Professional Documents
Culture Documents
محاضرات في مادة:
لفظ المنهجية هو مصدر مؤنث للفعل نهج ،ينهج نهجا ومنهاجا ،وهي لفظة مبتدعة أصلها النهج
والمنهاج ،ومنها قوله تعالى " :ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا( "...اآلية 48من سورة المائدة).
وتعني المنهجية كطريقة علمية في البحث العلمي الكيفية العقالنية المتبعة لتقصي الحقائق
وإدراك المعارف ،والتي تتطلب ترتيب األفكار وعقلنة الفرضيات وإخضاعها لالمتحان والتحليل،
بما يضمن الوصول إلى نتائج معرفية جديدة ،وبالتالي فهي أصوب وأوضح طريق للوصول إلى
العلم والمعرفة ،ألنها تُتيح مباشرة الموضوع بشكل مختصر وسليم.1
إن كلمة منهج تعني الطريقة ،األسلوب والنظام ،بينما تعني كلمة منهجية علم المنهج أي دراسة
الطرق واألساليب العلمية والتقنية لعلم من العلوم ،2وفي مادة القانون ت ُعرف المنهجية بأنها اكساب
الطالب األسلوب والطريقة العلمية والمنطقية في التعامل مع المواضيع القانونية المتعددة والمتشعبة،
فت ُكون له الضوابط التي تمكنه من معرفة كيفية تحديد مادة البحث ،والموجهات التي ت ُمكنه من
معرفة كيف يُفتش كيف يعرض ،وكيف يُناقش ،وهي تهدف بالتالي إلى دراسة الوسائل والطرق
التي تسمح بالنظر إلى األهداف المسطرة بالوصول إلى النتائج المرجوة بالطريقة األكثر فعالية
واألكثر اقتصادية ،مع االهتمام المستمر بتحقيق األمن القانوني.3
لذا فإن محاضرات المنهجية هي محاضرات مشتركة بين جميع المواد ،تزود الطالب بطريقة
وأسلوب العمل ،وتتميز بالمقابل بأنها مادة مستقلة عن الدروس النظرية ،فهي ليست تعميقا
للمحاضرات التي تُلقى على الطالب ،وليست مختصة بمادة قانونية معينة بالذات ،وإنما هي
مشتركة بين جميع المواد.
-1رقية سكيل ،منهجية البحوث العلمية ،دليل طالب العلوم القانونية واإلدارية ،دار الخلدونية ،الجزائر ،2010 ،ص.9 .
-2عكاشة محمد عبد العال ،سامي بديع منصور ،المنهجية القانونية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،2008 ،ص.6 .
3
- Jean Louis Bergel, Méthodologie juridique, presses universitaires de France, Paris, 1ere
édition, 2001, p. 20.
1
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
وهي مادة ترتبط بعلم القانون بمختلف فروعه وأشكاله ،بل بمختلف األنظمة القانونية وبالمبادئ
العامة للقانون ،بفهم وبتطبيق القانون ،بهيئات ووسائل الجهاز القانوني ،بطرق تفسير القانون،
بمختلف تقنيات ضبط العالقات االجتماعية وحل النزاعات...الخ.
فوظيفتها أن تنُشأ لدى الطالب األسلوب والطريقة في التعامل مع شتى الميادين التي يتناولها علم
القانون ،فال يكفي الطالب حفظ المحاضرات النظرية عن ظهر قلب ،والحفظ ليس مطلوبا ،إنما أن
يعرف الوسيلة التي تؤدي به إلى الدراسة السليمة للمواد ،واالستعمال الجيد للمعلومات التي يستقيها
من النصوص والمراجع أثناء دراسته ،وفيما بعد في حياته المهنية ،فليس الهدف هو معرفة المواد
النظرية ،وإنما الهدف هو تكوين الشخصية القانونية المستقلة لدى الطالب ،التي يكتسبها عندما
يكتسب أسلوب العمل ومنهج البحث.
فأهم ما تستطيع مادة المنهجية فعله هو المساعدة على تكوين الشخصية القانونية لدى الطالب،
فهي التي تضعه على الطريق القويم بأن يكون له أسلوب بحث وطريقة خاصة ،وكما يقول األستاذ
" Henri Capitantأن يكون للباحث طريقة خاصة به ،فالمسألة كلها تكمن هنا ،وبدون هذا ،فإن
وقتا ثمينا نكون قد أضعناه ،وجهدا كبيرا قد بعثرناه ،ولن نستطيع أن نسيطر على الموضوع
المعالج".1
وقد ثبت بأن العلم هو عماد الحضارات الخالدة على وجه األرض ،وبأنه العامل الفاعل
في ازدهارها وتسابقها ،كما ثبت ارتباط تقدم المجتمعات بقدر اهتمامها بالبحث العلمي ،لذلك أصبح
هذا األخير ضرورة حياتية وأساس نهضة وتقدم بعض الدول وسبب تخلف بعضها اآلخر لتخلفها
عن مسايرته.
وقد كانت رسالة اإلسالم األولى للبشرية الدعوة للقراءة ،والحث على العلم والتعلم ،فكان
أول ما نزل من القرآن "اقرا باسم ربك الذي خلق( )1خلق اإلنسان من علق( )2اقرأ وربك
األكرم( )3الذي علم بالقلم( )4علم اإلنسان ما لم يعلم( ،2")5وقوله تعالى" :وقل ربي زدني علما"3
1
- « Avoir de la méthode, tout est la, faute de ce fil conducteur, on perd un temps précieux, on
disperse ses efforts, on n’arrive pas à dominer son sujet », Henri Capitant, préface à la première
édition de l’ouvrage de Deyrfus, la thèse et la mémoire de doctorat en droit, librairie Armand Colin,
Paris.1971.
-2سورة العلق.
-3سورة طه اآلية رقم .114
2
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
وأيضا" :يرفع الذين آمنوا منكم والذين آتوا العلم درجات ،"1و "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين
ال يعلمون."2
ومادام للعلم هذه القيمة الجوهرية في حياة األفراد واألمم والشعوب ،فإن هدف هذه
الدراسة هو مساعدة الطالب على اكتساب الشخصية القانونية المستقلة من خالل ادراكه لكيفية القيام
ببحث علمي في المجال القانوني ،بمعرفة المفاهيم واألسس التي يقوم عليها البحث القانوني،
واالختيار السليم للمشكلة محل البحث واختيار انسب الطرق لجمع المادة العلمية ،وتزويده
بالمهارات التي تجعله قادرا على تصميم خطة البحث وتنفيذها وبالخبرات التي تجعله قادرا على
القراءة التحليلية.
فالباحث ليس حر في إعداد بحثه كيفما يشاء ،بل هو ملزم بإتباع العديد من الطرق واالساليب
واإلجراءات حتى يتوصل إلى نتائج علمية دقيقة وموضوعية ،سواء كان هذا البحث بحثا علميا
نظريا أو تحقيقا أو تحليال لمواد ونصوص قانونية أو تعليقا على أحكام قضائية إلى غير ذلك ،لذا
وجب التساؤل عن كيفية إعداد البحث العلمي ،وعن ماهية الوسائل الواجب استعمالها؟
لإلجابة على هذا السؤال سوف نتطرق في المحور األول إلى ماهية البحث العلمي وفي المحور
الثاني إلى مراحل إعداد البحث العلمي ،وفي المحور الثالث إلى أجزاء البحث العلمي.
من أجل الوقوف على حقيقة البحث العلمي ،نحتاج إلى تحديد مفهوم العلم (أوال) ثم مفهوم البحث
العلمي (ثانيا).
يشتمل هذا العنصر على تعريف العلم (أ) ووظائف العلم (ب).
تعني كلمة العلم لغة إدراك الشيء بحقيقته وهو اليقين والمعرفة ،أما اصطالحا فهو مجموعة
المبادئ والقواعد التي تشرح بعض الظواهر والعالقات القائمة بينها ،كعالقة الكهرباء والبرق
والرعد ،أو القواعد التي تشرح طريقة تبخر مياه البحار والمحيطات وطريقة تكون السحب وسقوط
األمطار.
وقد عرف قاموس وبسترز الجديد 1العلم بأنه :المعرفة المنسقة التي تنشأ عن المالحظة والدراسة
والتجريب والتي تتم بغرض تحديد طبيعة أو أسس وأصول ما تتم دراسته" .2وهو تعريف يؤخذ
عليه أنه يخلط بين العلم والمعرفة ،ألن العلم هو اكتساب المعلومات ،التي تعني قاعدة البيانات
مضافا إليها "المعنى".
فالعلم هو اكتساب المعلومات وهو البيانات مضافا إليها المعنى ،أما المعرفة فهي خليط من
تجارب محددة ومعلومات سياقية وبصيرة نافذة ،بمعنى أن المعرفة هي المعلومات المختزنة مضافا
إليها القدرة على االستعمال ،ومن هنا يستند البحث دائما إلى العلم ،فيقال البحث العلمي وال يقال
البحث المعرفي ،وهذا دليل واضح على أن البشرية ال تزال في مرحلة المعلومة ،ولم تتخطاها بعد
إلى مرحلة المعرفة ،فهي قادرة على التحليل والتركيب والمالحظة وعلى فرض الفروض
واختبارها ووضع النظريات ،لكنها عاجزة عن تحويل الكثير من تلك المعلومات إلى معرفة ،وإلى
قدرة على استعمال تلك المعلومات ،وال أدل على ذلك من أن أمراض العالم وقضاياه لم تشف
بتطبيق المزيد من العلم التقليدي والتكنولوجيا ،وأن أحوال العيش للغالبية العظمى من البشر لم
تتحسن بل تردت.3
1
- webster’s dictionary
-2محمد موسى بابا عمي ،مقاربة في فهم البحث العلمي ،معهد المناهج ،2007 ،ص.38 .
-3المرجع نفسه ،ص.40 ،39 .
4
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
الحقيقة األولى :هي أن العلم يتضمن الحقائق والمبادئ والقوانين والمعلومات الثابتة المنسقة
والمصنفة ،بمعنى أن الحقائق ترتبط فيما بينها بعالقة معينة ،فعندما ندرس تبخر الماء والغليان ،فإن
هاتين الظاهرتين بينهما عالقة سببية ،أي كلما زادت درجة الغليان تبخر الماء ،وأن وجود هاتين
الظاهرتين جنبا إلى جنب ليس من قبيل الصدفة.
الحقيقة الثانية :هي أن العلم يتضمن أيضا معنى الطرق والمناهج العلمية الموثوق فيها
والمستعملة الكتشاف الحقيقة.
وبتعبير قانوني فإن العلم يشمل الموضوع والحقيقة ،ويشمل اإلجراءات التي توصلنا إلى
الحقيقة ،فهو يقابل القانون المدني الذي يتناول موضوع الحق وقانون اإلجراءات المدنية الذي
يتناول الوسائل والطرق التي نسلكها للوصول إلى هذا الحق ،كذلك القانون الجنائي الذي ينص على
أحكام موضوعية وقانون اإلجراءات الجزائية الذي ينص على كيفية توقيع العقاب على مرتكبي
الجريمة.
تكمن الوظيفة الرئيسية للعلم في الكشف عن النظام السائد في الكون ،وفهم قوانين الطبيعة أو
العالقات الموجودة فيها ،سواء كانت ظواهر طبيعية أو ظواهر إنسانية ،من أجل الحصول على
الطرق الالزمة للسيطرة على قوى الطبيعة ،وذلك عن طريق زيادة قدرة اإلنسان على تغييرها
والتنبؤ بها وضبطها ،ومن هذه الوظيفة األصلية للعلم يمكن أن نستخرج عدة وظائف وهي:2
-1نصر الدين سمار ،محاضرات في المنهجية ،ألقيت على طلبة السنة األولى حقوق ،جامعة فرحات عباس سطيف،
.1995-1994
-2مانيو جيدير ،منهجية البحث العلمي ،ترجمة ملكة أبيض( ،د ،م ،ن)( ،د ،ت ،ن) ،ص .13 ،12 .متوفر على الموقع:
www. Vcas. Edu.ps/files/_manhajia.pdf/ 16-03-2016.
-3مسعد عبد الرحمان زيدان ،مناهج البحث العلمي في العلوم القانونية ،دار الكتاب القانوني ،2009 ،ص.37 .
5
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
-1أحمد بدر ،أصول البحث العلمي ومناهجه ،المكتبة األكاديمية ،القاهرة ،1996 ،ص.20 .
-2مسعد عبد الرحمان زيدان ،المرجع السابق ،ص.38 .
6
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
يتضمن مفهوم البحث العلمي تعريفه (أ) ،مراحل تطوره (ب) ،خصائصه (ج) وأنواعه (د) ،ثم
مقوماته (ه) وأهدافه (ي).
يقتضي تعريف البحث العلمي تحديد معناه( ،)1ثم التطرق إلى عملية بدء التفكير االنساني
باعتبار أن البحث العلمي وسيلة للتدريب على التفكير العلمي( ،)2وأخيرا معوقات التفكير
العلمي(.)3
-1معنى البحث العلمي :نتطرق إلى المعنى اللغوي للبحث العلمي ،ثم إلى المعنى االصطالحي.
-المعنى اللغوي :لتحديد معنى البحث العلمي لغة يستلزم األمر بيان معنى البحث والعلم ،فالبحث لغة
بفتح الباء هو اسم يستخدم بمعنى بذل المجهود في موضوع ما وجمع المسائل التي تتصل به،
وبحث األرض بمعنى حفرها وطلب شيئا فيها ،وبحث عن الشيء بمعنى طلبه وفتش عنه أو سأل
عنه واستقصى .1ومن ناحية ثانية تعني كلمة العلم وصف للبحث منسوب للعلم ،والعلم هو مجموع
مسائل وأصول كلية تدور حول موضوع واحد وتعالج بمنهج معين وتنتهي إلى بعض النظريات
والقوانين.
-المعنى االصطالحي :يُعرف البحث العلمي بأنه العمل العقلي الدقيق الذي يؤدي إلى اكتشاف حقائق
يقينية 2وقواعد عامة وشاملة ،أو الوسيلة التي تؤدي إلى حل مشكلة محددة ،بالتقصي الشامل
والدقيق لجميع الظواهر والبيانات التي يمكن التحقق منها ،3أو هو وسيلة إلعمال العقل والحواس
وجميع الملكات األساسية األخرى من أجل فهم حقيقة الظواهر الطبيعية واالجتماعية التي تقع من
حولها ،وتسخيرها بما يعود بالخير والتقدم على المجتمع.
وانتقاال من المعنى النظري إلى المعنى العملي الذي يهم الباحث ،فإن البحث العلمي هو أداة
لتحليل المعلومات بهدف الحصول على حقائق معينة ،وتنمية المعلومات العلمية والفنية ،كما أنه
وسيلة لتكوين وتطوير ملكة التحليل واالستنتاج واالبتكار لدى الباحث ،وهي ملكات عقلية تحتاج
إلى القراءة والتأمل والتفكير المستمر.
باختصار إن البحث العلمي وسيلة فعالة للتدريب على التفكير العلمي وربط الظواهر جدليا
والوصول إلى نظم أفضل من النظم السائدة.1
أما عن البحث العلمي في القانون فإنه ينصرف التباع األسس واألصول العلمية في البحث عن
حكم مسألة أو حكم عام أو بناء نظرية أو مبدأ في علم القانون ،وذلك بهدف معالجة وضع قائم أو
الستجالء غموض يكتنفه أو لبيان الحكم العام لتلك المسألة ،ومن البحث القانوني استقصاء مسألة أو
عدة مسائل من نواح ثالث:
من الناحية التشريعية :بحيث يالحظ الباحث مدى دقة تنظيم المشرع للمسألة موضوع البحث،
فهل سها عن تنظيمها؟ وهل يوجد خلل أو قصور في التنظيم التشريعي لها؟ فيُنبه الباحث القانوني
نتيجة لذلك المشرع إلى القصور ويطلب منه االسراع في تنظيمها تالفيا لهذا النقص ،فمن غير
الممكن أن ندرس القانون أو ننشئه أو نطبقه ،دون معرفة كيف يتصرف المشرع ،يتعلق األمر
بجميع القانونيين من قضاة و محامين و موثقين أو مستشارين في المؤسسات العمومية وفي
المقاوالت وفي الجامعات ...الخ.2
ومن الناحية الفقهية :بحيث تعرض آراء الفقه من حيث تلك التي اتفقت مع المشرع الوطني وتلك
التي اختلفت معه ،ومن حيث موقفه من سهو المشرع عن تنظيم مسألة ما ،وهل أعد بدائل يستنير
بها المشرع؟
من الناحية القضائية :تالحظ أحكام القضاء من حيث مدى مطابقتها حرفيا لما ورد من نصوص
القانون ،ومدى محاولتها تطوير القانون عن طريق التوسع في التفسير ،ومن حيث موقفه عند سهو
المشرع عن تنظيم مسألة ما ،ومدى العودة لمبادئ العدالة واالنصاف والمبادئ العامة للقانون .3ذلك
أن التغير المستمر للظواهر والسلوكات االنسانية واالجتماعية ال تسمح بوضع قاعدة خاصة لكل
حالة ،وهكذا فمتى ثبت حدوثها فإن الوضعيات الواقعية يجب أن تُحلل وتُحدد بالنظر إلى وضعيات
قانونية معروفة .ثم يجب بعد ذلك أن تحدد القواعد القانونية القابلة للتطبيق على هذه الوضعيات.4
وإذا كان البحث العلمي هو في األخير عمل عقلي وهو وسيلة للتدريب على التفكير العلمي،
فجدير بنا التوقف عند مرحلة بدء التفكير عند اإلنسان ،ثم معوقات التفكير العلمي.
-1عبد القادر الشيخلي ،قواعد البحث القانوني ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2010 ،ص.19 ،18 .
2
- Jean Louis Bergel, Op. Cit., p. 20.
-3عبد القادر الشيخلي ،المرجع نفسه ،ص.27 .
4
- Jean Louis Bergel, Ibid., p. 135.
8
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
-1فاضلي ادريس ،الوجيز في المنهجية والبحث العلمي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،2010 ،ص.16 .
-2المرجع نفسه ،ص.17.
9
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
"كم كان سلوكي سيبدو سيئا لو أنني عصيت هللا فيما اعتقد أنه يأمرني به ،فنكصت عن أداء
رسالة الفلسفة ،وتوقفت عن دراسة نفسي ودراسة الناس ،وفررت مما كلفني به خشية الموت ...من
هنا فأنا ال أخاف الموت ...أجل إنني ال أخافه...ولعله شيء جميل .غير أنني على يقين من أن
هجران واجبي شيء قبيح ...لذا فحين أخير بين الموت الذي يحتمل أن يكون جميال ،وترك الواجب
الذي هو من غير شك قبيح ،فإنني ال أتردد في اختيار األول فورا ،وعندما حكم عليه القضاة
بالموت ،لم يجزع سقراط ورفض الهرب قائال :ثم كيف استطيع إذا ارتكبت رذيلة الجبن أن أتحدث
عن فضيلة الشجاعة.1
-3معوقات التفكير العلمي
من معوقات التفكير العلمي الخرافات واألساطير المنتشرة في كل المجتمعات ،والشعائر التي
نتجت لعدم قدرة االنسان على ايجاد تفسير معين للرعد والبرق والزالزل التي أثارت في نفسه
الرعب ،كما أعاق تفكير ذلك االنسان أنه عندما يلجأ إلى كهفه وينام ،تأتيه الرؤى واألحالم،
فت ُحيره ،ألنه يُرجع ما يراه أثناء نومه إلى روحه التي تترك جسمه وتجول على حريتها ،وقد يرى
ضمن ما يراه في منامه أمواتا وكأنهم عادو إلى الحياة ،وقد يكون من بينهم من أزهق روحه ذات
يوم فيعود إليه في حلمه ليُعاقبه أو يُطارده ،فيستيقظ النائم فزعا لما يرى.
وبعبارة أخرى فلكل عصر خرافاته ،وال أدل على ذلك من وجود التنجيم والسحر وقراءة الطالع
واألبراج...الخ في الوقت الحالي ،إضافة إلى أن كل ما يعجز االنسان عن ادراكه اآلن يعد معجزة،
وهذا خطأ فالصواب هو أن الوقت لم يحن بعد إلدراكه لقصور نسبي في المفاهيم الحالية.2
خالصة القول أن انتشار الفكر األسطوري الخرافي ،وااللتزام باألفكار الذائعة ،وانكار قدرة
العقل على االنتاج ،هي أهم عوائق التفكير العلمي.3
أما في الجزائر فتواجه التفكير العلمي عدة مشاكل ،لعل أهمها قلة الباحثين ومراكز البحث
وضعف االمكانيات االقتصادية والمالية ،وعدم التخطيط ،وانعدام الحوافز ودور النشر وتعقيد
االجراءات والتكاليف ،وتهميش رجال العلم والتضليل االعالمي...الخ.4
يرى عالم االجتماع أوغست كونت 1أن الفكر االنساني مر تطوره بعدة مراحل منها :المرحلة
الحسية وفيها اعتمد االنسان على حواسه وما يراه وما يسمعه دون محاولة معرفة العالقات القائمة
-1أحمد ابراهيم عبد التواب ،أصول البحث العلمي في علم القانون ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،االسكندرية ،2009 ،ص.
.42 ،41
-2فاضلي ادريس ،المرجع السابق ،ص.19 ،18 .
-3رحيم يونس كرو العزاوي ،مقدمة في منهج البحث العلمي ،دار دجلة ،عمان ،2008 ،ص.29 .
-4علي مراح ،منهجية التفكير القانوني ،نظريا وعمليا ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط ،2007 ،3-ص.60 ،59 .
10
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
بين الظواهر ،ومرحلة المعرفة الفلسفية التأملية أو مرحلة البحث عن األسباب والعلل الميتافيزيقية
البعيدة عن الواقع ،والمرحلة العلمية التجريبية أو مرحلة نضج التفكير البشري وتفسير الظواهر
تفسيرا علميا .كما سيأتي تفصيله.
-1ربحي مصطفى عليان ،عثمان محمد غنيم ،مناهج وأساليب البحث العلمي ،النظرية والتطبيق ،دار صفاء للنشر
والتوزيع ،عمان ،ط ،2000 ،1-ص.22 ،21 .
-2أحمد بدر ،المرجع السابق ،ص.74 .
-3محمد موسى بابا عمي ،المرجع السابق ،ص.26 .
11
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
نفسها خاصة في جانبها الغربي ،مفتقدة لفترة من الزمان للمعارف وطرق البحث ،1فحملت الدولة
االسالمية راية العلم والبحث العلمي إلى أوروبا خاصة خالل العصور الوسطى.2
-2البحث العلمي في العصور الوسطى
في هذه العصور ازدهرت الحضارة العربية االسالمية ،واتبع العرب في انتاجهم العلمي أساليب
جديدة في البحث العلمي ،معتمدين على المنهج االستقرائي والمالحظة باإلضافة إلى التدريب
العلمي مع االستعانة بأدوات القياس للوصول إلى النتائج العلمية ،فسبق العرب أوروبا في تطبيق
منهج البحث القائم على التجربة العلمية ،3فنبغت عدة أسماء كالحسن بن الهيثم وجابر بن حيان وابن
سيناء وأبو بكر الرازي وغيرهم ،الذين استفادوا من الحضارات اليونانية والهندية ،وأضافوا إليها
علوما وفنونا كثيرة تميزت باألصالة ،4وعملوا على نقل هذه العلوم إلى أوروبا وغيرها ،فكان
لعلومهم دور كبير في تقدم البشرية في العديد من العلوم منها العلوم الطبية ،حيث كتبوا عن الكثير
من األمراض كالجدري والحصبة والطاعون ،واستخدم العرب المواد المخدرة في الجراحة ،لكنهم
لم يستمروا في هذه النهضة العلمية فسبقتهم الحضارة الغربية ،التي اتخذت من اكتشافات البوصلة
والتقدم في بناء السفن أداة الرتياد البحار والمحيطات والكشوف الجغرافية ،فا ُكتشفت األمريكيتان،
سميت بريطانيا في القرن الثامن عشر باإلمبراطورية التي ال تغيب عنها الشمس ،مما أدى إلى
حتى ُ
قيام الثورة الصناعية والتي دفعت بالعالم إلى التقدم بعد أن ركزت هذه الدول على العلم والبحث
العلمي.
-3البحث العلمي في العصر الحديث
عرفت البشرية في هذه المرحلة تقدما مذهال في مجال البحث العلمي ،بعد اكتمال دعائم التفكير
العلمي في أوربا ،فوصل اإلنسان إلى تفسير الخسوف والكسوف والمد والجزر والجاذبية ،وصعد
إلى القمر واكتشف الكواكب وتوصل إلى القوانين التي تحكم الطبيعة ،بفضل اعتماده على البحث
التجريبي.5
-4البحث العلمي في عصرنا الحالي
أولت الدول المتقدمة ادراكا منها لقيمة البحث العلمي رعاية فائقة لهذا األخير ،باعتباره الركيزة
األساسية للتقدم ،وأصبحت طرق البحث مواد تدرس في الجامعات باعتبارها أساس ُمهم لتكوين
الباحثين واعدادهم االعداد السليم ،باإلضافة إلى توفير األدوات واالمكانيات العملية التي ت ُساعد
على الوصول إلى نتائج أكثر دقة ،كاستخدام التكنولوجيا في مجال الكتابة والطباعة والنشر خاصة
بعد ظهور الحاسب اآللي واالنترنت.
يتضح مما سبق أن العلم لم يصدر في صورته الراهنة دفعة واحدة ،إنما وصل إلينا العلم وطرق
البحث العلمي نتيجة جهد متواصل للعديد من المجتهدين والعلماء الذين كان الكتشافاتهم وكتاباتهم
عظيم األثر على حياة االنسانية ،لعبت فيها الصدفة دور والتجارب العلمية المنظمة دورا آخر.
باختصار إن البحث العلمي هو نتاج البشرية جمعاء ،ولوال هذه السمة لما كسب صفة الشمولية،
ولكان ملزما لحضارة دون أخرى.1
ورغم ذلك هناك من األصوات في الغرب تدعي بأن النهضة العلمية التي يمر بها العالم اليوم
ترجع فقط إلى الجهود الغربية دون غيرها 2ووصل بهم األمر إلى حد انكار دور الحضارات
األخرى ومنها االسالمية ،معتبرين أن االسالم يدعوا إلى التخلف ،ونسي هؤالء أن الحضارة
االسالمية من خالل االسالم كان لهما السبق في تمجيد أهمية العلم واعتباره من األمور التي يكافئ
عنها االنسان في الدنيا واآلخرة ،ألن العلم متصل بالدين اتصاال وثيقا وألن العلم يساعد على ادراك
الحقائق الدينية وفهمها.
وقد يتساءل سائل لماذا التركيز على الشريعة االسالمية دون غيرها من الشرائع الدينية
األخرى؟
فيكون الجواب أن الشريعة اليهودية لم تكن هي الشريعة الخاتمة ،وإنما تلتها الشريعة المسيحية
واالسالمية ،لذا لم تقدم نموذجا يمكن تناوله بالبحث ،كما أن الباحثين لم يتعرضوا إلى دور الشريعة
اليهودية في مجال العلم والبحث العلمي ،كما لم تتناول الشريعة المسيحية ال من قريب وال من بعيد
العلم والبحث العلمي ،ألنها ت ُركز على آيات العبادات وعالقة االنسان بربه وعالقته بأخيه االنسان،
كما أن الغرب الذي يدين في معظمه بالشريعة المسيحية لم يحاول الربط بين العلم بصفة عامة
والبحث العلمي بصفة خاصة والشريعة المسيحية ،بل حاول العديد من الباحثين الفصل التام بين
العلم والدين ،واعتبروا بأن الرجوع للدين في األمور العلمية أمر من شأنه تأخير العلم وتقييد حرية
الفكر.3
تتمثل المنهجية العلمية في البحث العلمي في تحديد عناصر المشكلة محل البحث تحديدا دقيقا ثم
فرض الفروض واستخالص النتائج ،والباحث ُملزم باتباع المنهجية العلمية ،إذ أن البحث العلمي
هو نشاط عقلي منظم ودقيق ،ألنه ينطلق من ظواهر معلومة وال ينطلق من العدم ،ويستعمل أدوات
وطرق معينة ،بمعنى أنه قبل أن ينطلق في البحث يضع لنفسه هدفا ،يتمثل إما في تطوير حقائق
معلومة أو الكشف عن حقائق جديدة ،1وبهذا فإن االكتشافات التي تحدث صدفة ال يمكن اعتبارها
من قبيل البحث العلمي ،كقانون الجاذبية.2
وهذه المرحلة هامة وضرورية ألنها تضع الباحث على الطريق السليم للوصول إلى نتائج
صحيحة ،فإذا كان بحث الطالب يتعلق بالحيازة ،فإنه يتعين عليه أن يحدد المقصود بالحيازة ،وهل
الهدف من بحثه يتعلق بالحماية الموضوعية أو بمجرد الحماية الوقتية3؟ وفي المرحلة الثانية يقوم
الباحث بفرض الفروض المتعلقة بعالج المشكلة محل البحث وفي المرحلة األخيرة يستخلص
النتائج ،خالصة القول أن البحث العلمي يرتكز على عنصر أساسي يتمثل في ضرورة اتباع المنهج
العلمي في البحث.
ألنه يقوم على أساس االختبارات والتجارب على الفروض ،فمن أجل الحصول على نتائج علمية
تتفق مع الواقع العملي ،يستلزم األمر تحليل األسباب واستمرارية متابعة المتغيرات عن طريق
اجراء التجارب أو اختبار الفروض للتأكد من مدى صحتها.4
ذلك أن البحث العلمي ينطوي على اضافة معلومات جديدة إلى المعلومات التي يملكها الباحث،
أو استبدالها بمعلومات أخرى جديدة ،فمعيار هذا العنصر التجديد والحداثة.
تتجسد المعرفة القانونية إما في التحقق من الحقائق القانونية الموجودة أو تطويرها أو في
الكشف عن حقائق جديدة.
-5أنه بحث يهدف إلى تحقيق العدالة وحفظ األمن والنظام واالستقرار في المجتمع
يكاد هذا العنصر يكون المميز للبحث العلمي في علم القانون ،والذي هو أداة لحفظ األمن
والنظام في المجتمع ،ووسيلة لتحقيق العدالة بين المواطنين بكفالة الحقوق وتوزيع األعباء.1
يختلف البحث العلمي باختالف المشكلة التي يعالجها ،وباختالف الزاوية التي يُنظر إليه منها،
لذلك ت ُقسم البحوث العلمية إلى عدة أنواع منها البحوث النظرية والبحوث العملية.
-1البحوث النظرية :تقسم البحوث النظرية إلى بحوث حسب االستعمال ،وبحوث حسب النشاط
وبحوث حسب أسلوب التفكير.2
-البحوث حسب االستعمال :يتعلق األمر بالبحث القصير والبحث لنيل درجة الماجستير ،والبحث
لنيل درجة الدكتوراه ،والمقاالت وبحث المؤتمرات العلمية المتخصصة.
البحث القصير
هو ذلك البحث الذي يطلب عادة من الطلبة الجامعيين اعداده خالل مراحل الدراسة الجامعية،
تحت اشراف أستاذ المادة ،فيقوم الطالب باختيار الموضوع وبيان خطته ومراجعه ،ثم يقوم بإعداد
البحث في الصورة المطلوبة ،3ويهدف هذا النوع من البحوث إلى تدريب الطالب على جمع المادة
العلمية وترتيها ترتيبا منطقيا ،باإلضافة إلى تحميله المسؤولية ولو على نطاق ضيق ،ثم تدريبه
على األمانة العلمية ،وعلى الدقة في النقل والفهم.4
هو بحث يقوم بإعداده الطالب المتحصل على الليسانس ،تحت اشراف أستاذ متخصص في مدة
زمنية محددة ،ووفقا لشروط قانونية من حيث الكم والكيف ،وهو طرح لمسألة قانونية معينة في
شكل مذكرة ،يحاول الباحث من خاللها معالجة موضوع البحث المختار ،معالجة مستوفية لعناصر
البحث العلمي ،متوفرة على االبداع واالبتكار والتعمق العلمي ،مستخلصا النتائج والحلول الجديدة،
وهو بحث يتبين من خالله قدرة الطالب على اعداد بحثه والتنسيق بين أفكاره والدفاع عن
موضوعه.
غ ير أن األخير ليس مقيدا بالشروط العلمية فحسب ،بل يخضع أيضا للنصوص التنظيمية التي
تحدد مدة البحث ،طريقة االشراف ،والشهادة التي يجب أن تكون بحوزة المشرف ،أو التخصص
الذي يجب أن يتوفر له ،وعدد أعضاء لجنة المناقشة...الخ.
هذا وتتميز رسالة الماجستير عن األبحاث التدريبية سواء على مستوى الليسانس أو على مستوى
العام النظري األول من الدراسات العليا ،بمواضيع تستحق البحث والدراسة وأنها تتسم بالعمق،
وتهدف للوصول إلى نتائج قانونية ،1بخالف األبحاث التدريبية التي تستهدف تدريب الطالب
وتزويده بالمعرفة في مجال القانون ،فهي أبحاث ال تستهدف دراسة موضوع ما أو ظاهرة علمية
معينة ،كما أنها ال تهدف للوصول إلى نتائج واقتراحات تتعلق بها.
تتميز أيضا هذه المذكرات بأنها ليست نهاية المطاف بالنسبة للباحث ،بل إنها أول شهادة بحثية
يتم االعتراف بها رسميا ،العتماد الباحث القادر على إعداد أطروحة دكتوراه فهي شرط ضروري
لتكوين باحث قادر على التسجيل في مرحلة الدكتوراه.2
يُقدم هذا البحث لنيل درجة الدكتوراه ،وهو بحث معمق يقوم به الطالب بناء على أصول وأسس
ومبادئ علمية ،يتميز موضوعها بأنه يتمثل في مسألة جديدة من الناحية المعرفية ،أو تأصيل
لجزئيات في القانون ،أو تطوير لبحث ماجستير أو ماستر سبق أن قام به الباحث أو غيره من
الباحثين.
كما تتميز أطروحة الدكتوراه عن مذكرة الماجستير بأن محل الثانية هو موضوعا علميا ،أما
موضوع أطروحة الدكتوراه فهو موضوعا علميا لكنه أضيق ،ويحتوي على جزئية أقل ،لذلك فهو
كاشف عن القدرة العلمية للباحث.
كما يتميز بحث الدكتوراه عن بحث الماجيستر بأنه يستلزم االبتكار والتجديد ،وبأنه أكثر عمقا
في التحليل واإلبداع ،وبغزارة المراجع والمصادر وتنوعها ،وفي أن الجديد الذي تضيفه للمعرفة
والعلم يجب أن يكون أوضح وأقوى وأدق.
لذل ك فإن بحث الدكتوراه أكثر البحوث انتشارا ،ألنه يقوم على البحث واالبداع واالضافة
والتحديد الجيد للموضوع ،واستخالص النتائج والمقترحات المتعلقة به.
وعلى هذا فإن أطروحة الدكتوراه في القانون ال تتميز فقط عن مذكرة الماجستير في حجم
الموضوع وعدد األوراق ،بل قد يكون عدد صفحات رسالة الثانية أكبر من عدد صفحات األولى
ألن العبرة بنوعية العمل ال بحجمه ،1إنما تمتاز عنها في العمق والتأصيل والمنهجية ،2باإلضافة
إلى ذلك فإن أطروحة الدكتوراه ت ُعبر عن ميالد باحث يستطيع االستقالل بالبحث ،3خالفا لمذكرة
الماجستير أو الماستر اللتان تعبران عن صالحية الباحث ألن يسلك طريق البحث في مرحلة
الدكتوراه ،فأطروحة الدكتوراه تعد الباحث ألن يصبح أستاذا ،أما مذكرة الماجستير أو الماستر
فت ُعده ألن يكون باحثا في الدكتوراه.
المقاالت
يُفضل الفقهاء في الوقت الحالي التعبير عن أفكارهم القانونية بواسطة المقاالت ،يتعلق األمر
بدراسات قصيرة ومحدودة وحديثة ،4والمقال هو عرض لمسألة أو لفكرة قانونية ولتنظيمها
القانوني ،وللعوارض التي تواجهها ،والحلول المناسبة لها ،مع التزام الكاتب باتباع األسلوب العلمي
في الكتابة .وهي كثيرة الدوريات التي تتضمن مقاالت في الفقه العربي ،مثل :مجلة الحقوق ،مجلة
القانون واالقتصاد ،مجلة المحاماة الكويتية ،وفي الجزائر :مجلة مجلس الدولة ،مجلة الموثق ،مجلة
الدراسات القانونية واالقتصادية ،مجلة إدارة...الخ .5
1
- « ce n’est pas un problème de nombre de page… c’est un problème de qualité du travail… »,
Michel Beaud, L’art de la thèse, comment préparer et rédiger un mémoire de master, une thèse de
doctorat ou tout autre travail universitaire à l’ère du net, La Découverte, Paris, 2006. p. 20.
-2أحمد ابراهيم عبد التواب ،المرجع السابق ،ص.67 .
-3مانيو جيدير ،المرجع السابق ،ص.22 .
4
- « l’article permet aux auteurs de rédiger une œuvre d’actualité et non un travail « vieilli avant
d’être né » », Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Précis méthodologie juridique,
les sources documentaire du droit, publications des facultés universitaires Saint- Louis, Bruxelles,
2000, p.360.
-5وفي الفقه الفرنسي:
( )Revue trimestrielle de droit civil, Recueil Dalloz, Juris- Classeur Périodique (Semaine Juridique
J.C.P), Revue d’Arbitrage, Revue trimestrielle de droit commercial…ect.
وفي الفقه االنجليزي:
The Cambridge law review, Weekly Law Reports, Oxford Journal of Legal Studies.
17
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
هو بحث يعده الخبير المتخصص في قضية من القضايا التي يعقد المؤتمر ألجل دراستها ،ويبين
ما ينبغي أن يتخذ من حلول .
هو بحث يستهدف مجرد استطالع المشكلة أو التعرف عليها ،عندما تكون الظاهرة القانونية غير
واضحة المعالم ،1أو عندما يكون ميدان البحث جديدا أو مستوى المعلومات قليال.2
البحث الوصفي
هو بحث يهدف إلى معالجة المشكلة ووصف تام للمتغيرات المرتبطة بها ،عن طريق تجميع كم
كاف من المعلومات والبيانات حولها ،فهو يهدف إلى وصف المشكلة وتحديد عواملها المختلفة،
وإلى بيان مدى ارتباطها ببعضها.
ومثاله :البحوث الوصفية التي تتطرق إلى تحديد العالقة بين حجم المشاركة السياسية وتطور
العملية الديمقراطية في مجتمع ما ،والبحوث الوصفية التي تتطرق لتطور ونمو الظاهرة ،كما هو
الحال بالنسبة لمدى االلتزام بالقواعد القانونية المنظمة لعمليات المرور.3
البحث التفسيري
هو بحث يهدف إلى تفسير حقائق معينة أو تفسير سلوك العالقات بين المتغيرات ،وهو يسعى
الستخالص التعميمات حول الظاهرة المدروسة ،واستنتاج العالقات السببية بين متغيرات الظاهرة،
كما هو الحال بالنسبة لوضع المحكوم عليهم في ظروف مختلفة ومعاملتهم بأساليب مختلفة ،لتحديد
األسلوب األمثل للردع ومنع العودة الرتكاب الجريمة.
-1عمار عوابدي ،مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية واإلدارية ،د م ج ،ط ،1999 ،3-ص.29.
-2أحمد بدر ،المرجع السابق ،ص.31 .
-3مسعد عبد الرحمان زيدان ،المرجع السابق ،ص.113 ،112 .
18
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
البحث التنبئي
هو البحث الذي يتنبأ بسلوك المتغيرات في ظل ظروف معينة ،تستهدف الكشف عن الطريقة
التي ستسلكها متغيرات معينة في المستقبل ،كما هو حال تحديد أثر االعالم والتربية أو األسرة أو
دور المجتمع في تزايد الجرائم والحد منها وكيفية التحكم فيها.
البحث النقدي
يهدف هذا النوع من البحوث إلى تغليب فكر قانوني على آخر ،من حيث المفاهيم واالفتراضات
وأسلوب التحليل القانوني ،ويظهر ذلك جليا في الدراسات المقارنة.
-البحوث العلمية حسب طريقة التفكير :تنقسم البحوث العلمية بحسب طريقة التفكير إلى بحوث
استقرائية وبحوث استنباطية.
البحث االستقرائي
يتم بواسطة البحوث االستقرائية تجميع مختلف العناصر لتكوين كل مترابط ،فهي تسعى إلى بناء
مجموعات فكرية انطالقا من عناصر أولية ،عن طريق تنظير الجزئيات وردها إلى مبدأ عام يحكم
جميع تلك الجزئيات ،سواء من حيث طبيعتها أو حكمها القانوني أو من حيث ما يترتب عليها من
آثار ،لذلك فإن هذا النوع من البحوث يهم الفقهاء أكثر من غيرهم ،ألنهم المعنيين بتجميع العناصر
المبعثرة للنظام القانوني من أجل الوصول إلى وجهات نظر مشتركة ،نتائج وتطبيقات جديدة...الخ.1
البحث االستنباطي
يتم بواسطة هذه البحوث تحليل كل معين أو قانون معين أو مبدأ معين ،بتجزئة مختلف العناصر
المشكلة له ،فهي ت ُعنى بفحص الموضوع قصد تبيان مختلف عناصره ،لذلك تستعمل هذه البحوث
في الواقع العملي القانوني هذه البحوث كلما تعلق األمر بمعالجة الوضعيات الواقعية والقواعد
القانونية ،فبالنسبة للوضعيات الواقعية يتم فحص كل العناصر وفرزها ثم مقارنتها ،ومقارنة األدلة
والمؤشرات ثم استخالص العناصر وثيقة الصلة بالموضوع واستبعاد تلك غير الواضحة وغير
الهامة ،أما بالنسبة للقواعد القانونية فتبحث هذه البحوث عن شروط تطبيقها ،وأحكامها،
ونتائجها...الخ ،لكن هذا التحليل يتم من أجل التقريب قدر المستطاع بين المعطيات الواقعية والنقاط
القانونية.2
1
- Jean Louis Bergel, Op. Cit., p. 140.
2
- Ibid., p. 139,140.
19
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
كما تختلف األبحاث العلمية باختالف القائمين عليها ،فهنالك البحوث الفردية والبحوث الجماعية،
وال تقف أنواع البحث العلمي عند هذا الحد بل هناك أنواع أخرى:
-المحامون
يلتزم المحامي في تناوله للمسألة محل النزاع ،بأن يقوم بتحديد جميع عناصرها المادية تحديدا
دقيقا ،ثم يقوم بفرض الفروض المتعلقة بتلك الوقائع ،واستخالص النتائج ،التي تتمثل في تقديم كل
ما يُعين في تحسين مركز موكله ،كما يكون ملزما أيضا بالرد على دفاع الخصم اآلخر.1
إن اتباع المحامون لألسلوب العلمي في االدعاء والدفاع أمام القضاء ،يحقق فائدة كبيرة للموكل
والمحامي وللمحكمة التي تنظر النزاع.
فالتزام المحامي باألسلوب العلمي والمنهجي في االدعاء والدفاع من شأنه المحافظة على حقوق
موكليه اإلجرائية ،وعدم تعريضها ألي سقوط أو ضياع لصالح الخصم اآلخر (المسائل األولية
اإلجرائية).
إن استعمال األسلوب العلمي والمنهجي من طرف المحامي ،يؤدي إلى تميزه عن غيره من
األشخاص غير العالمين بالقانون ،كما يؤدي إلى تميزه بين أقرانه المحامين ،عالوة على ما يحقق
ذلك من وقت وجهد.
في التزام المحامي باألسلوب العلمي والمنهجي معاونة منه للعدالة ،فمن شأن ذلك المحافظة على
جهد ووقت المحكمة.
ومع ذلك تجب االشارة إلى أن فن االقناع غير مفروض على المحامين فقط ،بل أن جميع
القانونيين ملزمين بإقناع غيرهم وبإقناع أنفسهم عند اتخاذ قرار معين باألسباب التي دفعتهم التخاذ
حل معين بدل غيره.2
-وسائل اإلعالم
تهتم كل وسائل اإلعالم المكتوبة والمسموعة والمرئية بالبحث العلمي في علم القانون بصدد
المشاكل التي تثير الرأي العام ،كقضايا المخدرات والحيازة والخلع والنسب ،األمر الذي دعا وسائل
اإلعالم بكل صورها لالهتمام بتلك القضايا ،سواء لرفع الوعي االجتماعي أو بهدف إلقاء الضوء
على القوانين المتعلقة بها.
وفي هذا اإلطار ،يلتزم الكاتب أو الصحفي عند كتابة مقال أو موضوع يتعلق بظاهرة قانونية أن
يحدد موضوعه تحديدا دقيقا ،موضحا مفهومه الصحيح من خالل المتخصصين في هذا الفرع من
فروع القانون ،ثم يقوم بوضع الفروض واألسئلة التي تمس جوهر الموضوع ،وتهم كل شرائح
المجتمع ويطرحه على المتخصصين ،ويقوم بتلقي إجابات المتخصص ،ليستخلص منها النتائج
والتوصيات.
إن الكاتب أو الصحفي رغم اختالف دور كل منهما ،وهما من غير المختصين في علم القانون،
فعندما يتعلق األمر بموضوع قانوني ،فإنه يتعين عليهما أن يفتشا عن المعلومة ،ويضعا الفروض ثم
يقوما باستخالص النتائج القانونية.1
وعليه تتضح أهمية اتباع أصول البحث العلمي في علم القانون بالنسبة للقضاة ومعاونيهم ،كما
أنه أساسي في توصل بعض الفئات لحكم القانون ،مثل الطالب والقائمين على مراجعة البرامج
القانونية في وسائل اإلعالم.
هي مكون أساسي من مكونات البحث العلمي ،وهي تحتل مكانا أهم من المخ أو النظام العصبي
بالنسبة لإلنسان أو مركز القيادة بالنسبة للطائرة ،2وهي المشكلة التي ينطوي عليها موضوع
البحث ،والتي تحتاج إلى بحث إليجاد حل أو تفسير لها ،3وتتمثل في الطرح الذي يتبناه الباحث
كمدخل لمعالجة موضوعه ،ويتم ذلك في شكل سؤال رئيسي ،لكن بإمكان الباحث أن يصيغها دون
وضعها على شكل سؤال .4هكذا يصبح موضوع البحث مشكلة بحث عندما نقوم بطرح سؤال
ينطوي تحته الموضوع ،ذلك السؤال الذي ينبغي أن نبحث له عن جواب.5
هذا ويشترط دائما أن تحدد مشكلة البحث بطريقة واضحة ومركزه ،وال تكون واضحة إال إذا
استطاعت أن تحدد العالقة بين عاملين متغيرين أو أكثر ،6لذلك ينبغي التفكير جديا في مسألة
ضوابط تدقيق اشكالية البحث العلمي ،لكن وقبل التطرق إلى ضوابط التدقيق نتناول العوامل
المساعدة على تحديد اإلطار العام لإلشكالية وهي:
إن الباحث المختص بما لديه من إلمام كبير ودراية بمشكالت مجال تخصصه يستطيع أن يالحظ
العديد من المشاكل غير المحلولة ،فيتناول المواضع غير المتناولة بالبحث للوصول إلى نتائج
وأفكار جديدة.
الميل العلمي
أي حب االستطالع واالستعداد الذاتي لمعالجة تلك المشكلة إليجاد حل لها ،فحب التعلم
واالطالع قوة دافعة تدفع بالباحث إلى حب عمله وتحمسه له وتحميه مما يثبط عزيمته ،ذلك أن
الكثير من الدراسات تتطلب الصبر والمثابرة.1
استقاللية البحث
يُقصد بها أحقية الباحث للقيام بإعداد ذلك البحث ،وهذا العنصر أخالقي يبرز مدى تقيد الباحث
بقواعد الموضوعية العلمية في إعداد البحث ،والتي تقضي بعدم االعتداء على حق األسبقية ،أو ما
يُسمى باألمانة العلمية ،وهي ركن أساسي في البحث العلمي وتعني التزام الباحث برد جميع ما
توصل إليه ألصحابه بموضوعية ونزاهة ،لذلك وضعت أنظمة لتنظيم هذه المسالة ،حيث تقوم
الجامعات بنشر عناوين البحوث في سجالت دورية حتى يتسنى االطالع عليها ،كما تتضمن
القوانين عقوبة االعتداء على حقوق الغير في التأليف فيما يُعرف بحماية حقوق الملكية الفكرية
واألدبية.
الجدة واالبتكار
يجب أن يتوخى الباحث في اختياره لموضوع بحثه الجدة واالبتكار ،فيكون الهدف من البحث
ليس مجرد الحصول على لقب علمي ،إنما تقديم جديد للمعرفة القانونية ،وتتعلق الجدة واالبتكار
بأبحاث الماجستير والماستر والدكتوراه واألبحاث المتخصصة فقط ،وال تتعلق الجدة واالبتكار
باألبحاث القصيرة التي يعدها طلبة الليسانس ،ألنها تهدف فقط إلى تدريب الباحث وتعريفه بأصول
ومناهج البحث العلمي في علم القانون.
إمكانية البحث
تعني إمكانية البحث عدم الخوض في مواضيع معقدة وغامضة أو متشبعة تفوق قدرة الباحث
وإمكانياته العلمية واالقتصادية ،أو تفوق قدرته على تحديد المعاني والمصطلحات المستعملة في
صياغة البحث هذا من جهة .ومن جهة أخرى تتعلق إمكانية البحث بصالحية موضوع البحث من
الناحية العلمية والتي تختلف باختالف طبيعة البحث وما اذا كان مذكرة تخرج ،مذكرة ماجستير أو
ماستر أو أطروحة دكتوراه ،حيث يختار الباحث موضوعا في مرحلة الماجستير أو الماستر يصلح
للحصول على شهادة الدكتوراه ،والعكس ،إذ يختار في أحيانا أخرى موضوعا في مرحلة الدكتوراه
يصلح موضوعا لمذكرة الماجستير أو الماستر ،أو يختار موضوعا ال يصلح للبحث أو يستحيل
الوصول فيه إلى نتائج.
كما تتعلق امكانية البحث أيضا بتوفر مصادر البحث ،إذ من الضروري توفر المصادر
والمراجع ألن انعدامها أو قلتها يؤدي إلى عرقلة الباحث ،ويؤثر تأثيرا سلبيا على تقييم البحث.
اقترح األستاذ موريس أنجرس 1التقيد بأربعة أسئلة رئيسية ،قادرة على تحديد إشكالية البحث
بأكثر دقة وهي :لماذا نهتم بالموضوع؟ ما الذي نطمح إلى بلوغه؟ ماذا نعرف إلى حد اآلن؟ أي
سؤال بحث سنطرح؟ وكمثال على ذلك اقترح موضوع أحداث أكتوبر 1988التي عرفتها الجزائر.
علينا أن نشرع في تقييم المعلومات حول المشكلة ،وهنا يمكن أن نمتلك معلومات متنوعة سواء
كانت نظرية أو منهجية (الكيفيات التي تم وفقها انجاز البحوث السابقة) ،وانطالقا من هذه اللحظة
سيتحدد العمل الحقا ،وحول موضوع أحداث أكتوبر ،البد أن نذكر باألحداث األساسية التي ميزت
هذه الفترة واألحداث التي سبقتها والتأويالت التي تمت حولها ،والنظريات التي أُثيرت فيها .وعندما
نقوم بتدوين ما كتب في الموضوع ،فإننا نقوم بتحرير حوصلة السؤال والتي ت ُعرف بأنها تقرير
موجز للمعلومات المتوصل إليها حول موضوع البحث.
بفضل هذه المعلومات فإننا نكون في مستوى استخالص ما يمكن أن يكون موضوع بحث
بالمقارنة مع ما تم القيام به سابقا.
تهدف البحوث العلمية على اختالف أنواعها إلى وصف الظاهرة وتفسيرها ،ثم ضبطها والتحكم
فيها ،فيما تستهدف البحوث العلمية في علم القانون:
-توجيه روح االستنتاج العقلي والقدرة على االبتكار واإلبداع لدى الباحث.
-تكوين الشخصية العلمية القادرة على التفكير المستقل و الحر.
-رفع الكفاءة في حسن التعبير عن الفكر الذاتي وأفكار الغير بأسلوب علمي سليم.2
وعليه فسواء كان البحث قصيرا أم طويال ،مقاال أم رسالة ،فالغاية من وراء ذلك هو توجيه
الطالب توجيها عادال ومستقيما ،يكتسب منه فضائل خلقية أصلية ،ويشجعه على اقتحام المكتبات
بذكاء ومقدرة ،وعلى البحث بتجرد ونزاهة ،ونقد دقيق ،وتفكير شخصي حر ،حتى يساهم إسهاما
فعاال في المعرفة االنسانية ،وقد يتجلى هذا اإلسهام في أحد المظاهر التالية:
-1ثريا عبد الفتاح ملحس ،منهج البحوث العلمية للطالب الجامعيين ،دار الكتاب اللبناني ،بيروت ،ط ،1973 ،2-ص.27.
26
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
تخضع عملية انجاز البحث العلمي الى اجراءات وطرق علمية وفنية صارمة ودقيقة ففي البداية
يشترط أن يكون للباحث تصور واضح لموضوعه ،وأن يحاول معالجته من خالل مراحل متسلسلة
تعرف بمنهجية البحث العلمي ،ويمكن تعريف المنهجية بانها الطريقة التي يتبعها العقل في معالجة
أو دراسة موضوع ما من أجل التوصل الى نتائج علمية.
وتعني أيضا تعليم اإلنسان كيفية استخدام ملكاته الفكرية وقدراته العقلية أحسن استخدام للوصول
إلى نتيجة معينة بأقل جهد وأقصر طريق ،1وعليه فالمنهجية العلمية أقرب وأوضح طريق للوصول
للعلم والمعرفة ،أقرب طريق ألنها تمكننا من االختزال وااليجاز والدقة والتركيز ،وتجنبنا الحشو
واالطالة ،وأوضح طريق ألنها تحث على التسهيل والتبسيط وتنبذ الغموض والتعقيد ،فبقدر ما
يبسط الباحث فرضياته واستنتاجاته بقدر ما يُسهل علينا فهمها واستيعابها ،وحتى يتسنى للباحث أن
ينجز بحثه بمنهج علمي سليم ،ال بد من اتباع خطوات البحث العلمي التي يمكن اجمالها فيما يلي:
أوال -مرحلة االستعداد واختيار موضوع البحث ،ثانيا -مرحلة البحث عن الوثائق وجمعها ،ثالثا-
مرحلة القراءة والتفكير ،رابعا -مرحلة تقسيم وتبويب الموضوع ،خامسا -مرحلة جمع وتخزين
المعلومات ،سادسا -مرحلة الكتابة والتدوين.
تتعلق هذه المرحلة بالشروط الواجب توفرها في الباحث وتلك التي يجب أن تتوفر في البحث
العلمي.
أ -الباحث
ليس الباحث في علم القانون من يقوم بدراسة قانونية في صورة بحث أو مذكرة ماستر أو
أطروحة دكتوراه ،إنما الباحث وصف يتعلق بكل من يبحث عن المعرفة أو الحقيقة القانونية ،بعد
اختيار موضوع البحث وتحديد نطاقه ،واختيار المناهج الواجب اتباعها في دراسته ووضع الخطة
العملية المناسبة لدراسته ،ثم فرض الفروض واستخالص النتائج.
لذلك فإن وصف الشخص بأنه باحث من عدمه ،ال يتعلق بالغاية من البحث العلمي وما إذا كان
يهدف للقيام بدراسة نظرية أو ببحث عملي عن حكم القانون ،كما أنه ال يتعلق بما إذا كان القائم به
يعمل في وظيفة معينة أم ال ،ألن البحث العلمي ملكة وليس وظيفة ،وكثيرا ممن يملكون أدوات
البحث العلمي ال يعملون في مؤسسات بحثية ،كما أن بعض العاملين في المؤسسات البحثية تنقصهم
ملكة البحث ،فالبحث العلمي في علم القانون موهبة يتمتع بها بعض األشخاص دون البعض اآلخر
بغض النظر عن قدرات الشخص وتفوقه ،وهو خلق وابداع وابتكار وهو قدرة خاصة تبرز وتتألق
لدى البعض وتنقص أو تنعدم لدى البعض اآلخر.1
وقد ثبت من الناحية الواقعية فشل نظرية التفوق كأساس الختيار الباحثين ،بسبب اتباع النظام
الت لقيني في تقييم مستوى تحصيل الطالب ،فكثير من المتفوقين واألوائل منهم ال يقدرون على
مواصلة البحث األكاديمي في مرحلة الماستر أو الماجستير أو الدكتوراه ،وسبب ذلك مرجعه إلى
عدم اتباع األسلوب البحثي في الدراسة الجامعية ،واعتماد الجامعة واألستاذ على األسلوب التلقيني
واعتباره المرجع في تقييم الطالب ،األمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفوق من هم أكثر قدرة على
الحفظ والتلقي وليس األكثر فهما للقانون.2
لذا فليس كل من يرغب في الدراسة العليا يتمكن من اجتياز متطلباتها على نحو عادي أو بتفوق،
وإنما االستعداد الشخصي لهذا النمط من الدراسة يتطلب عدة أركان.3
-1القدرة العلمية
تعني القدرة العلمية مكنة الطاقة العلمية من ادراك لألسباب واستخراج للنتائج ،دون االعتماد في
كل ذلك على ما هو مدون في الكتب الفقهية ،كما تعني كفاءة ملكة المقارنة وذلك استنادا إلى ملكة
التحليل.
ويتدرب الطالب على هذه الشؤون العلمية ،باالطالع الغزير على آراء كبار الفقهاء وذلك
بمعرفة وجهة نظر كل فقيه على حدى ،ثم المقارنة بين هذه اآلراء ،واعتناق آراء محددة ليس
استنادا إلى األدلة التي صاغها أصحابها فحسب ،وإنما بلورة موقف فقهي يتنامى بتنامي القراءة
الواعية والتأمل المستمر والتفكير العلمي المنهجي في قضايا القانون ومشكالته التي تتعلق
باختصاصات طالب الدراسات العليا.4
-2الرغبة النفسية
يتعين أن تكون رغبة الطالب حقيقية وصادقة ،وليست مجرد نزوة نفسية ،أو ميال عاطفيا
يعصف به القلق أو عدم النضوج النفسي ،فالبحث العلمي مرحلة علمية شاقة يترتب عليها االجهاد
والمثابرة ،وليس ذلك من باب التعجيز ،وإنما تشخيص لحالة تتطلب أخذ األمور بجدية كافية وتحمل
أية آثار لها ،كالخسارة المادية والعزوف عن النشاط األسري واالجتماعي واإلعراض عن لذائذ
الحياة ،واالجهاد العقلي والعصبي ،كل تلك نتائج ال مفر منها في مراحل اعداد مذكرة أو أطروحة
أو بحث قانوني.1
-3المهارات الشخصية
من الضروري أن تتوفر عدة مهارات شخصية للباحث العلمي ،لعل أبرزها:
-المهارات النفسية
الصبر والمثابرة :يحتاج البحث إلى صبر كبير لمواجهة العوائق والصعوبات التي تواجه
الباحث ،2كما يحتاج إلى المثابرة واالستمرارية ،وقد أثبتت التجربة العملية بأن االنقطاع عن عملية
البحث سواء لفترة قصيرة أو طويلة لها آثار سلبية عميقة على البحث ،ألنه يصعب على الباحث بعد
االنقطاع أن يباشر عمله من جديد ،لذا يتعين على األخير أن يُقلص من ساعات العمل البحثي ،إذا
طرأت عليه أعمال ومسؤوليات جديدة كاالمتحانات واألعياد والمناسبات االجتماعية ،وتصحيح
أوراق االمتحان بالنسبة لألساتذة الباحثين ،حتى ال ينقطع كليا عن البحث.
الشجاعة في النقد الموضوعي وقبول التوجيه :فمن أجل ضمان حد أقصى للموضوعية يقبل
الباحث أن يُحكم على عمله من طرف زمالئه الذين يشتغلون في نفس الميدان العلمي ،فالتبادل
ال ُمعمم للنقد ضروري لإلبقاء على درجات عالية من الموضوعية ،لذا ال ينبغي التخوف من
انتقادات اآلخرين مهما كانت بل ينبغي تقبلها ألنها تمثل الضمان األكبر الستمرار موضوعية عمل
ما ،لذلك يُمثل العلماء اآلخرين دعامة وليس عائقا في طريق نجاحنا.3
النقد الذاتي والشك المنهجي :نضع أحيانا أفكار ومعلومات ثم نشك في صحتها في فترة التأمل،
فيجب علينا مواجهة الوضع واعادة البحث من جديد ،وقد نقف حينها على سالمة معلوماتنا فيزول
الشك ،وقد نكتشف بأننا وقعنا في خطأ منهجي أو موضوعي معين ،فيتعين علينا مواجهته.
"فطرحنا لألسئلة يعني بأننا نشك في سالمة األسس التي تقوم عليها بعض األمور وأننا نريد أن
نتساءل من جديد حول بعض المعتقدات والثوابت المقبولة من طرف اآلخرين ،إن مثل هذا التساؤل
هو الذي يمدنا ببعض الحرية في التفكير ،وكذلك األمر في العلم ،فإن حرية التفكير تتميز بالشك
بالمعنى اإليجابي للكلمة ،أي انها تتميز بالقدرة على عدم قبول أي شيء وكأنه مكسب أبدي ،إن
الشك ال يعني عدم االعتقاد في أي شيء ،بل األصح في العلم هو التفكير في أن كل اثبات أو تأكيد
سيظل مؤقتا ،ومن واجب العلماء أال يتغاضوا عن ذلك ،ولكي يكتمل عمل البحث بصورة جيدة
1
- « La thèse est un travail. C’est un travail long, exigeant, astreignant et qui pèse pendant plusieurs
années sur la vie personnelle, familiale et la disponibilité pour les autres ». Michel Beaud, Op. Cit.,
p.19.
-2ربحي مصطفى عليان ،عثمان محمد غنيم ،المرجع السابق ،ص.216 .
-3موريس أنجرس ،المرجع السابق ،ص.41 .
29
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
على هؤالء العلماء أن يتساءلوا ويستمروا في طرح األسئلة دون توقف ،باختصار إن الشك يسمح
بطرح األسئلة التي من شأنها أن تؤدي إلى االكتشاف ،وفي نفس هذا المعنى نستطيع الحديث عن
فكر نقدي ،أي الفكر القائم على التساؤل قبل قبوله ألي فكرة كانت ،هذا ال يعني بأننا سنتخذ موقفا
مخالفا لما توصل إليه من سبقنا ،بل ينبغي االيمان وبكل بساطة بأنه ال يوجد يقين مطلق".1
-المهارات العقلية
تتمثل المهارات العقلية في:
القدرة على الفهم والدقة في الكتابة.
القدرة على دراسة المعلومات والحقائق دراسة صحيحة.
سعة االطالع واتساع األفق.
االهتمام بطرق عرض ونقد البحوث والدراسات.
االنتقال من االتجاه األفقي في البحث القانوني ال ُممثل بالمنهج الوصفي إلى االتجاه الرأسي ال ُممثل
بالمنهج التحليلي والمقارن.
التمكن من بعض اللغات األجنبية الكبرى:2
في هذا االطار وتحت عنوان هل من الضروري معرفة لغات أجنبية؟ يقول األستاذ أمبرتو
إيكو :3كثيرا ما تظهر الحاجة إلى االطالع على كتاب مؤلف باللغة األجنبية ألن الترجمة ال تكون
دائما أمينة ،وعادة ما يباشر الباحث في القراءة بلغة غير معروفة لديه ومن خالل بعض الجهد،
يُمكنه أن يفهم شيء مما يقرأ ،وغالبا ما يتم تعلم اللغات بهذه الطريقة ،حقا لن يتمكن الباحث من
التحدث بهذه اللغة األجنبية ،لكنه يمكنه القراءة بها وهذا أفضل من ال شيء.
فإذ ا كان هناك كتاب عن موضوع البحث بلغة أجنبية ال يتقنها الباحث ،فليحاول التركيز على
الفصول التي تعتبر أكثر أهمية ،وليحذر من االعتماد الزائد على هذا الكتاب ،لكن بإمكانه أن يضمه
إلى قائمة المراجع .إال أن المشكلة الرئيسية تكمن في أنه وفي الكثير من األحيان يتم اختيار
المواضيع البحثيىة دون ادراك المخاطر المحيطة ،من ذلك ،أنه ال يمكن اختيار موضوع تكون
أغلب مراجعه العامة مكتوبة بلغة أجنبية ،كما ال يمكن اختيار موضوع نقرأ عنه فقط باللغة التي
نعرفها.
ومع ذلك فمن شأن ملخصات المقاالت التي تقدمها المجالت العلمية باللغات األجنبية العالمية ،أن
تساعد في فهم ما كتب باللغة التي ال نعرفها.
واألفضل من ذلك هو أن يتسلح الطالب بسالح الجرأة ويذهب لقضاء بعض الوقت في البلد الذي
يناسب دراسته ،وهو حل مكلف يالئم فقط من يمتلكون امكانيات السفر واإلقامة.
لذلك وقبل اختيار موضوع البحث ،يجب أن يتسم الباحث بالدهاء ،فيلقي نظرة على المراجع
الضرورية والالزمة لبحثه ،ليتأكد من عدم وجود مصاعب لغوية.1
-المهارات اإلدارية
تخطيط الموارد الزمنية للباحث وتنظيمها وفق المدة المخصصة إلنجاز البحث القانوني :فمن
المفضل أن يتفرغ الباحث إلنجاز بحثه خالل مدة زمنية محددة ،2والتفرغ مفضل للباحث
والمشرف ،ففي الدول التي تعرف قيمة البحث العلمي ،يتفرغ اساتذة الجامعة للقيام بأبحاث علمية
واالشراف على الطالب ،فيكون األستاذ على اطالع دائم بعمل الطالب خالل األسبوع الواحد ،إذ
ينبغي على الطالب أن يقدم الجديد لألستاذ كل أسبوع ،مع تثبيت ميعاد أسبوعي للطالب مع أستاذه،
يخصص لعرض ما توصل إليه في هذا األسبوع ،األمر الذي يجعل األستاذ ملما بموضوع الطالب
وتطوراته المختلفة ،3فإذا كان الهدف هو إخراج عمل جيد ،فمن الضروري التناقش مع األستاذ
المشرف ،في كل خطوة يخطوها الباحث ،في إطار الوقت المتاح ،وليس األمر هو مالحقة
المشرف ،بل إ ن كتابة أطروحة تماثل إعداد كتاب ،كما أنها عبارة عن تمرين اتصالي ،يعني وجود
جمهور ،مما يستوجب اتقان العمل ،أما الرسالة التي يتم اعدادها في آخر لحظة فإنها تحتم على
المشرف تفحصها بسرعة ،فإذا ما اتضح له بأنه غير راض عن العمل اثناء المناقشة ،فسيهاجم
الباحث ،وتكون النتائج غير طيبة ،سواء بالنسبة للطالب أو المشرف ،فليس هناك تفسير لجلوس
المشرف على منصة المناقشة وأمامه رسالة ال تعجبه ،إنها هزيمة له أيضا ،إال إذا نبه المشرف
الطالب بأن عليه اختيار موضوع آخر ،أو أن يتمهل قليال ،ولم يمتثل الباحث لهذه النصائح ،فعليه
أن يتحمل مخاطرة مناقشة رسالة غير جديرة بالمناقشة.4
وفي هذا االطار يرى األستاذ أمبرتو إيكو ( )Umberto Ecoبأن أقصى وقت متاح إلعداد
رسالة دكتوراه هو ثالثة سنوات ،فإذا لم يستطع الطالب أن يصل إلى المادة العلمية الالزمة إلنجاز
عمله وصياغته ،فذلك مرده إلى أنه أساء اختيار موضوع الرسالة الذي يتجاوز امكانياته ،أو أنه
واحد من أولئك الناس غير الراضين أبدا ويريدون أن يقولوا كل شيء ويواصل عمله عشرين سنة،
بينما نجد أن الدارس الماهر تتوفر لديه القدرة على وضع معالم للطريق رغم تواضعها وانتاج شيء
محدد في هذا االطار ،أو أنه أخيرا أ ُصيب بعصبية الرسالة فهو يضعها ثم يعود إليها ،وال يشعر بأنه
حقق ذاته ،ويعيش بعد ذلك في حالة اكتئاب ،وهذا الشخص لن يحصل على الدرجة أبدا.1
تقويم القدرات الذاتية عقليا وماليا وزمنيا في كل فصل دراسي ،وفي كل نصف سنة لغرض
إكمال المهمة العلمية والبحثية وفق األهداف المرسومة :هناك من المواضيع ما يتطلب إجراء
التجارب والسفر القتناء الوثائق ،لذلك فإن القدرات المالية واالقتصادية يجب أن تكون أيضا محل
اعتبار.
القدرة على جمع المعلومات والحقائق من مصادرها المتعددة والمتنوعة وتوظيفها توظيفا سليما.
صفوة القول في هذا الشأن أن وجود الرغبة الصادقة واإلرادة التي ال تلين كافيان لوجود استعداد
ذاتي للدراسات العليا على نحو جيد.2
-4الموضوعية في البحث العلمي
يقصد بالموضوعية عدم انحياز الباحث في بحثه ألي فكر أو سياسة أو معتقد ،فيجب أن يتوجه
إلى معرفة الحقيقة القانونية ،دون أن يكون منحازا ألي جانب من جوانب البحث ،أو أن يكون
البحث لخدمة أي توجه ديني أو سياسي أو منهجي أو لتحقيق دوافع شخصية .والموضوعية لدى
البعض هي الحياد ،وهي لدى البعض اآلخر االبتعاد عن المصالح الذاتية ،لكن إذا كانت
الموضوعية مرادفة عادة لعدم التحيز إلى موقف ما ،فهي بصفة أخص ميزة كل ما يصف شيء أو
ظاهرة بصدق أي كل ما يمنح تمثيال مطابقا للواقع.3
ومن ثم يتعين على الباحث أن يتجرد من األفكار المسبقة واالنحياز ألي توجه ديني أو سياسي
أو فكري ،وأن يتحرى البحث والتنقيب والشك العلمي ،ألن الشك هو الطريق إلى اليقين ،فال يقبل
الباحث الفكرة إال بعد الفحص الكامل لكل أسانيدها وأسسها القانونية.
-5األمانة العلمية
األمانة العلمية مقوم من مقومات كتابة البحث العلمي ،وأصل من أصوله ،وهي تتجلى في عدم
إنساب الباحث ألفكار واجتهادات الغير لنفسه ،بل يجب إسناد كل فكرة إلى أصحابها الحقيقيين،1
فكلما تقيد الباحث بقواعد األمانة العلمية كلما ازدادت أصالة بحثه ،وقد ورد عن النبي صلى هللا
عليه وسلم أن" :خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله" ،ومع ذلك.
-ال تتعارض األمانة العلمية مع االقتباس ،إال أن النقل الحرفي أو أخذ المعنى من الغير دون
اإلشارة إليه يتعارض مع األمانة العلمية ،إذ يعتبر ذلك من قبيل المساس األدبي والجنائي بحق
المؤلف.
-وفي هذه الحالة يتعين على الباحث أن يشير لفكر صاحب المرجع ،وأن يراجع المراجع التي
أشار اليها صاحب المرجع ،ويتفحص ما بها من معلومات يقوم هو بنفسه باستخالصها من مراجعها
األصلية ،متحررا من المراجع الوسيطة التي قد تقوده لمعنى مغاير أو مختلف لم يقصده صاحب
الفكرة ،2فإذا تعذر عليه ذلك يشير في الهامش إلى أنه نقل الرأي من مرجع معين يوثقه.3
-وتطبيقا لذلك ال يجوز للباحث أن يُشير إلى حكم قضائي من خالل مرجع أو دراسة قانونية إال
بعد الرجوع الشخصي إلى هذا الحكم القضائي.
-كما ال يجوز االشارة إلى موقف فقهي أو قضائي مقارن إال بالرجوع إلى المراجع العامة
والمتخصصة أو األحكام في هذا الفقه.
-كما ال يجوز الحكم على تشريع أو نظام قانوني من خالل مرجع وسيط دون اإلشارة إلى هذا
المرجع أو الدراسة وتوضيح مصدر المعلومة ،وما إذا كان الباحث قد اعتمد في تلك المعلومة على
المرجع األصلي أم ال؟
-6التواضع
يجب على الباحث مهما كان عمله أو مركزه ومهما بلغت دقة بحثه وقيمة النتائج المتوصل إليها،
أن يكون متواضعا في عرضه للحقيقة القانونية ،فكلما زاد الشخص علما كلما زاد تواضعا،
فالتواضع من خصال العلماء ،وهو التزام تقتضيه الموضوعية كما تقتضيه األمانة العلمية للباحث،
1
- Rendons à César ce qui appartient à César. Le renvoi aux sources n’est pas seulement une
exigence de l’honnêteté intellectuelle. Il permet aussi au lecteur de vérifier s’il y a eu citation
ou exploitation correcte de la documentation consultée. . Axel De Theux, Imre Kovalovszky,
Nicolas Bernard, Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Précis méthodologie
juridique, les sources documentaire du droit, publications des facultés universitaires Saint-
Louis, Bruxelles, 2000, p.411.
-2احمد ابراهيم عبد التواب ،المرجع السابق ،ص.135 ،134 .
-3عبد القادر الشيخلي ،المرجع السابق ،ص.210 .
33
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
وعلى خالف ذلك يرى البعض بأن التواضع العلمي هو االنصات باحترام إلى كل شخص قادر على
أن يعلمنا شيئا حتى ولو كان ذلك الفرد أقل منا تخصصا.1
في كل األحوال فإن الباحث العلمي أمين يالحظ الظواهر بدقة ،ويصفها بدقة ،يختار منها ما
يناسبه ،ويهمل ما ال يخصه ،يالحظ ويقيس ويسجل ،ويعلن نتائجه كما ظهرت وليس كما اراد لها
أن تظهر ،ال يتسرع في إصدار أحكامه ،وال يصدرها إال إذا امتلك البرهان والدليل.2
ب -موضوع البحث
ان اختيار موضوع البحث العلمي هي عملية تحديد اإلشكال أو الموضوع الذي يتطلب حال
عمليا ،والباحث هو المسؤول األول عن اختياره لموضوع بحثه لكنه ليس المسؤول الوحيد ،إذ
يتقاسم معه المشرف هذه المسؤولية.
إن اختيار موضوع البحث من المواضيع الهامة التي تصادف الباحث في بداية مشواره العلمي،
فبقدر ما يكون هذا االختيار سليما من البداية بقدر ما يسهل على الباحث بعد ذلك انجازه ،فاالختيار
الموفق لموضوع البحث هو بمثابة اجتياز مرحلة هامة في البحث ،3وتعتبر هذه المرحلة من أصعب
المراحل وأدقها الختالف العوامل الذاتية والموضوعية التي ترتبط بها ،فلماذا اختار الباحث هذا
الموضوع ولم يختر غيره؟
-1عوامل اختيار موضوع البحث
هناك عوامل ذاتية وأخرى موضوعية
-العوامل الذاتية les critères subjectifs
التجارب المعيشية
قد تكون التجارب المعيشية مصدر إلهام إليجاد موضوع البحث ،وقد تكون متصلة بالعائلة،
بالمدرسة أو بالجامعة 4أو األحداث التي عشناها.......الخ ،فقد أثبت الواقع العملي بأن اختيار البحث
يتم انطالقا من مشكلة قانونية يكون الباحث قد تعرض لها ،كما يالحظ بأن العديد ممن كتبوا في
قانون األسرة خاصة مشاكل الطالق والحضانة هم من النساء.
35
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
النشاطات االنسانية التي تلوث الكون أكثر فأكثر فإن كل واحدة من هذه المالحظات قد تكون مصدر
إلهام.
تبادل األفكار
يساعد تبادل األفكار مع اآلخرين في الحصول على موضوع البحث ،وقد يكون اآلخرون زمالء
أو أساتذة.
البحوث السابقة
إن البحوث السابقة هي مصدر من مصادر اإللهام التي ال غنى عنها بالنسبة إلى الباحث،
فالبحث ما هو إال امتداد لبحوث أخرى سبقته ،لذلك ال بد من معرفة األعمال التي انجزت من قبل
حول الموضوع.1
قابلية االنجاز
مهما كان الموضوع مهما وذو فائدة ،فإنه يبقى من دون قيمة إذا لم تتوفر شروط انجازه،
وترتبط امكانية إنجاز البحث بما يلي:
أن يخلق ألعضاء لجنة المناقشة فرص أكبر لالنتقاد ،لكن هذا ال يتنافى مع اختيار موضوع محدود
من داخل المواضيع الكبرى.1
مكانة البحث بين انواع البحوث العلمية األخرى
قد يكون البحث العلمي اعدادا لمذكرة التخرج للحصول على درجة الليسانس وقد يكون في
صورة اعداد رسالة ماجيستر أو رسالة دكتوراه أو بحثا علميا للترقية وما إلى ذلك ،فنوعية البحث
المزمع انجازه تتحكم في تحديد الموضوع الصالح للبحث العلمي.
وبصفة عامة هناك خمسة مصادر يُحتمل أن يستلهم منها الباحث موضوع بحثه:
موضوع ال توجد حوله إال معارف محدودة أو ال توجد على االطالق.
منهجية استعملت أثناء بحث سابق واكتشفت فيها أخطاء كثيرة.
شك فيما يتعلق بإمكانية تعميم بعض النتائج على وضعيات وأفراد آخرين.
خالصات متناقضة حول نفس الموضوع .نظرية أو جزء من نظرية أو نموذج مستخلص منها أو
تأويل ظاهرة لم يتم اخضاعها بعد للتحقق.2
-الطريقة الثالثة
قد يختار الطالب الموضوع ويُقره األستاذ المشرف ،وقد يختاره األستاذ المشرف ثم يعرضه
على الطالب الذي يستحسنه.
إن هذه الطريقة تجمع بين محاسن الطريقتين السابقتين ،فهي تجمع بين حرية الطالب وخبرة
األستاذ المشرف ،كما أنها تدفع باألستاذ إلى تزويد الطالب بالخبرة العلمية والبحثية ألن رغبته في
الموضوع تعني تمكنه فيه ،كما أن اختياره له يدفعه إلى التعايش معه ومع المصادر العلمية المختلفة
ومع الصعوبات التي تنشأ فيما بعد.1
ففي الحالة األولى قد يحجم األستاذ عن االعتراض ألسباب مختلفة ،وفي الثانية قد يرضى
الطالب خجال أو حرجا.
ت ُعرف الوثائق من الناحية المنهجية ،على أنها جميع المصادر والمراجع األولية والثانوية التي
تحتوي على جميع المواد والمعلومات والمعارف والحقائق المتعلقة بموضوع البحث ،فت ُعد وثيقة كل
ما له عالقة مباشرة أو غير مباشرة بالموضوع سواء كان مخطوطا أو مطبوعا أو مسموعا أو
مرئيا أو الكترونيا.
نميز بين نوعين من الوثائق ،الوثائق األصلية أو المصادر األولية والوثائق الثانوية أو المصادر
الثانوية.
-1ربحي مصطفى عليان ،عثمان محمد غنيم ،المرجع السابق ،ص.212 .
39
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
الوثائق األصلية
هي تلك الوثائق التي تتضمن مباشرة الحقائق والمعلومات األصلية المتعلقة بالموضوع بدون
استعمال وثائق وسيطة في نقل هذه المعلومات ،ويطلق البعض على هذا النوع من الوثائق اسم
المصادر ،كما ت ُعرف بأنها مصادر دُونت و ُ
1
سجلت بياناتها ومعلوماتها بشكل مباشر ودقيق
وموضوعي ،وألول مرة ،بواسطة شخص أو جهات معينة بتوثيق تلك المعلومات ونشرها ،لذا فهي
مصادر تكون معلوماتها أقرب ما تكون إلى الصحة والدقة والواقعية .إن المصادر أنواع:
القوانين والنصوص التنظيمية
عندما ندرس موضوعا قانونيا نعتمد في أول درجة على النصوص القانونية التي تخص هذا
الموضوع ،إذ يستطيع الباحث أن يحصل على الحقائق المتعلقة بموضوع بحثه من القانون دون
وجود وسيط.
األعمال التحضيرية
ت ُشكل األعمال التحضيرية مجال التخمر السريع للقوانين ،فعرض األسباب ،والتقارير
والمناقشات البرلمانية هي التي ت ُشكل في نهاية المطاف النصوص النهائية المتبناة ،وبالتالي فإن
األعمال التحضيرية تقتصر على المشروع أو اقتراح القانون مع عرض أسبابه وتقارير اللجان
والمناقشات البرلمانية ،وعند االقتضاء قرار المجلس الدستوري ،وال تمتد أبدا إلى األعمال الالحقة
على صدور القانون ،لذلك فإن هذه األعمال التحضيرية ال تعدو أن تكون مجرد مؤشرات ،وهي
وإن كانت مهمة كمصدر للبحث العلمي ،ألنها تساهم في فهم القانون ،وتبين للباحث مثال أسباب
تبني هذه الصياغة دون غيرها ،وأسباب حذف هذا المصطلح واستبداله بآخر وغير ذلك ،فإنها غير
ملزمة للقاضي ،ذلك أن المواطنون ال يعرفون إال النص ذاته ،مما يجعلها مصدرا مهددا ألمنهم
القانوني.2
األحكام والمبادئ واالجتهادات القضائية الرسمية
مهما بلغت درجة تطور التشريع فانه ال يستطيع أن يلم بجميع الحقائق والمشاكل التي تظهر في
المجتمع ،لذلك فإلى جانب التشريع يقوم القضاء بدور هام ،بحيث يكون هو المعني األول بنزاعات
-1هناك من يرى بأن المصادر نوعان ،مصادر من الدرجة األولى ومصادر من الدرجة الثانية ،فيرى بأن الكتب مصادر
من الدرجة األولى ،ألنها تمثل الطبعة األصلية أو الطبعة النقدية للعمل الذي نتناوله بالنقد وبالدراسة ،بينما يرى بأن الترجمة
ليست مصدرا ،ألنها غطاء خارجي أو أسنان صناعية أو نظارة أو وسيلة محدودة للوصول إلى شيء ليس في متناول يدي.
وأن التقارير التي يعدها اآلخرون هي مصادر من الدرجة الثانية ،وإن كانت مزودة بالكثير من االستشهادات .أمبرتو إيكو،
المرجع السابق ،ص.66 .
2
- « les travaux préparatoires sont dépourvus de toute valeur normative » Jean Louis Bergel,
Op. Cit., p. 342, 345.
40
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
األفراد وهو الذي يسد الثغرات الموجودة في التشريع وهو القريب من الواقع ،ومجمل هذا العمل
الذي يقوم به القضاء يُسمى األحكام العامة للقضاء ،ومن المبادئ العامة للقضاء الجزائري يمكن أن
نذكر التعويض عن األضرار المعنوية رغم أن المشرع الجزائري لم ينص على ذلك صراحة.
إلى جانب المبادئ واألحكام القضائية المنشورة هناك أحكام المحاكم غير المنشورة ،فاألصل أال
تنشر المحاكم كل ما يصدر عنها لسبب أو آلخر ،1وقد تكون هذه األحكام غير المنشورة على جانب
كبير من األهمية ،لذلك يقتضي األمر من الباحث دراسة ملفات الدعاوى المتعلقة بموضوعه قصد
اكتشاف:
يمكن االعتماد على هذه االحصائيات الرسمية في الكثير من المجاالت ،من ذلك مثال
1
- « …de nombreuses décisions ne sont jamais publiées », Axel De Theux, Imre
Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 431.
2
- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 434.
41
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
مجال قانون األسرة ،إذ يمكن االستفادة من عدد أحكام الطالق وعدد عقود الزواج في البحث
العلمي ،كما يمكن استعمال االحصائيات في مجال القانون الجنائي لمعرفة درجة االجرام في مجتمع
معين أو درجة جنوح األحداث...الخ.
المقابالت
إن مقابلة رجال التشريع والقضاء والفقه ،تسهم في معرفة المشكالت العلمية التي تثيرها
النصوص القانونية المنظمة لمسألة من المسائل ،فبعض الذين تجرى مقابلتهم على جانب كبير من
الخبرة العلمية والفنية ،األمر الذي يؤدي عند ادراجها في البحث إلى ادراج طابع الجدية والتنوع
والعمق ،ألن تنفيذ القاعدة القانونية يُحولها من موقعها النظري الساكن إلى واقعها االجتماعي
المتحرك ،ودراسة هذه المسالة يتطلب الوقوف على آراء القضاة والمحامين ورجال الشرطة
واالداريين ،إضافة إلى معرفة آراء الجمهور والمعنيين باألمر من الهيئات المتخصصة ورجال
العلم ،وبهذا فإن هذه المقابالت تستهدف ما يلي:
مدى دقة وسالمة القاعدة أو القواعد القانونية التي تنظم موضوع البحث.
دراسة المسألة التي ينظمها القانون وهي في حالة حركة ،بغية معرفة الجوانب التي أغفل المشرع
تنظيمها ،أو مالحظة التطورات االجتماعية واالقتصادية التي أمدت هذه المسألة بخصائص جديدة.1
على أن يعرف الباحث أن من حق األفراد:
التعرف على أهداف البحث قبل المشاركة فيه.
رفض المشاركة كليا.
رفض اإلجابة على بعض األسئلة.
الحفاظ على سرية المعلومات التي يقدمونها.
تحديد الوقت المناسب لهم للمشاركة في البحث.2
ما يالحظ على هذه الشروط المقبولة في مجملها ،أن الشرط الرابع المتعلق بالحفاظ على سرية
المعلومات يتناقض مع أهداف المقابلة المتمثلة في جمع المعلومات والحقائق لالستفادة منها في
البحث العلمي بإدراجها أو بإدراج بعضها وتهميشها قصد اعطائها المصداقية ،أما عندما يطلب من
الباحث الحفاظ على سريتها فكيف تتم االستفادة منها؟
االتفاقيات والعقود
نتائج التحقيقات وسبر اآلراء
الوثائق الثانوية
هي الوثائق التي تنقل الحقائق والمعلومات والمعارف المتعلقة بموضوع البحث من المصادر
األصلية ،لذلك تسمى بالمراجع ،1ألنها تعتمد في ذاتها على وثائق تتمثل في المصادر ،كما ت ُعرف
المصادر الثانوية بأنها المعلومات والبيانات التي دونها أشخاص لم يعاصروا أو يشهدوا الظاهرة،
مثل الكتب التي تؤرخ لعقد ما ،أو المراجع التي تتضمن تحليال لبعض المصادر األولية ،حيث تنقل
هذه المراجع المعلومات عن المصادر األولية بشكل مباشر أو غير مباشر ،أي تكون تلك المعلومات
منقولة أو مترجمة عبر مصدر ثان أو ثالث ،وقد تكون بعض المصادر أولية في إحدى الدراسات
وثانوية في دراسات أخرى ،وبالتالي فإن معلومات المصادر الثانوية أقل دقة من معلومات
المصادر األولية ألسباب يمكن تلخيصها في اآلتي:
احتماالت الخطأ واردة ،وتحصل بشكل كبير عند نقل األرقام والبيانات وعند ترجمتها من المصدر
األولي إلى الثانوي ،أو من مصدر ثانوي إلى مصدر ثانوي آخر.
احتماالت حصول خطأ وارد في اختيار المفردات والمصطلحات المناسبة وبخاصة عند ترجمة
المعلومات من لغة إلى لغة أخرى.
احتماالت االضافة على البيانات والمعلومات األصلية لغرض التوضيح ،ومن ثمة الوقوع في
أخطاء ،قد تكون غير متعمدة في تفسير تلك البيانات والمعلومات.
حذف بعض البيانات والمعلومات لغرض التقليص واالختصار ،وما قد يرافق ذلك من تغيير قد
يكون غير متعمد.
احتماالت التحريف وذلك عن طريق التغيير المتعمد في المعلومات ،العتبارات سياسية أو
اجتماعية... ...الخ.2
لذلك ينبغي على الباحثين االعتماد على المصادر األولية في جمع المعلومات ،بدال من اللجوء
إلى المصادر الثانوية ،في كتابة البحوث واألطروحات والرسائل الجامعية ،إال أنه وفي حالة
صعوبة أو استحالة الحصول على المصادر األولية المطلوبة لسبب أو آلخر ،فإنه يمكن اللجوء إلى
مصادر المعلومات الثانوية ذات الصلة بموضوع الدراسة ،إضافة إلى ذلك من الضروري أن يتأكد
الباحث من طبيعة أوعية المعلومات التي سيعتمد عليها في الحصول على المعلومات المطلوبة
إلجراء بحثه ،مثل الكتب والبحوث والدراسات والدوريات والتقارير الفنية والسنوية ،وبراءات
االختراع ،والوثائق المختلفة والمواد السمعية والبصرية ،والتسجيالت واألوعية االلكترونية
وغيرها.
1
- les références
-2موفق الحمداني ،عدنان البادري ،عامر قنديلجي ،عبد الرزاق بني هاني ،فريد أبو زينة ،مناهج البحث العلمي،
أساسيات البحث العلمي ،الوراق للنشر والتوزيع ،األردن ،ط ،2006 ،1-ص.99.
43
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
وهي التي تتضمن البحوث العلمية الجامعية مثل أبحاث الدراسات العليا.
توجد هذه الوثائق بالمكتبات العامة والخاصة ،الوطنية واألجنبية ،وفي مكتبات كليات الحقوق
والمكتبات الجامعية...الخ ،وعلى مواقع األنترنت .وتُعد مكتبة الكونغرس األمريكي أكبر مكتبة في
العالم ،حيث تضم أكثر من مائة وثالثين مليون مادة من كتب ووثائق.2
إن اختيار مكتبة معينة من ضمن مكتبات أخرى ،يرجع إلى غناها الوثائقي بالدرجة األولى وإلى
المقتضيات الخاصة بالعمل المزمع انجازه أيضا ،ومع ذلك تدخل عوامل أخرى في االعتبار ،منها
قرب الباحث من المكتبة ،وشروط الدخول إليها ،ومدى وضوح ترتيب المراجع والدوريات ،ومدى
امكانية االطالع عليها دون اشتراط اتباع شكليات معينة ،ومدى امكانية استخراج نسخ منها أو
تصويرها وحتى اقتراضها ،باإلضافة إلى مدى وجود شراكة بينها وبين مكتبات أخرى ،ومدى
اختصاص موظفيها واستعدادهم لتقديم الخدمة ،ومدى وجود الجو الهادئ والمواظبة.1
وتعد خدمة التصوير من خدمات المكتبة األساسية والضرورية ،خاصة في حالة وجود وثائق
ومصادر للمعلومات ال يمكن للباحث أن يستعيرها .لذلك حرصت الكثير من المكتبات على ادخال
هذه الخدمة إلى المراجع والدوريات وغيرها من األقسام ،تقليال لفرص سرقة بعض الوثائق أو
تمزيق بعضها اآلخر.2
وفيما يلي بعض التوصيات العملية التي تفرض نفسها عند استخدام المكتبات:
قبل زيارة مكتبة للمرة األولى أو زيارتها بعد مدة طويلة من االنقطاع عنها ،يُستحسن االستفسار
هاتفيا عن شروط الدخول إلى المكتبة ،ساعات العمل ،كيفية ومكان التصوير وحجم الوثائق
المسموح تصويرها ،ومدى امكانية االستعارة الداخلية...الخ.
المعلومات السابقة هي معلومات تتعلق بصفة عامة بسير واستخدام المكتبات ،وهي موجودة عادة
في مطبوعة ُمعنونة "بدليل القارئ" أو "تعليمات المكتبة" أو "توصيات للمستعملين" ،فمن
المستحسن الحصول على هذه المطبوعات وقراءتها.
من الضروري احترام التعليمات واحترام القراء اآلخرين ،والعمل في صمت ،والمحافظة على
المراجع والدوريات وعدم اتالفها ،وإعادة الوثائق إلى أماكنها إال في حالة وجود تعليمات مخالفة،
واألهم هو عدم استعارتها دون إذن.3
أما استخدام األنترنت التي تعد مصدرا مهما وحيويا للمعلومات ،فإنه يجب التعامل معها بيقظة
وانتباه شديدين ،فالباحث هو المسؤول الوحيد عن المعلومات المتحصل عليها من هذه القناة ،لذا
وجب عليه االنتباه إلى قيمة المؤلف ونوعية العمل ومصداقية الموقع ،باإلضافة إلى ضرورة
التدقيق عند االشارة إلى معلومات المرجع من اسم المؤلف والعنوان والموقع وتاريخ االطالع
...الخ .كما يجب االنتباه إلى أن جهاز الكمبيوتر واألنترنت وآلية ) (copier/ collerتشكل سرقة
تُعرض صاحبها لعقوبات شديدة.4
1
- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Précis méthodologie juridique, les sources
documentaires du droit, publications des facultés universitaires Saint- Louis, Bruxelles, 2000,
p.617, 618.
-2ربحي مصطفى عليان ،المرجع السابق ،ص.243 .
3
- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 618.
4
- Michel Beaud, Op. Cit., p. 39.
45
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
1
- « Les vrais auteurs ne s’encombrent pas de références inutiles », Axel De Theux, Imre
Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 411.
46
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
وهذا ال ينفي امكانية االعتماد على المراجع القديمة إذا كان هذا االعتماد يهدف إلى تأصيل
اتجاهات فقهية قائمة ،أو كان المرجع القديم يشكل قيمة علمية كبيرة ماتزال قائمة.
ومن أجل حسن االستفادة من المصادر والمراجع يجب أن يراعى التوازن بين المراجع العربية
واألجنبية ،فإذا كان مستحسنا أرجحية كفة المراجع األجنبية على المراجع العربية فليس من
المستحسن حصول العكس.
دقة ترجمة النصوص األجنبية
من أجل استيعاب محتوى الوثائق األجنبية يحتاج الباحث إلى ترجمتها ،قصد استخدامها في
اعداد البحث العلمي ،وقد يصطدم بواقع أنه يجهل اللغة األجنبية ،أو أنه يعرف بعض جوانبها
البسيطة ،فال تسعفه ترجمته في الوصول إلى المعنى الدقيق ،لذلك يلجأ بعض الباحثين إلى المترجم
مقابل أجر باهض ،وهذه الطريقة منافية لدقة وأمانة البحث القانوني ،إذ أن األخطاء التي يرتكبها
المترجم المحترف تنسحب على الباحث القانوني ،فيؤدي ذلك إلى أن األخير سيسوغ استنتاجات بناء
على أفكار خاطئة ،وال يرجع الخطأ لعدم معرفة المترجم ،إنما ألنه غريب عن المعرفة القانونية،
فإنه سيلجأ إلى الترجمة العامة التي يتعذر معها فهم خصوصيات األفكار األصلية في نطاقها.
وبالتالي فإن الحل العلمي الموضوعي يتبلور في معرفة الباحث القانوني للغة األجنبية التي لها
عالقة بنطاق تخصصه ،خاصة وأن اللجوء إلى المترجم المحترف بأجر يجعل األخير يترجم كل
الرسالة أو فصل من كتاب أو جزء كبير ،ويتبين فيما بعد للباحث بأنه ال يحتاج إال جزء قليل مما
تمت ترجمته.
وهناك من يرى 1بأن المكتبات بإمكانها أن تساهم في تذليل معوقات الترجمة من خالل تقديم
ترجمات كاملة لبعض المصادر والمراجع األجنبية المهمة ،وتوفير المصادر األجنبية المترجمة
والمنشورة وتقديمها للباحثين ،ومن خالل أيضا تعيين مترجمين يقومون بالترجمة داخل المكتبة.2
أنواع الترجمة
للترجمة أنواع:
الترجمة الحرفية :وهي ترجمة تعكس النص حرفيا ،ميزتها أنها كاملة لكنها تضحي بروح النص
أو بمعناه و قد تشوه المعنى.
الترجمة الضمنية :وهي ترجمة تهتم بالمضمون والمعنى الذي أراده الكاتب األصلي ،لكنها تضحي
بالكثير من العبارات انسياقا وراء المعنى ،وقد يترك المترجم عبارات رغم أهميتها الثانوية إال أنها
مكملة لألهمية الرئيسية.
-1ربحي مصطفى عليان ،عثمان محمد غنيم ،المرجع السابق ،ص.243 ،242 .
-2المرجع نفسه ،ص.242 .
47
8£*1٢£2ع۴آ،٧1١£ £5ﻻ
الترجمة المثلى :هي التي تجمع بين الطريقتين األولى والثانية ،فالجمع بينهما طبقا لمهارة المترجم
يعني تقديم ترجمة صحيحة وكاملة.
االستخدام األمثل للمعلومات المترجمة
رغم الترجمة يستخدم الباحث االصطالحات األجنبية في حالتين:
استخدام المصطلحات العلمية المستقرة.
ادراج العمل باللغة األجنبية إذا كان الباحث غير متأكد من ترجمته ،أو إذا كانت المعلومات تضيف
رأيا جديدا أو رأيا شاذا بحاجة إلى توثيق ،فإن الباحث يورد نص العبارة األجنبية تدعيما لصحة ما
يقوله وينسبه إلى اآلخرين.
يبقى أن نشير إلى أن هذه الوثائق القانونية تحتوي على ما يسمى بالفكر القانوني ،وبالتالي فإن
الباحث حينما يحاول البحث في هذا الفكر القانوني فإنه يبدأ أوال بالنصوص القانونية التي تبين
السياسة التشريعية ألنها تعبير عن إرادة األمة ،ثم يتطرق إلى األحكام القضائية المتعلقة
بالموضوع ،وغالبا ما تكون هذه األحكام القضائية تطبيقا حرفيا للنصوص القانونية ،فإذا جانب
الحكم القضائي القاعدة القانونية ،فعلى الباحث أن يشير صراحة إلى أن الحكم القضائي قد جانب
الصواب.
ب -عقل الباحث العلمي
يتمثل عقل الباحث العلمي كأداة من أدوات البحث العلمي في آلية استيعاب الباحث للمعلومات
والحقائق وتحليلها تحليال منطقيا ،بمعنى أن يسيطر عليها ويقرأها قراءة عمودية ال قراءة أفقية ،كي
يستطيع بعد ذلك أن ينتقل إلى التحليل ،ويتم هذا االستيعاب والتحليل بطريقتين:
-1الطريقة الشكلية
تتمثل في ترتيب الحقائق التشريعية جنبا إلى جنب ،واآلراء الفقهية جنبا إلى جنب...الخ ،فإذا
وجدت أنظمة قانونية فكل معلومة أو حقيقة قانونية ترتب جنب هذا النظام وهكذا.
-2الطريقة الموضوعية
تتمثل في تحليل وتقويم النظام القانوني بالتعرف على مزاياه وعيوبه ،ولن يستطيع الباحث
القانوني أن يصل إلى درجة القدرة على التقويم العلمي لكل نظام قانوني ،إال بعد استخدام المنهج
المقارن وبذلك فقط يستطيع الباحث التعرف بدقة على نظامه القانوني الوطني من حيث المزايا
والعيوب ،فمن خالل الوقوف على المزايا النظرية األخرى نفحص نظامنا القانوني الوطني،
ونحاول أن نعرف مدى استجابة المشرع لمثل هذه المزايا.
48
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
وال يشترط أن يطلع الباحث على مجموعة كبيرة من األنظمة القانونية ،بل يكفيه االطالع على
مجموعة محددة ،على أن تكون ممثلة لألنظمة القانونية الكبرى ،كالنظام الالتيني أو النظام
االسالمي أو النظام األنجلوسكسوني.1
ولكون الباحث المبتدئ ضعيف الخبرة البحثية ،فإنه يستعين استعانة تامة بأستاذه المشرف ،وإال
فإنه يعتمد اعتمادا كليا على عقله في اجراء عمليات البحث وذلك:
-عن طريق التفكير ليل نهار في موضوع البحث.
-بتوجيه كل قدراته التفكيرية والتحليلية والتأملية نحو موضوع البحث.
-ومن بين الوسائل الفعالة لتنشيط العقل العلمي للباحث القانوني ،االطالع على الرسائل الجامعية
والبحوث العلمية األصلية التي نالت أعلى الدرجات العلمية ألن هذه البحوث كتبت بعقلية علمية،
ومن ثم يمكن أن يستمد منها الطالب الخبرة البحثية ،عن طريق ادراك كيفية اجرائها وعرض
المعلومات فيها ،واالستخدام األمثل للمعلومات والحقائق.
ج -الخبرة البحثية
هي األداة الثالثة من أدوات البحث العلمي.
-1تكوين الخبرة البحثية
تتكون الخبرة البحثية لدى الباحث عن طريق:
-االستمرار في اعداد البحوث العلمية ،وااللتزام بنصائح األستاذ المشرف ولجنة المناقشة.
-مالحظة البحوث العلمية الجيدة وفحص الجودة فيها من حيث الشكل أو المضمون ،وهنا يتعلم
الباحث من غيره من الباحثين ال ُمتمرسين ال ُمجيدين ألصول اعداد وكتابة البحث.
-2مزايا الخبرة البحثية :تتيح الخبرة البحثية ما يلي:
-السرعة في إعداد البحث
إن االستمرار في اعداد البحوث يزود الباحث بخبرة تجعله يختزل الوقت في األبحاث القادمة،
سواء عند التقصي عن المصادر والمراجع أو جمعها أو االقتباس منها ،أو عند استخراج النتائج
ووضع االقتراحات إلى غير ذلك ،وسواء كان ذلك في مستواه التحضيري (التفكيري) أو العملي
(التنفيذي) ،فمن الطبيعي أن يتمكن الباحث الجيد من كتابة بحث في فترة وجيزة أقل ،ألنه يستند إلى
سنوات الخبرة والقراءة والبطاقات البحثية والمالحظات.2
أمام تراكم الوثائق المجمعة ،يعيش الباحث بين االحباط والقلق ،االحباط ألن وفرة المراجع في
غياب الخبرة ،يُمثل عامل شك أكثر من نقصها ،قلق ألنه ال يكفي الباحث قراءة كل هذه الوثائق،
لكن خاصة دراستها ،بمعنى تسجيل أو تصوير فقط تلك التي لها عالقة بالموضوع ،ثم ترتيبها وفق
مخطط مؤقت مهدد بالتعديل لعدة مرات.2
فإذا كان الباحث المبتدئ يحتار بشأن كم المعلومات الذي أمامه ،وفي كيفية تنسيقه وتنظيمه ،فإن
الخبرات البحثية التي يمتلكها الباحث الخبير حول إعداد خطط البحوث تمكنه ما أن يفحص هذا الكم
من المعلومات القانونية من مباشرة فرزها وتصنيفها وترتيبها وتنسيقها.
القراءة هي الوسيلة األولى واألساسية لجمع المادة األولية في ذهن الباحث ،وهي تنصب على
الكتب والبحوث السابقة والمقاالت وكل ما له عالقة بموضوع البحث ،قصد االطالع والفهم الجيد
لكافة أفكار وحقائق البحث واستيعابها والسيطرة عليها.
تقسم القراءة وفق تقسيمين اثنين ،يشمل األول القراءة االستطالعية والقراءة العادية والقراءة
المركزة ،ويشمل التقسيم الثاني القراءة األفقية والقراءة العمودية.
-1التقسيم األول
تقسم القراءة من هذه الزاوية إلى قراءة استطالعية وقراءة عادية وقراءة مركزة.
-القراءة االستطالعية :تكون سريعة تمهيدية خاطفة من أجل تكوين انطباع أولي واستطالع عام
ألهم األفكار التي يتضمنها المرجع ،ومن أجل الوقوف على المصطلحات المستعملة.1
-القراءة العادية :تكون من أجل استخالص أفكار وتحصيل معلومات حول الموضوع لتوظيفها في
كتابة البحث فيما بعد.
-القراءة المركزة :هي قراءة عميقة ،تتم بتأني للفهم الجيد والتمعن في خفايا الكلمات وأبعاد األفكار،
تساهم هذه القراءة في تراكم المعرفة العلمية للباحث وتولد لديه القدرة على الخلق واالبداع.2
-2التقسيم الثاني
يشمل هذا التقسيم القراءة األفقية والقراءة العمودية
-القراءة األفقية
تسمى أيضا بالقراءة المستوية ،وتعني قراءة الموضوعات المتجاورة قراءة متأنية ،بحيث ينتقل
الباحث من قراءة الموضوع األول في المرجع إلى قراءة الموضوع الذي يليه ،وتفيد هذه الطريقة
في معرفة نطاق الموضوع معرفة شاملة ،ومعرفة المواضيع األخرى التي تتصل به ،فالموضوع
مهما كانت خصوصيته فانه يرتبط بمواضيع أخرى.
1
- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 602.
-2علي مراح ،المرجع السابق ،ص.97 .
51
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
-القراءة العمودية
تسمى أيضا بالقراءة الرأسية ،وتعني قراءة أي عنصر أو جانب واحد من جوانب الموضوع في
سائر المراجع ،وذلك الستيعاب القضايا والمشاكل المطروحة في جانب واحد من جوانب البحث،
ومن ثم يكون بمقدور الباحث أن يفهم موضوع بحثه الفهم األشمل ويحلله التحليل األعمق.1
ب -أهداف مرحلة القراءة والتفكير
تهدف هذه المرحلة إلى:
-1التعمق في األفكار والمعلومات الخاصة بالموضوع ،واكتساب القدرة على التحليل
والتعليل.
-2اكساب الباحث ثروة لغوية متخصصة تمكنه من صياغة البحث بلغة سليمة ،عن طريق
تأمل اللغة القانونية تشريعا وفقها وقضاء ،وتأمل الجمل والعبارات والمصطلحات الفنية
الدقيقة ،وأساليب الصياغة القانونية ،ذلك أن للعلوم القانونية لغة ومصطلحات ال يمكن
تجنبها ،وهو أمر لن يتأتى إال من خالل القراءة البطيئة المركزة والواعية ،ومع أن الفن
القانوني واحد ،إال أن لكل فرع من فرعي القانون العام والخاص لغته الخاصة به من
المصطلحات والعبارات المستمدة من طبيعة القانون العام أو الخاص ،وأهدافه ومشاكله
وعالقته بالفروع األخرى ،إذ أن هناك:
-لغة فنية متخصصة في القانون هي اللغة القانونية العامة.
-لغة فنية أكثر دقة وتخصصا في الفرع القانوني هي اللغة الخاصة بحقل القانون مناط البحث.2
-3مباشرة تكوين الخبرة البحثية النظرية لدى الباحث خالل مرحلة القراءة ،يتم ذلك من
خالل التأمل في كيفية تقسيم النصوص القانونية إلى أبواب وفصول ،وكيفية إعداد
البحوث المنشورة ،أو الكتب الفقهية ال سيما كيفية تبويب الفقهاء لمواضيعهم ،وطريقة
تفكير كل منهم ،منذ عرض المسألة القانونية إلى نقدها واالستنتاج منها واستخدام
الهوامش.
-4موضوعية تحليل القانون المقارن :القانون المقارن هو مجموعة التشريعات والفقه
والقضاء المنتمية إلى نظم أجنبية ،وفي ضوء ذلك يجري الحديث عن النظام الالتيني
(فرنسا أفضل ممثل له) والنظام األنجلوسكسوني (بريطانيا أفضل ممثل له) ،ولعل تطبيق
المنهج المقارن الرأسي هو الذي يمكن من التحليل المعمق والمقارنة األفضل متى تم بعد:
-االطالع المعمق على أساسيات القانون المقارن وتفصيالته ،ما من شأنه أن يزود القارئ بثقافة
قانونية متنوعة بشأن القواعد واألحكام والنظريات التي يأخذ بها هذا النظام ،كما أن الباحث ال
يستطيع الحكم بشكل موضوعي كامل على نظامه القانوني الوطني من حيث مزاياه وعيوبه ،إال بعد
الوقوف على معطيات القانون المقارن.
-التخلق بالتجرد العلمي والنزاهة العلمية عند قراءة القانون المقارن وتحليله ،ومن ذلك االبتعاد عن
األفكار السياسية بشأن نظام الدولة التي نحلل نظامها القانوني ،فالباحث إزاء تشريعات معينة وآراء
فقهية إزاء هذه التشريعات ،وأحكام قضائية تطبق هذه التشريعات إضافة إلى موقف الفقه إزاء هذا
التطبيق ،وحتى يكون عمله موضوعيا وجب أن يتجرد من التعاطف والكراهية.1
ج -شروط وقواعد القراءة
للقراءة شروط وقواعد يجب احترامها:
-1يجب أن تكون القراءة واسعة وشاملة لكافة الوثائق ،وأن تكون مرتبة ومنظمة ،أي أن
تكون من العام إلى الخاص ومن القديم إلى الجديد.
-2يجب أن يبدأ الباحث بقراءة الكتب العامة ،ثم ينتقل إلى قراءة الكتب المتخصصة التي
لها عالقة غير مباشرة بموضوع البحث ،ثم قراءة الكتب المتخصصة التي لها صلة
ماسة بموضوع البحث ،الستيعاب المبادئ الكلية ثم المبادئ األقل عمومية ثم المبادئ
الفرعية التي ت ُشكل موضوع البحث المتخصص ،2ومع ذلك وإن كانت قراءة المراجع تتم
بهذين األسلوبين ،إال أن تشعب الموضوع ودقته والرغبة في التعمق واالنسجام يسمح
بالعودة إلى المراجع العامة في أي وقت ،للتأكد من بعض المبادئ.
-3يجب أن تكون القراءة األولى للنص القانوني ،والقراءة الثانية للرأي الفقهي والثالثة
للحكم القضائي ،ذلك أن إرادة المشرع تسمو على أية إرادة أخرى ،أما الفقيه فهو
يتخذ موقفا نقديا من هذا النص ،إذ قد يشيد بها إذا كانت سليمة وصحيحة ،و قد
ينتقدها ويبين عيوبها النحوية أو غموضها ،أو يصفها بالنقص أو التكرار ،هذا من
الناحية الشكلية ،أما من الناحية الموضوعية فإذا رأى أن النص ال يالئم المجتمع
مثال ،أو الفترة الزمنية التي صدر فيها ،فيفترض به أن يقدم البديل ،وبخصوص كيفية
قراءة النص الفقهي ،فمن المفضل أن يقرأ الباحث الدراسات التي تصف القانون
المطبق ،قبل تلك التي تنتقده وتقترح تعديله.1
بعد ذلك يحلل الباحث األحكام القضائية ،ويبين ما إذا كان القاضي قد لجأ إلى التطبيق الحرفي
للنص القانوني ،أو أنه لجأ إلى التفسير الواسع ،فحاول أن يمد حريته المنبثقة من وظيفته القضائية،
فالباحث يميز بين حالتين:
-التفسير الحرفي للنص القانوني
-التفسير الجديد للنص القانوني :فالقاضي ال يستطيع مخالفة ارادة المشرع ،لكنه يستطيع أن يأتي
بتطبيق قضائي يعطي مفهوما جيدا متطورا للنص القانوني الجامد ،ومن ثم فإنه يستطيع تحليل
السياسة القضائية ومراحل تطورها وموقفها السائد من الموضوع مجال البحث.
-4يجب أن تكون القراءة متأنية ،بحيث يتوخى الباحث االنتباه والتركيز أثناء القراءة
على المعلومات الواردة في المرجع ،وهنا تجب اإلشارة إلى أن قدرة التركيز تختلف
من شخص آلخر ،غير أنه يجب على الباحث أن يستبعد أثناء القراءة العوامل الذاتية
المحيطة به ،كما يجب اختيار الوقت األنسب للقراءة والتركيز ،ولعل أحسن وقت
للقراءة المركزة هو ساعات الصباح وخصوصا ساعات ما بعد الراحة والنوم عموما.
-5يجب ترك فترات للتأمل واالستيعاب ،أي أثناء القراءة ال يجب المرور من فكرة إلى
أخرى دون استيعاب.
رابعا -مرحلة تقسيم وتبويب الموضوع
بعد مرحلة القراءة التفكير تكون فكرة الموضوع األساسية وعناصره قد نضجت وتجمعت
مالمحها في ذهن الباحث ،األمر الذي يساعده على تخطيط بحثه ،بوضع مخطط مؤقت وشخصي،
على ضوء مالمح وحدود االشكالية ،يكون له هدفين أساسين يتمثل األول في هيكلة البحث ،ويتمثل
الثاني في تجنب مشكل خطير وهو االبتعاد عن الموضوع المعالج تحت التأثير السلبي لمصادر
البحث .2ويقصد بتقسيم موضوع البحث وتبويبه توزيع مادة البحث العلمية على العناصر التي
يتكون منها ،كما يقصد به القالب الذي تفرغ ضمنه المعلومات ،وبالتالي فما هو إال وسيلة لعرض
المعلومات بشكل منظم تمكن الباحث من إعادة تجميع المعلومات المتنوعة والمختلفة أحيانا ضمن
جزئين أو ثالثة أجزاء رئيسية على األكثر ،يدور كل جزء منها حول فكرة محورية واحدة بحيث
ت ُغطي األجزاء متجمعة موضوع البحث بكامله.
1
- Un autre principe concernant l’ordre des lectures est parfois invoqué : « De l’enseignement à la
thèse ». . Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 264.
2
- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 607.
54
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
ثم يقسم كل جزء رئيسي إلى أجزاء فرعية ترتبط كل منها بفكرة محورية واحدة ،ويربط بين
جميع األجزاء الرئيسية والفرعية فكرة واحدة ترتبط بعنوان البحث ذاته ،بشكل تظهر معها قدرة
الباحث على االستيعاب والتحليل.
إن اعتماد تصميم يتجاوز الثالثة أجزاء يطرح الشك حول جدارة الباحث وقدرته على التحليل،
ألنه كان بإمكانه دمج جزء بآخر ،أو إدخال مضمون جزء أو بعضا منه ضمن المقدمة وأجزاء
أخرى ،حتى يحصر بالنهاية تصميمه بجزئين أو ثالثة أجزاء على االكثر.1
ويستحسن من أجل الوصول إلى وضع تصميم مناسب ،أن تسترجع المعلومات وتقرأ عدة
مرات ،ولكن بهدفين مختلفين الهدف األول موضوعي وهو استيعاب المعنى العلمي والموضوعي
للمعلومات ،والهدف الثاني منهجي وفيه يتم التركيز على التصميم األفضل لعرض تلك
المعلومات ،2فال يبنى التصميم على التفاصيل واألفكار الثانوية ،بل يبنى انطالقا من األفكار العامة
والعميقة ،وللتقسيم أو التصميم أسس يقوم عليها:
أ -أسس ومعايير التقسيم
يجب أن تستند عملية تقسيم الموضوع إلى أسس ومعايير عملية دقيقة ،حتى ال تكون خطة
البحث مجرد قائمة من العناوين المختلفة ،تحول دون وصول الباحث إلى نتائج علمية صحيحة،
ولعل أهمها:
-1االلتزام بعنوان البحث
من بين أسس التقسيم اعتماد الباحث اعتمادا أساسيا على صيغة عنوان البحث ،فال يجوز له أن
يجري تقسيما للبحث ال يتضمن كافة العناصر التي يشملها عنوان البحث كما ال يجوز له أن يتجاوز
العنوان ،فذلك يُعد من قبيل الخلل العلمي.3
يعني التسلسل بين أجزاء البحث أن تتالحق تلك األجزاء بشكل يسبق فيه الجزء الذي يوضح
األجزاء الالحقة غيره من األجزاء ،وهنا يمكن أن يكون التسلسل زمنيا أو موضوعيا ،فالتسلسل
الزمني يراعي تالحق التواريخ بحيث يسبق كل تاريخ ما يأتي بعده ،أما التسلسل الموضوعي
1
- « le plan en deux parties est la règle, celui en trois est plutôt l’exception, mais quoi qu’il en soit, le
plan ne doit jamais être composé de plus de trois parties , Stéphane Guérard, Méthodologie en droit
public interne, ellipses, Pais, 2006, p. 23 ; François Grua, méthode des études de droit, conseils sur la
dissertation et le commentaire, Dalloz, Paris, 2006, p.52.
-2حلمي محمد الحجار ،راني حلمي الحجار ،المنهجية في حل النزاعات ووضع الدراسات القانونية ،منشورات الحلبي
الحقوقية ،2010 ،ص.425 .
-3أحمد ابراهيم عبد التواب ،المرجع السابق ،ص.162 .
55
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
فيراعي ارتباط المفاهيم والمبادئ ببعضها ،فالعام يسبق الخاص والمبدأ يسبق االستثناء ،والسبب
يسبق النتيجة ،وقد تكون هذه الرابطة تكامل فيكمل الثاني األول ،أو تضاد ،أو شرط ،في كل
األحوال يجب أن يحافظ الجزء الثاني على رابطة معينة مع الجزء األول.1
1
- Stéphane Guérard, Op. Cit., p. 23.
2
- « Il est également recommandé d’éviter la forme interrogative et le point
d’interrogation pour la formulation des intitulés principaux », Patrick Janin,
Méthodologie du droit administratif, Ellipses, paris, 2007, p. 36.
3
- Ibid., p. 37.
56
8£*1٢£2ع۴آ،٧1١£ £5ﻻ
57
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
يقصد بقوالب التقسيم األجزاء واألقسام واألبواب والفصول والمباحث والمطالب والفروع ،أوال،
ثانيا ،أ ،ب...2 ،1 ،الخ ،ولتحديد القالب الذي يبدأ به الباحث التقسيم يسترشد بعدة معايير كحجم
1
- François Grua, méthode des études de droit, conseils sur la dissertation et le commentaire, Dalloz,
Paris, 2006, p.51, 52.
2
- François Grua, Op. Cit., p. 52.
3
- « Carbonnier disait à ces étudiants : A sujet technique, plan d’idées. A sujet d’idées, plan
technique » Ibid.
58
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
البحث ،وكمية ونوعية البحث ،من حيث الضخامة والصغر الطول والقصر ،االتساع
والضيق...الخ.1
تتمحور هذه العملية حول انتقاء المعلومات من شتى الوثائق والمصادر وفقا لطرق تقنية دقيقة،
حيث يجب على الباحث أن يستخلص المعلومات ويحصرها كلها في أوراق أو بطاقات أو ملفات أو
يخزنها وفقا لنظام اإلعالم اآللي.
يستخدم بعض الباحثين البطاقات لكتابة المعلومات والحقائق المتعلقة بموضوع البحث ،ومن ثمة
تخزينها ،قد تكون هذه البطاقات صغيرة أو متوسطة الحجم ،وقد تكون معدة مسبقا ،يتم الحصول
عليها من المكتبات ،أو يعدها الباحث بنفسه من الورق الجيد ،ثم يقوم بتنظيمها عن طريق ترتيبها
طبقا ألقسام وعناوين الخطة ،ويشترط في البطاقات أن تكون متساوية الحجم ومجهزة للكتابة فيها
على وجه واحد فقط ،توضع مجموعات البطاقات المتجانسة من حيث عنوانها الرئيسي في ضرف
خاص أو حافظة ،ويجب أن تكتب في البطاقة كافة المعلومات المتعلقة بالمرجع الذي نقلت منه ،من
اسم المؤلف عنوان الوثيقة ،دار النشر ،مكان النشر ،الطبعة ،تاريخ النشر ،ورقم الصفحة ،ثم تسجل
المعلومات التي أخذت من ذلك المرجع ،كما يجب أن يسجل رقم الصفحة كلما تم االنتقال إلى
صفحة من صفحات المرجع ،إال أنه ال بد من بطاقة مستقلة لكل مرجع ولكل موضوع ،كل هذا مع
عدم نسيان ترك فراغات في البطاقة الحتمال تسجيل أفكار مستجدة حول الموضوع.
يتكون الملف من غالف سميك ُمعد الحتواء أوراق مثقوبة متحركة ،فيقوم الباحث بتقسيم الملف
أو الملفات وفقا ألجزاء وأقسام خطة البحث ،مع ترك فراغات الحتمال اإلضافة ،لذلك يمتاز أسلوب
الملفات بالقياس إلى أسلوب البطاقات بما يلي:
-1السيطرة الكاملة على معلومات الموضوع من حيث الحيز :حيث يسمح األسلوب األول
باستيعاب كمية كبيرة من المعلومات والحقائق ،في حين ال تستوعب البطاقة غير معلومات قليلة.
-3ميزة المرونة ،بحيث يسهل على الباحث أن يُعدل أو يُغير أو يُضيف في المعلومات.
-4سهولة المتابعة والمراجعة ،ومع ذلك يختار الباحث األسلوب الذي يحبذه طبقا لراحته النفسية.1
ج -النظام اآللي
يستخدم الباحث هنا الحاسوب أو الكمبيوتر في الكتابة والتخزين ،وميزة هذا األسلوب أنه يساعد
الباحث في ربح الوقت ،2كما أنه يهتم بحفظ المعلومات بعد تخزينها ،دون أن تتعرض للضياع أو
الفقدان أو التلف بفعل الحرارة والرطوبة ،التي تتلف بعض األوراق أو تُشوه األسطر المكتوبة،
وميزته أيضا أن الباحث يستطيع شطب بعض المعلومات أو االضافة عليها بسهولة ويُسر ،بعكس
الكتابة العادية التي ت ُثبت الكتابة في الصفحة ،وال يمكن شطب أو إلغاء بعضها.
بعبارة أخرى ،إن طريقة جمع المعلومات والحقائق بواسطة نظم الملفات والبطاقات طريقة
تقليدية ،فالعوامل الطبيعية كاألمطار والمياه والرطوبة والحرارة قد تؤثر على هذه األوراق فتتلفها
أو تشوهها بحيث تصعب قراءتها ،يُضاف إلى ذلك قابلية هذه الملفات للسرقة والضياع ،وهذا ما
يتجنبه اإلعالم اآللي الحديث.
وهناك ميزة أخرى وهي قدرة الباحث على إدخال معلومات أخرى بين األسطر المكتوبة،
وشطب ما يشاء من معلومات ،ثم سهولة المقارنة بين ما ينقله أو يقتبسه الباحث من معلومات من
الكتب أو األوراق وما يراه أمامه مطبوعا ،فيستطيع بسهولة استدراك أي خطأ أو أية كلمة سهى
عن طباعتها .فمن مشكالت االقتباس حدوث سهو أو خطأ من الباحث بحيث يحصل نوع من
التفاوت ومجانبة التطابق بين ما هو موجود على الورقة وما هو ظاهر على شاشة الجهاز اآللي.
ومن ثمة يظهر بأن النظام اآللي يخدم الباحث العلمي خدمة جليلة في طبع المعلومات والحقائق
وتخزينها وتعديلها عند الحاجة ،3ومع ذلك يبقى لإلعالم اآللي مشاكله وسلبياته وصعوباته ،خاصة
عند دخول الفيروسات ،واحتراق األجهزة الحافظة ،أو ضياعها.
إلى جانب هذه األساليب يوجد أسلوب استثنائي هو التصوير الذي ينحصر استعماله في الوثائق
التي تحتوي على معلومات قيمة وهامة ،لكنها مكتوبة بصورة مختصرة ومركزة جدا.
وفي كل األحوال يلتزم الباحث خالل مرحلة جمع المعلومات وتخزينها بالحرص على الفهم
الصحيح لمختلف اآلراء ،وبانتقاء المعلومات الهامة والجوهرية ذات الصلة الوثيقة بالموضوع،
باإلضافة إلى ضرورة تدعيم كل فكرة بالحجج الكافية والنصوص القانونية.
مرحلة صياغة البحث هي آخر مرحلة من مراحل إعداد البحث العلمي ،تهدف إلى إعالن
القارئ لما توصل إليه الباحث من نتائج واستنتاجات ونظريات وقوانين علمية ،فهي تعد بمثابة ثمرة
للمجهود الفكري الذي بذله الباحث طيلة فترة بحثه ،كما يتسنى للباحث أيضا من خالل هذه المرحلة
ابراز شخصيته ،من خالل عرض آرائه وأفكاره الشخصية مدعمة بالحجج واألسانيد العلمية.
ولكتابة البحث العلمي كتابة علمية يتطلب األمر ما يلي:
من المقومات الجوهرية لكتابة البحث العلمي ضرورة تطبيق منهج أو أكثر من مناهج البحث
العلمي (المنهج االستداللي ،المنهج التجريبي ،المنهج الجدلي ،المنهج التاريخي...الخ) ،ألن ذلك
يؤدي إلى اكتساب عملية الصياغة مزايا الدقة والوضوح.
يشترط أن يتسم البحث العلمي بأسلوب علمي دال ومفيد ،متوفر على العناصر التالية:
-احترام اللغة الفنية المتخصصة واستعمال المصطلحات القانونية الدقيقة :فيجب أال يُستعمل
مثال مصطلح "الشخص العمومي" عند التعبير عن "المرفق العمومي" ،ألنهما مصطلحان
مختلفان ،كما يحظر استعمال مصطلح المؤسسة العمومية عند التعبير عن المؤسسة المكلفة بخدمة
عمومية ،ألن األولى هي شخص معنوي من أشخاص القانون العام في حين أن الثانية هي شخص
من أشخاص القانون الخاص ،باإلضافة إلى ضرورة تجنب المفردات العامية والمفاهيم الدارجة.1
-البساطة والوضوح في عرض األفكار :فالوضوح ينتج ال محالة عن بساطة التعبير لذا يجب
التقيد بتحرير الجمل القصيرة التي تحمل فكرة واحدة ،في المقابل ينتج الغموض عن الجمل الطويلة
التي تتضمن أفكار متعددة ،دون مراعاة لعالمات الوقف.2
-التركيز المباشر حول الفكرة المراد التعبير عنها والبعد عن اإلطناب والتكرار.
-الوضوح في التقديم :يزيد في وضوح المعاني وضوح التقديم ،عن طريق التفريق بين
الفقرات المرتبطة ببعضها ،فالترتيب المنطقي لألفكار ييسر ادراكها.
-التسلسل وترابط عملية االنتقال بين األفكار والفقرات ومختلف أجراء البحث.
-عدم المبالغة في االعتداد بالذات واستعمال ضمائر (األنا) ،والتقليل من ضمير المتكلم جمعا
ومفردا ،واالستعاضة ببناء الفعل للمجهول أو بإيراد مصدر الفعل ،مثل (يمكن مالحظة تطور)...
أو (المالحظ أن.1)...
من المطلوب دا ئما في البحوث العلمية اكتشاف معلومات وحقائق علمية جديدة أو نفي نتائج
أخرى موجودة أو تناول الموضوع من زوايا لم يتم تناولها من قبل.
2
ه -قواعد االقتباس
إن االقتباس والتدوين أو التحرير عمليتان متالزمتان ،ويعرف االقتباس بأنه النقل عن الغير،3
لذلك فمن مميزات البحث العلمي الجيد عدم االلتجاء بكثرة إلى االقتباس ،ومع ذلك فال يُمنع الباحث
من االقتباس في حدود معقولة من النصوص القانونية أو األحكام القضائية أو الكتب الفقهية وما إلى
ذلك.
وإذا كان ال يجوز للباحث االقتباس بصورة مستمرة ومتكررة من مرجع واحد أو مرجعين
اثنين ،أل ن ذلك يمس بأصالة واستقاللية البحث ،فإنه ال توجد قاعدة منهجية معينة تحدد بدقة ُمعدل
األخذ من مرجع معين ،بحيث إذا تجاوز الباحث هذا المعدل انتقل من التحرير إلى النقل ،وهو ما
يؤثر على بحثه سلبا.
يعتمد التوثيق على أسلوب يوضح طريقة االشارة الى المصادر والمعلومات المقتبسة في متن
البحث ،لذلك يعتبر االقتباس في البحوث العلمية بمختلف مستوياتها من األمور المهمة التي ينبغي
االهتمام بها ،واالقتباس نوعان مباشر وغير مباشر.
االقتباس المباشر :ويعني النقل الحرفي لمعلومة أو لمعلومات محددة ،بسبب أهميتها بالنسبة
للباحث ،وحاجته البحثية ألن يظهرها بشكلها األصلي ،كالتعريفات العلمية أو االستشهاد بآراء كبار
الفقهاء ،وفي هذه الحالة يجب على الباحث أن يراعي عدد من االعتبارات المهمة في االقتباس
وهي:
-عدم التصرف والتغيير في أية عبارة أو كلمة أو إشارة وردت في البيانات والمعلومة المتوفرة
في أصل المادة المقتبس منها.
-استخدام إشارة التنصيص" "...في بداية ونهاية البيانات والمعلومات المقتبسة ،وأن يتم
التحرير بخط متميز عن ذلك المستعمل لصياغة البحث.
-في حالة حذف جزء من البيانات والمعلومات المقتبسة ينبغي التأكد من عدم تأثير مثل هذا
الحذف على معنى المقطع المقتبس ،وأن توضع اشارة ثالثة نقاط متتابعة ( )...في المكان الذي
استغنى فيه الباحث عن البيانات 1في بداية أو منتصف أو نهاية االقتباس.
االقتباس غير المباشر :يعني هذا االقتباس بأن الباحث يستفيد من أفكار أو معلومات محددة ،ثم
يعيد صياغتها أو اختصارها بأسلوبه الخاص ،أو يجري عليها بعض التغييرات التي يراها مناسبة
لغويا أو تعبيريا ،بشرط أن يحافظ على معنى ومغزى المعلومات المقتبسة ،بمعنى أن الباحث يقوم
باقتباس المعنى ،وبالتالي بتلخيص معنى األفكار المقتبسة بأسلوبه وبلغته ،وهو األسلوب األصلي
والشائع .وبناء على ما سبق تظهر أهمية االقتباس غير المباشر فيما يلي:
-يوضح االقتباس غير المباشر الجهد المبذول من قبل الباحث في تحديد وتشخيص المصادر
ذات العالقة ،أي اعطاء أهمية للوثيقة المقتبس منها ،كما يساعد الباحث في ابراز أصالة ومشروعية
جهوده ومهارته ومسؤوليته في إدارة الحوار والنقاش العلمي والبحثي.
-1عامر قنديجلي ،البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية وااللكترونية ،دار اليازوري العلمية للنشر
والتوزيع ،عمان ،2008 ،ص.412 ،411 .
63
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
-يعكس أخالق الباحث وأمانته العلمية ،إلى جانب التزامه بمتطلبات البحث العلمي ذلك أن
وجود معلومات في البحث ال تحمل إشارة اقتباس تفسر على أنها من عند الباحث نفسه ،وأن
االقتباس من باحثين آخرين دون اإلشارة إليهم يعد اعتداء على حقوقهم الفكرية وابتعادا عن األمانة
العلمية ،فيظهر الباحث في صورة المنتحل والمنتحل هو السارق لجهود اآلخرين.
-يساعد القراء على فهم فحوى مناقشات الباحث للمعلومات المجمعة لديه ،ومتابعة المصادر
والمراجع التي قام باستخدامها والرجوع إلى معلوماتها.
-يحدد مكانة عمل الباحث وجهده مقارنة بجهود الباحثين اآلخرين الذين سبقوه ،ألن التفاعل
بين الباحثين يولد أفكارا جديدة من خالل قراءة ومناقشة وتحليل آراء اآلخرين سواء كان الباحث
متفق أو مختلف معها.
-يساعد على توليد أفكار جديدة من خالل مناقشة آراء اآلخرين.1
ومهما كان نوع االقتباس يشترط في الباحث تحري األمانة والنزاهة والدقة والموضوعية في
اختيار العينات الجديرة باالقتباس ،والتي تعتبر حجة علمية جوهرية مثل النص القانوني ،الحكم
القضائي ،آراء وأفكار كبار الفقهاء والعلماء ،وفي هذا الصدد يقول فرانسيس بكون ":اقرأ ،ال
لتعارض وتفند وال لتؤمن وتسلم ،بل لتزن وتفكر" ،2كما يشترط أيضا عدم ذوبان واختفاء شخصية
الباحث أثناء عملية االقتباس عن طريق دقة االقتباس والتقديم والتعليق والنقد والتقييم للعينات
المقتبسة.
هذا وتستخدم الهوامش لإلشارة إلى المصدر أو المرجع الذي اقتبس منه النص أو الفكرة،
ولإلشارة إلى الهامش تستخدم األرقام العددية ،ويتم االقتباس بأن يربط الباحث المتن بالهامش
بوضع رقم في نهاية كل اقتباس ،ويكرر الرقم نفسه في الهامش ،3بوضعه بين قوسين ( )1أو /1أو
-1ثم تليه بيانات المرجع المقتبس منه ،وتتبع ثالثة طرق لوضع األرقام في المتن والهامش:
األولى :تتضمن ترقيما متسلسال خاصا بكل صفحة على حدى.
الثانية :تجعل تسلسل األرقام خاص بكل فصل أو باب.
الثالثة :تجعل الهوامش تبدأ مع بداية البحث ثم تتسلسل حتى نهايته.
ويلتزم الباحث عند االقتباس بما يلي:
-أن تكتب الهوامش في أسفل الصفحة بمقياس حروف أقل من الذي كتب به المتن ،فإذا كتب
المتن بمقياس حروف 14يكتب الهامش بمقياس 12أو .10
-أن يفصل الهامش عن المتن بخط من اليمين إلى اليسار يغطي ثلث سطر المتن.
-إذا تم االقتباس من صفحات متتالية تكتب الصفحات كما يلي :ص .الرقم-الرقم.1
-إذا تم االقتباس من صفحات متفرقة تكتب الصفحات كما يلي :الرقم ،الرقم.
وبالنظر الختالف الوثائق التي تحتوي على المعلومات ،من كتب عامة ومتخصصة وأبحاث
ورسائل علمية متخصصة ودوريات ووثائق قانونية وأحكام قضائية ومواقع الكترونية ،ونظرا
إلمكانية االقتباس من وثائق محررة باللغة العربية وأخرى محررة بلغة أجنبية ،ونظرا إلمكانية
االقتباس من وثيقة واحدة عدة مرات ،فإن االقتباس يختلف من حالة ألخرى.
سميت بالكالسيكية تمييزا لها عن المراجع االلكترونية.
المراجع الكالسيكيةُ : -1
-المراجع باللغة العربية
عند تدوين المرجع ألول مرة
الكتب
اسم المؤلف ثم لقبه ،عنوان الكتاب ،الجزء ،ترجمة ،دار النشر ،مكان النشر ،رقم الطبعة ،تاريخ
النشر ،الصفحة ،فإذا لم يذكر في الكتاب تاريخ النشر أو مكانه يكتب بين قوسين كالتالي( :د.ت.ن)
أو (د.م.ن).
مثال :1بن شيخ لحسين ،مذكرات في القانون الجزائي الخاص ،دار هومة ،الجزائر ،ط،5-
،2006ص.17 .
مثال :2موريس أنجرس ،منهجية البحث العلمي في العلوم االنسانية ،تدريبات عملية ،ترجمة
بوزيد صحراوي ،كمال بوشرف ،سعيد سبعون ،دار القصبة ،الجزائر ،ط ،2010 ،2-ص.458 .
فإذا اشترك في تأليف الكتاب الواحد أكثر من مؤلف ،نذكر أسمائهم جميعا ما لم يتجاوز عددهم
الثالثة ،فإذا تجاوز ذلك فنكتفي بذكر اسم األول متبوعا بعبارة وآخرون.2
مثال :1فايز محمد حسنين ،طارق المجدوب ،تاريخ النظم القانونية ،منشورات الحلبي الحقوقية،
،2007ص.32.
مثال :2موفق الحمداني ،عدنان الجادري ،عامر قنديجلي ،عبد الرزاق بني هاني ،فريد أبو
زينه ،مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع ،األردن ،ط ،2006 ،1-ص.131.
يُشار إلى هذا المرجع بهذه الطريقة عند االقتباس منه للمرة األولى ،لكن عند الرجوع إليه مرة
أخرى فيهمش كما يلي:
موفق الحمداني وآخرون ،بقية معلومات المرجع.
المقاالت
اسم ولقب صاحب المقال" ،عنوان المقال" ،اسم المجلة أو الدورية ،الجهة ال ُمصدرة ،رقم
المجلد ،العدد ،مكان الصدور ،تاريخ الصدور ،الصفحة.1
مثال :ال خير قشي" ،العالقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في مجال إدارة العالقات
الخارجية" ،مجلة العلوم االجتماعية ،العدد ،19ديسمبر ،2014ص.15 .
هناك من يُحبذ كتابة اسم المجلة بخط سميك 2كما يلي:
بهجة مكي بومعرافي" ،بناء المجموعات في عصر النشر االلكتروني" ،المجلة العربية
للمعلومات ،تونس ،المجموعة ،18العدد ،1997 ،2ص.139-129 .
وقائع المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية
اسم ولقب المؤلف ،عنوان المداخلة ،في إطار المؤتمر أو الملتقى أو الحلقة الدراسية ،عنوان
التظاهرة العلمية ،مكان االنعقاد ،الجهة المنظمة ،تاريخ االنعقاد ،الصفحة.
مثال:1
عليان ريحي ،هدى زيدان أحمد ،خدمة البحث المباشر وتجربة الجمعية العلمية الملكية
األردنية ،في وقائع المؤتمر العلمي الثامن للمعلومات ،بغداد ،الجمعية العراقية للمكتبات
والمعلومات وقسم المكتبات والمعلومات بالجامعة المستنصرية 21-19 ،ديسمبر ،1998ص.
.384
مثال:2
وردة خالف ،دور العقوبات الجنائية في حماية أمن وسالمة المستهلك ،في اطار ملتقى تشريعات
الصناعة الغذائية ودورها في حماية المستهلك ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد البشير
االبراهيمي ،برج بوعريريج ،يومي 14 :و 15أفريل ،2015ص.15.
الرسائل الجامعية
اسم ولقب الباحث ،عنوان المذكرة أو األطروحة ،طبيعة المذكرة أو األطروحة (مذكرة ماستر
أو مذكرة ماجستير أو أطروحة دكتوراه) ،اسم الكلية والجامعة ،تاريخ المناقشة ،الصفحة.
مثال :1لوناس بن زرارة ،التظلم اإلداري في مادة الضرائب ،مذكرة مكملة من مقتضيات نيل
شهادة الماستر في الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد لمين دباغين سطيف ،2
جوان ،2015ص.60 .
مثال :2وردة خالف ،الرقابة القضائية على المشروعية الداخلية لقرارات الضبط اإلداري،
أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد لمين دباغين سطيف ،2نوفمبر
،2014ص.330 .
النصوص القانونية
رقم المادة ،طبيعة النص القانوني ورقمه ،الوثيقة العامة التي احتوت النص ،السنة ،العدد،
التاريخ ،الصفحة.
مثال :1المادة 26من قانون رقم 01-06المؤرخ في 20فبراير ،2006المتعلق بالوقاية من
الفساد ومكافحته ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،العدد 8 ،14مارس
،2006ص.12 .
مثال :2المادة 13من المرسوم الرئاسي 247-15المؤرخ في 16سبتمبر ،2015المتعلق
بتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
الديمقراطية الشعبية ،العدد 20 ،50سبتمبر ،2015ص.6 .
األحكام والقرارات القضائية
الجهة القضائية الصادر عنها الحكم أو القرار ،الرقم ،التاريخ ،المجلة القضائية التي احتوته،
العدد ،التاريخ.
مثال :مجلس الدولة ،الغرفة الثانية ،قرار رقم ،067719المؤرخ في ،2011-09-08مجلة
مجلس الدولة ،العدد ،10سنة ،2012ص.102-101 .
المطبوعات الجامعية والمحاضرات
مسعود شيهوب ،محاضرات في المنازعات اإلدارية ،ألقيت على طلبة الماجستير ،كلية الحقوق،
جامعة فرحات عباس سطيف.2001-2000 ،
الجرائد
اسم الجريدة ،طبيعة الجريدة (يومية ،اسبوعية) ،العدد ،التاريخ ،الصفحة.
جريدة الخبر اليومية ،العدد ،7658الصادرة بتاريخ 31ديسمبر ،2014ص.4.
عند الرجوع إلى مراجع سبقت اإلشارة إليها
هناك عدة حاالت نقتصر على:
الحالة األولى:
عند تكرار استعمال مرجع في صفحة مختلفة عن تلك التي استعمل فيها ألول مرة ،نكتب اسم
ولقب المؤلف ،المرجع السابق ،الصفحة ،كمايلي:
67
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
-1ماجد راغب الحلو ،المرجع -1ماجد راغب الحلو ،قانون حماية البيئة،
السابق ،ص.251. دار الجامعة الجديدة ،االسكندرية،2007 ،
ص41..
-2محمد الصغير بعلي ،الوجيز في
االجراءات القضائية اإلدارية ،دار العلوم
للنشر والتوزيع ،2010 ،ص.145 .
06 04
مثال2: مثال1:
-1محمد الصغير بعلي ،الوجيز في -1محمد الصغير بعلي ،الوجيز في
اإلجراءات القضائية واإلدارية ،دار اإلجراءات القضائية اإلدارية ،دار العلوم
العلوم للنشر والتوزيع ،2010 ،ص. للنشر والتوزيع ،2010 ،ص.297.
.297 -2المرجع نفسه ،ص.300 .
-2المرجع نفسه.
مثال3:
-1عبد القادر الشيخ ،شرح قانون
العقوبات ،القسم الخاص ،الجزء الثاني ،مديرية
الكتب والمطبوعات الجامعية ،2009 ،ص.
.133
-2محمد الصغير بعلي( ،المعلومات
السابقة).
-3عبد القادر الشيخ ،المرجع نفسه ،ص.
.220
يُشير المختصر edإلى الطبعة ،وهناك من يرى بأنه يجب أال يشار إلى الطبعة األولى،
حتى وإن وردت على صفحة الغالف ،بل يشار إلى الطبعة الثانية فما فوق 1كمايلي:
هناك من يكتفي باإلشارة إلى اللقب والحرف األول من اسم المؤلف ،1وهناك من يرى عدم
جواز ذلك ،إنما يجب ذكر االسم كامال واللقب ،2فعندما يقرأ القارئ J. Cohenفهو ال
وهو الرأي الذي،Jonathan Cohen أوJeau Cohen يعرف إن كان المقصود به هو
.أؤيده
(n.p) ( أو مكان النشر نكتبn.d) إذا لم يوجد في الكتاب المقتبس منه تاريخ النشر نكتب
.3(no pub) أو اسم الناشر نكتب
. إذا كانا اثنين يُكتب اسميهما معا: عند تعدد المؤلفين
:مثال
Henri Jacquot, François Priet, droit de l’urbanisme, Dalloz, 3eme ed,
1998, p. 91.
أي وآخرون بعد كتابة اسم4(et al) في حالة وجود ثالثة مؤلفين فأكثر نستعمل عبارة
. وهذا المصطلح األجنبي يصلح للغة الفرنسية واالنجليزية،المؤلف األول
:مثال
Marceau Long, Prosper Weil, Guy Braibant, Pierre Delvolvé, Bruno
Genevois, les grands arrêts de la jurisprudence administrative, Dalloz,
17eme ed, 2009, p.917.
:في هذه الحالة يتم التهميش كمايلي
Marceau Long (et al), les grands arrêts de la jurisprudence
administrative, Dalloz, 17eme ed, 2009, p. 917.
المقاالت
Auteur, « titre de l’article », revue, volume, numéro, année, pagination.
:مثال
1
- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Précis méthodologie juridique, les
sources documentaire du droit, publications des facultés universitaires Saint- Louis,
Bruxelles, 2000, p. 414.
.79 . ص، المرجع السابق، أمبرتو إيكو-2
.38 . ص، المرجع السابق، رقية سكيل-3
410 . ص، المرجع السابق، عامر قنديجلي-4
71
٠٧\؛ا;\ ا:ا؛ا*ا ،: 5£ًا1٢2
•
أو كتابة االسم، هناك من يرى بأنه من الضروري اختصار اسم المجلة والتسطير عليه
فيجب اإلشارة إلى، أما بالنسبة للمجالت التي تباشر الترقيم في كل عدد،المختصر بحروف مائلة
.1العدد والتاريخ الكامل
:1مثال
الرسائل الجامعية
:مثال
الملتقيات والندوات
1
- Axel De Theux, Imre Kovalovszky, Nicolas Bernard, Op. Cit., p. 415.
72
٠٧\؛ا;\ ا:ا؛ا*ا ،: 5£ًا1٢2
•
:الحالة األولى
1
- Eric Geerkens, Paul Delnoy, Aurélie Bruyère, Anne-Lise Sibony, Cécile Nissen ,
Méthodologie juridique, Méthodologie de la recherche documentaire juridique, Larcier,
4ème édition, 2011, p. 242.
..410 . ص، المرجع السابق، عامر قنديجلي-2
73
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
مثال:2
فإذا اقتبس الباحث من نفس المرجع ومن نفس الصفحة ،أو ما يسمى بتكرار المرجع بشكل
مباشر ،فيُكتفى بعبارة Ibidكما يلي:
-2المراجع االلكترونية
هناك أسس عامة ينبغي التأكد منها عند التعامل مع مختلف أنواع المصادر اإللكترونية،
واالستشهاد ببياناتها ومعلوماتها في كتابة البحوث والرسائل الجامعية ،منها ضرورة تسجيل كافة
البيانات األساسية البيبليوغرافية المتوفرة عن المصدر ،مثل اسم المؤلف أو الجهة المسؤولة عن
المعلومات المقتبسة ،تسجيل عنوان المقال أو الدراسة أو الوثيقة ،في حالة عدم توفر اسم الكاتب أو
الجهة صاحبة المسؤولية مع تسجيل أية بيانات تعريفية أخرى متوفرة عن المادة المقتبسة كتاريخ
النشر أو المجلد...الخ.
وفي حالة االقتباس من قاعدة بيانات محددة ،فينبغي تسجيل اسم القاعدة بعد البيانات األخرى
المتوفرة والمذكورة في الفقرات السابقة ،وتسجيل تاريخ دخول الباحث إلى المعلومات وحصوله
عليها ،ثم ذكر عنوان الموقع االلكتروني الذي أمن المعلومات للباحث.1
-المراجع االلكترونية باللغة العربية
الكتب
اسم ولقب المؤلف ،عنوان الكتاب ،الجزء ،دار النشر ،مكان النشر ،الطبعة ،تاريخ النشر،
متوفر على الموقع » … ،« http://wwwتاريخ االطالع (تاريخ دخول الباحث إلى الموقع).
المقاالت
اسم ولقب المؤلف" ،عنوان المقال" ،اسم المجلة ،رقم المجلد ،العدد ،السنة ،الصفحة ،متوفر
على الموقع » … ،« http://wwwتاريخ االطالع.
الرسائل الجامعية
اسم ولقب الباحث ،عنوان المذكرة أو األطروحة ،طبيعة المذكرة أو األطروحة (مذكرة ماستر
أو مذكرة ماجستير أو أطروحة دكتوراه) ،اسم الكلية أو الجامعة ،تاريخ المناقشة ،الصفحة ،متوفر
على الموقع » … ،« http://wwwتاريخ االطالع.
موقع على االنترنت
اسم ولقب المؤلف (في حالة وجودهما) ،عنوان لوحة االستقبال ،متوفر على الموقع
» … ،« http://wwwتاريخ االطالع.
قرص مضغوط Cédérom
اسم ولقب المؤلف( ،قرص مضغوط) ،مكان النشر ،تاريخ النشر.
-المراجع االلكترونية باللغة األجنبية
الكتب
Auteur, titre de l’ouvrage, tomaison, lieu d’édition, édition, année de
publication, pagination, disponible sur le site : « http:// www… », date
de consultation.
المقاالت
Auteur, « titre de l’article », revue, volume, numéro, année, pagination,
disponible sur le site : « http:// www… », date de consultation.
مثال:
Banneux, N., Boshab, E., Kabanba, B., Verjans, P., « République
démocratique du Congo, une constitution pour une troisième République
équilibrée », Fédéralisme Régionalisme, volume 5, 2004- 2005, p. 56,
disponible sur le site
75
٠٧\؛ا;\ ا:ا؛ا*ا ،: 5£ًا1٢2
•
http://popups.ulg.ac.be/federalisme/document.php?id=209, consulté le
26 novembre 20071.
الرسائل الجامعية
Auteur, titre de la thèse, discipline, faculté et université de soutenance,
année de soutenance, page, disponible sur le site : « http:// www… »,
date de consultation.
site internet موقع على االنترنت
Auteur, titre de la page d’accueil, disponible sur le site : « http://
www… », date de consultation.
Cédérom قرص مضغوط
1
- Eric Geerkens, Paul Delnoy, Aurélie Bruyère, Anne-Lise Sibony, Cécile Nissen ,
Méthodologie juridique, Méthodologie de la recherche documentaire juridique, Larcier, 4ème
édition, 2011, p. 244.
76
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
يتكون البحث العلمي من عدة أجزاء تتمثل في عنوان البحث ،الملخص ،مقدمة البحث،
موضوع البحث أو جذع البحث الرئيسي ،خاتمة البحث ،المالحق ،توثيق المصادر والمراجع،
فهرس البحث.
عنوان البحث هو دليل الموضوع محل الدراسة ،وهو يدل على كل عناصر أو أجزاء البحث،
وهو أيضا تعبير عن موضوع البحث بمصطلح أو مصطلحين أو أكثر وعن االشكالية محل البحث،
ويشترط في العنوان:
وتعتبر واجهة البحث أو الغالف الخارجي أول مكان يظهر فيه العنوان ،إلى جانب بيانات
أخرى ضرورية ،كاسم ولقب الباحث ،اسم الجامعة والكلية ،التخصص ،اسم ولقب األستاذ
المشرف ،السنة الجامعية ،اسماء وألقاب أعضاء لجنة المناقشة ودرجاتهم العلمية بالنسبة للبحوث
التي تناقش ،كبحوث الماجستير والدكتوراه والماستر.
من الناحية الشكلية يكتب العنوان في الوسط في منتصف صفحة الغالف الخارجي ،بالخط
السميك ) (Grasبحجم ،220أي أكبر من حجم الخط الذي تكتب به البيانات األخرى ،مع وجوب
ترتيب كل من العنوان والمعلومات األخرى على كل الصفحة بصفة متباعدة ومتوازنة.
وبعد الواجهة نجد نسخة عنها تسمى بالغالف الداخلي للبحث ،تختلف عن الغالف الخارجي من
حيث الحجم ،حيث تكون في ورقة عادية ،ثم آية قرآنية أو حديث نبوي شريف أو قول مأثور يناسب
الموضوع ،ثم االهداء الذي يعتبر طريقة اختيارية لتعبير الباحث عن الود الذي يحمله لغيره ،والذي
يشترط أن يكون بسيطا وواضحا ،وأن يكتب في منتصف الصفحة في الوسط ،وأن تترك مسافة في
بداية السطر ،وهناك من يرى ضرورة كتابة اسم الباحث في األخير ،1ثم تأتي كلمة الشكر بعد
االهداء ،حيث يقدم الباحث الشكر إلى األشخاص الذين قدموا له المساعدة والتوجيه ،وليس إلى
أصحاب المراكز والمناصب ،ويُعد المشرف أحق الناس بالشكر ،وهناك من يرى بأنه ليس من
الضروري وضع اإلهداء وكلمة الشكر في األعمال األكاديمية ،2إال أنني أحبذ أن يشكر الباحث
على األقل المشرف الذي قبل االشراف ،وتحمل عناء القراءة والتمحيص والتوجيه واالنتقاد ،كما
يجب عليه أن يشكر أيضا لجنة المناقشة التي تحملت عناء القراءة والسفر والنقد والمناقشة التي
تستمر أحيانا ساعات وساعات ،وفي كل األحوال يجب أن يُعبر الباحث عن شكره ببساطة
ووضوح ،وأال تتجاوز كلمة الشكر واالهداء صفحة واحدة.
ثانيا -الملخص
في نهاية البحث يُعد الباحث ملخصا بسيطا لبحثه ،وهو ملخص مختصر جدا ،يعرض فيه ما
يستطيع أن يقوله في بضعة أسطر بخصوص هدف البحث والنتائج المتوصل إليها ،يتم إعداده باللغة
العربية وباللغة األجنبية ،سواء الفرنسية أو اإلنجليزية أو بهما معا ،قد يُوضع الملخص في الصفحة
األخيرة من البحث ،دون أن يُرقم ،لكن في غالب األحوال يُوضع في الصفحات األولى للبحث ،قبل
المقدمة ليوضح للمطلعين األبعاد التي يتناولها البحث ،فإما أن يُقدموا على قراءته وإما أن ينصرفوا
عنه دون أن يتحملوا عناء قراءة صفحات كثيرة ،ف ُملخص البحث يُعد وينشر ليشير إلى القارئ عما
إذا كانت المسألة التي تناولها البحث تتطابق مع اهتماماته دون أن يشرع في قراءة النص األصلي
من أجل معرفة ذلك.3
وبعد الملخص توضع قائمة المختصرات ،وهي القائمة التي يلحق فيها كل لفظ مختصر في
البحث باللفظ الكامل ،وهذه المختصرات يلجأ إليها الباحث عندما يستعمل ألفاظ لمرات متعددة،
فيختصرها تيسيرا عليه وربحا للوقت والجهد ،وحفاظا على الحجم المعقول للبحث ،لكن يلتزم
الباحث بأن يُبين داللتها سواء باللغة العربية أو األجنبية ،وهذا حتى يعرف القارئ معناها ،4وكمثال
على ذلك نورد ما يلي:
-1المرجع نفسه.
-2المرجع نفسه ،ص.57 .
-3موريس انجرس ،المرجع السابق ،ص.447 .
-4رقية سكيل ،المرجع السابق ،ص.62 .
78
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
قائمة المختصرات
أ -باللغة العربية
ج ر ج ج :الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية
د م ج :ديوان المطبوعات الجامعية
ق إ م إ :قانون االجراءات المدنية واإلدارية
ق إ ج :قانون اإلجراءات الجزائية
ب -باللغة الفرنسية
توضع في بداية البحث ،وت ُكتب مقدمة وليس المقدمة ،وهي المدخل العام والشامل والدال على
آفاق موضوع البحث بصورة مركزة وموجزة ،وتتمثل وظيفة المقدمة في تحضير وإعداد ذهنية
القارئ لفهم الموضوع وقراءته ،فهي تحتل مكانة أساسية في البحث لذلك فإن الباحث ملزم بأن
يكون حاضرا في المقدمة ،إلبراز الطابع الشخصي ألفكاره خاصة منذ اللحظة التي يعرض فيها
اشكاليته.1
ويشترط في المقدمة االيجاز والوضوح والدقة ،كما يشترط أن تتضمن العديد من العناصر:
أ -في بداية األمر يجب أن يوضع موضوع البحث ضمن اإلطار القانوني الذي ينتمي إليه.2
ب -التعريف بالموضوع ثم تحديده وذلك بتمييزه عن المسائل المشابهة وتحديد مفاهيمه
ومصطلحاته ،وتحديد نطاقه ،3مع العلم أنه من ال ُمهم في علم القانون توضيح ما يعنيه مفهوم
1
- Patrick Janin, Méthodologie du droit administratif, Ellipses, paris, 2007, p. 36.
2
- Stéphane Guérard, Méthodologie en droit public interne, ellipses, Pais, 2006, p. 25.
-3مع العلم أن للموضوع نطاق شخصي وتشريعي وزمني ومكاني.
79
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
ال موضوع محل الدراسة ،بدل من شرح ما ال يعنيه ،مع أن بعض المفاهيم القانونية يسهل
تعريفها بالطريقة السلبية أكثر من الطريقة االيجابية ،1فيُفضل القول بأن المقصود بالرقابة
القضائية هي الرقابة التي يمارسها القضاء ،بدل القول :ال يقصد بالرقابة القضائية الرقابة التي
تمارسها السلطة التشريعية.
ت -توضيح أهمية الموضوع ،بتوضيح األسباب الموضوعية والذاتية التي دفعت إلى اختياره.
ث -توضيح أهداف الدراسة النظرية والعملية بموضوعية ودقة.
اإلشارة إلى أهم المحاوالت والجهود والبحوث العلمية السابقة على الدراسة. ج-
توضيح أهم المشاكل والصعوبات النظرية والعملية التي واجهت الباحث ،كصعوبة ح-
المسألة من الناحية الفقهية أو قلة اهتمام الدارسين بالموضوع ،أو حداثة النظام القانوني .وقد تكون
الصعوبات مادية كصعوبة الحصول على مراجع.
تحديد المشكلة العلمية محل الدراسة بطريقة موجزة ومركزة ،في شكل سؤال رئيسي خ-
واحد .فعلى ضوء الفوائد النظرية للموضوع تتضح مختلف األسئلة والمشاكل التي يطرحها
الموضوع ،كما يستطيع الباحث عن طريق االشكالية أن يبرر ويشرح طريقة تفكيره وتأمله في
موضوع بحثه.
د -تحديد أهم الفرضيات العلمية النهائية التي تحتوي على الحلول العلمية للموضوع أو المشكلة،
فال بد من االيحاء للقارئ ابتداء بالحلول العلمية للمشكلة ،وعدم ترك ذلك لنهاية البحث ،ألن ذلك هو
أسلوب الروايات والمقاالت األدبية ،2وما الفرضيات إال إجابات مبدئية للسؤال األساسي الذي يدور
حوله موضوع البحث ،أو تخمينات أو توقعات أو استنتاجات يتبناها الباحث مؤقتا كحلول لمشكلة
البحث ،وتتميز الفرضية الجيدة بمايلي:
-1أن تكون الفرضية موجزة مفيدة وواضحة.
-2أن تكون الفرضية قابلة لالختبار والتحقيق.
-3أال تكون متناقضة مع الفرضيات األخرى للمشكلة الواحدة ،أو متناقضة مع النظريات والمفاهيم
العلمية الثابتة.
النطاق الشخصي :نقصد به تحديد األشخاص المشمولين بالبحث كأن يكون موضوع البحث الموظف العمومي ،لكن أخص
بالدراسة الموظفين العسكريين دون المدنيين أو العكس ،و كأن تتعلق الدراسة بالوطنيين سواء كانوا مواطنين أصليين أو
مكتسبي الجنسية...الخ.
النطاق التشريعي :يتعلق األمر بتحديد النصوص التشريعية التي يتناول في ظلها الباحث موضوع بحثه ،كأن يتناول الباحث
بحثه في إطار قانون االجراءات المدنية واالدارية دون غيره.
النطاق الزمني :كأن يتناول الباحث بالدراسة الظروف االستثنائية دون العادية أو العكس.
النطاق المكاني :كأن يتناول البحث التلوث الهوائي دون التلوث البحري أو الجوي ،أو كأن يتناول الباحث موضوع الفساد
في الجزائر.
1
- Stéphane Guérard, Ibid., p. 25.
-2عمار عوابدي ،المرجع السابق ،ص.120 .
80
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
-4تغطية الفرضية لجميع احتماالت المشكلة وتوقعاتها ،وذلك باعتماد مبدأ الفرضيات المتعددة لمشكلة
البحث.1
ذ -بيان المنهج المتبع.
تقسيم الموضوع إلى عناوين أساسية :يعلن الباحث عن مخطط البحث في نهاية المقدمة، ر-
وقبل ذلك يشترط فيه أن يشرح في إطار إشكاليته أسباب اختيار هذا المخطط دون غيره ،ويقصد
بالمخطط هنا ذكر العناوين الرئيسية فقط ،دون العناوين الفرعية ،في جملة واحدة أو في جملتين.2
فبانتهائنا من كتابة المقدمة سننتهي من تحرير البحث ،قد يبدو األمر غريبا ألننا نكتبها في
النهاية ،أو أنها آخر ما يكتب في البحث العلمي ،رغم أنها تظهر في بدايته ،سندرك أهمية ذلك
أفضل عندما نعرف أننا سندعو من خاللها القراء لقراءة البحث ،وأننا سنكون بالتالي أكثر تأكدا بأن
ما كتبناه ليس فيه تضليل لهؤالء القراء ،لذا فجدير بنا أن نُضمن المقدمة تقديم للموضوع والمشكلة
التي ستعالج ،والبرهنة على مدى أهمية الموضوع وجاذبيته وفائدته.3
يسمى أيضا بالجذع الرئيسي لموضوع البحث ،وهو الجزء األكبر والحيوي في البحث
العلمي ،ألنه يتضمن كافة األقسام واألفكار والحقائق التي يتكون منها الموضوع كما يحتوي على
كافة مقومات صياغة وتحرير البحث ،من منهج البحث وأسلوب الكتابة والصياغة واالقتباس
وقواعد اإلسناد والتوثيق واألمانة العلمية واالبداع واالبتكار وابراز شخصية الباحث وكافة عمليات
المناقشة والتحليل والتركيب التي قام بها الباحث.
أ -أنه البد من الفصل بين العنوان الرئيسي والعنوان الفرعي بفقرة يُمهد فيها الباحث إلى مختلف
العناوين الفرعية لتكون بمثابة تقسيم وتبويب للفكرة المراد دراستها.4
ب -يجب الحرص على استعمال الفواصل والنقاط واألقواس في األماكن المناسبة والحرص
بعدد ذلك على اخضاع المذكرة أو األطروحة إلى فحص المختص اللغوي.5
خامسا -الخاتمة
خاتمة البحث من المسلمات فهي توجد في معظم النصوص المكتوبة ،وهي عرض موجز
لكافة المراحل والجهود واألعمال التي قام بها الباحث خالل إعداد بحثه وحوصلة مختصرة للنتائج
التي توصل إليها ،فالخاتمة هي جواب عن السؤال التالي :كيف قام الباحث بإعداد بحثه؟ لهذا فهي
عملية ذهنية مفادها جمع العناصر األساسية ضمن كل مهيكل ،ويشترط أن تكون قصيرة وأال
تتضمن جديدا لما تم القيام به والحصول عليه من أعمال ونتائج علمية نهائية ،حتى تكون مرآة
صادقة وموضوعية ،وباعتبار عملية وضع الخاتمة تتم بعد التحليل والتأويل ،فإنها تقوم بثالثة
وظائف أساسية:
أ -يقدم الباحث من خاللها حوصلة لتحليل المعطيات وتأويل النتائج ،بعبارة أخرى إن الباحث
يقوم بالجمع ثم يستنتج أهم ما يجب االحتفاظ به في البحث ،وذلك عن طريق عرض ترتيب جديد
لعناصر المشكلة ،إن األمر ال يتعلق بكل بساطة بتلخيص البحث ولكن بضبط جوهره انطالقا مما تم
تحليله وتأويله.
ب -كما يُسجل الباحث أيضا النتائج أو المعارف الجديدة أو المختلفة المكتسبة من خالل عملية
البحث ،والتي توصل إليها بعد الطريق شاق الذي قطعه ،وتعتبر المعارف جديدة أو مختلفة مقارنة
بالمعارف السابقة التي كان يملكها الباحث حول موضوع الدراسة أو حول المنهجية المستعملة ،فقد
يُشير مثال إلى اكتشاف نادر أو تعديل في طريقة العمل ،أو إلى طريقة مختلفة في تصور السؤال أو
إلى موقع آخر ينبغي زيارته ،أو إلى كل اعتبار قد يأتي بإسهام إضافي في بناء المعارف.
ج -وبعد النتائج يسجل الباحث االقتراحات التي يراها مناسبة بخصوص موضوع بحثه ،بعد أن
محصه من مختلف الجوانب ،سواء كانت هذه االقتراحات ذاتية توصل إليها بنفسه ،أو أنه استمدها
من الواقع القانوني لدول أخرى ،بشرط أن تتناسب وتتالءم مع الواقع المحلي ،حيث يراعى التناسب
من ناحية الدين والعادات والتقاليد وثقافة المجتمع ومدى وعيه بقضاياه وبالنظر أيضا إلى
خصوصيات كل موضوع .كما يشترط أيضا أن تكون االقتراحات منطقية ومعقولة من حيث العدد،
فال يجوز إدراج عدد كبير من االقتراحات ،بل يُكتفى بثالثة أو أربعة أو خمسة اقتراحات كأقصى
تقدير ،كما يشترط أن تكون هذه االقتراحات عملية ،وليست مجرد اقتراحات نظرية ،بمعنى أنها
قابلة للتطبيق في الواقع العملي.
جدير بالذكر أن عملية االقتراح تسمى االقتراحات وال تسمى التوصيات ،ألن األخيرة تصدر
عن الجهات المختلفة التي تتمتع بامتياز السلطة اتجاه الجهة الموجهة إليها التوصيات ،والباحث ال
يملك أية سلطة اتجاه البرلمان الذي يفترض أنه يخاطبه ،لذلك فهو يقترح وال يوصي.
82
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
د -في األخير يضع الباحث آفاقا للبحث ،واآلفاق هي االمتدادات الممكنة للبحث بمعنى الزوايا
المهمة في البحث التي لم يتطرق إليها الباحث ،فيكشفها لمن يأتي بعده من الباحثين الراغبين للتعمق
أكثر في تلك الزوايا ،فهو يبين لغيره ما يجب القيام به من أجل اكتشافات أكثر عمقا للموضوع.1
وتتخذ آفاق البحث صورتان:
الصورة األولى وهي الصورة التقريرية ،حيث يُبين الباحث آفاق البحث في جملة أو جملتين
تقريريتين تبين الزاوية أو الزوايا غير المشمولة بالدراسة.
الصورة الثانية وهي الصورة االستفهامية ،حيث يبين الباحث الزاوية أو الزوايا غير المشمولة
بالدراسة في شكل سؤال يبقى مطروحا في نهاية البحث ،ينتظر اإلجابة من باحثين مستقبليين ،وبهذا
المنطق فإن خاتمة البحوث العلمية المختلفة تمثل مجاال خصبا للبحث عن المواضيع العلمية
الصالحة إلنجاز البحوث العلمية في مختلف المجاالت.
استجابة لهذه الشروط ،فإن الخاتمة وإن كانت ال تتطلب تحريرا مطوال ،فيجب مع ذلك أن
تحظى بالعناية واالهتمام ،لذا يجب أن يخصص لها وقتا كافيا.
يبقى أن نشير إلى أن هذا النموذج هو واحد إلى جانب نموذج آخر ،ذلك أنه يوجد بشأن الخاتمة
مدرستان مدرسة فرنسية ومدرسة ألمانية ،بحيث تتبنى األخيرة النموذج السابق شرحه ،فيما تعتمد
المدرسة الفرنسية على التلخيص والخروج بحصيلة عن البحث بأكمله ،تجيب عن االشكالية
المطروحة في المقدمة ،والتي تحل في صلب الموضوع تدريجيا ،وفقا لهذه المدرسة فإن الخاتمة
تختلف عن الخالصة ،فهي ليست تلخيصا حرفيا بل محاولة للربط بين أجزاء البحث المختلفة.2
أما في حالة انجاز البحث من طرف مجموعة ،فإنه ال غنى عن المناقشة أثناء إعدادها فال يمكن
ترك مهمة تحريرها إلى أحد األعضاء فقط ،ألن هذا األخير لن تكون له بالضرورة سوى نظرة
جزئية عن مجموع التحليل ،وذلك انطالقا من مساهمته الخاصة في هذا المجال ،وبالتالي فإن
المحتوى سيعاني بالتأكيد من نقص النظرة الشاملة واالقتراحات المشتركة ،ولهذا نقول أن الخاتمة
ليست مكانا مفضال نصب فيه ما نحب ونتذوق أو نكره من البحث.
1
- « la conclusion …doit en principe aider à ouvrir le sujet sur un autre problème
juridique, une nouvelle réflexion juridique », Stéphane Guérard, Op. Cit., p. 26.
-2رقية سكيل ،المرجع السابق ،ص.51.
83
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
سادسا -المالحق
قائمة المالحق هي قائمة تلي خاتمة البحث ،وهي تتضمن معلومات مكملة وغزيرة ،لو تم
إيرادها في النص األصلي ألثقلته دون فائدة ،1لذلك فعادة ما تتضمن رسائل الماستر والماجستير
والدكتوراه والمؤلفات العامة مالحق ،ويتضمن الملحق وثائق قانونية أو تاريخية رسمية أو أحكام
قضائية أو عينات أو صور حية وخرائط وجداول وأدلة اعتمد عليها الباحث واستغل مادتها علميا
في اعداد بحثه .وحول أهميتها ومدى ضرورة وجودها في البحث ،فإنه يعود للباحث ،أو للباحث
والمشرف أن يقدرا مدى ضرورتها وعددها ومحتواها انطالقا مما يلي:
أ -صعوبة الوصول إليها.
ب -فائدتها الثابتة بالنسبة لموضوع البحث.
ج -عدم امكانية ادراجها كاملة في مضمون البحث.
وللتحقق من مدى توفر هذه الشروط يُجيب الباحث عن األسئلة التالية :هل ت ُقدم هذه المالحق إضافة
إلى موضوع البحث؟ ماهي فائدتها بالنسبة للقارئ؟ ماهي فائدتها بالنسبة للباحث الذي يريد مواصلة
البحث في هذا الموضوع2؟
والمالحق نوعان :مالحق يُعدها الباحث بنفسه :كالجداول أو القوائم ،أو االحصائيات ،ومالحق
منقولة :وتعني إعادة كتابة الوثائق مثل النصوص التشريعية والتنظيمية ونصوص المعاهدات
واالتفاقيات الدولية ،وأحكام القضاء...الخ.
من هنا يبرز الفرق بين الهوامش والمالحق ،فاألولى تتضمن بعض المعلومات المرقمة
والنصوص القصيرة والجداول الصغيرة ،في حين تتضمن الثانية النصوص الطويلة والوثائق
المهمة وسالسل الجداول والجداول االحصائية األصلية...الخ.3
سابعا -قائمة المراجع
قائمة المراجع أو فهرس المراجع هو إحدى أهم العناصر التي ال غنى عنها ،4وهي قائمة
يُحصي فيها الباحث مختلف الوثائق والمراجع التي اعتمد عليها في بحثه ،وتعد جزء هاما من
أجزاء البحث العلمي ،لما توفره من فوائد علمية وإعالمية للباحثين وللقراء ،حيث تتيح لهم هذه
العملي ة فرصة االطالع المنهجي المنظم عن مصادر المعلومات ،ويتم ترتيب المراجع على ضوء
معايير متعددة:
ج -وأكثر الطرق شيوعا واستعماال في مجال القانون هي الترتيب على أساس مجموعات
المراجع ،بحيث يقوم الباحث في البداية بترتيب مراجعه في مجموعات ،واحدة للنصوص القانونية،
والثانية للكتب العامة ،والثالثة للكتب المتخصصة ،والرابعة للرسائل الجامعية ،والخامسة للمقاالت
العلمية وهكذا ،وبعد االنتهاء من وضع مجموعات المراجع باللغة العربية ينتقل لوضع مجموعات
المراجع باللغة األجنبية وبنفس الترتيب ،على أن ت ُرتب المراجع في كل مجموعة ترتيبا أبجديا ،مع
كتابة كل المعلومات المتعلقة بكل مرجع من االسم واللقب وعنوان الكتاب والجزء ودار النشر
وتاريخ النشر والطبعة...الخ ،على أال تكتب الصفحات التي اقتبس منها الباحث لتعددها.
فإذا استعان الباحث بآيات من القرآن الكريم ،وجب أن يتصدر القرآن الكريم قائمة المصادر
والمراجع بسبب سموه على كل المصادر والمراجع األخرى ،مع اإلشارة إلى الطبعة والرواية ،ثم
تليه النصوص القانونية بسبب تمتعها بالطابع الرسمي ،وبالتالي سموها على كل المصادر والمراجع
الوضعية األخرى ،على أن ترتب النصوص القانونية فيما بينها بحسب درجة السمو ،فيعتلي
الدستور قمة النصوص القانونية ،ثم تليه المعاهدات الدولية ،ثم القوانين العضوية ،فالقوانين العادية،
فاألوامر ،فالمراسيم الرئاسية ،فالمراسيم التنفيذية والقرارات الوزارية المشتركة ،فالقرارات
الوزارية...الخ .مع مراعاة الترتيب داخل كل مجموعة ،بالرجوع للجريدة الرسمية المخصصة
لنشر التشريعات ،والنشر هو شرط لنفاذها وسريانها.1
توضع بعد ذلك قرارات وآراء المجلس الدستوري ،ثم قرارات وأحكام وآراء القضاء ،على أن
تسبق القرارات واألحكام اآلراء ،ألن األولى تتمتع بالطابع اإللزامي ،بينما تعد الثانية استشارية ال
تلزم الجهة المقدمة إليها ،على غرار اآلراء االستشارية لمجلس الدولة الجزائري .على أن توضع
القرارات قبل األحكام ،ألن األولى تصدر عادة عن المحكمة العليا ومجلس الدولة ومحكمة التنازع
والغرف على مستوى المجالس القضائية ،فيما تصدر األحكام عن المحاكم العادية واإلدارية،
وبالتالي فإن القرارات أسمى من األحكام ،كما يوجد تدرج داخل القرارات ذاتها ،ألن القرارات
الصادرة عن الغرف عل مستوى المجالس القضائية أقل مرتبة من القرارات األخرى.
لذلك ومادام الباحث ملزم باإلشارة إلى القرارات واآلراء الدستورية واألحكام القضائية في هذا
المستوى ،فال يجوز أن يضع في قائمة المصادر والمراجع مجموعة تتضمن المجالت والدوريات،
ليضع تحت هذا العنوان المجالت أو مجموعات األحكام التي أخذ منها القرارات واآلراء الدستورية
واألحكام والقرارات القضائية ،وإال فإنه سيجد نفسه تحت وطأة التكرار ،وهو سلوك يمارسه الكثير
من الباحثين.
وإذا كان الباحث يكتب اسم المؤلف ثم لقبه ثم بقية معلومات المرجع في قائمة المراجع باللغة
العربية ،فإن الوضع مختلف بخصوص اللغة الفرنسية ،إذ أن يكتب الباحث لقب المؤلف ثم اسمه ثم
بقية معلومات المرجع عند كتابة قائمة المراجع باللغة الفرنسية.1
تجدر االشارة إلى أن الباحث ملزم في هذا اإلطار باإلشارة إلى جميع المصادر والمراجع التي
اعتمد عليها .وإلى أنه يفضل – إذا كان للمشرف أو ألعضاء لجنة المناقشة المحتملين كتب أو
مقاالت -أن يعتمد عليها الباحث وأن يدرجها في قائمة المراجع.2
مثال عن كيفية ترتيب قائمة المراجع
قائمة المراجع
أوال :بالغة العربية
أ -النصوص القانونية :يجب ترتيب النصوص القانونية وفق هرم متدرج من أعلى إلى أسفل
وفقا لقوتها وقيمتها االلزامية 3كمايلي:
-1التعديل الدستوري لسنة ،1996الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد ،76المؤرخة
في 8ديسمبر 1996.
-2القانون العضوي رقم 01-98المؤرخ في 30ماي ،1998المتعلق باختصاصات مجلس
الدولة وتنظيمه وعمله ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،37لسنة .1998
-3قانون رقم 09-90المؤرخ في 7أفريل ،1990المعدل والمتمم بالقانون 07-12المؤرخ في
21فبراير ،2012المتعلق بالوالية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية العدد ،12لسنة
.1990
األمر 156-66المؤرخ في 8يونيو ،1966المتضمن قانون العقوبات ،المعدل والمتمم بموجب
القانون رقم 01-09المؤرخ في 25فيفري ،2009الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد
،15لسنة .2009
-4مرسوم رئاسي رقم ،46-16المؤرخ في 30جانفي ،2016المتضمن استدعاء البرلمان
المنعقد بغرفتيه ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،06لسنة .2016
-1ربحي مصطفى عليان ،عثمان محمد غنيم ،المرجع السابق ،ص.215 .
2
- Michel Beaud, Op. Cit., p. 142, « ll n’y a rien de plus désagréable que d’entendre dire,
par un membre du jury, en cours de soutenance : « Comme je l’avais dit dans un article
publié en 1998 et qui vous a sans doute échappé » ».
-3عمار عوابدي ،المرجع السابق ،ص.130 .
86
8£*1٢£2ع۴آ،٧1١£ £5ﻻ
87
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
الفهرس كلمة فارسية تعني الكتاب الذي يضم مجموعة من أسماء المؤلفات والكتب ،وقد
جرت العادة على استعماله للتعبير عن محتويات الكتاب أو البحث ،لذلك يفضل البعض استعمال
عبارة محتويات البحث بدال من الفهرس ،1ويقصد بفهرس العناوين أو الموضوعات وضع دليل أو
مرشد في نهاية البحث ،يُبين مختلف العناوين األساسية والفرعية والجزئية وأرقام الصفحات التي
تحتويها ،حتى يتمكن القارئ من الوقوف على كل عنوان بطريقة منظمة وبأقل مجهود وفي أقل
وقت ممكن ،على أن تكتب العناوين الكبرى بحجم أكبر من حجم العناوين الفرعية.
والفهرس هو أيضا العنوان الذي يسجل في أعلى الصفحة ،بحيث نجد في العمود ال ُمبين على
اليمين األبواب والفصول مرقمة مصحوبة بالعناوين ،وكذلك عناوين األقسام واألقسام الفرعية
للبحث ،وفي عمود أكثر ضيقا موجود في أقصى يسار الصفحة نسجل مقابل كل عنوان رقم
الصفحة التي يبدأ منها ذلك الجزء من البحث ،وبخصوص ترقيم صفحات البحث فإنه يبدأ من
المقدمة ،أما بالنسبة لإلهداء وكلمة الشكر فال ترقم بل ت ُأبجد ،ويتم ذلك كما يلي:
فهرس العناوين
مقدمة01.........................................................................:
الفصل األول05..................................................................:
المبحث األول07.................................................................:
المطلب األول09.................................................................:
الفرع األول10...................................................................:
......................................................................................
.............................................................................
المالحق70.......................................................................:
الملحق رقم71................................................................:01
الخاتمة75........................................................................:
قائمة المراجع77...................................................................
فهرس العناوين81................................................................:
وبعد االنتهاء من مشقة إعداد البحث العلمي ،وموافقة األستاذ المشرف على العمل المنجز ،عن
طريق التقرير االيجابي المفصل الذي يُعده ويبين فيه العنوان واالشكالية والتقسيم الذي وضعه
الباحث والنتائج التي توصل إليها ،يبقى أمام الباحث مجهود آخر يتمثل في عرض بحثه والدفاع عن
أفكاره وآرائه أمام اللجنة العلمية المكونة من أساتذة مختصون في المجال الذي ُكتب فيه البحث،
تسمى بلجنة المناقشة.
89
ا؛ا*ا:؛ا;\ ا\٠٧ 1٢2اً،: 5£
•
يبين الباحث أثناء العرض أهمية موضوعه واالشكالية التي تناوله من خاللها ،وأغراض بحثه،
والعناوين األساسية والفرعية ،التي يحاول من خاللها شرح مضمون هذا البحث باختصار،
بالتركيز على األهم ،ثم يُبين بعد ذلك النتائج واالقتراحات ال ُمتوصل إليها.
لذا فعادة ما يعد الباحث بعد االنتهاء من عملية البحث ،ملخصا يتدرب عليه مراعيا في ذلك
الوقت المخصص للعرض ،والذي يُقدر في غالب األحوال بعشرون دقيقة ،ويعتبر هذا الملخص
وكأنه جواب على سؤال ُ
طرح عليه حول االشكالية التي تناولها ،إذ يجيب باختصار مركزا على
النقاط الرئيسية.1
وللعرض قيمة علمية كبيرة تتمثل في تدريب الطالب على المواجهة الشفوية ،وفي تبيان مدى
استيعاب الباحث لعمله ومدى قدرته على ايصال المعلومات ،والرد على االنتقادات وتقبل الصائب
منها ،مع االلتزام خالل العرض بوضوح التعبير وسالمة اللغة ،واالبتعاد عن الغرور.2
خاتمة
للمنهجية العلمية في انجاز البحوث العلمية ،ال سيما البحوث القانونية أهمية كبرى ،فهي عماد
البحث العلمي وأساسه ،فمن خالل اتباعها يمكن الوصول إلى نتائج دقيقة وموضوعية ،خاصة في
ظل األهمية المتزايدة للبحث العلمي في إطار التحوالت العلمية والتكنولوجية المعاصرة ،التي ال
يمكن لمؤسسات التعليم العالي أن تكون بمعزل عنها.
فهي تكسب الطالب المرونة والحنكة في التعامل مع أي موضوع ورسم حدوده ،وتحديد
االشكالية المطروحة بشأنه ،والمنهج الذي يتعين اتباعه لتحقيق النتائج المرجوة منه ،وتتيح له
التفكير المنظم والشامل لكل نواحي الموضوع ،والتحكم في مختلف مراحل انجاز البحث ،بدء من
اختياره إلى كتابته ومناقشته بطريقة تتوافق والمنطق السليم.
-أهم ما في البحث العلمي تجاوز عقبة اختيار موضوعه ،فكلما ضاق الموضوع كلما استطاع
الباحث التعمق فيه أكثر ،وكلما كانت اصالته أكبر.
-أن السرعة والتسرع هما أعداء البحث العلمي ،والصبر والمثابرة هما سالحه.
-أن التكرار عيب شكلي منبوذ ،فقد يؤدي إلى التناقض.
-أن الدقة العلمية تعني غربلة المعلومات ،وهي مرتبطة بأخالق الباحث وبالتالي باألمانة العلمية.
-أن أفضل البحوث هي البحوث الموجزة التي يكون فيها حضور الباحث حضورا كريما ال حضورا
طاغيا.
االقتراحات:
من الضروري أن يهتم الباحث بالممارسة البحثية والتمرن في كتابة البحوث العلمية. -
-بعد جمع كم هائل من المعلومات والحقائق المتعلقة بالموضوع ،يصطدم الباحث بواقع أنه ال
يستطيع توظيفها كاملة في بحثه بشكل منسق ،وهو الذي يعز عليه أن يترك شيئا منها ،لذا فيضطر
لالختيار بين حلين:
اهمالها في البحث واستعمالها في بحوث أخرى.
ادراجها في الهوامش متى كانت مهمة لهذه الهوامش.
-من الضروري أن ت ُوحد المصطلحات التي يستخدمها الباحث ،خاصة وأنه يقتبس من الكثير من
المصادر والمراجع.
-من الضروري أن يتحلى الباحث بالنزاهة العلمية.
91
8£*1٢£2ع۴آ،٧1١£ £5ﻻ
قائمة المراجع
-1احمد ابراهيم عبد التواب ،أصول البحث العلمي في علم القانون ،مناهجه مفترضاته ومصادره،
دار الجامعة الجديدة للنشر ،االسكندرية.2009 ،
-2أحمد بدر ،أصول البحث العلمي ومناهجه ،المكتبة األكاديمية ،القاهرة.1996 ،
-3حلمي محمد الحجار ،راني حلمي الحجار ،المنهجية في حل النزاعات ووضع الدراسات القانونية،
منشورات الحلبي الحقوقية.2010 ،
-4ثريا عبد الفتاح ملحس ،منهج البحوث العلمية للطالب الجامعيين ،دار الكتاب اللبناني ،بيروت ،ط-
.1973 ،2
-5ربحي مصطفى عليان ،عثمان محمد غنيم ،مناهج وأساليب البحث العلمي ،النظرية والتطبيق ،دار
صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،ط.2000 ،1-
-6رحيم يونس كرو العزاوي ،مقدمة في منهج البحث العلمي ،دار دجلة ،عمان.2008 ،
-7رقية سكيل ،منهجية البحوث العلمية ،دليل طالب العلوم القانونية واإلدارية ،دار الخلدونية،
الجزائر ،ط.2010 ،1-
-8عامر قنديجلي ،البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات التقليدية وااللكترونية ،دار اليازوري
العلمية للنشر والتوزيع ،عمان.2008 ،
-9عبد القادر الشيخلي ،قواعد البحث القانوني ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2010 ،
-10عكاشة محمد عبد العال ،سامي بديع منصور ،المنهجية القانونية ،منشورات الحلبي الحقوقية،
.2008
-10علي مراح ،منهجية التفكير القانوني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط.2007 ،3-
-11عمار عوابدي ،مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية واإلدارية ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،ط.1999 ،3-
-12فاضلي ادريس ،الوجيز في المنهجية والبحث العلمي ،ديوان المطبوعات الجامعية.2010 ،
-13محمد موسى بابا عمي ،مقاربة في فهم البحث العلمي ،معهد المناهج.2007 ،
-14مسعد عبد الرحمان زيدان ،مناهج البحث العلمي في العلوم القانونية ،دار الكتاب القانوني.2009 ،
-15موفق الحمداني ،عدنان البادري ،عامر قنديلجي ،عبد الرزاق بني هاني ،فريد أبو زينة ،مناهج
البحث العلمي ،أساسيات البحث العلمي ،الوراق للنشر والتوزيع ،األردن ،ط.2006 ،1-
92
ﻻ،٧1١£ £5آ۴ ع8£*1٢£2
:الكتب المترجمة
ترجمة علي، تقنيات وطرائق البحث والدراسة والكتابة، كيف تعد سالة دكتوراه، أمبرتو إيكو-1
.2002 ، القاهرة، المجلس األعلى للثقافة،منوفي
ترجمة بوزيد، تدريبات عملية، منهجية البحث العلمي في العلوم االنسانية، موريس أنجرس-2
.2006 ، دار القصبة للنشر الجزائر، سعيد سبعون، كمال بوشرف،صحراوي
المحاضرات
جامعة فرحات، ألقيت على طلبة السنة األولى حقوق، محاضرات في المنهجية، نصر الدين سمار-3
.1995-1994 ،عباس سطيف
فهرس العناوين
مقدمة01..................................................................................................................
94
8£*1٢£2ع۴آ،٧1١£ £5ﻻ
-2بحث تجريبي14................................................................................................
-5بحث يهدف إلى تحقيق العدالة وحفظ األمن والنظام واالستقرار في المجتمع15.....................
-1البحوث النظرية15............................................................................................
البحث القصير15................................................................................................
البحث لنيل درجة الماجستير15...............................................................................
البحث لنيل درجة الدكتوراه16................................................................................
المقاالت17.........................................................................................................
بحث المؤتمرات العلمية المتخصصة18.....................................................................
البحث االستطالعي18...........................................................................................
البحث الوصفي18................................................................................................
البحث التفسيري18...............................................................................................
البحث التنبئي19.................................................................................................
البحث النقدي19...................................................................................................
التخصص العلمي23............................................................................................
الميل العلمي23...................................................................................................
استقاللية البحث23................................................................................................
الجدة واالبتكار23.................................................................................................
إمكانية البحث24.................................................................................................
أ -الباحث27.......................................................................................................
-1القدرة العلمية28...................................................................................................
96
8£*1٢£2ع۴آ،٧1١£ £5ﻻ
-2الرغبة النفسية28.................................................................................................
-3المهارات الشخصية29...........................................................................................
-المهارات النفسية29..............................................................................................
الصبر والمثابرة29..............................................................................................
الشجاعة في النقد الموضوعي وقبول التوجيه29...........................................................
النقد الذاتي والشك المنهجي29.................................................................................
-المهارات العقلية30...............................................................................................
-المهارات اإلدارية31.............................................................................................
-4الموضوعية في البحث العلمي32..............................................................................
-5األمانة العلمية33..................................................................................................
-6التواضع33........................................................................................................
-الطريقة الثانية37.................................................................................................
-الطريقة الثالثة38..................................................................................................
98
8£*1٢£2ع۴آ،٧1١£ £5ﻻ
-1الطريقة الشكلية48...........................................................................................
-2الطريقة الموضوعية48.....................................................................................
99
8£*1٢£2ع۴آ،٧1١£ £5ﻻ
100
8£*1٢£2ع۴آ،٧1١£ £5ﻻ
-1المراجع الكالسيكية65............................................................................................
-المراجع باللغة العربية65........................................................................................
عند تدوين المرجع ألول مرة65...........................................................................
الكتب65.......................................................................................................
المقاالت66....................................................................................................
وقائع المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية66......................................................
الرسائل الجامعية66.........................................................................................
النصوص القانونية67.......................................................................................
األحكام والقرارات القضائية67............................................................................
المطبوعات الجامعية والمحاضرات67..................................................................
الجرائد67.....................................................................................................
عند الرجوع إلى مراجع سبقت اإلشارة إليها67........................................................
الحالة األولى67.............................................................................................
الحالة الثانية68..............................................................................................
الحالة الثالثة69..............................................................................................
-المراجع باللغة األجنبية70.......................................................................................
عند تدوين المرجع ألول مرة70................................................................................
الكتب70......................................................................................................
المقاالت71...................................................................................................
الرسائل الجامعية72........................................................................................
الملتقيات والندوات72......................................................................................
التعليق على القرارات73..................................................................................
عند تكرار استعمال مراجع سبقت االشارة إليها73..........................................................
-2المراجع االلكترونية74............................................................................................
-المراجع االلكترونية باللغة العربية74.........................................................................
الكتب74...........................................................................................................
101
8£*1٢£2ع۴آ،٧1١£ £5ﻻ
المقاالت75........................................................................................................
الرسائل الجامعية75.............................................................................................
موقع على األنترنت75..........................................................................................
قرص مضغوط75...............................................................................................
-المراجع االلكترونية باللغة األجنبية75........................................................................
الكتب75...........................................................................................................
المقاالت75........................................................................................................
الرسائل الجامعية76.............................................................................................
موقع على االنترنت76..........................................................................................
قرص مضغوط76..............................................................................................
ثانيا -الملخص78...................................................................................................
خامسا -خاتمة82....................................................................................................
سادسا -المالحق84.................................................................................................
خاتمة91............................................................................................................
قائمة المراجع92..................................................................................................
فهرس العناوين94................................................................................................
102