‫اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‬

‫اﻟﺤﻤﺪ ﷲ واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ رﺳﻮﻟﻪ اﻷﻣﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ وﺻﺤﺒﻪ أﺟﻤﻌﻴﻦ‬
‫وﺑﻌﺪ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺪ أهﺘﻢ اﻹﺳﻼم ﺑﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى اﻟﻔﺮد اﻟﻤﺴﻠﻢ وﺟﻌﻠﻪ ﻣﺴﺌﻮ ًﻻ‬
‫ﻋﻦ أﻣﻦ ﺑﻠﺪﻩ آﻤﺎ هﻮ ﻣﺴﺌﻮل ﻋﻦ أﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ وﻣﺎﻟﻪ وأﺳﺮﺗﻪ وآﻞ ﻣﺎ‬
‫ﻳﺨﺼﻪ‪ ،‬وهﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﻗﻊ ارﺗﻜﺎب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ‬
‫واﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺰﻳﺎدة ﻣﻌﺪﻻﺗﻬﺎ واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﺮﻓﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﺤﺎول‬
‫اﻟﻤﺠﺮﻣﻮن ﻓﻴﻪ ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﻟﻤﺎدﻳﺔ واﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﻣﻨﺠﺰات‬
‫اﻟﻌﻠﻢ وﻣﺨﺘﺮﻋﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ارﺗﻜﺎب ﺟﺮاﺋﻤﻬﻢ‪ ،‬واﻹﻓﻼت ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺔ اﻟﻌﺪاﻟﺔ‪.‬‬
‫وﻟﺌﻦ آﺎن ﺗﻮﻓﺮ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ رﺟﺎل اﻷﻣﻦ ﺿﺮورة ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷهﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ‬
‫ﻣﻦ اﻷهﻤﻴﺔ آﺬﻟﻚ ﺗﻮﻓﺮﻩ ﻋﻨﺪ آﻞ ﻣﻮاﻃﻦ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ وأن ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ اﻟﺤﻔﺎظ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺟﻤﻴﻊ ﻓﺌﺎت أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎر »اﻷﻣﻦ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ« وآﻞ‬
‫ﻣﻮاﻃﻦ هﻮ رﺟﻞ أﻣﻦ‪.‬‬
‫وﻓﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺤﺎﺿﺮة ﺳﻴﻜﻮن اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎهﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬أهﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻷﻣﻦ وﻣﺼﻄﻠﺤﺎﺗﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻤﻬﺎرات‪.‬‬
‫‪ -‬أهﺪاف اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫أو ًﻻ ‪ :‬ﻣﺎهﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪:‬‬
‫اﻟﺤﺲ ﻟﻐﺔ ‪ :‬ﺗﺤﺴﺲ اﻟﺨﺒﺮ أي ﺗﻄﻠﺒﻪ‪ ،‬ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ ‪}:‬ﻳﺎ ﺑﻨﻲ أذهﺒﻮا‬
‫ﻓﺘﺤﺴﺴﻮا ﻣﻦ ﻳﻮﺳﻒ وأﺧﻴﻪ{ )ﺳﻮرة ﻳﻮﺳﻒ‪،‬اﻵﻳﺔ ‪ .(٨٧‬وﺗﺤﺴﺴﺖ ﻣﻦ‬
 ‫اﻟﺸﻲء أي ﺗﺨﺒﺮت ﺧﺒﺮﻩ‪ ،‬واﻟﺤﺲ اﻹدراك ﺑﺄﺣﺪ اﻟﺤﻮاس اﻟﺨﻤﺲ‪.‬‬
‫وﻳﻌﺮف اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ اﺻﻄﻼﺣ ًﺎ ﺑﺘﻌﺎرﻳﻒ ﻋﺪة ﻣﻦ أهﻤﻬﺎ‪»:‬أﻧﻪ ذﻟﻚ‬
‫اﻟﺸﻌﻮر أو اﻹﺣﺴﺎس اﻟﻤﺘﻮﻟﺪ داﺧﻞ اﻟﻨﻔﺲ‪ ،‬واﻟﻤﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ أﺳﺒﺎب أو‬
‫ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﻘﺼﺪ ﻣﻨﻌﻬﺎ أو إﻟﻰ ﺿﺒﻂ‬
‫ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻬﺎ ﺑﻘﺼﺪ اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻴﻬﺎ« )ﺧﻠﻴﻞ‪ ،(١٩٩٧،‬وﻗﻴﻞ أﻧﻪ‪» :‬اﻟﺘﺤﺴﺲ‬
‫واﻟﺸﻌﻮر ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﻳﺨﻞ ﺑﺎﻷﻣﻦ‪ ،‬أو ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﺨﻮف«‬
‫)اﻟﺒﻴﺎﻧﻮﻧﻲ‪،١٤١٠،‬ص‪.(٥٣‬‬
‫وﻗﻴﻞ إﻧﻪ‪» :‬ذﻟﻚ اﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻟﻔﻄﺮي ﻟﺪى رﺟﻞ اﻷﻣﻦ واﻟﻤﻴﻞ اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ‬
‫واﻟﺸﻌﻮري واﻟﻨﻔﺴﻲ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اآﺘﺸﺎﻓﻪ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﺸﻌﺎرﻩ ﺑﻪ ﺛﻢ‬
‫ﺗﻌﻈﻴﻤﻪ اﻋﺘﻤﺎدًا ﻋﻠﻰ ﻣﻜﻮﻧﺎت داﺧﻠﻴﺔ ﻏﺎﻟﺒ ًﺎ ﻣﺎ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻓﻲ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺤﻜﻢ‬
‫ﺧﻠﻘﺘﻪ واﺳﺘﻌﺪادﻩ ﺳﺎﻋﻴ ًﺎ ﻧﺤﻮ اآﺘﺴﺎب ﺧﺒﺮات وﻣﻬﺎرات أﻣﻨﻴﺔ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﻗﻮة‬
‫اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ وﺗﻮارد اﻟﺨﻮاﻃﺮ وﺻﻮ ًﻻ إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻷﺣﺪاث ﺑﺼﻮرة ﻓﺎﺣﺼﺔ‬
‫وﻣﺘﺄﻧﻴﺔ‪ ،‬دون أن ﺗﺘﺠﺎوز وﻣﻀﺎت اﻟﺤﺪث اﻷﻣﻨﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺮض ﻟﻪ أو ﻳﺘﺒﻊ‬
‫ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ أو ﻳﻌﺮض ﻋﻠﻴﻪ أو ﻳﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻴﻪ« )اﻟﺸﻬﺎوي‪.(١٩٩٧،‬‬
‫وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ذﻟﻚ ﻓﺎﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪» :‬ﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ‬
‫ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻳﻤﺘﻠﻜﻬﺎ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻷﺷﻴﺎء وإدراآﻬﺎ واﻟﺘﻤﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﺎ‪ ،‬وﻣﻦ ﺛﻢ‬
‫ﺗﻔﺴﻴﺮهﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮًا ﺻﺤﻴﺤﺎً‪ ،‬واﻟﺘﻮﻗﻊ اﻟﺼﺎدق ﻟﻜﻞ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت آﻤﺎ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ‬
‫أن ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ اﻷﺧﻄﺎر وﻳﻌﺮف ﻣﺼﺎدرهﺎ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﻗﺒﻞ وﻗﻮﻋﻬﺎ أو ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ﺑﻔﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻮر وﻗﻮﻋﻬﺎ« )اﻟﺴﻌﻴﺪ‪،١٩٩٥،‬ص‪.(٢٠‬‬
‫وﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﻘﺘﺼﺮ هﺬا اﻟﻤﻔﻬﻮم ﻋﻠﻰ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ‪ ،‬ﺑﻞ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﻳﺘﺴﻢ‬
‫أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﺑﺎﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ أﻳﻀًﺎ آﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻣﻦ هﻨﺎ آﺎن ﺑﻴﻦ هﺬا‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع وﻣﻮﺿﻮع »اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ« ﺻﻠﺔ ﻗﻮﻳﺔ‪.‬وﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﺼﻄﻠﺢ‬
‫»اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ« ﻓﻲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت واﻟﺬي ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺸﺎرآﺔ ﺟﻤﻴﻊ أﻓﺮاد‬
‫اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ آﻞ ﺑﻘﺪر ﻃﺎﻗﺘﻪ وﻣﺴﺘﻮاﻩ وﺗﺨﺼﺼﻪ«‬
‫ﻓﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﺑﻜﻞ اﻟﻤﺴﺘﺠﺪات اﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﺘﻌﺎون ﺑﻴﻦ رﺟﺎل اﻷﻣﻦ‬
‫وﺑﻴﻦ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ أﻣﺮًا ﺣﺘﻤﻴﺎً‪ ،‬ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن ذاﺗﻪ‬
‫وﻣﻘﻮﻣﺎت ﺣﻴﺎﺗﻪ‪ .‬ﻟﺬا ﺳﻌﺖ إﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ هﺬا اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة‬
‫اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وآﺜﻴﺮًا ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ )أﺑﻮ ﺷﺎﻣﺔ‪،١٩٩٩،‬ص‪.(٣‬‬

‫ﺑﻴﺪ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻧﺸﺄة هﺬﻩ اﻟﻔﻜﺮة ﻗﺪﻳﻤﺔ‪ ،‬وﻧﻮﺿﺢ ذﻟﻚ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪ - ١‬اﻟﺤﺴﺒﺔ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﺣﻴﺚ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﻬﻰ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ ﻓﻲ‬
‫اﻹﺳﻼم اﻟﺬي هﻮ ﻣﺒﺪأ أﺻﻴﻞ ورآﻦ أﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ﻗﺼﺔ ﻣﺒﺎدرة أﺣﺪ أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺷﺄن ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ‬
‫اﻟﺴﻼم‪ ،‬اﻟﺘﻲ ورد ذآﺮهﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ‪}:‬وﺟﺎء رﺟﻞ ﻣﻦ‬
‫أﻗﺼﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﺴﻌﻰ ﻗﺎل ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ أن اﻟﻤﻸ ﻳﺄﺗﻤﺮون ﺑﻚ ﻟﻴﻘﺘﻠﻮك ﻓﺎﺧﺮج‬
‫أﻧﻰ ﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺻﺤﻴﻦ‪ ،‬ﻓﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﺋﻔ ًﺎ ﻳﺘﺮﻗﺐ ﻗﺎل رب ﻧﺠﻨﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﻮم‬
‫اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ{ )ﺳﻮرة اﻟﻘﺼﺺ‪ ،‬اﻵﻳﺔ ‪.(٢١-٢٠‬‬
‫‪ -٣‬ﺣﻠﻒ اﻟﻔﻀﻮل ﺣﻴﺚ اﺟﺘﻤﻌﺖ ﺑﻄﻮن ﻗﺮﻳﺶ وﺗﻌﺎهﺪوا ﻋﻠﻰ رد اﻟﻤﻈﺎﻟﻢ‬
‫ﺑﻤﻜﺔ وﺣﻀﺮﻩ اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﻌﺜﺔ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٤‬ﻗﺼﺔ زﻳﺪ ﺑﻦ اﻷرﻗﻢ ﻣﻊ رأس اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻋﺒﺪ اﷲ ﺑﻦ أﺑﻲ ﺳﻠﻮل ﻗﺎل‬
‫ﺗﻌﺎﻟﻰ‪} :‬هﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻻ ﺗﻨﻔﻘﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ رﺳﻮل اﷲ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻔﻀﻮا‬
‫وﷲ ﺧﺰاﺋﻦ اﻟﺴﻤﻮات واﻷرض وﻟﻜﻦ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻻ ﻳﻔﻘﻬﻮن‪ .‬ﻳﻘﻮﻟﻮن ﻟﺌﻦ‬
‫رﺟﻌﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﺨﺮﺟﻦ اﻷﻋﺰ ﻣﻨﻬﺎ اﻷذل وﷲ اﻟﻌﺰة وﻟﺮﺳﻮﻟﻪ‬
‫وﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ وﻟﻜﻦ اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن{ )ﺳﻮرة اﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮن‪ ،‬اﻵﻳﺔ ‪.(٨-٧‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﺸﻮاهﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬ﻣﺎ وﻗﻊ ﺣﻴﻨﻤﺎ ذهﺐ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ‬
‫اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ إﻟﻰ ﻣﻨﺰل اﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﻗﺒﻞ إﺳﻼﻣﻪ وآﺎن ﺑﺪاﺧﻞ‬
‫اﻟﻤﻨﺰل ﺳﻌﻴﺪ‪ ،‬وﺧﺒﺎب ﺑﻦ اﻷرت‪ ،‬وﻓﺎﻃﻤﺔ زوج ﺳﻌﻴﺪ‪ ،‬ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻌﻮا ﺻﻮت‬
‫ﻋﻤﺮ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﺗﻐﻴﺐ ﺧﺒﺎب‪ ،‬وﺧﺒﺄت ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ‬
‫)اﺑﻦ هﺸﺎم‪،‬ج‪ ،١‬ص‪.(٣٤٤‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴًﺎ ‪ :‬أهﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪:‬‬

‫‪ - ١‬ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺪرة رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺪاع واﻻﺑﺘﻜﺎر ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٤‬ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻟﺘﻨﺒﺆ واﻟﺘﻮﻗﻊ ﻟﻠﻤﺨﺎﻃﺮ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻗﺒﻞ وﻗﻮﻋﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ - ٥‬ﻳﺆدي إﻟﻰ آﺸﻒ ﻏﻤﻮض اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﺑﻌﺪ وﻗﻮﻋﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ - ٦‬ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ‪.‬‬
‫‪ - ٧‬ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ إدراك اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮن ﻟﻬﺎ دﻻﻟﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة‪.‬‬
‫‪ - ٨‬ﻳﺰﻳﺪ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻐﻼل اﻟﻔﺮص اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٩‬ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻤﻈﺎهﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ اﻷﻣﻨﻲ ارﺗﺒﺎﻃ ًﺎ ﻳﻘﺒﻠﻪ اﻟﻌﻘﻞ‬
‫واﻟﻤﻨﻄﻖ‪.‬‬
‫‪ - ١٠‬ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻧﺠﺎح رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺪى ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪﻳﻪ وﺣﺴﻦ اﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة‪.‬‬
‫‪ - ١١‬ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺮﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ دﻗﺔ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ‪.‬‬
 ‫‪ -١٢‬ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺮﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ اﻟﺬات‪.‬‬
‫‪ - ١٣‬ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ‬
‫اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪.‬‬
‫‪ - ١٤‬اﻟﺘﻨﻜﺮ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻳﺼﻴﺐ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﻘﺪر آﺒﻴﺮ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻨﻘﺺ‪.‬‬
‫‪ - ١٥‬ﻓﻘﺪان اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻳﺼﻴﺐ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﺎﻟﺠﻤﻮد‪.‬‬
‫‪ - ١٦‬ﻣﻬﺎرة اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺮﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﺗﻌﺪ اﻟﻤﻬﺎرة اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ واﻟﻔﺎﺋﺪة‬
‫ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ - ١٧‬اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻهﺘﻤﺎم واﻟﺪراﺳﺔ ﻹﺑﺮاز دورﻩ‬
‫اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜ ًﺎ‪:‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻤﺼﻄﻠﺤﺎت‪:‬‬

‫ﻳﺘﺸﻜﻞ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﺎﻟﻤﺮاس واﻟﺨﺒﺮة واﻟﻔﺮاﺳﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﻮﻋﻲ‬

‫اﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ ﻟﺪى رﺟﻞ اﻷﻣﻦ‪ ،‬وﻗﻮة اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ واﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻓﻲ اﻷﻣﻮر‪ ،‬واﻟﺤﻜﻢ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﺎ واﻟﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻷﺣﺪاث‪ ،‬وﻣﻌﺮﻓﺔ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺸﺎذة واﻟﻤﻠﻔﺘﺔ ﻟﻠﻨﻈﺮ‪ ،‬وﻻ‬
‫ﺷﻚ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ واﻷﻣﻦ اﻟﻔﻜﺮي ﻣﺘﻼزﻣﺔ إذ آﻠﻤﺎ آﺎن‬
‫ﻳﻌﻴﺶ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻔﻜﺮي ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ وﻣﺤﻴﻄﻪ ﻳﻜﻮن أآﺜﺮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ‬
‫ﻼ ﻣﻊ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪).‬ﻣﺠﻠﺔ اﻷﻣﻦ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ اﻟﻌﺪد )‪(٤٢٢‬‬ ‫وﺗﻔﺎﻋ ً‬
‫رﺑﻴﻊ اﻷول ‪١٤١٤‬هـ(‪.‬‬

‫وﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ‪:‬‬

‫أوﻟﻬﻤﺎ‪ :‬ﻋﻨﺎﺻﺮ ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ وﺟﺪاﻧﻴﺔ أو ﺣﺴﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﻮر‬

‫اﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ أو اﻹﺣﺴﺎس اﻟﺬاﺗﻲ ﺗﺠﺎﻩ أﻣﺮ ﻳﺠﻌﻞ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ‬
‫ﺑﻮﺟﻮدﻩ‪ ،‬وﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﺣﺪوﺛﻪ‪.‬‬
‫وﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ‪ :‬ﻋﻨﺎﺻﺮ ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ أو ﻋﻘﻼﻧﻴﺔ وهﻲ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺘﻲ‬
‫ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﻌﺪ ﺣﺪوث ﺗﻠﻚ اﻟﻮﻣﻀﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﺮﺟﻞ اﻷﻣﻦ‬
‫واﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻪ إﺣﺴﺎس ﻋﻘﻼﻧﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺒﺒﺎت ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ وﺿﻮاﺑﻂ‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺗﺒﺮر ذﻟﻚ اﻹﺣﺴﺎس اﻟﺬاﺗﻲ )اﻟﺒﻴﺎﻧﻮﻧﻲ‪،١٤١٠،‬ص‪.(٥٣‬‬
 ‫راﺑﻌًﺎ ‪ :‬اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ‪:‬‬

‫اﻋﺘﻨﻰ اﻹﺳﻼم ﺑﺎﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ وﺣﺜﻪ‬

‫ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺳﻮاء اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ أو اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫آﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ‪} :‬وﻻ ﺗﻘﻒ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ أن اﻟﺴﻤﻊ واﻟﺒﺼﺮ‬
‫واﻟﻔﺆاد آﻞ أوﻟﺌﻚ آﺎن ﻋﻨﻪ ﻣﺴﺆو ًﻻ{ )ﺳﻮرة اﻹﺳﺮاء‪،‬اﻵﻳﺔ‪ .(٣٦‬وﻗﻮﻟﻪ‬
‫ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ )آﻠﻜﻢ راع‪ ،‬وآﻠﻜﻢ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ رﻋﻴﺘﻪ( إﻟﻰ ﺁﺧﺮ‬
‫اﻟﺤﺪﻳﺚ‪ .‬وﻗﺼﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ واﺿﺤﺔ ﻣﻊ ﻋﻤﻴﺮ ﺑﻦ‬
‫وهﺐ اﻟﺠﻤﺤﻲ اﻟﺬي ﻗﺪم إﻟﻰ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﻏﺰوة ﺑﺪر وآﺎن ﻳﻨﻮي اﻟﺸﺮ‬
‫ﻟﻠﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎب رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ‬
‫ﻣﻦ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ أن ﻋﻤﻴﺮ ﻳﻨﻮي اﻟﺴﻮء ﻟﻠﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‪.‬‬
‫آﺎﻧﺖ اﻟﻔﺮاﺳﺔ ﻣﻦ ﻃﺮق اﻹﺛﺒﺎت اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻋﻨﺪ اﻟﻌﺮب ﻗﺒﻞ اﻹﺳﻼم‪ ،‬إﻟﻰ‬
‫ﺟﺎﻧﺐ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﺛﺒﺎت اﻷﺧﺮى اﻟﺸﺒﻴﻪ‪ ،‬واﻷﺛﺮ أي اﻟﺪراﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺁﺛﺎر‬
‫اﻷﻗﺪام‪ .‬واﺳﺘﻤﺮ اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ اﻹﺳﻼم ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻔﺮاﺳﺔ‪ ،‬وﻓﻲ ذﻟﻚ ﻗﺎل أﺑﻦ‬
‫ﻗﻴﻢ اﻟﺠﻮزﻳﺔ‪» :‬وﻟﻢ ﻳﺰل ﺣﺬاق اﻟﺤﻜﺎم واﻟﻮﻻة ﻳﺴﺘﺨﺮﺟﻮن اﻟﺤﻘﻮق‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺮاﺳﺔ واﻷﻣﺎرات ‪ ...‬وﻗﻞ ﺣﺎآﻢ أو وا ٍل اﻋﺘﻨﻰ ﺑﺬﻟﻚ )اﻟﻔﺮاﺳﺔ(‪ ،‬وﺻﺎر‬
‫ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻣﻠﻜﺔ إﻻ وﻋﺮف اﻟﻤﺤﻖ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﻄﻞ وأوﺻﻞ اﻟﺤﻘﻮق إﻟﻰ أهﻠﻬﺎ«‪.‬‬
‫ﻗﺎل ﻋﺰ وﺟﻞ‪}:‬إن ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻵﻳﺎت ﻟﻠﻤﺘﻮﺳﻤﻴﻦ{‪ ،‬وﻗﺎل رﺳﻮل اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ‪) :‬اﺗﻘﻮا ﻓﺮاﺳﺔ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻨﻮر اﷲ(‪ ،‬وورد ﻓﻲ اﻷﺛﺮ‬
‫»ﻣﺎ أﺿﻤﺮ أﺣﺪ ﺷﻴﺌ ًﺎ إﻻ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻓﻠﺘﺎت ﻟﺴﺎﻧﻪ وﺻﻔﺤﺎت وﺟﻬﻪ«‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺼﺔ ﺳﻘﺎة ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻲ ﻏﺰوة ﺑﺪر‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺼﺔ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ اﻟﻴﻤﺎن رﺿﻲ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻏﺰوة اﻷﺣﺰاب‪.‬‬
‫ﺧﺎﻣﺴ ًﺎ ‪ :‬اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻷﻣﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪:‬‬
‫ﺗﺴﻬﻢ اﻟﺪول واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﺑﺘﺪرﻳﺐ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ‬
‫ﻣﺴﺘﻤﺮ‪ ،‬وﺗﺰداد أهﻤﻴﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺐ أآﺜﺮ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻷﻣﻦ وذﻟﻚ ﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫ﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ وﻣﻬﺎراﺗﻬﻢ وﺗﺄهﻴﻠﻬﻢ ﻟﻤﺒﺎﺷﺮة اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ واﻟﻤﻬﺎم واﻟﻤﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻲ‬
‫ﻳﺘﻮﻟﻮﻧﻬﺎ ﺑﻜﻞ آﻔﺎءة وﻣﻘﺪرة‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ هﺬا ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺮآﻴﺰة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻨﺠﺎح اﻟﻌﻤﻞ‪ .‬واﻟﻤﺮاد‬
‫ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻤﻀﻤﻮن ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﻤﺮادف أﺣﻴﺎﻧﺎ‬
‫ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﻞ ﻧﻘﻞ ﺻﻔﺔ أو ﺧﺎﺻﻴﺔ أو ﺳﻠﻮك أو أداء ﻣﻦ ﺷﺨﺺ إﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ‬
‫إﻃﺎر أهﺪاف اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺘﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واآﺘﺴﺎب ﻃﺮق‬
‫واﺗﺠﺎهﺎت وﻣﻬﺎرات اﻷداء اﻟﻤﺘﻤﻴﺰ‪ ،‬وآﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﺼﺮف‪.‬وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن ﻧﺠﺎح أي‬
‫ﻣﻨﺸﺄة ﻓﻲ أداء أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ إﻧﻤﺎ ﻳُﻌﺰى إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ‬
 ‫ﻟﻤﻨﺴﻮﺑﻴﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻳﻌﺪ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻣﻦ أهﻢ اﻷدوات اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻹدارة اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ إذ اﻧﻪ ﻳﺰﻳﺪ‬
‫ﻣﻦ آﻔﺎءة اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ وﻳﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺗﻬﻢ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻧﻪ ﻳﺤﻘﻖ اﻻﻧﺴﺠﺎم‬
‫ﺑﻴﻨﻬﻢ وذﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻷداء اﻟﻀﻌﻴﻒ ﻓﻴﻬﻢ ورﻓﻌﻪ إﻟﻰ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى أﻋﻠﻰ‪ .‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﻮاﻃﻦ اﻟﻘﻮة‬
‫واﻟﻀﻌﻒ ﻟﺪى اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ وﻳﺴﺎﻋﺪ اﻹدارة ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻹﺷﺮاف ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻓﻘ ًﺎ‬
‫ﻟﻈﺮوﻓﻬﻢ وﻗﺪراﺗﻬﻢ آﻤﺎ ﻳﺆدي اﻟﺘﺪرﻳﺐ إﻟﻰ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ وﺗﻮﻃﻴﺪ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﻣﻊ رؤﺳﺎﺋﻬﻢ‪.‬‬
‫وﻻ ﻳﻌﺰب ﻋﻦ اﻟﺒﺎل اﻟﻄﻔﺮة اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ اﻟﺤﺎﺿﺮ‬
‫واﻟﺤﺎﺟﺔ اﻟﻤﻠﺤﺔ إﻟﻰ ﺗﻮﻇﻴﻒ هﺬﻩ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻟﺨﺪﻣﺔ اﻷﻏﺮاض‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻓﻲ آﺎﻓﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻨﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ واﻷهﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰم ﺑﺎﻟﻀﺮورة‬
‫ﺗﻮﺟﻪ اﻟﺘﺪرﻳﺐ إﻟﻰ هﺬﻩ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺳﻮاء ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪاﻣﺎﺗﻬﺎ‪،‬أو‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄدواﺗﻬﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺧﺪﻣﺔ ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ اﻓﻀﻞ‪.‬‬

‫اﻷهﺪاف ‪ ...‬اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻷﻣﻨﻲ ‪:‬‬

‫هﻨﺎك اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷهﺪاف اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻣﻲ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺪرﻳﺒﻴﺔ وﻣﻦ ذﻟﻚ‪:‬‬
‫‪ -١‬ﺻﻘﻞ ﻣﻬﺎرات رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻋﻠﻤﻴ ًﺎ وﻋﻤﻠﻴ ًﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺄداﺋﻪ‬
‫اﻟﻤﻬﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬إﻋﺪاد وﺗﺄهﻴﻞ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ آﺎﻓﺔ اﻟﻤﺘﻄﻠﺒﺎت واﻟﻤﻬﺎم اﻷﻣﻨﻴﺔ‬
‫اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬ﻧﺸﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻓﻖ ﻣﻨﻈﻮر اﻷﻣﻦ اﻟﺸﺎﻣﻞ‪.‬‬
‫‪ -٤‬زﻳﺎدة اﻟﻜﻔﺎءة اﻹدارﻳﺔ واﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ وﺗﺤﺴﻴﻦ أﺳﻠﻮب اﻹدارة‪.‬‬
‫‪ - ٥‬ﺗﺤﻘﻴﻖ رﻏﺒﺎت اﻟﻤﺘﺪرﺑﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﻮ واﻟﺘﻘﺪم وإﺷﺒﺎع ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻣﻤﺎ‬
‫ﻳﺆدي إﻟﻰ رﻓﻊ روﺣﻬﻢ اﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ وﺷﻌﻮرهﻢ ﺑﺎﻷهﻤﻴﺔ داﺧﻞ ﻣﻨﻈﻤﺎﺗﻬﻢ‪.‬‬
‫‪ - ٦‬إﻋﺪاد اﻟﻤﺘﺪرﺑﻴﻦ ﻟﺸﻐﻞ اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻷﻋﻠﻰ ذات اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻷآﺒﺮ ﻣﻦ‬
‫وﻇﺎﺋﻔﻬﻢ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٧‬ﺗﺪرﻳﺐ اﻟﻤﺘﺪرﺑﻴﻦ ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺣﻞ اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٨‬ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻷﺧﻄﺎء واﻟﺜﻐﺮات‪.‬‬
‫‪ - ٩‬ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺳﻤﻌﺔ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - ١٠‬ﺗﺤﺼﻴﻦ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
 ‫ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻷﻣﻨﻲ‪) :‬اﻟﻜﺒﻴﺴﻲ‪ ،١٤٢٣،‬ص‪(٣٨‬‬

‫‪ - ١‬ﻳﻌﺪ اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻷﻣﻨﻲ ﺗﺪرﻳﺒ ًﺎ اﻧﻀﺒﺎﻃﻴ ًﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة اﻟﻤﻌﺎرف‬

‫وإآﺴﺎب اﻟﺨﺒﺮات وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎرات‪.‬‬
‫‪ - ٢‬اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﺎﻟﺠﺮﻋﺎت اﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺒﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬اﻟﺘﺪرﻳﺐ هﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ وﻗﺎﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٤‬اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻷﻣﻨﻲ هﻮ اﺳﺘﺜﻤﺎر ﺣﻘﻴﻘﻲ‪.‬‬
‫‪ -٥‬اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻷﻣﻨﻲ هﻮ ﺗﺪرﻳﺐ ﻣﻴﺪاﻧﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻲ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺴ ًﺎ ‪ :‬ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻷﻣﻦ ‪:‬‬

‫إن ﻣﻦ أهﻢ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﺑﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ وﺣﺎﺿﺮهﺎ وﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ هﻮ‬

‫اﻷﻣﻦ‪ ،‬أﻣﻦ اﻟﺬات‪ ،‬وأﻣﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‪ ،‬وأﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ‪ .‬واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ‬
‫اﻷﻣﻦ ﻓﻲ أي ﺑﻠﺪ آﺜﻴﺮة وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وﻣﻨﻬﺎ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﻣﻨﻬﺎ‬
‫اﻟﻤﺸﺘﺮك ﺑﻴﻦ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ وﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‬
‫اﻟﺘﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎن دﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ آﺎﻟﺤﺮوب وارﺗﻜﺎب اﻟﺠﺮاﺋﻢ واﻟﺘﺨﺮﻳﺐ واﻹﻓﺴﺎد‬
‫وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ هﻮ ﺧﺎرج ﻋﻦ إرادﺗﻪ آﺎﻟﺰﻻزل واﻟﺒﺮاآﻴﻦ واﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎت‬
‫واﻟﻌﻮاﺻﻒ واﻟﻨﻮازل اﻷﺧﺮى وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻷهﻤﻴﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﺼﻮى ﻓﻲ ﺣﻴﺎة‬
‫اﻟﻨﺎس ﺟﺎءت ﺿﺮورة دراﺳﺘﻪ واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ أﻣﻮر اﻟﻨﺎس‬
‫وﻳﺆﻣﻦ ﻟﻬﻢ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ اﻟﻤﻨﺸﻮدة )اﻟﺠﺤﻨﻲ‪،١٤١٠،‬ص‪.(١١‬‬

‫اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ‪:‬‬

‫أن أﺻﻞ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻳﻌﻨﻲ‪ :‬ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ اﻟﻨﻔﺲ وزوال اﻟﺨﻮف ‪.‬‬
‫اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﻻﺻﻄﻼح‪:‬‬
‫إن آﻠﻤﺔ اﻷﻣﻦ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻠﺼﻴﻘﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺻﻮر اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬
‫اﻟﺘﻲ ﻳﺰاوﻟﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻷرض‪ ،‬وهﻲ ﻓﻜﺮة ﺗﺮﺗﺒﻂ ارﺗﺒﺎﻃ ًﺎ وﺛﻴﻘًﺎ ﺑﺸﺘﻰ‬
‫ﺻﻮر اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ووﺳﺎﺋﻞ إﺷﺒﺎﻋﻬﺎ وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن أﺑﻌﺎد اﻷﻣﻦ ﺗﺘﻌﺪد‬
‫ﺑﺘﻌﺪد ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﺻﻮر اﻟﺤﺎﺟﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﻴﻦ‬
‫إﺷﺒﺎﻋﻬﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸﺮوﻋﺔ وﻓﻲ ﻣﻨﺎخ ﺁﻣﻦ ﻣﺴﺘﻘﺮ ‪.‬‬
‫وﺣﺘﻰ ﻳﻐﻄﻲ ﻣﻔﻬﻮم اﻷﻣﻦ هﺬا اﻻﺗﺴﺎع ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺤﺪد ﻟﻤﻌﺎﻧﻴﻪ وأﺑﻌﺎدﻩ ﻓﻘﺪ‬
‫اﺗﺠﻪ اﻟﻔﻜﺮ اﻷﻣﻨﻲ إﻟﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺤﺴﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆآﺪ‬
‫اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس أﻓﺮاد اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وآﻞ ﻣﺎ ﻳﺒﻌﺪ أﺳﺒﺎب اﻟﺨﻮف‬
‫واﻟﻘﻠﻖ ﻋﻦ ﻣﺴﺎر أﻧﺸﻄﺘﻬﻢ ﺑﺸﺘﻰ ﺻﻮرهﺎ ﺳﻌﻴ ًﺎ وراء إﺷﺒﺎع اﻷهﺪاف‬
‫اﻟﻤﺎدﻳﺔ واﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن‪.‬‬
‫وﻓﻲ رأﻳﻨﺎ أن اﻷﻣﻦ هﻮ ﻧﺘﺎج ‪» :‬ﻣﺤﺼﻠﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات‬
‫اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ واﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ واﻟﻌﻘﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬهﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﺼﻴﺎﻧﺘﻪ واﺳﺘﺘﺒﺎﺑﻪ‬
‫داﺧﻠﻴ ًﺎ وﺧﺎرﺟﻴًﺎ اﻧﻄﻼﻗًﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﻦ ﺑﻬﺎ اﻷﻣﺔ وﻻ ﺗﺘﻌﺎرض أو‬
‫ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ اﻟﻤﻘﺎﺻﺪ واﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻤﻌﺘﺒﺮة« )اﻟﺠﺤﻨﻲ‪،١٤١٠،‬ص‪.(١١‬‬

‫وهﺬا اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﻗﺪ روﻋﻲ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ إذ أن ﻣﺴﺄﻟﺔ اﻷﻣﻦ‬

‫وﺗﻮﻓﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻟﺨﺎرﺟﻲ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻟﺸﻤﻮل وإﻟﻰ ﺧﻄﻂ‬
‫ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ واﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺗﺒﺪأ أول ﻣﺎ ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﺸﺄة ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫اﻷﺳﺮة اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺛﻢ اﻟﻤﺪرﺳﺔ‪ ،‬ووﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم واﻟﻤﺴﺠﺪ واﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﺮورًا‬
‫ﺑﻤﺮاﺣﻞ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺨﻄﻂ اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻟﻤﻨﻊ أي إﺧﻼل أو ﺧﺮوق‬
‫ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ واﻷﻋﺮاف‪ .‬وﺣﻴﻦ ﻻ ﺗﻔﻠﺢ هﺬﻩ اﻟﺠﺴﻮر واﻟﺴﻴﺎﺟﺎت اﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ‬
‫واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻓﺎﻧﻪ ﻳﺠﺊ ﺳﻴﺎج اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻘﺎﺑﻲ‪ ،‬اﻻﺳﺘﺼﻼﺣﻲ‪،‬‬
‫وﻣﺎ ﻳﺘﺒﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ إرﺷﺎد وﺗﻘﻮﻳﻢ وﻋﻼج هﻮ ﻣﺪار ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﻌﻘﻮﺑﺔ‪ .‬وﻣﻦ هﺬا‬
‫اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ارﺗﺒﻄﺖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ وﺁﻓﺎق ازدهﺎرهﺎ ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
‫واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي‪.‬‬

‫ﺳﺎدﺳ ًﺎ ‪ :‬اﻟﻤﻬﺎرات‪:‬‬

‫ﻻ ﺷﻚ أن اﻷداء اﻟﺬي ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءة واﻟﺘﻤﻴﺰ واﻟﺪﻗﺔ‪ ،‬وﻳﺤﻘﻖ أﻓﻀﻞ‬

‫اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﺎ هﻮ إﻻ ﺣﺼﻴﻠﺔ ﻣﻬﺎرات وﻗﺪرات اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﺪرﻳﺐ واﻟﺨﺒﺮات‪،‬‬
‫وﻗﺪ ﻋﺮف اﻟﺒﻌﺾ اﻟﻤﻬﺎرة ﺑﺄﻧﻬﺎ‪» :‬اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل‬
‫ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﺪﻗﺔ واﻟﺴﻬﻮﻟﺔ واﻟﺴﻴﻄﺮة ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺬﻟﻪ اﻟﻔﺮد ﻣﻦ ﺟﻬﺪ ووﻗﺖ«‬
‫)آﻨﻌﺎن‪،١٩٨٢،‬ص‪ .(٢٩٧‬وﻗﻴﻞ أﻧﻬﺎ‪» :‬اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ أداء ﻋﻤﻞ ﻣﺎ‬
‫ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام أﺳﺎﻟﻴﺐ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎءة واﻟﺘﻤﻴﺰ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻋﻠﻰ وأﻓﻀﻞ«‬
‫)اﻟﺴﻠﻤﻲ‪،١٩٩٩،‬ص‪.(٢٣‬‬
‫واﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص هﻲ ‪»:‬اﻟﺤﺼﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮاﻓﺮ ﻟﺮﺟﻞ‬
‫اﻷﻣﻦ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻌﺎرﻓﻪ وﺧﺒﺮاﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﻘﻴﺎم‬
‫)ﺑﻮاﺟﺒﻪ( ودورﻩ اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻟﻲ ﻣﻨﻊ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ وﺿﺒﻂ ﻣﺮﺗﻜﺒﻴﻬﺎ«‬
‫)ﺧﻠﻴﻞ‪ ،١٩٩٦،‬ص‪.(٥٦‬‬
 ‫ﻧﺸﺄة ﻣﻬﺎرة اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪:‬‬

‫ﺗﻤﺮ اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ دورة ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﺑﺜﻼث ﻣﺮاﺣﻞ رﺋﻴﺴﺔ‪:‬‬

‫أ‪ -‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﺸﺄة واﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‪:‬‬

‫وﺗﺒﺪأ هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪء اﻧﻀﻤﺎم رﺟﻞ اﻷﻣﻦ إﻟﻰ أﺣﺪ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻷﻣﻦ‬
‫ﻟﺘﺄهﻴﻠﻪ اﺳﺘﻌﺪادًا ﻟﺘﻮﻟﻲ ﻣﻬﺎم اﻟﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬وﻗﺪ ﺗﻤﺘﺪ هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻟﺘﺸﻤﻞ‬
‫ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎة رﺟﻞ اﻷﻣﻦ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺤﺮص ﻣﺮﺟﻌﻪ وﺣﺮﺻﻪ‬
‫اﻟﺪاﺋﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ واﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﻤﻬﻨﻲ‪ ،‬دون اﻻآﺘﻔﺎء ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى وﻇﻴﻔﻲ ﻣﻌﻴﻦ‪ ،‬وإﻧﻤﺎ رﺳﺎﻟﺘﻪ اﻷﻣﻨﻴﺔ وﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﺗﻔﺮض‬
‫ﻋﻠﻴﻪ دوﻣ ًﺎ اﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺪرﻳﺐ واآﺘﺴﺎب اﻟﻤﻬﺎرات‪.‬‬

‫ب‪ -‬ﻣﺮﺣﻞ اﻟﺼﻘﻞ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ‪:‬‬

‫وﺗﺄﺗﻲ هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﺎﻟﻴﺔ ﻟﺴﺎﺑﻘﺘﻬﺎ‪ ،‬وﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﻲ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ إﻟﻰ‬
‫ﺻﻘﻞ ﻣﻬﺎراﺗﻪ‪ ،‬واﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮهﺎ‪.‬‬
‫ج ‪ -‬ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻀﺞ‪:‬‬
‫وﺗﻤﺜﻞ هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻗﻤﺔ اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ أﻗﺼﻰ‬
‫درﺟﺎت اﻟﻌﻄﺎء ﻓﻲ اﻷداء اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫وﺑﺮﻏﻢ ﻣﺎ ﺗﻤﺜﻠﻪ هﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺬات ﻣﻦ أهﻤﻴﺔ آﺒﻴﺮة ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ‬
‫ﻻ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻻهﺘﻤﺎم اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ‪ ،‬وﻟﻌﻞ ذﻟﻚ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﻎ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ‬
‫ﻣﻦ اﺳﺘﻨﺰاف‪ ،‬ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻤﺘﺰاﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮل دون إﻣﻜﺎن ﺗﻔﺮغ‬
‫اﻟﻘﻴﺎدات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﺘﺪوﻳﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻬﺎرات واﻟﻤﻌﺎرف ﻓﻲ ﻗﺎﻟﺐ ﻋﻠﻤﻲ‪ ،‬ﻳﻌﻴﻦ‬
‫اﻟﻜﻮادر اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻼﺳﺘﺮﺷﺎد ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫وﺣﺘﻰ ﻳﻤﻜﻦ اآﺘﺴﺎب اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ إﻋﺪاد ﺑﺮاﻣﺞ‬
‫ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻹآﺴﺎﺑﻬﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻬﺎرات‪.‬‬

‫واﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﺮﺟﻞ اﻷﻣﻦ آﺜﻴﺮة وﻟﻜﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ‬
‫اﻟﻤﺜﺎل ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﺎرة اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﺎرة اﻟﺘﺒﺼﺮ ﺑﺄﺑﻌﺎد اﻟﺤﺪث أو اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﺎرة اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻔﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﺎرة اﻻﺗﺼﺎل )اﻻﻃﻼع واﻟﻘﺮاءة‪ ،‬اﻻﺳﺘﻤﺎع‪ ،‬اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ‪ ،‬اﻹﻗﻨﺎع(‪.‬‬
 ‫‪ -‬ﻣﻬﺎرة اﻟﻠﻐﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﺎرة إدارة اﻟﻤﺨﺎﻃﺮ واﻷزﻣﺎت‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﺎرة إدارة اﻟﻮﻗﺖ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﺎرة اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﺎرة اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﺎرة اﻟﻤﺮاﻗﺒﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻤﻬﺎرات اﻹدارﻳﺔ واﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﺎرة ﺣﺴﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺴﻼح‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻤﻬﺎرات اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ‪.‬‬

‫ﺳﺎﺑﻌ ًﺎ ‪ :‬أهﺪاف اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪:‬‬

‫إن ﻟﻠﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى رﺟﺎل اﻷﻣﻦ ﻋﺪة أهﺪاف ﻣﻦ أهﻤﻬﺎ‪ :‬ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻹﻧﺴﺎن‬
‫واﻟﻤﻨﺠﺰات وﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ واﻟﺴﻜﻴﻨﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺗﻜﺮﻳﺲ ﺳﻴﺎدة اﻟﻨﻈﺎم‬
‫واﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﻌﺪاﻟﺔ‪ ،‬وﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﺜﻮاﺑﺖ‪ ،‬واﻟﻜﺸﻒ‬
‫ﻋﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﺨﻄﺮ اﻹﺟﺮاﻣﻲ وهﻮ ﻣﺎ زال ﻓﻲ ﻣﻬﺪﻩ ﻟﻢ ﻳﺮى اﻟﻨﻮر‪،‬‬
‫واﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺪون اﻟﻌﺪة ﻟﻠﻨﻴﻞ ﻣﻦ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار‪.‬‬
‫وﻣﻦ أﻣﺜﻠﺔ ذﻟﻚ‪ :‬اﺳﺘﺸﻌﺎر رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻟﻠﺨﻄﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺷﺨﺺ‬
‫اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻦ ﻣﻮآﺐ أﺣﺪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﻟﻬﺎﻣﺔ أو ﻣﻨﺸﺄة ﻣﻬﻤﺔ‪ ،‬وﻋﺪم‬
‫اﻧﺼﻴﺎﻋﻪ ﻟﻠﺘﺤﺬﻳﺮ اﻟﺼﺎدر ﻣﻦ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﻮﻗﻒ أو اﻻﺑﺘﻌﺎد‪ ،‬ﻓﻬﻨﺎ‬
‫ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻻﺳﺘﺠﻼء أﻣﺮﻩ واﺣﺘﻮاﺋﻪ‪،‬‬
‫وهﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن هﻨﺎك ﺗﺮاﺑﻂ وﺛﻴﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻈﺎهﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ وﺑﻴﻦ‬
‫اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬ﺗﺮاﺑﻄًﺎ ﻳﻘﺒﻠﻪ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻮاﻗﻊ إذ ﻻ وﺟﻮد ﻟﻠﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ دون‬
‫اﺳﺘﺸﻌﺎر اﻟﺨﻄﺮ‪.‬‬
‫إن اﺳﺘﺨﺪام رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻟﺤﺴﻪ اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻜﺸﻒ‬
‫ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺆﺷﺮات أو اﻟﻤﻈﺎهﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻧﺠﺪ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ‬
‫وﻗﺪ اﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ إﻟﻰ داﺋﺮة اﻻﺷﺘﺒﺎﻩ اﻷﻣﻨﻲ اﻟﺬي ﻣﺼﺪرﻩ‬
‫دﻻﺋﻞ ﻋﺪﻳﺪة ﺗﺨﻮﻟﻪ اﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات أﻣﻨﻴﺔ‪).‬اﻟﺴﻌﻴﺪ‪،١٤٢٥،‬ص‪.(١٢‬‬
‫ﺛﺎﻣﻨ ًﺎ ‪ :‬ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻷﻣﻨﻲ‪:‬‬
‫هﻨﺎك ﻋﻮاﻣﻞ ﻋﺪﻳﺪة ﻟﻬﺎ دور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻠﻜﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ وهﻲ‬
‫ﻋﻮاﻣﻞ ذاﺗﻴﺔ وﻋﻮاﻣﻞ ﺧﺎرﺟﻴﺔ وﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ‪:‬‬
 ‫‪ -١‬اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﺪرﻳﺐ‪.‬‬
‫‪ -٢‬ﺳﻼﻣﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻹدراك ﻟﺪى رﺟﻞ اﻷﻣﻦ أي ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺤﻮاس‪.‬‬
‫‪ - ٣‬اﻟﺮﻏﺒﺔ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻓﻲ اﻣﺘﻼك اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ - ٤‬اﻟﺤﺐ واﻟﻮﻻء وﻋﺸﻖ اﻟﻌﻤﻞ واﻻﻧﺠﺎز واﻹﺑﺪاع‪.‬‬
‫‪ - ٥‬اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻷﻣﻮر‪.‬‬
‫‪ - ٦‬اﻟﻤﻌﺎﻳﺸﺔ واﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ وﻟﻬﻤﻮم وﻗﻀﺎﻳﺎ اﻷﻣﻦ‪.‬‬
‫‪ - ٧‬ﺗﻨﻮع اﻷﺣﺪاث اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻏﻤﻮض ﺑﻌﻀﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ - ٨‬اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٩‬ﺗﻌﻘﻴﺪات وﻏﻤﻮض اﻷﺣﺪاث واﻟﺠﺮاﺋﻢ‪.‬‬
‫‪ -١٠‬اﻹﻟﻤﺎم ﺑﺎﻟﺘﺠﺎرب واﻟﺤﺎﻻت اﻷﻣﻨﻴﺔ ذات اﻟﺼﻠﺔ‪.‬‬
‫‪ -١١‬اﻟﺸﻌﻮر اﻟﺬاﺗﻲ ﺑﺄهﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ -١٢‬اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﻮق واﻟﻨﺠﺎح ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬

‫وﻓﻲ دراﺳﺔ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ أﺣﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻰ أن ﻋﻮاﻣﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﺲ‬
‫اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﺗﺘﺤﻘﱠﻖ ﺑﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬

‫‪ - ١‬آﺜﺮة اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ‪.‬‬

‫‪ - ٢‬ﻏﻤﻮض اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬اﻧﻔﺮاد رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٤‬ﺿﻌﻒ اﻷدﻟﺔ اﻟﻤﺘﻮاﻓﺮة ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ - ٥‬ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺤﻮاس اﻟﺨﻤﺲ ﻟﺪى رﺟﻞ اﻷﻣﻦ‪.‬‬
‫‪ - ٦‬اﻗﺘﻨﺎع رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﺑﺠﺪوى اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ - ٧‬إﺣﺴﺎس رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٨‬اﻹﻋﺪاد اﻟﺘﺄهﻴﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎهﺪ واﻟﻜﻠﻴﺎت واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٩‬اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺪرﻳﺒﻴﺔ اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎل اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ - ١٠‬ﻋﻤﻖ اﻟﺨﺒﺮة واﻟﻤﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻻت اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ - ١١‬ﺳﻌﺔ اﻻﻃﻼع واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ‪.‬‬
‫‪ - ١٢‬ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ آﻞ ﻣﺎ ﻳﻨﺸﺮ ﻋﻦ اﻷﺣﺪاث اﻷﻣﻨﻴﺔ داﺧﻠﻴ ًﺎ وﺧﺎرﺟﻴ ًﺎ‪.‬‬
‫‪ - ١٣‬اﻟﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﻘﺎدة واﻟﺮؤﺳﺎء ﻟﻠﻤﺮؤوﺳﻴﻦ‪.‬‬
‫‪ - ١٤‬اهﺘﻤﺎم اﻟﻘﺎدة واﻟﺮؤﺳﺎء ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﻬﺎرة وإﺑﺮاز ﻓﻮاﺋﺪهﺎ‪.‬‬
‫‪ - ١٥‬ﺗﺒﺎدل اﻟﺨﺒﺮات واﻟﺘﺠﺎرب اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ ﺑﻴﻦ اﻟﺰﻣﻼء‪.‬‬
‫‪ - ١٦‬ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وإﺑﺮاز اﻟﺪروس اﻟﻤﺴﺘﻔﺎدة‪.‬‬
 ‫‪ - ١٧‬ﺗﻮﻓﺮ اﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﻟﻤﺎدﻳﺔ واﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ - ١٨‬ﺗﻮﻓﺮ ﺑﻴﺌﺔ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻤﺮﻳﺤﺔ واﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ‪.‬‬

‫وﺗﺄﺳﻴﺴ ًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ‪ ،‬ﻳﺘﻀﺢ أن إﺣﺴﺎس رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﻦ‬

‫أهﻢ ﻋﻮاﻣﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬ﺛﻢ آﺜﺮة اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ رﺟﻞ‬
‫اﻷﻣﻦ‪ ،‬وﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻗﻨﺎﻋﺔ رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﺑﺠﺪوى اﻟﺤﺲ‬
‫اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬ﺛﻢ ﺳﻼﻣﺔ اﻟﺤﻮاس اﻟﺨﻤﺲ ﻟﺪى رﺟﻞ اﻷﻣﻦ‪.‬‬

‫ﺗﺎﺳﻌ ًﺎ ‪ :‬ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺑﺮاﻣﺞ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪:‬‬

‫إن ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻻﺑﺪ وأن ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ - ١‬اﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺎت اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬ﻣﺼﺎدر ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬أهﺪاف ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ - ٤‬ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ - ٥‬ﻣﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻤﺪرب ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪.‬‬
‫‪ - ٦‬إﺟﺮاءات اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ وﺗﺸﻤﻞ اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺠﻮاﻧﺐ ‪.....‬‬
‫‪ -‬اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻹدارﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺠﻮاﻧﺐ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﻗﺎﻣﺔ واﻹﻋﺎﺷﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٧‬اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻤﺸﺎرآﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬
‫‪ - ٨‬اﻟﺰﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻐﺮق ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ‪.‬‬
‫‪ - ٩‬ﺗﻘﻮﻳﻢ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻤﻘﺘﺮح‪.‬‬

‫اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت ‪:‬‬

‫‪ - ١‬ﺗﺼﻤﻴﻢ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺪرﻳﺒﻴﺔ ﻟﺮﻓﻊ درﺟﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪى رﺟﻞ اﻷﻣﻦ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬زﻳﺎدة اﻻهﺘﻤﺎم ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر رﺟﺎل اﻷﻣﻦ ﻣﻤﻦ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻓﻴﻬﻢ دﻗﺔ اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ‬
‫وﺳﺮﻋﺔ اﻟﺒﺪﻳﻬﺔ‪.‬‬
‫‪ - ٣‬وﺿﻊ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻟﻘﻴﺎس اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻦ‪.‬‬
 ‫اﻟﻤﺮاﺟـــــــﻊ‬

‫اﻟﺠﺤﻨﻲ‪ ،‬ﻋﻠﻲ ﻓﺎﻳﺰ )‪ (١٤٢١‬اﻹﻋﻼم اﻷﻣﻨﻲ واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ‪ ،‬اﻟﺮﻳﺎض‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﻳﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم‬
‫اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫أﺑﻮ ﺷﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻋﺒﺎس )‪ ،(١٩٩٩‬اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﻳﺎض‪ :‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﻳﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺤﻨﻲ‪ ،‬ﻋﻠﻲ ﻓﺎﻳﺰ )‪ ،(١٤١٠‬اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻌﺪد اﻟﺜﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫اﻟﺴﻠﻤﻲ‪ ،(١٩٩٩) ،‬اﻟﻤﻬﺎرات اﻹدارﻳﺔ واﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﺮ اﻟﻤﺘﻔﻮق‪ ،‬دار ﻏﺮﻳﺐ ﻟﻠﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺎهﺮة‪.‬‬
‫اﻟﺴﻌﻴﺪ‪ ،‬أﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﷲ )‪١٤٢٥‬هـ(‪ ،‬ﻣﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ »ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرهﺎب‬
‫وﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ«‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﻳﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺸﻬﺮي‪ ،‬ﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﻤﻦ ﻓﺮاج )‪ ،(١٤٠٩‬دور اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎرات رﺟﻞ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ )ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮرة(‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﻳﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮﻳﺎض‪.‬‬
‫اﻟﻤﻮﻳﺸﻴﺮ‪ ،‬ﺗﺮآﻲ )‪ ،(١٤٢٥‬أهﻤﻴﺔ اﻟﺤﺲ اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ )ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮرة(‪ ،‬اﻟﺮﻳﺎض‪ :‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﻳﻒ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻤﻨﻴﻒ‪ ،‬إﺑﺮاهﻴﻢ )‪ ،(١٩٨٠‬اﻹدارة‪ :‬اﻟﻤﻔﺎهﻴﻢ واﻷﺳﺲ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠﻮم‪،‬اﻟﺮﻳﺎض‪.‬‬
‫اﻟﻜﺒﻴﺴﻲ‪ ،‬ﻋﺎﻣﺮ )‪ ،(١٤٢٣‬أوﻟﻮﻳﺎت اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻷﻣﻨﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ »رؤﻳﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ«‪ ،‬اﻟﺮﻳﺎض‪:‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﻳﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺟﺎﺑﺮ‪ ،‬ﻋﺒﺪاﻟﺤﻤﻴﺪ وﺁﺧﺮون )‪ ،(١٩٨٩‬ﻣﻬﺎرات اﻟﺘﺪرﻳﺲ‪ ،‬دار اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة‪.‬‬
‫ﺧﻠﻴﻞ )‪ ،(١٩٩٦‬اﻟﻤﻬﺎرات اﻷﻣﻨﻴﺔ ودورهﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻷداء اﻷﻣﻨﻲ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻷﻣﻦ واﻟﻘﺎﻧﻮن‪ ،‬ع‪ ،١‬اﻟﺴﻨﺔ‬
‫اﻟﺮاﺑﻌﺔ‪ ،‬آﻠﻴﺔ ﺷﺮﻃﺔ دﺑﻲ‪ ،‬دﺑﻲ‪.‬‬
‫آﺎﻣﻞ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎروق ﻋﺒﺪاﻟﺤﻤﻴﺪ )د‪.‬ت(‪ ،‬اﻟﻤﺪﺧﻞ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺤﺎﺿﺮة‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﺎﻳﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﻴﺔ‪.‬‬
‫آﻨﻌﺎن‪،‬ﻧﻮاف )‪ ،(١٩٨٢‬اﻟﻘﻴﺎدة اﻹدارﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒﺔ دار اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻤﺎن‪.‬‬
‫ﻣﻮﺳﻰ‪،‬ﻣﺼﻄﻔﻰ )‪ ،(٢٠٠٣‬ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎرات اﻹدارﻳﺔ واﻟﺴﻠﻮآﻴﺔ‪ ،‬أآﺎدﻳﻤﻴﺔ ﺳﻌﺪ اﻟﻌﺒﺪاﷲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﻴﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‪.‬‬
‫ﻧﺎﻓﻊ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﻟﻜﺮﻳﻢ )‪ ،(١٩٨٠‬أﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ‪ ،‬آﻠﻴﺔ اﻟﺸﺮﻃﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎهﺮة‪.‬‬