‫ﺲ اﻷﻣﻨﻲ هﻮ اﺳﺘﺸﻌﺎر اﻷﺧﻄﺎر وﻣﺼﺎدرهﺎ واﻟﺘﺼﺪي ﻟﻬﺎ‬

‫اﻟﺤ ّ‬
‫ﺲ اﻷﻣﻨﻲ‬
‫اﻹﺧﻔﺎق ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﻳﻌﺰى ﻻﻧﻌﺪام أو ﺿﻌﻒ اﻟﺤ ّ‬
‫ﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ أداء اﻟﻮاﺟﺒﺎت ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻷﻣﻨﻴﺔ‬
‫اﻟﺤ ّ‬
‫ﺿﺒﺎط اﻷﻣــﻦ "‬

‫‪1‬‬
 ‫إﻋﺪاد اﻟﻤﺴﺘﺸﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ‬
‫اﻟﺪآﺘﻮر ﻣﺎﻟﻚ هﺎﻧﻲ ﺧﺮﻳﺴﺎت‬
‫ﻣﻘــﺪﻣــﺔ‪-:‬‬
‫ﻻ ﻋﻦ أﻣ ﻦ ﺑﻠ ﺪﻩ آﻤ ﺎ ه ﻮ‬
‫ﻟﻘﺪ ﻋﻨﻲ اﻹﺳﻼم ﺑﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى اﻟﻔﺮد اﻟﻤﺴﻠﻢ وﺟﻌﻠﻪ ﻣﺴﺆو ً‬
‫ﻣ ﺴﺆول ﻋ ﻦ أﻣ ﻦ ﻧﻔ ﺴﻪ وأﺳ ﺮﺗﻪ وآ ﻞ ﻣ ﺎ ﻳﺨ ﺼﻪ وﻟ ﺬﻟﻚ ﻓﻘ ﺪ ﺧﺎﻃ ﺐ اﻹﺳ ﻼم اﻟﻤ ﺴﻠﻢ ﻟﻴﻌﻤ ﻖ ﻟﺪﻳ ﻪ‬
‫ﻒ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ‬ ‫ﻓﻲ‪(1‬ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " وﻻ ﺗﻘ ُ‬
‫)‬
‫اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺳﻮا ًء اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ أو اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ آﻤﺎ‬
‫ﺑﻪ ﻋﻠﻢ‪ ،‬إن اﻟﺴﻤﻊ واﻟﺒﺼﺮ واﻟﻔﺆاد آﻞ أوﻟﺌﻚ آﺎن ﻋﻨﻪ ﻣﺴﺌﻮﻻ" ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴ ﻪ ﻓ ﺈن هﻨ ﺎك اﻟﻌﺪﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻟﻮﺳ ﺎﺋﻞ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺴﻬﻢ ﻓ ﻲ ﺗﻮﻗ ﻊ ارﺗﻜ ﺎب اﻟﺠﺮﻳﻤ ﺔ واﻟﺘﻨﺒ ﺆ ﺑﺰﻳ ﺎدة‬
‫ﻣﻌﺪﻻﺗﻬﺎ واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﺮﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﺤﺎول اﻟﻤﺠﺮﻣﻮن ﻓﻴﻪ ﺗﻮﻇﻴ ﻒ اﻹﻣﻜﺎﻧ ﺎت اﻟﻤﺎدﻳ ﺔ‬
‫واﻟﺘﻘﻨﻴ ﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ وﻣﻨﺠ ﺰات اﻟﻌﻠ ﻢ وﻣﺨﺘﺮﻋﺎﺗ ﻪ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ ارﺗﻜ ﺎب ﺟ ﺮاﺋﻤﻬﻢ‪ ،‬واﻹﻓ ﻼت ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻀﺔ‬
‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ‪ .‬وﻟﺌﻦ آﺎن ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻓ ﻲ رﺟ ﺎل اﻷﻣ ﻦ ﺿ ﺮورة ﺑﺎﻟﻐ ﺔ اﻷهﻤﻴ ﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ﻪ ﻣ ﻦ اﻷهﻤﻴ ﺔ‬
‫آ ﺬﻟﻚ ﺗ ﻮﻓﺮﻩ ﻋﻨ ﺪ آ ﻞ ﻣ ﻮاﻃﻦ وﻻ ﺳ ﻴﻤﺎ وأن ﻣ ﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺤﻔ ﺎظ ﻋﻠ ﻰ اﻷﻣ ﻦ ﻻ ﺗﻘﺘ ﺼﺮ ﻓﻘ ﻂ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎت وأﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر اﻷﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ‪.‬‬
‫وﻟﻬ ﺬا ﻓ ﺈن ﺳ ﺒﺐ اﺧﺘﻴ ﺎري ﻟﻬ ﺬا اﻟﻤﻮﺿ ﻮع ﻷﻧ ﻪ ﻳﺘ ﺼﻞ ﺗﻤ ﺎم اﻻﺗ ﺼﺎل ﻓ ﻲ ﻣﻴ ﺪان ﻋﻤﻠ ﻲ ﺑﺤﻴ ﺚ‬
‫أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺿﻊ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺑـﺪﻗـﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻟﺸﺮﻃﻲ ورﺳﺎﻟﺘﻪ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫وﻟﺮﺳﻢ ﺻﻮرة واﺿﺤﺔ ﺣﻮل هﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ارﺗﺄﻳـﺖ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﺒﺤﺚ إﻟﻰ ﻓﺼﻠﻴﻦ اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬
‫‪ :‬ﻣﺎه ّﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻘﻴﺎدة اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻤﻬﺎرة اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﻀﺒﺎط اﻷﻣﻦ‪.‬‬

‫ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ‪ :‬ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻣ ﺸﻜﻠﺔ اﻟﺒﺤ ﺚ ﻓ ﻲ أﻧﻬ ﺎ ﺗﺘﻨ ﺎول اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ اﻟ ﺬي ﻟ ـﻢ ﻳﻨ ﻞ ﻧ ﺼﻴﺒﻪ اﻟﻜ ﺎﻓﻲ ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺪراﺳ ﺔ واﻟﺘﺤﻠﻴ ﻞ‪ ،‬وﺗ ﺴﻌﻰ ه ﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ إﻟ ﻰ إﺑ ﺮاز أهﻤﻴﺘ ﻪ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤ ﻊ ﺑﺄﺳ ﺮﻩ وﻟﺮﺟ ﺎل اﻷﻣ ﻦ ﻋﻤﻮﻣ ًﺎ‬
‫وﻟﻀﺒﺎط اﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص ‪ ،‬آﻮﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪهﻢ ﻋﻠﻰ أداء واﺟﺒﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ‬
‫ﻇﻞ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻐﻤﻮض‪ ،‬واﻟﺘﻌﻘﻴﺪ‪ ،‬وآﺬﻟﻚ اﻻزدﻳ ﺎد اﻟﻤﻠﺤ ﻮظ ﻟﻠﺠ ﺮاﺋﻢ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺴﺘﻮى‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ‪.‬‬
‫أهﻤﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ‪ :‬ﺗﺄﺗﻲ هﺬﻩ اﻟﺪراﺳﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺴﻌﻲ إﻟﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻗﺪرات ﺿﺒﺎط اﻷﻣﻦ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت‬
‫اﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻤﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺠﺎﻻت‪ ،‬وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴ ﺴﻲ ﻓ ﻲ إﺧﻔ ﺎق ﺑﻌ ﺾ‬
‫اﻟ ﻀﺒﺎط ﻓ ﻲ اﻟﺘﻮﺻ ﻞ إﻟ ﻰ ﻧﺘ ﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻘ ﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺤﻘﻘ ﻮن ﻓﻴﻬ ﺎ ه ﻮ اﻧﻌ ﺪام أو ﺿ ﻌﻒ اﻟﺤ ﺲ‬
‫اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ‪ .‬وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ذﻟﻚ ﻧﺠﺪ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻀﺒﺎط ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻨﺪ إﻟﻴﻬﻢ ﻗ ﻀﻴﺔ ﻣﻌﻘ ﺪﻩ ﻗ ﺪ ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﻀﻰ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺪة ﺳﻨﻮات‪ ،‬وﺗﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ أآﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﻘﻖ‪ ،‬وﻗﺪ ﻓﺸﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺻ ﻞ إﻟ ﻰ ﻧﺘ ﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ ﺑ ﺸﺄﻧﻬﺎ‪،‬‬
‫ﻧﺠﺪ أن هﻨﺎك ﺿﺎﺑﻄًﺎ ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺮﺿﻴﺔ وﻳﻌﻮد اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻨﺠﺎح أو اﻟﻔﺸﻞ إﻟﻰ‬
‫ﻣﺪى اﺳﺘﺨﺪام ﻣﻬﺎرة اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى اﻟﻀﺎﺑﻂ‪.‬‬
‫أهـﺪاف اﻟﺒﺤﺚ ‪-:‬‬
‫‪ .1‬اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أهﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ‪.‬‬
‫‪ .2‬اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أي اﺧﺘﻼف ﻓﻲ أهﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﻀﺎﺑﻂ اﻷﻣ ﻦ ﺑ ﺎﺧﺘﻼف اﻟﺮﺗﺒ ﺔ‪ ،‬واﻟﻤ ﺴﺘﻮى‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ‪ ،‬وﻋﺪد اﻟﺪورات‪ ،‬وﺟﻬﺔ اﻟﻌﻤﻞ‪.‬‬
‫‪ .3‬اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﻣﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ‪.‬‬
‫‪2‬‬
 ‫‪ .4‬اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى ﺿﺒﺎط اﻷﻣﻦ‪.‬‬
‫ﺗﺴﺎؤﻻت اﻟﺒﺤﺚ ‪-:‬‬
‫‪ .1‬ﻣﺎ أهﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ؟!‬
‫‪ .2‬ه ﻞ ﺗﺨﺘﻠ ﻒ أهﻤﻴ ﺔ اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻟ ﻀﺎﺑﻂ اﻷﻣ ﻦ ﺑ ﺎﺧﺘﻼف اﻟﺮﺗﺒ ﺔ ‪ ،‬اﻟﻤ ﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻤ ﻲ‪ ،‬ﻋ ﺪد‬
‫اﻟﺪورات‪ ،‬وﺟﻬﺔ اﻟﻌﻤﻞ؟!‬
‫‪ .3‬ﻣﺎ ﻋﻮاﻣﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ؟!‬
‫‪ .4‬ﻣﺎ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ؟!‬
‫اﻟﻔﺼـﻞ اﻷول ‪ -:‬ﻣـﺎهﻴّـﺔ اﻟﺤـﺲ اﻷﻣﻨـﻲ ‪-:‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول ‪ -:‬ﺗﻌــﺮﻳﻒ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨـﻲ‬
‫اﻟﺤﺲ ﻓﻲ اﻟﻠﻐـﺔ‬
‫ﻒ‬
‫) ‪(3‬‬
‫ﻲ اذهﺒ ﻮا ﻓﺘﺤﺴ ﺴﻮا ﻣ ﻦ ﻳﻮﺳ‬
‫اﻟﺤﺲ ﻟﻐ ﺔ‪ -:‬ﺗﺤ ﺴﺲ اﻟﺨﺒ ﺮ أي ﺗﻄﻠ ﺐ ﻣﻌﺮﻓﺘ ﻪ‪ ،‬ﻗ ﺎل ﺗﻌ ﺎﻟﻰ " ﻳ َﺎ ﺑﻨ ﱠ‬
‫وأﺧﻴﻪ …")‪ (2‬وﺗﺤﺴﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﺊ أي ﺗﺨﺒﺮت ﺧﺒﺮﻩ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻓﻠﻤﺎ أﺣﺲ ﻋﻴﺴﻰ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻜﻔﺮ"‬
‫واﻟﺤ ﺲ ‪ :‬اﻹدراك ﺑﺄﺣ ﺪ اﻟﺤ ﻮاس اﻟﺨﻤ ﺲ‪ ،‬وﻓﻌ ﻞ ﺗﺆدﻳ ﻪ إﺣ ﺪى اﻟﺤ ﻮاس‪ ،‬واﻟ ﺼﻮت اﻟﺨﻔ ﻲ‪ ،‬وﻣ ﺎ‬
‫ﺗﺴﻤﻌﻪ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻨﻚ وﻻ ﺗﺮاﻩ‪.‬‬
‫وﻳﺮﺗﺒﻂ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﻌﺪة ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت أهﻤﻬﺎ ‪ ) :‬اﻹﺣﺴﺎس‪ ،‬اﻻﻧﺘﺒ ﺎﻩ‪ ،‬اﻹدراك( وﻋ ﺮف اﻟﻬﻨ ﺪاوي‬
‫واﻟﺰﻏﻠ ﻮل اﻹﺣ ﺴﺎس ﺑﺄﻧ ﻪ ‪ ":‬ﻋﻤﻠﻴ ﻪ اﻟ ﻮﻋﻲ واﻟ ﺸﻌﻮر ﺑﻮﺟ ﻮد اﻟﻤﺜﻴ ﺮات‪ ،‬واﻟ ﺬي ﻳﺘﻤﺜ ﻞ ﺑﺎﻻﺳ ﺘﺠﺎﺑﺔ‬
‫اﻟﻔﻮرﻳ ﺔ ﻟﻺﺛ)‪(4‬ﺎرة اﻟﻘﺎدﻣ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠﻬ ﺎز اﻟﺤ ﺴﻲ وﺗﺤﻮﻳﻠﻬ ﺎ إﻟ ﻰ ﻧﺒ ﻀﺎت آﻬ ﺮو ﻋ ﺼﺒﻴﺔ ﺑﺤﻴ ﺚ ﺗ ﺸﻜﻞ‬
‫ﺗﺼﻮرات" ‪.‬‬
‫وآﺬﻟﻚ ﻋﺮﻓﺎ اﻹدراك ﺑﺄﻧﻪ ‪ ":‬ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻬﻢ اﻟﻤﺜﻴﺮات ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻔﺴﻴﺮهﺎ وإﻋﻄﺎﺋﻬ ﺎ اﻟﻤﻌ ﺎﻧﻲ اﻟﺨﺎﺻ ﺔ‬
‫ﺑﻬﺎ وﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺜﻴﻼت ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻹدراك ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺗﻤﻜﻦ اﻷﻓﺮاد ﻣﻦ ﻓﻬﻢ اﻟﻌ ﺎﻟﻢ‬
‫اﻟﺨﺎرﺟﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻬﻢ واﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺧﺘﺒﺎر اﻷﻧﻤﺎط اﻟﺴﻠﻮآﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ"‪.‬‬
‫اﻟﺤـﺲ اﻷﻣﻨـﻲ اﺻﻄﻼﺣ ًﺎ ‪-:‬‬
‫ﻳﻌﺮف اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ اﺻﻄﻼﺣًﺎ ﺑﺘﻌﺎرﻳﻒ ﻋﺪة ﻣ ﻦ أهﻤﻬ ﺎ " أﻧ ـﻪ ذﻟ ﻚ اﻟ ﺸﻌﻮر أو اﻹﺣ ﺴﺎس اﻟﻤﺘﻮﻟ ﺪ‬
‫ﻋﻮاﻣﻞ‪(5‬ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺠﺮﻳﻤ ﺔ ﺑﻘ ﺼﺪ ﻣﻨﻌﻬ ﺎ أو‬
‫)‬
‫داﺧﻞ اﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬واﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ أﺳﺒﺎب أو‬
‫اﻟﻌﻘ‪(6‬ﺎب ﻋﻠﻴﻬ ﺎ" وﻗﻴ ﻞ أﻧ ـﻪ‪ " :‬اﻟﺘﺤ ﺴﺲ واﻟ ﺸﻌﻮر ﺑﻜ ﻞ ﺷ ﻲء ﻳﺨ ﻞ‬ ‫)‬
‫إﻟ ﻰ ﺿ ﺒﻂ ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻬ ﺎ ﺑﻘ ﺼﺪ‬
‫ﺑﺎﻷﻣﻦ‪ ،‬أو ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺨﻮف" ‪.‬‬

‫آﻤﺎ ﻋﺮﻓﻪ اﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﺄﻧﻪ‪ ":‬ﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻤﻜ ﻦ ﻣ ﻦ ﻳﻤﺘﻠﻜﻬ ﺎ اﻟﺘﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻷﺷ ﻴﺎء وإدراآﻬ ﺎ واﻟﺘﻤﻴﻴ ﺰ ﺑﻴﻨﻬ ﺎ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﺛ ـﻢ ﺗﻔ ﺴﻴﺮهﺎ ﺗﻔ ﺴﻴﺮًا ﺻ ﺤﻴﺤﺎً‪ ،‬واﻟﺘﻮﻗﻴ ﻊ اﻟ ﺼﺎدق ﻟﻜ ﻞ‬
‫وﻳﻌﺮف ﻣﺼﺎدرهﺎ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳ ﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘ ﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬ ﺎ‬ ‫اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت آﻤﺎ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ أن ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ اﻷﺧﻄﺎر‬
‫ﻗﺒﻞ وﻗﻮﻋﻬﺎ أو ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻮر وﻗﻮﻋﻬﺎ ")‪.(7‬‬
‫وﻣ ﻦ هﻨ ﺎ ﻳﻤﻜ ﻦ اﻟﻘ ﻮل أن اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ه ﻮ ﻣﻬ ﺎرة ﻣ ﻦ اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﻄﻠ ﻖ ﻣ ﻦ اﻹﺣ ﺴﺎس‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴّﺔ واﻟﺨﺒﺮة ﻧﺤﻮ اﺳﺘﺸﻌﺎر ﻣﻈﺎهﺮ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻷﻣﻦ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻪ اﻟﺸﺎﻣﻞ‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫وﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎرﻳﻒ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻳﺘﻀﺢ أن اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ هﻤﺎ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪-:‬‬
‫أ‪ .‬اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ذات اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ أو اﻟﺤﺴﻴﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ‪-:‬‬

‫وﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ اﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﺤ ﺲ اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ أو اﻟ ﺸﻌﻮر اﻟﻮﺟ ﺪاﻧﻲ ﻧﺤ ﻮ أﻣ ﺮ ﻣ ﺎ ﻳﺠﻌ ﻞ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﻳ ﺴﻠﻢ‬
‫ﺑﻮﺟ ﻮدﻩ‪ ،‬أو ﻳﻜ ﻮن ﻟﺪﻳ ﻪ إِﺣﺘﻤ ﺎل ﻗ ﻮي ﻟﻮﺟ ﻮدﻩ‪ ،‬وﺗﻌﺘﻤ ﺪ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴ ﺔ أو اﻟﺬاﺗﻴ ﺔ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﻤﻠﻜ ﺎت اﻟﺨﺎﺻ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺘ ﻮﻓﺮ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﻓ ﻲ اﻹﻧ ﺴﺎن ﺑﺤﻜ ﻢ ﺧﻠﻘﺘ ﻪ‪(8)،‬وﻟ ﺬﻟﻚ ﻳﻜ ﻮن هﻨ ﺎك‬
‫اﺧﺘﻼف ﺑﻴﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﺎت ﻓﻄﺮﻳﺔ أو ﻣﻜﺘﺴﺒﺔ ( ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﻌﺪة وﺳﺎﺋﻞ ‪ ،‬أهﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪-:‬‬
‫‪ .1‬اﻻﺳﺘﺸﻌﺎر ﺑﺄﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ‪-:‬‬
‫وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ذﻟ ﻚ اﻹﺣ ﺴﺎس اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﺤ ﺪد ﺑ ﺴﺒﺐ ﻣﻌ ﺮوف‪ ،‬واﻟ ﺬي ﻳﺠﻌ ﻞ ﺿ ﺎﺑﻂ اﻷﻣ ﻦ‬
‫ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺑﺎدراك داﺧﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﺷﻲء أو إﻧﺴﺎن‪ ،‬ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺄن وراءﻩ أﻣ ﺮ ﻏﻴ ﺮ ﻋ ﺎدي‪ ،‬أو ﺣ ﺪث ﻏﻴ ﺮ‬
‫ﻣﺸﺮوع‪(9‬ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻪ ﺿﺮورة اﻟﺤﺬر ﻣﻨﻪ‪ ،‬أو اﻟﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻴﻪ‪ ،‬إﻣﺎ ﻟﻤﻨﻊ ﺗﻔﺠﺮ ﺧﻄ ﺮﻩ‪ ،‬أو ﻟ ﻀﺒﻂ‬
‫ﺣﺎﻟﺘﻪ ) وﻣﺜﺎل ذﻟﻚ ﻣ ﻦ ﻳﻤ ﺮ ﺑ ﺂﺧﺮ ﻓﻴ ﺪرك ﺑﺈﺣ ﺴﺎﺳﻪ اﻟ ﺪاﺧﻠﻲ أن وراءﻩ ﺁﻣ ﺮًا ﻏﻴ ﺮ ﻣ ﺸﺮوع‪،‬‬
‫ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﺿﻄﺮاﺑﻪ أو اﻟﺘﺮدد ﻓﻲ ﺣﺮآﺘﻪ‪.‬‬
‫‪ .2‬اﻟﺘﻮﺟﺲ ﻣﻦ أﻣـﺮ ﺧﻄـﺮ‪-:‬‬
‫وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ اﻟﺤﺎﻟ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺠﻌ ﻞ ﺑﺎﻹﻣﻜ ﺎن اﻟﺘﺤﻘ ﻖ ﻣ ﻦ اﻟﺨﻄ ﺮ ﻣ ﻦ ﻣ ﺼﺪر ﻣ ﺎ رﻏ ﻢ ﺧﻠ ﻮﻩ ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﻈﺎهﺮ وﺟﻮد ذﻟﻚ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺤﺘﺎط ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻ ﺷﻌﻮرﻳﺔ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻤﺼﺪر‪.‬‬

‫‪ .3‬اﻟﺘﺸﻜﻚ ﻓﻲ أﻣـﺮ ﻣﺮﻳـﺐ ‪-:‬‬

‫وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺎوى ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻌﻠﻢ أو اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻊ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺠﻬﻞ ﻓﻲ أﻣﺮ ﻣﺎ‪،‬‬
‫ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺠﻌﻞ ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ ﻣﺮﺗﺎﺑًﺎ ﻓﻴﻪ‪ ،‬ﻻ ﻳﺪري ﻣ ﺎ إذا آ ﺎن ﻳﺘﺮآ ﻪ دون اﺣﺘﻴ ﺎط ﻟ ﻪ‪ ،‬أو ﻳﺘﻌﺎﻣ ﻞ‬
‫ﻣﻌﻪ ﺑﺘﺤﻮط وﺣﺬر آﺎﻣﻞ‪.‬‬
‫‪ .4‬اﻻﻟﺘﻔﺎت ﻷﻣـﺮ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ‪-:‬‬
‫وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳﻠﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎﻩ ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ ﺑﻌ ﺪ وﻗ ﻮع ﺑ ﺼﺮﻩ أو ﺳ ﻤﻌﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ ﺑ ﺼﻮرة ﻋ ﺎﺑﺮة‪ ،‬ﻣﻤ ﺎ‬
‫ﻳﺤﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﺮآﻴﺰ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺷﻌﻮرﻳﺔ واﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪ :‬ﻣﺸﺎهﺪة ﺷﺨﺺ ﻓﻲ اﻟ ﺼﻴﻒ ﻳﻠ ﺒﺲ ﻣﻼﺑ ﺲ ﺷ ﺘﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳ ﺐ ﻣ ﻊ ﺣﺎﻟ ﺔ اﻟﺠ ﻮ‪،‬‬
‫ﻣﻤ ﺎ ﻳﺠﻌ ﻞ ﺿ ﺎﺑﻂ اﻷﻣ ﻦ ﻳﻠﺘﻔ ﺖ ﺑﺤ ﺴﻪ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻟﻬ ﺬا اﻟ ﺸﺨﺺ ﻟﻈﻬ ﻮرﻩ ﺑﻤﻈﻬ ﺮ ﻏﻴ ﺮ ﻃﺒﻴﻌ ﻲ ‪،‬‬
‫ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﺿﺮورة اﻟﺘﻮﻗﻒ أﻣﺎم ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻟﻠﺘﺮآﻴﺰ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫ب‪ .‬اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ذات اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ أو اﻟﻌﻘﻼﻧﻴـﺔ ‪-:‬‬
‫وهﻲ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ﺑﻌ ﺪ ﺗ ﻮاﻓﺮ ﺗﻠ ﻚ اﻟﻮﻣ ﻀﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴ ﺔ واﻟﺘ ﻲ ﺗﺠﻌ ﻞ‬
‫ﻣﻨﻪ إﺣ ﺴﺎﺳًﺎ ﻋﻘﻠﻴ ﺎً‪ ،‬ﻳﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺿ ﻮاﺑﻂ ﻣﻮﺿ ﻮﻋﻴﺔ ‪ ،‬أو ﻣﻈ ﺎهﺮ ﻣﺎدﻳ ﺔ ﺗﺒﺎﻋ ﺪ ﺑﻴﻨ ﻪ وﺑ ﻴﻦ أﻳ ـﺔ‬
‫ﻋﺎﻃﻔﺔ أو إﺣﺴﺎس ﺗﺤﻜﻤﻲ‪ ،‬وﺗﻤﺜﻞ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﻴﺔ ﺿ ﻤﺎﻧﺎت ﺗﺤ ﻮل دون ﺗﻌ ﺴﻒ ﺿ ﺎﺑﻂ‬
‫اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫وهﺬﻩ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺑﻌﺪة وﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ أهﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ‪-:‬‬
‫‪ .1‬اﻟﻤﻼﺣﻈ ﺔ ‪ :‬وﻳﻘ ﺼﺪ ﺑﻬ ﺎ اﻟﻤﺠﻬ ﻮد اﻟ ﺬهﻨﻲ اﻟﻌ ﺎرض واﻟ ﺪﻗﻴﻖ‪ ،‬اﻟ ﺬي ﻳ ﺆدي إﻟ ﻰ رﺻ ﺪ ﺣﺮآ ﺔ‬
‫ﺷ ﺨﺺ أو ﺗﺤﺪﻳ ﺪ ﻣ ﺎ هﻴ ّـﺔ ﺷ ﻲء ﺑ ﺸﻜﻞ ﻳﻜ ﺸﻒ ﻣ ﺼﺪر اﻟﺨﻄ ﻮرة ﺑﻬ ﺪف ﻣﻨ ﻊ وﻗﻮﻋﻬ ﺎ‪ ،‬أو‬
‫اﻟﺤﻴﻠﻮﻟﺔ دون اﺳﺘﻔﺤﺎﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻣﺜﻞ ‪ :‬ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻻرﺗﺒﺎك ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺢ ﺷﺨﺺ ﻟﻤﺠﺮد رؤﻳﺘﻪ ﻟﻪ‪.‬‬

‫‪ .2‬اﻟﻤﺮاﻗـﺒﺔ ‪ :‬وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺬهﻨﻲ اﻟﻤﻘﺼﻮد واﻟﻤﺘﻜﺮر واﻟﺪﻗﻴﻖ اﻟ ﺬي ﻳ ﺆدي ﻟﺮﺻ ﺪ ﺣﺮآ ﺔ‬
‫ﺷﺨﺺ‪ ،‬أو ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎ هﻴّـﺔ ﺷﻲء ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻜﺸﻒ ﻣﺼﺪر اﻟﺨﻄﻮرة‪.‬‬

‫وﻳﺘﻀﺢ اﻟﻔﺎرق ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ واﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﻌﻤﺪ اﻟﻨ ﺸﺎط اﻟ ﺬهﻨﻲ ﻓ ﻲ رﺻ ﺪ اﻟﻤﻈ ﺎهﺮ‬
‫اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺮاﻗﺒ ﺔ وﻋ ﺪم ﺗﻌﻤ ﺪﻩ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻼﺣﻈ ﺔ ‪ ،‬وآ ﺬﻟﻚ ﺗﻜ ﺮار ذﻟ ﻚ اﻟﻨ ﺸﺎط ﻓ ﻲ اﻟﻤﺮاﻗﺒ ﺔ‬
‫وﺣﺪوﺛﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎرض ﻓﻲ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ‪.‬‬

‫‪ .3‬اﻟﻤﺪارﺳ ـﺔ ‪ :‬وﻳﻘ ﺼﺪ ﺑﻬ ﺎ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﺘﺄﻣ ﻞ اﻟ ﺬهﻨﻲ ﻟ ﺮﺑﻂ اﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ أو اﻷﺣ ﺪاث ﺑﻌ ﻀﻬﺎ ﺑ ﺒﻌﺾ‬
‫ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﺿﺒﻂ ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻳﺮى ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ أن ﻋﺪة ﻗﻮاﻋﺪ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ وهﻲ )‪-: (10‬‬
‫)‪ (1‬ﺗﻔﻬﻢ اﻷﺣـﺪاث‪.‬‬
‫)‪ (2‬ﺗﻘﻮﻳـﻢ اﻟﻨﺘـﺎﺋﺞ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺴﻠﺒﻴﺎت‪.‬‬
‫)‪ (4‬ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻮﻗـﺎﺋﻊ‪.‬‬
‫)‪ (5‬رﺑﻂ اﻷﺳﺒﺎب ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ‪.‬‬
‫)‪ (6‬اﺳﺘﺨﻼص اﻟﺪروس‪.‬‬

‫‪ .4‬اﻟﺘﺤﻠﻴ ـﻞ ‪ :‬وﻳﻘ ﺼﺪ ﺑ ـﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﻘ ﻮم ﺑﻬ ﺎ ﺿ ﺎﺑﻂ اﻷﻣ ﻦ ﻹدراك اﻟﻤﻌﻄﻴ ﺎت‬
‫واﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺎدﻳﺔ واﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳﺮﺻ ﺪهﺎ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻗﻴﺎﻣ ﻪ ﺑﻌﻤﻠﻴ ﺎت اﻟﻤﻼﺣﻈ ﺔ واﻟﻤﺮاﻗﺒ ﺔ ‪،‬‬
‫واﻻﺳﺘﻨﺒﺎط واﺳﺘﻨﺘﺎج ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻴ ﻪ آ ﻞ ﻣﻨﻬ ﺎ ﻣ ﻦ أﻣ ﻮر‪ ،‬وﻣﻌ ﺎﻧﻲ‪ ،‬وأﻓﻜ ﺎر‪ ،‬ودﻻﻻت‪ ،‬واﺣﺘﻤ ﺎﻻت‪،‬‬
‫وﻧﺘﺎﺋﺞ‪ ،‬ﺗﺴﺎهﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ أو ﺿﺒﻂ ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫وﻣﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﻳﺘﻀﺢ أن اﻟﻔﺎرق ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺪارﺳﺔ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ هﻮ ﻓﺎرق ﻓﻲ اﻟﺪرﺟﺔ وﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ‪،‬‬
‫ﻻﻋﺘﻤﺎدهﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻌﻘﻼﻧ ﻲ اﻟ ﺬي ﻳﺘﺠ ﻪ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣ ﻞ اﻟ ﻮاﻋﻲ ﻣ ﻊ أﺣ ﺪاث وﻋﻨﺎﺻ ﺮ وﻣﻌﻄﻴ ﺎت‬
‫اﻟﺮؤﻳّﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬وﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﻔﺎرق ﺑﻴﻨﻬﻤ ﺎ ﻓ ﻲ اﻋﺘﻤ ﺎد اﻟﻤﺪارﺳ ﺔ ﻋﻠ ﻰ ﻣﺠ ﺮد اﻟﺘﺄﻣ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻌﻄﻴ ﺎت‬
‫واﻷﺣﺪاث اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﻏﻞ داﺧﻠﻬﺎ‪.‬‬

‫‪5‬‬
 ‫وﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺨﺼﺎﺋﺺ أهﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ‪-:‬‬
‫‪ .1‬اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﻣﺰدوﺟ ـﺔ ‪ :‬ﺣﻴ ﺚ ﻳﺠﻤ ﻊ ﺑ ﻴﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻ ﺮ ذات اﻟﻄﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﺬاﺗﻴ ﺔ‬
‫واﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺁن واﺣﺪ‪ .‬ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻴﺰ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻋﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﺣﺴﺎس اﻟﻮﺟ ﺪاﻧﻲ‬
‫اﻟﻤﺠﺮدة آﺎﻟﺤﺪس واﻟﺘﺨﻤﻴﻦ‪ ،‬وآﺬﻟﻚ ﻳﻤﻴﺰﻩ ﻋﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹدراك اﻟﻤﺠﺮدة آﻤﺎ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ‬
‫واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ واﻹﺣﺼﺎء‪.‬‬
‫‪ .2‬اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﺗﻮﻗﻊ وﺗﻨﺒﺆ ﺑﺨﻄﺮ إﺟﺮاﻣ ﻲ وﺷ ﻴﻚ أو ﻣ ﺴﺘﻘﺒﻠﻲ‪ :‬ﺣﻴ ﺚ ﻳﺘﻤﻴ ﺰ اﻟﺤ ﺲ‬
‫اﻷﻣﻨﻲ ﺑﻘﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺘﻮﻗﻊ اﻟﻌﻤﻞ اﻹﺟﺮاﻣﻲ‪ ،‬واﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺤﺪوﺛ ﻪ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ‬
‫ﻳﺘﺨ ﺬ اﻹﺟ ﺮاءات اﻟﺘ ﻲ ﺗﻜﻔ ﻞ ﻣﻨ ﻊ وﻗﻮﻋ ﻪ‪ ،‬أو ﻋﻠ ﻰ اﻷﻗ ﻞ اﻟﺤﻴﻠﻮﻟ ﺔ دون اﺳ ﺘﻌﺠﺎل‬
‫أﺛﺎرﻩ‪ ،‬أو اﻹﺳﺮاع ﻓﻲ ﺿﺒﻂ ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻪ‪.‬‬
‫‪ .3‬اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻳﻬ ﺪف إﻟ ﻰ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ ﺧﻄ ﺮ إﺟﺮاﻣ ﻲ‪ :‬وذﻟ ﻚ ﺑﻤﻨ ﻊ ﺣﺪوﺛ ﻪ أو ﺑ ﻀﺒﻂ‬
‫اﻟﺠﻨﺎة واﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺿﺮرﻩ ﺑﻌﺪ وﻗﻮﻋﻪ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ -:‬أهﻤﻴـﺔ اﻟﺤـﺲ اﻷﻣﻨـﻲ‬

‫ﻳﻌﺪ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻣﻦ أهﻢ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺪ ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻤﻨ ﻊ وﻗ ﻮع‬
‫اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ اﺑﺘﺪا ًء أو ﺿﺒﻂ ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻬ ﺎ اﻧﺘﻬ ﺎ ًء ‪ .‬وﻳ ﺆدي اﻟﺘﺨﻠ ﻲ ﻋﻨ ﻪ أو اﻟﺘﻨﻜ ﺮ ﻟﻔﺎﺋﺪﺗ ﻪ إﻟ ﻰ ﺣﺮﻣ ﺎن‬
‫اﻟﻌﻤ ﻞ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻣ ﻦ أه ﻢ اﻟﻮﺳ ﺎﺋﻞ اﻟﻤ ﺴﺎﻋﺪة ﻟ ﻀﺎﺑﻂ اﻷﻣ ﻦ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ﺎﻟﻲ اﻟﻔ ﺸﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ‬
‫اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻜ ﺐ‪ ،‬واﻟﺘ ﻲ ﻻ ﻳﻨ ﺘﺞ ﻋﻨﻬ ﺎ أدﻟ ﺔ داﻣﻐ ﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻹداﻧ ﺔ‪ ،‬ﻣﻤ ﺎ ﻳ ﺆدي‬
‫ﻟﻜﺜﺮة اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﻤﻘﻴﺪة ﺿﺪ ﻣﺠﻬﻮل‪ ،‬واﻟﺬي ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺪورﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﻤﻌﺔ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ وآﻔﺎءﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻣﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﺗﺒﻴﻦ أن أهﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ آﻮﻧﻪ ﻳﻬﺪف إﻟﻰ ‪-:‬‬
‫اﻷﻗﻞ( ﺿﺒﻂ ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻪ‪.‬‬ ‫‪ .1‬اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﺼﺪر اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺠﺮﻣﻲ ﻗﺒﻞ وﻗﻮﻋﻪ‪ ،‬أو ﻋﻠﻰ‬
‫‪ .2‬اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ أدﻟـﺔ ﺗﺆﻳـﺪ أي إﺟﺮاء َﻳﻘْﺪِم ﻋﻠﻴﻪ ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ )‪. 11‬‬

‫وﺣﻴﺚ أن اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ هﻮ ﺗﻮﻗﻊ وﺗﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ اﻹﺟﺮاﻣﻲ ﻓﺈن اﻟﺘﻮﻗﻊ واﻟﺘﻨﺒﺆ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪-:‬‬
‫اﻟﺘﻮﻗ ﻊ واﻟﺘﻨﺒ ﺆ اﺳﺘ ﺸﻌﺎر ﻋ ﺎم‪ ،‬أي أﻧ ﻪ اﺳﺘ ﺸﻌﺎر ﺑﻮﺟ ﻮد ﺧﻄ ﺮ آ ﺎﻣﻦ ﻓ ﻲ ﻣ ﺼﺪرﻩ ‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫اﺳﺘﺸﻌﺎر ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪد ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎﺳﻢ‪ ،‬أي أﻧﻪ ﻳﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻰ اﻹﺣﺎﻃ ﺔ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴ ﺔ ﺑﻮﺟ ﻮد ﺧﻄ ﺮ‬
‫ﻣﺎ‪ ،‬دون اﻹﻟﻤﺎم ﺑﺘﻔﺼﻴﻼﺗﻪ وأﺑﻌﺎدﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻣﻀﻤﻮن اﻟﺘﻮﻗﻊ واﻟﺘﻨﺒﺆ هﻮ وﺟﻮد ﺧﻄﺮ إﺟﺮاﻣﻲ ‪ ،‬أي ﺿﺮورة أن ﻳﻜﻮن اﻟﺠﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﺑ ﺪأ‬ ‫‪.2‬‬
‫ﺧﻄﻮات ﺟﺎدة ﻹﺗﻤﺎم ﺟﺮﻳﻤﺘﻪ‪.‬‬
‫اﻟﺘﻮﻗﻊ واﻟﺘﻨﺒﺆ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ اﻷﺳﺒﺎب وﺟﺪاﻧﻴﺔ اﻹﺣﺴﺎس‪ :‬وهﺬا ﻣ ﺎ ﻳﻤﻴ ﺰ اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ‬ ‫‪.3‬‬
‫ﻋﻦ اﻟﺤﺪس واﻟﺘﺨﻤﻴﻦ آﻮﻧﻪ‪ ،‬ﻳﺮآﺰ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وأﺧﺮى وﺟﺪاﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺘﻮﻗﻊ واﻟﺘﻨﺒﺆ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻻزﻣﺔ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ‪ ،‬أي أن ﺻ ﺤﺔ اﻟﺘﻮﻗ ﻊ ﻻ ﺗﻌﻨ ﻲ ﺿ ﺮورة ﺗﺤﻘ ﻖ‬ ‫‪.4‬‬
‫اﻟﺨﻄﺮ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﺻ ﺤﺔ اﻟﻤﻈ ﺎهﺮ واﻟﻤﻌﻄﻴ ﺎت اﻟﺪاﻟ ﺔ ﻋﻠﻴ ﻪ‪ ،‬وﻣ ﺪى اﺗ ﺴﺎﻗﻬﺎ وﺗﺮﺗﻴﺒﻬ ﺎ‬
‫ﻟﻠﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﺺ إﻟﻴﻬﺎ ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ ﺑﺤﺴﻪ اﻷﻣﻨ ﻲ‪ ،‬واﻟﺘﻨﺒ ﺆ ه ﻮ اﻟﻘ ﺪرة واﻻﻋﺘﻘ ﺎد ﺑ ﺄن‬
‫اﻟﺸﺨﺺ ﻳﺮى اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ أﻣﺎم ﻋﻴﻨﻴﻪ‪.‬‬
‫‪6‬‬
 ‫وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻟﺘﻮﻗﻊ واﻟﺘﻨﺒﺆ ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ اﻷﺳﺲ اﻵﺗﻴﺔ‪-:‬‬
‫اﻷﺳﺎس اﻟﻮاﻗﻌﻲ‪ :‬أي ﻻﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺨﻄﺮ ﻣﺆﻳ ﺪًا ﺑﻔﻌ ﻞ أو ﻣﻮﻗ ﻒ أو ﺗ ﺼﺮف ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ‬ ‫‪.1‬‬
‫اﻟﻤﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﻳﺆﻳﺪ ﻧﺸﺄة اﻟﺘﻮﻗﻊ ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ أو اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﻮﺟﻮدﻩ‪.‬‬
‫اﻷﺳ ﺎس اﻟﻔﻌﻠ ﻲ‪ :‬أي وﺟ ﻮد ارﺗﺒ ﺎط وﺛﻴ ﻖ ﺑ ﻴﻦ ﻣﻈ ﺎهﺮ اﻷﺳ ﺎس اﻟ ﻮاﻗﻌﻲ آﻤﻌﻄﻴ ﺎت‬ ‫‪.2‬‬
‫ﺧﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬وﺑﻴﻦ اﻷﺳﺎس اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ أو اﻟﺤﺲ اﻟﻤﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﺳﺘﺸﻌﺎر اﻟﺨﻄﺮ‪.‬‬
‫اﻷﺳﺎس اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ‪ :‬هﻮ اﻟﻤﻈﻬ ﺮ اﻟﺸﺨ ﺼﻲ ﻟﻠﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ اﻟﻮاﺟ ﺐ ﺗ ﻮاﻓﺮﻩ ﻟ ﺪى ﺿ ﺎﺑﻂ‬ ‫‪.3‬‬
‫اﻷﻣﻦ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻟﺘﻮﻗﻊ واﻟﺘﻨﺒﺆ ﻳﺸﻤﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻌﺎد ‪-:‬‬
‫)‪ (1‬اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ وﺟﻮد اﻟﺨﻄﺮ‪.‬‬
‫)‪ (2‬ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺼﺪر اﻟﺨﻄﺮ‪.‬‬
‫)‪ (3‬ﺗﻔﻬﻢ ﺟﻤﻠﺘﻪ‪.‬‬

‫وه ﺬﻩ اﻷﺑﻌ ﺎد ﺗﻮﺿ ﺢ أن اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻣ ﺎ ه ﻮ إﻻ وﻣ ﻀﺔُ‪ ،‬أو ﻓﻜ ﺮة أو ﺗ ﺼﻮر ﻣ ﻀﻤﻮﻧﻪ‬

‫اﺳﺘﺸﻌﺎر اﻟﺨﻄﺮ‪ ،‬أو ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺼﺪرﻩ‪ ،‬وﺑﻴﺎن درﺟﺘﻪ‪ ،‬أو اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺗﺴﺎؤل ﻳﺒﺤﺚ ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣ ﻦ‬
‫ﻋ ﻦ إﺟﺎﺑﺘ ﻪ دون اﻟﺨ ﻮض ﻓ ﻲ ﺗﻔ ﺼﻴﻼت ﺗﻠ ﻚ اﻟﻮﻣ ﻀﺔ أو اﻟﻔﻜ ﺮة أو اﻟﺘ ﺼﻮر أو اﻟ ﺸﻌﻮر أو‬
‫اﻹﺟﺎﺑﺔ‪ ،‬ﻷن ﺗﻮاﻓﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻔﺼﻴﻼت ﻳﻨﻘ ﻞ ﺿ ﺎﺑﻂ اﻷﻣ ﻦ ﻣ ﻦ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ إﻟ ﻰ ﻣﺮﺣﻠ ﺔ‬
‫اﻻﺗﻬﺎم اﻷﻣﻨﻲ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺆدي إﻟﻰ‪-:‬‬
‫‪ .1‬ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺒﺪاﺋـﻞ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﺗﺤﺪﻳﺪ درﺟﺔ اﻟﻤﺨﺎﻃﺮة‪.‬‬
‫‪ .3‬ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺨﻄﺮ‪.‬‬
‫‪ .4‬اﺧﺘﻴﺎر ﻋﺪة ﻓﺮﺿﻴﺎت‪.‬‬
‫‪ .5‬ﻣﻌﺮﻓﺔ اﺗﺠﺎهﺎت اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ‪.‬‬
‫ﻓﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ اﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓ ﻲ ﺗﻨﻤﻴ ﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ واﻟﻔﻬ ﻢ ﻟﻸﻣ ﻮر‪ ،‬وﻳﻤﻜ ﻦ‬
‫ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺒﺆ واﻟﺘﻮﻗﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻵﺗﻲ‪-:‬‬
‫‪ .1‬اﻻآﺘ ﺸﺎف ‪ :‬وﻳ ﺘﻢ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ إﻟﻐ ﺎء اﻟﺘ ﺼﻮر اﻟﻤﻬ ﻴﻤﻦ ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺬهﻦ واﻻﺳﺘﻌﺎﺿ ﺔ ﻋﻨ ﻪ‬
‫ﺑﺘ ﺼﻮر ﻋ ﺎم ﻣﻜﺘﻤ ﻞ أو ﺗ ﺼﻮر ﻣﻌ ﺎآﺲ‪ ،‬وذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗ ﻀﺎت‬
‫واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ واﻟﻤﺰاﺟﻴﺔ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻓﻲ اﻟﻘﻀﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ .2‬اﻟﺘﺄآﻴﺪ ‪ :‬وذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ ﻓ ﻲ اﻟﻤ ﺴﺘﻘﺒﻞ ﻓ ﻲ إﻃ ﺎر اﻷدﺑﻴ ﺎت واﻟﺪراﺳ ﺎت وأﻳ ﺔ‬
‫ﻣﺘﻐﻴﺮات أﺧﺮى‪.‬‬
‫‪ .3‬اﻟﻘﻴﺎس ‪ :‬وذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻬﺔ‪.‬‬
‫ﻻ ﻓ ﻲ آ ﻞ اﻷوﻗ ﺎت ﺑﻤﻮﺿ ﻮع‬‫وﻟﻬ ﺬا ﻓ ﺈن ﻋﻤ ﻞ رﺟ ﻞ اﻷﻣ ﻦ ﻳﺘﻄﻠ ﺐ ﻣﻨ ﻪ أن ﻳﻜ ﻮن ﻣ ﺸﻐﻮ ً‬
‫‪(12‬ﺐ أن ﻳ ـﺮى ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻨ ﺎس ﻣﻬﺎﺟ ـﻤﻴﻦ أو‬
‫ﻳﺘﻄﻠ‬
‫)‬
‫اﻟﺨﻄ ﺮ اﻟﻤﺤﺘﻤ ﻞ وﻗﻮﻋ ﻪ ﻋﻠﻴ ﻪ‪ ،‬وه ﺬا اﻟﺘﻮﻗ ﻊ‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣﻌﺘﺪﻳﻦ‪ ،‬وأن ﻳﺘﻮﻗﻊ اﻟﺨﻄﺮ ﻣﻦ أﻗﻞ إﻳﺠﺎد ﻳﻌﻘﺪﻩ‬
‫آﻤﺎ ﻳﻬﺪف اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ إﻟﻰ اﻟﻀﺒﻂ واﻟﺘﺪﻟﻴﻞ‪ ،‬أي ﺟﻤﻊ اﻷدﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻳﺪ أو ﺗﻨﻔﻲ اﻻﺗﻬﺎم‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪ -:‬ﻧﺸﺄة اﻟﺤـﺲ اﻷﻣﻨـﻲ وﻋـﻮاﻣﻞ ﺑﻨـﺎﺋﻪ‪:‬‬
‫إن اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﺜﻼث ﻣﺮاﺣﻞ هﻲ)‪-:(13‬‬
‫أو ًﻻ ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﻔﻄﺮي ‪ :‬ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻴﺔ أو اﻟﺤﺴﻴﺔ أو اﻟﺸﻌﻮرﻳـﺔ‬
‫وﺟﻮدًا ﻓﻄﺮﻳًﺎ ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺤﻜﻢ ﺧﻠﻘﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﻪ اﻟﺒﺎرئ ﻋﺰ وﺟﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪ ،‬وﻳﺮى ﺑﻌ ﺾ ﻋﻠﻤ ﺎء‬
‫ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﺄن ﻧﺸﺄة اﻹﺣﺴﺎس ﺗﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻣﺘﺪاﺧﻠﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ‪ ،‬وﻳﻜﺘﻤﻞ اﻟﺤﺲ‬
‫ﺑﺎآﺘﻤﺎﻟﻬﺎ وهﻲ آﻤﺎ ﻳﻠﻲ ‪-:‬‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ‪ :‬وﻓﻴﻪ ﻻ ﻳﺆﺛﺮ اﻟﻤﻨﺒﻪ اﻟﺤﺴﻲ إﻻ إذا ﻣ ﺲ اﻟﻌ ﻀﻮ اﻟﺤ ﺴﺎس‪،‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫ﺳﻮاء ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻤﺲ واﻟﺬوق‪ ،‬أو ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ آﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻢ واﻟﺒﺼﺮ‬
‫واﻟﺴﻤﻊ‪ ،‬وﺗﻘﺘﺼﺮ هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻴﻴﻦ أﻧﻮاع اﻟﻤﺆﺛﺮات اﻟﺘ ﻲ ﺗﻨﻔﻌ ﻞ ﻟﻬ ﺎ آ ﻞ‬
‫ﺣﺎﺳﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻮاس اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫)‪ (2‬اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻔﺴﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ‪ :‬وﻳﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻣﺮاﺣﻞ هﻲ ‪-:‬‬
‫اﻧﻔﻌﺎل اﻟﻌﻀﻮ اﻟﺤﺴﺎس‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫ب‪ .‬ﺗﻮﺻﻴﻞ اﻟﺘﻨﺒﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻌﺼﺐ اﻟﻤﻮرد‪.‬‬
‫ج‪ .‬اﻹﺣﺴﺎس اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺮاآﺰ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﺎﺻ ﺮ ﻻﻧﻔﻌ ﺎل اﻟﻤﺮآ ﺰ اﻟﻌ ﺼﺒﻲ اﻟﺤ ﺴﻲ ‪ :‬وه ﻮ ﺗﺤ ﻮل اﻟﺘﻨﺒﻴ ﻪ إﻟ ﻰ‬ ‫)‪(3‬‬
‫إﺣﺴﺎس وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل أن اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻳﺤﻮل اﻹﺣﺴﺎس اﻟﻜ ﺎﻣﻦ إﻟ ﻰ إﺣ ﺴﺎس‬
‫ﻓﻌﻠﻲ واﺿﺢ‪.‬‬
‫وﻳﻌﺘﻤﺪ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ إﺣﺴﺎﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ‪:‬‬
‫وﺳ ﺎﺋﻞ اﻹدراك اﻟﺤ ﺴﻴّﻪ‪ ،‬ﺗﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﺤ ﻮاس اﻟﺨﻤ ﺲ ﻣ ﻦ ﺑ ﺼﺮ وﺳ ﻤﻊ وﻟﻤ ﺲ‬ ‫‪.1‬‬
‫وﺗﺬوق وﺷﻢ‪.‬‬
‫وﺳ ﺎﺋﻞ اﻹدراك ﻏﻴ ﺮ اﻟﺤ ﺴﻴﺔ‪ ،‬أو وﺳ ﺎﺋﻞ اﻹدراك ﺧ ﺎرج اﻟﺤ ﻮاس‪ ،‬وه ﻲ ﻣ ﺎ‬ ‫‪.2‬‬
‫ﻳﺤﻮزﻩ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص ﻣﻦ ﻣﻴﺰات ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓـﺔ‪.‬‬

‫وﻗ ـﺪ أآ ـﺪ ﺑﻌ ﺾ اﻟﻌﻠﻤ ﺎء ﻣﺜ ﻞ )ﺟ ﻴﻤﺲ هﺎﻳ ﺴﻠﻮن( ﻓ ﻲ اﻟﻮﻻﻳ ـﺎت اﻟﻤﺘﺤ ـﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ﺔ‪،‬‬
‫و)أرﻧ ﺴﺘﻮﺑﻮزاﻧﻮ( ﻓ ﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴ ﺎ ﺑﻌ ﺪ ﺑﺤ ﻮث ﺷ ﺎﻗﺔ ه ﺬﻩ اﻟﻤﻠﻜ ﺎت‪ ،‬وإن آﺎﻧ ﺖ ﺣﺎﻓﻠ ﺔ وﻣ ﺴﺘﺘﺮة ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺎﻃﻦ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﺎ‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤ ﺔ وﻻ ﺗﻈﻬ ﺮ إﻻ ﺑ ﺼﻮرة اﺳ ﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ وه ﻲ‬
‫اﻟﺤﺎﺳ ﺔ اﻟﺘ ﻲ ﻳ ﺴﻤﻴﻬﺎ اﻟ ﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﺤﺎﺳ ﺔ اﻟ ﺴﺎدﺳﺔ‪ ،‬واﻟﺘ ﻲ ﺗﻌ ﺪ ﺟﻤ ﺎع ﻟﻜﺎﻓ ﺔ اﻟﺤ ﻮاس اﻟﺨﻤ ﺲ‬
‫اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ‪.‬‬
‫ﻳﺘﻌﻠ( ﻖ ﺑ ﺎﻟﻈﻬﻮر أﺛﻨ ﺎء ﻣﻤﺎرﺳ ﺔ اﻟ ﺴﻠﻮك اﻟﻴ ﻮﻣﻲ‬
‫)‪14‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴ ﺎً ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠ ﺔ اﻟﻈﻬ ﻮر اﻟﻌ ـﺎرض ‪ :‬وه ﻮ ﻣ ﺎ‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑﺼﻮرة ﺗـﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﻟـﻬﺎ واﻻﻟﺘﻔﺎت إﻟﻴﻬﺎ‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ ‪ :‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﻌـﺎﻣﺪ ‪ :‬وﺗﺒﺪأ هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺘﺼﺮف اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﺤﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﺑﻤﺎ‬‫ً‬
‫ﻳﻤﻜﻨ ﻪ ﻣ ﻦ اﻻﻋﺘﻤ ﺎد ﻋﻠﻴ ﻪ‪ ،‬وﻣ ﻦ ﺛ ﻢ ﺗﻮﺟﻴ ﻪ اﻟﺤ ﺲ ﺑ ﺸﻜﻞ ﻣﻘ ﺼﻮد ﻟﻼﺳ ﺘﻔﺎدة ﻣﻨ ﻪ‪ .‬وﺗﻌﺘﺒ ﺮ ه ﺬﻩ‬
‫اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ هﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻈﻬﻮر اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺤﺲ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ .‬آﻮﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻤ ﺮﺣﻠﺘﻴﻦ اﻟ ﺴﺎﺑﻘﺘﻴﻦ ﻳﺘﻤﻴ ﺰ‬

‫‪8‬‬
‫واﻟﺨﻔ ﺎء وﻻ ﻳﻤ ﱢﻜ ﻦ ﺻ ﺎﺣﺒﻪ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻌ ﺮف اﻟ ﻮاﻋﻲ ﺳ ﻮاء ﻋﻠ ﻰ وﺟ ﻮدﻩ أو ﻋﻠ ﻰ ﻗﻴﻤﺘ ﻪ‬
‫)‪(15‬‬
‫ﺑ ﺎﻟﻜﻤﻮن‬
‫وﻓﺎﺋﺪﺗﻪ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻌﻮاﻣﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ ﻓﺘﻨﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪-:‬‬
‫)‪ (1‬اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ‪ :‬وهﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻨ ﺎء اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ اﻟﻨﺎﺗﺠ ﺔ‬
‫ﻋﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ‪ ،‬وأهﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪-:‬‬
‫آﺜﺮة اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫ب‪ .‬ﻏﻤﻮض وﺗﻨﻮع اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ‪.‬‬
‫ج‪ .‬إﺣ ﺴﺎس ﺿ ﺎﺑﻂ اﻷﻣ ﻦ ﺑﻌﻈ ﻢ اﻟﻤ ﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻠﻘ ﺎة ﻋﻠ ﻰ ﻋﺎﺗﻘ ﺔ ‪ ،‬وﺿ ﺮورة‬
‫اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻧﻔﺮاد ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﻤﻞ إﺟﺮاﻣﻲ ﺧﻄﻴﺮ‪.‬‬ ‫د‪.‬‬
‫ﺿﻌﻒ وﻗﻠﺔ اﻷدﻟﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ‪.‬‬ ‫ﻩ‪.‬‬
‫)‪ (2‬اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ‪ :‬وه ﻲ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺑﻨ ﺎء اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ‪ ،‬وﻳﻜ ﻮن‬
‫ﻣﺼﺪرهﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ‪.‬‬
‫ﺳ ﻼﻣﺔ وﺳ ﺎﺋﻞ اﻹدراك اﻟﻤﺒﺎﺷ ﺮ ﻣﺜ ﻞ اﻟﺤ ﻮاس اﻟﺨﻤ ﺲ‪ ،‬وﻏﻴ ﺮ‬ ‫أ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ آﺎﻟﺤﺎﺳﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻌﻘﻞ‪.‬‬
‫ب‪ .‬اﻟﺮﻏﺒ ﺔ ﻓ ﻲ اﻻﻋﺘﻤ ﺎد ﻋﻠ ﻰ اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ‪ ،‬واﻟﻠﺠ ﻮء إﻟﻴ ﻪ‬
‫واﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻨﻪ‪.‬‬
‫ج‪ .‬اﻟﺘﻜﺎﻣ ﻞ ﺑ ﻴﻦ اﻟﺤ ﺲ ﺑﺎﻋﺘﺒ ﺎرﻩ ﻣﻴ ﺰة ﺷ ﻌﻮرﻳﺔ‪ ،‬واﻟﻔﻬ ﻢ واﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ‬
‫ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻩ ﻣﻴﺰة ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺁﺧﺮ‪.‬‬
‫وﺳﻴﺮًا ﻣﻊ ﻣﻨﻄﻖ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﻓﺈن اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ ﺗﻌ ﺪ ﻣ ﻦ أه ﻢ وﺳ ﺎﺋﻞ ﺗﻨﻤﻴ ﺔ اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ وﻳ ﻀﺎف‬
‫إﻟﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪-:‬‬
‫ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﺪرﻳﺐ ‪ :‬أي اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺿﺢ أهﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ‬ ‫‪.1‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ واﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ‪ :‬وهﻲ اﻟﻤﻨﻬﺞ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻮاﻗﻌﻲ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل اﻟﻤﻤﺎرﺳ ﺔ‬ ‫‪.2‬‬
‫اﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻷﻋﻤﺎل ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫ﻃﺮﻳﻘ ﺔ اﻟﻤ ﺸﺎهﺪة واﻟﺘﺤﻠﻴ ﻞ ‪ :‬وﺗﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻰ ﻗﻴ ﺎم اﻟﻘﺎﺋ ﺪ اﻷﻣﻨ ﻲ ﺑﻤﻤﺎرﺳ ﺔ ﻋﻤﻠ ﻪ اﻟﻴ ﻮﻣﻲ‬ ‫‪.3‬‬
‫ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺮآﺰ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬وﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻮم ﺑﻪ ﻟﻤﺮؤﺳﻴﻪ‪.‬‬

‫وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﻣﻤﺎرﺳﺘﻪ ﻻﺑـﺪ ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﺮ ﺿﻮاﺑﻂ ﻟﻠﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻟ ﺪى ﺿ ﺎﺑﻂ اﻷﻣ ﻦ‪ ،‬وﺗﻨﻘ ﺴﻢ ﺗﻠ ﻚ اﻟ ﻀﻮاﺑﻂ‬
‫إﻟﻰ اﻵﺗﻲ‪-:‬‬
‫اﻟﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ‪ :‬وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺘ ﻲ ﺗﺤ ﺪد إﻃ ﺎر ذﻟ ﻚ‬ ‫‪.1‬‬
‫اﻟﺤ ﺲ‪ ،‬وﺗﻮﺿ ﺢ اﻟﻨﻄ ﺎق اﻟ ﺬي ﻳﻤﻜ ﻦ ﻟﺮﺟ ﻞ اﻷﻣ ﻦ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻓﻴ ﻪ‪ ،‬واﻟﺘ ﻲ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﻣ ﺎ ﻳﻜ ﻮن‬
‫ﻣ ﺼﺪرهﺎ ﻗ ﺎﻧﻮن اﻹﺟ ﺮاءات اﻟﺠﻨﺎﺋﻴ ﺔ واﻟﻘ ﺮارات واﻟﺘﻌﻠﻴﻤ ﺎت اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ ﻟﻠﻌﻤ ﻞ اﻷﻣﻨ ﻲ ‪،‬‬
‫وأه ﻢ اﻟ ﻀﻮاﺑﻂ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ﺔ ه ﻲ ﺗ ﻮﻓﺮ اﻟ ﺪﻻﺋﻞ اﻟﻜﺎﻓﻴ ﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺎ اﻟﻤﻈﻬ ﺮ اﻟ ﺪال ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻟﺨﻄ ﻮرة اﻹﺟﺮاﻣﻴ ﺔ‪ ،‬أو اﻟﻤﺒ ﺮر ﻟﻼﺷ ﺘﺒﺎﻩ ﻣﻤ ﺎ ﻳﻌﻨ ﻲ أﻧﻬ ﺎ ﺗﻌ ﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑ ﺔ اﻟﻤﺤ ﺮك ﻟﻠﺤ ﺲ‬
‫اﻷﻣﻨ ﻲ‪ ،‬إﻻ أﻧ ﻪ ﻓ ﻲ ﺑﻌ ﺾ اﻟﺤ ﺎﻻت ﻗ ﺪ ﻧﺠ ﺪ ﺿ ﺎﺑﻂ اﻷﻣ ﻦ ﺑﺘﻮﺟﻴ ﻪ ﻣ ﻦ ﺣ ﺴﻪ اﻷﻣﻨ ﻲ‬
‫اﻟﺼﺎدق واﻟﻌﻤﻴﻖ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ اﻟﺨﻄﻮرة اﻹﺟﺮاﻣﻴﺔ دون وﺟﻮد أﻳﺔ دﻻﺋ ﻞ ﺗ ﺸﻴﺮ إﻟﻴﻬ ﺎ‪ .‬وه ﺬا‬
‫ﻳﻌﺪ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻟﺪى ﺑﻌﺾ ﺿﺒﺎط اﻷﻣﻦ اﻟﻤﺘﻤﻴﺰﻳﻦ ﻓﻲ إﺣ ﺴﺎﺳﻬﻢ واﻟﻨ ﺎﺑﻬﻴﻦ ﻓ ﻲ‬
‫ﻣﺸﺎﻋﺮهﻢ واﻟﻤﻮهﻮﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﻧﻈﺮاﺗﻬﻢ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اﻟ ﻀﻮاﺑﻂ ﻏﻴ ﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴ ﺔ ﻟﻠﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ‪ :‬وه ﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ اﻟﻘ ﻴﻢ واﻟﻤﺒ ﺎدئ واﻟﻘﻮاﻋ ﺪ‬ ‫‪.2‬‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻤﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ اﻟﻌ ﺎم ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤ ﻊ واﻟﻨﺎﺗﺠ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﻤ ﺼﺎدر ﻏﻴ ﺮ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑ ﺔ‬
‫وآﺬﻟﻚ اﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻌﺮف اﻟﺴﺎﺋﺪ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻘﻴﺎدة اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻤﻬﺎرة اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﻀﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ‪-:‬‬
‫ﻧﺘﻨﺎول ﻓﻲ هﺬا اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻀﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ اﻹﻃﺎر اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻤﻔﻬ ﻮم‬
‫اﻟﻘﻴﺎدة اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻤﻬﺎرة اﻟﺤﺴﻦ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻷول‪ -:‬اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴـﺔ ﻟﻀﺒﺎط اﻷﻣــﻦ‪.‬‬
‫ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻤﻬﺎرة‬
‫اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ أداء ﻋﻤ ﻞ‪ ،‬أو ﺗﻨﻔﻴ ﺬ إﺟ ﺮاء ‪ ،‬أو اﺗﺨ ﺎذ ه ﺪف ﺑﺎﺳ ﺘﺨﺪام أﺳ ﺎﻟﻴﺐ ﺗﺘ ﺴﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔ ﺎءة‬
‫واﻟﺘﻤﻴﺰ‪ ،‬وﺗﺤﻘﻖ أﻓﻀﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻦ اﻟﻤﻮارد واﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ‪ ،‬وﻣﺼﺪر هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة ﻗﺪ ﻳﻜ ﻮن‬
‫اﻟﻮراﺛـﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﺼﺪرهﺎ اﻟﺒﻴﺌﺔ وﻣﺎ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ وﺗﺪرﻳﺐ ‪.‬‬

‫ﺗﺘﺴﻢ( ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءة واﻟﺘﻤﻴﺰ ﺑﻤﺎ‬

‫)‪16‬‬
‫وﻗﺪ ﻋّﺮﻓﻬﺎ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ " اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ أداء ﻋﻤﻞ ﻣﺎ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﺳﺎﻟﻴﺐ‬
‫ﻳﺤﻘﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻋﻠﻰ وأﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ اﺳﺘﺨﺪم ﻓﻲ اﻷداء ﻣﻦ ﻣﻮارد وإﻣﻜﺎﻧﺎت" ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ وأه ﺪاﻓﻬﺎ ﻓﺘﺘﻤﺜ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟ ﺴﻌﻲ ﻟﺮﻓ ﻊ ﻣ ﺴﺘﻮى اﻷداء اﻷﻣﻨ ﻲ‪ ،‬وأه ﻢ‬
‫أهﺪاف اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ .1‬زﻳ ﺎدة درﺟ ﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴ ﺔ اﻷﻣﻨﻴ ﺔ‪ :‬وذﻟ ﻚ ﺑﺎﻻرﺗﻘ ﺎء ﺑ ﺎﻷداء اﻷﻣﻨ ﻲ‪ ،‬واﻟﺒﻌ ﺪ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻤﺎرﺳ ﺔ‬
‫اﻟﻨﻤﻄﻴﺔ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ .2‬ﺗﺴﻬﻢ اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺴﺒﻖ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ‪ ،‬ﻟﺘﻔﻮﻗﻪ ﺑﺘﻔﻌﻴﻠﻬ ﺎ ﻓ ﻲ‬
‫ﺣﻠﺒﺔ اﻟﺼﺮاع اﻟﺬي ﻳﺨﻮﺿﻪ ﻣﻊ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ واﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ‪.‬‬
‫‪ .3‬ﺗﺆدي اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺪور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓ ﻲ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ اﻟﺘ ﻮازن اﻟﻤﻨ ﺸﻮد ﺑ ﻴﻦ اﻟﻌﻠ ﻢ‬
‫اﻟﺬي ﻳﺤﺪد اﻹﻃﺎر اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻣ ﻦ ﻣﻌ ﺎرف‪ ،‬ﻧﺘﻴﺠ ﺔ ﻣ ﺎ‬
‫ﻳﻘﻮم ﺑـﻪ ﻣﻦ دراﺳﺎت ‪ ،‬وﺑﻴﻦ اﻟﻌﻤﻞ واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻠﺬان ﻳﺤﺪدان اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻄﺒﻴﻌ ﻲ ﻟﻈ ﺮوف‬
‫ﻣﻤﺎرﺳﺘﻪ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﻤﻬﺎم ﻋﻤﻠﻪ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ .4‬ﺗﻌﺪ اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﻦ أه ﻢ اﻟﻮﺳ ﺎﺋﻞ اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ‪ ،‬اﻟﻘ ﺎدرة ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ أﻗ ﺼﻰ ﻗ ﺪر ﻣ ﻦ‬
‫اﻟﺘﻔﻮق اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ .5‬ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ﻟﺮﺟ ﻞ اﻷﻣ ﻦ ﻓ ﻲ ﺣ ﺴﻦ اﻟﻘﻴ ﺎم ﺑ ﺪورﻩ ﻓ ﻲ ﺗﻮﻗ ﻊ اﻟﺠﺮﻳﻤ ﺔ‪ ،‬أو‬
‫اﻷﺣﺪاث اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬وآﺬﻟﻚ اﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ‪.‬‬
‫وأﻣﺎ ﺳﻤﺎت اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ وﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﻓﺘﺘﻤﻴﺰ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎت وأهﻤﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ .1‬أﻧﻬﺎ ﻗﺪرات ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﺰدوﺟﺔ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ أوﻟﻬﺎ‪:‬‬
‫أﻧﻬﺎ ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪ :‬ﻧﺎﺗﺠ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ اﻟﻤﺘﺤ ﺼﻠﺔ ﻣ ﻦ دراﺳ ﺎت‬
‫رﺟ ﻞ اﻷﻣ ﻦ‪ .‬وﺛﺎﻧﻴﻬ ﺎ ‪ :‬أﻧﻬ ﺎ ذات ﻃﺒﻴﻌ ﺔ ﺷﺨ ﺼﻴﺔ ذاﺗﻴ ـﺔ‪ :‬ﻧﺎﺗﺠ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﻤﻌ ﺎرف اﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ‬
‫اﻟﻤﺘﺤﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻤﺎرﺳﺎت رﺟﻞ اﻷﻣﻦ اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ .2‬أﻧﻬﺎ ﻗﺪرات ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻧﺴﺒﻴﺔ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﻇﺮوف اﻟﻤﻜﺎن واﻟﺰﻣﺎن وﺷﺨﺼﻴﺔ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ‪،‬‬
‫ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻄﻠﺐ آﻞ ﻣﻮﻗﻒ أﻣﻨﻲ ﺗﻮاﻓﺮ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻋﻠ ﻰ ﺣ ﺴﻦ‬
‫اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺪورﻩ‪ ،‬ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﺑـﻪ ﻇﺮوﻓﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻓﻘًﺎ ﻟﻘﺪراﺗﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫‪ .3‬أن اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ﻗ ﺪرات ﺗﺘ ﺴﻢ ﺑﻘﺎﺑﻠﻴﺘﻬ ﺎ ﻟﻠﺘﻄ ﻮر واﻻرﺗﻘ ﺎء‪ ،‬وذﻟ ﻚ ﻻﻋﺘﻤﺎده ﺎ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﻋﻨﺼﺮﻳﻦ ﻳﺘﺄﺛﺮان دوﻣًﺎ ﺑﻈﺮوف اﻟﺤﻴﺎة ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ .4‬أن اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻘ ﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺠ ﺴﻴﺪ أه ﻢ اﻟﻤﻼﻣ ﺢ اﻟﻤﺤ ﺪدة ﻟﺸﺨ ﺼﻴﺔ ﺻ ﺎﺣﺒﻬﺎ‪،‬‬
‫آﻮﻧﻬ ﺎ إﻓ ﺮازًا ذاﺗﻴ ًﺎ ﻟﻠﺤ ﺼﻴﻠﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴ ﺔ ﻟﺘﻠ ﻚ اﻟﺸﺨ ﺼﻴﺔ ﺣﻴ ﺚ ﺗ ﺄﺗﻲ اﻧﻌﻜﺎﺳ ًﺎ ﻟﻜﺎﻓ ﺔ‬
‫ﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻬﺎ وداﻟﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ‪ ،‬وﻣﻌﺒﺮة ﻋﻦ إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ .5‬آ ﺬﻟﻚ ﺗﺘ ﺴﻢ اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ﺑﻜﻮﻧﻬ ﺎ ﻗ ﺪرات ﻏﻴ ﺮ رﺋﺎﺳ ﻴﺔ‪ ،‬أي ﻋ ﺪم ارﺗﺒﺎﻃﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻤ ﺴﺘﻮى‬
‫اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﻟﺮﺟﻞ اﻷﻣﻦ‪ ،‬إﻟﻰ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻌ ﻪ اﻟﻘ ﻮل ﺑﺎﻃﺮاده ﺎ آﻠﻤ ﺎ ارﺗﻔ ﻊ ﻣﻮﻗ ﻊ رﺟ ﻞ‬
‫اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻢ اﻹداري‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻬﺎرات ﻗﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺪرهﺎ ﻟﺪى رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﺑﺪرﺟ ﺔ‬
‫أآﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﻗﺪرهﺎ ﻟﺪى رﺋﺎﺳﺘﻪ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻤﺎت ﻓﺈن هﻨﺎﻟﻚ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻟﻠﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ أهﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪-:‬‬
‫إن اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺗﻄﻮرهﺎ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺪى إﻣﻜ ﺎن اﺳ ﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ وﺣ ﺴﻦ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬ ﺎ ﻓ ﻲ‬ ‫‪.1‬‬
‫ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ‪.‬‬
‫أن اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻷﻣﻨﻴ ﺔ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋ ﺔ ﺗ ﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠ ﻰ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻷه ﺪاف اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺎ ﻣ ﻦ أه ﻢ‬ ‫‪.2‬‬
‫وﺳﺎﺋﻞ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ اﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺑﺤﺴﻦ اﻷداء‪.‬‬
‫أن اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ﻟ ﻴﺲ ﻟﻬ ﺎ ﺗﻘﻨ ﻴﻦ أﻣﺜ ﻞ أو ﺷ ﻜﻞ ﻣﺤ ﺪد ﻳﻤﻜ ﻦ اﻋﺘﺒ ﺎرﻩ ﺑﻤﺜﺎﺑ ﺔ اﻹﻃ ﺎر‬ ‫‪.3‬‬
‫اﻟﻤﺤﺪد ﻟﺘﻠﻚ اﻟﻤﻬﺎرات‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد ﺣﺪ أدﻧﻰ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻬﺎرات ﻳﺠﺐ ﺗ ﻮاﻓﺮﻩ ﻟ ﺪى‬
‫رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻟﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ اﻷﻣﻦ‪.‬‬
‫إن اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ﺗﻌ ﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑ ﺔ ﺣ ﺼﻴﻠﺔ دﻗﻴﻘ ﺔ وﻣﻌﺒ ﺮة ﻋ ﻦ ﻣﻌ ﺎرف رﺟ ﻞ اﻷﻣ ﻦ اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ‬ ‫‪.4‬‬
‫واﻧﻌﻜﺎﺳًﺎ ﻟﺨﺒﺮاﺗﻪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﺗﺄﺛﺮ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﺑﻤ ﺎ ﻳ ﺪور ﺣﻮﻟ ﻪ ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﻌﻄﻴﺎت اﻟﺤﻴﺎة وﺣﺴﻦ اﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﻟﻬﺎ وﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ هﻨﺎﻟﻚ ﻋﺪة ﻋﻮاﻣﻞ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﺸﻮء أزﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻣﺠ ﺎل ﻧ ﺸﺄة وﺗﻄ ﻮر اﻟﻤﻬ ﺎرات‬
‫اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬وﻳﻤﻜﻦ ﺣﺼﺮ أهﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪-:‬‬
‫‪ .1‬اﻟﺘﻬ ﻮﻳﻦ اﻷﻣﻨ ﻲ‪ :‬وﻳﻘ ﺼﺪ ﺑ ﻪ " ﺗﻠ ﻚ اﻟﻈ ﺎهﺮة اﻟﺘ ﻲ ﺗﻌﺘﻤ ﺪ ﻓﻴﻬ ﺎ ﺑﻌ ﺾ اﻷﺟﻬ ﺰة واﻟﻜ ﻮادر‬
‫اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﺤﺪث اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬وإﻇﻬﺎرﻩ ﻟﻠﻘﻴﺎدة اﻷﻣﻨﻴ ﺔ أو اﻟ ﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑ ﺼﻮرة‬
‫أﻗﻞ ﻣﻦ ﻗﺪرﻩ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ‪ ،‬وذﻟ ﻚ آﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨ ﺔ ﻟﻬ ﺎ‪ ،‬أو ﻹﺑ ﺮاز ﻗ ﺪرة ﺗﻠ ﻚ اﻷﺟﻬ ﺰة ﻓ ﻲ‬
‫اﻟ ﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠ ﻰ ﺗﻠ ﻚ اﻷﺣ ﺪاث أو ﺑﻬ ﺪف إﺑﻌ ﺎد أي ﻗ ﺪر ﻣ ﻦ ﻣ ﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻨ ﺪ ﻇﻬ ﻮر ﺗﻠ ﻚ‬
‫اﻷﺣ ﺪاث أو اﺳ ﺘﻔﺤﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻳﺘﺤﻘ ﻖ اﻟﺘﻬ ﻮﻳﻦ اﻷﻣﻨ ﻲ إﻣ ﺎ ﺑ ﺼﻮرة ﻋﻤﺪﻳ ﺔ ﻷي ﻣ ﻦ اﻷﺳ ﺒﺎب‬
‫اﻟ ﺴﺎﺑﻖ اﻹﺷ ﺎرة إﻟﻴﻬ ﺎ‪ ،‬وإﻣ ﺎ ﺑ ﺼﻮرة ﻏﻴ ﺮ ﻋﻤﺪﻳ ﺔ‪ ،‬ﻧﺘﻴﺠ ﺔ اﻟﻘ ﺼﻮر ﻓ ﻲ ﺟﻤ ﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت‬
‫اﻷﻣﻨ ﻲ‪ ،‬ﺑ ﺸﻜﻞ ﻳﻘ ﻮد إﻟ ﻰ اﻻﻋﺘﻘ ﺎد اﻟﻤ ﻀﻠﻞ ‪ ،‬وإﻇﻬ ﺎرﻩ‬ ‫اﻟ ﺼﺤﻴﺤﺔ واﻟﺪﻗﻴﻘ ﺔ ﻋ ﻦ اﻟﺤ ﺪث‬
‫ﺑﺼﻮرة أﻗﻞ ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻪ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ " )‪.(17‬‬
‫‪ .2‬اﻻﺳﺘﻨﺰاف اﻷﻣﻨﻲ‪ :‬ﻳﻔﺮض اﻟﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ أﻋﺒﺎء ﻣﺘﺰاﻳ ﺪة آ ﻞ ﻳ ﻮم ﻋﻠ ﻰ اﻷﺟﻬ ﺰة واﻟﻜ ﻮادر‬
‫اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺟﻬﺪهﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺣﺴﻦ ﻗﻴﺎﻣﻬ ﺎ ﺑ ﺪورهﺎ‬
‫اﻟﻤﻨﺸﻮد ﻓﻲ ﺣﻔﻆ اﻷﻣﻦ وإﻗ ﺮارﻩ ﻓﻴﻬ ﺎ‪ ،‬وﻳﺘﺮﺗ ﺐ ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﻀﺎﻋﻔﺔ اﻟﻤ ﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ﻟﺘﻠ ﻚ‬
‫اﻷﺟﻬﺰة وآﻮادرهﺎ زﻳﺎدة ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﺬﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺪ داﺋﻢ‪ ،‬ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻳﻀًﺎ اﻟﺘﻮاﺟﺪ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺴﺮح اﻷﺣﺪاث اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬وﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ ذﻟﻚ آﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻧ ﺸﻮء ﻇ ﺎهﺮة اﻻﺳ ﺘﻨﺰاف اﻷﻣﻨ ﻲ‬
‫اﻟﻜﻮادر ﻳﺸﻜﻞ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﻣﺎ ﻳﺤ ﻮل دون ﺣ ﺴﻦ‬ ‫اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ اﻹﻓﺮاط ﻓﻲ اﻟﺘﻮاﺟﺪ اﻟﺪاﺋﻢ ﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ‬
‫ﻗﻴﺎﻣﻬﺎ ﺑﺪورهﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ )‪.(18‬‬
‫‪ .3‬اﻟﻐﺮور اﻷﻣﻨﻲ‪ :‬ﻗﺪ ﺗﺼﺎب ﺑﻌﺾ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻮاﺻﻞ ﻧﺠﺎﺣﺎﺗﻬ ﺎ ﻓ ﻲ اﻟﻤﻮاﺟﻬ ﺎت‬
‫اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ﺑﻨ ﻮع ﻣ ﻦ اﻟﻐ ﺮور اﻷﻣﻨ ﻲ؛ ذﻟ ﻚ اﻟﻐ ﺮور اﻟ ﺬي ﻳﻘ ﺼﺪ ﺑ ـﻪ" إﻋﻄ ﺎء ﺗﻠ ﻚ اﻷﺟﻬ ﺰة‬

‫‪11‬‬
‫ﻲ‪19‬ﺳ(‪.‬ﻮاء ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ اﻟﻜ ﻢ أو ﻣ ﻦ ﺣﻴ ﺚ‬
‫)‬
‫اﻷﻣﻨﻴ ﺔ واﻟﻜ ﻮادر ﻟﻨﻔ ﺴﻬﺎ ﻗ ﺪرًا ﻳﻔ ﻮق ﺣﺠﻤﻬ ﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘ‬
‫اﻟﻜﻴﻒ‪ ،‬إﻟﻰ اﻟﺤﺪ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ ﻗﺪراﺗﻬﺎ"‬
‫‪ .4‬اﻟﺠﻤ ﻮد اﻷﻣﻨ ﻲ‪ :‬وﻳﻘ ﺼﺪ ﺑ ﻪ" ﺗﻮﻗ ﻒ اﻟﻔﻜ ﺮ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻋﻨ ﺪ ﺣ ﺪود رد اﻟﻔﻌ ﻞ ﺗﺠ ﺎﻩ اﻷﺣ ﺪاث‬
‫اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ‪ ،‬دون رﻏﺒﺔ ﺟﺎدة ﻓﻲ اﻟﺘﻄ ﻮﻳﺮ‪ ،‬أو اﻻﺗﺠ ﺎﻩ اﻟﻤ ﺘﺤﻤﺲ ﻟﻠﺘ ﺼﺪي ﻟﻠﻤ ﺸﻜﻼت اﻷﻣﻨﻴ ﺔ‬
‫ﺗﺼﺪﻳ ًﺎ ﻋﻠﻤﻴًﺎ ‪ ،‬ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺻﺪ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻷﺑﻌﺎد اﻟﻈﺎهﺮة ﻣﺤﻞ اﻟﺒﺤﺚ‪ ،‬ﺛﻢ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ‬
‫آﺎﻓﺔ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﺘﻄ ﻮر ﻟﻤﻮاﺟﻬﺘﻬ ﺎ‪ ،‬ﺳ ﻮاء ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺪى اﻟﺒﻌﻴ ﺪ أو ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤ ﺪى اﻟﻘ ﺼﻴﺮ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ‪.‬‬
‫وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﺮﺟﻞ اﻷﻣﻦ‪ ،‬ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ وﺻﻔﻪ ﺑﺎﻷزﻣﺔ اﻟﻤﺘﻤﺜﻠ ﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻗﻠﺔ اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺘﻠﻚ اﻟﻤﻬﺎرات‪ ،‬وﻋﺪم اﻟ ﺴﻌﻲ إﻟ ﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮه ﺎ‪ ،‬وآ ﺬﻟﻚ ﻋ ﺪم اﻟﺤ ﺮص ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺣﺴﻦ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻌﻞ ذﻟ ﻚ ﻳﻈﻬ ﺮ ﺑﻮﺿ ﻮح ﻓﻴﻤ ﺎ أﺻ ﺒﺤﺖ ﺗﻌ ﺎﻧﻲ ﻣﻨ ﻪ اﻟﻜ ﻮادر اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣﻦ إﻓﻼس ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ أداﺋﻬﺎ ﻟﻤﻬﺎﻣﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻤﻄﻲ ﻣﺘ ﻮاﺗﺮ ﻳﺒﻌ ﺪ ﺗﻤﺎﻣ ًﺎ‬
‫ﻋﻦ اﻹﺑﺪاع أو اﻟﺤﻤﺎس أو اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﺪاﺋﻢ واﻟﻤﺴﺘﻤﺮ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺒﺤﺚ اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ -:‬اﻹﻃـﺎر اﻟﻨﻈﺮي ﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻘﻴﺎدة‪.‬‬

‫ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻘﻴـﺎدة‬
‫اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ اﻷﺷ ﺨﺎص ﻋ ﻦ ﻃﺮﻳ ﻖ اﻻﺗ ﺼﺎل اﻟﻤﺘﺒ ﺎدل ﻟﺘﺤﻘﻴ ﻖ اﻷه ﺪاف اﻟﻤ ﺸﺘﺮآﺔ‪،‬‬
‫وﻳﻌﺮﻓﻬ ﺎ إردواي ﺗﻴ ﺪ ﻓﻴﻘ ﻮل‪ ":‬أن اﻟﻘﻴ ﺎدة ه ﻲ اﻟﺠ ﺪ أو اﻟﻌﻤ ﻞ ﻟﻠﺘ ﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻨ ﺎس وﺟﻌﻠﻬ ﻢ‬
‫آﻠﻬ‪20‬ﻢ( ﻓ ﻲ ﺗﺤﻘﻴﻘ ﻪ وﻳﺠﺪوﻧ ﻪ ﺻ ﺎﻟﺤًﺎ ﻟﻬ ﻢ ﺟﻤﻴﻌ ًﺎ وه ﻢ ﻳﺮﺗﺒﻄ ﻮن‬
‫)‬
‫ﻳﺘﻌﺎوﻧﻮن ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ هﺪف ﻳﺮﻏﺒﻮن‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣﻌًﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ واﺣﺪة ﻣﺘﻌﺎوﻧﻪ"‬
‫وﻳﻌﺮﻓﻬﺎ اﻟﺪآﺘﻮر إﺑﺮاهﻴﻢ ﺷﻴﺤﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻘﺪرة اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﻮﺟ ﻪ واﻟﺘﻨ ﺴﻴﻖ واﻟﺮﻗﺎﺑ ﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﺑﻘﺼﺪ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻬﺪف اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ وذﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘ ﺄﺛﻴﺮ واﻟﻨﻔ ﻮذ اﻟ ﺬي ﻳﺠﻌ ﻞ‬
‫اﻟﻤﺮؤوﺳﻴﻦ ﻳﺘﺒﻌﻮن ﻗﺎﺋﺪهﻢ ﻋﻦ رﺿﻰ واﻗﺘﻨ ﺎع أو ﺑﺎﺳ ﺘﻌﻤﺎل اﻟ ﺴﻠﻄﺔ اﻟﺮﺳ ﻤﻴﺔ ﻋﻨ ﺪ اﻟ ﻀﺮورة"‬
‫)‪.(21‬‬

‫‪12‬‬
‫ﺪاﻟﻘﺎدر ﺑﻘﻮﻟ ﻪ " ﺗﻌﻨ ﻲ ﻣﻤﺎرﺳ ﺔ اﻟﺘ ﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﺮؤوﺳ ﻴﻦ ودﻓﻌﻬ ﻢ‬
‫)‪(22‬‬
‫وﻳﻌﺮﻓﻬ ﺎ اﻟ ﺪآﺘﻮر ﻣ ـﺪﻧﻲ ﻋﺒ‬
‫‪.‬‬ ‫ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷهﺪاف اﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ"‬
‫أﻣ ﺎ اﻟﻘﺎﺋ ﺪ اﻷﻣﻨ ﻲ ه ﻮ اﻟﻘ ﺎدر ﻋﻠ ﻰ اﻟ ﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻷﻣﻨﻴ ﺔ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔ ﺔ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل‬
‫اﻹدراك اﻟﺠﻴ ﺪ ﻷﺑﻌﺎده ﺎ وﻣﻮاﺟﻬﺘﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻘ ﺪر اﻟﻤﻨﺎﺳ ﺐ ﻓ ﻲ ﺿ ﻮء ﺧﺒﺮﺗ ﻪ اﻟ ﺴﺎﺑﻘﺔ وﻗﺪرﺗ ﻪ ﻋﻠ ﻰ‬
‫اﻻﺗﺼﺎل اﻟﻔﻌﺎل ﺑﺄﻃﺮاف اﻟﻤﻮﻗﻒ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻣﻨﻲ هﻮ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﻴ ﺰ ﺑ ﺼﻔﺎت ﻗﻴﺎدﻳ ﺔ وﻣﻬ ﺎرات ﺗﻤﻴ ﺰﻩ ﻋ ﻦ ﻏﻴ ﺮﻩ ﻣ ﻦ اﻟﻘ ﺎدة‬
‫اﻵﺧﺮﻳﻦ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎدة اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺑﻜﻔﺎءة واﻗﺘﺪار واﻟﻮﺻﻮل ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﺪف اﻟﻤﻨ ﺸﻮد‪،‬‬
‫أﻣﻨﻴ‪23‬ﺔ‪ (،‬وﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟ ﺴﻴﻄﺮة ﺑﺎﺗﺨ ﺎذ ﻗ ﺮارات‬
‫)‬
‫واﻟ ﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠ ﻰ ﻣ ﺎ ﻳﻨ ﺸﺄ ﻣ ﻦ ﻇ ﺮوف وأزﻣ ﺎت‬
‫‪.‬‬ ‫رﺷﻴﺪة ﺗﻌﻴﺪ اﻟﻮﺿﻊ اﻷﻣﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ آﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﺑﻘًﺎ‬
‫أﻣﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻌﺮﻓﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ‪-:‬‬
‫‪ .1‬ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺪراﺳﺔ واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻗ ﺮار ﻣﻌ ﻴﻦ‪،‬‬
‫أي اﺧﺘﻴﺎر اﻟﺒﺪاﺋﻞ‪.‬‬
‫‪ .2‬ه ﻲ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻮﺻ ﻮل إﻟ ﻰ ﻧﺘﻴﺠ ﺔ أو ﺣﻜ ﻢ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﻧﻮﻋﻴ ﺔ اﻟﻘ ﺮارات‬
‫اﻟﻤﺘﺨﺬة واﻟﻤﺸﺎرك ﻓﻲ اﺗﺨﺎذهﺎ وأﻧﻤ ﺎط اﻟﻤ ﺸﺎرآﺔ وﻣﻌﺮﻓ ﺔ ﺣ ﺪود وﺻ ﻼﺣﻴﺎت اﺗﺨ ﺎذ‬
‫اﻟﻘﺮار‪ ،‬وهﺬا ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺮق اﺗﺨﺎذ اﻟﻘ ﺮارات وﻣﻌﺮﻓ ﺔ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ اﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘ ﺮارات‬
‫وأه ﺪاف اﻟﻘ ﺮارات‪ ،‬ودور اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت ﻓ ﻲ اﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘ ﺮارات واﻟﻌﻮاﻣ ﻞ واﻻﻋﺘﺒ ﺎرات‬
‫اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺆﺛﺮ ﻓ ﻲ اﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘ ﺮارات وﺑﻌ ﺾ اﻟﻤﻘﺘﺮﺣ ﺎت اﻟﺘ ﻲ ﺗ ﺆدي إﻟ ﻰ زﻳ ﺎدة اﺗﺨ ﺎذ‬
‫اﻟﻘﺮارات واﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪ ﻣﻦ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات‪.‬‬
‫‪ .3‬وﻣﻦ هﻨﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ ﺗﻘ ﺪﻳﺮ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻟﻤﻮاﺟﻬ ﺔ ﺑﻤ ﺎ ﻳ ﺘﻼﺋﻢ‬
‫واﻟﻤﻮﻗﻒ اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬وذﻟﻚ ﺑﻮﺿﻊ أآﺜﺮ ﻣ ﻦ ﺑ ﺪﻳﻞ ﻻﺧﺘﻴ ﺎر أﻓ ﻀﻠﻬﺎ وﺑﺎﻟ ﺴﺮﻋﺔ اﻟﻤﻤﻜﻨ ﻪ‪،‬‬
‫وﺑﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺮ اﻷﻣﻨﻲ اﻟﻄﺎرئ ﺑﺄﻗﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ وﺑﺄﻗﺼﺮ وﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ‪.‬‬

‫وﻻ ﺷﻚ أن اﻟﻤﻬ ﺎرات ﺑ ﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣ ﺔ‪ ،‬واﻟﻤﻬ ﺎرات اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ﺑ ﺼﻔﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ﻟﻬ ﺎ أهﻤﻴ ﺔ آﺒ ﺮى‬
‫ﻟﺪى اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬ﻷن ﺗﻮﻓﺮ هﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرات أﻣﺮ ﺿﺮوري ﻟﺘﻤﻜﻴﻦ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻣ ﻦ ﻣﻮاﺟﻬ ﺔ اﻟﻈ ﺮوف‬
‫اﻟﻄﺎرﺋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺳﺮﻋﺔ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار وﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺑﻐﺮض ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻗﺼﻰ درﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺠﺎح ﺗﻜﻔ ﻞ‬
‫اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﻨﺎﺷﻲء ﻋﻦ اﻷزﻣﺔ اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﺑﺄﻗﻞ ﻗﺪرة ﻣﻦ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ وﺑﺄﻗﺼﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﺣﺘﻰ‬
‫ﻻ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ هﺬا اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﺪاﻋﻴﺎت أﻣﻨﻴﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒ ًﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻦ‪ ،‬وهﺬا ﺑ ﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﻌﺘﻤ ﺪ ﻋﻠ ﻰ درﺟ ﺔ‬
‫رﺷﺪ اﻟﻘﺮار اﻟﻤﺘﺨﺬ‪ ،‬ﻷﻧﻪ آﻠﻤﺎ آﺎن اﻟﻘﺮار اﻷﻣﻨﻲ اﻟﻤﺘﺨﺬ رﺷﻴﺪًا آﻠﻤﺎ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ‬
‫اﻷزﻣﺎت اﻟﻄﺎرﺋﺔ وﻏﻴﺮ اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء‪.‬‬
‫وﻣﻤ ﺎ ﻻ ﺷ ﻚ ﻓﻴ ﻪ أن اﻟﺨﺒ ﺮات اﻟﻤﻜﺘﺒﻴ ﺔ ﻣ ﻦ ﻃﺒﻴﻌ ﺔ اﻟﻌﻤ ﻞ ﻓ ﻲ اﻟﻤﺠ ﺎل اﻷﻣﻨ ﻲ ﺗ ﺼﻘﻞ ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﻬﺎرات اﻟﻘﺎﺋﺪ‪ ،‬ﻷن هﺬﻩ اﻟﺨﺒﺮات ﻧـﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺘﻲ ﻣﺮﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋ ﺪ واﻟﺘ ﻲ ﺗﻮﻟ ﺪ ﻟﺪﻳ ﻪ ﻧ ﻮع‬
‫ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻷزﻣﺎت اﻟﻄﺎرﺋﺔ ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺣﻴ ﺚ اﻹﺟ ﺮاءات واﻟ ﺴﺮﻋﺔ ﻓ ﻲ اﺗﺨ ﺎذ‬
‫اﻟﻘﺮارات ﻣﻊ اﻷﺧﺬ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺒﺎن ﺟﻤﻴﻊ أﺑﻌﺎد اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ أن اﻟﻘﺎدة ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎت‬
‫اﻟﻘﻴﺎدﻳ ﺔ اﻟﻌﻠﻴ ﺎ ه ﻢ ﻋ ﺎدة اﻟ ﺬﻳﻦ ﻳﺘﺨ ﺬون اﻟﻘ ﺮارات ﻓ ﻲ اﻟﻈ ﺮوف اﻟﻄﺎرﺋ ﺔ‪ ،‬وذﻟ ﻚ اﻋﺘﻤ ﺎدًا ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺧﺒ ﺮاﺗﻬﻢ اﻟ ﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘ ﻲ ﺗﻤ ﻨﺤﻬﻢ ﻣﻴ ﺰة اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘ ﺮار اﻟﺮﺷ ﻴﺪ‪ ،‬ﻓ ﺎﻟﺒﺮﻏﻢ ﻣ ﻦ ﺣﺪاﺛ ﺔ‬
‫اﻟﻈ ﺮوف اﻟﻄﺎرﺋ ﺔ ﻓ ﻲ آﺜﻴ ﺮ ﻣ ﻦ اﻷﺣﻴ ﺎن إﻻ أن اﻟﺨﺒ ﺮة ﺗﻠﻌ ﺐ دورًا ﻓ ﻲ ﺳ ﺮﻋﺔ اﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘ ﺮار‬
‫ودراﺳﺔ أﺑﻌﺎد اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ هﺬﻩ اﻟﻈﺮوف‪.‬‬
‫‪13‬‬
 ‫وﻣﻦ أهﻢ اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴـﺔ اﻟﻼزﻣـﺔ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ اﻷﻣﻨﻲ هﻲ‪-:‬‬
‫اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ‪ :‬هﻮ ﻋﻤﻞ ذهﻨﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻌﻤﻴﻖ واﻟﺮؤﻳﺔ اﻟﺼﺎﺋﺒﺔ‬ ‫أ‪.‬‬
‫ﻟﻠﻤﺨﻄﻂ ﻓﻲ رؤﻳّـﺔ ﺣﺎﺿﺮﻩ وﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ‪.‬‬
‫آﻤ ﺎ إن اﻟﺘﺨﻄ ﻴﻂ ﻳﻬ ﺪف إﻟ ﻰ ﺗﺤﺪﻳ ﺪ أه ﺪاف اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ﻓ ﻲ ﻓﺘ ﺮة ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ورﺳ ﻢ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ هﺬﻩ اﻷهﺪاف‪.‬‬
‫واﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ واﻹﻋﺪاد ﻟﻪ ‪ ،‬ﻟﺬا ﻳﺠ ﺐ أن ﻳﺘﺤﻠ ﻰ اﻟﻘﺎﺋ ﺪ اﻷﻣﻨ ﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ اﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ اﻟﻌﻤﻴ ﻖ واﻟﺮؤﻳ ﺔ اﻟ ﺼﺎﺋﺒﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳ ﺪ أه ﺪاف اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ واﻟﻌﻤ ﻞ ﻋﻠ ﻰ‬
‫ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ وﻓﻖ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫اﻟﺘﻨﻈ ﻴﻢ ‪ :‬ه ﻮ ﻋﻤﻠﻴ ﺔ ﻳﻘ ﻮم ﺑﻬ ﺎ اﻟﻘﺎﺋ ﺪ ﻟﺘﺠﻤﻴ ﻊ اوﺟ ﻪ اﻟﻨ ﺸﺎط اﻟﻼزﻣ ﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴ ﻖ اﻷه ﺪاف‪،‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫وذﻟ ﻚ ﻣ ﻦ ﺧ ﻼل ﺑﻨ ﺎء اﻟ ﺸﻜﻞ اﻟﻌ ﺎم اﻟ ﺬي ﺗﻔ ﺮغ ﻓﻴ ﻪ اﻟﺠﻬ ﻮد اﻹﻧ ﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬ ﺎ ه ﺬﻩ‬
‫اﻷهﺪاف‪.‬‬
‫ﻓﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻷهﺪاف‪ ،‬وآﺬﻟﻚ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻷﻧﺸﻄﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬ ﺎ ‪ ،‬وﻣ ﻦ‬
‫ﺛﻢ ﺗﺠﻤﻴﻊ هﺬﻩ اﻷﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻋﻠﻰ هﻴﺌﺔ وﺣﺪات وأﻗ ﺴﺎم وإدارات ‪ ،‬وﻣ ﻦ‬
‫ﺛﻢ ﺗﺤﺪﻳ ﺪ وﻇﻴﻔ ﺔ آ ﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ وﻋﻼﻗﺘﻬ ﺎ ﺑﺎﻟﻤﺠﻤﻮﻋ ﺎت اﻷﺧ ﺮى ﻣ ﻦ ﻗﺒ ﻞ ﻗﺎﺋ ﺪ اﻟﺘﻨﻈ ﻴﻢ‪،‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻤﺘﻊ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﺎﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت وﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ورﺳﻢ اﻟﻌﻼﻗﺎت واﻟﺘﻌ ﺎﻣﻼت ﺑ ﻴﻦ آ ﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋ ﺔ ﻓ ﻲ ﺳ ﺒﻴﻞ ﺗﺤﻘﻴ ﻖ اﻷه ﺪاف اﻟﻤﻮﺿ ﻮﻋﺔ‬
‫ﺑﻜﻔﺎءة وﻓﺎﻋﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ‪ :‬واﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺘﻬﺎ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺆدﻳﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻷهﺪاف‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬
‫ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻣﻨﻲ أن ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﺴﻠﻴﻢ ﻷﻓﺮاد اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدﺗﻪ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﻟﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷهﺪاف‪.‬‬
‫اﻟﺮﻗﺎﺑـﺔ ‪ :‬هﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣ ﻦ ﺳ ﻴﺮ اﻷداء وﻓ ﻖ اﻷه ﺪاف واﻟﻤﻌ ﺎﻳﻴﺮ ﻟﻐ ﺮض اﻟﺘﻘ ﻮﻳﻢ‬ ‫د‪.‬‬
‫اﻟﺼﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫واﻟﺮﻗﺎﺑـﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ وﺟ ﻮد ﺧﻄ ﻂ وﻣﻌ ﺎﻳﻴﺮ ﻣﻌﻴﻨ ﺔ ﻟﻤﻘﺎرﻧ ـﺔ ﻣ ﺎ ﺗ ﻢ ﺗﻨﻔﻴ ﺬﻩ وﻓ ﻖ ه ﺬﻩ اﻟﺨﻄ ﻂ‬
‫واﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻣﻨﻲ أن ﻳﻜ ﻮن ﻟﺪﻳ ﻪ اﻟﻘ ﺪرة ﻋﻠ ﻰ ﺗﺠﻤﻴ ﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣ ﺎت‬
‫ﻼ ﻋ ﻦ دﻗ ـﺔ ﻗﻴ ﺎس ﻣ ﺎ ﺗ ﻢ ﺗﻨﻔﻴ ﺬﻩ وﻓ ﻖ اﻷه ﺪاف‬ ‫اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻋﻦ هﺬﻩ اﻟﺨﻄﻂ واﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ ‪ ،‬ﻓ ﻀ ً‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻟﻤﻨﻊ أو ﺗﺼﺤﻴﺢ أي اﻧﺤﺮاف أو ﺣﻴﺎد ﻋﻦ ﻣﺴﺎر اﻟﺨﻄﺔ‪.‬‬
‫إدارة اﻟﻮﻗﺖ ‪ :‬ﻻ ﺷﻚ أن اﻟﻮﻗﺖ هﻮ اﻟﻤﻮرد اﻟﻤﺤﺪد ﻷداء ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت واﻹﻧﺠﺎزات‪،‬‬ ‫ﻩ‪.‬‬
‫ﻼ ﻋﻦ أﻧ ﻪ‬‫واﻟﻮﻗﺖ ﺗﻜﻤﻦ أهﻤﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﺪم إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﺳﺘﺌﺠﺎرﻩ‪ ،‬أو ﺷﺮاﺋـﻪ أو اﻗﺘﺮاﺿﻪ‪ ،‬ﻓﻀ ً‬
‫ﻣﻌﺮض ﻟﻠﻔﻨﺎء وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺨﺰﻳﻨﻪ أو اﺳﺘﺒﺪاﻟﻪ‪ ،‬ﻟ ﺬﻟﻚ ﻳﺠ ﺐ ﻋﻠ ﻰ اﻟﻘﺎﺋ ﺪ اﻷﻣﻨ ﻲ أن ﻳ ﺴﺘﻐﻞ‬
‫ﻻ دﻗﻴﻘ ًﺎ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻈﺮوف اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺎﺳﻤًﺎ‬ ‫اﻟﻮﻗﺖ اﺳﺘﻐﻼ ً‬
‫ﺣﻴ ﺚ ﺗﺘﺮﺗ ﺐ ﻋﻠﻴﻬ ﺎ ﻧﺘ ﺎﺋﺞ وﺧﻴﻤ ﺔ ﻋﻨ ﺪ اﻟﺘ ﺄﺧﺮ ﻓ ﻲ اﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘ ﺮار‪ ،‬أو اﺗﺨ ﺎذ ﻗ ﺮار ﻏﻴ ﺮ‬
‫ﺻ ﺎﺋﺐ‪ ،‬ﻟ ﺬﻟﻚ ﻓﺎﻟﻤﻬ ﺎرات اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ﺗ ﺴﻌﻒ اﻟﻘﺎﺋ ﺪ ﻓ ﻲ اﺗﺨ ﺎذ ﻗ ﺮار ﺻ ﺎﺋﺐ ﻓ ﻲ اﻟﻮﻗ ﺖ‬
‫اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ‪.‬‬

‫وهﻨﺎك ﺛﻼﺛﺔ ﺣﻘﺎﺋﻖ اﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﻘﺎﺋﺪ اﻷﻣﻨﻲ وهﻲ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﺗﻔﺎوت اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﺎدة‪ :‬إذ أن اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻟﻠﻮﻗﺖ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ اﻟﻤﻨﻈﻤ ﺔ‪ ،‬وﻃﺒﻴﻌ ﺔ‬
‫ﻋﻤﻠﻬﺎ ‪ ،‬وأﺳﻠﻮب اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻮﻇﻔﻴﻪ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .2‬وﻗﺖ اﻟﻘﺎدة ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺤﺪد ﺑﺴﺎﻋﺎت ﻣﻌﻴﻨﺔ‪ ،‬وﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎول اﻟﻘﺎدة ﺗﻨﻈﻴﻢ وﻗﺘﻬﻢ واﺳﺘﻐﻼﻟﻪ‪،‬‬
‫ﻓﺈن هﺬا ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻌﻮاﻣﻞ أﺧﺮى ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟﻮﻗ ﺖ‪ ،‬وأه ﻢ ه ﺬﻩ اﻟﻌﻮاﻣ ﻞ ه ﻲ اﻟﻈ ﺮوف‬
‫واﻟﻤﺸﺎآﻞ اﻟﻄﺎرﺋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﺪ وﺗﺠﺒﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻮاﻋﻴﺪ ﻋﻤﻠﻪ وارﺗﺒﺎﻃﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫‪ .3‬ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻓﻲ إدارة وﻗﺘ ﻪ ﺗﺘﻄﻠ ﺐ اﺳ ﺘﺨﺪام آ ﻞ أو ﻣﻌﻈ ﻢ وﻗﺘ ﻪ ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﻞ وﺣ ﺪﻩ‪ ،‬وه ﺬا‬
‫ﻳﻌﺮض اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻟﻺرهﺎق واﻟﻘﻠﻖ واﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻌﺼﺒﻲ واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﻷﺧﺮى‪ ،‬ﻟﺬا ﻳﺠ ﺐ‬
‫ﻼ ﺑﻤﺒﺪأ اﻷوﻟﻮﻳﺎت )‪ .(24‬ﻓﺎﻟﻈﺮوف واﻷزﻣﺎت اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﺗ ﺴﺘﺤﻖ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺗﻮزﻳﻊ وﻗﺘﻪ ﻋﻤ ً‬
‫ﻼ ﻋ ﻦ أن ﺗﻤﺘ ﻊ اﻟﻘﺎﺋ ﺪ ﺑﻤﻬ ﺎرات ﻗﻴﺎدﻳ ﺔ ﺗﺠﻌﻠ ﻪ اآﺜ ﺮ ﻗ ﺪرة‬
‫اﻻهﺘﻤﺎم أآﺜﺮ ﻣ ﻦ ﻏﻴﺮه ﺎ‪ ،‬ﻓ ﻀ ً‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ هﺬﻩ اﻟﻈﺮوف‪.‬‬
‫ﺣﻞ اﻟﻤ ﺸﻜﻼت واﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ اﻻﺑﺘﻜ ﺎري ‪ :‬ﻻ ﺷ ﻚ أن ﺣ ﻞ اﻟﻤ ﺸﺎآﻞ واﻟﺘﻔﻜﻴ ﺮ اﻻﺑﺘﻜ ﺎري ﻣ ﻦ‬ ‫و‪.‬‬
‫اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻟﻤﺎ ﺗﺘﺼﻒ ﺑـﻪ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﻄﺎرﺋ ﺔ ﻣ ﻦ اﻟﺠ ﺪة‬
‫ﻼ ﻋ ﻦ ﻋﻨ ﺼﺮ اﻟﻤﻔﺎﺟ ﺄة‪ ،‬ﻓﻬ ﺬﻩ اﻷﻣ ﻮر ﺗﺤ ﺘﻢ ﻟﺠ ﻮء اﻟﻘﺎﺋ ﺪ إﻟ ﻰ أﺳ ﺎﻟﻴﺐ‬ ‫واﻟﺤﺪاﺛ ﺔ‪ ،‬ﻓ ﻀ ً‬
‫وﺣﻠﻮل ﻣﺒﺘﻜﺮة وﺑﺴﺮﻋﺔ وﻓﻖ ﻣﺎ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑـﻪ ﻣﻦ ﻣﻬ ﺎرات ﺗﻤﻜﻨ ﻪ ﻣ ﻦ اﺗﺨ ﺎذ اﻟﻘ ﺮار اﻟﻔﻌ ﺎل‬
‫)‪(25‬‬
‫ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ هﺬﻩ اﻷزﻣﺔ‪.‬‬
‫واﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻻﺑﺘﻜﺎري هﻮ ﻗﺪرة اﻟﻘﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ أﻓﻜﺎر ﺟﺪﻳﺪة ووﺿﻌﻬﺎ ﻣﻮﺿﻊ اﻟﺘﻨﻔﻴ ﺬ‬
‫وﻻ ﺷﻚ أن اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﻈﺮوف اﻟﻄﺎرﺋﺔ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻤﺘﻊ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﻤﻬﺎرة ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﻜﻲ‬
‫ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﺨﻼق اﻟﻤﺒﺪع اﻟﺬي ﻳﻴﺴﺮ ﻣﻦ ﺣﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ واﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪.‬‬

‫‪15‬‬
 ‫اﻟﺨـﺎﺗـﻤـــﺔ‪-:‬‬
‫ﺗﻨﺎوﻟ ﺖ ه ﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ اﻹﻃ ﺎر اﻟﻨﻈ ﺮي ﻟﻠﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ وأهﻤﻴﺘ ﻪ ﻟ ﻀﺒﺎط اﻷﻣ ﻦ وﻧ ﺸﺄﺗﻪ ووﺳ ﺎﺋﻞ‬
‫ﺗﻨﻤﻴﺘﻪ‪ ،‬وﺗﻢ اﺳﺘﻌﺮاض ﻟﻠﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻀﺒﺎط اﻷﻣﻦ وﻣﺎهﻴ ﺔ اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ وﺧﺼﺎﺋ ﺼﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒ ﺎر‬
‫أن اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﺪرة رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻹﺑ ﺪاع واﻻﺑﺘﻜ ﺎر ﻓ ﻲ اﻟﻌﻤ ﻞ اﻷﻣﻨ ﻲ وﻳ ﺴﺎﻋﺪ ﻓ ﻲ‬
‫اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟ ﻰ ﻧﺘ ﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴ ﺔ واﻟ ﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻷﻣﻨﻴ ﺔ وﻳ ﺆدي إﻟ ﻰ اﻟﺘﻨﺒ ﺆ واﻟﺘﻮﻗ ﻊ ﻟﻸﺧﻄ ﺎر‬
‫اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻗﺒﻞ وﻗﻮﻋﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻓ ﻲ ه ﺬا اﻟ ﺴﻴﺎق ‪ ،‬ﻓ ﺈن ﺗ ﻮﻓﺮ اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻳﺨ ﺪم ﻋ ﺪة أه ﺪاف ﻣ ﻦ أهﻤﻬ ﺎ ﺣﻤﺎﻳ ﺔ اﻹﻧ ﺴﺎن‬
‫واﻟﻤﻨﺠﺰات وﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ واﻟﺴﻜﻴﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺜﻮاﺑﺖ ‪ ،‬واﻟﻜﺸﻒ‬
‫ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﺨﻄﺮ اﻹﺟﺮاﻣﻲ وهﻮ ﻣﺎزال ﻓﻲ ﻣﻬﺪﻩ ﻟـﻢ ﻳـﺮ اﻟﻨ ﻮر‪ ،‬واﻟﻜ ﺸﻒ ﻋ ﻦ اﻷﺷ ﺨﺎص اﻟ ﺬﻳﻦ‬
‫ﻳﻌﺪون اﻟﻌﺪة ﻟﻠﻨﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار‪.‬‬
‫وﻟﻬﺬا ﻓﺈن هﻨﺎﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻴﺎدة اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻣﻬﺎرة اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻟ ﻀﺒﺎط اﻷﻣ ﻦ وأن اﺳ ﺘﺨﺪاﻣﻪ‬
‫ﻟﺤﺴﻪ اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻗﺒﻞ وﻗﻮﻋﻬﺎ‪ ،‬ﺑﺤﻴ ﺚ ﻳﻨﺘﻘ ﻞ ذهﻨﻴ ًﺎ ﻣ ﻦ‬
‫ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ إﻟﻰ داﺋﺮة اﻻﺷﺘﺒﺎﻩ اﻷﻣﻨﻲ اﻟﺬي ﻣ ﺼﺪرﻩ دﻻﺋ ﻞ ﻋﺪﻳ ﺪة ﺗﺨﻮﻟ ﻪ اﺗﺨ ﺎذ إﺟ ﺮاءات‬
‫أﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫وﺳﻴﺮ ًا ﻣﻊ ﻣﻨﻄﻖ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم‪ ،‬ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺧﻠﺼﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻟﺘﻮﺻﻴﺎت اﻟﺘ ﻲ ﻧ ﺮى أﻧﻬ ﺎ دﻟﻴ ﻞ اﺳﺘﺮﺷ ﺎد‬
‫ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻠﺠﻮء إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وهﺬﻩ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ واﻟﺘﻮﺻﻴﺎت وهﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﻨﺘـﺎﺋـﺞ‪:‬‬
‫أن آﺜﺮة اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ ﻣﻦ أهﻢ ﻋﻮاﻣﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ‬ ‫‪.1‬‬
‫ﻟﺪﻳـﻪ‪.‬‬
‫أن إﺣﺴﺎس ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﻦ أهﻢ ﻋﻮاﻣﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪﻳـﻪ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫إن ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺤﻮاس اﻟﺨﻤﺲ ﻟﺪى ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ ﻣﻦ أهﻢ ﻋﻮاﻣﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪﻳـﻪ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬واﺑﺮاز اﻟﺪروس اﻟﻤﺴﺘﻔﺎدة ﻣﻦ أهﻢ وﺳﺎﺋﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟ ﺪى ﺿ ﺒﺎط اﻷﻣ ﻦ ﻳ ﺆدي إﻟ ﻰ اﻟ ﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠ ﻰ اﻟﻤﻮاﻗ ﻒ اﻷﻣﻨﻴ ﺔ واﻟﺘﻨﺒ ﺆ‬ ‫‪.5‬‬
‫واﻟﺘﻮﻗﻊ ﻟﻸﺧﻄﺎر اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻗﺒﻞ وﻗﻮﻋﻬﺎ واﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ اآﺘﺸﺎف اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻓﻲ ﺣﺎل وﻗﻮﻋﻬﺎ‪.‬‬

‫‪16‬‬
 ‫اﻟﺘـﻮﺻﻴـﺎت‪-:‬‬

‫ﻧﻮﺻﻲ ﺑﺰﻳﺎدة اهﺘﻤﺎم أآﺎدﻳﻤﻴﺔ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ وآﻠﻴﺔ اﻟﻌﻠ ﻮم اﻟ ﺸﺮﻃﻴﺔ ﺑﻮﺿ ﻊ‬ ‫‪.1‬‬
‫ﺑ ﺮاﻣﺞ ﺗﺪرﻳﺒﻴ ﺔ ﺧﺎﺻ ﺔ ﺑﺘﻨﻤﻴ ﺔ ﻣﻬ ﺎرات اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻟ ﺪى ﺿ ﺒﺎط اﻷﻣ ـﻦ‬
‫آﻤﻄﻠﺐ إﺟﺒﺎري ﻟﻠﻄﻠﺒﺔ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺎح اﻟﻌﺴﻜﺮي‪.‬‬
‫ﻧﻮﺻ ﻲ ﺑﻤﺰﻳ ﺪ ﻣ ﻦ اﻻهﺘﻤ ﺎم ﻓ ﻲ اﺧﺘﻴ ﺎر ﺿ ﺎﺑﻂ اﻷﻣ ﻦ وﻣﺮاﻋ ﺎة ﺗ ﻮﻓﺮ دﻗ ـﻪ‬ ‫‪.2‬‬
‫اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ وﺳﺮﻋﺔ اﻟﺒﺪﻳﻬﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎرهﻢ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫ﻧﻮﺻﻲ ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ ﺧﺒﺮة ﺿﺒﺎط اﻷﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺘﻘﺎﻋ ﺪﻳﻦ اﻷآﻔ ﺎء وذﻟ ﻚ ﻋ ﻦ‬ ‫‪.3‬‬
‫ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻨﺪوات واﻟﻤﺤﺎﺿﺮات ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋ ﻦ ﻧﺠﺎﺣ ﺎﺗﻬﻢ اﻷﻣﻨﻴ ﺔ واﻟﻘ ﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘ ﻲ‬
‫واﺟﻬﺘﻬﻢ‪.‬‬
‫ﻧﻮﺻ ﻲ ﺑ ﺄن ﺗﺠ ﺮى دراﺳ ﺔ ﻣﻴﺪاﻧﻴ ﺔ ﺷ ﺎﻣﻠﺔ ﺣ ﻮل ﻣ ﺪى ﺗﻮاﻓ ﻖ ﻣﻬ ﺎرة اﻟﺤ ﺲ‬ ‫‪.4‬‬
‫اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى ﺿﺎﺑﻂ اﻷﻣﻦ وآﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫ﺖ ﻓ ﻲ ﻃﺮﺣﻬ ﺎ وﻗ ﺪ ﺣﻘﻘ ﺖ‬
‫وﻓﻲ اﻟﺨﺘﺎم‪ ،‬ﻧﺄﻣ ﻞ أن ﺗﻜ ﻮن ه ﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ﺔ ﻗ ﺪ وﻓﻘ ُ‬
‫اﻟﻬﺪف ﻣﻨﻬﺎ‪.‬‬
‫واﷲ وﻟﻲ اﻟﺘﻮﻓﻴـﻖ‪،،‬‬

‫‪17‬‬
 ‫اﻟﻤﺼـﺎدر واﻟﻤﺮاﺟــﻊ‬

‫‪ -‬اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ‬

‫اﻟﻤﺮاﺟــﻊ‬

‫‪ .1‬د‪.‬أﺣﻤ ﺪ ﻋﺒ ﺪاﷲ ﻣﺤﻤ ﺪ اﻟ ﺴﻌﻴﺪ‪ ،‬اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ‪ ،‬ﻣ ﺬآﺮة ﻏﻴ ﺮ ﻣﻨ ﺸﻮرة ‪،‬‬
‫اﻟﺮﻳﺎض اﻟﻤﻌﻬﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ‪.1998‬‬
‫‪ .2‬د‪.‬أﺣﻤ ﺪ ﺿ ﻴﺎء اﻟ ﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴ ﻞ‪ ،‬اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ وأﺛ ﺮﻩ ﻓ ﻲ ﻧﺠ ﺎح اﻟﻤﻮاﺟﻬ ﺔ‬
‫اﻷﻣﻨﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة‪ ،‬آﻠﻴﺔ اﻟﺸﺮﻃﺔ ‪.1997‬‬
‫‪ .3‬د‪.‬أﺣﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ‪ ،‬اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ودورهﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣ ﺔ اﻷداء‬
‫اﻷﻣﻨ ﻲ ‪ ،‬ﻣﺠﻠ ﺔ اﻷﻣ ﻦ واﻟﻘ ﺎﻧﻮن‪ ،‬اﻟ ﺴﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌ ﺔ ‪ ،‬آﻠﻴ ﺔ ﺷ ﺮﻃﺔ دﺑ ﻲ‬
‫‪.1996‬‬
‫‪ .4‬د‪.‬إﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﺷﻴﺤﺎ‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬اﻹﺳ ﻜﻨﺪرﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻜﺘ ﺎب اﻟﻌﺮﺑ ﻲ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ‪.1984 ،‬‬
‫‪ .5‬ادواري ﺗﻴ ﺪ‪ ،‬ﻓ ﻦ اﻟﻘﻴ ﺎدة واﻟﺘﻮﺟﻴ ﻪ ﻓ ﻲ إدارة اﻷﻋﻤ ﺎل‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤ ﺔ ﻣﺤﻤ ﺪ‬
‫ﻋﺒﺪاﻟﻔﺘﺎح إﺑﺮاهﻴﻢ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة ‪.1965 ،‬‬
‫‪ .6‬د‪.‬ﻋﺒ ﺪاﻟﻜﺮﻳﻢ دروﻳ ﺶ‪ ،‬أﺻ ﻮل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ‪ ،‬اﻟﻘ ﺎهﺮة‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒ ﺔ أﻻ ﻧﺠﻠ ﻮ‬
‫اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ‪.1980 ،‬‬
‫‪ .7‬د‪.‬ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻟﺢ اﻟﻬﻨﺪاوي ود‪.‬ﻋﻤ ﺎد ﻋﺒ ﺪاﻟﺮﺣﻴﻢ زﻏﻠ ﻮل‪ ،‬ﻣﺒ ﺎدئ أﺳﺎﺳ ﻴﺔ ﻓ ﻲ‬
‫ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬ﻋﻤﺎن‪ ،‬دار اﻟﻨﻬﻀﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪.2002 ،‬‬
‫‪ .8‬د‪.‬ﻋﺒ ﺎس اﺑﻮﺷ ﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻷﺻ ﻮل اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ ﻹدارة ﻋﻤﻠﻴ ﺎت اﻟ ﺸﺮﻃﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺮآ ﺰ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت‪ ،‬اﻟﺮﻳﺎض‪.1988 ،‬‬
‫‪ .9‬د‪.‬آﻨﻌﺎن اﻟﺴﻠﻤﻲ‪ ،‬اﻟﻤﻬﺎرات اﻹدارﻳﺔ واﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﺮ اﻟﻤﺘﻔﻮق‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة ‪،‬‬
‫دار ﻏﺮﺑﺘﺎ ﻟﻠﻨﺸﺮ ‪.1999‬‬
‫‪ .10‬د‪.‬ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮاﻟﻔﺘﺢ اﻟﺒﻴﺎﻧﻮﻧﻲ‪ ،‬ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺿﺮورة‬
‫ﺣﺘﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ .11‬د‪ .‬ﻣ ﺪﻧﻲ ﻋﺒ ﺪاﻟﻘﺎدر ‪ ،‬دراﺳ ﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴ ﺔ ‪ ،‬ﻣﺠﻠ ﺔ اﻷﻣ ﻦ اﻟﻌ ﺪد اﻷول‪،‬‬
‫اﻟﺮﻳﺎض‪.‬‬
‫‪ .12‬د‪.‬ﻧ ﻮاف آﻨﻌ ﺎن‪ ،‬اﻟﻘﻴ ﺎدة اﻹدارﻳ ﺔ‪ ،‬ﻋﻤ ﺎن‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒ ﺔ دار اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ ﻟﻠﻨ ﺸﺮ‪،‬‬
‫‪.1982‬‬
‫‪ .13‬د‪ .‬ﻧﻮاف آﻨﻌ ﺎن‪ ،‬اﻟﻘﻴ ﺎدة اﻹدارﻳ ﺔ‪ ،‬ﻋﻤ ﺎن‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒ ﺔ دار اﻟﺜﻘﺎﻓ ﺔ ﻟﻠﻨ ﺸﺮ‪،‬‬
‫‪.1999‬‬

‫‪18‬‬
 ‫اﻟﻬﻮاﻣﺶ‬

‫ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء اﻵﻳﺔ ‪.36‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ ‪ :‬اﻵﻳﺔ ‪. 87‬‬ ‫)‪(2‬‬
‫ﺳﻮرة ﺁل ﻋﻤﺮان ‪ :‬اﻵﻳﺔ ‪. 52‬‬ ‫)‪(3‬‬
‫د‪.‬ﻋﻠﻰ ﻓﺎﻟﺢ اﻟﻬﻨﺪاوي ‪ .‬د‪.‬ﻋﻤ ﺎد ﻋﺒ ﺪاﻟﺮﺣﻴﻢ زﻏﻠ ﻮل‪ ،‬ﻣﺒ ﺎدئ أﺳﺎﺳ ﻴﺔ‬ ‫)‪(4‬‬
‫ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ‪ ،‬ﻋﻤﺎن‪ ،‬دار ﺣﻨﻴﻦ ﻟﻠﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ ‪ ،2002،‬ص‪.104‬‬
‫د‪.‬أﺣﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟ ﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴ ﻞ‪ ،‬اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ أﺛ ﺮﻩ ﻓ ﻲ ﻧﺠ ﺎح اﻟﻤﻮاﺟﻬ ﺔ‬ ‫)‪(5‬‬
‫اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة ‪ ،‬آﻠﻴﺔ اﻟﺸﺮﻃﺔ ‪ 1997‬ص ‪.25‬‬
‫د‪.‬ﻣﺤﻤ ﺪ أﺑ ﻮ اﻟﻔ ﺘﺢ اﻟﻴﺒ ﺎﻧﻮﻧﻲ‪ ،‬ﺗﻨﻤﻴ ﺔ اﻟﺤ ﺲ اﻷﻣﻨ ﻲ ﻋﻨ ﺪ اﻟﻤ ﺴﻠﻢ‬ ‫)‪(6‬‬
‫ﺿﺮورة ﺣﺘﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻷول ‪ ،‬اﻟﺮﻳﺎض ص‪.35‬‬
‫د‪ .‬أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪاﷲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻌﻴﺪ ‪ ،‬اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻷﻣﻦ واﻟﻘﺎﻧﻮن‬ ‫)‪(7‬‬
‫‪ ،‬دﺑﻲ ‪ ،‬آﻠﻴﺔ ﺷﺮﻃﺔ دﺑﻲ ‪ ، 1998 ،‬ص ‪.5‬‬
‫د‪.‬أﺣﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫)‪(8‬‬
‫د‪ .‬أﺣﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬ ‫)‪(9‬‬
‫د‪.‬أﺣﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫)‪(10‬‬
‫)‪ (11‬د‪.‬أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪاﷲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻌﻴﺪ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫)‪ (12‬د‪ .‬ﻋﺒﺎس اﺑ ﻮ ﺷ ﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻷﺻ ﻮل اﻟﻌﻠﻤﻴ ﺔ ﻹدارة ﻋﻤﻠﻴ ﺎت اﻟ ﺸﺮﻃﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﺮآ ﺰ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﺘﺪرﻳﺒﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﻳﺎض ‪ ، 1988،‬ص ‪88‬‬
‫د‪ .‬أﺣﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪. 34‬‬ ‫)‪(13‬‬
‫د‪.‬أﺣﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ ‪ ،‬اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ودورة ﻓﻲ ﻧﺠﺎح اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ‬ ‫)‪(14‬‬
‫اﻷﻣﻨﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة ‪ ،‬آﻠﻴﺔ اﻟﺸﺮﻃﺔ ‪ ، 1997 ،‬ص ‪.52‬‬
‫ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪.‬‬ ‫)‪(15‬‬
‫د‪ .‬آﻨﻌ ﺎن اﻟ ﺴﻠﻤﻲ ‪ ،‬اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻹدارﻳ ﺔ واﻟﻘﻴﺎدﻳ ﺔ ﻟﻠﻤ ﺪﻳﺮ اﻟﻤﺘﻔ ﻮق‪،‬‬ ‫)‪(16‬‬
‫اﻟﻘﺎهﺮة ‪ ،‬دار ﻏﺮﻳﺐ ﻟﻠﻨﺸﺮ ‪ 1999‬ص ‪23‬‬
‫د‪ .‬أﺣﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ ‪ ،‬اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ودوره ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣ ﺔ‬ ‫)‪(17‬‬
‫اﻷداء اﻷﻣﻨﻲ ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻷﻣﻦ واﻟﻘ ﺎﻧﻮن‪ ،‬اﻟ ﺴﻨﺔ اﻟﺮاﺑﻌ ﺔ آﻠﻴ ﺔ ﺷ ﺮﻃﺔ دﺑ ﻲ ص‬
‫‪56‬‬
‫د‪ .‬أﺣﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟ ﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴ ﻞ‪ ،‬اﻟﻤﻬ ﺎرات اﻷﻣﻨﻴ ﺔ ودوره ﺎ ﻓ ﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣ ﺔ‬ ‫)‪(18‬‬
‫اﻷداء اﻷﻣﻨﻲ ‪ 1996 ،‬ص‪14‬‬
‫د‪ .‬أﺣﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ ‪ ،‬اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪15‬‬ ‫)‪(19‬‬
‫)‪ (20‬د‪ .‬أﺣﻤﺪ ﺿﻴﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺧﻠﻴﻞ ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ‪ ،‬ص ‪16‬‬
‫)‪(21‬أرواي ﺗﻴ ﺪ‪ ،‬ﻓ ﻦ اﻟﻘﻴ ﺎدة واﻟﺘﻮﺟﻴ ﻪ ﻓ ﻲ إدارة اﻷﻋﻤ ﺎل‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤ ﺔ ‪ :‬ﻣﺤﻤ ﺪ‬
‫ﻋﺒﺪاﻟﻔﺘﺎح إﺑﺮاهﻴﻢ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة دار اﻟﻨﻬﻀﺔ‪ ، 1965 ،‬ص‪78‬‬
‫)‪(22‬د‪.‬إﺑﺮاهﻴﻢ ﻋﺒ ﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﺷ ﻴﺤﺎ‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ‪ ،‬اﻻﺳ ﻜﻨﺪرﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻜﺘ ﺎب اﻟﻌﺮﺑ ﻲ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ‪ 1984 ،‬ص ‪.63‬‬

‫)‪(24‬ﻣﺪﻧﻲ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺎدر ‪ ،‬دراﺳﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠﻴ ﺔ ﻟﻠﻮﻇ ﺎﺋﻒ واﻟﻘ ﺮارات اﻹدارﻳ ﺔ ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫اﻟﺮﺑﺎط‪ ، 1981 ،‬ص ‪54‬‬
‫)‪(25‬ﻋﺒ ﺪاﻟﻜﺮﻳﻢ دروﻳ ﺶ ‪ ،‬أﺻ ﻮل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣ ﺔ ‪ ،‬اﻟﻘ ﺎهﺮة ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒ ﺔ اﻻﺗﺠﻠ ـﻮ‬
‫اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ‪ ، 1980 ،‬ص ‪43‬‬

‫‪19‬‬
 ‫)‪(26‬د‪.‬ﻧﻮاف آﻨﻌﺎن‪ ،‬اﻟﻘﻴﺎدة اﻹدارﻳﺔ ‪ ،‬ص ‪414‬‬
‫)‪(27‬د‪ .‬ﻋﺒﺎس اﺑﻮ ﺷﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻘﻴﺎدة ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬ص ‪.74-73‬‬

‫‪20‬‬