Professional Documents
Culture Documents
إن ﻣﻧﮭﺎج اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﺟدﯾد ﺗم ﺑﻧﺎؤه وﻣراﺟﻌﺗﮫ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﻣرﺗﻛزات
اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ واﻟﻐﺎﯾﺎت اﻟﻛﺑرى اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﻛوﯾن ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟرؤﯾﺔ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ وﻛذا اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟوزارة ﻓﻲ ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﻣﻧﺎھﺞ واﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
ﻓﻲ اﻟﺗداﺑﯾر ذات اﻷوﻟوﯾﺔ.
ـ اﺧﺗﯾﺎرات وﺗوﺟﮭﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻧﻣﯾﺔ وﺗطوﯾر اﻟﻛﻔﺎﯾﺎت ،وﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻛﻔﺎﯾﺎت :اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ،
اﻟﺗواﺻﻠﯾﺔ ،اﻟﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ،اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ.
ـ اﺧﺗﯾﺎرات وﺗوﺟﮭﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺿﺎﻣﯾن وھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺧدم اﻟﻣواﺻﻔﺎت اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻣﺗﻌﻠم ﻓﻲ ﻛل
ﻣرﺣﻠﺔ دراﺳﯾﺔ.
ـ ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﺷرﻋﯾﺔ ﺣﯾث ﺗﺳﺗﻧد دروس اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ إﻟﻰ :ﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم واﻟﺳﻧﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ،وﺣدة اﻟﻌﻘﯾدة وﻓق ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻛﻼﻣﯾﺔ
وﺗرﺑط اﻟﻣﺗﻌﻠم ﺑﺎﻷﺑﻌﺎد اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻼﻋﺗﻘﺎد اﻟﺳﻠﯾم اﻟﻣؤطر ﻟﺳﻠوﻛﮫ وﻗﯾﻣﮫ وﺗﻔﺎﻋﻠﮫ ﻣﻊ اﻟﻐﯾر ،اﻟﺛواﺑت
اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ إﻣﺎرة اﻟﻣؤﻣﻧﯾن واﻟﻣذھب اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ واﻟﻌﻘﯾدة اﻷﺷﻌرﯾﺔ واﻟﺗﺻوف اﻟﺳﻧﻲ ،ﻣﺑدأ
ﺗﺄﺻﯾل اﻟﻣﻔﺎھﯾم اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻣرﺟﻌﯾﺎت اﻟﺷرﻋﯾﺔ.
ـ ﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ ﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻔﻛر اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ.
ـ ﻣرﺟﻌﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎرﺑﺎت اﻟﺑﯾداﻏوﺟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣرﻛزة ﺣول اﻟﻣﺗﻌﻠم ،وﺗﻧطﻠق ﻣن ﻣرﻛزﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠم وﻓﺎﻋﻠﯾﺗﮫ،
وﺗؤﺳس ﻟﻛل اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ إﻧﺟﺎز اﻟﻣﺗﻌﻠم وﺗﻧﻣﯾﺔ ﺗﻌﻠﻣﺎﺗﮫ ودﻋﻣﮭﺎ.
ﻟﻘد ﺻﺎغ اﻟﻣﻧﮭﺎج اﻟﺟدﯾد ﻣﻘﺎﺻد ﻋظﻣﻰ ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻛﻣﺎﻟﮫ ـ اﻟﻣﻘﺻد اﻟوﺟودي :وﯾﺗﺣﻘق ھذا اﻟﻣﻘﺻد ﻣن ﺧﻼل اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟوﺟود اﻟﺣق
اﻟﻣطﻠق؛ واﻹﯾﻣﺎن ﺑﺄن ﻏﺎﯾﺔ اﻟوﺟود اﻟﺑﺷري ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﻋﺑﺎدة ﷲ وﺗﺳﺑﯾﺣﮫ.
ـ اﻟﻣﻘﺻد اﻟﻛوﻧﻲ :وﯾﻌﻧﻲ اﻹﯾﻣﺎن ﺑوﺣدة اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻧطﻠق واﻟﻣﺻﯾر وﺑﺗﻛﺎﻣل اﻟﻧﺑوات
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻧور اﻟﮭداﯾﺔ وﺣﺑل ﷲ إﻟﻰ اﻟﺧﻠق .وﺑﮭذا ﯾﻛون اﻟرﺳول اﻟﻣﺻطﻔﻰ ﻧﺑﻲ اﻟرﺣﻣﺔ وﻧﻣوذج
اﻟﻛﻣﺎل اﻟﺧﻠﻘﻲ واﻟﺧﻠﻘﻲ ﺧﺎﺗم اﻷﻧﺑﯾﺎء ورﺳول ﻟﻠﻌﺎﻟﻣﯾن.
ـ اﻟﻣﻘﺻد اﻟﺣﻘوﻗﻲ :وﯾرﺗﻛز ھذا اﻟﻣﻘﺻد ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ ﻗﯾم ﺣﻘوﻗﯾﺔ ﻛﺑرى وھﻲ اﻟﺣرﯾﺔ )اﻟﺗﺣرر ﻣن
ﻛل اﻟﻘﯾود واﻷﻏﻼل( ،واﻟﻘﺳط )ﺣﻛم اﻟﻣؤﻣن ﺑﺎﻟﻌدل وﻟو ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ واﻷﻗرﺑﯾن( ،واﻟﻣﺳﺎواة )ﻻ
ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺑﺷر( ،واﻟﻛراﻣﺔ )ﻋزة اﻟﻔرد ﻻ ﯾﻧﺗﻘص ﻣﻧﮭﺎ ﻗوة أو ﺳﻠطﺎن أو ﺟﮭل أو ﻓﻘر أو
ﻋرف.(...
ـ اﻟﻣﻘﺻد اﻟﺟودي :ﯾﺗﺣدد ھذا اﻟﻣﻘﺻد ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻟﻣﺑﺎدرة ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻔﻊ ﻟﻠﻔرد واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .ﻓﺎﻹﺣﺳﺎن
واﻟﺗﺿﺎﻣن واﻟﺗﻌﺎون وإﺻﻼح اﻟﻣﺣﯾط دﻟﯾل اﻹﯾﻣﺎن اﻟﺗﺎم.
واﻟﻧﺎظر ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻧﮭﺎج ﯾﺳﺗﺷف أن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﻣﻧﮭﺎج ھﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗوﺣﯾد ،إﻻ أن ھﻧﺎك
ﻗﯾم ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﮭﺎ وﻟﺻﯾﻘﺔ ﺑﮭﺎ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ :اﻟﺣرﯾﺔ ،اﻻﺳﺗﻘﺎﻣﺔ ،اﻟﻣﺣﺑﺔ ،اﻹﺣﺳﺎن.
ﻟﻘد ﺣﺎول اﻟﻣﻧﮭﺎج أن ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺗﻌﻠم داﺋﻣﺎ ﯾﺣﺗك ﻣﻊ ھذه اﻟﻘﯾم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟذي
ﯾﻧﺎﺳب ﻗدراﺗﮫ اﻟذھﻧﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻧﺟد اﻟﻣﻧﮭﺎج ﻣﺑﻧﻲ وﻓق اﻟﻣداﺧل اﻟرﺋﯾﺳﺔ اﻵﺗﯾﺔ :اﻟﺗزﻛﯾﺔ ،واﻻﻗﺗداء،
واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ،واﻟﻘﺳط ،واﻟﺣﻛﻣﺔ.
ـ ﻓﺎﻟﺗزﻛﯾﺔ :ﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﺗزﻛﯾﺔ اﻟﻧﻔس وﺗطﮭﯾرھﺎ ﺑﺗوﺣﯾد ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﺗﻌظﯾﻣﮫ وﻣﺣﺑﺗﮫ ،وذﻟك ﺑدوام
ﻣﻧﺎﺟﺎﺗﮫ ﻣن ﺧﻼل ﺗﻼوة اﻟﻘرآن ،واﻻﺗﺻﺎل ﺑﮫ وﺗﻌرف ﻗدرة ﷲ وﻋظﻣﺗﮫ ﻗﺻد ﺗرﺳﯾﺦ ﻗﯾﻣﺔ
اﻟﺗواﺿﻊ ﻟدى اﻟﻣﺗﻌﻠم.
ـ اﻻﻗﺗداء :ﯾﻘﺻد ﺑﮫ ﻣﻌرﻓﺔ رﺳول ﷲ ﻣن ﺧﻼل وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺳﯾرة وﺷﻣﺎﺋﻠﮫ وﺻﻔﺎﺗﮫ اﻟﺧﻠﻘﯾﺔ واﻟﺧﻠﻘﯾﺔ
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره اﻟﻧﻣوذج اﻟﺑﺷري اﻟﻛﺎﻣل ﻗﺻد ﻣﺣﺑﺗﮫ واﺗﺑﺎﻋﮫ واﻟﺗﺄﺳﻲ ﺑﮫ ﻟﻧﺻرﺗﮫ وﺗﻌظﯾﻣﮫ وﺗوﻗﯾره.
ـ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ ﺗطﮭﯾر اﻟﺟﺳم واﻟﻘﻠب ﻟﺗﺄھﯾل اﻟﻣؤﻣن ﻟﻌﺑﺎدة ﷲ وﺷﻛره ﺑﺎﻟذﻛر واﻟدﻋﺎء.
ﺑﮭدف ﺗزﻛﯾﺔ اﻟروح ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻔﻼح ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ واﻵﺧرة.
ـ اﻟﻘﺳط :وﯾﻘﺻد ﺑﮫ ﺗﻌرف اﻟﻣﺗﻌﻠم ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺣﻘوق :ﺣق ﷲ ﻓﻲ اﻟﺗﻌظﯾم واﻟﺗﻧزﯾﮫ ،وﺣق اﻟﻧﻔس
ﻓﻲ اﻟﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺗﮭذﯾب ،وﺣق اﻟﻣﺧﻠوﻗﺎت ﻓﻲ اﻹﺻﻼح واﻟرﻋﺎﯾﺔ ،وﺣق اﻟﺧﻠق ﻓﻲ اﻟرﺣﻣﺔ واﻟﻧﻔﻊ
واﻟﻧﺻﺢ .وﻏﺎﯾﺔ ھذه اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت اﻟوﺻول ﺑﺎﻟﻔرد إﻟﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣﻊ ﻛل ﻣﺎ ﺧﻠق ﷲ
ﻣن اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت وذﻟك ﺑرﻋﺎﯾﺔ ﺣﻘوﻗﮭﺎ واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﮭﺎ ﻗﺻد إﺻﻼح أﺣواﻟﮭﺎ وﻓق ﻣﻧظور اﻟرﺣﻣﺔ
واﻟرﻋﺎﯾﺔ.
ـ اﻟﺣﻛﻣﺔ :وﺗﻌﻧﻲ إﺻﻼح اﻟﻧﻔس وﺗﮭذﯾﺑﮭﺎ واﻟﺳﻣو ﺑﮭﺎ وﺗطﮭﯾرھﺎ وﻓق ﺗوﺟﯾﮭﺎت اﻟﺷرع ،ﺑﻣﺎ ﯾرﻓﻊ
اﻟﻔرد إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ واﻟﻣﺑﺎدرة ﺑﺎﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﺗﻘرب إﻟﻰ رﺑﮫ ،وﻟﺗﻌﻣﯾم اﻟﻧﻔﻊ وﺗﺟوﯾد
اﻷﻋﻣﺎل وﻓق ﻗﯾم اﻟرﺣﻣﺔ واﻟﺗﺿﺎﻣن واﻟﻣﺑﺎدرة.
وﺑﮭذا ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣﻧﮭﺎج اﻟﺟدﯾد ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺣﺎول أن ﯾﻌطﻲ ﻧﻘﻠﺔ ﻧوﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎدة اﻟﺗرﺑﯾﺔ
اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﺗرﻛز ﻋﻠﻰ إﺻﻼح ﺳﻠوك اﻟﻣﺗﻌﻠم.