لل :أن الخوارج كان أكثرهم من عرب البادية ً،ومن قبائل تميم على الخص ً،وقليل منهم كان يسكن
البصرة والكوفة مع احتفاظه ببداوته ً،فكانوا لغلبة البداوة عليهم أبعد الناس عن التطور الدينى ً،والعلمىً،
لمموالجتماعى ً،وكانوا يمثلون السلم الول فى بساطته ً،وعلى فطرته ً،بدون أن تشوبه تعاليم ا ي
ا يلخرى .أضف إلى ذلك :احتفاظهم بأهم خصائص أهل البدو من سذاجة التفكير ً،وضيقا التصورً،
واليبهعد عن التأثر بحضارة المم المجاورة لهم.
ثانيا :أنهم يشرغلوا بالحروب من مبدأ نشأتهم .وكانت حروبا قاسية وطويلة ً،ومتتابعة ..أسلمتهم حروب
عل سى إلى حروب المويين ً،وأسلمتهم حروب المويين إلى حروب العباسيين التى تركتهم في حالة تشبه
الحتضار ً،وتؤذن بالفناء ً،فكان من الطبيعى أن ل تدع الحرب لهم من الوقت ما يتسع للبحث
والتصنيف.
ثالثا :أن الخوارج -مع ما هم عليه من شذوذ -كانوا يخلصون لعقيدتهم ً،ويتمسكون بإيمانهم إلى حد
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
كبير ً،ويرون أن الكذب جريمة من أكبر الجرائم ً،وبه -عند جمهورهم -يخرج النسان من رعداد
المؤمنين -فلعل هذا دعاهم إلى عدم الخوضِ في تفسير القرآن ً،وجعلهم يتورعون عن البحث وراء
معانيه ً،مخافة أن ل يصيبوا الحقا فيكونوا قد كذبوا على ال ..وقد يسرئل بعضهم :رلم لمهم يتفيسر القرآن؟
لمقارويرل * م
لمخهذمنا رمهنيه ربٱِهلميرميرن * يثرم ملمقمطهعمنا رمهنيه ضِ ٱ م
فقال" :كلما رأيت قوله تعالى} :موملهو متمقرومل معملهيمنا مبهع م
ٱهلمورتيمن{ُ أحجمت عن التفسير".
من أجل هذا كله لم يكن يينتظر من الخوراج أن ييؤيلفوا لنا فى التفسير كما ألمف غيرهم ً،وليس التفسير
وحده هو الذيِ يحررم من تصنيف الخوراج وتأليفهم ً،بل كل العلوم فى ذلك سواء ً،وما يورجد لهم من
لصول ً،أو الحديث ً،أو التفسير ً،أو غير ذلك من العلوم فكله من مؤلفات فى علم الكلم ً،أو الفقه ً،أو ا ي
عمل الباضية وحدهم ً،لن هذه الرفهرقة هى التى عاشت وانتشرت فى كثير من بلد المسلمينً،
واستمرت إلى يومنا هذا ً،وتأثرت بتعاليم المعتزلة وغيرهم ً،وسايرت التطور العلمى والجتماعى.
وبعد ..فهذا هو تراث الخوارج في التفسير ً،وهو تراث نادر عزيز ً،وما يورجد منه أندر وأعز ً،وأرى
أن أكتفى بالكلم عن "هميان الزاد إلى دار المعاد" وحده ً،وعذرى فى ذلك :أن ما وجدنا من تفسير هود
بن محكم ً،لم يتيسر لنا الطاع عليه الطلع الكافى الذى يعطينا فكرة واضحة عنه ً،وعن مؤيلله ً،وذلك
راجع إلى رداءة خطه ً،وضياع بعضِ أوراقه ً،وتآكل بعضها.
وما وجدنا من تفسير "داعى العمل ليوم المل" .لم يكن أكثر حظا من تفسير هود بن محكم.
وأما "تيسير التفسير" ..فهو فى الحقيقة خلصة لما تضمنه "هميان الزاد" لم يكن الكلم عنه بمعطينا
فكرة جديدة عن التفسير عند الباضية أو عند يمفيسره على القل.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) التعريف بمؤلف هذا التفسير (
مؤلف هذا التفسير هو محمد بن يوسف بن عيسى بن صالح إطفيش الوهبى ً،الباضى ً،وهو من وادى
ميزاب بصحراء الجزائر من بلد المغرب .نشأ بين قومه ً،ويعررف عندهم بالزهد والورع ..واشتغل
بالتدريس والتأليف وهو شاب لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره ً،وانكرب على القراءة والتأليف ً،حتى
قيل إنه لم ينم فى ليلة أكثر من أربع ساعات .وله من المؤلفات فى شرتى العلوم ثروة عظيمة تربو على
الثلثمائة مؤرلف ...فمن ذلك :نظم المغنى لبن هشام خمسة آلف بيت ..وكان ذلك فى شبابه ً،وشرح
كتاب التوحيد للشيخْ عيسى بن تبغورين وهو من أهم مؤلفاته فى علم الكلم ً،وشرح كتاب العدل
والنصاف فى يأصول الفقه لبى يعقوب يوسف ابن إبراهيم الورجلنى ً،وله فى الحديث :وفاء الضمانة
بأداء المانة ً،وهو مطبوع فى ثلثة مجلدات ً،وجامع الشمل فى حديث خاتم الرسل ً،وهو مطبوع فى
مجلد واحد .وله فى الفقه شرح كتاب النيل .وهو مطبوع فى عشر مجلدات ً،وله مؤلفات أخرى فى
النحو والصرف ً،والبلغة ً،والفلك ً،والعروضِ ً،والوضع ً،والفرائضِ ً،وغيرها.
وأما التفسير فله فيه "داعى العمل ليوم المل" ً،لم يتم ...و "هميان الزاد إلى دار المعاد" ً،وهو ما نحن
بصدده ...و "تيسير التفسير" ً،وهو مختصر من السابقا .هذا ً،وقد توفى المؤلف سنة 1332هـ )اثنين
وثلثين وثلثمائة وألف من الهجرة( ً،وله من العمر ست وتسعون سنة.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يعتبر هذا التفسير هو المرجع المهم للتفسير عند الباضية من الخوارج ً،غير أنه ل ييصور لنا حالة
التفسير عندهم فى عصورهم الولى ً،وذلك لقرب عهد مؤلفه ً،وتأخره عن زمن كثير من التفسير الذين
وافقوه على مذهبه ً،والذين خالفوه فيه.
ولقد جرت يسرنة ال بين المؤلفين أن يأخذ اللحقا من السابقا ً،وأن يستفيد المتأخر من المتقدم ً،وصاحبنا
فى تفسيره هذا ً،استمد من كتب ممن سبقه من المفيسرين على اختلف رنمحلهم ومشاربهم وإن كان يردعى
فى مقدمته أن ل ييقيلد فيه أحدا إل إذا حكى قولل ً،أو قراءة ً،أو حديثا ً،أو قصة ً،أو أثرا لمسملف .وأما
نفس تفاسير الى ً،والرد على بعضِ المفيسرين ً،والجواب ً،فمن عنده إل ما نسبه لقائله .كما ميردعى أنه
كان ينظر بفكره فى الية أولل ً،ثم تارة يوافقا نظر جار ال الزمخشرى ً،والقاضى البيضاوى -وهو
الغالب -وتارة يخالفها ً،ويوافقا وجها أحسن مما أثبتناه أو مثله.
ومهما يكن من شىء فل يسعنا إل أن نقول :إن الرجل -وقد قرأ الكثير من كتب التفسير -تأثر بما
جاء فيها ً،واستفاد الكثير من معانيها مما يدعونا إلى القول بأن تفسيره يمثل التفسير المذهبى للخوارج
الباضية فى أواخر عصورهم فقط ً،وبعد أن خرجوا من عزلتهم التى مكثوا فيها مدة طويلة من الزمن.
نقرأ فى هذا التفسير فنجد أن صاحبه يذكر فى أول كل سورة عدد آياتها ً،والمكى منها والمدنى ً،ثم
يذكر فضائل السورة ً،مستشهدا لذلك فى الغالب بالحاديث الموضوعة فى فضائل السور ً،ثم يذكر فوائد
السورة بما يشبه كلم المشعوذين الدرجالين ً،ثم بعد ذلك كله يشرح اليات شرحا وافيا ً،فييسهب فى
المسائل النحوية ً،والسلغوية ً،والبلغية ً،ويفيضِ فى مسائل الفقه ً،والخلف بين الفقهاء كما يتعرضِ
لمسائل علم الكلم ويفيضِ فيها ً،مع تأثر كبير بمذهب المعتزلة ً،كما ل يفوته أن يعرضِ للبحاث
الصولية والقراءات ً،وهو مكثر إلى حد كبير من ذكر السرائيليات التى يؤيدها الشرع ً،ول يصدقها
العقل ً،كما يطيل فى ذكر تفاصيل الغزوات التى كانت على عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم .ثم هو
ل عليه ً،ول بآية بعد ذلك ل يكاد يمر بآية يمكن أن يجعلها فى جانبه إل مال بها إلى مذهبه ً،وجعلها دلي ل
تصارحه بالمخالفة إل ترلمس لها كل ما فى طاقته من تأويل ً،ليتخلص من معارضتها ..وقد يكون
ل متكلفا ً،وفاسدا ً،ل ينجيه من معارضة الية له ً،لكنه التعصب العمى ...يدفع النسان إلى أن تأوي ل
ينسى عقله ً،ويطرح تفكيره الصائب ً،ليمشى مع الهوى بعقل فارغا وتفكير خاطىء!! ..وإليك بعضِ ما
جاء فى هذا التفسير ً،لتقف على مسلك صاحبه فى فهمه ليات القرآن الكريم:
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) حقيقة اليمان (
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى اليتين ] [3 - 2من سورة البقرة} :يهلدى ليهليمرترقيمن * ٱرلرذيمن يهؤرمينومن فمث ل
صلمة مومرما مرمزهقمنايههم يهنرفيقومن{ُ .نراه يقرر" :أن اليمان ييطلقا على مجموع العتقادً،ربٱِهلمغهيرب مويرقييمومن ٱل ر
والقرار ً،والعمل" ً،ثم يقول" :فممن أخرل بالعتقاد وحده ً،أو به وبالعمل ً،فهو مشرك من حيث النكارً،
منافقا أيضا من حيث أنه أظهر ما ليس فى قلبه ً،وممن أخرل بالقرار وحده ً،أو بالقرار والعمل ً،فهو
مشرك عند جمهورنا وجمهور قومنا .وقال القليل :إنه إذا أخرل بالقرار وحده ً،مسلم عند ال من أهل
الجنة ً،وإن أخرل به وبالعمل ففاسقا كافر كفر نعمة ً،وإن أخرل بالعمل فقط ً،فمنافقا عندنا ً،فاسقا ضالً،
كافر كفرا دون شرك غير مؤمن اليمان التام" ..ثم قال" :واختلف الخوارج ..وهم الذين خرجوا عن
ضللة علسى ً،فقالت الباضية الوهبية ً،وسائر الباضية فيمن أخرل بواحد من الثلثة :ما تقدم من إشراكه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
بترك العتقاد ً،أو بترك القرار ً،وينافقا بترك العمل .ويثبتون الصغيرة .وقال الباقون كذلك وإنه ل
صغيرة .ومذهب المحدثين أن انضمام العمل والقرار إلى العتقاد على التكميل ل على أنه ركن.
ونحن نقول :انضمامها إليه ركن ً،وهما جزء ماهيته".
صارلمحارت أمرن
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [25من سورة البقرة} :مومبيشرر ٱرلرذين آممينوها مومعرميلوها ٱل ر ومث ل
لهنمهاير{ُ ...الية ً،نراه يحاول محاولة جدية فى تحقيقا أن العمل جزء من لميههم مجرناهَت متهجرريِ رمن متهحرتمها ٱ م
اليمان ً،ول يتحققا اليمان بدونه .فيقول" :ترى النسان يفيد كلمه مرة واحدة بقيد ً،فيحل سائر كلمه
المطلقا على هذا التقييد ً،فكيف يسوغا لقومنا أن يلغوا تقييد ال -معرز ومجرل -اليمان بالعمل الصالح مع
أنه ل يكاد يذكر الفعل من اليمان إل مقرونا بالعمل الصالح؟ بل اليمان نفسه مفورضِ لعبادة ممن يجب
ل سلطانا ل يعتقد بوجوده ً،وثبوت يسهلطته ً،فالعمل اليمان به وهو ال تعالى ً،إذ ل يخدم النسان مث ل
لس بل بناء الصالح كالبناء النافع ً،المظلل المانع للحر ً،والبرد والمضرات ً،واليمان يأس ً،ول ينفع ا ي
لسس ولم يبن عليها لهلك باللصوص ً،والحر ً،والبرد ً،وغير ذلكً، عليه ً،ولو بنى النسان يألوفا من ا ي
فإن ذكر اليمان مفردا قيد بالعمل الصالح .وإذا ذكر العمل الصالح ً،فما هو إل فرع اليمان ً،دليل على
ل منهما غير الخر ً،لن الصل فى العطف المغايرة بين المتعاطفين ً،ففى عطف العمال أن ك ل
الصالحات على اليمان إيذان بأن البشارة بالجرنات ً،وإنما يستحقها ممن جمع بين العمال الصالحات
واليمان".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) موقفه من أصحاب الكبائر (
كذلك نجد المؤلف يحاول أن يأخذ من القرآن ما يدل على أن مرتكب الكبيرة مخرلد فى النار وليس
بخارج منها.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [81من سورة البقرة} :مبلمـى ممن مكمسمب مسيمئلة موأممحامطهت ربره فمث ل
صمحايب ٱلرنارر يههم رفيمها مخارليدومن{ُ ..يقول} :مسيمئلة{ُ خصلة قبيحة ً،وهى الذنب الكبيرً، مخرطييـمئيتيه مفيأهومليـرئمك أم ه
سواء أكان نفاقا أو إشراكا ً،ومن الذنوب الكبيرة :الصرار ً،فإنه نفسه كبيرة ً،سواء أكان على الصغيرة
صمحايب ٱلرنارر{ُ ..ويحتمل وجه آخر وهو أو الكبيرة ً،والدليل على أن السيئة :الكبيرة قوله} :مفيأهولميـرئمك أم ه
أن السيئة :الذنب صغيرا أو كبيرا ً،ثم يخمتص الكلم بالكبيرة بقوله} :موأممحامطهت ربره مخرطييـمئيتيه{ُ .وإن قلت
روى قومنا عن ابن عباس رضى ال عنهما أن السيئة هنا الشرك .وكذا قال الشيخْ هود -رحمه ال -
إنها الشرك .قلت :ما ذكرته أولى مما ذكراه ً،فإن لفظ السيئة عام ً،وحمله على العموم أولى ً،إذ ذلك
تفسير منهما ل حديث ً،ول سيما أنهما وقومنا يعترفون بأن الكبيرة يتهدرخل فاعلها النار ً،ولم يحصروا
دخولها على الشرك ً،ومعترفون بأن لفظ الخلود ييطلقا على المكث الكبير ً،سواء أكان أبديا ً،أو غير
أبدى ً،وادعاء أن الخلود فى المويحدين بمعنى المكث الطويل ً،وفى الشرك بمعنى المكث الدائم ً،استعمال
للكلمة فى حقيقتها ومجازها ً،وهو ضعيف ً،وأيضا ذكر إحاطة الخطيئات ولو ناسب الشرك كغيره ً،لكنه
أنسب بغيره ً،لن الشرك أقوى }موأممحامطهت ربره مخرطييـمئيتيه{ُ ..ربطته ذنوبه وأوجبت له دخول النار ً،فصار
ل خلص له منها ً،كمن أحاط به العدو ً،أو الحرقا ً،أو حائط السجن ً،وذلك بأن مات غير تائب".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) حملته على أهل السسرنة (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ونرى المؤلف كلما سنحت له الفرصة للتنديد بجمهور أهل السسرنة القائلين بأن صاحب الكبيرة من
المؤمنين ييعرذب فى النار على قدر معصيته ً،ثم يدخل الجنة بعد ذلك ً،نردد بهم ولمزهم.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [4من سورة البقرة} :وٱرلرذيمن يهؤرمينومن ربممآ أيهنرزمل إرلمهيمك موممآ أيهنرزمل
فمث ل
رمن مقهبرلمك موربٱِلرخمررة يههم ييورقينومن{ُ ..يقول .." :وترى أقواما ينتسبون إلى الرمرلة الحنيفية يضاهئون اليهود
فى قولهم :لن تمسنا النار إل أياما معدودات".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) مغفرة الذنوب (
ثم إن المؤلف حمل كل آيات العفو والمغفرة على مذهبه القائل :بأن الكبائر ل يغرفها ال إل بالتوبة
منها والرجوع عنها ً،ويحمل على الشاعرة القائلين بأن ال يجوز أن يغفر لصاحب الكبيرة وإن لم
يتب.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [284من سورة البقرة} :مورإن يتهبيدوها مما رفيي أمهنيفرسيكهم أمهو يتهخيفويه فمث ل
يمحارسهبيكهم ربره ٱللريه مفميهغرفير رلممن ميمشآيء مويمعيذيب ممن ميمشآيء{ُ يقول" :ول دليل فى الية على جواز المغفرة
صرون". لصاحب الكبيرة الميت بل توبة منها ً،كما زعم غيرها ً،لحديث ً،هلك اليم ي
ضِ ميهغرفيرلهر ر وعند قوله تعالى فى الية ] [129من سورة آل عمران} :موللرره مما رفي ٱلرسمماموارت مومما رفي ٱ م
رلممن ميمشآيء مويمعيذيب ممن ميمشآيء{ُ ..يقول" :يغفر لمن يشاء الغفران له بأن يوفقه للتوبة ً،وييعيذب ممن يشاء
صرً، تعذيبه بأن ل يوفقه ً،وليس من الحكمة أن ييعيذب المطيع الموفى ً،وليس مها أن يرحم العاصى اليم ي
وقد انتفى ال من أن يكون ظالما ً،وعد من الظلم :النقص من حسنات المحسن ً،والزيادة فى سيئات
المسىء ً،وليس من الجائز عليه ذلك ً،خلفا للشعرية فى قولهم :يجوز أن يدخل الجنة جميع المشركينً،
والنار جميع البرار .وقد أخطأوا فى ذلك."...
وعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [53من سورة الزمر} :إررن ٱلرلمه ميهغرفير ٱلسذينومب مجرميعا إررنيه يهمو ٱهلمغيفوير
ٱلرررحييم{ُ ..يقول" :بشرط التوبة منها ً،بدليل التقييد بها فى مواضع من القرآن والسسرنة ً،والمطلقا ييحمل
على اليممقريد .وقد يذرك مرت فى القرآن مرارا شرطا للغفران ً،فذكرها فيما ذكرت .ذكر لها فيما لم تذكرً،
وإنما تحذف لدليل ً،والقرآن فى حكم كلم واحد ل يتناقضِ حاشاه ً،وأيضا يليقا أن يذكر لهم أنه يغفر
الكبائر بل توبة مع أنه ناه عنها ً،لن ذلك يؤدى بهم إلى الجتراء عليها .وقد أخفى الصغائر لئل ييجترأ
عليها من حيث أنه غفرها .ويدل لذلك تعقيب الية بقوله} :موأمرنـييبيوها إرلمـى مريبيكهم{ُ لئل يطمع طامع
كالقاضى -يريد البيضاوى -فى حصول المغفرة بل توبة .ويدل له أيضا قراءة ابن مسعود وابن
عباس" :يغفر الذنوب جميعا لمن يشاء" أى لمن يشاؤه بالتوبة ..وأما قوله} :إررنيه يهمو ٱهلمغيفوير ٱلرررحييم{ُ
فاستئناف معلل لمغفرة الذنوب بالتوبة ً،أيِ يغفرها ً،ويقبل التوبة منها .لن من شأنه الغفران العظيم
والرحمة والعظيمة وملكه وغناه واسع لذلك .والمراد بالية :التنبيه على أنه ل يجوز لمن عصى ال -
أى عصيان كان -أن يظن أنه ل يغفر له ً،ول يقبل توبته ً،وذلك مذهبنا معشر الباضية ً،وزعم
القاضى وغيره :أن الشرك ييغفر بل توبة ً،ومشهور مذهب القوم :أن المويحد إذا مات غير تائب :ييرجى
له ً،وأنه إن شاء عرذبه بقدر ذنبه وأدخله الجنة .وإن شاء غفر له .ومذهبنا :أن ممن مات على كبيرة غير
تائب :ل ييرجى له".
**
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) رأيه فى الشفاعة (
ويرى المؤلف :أن الشفاعة ل تقع لغير الموحيدين ً،ول لصحاب الكبائر ً،ومن خلل رأيه هذا ينظر إلى
آيات الشفاعة فل يرى فيا إل ما يتفقا ومذهبه.
ل متهجرزيِ منهففس معن رنهفهَس ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [48من سورة البقرة} :موٱرتيقوها ميهوما ر فمث ل
صيرومن{ُ ..يقول .." :وإن قلت :فهل الشفاعة ل يههم يهن م ل يهقمبيل رمهنمها مشمفامعفة مو م
ل يهؤمخيذ رمهنمها معهدفل مو م مشهيئا مو م
والفداء بالعدل واقعان ولكن ل ييقبلن؟ أم غير واقعين؟ قلت :غير واقعين ً،أما ممن تأهل للشفاعة من
الملئكة والنبياء والعلماء والصالحين ً،فل يتعرضون بها لمن ظهرت شقاوته لهم .فإن تعررضوا بها
ل لها ً،فيتركوا التعرضِ لها .وأما من لم لهم قبل أن تظهر لهم ً،قيل لهم :إنهم مبرديلوا وغريروا ً،وليسوا أه ل
يتأهل لها فمشغول بنفسه ل يدرى ما ييفعل به".
ل يهقمبيل رمهنمها معهدفل مو م
ل متنمفيعمها مشمفامعفة{ُ ... وعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [123من السورة نفسها} :مو م
ل متنمفيعمها مشمفامعفة{ُ لعدمها هناك ً،فالمراد أنه ل شفاعة تنفعها ً،فالشفاعة هنالك منفية من يقول } ..مو م
أصلها ً،وليس المراد أنه هناك شفاعة ل يتقبل .وإنما ساغا ذلك ً،لن القضية السالبة تصدقا بنفى
الموضوع ً،كما تصدقا بنفى المحمول ً،فكما تقول :ليس زيد قاعدا فى السوقا ً،وتريد أنه فيها لكنه قائمً،
ل ً،وذلك مخصوص بالمشرك ً،فإنه ل شفاعة كذلك تقول :ليس زيد قاعدا فيها ً،وتريد أنه ليس فيها أص ل
له هنالك إل شفاعة القيام لدخول النار ً،ول نفع له فى دخول النار ً،وإنما الشفاعة للمويحد التائب".
وعند قوله تعالى في الية ] [159من سورة النعام} :إررن ٱرلرذيمن مفرريقوها رديمنيههم مومكاينوها رشميعا لرهسمت رمهنيههم رفي
مشهي هَء{ُ ...الية ً،يقول" :فالية نص -أو كالنص -فى أن ل شفاعة لهل الكبائر .أى أنت برئ منهم
على كل وجه ً،وقد علمت عن عمر وأبى هريرة أن الية فى أهل البدع من هذه المة".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) رؤية ال تعالى (
ويرى صاحبنا :أن رؤية ال تعالى غير جائزة ول واقعة لحد مطلقا ً،وييصيرح بذلك فى تفسيره ليات
الرؤية ً،ويرد على أهل السسرنة الذين يقولون بجوازها فى الدنيا ً،ووقوعها للمؤمنين فى الخرة.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [55من سورة البقرة} :موإرهذ يقهليتهم ميايمومسـى ملن سنهؤرممن لممك محرتـى منمرى فمث ل
ٱلرلمه مجههمر لة{ُ ...الية ً،نراه يذكر ما ورد من الروايات فى هذا الباب ً،ومن الروايات رواية تفيد :أن
موسى سأل ربه أن ينظر إليه بالمجاهرة ً،يعقب عليها فيقول" :وهذه الرواية تقتضى أن موسى يجيز
الرؤية ً،حتى سألها ويمنمعها ...وليس كذلك ً،بل إن صح سياقا هذه الرواية فقد سألوه الرؤية قبل ذلكً،
فنهاهم عن ذلك وح ررمه ً،أو سكت انتظارا للوحى فى ذلك ً،فلما فرغا وخرج ً،عاودوه ذكر ذلك ً،فقال
لهم :قد سألته على لسانكم كما تحبون ً،لخبركم بالجواب الذى يقمعكم ل لجواز الرؤية ً،فتجرلى للجبل
بعضِ آياته فصار دكا ً،فكفروا بطلب الرؤية ً،لستلزامها اللون ً،والتركيب ً،والتحيز ً،والحدودً،
ل لم يختلف والحلول ً،وذلك كله يستلزم الحدوث ً،وذلك كله محال على ال ً،وإذا كان ذلك مستلزما عق ل
دنيا وأخرى ً،فالرؤية محال دنيا وأخرى .ول باليمان ً،والكفر ً،والنبوة ً،وعدمها".
وعند قوله تعالى فى الية ] [153من سورة النساء} :ميهسمأليمك أمههيل ٱهلركمتارب مأن يتمنيزمل معملهيرههم ركمتابا يممن ٱلرسممآرء
صارعمقية مفمقايلوا مأرمنا الم مفمقهد مسمأيلوها يمومسـى أمهكمبمر رمن ـذرلمك مفمقالييوها أمررمنا ٱلرلمه مجههمرلة{ُ ...الية ً،يقول} :مفمأمخمذهتيهيم ال ر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
مجههمرفة{ُ إذ سألوا رؤية ال مجرل ومعل الموجبة للتشبيه ...وقالت الشعرية :الصاعقة إنما هى من أجل
امتناعهم من اليمان بما وجب إيمانه إل بشرط الرؤية ً،ل من أجل طلب الرؤية .وهو خلف ظاهر
الية ً،مع أن الرؤية توجب التحيز ً،والجهات ً،والتركيب ً،والحلول ً،واللون ً،وغير ذلك من صفات
صامر{ُ .والشعرية لما يأفحموا صاير مويهمو ييهدرريك ٱ م
لهب م ل يتهدرريكيه ٱ م
لهب م الخلقا .ويدل لما قلته قوله تعالى } :ر
قالوا :بل كيف .وحديث الرؤية -إن صح -فمعناه :يزدادون يقينا بحضور ما وعد ال فى الخرةً،
فل يشكون فى وجود ال وكمال صدقه ً،وقدرته ً،كما ل يشكون فى البدر".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) أفعال العباد (
ل نراه وإذا كان المؤلف يتأثر بآراء المعتزلة أحيانا ً،فإنه ييصيرح بمخالفتهم فى بعضِ المسائل ً،فمث ل
يقرر :أن فعال العباد كلها بإرادة ال تعالى وأن العبد ل يخلقا أفعال نفسه .ونراه يرد على المعتزلة ول
ل عندما فرسر قوله تعالى فى الية ] [107من سورة النعام} :موملهو يرضى موقفهم من هذه المسألة ً،فمث ل
مشآمء ٱللريه ممآ أمهشمريكوها مومما مجمعهلمنامك معلمهيرههم محرفيظا{ُ ...الية ً،يقول" :ولو شاء ال عدم إشراكهم بال تعالى ما
أشركوا به تعالى شيئا ً،فالية دليل على أن إشراكهم بإرادة ال ومشيئته ً،وفيه رد على المعتزلة فى
قولهم :لم يرد معصية العاصى ..وزعموا أن المعنى :لو شاءال لكرههم على عدم الشراك ً،ولزم
عليهم أن يكون مغلوبا على أمره إذا يعصى ولم يرد المعصية ً،بل أراد اليمان منهم ولم يقع -تعالى
ال عن ذلك -والحقا أن المعصية بإرادته ومشيئته ً،مع اختيار العاصى ً،ل جبر ً،للذم عليها والعقاب
والنهى عنها".
وعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [62من سورة الزمر} :ٱللريه مخارليقا يكـيل مشهيهَء{ُ ...يقول" :من
إيمان ً،وكفر ً،وخير ً،وشر ً،مما هو كائن دنيا ويأخرى".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) موقفه من المتشابه (
كذلك نجد المؤلف يقف من المتشابه موقف التأويل ً،ويعيب على ممن يقول بالظاهر ً،وإن فروش علمه
وكيفيته ل.
ل مأن ميهأرتمييهيم ٱللريه رفي يظلمهَل ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [210من سورة البقرة} :مههل مينيظيرومن إر ر فمث ل
ل مأن ميهأرتمييهيم ٱللريه رفي يظملهَل يممن ليموير{ُ ..يقول} :إر ر لهمير موإملى ٱلرلره يتهرمجيع ٱ ي
ضمي ٱ م يممن ٱهلمغممارم موٱهلم ي
لرئمكية مويق ر
ر
ل مأن متهأرتمييهيم ٱهلمملرئمكية أمهو ميهأرتمي ٱهلمغممام{ُ على حذف مضاف :أيِ أمر ال .بدليل قوله تعالى} :مههل ميهنيظيرومن إر ر
ر
أمهمير مريبمك{ُ ...والحاصل ً،أن مذهبنا ومذهب هؤلء -يريد المعتزلة ومن وافقهم -تأويل الية عن
ظاهرها إلى ما يجوز وصف ال به".
وعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [42من سورة المائدة} :موإرهن محمكهممت مفٱِهحيكهم مبهيمنيههم ربٱِهلرقهسرط إررن ٱلرلمه
يرحسب ٱهليمهقرسرطيمن{ُ ..نراه يذكر الحديث القائل" :إن المقسطين على منابر من نور يوم القيامة عن يمين
الرحمن ً،وكلتا يديه يمين" ً،ثم يقول" :ويمين الرحمن عبارة عن المنزلة الرفيعة ً،والعرب تذكر اليمين
فى المر الحسن ً،ودل لذلك قوله" :وكلتا يديه يمين" ً،والتأويل فى مثل ذلك هو الحقا .وأما قول مسملف
الشعرية فى مثل ذلك :إرنا نؤمن به وننزهه عن صفة الخلقا ونكل معناه إلى ال ً،ونقول :هو على
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
معنى يليقا به ...وكذا طوائف من المتكلمين ً،فجمود وتعام عن الحقا".
وعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [54من سورة العراف} :إررن مرربيكيم ٱللريه ٱرلرذيِ مخلممقا ٱلمسمماموارت
ضِ رفي رسرترة أمرياهَم يثرم ٱهسمتموـى معملى ٱهلمعهررش{ُ ...الية ً،يقول" :واستوى :بمعنى استولى بالملكً، موٱ م
لهر م
والغلبة والقوة ً،والتصرف في كيف شاء ً،و "العرش" :جسم عظيم وذلك مذهبنا ومذهب المعتزلة ً،وأبى
المعالى وغيره من يحرذاقا المتكلمين ً،وخص بالعرش بذكر الستيلء لعظمته".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) موقفه من تفسير الصوفية (
ونجد المؤلف يبدى رأيه فى تفسير الصوفية بصراحة تامة ً،ويحمل على ممن ييفيسر هذا التفسير ً،فيقول
عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [3من سورة البقرة} :مومرما مرمزهقمنايههم يهنرفيقومن{ُ .." :قيل :ويحتمل أن
ييراد النفاقا من جميع ما رزقهم ال من أنواع الموال ً،والعلم ً،وقوة البدن ً،والجاه ً،وفصاحة اللسان..
ينفعون بذلك عيال ال سبحانه وتعالى على الوجه الجائز ً،وقيل :المعنى :ومما خصصناهم به من أنوال
معرفة ال -مجرل ومعل -يفيضون ..وهذا القول والذى قبله أظنهما للصوفية أو لمن يتصوف ً،وليس
تفسير الصوفية عندى مقبولل إذا خالف الظاهر ً،وكان تكلفا ً،أو خالف يأسلوب العربية ول أعذر يمن
ييف يسر به ول أقبل شهادته ً،وأتقرب إلى ال تعالى ببغضه والبراءة منه ً،فإنه ولو كان فى نفسه حقا لكون
جعله معنى للية أو للحديث خطأ لنه خروج عن الظاهر وأساليب العرب التي يتخاطبون بها وتكلف
من التكلف الذى يبغضه ال ً،فإن القولين وإن ناسبهما قوله صلى ال عليه وسلم" :إرن علما ل يقال به
ككنز ل يينفقا منه "الذى رواه الطبرى فى الوسط ً،لكن ل يصحان تفسيرا للية ً،إذ ل يبتادر ذلك ل
يجرى على أسلوب العرب والقول الخير أبعد ً،وأنا أعد اعتقادى ذلك نورا ومعرفة أفاضها ال الرحمن
الرحيم علسى .وقد أقبل القول الذى قبله لنه قريب من يأسلوب العرب .قليل التكلف ً،والصحيح أن
المراد :النفقة الواجبة وغير الواجبة من المال.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) موقفه من الشيعة (
وصاحبنا ل ييسيلم للشيعة استدللهم على إمامة علسى بقوله تعالى فى الية ] [55من سورة المائدة} :إررنمما
لمة مويهؤيتومن ٱلرزمكامة مويههم مراركيعومن{ُ ...بل نراه يفند صم مورلسييكيم ٱللريه مومريسولييه موٱرلرذيمن آممينوها ٱرلرذيمن يرقييمومن ٱل ر
صم
لمة{ُ ...إلى} :مراركيعومن{ُ احتجاجهم بالية فيقول" :وزعم الشيعة أن} :موٱرلرذيمن آممينوها ٱرلرذيمن يرقييمومن ٱل ر
على بن أبى طالب ً،وأن جملة }ويههم مراركيعومن{ُ حال من واو }مويهؤيتومن ٱلرزمكامة{ُ وهى مقارنةً، المراد به ر
وأنه أعطى الزكاة وهو فى الصلة راكع ً،سأل سائل وهو فى ركوع الصلة فأعطاه خاتمه فى حال
ركوعه وأراد به الزكاة ً،وعربر عنه بالجمع تعظيما ً،وهى دعوى بل دليل عليها والصل العمومً،
والصل أن ل ييطلقا لفظ الجمع على المفرد ً،ومن دعوى الشيعة أن المراد بالولى -فى الية -
المتولى للمور المستحقا للتصرف فيها ً،وأن هذه الية دليل على إمامة علسى ...وهذا أيضا تكلف بل
دليل".
**
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) رأيه فى التحيكم (
ونرى المؤلف يتأثر فى تفسيره هذا بعقيدته فى مسألة التحيكم بين علسى ومعاوية رضي ال عنهما ً،فيفر
من اليات التى تعارضه ً،ويمكن أن تكون مستندا لمخالفيه.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [35من سورة النساء} :موإرهن رخهفيتهم رشمقامقا مبهيرنرهمما مفٱِهبمعيثوها محمكما يمهنفمث ل
أمههرلره مومحمكما يمهن أمههرل مهآ{ُ ...الية ً،نراه يقول" :ول دليل فى الية على جواز التحكيم ً،لن مسألة الحال
إنما هى ليتحققا بالمح مكمين ما قد يخفى من حال الزوجين ً،بخلف ما إذا ظهر بطلن إحدى الفرقتين بأن
ل ل مجرد بيان الحقا". ال قد حكم بقتالها ً،وأيضا المراد هنا :الصلح مث ل
وعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [10 - 9من سورة الحجرات} :مورإن مطآرئمفمتارن رممن ٱهليمهؤرمرنيمن ٱهقمتمتيلوها
صرليحوها مبهيمنيهمما{ُ ...إلى قوله} :لممعلريكهم يتهرمحيمومن{ُ ..يقول :والصلح بالنصح والدعاء إلى حكم ال ... مفمأ ه
ل يقول فى ناحية ثم يقول :والصلح بالنصح والدعاء إلى حكم ال ...ثم يقول :وسمع علسى رج ل
المسجد :ل نمنعكم مساجد ال أن تذكروا فيها اسم ال ً،ول نمنعكم الفىء ما دامت أيديكم فى أيدينا ً،ول
نبدأكم بقتال .قلت :الحقا أنه إذا حكم ال بحكم فى مسألة فل حكم لحد فيها سواه ً،فالحقا مع الرجلً،
على أعلم عالم .ثم قال :قيل :وفى الية دليل على أن البغى ل يزيل اسم مؤمن ً،لن ال ولو كان ي
سماهم مؤمنين مع كونهم باغين ...وسماهم إخوة مؤمنين ً،قلت :ل دليل ً،أما} :مورإن مطآرئمفمتارن رممن
ٱهليمهؤرمرنيمن{ُ فتسميتهم فيه مؤمنين :باعتبار ما يظهر لنا قبل ظهور البغى ً،أما} :إررنمما اهليمهؤرمينومن إهخموفة{ُ
صرليحوا مبهيمن أممخموهييكهم{ُ فى معنى فتسميتهم فيه مؤمنين إخوة :باعتبار ما ظهر لنا قبل البغى ً،فقوله} :مفمأ ه
اهدوهم إلى الحال التى كانوا عليها قبل .أو المراد بالمؤمن :الموحد ل الموفى ً،بدليل" :ل يزنى الزانى
حين يزنى وهو مؤمن ً،ول يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" .وأما لفظ :آمن وإيمان ً،فل
يختصان بالموفى".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
وعلى ومن والهما ( ر العنوان ) إشادته بالخوارج وحطه من قدر عثمان
على ً،أو عثمان ً،أو من يلوذ بهما إل ثم إنه ل تكاد تأتى لذكر الخوارج إل رفع من شأنهم ً،ول لذكر ر
ضِ من شأنهم ً،ورماهم بكل نقيصة. وغ ر
ل متيكوينوها مكٱِرلرذيمن
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى اليتين ] [106 - 105من سورة آل عمران} :مو م فمث ل
ضِ يويجوفه مومتهسموسد متمفرريقوها موٱهخمتمليفوها رمن مبهعرد مما مجآمءيهيم ٱهلمبيمنايت موأيهوملــرئمك مليههم معمذافب معرظيفم * ميهوم متهبمي س
يويجوفه{ُ ...إلخْ ً،نراه يعيب على ممن يقول من المفيسرين :إن الذين تفررقوا واختلفوا هم ممن خرج عملى
على ً،و }تمفرريقوها على عند قبوله التحكيم ً،ويقول :إن أمر الحمكمين لم يكن حين نزلت الية ً،بل فى إمارة ر ر
موٱهخمتمليفوها{ُ صيغتان ماضويتان ً،ول دليل على صرفها للستقبال ً،ول على التعيين لمن ذكر ً،بل درلت
ضِ وجوههم ً،فممن خالفهم فهو داخل فى قوله الية على خلوصهم من ذلك ً،وعلى أنهم المحقون الذين متهبمي ي
تعالى} :مفمأرما ٱرلرذيمن ٱهسموردهت يويجويهيههم أمهكمفهريتهم مبهعمد رإيممارنيكهم مفيذويقوها ٱهلمعمذامب ربمما يكهنيتهم متهكيفيرومن{ُ ..وهو يعم كل
ممن كفر بعد إيمانه .واعلم أنه قد خرج على علسى حين أذعن للحكومة صحابة كثيرون -رضى ال
عنهم -وتابعون كثيرون ً،فترى المخالفين يذمون ويشتمون ممن خرج عنه ً،ويلعنونه ً،غير الصحابة
الذين خرجوا عنه ً،والخروج واحد :إما حقا فى حقا الجميع ً،وإما باطل فى حقا الجميع ..فإذا كان حقا
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل فى جنب الكل ً،فقد استحقا في جنب الكل ً،فكيف يشتمون ممن خرج عليه غير الصحابة ً،وإن كان باط ل
الصحابة الشتم أيضا ...عافاهم ال .ونرى المخالفين يروون أحاديث لم تصح عن رسول ال صلى ال
عليه وسلم ً،وقد يصح الحديث ويزيدون فيه .وقد يصح ويؤولونه فينا وليس فينا".
ثم سرد المؤلف بعضِ الحاديث التى حملت عليهم ً،وردها بعدم صحتها ً،أو بحملها على غلة الخوراج
كالصفرية ً،أو بحملها لعى ممن قبل التحكيم .ثم قال" :والدليل القوى على أن تلك الحاديث ليست فينا
ول فيمن اقتدينا بهم ً،وأن الراضين بالتحكيم هم المبطلون ً،ما رواه أبو عمر ً،وعثمان بن خليفة :أن
ل من تلميذ أبى موسى الشعرى -عبد ال بن قيس -لقيه بعد ما وقع فيما وقع من أمر التحكيمً، رج ل
فقال له :قف يا عبد ال بن قيس أستفتك ً،فوقف ..وكان التلميذ قد حفظ عنه أنه حكى عن رسول ال
صلى ال عليه وسلم أنه قال" :سيكون فى هذه المة محمكمان ضالن يمضلن يضلن ويضل ممن اتبعهما"
قال :فل تتبعهما وإن كنت أحدهما .ثم قال له التلميذ :إن صدقت فعليك لعنة ال ً،وإن كذبت فعليك لعنة
ال.
ومعنى ذلك :إن كانت الرواية التى رواها عن رسول ال صلى ال عليه وسلم صحيحة ثم وقع فيهاً،
فعليه لعنة ال ً،وإن كان كاذبا على رسول ال صلى ال عليه وسلم فعليه ً،لعنة ال ً،لنقله الكذب عن
رسول ال ً،ل محيص عن المرين جميعا".
ل متنرفيروها يمعيذهبيكهم معمذابا أمرليما موميهسمتهبردهل مقهوما
وعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [39من سورة التوبة }إر ر
مغهيمريك هم{ُ ...الية ً،نراه يحاول الغضِ من شأن عثمان الذى بذل ماله فى غزوة تبوك دفاعا عن رسول
ال صلى ال عليه وسلم ً،وينهصرة لدين ال فيقول ..." :وعن عمران بن حصين أن نصارى العرب
كتبت إلى هرقل :إن هذا الرجل الذى ميردعى النبوة هلك وأصابتهم سنون فهلتكت أموالهم ً،فبعث رج ل
ل
من عظمائهم ً،وجرهز معه أربعين ألفا ً،فبلغ ذلك النبى صلى ال عليه وسلم ولم يكن للناس قوة ً،وكان
عثمان قد ج رهز عيرا إلى الشام ً،فقال :يا رسول ال؛ً هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلسها ً،ومائتا يأوقية .قال
صاحب المواهب :قال عمران بن حصين :فسمعته يقول" :ل يضر عثمان ما عمل بعدها" -واليعههدة
على القسطلنى وعمران -فإن صح ذلك فمعنى ذلك :الدعاء له بالخير ً،ل القطع بأنه من أهل الجنة.
وعن عبد الرحمن بن سمرة :جاء عثمان بن عفان بألف دينار فى كمه حين جرهز جيش اليعسرة ً،فنثرها
فى حجره -صلى ال عليه وسلم ً،-فرأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقلبها فى حجره ويقول:
"ما ض رر عثمان ما عمل بعد اليوم" ً،فإن صح هذا فذلك أيضا دعاء ً،وإنما قلت لك لخبار سوء وردت
فيه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم".
لهخمسرريمنوعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [103وما بعدها من سورة الكهف} :يقهل مههل ينمنيبيئيكم ربٱِ م
أمهعممالل{ُ ...اليات إلى قوله} :مذرلمك مجمزآيؤيههم مجمهرنيم ربمما مكمفيروها موٱرتمخيذيوها آميارتي مويريسرلي يهيزوا{ُ ...يقول... :
وزعم عل سى أنهم أهل حروراء ً،وهم المسلمون الذين خرجوا عنه ً،لعدم رضاهم بالتحكيم فيما كان ل فيه
حكم .وسأله ابن الكواء فقال :منهم حروراء .ويسئل :أهم مشركون؟ فقال :ل ً،فقال :أمنافقون؟ فقال :لً،
بل إخواننا بغوا علينا ...وذلك خطأ تشهد به عبارته ً،لنه ليس النسان إل مؤمنا أو مشركا أو منافقاً،
فإذا انتفى الشرك والنفاقا عن أهل حروراء فهم مؤمنون .والمؤمن ل ييوصف بالبغى وهو مؤمن ً،وممن
بغى دخل فى حدود النفاقا .وأيضا الباغى ممن يرى التحكيم فيما كان ل فيه حكم ً،والسافك دماء ممن لم
يتبعه على هذه الزرلة .وأيضا أهل حروراء لم يكفروا بآيات ال ً،ول بلقائه ً،بل مؤمنون بآيات ال
وبالبعث .والخسرون أعمالل قد وصفهم ال سبحانه وتعالى بكفر اليات واللقاء ً،ولست أقول ذلك معجبا
بنفسى ً،ول متعجبا ممن عصى ً،بل حقا ظهر لى فصررحيت به".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
صارلمحارت وعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [55من سورة النور} :مومعمد ٱللريه ٱرلرذيمن آممينوها رمهنيكهم مومعرميلوها ٱل ر
ضِ{ُ ...الية ً،يقول" :قال المخالفون عن الضحاك :إن الذين آمنوا هم :أبو بكرً، لمميهسمتهخرلمفرنيههم رفي ٱ م
لهر ر
وعمر ً،وعثمان ً،وعلسى .وإن استخلفهم :إمامتهم العظمى ً،وسيأتى ما يدل على بطلن دخول عثمان
وعلسى فى ذلك ...ثم قال :وفى أيام أبى بكر ً،وعمر ً،وعثمان ً،وعلسى .وبعدهم ً،كانت الفتوح العظيمةً،
وتمكين الدين لهله ً،لكن ل دليل فى ذلك على إصابة عثمان وعلسى .فإنهما وإن كانت خلفتهما برضا
الضحابة ً،لكن ما ماتا إل وقد بردل وغريرا فسحقا ...كما فى أحاديث عنه -صلى ال عليه وسلم -
أنهما مفتونان".
وعند تفسيره لقوله تعالى فى آخر الية السابقة} :موممهن مكمفمر مبهعمد مذرلمك مفيأهوملرئمك يهيم اهلمفارسيقومن{ُ ..يقول:
"أقول -وال أعلم بغيبه -إن أول ممن كفر بتلك النعمة وجحد حقها :ثمان بن عفان؛ً جعله المسلمون
على أنفسهم ً،وأموالهم ً،فخانهم فى كل ذلك .زاد فى مسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم وورسعهً،
وابتاع من قوم وأبى آخرون فغصبهم ً،فصاحوا به فسريرهم للحبس ً،وقال :قد فعل بكم عمر هذا فلم
تصيحوا به ً،فكرلمه فيهم عبد ال ابن خالد بن أسيد فأطلقهم من السجن ً،وقد جمع فى ذلك :عصب المالً،
لمه وهو الوليد بن يعقبة .ونزل} :موارتيقوا رفهتمنلة{ُ بحضرة أبي وقذف عمر رضى ال عنه .واستعمل أخاه ي
وعلى ً،فقال لعثمان" :بك تفتح وبك يتمشب" ً،وقال س بكر ً،وعمر -رضى ال عنهما -وعثمانً،
لعلى " :أنت إمامها وزمامها وقائدها ً،تمشى فيها مشى البعير فى قيده" وقال" :لضرس بعضِ الجلوس فى ر
نار جهنم أعظم من بجل أ يحد" .وقال" :يثور دخانها تحت قدمى رجل يزعم أنه منى وليس منى ً،أل إن ي
أوليائى المتقون" ...إلى آخر ما ذكره من النقائص فى حقا علسى وعثمان -رضى ال عنهما".
ل أمهسمألييكهم معلمهيره أمهجرا إر ر
ل ٱهلممموردمة رفي وعند تفسيره لقوله فى الية ] [23من سورة الشورى} :يقل ر
ٱهليقهرمبـى{ُ ...الية ً،يقول" :فمموردة قرابته صلى ال عليه وسلم ممن ملم ييبيدل منهم ولم ييغيير ً،مثل فاطمةً،
وحمزة ً،والعباس ً،وابنه -رضى ال عنهم -واجبة" ..ثم ذكر روايات كثيرة فى الحث على حب آل
البيت ومموردتهم ..وبعدما فرغا منها قال" :لكن المراد بآله :آله الذين لم يمبيدلوا ً،فخرج علسى ونحوه ممن
مبردل ً،فإنه قتل ممن قال صلى ال عليه وسلم" :ل يدخل قاتلة الجنة" .ولم يصح عندنا معشر الباضية
رواية :أنه لما نزلت قيل :ممهن قرابتك الذين تجب علينا مموردتهم؟ فقال" :علسى ً،وفاطمة ً،وابناهما".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) هميان الزاد إلى دار المعاد ( ضمن
العنوان ) اعتداده بنفسه وحملته على جمهور المسلمين (
هذا ...وإن المؤلف ليفخر كثيرا فى مواضع من تفسيره بنفسه وبأهل رنهحلته ً،ويرى أنه وحزبه أهل
اليمان الصادقا ً،والدين القويم ً،والتفكير السليم ً،وأما ممن عداهم :فضالون مضلون ً،مبتدعون مخطئون.
ل نجده عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [170من سورة البقرة} :موإرمذا رقيمل لميهيم ٱرتربيعوا ممآ مأنمزمل ٱللريه فمث ل
مقايلوها مبهل منرتربيع ممآ أمهلمفهيمنا معملهيره آمبآمءمنآ{ُ ...الية ً،يقول ما نصه" :واعلم أن الحقا هو القرآن والسسرنة ً،وما لم
يخالفهما من الثار ً،ف ممن قام بذلك .فهو الجماعة والسواد العظم ً،ولو كان واحدا ً،لنه نائب النبى
صلى ال عليه وسلم والصحابة ً،والتابعين الذين اهتدوا ً،وكل مهتد .وممن خالف ذلك ً،فهو مبتدع ضالً،
ولو كان جمهورا .هذا ما يظهر لي بالجتهاد ً،وكنت أقرره للتلميذ عام تسع وسبعين ومائتين وألف ..
فأصحابنا الباضية الوهبية هم الجماعة والسواد العظم وأهل السسرنة ولو كانوا أقل الناس .لنهم
المصيبون فى أمر التوحيد ً،وعلم الكلم ً،والولية ً،والبراءة ً،والصول دون غيرهم".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وعند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [112من سورة هود} :مفٱِهسمترقهم مكممآ أيرمهرمت موممن متامب مممعمك{ُ ...اليةً،
يقول ما نصه" :واعلم يا أخى -رحمك ال -أنى استقريت هذه المذاهب المعتبرة كمذهبنا معشر
الباضية ً،ومذهب المالكية ً،ومذهب الشافعية ً،ومذهب الحنفية ً،ومذهب الحنبلية ً،بالمنقول والمعقول ً،فلم
أر مستقيما منها فى علم التوحيد والصفات سوى مذهبنا ً،فإنه مستقيم خال عن التشبيه والتعطيل .يحججه
ل تقاومها يحرجة .ول تثبت لها ً،والحمد ل وحده".
هذا هو يمف يسرنا الباضى ً،وهذا هو تفسيره الذى مله بالدفاع عن العقيدة الزائفة ً،والتعصب للمذهب
الفاسد ً،وهو بعد -كما ترى -ل يسلم من مجاراة المعتزلة فى بعضه عقائدهم ً،كما لم يسلم من
ضاع الخوارج ً،لينصروا بها مذهبهم ً،ويمريوجوا له بين الحاديث الموضوعة التى جرت على ألسن يو ر
الناس.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الصوفية ( ضمن العنوان
) أصل كلمة تصوف (
وقع الختلف فى أصل هذه الكلمة "تصوف" فقيل :إنها مشتقة من الصوف ً،وذلك لن الصوفية خالفوا
الناس فى لبس فاخر الثياب فلبسوا الصوف تقشفا وزهدا .وقيل :إنه من الصفاء ً،وذلك لصفاء قلب
صرفة التى يينسب إليها فقراء
المريد ً،وطهارة باطنه وظاهره عن مخالفه ربه .وقيل :إنه مأخوذ من ال ي
صرفة .ويرى غيرهم أنه لقب غير مشتقا .قال القشيرى رحمه ال" :ول الصحابة المعروفون بأهل ال ي
يشهد لهذا السم اشتقاقا من جهة العربية ً،ول قياس ً،والظاهر أنه لقب .وممن قال باشتقاقه من الصفاء
صرفة فبعيد من جهة القياس السلغوى .قال :وكذلك من الصوف ً،لنهم لم ييختصوا به". أو من ال ي
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الصوفية ( ضمن العنوان
) معنى التصوف (
والتصوف بهذا المعنى موجود منذ الصدر الول للسلم ً،فكثير من الصحابة كانوا معرضين عن الدنيا
ومتاعها ً،آخذين أنفسهم بالزهد والتقشف ً،مبالغين فى العبادة ً،فكان منهم ممن يقوم الليل ويصوم النهارً،
ومنهم ممن يشد الحجر على بطنه تربية لنفسه وتهذيبا لروحه ً،غير أنهم لم ييعرفوا فى زمنهم باسم
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الصوفية ً،وإنما اشتهر بهذا اللقب فيما بعد ممن يعرفوا بالزهد والتفانى فى طاعة ال تعالى ً،وكان هذا
الشتهار فى القرن الثانى الهجرى ً،وأول من يسيمى بالصوفى :أبو هاشم الصوفى المتوفى سنة 150
هـ )خمسين ومائة من الهجرة(.
وفى هذا القرن وما بعده تورلدت بعضِ البحاث الصوفية ً،وظهرت تعاليم القوم ونظرياتهم التى
تواضعوا عليها ً،وأخذت هذه البحاث تنمو وتتزايد كلما تقادم العهد عليها .وبمقدار ما اقتبسه القوم من
المحيط العلمى الذى يعيشون فيه تطورت هذه البحاث والنظريات.
ولقد استفاد المتصوفة من الفلسفة والمتكلمين والفقهاء ما كان له الثر الكبر فى هذا التطور الصوفىً،
غير أنهم أخذوا من الفلسفة بحظ وافر ً،بل وكرونوا فلسفة خاصة بهم ً،حتى أصبحنا نرى بينهم رجا ل
ل
أشبه بالفلسفة منهم بالمتصوفة ً،وأصبحنا نرى بعضهم يدين بمسائل فلسفية ل تتفقا ومبادئ الشريعةً،
مما أثار عليهم جمهور أهل السسرنة ً،وجعلهم يحاربون التصوف الفلسفى ً،ويؤيدون التصوف الذى يدور
حول الزهد ً،والتقشف ً،وتربية النفس ً،وإصلحها ..وما زال أهل السسرنة يحاربون التصوف الفلسفى
حتى كادوا يقضون عليه فى نهاية القرن السابع الهجرى.
ومن ذلك الوقت دخل فى التصوف رجال من غير أهله ً،تظاهروا بالورع والطاعة ً،وتحرلوا بالزهد
لميين يشرفون على الطريقا ً،ويتولون تربية الكاذب والتقشف المصطنع ً،فأصبحنا نرى بعضِ الجهلء ا ي
التباع والمريدين ً،ووقفت التعاليم الصوفية عند دائرة محدودة ً،هى دائرة الوراد والذكار ً،وإن تعدتها
قل أكثر من بعضِ البحاث الضيقة فى الفقه والتفسير والحديث.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الصوفية ( ضمن العنوان
) أقسام التصوف (
ونستطيع أن نعتبر الستاذ الكبر محيى الدين بن عربى شيخْ هذه الطريقة فى التفسير ً،إذ أنه أظهر ممن
مخ رب فيها ووضع ً،وأكثر أصحابه معالجة للقرآن على طريقة التصوف النظرى ً،وإن كان له من التفسير
الشارى ما يجعله فى عداد المفيسرين الشاريين إن لم يكن شيخهم أيضا.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) أولل :التفسير الصوفى النظرى (
ضمن العنوان ) تأثر ابن عربى بالنظريات الفلسفية (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
نقرأ لبن عربى فى الكتب التى يمشك فى نسبتها إليه ً،كالتفسير المشهور باسمه ً،وفى الكتب التى يتنسب
إليه على الحقيقة كالفتوحات المكية ً،والفصوص ً،فنراه يطبقا كثيرا من اليات القرآنية على نظرياته
الصوفية الفلسفية.
ل ييفيسر بعضِ اليات بما يتفقا والنظريات الفلسفية الكونية ً،فعند قوله تعالى فى الية ] [57من فمث ل
سورة مريم فى شأن إدريس عليه السلم} :مومرمفهعمنايه مممكانا معرلسيا{ُ ...نجده يقول" :وأعلى المكنة المكان
الذى تدور عليه رحى عاملم الفلك ً،وهو فلك الشمس ً،وفيه مقام روحانية إدريس ً،وتحته سبعة أفلكً،
وفوقه سبعة أفلك ً،وهو الخامس عشر".
ثم ذكر الفلك التى تحته ً،والتى فوقه ً،ثم قال" :وأما علو المكانة فهو لنا -أعنى المحمدين -كما قال
لهعملهومن موٱللريه مممعيكهم{ُ فى هذا العلو ً،وهو يتعالى عن المكان ل عن المكانة". تعالى} :مومأنيتيم ٱ م
وعند قوله تعالى فى الية ] [87وما بعدها من سورة البقرة} :مولممقهد آمتهيمنا يمومسـى ٱهلركمتامب مومقرفهيمنا رمن مبهعردره
ل ميهعلميمومن{ُ يقول ..." :والظاهر أن جبرائيل هو العقل الفرعال ً،وميكائيل ربٱِلسريسرل{ُ ....إلى قوله} :مكمأرنيههم م
هو روح الفلك السادس وعقله المفيضِ للنفس النباتية الكلية الموكلة لرزاقا العباد ً،وإسرافيل هو روح
الفلك الرابع وعقله المفيضِ للنفس الحيوانية الكلية الموكلة بالحيوانات ً،وعمزرائيل هو روح الفلك
السابع الموكل بالرواح النسانية كلها يقبضها بنفسه أو بالوسائط التى هى أعوانه ويسلمها إلى ال
تعالى".
لوعند قوله تعالى فى اليتين ] [20 - 19من سورة الرحمن} :مممرمج ٱهلمبهحمرهيرن ميهلمترقميارن * مبهيمنيهمما مبهرمزفخ ر
لجاج ً،وبحر الروح المجرد ميهبرغميان{ُ ...يقول} :مممرمج ٱهلمبهحمرهين{ُ بحر الهيولى الجسمانية الذى هو الملح ا ي
ر ر
ف م م ه
الذى هو العذب الفرات} ً،ميلترقميارن{ُ فى الوجود النسانى} ً،مبهيمنيهمما مبهرزخ{ُ هو النفس الحيوانية التى ليستي
ل ميهبرغميارن{ُ ل يتجاوز فى صفاء الروح المجرردة ولطافتها ً،ول فى كثرة الجساد الهيولنية وكثافتها } ً،ر
أحدهما حده فيغلب على الخر بخاصيته ً،فل الروح يجرد البدن ويخرج به ويجعله من جنسه ً،ول
البدن يجسد الروح ويجعله ماديا ...سبحان خالقا الخلقا القادر على ما يشاء".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) أولل :التفسير الصوفى النظرى (
ضمن العنوان ) تأثره فى تفسيره بنظرية وحدة الوجود (
كذلك نرى ابن عربى يتأثر فى تفسيره للقرآن بنظرية وحدة الوجود ً،التى هى أهم النظريات التى بنى
عليها تصوفه ً،فنراه فى كثير من الحيان يشرح اليات على وفقا هذه النظرية ً،حتى إنه ليخرج بالية
عن مدلولها الذى أراده ال تعالى.
ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى أول سورة النساء} :ـيمأسيمها ٱلرنايس ٱرتيقوها مرربيكيم ٱرلرذيِ مخلممقيكهم يمن رنهفهَس
فمث ل
موارحمدهَة{ُ ...الية ً،نجده يقول} :ٱرتيقوها مرربيكيم{ُ اجعلوا ما ظهر منكم وقاية لربكم ً،واجعلوا ما بطن منكم -
وهو ربكم -وقاية لكم ً،فإن المر ذم وحمد ً،فكونوا وقايته فى الذم ً،واجعلوه وقايتكم فى الحمد تكونوا
أدباء عالمين".
وفى تفسيره لقوله تعالى فى اليتين ] [30 - 29من سورة الفجر} :مفٱِهديخرلي رفي رعمبارديِ * موٱهديخرلي مجرنرتي{ُ
..يقول} :موٱهديخرلي مجرنرتي{ُ التى هى سترى ً،وليست جنتى سواك ً،فأنت تسترنى بذاتك النسانية فل
يأعرف إل بك ً،كما أنك ل تكون إل بى ً،فممن عرفك عرفنى ً،وأنا ل يأعرف فأنت ل يتعرف ً،فإذا دخلت
جنته دخلت نفسك ً،فتعرف نفسك معرفة يأخرى ً،غير المعرفة التى عرفتها حين عرفمت ربك بمعرفتك
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
إياها ً،فتكون صاحب معرفتين :معرفة به من حيث أنت ً،ومعرفة به من حيث أنت ً،ومعرفة به بك من
حيث هو ل من حيث أنت ً،فأنت عبد رأيمت ربا ً،وأنت رب لمن له فيه أنت عبد ً،وأنت رب وأنت عبد
لمن له فى الخطاب عهد" ...إلخْ.
ل{ُ ...يقول" :أى شيئا وفى سورة آل عمران عند قوله تعالى فى الية ]} :[191مرربمنآ مما مخملهقمت مهذا مبارط ل
غيرك ً،فإن غير الحقا هو الباطل ً،بل جعلته أسماءك ومظاهر صفاتك} ً،يسهبمحامنمك{ُ ننزهك أن ييوجد
غيرك ً،أى ييقاررن شىء فردانيتك يمثرنى وحدانيتك".
ل عند قوله تعالى فى اليتين ] [10 - 9من سورة الشمس} :مقهد أمهفملمح ممن مزركامها * مومقهد مخامب ممن ومث ل
مدرسا مها{ُ ...يقول" :تحقيقا هذا الذكر أن النفس ل تزكو إل بربها ً،فيه تشريف وتعظيم فى ذاتها ً،لن
الزكاة ربو ً،فمن كان الحقا سمعه وبصره وجميع قواه ً،والصورة فى الشاهد صورة خلقا ً،فقد زكت
نفس ممن هذا نعته ً،وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ً،كالسماء اللهية ل .والخلقا كله بهذا النعت فى
نفس المر ً،ولول أنه هكذا فى نفس المر ما صح بصورة الخلقا ظهور ول وجود ً،ولذلك خاب ممن
درساها ً،لنه جهل ذلك فتخيل أنه درسها فى هذا النعت ً،وما علم أن هذا النعت لنفسه نعت ذاتى ل ينفك
عنه ويستحيل زواله .لذلك وصفه بالخيبة حيث لم يعلم هذا ً،ولذلك قال} :مقهد أمهفلممح{ُ ففرضِ له البقاءً،
والبقاء ليس إل ل ً،أو لما كان عند ال ً،وما مثرم إل ال ً،أو ما هو عنده ً،فخزائنه غير نافدة ً،فليس إل
صور تعقب صورا".
وغير هذا كثير من قسر اليات وإخضاعها لنظرية وحدة الوجود التى يدين بها ابن عربى.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) أولل :التفسير الصوفى النظرى (
ضمن العنوان ) قياسه الغائب على الشاهد (
لكذلك نجد ابن عربى يفهم بعضِ النصوص القرآنية فهما خياليا منتزعا من المشاهد المحسوس ً،فمث ل
لنمسامن * معلرمميه عند تفسيره لقوله تعالى فى أول سروة الرحمن} :ٱلررهحممــين * معلرم ٱهليقهرآمن * مخلممقا ٱ ر
ضمع ٱهلرميمزامن * أم ر
ل ٱلمبميامن * ٱلرشهميس موٱهلمقممير ربيحهسمباهَن *موٱلرنهجيم موٱلرشمجير ميهسيجمدارن * موٱلرسممآمء مرمفمعمها مومو م
ل يتهخرسيروها ٱهلرميمزامن{ُ .يقول ما نصه} :ٱلررهحممــين * معلرم متهطمغهوها رفي ٱهلرميمزارن * موأمرقييموها ٱهلموهزمن ربٱِهلرقهسرط مو م
لنمسامن{ُ فعرين له الصنف المنرزل عليه} ً،معلرمميه ٱلمبميامن{ُ أى نرزل له ٱهليقهرآمن{ُ على أيِ قلب نزل} ً،مخلممقا ٱ ر
البيان ً،فأبان عن المراد الذى فى الغيب} ً،ٱلرشهميس موٱهلمقممير ربيحهسمباهَن{ُ ميزان حركات الفلك} ً،موٱلرنهجيم
موٱلرشمجير ميهسيجمدا رن{ُ لهذا الميزان ً،أى من أجل هذا الميزان ً،فمنه ذو ساقا وهو الشجر ً،ومنه ما ل طاقا
ضمع ٱهلرميمزامن{ُ ليزن به له وهو النجم ً،فاختلفت السجدتان} ً،موٱلرسممآمء مرمفمعمها{ُ وهى قبة الميزان} ً،مومو م
ل متهطمغهوها رفي ٱهلرميمزارن{ُ بالفراط والتفريط من أجل الخسران} ً،موأمرقييموها ٱهلموهزمن ربٱِهلرقهسرط{ُ مثل الثقلن} ً،أم ر
ل يتهخرسيروها ٱهلرميمزامن{ُ أى ل تفرطوا بترجيح إحدى اعتدال نشأة النسان ً،إذ النسان لسان الميزان} ً،مو م
ضيع ٱهلممموارزيمن ٱهلرقهسمط{ُ ..فاعلم أنه ً،ما من صنعة ول مرتبة ول الكفتين إل بالفضل .وقال تعالى} :مومن م
ل ً،فللمعانى ميزان بيد العقل ييسمى المنطقا ً،يحتوى على حال ول مقام إل والوزن حاكم عليه علما وعم ل
كرفتين يتسمى المقدمتين ً،وللكلم ميزان ييسمى النحو ييوزن به اللفاظ لتحقيقا المعانى التى تدل عليه ألفاظ
ذلك اليلسان ً،ولكل ذى لسان ميزان وهو المقدار المعلوم الذى قرنه ال بإنزال الرزاقا فقال} :مومما ينمنيزلييه
ل ربمقمدهَر رمهعيلوهَم{ُ} ً،مولمــركن يمنيزيل ربمقمدهَر رما ميمشآيء{ُ ..وقد خلقا جسد النسان على صورة الميزان ً،وجعل إر ر
كرفتيه :يمينه وشماله ً،قائمة ذاته .فهو لى جانب مال ً،وقرن ال السعادة باليمين ً،وقرن الشقاء بالشمالً،
صمف بالثقل والخفة ً،ليجمع بين الميزان وجعل الميزان الذى يوزن بالعمال على شكل المقربان ً،ولها يو ر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
العددى وهو قوله تعالى} :ربيحهسمباهَن{ُ ً،وبين ما يوزن بالرطل ً،وذلك ل يكون إل فى المقربان ً،فلذلك لم يعسين
الكرفتين ً،بل قال} :مفمأرما ممن مثيقلمهت ممموارزيينيه{ُ فى حقا السعداء} ً،موأمرما ممهن مخرفهت ممموارزيينيه{ُ فى حقا الشقياءً،
ولو كان ميزان الكفتين لقال :وأما ممن ثقلت كرفة حسناته فهو كذا ً،وأما ممن ثقلت كرفة سيئاته فهو كذا.
وإنما جعل ميزان الثقل هو معهين ميزان الخفة كصورة المقربان ً،ولو كان ذا كرفتين لوصف كرفة السيئات
بالثقل أيضا إذا رجحت على الحسنات ً،وما وصفها قط إل بالخفة فعرفنا أن الميزان على شكل
المقربان ."..
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) أولل :التفسير الصوفى النظرى (
ضمن العنوان ) إخضاععه قواعد النحو لنظراته الصوفية (
وكذلك يخضع ابن عربى التفسير الصوفى النظرى إلى القواعد النحوية ً،أحيانا ً،ولكنه خضوع يكيفه
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الصوفى على حسب ما يرضى روحه ويوافقا ذوقه ً،فنجد ابن عربى مث ل
الية ] [30من سورة الحج} :موممن يمعيظهم يحيرممارت ٱلرلره مفيهمو مخهيفر لريه رعنمد مريبره{ُ ..يقول" :وقوله} :رعنمد مريبره{ُ
العامل فى هذا الظرف فى طريقنا قوله} :موممن يمعيظهم{ُ ً،أيِ ممن يعظمها عند ربه ً،أى فى ذلك الموطنً،
صيلى يناجى ربه ً،فإذا فلتبحث فى المواطن التى تكون فيها عند ربك ما هى؟ ..كالصلة مث ل
ل ً،فإن اليم م
عرظم يحرمة ال فى هذا الموطن كان خيرا له ..والمؤمن إذا نام على طهارة فروحه عند ربه ً،فيمعيظم
هناك يحرمة ال ً،فيكون الخير الذى له فى مثل هذا الموطن المبشرة التى تحصل له فى نومه أو يراها
له غيره .والمواطن التى يكون العبد فيها عند ربه كثيرة فيمعيظم فيها يحرمات ال على الشهود".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) أولل :التفسير الصوفى النظرى (
ضمن العنوان ) التفسير الصوفى النظرى فى الميزان (
من هذه المثلة السابقة كلها نستطيع أن نقرر فى صراحة واطمئنان :أن التفسير الصوفى النظرى تفسير
يخرج بالقرآن -فى الغالب -عن هدفه الذى يرمى إليه!! ..يقصد القرآن هدفا معينا بنصوصه وآياتهً،
ويقصد الصوفى هدفا معينا بأبحاثه ونظرياته .وقد يكون بين الهدفين تنافر وتضاد ً،فيأبى الصوفى إل
أن ييحيول القرآن عن هدفه ومقصده ً،إلى ما يقصده هو ويرمى إليه ً،وغرضه بهذا كله :أن يروج
لتصوفه على حساب القرآن ً،وأن يقيم نظرياته وأبحاثه على أساس من كتاب ال ً،وبهذا الصنيع يكون
الصوفى قد خدم فلسفته التصوفية ولم يعمل للقرآن شيئا ً،اللهم إل هذا التأويل الذى كله شر على الدين
وإلحاد فى آيات ال!!
رأينا ابن عربى يميل ببعضِ اليات إلى مذهبه القائل بوحدة الوجود ً،ورأينا غيره كأبى يزيد البسطامىً،
والحلج ً،وغيرهما ً،يسلك هذا المسلك نفسه أو قريبا منه .ووحدة الوجود -عندهم -معناها أنه ليس
هناك إل وجود واحد كل العاملم مظاهر ومجال له ً،فال سبحانه هو الموجود الحقا ً،وكل ما عداه ظواهر
وأوهام ً،ول توصف بالوجود إل بضرب من التوسع والمجاز ً،وهذه النظرية سرت إلى بعضِ
المتصوفة عن طريقا الفلسفة ً،وعن طريقا السماعيلة الباطنية الذين خالطوهم وأخذوا عنهم مذهبهم
القائل بحلول الله فى أئمتهم ً،وصروروه -أعنى الصوفية -بصورة أخرى تتفقا مع مذهب الباطنية فى
الحقيقة ً،وإن اختلفت فى الصطلح واللفاظ!
هذا المذهب الذى مخرول لمثل الحلج أن يقول :أنا ال ً،ولمثل ابن عربى أن يقول :إن عجل بنى إسرائيل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أحد المظاهر التى اتخذها ال ومحرل فيها ً،والذى جرره فيما بعد إلى القول بوحدة الديان ل فرقا بين
سماوى وغير سماوى ً،إذ الكل يعبدون الله الواحد المتجلى فى صورهم وصور جميع المعبودات.
ل نبنى عليه أفهامنا ل أن نجعله أص ل هذا المذهب الذى ييذهب بالدين من أساسه ..هل يكون سائغا ومقبو ل
ليات القرآن الكريم؟ ..وهل يليقا بابن عربى وهو الستاذ الكبر ً،أن ينظر من خلله إلى مثل قوله
تعالى فى اليتين ] [7 - 6من سورة البقرة} :إررن ٱرلرذيمن مكمفيروها مسموآفء معلمهيرههم أممأنمذهرمتيههم أمهم لمهم يتهنرذهريههم م
ل
صارررههم رغمشاموفة مولميههم معمذافب عرظيفم{ُ. يهؤرمينومن * مخمتم ٱللريه معلمـى يقيلوربههم مومعلمـى مسهمرعرههم مومعلمـى أمهب م
فيقول شارحا لهذا النص القرآنى" :يا محمد؛ً إن الذين كفروا ستروا محبتهم فى ً،دعهم فسواء عليهم
أأنذرتهم بوعيدك الذى أرسلتك به ً،أو لم تنذرهم ل يؤمنون بكلمك ً،فإنهم ل يعقلون غيرى ً،وأنت
تنذرهم بخلقى وهم ما عقلوه ول شاهدوه ً،وكيف يؤمنون بك وقد ختمتث على قلوبهم فلم أجعل فيها
متسعا لغيرى ً،وعلى سمعهم فل يسمعون كلما فى العاملم إل منى ً،وعلى أبصارهم عشاوة من بهائى
عند مشاهدتى ً،فل يبصرون سواى ً،ولهم عذاب عظيم عندى ...أردهم بعد هذا المشهد السنى إلى
إنذارك وأحجبهم عنى ً،كما فعليت بك بعد قاب قوسين أو أدنى يقهربا ..أنزلتك إلى ممن يسكيذبك ً،ويرد ما
جئمت به إليه منى فى وجهك ً،وتسمع فرى ما يضيقا له صدرك ً،فأين ذلك الشرح الذى شاهدته فى
إسرائك؟ فهكذا أمنائى على خلقى الذين أخفيتهم رضاى عنهم".
وهل يجدر بمثل هذا الصوفى الكبير أن يتأثر بمذهبه فى وحدة الوجود فيقول فى قوله تعالى فى الية ]
ل إرريايه{ُ .." :فعلماء الرسوم يحملون لفظ "قضى" على ضـى مرسبمك أم ر
ل متهعيبيديوها إر ر [23من سورة السراء} :مومق م
المر ً،ونحن نحمله على الحكم كشفا وهو الصحيح ً،فأنزلهم منزلة النواب الظاهر بصورة ممن استنابهمً،
للوهية فنسبوها إليهم .ولهذا يقضى الحقا حوائجهم إذا توسلوا بها إليه غيرة منه وما مثرم صورة إل ا ي
ل أمهسممآفءعلى المقام أن ييهتضم ً،وإن أخطأوا فى النسبة فما أخطأوا فى المقام ً،ولهذا قال} :إرهن رهمي إر ر
مسرمهييتيمومهآ{ُ ..أى أنتم قلتم عنها إنها آلهة ً،وإل قمسسموهم ً،فلو سموهم لقالوا :هذا حجر ً،أو شجر ً،أو ما
كان ً،فتتميز عندهم بالسمية ً،إذا ما كل حجر يعربد ول ايترخذ إلها ً،ول كل شجر ً،ول كل جسم منير ً،ول
كل حيوان ً،فلله اليحرجة البالغة عليهم بقوله} :يقهل مسسمويههم{ُ..
وأصرح من هذا أنه لما عرضِ لقوله تعالى فى الية ] [163من سورة البقرة} :موإرلمــيهيكهم إرلمــفه موارحفد{ُ ..
قال" :إن ال تعالى خاطب فى هذه الية المسلمين ً،والذين عبدوا غير ال يقربة إلى ال ً،فما عبدوا إل
ل رليمقيريبومنآ إرملى ٱلرلره يزهلمفيى{ُ فأكدوا ذكر الرعرلة ً،فقال ال لنا :إن إلهكم والله ال ً،فلما قالوا} :مما منهعيبيديههم إر ر
الذى يطلب المشرك اليقربة إليه بعبادة هذا الذى أشرك به واحد ً،كأنكم ما اختلفتم فى أحديته ..فقال:
}موإرملــيهيكهم{ُ فجمعنا وإياهم إله واحد ً،فما أشركوا إل بسببه فيما أعطاهم نظرهم .وممن قصد من أجل أمر
ما فذلك المر على الحقيقة هو المقصود ل ممن ظهر أنه قصد ً،كما يقال :ممن صحبك لمر أو أحبك
لمر ورلى بانقضائه ً،ولهذا ذكر ال أنهم يتبرأون منهم يوم القيامة .وما أيرخذوا إل من كونهم فعلوا ذلك
من نفوسهم ً،ل أنهم جهلوا قدر ال فى ذلك ً،أل ترى الحقا لما علم هذا منهم كيف قال} :موإرلمــيهيكهم إرلمــفه
موارحفد{ُ؟ ونبههم فقال} :يقهل مسسمويههم{ُ فيذكرونهم بأسمائهم المخالفة أسماء ال ً،ثم وصفهم بأنهم فى شركهم
قد ضسلوا ضللل بعيدا ً،أو مبينا ً،لنهم أوقعوا أنفسهم فى الحيرة ً،لكونهم عبدوا ما نحتوا بأيديهم ً،وعلموا
أنه ل يسمع ول يبصر ول ييغنى عنهم عن ال شيئا ً،فهى شهادة من ال بقصور نظرهم وعقولهم .ثم
للوهية لهم أى جعلوهم كالنرواب ل والوزراء ,كأن أخبرنا ال أنه قضى أل نعبد إل إياه بما نسبوه من ا ي
ال استخلفهم ً،ومن عادة الخليفة أن يكون فى رتبة ممن استخلفه عند المستهخملف عليه ً،فلهذا نسبوا
للوهية لهم ابتدالء من غير نظر فيمن جعل ذلك .وقول ممن قال} :أممجمعمل ٱلرلمهمة إرلمــها موارحدا{ُ ً،إنما كان اي
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
من أجل اعتقادهم فيما عبدوه أنهم آلهة دون ال المشهود له عندهم بالعظمة على الجميع ً،فأشبه هذا
القول ما ثبت فى الشرع الصحيح من اختلف الصور فى التجيلى ً،ومعلوم عند ممن يشاهد ذلك أن
الصورة ما هى هذه الصورة ً،وكل صورة ل بد أن يقول المشاهد له :إنها ال .لكن لما كان هذا من عند
ال ً،وذلك الخر من عندهم أنكر عليهم التحكم فى ذلك ً،كما ثبت فى قوله تعالى} :مفمأهيمنمما يتموسلوها مفمثرم موهجيه
ٱلرلره{ُ ..هذا حقيقة ً،فوجه ال موجود فى كل جهة يتورلى أحد إليها ً،ومع هذا لو تورلى النسان فى صلته
إلى غير الكعبة مع عمله بجهة الكعبة لم يتقبل صلته ً،لنه ما يشرع له إل استقبال هذا البيت الخاص
بهذه العبادة الخاصة ً،فإذا تورلى فى غير هذه العبادة التى ل تصح إل بتعيين هذه الجهة الخاصة ً،فإن ال
ل ً،ومع يقبل ذلك التويلى ً،كما أنه لو اعتقد أن كل جهة يتومدلى إليها ما فيها وجه ال لكان كافرا وجاه ل
هذا فل يجوز له أن يتعدى بالعمال حيث شرعها ال ً،ولهذا اختلفت الشرائع ً،فما كان محررما فى شرع
ما ً،حلرله ال فى شرع آخر ً،ونسخْ ذلك الحكم الول فى ذلك المحكوم عليه بحكم آخر فى معهين ذلك
المحكوم عليه ً،قال ال تعالى}:رليكرل مجمعهلمنا رمنيكهم رشهرمعلة مورمهنمهاجا{ُ ً،فما نسخْ من شرع واتبعه ممن اتبعضه
ضِ مفٱِهحيكهم بعد نسخه فذلك المسمى هوى النفس الذى قال ال فيه لخليفته داود} :إرنا مجمعهلمنامك مخرليمفلة رفي ٱ م
لهر ر ر
ضلك معن م ر ل مترتربرع ٱهلمهموـى{ُ وهو ما خالف شرعك} ً،في ر
م مبهيمن ٱلرنارس ربٱِهلمحيقا{ُ يعنى الحقا الذى أنزلته إليك} ً،مو م
مسربيرل ٱلرلره{ُ وهو ما شرعه ال لك على الخصوص .فإذا علمت هذا وتقرر لديك ً،علمت أن ال إله واحد
فى كل شرع عينا ً،وكثير صورة وكونا ً،فإن الدلة العقلية يتسكيثره باختلفها فيه ً،وكلها حقا ومدلولها
صدقا ً،والتجيلى فى الصورة كثرة أيضا لختلفها .والعين واحدة ً،فإذا كان المر هكذا فما تصنع؟ أو
ل؟ ولهذا ل يصح الخطأ من أحد فيه ً،وإنما الخطأ فى إثبات الغير وهو كيف يصح لى أن أيمخيطئ قائ ل
القول بالشريك ً،فهذا القول بالعدم ً،لن الشريك ليس مثرم ً،وذلك ل يغفره ال ً،لن الغفر الستر ً،ول ييستر
ل ميهغرفير مأن يهشمرمك ربره{ُ ً،لنه ل إل ممن له وجود ً،والشريك عدم ييستر ..فهى كلمة تحقيقا} ً،إررن ٱلرلمه م
يجده .فلو وجده لصح وكان للمغفرة معهين تتعلقا بها ً،وما فى الوجود ممن يقبل الضداد إل العاملم من
حيث ما هو واحد ً،وفى هذا الواحد ظهرت الضداد ً،وما هى إل أحكام معهين الممكنات فى معهين الوجود
التى بظهورها يعرلمت السماء اللهية المتضادة وأمثالها".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) أولل :التفسير الصوفى النظرى (
ضمن العنوان ) رأينا فى التفسير الصوفى النظرى (
ورأيى الذى أدين ال عليه :أن مثل هذا التفسير القائم على نظرية وحدة الوجود ما كان لنا أن نقبله
مهما كان قائله.
كذلك ليس لنا أن نقبل التفسير الذى يأسس على نظريات الفلسفة الذين بحثوا فى الطبيعة وما وراء
الطبيعة ً،والذى جرى عليه ابن عربى وغيره من المتصيوفة فى تفسيرهم لبعضِ اليات القرآنية .ل نقبله
على أنه تفسير موافقا لمراد ال تعالى ومقصوده الذى جاء القرآن من أجله ً،وإن كنا نقبله -إن صح -
على أنه مما تحتمله الية ما دام ل يعارضِ القرآن ول ينافيه .على أن كل ما جاء من ذلك ل يعدو أن
يكون ظنيا ً،وقد يظهر خطؤه فى يوم من اليام ً،فكيف نحمل عليه القرآن الكريم الذى ل يأتيه الباطل
من بين يديه ول من خلفه؟
أما التفسير الذى ييبنى على قياس الغائب على الشاهد كتفسير ابن عربى لحقيقة الميزان الذى يتوزن به
العمال يوم القيامة ً،فهذا أيضا ضرب من التخمين ً،والتخمين ل يجوز أن يدخل فى فهم الشياء التى ل
ييتوصل إلى حقيقتها إل من طريقا السمع عن المعصوم صلى ال عليه وسلم.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وأما التفسير الذى ييبنى على قواعد نحوية أو بلغية ً،فهذا إن ساعده السياقا والسباقا يقربل ً،وإل أعرضنا
عنه ً،وأخذنا بما يصححه النظر ويقويه الدليل.
هذا هو رأينا فى التفسير الصوفى النظرى ً،وليس لدينا من المعاذير ما نستطيع أن نتلمسه للقوم حتى
نصحح لهم مثل هذا التفسير الذى يقوم على نظريات فاسدة تذهب بالدين من أساسه .وإذا صح -وما
أرانى أرتضى ذلك -أن نغضِ الطرف عما قالوه فى التفسير من بيان لحقائقا الموجودات علويها
وسفليها ً،وحقائقا الملئكة ً،والروح ً،والعرش ً،والكرسى ً،وأمثال ذلك ً،فل يصح أن نغضِ الطرف
بحال عما قالوه من التفسير المبنى على وحدة الوجود .وإذا أمكننا -على كره -أن نتسامح فى بعضِ
عبارات شديدة جرى بها لسان صوفى أخذه الموجد ً،وارتفع به الحال ً،وغاب عن نفسه ً،وشاهد ما ل
نشاهد ً،فقال فى لحظة نسى فيها نفسه فلم ير إل ال :أنا الحقا ً،أو أنا ال ً،فليس فى مقدورنا أن نتسامح
فى مثل هذه التفاسير التى جرت بها ألسنة القوم وأقلمهم وهم فى حالة الهدوء النفسى ً،يمقيدرون ما
يقولون ً،ويشعرون بكل ما ينطقون أو يكتبون.
هذا ..ولم نسمع بأن أحدا أرلف فى التفسير الصوفى النظرى كتابا خاصا يتتبع القرآن آية آية ً،كما أيليمف
مثل ذلك بالنسبة للتفسير الشارى ً،وكل ما وجدناه من ذلك هو نصوص متفرقة اشتمل عليها التفسير
المنسوب إلى ابن عربى ً،وكتاب "الفتوحات المكية" له ً،وكتاب "الفصوص" له أيضا ً،كما يوجد بعضِ
من ذلك فى كثير من كتب التفسير المختلفة المشارب.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ثانيا :التفسير الصوفى او الشارى (
ضمن العنوان ) حقيقته (
التفسير الفيضى أو الشارى ..هو تأويل آيات القرآن الكريم على خلف ما يظهر منها بمقتضى
إشارات خفية تظهر لرباب السلوك ً،ويمكن التطبيقا بينها وبين الظاهر المرادة.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ثانيا :التفسير الصوفى او الشارى (
ضمن العنوان ) الفرقا بينه وبين التفسير الصوفى النظرى (
وعلى هذا فالفرقا بين التفسير الصوفى الشارى والتفسير الصوفى النظرى من وجهين.
أولل :أن التفسير الصوفى النظرى ً،ينبنى على مقدمات علمية تنقدح فى ذهن الصوفى أو ل
ل ً،ثم يينزل
القرآن عليها بعد ذلك.
أما التفسير الشارى ..فل يرتكز على مقدمات علمية ً،بل يرتكز على رياضة روحية يأخذ بها
الصوفى نفسه حتى يصل إلى درجة تنكشف له فيها من سجف العبارات هذه الشارات القدسية ً،وتنهل
على قلبه من يسيحب الغيب ما تحمله اليات من المعارف السبحانية.
ثانيا :أن التفسير الصوفى النظرى ً،يرى صاحبه أنه كل ما تحتمله الية من المعانى ً،وليس وراءه
معنى آخر يمكن أن يتحمل الية عليه ً،..هذا بحسب طاقته طبعا.
أما التفسير الشارى ..فل يرى الصوفى أنه كل ما ييراد من الية ً،بل يرى أن هناك معنى آخر تحتمله
الية وييراد منها أولل وقبل كل شىء ً،وذلك هو المعنى الظاهر الذى ينساقا إليه الذهن قبل غيره.
**
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ثانيا :التفسير الصوفى او الشارى (
ضمن العنوان ) هل للتفسير الشارى أصل شرعى؟ (
ربما يجول القارئ الكريم هذا السؤال وهو :هل للتفسير الشارى أصل شرعى يقوم عليه .أو هو أمر
مجرد بعد ظهور المتصوفة وذيوع طريقتهم؟ وللجواب عن هذا السؤال نقول:
لم يكن التفسير الشارى بالمر الجديد فى إبراز معانى القرآن الكريم ً،بل هو أمر معروف من لدن
نزوله على رسول ال صلى ال عليه وسلم ..أشار إليه القرآن ً،ونربه عليه الرسول عليه الصلة
والسلم ً،وعرفه الصحابة رضوان ال تعالى عليهم وقالوا به.
ل ميمكايدومن لرء ٱهلمقهورم مأما إشارة القرآن إليه ً،ففى قوله تعالى فى الية ] [78من سورة النساء} :مفممارل مهــيؤ ي
ميهفمقيهومن محرديثا{ُ ً،وقوله فى الية ] [82منها أيضا} :أممف م
ل ميمتمدربيرومن ٱهليقهرآمن موملهو مكامن رمهن رعنرد مغهيرر ٱلرلره
ل ميمتمدربيرومن ٱهليقهرآمن أمهملفا مكرثيرا{ُ ً،وقوله فى الية ] [24من سورة محمد عليه السلم} :أممف م لممومجيدوها رفيره ٱهخرت م
معلمـى يقيلوهَب أمهقمفاليمهآ{ُ فهذه اليات كلها تشير إلى أن القرآن له ظهر وبطن .وذلك لسن ال سبحانه وتعالى
حيث ينعى على الكفار أنهم ل يكادون يفقهون حديثا ً،ويحضهم على التدبر فى آيات القرآن الكريم ل
يريد بذلك أنهم ل يفهمون نفس الكلم ً،أو حضهم على فهم ظاهره ً،لن القوم عرب ً،والقرآن لم يخرج
عن لغتهم فهم يفهمون ظاهره ول شسك .وإنما أراد بذلك أنهم ل يفهمون عن ال مراده من الخطابً،
ضهم على أن يتدبروا فى آياته حتى يقفوا على مقصود ال ومراده ً،وذلك هو الباطن الذى جهلوه وح ر
ولم يصلوا إليه بعقولهم.
وأما تنبيه الرسول صلى ال عليه وسلم ً،فذلك فى الحديث الذى أخرجه الفريابى من رواية الحسن
ل عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه قال" :لكل آية ظهر وبطن ً،ولكل حرف حد ً،ولكل حد مرس ل
مطلع" ً،وفى الحديث الذى أخرجه الديلمى من رواية عبد الرحمن بن عوف مرفوعا إلى رسول ال
صلى ال عليه وسلم أنه قال" :القرآن تحت العرش ً،له ظهر وبطن ييحاج العباد".
ففى هذين الحديثين تصريح بأن القرآن له ظهر وبطن .ولكن ما هو الظهر وما هو البطن؟ اختلف
العلماء فى بيان ذلك:
فقيل :ظاهرها -أى الية -لفظها .وباطنها :تأويلها.
لمم الماضية وما عاقبهم به ظاهرها الخبار صها ال تعالى عن ا ي وقال أبو عبيدة :إن المقصص التى ق ر
بهلك الرولين ً،وحديث محردث به عن قوم ً،وباطنها وعظ الخرين وتحذيرهم أن يفعلوا كفعلهم ً،فيحل
بهم مثل ما حرل بهم ..ولكن هذا خاص بالمقصص ً،والحديث يعم كل آية من آيات القرآن.
وحكى ابن النقيب قولل ثالثا :وهو أن ظهرها ما ظهر من معانيها لهل العلم ً،وبطنها ما تضمنته من
السرار التى أطلع ال عليها أهل الحقائقا.
هذا هو أشهر ما قيل فى معنى الظهر والبطن ..وأما قوله فى الحديث الول" :ولكل حرف حد" ً،فمعناه
على ما قيل :لكل حرف حد ً،أى منتهى فيما أراد ال من معناه ً،أو لكل حكم مقدار من الثواب والعقاب.
والول أظهر ً،وقوله" :ولكل حد مطلع" ً،معناه على ما قيل أيضا :لكل غامضِ من المعانى والحكام
مطلع ييتوصل به إلى معرفته ويوقف على المراد به .وقيل :كل ما يستحقه من الثواب والعقاب يطلع
عليه فى الخرة عند المجازاة ً،والول أظهر أيضا.
وأما الصحابة فقد ينرقل عنهم من الخبار ما يدل على أنهم عرفوا التفسير الشارى وقالوا به ً،أما
الروايات الدالة على أنهم يعرفون ذلك فمنها:
ما أخرجه ابن أبى الحاتم من طريقا الضرحاك عن ابن عباس أنه قال" :إن القرآن ذو شجون وفنونً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وظهور وبطون ً،ل تنقضى عجائبه ً،ول يتبلغ غايته ً،فممن أوغل فيه برفقا نجا ً،وممن أخبر فيه بعنف
هوى ً،أخبار وأمثال ً،وحلل وحرام ً،وناسخْ ومنسوخ ً،ويمحكم ومتشابه ً،وظهر وبطن ً،فظهره التلوةً،
وبطنه التأويل ً،فمجارليسوا به العلماء ً،ومجارنيبوا به السفهاء".
وروى عن أبى الدرداء أنه قال" :ل يفقه الرجل كل الفقه حتى يجعل للقرآن وجوها".
وعن ابن مسعود أنه قال" :ممن أراد علم الرولين والخرين فلميمثيور القرآن" .وهذا الذى قالوه ل يحصل
بمجرد تفسير الظاهر.
وأما الروايات الدالة على أنهم فرسروا القرآن تفسيرا إشاريا ً،فما رواه البخارى عن ابن عباس رضى ال
تعالى عنهما أنه قال" :كان عمر ييدخلنى مع أشياخ بدر ً،فكأن بعضهم مومجمد فى نفسه فقال :رلم يتدخل هذا
معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر :إنه ممن حيث علمتم ً،فدعاه ذات يوم فأدخله معهم ً،فما رأيت أنه دعانى
صير ٱللرره موٱهلمفهتيح{ُ ..فقال بعضهم :أمرنا أن يومئذ إل ليريهم .قال :ما تقولون فى قوله تعالى} :إرمذا مجآمء من ه
نحمد ال ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا ً،وسكت بعضهم فلم يقل شيئا ً،فقال لى :أكذاك تقول يا ابن
عباس؟ فقلت :ل .قال :فما تقول؟ قلت :هو أجل رسول ال صلى ال عليه وسلم أعلمه له قال} :إرمذا مجآمء
صير ٱلرلره موٱهلمفهتيح{ُ وذلك علمة أجلك} ً،مفمسيبهح ربمحهمرد مريبمك موٱهسمتهغرفهريه إررنيه مكامن متروابا{ُ ..فقال عمر :ما أعلم من ه
منها إل مما تقول".
فبعضِ الصحابة لهم يفهم من السورة أكثر من معناها الظاهر ً،أما ابن عباس وعمر ً،فقد فهما معنى
آخر وراء الظاهر ً،هو المعنى الباطن الذى تدل عليه السورة بطريقا الشارة.
وأيضا ما ورد من أنه لما نزل قوله تعالى فى الية ] [3من سورة المائدة} :ٱهلميهوم أمهكممهليت مليكهم رديمنيكهم
لهسـلمم ردينا{ُ ..فرح الصحابة وبكى عمر رضى ال تعالى عنه موأمهتممهميت معلمهييكهم رنهعمرتي مومر ر
ضييت لميكيم ٱ ر
وقال :ما بعد الكمال إل النقص ً،مستشعرا نعيه عليه الصلة والسلم ً،فقد أخرج ابن أبى شيبة" :أن
عمر رضى ال تعالى عنه لما نزلت الية بكى ً،فقال النبى صلى ال عليه وسلم" :ما يبكيك"؟ قال:
أبكانى أرنا كنا فى زيادة من ديننا ً،فأما إذا كمل فإنه لم يكمل شئ قط إل نقص ً،فقال عليه الصلة
والسلم" :صدقت".
فعمر رضى ال عنه أدرك المعنى الشارى :وهو نعى رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،وأقرره النبى
على فهمه هذا ..وأما باقى الصحابة ً،فقد فرحوا بنزول الية ً،لنهم لم يفهموا أكثر من المعنى الظاهر
لها.
هذه الدلة مجتمعة تعطينا أن القرآن الكريم له ظهر وبطن ..ظهر يفهمه كل ممن يعرف اليلسان
العربى ..وبطن يفهمه أصحاب الموهبة وأرباب البصائر .غير أن المعانى الباطنية للقرآن ل تقف عند
الحد الذى تصل إليه مداركنا القاصرة ً،بل هى أمر فوقا ما نظن وأعظم مما نتصور .ولقد فهم ابن
مسعود أن فى فهم معانى القرآن مجالل رحبا ومتسعا بالغا فقال" :ممن أراد علم الرولين والخرين فليمثيور
القرآن" وإلى هذا أشار ال تعالى بقوله} :رما مفررهطمنا رفي ٱلركمتارب رمن مشهيهَء{ُ ً،وقال} :مما مكامن محرديثا يهفمتمرـى
صيمل يكيل مشهيهَء{ُ. صرديمقا ٱرلرذيِ مبهيمن ميمدهيره مومتهف ر
موملــركن مت ه
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ثانيا :التفسير الصوفى او الشارى (
ضمن العنوان ) التفاوت فى إدراك المعانى الباطنة وإصابتها (
غير أن هذه المعانى المتكاثرة التى يشتمل عليها باطن القرآن لم تكن فى متناول المفيسرين جميعا ً،كما
أنهم لم يكونوا متساوين فى القدر الذى أدركوه منها ً،بل تفاوتوا فى ذلك بمقدار ما بينهم من تفاوت فى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الخذ بالسباب ً،كما أنهم لم يكونوا جميعا مصيبين فيما وصلوا إليه منها وأدركوه ً،بل أصابوا فى
بعضِ منها وأخطأوا في بعضِ آخر ً،وما أخطأوا فيه :بعضه عن جهل ً،وبعضه عن تعمد خبيث ونية
سيئة ً،فالمامية مع قولهم بالظاهر على ما به ً،قالوا بالباطن أيضا ً،ولكنهم تعمدوا أن ييفيسروا الباطن
على ما يتفقا وعقيدتهم الفاسدة ..والباطنية لم يعترفوا بظاهر القرآن واعترفوا بالباطن فقط ,ولكنهم
أيضا تعمدوا أن ييفيسروا الباطن على ما يتفقا ونواياهم السيئة ً،وكل الفريقين ضال مبتدع.
أما الصوفية ..أهل الحقيقة وأصحاب الشارة ً،فقد اعترفوا بظاهر القرآن ولم يجحدوه ً،كما اعترفوا
ل صالحا وآخر سيئا ً،فبينما تجد لهم أفهامابباطنه ً،ولكنهم حين فرسروا المعانى الباطنة خلطوا عم ل
مقبولة سائغة ً،تجد لهم بجوارها أفهاما ل يمكن أن يقبلها العقل أو يرضى بها الشرع ً،ولهذا أرى أن
أستعرضِ بعضِ ما للقوم من أفهام فى التفسير ً،ثم أحكم عليها حكما مجردا عن كل شئ إل عن الحقا
والنصاف ً،ثم بعد هذا أذكر شروط التفسير الشارى ً،وهى الشروط التى إذا توافرت فيه جاز لنا قبوله
والخذ به ً،وإل أسقطناه ورفضناه مهما كان لقائله من المكانة فى نفوسنا أو فى نفوس القوم.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ثانيا :التفسير الصوفى او الشارى (
ضمن العنوان ) التفسير الشارى فى الميزان (
قلنا :إن القرآن له ظهر وبطن ً،وذكرنا لك أهم القوال فى معنى الظاهر والباطن ً،ومهما يكن من شىء
فإن ظاهر القرآن -وهو المنرزل بلسان عربى مبين -هو المفهوم العربى المجررد .وباطنه هو مراد ال
تعالى وغرضه الذى يقصد إليه من وراء اللفاظ والتراكيب ً،هذا هو خير ما يقال فى معنى الظاهر
والباطن.
وعلى ذلك نقول :إن كل ما كان من المعانى العربية التى ل ينبنى فهم القرآن إل عليها داخل تحت
الظاهر ً،فالمسائل البيانية ً،والمنازع البلغية ً،ل معدل لها عن ظاهر القرآن ً،فإذا فهم النسان مث ل
ل
ضييقا" فى قوله تعالى فى الية ] [125من سورة النعام} :مفممن يرررد ٱللريه مأن ميههردمييه ميهشمرهح الفرقا بين " م
صرعيد رفي ٱلرسممآرء{ُ ..وبين "ضائقا" م
ضييقا محمرجا مكأرنمما مي ر ه ر
ضليه ميهجمعل م
صهدمريه م م لهس م
لرم موممن يررهد أن ي ر صهدمريه رل ر
م
م م
صهديرك أن ضآرئفقا ربره م م م
ضِ مما ييومحـى إرلهيك مو م ف م ر م
فى قوله تعالى فى الية ] [12من سورة هود} :مفلمعلك متاررك مبهع م
ل يأنرزمل معلمهيره مكنفز أمهو مجآمء مممعيه مملمفك{ُ ..وعرف أن "ضييقا" صفة مشبهة دالة على الثبوت مييقويلوها لمهو م
والدوام فى حقا ممن ييرد ال أن يضله ً،وأن "ضائقا" اسم فاعل يدل على الحدوث والتجدد وأنه أمر
عارضِ له صلى ال عليه وسلم .إذا فهم النسان مثل هذا فقد حصل له فهم ظاهر القرآن.
إذن فل ييشترط فى فهم ظاهر القرآن زيادة على الجريان على اليلسان العربى ً،وإذن كل معنى مستنمبط
من القرآن غير جار على اليلسان العربى فليس من تفسير القرآن فى شئ ..ل مما ييستفاد منه ول مما
ييستفاد به .وممن اردعى فيه ذلك فهو مبطل فى دعواه.
أما المعنى الباطن ً،فل يكفى فيه الجريان على اليلسان العربى وحده .بل ل بد فيه مع ذلك من نور يقذفه
ال تعالى فى قلب النسان يصير به نافذ البصر سليم التفكير ً،ومعنى هذا أن التفسير الباطن ليس أمرا
خارجا عن مدلول الرلفظ القرآنى ً،ولهذا اشترطوا لصحة المعنى الباطن شرطين أساسيين:
أولهما :أن يصح على مقتضى الظاهر المقرر فى لسان العرب بحيث يجرى على المقاصد العربية.
وثانيهما :أن يكون له شاهد نصا أو ظاهرا فى محل آخر يشهد لصحته من غير معارضِ.
أما الشرط الول ..فظاهر من قاعدة كون القرآن عربيا ً،فإنه لو كان له فهم ل يقتضيه كلم العرب لم
يوصف بكونه عربيا بإطلقا ً،ولنه مفهوم يلصقا بالقرآن وليس فى ألفاظه ول فى معانيه ما يدل عليهً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل ً،إذ ليست نسبته إليه على أنه مدلوله أولى من نسبة ضده وما كان كذلك فل يصح أن يينسب إليه أص ل
إليه .ول مرجح يدل على أحدهما ً،فإثبات أحدهما متمحسكفم ومتمقسوفل على القرآن ظاهر ً،وعند ذلك يدخل قائله
تحت إثم ممن قال فى كتاب ال بغير علم.
وأما الشرط الثانى :فلنه إن لم يكن له شاهد فى محل آخر أو كان وله معارضِ صار من جملة
الدعاوى التى يتردعى على القرآن ً،والدعوى المجرردة عن الدليل غير مقبولة باتفاقا العلماء.
إذا توافر هذان الشرطان فى معنى من المعانى الباطنة يقربل ً،لنه معنى باطن صحيح ً،وإل يررفضِ رفضا
باتا ً،لنه معنى باطن فاسد ومتمقسوفل على ال بالهوى والتشهى.
إذا عرفنا هذا كله ثم ذهبنا نستعرضِ على ضوئه أقوال القوم فى معانى القرآن الباطنة ً،وجدنا الكثير
منها يمكن أن يكون من قبيل الباطن الصحيح ً،وكثير منها أيضا هو من قبيل الباطن الفاسد المرفوضًِ،
وكبرى المشاكل أن بعضها منسوب إلى رجال من أهل العلم لهم مكانة علمية ودينية فى نفوسنا ً،بل
وبعضها منسوب إلى رجال من الصحابة ً،وهم أعرف الناس بكتاب ال وما يحويه من المعانى
والسرار.
فمن الفهام الباطنة المنقولة عنهم ويمكن أن تكون من قبيل الباطن الصحيح المقبول :ما جاء فى قوله
ل متهجمعيلوها لرلره مأنمدادا موأمهنيتهم متهعمليمومن{ُ ..من قول سهل التسترى تعالى فى الية ] [22من سورة البقرة} :مف م
ل متهجمعيلوها لرلره مأنمدادا{ُ أى أضدادا ً،فأكبر الضداد :النفس الرمارة بالسوء ً،المتطلعة إلى حظوظها ومناها }مف م
بغير هدى من ال".
صل لكان المعنى: فهذا القول من سهل يشير إلى أن النفس الرمارة داخلة تحت عموم النداد حتى لو ف ر
فل تجعلوا ل أندادا ل صنما ً،ول شيطانا ً،ول النفس ً،ول كذا ً،ول كذا ..وهذا مشكل من حيث
الظاهر ً،لن سياقا الية وما يحف بها من قرائن يدل على أن النداد مراد بها كل ما يعبد من دون الً،
سواء أكان صنما أم غير صنم ً،أما النفس فلم تكن معبودة لهم ً،ولم ييعرف أنهم اتخذوها أربابا من دون
ال ً،ومع هذا فيمكن أن يكون لهذا التفسير وجه صحيح ً،وبيان ذلك:
إن الناظر فى القرآن الكريم ً،قد يأخذ من معنى الية معنى باب العتبار ً،فييجرية فيما لم تنزل فيه
الية ً،لنه يجامعه فى القصد أو يقاربه ً،وسهل التسترى -رحمه ال -حيث قال فى الية ما قال ً،لم
يرد أنه تفسير للية ً،بل أتى بما هو ند فى العتبار الشرعى ً،وذلك لن حقيقة الند :أنه المضاد لندهً،
الجارى على مناقضته ً،والنفس الرمارة هذا شأنها ً،لنها تأمر صاحبها بمراعاة حظوظها ً،لهية أو
صاردة عن مراعاة حقوقا خالقها ً،وهذا هو الذى يعنى به الند بالنسبة لنده ً،لن الصنام نصبوها لهذا
المعنى بعينه ً،وعلى هذا فل غبار على قول سهل فى الية ً،بل وهناك ما يشهد له من الجهتين -جهة
حمل النداد على النفس الرمارة -اعتبارا ً،وجهة كون الخطاب -وإن كان موجها للمشركين -فيه
لهل السلم نظر واعتبار.
أما ما يشهد له من الجهة الولى :فقوله تعالى فى الية ] [31من سورة التوبة} :ٱرتمخيذيوها أمهحمبامريههم
مويرههمبامنيههم أمهرمبابا يمن يدورن ٱلرلره{ُ ..وظاهر أنهم لم يعبدوهم من دون ال ً،ولكنهم ائتمروا بأوامرهمً،
وانتهوا عما نهوهم عنه كيف كان ً،فما حررموا عليهم حررموه ً،وما أباحوا لهم حرللوه ً،وفاتهم أن المحيلل
والمحيرم هو ال ً،فقال ال سبحانه} :ٱرتمخيذيوها أمهحمبامريههم مويرههمبامنيههم أمهرمبابا يمن يدورن ٱلرلره{ُ .وهذا بعينه هو شأن
المتبع لهوى نفسه.
وأما ما يشهد له من الجهة الثانية ً،فهو أن عمر بن الخطاب رضى ال عنه قال لبعضِ ممن تورسع فى
الدنيا من أهل اليمان :أين تذهب بكم هذه الية} :أمهذمههبيتهم مطيمبارتيكهم رفى محميارتيكيم السدهنميا{ُ؟ وكان هو يعتبر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ضِ ارلرذيمن مكمفيرهوا معملى الرنارر أمهذمههبيتهمنفسه بها ً،مع أن الية نزلت فى حقا الكفار لقوله تعالى} :موميهوم يهعمر ي
مطيمبارتيك هم{ُ ..الية ً،فعمر رضى ال عنه ً،له فى الية ً،فعمر رضى ال عنه ً،له فى الية نظر واعتبارً،
فأخذ من معناها معنى أجرى الية فيه وإن لم تنزل فيه ً،حذرا منه وخوفا أن يكون التوسع فى المباحات
سببا فى الحرمان من نعيم الخرة ومتاعها ً،فإذا صح لعمر رضى ال عنه أن يينزل الية على
المتوسعين فى المباحات من المؤمنين ولم تنزل فيهم ً،صرح لسهل أيضا أن يينزل الية على النفس
الرمارة وإن لم تنزل فيها كذلك.
ل متهقمرمبا مهــرذره ٱلرشمجمرمة مفمتيكومناومن ذلك أيضا ما جاء فى قوله تعالى فى الية ] [35من سورة البقرة} :مو م
رممن ٱهلرظارلرمي من{ُ ..من قلو سهل رحمه ال" :لم يرد ال معنى الكل فى الحقيقة ً،وإنما أراد معنى مساكنة
الهمة لشئ هو غيره ..أى ل تهتم بشئ هو غيرى .قال :فآدم عليه السلم لم يعصم من الهمة والفعل
فى الجنة ً،فلحقه ما لحقه من أجل ذلك .قال :وكذلك كل من اردعى ما ليس له وساكنه قلبه ناظرا إلى
هوى نفسه ً،لحقه الترك من ال معرز ومجرل مع ما يجربلت عليه نفسه إل أن يرحمه ال ً،فيعصمه من تدبيره
صم عن مساكنة فلبه إلى تدبير نفسه للخلود لما يأهدرخمل وينصره على عدوه وعليها ..قال :وآدم لم يهع م
الجنة ً،أل ترى أن البلء دخل عليه من أجل سكون القلب إلى ما وسوست به نفسه ً،فغلب الهوى
والشهوة العلم والعقل والبيان ونور القلب ً،لسابقا القدر من ال تعالى ً،كما قال عليه السلم" ً،الهوى
والشهوة يغلبان العلم والعقل".
وبالنظر فى كلم سهل هذا نرى أنه اردعى فى الية خلف ما ذكره المفيسرون من أن المراد النهى عن
نفس الكل ً،ل عن سكون الهمة لغير ال .وإن كان هذا منهيا عنه أيضا ً،لكن يمكن أن يكون لهذا الكلم
الذى قاله سهل وجه يجرى عليه ً،وذلك أن النهى فى الية ل يصح حمله على نفس اليقهرب مجرردا ً،إذ ل
مناسبة فيه ظاهرة ً،ولنه لم يقل به أحد ً،وإنما النهى عن معنى فى القرب وهو إما التناول والكل .وإما
غيره وهو شىء ينشأ الكل عنه ً،وذلك مساكنة الهمة ً،فإنه الصل فى تحصيل الكل ً،ول شك فى أن
السكون لغير ال لجلب منفعة أو دفع مفسدة منهى عنه.
فهذا التفسير له وجه ظاهر فكأنه يقول :لم يقع النهى عن مجرد الكل من حيث هو أكل ً،بل عما ينشأ
عنه الكل من السكون لغير ال ً،إذ لو انتهى عما نهى ال عنه لكان ساكنا ل وحده ً،فلما لم يفعل وسكن
إلى أمر فى الشجرة غرره به الشيطان وهو الخلود فى الجرنة ً،أضاف ال إليه لفظ العصيان فقال فى
صـى مءامديم مرربيه مفمغموـى * يثرم ٱهجمتمبايه مرسبيه مفمتامب معلمهيره مومهمدـى{ُ.. اليتين ] [122 - 121من سورة طه} :مومع م
مثل هذا -وهو كثير فى كلم الصوفية -ل نعدم له وجها نحمله عليه حتى يكون تفسيرا صحيحا
ومقبو ل
ل.
ولكن هناك أقوال لهم فى التفسير الشارى يقف أمامها العقل حائرا وعاجزا عن تلمس محمل لها يتحمل
عليه حتى تبدو صحيحة وتصبح مقبولة ً،فمن ذلك:
ما يروونه عن ابن عباس أنه فرسر }آلم{ُ فقال" :اللف :ال ً،واللم :جبريل ً،والميم :محمد صلى ال عليه
وسلم ...وأن ال أقسم بنفسه وجبريل ومحمد عليهما السلم".
وهذا إن صح نقله فهو مشكل إلى حد بعيد ً،ذلك لن الشارة إلى الكلمة بحرف ليس معهودا فى كلم
العرب .الرلهم إل إن دل عليه الدليل اللفظى أو الحالى كقول الشاعر:
*فقلت لها قفى فقالت قاف*
أراد :قالت :وقفت.
وقول زهير:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
*بالخير خيرات وإن شرا فا * ول أريد الشر إل أن تا*
أراد :وإن شرا فشر ً،وأراد :إل أن تشاء.
وقول الخر:
*نادوهموا أل الجموا أل تا * قالوا جميعا كلهم أل فا*
أراد :أل تركبون .قالوا :أل فاركبوا.
وقوله عليه الصلة والسلم" :كفى بالسيف شا" أراد :شافيا.
...ولكن أين الدليل على ما ذكر فى قوله} :آلم{ُ؟
على أنه لم يقم دليل من الخارج يدل على هذا التفسير ً،إذ لو كان له دليل لقتضت العادة نقله ً،لنه من
المسائل التى تتوفر الدواعى على نقلها لو صح أنه مما ييفسر وييقصد تفهيم معناه ...ولما لم يثبت شىء
من ذلك دل على أنه من قبيل المتشابهات ً،فإن ثبت له دليل عليه صرنا إليه وإل توقفنا.
ومثل هذا المروى عن ابن عباس -ولعله أشكل منه -ما قاله سهل التسترى فى تفسيره للبسملة حيث
قال} :ربهسرم الر الررهحممرن الرررحيرم{ُ ..الباء :بهاء ال معرز ومجرل ً،والسين :سناء ال معرز ومجرل ً،والميم :مجد
ال معرز ومج رل ً،وال :هو السم العظم الذى حوى السماء كلها ً،وبين اللف واللم منه حرف مكنى
غيب من غيب إلى غيب ً،وسر من سر إلى سر ً،وحقيقة من حقيقة إلى حقيقة ً،ل ينال فهمه إل الطاهر
من الدناس ً،الخذ من الحلل قواما ضرورة اليمان ً،والرحمن :اسم فيه خاصية من الحرف المكنى
بين اللف واللم ً،والرحيم :هو العاطف على عباده بالرزقا فى الفرع ً،والبتداء فى الصل ً،رحمة
لسابقا علمه القديم".
وما فرسر به }آلم{ُ .فاتحة البقرة وهو قوله} :آلم{ُ اسم ال عرز ومجرل ً،فيه معان وصفات يعرفها أهل الفهم
به ً،غير أن لهل الظاهر فيه معان كثيرة ً،فأما هذه الحروف إذا انفردت ً،فاللف :تأليف ال معرز ومجرل.
ألر مف الشياء كما شاء ً،واللم :لطفه القديم ً،والميم :مجده العظيم" ً،وقال" :لكل كتاب أنزله ال تعالى سرً،
وسر القرآن فواتح السور ً،لنها أسماء وصفات ً،مثل قوله} :آلمص{ُ ً،و }آلر{ُ ً،و }آلمر{ُ ً،و }كهيعص{ًُ،
و }حمعسقا{ُ ً،و }طسم{ُ ً،فإذا جمعت هذه الحروف بعضها إلى بعضِ كانت اسم ال العظم ً،أى إذا أخذ
من كل سورة حرف على الولء ً،أى على ما أنزلت السورة وما بعدها على النسقا} :آلم{ُ ً،و }حم[ً،
و}ن{ُ معناه :الرحمن .وقال ابن عباس والضرحاك} :آلم{ُ :معناه أنا ال أعلم .وقال علسى رضى ال عنه:
هذه أسماء مقطعة ً،إذا أخذ من كل حرف حرفا ل يشبه صاحبه فيجرمعن كان اسم من أسماء الرحمن ً،إذا
عرفوه ودعوه به كان السم العظم الذى إذا يدرعمى به أجاب".
وكما قاله أبو عبد الرحمن السلمى فى تفسير} :آلم{ُ فاتحة البقرة وهو قوله} :آلم{ُ ..قيل :إن اللف ألف
الوحدانية ً،واللم :لم اللطف ً،والميم :ميم اليمهلك ً،معناه :ممن وجدنى على الحقيقة بإسقاط العلئقا
والغراضِ تلرطفيت له ..فأخرجته من رريقا العبودية إلى المل العلى ً،وهو التصال بمالك اليمهلك ً،دون
الشتغال بشىء من الملك ...وقيل} :آلم{ُ ..معنى اللف :أى أفرد سرك ً،واللم :ليت جوارحك
لنس بى ً،والمشاهدة إياى ً،واليقهرب لعبادتى ً،والميم :أقم معى بمحو رسومك وصفاتك ً،أزينك بصفات ا ي
منى".
فهذا الذى قاله سهل التسترى والذى قاله أبو عبد الرحمن السلمى مشكل كالمروى عن ابن عباس ً،بل
ل حيث اردعوا أن هذه الحروف ترمز إلى أسرار غيبية ومعان مكنية ً،وإذا يجمعت هذه وأعظم منه إشكا ل
الحروف على طريقة مخصوصة كان كذا وكذا ً،بل ويردعون أحيانا أن هذه الحروف هى أصل العلوم
ومنبع المكاشفات على أحوال الدنيا والخرة ً،وينسبون ذلك إلى أنه مراد ال تعالى فى خطابه العرب
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لميية التى ل تعرف شيئا من ذلك ً،وهذه كلها دعاوى يردعونها على القرآن ً،ول أحسب أنهم استندوا اي
فيها إلى دليل برهانى أو إقناعى ً،وكل ما أقوله فيها :إنها دعاوى محالة على الكشف والطلعً،
ل شرعيا بحال من الحوال. ودعوى الكشف والطلع ل تصلح دلي ل
ل مما ممرر ..ما جاء عنهم من نحو تفسير سهل ومن المواضع المشكلة أيضا ً،ولكنها أخف إشكا ل
ضمع رللرنارس{ُ ...الية ً،بقوله: التسترى لقوله تعالى فى الية ] [96من سورة آل عمران} :إررن أمرومل مبهيهَت يو ر
ضمع للناس بيت ال معرز ومجرل بمكمة ً،هذا هو الظاهر ً،وباطنها :الرسول يؤمن به ممن أثبت "أول بيت يو ر
ال فى قلبه التوحيد من الناس".
ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [36من سورة النساء} :موٱهلمجارر رذيِ ٱهليقهرمبـى موٱهلمجارر ٱهليجينرب
صارحرب ربٱِلمجهنرب موٱهبرن ٱلرسربي رل{ُ ..حيث يقول -بعد ذكره للتفسير بالظاهر" :وأما باطنها ً،فالجار ذى موٱل ر
اليقرمبى :هو القلب ً،والجار اليجينب :هو الطبيعة ً،والصاحب بالمجنب :هو العقل المقتدى بالشريعة ً،وابن
السبيل :هو الجوارح المطيعة ل".
وتفسيره لقوله تعالى فى الية ] [41من سورة الروم} :مظمهمر ٱهلمفمسايد رفي ٱهلمبير موٱهلمبهحرر{ُ ..بقوله" :ممرثمل ال
الجوارح بالبر ً،وممرثل القلب بالبحر ً،وهم أعم نفعا وأكثر خطرا ً،هذا هو باطن الية ً،أل ترى أن القلب
إنما يسيمى قلبا لتقلبه ويبهعد غوره"؟
ضِ ٱهلممهيمتية وتفسير ابن عطاء ال السكندرى لقوله تعالى فى الية ] [33من سورة يس} :موآميفة لريهيم ٱ م
لهر ي
أمهحميهيمنامها موأمهخمرهجمنا رمهنمها محسبا مفرمهنيه ميهأيكيلومن{ُ بقوله" :القلوب الميتة بالغفلة أحييناها بالتيقظ والعتبار
والموعظة ً،وأخرجنا منها حبا معرف صافية تضىء أنوارها على الظاهر والباطن".
هذا وأمثاله من كلم الصوفية لو قلنا إنهم أرادوا به تفسير اليات القرآنية وبيان معانيها التى يتحمل
عليها ل غير ً،لكان هو بعينه مذهب الباطنية ً،وذلك لن المعانى التى حملوا عليها اللفاظ فى اليات
السابقة ل تعرفها العرب مدلولت لهذه اللفاظ ً،ل بالوضع الحقيقى ول بالوضع المجازى المناسبً،
وليس فى مساقا اليات ما يدل على هذه المعانى المذكورة ً،ومعلوم أن القرآن عربى ويمخامطب به
العرب الذين يفهمون ألفاظه وتراكيبه ً،فهذه اليات المذكورة آنفا ل يفهم منها العربى أكثر من المعانى
المتبادرة إلى فهمه ً،والتى تنساقا إلى ذهنه ابتدالء ً،فل يفهم من البيت الحرام ً،ول من الجار ذى اليقرمبىً،
والجار اليجينب ً،والصاحب بالمجنب ً،وابن السبيل ً،ول من البر والبحر ً،ول من الرضِ والمحسب ً،إل ما
يفهمه العربى من هذه اللفاظ ً،وما وراء ذلك فليس عليه دليل.
وأيضا لم يينقل لنا عن المسملف الصالح من الصحابة والتابعين تفسير للقرآن يماثل هذا التفسير أو يقاربهً،
لمة ً،وغير معقول ولو كان عندهم معروفا ملينرقل ً،لنهم أدرى بمعانى القرآن ظاهرها وباطنها باتفاقا ا ي
لمة بأهدى مما كان عليه أولها ً،ول هم أعرف بالشريعة منهم ً،ول أدرى بلغة أن يأتى آخر هذه ا ي
القرآن من قومه الذين نزل بلسانهم وعلى لغتهم.
ولكن إجللنا لهؤلء المفيسرين ووثوقنا بهم من الناحية العلمية والدينية ً،واعترافهم فى تفاسيرهم -التى
نقلنا عنها -بالمعانى الظاهرية للقرآن وإنكارهم على ممن يقول بباطن القرآن دون ظاهره ...كل هذا
يجعلنا ينحسن الظن بالقوم ً،فنحمل أمثال هذه المعانى على أنها ليست من قبيل التفسير ً،وإنما هى ذكر
منهم لنظير ما ورد به القرآن ً،فإن النظير ييذكر بالنظير كما قال ابن الصلح فى فتاواه.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ثانيا :التفسير الصوفى او الشارى (
ضمن العنوان ) مقالة الشاطبى فى التفسير الشارى (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ولزيادة اليضاح أذكر لك ما قاله الشاطبى فى هذا الموضوع:
قال رحمه ال :العتبارات القرآنية الواردة على القلوب ً،الظاهرة للبصائر ً،إذا صرحت على كمال
شروطها فهى على ضربين:
أحدهما :ما يكون أصل انفجاره من القرآن ويتبعه سائر الموجودات ً،فإن العتبار الصحيح فى الجملة
هو الذى يخرقا نور البصيرة فيه يحيجب الكوان من غير توقف ً،فإن توقف فهو غير صحيح أو غير
كامل ً،حسبتما برينه أهل التحقيقا بالسلوك.
والثانى :ما يكون أصل انفجاره من الموجودات :جزئيها أو كليها ً،ويتبعه العتبار فى القرآن.
فإن كان الول ..فذلك العتبار صحيح ً،وهو معتبر فى فهم باطن القرآن من غير أشكال ً،لن فهم
القرآن إنما يرد على القلوب على وفقا ما نزل له القرآن ً،وهو الهداية التامة على ما يليقا بكل واحد من
المكرلفين ً،وبحسب التكاليف وأحوالها ً،ل بإطلقا ً،وإذا كانت كذلك فالمشى على طريقها مشى على
ل به على تقليد أو اجتهادً، الصراط المستقيم ً،ولن العتبار القرآنى قمدلما يجده إل ممن كان من أهله عم ل
فل يخرجون عند العتبار فيه عن حدوده ً،كما لم يخرجوا فى العمل به والتخلقا بأخلقه عن حدودهً،
بل تنفتح لهم أبواب الفهم فيه على توازى أحكامه ً،ويلزمه من ذلك أن يكون معتدا به لجريانه على
مجاريه .والشاهد على ذلك ما ينقل من فهم المسملف الصالح فيه ً،فإنه كله جار على ما تقضى به العربيةً،
وما تدل عليه الدلة الشرعية.
إن كان الثانى ..فالتوقف عن اعتباره فى فهم باطن القرآن لزم ً،وأخذه على إطلقه فيه ممتنع ً،لنه
بخلف الول ً،فل يصح القول باعتباره فى فهم القرآن ً،فنقول:
إن تلك النظار الباطنة فى القرآن فى اليات المذكورة -يريد} :موٱهلمجارر رذيِ ٱهليقهرمبـى موٱهلمجارر ٱهليجينرب
صارحرب ربٱِلمجهنرب موٱهبرن ٱلرسربيرل{ُ وما ذكره معها -مما تقدم لنا ذكره -إذا لم يظهر جريانها على موٱل ر
مقتضى الشروط المتقدمة فهى راجعة إلى العتبار غير القرآنى وهو الوجودى ويصح تنزيله على
معانى القرآن لنه وجودى أيضا .فهو مشترك من تلك الجهة غير خاص ً،فل يطالب فيه المعتبر بشاهد
موافقا إل ما يطلبه المربى ً،وهو أمر خاص ً،منفرد بنفسه ً،ل يختص بهذا الموضع .فلذلك ييوقف على
محله ً،فكون القلب جارا ذا يقربى ً،والجار اليجينب هو النفس الطبيعى ..إلى سائر ما ذكر ً،يصح تنزيله
اعتباريا مطلقا ً،فإن مقابلة الوجود بعضه ببعضِ فى هذا النمط صحيح وسهل جدا عند أربابه ً،غير أنه
مغرر بمن ليس براسخْ أو داخل تحت إيالة راسخْ.
وأيضا فإن ممن يذكر عنه مثل ذلك من المعتبرين لم يصيرح بأنه المعنى المقصود المخامطب به الخلقا ً،بل
أجراه مجراه وسكت عن كونه هو المراد ً،وإن جاء شىء من ذلك وصررح صاحبه أنه هو المراد ً،فهو
من أرباب الحوال الذين ل يفرقون بين العتبار القرآنى والوجودى ً،وأكثر ما يطرأ هذا لمن هو بعد
فى السلوك ً،سائر على الطريقا ً،لم يتحققا بمطلوبه .ول اعتبار بقول ممن لم يثبت اعتبار قوله من
الباطنية وغيرهم".
فالشاطبى -رحمه ال -يقرر فى كلمه هذا :أن مثل هذا النوع الخير من كلم الصوفية راجع إلى
العتبار غير القرآنى ً،ومع ذلك فيمكن تنزيله على معانى القرآن ً،كما أنه يقرر :أن ممن قال هذا لم
ييذكر عنه أنه قاله على أنه تفسير للية وبيان للمقصود منها ً،وهذا من حسن ظنه بالقوم.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ثانيا :التفسير الصوفى او الشارى (
ضمن العنوان ) مقالت بعضِ العلماء فى التفسير الشارى (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وإذا نحن رجعنا إلى أقوال العلماء التى قالوها فى تفسير الصوفية وجدناها جميعا تقوم على يحهسن الظن
بهم ً،وإليك بعضا منها:
* مقالة ابن الصلح:
قال ابن الصلح فى فتاواه -وقد يسرئل عن كلم الصوفية فى القرآن" :وجدت عن المام أبى الحسن
الواحدى المفيسر رحمه ال تعالى أنه قال :صرنف أبو عبد الرحمن السلمى "حقائقا التفسير" ً،فإن كان قد
اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر .قال ابن الصلح :وأنا أقول :الظن بمن يوثقا به منهم أنه إذا قال شيئا من
أمثال ذلك أنه لم يذكره تفسيرا ً،ول ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة من القرآن العظيم ً،فإنه لو
كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية ً،وإنما ذلك ذكر منهم لنظير ما ورد به القرآن ً،فإن النظير
ييذكر بالنظير ً،ومن ذلك قتال النفس فى الية المذكورة -يريد قوله تعالى فى الية ] [123من سورة
التوبة} :ـيمأسيمها ٱرلرذيمن آممينوها مقارتيلوها ٱرلرذيمن مييلومنيكهم يممن ٱهليكرفارر{ُ ..فكأنه قال :أمرنا بقتال النفس وممن يلينا من
الكفار ً،ومع ذلك فياليتهم لم يتساهلوا فى مثل ذلك لما فيه من البهام واللباس".
*
* مقالة سعد الدين التفتازانى:
وقد عرلقا التفتازانى على قول النسفى فى كتابه "العقائد"" :والنصوص على ظواهرها ً،فالعدول عنها إلى
معان يردعيها أهل الباطن إلحاد" فقال رحمه ال" :ويسسموا الباطنية لدعائهم أن النصوص ليست على
ظواهرها ً،بل لها معان باطنة ل يعرفها إل المعلم ً،وقصدهم بذلك نفى الشريعة بالكلية" ..ثم قال" :وأما
ما يذهب إليه بعضِ المحققين من أن النصوص محمولة على ظواهرها ومع ذلك ففيها إشارات خفية
إلى دقائقا تنكشف على أرباب السلوك ً،ويمكن التطبيقا بينها وبين الظوانر المرادة ً،فهو من كمال
اليمان ومحضِ العرفان".
*
* مقالة ابن عطاء ال السكندرى:
ونقل السيوطى عن ابن عطاء ال السكندرى أنه قال فى كتابه "لطائف المنن"" :اعلم أن تفسير هذه
الطائفة لكلم ال وكلم رسوله بالمعانى الغريبة ليس إحالة للظاهر عن ظاهره ً،ولكن ظاهر الية مفهوم
منه ما جلبت الية له ودرلت عليه فى يعرف اليلسانً،ومثرم أفهام باطنة يتفمهم عند الية والحديث لمن فتح ال
قلبه ً،وقد جاء فى الحديث" :لكل آية ظهر وبطن" ً،فل يصدنك عن تلقى هذه المعانى منهم أن يقول لك
ذو جدل ومعارضة :هذا إحالة لكلم ال وكلم رسوله ..فليس ذلك الحالة ً،وإنما يكون إحالة لو قالوا:
ل معنى للية إل هذا ً،وهم لم يقولوا ذلك ً،بل يقرون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها
ويفهمون عن ال تعالى ما أفهمهم".
فهؤلء العلماء حرسينوا ظنهم بالقوم ً،فحملوا أقوالهم الغريبة التى قالوها فى القرآن على أنها ذكر لنظير
ما ورد به القرآن ً،أو على أنها إشارات خفية ً،ومعان إلهامية ً،تنهل على قلوب العارفين ً،وتزهوهم عن
إرادة التفسير الحقيقى لكتاب ال بمثل هذه الشروح الغريبة التى ينرقلت عنهم ً،وهذا عمل حسن وصنع
ل لحال المؤمن على الصلح ..ولكن لم يلبث أن تبدد جميل من هؤلء العلماء ً،وقد تابعناهم عليه حم ل
يحسن ظننا بالقوم على أثر تلك المقالة التى قرأناها لبن عربى فى فتوحاته ..وفيها ييصيرح بأن مقالت
الصوفية فى كتاب ال ليست إل تفسيرا حقيقيا لمعانى القرآن ً،وشرحا لمراد ال من ألفاظه وآياتهً،
ويذكر لنا أن تسميتها إشارة ليس إل من قبيل التقية ً،والمداراة لعلماء الرسوم أهل الظاهر ً،..وفى هذه
المقالة يحمل حملة شعواء على أهل الرسوم -على حد تعبيره -الذين ينكرون عليه وعلى غيره من
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الصوفية .وإليك ما قاله بالنص لتقف على رأيه الصريح الذى ل مواربة فيه ول التواء.
*
* مقالة ابن عربى فى التفسير اللشارى:
قال رحمه ال" :اعلم أن ال معرز ومجرل لما خلقا الخلقا ً،خلقا النسان أطوارا ً،فمنا العالم والجاهل ً،ومنا
المنصف والمعاند ً،ومنا القاهر ومنا المقهور ً،ومنا الحاكم ومنا المحكوم ً،ومنا المتحركم ومنا المتحمكم
فيه ً،ومنا الرئيس والمرؤوس ً،ومنا المير والمأمور ً،ومنا الملك والسوقة ً،ومنا الحاسد والمحسود ..
وما خلقا ال أشقا ول أشد من علماء الرسوم على أهل ال المختصين بخدمته العارفين به من طريقا
الوهب اللهى الذى منحهم أسراره فى خلقه ً،وفرهمهم معنى كتابه وإشارات خطابه ً،فهم لهذه الطائفة
مثل الفراعنة للرسل عليهم السلم .لما كان المر فى الوجود الواقع على ما سبقا به العلم القديم -كما
ذكرنا -عدل أصحابنا إلى الشارات .فكلمهم -رضى ال عنهم -فى شرح كتابه العزيز الذى ل
يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه إشارات ً،وإن كان ذلك حقيقة وتفسيرا لمعانيه النافعة ً،ورد ذلك
كله إلى نفسهم مع تقريرهم إياه فى العموم ً،وفيما نزل فيه ً،كما يعلمه أهل اليلسان الذين نظل الكتاب
بلسانهم ً،فعرم به سبحانه عندهم الوجهين كما قال تعالى} :مسينرريرههم آميارتمنا رفي ٱلمفارقا مورفيي مأنيفرسرههم{ُ ..يعنى
اليات المنرزلة فى الفاقا وفى أنفسهم ً،فكل آية منرزلة لها وجهان :وجه يرونه فى نفوسهم ووجه آخر
يرونه فيما خرج عنهم ً،فيسمون ما يرونه فى نفوسهم إشارة ليأنس الفقيه صاحب الرسوم إلى ذلك ً،ول
يقولون فى ذلك إنه تفسير ً،وقاية لشرهم وتشنيعهم فى ذلك بالكفر عليه ً،وذلك لجهلهم بمواقع خطاب
الحقا ً،واقتدوا فى ذلك بسنن الهدى ً،فإن ال كان قادرا على تنصيص ما تأروله أهل ال فى كتابه ً،ومع
ذلك فما فعل :بل أدرج فى تلك الكلمات اللهية التى نزلت بلسان العامة علوم معانى الختصاص التى
فهمها عباده حين فتح لهم فيها بعين الفهم الذى رزقهم.
ولو كان علماء الرسوم ينصفون ً،لعتبروا فى نفوسهم إذا نظروا فى الية بالعين الظاهرة التى
يسلمونها فيما بينهم ً،فيرون أنهم يتفاضلون فى ذلك ً،ويعلو بعضهم على بعضِ فى الكلم فى معنى تلك
الية ً،ويقر القاصر بفضل غير القاصر فيها ً،وكلهم فى مجرى واحد .ومع هذا الفضل المشهود لهم
فيما بينهم فى ذلك .ينكرون على أهل ال إذا جاءوا بشىء مما يغمضِ عن إدراكهم ً،وذلك لنهم
يعتقدون فيهم أنهم ليسوا بعلماء ً،وأن العلم ل يحصل إل بالتعلم المعتاد فى اليعرف ً،وصدقوا ً،فإن
أصحابنا ما حصل لهم ذلك العلم إل بالتعلم وهو العلم الرحمانى الرربانى قال تعالى} :ٱهقمرهأ ربٱِهسرم مريبمك
م ه
لنمسامن مما لمهم ميهعلمهم{ًُ، لنمسامن رمهن معلمهَقا * ٱهقمرأ مومرسبمك ٱلهكمريم * ٱرلرذى معلرم ربٱِهلمقلمرم * معلرم ٱ ر
ٱرلرذيِ مخلممقا * مخلممقا ٱ ر
لنمسامن * معلرمميه ٱلمبميامن{ُ .. ل متهعمليمومن مشهيئا{ُ ً،وقال تعالى} :مخملمقا ٱ ر فإنه القائل} :أمهخمرمجيكم يمن يبيطورن أيرممهارتيكهم م
فهو سبحانه يمعيلم النسان ً،فل شك أن أهل ال هم ورثة الرسل عليهم السلم ً،وال يقول فى حقا
لهنرجيمل{ًُ، الرسول} :مومعلرمممك مما لمهم متيكهن متهعلميم{ُ ً،وقال فى حقا عيسى} :مويمعلييميه ٱهلركمتامب موٱهلرحهكمممة موٱلرتهومرامة موٱ ر
وقال فى حقا خضر صاحب موسى عليهما السلم} :مومعلرهممنايه رمن لريدرنا رعهلما{ُ ..فصدقا علماء الرسوم
عندنا فيما قالوا :إن العلم ل يكون إل بالتعلم ً،وأخطأوا فى اعتقادهم أن ال ل يمعيلم ممن ليس بنب ول
رسول ً،يقول ال} :يهؤرتي اهلرحهكمممة ممن ميمشآيء{ُ وهى العلم ً،وجاء بـ "ممن" وهى نكرة .ولكن عملماء الرسوم
لما آثروا الدنيا على الخرة ً،وآثروا جانب الخلقا على جانب الحقا ً،وتعرودوا أخذ العلم من الكتب ومن
أفواه الرجال الذين من جنسهم ً،ورأوا فى زعمهم أنهم من أهل ال بما علموا وامتازوا به عن العامةً،
حجبهم ذلك عن أن يعلموا أن ل عبادا تورلى ال تعليمهم فى سرائرهم بما أنزله فى كتبه وعلى ألسنة
رسله وهو العلم الصحيح عن العالم المعيلم الذى ل يشك مؤمن فى كمال علمه ول غير مؤمن ً،فإن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الذين قالوا :إن ال ل يعلم الجزئيات ما أرادوا نفى العلم عنه ً،وإنما قصدوا بذلك أنه تعالى ل يتجدد له
علم بشىء ً،بل علمها مندرجة فى علمه بالكليات ً،فأثبتوا له العلم سبحانه مع كونهم غير مؤمنينً،
وقصدوا تنزيهه سبحانه فى ذلك وإن أخطأوا فى التعبير عن ذلك ً،فتولى ال بعنايته لبعضِ عباده
تعليمهم بنفسه بإلهامه وإفهامه إياهم }مفمأهلمهمممها يفيجومرمها مومتهقموامها{ُ ً،فى إثر قوله} :مومنهفهَس مومما مسروامها{ُ ً،فبرين
لها الفجور من التقوى إلهاما من ال لها لتجتنب الفجور وتعمل بالتقوى.
وكما كان أصل تنزيل الكتاب من ال على أنبيائه ً،كان تنزيل الفهم على قلوب بعضِ المؤمنين بهً،
فالنبياء عليهم السلم ما قالت على ال ما لم يقل لها ً،ول أخرجت ذلك من نفوسها ول من أفكارها ً،ول
ل ميهأرتيره
تعرلمت فيه ً،بل جاءت من عند ال ً،كما قال تعالى} :متنرزيفل يمهن محركيم محرميهَد{ُ ً،وقال فيه :إنه } ر
هَ
ل رمهن مخهلرفره{ُ ..وإذا كان الصل المتكرلم فيه من عند ال ً،ل من فكر النسان ٱهلمبارطيل رمن مبهيرن ميمدهيره مو م
ورويته -وعلماء الرسوم يعلمون ذلك -فينبغى أن يكون أهل ال العاملون به أحقا بشرحه وبيان ما
ل من عند ال على قلوب أهل العلم كما كان أنزل ال فيه من علماء الرسوم ً،فيكون شرحه أيضا تنزي ل
الصل .وكذا قال علسى بن أبى طالب رضى ال عنه فى هذا الباب" :ما هو إل فهم يؤتيه ال من يشاء
من عباده فى هذا القرآن" .فجعل ذلك عطاء من ال يعبر عن ذلك العطاء بالفهم عن ال ً،فأهل ال أولى
به من غيرهم .فلما رأى أهل ال أن ال قد جعل الدولة فى الحياة الدنيا لهل الظاهر من علماء الرسومً،
وأعطاهم التحكم فى الخلقا بما يتفون به ً،وألحقهم بالذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الخرة
غافلون -وهم فى إنكارهم على أهل ال يحسبون أنهم ييحسنون صنعا -سرلم أهل ال لهم أحوالهم لنهم
علموا من أين تكلموا ً،وصانوا عنهم أنفسهم بتسميتهم الحقائقا إشارات ً،فإن علماء الرسوم ل ينكرون
الشارات ً،فإذا كان فى غد يوم القيامة يكون المر فى الكل ً،كما قال القائل:
*سوف ترى إذا انجلى الغبار * أمفمرفس تحتك أم حمار*
كما يتميز المحقا من أهل ال ً،من المردعى فى الهلية غدا يوم القيامة .قال بعضهم:
*فإذا اشتبكت دموع فى خدود * تبين ممن بكى ممن تباكى*
أين عالم الرسوم من قول علسى بن أبى طالب رضى ال عنه حين أخبر عن نفسه أنه لو تكلم فى الفاتحة
من القرآن لح رمل منها سبعين وقرا؟ هل هذا إل من الفهم الذى أعطاه ال فى القرآن؟ فاسم الفقيه أولى
بهذه الطائفة من صاحب علم الرسم ً،فإن ال يقول فيهم} :ليميمتمفرقيهوها رفي ٱليديرن مورليينرذيروها مقهومميههم إرمذا مرمجيعيوها
إرلمهيرههم لممعلريههم ميهحمذيرومن{ُ ..فأقامهم مقام الرسول فى التفقه فى الدين والنمذار ً،وهو الذى يدعو إلى ال على
بصيرة كما يدعو رسول ال صلى ال عليه وسلم بصيرة ً،ل على غلبة ظن كما يحكم عالم الرسومً،
فشرتان بين ممن هو فيما ييفتى به ويقوله على بصيرة منه فى دعائه إلى ال وهو على بيينة من ربه ً،وبين
ممن يفتى فى دين ال بغلبة ظنه".
ثم إن من شأن عالم الرسوم فى الذب عن نفسه أنه يمجيهل ممن يقول :فهرممنى ربى ً،ويرى أنه أفضل
منه ً،وأنه صاحب العلم إذ يقول ممن هو من أهل ال :إن ال ألقى فى سيرى مراده بهذا الحكم فى هذه
الية ً،أو يقول :رأيت رسول ال صلى ال عليه وسلم فى واقعتى فأعلمنى بصحة هذا الخبر المروى
عنه وبحكمه عنده .قال أبو يزيد البسطامى رضى ال عنه فى هذا المقام -يخاطب علماء الرسوم:
أخذتم علمكم ميتا عن ميت ً،وأخذنا عن الحى الذى ل يموت ً،يقول أمثالنا :حردثنى قلبى عن ربى ً،وأنتم
تقولون :حردثنى فلن ً،وأين هو؟ قالوا :مات .عن فلن :وأين هو؟ قالوا :مات .وكان الشيخْ أبو مدين -
رحمه ال -إذا قيل له :قال فلن ً،عن فلن ً،عن فلن ً،يقول" :ما نريد نأكل قديدا ً،هاتوا ائتونى بلحم
طرى -يرفع همم أصحابه -فيأولئك أكلوه لحما طريا ً،والواهب لم يمت ً،وهو أقرب إليكم من حبل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الوريد".
والفيضِ اللهى والمبشرات ما يسرد بابها ً،وهى من أجزاء النبوة ً،والطريقا واضحة ً،والباب مفتوحً،
والعمل مشروع .وال يهرول لتلقى ممن أتى إليه يسعى ً،وما يكون من نجوى ثلثة إل هو رابعهم ً،وهو
معهم أينما كانوا ً،فممن كان معك بهذه المثابة من اليقهرب -مع دعواك العلم بذلك واليمان به -لم تترك
الخذ عنه والحديث معه ً،وتأخذ عن غيره ول تأخذ عنه ً،فتكون حديث عهد بربك"؟
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ثانيا :التفسير الصوفى او الشارى (
ضمن العنوان ) رأينا فى مقالة ابن عربى (
صهم بها دون ونحن ل ننكر على ابن عربى أن مثرم أفهاما ييلقيها ال فى قلوب أصفيائه وأحبابه ً،ويخ ي
غيرهم ً،على تفاوت بينهم فى ذلك بمقدار ما بينهم من تفاوت فى درجات السلوك ومراتب الوصولً،
كما ل يننكر عليه أن تكون هذه الفهام يمكن أن تدخل تحت مدلول الرلفظ العربى القرآنى ً،وأن يكون لها
شاهد يؤيدها ً،أما أن تكون هذه الفهام خارجة عن مدلول الرلفظ القرآنى ً،وليس لها من الشرع ما يؤيدها
فذلك ما ل يمكن أن نقبله على أنه تفسير للية وبيان لمراد ال تعالى ً،لن القرآن عربى قبل كل شىء
صلمهت آميايتيه يقهرآنا معمرربسيا ليمقهوهَم ميهعلميمومن{ُ .وحاشا ل
كما قلنا ً،وال سبحانه وتعالى يقول فى شأنه} :ركمتافب يف ي
أن ييلغز فى آياته ً،أو ييعمى على عباده طريقا النظر فى كتابه ً،وهو يقول} :موملمقهد ميرسهرمنا ٱهليقهرآمن رلليذهكرر
مفمههل رمن سمردركهَر{ُ.
هذا هو ما أدين ال عليه بالنسبة لكلم الصوفية ً،وعذرى فى ذلك أنى لم أسلك مسلك القوم ً،ولم أذقا
ذوقهم ً،ولم أعرف اصطلحاتهم التى يصطلحون عليها ً،ولعيلى إذا سلكت هذا الطريقا ً،وانكشف لى من
أستار الغيب ما انكشف لهم ً،أو على القل فهمت لغة القوم ووقفت على مصطلحاتهم .لعيلى إذا حصل
لى شئ من هذا تبردل رأيى وتغير حكمى ً،فسرلمت لهم كل ما يقولون به ً،مهما كان بعيدا وغريبا .وقد
سأل رجل بعضِ العلماء أن يقرأ عليه تائية ابن الفارضِ فقال له" :دع هذا ً،ممن جاع جوع القوم وسهر
سهرهم رأى ما رأوا".
يقولون :إنهم يدركون بعضِ المعانى بعين اليقين ً،وما ممن شأنه أن ييدمرك بعين اليقين ل يمكن أن ييدمرك
بعلم اليقين ً،إذن فل بد لمن يريد أن يحكم على القوم حكما صحيحا أن يجتهد فى الوصول إلى ما
وصلوا إليه بالعيان ً،دون أن يطلبه عن طريقا البيان ً،فإنه طور وراء طور العقل ً،والشاعر يقول:
*علم التصوف علم ليس يعرفه * إل أخو فطنة بالحقا معروف*
*وليس يعرفه ممن ليس يشهده * وكيف يشهد ضوء الشمس مكفوف*
ويقول ابن خلدون" :وليس البرهان والدليل بنافع فى هذه الطريقا ردا وقبولل ً،إذ هى من قبيل
الوجدانيات".
ويقول اللوسى فى مقدمة تفسيره )الجزء الول ص " :(8فالنصاف كل النصاف التسليم للسادة
الصوفية الذين هم مركز الدائرة المحمدية ما هم عليه ً،واتهام ذهنك السقيم فيما لم يصل -لكثرة
العوائقا -إليه:
*وإذا لم تر الهلل فسيلم * لناس رأوه بالبصار*
ويقول اللوسى أيضا بعد أن نقل عن ابن عربى ما قاله فى تفسير الفاتحة فى فتوحاته" :فإذا وقع
الجدار ً،وانهدم الصور ً،وامتزجت النهار ً،والتقى البحران ً،وعدم البرزخ ً،صار العذاب نعيما ً،وجهنم
جرنة ً،ول عذاب ول عقاب ً،إل نعيم وأمان ً،بمشاهدة العيان" ..إلخْ .يقول اللوسى بعد نقله لهذا الكلم
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الغريب" :وهذا وأمثاله محمول على معنى صحيح يعرفه أهل الذوقا ول ينافى ما وردت به القواطع :ثم
قال :وإياك أن تقول بظاهره مع ما أنت عليه ً،وكلما وجدت مثل هذا لحد من أهل ال تعالى ً،فسيلمه
لهم بالمعنى الذى أرادوه ً،مما ل تعلمه أنت ول أنا ً،ل بالمعنى الذى ينقدح فى عقلك ً،المشوب بالوهامً،
فالمر والر وراء ذلك".
ومثل هذه القوال أشبه ما تكون بالكراه لنا على قبول وجدانيات القوم وشطحاتهم مهما أوغلت فى
اليب هعد والغرابة ً،وتوريط لنا بتسليم كل ما يقولون تحت تأثير ما لهم فى نفوسنا من المكانة العلمية
والدينية ً،ومهما يكن من شىء فأنا عند رأيى ل أتحول عنه ً،حتى إذا ما جعت جوع القوم ً،وسهرت
سهرهم ً،ووجدت مواجيدهم ً،سرلميت لهم بكل ما يقولون "ومن ذاقا عرف".
والخلصة ..أن مثل هذه التفاسير الغريبة للقرآن ً،مرزلة قجم لمن لم يعرف مقاصد القوم ً،وليتهم
احتفظوا بها عند أنفسهم ً،ولم يذيعوها على الناس فيوقعوهم فى حيرة واختلف ً،منهم ممن يأخذها على
ظاهرها ويعتقد أن ذلك هو مراد ال من كلمه ً،وإذا عارضه ما يينقل فى كتب التفسير على خلفه
فربما كرذب به أو أشكل عليه ً،ومنهم ممن يكذبها على الطلقا ً،ويرى أنها تقسول على ال وبهتان ً،ليتهم
فعلوا ذلك ً،إذن لراحونا من هذه الحيرة ً،وأراحوا أنفسهم من كلم الناس فيهم ً،وقذف البعضِ لهم
بالكفر واللحاد فى آيات ال!!
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ثانيا :التفسير الصوفى او الشارى (
ضمن العنوان ) شروط قبول التفسير الشارى (
تبين لنا فيما سبقا أن التفسير الشارى منه ما هو مقبول ً،ومنه ما ليس بمقبول ً،فعلينا بعد ذلك أن نذكر
الشروط التى يجب أن تتوفر فى التفسير الشارى -وإن كنا تعررضنا لهمها فيما سبقا -حتى يكون
تفسيرا مقبولل ..وإليك هذه الشروط:
أولل :أن ل يكون التفسير الشارى منافيا للظاهر من النظم القرآنى الكريم.
ثانيا :أن يكون له شاهد شرعى يؤيده.
ثالثا :أن ل يكون له معارضِ شرعى أو عقلى.
وهذه الشروط الثلثة قد أوضحناها فيما سبقا ً،فل حاجة بنا إلى إعادة توضيحها.
رابعا :أن يردعى أن التفسير الشارى هو المراد وحده دون الظاهر ً،بل ل بد أن نعترف بالمعنى الظاهر
أولل ً،إذ ل يطمع فى الوصول إلى الباطن قبل إحكام الظاهر "وممن ا سدعى فهم أسرار القرآن ولم يمحيكم
التفسير الظاهر فهو كمن اردعى البلوغا إلى صدر البيت قبل أن يجاوز الباب".
علمت هذا ً،علمت بصورة قاطعة أنه ل يمكن لعاقل أن يقبل ما ينرقل عن بعضِ المتصوفة من أنه ر إذا
ل ربرإذرنره{ُ فقال :معناه "من ه ر
فرسر قوله تعالى فى الية ] [255من سورة البقرة} :ممن مذا ٱلرذيِ ميهشمفيع رعهنمديه إر ر
ذل" من الذل "ذى" إشارة إلى النفس "يشف" من الشفاء "ع" أمر من الوعى .وما ينرقل عن بعضهم من أنه
فرسر قوله تعالى فى الية ] [69من سورة العنكبوت} :موإررن ٱلرلمه لممممع ٱهليمهحرسرنيمن{ُ ..فجعل "لمع" فع ل
ل
ماضيا بمعنى أضاء ً،و "المحسنين" مفعوله.
هذا التفسير وأمثاله إلحاد فى آيات ال ً،وال تعالى يقول} :إررن ٱرلرذيمن يهلرحيدومن رفيي آميارتمنا م
ل ميهخمفهومن معلمهيمنآ{ُ ..
قال اللوسى فى تفسير هذه الية" :أى ينحرفون فى تأويل آيات القرآن عن جهة الصحة والستقامة
فيحملونها على المحامل الباطلة ً،وهو مراد ابن عباس بقوله :يضعون الكلم فى غير موضعه".
ل ً،ومعنى كونه مقبولل عدم رفضه ل هذه هى الشروط التى إذا توفرت فى التفسير الشارى كان مقبو ل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وجوب الخذ به ً،أما عدم رفضه فلنه غير مناف للظاهر ول بالغ مبلغ التعسف ً،وليس له ما ينافيه أو
يعارضه من الدلة الشرعية.
وأما عدم وجوب الخذ به ً،فلنه من قبيل الوجدانيات ً،والوجدانيات ل تقوم على دليل ول تستند إلى
برهان ً،وإنما هى أمر يجده الصوفى من نفسه ً،وسر بينه وبين ربه .فله أن يأخذ به ويعمل على
مقتضاه ً،دون أن ييلزم به أحدا من الناس سواه.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) أهم كتب التفسير الشارى ( ضمن
العنوان ) -1تفسير القرآن العظيم )للتسترى( (
هو أبو بكر محيى الدين محمد بن علسى بن أحمد بن عبد ال الحاتمى ً،الطائى ً،الندلسى ً،المعروف بابن
عربى -بدون أداة التعريف -كما اصطلح على ذلك أهل المشرقا ً،فرقا بينه وبين القاضى أبى بكر بن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
العربى صاحب أحكام القرآن .وكان بالمغرب ييعرف بابن العربى -باللف واللم -كما كان ييعرف
فى الندلس بـ "ابن سراقة".
ولد بمرسية سنة 560هـ )ستين وخمسمائة من الهجرة( ثم انتقل إلى إشبيلية سنة 568هـ )ثمانى
وستين وخمسمائة( وبقى بها نحوا من ثلثين عاما ً،تلقى فيها العلم على كثير من الشيوخ حتى ظهر
نجمه ً،وعل ذكره ً،وفى سنة 598هـ )ثمان وتسعين وخمسمائة( نزح إلى المشرقا وطروف فى كثير
من البلد ً،فدخل الشام ً،ومصر ً،والموصل ً،وآسيا الصغرى ً،ومكة ً،وأخيرا ألقى عصاه واستقر به
النوى فى دمشقا ً،وتوفى بها فى سننة 638هـ )ثمان وثلثين وستمائة( ً،ويدرفمن بها ً،فرحمه ال رحمة
واسعة.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ابن عربى ومذهبه فى تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) ابن عربى بين أعدائه ومريديه (
كان ابن عربى شيخْ المتصوفة فى وقته ً،وكان له أتباع ومريدون ً،يعجبون به إلى حد كبير ً،حتى لقبوه
فيما بينهم بالشيخْ الكبر ً،والعراف بال ..كما كان له أعداء ينقمون عليه ً،ويرمونه بالكفر والزندقةً،
فمن المعجبين بابن عربى :قاضى القضاة مجد الدين محمج بن يعقوب الشيرازى الفيروزآبادى صاحب
القاموس ً،وقد كتب كتابا يدافع فيه عنه ً،ردا على رضى الدين به الخياط الذى كتب عن عقيدة ابن
عربى ورماه بالكفر .وكمال الدين الزملكانى ً،من أكابر مشايخْ الشام ً،والشيخْ صلح الدين الصفدىً،
والحافظ السيوطى ً،الذى أرلف فى الدفاع عنه كتابا سماه "تنبيه الغبى على تنزيه ابن عربى" ً،وسراج
الدين البلقينى ً،وتقى الدين بن السبكى ً،وغيرهم.
ومن النقامين عليه :ابن الخياط السابقا ذكره ً،والحافظ الذهبى ً،وابن تيمية عدو الصوفية على الطلقاً،
ولقد بلغ من عداوة بعضِ الناس لبن عربى أنهم حاولوا اغتياله بمصر ً،ولكن ال سرلمه وأنجاه.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ابن عربى ومذهبه فى تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) مكانته العلمية (
لم تقتصر براعة ابن عربى على التصوف ً،بل برع مع ذلك فى كثير من العلوم ً،فكان عارفا بالثار
والسنن .أخذ الحديث عن جمع من علمائه ً،وكان شاعرا وأديبا ً،ولذلك كان يكتب النشاء لبعضِ ملوك
الغرب .وقد بلغ مبلغ الجتهاد والستنباط ً،وتأسيس القواعد والمقاصد التى ل يحيط بها إل ممن طالعهاً،
ووقف على حقيقتها .ويقال إنه كان من أنصار مواطنه ابن حزم ومذهبه الظاهرى ً،ولكنه مع ذلك أبطل
التقليد.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ابن عربى ومذهبه فى تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) مذهب ابن عربى فى وحدة الوجود (
أما مذهبه فى وحدة الوجود فهو :أنه يرى أن الوجود حقيقة واحدة .ويعد التعدد والكثرة أمرا قضت به
الحواس الظاهرة "وقد أداه قوله بوحدة الوجود إلى قوله بوحدة الديان ً،ل فرقا بين سماويها وغير
سماويها ً،إذ الكل يعبدون الله الواحد المتجلى فى صورهم ً،وصور جميع المعبودات ً،والغاية الحقيقية
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
من عبادة العبد لربه :هو التحققا من وحدته الذاتية معه .وإنما الباطل من العبادة :أن ييقصر العبد ربه
على مجلى واحد دون غيره ً،ويسميه إلها".
"وبالجملة ً،فمنزلة ابن عربى العلمية كبيرة ً،ول أدل على ذلك من مؤلفاته الكثيرة التى تدل على سعة
باعه ً،وتبحره فى العلوم الظاهرة والباطنة ً،وقد بلغ ما بقى منها إلى اليوم مائة وخمسون كتابا ً،ويظهر
أن هذا العدد ليس إل نصف ما أرلفه ابن عربى فى الواقع" .وأهم هذه المؤلفات "الفتوحات المكية" الذى
ذاع صيته .وكلف به كثير من الرجال ً،ثم "فصوص الحكم" ً،وله ديوان فى الشعار الصوفية ً،وكتاب
"الخلقا" ً،وكتاب "مجموع الرسائل اللهية" ً،وغير ذلك من مؤلفاته الكثيرة.
غير أن هذه المؤلفات يوجد فى تضاعيفها كثير من الكلمات المشكلة ً،التى سببت خوص الناس فى
عقيدته ً،ورميهم إياه بالكفر والزندقة ً،ولكن أتباعه ومريديه وممن أعجب به من العلماء لم يأخذوا هذه
اللفاظ على ظواهرها بل قالوا :إن ما أوهمته تلك الظواهر ليس هو المراد ً،وإنما المراد يأمور اصطلح
عليها متأخروا أهل الطريقا غيرة عليها .حتى ل يردعيها الكرذابون .وقد قال السيوطى فى كتابه "تنبيه
الغبى على تنزيه ابن عربى"" :والقول الفصل فى ابن عربى :اعتقاد وليته ً،وتحريم النظر فى كتبه ً،فقد
ينرقل عنه هو أنه قال :نحن قوم يحرم النظر فى كتبنا .قال السيوطى :وذلك لن الصوفية تواضعوا على
ألفاظ اصطلحوا عليها .وأرادوا بها معانى غير المعانى المتعارفة ً،فممن حمل ألفاظهم على معانيها
المتعارفة بين أهل العلم الظاهر كفر .نص على ذلك الغزالى فى بعضِ كتبه وقال :إنه شبيه بالمتشابه
من القرآن والسسرنة ً،ممن حمله على ظاهره كفر".
ومما استدلوا به على أن ابن عربى ل يريد الظاهر الموهم من كلمه :ما يروونه عنه من أنه أنشد
بعضِ إخوانه هذا البيت وهو من نظمه:
*يا من يرانى ول أراه * كم ذات أراه ول يرانى*
فاعترضِ عليه السامع وقال :كيف تقول إنه ل يراك ً،وأنت تعلم أنه يراك؟ فقال مرتج ل
ل:
*يامن يرانى مجرما * ول أراه آخذا*
*كم ذا أراه منعما * ول يرانى لئذا*
قالوا :فهذا يدل على أن كلم الشيخْ ل ييراد به ظاهره ً،وإنما له محامل تليقا به.
ومن العلماء ممن يينيزه ابن عربى عن هذه العبارات الموهمة ويقول :إن ما جاء من ذلك فهو مدسوس
عليه ً،ويروون فى ذلك أن الشعرانى الذى اختصر الفتوحات قال" :وقد توقفيت حال الختصار فى
مواضع كثيرة منه ً،لم يظهر لى موافقتها لما عليه أهل السسرنة والجماعة .فحذفتها من هذا المختصر.
وربما سهوت فتبعت ما فى الكتاب ً،كما وقع للبيضاوى مع الزمخشرى ً،ثم لم أزل كذلك أظن أن
المواضع التى يحذفت ثابتة عن الشيخْ محيى الدين ً،حتى قدم علينا الخ العارلم الشريف شمس الدين السيد
محمد بن السيد أبى الطيب المدنى المتوفى سنة 955هـ )خمسة وخمسون وتسعمائة من الهجرة(ً،
فذاكرته فى ذلك ً،فأخرج إلسى نسخة من الفتوحات التى قابلها على النسخة التى عليها خط للشيخْ محيى
الدين نفسه بقونية ً،فلم أر فيها شيئا مما توقفت فيه وحذفته ً،فعلمت أن النسخْ التى فى مصر الن كلها
كتبت من النسخة التى دسوا على الشيخْ فيها ما يخالف عقائد أهل السسرنة والجماعة ً،كما وقع له ذلك فى
كتاب الفصوص وغيره".
ومهما يكن من شىء ً،فابن عربى يمعرقد فى أفكاره ً،موهم فى ألفاظه وتعابيره ً،مشكل فى أكثر ما يقول.
ومع كل هذا فل أتهمه فى عقيدته ً،لجهلى باصطلحات القوم ورموزهم .وكلمه النصاف فيه -كما
أعتقد -قول الحافظ الذهبى عنه" :وله توسع فى الكلم ً،وذكاء ً،وقوة خاطر ً،وحافظة وتدقيقا فى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
التصوف ً،وتآليفه جرمة فى العرفان ً،ولول شطحه فى الكلم لم يكن به بأس".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ابن عربى ومذهبه فى تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) مذهب ابن عربى فى تفسير القرآن الكريم (
يقوم مذهب ابن عربى فى التفسير غالبا على نظرية وحدة الوجود التى يدين بها ً،وعلى الفيوضات
والوجدانيات التى تنهل عليه من سحائب الغيب اللهى ً،وتنقذف فى قلبه من ناحية الشراقا الربانى.
أما من الناحية الولى :ناحية التأثر بمذهب وحدة الوجود .فإرنا نراه فى كثير من الحيان يتعسف فى
التأويل ً،ليجعل الية تتمشى مع هذه النظرية .وهذا -فيما أعتقد -منهج كله شر فى التفسير ً،فهو يبدل
فيما أراد ال من آياته ً،ويقسرها على أن تتضمن مذهبه ً،وتكون أسانيد له ً،وهذا ليس من شأن المفيسر
المنصف ً،الذى يبحث فى القرآن بحثا مجردا عن الهوى والعقيدة.
وأما من الناحية الثانية :ناحية الفيضِ اللهى ً،فهو واسع الباع فيها ً،وقد مررت بك مقالته فى التفسير
الشارى ً،ورأيمت كيف اردعى أن كل ما يجرى على لسان أهل الحقيقة من المعانى الشارية فى القرآن
هو فى الحقيقة تفسير وشرح لمراد ال ً،وإنما عربر عنها بالشارة .تقرية من أهل الظاهر ً،ورأيمت كيف
اردعى أن أهل ال -وهم الصوفية -أحقا الناس بشرح كتابه ً،لنهم يتلقون علومهم عن ال ً،فهم
يقولون فى القرآن على بصيرة ً،أما أهل الظاهر فيقولون بالظن والتخمين.
ثم هو ل يرى فرقا بين القرآن نفسه ً،وبين تفسير أهل ال له ً،من ناحية أن كل منهما حقا ثابتً،
وصدقا ل يعتريه شك ً،فإذا كان القرآن ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه ً،لنه من عند الً،
فكذلك أقوال أهل الحقيقة فى التفسير ً،ل يأتيها الباطل من بين يديها ول من خلفها ً،لنها منرزلة على
قلوبهم من عند ال.
هذا ..وإن ابن عربى لم نظفر له بكتاب فى التفسير ً،ولكن نجد صاحب كشف الظنون يقول :إنه
"صرنف تفسيرا كبيرا على طريقة أهل التصوف فى مجلدات .قيل إنه فى ستين رسهفرا ً،وهو إلى سورة
الكهف ً،وله تفسير صغير فى ثمانية أسفار على طريقة المفيسرين" ً،وإذا كنا لم نظفر بهذين الكتابينً،
فإرنا قد ظفرنا بما فيه بعضِ الكفاية عنهما ً،وهو تفسيره لبعضِ اليات التى وجدناها متفرقة فى غضون
مؤلفاته ً،كالفصوص ً،والفتوحات .إليك بعضا منها لتكون على بصيرة ً،ولتطمئن إلى حكمى على الرجل
فى شرحه لكتاب ال تعالى:
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ابن عربى ومذهبه فى تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) نماذج من التفسير الصوفى النظرى له (
فى سورة نوح عند قوله تعالى فى الية ]} :[25يمرما مخرطيمئارترههم أيهغرريقوها مفيأهدرخيلوها منارا مفلمهم ميرجيدوها لميههم يمن
صارا{ُ ..يقول} :يمرما مخرطيمئارترههم أيهغرريقوها{ُ فهى التى خطت بهم فغرقوا فى بحار العلم بال يدورن ٱلرلره مأن م
صارا{ُ فكان ال عين وهو الحيرة} ً،مفيأهدرخيلوها منارا{ُ فى عين الماء} ً،مفملهم ميرجيدوها مليههم يمن يدورن ٱللرره مأن م
أنصارهم فهلكوا فيه إلى البد".
ضسلوها رعمبامدمك مو م
ل ميرليديوها وعند قوله تعالى فى اليتين ] [28 ً،27من سورة نوح أيضا} :إررنمك رإن متمذهريههم ي ر
ل مترزرد ٱلرظارلرميمنل مفارجرا مكرفارا * رريب ٱهغرفهر رلي مورلموارلمدريِ مورلممن مدمخمل مبهيرتمي يمهؤرمنا مورلهليمهؤرمرنيمن موٱهليمهؤرممنارت مو م إر ر
ضسلوها رعمبامدمك{ُ أيِ يحيروهم فيخرجوهم ل متمبارا{ُ يقول ما نصه} :إررنمك رإن متمذهريههم{ُ أى تدعهم وتتركهم} ً،ي ر إر ر
من العبودية إلى ما فيهم من أسمرار الربوبية ً،فينظروا أنفسهم أربابا ً،بعدما كانوا عبيدا ً،فهم العبيد
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل مفارجرا{ُ أى مظهرا ما يسرتر} ً،مكرفارا{ُ أى ساترا ما ل ميرليديوها{ُ أيِ ل ينتجوا ول يظهروا} ً،إر ر
الرباب} ً،مو م
ظهر بعد ظهوره ً،فيظهرون ما يسرتر فيهم ً،ثم يسترونه بعد ظهوره ً،فيحار الناظر ً،ول يعرف قدر
الفاجر فى فجوره ً،ول الكافر في كفره ً،والشخص واحد} ً،رريب ٱهغرفهر رلي{ُ أيِ استرنى واستر من أجلىً،
فييجمهل مقامى وقدرى ً،كما يجرهل مقدرمك } -مومما مقمديروها ٱلرلمه محرقا مقهدررره{ُ } -مورلموارلمدريِ{ُ كنت نتيجة عنهماً،
وهما العقل والطبيعة} ً،مورلممن مدمخمل مبهيرتمي{ُ أى قلبى} ً،يمهؤرمنا{ُ أى مصيدقا بما يكون فيه من الخبارات
اللهية ً،وهو ما حردثت به أنفسهم} ً،مورلهليمهؤرمرنيمن{ُ من العقول} ً،موٱهليمهؤرممنارت{ُ من النفوس} ً،مو م
ل مترزرد
ل متمبارا{ُ أى هلكا ً،فل يعرفون ٱلرظارلرميمن{ُ من الظلمات أهل الغيب المكتنفين خلف اليحيجب الظلمانية} ً،إر ر
نفوسهم وشهودهم وجه الحقا دونهم".
وفى سورة النساء عند قوله تعالى فى الية ]} :[8رمهن يرطرع ٱلرريسومل مفمقهد أممطامع ٱلرلمه{ُ ..يقول "لنه ل
ينطقا إل عن ال ً،بل ل ينطقا إل بال ً،بل ل ينطقا إل ال منه فإنه صوريته".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ابن عربى ومذهبه فى تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) نماذج من التفسير الشارى له (
فى سورة العراف عند قوله تعالى فى اليتين ]} :[58 ً،57مويهمو ٱرلرذيِ يهررسيل ٱليرميامح يبهشرا مبهيمن ميمدهيِ
ل يسهقمنايه رلمبملهَد رميهَت مفمأهنمزهلمنا ربره ٱهلممآمء مفمأهخمرهجمنا ربره رمن يكيل ٱلرثمممرارت مكـذرلمك
مرهحمرتره محرتـى إرمذآ أممقلرهت مسمحابا رثمقا ل
ل منركدا مكـذرلمك ل ميهخيريج إر رينهخرريج ٱهلمهومتـى ملمعلريكهم متمذركيرومن * موٱهلمبمليد ٱلرطييب ميهخيريج منمبايتيه ربرإهذرن مريبره موٱرلرذيِ مخيبمث م
صيريف ٱلميارت رلمقهوهَم ميهشيكيرومن{ُ.. ين م
نراه يذكر :أنه لما أدركته الفطرة التى ل بد منها لكل داخل فى الطريقا ً،وتحركمت فيه ً،رأى الحقا
سبحانه ً،فتل عليه هاتين اليتين ً،قال :فعلمت أنى المراد بهذه الية ً،وقلت :ينبه بما تله علينا على
التوفيقا الول الذى هدانا ال به على يد عيسى وموسى ومحمد سلم ال عليهم جميعهم ً،فإن رجوعنا
إلى هذا الطريقا ً،كان بمبشرة على يد عيسى ً،وموسى ً،ومحمد عليهم السلم} ً،مبهيمن ميمدهيِ مرهحمرتره{ُ وهى
العناية بنا} ً،محرتـى إرمذآ أممقلرهت مسمحابا رثمقالل{ُ وهو ترادف التوفيقا} ً،يسهقمنايه رلمبملهَد رميهَت{ُ وهو أنا} ً،مفمأهحميهيمنا ربره
ضِ مبهعمد ممهورتمها{ُ -وهو ما ظهر علينا من أنوار القبول ً،والعلم الصالح ً،والتعشقا به .ثم مرثل فقال: ٱم
لهر م
}مكـذرلمك ينهخرريج ٱهلمهومتـى لممعلريكهم متمذركيرومن{ُ يشير بذلك إلى خبر ورد عن النبى صلى ال عليه وسلم فى البعث
-أعنى حشر الجسام -من أن ال يجعل السماء يتمطر مثل ممينى الرجال ) ..الحديث( .قال} :موٱهلمبمليد
ٱلرطييب ميهخيريج منمبايتيه ربرإهذرن مريبره{ُ وليس سوى الموافقة والسمع والطاعة لطهارة المحل} ً،موٱرلرذيِ مخيبمث{ُ وهو
ل منركدا{ُ مثل قوله" :إن ل ل ميهخيريج إر ر الذى غلبت عليه نفسه والطبع ً،وهو معنى به فى نفس المر } ً،م
عبادا ييقادرون إلى الرجرنة بالسلسل" ً،وقوله فى الية ] [15من سورة الرعد} :موللرره ميهسيجيد ممن رفي
ضِ مطهوعا مومكهرها{ُ فقلنا :طوعا ل إلهنا". ٱلرسمماموارت موٱ م
لهر ر
وفى سورة الحج عند قوله تعالى فى اليتين ]} :[33 ً،32موممن يمعيظهم مشمعارئمر ٱللرره مفرإرنمها رمن متهقموى ٱهليقيلورب
* لميكهم رفيمها مممنارفيع إرلمـى أممجهَل سممسدمى يثرم مرحلسمهآ إرلمـى ٱهلمبهيرت ٱهلمعرتيرقا{ُ ..نجده ييفيسر} :مشمعارئمر ٱللرره{ُ فيقول:
}مشمعارئمر ٱلرلره{ُ أعلمه ً،وأعلمه الدللة الموصلة إليه ً،وييفيسر قوله} :يثرم مرحلسمهآ إرملـى ٱهلمبهيرت ٱهلمعرتيرقا{ُ ..
فيقول} :يثرم مرحلسمهآ{ُ وهو بيت اليمان عند أهل الشارات ً،وليس إل قلب المؤمن الذى وسع عظمة ال
وجلله".
وفى سورة لقمان عند قوله تعالى فى الية ]} :[16ـييبمنري إررنمهآ رإن متيك رمهثمقامل محربهَة يمهن مخهرمدهَل مفمتيكهن رفي
صهخمرهَة{ُ ..فيقول" :أى عند ذى قلب قاس ل صهخمرهَة{ُ ....الية ً،نجده ييفيسر قوله تعالى} :مفمتيكهن رفي م م
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
شفقة له على خلقا ال .قال تعالى} :يثرم مقمسهت يقيلويبيكهم يمن مبهعرد ـذرلمك مفرهمي مكٱِهلرحمجامررة أمهو أممشسد مقهسمولة{ُ.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) ابن عربى ومذهبه فى تفسير القرآن
الكريم ( ضمن العنوان ) نماذج من التفسير الظاهر لبن عربى (
ل مترتربيعوها فى سورة النعام عند قوله تعالى فى الية ]} :[153موأمرن مهــمذا ر
صمرارطي يمهسمترقيما مفٱِرتربيعويه مو م
صمرارطي يمهسمترقيما{ُ صايكهم ربره ملمعلريكهم مترتيقومن{ُ ..يقول} :موأمرن مهــمذا ر
ٱلسسيبمل مفمتمفررمقا ربيكهم معن مسربيرلره ـذرليكهم مو ر
فأضافه إليه ً،ولم يقل :صراط ال ً،ووصفه بالستقامة ..ثم قال} :مفٱِرتربيعويه{ُ الضمير يعود على صراطهً،
ل مترتربيعوها ٱلسسيبمل{ُ يعنى شرائع من تقردمه ومناهجهم من حيث ما هى شرائع لهم ً،إل إن وجد حكم فيها }مو م
في شرعى فاتبعوه من حيث ما هو شرع لنا ل من حيث ما كان شرعا لهم} ً،مفمتمفررمقا ربيكهم{ُ يعنى تلك
الشرائع} ً،معن مسربيرلره{ُ أى عن طريقه الذى جاء به محمد صلى ال عليه وسلم ً،ولم يقل عن سبيله الً،
صايكهم ربره لممعلريكهم مترتيقومن{ُ أى تتخذون تلك السبيل وقاية لن الكل سبيل ال ً،إذ كان ال غايتها} ً،ـذرليكهم مو ر
تحول بينكم وبين المشى على غيره".
وهذا تفسير مقبول ً،لجريانه على مقتضى الظاهر من الية ً،ولكن نجد صاحبنا أحيانا يشطح فى فهمه
لظاهر الليات شطحات ل نستطيع أن نسلمها له على ظاهرها ً،وإنما أقول "على ظاهرها" لنه ربما
كان يعنى من وراء هذا الظاهر معنى ل غبار عليه ً،أراده هو ً،وجهلته أنا ً،فمن ذلك أنه يقول" :اعلم -
ل يهمو آرخفذ وفقك ال -أن ال أخبر عن نبيه ورسوله عليه السلم فى كتابه أنه قال} :رما رمن مدآربهَة إر ر
صميرتمهآ{ُ فما مثرم إل ممن هو مستقيم على الحقيقة على صراط الرب ً،لنه ما مثرم إل ممن الحسقا آخذ ربمنا ر
بناصيته ً،ول يمكن إزالة ناصيته من يد سيده وهو على صراط مستقيم ً،ونركمر لفظ "دابة" فعرم ً،فأين
المعوج حتى نعدل عنه؟ فهذا جبر ً،وهذه استقامة ً،فال يوفقنا فى إنزال كل حكمة فى موضعها".
هذه بعضِ النماذج من تفسير ابن عربى .ومنها تستطيع أن تحكم على فهمه لمعانى القرآن ً،كما تستطيع
أن تقارن بينها وبين ما فى تأويلت القاشانى ً،المنسوبة لبن عربى ً،لتقف على مقدار التشابه بين
التفسيرين ً،وتأثر كل منهما بعقيدته فى وحده الوجود.
وبعد ..فهذا هو تفسير الصوفية ً،وهؤلء هم أهم مفسريه ً،وهذه هى أهم الكتب المؤرلفة فيه ً،ولعلى
أكون قد أوفييت البحث حقه ً،وألمميت بالموضوع من جميع نواحيه.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفلسفة ( ضمن العنوان
) كيف يورجدت الصلة بين التفسير والفلسفة؟ (
فى إربان شوكة الرمرلة السلمية يتررجممت كتب الفلسفة من السلغات المختلفة إلى اليلغة العربية ً،ويرجع
الفضل الكبر فى هذا العمل إلى العباسيين وحدهم ً،إذ أنهم نظموا الترجمة السلمية وشجعوها.
بدأ المنصور هذه الحركة المباركة ً،وتعهدها أبناؤه وأحفاده من بعده ً،وبلغ بها المأمون -خاصة -
القمة ً،وأضحت بغداد كعبة علمية يحج إليها اليطلب من كل مكان.
ولكى يحققا العباسيون غايتهم استخدموا طائفة من اليفرس والهنود والصابئة والمسيحيين ً،الذين كانوا
على اتصال وثيقا بالدراسات القديمة ً،فنقلوا إلى السلغة العربية كتب فلسفة اليونان ً،والهند ً،واليفرسً،
وغيرهم ً،ثم يأذيعت هذه الكتب بين المسلمين ً،فقرأوها قراءة المنرهم المتعطش لهذا النوع من العلم الذى لم
يكن لهم به عهد من قبل.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
قرأ بعضِ المسلمين هذه الكتب الفلسفية ً،فلم يرقهم أكثر ما فيها من نظريات وأبحاث ً،لنهم وجدوها
تتعارضِ مع الدين ً،ول تتفقا معه بحال من الحوال ً،فكررسوا حياتهم للرد عليها ً،وتنفير الناس منهاً،
وكان على رأس هؤلء :الغزالى ً،والفخر الرازى ً،الذى تعررضِ فى تفسيره لنظريات الفلسفة التى تبدو
فى نظره متعارضة مع الدين ً،ومع القرآن على الخص ً،فرردها وأبطلها بمقدار ما أسعفته اليحرجة ً،وانقاد
له الدليل.
وقرأ بعضِ المسلمين هذه الكتب فأعجبوا بها إلى حد كبير ً،رغم ما فيها من نظريات تبدو متعارضة مع
نصوص الشرع القويم ً،وتعاليمه التى ل يلحقها الشك ً،ول تحوم حولها الشبهة ..نعم أعجبوا بها رغم
هذا ً،لنهم وجدوا أن فى مقدورهم أن يوافقوا بين الحكمة والعقيدة ً،أو بين الفلسفة والدين, ً،ان يبينوا
للناس أن الوحى ل يناقضِ العقل فى شىء ً،وأن العقيدة إذا استنارت بضوء الحكمة تمكنت من النفوسً،
وثبتت أمام الخصوم ..رأوا أن هذا فى مقدورهم ً،فبذلوا كل ما يستطيعون من حلول ليصلوا الفلسفة
ل وصل فلسفة المسلمين إلى هذا بالدين ً،ويؤاخوا بينهما ً،حتى يصبح الدين فلسفة ً،والفلسفة دينا ً،وفع ل
التوفيقا ً،ولكنه توفيقا إن أرضى بعضِ المسلمين فقد أغضب الكثير منهم ً،ذلك لنهم لم يصلوا فى
توفيقهم إل إلى حلول وسطى ً،صروروا فيها التعاليم الدينية تصويرا يبعد كثيرا عن الصور الثابتة
المأثورة ً،ومثل هذه الحلول ل تصلح للتوفيقا بين جانبين متقابلين وطرفين متنافرين ً،ولذلك لم يجد
الغزالى وممن لمرف لفه صعوبة فى الرد على هؤلء الفلسفة الموفقين ً،وإبطال محاولتهم ً،التى ظنوا
أنهم أرضوا بها رجال الدين الواقفين عند حدوده وتعاليمه.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفلسفة ( ضمن العنوان
) كيف كان التوفيقا بين الدين والفلسفة (
ثم إن الفلسفة الموفقين بين الدين والفلسفة ً،كانت لهم طريقتان يسيرون عليهما فى توفيقهم.
أما الطريقة الولى :فهى طريقة التأويل للنصوص الدينية والحقائقا الشرعية ً،بما يتفقا مع الراء
الفلسفية ً،ومعنى هذا إخضاع تلك النصوص والحقائقا إلى هذه الراء حتى تسايرهم وتتمشى معها.
وأما الطريقة الثانية :فهى شرح النصوص الدينية و الحقائقا الشرعية بالراء والنظريات الفلسفيةً،
ومعنى هذا أن تطغى الفلسفة على الدين وتتحكم فى نصوصه ً،وهذه الطريقة أخطر من الولى ً،وأكثر
شرا منها على الدين.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفلسفة ( ضمن العنوان
) الثر الفلسفى فى تفسير القرآن الكريم (
مما تقدم يتضح لك أن علماء المسلمين لم يكونوا جميعا على مبدأ واحد بالنسبة للراء الفلسفية ً،بل يورجد
منهم ممن وقف منها موقف الرفضِ وعدم القبول ً،كما يورجد منهم ممن وقف موقف الدفاع عنها والقبول
لها ً،وكان من هؤلء وهؤلء أثر ظاهر فى تفسير القرآن الكريم.
أما الفريقا المعاند للفلسفة ..فإنه لما فيسر القرآن اصطدام بهذه النظريات الفلسفية ً،فرأى من واجبه
كمف يسر أن يعرضِ لهذه النظريات ويمزجها بالتفسير .إما على طريقا الدفاع عنها وبيان أنها ل
تتعارضِ مع نصوص القرآن ً،وذلك بالنسبة للنظريات الصحيحة عنده والمسرلمة لديه ً،وإما على طريقا
الرد عليها ً،وبيان أنها ل يمكن أن تساير نصوص القرآن ً،وذلك بالنسبة للنظريات التى ل ييسيلمها ول
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يقول بها.
وهو فى الحالة الولى يشرح القرآن على ما يوافقا هذه النظريات التى ل يراها متعارضة مع الدينً،
وفى الحالة الثانية ل يمشى على ضوء النظريات الفلسفية فى تفسيره ً،بل ييفيسر النصوص على ضوء
الدين والعقل وحدهما ً،دون أن يكون للرأى الفلسفى دخل فى شرح النص القرآنى وبيان معناه ً،وممن
فعل هذا فى تفسيره المام فخر الدين الرازى ً،ودونك التفسير فسترى فيه ما ذكرته.
وأما الفريقا المسالم للفلسفة ً،المصيدقا بكل ما فيها من نظريات وآراء ً،فإنه لما فرسر بالقرآن سلك طريقا
كله شر وضلل ً،إذ أنه وضع الراء الفلسفية أمام عينيه ً،ثم نظر من خللها إلى القرآن .فشرح
نصوصه على حسب ما تمليه عليه نزعته الفلسفية المجرردة من كل شىء إل من التعصب الفلسفى..
وأخيرا وجدنا أنفسنا أمام شروح لبعضِ آيات القرآن ً،هى فى الحقيقة شروح لبعضِ النظريات الفلسفيةً،
صمد بها تدعيم الفلسفة وخدمتها على حساب القرآن الكريم ً،الذى هو أصل الدين ومنبع تعاليمه. يق ر
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفلسفة ( ضمن العنوان ) من
تفسير الفارابى (
فمن هذه الروح التى طغت عليها الفلسفة ً،ما تجده للفارابى المتوفى سنة 339هـ )تسع وثلثين
وثلثمائة من الهجرة( فى كتابه "فصوص الحكم" ً،من تفسيره لبعضِ اليات والحقائقا التى جاء بها
القرآن .تفسيرا فلسفيا بحتا ً،فمن ذلك أنه ييفيسر الرولية والخرية الواردة فى قوله تعالى فى الية ] [3من
سورة الحديد} :يهمو ٱ م
لرويل موٱلرخير{ُ تفسيرا أفلوطونيا مبنيا على القول ربقمدم العاملم فيقول :إنه " الول من
جهة أنه منه ويصدر عنه كل موجود لغيره ً،وهو أول من جهة أنه بالوجود لغاية يقربه منه ً،أول من
جهة أرن كان زمانى يينسب إليه بكون ً،فقد يورجمد زمان لم يوجد معه ذلك الشىء ً،ويورجمد إذ يورجمد معه ل
فيه .هو أول ً،لنه إذا اعتبر كل شىء كان فيه أول أثره ً،وثانيا قبوله ل بالزمان .هو الخر ً،لن
الشياء إذا لوحظت وينرسمبهت إليه أسبابها ومباديها وقف عنده المنسوب ً،فهو آخر لنه الغاية الحقيقية فى
كل طلب ً،فالغاية مثل السعادة فى قولك :رلمم شربت الماء؟ فتقول :لتغيير المزاج ً،فيقال :ورلم أردت أن
يتغير المزاج؟ فتقول :للصحة ً،فيقال :رلمم طلبت الصحة؟ فتقول :للسعادة والخير ً،ثم ل يورد عليه سؤال
يجب أن ييجاب عنه ً،لن السعادة والخير يتطلب لذاته ل لغيره ..فهو المعشوقا الولى ً،فلذلك هو آخر
كل غاية ً،أول فى الفكرة آخر فى الحصول ً،هو آخر من جهة أن كل زمان يتأخر عنه ً،ول يوجد زمان
متأخر عن الحقا ."..
ويشرح الظاهر والباطن الوارد فى قوله تعالى فى الية ] [3من سورة الحديد أيضا } ..موٱلرظارهير
موٱهلمبارط ين{ُ ..فيقول" :ل وجود أكمل من وجوده ً،فل خفاء فيه من نقص الوجود ً،فهو فى ذاته ظاهرً،
ولشدة ظهوره باطن ً،وبه يظهر كل ظاهر كالشمس يتظهر كل خفى وتستبطن ل عن خفاء".
كما يشرح هذه الجملة مرة أخرى فيقول" :هو باطن لنه شديد الظهور ً،غلب ظهوره على الدراك
فخفى ً،وهو ظاهر من حيث أن الثار يتنسب إلى صفاته ً،وتجب عن ذاته فتصدقا بها".
وييفيسر الوحى بقوله" :والوحى لوح من مراد الممملك للروح النسانية بل واسطة ً،وذلك هو الكلم
الحقيقى ً،فإن الكلم إنما ييراد به تصوير ما يتضمنه باطن المخارطب فى باطن المخامطب ليصير مثلهً،
فإذا عجز المخارطب عن مس باطن المخامطب بباطنه مس الخاتم الشمع فيجعله مثل نفسه ً،اتخذ فيما بين
الباطنين سفيرا من الظاهرين ً،فتكلم بالصوت أو كتب أو أشار .وإذا كان المخامطب ل حجاب بينه وبين
الروح اطلع عليه اطلع الشمس على الماء الصافى فانتقش منه ً،لكن المنتقش فى الروح من شأنه أن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يسيح إلى الحسن الباطن إذا كان قويا ً،فينطبع فى القوة المذكورة فييشامهد ً،فيكون الموحى إليه يتصل
بالممملك باطنه ً،ويتلقى وحيه الكلى بباطنه".
كما يشرح الملئكة بأنها "صورة علمية ً،جواهرها علوم إبداعية قائمة بذواتها ً،لتحظ المر العلى
فينطبع فى هويتها ما تلحظ ً،وهى مطلقة ً،لكن الروح القدسية تخاطبها فى اليقظة ً،والروح المبشرية
تعاشرها فى النوم".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفلسفة ( ضمن العنوان ) من
تفسير إخوان الصفا (
ومن الشروح الفلسفية للقرآن أيضا ما نجده فى رسائل إخوان الصفا ً،الذين ل زلنا نجهل الكثير عن
تاريخْ نشأتهم وتكوينهم ً،والذين كانوا يمتون فى أغلب الظن بصلة إلى الباطنية السماعيلية.
فمن ذلك أنهم يشرحون الجرنة والنار ً،بما ييفهم منه أن الجرنة هى عاملم الفلك ً،وأن النار هى عاملم ما
تحت فلك القمر ً،وهو عاملم الدنيا ً،ففى حديثهم عن تجرد النفس واشتياقها إلى عاملم الفلك ً،يقررون أنه
ل يمكن الصعود إلى ما هناك بهذا الجسد الثقيل الكثيف ً،ويقولون" :إن النفس إذا فارقت هذه الجرنة ً،ولم
يعقها شىء من سوء أفعالها ً،أو فساد آرائها ً،وتراكم جهالتها أو رداءة أخلقها ً،فهى هناك فى عاملم
الفلك فى أقل من طرفة عين بل زمان ً،لن كونها حيث همتها أو محبوبها كما تكون نفس العاشقا حيث
معشوقه ً،فإذا كان عشقها هو الكون مع هذا الجسد ً،ومعشوقها هو الملذات المحسوسة المموهة
الجرمانية ً،وشهواتها هذه الزينات الجسمانية ً،فهى ل تبرح من ههنا ول تشتاقا الصعود إلى عاملم
الفلك ً،ول يتفتح لها أبواب السماء ول تدل الجرنة مع زمرة الملئكة ً،بل تبقى تحت فلك القمر ً،سائحة
فى قعر هذه الجسام المستحيلة المتضادة ً،تارة من الكون إلى الفساد ً،وتارة من الفساد إلى الكون} :يكلرمما
ضمجهت يجيلويديههم مبردهلمنايههم يجيلودا مغهيمرمها رلمييذويقوها ٱهلمعمذامب{ُ فى الية ] [56من سورة النساء } ً،ر
لربرثيمن رفيمهآ من ر
أمهحمقابا{ُ -الية ] [23من سورة النبأ -ما دامت السموات والرضِ ً،ل يذوقون فيها برد عاملم الرواح
صمحايب ٱلرنارر الذى هو الروح والريحان ً،ول يجدون لذة شراب الجنان المذكور فى القرآن} :مومنامدـى أم ه
ضوها معلمهيمنا رممن ٱهلممآرء أمهو رمرما مرمزمقيكيم ٱللريه مقالييوها إررن ٱلرلمه محررمميهمما معملى ٱهلمكارفرريمن{ُ -
صمحامب ٱهلمجرنرة أمهن أمرفي ي أم ه
الية ] [50من سورة العراف -الظالمين لنفسهم ..ويروى عن رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه
قال" :الجرنة فى السماء ً،والنار فى الرضِ".
ومن ذلك أنهم ييفيسرون الملئكة بأنها كواكب الفلك فيقولون" :إن كواكب الفلك هم ملئكة ال وملوك
سمواته ..خلقهم ال تعالى لعمارة عالمه ً،وتدبير خلئقه ً،وسياسة بريته ً،وهم خلفاء ال فى أفلكه ً،كما
أن ملوك الرضِ هم خلفاء ال فى أرضه".
كذلك يرى إخوان الصفا "أن نفس المؤمن بعد مفارقة جسدها تصعد إلى ملكون السماء وتدخل فى زمرة
الملئكة ً،وتحيا بروح القدس ً،وتسبح فى فضاء الفلك .فى فسحة السموات ً،فرحة ً،مسرورة ً،منعمةً،
متلذذة ً،مكررمة ً،مغتبطة" ً،ويقولون إن ذلك هو معنى قول ال معرز ومجرل فى الية العاشرة من سورة
صارليح ميهرمفيعيه{ُ.صمعيد ٱهلمكرليم ٱلرطييب موٱهلمعمميل ٱل رفاطر} :إرملهيره مي ه
كذلك يشرح إخوان الصفا الشياطين شرحا فلسفيا بحتا ل يتفقا مع ما جاء به الدين فيقولون" :إن ال
لهنرس موٱهلرجين ييورحي أشار إلى النفوس ووساوسها بقوله -فى الية ] [112من سورة النعام} :مشميارطيمن ٱ ر
ضِ يزهخيرمف ٱهلمقهورل يغيرورا{ُ فشياطين الجن هى النفوس المفارقة الشريرة التى قد استجنت ضيههم إرملـى مبهع هَ مبهع ي
عن إدراك الحواس .وشياطين النس هى النفوس المتجسدة المستأنسة بالجساد".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ثم يقولون" :أمثال هذه النفوس التى ذكرناها -يعنون النفوس الخبيثة -هى شياطين بالقوة ً،فإذا فارقت
أجسادها كانت شياطين بالفعل".
كما يفهمون أن تسمية ال الشهداء فى قوله فى الية ] [69من سورة النساء} :مفيأهولمــرئمك مممع ٱرلرذيمن أمهنمعم
صارلرحيمن مومحيسمن يأوملــرئمك مررفيقا{ُ بهذا السم إنما هو ٱللريه معملهيرهم يممن ٱلرنربيييمن موٱل ي
صيديرقيمن موٱلسشمهمدآرء موٱل ر
لشهادتهم تلك المور الروحانية المفارقة للهيولى ً،ويعنون بها جرنة الدنيا ونعيمها.
ثم إن إخوان الصفا يعتقدون أن القرآن ما هو إل رموز للحقائقا البعيدة عن أذهان العامة ً،ويقولون :إن
النبى صلى ال عليه وسلم ييخبر خواص يأمته بما جاء به واعتقده بالتصريح فى السر والعلن ً،غير
مرموز ول مكتوم ً،ثم يشير إليها ً،ويرمز عنها عند العوام باللفاظ المشتركة ً،والمعانى المحتملة للتأويل
بما يعقلها الجمهور ً،وتقبلها نفوسهم وغير خاف أن هذا هو عين مذهب الباطنية القائل بأن ظواهر
القرآن غير مرادة.
هذه بعضِ شروح الفلسفة من المسلمين ليات القرآن الكريم ً،وهى كما ترى شروح تقوم على نظريات
فلسفية بحتة ً،ل يمكن أن يتحملها النص القرآنى بحال من الحوال.
هذا ..ولم نسمع أن فيلسوفا من هؤلء الفلسفة الذين تحركمت الفلسفة فى عقولهم ً،أرلف لنا تفسيرا كام ل
ل
للقرآن الكريم ً،وكل ما وجدناه لهم فى ذلك ل يعدو بعضِ أفهام قرآنية متفررقة فى كتبهم التى أرلفوها فى
الفلسفة .وأكثر ممن وجدنا له أثرا فى التفسير من هؤلء الفلسفة هو الرئيس أبو علسى ابن سينا ً،إذ قد
يعرثر له على تفسير قوله تعالى فى الية ] [35من سورة النور} :ٱللريه ينوير ٱلرسمماموارت{ُ ...الية وعلى
تفسير سورة الخلص ً،والمعوذتين وبعضِ آيات أخرى ً،ولهذا سأعتبر ابن سينا الشخصية الولى التى
كان لها أكبر أثر فى التفسير الفلسفى ً،فأذكر ينهبذة عن حياته ً،ثم أعرضِ لمسلكه فى التفسير فأقول:
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفلسفة ( ضمن العنوان
) ترجمة ابن سينا (
ابن سينا كمسلم يدين بالقرآن ً،وفيلسوف محب للفلسفة حريص على سلمة ما فيها من آراء ً،كان
حريصا كل الحرص على أن يوفقا بين الدين والفلسفة ً،حتى ييرضى ناحيته الدينية والفلسفية .وكان
طبيعيا -والقرآن هو الدعامة الولى من دعام السلم -أن يوفقا ابن سينا بين نصوص القرآن
ل قام بهذه العملية التى كانت -فيا أعتقد -شرا على والنظريات الفلسفية التى تبدو معارضة لها ً،وفع ل
الدين ً،وإبطالل لحقائقا القرآن الصريحة الثابتة.
نظر ابن سينا إلى القرآن ً،ونظر إلى الفلسفة ً،فحركم النظريات الفلسفية فى النصوص القرآنية ً،فشرحها
شرحا فلسفيا بحتا ً،وكانت طريقته التى يسلكها فى شرحه غالبا هى شرح الحقائقا الدينية بالراء
الفلسفية ً،وذلك لنه كان يعتقد أن القرآن ما هو إل رموز رمز بها النبى صلى ال عليه وسلم لحقائقا
تدقا على أفهام العامة ً،عجزت أفهامهم عن إدراكها ً،فرمز إليها النبى بما يمكنهم أن يدركوه ً،وأخفى
عنهم ما يعجز عن إدراكه عامة الناس إل الخواص منهم ً،وهو يقول" :إن المشترك على النبى أن يكون
كلمه رمزا ً،وألفاظه إيمالء ً،وكما يذكر أفلطون فى كتاب النوامس :إرن ممن لم يقف على معانى رموز
الرسل لم ينل الملكوت اللهى ً،وكذلك أرجرلة فلسفة يونان وأنبياؤهم كانوا يستعملون فى كتبهم الرموز
والشارات ً،التى حشوا فيها أسرارهم ً،كفيثاغورس وسقراط وأفلطون ..وما كان يمكن النبى محمدا
صلى ال عليه وسلم أن يوقف على العلم أعرابيا جافيا ً،ول سيما المبشر كلهم ً،إذ كان مبعوثا إليهم
كلهم".
وعلى هذا الساس نظر ابن سينا إلى نصوص القرآن كرموز ل يعرف حقيقتها إل الخواص أمثالهً،
ل ً،وبعيدا عن حقيقة الدينً، ففرسرها تفسيرا حركم فيه ما لديه من نظريات فلسفية ً،فكان فى عمله هذا فاش ل
وروح القرآن الكريم.
وإليك بعضِ ما قاله ابن سينا فى بعضِ نصوص القرآن الكريم ً،لتقف على مقدار تهافته ً،ويبهعده عن
حقائقا القرآن الثابتة:
عرضِ ابن سينا لشرح قوله تعالى فى الية ] [17من سورة الحاقة} :موميهحرميل معهرمش مريبمك مفهومقيههم ميهومرئهَذ
مثممارنميفة{ُ ..ففرسر العرش بأنه الفلك التاسع الذى هو فلك الفلك ً،وفرسر الملئكة الثمانية التى تحمل
العرش بأنها الفلك الثمانية التى تحت الفلك التاسع .وإليك عبارته بنصها:
قال" :وأما ما برلغ النبى صلى ال عليه وسلم عن ربه معرز ومجرل من قوله} :موميهحرميل معهرمش مريبمك مفهومقيههم
ميهومرئهَذ مثممارنميفة{ُ "فنقول :إن الكلم المستفيضِ فى استواء ال تعالى على العرضِ من أوضاعه :أن العرش
نهاية الموجودات المبدعة الجسمانية ً،وتردعى المشبهة من المتشرعين أن ال تعالى على العرش ل على
سبيل حلول .هذا ً،وأما فى كلم الفلسفى فإنهم جعلوا نهاية الموجودات الجسمانية الفلك التاسع الذى هو
فلك الفلك ً،ويذكرون أن ال تعالى هناك ً،وعليه ل على حلول ً،كما برين أرسطو فى آخر كتاب سماع
الكيان .والحكماء المتشرعون أجمعوا على أن المعرنى بالعرش هو هذا اليجهرم .هذا ..وقد قالوا :إن
الفلك يتحرك بالنفس ً،لن الحركات إما ذاتية وإما غير ذاتية .والذاتية إما طبيعية ً،وإما نفسية ً،ثم برينوا
أن نفسها هو الناطقا الكامل الفرعال ً،ثم برينوا أن الفلك ل تفنى ول تتغير أبد الدهر ً،وقد ذاع فى
الشرعيان أن الملئكة أحياء قطعا ً،ل يموتون كالنسان الذى يموت ً،فإذا قيل إن الفلك أحياء ناطقة ل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
تموت ً،والحى الناطقا الغير الميت يسمى ممملكا ً،فالفلك يتسمى ملئكة .فإذا تقدم هذه المقدمات وضح
أن العرش محمول على وجهين :حمل مبشرى ً،وهو أولى باسم الحمل كالحجر المحمول على ظهر
النسان ً،وحمل طبيعى طقولنا :الماء محمول على الرضِ ً،والنار على الهواء .والمعنى هنا الحمل
الطبيعى ل الول .وقوله :يومئذ ً،والساعة ً،والقيامة ً،فالمراد بها ما ذكره الشارع :أن ممن مات قامت
قيامته .ولما كان تحقيقا النفس النسانية عند المفارقة آكد جعل الوعد والوعيد ً،وأشباههما إلى ذلك
الوقت".
كذلك نجد ابن سينا ييفيسر الجرنة والنار والصراط تفسيرا فلسفيا بعيدا عن المأثور الثابت الصحيح ً،فيقسم
العوالم إلى ثلثة أقسام :عاملم رحيسى ً،وعاملم خيالى وهمى ً،وعاملم عقلى ً،والعاملم العقلى عنده هو الجرنةً،
والعاملم الخيالى هو النار ً،والعاملم الرحيسى هو عاملم القبور .أما الصراط فيقول فى شرحه" :اعلم أن العقل
يحتاج فى تصور أكثر الكليات إلى استقراء الجزئيات ً،فل محالة أنها تحتاج إلى الحس الظاهر ً،فتعلم
أنه يأخذ من الحس الظاهر إلى الخيال إلى الوهم ً،وهذا هو من الجحيم طريقا وصراط دقيقا صعب
حتى يبلغ ذاته العقل ً،فهو إذن يرى كيف الحد صراطا وصراط دقيقا صعب حتى يبلغ ذاته العقل ً،فهو
إذن يرى كيف الحد صراطا وطريقا فى عاملم الجحيم ً،فإن جاوزه بلغ عاملم العقل ً،فإن وقف فيه وتخيل
الوهم عق لل ً،وما يشير إليه حقا ً،فقد وقف على الجحيم ً،وسكن فى جهنم ً،وهلك وخسر خسرانا مبينا".
كذلك ييفيسر ابن سينا قوله تعالى فى الية ] [30من سورة المدثر} :معلمهيمها رتهسمعمة معمشمر{ُ تفسيرا فلسفيا
بعيدا عن هدف القرآن ً،فيقرر أن النفس الحيوانية هى الباقية الدائمة فى جهنم ً،وهى منقسمة إلى
قسمين :إدراكية ً،وعملية .والعملية :شوقية ً،وغضبية ً،والعلمية :هى تصورات الخيال المحسوسات
بالحواس الظاهرة ً،وتلك المحسوسات ستة عشر ً،والقوة الوهمية الحاكمة على تلك الصور حكما غير
صمحامب واجب واحدة -ذاتيان ً،وستة عشر ً،وواحدة تسعة عشر ..ثم يقول" :وأما قوله} :مومما مجمعهلمنآ أم ه
لرئمكلة{ُ؛ً فمن العادة فى الشريعة تسمية القوى اللطيفة الغير المحسوسة ملئكة". ل مم م ٱلرنارر إر ر
كما ييفيسر أبواب الجرنة الثمانية ً،وأبواب النار السبعة تفسيرا فلسفيا صرفا ً،فيقول" :وأما ما برلغ النبى
محمد عن ربه معرز ومجرل أن للنار سبعة أبواب ً،وللجنة ثمانية أبواب ً،فإذ قد يعرلم أن الشياء المدرمكة إما
يمدركة للجزئيات كالحواس الظاهرة وهى خمسة ً،وإدراكها الصور مع المواد ً،أو يمدرمكة متصورة بغير
مواد كخزانة الحواس المسماة بالخيال ً،وقوة حاكمة عليها حكما غير واجب وهو الوهم ً،وقوة حاكمة
واجبا وهو العقل ً،فذلك ثمانية .فإذا اجتمعت الثمانية جملة أدت إلى السعادة السرمدية ً،والدخول فى
الجرنة وإن حصل سبعة منها ل تتسم إل بالثامن أت إلى الشقاوة السرمدية .والمستعمل فى السلغات أن
الشىء المؤدى إلى الشىء يسمى بابا ً،فالسبعة المؤدية إلى النار سميت أبوابا لها ً،والثمانية المؤدية إلى
الجنة سميت أبوابا لها".
ضِ مممثيل ينوررره وييفيسر ابن سينا قوله تعالى فى الية ] [35من سورة النور} :ٱللريه ينوير ٱلرسمماموارت موٱ م
لهر ر
لصمبايح رفي يزمجامجهَة ٱلسزمجامجية مكمأرنمها مكهومكفب يديرويِ ييومقيد رمن مشمجمرهَة سممبامرمكهَة مزهييتومنهَة ر صمبافح ٱهلرم ه مكرمهشمكاهَة رفيمها رم ه
ضيييء موملهو ملهم متهممسهسيه منافر سنوفر معملـى ينوهَر ميههرديِ ٱللريه رلينوررره ممن ميمشآيء ل مغهرربريهَة ميمكايد مزهييتمها ي رمشهررقريهَة مو م
ضرريب ٱللريه ٱ م
لهممثامل رللرنارس موٱللريه ربيكيل مشهيهَء معلمريفم{ُ.. مومي ه
فيقول" :النور اسم مشترك لمعنيين :ذاتى ومستعار ً،والذاتى هو كمال المشف من حيث هو مشف كما
ذكرها أرسطاطاليس ً،والمستعار على وجهين :إما الخير ً،وإما السبب الموصل إلى الخير ً،والمعسنى
ههنا هو القسم المستعار بكلى فى قسميه ...أعنى أن ال تعالى خير بذاته وهو سبب لكل خير ً،كذلك
ضِ{ُ عبارة عن الكل .وقوله} :مكرمهشمكاهَة{ُ فهو الحكم فى الذاتى وغير الذاتى .وقوله} :ٱلرسمماموارت موٱ م
لهر ر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
عبارة عن العقل الهيولنى والنفس الناطقة ً،لن المشكاة متقاربة الجدران جيدة التهئ للستضاءة ً،لن
كل ما يقارب الجدران كان النعكاس فيه أشد ً،والضوء أكثر .وكما أن العقل بالفعل مشبه بالنور ً،كذلك
قابله مشبه يقابله وهو المشف ً،وافضل المشفات الهواء ً،وأفضل الهوية هو المشكاة ً،فالمرموز
بالمشكاة هو العقل الهيولنى الذى نسبته إلى العقل المستفاد كنسبة المشكاة إلى النور ً،والمصباح هو
عبارة عن العقل المستفاد بالفعل ً،لن النور كما هو كمال للمشف كما حسد به الفلسفة ويمخررج له من
القوة إلى الفعل ً،ونسبة العقل المستفاد إلى العقل الهيولنى كنسبة المصباح إلى المشكاة .وقوله} :رفي
يزمجامجهَة{ُ لما كان بين العقل الهيولنى والمستفاد مرتبة أخرى وموضع آخر نسبته كنسبة الذى بين
المشف والمصباح ً،فهو الذى ل يصل فى العيان المصباح إلى المشف إل بتوسط وهو المسرجةً،
ويخرج من المسارج الزجاجة لنها من المشفات القوابل للضوء .ثم قال بعد ذلك} :مكمأرنمها مكهومكفب يديرويِ {ُ
ليجعلها الزجاج الصافى المشف ً،لالزجاج الذى ل يستشف ً،فليس شىء من المتلونات يستشف} ً،ييومقيد
رمن مشمجمرهَة سممبامرمكهَة مزهييتومنهَة{ُ يعنى به القوة الفكرية التى هى موضوعى ومادة للفعال العقلية ً،كما أن
الدهن موضوع ومادة للسراج "..وهكذا استمر ابن سينا فى شرح هذه الية فارجع إليه إن شئتً،
وسترى أن شرحه هذا مزيج من فكرتى أفلطون وأرسطو حيث جمع فيه بين ما ييعرف لفلطون من
التعبير بـ "الخير" و "الكل" ً،وما ييعرف لرسطو من أقسام العقل.
ويقول فى تفسير قوله تعالى فى الية ] [4من سورة الفلقا} :مورمن مشير ٱلرنرفامثارت رفي ٱهليعمقرد{ُ" :قوله تعالى:
}مورمن مشير ٱلرنرفامثارت رفي ٱهليعمقرد{ُ إشارة إلى القوة النباتية :فإن النباتية موكلة بتدبير البدن ونشوه ونموهً،
والبدن عقد حصلت من عقد بين العناصر الربعة المختلفة المتنازعة إلى النفكاك ً،لكنها من شدة انفعال
بعضها عن بعضِ صارت بدنا حيوانيا .والنفاثات فيها هى القوى النباتية ً،فإن النفث سبب لن يصير
جوهر الشىء زائدا فى المقدار من جميع جهاته أى الطول والعرضِ والعمقا .وهذه القوى هى التى
تؤثر فى زيادة الجسم المغتذى والنامى من جميع الجهات المذكورة" ...إلخْ.
وييفيسر قوله تعالى فى الية ] [5من سورة الفلقا أيضا} :مورمن مشير محارسهَد إرمذا محمسمد {ُ ..فيقول" :عنى به
النزاع الحاصل بين البدن وقواه كلها ً،وبين النفس".
وفى سورة الناس ييفيسر قوله تعالى فى الية ]} :[4رمن مشير ٱهلموهسموارس ٱهلمخرنارس{ُ ..فيقول" :هذه القوة التى
توقع الوسوسة هى القوة المتخيلة بحسب صيرورتها مستعملة للنفس الحيوانية ً،ثم إن حركتها تكون
بالعكس ً،فإن النفس وجهها إلى المبادىء المفارقة ً،فالقوة المتخيلة إذا جذبتها إلى الشتغال بالمادة
وعلئقها فتلك القوة تخنس -أى تتحرك -بالعكس وتجذب النفس النسانية إلى العكس ً،فلهذا سمى
مخرناسا".
وييفيسر قوله تعالى فى الية ] [6من سورة الناس أيضا} :رممن ٱهلرجرنرة موٱلرنارس{ُ ..فيقول" :الجن هو
لمور المستترة هى الحواس الباطنة ً،والمستأنسة هى الحواس الستتار ً،والنس هو الستئناس ً،فا ي
الظاهرة".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفلسفة ( ضمن العنوان
) رأينا فى تفسير الفلسفة (
هذا هو بعضِ ما قاله ابن سينا فى شرحه لبعضِ نصوص القرآن الكريم ً،وهو كما ترى معهين ما يذهب
إليه الباطنية فى تأويلتهم لليات القرآنية ً،ول أحسب أن مسلما مهما كان محبا للفلسفة والفلسفة يقر
ابن سينا وأمثاله على دعوى أن الحقائقا القرآنية رموز وإشارات لحقائقا يأخرى ً،درقت عن أفهام العامةً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وخفيت على عقولهم القاصرة ً،فرمز إليها النبى بآيات القرآن الكريم.
هذا ..ولعل القارىء الكريم يلحظ معى أن المامية الثنا عشرية والباطنية السماعيلية ً،ومتطرفى
الصوفية ً،ورجال الفلسفة السلمية ً،كلهم يسيرون على نمط واحد هردام لمقاصد القرآن ومراميه ً،ذلك
هو ما ييعيبرون عنه بالرمز ً،أو الشارة ً،أو الباطن .ويظهر لنا أنها عدوى سرت إلى المسلمين من
قدماء الفلسفة ً،ثم تلقتها هذه الرفمرقا بصدر رحب ً،وتقبلتها بقبول حسن ً،لنهم رأوا فيها عونا كبيرا على
ترويج بدعهم ً،ونشر ضللتهم بين المسلمين!!
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفقهاء ( ضمن العنوان ) كلمة
إجمالية عن تطور التفسير الفقهى (
ظل المر على هذا إلى عهد ظهور أئمة المذاهب -الربعة وغيرها -وفيه جردت حوادث كثيرة
للمسلمين لم يسبقا لمن تقدمهم حكم عليها ً،لنها لم تكن على عهدهم ً،فأخذ كل إمام ينظر إلى هذه
الحوادث تحت ضوء القرآن والسسرنة ً،وغيرهما من مصادر التشريع ً،ثم يحكم عليها بالحكم الذى ينقدح
فى ذهنه ً،ويعتقد أنه هو الحقا الذى يقوم على الدلة والبراهين ً،وكانوا يتفقون فيما يحكمون به أحياناً،
وأحيانا يختلفون حسبما يتجه لكل منهم من الدلة .غير أنهم مع كثرة اختلفهم فى الحكام لم تظهر
منهم بادرة للتعصب للمذهب ً،بل كانوا جميعا ينشدون الحقا ويطلبون الحكم الصحيح ً،وليس بعزيز
على الواحد مهم أن يرجع إلى رأى مخالفه إن ظهر له أن الحقا فى جانبه ً،فهذا هو الشافعى رضى ال
عنه كان يقول .إذا صح الحديث فهو رأيى ً،وكان يقول :الناس عيال فى الفقه على أبى حنيفة ً،وكان
يقول لحمد بن حنبل وهو تلميذة فى الفقه :إذا صح الحديث عندك فأعلمنى به ً،وكان يقول :إذا يذركر
الحديث فمالك النجم الثاقب ...إلى غير ذلك مما يدل على انتشار روح التقدير والحب بين يأولئك
الفقهاء ً،وهذه هى يسرنة أسلفهم من الصحابة والتابعين.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفقهاء ( ضمن العنوان
) التفسير الفقهى بعد ظهور التقليد والتعصب المذهبى (
ثم مخلممف من بعد هؤلء الئمة مخهلفف سرت فيهم روح التقليد لهؤلء الئمة ..التقليد الذى يقوم على
التعصب المذهبى ً،ول يعرف التسامح ً،ول يطلب الحقا لذاته ول ينشده تحت ضوء البحث الحر ً،والنقد
البرئ.
ولقد بلغ المر ببعضِ هؤلء المقيلدة إلى أن نظروا إلى أقوال أئمتهم كما ينظرون إلى نص الشارعً،
فوقفوا جهدهم العلمى على ينهصرة مذهب إمامهم وترويجه ً،وبذلوا كل ما فى وسعهم لبطال مذهب
المخالفة وتفنيده ً،وكان من أثر ذلك أن نظر هذا البعضِ إلى آيات الحكام فأرولها حسبتما يشهد لمذهبه
ل يجعلها به ل تصلح أن تكون فى جانب مخالفيهً، إن أمكنه التأويل ً،وإل فل أقل من أن يؤسولها تأوي ل
وأحيانا يلجأ إلى القول بالنسخْ أو التخصيص ً،وذلك إن يسردت عليه كل مسالك التأويل ً،فهذا عبد ال
الكرخى المتوفى سنة 340هـ ً،وهو أحد المتعصبين لمذهب أبى حنيفة يقول" :كل آية أو حديث
يخالف ما عليه أصحابنا فهو مؤمول أو منسوخ".
ومع هذا الغلو فى التعصب المذهبى ً،فإننا لم نعدم من المقيلدين ممن وقف موقف النصاف من الئمةً،
فنظر فى أقوالهم نظرة الباحث الحر الذى يساير الدليل حتى يصل به إلى الحقا أيا كان قائله.
وكان لهؤلء وهؤلء -أعنى المعصبين وغير المتعصبين -أثر ظاهر فى التفسير الفقهىً،
فالمتعصبون ينظرون إلى اليات من خلل مذهبهم فيينزلونها عليه ً،وغير المتعصبين ينظرون إليها
نظرة خالية من الهوى المذهبى ً،فيينزلونها على حسب ما يظهر لهم ً،وينقدح فى ذهنهم.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفقهاء ( ضمن العنوان ) تنوع
التفسير الفقهى تبعا لتنوع الفرقا السلمية (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وإذا نحن تتبعنا التفسير الفقهى فى جميع مراحله ً،وجدناه يسير بعيدا عن الهواء والغراضِ من مبدأ
نزول القرآن إلى وقت قيام المذاهب المختلفة ً،ثم بعد ذلك يسير تبعا للمذاهب ً،ويتنوع بتنوعها ً،فلهل
السسرنة تفسير فقهى متنوع بدأ نظيفا من التعصب ً،ثم لم يلبث أن تلوث به كما أسلفنا ً،وللظاهرية تفسير
فقهى يقوم على الوقوف عند ظواهر القرآن دون أن يحيد عنها ً،وللخوارج تفسير فقهى يخصهمً،
وللشيعة تفسير فقهى يخالفون به ممن عداهم ..وكل فريقا من هؤلء يجتهد فى تأويل النصوص القرآنية
حتى تشهد له أو ل تعارضه على القل ..مما أدى ببعضهم إلى التعسف فى التأويل ً،والخروج باللفاظ
القرآنية عن معانيها ومدلولتها.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفقهاء ( ضمن العنوان
) النتاج التفسيرى للفقهاء (
هذا وإرنا إذا ذهبنا لنبحث عن مؤلفات فى التفسير الفقهى ً،فإرنا ل نكاد نعثر على شىء من ذلك قبل
عصر التدوين .الرلهم إل متفرقات تؤثر عن فقهاء الصحابة والتابعين ً،يرويها عنهم أصحاب الكتب
المختلفة ً،أما بعد عصر التدوين فقد أرلف كثير من العلماء على اختلف مذاهبهم فى التفسير الفقهى...
* فمن الحنفية:
صاص والمتوفى سنة 370هـ )سبعين وثلثمائة من الهجرة(: أرلف أبو بكر الرازى المعروف بالج ر
"أحكام القرآن" ً،وهو مطبوع فى ثلث مجلدات كبار ً،ومتداول بين أهل العلم.
وأرلف أحمد بن سعيد المدعو بـ "ملجيون" من علماء القرن الحادى عشر الهجرى" :التفسيرات
الحمدية فى بيان اليات الشرعية" ً،وهو مطبوع بالهند فى مجلد كبير ً،ومنه نسخة فى مكتبة الزهرً،
ويأخرى فى مكتبة الجامعة المصرية "جامعة القاهرة".
* ومن الشافعية:
أرلف أبو الحسن الطبرى المعروف بالكيا الهراسى المتوفى سنة 504هـ) .أربع وخمسمائة من
الهجرى( :كتابه "أحكام القرآن" ً،وهو مخطوط فى مجلد كبير ً،وموجود فى دار الكتب المصرية ً،وفى
المكتبة الزهرية.
وأرلف شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يوسف بن محمد الحلبى ً،المعروف بالسمين ً،والمتوفى سنة
756هـ )ست وخمسين وسبعمائة من الهجرى( :كتابه "القول الوجيز فى أحكام الكتاب العزيز" ويوجد
منه فى مكتبة الزهر الجزء الول ً،وهو ينتهى عند قوله تعالى فى الية ] [194من سورة البقرة} :مفممرن
ٱهعمتمدـى معملهييكهم مفٱِهعمتيدوها معملهيره ربرمهثرل مما ٱهعمتمدـى معملهييكهم{ُ ...الية ً،وهو مخطوط بخط المؤلف.
وأرلف عل سى بن عبد ال محمود الشنفكى من علماء القرن التاسع الهجرى :كتابه "أحكام الكتاب المبين"ً،
وتوجد منه نسخة فى المكتبة الزهرية ً،مخطوطة بخط المؤلف ً،فى مجلد متوسط الحجم.
وأرلف جلل الدين السيوطى ً،المتوفى سنة 911هـ )إحدى عشرة وتسعمائة من الهجرى( :كتابه
"الكليل فى استنباط التنزيل" ً،وهو موجود فى المكتبة الزهرية ً،ومخطوط فى مجلد متوسط الحجم.
* ومن المالكية:
أرلف أبو بكر بن العربى المتوفى سنة 543هـ )ثلث وأربعين وخمسمائة من الهجرى( :كتابه "أحكام
القرآن" ً،وهو مطبوع فى مجلدين كبيرين ً،ومتداول بين أهل العلم.
وأرلف أبو عبد ال القرطبى المتوفى سنة 671هـ )إحدى وسبعين وستمائة من الهجرة( :كتابه "الجامع
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لحكام القرآن" وهو مخطوط بدار الكتب المصرية ً،وقد قامت بطبعه دار الكتب فتم منه إلى الن أربعة
عشر جزءا ينتهى الجزء الرابع عشر آخر سورة "فاطر" وما بقى منه على يأهبة الطبع.
* ومن الزيدية:
أرلف حسين بن أحمد النجرى ً،من أهل القرن الثامن الهجرى :كتابه "شرح الخمسمائة آية" ولم يصل إلى
أيدينا هذا التفسير.
وأرلف شمس الدين بن يوسف بن أحمد من علماء القرن التاسع الهجرى" :الثمرات اليانعة والحكام
الواضحة القاطعة" ومنه نسخة فى دار الكتب المصرية ً،مخطوطة فى ثلث مجلدات ً،ويوجد بالمكتبة
الزهرية الجزء الثانى منه فى مجلد واحد مخطوط.
وأرلف محمد بن الحسين بن القاسم من علماء القرن الحادى عشر الهجرى :كتابه "منتهى المرام ً،شرح
آيات الحكام" ولم نقف على هذا التفسير.
* ومن المامية الثنا عشرية:
أرلف مقداج السيورى ً،من أهل القرن الثامن الهجرى :كتابه "كنز الفرقان فى فقه القرآن" ومنه نسخة
بدار الكتب المصرية ً،مطبوعة فى مجلد صغير على هامش تفسير الحسن العسكرى.
وهناك كتب يأخرى فى تفسير آيات الحكام ذكرها صاحب كشف الظنون ً،ل نطيل بذكرها ً،كما ل
نطيل بالكلم عن كل ما وصل إلينا من الكتب ً،ويكفى أن نعرضِ لهمها وهو ما يأتى:
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفقهاء ( ضمن العنوان ) -1
صاص )الحنفى( ( أحكام القرآن -للج ر
* ترجمة المؤلف:
صاص .يورلد رحمه ال تعالى ببغداد سنة 305هـ هو أبو بكر ً،أحمد بن علسى الرازى ً،المشهور بالج ر
)خمس وثلثمائة من الهجرة(.
كان إمام الحنفية فى وقته ً،وإليه انتهت رياسة الصحاب .أخذ عن أبى سهل الزرجاج ً،وعن أبى الحسن
الكرخى ً،وعن غيرهما من فقهاء عصره .واستقر التدريس له ببغداد ً،وانتهت الرحلة إليه ً،وكان على
طريقا الكرخى فى الزهد ً،وبه انتفع ً،وعليه تخررج ً،وبلغ من زهده أنه يخورطمب فى أن يلى القضاء
فامتنع ً،ويأعيد عليه الخطاب فلم يقبل .أما مصنفاته فكثيرة .أهمها كتاب "أحكام القرآن" وهو ما نحن
بصدده الن ً،وشرح مختصر الكرخى ً،وشرح مختصر الطحاوى ً،وشرح الجامع الكبير للمام محمد
صاص من ابن الحسن الشيبانى ً،وكتاب يأصول الفقه ً،وآخر فى أدب القضاء ً،وعلى الجملة فقد كان الج ر
خيرة العلماء العلم ً،وإليه يرجع كثير من الفضل فى تدعيم مذهب الحنفية على البراهين والدلة.
هذا وقد ذكره المنصور بال فى طبقات المعتزلة ً،وسيأتيك فى تفسيره ما يؤيد هذا القول.
أما وفاته فكانت سنة 370هـ )سبعين وثلثمائة من الهجرى( ً،فرحمه ال ورضى عنه.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
ي معد هذا التفسير من أهم كتب التفسير الفقهى خصوصا عند الحنفية ً،لنه يقوم على تركيز مذهبهم
والترويج له ً،والدفاع عنه .وهو يعرضِ لسور القرآن كلها ولكنه ل يتكلم إل عن اليات التى لها تعلقا
بالحكام فقط ً،وهو -وإن كان يسير على ترتيب سور القرآن -مبوب كتبويب الفقه ً،وكل باب من
أبوابه معنون بعنوان تندرج فيه المسائل التى يتعررضِ لها المؤلف فى هذا الباب.
**
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
* استطراده لمسائل فقهية بعيدة عن فقه القرآن:
هذا ..وإن المؤلف -رحمه ال -ل يقتصر فى تفسيره على ذكر الحكام التى يمكن أن يتستنبط من
اليات -بل نراه يستطرد إلى كثير من مسائل الفقه والخلفيات بين الئمة ً،مع ذكره للدلة بتوسع
كبير ً،مما جعل كتابه أشبه ما يكون بكتب الفقه المقارن ً،وكثيرا ما يكون هذا الستطراد إلى مسائل
فقهية ل صلة لها بالية إل عن يبهعد.
ل نجده عندما عرضِ لقوله تعالى فى الية ] [25من سورة البقرة} :مومبيشرر ٱرلرذين آممينوها مومعرميلوها فمث ل
لهنمهاير{ُ يستطرد لمذهب الحنفية فى أن من قال لعبيده :ممن صارلمحارت أمرن مليههم مجرناهَت متهجرريِ رمن متهحرتمها ٱ مٱل ر
برشرنى بولدة فلنة فهو حر ً،فبرشره جماعة واحدا بعد واحد أن الول ييعتقا دون غيره.
ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [26من سورة يوسف} :مومشرهمد مشارهفد يمهن أمههرلمهآ رإن مكامن ومث ل
صيه يقرد رمن يقيبهَل{ُ ...الية ً،نجده يستطرد لخلف الفقهاء فى يمردعى السيقطة إذا ضكر علمتهاً، مقرمي ي
وخلفهم فى اللقيط إذا اردعاه رجلن ووصف أحدهما علمة فى جسده ً،وخلفهم فى متاع البيت إذا
اردعاه الزوج لنفسه واردعته الزوجة لنفسها ً،وخلفهم فى مصراع الباب إذا اردعاه رب الدار
والمستأجر ..وغير ذلك من مسائل الخلف التى ل تتصل بالية إل عن يبهعهَد.
**
* تعصبه لمذهب الحنفية:
ثم إن المؤلف -رحمه ال وعفا عنه -متعصب لمذهب الحنفية إلى حد كبير ً،مما جعله فى هذا الكتاب
يتعسف فى تأويل بعضِ اليات حتى يجعلها فى جانبه ً،أو يجعلها غير صالحة للستشهاد بها من جانب
مخالفيه ً،والذى يقرأ الكتاب يلمس روح التعصب فيه فى كثير من المواقف.
صميام إرملى ٱرللهيرل{ُ ..نجده ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [187من سورة البقرة} :يثرم أمرتسموها ٱل ي فمث ل
يحاول بتعسف ظاهر أن يجعل الية دالة على أن من دخل فى صوم التطوع لزم إتمامه.
لل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [232من سورة البقرة} :موإرمذا مطلرهقيتيم ٱلينمسآمء مفمبملهغمن أممجمليهرن مف م ومث ل
ضيلويهرن مأن مينركهحمن أمهزموامجيهرن{ُ ...الية ً،نجده يحاول أن يستدل بالية من عدة وجوه على أن للمرأة متهع ي
أن تعقد على نفسها بغير الولى وبدون إذنه.
ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [2من سورة النساء} :موآيتوها ٱهلميمتاممـى أمهمموامليههم مو م
ل متمتمبرديلوها ومث ل
ٱهلمخربيمث ربٱِلرطيرب{ُ ...الية ً،وقوله فى الية ] [6منها} :موٱهبمتيلوها ٱهلميمتاممـى محرتـى إرمذا مبلميغوها الينمكامح مفرإهن آمنهسيتهم
ل لمذهب أبى حنيفة القائل يمهنيههم يرهشدا مفٱِهدمفيعوها{ُ ...الية ً،نجده يحاول أن يأخذ من مجموع اليتين دلي ل
بوجوب دفع المال لليتيم إذا بلغ خمسا وعشرين سنة ً،وإن لم يؤنس منه الرشد.
**
صاص على مخالفيه: * حملة الج ر
صاص مع تعصبه لمذهبه وتعسفه فى التأويل ً،ليس عف اللسان مع المام الشافى رضى ال ثم إن الج ر
عنه ول مع غيره من الئمة ً،وكثيرا ما نراه يرمى الشافعى وغيره من مخالفى الحنفية بعبارات شديدةً،
صاص فى مثل الشافعى وغيره من الئمة رحمهم ال. ل تليقا من مثل الج ر
ل عندما عرضِ لية المحررمات من النساء فى سورة النساء نجده يعرضِ للخلف الذى بين الحنفية فمث ل
والشافعية فى حكم من زنى بامرأة ً،هل يحل له التزوج ببنتها أو ل؟ ثم ذكر مناظرة طويلة جرت بين
الشافعى وغيره فى هذه المسألة ً،ويناقش الشافعى فيما يرد به على مناظره ً،ويرميه بعبارات شنيعة
لذعة كقوله" :فقد بان أن ما قاله الشافعى وما سرلمه له السائل كلم فارغا ل معنى تحته فى حكم ما يسرئل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
عنه".
وقوله" :ما ظننت أن أحدا ممن ينتدب لمناظرة خصم يبلغ به الفلس من الحجاج أن يلجأ إلى مثل هذاً،
مع سخافة عقل السائل وغباوته".
وقوله حين لم يرقه أحد أجوبة الشافعى على سؤال مناظره" :ولو يكيلم بذلك المبتدئون من أحداث
أصحابنا لما خفى عليهم عوار هذا الحجاج ً،وضعف السائل والمسئول فيه".
ل عند ذكره لمذهب الشافعى فى الترتيب بين أعضاء الوضوء نجده يقول" :وهذا القول مما خرج به ومث ل
صاص ممن ل ييعتد برأيه ً،حتى ينعقد الشافعى عن إجماع المسملف والفقهاء" كأن الشافعى فى نظر الج ر
الجماع بدونه.
***
صاص بمذهب المعتزلة: * تأثر الج ر
ل عندما تعررضِ لقوله تعالى صاص يميل إلى عقيدة المعتزلة ً،ويتأثر بها فى تفسيره ً،فمث ل كذلك نجد الج ر
فى الية ] [102من سورة البقرة} :موٱرتمبيعوها مما متهتيلوها ٱلرشميارطيين معلمـى يمهلرك يسلمهيممامن{ُ ...الية ً،نجده يذكر
حقيقة السحر ويقول إنه" :متى يأطلقا فهو اسم لكل أمر هو باطل ل حقيقة له ول ثبات" ً،كما ينكر حديث
البخارى فى سحر رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،ويقر أنه من وضع الملحدة.
صاير{ُ ...اليةً، ل يتهدرريكيه ٱ م
لهب م ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [103من سورة النعام } :ر ومث ل
نجده يقول" :معناه ل تراه البصار .وهذا تمدح بنفى رؤية البصار كقوله تعالى -فى الية ] [255من
ل منهوفم{ُ -وما تمسدح ال بنفيه عن نفسه فإن إثبات ضده ذم ونقص ً،فغير ل متهأيخيذيه رسمنفة مو م سورة البقرة } :م
جائز إثبات نقيضه بحال ..فلما تمردح بنفى رؤية البصر عنه لم يجز إثبات ضده ونقيضه بحال ً،إذ كان
فيه إثبات صفة نقص ً،ول يجوز أن يكون مخصوصا بقوله تعالى فى اليتين ] [23 ً،22من سورة
ضمرفة * إرلمـى مريبمها منارظمرفة{ُ؛ً لن النظر محتمل لمعان :منها انتظار الثواب ً،كما القيامة} :يويجوفه ميهومرئهَذ رنا ر
ل للتأويل لم يجز العتراضِ به على ما ل يساغا روى عن جماعة من المسملف ً،فلما كان ذلك محتم ل
للتأويل فيه .والخبار المروية فى الرؤية إنما المراد بها العلم لو صرحت ً،وهو علم الضرورة الذى ل
تشوبه شبهة ً،ول تعرضِ فيه الشكوك ً،لن الرؤية بمعنى العلم مشهورة فى السلغة".
**
صاص على معاوية رضى ال عنه: * حملة الج ر
صاص أنه تبدو منه البغضاء لمعاوية رضى ال عنه ً،ويتأثر بذلك فى تفسيره. كما أننا نلحظ على الج ر
ي م ي
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى اليات ] [41 - 39من سورة الحج} :أرذمن رلرلرذيمن يمقامتيلومن ربأرنيههم ظرليموها فمث ل
صرررههم لممقرديفر * ٱرلرذيمن أيهخرريجوها رمن ردميارررهم ربمغهيرر محرقا{ُ ...إلى قوله} :ٱرلرذيمن إرهن رمركرنايههم رفي موإررن ٱلرلمه معلمـى من ه
ليمورر{ُ ..يقول: لمة موآمتيوها ٱلرزمكـامة موأممميروها بٱِهلممهعيرورف مومنمههوها معن ٱهليمهنمكر مورللرره معارقمبية ٱ يصم ضِ أممقايموها ٱل ر ٱم
ر ر ر لهر ر
" ..وهذه صفى الخلفاء الراشدين ً،الذين مكنهم ال فى الرضِ وهم أبو بكر وعمر لخبار ال تعالى
بأنهم إذا يميكنوا فى الرضِ قاموا بفروضِ ال عليهم ً،وقد يميكنوا فى الرضِ فوجب أن يكونوا أئمة
قائمين بأوامر ال منتهين عن زواجره ونواهيه ً،ول يدخل معاوية فى هؤلء ً،لن ال إنما وصف بذلك
المهاجرين الذين يأخرجوا من ديارهم ً،وليس معاوية من المهاجرين ً،بل هو من اليطملقاء".
صارلمحارت ل فى سورة النور عند قوله تعالى فى الية ]} :[55مومعمد ٱللريه ٱرلرذيمن آممينوها رمهنيكهم مومعرميلوها ٱل ر ومث ل
ضِ{ُ ...الية ً،يقول" :وفيه الدللة على صحة إمامة الخلفاء الربعمة أيضا ً،لن ال لهر رلمميهسمتهخرلمفرنيههم رفي ٱ م
استخلفهم فى الرضِ موممركن لهم كما جاء الوعد ً،ول يدخل فيهم معاوية ً،لنه لم يكن مؤمنا فى ذلك
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الوقت".
وفى سورة الحجرات عند قوله تعالى فى الية ]} :[9مورإن مطآرئمفمتارن رممن ٱهليمهؤرمرنيمن ٱهقمتمتيلوها{ُ ...الية ً،نجده
يجعل عليا رضى ال عنه هو المحقا فى مقمتاله ً،أما معاوية وممن معه فهم الفئة الباغية .كذلك كل ممن
خرج على علسى".
وما كان أولى بصاحبنا أن يترك هذا التحامل على معاوية الصحابى ً،ويفيوضِ أمره إلى ال ً،ول يلوى
مثل هذه اليات إلى ميوله وهواه.
هذا ..والكتاب مطبوع فى ثلثة مجلدات كبار ً،ومتداول بين أهل العلم.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفقهاء ( ضمن العنوان ) -2
أحكام القرآن -للكيا الهراسى )الشافعى( (
* ترجمة المؤلف:
مؤلف هذا التفسير هو عماد الدين ً،أبو الحسن علسى بن محمد بن علسى الطبرى ً،المعروف بالكيا
الهراسى ً،الفقيه الشافعى ً،المولود سنة 450هـ )خمسين وأربعمائة من الهجرة(.
أصله من خراسان ً،ثم رحل عنها إلى نيسابور ً،وتفقه على إمام الحرمين الجوينى مدة حتى برع ً،ثم
خرج من نيسابور إلى بيهقا ودرس بها مدة ً،ثم خرج إلى العراقا ً،وتولى التدريس بالمدرسة النظامية
ببغداد إلى أن توفى سنة 504هـ )أربع وخمسمائة من الهجرة( .وكان رحمه ال فصيح العبارة ً،حلو
الكلم ً،محيدثا ً،يستعمل الحاديث فى مناظراته ومجالسه ً،فرضى ال عنه وأرضاه.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه -أهمية هذا التفسير ً،ومبلغ تعصب صاحبه لمذهب
الشافعى:
يعتبر هذا التفسير من أهم المؤلفات فى التفسير الفقهى عند الشافعية ً،وذلك لن مؤله شافعى ل يقل فى
صاص بالنسبة لمذهب الحنفية ً،مما جعله ييفيسر آيات الحكام على وفقا قواعد تعصبه لمذهبه عن الج ر
مذهبه الشافعى ً،ويحاول أن يجعلها غير صالحة لن تكون فى جانب مخالفيه.
وليس أدل على روح التعصب عند المؤلف من مقدمة تفسيره التى يقرر فيها" :إن مذهب الشافعى
رضى ال عنه أمسسد المذاهب وأقومها ً،وأرشدها وأحكمها ً،وإن نظر الشافعى فى أكثر آرائه ومعظم
أبحاثه يترقى عن حد الظن والتخمين ً،إلى درجة الحقا واليقين ً،والسبب فى ذلك أنه -يعنى الشافعى -
بنى مذهبه على كتاب ال تعالى الذى ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه تنزيل من حكيم حميدً،
وأنه أتيح له درك غوامضِ معانيه ً،والغوص على تيار بحره لستخراج ما فيه ً،وأن ال تعالى فتح له
من أبوابه ً،ويرسر عليه من أسبابه ً،ورفع له من حجابه ما لم يسهل لمن سواه ً،ولم يتأت لمن معمداه".
يقرر صاحبنا هذا ً،وأنا ل أنكره عليه ً،ول أغضِ من مقام الشافعى رحمه ال ً،ولكننى أقول :إن تقديم
الكتاب بمثل هذا الكلم ناطقا بأن الرجل متعصب لمذهبه ً،وشاهد عليه بأنه سوف يسلك فى تفسيره
مسلك الدفاع عن قواعد الشافعى ً،وفروع مذهبه ً،وإن أرداه ذلك إلى التعسف فى التأويل.
ل على تعصب الرجل فدونك الكتاب ً،لتقف بعد القراءة فيه على مبلغ تعصب وإذا لم يكفك هذا دلي ل
صاحبه وتعسفه.
**
صاص: *تأدبه مع الئمة وحملته على الج ر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
غير أن الهراسى -والحقا يقال -كان معسف اللسان والقلم مع أئمة المذاهب الخرى ً،ومع كل ممن
صاص فى الشافعى وغيره ً،وكل ما يتعرضِ للرد عليه من المخالفين ً،فلم يخضِ فيهم كما خاضِ الج ر
صاص موقفا كان فيه شديد المراس ً،قوى الجدال ً،قاسى لحظناه عليه من ذلك هو أنه وقف من الج ر
صاص فى تفسيره وعاب فيها مذهب العبارة ً،إذ أنه عرضِ لهم مواضع الخلف التى ذكرها الج ر
الشافعى ً،ففرند كل يشبهة أوردها ً،ودفع كل ما وجهه إلى مذهب الشافعى ً،بحجج قوية يسلم له الكثير
صاص ً،فرماه بالعبارات الساخرة ً،واللفاظ المقذعة "والجزاء من منها ً،كما أنه اقتص للشافعى من الج ر
جنس العمل".
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [23من سورة النساء} :يحيرممهت معلمهييكهم أيرممهايتيكهم{ُ ....الية ً،نجده فمث ل
صاص ما استدل به لمذهبه القائل بأن الزنا بامرأة يمحيرم على الزانى يأصول المرأة يرد على الج ر
صاص" :إنه لم صاص على الشافعى فى هذه المسألة ً،ثم يقول فى شأن الج ر وفروعها ً،وييفيند ما رد به الج ر
يفهم معنى كلم الشافعى رضى ال عنه ً،ولم يميز بين محل ومحل ً،ولكل مقام مقال ً،ولتفهم معانى
كتاب ال رجال ً،وليس هو منهم".
كما يقول" :وقد ذكر الشافعى مناظرة بينه وبين مسترشد طلب الحقا فى هذه المسألة ً،فأوردها الرازى
متعجبا منها ً،ومنبها على ضعف كلم الشافعى فيها ً،ول شىء أدل على جهل الرازى ورقرلة معرفته
بمعانى الكلم من سياقه لهذه المناظرة ً،واعتراضاته عليها".
ويقول بعد قليل" :ولم يعلم هذا الجاهل معنى كلم الشافعى رضى ال عنه فاعترضِ علي بما قالهً،
وعجب الناس من ذلك ً،فقال :فى هذه المناظرة أعجوبة لمن تأمل .فكان كما قال القائل:
*وكم من عائب قولل صحيحا * وآفته من الفهم السقيم"*
كما يقول فى موضع آخر" :وكيف يتصدى للتصنيف فى الدين من هذا مبلغ علمه ً،ومقدار فهمه ً،فيرسل
الكلم من غير أن يتحققا ما يقول ..ثم يعترضِ للطعن فيمن لو يعيممر عمر نوح ما اهتدى إلى مبادىء
نظره فى الحقائقا ً،فنسأل ال تعالى التوفيقا ً،ونعوذ به من عمى البصيرة واتباع الهوى".
هذا ..وإن المؤلف -رحمه ال -ليبين لنا فى مقدمة تفسيره الحامل له على تأليفه ً،ومنهجه الذى
سلكه ً،وتقديره لكتابه فيقول" :ولما رأيت المر كذلك -يريد رجحان مذهب الشافعى على غيره -
صينف كتابا فى أحكام القرآن ً،أشرح ما ابتدعه الشافعى رضى ال عنه من أخذ الدلئل فى أرديت أن أي م
غوامضِ المسائل ً،وضمميت إليه ما نسجته على منواله ً،واحتذييت فيه على مثاله ً،على قدر طاقتى
وجهدى ً،ومبلغ وسعى و مجيدى ..ول يعرف قدر هذا الكتاب ً،وما فيه من العجب العجاب ً،ولباب
لصول ً،ثم انكب على اللباب ً،إل ممن وفر حظه من علوم المعقول والمنقول ً،وتبرحر فى الفروع وا ي
مطالعة هذه الفصول ً،بمسكة صحيحة ً،وقريحة همة غير قريحة".
ثم إن المؤلف يتعرضِ ليات الحكام فقط ً،مع استيفاء ما فى جميع السور .والكتاب مخطوط فى مجلد
كبير ً،وموجود فى دار الكتب المصرية ً،وفى المكتبة الزهرية.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفقهاء ( ضمن العنوان ) -3
أحكام القرآن -لبن العربى )المالكى( (
* ترجمة المؤلف:
هو القاضى أبو بكر محمد بن عبد ال بن محمد بن عبد ال بن أحمد المعافرى ً،الندلسى ً،الشبيلىً،
المام ً،العلمة ً،المتبحر ً،ختام علماء الندلس ً،وآخر أئمتها ويحرفاظها ..كان أبوه من فقهاء إشبيلية
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ورؤسائها.
يورلد أبو بكر سنة 468هـ )ثمان وستين وأربعمائة من الهجرة( ً،وتأدب ببلده ً،وقرأت القراءات ً،ثم
رحل إلى مصر ً،والشام ً،وبغداد ً،ومكة .وكان يأخذ عن علماء كل بلد يرحل إليه حتى أتقن الفقهً،
لصول ً،وقيد الحديث ً،واتسع فى الرواية ً،وأتقن مسائل الخلف والكلم ً،وتبرحر فى التفسير ً،وبرع وا ي
فى الدب والشعر ..وأخيرا عاد إلى بلده إشبيلية بعلم كثير ً،لم يأت به أحد قبله ً،ممن كانت له رحلة
إلى المشرقا.
وعلى الجملة ..فقد كان -رحمه ال -من أهل التفنن فى العلوم ً،والستبحار فيها ً،والجمع لها ً،متقدما
فى المعارف كلها ً،متكلما فى أنواعها ً،نافذا فى جمعها ً،حريصا على أدائها ونشرها ً،ثاقب الذهن فى
تمييز الصواب منها ً،ويجمع إلى ذلك كله آداب الخلقا ً،مع يحسن المعاشرة ً،وكثرة الحتمال ً،وكرم
النفس ً،ويحسن العهد ً،وثبات الود .سكن بلده ويشورومر فيه ً،ويسرمع ً،ومدررس الفقه والصول ً،وجلس للوعظ
والتفسير ً،و يررحل إليه للسماع .قال القاضى عياضِ -وهو ممن أخذوا عنه " :-استقضى ببلده فنفع ال
به أهلها لصرامته ً،وشدة نفوذ أحكامه ً،وكانت له فى الظالمين مسورة مرهوبة ً،وتؤثر عنه فى قضائه
صررف عن القضاء ً،وأقبل على نشر العلم وبثه". أحكام غريبة ً،ثم ي
هذا ..وقد أسلف رحمه ال -تصانيف كثيرة مفيدة ً،منها "أحكام القرآن" ً،وهو ما نحن بصدده النً،
وكتاب المسالك فى شرح موطأ مالك ً،وكتاب القبس على شرح موطأ مالك بن أنس ً،وعارضة
الحوذى على كتاب الترمذى ً،والقواصم والعواصم ً،والمحصول فى يأصول الفقه ً،وكتاب الناسخْ
والمنسوخ ً،وتخليص التلخيص ً،وكتاب القانون فى تفسير القرآن العزيز ً،وكتاب أنوار الفجر فى تفسير
القرآن .قيل :إنه
ألرفه فى عشرين سنة ً،ويقع فى ثمانين ألف ورقة ً،وذكر بعضهم أنه رأى هذا التفسير وعرد أسفاره فوجد
عدتها ثمانين مجلدا ً،وبالجملة فقد خرلف -رحمه ال -كتبا كثيرة ً،انتفع الناس بها بعد وفاته ً،كما نفع
هو بعلمه ممن جلس إليه فى حياته .هذا ...وقد كانت وفاته -رحمه ال -سنة 543هـ ]ثلث
وأربعين وخمسمائة من الهجرة( منصرفه من مراكش ً،ويحرمل ميتا إلى مدينة فاس ويدرفن بها .فرضى ال
عنه وأرضاه.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
يتعرضِ هذا الكتاب لسور القرآن كلها ً،ولكنه ل يتعرضِ إل لما فيها من آيات الحكام فقط ً،وطريقته
ل:فى ذلك أن يذكر السورة ثم يذكر عدد ما فيها من آيات الحكام ً،ثم يأخذ فى شرحها آية آية ..قائ ل
ل( ....وهكذا ً،حتى يفرغا ل( ً،الية الثانية وفيها سبع مسائل )مث ل
الية الولى وفيها خمس مسائل )مث ل
من آيات الحكام الموجودة فى السورة.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
يتعرضِ هذا الكتاب لسورة القرآن كلها ً،ولكنه ل يتعرضِ إل لما فيها من آيات الحكام فقط ً،وطريقته
ل:فى ذلك أن يذكر السورة ثم يذكر عدد ما فيها من آيات الحكام ً،ثم يأخذ فى شرحها آية آية ..قائ ل
ل( ....وهكذا ً،حتى يفرغا ل( ً،الية الثانية وفيها سبع مسائل )مث ل
الية الولى وفيها خمس مسائل )مث ل
من آيات الحكام الموجودة فى السورة.
**
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
* تفسير ابن العربى بين انصافه واعتسافه:
هذا ...وإن الكتاب يعتبر مرجعا مهما للتفسير الفقهى عند المالكية ً،وذلك لن مؤلفه مالكى تأثر
بمذهبه ً،فظهرت عليه فى تفسيره روح التعصب له ً،والدفاع عنه ً،غير أنه لم يشتط فى تعصبه إلى
الدرجة التى يتغاضى فيها عن كل مزرلة علمية تصدر من مجتهد مالكى ً،ولم يبلغ به التعسف إلى الحد
الذى يجعله يفند كلم مخالفه إذا كان وجيها ومقبولل ً،والذى يتصفح هذا التفسير يلمس منه روح
النصاف لمخالفيه أحيانا ً،ما يلمس منه روح التعصب المذهبى التى تستولى على صاحبها فتجعله أحيانا
كثيرة يرمى مخالفه وإن كان إماما له قيمته ومركزه بالكلمات المقذعة اللذعة ً،تارة بالتصريح ً،وتارة
بالتلويح .ويظهر لنا أن الرجل كان يستعمل عقله الحر ً،مع تسلط روح التعصب عليه ً،فأحيانا يتغلب
العقل على التعصب ً،فيصدر حكمه عادلل ل تكدره شائبة التعصب ً،وأحيانا -وهو الغالب -تتغلب
العصبية المذهبية على العقل ً،فيصدر حكمه مشوبا بالتعسف ً،بعيدا عن النصاف.
**
* طرف من إنصافه:
وإذا أردمت أن أضع يدك على شىء من إنصاف الرجل واستعماله لعقله ً،فانظر إليه عندما تعررضِ لقوله
صميارم ٱلررمفيث إرملـى رنمسآرئيكهم{ُ ...الية ً،حيث تعالى فى الية ] [187من سورة البقرة} :أيرحرل مليكهم ملهيملمة ٱل ي
ل يتمبارشيرويهرن موأمهنيتهم معاركيفومن رفي ٱهلمممسارجرد{ُ :العتكاف فى يقول" :المسألة السادسة عشرة :قوله تعالى} :مو م
السلغة هو اللبث ً،وهو غير مقردر عند الشافعى ً،وأقله لحظة ً،ول حد لكثره .وقال مالك وأبو حنيفة :هو
مقردر بيوم وليلة ً،لن الصوم عندها من شرطه .قال علماؤنا :لن ال تعالى خاطب الصائمين .وهذا ل
يلزم فى الوجهين :أما اشتراط الصوم فيه بخطابه تعالى لمن صام فل يلزم بظاهره ول باطنه ً،لنها
حال واقعة ل مشترطة ً،وأما تقديره بيوم وليلة لن الصوم من شرطه فضعيف ً،فإن العبادة ل تكون
مقردرة بشرطها ً،أل ترى أن الطهارة شرط فى الصلة ً،وتنقضى الصلة ً،وتبقى الطهارة"..؟.
فأنت ترى أن المؤلف -رحمه ال -لم يرقه هذا الستدلل الذى أظهر بطلنه ً،وهذا دليل على أنه
يستعمل عقله الحر أحيانا ً،فل يسكت على المزرلة العلمية فيما يعتقد ً،وإن كان فيها ترويج لمذهبه.
وانظر إليه عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [6من سورة المائدة} :ميا أمسيمها ٱرلرذيمن آممينوها إرمذا يقهميتهم إرملى
صلرة{ُ ...الية ً،حيث يقول" :المسألة السابعة والعشرون فى قوله تعالى} :ربيريءورسيكهم{ُ ً،ثم يذكر أن ٱل ر
العلماء اختلفوا فى مسح الرأس على أحد عشر قولل ً،ثم يأخذ فى بيانها واحدا واحدا ً،ثم يقول" :ولكل
قول من هذه القوال مطلع من القرآن والسسرنة" ً،ثم يذكر لنا مطلع كل قول ً،ثم يقول بعد أن يفرغا من
هذا كله" :وليس يخفى على أحد عند اطلعه على هذه القوال والنحاء والمطلعات أن القوم لم يخرج
اجتهادهم عن سبيل الدللت فى مقصود الشريعة ً،ول جاوز طرفيها إلى الفراط ً،فإن للشريعة طرفينً،
أحدهما طرف التخفيف فى التكليف ً،والخر طرف الحتياط فى العبادات ً،فممن احتاط استوفى الكلً،
وممن خفف أخذ بالبعضِ."..
وانظر إليه فى الية السابقة حيث يقول" :المسألة السادسة والربعون :نزع علماؤنا بهذه الية إلى أن
صلرة{ُ ً،تقديره -كما سبقا " -وأنتم محدثون"ً، إزالة النجاسة غير واجبة ً،لنه قال} :إرمذا يقهميتهم إرملى ٱل ر
}فٱِهغرسيلوها يويجومهيكهم موأمهيردمييك هم{ُ ً،فلم يذكر الستنجاء وذكر الوضوء ً،ولو كان واجبا لكان أول مبدوء به ..
وهى رواية أشهب عن مالك .وقال ابن وهب :ل تجزئ الصلة بها ل ذاكرا ول ناسيا ..والصحيح
رواية ابن وهب ً،ول يحرجة فى ظاهر القرآن ً،لن ال سبحانه وتعالى إنما برين فى آية الوضوء صفة
الوضوء خاصة ً،وللصلة شروط :من استبقال الكعبة ً،وستر العورة ً،وإزالة النحاسة ...وبيان كل شرط
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
منها فى موضعه".
فأنت ترى أنه ل يميل إلى رواية أشهب عن مالك ً،ول يرى فى ظاهر الية ما يشهد له.
**
* طرف من تعصبه لمذهبه:
وإن أردمت أن أضع يدك على شىء من تعصب ابن العربى ً،فانظر إليه عندما تعررضِ لقوله تعالى فى
الية ] [86من سورة النساء} :موإرمذا يحييييتم ربمترحريهَة مفمحسيوها ربمأهحمسمن رمهنمهآ أمهو يرسدومهآ{ُ ....الية ً،حيث يقول:
"المسألة السابعة :إذا كان الرد فرضا بل خلف ً،فقد استدل علماؤنا على أن هذه الية دليل على وجوب
الثواب فى الهبة للعين ً،وكما يلزمه أن يرد مثل التحية يلزمه أن يرد مثل الهبة ً،وقال الشافعى :ليس فى
هبة الجنبى ثواب ..وهذا فاسد ً،لن المرء ما مأعطى إل ليعطى ً،وهذا هو الصل فيها ً،وإرنا ل نعمل
ل لمولنا إل ليعطينا ً،فكيف بعضنا لبعضِ"؟ عم ل
**
* حملته على مخالفى مذهبه:
وإن أردمت أن تقف على مبلغ قسوته على أئمة المذاهب الخرى وأتباعهم ً،فانظر إليه عندما تعررضِ
ليقا ممررمتارن مفرإهممسافك ربممهعيروهَف أمهو متهسرريفح ربرإهحمساهَن مو م
ل لقوله تعالى فى الية ] [229من سورة البقرة} :ٱلرط م
ميرحسل لميكهم مأن متهأيخيذوها رمرمآ آمتهييتيمويهرن مشهيئا{ُ ....الية ً،حيث يقول" :المسألة الرابعة عشرة :هذا يدل على
أن اليخهلع طلقا ً،خلفا لقول الشافعى فى القديم إنه فسخْ .وفائدة الخلف أنه إن كان فسخا لم يمعد طلقة.
قال الشافعى :لن ال تعالى ذكر الطلقا مرتين وذكر اليخهلع بعده ً،وذكر الثالث بقوله تعالى} :مفرإهن مطلرمقمها
ل مترحسل لميه رمن مبهعيد محرتـى متهنركمح مزهوجا مغهيمريه{ُ. مف م
وهذا غير صحيح ً،لنه لو كان كل مذكور فى معرضِ هذه اليات ل يمعد طلقا لوقوع الزيادة على
الثلث لما كان قوله تعالى }أمهو متهسرريفح ربإهحمساهَن{ُ طلقا ً،لنه يزيد به على الثلث ً،ول يفهم هذا إل غبى
أو متغاب ....إلخْ".
ضـى أمهو معلمـى مسمفهَر وانظر إليه عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [43من سورة النساء} :موإرهن يكهنيتهم رمهر م
لممهسيتيم ٱلينمسآمء مفلمهم مترجيدوها ممآلء{ُ ...الية ً،حيث يقول" :المسألة الثامنة أمهو مجآمء أممحفد يمهنيكهم يمن ٱهلمغآرئرط أمهو م
والعشرون :قوله تعالى" :مالء" ..قال أبو حنيفة :هذا نفى فى نكرة وهو يعم لغة ً،فيكون مفيدا جواز
الوضوء بالماء المتغير وغير المتغير لنطلقا اسم الماء عليه ..قلنا :استنوقا الجمل إلى أن يستدل
أصحاب أبى حنيفة بالسلغات ً،ويقولون على ألسنة العرب وهم ينبذونها فى أكثر المسائل بالعراء.
واعلموا أن النفى فى النكرة يعم كما قلتم ً،ولكن فى الجنس ً،فهو عام فى كل ما كان من سماء ً،أو بئرً،
أو عين ً،أو نهر ً،أو بحر عذب أو ملح ً،فأما غير الجنس فهو المتغير فل يدخل فيه ً،كما لم يدخل فيه
ماء الباقلء ."...
ونجده فى موضع من كتابه يرمى أبا حنيفة بأنه كثيرا ما يترك الظواهر والنصوص للقيسة ً،ويقول
عنه فى موضع آخر إنه" :سكن دار الضرب فكثر عنده المدلس ً،ولو سكن المعدن كما قريضِ ال لمالكً،
لما صدر عنه إل إبريز الدين وإكسير الرمرلة ً،كما صدر عن مالك".
وانظر إليه عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [6من سورة المائدة} :ميا أمسيمها ٱرلرذيمن آممينوها إرمذا يقهميتهم إرملى
صلرة فٱِهغرسيلوها يويجومهيك هم{ُ ....الية ً،حيث يقول فى تعريضِ ساخر" :المسألة الحادية عشرة ً،قوله معرز ٱل ر
ومجرل} :فٱِهغرسيلوها{ُ ً،وظن الشافعى -وهو عند أصحابه معد بن عدنان فى الفصاحة بله أبى حنيفة وسواه
-أن الغسل صب الماء على المغسول من غير عرك ً،وقد برينا فساد ذلك فى مسائل الخلف .وفى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
سورة النساء ً،وحققنا أن الغسل مس اليد مع إمرار الماء ً،أو ما فى معنى اليد".
ل متهعرديلوها مفموارحمدلة أمهو مما
وانظر إليه عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [3من سورة النساء} :مفرإهن رخهفيتهم أم ر
ل متيعويلوها{ُ ..حيث يقول" :المسألة الثانية عشرة ً،قوله تعالى} :ـذرلمك مأهدمنـى أم ر
ل مملممكهت أمهيمماينيكهم ـذرلمك مأهدمنـى أم ر
متيعويلوها{ُ اختلف الناس فى تأويله على ثلثة أقوال :الول :أن ل يكثر عيالكم ً،قاله الشافعى .الثانى :أن
ل تضلوا ً،قاله مجاهد .الثالث :أن ل تميلوا ً،قاله ابن عباس والناس ..قلنا :أعجب أصحاب الشافعى
بكلمه هذا ً،وقالوا هو يحرجة ً،لمنزلة الشافعى فى السلغة ً،وشهرته فى العربية ً،والعتراف له بالفصاحةً،
حتى قال الجوينى :هو أفصح ممن نطقا بالضاد ً،مع غوصه على المعانى ومعرفته بالصول ..واعتقدوا
أن معنى الية :فانكحوا واحدة إن خفتم أن يكثر عيالكم ً،فذلك أقرب إلى أن تنتفى عنكم كثرة العيال ..
قال ابن العربى" :كل ما قاله الشافعى ً،أو قيل عنه ً،أو يوصف به ً،فهو كله جزء من مالك ونغبة من
بحره ً،ومالك أوعى سمعا ً،وأثقب فهما ً،وأفصح لسانا ً،وأبرع بيانا ً،وأبدع وصفا ً،ويدلك على ذكل
مقابلة قول بقول لى كل مسألة وفصل".
ثم تكلم بعد ذلك عن معنى لفظ "عال" فى السلغة .ثم قال" :والفعل فى كثرة العيال رباعى ل مدخل له فى
الية ً،فقد ذهبت الفصاحة ً،ولم تنفع الضاد المنطوقا بها على الختصاص".
ل مأنوانظر إليه عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [25من سورة النساء} :موممن لرهم ميهسمترطهع رمنيكهم مطهو ل
صمنارت ٱهليمهؤرممنارت{ُ ....الية ً،حيث يقول" :المسألة الخامسة :قال أبو بكر الرازى إمام الحنفية مينركمح ٱهليمهح م
لممة ضرورة ً،لن الضرورة ما ييخاف منه تلف النفس ً،أو تلف فى كتاب أحكام القرآن :ليس نكاح ا م
عضو ً،وليس فى مسألتنا شىء من ذلك .قلنا :هذا كلم جاهل بمنهاج الشرع ً،أو متهكم ل يبالى بموارد
القول .نحن لم نقل إنه حكم نيط بالضرورة ً،إنما قلنا :إنه حكم علقا بالرخصة المقرونة بالحاجة ً،ولكل
واحد منهما حكم يختص به .وحالة يعتبر فيها .وممن لم ييفيرقا بين الضرورة والحاجة التى تكون معها
اليرخصة ً،فل ييعنى بالكلم معه ً،فإنه معاند أو جاهل ً،وتقرير ذلك إتعاب للنفس عند ممن ل ينتفع به".
فأنت ترى من هذه المثلة كلها .أن الرجل ليس معسف اللسان مع الئمة ً،ول مع أتباعهم ً،وهذه ظاهرة
من ظواهر التعصب المذهبى ً،الذى يقود صاحبه إلى ما ل يليقا به ً،ويدفعه إلى الخروج عن حد اللطافة
والكياسة.
**
* احتكامه إلى السلغة:
ثم إن المؤلف -رحمه ال -كثيرا ما يحتكم إلى السلغة فى استنباط المعانى من اليات ً،وفى الكتاب من
ذلك أمثلة كثيرة يمكن الرجوع إليها بسهولة.
**
* كراهته للسرائيليات:
كما أنه شديد النفرة من الخوضِ فى السرائيليات ً،ولذلك عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [67من
سورة البقرة} :إررن ٱلرلمه ميهأيميريكهم أمهن متهذمبيحوها مبمقمرلة{ُ ...الية ً،نجده يقول" :المسألة الثانية :فى الحديث عن
بنى إسرائيل :كثر استرسال العلماء فى الحديث عنهم فى كل طريقا ً،وقد ثبت عن النبى صلى ال عليه
وسلم أن قال" :محيدثوا عن بنى إسرائيل ول محمرج" ومعنى هذا الخبر :الحديث عنهم بما ييخبرون به عن
أنفسهم وقصصمهم ً،ل بما ييخبرون به عن غيرهم ً،لن أخبارهم عن غيرهم مفتقرة إلى العدالةً،
وللثبوت إلى منتهى الخبر ً،وما ييخبرون به عن أنفسهم ً،فيكون من باب إقرار المرء على نفسه أو
قومه ً،فهو أعلم بذلك ً،وإذا أخبروا عن شرع لم يلزمه قبوله ً،ففى رواية مالك عن عمر رضى ال عنه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أنه قال :رآنى رسول ال صلى ال عليه وسلم وأنا أمسك مصحفا قد تشررمت حواشيه ً،قال :ما هذا؟
قلت :جزء من التوارة ً،فغضب وقال" :والر لو كان موسى حيا ما وسعه إل اتباعى".
**
* نفرته من الحاديث الضعيفة:
كذلك نجد ابن العربى شديد النفرة من الحاديث الضعيفة ً،وهو ييحيذر منها فى تفسيره هذا ً،فيقول
لصحابه بعد أن برين ضعف الحديث القائل بأن رسول ال صلى ال عليه وسلم توضأ مرة وقال" :هذا
وضوء ل يقبل ال الصلة إل به" ً،وتوضأ مرتين مرتين ً،وقال" :ممن توضأ مرتين مرتين أتاه ال أجره
مرتين" ً،ثم توضأ ثلثا ثلثا وقال" :هذا وضوئى ووضوء النبياء من قبلى ً،ووضوء أبى إبراهيم"ً،
يقول لهم بعد ما برين ضعف هذا الحديث" :وقد ألقييت إليكم وصيتى فى كل ورقة ومجلس ً،أن ل تشتغلوا
من الحاديث بما ل يصح سنده."...
هذا والكتاب مطبوع فى مجلدين كبيرين ً،ومتداول بين أهل العلم.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفقهاء ( ضمن العنوان ) -4
الجامع لحكام القرآن -لبى عبد ال القرطبى )المالكى( (
* ترجمة المؤلف:
مؤلف هذا التفسير :هو المام أبو عبد ال محمد بن أحمد بن أبى بكر ابن فهرح -بإسكان الراء والحاء
المهملة -النصارى ً،الخزرجى ً،الندلسى ً،القرطبى المفيسر.
كان -رحمه ال -من عباد ال الصالحين ً،والعلماء العارفين ً،الزاهدين فى الدنيا ً،المشغولين بما
يعنيهم من يأمور الخرة ً،وبلغ من زهده أن أطرح التكلف ً،وصار يمشى بثوب واحد وعلى رأسه
طاقية ً،وكانت أوقاته كلها معمورة بالتوجه إلى ال وعبادته تارة ً،وبالتصنيف تارة أخرى ً،حتى أخرج
للناس كتبا انتفعوا بها .ومن مصنفاته :كتابه فى التفسير المسمى بـ "الجامع لحكام القرآن" ً،وهو ما
نحن بصدده ً،وشرح أسماء ال اليحسنى ً،وكتاب التذكار فى أفضل الذكار ً،وكتاب التذكرة بأمور
الخرة ً،وكتاب شرح التقصى ً،وكتاب قمع الحرص بالزهد والقناعة ورد ذلك السؤال بالكتب والشفاعة.
قال ابن فرحون :لم أقف على تأليف أحسن منه فى بابه وله كتب غير ذلك كثيرة ومفيدة.
ضِ هذا الشرحً، سمع من الشيخْ أبى العباس بن عمر القرطبى ً،مؤلف "المفهم فى شرح صحيح مسلم" بع م
وحردث عن أبى علسى الحسن بن محمد البكرى ً،وغيرهما .وكان مستقرا بمنية ابن خصيب ً،ويتوفى ويدفن
بها فى شروال سنة 671هـ )إحدى وسبعين وستمائة من الهجرة( ً،فرحمه ال رحمة واسعة.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
وصف العلمة ابن فرحون هذا التفسير فقال" :هو من أمجيل التفاسير وأعظمها نفعا ً،أسقط منه القصص
والتواريخْ ً،وأثبت عوضها أحكام القرآن واستنباط الدلة ً،وذكر القراءات والعراب والناسخْ
والمنسوخ" ً،وذكر المؤلف رحمه ال فى مقدمة هذا التفسير السبب الذى حمله على تأليفه ً،والطريقا
الذى رسمه لنفسه ليسير عليه فيه ً،وشروطه التى اشترطها على نفسه فى كتابه فقال" :وبعد ..فلما كان
كتاب ال هو الكفيل بجمع علوم الشرع الذى استقل بالسسرنة والفرضِ ً،ونزل به أمين السماء إلى أمين
الرضِ ً،رأيت أن أشتغل به مدى عمرى ً،وأستفرغا فه منتى ً،بأن أكتب فيه تعليقا وجيزا يتضمن نكتا
من التفسير ً،والسلغات ً،وارلعراب ً،والقراءات ً،والرد على أهل الزيغ والضللت ً،وأحاديث كثيرة
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
شاهدة لما نذكره من الحكام ونزول اليات ً،جامعا بين معانيها ً،ومبينا ما أشكل منها بأقاويل المسملف
وممن تبعهم من المخملف ..وشرطى فى هذا الكتاب :إضافة القوال إلى قائليها ً،والحاديث غلى
مصنفيها ً،فإنه يقال :من بركة العلم أن ييضاف القوال إلى قائليها ً،والحاديث إلى مصنفيها ً،فإنه يقال:
من بركة العلم أن ييضاف القول إلى قائله ً،وكثيرا ما يجئ الحديث فى كتاب الفقه والتفسير مبهما ً،ل
يعرف من أخرجه إل ممن اطلع على كتب الحديث ً،فيبقى ممن ل خبرة له بذلك حائرا ل يعرف الصحيح
من السقيم ً،ومعرفة ذلك علم جسيم .فل ييقبل منه الحتجاج به ول الستدلل حتى يضيفه إلى ممن
خررجه من الئمة العلم ً،والثقات المشاهير من علماء السلم ً،ونحن نشير إلى يجممل من ذلك فى هذا
الكتاب ً،وال الموفقا للصواب .وأضرب عن كثير من قصص المفيسرين ً،وأخبار المؤرخين ً،إل ما ل
بد منه ً،وما ل غنى عنه للتبيين ً،واعتضت من ذلك تبيين آيِ الحكام ً،بمسائل يتفيسر عن معناها ً،ويترشد
الطالب إلى مقتضاها ً،فضمنت كل آية تتضمن حكما أو حكمين فما زاد مسائل يأبيين فيها ما تحتوى عليه
من أسباب النزول ً،والتفسير ً،والغريب ً،والحكم .فإن لم تتضمن حكما ذكريت ما فيها من التفسير
والتأويل ...وهكذا إلى آخر الكتاب ً،وسميته بـ "الجامع لحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السسرنة
وأحكام الفرقان."...
والذى يقرأ فى هذا التفسير يجد أن القرطبى -رحمه ال -قد ورفى بما شرط على نفسه فى هذا
التفسير ً،فهو يعرضِ لذكر أسباب النزول ً،والقراءات ً،والعراب ً،ويبين الغريب من ألفاظ القرآنً،
ويحتكم كثيرا إلى السلغة ً،وييكثر من الستشهاد بأشعار العرب ً،ويرد على المعتزلة ً،والقدريةً،
والروافضِ ً،والفلسفة ً،وغلة المتصوفة ً،ولم يسقط القصص بالمرة ً،كما تفيده عبارة ابن فرحون ً،بل
أضرب عن كثير منها ً،كما ذكر فى مقدمة تفسيره ً،ولهذا نلحظ عليه أنه يروى أحيانا ما جاء من
غرائب القصص السرائيلى.
هذا ..وإن المؤلف -رحمه ال -ينقل عن المسملف كثيرا مما يأرثر عنهم فى التفسير والحكام ً،مع نسبة
كل قول إلى قائله وفالء بشرطه ً،كما ينقل عمن تقدمه فى التفسير ً،خصوصا ممن أمرلف منهم فى كتب
الحكام ً،مع تعقيبه على ما ينقل منها .وممن ينقل عنهم كثيرا :ابن جرير الطبرى ً،وابن عطية ً،وابن
صاص. العربى ً،والكيا الهراسى ً،وأبو بكر الج ر
وأما من ناحية الحكام ً،فإرنا نلحظ عليه أنه يفيضِ فى ذكر مسائل الخلف ما تعلقا منها باليات عن
يقهرب ً،وما تعلقا بها عن يبهعد ً،مع بيان أدلة كل قول.
**
* إنصاف القرطبى وعدم تعصبه:
وخير ما فى الرجل أنه ل يتعصب لمذهبه المالكى ً،بل يمشى مع الدليل حتى يصل إلى ما يرى أنه
الصواب أيا كان قائله.
لمة موآيتوها ٱلرزمكامة موٱهرمكيعوها
صمل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [43من سورة البقرة} :موأمرقييموها ٱل ر
فمث ل
مممع ٱلرراركرعي من{ُ ..نجده عند المسألة السادسة عشرة من مسائل هذه الية يعرضِ لمامة الصغير ً،ويذكر
أقوال ممن يجزيها و ممن يمنعها ً،ويذكر أن من المانعين لها جملة :مالكا ً،والثورى ً،وأصحاب الرأىً،
ولكرنا نجده يخالف إمامه لما ظهر له من الدليل على جوازها ً،وذلك حين يقول" :قتل :إمامة الصغير
جائزة إذا كان قارئا ً،ثبت فى صحيح البخارى عن عمرو بن سلمة قال :كنا بماء ممر الناس ً،وكان يمر
بنا الناس فنسألهم ما للناس؟ ما هذا الرجل؟ فيقولون :يزعم أن ال أرسله ..أوحى إليه كذا ..أوحى
إليه كذا ً،فكنت أحفظ هذا الكلم ً،فكأنما يقر فى صدرى ً،وكانت العرب تلوم بإسلمها فيقولون :اتركوه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وقومه ً،فإنه إن ظهر عليهم فهو نبى صادقا ً،فلما كانت وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلمهم ً،وبدر أبى
قومى بإسلمهم ً،فلما قدم قال :جئتكم والر من عند نبى ال حقا ..قال" :صلوا صلة كذا فى حين كذاً،
فإذا حضرت الصلة فليؤيذن أحدكم ً،وليؤمكم أكثركم قرآنا" ً،فنظروا فلم يكن أحد أكثر منى قرآنا ً،لما
كنت أتلقى من الركبان .فقردمونى بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين ً،وكانت على يبردة إذا سجديت
تقرلصت عنى ً،فقالت امرأة من الحى :أل تغطون عنا إست قارئكم؟ فاشتروا فقطعوا لى قميصا ً،فما
فرحيت بشىء فرحى بذلك القميص".
لل معاهَد مف ي ضيطرر مغهيمر مباهَغا مو م ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [173من سورة البقرة} :مفممرن ٱ ه ومث ل
إرهثم معلمهيره{ُ ..نراه يعقد المسألة الثانية والثلثين من مسائل هذه الية فى اختلف العلماء فيمن اقترن
بضرورته معصية ً،فيذكر أن مالكا حظر ذلك عليه .وكذا الشافعى فى أحد قوليه ً،وننقل عن ابن العربى
أنه قال" :عجبا ممن أبيح له ذلك مع التمادى على المعصية ً،وما أطن أحدا يقوله ً،فإن قاله فهو مخطىء
قطعا" ً،ثم يعقب القرطبى على هذا كله فيقول" :قلت :الصحيح خلف هذا .فإن إتلف المرء نفسه فى
ل متهقيتلييوها
سفر المعصية أشد معصية مما هو فيه ً،قال ال تعالى فى الية ] [29من سورة النساء} :مو م
أمهنيفمسيكهم{ُ وهذا عام ولعله يتوب فى ثانى الحال .فمتحو التوبة عنه ما كان".
ضامن ٱرلرذييِ أيهنرزمل رفيره ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [185من سورة البقرة} :مشههير مرمم م ومث ل
ٱهليقهرآ ين{ُ ....الية ً،نجده يعقد المسألة السابعة عشرة من المسائل التى تتعلقا بهذه الية فى اختلف
العلماء فى حكم صلة عيد الفطر فى اليوم الثانى ً،فيذكر عن ابن عبد البر أنه ل خلف عن مالك
ضميت صلة العيد صرلى صلة العيد فى غير يوم العيد ً،ويذكر عنه أيضا أنه قال" :لو يق ر وأصحابه أنه ل يت م
بعد خروج وقتها لشبهت الفرائضِ ً،وقد أجمعوا فى سائر السنن أنها ل يتقضى ً،فهذه مثلها" ً،ثم يمعيقب
القرطبى على هذا فيقول" :قلت :والقول بالخروج -يعنى لصلة العيد فى اليوم الثانى -إن شاء ال
أصح ً،للسسرنة الثابتة فى ذلك ً،ول يمتنع أن يستثنى الشارع من اليسمنن ما شاء ً،فيأمر بقضائه بعد خروج
صيل وقته ً،وقد روى الترمذى عن أبى هريرة قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :ممن لم ي م
صرلى صيلهما بعد ما تطلع الشمس" قلت :وقد قال علماؤنا :ممن ضاقا عليه الوقت ً،و م ركعتى الفجر فلي م
الصبح ً،وترك ركعتى الفجر ً،فإنه يصليهما بعد طلوع الشمس إن شاء ً،وقيل :ل يصلهما حينئذ ً،ثم إذا
قلنا يصليهما ..فهل ما يفعله قضاء؟ أو ركعتان ينوب له ثوابهما عن ثواب ركعتى الفجر؟ قال الشيخْ
أبو بكر :وهذا الجارى على أصل المذهب ً،ورذهكر القضاء تجسوز .قلت :ول يبعد أن يكون حكم صلة
الفطر فى اليوم الثانى على هذا الصل ً،ل سيما مع كونها مرة واحدة فى السنة ً،مع ما ثبت من السسرنة.
ثم روى عن النسائى بسنده" :أن قوما رأوا الهل فأتوا النبى صلى ال عليه وسلم فأمرهم أن يفطروا بعد
صلهم من الغد". ما ارتفع النهار ً،وأن يخرجوا إلى العيد من الغد .وفى رواية :ويخرجوا ليم م
صميارم ٱلررمفيث ل نجده عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [187من سورة البقرة} :أيرحرل لميكهم لمهيلممة ٱل ي ومث ل
إرلمـى رنمسآرئيك هم{ُ....الية ً،نجده فى المسألة الثانية عشرة من مسائل هذه الية يذكر خلف العلماء فى حكم
ممن أكل فى نهار رمضان ناسيا ..فيذكر عن مالك أنه يفطر وعليه القضاء ً،ولكنه ل يرضى ذلك
الحكم فيقول" :وعند غير مالك ليس بمفطر كل ممن أكل ناسيا لصومه .قلت :وهو الصحيح ً،وبه قال
الجمهور إن ممن أكل أو شرب ناسيا فل قضاء عليه ً،وإن صومه تام ً،لحديث أبى هريرة قال :قال
رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إذا أكل الصائم ناسيا ً،أو شرب ناسيا فإنما هو رزقا ساقه ال تعالى
إليه ً،ول قضاء عليه."..
ل يجمنامح معلمهييكهم رإن مطلرهقيتيم ٱلينمسآمء مما ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [236من سورة البقرة } :ر ومث ل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ضلة مومميتيعويهرن معملى ٱهليمورسرع مقمديريه مومعملى ٱهليمهقرترر مقمديريه مممتاعا ربٱِهلممهعيرورف ملهم متممسسويهرن أمهو متهفرر ي
ضوها مليهرن مفرري م
محسقا معملى ٱهليمهحرسرني من{ُ ً،نجده يذكر فى المسألة السادسة من مسائل هذه الية اختلف العلماء فى حكم
المتعة ً،فيذكر ممن يقول بوجوبها ً،ويذكر ممن يقول بندبها ً،ويعد فى ضمن القائلين بالندب مالكا رحمه
ال ً،ثم يقول" :تمسك أهل القول الول بمقتضى المر ً،وتمسك أهل القول الثانى بقوله تعالى} :محسقا معملى
ٱهليمهحرسرنيمن{ُ ً،و}معملى ٱهليمرترقيمن{ُ ولو كانت واجبة لطلقها على الخلقا أجمعين .والقول الول أولى ً،لن
عمومات المر بالمتناع فى قوله} :مميتيعويهرن{ُ ً،وإضافة المتاع إليهم بـ "لم التمليك" فى قوله ُ{} :أظهر
فى الوجوب منه فى الندب .وقوله} :مورلهليممطلرمقارت مممتافع{ُ تأكيد ليجابها ً،لن كل واحد يجب عليه أن يتقى
ال فى الشراك به ومعاصيه ً،وقد قال تعالى فى القرآن فى الية ] [2من سورة البقرة} :يهلدى ليهليمرترقيمن{ُ.
**
* موقفه من حملت ابن العربى على مخالفيه:
كذلك نجد القرطبى -رحمه ال -كثيرا ما يدفعه النصاف إلى أن يقف موقف الدفاع عمن يهاجمهم
ابن العربى من المخالفين ً،مع توجيه الرلوم إليه أحيانا ً،على ما يصدر منه من عبارات قاسية فى حقا
علماء المسلمين ً،الذاهبين إلى ما لم يذهب إليه.
ل متيعويلوها{ُ ..نراه يروى ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [3من سورة النساء} :ـذرلمك مأهدمنـى أم ر فمث ل
عن الشافعى أنه فرسرها على معنى :ال تكثر عيالكم ً،ثم يقول" :قال الثعلبى :وما قال هذا غيره وإنما
يقال :أعال يعيل إذا كثر عياله ً،وزعم ابن العربى :أن عال على سبعة معان ل ثامن لها ً،يقال عال:
مال ً،الثانى :زاد ً،الثالث :جار .الرابع :افتقر .الخامس :أثقل ..حكاه ابن دريد .قالت الخنساء" :ويكفى
العشيرة ما عالها" .السادس :عال :قام بمؤنة العيال ً،ومنه قوله عليه السلم" :وابدأ بمن تعول" .السابع:
عال :غلب ً،ومنه :عيل صبره أى غلب ً،ويقال :أعال الرجل :كثر عياله .وأما "عال" بمعنى كثر عياله
فل يصح ً،قلت :أما قول الثعلبى" :ما قاله غيره" فقد أسنده الدارقطنى فى يسمننه عن زيد بن أسلم ً،وهو
قول جابر بن زيد ..فهذان إمامان من علماء المسلمين وأئمتهم قد سبقا الشافعى إليه .وأما ما ذكره ابن
العربى من الحصر وعدم الصحة فل يصح .وقد ذكرنا :عال المر :اشتد وتفاقم ..حكاه الجوهرى.
وقال الهروى فى غريبه" :وقال أبو بكر :يقال :عال الرجل فى الرضِ يعيل فيها :إذا ضرب فيها.
ل :إذا أعجزك ً،وأما "عال" :كثر عياله ً،فذكره ل ومعي ل وقال الحمر :يقال :عالنى الشىء يعيلنى معهي ل
الكسائى وأبو عمرو الدورى وابن العرابى .قال الكسائى أبو الحسن علسى ابن حمزة :العرب تقول عال
يعول وأعال يعيل أى كثر عياله .وقال أبو حاتم :كان الشافعى أعلم بلغة العرب منا ..ولعله لغة .قال
الثعلبى المف يسر :قال أستاذنا أبو القاسم ابن حبيب :سألت أبا عمرو الدورى عن هذا -وكان إماما فى
السلغة غير مدافع -فقال :هى لغة رحهممير وأنشد:
*وإن الموت يأخذ كل حى * بل شك وإن أمشى وعال*
يعنى :وإن كثر ماشيته وعياله .وقال أبو عمرو بن العلء :لقد كثرت وجوه العرب حتى خشييت أن آخذ
على لحن لحنا .وقرأ طلحة بن مصرف" :أل تعيلوا" ً،وهي يحرجة الشافعى رضى ال عنه .قدح الزرجاج
وغيره فى تأويل "عال" من العيال بأن قال :إن ال تعالى قد أباح كثرة السرارى وفى ذلك تكثير العيال.
فكيف يكون أقرب إلى أل تكثر العيال؟ وهذا القدح غير صحيح ً،لن السرارى إنما هى مال ييتصرف
فيه بالبيع ً،وإنما القادح :الحرائر ذوات الحقوقا الواجبة .وحكى ابن العرابى :أن العرب تقول :عال
الرجل إذا كثر عياله".
لهعمنارب ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [67من سورة النحل} :مورمن مثمممرارت ٱلرنرخيرل موٱ م ومث ل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
مترترخيذومن رمهنيه مسمكرا موررهزقا محمسنا{ُ ...نراه يعيب على ابن العربى تشنيعه على ممن يقول من الحنفية
وغيرهم بحل النبيذ ً،وجعله إياهم مثل أغبياء الكفار فيقول" :وهذا تشنيع شنيع ً،حتى يلحقا فيه العلماء
الخيار فى قصور الفهم بالكفار".
وعلى الجملة ..فإن القرطبى رحمه ال فى تفسيره هذا يحفر فى بحثه ً،نزيفه فى نقده ً،عفف فى مناقشته
وجدله ً،يمرلفم بالتفسير من جميع نواحيه ً،بارع فى كل فن استطرد إليه وتكرلم فيه.
أما الكتاب فقد كان النسا محرومين منه إلى زمن قريب ً،ثم أراد ال له الذيوع بين يأولى العلم فقامت
دار الكتب المصرية بطبعه ً،فتم منه إلى الن أربعة عشر جزءا تنتهى بآخر سورة فاطر ً،وعسى أن
يمعيجل ال بإتمام ما بقى منه ً،حتى يتم به النفع ً،إنه سميع مجيب.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفقهاء ( ضمن العنوان ) -5
كنز العرفان فى فقه القرآن لمقداد السيورى )من المامية الثنا عشرية( (
* ترجمة المؤلف:
مؤلف هذا التفسير ً،هو مقداد بن عبد ال بن محمد بن الحسن بن محمد السيورى أحد علماء المامية
الثنا عشرية ً،والمعروف بينهم بالعلم والفضل ً،والتحقيقا والتدقيقا ً،وله مؤلفات كثيرة ً،منها :تفسيره
هذا ً،ومنها التنقيح الرائع فى شرح مختصر الشرائع ً،وشرح مبادئ الصول ...وغير ذلك ً،وكان فى
أواخر القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجرى* * .
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
يتع ررضِ هذا التفسير ليات الحكام فقط ً،وهو ل يتمشى مع القرآن سورة سورة على حسب ترتيب
ل ً،بل طريقته صاص وابن العربى مث ل المصحف ذاكرا ما فى كل سورة من آيات الحكام كما فعل الج ر
فى تفسيره :أنه يعقد فيه أبوابا كأبواب الفقه ً،ويدرج فى كل باب منها اليات التى تدخل تحت موضوع
واحد ً،فمث لل يقول :باب الطهارة ً،ثم يذكر ما ورد فى الطهارة من اليات القرآنية ً،شارحا كل آية منها
على حدة مبينا ما فيها من الحكام على حسب ما يذهب إليه المامية الثنا عشرية فى فروعهم ً،مع
تعرضه للمذاهب الخرى ً،ورده على ممن يخالف ما يذهب إليه المامية الثنا عشرية.
هذا ..وإن طريقته التى يسلكها فى تدعيم مذهبه وترويجه ً،وإبطال مذهب مخالفيه ً،ل تخرج عن
أمرين اثنين:
أولهما :الدليل العقلى.
ثانيهما :دعوى أن ما ذكره هو ما ذهب إليه أهل البيت.
أما الدليل العقلى ً،فيندر أن يسلم له كمستند يستند إليه فى صحة ما يشذ به ..وأما دعوى أن ما ذكره
هو ما ذهب إليه أهل البيت ً،فتلك دعوى كثيرا ما تكون كاذبة ً،يلجأ إليها الشيعة عندما يعوزهم الدليلً،
وتخونهم اليحرجة ً،وإليك بعضِ ما جاء فى هذا التفسير لتقف على مقدار شذوذ صاحبه:
ضـى أمهو معلمـى مسمفهَر أمهو مجآمء أممحفد
ل عند قوله تعالى فى الية ] [43من سورة النساء} :موإرهن يكهنيتهم رمهر م فمث ل
صرعيدا مطييبا{ُ ..يقول} :مفمتميرميموها{ُ :أيِ فتعمدوا يمهنيكهم يمن ٱهلمغآرئرط أمهو م
لممهسيتيم ٱلينمسآمء مفملهم مترجيدوها ممآلء مفمتميرميموها م
صرعيدا مزملقا{ُ } -مطييبا{ُ :أى طاهراً، صرعيدا مطييبا{ُ :أى شيئا من وجه الرضِ -كقوله } :م واقصدوا } ً،م
ولذلك قال أصحابنا :لو ضرب المتيمم يده على حجر صلب ومسح :أجزأه ً،وبه قالت الحنفية .وقالت
الشافعية :ل بد أن يعلقا باليد شىء ً،لقوله} :مفٱِهممسيحوها ربيويجورهيكهم موأمهيردييكهم يمهنيه{ُ وفيه نظرً،لجواز كون "من"
هنا ابتدائية .والوجه :المراد بعضه ً،وهو الجبهة عند أكثر أصحابنا ً،إما لكون الباء للتبعيضِ ً،أو
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
للنصوص عن أهل البيت عليهم السلم .فمسح الجبهة إلى طرف أنفه العلى ً،وكذا المراد باليدين :ظهر
اليد من الزند إلى أطراف الصابع".
ويقول عندما تعررضِ لية التيمم فى سورة المائدة" :وتجب ضربة واحدة للوضوء واثنتان للغسل" ً،ثم
يرد على الحنفية والشافعية القائلين بأن التيمم ضربتان :واحدة للوجه وأخرى لليدين ً،وأن المراد بالوجه
كله ً،وباليدين إلى المرفين ..يرد عليهم فيقول" :وروايات أهل البيت تدفع ذلك".
ل مترحسل لميه رمن مبهعيد محرتـى متهنركمح مزهوجا
وعندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [230من سورة البقرة} :مف م
مغهيمريه{ُ ..يقول" :مدلول الية أنه إذا طرلقها الزوج عقيب الطلقتين تنكح زوجا غير ذلك اليمطيلقا ً،وهذا
الحكم عند أصحابنا مخصوص بما عدا طلقا الرعردة ً،فإن ذلك يحرم فى التاسعة أبدا -وطلقا الرعردة هو
أن ييطيلقا المدخول بها على الشرائط ثم يراجعها فى الرعردة ً،ثم ييطيلقها مرة ثانية ويفعل كما فعل أو ل
ل ً،ثم
ييطيلقها ثالثة ً،فإذا فعل ذلك ثلثة أدوار حرمت عليه عندهم أبدا".
وهكذا يسير المؤلف بهذا الشذوذ فى كثير من الحكام ً،وبهذا التعسف والتخبط فى فهم نصوص القرآنً،
والذى يقرأ الكتاب يرى الكثير من ذلك ً،ويعجب من محاولته الفاشلة فى استنباط ما يشذ به من اليات
التى تجبهه ً،ول يمكن أن تتمشى مع مذهبه بحال من الحوال .هذا ..وإن الكتاب مطبوع على هامش
تفسير الحسن العسكرى ً،وموجود بدار الكتب.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تفسير الفقهاء ( ضمن العنوان ) -6
الثمرات اليانعة والحكام الواضحة القاطعة ليوسف الثلئى )الزيدى( (
* ترجمة المؤلف:
مؤلف هذا التفسير هو شمس الدين يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن عثمان الثلئى ً،الزيدى
الفقيه ً،أحد أصحاب المام المهدى ً،وأحد أساطين العلم وجبال التحقيقا عند أصحابه .ارتحل الناس إليه
من القطار إلى "ثل" ً،وكان إذا قرأ امتل الجامع بالطلبة ً،وباقيهم بكتبهم فى الطاقات من خارج
المسجد.
أخذ عن الفقيه حسن النحوى ً،وله تصانيف ً،منها :الزهور والرياضِ ً،و "الثمرات اليانعة" ً،وهو أمجسل
مصنف عند الزيدية ً،وهو ما نحن بصدده الن ً،توفى رحمه ال بـ "ثل" فى شهرى جمادى الخرة
سنة 832هـ )اثنتين وثلثين وثمانمائة من الهجرة(.
**
* التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفه فيه:
يقع هذا التفسير فى ثلثة أجزاء كبار ً،ومنه نسخة خطية كاملة بدار الكتب المصرية ً،ويوجد بالمكتبة
الزهرية الجزء الثانى فقط ً،وهو مخطوط فى مجلد كبير ً،يبدأ من قوله تعالى فى الية ] [4من سورة
المائدة} :ميهسمأيلومنمك ممامذآ أيرحرل لميههم{ُ ....الية ً،وينتهى عند قوله تعالى فى الية ] [36من سورة النور:
}رفي يبييوهَت مأرذمن ٱللريه مأن يتهرمفمع مويهذمكمر رفيمها ٱهسيميه{ُ.
قرأت فى هذا التفسير فوجدت المؤلف يقتصر على آيات الحكام ً،متمشيا مع ترتيب المصحف فى
سورة وآياته .يذكر الية أولل ً،ثم يذكر ما ورد فى سبب نزولها إن كان لها سبب ً،ثم يقول :ولهذه الية
ثمرات هى أحكام شرعية :الولى :كذا ً،والثانية :كذا ...إلى أن ينتهى من كل ما يتعلقا بالية من
الحكام.
**
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
* اعتماد المؤلف على الروايات التى ل تصح:
وييل محظ على هذا التفسير أن مؤله ل يتحرى الصحة فيما ينقله من الحاديث .وما يذكره من ذلك يمر
ل عندما عليه مرا سابريا بدون أن يعقب عليه بكلمة واحدة يتشعر بضعف الحديث أو وضعه ً،فمث ل
تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [55من سورة المائدة} :إررنمما مورلسييكيم ٱللريه مومريسولييه موٱرلرذيمن آممينوها ٱرلرذيمن
لمة مويهؤيتومن ٱلرزمكامة مويههم مراركيعومن{ُ ..نراه يذكر الروايات الواردة فى سبب نزول هذه اليةً، صميرقييمومن ٱل ر
ويذكر ضمن ما يذكر :أنها نزلت فى علسى بن أبى طالب لرما تصردقا بخاتمه فى الصلة وهو راكع ..
وقد علمنا أن هذه رواية موضوعة ل أساس لها من الصحة ً،ولكن المؤلف يذكرها ً،ثم يأخذ فى تفريع
الحكام على هذه القصة المكذوبة ً،كأنها عنده من الثابت الصحيح.
**
* تقديره لكشاف الزمخشرى:
كذلك ييل محظ على المؤلف فى تفسيره هذا أنه كثير النقل عن الكشاف للزمخشرى ً،مما يدل على أنه
معجب به وبتفسيره إلى حد كبير ً،ولعل ذلك ناشىء عما بين الرجلين من صلة التمذهب بمذهب
العتزال.
**
* مسلكه فى أحكام القرآن:
أما مسلك المؤلف فى أحكام القرآن ً،فإنه يسرد أقوال المسملف والمخملف فى المسألة ً،فيعرضِ لما ورد عن
الصحابة والتابعين ً،ويعرضِ لمذهب الشافعية ً،والحنفية ً،والمالكية ً،والظاهرية ً،والمامية ....وغيرهم
من فقهاء المذاهب ً،ذاكرا لكل مذهب دليله ومستنده فى الغالب .كما يذكر بعناية خاصة مذهب الزيدية
واختلف علمائهم فى المسألة التى يعرضِ لها ً،مع الفاضة فى بيان أدلتهم التى استندوا إليها ً،والرد
على ممن يخالفهم فيما يذهبون إليه ..كل هذا بدون أن نلحظ على الرجل شيئا من القدح فى مخالفيهً،
كما يفعل غيره ممن سبقا الكلم عنهم .وإليك بعضِ ما جاء فى هذا التفسير لتقف على مقدار دفاع
المؤلف عن مذهبه ً،وعمله على تأييده بالبراهين والدلة ** :رأيه فى نكاح الكتابيات:
ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [5من سورة المائدة} :ٱهلميهوم أيرحرل لميكيم ٱلرطيمبايت{ُ ....إلى فمث ل
صمنايت رممن ٱرلرذيمن يأويتوها ٱهلركمتامب رمن مقهبرليكهم إرمذآ آمتهييتيمويهرنصمنايت رممن ٱهليمهؤرممنارت موٱهليمهح م
قوله} :موٱهليمهح م
أييجومريه رن{ُ ....الية ً،نراه يعرضِ لقوال العلماء فى حكم نكاح الكتاببيات فيقول" :ظاهر الية جواز
نكاح الكتابية ً،وهذا مذهب أكثر الفقهاء والمفيسرين ً،ورواية عن زيد بن علسى ً،والصادقا ً،والباقرً،
واختاره المام يحيى بن حمزة وقال :إنه إجماع الصدر الول من الصحابة ً،وإن عثمان قد نكح نائلة
بنت الفرافصة وهى نصرانية ً،فلما توفى عثمان خطبها معاوية ً،فقالت :وما يعجبك منى؟ قال :ثنياتكً،
فقلعتهما وأمرت بهما إليه ً،ونكح طلحة نصرانية ً،ونكح حذيفة يهودية .وقال القاسم ً،والهادى ً،والناصرً،
ومحمد بن عبد ال ً،وعامة القاسمية ً،وهو مروى عن ابن عمر :إنه ل يجوز لمسلم نكاح كافرة ً،كتابية
ل متهنركيحوها ٱهليمهشررمكارت محرتـى يهؤرمرن{ُ ..قالوا كانت أو غيرها ً،واحتجوا بقوله تعالى فى سورة البقرة} :مو م
هذا فى المشركات ل فى الكتابيات .قلنا :اسم المشرك ينطلقا على أهل الكتاب ً،بدليل قوله تعالى -بعد
ذكر اليهود والنصارى فى قوله} :ٱرتمخيذيوها أمهحمبامريههم مويرههمبامنيههم أمهرمبابا يمن يدورن ٱلرلره{ُ ....إلى قوله تعالى:
}يسهبمحامنيه معرما يهشرريكومن{ُ .وعن ابن عمر :ل أعلم شركا أعظم من قول النصارى إن ربها عيسى .وعن
عطاء :قد كرثر ال المسلمات ً،وإنما يريخص لهم يومئذ .قالوا :إنه تعالى عطف أحدهما على الخر فدل
أنهما غيران حيث قال تعالى} :لمهم مييكرن ٱرلرذيمن مكمفيروها رمهن أمههرل ٱهلركمتارب موٱهليمهشررركيمن{ُ ..قلنا :هذا كقوله
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
صمنايت رممن لهقمرربيمن{ُ ..قالوا :الية يمصيرحة بالجواز فى قوله تعالى} :موٱهليمهح م صريية رلهلموارلمدهيرن موٱ م
تعالى} :ٱهلمو ر
صرم ٱهلمكموارفرر{ُ ً،وقوله تعالى ل يتهمرسيكوها ربرع مٱرلرذيمن يأويتوها ٱهلركمتامب{ُ ..قلنا :قوله تعالى فى سورة الممتحنة} :مو م
فى سورة النور} :ٱهلمخربيمثايت رلهلمخربيرثيمن موٱهلمخربييثومن رلهلمخربيمثارت موٱلرطيمبايت رللرطيربيمن موٱلرطييبومن رلهلرطيمبارت{ُ ً،وقوله
صمنارت ٱهليمهؤرممنارت مفرمهن رما ممملمكهت ل مأن مينركمح ٱهليمهح متعالى فى سورة النساء} :موممن لرهم ميهسمترطهع رمنيكهم مطهو ل
أمهيمماين يكم{ُ ..فشرط اليمان فى هذا يقتضى التحريم ً،فتتأول هذه الية بأنه أراد المحصنات من أهل الكتاب
الذين قد أسلموا ً،لنهم كانوا يتكرهون ذلك ً،فسماهم باسم ما كانوا عليه .وقد ورد مثل هذا فى كتاب ال
لمورتره أيهوملــرئمك يهؤرمينومن ربره{ُ ً،وقوله تعالى }ٱرلرذيمن تعالى ً،قال ال تعالى} :ٱرلرذيمن آمتهيمنايهيم ٱهلركمتامب ميهتيلومنيه محرقا رت م
آمتهيمنايهيم ٱهلركمتامب ميهعرريفومنيه مكمما ميهعرريفومن أمهبمنامءيههم{ُ ً،وقوله تعالى} :موإررن رمهن أمههرل ٱهلركمتارب لمممن يهؤرمين ربٱِلرلره{ُ -
قالوا :سبب النزول وفعل الصحابة يدل على الجواز ً،وإرنا نجمع بين اليات الكريمة فنقول :قوله تعالى:
صمنايت رممن ٱرلرذيمن يأويتوها ٱهلركمتامب رمن مقهبرليكهم{ُ ..أو ل متهنركيحوها ٱهليمهشررمكارت{ُ عام ونخصه بقوله تعالى} :موٱهليمهح م }مو م
نقول :أراد بالمشركات الوثنيات ً،وبالمحصنات من الذين يأوتوا الكتاب ما أفاده الظاهر .أو يكون قوله
ل متهنركيحوها ٱهليمهشررمكارت{ُ ..قلنا :نقل ما ذكرتم بما صمنايت{ُ ناسخا لتحريم الكتابيات بقوله} :مو م تعالى} :موٱهليمهح م
روى أن كعب بن مالك أراد أن يتزوج بيهودية أو نصرانية فسأل النبى صلى ال عليه وآله عن ذلك
صمنايت رممن نتتأول قوله تعالى} :وٱهليمهح م فقال" :إنها ل تحصن ماءك" .وييروى أنه نهاه عن ذلك .وبأرنا ر
ٱرلرذيمن يأويتوها ٱهلركمتامب{ُ ً،فنجمع ونقول :وتخصيص المشركات بالمحصنات من الذن يأوتوا الكتاب متراخً،
والبيان ل يجوز أن يتراخى ..قالوا :روى جابر بن عبد ال عن النبى عليه السلم أنه قال" :أيرحرل لنا
ذبائح أهل الكتاب وأيرحرل لنا نساؤهم ً،ويحيرم عليهم أن يتزوجوا نساءنا" ً،قال فى الشفاء :قال علماؤنا :هذا
حديث ضعيف النقل .قالوا :قوله صلى ال عليه وسلم وآله فى المجوس" :يسسنوا بهم يسرنة أهل
الكتاب" ....الخبر ً،فأفاد جواز ذبائحهم ً،ونكاح نسائهم ً،فنقول :كافرة فاشبهت الحربية ً،أو لرما حرمت
الموارثة حرمت المناكحة ً،أو لما حررم نكاح الكافر للمسلمة حررم العكس .قالوا :ل حكم للعتبار مع
الدلة".
**
** رأيه فى المسح على اليخرفين:
ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [6من سورة المائدة} :ميا أمسيمها ٱرلرذيمن آممينوها إرمذا يقهميتهم إرملى ومث ل
صلرة{ُ ....الية ً،نراه يعرضِ لمسألة المسح على اليخرفين فيقول" :إن المسح على اليخرفين والجوربين ٱل ر
ل يجوز ً،وهو مروى عن علسى عليه السلم ً،وابن عباس ً،وعرمار بن ياسر ً،وأبى هريرة ً،وعائشة.
وقال عامة الفقهاء :إنه يجوز المسح عليهما .حجتنا هذه الية ً،وهى قوله تعالى} :موأمهريجمليكهم{ُ فأمرت
بتطهير الرجلين ً،والماسح على اليخرفين ل يكون يمطيهرا لهما ً،وكذلك الخبار التى دلت على الغسل
للقدمين .فأما ما يررومى أنه صلى ال عليه وآله مسح على الخفين وأمر به ً،فهذه الخبار كانت بمكة وبعد
هجرته صلى ال عليه وآله ً،ثم نزلت سورة المائدة بعد ذلك فكانت ناسخة ً،ويدل على هذا ما رواه زيد
بن علسى عن آبائه عليهم السلم عن علسى عليه السلم قال :لما كان فى ولية عمر جاء بعد بن أبى
وقاص فقال :يا أمير المؤمنين؛ً ما لقييت من عرمار ً،قال :وما ذاك؟ قال :خرجيت وأنا أريدك ومعى
الناس ً،فأمريت مناديا فنادى بالصلة ً،ثم دعويت بطهور فترطهرت ومسحت على يخيفى ً،وتقردمت يأصلىً،
فاعتزلنى ع رمار ً،فل هو اقتدى بى ول هو تركنى ً،فجعل ينادى من خلفى :ياسعد؛ً أصلة من غير
وضوء؟ فقال عمر :يا ع رم ار؛ً أخرج مما جئت به ً،فقال :نعم ..كان المسح قبل المائدة ً،قال عمر :يا أبا
الحسن؛ً ما تقول؟ قال :أقول إن المسح كان من رسول ال صلى ال عليه وآله وسلم فى بيت عائشةً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
والمائدة نزلت فى بيتها ً،فأرسل عمر إلى عائشة فقالت :كان المسح قبل المائدة ً،فقل لعمر :وال لن
ييقطع قدماى بعقبهما أحسب إلسى من أن أمسح عليهما ً،فقال عمر :ل تأخذ بقول امرأة ً،ثم قال :أنشد ال
ل كلهم رأى رسول ال صلى ال عليه امرءا شهد المسح من رسول ال لما قام ً،فقام ثمانية عشر رج ل
وآله يمسح وعليه يجربة شامية ضيقة الكمين ً،فأخرج يده من تحتها ثم مسح على يخرفيه ً،فقال عمر :ما
تقول يا أبا الحسن؟ فقال :سلهم؛ً أقبل المائدة أم بعدها؟ فسألهم ً،فقالوا :ما ندرى ً،فقال علسى عليه السلم:
ل ً،فتفررقا القوم وهؤلءأنشد ال امرءا مسلما علم أن المسح قبل المائدة لما قام ً،فقام اثنان وعشرون رج ل
يقولون :ل نترك ما رأينا.
وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس :وال ما مسح رسول ال بعد المائدة ً،ولن أمسح على ظهر عير
إلى من أن أمسح على الخرفين .وعن علسى عليه السلم ً،سبقا الكتاب اليخرفين -قيل معناه: بالفلة أحسب س
ي
قطع -وعن أبى هريرة :ما أبالى على يخرفى مسحيت أو على ظهر حمار .فثبت للنسخْ بما ذكر .وأما
قول جرير :رأيت رسول ال يمسح ً،وكان إسلمه بعد المائدة فروايته ل يتقبل مع إنكار أمير المؤمنينً،
لنه لحقا بمعاوية فكان ذلك قدحا .هذا كلم أهل المذهب والمسألة إجماعية من أهل البيت عليهم
السلم".
وهكذا نجد المؤلف -رحمه ال -يناقش مخالفيه من أصحاب المذاهب الخرى مناقشة حادة ً،وإن درلت
على شىء فهو قوة ذهن الرجل ً،وسعة اطلعه .هذا ..ول يكاد القارئ لهذا التفسير يجد فيه خلفا
كثيرما للمذاهب الفقهية الخرى ً،كما هو الشأن فى كتب التفسير الفقهى للمامية الثنا عشرية ً،وهذا
راجع إلى تقارب وجهات النظر بين الزيدية وأهل السسرنة فى أصول الفقه وفروعه.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) التفسير العلمى ( ضمن العنوان
) معنى التفسير العلمى (
نريد بالتفسير العلمى :التفسير الذى يمحيكم الصطلحات العلمية فى عبارات القرآن ً،ويجتهد فى
استخراج مختلف العلوم والراء الفلسفية منها.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) التفسير العلمى ( ضمن العنوان
) التوسع فى هذا النوع من التفسير وكثرة القائلين به (
وقد وقع هذا النوع من التفسير ً،واتسع القول فى احتواء القرآن كل العلوم ما كان منها وما يكونً،
فالقرآن فى نظر أصحاب هذه الطريقة يشمل -إلى جانب العلوم الدينية العتقادية والعملية -سائر
علوم الدنيا على اختلف أنواعها ً،وتعدد ألوانها.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) التفسير العلمى ( ضمن العنوان
) المام الغزالى والتفسير العلمى (
ويظهر لنا -على حسب ما قرأنا -أن المام الغزالى كان -إلى عهده -أكثر من استوفى بيان هذا
القول فى تفسير القرآن ً،وأهم ممن أيده وعمل على ترويجه فى الوساط العلمية السلمية ً،على رغم ما
قرر فيها من قواعد فهم عبارات القرآن.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وبين أيدينا كتاب "الحياء" للغزالى نتصفحه فنجده يعقد الباب الرابع من أبواب آداب تلوة القرآن ً،فى
فهم القرآن وتفسيره بالرأى من غير نقل .وفيه ينقل عن بعضِ العلماء "أن القرآن يحوى سبعة وسبعين
ألف علم ومائتى علم ً،إذ كل كلمة علم ً،ثم يتضاعف ذلك أربعة أضعاف ً،إذ لكل كلمة ظاهر وباطنً،
وحد ومطلع" ً،ثم يروى عن ابن مسعود رضى ال عنه أنه قال" :ممن أراد علم الرولين والخرين فليتدبر
القرآن" ً،ثم يقول بعد ذلك كله" :وبالجملة فالعلوم كلها داخلة فى أفعال ال معرز ومجرل وصفاته ً،وفى
القرآن شرح ذاته وأفعاله وصفاته ً،وهذه العلوم ل نهاية لها ً،وفى القرآن إشارة إلى مجامعها" ً،ثم يزيد
على ذلك فيقول" :بل كل ما أشكل فهمه على الينرظار ً،واختلف فيه الخلئقا فى النظريات ً،والمعقولتً،
فى القرآن إليه رمز ودللت عليه ً،يختص أهل الفهم بدركها".
ثم إننا نتصفح كتابه "جواهر القرآن" الذى أرلفه بعد الحياء كما يظهر لنا من مقدمته ً،فنجده يزيد هذا
ل ً،فيعقد الفصل الرابع منه لكيفية انشعاب العلوم الدينية كلها وما الذى قرره فى الحياء بياا وتفصي ل
يتصل بها من القرآن عن تقسيمات وتفصيلت تولها ل نطيل بذكرها ً،ويكفى أن نقول :إنه قسم علوم
القرآن إلى قسمين:
الول :علم الصدف والقشر ً،وجعل من مشتملته :علم السلغة .وعلم النحو :وعلم القراءات ً،وعلم
مخارج الحروف .وعلم التفسير الظاهر.
والثانى :علم السلباب .وجعل من مشتملته :علم قصص الرولين ً،وعلم الكلم ً،وعلم الفقه ً،وعلم يأصول
الفقه ً،والعلم بال واليوم الخر ً،والعلم بالصراط المستقيم ً،وطريقا السلوك.
ثم يعقد الفصل الخامس منه لكيفية انشعاب سائر العلوم من القرآن ً،فيذكر علم الطب والنجوم ً،وهيئة
العاملم ً،وهيئة بدون الحيوان ً،وتشريح أعضائه ً،وعلم السحر ً،وعلم الطلسمات ...وغير ذلك ً،ثم يقول:
"ووراء ما عددته علوم يأخرى ً،ييعلم تراجمها ول يخلو العاملم عمن يعرفها ً،ول حاجة إلى ذكرها بل
أقول :ظهر لنا بالبصيرة الواضحة التى ل ييتمارى فيها أن فى المكان والقوة أصنافا من العلوم بعد لم
تخرج من الوجود ً،وإن كان فى قوة الدمى الوصول إليها ً،وعلوم كانت قد خرجت من الوجود
واندرست الن ً،فلن يوجد فى هذه العصار على بسيط الرضِ ممن يعرفها ً،وعلوم يأخر ليس فى قوة
ل إدراكها والحاطة بها ً،ويحظى بها بعضِ الملئكة المقرربين ً،فإن المكان فى حقا الدمى البشر أص ل
محدود ً،والمكان فى حقا الممملك محدود إلى غاية من النقصان ً،وإنما ال سبحانه هو الذ ل يتناهى العلم
فى حقه".
ثم يقول بعد ذلك" :ثم هذه العلوم ما عددنا وما لم نعددها ً،ليست أوائلها خارجة من القرآن ً،فإن جميعها
مغترفة من بحر واحد من بحار معرفة ال تعالى ً،وهو بحر الفعال ً،وقد ذكرنا أنه بحر ل ساحل لهً،
لوأن البحر لو كان رممدادا لكلماته لمنرفمد البحر قبل أن تنفد ً،فمن أفعال ال تعالى وهو بحر الفعال -مث ل
ضيت مفيهمو ميهشرفيرن{ُ ً،وهذا الفعل الواحد -الشفاء والمرضِ كما قال ال تعالى حكاية عن إبراهيم} :موإرمذا ممرر ه
ل يعرفه إل ممن عرف الطب بكماله ً،إذ ل معنى للطب إل معرفة المرضِ بكماله وعلماته ً،ومعرفة
الشفاء وأسبابه ً،ومن أفعاله تقدير معرفة الشمس والقمر ومنازلهما يبحهسبان ً،وقد قال ال تعالى} :ٱلرشهميس
موٱهلمقممير ربيحهسمباهَن{ُ ً،وقال} :مومقردمريه مممنارزمل رلمتهعلميموها معمدمد ٱليسرنيمن موٱهلرحمسامب{ُ ً،وقال} :مومخمسمف ٱهلمقممير * مويجرممع
ٱلرشهميس موٱهلمقممير{ُ ً،وقال} :ييورليج ٱهللرهيمل رفي ٱلرنمهارر موييورليج ٱلرنمهامر رفي ٱهللرهيرل{ُ وقال} :موٱلرشهميس متهجرريِ رليمهسمتمقرر
لرمهـا مذرلمك متهقرديير ٱهلمعرزيرز ٱهلمعرليرم{ُ ..ول يعرف حقيقة سير الشمس والقمر بحسبان وخسوفهما ً،وولوج
الليل فى النهار ً،وكيفية تكور أحدهما على الخر إل من عرف هيئات تركيب السموات والرضِ ً،وهو
لنمساين مما مغررمك ربمريبمك ٱهلمكرريرم * ٱرلرذيِ مخلممقمك مفمسروامك م
علم برأسه ً،ول يعرف كمال معنى قوله} :ـيأسيمها ٱ ر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
صومرهَة رما مشآمء مرركمبمك{ُ إل ممن عرف تشريح العضاء من النسان ظاهرا وباطناً، مفمعمدملمك * رفيي أميى ي
وعددها وأنواعها ً،وحكمتها ومنافعها ً،وقد أشار فى القرآن مجامع علم الرولين والخرين .وكذلك ل
يعرف معنى قوله} :مسروهييتيه مومنمفهخيت رفيره رمن سرورحي{ُ ما لم يعلم التسوية ً،والنفخْ ً،والروح ً،ووراءها علوم
صل ما غامضة يغفل عن طلبها أكثر الخلقا ً،وربما ل يفهمونها إن سمعوها من العارلم بها ً،ولو ذهبت أيمف ي
تدل عليه آيات القرآن من تفاصيل الفعال لطال ً،ول يمكن الشارة إل إلى مجامعها ..فتفكر فى
القرآن ً،والتمس غرائبه لتصادف فيه مجامع علم الرولين والخرين".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) التفسير العلمى ( ضمن العنوان
) الجلل السيوطى والتفسير العلمى (
كذلك نجد العلمة جلل الدين السيوطى ينحو منحى الغزالى فى القول بالتفسير العلمى ً،ويقرر ذلك
بوضوح وتوسع فى كتابه "التقان" فى النوع الخامس والستين منه ً،كما يقرر ذلك أيضا بمثل هذا
الوضوح والتوسع فى كتابه "الكليل فى استنباط التنزيل" ونجده يسوقا من اليات والحاديث والثار ما
يستدل به على أن القرآن مشتمل على كل العلوم.
فمن اليات :قوله تعالى فى الية ] [38من سورة النعام} :رما مفررهطمنا رفي ٱلركمتارب رمن مشهيهَء{ُ ً،وقوله فى
الية ] [89من سورة النحل} :مومنرزهلمنا معملهيمك ٱهلركمتامب رتهبميانا لييكيل مشهيهَء{ُ.
ومن الحاديث :ما أخرجه الترمذى وغيره :أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قال" :ستكون فتن" ً،قيل:
وما المخرج منها؟ قال" :كتاب ال ..فيه نبأ ما قبلكم ً،وخبر ما يعدكم ً،وحكم ما بينكم".
وما أخرجه أبو الشيخْ عن أبى هريرة أنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إن ال لو أغفل
شيئا لغفل السذررة والخردلة والبعوضة".
ومن الثار :ما أخرجه سعيد بن منصور عن ابن مسعود أنه قال" :ممن أراد العلم فعليه بالقرآن ً،فإن فيه
خبر الرولين والخرين".
وما أخرجه ابن أبى حاتم عن ابن مسعود رضى ال عنه أنه قال" :أمهنزمل فى القرآن كل علم ً،ومبريمن لنا
فيه كل شىء ً،لكن علمنا يقصر عما مبريمن لنا فى القرآن".
ثم نجده بعد أن يسوقا هذه الدلة وغيرها يذكر لنا عن بعضِ العلماء أنه استنبط أن عمر النبى صلى ال
عليه وسلم ثلث وستون سنة من قوله تعالى فى الية ] [11من سورة المنافقون} :موملن ييمؤيخمر ٱللريه منهفسا
إرمذا مجآمء أممجليمهآ{ُ ً،فإنها رأس ثلث وستين سورة ً،وعرقبها بـ "التغابن" لييظهر التغابن فى فقده".
* *النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) التفسير العلمى ( ضمن العنوان )
أبو الفضل المرسى والتفسير العلمى (
ثم ذكرعن أبى الفضل المرسى أنه قال فى تفسيره" :جمع القرآن علوم الرولين والخرين ً،بحيث لم يحط
بها علما حقيقة إل المتكلم به ً،ثم رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،خل ما استأثر به سبحانه وتعالى ً،ثم
ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلمهم ً،مثل الخلفاء الربعة ً،وابن مسعود ً،وابن عباس حتى
قال :لو ضاع لى عقال بعير لوجدته فى كتاب ال تعالى ً،ثم ورث عنهم التابعون بإحسان ً،ثم تقاصرت
الهمم ً،وفترت العزائم ً،وتضاءل أهل العلم وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه
وسائر فنونه ً،فنروعوا علومه ً،وقامت كل طائفة بفن من فنونه ً،فاعتنى قوم بضبط لغاته ً،وتحرير
كلماته ً،ومعرفة مخارج حروفه ً،وعددها ً،وعدد كلماته ً،وآياته ً،وسوره ً،وأحزابه ً،وأنصافه ً،وأرباعهً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وعدد سجداته ً،والتعليم عند كل عشر آيات ...إلى غير ذلك من حصر الكلمات المتشابهة ً،واليات
المتماثلة ً،من غير تعرضِ لمعانيه ً،ول تدبر لما يأودع فيه ً،فيسسموا اليقرراء.
واعتنى النحاة بالمعرب منه والمبنى من السماء والفعال ً،والحروف العاملة ً،وغيرها ً،وأوسعوا الكلم
فى السماء وتوابعها ً،وضروب الفعال .واللزم ً،والمتعدى ً،ورسوم خط الكلمات ً،وجميع ما يتعلقا
به ً،حتى إن بعضهم أعرب مشكله ً،وبعضهم أعربه كلمة كلمة.
واعتنى المف يسرون بألفاظه ً،فوجدوا منه لفظا يدل على معنى واحد ً،ولفظا يدل على معنيين ً،ولفظا يدل
على أكثر ً،فأجروا الول على حكمه ً،وأوضحوا معنى الخفى منه ً،وخاضوا فى ترجيح أحد محتملت
ذى المعنيين والمعانى ً،وأعمل كل منهم فكره ً،وقال بما اقتضاه نظره.
لصوليون بما فيه من الدلة القطعية ً،والشواهد الصلية والنظرية ً،مثل قوله تعالى} :لمهو مكامن واعتنى ا ي
ل ٱللريه لممفمسمدمتا{ُ ...إلى غير ذلك من اليات الكثيرة ً،فاستنبطوا منها أدلة على وحدانية الً،رفيرهممآ آرلمهفة إر ر
ووجوده ً،وبقائه ً،ورقمدمه ً،ويقدرته ً،وعلمه ً،وتنزيهه عما ل يليقا به ً،وسموا هذا العلم بيأصول الدين.
وتأملت طائفة منهم معانى خطابه ً،فرأت منها ما يقتضى العموم ً،ومنها ما يقتضى الخصوص ً،إلى غير
ذلك ً،فاستنبطوا منه أحكام السلغة من الحقيقة والمجاز ً،وتكلموا فى التخصيص ً،والضمار ً،والنصً،
والظاهر ً،واليمجممل ً،واليمهحمكم ً،والمتشابه ً،والمر ً،والنهى ً،والنسخْ ...إلى غير ذلك من أنواع القيسةً،
واستصحاب الحال ً،والستقراء ً،وسموا هذا الفن أصول الفقه.
وأحكمت طائفة صحيح النظر ً،وصادقا الفكر فيما فيه من الحلل والحرام ً،وسائر الحكام ً،فأسسوا
يأصوله ً،وف ررعوا فروعه ً،وبسطوا القول فى ذلك بسطا حسنا ً،وسموه بعلم الفروع ً،وبالفقه أيضا.
لمم الخالية ً،ونقلوا أخبارهم ً،ودرونوا آثارهم وتلمحت طائفة ما فيه من قصص القرون السابقة ً،وا ي
ووقائعهم ً،حتى ذكروا بدء الدنيا ً،وأول الشياء ً،وسموا ذلك بالتاريخْ.
وتنربه آخرون لما فيه من الرحمكم ً،والمثال ً،والمواعظ التى تقلقل قلوب الرجال ً،وتكاد تدكدك الجبالً،
فاستنبطوا مما فيه من الوعد ً،والوعيد ً،والتحذير ً،والتبشير ً،وذكر الموت ً،والمعاد ً،والنشر ً،والحشرً،
ل من المواعظ ً،ويأصولل من الزواجر ً،فيسسموا بذلك الخطباء والحساب ً،والعقاب ً،والجرنة ً،والنار ً،فصو ل
واليورعاظ.
واستنبط قوم مما فيه من أصول التعبير ً،مثل ما ورد فى قصة يوسف فى البقرات السمان ً،وفى منامى
صاحبى السجن ً،وفى رؤياه الشمس والقمر والنجوم ساجدة ً،ومسسموه تعبير الرؤيا ً،واستنبطوا تأويل كل
رؤيا من الكتاب ً،فإن معرز عليهم إخراجها منه فمن السسرنة التى هى شارحة للكتاب ً،فإن معرز فمن الرحمكم
والمثال ً،ثم نظروا إلى اصطلح العوام فى مخاطباتهم ويعرف عاداتهم ً،الذى أشار إليه القرآن بقوله:
}موهأيمهر ربٱِهلممهعيرورف{ُ..
وأخذ قوم مما فى آيات المواريث من ذكر السهام وأربابها وغير ذلك ً،علم الفرائضِ ً،واستنبطوا منها
صف ً،والسثيلث ً،والسريبع ً،والسسيدس ً،والسثيمن ً،حساب الفرائضِ ً،ومسائل العدل ً،واستخرجوا منه من ذكر الرن ه
أحكام الوصايا.
ونظر قوم إلى ما فيه من اليات الدالت على الرحمكم الباهرة ً،فى الليل ً،والنهار ً،والشمس ً،والقمرً،
ومنازله ً،والبروج ً،وغير ذلك فاستخرجوا منه علم المواقيت.
ونظر اليكرتاب والشعراء إلى ما فيه من جزالة الرلفظ ً،وبديع النظم ً،ويحسن السياقا ً،والمبادىء ً،والمقاطعً،
والمخالص ً،والتلوين فى الخطاب ً،والطناب ً،واليجاز ً،وغير ذلك واستنبطوا منه المعانى ً،والبيانً،
والبديع.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ونظر فيه أرباب الشارات ً،وأصحاب الحقيقة ً،فلح لهم من ألفاظه معان ودقائقا ً،جعلوا لها أعلما
لنس ً،والوحشة ً،والقبضًِ، اصطلحوا عليها ً،مثل :الفناء ً،والبقاء ً،والحضور .والخوف ً،والهيبة ً،وا ي
والبسط ً،وما أشبه ذلك.
هذه الفنون أخذتها الرمرلة السلمية منه ً،وقد أحتوى على علوم أيمخر من علوم الوائل مثل :السطبً،
والجدل ً،والهيئة ً،والهندسة ً،والجبر ً،والمقابلة ً،والنجامة ً،وغير ذلك من العلوم.
أما الطب :فمداره على نظام الصحة واستحكام القوة ً،وذلك إنما يكون باعتدال المزاج بتفاعل الكيفيات
المتضادة ً،وقد جمع ذلك فى آية واحدة وهى قوله تعالى} :مومكامن مبهيمن مذرلمك مقمواما{ُ ً،وعرفنا فيه بما يفيد
نظام الصحة بعد اختلله ً،وحدوث الشفاء للبدن بعد اعتلله فى قوله تعالى} :مشمرافب سمهخمترلفف أمهلمواينيه رفيره
رشمفآفء رللرنارس{ُ ..ثم زاد على طب الجسام بطب القلوب ً،وشفاء الصدور.
وأما الهيئة :ففى تضاعيف سوره من اليات التى ذكر فيها ملكوت السموات والرضِ ً،وما بث فى
العالم العلوى والسفلى من المخلوقات.
ل يهغرني رممن ٱللرمهرب{ُ .. ل مظرليهَل مو ملرث يشمعهَب * ر وأما الهندسة :ففى قوله تعالى} :ٱنمطرليقيوها إرلمـى رظرل رذيِ مث م
فإن فيه قاعدة هندسية ً،وهو أن الشكل المثلث ل ظل له.
وأما الجدل :فقد حوت آياته من البراهين ً،والمقدمات ً،والنتائج ً،والقول بالموجب ً،والمعارضة ً،وغير
ذلك شيئا كثيرا ً،ومناظرة إبراهيم نمرود ً،ومحاجته قومه أصل فى ذلك عظيم.
لمم سالفة .وإن فيها وأما الجبر والمقابلة فقد قيل :إن أوائل السور فيها ذكر مدد وأعوام وأيام التواريخْ ي
بقاء هذه المة ً،وتاريخْ مدة أيام الدنيا ً،وما مضى وما بقى ً،مضروب بعضها فى بعضِ.
وأما النجامة :ففى قوله تعالى} :أمهو أممثامرهَة يمهن رعهلهَم{ُ ً،فقد فرسره بذلك ابن عباس.
صمفارن{ًُ، وفيه يأصول الصنائع وأسماء اللت التى تدعو الضرورة إليه ً،كالخياطة فى قوله} :مومطرفمقا ميهخ ر
ضهت صمنرع ٱهليفهلمك ربمأهعيرنمنا{ُ ً،والغزل} :منمق موالحدادة} :آيتورني يزمبمر ٱهلمحرديرد{ُ والبناء فى آيات ً،والنجارة} :موٱ ه
مغهزملمها{ُ ً،والنسج} :مكمممثرل ٱهلمعنمكيبورت ٱرتمخمذهت مبهيتا{ُ ً،والفلحة} :أممفمرأمهييتم رما متهحيريثومن{ُ ...اليات ً،والصيد فى
ص{ُ} ً،مومتهسمتهخرريجوها رمهنيه رحهلميلة{ُ ً،والصياغة} :موٱرتمخمذ مقهويم آيات ً،والغوص} :موٱلرشميارطيمن يكرل مبرنآهَء مومغروا هَ
صمبايح رفي يزمجامجهَة{ُ} ً،سمممررفد يمن ل مجمسدا لريه يخموافر{ُ ً،والزجاجة} :ٱهلرم ه يمومسـى رمن مبهعردره رمهن يحرليرههم رعهج ل
مقوارريمر{ُ ً،والفخارة} :مفمأهورقهد رلي ـيمهامماين معملى ٱليطيرن{ُ ً،والملحة} :أمرما ٱلرسرفيمنية{ُ ....الية ً،والكتابة }معلرم
ربٱِهلمقلمرم{ُ وفى آيات أيمخر .والمخهبز} :أمهحرميل مفهومقا مرهأرسي يخهبزا{ُ ً،والطبخْ} :ربرعهجهَل محرنيهَذ{ُ ً،والقصارة} :مورثميامبمك
ل مما مذركهييتهم{ُ ً،والبيع والشراء فى آياتً، صارون ً،والجزارة} :إر ر مفمطيههر{ُ} ً،مقامل ٱهلمحمواررسيومن{ُ وهم الق ر
ضِ{ُ ً،والحجارة} :مومتهنرحيتومن رممن ٱهلرجمبارل يبييوتا{ُ ً،والكيالة والوزن فى آيات صهبمغمة ٱلرلره{ُ} ً،يجمدفد ربي ف
والصبغ } :ر
كثيرة ً،والرمى} :مومما مرممهيمت إرهذ مرممهيمت{ُ} ً،موأمرعسدوها لميههم رما ٱهسمتمطهعيتهم يمن يقروهَة{ُ.
وفيه من أسماء اللت وضروب المأكولت ً،والمشروبات ً،والمنكوحات ً،وجميع ما وقع ويقع فى
الكائنات ما يحققا معنى قوله} :رما مفررهطمنا رفي ٱلركمتارب رمن مشهيهَء{ُ ..قال السيوطى :انتهى كلم المرسى
ملخصا مع زيادات.
ثم بعد روايته لهذه المقالة الطويلة ً،نجده يذكر عن أبى بكر بن العربى أنه قال فى كتابه "قانون
التأويل"" :علوم القرآن خمسين علما ً،وأربعمائة علم ً،وسبعة آلف علم ً،وسبعون ألف علم ً،على عدد
كلم القرآن مضروبة فى أربعة ً،إذ لكل كلمة ظهر وبطن ً،وحد ومطلع ً،وهذا مطلقا دون اعتبار
التركيب وما بينها من روابط ً،وهذا ما ل ييحصى ً،وما ل يعمله إل ال".
وأخيرا عرقب السيوطى على هذه النقول وغيرها فقال" :وأنا أقول :قد اشتمل كتاب ال العزيز على كل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل إل وفى القرآن ما يدل عليها ً،وفيه عجائب شىء ً،أما أنواع فليس منها باب ول مسألة هى أص ل
المخلوقات ً،وملكوت السموات والرضِ ً،وما فى الفقا العلى وما تحت الثرى و ..و ...إلى غير
ذلك مما يحتاج شرحه إلى مجلدات".
ومن هذا يتبين لك كيف ظهرت آثار الثقافات العلمية للمسلمين فى تفسير القرآن الكريم ً،وكيف حاول
هؤلء العلماء المتقدمون أن يجعلوا القرآن منبع العلوم كلها ً،ما مجرد وما ميرجسد إلى يوم القيامة.
ولو أرنا تتبعنا سلسلة البحوث التفسيرية للقرآن الكريم ً،لوجدنا أن هذه النزعة -نزعة التفسير العلمى -
تمتد من عهد النهضة العلمية العباسية إلى يومنا هذا ً،ولوجدنا أنها كانت فى أول المر عبارة عن
محاولت ً،ييقصد منها التوفيقا بين القرآن ً،وما مجرد من العلوم ً،ثم يورجدت الفكرة مرركزة وصريحة على
لسان الغزالى ً،وابن العربى ً،والمرسى ً،والسيوطى ً،ولوجدنا أيضا أن هذه الفكرة قد يطيبقت علمياً،
وظهرت فى مثل محاولت الفخر الرازى ً،ضمن تفسيره للقرآن.
ثم يو رجدت بعد ذلك كتب مستقلة فى استخراج العلوم من القرآن ً،وتتبع اليات الخاصة بمختلف العلومً،
وراجت هذه الفكرة فى العصر المتأخر رواجا كبيرا بين جماعة من أهل العلم ً،ونتج عن ذلك مؤلفات
كثيرة تعالج هذا الموضوع ً،كما أييلفت بعضِ التفاسير التى تسير على ضوء هذه الفكرة .ونرى أن نؤجل
البحث عن التفسير العلمى فى هذه المرحلة الخيرة إلى خاتم الرسالة ً،حيث نعرضِ للوان التفسير فى
العصر الحديث إن شاء ال تعالى.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) التفسير العلمى ( ضمن العنوان
) إنكار التفسير العلمى (
إذا كانت فكرة التفسير العلمى قد راجت عند بعضِ بالمتقدمين ً،وازدادت رواجا عند بعضِ المتأخرينً،
فإنها لم تلقا رواجا عند بعضِ العلماء القدمين ً،كما أنها لم تلقا رواجا عند بعضِ المتأخرينم منهم
أيضا.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) التفسير العلمى ( ضمن العنوان
) إنكار الشاطبى للتفسير العلمى (
ويظهر لنا على حسب ما قرأنا أن زعيم المعارضة لهذه الفكرة فى العصور المتقدمة هو الفقيه
الصولى :أبو إسحاقا إبراهيم بن موسى الشاطبى ً،الندلسى ً،المتوفى سننة 790هـ )تسعين وسبعمائة
من الهجرة( ً،وذلك أرنا نجده فى كتابه "الموافقات" يعقد بحثا خاصا لمقاصد الشارع ً،وينيوع هذه المقاصد
إلى أنواع تولى شرحها وبيانها ً،والذى يهمنا هنا النوع الثانى منها وهو "بيان قصد الشارع فى وضع
الشريعة للفهام" وفى المسألة الثالثة من مسائل هذا النوع نجده يقرر أن "هذه الشريعة المباركة أييميةً،
لن أهلها كذلك فهو أجرى على اعبتار المصالح" ..ثم درلل على ذلك بيأمور ثلثة ل نطيل بذكرها ً،ثم
عرقب بفصل ذكر فيه" :إن العرب كان لها اعتناء بعلوم ذكرها الناس ً،وكان لعقلئهم اعتناء بمكارم
الخلقا ً،واتصاف بمحاسن الشيم ً،فصححت الشريعة منها ما هو صحيح وزادت عليه ً،وأبطلت ما هو
باطل ً،وبرينت منافع ما ينفع من ذلك ً،ومضار ما يضر منه" ً،ثم ذكر من العلوم الصحيحة التى كان
للعرب اعناء بها :علم النجوم وما يختص به من الهتداء فى البر والبحر ً،واختلف الزمان باختلف
سيرها ً،وما يتعلقا بهذا المعنى .ثم قال" :وهو معنى مقرر فى أثناء القرآن فى مواضع كثيرة كقوله
تعالى} :مويهمو ٱرلرذيِ مجمعمل لميكيم ٱلسنيجوم رلمتههمتيدوها ربمها رفي يظليممارت ٱهلمبير موٱهلمبهحرر{ُ ً،وقوله} :موربٱِلرنهجرم يههم ميههمتيدومن{ًُ،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لل ٱلرشهميس مينمبرغي ملمهآ مأن تهدررمك ٱلمقمممر مو م وقوله} :موٱهلمقمممر مقردهرمنايه مممنارزمل محرتـى معامد مكٱِليعريجورن ٱهلمقرديرم * م
ضميآلء موٱهلمقمممر ينورا مومقردمريه ٱهللرهييل مساربيقا ٱلرنمهارر مويكول رفي مفملهَك ميهسمبيحومن{ُ ً،وقوله} :يهمو ٱرلرذيِ مجمعمل ٱلرشهممس ر
مممنارزمل رلمتهعلميموها معمدمد ٱليسرنيمن موٱهلرحمسامب{ُ ً،وقوله} :مومجمعهلمنا ٱهللرهيمل موٱلرنمهامر آميمتهيرن مفمممحهومنآ آميمة ٱهللرهيرل مومجمعهلمنآ آميمة
صاربيمح مومجمعهلمنامها يريجوما يللرشميارطيرن{ُ ً،وقوله: صمرلة{ُ ...الية ً،وقوله} :موملمقهد مزريرنا ٱلرسممآمء ٱلسدهنميا ربمم م ٱلرنمهارر يمهب ر
لرهرلرة يقهل رهمي ممموارقييت رللرنارس موٱهلمحيج{ُ ...وما أشبه ذلك من اليات. }ميهسمأيلومنمك معرن ٱ م
وذكر علم النواء ً،وأوقات نزول المطار ً،وإنشاء السحاب ً،وهبوب الرياح المثيرة لها ً،وعرضِ لما
ورد فى ذلك من القرآن مثل قوله تعالى} :يهمو ٱرلرذيِ يررييكيم ٱهلمبهرمقا مخهوفا مومطممعا مويهنرشىيء ٱلرسمحامب ٱليثمقامل *
مويمسيبيح ٱلررهعيد ربمحهمردره{ُ ...الية ً،وقوله} :أممفمرأمهييتيم ٱهلممآمء ٱرلرذيِ متهشمريبومن * أممأنيتهم مأنمزهليتيمويه رممن ٱهليمهزرن أمهم منهحين
ضِ مبهعمد لهر مٱهليمنرزيلومن{ُ ً،وقوله} :موٱللريه ٱرلرذييِ أمهرمسمل ٱليرميامح مفيترثيير مسمحابا مفيسهقمنايه إلمـى مبملهَد رميهَت مفمأهحميهيمنا ربره ٱ م
ر
ممهورتمها{ُ ...وغير ذلك من اليات.
لمم الماضية ً،وفى القرآن من ذلك ما هو كثير ...قال تعالى} :ـذرلمك رمهن وذكر علم التاريخْ وأخبار ا ي
لمميههم أمسييههم ميهكيفيل ممهرميمم{ُ ...الية ً،وقال تعالى} :رتهلمك أممنمبآرء ٱهلمغهيرب ينورحيره إرمليمك مومما يكنمت ملمدهيرههم إرهذ يهليقون أمهق م
ل مقهويممك رمن مقهبرل مهــمذا{ُ. رمهن أمهنمبآرء ٱهلمغهيرب ينورحيمهآ إرلمهيمك مما يكنمت متهعلميممهآ مأنمت مو م
لميين ً،ل على قواعد وذكر علم الطب ً،وبرين أنه كان فى العرب منه شىء مبنى على تجارب ا ي
القدمين .قال" :وعلى ذلك المساقا جاء فى الشريعة لكن على وجه جامع ً،شاف ً،قليل يطلع منه على
كثير ً،فقال تعالى} :ويكيلوها موٱهشمريبوها مو م
ل يتهسرريفيوها{ُ.
وذكر التفنن فى علم فنون البلغة ً،والخوضِ فى وجوه الفصاحة ً،والتصرف فى أساليب الكلم ..قال:
لهنيس موٱهلرجسن معلمـى "وهو أعظم منتحلتهم ً،فجاءهم بما أعجزهم من القرآن ً،قال تعالى} :يقل لررئرن ٱهجمتمممعرت ٱ ر
ضِ مظرهيرا{ُ.. ضيههم رلمبهع هَل ميهأيتومن ربرمهثرلره مولمهو مكامن مبهع ي مأن ميهأيتوها ربرمهثرل مهــمذا ٱهليقهرآرن م
ضمرهبمنا رللرنارس رفي مهــمذا ٱهليقهرآرن رمن يكيل مممثهَل{ُ. وذكر ضرب المثال ً،واستشهد بقوله تعالى} :مولممقهد م
وذكر من العلوم التى عنى بها العرب وأكثرها باطل أو جميعها :علم العيافة ً،والزجر ً،والكهانة ً،وخط
الرمل ً،والضرب بالحصى ً،والمطهيرة ً،قال" :فأبطلت الشريعة من ذلك الباطل ً،ونهت عنه كالكهانةً،
والزجر ً،وخط الرمل .وأقرت الفأل ل من جهة متطسلب الغيب ً،فإن الكهانة والزجر كذلك ً،وأكثر هذه
المور متخسرص على علم الغيب من غير دليل ً،فجاء النبى صلى ال عليه وسلم بجهة من تعرف علم
الغيب مما هو محضِ ً،وهو الوحى واللهام ً،وبقى للناس من ذلك بعد موته عليه السلم جزء من النبوة
وهو الرؤيا الصالحة ً،وأنموذج من غيره لبعضِ الخاصة وهو اللهام والفراسة".
ثم بعد هذا البيان الذى أوضح فيه الشاطبى أن الشريعة فى تصحيح ما صححت وإبطال ما أبطلت قد
عرضت من ذلك إلى ما تعرفه العرب من العلوم ً،ولم تخرج عما ألفوه ً،نراه يزيد هذا البيان إسهابا
وإيضاحا ً،ويتوجه بالرلوم إلى ممن أضافوا للقرآن كل علوم الرولين والخرين ً،مفندا هذا الزعم ً،الذى
اعتقد أن قائليه قد تجاوزوا به الحد فى دعواهم على القرآن .وذلك حيث يقول فى المسألة الرابعة من
مسائل النوع الثانى من المقاصد -أعنى مقاصد وضع الشريعة للفهام " -ما تقرر من أييمية الشريعة
وأنها جارية على مذاهب أهلها -وهم العرب -ينبنى عليه قواعد :منها :أن كثيرا من الناس تجاوزوا
فى الدعوى على القرآن الحد ً،فأضافوا إليه لك علم ييذكر للمتقدمين والمتأخرين من علوم الطبعيات
والتعاليم كالهندسة وغيرها من الرياضيات ً،والمنطقا وعلم الحروف ً،وجميع ما نظر فيه الناظرون من
هذه الفنون وأشباهها ً،وهذا إذا عرضناه على ما تقدم لم يصح".
ثم يصحح الشاطبى رأيه هذا ويحتج له بما يعررف عن المسملف من نظرهم فى القرآن فيقول ..." :إن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
المسملف الصالح -من الصحابة والتابعين ومن يليهم -كانوا أعرف بالقرآن وبعلومه وما يأودع فيه ً،ولم
تبلغنا أنه تكلم أحد منهم فى شىء من هذا المردعى سوى ما تقدم ً،وما ثبت فيه من أحكام التكاليفً،
وأحكام الخرة ً،وما يلى ذلك ً،ولو كان لهم فى ذلك خوضِ ونظر لبلغنا منه ما يدلنا على أصل المسألةً،
إل أن ذلك لم يكن فدل على أنه غير موجود عندهم ً،وذلك دليل على أن القرآن لم ييقصد فيه تقرير
لشىء مما زعموا .نعم تضمن علوما من جنس علوم العرب أو ما ينبنى على معهودها مما يتعجب منه
يأولوا اللباب ً،ول تبلغه إدراكات العقول الراجحة ً،دون الهتداء بأعلمه ً،والستنارة بنوره ً،وأما أن
فيه ما ليس من ذلك فل".
ثم أخذ الشاطبى بعد هذا فى ذكر ما استند إليه أرباب التفسير العلمى من الدلة فقال" :وربما استدلوا
على دعواهم بقوله تعالى} :مومنرزهلمنا معلمهيمك ٱهلركمتامب رتهبميانا لييكيل مشهيهَء{ُ ً،وقوله} :رما مفررهطمنا رفي ٱلركمتارب رمن
مشهيهَء{ُ ...ونحو ذلك ً،وبفواتح السور -وهى مما لم ييعهد عند العرب -وبما ينرقل عن الناس فيهاً،
وربما حكى من ذلك عن علسى بن أبى طالب رضى ال عنه وغيره أشياء"
ثم أخذ الشاطبى رحمه ال يفند هذه الدلة فقال:
"فأما اليات :فالمراد بها عند المفيسرين ما يتعلقا بحال التكليف والتعبد ً،أو المراد بالكتاب فى قوله} :رما
مفررهطمنا رفي ٱلركمتارب رمن مشهيهَء{ُ :الرلوح المحفوظ ً،ولم يذكروا فيها ما يقتضى تضمنه لجميع العلوم النقلية
والعقلية.
وأما فواتح السور ..فقد تكلم الناس فيها بما يقتضى أن للعرب بها عهدا ً،كعدد اليجرمل الذى متعررفوه من
أهل الكتاب ً،حسبما ذكره أصحاب السير ً،أو هى من المتشابهات التى ل يعلم تأويلها إلى ال تعالىً،
وغير ذلك .وأما تفسيرها بما ل عهد به فل يكون ولم يدعه أحد ممن تقدم ً،فل دليل فيها على ما ادعواً،
وما يينقل عن علسى أو غيره فى هذا ل يثبت ً،فليس بجائز أن ييضاف إلى القرآن ما ل يقتضيه ً،كما أنه
ل يصح أن يينكر منه ما يقتضيه ً،ويجب القتصار فى الستعانة على فهمه على كل ما ييضاف علمه
إلى العرب خاصة ً،فبه يوصل إلى علم ما يأودع من الحكام الشرعية ً،فممن طلبه بغير ما هو أداة له
ضرل عن فهمه ً،ومتقرول على ال ورسوله فيه ً،وال أعلم ً،وبه التوفيقا". م
هذه هى الخلصة الشاملة لمقالة الشاطبى فى هذا الموضوع ً،وذلك هو رأيه فى التفسير العلمى الذى
شعف به بعضِ العلماء المتقدمين والمتأخرين ً،وأحسب أنى -وقد وضعت بين يدى القارىء مقالة كل
فريقا وما يستند إليه من أدلة -قد أنريت له الطريقا ً،وأوضحيت له السبيل ً،ليختار لنفسه ما يحلو ً،بعد
ل.أن يحكم على أحدهما بأنه خير مقالة وأحسن دلي ل
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) التفسير العلمى ( ضمن العنوان
) اختيارنا فى هذا الموضوع (
أما أنا فاعتقادى أن الحقا مع الشاطبى رحمه ال ً،لن الدلة التى ساقها لتصحيح يمردعاه أدلة قوية ً،ل
يعتريها الضعف ً،ول يتطرقا إليها الخلل ً،ولن ما أجاب به على أدلة مخالفيه أجوبة سديدة دامغة ل
تثبت أمامها حججهم ً،ول يبقى معها يمردعاهم.
وهناك يأمور يأخرى يتقوى بها اعتقادنا أن الحقا فى جانب الشاطبى وممن لمرف لفه ً،فمن ذلك ما يأتى:
أول -الناحية السلغوية:
وذلك أن اللفاظ السلغوية لم تقف عند معنى واحد من لدن استعمالها إلى اليوم ً،بل تدرجت حياة اللفاظ
وتدرجت دللتها ً،فكان لكثير من اللفاظ دللت مختلفة ً،ونحن وإن كنا ل نعرف شيئا عن تحديد هذا
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
التدرج وتاريخْ ظهور المعانى المختلفة للكلمة الواحدة ً،نستطيع أن نقطع بأن بعضِ المعانى للكلمة
الواحدة حادث باصطلح أرباب العلوم والفنون ً،فهناك معان يلغوية ً،وهناك معان شرعية ً،وهناك معان
يع هرفية ً،وهذه المعانى كلها توقم بلفظ واحد ً،بعضها عرفته العرب وقت نزول القرآن ً،وبعضها ل علم
للعرب به وقت نزول القرآن ً،نظرا لحدوثه وطروه على الرلفظ ً،فهل يعقل بعد ذلك أن نتوسع هذا
التوسع العجيب فى فهم ألفاظ القرآن ً،وجعلها تدل على معان جردت باصطلح حادث ً،ولم يتعرف للعرب
الذين نزل القرآن عليهم؟ وهل يعقل أن ال تعالى إنما أراد بهذه اللفاظ القرآنية هذه المعانى التى حدثت
بعد نزول القرآن بأجيال ً،فى الوقت الذى نزلت فيه هذه اللفاظ من عند ال ً،ويتليت أول ما يتليت على
ممن كان حول النبى صلى ال عليه وسلم؟ .أعتقد أن هذا أمر ل يعقله إل ممن سفه نفسه ً،وأنكر عقله.
*
ثانيا -الناحية البلغية:
يع يرفت البلغة بأنها مطابقة الكلم لمقتضى الحال ً،ومعلوم أن القرآن فى أعلى درجات البلغة ً،فإذا
نحن ذهبنا مذهب أرباب التفسير العلمى وقلنا بأن القرآن متضمن لكل العلوم ً،وألفاظه متحملة لهذه
المعانى المستحسدثة ً،لوقعنا أنفسنا فى ورطة ل خلص لنا منها إل بما يخدش بلغة القرآن ً،أو يذهب
بفطانة العرب ً،وذلك لن ممن خوطبوا بالقرآن فى وقت نزوله أن كانوا يجهلون هذه المعانى وكان ال
يريدها من خطابه إياهم لزم على ذلك أن يكون القرآن غير بليغ ً،لنه لم يراع حال المخاطب وهذا
سلب لهم خصائص القرآن الكريم .وإن كانوا يعرفون هذه المعانى فرلم لمهم تظهر نهضة العرب العلمية
من لدن نزول القرآن الذى حوى علوم الرولين والخرين؟ ورلم ملهم تقم نهضتهم على هذه اليات الشارحة
لمختلف العلوم وسائر الفنون؟ ..وهذا أيضا سلب لهم خصائص العرب ومميزاتهم.
*
ثالثا :الناحية العتقادية:
القرآن الكريم باقا ما تعاقب الملوان ً،ونظامه نافع لكل عصر وزمان ً،فهو يتحدث إلى عقول الناس
جميعا من لدن نزوله إلى أن يرث ال الرضِ ومن عليها ً،وهو يساير حياتهم فى كل ما يمرون به من
مراحل الزمن ً،وهذا كله بحكم كونه كتاب الشريعة العامة الشاملة ً،وقانون الدين الذى جعله ال خاتم
شرائع السموات إلى أهل الرضِ.
هذا ما يجب على كل مسلم أن يعتقده ويدين به ً،حتى يسلم له دينه ً،ول يرتاب فيه ً،فإذا نحن ذهبنا
مذهب ممن ييح يمل القرآن كل شىء ً،وجعلناه مصدرا لجوامع الطب ً،وضوابط الفلك ً،ونظريات الهندسةً،
وقوانين الكيمياء ً،وما إلى ذلك من العلوم المختلفة ً،ليكنا بذلك قد أوقعنا الشك فى عقائد المسلمين نحو
القرآن الكريم ً،وذلك لن قواعد العلوم وما تقوم عليه من نظريات ً،ل قرار لها ول بقاء ً،فيررب نظرية
علمية قال بها عارلفم اليوم ً،ثم رجع عنها بعد زمن قليل أو كثير ً،لنه ظهر له خطؤها .وأمام سمعنا
وبصرنا من المصل ما يشهد بأن كثيرا من جوامع العلم ل يضطبها اليوم أحد إل تغير ضبطه لها بعد
ل لجميع ذلك ً،وكم بين نظريات العلم قديمة وحديثة من تناف وتضاد ً،فهل يعقل أن يكون القرآن محتم ل
هذه النظريات والقواعد العلمية على ما بينها من التنافى والتضاد؟ وإذا كان هذا معقولل ً،فهل يعقل أن
ييصيدقا مسلم بالقرآن بعد هذا ً،ويكون على يقين بأنه كتاب ال الذى ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من
خلفه؟؟
الحقا أن القرآن ل يعنى بهذا الرلون من حياة الناس ً،ول يتعهده بالشرح ول يتوله بالبيان ً،حتى يكون
مصدرهم الذى يرجعون إليه فى تعريف حياتهم العلمية الدنيوية.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ويبدو لنا أن أنصار هذه الفكرة -فكرة التفسير العلمى -لم يقولوا بها ً،ولم يعملوا على تأييدها إل بعد
أن نظروا إليها كوجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم .وبيان صلحيته للحياة ً،وتمشيه معها على
اختلف أحوالها وتطور أزمانها .ولكن "ما هكذا يا سعد تورد البل" فإن إعجاز القرآن غنى عن أن
ييسلك فى بيانه هذا المسلك المتكلف ً،الذى قد ييذهب بالعجاز ً،وهناك من ألوان العجاز غير هذا ما
يشهد للقرآن بأنه كتاب ال المنرزل على محمد صلى ال عليه وسلم.
وإذا كان أرباب هذا المسلك فى التفسير يستندون إلى ما تناولته بعضِ آيات القرآن من حقائقا الكون
م
ومشاهده ً،ودعوة ال لهم بالنظر فى كتاب الكون وآياته التى بدثها فى الفاقا وفى أنفسهم ً،إذا كانوا
يستندون إلى مثل هذا فى دعواهم أن القرآن قد جمع علوم الرولين والخرين ً،فهم مخطئون ول شكً،
وذلك لن تناول القرآن لحقائقا الكون ومشاهده ً،ودعوته إلى النظر فى ملكوت السموات والرضِ وفى
أنفسهم ً،ل ييراد منه إل رياضة وجدانات الناس ً،وتوجيه عامتهم وخاصتهم إلى مكان العظة والعبرةً،
ولفتهم إلى آيات قدرة ال ودلئل وحدانيته ً،من جهة ما لهذه اليات والمشاهد من روعة فى النفس
وجلل فى القلب ً،ل من جهة ما لها من دقائقا النظريات وضوابط القوانين ً،فليس القرآن كتاب فلسفة
أو طب أو هندسة.
وليعلم أصحاب هذه الفكرة أن القرآن غنى عن أن يعتز بمثل هذا التكلف ً،الذى يوشك أن يخرج به عن
هدفه النسانى الجتماعى ً،فى إصلح الحياة ً،ورياضة النفس ً،والرجوع بها إلى ال تعالى.
وليعلم أصحاب هذه الفكرة أيضا ً،أن من الخير لهم ولكتابهم أن ل ينحوا بالقرآن هذا المنحى فى
تفسيرهم ً،رغبة منهم فى إظهار إعجاز القرآن وصلحيته للتمشى مع التطور الزمنى ً،وحسبهم أن ل
يكون فى القرآن نص صريح يصادم حقيقة علمية ثابتة ً،وحسب القرآن أنه يمكن التوفيقا بينه وبين ما
مجرد وميرجسد من نظريات وقوانين علمية ً،تقوم على أساس من الحقا ً،وتستند إلى أصل من الصحة.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخاتمة ..كلمة عامة عن التفسير
وألوانه فى العصر الحديث ( ضمن العنوان ) التفسير بين ماضيه وحاضره (
لم يترك الوائل للواخر كبير جهد فى تفسير كتاب ال ً،والكشف عن معانيه ومراميه ً،إذ أنهم نظروا
إلى القرآن باعتباره دستورهم الذى جمع لهم بين سعادة الدنيا والخرة ً،فتناولوه من أول نزوله
بدراستهم التفسيرية التحليلية ً،دراسة سارت مع الزمن على تدرج ملحوظ ً،وتلون بألوان مختلفة مررت
بك كلها .أو مرر لك على التحقيقا ما وصلنا إليه فى دراستنا وقراءتنا الواسعة المستفيضة.
والذى يقرأ كتب التفسير على اختلف ألوانها ً،ل يدخله شك فى أن كل ما يتعلقا بالتفسير من الدراسات
المختلفة قد وفاه هؤلء المفيسون القدمون حقه من البحث والتحقيقا ً،فالناحية السلغوية ً،والناحية البلغيةً،
والناحية الدبية ً،والناحية النحوية ً،والناحية الفقهية ً،والناحية المذهبية ً،والناحية الكونية الفلسفية .كل
لمول بتوسع ظاهر ملموس ً،لم يترك لمن جاء بعدهم -إلى ما هذه النواحى وغيرها تناولها المفيسرون ا ي
قبل عصرنا بقيل -من عمل جديد ً،أو أثر مبتكر يقومون به فى تفاسيرهم التى أرلفهوها ً،الرلهم إل عم ل
ل
ل ل يعدو أن يكون جمعا لقوال لمتقدمين ً،أو شرحا لغامضها ً،أو نقدا وتفنيدا لما يعتوره الضعف ضئي ل
منها ً،أو ترجيحا لرأى على رأى ً،مما جعل التفسير يقف وقفة طويلة مليئة بالركود ً،خالية من التجديد
والبتكار.
**
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخاتمة ..كلمة عامة عن التفسير
وألوانه فى العصر الحديث ( ضمن العنوان ) مميزات التفسير فى العصر الحديث (
ولقد ظل المر على هذا ً،وبقى التفسير واقفا عند هذه المرحلة -مرحلة الركود والجمود -ل يتعداهاً،
ول يحاول التخلص منها .حتى جاء عصر النهضة العلمية الحديث ً،فاتجهت أنظار العلماء الذين لهم
عناية بدراسة التفسير إلى أن يتحرروا من قيد هذا الركود ً،ويتخلصوا من نطاقا هذا الجمود ً،فنظروا
فى كتاب ال نظرة -وإن كان لها اعتماد كبير على ما درونه الوائل فى التفسير -أرثرت فى التجاه
التفسيرى للقرآن تأثيرا ل يسعنا إنكاره ً،ذلك هو العمل على التخلص من كل هذه الستطرادات العلميةً،
التى يحرشرت فى التفسير حشرا ويمرزجت به على غير ضرورة لزمة ً،والعمل على تنقية التفسير من
القصص السرائيلى الذى كاد يذهب بجمال القرآن وجلله ً،وتمحيص ما جاء فيه من الحاديث الضعيفة
أو الموضوعة على رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،أو على أصحابه عليهم رضوان ال تعالى ً،وإلباس
التفسير ثوابا أدبيا اجتماعيا ً،ييظهر روعة القرآن ً،ويكشف عن مراميه الدقيقة وأهدافه السامية ً،والتوفيقا
بجد بالغ وجهد ظاهر بين القرآن وما مجرد من نظريات علمية صحيحة ً،على تفاوت بين الموفقين فى
الغلو والعتدال ً،وكان ذلك من أجل أن يعرف المسلمون وغير المسلمين أن القرآن هو الكتاب الخالدً،
الذى يتمشى مع الزمن فى جميع أطواره ومراحله ...وهناك غير هذه الثار آثار أخرى ظهرت فى
التجاه التفسيرى فى هذا العصر الحديث ً،نشأت عن عوامل مختلفة ً،أهمها :التوسع العلمى ً،والتأثر
بالمذهب والعقيدة ً،واللحاد الذى قام على حرية الرأى الفاسد.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخاتمة ..كلمة عامة عن التفسير
وألوانه فى العصر الحديث ( ضمن العنوان ) ألوان التفسير فى العصر الحديث (
وعلى ضوء ما تقسدم ً،نستطيع أن نجمل ألوان التفسير فى العصر الحديث فى اللوان الربعة التية
وهى أهمها:
ل :السلون العلمى .ثانيا :الرلون المذهبى.
أو ل
ثالثا :الرلون اللحادى .رابعا :الرلون الدبى الجتماعى.
وسأتكلم عن هذه اللوان الربعة للتفسير فى العصر الحديث ً،على حسب ترتيبها ً،وبمقدار ما استفدت
من قراءتى فى كتب التفسير وما يتصل به من مؤلفات مجردت فى هذا العصر ً،وال ولى التوفيقا.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخاتمة ..كلمة عامة عن التفسير
وألوانه فى العصر الحديث ( ضمن العنوان ) الرلون العلمى للتفسير فى عصرنا الحاضر (
تكلمنا عن التفسير العلمى فيما سبقا ً،وبرينا أن هذه الرلون من التفسير كان موضع أخذ ورد بين العلماء
القدمين ً،فمنهم ممن أريده وقال به ً،ومنهم ممنه فرنده ومنع منه.
وقلنا :إن التفسير العلمى كان أكثر رواجا وأعظم قبولل لدى المتأخرين ً،وأجملنا القول فى هذه النطقة
الخيرة ً،ووعدناك بالتوسع فيها عندما نعرضِ لهذه الخاتمة التى نحن بصددها ً،ووفاء بوعدى أقول:
* رواج التفسير العلمى فى عصرنا الحاضر:
ل على سائر العلوم إن هذا الرلون من التفسير -أعنى التفسير العلمى الذى يرمى إلى جعل القرآن مشتم ل
ما مجرد منها وما ميرجسد -قد استشرى أمره فى هذا العصر الحديث ً،وراج لدى بعضِ المثقفين الذين لهم
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
عناية بالعلوم ً،وعناية بالقرآن الكريم ً،وكان من أثر هذه النزعة التفسيرية التى تسرلطت على قلوب
أصحابها ً،أن أخرج لنا المشغوفون بها كثيرا من الكتب يحاول أصحابها فيها أن يمحيملوا القرآن كل علوم
الرضِ والسماء ً،وأن يجعلوه دالل عليها بطريقا التصريح أو التلميح ً،اعتقادا منهم -كما قلنا -أن هذا
بيان لناحية من أهم نواحى صدقه ً،وإعجازه ً،وصلحيته للبقاء.
**
* أهم الكتب التى عنيت بهذا الرلون:
ومن أهم هذه الكتب التى ظهرت فيها هذه النزعة التفسيرية كتاب "كشف السرار النورانية القرآنيةً،
فيما يتعلقا بالجرام السماوية ً،والرضية ً،والحيوانات ً،والنباتات ً،والجواهر المعدنية "ً،للمام الفاضلً،
والطبيب البارع ً،محمد بن أحمد السكندرانى من علماء القرن الثالث عشر الهجرى ً،وهو كتاب كبير
الحجم ً،يقع فى ثلثة مجلدات .ومطبوع بالمطبعة الوهبية بمصر سنة 1297هـ ً،ومنه نسخة بدار
الكتب المصرية.
ورسالة عبد ال باشا فكرى فى مقارنة بعضِ مباحث الهيئة ً،بالوارد فى النصوص الشرعية ً،وقد طبعت
بالقاهرة سنة 1315هـ.
وبين أيدينا كتاب "طبائع الستبداد ومصارع الستعباد" لرجل الصلح السلمى المرحوم السيد عبد
الرحمن الكواكبى .وهو عبارة عن مجموع مقالت له ً،نشرها فى بعضِ الصحف عندما زار مصر سنة
1318هـ ً،وقد يطبع هذا الكتاب ويأبهم اسم مؤلفه ويررمز له "الرحالة ك" .وفى هذا الكتاب نجد المؤلف
-رحمه ال -ينحاز انحيازا بليغا إلى هذا الرلون من ألوان التفسير ً،فيصف القرآن بأنه "شمس العلوم
وكنز الرح مكم" ً،ويقرر بأن السر فى إحجام العلماء عن تفسير قسمى اللء والخلقا من القرآن ً،وبيان ما
يشتمل عليه من العلوم المختلفة هو "أنهم كانوا يخافون مخالفة رأى بعضِ المسملف القاصرين فى العلم
فيكفرون فييقتلون" ً،ثم يقول" :وهذه مسألة إعجاز القرآن ً،وهى أهم مسألة فى الدين ً،لم يقدروا أن
يوفوها حقها من البحث ً،واقتصروا على ما قاله بعضِ المسملف أنها هى فصاحته ً،وبلغته ً،وإخباره عن
أن الروم من بعد مغلمربهم مسميهغرليبومن".
ثم نراه يأخذ فى بيان اشتمال القرآن على ما مجرد من نظريات علمية تؤيد إعجاز القرآن ً،فيقول" :إنه لو
يأطلقا للعلماء عنان التدقيقا وحرية الرأى والتأليف كما يأطلقا لهل التأويل والخرافات ً،لرأوا فى ألوف
من آيات القرآن يألوف آيات من العجاز ..لرأوا فيه كل يوم آية تتجدد مع الزمان والحدثان ً،تبرهن
ل رفي ركمتاهَب سمربيهَن{ُ ..برهان عيان ل مجرد ل مرهطهَب مو م
ل مياربهَس إر ر على إعجازه بصدقا قوله تعالى} :مو م
تسليم وإيمان ً،ومثال ذلك ً،أن العلم كشف فى هذه القرون الخيرة حقائقا وطبائع كثيرة ً،يتعمزى لكاشفيها
ومخترعيها من علماء أوروبا وأمريكا ً،والمدققا فى القرآن يجد أكثرها ورد التصريح أو التلميح به فى
القرآن منذ ثلثة عشر قرنا ً،وما بقيت مستورة تحت غشاء من الخفاء إل لتكون عند ظهورها معجزة
للقرآن ً،شاهدة بأنه كلم رب ل يعلم الغيب سواه.
وذلك أنهم كشفوا أن مادة الكون هى الثير ً،وقد وصف القرآن بدء التكوين فقال} :يثرم ٱهسمتموـى إرملى ٱلرسممآرء
مورهمي يدمخافن{ُ..
ضِ ٱهلممهيمتية أمهحميهيمنامها{ُ ....إلى وكشفوا أن الكائنات فى حركة دائمة دائبة ً،والقرآن يقول} :موآميفة لريهيم ٱ م
لهر ي
أن يقول} :مويكول رفي مفملهَك ميهسمبيحومن{ُ.
ضِ مكامنمتا مرهتقا وحققوا أن الرضِ منفتقة من النظام الشمسى ً،والقرآن يقول} :أمرن ٱلرسمماموارت موٱ م
لهر م
مفمفمتهقمنايهمما{ُ..
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
صمها رمهن أمهطمرارفمها{ًُ، ضِ مننيق يلهر موحققوا أن القمر منشقا من الرضِ ً،والقرآن يقول} :أمموملهم ميمرهوها أمرنا منهأرتي ٱ م
ويقول} :ٱهقمتمرمبرت ٱلرسامعية موٱنمشرقا ٱهلمقممير{ُ..
ضِ رمهثلميهرن{ُ.. لهر روحققوا أن طبقات الرضِ سبع والقرآن يقول} :مخلممقا مسهبمع مسممامواهَت مورممن ٱ م
وحققوا أنه لول الجبال لقتضى الثقل النوعى أن تميد الرضِ ً،أى ترتج فى دورتها ً،والقرآن يقول:
ضِ مرموارسمي مأن مترميمد ربيكهم{ُ. }موأمهلمقـى رفي ٱ م
لهر ر
وكشفوا أن التغيير فى التركيب الكيماوى -بل والمعنوى -ناشىء عن تخالف نسبة المقادير ً،والقرآن
يقول} :مويكسل مشهيهَء رعنمديه ربرمهقمداهَر{ُ..
وكشفوا أن للجمادات حياة قائمة بماء التبلور ً،والقرآن يقول} :أممومجمعهلمنا رممن ٱهلممآرء يكرل مشهيهَء محري{ُ..
لهنمسامن رمن وحققوا أن العاملم العضوى -ومنه النسان -تررقى من الجماد ً،والقرآن يقول} :مولممقهد مخلمهقمنا ٱ ر
لملهَة يمن رطيهَن{ُ.. يس م
ضِ{ُ ً،ويقول: لهر ي لهزموامج يكلرمها رمرما يتنربيت ٱ م وكشفوا ناموس اللقاح العام فى النبات ً،والقرآن يقول} :مخملقا ٱ م
}مفمأهخمرهجمنا ربره أمهزمواجا يمن رنمباهَت مشرتـى{ُ ً،ويقول} :ٱههمترزهت مومرمبهت مومأنمبمتهت رمن يكيل مزهوهَج مبرهيهَج{ُ ً،ويقول} :مورمن
يكيل ٱلرثمممرارت مجمعمل رفيمها مزهومجهيرن ٱهثمنهيرن{ُ.
وكشفوا طريقة إمساك الظل -أى التصوير الشمسى -والقرآن يقول} :أمملهم متمر إرملـى مريبمك مكهيمف ممرد ٱليظرل
ل{ُ.. مولمهو مشآمء لممجمعلميه مساركنا يثرم مجمعهلمنا ٱلرشهممس معلمهيره مدرلي ل
وكشفوا تسيير السفن والمركبات بالبخار والكهرباء ً،والقرآن يقول -بعد ذكره الدواب والجوارى
بالريح } :-مومخملهقمنا مليههم يمن يمهثرلره مما ميهرمكيبومن{ُ..
وكشفوا وجود الميكروب وتأثيره كالجدرى وغيره من المرضِ ً،والقرآن يقول} :موأمهرمسمل معلمهيرههم مطهيرا
أممباربيمل{ُ :أى متتابعة مجتمعة } -متهررميرهم ربرحمجامرهَة يمن رسيجيهَل{ُ :أيى من طين المستنقعات اليابس ...إلى
غير ذلك من اليات الكثيرة المحققة لبعضِ مكتشفات علم الهيئة النواميس الطبيعية ً،وبالقياس على ما
تقدم ذكره يقتضى أن كثيرا من آياته سينكشف سرها فى المستقبل فى وقتها المرهون ً،تجديدا لعجازه
ما دام الزمان ً،وما مكرر الجديدان".
وبين أيدينا كتاب "إعجاز القرآن" للمرحوم مصطفى صادقا الرافعى ً،وهو من أنصار هذه النزعة
التفسيرية ومن المؤيدين لها ً،وف هذا الكتاب نجد المؤلف -رحمه ال -يعقد بحثا خاصا لموضوع
"القرآن والعلوم" وفيه يقرر أن القرآن "بأثاره النامية ً،معجزة أصلية فى تاريخْ العلم كله على بسيط هذه
الرضِ ً،من لدن ظهر السلم إلى ما شاء ال" ً،ثم يستطرد إلى ذكر بعضِ ما نقله السيوطى فى التقان
والكليل عن العلمة المرسى فى اشتمال القرآن على سائر العلوم ً،وهنا نجده يعلقا استخراج علم
المواقيت من القرآن فيقول" :قال بعضِ المتأخرين :إن الميقات مشار إليه فى القرآن بقوله تعالى} :مررفييع
ٱلردمرمجارت{ُ ..قال :فإن عدد }مررفييع{ُ بحساب اليجرمل ثلثمائة وستو ً،وهى عدد درج الليل والنهار" .ثم يقول
الرافعى نفسه بعد هذا" :وإذا يأطلقا حساب اليجرمل فى كلمات القرآن كشف منه كل عجائب العصورً،
وتواريخها ً،وأسرارها ً،ولول أن هذا خارج عن غرضِ الكتاب لجئنا منه بأشياء كثيرة من القديم
والحديث".
ثم نرى الرافعى -رحمه ال -يسترسل فى حديثه إلى أن يقول" :وقد استخرج بعضِ علمائنا من
القرآن ما يشير إلى مستحدثات الختراع ً،وما يحققا بعضِ غوامضِ العلوم الطبيعية ً،وبسطوا كل ذلك
بسطا ليس هو من غرضنا فنسقتصى فيه .على أن هذا ومثله إنما يكون فيه إشارة ولمحة ً،ولعل متحققا
بهذه العلوم الحديثة لو تدربر القرآن ً،وأحكم النظر فيه ً،وكان بحيث ل تعوزه أداة الفهم ً،ول يلتوى عليه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أمره ً،لستخرج منه إشارات كثيرة تومىء إلى حقائقا العلوم وإن لم يتبسط من أنبائها ً،وتدل عليها وإن
لم تسمها بأسمائها" ً،ثم يقول" :وقد أشار القرآن إلى نشأة هذه العلوم وإلى تمحيصها وغايتها على ما
وصفناه آنفا ً،وذلك قوله تعالى} :مسينرريرههم آميارتمنا رفي ٱلمفارقا مورفيي مأنيفرسرههم محرتـى ميمتمبريمن لميههم أمرنيه ٱهلمحسقا أممولمهم ميهكرف
ربمريبمك أمرنيه معملـى يكيل مشهيهَء مشرهيفد{ُ ً،ولو جمعت أنواع العلوم النسانية كلها ما خرجت فى معانيها من قوله
تعالى} :رفي ٱلمفارقا مورفيي مأنيفرسرههم{ُ هذه آفاقا ً،وهذه آفاقا أخرى ً،فإن لم يكن هذا التعبير من العجاز
الظاهر بداهة فليس يصح فى الفهام شىء".
كذلك نجد المرحوم الدكتور عبد العزيز إسماعيل ً،الطبيب المعروف ً،ينحاز إلى هذا الرلون من ألوان
التفسير فى كتابه "السلم والطب الحديث" الذى جمع فيه مقالته التى نشرها فى مجلة الزهر .وبين
أيديها هذا الكتاب ً،وهو مطبوع بمطبعة العتماد سنة 1357هـ ً،وفيه نجد المؤلف رحمه ال يقرر أن
القرآن "ليس بكتاب طب أو هندسة أو فلك ً،ولكنه يشير أحيانا إلى يسمنن طبيعية ترجع إلى هذه العلوم"ً،
كما يثرر أن كثيرا من آيات القرآن "ل يفهم شيئا من معناها الحقيقى إل ممن درس العلوم الحديثة" ً،كما
يؤكد أن العلم الحديث "كشف عن معنى بعضِ اليات ً،وسينكشف الباقى منها كلما تقدمت العلوم ً،ثم
يأتى وقت يكون فيه العلماء الماديون أقرب الناس إلى الدين".
لمة بأنهم لم يفهموا المعانى الحقيقية وفى هذا كما ترى اتهام للصحابة وممن جاء بعدهم من مسملف ا ي
لبعضِ اليات القرآنية ً،لجهلهم بهذه العلوم المستحمدثة ً،وهذا اتهام نعيذ منه صحابة رسول ال صلى ال
لمة رضوان ال عليهم. عليه ً،ومسملف ا ي
وإذا نحن تتبعنا ما فى هذا الكتاب لوجدنا الكثير منه ل يقصده القرآن ً،ول يهدف إليه من وراء خطابه
لمية. للعرب ا ي
ل نجده يعرضِ لقوله تعالى فى الية ] [22من سورة البقرة} :مومأنمزمل رممن ٱلرسممآرء ممآلء مفمأهخمرمج ربره رممن فمث ل
ٱلرثمممرارت ررهزقا{ُ ..تحت عنوان" :الحياة تحت ضوء القرآن".
وفيه يقول ..." :هذه الية الكريمة معناها -وال أعلم ) -وتأمل قوله معناها( أن السلحوم والسماك
واللبان ...إلخْ ً،أفضل فى التغذية من البقول والقمح والذرة ً،وليست الفضلية فى مقدار المواد الزللية
الضرورية للجسم فى كل نوع ً،لن هذا يجب أن ل يكون سببا مهما للفضلية ً،"...ثم يعقد مقارنة بين
بعضِ الغذية وما فيها من نسبة المواد الزللية .ثم يقول" :وقد اهتدت أخيرا لجنة البحاث بإنجلترا إلى
أن قيمة المواد الزللية تختلف فى نوعها ً،وفى المقدار منها الذى يمنع المواد الزللية المكرونة للنسجة
من أن تخترقا ً،ورأوا أن السلحوم بالنسبة للمواد الزللية ونوعها لها قيمة أكثر من اللبن والذرة مثل
البيان التالى:
لحوم لبن البقر أرز بطاطس فول دقيقا ذرة
30 40 70 79 88 100 104
ثم يقول" :إن هذه النتيجة التى لخصها القرآن الشريف -واعجب لقوله :لخصها القرآن الشريف -لم
تظهر حقيقة ثابتة إل منذ سنوات قليلة ."...
وغير هذا كثير فى كتاب "السلم والطب الحديث" مما ل نصدقا أنه مراد ل من خطابه للعرب
بالقرآن ً،وإن كان ل يتعارضِ -كما قلنا -مع ما ثبت من ذلك علميا وتحققت صحته.
**
هذا ..وأن أعظم علماء العصر الحديث تشيعا للنزعة التفسيرية العلمية ً،وأكثرهم إنتاجا لهذا التفسير
العلمى ً،هو المرحوم الشيخْ طنطاوى جوهرى ً،إذ أنه على حسب ما رأينا أكثر ممن جمع فى هذا وأطال
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
فى تفسيره "الجواهر" الذى يقع فى خمسة وعشرين جزءا كبارا ً،والمطبوع بمصر سنة ) 1341هـ -
1351هـ( ولهذا أرى أن أتكلم عنه بما يكشف عن طريقه مؤلفه ومنهجه الذى سلكه فيه.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخاتمة ..كلمة عامة عن التفسير
وألوانه فى العصر الحديث ( ضمن العنوان ) الجواهر فى تفسير القرآن الكريم )للشيخْ طنطاوى
جوهرى( (
لم يبقا من الرفمرقا المنسوبة إلى السلم فى هذا العصر الحديث ممن له كيان ً،أو شىء من الكيان -
حسبما نعلم -إل أهل السسرنة ً،والمامية الثنا عشرية ً،والمامية السماعيلية ً،والزيدية ً،والباضية من
الخوارج ً،والبهائية من الباطنية ...هذه هى الفرقا التى ل تزال فى اعتبارنا قائمة إلى يومنا هذاً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
محتفظة بتعاليمها وعقائدها التى تسير عليها من أول عهدها ومبدأ ظهورها.
وإذا كنا قد وقفنا لكل رفهرقة من هذه الرفمرقا فى عصورها السابقة على عمل ظاهر فى تفسير كتاب الً،
وشرحه على حسب ما تمليه عقيدة المفيسر ً،وما يوحى به إليه ً،فإرنا ل نعدم هذا الرلون المذهبى لتفسير
القرآن الكريم فى هذا العصر الحديث ً،ولكن بمقدار ما بقى من هذه المذاهب قائما إلى هذا العصر الذى
نتكلم عنه ً،ونتحدث عن ألوان التفسير فيه.
نعم ..بقى الرلون المذهبى لتفسير القرآن الكريم قائما فى هذا العصر الحديث ً،بمقدار ما بقى قائما من
المذاهب السلمية.
فأهل السسرنة فرسروا القرآن ً،وأرلفوا الكتب فيه بما يتفقا وعقيدتهم ً،كما نرى ذلك واضحا فيما خرلفته لنا
مردة الستاذ المام الشيخْ محمد عبده من كتب فى التفسير.
والمامية الثنا عشرية فرسروا القرآن وأرلفوا الكتب فيه بما يتمشى مع مذهبهم ً،ويتفقا مع أهوائهم
ومشاربهم ً،ومن أحدث كتبهم التى اطلعنا عليها فى التفسير :كتاب "بيان السعادة فى مقامات العبادة"
صل
لً، للشيخْ سلطان محمد الخراسانى ً،من أهل القرن الرابع عشر الهجرى ً،وقد سبقا لنا الكلم عنه مف ر
وكتاب "آلء الرحمن فى تفسير القرآن" للشيخْ محمد جواد النجفى ً،المتوفى سنة 1352هـ ً،وقد سبقا
الكلم عنه بإيجاز عند الكلم على أهم كتب التفسير عند المامية الثنا عشرية.
والباضية من الخوراج فرسروا القرآن وأرلفوا فيه الكتب بما يناسب عقيدتهم ً،ويساير مذهبهم ً،كما نجد
ذلك فى كتاب "هميان الزاد إلى دار المعاد" للشيخْ محمد بن يوسف إطفيش ً،المتوفى سنة 1322هـً،
وقد ممرر الكلم عنه أيضا.
والبهائية من الباطنية نظروا إلى القرآن من خلل عقيدتهم ً،فأرولوا وحررفوا ً،كما نجد ذلك جليا فى
رسائل أبى الفضائل الجرفادقانى ً،أحد رجال البهائية فى هذا العصر.
أما الزيدية ...فهى وإن كانت ل تزال قائمة إلى يومنا هذا ً،إل أرنا لم نقف لها على شىء فى التفسير
فى هذا العصر الحديث.
وأما المعتزلة ...فنحن وإن كنا ل نسمع عن قيامها فى هذا العصر كرفرمقة لها كيان ً،ووحدة ً،ومقيوماتً،
إل إرنا نرى أثرا كبيرا لتعاليمها فى تفسير القرآن فى العصر الحديث ً،كما يظهر ذلك جليا فى تفاسير
المامية الثنا عشرية ً،والباضية ً،ومقالت بعضِ المحدثين من المفيسرين.
كل هذه الرف مرقا الموجودة فى هذا العصر ً،أضفت على التفسير لونا مذهبيا ً،يقوم على تأييد العقيدةً،
وخدمتها على حساب القرآن الكريم ً،ول أريد أن أطيل بذكر نماذج من هذا الرلون التفسيرى ً،إذ قد سبقا
لنا الكلم عن هذه الكتب التى ذكرتها ً،وذكرت لك منها ما يعطيك صورة واضحة عن الرلون المذهبى
فى هذا العصر.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخاتمة ..كلمة عامة عن التفسير
وألوانه فى العصر الحديث ( ضمن العنوان ) الرلون اللحادى للتفسير فى عصرنا الحاضر (
منى السلم من زمن بعيد بأناس يكيدون له ً،ويعملون على هدمه بكل ما يستطيعون من وسائل الكيدً،
وطرقا الهدم ً،وكان من أهم البواب التى طرقوها ليصلوا منها إلى نواياهم السيئة :تأويلهم للقرآن
الكريم على وجوه غير صحيحة ً،تتنافى مع ما فى القرآن من هداية ً،وتناقضِ ما هو عليه من محجة
بيضاء ً،وتهدف إلى ما سرولته لهم نفوسهم من رنمحهَل خاسرة وأهواء!!
منى السلم بهذا من أيامه الولى ً،ومنى بمثل هذا فى أحدث عصوره ً،فظهر فى هذا العصر أشخاص
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يتأ رولون القرآن على غير تأويله ً،ويلوونه إلى ما يوافقا شهواتهم ً،ويقضى حاجات فى نفوسهم ً،فأدخلوا
فى تفسير القرآن آراء سخيفة ً،ومزاعم منبوذة ً،تقربلها بعضِ المخدوعين من العامة وأشباه العامةً،
ورفضها بكل إباء ممن حفظ ال عليهم دينهم وعقولهم.
* الباعث على هذا الرلون من التفسير:
اندفع هؤلء النفر من المؤولة إلى ما ذهبوا إليه من أفهام زائغة فى القرآن بعوامل مختلفة ً،فمنهم ممن
حسب أن التجديد ولو بتحريف كتاب ال سبب لظهوره وشهرته ً،فأخذ يثور على قدماء المفيسرين
ويرميهم جميعا بالسفه والغفلة ثم طلع على الناس بجديده فى تفسير كتاب ال ...جديد ل تقره لغة
القرآن ً،ول يقوم على أصل من الدين.
ل ً،ل يرقى به إلى مصاف العلماء ً،ولكنه اغتر بما ومنهم ممن تلرقى من العلم حظا يسيرا ً،ونصيبا قلي ل
لديه ً،فحسب أنه بلغ مبلغ الراسخين فى العلم ً،ونسى أنه مقرل فى علم السلغة نصيبه ً،وخف فى علم
الشريعة وزنه ً،فراح ينظر فى كتاب ال نظرة يحررة ل تتقيد بأى أصل من أصول التفسير ً،ثم أخذ يهذى
بأفهام فاسدة ً،تتنافى مع ما قرره أئمة السلغة وأئمة الدين ً،ولول نظرة يتضح لمن يطلع عليها أنها ل
تستند إلى يحرجة ً،ول تتكئ على دليل.
ومنهم من لم يرسم لنفسه رنهحملة دينية ً،ولم يسر على عقيدة معروفة ً،ولكنه لعبت برأسه الغوايةً،
وتسرلطت على قلبه وعقله أفكار وآراء من رنمحهَل مختلفة ً،فانطلقا إلى القرآن وهو يحمل فى قلبه ورأسه
ل ل يقرره العقل ول يرضاه الدين. هذه المشاج من الراء ً،فأخذ ييؤيوله بما يتفقا معها ً،تأوي ل
هؤلء جميعا خاضوا فى القرآن على عماية ً،فلم يراعوا فى فهمه قوانين البلغة ً،ولم يدخلوا إلى
تفسيره من باب السسرنة الصحيحة ً،وحسبوا أنهم أرضوا ضمائرهم ً،وأنصفوا البحث الحر ً،والرأى
الطليقا.
ولول أن ال قريضِ لهذا الدين رجالل يدرسونه ببصائر تنفذ إلى يلبابه ً،ويدفعهم اليمان والخلص إلى
أن يبعدوا عنه هذه الخبائث ً،التى ييراد أن يتلصقا به أو تنزل فى رحابه ..لول هذا لصاب المسلمين
من هؤلء المضللين شر مستطير ً،ولنتج عن أفكارهم وأهوائهم فتنة فى الرضِ وفساد كبير.
وأنا إذ أعرضِ لهذا الرلون من التفسير ً،ل أريد أن أذكر أحدا من أصحابه باسمه ولقبه ً،إذ ربما كان هذا
سببا للفتنة ً،وباعثا على العداوة ً،وكثير منهم أحياء ييرزقون ً،ويكفى أن أضع يد القارئ على المراجع
التى أنقل عنها تفسير هؤلء القوم ً،وآراءهم فى القرآن الكريم ً،وهى مراجع ميسورة لكل من يريد أن
يرجع إليها ويطلع عليها.
ل تحت عنوان" :القرآن ل يكتب بحثا طوي ل وجدنا من أصحاب هذا المدلون من ألوان التفسير ً،رج ل
والمفيسرون" وفيه يعرضِ لنواحى التقصير فى تفسير كافة المفيسرين لكتاب ال تعالى ً،ويحمل عليهم
حملة شديدة نكراء ً،ويوجه إليهم جميعا نقده الساخر ً،ولومه اللذع ً،بدون أن يستثنى منهم مفيسرا واحدا
على كثرتهم ً،وكثرة المعتدلين منهم.
رأيناه يتهم اليمف يسرين جميعا بأنهم تأثروا فى تفاسيرهم بعقائدهم ً،فأمالوا آيات القرآن نحو آرائهم ً،فى
تعسف ظاهر ً،وتكلف غير مقبول .ورأيناه يرميهم جميعا بأنهم كثيرا ما يكتفون بذكر إسرائيليات ليس
ل عن طمعهم فى تصحيح هذه السانيد المذكوبة ً،ونراه يذكر لهذا التهام الخير ل ً،فض ل لها سند أص ل
ل من أقوالهم فى تفسير قصة أيوب عليه السلم ً،ثم يأخذ فى تفنيد ما ذهبوا إليه ً،وإبطال ما قالوا بهً، مث ل
بأدلة كثيرة ذكرها ً،وبعد هذا كله تناول هو قوله تعالى فى اليات ] [44 - 41من صورة )ص(:
ضِ ربررهجرلمك مهــمذا يمهغمتمسفل }موٱهذيكهر معهبمدمنآ أمسيومب إرهذ منامدـى مرربيه أميني ممرسرنمي ٱلرشهيمطاين ربين ه
صهَب مومعمذاهَب * ٱهريك ه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ضهغثا لهلمبارب * مويخهذ ربميردمك ر لهورلي ٱ م مبارفد مومشمرافب * مومومههبمنا مليه أمههمليه مورمهثمليههم رممعيههم مرهحمملة يمرنا مورذهكمرـى ي
ر
م ه
صاربرا ينهعم ٱلمعهبيد إررنيه أروافب{ُ. ه م
ضررب يبره مول متهحمنث إررنا مومجهدمنايه م م
فٱِ ه
تناول الكاتب هذه اليات ً،فشرحها شرحا يخالف ما ذهب إليه المفيسرون جميعا ً،مردعيا أن ما ذهب إليه
هو الذى يساير كل ما ورد من آيات القصص فى القرآن ً،ومؤكدا أنه هو الذى يتفقا مع بلغة القرآنً،
وقدسية النبياء ً،فقال" :يجب أن ننظر فى الية نظرة يأخرى -يعنى خلف ما عليه المفيسرون -تساير
بها نظائرها من آيات القصص ً،ونحن إذا التفتنا إلى ما فى هذه الية من أن أيوب عليه السلم قد معمزى
صهَب مومعمذاهَب{ُ كان ذلك مانعا كل المنع من أن ييراد الينهصب والعذاب للشيطان فقال} :ممرسرنمي ٱلرشهيمطاين ربين ه
بالينهصب والعذاب داء أصاب أيوب ً،وكان من نتائجه ما ذكره المفيسرون ..إذ الشيطان ل يملك للنسان
إل أن ينزغه ً،ويوسوس إليه ً،فيلويه عن الخير إلى الشر ً،وعن العزم فى سبيل الغاية إلى التردد
والهزيمة ً،وإنه ما من نبى ول رسول إل وقد نزل به هذا المصاب ..مصاب إعراضِ الناس
واستهوائهم بالدعوة والداعين ً،وصد الشيطان لهم عن سبيل ال} :موممآ أمهرمسهلمنا رمن مقهبرلمك رمن رريسوهَل مو م
ل
منرب ري{ُ ...الية ً،وما كانت شكوى النبياء إل من إعراضِ أممهم عن الستجابة ً،ول كان حزنهم الذى
كان يبلغ أحيانا حد الهلك للنفس إل لبطء فى سير الدعوة إلى ال تعالى ً،انظر قوله تعالى} :مو م
ل
ضهيهَقا يمرما ميهميكيرومن{ُ ً،وقوله تعالى} :مفملمعلرمك مبارخفع رنهفمسمك معملـى آمثارررههم رإن لرهم ل متيك رفي م متهحمزهن معملهيرههم مو م
يهؤرمينوها ربمهــمذا ٱهلمحرديرث أممسفا{ُ..
ولما كانت الشكوى يتشعر بوهن فى العزيمة ً،وضعف فى الثقة ً،وعدم القوة فى السير إلى الغاية ً،كان
جواب تلك الشكاية أن قيل له} :اهريكضِ ربررهجرلمك{ُ فالمراد بالركضِ هنا ً،عقد العزيمة وتأكيدها ً،واستتمام
الثقة وإكمالها ً،والمضاء بقوة وبغير تردد ول توان إلى الغاية ً،فهى كناية من أعذب الكنايات وأروعهاً،
وهى من وادى -مشيمر عن ساعد الجد .شيمر عن ساقيك -غير أنها أوفر منها صياغة وترفعا .إذ من
المعروف المشا مهد أن السائر إلى جهة بغير تردد ً،بل بقوة وعزيمة ً،ترى لرجليه ضربا ً،وتسمع لقدميه
على الرضِ وقعا .ولما كان تردد المرء فى غايته ً،ووهن عزيمته إليها .وضعف ثقته بها ً،صدأ يغشى
ل للروح من الرواح ً،ومرضا يتعب النفوس ويضايقا الصدور ً،كان عقد العزيمة واستكمال الثقة غس ل
صدئها ً،وشفالء للنفس من مرضها ً،ونفعا لغلة الصدور ً،لذلك قال ال لرسوله أيوب} :مهذا يمهغمتمسفل مباررفد
مومشمرافب{ُ ً،والية كما ترى ليس فيها مرجع لسم الشارة إل الركضِ المفهوم من قوله} :اهريكضِ{ُالمكنى
به عن توثيقا العزم ً،والخذ بالحزم ً،كما هو مقتضى النظم الكريم ً،الجارى لقواعد السلغة ً،التى تأبى أن
يكون لسم الشارة مرجع غير هذا من الماء والعين ً،كما يقتضيه تفسير المفسرين ً،إذ ليس فى النظم ما
يدل عليهما بأى وجه من وجوه الدللة.ولما كان أيوب عليه السلم باعتباره رسولل ل بد أن يأتمر فى
إخلص النبياء بأمر ربه ً،برين ال ثمرة جهاده وصبره ً،ومضاء عزمه ً،فقال} :مومومههبمنا لميه أمههلميه مورمهثلميهم
رممعيههم{ُ أى هدينا له أهله فآمنوا به واستجابوا لدعوته ً،وهدينا له مثلهم من غير أهله ً،فليس المراد بالهبة
ها هبة الخلقا واليجاد ً،بل هبة الهداية والرشاد ً،بدليل تعبيره بالهل دون التعبير باليذيرية والولد ً،كما
فى قوله تعالى} :مومومههبمنا مليه رمن ررهحمرتمنآ أممخايه مهايرومن منربسيا{ُ ً،إذ كل ما يهتم له النبياء إنما هو أن يهدى ال
بهم ً،ل أن ييوملد لهم .ولم يتحدث القرآن عن هبة يحيى لزكريا ً،وإسحاقا لبراهيم إل لن هبة اليجاد
فيهما قد تضمنت أمرين عظيمين؛ً الول :أنه قد يورلد لبراهيم ولزكريا عن كبر وشيخوخة ويأس
وقنوط.
والثانى :أن الموهوب لكل منهما رسول ل ولد عادى.
فموضع المنة فى هذا :كونهما رسولين ل كونهما ولدين".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
"ثم برين ال بعد ذلك سيرة أيوب التى أمره أن يسير بها فى قومه ً،وهى اللين فى القول ً،والرفقا فى
الدعوة ً،والعظة بالحسنى ً،وتلك هى الخطة التى رسمها ال لجميع أنبيائه ً،انظر كيف يقول لموسى
ل لريينا لرمعلريه ميمتمذركير أمهو ميهخمشـى{ُ ً،ويقول لرسوله وهارون} :ٱهذمهمبآ إرلمـى رفهرمعهومن إررنيه مطمغـى * مفيقو م
ل لميه مقهو ل
ضِ مجمنامحمك رلممرن ٱرتمبمعمك رممن ٱهليمهؤرمرنيمن{ُ ..
ضوها رمهن محهورلمك{ُ} ً،موٱهخرف ه الكريم} :موملهو يكهنمت مفسظا مغرليمظ ٱهلمقهلرب م
لهنمف س
ل متهحمنهث{ُ ً،أى ل ترفع فى وجوه قومك رمحا ول ضررب يبره مو م ضهغثا مفٱِ هوبرين ال ذلك فقال} :مويخهذ ربميردمك ر
عصا ً،ول يتغلظ لهم القول ً،ول تخاشنهم فى الطلب ً،بل ليوح فى وجوههم بالرياحين والزهار ً،ول تأثم
بالغلظة والجفوة ً،فإنك بخفضِ الجناح والجدال بالتى هى أحسن تبلغ منهم ما ل تبلغه بالسيف ً،والعصاً،
والخشونة ً،والغلظة ..فانظر إلى ما فى الية من كناية ما أجملها وأعلها .وما أخصبها وأرواهاً،
وانظر كم تعطيك على هذا الوده من فنون البلغة ً،وكم تمنحك من جزالة فى السلوب ً،ثم هم -يريد
المف يسرين -بعد ذلك يمسخونها ويشوهونها ً،فيجعلونها منقطعة عما قبلها ً،وما بعدها ً،فتقلقا فى مرقدهاً،
وتنبو فى مضجعها ً،إذ يجعلونها متوقفة فى فهمها على معونة أجنبية من الكلم الذى هى فيه ً،وذل من
ل عن مستوى العجاز الذى يجب أدعى الدواعى لنحطاط الكلم عن المستوى العالى لكلم المبشر ً،فض ل
أن يكون عليه القرآن الكريم".
"هذا ما رأيت أن تؤول به تلك اليات ً،استنادا إلى ما جرى عليه قصص القرآن ً،وتحاميا لما يترتب
ل ً،ومن على ما فرسر به المفيسرون تلك اليات من خدش قدس أيوب عليه السلم ً،باعتباره نبيا رسو ل
منافاة ذلك لحكمته السامية ً،وتفاديا من أن ييحيدثنا القرآن عن أمر عادى ً،وهو أن شخصا مرضِ ثم دعا
ل عن ال تعالى ً،ول ربه فشفاه من مرضه ..ذلك الحديث الذى ل يتحدث به عظيم من الناس فض ل
ل عن أيوب الرسول الكريم". يمحيدث به عن رجل عادى فض ل
هذا هو التفسير الصحيح فى نظر صاحبه ً،وأحسب أن القارئ الكريم سوف ل يتردد فى الحكم عليه
بأنه تفسير منابذ لبلغة القرآن ً،ومخالف لظاهره الذى يعررف منذ عهد الصحابة والتابعين ً،وأى شىء
يقف فى سبيل المعنى الظاهر حتى نعدل عنه إلى مجاز أو كناية فيها تعسف ظاهر وتكلف غير مقبول؟
الرلهم ل شىء إل دعوى التجديد ً،والثورة على القديم ً،والعمل على هدم آراء العلماء الذين عرف الناس
مبلغ خدماتهم للعلم ً،ودفاعهم عن الدين.
ول يأطيل بذكر ما أيمفيند به هذا الرأى الشاذ وما يحمله من دعاوى غير صحيحة على المفيسرين جميعاً،
فقد سبقنى إلى هذا أحد أساتذتى الجلء ً،ولست ببالغ مبلغه من العلم ً،ول بآت بأكثر مما أتى به فى
الرد على صاحب هذا الرأى.
**
ل آخر دفعه حب التجديد المزيف إلى أن يساير روح اللحاد ووجدنا من أصحاب هذا الرلون رج ل
ويجارى من يتهمون الشريعة السلمية بالقسوة فى أحكامها وحدودها .فراح يتأرول آيات الحدود بما
يوافقا هواه وهوى أصحابه ً،فحمل المر فيها على الباحة ..وجعل المر فى ذلك يمفروضا إلى رأى
ولى المر وحده ً،وهو وإن كان قد استعمل السلوب الرلولبى فيما أبداه ً،وطرح الموضوع الذى عالجه
فى صورة سؤال ألقاه شخص خالى الذهن ليتعرف وجه الحقا فى المسألة ً،هو وإن كان قد فعل ذلك
مفضوح أمره فصدر المقال يكشف لنا عن نية صاحبه ً،ويفيدنا بكل صراحة أن الكاتب يريد أن يتأرول
آيات الحدود بحمل الوامر الواردة فيها على الباحة ً،وإليك ما جاء فى هذه المقالة لتقف على حقيقة
المر ً،ولتعرف نية الكاتب وما يهدف إليه فى مقاله..
قال هذا الكاتب تحت عنوان "التشريع المصرى وصلته بالفقه السلمى"" :قرأت فى السياسة السبوعية
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الغرراء مقالل بهذا العنوان ً،حوى أفكارا أثارت فى نفسى من الرأى ما كنت أريد أن يأرجئه إلى حينً،
فإن النفوس لم تتهيأ بعد لفتح باب الجتهاد ً،حتى إذا ظهر المجتهد فى هذا العصر برأى جديد ً،كتلك
الراء التى كان يذهب إليها الئمة المجتهدون فى عصور الجتهاد ً،قابلها الناس بمثل ما كانت يتقامبل به
تلك الراء من الهدوء والسكون ً،وإن بدا عليها ما بدا من الغرابة والشذوذ ً،لن الناس فى تلك العصور
كانوا يألفون الجتهاد وكانوا يألفون شذوذه وخطأه ً،إلفهم لصوابه وتوفيقه ً،أما فى هذا العصر ً،فإن
الناس قد مب يعد بهم العهد بالجتهاد ً،حتى صار كل جديد يظهر فيه شاذا فى نظرهم ً،وإن كان فى الواقع
صوابا وما أسرعهم فى ذلك إلى التشنيع والطعن فى الدين ً،والمحاربة فى الرزقا ً،فل يجد من يرى
شيئا من ذلك إل أن يكتمه أو ييظهره بين أخصائه ً،ممن يأمن شرهم ول يخاف كيدهم ً،وتضيع بهذا
على المة آراء نافعة فى دينها ودنياها ً،ولكنى سأقدم على ما كنت أريد إخفاءه من ذلك إلى حينً،
وسأجتهد ما أمكننى فى أن ل أدع لحد مجالل فى ذلك التشنيع الذى يقف عقبة فى سبيل كل جديد".
ثم أشاد بما كتبه صاحب المقال المشار إليه ثم قال" :ولكن يبقى بعد هذا فى تلك الحدود ذلك المر الذى
سنثيره فيها ً،لييبحث فى هدوء وسكون .فقد نصل فيه إلى تذليل تلك العقبة التى تقوم فى سبيل الخذ
بالتشريع السلمى من ناحية تلك الحدود ً،لبحثها من جديد بعد هذه الحداث الطارئة ً،وسأقتصر فى
ذلك -الن -على ذكر ما ورد فى تلك الحود من النصوص القرآنية ً،وذلك قوله تعالى فى حد
ل يممن ٱللرره موٱللريه معرزيفز محركيفم * مفممن متامب السرقة} :موٱلرسارريقا موٱلرساررمقية مفٱِهقمطيعيوها أمهيردمييهمما مجمزآلء ربمما مكمسمبا منمكا ل
صلممح مفرإرن ٱلرلمه مييتويب معلمهيره إررن ٱلرلمه مغيفوفر رررحيفم{ُ ً،وقوله تعالى فى حد الزنا} :ٱلرزارنميية رمن مبهعرد يظهلرمره موأم ه
ل متهأيخهذيكهم ربرهمما مرهأمففة رفي رديرن ٱللرره رإن يكنيتهم يتهؤرمينومن ربٱِلرلره
موٱلرزارني مفٱِهجرليدوها يكرل موارحهَد يمهنيهمما رممئمة مجهلمدهَة مو م
موٱهلميهورم ٱلرخرر موهلميهشمههد معمذامبيهمما مطآرئمففة يممن ٱهليمهؤرمرنيمن{ُ ..فههل لنا أن نجتهد فى المر الوارد فى حد السرقة
ل منهما وهو قوله تعالى} :مفٱِهقمطيعيوها{ُ ً،والمر الوارد فى حد الزنا وهو قوله تعالى} :مفٱِهجرليدوها{ُ فنجعل ك ل
للباحة ل للوجوب ً،ويكون المر فيهما مثل المر فى قوله تعالى} :ميامبرنيي مءامدم يخيذوها رزيمنمتيكهم رعنمد يكيل
ل يرحسب ٱهليمهسرررفيمن{ُ ً،فل يكون قطع يد السارقا حدا مفورضا ً،ل ل يتهسرريفيوها إررنيه مممهسرجهَد ويكيلوها موٱهشمريبوها مو م
يجوز العدول عنه فى جميع حالت السرقة ً،بل يكون القطع فى السرقة هو أقصى عقوبة فيها ً،ويجوز
العدول عنه فى بعضِ الحالت إلى عقوبات يأخرى رادعة ً،ويكون شأنه فى ذلك شأن كل المباحات التى
تخضع لتصرفات ولى المر ً،وتقبل التأثر بظروف كل زمان ومكان .وهكذا فى حد الزنا سواء أكان
رجما أم مجهلدا ً،مع مراعاة أن الرجم فى الزنا ل يقول به فقهاء الخوراج ً،لعدم النص عليه فى القرآن
الكريم ً،وهل لنا أن نذلل بهذا عقبة من العقبات التى تقوم فى سبيل الخذ بالتشريع السلمى ً،مع أرنا فى
هذه الحالة ل نكون قد أبطلنا نصا ول ألغينا حدا ً،وإنما ورسعنا المر توسيعا يليقا بما امتازت به
الشريعة السلمية من المرونة والصلحية لكل زمان ومكان ً،وبما يعررف عنها من إيثار التيسير على
التعسير .والتخفيف على التشديد".
فأنت ترى من هذا المقال مقدار ما وصل إليه الكاتب من الجرأة على كتاب ال ً،إذ أرول آية السرقة وآية
ل غير مقبول بأى حال من الحوال ً،وممن ينظر إلى آية السرقة وآية الزنا ل يفهم منهما إل الزنا تأوي ل
أن المر فيهما للوجوب ً،فليس لحد أن يعدل عنه مطلقا ً،وذلك المر فى قوله تعالى} :مفٱِهقمطيعيوها{ًُ،
وقوله} :مفٱِهجرليدوها{ُ وارد فى الوجوب القاطع ً،فإن بناء المر بالقطع فى آية السرقة على قوله} :موٱلرسارريقا
موٱلرساررمقية{ُ ً،وبناء المر بالجلد فى آية الزنا على قوله} :ٱلرزارنميية موٱلرزارني{ُ يصرفه عن احتمال الباحة إلى
الوجوب ً،وهذا لن تعليقا الحكم على شخص ً،موصوف بوصف يؤذن بأن المقتضى للحكم هو ذلك
الوصف الذى قام بالشخص ً،وإذا كان ذلك الوصف جناية مثل السرقة والزنا ووضع الشارع لهما حكما
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
فى صيغة المر ولم يذكر حكما غيره ً،ل يصح أن ييقال :إن هذا المر محتمل للباحة كما احتملها
المر فى قوله} :يخيذوا رزيمنمتيكهم رعهنمد يكيل ممهسرجهَد{ُ ...الية.
ل متهأيخهذيكهم
ل يممن ٱللرره موٱللريه{ُ ً،وقوله فى آية الزنا} ً،مو م
ثم إن قوله تعالى فى آية السرقة} :مجمزآلء ربمما مكمسمبا منمكا ل
ربرهمما مرهأمففة رفي رديرن ٱلرلره {ُ ً،وقوله} :موهلميهشمههد معمذامبيهمما مطآرئمففة يممن ٱهليمهؤرمرنيمن{ُ يؤكد أن المر فى اليتين
للوجوب ل للباحة.
ثم إن هناك من يسرنة رسول ال صلى ال عليه وسلم القولية والعملية ما يؤكد كون المر للوجوب فى
اليتين.
فهل يجوز للكاتب بعد هذا كله أن يتهجم على آيات الحود بمعول ذلك التأويل الذى تنكره السلغة .ول
تقره السسرنة ول يتفقا وحكمة التشريع؟ الرلهم إن هذا التأويل ل يجوز ً،ولهذا فإنه لم يصادف غفلة من
عقول العلماء وأقلمهم ً،فقام كثير منهم بالرد على صاحبه ً،وتفنيد ما ذهب إليه ً،ولقد تنبه القائمون على
أمر الزهر حينئذ إلى خطر هذا الرأى وما يجره على الدين من بلء .فجوزى صاحب المقال على ما
كان منه جزالء إن كان بسيطا فى حد ذاته ً،فهو يدل على أن أفكار الكاتب لم تلقا قبولل ولم تجد رواجا
فى محيط العلماء.
**
ووجدنا غير هذا وذاك ممن تأثر ببعضِ الراء الفلسفية فراح ينكر بعضِ الحقائقا الدينية الثابتة ً،ويتأرول
ما ورد منها فى القرآن بما يتمشى مع مذاهب الفلسفة ً،فأنكر حقيقة الشيطان ً،وتأرول ما جاء من لفظ
ل إرمناثا مورإن ميهديعومن إر ر
ل الشيطان فى قوله تعالى فى الية ] [117من سورة النساء} :رإن ميهديعومن رمن يدورنره إر ر
مشهيمطانا رم رريدا{ًُ،فقال ما نصه" :والمعنى أن هؤلء لم يجيبوا حين أشركوا بال داعى العقل أو داعى
الرفهطرة ً،وإنما أجابوا نزعات الشر المنبثة فى العاملم على مقتضى يسرنة ال من البتلء بعوامل الخير
وعوامل الشر ً،فهم بذلك يتبعون قوة خفية يأطلقا عليها كلمة "شيطان" جريا على عادة العرب المألوفةً،
إذا كانوا يتصورون قوى الشر شياطين تتحدث وتناجى وتغرى وتدفع إلى ما تريد"..
ثم قال" :هذا هو الشيطان الذى يلميبى المشرك بإشراكه أمره .ويتخذه وليا بأمره وينهاه".
وفى موضع آخر نجد صاحب هذا الرأى يعود إليه فيؤكده ً،ولست أدرى ماذا يفعل فى سياقا الية .وفى
القرائن التى احتفت بها ً،والصفات التى انتظمتها مما يؤكد أن المراد هو إبليس ً،ذلك الكائن الخارجيى
المستقل المستتر عن أعين الناس ً،كما ل أدرى كيف يفعل بالحاديث الثابتة عن الرسول صلى ال عليه
وسلم ً،والتى تقرر أن الشيطان حقيقة لها وجود خارجى.
**
وأنكر بعضهم وجود عاملم الجن ً،وتأرول ما جاء من ذلك صريحا فى آيات القرآن الكريم ً،ففرسر قوله
تعالى فى أول سورة الجن} :يقهل يأورحمي إرلمري أمرنيه ٱهسمتمممع منمففر يممن ٱهلرجين{ُ ....الية ً،بأن الجن قبيلة من
العرب.
ل عن أنه ل يقوم على دليل يصححه. وهذا تأويل ينافى صريح القرآن فى مواضع كثيرة ً،فض ل
**
ل ينركس على رأسه ً،فطروعن له نفسه أن يخوضِ فى تفسير كتاب ال على ووجدنا غير هؤلء جميعا رج ي
ما به من غواية وعماية ً،وأخيرا طلع على الناس بكتاب مختصر فى تفسير القرآن الكريم ً،تفسيرا جمع
فيه الكثير من وساوسه وأوهامه ً،ثم سرول له الغرور أن يسميه "الهداية والعرفان فى تفسير القرآن
بالقرآن".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أحدث هذا التفسير ضجة كبرى فى المحيط العلمى ً،وقام رجال الزهر وقعدوا من أجله ً،ثم أييلفت لجنة
من بعضِ العلماء لتنظر فى هذا الكتاب ً،ثم لتحكم عليه بما ترى فيه ً،ثم رفعت السلجنة تقريرها لشيخْ
الزهر إذ ذاك ً،وفيه تفنيد لراء الرجل وحكم عليه بأنه "أرفاك خرراص ً،اشتهى أن ييعرف فلم ير وسيلة
أهون عليه وأوفى بغرضه من اللحاد فى الدين بتحريف كلم ال عن مواضعه ً،ليستفز الكثير من
الناس إلى الحديث فى شأنه وترديد سيرته".
ثم صودر الكتاب واختفى عن أعين الناس }مفمأرما ٱلرزمبيد مفميهذمهيب يجمفآلء موأمرما مما مينمفيع ٱلرنامس مفميهميكيث رفي
ضِ{ُ. لهر ر ٱم
قرأت ما جاء فى تقرير الرلجنة الزهرية ً،ولكننى أردت أن أطلع على الكتاب نفسه ً،فعملت كل ما
أستطيع حتى استصدرت تصريحا من دار الكتب المصرية بالطلع على هذا الكتاب الذى يمرنع من
التداول بين الناس.
**
* حملته على جميع المفيسرين:
جاءنى الكتاب وقرأت فيه ً،فوجدت مؤيلفه قد قردم له بمقدمة عاب فيها المفيسرين وكتب التفسير جميعا
ل من أصول القرآن إل وتجد بجانبه رواية فقال" :وقد بلغ الدس والحشو فى التفاسير أنك ل تجد أص ل
موضوعة ً،لهدمه وتبديله ً،والمفيسرون قد وضعوا هذا فى كتبهم من حيث ل يشعرون".
**
* طريقته فى التفسير:
ثم قال بعد ذلك" :فهذا كله -يعنى الدس والحشو فى التفاسير -دعانى إلى تفسيرى ً،وأن تكون
طريقتى فيه كشف الية وألفاظها بما ورد فى موضوعها من اليات والسور ,فيكون من ذلك العلم بكل
مواضع القرآن ً،ويكون القرآن هو الذى ينطبقا عليه ويؤيده من سنن ال فى الكون ونظامه فى
الجتماع ً،وقد اخترت أن تكون على عدد اليات فى المصحف لتبقى الهداية بالترتيب الذى اختاره الً،
وليمكن الباحث عن معنى الية أن يلحظ سياقها فيقرأ ما سبقها وما لحقها من اليات ليكون على علم
تام وهداية واعظة".
ولعل القارئ الكريم يلحظ كما ألحظ أن المؤلف يرمى من وراء قوله ..." :ويكون القرآن هو الذى ييفيسر
نفسه كما أخبر ال .ول يحتاج إلى شىء من الخارج غير الواقع الذى ينطبقا عليه ويؤيده من سنن ال
فى الكون ونظامه فى الجتماع" .أنه يريد أن ميهدر صلة السسرنة بالقرآن الكريم ً،وينفى أن منزلتها منه
منزلة المبيين من المبرين .وال تعالى يقول} :موأمهنمزهلمنا إرملهيمك ٱليذهكمر رليتمبيمن رللرنارس مما ينيزمل إرملهيرههم{ُ.
ويظهر لنا أن المؤلف قد ركب رأسه فراح يهدم يسرنة رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،ول يعترف بما
لها من مكانة فى تفسير القرآن الكريم ً،فقال مقالته السابقة ً،كما أنه راح يهدم ما للسسرنة من المكانة فى
التشريع السلمى فقال فى قوله تعالى فى الية ] [63من سورة النور} :مفهلميهحمذرر ٱرلرذيمن يمخارليفومن معهن أمهمررره
صيمبيههم معمذافب أمرليفم {ُ" :يفيدك أن المخالفة المحذورة هى التى تكون للعراضِ عن صيمبيههم رفهتمنفة أمهو ي ر
مأن يت ر
أمره ً،وأما التى تكون للرأى والمصلحة فل مانع منها بل هى من حكمة الشورى" ..فأنت ترى أنه
يجيز مخالفة أمر الرسول للمصلحة ً،وهذا عناد ومكابرة ومخالفة صريحة لقوله تعالى} :موممآ آمتايكيم
ٱلرريسويل مفيخيذويه مومما منمهايكهم معهنيه مفٱِنمتيهوها{ُ ولغير هذا من اليات التى وردت فى وجوب طاعته -عليه
السلم -وهى كثيرة .ثم أى مصلحة تخالف ما جاء به رسول ال صلى ال عليه وسلم؟
هذا ..ول أريد أن أطيل بذكر ما جاء فى هذا الكتاب من أباطيل وأضاليل ويكفى أن أذكر طرفا مما
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
حواه من ذلك ليتبين القارئ أن الرجل "جامد على المحسوسات ً،جاحد لكثير مما أخبر به القرآن ً،منكر
لحكام قررها القرآن والسسرنة وأجمع عليها الصحابة وأئمة المسلمين من بعدهم".
* إنكاره لمعجزات النبياء عليهم السلم:
وقف هذا الرجل من معجزات النبياء عليهم السلم موقفا شاذا غريبا .يقوم على إنكارها وجحدها
والذهاب بها -عن طريقا التأويل الفاسد -إلى أن تكون من قبيل الممكن الذى يدخل تحت مقدور كل
إنسان ً،رسول أو غير رسول ً،وهو ييصيرح بهذا فى كثير من المواضع ً،فيقول فى بعضِ المواضع:
"وبعد هذا تعلم أن ال ينادى الناس بأنهم ل ينبغى أن ينتظروا من الرسول آية على صدقه فى دعوته
غير ما فى سيرته ورسالته".
وفى موضع آخر يقول" :واعلم أن آيات ال فى نصر أنبيائه ل تناقضِ يسرنته فى خلقه وكونه".
وفى موضع ثالث يقول" :وقد كانت كل آياتهم حججا وبراهين من سيرتهم ورسالتهم .فل يمكن أن يأتوا
بدليل على صدقهم من غير الدعوة نفسها ً،فتكون هناك علقة بين الدعوة ودليلها فتدبر".
على هذا الساس تناول الرجل آيات المعجزات فخرج بها عن مدلولها الحقيقى الذى أراده ال تعالى.
*
** موقفه من معجزات عيسى عليه السلم:
ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [49من سورة آل عمران فى شأن عيسى عليه السلم} :أميني فمث ل
مقهد رجهئيتيكهم ربآميهَة يمن رريبيكهم أمرنيي أمهخلييقا لميكهم يممن ٱليطيرن مكمههيمئرة ٱلرطهيرر مفمأنيفيخْ رفيره مفمييكوين مطهيرا ربرإهذرن ٱللرره موأيهبررىيء
ص موأيهحري ٱهلممهومتـى ربرإهذرن ٱلرلره موأيمنيبيئيكهم ربمما متهأيكيلومن مومما متردرخيرومن رفي يبييورتيكهم إررن رفي ـذرلمك لميلة لهبمر ملهكمممه وٱ م ٱم
لريكهم رإن يكنيتم سمهؤرمرنيمن{ُ ..نجده يقول ما نصه} :مكمههيمئرة ٱلرطهيرر{ُ يفيدك التمثيل لخراج الناس من ثقل الجهل
ص{ُ المتلون بما ييشيوه الفطرة ً،فهل لهكمممه{ُ من ليس عنده النظر} ً،ٱ م
لهبمر م وظلماته إلى خفة العلم ونوره} ً،ٱ م
عيسى ييبرئ هذا بمعنى أنه ييكمل التكوين الجسمانى بالعمال الطيبة؟ أم بمعنى أنه يكل التكوين
الروحى والفكرى بالهداية الدينية؟ }رفي يبييورتيكهم{ُ يعلمهم التدبير المنزلى".
وإذا كان المؤلف قد تردد فى معنى إبراء الكمه والبرص هنا بين تكميل التكوين الجسمانى بالعمال
الطيبة ً،وبين تكميل التكوين الروحى بالهداية الدينية ً،فإنه ليس تردد الشاك فى أى المرين كان .وإنما
هو تردد يبدو منه فى صراحة ووضوح ميله إلى أن المراد هو التكوين الروحى ل غير ً،وإنك لتجده
صيرح فى موضع آخر بأن المراد هو تكميل التكوين الروحى بالهداية الدينية ً،وذلك عندما تعررضِ يم
لقوله تعالى فى الية ] [110من سورة المائدة} :موإرهذ متهخلييقا رممن ٱليطيرن مكمههيمئرة ٱلرطهيرر ربرإهذرني مفمتنيفيخْ رفيمها
ص ربرإهذرني{ُ" :من هذا تعرف أن عيسى نبى أرسله ال إلى بنى لهكمممه موٱ م
لهبمر م مفمتيكوين مطهيرا ربإهذرني مويتهبررىيء ٱ م
ر
إسرائيل ليشفى نفوسهم ً،ويحيى موت قلوبهم ً،فآيته فى دعوته وسيرته وهدايته .عاش ومات كغيره من
النبياء فى ربشريته ً،فلم يكن خارقا فى يسرنته ً،ول ممتازا بما يدعو إلى يألوهيته وعبادته".
كذلك تجده ينكر أن يكون عيسى عليه السلم قد تكرلم فى المهد وذلك حيث ييؤيول قوله تعالى فى الية ]
ل{ُ ما نصه" :فى المهد :فى دور التمهيد للحياة [46من سورة آل عمرران} :مويمكلييم ٱلرنامس رفي ٱهلممههرد مومكهه ل
ل :علمة على أنه ل يفل عزمه وهو دور الصبا ً،علمة على الجرأة وقوة الستعداد فى الصغر .وكه ل
بالشيخوخة والكبر -ويصح أن يكون المعنى :يكلم الناس الصغير منهم والكبير ً،علمة على تواضعه
ومباشرة دعوته بنفسه".
وتأرول أيضا قوله فى الية ] [29من سورة مريم} :مفمأمشامرهت إرلمهيره مقايلوها مكهيمف ينمكلييم ممن مكامن رفي ٱهلممههرد
صربسيا{ُ فقال" :أى كان ذاك النهار ولدا صغيرا فكيف يأمرنا وينهانا ونحن كبار القوم فهذا ابن حرام". م
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ولما رأى أن قوله تعالى قبل ذلك فى الية ]} :[27مفمأمتهت ربره مقهومممها متهحرملييه{ُ ل يتفقا مع تأويله السابقا
تأ روله أيضا فقال" :تحمله على ما يحمل عليه المسافر ً،ومنه تفهم أنه كان فى سياحة طويلة".
*
** موقفه من معجزات موسى عليه السلم:
وعندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [160من سورة العراف} :موأمهومحهيمنآ إرلمـى يمومسـى رإرذ ٱهسمتهسمقايه مقهويميه
صامك ٱهلمحمجمر مفٱِنمبمجمسهت رمهنيه ٱهثمنمتا معهشمرمة معهينا{ُ ..قال" :ويصح أن يكون الحجر اسم مكانً، ضررب يبمع م أمرن ٱ ه
واضرب بعصاك الحجر ً،معناه :اطرقه واذهب إليه ً،والغرضِ أن ال هداه إلى محل الماء وعيونه".
صامك ضررب يبمع م وعندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [63من سورة الشعراء} :مفمأهومحهيمنآ إرلمـى يمومسـى أمرن ٱ ه
صامك ضررب يبمع م ٱهلمبهحمر مفٱِنمفلممقا مفمكامن يكسل رفهرهَقا مكٱِلرطهورد ٱهلمعرظيرم{ُ قال ما نصه} :ٱهلمبهحمر{ُ الماء الواسع} ً،ٱ ه
ٱهلمبهحمر{ُ اطرقه واذهب إليه} ً،مفٱِنمفلممقا مفمكامن يكسل رفهرهَقا مكٱِلرطهورد ٱهلمعرظيرم{ُ هذا بيان لحالة البحر ً،ييصيوره لك
بأنه مناطقا بينها طرقا ناشفة يابسة ً،راجع ] 160فى العراف[ ً،ثم راجع ]طه فى [78 ً،77ولتعرف
كيف اهتدى إلى طريقا يبس مرر منه ً،واقرأ استعمال الضرب فى السير فى قصة أيوب فى )سورة
ص(.
صايه مفرإمذا رهمي يثهعمبافن سمربيفن * وفى سورة العراف عند قوله تعالى فى اليتين ]} :[108 ً،107مفمأهلمقـى مع م
ضآيء رللرنارظرريمن{ُ يقول" :مثال من قوة يحرجته وظهور برهانه". مومنمزمع ميمديه مفرإمذا رهمي مبهي م
وعند قوله تعالى فى اليات ] [122 - 118من نفس السورة} :مفمومقمع ٱهلمحسقا مومبمطمل مما مكاينوها ميهعمميلومن{ُ ...
إلى قوله} :مريب يمومسـى مومهايرومن{ُ ..يقول" :ييصيور لنا كيف كشفت يحرجته تزييف يحرجتهم حتى سرلموا له
وآمنوا به".
*
** موقفه من معجزة إبراهيم عليه السلم:
وعندما عرضِ لقوله تعالى فى الية ] [69من سورة النبياء} :يقهلمنا ـيمناير يكورني مبهردا مومسـملما معملـى إرهبمرارهيمم{ُ
....إلخْ ً،نجده ينكر أن يكون إبراهيم عليه السلم قد يألقى فى النار وخرج منها سالما ً،وذلك حيث
ييؤيول الية بما يخالف الظاهر فيقول" :معناه :نرجاه من الوقوع فيها -راجع ] 64فى المائدة[ و ] 26فى
النحل[ ً،وترى فى الية وباقى القصة أن ال نرجاه بالهجرة وخريب تدبيرهم".
*
** موقفه من معجزات داود عليه السلم:
ل آمتهيمنا يحهكما مورعهلما وعندما عرضِ لقوله تعالى فى الية ] [79من سورة النبياء} :مفمفرههممنامها يسملهيممامن مويك د
مومسرخهرمنا مممع مدايوومد ٱهلرجمبامل يمسيبهحمن موٱلرطهيمر مويكرنا مفارعرليمن{ُ ..يقول} :يمسيبهحمن{ُ ييعيبر عما يتظهره الجبال من
المعادن التى كان ييسيخرها داود فى صناعتها الحربية} ً،موٱلرطهيمر{ُ ييطلقا على ذى الجناح وكل سريع
السير من الخيل والقطارات البخارية والطريارات الهوائية".
*
** موقف من معجزات سليمان عليه السلم:
صمفلة متهجرريِ ربمأهمررره إرملى وعندما عرضِ لقوله تعالى فى الية ] [81من سورة النبياء} :مورليسلمهيممامن ٱليريمح معا ر
ضِ ٱلررتي مبامرهكمنا رفيمها{ُ نجده يقول} :متهجرريِ ربمأهمررره{ُ الن تجرى بأمر الدول الوروبية وإشارتها ً،فى لهر ر ٱم
التلغرافات والتليفونات الهوائية ...اقرأ سبأ".
وفى سورة النمل عند قوله تعالى فى الية ]} :[16موموررمث يسلمهيمماين مدايوومد مومقامل ـيمأسيمها ٱلرنايس يعليهممنا ممنرطمقا
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ٱلرطهيرر{ُ ..يقول} :ممنرطمقا ٱلرطهيرر{ُ كل من يربى الطير ويؤيلفه يمكنهم أن يتعلموا منطقه وماذا يريدً،
ويمكنهم أن يستعملوه فى الرسائل وغيرها".
وفى قوله تعالى فى الية ] [18من السورة نفسها} :محرتـى إرمذآ أممتهوا معلمـى موارد ٱلرنهمرل مقالمهت منهملمفة ـيمأسيمها ٱلرنهميل
ٱهديخيلوها مممساركمنيكهم{ُ نجده يقول} :منهمملفة{ُ قبيلة} ً،ٱلرنهمرل{ُ قبائل الوادى".
ل أممرى ٱهليههديهمد أمهم مكامن رممن وفى قوله بعد ذلك فى الية ] [20من السورة أيضا} :مومتمفرقمد ٱلرطهيمر مفمقامل ممارلمي م
ٱهلمغآرئربيمن{ُ ..نجده يقول} :ٱهليههديهمد{ُ اسم طائر فهل يكون من ذوى الجناحين؟ ويكون كلمه كناية عما
يحمل من رسائل؟ أم من الخسيالة؟ السوارى؟ أو الطريارين الخرين؟ ..راجع النبياء".
ل أمسييكهم ميهأرتيرني ربمعهررشمها وفى قوله بعد ذلك فى اليات من ] [42 - 38من السورة نفسها} :مقامل ـيمأسيمها ٱهلمم ي
مقهبمل مأن ميهأيتورني يمهسرلرميمن * مقامل رعهفرريفت يمن ٱهلرجين أممنها آرتيمك ربره مقهبمل مأن متيقوم رمن رممقارممك موإريني معلمهيره لممقروويِ
أمرميفن * مقامل ٱرلرذيِ رعنمديه رعهلفم يممن ٱهلركمتارب أممنها آرتيمك ربره مقهبمل مأن ميهرمترد إرلمهيمك مطهريفمك مفلمرما مرآيه يمهسمترقسرا رعنمديه مقامل
ضرل مريبي رلميهبليمورنيي أمأمهشيكير أمهم أمهكيفير موممن مشمكمر مفرإرنمما ميهشيكير رلمنهفرسره موممن مكمفمر مفرإرن مريبي مغرنوي مكرريفم مهــمذا رمن مف ه
ل ميههمتيدومن * مفلمرما مجآمءهت رقيمل أممهمكمذا معهريشرك * مقامل منيكيروها لممها معهرمشمها مننيظهر أممتههمتردييِ أمهم متيكوين رممن ٱرلرذيمن م
مقالمهت مكمأرنيه يهمو مويأورتيمنا ٱهلرعهلم رمن مقهبرلمها مويكرنا يمهسرلرميمن{ُ ..فى هذه اليات نراه يقول} :ربمعهررشمها{ُ بملكها ً،يريد
أن يضع خطط الحرب ونظام الدخول فى البلد ً،فطلب الخريطة التى فيها مملكة سبأ ليهاجمها ً،ويريها
أنه جاد غير هازل} ً،رعهفرريفت يمن ٱهلرجين{ُ أحد القرواد ً،ويظهر أنه لم يفهم أن المسألة علمية جغرافية تحتاج
إلى الذى }رعنمديه رعهلفم يممن ٱهلركمتارب{ُ من الكتابة والرسم والتخطيط} ً،مقهبمل مأن ميهرمترد إرلمهيمك مطهريفمك{ُ المغرضِ أنه
يأتى به حالل وقد أتى به ً،ويحتمل أنه رسمه فى الحال أو كان عنده مرسوما ً،ولو كان عهد
الفوتوغرافيا قديما لصح أن يكون ذلك الرسم بها ً،وترى أن سليمان يشكر ال على ما فى المملكة من
العلماء العاملين فى كل فن ً،ونأخذ من القصة أن ال يمعيظم شأن العلم ويدعونا إلى التمسك بالسباب
الكونية لتشييد الملك وإقامة الدولة} ً،مويأورتيمنا ٱهلرعهلمم{ُ يؤيد لك أن المسألة علمية} ً،يمهسرلرميمن{ُ منقادين لً،
يعنى أنهم جمعوا بين العلم والتربية على اليخيلقا العظيم ً،وهذا أحسن حافظ لنظام الملك وعزة الدولة".
*
** موقفه من معجزة السراء:
ل يممن ٱهلممهسرجرد ٱهلمحمرارم وعندما تعررضِ لقوله تعالى فى أول سورة السراء} :يسهبمحامن ٱرلرذيِ أمهسمرـى ربمعهبردره ملهي ل
صيير{ُ ..نجده يقول} :أمهسمرـى{ُ صى ٱرلرذيِ مبامرهكمنا محهولميه رلينررمييه رمهن آميارتمنآ إررنيه يهمو ٱلرسرمييع ٱلمب ر إلمـى ٱهلممهسرجرد ٱ م
لهق م ر
السراء ييستعمل فى هجرة النبياء ..انظر ] 77فى طه[ و ] 138فى العراف[ و ] 52فى الشعراء[ و
] 23فى الدخان[ و ] 81فى هود[ و ] 65فى الحج[ ً،ثم تدبر آخر النحل وعلقته بالسراء} :ٱهلممهسرجرد
ٱهلمحمرارم{ُ الذى له يحهرمة ييحترم بها عند جميع الناس ] 217و 218فى البقرة[ و ] 25فى الحج[ً،
لهقمصى{ُ البعد ً،مسجد المدينة وقد بارك ال حوله ً،فكان للنبى صلى ال عليه وسلم هنالك }ٱهلممهسرجرد ٱ م
ثمرة وقوة ً،وكان بالسراء الفتح والنصر فكان ذلك من آيات ال ..انظر ] 20يس[ و ] 108التوبة[ ثم
ارجع إلى السراء فاقرأ إلى ]."[93 ً،60
**
* إنكاره للملئكة والجن والشياطين:
كذلك نجد صاحب هذا الكتاب ييؤيول الملئكة ً،والجن ً،والشياطين ً،بما ل يتفقا والحقائقا الشرعية الثابتة.
لمدم مفمسمجيدوها لرئمكرة ٱهسيجيدوها م ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [34من سورة البقرة} :موإرهذ يقهلمنا رلهلمم م فمث ل
لرئمكرة{ُ رسل النظام وعام السننً، ل إرهبرليمس أممبـى موٱهسمتهكمبمر مومكامن رممن ٱهلمكارفرريمن{ُ ..نجده يقول} :اهلمم م إر ر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وسجودهم للنسان معناه أن الكون يمسرخر له ..راجع ] 29فى البقرة[ ً،ثم انظر ]الملك فى ً،[15
}إرهبرلي مس{ُ اسم لكل مستكبر على الحقا .ويتبه لفظ الشيطان والجان ً،وهو النوع المستعصى على النسان
تسخيره".
ضسرمنا ل مي ي وعند قوله تعالى فى الية ] [71من سورة النعام} :يقهل أممنهديعوها رمن يدورن ٱللرره مما م
ل مينمفيعمنا مو م
ضِ محهيمرامن{ُ ...الية ً،نجده يقول: لهر رموينمرسد معلمـى أمهعمقاربمنا مبهعمد إهذ مهمدامنا ٱللريه مكٱِرلرذيِ ٱهسمتههموهتيه ٱلرشميارطيين رفي ٱ م
ر
}ٱلرشميارطيين{ُ يتطلقا على الحريات والثعابين ً،تستهوى ممن يتبعها ليقتلها فيهوى معها وتضله بتعرجها ..
راجع ] 275فى البقرة[".
صاهَل يمهن محممهَإ صهل م لنمسامن رمن م وعند قوله تعالى فى اليتين ] [27 ً،26من سورة الرحهجر} :مولممقهد مخلمهقمنا ٱ ر
رمهسينوهَن * موٱهلمجآرن مخلمهقمنايه رمن مقهبيل رمن رنارر ٱلرسيمورم{ُ ..يقول" :يمثل لك بوصف النسان ً،النوع الهادئ
صاحب الطبع الطينى الذى تشكله كما تريد} ً،موٱهلمجآرن{ُ النوع المتشرد صاحب الطبع النارى ً،إذا قاربتعه
يؤذيك ويغويك ً،ول تستطيع أن تمسكه وتعدله ً،والنوعان موجودان فى كل أمة ً،فتدبر السياقا من أول
السورة ً،وراجع القصة فى البقرة".
لهنس{ُ ..يقول: وعند قوله تعالى فى الية ] [17من سورة النمل} :مويحرشمر رلهسلمهيممامن يجينويديه رممن ٱهلرجين موٱ ر
}ٱهلرجين{ُ ييطلقا على العاملم الخفى والظاهر القوى ً،وجن كل شىء أوله ومقدمته ً،وجن الجيش يقرواده
لهنس{ُ طائعوه ومرءوسوه ..اقرأ الجن". ورؤساؤه} ً،موٱ ر
وعند قوله تعالى فى الية ] [158من سورة الصافات} :مومجمعيلوها مبهيمنيه مومبهيمن ٱهلرجرنرة منمسبا مولممقهد معرلمرت ٱلرجرنية
ضيرومن{ُ ..يقول" :الرجرنة أو الجن :سادتهم وكبراؤهم". إررنيههم مليمهح م
ص * موآمخرريمن وعند قوله تعالى فى اليتين ] [38 ً،37من سورة )ص(} :موٱلرشميارطيمن يكرل مبرنآهَء مومغروا هَ
صرناع الماهرين والشقياء المجرمينً، صمفارد{ُ ..نجده يقول} :ٱلرشميارطيمن {ُ يطلقون على ال ي له يممقرررنيمن رفي ٱ م
صمفارد{ُ مسلوكين فى القيود ً،ومنها تفهم أن سليمان كان يشغل المسجونين من أصحاب له}يممقرررنيمن رفي ٱ م
الصناعات للنتفاع بهم".
**
* إنكاره لحكام من الدين لم ينازع فيها أحد من المجتهدين:
ولقد س رولت للمؤلف نفسه أن يتأول بعضِ آيات الحكام على غير ما أراد ال ً،وعلى مقتضى هواه الذى
ل يخضع لقواعد السلغة ول لصول الشريعة!!
** حد السرقة:
ل عند قوله فى الية ] [38من سورة المائدة} :موٱلرسارريقا موٱلرساررمقية مفٱِهقمطيعيوها أمهيردمييهمما{ُ ...الية ً،يقول: فمث ل
"واعلم أن لفظ السارقا والسارقة يعطى معنى التعود .أى أن السرقة صفة من صفاتهم الملزمة لهمً،
ويظهر لك من هذا المعنى :أن ممن سرقا مرة أو مرتين ول يستمر فى السرقة ولم يتعود اللصوصية ل
ييعامقب بقطع يده ً،لن قطعها فيه تعجيز له ً،ول يكون ذلك إل بعد اليأس من علجه".
** حد الزنا:
وعند قوله تعالى فى الية ] [2من سورة النور} :ٱلرزارنميية موٱلرزارني مفٱِهجرليدوها يكرل موارحهَد يمهنيهمما رممئمة مجهلمدهَة{ُ ...
الية ً،نجده يقول} :ٱلرزارنميية موٱلرزارني{ُ ييطلقا هذا الوصف على المرأة والرجل إذا كانا معروفين بالزنا
وكان من عادتهما ويخيلقهما ً،فهما بذلك يستحقان المجهلد".
** تعدد الزوجات:
ل يتهقرسيطوها رفي ٱهلميمتاممـى مفٱِنركيحوها مما مطامب لميكهم يممن ٱلينمسآرء ممهثمنـى فى الية ] [3من سورة النساء} :موإرهن رخهفيتهم أم ر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لمث مويرمبامع{ُ ....الية ً،نجده يقول} :يممن ٱلينمسآرء{ُ نساء اليتامى الذين فيهم الكلم -هكذا بالصل - مويث م
لن الزواج منهن يمنع الحرج فى أموالهن ً،ومن هذا تفهم أن تعدد الزوجات ل يجوز إل للضرورة
التى يكون فيها التعدد مع العدل أقل ضررا على المجتمع من تركه ً،لتعلم أن التعدد لم ييشرع إل فى هذه
ل يتهقرسيطوها{ُ" :فإن خفتم أل تعدلو". الية بذلك الشرط السابقا واللحقا }موإرهن رخهفيتهم أم ر
فهو يريد أن يبيح تعدد الزوجات إل إذا يكرن يتامى فى حجره ً،وأمن من نفسه عدم الجور ً،ولم يقل أحد
بالشرط الول مطلقا ً،وممن يطلع على سبب النزول يعلم خطأ ممن يشترط هذا الشرط فى التعدد.
** التسيرى:
ل متهعرديلوها مفموارحمدلة أمهو مما مملممكهت أمهيمماينيكهم{ُ ..نجده يقول: وعند قوله تعالى فى نفس الية السابقة} :مفرإهن رخهفيتهم أم ر
انظر آية ] 25إلى 28من النساء[.
صمنارت ٱهليمهؤرممنارت مفرمهن رما ل مأن مينركمح ٱهليمهح م وفى الية ] [25وهى قوله تعالى} :موممن لرهم ميهسمترطهع رمنيكهم مطهو ل
ممملمكهت أمهيمماينيكم يمن مفمتميارتيكيم{ُ ..يقول" :فيه عناية بالخادمات ً،وتسهيل لمن يريدون الزواج .ول يستطيعون
النفقات على ذوات البيوتات ً،انظر ] 33فى النور[ و ] 60فى الكهف[ ثم ] 63 ً،42 ً،36 ً،30فى
يوسف[} ً،اهلمعمنمت{ُ :المحمرج :انظر ] 220فى البقرة[ و ] 7فى الحجرات[ و ] 128فى التوبة[ و ] 118فى
آل عمران[ .وفى هذه الية رد على الذين يتخذون رمهلك اليمين من الخادمات والوصيفات للتمتع بهن
كالزوجات ً،بحجة أنهن مشتريات بالمال ً،أو أسيرات بالحرب ً،فليس فى السلم عرضِ امرأة ييباح
بغير الزواج ً،مملوكة كانت أو مالكة ً،فتدبر ذلك فى اليات".
ل معملـى وفى قوله تعالى فى اليتين ] [6 ً،5من سورة المؤمنون} :موٱرلرذيمن يههم رليفيرورجرههم محارفيظومن * إر ر
أمهزموارجرههم أمهو مما مملممكهت أمهيمماينيههم{ُ ...الية ً،يقول" :اقرأ المعارج ً،والنور ً،وأوائل البقرة".
ل معلمـى ثم قال فى المعارج عند قوله تعالى فى اليتين ]} :[30 ً،29موٱرلرذيمن يههم رليفيرورجرههم محارفيظومن * إر ر
أمهزموارجرههم أمهو مما مملممكهت أمهيمماينيههم مفرإرنيههم مغهيير مميلورميمن{ُ ما نصه} :أمهو مما مملممكهت أمهيمماينيههم{ُ من الخدم ً،فإن لهم ما
ليس لغيرهم ً،فقد يكون فى النسان فروج -أى عيوب ونقائص -يسيئه أن يراها الناس فيه ً،ولكن ل
يسيئه أن يراها خدمه".
فأنت ترى من هذا أنه يمحيرم التسيرى ً،ويمفيسر الفروج بالعيوب ً،وهذا يبهعفد عن قوانين السلغة ً،ومبادئ
الشريعة.
** الربا:
كذلك نجد المؤلف يميل إلى أن الربا المحررم شرعا هو الفاحش فقط ً،ولهذا نراه عندما يعرضِ ليات
الربا فى سورة البقرة ييفيسر "الربا" فيقول" :الربا هو الزيادة من الربح فى رأس المال ً،وهو معروف
ل متهأيكيلوها ٱليرمبا
ومقريد بالية ] 130فى آل عمران[ ً،فانظرها أولل" يريد قوله تعالى} :ميآ أمسيمها ٱرلرذيمن آممينوها م
ضامعمفلة{ُ ..ثم يقول بعد ذلك} :مومذيروها مما مبرقمي{ُ} ً،مفلميكهم يريؤويس أمهمموارليكهم{ُ} ً،مورإن مكامن يذو يعهسمرهَة{ُ ضمعافا سم م أم ه
كل ذلك يفيدك أن الكلم فى المعاملة الحاضرة ً،ويبشر ممن يتوب بأنه ل ييحامسب على ما كسبه من قبلً،
}مفمليه مما مسملمف{ُ ..انظر ] 38فى النفال[" يريد قوله تعالى} :يقل رلرلرذيمن مكمفيريوها رإن مينمتيهوها يمغمفهر مليههم رما مقهد
مسلممف{ُ.
ثم قال بعد ذلك عندما عرضِ لقوله تعالى فى الية ] [130من سورة آل عمران} :ميآ أمسيمها ٱرلرذيمن آممينوها م
ل
ضامعمفلة{ُ أى الربا الفاحش ضمعافا سم م ضامعمفلة موٱرتيقوها ٱلرلمه ملمعلريكهم يتهفرليحومن{ُ} :ٱليرمبا أم ه متهأيكيلوها ٱليرمبا أم ه
ضمعافا سم م
وبمعنى آخر :الربح الزائد عن حده فى رأس المال .ويتقيدره كل أي سمة بعرفها .راجع فى جزائه أواخر
البقرة ً،وقصة اليهود فى أواخر النساء ً،ثم ارجع إلى ] 5فى النساء و ."[43
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
** زكاة الزروع:
ل عن أنه يصادم ما كذلك نجد المؤلف يذهب فى زكاة الزروع مذهبا لم يقل به أحد من المجتهدين فض ل
جاء من السسرنة الصحيحة فى بيان المقدار الواجب فى زكاة الزروع ً،وذلك حيث ييفيسر قوله تعالى فى
صاردره{ُ ..فيقول} :موآيتوها محرقيه ميهومم{ُ يفيد أن فى كل هذا
الية ] [141من سورة النعام} :موآيتوها محرقيه ميهوم مح م
صاردره{ُ زمن تحصيله ً،وكما أمر المالكين بإيتاء هذا الحقاً، الخارج من الرضِ حقا ل بد من إعطائه} ً،مح م
ي
أمر الحاكم العام بمأخذه ً،والعمل على جبايته لبيت المال ً،وقد ترك التقدير للمة بحسب الحال".
لمة دخل فى تدير مقررات الزكاة بعد أن قردرها الرسول عليه الصلة والسلم ً،وقررها )أقول :وليس ل ي
لمة(. على ا ي
** مصارف الزكاة:
كذلك تخبط المؤلف فى شرحه لبعضِ مصارف الزكاة ً،وذلك حيث فرسر قوله تعالى فى الية ] [60من
سورة التوبة....} :مورفي ٱليرمقارب{ُ ً،فقال" :فى خلصها من الستعباد .وفى هذا الزمان متجد أكثر المسلمين
رقابهم مملوكة للجانب ً،فيجب أن يتعاونوا على فك رقابهم ً،وفي الزكاة حقا لهذا التعاون".
** الطلقا:
كذلك نجد المؤلف يذهب إلى أن الطلقا ل يقع إل إذا كان سببه أمرا يخل بنظام الرعهشرة ً،وآتيا من رقمبل
ل يتهخرريجويهرن رمن يبييورترهرن مو م
ل المرأة ً،وذلك حيث يقول فى قوله تعالى فى الية ] [1من سورة الطلقا } :م
ل مأن ميهأرتيمن ربمفارحمشهَة سممبيمنهَة{ُ ما نصه} :يبييورترهرن{ُ بيوت الزوجية ..راجع ]البقرة من - 226 ميهخيرهجمن إر ر
ً،[242و ]الحزاب ً،[40 :و ]التحريم ً،[5و ]النور [10 - 5لتعرف أن الطلقا وإن كان فى يد
الرجل ل يقع إل بسبب يخل بنظام الرعهشرة الزوجية".
هذا بعضِ ما جاء فى هذا الكتاب الذى هذى به صاحبه ً،وفيه غير هذا كثير مما يدل على أن الرجل قد
ركب متن الغواية ً،ومشى يخبط خبط العشى فى مهمة متسع من الضللة!!
وحسبى أن أكون قد أطلعت القارئ على بعضِ ما جاء فى هذا الكتاب ً،ولست فى حاجة إلى أن أطيل
بذكر ما ييبطل هذه الوهام ويفندها ً،فإنى لست فى مقام الرد والتفنيد ً،وإنما أنا فى مقام بيان لون من
ألوان التفسير فى هذا العصر ً،وإذا كان القارئ الكريم يود أن يقف على إبطال هذه المزاعم التى حشا
بها المؤلف كتابه ً،فليرجع إلى قرار اللجنة الزهرية ً،التى أييلفت للرد على هذا الكتاب ً،وليرجع إلى ما
كتبه شيخنا العلمة الشيخْ محمد الخضر حسين فى الجزء الثالث من رسائل الصلح ً،ول شك أنه
سيجد فيما كتب هنا وهناك ما يكفى لن يذهب بتلك التأويلت أدراج الرياح ً،وما ينادى بأن صاحب
هذه التأويلت قد انحرف عن الهدى ً،فهو إلى مكان سحيقا..
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخاتمة ..كلمة عامة عن التفسير
وألوانه فى العصر الحديث ( ضمن العنوان ) الرلون الدبى الجتماعى للتفسير فى عصرنا الحاضر (
يمتاز التفسير فى هذا العصر بأنه يتلون بالرلون الدبى الجتماعى ً،ونعنى بذلك :أن التفسير لم يعد
يظهر عليه فى هذا العصر ذلك الطابع الجاف .الذى يصرف الناس عن هداية القرآن الكريم ً،وإنما
ظهر عليه طابع آخر ً،وتلرون بلون يكاد يكون جديدا وطارئا على التفسير ً،ذلك هو معالجة النصوص
القرآنية معالجة تقوم أولل وقبل كل شىء على إظهار مواضع الدقة فى التعبير القرآنى ً،ثم بعد ذلك
يتصاغا المعانى التى يهدف القرآن إليها فى أسلوب مشييقا أرخاذ ً،ثم يطبقا النص القرآنى على ما فى الكون
من سنن الجتماع ً،وينيظم العمران.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
* مدرسة الستاذ المام الشيخْ محمد عبده ً،وأثرها فى التفسير:
ل جديدا فى التفسير ً،وابتكارا يرجع فضله وإذا كان هذا المدلون الدبى الجتماعى يعتبر فى نظرنا عم ل
إلى يمفيسرى هذا العصر الحديث ً،فإرنا نستطيع أن نقول بحقا :إن الفضل فى هذا الرلون التفسيرى يرجع
إلى مدرسة الستاذ المام الشيخْ محمد عبده للتفسير .هذه المدرسة التى قام زعيمها -ورجالها من بعده
-بمجهود كبير فى تفسير كتاب ال تعالى ً،وهداية الناس إلى ما فيه من خير الدنيا وخير الخرة.
نعم ..قامت هذه المدرسة بمجهود كبير فى تفسير كتاب ال تعالى .مجهود نحمد لها الكثير منه ً،ول
نوافقها على بعضِ منه قليل.
* محاسن هذه المدرسة:
فالذى نحمده لهذه المدرسة :أنها نظرت للقرآن نظرة بعيدة عن التأثر بمذهب من المذاهب ً،فلم يكن منها
ما كان من كثير من المفيسرين من التأثر بالمذهب إلى الدرجة التى تجعل القرآن تابعا لمذهبه ً،فيؤيول
ل متكلفا وبعيدا.القرآن بما يتفقا معه ً،وإن كان تأوي ل
كما أنها وقفت من الروايات السرائيلية موقف الناقد البصير ً،فلم يتمشيوه التفسير بما يشيومه به فى كثير من
كتب المتقدمين ً،من الروايات الخرافية المكذوبة ً،التى أحاطت بجمال القرآن وجلله ً،فأساءت إليه
وجررأت الطاعنين عليه!!
كذلك لم تغتر هذه المدرسة بما اغتر به كثير من المفيسرين من الحاديث الضعيفة أو الموضوعة التى
كان لها أثر سىء فى تفسير القرآن الكريم!!
ولقد كان من أثر عدم اغترار هذه المدرسة بالروايات السرائيلية ً،والحاديث الموضوعة .أنها لم
لمور الغيبية ً،التى ل يتعرف تخضِ فى تعيين ما أبهمه القرآن ً،ولم تجرؤ على الخوضِ فى الكلم عن ا ي
ل ً،ومنعت من إل من جهة النصوص الشرعية الصحيحة ً،بل قررت مبدأ اليمان بما جاء من ذلك مجم ل
الخوضِ فى التفصيلت والجزئيات ً،وهذا مبدأ سليم ً،يقف حاجزا منيعا دون تسرب شىء من خرافات
الغيب المظنون إلى المعقول والعقائد.
كذلك نجد هذه المدرسة أبعدت التفسير عن التأثر باصطلحات العلوم والفنون ً،التى يزرج بها فى التفسير
بدون أن يكون فى حاجة إليها ً،ولم تتناول من ذلك إل بمقدار الحاجة ً،وعلى حسب الضرورة فقط.
ثم إن هذه المدرسة ً،نهجت بالتفسير منهجا أدبيا اجتماعيا ً،فكشفت عن بلغة القرآن وإعجازهً،
وأوضحت معانيه ومراميه ً،وأظهرت ما فيه من سنن الكون العظم ونظم الجتماع ً،وعالجت مشاكل
لمم عامة ً،بما أرشد إليه القرآن ً،من هداية وتعاليم ً،جمعت بين المة السلمية خاصة ً،ومشاكل ا ي
خيرى الدنيا والخرة ً،وو رفقت بين القرآن وما أثبته العلم من نظريات صحيحة ً،وجلت للناس أن القرآن
كتاب ال الخالد ً،الذى يستطيع أن يساير التطور الزمنى والمبشرى ً،إلى أن يرث ال الرضِ وممن
عليها ً،ودفعت ما ورد من يشمبه على القرآن ً،وفرندت ما يأثير حوله من شكوك وأوهام ً،بحجج قوية قذفت
بها على الباطل فدمغته فإذا هو زاهقا ..كل هذا بأسلوب شيقا جذاب يستهوى القارئ ً،ويستولى على
قلبه ً،ويمحبب إليه النظر فى كتاب ال ً،ويمرغبه فى الوقوف على معانيه وأسراره.
هذا ما نحمده لهذه المدرسة ً،ول نستطيع أن نغمطها عليه ً،أو نقلل من فضلها فيه؟
**
* عيوب هذه المدرسة:
أما ما نأخذه على هذه المدرسة ً،فهو أنها أعطت لعقلها حرية واسعة ً،فتأرولت بعضِ الحقائقا الشرعية
التى جاء بها القرآن الكريم ً،وعدلت بها عن الحقيقة إلى المجاز أو التمثيل ً،وليس هناك ما يدعو لذلك
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
إل مجرد الستبعاد والستغراب .استبعاد بالنسبة ليقدرة المبشر القاصرة ً،واستغراب ل يكون إل ممن
جهل قدرة ال وصلحيتها لكل ممكن.
كما أنها بسبب هذه الحرية العقلية الواسعة جارت المعتزلة فى بعضِ تعاليمها وعقائدها ً،وحرملت بعضِ
ألفاظ القرآن من المعانى ما لم يكن معهودا عند العرب فى زمن نزول القرآن وطعنت فى بعضِ
الحاديث :تارة بالضعف ً،وتارة بالوضع ً،مع أنها أحاديث صحيحة رواها البخارى ومسلم ً،وهما أصح
الكتب بعد كتاب ال تعالى بإجماع أهل العلم ً،كما أنها لم تأخذ بأحاديث الحاد الصحيحة الثابتة ً،فى كل
ما هو من قبيل العقائد ً،أو من قبيل السمعيات ً،مع أن أحاديث الحاد فى هذا الباب كثيرة ل ييستهان
بها.
وما ييقال من أن خبر الواحد ل تثبت به عقيدة إجماعا .فيه نظر من وجوه:
الول :أن دعوى الجماع باطلة ً،فإن للعلماء أربعة أقوال فى إفادة خبر الواحد العلم:
-1يفيد الظن مطلقا.
-2يفيد العلم بقرينة.
-3يفيد العلم من غير قرينة باطراد.
-4يفيد العلم من غير قرينة ل باطراد.
الثانى :إذا جرينا على أن خبر الواحد يفيد العلم ً،أمكن أن تثبت به عقيدة ً،وإذا جرينا على أنه يفيد
الظن ً،أمكن أن تثبت به العقيدة إذا احتفت به قرائن -على المختار -لفادته العلم حينئذ ً،ومن هنا
جزم ابن الصلح وغيره بأن أحاديث الصحيحين التى لم يتنقد عليهما تفيد العلم ً،فإن المة قد تلقتهما
بالقبول ً،وهى معصومة من الخطأ ً،وظن المعصوم ل يخطىء.
الثالث :أنه ليس المراد من العقيدة كل ما يعتمقد ً،وإل لتناول ذلك الفروع الفقهية ً،فإنه ل يسوغا العمل بها
إل بعد اعتقاد صحة الحكم فيها ً،وإنما المراد بالعقائد يأصولها ً،وهو ما كان الخلل بها موجبا للكفرً،
كاليمان بال وباليوم الخر .وأما الحاديث الواردة فى الحوادث الماضية ً،أو المستقبلة ً،أو المتعلقة
بتفاصيل اليوم الخر وما فيه ً،فل ييشترط فيها التواتر ً،لن هذه المور ليست من قبيل العقائد التى
يترتب على عدم تصديقها الكفر والعياذ بال تعالى ً،ولكن ييكمتفى فيا بأن تكون من طريقا صحيح.
* أهم رجال هذه المدرسة:
هذا ..وإن أهم رجال هذه المدرسة ً،وهو الستاذ المام الشيخْ محمد عبده زعيمها وعميدها ً،ثم
المرحوم السيد محمد رشيد رضا ً،والمرحوم الستاذ الكبر الشيخْ محمد مصطفى المراغى .وهما خير
ممن أنجبت هذه المدرسة ً،وخير من تررسم يخطا الستاذ المام ً،وسار على منهجه وطريقته فى التفسير.
ولست أرى القارئ بحاجة إلى أن أترجم لحياة هؤلء الرجال الثلثة ً،فالعهد بهم قريب ً،وليس ييخشى
على ممن لم صلة بالحركة العلمية فى هذا العصر شىء من معالم حياتهم ً،ويكفى أن أتكلم عن إنتاج كل
واحد منهم فى التفسير وعن منهجه الذى سلكه فيه ً،وسيقف القارئ -إن شاء ال تعالى -على ما قلته
عن هذه المدرسة ً،وما ذكرته لها من أثر محمود فى التفسير ً،وما ذكرته عنها من أثر ييؤخذ عليها ول
ييحمد لها.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخاتمة ..كلمة عامة عن التفسير
وألوانه فى العصر الحديث ( ضمن العنوان ) -1الستاذ المام الشيخْ محمد عبده (
* إنتاجه فى التفسير:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
إذا نحن ذهبنا نستقصى ما أنتجه لنا الستاذ المام من عمل فى التفسير ً،فإرنا نجد له تفسيره المشهور
لجزء "عم" ذلك التفسير الذى أرلفه بمشورة من بعضِ أعضاء الجمعية الخيرية السلمية ً،ليكون مرجعا
ل للصلح فى لساتذة مدارس الجمعية فى تفهيم التلميذ معانى ما يحفظون من سور هذا الجزء ً،وعام ل
أعمالهم وأخلقهم ً،ولقد أتم الستاذ المام تفسير هذا الجزء فى سنة 1321هـ )إحدى وعشرين
وثلثمائة بعد اللف من الهجرة( ً،ببلد المغرب ً،وبذل جهده كما يقول" :فى أن تكون العبارة سهلة
التناول ً،خالية من الخلف وكثرة الوجوه فى العراب ً،بحيث ل يحتاج فى فهمها إل أن يعرف القارئ
كيف يقرأ ً،أو السامع كيف يسمع ً،مع حسن النية وسلمة الوجدان".
كذلك نجد له تفسيرا مطرولل لسورة "العصر" كان قد ألقاه على هيئة محاضرات ً،أو دروس على علماء
مدينة الجزائر ووجهائها فى سنة 1321هـ )سنة 1902م( -ويقول الستاذ المام :إنه قرأ تفسير هذه
السورة فى سبعة أيام ً،وكل درس ل يقل عن ساعتين ً،أو ساعة ونصف.
كذلك نجد له بعضِ بحوث تفسيرية ً،عالج فيها بعضِ مشكلت القرآن ً،ودفع بها بعضِ ما يأثير حول
صهبيههم محمسمنفة القرآن من شكوك وإشكالت ً،كشرحه لقوله تعالى فى الية ] [78من سورة النساء} :مورإن يت ر
لرءصهبيههم مسيمئفة مييقويلوها مهــرذره رمهن رعنردمك يقهل يكول يمهن رعنرد ٱللرره مفممارل مهــيؤ ي مييقويلوها مهــرذره رمهن رعنرد ٱلرلره مورإن يت ر
صامبمك رمهن محمسمنهَة مفرممن ٱلرلره ل ميمكايدومن ميهفمقيهومن محرديثا{ُ ً،وقوله فى الية ] [79من السورة نفسها} :رمآ أم م ٱهلمقهورم م
ل مومكمفـى ربٱِللرره مشرهيدا{ُ وجمعه بينهما .وتوفيقه بين صامبمك رمن مسيمئهَة مفرمن رنهفرسمك موأمهرمسهلمنامك رللرنارس مريسو ل موممآ أم م
ما ي مظن فيهما من تناف وتضاد ً،وهو نسبة أفعال العباد تارة إلى ال تعالى ً،وتارة إلى العبد.
ل منربري وكشرحه لقوله تعالى فى الية ] [55 - 52من سورة الحج} :موممآ أمهرمسهلمنا رمن مقهبرلمك رمن رريسوهَل مو م
ل إرمذا متممرنـى أمهلمقى ٱلرشهيمطاين رفيي أيهمرنريرتره{ُ ..إلى قوله} :أمهو ميهأرتمييههم معمذايب ميهوهَم معرقيهَم{ُ ً،وإبطاله لقصة الغرانيقاً، إر ر
وتفنيده لما يبرنمى عليها من تفسير يذهب بعصمة النبى صلى ال عليه وسلم ً،ويرفع المان عن الوحى
الذى تكرفل ال بحفظه.
وكتفسيره لقوله تعالى فى الية ] [37من سورة الحزاب} :موإرهذ متيقويل رلرلرذييِ مأنمعم ٱللريه معملهيره موأمهنمعهممت معملهيره
أمهمرسهك معلمهيمك مزهومجمك موٱرترقا ٱلرلمه مويتهخرفي رفي منهفرسمك مما ٱللريه يمهبرديره مومتهخمشى ٱلرنامس موٱللريه أممحسقا مأن متهخمشايه مفلمرما
ضهوها رمهنيهرن ل مييكومن معملى ٱهليمهؤرمرنيمن محمرفج رفيي أمهزموارج مأهدرعميآرئرههم إرمذا مق مضـى مزهيفد يمهنمها مومطرا مزروهجمنامكمها رلمكهي م مق م
مومطرا مومكامن أمهمير ٱلرلره ممهفيعولل{ُ ً،ورده لما يألصقا بها من أحاديث باطلة ً،يتصيور النبى صلى ال عليه وسلم
بصورة الرجل الشهوانى ً،وإبطاله لكل ما يأثير حول هذه القصة -قصة زيد وزينب -من مطاعن
يررممى بها رسول ال صلى ال عليه وسلم زورا وبهتانا.
وكذلك نجد من آثار الستاذ المام فى التفسير ً،تلك الدورس التى ألقاها فى الزهر الشريف على
تلميذه ومريديه ً،وكان ذلك بمشورة تلميذه السيد محمد رشيد رضا ً،وإقناعه به ً،كما يقول هو فى
مقدمة تفسيره.
وقد ابتدأ الستاذ المام بأول القرآن فى يغررة المحررم سنة 1317وانتهى عند تفسير قوله تعالى فى الية
ضِ مومكامن ٱللريه ربيكيل مشهيهَء سمرحيطا{ُ ..وذلك لهر ر ] [126من سورة النساء} :مولرلره مما رفي ٱلرسمماموارت مومما رفي ٱ م
فى منتصف المحررم سنة 1323هـ ً،إذ توفى -رحمه ال -لثمان خلون من يجمادى الولى من السنة
نفسها.
وإذا كان الستاذ المام قد ألقى هذه الدروس فى التفسير على يطلبه ولم يدون شيئا ً،فإسنا ل نرى محمرجا
من جعلها أثرا من آثاره فى التفسير.
وذلك لن تلميذه السيد محمد رشيد رضا كان يكتب فى أثناء إلقاء هذه الدروس مذكرات يودعها ما يراه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أهم أقوال الستاذ المام ً،ثم يحفظ ما كتب ليمده بما يذكره من أقواله وقت الفراغا ً،ثم قام بعد ذلك بنشر
ما كتب فى مجلته "المنار" وكان -كما يقول هو فى مقدمة تفسيره -ييطلع الستاذ المام على ما أعده
للطبع ً،كلما تيسر ذلك بعد جمع حروفه فى المطبعة وقبل طبعه ً،فكان ربما يمنيقح فيه بزيادة قليلة ً،أو
حذف كلمة أو كلمات .قال" :ول أذكر أنه انتقد شيئا مما لم يره قبل الطبع ً،بل كان راضيا بالمكتوبً،
معجبا به".
ل بالنسبة هذا هو كل ما وصلت إليه من إنتاج الستاذ المام فى التفسير ً،وهو وإن كان إنتاجا يمعد قلي ل
لهذه الشخصية البارزة ً،إل أنه -والحقا يقال -كان له أثر بالغ فى تطور التفسير واتجاهاته ً،كما
سيظهر لك فيما بعد إن شاء ال تعالى.
**
* منهجه فى التفسير:
كان الستاذ المام هو الذى قام وحده من بين رجال الزهر بالدعوة إلى التجديد ً،والتحرر من قيود
التقليد ً،فاستعمل عقله الحر فى كتاباته وبحوثه ً،ولم يجر على ما جمد عليه غيره من أفكار المتقدمينً،
وأقوال السابقين ً،فكان له من وراء ذلك آراء وأفكار خالف بها ممن سبقه ً،فأغضبت عليه الكثير من أهل
العلم ً،وجمعت حوله قلوب مريديه والمعجبين به.
هذه الحرية العقلية ً،وهذه الثورة على القديم ً،كان لهما أثر بالغ فى المنهج الذى نهجه الشيخْ لنفسه.
وسار عليه فى تفسيره.
وذلك أن الستاذ المام اتخذ لنفسه مبدءا يسير عليه فى تفسير القرآن الكريم ً،ويخالف به جماعة
المف يسرين المتقدمين .وهو فهم كتاب ال من حيث هو دين يرشد الناس إلى ما فيه سعادتهم فى حياتهم
الدنيا وحياتهم الخرة ً،وذلك لنه كان يرى أن هذا هو المقصد العلى للقرآن ً،وماوراء ذلك من
المباحث فهو تابع له ً،أو وسيلة لتحصيله.
يقرر الستاذ المام هذا المبدأ فى التفسير ً،ثم يتوده بالرلوم إلى المفيسرين الذين غفلوا عن الغرضِ الول
للقرآن .وهو ما فيه من هداية وإرشاد ً،وراحوا يتوسعون فى نواح أخرى من ضروب المعانى ً،ووجوه
النحو ً،وخلفات الفقه ً،وغير ذلك من المقاصد التى يرى الستاذ المام أن الكثار فى مقصد منها
"يخرج بالكثيرين عن المقصود من الكتاب اللهى ً،ويذهب بهم فى مذاهب تنسيهم معناه الحقيقى".
لهذا نرى الستاذ المام يقسم التفسير إلى قسمين:
أحدهما :جاف مبعد عن ال وكتابه ً،وهو ما يقصد به اللفاظ ً،وإعراب الجمل ً،وبيان ما ترمى إليه تلك
العبارات والشارات من النكت الفنية .قال :وهذا ل ينبغى أن ييسمى تفسيرا .وإنما هو ضرب من
التمرين فى الفنون ً،كالنحو ً،والمعانى ً،وغيرهما.
وثانيهما :ذهاب المف يسر إلى فهم المراد من القول ً،وحكمة التشريع فى العقائد والحكام ً،على الوجه
الذى يجذب الرواح ً،ويسوقها إلى العمل والهداية المودعة فى الكلم ً،ليتحققا فيه معنى قوله تعالى:
}مويهلدى مومرهحمم فة{ُ ونحوهما من الوصاف ..قال الستاذ المام" :وهذا هو الغرضِ الول الذى أرمى إليه
فى قراءة التفسير".
ل فى تفسير هذا ..وإن الستاذ المام ل يريد من كلمه السابقا أن ييهمل الناحية البلغية أو النحوية مث ل
ل -من وجوه القرآن ً،ولكنه يريد أن يأخذ المفيسر من ذلك بمقدار الضرورة ً،فيبين المفسر -مث ل
البلغة ً،وضروب العراب بقدر ما يحتمله المعنى ً،وعلى الوجه الذى يليقا بفصاحة القرآن وبلغته.
وذلك بدون أن يتجاوز مقدار الحاجة.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ثم إرنا نجد الستاذ المام -وقد وضع لنفسه هذه الخطة فى التفسير -يشترط شروطا ل بد من توفرها
عند ممن يريد أن ييفيسر القرآن تفسيرا يحققا الغرضِ منه ً،وقد ذكرنها بجملتها عند كلمنا عن العلوم
التى يحتاج إليها المفيسر.
**
* القرآن ل يتبع العقيدة وإنما تؤخذ العقيدة من القرآن:
ويرى الستاذ المام :أن القرآن الكريم هو الميزان الذى يتوزن به العقائد لتعرف قيمتها ً،ويقرر أنه
يجب على ممن ينظر فى القرآن أن ينظر إليه كأصل تؤخذ منه العقيدة ً،وييستنبط منه الرأى ً،وينعى على
ما كان من أكثر المفيسرين ً،من تسلط العقيدة عليهم ً،ونظرتهم للقرآن من خللها ً،حتى تأرولوا القرآن بما
يشهد لعقائدهم ً،وتتمشى معها ً،وفى هذا يقول" :إذا وزنا ما فى أدمغتنا من العتقاد بكتاب ال تعالى ً،من
غير أن يندخلها أو لل فيه ً،يظهر لنا كوننا مهتدين أو ضالين .وأما إذا أدخلنا ما فى أدمغتنا فى القرآنً،
وحشرناها فيه أولل ً،فل يمكننا أن نعرف الهداية من الضلل ً،لختلط الموزون بالميزان ً،فل ييدرى ما
هو الموزون به.
ل والقرآن ل يتحمل عليه المذاهب والراء فى الدين ً،ل أن تكون المذاهب أص ل "أريد أن يكون القرآن أص ل
هو الذى ييحمل عليها .وييرجع بالتأويل أو التحريف إليها ً،كما جرى عليه المخذولون ً،وتاه فيه
الضالون".
* كيف كان يقرأ الستاذ المام التفسير ويكتبه:
تناول الستاذ المام تفسير القرآن الكريم بالتأليف والتدريس ً،أما ناحية التأليف ً،فمحدودة ضيقة ً،كما
ظهر لك فيما سبقا ً،وأما ناحية التدريس فكانت أوسع إلى حد ما من ناحية التأليف ً،فقد ألقى -رحمه
ال -دروسا في التفسير بالجامع الزهر الشريف ً،مدة ست سنوات ً،قرأ فيها ما يقرب من خمسة
أجزاء من أجزاء القرآن ً،كما ألمعنا إليه فيما تقدم.
كذلك ألقى دروسا فى التفسير بمدينة الجزائر من بلد المغرب ً،كما ألقى دروسا فى التفسير أيضا فى
مساجد بيروت ..فى المسجد الكبير ً،وفى مسجد "الباشورة".
وكان من عادة الستاذ المام فى دروسه :أنه يراعى حال ممن يستمعون إليه ً،فإذا حضره جماعة من
ل ً،يفتح الالبلداء الخاملى الفكر شرح لهم المعنى بكلمات قليلة ً،وإذا كان هناك ممن يتنبه وييلقى له با ل
عليه بكلم كثير .بهذا ييحيدث الستاذ المام عن نفسه.
ويحدثنا تلميذه السيدمحمد رشيد رضا عن طريقة الستاذ المام فى دروس التفسير فيقول" :كانت
طريقته فى قراءة الدرس على مقربة مما ارتآه فى كتابة التفسير ً،وهو أن يتوسع فيه فيما أغفله أو
صر فيه المفيسرون ً،ويختصر فيما برزوا فيه من مباحث اللفاظ ً،والعراب ً،ونكت البلغة ً،وفى قر
الروايات التى تدل عليها ً،ول تتوقف على فهمها اليات".
وكان الستاذ المام يعتمد فى دروسه وكتابته فى التفسير على عقله الحر وكان -كما يقول عنه بعضِ
الكاتبين " -ل يلتزم فى التفسير كتابا ً،وإنما يقرأ فى المصحف ً،ويلقى ما يفيضِ ال على قلبه".
وكان من دأبه أنه ل يرجع إلى كتاب من كتب التفسير قبل إلقاء دروسه حتى ل يتأثر بفهم غيره ً،وكل
ما كان منه أنه إذا عرضِ له وجه غريب من العراب ً،أو كلمة غريبة فى السلغة رجع إلى بعضِ كتب
التفسير ً،ليرى ما يكرتب فى ذلك ً،وقد حردث عن نفسه بذلك فقال" :إننى ل أطلع عندما أقرأ ً،لكننى ربما
أتصفح كتاب تفسير إذا كان هناك وجه غريب فى العراب ً،أو كلمة غريبة فى السلغة".
غير أننا نجد تلميذه السيد محمد رشيد رضا يذكر أن الستاذ المام كان "يتوكأ فى ذلك -يعنى فى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
دروسه فى التفسير -على عبارة تفسير الجللين الذى هو أوجز التفاسير ً،فكان يقرأ عابرته فيقرها ً،أو
ينتقد منها ما يراه منتقدا ثم يتكلم فى الية أو اليات المنرزلة فى معنى واحد بما فتح ال عليه ً،مما فيه
هداية وعبرة".
وسواء أقلنا إن الستاذ المام كان يرجع إلى كتب التفسير أم ل يرجع إليه ً،فإنه كان
يمح سكم عقله فيما يلقى وفيما يكتب ً،غير ملتفت إلى ما سربقا به من أقوال فى التفسير ً،ول بواقف عند
اعتبارات المؤلفين وأفهامهم وقوف ممن يخضع لها ً،ويمسيلم بها ً،على ما فيها من غث وسمين.
نعم ..لم يجمد الستاذ المام على ما فى كتب قدماء المفيسرين ً،ولم يلغ عقله أمام عقولهم ً،بل على
العكس من ذلك وجدناه يمنيدد بمن يكتفى فى التفسير بالنظر فى أقوال المتقدمين فيقول" :التفسير عند
قومنا اليوم ومن قبل اليوم بقرون ً،هو عبارة عن الطلع على ما قاله بعضِ العلماء فى كتب التفسيرً،
لفاعلى ما فى كلمهم من اختلف يتنزه عنه القرآن} :مولمهو مكامن رمهن رعنرد مغهيرر ٱللرره لممومجيدوها رفيره ٱهخرت م
مكرثيرا{ُ ً،وليت أهل العناية بالطلع على كتب التفسير يطلبون لنفسهم معنى تستقر عليه أفهامهم فى
العلم بمعانى الكتاب ً،ثم يبثونه فى الناس ويحملونهم عليه ً،ولكنهم لم يطلبوا ذلك ً،وإنما طلبوا صناعة
يفاخرون بالتفنن فيها ً،ويمارون فيها من يباريهم فى طلبها ً،ول يخرجون لظهار البراعة فى تحصيلها
عن حد الكثار من القول ً،واختراع الوجوه من التأويل والغراب فى البعاد عن مقاصد التنزيل" .إن
ال تعالى ل يسألنا يوم القيامة عن أقوال الناس وما فهموه ً،وإنما يسألنا عن كتابه الذى أنزله لرشادنا
وهدايتنا ً،وعن يسرنة نبينا الذى برين لنا ما ينيزل إلينا} :موأمهنمزهلمنا إرلمهيمك ٱليذهكمر رليتمبيمن رللرنارس مما ينيزمل إرلمهيرههم{ُ..
"يسألنا هل بلغتكم الرسالة؟ هل تدبرتم ما يبليهغيتم؟ هل عقلتم ما عنه ينهيتم وما به يأمرتم؟ وهل عملتم
بإرشاد القرآن ً،واهتديتم بهمدى النبى ً،واتبعتم يسرنته؟ عجبا لنا ننتظر هذا السؤال ونحن فى هذا العراضِ
عن القرآن ومهديه ً،فيا للغفلة والغرور".
كما وجدناه يمعيرف لنا الفهم الصحيح للقرآن فيقول ..." :وأعنى بالفهم ما يكون عن ذوقا سليم تصيبه
أساليب القرآن بعجائبها ً،وتملكه مواعظه فتشغله عما بين يديه مما سواه .ل يأريد الفهم المأخوذ بالتسليم
العمى من الكتب أخذا جافا ً،لم يصحبه ذلك الذوقا وما يتبعه من رقة الشعور ولطف الوجدان ً،الرلذين
هما مدار التعقل والتأثر والفهم والتدبر".
ومما ييذكر فى هذا المقام أنه "لما أبدى الستاذ المام رأيا طريفا فى تفسير بعضِ اليات ً،قال له أحد
المجاورين :إن ما قلته ل يوافقا عليه الجمل -يعنى بالجمل أحد المؤلفين ممن كتبوا الحواشى على
تفسير الجللين -فقال الستاذ على الفور :إننى أقرر ما يدل عليه المعنى الجليل ً،والكلم البليغ ً،ول
يعنينى أوافقا عليه الجمل أو الحمار".
كل هذا يدلنا على أن الستاذ المام كان حرا فى تفكيره وفهمه للقرآن ً،صريحا فى نقده وينصحه للتفسير
والمف يسرين ً،جريئا فى ثورته على القديم ً،ودعوته إلى التحرر مما أحاط بالعقول من القيود ً،وما أوغلت
فيه من الركود والجمود.
هذا ..وإن الستاذ المام لم يكن كغيره من المفيسرين الذين مكلفوا بالسرائيليات فجعلوا منها شروحا
لمبهمات القرآن ً،بل وجدناه على العكس من ذلك نفورا منها ً،وشرودا من الخوضِ فيها ً،لعتقاده أن ال
تعالى لم يكلفنا بالبحث عن الجزئيات والتفصيلت لما جاء به مبهما فى كتابه ً،ولو أراد منا ذلك لدلنا
صيرح بأن هذا هو "مذهبه فى جميع مبهمات القرآن يقف عند عليه فى كتابه أو على لسان نبيه ً،وهو ي م
النص القطعى ل يتعداه ً،ويثبت أن الفائدة ل تتوقف على سواه".
وإذا نحن تتبعنا أقواله فى مبهمات القرآن وجدناه محافظا على هذا المبدأ ً،ل يعدل عنه ول يحيد ً،إل فى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
مواضع قليلة نادرة.
ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى اليتين ] [11 ً،10من سورة النفطار} :موإررن معلمهييكهم لممحارفرظيمن * فمث ل
ركمراما مكارتربي من{ُ ..نجده يقول" :ومن الغيب الذى يجب علينا اليمان به ما أنبأنا به فى كتابه :أن علينا
محمف مظة يكتبون أعمالنا حسنات وسيئات ً،ولكن ليس علينا أن نبحث عن حقيقة هؤلء ً،ومن أى شىء
يخرلقوا ً،وما هو عملهم فى حفظهم وكتابتهم ً،هل عندهم أوراقا وأقالم ومداد كالمعهود عندنا ...وهو
يبعد فهمه؟ أو هناك ألواح يترسم فيها العمال؟ وهل الحروف والصور التى يترسم هى على نحو ما
نعهد؟ أو إنما هى أرواح تتجلى لها العمال فتبقى فيه بقاء الرمداد فى الرقرطاس إلى أن يبعث ال الناس؟
كل ذلك ل ينمكرلف العلم به ً،وإنما ينمكرلف اليمان بصدقا الخبر وتفويضِ المر فى معناه إلى ال ً،والذى
يجب علينا اعتقاده من جهة ما يدخل فى عملنا ً،هو :أن أعمالنا يتحفظ ويتحصى ً،ل يضيع منها نقير ول
قطمير".
لهخيدورد{ُ .... صمحايب ٱ ي ل عند تفسيره لقوله تعالى فى الية ] [4وما بعدها من سورة البروج} :يقرتمل أم ه ومث ل
لخدود ً،وأرنى كانوا؟ وممن هم يأولئك المؤمنون؟ وأين كان إلى آخر القصة يقول" :أما تعيين أصحاب ا ي
منزلهم من الرضِ؟ فقد كثرت فيه الروايات ً،والشهر أن المؤمنين كانوا نصارى نجران ً،عندما كان
دينهم دين التوحيد ً،ليس فيه حدث ول بدعة ً،وأن الكافرين كانوا يأمراء اليمن ً،أو اليهود الذين ل
يبعدون عن هؤلء فى حقيقة الوثنية ً،غير أن المؤمن ل يحتاج فى العتبار وإشعار الموعظة قلبه إلى
أن يعرف القوم ً،والجهة ً،وخاصة الدين الذى كان أولئك أو هؤلء ً،حتى يطير وراء القصص المشحونة
بالمبالغات ً،والساطير المحشوة بالخرافات ً،وإنما الذى عليه :هو أن يعرف من القصة ما ذكرناه أو ل
لً،
ضل علينا به". ولو علم ال خيرا فى أكثر من ذلك لتف ر
ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى اليتين ] [7 ً،6من سورة الفجر} :أملمهم متمر مكهيمف مفمعمل مرسبمك ربمعاهَد * ومث ل
إرمرم مذارت ٱهلرعممارد{ُ ..نجده يقول" :وقد يروى المفيسرون هنا حكايات فى تصوير إرم ذات العماد ً،كان
يجب أن يينرزه عنها كتاب ال ً،فإذا وقع إليمك شىء من كتبهم ً،ونظرمت فى هذا الموضع منها ً،فتخط
ببصرك ما تجده فى وصف إرم ً،وإياك أن تنظر فيه".
ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى اليات ] [9 - 6من سورة القارعة} :مفمأرما ممن مثيقلمهت ممموارزيينيه * مفيهمو ومث ل
ضميهَة * موأمرما ممهن مخرفهت ممموارزيينيه * مفيأسميه مهاروميفة{ُ ..نجده يقول " :وتقدير ال العمال وما
رفي رعيمشهَة ررا ر
تستحقه من الجزاء فى ذلك اليوم ً،إنما يكون على حسب ما يعلم ً،ل طريقة ما نعلم ً،فعلينا أن نفيوضِ
المر فيه إليه سبحانه على اليمان به ً،ومن عجيب ما قال بعضِ المفيسرين" :إنه ميزان بلسان وكرفتين
كأطباقا السموات والرضِ ً،ول يعلم ماهيته إل ال" فماذا بقى من ماهيته بعد لسانه وكرفتيه حتى ييفروضِ
العلم فيه إلى ال؟ والكلم فيه جرأة على غيب ال بغير نص صريح متواتر عن المعصوم ً،ولم يرد فى
الكتاب إل كلمة "ميزان" ً،وقد عرفت ما يمكننا أن نفهم منها لننتفع بما نعتقد ً،وما عدا ذلك فعلمه إلى ال
سبحانه .وقد قالوا :إن منكر الميزان بالمعنى المعروف ل يكفر ً،إذا كان القائل به يحدد له لسانا
وكرفتين ً،مع أن المبشر اخترعوا من الموازين ما هو أتقن من ذلك وأضبط وأوفى ببيان الموزون .أفيأبى
الحكيم الخبير إل استعمال ذلك الميزان الخشن الناقص الذى هدى العلم عقول المبشر إلى ما هو أدقا
منه؟ أيأبى عارليم الغيب والشهادة أن يستعمل فى وزن المعانى والمعقولت إل ذلك الميزان الذى اخترعه
بعضِ المبشر قبل أن يبلغ بهم العلم ما بلغ بأهل العصر الحاضر وما سيبلغ بأهل العصور المقبلة؟ على
أن جميع ما اخترع المبشر وما يخترعون مهما درقا ولميطف ً،إنما هو معيار الثقال الجسمانية ً،والوزان
المحسوسة ً،وهل يكون الليقا بالمقام اللهى أن يكون ميزان المعانى المعقولة لديه أسمى وأعلى من أن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يكون على نمط ما يستعمله المبشر ً،مهما ارتقت المعارف وسمت بهم العلوم؟ وهل يليقا بمن يخاف مقام
ربه أن يجرؤ على القول بوجوب العتقاد بأن الميزان الذى يزن ال به العمال يوم القيامة هو الميزان
لولى؟ ..ميزان ضعفاء العقول قصار النظارً، الذى تستعمله القبائل التى لم تزل فى مهد النسانية ا ي
الذين ل يعرفون قيمة لليمان بالغيب ً،ول لحياء العقل من ال ً،وإطراقه عن أن ينظر إلى ما تشامخْ من
غيوب ال تعالى علمه ً،وتعاظمت قدرته.
"عليك أيها المؤمن المطمئن إلى ما يخبر ال به أن توقن أن ال يزن العمال ً،ويميز لكل عمل مقداره.
ول تسل كيف يزن ً،ول كيف يمقيدر ً،فهو أعلم بغيبه ً،وال يعلم وأنتم ل تعلمون".
**
* معالجته للمسائل الجتماعية:
ثم إسنا نجد الستاذ المام ل يكاد يمر بآية من القرآن ً،يمكنه أن يأخذ منها علجا للمراضِ الجتماعيةً،
صيور للقارئ خطر الرعرلة الجتماعية التى يتكلم عنها ً،وييرشده إلى وسيلة علجها إل أفاضِ فى ذلك بما ي م
والتخلص منها ً،كل هذا يأخذه الستاذ المام من القرآن الكريم ً،ثم ييلقى به على أسماع المسلمين وغير
المسلمين ً،رجاء أن يعودوا إلى الصواب ً،ويثوبوا إلى الرشاد.
صهوها
ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [3من سورة العصر من التفسير المطرول لها} :مومتموا م فمث ل
صهبرر{ُ ..نجده يقول" :والصبر ممملكة في النفس يتيسر معها احتمال ما يشقا احتماله ً،والرضا بما يكره ربٱِل ر
ي
فى سبيل الحقا .وهو يخيلقا يتعلقا به بل يتوقف عليه كمال كل خلقا ً،وما أرتمى الناس من شىء مثل ما
يأتوا من فقج البصر أو ضعفه .كل يأمة ضعف البصر فى نفوس أفرادها .ضعف فيها كل شىء ً،وذهبت
ل :نقص العلم عند أمة من المم كالمسلمين اليوم ً،إذا دققت النظر منها كل قوة ً،ولنضرب لذلك مث ل
وجدت السبب فيه ضعف الصبر ً،فإن ممن عرف بابا من أبواب العلم ً،ل يجد فى نفسه صبرا على
التوسع فيه ً،والتعب فى تحقيقا مسائله ً،وينام على فراش من التقليد مهيين لميين ً،ل يكلفه مشقة ً،ول يجشمه
تعبأ ً،ويسلى نفسه عن كسله بتعظيم ممن سبقه ً،ولو كان عنده احترام حقيقى لمسملفه ً،لتخذهم يأسوة له فى
عمله ً،فحذا حذوهم ً،وسلك مسلكهم ً،وكرلف نفسه بعضِ ما حملوا أنفسهم عليه ً،واعتقد كما كانوا
يعتقدون أنهم ليسوا بمعصومين.
"ثم هو إذا تعرلم ل يجد صبرا على مشقة دعوة الناس إلى علم ما يعلم ً،وحملهم على عرفان ما يعرفً،
ول جلدا على تحصيل الوسائل لنشر ما عنده ً،بل متى لقى أول معارضة قبع فى بيته وترك الخلقا
للخالقا كما يقولون.
"يجلس الطالب لدرسه سنة أو سنتين ً،ثم تعرضه مشقة التحصيل ً،فيترك الدرس أو يتساهل فى فهمه
إلى حرفة أخرى يظنها أربح له ً،فينقطع عن الطلب ً،ويذهب فى الجهل كل مذهب ً،وكل هذا من ضعف
الصبر.
"يبخل البخيل بماله ً،ويجهد نفسه فى جمعه وكنزه ً،وتعرضِ له وجوه البر فيعرضِ عنها ً،ول يينفقا
درهما فى شىء منها ً،فيؤذى بذلك وطنه ورمرلته ً،ويترك الشر والفقر يأكل قومه ويأمته ً،ولو نظرنا إلى
ما قبضِ يده لوجدناه ضعف البصر ً،لما يأصيب بذلك المرضِ القاتل له ولهله.
"ييسرف المسرف فى الشهوات ً،ويتهتك المتهتك فى المنكرات ً،حتى ينفد المال ً،وتسوء الحال ً،ويستبدل
الذل بالعز ً،والفقر بالغنى ً،ول سبب لذلك إل ضياع صبره فى مقاومة الهوى ً،وضبط نفسه عن مواقع
الردى ً،ولو صبر فى مجاهدة تلك النزعات لما كان قد خسر ماله ً،وأفسد حاله ..وهكذا لو أردت أن
أعد جميع الرذائل ً،وأبحث عن عللها الولى ً،لوجدتموها تنتهى إلى ضعف الصبر أو فقده .ولو سردمت
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
جميع الفضائل وطلبمت ينبوعها الذى تستمد منه حياتها لما وجدمت لها ينبوعا سوى الصبر ً،أفل يكون
جديرا بعد هذا بأن يمخص بالذكر".
ثم يبين بعد ذلك وسائل الدعوة إلى الخير فيقول ..." :يجب على العلماء وممن يتشبه بهم ً،أن يتعلموا من
لمم ً،وأول ما يجب وسائل القيام بالواجب ما تدعو إليه الحال ً،على حسب الزمان واختلف أحوال ا ي
لمم ً،وارتفاعها وانحطاطها ً،وعلم الخلقا عليهم فى ذلك أن يتعلموا التاريخْ الصحيح ً،وعلم تكوين ا ي
وأحوال النفس ً،وعلم الحس والوجدان ً،ونحو ذلك مما ل بد منه فى معرفة مداخل الباطل إلى القلوبً،
لخروية ً،ووسائل ومعرفة طرقا التوفيقا بين العقل والحقا ً،ويسيبل التقريب بين الرلذة والمنفعة الدنيوية وا ي
استمالة النفوس عن جانب الشر إلى جانب الخير ً،فإن لم يحصلوا على ذلك كله فوزر العامة عليهم.
ول تنفعهم دعوى العجز ً،فإنهم ينفقون من أزمانهم في القيل والقال ً،والبحث فى اللفاظ والقوال ً،ما
كان يكفيهم أن يكونوا بحار علم ً،وأعلم يهدى ويرشد ً،فليطلبوا العلم من يسيبله التى قام عليها المسملف
الصالح ً،وال كفيل أن يمدهم بمعونته ً،أما وقد انقطعوا إلى ما يعجزهم عن القيام بأمره ً،فلن يقبل ال
لهم عذرا ً،بل فليتربصوا حتى يأتى أمر ال.
"لو قضى الزمان بأن يكون من وسائل التمكن من المر بالمعروف والنهى عن المنكر واشتغال الناس
بالحقا عن الباطل ً،وبالطيب عن الخبيث أن يضرب النسان فى الرضِ ويمسحها بالطول والعرضًِ،
وأن يتعلم السلغات الجنبية ً،ليقف على ما فيها مما ينفعه فيستعمله ً،وما يخشى ضرره على قومه فيدمغهً،
لمة من القرون الولى إلى لوجب على أهل العلم أن يأخذوا من ذلك بما يستطيعون ً،ولهم فى مسملف ا ي
نهاية القرن الرابع من الهجرة أحسن يأسوة ً،وأفضل قدوة ً،وكل ما ييهيونون به على أنفسهم مما يخالف
ذلك فإنما هى وساوس شيطان .يشغلهم بها عن النظر فى معانى القرآن ً،ويحرمهم من التعرضِ لرحمة
الرحمن".
لهبمرامر ملرفي منرعيهَم{ُ ..نراه يوضح معنى ل عند قوله تعالى فى الية ] [13من سورة النفطار} :إرن ٱ م ومث ل
ر
اليبر وما يكون به النسان من البرار ً،ثم يقول" :فل يمعد الشخص مبرا ول بارا حتى يكون للناس من
كسبه ومن نفسه نصيب فل يغتررن يأولئك الكسالى الخاملون ً،الذين يظنون أنهم يدركون مقام البرار
بركتعات من الخشية خاليات ً،وبتسبيحات وتكبيرات وتحميدات ملفوظات غير معقولت ً،وصيحات غير
لئقات بأهل المروءة من المؤمنين والمؤمنات ً،ثم بصوم أيام معدودات ً،ل يجتنب فيها إيذاء كثير من
المخلوقات ً،مع عدم مبالة الواحد منهم بشأن الدين قام أم أسقط ً،ارتفع أو انحط .ومع حرصه وطمعه
لما فى أيدى الناس ً،واعتقاده الستحقاقا لما عندهم ً،ل لشىء سوى أنهم عاملون فى كسب المال وهو
غير عامل ً،وهم يجرون على يسرنة الحقا وهو مستمسك بيسرنة الباطل ً،وهم يتجملون بحلية العمل موهو
منها عاطل ً،فهؤلء ليسوا من البرار ً،بل يجدر بهم أن يكونوا من اليفرجار".
ضهبحا * مفٱِليموررميارت مقهدحا * ل عندما تعررضِ لقوله تعالى في أول سورة العاديات} :موٱهلمعاردميارت م ومث ل
صهبحا * مفمأمثهرمن ربره منهقعا * مفمومسهطمن ربره مجهمعا{ُ ..نجده يقول" :وكان فى هذه اليات القارعاتً، مفٱِهليمرغيمرارت ي
وفى تخصيص الخيل بالذكر فى قوله} :موأمرعسدوها مليههم رما ٱهسمتمطهعيتهم يمن يقروهَة مورمن يرمبارط ٱهلمخهيرل يتهررهيبومن ربره
معهدرو ٱلرلره مومعيدرويكهم{ُ ً،وفيما ورد فى الحاديث التى ل تكاد يتحصر ما يحمل كل فرد من رجال المسلمين
على أن يكون فى مقدمة فرسان الرضِ مهارة فى ركوب الخيل ً،ويبعث القادرين منهم على قنية الخيل
على التنافس فى عقائلها ً،وأن يكون فن السباقا عندهم يسبقا بقية الفنون إتقانا ً،أفليس من أعجب العجب
عندهم أن ترى يأمما هذا كتابها قد أهملت شأن الخيل والفروسية ً،إلى أن صار ييشار إلى راكبيها بينهم
بالهزء والسخرية ً،وأخذت كرام الخيل تهجر بلدهم إلى بلد يأخرى؟ أليس أغرب ما ييستغرب أن يأناسا
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يزعمون أن هذا الكتاب كتابهم ً،يكون يطلب العلوم الدينية منهم أشد الناس رهبة من ركوب الخيلً،
وأبعدهم عن صفات الرجولية ً،حتى وقع من أحد أساتذتهم المشار إليهم بالبنان عندما كنت أكمله فى
منافع بعضِ العلوم وفوائدها فى علم الدين أن قال" :إذا كان كل ما يفيد فى الدين ينمعيلمه لطلبة العلم ً،كان
علينا إذن أن نعلمهم ركوب الخيل"! يقول ذلك ليفحمنى وتقوم له اليحرجة علسى ً،كأن تعليم ركوب الخيل
مما ل يليقا ول ينبغى لطلبة العلم ً،وهم يقولون إن العلماء ورثة النبياء ً،فهل هذه العمال وهذه العقائد
تتفقا مع اليمان بهذا الكتاب؟ أنصف ثم احكم".
ضِ معملـى مطمعارم ٱهلرمهسركيرن{ُ .. ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى الية ] [3من سورة الماعون} :مو م
ل مييح س ومث ل
ضِ معلمـى مطمعارم ٱهلرمهسركيرن{ُ ً،كناية عن الذى ل يجود بشىء من ماله على ل مييح س نجده يقرر :أن قوله} :مو م
الفقير المحتاج إلى القوت الذى ل يستطيع له كسبا".
ثم يقول" :وإنما جاء بالكناية ليفيدك أنه إذا عرضت حاجة المسكين ً،ولم تجد ما تعطيه ً،فعليك أن تطلب
من الناس أن يعطوه .وفيه حث للمصيدقين بالدين على إغاثة الفقراء ولو بجمع المال من غيرهم وهى
طريقة الجمعيات الخيرية ً،فأصلها ثابت فى الكتاب بهذه الية ً،وبنحو قوله تعالى فى اليتين ][18 ً،17
ضومن معلمـى مطمعارم ٱهلرمهسركيرن{ُ ً،ونعمت الطريقة هى ل يتهكرريمومن ٱهلميرتيم * مو م
ل متمحآ س من سورة الفجر} :مك ر
ل مبل ر
لغاثة الفقراء ً،وسد شىء من حاجات المساكين".
ومن أجل هذه الروح التى تسيطر على الستاذ المام فى تفسيره ً،نجد الشيخْ المراغى رحمه ال يقول:
"وكانت دروسه يجد علماء الجتماع فيها تطبيقا القرآن على معارفهم".
**
* تفسيره للقرآن على ضوء العلم الحديث:
كذلك نجد الستاذ المام -رحمه ال -يتناول بعضِ آيات القرآن فيشرحها شرحا يقوم على أساس من
نظريات العلم الحديث ً،وغرضه بذلك :أن يوفقا بين معانى القرآن التى قد تبدو مستبمعدة فى نظر بعضِ
الناس ً،وبين ما عندهم من معلومات توشك أن تكون يممسرلمة عندهم ً،أم هى يمسرلمة بالفعل ً،وهو -وإن
كان يرمى من وراء ذلك إلى غرضِ نبيل -يخرج أحيانا بمثل هذا الشرح والبيان عن مألوف العربً،
وما يعرهد لديهم وقت نزول القرآن.
ل عند تفسيره لقوله تعالى فى أول سورة النشقاقا} :إرمذا ٱلرسممآيء ٱنمشرقهت{ُ ..نجده يقول" :انشقاقا فمث ل
السماء ً،مثل انفطارها الذى ممرر تفسيره فى سورة }إرمذا ٱلرسممآيء ٱنمفمطمرهت{ُ ً،وهو فساد تركيبها ً،واختلل
نظامها ً،عندما يريد ال خراب هذا العاملم الذى نحن فيه ً،وهو يكون بحادثة من الحوادث التى قد ينجر
إليه سير العاملم ً،كأن يمر كوكب فى سيره باليقرب من آخر فيتجاذبا فيتصادما فيضطرب نظام الشمس
بأسره ً،ويحدث من ذلك غمام وأى غمام ً،يظهر فى مواضع متفرقة من الجو والفضاء الواسع ً،فتكون
السماء قد تشققت بالغمام ً،واختل نظمها حال ظهوره".
هذا التفسير من الستاذ المام عمل جليل ييشكر عليه ً،إذ غرضه من ذلك تقريب معانى القرآن وما
ييخبر به من عقول الناس ً،بما هو معهود عندهم ويممسرلم لديهم .ولكن هل ل بد فى فساد الكون من أن
يترتب على مثل هذه الظاهرة الكونية؟ وهل يعجز ال عن إفساده وإخلله بأمر آخر غير ذلك؟ أليس
الولى بنا أن نؤمن بما جاء به القرآن ً،ول نخوضِ فيما وراء ذلك من تفصيلت كما هو مذهب الشيخْ؟
ل ً،ول يريده على أنه أمر ل بد منه. أحسب أن الشيخْ يضرب ذلك مث ل
ل عندما يعرضِ لتفسير سورة الفيل ً،بعد أن ذكر ما قيل فى إرسال الطير على أبرهة ً،وما جاءت ومث ل
به بعضِ الروايات من أن الذى أصابهم هو داء الجدرى والحصبة يقول" :وقد برينت لنا هذه السورة
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الكريمة ً،أن ذلك الجدرى أو تلك الحصبة نشأت من حجارة يابسة سقطت على أفراد الجيش ً،بواسطة
رفمرقا عظيمة من الطير مما رسله ال مع الريح ً،فيجوز لك أن تعتقد أن هذا الطير من جنس البعوضِ أو
الذباب الذى يحمل جراثيم بعضِ المراضِ ً،وأن تكون هذه الحجارة من الطين المسموم اليابس ً،الذى
تحمله الرياح فيعلقا بأرجل هذه الحيوانات فإذا اتصل بجدسه دخل فى مسامه ً،فأثار يه تلك القروح التى
تنتهى بإفساد الجسم وتساقط لحمه ً،وإن كثيرا من هذه الطيور الضعيفة يمعد من أعظم جنود ال فى
إهلك من يريد إهلكه من البشر ً،وإن هذا الحيوان الصغير الذى يسمونه الن بالميكروب ل يخرج
عنها ً،وهو رفمرقا وجماعات ل يحصى عددها إل بارئها ً،ول يتوقف ظهور أثر يقدرة ال تعالى فى قهر
الطاغين على أن يكون الطير فى ضخامة رؤوس الجبال ً،ول على أن يكون من نوع عنقاء مغربً،
ول على أن يكون له ألوان خاصة به ً،ول على معرفة مقادير الحجارة وكيفية تأثيرها فلله جند من كل
شىء.
*ولى كل شىء له آية * تدل على أنه الواحد"*
وهنا أيضا نجد الستاذ المام قد خالف طريقته فى مبهمات القرآن فراح يخوضِ فى التفصيلت
والجزئيات ً،ثم جروز أن تكون الطير هى ما ييسمى اليوم بالميكروبات ً،كما جروز أن تكون الحجارة هى
جراثيم بعضِ المراضِ ً،وهذا ما ل ينقره عليه ً،لن هذه الجراثيم التى اكتشفها الطب الحديث لم يكن
للعرب علم بها وقت نزول القرآن ً،والعربى إذا سمع لفظ الحجارة فى هذه السورة ل ينصرف ذهنه إلى
تلك الجراثيم بحال من الحوال ً،وقد جاء القرآن بلغة العرب ً،وخاطبهم بما يعهدون ويألفون.
وإذا كان الستاذ المام قد أعطى لعقله الحرية الكاملة فى تفسيره للقرآن الكريم ً،فإرنا نجده ييغررقا فى هذه
الحرية ويتوسع فيها ً،إلى درجة وصلت به إلى ما يشبه التطرف فى أفكاره ً،والغلو فى آرائه.
**
* موقف من حقيقة الملئكة وإبليس:
ل عندما تعررضِ لقوله تعالى فى اليات ] [34وما بعدها من سورة البقرة} :موإرهذ يقهلمنا رلهلمم م
لرئمكرة ٱهسيجيدوها فمث ل
لمدمم{ُ ...إلى آخر القصة ً،نجده يقول" :وذهب بعضِ المفيسرين مذهبا آخر فى فهم معنى الملئكة ً،وهو م
أن مجموع ما ورد فى الملئكة من كونهم موكلين بالعمال من إنماء نبات ورخهلقة حيوان وحفظ إنسان
وغير ذلك ً،فيه إيماء إلى الخاصة بما هو أدقا من ظاهر العبارة ً،وهو أ ً،هذا النمو فى النبات لم يكن
إل بروح خاص ً،نفخه ال فى البذرة فكانت به هذه الحياة النباتية المخصوصة ً،وكذلك يقال فى الحيوان
والنسان ً،فكل أمر كلى قائم بنظام مخصوص تمت به الحكمة اللهية فى إيجاده ً،فإنما قوامه بروح
إلهى يسيمى فى لسان الشرع ممملكا ً،وممن لم يبال فى التسمية بالتوقيف يسم هذه المعانى القوى الطبيعيةً،
إذا كان ل يعرف من عاملم المكان إل ما هو طبيعة ً،أو قوة يظهر أثرها فى الطبيعة .والمر الثابت
الذى ل نزاع فيه ً،هو أن فى باطن الرخهلقة أمرا هو مناطها ً،وبه قوامها ونظامها ً،ل يمكن العاقل أن
ينكره ً،إن أنكر غير المؤمن بالوحى تسميته ممملكا ً،وزعم أنه ل دليل على وجود الملئكة ً،أو أنكر بعضِ
المؤمنين بالوحى تسميته قوة طبيعية أو ناموسا طبيعيا ً،لن هذه السماء لم ترد فى الشرع ً،فالحقيقة
واحدة ً،والعاقل ممن ل تحجبه السماء عن المسميات ً،وإن كان المؤمن بالغيب يرى للرواح وجودا ل
يدرك كنهه ً،والذى ل يؤمن بالغيب يقول ل أعرف الروح ً،ولكن أعرف قوة ل أفهم حقيقتها ً،ول يعلم
إل ال علم يختلف الناس ً،وكفل يقر بوجود شىء غير ما يرى ويحس ً،ويعترف بأنه ل يفهمه حقا
الفهم ً،ول يصل بعقله إلى إدراك كنهه؟ وماذا على هذا الذى يزعم أنه ل يؤمن بالغيب -وقد اعترف
بما غيب عنه -لو قال :يأصيدقا بغيب أعرف أثره ً،وإن كنت ل يأقيدر قدره ً،فيتفقا مع المؤمنين بالغيبً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ويفهم بذلك ما يرد على لسان صاحب الوحى ً،ويحظى بما يحظى به المؤمنون؟
"يشعر كل ممن مف ركر فى نفسه ً،ووازن بين خواطره عندما يهم بأمر فيه وجه للحقا أو للخير ً،ووجه
للباطل أو للشر ً،بأن فى نفسه تنازعا كأن المر قد عرضِ فيها على مجلس شورى .فهذا ييورد وذاك
يدفع ً،واحد يقول افعل ً،وآخر يقول ل تفعل ً،وآخر يقول ل تفعل ً،حتى ينتصر أحد الطرفين ً،ويترجح
أحد الخاطرين ً،فهذا الشىء الذى يأودع فى أنفسنا ونسميه قوة وفكرا ً،وهى فى اللحقيقة معنى ل يدرك
كنهه ً،وروح ل يتكتنه حقيقتها ً،ل يبعد أن يسميه ال ملممكا ً،أو يسمى أسبابه ملئكة ً،أو ما شاء من
السماء ً،فإن التسمية ل محهجمر فيها على الناس ً،فكيف ييحجر فيها على صاحب الرادة المطلقةً،
والسلطان النافذ والعلم الواسع".
ثم قال الستاذ المام بعد ذلك" :فإذا صح الجرى على هذا التفسير ً،فل ييستبعد أن تكون الشارة فى
الية أن ال تعالى لما خلقا الرضِ ً،ودبرها بما شاء من القوى الروحانية التى بها قوامها ونظامهاً،
وجعل كل صنف من القوى مخصوصا بنوع من أنواع المخلوقات ً،ل يتعداه ول يتعدى ما يحيدد له من
ص به.؟ خلقا بعد ذلك النسان ً،وأعطاه قوة يكون بها مستعدا للتصف بجميع هذه القوى الثر الذى يخ ر
وتسخيرها فى عمارة الرضِ ً،وعربر عن تسخير هذه اليقموى بالسجود الذى ييفيد معنى الخضوع
والتسخير ً،وجعله بهذا الستعداد الذى ل حد له ً،والتصرف الذى لم ييعط لغيره ً،خليفة ال فى أرضهً،
لنه أكمل الموجودات فى الرضِ ً،واستثنى من هذه اليقموى قوة واحدة ً،عربر عنها بإبليس ً،وهى القوى
التى لرزها ال بهذا العاملم لزا ً،وهى التى تميل بالمستعد للكمال ً،أو بالكامل إلى النقص ً،وتعارضِ مد
الوجود لترده إلى العدم ً،أو تقطع سبيل البقاء ً،وتعود بالموجود إلى الفناء ً،أو التى تعارضِ فى اتباع
الحقا ً،وتصد عن عمل الخير ً،وتنازع النسان فى صرف قواه إلى المنافع والمصالح التى تتم بها
خلفته ً،فيصل إلى مراتب الكمال الوجودى التى يخرلقا مستعدا للوصول إليها .تلك القوة التى ضللت
آثارها قوما فزعموا أن فى العاملم إلها يسمى إله الشر ً،وما هى بإله ً،ولكنها محنة إله ل يعلم أسرار
حكمته إل هو".
قال" :ولو أن أنفسنا مالت إلى قبول هذا التأويل ً،لم تجد فى الدين ما يمنعها من ذلك ً،والعمدة على
اطمئنان القلب ً،وركون النفس إلى ما أبصرت من الحقا".
ثم يعود فى موضع آخر إلى تقرير التمثيل فى القصة فيقول" :وتقرير التمثيل فى القصة على هذا
المذهب هكذا :أن إخبار ال الملئكة بجعل النسان خليفة فى الرضِ هو عبارة عن تهيئة الرضِ
ويقموى هذا العاملم وأوراحه ً،التى بها قوامه ونظامه ً،لوجود نوع من المخلوقات يتصرف فيها ً،فيكون به
كمال الوجود فى هذه الرضِ ً،وسؤال الملئكة عن جعل خليفة يهفرسد فى الرضِ لنه يعمل باختيارهً،
وييع مطى استعدادا فى العلم والعمل ل حد لهما ً،هو تصوير لما فى استعداد النسان لذلك ً،وتمهيد لبيان
أنه ل ينافى خلفته فى الرضِ ً،وتعليم آدم السماء كلها بيان لستعداد النسان لعلم كل شىء فى هذه
الرضِ ً،وانتفاعه به فى استعمارها ً،وعرضِ السماء على الملئكة ً،وسؤالهم عنها ً،وتنصلهم فى
الجواب تصوير لكون الشعور الذى ييصاحب كل روح من الرواح المدبرة للعوالم محدودا ل يتعدى
وظيفته ً،وسجود الملئكة لدم عبارة عن تسخير هذه الرواح واليقموى له ً،ينتفع فى ترقية الكون بمعرفة
سنن ال تعالى فى ذلك .وإباء إبليس واستكباره عن السجود تمثيل لعجز النسان عن إخضاع روح
الشر ً،وإبطال داعية خواطر السوء ً،التى هى مثار التنازع والتخاصم والتعدى والفساد فى الرضًِ،
ولول ذلك لجاء على النسان زمن يكون فيه أفراده كالملئكة بل أعظم ً،أو يخرجون عن كونهم من هذا
النوع المبشرى".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
والذى ينظر فى هذا التأويل الذى جروزه الشيخْ ً،وفى سياقا الية وألفاظها وما فيها من محاورة ومقاولةً،
ل يسعه إل أن يرده ً،وإن حاول قائله أن يروج له بجعله الوامر التى وردت فى الية من قبيل المر
التكوينى ً،ل المر التكليفى.
**
* موقفه من السحر:
ولقد كان من أثر إعطاء الستاذ لنفسه الحرية الواسعة فى فهم القرآن الكريم ً،أرنا نجده يخاف رأى
جمهور أهل السسرنة ً،ويذهب إلى ما ذهب إليه المعتزلة ً،من أن السحر ل حقيقة له ً،ولذلك عند تفسيره
لقوله تعالى فى الية ] [4من سورة الفلقا} :مورمن مشير ٱلرنرفامثارت رفي ٱهليعمقرد{ُ ..نجده بعد أن ييفيسر معنى
النفث واليعمقد ً،يمفيسر المراد بالنرفاثات فى الية فيقول" :المراد بهم هنا هم النمامون ً،المقيطعون لروابط
للفة ً،ال يمحرقون لها بما يلقو عليها من ضرام نمائمهم ً،وإنما جاءت العبارة كما فى الية ً،لن ال مجرل اي
شأنه أراد أن يشبههم بأولئك السحرة المشعوذين ً،الذين إذا أرادوا أن يحلوا عقدة المحبة بين المرء
ل للعقد التى ل -فيما ييوهمون به العامة ً،عقدوا عقدة ثم نفثوا فيها ومحسلوها ً،ليكون ذلك ح ل وزوجه -مث ل
بين الزوجين .والنميمة تشبه أن تكون ضربا من السحر ً،لنها تحيول ما بين الصديقين من محبة إلى
ضيلل وجدان الصديقين ً،كما يضلل الليل ممن يسير فيه بظلمتهً، عداوة ً،بوسيلة خفية كاذبة ً،والنميمة يت م
ولهذا ذكرها عقب ذكر الغاسقا".
***
إنكاره لبعضِ الحاديث الصحيحة:
ثم راح الشيخْ -رحمه ال -يرد ما جاء من الروايات فى سحر الرسول صلى ال عليه وسلم فقال:
"وقد رووا هنا أحاديث فى أن النبى صلى ال عليه وسلم سحره لبيد بين العصم ً،وأرثمر سحره فيه ً،حتى
كان ييخيل له أنه يفعل الشىء وهو ل يفعله ً،أو يأتى شيئا وهو ل يأتيه ً،وأن ال أنبأه بذلك ً،وأيهخررجت
مواد السحر من بئر ً،ويعورفمى -صلى ال عليه وسلم -مما كان نزل به من ذلك ً،ونزلت هذه السورةً،
ول يخفى أن تأثير السحر فى نفسه عليه السلم حتى يصل به المر إلى أن يظن أن يفعل شيئا وهو ل
يفعله ً،ليس من قبيل تأثير المراضِ فى البدان ً،ول من قبيل عروضِ السهو والنسيان فى بعضِ
صيدقا قول المشركين فيه} :رإن مترتربيعومن إر ر
ل المور العادية ً،بل هو ماس بالعقل ً،آخذ بالروح ً،وهو مما ي م
ل رمهسيحورا{ُ ً،وليس المسحور عندهم إل ممن خولمط فى معقله ً،ويخييل له أن شيئا يقع وهو ل يقعً، مريج ل
فييخريل إليه أنه ييومحى إليه ً،ول ييومحى إليه ً،وقد قال كثير من المقيلدين الذين ل يعقلون ما هى النبوة ول
ما يجب لها :إن الخبر بتأثير السحر فى النفس الشريفة قد صح فيلزم العتقاد به ً،وعدم التصديقا به من
ربمدع المبتدعين ً،لنه ضرب من إنكار السحر ً،وقد جاء القرآن بصحة السحر ً،فانظر كيف ينقلب الدين
الصحيح ً،والحقا الصريح فى نظر المقيلد بدعة -ونعوذ بال -يحتج بالقرآن على ثبوت السحرً،
ويعرضِ عن القرآن فى نفيه السحر عنه -صلى ال ليه وسلم ً،-ومعردية من افتراء المشركين عليهً،
وييؤيول فى هذه ول ييؤيول فى تلك ً،مع أن الذى قصده المشركون ظاهر ً،لنهم كانوا يقولون :إن
الشيطان يلبسه عليه الصلة والسلم ً،وملبسة الشيطان يتعرف بالسحر عندهم ً،وضرب من ضروبهً،
وهو بعينه أثر السحرالذى ينسب إلى لبيد ً،فإنه خولط فى عقله وإدراكه فى زعمهم.
"والذى يجب اعتقاده أن القرآن مقطوع به ً،وأنه كتاب ال بالتواتر عن المعصوم -صلى ال عليه وسلم
ً،-فهو الذى يجب العتقاد بما ييثبته ً،وعدم العتقاد بما يينفيه ً،وقد جاء بنفى السحر عنه عليه السلمً،
حيث نسب القول بإثبات حصول السحر له إلى المشركين أعدائه ً،ووبخهم على زعمهم هذا ً،فإذن هو
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ليس بمسحور قطعا .وأما الحديث -فعلى فرضِ صحته -هو آحاد ً،والحاد ل يؤخذ بها فى باب
العقائد ً،وعصمة النبى من تأثير السحر فى عقله عقيدة من العقائد ً،ل يؤخذ فى نفيها عنه إل باليقينً،
ول يجوز أن يؤخذ فيها الظن والمظنون ً،عل أن الحديث الذى يصل إلينا من طريقا الحاد ً،إنما
يحصل الظن عند ممن صح عنده ً،أما ممن قامت له الدلة على أنه غير صحيح ً،فل تقوم به عليه يحرجةً،
وعلى أى حال ً،فلنا -بل علينا -أن ينفيوضِ المر فى الحديث .ول ينمحيكمه فى عقيدتنا ً،ونأخذ بنص
الكتاب وبدليل العقل ً،فإنه إذا خولط النبى فى عقله -كما زعموا -جاز عليه أن يظن أنه مبرلغ شيئا
وهو لم يمبيلغه ً،أو أن شيئا نزل عليه وهو لم ينزل عليه ً،والمر ظاهر ل يحتاج إلى بيان "..إلخْ.
وهذا الحديث الذى يرده الستاذ المام رواه البخارى وغيره من أصحاب الكتب الصحيحة ً،وليس من
وراء صحته ما يخل بمقام النبوة ً،فإن السحر الذى يأصيب به عليه الصلة والسلم كان من قبيل
المراضِ التى تعرضِ للبدن بدون أن تؤثر على شئ من العقل ً،وقد قالوا إن ما فعله لبيد بن العصم
بالنبى صلى ال عليه وسلم من السحر ل يعدو أن يكون نوعا من أنواع العقد عن النساء ً،وهو الذى
يسمونه "رباطا" فكان يخيل إليه أن عنده قدرة على إتيان إحدى نسائه ً،فإذا ما مهرم بحاجته عجز عن
ذلك .أما السحر الذى ينرفمى عنه -صلى ال عليه وسلم -فمراد به الجنون ً،وهو مخل ول شك بمقام
النبوة ً،وقد قالوا} :ـيمأسيمها ٱرلرذيِ ينيزمل معملهيره ٱليذهكير إررنمك ملممهجينوفن{ُ.
ثم إن الحديث رواية البخارى وغيره من كتب الصحيح ً،ولكن الستاذ المام وممن على طريقته ل
يمف يرقون بين رواية البخارى وغيره ً،فل مانع عندهم من عدم صحة ما يرويه البخارى ً،كما أنه -لو
صح فى نظرهم -فهو ل يعدو أن يكون خبر آحاد ل يثبت به إل الظن ً،وهذا فى نظرنا هدم للجانب
الكبر من السسرنة التى هى بالنسبة للكتاب فى منزلة المبيين من المبرين ً،وقد قالوا :إن البيان يلتحقا
ضيعفه الشيخْ ً،أو يتخلص منه بأنه رواية آحاد ً،بل هناك بالمبسين ً،وليس هذا الحديث وحده هو الذى ي م
كثرة من الحاديث نالها هذا الحكم القاسى ً،فمن ذلك أيضا حديث الشيخين" :كل بنى آدم يمسه الشيطان
يوم ولدته يأمه إل مريم وابنها" ..فإنه قال فيه" :إذا صح الحديث فهو من قبيل التمثيل ل من باب
الحقيقة".
فهو ل يثقا بصحة الحديث رغم رواية الشيخين له ً،ثم يتخلص من إرادة الحقيقة -على فرضِ الصحةً،
بجعل الحديث من باب التمثيل ً،وهو ركون إلى مذهب المعتزلة .الذين يرون أن الشيطان ل متمسسلط له
على النسان إل بالوسوسة والغواء فقط.
وبعد ..فهذا هو إنتاج الستاذ المام فى التفسير ً،وهذا هو مسلكه ومنهجه فيه ً،ولعيلى أكون قد أرضيت
الحقيقة ً،ولم أتجن على الشيخْ ً،أو أتهمه بما هو منه برئ.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) الخاتمة ..كلمة عامة عن التفسير
وألوانه فى العصر الحديث ( ضمن العنوان ) -2السيد محمد رشيد رضا (
وبعد ...فهذا ما يرسره ال لى وأعاننى عليه ً،وملعيلى أكون وقد طروفيت بالقارئ الكريم فى نواح شرتى من
مناهج التفسير ً،وأخذيت بيده إلى حيث أطلعته على ألوان مختلفة منه ً،من مبدأ نزول القرآن إلى عصرنا
هذا ً،وكشفيت له عن طرائقا القوم فى فهمهم لنصوص كتاب ال ً،وأريته كيف حاول كل ذى رنهحلة أن
يقيم رنهحلته على أساس من القرآن .وكيف تحايل على فهم آياته ً،وتصررف فى تأويل عباراته ً،كل ممن
ل على ما يهدف إليه ً،من حقا تبلج ً،أو باطل تلجلج ...ملعيلى بعد
حاول أن يجعل القرآن شاهدا له ً،ودلي ل
هذا كله أكون قد أرضييت يعرشاقا التفسير خاصة ً،وأهل العلم عامة ً،وحققيت رغبة طالما ترددت فى
صدروهم ً،وقضييت حاجة كثيرا ما تطلعت لها نفوسهم ً،واشرأبت إليها أعناقهم.
وملعيلى بعد ذلك أن ل أكون قد أسأمت القارئ الكريم ً،من طول دعتنى إليه ضرورة البحث ً،ودفعتنى
إليه رغبة الستيفاء والستقصاء.
واعتقادى -رغم هذا الطول -أن فى هذا البحث تركيزا كبيرا ً،واختصارا كثيرا ً،إذ أن كل موضوع
من موضوعات هذا الكتاب يصلح لن يكون كتابا وحده ً،وكتابا موسعا يمسهبا.
وأرجو أن يهىء ال لى يرشدا من أمرى ً،ومتسعا من وقتى ً،لجعل من هذا الكتاب كتبا متعددة ً،فيها
إسهاب أوسع من هذا السهاب ً،واستيفاء أشمل من هذا الستيفاء.
وحسبى بهذا العمل الذى ييعتبر باكورة عملى فى التأليف أن أكون قردمت إلى المكتبة السلمية بحثا فيه
جدة وطرافة ً،وفيه متعة علمية ً،ولرذة روحية ً،تستهوى القارئ ً،وتستحوذ على مشاعره وحسه.
حسبى هذا ً،وحسبى أن أكون قد أرضييت رغبتى العلمية ً،التى لم آل فى إرضائها جهدا ً،ولم أدخر فى
ضمى الناس بعد ذلك ً،فذلك من فضل ال ً،وإن كانت الخرى ً،فذلك هو مجههيد إشباعها وسعا ً،فإن مر ر
ل صريحا. اليمرقل ً،وطاقة الناشىء ً،الذى ل يزال يرقب من وراء الغيب أم ل
ل فسيحا ً،وكما ل
هذا ..ول يفوتنى أن أعتذر إلى القارئ الكريم عما قد يكون فى هذا الكتاب من أخطاء هينة ل تخفى
على قطانته ً،ول تدقا عن إدراكه ً،فإهن مرر بها فرجائى إليه أن يتلمس لها عذرا ً،وأن يصححها
مشكورا ً،وتلك شيمة الكرام أهل اليخيلقا الطاهر والدب الحميد ً،وأن ل يكون ممن قال فيهم الشاعر:
*فإن رأوا زرلة طاروا بها فرحا * عنى وما وجدوا من صالح دفنوا*
وال سبحانه وتعالى أسأل أن يجعل عملى هذا خالصا لوجهه ً،وأن ينفع به يأناسا أخلصوا قلوبهم لً،
وأن ينفعنى به فى دنياى وآخرتى ً،وأن يحققا لى به ما تصبو إليه نفسى ً،وتسمو إليه همتى ...والحمد
ل الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لول أن هدانا ال ً،وصرلى ال على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه
وممن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) تمهيد (
الشيعة :هم الذين شايعوا عليا -كررم ال وجهه -على الخصوص وقالوا بخالفته نصا ووصاية ً،إما
جليا وإما خفيا ً،واعتقدوا أن المامة ل تخرج من أولده ً،وإن خرجت فبظلم يكون من غيره ً،أو بتقسية
من عنده.
ويقولون :إرن المامية ليست قضية مصلحية يتناط باختيار العامة وينتصب المام بنصبهم ً،بل هى قضية
أصولية هو ركن الدين ً،ول يجوز للرسول عليه السلم إغفاله وإهماله وتفويضه إلى العامة وإرساله.
ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص ً،وثبوت عصمة الئمة وجوبا عن الكبائر والصغائرً،
ل وفع ل
ل وعقدا إل فى حالة التقسية. والقول بالتولى والتبرى قو ل
ويخالفهم بعضِ الزيدية فى ذلك ً،ولهم فى تعدية المامية كلم وخلف كثير ً،وعند كل تعدية وتوقف
مقالة ومذهب وخبط.
وهم خمس فرقا :كيسانية ً،وزيدية ً،وإمامية ً،وغلة ً،وإسماعيلية.
وبعضهم يميل فى الصول إلى العتزال ً،وبعضهم إلى السسرنة ً،وبعضهم إلى التشبيه.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -1الكيسانية ( ضمن العنوان
) المختارية (
أصحاب المختار بن أبى عبيد ً،كان خارجيا ثم صار زبيريا ً،ثم صار شيعيا وكيسانيا ً،قال بإمامة محمد
ابن الحنفية بعد أمير المؤمنين علسى رضى ال عنهما ً،وقيل :ل ً،بل بعد الحسن والحسين ً،وكان يدعو
الناس إليه ويظهر أنه من رجاله ودعاته ً،ويذكر علوما مزخرفة ينوطها به.
ولما وقف محمد ابن الحنفية على ذلك تبرأ منه خاصة ً،وأظهر لصحابه عند العامة براءته ليصرف
الناس عنه ليمشى أمره على إمارة الحسين ً،وليجمع أمر زين العابدين على أعداء أهل الدين ً،وأنه إنما
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يبث على الخلقا ذلك ليتمشى أمره ويجتمع الناس عليه ً،وإنما انتظم له ما انتظم بأمرين:
أحدهما :انتسابه إلى محمد ابن الحنفية علما ودعوة.
ل ونهارا بقتال الظلمة الذين اجتمعوا على قتل والثانى :قايمه بثأر الحسين رضى ال عنه ً،واشتغاله لي ل
الحسين.
ومن مذهب المختار أنه يجوز البداء على ال تعالى ..والبداء له معان ً،فالبداء فى العلم -وهو أن
ل يعتقد هذا العتقاد ً،والبداء فى الرادة -وهو أن يظهر له يظهر له خلف ما علم -ول أظن عاق ل
صواب على خلف ما أراد وحكم ً،والبداء فى المر -وهو أن يأمر بشىء ثم يأمر بعده بخلف ذلك.
وممن لم ييجيوز النسخْ ظن أن الوامر المختلفة فى الوقات المختلفة متناسخة.
وإنما صار المختار إلى اختيار القول بالبداء ً،لنه كان يسدعى علم ما يحدث من الحوال ً،إما بوحى
ييومحى إليه ً،وإما برسالة من رقمبل المام .فكان إذا وعد أصحابه بكون شىء ً،وحدوث حادثة ً،إن وافقا
ل على صدقا دعواه ً،وإن لم يوافقا قال :قد بدا لربكم!! كونه قوله ً،جعله دلي ل
وكان ل ييف يرقا بين النسخْ والبداء ً،قال :إذا جاز النسخْ فى الحكام جاز البداء فى الخبار.
وقيل :إن السيد محمد ابن الحنفية تبرأ من المختار حين وصل إليه أنه قد ليبس على الناس أنه من دعاته
ورجاله ً،وتبرأ من الضللت التى ابتدعها المختار من التأويلت الفاسدة ً،والمخاريقا المميوهة.
فمن مخاريقه :أنه كان عنده كرسى قديم قد غرشاه بالديباج ورينه بأنواع الزينة وقال" :هذا من ذخائر أمير
المؤمنين علسى عليه السلم ً،وهو عندنا بمنزلة التابوت لبنى إسرائيل" ً،فكان إذا حارب خصومه يضعه
فى الصف ويقول" :قاتلوا ولكم الظفر والنصر ً،وهذا الكرسى محله فيكم محل التابوت فى بنى إسرائيلً،
وفيه السكينة والبقية ً،والملئكة من فوقكم ينزلون مددا لكم".
وحديث الحمامات البيضِ التى ظهرت فى الهواء -وقد أخبرهم قبل ذلك بأن الملئكة تنزل على
صورة الحمامات البيضِ -معروف ً،والسجاع التى أرلفها أبرد تأليف مشهور.
وإنما حمله على النتساب إلى محمد ابن الحنفية حسن اعتقاد الناس فيه وامتلء القلوب بحبه ً،والسيد
كان كثير العلم غزير المعرفة وسقاد الفكر مصيب الخاطر فى العواقب ً،وقد أخبره أمير المؤمنين عن
أحوال الملحم ً،وأطلعه على مدارج المعالم ً،قد اختار العزلة وآثر الخمول على الشهرة ً،وقد قيل إنه
كان مستودعا علم المامة حتى سرلم المانة إلى أهلها ً،وما فارقا الدنيا حتى أقرها فى مستقرها ً،وكان
"السيد الحميرى" ً،و "كثير" الشاعر من شيعته ً،قال "كثير" فيه:
*أل إرن الئمة من قريش * ولة الحقا أربعة سواء*
*علسى ً،والثلثة من بنيه * هم السباط ليس بهم خفاء*
*فسبط ً،سبط إيمان وبر * وسبط غريبته كربلء*
*وسبط ل يذوقا الموت حتى * يقود الخيل يقدمه اللواء*
*يغيب ً،ول يرى فيهم زمانا * برضوى ً،عنده عسل وماء*
وكان "السيد الحميرى" أيضا يعتقد أنه لم يمت ً،وأنه فى جبل رضو بين أسد ونمر يحفظانه ً،وعنده
ل كما يمرلئت جورا ً،وهذا هوضاختان تجريان بماء وعسل ً،ويعود بعد الغيبة فيمل العالم عد ل عينان ن ر
الول حكم بالغيبة ً،والعود بعد الغيبة حكم به الشيعة وجرى ذلك فى بعضِ الجماعة حتى اعتقدوه دينا
وركنا من أركان التشيع.
ثم اختلف الكيسانية بعد انتقال محمد ابن الحنفية فى سوقا المامة ً،وصار كل اختلف مذهبا.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -1الكيسانية ( ضمن العنوان
) الهاشمية (
أتباع أبى هاشم بن محمد ابن الحنفية ً،قالوا بانتقال محمد ابن الحنفية إلى رحمة ال ورضوانه ً،وانتقال
المامة منه إلى ابنه هاشم.
قالوا :فإنه أفضى إليه أسرار العلوم ً،وأطلعه على مناهج تطبيقا الفاقا على النفس ً،وتقدير التنزيل
على التأويل ً،وتصوير الظاهر على الباطن.
ل ً،ولكل مثال فى هذا العاملم حقيقة وقالوا :إسن لكل ظاهر باطنا ً،ولكل شخص روحا ً،ولكل تنزيل تأوي ل
فى ذلك العاملم ً،والمنتشر فى الفاقا من الحكم والسرار مجتمع فى الشخص النسانى ً،وهو العلم الذى
استأثر علسى )كررمال وجهه( به ابنه محمد ابن الحنفية ً،وهو أفضى ذلك السر إلى ابنه أبى هاشم ً،وكل
ممن اجتمع فيه هذا العلم فهو المام حقا.
واختلف بعد أبى هاشم شيعته خمس فرقا:
قالت فرقة :إ رن أبا هاشم مات منصرفا من الشام بأرضِ الشراة ً،وأوصى إلى محمد بن عبد ال بن
عباس ً،وأنجزت فى أولده الوصية حتى صارت الخلفة إلى أبى العباس.
قالوا :ولهم فى الخلفة حقا لتصال النسب ً،وقد توفى رسول ال صلى ال عليه وسلم وعمه العباس
أولى بالوراثة.
وفرقة قالت :إن المامة بعد موت أبى هاشم لبن أخيه الحسن بن علسى ابن محمد ابن الحنفية.
وفرقة قالت :ل ً،بل إسن أبا هاشم أوصى إلى أخيه علسى بن محمد ً،وعلسى أوصى إلى ابنه الحسنً،
فالمامة عندهم فى بنى الحنفية ل تخرج إلى غيرهم.
وفرقة قالت :إسن أبا هاشم أوصى إلى عبد ال بن عمرو بن حرب الكندى ً،وأن المامة خرجت من بنى
هاشم إلى عبد ال ً،وتحولت روح أبى هاشم إليه.
والرجل ما كان يرجع إلى علم وديانة ً،فاطلع بعضِ القوم على خيانته وكذبه فأعرضوا عنه ً،وقالوا
بإمامة عبد ال بن معاوية بن عبد ال بن جعفر بن أبى طالب ً،وكان من مذهب عبد ال :أسن الرواح
تتناسخْ من شخص إلى شخص ً،وأن الثواب والعقاب فى هذه الشخاص ً،إما أشخاص بنى آدم ً،وإما
أشخاص الحيوانات!!
قال :وروح ال تناسخت حتى وصلت إليه وحسلت فيه ً،واسدعى اللوهية والنبوة معا ً،وأنه يعلم الغيبً،
فعبدته شيعته الحمقى ً،وكفروا بالقيامة لعتقادهم أن التناسخْ يكون فى الدنيا ً،والثواب والعقاب فى هذه
الشخاص.
وتأرول قوله تعالى} :لمهيمس معملى ٱرلرذيمن آممينوها مومعرميلوها ٱل ر
صارلمحارت يجمنافح رفيمما مطرعيميوها{ُ ....الية ً،على أرن من
وصل إلى المام وعرفه ً،ارتفع عنه الحرج فى جميع ما ييطعم ووصل إلى الكمال والبلغا.
وعنه نشأت الخرمية والمزدكية بالعراقا ...ومات عبد ال بخراسان وافترقت أصحابه ً،فمنهم ممن قال:
إنه بعد حى لم يمت ويرجع ً،ومنهم ممن قال :بل مات وتحرولت روحه إلى إسحاقا بن زيد بن الحارث
المحرمات ً،ويعيشون عيش من ل تكليف عليه. ر النصارى ً،وهم الحارثية الذين يبيحون
وبين أصحاب عبد ال بن معاوية ً،وبين أصحاب محمد بن علسى خلف شديد فى المامة ً،فإسن كل واحد
منهما ييدعى الوصية من أبى هاشم إليه ً،ولم يثبت الوصية على قاعدة تعتمد.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -1الكيسانية ( ضمن العنوان
) البيانية (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أتباع بيان بن سمعان النهدى ً،قالوا بانتقال المامة من أبى هاشم إليه ً،وهم من الغلة القائلين بألوهية
على جزء إلهى واتحد بجسده ً،فبه كان يعلم الغيب إذا أمير المؤمنين علسى )كررم ال وجهه( قال :محرل فى ر
أخبر عن الملحم وصح الخبر ً،وبه كان يحارب الكفار وله الينصرة والظفر ً،وبه قلع باب خيبر.
وعن هذا قال" :وال ما خلعيت باب خيبر بقوة جسدانية ول بحركة غذائية ً،ولكن قلعته بقوة ملكوتية
لملهى كالنور فى بنور ربها مضيئة" .فالقوة الملكوتية فى نفسه كالمصباح فى المشكاة ً،والنور ا ر
المصباح .قال :وربما يظهر علسى فى بعضِ الزمان.
ل مأن ميهأرتمييهيم ٱللريه رفي يظلمهَل يممن ٱهلمغممارم{ُ :أراد به عليا فهو الذى
وقال فى تفسير قوله تعالى} :مههل مينيظيرومن إر ر
يأتى فى ظلل ً،والرعد صوته ً،والبرقا تبسمه!!
ثم اسدعى "بيان" أنه قد انتقل إليه الجزء اللهى بنوع من التناسخْ ً،ولذلك استحقا أن يكون إماما وخليفةً،
وذلك الجزء هو الذى استحقا به آدم سجود الملئكة.
وزعم أ سن معبوده على صورة إنسان ً،عضوا فعضوا ً،وجزءا فجزءا ً،وقال :بهلك كله إل وجهه لقوله
تعالى} :يكسل مشهيهَء مهارلفك إر ر
ل موهجمهيه{ُ!!
ومع هذا الخزى الفاحش ً،كتب إلى محمد بن علسى بن الحسين الباقر ودعاه إلى نفسه ً،وفى كتابه" :أسلم
تسلم وترتقى من سلم ً،فإنك ل تدرى حيث يجعل ال النبوة" ً،فأمر الباقر أن يأكل رسوله "عمر بن أبى
عفيف" -قرطاسه الذى جاء به ً،فأكله فمات فى الحال ..وقد اجتمعت طائفة على بيان ابن سمعان
ودانوا بمذهبه ً،فقتله خالد بن عبد ال القسرى على ذلك.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -1الكيسانية ( ضمن العنوان
) الرزامية (
أتباع رزام ً،ساقوا المامة من علسى إلى ابنه محمد ثم إلى ابنه أبى هاشم ثم منه إلى علسى بن عبد ال بن
عباس بالوصية ً،وهؤلء ظهروا بخراسان فى أيام أبى مسلم ً،حتى قيل إرن أبا مسلم كان على هذا
المذهب لنهم ساقوا المامة إلى أبى مسلم فقالوا :له حظ فى المامة ً،واسدعوا حلول روح الله فيهً،
ولهذا أريده على بنى أمية حتى قتلهم عن بكرة أبيهم.
وقالوا بتناسخْ الرواح ً،وللمقينع الذى اسدعى اللهية لنفسه مخاريقا أخرجها ً،كان فى الول على هذا
المذهب وتابعه ميضة ما وراء النهر ً،وهؤلء صنعة من الخرمية دانوا بترك الفرائضِ ً،وقالوا :الدين
معرفة المام فقط.
ومنهم ممن قال :الدين أمران :معرفة المام ً،وأداء المانة ً،وممن حصل له المران فقد وصل إلى حال
الكمال وارتفع عنه التكليف!!
ومن هؤلء ممن ساقا المامة إلى محمد بن عبد ال بن عباس ً،من أبى هاشم ابن محمد ابن الحنفية
وصية إليه ل من طريقا آخر.
وكان أبو مسلم -صاحب الدولة -على مذهب الكيسانية فى الول واقتبس من دعاتهم العلوم التى
اتخصوا بها ً،وأحس منهم أن العلوم مستودعة فيهم ً،وكان يطلب المستقر فيه فأنفذ إلى الصادقا جعفر
بن محمد" :إنى قد أظهريت الكلمة ودعوة الناس عن موالة بنى أمية إلى موالة أهل البيت ً،فإن رغبست
فل مزيد عليك" ً،فكتب إليه الصادقا" :ما أنت من رجالى ً،ول الزمان زمانى" .فحاد إلى أبى العباس ابن
محمد وقسلده الخلفة ً،وكذلك كتب إليه أبو مسلم فأحرقا كتابه.
***
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -2الزيدية ( ضمن العنوان
) الجارودية (
أصحاب أبى الجارود ً،زعموا أسن النبى صلى ال عليه وسلم نص على علسى كررم ال وجهه بالوصف
صروا حيث لم يتعرفوا الوصف ولم يطلبوا الموصوف ً،وإنما دون التسمية ً،والمام بعده علسى ً،والناس ق ر
نصبوا أبا بكر باختيارهم فكفروا بذلك ..وقد خالف أبو الجارود فى هذه المقالة إمامه زيد بن علسىً،
فإنه لم يعتقد بهذا العتقاد.
واختلف الجارودية فى التوفيقا والسوقا ً،فساقا بعضهم المامة من علسى إلى الحسن ثم الحسين ثم إلى
علسى بن الحسين زين العابدين ثم إلى زيد بن علسى ثم منه إلى المام محمد بن عبد ال بن الحسن بن
الحسين وقالوا بإمامته.
وكان أبو حنيفة رحمه ال على بيعته ومن جملة شيعته حتى رفع المر إلى المنصور فحبسه حبس البد
حتى مات فى الحبس ً،وقيل :إنه إنما بايع محمد ابن عبد ال المام فى أيام المنصور ً،ولما يقرتل محمد
بالمدينة بقى المام أبو حنيفة على تلك البيعة يعتقد موالة أهل البيت ً،فيررفع حاله إلى المنصور فتم عليه
ما تم.
والذين قالوا بإمامة محمد المام اختلفوا ً،فمنهم ممن قال :إنه لم ييقتل وهو بعد حى وسيخرج فيمل
على بن الحسين بن على ل ً،ومنهم ممن أقسر بموته وساقا المامة إلى محمد بن القاسم بن ر الرضِ عد ل
صاحب الطالقان ً،وقد أيرسر فى أيام المعتصم ويحمل إليه فحبسه فى داره حتى مات.
ومنهم ممن قال بإمامة يحيى بن عمر صاحب الكوفة ً،فخرج ود ودعى الناس واجتمع عليه خلقا كثيرً،
ويقرتل فى أيام المستعين ويحرمل رأسه إلى محمد بن عبد ال بن ظاهر ً،حتى قال فيه بعضِ العلوية:
*قتلمت أعسز ممن ركب المطايا * وجئتك أستلينك فى الكلم*
*وعرز علرى أرن ألقاقا إل * وفيما بيننا حد الحسام*
وهو يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين زيد بن علسى.
وأما أبو الجارود ً،فكان يسمى "سرحوب" ً،سماه بذلك أبو جعفر محمد ابن علسى الباقر رضى ال عنهً،
وسرحوب شيطان أعمى يسكن البحر ً،قاله الباقر تفسيرا.
ومن أصحاب أبى الجارود :فضيل الرسان ً،وأبو خالد الواسطى ً،وهم مختلفون فى الحكام والسيرً،
فزعم بعضهم أسن علم ولد الحسن والحسين رضى ال عنهما كعلم النبى صلى ال عليه وسلم ً،فيحصل
لهم العلم قبل التعلم فطرة وضرورة ً،وبعضهم يزعم أسن العلم مشترك فيهم وفى غيرهم ً،وجائز أن
يؤخذعنهم وعن غيرهم من العامة.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -2الزيدية ( ضمن العنوان
) السليمانية (
أصحاب سليمان بن جرير ً،وكان يقول :إسن المامة شورى فيما بين الخلقا ً،ويصح أن تنعقد بعقد رجلين
من خيار المسلمين ً،وأنها تصح فى المفضول مع وجود الفضل ً،وأثبت إمامة أبى بكر وعمر حقا
لسمة أخطأت فى البيعة لهما مع وجود علسى خطأ ل باختيار المة حقا اجتهاديا ً،وربما كان يقول :إسن ا ي
يبلغ درجة الفسقا ً،وذلك الخطأ اجتهادى ً،غير أنه طعن فى عثمان بالحداث التى أحدثها وكسفره لذلكً،
وكرفر عائشة والزبير وطلحة بإقدامهم على قتال علسى ً،ثم إنه طعن فى الرافضة فقال :إسن أئمة الرافضة
قد وضعوا مقالتين لشيعتهم ل يظهر أحد قط عليهم .إحداهما :القول بالبداء ً،فإذا أظهروا قو ل
ل أنه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
سيكون لهم قوة ومش هوكة وظهور ً،ثم ل يكون المر على ما أخبروه قالوا :بدا ل تعالى فى ذلك .والثانية:
التقسية ً،وكل ما أرادوا تكلموا به ً،فإذا قيل لهم ذلك ليس بحقا وظهر البطلن قالوا :إنما قلناه تقسية وفعلناه
تقسية.
وتابعه على القول بجواز إمامة المفضول مع قيام الفضل قوم من المعتزلة ً،ومنهم جعفر بن مبشرً،
وجعفر بن حرب ً،وكثير النوى -وهو من أصحاب الحديث .قالوا :المامة من مصالح الدين ليس
ييحتاج إليها لمعرفة ال تعالى وتوحيده ً،فإرن ذلك حاصل بالعقل ً،لكنها ييحتاج إليها فإقامة الحدود
والقضاء بين المتحاكمين ولية اليتامى واليامى وحفظ المبهيضة وإعلء الكلمة ونصب القتال مع أعداء
الدين ً،وحتى يكون للمسلمين جماعة ول يكون المر فوضى بين العامة ً،فل ييشترط فيها أن يكون
المام أفضل المة علما وأقومهم رأيا وحكمة ً،إذ الحاجة تنسد بقيام المفضول مع وجود الفاضل
والفضل.
ومالت جماعة من أهل اليسرنة إلى ذلك حتى جروزوا أن يكون المام غير مجتهد ول خبير بمواقع
الجتهاد ً،ولكن يجب أن يكون معه ممن يكون من أهل الجتهاد فيراجعه فى الحكام ويستفتى منه فى
الحلل والحرام ً،ويجب أن يكون فى الجملة ذا رأى متين وبصر فى الحوادث نافذ.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -2الزيدية ( ضمن العنوان
) الصالحية والبثرية (
أصحاب الحسن بن صالح بن حى ً،والبثرية أصحاب كثير النوى البثر ً،وهما متفقان فى المذهبً،
وقولهم فى المامة كقول السليمانية ً،إل أنهم توقفوا فى أمر عثمان أهو مؤمن أم كافر .قالوا :إذا سمعنا
الخبار الواردة فى حقه وكونه من العشرة المبيشرين بالجنة ً،قلنا :يجب أن ييحكم بصحة إسلمه وإيمانه
وكونه من أهل الجنة ً،وإذا رأينا الحداث التى أحدثها من استهتاره بتربية بنى أمية وبنى مروان
واستبداده بأمور لم توافقا سيرة الصحابة قلنا :يجب أن ييحكم بكفره ً،فتحرينا فى أمره وتوقفنا فى حالهً،
ووكلناه إلى أحكم الحاكمين.
وأما علسى ..فهو أفضل الناس بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم وأولهم بالمامة ً،لكنه سسلم المر
لهم راضيا وفسوضِ المر إليهم طائعا ً،وترك حقه راغبا ً،فنحن راضون بما رضى ً،مسيلمون لما سسلمً،
ل يحل لنا غير ذلك ً،ولو لم يرضِ علسى بذلك لكان أبو بكر هالكا.
وهم الذين جروزوا إمامة المفضول وتأخير الفاضل والفضل إذا كان الفضل راضيا بذلك ً،وقالوا :ممن
شهر سيفا من أولد الحسن والحسين وكان عارلما زاهدا شجاعا فهو المام ً،وشرط بعضهم صباحة
الوجه ً،ولهم خبط عظيم فى إمامين وجد فيهما هذه الشرائط وشهرا سيفيهما ً،ينظر إلى الفضل
والزهد ً،وإن تساويا ينظر إلى المتن رأيا والحزم أمرا ً،وإن تساويا تقابل ً،فينقلب المر عليهم مك ل
ل
ويعود الطلب جدعا ً،والمام مأموما والمير مأمورا ً،ولو كانا فى قطرين انفرد كل واحد منهما بقطره
ويكون واجب الطاعة فى قومه ً،ولو أفتى أحدهما بخلف ما يفتى الخر كان كل واحد منهما مصيباً،
وإن أفتى باستحلل دم الخر.
وأكثرهم فى زماننا مقرلدون ل يرجعون إلى رأى واجتهاد ً،أما فى الصول فيرون رأى المعتزلة حذو
القذة بالقذة ً،ويعظمون أئمة العتزال أكثر من تعظيمهم أئمة أهل البيت.
وأما فى الفروع ً،فهم على مذهب أبى حنيفة إل فى مسائل قليلة يوافقون فيها الشافعى رحمه ال.
والشيعة رجال الزيدية :أبو الجارود زياد المنذر العبدى جعفر بن محمد ً،والحسن بن صالح ً،ومقاتل بن
سليمان ً،والداعى ناصر الحقا الحسن بن علسى ابن الحسن بن زيد بن عمرو بن الحسن بن علسىً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
والداعى الخر صاحب طبرستان :الحسين بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن
بن علسى ً،ومحمد بن نصر.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -3المامية ( ضمن العنوان
) الباقرية والجعفرية الواقفة (
أصحاب أبى جعفر محمد بن علسى الباقر وابنه جعفر الصادقا وقالوا بإمامتهما وإمامة والدهما زين
أن منهم من توقف على واحد منهما وما ساقا المامة إلى أولدهما ً،ومنهم ممن ساقا ً،وإنما العابدين ً،إل ر
مسيزنا هذه فرقة دون الصناف المتشيعة التى نذكرها لن من الشيعة ممن تورقف على الباقر وقال
برجعته ً،كما توقف القائلون بإمامة أبى عبد ال جعفر بن محمد الصادقا وهو ذو علم غزير فى الدين
وأدب كامل فى الحكمة وزهد بالغ فى الدنيا وورع تام عن الشهوات ً،وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة
المنتمين إليه ً،ويفضِ على الموالين له أسرار العلوم ً،ثم دخل العراقا وأقام بها مدة ً،ما تعررضِ للمامة
قط ً،ول نازع أحدا فى الخلفة ً،وممن غرقا فى بحر المعرفة لم يطمع فى شط ً،وممن تعرلى إلى ذروة
الحقيقة لم يخف من حط ً،وقيل :ممن آنس بال تومحش عن الناس ً،وممن استأنس بغير ال نهبه
الوسواس ..وهو من جانب الب ينتسب إلى شجرة النبوة ً،ومن جانب الم ينتسب إلى أبى بكر رضى
ال عنه .موقد تبرأ عما كان ينسب بعضِ الغلة إليه وتبرأ عنه ولعنهم وبرئ من خصائص مذاهب
الرافضة وحماقاتهم من القول بالغيبة والرجعة والبداء والتناسخْ والحلول والتشبيه ً،لكن الشيعة بعده
افترقوا وانتحل كل واحد منهم مذهبا وأراد أن ييريوجه على أصحابه ونسبه إليه وربطه به ً،والسيد برئ
من ذلك ومن العتزال والقدر أيضا ً،هذا قوله فى الرادة" :إرن ال تعالى أراد بنا شيئا وأراد منا شيئاً،
فما أراده بنا طواه عناه ً،وما أراده منا أظهره لنا ً،فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما أراده منا".
وهذا قوله فى "المقمدر"" :هو أمر بين أمرين ً،ل جبر ول تفويضِ".
وكان يقول فى الدعاء" :اللهم لك الحمد إن أطعتك ً،ولك اليحرجة إن عصيتك ً،لن صنع لى ول لغيرى فى
إحسان ً،ول يحرجة لى ول لغيرى فى إساءة".
فنذكر الصناف الذين اختلفوا فيه وبعده ً،ل على أنهم من تفاصيل أشياعه ً،بل على أنهم منتسبون إلى
أصل شجرته وفروع أولده.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -3المامية ( ضمن العنوان
) الناووسية -الفطحية -الشميطية (
* الناووسية:
أتباع رجل يقال له "ناوس" ً،وقيل :نسبوا إلى قرية "ناوسا" ...قالت :إرن الصادقا حى بعد ولن يموت
حتى يظهر فيظهر أمره ً،وهو القائم المهدى ..ورووا عنه أنه قال" :لو رأيتم رأسى يدهده عليكم فى
الجبل فل تصدقوا ً،فإنى صاحبكم صاحب السيف".
وحكى أبو حامد الزوزونى أن الناوسية زعمت أن عليا مات وستنشقا الرضِ عنه يوم القيامة فيمل
العالم عد ل
ل.
* الفطحية:
قالوا بانتقال المامة من الصادقا إلى ابنه عبد ال الفطح ً،وهو أخو إسماعيل من أبيه وأمه ً،وأمهما
فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن علسى ً،وكان أسن أولد الصادقا ً،زعموا أنه قال :المامة فى أكبر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أولد المام ً،وقال :المام :ممن يجلس مجلسى ً،وهو الذى جلس مجلسه ً،وقال :المام ل ييغسله ول
ييصلى عليه ول يأخذ خاتمه ول يواريه إل المام ً،وهو تولى ذلك كله ً،ودفع الصادقا وديعة إلى بعضِ
أصحابه وأمره أن يدفعها إلى ممن يطلبها منه وأن يتخذه إماما ً،وما طلبها منه أحد إل عبد ال ً،ومع ذلك
ما عاش بعد أبيه إل سبعين يوما ومات ولم يعقب ولدا ذكرا.
* الشميطية:
أتباع يحيى بن أبى شميط ً،قالوا :إن جعفرا قال" :إرن صاحبكم اسمه اسم نبيكم" ً،وقد قال له والده :إن
يورلد لك ولد فسميته باسمى فهو إمام ً،فالمام بعده ابنه محمد.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -3المامية ( ضمن العنوان
) الموسوية أو المفضلية (
فرقة واحدة قالت بإمامة موسى بن جعفر نصا عليه بالسم حيث قال الصادقا" :سابعكم قائمكم" ً،وقيل:
"صاحبكم قائمكم" ً،أل وهو سمى صاحب التوارة".
ولما رأت الشيعة أن أولد الصادقا على تفرقا ً،فمن ميت فى حال أبيه لم يعقب ً،ومن مخمتلف فى موتهً،
ومن قائم بعد موته مدة يسيرة ميت غير معقب ...وكان موسى هو الذى تولى المر وقام به بعد موت
أبيه رجعوا إليه واجتمعوا عليه مثل المفضل بن عمر ً،وزرارة ً،بن أعين ً،وعمارة السباطى.
وروت الموسوية عن الصادقا )رضى ال عنه( أنه قال لبعضِ أصحابه :عد اليام ً،فعدها من الحد
حتى بلغ السبت ً،فقال له :كم عددمت؟ فقال :سبعة ً،فقال جعفر :سبت السبوت وشمس الدهور ونور
الشهور ً،ممن ل يلهو ول يلعب ً،وهو سابعكم قائمكم هذا" -وأشار إلى موسى .وقال فيه أيضا :إنه شبيه
بعيسى.
ثم إ رن موسى لما خرج وأظهر المامة حمله هارون الرشيد من المدينة فحبسه عند عيسى بن جعفر ً،ثم
أشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندى بن شاهك ً،وقيل :إسن يحيى بن خالد بن برمك سرمه فى رطب
فقتله وهو فى الحبس ً،ثم أيهخررج ويدرفن فى مقابر قريش ببغداد.
واختلف الشيعة بعده ً،فمنهم ممن توقف فى موته وقال :ل ندرى أمات أم لم يمت -ويقال لهم
"الممطورة" -سمكاهم بذلك علسى بن إسماعيل فقال :ما أنتم إل كلن ممطورة ً،ومنهم ممن قطع بموته -
ويقال لهم "القطعية" ً،ومنهم ممن توقف عليه وقال :إنه لم يمت وسيخرج بعد الغيبة ً،ويقال لهم "الوافقية".
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -3المامية ( ضمن العنوان ) أسماء
الئمة الثنى عشر عند المامية (
وأسماء الئمة الثنى عشر عند المامية :المرتضى ً،والمجتبى ً،والشهيد ً،والسرجاد ً،والباقر ً،والصادقاً،
والكاظم ً،والرضى ً،والتقى ً،والنقى ً،والزكى ً،واليحرجة ً،والقائم ً،والمنتمظر.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -3المامية ( ضمن العنوان ) شجرة
نسب الئمة من ولد علسى بن أبى طالب كررم ال وجهه (
-1علي بن أبي
طالب
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
محمد بن حنفية -3الحسين -2الحسن
-4علي زين
الحسن
العابدين
علي أبو هاشم عبدال
عبدال المحضِ
الحسن زيد -5محمد باقر
محمد
أحمد -8علي الرضا
-9محمد الجواد
-11الحسن
جعفر محمد
العسكريِ
إ سن الذين قطعوا بموت موسى بن جعفر الكاظم وسموا "قطعية" ساقوا المامة بعده فى أولده ً،فقالوا:
المام بعد موسى علسى الرضا ومشهده بـ "طوس" ً،ثم بعده محمد التقى وهو فى مقابر قريش ً،ثم بعده
عل
ى
س
بن محمد النقى ومشهده بـ "قم" ً،وبعده الحسن العسكرى الزكى ً،وبعده ابنه القائم المنتظر الذى هو بـ
"سر ممن رأى" ً،وهو اثانى عشر ..هذا هو طريقا الثنى عشرية فى زماننا إل أن الختلفاات التى
وقت فى حال كل واحد من هؤلء الثنى عشر والمنازعات التى جرت بينهم وبين إخوتهم وبنى
أعمامهم وجب ذكرها لئل يشذ عنها مذهب لم نذكره ومقالة لم نوردها.
على الرضا ً،ومن قال بـ فاعلم أن من الشيعة ممهن قال بإمامة أحمد بن موسى بن جعفر دون أخيه ر
ل فى محمد بن علسى إذ مات أبوه وهو صغير غير مستحقا للمامة ول علم عنده "علسى" شك أو ل
بمناهجها ً،فثبت قوم على إمامته واختلفوا بعد موته.
فقال قوم بإمامة موسى بن محمد ً،وقال قوم بإمامة علسى بن محمد ويقولون هو "العسكرى".
واختلفوا بعد موته أيضا ً،فقال قوم بإمامة الحسن بن علسى ً،وكان لهم رئيس يقال ه علسى بن فلن
الطاحن وكان من أهل الكلم قروى أسباب جعفر بن علسى وأمال الناس إليه ً،وأعانه فارس بن حاتم بن
ماهوية ً،وذلك أن محمدا قد قامت وخلف الحسن العسكرى قالوا :امتحنا الحسن ولم نجد عنده علماً،
ولقبوا ممن قال بإمامة الحسن" :الحمارية" ً،وقسووا أمر جعفر بعد موت الحسن واجتمعوا بأرن الحسن مات
بل خلف فبطلت إمامته لنه لم يعقب ً،والمام ل يكون إل ويكن له خلف وعقب ً،وجاز جعفر ميراث
الحسن بعد دعوى ادعاها عليه أنه فعل ذلك من حبل فى جواريه وغيره ً،وانكشف أمرهم عند السلطان
والرعية وخواص الناس وعوامهم وتشتت كلمة ممن قال بإمامة الحسن وتفسرقوا أصنافا كثيرة فتثبتت هذه
الفرقة على إمامة جعفر ورجع إليهم كثير ممن قال بإمامة الحسن ً،منهم الحسن بن
على بن فضال وهو من أجيل أصحابنهم وفقهائهم كثير الفقه والحديث. ر
ثم قالوا بعد جعفر بعلسى بن جعفر وفاطمة بنت على أخت جعفر.
وقال قوم بإمامة علسى بن جعفر دون فاطمة السيدة ً،ثم اختلفوا بعد موت علسى وفاطمة اختلفا كثيراً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وغل بعضهم فى المامة غلو أبى الخطاب السدى ً،وأما الذين قالوا بإمامة الحسن فقد افترقوا بعد موته
إحدى عشرة فرقة وليست لهم ألقاب مشهورة ً،ولكرنا نذكر أقاويلهم:
الفرقة الولى :قالت إ سن الحسن لم يمت وهو القائم ً،ول يجوز أن يموت ول ولد له ظاهرا لن الرضِ
أن القائم له غيبتان ً،وهذه إحدى الغيبتين وسيظهر ويعرف ثم يغيب ل تخلو من إمام ً،وقد ثبت عندنا س
غيبة أخرى.
الثانية :قالت إسن الحسن مات لكنه يجىء وهو القائم ً،لرنا رأينا أرن معنى القائم هو القيام بعد الموتً،
فنقطع بموت الحسن ل نشك فيه ً،ول ولد له فيجب أن يجئ بعد الموت.
الثالثة :قالت إرن الحسن قد مات وأوصى إلى جعفر أخيه ورجعت إمامة جعفر.
الرابعة :قالت إن الحسن قد مات والمام جعفر وإرنا كنا مخطئين فى الئتمام به إذ لم يكن إماما ً،فلما
ل.مات ول عقب له تبسينا أرن جعفرا كان محقا فى دعواه والحسن مبط ل
الخامسة :قالت إرن الحسن قد مات وكنا مخطئين فى القول ً،وإرن المام كان محمد بن علسى أخو الحسن
وجعفر لما ظهر لنا فسقا جعفر وإعلنه به وعلمنا أرن الحسن كان على مثل حاله إل أنه كان يتسترً،
عرفنا أنهما لم يكونا إمامين فرجعنا إلى محمد ووجدنا له عقبا وعرفناه أنه كان هو المام دون أخويه.
السادسة :قالت :إسن للحسن ابنا ً،وليس المر على ما ذكروا أنه مات ولم يعقب ً،ولد قبل وفاة أبيه
بسنتين فاستتر خوفا من جعفر وغيره من العداء واسمه محمد وهو المام القائم المنتظر.
السابعة :قالت :إرن له ابنا ولكنه يورلد بعد موته بثمانية أشهر ً،وقول ممن اردعى أنه مات وله ابن باطل لسن
ذلك لم يخف ول يجوز مكابرة العيان.
الثامنة :قالت :صرحت وفاة الحسن وصرح أنه ل ولد له وبطل ما ادعى من الخبل فى سرية له وثبت أنه
ل إمام بعد الحسن وهو جائز فى المعقول أن يرفع ال اليحرجة عن أهل الرضِ لمعاصيهم وهى فترة
وزمان ل إمام فيه والرضِ اليوم بل يحرجة كما كانت الفترة قبل مبعث النبى صلى ال عليه وسلم.
التاسعة :قالت :إرن الحسن قد مات وصرح موته ً،وقد اختلف الناس هذا الختلف ول ندرى كيف هوً،
ول نشك أنه قد يورلد له ابن ً،ول ندرى قبل موته أو بعد موته ً،إل أرنا نعلم يقينا أن ل تخلو عن يحرجة
وهو الخلف الغائب ً،فنحن نتواله ونتمسك باسمه حتى يظهر بصورته.
العاشرة :قالت :نعلم أرن الحسن قد مات ول بد للناس من إمام ول تخلو الرضِ من يحرجة ول ندرى من
ولده أو من غيره.
الحادية عشر ً،والثانية عشر :فرقة توقفت فى هذه المخابط وقالت :ل ندرى على القطع حقيقة الحال
لكرنا نقطع فى "الرضا" ونقول بإمامته ً،وفى كل موضع اختلف الشيعة فيه فنحن من الواقفية فى ذلك إلى
أن ييظهر ال اليحرجة ويظهر بصورته فل يشك فى إمامته ممن أبصره ول يحتاج إلى معجزة وكرامة
وبيينة ً،بل معجزته اتباع الناس بأسرهم إياه من غيره منازعة ومدافعة.
فهذه جملة فرقا الثنا عشرية ً،قطعوا على واحد واحد منهم ثم قطعوا على كل بأسرهم.
ومن العجب أنهم قالوا :الغيبة قد امتدت مائتين ونيفا وخمسين سنة ً،وصاحبنا قال :إن خرج القائم وقد
طعن فى الربعين فليس بصاحبكم ً،ولسنا ندرى كيف ينقضى مايتان وخمسون سنة فى أربعين سنةً،
وإذا يسئل القوم عن مدة الغيبة كيف يتصور؟ قالوا :أليس الخضر وإلياس عليهما السلم يعيشان فى
الدنيا من آلف السنين ل يحتاجان إلى طعام وشراب؟ فرلمم ل يجوز ذلك فى واحد من أهل البيت؟ قيل
لهم :ومع اختلفكم هذا ً،كيف يصح لكم دعوى الغيبة؟ ثم الخضر عليه السلم مكلفا بضمان جماعة
والمام عندكم ضامن مكيلف بالهداية والعدل ً،والجماعة مكيلفون بالقتداء به والستنان بيسرنته ً،وممن ل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لصول وبالمشبهة فى الصفاتً، ييرى كيف ييقتدى به؟ فلهذا صارت المامية متمسكين بالعدلية غى ا ي
متحيرين تائهين ً،وبين الخبارية منهم والكلمية سفه وتكفير ً،وكذلك بين التفضيلية والوعيدية قتال
وتضليل ..أعاذنا ال من الحيرة.
ومن العجب أرن القائلين بإمامة المنتظر -مع هذا الختلف العظيم -ل يستحيون فيردعون فيه أحكام
الملهية ويتأورلون قوله تعالى} :مويقرل ٱهعمميلوها مفمسميمرى ٱللريه معمملميكهم مومريسولييه موٱهليمهؤرمينومن مومسيتمرسدومن إرلمـى معارلرم
ٱهلمغهيرب موٱلرشمهامدرة{ُ عليه ً،قالوا :هو المام المنتظر الذى يمرد إليه علم الساعة ً،ويردعون فيه أنه ل يغيب
عنا ويخبرنا بأحوالنا حين ييحاسب الخلقا ً،إلى تحكمات باردة وكلها عن العقول ردة:
*لقد طفيت تلك المعاهد كلها * وسييريت طرفى بين تلك المعالم*
*فلم أمر إل واضعا كف حائر * على ذقهَن ً،أو قارعا سن نادم*
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -4الغلة ( ضمن العنوان
) السبئية (
أصحاب عبد ال بن سبأ الذى قال لعلسى )كررم ال وجهه( :أنت أنت الله ً،فنفاه إلى المدائن وزعموا أنه
صى موسى مثل ما قال فى علسى )كررم كان يهوديا فأسلم ً،وكان فى اليهودية يقول فى يوشع بن نون و م
ال وجهه( ً،وهو أول ممن أظهر القول بالغرضِ بإمامة علسى ً،ومنه انشعبت أصناف الغلة ً،وزعموا أن
عليا حى لم ييقتل ً،وفيه الجزء اللهى ً،ول يجوز أن ييستولى عليه ً،وهو الذى يجئ من السحاب ً،والرعد
صوته ً،والبرقا سوطه ً،وأنه سينزل بعد ذلك فيمل الرضِ عد ل
ل كما يمرلئت جورا.
وإنما أظهر ابن سبأ هذه المقالة بعد انتقال علسى )كررم ال وجهه( واجتمعت عليه جماعة وهم أول فرقة
قالت بالتوقف والغيبة والرجعة ً،وقالت بتناسخْ الجزء اللهى فى الئمة بعد علسى.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -4الغلة ( ضمن العنوان
) الكاملية (
أصحاب أبى كامل ً،أكفر جميع الصحابة بتركها بيعة علسى )كررم ال وجهه( وطعن فى علسى أيضا بتركه
طلب حقه ومل يعذره فى القعود .قال :وكان عليه أن يخرج وييظهر الحقا ً،على أنه غل فى حقه وكان
يقول :المامة نور يتناسخْ من شخص إلى شخص ً،وذلك النور فى شخص يكون نبوة ً،وفى شخص
يكون إمامة ً،وربما تتناسخْ المامة فتصير نبوة ...وقال بتناسخْ الرواح وقت الموت.
والغلة على أصنافها كلهم متفقون على التناسخْ والحلول ً،ولقد كان التناسخْ مقالة لفرقة فى كل أمة
تلقوها من المجوس والمزدكية والهند البرهمية ومن الفلسفة والصابئة ً،ومذهبهم أرن ال تعالى قائم بكل
مكان ً،ناطقا بكل لسان ً،ظاهر بشخص من أشخاص المبشر ً،وذلك معنى الحلول .وقد يكون الحلول
بجزء وقد يكون بكل ً،أما الحلول بالكل فهو كظهور ملك بشخص أو كشيطان بحيوان.
ومراتب التناسخْ أربعة :النسخْ ً،والمسخْ ً،والفسخْ ً،والرسخْ.
وأعلى المراتب مرتبة الملكية أو النبوة ً،وأسفل المراتب الشيطانية والجنيية ...وهذا أبو كامل كان يقول
بالتنساخ ظاهرا من غير تفصيل مذهبهم.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -4الغلة ( ضمن العنوان
) العليائية (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ضل عليا على النبى صلى ال عليه أصحاب العليا بن ذراع الدوسى ً،وقال قوم :هو السدى ً،وكان ييف ي
وسلم ً،وزعم أنه الذى بعث محمدا ً،وسماه إملها ً،وكان يقول بذم محمد ً،وزعم أنه يبعث ليدعو إلى
على فدعا إلى نفسهً،ويسمون هذه الفرقة "الذمية" ومنهم من قال بآلهيتهما جميعا ويقيدمون عليا فى أحكام
ر
اللهية ويسمونهم "العينية" ً،ومنهم ممن قال بآلهيتهما جميعا ويقدمون محمدا فى اللهية ويسمونهم
"الميمية" ً،ومنهم ممن قال بإلهية خمسة أشخاص أصحاب الكساء :محمد وعلسى وفاطمة والحسن
والحسين ً،وقالوا :خمستهم شىء واحد والروح حاسلة فيهم بالسوية ً،فل فضل لواحد على الخر .وكرهوا
أن يقولوا فاطمة -بالتأنيث -بل قالوا :فاطم ً،وفى ذلك يقول بعضِ شعرائهم:
*تولييت بعد ال فى الدين خمسة * نبيا وسبطيه وشيخا وفاطما*
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -4الغلة ( ضمن العنوان ) المغيرية
(
أصحاب المغيرة بن سعيد العجلى ً،اسدعى أن المام بعد محمد بن علسى ابن الحسين :محمد بن عبد ال
بن الحسن الخارج بالمدينة .وزعم أنه حى لم يمت .وكان المغيرة مولى لخالد بن عبد ال القسرىً،
واسدعى المامة لنفسه بعد المام محمد ً،وبعد ذلك اسدعى النبوة وغل فى حقا علسى )كررم ال وجهه( غلوا
ل يعتقده عاقل ً،وزاد على ذلك قوله بالتشبيه ً،فقال :إرن ال تعالى صورة وجسم ذو أعضاء على
حروف الهجاء ً،وصورته صورة رجل من نور على رأسه تاج من نور ً،وله قلب ينبع منه الحكمة...
وزعم أ رن ال تعالى لما أراد خلقا العالم تكلم بالسم العظم فطار فوقع على رأسه تاجا ً،قال :وذلك
لهعملـى * ٱرلرذيِ مخملمقا مفمسروـى{ُ ً،ثم اطلع على أعمال العباد وقد كتبها على كفهً، قوله} :مسيبح ٱهسم مريبمك ٱ م
ر
فغضب من المعاصى والعذب نيير ً،فاطلع فى البحر النيير فأبصر ظله فانتزع عين ظله فخلقا منها
الشمس والقمر ً،وأفنى باقى ظله وقال :ل ينبغى أن يكون معى إله غيرى.
قال :ثم خلقا الخلقا كله من البحرين ً،فخلقا المؤمنين من البحر النيير ً،والكفار من البحر المظلم ً،وخلقا
ظلل الناس.
وأول ما خلقا هو ظل محمد وعلسى قبل ظلل الكل ً،ثم عرضِ على السموات والرضِ والجبال أن
يحملن المانة ً،وهى أن يمنعن علسى بن أبى طالب من المامة فأبين ذلك ً،ثم عرضِ على الناس فأمر
عمر بن الخطاب أبا بكر أن يتحمل منعه من ذلك ً،وضمن أن يعينه على الغدر به على شرط أن يجعل
لهنمساين إررنيه مكامن مظيلوما
الخلفة له من بعده ً،فقبل منه وأقدما على المنع متظاهرين ً،فذلك قوله} :مومحمملممها ٱ ر
مجيهو ل
ل{ُ.
وزعم أن يقرتمل المغيرة ً،اختلف أصحابه ً،فمنهم ممن قال بانتظاره ورجعته ً،ومنهم ممن قامل بانتظار إمامة
محمد ً،كما كان يقول هو بانتظاره ً،وقد قال المغيرة لصحابه :انتظروه ً،فإنه يرجع وجبريل وميكائيل
يبايعانه بين الركن والمقام.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -4الغلة ( ضمن العنوان
) المنصورية (
أصحاب أبى منصور العجلى ً،وهو الذى عزا نفسه بين أبى جعفر محمد ابن على الباقر فى الول ً،فلما
تبرأ عنه الباقر وطرده زعم أنه هو المام ودعا الناس إلى نفسه ً،ولما توفى الباقر قال :انتقلت المامة
إل سى ً،وتظاهر بذلك وخرج جماعة منهم بالكوفة فى بنى كندة حتى وقف يوسف بن عمر الثقفى وإلى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
العراقا فى أيام هشام بن عبد الملك على قصته وخبث دعوته ً،فأخذه وصلبه.
زعم العجلى أن عليا )ك ررم ال وجهه( هو الكسف الساقط من السماء ً،وربما قال :الكسف الساقط من
السماء هو ال عرز ومجهل!!
وزعم حين اسدعى المامة لنفسه أنه يعررج به إلى السماء ورأى معبوده فمسح بيده رأسه وقال له :يا بنى
أنزل فبرلغ عنى ً،ثم أهبطه إلى الرضِ ً،فهو الكسف الساقط من السماء!!
وزعم أيضا أرن الرسل ل تنقطع أبدا والرسالة ل تنقطع!!
وزعم أرن الجنة رجل أيرمرنا بمولته وهو إمام الوقت ً،وأرن النار رجل أيرمرنا بمعاداته وهو خصم المام!!
وتأسول المحررمات كلها على أسماء رجال أمر ال تعالى بمعاداتهم ً،وتأسول الفرائضِ على أسماء رجال
أيرمرنا بمولتهم!!
واستحل أصحابه قتل مخالفيهم وأخذ أموالهم واستحلل نسائهم ً،وهم صنف من الخرمية ً،وإنما
مقصودهم من حمل الفرائضِ والمحررمات على أسماء رجال هو أرن ممن ظفر بذلك الرجل وعرفه فقا
سقط عنه التكليف وارتفع عنه الخطاب أو وصل إلى الجنة وبلغ إلى الكمال.
ومما أبدعه العجلى أن قال :أول ما خلقا ال هو عيسى ابن مريم ثم علسى ابن أبى طالب!!
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -4الغلة ( ضمن العنوان ) الخطابية
(
أصحاب أبى الخطاب محمد بن أبى زينب السدى الجدع ً،وهو الذى عزا نفسه إلى أبى عبد ال جعفر
بن محمد الصادقا ً،فلما وقف الصادقا على غلوه الباطل فى حقه تبرأ منه ولعنه وأخبر أصحابه بالبراءة
منه ورشدد القول فى ذلك وبالغ فى التبرى عنه واللعن عليه ً،فلما اعتزل عنه اسدعى المر لنفسه ً،وزعم
أبو الخطاب أن الئمة أنبياء ثم آلهة ً،وقال بإلهية جعفر بن محمد وإلهية آبائه ً،وهم أبناء ال وأحباؤهً،
واللهية نور فى النبوة ً،والنبوة نور فى المامة ً،ول يخلو العالم من هذه الثار والنوار.
وزعم أ رن جعفرا هو الله فى زمانه ً،وليس هو المحسوس الذى يرونه ً،ولكن لما نزل إلى هذا العالم
لبس تلك الصورة فرآه الناس فيها!!
ولما وقف عيسى بن موسى صاحب المنصور على خبث دعوته قتله بسبخة الكوفة ً،وافترقت الخطابية
بعده فرقا ً،فزعمت فرقة أرن المام بعد أبى الخطاب رجل يقال له "معمر" ودانوا به كما دانوا بأبى
الخطاب.
وزعموا أرن الدنيا ل تفنى ً،وأرن الجنة هى التى تصيب الناس من خير ونعمة وعافية ً،وأرن النار هى التى
تصيب الناس من شر ومشقة وبلرية.
واستحلوا الخمر والزنا وسائر المحررمات ً،ودانوا بترك الصلة والفرائضِ ً،وتسمى هذه الفرقة
"معمرية".
وزعمت طائفة أرن المام بعد أبى الخطاب "يزيغ" ً،وكان يزعم أن جعفرا هو الله ً،أى ظهر بصورته
ل ربرإهذرن ال{ُ: للخلقا ً،وزعم أرن كل مؤمن ييومحى إليه ً،وتأسول قول ال تعالى} :مومما مكامن رلمنهفهَس أمهن متيمومت إر ر
أى بوحى من ال إليه ً،وكذلك قوله تعالى} :موأمهومحـى مرسبمك إرملـى ٱلرنهحرل{ُ.
أن فى أصحابه من هو أفضل من جبريل وميكائيل ً،وزعم أرن النسان إذا بلغ الكمال ل يقال إنه وزعم ر
مات ً،لكن الواحد منهم إذا بلغ النهاية قيل :يررفع إلى الملكوت .واردعوا كلهم معاينة أمواتهم ً،وزعموا
أنهم يرونهم بكرة وعشيا ً،وتسمى هذه الطائفة "اليزيغية".
وزعمت طائفة أ رن المام بعد أبى الخطاب "عمير بن بنان العجلى" ً،وقالوا كما قالت الطائفة الولى إل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أنهم اعترفوا بأنهم يموتون ً،وكانوا قد نصبوا خيمة بكناسة الكوفة .يجتمعون فيها على عبادة الصادقاً،
فيررفع خبرهم إلى يزيد ابن عمر بن هبيرة ً،فأخذ عميرا فصلبه فى كناسة الكوفة ً،وتسمى هذه الطائفة
"العجلية".
وزعمت طائفة أرن المام بعد أبى الخطاب "مفصل الصيرفى" وكان يقول بربوبية جعفر دون نبوته
ورسالته.
وتبرأ من هؤلء كلهم جعفر بن محمد الصادقا وطردهم ولعنهم ً،فإرن القوم كلهم حيارى جاهلون ً،بحال
الئمة تائهون.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -4الغلة ( ضمن العنوان
) الكيالية (
أتباع أحمد بن الكيال ً،وكان من دعاة واحد من أهل البيت بعد جعفر بن محمد الصادقا ً،وأظنه من
الئمة المستورين ً،ولعله سمع كلمات علمية فخلطها برأيه الفائل وفكره العاطل ً،وأبدع مقالة فى كل
باب علمى على قاعدة غير مسموعة ول معقولة ً،وربما عاند الحسن فى بعضِ المواضع ً،ولما وقفوا
على بدعته تبرأوا منه ولعنوه ً،وأمروا شيعتهم بمنابذته وترك مخالطته ً،ولما عرف الكيال ذلك صرف
الدعوة إلى نفسه واردعى المامة أو ل
ل ً،ثم اردعى أنه القائم ثانيا.
وكان من مذهبه أرن كلمن قدر الفاقا على النفس وأمكنه أن يبين مناهج العاملمين -أعنى عاملم الفاقا
وهو العاملم العلوى ً،وعاملم النفس وهو العاملم السفلى ً،كان هو المام ً،وأن ممن قرر الكل فى ذاتهً،
وأمكنه أن يبين كل كلى فى شخصه المعين الجزئى ً،كان هو القائم ً،فقال :ولم يوجد فى زمن من
ل على الزمان أحد يقرر هذا التقرير إل أحمد الكيال ً،فكان هو القائم ً،وإنما قبله ممن انتمى إليه أو ل
بدعته ً،ذلك أنه المام ثم القائم ً،وبقيت من مقالته فى العالم تصانيف عريبة وعجمية كلها مزخرفة
مردودة شرعا وعق ل
ل:
قال الكيال :العوالم ثلثة :العاملم العلى ً،والعاملم الدنى ً،والعاملم النسانى ً،وأثبت فى العالم العلى
خمسة أماكن :الول مكان الماكن وهو مكان فارع ل يسكنه موجود ول يدبره روحانى وهو محيط
بالكل.
قال :والعرش الوارد فى الشرع عبارة عنه ً،ودونه مكان النفس العلى ً،ودونه مكان النفس الناطقةً،
ودونه مكان النفس الحيوانية ً،ودونه مكان النفس النسانية.
قال :وأرادت النفس النسانية الصعود إلى عاملم النفس العلى فصعدت وخرقت المكانين -أعنى
الحيوانية والناطقية -فلما قربت من الوصول إلى عالم النفس العلى كرلت وانحسرت وتحريرت وتعفنت
واستحالت أجزاؤها ً،فيأههربطت إلى العاملم السلفى ومضت عليها أكوار وأدوار وهى فى تلك الحالة من
العفونة والستحالة ً،ثم ساحت عليها النفس العلى وأفاضت عليها من أنوارها جزء التراكيب فى هذا
العاملم ً،فحدثت وحدثت السموات والرضِ والمركبات من المعادن والنبات والحيوان والنسان ً،ووقعت
فى بليا هذا التركيب تارة سرورا وتارة غما ً،وتارة فرحا وتارة ترحا ً،وطورا سلمة وعافية ً،وطورا
بليية ومحنة ً،حتى يظهر القائم ويردها إلى حال الكمال وتنحل التراكيب وتبطل المتضادات ويظهر
الروحانى على الجسمانى وما ذلك القائم إل أحمد الكيال.
ثم دسل على تعيين ذاته بأضعف ما يتصور وأوهى ما يقدر ً،وهو أن اسم أحمد مطابقا للعوالم الربعةً،
فاللف من اسمه فى مقابلة النفس العلى ً،والحاء فى مقابلة النفس الناطقة ً،والميم فى مقابلة النفس
الحيوانية ً،والدال فى مقابلة النفس النسانية .قال :فالعوالم الربعة هى المبادئ والبسائط ً،وأما مكان
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الماكن فل وجود فيه البتة.
ثم أثبت فى مقابلة العوالم العلوية العاملم السفلى الجسمانى .قال :فالسماء خالية وهى فى مقابلة مكان
الماكن ً،ودونها النار ودونها النار ودونها الهواء ودونها الرضِ ودونها الماء ً،وهذه الربعة فى مقابلة
العوالم الربعة.
ثم قال :النسان فى مقابلة النار ً،والطائر فى مقابلة الهواء ً،والحيوان فى مقابلة الرضِ ً،والحوت فى
مقابلة الماء ً،فجعل مركز الماء أسفل المراكز ً،والحوت أخس المركبات.
ثم قابل العالم النسانى الذى هو أحد الثلثة وهو عالم النفس مع آفاقا العالمين الولين الروحانى
والجسمانى.
قال :الحواس المركبة فى خمس ً،فالسمع فى مقابلة مكان الماكن إذ هو فارغا ً،وفى مقابلة السماء
والبصر فى مقابلة النفس العلى من الروحانى ً،وفى مقابلة النار من الجسمانى وفيه إنسان العين ً،لن
النسان مختص بالنار .والشم فى مقابلة الناطقا من الروحانى والهواء من الجسمانى ً،لن الشم من
الهواء يتروح ويتنسم ً،والذوقا فى مقابلة الحيوانى من الروحانى والرضِ من الجسمانى ً،والحيوان
مختص بالرضِ والطعم بالحيوان ً،واللمس فى مقابلة النسانى من الروحانى والماء من الجسمانىً،
والحوت مختص بالماء واللمس بالحوت ً،وربما عربر عن اللمس بالكناية.
ثم قال" :أحمد :ألف وحاء وميم ودال ً،وهو فى مقابلة العاملمين ً،أما فى مقابلة العالم العلوى الروحانى
فقد ذكرنا ً،وأما فى مقابلة العاملم السفلى الجسمانى ً،فاللف يدل على النسان ً،والحاء على الحيوانً،
والميم على الطائر ً،والدال على الحوت ً،فاللف من حيث استقامة القامة كالنسان ً،والحاء كالحيوان
للنه معوج منكوس ولن الحاء من ابتداء اسم الحيوان ً،والميم يشبه رأس الطير ً،والدال يشبه ذنب
الحوت.
ثم قا" :إ رن البارى تعالى إنما خلقا النسان على شكل اسم أحمد ً،فالقامة مثل اللف ً،واليدان مثل الحاءً،
والبطن مثل الميم ً،والرجلن مثل الدال".
ثم من العجب أنه قال :النبياء هم قادة أهل التقليد ً،وأهل التقليد عميان ً،والقائم قائد أهل البصيرة ً،وأهل
البصيرة يأولو اللباب ً،وإنما يحصلون البصائر بمقابلة الفاقا والنفس ً،والمقابلة كما سمعتها من أخس
المقالت وأوهى المقابلت ً،بحيث ل يستجيز عاقل أن يسمعها فكيف يرضى أن يعتقدها.
وأعجب من هذا كله تأويلته الفاسدة ومقابلته بين الفرائضِ الشرعية والحكام الدينية وبين موجودات
عاملمى الفاقا والنفس ً،وادعاؤه أنه متفرد بها ً،وكيف يصح له ذلك وقد سبقه كثير من أهل العلم بتقرير
ذلك ً،ل على الوجه المزيف الذى قرره الكيال ً،ً،وحمله الميزان على العاملمين ً،والصراط على نفسهً،
والجنة عل الوصول إلى علمه من البصائر ً،والنار على الوصول إلى ما يضاده ...ولما كانت أصول
علمه ما ذكرناه ً،فانظر كيف يكون حال الفروع!!
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -4الغلة ( ضمن العنوان ) الهشامية
(
أصحاب الهشامين :هشام بن الحكم صاحب المقالة فى التشبيه ً،وهشام ابن سالم الجواليقى الذى نسج
على منواله فى التشبيه ً،وكان هشام بن الحكم من متكلمى الشيعة وجرت بينه وبين أبى الهذيل
مناظرات فى علم الكلم منها فى التشبيه ً،ومنها فى تعلقا علم البارى تعالى.
حكى ابن الراوندى عن هشام أنه قال :إرن بين معبوده وبين الجسام تشابها ما بوجه من الوجوه ً،ولول
ذلك لما درلت عليه .حكى الكعبى عنه أنه قال :هو جسم ذو أبعاضِ له قدر من القدار ً،ولكن ل يشبه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
شيئا من المخلوقات ول يشبهه شىء .وقيل عنه إنه قال :هو سبعة أشبار بشبر نفسه ً،وأنه فى مكان
مخصوص وجهة مخصوصة ً،وأنه يتحرك وحركته فعله وليست من مكان إلى مكان .وقال :هو متناه
بالذات غير متناه بالقدرة.
وحكى عنه أبو عيسى الوراقا أنه قال :إرن ال تعالى مماس لعرشه ل يفضل منه شىء من العرش ول
يفضل عن العرش شىء منه.
ومن مذهب هشام :أنه لم يزل عارلما بنفسه ويعلم الشياء بعد كونها بعلم ل يقال فيه :محمدث أو قديمً،
لنه صفة والصفة ل توصف ول يقال فيه هو أو غيره أو بعضه ً،وليس قوله فى القدرة والحياة كقوله
فى العلم ً،لنه ل يقول بحدوثهما .قال :ويريد الشياء وإرادته حركة ليست غير ال ول هى عينه.
وقال فى كلم البارى تعالى :إنه صفى ل تعالى ً،ل يجوز أن يقال هو مخلوقا ول غير مخلوقا.
ل ً،وما ييستدل به على البارى وقال :العراضِ ل تصلح دللة على ال تعالى ً،لن منها ما يثبت استدل ل
تعالى يجب أن يكون ضرورى الوجود.
وقال :الستطاعة كل ما ل يكون الفعل إل به كاللت والجوارح والوقت والمكان.
وقال هشام بن سالم :إنه تعالى على صورة إنسان أعله مجروف وأسفله مصمت ً،وهو نور ساطع
يتلل ً،وله حواس خمس ويد ورجل وأنف وأذن وعين وفم ً،وله وفرة سوداء ً،وهو نور أسود لكنه ليس
بلحم ول دم.
وقال هشام :الستطاعة بعضِ المستطيع ً،وقد ينرقل عنه أنه أجاز المعصية على النبياء مع قوله بعصمة
الئمة ً،ويفرقا بينهما بمأن النبى ييومحى إليه فيينربه على وجه الخطأ فيتوب منه ً،والمام ل ييومحى إليه
فيجب عصمته.
على حتى قال أنه إله واجب الطاعة ً،وهذا هشام بن الحكم صاحب غور وغل هشام بن الحكم فى حقا ر
فى الصول ل يجوز أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة ً،فإن الرجل وارء ما يلزمه على الخصم
ودون ما يظهره من التبشبيه ً،وذلك أنه ألزم العلف فقال :إنك تقول :البارى عارلم بعلمه وعلمه ذاتهً،
فيشارك المحدثات فى أنه عالم بعلم ً،وبياينها فى أن علمه ذاته فيكون عالما ل كالعالمين ً،فرلم ل تقول
هو جسم ل كالجسام وصورة ل كالصور وله قدر ل كالقدار؟ ...إلى غير ذلك.
ووافقه ذرارة بن أعين فى حدوث علم ال تعالى ً،وزاد عليه بحدوث قدرته وحياته وسائر صفاته ً،وأنه
لم يكن قبل خلقا هذه الصفات عارلما ول قادرا ول حيا ول سميعا ول بصيرا ول مريدا ول متكلما.
وكان يقول بإمامة عبد ال بن جعفر ً،فلما فاوضه فى مسائل ولم يجده بها مليا رجع إلى موسى بن
جعفر .وقيل أيضا :إنه لم يقل بإمامته ً،إل أنه أشار إلى المصحف فقال :هذا إمامى ً،وأنه كان قد التوى
على جعفر بعضِ اللتواء .وحكى عن الزرارية :أن المعرفة ضرورية ً،وأنه ل يسع جهل الئمة ً،فإن
معارفهم كلها ضرورية وكل ما يعرفه غيرهم بالنظر فهو عندهم أرولى ضرورى ً،ونظرياتهم ل يدركها
غيرهم.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -4الغلة ( ضمن العنوان ) النعمانية
(
أصحاب محمد بن النعمان أبى جعفر الحول ً،الملقب بشيطان الطاقا ً،والشيعة تقول :هو مؤمن الطاقا.
وافقا هشام بن الحكم فى أرن ال تعالى ل يعلم شيئا حتى يكون ً،والتقدير عنده الرادة ً،والرادة فعله
تعالى.
وقال :إ رن ال تعالى نور على صورة إنسان ً،ويأبى أن يكون جسما ً،لكنه قال :قد ورد فى الخبر أن ال
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
قد خلقا آدم على صورته ً،وعلى صورة الرحمن ً،فل بد من تصديقا الخبر.
ويحكى عن مقاتل بن سليمان مثل مقالته فى الصورة ً،وكذلك يحكى عن داود الجواربى ونعيم بن حماد
المصرى وغيرهما من أصحاب الحديث ً،أنه تعالى ذو صورة وأعضاء.
ويحكى عن داود أنه قال :اعفونى عن المفهرج واللحية ً،واسألونى عما وراء ذلك فإن فى الخبار ما ثيبت
ذلك.
وقد صنف ابن النعمان كتبا جمعة للشيعة منها :افعل لم فعلت ..ومنها :افعل ل تفعل ً،ويذكر فيها أن
كبار الفرقا أربعة :القدرية ً،والخوارج ً،والعامة ً،والشيعة .ثم عسين الشيعة بالنجاة فى الخرة من هذه
الفرقا.
وذكر عن هشام بن سالم ومحمد بن النعمان أنهما أمسكا عن الكلم فى ال ً،ورويا عمن يوجبان تصديقه
أنه يسئل عن قول ال} :موأمرن إرلمـى مريبمك ٱهليمنمتمهـى{ُ؟ قال :إذا بلغ الكلم إلى ال فأمسكوا ً،فأمسكا عن القول
فى ال والتفكر فيه حتى ماتا ً،هذا نقل الورراقا.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -4الغلة ( ضمن العنوان ) اليونسية
-النصيرية والسحاقية (
* اليونسية:
أصحاب يونس بن عبد الرحمن القمى مولى آل يقطين ً،زعم أسن الملئكة تحمل العرش ً،والعرش يحمل
الرب تعالى ً،إذ قد ورد فى الخبر :أن الملئكة تئط أحيانا من وطأة عظمة ال تعالى على العرش ً،وهو
من مشبهة الشيعة وقد صرنف لهم كتبا فى ذلك.
* النصيرية والسحاقية:
من غلة الشيعة ً،ولهم جماعة ينصرون مذهبهم وينوبون عن أصحاب مقالتهم ً،وبينهم خلف فى كيفية
إطلقا اسم اللهية على الئمة من أهل البيت ً،قالوا" :ظهور الروحانى بالجسد الجسمانى أمر ل ينكره
عاقل ً،إما فى جانب الخير كظهور جبريل عليه السلم ببعضِ الشخاص والتصور بصورة أعرابىً،
والتمثل بصورة المبشر ً،وغما فى جانب الشر كظهور الشيطان بصورة النسان حتى يعمل الشر
بصورته ً،وظهور الجن بصورة مبشر حتى يتكلم بلسانه ً،فلذلك نقول :إن ال تعالى ظهر بصورة
أشخاص ً،ولما لم يكن بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم شخص أفضل من علسى عليه السلم ً،وبعده
أولده المخصوصون هم خير البرية ً،فظهر الحقا بصورتهم ونطقا بألسنتهم وأخذ بأيديهم ً،فعن هذا
أطلقنا اسم اللهية عليهم ً،وإنما أثبتنا هذا الختصاص لعلسى دون غيره ً،لنه كان مخصوصا بتأييد من
عند ال تعالى مما يتعلقا بباطن السرار ً،قال النبى صلى ال عليه وسلم" :أنا أحكم بالظاهر وال يتولى
السرائر" ً،وعن هذا كان قتال المشركين إلى النبى صلى ال عليه وسلم وقتال المنافقين إلى علسى ً،وعن
هذا شبهه بعيسى ابن مريم" ً،وقال" :لول أن يقول الناس فيك ما قالوا فى عيسى ابن مريم وإل قلت فيك
مقالل" ً،وربما أثبتوا له شركة فى الرسالة إذ قال" :فيكم ممن يقاتل على تأويله كما قاتليت على تنزيله ً،أل
وهو خاصف النعل" فعلم التأويل ً،وقتال المنافقين ً،ومكالمة الجن ً،وقلع باب خيبر ل بقوة جسدانية ً،من
على فيه جزء إلهيا وقوة ربانية ً،أو يكون هو الذى أظهر الله بصورته وخلقا بيده أدل الدليل على أرن د
وأمر بلسانه ً،وعن هذا قالوا :كان هو موجودا قبل خلقا السموات والرضِ ً،قال :كنا أظلة على يمين
العرش فسربحنا فسربحت الملئكة بتسبيحنا ً،فتلك الظلل وتلك الصورة العرية عن الظلل هى حقيقة
وهى مشرقة بنور الرب تعالى إشراقا ل ينفصل عنها سواء أكانت فى هذا العالم أو فى ذلك العاملمً،
وعن هذا قال :أنا من أحمد كالضوء من الضوء ً،يعنى ل فرقا بين النورين إل أن أحدهما أسبقا والثانى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لحقا به .قال له :وهذا يدل على نوع شركة ً،فالنصيرية أميل إلى تقرير الجزء اللهى ً،والسحاقية
أميل إلى تقرير الشركة فى النبوة ً،ولهم اختلفات أيمخر لم نذكرها.
وقد نجزت الفرقا السلمية وما بقت إل فرقة الباطنية ً،وقد أوردهم أصحاب التصانيف فى كتب
المقالت ً،إما خارجة عن الفرقا وإما داخلة فيها ...بالجملة هم قوم يخالفون اثنتين وسبعين فرقة.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -4الغلة ( ضمن العنوان ) رجال
الشيعة ومصنفو كتبهم (
من الزيدية :أبو خالد الواسطى ً،ومنصور بن السود ً،وهارون بن سعيد العجلى ً،ووكيع بن الجراحً،
ويحيى بن آدم ً،وعبد ال بن موسى ً،وعلسى ابن صالح ً،والفضل بن دكين من الجارودية ً،وأبو حنيفة
بثرية ً،وخرج محمد ابن عجلن مع المام ً،وخرج إبراهيم بن عباد بن عوام ً،ويزيد بن هارونً،
والعلء بن راشد ً،وهشيم بن بشر ً،والعوام بن حوشب ً،ومسلم بن سعيد مع إبراهيم المام.
ومن المامية وسائر أصناف الشيعة :سالم بن أبى الجعد ً،وسالم بن أبى حفصة ً،وسلمة بن كميل ً،وتوبة
بن أبى فاختة ً،وحبيب بن أبى ثابت أبو المقدام ً،وشعبة ً،والعمش ً،وجابر الجعفى ً،وأبو عبد ال
الجدلى ً،وأبو إسحاقا السبيعى ً،والمغيرة ً،وطاووس ً،والشعبى ً،وعلقمة ً،وهبيرة ابن بريم ً،وحبة
الغرنى ً،والحارث العور.
ومن مؤلفى كتبهم :هشام بن الحكم ً،وعلسى بن منصور ً،ويونس بن عبد الرحمن ً،وشكال ً،والفضل بن
شاذان ً،والحسين بن إشكاب ً،ومحمد بن عبد الرحمن بن رقية ً،وأبو سهل النوبختى ً،وأحمد بن يحيى
الراوندى.
ومن المتأخرين :أبو جعفر الطوسى.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) -5السماعيلية ( ضمن العنوان
) تاريخْ الشيعة عند ابن حزم (
ويقول أبو محمد علسى بن أحمد بن حزم الظاهرى )المتوفى سنة 456هـ( تحت عنوان "ذكر شنع
الشيعة"" :أهل الشنع من هذه الفرقة ثلث طوائف ً،أولها الجارودية من الزيدية ً،ثم المامية من
الرافضة ً،ثم الغالية.
فأما الجارودية ً،فإرن طائفة منهم قالت :إرن محمد بن عبد ال بن الحسن ابن الحسين بن علسى بن أبى
طالب القائم بالمدينة على أبى جعفر المنصور ً،فوجه إليه المنصور عيسى بن موسى بن محمد بن علسى
بن عبد ال بن العباس ً،فيقرتل محمد بن عبد ال بن الحسن رحمه ال ..فقالت هذه الطائفة :إرن محمد
المذكور حى لم ييقتل ول مات ول يموت حتى يمل الرضِ عدلل كما ملئت جورا.
وقالت طائفة أخرى منهم :إنه يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد ابن علسى بن الحسين بن علسى
بن أبى طالب القائم بالكوفة أيام المستعين ً،فوسجه إليه محمد بن عبد ال بن طاهر بن الحسين بأمر
المستعين ابن عمه الحسن ابن إسماعيل بن الحسين ً،وهو ابن أخى طاهر بن الحسين ً،فيقتل يحيى بن
إن يحيى بن عمر هذا حى لم يقتل ول مات ول يموت حتى عمر رحمه ال ..فقالت الطائفة المذكورة :س
يمل الرضِ عد ل
ل كما يمرلمئهت جورا.
وقالت طائفة منهم :إسن محمد بن القاسم بن علسى بن عمر بن علسى بن الحسين ابن علسى بن أبى طالبً،
القائم بالطالقان أيام المعتصم ً،حتى لم يمت ول يقتل ول يموت حتى يمل الرضِ عد ل
ل كما يمرلمئهت جورا.
وقالت الكيسانية -وهم أصحاب المختار بن أبى عبيد -وهم عندنا يشعبة من الزيدية فى سبيلهم :إسن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
محمد بن
على بن أبى طالب -وهو ابن الحنفية -حت بجبال رضوى عن يمينه أسد وعن يساره نمر ً،تحيدثه س
ه م ل
الملئكة ً،يأتيه رزقه غدوا وعشيا ً،لم يمت ول يموت حتى يمل الرضِ عدل كما يمرلئت جورا.
وقال بعضِ الروافضِ المامية -وهى الفرقة التى تدعى الممطورة -إرن موسى بن جعفر بن محمد بن
ل كما يمرلمئهتعلسى بن الحسين بن علسى بن أبى طالب حى لم يمت ول يموت حتى يمل الرضِ عد ل
جورا.
وقالت طائفة منهم -وهم الناووسية -أصحاب ناوس المصرى مثل ذلك فى أبيه جعفر بن محمدً،
وقالت طائفة منهم مثل ذلك فى أخيه إسماعيل ابن جعفر .وقالت السبئية -أصحاب عبد ال بن سبأ
الحميرى اليهودى -مثل ذلك فى علسى بن أبى طالب رضى ال عنه ً،وزادوا أنه فى الحساب ..فليت
شعرى فى أى سحابة هو من السحاب والسحاب كثير فى أقطار الهواء ً،مسرخر بين السماء والرضِ
كما قال ال تعالى ..وقال عبد ال بن سبأ إذ بلغه قتل علسى رضى ال عه :لو أتيتمونا بدماغه سبعين
ل كما يمرلمئهت جورا. مرة ما صردقنا موته ً،ول يموت حتى يمل الرضِ عد ل
وقال بعضِ الكيسانية بأسن أبا مسلم السرراج حى لم يمت ً،وسيظهر ول بد ً،وقال بعضِ الكيسانية بأسن عبد
ال بن معاوية بن عبد ال بن جعفر بن أبى طالب حى بجبال أصبهان إلى اليوم ول بد له من أن يظهرً،
وعبد ال هذا هو القائم بفارس أيام مروان بن محمد ً،وقتله أبو مسلم بعد أن سجنه دهرا ً،وكان عبد ال
ل ً،مستصرحبا للدهرية.. هذا ردى الدين ً،معرط ل
قال أبو محمد :فصار هؤلء فى سبيل اليهود القائلين بأن ملكصيدوقا ابن عامر بن أرفشخد بن سام بن
نوح ً،والعبد الذى وسجهه إبراهيم عليه السلم ليخطب "ريقا" بنت بنؤال بن ناخور بن تارخ على إسحاقا
ابنه عليه السلم ً،والياس عليه السلم ً،وفنحاس بن العازار بن هارون عليه السلم ً،أحياء إلى اليومً،
وسلك هذا السبيل بعضِ تركى الصوفية ً،فزعموا أرن الخضر وإلياس عليهما السلم حريان إلى اليومً،
واردعى بعضهم أنه يلقى إلياس فى الفلوات ً،والخضر فى المروج والرياضِ ً،وأنه متى يذركر حضر على
ذكراه.
قال أبو محمد :فإن يذركر فى شرقا الرضِ وغربها وشمالها وجنوبها ً،وفى ألف موضع فى دقيقة واحدة
كيف يصنع؟
ولقد لقينا ممن يذهب إلى هذا خلقا وكلمناهم ً،منهم المعروف بابن شقا الليل المحدث بـ "طلبيرة" ً،وهو
مع ذلك من أهل العناية وسعة الرواية ً،ومنهم محمد بن عبد ال الكاتب ً،وأخبرنى أنه جالس الخضر
وكرلمه مرارا أو غيره كثير.
هذا مع سماعهم قول ال تعالى} :مولمــركن رريسومل ٱلرلره مومخامتم ٱلرنربيييمن{ُ ً،وقول رسول ال صلى ال عليه
وسلم" :ل نبى بعدى" ً،فكيف يستجيز مسلم أن يثبت بعده -عليه السلم -نبيا فى الرضِ ً،حاشا ما
استثناه رسول ال صلى ال عليه وسلم فى الثار المسندة الثابتة فى نزول عيسى ابن مريم عليه السلم
فى آخر الزمان؟!.
وكفار برغواطة إلى اليوم ينتظرون صالح بن طريف الذى شرع لهم دينهم.
وقالت القطيعية من المامية الرافضة كلهم ً،وهم جمهور الشيعة ً،ومنهم المتكلمون والنظارون والعدد
العظيم ً،بأن محمد بن الحسن بن علسى بن محمد ابن علسى بن موسى بن جعفر بن علسى بن الحسين بن
ل كما يمرلمئهت جورا ً،وهو عندهم علسى ابن أبى طالب حى لم يمت ول يموت حتى يخرج فيمل الدنيا عد ل
المهدى المنتظر.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
إن مولد هذا الذى لم يخلقا قط فى سنة سنتين ومائتين ً،نسة موت أبيه ً،وقالت طائفة ويقول طائفة منهم :س
منهم :بل بعد موت أبيه بمدة ً،وقالت طائفة منهم :بل فى حياة أبيه ً،ورووا ذلك عن حكيمة بنت محمد
بن عل سى بن موسى ً،وأنها شهدت ولدته وسمعته يتكلم حين سقط من بطن أمه يقرأ القرآن ً،وأن أمه
"نرجس" ً،وأنها كانت هى القابلة .وقال جمهورهم :بل أمه "صقيل" ً،وقالت طائفة منهم :بل أمه
"سوسن".
وكل هذا هوس ً،ولم يعقب الحسن المذكور ل ذكرا ول أنثى ً،فهذا أول نوك الشيعة ومفتاح عظيماتهم
وأخفها وإن كانت مهلكة.
ثم قالوا كلهم إذ سئلوا عن اليحرجة فيما يقولون؟ يقولون :يحرجتنا اللهام ً،وأرن ممن يخالفنا ليس لرشدة فكان
هذا طريفا جدا.
ليت رشعرى ما الفرقا بينهم وبين عيار مثلهم يدعى فى إبطال قولهم اللهام ً،وأن الشيعة ليسوا لرشدةً،
أو أنهم نوكة ً،أو أنهم جملة ذوو شعبة من جنون فى رؤوسهم؟
وما قولهم فيممن كان منهم ثم صار فى غيرهم ً،أو ممن كان فى غيرهم فصار منهم ً،أتراه ينتقل من
ولدة الغية إلى ولدة الرشدة ً،ومن ولدة الرشدة إلى ولدة الغية؟
فإن قالوا :حكمه لما يموت عليه ً،قيل لهم :فلعلكم أولد غية إذ ل يؤمن رجوع الواحد فالواحد منكم إلى
خلف ما هو عليه.
والقوم بالجملة ذوو أديان فاسدة وعقول مدخولة وعديمو حياء ً،ونعوذ بال من الضلل.
وذكر عمرو ابن خولة الجاحظ -وهو وإن كان أحد المرجان وممن غلب عليه الهزل وأحد الضالين
المضلين ً،فإننا ما رأينا له فى كتبه تعمد كذبة يوردها مثبتا لها وإن كان كثيرا ل يراد كذب غيره -
قال :أخبرنى أبو إسحاقا إبراهيم النظام ً،وبشر بن خالد ً،أنهما قال لمحمد بن جعفر الراضى -
المعروف بشيطان الطاقا :-ويحك ً،أما استحييت من ال أن تقول فى كتابك فى المامة :إن ال تعالى
ل متهحمزهن إررن ٱلرلمه مممعمنا{ُ قال :فضحك لم يقل قط فى القرآن} :مثارنمي ٱهثمنهيرن إرهذ يهمما رفي ٱهلمغارر إرهذ مييقويل رل م
صارحربره م
ل حتى كأرنا نحن الذين أذنبنا. والر شيطان الطاقا ضحكا مطوي ل
على بن ميتم الصابونى وكل من شيوخ الرافضة ومتكلميهم ً،فنسأله :أرأى أم قال النظام :وكنا نكلم و
سماع عن الئمة؟ فينكر أن يقوله برأى ً،فتخبره بقوله فيها قبل ذلك ً،فوالر ما رأيته خجل من ذلك ول
استحيا لفعله هذا قط.
ومن قول المامية كلها قديما وحديثا :أرن القرآن مبردفل رزيمد فيه ما ليس منه ً،ونقص منه كثير ً،ويبيدل منه
كثير -حاشا علسى بن الحسين بن موسى بن محمد ابن إبراهيم بن موسى بن حعفر بن محمد بن علسى
بن الحسين بن علسى بن أبى طالب -وكان إماميا يظاهر بالعتزال مع ذلك ً،فإنه كان ينكر هذا القول
ويمكيفر ممن قاله ً،وكذلك صاحباه أبو يعلى ميلد الطوسى وابو القاسم الرازى.
ل كفر صريح ً،وتكذيب لرسول ال صلى ال عليه وسلم. قال أبو محمد :القول بأرن بين اللوحين تبدي ل
وقالت طائفة من الكيسانية بتناسخْ الوراح ً،وبهذا يقول السيد الحميرى الشاعر -لعنه ال -ويبلغ
المر بمن يذهب إلى هذا أن يأخذ أحدهم البغل أو الحمار فيعذبه ويضربه ويعطشه ويجيعه ً،على إلى
أن روح أبى بكر وعمر -رضى ال عهما -فيه!!
ص هذا البغل الشقى أو الحمار المسكين بنقل الروح فاعجبوا لهذا الحمقا الذى ل نظير له ً،وما الذى خ س
إليه دون سائر البغال والحمير.
وكذلك يفعلون بالعنز على أرن روح أم المؤمنين رضى ال عنها فيها!!
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وجمهور متكلميهم كهشام بن الحكم الكوفى ً،وتلميذه أبى علسى الصكاك وغيرهما ً،يقول :إرن علم ال
تعالى محمدث ً،وإنه لم يكن يعلم شيئا حتى أحدث لنفسه علما ً،وهذا كفر صريح.
وقد قال هشام هذا فى حين مناظرته لبى الهذيل العلف :إن ربه سبعة أشبار بشبر نفسه ً،وهذا كفر
صريح.
وكان داود الجوازى من كبار متكلميهم يزعم أسن ربه لحم ودم على صورة النسان .ول يختلفون فى أرن
الشمس يرردت على علسى بن أبى طالب مرتين ً،أفيكون فى صفاقة الوجه وصلبة الخد وعدم الحياء
والجرأة على الكذب أكثر من هذا على قرب العهد وكثرة الخلقا؟!
وطائفة منهم تقول :إرن ال تعالى يريد الشىء ويعزم عليه ً،ثم يبدو له فل يفعله ً،وهذا مشهور للكيسانية.
ومن المامية ممن يجيز نكاح تسع نسوة!!
ومنهم ممن ييحررم الكرنب لنه إنما نبت على دم الحسين ولم يكن قبل ذلك ً،وهذا من رقرلة الحياء قريب
مما قبله.
وكما يزعم كثير منهم أسن عليا لم يكن له سمى قبله ً،وهذا جهل عظيم ً،بل كان فى العرب كثير يسمون
كعلى بن بكر بن وائل ً،وإليه يرجع كل بكرى فى العالم فى نسبه ً،وفى الزد علسى ً،وفى بهذا السم ً،ر
بجيلة علسى وغيرها ً،كل ذلك فى الجاهلية مشهور ً،وأقرب من ذلك :عامر بن الطفيل يكنى أبا علسى ...
ومجاهراتهم أكثر مما ذكرنا.
ومنهم طائفة تقول بفناء الجنة والنار ً،وفى الكيسانية ممن يقول إرن الدنيا ل تفنى أبدا.
ومنهم طائفة تقول بفناء الجنة والنار ً،وفى الكيسانية ممن يقول إرن الدنيا ل تفنى أبدا.
ومنهم طائفة تسمى النحلية -نسبوا إلى الحسن بن علسى بن ورصند النحلى -كان من أهل نفطة من
عمل قفصة وقسطيلية من كور إفريقيا ً،ثم نهضِ هذا الكافر إلى السوس فى أقاصى بلد المصامدةً،
فأضرلهم وأضرل أمير السوس أحمد بن إدريس بن يحيى بن إدريس بن عبد ال بن الحسين بن الحسن بن
علسى ابن أبى طالب ً،فهم هناك كثير سكان فى ربضِ مدينة السوس ً،معلنون بكفرهم ً،وصلتهم خلف
صلة المسلمين ً،ل يأكلون شيئا من الثمار يزييل أصله ً،ويقولون إن المامة فى ولد الحسن دون ولد
الحسين -ومنهم أصحاب أبى كامل -ومن قولهم :إن جميع الصحابة )رضى ال عنهم( كفروا بعد
موت النبى صلى ال عليه وسلم ً،إذ جحدوا إمامة علسى ً،وأن عليا كفر إذ سلم المر إلى أبى بكر ثم
عمر ثم عثمان ً،ثم قال جمهورهم :إرن عليا وممن اتبعه رجعوا إلى السلم إذ دعا إلى نفسه بعد قتل
عثمان ً،وإذ كشف وجهه وسرل سيفه ً،وأنه وإياهم كانوا قبل ذلك مرتدين عن السلم كفارا مشركينً،
ومنهم ممن يرد الذنب فى ذلك إلى النبى صلى ال عليه وسلم ً،إذ لم يبين المر بيانا رافعا للشكال.
قال أبو محمد :وكل هذا كفر صريح ل خفاء به.
فهذه مذاهب المامية -وهى المتوسطة فى الغلو من فرقا الشيعة -وأما الغالية من الشيعة فهم قسمانً،
قسم :أوجبت النبوة بعد النبى صلى ال عليه وسلم لغيره ً،والقسم الثانى :أوجبوا اللهية لغيرال عرز
ومجسل فلحقوا بالنصارى واليهود ً،وكفروا أشنع الكفر.
فالطائفة التى أوجبت النبوة بعد النبى صلى ال فرقا :فمنهم الغرابة ً،وقولهم :إسن محمدا صلى ال عليه
وسلم كان أشبه بعلسى من الغراب بالغراب ً،وإن ال عرز وجسل بعث جبريل عليه السلم بالوحى إلى
عل سى ً،فغلط جبريل بمحمد ً،ول لوم على جبريل فى ذلك لنه غلط ً،وقالت طائفة منهم :بل تعمد ذلك
جبريل وكرفروه ولعنوه ...لعنهم ال.
قال أبو محمد :فهل يسمع بأضعف عقولل وأتم رقاعة من قوم يقولون إرن محمدا صلى ال عليه وسلم
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
كان يشبه علسى بن أبى طالب ً،فياللناس!! أين يقع شبه ابن أربعين سنة من صبى ابن إحدى عشرة سنة
حتى يغلط به جبريل عليه السلم؟!
ثم محمد عليه الصلة والسلم فوقا الربعة إلى الطول ً،قويم القناة ً،كث اللحية ً،أدعج العينين ً،ممتلى
الساقين -صلى ال عليه وسلم -قليل شعر الجسد ً،أفرع.
وعل سى دون الربعة إلى القصر ً،منكب شديد النكباب كأنه كسر ثم جبر ً،عظيم اللحية قد ملت صدره
من منكب إلى منكب إذا التحى ً،ثقيل العينين ً،دقيقا الساقين ً،أصلع عظيم الصلع ً،ليس فى رأسه شعر
إل فى مؤخره يسير ً،كثير شعر اللحية ً،فاعجبوا لحمقا هذه الطبقة!!
ثم لو جاز أن يغلط جبريل -وحاشا لروح القدس المين -كيف غفل ال عرز وجرل عن تقويمه وتنبيهه
وتركه على غلطه ثلثا وعشرين سنة .ثم أظرف من هذا كله ممن أخبرهم بهذا الخبر وممن مخررفهم بهذه
الخرافة ً،وهذا ل يعرفه إل ممن شاهد أمر ال تعالى لجبريل عليه السلم ً،ثم شاهد خلفه ً،فعلى هؤلء
لعنة ال ولعنة اللعنين ولعنة الناس أجمعين ً،ما دام ل فى عالمه خلقا.
وفرقة قالت بنبوة علسى ً،وفرقة قالت بأرن علسى بن أبى طالب والحسن والحسين رضى ال عنهم ً،وعلسى
بن الحسين ً،ومحمد بن علسى ً،وجعفر بن محمد ً،وموسى بن جعفر ً،وعلسى بن موسى ً،ومحمد بن علسىً،
والحسن بن محمد ً،والمنتظر ابن الحسن أنبياء كلهم.
وفرقة قالت بنبوة محمد بن إسماعيل بن جعفر فقط ً،وهم طائفة من القرامطة ً،وفرقة قالت بنبوة علسى
وبنيه الثلثة الحسن والحسين ومحمد ابن الحنفية فقط وهم طائفة من الكياسنية .وقد حام المختار حول
أن ميسدعى النبوة لنفسه ً،وسجع أسجاعا وأنذر بالغيوب عن ال ً،واتبعه على ذلك طوائف من الشيعة
الملعونة ً،وقال بإمامة محمد ابن الحنفية.
وفرقة قالت بنبوة المغيرة بن سعيد ً،مولى بجيلة بالكوفة ً،وهو الذى أحرقه خالد بن عبد ال القسرى
بالنار ً،وكان لعنه ال يقول :إرن معبوده صورة رجل على رأسه تاج ً،وأن أعضاؤه على عدد حروف
الهجاء ً،اللف للساقين ...ونحو ذلك مما ل ينطقا لسان ذى شيعة من دين به -تعالى ال عما يقول
الكافرون علوا كبيرا.
وكان لعنه ال يقول :إ رن معبوده لما أراد أن يخلقا الخلقا تكلم باسمه الكبر فوقع على تاجه ً،ثم كتب
بأصبعه أعمال العباد من المعاصى والطاعات ً،فلما رأى المعاصى ارفضِ به عرقا فاجتمع من عرقه
بحران ً،أحدهما ملح مظلم والثانى نسير عذب ً،ثم اطلع فى البحر فرأى ظله فذهب ليأخذه فطار ً،فأخذه
فقلع عين ذلك الظل ومحقه ً،فخلقا من عينيه الشمس وشمسا أخرى ً،وخلقا الكفار من البحر المالح
وخلقا المؤمنين من البحر العذب ً،فى تخليط له كثير!
وكان مما يقول :إرن النبياء لم يختلفوا قط فى شىء من الشرائع.
وقد قيل :إ رن جابر بن يزيد الجعفى الذى يروى عن الشعبى ً،كان خليفة المغيرة بن سعيد إذ حرقه خالد
بن عبد ال القسرى ً،فلما مات جابر خلفه بكر العور الهجرى ً،فلما مات فروضوا أمرهم إلى عبد ال
بن المغيرة رئيسهم المذكور ً،وكان لهم عدد ضخم بالكوفة.
وآخر ما وقف عليه المغيرة بن سعيد القول بإمامة محمد بن عبد ال بن الحسن ابن الحسين ً،وتحريم
ماء الفرات ً،وكل ماء نهر أو معهين أو بئر وقت فيه نجاسة ً،فبرئت منه عند ذلك القائلون بالمامة فى
ولد الحسين.
وفرقة قالت بنبوة بيان بن سمعان التميمى ً،صلبه وأحرقه خالد بن عبد ال القسرى مع المغيرة بن سعيد
فى يوم واحد ً،وجبن المغيرة بن سعيد عن اعتناقا حزمة الحطب جبنا شديدا حتى ي
ضم إليها قهرا ً،وبادر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
بيان بن سمعان إلى الحزمة فاعتنقها من غير إكراه ولم يظهر منه جزع ً،فقال خالد لصحابهما :فى كل
شىء أنتم مجانين ً،هذا كان ينبغى أن يكون رئيسكم ل هذا الفسل.
وكان بيان -لعنه ال -يقول :إرن ال تعالى يفنى كله حاشا وجهه فقط ً،وظن المجنون أنه تعلقا فى
لهكمرارم{ُ ً،ولو كان له كفره هذا بقول ال تعالى} :يكسل ممهن معملهيمها مفاهَن * موميهبمقـى موهجيه مريبمك يذو ٱهلمج م
لرل موٱ ر
أدنى عقل أو فهم ً،لعلم أرن ال تعالى إنما أخبر بالفناء عما على الرضِ فقط بنص قوله الصادقا} :يكسل
ممهن معلمهيمها مفاهَن{ُ ً،ولم يصف عرز وجرل بالفناء غير ما على الرضِ ً،ووجه ال تعالى هو ال وليس هو
شيئا غيره ً،وحاشا ل من أن ييوصف بالتبعيضِ ً،والتجزئ ً،هذه صفة المخلوقين المحدودين ل صفة من
ل يمحد ً،ول له مثل.
وكان لعنه ال يقول :إنه الممهعرنسى بقوله تعالى} :مهــمذا مبميافن يللرنارس{ُ.
وكان يذهب إلى أن المام هو هاشم بن عبد ال بن محمد ابن الحنفية ً،ثم هى فى سائر ولد علسى كلهم.
وقالت فرقة منهم بنبوة منصور المستير العجلى ً،وهو الملقب بالكسف ً،وكان يقال إنه المراد بقول ال
معرز ومجرل} :مورإن ميمرهوها ركهسفا يممن ٱلرسممآرء مسارقطا{ُ ً،وصلبه يوسف بن عمر بالكوفة.
وكان لعنه ال يقول :إنه يعررج به إلى السماء ً،وأسن ال تعالى مسح رأسه بيده وقال له :ابنى ً،اذهب فبسلغ
عنى ً،وكان يمين أصحابه :ل والكلمة.
بأن أول من خلقا ال تعالى عيسى ابن مريم ً،ثم علسى ابن إلى طالب. وكان لعنه ال يقول :ر
وكان يقول بتواتر الرسل ً،وأباح المحررمات من الزنا والخمر والميتة والخنزير والدم ً،وقال :إنما هم
أسماء رجال ً،وجمهور الرافضة اليوم على هذا ً،وأسقط الصلة والزكاة والصيام والحج ً،وأصحابه
ضاخون ً،وكذلك أصحاب المغيرة بن سعيد. كلهم خرناقون ر ر
ومعناهم فى ذلك ً،أنهم ل يستحلون حمل السلم حتى يخرج الذى ينتظرونه ً،فهم يقتلون الس بالخنقا
وبالحجارة ً،والخشبية بالخشب فقط.
وذكر هشام بن الحكم الرافضى فى كتابه المعروف بـ "الميزان" -وهو أعلم الناس بهم لنه جارهم
بالكوفة وجارهم فى المذهب -أن الكسفية خاصة يقتلون ممن كان منهم وممن خالفهم ً،ويقولون :ينمعيجل
المؤمن إلى الجنة والكافر إلى النار.
وكانوا بعد موت أبى منصور يؤدون اليخمس مما يأخذون ممن خنقوه إلى الحسن ابن أبى المنصورً،
وأصحابه فرقتان ً،فرقة قالت :إسن المامة بعد محمد ابن علسى بن الحسن صارت إلى محمد بن عبد ال
بن الحسن بن الحسين ً،وفرقة قالت :بلى إلى أبى المنصور الكسف ول تعود فى ولد علسى أبدا.
وقالت فرقة بنبوة بزيغ الحائك بالكوفة ً،وإن وقع هذه الدعوة لهم فى حائك لظريفة.
وفرقة قالت بنبوة معمر بائع الحنطة بالكوفة.
وقالت فرقة بنبوة عمير التبان بالكوفة ً،وكان لعنه ال يقول لصحابه :لو شئت أن أعيد هذا التبن تبرا
لفعلت ً،وقدم إلى خالد بن عبد ال القسرى بالكوفة فتجلد وسسب خالدا ً،فأمر خالد بضرب عنقه فيقتل إلى
لعنة ال.
وهذه الفرقا الخمس كلها من فرقا الخطابية.
وقالت فرقة فى أولئك -شيعة بنى العباس -بنبوة عمار الملقب بخداش ً،فظفر به أسد بن عبد ال أخو
خالد بن عبد ال القسرى فقتله إلى لعنة ال.
والقسم الثانى من فرقا الغالية ً،الذين يقولون باللهية لغير ال عرز ومجرل ً،فأولهم قوم من أصحاب عبد
على بن أبى طالب فقالوا مشافهة :أنت هو .فقال لهم :ومن هو؟ ال بن سبأ الحميرى لعنه ال ً،أتوا إلى ر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
قالوا :أنت ال ً،فاستعظم المر وأمر بنار فأججت وأحرقهم بالنار ً،فجعلوا يقولون وهم ييرمون فى النار:
الن صح عندنا أنه ال ً،لنه ل يمعرذب بالنار إل ال ...وفى ذلك يقول رضى ال عنه:
*لما رأييت المر أمرا منكرا * أرججت نارا ودعويت قنبرا*
يريد قنبر موله ً،وهو الذى تولى طرحهم فى النار ...نعوذ بال من أن نفتتن بمخلوقا أو يفتتن بنا
مخلوقا فيما مجرل أو مدرقا ً،فإن محنة أبى الحسن رضى ال عنه من بين أصحابه رضى ال عنهم كمحنة
عيسى صلى ال عليه وسلم بين أصحابه من الرسل عليهم السلم.
وهذه الفرقة باقية إلى اليوم فاشية عظيمة العدد ً،يسمون العليائية ً،منهم كان إسحاقا بن محمد النخعى
الحمر الكوفى وكان من متكلميهم ً،وله فى ذلك كتاب سماه "الصراط" نقضِ عليه البهنكى والفرياضِ بن
عل سى ً،وله فى هذا المعنى كتاب سماه "القسطاس" ً،وأبوه الكاتب المشهور الذى كتب لسحاقا بن كنداج
أيام وليته ً،ثم لمير المؤمنين المعتضد ً،وفيه يقول البحترى القصيدة المشهورة التى أولها:
*شط من ساكن الغدير فراره * وطوته البلد وال حاره*
والفياضِ هذا -لعنه ال -قتله القاسم بن عبد ال بن سليمان بن وهب ً،لكونه من جملة ممن سعى به
أيام المعتضد ً،والقصة مشهورة.
وفرقة قالت بإلهية آدم عليه السلم والنبيين بعده نبيا نبيا إلى محمد عليه السلم ً،ثم بإملهية علسى ً،ثم
بإملهية الحسن ثم الحسين ثم محمد بن علسى ثم جعفر ابن محمد ووقفوا ههنا ً،وأعلنت الخطابية بذلك
نهارا بالكوفة فى ولية عيسى ابن موسى بن محمد بن علسى بن عبد ال بن العباس ً،فخرجوا صدر
النهار فى جموع عظيمة فى أزر وأردية محرمين ينادون بأعلى أصواتهم :لبيك جعفر ..لبيك جعفر.
قال ابن عياش وغيره :كأنى أنظر إليهم يومئذ .فخرج إليهم عيسى بن موسى فقاتلوه فقتلهم واصطلمهم.
ثم زادت فرقة على ما ذكرنا فقالت بإملهية محمد بن إسماعيل بن جعفر ابن محمد وهم القرامطة ً،وفيهم
ممن قال بإملهية أبى سعيد الحسن بن بهرام الجبائى وأبنائه بعده ً،ومنهم ممن قال بإملهية أبى القاسم النجار
القائم باليمن فى بلد همدان المسمى بالمنصور.
وقالت طائفة منهم بإملهية عبيد ال ثم الولة من ولده إلى يومنا هذا ً،وقالت طائفة بإملهية أبى الخطاب
محمد بن أبى زينب مولى بنى أسد بالكوفة ً،وكثر عددهم بها حتى تجاوزوا اللوف ً،وقالوا :هو إملهً،
وجعفر بن محمد إمله ً،إل أرن أبا الخطاب أكبر منه.
وكانوا يقولون :جميع أولد الحسن أبناء ال وأحباؤه ً،وكانوا يقولون :إنهم ل يموتون ولكنهم ييرفعون
إلى السماء ً،وأشبه على الناس بهذا الشيخْ الذى ترون.
ثم قالت طائفة منه بإملهية معمر بائع الحنطة بالكوفة وعبدوه ً،وكان من أصحاب أبى الخطاب ً،لعنهم ال
أجمعين.
وقالت طائفة بإملهية الحسن بن منصور حلج القطن المصلوب ببغداد بسعى الوزير ابن حامد بن العباس
رحمه ال أيام المقتدر.
وقالت طائفة بإملهية محمد بن علسى بن السمعانى الكاتب المقتول ببغداد أيام الراضى ً،وكان أمر أصحابه
أن يفسقا الرفع قدرا منهم به ليولج فيه النور ً،وكل هذه الفرقا ترى الشتراك فى النساء.
وقالت طائفة منهم بإملهية شباس المقيم فى وقتنا هذا حيا بالبصرة ً،وقالت طائفة منهم بإملهية أبى مسلم
صار القائم بثأر أبى مسلم ً،واسم هذا السراج ً،ثم قالت طائفة من هؤلء بإملهية المقنع العور الق س
القص ار هاشم ً،وقرتل لعنه ال أيام المنصور ً،وأعلنوا بذلك فخرج المنصور فقتلهم وأفناهم إلى لعنة ال. س
وقالت الرنودية بإملهية أبى جعفر المنصور ً،وقالت طائفة منهم بإملهية عبد ال بن الخرب الكندى الكوفى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وعبدوه ً،وكان يقول بتناسخْ الرواح ً،وفرضِ عليهم تسعة عشرة صلة فى اليوم والليلة ً،فى كل صلة
خمسة عشر ركعة ً،إلى أن ناظره رجل من متكلمى الصفرية ً،وأوضح له براهين الدين فأسلم وصح
إسلمه وتبرأ من كل ما كان عليه ً،وأعلم أصحابه بذلك وأظهر التوبة فتبرأ منه جميع أصحابه الذين
كانوا يعبدونه ويقولون بإملهيته ولعنوه وفارقوه ً،ورجعوا كلهم إلى القول بإمامة عبد ال بن معاوية بن
عبد ال أبن جعفر بن أبى طالب.
وبقى عبد ال بن الخرب على السلم وعلى مذهب الصفرية إلى أن مات ً،وطائفته اليوم يتعرف
بالخربية وهى من السبأية القائلين بإملهية علسى ً،وطائفة تدعى النصرية غلبوا فى وقتنا هذا على جند
الردن بالشام وعلى مدينة طبرية خاصة.
ومن قولهم لعن فاطمة بنت رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،ولعن الحسن و الحسين ابنى علسى رضى
ال عنهم وسبهم بأقذع السب وقذفهم بكل لبيية ً،والقطع بأنها وابنيها -رضى ال عنهم ولعمن مبغضيهم
-شياطين تصروروا فى صورة النسان ً،وقولهم فى عبد الرحمن بن ملجم المرادى قاتل علسى رضى ال
عنه:على علسى لعنة ال ورضى ال عن ابن ملجم -فيقول هؤلء :إسن عبد الرحمن بن ملجم المرادى
أفضل أهل الرضِ وأكرمهم فى الخرة ً،لنه خرلص روح اللهوت مما كان يتشبث فيه من ظلمة
الجسد وكدره.
فاعجبوا لهذا الجنون ً،واسألوا ال العافية من بلء الدنيا والخرة ً،فهى بيده ل بيد أحد سواه ً،جعل ال
حظنا منها الوفى.
واعلموا أرن كل من كفر هذه الكفرات الفاحشة ممن ينتمى إلى السلم ً،فإنما عنصرهم الشيعة
والصوفية ً،فإرن من الصوفية ممن يقول :إرن ممن عرف ال تعالى سقطت عنه الشرائع ً،وزاد بعضهم:
واتصل بال تعالى!!
ل يكنى أبا سعيد أبا الخير -هكذا معا -من الصوفيةً، وبلغنا أرن بنيسابور اليوم فى عصرنا هذا رج ل
مرة يلبس الصوف ومرة يلبس الحرير المحررم على الرجال ً،ومرة يصلى فى اليوم ألف ركعة ومرة ل
يصلى ل فريضة ول نافلة ً،وهذا كفر محضِ ً،ونعوذ بال من الضلل".
***
وبعد ...يقول ال تعالى} :موممآ آمتايكيم ٱلرريسويل مفيخيذويه مومما منمهايكهم معهنيه مفٱِنمتيهوها موٱرتيقوها ٱلرلمه إررن ٱلرلمه مشردييد
ٱهلرعمقارب{ُ.
صربيريوها إررن ٱلرلمه مممعل متمنامزيعوها مفمتهفمشيلوها مومتهذمهمب ررييحيكهم موٱ ه ويقول سبحانه} :موأمرطييعوها ٱلرلمه مومريسولميه مو م
صاربرريمن{ُ. ٱل ر
لهمرر رمهنيكهم مفرإن متمنامزهعيتهم رفي ويقول مجرل شأنه} :ميا أمسيمها ٱرلرذيمن آممينوها أمرطييعوها ٱلرلمه موأمرطييعوها ٱلرريسومل موأيهورلي ٱ م
مشهيهَء مفيرسدويه إرملى ٱلرلره موٱلرريسورل رإن يكهنيتهم يتهؤرمينومن ربٱِللرره موٱهلميهوم ٱلرخرر ـذرلمك مخهيفر موأمهحمسين متهأروي ل
ل{ُ. ر
م ه ي
ل يهؤرمينومن محرتـى يمحيكيمومك رفيمما مشمجمر مبهيمنيههم ثرم ل ميرجيدوا رفيي أنفرسرههم محمرجا
ي ه م ل مومريبمك م ويقول مجرل وعل} :مف م
ضهيمت مويمسلييموها متهسرليما{ُ. يمرما مق م
وعن أبى سعيد الخدرى رضى ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :لتتبعن سنن الذين من
قبلكم شبرا بشبر ً،وذراعا بذراع ً،حتى لو دخلوا فى جحر ضب لتبعتوهم" قلنا :يا رسول ال ً،اليهود
والنصارى؟ قال" :مفمن"؟.
وعن عوف بن مالك رضى ال عنه قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :افترقا اليهود على
إحدى وسبعين فرقة ً،فواحدة فى الجنة وسبعون فى النار ً،وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقةً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
فإحدى وسبعون فى النار ً،وواحدة فى الجنة ..والذى نفسى بيده ً،لتفترقسن أمتى على ثلث وسبعين
فرقة ً،فواحدة فى الجنة واثنتان وسبعون فى النار" ً،قيل :يا رسول ال ممن تراهم؟ قال" :الجماعة".
ضوا وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :عليكم بيسرنتى ويسرنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى ً،مع س
عليها بالنواجذ ً،وإياكم ومحدثات المور ً،فإن كل محدثة بدعة ً،وكل بدعة ضللة ً،وكل ضللة فى
النار".
وعن النعمان بن بشير رضى ال عنهما قال :سمعيت رسول ال صلى ال عليه وسلم يقول" :إرن الحلمل
بسين والحرام بسين ً،وبينهما مشتبهات ل يعلمهن كثير من الناس ..فممن أتقى الشبهات استبرأ لدينه
ورعرضه ً،و ممن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام ً،كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ً،أل
وإرن لكل ملك حمى ً،أل وإن حمى ال محارمه ً،أل وإرن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلهً،
وإذا فسدت فسد الجسد كله ً،أل وهى القلب".
صدقا ال العظيم ...وصدقا رسوله الكريم.
فالرلهم ربنا :أصلح فساد قلوبنا ً،وأرنا الحقا حقا وارزقنا اتباعه ً،وأرنا الباطل باط ل
ل وارزقنا اجتنابهً،
وجنبنا يا رب الشبهات ً،واحفظ قلوبنا من الزيغ والضلل ً،واهدنا إلى صراطك المستقيم* * * .
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) كلمة إجمالية عن الشيعة وعقائدهم (
أما الزيدية ..فهم أتباع زيد بن علسى بن الحسين رضى ال عنهم ً،طمحت نفسه إلى استرداد الخلفةً،
صرلب ً،ثم أحرقافخرج على الخليفة الموى هشام بن عبد الملك ً،ولكن أتباعه خذلوه وفررقوا عنه فيقرتل و ي
جسده ً،وقد ورد فى سبب تفرقا أصحابه عنه وخذلنهم له "أنه لما اشتد القتال بينه وبين يوسف بن عمر
الثقفى عامل هشام بن عبد الملك ً،قال الذين بايعوه :ما تقول فى أبى بكر وعمر؟ فقال زيد :أثنى عليهما
جدى علسى ً،وقال فيهما حسنا ً،وإنما خروجى على بنى يأمرية ً،فإنهم قاتلوا جدى عليا ً،وقتلوا جدى حسيناً،
فخرجوا عليه ورفضوه ً،فيسسموا رافضة بذلك السبب".
والزيدية أقرب فرقا الشيعة إلى الجماعة السلمية ً،إذ أنها لم تغل فى معتقداتها ً،ولم يمكيفر الكثرون
منها أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،ولم ترفع الئمة إلى مرتبة المله أو إلى درجة النبيين.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) قوام مذهب الزيدية (
وقوام مذهب زيد وأتباعه إلى ما قبل طروء التغير عليه والتفرقا بين أصحابه ً،هو ما يأتى:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
- 1أن المام منصوص عليه بالوصف ل بالسم ً،وهذه الوصاف هى :كونه فاطميا ً،ورعا ً،سخياً،
يخرج داعيا الناس لنفسه.
-2أنه يجوز إمامة المفضول مع وجود ممن هو أفضل منه بتوفر هذه الصفات فيه.
وبنوا على هذا أنه لو وقع اختيار يأولى الحل والعقد على إمام تتوفر فيه هذه الصفات مع وجود ممن
تتوفر فيه صرحت إمامته ً،ولزمت بيعته ً،ولهذا قالوا بصحة إمامة أبى بكر وعمر رضى ال عنهماً،
وعدم تكفير الصحابة ببيعتهما.
ولقد كان من مذهب الزيدية جواز خروج إمامين فى قطرين مختلفين ل فى قطر واحد ً،كما كان من
مذهبهم أن مرتكب الكبيرة إذا لم يتب فهو مخرلد فى النار ً،وهذا هو معهين مذهب المعتزلة .ويظهر أسن
هذه العقيدة تسسربت من المعتزلة إلى الزيدية فقالوا بها كما قالوا بكثير من مبادئهم .والسر فى ذلك هو
أن زيدا رحمه ال تتلمذ لواصل بن عطاء ً،فأخذ عنه آراءه العتزالية وقال بها.
غير أسن الزيدية لم يدوموا على وحدتهم المذهبية زمنا طوي ل
ل ً،بل تفررقوا واختلفت عقائدهم .وقد ذكر لنا
صاحب المواقف أنهم تفسرقوا إلى ثلث رفرقا ً،وذكر لكل رفرقة خصائصها ومميزاتها وعقائدها.
ول نطيل بذكر ذلك .وممن أراد الوقوف عليه فليرجع إليه فى موضعه.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) المامية (
أما المامية فهم القائلون بأرن النبى صلى ال عليه وسلم نص على إمامة علسى رضى ال عنه نصا
ظاهرا ً،ل بطريقا التعريضِ بالوصف كما يقول الزيدية ً،كما أنهم يحصرون المامة بعد علسى فى ولده
من فاطمة رضى ال عنها.
وأصحاب هذا المذهب قد بالغوا فى تشيعهم ً،وتعدوا حدود العقل والشرع ً،مفمكرفروا الكثير من الصحابةً،
واعتبروا أبا بكر وعمر مغتصبين للخلفة ظالمين لعلسى رضى ال عنه ً،فأوجبوا التبرؤ منهما ً،ولم يسلم
من هذا التطرف إل نفر قليل ً،كالعلمة الطبرسى صاحب التفسير.
وقد اتفقا المامية على إمامة علسى رضى ال عنه ً،ثم انتقلت المامة إلى ابنه الحسن بالوصية له من
أبيه ً،ثم إلى أخيه الحسين من بعده ً،ثم إلى ابنه علسى زين العابدين ً،ثم إلى ابنه محمد الباقر ً،ثم إلى ابنه
جعفر الصادقا ً،ثم اختلفوا بعد ذلك فى سوقا المامة ً،وانقسموا إلى فرقا عدة أشهرها فرقتان :المامية
الثنا عشرية ً،والمامية السماعيلية.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) المامية الثنا عشرية -أشهر تعاليمهم (
أما المامية الثنا عشرية ً،فيرون أسن المامة بعد جعفر الصادقا انتقلت إلى ابنه موسى الكاظم ً،ثم إلى
ابنه عل سى الرضا ً،ثم إلى ابنه محمد الجواد ً،ثم المنتظر وهو المام الثانى عشر ً،ويزعمون أنه دخل
سردابا فى دار أبيه بـ "سر ممن رأى" ولم يعد بعد ً،وأنه سيخرج فى آخر الزمان ً،ليمل الدنيا عد ل
ل
وأمنا ً،كما يمرلمئت ظلما وخوفا.
وهؤلء قد جاوزوا الحد فى تقديسهم للئمة ً،فزعموا أسن المام له صلة روحية بال كصلة النبياء.
وقالوا :إرن اليمان بالمام جزء من اليمان بال ً،وأرن ممن مات غير معتقد بالمام فهو ميت على الكفرً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وغير ذلك من اعتقاداتهم الباطلة فى الئمة.
**
* أشهر تعاليم المامية الثنى عشرية:
وأشهر تعاليم المامية الثنى عشرية أمور أربعة :العصمة ً،والمهدية ً،والرجعة ً،والتقرية.
أما العصمة :فيقصدون منها أن الئمة معصومون من الصغائر والكبائر فى كل حياتهم ً،ول يجوز
عليهم شىء من الخطأ والنسيان.
وأما المهدية :فيقصدون منها المام اليمنتظر الذى يخرج فى آخر الزمان فيمل الرضِ أمنا وعد ل
ل ً،بعد
أن يمرلمئت جورا وخوفا .وأول من قال بهذا هو كيسان مولى علسى بن أبى طالب فى محمد ابن الحنفيةً،
ثم تسسربت إلى طوائف المامية ً،فكان لكل منها مهدى منتظر.
وأما الرجعة :فهى عقيدة لزمة لفكرة المهدية ً،ومعناها :أنه بعد ظهور المهدى اليمنتظر ً،يرجع النبى
صلى ال عليه وسلم إلى الدنيا ً،ويرجع علسى ً،والحسن ً،والحسين ً،بل وكل الئمة ً،يرجع النبى صلى ال
عليه وسلم إلى الدنيا ً،ويرجع علسى ً،والحسن ً،والحسين ً،بل وكل الئمة ً،كما يرجع خصومهم ً،كأبى
بكر وعمر ً،فيقتص لهؤلء الئمة من خصومهم ً،ثم يموتون جميعا ً،ثم يحيون يوم القيامة.
وأما التقية :فمعناها المداراة والمصانعة ً،وهى مبدأ أساسى عندهم ً،وجزء من الدين يكتمونه عن الناسً،
فهى نظام سرى يسيرون على تعاليمه ً،فيدعون فى الخفاء لمامهم المختفى ويظهرون الطاعة لمن بيده
المر ً،فإذا مقويت شوكتهم أعلنوها ثورة مسلحة فى وجه الدولة القائمة الظالمة.
هذه هى أهم تعاليم المامية الثنى عشرية ً،وهم يستدلون على كل ما يقولون ويعتقدون بأدلة كثيرةً،
غير أنها ل يتسرلم لهم ً،ول يتثبت مدعاهم .ونحن نمسك عنها وعن ردها خوف الطالة ً،وسيمر بك -إن
شاء ال تعالى -شىء من ذلك.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) المامية السماعيلية (
وأما المامية السماعيلية ً،فيرون أرن المامة بعد جعفر الصادقا انتقلت إلى ابنه اسماعيل ً،بالنص من
أبيه على ذلك ً،قالوا :وفائدة النص مع أنه مات قبل أبيه هو بقاء المامة فى عقبه ً،ثم انتقلت المامة من
إسماعيل إلى ابنه محمد المكتوم ً،وهو أول الئمة المستورين ً،وبعده تتابع أئمة مستورون إلى أن ظهر
بالدعوة المام عبد ال المهدى رأس الفاطميين.
ثم إ سن هؤلء المامية السماعيلية لقبوا بسبعة القاب ً،وبعضِ هذه اللقاب أسماء لبعضِ رفرقهم ً،وهذه
اللقاب هى ما يأتى:
-1السماعيلية :لثباتهم المامة لسماعيل بن جعفر الصادقا كما قلناه.
- 2الباطنية :لقولهم بالمام الباطن -أى المستور -أو لقولهم بأن للقرآن ظاهرا وباطنا ً،والمراد منه
باطنه دون ظاهره.
-3القرامطة :لن أولهم الذى دعا الناس إلى مذهبهم رجل يقال له حمدان قرمط.
-4الحرمية :لباحتهم المحررمات والمحارم.
-5السبعية :لنهم زعموا أن النطقاء بالشرائع سبعة :آدم ً،ونوح ً،وإبراهيم ً،وموسى ً،وعيسى ً،ومحمدً،
ومحمد المهدى المنتظر سابع النطقاء ً،وبين كل اثنين من النطقاء سبعة أئمة يتممون شريعته ً،ول بد فى
يقتدى وبهم يهتمدى.كل عصر من سبعة بهم ي س
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
-6البابكية أو الخرمية :لتباع طائفة منهم بابك الخرمى الذى خرج بأذربيجان.
-7المحمرة :للبسهم اليحهمرة أيام بابك ً،أو لتسميتهم المخالفين لهم حميرا.
**
هذا ول يفوتنا أن نقول :إن هذه الطوائف من الشيعة قد باد معظمها ً،وأشهر ما بقى منها إلى اليوم
ثلث رفرقا ً،هى :المامية الثنا عشرية ً،والمامية السماعيلية )وهم المسمون بالباطنية( ً،والزيدية.
أما المامية الثنا عشرية ..فينتشرون اليوم فى بلد إيران ً،وبلد العراقا كما يوجد منهم جماعة
بالشام.
وأما السماعيلية ..فينتشرون فى بلد الهند ً،كما يوجدون فى نواح أخرى متفرقة ً،وزعيمهم أغاخان
الزعيم الهندى السماعيلى المعروف ً،وهو من نسل الحسن بن الصسباح صاحب قلعة الموت ً،والحسن
هذا من نسل علسى بن أبى طالب.
وأما الزيدية فيوجدون ببلد اليمن.
إذن فالجدر بنا أن نمسك عن موقف هذه الرفرقا البائدة من تفسير القرآن ً،ما دامت قد بادت ولم يبقا لها
أثر ً،وما دمنا لم نقف لها على شىء فى التفسير أكثر من هذه الينمبذ المتفرقة التى وجدناها للبعضِ منهم
وجمعناها من بطون الكتب المختلفة.
والذى يستحقا عنايننا وبحثنا بعد ذلك ً،هو تلك الفرقا الثلث التى ل تزال موجودة إلى اليوم محتفظة
بتعاليمها وآرائها .وسنبدأ أولل بالمامية الثنى عشرية ً،ثم بالمامية السماعيلية ً،ثم بالزيدية.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) موقف المامية الثنا عشرية من تفسير القرآن الكريم (
للمامية الثنى عشرية معتقدات يدينون بها ً،وينفردون بها عمن عداهم من طوائف الشيعة .وهم حين
يعتقدون هذه المعتقدات ل بد لهم -ما داموا يقرون بالسلم ويعترفون بالقرآن ولو بوجه ما -أن
يقيموا هذه العقائد على دعائم من نصوص القرآن الكريم ً،وأن يدافعوا عنها بكل ما يمكنهم من سلح
الجدل وقوة الدليل.
* *النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم
من تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) موقفهم من الئمة وأثر ذلك فى تفسيرهم (
وإذا نحن استعرضنا هذه المعتقدات وجدنا أن أهمها يدور حول أئمتهم ً،فهم يلقون على الئمة نوعا من
التقديس والتعظيم ً،ويرون أن الئمة "أركان الرضِ أن تميد بأهلها ً،ويحرجة ال البالغة على ممن فوقا
الرضِ وممن تحت الثرى" ويرون أسن المامة "زمام الدين ً،ونظام المسلمين ً،وصلح الدنيا ً،وعز
المؤمنين".
ولما كان المام عندهم فوقا أن ييحكم عليه ً،وفوقا الناس فى طينته وتصرفاته ً،فإسنا نراهم يعتقدون بأن
له صلة روحية بال تعالى كتلك الصلة التى للنبياء والرسل ً،وأنه يممشيرع ويممنيفذ ً،وأرن ال قد فروضِ
النبى والمام فى الدين ً،ويروون عن الصادقا أنه قال" :إرن ال خلقا نبيه على أحسن أدب وأرشد عقلً،
ثم أردب نبيه فأحسن تأديبه فقال} :يخرذ ٱهلمعهفمو موهأيمهر ربٱِهليعهررف موأمهعرر ه
ضِ معرن ٱهلمجارهرليمن{ُ ً،ثم أثنى ال عليه
فقال} :موإررنمك ملمعملـى يخليهَقا معرظيهَم{ُ ً،ثم بعد ذلك فروضِ إليه دينه ً،فروضِ إليه التشريع فقال} :موممآ آمتايكيم
ٱلرريسويل مفيخيذويه مومما منمهايكهم معهنيه مفٱِنمتيهوها{ُ ً،و }رمهن يرطرع ٱلرريسومل مفمقهد أممطامع ٱلرلمه{ُ ً،ال فوضِ ديتع إلى نبيه.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ثم إن نبى ال فروضِ كل ذلك إلى علسى وأولده سلمتم وجحده الناس ً،فوال لنحبم أن تقولوا إذا قلنا وأن
تصمتوا إذا صمتنا ً،ونحن فيما بينكم وبين ال ً،وما جعل ال لحد خيرا فى خلف أمرنا".
وحيث إن ال تعالى خلقا النبى وكل إمام بعده على أحسن أدب وأرشد عقل ً،فل يختار النبى ول المام
إل ما فيه صلح وثواب ً،ول يخطر بقلب النبى ول بقلب المام ما يخالف مشيئة ال وما يناقضِ
مصلحة المة .فيفيوضِ ال تعيين بعضِ المور إلى رأى النبى ورأى المام مثل الزيادة فى عدد ركعات
الفرضِ ومثل تعيين النوافل من الصلة والصيام ً،وذلك إظهارا لكرامة النبى والمام ً،ولم يكن أصل
التعيين إل بالوحى ً،ثم لم يكن الختيار إل باللهام ً،وله فى الشرع شواهد :حررم ال الخمر ً،وحررم النبى
كل مسكر فأجازه ال ً،وفرضِ ال الفرائضِ ولم يذكر الجد ً،فجعل النبى للجد السدس ً،وكان النبى ييبرشر
وييعرطى الجنة على ال وييجيزه ال.
وأيضا فروضِ ال النبى والئمة من بعده أمور الخلقا ً،وأمرو الدارة والسياسة من التأديب والتكميل
والتعليم ً،وواجب على الناس طاعتهم فى كل ذلك ً،قالوا :وهذا حقا ثابت دسلت الخبار عليه.
وأيضا ف روضهم ال تعالى فى البيان ً،بيان الحكام والفتاء وتفسير آيات القرآن وتأويلها ً،ولهم أن يبينوا
ولهم أن يسكتوا ً،ولهم فوقا ذلك الباين كيفما أرادوا وعلى أى وجه شاءوا تقرية منهم وعلى حسب
الحوال والمصلحة .والتفويضِ بهذا المعنى ميردعون أنه حقا ثابت لهم ً،والخبار ناطقة به وشاهدة عليه.
يقول صاحب "الكافى" " :سأل ثلثة من الناس صادقا عن آية واحدة فى كتاب ال فأجاب كل واحد
بجواب ً،أجاب ثلثة بأجوبة ثلثة ً،واختلف الجوبة فى مسألة واحدة كان يقع إما على سبيل التقرية وإما
على سبيل التفويضِ".
وهناك نوع آخر من التفويضِ يثبتونه للنبى والئمة ً،ذلك هو أن النبى أو المام له أن يحكم بظاهر
الشريعة ً،وله أن يترك الظاهر ويحكم بما يراه وما يلهمه ال من الواقع وخالص الحقا فى كل واقعةً،
كما كان لصاحب موسى فى قصة الكهف ً،وكما وقع لذى القرنين.
ثم كان من توابع هذه العقيدة التى يعتقدونها فى أئمتهم أن قالوا بعصمة الئمة ً،وقالوا بالمهدى المنتظرً،
وقالوا بالرجعة ً،وقالوا بالتقرية ً،وهذه كلها عقائد رسخت فى أذهانهم وتمكنت من عقولهم ً،فأخذوا بعد
هذا ينظرون إلى القرآن الكريم من خلل هذه العقائد ففسروا القرآن وفقا لهواهم ً،وفهموا نصوص
وتأرولوها حسبما تمليه عليهم العقيدة ويزينه لهم الهوى ...وهذا تفسير بالرأى المذموم ً،تفسير من اعتقد
أو ل
ل ً،ثم فسسر ثانيا بعد أن اعتقد.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) تأثر المامية الثنا عشرية بآراء المعتزلة وأثر ذلك فى تفسيرهم (
هذا وإن المامية الثنى عشرية لهم فى نصوص القرآن التى تتصل بمسائل علم الكلم نظرة تتفقا إلى
حد كبير مع نظرة المعتزلة إلى هذه النصوص نفسها ولم يكن بينهم وبين المعتزلة خلف إل فى مسائل
قليلة ً،ويظهر أن هذا الرتباط الوثيقا الذى كان بين الفريقين راجع إلى تتلمذ الكثير من شيوخ الشيعة
وعلمائهم لبعضِ شيوخ المعتزلة ً،كما يظهر لنا جليا أن هذا الرتباط فى التفكير شيء قديم غير جديدً،
فالحسن العكسرى ً،والشريف المرتضى ً،وأبو على الطبرسى ً،وغيرهم من قدماء الشيعة ً،ينظرون هذه
النظرة العتزالية فى تفاسيرهم التى بأيدينا ً،والتى تعرضنا لبعضها وسنعرضِ لبعضها الخر قريبا ً،بل
إننا نجد الشريف المرتضى فى أماليه يحاول محاولة جدية أن يجعل عليا رضى ال عنه معتزليا أو
رأس المعتزلة على الصح ً،وقد تقردمت لنا مقالته التى عرضنا لها عند الكلم عن أماليه .وليس من
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
شك فى أن هذه النظرات العتزالية كان لها أثر كبير فى تفسيرهم ً،وسنقف على شىء من ذلك إن شاء
ال تعالى.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) تأثرم بمذاهبهم الفقهية والصولية فى تفاسيرهم (
ل نجدهم يذكرون أن أدلى الفقه ثم إرن الشيعة لهم فى الفقه وأصوله آراء خالفوا بها ممن سواهم ً،فمث ل
أربعة وهى :الكتاب ً،واليسرنة ً،والجماع ً،ودليل العقل.
أما الكتاب فلهم رأى فيه سنعرضِ له فيما بعد.
وأما اليسرنة فهم غير أمناء عليها ول ملتزمين ما صح منها ً،وسنعرضِ لها فيما بعد أيضا.
وأما الجماع فليس يحرجة بنفسه ً،وإنما يكون يحرجة إذا دخل المام المعصوم فى المجمعين ً،أو كان
الجماع كاشفا عن رأيه فى المسألة ً،أو كان الجماع عن دليل معتبر ً،فهو فى الحقيقة داخل فى الكتاب
أو اليسرنة.
وأما دليل العقل عندهم فل يدخل فيه القياس ً،ول الستحسان ً،ول المصالح المرسلة ً،لن ذلك كله ليس
يحرجة عندهم.
ل تراهم يقولون :إسن فرضِ الرجلين فى الوضوء هو المسح دون وفى الفقه لهم مخالفات يشذون بها ً،فمث ل
الغسل ً،ول يجيوزون المسح على الخفين ً،وجروزوا نكاح المتعة ً،وجروزوا أن تورث النبياء ً،ولهم
ل ً،ولهم مخالفات كثيرة غير ذلك فى مسائل الجتهاد. مخالفات فى نظام الرث ً،كإنكارهم للعول مث ل
لهذا كان طبيعيا أن يقف المامية الثنا عشرية من اليات التى تتعلقا بالفقه وأصوله موقفا فيه تعصب
وتعسف .حتى يستطيعوا أن ييخضعوا هذه النصوص ويجعلوها أدلة لرائهم ومذاهبهم .كما كان طبيعياً،
أن يتأ رولوا ما يعارضهم من اليات والحاديث .بل ووجدناهم أحيانا يزيدون فى القرآن ما ليس منه
ويسدعون أنه قراءة أهل البيت ً،وهذا إمعان منهم فى اللجاج ً،وإغراقا فى المخالفة والشذوذ.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) احتيالهم على تركيز عقائدهم وترويجها (
ويظهر لنا أن المامية الثنى عشرية لم يجدوا فى القرآن كل ما يساعدهم على أغراضهم وميولهمً،
ل -يردعون إن القرآن له ظاهر وباطن بل وبواطن كثيرة ً،وأن علم جميع القرآن عند فراحوا -أو ل
الئمة ً،سواء فى ذلك ما يتعلقا بالظواهر وما يتعلقا بالبواطن ً،وحجروا على العقول فمنعوا الناس من
القول فى القرآن بغير سماع من أئمتهم.
وراحوا -ثانيا -ميسدعون أن القرآن وراد كله أو جله فى أئمتهم ومواليهم ً،وفى أعدائهم ومخالفيهم
كذلك.
وراحوا -ثالثا -ميردعون أن القرآن يحيرف ويبدل عما كان عليه زمن النبى صلى ال عليه وسلم ً،وكل
هذا ل أعتقد إل أنه من قبيل الحتيال على تركيز عقائدهم وإيهام الناس أنها مستقاة من القرآن الذى هو
المنبع الساسى والول للدين.
وأعجب من هذا أنهم أخذوا ييميوهون على الناس ً،ويغرون العامة بما وضعوه من أحاديث على رسول
ل منهم ً،ورموهم بكلال صلى ال عليه وسلم وعلى أهل بيته ً،وطعنوا على الصحابة إل نفرا قلي ل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
نقيصة فى الدين ً،ليجدوا لنفسهم من رواء ذلك ثغرة يخرجون منها عندما تأخذ بخناقهم الحاديث
الصحيحة التى يرويها هؤلء الصحابة عن رسول ال صلى ال عليه وسلم.
ويحسن بنا أل نمر سراعا على هذه النقاط الربعة بالذات ً،بل علينا أن نقف أمامها وقفة طويلة ودقيقة
حتى نستطيع أن نقف على مدى هذه الوهام والدعاوى التى كان لها أكبر الثر فى اتجاه التفسير عند
المامية الثنى عشرية ً،فنقول وبال التوفيقا:
-1ظاهر القرآن وباطنه
يقول المامية الثنا عشرية :إن القرآن له ظاهر وباطن ً،وهذه حقيقة نقرهم عليها ول نعارضهم فيها
بعد ما صح لدينا من الحاديث التى تقرر هذا المبدأ فى التفسير ً،غاية المر أن هؤلء المامية لم يقفوا
عند هذا الحد ً،بل تجاوزوا إلى القول بأن للقرآن سبعة وسبعين بطنا ً،ولم يقتصروا على ذلك بل تمادوا
واسدعوا أن ال تعالى جعل ظاهر القرآن فى الدعوة إلى التوحيد والنبوة والرسالة ً،وجعل باطنه فى
الدعوة إلى المامة والولية وما يتعلقا بهما.
* حرصهم على التوفيقا بين ظاهر القرآن وباطنه:
ولقد كان من أثر هذا الرأى فى القرآن ً،أن اشتد حرص هؤلء القائلين به على أن يعقدوا صلة بين
المعانى الظاهرة والمعانى الباطنة للقرآن ً،ويعملوا بكل ما فى وسعهم وطاقاتهم على إيجاد مناسبة بينهما
حتى يقيربوا هذا المبدأ من عقول الناس ويجعلوه أمرا سائغا مقبولل .ومن أمثلة هذا التوفيقا والربط بين
ظاهر القرآن وباطنه قوله تعالى} :رممثيل ٱهلمجرنرة ٱلررتي يورعمد ٱهليمرتيقومن رفيمهآ أمهنمهافر يمن رمآهَء مغهيرر آرسهَن موأمهنمهافر يمن
صدفى مومليههم رفيمها رمن يكيل ٱلرثمممرارت{ًُ، لرمبهَن لرهم ميمتمغريهر مطهعيميه موأمهنمهافر يمهن مخهمهَر لررذهَة يللرشاررربيمن موأمهنمهافر يمهن معمسهَل سم م
فهم يقرون أن هذا الظاهر مراد ال تعالى ً،ومراد له مع هذا الظاهر معنى آخر باطنى هو علوم الئمة
عليهم السلم ً،ويقولون :إن الجامع بين المعنيين هو النتفاع بكل منهما وبمثل هذا يوفقون بين المعانى
الظاهرة والباطنة ً،حتى ل يكون مستبعدا إرادة ال لمعنى خاص بحسب ما يدل عليه ظاهر اللفظً،
وإرادته لمعنى آخر بحسب ما يدل عليه باطن المر.
* حملهم الناس على التسليم بما يسدعون من المعانى الباطنة للقرآن:
وكأينى بالمامية الثنى عشرية بعد أن ربطوا بين ظاهر القرآن وباطنه ً،وجمعوا بينهما بجامع التناسب
والتشابه ...كأينى بهم يعتقدون أن مثل هذا الربط ل يكفى فى حمل الناس على أن يذهبوا مذهبهم هذاً،
فحاولوا أن يحملوهم عليه من ناحية العقيدة والرهاب الدينى ً،الذى يشبه الرهاب الكنسى للعامة فى
العصور المظلمة ً،من حمل الناس على ما يوحون به إليهم بعد أن حظروا عليهم إعمال العقل ً،وحاولوا
بينهم وبين حريتهم الفكرية ً،فقالوا :إسن النسان يجب عليه أن يؤمن بظاهر القرآن وباطنه على السواءً،
كما يجب عليه أن يؤمن بمحكمه ومتشابهه ً،وناسخه ومنسوخه ً،ول بد أن يكون ذلك على سبيل
ل عن آل البيت ً،ويكفى فيه الجمال إن لم يصل إليه التفصيل. صل التفصيل إن وصل إليه علم ذلك مف س
قالوا :ول يجوز أن ينكر الباطن بحال ً،وعليه أن ييسيلم بكل ما وصل إليه من ذلك عن طريقا آل البيت
وإن لم يفهم معناه ً،ولو أسن إنسانا آمن بالظاهر وأنكر الباطن لكفر بذلك ً،كما لو أنكر الظاهر وآمن
بالباطن أو الظاهر والباطن جميعا
وحرصا منهم لعى تعطيل عقول الناس ومنعهم من النظر الحر فى نصوص القرآن الكريم ً،قالوا:
إن جميع معانى القرآن ً،سواء منها ما يتعلقا بالظاهر وما يتعلقا بالباطن ً،اختص بها النبى صلى ال س
عليه وسلم والئمة من بعده ً،فهم الذين عندهم علم الكتاب كله ً،لن القرآن نزل فى بيتهم "وأهل البيت
أدرى بما فى البيت" أما ممن عداهم من الناس فل يرون أدنى شبهة فى قصور علمهم ً،وعدم إدراكه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل عن معانيه الباطنة ً،قالوا :ولهذا ل يجوز لنسان أن يقول فى لكثير من معانى القرآن الظاهرة ً،فض ل
القرآن إل بما وصل إليه من طريقهم ً،غاية المر أنهم جروزوا لمن أخلص حبه وانقياده ل ولرسوله
ولهل البيت واستمد علومه من أهل البيت حتى أنس من نفسه العلم والمعرفة ..جروزوا لمثل هذا أن
يستنبط من القرآن ما يتيسر له ً،لنه بحبه لل البيت وأخذه عنهم صار كأنه منهم وقد قيل" :سلمان منا
آل البيت".
**
* أثر التفسير الباطنى فى تلعبهم بنصوص القرآن:
ولقد كان من نتائج هذا التفسير الباطنى للقرآن أن وجد القائلون به أمام أفكارهم مضطربا بالغا ومجا ل
ل
رحبا ً،يتسع لكل ما يشاؤه الهوى وتزينه لهم العقيدة ً،فأخذوا يتصررفون فى القرآن كما يحبون ً،وعلى
أى وجه يشتهون بعد ما ظنوا أسن العامة قد انخدعت بأوهامهم وسرلموا بأفكارهم ومبادئهم.
ل :-إسن من لطف ال تعالى أن يشير بواسطة المعانى الباطنة لبعضِ اليات إلى ما سيحدث فقالوا -مث ل
فى المستقبل من حوادث ً،ويعدون هذا من وجوه إعجازه ً،ثم ييفيرعون على هذه القاعدة ما يشاؤه لهم
ل فى قوله تعالى} :لممتهرمكيبرن مطمبقا معن الهوى ً،وما يزينه فى أعينهم داعى العقيدة وسلطانها ً،فيقولون مث ل
لرمة ستسلك سبيل ممن كان قبلها من المم فى الغدر بالوصياء بعد مطبقا{ُ ً،إنه إشارة إلى أسن هذه ا ي
هَ
النبياء.
كذلك مركن لهم القول بباطن القرآن من أن يقولوا :إرن اللفظ الذى ييراد به العموم ظاهرا كثيرا ما يراد به
ل لفظ" :الكافرين" الذى يراد به العموم ً،يقولون :هو فى الباطن الخصوص بحسب المعنى الباطن ً،فمث ل
مخصوص بمن كفر بولية علسى.
كما مركنهم أيضا من أن يصرفوا الخطاب الذى هو يمورجه فى الظاهر إلى المم السابقة أو إلى أفراد
ل قوله تعالى} :مورمن منها ً،إلى ممن يصدقا عليه الخطاب فى نظرهم من هذه المة بحسب الباطن ً،فمث ل
مقهورم يمومسـى أيرمفة ميههيدومن ربٱِهلمحيقا موربره ميهعرديلومن{ُ يقولون فيه :قوم موسى فى الباطن هم أهل السلم.
ولقد مكرنهم أيضا من أن يتركوا أحيانا المعنى الظاهر ويقولوا بالباطن وحده ً،كما فى قوله تعالى} :مولمهو م
ل
ضهعمف ٱهلممممارت يثرم م
ل مترجيد لممك ضهعمف ٱهلمحميارة مو ر مأن مثربهتمنامك لممقهد ركدرت متهرمكين إرلمهيرههم مشهيئا مقرلي ل
ل * رإذا لمذهقمنامك ر
صيرا{ُ ً،فالظاهر غير مراد عندهم ً،ويقولون :عنى بذلك غير النبى ً،لن مثل هذا ل يليقا أن معملهيمنا من ر
يكون موجها للنبى عليه الصلة والسلم ً،وإنما هو ممعنوى به ممن قد مضى ً،أو هو من باب" :إيارك أعنى
واسمعنى ياجارة".
كذلك مركنهم هذا المبدأ من إرجاع الضمير إلى ما لم يسبقا له ذكر ً،كما فى قوله تعالى} :مقامل ٱرلرذيمن م
ل
ميهريجومن رلمقآمءمنا ٱهئرت ربيقهرآهَن مغهيرر مهــمذآ أمهو مبيدهليه{ُ ً،حيث يفسرون" :أو بدله" بمعنى أو بيدل عليا .ومعلوم أسن
عليا لم يسبقا له ذكر ً،ولم يكن الكلم مسوقا فى شأن خلفته ووليته.
ومما ساغا لهم أن يقولوه بعد تقريرهم لمبدأ القول بالباطن :أرن تأويل اليات القرآنية ل يجرى على أهل
زمان واخد ً،بل عندهم أسن كل فقرة من فقرات القرآن لها تأويل يجرى فى كل آن ً،وعلى أهل كل
زمان ً،فمعانى القرآن على هذا متجددة .حسب تجدد الزمنة وما يكون فيها من حوادث .بل وساغا لهم
ما هو أكثر من ذلك فقالوا :إسن الية الواحدة لها تأويلت كثيرة مختلفة متناقضة ً،وقالوا :إسن الية
الواحدة يجوز أن يكون أولها فى شىء وآخرها فى شىء آخر .ول شك أن باب التأويل الباطنى باب
واسع يمكن لكل ممن ولجه أن يصل منه إلى كل ما يدور بخلده ويجيش بخاطره.
وليس لقائل أن يقول :إسن رسول ال صلى ال عليه وسلم صررح بأن للقرآن باطنا ً،وإن المفسرين جميعا
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
يعترفون بذلك ويقولون به ً،فكيف توجه اللوم إلى المامية وحدهم؟ ليس لقائل أن يقول ذلك ً،لن الباطن
الذى أشار إليه الحديث وقال به جمهور المفسرين ً،هو عبارة عن التأويل الذى يحتمله اللفظ القرآنىً،
ويمكن أن يكون من مدلولته ً،أما الباطن الذى يقول به الشيعة فشىء يتفقا مع أذواقهم ومشاربهمً،
وليس فى اللفظ القرآنى الكريم ما يدل عليه ولو بالشارة.
**
* مخلصهم من تناقضِ أقوالهم فى التفسير:
ثم إسن المامية الثنى عشرية ً،أحسوا بخطر موقفهم وتحرجه عندما جروزوا أن يكون للية الواحدة أكثر
من تفسير واحد مع التناقضِ والختلف بين هذه التفاسير .فأخذوا يميوهون على العامة ويضللونهمً،
فقرروا من المبادئ ما أوجبوا العتقاد به أولل على الناس ليصلوا بعد ذلك إلى مخلص يتخلصون به
من هذا المأزقا الحرج ً،فكان من هذه المبادئ التى قرروها وأوجبوا العتقاد بها ما يأتى:
أولل :أن المام مفروضِ من رقمبرل ال فى تفسير القرآن.
ثانيا :أنه مفروضِ فى سياسة المة.
ثالثا :التقرية.
وكل واحد من هذه الثلثة يمكن أن يكون مخلصا للخروج من هذا التناقضِ الذى وقع فى تفاسيرهم التى
يروونها عن أئمتهم ً،فكون المام مفروضا من رقمبرل ال فى تفسير القرآن مخلص لهم ً،لن باب التفويضِ
واسع .وكونه مف يوضا فى سياسة المة مخلص أيضا ً،لن المام أعلم بالتنزيل والتأويل ً،وأعلم بما فيه
صلح السائل والسامع ً،فهو يجيب كل إنسان على حسب ما يرى فيه صلح حاله ً،والقول بالتقرية
مخلص أوسع من سابقيه ً،لن المام له أن يسكت ول يجيب .تقرية منه "قيل عند الباقر :إسن الحسن
البصرى يزعم أن الذين يكتمون العلم تؤذى ريح بطونهم أهل النار ً،فقال الباقر :فهلك إذن مؤمن آل
فرعون ً،وما زال العلم مكتوما منذ بعث ال نوحا ً،فليذهب الحسن يمينا وشمالل ً،ل يوجد العلم إل
ههنا ....وأشار إلى صدره".
وللمام أن يجيب بحسب الحوال وما يرى فيه المصلحة ...تقرية منه أيضا ً،وبنوا على هذا "أن المام
ل على سبيل التقرية فللشيعى أن يأخذ به ويعمل بما قاله المام إن لم يتنبه الشيعى إلى أن قول إن قال قو ل
المام كان على سبيل التقرية".
ونحن ل نظن أن الئمة كانوا يلجأون إلى هذه التقرية ..تقرية الخداع فى الخبار ً،والنفاقا فى الحكامً،
وإنما هى تمحلت يتمحلونها ً،ليخيلصوا بها أنفسهم من هذا الرتباك الذى وقعوا فيه.
***
-2موقف القرآن من الئمة وأوليائهم وأعدائهم
على ومن بعده من الئمة والتزام حبهم ثم إسن المامية الثنى عشرية ً،قرروا أن القرار بإمامة ر
وموالتهم ً،ويبغضِ مخالفيهم وأعدائهم ً،أصل من أصول اليمان ً،بحيث ل يصلح إيمان المرء إل إذا
حصل ذلك ً،مع القرار بباقى الصول ً،كما قرروا وجوب طاعة الئمة ً،واعتقاد أفضيلتهم على
الخلئقا أجمعين.
قرر المامية هذا كله ً،ثم أخذوا ينزلون نصوص القرآن على ما قرروه ً،بل وزادوا على ذلك فقالوا :إسن
كل آيات المدح والثناء وردت فى الئمة وممن والوهم ً،وكل آيات الذم والتقريع وردت فى مخالفيهم
وأعدائهم ً،بل ويردعون ما هو أكثر من ذلك فيقولون :إن يجرل القرآن بل كله ً،يأنرزل فى الرشاد إليهمً،
والعلن بهم ً،والمر بموافقتهم ً،والنهى عن مخالفتهم.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ولقد كان من أثر زعمهم أن القرآن يجرله أو كله وارد فى أئمتهم وممن والهم ً،وفى أعدائهم وممن وافقهمً،
أن قالوا :إسن ما نسبه ال إلى نفسه بصيغة الجمع أو ضميرة سره أن أراد إدخال النبى صلى ال عليه
وسلم والئمة معه .قالوا :وهو مجاز شائع معروف ً،بل وبالغوا فقالوا :إسن الئمة هم المقصودون بالذات
أحيانا كما فى قوله تعالى} :مومما مظمليمومنا موملــركن مكاينيوها أمهنيفمسيههم ميهظرليمومن{ُ ً،حيث رووا عن أبى جعفر محمد
الباقر أنه قال فيها :إسن ال أعظم وأعز وأمجل من أن ييظلم ً،ولكن خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمهً،
ووليتنا وليته ً،حيث يقول} :إررنمما مورلسييكيم ٱللريه مومريسولييه موٱرلرذيمن آممينوها{ُ بمعنى :الئمة منا.
وأعجب من هذا ً،أنهم جعلوا لفظ الجللة ً،والله والرب ً،مرادا به المام وكذا الضمائر الراجعة إليه
سبحانه ً،وتأرولوا ما أضافه ال إلى نفسه من الطاعة والرضا والغنى والفقر مث ل
ل ً،بما يتعلقا بالمام
كإطاعته ً،ورضاه وغناه وفقره ...إلخْ ً،ويعسدون ذلك من قبيل المجاز الشائع المعروف .ولكن ل شيوع
لمثل هذا المجاز ول معرفة لنا به إذ المجاز المتعارف عليه بين العلماء هو استعمال اللفظ فى غير ما
ضع له لعلقة مع قرينة تمنع من إرادة المعنى الصلى ً،وأين العلقة هنا؟ وإذا تكرلفوا العلقة فإين يو ر
القرينة الصارفة للفظ عن حقيقته؟ ثم ..رلمم هذا التكلف والعدول إلى المجاز ً،وقد تقرر أنه ل يهعمدل إلى
المجاز إل عند تعذر الحقيقة؟
***
-3تحريف القرآن وتبديله
وأحسب أن المامية الثنى عشرية ً،معرز عليهم أن يكون القرآن غير صحيح فى عقيدتهم بالنسبة للئمة
وموافقيهم ً،وبالنسبة لعدائهم ومخالفيهم ً،وكأينى بهم وقد تساءلوا فيما بينهم فقالوا :إذا كان القرآن يجرله
واردا فى شأن الئمة وشيعتهم ً،وفى شأن أعدائهم ومخالفيهم ً،فرلم لمهم يأت القرآن بذلك صريحا مع أنه
المقصود أولل وبالذات؟ ورلمم اكتفى بالشارة الباطنة فقط؟ ...كأينى بهم بعد هذا التساؤل ً،وبعد هذا
العتراضِ الذى أخذ بخناقهم ً،راحوا يتلمسون للتخلص منه كل سبيل ً،فلم يجدوا أسهل من القول
بتحريف القرآن وتبديله ً،فقالوا :إسن القرآن الذى جمعه علسى عليه السلم .وتوارثه الئمة من بعده ً،هو
القرآن المصحيح الذى لم يتطرقا إليه تحريف ول تبديل ً،أما ما عداه فمحررف ومبردل ً،يحذف منه كل ما
ورد صريحا فى فضائل آل البيت ً،ولك ما ورد صريحا فى مثالب أعدائهم ومخالفيهم .وأخبار التحريف
متواترة عند الشيعة ً،ولهم فى ذلك روايات كثيرة يروونها عن آل البيت ً،وهم منها براء.
يروى الكافى عن الصادقا :أسن القرآن الذى نزل به جبريل على محمد -صلى ال عليه وسلم -سبعة
عشر ألف آية ً،والتى بأيدينا منها ستة آلف ومائتنان وثلث وستون آية ً،والبواقى مخزونة عند أهل
البيت فيما جمعه علسى.
ل من قريش بأنسابهم وآبائهم .وإن ويقولون :إن سورة "لم يكن" كانت مشتملة على اسم سبعين رج ل
سورة "الحزاب" كانت مثل سورة "النعام" أسقطوا منها فضائل أهل البيت .وإن سورة "الولية" أسقطت
بتمامها ...وغير ذلك من خرافاتهم.
وأخف ما لهم فى هذا الموضوع هو "أن جميع ما فى المصحف كلم ال ً،إل نه بعضِ ما نزل والباقى
مما نزل عند المستحفظ لم يضع منه شىء وإذا قام القائم يقرؤه الناس كما أنزله ال على ما جمعه أمير
المؤمنين علسى".
ولقد اصطدم مردعو التحريف والتبديل ً،بنصوص من القرآن صريحة فى هدم مردعاهم هذا ً،فمن تلك
النصوص قوله تعالى} :إررنا منهحين منرزهلمنا ٱليذهكمر موإررنا لميه لممحارفيظومن{ُ ً،ولكن سرعان ما تخرلصوا منها بالتأويل
فقالوا} :موإررنا لميه لممحارفيظومن{ُ ..أى عند الئمة ً،وبمثل هذا التأويل يتخلصون من باقى النصوص
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
المعارضة لهم.
واصطدموا أيضا بأمرين آخرين لهما عظيم الخطر على عقائدهم ومبادئهم.
أولهما :كيف تعتمدون فى تعاليمكم ومعتقداتكم على هذا القرآن الذى بأيدينا وقد جزمتم بوقوع التحريف
والتبديل فيه؟
ثانيهما :كيف توجبون على الناس أن يعترفوا بفضائل آل البيت ويتبرأوا من أعدائهم ومخالفيهم ً،واليحرجة
غير قائمة عليهم بعد أن يحرذف كل ذلك من القرآن؟
وقد أجابوا عن الول :بأرن التحريف إنما وقع فيما ل يخل بالمقصود كثير إخلل ً،كحذف اسم علسىً،
وآل محمد ً،وأسماء المنافقين.
وأجابوا عن الثانى :بأسن ال تعالى علم ما سيكون من وقوع التحريف والتبديل فى القرآن ً،فلم يكتف بما
جاء صريحا فى فضائل أهل البيت ومثالب أعدائهم ً،بل أشار إلى ذلك ودسل عليه بحسب بطون القرآن
وتأويله ً،وهذا قد سلم من التحريف والتبديل قطعا ً،فبقيت اليحرجة قائمة على الناس ً،وإن بدسلوا الظاهر
وحررفوه.
والحقا أن الشيعة هم الذين حررفوا وبردلوا ً،فكثيرا ما يزيدون فى القرآن ما ليس منه ً،ويردعون أنه قراءة
ل نراهم عند قوله تعالى} :ميــمأسيمها ٱلرريسويل مبليهغ ممآ يأنرزمل إرملهيمك رمن رريبمك{ُ ً،يزيدون" :فى أهل البيت ً،فمث ل
شأن علسى" ً،وهى زيادة لم ترد إل من طريقهم ً،وهى طريقا مطعون فيها.
وهم الذين حررفوا القرآن أيضا حيث تأرولوه على غير ما أنزل ال "قيل للصادقا :ألم يكن علسى قويا فى
دين ال؟ قال :بلى .قيل :فكيف ظهر عليه القوم ولم يدفعهم؟ وما منعه من ذلك؟ قال الصادقا :آية فى
كتاب ال منعته .قيل :أى آية؟ قال} :لمهو متمزرييلوها لممعرذهبمنا ٱرلرذيمن مكمفيروها رمهنيههم معمذابا أمرليما{ُ ...كان ل ودائع
مؤمنون فى أصلب قوم كافرين ومنافقين ً،ولم يكن علسى يقتل الباء ً،حتى تخرج الودائع ً،فلما خرجت
على على من ظهر فقتلهم. ظهر ر
وروى العياشى عن الباقر أنه قال :لما قال النبى صلى ال عليه وسلم" :الرلهم أعرز السلم بعمر ابن
ضدا{ُ. ضيليمن مع ي الخطاب أو بعمرو بن هشام" أنزل ال} :مومما يكنيت يمرترخمذ ٱهليم ر
وتقول أصول الكافى فى قوله تعالى} :إررن ٱرلرذيمن آممينوها يثرم مكمفيروها يثرم آممينوها يثرم مكمفيروها يثرم ٱهزمدايدوها يكهفرا لرهم مييكرن
ل ً،ثمل{ُ :إن هذه الية نزلت فى أبى بكر وعمر وعثمان ً،آمنوا بالنبى أو ل ٱللريه رلميهغرفمر مليههم مو م
ل رلميههردمييههم مسربي ل
لعلى ً،ثم كفروا بعد موت النبى .ثم ازدادوا كفر كفروا حيث عرضت عليهم ولية علسى ً،ثم آمنوا بالبيعة د
بأخذ البيعة من كل المة.
هذه أمثلة نذكرها ونضعها بين يدى القارئ الكريم ليحكم بنفسه حكما صادقا :أن هؤلء الشيعة ً،الذين
يردعون التحريف والتبديل للقرآن ً،هم أنفسهم المحيرفون لكتاب ال ً،المبيدلون فيه ً،بصرفهم ألفاظ القرآن
إلى غير مدلولتها وتقولهم على ال بالهوى والتشهى.
***
-4موقفهم من الحاديث النبوية وآثار الصحابة
ولقد رأى المامية الثنا عشرية أنفسهم أمام كثرة من الحاديث المروية عن رسول ال صلى ال عليه
وسلم ً،وأمام كثرة من الروايات المأثورة عن الصحابة رضوان ال عليهم أجمعين .وفى تلك الحاديث
وهذه الثار ما يخالف تعاليمهم مخالفة صريحة ً،لذا كان بدهيا أن يتخلص القوم من كل هذه الرواياتً،
إما بطريقا ردها ً،وإما بطرقا تأويلها .والرد عندهم سهل ميسور ً،ذلك لن الرواية إما أن تكون قو ل
ل
لصحابى ً،وإما أن تكون قولل لرسول ال صلى ال عليه وسلم عن طريقا صحابى ً،وهم ييجيرحون معظم
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الصحابة ً،بل ويكفرونهم لمبايعتهم أبا بكر أولل ً،ثم عمر من بعده ً،ثم عثمان من بعدهما ..وأما التأويل
فباب واسع ..وهم أهله وأربابه.
ل نجدهم يردون الحاديث والثار التى ثبتت فى تحريم نكاح المتعة ونسخْ رحرله ً،كما نجدهم يردون فمث ل
أحاديث المسح على الخفين ويقولون :إنها من رواية المغيرة بن شعبة رأس المنافقين ً،ثم نجدهم ييسيلمون
ل ولكنهم يتأرولونها فيقولون :إرن الخف الذى كان يلبسه النبى صلى ال عليه وسلم كان صحة الرواية جد ل
مشقوقا من أعلى ً،فكان يمسح على ظاهر قدمه من هذا الشقا ..وظاهر أسن هذا تأويل بارد متكلف.
فإذا كان هؤلء ل يقبلون أقوال الصحابة ً،ول يثقون بروايتهم عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،إذن
فممن يقبلون قوله؟ وممن يثقون بروايته.
الذى عليه الشيعة إلى اليوم ً،أنهم ل يأخذون الحديث إل ممن كان شيعيا ً،ول يقبلون تفسيرا إل ممن
كان شيعيا ً،ول يثقون بشىء مطلقا إل إذا وصل لهم من طريقا شيعى!! وبهذا حصروا أنفسهم فى دائرة
خاصة ً،حتى كأنهم هم المسلمون وحدهم ً،فإن عاشوا وسط السنيين فباطنهم لنفسهم ً،وظاهرهم للتقرية.
وليت المر وقف بهم عند هذا الحد -حد الثقة بأشياعهم والتهام لمن عداهم -بل وجدنا الرؤساء من
الشيعة كجابر بن يزيد الجعفى وغيره ً،قد استغلوا أفكار الجمهور الساذجة ً،وقلوهبم الطيبة الطاهرةً،
وحبهم لل بيت رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،فراحوا يضعون الحاديث على رسول ال صلى ال
عليه وسلم وعلى آل بيته ً،ويضمنونها ما يرضى ميولهم المذهبية ً،وأغراضهم السيئة الدنيئة ً،ولم يفتهم
أن يمحيكموا أسانيد هذه الشيعة لنهم وجدوها مؤيدة لدعواهم.
ويعجبنى هنا ما ذكره أبو المظفر السفرائينى فى كتابه "التبصير فى الدين" وهو :أن الروافضِ "لما
رأوا الجاحظ يتوسع فى التصانيف ً،ويصينف لكل فريقا ً،قالت له الروافضِ :صرنف لنا كتابا ً،فقال لهم:
لست أدرى لكم شبهة حتى أرتبها وأتصرف فيها ً،فقالوا له :إذن دلنا على شىء نتمسك به ً،فقال :ل
أرى لكم وجها إل أنكم إذا أردتم أن تقولوا شيئا تزعمونه ً،تقولون :إنه قول جعفر بن محمد الصادقا ً،ل
أعرف لكم سببا تستندون إليه غير هذا الكلم ..فتمسكوا بحمقهم وغباوتهم بهذه السوءة التى دلهم
عليهم ً،فكلما أرادوا أن يختلقوا بدعة أو يخترعوا كذبة ً،نسبوها إلى ذلك السيد الصادقا ً،وهو عنها منسزه
ومن مقالتهم فى الدارين برئ".
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) المامية السماعيلية)الباطنية( ً،وموقفهم من تفسير القرآن الكريم (
قلنا :إرن السماعيلية من الشيعة المامية تنتسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادقا ً،وقلنا :إنهم ييلرقبون
بالباطنية أيضا لقولهم بباطن القرآن دون ظاهره ً،أو لقولهم بالمام الباطن المستور.
والحقا أن هذه الطائفة ل يمكن أن تكون داخلة فى عداد طوائف المسلمين .وإنما هى فى الصل جماعة
من المجوس رأوا مشهوكة السلم قوية ل يتقهر ً،وأبصروا عزة المسلمين فتية ل يتغلب ول يتكسرً،
فاشتعلت بين جوانحهم نار الحقد على السلم والمسلمين ً،ورأوا أنه ل سبيل لهم إلى الغلب على
المسلمين بقوة الحديد والنار ً،ول طاقة لهم بالوقوف أمام جيشهم الزاخر الجسرار ً،فسلكوا طريقا الحتيال
الذى يوصلهم إلى مآربهم وأهوائهم ً،ليطفئوا نور ال بأفواههم ً،وخفى على هؤلء الملحدة أسن ال متم
نوره ولو كره الكافرون.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) مؤسسو هذه الطائفة (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ظهرت بوادر هذه الفتنة ً،ونبتت نواة هذه الطائفة :زمن المأمون ً،وبيد جماعة جمع بينهم سجن العراقاً،
هم :عبد ال بن ميمون القسداح ً،وكان مولى جعفر بن محمد الصادقا ً،ومحمد بن الحسين المعروف
بذيذان ً،وجماعة كانوا يدعون "الجهاربجة".
اجتمع هؤلء النفر ً،فوضعوا مذهب الباطنية وأسسوا قواعده ً،فلما خلصوا من السجن ظهرت دعوتهمً،
ثم استفحل أمرها ً،واستطار خطرها إلى كثير من بلد المسلمين .وما زالت لها بقية إلى يومنا هذا بين
كثير ممن يسدعون السلم* * .
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) احتيالهم على الوصول إلى أغراضهم (
رأى المؤسسون لمبادئ الباطنية أنه ل طاقة لهم بالوقوف فى وجه المسلمين صراحة وجهارا ً،فاحتالوا
-كما قلنا -على الوصول إلى مآربهم بشستى الحيل ً،فاندسوا بين المسلمين باسم الحدب على السلمً،
وتلفعوا بالتشيع والموالة لهل البيت ً،وتظاهروا بالورع الكاذب ً،وجعلوا ذلك كله ستارا لما يريدون أن
يبذروه بين المسلمين من بذور الفساد والضطراب فى العقيدة والسياسة.
ومن المحزن أن يسدعى هؤلء الملحدة النتماء إلى أهل بيت النبوة ً،ويصلون أنسابهم بأنسابهم عن
طريقا آباء وأئمة مستورين ً،فيلقى هذا الدعاء رواجا وقبولل من أناس ضعفاء أغمار ً،غسرهم التباكى
على آل البيت والتحزن عليهم ً،فتحركت أحقاد دفينة ً،وثارت فتن دامية بين المسلمين كان لها أثرها
وخطرها.
أسس هؤلء الباطنية الجمعيات السرية لنشر مذهبهم وهدم مذهب المسلمين ً،ورسموا لهذا المذهب خطة
دبروها بنوع من المكر والخديعة ً،فجعلوا هدفهم الول :الحتيال على الطغام بتأويل الشرائع إلى ما
يعود إلى قواعدهم من الباحة واللحاد ً،وتدرجوا فى وصولهم إلى غرضهم هذا بجعلهم الدعوة على
مراتب..
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) مراتب الدعوة عند الباطنية (
أو لل -الذوقا :وهو تفرس حال المدعو ً،هل هو قابل للدعوة أم ل؟ ولذلك منعوا من إلقاء البذر فى
ل لها ً،ومنعوا التكلم فى بيت فيه سراج ...أى فى موضع فيه فقيه أو السبخة .أى دعوة ممن ليس قاب ل
متعلم.
ثانيا -التأنيس :باستمالة كل أحد من المدعوين بما يليل إليه بهواه وطبعه ً،من زهد ً،وخلعةً،
وغيرهما ً،فإن كان يميل إلى زهد زرينه فى عينه وقربح نقيضه ً،وإن كان يميل إلى الخلعة زرينها وقربح
ل إلى أبى بكر وعمر مدحهما عنده وقال :لهما حظ فى تأويل الشريعةً، نقيضها ً،وممن رآه الداعى مائ ل
ولهذا استصحب النبى أبا بكر إلى الغار ً،ثم إلى المدينة ً،وأفضى إليه فى الغار تأويل الشريعة ...
وهكذا حتى يحصل له النس به.
ثالثا -التشكيك فى أصول الدين وأركان الشريعة :كأن يقول للمدعو :ما معنى الحروف المقطعة فى
أوائل السور؟ ورلمم تقضى الحائضِ الصوم دون الصلة؟ ورلم يجب اليغسل من المنى دون البول؟ ورلم
اختلفت الصلوات فى عدد ركعاتها فكان بعضها ركعتين ً،وبعضها ثلثا ً،وبعضها أربعا؟..
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وحيث يشككون بمثل هذا فل يجيبون ليتعلقا قلب ممن يشككونه بالرجوع إليهم والخذ عنهم.
رابعا -الرابط ً،وهو أمران) :أحدهما( :أخذ الميثاقا على الشخص بأن ل يفشى لهم سرا ً،ويستدلون
على ذلك بقوله تعالى} :موإرهذ أممخهذمنا رممن ٱلرنربيهيمن رميمثامقيههم مورمهنمك مورمن سنوهَح موإرهبمرارهيم مويمومسـى مورعيمسى ٱهبرن
ضوها ٱ م
لهيممامن مبهعمد متهوركيردمها مومقهد مجمعهليتيم ٱلرلمه معملهييكهم مكرفي ل
ل{ًُ، ممهرميم موأممخهذمنا رمهنيههم يميمثاقا مغرليظا{ُ ً،وقوله} :مو م
ل متنيق ي
)وثانيهما( :حوالته على المام فى حل ما أشكل عليه من المور التى ألقيت إليه ً،فإنها ل يتعلم من رقمبل
المام.
خامسا -التأسيس :وهو تمهيد مقدمات يراعون فيها حال المدعو لتقع تعاليمهم منه موقع القبول من
نفسه.
سابعا -الخلع :وهو الطمأنينة إلى إسقاط العمال البدنية.
ثامنا -السلخْ :وهو سلخْ المدعو من العقائد السلمية ً،ثم بعد ذلك يأخذون فى تأويل الشريعة على ما
تشاء أهواؤهم.
فأنت ترى أن الباطنية تورسلوا بكل هذه الحيل إلى تشكيك المسلمين فى عقائدهم ً،وكأنهم رأوا أن القرآن
ما دام موجودا بين المسلمين ومحفوظا عندهم يرجعون إليه فى أمور الدين ً،ويهتدون بهديه كلما نزلت
بهم نازلة ً،فليس من السهل صرف الناس عنه إل بواسطه تأويله ً،وصرف ألفاظه وآياته عن مدلولتها
الظاهرة ً،فأخذوا يجسدون فى تأويل نصوص القرآن كما يحبون .وعلى أى وجه يرونه هدما لتعاليم
السلم ً،الذى أصبح قذلى فى أعينهم ً،وشجلى فى حلوقهم!!
وحرصا منهم على أن تكون دعواهم فى تأويل القرآن مقبولة لدى ممن يستخفونه ..قالوا" :إن الئمة هم
الذين أودعهم ال سره المكنون ً،ودينه المخزون ً،وكشف لهم بواطن هذه الظواهر ً،وأسرار هذه المثلةً،
وإن الرشد والنجاة من الضلل بالرجوع إلى القرآن وأهل البيت ً،ولذلك قال عليه السلم -لما قيل:
ومن أين ييعرف الحقا بعدك؟" :-ألم أترك فيكم القرآن وعترتى"؟ وأراد به أعقابه ً،فهم الذين يطلعون
على معانى القرآن".
ولكن احتيال الباطنية بتأويل القرآن على هدم الشريعة لم يلقا رواجا عند عقلء المسلمين ً،ولم يجد
غباوة فى عقول علمائهم الذين نصبوا أنفسهم لحماية القرآن من أباطيل المضللين ..وكيف يمكن أن
صررفت عن مقتضى يجد رواجا عند هؤلء أو غباوة من أولئك وقد علموا وتيقنوا بأن اللفاظ إذا ي
ظواهرها بغير اعتصام فيه يينقل عن صاحب الشريعة ً،ومن غير ضرورة تدعو إليه من دليل العقلً،
اقتضى ذلك بطلن الثقة باللفاظ ً،وسقط به منفعة كلم ال تعالى وكلم رسوله صلى ال عليه وسلمً،
فإن ما يسبقا منه إلى الفهم ل ييوثقا به ً،والباطن ل ضبط له ً،بل تتعارضِ فيه الخواطر ً،ويمكن تنزيله
على وجوه مشرتى.
* *النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم
من تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) انتاج الباطنية فى تفسير القرآن الكريم (
ومع أن هؤلء الباطنية قد اتخذوا من تأويل القرآن بابا للوصول إلى أغراضهم ً،فإرنا لم نقف لهم على
كتب مستقلة فى تفسير كتاب ال تعالى ً،ولم نسمع أن واحدا منهم كتب تفسيرا جامعا للقرآن كله ً،سورة
سورة ً،وآية آية ً،ولعل السر فى ذلك :أنهم لم يستطيعوا أن يتمشوا بعقائدهم مع القرآن آية آية ً،ولو أنهم
حاولوا ذلك لصطدموا بعقبات وصعاب ل يستطيعون تذليلها ً،ول يقدرون على التخلص منها.
وكل ذلك وجدناه لهم فى تفسير القرآن -أو تأويله على الصح -إنما هو نصوص متفرقة فى بطون
الكتب ً،تعطينا إلى حد ما صورة واضحة ً،وفكرة جلية عن موقف هؤلء القوم من القرآن الكريم ً،ومبلغ
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
تهجمهم على القول فيه بغير علم ول هدى ول كتاب منير.
وأرى أن أقسم موقف الباطنية من القرآن الكريم إلى قسمين اثنين:
الول :موقف الباطنية المتقدمين من القرآن الكريم.
والثانى :موقف الباطنية المتأخرين منه أيضا.
ونريد بالمتقدمين :الذين أسسوا مذهب الباطنية وممن قاربهم فى الزمن ً،وبالمتأخرين :البابية والبهائيةً،
وسنوضح عند الكلم عن البابية والبهائية السبب الذى من أجله عددناهم من قبيل الباطنية.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) موقف متقدمى الباطنية من تفسير القرآن الكريم (
علممت أن الغرضِ الول الذى تقوم عليه دعوة الباطنية وتتركز فيه :هو العمل على هدم الشرائع
عموما ً،وشريعة السلم على الخصوص!! فكان لزاما عليهم وقد قاموا يحاربون السلم -أن ييعملوا
معاول الهدم فى ركن السلم المكين ً،وهو القرآن الكريم ً،وقد عجموا معاولهم كلها فلم يجدوا معو ل
ل
أصلب ول أقوى على تنفيذ غرضهم من معول التأويل والميل باليات القرآنية إلى غير ما أراد ال.
كتب عبيد ال بن الحسن القيروانى إلى سليمان بن الحسن بن سعيد الجنانى رسالة طويلة جاء فيها..." :
وإنى أوصيك بتشكيك الناس فى القرآن والتوراة والزبور والنجيل ً،وتدعوهم إلى إبطال الشرائع ً،وإلى
إبطال المعاد والنشور من القبور ً،وإبطال الملئكة فى السماء ً،وإبطال الجن فى الرضِ ً،وأوصيك أن
تدعوهم إلى القول بأنه قد كان قبل آدم مبشر كثير ً،فإرن ذلك عون لك على القول بقمدم العاملم".
رأى هذا الزعيم الباطنى أن التشكيك فى القرآن خير معوان لهم على تركيز عقائدهم ً،ورأى رأيه أهل
الباطن جميعا فقالوا" :للقرآن ظاهر وباطن ً،والمراد منه باطنه دون ظاهره المعلوم من اللغة ً،ونسبة
الباطن إلى الظاهر كنسبة السلب إلى القشر ً،والمتمسك بظاهره معرذب بالشقشقة فى الكتاب ً،وباطنه مؤد
ضررمب مبهيمنيهم ربيسوهَر لريه مبافب مبارطينيه رفيره ٱلررهحممية
إلى ترك العمل بظاهره ً،وتمسكوا فى ذلك بقوله تعالى} :مف ي
مومظارهيريه رمن رقمبرلره ٱهلمعمذايب{ُ.
فانظر إليهم كيف وضعوا هذه القاعدة لفهم نصوص القرآن الكريم ً،ثم اعجب ما شاء ال لك أن تعجب
من استدللهم بهذه الية الكريمة على قاعدتهم التى مقرعدوها؟ ولسيت أدرى ما صلة هذه الية بتلك القاعدة
والية واردة فى شأن من شئون الخرة ينساقا إلى فهمه كل ممن يمر بالية بدون كلفة ول عناء.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) من تأويلت الباطينة القدامى (
على هذه القاعدة السابقة جرى القوم فى شرحهم لكتاب ال تعالى ً،فكان من تأويلتهم ما يأتى:
"الوضوء" عبارة عن موالة المام ً،و "التيمم" هو الخذ من المأذون عند غيبة المام الذى هو اليحرجة ً،و
لمة متهنمهـى معرن ٱهلمفهحمشآرء
صم"الصلة" عبارة عن الناطقا الذى هو الرسول بدليل قوله تعلى} :إررن ٱل ر
موٱهليمهنمكرر{ُ ً،و "اليغ هسل" تجديد العهد ممن أفشى سرا من أسرارهم من غير قصد ً،وإفشاء السر عندهم على
هذا النحو هو معنى "الحتلم" ً،و "الزكاة" عبارة عن تزكية النفس بمعرفة ما هم عليه من الدين ً،و
"الكعبة" النبى ً،و "الباب" علسى ً،و "الصفا" هو النبى ً،و "المروة" علسى ً،و "الميقات" اليناس ً،و "التلبية"
إجابة الدعوة ً،و "الطواف بالبيت سبعا" موالة الئمة السبعة ً،و "الجنة" راحة البدان من التكاليف ً،و
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
"النار" مشقتها بمزاولة التكاليف.
وتأرولوا أنهار الجنة فقالوا} :موأمهنمهافر يمن لرمبهَن{ُ أى معادن العلم ..الرلبن :العلم الباطن ً،يرتفع به أهلهاً،
ويتغذون به تغذيا تدوم به حياتهم اللطيفة ً،فإن غذاء الروح اللطيفة بارتضاع العلم من المعرلم ً،كما أن
حياة الجسم الكثيف بارتضاع الرلبن من ثدى الم .و }موأمهنمهافر يمهن مخهمهَر{ُ هو العلم الظاهر .و }موأمهنمهافر يمهن
صدفى{ُ هو علم الباطن المأخوذ من الحجج والئمة. معمسهَل سم م
كذلك تجد الباطنية يرفضون المعجزات ً،ول يعترفون بها للرسل ً،وينكرون نزول ملئكة من السماء
بالوحى من ال ً،بل وزادوا على ذلك فأنكروا أن يكون فى السماء ممملك وفى الرضِ شيطان ً،بل وزادوا
على ذلك فأنكروا أن يكون فى السماء ممملك وفى الرضِ شيطان ً،وأنكروا آدم والدسجال ً،ويأجوج
ومأجوج ً،ولكنهم وجدوا أنفسهم أمام آيات من القرآن ستكيذب دعواهم هذه ً،فتخلصوا منها بمبدأهم الذى
ساروا عليه فى تفسيرهم وهو إنكار الظاهر والخذ بالباطن ً،وأسولوا هذه اليات بما يتفقا ومذهبهمً،
فتأسولوا "الملئكة" على دعاتهم الذين يدعون إلى بدعتهم .وتأسولوا "الشياطين" على مخالفيهم .وتأسولوا كل
ما جاء فى القرآن من معجزات النبياء عليهم السلم ً،فقالوا" :الطوفان" معناه طوفان العلم ..أيهغررقا به
المتمسكون باليسرنة .و "السفينة" حرزه الذى تحصن به من استجاب لدعوته .و "نار إبراهيم" عبارة عن
غضب نمرود عليه ل النار الحقيقية .و "ذبح إسحاقا" معناه أخذ العهد عليه .و "عصا موسى" يحرجته التى
تلقفت ما كانوا يأفكون من اليشمبه ل الخشب .و "انفلقا البحر" افتراقا علم موسى فيهم عن أقسام .و
"البحر" هو العلم .و "الغمام الذى أظسلهم" معناه المام الذى نصبه موسى لرشادهم وإفاضة العلم عليهم.
و "المن والسلوى" علم نزل من السماء لداع من الدعاء هو المراد بالسلوى .و "تسبيح الجبال" معناه
تسبيح رجال شداد فى الدين راسخين فى اليقين .و "الجن الذين ملكهم سليمان بن داود" باطنية ذلك
الزمان .و "الشياطين" هم الظاهرية الذين يكيلفوا بالعمال الشاقة .و "عيسى" له أب من حيث الظاهرً،
وإنما أراد بالب المنفى :المام ً،إذ لم يكن له إمام ً،بل استفاد العلم من ال بغير واسطة ً،وزعموا -
لعنهم ال -أن أباه يوسف النجار .و "كلمه فى المهد" إطلعه فى مهد القالب قبل التخلص منه على ما
ي رطرلع عليه غيره بعد الوفاة والخلص من القالب .و "إحياء الموتى من عيسى" معناه الحياء بحياة العلم
عن موت الجهل بالباطن .و "إبراؤه العمى" عن عمى الضللة .و "البرص" عن برص الكفر ببصيرة
وعلى ً،إذ أرممر أبو بكر بالسجود لعلسى والطاعة له فأبى س الحقا المبين .و "إبليس وآدم" عبارة عن أبى بكر
واستكبر .و "الد رجال" أبو بكر ً،وكان أعورا ً،إذ لم يبصر إل بعين الظاهر دون عين الباطن ً،و "يأجوج
ومأجوج" هم أهل الظاهر.
بل بالغوا فقالوا" :إ رن النبياء قوم أحبوا الزعامة ً،فساسوا العامة بالنواميس والحيل ً،طلبا للزعامة
بدعوى النبوة والمامة".
أن من عرف معنى العبادة سقط عنه فرضها هذا ...ومما زعمته الباطنية :ر
وتأولوا فى ذلك قوله تعالى} :وٱهعيبهد مرربمك محرتـى ميهأرتميمك ٱهلميرقيين{ُ ..وحملوا اليقين على معرفة التأويل.
ر
كذلك استحل الباطنية نكاح البنات والخوات وجميع المحارم ً،بيحسجة أن الخ أحقا بأخته والب أولى س
بابنته ...وهكذا ً،ولست أدرى على أى وجه تأسولوا آية النساء التى حررمت ذلك ً،ومنعته منعا باتا!!
ويقول القيروانى فى رسالته التى أرسلها إلى سليمان بن الحسن ..." :وينبغى أن تحيط بمخارقا النبياء
ومناقضاتهم فى أقوالهم ً،كعيسى ابن مريم ً،قال لليهود :ل أرفع شريعة موسى ً،ثم رفعها بتحريم الحد
بدلل من السبت ً،وأباح العمل فى السبت ً،وأبدل رقهبلة موسى بخلف جهتها ..وبذلك قتلته اليهود لما
اختلفت كلمته ً،ول تكن كصاحب المة المنكوسة حين سألوه عن الروح فقال} :يقرل ٱلسرويح رمهن أمهمرر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
مريبي{ُ ً،لما لم يحضره جواب المسألة ً،ول تكن كموسى فى دعواه التى لم يكن عليها برهان سوى
المخرقة بحسن الحيلة والشعوذة ً،ولما لم يجد المحقا فى زمانه عنده برهانا قال له} :ملرئرن ٱرتمخهذمت إرلمــمها
لهعلمـى{ُ لنه صاحب الزمان فى وقته". لهجمعلمرنمك رممن ٱهلممهسيجورنيمن{ُ ً،وقال لقومه} :أممنها مرسبيكيم ٱ م
مغهيرريِ م
ثم قال فى آخر هذه الرسالة ..." :وما العجب من شىء كالعجب من رجل
يسدعى العقل ً،ثم يكون له أخت أو بنت حسناء وليس له زوجة فى حسنها ً،فيحيرمها على نفسه ويمنسكحها
من أجنبى ً،ولو عقل الجاهل لعلم أنه أحقا بأخته وبنته من الجنبى ً،ما وجه ذلك إل أن صاحبهم حسرم
عليهم الطيبات وخسوفهم بغائب ل ييعقل ً،وهو الله الذى يزعمونه ً،وأخبرهم بكون ما ل يرونه أبدا من
ل جعلهم له فى حياته ً،وليذيريته البعث من القبور ً،والحساب ً،والجنة ً،والنار ً،حتى استبعدهم بذلك عاج ل
ل ٱهلممموردمة رفي ٱهليقهرمبـى{ُ ً،فكان أمره ل أمهسمألييكهم معلمهيره أمهجرا إر ر
بعد وفاته خولل ً،واستباح بذلك أموالهم بقوله } :ر
معهم نقدا وأمرهم معه نسيئة ً،وقد استعجل منهم بذل أرواحهم وأموالهم على انتظار موعود ل يكونً،
صب وهل الجنة إل هذه الدنيا ونعيمها؟ وهل النار وعذابها إل ما فيه أصحاب الشرائع من التعب والمن م
فى الصلة والصيام والجهاد والحج".
ثم قال لسليمان بن الحسن فى هذه الرسالة ..." :وأنت وإخوانك هم الوارثون الذين يرثون الفردوسً،
وفى هذه الدنيا ورثتم نعيمها ولرذاتها المحسرمة على الجاهلين المتمسكين بشرائع أصحاب النواميسً،
فهنيئا لكم ما نلتم من الراحة عن أمرهم".
ومن جملة تأويلتهم الباطلة التى يتوصلون بها إلى هواهم النفسى ً،ومأربهم الشخصى ً،أنهم بعد أن
ييلقوا على المدعو ما يشككونه به ً،وتتطلع إلى معرفته من جهتهم نفسه ً،يقولون له :ل نظهره إل بتقديم
خير عليه ً،فيطلبون مائة وتسعة عشر درهما من السبيكة الخالصة .ويقولون :هذا تأويل قوله تعالى:
ضواي ٱلرلمه مقهرضا محمسنا{ُ ً،فالحاء والسين ولنون واللف إذا جمع عددها بحساب اليجرمل يكون مبلغه }موأمهقرر ي
مائة وتسعة عشر".
وممن ذا الذى قال إن القرآن يخضع فى تفسيره وفهم معانيه إلى حساب اليجرمل؟ ...الرلهم إسن هذا ل
يصدر إل عن مخسرف أو زنديقا يريد أن يضل الناس ويحتال على سلب أموالهم بدعوى يسدعيها على
كتاب ال!!
كذلك نجد الباطنية يحرصون على نفى وجود الله الحقا ً،والنبى المرسل محمد صلى ال عليه وسلمً،
ليتوصلوا بذلك إلى رفع التكاليف ً،فنراهم يقولون للمبتدئ" :إرن ال خلقا الناس واختار منهم محمدا صلى
ال عليه وسلم ً،فيستحسن المبتدئ هذا الكلم ً،ثم يقول له :أتدرى ممن محمد؟ فيقول :نعم ً،محمد رسول
ال ً،خرج من مكة ً،واسدعى النبوة ً،وأظهر الرسالة ً،وعرضِ المعجزة .فيقول له :ليس هذا الذى تقوله
إل كقول هؤلء الحمير -يعنون به المؤمنين من أهل السلم -إنما محمد أنت ً،فيستعيذ السامع
ويقول :لست أنا محمدا ً،فيقول له :ال تعالى وصفه فى هذا القرآن فقال} :لممقهد مجآمءيكهم مريسوفل يمهن مأنيفرسيكهم
ص معلمهييكهم ربٱِهليمهؤرمرنيمن مريءوفف رررحيفم{ُ ً،وهؤلء الحمير يقولون :من مكة ... معرزيفز معلمهيره مما معرنستهم محرري ف
فيقول له الغر الغمر :على أى معنى تقول أنا محمد؟ فيقول :خلقك وصرورك رخهلقة محمد ً،فالرأس بمنزلة
الميم ً،واليدان بمنزلة الحاء ً،والسرة بمنزلة الميم ً،والرجلن بمنزلة الدال ً،وكذلك أنت علسى أيضاً،
عينك هى العين ً،والنف هى اللم ً،والفم الياء".
وبهذا يوهمه أنه هو محمد الذى جاء ذكره فى القرآن ً،أما ما يسدعى من وجود رسول اسمه محمد ً،فهذا
ظاهره غير مراد.
ولجل أن يوهمه أيضا بأنه ل إمله موجود على الحقيقة ً،وما جاء فى القرآن من ذلك فظواهر غير
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
مرادة ً،نجده يقول للمبتدئ :إن المراد بإثبات الذات يرجع إلى نفسك ً،ويؤولون عليه قوله تعالى:
}مفهلميهعيبيدوها مررب مهــمذا ٱهلمبهيرت{ُ ً،ويقولون :الرب هو الروح والبيت هو البدن.
ولقد وصل الغلو ببعضِ الباطنية إلى ادعاء ألوهية محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادقا ً،وأنه هو الذى
كليم موسى بقوله} :إينيي أممنها مرسبمك مفٱِهخملهع منهعملهيمك{ُ ً،وفى هذا يروى لنا البغدادى صاحب "اليفهرقا بين الرفمرقا"
قصة رجل دخل فى دعوة الباطنية ً،ثم وفقه ال لتركها والرجوع لرشده ...يحكى هذا الرجل قصته
للبغدادى فيقول" :إنهم لما وثقوا بإيمانه قالوا له :إن المسمين بالنبياء كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى
ومحمد وكل ممن اسدعى النبوة :كانوا أصحاب نواميس ومخاريقا ً،أحبوا الزعامة على العامة ً،فخدعوهم
بنيرنجات ً،واستعبدوهم بشرائعهم -قال الحاكى للبغدادى :ثم ناقضِ الذى كشف لى هذا السر بأن قال:
ينبغى أن تعلم أ سن محمد بن إسماعيل بن جعفر هو الذى نادى موسى بن عمران من الشجرة فقال له:
}إرينيي أممنها مرسبمك مفٱِهخلمهع منهعلمهيمك{ُ ...ثم قال :فقلت" :سخنت عينك ً،تدعونى إلى الكفر برب قديم خالقا للعاملمً،
ل لموسى؟ ثم تدعونى مع ذلك إلى القرار بربوبية إنسان مخلوقا ً،وتزعم أنه كان قبل ولدته إملها يمررس ل
فإن كان موسى عندك كاذبا ً،فالذى زعمت أنه أرسله أكذب" فقال :إنك ل تفلح أبدا ً،وندم على إفشاء
أسراره إلرى وتبت من بدعتهم".
فانظر إليهم -لعنهم ال -كيف يصرفون القرآن عن أن يكون ال هو المتكلم به ً،ويردعون أنه كلم
إملههم المزعوم محمد بن إسماعيل!! ..أليس هذا غلوا فى اللحاد؟ وإغراقا فى الكفر والعناد؟
وبني أيدينا كتاب "أسرار الباطنية" ً،وهو يكشف لنا عن نواياهم ويفضح أسرارهم وخباياهم ً،وهو لمحمد
بن مالك اليمانى أحد علماء القرن الخامس الهجرى ً،ول أريد أن أطيل على القارئ بذكر ما فيه من
مخازى القوم ً،ولكن أكتفى بذكر نبذة من الكتاب .ضسمنها المصنف ما شهده بنفسه من ضللهم
وإضللهم ً،وذلك حين اندس بينهم متظاهرا بدخوله فى زمرتهم ً،ليقف بنفسه على ما بلغه عنهم من
أباطيل وأضاليل ً،وإنما اختريت هذه النبذة بالذات ً،لنها تعطينا فكرة واضحة عن مقدار تلعب الباطنية
بكتاب ال تحت ستار التأويل ً،وعن مبلغ استهزائهم بعقول العامة الذين وقعوا فيما نصبوه لهم من
الحابيل!!
*
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) مقالة محمد بن مالك اليمانى فى الباطنية (
يقول محمد بن مالك اليمانى" :أول ما أشهد به وأشرحه ً،وأبينه للمسلمين وأوضحه ً،أسن له -يريد علسى
بن محمد الصليحى زعيم باطنية اليمن فى وقته -نوابا يسميهم الدعاة المأذونين وآخرين يلقبهم
المكلبين ً،تشبيها لهم بكلب الصيد ً،لنهم ينصبون للناس الحبائل ً،ويكيدونهم بالغوائل ً،وينقبضون عن
كل عاقل ً،وييلسبسون على كل جاهل ً،بكلمة حقا يراد بها الباطل ً،ويحضونه على شرائع السلم ً،من
الصلة والزكاة والصيام ً،كالذى ينثر المحب للطير ليقع فى شركه ً،فيقيم أكثر من سنة يمعنون بهً،
وينظرون صبره ً،ويتصفحون أمره ً،ويخدعونه بروايات عن النبى صلى ال عليه وسلم محسرفة ً،وأقوال
مزخرفة ً،ويتلون عليه القرآن غلى غير وجهه ً،ويحيرفون الكلم عن مواضعه ً،فإذا رأوا منه النهماك
والركون والقبول والعجاب بجميع ما ييعيلمونه ً،والنقياد بما يأمرونه ً،قالوا حينئهَذ :اكشف عن السرائر
ول ترضى لنفسك ول تقنع بما قنع به العوام من الظواهر ً،وتدبر القرآن ورموزه ً،واعرف يميثله
وممثوله ً،واعرف معانى الصلة والطهارة ً،وما روى عن النبى صلى ال عليه وسلم بالرموز
والشارة ً،دون التصريح فى ذلك والعبارة ً،فإنما جميع ما عليه الناس أمثال مضروبة ً،لممثولت
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
محجوبة ً،فاعرف الصلة وما فيها ً،وقف على باطنها ومعانيها ً،فإن العمل بغير علم ل ينتفع به
لمة موآيتوها ٱلرزمكامة{ُ ً،فالزكاة مفروضة فى صم صاحبه ً،فيقول :معسم أسأل؟ فيقول :قال ال تعالى} :موأمرقييموها ٱل ر
لها مرة فى السنة فقد أقام الصلة بغير تكرار ً،وأيضا فالصلة كل عام مرة ً،وكذلك الصلة ً،من ص ر
والزكاة لهما باطن لن الصلة صلتان ً،والزكاة زكاتان ً،والصوم صومان ً،والحج حجان ً،وما خلقا ال
لهثرم مومبارطمنيه{ُ} ً،يقهل إررنمما محررم مريبمي
سبحانه من ظاهر إل وله باطن يدل على ذلك} :مومذيروها مظارهمر ٱ ر
ٱهلمفموارحمش مما مظمهمر رمهنمها مومما مبمطمن{ُ ً،أل ترى أن البيضة لها ظاهر وباطن؟ فالظاهر ما تساوى به الناسً،
وعرفه الخاص والعام ً،وأما الباطن فقصر علم الناس به عن العلم به ً،فل يعرفه إل القليل من ذلك
ل مقرليفل{ُ ً،وقوله} :مومقرليفل رما يههم{ُ ً،وقوله} :مومقرليفل يمهن رعمباردميِ ٱلرشيكوير{ُ ..فالقل من قوله} :موممآ آمممن مممعيه إر ر
الكثر الذين ل عقول لهم.
و "الصلة" و "الزكاة" سبعة أحرف دليل على محمد وعلسى صلى ال عليهما ً،لنهما سبعة أحرفً،
وعلى ً،فمن تولهما فقد أقام الصلة وآتى الزكاة ً،فيوهمون على ر فالمهعرنى بالصلة والزكاة ولية محمد
ممن ل يعرف لزوم الشريعة والقرآن وسنن النبى صلى ال عليه وسلم ً،فيقع هذا من ذلك المخدوع بموقع
التفاقا والموافقة ً،لن مذهب الراحة والباحة يريحهم مما يتلزمهم به الشرائع من طاعة ال ً،ويبيح لهم
ما حظر عليهم من محارم ال ً،فيقع هذا من ذلك المخدوع بموقع التفاقا والموافقة ً،لن مذهب الراحة
والباحة يريحهم مما يتلزمهم به الشرائع من طاعة ال ً،ويليح لهم ما حظر عليهم من محارم ال ً،فإذا
قبل منهم ذلك المغرور هذا قالوا له :قررب قربانا يكون لك سلما ونجوى ً،ونسأل لك مولنا يحط عنك
الصلة ً،ويضع عنك هذا الصر ً،فيدفع اثنى عشر دينارا ً،فيقول ذلك الداعى :يا مولنا ً،إسن عبدك فلنا
قد عرف الصلة ومعانيها ً،فاطرح عنه الصلة وضع عنه هذا الصر ً،وهذا نجواه اثنا عشر ديناراً،
لمل ٱلررتي مكامنهت
لهغ م صمريههم موٱ م ضيع معهنيههم إر ه
فيقول :اشهدوا أنى قد وضعت عنه الصلة ويقرأ له} :مومي م
ضهعمنامعلمهيرههم{ُ .فعند ذلك يقبل إليه أهل هذه الدعوة ويهنئونه ويقولون :الحمد ل الذى وضع عنك }مومو م
ضِ مظههمرمك{ُ ثم يقول له ذلك الداعى -الملعون -بعد مدة :قد عرفت الصلة معنمك روهزمرمك * ٱرلرذييِ مأنمق م
وهى أول درجة ً،وأنا أرجو أن يبلغك ال إلى أعلى الدرجات ً،فاسأل وابحث ً،فيقول :معرم أسأل؟ فيقول
له :سل عن الخمر والميسر اللذين نهى ال تعالى عنهما :هما أبا بكر وعمر لمخالفتهما على علسىً،
وأخذهما الخلفة دونه ً،فأما ما ييعمل من العنب والزبيب والحنظة وغير ذلك فليس بحرام ً،لنه مما
أنبت الرضِ ً،ويتلو عليه} :يقهل ممهن محررم رزيمنمة ٱلرلره ٱلررتيي أمهخمرمج رلرعمباردره مواهلرطيمبارت رممن ٱليرهزرقا{ُ ...إلى آخر
صارلمحارت يجمنافح رفيمما مطرعيميوها{ُ ...إلى آخر اليةً، الية .ويتلو عليه} :لمهيمس معملى ٱرلرذيمن آممينوها مومعرميلوها ٱل ر
صهميه{ُ ً،يريد كتمان الئمة فى وقت استتارهم والصوم :الكتمان فيتلو عليه} :مفممن مشرهمد رمنيكيم الرشههمر مفهلمي ي
صهوما مفلمهن أيمكليم ٱهلميهوم رإنرسسيا{ُ ً،فلو كان عنى خوفا من الظالمين ً،ويتلو عليه} :إريني منمذهريت رللررهحممــرن م
بالصيام ترك الطعام لقال :فلن أطعم اليوم شيئا ً،فدرل على أن الصيام الصموت ً،فحينئذ يزداد ذلك
المخدوع طغيانا وكفرا ً،وينهمك إلى قول ذلك الداعى الملعون ً،لنه أتاه بما يوافقا هواه ً،والنفس أسمارة
بالسوء ...ثم يقول له :ادفع النجوى تكن لك سلما ووسيلة حتى نسأل مولنا يضع عنك الصوم ً،فيدفع
اثنى عشر دينارا ً،فيمضى به إليه فيقول :يا مولنا ً،عبدك فلن قد عرف معنى الصوم على الحقيقةً،
فأبح له الكل فى رمضان ً،فيقول له :قد وثقته وأمنته على سرائرنا؟ فيقول :نعم .فيقول :قد وضعيت
عنه ذلك ً،ثم يقيم بعد ذلك مدة ً،فيأتهي ذلك الداعى الملعون فيقول له :قد عرفت ثلث درجات ً،فاعرف
الطهارة ما هى ً،ومعنى الجنابة ما هى فى التأويل ً،فيقول له :فيسر لى ذلك .فيقول له :اعلم أن معنى
الطهارة طهارة القلب ً،وأن المؤمن طاهر بذاته ً،والكافر نجس ل يطهره الماء ول غيره ً،وأن الجنابة
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
هى موالة الضداد ً،أضداد النبياء والئمة .فأما المنى فليس بنجس ً،منه خلقا ال النبياء والولياءً،
وأهل طاعته ً،وكيف يكون نجسا وهو مبدأ خلقا النسان ً،وعليه يكون أساس البنيان؟ فلو كان التطهير
منه من أمر الدين لكان اليغهسل من الغئط والبول أوجب ً،لنهما نجسان ً،وإنما معنى} :مورإن يكنيتهم يجينبا
مفٱِرطرهيروها{ُ ً،معناه :وإن كنتم جهلة بالعلم الباطن فتعرلموا واعرفوا العلم الذى هو حياة الرواح ً،كالماء
ي
لنمساين رمرم يخرلمقا * الذى هو حياة البدان ً،قال تعالى} :مومجمعهلمنا رممن ٱهلممآرء يكرل مشهيهَء محري{ُ ً،وقوله} :مفهلمينظرر ٱ ر
يخرلمقا رمن رمآهَء مدارفهَقا{ُ ً،فلما سسماه ال بهذا دسل على طهارته ً،ويوهمون ذلك المخدوع بهذه المقالة ً،ثم يأمره
ذلك الداعى أن يدفع اثنى عشر دينارا ً،ويقول :يا مولنا ً،عبدك فلن قد عرف معنى الطهارة حقيقة
وهذا قربانه إليك ً،فيقول :اشهدوا أنى قد أحللت له ترك اليغهسل من الجنابة ً،ثم يقيم مدة فيقول له هذا
الداعى الملعون :قد عرفمت أربع درجات ً،وبقى عليك الخامسة ً،فاكشف عنها ً،فإنها منتهى أمرك وغاية
ل متهعلميم منهففس رمآ أيهخرفمي لميهم يمن يقرررة أمهعيهَن{ُ ً،فيقول له :ألهمنى إياها ودلنى عليهاً، سعادتك ً،ويتلو عليه} :مف م
صيرمك ٱهلميهوم محرديفد{ُ ً،ثم يقول له :أتحب فيتلو عليه} :لرمقهد يكنمت رفي مغهفملهَة يمهن مهــمذا مفمكمشهفمنا معنمك رغمطآمءمك مفمب م
لولمـى{ُ ً،ثم يتلو أن تدخل الجنة فى الحياة الدنيا؟ فيقول :وكيف لى ذلك؟ فيتلو عليه} :موإرن لممنا مللرخمرمة موٱ ي
ر
عليه} :يقهل ممهن محررم رزيمنمة ٱلرلره ٱلررتيي أمهخمرمج رلرعمباردره مواهلرطيمبارت رممن ٱليرهزرقا يقهل رهي رللرذيمن آممنوا رفي ٱلمحميارة ٱلسدنميا
ه ه ه ي ر
صلة ميهوم ٱهلرقمياممرة{ُ ً،والزينة ههنا :ما خفى على الناس من أسرار النساء التى ل يطلع عليها إل مخارل م
ل لريبيعوملرترهرن{ُ ً،والزينة مستورة غير مشهورة ً،ثم ل يهبرديمن رزيمنمتيهرن إر ر
المخصوصون بذلك ً،وذلك قوله} :مو م
يتلو عليه} :مويحوفر رعيفن * مكمأهممثارل ٱللسهؤليرؤ ٱهلممهكينورن{ُ ..فممن لم ينل الجنة فى الدنيا لم ينلها فى الخرةً،
لن الجنة مخصوص بها ذوو اللباب ً،وأهل العقول دون الجهال ً،لن المستحسن من الشياء ما خفىً،
ولذلك سميت الجنة جنة لنها مستجنة ً،وسميت الجن جنا لختفائهم عن الناس ً،والمجنة المقبرة لنها
تستر ممن فيها ً،والترس المجن لنه ييستتر به .ً،فالجنة ههنا :ما استتر عن هذا الخلقا المنكرس الذين ل
علم لهم ول عقول ً،فحينئذ يزداد هذا المخدوع انهماكا ً،ويقول لذلك الداعى الملعون :تلطف فى حالىً،
وبرلغنى إلى ما شروقتنى إليه ً،فيقول :ادفع النجوى اثنى عشر دينارا تكون لك قربانا وسلما ً،فيمضى به
فيقول :يا مولنا ً،إن عبدك فلنا قد صحت سريرته ً،وصفت خبرته وهويريد أن تدخله الجنة ً،وتبلغه
حد الحكام ً،وتزوجه الحور العين ً،فيقول له :قد وثقته وأمنته؟ فيقول :يا مولنا ً،قد وثقته وأمنته
وخبرته فوجدته على الحقا صابرا ً،ولنعمك شاكرا ً،فيقول :علمنا صعب مستصعب ل يحمله إل نبى
مرسل ً،أو مملك مقررب ً،أو عبد امتحن ال قلبه باليمان ً،فإذا صح عندك حاله فاذهب به إلى زوجتك
فاجمع بينه وبينها ً،فيقول :سمعا وطاعة ل ولمولنا ً،فيمضى به إلى بيته ً،فيبيت مع زوجته ً،حتى إذا
كان الصباح قرع عليهما الباب وقال :قوما قبل أن يعلم نبأنا هذا الخلقا المنكوس ً،فيشكر ذلك المخدوع
ويدعو له ً،فيقول له :ليس هذا من فضلى ً،هذا من فضل مولنا ً،فإذا خرج من عنده تسامع به أهل هذه
الدعوة الملعونة ً،فل يبقى منهم أحد إل بات مع زوجته كما فعل ذلك الداعى الملعون ً،ثم يقول له :ل بد
لك أن تشهد هذا المشهد العظم عند مولنا ً،فادفع قربانك ً،فيدفع اثنى عشر دينارا ويصل به ويقول :يا
مولنا ً،إ رن عبدك فلنا يريد أن يشهد المشهد العظم ً،وهذا قربانه ً،حتى إذا جن الليل ً،ودارت الكؤوس
وحميت الرؤوس ً،وطابت النفوس ً،أحضر جميع أهل هذه الدعوة الملعونة حريمهم ً،فيدخلن عليهم من
كل باب ً،وأطفأوا السراج والشموع ً،وأخذ كل واحد منهم ما وقع عليه فى يده ً،ثم يأمر المقتدى زوجته
أن تفعل كفعل الداعى الملعون وجميع المستجيبين ً،فيشكره ذلك المخدوع على ما فعل له ً،فيقول له:
ليس هذا من فضلى ً،هذا من فضل مولنا أمير المؤمنين فاشكروه ول تكفروه على ما أطلقا من وثاقكمً،
ووضع عنكم أوزاركم ً،وحسط عنكم آصاركم ً،ووضع عنكم أثقالكم ً،وأحسل لكم بعضِ الذى حرم عليكم
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل يذو محرظ معرظيهَم{ُ.
صمبيروها مومما يملرقامهآ إر رل ٱرلرذيمن م
يجرهالكم} :مومما يملرقامها إر ر
قال محمد بن مالك -رحمه ال تعالى -هذا ما اطلعيت عليه من كفرهم وضللتهم ً،وال تعالى لهم
بالمرصاد ً،وال تعالى علرى شهيد بجميع ما ذكرته مما اطلعيت عليه من فعلهم وكفرهم وجهلهم ً،وال
يشهد علرى بجميع ما ذكرته عارلم به ً،وممن تكلم عليهم بباطل فعليه لعنة ال ً،ولعنة اللعنين ً،والملئكة
والناس أجمعين ً،وأخزى الل ممن كذب عليهم ً،وأعسد لهم جهنم وساءت مصيرا ً،وممن حكى عنهم بغير ما
حول الشيطان وقسوته."... قوته إلى س هم عليه فهو يخرج من محسول ال وي ر
وبعد ..ألس مت ترى معى أن تأويلهم للقرآن تأويل فاسد ل يقوم على أساس ول يستند إلى برهان ً،وإنما
هى أوهام وأباطيل ً،غرورا بها ضعاف العقول ليسلخوهم من الدين ً،وليدخلوهم فى زمرة الملحدين
وحزب الشياطين؟ أعتقد ذلك ً،وأظن أن سؤالل يدور بخلد القارئ هو :كيف نجزم بنسبة هذه التأويلت
كلها إلى الباطنية مع وجود التناقضِ والختلف بين بعضِ المعانى التى نقلت عنهم للفظ الواحد؟ ألي
ل على عدم صحة كل ما يينسب إليهم؟ والحقا أن السؤال وارد ً،ولكنه مدفوع بما ذكره الغزالى هذا دلي ل
من أ سن "سر هذا الضطراب راجع إلى أنهم كانوا ل يخاطبون الخلقا بمسلك واحد ً،بل غرضهم
الستتباع والحتيال ً،فلذلك تختلف كلمتهم ويتفاوت نقل المذهب عنهم".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) موقف متأخرى الباطنية من تفسير القرآن الكريم (
قلنا إن الباطنية ييعرفون بأسماء عدة ً،وقلنا إنه ل تزال منهم بقية إلى يومنا هذا فى كثير من بلد
المسلمين ً،والن أزيدك على ما تقدم أن الباطنية يوجدون بالهند ً،وييعرفون بالبهرة أو السماعيليةً،
وزعيمهم أغا خان الزعيم السماعيلى المعروف .ويوجدون فى بلد الكراد وييعرفون بـ "العلوية" حث
يقولون :علسى هو ال .ويوجدون فى تركيا وييعرفون بـ "البكداشية" وفى مصر جماعة من البكداشية من
أصل ألبانى يقيمون فى الجبل المعروف بالمغاورى .ويوجدون فى بلد العجم وييعرفون بـ "البابية"
ويوجدون في فلسطين ويعرفون بـ "البهائية" ومنهم جماعات فى بلد متفرقة ً،وتوجد بالهند فرقة أخرى
من الباطنية هى "القاديانية" ً،وهى أحدث فرقهم عهدا ً،وأقربها ظهورا.
هذه الفرقا التى تنتشر بين المسلمين إلى اليوم ل بد أن يكون لكل منها رأى فى التأويل الباطنى للقرآن
الكريم ً،يتفقا مع مبدئها ومشربها.
ول بد أن يكون لعلمائها تأويلت قرآنية يميلون بها نحو مذاهبهم وعقائدهم .غير أننا لم نقف على شىء
من ذلك ً،الرلهم إل شيئا يسيرا للبابية والبهائية.
لهذا قصرنا كلمنا على هذه الطائفة وموقفها من كتاب ال تعالى ً،لنه ما وصلنا عنها -وإن قرل -فهو
يعطينا فكرة ولو إلى حد ما عن موقفها من تفسير القرآن الكريم.
واعتمادنا فى كل ما نكتب على بعضِ الكتب التى وصلتنا عنهم ً،وعلى ما نشر فى المجلت العلمية من
البحوث التى تدور حولهم ً،فنقول وبال التوفيقا:
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) البابية والبهائية (
البابية :نسبة إلى الباب ً،وهو لقب ميرزا على محمد ً،الذى ابتدع هذه الرنهحلة ً،وإليه يتنسب هذه الطائفةً،
باعتباره المؤسس الول لها.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
والبهائية :نسبة إلى بهاء ال ً،وهو لقب ميرزا حسين على ً،الزعيم الثانى للبابية ً،وإليه يتنسب هذه
الطائفة ً،باعتباره المؤسس الثانى لها.
وأصل نشأة هذه الطائفة :أن ميرزا على محمد ً،الملقب بالباب ً،والمولود فى سنة 1235هـ ً،توفى عنه
والده ميرزا محمد رضا قبل فطامه ً،فربى فى حجر خاله ميرزا سيد على ً،ونشأ معه فى مدينة شيراز
بجنوب إيران ً،واشتغل معه بالتجارة ً،ولما بلغ سنه الخامسة والعشرين اسدعى أنه الباب -والباب عند
الشيعة معناه نائب المهدى المنتظر -وكان ادعاؤه هذا فى سنة 1260هـ ً،وما لبث أن وصلت هذه
الدعوى إلى طائفة من الجاهلين فصسدقوا بها ً،وتتابعوا وما لبث أن وصلت هذه الدعوى إلى طائفة من
ل ً،فسماهم فصدقوا بها ً،وتتابعوا عليها ً،وكان عدد من صسدقه فى أول المر ثمانية عشر رج ل الجاهلين ر
بكلمة "حى" لن عدد حرفيها بحساب اليجرمل ثمانية عشر ً،ثم أمر أتباعه هؤلء بالنتشار فى إيران وبلد
العراقا ً،يبشرون به وبدعوته ً،وأوصاهم بكتمان اسمه حتى ييظهره هو بنفسه .ولما حج وفرغا من
أعمال الحج أعلن دعوته فى المجمع الكبير فاشتهر اسمه ً،وذاعت دعوته ً،فثارت عليه طوائف
المسلمين ً،وقاموا فى سبيل دعوته يحاربونها بكل الوسائل.
وقد عقد بعضِ الولة بين العلماء وبين الباب مناظرات أظهرت ما فى دعوته من غواية وضللً،فكسفره
بعضِ العلماء ً،ورماه بعضِ آخر منهم بالجنون ً،فاعتقله الوالى فى سجن شيراز ً،ثم فى سجن أصفهانً،
ثم فى طهران ً،ثم فى أذربيجان .وفى عهد السلطان ناصر الدين شاه اشتدت الخصومة بين البابين
ومخالفيهم ً،وقامت بينهم حرب طاحنة كان من نتائجها أن أمر الصدر العظم بقتل الباب ً،فيعيلقا فى
ميدان مدينة تبريز ً،ويقرتل رميا بالرصاص ً،وذلك فى سنة 1265هـ.
وبعد قتله اختلف أتباعه على أنفسهم فى شأن ممن ينوب عنه ً،وظهرت من بعضِ أتباعه دعاوى مختلفة:
من قبيل النبوة ً،والوصاية ً،والولية ً،وأمثالها .وظلوا على هذا المر إلى أن حاول بعضهم اغتيال
ناصر الدين شاه سنة 1268هـ إنتقاما لزعيمهم الباب ً،ولما خاب سعيهم وفشلوا فى هذه المؤامرةً،
أخذت الحكومة تضطهد زعماء البابيين ً،وتسوقهم إلى التحقيقا ً،فيقرتل ممن يقرتل وينرفمى من ينرفى ً،وكان من
بين زعمائهم فى هذا الوقت -وقت الضطهاد -ميرزا حسين علسى الملقب فيما بعد" :بهاء ال".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) بهاء ال (
ولد بهاء ال سنة 1233هـ ً،وكان ابنه ميرزا عباس من كبار وزراء الدولة فى وقته ً،فلما قام الباب
واشتهر أمره صردقه بهاء ال ً،فاشتد بهأزر البابيين وكثرت جماعتهم ً،ولما حدثت حادثة سنة
1268هـ ً،وهى محاولة اغتيال ناصر الدين شاه ً،يقربضِ على بهاء ال ويسرجن نحو أربعة أشهر ً،ثم
يأفررج عنه وأيهبرعد إلى العراقا ً،فدخل بغداد سنة 1269هـ ً،ومكث بها اثنى عشر عاما ً،يدعو الناس إلى
نفسه ً،ويزعم أنه هو الموعود به الذى أخبر عنه الباب ً،وكان يشير إليه بلفظ" :ممن يظهره ال" ً،وهناك
تجمع حوهل بعضِ أتباعه الذين لحقوا به من البابيين ً،وتسموا حينئذ بالبهائيين ً،ووقعت بينهم وبين
شيعة العراقا فتنة كادت تفضى إلى قيام حرب أهلية بين الفريقين ً،فقررت الحكومة العثمانية فى ذلك
الوقت إرسال بهاء ال إلى الستانة ً،فأرسل إليها ومكث بها نحوا من أربعة أشهر ً،ثم ينرفى إلى أدرنة
ومكث بها نحوا من خمس سنوات ً،ثم ينرفى منها إلى عكا من بلد الشام سنة 1285هـ ً،وبقى بها إلى
أن مات سنة 1309هـ ً،فتولى رئاسة الطائفة ابنه عباس )المولود سنة 1844والمتوفى سنة (1921
والملقب "عبد البهاء" فأخذ يدعو إلى هذا المذهب ً،ويتصرف فيه كيف يشاء ً،فلم يرضِ هذا الصنيع
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أتباع البهاء فانشقوا عليه ً،والتف فريقا منهم حول أخيه الميرزا علسى ً،وأرلفوا كتبا فى الطعن على عبد
البهاء يتهمونه فيها بالمروقا من دين البهاء.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) الصلة بين عقائد البابية وعقائد الباطنية القدامى (
بالرغم من أن هذه الفرقة لم تظهر إل قريبا ً،فإرنا نجدها ليست بالفرقة المحسدثة فى عقائدها وتعاليمها ً،بل
هى فى الحقيقة ونفس المر وليدة من ولئد الباطنية ً،تغذت من ديانات قديمة ً،وآراء فلسفية ً،ونزعات
لمول ً،وتترسم خطاهم فى كل شىء ً،وتهذى فى كتاب الً، سياسية .ثم درجت تحذو حذو الباطنية ا ي
فتأسولته بمثل ما تأسولوه" :لتصرف عنه قلوبا تعلقت به ونفوسا امطأنت إليه.
لمول ً،وميرطلع على ما فى كتبهم من خرافات وأباطيل ً،ثم يقرأ تاريخْ البابية والذى يقرأ تاريخْ الباطنية ا ي
والبهائية ً،ومي رطلع على ما فى كتبهم من خرافات وأباطيل ً،ل يسعه إل أن يحكم بأن روح الباطنية حرلت
فى جسم ميرزا علسى ً،وميرزا حسين علسى ً،فخرجت للناس أخيرا باسم البابية والبهائية.
تقوم دعوة قدما الباطنية على إبطال الشريعة السلمية ً،وينفذون إلى عقول العامة بإظهارهم الحب
والتشيع ً،بل والنتساب إلى آل البيت ً،ثم يصلون إلى أهوائهم ومآربهم بصرفهم القرآن إلى معان باطنية
ل يقبلها العقل ً،ول تمت إلى الدين بسبب ً،وعلى هذا الساس قامت دعوة البابية والبهائية ً،وبمثل هذه
الوسيلة وصلوا إلى أغراضهم وأهوائهم ً،وإليك ما يوضح ذلك:
أولل :فى الباطنية ممن يسدعى النبوة لنفسه أو يسدعيها لغيره ً،وميرزا علسى الملقب بالباب يردعى أنه رسول
للناس من رقمبل ال تعالى ً،وله كتاب اسمه "البيان" اسدعى أنه ممنرزل عليه من عند ال تعالى .وقد جاء فى
رسالة بعث بها الباب إلى العلمة اللوسى صاحب التفسير المعروف يدعوه فيها إلى اليمان به" :إننى
أنا عبد ال ً،قد بعثنى بالهدى من عنده" ً،وسمى فى هذه الرسالة مذهبه دين ال فقال" :وممن لم يدخل فى
دين ال ً،مثله كمثل الذين لم يدخلوا فى السلم".
ول نعلم ماذا أجاب به اللوسى على هذه الرسالة ً،وإن كنا نعلم رأيه فى هذه الطائفة عندما تعسرضِ
لتفسير قوله تعالى} :رما مكامن يممحرمفد أممبآ أممحهَد يمن يرمجارليكهم مولمــركن رريسومل ٱللرره مومخامتم ٱلرنربيييمن{ُ ً،وذلك حيث
يقول" :وقد ظهر فى هذا العصر عصابة من غلة الشيعة لقبوا أنفسهم بالبابية ً،لهم فى هذا الباب فصول
يحكم بكفر معتقدها كل من انتظم فى سلك ذوى العقول ً،وقد كاد يتمكن عرقهم من العراقا لول همة
واليه النجيب الذى وقع على همته وديانته التفاقا ً،حيث خذلهم -نصره ال -وشتت شملهم ً،وغضب
عليهم -ضى ال تعالى عنه -وأفسد عملهم ً،فجزاه ال تعالى عن السلم خيرا ً،ودفع عنه فى الدارين
ضيما وضيرا".
وكذلك اسدعى زعيمهم الثانى الملقب ببهاء ال :أنه رسول من عند ال ً،وجاء لتأسيس السلم على
الرضِ ً،وبين أيدينا كتاب بهاء ال ً،ويطلقا عليه اسم "الكتاب" قرأنا فيه فوجدناه يقول" :لعمر ال إن
البهاء ما نطقا عن الهوى ً،قد أنطقه الذى أنطقا الشياء بذكره وثنائه ً،ل إمله إل هو الفرد الواحد المقتدر
المختار".
"لعمرى ما أظهريت نفسى ً،بل ال أظهرنى كيف أراد ً،إنى كنت كأحد من العباد ً،وراقدا على المهادً،
مرت علىنسائم السبحان ً،وعسلمنى علم ما كان .ليس هذا من عندى بل من لدن عزيز عليم ً،وأمرنى
بالنداء بين الرضِ والسماء ً،بذلك ورد على ما ذرفت به جموع العارفين ً،ما قرأت ما عند الناس من
العم ً،وما دخلت المدارس ً،فاسأل المدينة التى كنت فيها لتوقن بأنى لست من الكاذبين".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
"قل قد أتى لمختار ً،فى ظل النوار ً،ليحيى الكوان ً،من نفحمات اسمه الرحمن ً،ويتحد العاملمً،
ويجتمعوا على هذه المائدة التى نزلت من السماء".
ويرى الباب أن شريعته ناسخة للشريعة السلمية ً،فابتدع لتباعه أحكاما خالف بها ما جاءت به
الشريعة السلمية ً،فجعل الصوم تسعة عشر يوما من شروقا الشمس إلى غروبها ً،وعرين لهذه اليام
وقت العتدال الربيعى ً،بحيث يكون عيد الفطر عندهم يوم "النيروز" على الدوام ً،وفى كتاب "البيان":
" ...أيام معدودات .وقد جعلنا النيروز عيدا لكم بعد إكمالها".
كذلك يرى بهاء ال أن شريعته ناسخة للشريعة السلمية ً،ويقرر ذلك فى كتابه فيقول" :لو كان القديم
هو المختار عندكم ً،لما تركتم ما شرع فى النجيل ً،بينوا يا قوم ..لعمرى ليس لكم اليوم من محيص.
إن كان هذا جرمى فقد سبقنى فى ذلك محمد رسول ال ً،ومن قبله الروح ً،ومن قبله الكليم .وإن كان
هذا ذنبى إعلء كلمة ال وإظهار أمره ً،فأنا أول المذنبين .ل أبدل هذا الدين بملكوت السموات
والرضين".
وقرر البهاء أن الدين قسمان :عملى وروحانى ً،فالقسم الروحانى -وهو مظاهر اللوهية والنبوة -
غير قابل للتبديل .والقسم العملى -وهو المتعلقا بالصور والشكال الخارجية -قابل للتغيير ً،وعلى هذا
المبدأ جعل لتباعه الصلة تسع ركعات فى اليوم والليلة ً،وجعل رقهبملتهم فى الصلة أين يكون هو!! وفى
هذا يقول" :إذا أردتم الصلة فرولوا وجومهكم شطرى القدس".
وس روى بين الرجل والمرأة فى الحقوقا الشرعية والسياسية ً،وقرر عقوبات مالية للزنا والسرقة
وغيرهما ً،ومنع التسرى ً،وحررم الزواج بأكثر من واحدة ً،وقسيد لهم الطلقا وصرعبه ً،ويحرجته فى هذا
كله :أن جميع الديان أضحت ل تصلح لصلح العاملم ً،قل بد من دين جديد يوافقا هذا العصر ..
عصر التقدم المادى العظيم .وهذا الدين الذى جاء به هو الذى يصلح فى نظره لمسايرة هذا العصر
دون غيره.
ثانيا :منع الحسن بن الصباح وغيره من زعماء الباطنية ً،العوام من دراسة العلوم ً،والخواص من النظر
فى الكتب المتقدمة .وفعل الباب مثل ذلك فحررم فى كتابه "البيان" التعليم وقراءة كتب غير كتبه ً،فكان
من وراء ذلك أن حرقا أتباعه القرآن الكريم ً،وما فى أيديهم من كتب العلم ً،ولكن بهاء ال أدرك أن هذا
التحجير قد يصرف بعضِ الناس عن دعوته ً،فنسخْ ذلك التحجير ً،وذلك حيث يقول فى كتابه المسمى
بـ "القدس"" :قد عفا ال عنكم ما نزل فى البيان من محو الكتب ً،وآذنا بكم أن تقرأوا من العلوم ما
ينفعكم".
ثالثا :من الباطنية مضن يردعى حلول المله فى بعضِ الشخاص ً،كالقرامطة الذين يردعون حلول المله فى
إمامهم محمد بن إسماعيل .مونجد مثل هذه الدعوى متجلية فى بعضِ مقالت البابية ً،فهذا بهاء ال يقول
فى "الكتاب"" :لنا مع ال حالت نحن فيها هو ً،وهو نحن ً،ونحن نحن".
وهذا عباس الملقب بعبد البهاء يقول" :وقد أخبرنا بهاء ال بأن مجئ رب الجنود والب الزلىً،
ومخيلص العالم الذى ل بد منه فى آخر الزمان ً،كما أنذر جميع النبياء ً،عبارة عن تجليه فى الهيكل
المبشرى ً،كما تجلى فى هيكل عيسى الناصرى ً،إل أرن تجليه فى هذه المرة أتم وأكمل وأبهى ً،فعيسى
وغيره من النبياء هيأوا الفئدة والقلوب لستعداد هذا التجلى العظم".
يريد بهذا :أسن ال تجلى فيه بأعظم من تجليه فى أجسام النبياء على ما يزعم.
وهذا أبو الفضل اليرانى أحد دعاتهم يقول ...." :فكل ما يتوصف به ذات ال وييضاف وييسند إلى ال
من العزة ً،والعظمة ً،والقدرة ً،والعلم ً،والحكمة ً،والرادة ً،والمشيئة ً،وغيرها من الوصاف ً،إنما يرجع
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
بالحقيقة إلى مظاهر أمره ً،ومطالع نوره ً،ومهابط وحيه ً،ومواقع ظهوره" ...ومثل هذا كثير فى كلم
زعمائهم ودعاتهم.
رابعا :يردعى الباطنية رجوع المام المعصوم بعد استتاره ً،ويحصرون مدارك الحقا فى أقواله .والبهائية
يقولون هذا القول ويثبتونه فى كتبهم.
يقول بهاء ال فى "الكتاب"" :يسند القائم ظهره إلى الحرم ً،ويمد يده المباركة ً،فيترى بيضاء من غير
سوء ً،ويقول :هذه يد ال ً،ويمين ال ً،وعين ال ً،وبأمر ال أنا الذى ل يقع عليه اسم ول صفة ً،ظاهرى
إمامة ً،وباطنى غيب ل ميدرك".
وقد عرفمت أن البابية والبهائية ييعيبرون عن المام المعصوم بـ "ممن سيظهره ال" ً،ويزعمون أنه هو
الذى يعرف تأويل ما جاءت به الرسل عليهم السلم.
خامسا :من مبادئ قدماء الباطنية التفرس .وعلى هذا المبدأ منعوا التكلم بآرائهم فى بيت فيه سراج -
أى فقيه أو متعلم -والبهائية يسيرون على هذا المبدأ وإليك ما يثبت ذلك:
أرسل إلى أبى الفضائل اليرانى بعضِ إخوانه كتابا يرجوه فيه أن يرد على مقال كتبه جرجس صال
النجليزى بإمضاء هاشم الشامى ً،والمقال يتضمن توجيه العتراضات على فصاحة القرآن الكريمً،
فاعتذر أبو الفضائل عن ذلك فى رسالة أرسل بها إلى صاحبه يقول فيها:
" ...إسن هناك موانع جمة ً،أعظمها وأشدها مانع كبير ل يستسهل العاقل تذليل صعوباته ً،ول يتسنم النبيه
متن صهواته ً،حيث إن قلوب الذين اكتفوا من السلم باسمه ً،ومن القرآن برسمه ً،تغذت فى مدة مديدةً،
وأزمنة غير وجيزة بقشور المطال] ً،وألفت سفاسف المسائل حتى بعدت عن لباب الكتاب ً،وجهلت
حقيقة معانى الخطاب ً،فلو كشفنا عن حقائقا الشارات ً،وأظهرنا المعانى المقصودة من ظواهر
العبارات ً،فطلعت صور الحقائقا المقصورة فى قصر اليات ً،وتهللت وجوه المعانى المستورة فى
خدور الستعارات ً،لندفع تلك الردود والعتراضات ونظهر بطلن تلك اليرادات والنتقادات ً،تثور
أو لل أحقاد جهلئنا ً،ويرتفع نعيب سفهائنا ً،وينادون بالويل والثبور ً،ويثيرون الحقاد الكامنة فى
الصدور."...
ثم يقول لصاحبه فى آخر الرسالة ..." :لتعلم حقا العلم أنى ما نسبت ولم أكره صفة من صفاتك ً،ول
خلة من خللك ً،ولكن -والحقا يقال -إنك نسيت وصية روح ال الورادة فى سفر متى" :ل يتهلقوا
جواهركم تحت أرجل الخنازير" حيث تجاهر بجواهر السرار ومعالى المعانى ً،عند ممن ل يستحقا أن
تخاطبه وتلطفه ً،وتجلسه وتؤانسه ً،فكيف أنه يكون مستودع الحكمة الملهية ً،والسرار الربانية ً،فتمسك
بالحكمة ً،وكن على جانب عظيم من الفطنة".
ويقول فى رسالة أرسلها إلى الشيخْ فرح ال زكى الكردى أحد أتباعهم فى مصر ..." :واعلم يا حبيبى
أنه سيدخل عليكم كثيرون ً،ويتظاهرون بنوايا المتفحص الباحث ً،ويظهرون السلم والوفاقا ً،وهم أهل
النفاقا وأصل الشقاقا ً،ومقصودهم معرفة أهل اليمان ً،واضطهاد أصحاب اليقان كما تصرح وتنادى
آى الفرقان :منها قوله تعالى} :ميهوم مييقويل ٱهليممنارفيقومن موٱهليممنارفمقايت رلرلرذيمن آممينوها ٱنيظيرومنا منهقمتربهس رمن سنورريكهم رقيمل
ضررمب مبهيمنيهم ربيسوهَر لريه مبافب مبارطينيه رفيره ٱلررهحممية مومظارهيريه رمن رقمبرلره ٱهررجيعوها مومرآمءيكهم مفٱِهلمترميسوها ينورا مف ي
ٱهلمعمذايب{ُ ...إلى آخر اليات ً،فمتحمكم الية المباركة أنه ل بد من دخول أهل النفاقا على أصحاب الوفاقاً،
للستطلع والستراقا ً،فل يغرنك تحببهم وترفقهم ً،ول يخدعنك ملينتهم وتملقهم ً،فإن التهور والتعجيل
يوجب الندم والفتضاح ً،والتروى يكفل النجاح والفلح ً،ومن الحكم المأثورة" :العجلة من الشيطانً،
والتأنى من الرحمن".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
من كل ما تقدم ً،يظهر لنا بوضوح :أن البابية والبهائية ليسوا أصحاب رنهحلة جديدة فى تعاليمها
ومعتقداتها ً،وإنما هو قوم من أهل الباطن يريدون الكيد للسلم باسم الصلح الدينى ً،وسيظهر لك من
لمول ً،ويترسمون خطاهم فى تأويلتهم للقرآن -علوة على ما سبقا -أنهم ينهجون نهج البطنية ا ي
تحريفهم لكتاب ال ً،والعبث بآياته!!
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) موقف البابية والبهائية من تفسير القرآن الكريم (
لم تحل عقائد البابية والبهائية بينهم وبين العتراف بالقرآن الكريم ً،ولم يمنعهم موقفهم الشاذ من
الرجوع إليه ليأخذوا منه الشواهد على دعاواهم الباطلة ً،ومذاهبهم الفاسدة ً،تمويها على العامة ً،وتغريرا
بعقول الغمار الجهلة.
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) أبو الفضائل اليرانى يعيب تفاسير أهل السسرنة (
ولم يكن فى وجوههم قطرة من الحياء تمنعهم من التنديد بتفاسير علماء أهل اليسرنة وتحقيرها ً،فهذا
داعيتهم أبو الفضائل اليرانى ً،نجده فى رسالة أرسلها لصديقا له ً،يعيب على تفاسير أهل اليسرنة فيقول:
" ...ولقد يدهش النسان ويتحير يا حبيبى من تعليمهم الباطلة ً،وتفاسيرهم المضحكة ً،فإن أحباءنا
المريكيين الذين تش ررفوا بالوفود على الرضِ المقدسة فى هذه اليام الخيرة ً،قابلناهم فى بيروتً،
وسافرنا معهم إلى الرضِ الفيحاء مدينة حيفا ً،أخبرونا بما يتحير منه الريب ً،ويدهش منه اللبيبً،
كيف تقدمت كلمة ال فى تلك القطار البعيدة الشاسعة مع هذه التفاسير الباطلة الضائعة ً،من النفوس
الجاهلة الخادعة ...أليس ذلك من عظيم قدرة ال وشديد قوته؟ وسطوع آياته وظهور بييناته".
يعيب أبو الفضائل تفسير أهل اليسرنة ً،لنه يرى فى زعمه أنه وأهل رنهحلته خير ممن يفهم القرآن ً،ويعلم ما
فيه من أسرار ورموز ً،ويرى أنه وممن شاكله هم الراسخون فى العلم ً،الذين يقفون على عجائب القرآن
التى ل يدل عليها إل باطنه ً،أما ما يعنى به مفسرو أهل اليسرنة من الظواهر فليس فى زعمه من المعانى
التى يرمى إليها القرآن ً،وفى هذا يقول ما نصه ..." :لو كان معانى آيات القرآن ما هو ظاهر يعرفه
كل ممن يعرف اللغة العربةيِ ً،ويتلذذ منه كل ممن له إلمام بالعلوم الدبية ً،كيف يتم هذا القول -يريد
قول رسول ال صلى ال عليه وسلم فى شأن القرآن" :إنه ل تنقضى عجائبه" -وكيف يصدقا قول ال:
}مومما ميهعمليم متهأرويمليه إر ر
ل ٱللريه موٱلررارسيخومن رفي ٱهلرعهلرم{ُ.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) الزيدية -وموقفهم من التفسير والقرآن الكريم (
لم يقع بين الزيدية من الشيعة ً،وبين جمهور أهل اليسرنة خلف كبير مثل ما وقع من خلف بين المامية
وجمهور أهل اليسرنة ً،والذى يقرأ كتب الزيدية يجد أنهم أقرب فرقا الشيعة إلى مذهب أهل اليسرنة ً،وما
كان بين الفريقين من خلف فهو خلف ل يكاد ييذكر.
يرى الزيدية :أ سن عليا أفضل من سائر الصحابة ً،وأولى بالخلفة بعد رسول ال صلى ال عليه وسلمً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ويقولون :إسن كل فاطمى عالم زاهد شجاع سخى خرج للمامة صسحت إمامته ً،ووجبت طاعته ً،سواء
أكان من أولد الحسن ً،أم من أولد الحسين ً،ومع ذلك فهم ل يتبرأون من الشيخين ً،ول يكفرونهما ً،بل
يج يوزون إمامتهما ً،لنه تجوز عندهم إمامة المفضول مع وجود الفاضل ً،كما أنهم لم يقولوا بما قالت به
المامية من التقرية ً،والعصمة للئمة ً،واختفائهم ثم رجوعهم فى آخر الزمان .وغير ذلك من خرافات
المامية وممن على شاكلتهم.
وكل الذى نلحظه على الزيدية ً،أنهم يشترطون الجتهاد فى أئمتهم ً،ولهذا كثر فيهم الجتهاد .موأنهم ل
يثقون برواية الحاديث إل إذا كانت عن طريقا أهل البيت .والذى يقرأ كتاب "المجموع" للزيدية يرى
أسن كل ما فيه من الحاديث مروية عن زيد بن علسى زين العابدين ً،عن آبائه من الئمة .عن رسول ال
صلى ال عليه وسلم ً،وليس فيه بعد ذلك حديث ييروى عن صحابى آخر من غير أهل البيت رضى ال
عنهم.
كما نلحظ على الزيدية أيضا أنهم تأثروا إلى حد كبير بآراء المعتزلة ومعتقداتهم ً،ويرجع السر فى هذا
إلى أن إمامهم زيد بن علسى ً،تتلمذ على واصل بن عطاء ً،كما قلنا ذلك فيما سبقا.
إذن فل نطمع بعد ذلك أن نرى للزيدية أثرا مميزا ً،وطابعا خاصا فى التفسير كما رأينا للمامية ً،لن
التفسير إنما يتأثر بعقيدة مفيسره ً،ويتخذ له طابعا خاصا واتجاها معسينا ً،حينما يكون لصاحبه طابع خاص
واتجاه معين ً،وليست الزيدية -بصرف النظر عن ميولهم العتزالية -بمنأى بعيد عن تعاليم أهل
اليسرنة ً،وعقائدهم ً،حتى يكون لهم فى التفسير خلف كبير.
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) -1ينيقول من كتاب "أساس التأويل" (
طبع منشورات دار الثقافة ببيروت ً،تأليف الداعى السماعيلى :النعمان بن حيون التميمى المغربىً،
قاضى قضاة الدولة الفاطمية المتوفى سنة 363هـ
* مؤلف الكتاب:
هو محمد النعمان بن منصور بن أحمد بن حيان التميمى ً،القاضى ً،الذى اشتهر بأبى حنيفة الشيعة ..
كان فى أول المر يتبع مذهب مالك ً،ثم التحقا بالمامية الثنى عشرية وانتقل إلى الفاطميين ً،فجاء من
إفرقية إلى مصر مع المعز لدين ال الفاطمى )المتوفى سنة 365هـ( وتولى القضاء بمصر ً،وتوفى بها
فى أواخر جمادى الثانية سنة 363هـ.
وله :دعائم السلم فى الحلل والحرام والقضاء والحكام عن أهل بيت رسول ال صلى ال عليه
وسلم ً،وهو الكتاب الساسى فى الفقه والكلم عند السماعيلية.
قال محققا الكتاب -الستاذ عارف تامر -فى مقدمة "أساس التأويل"" :تررديت كثيرا قبل أن أقدم على
دفع هذا الكتاب إلى الطبع ً،وما ذلك إل لرغبتى التامة فى البقاء عليه مدة أطول فى كهف التقرية بين
مجموعة المخطوطات السماعيلية الخرى التى لم يحن وقت نشرها وتعميمها بعد".
* ثم قال فى مقدمته:
"إنه -أى أساس التأويل -الكتاب الوحيد بين مجموعة المخطوطات السماعيلية الذى يعالج موضوعا
ل ً،ويعرضها معرينا هو "التأويل" ً،والرسهفر النفيس الذى يمثل الفكرة الساسية لهذا العلم تمثي ل
ل متزنا معقو ل
ل".عرضا دقيقا مفص ل
* ثم قال:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
"لقد كان التأويل فى عهد الدعوة السماعيلية المبكر وفى إربان ازدهارها هو الموضوع الساسية لكل
فكرة فلسفية باطنة ً،والشجرة التى نمت وترعرعت ثم تفررع منها الكثير من الغصان ً،أو بلغة أصح:
الساس الذى تركزت عليه هذه الدعوة الفكرية ً،والغذاء الذى مرون الفلسفة الباطنية بالحكم والمنطقا
والبيان ً،ولجل هذا كله اعتبر "أساس التأويل" لدى السماعيلية من الكتب الثمينة ً،والذخائر الغالية التى
تقضى تعاليمها العقائدية بالمحافظة على رسرريته وكتمان تعاليمه ً،والسهر على منع تسرب المواد
العقائدية التى وردت فيه لمن هم من غير السماعيليين ً،وكان هذا يعتبر سر العقيدة ومفتاح باب
ل لقصص النبياء التى وردت فى الكتب السماوية الثلث: الدعوة ً،مضافا إلى ذلك أن فى الكتاب تأوي ل
التوراة ً،والنجيل ً،والقرآن ً،فكل هذا يشكل موضوعا تقضى العقيدة بالمحافظة على أسراره التامة مما
يخرج عن نطاقا المفهوم لدى طبقات العامة الذين اعتبروا بأنهم لم ينالوا من الثقافة إل قشورها ً،ومن
العلوم إل طواهرها".
* وقال:
"قد يكون من الوضاح أن التأويل بمعناه الواقعى لدى السماعيليين يختلف عن التفسير بمعناه الصحيح
لدى عامة الفرقا السلمية الخرى ً،فالتفسير معناه جلء المعنى لكل كلمة غامضة ل يفهم معناها
ل ما هو تفسير كلمة" :شجرة"؟ أجبناه :أنها نبتة يتغرس صغيرة ً،ثم تنمو فيتفرع القارئ ً،فإذا سئلنا مث ل
منها جذوع وأغصان ينبت عليها ورقا أخضر ً،وفى الربيع تحمل أزهارا ل تلبث بعد ذلك حتى تعقد
ثمرا طيبا ...إلخْ.
أما إذا قلنا :ما هو تأويل كلمة" :شجرة"؟ ً،فنجيب :بأن ذلك يتبع رأى المسئول المباشر عن التأويل ً،قد
يقول :إنها حجرة ً،أو بقرة ً،أو صخرة ً،أو غير ذلك مما يجب أن يتلءم مع الحقيقة والواقع والعقل ً،فل
يكون غريبا عن التصديقا ً،ول بعيدا عن الفكر.
إذن فالتأويل هو باطن المعنى أو رمزه أو جوهره ً،وهو حقيقة مستترة وراء لفظة ل تدل عليها ..ومن
هنا أعطى النظام السماعيلى الفكرى صلحية التفسير للناطقا ً،ووهب صلحية التأويل للمام ً،فالول
اعتبر يمثل الشريعة والحكام والفقه والقانون الظاهر ً،والثانى يمثل الحقيقة والتأويل والفلسفة والباطن".
* وقال:
ص بها السماعيليون أئمتهم ويسموا لجله بالباطنية ً،فقد "من المسلرم به ً،أن التأويل من العلوم التى خ ر
جعلوا محمدا هو صاحب التنزيل للقرآن كما قلنا ً،وجعلوا عليا صاحب التأويل ً،أى أن القرآن يأنرزل على
ص بها علسى والئمة من بعده .وقد محمد بلفظه ومعناه الظاهر للناس ً،أما أسراره التأويلية الباطنة فقد يخ ر
ل على القول بوجوب التأويل ً،كقوله} :مومكـذرلمك ميهجمتربيمك أخذ السماعيليون بعضِ آيات القرآن الكريم دلي ل
ضِ مورلينمعليمميه رمن متهأرويرل
لهر ر لمحارديرث{ُ ً،وكقوله} :مومكـذرلمك ممركرنا رلييويسمف رفي ٱ م مرسبمك مويمعلييممك رمن متهأرويرل ٱ م
صهبرا{ُ ً،وكقوله} :يهمو ٱرلرذييِ مأنمزمل معلمهيمك ٱهلركمتامب لمحارديرث{ُ ً،وكقوله} :مسيأمنيبيئمك ربمتهأرويرل مما لمهم متهسمترطع رعلمهيره م
ٱم
لهلمبارب{ُ.رمهنيه آميافت سمهحمكممافت .....إلى قوله} :أيهويلوها ٱ م
* وقال:
"هناك أدلة عقلية على وجوب التأويل يأرخذت من القرآن الكريم كقوله تعالى} :مسينرريرههم آميارتمنا رفي ٱلمفارقا
مورفيي مأنيفرسرههم{ُ.
صيرومن{ُ ً،وكل هذا يفسر أن الظاهر يورجد ضِ آميافت ليهليمورقرنيمن * مورفيي مأنيفرسيكهم أممف م
ل يتهب ر وكقوله} :مورفي ٱ م
لهر ر
ل ً،والمؤيد فى الدين ادعى دعاتهم وفيلسوفهم ل والظاهر مث ل للدللة على الباطن ً،وقد اعتبروه ممثو ل
الكبر يقول فى هذا الصدد" :خلقا المثال والممثولت ً،فجسم النسان مثل ونفسه ممثول ً،والدنيا مثل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
والخرة ممثول".
وقال أيضا:
*"اقصد حمى ممثوله دون المثل * ذا إبر النحل وهذا كالعسل"*
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) -2مختارات من كتاب "مسائل مجموعة من الحقائقا العالية والدقائقا
والسرار السامية" (
وهى لمؤلف مجهول ً،ومكتوب عليها :ل يجوز الطلع عليها إل بإذن ممن له الحل والعقد:
قال فى مقدمتها" :أما بعد أيها الخ ...فقد وقفيت على مسائلك التى
دلرت على تألف جذوة ذكائك ً،وعلوك فى مرتبة العلم وارتقائك ً،وسألت الجابة عنها ً،وهى -أيها الخ
-تقتضى جوابا من يزيد الحقائقا المصونة ً،وسرائر الحكم المكنونة ً،ولب الفوائد المخزونة ً،وأنا أتحققا
أنك أهل لن تطلع على ذلك ً،وحقيقا بأن يتمخص بفضل ما هنالك ً،إل أنه مما ل يودع فى بطون
الوراقا ً،ول يجب أن ييرمقا من العيون الشحمية بالحداقا ً،صيانة له عن إبدائه وبذله ً،وخوفا عليه أن
يقع إلى غير أهله ً،بل يجب أن يكون قرطاسه الذن الواعية ً،وقلمه اللسان المترجمة عن جواهرها
العالية ً،لكنى لما أوثره من الجلء لبصيرتك ً،والزيادة فى إنارة صورتك ً،كتبت لك فى هذه الوراقاً،
وأنا آخذ عليك عهد ال تعالى وعظيم الميثاقا الذى أخذه على ملئكته المقسربين ً،وأنبيائه المنتجين ً،وأئمة
دينه الهادين ً،وحدودهم الميامين ً،وإل فأنت برئ منهم أجمعين ً،ل وقف على ذلك إل أنت أو أولدك ل
غيرهم ً،ثم ييرد إلى هذه الكراسة بعد أن تحفظ ما فيها ً،وإن أردت أن تغيب ذلك تركتها عندك مدة ما
ييحفظ ما فيها ً،ثم أعدتها إلسى ً،وال على ما نقول وكيل".
*قال" :إن ال تعالى نسزه أمهات الئمة عن الطمث ً،كما قال ال} :إررنمما يررييد ٱللريه رليهذرهمب معنيكـيم ٱليرهجمس
أمههمل ٱهلمبهيرت مويمطيهمريكهم متهطرهيـرا{ُ ً،يعنى بالرجس :دم الطمث".
ل إررن ركمتامب ٱهليفرجارر ملرفي رسيجيهَن * موممآ مأهدمرامك مما رسيجيفن{ُ" :نقول
*قال فى جوابه عن قوله تعالى} :مك ر
بفضل ال تعالى ومادة وليه فى أرضه صلوات ال عليه:
إ رن سجين هى الصخرة التى تقدم ذكرها أن فيها العذاب الكبر ً،وهى كما قال ال تعالى} :مكل إررن ركمتامب
اهليفرجارر ملرفى رسيجين{ُ ً،ذكر سيدنا حميد الدين أعلى ال قدسه فى كتاب "راحة العقل" أن المهعرنسى بذلك بكتاب
الفجار يعنى نفوس الفجار المرقوم فيها ما اكتسبت من الذنوب ً،وقال" :سجين" :صخرة فى أسفل
الرضِ ييعيذب فيها المخالفون ً،فعنى بـ "كتاب الفجار" إمامهم وأتباعهم الذين انكتبت فى نفوسهم
المعاصى فاستحقوا بها الكون هنالك بخلفهم للحقا .كما قال بعضِ العلماء فى بعضِ أشعاره:
*سجنهم سجين إذ لم يتبعوا * علينا ً،دليل عليينا*
لهبمرارر ملرفي رعلييييمن{ُ ً،فمعرنمى بـ "عليين" :عالم البداع ً،و "كتاب البرار": ل إرن ركمتامب ٱ م
وقال ال تعالى} :مك ر ر
إمامهم ونفوسهم التى انكتبت فيها المعارف الحقيقية وصسحت منهم الولية لهل الحقا ً،وصفوا وخلصوا
ضرعيفوها رفي فصاروا أئمة بعد أن كانوا مأمورين كما قال ال تعالى فيهم} :موينررييد مأن رنيمرن معملى ٱرلرذيمن ٱهسيت ه
ضِ مومنهجمعمليههم أمرئرملة{ُ ً،فهم المستضعفون؛ً يعنى المؤمنين الذين يمن ال عليهم فيصيرون مأئمة كما تقدم ٱم
لهر ر
شرح ذلك ً،ويحصلون فى عليين عند صعودهم فى زمرة القائم سلم ال عليه الذى به يصيرون عق ل
ل
مجردا مثل ممن يخلفونه من عقول عالم البداع الذى هو العاشر ً،ويرتفع العاشر إلى مرتبة يمن فوقهً،
فاعلم ذلك".
* قال" :ولما كان الدين ظاهرا وباطنا قام النبى صلى ال عليه وعلى آله بتبليغ الظاهر ً،وصرف إلى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وصيه نصف الدين وهو الباطن ...ولذلك خاطبه بقوله} :مفمويل موهجمهمك مشهطمر ٱهلممهسرجرد ٱهلمحمرارم{ُ ً،فعنى بـ
"وجهه" وصيه ً،وعنى بـ "المسجد الحرام" دعوته التى هى الحرم الذى ممن دخله كان آمنا أو أطاعته
واستقام على ذلك ً،و "الشطر" الذى وله إياه بتأويل التنزيل والشريعة اللذين جاء بهما الرسول صلى ال
عليهما وعلى آلهما".
* وقال فى شرحه لقول علسى فى خطبة النهروان" :إسن كلمى مغلقا ً،وعلمى غامضِ ً،وحكمتى غزيرة":
"إسن مولنا يعنى -صلوات ال عليه -يكون كلمه مغلقا ً،وعلمه غامضا ً،لنه إنما ينبئ عن خفيات
الغيوب ً،وما أطلعه ال تعالى عليه بواسطة رسوله صلوات ال عليهما وعلى آلهما من العلم المحجوبً،
كما قال" :عسلمنى رسول ال صلى ال عليه وسلم ألف باب من العلم ً،انفتح لى من كل باب منها ألف
باب ً،أدركيت علم ما كان وما سيكون إلى يوم القيامة" ً،فهو إذا تكلم بذلك انغلقا على ممن لم يتصل بمن
عندهم مفاتيحه ً،ولديهم لديجور الشك مصابيحه من أولده أئمة الهدى عليهم جميعا السلم.
وقوله صلوات ال عليه" :وحكمتى غزيرة" فعنى بالحكمة تأويل الكتاب الكريم ودور حقائقه وهى التى
ل يمهنيههم ميهتيلوها
ليميييمن مريسو ل ذكرها ال تعالى فى آيات من الكتاب كثيرة بقوله سبحانه} :يهمو ٱرلرذيِ مبمعمث رفي ٱ ي
معلمهيرههم آميارتره مويمزيكيرههم مويمعلييميهيم ٱهلركمتامب موٱهلرحهكمممة{ُ ً،وكرر ذكر الحكمة مع الكتاب فى آيات كثيرة ً،فالكتاب
هو ظاهر القرآن الكريم ً،والحكمة تأويله ومعانيه ...والغزارة التى ذكرها فى الحكمة هو يجيب على
المسألة بسبعة أجوبة ً،وبسبعين ً،وبسبعمائة ً،كما ذكر ذلك مولنا الصادقا صلوات ال عليه ...وهذه
لفمضِ رمن مشمجمرهَة أمهق م لهر رالغزارة التى ل نهاية لها ول حد ً،يحققا ذلك قول ال تعالى} :مولمهو أمرنمما رفي ٱ م
موٱهلمبهحير مييمسديه رمن مبهعردره مسهبمعية أمهبيحهَر رما منرفمدهت مكرلممايت ٱلرلره{ُ.
لمقا لميههم رفي ٱلرخمررة ل مخ م ل أيهولمــرئمك م * وقال عن قوله تعالى} :ارلرذيمن ميهشمتيرومن ربمعههرد ٱلرلره موأمهيممارنرههم مثممنا مقرلي ل
ل يمزيكيرههم مولميههم معمذافب أمرليفم{ُ" :إن حم الية يعم جميع من تقلد ل مينيظير إرلمهيرههم ميهوم ٱهلرقمياممرة مو م
ل يمكلييميهيم ٱللريه مو م
مو م
عهد النبى والوصى والمام ً،وأعطاه صفقة يمينه على الئتمار بأمره فرقات الدنيا فى عينه ً،واستهوته
زخارفها فمال إليها ً،واستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير ً،فباع ما كان قد اشتراه من ال من الجنة
الباقية بالدنيا الحقيرة الفانية ً،فباع ما كان قد اشتراه من ال من الجنة الباقية بالدنيا الحقيرة الفانيةً،
وانسلخْ من جملة ممن عناهم قول ال تعالى} :إررن ٱلرلمه ٱهشمتمرـى رممن ٱهليمهؤرمرنيمن مأنيفمسيههم موأمهمموالميههم ربمأرن لميهيم
ٱلرجرن مة{ُ ً،فلم يستحقا لنكثه أن يكون له فى الخرة خلقا ول نصيب فى الخير ً،ول يكلمه ال ول أن
ينظر إليه يوم القيامة ول أن يزكيه ً،كما يستحقا ذلك المؤمنون ً،بل خسلده بفعله فى عذاب أليم".
ضِ{ُ ...إلى آخر الية" :جعل العقل الول لهر ر * وقال فى تفسير قوله تعالى} :ٱللريه ينوير ٱلرسمماموارت موٱ م
نور السموات والرضِ ...ثم قال} :مممثيل ينوررره{ُ ً،فعنى بالمثل من قام مقامه فى عالم الطبيعة ً،وهو
النبى صلى ال عليه وعلى آله ً،وكان ما اتصل به من الوحى وأييمد به من التأييد }مكرمهشمكاهَة{ُ وهى الكوةً،
فأعلمنا سبحانه أن ما استفاد الناطقا من المعارف اللهية المضمنة فى الكتاب والشريعة هى -أعنى
المناسك الوضعية للمعارف اللهية -كالخزانة التى عنها تؤخذ ً،و }رفيمها{ُ توجد أنوار الملكوت التى
صمبافح{ُ ً،وإن كانت تلك الموضوعات ل تعرف المعانى كما ل تشعر الكوة بالمصباحً، كينى عنها بالـ }م ه
صمبايح رفي يزمجامجهَة{ُ فالمصباح كناية عن العلوم اللهية ً،والزجاجة كناية عن الئمة عليهم ثم قال} :ٱهلرم ه
السلم ً،وتلك المعانى والمعارف هى النوار القدسية محيط بها الئمة القائمون بها ً،يجمعونها
ويحفظونها ول يقارفونها ً،فتضئ ذواتهم بها وذوات غيرهم من أتباعهم الطالبين لها إحاطة القنديل
وإضاءته لما حوله ً،وقوله تعالى} :ٱلسزمجامجية مكمأرنمها مكهومكفب يديرويِ{ُ كناية عن الوصى ً،فعنى أن الئمة عليه
وعليهم السلم فى استنباط المعارف الدينية والحكم النبوية كالوصى عليهم جميعا السلم فيما انفتح له
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ظاهرا وباطنا من الحكم ً،واحتوى عليه من العلوم ً،وقوله} :ييومقيد رمن مشمجمرهَة سممبامرمكهَة{ُ ً،فالشجرة المباركة
كناية عن النبى صلى ال عليه وعلى آله ً،فوصف الكوكب ايلديرى بأنه يستنبط المعارف من وضائع
الشجرة المباركة التى هى الناطقا ً،وأن الئمة عليهم السلم يشاكلونه فى استنباط ذلك وإن كانوا ل كهو
فى الرتبة لكون مرتبة الوصاية مالكة لمرتبة المامة ً،وقوله} :مزهييتومنهَة{ُ يعنى أن الئمة بمثابة الزيتون
ل مغهرربريهَة{ُ يعنى ليسوا فى رتبة النبوة التى هى الدعوة الذى هو ثمرة تلك الشجرة ً،وقوله } :ر
ل مشهررقريهَة مو م
الظاهرة فيكون شرقية مثلها ً،ول فى رتبة الوصاية التى لها الدعوة الباطنة فيكون غربية مثلها ً،بل
شرقية غربية جميعا بقيامهم مقامهما وحفظهم مكانهما ً،ولهم فى جمعهم وقيامهم بذلك مرتبتان هما
ضيييء مولمهو لمهم متهممسهسيه منافر{ُ الزيت :ما خرج من الممثلن بالشرقا والغرب ً،وقوله تعالى} :ميمكايد مزهييتمها ي ر
الزيتون من دهنه وهو مثل الكلم والفوائد التى تؤخذ من الئمة عليهم السلم ً،يقول :تكاد معرفتهم
وكلمهم فى إفادتهم وتعليمهم وهدايتهم التى تخرج منهم لفظا وإن لم يكن عن الوصى المشبهة بالنار
تشبه معرفة كلم أولى الوحى ً،وقوله تعالى} :سنوفر معملـى ينوهَر{ُ يقول :يفتح منه أنوار علوم زيادة على
زيادة بظهور إمام منهم عن إمام ً،وقوله} :ميههرديِ ٱللريه رلينوررره ممن ميمشآيء{ُ يقول :وكل منهم فى زمانه
لهممثامل رللرنارس{ُ يقول :وهذا القائم ....ومقام رسوله يقيم خلفاء له فى ضرريب ٱللريه ٱ م
قائم ....وقوله} :مومي ه
الجزائر يدعون الناس إلى ال وإلى عبادته ومعرفته ما جاء به النبى صلى ال عليه وعلى آله} ً،موٱللريه
ربيكيل مشهيهَء معلمريفم{ُ يقول :وهذا القائم ....ومقام رسوله بكل شئ من أمور الدنيا وأمور الرقهبلة ً،وأحكامها
وما فيها من النجاة ً،عليم خبير ل يشتبه عليه شىء منه".
*وقال" :إن قسط الناطقا تلوة القرآن وبسط الشريعة ً،وقسط الوصى شرح التأويل وإيضاح الحقيقة".
* وقال عن قوله تعالى} :أمهو مكٱِرلرذيِ ممرر معلمـى مقهرميهَة مورهمي مخاروميفة معلمـى يعيرورشمها مقامل أمرنـى يهحريـي مهــرذره ٱللريه
مبهعمد ممهورتمها مفمأممامتيه ٱللريه رممئمة معاهَم يثرم مبمعمثيه{ُ ...الية" :إنه عزير النبى عليه السلم وهو من الحدود الداعين
فى دور موسى عليه السلم كان قد نظر إلى دعوة خمل أمرها ومات ذكرها وامتحن أهلها وحدهم
محنة شديدة فقال فى نفسه :ما أظن أن يرجع إلى هؤلء بعد هذا النقطاع عن الخير بل مادة ول تأبيد
يحيون به ً،فأراد ال إظهار قدرته فى نفسه فأنساه مراتب الحدود التسعة والتسعين الذين هم أسماء ال
الحسنى ومرتبة إمام عصره الذى هو المسمى ً،ثم بعثه :يعنى مباحثة حدة له عن ذلك فلم يعرف منها
ضِ غير حده الذى هو كاليوم منها ونفسه التى هى كبعضِ اليوم بقوله} :مكهم ملربهثمت مقامل ملربهثيت ميهوما أمهو مبهع م
ميهوهَم{ُ فلم يعترف إل عن ذلك فأعلمه حده بما نسى من تلك السماء بقوله} :مبل لرربهثمت رممئمة معاهَم مفٱِهنيظهر إرلمـى
مطمعارممك مومشمراربمك لمهم ميمتمسرنهه{ُ يعنى يتغير ً،وهو أنه أمره أن ينظر فيما معه من علم الظاهر الذى هو
كالطعام ً،وعلم الباطن الذى هو كالشراب ليقوم له منه برهان مراتب تلك الحدود ً،وقوله} :موٱهنيظهر إرملـى
رحمماررمك{ُ إشارة فى هذا الموضع إلى حده الذى يحمل عنه ثقل الطلبة كما يحمل الحمار ثقل راكبه
ويريح عليه من تعب المسير ً،والحمار المذموم هو من علماء المخالفين ً،والحمار المحمود وهو من
علماء الحقا ولذلك ما صار فى اليهود يتباركون بحافر حمار عزير لما سمعوا لما من التشريف فلزموا
المثل وتركوا الممثول".
* وقال عن قول النبى صلى ال عليه وسلم" :لخلوف فم الصائم أحب إلى ال من رائحة المسك"" :إن
الصائم مثل الكاتم لدينه وعمله عمن ل يستحقه ً،والخلوف هو ما يطلع على النسان من بخار المعدة
ولتعطلها عن الطعام ً،فأشار بذلك إلى ما يكون عند الحود من الصمت عن الكلم فيما لم يؤذن لهم به
ولم يحضر أهله وإن كان مكروها لعدم الفائدة كما تكره رائحة الخلوف لتغير ريحه ً،فإن ذلك المساك
أحب إلى ال تعالى من إبدائه إلى غير أهله وفى غير وقته ً،وشبهه لديه تعالى برائحة المسك الذى هو
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
أطيب المشمومات لفضل الكتمان عنده".
لرن{ُ" :إن ال تعالى قردر دور الستر على مدة معلومة * وقال عن قوله تعالى} :مسمنهفيريغا لميكهم أمسيمه ٱلرثمق م
وجعل حساب الخلئقا وثوابهم وعقابهم عند انقضاء تلك المدة وفراغها ً،فأعلمهم تعالى فى هذه الية أن
ما وعدهم به من الثواب وأوعدهم به من العقاب يكون عند فراغها ً،فذلك معنى قوله} :مسمنهفيريغا مليكهم{ُ
فنسب فراغا المدة إليه إذ هى عن أمره تعالى ً،وإل فل يينسب إليه اشتغال ول فراغا على الحقيقة".
* وقال" :إ سن أبواب الجنة الثمانية هم الئمة السبعة والقائم ً،على ذكره السلم .وأبواب النار السبعة هم
أضداد الئمة السبعة ً،والقائم ل ضدله لقهره الضداد عند قيامه".
صارلحا مفيأهولمــرئمك يمبيديل ٱللريه مسيمئارترههم محمسمناهَت
ل مل ممن متامب موآمممن مومعرممل معمم ل * وقال عن قوله تعالى} :إر ر
مومكامن ٱللريه مغيفورا رررحيما{ُ" :وهم الذين قال فيهم مولنا الصادقا صلوات ال عليه" :وال ما يبدل ال
السيئات حسنات إل لشيعتنا".
* وقال فى قصة آدم وإبليس" :إسن آدم عليه السلم لما أقيم فى أول دور الستر ينرهمى عن كشف الحقائقا
وهى التى بها النجاة ً،وهى بالحقيقة شجرة الخلد واليمهلك الذى ل يبلى ً،لكون معرفتها مع العمال
الصالحة مروثة لعارفها الخلد فى دار النعيم واليمهلك الذى ل يبلى ً،ولما تأخر الحارث عن السجود لدم
ورأى ما وقع من التعظيم لدم ورفع منزلته ً،فاحتال فى مكيدته فجاءه على وجه النصح وأقسم له على
ذلك وقال :إن أردت صلح من صرف أمره إليك فهم ل يصلحون إل بإبداء الحقائقا ً،فانخدع عليه
السلم وظن أن أحدا ل يحلف بال كاذبا ً،فأظهر شيئا من ذلك فأنكره ما تحت يده واضطرب على
أمره ً،وكان فى ذلك ترك وصية ربه ً،فسائر قصته المعروفة".
لرئمكية موٱلسرويح رفيمها{ُ ...إلى آخر السورة" :إن * وقال عن تأويل ليلة القدر إلى قوله تعالى} :متمنرزيل ٱهلمم م
ليلة القدر مثل على مولتنا فاطمة عليها السلم ً،لن الليالى مثل على الحجج وهى حجة مولنا .....
وقال ال تعالى} :لمهيلمية ٱهلمقهدرر مخهيفر يمهن أمهلرف مشهههَر{ُ :يريد أن فضلها زائد على فضل ألف حجة ممن تقدمهاً،
لرئمكية موٱلسرويح رفيمها ربرإهذرن مريبرهم يمن يكيل أمهمهَر * لن الشهور أيضا أمثال الحجج ً،وقوله تعالى} :متمنرزيل ٱهلمم م
لفم رهمي محرتـى ممهطلمرع ٱهلمفهجرر{ُ :يعنى بالملئكة والروح الئمة من ذريتهما الذين من جملتهم القائم المكرنى مس م
عنه بالروح ً،وأنهم صلوات ال عليهم من يذيريتهما ونسلهما إلى طلوع الفجر بقيام قائمهم صلوات ال
عليهم أجمعين عند انقضاء دور الستر وابتداء دور الكشف الذى هو ممثول الفجر".
ل ملمدهيره مررقيفب معرتيفد{ُ" :الجواب ما قال ال تعالى فى صفة * وقال عن قوله تعالى} :رما ميهلرفيظ رمن مقهوهَل إر ر
الئمة صلوات ال عليهم وقوله تعالى} :مومكمذرلمك مجمعهلمنايكهم أيرملة مومسطا ليمتيكوينوها يشمهمدآمء معملى ٱلرنارس مومييكومن
ٱلرريسويل معملهييكهم مشرهيدا{ُ ً،وذلك أن ال تعالى أطلعهم بمادته وتأييده لهم على نيات الخلقا وما تخفيه
صدورهم ً،فما يتحرك متحرك ول يسكن ساكن إل وعندهم -صلوات ال عليهم -علمه مما أخذوه
عن جدهم رسول ال صلى ال عليه وعلى آله ً،كما جاء فى الرواية عن مولنا الصادقا -صلوات ال
ل فى دار فلن ً،فاستحى الرجل من كلمه صلوات عليه -أنه قال يوما لبعضهم ما كان البارحة عام ل
ال عليه ً،فقال بعضِ ممن حضره :أمو تعلم ما يفعل يا بن رسول ال؟ فقال :ما كان ال تعالى ليجعلنا
شهداء على خلقه ويحجب عنا شيئا من أمورهم ً،استحيوا منا فى السر كما تستحيون منا فى العلنيةً،
فهم صلوات ال عليهم الرقباء والشهداء على الخلقا".
* وقال عن قوله تعالى فى شأن آدم} :مفرإمذا مسروهييتيه مومنمفهخيت رفيره رمن سرورحي مفمقيعوها مليه مسارجرديمن{ُ" :الخطاب
من إمام ذلك الوقت عليه السلم للملئكة الذين هم الحدود المالكون أمر الدعوة ً،يقول :فإذا أقميت آدم
ونفخيت فيه من روحى ً،يعنى أمددته بما يقدر على القيام فيمن دونه ً،فإذا أقميت آدم ونفخيت فيه من
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
روحى ً،يعنى أمددته بما يقدر على القيام فيمن دونه ً،فقعوا له ساجدين ً،أى أطيعوا له واستمعوا وسيلموا
لمره ول تعترضوا ً،فأطاعوا وسرلموا إل إبليس وهو شخص ممن كان قد أقيم لفادة غيره فإنه تكربر
وأبى عن السجود وعارضِ آدم عليه السلم ً،وكانت القضية فى ذلك كمثل ما كان رسول ال فى إقامة
وصيه صلوات ال عليهما يوم غدير خم وطاعة ممن أطاعه كسلمان وأبى ذر والمقداد وعمار وممن
تبعهم رضى ال عنهم ً،وعصيان ممن عصى كالضداد الثلثة وتابعيهم ً،وهذا جار فى جميع الدوار".
* وقال عن علسى" :كيف كان يقتل عن يمينه وشماله وخلفه وقدامه وهو شخص واحد؟ فإذا كانت
معجزة فكيف بيان هذه المعجزة؟ ..الجواب :أن هذه منه صلوات ال عليه من جملة المعجزات التى
تقسدم ذكرها التى ل يقدر عليها إل الرسول والوصى والئمة صلوات ال عليهم أجمعين ً،وفى ضمن كل
واحد منهم صلوات ال عليهم من الصور ما ل يحصيه العدد ً،كل صورة منها قادرة على التشخيص
على النفراد أى وقت شاءت ً،وقد جاءت الرواية عن أصحاب رسول ال صلى ال عليه وعلى آله أنه
قال :لما كان فى يوم "أييحد" واشتد القتال ً،خرجيت من عند رسول ال صلى ال عليه وعلى آله وهو
واقف ووصيه معه فى بعضِ المواضع ً،فلما وصلت العكسر رأيت رسول ال صلى ال عليه وعلى آله
وعليا عليه السلم يحملن فى عسكر المشركين فيلقيان الميمنة على الميسرة ً،والميسرة على الميمنة ً،ثم
عديت إلى حيث عهدتهما فوجدتهما قاعدين ما تغير منهما شىء ً،فهذه الرواية تؤكد ما تقسدم ذكره من
التشخيص بما شاءوا -أى وقت شاءوا -صلوات ال عليهم".
* وقال عن قوله تعالى} :ـيمأسيمها ٱلرنايس ٱرتيقوها مرربيكيم ٱرلرذيِ مخلممقيكهم يمن رنهفهَس موارحمدهَة مومخلممقا رمهنمها مزهومجمها مومبرث
ل مكرثيرا مورنمسآلء{ُ ...الية" :إسن المراد بالنفس الواحدة ههنا الناطقا صلوات ال عليه} ً،مومخملمقا رمهنيهمما ررمجا ل
ل مكرثيرا مورنمسآلء{ُ ً،يعنى رمهنمها مزهومجمها{ُ ً،يعنى الوصى عليه السلم المزاوج له فى الدين} ً،مومبرث رمهنيهمما ررمجا ل
حدودا مقيدين بمنزلة الرجال ومستفيدن بمنزلة النساء ً،قال النبى صلى ال عليه وعلى آله" :أنا وأنت يا
على أبموا المؤمنين". ر
م
لنرس إررن ٱهسمتمطهعيتهم مأن متنيفيذوها رمهن أمهقمطارر ٱلرسمماموارت موٱلهر ر
ه ي
ضِ مفٱِنيفذوا م
ل * وقال فى قوله} :ـيممهعمشمر ٱهلرجين موٱ ر
ل ربيسهلمطا هَن{ُ" :السلطان هو قائم القيامة الذى يقدر به على خرقا الفلك بوجيز من القول". متنيفيذومن إر ر
* قال" :لما سئل عن النبياء ً،والئمة والمحن التى وقعت عليهم ً،بم استحقوا المحنة؟ وما عدل ال
سبحانه وكيف هذا الرقصاص؟ ...الجواب :أن ال تعالى ل يظلم مثقال ذسرة ً،ول عنده حيف ول محاباة
لحد ً،قال سبحانه} :موممن ميهعـممهل رمهثمقامل مذررهَة مشسرا ميمريه{ُ ً،ولما كان النبياء والئمة صلوات ال عليهم
مجامع لمن دونهم ً،وكان منهم ممن له ذنب صغير وكبير ً،كانت المكافأة بالمحن والقتل وغيره على قدر
ذنوب ممن فى ضمنهم بما يوجبه العدل وتقتضيه الحكمة ً،وما يظلم ربك أحدا".
* قال :وقد يسئل عن كبش إسماعيل الذى يفردمى به ما هو؟ الجواب :أمدن إسحاقا عليه السلم هو المكسنى
عنه بالكبش ً،وذلك أن إبراهيم صلوات ال عليه كان قد مهرم أن يأخذ العهد على إسماعيل لسحاقا عليه
السلم ً،فأوحى ال تعالى إليه أن يأخذ العهد لسماعيل على إسحاقا ويقيمه سترا عليه وحجابا ً،وهو ما
نصه الكتاب الكريم من قوله} :مفملرما مبملمغ مممعيه ٱلرسهعمي{ُ :يعنى إسماعيل عليه السلم} .مقامل ـييبمنري إرينيي أممرـى
رفي ٱهلمممنارم أميني أمهذمبيحمك{ُ :أى آخذ العهد عليك لسحاقا} .مفٱِنيظهر ممامذا متمرـى مقامل ـيمأمبرت ٱهفمعهل مما يتؤممير مسمترجيدرنيي
صاربرريمن{ُ :أى صابرا على ما تأمرنى به ً،يممسيلما لمرك ...إلى قوله} :مومفمدهيمنايه ربرذهبهَح رإن مشآمء ٱللريه رممن ٱل ر
معرظيهَم{ُ ً،وهو ما أيرممر به من أخذ العهد على إسحاقا لسماعيل عليه السلم ً،فإسحاقا المكسنى عنه
بالكبش".
* قال عن ردم ذى القرنين" :الجواب :أن الشارة بذى القرنين إلى مولنا أمير المؤمنين علسى بن أبى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
طالب صلوات ال عليه وقد قال فى بعضِ كلمه" :أنا ذو قرنى هذه المة" ً،والمعنى فى ذلك :أنه
الحائز لرتبة الظاهر والباطن بعد رسول ال صلى ال عليه وعلى آله ً،وكذلك كل إمام من ولده هو
الحائز لهذه الرتبة ً،والردم بين يأجوج ومأجوج وبين البشر ً،هو مثل على العهد الكريم الذى حجز به
بين أهل الظاهر وبين أهل الدعوة ...وفى الرواية" :أسن يأجوج ومأجوج قصار الخلقا ً،مشوهو الصورً،
وأنهم ل يزالون يلحسون السد بألسنتهم فى الليل يطلبون خرقه ً،وأن ألسنتهم كمثل المبارد ً،فإذا طلع
الفجر عليهم وأحسوا أصوات المؤذنين هربوا وعاد السد بحاله" ً،والمعنى فى ذلك أسن "يأجوج ومأجوج"
-كما تقدم به القول -هم أمثال أهل الظاهر" ً،وقصر قامتهم وشوه خلقهم" هو إشارة إلى قصور دينهم
وقصورهم لخلف الحقا وأهله ً،ومعنى "لحسهم السد بألسنتهم فى الليل" ً،أنهم فى أيام الفترات يتبعون
ل للعهود والمواثيقا والطلع على مذهب الحقا والكفر فيه" ً،فإذا أذن آثار الولياء ويطلبون تبطي ل
المؤذنون" ً،يعنى أقام الدعاة الذين هم ممثول المؤيذنين "هربوا" ً،يعنى قهقروا على أعقابهم وانكسروا
وبطل سحرهم وتمويههم "وعاد السد إلى ما كان عليه" يعنى استقامت أمور الدعوة على ما كانت عليه
من أخذ العهود والمواثيقا والحراسة عن أهل الفساد والعناد".
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) -3ينيقول من رسالة "اليضاح والتبيين" (
* قال فى علسى" :أنا المخاطب من ال تعالى بقوله} :إررنممآ مأنمت يمنرذفر مورليكيل مقهوهَم مهاهَد{ُ.
ضمدمك ربمأرخيمك * وقال" :إسن عليا هو المعنسى بقول ال تعالى فى مخاطبته نبيه عليهما السلم} :مسمنيشسد مع ي
مومنهجمعيل لميكمما يسهلمطانا{ُ.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) -4ينيقول من كتاب "مزاج التسنيم" (
* تعريف بالكتاب:
هو تفسير باطنى يبدأ من قوله تعالى فى سورة التوبة} :ميهعمترذيرومن إرلمهييكهم{ُ وينتهى عند آخر قوله تعالى فى
ضِ ربٱِهلمحيقا إررن رفي ـذرلمك لميلة ليهليمهؤرمرنيمن{ُ.
لهر مسورة العنكبوت} :مخلممقا ٱللريه ٱلرسمماموارت موٱ م
وهو مطبوع فى أربعة أقسام مسلسلة الرقام يبدأ القسم الول من صفحة ) (1وينتهى القسم الرابع
بصفحة ) ..(370وفى آخر القسم الرابع فك رموز الكتابة السرية الموجودة بالكتاب.
**
ضمرارا مويكهفرا{ُ إلى آخر الية ً،ما نصه: * قال فى تفسير قوله فى سورة التوبة} :موٱرلرذيمن ٱرتمخيذوها ممهسرجدا ر
}موٱرلرذيمن ٱرتمخيذوها{ُ وهم أشر أقسام أهل الضرار ً،ممن يظهر فى دور الستر} ً،ممهسرجدا{ُ :يعنى بعبد اللت
إمام الضللة لما نصبوه لهم قائدا باختيارهم ً،وذلك جار منهم فى أول كل دور عطفا على ما سبقا من
ضمرارا{ُ ً،لكى يضاروا به أهل الندم من أهل النسبة الدون} ً،مويكهفرا{ُ :يعنى ابتداء الدعوة البليسية } ً،ر
صادا ليممهن محامرمب ٱللرمه بمقام حجاب العين} ً،مومتهفرريقا مبهيمن ٱهليمهؤرمرنيمن{ُ :يعنى بين أهل الدعوة السلمية} ً،موإرهر م
مومريسولميه{ُ :يعنى مركزا لهم يأوون أليه} ً،رمن مقهبيل{ُ :يعنى من حال ابتداء تلك الدعو البليسية} ً،مولمميهحرليفرن
ل ٱهليحهسمنـى{ُ :يعنى بالدعاء إلى الحجاب النبوى} ً،موٱللريه ميهشمهيد{ُ يعنى الميم} ً،إررنيههم لممكارذيبومن{ُ: إرهن أممرهدمنا إر ر
يعنى فيما يقولون سابقا ولحقا ً،وايضا أن هذا المسجد الذى كانوا يجتمعون فيه فى وقت الرسول
ويعقدون فيه الراء الفاسدة ً،أنه من البقاع الخبيثة التى كانوا يجتمعون بها فى كل دور ً،ويتصل بها
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
خبائث من حثالتهم ً،وهى تلحقا بالسقيفة بالرجاسة "....إلخْ
* وقال فى شرحه لول سورة يونس} :ايلر رتهلمك آميايت ٱهلركمتارب ٱهلمحركيرم * أممكامن رللرنارس معمجبا أمهن أمهومحهيمنآ إرلمـى
صهدهَقا رعنمد مريبرههم مقامل ٱهلمكارفيرومن إررن مهــمذا لممسارحفر مريجهَل يمهنيههم أمهن مأنرذرر ٱلرنامس مومبيشرر ٱرلرذيمن آممينيوها أمرن لميههم مقمدم ر
سمربيفن{ُ ما نصه} :ايلر{ُ :إقسام منه بـ "ألف" الفاظر المتفرد فى المقام ً،و "لم" الحسين ً،و "راء" شبر
اللذين صارا مقاما واحدا} ً،رتهلمك آميايت ٱهلركمتارب ٱهلمحركيرم{ُ :يعنى إشارة إلى أسماء الكرار وصفاته} ً،أممكامن
رللرنارس معمجبا{ُ :يعنى أهل النسبة الدون} ً،أمهن أمهومحهيمنآ إرلمـى مريجهَل يمهنيههم{ُ :يعنى من مجموع صفو زبدهم
الريحية وصورهم الملئكية} ً،أمهن مأنرذرر ٱلرنامس{ُ :يعنى بحجابه وهم أهل الجرائر وذلك من مخالفة وصيه
فى الظاهر )TJ9. Tعل} ً،(TV2 .مومبيشرر ٱرلرذيمن آممينيوها{ُ :يعنى بوصيه فى الباطن )JI┴Hعل( المحتجب
صهدهَقا رعنمد مريبرههم{ُ :يعنى الحسين بالنضمام إليه} ً،مقامل ٱهلمكارفيرومن{ُ :يعنى بهذه به الفاطر} ً،أمرن مليههم مقمدم ر
المقامات} ً،إررن مهــمذا لممسارحفر سمربيفن{ُ :يعنى تعمية للعقول إرادة منهم الدحضِ لمر ممن أمروا بطاعتهم".
* وقال فى تفسير قوله تعالى فى سورة إبراهيم} :موإرهذ مقامل إرهبمرارهييم مريب ٱهجمعهل مهــمذا ٱهلمبملمد آرمنا ً،ُ{....ما
نصه} :موإرهذ مقامل إرهبمرارهييم{ُ :يعنى حجابه} ً،مريب ٱهجمعهل مهــمذا ٱهلمبملمد آرمنا{ُ :يعنى يشير إلى حجاب ولده
إسماعيل المتظاهر به فى مقر دعوته فى كل دور ً،وذلك بمكة المشرفة التى صارت مركزا لخمائرهم
الشريفة ً،وأيضا أن دعاءه متوجه بالمان إلى ما يتصل بتلك البقاع الطاهرة من خمائر أهل الندم لكى ل
يلحقها ويمتزج بها شىء من الخبائث التى فى تلك المواضع المظلمة} ً،موٱهجينهبرني مومبرنري{ُ :يعنى حجب
صمنامم{ُ :يعنى يشير إليهم شىء من المراتب لهالئمة القائمين هنالك لهداية أهل الجرائر} ً،مأن رنهعيبمد ٱ م
ضلمهلمن مكرثيرا يممن ٱلرنارس{ُ :يعنى من يقومون بها فى الدعوة وهم أعنى بذلك الضداد} ً،مريب إررنيهرن أم ه
المأنوسين بالدعوة وذلك سابقا ولحقا لكونهم مالوا إليهم فى حال المحارات} ً،مفممن متربمعرني{ُ :يعنى فى حد
صارني{ُ :يعنى فى قبول ما دعوت إليه} ً،مفرإرنمك مغيفوفر البتداء }مفرإرنيه رميني{ُ :يعنى في حد النتهاء} ً،موممهن مع م
رررحيفم{ُ :يعنى ساتر لمن أطاعك رحيم به لنه أشار بالرحمة إلى العصاة".
ل مترترخيذوها رإلــمههيرن ٱهثمنهيرن ُ{...إلخْ ً،ما نصه: * وقال فى تفسير قوله تعالى فى سورة النحل} :مومقامل ٱللريه م
ل مترترخيذوها رإلــمههيرن ٱهثمنهيرن{ُ :يعنى إمامين ً،وهو صاحب الولية وضده} ً،إررنمما يهمو }مومقامل ٱللريه{ُ :يعنى العين } ً،م
رإلــفه موارحفد{ُ :يعنى المقام فيها )JIlHعل(} ً،مفإرياميِ مفٱِهرمهيبورن{ُ :يعنى من مخالفة أمره} ً،مومليه مما رفي
صبا{ُ :يعنى المداد للبواب ضِ{ُ :يعنى التصرف فى أمور الدعونين} ً،مولميه ٱليديين موا ر لهر رٱهلرسمماموارت موٱ م
السلسية يصبه إليهم فى كل عصر} ً،أممفمغهيمر ٱلرلره{ُ :يعنى الميم المحتجب به} .مترتيقومن{ُ :يعنى من المخالفة".
* وقال عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة السراء} :ميهوم منهديعوها يكرل أيمناهَس ربرإممارمرههمُ{...إلخْ ً،ما نصه" :قال
مولى الحسام :يعنى عند قيام السابع يدعى أهل كل وقت بمن هو إمام لهم وشاهد عليهم ً،ثم قال تعالى:
}مفممهن يأورتمي ركمتامبيه ربميرميرنره{ُ :يعنى وجد اعتقاده فى الوصى ممثول اليمين} ً،مفيأهولمــرئمك ميهقمرؤومن ركمتامبيههم{ُ :يعنى
ل {ُ :والفتيل ما فى شقا نوى التمرةً، ل يهظلميمومن{ُ :يعنى فى ثوابهم} ً،مفرتي ل يظهرون ولية إمامهم} ً،مو م
يعنى :ل يظلمون آخر ما فعلوه ووالوا به وكأن شيئا يسيرا من الولية المرموز عليها بالفتيل .هذا قوله
أعلى ال شريف قدسه ..ثم قال تعالى مخاطبا لهل دعوة الناطقا} :موممن مكامن رفي مهــرذره أمهعممـى{ُ :يعنى
فى المقامات البشرية عن معرفة الحقا الموجب ما كان منه سابقا} ً،مفيهمو رفي ٱلرخمررة أمهعممـى{ُ :يعنى فى
ل{ُ :يعنى أبقا ً،وأيضا من ظهر وهو فى التراكيب المبشرية أعمى عمى ضسل مسربي ل القوالب الممسوخة} ً،موأم م
فى غيرها ً،ثم قال تعالى مخاطبا للحجاب النبوى} :مورإن مكايدوها{ُ :يعنى أولئك الجبات} ً،لمميهفرتينومنمك{ُ :يعنى
يصدونك كما جرى ذلك من أصولهم إلى أصلك} .معرن ٱرلرذيِ أمهومحهيمنآ إرلمهيمك{ُ :يعنى من إقامة الوصى الذى
كرة} ً،ورإذا هو من )ح T. 7ط } ً،(9رلتهفمتررميِ معلمهيمنا مغهيمريه{ُ :يعنى بنصب جبتهم الموازين له فى كل م ر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل لهم فى أمورهم النكيرة". ل{ُ :يعنى مخال ل لرتمخيذومك مخرلي ل ر
ضِ لهر ر * وقال عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة السراء} :مومقايلوها ملن سنهؤرممن لممك محرتـى متهفيجمر لممنا رممن ٱ م
ميهنيبوعا ُ{...إلخْ ما نصه}:مومقايلوها{ُ :يعنى مجاثم الضلل كبراء هذه المة} ً،ملن سنهؤرممن لممك{ُ :يعنى نستسلم
ضِ{ُ :يعنى تظهر لنا من دعوة لهر راستسلم معرفة ويقين بمقام ممن أقمته للوصاية} ً،محرتـى متهفيجمر ملمنا رممن ٱ م
الباطن} ً،ميهنيبوعا{ُ :يعنى بابها السلسلى نستفيد منه مشافهة} ً،أمهو متيكومن لممك مجرنفة{ُ :يعنى دعوة} ً،يمن رنرخيهَل
لهنمهامر{ُ :يعنى السرار المحجوبة} ً،رخللممها متهفرجيرا{ُ :يعنى مورعمنهَب{ُ :يعنى من حدود الحضرة} ً،مفيتمفيجمر ٱ م
يتخلل بها الكل منهم ومن أهل الدعوة حتى يستووا فى معرفتها} ً،أمهو يتهسرقمط ٱلرسممآمء مكمما مزمعهممت معملهيمنا
رك مسفا{ُ :يعنى يقيم لهم طلبا من الحجاب النبوى تسكين شرهم كما أوهم ذلك فيما سبقا} ً،أمهو متهأرتمي ربٱِلرلره{ُ:
ل{ُ :يعنى نشاهدهم مقابلة لرئمكرة{ُ :يعنى بحدود الدعوة العمرانية العلوية} ً،مقربي ل يعنى المحتجب بك} ً،موٱهلم ي
ومعاينة} ً،أمهو مييكومن لممك مبهيفت يمن يزهخيرهَف{ُ :يعنى وصيا ً،يشيرون إلى جبتهم المزخرف ً،إذ هى مأوى
للصور المنكرة المتزخرفة بالفك} ً،أمهو متهرمقـى رفي ٱلرسممآرء{ُ :يعنى تدعى مقام مرسلك} ً،موملن سنهؤرممن
رليررقيمك{ُ :يعنى الرتقاء إلى ذلك المقام} ً،محرتى يتمنيزمل معلمهيمنا ركمتابا{ُ :يعنى تنصب لنا إماما منا ً،وكان هذا
دأبهم فى كل دور بحسب ما اختاروه ومالوا إليه فى حال المحارات .وجمد على ذلك مائع تصوراتهم
مع النحدار} ً،رنهقمريؤيه{ُ :يعنى يتصورون من تصوره بالستفادة منه ..ثم قال تعالى} :يقهل يسهبمحامن مريبي{ُ:
ل مبمشرا{ُ :يعنى من يعنى تقديسا للمحتجب به أن يكون فى مقامه أو يقيم وصيا بغير أمره} ً،مههل يكنيت إر ر
ل{ُ :يعنى منه إلى ممن أرسل إليهم سابقا". أحد حدود أهل النسبة الدون المباشرين لكم} ً،رريسو ل
لملرة مفهلميهميدهد مليه ٱلررهحممــين ممسدا ُ{... ضم * وقال عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة مريم} :يقهل ممن مكامن رفي ٱل ر
لملرة{ُ ً،يعنى عن اتباع العين وحجبه} ً،مفهلميهميدهد لميه ٱلررهحممــين{ُ: ضم اليات - :ما نصه} :يقهل ممن مكامن رفي ٱل ر
يعنى الميم بأمر العين} ً،ممسدا{ُ :يعنى من المهال} ً،محرتـى إرمذا مرأمهوها مما ييومعيدومن إررما ٱلمعمذامب{ُ :يعنى فى
التراكيب} ً،موإررما ٱلرسامعمة{ُ :يعنى عند ظهور القائم المنتظر ً،ثم قال تعالى} :مفمسميهعلميمومن{ُ :يعنى عند
ضمعيف يجندا{ُ :يعنى أنصارا ً،ثم قال تعالى} :موميرزييد مشاهدتهم ذلك} ً،ممهن يهمو مشور رممكانا{ُ :يعنى مأوى} ً،موأم ه
ٱللريه{ُ :يعنى إمام كل زمان} ً،ٱرلرذيمن ٱههمتمدوها{ُ :يعنى إلى الندم سابقا} ً،يهلدى{ُ :يعنى فى ظهور فضلتهمً،
صارلمحايت{ُ :يعنى الذين بقوا على الطاعة وصحلت وذلك فى المعرفة والصفاء والنارة} ً،موٱهلمبارقميايت ٱل ر
نياتهم على القيام بصلح الدعوة فى الحديث عطفا منهم على ما سبقا فى القديم} ً،مخهيفر رعنمد مريبمك{ُ :يعنى
العين} ً،مثموابا{ُ :يعنى إثابة فى صعودهم فى سلليم الصعود} ً،مومخهيفر رممرسدا{ُ :يعنى يأوون إليه عند ترتيبهم
فى النواسيت واللواهيت ً،ثم قال تعالى} :أممفمرأمهيمت ٱرلرذيِ مكمفمر ربآميارتمنا{ُ :يعنى "حبتر" كفر بحجاب الوصى
ل موموملدا{ُ :يعنى علما وأتباعا ترشحا منه للفساد ً،ولذلك تظاهر وحدوده فى كل دور} ً،مومقامل ي
لومتميرن مما ل
بدخوله فى الملة السلمية تملقا ليبلغ مرامه من الغواء ً،وكان ذلك بمقتضى ما انعقد فى وهمه
الخبيث} ً،أمرطلممع ٱهلمغهيمب{ُ :يعنى على علم الباطن} ً،أمرم ٱرتمخمذ رعنمد ٱلررهحممــرن معههدا{ُ :يعنى عند الناطقا مقاما
ل{ُ :يعنى إقساما ل يكون ذلك ً،ثم قال تعالى} :مسمنهكيتيب مما مييقويل{ُ :يعنى فى يعهد به إليه ويشير} ً،مك ر
تصوره المظلم ما كان منه من التعدى والتمويه} ً،مومنيمسد مليه رممن ٱهلمعمذارب ممسدا{ُ :يعنى ما يقترفه من تلك
السيئات} ً،مومنرريثيه مما مييقويل{ُ :يعنى ما طلبه من المهال سابقا ولحقا} ً،موميهأرتيمنا مفهردا{ُ :يعنى فى العذاب
الدنى والعذاب الكبر لتفرده فى أليم العذاب على أتباعه ً،ثم قال تعالى} :موٱرتمخيذوها{ُ :يعنى أهل
الصرار} ً،رمن يدورن ٱلرلره{ُ :يعنى إمام كل زمان} ً،آرلمهلة{ُ :يعنى أئمة وهم الذين اتخذوهم سابقا ومالوا
ل{ُ :يعنى امتناعهم بذلك المرام الفاسدً، إليهم} ً،ليمييكوينوها لميههم رعسزا{ُ :يعنى فى معادهم يعتزون بهم} ً،مك ر
}مسميهكيفيرومن ربرعمبامدرترههم{ُ :يعنى بتعبدهم لهم بالطاعة ويتبرأون منهم ً،وذلك حين يكشف لهم أنواع العذابً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ضسدا{ُ :ويعنى يضادونهم بالتعذيب لهم والتهويل والحراقا لهم بتصوراتهم النارية". }مومييكوينومن معملهيرههم ر
لرعربيمنُ{... ضِ مومما مبهيمنيهمما م * وقال عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة النبياء} :مومما مخلمهقمنا ٱلرسممآمء موٱ م
لهر م
ل على ) iJً، H إلخْ ما نصه} :مومما مخلمهقمنا ٱلرسممآمء{ُ :يعنى رتبنا )JI┴Hعل( فى مقام الوصاية الباطنة دلي ل
ل على ) ضِ{ُ :يعنى رتبنا ) TJ9ً، Tعل .ج (TVفى مقام الوصاية الظاهرة دلي ل لهر م 9عل(} ً،موٱ م
لرعربيمن{ُ :يعنى مستهزئين فى إقامتهم} ً،لمهو أممرهدمنآ HIJعل( }مومما مبهيمنيهمما{ُ :يعنى من الحدود فى الدعوتين } ً،م
لرتمخهذمنايه رمن رليدرنآ{ُ :يعنى لقمناه منا ً،ولكن ل تكون الظلمة كالنور وال مأن رنرترخمذ لمههوا{ُ :يعنى "حبتر" } ً،ر
الظل كالحرور} ً،رإن يكرنا مفارعرليمن{ُ :يعنى إقامته .ثم قال تعالى} :مبهل منهقرذيف ربٱِهلمحيقا{ُ :يعنى مقام حجاب )I 2
Jعـ Jعـ(} ً،معملى ٱهلمبارطرل{ُ :يعنى مقام الضد} ً،مفميهدمميغيه{ُ :يعنى لظهور أمر ) I J 2عـ Jعـ( ل
سيما عندتمام مدة مهلة الجبات} ً،مفرإمذا يهمو مزارهفقا{ُ :يعنى عن مقام ما يدعيه من الخلفة ً،ثم قال تعالى
صيفومن{ُ :يعنى أن حبترا لحجاب ) I J 2عـ Jعـ(... مشيرا إلى فريقا الصرار} :مولميكيم ٱهلموهييل رمرما مت ر
ضسر ُ{...إلخْ ما * وقال عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة النبياء} :موأمسيومب إرهذ منامدـى مرربيه أميني ممرسرنمي ٱل س
نصه} :موأمسيومب إرهذ منامدـى مرربيه{ُ :يعنى إمام زمانه وهو كان من أبوابه وصار مجمعا عظيما من العضاء
ضسر{ُ :يعنى إشارة إلى حجابه الرئيسة ً،أولل فى دور المسيح وآخرا فى المجمع المحمدى} ً،أميني ممرسرنمي ٱل س
الذى حصل منه وممن فى جواره التوقف فى أحد أعضاء الهيكل العلوى وهو المستقر فى ذلك الزمان
فابتلى باضطراب أهل دعوته وكثرة المنافقين وتغلبهم ً،وجرى ذلك منهم فى كل دور عند ظهور
ضرر{ُ :يعنى ذلك البتلء} ً،موآمتهيمنايه فضلتهم} ً،مومأنمت أمهرمحيم ٱلررارحرميمن * مفٱِهسمتمجهبمنا لميه مفمكمشهفمنا مما ربره رمن ي
أمههمليه{ُ :يعنى أهل دعوته الذين كان ظهور فضلتهم فيها فى كل مكررة} ً،مورمهثمليههم رممعيههم{ُ :يعنى من غير
أهل دعوته ً،استجابوا له وصلحوا على يديه} ً،مرهحمملة يمهن رعنردمنا{ُ :يعنى ساقهم إليه وهداهم به
وخصهم بذلك كما اختصه فى ابتداء الفطرة} ً،ورذهكمرـى رلهلمعاربرديمن{ُ :يعنى للمتعبدين منهم بطاعته ذكرهم ر
بالهداية وقادهم إليها".
ضِ موممن رفيمهآ ُ{..إلخْ ما نصه} :يقل لهر ي* وقال عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة المؤمنون} :يقل ليممرن ٱ م
ضِ موممن رفيمهآ{ُ :يعنى الدعوة وحدودها ً،وأيضا الرضِ الظاهرة ومضن فيها} ً،رإن يكنيتهم متهعلميمومن لهر ي ليممرن ٱ م
ل متمذركيرومن{ُ :يعنى أنه العين تعالى عله ً،ثم قال تعالى} :يقهل ممن * مسمييقويلومن رلرلره{ُ :يعنى المدبر} ً،يقهل أممف م
ررسب ٱلرسمماموارت ٱلرسهبرع{ُ :يعنى الذى تكون منه مراتب السبعة التماء الذين أحاطت مراتبهم على أكثر
المراتب لكونهم أشرف مقامات الدور العمرانى ً،ومقامات أهل الدور العمرانى أفضل ممن تقدمهم فى
الدوار -وقد أشار إلى ما لهم من علو المنازل فى الهيكل القائمى ً،ولنهم ولنهم وحدهم وأبيهم
صاحب كنز الوالد بما هذا فصه أعلى ال قدسه ورزقنا شفاعته وأنسه :وأتماء دوره مثل فاطمة
والحسن والحسين وعلسى بن الحسين ومحمد بن علسى وجعفر بن محمد وإسماعيل بن جعفر ومحمد بن
إسماعيل سابعهم ً،ومنهم حاسة البصر ً،ومنهم حاسة الشم ً،ومنهم حاسة الذوقا ً،ومنهم حاسة اللمسً،
ومنهم حاسة التخيل ً،ومنهم حاسة الحفظ ً،ومنهم حاسة الذكر ً،وهؤلء الثمانية يكونون هذه الحواس
الثمانى ً،ومحمد صلى ال عليه وسلم وعلى آله حاسة النطقا والفطنة ) VII↓9. ┴Jى (TIوالفكرةً،
ل}مومرسب ٱهلمعهررش ٱهلمعرظيرم{ُ :يعنى ) ↑ J XX ┴Jعـ(} ً،مسمييقويلومن رلرلره{ُ :يعنى صاحب الستقرار} ً،يقهل أممف م
مترتيقومن{ُ :يعنى من مخالفته".
لهفرك ُ{..إلخْ :ما نصه} :إررن ٱرلرذيمن * وقال عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة النور} :إررن ٱرلرذيمن مجآيءوا ربٱِ ر
صمبفة يمهنيكهم{ُ:لهفرك{ُ :يعنى الذين اختاروا الضد وأقاموه بحسب ما كان منه ومنهم فى القديم} ً،يع ه مجآيءوا ربٱِ ر
ل متهحمسيبويه مشسرا لريكهم{ُ :يعنى نكوصم لنه بذلك امتاز يعنى بتظاهرهم بالدخول فى الرمرلة السلمية } ً،م
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الخبيث من الطيب ً،ثم قال تعالى} :مبهل يهمو مخهيفر لريكهم{ُ :يعنى ترافعت درجاتكم وتللت صوركم .ثم قال
لهثرم{ُ :يعنى بقدر ما ييصيوره من الضلل أو عمل به سابقا أو تعالى} :رليكيل ٱهمررىهَء يمهنيههم رما ٱهكمتمسمب رممن ٱ ر
لحقا} ً،موٱرلرذيِ متمولرـى ركهبمريه رمهنيههم{ُ :يعنى يممعرظم أمر الضد منهم وهم أهل السقيفة} ً،لميه معمذافب معرظيفم{ُ :يعنى
ل إرهذ مسرمهعيتيمويه{ُ ً،قال متضاعف على غيرهم فى جميع أبواب العذاب الدنى والكبر .ثم قال تعالى} :لرهو ي
مولى ذو الحدين قردس ال روحه فى ذلك :يعنى نص النبى على الوصى} ً،مظرن ٱهليمهؤرمينومن موٱهليمهؤرممنايت
ربمأهنيفرسرههم{ُ :يعنى بمستفيدهم} ً،مخهيرا مومقايلوها{ُ :يعنى أولئك المخالفين} ً،مهــمذآ إرهففك سمربيفن{ُ :يعنى كذب مبسين ً،ثم
ل مجآيءوا معملهيره{ُ :يعنى على صحة أنه ضدهم} ً،ربمأهرمبمعرة يشمهمدآمء{ُ :يعنى يشهدون بأربعة قال تعالى} :لرهو م
دلئل ً،الولى :كونه من أهل بيت النبوة ً،والثانية :إثبات المامة فى عقبه ً،والثالثة :الشارة من ال
ورسوله إليه ً،والرابعة :كونه فى مقام العصمة} ً،مفرإهذ لمهم ميهأيتوها ربالسشمهمدآرء{ُ :يعنى بهذه الدلئل} ً،مفيأهولمــرئمك
رعنمد ٱلرلره{ُ :يعنى عند الناطقا} ً،يهيم ٱهلمكارذيبومن{ُ :يعنى عليه بالشارة إلى ممن ليس يستكمل خصال
الوصاية".
ضِ لهر ر * وقال عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة الفرقان} :مورعمبايد ٱلررهحممــرن ٱرلرذيمن ميهميشومن معلمـى ٱ م
ضِ{ُ :يعنى فى لهر رمههونا ُ{...إلخْ ً،ما نصه} :مورعمبايد ٱلررهحممــرن{ُ :يعنى الدعاة} ً،ٱرلرذيمن ميهميشومن معلمـى ٱ م
قوانين الدعوة عند ظهور فضلئهم فى الدوار} ً،مههونا{ُ :يعنى بوقار} ً،موإرمذا مخامطمبيهيم المجارهيلومن{ُ :يعنى
لما{ُ :يعنى أجابوه بلين وحسن عبارة ووعظ ً،وذلك دأبهم فى كل ظهور} ً،موارلرذيمن بمقاماتهم} ً،مقايلوها مس م
ريربييتومن رلمريبرههم{ُ :يعنى صاحب عصرهم} ً،يسرجدا مورقمياما{ُ :يعنى متوجهين إليه بالعبادة ظاهرا وباطناً،
صررهف معرنا معمذامب مجمهرنمم{ُ :يعنى الدراكً، }موٱرلرذيمن مييقويلومن مرربمنا{ُ :يعنى إمام زمانهم الذين هم دعاة إليه} ً،ٱ ه
}إررن معمذامبمها مكامن مغمراما{ُ :يعنى هلكا} ً،إررنمها مسآمءهت يمهسمتمقسرا{ُ :يعنى أسوأ مستقر لمن دخلها} ً،مويممقاما{ُ:
يعنى لمن أقام فيها} ً،موٱرلرذيمن إرمذآ مأنمفيقوها لمهم يهسرريفوها مولمهم ميهقيتيروها{ُ :يعنى من علوم صاحب الدعوة الهادية
ل ميهديعومن مممع وأمواله لكونهم معصومين به} ً،مومكامن مبهيمن مذرلمك مقمواما{ُ :يعنى متوسطا بين الحالين} ً،موٱرلرذيمن م
ل ربٱِهلمحيقا{ُ:
ل ميهقيتيلومن ٱلرنهفمس ٱلررتي محررم ٱللريه إر ر
ٱلرلره{ُ :يعنى ولى أمره} ً،إرملــلها آمخمر{ُ :يعنى إماما ثانيا} ً،مو م
يعنى بواجب لدى الجهاد أو فى أمر توجبه الشريعة ً،وأيضا ل يسقطون أحدا من مرتبته إل باستحقاقه
ل ميهزينومن{ُ :يعنى يتعدون إلى الكرات} ً،و م لذلك لموجب ما صدر منه من الذنب الذى جرى عليه فى ر
ـ ه
شىء من الخدم فى غير جرائرهم التى أمرها مصروف إلى سواهم من الدعاة} ً،موممن ميهفمعل ذرلمك{ُ :يعنى
ضامعهف لميه ٱهلمعمذايب ميهوم ٱهلرقيامرة{ُ :يعنى من الذين هم غير معصومين} ً،ميهلمقا أممثاما{ُ :يعنى ظاهرا وباطنا} ً،ي م
ل ممن من يوم انتقامه يجدد عليه فى القوالب} ً،موميهخيلهد رفيره يممهانا{ُ :يعنى فى الصخرة ً،ثم قال تعالى} :إر ر
متامب موآمممن{ُ :يعنى رجع إلى التوبة وأقلع عن ذلك الذنب ً،وكان ذلك منه المتاب بحسب ما انعقد فى
صارلحا{ُ :يعنى بالدعوة إلى ولى ل م ضميره ول بد له من التصفية والتطهير بقدر ذلك الذنب} ً،مومعرممل معمم ل
أمره} ً،مفيأهولمــرئمك يمبيديل ٱللريه{ُ :يعنى ولى الزمان المتولى للتدبير} ً،مسيمئارترههم{ُ :يعنى تلك الذنوب التى ابتنت
فى صورهم ظلمات وما كانوا قد ترتبوا فيه من الضدية} ً،محمسمناهَت{ُ :يعنى بمراتب من مراتب أهل الحقا
ل من أهل وبصور نورانية من فعلهم ذلك وتلك التخيلت التى قد انقشعت عنهم تلتئم ثم تكون لها أه ل
العناد ً،ثم قال تعالى} :مومكامن ٱللريه مغيفورا رررحيما{ُ :يعنى لمن تاب إليه".
* وقال عند تفسيره لقوله تعالى فى أول سورة الشعراء} :طيسيم * رتهلمك آميايت ٱهلركمتارب ٱهليمربيرن{ُ" ً،ما نصه:
قال ال تعالى} :طيسيم{ُ :إقسام من العاشر بمجمع العين الذى جمع مجامع النطقاء والسس والئمة ً،لكون
الطاء من النطقاء ً،والسين من السس ً،والميم من الئمة ً،وأيضا أن عدد الطاء تسعة ً،وعدد السين
والميم مائة ً،فدلتنا المائة على أن مجمعه حوى من الصور الكلية التى سسلمها إليه العاشر يوم )Y B I J
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
9عـ( من المركزية والستقرارية مائة صورة ً،ثم على تسعة مجامع عظام رجعت إليه وهم :الميم
والفاء وأسابيع الدور المحمدى فأقسم بها تعالى ً،وكان وضع الطاء فى أول الحروف هذه إشارة أن
العين الولة أول ما يتسلم إلى العين الخرة من المجامع الميم والفاء وأسابيع الدور المحمدى} ً،رتهلمك آميايت
ٱهلركمتارب ٱهليمربيرن{ُ :يعنى مقامات ) I Jً، H 9على( ً،قباب النوار من ولده لكونه الكتاب وهم آياته".
لهنمسامن ربموارلمدهيره يحهسنا ُ{...إلخْ ما نصه:صهيمنا ٱ ر
* وقال عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة العنكبوت} :مومو ر
لهنمسامن{ُ :قال مولى الحسام فى حقيقة ذلك :يعنى محمد بن أبى بكر} ً،ربموارلمدهيره{ُ :يعنى صهيمنا ٱ ر}مومو ر
ل منهما} ً،يحهسنا{ُ :يعنى أن يدعوهما إلى ولية الوصى .ثم قال تعالى: الضالين اللذين كان استفادته أو ل
}مورإن مجامهمدامك رليتهشررمك ربي{ُ :يعنى أن تشركهما فى مقام الوصاية} ً،مما لمهيمس لممك ربره رعهلفم{ُ :يعنى أنهما
ل يترطهعيهممآ{ُ :يعنى فيما أمرك به} ً،إرلمري ممهررجيعيكهم{ُ :يعنى دعوتهم إذا قام السابع} ً،مفيأمنيبيئيكم ربمما يستحقانه} ً،مف م
يكنيتهم متهعمميلومن{ُ :يعنى من صرف الدعوة".
**
* ما فى آخر النسخة:
"وكان الفراغا من زبر هذا الكتاب الموضح من السرار لما هو لب اللباب يوم الحد خامس عشر شهر
رجب الصب )هكذا( سنة 1173هـ وذلك من مسودتها التى هى بخط مؤلفها سيدنا الداعى الجليل
عديم النظير والمثيل :ضياء الدين ودرة تاجه والكليل ً،إسماعيل بن سيدنا هبة ال أريده الل بالنصر
والظفر ً،وبلغه فى رفع بناء الدعوة كنه المل والوطر ً،وذلك بحصنه السعيد وقصره الشامخْ المشيد من
محروس نجران ببلد يام ً،حرسها ال من الشرار اللئام ً،وذلك بخط العبد الضعيف ً،البائس الذليل
اللهيف ً،أحقر عبيد موله ً،وأحوجهم لعفوه ورضاه ً،عبد ال بن سيدنا علسى بن هبة ال ً،وفقه ال لما
يحب ويرضى ً،وختم له بالحسنى ً،فيجب على ممن قرأه أن ل يتركه من الدعاء بأن ال يرحم لطيفه
وكثيفه ً،ويسرع بانضمامه إلى جوار جده وأليفه ً،وأجره على ممن ل يضيع أجر المحسنين:
*يلوح الخط فى القرطاس دهرا * وكاتبه رميم فى التراب*
***
* ملحوظة هامة:
فى آخر القسم الرابع من كتاب "مزاج التسنيم" ً،توجد حروف الكتابة السرية وما يقابلها بالحروف
العربية على النحو التالى:
T Jط مـ ح γ Y λ ً،عـ ل H
أبتثجحخدذرزس
ك ) Pل( ↑ ) -- B V (Jى ┴ 2
ش ص ضِ ط ظ ع غا ف قا ك ل
Iعلـ II X 9 4
م ن هـ و ى ل
ويلى ذلك فك الرموز الموجودة بالكتاب ابتداء من أول سورة يونس إلى آخر ما وصل إليه من سورة
ل عن الجدول الموجود بآخر الكتاب )الذهبى(. العنكبوت .وقد وضعنا فك الرموز بالهامش نق ل
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) -5ينيقول من كتاب الكافى )الجزء الول( (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
لبى جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاقا الكلينى الرازى المتوفى سنة 329 /328هـ
طبع إيران سنة 1384هـ -الناشر مكتبة الصدوقا
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) الجامعة -القياس (
"روى بسنده قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول :ضرل علم ابن شبرمة عند الجامعة ً،إملء رسول
ال صلى ال عليه وسلم وخط علسى عليه السلم بيده ً،إن الجامعة لم تدع لحد كلما ً،فيها علم الحلل
والحرام ً،وإن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا من الحقا إل يبهعدا ً،إن دين ال ل ييصاب
بالقياس".
* *النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم
من تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) علم علسى رضى ال عنه (
"وبسنده إلى سليم بن قيس الهللى قال :قلت لمير المؤمنين عليه السلم :إنى سمعيت من سلمان
والمقداد وأبى ذر شيئا من تفسير القرآن وأحاديث عن نبى ال صلى ال عليه وسلم غير ما فى أيدى
الناس ً،ثم سمعيت منك تصديقا ما سمعيت منهم ً،ورأيت فى أيدى الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن
ومن الحاديث عن النبى صلى ال عليه وسلم أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أن ذلك كله باطل ً،أفترى
الناس يكذبون على رسول ال صلى ال عليه وسلم متعمدين ويفسرون القرآن بآرائهم؟
ل ً،وصدقا وكذبا ً،وناسخاقال :فأقبل علسى فقال :قد سألت فافهم الجواب :إن فى أيدى الناس حقا وباط ل
ومنسوخا ً،وعاما وخاصا ً،ومحكما ومتشابها ً،وحفظا ووهما ً،وقد يكرذمب على رسول ال صلى ال عليه
وسلم على عهده .....
إل أنه قال :وقد كنت أدخل على رسول ال صلى ال عليه وسلم كل يوم دخلة ً،وكل ليلة دخلة ً،فيخلينى
فيها أدور معه حيث دار ً،وقد علم أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم أنه لم يصنع ذلك فى بيتىً،
وكنت إذا دخلت عليه بعضِ منازله أخلنى وأقام عنى نساءه فل يبقى عنده غيرى ً،وإذا أتانى للخلوة
معى فى منزلى لم تقم عنى نساءه فل يبقى عنده غيرى ً،وإذا أتانى للخلوة معى فى منزلى لم تقم عنى
فاطمة ول أحد من بنى ً،وكنت إذا سألته أجابنى ً،وإذا سكمت عنى وفنيت مسائلى ابتدأنى ً،فما نزلت
على رسول ال صلى ال عليه وسلم آية من القرآن إل أقرأنيها وأملها علسى فكتبتها بخطى وعرلمنى
تأويلها وتفسيرها .وناسخها ومنسوخها ً،ومحكمها ومتشابهها ً،وخاصها وعامها ً،ودعا ال أن يعطينى
فهمها وحفظها ً،فما نسييت آية من كتاب ال ول علما أمله علسى وكتبته منذ دعا ال لى بما دعا ً،وما
ترك شيئا عرلمه ال من حلل ول حرام ً،ول أمر ول نهى ً،كان أو يكون ً،ول كتب على أحد قبله من
طاعة أو معصية إل علمنيه وحفظته فلم أنس حرفا واحدا ً،ثم وضع يده على صدرى ودعا ال لى أن
يمل قلبى علما أنس حرفا واحدا ً،ثم وضع يده على صدرى ودعا ال لى أن يمل قلبى علما وفهما
وحكما ونورا ً،فقلت :يا نبى ال ً،بأبى أنت وأمى ً،منذ دعومت ال لى بما دعوت لم أنس شيئا ولم يفتنى
شئ لم أكتبه ً،أفتتخوف علسى النسيان فيما بعد؟ فقال :ل ً،لسيت أتخوف عليك النسيان والجهل".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) التقية (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
"ويسنده عن زرارة بن أعين ً،عن أبى جعفر عليه السلم ً،قال :سألته عن مسألة فأجابنى ً،ثم جاءه رجل
فسأله عنها فأجابه بخلف ما أجابنى ً،ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلف ما أجابنى وأجاب صاحبى ً،فلما
خرج الرجلن قلت :يابن رسول ال ً،رجلن من أهل العراقا من شيعتكم قدما يسألن فأجبت كل واحد
منهما بغير ما أجب مت به صاحبه؟ فقال :يا زرارة ً،إن هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم ً،ولو اجتمعتم على أمر
واحد لصدقكم الناس علينا ً،ولكان أقل لبقائنا وبقائكم".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) الئمة يحرجة ال (
"وبسنده إلى أسود بن سعيد قال :كنت عند أبى جعفر عليه السلم فأنشأ يقول ابتدالء منه من غير أن
أسأله :نحن يح رجة ال ً،ونحن باب ال ً،ونحن لسان ال ً،ونحن وجه ال ً،ونحن عين ال فى خلقه ً،ونحن
ولة أمر ال فى عباده".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) ولية الئمة ولية ال ً،وظلمهم ظلمه (
"وبسنده عن زرارة عنه أبى جعفر عليه السلم قال :سألته عن قول ال معرز ومجرل} :مومما مظمليمومنا موملــركن
مكاينيوها أمهنيفمسيههم ميهظرليمومن{ُ ً،قال :إن ال تعالى أعظم وأجل وأمنع من أن ييظلم ً،ولكنه خلطنا بنفسه فجعل
ظلمنا ظلمه ً،ووليتنا وليته ً،حيث يقول} :إررنمما مورلسييكيم ٱللريه مومريسولييه موٱرلرذيمن آممينوها{ُ يعنى الئمة منا"
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) معرفة المام (
"وبسنده إلى أبى جعفر عليه السلم قال :إنما يعبد ال ممن يعرف ال ً،فأما ممن ل يعرف ال فإنما يعبده
ل .قلت :يجرعليت فداك ً،فما معرفة ال؟ قال :تصديقا ال معرز ومجرل وتصديقا رسوله صلى ال هكذا ضل ل
عليه وسلم ومواله علسى عليه السلم ً،والئتمام به وبأئمة الهدى عليهم السلم ً،والبراءة إلى ال معرز
ومجرل من عدوهم ً،هكذا ييعرف ال معرز ومجرل".
* "وبسنده إلى ابن أذينة قال :حردثنا غير واحد عن أحدهما عليه السلم أنه قال :ل يكون العبد مؤمنا
حتى يعرف ال ورسوله والئمة كلهم وإمام زمانه ويرد إليه ويسلم له ً،ثم قال :كيف يعرف الخر وهو
يجهل الول"؟
* "وبسنده إلى أبى جعفر قال :إنما يعرف ال معرز ومجرل ويعبده ممن عرف ال وعرف إمامه منا أهل
البيت ً،وممن ل يعرف ال عرز ومجرل ول يعرف المام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير ال ً،هكذا
وال ضل ل
ل"
* "وبسنده إلى ذريح قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن الئمة بعد النبى عليه الصلة والسلمً،
فقال :كان أمير المؤمنين عليه السلم إماما ً،ثم كان الحسن عليه السلم إماما ً،ثم كان الحسين عليه
السلم إماما ً،ثم كان الحسن عليه السلم إماما ً،ثم كان الحسين عليه السلم إماما ً،ثم كان علسى ابن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الحسين إماما ً،ثم كان محمد بن علسى إماما ً،ممن أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة ال تبارك وتعالى
ومعرفة رسوله".
وجل} :وممن يهؤمت اهلرحهكمممة مفمقهد يأورتمي مخهيرا مكرثيرا{ًُ، عز ر * "وبسنده إلى أبى عبد ال يقول فى قول ال ر
فقال :طاعة ال ومعرفة المام".
* "وبسنده إلى أبى جعفر يقول فى قول ال تبارك وتعالى} :أممو ممن مكامن ممهيتا مفمأهحميهيمنايه مومجمعهلمنا لميه ينورا
ميهمرشي ربره رفي ٱلرنارس{ُ ً،فقال" :ميت" :ل يعرف شيئا ً،و }ينورا ميهمرشي ربره رفي ٱلرنارس{ُ إماما يؤتم به} ً،مكممن
رممثيليه رفي ٱلسظيلممارت ملهيمس ربمخاررهَج يمهنمها{ُ ً،قال :الذى ل يعرف المام".
* "وبسنده إلى أبى جعفر قال :دخل أبو عبد ال الجدلى على أمير المؤمنين فقال عليه السلم :يا أباعبد
اللهن أل أخبرك بقول ال معرز ومجرل} :ممن مجآمء ربٱِهلمحمسمنرة مفلميه مخهيفر يمهنمها مويههم يمن مفمزهَع ميهومرئهَذ آرمينومن * موممن
ل مما يكنيتهم متهعمميلومن{ُ ً،قال :بلى يا أمير المؤمنينً، مجآمء ربٱِلرسيمئرة مفيكربهت يويجويهيههم رفي ٱلرنارر مههل يتهجمزهومن إر ر
يجرعل يت فداك ً،فقال :الحسنة معرفة الولية وحبنا أهل البيت ً،والسيئة إنكار الولية وبغضنا أهل البيت ً،ثم
قرأ عليه هذه الية".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) فرضِ طاعة الئمة (
"وبسنده إلى أبى عبد ال قال :نحن الذين فرضِ ال طاعتنا ً،ل يسع الناس إل معرفتنا ً،ول ييعذر الناس
ل حتى يرجع بجهالتنا ً،ممن عرفنا كان مؤمنا ً،وممن أنكرنا كان كافرا ً،وممن لم يعرفنا ولم ينكرنا كان ضا ل
إلى الهدى الذى افترضِ ال عليه من طاعتنا الواجبة ً،فإن يمت على ضللته يفعل ال به ما يشاء".
* "وبسنده إلى سدير عن أبى جعفر عليه السلم قال :قلت له :يجرعليت فداك ً،ما أنتم؟ قال :نحن يخرزان
علم ال ً،ونحن تراجمة وحى ال ً،ونحن اليحرجة البالغة على ممن دون السماء وممن فوقا الرضِ".
ليمري ٱرلرذيِ ميرجيدومنيه ممهكيتوبا* "وبسنده إلى أبى عبد ال فى قول ال تعالى} :ٱرلرذيمن ميرتبيعومن ٱلرريسومل ٱلرنبري ٱ ي
ر ر
لهنرجيرل ميهأيميريهم ربٱِهلممهعيرورف موميهنمهايههم معرن ٱليمهنمكرر مويرحل مليهيم ٱلطيمبارت مويمحيريم معملهيرهيم
ر س ه رعنمديههم رفي ٱلرتهومرارة موٱ ر
ٱهلمخمبآرئمث ُ{...إلى قوله} :موٱرتمبيعوها ٱلسنومر ٱرلرذييِ يأنرزمل مممعيه أيهولمــرئمك يهيم ٱهليمهفرليحومن{ُ ً،قال :النور فى هذا
الموضع علسى أمير المؤمنين والئمة عليهم السلم".
* "وبسنده إلى صالح بن سهل الهمدانى قال :قال أبو عبد ال عليه السلم فى قول ال تعالى} :ٱللريه ينوير
صمبايح رفي صمبافح{ُ :الحسن} ً،ٱهلرم ه ضِ مممثيل ينوررره مكرمهشمكاهَة{ُ :فاطمة عليها السلم} ً،رفيمها رم ه لهر رٱلرسمماموارت موٱ م
يزمجامجهَة{ُ :الحسين} ً،ٱلسزمجامجية مكمأرنمها مكهومكفب يديرويِ{ُ :فاطمة كوكب يديرى بين نساء أهل الدنيا} ً،ييومقيد رمن
ل مغهرربريهَة{ُ :ل يهودية ول نصرانية} ً،ميمكايد مشمجمرهَة سممبامرمكهَة{ُ :إبراهيم عليه السلم} ً،مزهييتومنهَة ر
ل مشهررقريهَة مو م
ضيييء{ُ :يكاد العلم ينفجر بها} ً،موملهو ملهم متهممسهسيه منافر سنوفر معملـى ينوهَر{ُ :إمام منها بعد إمام} ً،ميههرديِ ٱللريه مزهييتمها ي ر
لهممثامل رللرنارس{ُ. ضرريب ٱللريه ٱ مرلينوررره ممن ميمشآيء{ُ :يهدى ال للئمة من يشاء} ً،مومي ه
قلت} :أمهو مكيظليمماهَت{ُ؟ قال :الول وصاحبه} ً،ميهغمشايه ممهوفج{ُ :الثالث} ً،يمن مفهورقره ممهوفج يمن مفهورقره مسمحافب
ضِ{ُ ً،معاوية لعنه ال ً،وفتن بنى أمية} ً،إرمذآ أمهخمرمج ميمديه{ُ :المؤمن فى ضمها مفهومقا مبهع هَ يظليممافت{ُ :الثانى} ً،مبهع ي
ظلمة فتنتهم} ً،لمهم ميمكهد ميمرامها موممن لرهم ميهجمعرل ٱللريه لميه ينورا مفمما لميه رمن ينوهَر{ُ :إماما من ولد فاطمة عليها
السلم} ً،مفمما لميه رمن سنوهَر{ُ :إمام يوم القيامة".
* سألته عن قول ال تبارك وتعالى} :يررييدومن رليهطرفيئوها ينومر ٱللرره ربمأهفموارهرههم{ُ قال :يريدون ليطفئوا ولية
أمير المؤمنين عليه السلم بأفهواههم .قلت :قوله تعالى} :موٱللريه يمرتسم ينوررره{ُ؟ قال :يقول :وال متم المامةً،
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
والمامة هى النور ً،وذلك قوله معرز ومجرل} :مفآرمينوها ربٱِلرلره مومريسورلره موٱلينور ٱرلرذييِ مأنمزهلمنا{ُ ً،قال :النور هو
المام".
* "وبسنده إلى أبى عبد ال ً،وساقا حديثا جاء فى آخره ...." :كان أمير المؤمنين صلوات ال عليه باب
ال الذى ل ييؤتى إل منه ً،وسبيله الذى ممن سلك بغيره هلك ً،وبذلك جرت الئمة عليهم السلم واحدا بعد
واحد ً،جعلهم ال أركان الرضِ أن تميد بهم ً،واليحرجة البالغة على ممن فوقا الرضِ وممن تحت الثرى".
* "وبسنده قال :حدثنا داود الجصاص قال :سمعيت أبا عبد ال عليه السلم يقول} :مومعلمماهَت موربٱِلرنهجرم يههم
ميههمتيدو من{ُ ً،قال :النجم رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،والعلمات هم الئمة عليهم السلم".
* "وبسنده إلى داود الرقى قال :سألت أبا عبد ال عليه السلم عن قول ال تبارك وتعالى} :مومما يتهغرني
ل يهؤرمينومن{ُ ً،قال :اليات هم الئمة ً،والينيذر هم النبياء عليهم السلم". ٱلميايت موٱلسنيذير معن مقهوم ر
هَ
ي ي م م ه ر م ر ر
* "وعن أبى جعفر عليه السلم فى قوله عز ومجل} :كذيبوا ربئاميارتنا كلمها{ُ ً،يعنى الوصياء كلهم".
* "وبسنده إلى معاوية العجلى قال :سألت أبا جعفر عليه السلم عن قول ال عرز وجسل} :ٱرتيقوها ٱلرلمه
صاردرقيمن{ُ ً،قال :إيانا عنى". مويكوينوها مممع ٱل ر
عز وجرل} :مههل ميهسمترويِ ٱرلرذيمن ميهعلميمومن موٱرلرذيمن م
ل ميهعلميمومن إررنمما * "وبسنده إلى أبى جعفر قال فى قول ال ر
لهلمبارب{ُ ً،قال :نحن الذين يعلمون ً،وعدونا الذين ل يعلمون ً،وشيعتنا يأولو اللباب". ميمتمذركير أيهويلوها ٱ م
* "وبسنده إلى أحمد بن عمر قال :سأليت أبا الحسن الرضا عن قول ال معرز ومجرل} :يثرم أمهومرهثمنا ٱهلركمتامب
صمطمفهيمنا رمهن رعمباردمنا ُ{...الية ً،فقال :ولد فاطمة عليهما السلم ً،والسابقا بالخيرات :المامً، ٱرلرذيمن ٱ ه
والمقتصد :العارف بالمام ً،والظالم لنفسه :الذى ل يعرف المام".
* "وبسنده إلى أبى عبد ال فى قوله تعالى} :إررن مهــمذا ٱهليقهرآمن رميههرديِ رللررتي رهمي أمهقمويم {ُ ً،قال :يهدى إلى
ألمام".
* "وبسنده إلى أبى بصير عن أبى عبد ال قال :قال لى :يا أبا محمد ً،إرن ال عرز وجل لم يعط النبياء
شيئا إل وقد أعطاه محمدا صلى ال عليه وسلم ً،قال :وقد أعطى محمدا جميع ما أعطى النبياء ً،وعندنا
صيحرف إرهبمرارهيم مويمومسـى{ُ ً،قلت :يجرعليت فداك ً،هى اللواح؟ قال :نعم". الصحف التى قال ال عرز ومجرل } :ي
* "وبسنده إلى أبى جعفر قال :ما سادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنرزل إل كرذاب ً،وما
جمعه وحفظه كما نرزله ال تعالى إل علسى بن أبى طالب عليه السلم ً،والئمة من بعده".
* "وبسنده إلى أبى جعفر قال :خرج أمير المؤمنين عليه السلم ذات ليلة بعد عتمة وهو يقول :همهمة
همهمة ً،وليلة مظلمة ً،خرج عليكم المام عليه قميص آدم ً،وفى يده خاتم سليمان وعصا موسى عليهما
السلم".
* "وروى عن أمير المؤمنين عليه السلم -فى شأن "عفير" حمار رسول ال صلى ال عليه وسلم -
قال :إرن ذلك الحمار كرلم رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :بأبى أنت وأمى ً،إسن أبى حردثنى عن أبيه
عن جده عن أبيه أنه كان مع نوح فى السفينة ً،فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال :يخرج من صلب
هذا المار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم ً،فالحمد ل الذى جعلنى ذلك الحمار".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) مصحف فاطمة (
"وبسنده إلى أبى عبد ال قال :تظهر الزنادقة فى سنة ثمان وعشرين ومائة ً،وذلك أنى نظرت فى
مصحف فاطمة عليها السلم قال :قلت :وما مصحف فاطمة؟ قال :إرن ال تعالى لما قبضِ نبيه صلى ال
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
عليه وسلم دخل على فاطمة عليها السلم من وفاته من الحزن ما ل يعلمه إل ال معرز ومجرل ً،فأرسل
إليها ممملكا يسلى غمها ويحدثها ً،فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلم فقال :إذا أحسسرت بذلك
وسمعت الصوت قولى لى ً،فأعملته بذلك فجعل أمير المؤمنين عليه السلم يكتب كل ما سمع حتى أثبت
من ذلك مصحفا ً،قال :ثم قال :إنه ليس فيه شئ من الحلل والحرام ً،ولكن فيه علم ما يكون".
* "وبسنده إلى أبى عبيدة قال :سأل أبا عبد ال عليه السلم بعضِ أصحابنا عن الرجهفر فقال :هو جلد
ثور مملوء علما .قال له :فالجامعة؟ قال :تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا فى عرضِ الديم مثل فخذ
الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه ً،وليس من قضية إل وهى فيها حتى أرش الخدش .قال :فمصحف
فاطمة عليها السلم؟ قال :فسكت طوي ل
ل ثم قال :إنكم لتبحثون عما تريدون وعما ل تريدون ً،إرن فاطمة
مكثت بعد رسول ال صلى ال عليه وسلم خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها ً،وكان
جبريل عليه السلم يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها
بما يكون بعدها فى يذيريتها ً،وكان علسى عليه السلم يكتب ذلك ً،فهذا مصحف فاطمة عليها السلم".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) الئمة يزدادون علما كل ليلة جمعة (
"روى بسنده إلى أبى يحيى الصنعانى عن أبى عبد ال بن سلم قال :قال لى :يا أبا يحيى ً،إن لنا فى
ليالى الجمعة لشأنا من الشأن؟ قال :قلت :يجرعليت فداك ً،وما ذاك الشأن؟ قال :يؤذن لرواح النبياء
الموتى عليهم السلم وأرواح الوصياء الموتى وروح الوصى الذى بين ظهرانيكم ً،يعرج بها إلى
السماء حتى توافى عرش ربها فتطوف به أسبوعا وتصلى عند كل قائمة من قوائم العرش ركعتين ً،ثم
يت مرد إلى البدان التى كانت فيها فتصبح النبياء والوصياء قد ملئوا سرورا ً،ويصبح الوصى الذى بين
ظهرانيكم وقد زيد فى علمه مثل الجم الغفير".
* "عن أبى عبد ال قال :ما من ليلة جمعة إل ولولياء ال فيها سرور ً،قلت :كيف ذلك يجرعليت فداك؟
قال :إذا كان ليلة الجمعة ً،وافى رسول ال صلى ال عليه وسلم العرش ووافى الئمة عليهم السلم
ووافييت معهم فما أرجع إل بعلم مستفاد ً،ولول ذلك لنفد ما عندى".
* "عن أبى عبد ال قال :ليس يخرج شىء من عند ال معرز ومجرل حتى يبدأ برسول ال صلى ال عليه
وسلم ً،ثم بأمير المؤمنين عليه السلم ً،ثم بواحد بعد واحد لكيل يكون آخرنا أعلم من أولنا".
* "عن أبى جعفر عليه السلم قال :إرن ال معرز ومجرل علمين :علم ل يعمله إل هو ً،وعلم علمه ملئكته
ورسله ً،فما علمه ملئكته ورسله عليهم السلم فنحن نعلمه".
* "عن أبى عبد ال -فى آخر حديث طويل -أنه أومأ بيده إلى صدره وقال :علم الكتاب والر كله
عندنا ً،علم الكتاب وال كله عندنا".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) الولياء ييخريرون فى موتهم (
"عن أبى عبد ال عليه السلم قال :إذا أراد المام أن يعلم شيئا أعلمه ال ذلك".
* "عن الحسن بن الجهم قال :قلت للرضا عليه السلم :إن أمير المؤمنين قد عرف قاتله والليلة التى
ييقتل فيها والموضع الذى ييقتل فيه وقوله لما سمع صياح الوز فى الدار :صوائح تتبعها نوائح ً،وقول أم
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
كلثوم :لو صلريمت الليلة داخل الدار وأمرمت غيرك ييصيلى بالناس ً،فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه تلك
الليلة بل سلح ً،وقد عرف عليه السلم أن ابن ملجم -لعنه ال -قاتله بالسيف ً،كان هذا مما لم يجز
تعرضه ً،فقال :ذلك كان ً،ولكنه يخيمر فى تلك الليلة لتمضى مقادير ال عرز ومجرل".
* "عن ابن الحسن موسى عليه السلم قال :إرن ال معرز ومجرل غضب على الشيعة فخريرنى نفسى أو همً،
فوقيتهم والر بنفسى".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) عند الولياء علم ما كان وما يكون (
"عن أبى جعفر قال :أنزل ال تعالى النصر على الحسين عليه السلم حتى كان ما بين السماء
والرضِ ً،ثم يخريمر :النصر أو لقاء ال ً،فاختار لقاء ال".
* "عن أبى عبد ال عليه السلم قال :إنى لعلم ما فى السموات وما فى الرضِ ً،وأعلم ما فى الجنةً،
وأعلم ما فى النار ً،وأعلم ما كان ويكون .قال :ثم مكث هنيهة فرأى أن ذلك كبر على ممن سمعه منه
م
فقال :علميت ذلك من كتاب ال معرز ومجرل :إن ال معرز ومجدل يقول" :فيه تبيان كل شىء".
* "وفى حديث لبى جعفر قال :أترون أن ال تبارك وتعالى افترضِ طاعة أوليائه على عباده ثم ييخفى
عنهم أخبار السموات والرضِ ً،ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم"؟
* "وفى حديث لبى جعفر قال :ال أمجسل وأعز وأكرم من أن يفرضِ طاعة عبد يحجب عنه سلم سمائه
وأرضه ً،ثم قال :ل يحجب ذلك عنه".
* "وعن أبى جعفر قال :نزل جبريل على محمد عليه الصلة والسلم برمانتين من الجنة ً،فلقيه علسى
عليه السلم فقال :ما هاتان الرمانتان اللتان فى يدك؟ فقال :أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب ً،وأما
هذه فالعلم ً،ثم فلقها رسول ال صلى ال عليه وسلم بنصفين فأعطاه نصفها ً،وأخذ رسول ال صلى ال
عليه وسلم نصفها ً،ثم قال" :أنت شريكى فيه وأنا شريكك فيه" ً،قال :فلم يعلم وال رسول ال صلى ال
عليه وسلم حرفا مما عسلمه ال عرز ومجرل إل وقد علمه عليا ً،ثم انتهى العلم إلينا ً،ثم وضع يده على
صدره".
* "وعن أبى جعفر قال :لو كان للسنتكم أوكية لحردثيت كل امرئ بما له وما عليه".
* "وفى حديث لبى عبد ال قال :إرن ال عرز ومجرل فروضِ إلى سليمان فقال} :مهــمذا معمطآيؤمنا مفٱِهمينهن أمهو
أمهمرسهك ربمغهيرر رحمساهَب{ُ ً،وفروضِ إلى نبيه عليه الصلة والسلم فقال} :موممآ آمتايكيم ٱلرريسويل مفيخيذويه مومما منمهايكهم
معهنيه مفٱِنمتيهوها{ُ ً،فما فروضِ إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقد فروضه إلينا".
* "عن أبى عبد ال قال :الئمة بمنزلة رسول ال صلى ال عليه وسلم إل أنهم ليسوا بأنبياء ول يحل
لهم من النساء ما يحل للنبى صلى ال عليه وسلم ً،فأما ما خل ذلك فهم فيه بمنزلة الرسول صلى ال
عليه وسلم".
* "عن أبى عبد ال قال :يعرف الذى بعد المام علم ممن كان قبله فى آخر دقيقة تبقى من روحه".
* "عن زيد بن الجهم الهللى ً،عن عبد ال عليه السلم قال :سمعته يقول :لما نزلت ولية علسى بن أبى
طالب عليه السلم ً،وكان من قول رسول ال صلى ال عليه وسلم :سرلموا على علسى بإمرة المؤمنينً،
فكان مما أكبر ال عليهما فى ذلك اليوم يا زيد :قول رسول ال صلى ال عليه وسلم لهما :قوما فسسلما
عليه بإمرة المؤمنين فقال :أمن ال أو من رسوله يا رسول ال؟ فقال لهما رسول ال صلى ال عليه
ضوها ٱ م
لهيممامن مبهعمد متهوركيردمها مومقهد مجمعهليتيم ٱلرلمه وسلم" :من ال ومن رسوله ً،فأنزل ال عرز ومجرل} :مو م
ل متنيق ي
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل إررن ٱلرلمه ميهعمليم مما متهفمعيلومن{ُ :يعنى به قول رسول ال صلى ال عليه وسلم لهما وقولهما :أمن معملهييكهم مكرفي ل
ل مبهيمنيكهم مأن ضهت مغهزلممها رمن مبهعرد يقروهَة مأنمكاثا مترترخيذومن أمهيممامنيكهم مدمخ ل ل متيكوينوها مكٱِلررتي منمق م
ال أو من رسوله؟ }مو م
متيكومن{ُ "أئمة هى أزكى من أئمتكم" قال :قلت :يجرعليت فداك ً،أئمة؟ قال :إى وال أئمة .قلت :فإرنا نقرأ
"أرى" ً،فقال :ما أربى؟ وأومأ بيده فطرحها} ً،إررنمما ميهبيلويكيم ٱللريه ربره{ُ :يعنى بعلسى عليه السلم} ً،مومليمبيمنرن مليكهم
ضسل ممن ميمشآيء موميههرديِ ممن ميهوم ٱهلرقمياممرة مما يكهنيتهم رفيره متهخمترليفومن * مولمهو مشآمء ٱللريه لممجمعلميكهم أيرملة موارحمدلة مولــركن ي ر
ل مترترخيذيوها أمهيممامنيكهم مدمخ ل
ل مبهيمنيكهم مفمترزرل مقمدفم مبهعمد يثيبورتمها{ُ: ميمشآيء مولميتهسمأليرن{ُ :يوم القيامة }معرما يكهنيتهم متهعمميلومن * مو م
صمددستهم معن يعنى مقالة رسول ال صلى ال عليه وسلم فى علسى عليه السلم ً،و }مومتيذويقوها ٱهلسسيومء ربمما م
مسربيرل ٱلرلره{ُ :يعنى به عليا عليه السلم} ً،مولميكهم معمذافب معرظيفم{ُ.
* "عن أبى عبد ال قال :لما حضر رسول ال صلى ال عليه وسلم الموت دخل عليه علسى عليه السلم
فأدخل رأسه ً،ثم قال :يا علسى ً،إذا أنا مت فغسلنى ركفنى ثم أقعدنى وسلنى واكتب".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) الغيبة (
"وفى حديث عن موسى بن جعفر قال :إذا يفرقد الخامس من ولد السابع فال ال فى أديانكم ل يزيلكم عنها
أحد ً،يا بنسى إنه ل بد لصاحب هذا المر من غيبة حتى يرجع عن هذا المر ممن كان يقول به".
* "وفى حديث لبى عبد ال قال :أما والر ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم ولتمحضن حتى يقال :ماتً،
يقرتل ً،هلك ً،بأى واد سلك؟ ولتدمعن عليه عيون المؤمنين".
* "وعن أبى عبد ال قال :يفقد الناس إمامهم ً،يشهد الموسم فيراهم ول يرونه".
صمبمح ممآيؤيكهم مغهورا مفممن ميهأرتييكهم ربممآهَء
* "وعن موسى بن جعفر فى قول ال عرز ومجرل} :يقهل أممرأمهييتهم إرهن أم ه
رمرعيهَن{ُ ً،قال :إذا غاب عنكم إمامكم فممن يأتيكم بإمام جديد".
ل أيهقرسيم ربٱِهليخرنرس* "عن أم هانئ قالت :سألت أبا جعفر محمد بن علسى عليه السلم عن قول ال تعالى} :مف م
* ٱهلمجموارر ٱهليكرنرس{ُ ً،قالت :فقال :إمام يخنس سنة ستين ومائتني ً،ثم يظهر كالشهاب يتوقد فى الليلة
الظلما ً،فإن أدركرت زمانه قررت عينرك".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) مميزات الئمة وعلماتهم (
"عن جميل بن دراج قال :روى عن غير واحد من أصحابنا أنه قال :ل تتكلموا فى المام ً،فإن المام
ل ر
ل صهدقا مومعهد ل
يسمع الكلم وهو فى بطن أمه ً،فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه} :مومترمهت مكرلمميت مريبمك ر
يممبيدرل رلمكرلممارتره مويهمو ٱلرسرمييع ٱهلمعرلييم{ُ ً،فإذا قام بالمر يررفمع له فى كل بلد منار ينظر منه إلى أعمال العباد".
* "عن أبى جعفر قال :للمام عشر علمات :يولد مطسهرا مختونا ً،وإذا وقع على الرضِ وقع على
راحته رافعا صوته بالشهادتين ً،ول يجنب .وتنام عيناه ول ينام قلبه ً،ول يتثاءب ً،ول يتمطى ً،ويرى
من خلفه كما يرى من أمامه ً،ونجوه كرائحة المسك ً،والرضِ موكلة بستره وابتلعه ً،وإذا لبس درع
رسول ال صلى ال عليه وسلم كانت عليه وفقا ً،وإذا لبسهما غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت
عليه شبرا ً،وهو محيدث إلى أن تنقضى أيامه".
* "عن أبى عبد ال قال :إرن ال خلفنا من نور عظمته ً،ثم صرور خلقنا من طينه مخزونة مكنونة من
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
تحت العرش ً،فأسكن ذلك النور فيه ً،فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين لم يجعل لحد فى مثل الذى خلفنا
منه نصيبا ً،وخلقا أرواح شيعتنا من طينتنا وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من تلكن ولم يجعل
ال لحد فى مثل الذى خلقهم منه نصيبا إل للنبياء ً،ولذلك صرنا نحن وهم الناس ً،وصار سائر الناس
همجا للنار وإلى النار".
* "وعن أبى جعفر قال :إن ال خلقنا من أعلى عليين ً،وخلقا قلوب شيعتنا مما خلقنا ً،وخلقا أبدانهم من
لهبمرارر ملرفي رعلييييمنل إرن ركمتامب ٱ م
دون ذلك ً،فقلوبهم تهوى إلينا لنها يخلقت مما خلقنا ً،ثم تل هذه الية} :مك ر ر
* موممآ مأهدمرامك مما رعليسيومن * ركمتافب رمهريقوفم * ميهشمهيديه ٱهليممقرريبومن{ُ ً،وخلقا عدونا من سجين ً،وخلقا قلوب
شيعتهم مما خلقا منه ً،وأبدانهم من دون ذلك ً،فقلوبهم تهوى إليهم ً،لنها خلقت مما خلقوا منه ً،ثم تل
ل إررن ركمتامب ٱهليفرجارر ملرفي رسيجيهَن * موممآ مأهدمرامك مما رسيجيفن * ركمتافب رمهريقوفم{ُ. هذه الية} :مك ر
* "عن سدير قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم وهو داخل وأنا خارج وأخذ بيدى ً،ثم استقبل البيت
فقال :يا سدير ً،إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الحجار فيطوفوا بها ً،ثم يأتونا فيعلمونا وليتهم لنا ً،وهو
صارلمحا يثرم ٱههمتمدـى{ُ -ثم أومأ بيده إلى صدره -إلى وليتناً، قول ال} :موإريني لممغرفافر ليممن متامب موآمممن مومعرممل م
صايدين عن دين ال ً،ثم نظر إلى أبى حنيفة وسفيان الثورى فى ذلك الزمان ثم قال :يا سدير ً،فأريك ال ر
صاسدون عن دين ال بل هدى من ال ول كتاب مبين ً،إن هؤلء وهم حلقا فى المسجد فقال :هؤلء ال ر
الخابث لو جلسوا فى بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن ال تبارك وتعالى وعن رسوله
صلى ال عليه وسلم ً،حتى يأتونا فنخبرهم عن ال تبارك وتعالى وعن رسوله صلى ال عليه وسلم".
* "عن أبى حمزة الثمالى قال :دخليت على علسى بن الحسين عليهما السلم فاحتبسيت فى الدار ساعة ً،ثم
دخليت البيت وهو يلتقط شيئا ً،وأدخل يده من وراء الستر فناوله ممن كان فى البيت ً،فقلت :يجرعليت فداكً،
هذا الذى أراك تلتقطه أى شىء هو؟ .فقال :فضلة من زغب الملئكة نجمعه إذا خلونا ً،نجعله سيحا
لولدنا ً،فقلت :يجرعليت فداك ً،وإنهم ليأتونكم؟ فقال :يا أبا حمزة ً،إنهم ليزاحموننا عفى تكآتنا".
* "وعن أبى الحسن عليه السلم قال :ما من ممملك ييهبطه ال فى أمر ما يهبطه إل بدأ بالمام فعرضِ
ذلك عليه ً،وإن مختلف الملئكة من عند ال تبارك وتعالى إلى صاحب هذا المر".
* "عن زرارة قال :كنت عند أبى جعفر عليه السلم فقال له رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير
المؤمنين عليه السلم" :سلونى عما شئتم فل تسألونى عن شىء إل أنبأتكم به" .قال :إنه ليس أحد عنده
علم شىء إل خرج من عند أمير المؤمنين عليه السلم ً،فليذهب الناس حيث شاءوا ً،فوالر ليس المر
إل من ههنا ً،وأشار بيه إلى بيته".
ضِ موٱهلرجمبارل مفأمبهيمن
لهر ر لممامنمة معملى ٱلرسمماموارت موٱ م
ضمنا ٱ م
* "عن أبى عبد ال فى قول ال عرز ومجرل} :إررنا معمر ه
لهنمساين إررنيه مكامن مظيلوما مجيهولل{ُ ً،قال :هى ولية أمير المؤمنين عليه م م
أن ميهحرمهلمنمها موأهشمفهقمن رمهنمها مومحمملممها ٱ ر
السلم".
* "عن أبى عبد ال فى قوله تعالى} :مولممقهد معرههدمنآ إرلمـى مءامدم رمن مقهبيل مفمنرسمي مولمهم منرجهد لميه معهزما{ُ :كلمات فى
محمد وعلسى وفاطمة والحسن والحسين والئمة عليهم السلم فى يذيريتهم} ً،مفمنرسمي{ُ ً،هكذا وال نزلت على
محمد صلى ال عليه وسلم".
ل متههموـى أمهنيفيسيكهم{ُ :بموالة علسى} ً،ٱهسمتهكمبهريتهم * "عن أبى جعفر قال} :أممفيكلرمما مجآمءيكهم مريسوفل{ُ :محمد} ً،ربمما م
مفمفرريقا{ُ :من آل محمد} ً،مكرذهبيتهم مومفرريقا متهقيتيلومن{ُ.
* "عن عبد ال بن كثير :عن أبى عبد ال فى قوله تعالى} :معرم ميمتمسآمءيلومن * معرن ٱلرنمبرإ ٱهلمعرظيرم{ُ ً،قال :النبأ
لميية رلرلره ٱهلمحيقا{ُ ً،قال :ولية أمير المؤمنين عليه السلم". العظيم :الولية ً،وسألته عن قوله} :يهمنارلمك ٱهلمو م
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
* "وعن إدريس بن عبد ال عن أبى عبد ال قال :سألته عن تفسير هذه الية} :مما مسملمكيكهم رفي مسمقمر *
صيليمن{ُ ً،قال معرنمى بها :لم نك من أتباع الئمة الذين قال ال تبارك وتعالى فيهم: مقايلوها لمهم منيك رممن ٱهليم م
}موٱلرساربيقومن ٱلرساربيقومن * أيهولمــرئمك ٱهليممقرريبومن{ُ ً،أما ترى الناس يسمون الذى يلى السابقا فى الحلبة مصلىً،
صيليمن{ُ :لم نك من أتباع السابقين". فذلك الذى عنى حيث قال} :ملهم منيك رممن ٱهليم م
صيموها رفي مريبرههم مفٱِرلرذيمن مكمفيروها{ُ :بولية علسىً، صممارن ٱهخمت م * "عن أبى جعفر فى قوله تعالى} :مهــمذارن مخ ه
}يقيطمعهت لميههم رثميافب يمن رنارر{ُ.
* "قرأ رجل عند أبى عبد ال عليه السلم} :مويقرل ٱهعمميلوها مفمسميمرى ٱللريه معمممليكهم مومريسويليه موٱهليمهؤرمينومن{ُ ً،فقال:
ليس هكذا هى ً،إنما هى" :والمأمونون" ً،ونحن المأمونون".
صهَر رمرشيهَد{ُ ً،قال :البئر على بن جعفر عن أخيه موسى فى قوله تعالى} :وربهئهَر سممعرطملهَة مومق ه * "عن ر
المعطلة :المام الصامت ً،والقصر المشيد :المام الناطقا".
* "حردث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده فى قوله عرز ومجرل} :ميهعرريفومن رنهعمممت ٱللرره يثرم يينركيرومنمها{ُ ً،قال:
لمة مويهؤيتومن ٱلرزمكامة مويههم مراركيعومن{ًُ، صم لما نزلت} :إررنمما مورلسييكيم ٱللريه مومريسولييه موٱرلرذيمن آممينوها ٱرلرذيمن يرقييمومن ٱل ر
اجتمع نفر من أصحاب رسول ال صلى ال عليه وسلم فى مسجد المدينة فقال بعضهم لبعضِ :ما
تقولون فى هذه الية؟ فقال بعضهم :إن كفرنا بهذه الية نكفر بسائرها ً،وإن آمنا فهذا ذل حين يمسرلط
علينا ابن أبى طالب ً،فقالوا :قد علمنا أن محمدا صادقا فيما يقول ولكنا نتوله ول نطيع عليا فيما أمرناً،
قال :فنزلت هذه الية} :ميهعرريفومن رنهعمممت ٱلرلره يثرم يينركيرومنمها{ُ ً،يعرفون :يعنى ولية علسى بن أبى طالبً،
وأكثرهم الكافرون بالولية".
* "عن عبد ال بن سليمان عن أبى عبد ال قال :سألته عن المام فروضِ ال إليه كما فروضِ إلى سليمان
ل سأله عن مسألة فأجابه فيها ً،وسأله آخر فأجابه بغير الجواب بن داود؟ فقال :نعم ً،وذلك أن رج ل
الول ً،ثم سأله آخر فأجابه بغير جواب الرولين ً،ثم قال" :هذا عطاؤنا فامنن أو )أعط( ً،بغير حساب"ً،
وهكذا هى على قراءة علسى عليه السلم ً،قال :قلت :أصلحك ال ً،فحين أجابنهم بهذا الجواب يعرفهم
المام؟ قال :سبحان ال ً،أما تسمع ال يقول} :إررن رفي مذرلمك لمياهَت رلهليممتمويسرميمن{ُ ً،وهم الئمة} ً،موإررنمها لمربمسربيهَل
سمرقي هَم{ُ ً،ل يخرج منها أبدا ...ثم قال لى :نعم ً،إن المام إذا أبصر الرجل عرفه وعرف لونه ً،وإن سمع
ضِ لهر ر كلمه من خلف حائط عرفه وعرف ممن هو ً،إن ال يقول} :مورمهن آميارتره مخهليقا ٱلرسمماموارت موٱ م
ليف أمهلرسمنرتيكهم موأمهلموارنيكهم إررن رفي ـذرلمك لمياهَت ليهلمعاملرميمن{ُ ً،وهم العلماء ً،فليس يسمع شيئا من المر ينطقا موٱهخرت م
به إل عرفه ً،ناج أو هالك )هكذا بالصل( ً،فلذلك يجيبهم بالذى يجيبهم".
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) نقول من الجزء الثانى (
* "عن أبى جعفر قال :يبرنمى السلم على خمس :على الصلة ً،والزكاة ً،والصوم ً،والحج ً،والولية ً،ولم
يناد بشئ كما نودى بالولية ً،فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه -يعنى الولية".
* "وعن الصادقا قال :أثافى السلم ثلثة :الصلة ً،والزكاة ً،والولية ً،ل تصح واحدة منهن إل
بصاحبتيها".
* "عن زرارة ً،عن أبى جعفر قال :يبرنمى السلم على خمسة أشياء :على الصلة ً،والزكاة ً،والحجً،
والصوم ً،والولية ً،قال زرارة :فقلت :وأى شئ من ذلك أفضل؟ قال :الولية أفضل ً،لنها مفتاحهنً،
والوالى هو الدليل عليهن...
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
ل قام ليله وصام نهاره وتصردقا بجميع ماله وحج جميع دهره ً،ولم يعرف ولية وفيه :أمر لو أن رج ل
ولى ال فيواليه ويكون جميع أعماله بدللته إليه ً،ما كان له على ال مجرل ومعرز حقا فى ثوابه ً،ول كان
من أهل اليمان".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) التقية (
صمبيروها{ُ ً،قال :بما صبروا على "عن أبى عبد ال فى قوله معرز ومجرل} :أيهولمــرئمك يهؤيتومن أمهجمريهم رمررمتهيرن ربمما م
التقية} ً،موميهدمريؤمن ربٱِهلمحمسمنرة ٱلرسيمئمة{ُ ً،قال :الحسنة التقية ً،والسيئة :الذاعة".
* "عن أبى عمر العجمى :قال :قال لى أبو عبد ال عليه السلم :يا أبا عمر ً،إن تسعة أعشار الدين
فى التقية ً،ول دين لمن ل تقية له ً،والتقية فى كل شىء إل فى النبيذ والمسح على الخفين".
* "قال أبو عبد ال :التقية من دين ال ً،قلت :من دين ال؟ قال :إى وال من دين ال ً،ولقد قال يوسف:
}أمرييتمها ٱهلرعيير إررنيكهم ملمسارريقومن{ُ ً،والر ما كانوا سرقوا شيئا ً،ولقد قال إبراهيم} :إريني مسرقيفم{ُ ً،وال ما كان
سقيما".
* "قال أبو عبد ال :ما بلغت تقية أحد تقية أصحاب الكهف ً،إن كانوا ليشهدون العياد ً،ويشدون
الزنانير ً،فأعطاهم ال أجرهم مرتين".
* "قال أبو جعفر" :خالطوهم بالبرانية ً،وخالفوهم بالجوانية إذا كانت المرة صبيانية".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) تحريف القرآن (
"عن أحمد بن محمد بن أبى النصر قال :مدفع إلرى أبو الحسن عليه السلم مصحفا وقال :ل تنظر فيهً،
ل من ففتحته وقرأيت فيه} :لمهم مييكرن ٱرلرذيمن مكمفيروها{ُ )يقصد سورة البيينة( ً،فوجديت فيها اسم سبعين رج ل
قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ً،قال :فبعث إلسى :ابعث إلسى بالمصحف".
* "عن سالم بن سلمة قال :قرأ رجل على أبى عبد ال علي السلم وأنا أسمع حروفا من القرآن ليس
على ما يقرؤها الناس ً،فقال أبو عبد ال :كرف عن هذه القراءة ً،اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائمً،
فإذا قام القائم عليه السلم ً،قرأ كتاب ال معرز مومجرل على جده ً،وأخرج المصحف الذى كتبه علسى عليه
السلم ً،وقال :أخرجه علسى عليه السلم إلى الناس حين فرغا منه وكتبه فقال لهم :هذا كتاب ال معرز
ومج رل كما أنزله ال على محمد صلى ال عليه وسلم ً،وقد جمعته من اللوحين ً،فقالوا :هو ذا عندنا
مصحف جامع فيه القرآن ً،ل حاجة لنا فيه ً،فقال :أما والر ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا ً،إنما كان على
أن أخرجكم حين جمعته لتقرأوه".
* "عن أبى عبد ال قال :إن القرآن الذى جاء به جبريل عليه السلم إلى محمد صلى ال عيه وسلم
سبعة عشر ألف آية".
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) فرضِ الرجلين "مسح" (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
"قال أبو عبد ال ً،إنه يأتى على الرجل ستون وسبعون سنة ما قبل ال منه صلة .قلت :وكيف ذاك؟
قال :لنه يغسل ما أمر ال بمسحه".
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) المذى والودى ل ينقضِ الوضوء (
"عن أبى عبد ال قال :إن سأل من ذكرك شىء من ممهذى أو موهدى وأنت فى الصلة فل تغسله ول تقطع
الصلة ول تنقضِ له الوضوء وإن بلغ عقبيك ً،فإنما ذلك بمنزلة النخامة ً،وكل شىء يخرج منك بعد
الوضوء فإنه من الحبائل أو من البواسير وليس بشىء فل تغسله من ثوبك إل أن تقذره".
* * *النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة
وموقفهم من تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) النكاح (
صبناه"."عن زرارة .عن أبى عبد ال فى تزويج أم كلثوم فقال :إن ذلك فهرج يغ ر
* "عن أبى عبد ال قال :لما خطب إليه قال أمير المؤمنين :إنها صبية ً،قال :فلقى العباس فقال :مالىً،
أبى بأس؟ قال :وما ذاك؟ قال :خطبت إلى ابن أخيك فردنى ً،أما والر ليعيورن زمزم ول أدع لكم
مكرمة إل هدمتها ولقيمن عليه شاهدين بأنه سرقا ً،ولقطعن يمينه ً،فأتاه العباس فأخبره وسأله أن
يجعل المر إليه فجعله إليه".
* "عن أبى عبد ال أنه قال :تزوج اليهودية والنصرانية أفضل ً،أو قال :خير من تزوج الناصب
والناصبية".
* "عن الفضيل بن يسار قال :سألت أبا عبد ال عن نكاح الناصب فقال :ل وال ما يحل ً،قال الفضيل:
ثم سألته مرة أخرى فقلت :يجرعليت فداك ً،ما يقول محمد فى نكاحهم؟ قال :والمرأة عارفة؟ قلت :عارفةً،
قال :إن العارفة ل توضع إل عند عارف".
* "عن أبى عبد ال :ل تكون المتعة إل بأمرين :أجل مسمى وأجر مسمى".
* "عن أبى عبد ال فى حديث الدعاء عند إتيان الرجل أهله ..." :إسن الشيطان ليجئ حتى يقعد من
المرأة كما يقعد الرجل منها ويحدث كما يحدث وينكح كما ينكح ..قلت -أى أبو بصير راوى الحديث
عن أبى عبد ال -بأى شىء يعرف ذلك؟ قال :بحبنا وبغضنا ً،فممن أحبنا كان نطفة العبد ً،وممن أبغضنا
كان نطفة الشيطان".
* "عن أبى عبد ال قال :إن ال عرز وجرل نزع الشهوة من نساء بنى هاشم وجعلها فى رجالهم ً،وكذلك
فعل بشيعتهم ً،وإن ال عرز ومجرل نزع الشهوة من رجال بنى أمية وجعلها فى نسائهم وكذلك فعل
بشيعتهم".
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) فضل الشيعة (
"وفى حديث لبى عبد ال ..." :فوال لقد مات الرسول صلى ال عليه وسلم وهو على أمته ساخطا إل
الشيعة .أل وإن لكل شىء عزا وعز السلم الشيعة ً،أل وإن لكل شىء دعامة ودعامة السلم الشيعةً،
أل وإن لكل شىء ذروة وذروة السلم الشيعة ً،أل وإن لكل شىء شرفا وشرف السلم الشيعة ً،أل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وإن لكل شىء سيدا وسيد المجالس الشيعة ً،أل وإن لكل شىء إماما وإمام الرضِ أرضِ تسكنها
الشيعة ً،وال لول ما فى الرضِ منكم ما رأيت بعين عشيا أبدا ً،وال لول ما فى الدنيا ول لهم فى
صمبفة * مت ه
صلمـى منارا الخرة من نصيب ..كل ناصب وإن تعربمد واجتهمد منسوب إلى هذه الية} :معارملمفة رنا ر
محارمميلة{ُ ً،فكل ناصب مجتهد فعمله هباء".
**
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) تفسير بعضِ اليات (
"عن أبى جعفر فى قوله عرز ومجرل} :يقهل ممآ أمهسمألييكهم معلمهيره رمهن أمهجهَر موممآ أممنآ رممن ٱهليممتمكليرفيمن * إرهن يهمو إر ر
ل رذهكفر
ليهلمعاملرميمن{ُ ً،قال :هو أمير المؤمنين عليه السلم} :موملمتهعمليمرن منمبمأيه مبهعمد رحيرن{ُ ً،قال :عند خروج القائم عليه
السلم.
وفى قوله عرز ومجرل} :مولممقهد آمتهيمنا يمومسـى ٱهلركمتامب مفٱِهخيترلمف رفيره{ُ ً،قال :اختلفوا كما اختلفت هذه المة فى
الكتاب ً،وستختلفون فى الكتاب الذى مع القائم الذى يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب
أعناقهم.
ضمي مبهيمنيههم موإررن ٱلرظارلرميمن لميههم معمذافب أمرليفم{ُ ً،قال :لول ما تقدم صرل لميق رل مكرلممية ٱهلمف ه
وأما قوله عرز وجرل} :مولمهو م
فيهم من ال عرز وجل ما أبقى القائم عليه السلم منهم أحدا.
صيديقومن ربميهورم ٱليديرن{ُ ً،قال :بخروج القائم عليه السلم. وفى قوله عرز ومجرل} :موٱرلرذيمن ي م
وقوله عرز ومجرل} :موٱلرلره مريبمنا مما يكرنا يمهشررركيمن{ُ ً،قال :يعنون بولية علسى عليه السلم.
وفى قوله عرز ومجرل} :مويقهل مجآمء ٱهلمحسقا مومزمهمقا ٱهلمبارطيل{ُ ً،قال :إذا قام القائم عليه السلم ً،ذهبت دولة
الباطل".
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) -6ترجمة مؤلف "مرآة النوار ومشكاة السرار" (
"الفاضل العريف ً،والباذل جهده فى سبيل التكليف ً،أبو الحسن العاملى ً،ثم الصفهانى ً،ابن المولى محمد
طاهر بن عبد الحميد بن موسى بن على بن معتوقا ابن عبد الحميد العاملى ً،وقد كان من أعاظم فقهائنا
المتأخرين ً،وأفاخم نبلئنا المتبحرين ً،سكن ديار العجم طوالل من السنين ً،وهاجر إلى النجف ..وكان
ميلده ببلدة أصفهان لما أن والده المولى محمد طاهر كان قاطنا بها برهة من الزمان ً،وناكحا فيها
والدته المرضية العلوية التى هى أخت سيدنا المير محمد صالح بن عبد الواسع الحسنيى ...كما أن
تعبيره عن نسب نفسه فى أواخر ما وجدناه من أرقامه المباركة :بأبى الحسين العالمى الصفهانى
الشريف دليل على ذلك أيضا وعلى أن البلدة المزبورة هى ميلده المنيف".
ثم ذكر مشايخْ إجازته وهم:
-1العلمة الثقة الثبت :مل محمد بن باقر بن محمد تقى المجلس ً،وتاريخْ إجازته له :ثالث ربيع الول
سنة 1107هـ.
-2الشيخْ محمد حسين بن الحسن بن إبراهيم بن علسى بن عبد العالى الميسى ً،وتاريخْ إجازته له :شهر
صفر سنة 1100هـ.
-3المير محمد صالح بن عبد الواسع بن محمد صالح الحسينى )المتوفى سنة 1116هـ( ً،وتاريخْ
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
إجازته له :سنة 1107هـ.
-4الشيخْ عبد الواحد بن محمد بن أحمد البورانى ً،وتاريخْ إجازته له 15 :شوال سنة 1103هـ.
-5الشيخْ قاسم بن محمد الكاظمى نزيل النجف )المتوفى سنة 1100هـ(.
-6الحاج محمود بن علسى الميبدى )الميمندى( المشهدى ً،وتاريخْ إجازته له :المحسرم سنة 1107هـ.
-7محمد بن المرتضى المدعو بمل محسن الكاشى صاحب الوافى والصافى والشافى.
-8السيد البارع المحيدث نعمت ال بن عبد ال الموسوى التسترى الجزائرى.
-9المولى المحققا صاحب التصانيف آقا حسين الخوانسارى.
...قال" :إل أن غالب رواياته الموجودة فى الجازات المنتمية إلينا مقصورة على شيخه الفعم القدم
محمد باقر بن محمد تقى المجلس رضوان ال عليه.
ثم ذكر تلميذه وهم:
-1الشيخْ أحمد بن إسماعيل بن الشيخْ عبد النبى بن سعيد الجزائرى النجفى )المتوفى بعد سنة
1149هـ( بقليل ً،وهو صاحب آيات الحكام.
- 2السيد السعيد نصر ال بن الحسين بن على الحسينى الفائزى الحايرى الشهيد فى حدود سنة
1168هـ.
-3الشيخْ محمد مهدى بن بهاء الدين محمد الملقب بالصالح الفتونى العاملى الغروى ابن عم المولى
أبى الحسن صاحب الترجمة.
...ثم نقل صحب المقجمة "محمود بن جعفر الموسوى" عن العلمة النورى فى الفيضِ القدسى نبذة عن
أبى الحسن العاملى )المترجم له( ما ملخصه:
"العارلم العامل الفاضل الكامل المدققا العلمة أفقه المحيدثين ً،وأكل الربانيين الشريف العدل المولى أبو
الحسن بن محمد طاهر بن عبد الحميد بن موسى ابن علسى بن معتوقا بن عبد الحميد الفتونى النباطى
العاملى الصفهانى الغروى ...وهذا الشيخْ جليل القدر عظيم الشأن ً،أفضل أهل عصره فيما أعلمً،
وهو مؤلف "مرآة النوار" ألى أواسط سورة البقرة يقرب مقدماته من عشرين ألف بيت ل يوجد مثلهً،
وكتاب "ضياء العالمين فى المامة" يزيد عن ستين ألف بيت أجمع وأجل ما يكرتب فى هذا الفنً،
وغيرهما مما جمع بعضه فى اللؤلؤة ...توفى فى أواخر عشر الربعين بعد المائة واللف )
1138هـ( ً،وكان له ولد عارلم فاضل محققا متتبع فى غاية الذكاء وحسن الدراك ً،متوسع فى العقليات
والشرعيات اسمه المولى أبو طالب ً،كما صسرح به السيد عبد ال سبط الجزائرى فى إجازته" أ هـ.
....ثم ذكر مؤلفاته فقال ما ملخصه:
"وله من المصنفات المشهورة التى عثرنا عليها :كتاب لطيف طريف جعله فى خصوص الصوليين..
وسماه :الفوائد الغروية لكونه من بركات زمن مجاورته بأرضِ الغريين ...وعندنا الجزء المتأخر الذى
هو فى أصول الفقه منه بخط مؤلفه المبرور.
وله أيضا رسالة غ سراء مبسوطة فى مسألة الرضاع .وكتاب كبير فى التفسير على النحو الذى ورد فى
متون الخبار سماه "مرآة النوار ومشكاة السرار" ً،لم يخرج منه سوى مجلدين :المجلد الول يحوى
مقدمات التفسير وعموم العلوم المتعلقة بالقرآن المجيد ً،وجاء فى المجلد الثانى تفسير سورة الفاتحة وما
يقارب النصف من تفسير سورة البقرة".
ثم قال :قال شيخنا البحر المتلطم الزخار الحاج ميرزا حسن النورى الطبرسى فى خاتمة كتابه
"المستدرك" فى الفائدة الثالثة من )ص (385فى الحاشية :ومن الحوادث الطريفة والسرقات اللطيفة أن
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
مجلد مقدمات تفسير هذا المولى الجليل المسمى بـ "مرآة النوار" موجود الن بخط مؤلفه فى خزانة
كتب حفيده شيخْ الفقهاء صاحب "جواهر الكلم" طاب ثراه واستنسخناه بتعب ومشقة ً،وكانت النسخة
معى فى بعضِ أسفارى إلى طهران فأخذها منى بعضِ أركان الدولة وكان عازما على طبع" تفسير
البرهان" للعارلم السيد هاشم البحرانى ً،وقال لى :إن تفسيره خال عن البيان فيناسب أن نلحقا به هذه
النسخة ليتم المقصود بها فاستنسخها ورجعيت إلى العراقا ً،وتوفى هذا البانى قبل إتمام الطبع فاشترى ما
يطربع من التفسير ونسخة "المرآة" من ورثته بعضِ أرباب الطبع فأكمل الناقص وطبع "المرآة" فى ملجدً،
ولما عثرت عليه فى المشهد الغروى رأيت مكتوبا على ظهر الورقة الولى منه :كتاب "مرآة النوار
ومشكاة السرار" ً،وهو مصباح لنظار البرار ً،ومقدمة للتفسير الذى صنفه الشيخْ الجل والتحرير
النبل العارلم العلمة والفاضل الفهامة الشيخْ عبد اللطيف الكازرانى مولدا والنجفى سكنا ...إلخًْ،
فتحريريت وتعرجبيت من هذه السرقة فكتبيت إلى بانى الطبع ما معناه :إن هذا التفسير للمولى الجليل أبى
الحسن الشريف ً،وأما عبد اللطيف فلم أسمع بذكره ولم نره فى كتاب ً،ولعل الكاتب السارقا المطفئ
لنور ال اشتبه عليه ما فى صدر للكتاب بعد الخطبة من قوله" :يقول العبد الضعيف الراجى لطف ربه
اللطيف الخادم كلم ال الشريف" ...إلخْ ً،فظن أنه أشار إلى اسمه فى ضمن هذه العبارة ولكن النسبة
إلى كازران ل أردى ما منشؤها ً،فوعدنى فى الجواب أن يتدارك ويغير ويبدل الصفحة الولى ويكتب
على ظهرها اسم مؤلفه وشرح حاله الذى كتبته سالفا على ظهر نسختى من التفسير ً،وإلى الن ما ورفى
بعهده وأعد نفسه لمؤاخذة المولى الشريف فى غده ً،فليبلغ الناظر الغايب أن هذا التفسير المطبوع فى
سنة ) 1295هـ( فى طهران المكتوب فى ظهره ما تقدم للمولى أبى الحسن الشريف الذى يعبر عنه
فى الجواهر بجدى العلمة ل لعبد اللطيف الكازرانى الذى لم يتولد بعد ...إلى ال المشتكى وهو
المستعان" أ هـ.
....ثم ذكر له ترجمة أخرى تتضمن ما سبقا وفيها من مؤلفاته شرح على المفاتيح سماه" :شريعة
الشيعة ودلئل الشريعة".
"قال صاحب روضات الجنات :ويظهر من تضاعيف كتاب المل أن بيت بنى موسى بن علسى النباطيين
العامليين بيت كبير من أهل الفقه والدب والحديث ً،وأكثرهم كانوا متوطنين إما بمحروسة أصفهان أو
مجاورين بالنجف الشرف" أ هـ.
وفى خطبة الكتاب للمؤلف ما نصه:
"أما بعد ..فيقول العبد الضعيف الراجى لطف ربه اللطيف خادم كلم ال أبو الحسن الشريف".
وقال الناشر فى آخر المقدمة ما نصه:
"والحمد ل على أن وفقنا لتجديد طبع هذا الكتاب الذى لم يأت بمثله ذوى العلوم من تأويلت آيات كتاب
ال المبين والفرقان العظيم وحل مشكلته مستدلل فيما جاء به من التأويل بالحاديث المأثورة عن النبى
والئمة عليهم السلم .جزى ال مؤلفه عن السلم والمسلمين خير الجزاء ً،وقد صحح بمعرفتى وطبع
فى مطبعة القتاب بطهران فى يوم الثنين عاشر شعبان المعظم من شهور سنة 1374هـ ً،وعنى
بطبعه ونشره الصالح الوفى خادم علوم الئمة الطاهرين الحاج أبو القاسم بن محمد تقى المشتهر
بالسالك ً،سلك ال به طريقا إلى جسناته ورضوانه آمين ً،وأنا الحقر محمود بن جعفر الموسوى الزرندى"
أ هـ.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) -7البرهان فى تفسير القرآن (
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
للسيد هاشم بن السيد سليمان بن سيد إسماعيل بن سيد عبد الجواد الحسينى البحرانى التوبلى الكتكانى
)المتوفى سنة - 1107أو 1109هـ( ..والكتاب طبع للمرة الولى على الحجر فى طهران سنة
1295هـ فى مجلدين يبلغ عدد صفحاتهما 1148صحيفة ً،وطبع للمرة الثانية فى أربع مجلدات تبلغ
عدد صفحاتها 1996صحيفة ً،وذلك فى سنة 1375هـ.
وها نحن نعتمد فى نقولنا على الطبعة الثانية ً،التى جعلت مقدمة "مرآة النوار ومشكاة السرار" مقدمة
لها وإن كانت فى مجلد وحدها.
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) التعريف بالمؤلف (
"مؤلف هذا الكتاب هو السيد هاشم بن سيد سليمان بن سيد إسماعيل ابن سيد عبد الجواد بن سيد على
بن سيد سليمان بن سيد ناصر الحسينى الكتكانى.
ولد -رحمه ال تعالى -فى كتكان من قرى بلد توبلى من أعمال البحرين ً،لم يذكر مترجموه تاريخْ
ولدته ولم يشيروا إلى ما يوضح ذلك ً،ولكنهم ذكروا سنة وفاته وقد توفى سنة ) 1107أو سنة 1109
هـ( فى قرية النعيم ونقل إلى قرية التوبلى ودفن بها...
ل محيدثا جامعا متتبعا للخبار بما لم يسبقا له سابقا سوى شيخنا وذكر صاحب اللؤلؤة "أنه كان فاض ل
المجلى وقد صرنف كتبا عديدة تشهد بشدة تتبعه واطلعه" .ومؤلفاته تبلغ خمسة وسبعين كتابا بين صغير
وكبير ووسيط.
قال صاحب اللؤلؤة" :إنى لم أقف له على كتاب "فتاوى الحكام الشرعية" بالكلية ولو فى مسألة جزئيةً،
وأن ما كتبه مجرد جمع وتأليف ولم يتكلم فى شىء منها مما وقفيت عليه على ترجيح فى القوال أو
اختيار مذهب وقول فى ذلك المجال ً،ول أدرى أن ذلك لقصور درجته عن مرتبة النظر والستدلل أم
تورعا من ذلك كما نقل عن السيد الزاهد العابد رضى الدين ابن طلوس".
قال المترجم :ولكن اعتقد أن المرجح هو ورعه ل قصوره وقد استدل على ذلك بدليلين :ثانيهما ما جاء
فى اللؤلؤة عنه" :وانتهت رياسة البلد بعد الشيخْ محمد بن ماجد )المتقدم( إلى السيد المذكور ً،فقام
بالقضاء فى البلد وتولى المور الحسبية أحسن قيام وقمع أيدى الظلمة والحكام ً،ونشر المر بالمعروف
والنهى عن المنكر وبالغ فى ذلك وأكثر ً،ولم تأخذه لومة لئم فى الدين ً،وكان من التقياء المتورعين
شديدا على الملوك والسلطين".
وها هى جملة من مؤلفاته:
-1إثبات الوصية )ذكر المعلقا أن صاحب الذريعة يستظهر أن هذا الكتاب هو كتاب البهجة المرضية
التى بعد(.
-2احتجاج المخالفين على إمامة أمير المؤمنين.
-3إرشاد المسترشدين.
-4النصاف فى النص على الئمة الشراف من آل عبد مناف.
-5إيضاح المسترشدين فى بيان تراجم الراجعين إلى ولية أمير المؤمنين.
-6البرهان فى تفسير القرآن.
-7البهجة المرضية فى إثبات الخلفة والوصية.
-8تبصرة الولى فيمن رأى المهدى فى زمان أبيه أو فى غيبته الصغرى أو الكبرى.
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
-9تحفة الخوان.
-10ترتيب التهذيب.
-11تفضيل الئمة على النبياء الذين كانوا قبل جدهم النبى الخاتم صلى ال عليه وسلم.
-12تفضيل علسى على أولى العزم من الرسل.
-13تنبيه الريب وتذكرة اللبيب فى إيضاح رجال التهذيب.
-14التيمية فى بيان نسب التيمى.
-15التنبيهات فى تمام كتاب الفقه من كتاب الطهارة إلى الدسيات.
-16ثاقب المناقب فى المعجزات.
-17نزهة البرار فى خلقا الجنة والنار.
-18حقيقة اليمان.
-19حلية الراء )قال المترجم :والظاهر أنه مصحف البرار التى(.
-20حلية البرار فى أحوال محمد وآله الطهار.
-21حلية النظر فى فضل الئمة الثنى عشر.
-22الدر النضيد فى خصائص الحسين الشهيد.
-23سلسل الحديد ً،منتخب من شرح نهج البلغة لبن أبى الحديد.
-24عمدة النظر فى الئمة الثنى عشر.
-25غاية المرام ويحرجة الخصام فى تعيين المام من طريقا الخاص والعام.
-26لوامع النوار فى التفسير.
-27مدينة المعجزات.
-28المحرجة فيما نزل فى القائم اليحرجة.
-29معالم الزلفى فى النشأة الخرى.
-30معجزات النبى صلى ال عليه وسلم.
-31مناقب أمير المؤمنين.
-32مناقب الشيعة.
-33مولد القائم.
-34الميثمية.
-35نور النوار فى التفسير.
-36نزهة البرار ومنار الفكار فى خلقا الجنة والنار.
-37نهاية المال فى ما يتم به العمال.
-38نسب عمر بن الخطاب.
-39الهادى وضياء النادى )مجلدان فى تفسير القرآن(.
-40وفاة الزهراء.
-41وفاة النبى صلى ال عليه وسلم.
-42روضة العارفين.
-43الهداية فى تفسير القرآن.
قال المترجم" :وهذا السيد كان يروى عن جملة من المشايخْ منهم السيد عبد العظيم بن السيد عباس
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الستراباذى الخبارى ً،والشيخْ محمود بن عبد السلم ً،والشيخْ فخر الدين الطريحى النجفى صاحب
كتاب مجمع البحرين .واعلم أن كتابه "البرهان فى تفسير القرآن" ستة أجزاء قد جمع فيه جملة الخبار
الواردة فى التفسير من الكتب القديمة العربية وغيرها" .أ هـ.
قال المؤلف فى مقدمة تفسيره بعد أن ذكر فضل القرآن الكريم ما نصه" :غير أن أسرار تأويله ل
تهتدى إليه العقول ً،وأنوار حقائقا خفياته ل تصل إليه قريحة المفضول ً،ولهذا اختلف فى تأويله الناسً،
وصاروا فى تفسيره على أنفاس وانعكاس ً،قد فسسروه على مقتضى أديانهم ً،وسلكوا به على موجب
مذاهبهم واعتقادهم ً،وكل حزب لما لديهم فرحون ً،ولم يرجعوا فيه إلى أهل الذكر صلى ال عليهم وسلم
أجمعين ً،أهل التنزيل والتأويل القائل فيهم مجرل جلله} :مومما ميهعلميم متهأرويلميه إر ر
ل ٱللريه موٱلررارسيخومن رفي ٱهلرعهلرم{ُ ل
غيرهم ً،وهم الذين أوتوا العلم وأولوا المر وأهل الستنباط وأهل الذكر الذين يأمر الناس بسؤالهم كما
جاءت به الثار النبوية والخبار المامية ً،وممن ذا الذى يحوى القرآن غيرهم ويحيط تنزيله وتأويله
سواهم؟ ففى الحديث عن مولنا باقر العلم أبى جعفر محمد بن علسى عليهما السلم قال" :ما يستطيع أحد
أن يسدعى أنه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الوصياء" .وفى حديث آخر عن جابر قال :سمعيت
أبا جعفر عليه السلم يقول" :ما من أحد من الناس اسدعى إلى علسى بن أبى طالب والئمة من بعده" .وفى
الحديث عن مولى المة وإمامها أمير المؤمنين علسى بن أبى طالب عليه السلم" :أن عبد ال بن عباس
جاءه عليه السلم يساله عن تفسير القرآن فوعده بالليل ً،فلما حضر قال :ما أول القرآن؟ قال :الفاتحةً،
قال :وما أول الفاتحة؟ قال} :ربهسرم ٱل الررهحـمرن الرررحيـرم{ُ ً،قال وما أول }ربهسرم ٱل الررهحـمرن الرررحيـرم{ُ؟
قال} :ربهسرم{ُ ً،قال :وما أول }ربهسرم{ُ؟ قال :الباء ً،فجعل عليه السلم يتكلم فى الباء طول الليل ً،فلما قرب
الفجر قال :لو زادنا الليل لزدنا" .وقال عليه السلم فى حديث آخر" :لو شئيت لوقريت سبعين بعيرا فى
تفسير فاتحة الكتاب".
ثم ساقا أحاديث أخرى ثم قال:
"إذا عرفمت ذلك فقد رأيمت عكوف أهل الزمان على تفسير ممن لم يرووه عن أهل العصمة سلم ال
عليهم الذى أنزل التنزيل والتأويل فى بيوتهم وأوتوا من العلم ما لم يؤته غيرهم ً،بل كان يجب التوقف
حتى يأتى تأويل عنهم لن علم التنزيل والتأويل فى أيديهم مما جاء عنهم عليهم السلم فهو النور
والهدى ً،وما جاء عن غيرهم فهو الظلمة والعمى ً،والعجب كل العجب من علماء علمى المعانى والبيان
حيث زعموا أن معرفة هذين العلمين يطلع على مكنون سر ال يجرل جلله من تأويل القرآن ً،قال بعضِ
أئمتهم :ويل ً،ثم ويل ً،ثم ويل لمن تعاطى التفسير وهو فى هذين العلمين راجل ً،وذلك أنهم ذكروا أن
العلمين مأخوذان من استقراء تراكيب كلم العرب البلغاء ً،باحثان عن مقتضيات الحوال والمقام
كالحذف ً،والضمار ً،والفصل ً،والوصل ً،والحقيقة ً،والمجاز ً،وغير ذلك.
ول ريب أن محل ذلك من كتاب ال مجرل جلله يحتاج معرفته إلى العلم به من أهل التنزيل والتأويلً،
وهم أهل البيت عليهم السلم الذين عرلمهم ال سبحانه وتعالى فل ينبغى معرفة ذلك إل منهم ً،وممن
تعاطى معرفته من غيرهم ركب متن عمياء ً،وخبط خبط عشواء ً،فماذا بعد الحقا إل الضلل فأرنى
يتصمرفون؟
"وقد كنت أولل قد جمعت فى كتاب "الهادى" كثيرا من تفسير أهل البيت عليهم السلم قبل عثورى على
تفسير الشيخْ الثقة محمد بن مسعود العياشى .وتفسير الشيخْ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار المعروف
بابن الحجام ما ذكره عنه الشيخْ الفاضل شرف الدين النجفى وغيرهما من الكتب التى ذكرها فى الباب
الخامس عشر فى ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب وذكر مصنفيها فى مقدمة الكتاب ً،وهذه الكتب من
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الكتب المعتممد عليها ً،والمعسول والمرجع إليها ً،مصنوفها مشايخْ معتبرون ً،وعلماء منتجبون.
"وربما ذكرت فى الكتاب التفسير عن ابن عباس على رقسلة إذ هو تلميذ مولنا أمير المؤمنين عليه
السلم ً،وربما ذكرت التفسير من طريقا الجمهور إذا كان موافقا لرواية أهل البيت عليهم السلم ً،أو
كان فى فضل أهل البيت عليهم السلم ..عن ابن عباس عن النبى صلى ال عليه وسلم قال" :القرآن
أربعة أرباع ً،فربع فينا أهل البيت خاصة ً،وربع حلل ً،وربع حرام ً،وربع فرائضِ وأحكام ً،وال أنزل
فينا كرائم القرآن" .والعجب من مصنفى تفسير الجمهور مع روايتهم هذه الرواية أنهم لم يذكروا إل
القليل فى تفاسيرهم من فضل أهل البيت ول سيما متأخرى )هكذا( مفسريهم كصاحب الكشاف
والبيضاوى.
"ثم إن لم أعثر على تفسير الية من صريح رواية مسند عن أهل البيت ذكرت ما ذكره الشيخْ أبو
الحسن عل سى بن إبراهيم الثقة فى تفسيره ً،إذ هو منسوب إلى مولنا وإمامنا الصادقا عليه السلم.
"وكتابى هذا يطلعك على كثير من أسرار علم القرآن ً،ويرشدك إلى ما جهله متعاطى التفسير من أهل
الزمان ً،ويوضح لك عن ما ذكره من العلوم الشرعية والقصص والخبار النبوية وفضائل أهل البيت
المامية ً،إذ صار كتابا شافيا ودستورا وافيا ومرجعا كافيا ً،يحرجة فى الزمان ً،وعينا من العيان ً،إذ هو
مأخوذ من تأويل أهل التنزيل والتأويل الذين نزل الوحى فى دارهم عن جبريل عن الجليل ً،أهل بيت
الرحمة ً،ومنبع العلم والحكمة ً،صلى ال عليهم أجمعين".
ثم ذكر المؤلف أرلف تفسيره خدمة للسلطان شاه بهادر خان الذى أثنى عليه بالغ الثناء ً،ووصل نسبه
بنسب المصطفى عليه السلم ً،ثم قال" :واعلم أيها الراغب فيما جاء عن أهل البيت عليهم السلم من
التفسير ً،والطالب لما سنح منهم من الحقا المنير ً،أنى قد جمعت ما فى تفسير "الهادى ومصباح النادى"
الذى أرلفته أو لل إلى زيادات هذا الكتاب ليعم النفع ويسهل أخذه على الطلب ً،إن فى ذلك لعبرة لولى
اللباب ً،وشفاء للمؤمنين ً،ونورا لمن استضاء رمهن يخليص الصحاب ً،فهو كتاب عليه المعرول ً،وإليه
المرجع ل تفاسير الجمهور ً،فهذا التفسير الظل وتفاسيرهم الحرور.
"فيقول مؤلفه فقيرا إلى ال الغنى ً،عبده هاشم بن سليمان بن إسماعيل الحسينى البحرانى :إنى جعلت
قبل المقصود مقدمة فيها أبواب تشتمل على فوائد فى الكتاب ً،وسميته "البرهان فى تفسير القرآن" وهو
قد اشتمل على كثير من أهل البيت عليهم السلم ً،الذين نزل القرآن فى منازلهم ً،فمرجع تنزيله وتأويله
إليهم ً،وال سبحانه نسأل أن يجعل محيانا محياهم ً،ومماتنا مماتهم ً،وهو حسبنا ونعم الوكيل".
ثم ذكر عدة أبواب:
الباب الول :فى فضل العارلم والمتعلم.
والباب الثانى :فى فضل القرآن.
والباب الثالث :فى الثقلين وهما :كتاب ال والعترة.
)ويعنى بالعترة الئمة الثنى عشر كما صسرح بذلك فى الحديث الثالث رواية عن علسى ً،وقيل :أهل بيت
النبى صلى ال عليه وسلم عامة(.
والباب الرابع :فى معنى الثقلين من طريقا المخالفين وفى أنه ما من شىء يحتاج إليه العباد إل وهو فى
القرآن وفيه تبيان كل شىء.
والباب الخامس :فى أن القرآن لم يجمعه كما أنزل إل الئمة عليهم السلم وعندهم تأويله ً،وذكر
أحاديث منها :عن أبى عبد ال قال" :إرنا أهل بيت لم ينبعث منا إل ممن يعلم كتابه من أوله إلى أخره".
وعن أبى عبد ال أيضا قال" :وال إنى لعلم كتاب ال من أوله إلى آخره كأنه فى كفى ً،فيه خبر
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
السماء وخبر الرضِ وخبر ما كان وخبر ما هو كائن ً،قال ال تعالى" :فيه تبيان كل شىء".
وعن يعقوب بن جعفر قال" :كنت مع أبى الحسن عليه السلم بمكة ً،فقال له رجل :إنك لتفسر من كتاب
ال ما لم ييسمع ً،فقال :علينا نزل قبل الناس ولنا يفسر قبل أن ييفسر فى الناس ً،فنحن نعلم حلله
وحرامه ً،وناسخْ ومنسوخه ً،وسفريه وحضريه ً،وفى أى ليلة نزلت من آية ً،وفيمن نزلت ً،فنحن حكماء
ال فى أرضه ً،وشهداؤه على خلقه ً،وهو قوله تبارك وتعالى} :مسيتهكمتيب مشمهامديتيههم مويهسمأيلومن{ُ ً،فالشهادة لنا
والمسألة للمشهود عليه ً،فهذا قد أنهيته" .وعن أبى عبد ال قال" :إرنا أهل بيت لم يزل ال يبعث منا ممن
يعلم كتابه من أوله إلى آخره ً،وإن عندنا من حلله وحرامه ما يسعنا كتمانه ما نستطيع أن نحيدث به
أحدا".
والباب السادس :فى النهى عن تفسير القرآن بالرأى والنهى عن الجدال ً،ويروى فيه عن زيد الشحام
قال :دخل قتادة بن دعامة على أبى جعفر عليه السلم فقال :يا قتادة ً،أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال :هكذا
يزعمون ً،قال أبو جعفر :بلغنى أنك تفيسر القرآن .قال له قتادة :نعم ً،فقال له أبو جعفر :فإن كنمت تفسره
عز وجرل فى سبأ} :مومقردهرمنا رفيمها بعلم فأنت أنت وأنا أسألك ً،قال قتادة :سل ً،قال :أخبرنى عن قول ال ر
ٱلرسهيمر رسييروها رفيمها لمميارلمي موأمرياما آرمرنيمن{ُ.
فقال قتادة :ذاك ممن خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلل يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى
أهله ً،فقال أبو جعفر :ناشدتك ال يا قتادة ً،هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلل وكراء
حلل يريد هذا البيت فيتقطع عليه الطريقا فتذهب نفقته وييضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟ قال
قتادة :الرلهم نعم ً،فقال أبو جعفر :ويحك قتادة ً،إن كنمت إنما فرسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت
وأهلكت ً،وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ً،ويحك يا قتادة ً،ذلك ممن خرج من بيته بزاد
وراحلة وكراء حلل يروم هذ البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه كما قال ال تعالى} :مفٱِهجمعهل أمهفرئمدلة يممن ٱلرنارس
متههروييِ إرلمهيره هم{ُ ً،ولم يعن البيت فيقول" :إليه" ً،فنحن والر دعوة إبراهيم عليه السلم التى ممن هواها يقربلت
حجته وإل فل ً،يا قتادة ً،فإن كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة ً،قال قتادة :ل مجمرم والر ل
فسرتها إل هكذا ً،فقال أبو جعفر :ويحك يا قتادة ً،إنما يعرف القرآن ممن خوطب به".
والباب السابع :أن القرآن له ظهر وبطن ً،وعام وخاص ً،ومحكم ومتشابه ً،وناسخْ ومنسوخ ً،والنبى
صلى ال عليه وسلم وأهل بيته يعلمون ذلك وهم الراسخون في العلم ً،وروى فيه عن أبى جابر قال:
سأل يت أبا جعفر عن شىء فى تفسير القرآن فأجابنىً،ثم سألته ثانية فأجابنى بجواب آخر ً،فقلت :يجرعليت
فداك ً،كنمت أجب مت فى هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم ً،فقال لى :يا جابر ً،إن للقرآن بطناً،
وللبطن بطنا وظهرا ً،وللظهر ظهرا ً،يا جابر ً،وليس شىء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ً،إن
الية لتكون أولها فى شىء وأوسطها فى شىء ً،وآخرها فى شىء ً،وهو كلم متصل ينصرف على
وجوه".
"وروى فيه أيضا عن حماد بن عثمان قال :قلت لبى عبد ال عليه السلم :إن الحاديث تختلف عنكمً،
قال :فقال :إن القرآن نزل على سبعة أحرف ً،ويأذمن للمام أن يفتى على سبعة وجوه ً،ثم قال} :مهــمذا
معمطآيؤمنا مفٱِهمينهن أمهو أمهمرسهك ربمغهيرر رحمساهَب{ُ.
والباب الثامن :فيما نزل عليه القرآن من القسام .وروى فيه عن أمير المؤمنين عليه السلم قال" :يأنرزل
القرآن أثلثا ً،ثلث فينا وفى عدونا ً،وثلث سنن وأمثال ً،وثلث فرائضِ وأحكام".
والباب التاسع :فى أن القرآن نزل بـ "إياك أعنى واسمعى يا جارة" .وروى فيه عن أبى عبد ال قال:
نزل القرآن بـ" :إياك أعنى واسمعى يا جارة" ً،ثم قال الكلينى :وفى رواية أخرى أن أبى عبد ال عليه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
عز وجرل به نبيه صلى ال عليه وسلم فهو يعنى به ما قد مضى فى القرآن السلم ً،معناه :ما عاتب ال م ر
ل{ُ. ل مأن مثربهتمنامك لممقهد ركدرت متهرمكين إرلمهيرههم مشهيئا مقرلي ل
مثل قوله} :مولمهو م
والباب العاشر :فيما عنى به الئمة فى القرآن ً،وروى فيه عن أبى جعفر قال" :إذا سمعتضِ ال ذكر
أحدا من هذه المة بخير فهم نحن ً،وإذا سمعمت ال ذكر قوما بسوء ممن مضى فهم عدونا".
"وروى عن أبى عبد ال قال :لو قرئ القرآن كما يأنرزل للفيتنا فيه مسمين".
"وعن أبى جعفر قال :لول أهن رزيمد فى كتبا ال ونقص منه ما خفى حقنا على ذى الحجى ً،ولو قد قام
قائمنا فنطقا صسدقه القرآن".
"وروى عن داود بن فرقد قال :قلت لبى عبد ال عليه السلم :أنتم الصلة فى كتاب ال عرز ومجرلً،
وأنتم الزكاة ً،وأنتم الحج؟ فقال :يا داود ً،نحن الصلة فى كتاب ال عرز ومجرل ً،ونحن الزكاة ً،ونحن
الصيام ً،ونحن الحج ً،ونحن الشهر الحرام ً،ونحن البلد الحرام ً،ونحن كعبة ال ً،ونحن رقهبلة ال ً،ونحن
وجه ال ً،ونحن اليات ً،ونحن البيينات ً،وعدونا فى كتاب ال الفحشاء والمنكر والبغى والخمر والميسر
والنصاب والزلم والصنام والوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير ً،يا داود! إرن ال
ضلنا ً،وجعلنا أمناءه وحفظته ويخرزانه على ما فى السموات وما فى الرضًِ، خلقنا وأكرم خلقنا ً،وف ر
وجعل لنا أضدادا وأعداء ً،فسمانا فى كتابه وكرنى عن أسمائنا بأحسن السماء وأحبها إليها تكنية عن
العدو ً،وسمى أضدادنا وأعداءنا فى كتابه ً،وكسنى عن أسمائهم ً،وضرب لهم المثال فى كتابه فى أبغضِ
السماء إليه وإلى عباده المتقين".
والباب الحادى عشر :فى معنى الباب العاشر.
والباب الثانى عشر :فى معنى المثمقلين والخليفتين من طريقا المخالفين.
أن القرآن باللسان العربى ً،وأن المعجز فى نظمه ً،ولم والباب الثالث عشر :فى الرعسلة التى من أجلها ي
صار جديدا على مر الزمان.
والباب الرابع عشر :فى أن كل حديث ل يوافقا القرآن فهو مردود.
والباب الخامس عشر :فى أول سورة نزلت وآخر سورة.
والباب السادس عشر :فى ذكر الكتب المأخوذ منها الكتاب ً،وعرد ما يزيد عن ستين كتابا منها ما هو فى
التفسير كتفسير الحسن العسكرى ً،والطوسى ً،والبطرسى ً،والزمخشرى ً،ومنها ما هو فى الحديث
كالكافى ً،و ممن ل يحضره الفقيه ً،والستبصار ً،ومنها ما هو فى المناقب ً،ومنها ما هو فى الزهد
والمواعظ.
ثم ذكر أ سن فى القرآن ناسخا ومنسوخا ً،ومحكما ومتشابها ً،وعاما وخاصا ...إلخْ ً،وذكر أمثلة لكل ذلكً،
ل لذلك قوله تعالى} :يكهنيتهم مخهيمر أيرمهَة كما ذكر أسن فى القرآن ما هو على خلف ما أنزل ال وضرب مث ل
أيهخررمجهت رللرنارس متهأيميرومن ربٱِهلممهعيرورف مومتهنمههومن معرن ٱهليمهنمكرر مويتهؤرمينومن ربٱِلرلره{ُ ً،قال أبو عبد ال لقارئ هذه
الية :خير أيرمة يقتلون أمير المؤمنين عليه السلم والحسن والحسين ابنى علسى عليهم السلم؟ فقيل له:
وكيف أنزلت يا بن رسول ال؟ فقال :إنما نزلت" :كنتم خير أئمة أخرجت للناس" أل ترى مدح ال لهم
فى آخر الية} :متهأيميرومن ربٱِهلممهعيرورف مومتهنمههومن معرن ٱهليمهنمكرر مويتهؤرمينومن ربٱِلرلره{ُ.
* ومثله أنه قرئ على أبى عبد ال} :موٱرلرذيمن مييقويلومن مرربمنا مههب لممنا رمهن أمهزموارجمنا مويذيرريارتمنا يقررمة أمهعيهَن
موٱهجمعهلمنا رلهليمرترقيمن إرمماما{ُ ً،فقال أبو عبد ال :لقد سألوا ال عظيما أن يجعلهم المتقين إماما ً،فقيل له :يابن
رسول ال ً،كيف نزلت هذه الية؟ فقال :إنما نزلت" :الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا ويذسرياتنا
يقررة أعين واجعل لنا من المتقين إماما".
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وقوله} :مليه يممعيقمبافت يمن مبهيرن ميمدهيره مورمهن مخهلرفره ميهحمفيظومنيه رمهن أمهمرر ٱلرلره{ُ ً،فقال أبو عبد ال :كيف ييحفظ الشىء
من أمر ال؟ وكيف يكون المعقب من بين يديه؟ فقيل له :وكيف يكون ذلك يابن رسول ال؟ فقال :إنما
نزلت" :له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر ال" .قال :ومثله كثير".
* ثم ذكر ما هو محررف فى القرآن ً،وذكر من أمثله ذلك قوله :لكن ال يشهد بما أنزل إليك فى علسى" -
كذا أنزلت " -أنزله بعلمه والملئكة يشهدون".
وقوله" :يا أيها الرسول مبيلغ ما يأنرزل إليك من ربك فى علسى فإن لم تفعل فيما برلغمت رسالته".
وقوله" :إرن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن ال ليغفر لهم".
وقوله" :وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أى منقلب ينقلبون".
وقوله" :ولو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم فى غمرات الموت" ...قال :ومثله كثير نذكره فى
مواضعه".
* ثم ذكر أ سن بعضِ اليات فى سورة وتمامها فى سورة أخرى ً،فقوله فى سورة البقرة فى قصة بنى
إسرائيل "حين عبر بهم موسى البحر وأغرقا ال فرعون وأصحابه وأنزل موسى بنى إسرائيل )هكذا(
صربمر معلمـى مطمعاهَم موارحهَد مفٱِهديع لممنا مرربمك يهخررهج لممنا رمرما وأنزل عليهم المن والسلوى فقالوا لموسى} :ملن رن ه
صرلمها{ُ ً،فقال لهم موسى} :أممتهسمتهبرديلومن ٱرلرذيِ يهمو مأهدمنـى ضِ رمن مبهقرلمها مورقرثآرئمها مويفورممها مومعمدرسمها مومب م يتهنربيت ٱ م
لهر ي
صرا مفرإرن لميكهم رما مسمأهليتهم{ُ ً،فقالوا له} :ميايمومسـى إررن رفيمها مقهوما مجربارريمن موإررنا ملن ربٱِرلرذيِ يهمو مخهيفر ٱههربيطوها رم ه
رنهديخلممها محرتـى ميهخيريجوها رمهنمها مفرإن ميهخيريجوها رمهنمها مفرإرنا مدارخيلومن{ُ ً،فنصف الية فى سورة البقرة ً،ونصفها فى
سورة المائدة".
ل {ُ ً،فرد عليهم} :مومما يكنمت متهتيلوها رمن مقهبرلره رمن ركمتاهَب مو م
ل صي ل وقوله} :ٱهكمتمتمبمها مفرهمي يتهملمـى معلمهيره يبهكمرلة موأم ر
لهرمتامب ٱهليمهبرطيلومن{ُ ً،فنصف الية فى سورة الفرقان ونصفها فى سورة العنبكوت ً،قال: متيخسطيه ربميرميرنمك رإذا ر
ومثله كثير نذكره فى مواضعه إن شاء ال".
* ثم ذكر أن فى القرآن ردا على الزنادقة والثنوية وعبدة الوثان والدهرية والمعتزلة و ...و ...
و ً،...وعلى ممن أنكر الرجعة ً،وهنا عرضِ لقوله تعالى} :موميهوم منهحيشير رمن يكيل أيرمهَة مفهوجا{ُ ً،فروى عن
حماد عن أبى عبد ال قال :ما يقول الناس فى هذه الية} :موميهوم منهحيشير رمن يكيل أيرمهَة مفهوجا{ُ ً،يقولون إنها
فى القيامة؟ قال :ليس كما يقولون ً،إرن ذلك فى الرجعة ً،يحشر ال فى القيامة من كل أمة فوجا ويدع
الباقين؟ إنما آية يوم القيامة قوله} :مومحمشهرمنايههم مفلمهم ينمغاردهر رمهنيههم أممحدا{ُ ً،وقوله} :مومحمرافم معلمـى مقهرميهَة أمههلمهكمنامهآ
ل ميهررجيعومن{ُ ً،فقال الصادقا عليه السلم :كل قرية أيههرلك أهلها بالعذاب ل يرجعون فى الرجعةً، أمرنيههم م
وأما فى القيامة فيرجعون ً،والذين محضوا اليمان محضا وغيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا
الكفر محضا يرجعون".
"وروى عن أبى عبد ال فى قوله} :موإرهذ أممخمذ ٱللريه رميمثامقا ٱلرنربيهيمن لمممآ آمتهييتيكم يمن ركمتاهَب مورحهكمهَة يثرم مجآمءيكهم
صيررنيه{ُ ً،قال :ما بعث ال نبيا من لدن آدم إل ويرجع إلى الدنيا صيدفقا ليمما مممعيكهم لميتهؤرمينرن ربره مولممتن يمريسوفل سم م
فينصر أمير المؤمنين وهو قوله" :لتؤمنن به" يعنى رسول ال صلى ال عليه وسلم" ً،ولتنصرنه" يعنى
أمير المؤمنين".
"وروى عن معمر بن شمر قال :يذركر عند أبى جعفر عليه السلم جابر فقال :رحم ال جابرا ً،لقد بلغ
ضِ معملهيمك ٱهليقهرآمن ملمرآسدمك إرملـى مممعاهَد{ُ ً،يعنى من علمه أنه كان يعرف تأويل هذه الية} :إررن ٱرلرذيِ مفمر م
الرجعة ً،قال :ومثله كثير نذكره فى مواضعه".
وفى خاتمة الكتاب ذكر أبوابا هى:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
الباب الول :فى أرن المعوذتين من القرآن.
والباب الثانى :فى رد متشابه القرآن إلى تأويله ً،وساقا أمثلة كثيرة من اليات التى توهم الختلف
والتناقضِ وو رفقا بينها بما يتفقا مع اللغة والشرع تارة وبما يتفقا مع مذهبه الشيعى تارة أخرى.
والباب الثالث :فى فضل القرآن ً،وساقا فيه رواية عن علسى عليه السلم أنه قال" :والذى بعث محمدا
صلى ال عليه وسلم بالحقا ً،وأكرم أهل بيته ً،ما من شىء تطلبونه من حرز :من حرقا أو غرقا أو
سرقا أو إفلت دابة من صاحبها أو ضالة أو آبقا إل وهو فى القرآن ً،فممم أراد ذلك فليسألنى عنه" .ثم
ذكر أن رجالل سألوا عليا عما يؤيمنهم من الغرقا والحرقا وغير ذلك فكان عليه السلم يعلم كل واحد
من القرآن ما يدفع عنه هذا المكروه ً،فى روايات متعددة.
والباب الرابع :فى أرن حديث أهل البيت صعب مستصعب ً،وساقا روايات متعددة فى هذا المعنى ً،منها:
"عن أبى جعفر قال :قال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :إسن حديث آل محمد صلى ال عليه وسلم
صعب متصعب ل يؤمن به إل ممملك يمقررب ً،أو نبى مرسل ً،أو عبد امتحن ال قلبه لليمان ً،فما ورد
عليكم من حديث آل محمد صلى ال عليه وسلم فلنت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ً،وما اشمأزت منه
قلوبكم وأنكرتموه فرسدوه إلى ال وإلى الرسول وإلى العارلم من آل محمد ً،وإنما الهالك أن يحيدث أحدكم
بشىء منه ل يحتمله فيقول :والر ما كان هذا ً،والر ما كان هذا ً،والنكار هو الكفر".
والباب الخامس :فى وجوب التسليم لهل البيت فيما جاء عنهم عليهم السلم وساقا روايات كثيرة...
منها؟
"عن أبى سفيان بن السمط قال :قلت لبى عبد ال عليه السلم :جعلت فداك ً،يأتينا الرجل من رقمبلكم
ييعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه ً،فقال أبو عبد ال عليه السلم :يقول لك أينى قلت الليل إنه
نهار والنهار إنه ليل؟ قلت :ل ً،قال" :فإن قاللك هذا أينى قلته فل يت سكذب به فإنك إنما تكيذبنى".
"وروى عن عل سى بن سويد السائى .عن أبى الحسن الول عليه السلم أنه كتب إليه فى رسالته :ول تقل
لما يبلغك عنا أو يينسب إلينا هذا باطل وإن كنمت تعرف خلفه ً،فإنك ل تدرى رلمم قلناه وعلى أى وجه
وضعناه".
"وروى عن كامل التمار عن أبى جعفر قال :كنت عنده فهو يحيدثنى إذ نكس رأسه إلى الرضِ فقال :قد
ل من المؤمنين ً،والمؤمن أفلح المسيلمون ً،إن المسلمين هم النجباء ً،يا كامل :الناس كلهم بهائم إل قلي ل
غريب".
ثم قال المؤلف:
"ثم اعلم أيها الخ فى الدين ً،والطالب للحقا المستبين ً،والراغب فى علوم أهل اليقين محمد وآله والئمة
الراشدين والمناء والمعصومين يحرجة ال على الخلقا أجمعين ً،وأفضل السولين والخرين ً،فقد اشتمل
الكتاب على كثير من الروايات عنهم عليهم السلم فى تفسير كتاب ال العزيز ً،وانطوى على الجم
الغفير من فضلهم وما نزل فيهم عليهم السلم واحتوى على كثير من علوم الحكام والداب ً،وقصص
النبياء وغير ذلك مما ل يحتويه كتاب ً،إرن فى ذلك لعبرة لولى اللباب ً،فليس لحد أن يعمل بتفسير
المخالفين بعد إظهار الحقا وزهوقا الباطل ً،واللتماس من الخوان الناظرين فى هذا الكتاب إن صح
عندهم ما هو أصح من الصول التى أخذت منها هذا الكتاب فليصلحوا ما تبرين فيه من الخلل ً،لن
بعضِ الكتب التى أخذت منها هذا الكتاب كتفسير
عل
ى
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
س
بن إبراهيم وكان يحضرنى فيه نسخْ عديدة ً،والعياشى وكان يحضرنى منه نسختان من أول القرآن إلى
آخر سورة الكهف ً،فأصلحيت وصرححيت بحسب المكان من ذلك ً،وال سبحانه هو الموفقا".
ثم ذكر اصطلحاته ورموزه إلى ممن نقل عنهم ً،ثم ذكر أن كتابه هذا بمنى على كتب المشايخْ الثلثة:
الشيخْ محمد بن يعقوب ً،والشيخْ محمد بن علسى ابن الحسين بن بابويه ً،والشيخْ محمد بن الحسن
الطوسى ً،ثم ذكر طريقه إليهم.
وفى آخر الكتاب ما نصه:
"وكان الفراغا من تسويد هذا الكتاب المبارك المسمى بـ "البرهان فى تفسير القرآن" على يد مؤلفه
الفرهامة الع ر
لمة بحر العلوم الكامل العارلم السيد هاشم ابن السيد سليمان بن السيد إسماعيل بن السيد بعد
الجواد الحسينى البحرانى لخزانة مؤلفه )هكذا( ورفقه ال تعالى لتأليف مثله بحقا محمد وآله -باليوم
الثالث من شهر ذى الحجة الحرام سنة الخامسة والتسعين بعد اللف من الهجرة المحمدية على مهاجرها
وآله الصلة والسلم".
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) الكتاب فى جملته تفسير بالرواية عن آل البيت (
سورة آل عمران
صمطمفـى مءامدم موينوحا موآمل إرهبمرارهيم موآمل رعهممرامن "عند تفسيره لقوله تعالى فى سورة آل عمران} :إررن ٱلرلمه ٱ ه
معملى ٱهلمعاملرميمن{ُ قال ما نصه:
"الشيخْ فى أماليه عن أبى محمد الفحام قال :حدثنى محمد بن عيسى عن هارون قال :حدثنى جعفر بن
محمد عليه السلم يقرأ )هكذا(" :إرن ال اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على
العالمين" قال :هكذا نزلت.
"على بن إبراهيم قال العالم عليه السلم :نزل" :آل عمران وآل محمد على العالمين" فأسقطوا آل محمد ي
من الكتاب".
**
سورة النساء
وعند تفسيره لقوله تعالى فى سورة النساء} :إررن ٱرلرذيمن آممينوها يثرم مكمفيروها يثرم آممينوها يثرم مكمفيروها يثرم ٱهزمدايدوها يكهفرا
ل{ُ ً،قال ما نصه" :عن أبى عبد ال عليه السلم فى قوله عرز لرهم مييكرن ٱللريه رلميهغرفمر لميههم مو م
ل رلميههردمييههم مسربي ل
ومجرل" :إرن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لن يتقبل توبتهم" )هكذا فى الصل(
قال :نزلت فى فلن وفلن وفلن ً،آمنوا بالنبى فى أول المر وكفروا حيث عرضت عليهم الولية حين
قال النبى صلى ال عليه وسلم :ممن كنت موله فعلسى موله ً،ثم آمنوا بالبيعة لمير المؤمنين عليه
السلم ً،ثم كفروا حيث مضى رسول ال صلى ال عليه وسلم فلم يقروا بالبيعة ً،ثم ازدادوا كفرا بأخذهم
ممن بايعهم بالبيعة لهم ً،فهؤلء لم يبقا فيهم من اليمان شىء".
**
سورة المائدة
وعند قوله تعالى فى أول سورة المائدة} :ميا أمسيمها ٱرلرذيمن آممينوها أمهويفوها ربٱِهليعيقورد{ُ يقول ما نصه" :عن عكرمة
جل ذكره} :يا أمسيمها ٱرلرذيمن آممينوها{ُ إل ورأسها علسى بن أبى طالب عليه السلم". أنه قال :ما أنزل ال ر
" -عن عكرمة عن ابن عباس قال" :ما نزلت آية} :ميا أمسيمها ٱرلرذيمن آممينوها{ُ إل وعلسى شريفها وأميرها ً،ولقد
عاتب ال أصحاب محمد صلى ال عليه وسلم فى غير مكان ً،وما ذكر علييا إل بخير".
" -وفى صحيفة الرضا عليه السلم قال :ليس فى القرآن آية} :ميا أمسيمها ٱرلرذيمن آممينوها{ُ إل فى حقنا".
..." -عن أبى جعفر فى قوله} :ميا أمسيمها ٱرلرذيمن آممينوها أمهويفوها ربٱِهليعيقورد{ُ ً،قال :إرن رسول ال صلى ال عليه
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
وسلم عقد عليهم لعلسى عليه السلم بالخلفة فى عشرة مواطن .ثم أنزل ال" :يا أيها الذين آمنوا أوفوا
بالعقود التى عقدت عليكم لمير المؤمنين عليه السلم".
ليممارن مفمقهد محربمط معمملييه مويهمو رفي ٱلرخمررة رممن ٱهلمخارسرريمن{ُ يقول -وعند قوله فى سورة المائدة} :موممن ميهكيفهر ربٱِ ر
ما نصه ..." :عن أبى حمزة قال :سألت أبا جعفر عن قول ال تبارك وتعالى} :موممن ميهكيفهر ربٱِ ر
ليممارن مفمقهد
محربمط معمملييه مويهمو رفي ٱلرخمررة رممن ٱهلمخارسرريمن{ُ قال :تفسيرها فى بطن القرآن :ومن يكفر بولية علسى عليه
السلم ً،وعلسى هو اليمان".
-وعند قوله تعالى فى سورة المائدة} :موممن لرهم ميهحيكم ربممآ مأنمزمل ٱللريه مفيأهوملــرئمك يهيم ٱهلمفارسيقومن{ُ ً،قال ما
نصه ...." :العياشى عن أبى جميلة عن بعضِ أصحابه عن أحدهما عليه السلم قال :قد فرضِ ال فى
اليخمس نصيبا لل محمد فأبى أبو بكر أن يعطيهم نصيبهم حسدا وعداوة ً،وقد قال ال} :موممن لرهم ميهحيكم
ربممآ مأنمزمل ٱللريه مفيأهولمــرئمك يهيم ٱهلمفارسيقومن{ُ ً،وكان أبو بكر أول ممن منع من آل محمد حقهم فظلمهم وحمل
الناس على رقابهم ً،ولما قبضِ أبو بكر استخلف عمر على غير شورى من المسلمين ول رضا من آل
محمد فعاش عمر بذلك لم يعط آل محمد حقهم وصنع ما صنع أبو بكر".
-وعند تفسيره لقوله تعالى فى سورة المائدة} :إررنمما مورلسييكيم ٱللريه مومريسولييه{ُ ...الية يقول ما نصه...." :
عن أبى جعفر عليه السلم قوله عرز ومجرل} :إررنمما مورلسييكيم ٱللريه مومريسولييه{ُ قال :إرن رهطا من اليهود أسلمواً،
منهم عبد ال بن سلم ً،وأسيد بن ثعلبة ً،وابن يامين ً،وابن صوريا ً،فأتوا النبى صلى ال عليه وسلم
فقالوا :يا نبى ال ً،إرن موسى أوصى إلى يوشع ابن نون ً،فممن وصيك يا رسول ال وممن ولينا بعدك؟
فنزلت هذه الية} :إررنمما مورلسييكيم ٱللريه مومريسويليه{ُ ....إلى قوله} :مويههم مراركيعومن{ُ قال رسول ال صلى ال عليه
وسلم" :قوموا" ً،فقاموا وأتوا المسجد فإذا سائل خارج فقال" :يا سائل ً،ما أعطاك أحد شيئا"؟ قال :نعمً،
هذا الخاتم ً،قال" :وممن أطعاكه"؟ قال :أعطانيه ذلك الرجل الذى ييصيلى ً،قال" :على أى حال أعطاك"؟
قال :راكعا :فكربر النبى صلى ال عليه وسلم وكربر أهل المسجد ً،فقال النبى صلى ال عليه وسلم" :علسى
بن أبى طالب وليكم بعدى" ً،قالوا :رضينا بال ربا ً،وبالسلم دينا ً،وبمحمد صلى ال عليه وسلم نبياً،
وبعلسى بن أبى طالب وليا ً،فأنزل ال عرز ومجرل} :موممن ميمتمورل ٱلرلمه مومريسولميه موٱرلرذيمن آممينوها مفرإرن رحهزمب ٱلرلره يهيم
ٱهلمغارليبومن{ُ ً،فروى عن عمر بن الخطاب ً،أنه قال :والر لقد تصردقيت بأربعين خاتما وأنا راكع ليينزل ال
فسى ما نزل فى علسى بن أبى طالب عليه السلم ً،فما نزل".
-وعند تفسيره لقوله تعالى فى سورة المائدة} :ميــمأسيمها ٱلرريسويل مبليهغ ممآ يأنرزمل إرلمهيمك رمن رريبمك ُ{...إلى قوله:
ل ميههرديِ ٱهلمقهوم ٱهلمكارفرريمن{ُ ً،قال ما نصه ..." :عن أبى الجارود قال :سمعيت أبا جعفر عليه السلم }إررن ٱلرلمه م
يقول :فرضِ ال معرز ومجرل على العباد خمسا ً،أخذوا أربعا وتركوا واحدة ً،قلت :أتسميهن لى ً،جعليت
فداك؟ فقال :الصلة ً،وكان الناس ل يدرون كيف يعملون فنظل جبريل عليه السلم وقال :يا محمدً،
أخبرهم بمواقيت صلواتهم ً،ثم نزلت الزكاة فقال :يا محمد ً،أخبرهم عن زكاتهم مثل ما أخبرتهم عن
صلتهم ً،ثم نزل الصوم فكان رسول ال صلى ال عليه وسلم إذا كان يوم عاشورا بعث إلى ممن حوله
من القرى فصاموا ذلك اليوم .فنزل شهر رمضان بين شعبان وشروال ً،ثم نزل الحج فنزل جبريل فقال:
أخبرهم عن حجهم مثل ما أخبرتهم عن صلتهم وزكاتهم وصومهم ً،ثم نزلت الولية ً،وإنما آتاه ذلك فى
يوم الجمعة بعرفة ً،أنزل ال تعالى} :ٱهلميهوم أمهكممهليت لميكهم رديمنيكهم موأمهتممهميت معلمهييكهم رنهعممرتي{ُ ً،وكان كمال الدين
بولية علسى بن أبى طالب فقال عند ذلك رسول ال صلى ال عليه وسلم :إسن أمتى حديثو عهد بالجاهليةً،
ومتى اخبرتهم بهذا فى ابن عمى يقول قائل :ويقول قائل ً،فقلت فى نفسى من غير أن ينطقا به لسانىً،
فأتتنى عزيمة من ال معرز ومجرل بتلة أوعدنى إن لم أبلغ أن يعذبنى )هكذا العبارة بالصل( فنزلت:
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
}ميــمأسيمها ٱلرريسويل مبليهغ ممآ يأنرزمل إرملهيمك رمن رريبمك مورإن لرهم متهفمعهل مفمما مبلرهغمت ررمساملمتيه موٱللريه ميهع ر
صيممك رممن ٱلرنارس إررن
ل ميههرديِ ٱهلمقهوم ٱهلمكارفرريمن{ُ فأخذ الرسول صلى ال عليه وسلم بيد علسى عليه السلم فقال" :يا أيها ٱلرلمه م
الناس ً،إنه لم يكن نبى من النبياء فيممن كان قبلى إل وقد عرمره ال تعالى ثم دعاه فأجابه ً،فأوشك أن
أد معى فأجيب ً،وأنا مسئول وأنتم مسئولون ً،فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا :نشهد أنك قد بلرهغمت ونصحمت وأديمت
ما عليك ً،فجزاك ال أفضل جزاء المرسلين .فقال" :اللهم اشهد" -ثلث مرات -ثم قال" :يا معشر
المسلمين ً،كان وال أمين على خلقه وعيبه علمه ودينه الذسى ارتضاه لنفسه ً،ثم إن رسول ال صلى ال
عليه وسلم حضره الذى حضره فدعا عليا فقال" :يا علسى ً،إنى أريد أن أئتمنك على ما ائتمننى ال عليه
من غيبة علمه ومن خلقه ومن دينه الذى ارتضاه لنفسه ً،فلم يشرك و ال فيها -يا زياد -أحدا من
الخلقا ً،ثم إن عليا حضره الذى حضره فدعا ولده وكانوا اثنى عشر ذكرا ً،فقال لهم :يا بنسى ً،إسن ال معرز
ومجرل قد أبى إل أن يجعل فى يسرنة من يعقوب ً،وإن يعقوب دعا ولده وكانوا اثنى عشر ذكرا فأخبرهم
بصاحبهم أل أنى أخبركم بصاحبكم ً،أل إرن هذين ابنا رسول ال صلى ال عليه وسلم الحسن والحسينً،
فاسمعوا لهما وأطيعوا ووازروهما فإنى قد أئتمنتهما على ما ائتمننى عليه رسول ال صلى ال عليه
وسلم مما ائتمنه ال عليه من خلقه ومن غيبه ومن دينه الذى ارتضاه لنفسه ً،فأوجب ال لهما من علسى
عليه السلم ما أوجبه لعلسى من رسول ال صلى ال عليه وسلم ً،فلم يكن لحد منهما فضل على صاحبه
إل بكبره ً،وإ سن الحسين عليه السلم كان إذا حضر الحسن عليه السلم لم ينطقا فى ذلك المسجد حتى
يقوم ً،ثم إسن الحسن حضره الذى حضره فسسلم ذلك إلى الحسين ً،ثم إرن حسينا حضره الذى حضره فدعا
ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين عليها السلم فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة ً،وكان علىذ بن
الحسين عليه السلم مبطونا ل يرون إل أنه رلمما به ً،فدفعت فاطمة الكتاب إلى علسى بن الحسين عليه
السلم ً،ثم صار وال ذلك الكتاب إلينا".
***
النصوص الواردة في ) التفسير والمفسرون ( ضمن الموضوع ) بين يدى البحث :الشيعة وموقفهم من
تفسير القرآن ( ضمن العنوان ) فضائل السور (
سورة العراف
فى أول تفسيره لسورة العراف يذكر روايات فى فضائل السورة منها ..." :عن أبى عبد ال عليه
السلم قال :ممن قرأ سورة العراف فى كل شهر كان يوم القيامة من الذين ل خوف عليهم ول هم
يحزنون ً،فإن قرأها فى كل جمعة كان ممن ل ييحامسب يوم القيامة لن فيها محكما ً،فل تدعوا قراءتها
فإنها تشهد يوم القيامة لمن قرأها".
-وروى عن النبى صلى ال عليه وسلم أنه قال" :ممن قرأ هذه السورة جعل ال يوم القيامة بينه وبين
إبليس سترا ً،وكان لدم رفيقا ً،وممن كتبها بما ورد وزعفران وعرلقها عليه لم يضر به سبع ول عدو ما
دامت عليه بإذن ال".
-وعن تفسيره لقوله تعالى فى أول سورة العراف} :آلمص{ُ قال ما نصه ..." :أتى رجل من بنى أمية
-لعنهم ال وكان زنديقا -إلى جعفر بن محمد عليه السلم فقال له :قول ال عرز ومجرل فى كتابه:
}آلمص{ُ أى شئ أراد بهذا؟ وأى شئ فيه من الحلل والحرام؟ وأى شىء فيه مما ينتفع به الناس؟ قال:
فاغتاظ عليه السلم من ذلك فقال :أمسك ويحك :اللف واحد ً،واللم ثلثون ً،والميم أربعون ً،والصاد
تسعون ً،كم معك؟ فقال الرجل :مائة وإحدى وستون .فقال عليه السلم :إذا انقضت سنة إحدى وستين
ومائة ينقضى يمهلك أصحابك ً،قال :فنظرنا ً،فلما انقضت سنة إحدى وستين ومائة ً،يوم عاشوراء ً،دخل
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
المسرودة الكوفة وذهب يمهلكهم".
وفى سورة الرعد عند قوله تعالى} :أممفممن ميهعلميم أمرنممآ يأنرزمل إرلمهيمك رمن مريبمك ٱهلمحسقا مكممهن يهمو أمهعممـى{ُ ً،يقول:
" ...عن مروان عن السدى عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس فى قوله تعالى} :أممفممن ميهعلميم أمرنممآ
يأنرزمل إرملهيمك رمن مريبمك ٱهلمحسقا مكممهن يهمو أمهعممـى{ُ قال علسى عليه السلم} :مكممهن يهمو أمهعممـى{ُ.
**
سورة إبراهيم
صيلمها مثاربفت ل مكرلمملة مطيمبلة مكمشمجرهَة مطيمبهَة أم ه
ضمرمب ٱللريه مممث ل وعند قوله تعالى فى سورة إبراهيم} :أمملهم متمر مكهيمف م
مومفهريعمها رفي ٱلرسممآ رء{ُ ...إلى آخر الية ً،يقول ما نصه ..." :عن عمرو بن حريث قال :سألت أبا عبد
صليمها مثاربفت مومفهريعمها رفي ٱلرسممآرء{ُ قال :قال رسول ال صلى ال عليه السلم عن قول ال} :مكمشمجرهَة مطيمبهَة أم ه
ال عليه وسلم" :أنا أصلها ً،وأمير المؤمنين فرعها ً،والئمة من يذيريتهما أغصانها ً،وعلم الئمة ثمرتهاً،
ل ً،إرن المؤمن ليولد فتورقا ل ً،قال :وا ر وشيعتهم المؤمنون ورقها" هل فى هذا فضل؟ قال :قلت :ل وا ر
ورقة فيها ً،وإرن المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها".
-وساقا رواية أخرى بعد ذلك وفيها" :إن المولود ليولد من شيعتنا فتورقا ورقة منها ً،وإن المؤمن
ليموت فتسقط ورقة منها".
-وفى رواية بعدها قال" :قلت له :يجرعليت فداك ً،قوله ُ{} :قال :هو ما يخرج من المام من الحلل
والحرام فى كل سنة إلى شيعته".
ل مكرلمملة مطيمبلة مكمشمجرهَة مطيمبهَة{ُ اليتين ً،قال :هذا مثل ضمرمب ٱللريه مممث ل -وقال ..." :عن أبى عبد ال } :م
ضِ لهر رضربه ال لهل بيت نبيه ً،ولمن عاداهم هو} :موممثيل مكرلممهَة مخربيمثهَة مكمشمجمرهَة مخربيمثهَة ٱهجيترثهت رمن مفهورقا ٱ م
مما لممها رمن مقمراهَر{ُ.
**
سورة الرحهجر
وفى سورة الحجر عند قوله تعالى} :مقامل مريب مفمأنرظهررني إرلمـى ميهورم يهبمعيثومن * مقامل مفرإرنمك رممن ٱهليمنمظرريمن * إرلمـى
ميهورم ٱهلموهقرت ٱهلممهعيلو رم{ُ ً،روى عن وهب بن جميع مولى إسحاقا بن عمار قال :سألت أبا عبد ال عليه
السلم عن قول إبليس} :مريب مفمأنرظهررني إرملـى ميهورم يهبمعيثومن * مقامل مفرإرنمك رممن ٱهليمنمظرريمن * إرملـى ميهورم ٱهلموهقرت
ٱهلممهعيلورم{ُ قال له وهب :يجرعليت فداك ً،أى يوم هو؟ قال :يا وهب ً،أتحسب أنه يوم يبعث ال فيه الناس؟ إسن
ال أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا ً،فإذا بعث ال قائمنا كان فى مسجد الكوفة وجاء إبليس حتى يجثو
بين يديه على ركبتيه فيقول :يا ويله من هذا اليوم ً،فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه ً،فذلك اليوم الوقت
المعلوم".
**
سورة النحل
وفى سورة النحل عند قوله تعالى} :مومعلمماهَت موربٱِلرنهجرم يههم ميههمتيدومن{ُ ً،روى بسنده إلى داود الجصاص
قال :سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول} :مومعلمماهَت موربٱِلرنهجرم يههم ميههمتيدومن{ُ قال :النجم :رسول ال صلى
ال عليه وسلم ً،والعلمات :الئمة عليهم السلم".
**
سورة السراء
وفى سورة السراء عند قوله تعالى} :ميهوم منهديعوها يكرل أيمناهَس ربرإممارمرههم{ُ يروى بسنده إلى يعقوب بن شعيب
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
قال :قلت لبى عبد ال عليه السلم} :ميهوم منهديعوها يكرل أيمناهَس ربرإممارمرههم{ُ قال :يدعو كل قرن من هذه المة
بإمامهم ً،قلت :فيجئ الرسول صلى ال عليه وسلم فى قرنه ً،وعلسى فى قرنه ً،والحسن فى قرنهً،
والحسين فى قرنه ً،وكل إمام فى قرنه الذى هلك بين أظهرهم؟ قال :نعم".
**
سورة الكهف
ل{ُ يروى عن أبى ل{ُ ...إلى قوله} :يثرم مسروامك مريج ل ضررهب ليههم رممث لوفى سورة الكهف عند قوله تعالى} :موٱ ه
عبد ال أنه قال :دخل أبو بكر على علسى عليه السلم فقال له :إن رسول ال صلى ال عليه وسلم لم
يحدث إلينا فى أمرك حدثا بعد يوم الولية ً،وأنا أشهد أنك مولى ً،مقر بذلك ً،وقد سرلميت عليك على
عهد رسول ال صلى ال عليه وسلم بإمرة المؤمنين ً،وأخبرنا رسول ال صلى ال عليه وسلم أنك
وصيه ووارثه وخليفته فى أهله ونسائه ً،ولم يخبرنا بأنك خليفته من بعده ول مجمرم لنا فى ذلك فيما بيننا
وبينك ول ذنب بيننا وبين ال ً،فقال له عليه السلم :أرأيتك إن رأيت رسول صلى ال عليه وسلم حتى
يخبرك بأنى أولى بالمجلس الذى أنت فيه ً،وإن لم تنح عنه كفرت فما تقول؟ فقال :إن رأيت رسول ال
حتى يخبرنى ببعضِ هذا اكتفيت به ً،قال :فوافنى إذا صليت المغرب ً،قال :فرجع بعد المغرب فأخذه
بيده وأخرجه إلى مسجد قباء فإذا رسول ال صلى ال عليه وسلم جالس فى الرقهبلة فقال" :يا عتيقا ً،وثبمت
على علسى عليه السلم وجلسمت مجلس النبوة وقد تقدمت إليك فأنزع هذ السربال الذى تسربلته فخله
لعل سى وإل فموعدك النار" ً،ثم أخذ بيده فأخرجه النبى صلى ال عليه وسلم عنهما ً،وانطلقا أمير المؤمنين
إلى سلمان فقال :يا سلمان ً،أما علمت أنه كان من المر كذا وكذا؟ فقال سلمان :ليشهرن بك وليبد منه
إلى صاحبه وليخبرنه بالخبر ً،فضحك أمير المؤمنين وقال :أما أن يخبر صاحبه فيفعل ً،ثم قال :ل وال
ل يذكرانه أبدا إلى يوم القيامة مما نظرا إلى أنفسهما من ذلكن فلقى أبو بكر عمر فقال :إن عليا أتى كذا
وكذا لموضع كذا وكذا وقال رسول ال صلى ال عليه وسلم كذا وكذا .فقال له عمر :ويلك ً،ما أقل
عقلك ً،فوالر ما أنت فيه الساعة إل من بعضِ سحر ابن أبى كبشة ً،قد نسيمت بنى هاشم؟ تقلد هذه
السربال وممن فيه".
**
سورة النور
صمبفة يمهنيكهم ُ{...إلخْ ً،يروى عن وفى سورة النور عند قوله تعالى} :إررن ٱرلرذيمن مجآيءوا ربٱِ ر
لهفرك يع ه
على بن إبراهيم أنه قال :إن العامة روت أنها نزلت فى عائشة وما ررميت به فى غزاة بنى المصطلقا س
من خزاعة ً،وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت فى مارية القبطية وما رمتها به عائشة ً،ثم قال علسى بن
إبراهيم :حدثنا محمد بن جعفر قال :حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علسى بن فضالة قال :حدثنا
عبد ال بن بكير عن زرارة قال :سمعت أبا جعفر عليه السلم يقول :لما هلك إبراهيم ابن رسول ال
صلى ال عليه وسلم حزن عليه حزنا شديدا ً،فقالت عائشة :ما الذى يحزنك عليه؟ فما هو إل ابن
جريج ً،فبعث رسول ال صلى ال عليه وسلم عليا عليه السلم وأمره بقتله ً،فذهب علسى عليه السلم
ومعه السيف وكان جريج البقطى فى حائظ فضرب علسى عليه السلم باب البستان فأقبل جريج ليفتح
الباب ً،فلما رأى عليا عليه السلم عرف فى وجهه الشر فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان ً،فوثب علسى
عليه السلم على الحائط ونزل إلى البستان وابتعه ً،وولى جريج مدبرا ً،فلما خشى أن يرهقه صعد فى
نخلة وصعد علسى عليه السلم فى إثره ً،فلما دنا منه رمى جريج بنفسه من فوقا النخلة فبدت عورتهً،
فإذا لبس له ما للرجال ول ما للنساء ً،فانصرف علسى عليه السلم إلى النبى صلى ال عليه وسلم فقال
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
له :يا رسول ال ً،إذا بعثتنى فى المر أكون فيه كالمسمار المحمى فى الوبر أم أثبت؟ قال :بل اثبت.
فقال :والذى بعثك بالحقا ً،ما له ما للرجال ول ما للنساء ً،فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم" :الحمد
ل الذى يصرف عنا السوء أهل البيت".
**
سورة الفرقان
صههرا{ُ روى عن وفى سورة الفرقان عند قوله تعالى} :مويهمو ٱرلرذيِ مخلممقا رممن ٱهلممآرء مبمشرا مفمجمعلميه منمسبا مو ر
الباقر أنه قال :هو محمد وعلسى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلم".
-وفى رواية" :المبشر والنسب :فاطمة ً،والصهر :علسى صلوات ال وسلمه عليهما".
**
سورة القصص
ضِ معملهيمك ٱهليقهرآمن ملمرآسدمك إرملـى مممعاهَد{ُ ً،قال ..." :عن أبى وفى سورة القصص عند قوله تعالى} :إررن ٱرلرذيِ مفمر م
جعفر أنه سئل عن جابر فقال :رحم ال جابرا ً،بلغ من فقهه أنه كان يعرف تأويل هذه الية} :إررن ٱرلرذيِ
ضِ معلمهيمك ٱهليقهرآمن لممرآسدمك إرلمـى مممعاهَد{ُ يعنى الرجعة". مفمر م
سورة الشورى
وعند تفسيره لسورة الشورى يقول ..." :ومن خواص القرآن روى عن رسول ال صلى ال عليه وسلم
أنه قال" :ممن قرأ السورة صرلت عليه الملئكة وتررحموا عليه بعد موته ً،وممن كتبها بماء المطر وسحقا
ل واكتحل به ممن بعينه بياضِ قلعه وزال عنه كل ما كان عارضا بعينه من اللم بإذن بذلك الماء كح ل
ال" ً،وقال الصادقا عليه السلم :ممن كتبها وعرلقها عليه أمن من الناس ً،وممن شربها فى سقر أنس".
**
سورة الجاثية
وفى سورة الجاثية عند قوله تعالى} :أمهم محرسمب ٱرلرذيمن ٱهجمتمريحوها ٱلرسيمئارت مأن رنهجمعمليههم مكٱِرلرذيمن آممينوها مومعرميلوها
صارل محارت{ُ ً،يروى" :عن ابن عباس أنه قال فى هذه الية :الذين آمنوا :بنو هاشم وبنو عبد المطلبً، ٱل ر
والذين اجترحوا السيئات :بنو عبد شمس".
**
سورة الحقاف
ضمعهتيه لنمسامن ربموارلمدهيره إرهحمسانا محمملمهتيه أيسميه يكهرها مومو م
صهيمنا ٱ ر
وفى سورة الحقاف عند قوله تعالى} :مومو ر
يك هرها{ُ ..إلخْ ً،يروى" :عن أبى عبد ال قال :لما حملت فاطمة عليها السلم بالحسين عليه السلم جاء
جبريل إلى رسول ال صلى ال عليه وسلم فقال :إن فاطمة تلد غلما تقتله أمتك من بعدك ً،فلما حملت
فاطمة بالحسين عليه السلم كرهت حمله ً،وحين وضعته كرهت وضعه ً،ثم قال أبو عبد ال عليه
السلم :لم تر فى الدنيا أم تلد غلما تكرهه ً،ولكنها كرهته لما علمت أنه سييقتل ً،وفيه نزلت هذه الية".
**
سورة الفتح
وعند تفسيره لسورة الفتح يقول" :ومن خواص القرآن روى عن النبى صلى ال عليه وسلم أنه قال" :ممن
قرأ هذه السورة كتب ال له من الثواب كممن بايع النبى صلى ال عليه وسلم تحت الشجرة .وأوفى
بيعته ً،وكمن شهد مع النبى صلى ال عليه وسلم يوم فتح مكة ً،وممن كتبها وجعلها تحت رأسه أمن من
اللصوص ً،و ممن كتبها فى صحيفة وغسلها بماء زمزم وشربها كان عند الناس مسموع القول ول يسمع
التفسير والمفسرون للذهبي
ماكتبة ماشكاة السإلماية
شيئا يمر عليه إل وعاه".
**
سورة الذارايات
وفى سورة الذاريات عند قوله تعالى} :إررنيكهم ملرفي مقهوهَل سمهخمترلهَف * يهؤمفيك معهنيه ممهن أيرفمك{ُ ً،يروى" :عن أبى
جعفر أنه قال} :إررنيكهم ملرفي مقهوهَل سمهخمترلهَف{ُ :اختلف فى ولية هذه المة ً،فممن استقام على ولية
على دخل النار ً،وأما قوله} :يهؤمفيك معهنيه ممهن أيرفمك{ُ قال :يعنى علياً، على دخل الجنة ً،ومن خالف ولية س ر
ي
ممن أفك عن وليته أفك عن الجنة ً،فذلك قوله} :يهؤمفيك معهنيه ممهن أرفمك{ُ.
**
سورة المدثر
صيليمن{ًُ،وعند قوله تعالى فى سورة المدثر} :يكسل منهفهَس ربمما مكمسمبهت مررهيمنفة{ُ ...إلى قوله }لمهم منيك رممن ٱهليم م
روى "عن أبى جعفر عن أبيه عن جده ً،أن النبى صلى ال عليه وسلم قال لعلسى عليه السلم :يا علسىً،
صمحامب ٱهلميرميرن * رفي مجرناهَت ميمتمسآمءيلومن * معرن ل أم هقوله عرز ومجرل} :يكسل منهفهَس ربمما مكمسمبهت مررهيمنفة * إر ر
صيليمن * مويكرنا ٱهليمهجرررميمن * مما مسلممكيكهم رفي مسمقمر{ُ :فالمجرمون هم المنكرون لوليتك}ً،مقايلوها لمهم منيك رممن ٱهليم م
ضي من{ُ :فيقول لهم أصحاب اليمين :ليس من هذا اوتيتم ً،فما الذى سلككم فى سقر يا ضِ مممع ٱليمخآرئ ر
منيخو ي
أشقياء؟ قالوا} :مويكرنا ينمكيذيب ربميهورم ٱليديرن * محرتـى أممتامنا ٱهلميرقيين{ُ :فقالوا لهم :هذا الذى سلككم فى سقر يا
أشقياء ً،ويوم الدين :يوم الميثاقا ً،حيث جحدوا وكرذبوا بوليتك وعتوا عليك واستكبروا".
**
ل ممهن مأرذمن لميه ٱلررهحممــين ل ميمتمكلريمومن إر ر لرئمكية م
صسفا ر وفى سورة النبأ عند قوله تعالى} :ميهوم مييقويم ٱلسرويح موٱهلمم م
صموابا{ُ قال: ل ممهن مأرذمن لميه ٱلررهحممــين مومقامل م ل ميمتمكلريمومن إر ر
صموابا{ُ ً،يروى "عن أبى عبد ال أنه قال } :ر مومقامل م
نحن وال المأذون لهم يوم القيامة والقائلون صوابا ً،قلت :ما تقولون إذا تكلمتم؟ قال :نحمد ربنا وينصيلى
على نبينا ً،ونشفع لشيعتنا فل يردنا ربنا".
***
"تمت بحمد ال الينيقول التى كتبها فضيلة الدكتور محمد حسين الذهبى رحمه ال ً،وقد راعينا -بقدر
المكان -أن تكون التعليقات عليها مما كتبه فضيلته فى الجزء الثانى من التفسير والمفسرون حيث لم
يتيسر له -رحمه -ال التعليقا على هذه الينيقول فى حياته".
وال نسأل أن يتغمد الفقيد برحمته ً،وأن يجعل علينا -فى هذا الكتاب -فى الميزان...
ل ممهن أممتى الم ربمقهلهَب مسرليهَم{ُ ...وأخر دعوانا} :أمرن المحهميد لر مريب اهلمعاملرميمن{ُ ل ميهنمفيع ممافل مول مبينومن * إر ر
}ميهوم م
محمد النور أحمد البلتاجى
***