Professional Documents
Culture Documents
شهدت ساحة العدالة القانونية في آلاونة ألاخيرة حوارات يمكن تسميتها "باملاراطونية" تمت عنونتها
بالحوار الوطني إلصالح منظومة العدالة ،ونصبت فيها لجنة ملكية مختصة ،يتجاذب مناصبها ومراكزها
رجاالت القانون باملغرب من مختلف ألاطياف املهنية والتخصصات الفرعية الكبرى والوليدة ،وهذا إن
دل إنما يدل على الاعتدال الطافح الذي يصيب جسم العدالة باململكة فيكاد يقسم ظهرها حتى قبل
أن تكمل قرنا واحدا على استقالل الدولة السياس ي.
ودون خروج عما سبق فالنيابة العامة كجهاز قضائي ال يعتبر أجنبيا عن هذا الاعتالل ،فحقا هو
جهاز متماسك باملغرب ومتشابك ال يكاد يصيبه ضرر ،لكنه هو مصدر الضرر والداء نظرا لهيكلة إدارية
تنفيذية بديئة عوض هيكلة مهنية قضائية نزيهة والتي تعد من بين البرامج الطموحة التي تسعى الدولة
إلدراجها وضمان انتقالية هذا الجهاز القضائي ،تماشيا مع روح دستور اململكة الوليد والذي فك
غموض باعتبار السلطة القضائية سلطة قائمة بذاتها مستقلة عن كل حلم تنفيذي إداري ،وهو ما
بقي على اللجنة املذكورة أعاله أن تصدر القرارات الحاسمة بشأنه ،وتفك ارتباط السيد وزير العدل
والحريات من تواجده في أعلى هرمه.
وباعتبار جهاز النيابة العامة ذاك الجهاز املتولي إلقامة الدعوى العمومية ومراقبتها واملطالب
بتطبيق القانون حسب ما جاء بالفصل 63من قانون املسطرة الجنائية ،فهذا ال ينفي عنها
الاختصاصات مدنية وتجارية وإدارية والتي أعطاها املشرع لها في جل القوانين املسطرية وغيرها ،رغم
اختصاصها في الدعوى العمومية بتدخلها كطرف أصيل وخصم فيه لرد الاعتبار ملصلحة املجتمع
وإحقاق للحق وإزهاقا للباطل.
فال بأس قبل غطس في صلب إلاشكاليات أن نعرف بهذا الجهاز ونرصد مختلف التطورات
التاريخية التي مر منها باملغرب مع تبيان خصائصها بصفة عامة باإلضافة إلى تنظيمها الهيكلي ،ومنه
فالنياب ة العامة أو القضاء الواقف جزء ال يتجزأ من هيئة السلك القضائي يعمل إلى جانب القضاء
الجالس أو القضاء الحكم ألن طبيعة العمل القضائي تستلزم ذلك وتتطلبه ،وتتمثل وظيفة النيابة
العامة في السهر على تطبيق القانون وتتبع تنفيذ ألاحكام والقرارات والدفاع عن مصالح الاشخاص
املعنوية العامة وحماية ناقص ي ألاهلية وفاقدها.
وللنيابة العامة دور مهم في تحريك الدعوى املدنية والجنائية على حد السواء ،إال موضوع هذا
البحث يقتصر على دراسة دور النيابة العامة في تحريك الدعوى املدنية ليس إال.
وذهب جل الباحثين إلى القول التام بأن ظهور النيابة العامة كجهاز يعود إلى القرن الرابع عشر
ميالدي حتى وجدت أول وثيقة بفرنسا والتي يالحظ بعد تحقيقها أنها صدرت عن ملك فرنسا آنذاك
"فيليب الخامس" والتي وجهها لوكالئه من أجل تمثيله في املحاكم الفرنسية والانتصاب عنه كأطراف
في قضايا ذات الصلة بممتلكاته وأمواله ،وللفائدة فمن هذه ألاحداث جاءت تسميتهم بالقضاة
الواقفون ،إال أن جانبا آخر من الفقه ذهب إلى اعتبار أن اصل النيابة العامة إنما يعود إلى الرومان
دون تأدية الدليل املثبت ملزعمتهم هذه ،والنيابة العامة باملغرب هي طبق ألاصل عن النيابة العامة
الفرنسية حيث استمدت مقتضياتها من القوانين الفرنسية.
ومر املغرب بمحطات مفصلية في تاريخ ،أولها مرحلة ما قبل الحماية بحيث كان املغرب ما قبل
الحماية يتبنى نظاما قضائيا إسالمي يستمد أحكامه وقواعده كاملة من روح الشريعة إلاسالمية في
مذهب مالك ،باإلضافة ملا تعارف واعتدا الناس عليه في املعامالت والعقوبات ،وكان جهاز النيابة
العامة آنذاك غير مسمى بهذا الاسم وغير منظم هذا التنظيم الذي نشهده اليوم إنما كان القاض ي
املكلف بالبت في النزاعات واملسمى بالقاض ي الشرعي هو من يمارس اختصاصاتها بالدفاع عن حقوق
بيت املال بل حتى شيخ القبائل وممثلوا السلطان يقومون بجلب املتهم جبرا أمام القاض ي والوقوف في
مواجهته كخصوم مع إمكانية الطعن في ألاحكام الصادرة عن هؤالء القضاة الشرعيون أمام وزير
الشكايات.
ليتم فيما بعد إبعاد هذا الاختصاص من القاض ي فيما يخص النزاعات الجنائية وتخويله الحق في
النظر في القضايا املدنية في حين أن تلك القضايا الجنائية كلف لها الجهاز املخزني املتمثل في القواد
(بالبوادي) والباشوات (باملدن) ويمكن أن يقال بحق إن هذا إلاجراء كان من بين إلاجراءات املمهدة
الستقبال الاستعمار فكان بمثابة ذلك السجاد ألاحمر الذي بسط ليطأ عليه الجالدون أرجلهم بعد
النزول من حوامات الهليكوبتر وطائرات رافال وميراج ،حيث تمت خالله ممارسة كل أشكال التقبيل
والترشيد الجبري ضد شكان املغرب خاصة البوادي والقرى ،مع ما نزع منهم من أراض ي بقيت تطرح
إشكاالت قانونية لحين كتابة هذه ألاسطر ،وبالتالي من ألاخطاء السلطانية الفادحة أن تم إسناد
املتابعات الجنائية للجهاز املخزني الذي لم يحمي مؤسسات الدولة وال الشعب املغربي وصدق بحق من
عنوان املغرب آنذاك "بالد السيبة واملخزن" أما عن تلك املخالفات الحرفية البسيطة فقد تم تمكينها
إلى أمين الحرفة أو املحتسب أحيانا أخرى.
إبان الحماية معلوم أن املغرب خضع لحماية ازدواجية من حيث الحامي أحدية الضحية فكانت
منطقة الحماية إلاسبانية في الشمال والجنوب ثم الحماية الفرنسية في الشرق والغرب غيرت من
معالم القانون واملعامالت وفرضت شروط وإجراءات تتباين من حيث الحدة ،أغلبها تعسفي قمعي
عنصري ،فكان من نتائج تلك القوانين املستحدثة أن عرف املغرب سلطة من املحاكم على أساسها
نقسم هذه النقطة.
إلى املحاكم العصرية ظهرت النيابة العامة باملحاكم العصرية في شخص املدعي العام ووكالئه
والاستئنافية في شخص املدعي العمومي واملحامون العموميون ،ومن أهم النقط التي يمكن قولها هو
أنه تم استحداث ظهير 21غشت 2126ينقد مدونة التحقيقات الجنائية الفرنسية في هذه املحاكم
كلما كان طرفا أجنبيا ،وظهير آخر بتاريخ 2جوان 2121الخاص باإلجراءات املحاكمة في منطقة
الحماية إلاسبانية مع العلم أن قضايا ألاحوال الشخصية واملواريث والعقارات غير املحفظة لم يتم
إيالء ها لهذه املحاكم سواء خصت املسلمين أو اليهود بل تم منحها للمحاكم الشرعية كما يأتي بيانه
أما املحاكم املخزنية كلفت هاته املحاكمة بالقضايا الخاصة باملغاربة باستثناء القضايا التي اختصت
بها املحاكم الشرعية ،فممثل النيابة العامة املندوبون املخزنيون بناء على ظهير صدر في 11أكتوبر
، 2196والذي أعطاهم حق التدخل في كافة القضايا والطعن باالستئناف في أجل شهر وأمام املحكمة
العليا الشريفة في ظرف شهرين فكان له اختصاص الحضور والتدخل ثم تنفيذ ألاحكام أيضا ،رغم
الاختالف في فرض الرقابة على املحاكم بحسب املناطق وحسب الجهة الاستعمارية.
واملحاكم العرفية مثل النيابة العامة بهذه املحاكم املستحدثة من لدن السلطات الاستعمارية
واملتخصصة في النظر في القضايا التي توجد باملناطق البربرية على ضوء ألاعراف البربرية جهاز من
املوظفين ،الذين سموا بمندوبي الحكومة الفرنسية والخاضعين لسلطة املراقب العام الفرنس ي ،حيث
أضحوا بمجرد صدور الظهير البربري في أول سنة من ثالثينيات القرن املاض ي ،مكلفون بالتحكم في هذه
املحاكم وتعيين تواريخ الجلسات وطبع ألاحكام وتنفيذها ،وال نسقط من الاعتبار صدور قرار وزيري
سنة 2161يخول للمندوب املخزني مراقبة هذه املحاكم العرفية.
املحاكم الشرعية قام بمهمة النيابة العامة مندوب الحكومة الذي يراقب أحكامها ،زد على هذا
إدارة الدولة املكلفة بالشؤون الشريفة ثم مندوب وزارة العدل.
مع العلم أن هذه املحاكم اختصت بالنظر في قضايا ألاحوال الشخصية واملواريث والعقارات غير
املحفظة الخاصة باملسلمين وطبق ملذهب إلامام مالك.
أما بالنسبة للمحاكم العبرية هنا يبرز اختالف هذه املحاكم عن باقي ألانواع فلم يتم مراقبتها ال من
قبل سلطات الحماية الفرنسية وال إلاسبانية ،مما جعل جهاز النيابة العامة يكون منعدما تماما بها في
تمييز ال مراء فيه ،وهي التي طبقت أحكام الشريعة إلاسالمية املوسوية بعد الاستقالل تغيرات معالم
التنظيم القضائي املغربي بعد الاستقالل مباشرة بسنتين حيث كما هو معلوم أصبح الجسم القضائي
يشمل املحاكم إلاقليمية واملحاكم الاستئنافية ومحاكم السدد ،لكن سرعان ما جاء في ظهير التنظيم
القضائي في 29يوليوز 2141وبعده بثالثة عشر يوما ظهير إلاجراءات الانتقالية ليبدل كل ما سبق
ملحاكم الابتدائية وأخرى استئنافية ومجلس أعلى للقضاء.
وكان وكيل امللك هو من يثير الدعوى العمومية ويسيرها ويراقبها والخاضع ملراقبة الوكيل العام
للمك ،ويبقى إلاشارة إلى أن دور النيابة العامة كان جد ضعيف في قانون املسطرة املدنية امللغى حيث
كان له فقط الاطالع على مجموعة من القضايا التي ورد تعدادها على سبيل املثال ال الحصر بالفصل
283منه ،ليتم تعزيزه بضرورة حضورها في ظهير التنظيم القضائي الصادر 2134في كل القضايا
الجنائية وجوبا ،واختيارا في القضايا املدنية لدى كل من محاكم السدد واملحاكم إلاقليمية ومحاكم
الاستئناف.
باإلضافة إلى ذلك فالنيابة العامة هي جهاز قانوني يمثل املجتمع ذلك من خالل السلطات التي
منحها لها املشرع فإن كان هدف الطرف املدني املتضرر أو املدعي هو الحصول على التعويض بصفة
أساسية فإن هدف النيابة العامة تتميز بمجموعة من الخصائص.
حيث تعتبر النيابة العامة املتمثلة في الوحدة من بين الخصائص املميزة لجهاز النيابة العامة وذلك
بغض النظر عن درجة املحكمة ،ذلك أن النيابة العامة وحدة ال تتجزأ.
فهي بالتالي وحدة في التمثيل ووحدة في التعبير ويقصد بخضوع النيابة العامة ملبدأ الوحدة غير
املجزئة هو أن النيابة العامة تمثل على صعيد املحاكم الابتدائية على سبيل املثال ال الحصر سواء من
طرف وكيل امللك شخصيا أو أحد أعوانه بغض النظر عن شخصية النائب املمثل لوكيل امللك في
الجلسة ،وبالتالي أي عضو من أعضاء النيابة العامة يمكن أن يقوم باي إجراء من إجراءات الدعوى
العمومية.
إضافة إلى ذلك تتميز مؤسسة النيابة العامة باالستقالل عن كل من الخصوم في الدعوى
واملحكمة وإلادارة ،فاستقاللها عن الخصوم مؤكد في سلطة املالءمة الثابتة لها بقوة القانون املادتان
14بالنسبة لوكيل امللك و 11بالنسبة للوكيل العام للملك في تحريكها للدعوى العمومية أو تركها
بحسب ما يتبدى لها من الظروف واملالبسات وما يحقق مصلحة املجتمع العليا.
أما استقاللها عن املحكمة فثابت كذلك إذ ال يجوز لقاض ي الحكم أن يضع يده مباشرة على
قضية من القضايا دون أن تقام بها الدعوى من طرف النيابة العامة وإن هذه ألاخيرة أثارت الدعوى
العمومية فلها أن تساند مطالبها وتدافع عنها بواسطة ممثليها وتشرح آراءها بغية إقناع املحكمة بها
دون أن تدخل توجيه من قبل املحكمة اللهم ما اقتضاه نظام حسن سير العدالة وحقوق الدفاع،
وتتميز كذلك النيابة العامة بصفة عدم مسؤولية عن أعمالها أثناء ممارستهم ملهامهم في متابعة
واملراقبة ،بما أنها تقوم بالدفاع عن املجتمع من ألاشرار وحفظه من داء الجريمة ،لذلك فإن هي انتهت
متابعة شخص ما إلى التبرئة مثال فال يسوغ والحالة هذه أن يقوم هذا املبدأ (وقد يكون قبال خضع
لالعتقال بأمر من النيابة العامة) ويطالب بتعويضه شخصيا من النيابة العامة الذي يكون اتخذ
إلاجراء طبقا لقواعد املسؤولية املدنية ،وبالتالي فأعضاء النيابة العامة يقومون بمهام جسيمة فال
يمكن تهديدهم ال بالنصوص الجنائية وال باإلجراءات املدنية ،ومكا يزكي هذا كله هو السهر على
مصلحة املجتمع بالدرجة ألاولى ومن بين أهم خصائص النيابة العامة كذلك تميزها بصفة عدم
القابلية للتجريح فاملقصود بهذه الخاصية هو عدم السماح بخصومها من مدعى عليهم ومساهمين
ومشاركين في الجريمة بتقديم طلبات ترمي إلى نزع صالحية أعضاء النيابة العامة في ممارسة إجراء
مت علق بالخصومة الجنائية عموما مخافة تحيز أو تحامل إلى غير ذلك من ألاسباب التي قد يراها املدعى
عليه قائمة لصداقة هذا العضو ألحد ألاطراف ،فمكن املشرع املغربي تجريح قضاة الحكم والتحقيق
دون أعضاء النيابة العامة ،وتتميز النيابة العامة كذلك بخاصية التدرج والخضوع الرئاس ي فإن كل
عضو من أعضاء النيابة العامة مرؤوس خاضع لرئيس الهيئة التي يتبعها في حدود الدائرة القضائية
التي تختص بها هذه الهيئة.
هذا ولعل أهم تساؤل يتعلق بهذه الخاصية التي نحن بصددها يتمحور في مدى صحة إجراء
يتخذه أعضاء هيئة النيابة العامة خالفا للتعليمات التي قد يكون قد تلقاها من رئيسه الجواب هو أن
كل مرؤوس عليه التقيد بتعليمات رئيسه عند قيامه بكل إلاجراءات املتعلقة بالخصومة الجنائية من
بدايتها إلى نهايتها وإن هو خالفها وبغض النظر عن إمكانية مجازاته تأديبيا فإن إلاجراء املنجز خالفا
للتعليمات املوجهة لرئيس املرؤوس يكون صحيحا ،ومثال ذلك في الحالة التي يأمر فيها وزير العدل
الوكيل العام للملك بإحدى املحاكم بعدم إثارة املتابعة وحفظها أو بعدم التماس تحقيق أو الكف عن
ممارسة طرق الطعن ..إلخ ،لكن الوكيل العام للملك خالف تلك ألاوامر فإن التصرفات القانونية التي
قام بها تكون صحيحة.
وتتمثل النيابة العامة أمام املحكمة الابتدائية من خالل مقتضيات الفصل 61من قانون املسطرة
الجنائية رقم 11.42أن وكيل امللك يمثل بنفسه أو بواسطة نوابه النيابة العام ،فهكذا نجد أن وكيل
امللك ونوابه هم اللذين يمثلون النيابة العامة أمام املحكمة الابتدائية.
وتتمثل النيابة العامة أمام محكمة الاستئناف على رئيس النيابة العامة الوكيل العام يمثل بنفسه
أو بواسطة نوابه إذا محكمة الاستئناف.
أما بالنسبة ملحكمة النقض تتكون من الوكيل العام للملك واملحامين العامين الذين يساعدونه في
مهامه ،وتتكون أمام املحكمة التجارية من وكيل امللك ونوابه.
وتتمثل النيابة العامة أمام املحاكم الاستثنائية بالنسبة للمحكمة العسكرية تتكون من مندوب
الحكومة ونوابه املعينون من بين ضباط القضاء العسكري وتتكون النيابة العامة أمام محكمة العدل
الخاصة من وكيل عام للملك يختار من بين قضاة الدرجة ألاولى على ألاقل وتتمثل النيابة العامة أمام
املحكمة العليا من طرف أعضاء البرملان.
أما بالنسبة استقالل النيابة العامة عن سلطة وزير العدل بحيث ينطلق أصحاب هذا الرأي من
توصيات تقريرين مهمين عرفهما املغرب خالل املرحلة ألاخيرة تقرير هيئة إلانصاف واملصالحة،
توصيات الهيئة العليا للحوار الوطني حول إلاصالح العميق والشامل ملنظومة العدالة.
نصت توصيات هيئة إلانصاف واملصالحة على تقوية استقالل القضاء وإلاقرار باستقالله الذاتي
بشريا وماليا وتمكينه من سلطات واسعة في مجال تنظيم املهنة ووضع ضوابطها وأخالقيتها وتقييم
عمل القضاة وتأديبهم وتخويله وإعداد تقرير سنوي عن سير العدالة ،هه التوصيات وضعت اللبنة
ألاولى ملعالم استقالل النيابة العامة عن رجل السياسة بإقرارها ضرورة اعتماد تأصيل العدالة وتقوية
انتقالية أمام توصيات الهيئة العليا للجوار الوطني حول إلاصالح العميق والتأمل ملنظومة العدالة
اعتبرت أن أحكام الدستور أقرت بجالء استقالل السلطة القضائية عن السلطتين التشريعية
والتنفيذية ،ويجب فصل النيابة العامة عن السلطة التنفيذية وإسناد رئاستها إلى الوكيل العام للملك
لدى محكمة النقض مع تخويل وزير العدل صالحية إعداد السياسة الجنائية التي يتم إقرارها من
طرف السلطات املختصة وتبليغ مقتضياتها كتابة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض وزير
العدل علما باإلجراءات والتدابير املتخذة بشأن السياسة الجنائية ،على أن يقوم الوكيل العام للملك
بتقديم تقرير سنوي إلى املجلس ألاعلى للسلطة القضائية بشأن تنفيذ السياسة الجنائية وسير جهاز
النيابة العامة يكون موضوع نقاش داخل املجلس.
من خالل هذه إلاشكالية املطروحة يمكن تقسيم هذا املوضوع إلى فصلين بحيث سنتطرق في
الفصل ألاول لحاالت تدخل النيابة العامة أمام املحاكم املدنية أما فيما يخص الفصل الثاني سنتطرق
إلى حضور ممثل النيابة العامة في الجلسات وحق استعماله لطرق الطعن.
الفصل األول :حاالت تدخل النيابة العامة أمام المحاكم المدنية
النيابة العامة هو جهاز أو هيئة عهد لها املشرع بتحريك الدعوى العمومية ومراقبة سيرها إلى غاية
صدور الحكم تم تنفيذه ،ولذلك يمكن القول ـن النيابة العامة قضاء خاص قائم لدى كل محكمة
يسعى إلى الدفاع عن مصالح املجتمع ،فهي ممثلة للصالح العام ،وألامنية على مصلحة القانون،
وتوصف النيابة العامة بالقضاء الواقف ألن أعضائها يؤدون أعمالهم وهم وقوف.
وهي كما ورد في الفقه أنها خصم شريف تباشر الدعوى العمومية وتحركها وتعمل ما في وسعها
لجعل ألاحكام منطبقة على القوانين فهي تسهر على التطبيق والتنفيذ معا وهي رئيسة الشرطة
القضاء1. القضائية وهي تنوب عن املجتمع لتحمي كيانه وتنوب عن الدولة لتحمي قوانينها أمام
ويطلق مصطلح النيابة العامة في النظام القضائي املغربي على فئة من رجال القضاء ،يوحدهم
جميعا السلك القضائي ويشملهم النظام ألاساس ي للقضاء – ظ الشريف بمثابة قانون الصادر في 13
شوال – 22/22/2611ويقوم بمهام النيابة العامة قضاة بمختلف درجات املحاكم ،كما جاء في تألفيها
وتنظيمها في الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 2.41.668املؤرخ في 11جمادى الثانية عام 2611
و2.)24 ( )29/44/2141املتعلق بالتنظيم القضائي باململكة (الفصول 1و3
تقوم النيابة العامة في النظام القضائي وغيره من ألانظمة القضائية الحديثة بدورين:
-ألاول :دورها أمام القضاء الجنائي :وتبدو فيه دائما كخصم رئيس ي وذلك في القضايا الجنائية،
فهي التي تقيم الدعوى الجنائية وتبدي طلباتها وتدلي بحجبها وبأدلة الاتهام فيها ،وهي بهذه الصفة
تملك الطعن بطريق الاستئناف أو النقض في ألاحكام الصادرة فيها ويطعن ضدها.
-1قضاء النيابة العامة لمحمد السرغيني منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية سنة 1891ص.11 :
-2مجلة المحاكم المغربية العدد 191األستاذ ادريس السياسي محامي بهيئة الرباط ،ص.01 :
الثاني :دورها أمام القضاء املدني :وهذا الدور تباشره النيابة العامة بوصفها خصما رئيسيا في
الدعوى أو تباشره بصفتها طرفا منضما ،وهذا الدور هو الذي يهمنا وهو الذي نتناول دراسة أحكامه
به3. وتفصيل املبادئ الخاصة
وهذا ما سنحاول الوقوف عليه في املبحث ألاول الذي خصصناه للتدخل الرئيس ي للنيابة العامة
في القانون املغربي ،أما املبحث الثاني فسنتطرق فيه للحديث عن التدخل الانضمامي وإلاداري للنيابة
-3محمد بوزيان :دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية سلسلة دروس بمعهد الوطني لدراسات القضائية الطبعة الرابعة مزيد فيها ومنتجة حقوق
إعداد الطبع محفوظة للمؤلف سنة .1880ص.8 :
المبحث األول :التدخل الرئييس للنيابة العامة يف القانون المغريب
تتخذ النيابة العامة صفة الطرف الرئيس ي أو ألاصلي في الدعوى املدنية حينما تشارك في قضية لم
يسبق أن كانت رائجة بين طرفي النزاع املعروض أمام املحكمة وتكون لنيابة العامة استثناء طرف
أصليا أو رئيسيا أمام القضاء املدني وذلك إذا أعطاها القانون الحق في التقاض ي بهذه الصفة مدعية
كانت أو مدعى عليها وفي أخوال خاصة حددها قانون املسطرة املدنية املغربي في املادتين 3و 4منه،
فالفصل السادس ينص على أنه يمكن للنيابة العامة أن تكون طرفا رئيسيا أو أن تتدخل كطرف
منظم وتتمثل ألاغيار في حالة التي ينص عليها القانون" ،وينص الفصل 4على أنه :يحق للنيابة العامة
استعمال طرق الطعن عدا التعرضات عندما تتدخل تلقائيا – مدعية أو مدعي عليها – في ألاحوال
وهكذا إذا قامت النيابة العامة برفع الدعوى كانت بذلك خصما حقيقيا واعتبر طرفا أصليا
Porvoie d’actionويتدخل النيابة العامة تدخال رئيسيا تكون إما مدعية أو مدعى عليها فحينما
تكون مدعية تحرك الدعوى من تلقاء نفسها وحينما تكون مدعي عليها تقام عليها الدعوى بصفة
رئيسية.
وبالرجوع ملقتضيات الفصل 4من ق م م ،نرى أن النيابة العامة ال تكون طرفا رئيسيا كما كن لها
ذلك وإنما تتخذ هذه الصفة في ألاحوال والحاالت املحددة بموجب القانون ومن بين هذه الحاالت
دعاوى الجنسية ودعاوى الحالة املدنية وقضايا التحجير والغيبة والتمويت وأهلية الدولة لإلرث ووضع
الاختام وقضايا املحامين وكذا النزاع الحالة بشأن الصحة إجراءات إلاكراه البدني لتنفيذ ألاحكام
املدنية وقاضاي حل الجمعيات واملطالبة بإصدار عقوبات تأديبية ضد ألاعوان القضائيين وإحالة
بعض ألاحكام الصادرة عن حكام الجماعات واملقاطعات والتعرضات على مطلب التحفيظ.
وعلى هذا ألاساس سنقسم هذا املبحث إلى مطلبين ،بحيث سنعرض في املطلب ألاول لقضايا
املحاجير وقضايا الحالة املدنية وقضايا الغيبة وقضايا التمويت وقضايا أهلية الدولة لإلرث وقضايا
أما بخصوص املطلب الثاني من هذا املبحث سنتطرق لقضايا النزاعات الحاصلة بشأن صحة
مسطرة الاكراه البدني لتنفيذ ألاحكام وقضايا حل الجمعيات وقضايا إصدار عقوبات تأديبية في حق
ألاعوان القضائيين وقضايا إحالة بعض احكام حكام الجماعات واملقاطعات وقضايا املحامين وقضايا
ا لمطلب األول :التدخل الرئييس للنيابة العامة يف بعض دعاوى األحوال الشخصية والجنسية
والحالة المدنية
تتدخل النيابة العامة كطرف رئيس ي في بعض الدعاوى املتعلقة باألحوال الشخصية كتلك املتعلقة
بالتدابير الواجب اتخاذها ضد الحاجرين بصفتهم مقدمين أو أوصياء عن القاصرين أو في قضايا الغيبة
أو التمويت أو في قضايا أهلية الدولة لإلرث ووضع ألاختام بعد الوفاة كما تتدخل النيابة العامة
كطرف رئيس ي في بعض الدعاوى املتعلقة بحالة الشخص املدنية أو السياسية (الجنسية).
فالنيابة العامة تتدخل في دعاوى الحالة املدنية بشأن التصريح القضائي بازدياد أو وفاة أو تعديل
كما تتدخل النيابة العامة أيضا في الدعاوى الطعن في صحة اكتساب الجنسية املغربية أو التخلي
-الدعاوى املباشرة
-الدعاوى العارضة.
كما تتدخل النيابة العامة في قضايا الغيبة والتمويت استنادا للفصل 146من قانون املسطرة
املدنية ،والفصول التي تليه ،وتتدخل النيابة العامة كذلك في دعوى أهلية الدولة لإلرث عندما ال
م4. يوجد وارث وكذلك في وضع ألاختام بعد الوفاة طبقا للفصل 134من ق م
نص الفصل 214من قانون املسطرة املدنية املغربية في الفرع الثالث من الباب الثاني بشأن
املساطر باألحوال الشخصية على أنه" :يحجر على املجنون والسفيه واملعتوه بطلب معني يعنيه ألامر
أو بطلب من وكيل امللك يقدم هذا الطلب أمام املحكمة الابتدائية ملوطن هؤالء" وبالرجوع إلى
الكتاب الرابع من مدونة ألاحوال الشخصية وال سيما الفصل 219منها فإنه للصغير املميز الذي يعتبر
محجورا بطبيعته كالصغير غير املميز فإن للسفيه بحجر عليه قضائيا كاملجنون وذلك من وقت ثبوت
سفهه ويرفع عنه القاض ي الحجر اعتبارا من وقت زوال السفه ويخضع السفيه كالصغير املميز
وكفاقدي ألاهلية ألحكام النيابة الشرعية بالشروط وفقا للقواعد املقررة في مدونة ألاحوال الشخصية
ويستغرب بعض الفقهاء موقف املشرع املغربي الذي سوى بين املجنون وبين الصغير غير املميز في
الحكم من حيث فقدان ألاهلية حينما نص في املادة 261من م.ح.س ،على أنه" :ال يكون أهال ملباشرة
حكم بالتحجير على كل من ظهرت عليه عالمات الجنون أو السفه أو العته ،ومعلوم أن املجنون هو
فاقد العقل سواء كان جنونه مطبقا يستغرب جميع أوقاته أو متقطعا بحيث يعتبر فترات يؤؤن إليه
أما السفيه فهو املبدر الذي يصرف ماله فيما ال فائدة فيه يراه أو بعده العقالء من قبيل (الفقرة
أما املعتوه فهو من كان قليل الفهم مختلط الكالم فاسد التدبير سواء إدا كان من أصل الخلفة أو
املرض طارئ ،واملسطرة املعمول بها في مادة التحجير على هؤالء ألاشخاص من هو أن يتقدم من له
مصلحة فيه من اب أو أم أو زوج أو زوجة أو أي قريب من الشخص املراد تحجيره أو من وكيل امللك
إن لم يكن هناك من له مصلحة بمقال معزز بشهادة طبية من طبيب مختص في ألامراض العقلية إذا
كان الشخص املراد تحجيره مصابا بالجنون أو العته وبشهادة عدلية أو لقيفيه مستفسرة بالنسبة
لجميعهم تؤكد أنه مصاب بجنون أو عنه أو أنه سفيه وأنه يستحق التحجير عليه والضرب على يده،
ويقدم هذا املقال إلى املحكمة الابتدائية ملوطن أحاب املصلحة يلتمس فيه الحكم بالتحجير على
الشخص املراد تحجيره لجنون أو سفه أو عته فتجري املسطرة العادية في شأنه حين تبلغ نسخ من
املقال والحجج املرفقة به إلى املعني باألمر كما يبلغ امللف إلى النيابة العامة التي تتدخل فيه بصفتها
طرفا رئيسيا في الدعوى بتقديم مستنتجاتها يصدر الحكم بالتحجير ويعلق بلوحة إلاعالنات القضائية
املعدة لهذا الغرض ملدة خمسة عشر يوما ،ويمكن للقاض ي أن يقرر عالوة على ذلك تمديد هذا إلاعالن
إلى مجحل أخر خارج عن املحكمة من شأنه أن يوفر الاشهار الذي يراه ضروريا طبقا للفصل 144من
قانون املسطرة املدنية وتطبق نفس املسطرة في حالة زوال بسبب التحجير ،لكن إذا كان لوكيل امللك
الحق في طلب إيقاع هذا الحجر فهل يمكنه أن يطالب برفعه ما دام ن الفصل 19من املدونة يتحدث
عن إمكانية هذا الرفع بالنسبة ألشخاص الذين يظهر عليهم زوال عاهة الجنون أو السفه؟
نرى أنه يمكن لوكيل امللك طلب رفع هذا الحجر ما دام تدخله في هذه الحالة له عالقة وثيقة
وألاوامر التي تقبل الاستئناف والواردة في الفصل 216هي ألامر بالحجر التحفظي والدراسة
أوال :فقد يأمر قاض ي املحاجير بإجراء حجر تحفظي على أموال الحاجر املنقولة أو العقارية محفظة
كانت أو غير محفظة ،ولكن في حدود القدر الذي يضمن مصلحة أموال الشخص املحجور عليه في
نطاق مسطرة الحجز التحفظي الذي هو إجراء غايته إبداع أموال املحجور عليه بين يدي القضاء بغية
بيعها حينما ينقلب الحجز التحفظي إلى حجز تنفيذي ،فالحجز التحفظي إجراء يغل يد املدين ملنعه
التصرف بأموال ووضعها بيد القضاء إلى ـن تنقلب إلى حجر تنفيذي حيث يتم بيعها جبرا بواسطة
السلطة العمومية.
ثانيا :وقد توضع أموال الحاجر تحت الحراسة القضائية إذا لم يجد فيه الحجر التحفظي تسيئا
ثالثا :وقد يأمر قاض ي املحاجير بفرض غرامة تهديدية إذا لم يجد فيه تدبير الحراسة القضائية
أيضا تطبيقا للفصل 188من ق م م ،على أن يراعي في شأن هذا التدبير يسر الحاجر ومدى تعنته في
التنفيذ5. التنفيذ وما يجب املحجور من ضرر جرا تأخير هذا
مصلحة بعد الاستماع إلى إيضاحاته والنظر في حججه إن كانت بتعيين مقدم مؤقت خلفا له ويتضح
لنا أن املشرع جعل بعض ألاوامر الواردة بشأن النيابات القانونية من قبيل ألاعمال إلادارية والوالئية،
فاسند النظر فيها لقاض ي القاصرين لرعاية أموالهم وغيرهم من ناقص ي ألاهلية كتعيين املقدمين
واملشرفي ن ومحاسبتهم والاذن لهم ببعض التصرفات في أموال القاصرين ،ولكن هناك بعض ألاوامر
التي تتعلق بفض النزاعات بين ألاوصياء واملقدمين واملشرفين من جهة وبين الحق العام أو ذوي الشأن
في النزاع من جهة وبين الحق العام أو ذوي الشأن في النزاع من جهة أخرى ،وتدخل ضمن الاختصاص
القضائي لذا نص عليها املشرع صراحة وخول للنيابة العامة حق التقاض ي ورفع املطالبة بشأنها ،وهنا
يحق لها لغيرها ضمن يعنيهم ألامر أن نتقاض ى أمام القضاء وترفع املقال أمام القاصرين للبت في النزاع
وتكون النيابة العامة بذلك خصما عاليا كلما تعلق ألامر باتخاذها للتدابير الالزمة ضد الوص ي أو املقدم
كإيقاع الحجز التحفظي على أموال الوص ي أو املقدم أو وضعها تحت الحراسة القضائية أو فرض
غرامة تهديدية عليه أو عزله بعد الاستماع إلى إيضاحاته والتأكد أنه غير سديد في تصرفاته.
فاملطالبة القضائية تفترض وجود طالب ومطلوب ،مدعى ومدعى عليه وأخيرا محكوم له ومحكوم
عليه فعندما تقدم أو ترفع النيابة العامة املقال إلى القضاء املدني يكون النائب القانوني أي الوص ي أو
لكن قد يتخدر القاض ي القاصرين من تلقاء نفسه قرارا أو أمرا ضد الحاجز ،استنادا إلى الفصل
216من ق.م.م .باعتباره حاميا ملركز قانوني يتعلق بالقاصر .ويترتب على ذلك أن للنيابة العامة أو لكل
من يعنيه ألامر عندما ترفض طلباتها الحق في الطعن ضد الحاجزين وإذا استجيب إلى طلباتها فإن
إنه ليس في التاريخ ما يثبت أنه إذا أمكن العتبارات تاريخية وعملية أن يكمن القاض ي مدعيا
وحكما فإنه ليس في التاريخ ما بين أو يثبت أن يتبن أن القاض ي مدعى عليه أو مطعونا ضد إال أنه ما
دام القانون ضد منح النيابة العامة حق الادعاء كنائبه عن املجتمع بصفة رئيسية في مثل هذه
الدعاوى فإن املنطق القانوني يقتض ي أن تكون مدعى عليها بنفس الصفة 6ألن القاعدة تقض ي أال
يكون هناك مدع دون مدعى عليه إذ أن مثل هذا ألامر ألنه تصيغه النصوص القانونية الواردة في
وعليه فإذا كان الحاجز هو الذي طعن في قرار قاض ي املحا جير والقاض ي بعزل الوص ي مثال فمن
نبادر إلى القول إن النيابة العامة هي التي تكون مدعى عليها وذلك تمشيا مع الرأي السابق الذكر
الذي يساير املنطق القانوني حتى تتحقق بذلك املحافظة على القواعد إلاجرائية املسلم بها فقط،
وألاحكام7. وقضاء في إطار نظرية الدعوى
وال يفوتنا هنا إلاشارة إلى أنه من آلاثار املترتبة على ألاحكام أنها تخرج النزاع من واليته املحكمة
وتقرر الحق وال تبتدئه ألن وظيفة املحكمة هي أن تبين حق كل خصم إال أنه مع ذلك توجد أحكام
تنش ئ حالة قانونية لم تكن موجودة قبل صدور الحكم كالحكم بتعيين حارس والحكم بتوقيع الحجر
أو سلب وألنه الشرعي أي التجريد من الحجر والحكم بتعيين حارس قضائي والحكم بالتمويت.
-6دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية تأليف أستاذ بوزيان سلسلة دروس معهد الوطني لدراسة القضائية سنة 1893صفحة .00
-7تدخل النيابة في الدعاوي المدنية صفحة "مرجع سابق".
وأخيرا ومن اجتهادات املحاكم في هذا املوضوع ما قضت به محكمة السدد بالدار البيضاء في
حكمها الصادر 2134/121والرامي إلى التماس النيابة العامة إصدار الحكم بعزل الوص ي عن إلايصاد
حين قدرت ما حصل للمحجور من أضرار بسبب ما قام به الوص ي من اهمال ومن أضرار وجعلت حد
العزل الوص ي إلخالله بالتزامات ألاوصياء واملقدمين املنصوص عليها في الفصل 294من مدونة ألاحوال
الشخصية.
وإذا كانت النيابة العامة تتدخل بصفتها طرفا رئيسيا في بعض دعاوى ألاحوال الشخصية فإنها
تلعب نفس الدور في بعض دعاوى الحالة املدنية والقضايا الجنسية وهذا ما سنعالجه في "الفقرة
الثانية":
يقصد بعبارة "الحالة املدنية" النظام الذي يقوم على تسجيل وترسيم الوقائع املدنية لألفراد من
والدة ووفاة ،زواج وطالق ،وضبط جميع البيانات املتعلقة بها من حيث نوعها وتاريخ ومكان حد مرنها
املدنية8. في سجالت الحالة
إذن فعبارة الحالة املدنية تعني بشكل رسمي "رسوم الحالة املدنية" أو مجموعة العمليات التي
فرد9. تمكن من تدوين وقائع متعلقة بالحياة الشخصية والعائلية لكل
وللحالة املدنية ضوابط يجب مراعاتها من طرف موظفي الحالة املدنية ولكن قد تكون ثمة حاالت
ال تنسجم فيها سجالت الحالة املدنية مع الحقيقة إما ألنها ال تتضمن تسجيال كان يجب أن تتضمنه
وإما ألن الحالة املسجلة فيها ال تنطبق مع الواقع ففي كلتا الحالتين يجب التوفيق بينها يجعل السجل
موافق للحقيقة ،وال يتم هذا ألامر بمجرد تقديم بيان لذا ضابط الحالة املدنية ،كما لو كان ألامر
-8كتاب الحالة المدنية لجمال العماري ،منشورات الزاوية الطبعة األولى 3112صفحة 2و6
-9تدخل النيابة العامة في الدعوي المدنية صفحة 92و 96مرجع سابق
يتعلق بالتصريح بازدياد أو وفاة ضمن القواعد املحددة لذلك بل ال بد من صدور حكم قضائي تكون
النيابة العامة فيه طرفا رئيسيا .وتتمثل ضوابط الحالة املدنية في طرفين أساسيا .الطرف ألاول الذي
يتمثل في "الحالة املدنية في ألاشخاص" بحيث تحدد هذه ألاخيرة نصيب كل شخص من الحقوق
والواجبات العائلية كما تحدد وضعية الشخص بالنسبة إلى القانون الخاص ما بين مرحلتي الوالدة
والوفاة .واملحررات الحالة املدنية هي تلك الرسوم التي تحررها السلطة املختصة لتثبت فيها بصفة
رسمية ،وهذا املحررات تتولى وضعها إدارة تعرف باسم "إدارة الحالة املدنية" .ولم يكن في املغرب
وجود لهذه املؤسسة قبل الحماية ،إذا كانت وقائع الحالة املدنية تثبت بالشهادات العدلية إلى أن صدر
ظهير 1شتنبر ،2129وكان ظهير 1شتنبر 2129املوافق ل 11شوال 2666يقض ي بتنظيم إدارة الحالة
املدنية ألجانب الفرنسيين وغيرهم كما أجاز للمغاربة أن يسجلوا فيه اختياريا الوالدات والوفيات .وبقي
ألامر هكذا حتى صدور ظهير 8مارس 2194املوافق ل 28جمادى ألاولى 2631الذي جعل التسجيل في
إدارة الحالة املدنية أمر الجبار يا بالنسبة للمغاربة لكنه ترك أمر تنفيذ هذا إلاجبار متوقفا على
الشروط وآلاجال التي يحددها الصدر ألاعظم بموجب قرارات وزارية وبتاريخ 26أبريل 2194صدر قرار
أما بالنسبة لطرف الثاني فيتمثل في "إدارة الحالة املدنية وسجالتها" بحيث يجب التصريح بكل
والدة ظرف الثالثين يوما املوالية ليوم وقوعها وذلك لدى ضابط الحالة املدنية في املحل الذي وقعت
فيه تلك الوفاة في طرف الثالثة أيام التي تليها ويزاد لهذا ألاجل يوم واحد عن كل عشرة ألف متر
فاصلة بين محل الوفاة ومحل ضابط الحالة املدنية ،ويجب على رب العائلة املحافظة على الدفتر
العائلي إلادالء به عند كل تصريح بوالدة أو وفاة .إال أنه قد توجد ثمة حاالت ال ينسجم فيها سجل
الحالة املدنية مع الوقائع الحقيقية فتثار بشأنها دعوى قضايا التصريح القضائي بازدياد أو وفاة.
ولذلك نص الفصل 1من الظهير 2194على أن الوالدات والوفيات التي ال يدلى ببيان عنها ضمن آلاجل
قضائي10. القانوني املشار إليه سابقا ال يجوز تسجيها فيها بعد إال بمقتض ى حكم
واملحكمة املختصة بإصدار مثل هذه ألاحكام هي املحكمة الابتدائية التي يقع ضمن دائرتها السجل
املدني ونص الفصل 124من قانون املسطرة املدنية املغربي على أنه "يمكن لكل شخص له مصلحة
مشروعية أو النيابة العامة أن يطلب من املحكمة الابتدائية إصدار تصريح قضائي بازدياد أو وفاة لم
إال أنه يجب التفرقة هنا بين الحالة التي تكون النيابة العامة هي التي تطلب من املحكمة إصدار
فيما يخص الازدياد مثال القرار الصادر عن محكمة الاستئناف بطنجة بتاريخ 1423/44/22وتتمثل
النازلة التي بت فيها القرارين "النيابة العامة" لذي محكمة الابتدائية بالقصر الكبير وبين السيد أشرف
بالتصريح باإلسناف بتاريخ 1423/41/1من طرف النيابة العامة تستأنف بمقتضاه الحكم الصادر
عن محكمة الابتدائية بالقصر الكبير بتاريخ ،1423/41/22القاض ي بإصالح الخطأ الجوهري الحاصل
في رسم رقم 2142املسجل سنة 2189وذلك بدال الازدياد املدعي هو 2189/41/49بدال من
2862/41/49حيث قضت املحكمة بتاريخ 1423/44/22من حيث الشكل بقبول الاستئناف أما من
املصاريف11. حيث املوضوع فتم تأييد حكم املستأنف وتحميل الخزينة العامة
والحالة التي يكون الشخص الذي له مصلحة مشروعة هو الذي يتقدم بهذا الطلب .ففي الحالة
ألاولى تكون النيابة العامة مدعية أي طرف رئيسيا في الدعوى حسب مفهوم الفصل 3من قانون
أما في الحالة الثانية والتي يتقدم فيها شخص إلى املحكمة بالطلب ،فإن النيابة العامة ال تكون
مدعى عليها كما يعتقد الكثير ،بل تكون طرفا منظما فقط إذ يتعين تبليغ املقال إليها لتبدي فيه رأيها
املعلل ،والغالب أن يأتي ضد الرأي بالقبول أو بالرفض أو بإسناد النظر للمحكمة أو تختم ذلك
مقتضيات الفقرة الثانية من الفصل 128من ق.م.م ولو أن املسطرة تكون شفوية في قضايا الحالة
املدنية كما يتضح من منطوق الفصل 19من املسطرة املدنية بشأن املسطرة الكتابية أمام املحتكم
الابتدائية وال يأتي للنيابة العامة استئناف الحكم الصادر حينئذ ألن الفصل 124من ق.م.م ال يسمح
الطلب12. لها بذلك إال إذا كانت هي التي قدمت
ولذلك فكلما رأت النيابة العامة إنه من املصلحة املشروعة التدخل لالستصدار تصريح قضائي
بوالدة أو وفاة فإنها تتقدم كمدعية بمقال افتتاحي للمحكمة الابتدائية ملحل والدة أو وفاة املعني باألمر
لكن ما هو دور النيابة العامة في دعوى التصريح القضائي بازدياد أو وفاة أمام محاكم الاستئناف؟
ال يجوز للنيابة العامة استئناف ألاحكام الصادرة عن املحكمة الابتدائية في املادة الحالة هي التي ينص
عليها الفصل 124من ق.م.م .صراحة خصوصا وأن الفصل 114من ق.م.م الذي له ارتباط بالفصل
124من ق.م.م يؤكد هذا ضمنيا ،إذ هو يصرح بأنه "يقبل استئناف ألامر الصادر عن القاض ي" أي أن
الاستئناف يقع طبقا للقواعد العامة ولدن من لهم الحق فيه ولو أن املشرع أراد أن يعطي للنيابة
صراحة14 13. العامة حق الاستئناف حتى ولو لم تكن طرف رئيسيا ملا أغفل التنصيف عليه
يمنح لها هذا الحق إال إذا كانت هي التي قدمت الطلب طبقا للفصل 124السابق الذكر فالقانون ال
يعتبر النيابة العامة طرفا في قضايا الحالة املدنية إال في الحالة ألاخيرة أما إذا لم تكن هي التي قدمت
القال فإن هذه ألاخيرة يبلغ إليها لتبدي رأيها فقط .وذلك بواسطة مستنتجات كتابية كما تؤكد ذلك
صراحة الفقرة الثانية من الفصل 128من ق.م.م وعالوة على ذلك فإن النصوص التشريعية املتعلقة
بالحالة املدنية سواء ظهير 2129أو ظهير 2194والنصوص املغيرة واملتممة ال تحتوي على أي مقتض ى
يخول للنيابة العامة حق الاستئناف املطلق .تم إن محاكم الاستئناف اعتادت في جميع أنحاء اململكة
أن تقبل بدون تردد الاستئنافات املرفوعة من لدن النيابة العامة ضد ألاحكام الصادرة ابتدائيا في مادة
الحالة املدنية إال أن الفصل 4من ق.م.م .حينما نص على أنه "يحق للنيابة العامة استعمال كل طرف
الطعن عدا التعرض عندما تتدخل تلقائيا مدعية أو مدعى عليها في ألاحوال املحددة بمقتض ى القانون
"استعمل كلمة" "تتدخل" في حين أن النص الفرنس ي استعمل عبارة "تتصرف" وهو اللفظ ألانف بيد
أن تدخل النيابة العامة في مادة الحالة املدنية ال يقتصر على قضايا التصريح القضائي باالزدياد أو
الوفاة بل يتعداه ليشمل أيضا دعاوى تعديل وتصحيح وثيقة الحالة املدنية وهو التي تتمثل في "دعاوى
املدنية"15. تعديل وتصحيح وثيقة الحالة
أما بالشأن القضايا الجنسية الذي خصصه لها النيابة العامة طبقا للقانون الجنسية الصادر في
والدور ألاول يأتي الكالم عليه عند الكالم بتفصيل على دور النيابة العامة الوالئي .والذي يهمنا
آلان هو دورها القضائي أمام املحاكم املدنية عندما تثار املنازعات القضائية أمامها و هذا الدور يتمثل
في حالتين:
لفقدانها أو التنازل عنها أو استرجاعها والتي ترفع إلى وزير العدل مصحوبة بالشهادات والوثائق
واملستندات16.
أما بالنسبة للحالة الثانية :املنازعات القضائية بشأن الجنسية :إن املنازعات بشأن الجنسية
املغربية لها صورتان :الصورة ألاولى :طلب إلغاء املقررات الادارية املتعلقة بالجنسية من أجل الشطط
وهنا ملن يعنيه ألامر ان يرفع دعواه ضد النيابة أمام العزلة الادارية باملجلس ألاعلى .الصورة
الثانية :الدعوى التي ترمي إلى الاعتراف بالجنسية لشخص أو إنكارها عليه أو بعبارة أنه متمتع
والجنسية إما أن تكون أصلية أو مكتسبة فاألصلية إما أن تتضمن على أساس الرابطة الدموية
وإما على أساس الرابطة الترابية ،ومعنى الرابطة الدموية أن املغربي مثال هو الذي ينتسب ألبوين
مغربين ال يحتجان بأن لهما جنسية مغربية وال يحتج عليهما بذلك ،أما الجنسية القائمة على أساس
الرابطة الترابية فهي أن الدولة تعطي جنسيتها ملن يولد فوق ترابها وألاساس ألاول يغلب في الدول التي
تسودها وحدة ألاصل في حين أن ألاساس الثاني يسود في الدول التي تكون في حاجة إلى أن يكثر سكانها
أما الجنسية فتتم عادة عن طريق الزواج والتجنس إذ الزوجة ألاجنبية غالبا ما تكتب جنسية
توفر شروطها17. زوجها بعد
-16تدخل النيابة العامة في الدعوي المدنية صفحة 83و 80و 81مرجع سابق.
-17دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية صفحة 86و 89و.89
وال يقتصر تدخل النيابة العامة الرئيس ي على الدعاوى املتعلقة باملحاجر والدعاوى املتعلقة بالحالة
املدنية والجنسية بل تتدخل أيضا في دعاوى ألاشخاص املفترضة غيبتهم وفي قضايا التمويت،
ينبغي التفرقة بين الغائب واملفقود ،فالغائب هو الشخص الذي يغيب عن مواطنه أو محل إقامته
ولكن حياته تكون معلومة ،وقد يكون محل إقامته بالخارج معروفا وقد ال يكون كذلك.
ولهذا ال يعتبر مفقودا وال أتر لغيابه على شخصيته القانونية وكل ما هناك أنه قد يترتب على غاية
استحالة مباشرة مصالحة فتقيم املحكمة وكيال عنه يتولى هذه املصالح أتناء غيابه.
أما املفقود فهو الشخص الذي ال يعرف مكانه ،وال يعلم حياته من مماته ويبيح القانون اعتباره
ميتا متى توافرت شروط معينة فتنقض ي شخصيته تبعا لذلك وينمي الفصل 136من ق.م.م .في بابه
الثالث املبين للمساطر املتعلقة باألحوال الشخصية على "أنه يمكن لكل شخص يثبت أن له مصلحة
مشروعة أو للنيابة العامة لدى املحكمة الابتدائية تقديم مقال عند وجود ضرورة تسيير كل أو بعض
أموال تركها شخص افترضت غيبته بسبب انقطاع أخباره دون أن يترك وكالة ألحد إلى املحكمة
الابتدائية ملحل آخر موطن أو أخره محل إقامة من تفترض غيبته إال فإلى املحكمة التي توجد ألاموال
بدائرتها قصد ألامر باتخاذ إجراءات التسيير الالزمة وخاصة تعيين كاتب للضبط يكلف بهذا التسيير
ضمن الشروط التي تحددها املحكمة ،ويمنع على هذا املسير أن يفوت أي منقول أو عقار بدون إذن
من القضاء.
ويبث القاض ي بأمر قابل للطعن ويتعين على النيابة العامة إذا لم تكن هي التي قدمت املقال أن
تدلي بمستنتجاتها.
وتطبيقا لهذا الفصل يحق لكل شخص ذو مصلحة مشروعة أو النيابة العامة عندما توجد أموال
تركها إنسان افترضت غيبته أن يرفع مقاال بشأنها إلى املحكمة قصد ألامر باتخاذ الاجراءات الضرورية
لذلك وعليه فإن قصر الشخص املعني باألمر في هذه ألاموال ،فالنيابة العامة حق التقاض ي بشأنها
كطرف رئيس ي في الدعوى ويجوز لها تبعا لهذه الصفة أن تتقدم بما يظهر لها من طلبات ترمي إلى إظهار
الحقيقة18.
وما دامت النيابة العامة طرفا رئيسيا في الدعوى فعليها كأي خصم أن تلتزم ترتيب الخصوم أتناء
الكالم في الجلسة ،ويكون لخصومها حق الرد والتعقيب عليها أو لحض ما تتقدم به من دفع أو دفاع.
وحيت أن النيابة العامة تعتبر خصما رئيسيا في هذه الدعوى فال يجوز للخصوم أن يجرحوها ألي
ويتعين على النيابة العامة حسب منطوق الفصل 131من ق.م.م أن تدلي بمستنتجاتها في القضية
إذا لم تكن هي التي قدمت املقال ويبت القاض ي بأمر غير قابل للطعن وفي حالة ما إذا استمرت الغيبة
بعد ذلك ما يزيد عن سنة ،فلذوي الشأن أو للنيابة العامة كذلك أن يرفعوا املحكمة مقاال للحصول
على حكم التصريح بالوفاة وبعدئذ تصفى التركة قد جاء في الفصل 139إذا انقطع خبر الغائب في
ظروف استثنائية تغلب معها وفاته كالحروب والفيضانات وغير ذلك من النكبات التي حدثت باملحل
الذي كان يفترض فيه وجوده أمكن للورثة بعد انصرام سنة من صدور آلامر املشار إليه في الفصل
وقد كان الفصل 614من قانون املسطرة املدنية القديم يخول الحق في املطالبة القضائية هذه
لذوي املصلحة فقط بينما كان الفصل 618من نفس القانون يجول للنيابة العامة تكليفها برعاية
مصالح ألاشخاص املفترضة غيبتهم مميزا بذلك بين الرعاية واملطالبة القضائية .أما قانون املسطرة
املدنية الحالي فقد جاء كما رأينا أشمل من القانون القديم وهكذا فقد قرر املجلس ألاعلى في قراره
الصادر بتاريخ 12/9/14أنه "يكون تبليغ الدعوى للنيابة العامة وجوبيا في الحالة التي تفترض فيها
غيبة الشخص بسبب انقطاع أخباره الفصل 136من ق.م.م وليس في الحالة التي ينصب فيها قيم على
الخصم بسبب جهل موطنه أو محل إقامة الفصل 61من ق.م.م "وينبغي إلاشارة هنا أنه تخبر النيابة
العامة أحد ألافراد من طرف بنك املغرب أو أحد فروعه أو السلطة املحلية أو الخزينة العامة أو إحدى
القنصليات ألاجنبية.
ويمكن أن يكون متروك الغائب إما حسابات مالية أو سندات بذكية أو أسهم عقارية وبمجرد
أخبار النيابة العامة تقوم هذه ألاخيرة برفع ملتمس في املوضوع إلى السيد رئيس املحكمة قصد تعيين
مسير.
إذا كانت النيابة العامة تتدخل في الدعوى املتعلقة بالغيبة والتمويت كطرف رئيس ي فإنها تلعب
نفس الدور في قضايا أهلية الدولة لإلرث حينما يموت شخص وال يخلق أي وارت ال بالفرض وال
من البديهي أن محتوى ما يرثه شخصا ذاتي ال يكاد يختلف كثيرا عن محتوى ما قد يؤول إلى
الدولة بصفتها صاحبة حرف في وضع يدها على متروك ال وارت له ،ومع ذلك فصفة "بيت املال" قد ال
تمكن من يمثله من الحلول محل املتوفى في حقوق قليلة العتبارات كما سنرى ،وإذا كانت التركة بصفة
عامة هي ما يخلفه امليت فإن هذا املختلف عنه كان محل خالف في الفقه إلاسالمي وضاق واتسع
حسب كل فريق .وملا كان مدار هذا الخالف حول مفهوم املال ،فإن التطرق إليه يقتض ي التعرض
فالنسبة للملكية فيرى أن التركة هو "حق يقبل التجزيئي تبت ملستحق بعد موت من كان له ذلك".
والواقع فهذا التعريف للتركة يكاد يكون هو نفسه في جل كتب الفقه املالكي ،إذا يقصد بها املال الذي
ينصب عليه حق الورثة ،وهو قابل ألن يقسم بغرض أن يقرر منه النصيب الشرعي لكل وارت ،ولذالك
فهذا الحق لم يتبث ألي منهم إال بوفاة مورو تهم وبسبب قرابتهم منه أو ما في معنا ما كالزواج .أما
الفقه الشافعي فيرى أن التركة هي ما يخلفه امليت من أموال وحقوق ،هذه ألاخيرة التي تتعلق باملال
كحق الشفعة ودية أخذت من قاتل لدخولها في ملكه تقديرا ويرى الشربتين أنه" :كما تورث الحقوق
تورث ألاموال" قال الشافعي "وال اختالف بين أحد في أن يرث الدبة في العمد والخطأ من ورث ما
أما بالنسبة للفقه الحنبلي فيرون أن امليراث هو انتقال املال عن امليت إلى حي وهو أيضا الحق
املخلف عن امليت.
إذن في حالة وفاة ولم يخلف أي وارث بالفرض أو بالتعصيب أو يترك أصحاب الفروض فقط لم
تستغرق فروضهم التركة فمن يأخذ التركة في الحالة ألاولى أو الباقي في الحالة الثانية؟
فبرجوع إلى املدمي املالكي فإن "بيت املال" يعتبر عاصبا وهو الذي يجوز املال في الحالتين
السابقتين لكل ظهير املواريث املنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ 2189/1/1نص على أصحاب الفروض
وعلى العصبة ولم يتكلم على بيت املال ومع ذلك فإن ببث املال بقي وارث عمال بالفصل 114من نفس
الظهير الذي نص على أنه "كل ما لم يشمله هذا القانون يرجع فيه إلى الراجع أو القسمور أو ما حبري
20 به العمل من مذهب مالك"
أوجد الارث بالرد رغم أن املذهب املالكي ال يقول به فنص أن حظ بيت املال يرد على أصحاب
الفروض بحسب حظوظهم في إلارث ،وإذا لم يوجد أي وارث أصال فإن مصلحة ألامالك املخزنية تحوز
التركة لفائدة بيت املال وعليه فإذا توفي شخص وتبث أال وارث له أصال سواء بالفرض أو بالتعصيب
فقد جاء في الفصل 143من قانون املسطرة املدنية املغربي "إذا كانت الدولة مؤصلة عند انعدام
وارث معروف لإلرث أخبرت السلطة املحلية ملكان الوفاة وكيل امللك بذلك مع بيان الشروع على وجه
التقريب ويصدر رئيس املحكمة الابتدائية املحال عليه الطلب من طرف وكيل امللك أمرا على الطلب
يعين فيه كاتب الاحصاء ألاموال والقيم املتروكة ويعنيه فيما إذا كانت أهمية ما حراستها ،ويضع هذا
وإذا كانت ألاموال تشتمل على عناصر قابلة للتلف استؤذن القاض ي في بيعها بالكيفيات املقررة
لبيع منقوالت القاصر ،وتوضع ألاموال الناتجة عن هذا البيع بعد خصم املصاريف بصندوق إلايداع
والتدبير.
-20التركة الشاعرة في الفانون المغربي (ميراث من ال وارث له) لدكتور الشمانتي الهواري عبد السالم .تأصيل عملي التي ليست لها وارثة
المغاربة واألجانب من خالل التشريع المغربي والمقارن االتفاقيات الدولية العمل القضائي المغربي غير المنشور (ص) 16إلى .18
ويخطر وكيل امللك حينئذ إدارة ألامالك املخزنية ،وعليه إذ لم يكن للمالك أي وارث فال أشكال في
ذلك حيث تعود التركة برمتها ليست املال إذ الحق لوارث أخر فيها .أما إذا كان وارث بالفرض ال
يستغرق التركة كلها فالقاعدة الشرعية تقض ي أن الباقي من التركة بعد أخد ذوي القروض .قروضهم
ال يرد عليه بل يدفع لبيت املال ورأينا سابقا أن املشرع املغربي خالف هذه القاعدة الفقيهية بصدور
ظهير 31/24/16الخاص باإلرث بالرد حيث قض ي بتخلي بيت املال عن حقوقه إلارثية لفائدة من معه
ولذلك فإن النيابة العامة في الحالة التي تكون فيها الدولة مؤهلة لإلرث قبل أن تسلم ألاموال
املتروكة لهذه ألاخيرة هي صاحبة الصفة في املطالب القضائية ال تتصدر أمر بناء على طلب باتخاذ
التدابير الالزمة كتعيين كاتب للضبط إلحصاء ألاموال وتعيين قيم قضائي إذ كانت ذات أهمية وبيع ما
يمكن بيعه ووضع الثمن بصندوق إلايداع والتدابير طبقا للفصل 134ق.م.م .وتوجه هذه املطالبة
النيابة العامة ضد كل من يجوز متروك املتوفى الذي ال وارث له إن كان وإال فضد كل خصم محتمل.
وهذا ألامر الصادر قابل للطعن طبقا للقواعد العامة للطعن في ألاوامر املبنية على طلب طبقا
وللنيابة العامة لدى املحكمة الابتدائية أيضا تحريك مسطرة وضع ألاختام بعد الوفاة بطلب يقدم
للقاض ي املكلف بوضع هذا الاجراء التحفظي إذا كان املالك أمينا عموميا حسب ما نصت عليه
مقتضيات الفقرة 1من الفصل 116الذي جاء فيه "بأمر القاض ي باتخاذ هذه الاجراءات التخفيضية
بمبادرة منه إذا كان في الورثة قاصر ال وص ي له أو كان أحدهم غائبا بطلب من وكيل امللك لدى
املحكمة الابتدائية إذا كان املالك أمينا عموميا وفي هذه الحالة ال توضع الاختام إال بالنسبة لألشياء
هناك ما يبررها".
وهكذا نرى أنه كلما كانت الدولة مؤهلة لإلرث طبقا للحاالت الواردة في ظهير املواريث فإن الصفة
في املطالبة القضائية تكون للنيابة العامة وتدخلها يعتبر تدخال رئيسيا وملا ممارسة حق الطعن في
كما يحق لها طلب أي إجراءات من إجراءات التحقيق أو الحضور فيه طبقا للفصل 99من
ويستخلص من ذلك كله أنه حينما يتم ألاخبار بالوفاة من طرف القنصلية بالنسبة لألجانب أو من
طرف قاض ي التوثيق أو السلطة املحلية أو الضابطة القضائية بالنسبة للمغاربة وحينما تتوصل النيابة
العامة بهذا ألاخبار ترفع ملتمسا في املوضوع إلى السيد رئيس املحكمة الذي يعين رئيس قسم إلافالس
والتصفيات القضائية أو من يتوب عنه قصد إحصاء املتروك وتصفيته طبقا للقانون ،وأخبار النيابة
املتخذة21. العامة بجميع الاجراءات
وتنتقل إلى "املطلب الثاني" املتعلق يتدخل النيابة العامة الرئيس في القضايا املحامين كتلك
املتعلقة بمنع محام من مزاولة مهنة مؤقتا ،أو متابعة أمام مجلس الهيأة مباشرة أو غيرها وكذلك
دعاوى حل الجمعيات ،والتعرضات على مطلب التحفيظ وغيرها ،وهذا ما سنراه في "املطلب الثاني".
-21تدخل النيابة العامة في الدعاوي المدنية شرقاوي الغزواني نور الدين صفحة 111إلى 113مرجع سابق.
المطلب الثاين :التدخل الرئييس للنيابة العامة يف بعض القوانني الخاصة
سبق أن رأينا في "املطلب ألاولى" تدخل النيابة العامة الرئيس ي في بعض الدعاوى كالحالة املدنية
ونعالج في "املطلب الثاني" حاالت أخرى تتدخل فيها النيابة العامة بوصفها طرف رئيس ي في الدعوى
املدنية وذلك استنادا إلى القوانين خاصة كقانون املحاماة أو قانون تنظيم الجمعيات أو ظهير حكام
الجماعات واملقاطعات وظهير التحفيظ العقاري وكذا الدعاوى املتعلقة بصحة مسطرة الاكراه
البدني22.
وسوف نفرد لكل حالة من هذه الحاالت فرعا مستقال ،ونعالج دعاوى املحامين في "الفقرة ألاولى"
ودعاوى املنازعات الحاصلة بشأن صحة مسطرة الاكراه البدني في "الفقرة الثانية" ودعاوى حل
الجمعيات في دعاوى الحالة بعض أحكام الجامعات واملقاطعات على رئيس املحكمة الابتدائية في
"الفقرة الثالثة" ودعاوى التعرضات على مطلب التحفيظ العقاري في "الفقرة الرابعة".
ومن القضايا التي تمارس فيها النيابة العامة الدعاوى القضايا التي تهم املحامين بصفتهم املهنية أو
القرارات التي تصدرها مجالس هيأتهم ،وألجل تحديد هذا النوع من القضايا يجب الرجوع إلى
مقتضيات الظهير الشريف الصادر بتاريخ 24ذي الحجة 8 /2611نونبر 2148الذي تنظم بموجب
فنجد أن املشرع أعطى النيابة العامة حق الادعاء على املحامين أنفسهم وأعطى لها كذلك حق
الطعن في القرارات التي تصدرها املجلس او املحاكم ولذلك سنورد حاالت الادعاء وحاالت الطعن.
-22تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية ،شرقاوي الغزواني نور الدين صفحة 110مرجع سابق.
بالنسبة لحاالت الادعاء املباشرة :يمكن للوكيل العام للملك لدى محاكم الاستئناف أن ينظم مباشرة
متابعة النقيب أو عضويين على ألاقل من مجلس الهيأة أمام املحكمة الاستئناف.
-طلب إلغاء عقد املشاركة :أن املحامي يمكن أن يعمل في شركة مع غيره من املحامين في نطاق
ويمكن للوكيل العام أن يطلب من مجلس الهيأة الزام املحامين بتغيير عقد املشاركة أو إصدار
ويعتبر الطلب مرفوضا في حالة عدم التوصل بالجواب من مجلس الهيأة بعد الشهرين املوالين
وفي هذه الحالة أو في حالة ما إذا رفض مجلس الهيأة الطلب بقرار يبلغ إلى الوكيل العام فإن هذه
ألاخيرة يمكن له أن يطعن في قرار الرفض الفعلي أو الضمني أمام محكمة الاستئناف.
-طلب منع محام مؤقت من مزاولة مهنة :إن املحامي قد يتعرض لفتح متابعة جنائية ضده
ألسباب مهنية وفي هذه الحالة يمكن للوكيل العام أن يطلب من مجلس الهيأة إصدار قرار معلل بمنعه
مؤقتا من مزاولة املهنة وذلك للمحافظة على مصالح الزبناء املتضررين .وإذا ما قرر مجلس رفض
الطلب صراحة أو ضمن التجأ إلى الطعن أما املحكمة الاستئناف 23مثل القرار الصادر عن محكمة
الاستئناف بالرباط بتاريخ 26/44/1449تتمثل النازلة التي بث فيها القرار رقم 14التي تم تحريكها من
طرف النيابة العامة بالرباط في مواجهة املحامي من أجل تزوير الشهادة وبالتوصل يغير حق إلى
تسليمها واستعمالها طبقا للفصلين 634و 632من القانون الجنائي والتي أصبحت موضوع ملف رائج
بابتدائية الرباط وبناء على طلب السيد الوكيل العام للملك تطبق مقتضيات الفصل 31من قانون
مهنة املحاماة وبعد استماع التقريرين املعدين من طرف املحامين بالهيئة أصدر مجلس الهيئة املقرر
بعد عرض موجز تمسك الطعن بحقه واعتبار هذا الحق طبيعيا.
ولهذه ألاسباب قضت محكمة الاستئناف ،من حيث شكل بعدم قبول هذا الطعن أما من حيث
املحاماة24. املوضوع قضت املحكمة بمنعه مؤقت من مزاولة مهنة
عن املحامين املقيدين في الجدول أو في الئحة التمرين واملحامين ....يمكن متابعتهم أمام مجلس
الهيأة ومعاقبتهم.
بسبب املخالفات وألاخطاء التي يرتكبها ضد النصوص القانونية والتنظيمية وقواعد املهنة أو كل
ما يخل باملروءة والشرف أو اللياقة ولو تعلق ألامر بأعمال غير مهنية .وللوكيل العام أن يقدم املتابعة
إلى مجلس الهيأة مباشرة أو بعد أن يطلب من النقيب إجراء بحث حول املحامي املعني باألمر فقرر
بعده حفظ الطلب وتطبيق عند الاقتضاء القواعد املتعلقة بالطعن في القرارات التي يصدرها مجلس
الهيأة.
-23دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان صفحة 98إلى 81مرجع سابق.
-24مجلة المغرب القانون 11أكتوبر .3119
متابعة النقيب تأديبيا أو عضويا على ألاقل من مجلس الهيأة :وقد يقتض ي الحال فتح متابعة
تأديبية ضد النقيب املزاولة ملهنة أو عضوين فأكثر من أعضاء مجلس الهيأة وفي هذه الحالة
يسوغ أن يبت مجلس الهيأة في هذه املتابعة وإنما الذي يبت فيها هي محكمة الاستئناف وعلى
طلب التنافي عن التقييد في الجدول ألاسباب مهنية :أن املحامي قد يقرر مجلس الهيأة التغاض ي
أن تتعذر عليه فعليا مزاولة مهنته بسبب مرض أو عامة خطيرة ومستمرة
أال يؤدي دون موجب مقبول واجب مساهمة في تكاليف الهيأة أو في صندوق املعا شاة الخاص
بالنقابات.
وعندما يتوفر أحد هذه ألاسباب فإن للوكيل العام للملك أن بطالب من املجلس اتخاذ هذا
أما بالنسبة لحاالت الطعن :وتتمثل في الطعن في مقررات الرفض والقبول في التمرين أو الجدول:
إن املرشحين للتمرين في املحاماة عليهم أن يقدموا إلى مجلس الهيأة طلبا محتويا على وثائق محددة
وكذلك ألامر بالنسبة للممتريين عندما يرغبون في التقييد في الجدول والخروج من الحجر إلى
الترشيد املنهي وأوجب القانون على مجلس الهيأة عند ما بين القبول في التمرين او القبول في
الجدول ألن يبلغ املقرر في ظروف ثمانية أيام إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف
برسالة مضمونة.
ولكل من الوكيل العام للملك أو املحامي املعني باألمر أن يرفع املقرر الصادر بالقبول أو الرفض
ويطعن فيه أمام محكمة الاستئناف .وعلى أي حال فإن النيابة العامة إذا استعمل حقها فإنها
تستعمله ضد الطرف آلاخر وهو املحامي املتمرن أو الراغب في التمرين وإذا استعمل هذا ألاخير
حقه فإنما يستمله ضد النيابة العامة التي هي النائية عن الحق العام وأساس هذا الاستعمال هو
املصلحة .وال يوجه الطعن باالستئناف سواء من الوكيل العام أو من له مصلحة ضد مجلس الهيأة
فهو هيئة أصدرت القرار وسواء عن صواب أو خطأ فإنه ال يكون طرف في الطعن باالستئناف وال في
الطعن بالنقض ذلك ألنه ألاعمال الصادرة من مجالس ذات اختصاص قضائي كمجالس النقابات
هي أعمال إدارية إذا نضر إليها للمعيار الشكلي للدعاوى الادارية ألنها أقرب إلى املحاكم إذا نظر إلى
طبيعة اختصاصها وتعتبر أعملها أحكاما يطعن فيها بالطعون التي يطعن بها في ألاحكام كما ذهب
إليه املشرع في ظهير تنظيم هيئة املحامين ال باإللغاء .وفرت-في املسطرة واملواعيد وألاطراف-بين
الطعن باإللغاء والطعون ألاخرى من استئناف أنه باإلضافة إلى أن الطعن باإللغاء هو طعن عيني
أو موضوعي وليس شخصيا أي ال يتضمن مخاصمة جهة معينة وإنما يخاصم القرار نفسه
الطعن في محاضر انتخاب النقيب ومجلس الهيأة :إن محاضرة انتخاب النقيب وأعضاء مجلس
الهيأة يجب تبلغ إلى الوكيل العام سلك داخل الثمانية أيام املوالية لهذه الانتخابات ،ويمكن
للوكيل العام للملك ككل من يعنيه ألامر حسب املصلحة أن يحيل هذه الانتخابات على محكمة
الاستئناف التي ثبت فيها بالقبول أو الرفض وذلك بمقال يوضع بكتابة الضبط داخل الثمانية أيام
املوالية لتبليغ محضر الانتخابات املطعون فيه .وفي هذه الحالة فإن الاطراف حسب املصلحة هما
النيابة العامة ضد النقيب املنتخب أو مجلس الهيأة أو ضد أحد ألاعضاء املنتخبين في املجلس.
تقيد املحامين بواجباتهم وحماية حقوقهم ويتخذ بصفة خاصة مقررات تأديبية وعلى املجلس أن
يبلغ كل مقرر إلى الوكيل العام للملك داخل ثمانية أيام من تاريخ صدوره .والنيابة العامة -إذا رأت
مصلحة -أن تطعن في املقرر الاستئناف ضد من يغيبه ألامر داخل الثمانية أيام املوالية لتبليغ
الطعن بالنقض في القرارات محكمة الاستئناف :إن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف
اعتبار لكونه طرفا رئيسيا في القضايا التي ترفع أمام محاكم الاستئناف والتي تتعلق ينتظم نقابات
املحامين ومزاولة املهنة يمكن له طعن بالنقض في املقررات التي تصدرها املحكمة .25كما يمكن
للمجلس الهيأة عندما يكون طرف يمكن له طعن بالنقض ضد الوكيل العام للملك وقد يكون الوكيل
العام للملك في ألاصل هو الرفع للدعوى والاستئناف .وقد يكون الخصم هو النقيب أو مجلس الهيأة أو
أحد املحامين ابتدائيا واستئنافيا ويلتجئ إلى طعن بالنقض ضد الوكيل العام وبحضور النيابة العامة.
مثال التعرض ضد القرارت الاستئنافية الخاصة بنزاعات املحامين ومشكلة التعارض بين النصوص
القانونية حيث تتمثل وقائع النازلة في قيام هيئة املحامين بالقنيطرة بالطعن بالتعرض ضد قرار
محكمة الاستئناف بالرباط الصادر بتاريخ 2188-21-1في ملف نزاعات املحامين عدد 88-6141والذي
قض ي من حيث الشكل بقبول الاستئناف ومن حيث املوضوع الالغاء مقرر مجلس هيئة املحامين
بالقنيطرة وكان التعرض مبني على أساس أن القرار عليه وصف بأنه حضوري مع أن املجلس
املستأنف عليه لم يجب عته بمذكرة أو يتقدم بدفع في مرحلة الاستئنافية بل ولم يتوصل بأي
-25دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان صفحة 81إلى 81مرجع سابق
-26رسالة المحاماة "مجلة دورية تصدرها هيئة المحامين بالرباط يوليوز 3110العدد 31لنقيب الطيب بن مقدم
الفقرة الثانية :دعاوى الحاصلة بشأن مسطرة االكراه البدين
يعرف الاكراه البدني بأنه التهديد الجسماني للمدين بحسبه لفائدة الدائن مدة حددت بمقتضيات
قانونية لينفد ما حكم عليه .فاملقتضيات قانون املسطرة الجنائية تحت عنوان "في تنفيذ العقوبات
تأمر العقوبات املالية وفي الاكراه البدني" وتطبيق هذه املواد في جميع القضايا التي تحتاج إلى استعمال
الاكراه الب دني في ميدان الاحكام القضائية مع ما أدخل عليها من تعديالت خاصة ظهير 14فبراير
. 2134وال يحق للنيابة العامة أن تأمر بتنفيذ الاكراه البدني ضد املحكوم عليه إال بعد انجاز إلاجراءات
وتقتض ي منا هذه الفقرة أن نتطرق إلى الجهة التي خول لها القانون الحكم باإلكراه البدني والجهة
إلاكراه27. التي تنقد هذا
بالنسبة للجهة التي خول لها القانون الحكم باإلكراه البدني ،ينص الفصل 349من ق م م على
أنه" :ال يمكن أن ينفذ عن طريق إلاكراه البدني يقطع النظر عن املتابعات التي يقع إجراؤها على
ألاحوال حسب الفصل 346ألاحكام الصادر بالغرامة ورد ما يلزم رده والتعويضات واملصاريف" .وينجز
إلاكراه عن طريق الزج بالغريم في السجن وال يمكن أن يسقط إلاكراه البدني بحال من ألاحوال الالتزام
الذي يمكن أن تجري بشأنه بعد ذلك متابعات بطرق التنفيذ العادية 28.ويقض ي الفصل 384من ق م
ج ،على أنه ال يمكن القاء القبض على املحكوم باإلكراه البدني وسجنه إال القيام بما يلي:
-2أن يوجه له انذار ويبقى بدون جدوى بعد مرور أكثر من عشرة أيام.
-27تدخل النيابة العامة في الدعوى المدنية لشرق والعوزاين نور الدين .ص 113 :م.س.
-28قانون األعمال مناقشة رسالة في موضوع إشكاالت اإلكراه البدني بين النظرية والتطبيق تحت إشراف الدكتور عبد الرحيم بن بوعبدة تقديم
بها الباحث "هشام أيت الحاج".
وبعد الوقوف على هذين املستندين يوجه وكيل امللك ألاوامر الالزمة إلى رجال القوة العمومية
ويلقي القبض على املحكوم عليه باإلكراه البدني حسب الشروط املقررة في تنفيذ ألاوامر القضائية ،وال
يحق للنيابة العامة أن تأمر باإلكراه البدني ضد املحكوم عليه إال بعد انجاز إلاجراءات الواردة في
وكل املحاكم على اختالف درجاتها تخول الحق في إلاكراه البدني فإذا كانت الجهة أجرية فالفصل
343يأمرها بأن تحكم تلقائيا وتحدد مدته كلما صدرت حكمها باإلدانة إال إذا تعلق ألامر بالجرائم
السياسية أو في حاالت الحكم باإلعدام أو السجن املؤبد أو تعلق ألامر باألحداث دون سن السادسة
عشر أو بكبارهم الذين تجاوزا خمسة وستين سنة أو تعلق ألامر باألزواج أو الفروع أو ألاصول مع
بعضها ،أما إذا كانت املحكمة مدنية فالفصل 1من ظهير 2132/1/14يحيل على القواعد والكيفيات
املحددة في الفصل 349وما يليه إلى الفصل 384من قانون املسطرة الجنائية واملالحظ أن الفصل 1
وعليه تبقى للمحكمة صالحية البت في إلاكراه طبقا للقواعد العامة في قانون املسطرة املدنية إذ
طلب منها الحكم به ،أما إذا لم يطلب الحكم به أمامها فال تحكم به وقد ترى أن طلبه غير مبرر
وترفضه أما لسبب أو آلخر كحالة الطلبات بواسطة أوامر باألداء التي تثار في كثير من ألاحيان ويلتجئ
بعض املستفيدين منها إلى طلبه مستقال بمسطرة خاصة أمام املحاكم املختلفة ،أما في ما يخص الجهة
وتظهر أهمية الاكراه البدني إال بع احترام النيابة العامة ملقتضيات الفصل 384من ق م ج ،حين
يقدم طلب إلاكراه إلى وكيل امللك من طرف صاحب الحق ،وبعد أن يتحقق من توفر املستندات
الالزمة يأذن بتطبيق مسطرة إلاكراه البدني ،على أنه يمكن للشخص املدين التخلص من هذه
املسطرة ولو لم يود ما بذمته إذا نازع في ألامر وتتم هذه املنازعات في الحاالت آلاتية:
ألاولى :في حالة عدم توصله بالحكم القاض ي بإكراه بدنيا أو أنه بلغ إليه وتعرض عليه وال زالت
ثانيا :في حالة صحة إلاجراءات املتعلقة باألسباب الراجعة إلى إكراهه ،ونشير أن كلتا الحالتين
السابقتين الذكر تعتبران منازعة في التنفيذ إال أن املشرع فرق بينهما من حيث الجهة املختصة بالبت
فيه ،فإذا ما نازع املحكوم عليه في انجاز هذه إلاجراءات القانونية وفي حالة عدم صحتها فمن حق
املعتقل التظلم ضد النيابة العامة ،وينظر في هذا التظلم رئيس املحكمة الابتدائية في إطار فضاء ألامور
املستعجلة ليبت في صحة إلاجراءات ،ويرفع طلب البت مبدئيا أول ألامر إلى رئيس املحكمة الذي يفرق
بين الحالتين السالفتين الذكر ،فإذا كان النزاع يتعلق بصحة املسطرة الراجعة لتطبيق الاكراه البدني
حق له النظر في ألامر والبت في النزاع على ضوء الحجج التباعة لديه واملعروضة أمامه سلبيا أو
إيجابيا وينفذ حكمه معجال على املعتقل وال موجب لإلبقاء عليه في السجن وال أثر للطعن فيه
باالستئناف ،أما إذا ظهر من الطلب أنه يستلزم مناقشة مسألة نزاعية يدعوا البت فيها إلى تأويل ما،
فإن رئيس املحكمة باعتباره قاضيا للمستعجالت يرفع يده عن النازلة طبقا ملا هو معروف في قضاء
الاستعجال لتنظر في ألامر املحكمة املختصة طبقا للفصلين 313و 314من ق م ج ،اللذين يبنيان
الجهة املختصة بالبت وهي غرفة املشورة أو محكمة الجنايات تبعا ملوضوع النزاع ،وقد قرر املجلس
ألاعلى ،في أحد اجتهاداته الصادرة بتاريخ 22أبريل 2141بأن "قاض ي ألامور املستعجلة له أن يبت في
الخالف الحاصل بصحة الاكراه البدني وله أن يصرح فقط بصحتها أو عدم صحتها" وعليه ليست من
اختصاص رئيس املحكمة إذا ما تبين له عدم صحة إجراء الاعتقال أن يأمر بإطالق سراح الشخص
إن تأسيس الجمعيات املختلفة منظم بمقتض ى الظهير الشريف الصادر بتاريخ 29يونيو 2189
ولكي ال تكون تأسيس الجمعيات مخالفة للقانون يجب تقديم تصريح إلى السلطة املحلية يتضمن
اسم الجمعية وهدفها وهوية ألاشخاص الذين يمثلونها وبيان مقر الجمعية والقوانين ألاساسية لها،
الئحة ألاعضاء املكلفين باإلدارة والتسيير إشعار السلطة املحلية بكل تغيير حال 29يوما ومواصلة عمل
الجمعية بعد إلاعالن عن وقفها أو حلها وهذا ما جاء به الفصل 9و 8من الظهير الصادر بتاريخ
وفي حالة مخالفة مقتضيات الفصل 9من ظ 2146وكذل الفصل الثامن فتكون العقوبة املقررة
هي 6أشهر وسنتين حبسا ،وغرامة مالية من 24.444درهم إلى 94.444درهم في حق املؤسس أو املدير
مسطرة إحالة بعض أحكام حكام الجماعات واملقاطعات على رئيس املحكمة الابتدائية:
إن امليزة الرئيسية لهذه املحاكم أن أحكامها ال تقبل أي طريق للطعن إال ما كان من مسطرة
إلاحالة على املحكمة الابتدائية املحددة شروطها في الفصل 14من ظهير 2141/4/29وحاالت إلاحالة
للنيابة العامة أن تحيل أحكام حكام الجماعات واملقاطعات على املحكمة الابتدائية طالبة منها
وإذا كانت أحكام حكام الجماعات واملقاطعات ال تقبل الطعن إال ما كان من مسطرة إلاحالة
السابقة الذكر نيابة على العكس من ذلك تكون أحكام املحاكم الابتدائية الصادرة بشأن إحالتها عليها
أما باإللغاء أو رفض طلب إلاحالة هذه قابلة للطعن العادي أو الاستثنائي ،وذلك ألن القواعد العامة
بالطعون تقض ي بأن الطعن جائز في جميع ألاحوال إال إذا نص القانون على خالف ذلك طبقا لفصل
ومسطرة إلاحالة الواردة في الفصل 14من الظهير يمكن أن تحال على املحكمة الابتدائية بواسطة
ألاطراف أنفسهم فهي ليست حكرا على وكيل امللك .وهذا ما جاء في الفصل 21من ق م ج.
عشر يوما29. وتجب إلاشارة على أن رئيس املحكمة أو من يقوم مقامه أن يبت داخل خمسة
يعرف ألاستاذ مأمون الكزبري التعرض بأنه" :ادعاء يتقدم به أحد من الغير ضد طالب التحفيظ
بمقتضاه ينازع في أصل حق امللكية ،أو في مدى هذا الحق ،أو حدد العقار املطلوب تحفيظه أو يطالب
بحق عيني مترتب له على هذا العقار وينكره عليه طالب التحفيظ الذي يشير إليه في مطلبه".
ويعد التعرض من بين املقتضيات القانونية الهامة التي جاء بها املشرع املغربي بعد مجهود املستمر
حوالي عقد من الزمان ،توج بصدور قانون 21.44املغير واملتمم لظهير التحفيظ العقاري الذي استمر
التناقش فيه سنوات ،وذلك منذ تقييده كمشروع قانونية ،في سنة 1444باملؤسسة التشريعية ،ومن
-29دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية ،محمد دبوز بنان ،ص 89 :إلى 88م.س.
خالله أدخل املشرع املغربي تعديالت همة مؤسسة التعرض ،هادفا بذلك إلى تحقيق السرعة في
وإذا كان هدف املشرع املغربي من إحداث تعديالت مهمة في مؤسسة التعرض هو توفير الحماية
وتحقيق السرعة في إلاجراءات املسطرية ،حددها القانون باعتبار التعرض وسيلة من وسائل حماية
إلادارية30. حقوق الغير أثناء مرحلة التحفيظ
وللمتعرض صفة املدعى عليه عبء اثبات صحة ادعائه حتى كان هو الحائز لعقار ،وتعتبر النيابة
العامة من قبيل ألاشخاص الذين لهم حق التعرض على مطلب التحفيظ العقاري ،وذلك ألن صفة
التع رض ممنوحة قبل كل ش يء لصاحب الحق العيني الذي له الحق في التعرض بنفسه أو بوكيل عنه،
أو إذا كان صاحب الحق قاصرا أو ناقص أهلية أو غائبا أو مفقودا أو غير حاضر كان يكون مسافرا
وعليه تمنح صفة التعرض لألوصياء أو ألاولياء واملقدمون ووكالء الدولة ووكيل الغياب بل وحتى
وتحدد مدة التعرض بشهرين ابتداء من يوم نشر إلاعالن باختتام التحديد املؤقت في الجريدة
ويمكن طبقا للفصل 13أن تتدخل النيابة العامة عن طريق التعرض على مطلب التحفيظ باسم
ألاشخاص املحجورين والغائبين واملفقودين والغير الحاضرين ،كما يمكن أن يتدخل بالنسبة إلى هؤالء
كل من قاض ي القاصرين ولألوصياء واملمثلين الشرعيين وألاقارب31.وفي حالة ما إذا تعرضت النيابة
العامة عمن ذكرنا تتقمص شخصيتهم وتكون مدعية كسائر املتعرضين بشأن أعمال التحفيظ وعليها
-30الوجيز في الحقوق العينية العقارية "حق الملكية" للدكتور عبد الخالق أحمدون ،في ضوء الحقوق العينية 08.19 ،وقانون التحفيظ العقاري
11.19والتشريعات المقارنة ص.026 :
-31دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان ص 91 :إلى ،93م.س.
أن تقدم كل البيانات وإلاثباتات والتي عليهم تقديمها ولها متابعة الدعوى إلى حين صدور الحكم
النهائي.
وفي ألاخير وبقطع النظر عما للنيابة العامة من دور أمام القضاء املدني والذي يتمثل في تدخلها
كطرف رئيس ي والذي يكون حضور النيابة العامة فيها الزاميا بموجب الفصل العاشر من قانون
املسطرة املدنية ،وهذا طبقا ملا شرحناه من قبل في املبحث ألاول ،فللنيابة العامة دور آخر يتمثل في
ألاصل في عمل النيابة العامة أمام القضاء املدني أن تكون طرف منضما وهي بهذه الصفة ال تكون
خصما ألحد وإنما تتدخل في الدعوى لتبدى رأيها ملصلحة القانون والعدالة ،وانضما معا هذا ال يعني
تبعيتها لرأي الطرف الذي انضمت إليه فتسميتها بالطرف املنظم فيه نوع من املجاز نظرا ألنها مكلفة
باالنضمام في الرأي أو الدفاع بمقتض ي القانون من جهة ،ومن جهة أخرى فهي تعطي رأيها في النازلة
ويعتبر رأيها رأيا محايدا وليس وجهة نظر خصم معين ،فهي تشرع وسائل الدفاع التي استعملها
أحد الخصوم ،وقد تأتي بدفوعات لم يتمكن الخصم إلاثبات بها لتدعيم حجته ،وتكون النيابة العامة
طرف منضما حينما تتدخل في الدعوى قائمة بين الطرفي النزاع لتدلي برأيها في املبادئ القانونية
املتصلة بموضوع الدعوى ،ويقال حينها أنها تعمل بطريق إبداء الرأي ) (Par. Voie de réquisitionsوال
يكون لها صفة الخصم العادي ولذلك اصطلح على تسميتها بالطرف املنضم ) (partie Jointeوال يكون
للنيابة العامة حق الطعن في ألاحكام في حالة الانضمام لفقدانها – كما قلنا – صفة الخصم الحقيقي
(الفصل 8من قانون املسطرة املدنية الفقرة ألاخيرة) وذلك ما لم ينص القانون على منحها هذا الحق
حينما يكون أساس الطعن مبدئيا على سبب متعلق بالنظام العام .وعندما تكون النيابة العامة طرف
منضما فهي ال تلتزم بترتيب الخصوم بل تكون أخر من يتكلم وأخيرا ال تملك حق تجريح القضاة وذلك
استنادا إلى الفصل 111من ق.م.م ،32وبقطع النظر عما للنيابة العامة من دور أمام القضاء املدني
طبق ملا شرحناه من قبل فإن للنيابة العامة دورا أخر غير قضائي تستمده من وضعيتها كممثلة
للمصلحة العامة تابعة مباشرة للسلطة التنفيذية ولوزير العدل بالذات وبالتالي فإن للنيابة العامة
دورا والئيا وإداريا تقوم به تحت إشراف وزير العدل 33وعليه سنقسم هذا املبحث إلى مطلبين بحيث
-32تدخل النيابة العامة في الدعوى المدنية شرقاوي الغزواني نور الدين (صفحة 91إلى )93مرجع السابق.
-33دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان (صفحة )118مرجع السابق.
سنتطرق في "املطلب ألاول" إلى القضايا التي يجب تبليغها إلى النيابة العامة في حاالت الانضمام طبقا
للفصل التاسع من املسطرة .أما "املطلب الثاني" فخصصنه لتدخل إلاداري للنيابة العامة:
المطلب األول :القضايا التي يجب تبليغها إىل النيابة العامة يف حاالت االنضمام طبقا للفصل
التاسع من المسطرة
لقد نص الفصل الثامن من ق.م.م على أنه "تتدخل النيابة كصرف منضم في جميع القضايا التي
يأمر القانون بتبليغها إليها ،وكذا في الحاالت التي تطلب النيابة العامة التدخل فيها بعد اطالعها على
تم جاء الفصل التاسع ليعدد حاالت التدخل النضمامي ونص على أنه "يجب أن تبليغ إلى النيابة
-2القضايا املتعلقة بالنظام العام والدولة والجماعات املحلية واملؤسسات العمومية والهيئات
-6القضايا املتعلقة بفاقدي ألاهلية وبصفة عامة جميع القضايا التي يكون فيها ممثل قانوني
-4مخاصمة القضاة.
يبلغ إلى النيابة العامة القضايا املسطرة أعاله قبل الجلسة بثالثة أيام على ألاقل بواسطة كتابة
الضبط غير أنه يمكن أن يتم هذا التبليغ أمام املحكمة الابتدائية في الجلسة املندرجة القضية فيها،
ويمكن للنيابة العامة في هذه الحالة أن تطلب تأخير القضية إلى أقرب جلسة لتقديم مستنتجاتها
ويمكن للنيابة العامة أن تطلع على جميع القضايا التي ترد التدخل فيها ضروريا .وللمحكمة أن
تأمر تلقائيا بهذا الاطالع والبد أن يشار في الحكم إلى إبداع مستنتجات النيابة العامة أو تالوتها بالجلسة
على أن حضور النيابة العامة في مثل هذه القضايا غير التزامي إال إذا كان حضورها محتما قانونا
وتتدخل النيابة العامة كطرف منضم أيضا في جميع القضايا التي ينظرها املجلس ألاعلى مع العلم
أنها قد تكون طرفا رئيسا في القضايا التي تكون فيها طرفا رئيسا بنص القانون إذ أوجب الفصل 633
من ق.م.م على املقرر في القضية إذا رآها جاهزا أن يصدر أمر بالتخلي عنها وتبليغها إلى النيابة العامة
مع وضع تقريره وهكذا يلزمنا ملعالجة موضوع هذا املطلب التعرض إليه في أربع فقرات.
-34قانون المسطرة المدنية وعمل قضائي المغر بي "محمد بفقير" رئيس غرفة بالمحكمة االستئناف طبعة الثانية مزيدة ،منشورات دراسات
قضائية سلسلة قانون والعمل القضائي صفحة 13و .10
أوجب املشرع املغربي في الفصل 1من ق.م.م أن تبليغ إلى النيابة العامة عدة قضايا منها ما يتعلق
بالنظام العام للدولة واملؤسسات العمومية وممتلكات ألاحباس ومنها ما يتعلق باألحوال الشخصية
والنيابات القانونية.
واملالحظ أن املشرع املغربي راعى في وجوب تبليغ هذه القضايا ووجوب تدخل النيابة العامة فيها
عدة اعتبارات منها أن بعضها يتعلق بالنظام العام كقضايا الدولة وألاصول الشخصية وقضايا النيابة
القانونية والبعض ألاخر يتعلق بتطبيق نصوص قانونية علق عليها املشرع أهمية خاصة ألنها تؤدي إلى
حماية بعض املؤسسات التي تعتمد في ميزانيتها على بعض الهبات والوصايا التي تصرف كنفقات
وإعانات للمعوزين ولذلك ألزم املشرع املغربي في الفصل التاسع من املسطرة املدنية تبليغ هذه
بالنسبة للقضايا املتعلقة بالنظام العام وقضايا الدولة :لقد أوجب قانون املسطرة املدنية املغربي
على النيابة العامة في الفصل التاسع أن تتدخل في كل دعوى تتعلق بالنظام العام أو تكون الدولة
طرفا فيها ،ويتبادر إلى الدهن أن الدعوى املتعلقة بالنظام العام هي غير الدعوى املشار إليها في الفصل
التاسع من ق.م.م مادام املشرع عطف قضايا النظام العام على قضايا الدولة واملؤسسات العمومية،
لكن نرى أن سائر القضايا الواردة في الفصل 1من ق.م.م هي من متعلقات النظام العام .وإن ذكر
عبارة النظام العام في مقدمة الحاالت التي تتدخل فيها النيابة العامة ما هي إال تأكيد على عنصر
النظام العام الذي يشكل القاسم املشترك لهذه الدعوى بحيث يعتبر كل ما يمس كيان الدولة أو
أما بالنسبة للقضايا املتعلقة بالدولة :فقد تكون الدولة مدعية أو مدعي عليها في جميع الدعاوى
سواء كانت طرف في نزاع يتعلق باألمالك الخاصة أو العامة (الدومين أو مجال العام) أو أي نزاع أخر
فإنه يجب على املحكمة قبل البت في القضية املعروفة أمامها أن تبليغها إلى النيابة العامة ويجب على
النيابة العامة أن تقدم مستنتجاتها داخل ثالثة أيام على ألاقل بواسطة كتابة الضبط.
غير أنه يمكن أن يتم هذا التبليغ أمام املحكمة الابتدائية أي أثناء الجلسة املندرجة القضية فيها
كما يمكن للنيابة العامة أن تطلب تأخير القضية إلى أقرب جلسة لتقديم مستنتجاتها كتابة أو شفويا
فالدولة قد تكون دائنة أو مدنية ألاخيار سواء كانوا أشخاص طبيعيين أو اعتباريين كالشركات
التجارية كما قد تكون طرف في نزاع بشأن أمالكها الخاصة أو العامة ،والجدير بالذكر أن أمالك الدولة
الخاصة بيت مال املسلمين كأمالك الجيش وألامالك الناتجة عن التركات الشاغرة وهي تتصرف فيها
باالنتقال املباشر أو الكراء أو التفويت وغيره تحت نظر إدارة ألامالك املخزنية بوزارة املالية ،وبوجد بكل
مدينة مراتب ألامالك املخزنية ينوب عن املدير في الادارة والتصرف في ألامالك الواقعة بدائرة بكل
أنواع التصرفات.
أما أمالك الدولة العامة فهي الشواطئ وألانهار والبحيرات والسكك الحديدية والطرق واملطارات
أما بالنسبة لقضايا الجماعات املحلية :لقد جاءت أحكام التنظيم الجماعي في الظهير املؤرخ في 64
شتنبر 2143حيث عرف الفصل ألاول منه الجماعات بأنها "وحدات ترابية داخلة في حكم القانون
-35القانون الدستورية والمؤسسات السياسية األستاذ عبد الرحمان القادري صفحة .8
وحيث أن الجماعات وحدة ترابية وجزء من الدولة التي تتمتع بنوع من السيادة والسلطات فإن
القانون أوجب أن تتدخل النيابة العامة كطرف منظم كلما كانت هذه الشخصية املعنوية طرف في
الدعوى.
وللنيابة العامة حق تقديم طلباتها كما يفعل الخصوم .كما يجوز لها أن تحضر إجراءات التحقيق
ألنها طرفا رئيسيا في مثل هذه الدعاوى استنادا إلى الفصل 99من قانون املسطرة املدنية املغربي ،بيد
أنه يحق للنيابة العامة أن تشرح وسائل الدفاع التي استعملها أحد الخصوم وأن تستعين بعملها
بالقانون وتدعم الخصم بإيراد دفاع لم يتمكن به الخصم لتزكي بذلك حجة على شرط أن يكون ذلك
الدفاع ناشئا عن طلبات الخصوم أنفسهم .وحينما يتعلق وجه الدفاع بالنظام العام فالنيابة العامة
تتمسك به ولو لم يثره الخصوم وللمحكمة أن تحكم به تلقائيا .وعالوة على ذلك فإن النيابة العامة ال
يجوز لها الحق الطعن في مثل هذه الدعاوى ألنها تعتبر طرفا منظما في الدعوى وبالتالي فهي تفقد
وتكون النيابة العامة أخر املتكلمين في الجلسة ألن الطرف املنضم ال يلزم ترتيب الخصوم طبقا
للفصل 94و 616و 633من قانون املسطرة املغربي ،فال يجوز للخصوم بعد تقديم أقوالها وطلباتها أن
أما بالنسبة للقضايا املتعلقة باملؤسسات العمومية :فاملؤسسات العمومية مرفق من مرافق الدولة
العامة تتمتع هي أيضا بالشخصية املعنوية وباالستقالل إلاداري واملالي .وذلك أوجب الفصل 1من
ق.م.م تدخل النيابة العامة في مثل هذه الدعاوى ألن املؤسسة العمومية عبارة عن شخص معنوي
عام يتولى إدارة النشاط املسند إليه قانون تحت وصاية الدولة أو أحد ألاشخاص إلاقليمية العامة
كاإلقليم والعمالت وتتمتع بقدر من الاستقالل إلاداري املالي ،وقد كثر اللجوء في العمر الحديث إلى
أسلوب املؤسسة العمومية الاستفادة من املزايا التقنية واملالية وإلادارية والسياسة التي تقدمها هذه
الوسيلة من الوسائل إلادارة واملواقف واملشروعات العامة .وتصريف أموال هذه املؤسسات العمومية
وتدبير شؤونها إلادارية يعتبر من متعلقات النظام العام ألن للدولة رقابة إدارية ومالية عليها .ألامر الذي
جعل املشرع املغربي يدخلها ضمن الحاالت التي يجب تبليغها النيابة العامة وإال نعرض الحكم
البطالن.
أما فيما يخص القضايا املتعلقة بالهبات والوصايا املترصدة لفائدة املؤسسات الخيرية :الهبة يراد
بها التبرع والتفضل على الغير بمال أو بغيره وهي التزام الواجب بنقل حق املوهوب له بدون عوض ،فهي
افتقار من لدن الواهب واعتناء أو إثراء من جانب املوهوب له ولكن لهذا الاثراء سبب قانوني وهو عقد
الهبة وعليه فهو إثراء بسبب .ومثل هذه الهبات والوصايا املرصدة لفائدة املؤسسات الخيرية تعتبر من
متعلقات النظام العام مادا من ستزيد في الذمة املالية ملجموعة من ألاشخاص املعوزين أو اليتامى
الذين هم أحوج إلى هذه املعونات ،ألامر الذي يستلزم تدخل النيابة العامة كلما أثيرت أمام املحكمة
وعليه فالوصايا والهبات التي ينشئها أصحابها والتي تكون لفائدة املؤسسات الخيرية وتتار فيها
نزاعات أمام القضاء يجب تبليغها إلى النيابة العامة قبل الجلسة بثالثة أيام على ألاقل بواسطة كتابة
الضبط.
ومن متعلقات النظام العام أيضا القضايا املتعلقة بممتلكات ألاحباس :لقد جعل املشرع املغربي
قضايا ألامالك املحبسة من ضمن القضايا التي يجب تبليغها إلى النيابة العامة لتقديم مستنتجاتها
الكتابية أو الشفوية ذلك ألن الفصل 1نص على ما يلي :يجب أن تبلغ النيابة العامة بالدعاوى آلاتية:
-2القضايا املتعلقة بالنظام العام والدولة والجماعات املحلية واملؤسسات العمومية والهبات
والوصايا املرصدة لفائدة "املؤسسات الخيرية وممتلكات ألاحباس وألاراض ي الجماعية" والوقف أو
الحبس هو "إعطاء منفعة ش يء مدة وجوده الزما بناؤه في ملك معطيه" وعليه فإعطاء املنفعة ال
الرتبة هو ألاصل في الحبس ،أما إعطاء الذات أي الرقبة فهو صدقة أو هبة .وألاحباس أمالك
أوقفها وسبلها مالكوها ابتغاء وجه هللا كوقف املدارس للتعليم واملستشفيات للتطبيب واملساجد
لذكر اسم هللا أو تسيل قدر من القال لبناء السواقي والابار وغيرها من املرافق العمومية.
وتعتبر كذلك الدعوى املتعلقة باألراض ي الجماعية من الدعاوى املتعلقة بالنظام العام .حيث كانت
في كل قبيلة من قبائل املغرب فيما مض ى جماعات تتمثل في أعيانها أو أعضائها يترأسهم القائد في
غالب ألاحيان وكانت هذه الجماعات تستغل أراض ي هامة على وجه جماعي على يد الشركاء الذين
يحرسونها أو يرعون فيها مواشيهم وقد يكرونها ملدة معينة وتبقى هذه ألاراض ي بيد املنتفعين بها ،واليوم
قد تغيرت الوضعية بحيث أصبحت الجماعة القروية منتخبة من طرف القبيلة على الطريقة العصرية
وتدبر الجماعات أمور القبيلة وتهتم بعناية أراضيها وإحيائها إن كانت أرضا ....وتقسيمها بعد ذلك على
أفراد القبيلة أو الفرقة أو الدوار كما أنها تنوب عن أفرادها في النزاع الناش ئ بسبب تصرف في ألاراض ي
بعد تخويلها إلاذن بذلك من طرف وزارة الداخلية ،تم إن أعضاء الجماعات املنتفعين ال تعين
حقوقهم ملا للملك من صبغة التسياع .وذلك ألن ألاراض ي الجماعية غير مملوكة ملك خاصا ،ولكنها
ملك مشاع للجماعة تستغلها على وجه جماعي وتستفيد منها في مراعاتها وحرثها ،وقد صدرت عدة
ظهائر لتنظيم هذه ألاراض ي الجماعية منها الظهير املؤرخ في 2121/2/9الذي منع القضاة من الخطاب
على الرسوم الخاصة بالجماعات وأسس الظهير املؤرخ في 2121/1/14الوصاية على الجماعات وتم
تغيير بظهير 2193/4/18املنظم للقانون إلاداري على الجماعات املغربية لتفويت ألاراض ي الجماعية
ويقتض ي ذلك إسناد هذا إلايماء لوزير الداخلية وملجلس الوصاية الذي يترأسه هو أو من ينوب عنه.
أما في ما يخص الدعاوى املتعلقة باألحوال الشخصية الذي أوجب في الفصل التاسع من قانون
املسطرة املدنية على النيابة التدخل في قضايا ألاحوال الشخصية والنيابات القانونية وذلك تحت
طائلة بطالن الحكم الذي أقفل هذا الشرط املسطري ،والعملة من بطالن هذا التدخل ،فعبارة
ألاحوال الشخصية مصطلح حديث على القضاء املغربي وعلى املسطرة املدنية وذلك مند صدور مدونة
ألاحوال الشخصية في 21غشت 2194ومند صدور الظهير املتعلق بالتنظيم القضائي لسنة 2141
الذي أورد عبارة تقسيم املحاكم إلى غرفة ألاحوال الشخصية وقضايا امليراث ،لهذا املنطق الجديد
أصبح هناك تمييز وفرق بين قضايا ألاحوال الشخصية وقضايا امليراث.
ونرى أن مفهوم ألاحوال الشخصية الذي تتدخل فيه النيابة كطرف منظم ضاقت رقعته حيث
كانت النيابات القانونية واملوارين وذلك لظروف تشريعية وقضائية اقتضت تقليص مفهوم ألاحوال
الشخصية الذي أصبح رهينا بكل نزاع جوهري في قضايا ألاسرة دون سواها كدعاوى الزوجية والطالق
والتطليق واللعان والنسب والحضانة والاستحقاق وهي نزاعات يجب تبليغها إلى النيابة العامة تحت
طائلة البطالن .أما بالنسبة للدعاوى املتعلقة بالنيابات القانونية .والتي تنظمها فصول مستقلة عن
ألاحوال الشخصية وهي الفصل 282وما بعده من ق.م.م وهي تهم قضايا شؤون القاصرين أما لصغر
في السن أو حيث يعين ولي أو وص ي أو مقدم عن هؤالء وذلك تحت إشراف قاض ي الاسرة املكلف
وهذه القضايا تبليغ للنيابة العامة وإال كان الحكم باطال ألنه في مثل هذه الدعاوى يكون أحد
أطرافها قاصرا وممثال بواسطة نائبه القانوني ألامر الذي يتطلب تدخل النيابة العامة ملراقبة احترام
هذه الشروط من جهة وحماية الشخص القاصر ألنه طرف ضعيف من جهة أخرى .وقد قرر املجلس
ألاعلى بتاريخ 2141/1/1أنه "في الحالة التي يكون فيها أحد أطراف الدعوى قاصرا يمثله نائبه القانوني
فإنه يجب أن يبلغ ملف القضية إلى النيابة العامة ويشار في الحكم إلى إبداع مستنتجاتها أو تالوتها
بالجلسة وإال كان الحكم باطال .وال يلزم القانون في هذه الحالة من حاالت التدخل الانضمامي للنيابة
أن يحضر ممثلها بالجلسة ومن اجتهادات املجلس ألاعلى قراره الصادر في 1يوليوز 41والقاض ي بأن
"حضور ممثل النيابة العامة في الجلسة غير إلزامي إال كانت طرفا رئيسيا أو وجد نص خاص يوجب
ذلك والفصل التاسع من ق.م.م يوجب أن تبليغ إلى النيابة العامة بعض الدعاوى في حاالت معنية وال
بالجلسة36. يوجب حضور ممثلها
إن بعض هذه القضايا ورد ذكرها في الفصل 1من ق.م.م والبعض ألاخر أوردها املشرع املغربي إما
في قانون املسطرة املدنية أو في قوانين خاصة .وقد راعى املشرع املغربي في وجوب تبليغ هذه الدعاوى
ووجوب تدخل النيابة العامة فيها عدة اعتبارات منها ما يتعلق بتطبيق نصوص قانونية علق عليها
املشرع أهمية خاصة ومنها ما يتعلق بمصلحة خاصة تحتاج إلشراف النيابة العامة وحمايتها وذلك
عندما يكون أحد ألاطراف ضعيفا أو عديم ألاثر كقضايا فاقدي ألاصلية وألاشخاص املفترضة غيبتهم.
واملمثل القانوني أو النائب القانوني يكون نائبا عن ألاشخاص القاصرين أمام القضاء ،والنيابة
القانونية كما نعرف أما تقديم أو ايماء فقد توجد أموال الشركات شخص افترضت غيبته فيكون لكل
شخص له مصلحة مشروعة أو للنيابة العامة أن يقدم مثاال تصد اتخاذ إجراءات التسيير الالزمة
وذلك طبق للفصل 136من قانون املسطرة املدنية املتعلق بالغيبة وكل هذه الدعاوى يجب أن تبلغ إلى
النيابة العامة طبق للفصل 1من قانون املسطرة املدنية في ما يخص القضايا املتعلقة بفاقدي ألاهلية:
إذا ما أثير أمام القضاء نزاع بين قاصر وبين غيره فال بد أن تتدخل النيابة العامة وتقدم مستنتجاتها في
النازلة واعتبر الحكم باطال .وهذه الدعاوى التي تخص القاصرين تحكمها الفصول 282وما بعده من
قانون املسطرة املدنية .وهناك فرق واضح بين هذا النوع من القضايا التي تعني القضايا التي يكون فيها
أحد ألاطراف املتقاضين مهجورا ويكون له قانوني ينوب عنه ويمثله ،وبين قضايا النيابات القانونية
التي تعني القضايا التي تتعلق بمسطرة وتسيير النيابات القانونية والترشيد والتحجير وتسيير أحوال
-36تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي الغروافي نور الدين صفحة 110إلى 122مرجع السابق.
كما تهم هذه القضايا أيضا قضايا ألاشخاص املعوزين كالشركات التي ينوب عنها ممثل قانوني
وكذلك ألامر بالنسبة لكل شخص اعتباري كالجمعية والنقابة والجماعات املحلية القروية بالنسبة
ألراض ي الجماعات التي ينوب عنها ويسيرها وزير الداخلية .وكذلك ألامر عندما تعين املحكمة فيها على
أحد ألاشخاص كمؤازر وكذلك وكيل امللك أو السنديك الذي يمثل كثلة الدائنين بمقتض ى حكم
الافالس ،ويجب على النيابة العامة التدخل في القضايا التي يكون فيها أحد ألاشخاص فاقد ألاهلية
وأن التبليغ د اخل ثالثة أيام قبل الجلسة على ألاقل وإذا كانت النيابة العامة طرفا منضما في مثل هذه
القضايا فلها الكلمة ألاخيرة أي أنها تكون أخر املتكلمين بالجلسة وال يجوز ألاطراف أن يعقبوا عليها.
كما ال تملك النيابة العامة خط تجريح القضاة ولكن من حق الخصوم أن يقدموا طلب بتجريحها
ألي سبب من أسباب التجريح وذلك طبقا للفصل 111من ق.م.م الذي جاء فيه "تطبيق أسباب
التجريح املتعلقة بقاض ي ألاحكام على قاض ي النيابة العامة إذ كانت طرفا منضما وال ...إذا كانت طرفا
رئيسيا".
كما ال نملك النيابة العامة الطعن في ألاحكام بالنسبة لهذه القضايا أنها صفة الخصم الحقيقي إذ
جاء الفصل 8من ق .املسطرة املدنية .موضحا هذا بقوله "تتدخل النيابة العامة كطرف منضم في
جميع القضايا التي يأمر القانون بتبليغها إليها وكذا في الحاالت التي تطلب النيابة العامة التدخل فيها
بعد اطالعها على امللف أو عند ما تحال إليها القضية تلقائيا من طرف القاض ي وال يحق لها في هذه
ألاحوال استعمال أي طريق للطعن" ولم يجعل قانون املسطرة املدنية حضور النيابة العامة إلزاميا إال
أما في ما يخص القضايا التي تهم ألاشخاص في املفترضة غيبتهم :ينص 136من قانون املسطرة
املدنية املتعلق بالغيبة على أنه "يمكن لكل شخص يثبت أن له مصلحة مشروعية أو للنيابة العامة
لدى املحكمة الابتدائية تقديم مقال عند وجود ضرورة تسيير كل أو بعض ألاموال تركها شخص
افترضت غيبته بسبب انقطاع أخباره دون أن يترك وكالة ألحد إلى املحكمة الابتدائية ملحل أخر موطن
أو أخر محل إ قامة من تفترض غيبته وإال فإن املحكمة التي توجد ألاموال بدائرتها قصد ألامر باتخاذ
إجراءات التسيير الالزمة وخاصة تعيين كاتب ضبط يكلف بهذا التسيير ضمن الشروط التي تحددها
املحكمة ،ويمنع على هذا املسير أن يفوت أي منقول أو عقار دون إذن من القضاء.
ويبت القاض ي بأمر غير قابل للطعن ويتعين على النيابة العامة إذا لم تكن هي التي قدمت املقال
وعليه فإنه عندما توجد أموال بتركها شخص افترضت غيبته يكون لكل من يعنيه ألامر أو ورثة
متغيب أن يرفع املقال بشأنها إلى القضاء قصد ألامر باتخاذ إلاجراءات الالزمة وإذ لم يفعل من يعنيه
ألامر هذه ألاموال فللنيابة العامة أن تتقاض ي بتمتع بها دوي الشأن فيها فتبدي طلباتها تبعا لترتيب
الخصوم وسماعهم ويكون لها الرد عليها أو دحضها ويبت القاض ي بأمر غير قابل للطعن طبقا للقاعدة
العامة في ألاوامر ويتعين على النيابة العامة إذ لم تكن هي التي قدمت املقال أن تدلي بمستنتجاتها طبقا
للفصل 136من ق.م.م السالف الذكر وفي حالة ما إذا استغرقت الغيبة أكثر من سنة فإن لدوي
الشأن أو النيابة العامة كذلك أن يرفعوا إلى املحكمة مقاال للحصول على الحكم يصرح بالوفاة.
وحينذاك تصفى التركة طبقا للفصل 139من قانون املسطرة املدنية وفي هذه الحالة فإن الحكم
وقد قض ي املجلس ألاعلى بتاريخ 82/9/19بأنه "يكون تبليغ النيابة العامة وجوبا في الحالة التي
تفرض فيها غيبة الشخص بسبب انقطاع إخباره طبقا للفصل 136من قانون املسطرة املدنية وليس
في الحالة التي ينصب فيها قيم على الخصم بسبب جهل موطنه أو محل إقامته طبقا للفصل 61من
ق.م.م .واملالحظ أن املشرع املصري استعمل عبارة عامة وشاملة فنص في الفقرة ألاولى في الفصل 81
على أنه "فيما عدا الدعاوى الاستعجالية يجوز للنيابة العامة أن تتدخل في الحاالت آلاتية " الدعاوى
الخاصة بعديمي ألاهلية وناقصيها والغائبين واملفقودين وهذه العبارة جاءت لتشمل الغائب واملفقود
والحال أن هناك فرق بين الغائب واملفقود أذ املفقود هو من انقطعت أخباره أما الغائب فهو الذي لم
تنقطع أخباره إال أنه مجهول املكان 37،وتكون النيابة العامة أيضا طرفا منضما في دعاوى عدم
دراسة الاختصاص وقواعد ترمي إلى معرفة الجهة القضائية واملحكمة املؤهلة للنظر في النزاعات
على اختالفها ويقتض ي ذلك بالضرورة تعدد املحاكم وتنوعها وقد نص القانون القديم للمسطرة
املدنية املغربي في فصله 283على أنه "يجب أن تبليغ إلى وكيل امللك الدعاوى التالية:
كما نص قانون املسطرة املدنية الحالية في الفصل 1على أنه "يجب" أن تبليغ إلى النيابة العامة
الدعاوى التالية:
" -9القضايا التي تتعلق بعدم الاختصاص النوعي" والدفع بعدم الاختصاص النوعي مسطرة يكثر
استعمالها لدى املحاكم وتخلص في كون الطرف املدعى عليه الذي يعتبر املحكمة الواضعة يدها
على الدعوى غير مختصة ويطلب منها أن ترفع يدها عنها .فإن كان املوضوع هو الدفع بعدم
الاختصاص فإنه يجوز إثارته من طرف أي كان من املتقاضين وكذلك من طرف النيابة العامة كما
يمكن أن يثار تلقائيا من طرف القاض ي كما تنص على ذلك الفقرة ألاخيرة من الفصل 23من
قانون املسطرة املدنية وإثارة الدفع بعدم الاختصاص النوعي الذي يمكن للنيابة العامة إثارته يجد
مصدره في الفصل 1من قانون املسطرة املدنية الحالي الذي يوجب تبليغ الدعاوى املتعلقة بالدفع
-37تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي الغزواني نور الدين صفحة 126إلى 128مرجع السابق.
بعدم الاختصاص النوعي إلى النيابة العامة ذلك ألن النيابة العامة تعتبر طرفا منضما في مثل هذه
الدعاوى ،وتبعا لذلك الوضع في ألاحكام بين حالة التدخل الانضمامي وحالة التدخل الرئيس ي فإن
النيابة العامة وهي هنا طرف منضم ال تلتزم ترتيب الخصوم وإنما تكون أخر من يتكلم ،إذا ال يجوز
للخصوم بعد أن تتدخل وتدلي بطلباتها أن يتناولوا الكالم وال أن يقدموا للمحكمة مذكرات
جديدة ،تم إن النيابة العامة ال يكون لها الحق الطعن في ألاحكام في حالة الانضمام لفقدانها صفة
كما ال يجوز لها إبداء طلبات جديدة في الدعوى وال أن توسع نطاقها ،إذ أنها ملزمة باألداء برأيها في
كما أنه يمنع على النيابة العامة تجريح القضاة بينها يكون من حق الخصوم أن يقدموا طلبا
بتجريحها طبقا للفصل 111من ق.م.م 38.والاختصاص النوعي من متعلق النظام العام ولذلك يجب
أن تبلغ للنيابة العامة بالدعاوى املتعلقة بعدم الاختصاص النوعي وذلك تحت طائلة البطالن ،والدفع
بعدم الاختصاص النوعي يثار تلقائيا من لذن قاض ي الدرجة ألاولى طبقا للفصل 23من ق.م.م.39
ويترتب على ذلك أنه يجوز التمسك به في أية مرحلة كانت عليها الدعوى ولو ألول مرة أمام املجلس
ألاعلى ،كما ال يجوز التنازل عنه لتعلقه بالنظام العام ويجب إثارته قبل كل دفع أو دفاع ويمنع إلاقدام
على ذلك ألول مرة أمام املحكمة الاستئناف إال ما كان راجعا لحكم غيابي ،واملحكمة التي أثير أمامها
الدفع ملزمة بالجواب على ذلك إما بموجب حكم مستقل أو بإضافة الطلب العارض للجوهر طبقا
للفصل 24من ق.م.م ومن حق النيابة العامة إذا ما تعلق في الدعوى كطرف منضم أن تثير مسألة
-38تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي الزواني نور الدين صفحة 161و 161مرجع سابق
-39دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بزيان صفحة 21مرجع سابق
أما بخصوص القضايا املتعلقة بتنازع الاختصاص :فتحكمه الفصول من 644إلى 646من الباب
السادس وكذلك الفصل 688من قانون مسطرة املدنية الذي ينص على أنه "ينظر املجلس ألاعلى في
تنازع الاختصاص بين محاكم ال تخضع ألية محكمة أخرى مشتركة أعلى درجة"
وتتدخل النيابة العامة بوصفها طرفا منضما في كل دعوى تتعلق بتنازع الاختصاص طبقا للفصل
1من ق.م.م 40ولذلك ينص على أنه تكون مسطرة تنازع الاختصاص مفتوحة ألاطراف ملا يكون قد رفع
إلى عدة محاكم نفس الطلب فأصدرت فيه قرارات صادرت غير قابلة للطعن ،وصرحت جميعها في هذه
القرارات باختصاصها في الطلب وهو تنازع إيجابي أو عدم اختصاصها وهو تنازع سلبي .ويقدم طلب
الفصل في التنازع الاختصاص بمقابل أمام املحكمة ألاعلى درجة املشتركة بين املحاكم التي يطعن في
أحكامها أمامها وأمام املجلس ألاعلى إذا تعلق ألامر بمحاكم ال تخضع ألية محكمة أعلى مشتركة بينها
وذلك طبقا للفصل 642من قانون املسطرة املدنية أمام الفصل 641من ق.م.م فينص على أنه
"ينظر في املقال بغرفة مشورة دون حضور ألاطراف أو وكالئهم" ويقض ى الفصل 686من ق.م.م بأنه
ينظر املجلس ألاعلى في تنازع الاختصاص بين محاكم ال تخضع ألي محكمة أخرى مشتركة أعلى درجة.
وتنازع الاختصاص نوعان تنازع سلبي وأخر إيجابي فلو أن أكثر من محكمة قضت بكونها مختصة
في الدعوى فإننا نكون أمام تنازع إيجابي أما إذا ذهبت هذه املحاكم بعكس ذلك إلى عدم اختصاصها
في الدعوى املعروضة أمامها اعتبر ذلك تنازعا سلبيا في الاختصاص فقد يكون النزاع بين محكمتين غير
خاضعين ملحكمة استئناف واحدة وهنا يجب اللجوء إلى املجلس ألاعلى طبقا للفترة ألاخيرة من الفصل
-40اإلجراءات المدنية أمام المجلس األعلى .شروح وتحليالت أدولف ريولط مستشار (في وزارة العدل صفحة )61
ويختص املجلس ألاعلى كذلك بالبث في الدعوى حينها يقع النزاع بين محاكم الاستئناف ألنه
القاسم املشترك والوحيد بينها وتتدخل النيابة العامة في هذه الدعاوى لدى محكمة الاستئناف
ألاعلى41 واملجلس
والجدير بالذكر أن املحكمة تنظر في طلب تنازع الاختصاص في غرفة املشورة دون حضور ألاطراف
أو وكالئم أو حضور النيابة العامة ألن هذه ألاخيرة غير ملزمة بالحضور إال إذا كانت طرفا رئيسيا في
الدعوى وإذا وجد نص خاص ينص على ذلك صراحة على أنه من الالزم على النيابة أن تدخل لتدلى
بمستنتجاتها في دعوى تنازع الاختصاص وال يجوز للنيابة أن تطعن في القرار الصادر بشأن الاختصاص
ألنها ليست طرفا رئيسيا فيه بل مجرد طرفا منضم أو الطرف املنضم ال يملك الحق في الطعن ولو جاء
ال توجد آلية قانونية وقضائية ملراقبة أعمال ومهام قضاة النيابة العامة ،ال من قبل السلطة
التنفيذية أي الحكومة ،وال السلطة التشريعية وال املواطن ،إذ ال يمكن الطعن في قراراتها وال تجريح أو
مخاصمة قضاتها لذا ،من الواجب على القانون مثال ،الذي سينظم قواعد التفتيش املنصوص عليه
في القانون التنظيمي للمجلس ألاعلى للسلطة القضائية ،أو أي قانون أخر أن يتناول هذا الفراغ،
بطريقة تحض ي ألادوار القضائية وغير القضائية املهمة في الحفاظ على ألامن العام والخاص التي تقوم
به النيابة العامة من جهة ،وتحقق في الوقت نفسه للمواطن حقه في التشكي القانوني والقضائي،
وليس إلاداري ،من الضرر الحاصل له في بعض الحاالت التي ال يد له فيها .42وفي القضايا املتعلقة
"بتجريح القضاة" إن الشرط ألاساس ي في القاض ي أن يتوفر على القدر الكافي من النزاهة ويعمل القانون
إن دعاوى تجريح يحكمها الفصل 191وما بعدها إلى الفصل 111من ق.م.م وهي ترمي إلى الاحالة
بسبب القارية أو املصاهرة أو أحد ألاسباب ألاخرى املذكورة في الفصول ألاتية الذكر على القاض ي أخر
ويجسد ذلك اطمئنان أكثر ألحد املتقاض ي ويضمن له حكما عادال ونزيها ،وأسباب تجريح القضاة
-2مصلحة القاض ي في النزاع ،إذ يجرح القاض ي إذا كانت له أو لزوجته مصلحة شخصية في النزاع
-1القرابة أو املصاهرة :وذلك في الحالة التي توجد فيها قرابة أو مصاهرة بين القاض ي أو زوجته من
جهة وأحد ألاطراف من جهة أخرى حتى درجة ابن العم وعلى النيابة العامة أن تتدخل في الحالة
من الحاالت التجريح وتؤخذ عبارة "القرابة" بمعناها الواسع تشمل القرابة الطبيعية والقرابة
-6إذا كان القاض ي دائنا أو مدينا ألحد ألاطراف فيمكن تجريحه إال أنه ال يمكن تجريحه إذا استوفى
الدين.
-1إذا كانت هناك دعوى قائمة أو انتهت منذ أقل من سنتين بينه أو بين زوجته أو أموالها أو فروعها
-43تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي الغزواني نور الدين صفحة 163
ومالحظ أن كله "نزاع" يجب على املحكمة والنيابة العامة حينما تتدخل كطرف منضم أن تأخذها
بمدلولها العام بحيث ال ينبغي التمييز بين نزاع مدني أو جنائي إال أنه طبيعي أن يكون النزاع جاريا أو
-9إذا سبق للقاض ي أن أعطى رأيه أو رافع أو نظر في النزاع إذ يجرح القاض ي الذي سبق له أن قدم
استشارة أو رافع أو كان طرفا في النزاع أو نظر فيه كحكم أو أدلى بشهادة.
ويجب التوضيح هنا أنه يتعلق ألامر برأي له فيه مصلحة بصفته مستشار أو محاميا ألحد ألاطراف
أما فيما يرجع للشهادة فيجب أن تتعلق بأفعال سبق للقاض ي أن عرفها ليس كحاكم ولكن كشاهد.
-4إذا وجد عالقة تبعية بين القاض ي أو زوجته أو بين أحد ألاطراف زوجته.
-8إذا كانت ثمة صداقة أو عداوة بين القاض ي أو أحد ألاطراف ويجب أن تكون العداوة أو املودة
شخصية .فال يكفي اتفاق القاض ي أو اختالفه في أرائه السياسية ومن جهة أخرى أال تكون العداوة
قد بدأها الخصم مع القاض ي بعد رضع الدعوى بقصد منعه من نظرها وهذه ألاسباب كلها تخول
للنيابة العامة أن تتدخل فيها وعليها أن تتدخل كطرف منضم يعد دراستها لكل مالبسات الدعوى
وظروفها حتى يعتبر تدخلها قانونيا ويجب أن تبليغ النيابة العامة بمثل هذه الدعاوى التي تتضمن
أحد ألاسباب الواردة في الفصل 119من ق.م.م وإال اعتبر الحكم باطال إذا لم يتضمن التنصيص
على تقديم النيابة العامة ملستنتجاتها في النازلة أو إذا لم تقدم النيابة العامة هذه املستنتجات
ويمكن للنيابة العامة أن تطلب تأخير القضية إلى الجلسة أخرى لتقديم مستنتجاتها كتابة أو
أما حضور النيابة العامة فهو أمر غير التزامي ما دامت طرفا منضما في هذه الدعاوي.
أما في ما يخص مخاصمة القضاة :فتخضع ملسطرة خاصة ورفع النص عليها في الفصول 612إلى
142من ق.م.م .ويعود الاختصاص للبث في هذه الدعاوى للمجلس ألاعلى التي تخص عرفه مجتمعه
للبث فيها ويجب أن تحال هذه الدعاوى التي تهم مخاصمة القضاة على النيابة العامة التي تعتبر طرفا
منضما طبقا للفصل 1من ق.م.م ودعوى املخاصمة ترفع بطلب أصلي من أحد الخصوم على القاض ي
أو على عضو النيابة العامة لألسباب الواردة في الفصل 612من ق.م.م 44الذي ينص على أنه "يمكن"
إن هذا الوصف "القضاة" هو لحصر ،والظاهر أنه ينحصر في ألاشخاص املشار إلى ضبطهم في
القانون املنظم لرجال القضاء أي القضاة العاملون في القضاء الجالس وقضاة النيابة العامة فصل،
على هذا التأويل ،ال يطبق النص على حكام املقاطعات والجماعات الذين أسست مناصبهم في الظهير
بمثابة قانون عدد 661-41-2املؤرخ في 11جمادي الثانية 29( 2611يوليوز )2141والذين ال ينتمون
لسلك القضاء ،وهم مع ذلك يمارسون مهام قضائية ومن املفيد الحصول على الشرح لهذه املسألة من
-2إذا كانت هناك ارتكاب تدليس أو غش أو اختالس يمكن أن يدعى به على بعض قضاة الحكم
أثناء التحقيق أم البث أو غيبي قاض ي من النيابة العامة أثناء ممارسته ملهامه .يجب أن يتعلق
ألامر بمخالفة ارتكبت عن علم ومع قصد ألاضرار بمصالح أحد ألاطراف .وقد أضاف التشريع
الفرنس ي منذ 2116إلى ذلك الخطأ املنهي الجسيم الناتج عن غلط جد فاحش ما كان يرتكبه
قاض ي وهو على شعور عادي بواجباته ومع ذلك فإن هذا الخطأ يختلف عن الخطأ الاختياري.
-44تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي الغزواني نور الدين مرجع سابق.
-6إذا صرح نص تشريعي بمسؤولية قضاة ،وأنها تستوجب تعويض الضرر .باملسؤولية ضد
لقاض ي أجد نادرين في القانون املغربي بل هما قاصران على املادة الجنائية املتعلقة بخرق
ودعوى املخاصمة يرفعها املتقاض ي على القاض ي ملطالبة بجبر الضرر الذي أصابه من قضائه
بمقتض ي خطأ نص عليه املشرع ووقف ملسطرة خاصة وتتدخل النيابة العامة بصفتها طرفا منضم في
هذه الدعوى ألن النيابة العامة لدى املجلس تتدخل في جميع القضايا املعروفة أمام هذا املجلس
ودعوى املخاصمة هي دعوى تعريف وبطالن للحكم أو التصريف الصادر عن القاض ي .والنيابة العامة
باعتبارها طرفا منضما إذ تبدي رأيها فيما أبداه الخصوم ألاصليون من طلبات ودفوع ال تلتزم الانضمام
ألحد الخصوم في وجه نضره بل ملا أن تبدي رأيها بما تراه متفقا مع القانون والعدالة سواء اتفقت
فيما تبدي مع رأي أحد الخصوم أم تتفق .ولها أن تبدي رأيها تم تعدل عنه إلى أخر أما حضور النيابة
العامة فهو أمر غير إلزامي مادامت النيابة العامة تتقاض ي بوصفها طرفا منضما.
إال أن القانون املسطرة املدنية لم يكن واضحا إذ ذكر أن الحكم بالنسبة للمحاكم الابتدائية البد
أن تشمل على اسم النيابة العامة عندما يكون حاضرا بالجلسة وأغفل ألامر بالنسبة للمحاكم
الاستئنافية .في حيث صرح املشرع بوضوح على وجوب اشتغال القرار على اسم ممثل النيابة العامة في
القضايا املفروضة على املجلس ألاعلى فدعوى املخاصمة وذلك تحت طائلة البطالن .فحضور النيابة
العامة في املجلس ألاعلى أمر إلزامي في جميع القضايا سواء كانت فيها النيابة ابتدائيا استئنافيا طرفا
رئيسيا أو منضما وعلى العكس من ذلك بالنسبة ملحكمة الاستئناف واملحكمة الابتدائية إذ ال يعتبر
قانونا45. حضورها إلزاميا إال إذا كانت طرفا رئيسيا أو محتما
أما بالنسبة لقضايا الزور الفرعي :وهذه القضايا تحكمها مقتضيات الفصول 241-11من قانون
املدنية46. املسطرة
ويجب على النيابة العامة أن تتدخل في كل دعوى يكون موضوعها الزور الفرعي طبقا للفصل 1
من ق.م.م في فقرته الثامنة .ودعوى الزور الفرعي هي التي تنصب على السند املقدم للمحكمة كدليل
إلاثبات في الدعوى مدنية رائجة إال أنه يثار أمامها زوريه دليل من أدلة إلاثبات وقد سبق وقلنا أنه
كلما كانت هناك دعوى مدنية ال توجب تدخل النيابة العامة وأثيرت أمامها مسألة أولية أو طلب
عارض وكانت هذه املسألة ألاولية أو طلب العارض يتعلق بحالة من حاالت التدخل الانضمامي فإن
يجب على املحكمة أن تبلغ الدعوى إلى النيابة العامة لتتدخل هذه ألاخيرة وتدلي بمستنتجاتها .وينص
الفصل 14من ق.م.م على أن القاض ي يقوم خالل ثمانية أيام من وضع املستند املطعون فيه بالزور
عند الاقتضاء بكتابة الضبط للمحكمة الابتدائية بالتأشير على املستند أو ألاصل بحضور ألاطراف
وبعد استدعائهم بصفة قانونية لذلك .ويمكن للقاض ي حسب الحاالت أن بأمر أو بتحرير محضر بحالة
نسخة املستند دون انتظار وضع ألاصل الذي يحرر بحالة محضر مستقل الكتابة بين السطور وما
يشابه ذلك ويحرر املحضر بحضور النيابة العامة باعتبارها قد بلغت بذلك ويؤشر عليه القاض ي
وممثل النيابة العامة وألاطراف الحاضرون أو وكالئهم ويقع الشروع فور تحرير املخاطر في إثبات الزور
ويبث القاض ي بعد ذلك وجود الزور ويحكم على املدعي بالزور املفروض طلبه بغرامة تتراوح بين
خمسمائة درهم دون تسمح بمعرفة مرتكبة أحيلت املستندات على النيابة العامة طبقا ملقتضيات
-45تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي الغزواني نور الدين صفحة 161و 162مرجع سابق.
-46دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمود بوزيان صفحة 269مرجع سابق
قانون املسطرة الجنائية وطبق للفقرة ألاخيرة من الفصل ومن ق.م.م املتعلقة باملحاكم املتعلقة
باملحاكم الابتدائية والاستئنافية فإن النيابة العامة البد في الحاالت املنصوص فيها على إلزامية
حضوريا أن تقدم مستنتجاتها الشفوية لدى املحاكم الابتدائية ومستنتجات الكتابية بالنسبة
للمحاكم الاستئناف وعليه يكون حضور ممثل النيابة شخصا أو ضروري في ألاولى أي في املحاكم
الابتدائية ويجب عليه في الحكم بخالف محاكم الاستئناف إذ يكفي فيها تقديم املستنتجات .ويجب
استدعاء ممثل النيابة العامة للحضور شخصيا عندما يكون طرفا رئيسيا .بخالف الحال بالنسبة
للتدخل الانضمامي وحينئذ يعتبر حضورها أو غيابها لسائر ألاطراف العاديين وبالتالي تعتبر الحضورية
والغيابية بالنسبة لألحكام أو القرارات أما متى كانت طرفا منظما كما في حالة الطعن بالزور الفرعي
فبالرغم من أن استدعاء النيابة العامة أمر ضروري فإن ألاحكام ال توصف في حقها بأنها أحكام
حضورية أو غيابية كما ال يحق في النيابة العامة الطعن في ألاحكام ما دامت طرفا منظما استنادا إلى
م47. مقتضيات الفصل 8من ق م
وهكذا نكون قد انتهينا من الحاالت الواردة في الفصل 18من ق م م وننتقل إلى حاالت التدخل
بغض النظر عما للنيابة العامة من دور أمام القضاء املدني طبقا ملا شرحناه من قل فإن للنيابة
العامة دورا آخر غير قضائي تستمد من وضعيتها للمصلحة العامة وتابعة مباشرة للسلطة التنفيذية
-47تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية للشرقاوي الغزواني نورد الدين ص 162 :و 166م.س.
وتقوم النيابة العامة بهذا الدور الوالئي وإلاداري تحت إشراف وزير العدل 48،فالنيابة العامة بهذا
تراقب بعض املكاتب كمكتب املساعدة القضائية وتشرف على إعداد بعض ملفات ترشيح للوظائف
كما تراقب بعض ألاعمال املدنية وتصفي تركات ألاشخاص املغاربة املتوفون بالخارج ،وتراقب
نظام الحالة املدنية وقضاة التوثيق والعدول ،وألاعوان القضائيين ،وتختلف هذه ألاعمال باختالف
مواضيعها وأشخاصها ،ألامر الذي جعلنا نقسم هذا املطلب إلى أربع فقرات :عرضنا في "الفقرة ألاولى"
لتسيير مكتب املساعدة القضائية وتبعية الجنسية ومراقبة القضاة ،أما "الفقرة الثانية" فخصصناه
ملراقبة مشروعية تأسيس الجمعيات وأعمال النقابات أما بالنسبة "للفقرة الثالثة" فعرضناه ملراقبة
التركات الشاغرة وتسيير تبعية الحالة املدنية ،أما "الفقرة الرابعة" قمنا بدراسة إعداد ملفات الترشيح
يؤدي الاعفاء من الرسوم القضائية إلى كثرة املنازعات والدعاوى الطرف الخاسر لها ،واملساعدة
القضائية إعانة تهدفها الدولة ،بحلولها محل املستفيد منها في أداء املصاريف املحكوم عليه بها من
طرف محكمة وطنية أو جنسية عمال باملعاهدات القضائية ،ونظام املساعدة القضائية كان ينظمه
ظهير 21غشت 2126ويخضع حاليا ملقتضيات املرسوم امللكي الصادر 2نونبر 2133ويستفيد من
املتقاض ي املعوز لإلمكانيات املادية التي تتيح له التوجه إلى العدالة على قدم املساواة مع خصمه ألاكثر
يسرا.
-48دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية ،أستاذ محمد بوزيان ،ص ،91 :م.س.
وال يكتفي نظام املساعدة القضائية بالنص على منح املستفيد منه إعفاؤه من أداء الرسوم
واملصاريف املتطلبة ،بل ويتضمن كذلك إلاشارة إلى حقه في املؤازرة من لدن محاكم مقبول بتعيين من
وألاصل أن املعني باألمر هو الذي يلتمس طلب املساعدة القضائية وفق مسطرة خاصة تشرف
عليها النيابة العامة واستثناء نص املشرع على حاالت تكون الاستفادة منها بقوة القانون كدعاوى
ويتقدم املعني باألمر بطلب يوجه إلى وكيل امللك لدى املحكمة الابتدائية املختصة للنظر في النزاع
املزمع رفعه إليها ،ويمكن أن يوجه إليه أيضا طلب املساعدة من أجل الاستئناف كما يختص به ايضا
أما طلب املساعدة القضائية من أجل الطعن بالنقض فيختص به الوكيل العام للملك لدى هذه
ومن آثار املساعدة القضائية أن طلب يوقف آجال الطعن بالنقض من أول يوم يودع فيه هذا
الطلب لدى كتابة الضبط باملجلس ألاعلى وال يسري هذا ألاجل من جديد إال من يوم تبليغ فقرر
مكتب املساعدة القضائية لوكيل املعين تلقائيا أو من يوم تبليغ قرار الرفض عند اتخاذه (الفصل 698
من ق م م).
ويشترط ملنح املساعدة القضائية وجود طالب املساعدة في حالة عوز واحتياج ونزول عنه بزوال
وتنتهي املساعدة القضائية عادة بانتهاء النزاع املمنوحة من أجله أو بتدخل من الغير كما إذا طلب
التشطيب على الدعوى أو إذا وقع صلح بينه وبيننا الخصم أثناء الدعوى أو إذا كان يظهر
أما في ما يخص" :أحد ملفات طلبات اكتساب الجنسية وكذا منح شهادات بشأنها" ،بحيث كانت
املسطرة املتبعة الكتساب الجنسية املغربية تفرض أن ترفع الطلبات إلى وزير العدل مصحوبة
بالشهادات والوثائق واملستندات طبقا للفصل 19من ظهير 2198-1-3املتعلق بالجنسية املغربية إال أن
وزارة العدل اعتبارا منها لسياسة الالمركزية إلادارية التي تستهدف تصريف إلاجراءات وإنجازها في
أحسن الظروف وأكثر مالءمة ،واعتبارا إلى أن الوزارة قد أسندت إلى الوكالء العامين لدى محاكم
الاستئناف تلقي طلبات املرشحين للخبرة والعدالة وأن تعمم هذه املسطرة بالنسبة لطلبات اكتساب
الجنسية املغربية ،وقررت بمقتض ى منشور عدد 861 :مؤرخ في 2141/9/24أن يوجه الراغب في
اكتساب الجنسية املغربية طلبه إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف الذي له موطن ومحل
إقامة بدائرة نفوذها قبل توجيهه إلى الوزارة لتنفد فيه إلاجراء الذي يقره القانون ليسهر على تيهئ امللف
أما الدور إلاداري في إعطاء شهادة الجنسية في تسليم الجنسية لألشخاص الذين يثبتون أنهم
ذلك أن الفصل 66من ظهير الجنسية املؤرخ في 3شتنبر 2198نص على أن الجنسية املغربية
تثبت باإلدالء بشهادة الجنسية املغربية يسلمها وزير العدل أو السلطات القضائية أو إلادارية التي
وفعال فقد صدر قرار وزاري بتاريخ 2198/24/14تطبيق للفصل 66املذكور أسند إلى وكالء الدول
لدى املحاكم إلاقليمية على وجه الحصر الصالحية لتسليم شهادة الجنسية إلى ألاشخاص الذين
يثبتون أنهم يحملون فعال هذه الجنسية ،والزال العمل بهذا القرار الوزاري الذي يعتبر سند الوكالء
الجنسية49. امللك لدى املحاكم الابتدائية في إعطاء شهادة
أما بالنسبة "ملراقبة قضاة التوثيق وألاعوان القضائيين وألاعمال القضائية املدنية فيتمثل عمل
النيابة العامة في هذه املواضيع بالرقابة على بعض الهيئات كقضاة التوثيق وألاعوان القضائيين
والقضاة فقد كان قضاة التوثيق وشؤون القاصرين تابعين في ألاصل لرؤساء املحاكم إلاقليمية
ورؤساء محاكم السدد ألنهم قضاة من قضاة ألاحكام مكلفون بمهمة التوثيق وتدبير شؤون
القاصرين ،لكن وزارة العدل أصدرت بتاريخ 2131/1/16منشورات تحت عدد 924 :نص على أن
هيئة التوثيق بكاملها من قضاة ونواب خصوصيين وعدم ال تخضع في جميع إلاجراءات التي تقوم بها
وفي مراقبة نشاطها وفي حياتها إلادارية للمثلي النيابة العامة باستثناء الحالة التي يكون فيها الشخص
مزدوج املهام حيث يخضع في هذه الحالة في تصريف أشغاله التوثيقية إلى وكيل امللك وفي أعماله
ألاخرى إلى رئيس املحكمة وفي حياته إلادارية إلى هذا ألاخير وذلك بعد استشارة النيابة العامة في كل
ألاحوال فيلزم تطبيق هذا املنشور على كل ما يتعلق بالتوثيق ،كما صدر بتاريخ 2144/8/2منشور آخر
تحت عدد 913 :موجه إلى الوكالء العامين ووكالء امللك والقضاة املكلفين بالتوثيق يذكر بمقتضيات
وبعد صدور املسطر ة املدنية الحالية بتاريخ 11/1/11نص الفصل 281على أن الذي يمارس
مهام شؤون القاصرين قاض ي املحكمة الابتدائية ويعين بقرار من وزير العدل ملدة ثالث سنوات ،وغيرت
الوزارة اتجاها هذا فأسندت مهمة مراقبة القضاة املكلفين بالتوثيق وشؤون القاصرين إلى رؤساء
املحاكم بدال من ممثلي النيابة العامة لديها .على أن هذا الاتجاه قد تأكد بعد صدور الظهير الشريف
الصادر بتاريخ 8ماي 2181بشأن تنظيم خطة العدالة وتلقي الشهادات وتحريرها والرسوم املنفذة
-49دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان صفحة ّ" 81طبعة "1890م.س.
والصادر في 28أبريل 2186وبشأن تعيين العدول ومراقبة خطة العدالة وحفظ الشهادات وتحريرها
فقد أعطى الظهير الشريف في الفصل 1وما بعده للقاض ي املكلف بالتوثيق (وهو قاض ي قضاة املحكمة
كما أعطى الفصل 23من الظهير حق مراقبة العدول أثناء مزاولة مهامهم لوزير العدل ولقاض ي
التوثيق .وتجدر إلاشارة هنا أنه إدا كان جليا أن مراقبة العدول وال تتم مباشرة عن طريق القاض ي
املكلف بالتوثيق وبواسطة وزير العدل فإن وزير العدل يمكن أن يسند هذه املراقبة إلى ممثله إلاقليمي
لكن الفصل 24وما بعده من املرسوم املنفذ للظهير جاء واضحا في أن املراقبة التي أعطيت لوزير
العدل يباشره إما بواسطة قاض ي أو أكثر يكلفه بشؤون التوثيق في كل محكمة ابتدائية إما بواسطة
مفتقدين بعينهم من قضاة محاكم الاستئناف أو إلادارة املركزية للتحري والتحقيق واملراقبة ،ولذلك
فقد استبعد القانون إعطاء حق املراقبة والتفتيش على العدول للنيابة العامة وأعطى لها فقط طبقا
للفصل 24وما بعده من الظهير حق املتابعة التأديبية أما محكمة الاستئناف وحق إيقافهم عن عملهم
ومن جهة أخرى تراقب أعمال وإجراءات ألاعوان القضائيين من طرف وكيل امللك لدى املحكمة
الابتدائية بالنسبة لألعوان املمارسين ملهامهم في دائرة اختصاصه ،وهذه املراقبة ترمي إلى مراقبة صحة
إلاجراءات وسالمة تداول القيم وألاحوال التي يباشرونها ،وبفض النظر عن املتابعات الجنائية يمكن
للوكيل مدنيا أن يعاقب ألاعوان القضائيين بعقوبات مدنية تأديبية من الدرجة ألاولى له إلانذار
والتوبيخ أو أن يطلب من املحكمة الابتدائية إصدار عقوبات من الدرجة الثانية وهي السحب املؤقت
من ظهير 41/4/26بشأن التنظيم القضائي للملكة على أنه إذا بلغ إلى علم رئيس إحدى املحاكم أن
قاضيا من قضاة ألاحكام أخل بواجباته أو أساء إلى سمعة الهيئة التي ينتمي إليها أو مس بحسن سير
إدارة العدل التي ينتمي إليها أو مس بحسن سير إدارة العدل تعين عليه إخبار النيابة العامة .للمحكمة
تقع نفس الواجبات على عاتق النيابة العامة إذا بلغت إلى علمها اختالالت معاقله صدرت عن
القاض ي من قضاة الحكم .فرئيس النيابة لدى مختلف املحاكم إذ بلغه أن قاضيا من قضاة ألاحكام
أخل بواجباته أو أساء إلى سمعه ،الهيئة التي ينتمي إليها تعين عليه بموجب الفصل ل 1السالف
الذكر أخبار الذكر أخبار رئيس املحكمة ورفع تقرير بذلك إلى وزير العدل.
وللوكيل العام للملك لدى املجلس ألاعلى السلطة على إعطاء النيابة العامة باملجلس وعلى مصالح
كتابتها ويمكنه أن يوجد مباشرة تعليماته ومالحظاته إلى الوكالء العامين لدى محاكم الاستئناف وإلى
وكالء امللك لدى املحاكم الابتدائية ويتعين عليه أن يبلغ لوزير العدل الاختالالت التي يالحظها في أي
الظهير 50.2141 قاض من قضاة النيابة العامة طبقا للفصل 23من
إن تأسيس الجمعيات سواء كانت اجتماعية أو سياسية يخضع للظهير الشريف الصادر بتاريخ 29
نونبر 2198والصغير واملتمم بالظهير الشريف الصادر بتاريخ 24أبريل 2146وهذا الظهير يعطي للنيابة
العامة لدى املحكمة الابتدائية حق مراقبة مشروعية تأسيسها وفرض على كل جمعية كيفما كان
هدفها أن تتقدم عند تأسيسها بسابق وتصريح إلى مقر السلطة إلادارية وإلى وكيل جاللة امللك لدى
املحكمة الابتدائية بالدائرة القضائية يتضمن هذا التصريح بيانات عن الحالة املدنية لهذه الجمعية
-50دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان صفحة 111إلى " 110طبعة "1880مرجع سابق
وأعضائها ومقرها مع إضافة القوانين ألاساسية والئحة ألاعضاء املكلفين بإدارة الجمعية أو تسييرها،
وكل تغيير يطرأ على التسيير أو إلادارة أو كل تعديل يدخل على القوانين ألاساسية وكذا أحداث
مؤسسات فرعية أو تابعة أو منفصلة يجب أن يصرح بها كذلك ،وفي حالة ما إذا لم يقع أي تغيير في
إعطاء إلادارة يجب على املعنيين باألمر أن يصرحوا بعدم وقوع التغيير املذكور وذلك في التاريخ املقرر
بموجب القوانين ألاساسية .وعلى النيابة العامة أن تسلم وصال عن كل تصريح أو إيداع يحمل رقما
وعلى هذا فكل جمعية لم تتقدم بهذا إلاجراء وجود لها قانونيا وال أهمية لها ويمكن للنيابة العامة
كما يجب عليها ذلك عندما تكون الجمعية أسست لهدف غير مشروع يتنافى مع القوانين أو
ألاخالق الحسنة أو يمس بوحدة التراب الوطني أو بنظام الدولة امللكي أو إذا ظهر أن من شأن نشاط
الجمعية إلاخالل باألمن العمومي .وباإلضافة إلى ذلك يمكن للنيابة أن تفتح متابعات جنائية ضد
املخالفين للمقتضيات القانونية .وكما سبق أن وضحنا فإن نقابات املحامين تجري عليها أحكام تمكن
النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف من مراقبة مشروعيتها فقد نص الفصل 249من الظهير املنظم
للمحاماة على أن النيابة تضع داخل الثالثة أشهر املوالية لتأسيسها النظام الداخلي الذي تراه ضروريا
لها ولكنه متناسق تناسقا تاما مع القواعد التي يحددها الظهير ،ويوجد النظام الداخلي أو التعديالت
تبطل بقوة القانون كل املداوالت أو املقررات التي تتخذها الجمعية العامة أو مجلس الهيأة إذا
بالنظام العام.
تعاين محكمة الاستئناف البطالن بناء على ملتمس من الوكيل العام للملك بعد الاستماع إلى
وهذا النص يعطي للنيابة العامة لدى محكمة الاستئناف حق مراقبة مشروعية أعمال النقابات
كما يعطي الظهير املنظم لتأسيس الجمعيات للنيابة العامة لدى املحكمة الابتدائية حق مراقبة
عامة51. مشروعية أعمال الجمعيات بصفة
سبق القول بأن الدولة تكون مؤهلة لإلرث عند انعدام وارث معروف وتكون النيابة العامة هي
املختصة بتقديم طلب القضائي إلى رئيس املحكمة لتعيين كاتب الضبط إلحصاء ألاموال والقيم
املتروكة وفيما على حراستها وهكذا تبقى النيابة العامة مشرفة على شؤون هذه التركات الشاغرة إلى أن
تسلم إلى مصلحة ألامالك املخزنية وتسلم ألاموال الناتجة عنها إلى صندوق إلايداع والتدبير مع إخطار
أما بالنسبة لتصفية تركات املغاربة املتوفين بالخارج فقد صدرت عدة مناشير عن وزارة الشؤون
الخارجية وأخرى عن وزارة العدل تتضمن تعليمات مشتركة من القسم القنصلي والاجتماعي لوزارة
الخارجية ووزارة العدل تتعلق باملسطرة التي يجب إتباعها فيما يخص تركات املغاربة الهالكين بالخارج
ويتعلق ألامر باملنشور رقم 66واملؤرخ في 22غشت 2133ويتضمن اثني عشر فصال وهي عبارة عن
تعليقات موجهة إلى املوظفين الدبلوماسيين وإلى تطبيق مقتضيات القانون الدولي الخاص ومهام
املحاسب املركزي.
-51النيابة العامة وقضاء التحقيق /إدريس طاريق السباعي المستشار بالمجلس االعلى على طبعة الثانية مزيدة أكتوبر 3111صفحة من 101
إلى 100مرجع سابق.
فقد أشار الفصل 21إلى وجوب متابعة رؤساء املراكز الدبلوماسية والقنصلية عن كتب تصفية
تركة وأن عظم مسؤولية املوظفين املكلفين بتصفية التركة ال يعفيهم من املراقبة الصارمة عليهم وال
ومن جهة أخرى فقد اقتض ى تباين املساطر التي كان يتبعها املوظفون الدبلوماسيون والقنصليون
املغاربة في تصفية تركات املغاربة الذين يتوفون بالخارج وما ينتج عم ذلك من صعوبة مراقبة العمليات
التي يجوزونها وتعقدها وتدمر الورثة من طول آلاماد التي تنصرم قبل توصلهم بحقوقهم إلارثية إعادة
وتم ذلك فعال بمقتض ى منشور صدر عن وزارة العدل تحت عدد 611بتاريخ 33/22/11الذي
حدد الطريقة التي يتعين سلوكها عند موت مغربي بالخارج منذ إلاشعار بالوفاة إلى أن تصفى التركة
وذلك تحت مراقبة وكالء امللك حينما أسندت إليهم بمقتض ى الفصل 24بتعاون مع قضاة التوثيق
إيصال حقوق التركة ملستحقيها بمقتض ي رخصة تسليم يوجهونها لصندوق إلايداع والتدبير لرفع الحجز
وال يقتصر تدخل النيابة العامة على مراقبتها إلادارة الشركات الشاغرة املغاربة املتوفين بالخارج بل
لقد تطرقنا لدور النيابة العامة القضائي بشأن القضايا املتعلقة بالحالة املدنية وقلنا إنها تلعب
وهنا نعالج دورها الوالئي وإلاداري وهو دور مهم تمارسه النيابة لحماية نظام الحالة املدنية.
ومن خالل دورها هذا يمكنها أن ترفع دعوى مدنية أو متابعة الجنائية .ومن اختصاصها النيابة
العامة إلادارية مراقبتها للتفويض في إلامضاء عن ضابط الحالة .فاستنادا إلى الفصل 1و 6من ظهير
2129/1/1املغير بظهير 2184/6/8وطبقا للفصل 19من ظهير 43/1/64املتعلق بالتنظيم الجماعي
تناط وظيفة ضابط الحالة املدنية برؤساء املجالس الجماعية أو مساعديهم املفوض لهم في إلامضاء
وعندما تقسم الدوائر إلى أقسام وملحقات يجوز أن يفوض رئيس املجلس بقرار إلى أحد املوظفين
العاملين باملصالح الجماعية في املهام التي يزاولها بصفة ضابط للحالة املدنية طبقا للفصل 6من ظهير
.2194/6/8
ويبلغ قرار التفويض إلى وكيل امللك لدى املحكمة الابتدائية التي يوجد في دائرة نفوذها مكتب
الحالة املدنية املعني باألمر وينبغي له وقت إجراء التحقيق السنوي لصحة ما ضمن في دفاتر الحالة
املدنية أن يتأكد هل الضابط الحالة املدنية الذي استلم رسم الحالة املدنية اختصاص في انجاز ما
ذكر ويمكن إلغاء قرار هذا التفويض .وبمقتض ى الفصل 1من ظهير 2194/6/8فإن السجالت املقيدة
فيها عقود الازدياد والوفيات تكون ممسكة في نظيرين ويجب أن تكون كل ورقة حاملة رقما ويقوم وكيل
امللك بترقيم الورقتين ألاولى وألاخيرة منها وباإلمضاء على كل ورقة منها.
كما يجب على كل مكتب من مكاتب الحالة املدنية أن يوجه خالل شهر يناير من السنة املقبلة إلى
وكيل امللك لدى املحكمة الابتدائية الواقع بدائرتها مكتب الحالة املدنية غالفا مضمون الوصول
ومعفى من أداء التنبر وبداخله نظير من سجل الوالدات املسجلة والوالدات املنقولة ونظير من سجل
الوفيات.
وعلى وكيل امللك أن يرجع النظير بعد مراجعته وذلك لحفظه من أرشيف املكتب الحالة املدنية.
ويرسل النظير الثاني أيضا إلى وكيل امللك ليقوم بإقراره ......إلى مكتب الحالة املدنية أو احتفاظ به إذا
كان النظير قد ورد من مكتب يقع خارج دائرة البلدية أو القروية طبقا للفقرة 9من الفصل 1املشار
إليه.
وبعد مراجعة السجالت يحرر وكيل امللك تقريرا موجزا عما قام به من تحقيق ويرسله إلى وكيل
العام للملك قصد قيام هذا ألاخير بما يترتب عليه من إجراءات تم توجه نسخة من هذا التقرير إلى
مصلحة إلادارية العامة بوزارة الداخلية التي أسند إليها حاليا اختصاصات الكتابة العامة للحكومة.
وعلى أثر إطالع وكيل امللك على مخالفات للفصول 2و 6من ظهير 2194/6/8فيمكنه طبقا
للفصل 21من ظهير 2129/1/1أن يفتح متابعة جنائية ويعاقب املخالفين طبقا للفصلين 24و 22من
هذا الظهير ويرسل لكل ضابط من ضباط الحالة املدنية بيان مفصال باملخالفات املترتبة .تم إن
ألاسماء العائلية املقترحة على مكاتب الحالة املدنية يمكن التعرض عليها طبقا للفصل 6من املرسوم
ومعلوم أن الاسم العائلي يعرض أوال وقبل نشره بالجريدة الرسمية على لجنة عليا بالرباط تتكون
وتتأكد هذه اللجنة من توافر الاسم العائلي للمميزات التقليدية الاسم املغربي وإال فإن املعني باألمر
يدعى الختبار اسم أخر يحل محل الاسم السابق .ويمكن في أجل شهرين من تاريخ النشر بالجريدة
الرسمية التعرض على ذلك الاسم من طرف النيابة العامة أو السلطة املحلية أو كل شخص يهمه ألامر.
ويرفع هذا التعرض إلى لجنة محلية يرأسها ضابط الحالة املدنية للمعني باألمر والتي تتألف من
ممثل النيابة العامة والباش والقائد وأربعة مستشارين جماعيين يعينهم املجلس الجماعي .وإذا رفضت
أخر52. اللجنة التعرض فإن الاسم يصبح نهائيا وإذا قبلته تطلب من املعني باألمر اقتراح اسم
-52تدخل النيابة العامة في الدعاوي المدنية لشقرقاوي الغزواني نور الدين صفحة 190إلى 196مرجع سابق.
الفقرة الرابعة :إعداد الملفات الرتشيح للعدالة أو الخربة أو الرتجمة أو اإلرشاف عىل إجراءات
اإلفالس
كانت املسطرة املتبعة في «إعداد ملفات الترشيح للعدالة" هي أن الطلبات تقدم إلى الوزير وتطلب
هذه ألاخيرة من وكالء لدى املحاكم الابتدائية أن يقوموا بإجراء بحث حول سيرة وسلوك صالحية
املرشحين للقيام باملهام التي يتطلعون إليها وعلى هذا البحث والنجاح في الامتحانات تقرر قبول أو
رفض الترشيح.
أ -أال يشارك في الامتحانات إال من تتوفر فيه الشروط الضرورية وخاصة التي مساس باملروءة
وحسن السلوك.
ب -حرصا من الوزارة على حسن تحضير ملفات الترشيح في نطاق مسطرة موحدة قررت أن يوجه
املرشحون طلباتهم إلى الوكيل العام للملك لدى املحكمة الاستئناف التي لهم موطن أو محل
إقامة بدائرة نفوذها ليقوم هذا ألاخير بتهيئة امللف كل مرشح وتلقى جميع املعلومات املتعلقة
ت -بعد ذلك يوجه امللف عند صيرورته جاهزا إلى وزارة العدل (مديرية الشؤون املدنية) مع تقرير
مذيل برأي النيابة العامة يتضمن نبذة عن حياة املرشح وسلوكه واستقامته.
وكذلك كانت املسطرة املتبعة في إعداد "ملفات الترشيح ملهمة الخبرة أو الترجمة" هي أن توجه
الطلبات إلى الوزارة وتطلب هذه ألاخيرة من وكالء امللك لدى املحاكم الابتدائية القيام بإجراء بحث
حول سلوك املرشحين وحسن سلوكهم وكفاءتهم .وتحقيقا لتبسيط املسطرة بالنسبة إلى وضع الطلب
وإجراءات البحث ومواكبة الخبراء و .....في تصرفاتهم حتى يحترموا الرسالة امللقاة على عاتقهم بصفتهم
مساعدي القضاء أصدرت وزارة العدل بتاريخ 14ماي 2148قرارا يلغى القرار املؤرخ في 64مارس
ث -أن الفصل الخامس نص على توجيه الترشيحات املتعلقة بالخبراء والترجمة قبل فاتح مايو من
كل سنة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف التي يباشر املرشح بدائرة نفوذها نشاطه
ج -إن الفصل السادس منه نص على أن الوكيل العام للملك مكلف بتهيئة امللف وإحالته عند
صيرورته جاهزا غلى وزارة العدل (مديرية الشؤون املدنية) مصحوبا بتقرير يتضمن نبذة عن
ح -باإلضافة إلى هذا وذلك فإنه تطبيق ملقتضيات الفصل السابع تتعين مواكبة الخبير أو الترجمان
املقبول في عمله حتى يتسنى للجنة التي تنعقد بالوزارة وهي تدرس حالة كل خبير أو ترجمان أن
تتخذ التدابير الالزمة عن بنية كاملة ومعرفة تامة وخاصة بالنسبة إلى عدم إعادة تسجيل من
يعرقل منهم السير الحسن للقضاء .أما بالنسبة العتراف على إجراءات تصر إلافالس :سبق إلاشارة
إلى أن الفصل 1من ق.م.م لم يشر إلى تخل النيابة العامة في بعض القضايا التجارية مع العلم
أنها تكتس ي خطورة على املعامالت التجارية .وقلنا إن دور النيابة العامة غير محدد بدقة في
التشريع التجاري املغربي خالفا ملا هو عليه ألامر في بعض التشريعات الحديثة كالتشريع التجاري
املصري الذي نص في مادته 214على أنه للنيابة العامة أن تطلب الحكم بشهر إفالس املدين
أما التشريع التجاري املغربي فقد نص في الفصل 144منه أن تشهر إلافالس يكون بواسطة حكم
من املحكمة الابتدائية ويصدر أما بناء على بيان املفلس أو بناء على طلب واحد أو أكثر من الدائنين
وأما تلقائيا ،ولذلك يبقى للنيابة العامة في القانون املغربي دورها التقليدي وإلاداري واملتمثل في مراقبة
بالتدليس53. إجراءات التفليسة ومباشرة املتابعات من أجل جريمتي التفالس البسيط والتفالس
خالصة القول إن تدخل النيابة العامة الرئيس ي في الدعوى املدنية يجد سنده في الفصلين
السادس والسابع من ق.م.ج اللذين أوردا قواعد عامة دون التعرض لحاالت التدخل الرئيس ي ألامر
الذي جعلنا نرجع لبعض فصول قانون املسطرة املدنية أو بعض القوانين الخاصة كظهير الجنسية
باإلضافة إلى تدخلها الرئيس ي يمكن للنيابة العامة أن تتدخل كطرف انضمامي أو إلاداري حين
نجد أن املساطر املدنية في أكثر من تشريع تهتم باألخذ بتدخل النيابة العامة الانضمامي في الدعوى
لذلك نجد املشرع املغربي خالفا لحالة تدخل النيابة العامة الرئيس ي نص على عدة حاالت في الفصل 1
من ق.م.م وذلك فضال على تدخل النيابة العامة الانضمامي أمام املجلس ألاعلى استنادا إلى الفصل
633من ق.م.م الذي أوجب على املقرر في القضية إذا ما رأها جاهزة أن يصدر أمرا بالتخلي عنها
وتبليغها إلى النيابة العامة مع وضع تقرير بقطع النظر كما للنيابة العامة دور أمام القضاء املدني فلها
دور آخر تستمده من وضعيتها كممثلة للمصلحة العامة نظرا لتبعيتها املباشرة لوزير العدل.
-53النيابة العامة وقضاء التحقيق ألستاذ ادريس طاريق سباعي صفحة 138إلى 101مرجع سابق.
الفصل الثاني :حضور ممثل النيابة العامة في الجلسات وحق استعماله
لطرق الطعن
إنه من املنطقي عندما تكون النيابة العامة طرفا رئيسا في الدعوى وبصفة خاصة عندما تكون
مدعى عليها ورفع ضدها مقال أمام املحكمة أن تطبق املسطرة في الدعاوى بين الخصوم العاديين
وكذلك عندما تكون مدعية واقتض ى ألامر تبليغ جواب للمدعى عليه إليها ،أما عندما تكون النيابة
العامة طرفا منضما فإن الذي يطبق هو مقتضيات الفصلين الثامن والتاسع وذلك بـأن تقوم كتابة
الضبط قبل الجلسة بثالثة ايام على الاقل بتبليغ لقضايا وامللفات بما فيها من وثائق ومستندات مما
يساعدها على تقديم مستنتجات كتابية أو شفوية على ضوئها ،ويمكن أمام املحكمة الابتدائية أن يتم
التبليغ في الجلسة التي أدرجت فيها القضية ،وفي هذه الحالة يمكن للنيابة العامة أن تطلب تأخيرها
ألقرب جلسة لتقديم مستنتجاتها الكتابية أو شفوية ويجب على املحكمة تأخيرها ،إال أن العمل الجاري
باملحاكم هو تبليغ امللفات برمتها إلى النيابة العامة سواء أكانت طرفا أصليا أو طرفا منضما وهون عمل
يمتد أساسه من الامتياز الذي للنيابة العامة بصفتها ممثلة للمصلحة العامة ولو كانت طرفا رئيسا مثل
الامتياز الذي تتمتع به عند جلوس ممثلها في مقعد النيابة العامة بدال من الوقوف بجانب الخصم
العادي54.
أما بالنسبة للقضايا املدنية فإن حضور النيابة العامة بالجلسات التي تعقدها هيئة الحكم
باملحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف ،فهو باألساس اختياري بمعنى أنه موكل الجتهاد النيابة العامة
لتحضر وتتدل كلما اقتضت املصلحة العامة ذلك حسب اجتهادها وحسب معطيات ومالبسات كل
قضية ،وال يكون الزاميا إلى في ألاحوال املحددة بمقتض ى قانون املسطرة املدنية ،وخاصة إذا كانت
-54دور النيابة العالمة أمام المحاكم المدنية ،لمحمد وريان م.س ،ص 111 :و.113
النيابة العامة طرفا رئيسيا كمدعية أو مدعى عليها ،وكذا في سائر ألاحوال املقررة بمقتض ى نص خاص،
غير أن حضورها الزامي في جميع الجلسات التي يعقدها املجلس ألاعلى ال فرق بين جلسات القضايا
باإلضافة إلى حضور النيابة العامة في الجلسات يمكن للنيابة العامة أن تستعمل كل طرق
الطعن ،عندما تكون النيابة العامة طرفا رئيسيا مدعية أو مدعى عليها في ألاحوال املحددة بمقتض ى
القانون يحق لها استعمال كل طرق الطعن ما عدا الطعن بالتعرض وبخالف ما إذا كانت طرفا منضما
وعليه فإن املشرع ميز بين دوري النيابة العامة الرئيس ي ،والانضمامي من حيث ألاثر فأعطى
للنيابة العامة عندما تقوم بالدور الرئيس ي حق الطعن لألحكام الصادرة ضدها وحرمها هذا الحق
عندما تقوم بدورها الانضمامي مع أنها في هذه الحالة قد ترى خرقا سافرا للقانون ومضرا بحق من
حقوق النظام العام ،واملجتمع وال تجد وسيلة لحماية القانون وحفظ حق من حقوق املجتمع ،على أن
املوضوع تناصر له الفقهاء بالدرس واملنافسة ووضع بينهم خالف فيما إذا كانت النيابة العامة يحق لها
الطعن في ألاحكام الصادرة في حالة تدخلها الانضمامي والرأي الراجع الذي استقر عليه قضاء املحاكم
الفرنسية وغير الفرنسية أن للنيابة العامة في هذه الحالة في الطعن في الحكم الصادر في نزاع متعلق
بالنظام العام ،لذلك ينبغي أن يفتح املجال أمامها بنص صريح على حقها في الطعن كلما تعلق ألامر
بحماية النظام العام أو كان الطرف املحكوم عليه ضعيفا أو عديم الاثر.
وعليه سنتقسم هذا الفصل إلى مبحثين ،بحيث سنتطرق في "املبحث ألاول" إلى حضور ممثل
النيابة العامة في الجلسات ،أما في "املبحث الثاني" سنعرض فيه لحضور وغياب النيابة العامة أمام
إن حضور ممثل النيابة العامة في الجلسات املدنية اختياري ،ويكون الزاميا في القضايا آلاتية:
-2عندما تكون النيابة العامة طرفا رئيسيا في املحكمة الابتدائية أو في محكمة الاستئناف،
-1إذا كان حضورها محتما قانونيا كجلسات املجلس ألاعلى وكلما نص القانون على وجوب
وينبغي على ذلك أنه عندما يكون حضور ممثل النيابة العامة الزما يتعين اشتمال الحكم على اسم
وقانون املسطرة املدنية غير واضح في هذا املعنى إذ ذكر بالنسبة للمحاكم الابتدائية غير واضح في
هذا املعنى ،أنه البد أن يشتمل على اسم ممثل النيابة العامة عندما يكون حاضرا أي باللزوم أو
باالختيار وأغفل ألامر بالنسبة ملحاكم الاستئناف ،وصرح في عبارة واضحة بالنسبة للمجلس ألاعلى بأنه
البد من القرار على ذكر اسم ممثل النيابة العامة تحت طائلة البطالن ،ويرجع التباين بين املحاكم
الثالث إلى أن النيابة العامة يعتبر حضورها إلزاميا تحت طائلة البطالن بالنسبة للمجلس ألاعلى في
جميع القضايا سواء أكانت النيابة العامة ابتدائيا أو استئنافيا طرف رئيسا أو طرفا منضما ولم تكن،
وبخالف ذلك بالنسبة ملحاكم الاستئناف واملحاكم الابتدائية ال يعتبر حضورها إلزاميا إال إذا كانت
والفصل العاشر املتعلق باملحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف يقتض ي باإلضافة إلى الفقرة
ألاخيرة من الفصل التاسع قبه والفصل 616بعده أن النيابة العامة البد في ألاحوال التي نص عليها
حضورها محتما قانونيا ،ويجب التنصيص عليه في الحكم بخالف محاكم الاستئناف فيكفي فيها
ويجب استدعاء ممثل النيابة العامة للحضور الشخص ي عندما تكون طرفا رئيسيا وحينئذ يعتبر
بين النيابة العامة التي يمكنها من جهة وبين طرف آخر من جهة أخرى ،وبالتالي تعتبر الحضورية
والغيابية بالنسبة لألحكام والقرارات ،أما إذا كانت طرفا منضما ولو كان حضورها محتما قانونا ،فإن
واجبا55. ألاحكام بالنسبة إليها توصف بالحضورية وإال بالغيابية وإن كان استدعاء ممثلها للحضور
ومنه يمكن تقسيم هذا املبحث إلى مطلبين بحيث ستنطرق في "املبحث ألاول" لحضور النيابة
وفي "املطلب الثاني" فخصصناه للحديث عن حضور النيابة العامة وأثارها على سير الدعوى
العمومية.
تعتبر املحاكم الابتدائية ذات والية عامة تختص بالنظر في قضايا مختلفة كمرجع عادل أصلي،
فضال عن كونها مرجعا استعجاليا في قضايا معينة ،وقد عرفت هذه املحاكم توسعا ملحوظا إذ انتقل
-55دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية ألحمد بوزيان ،ص ،111-110 :م.س.
رئاسة املحاكمة :وتتكون من رئيس املحكمة والقضاة ،والقضاء النواب ويتولى رئيس املحكمة إحالة
ملف القضية على القضاء الجماعي ،ويؤدي القاض ي عند تعيينه ألول مرة أو عند إرجاعه إلى
النيابة العامة :ويضم هذا الجهاز وكيل امللك ،ونائبه أو عدة نواب ،وال يخص أن دور النيابة العامة
في القضاء الجنائي يتجلى في تحريك الدعوى العمومية ومباشرتها والطعن فيها بطرق الطعن ما
أما دورها في القضايا املدنية فكمن في مراقبة مدى حسن تطبيق القانون دون أن تكون لها رأي أو
والنيابة العامة في الدعوى املدنية إما ألن تكون طرفا في الدعوى مدعية كطلب التحجير على
سفيه أو مجنون ،أو كطلب تعيين قيم على تركة شاغرة أو مدعى عليها في دعاوى تصحيح عقود الحالة
املدنية (تصحيح تاريخ الازدياد ،ألامر بتسجيل والدة في الدفتر العائلي ،دعوى تسجيل وفاة.)...
الاسرة56. وإثر صدور قانون ألاسرة الجديد أصبحت النيابة العامة طرفا رئيسيا في جميع قضايا
كما تكون النيابة العامة طرفا منظما في الحاالت الت ينص عليها الفصل 8من ق م م باإلضافة
إلى رئاسة املحكمة والنيابة العامة تتألف املحاكم الابتدائية كذلك من:
-كتابة الضبط.
-الغرف.
-56التنظيم القضائي المغربي دراسة وفق آخر مستنتجات التشريعية ،لألستاذة وداد العيدوني ،أستاذة التعليم العالي ،جامعة عبد المالك السعدي
كلية الحقوق بطنجة ،طبعة ،3116 1ص 99 :و.93
-وأخيرا من الجمعية العامة.
كما يجب حضور ممثل النيابة العامة في الجلسات الزجرية تحت طائلة بطالن املسطرة والحكم
يعتبر هذا الحضور اختياريا في جميع القضايا ألاخرى ،عدا في ألاحوال املحددة وبمقتض ى قانون م م،
وخاصة إذا كانت النيابة العامة طرفا رئيسيا وفي جميع ألاحوال ألاخرى املقررة بمقتض ى نص خاص.
أما بالنسبة للمحاكم التجارية فتتألف بدورها من رئيس ونواب الرئيس وقضاة والنيابة العامة
التي تتكون من وكيل امللك ونائب أو عدة نواب ويكون تدخل النيابة العامة أمام املحاكم التجارية إما
بصفتها طرفا أصليا ،فتحضر جلسات املحكمة وذبلك في ألاحوال املحددة بمقتض ى القانون ،وإما
كطرف منظم (الفصل 8من ق م م) في القضايا املتعلقة بالنظام العام وجميع ألاحوال املنصوص
عليها في الفصل 1من ق م م كما تتدخل النيابة العامة في مساطر صعوبات املقاولة ،وفي بعض
املساطر الخاصة وتتألف املحاكم التجارية أيضا من :كتابة الضبط وكتابة للنيابة العامة والجمعية
العامة وقضاي متابعة إجراءات التنفيذ ،ويعتبر حضور ممثل النيابة العامة في الجلسات اختياريا ،ما
لم ينص مقتض ى قانوني على خالف ذلك ويكون حضورها اختياريا متى كانت طرفا أصليا .أما بالنسبة
للمحاكم الابتدائية فهي ال تعرف في تأليفها وجود النيابة العامة وعليه سنقسم هذا "املطلب" إلى ثالث
فقرات ،بحيث سنتطرق في "الفقرة ألاولى" لحاالت استجواب الخصوم ،أما بالنسبة "للفقرة الثانية"
فخصصناها إلثبات صحة ألاوراق واملستندات وغيرها ،أما بالنسبة للفقرة الثالثة سنتطرق فيه إلى
حلف البمين.
الفقرة األوىل :عند استجواب الخصوم
يقصد باالستجواب مناقشة املتهم ومجابهته باألدلة القائمة ضده بصورة تفصيلية بهدف كشف
الغموض الذي يحيط الواقعة محل التحقيق ،ومطالبة املتهم بالرد على التهمة املنسوبة إليه إما
السلطة املختصة باالست جواب هو املدعى العام القائم بالتحقيقي ،وعليه مناقشة املتهم بالتهمة
املوجهة ضده بصورة تفصيلية بدقائقها وتفصيالتها ومجابهته باألدلة القائمة ضده لدفعه إلى
الاعتراف ،على ذلك فإن الاستجواب يتميز بطبيعة مزدوجة فهو من ناحية أمد الاجراءات التحقيق،
ويشمل الاستجواب تحديد ألافعال املنسوبة إلى املتهم بصورة دقيقة ومريحة والتثبت من هويته
وتدوين البيانات الخاصة به في املحضر اسمه ،وعمره ومهنته ومقر إقامته ،وعنوانه ومناقشته بصورة
تفصيلية ومحاضرته باألسئلة الدقيقة ومجابهته باألدلة املثبتة لبراءته ،إذ من ضمانات الاستجواب
ليكون صحيحا يتم إجراء الاستجواب من جهة التحقيق املختصة والذي يتولى ذلك املدعي العام
القائم بالتحقيق أما رجال الضابطة العدلية ال يحق لهم استجواب املتهم كليا ،وإال كان إجراءهم
باطال ،ألن الاستجواب إجراء هام وخطير قد يؤدي إلى اعتراف وايضا إحاطة املتهم بالشبهات القائمة
ضده دون خداع وال يجوز إجبار املتهم على إلاجابة ضمن حقه السكوت إذا كان في مرحلة املحاكمة،
ومن حقه أال يجيب على التهمة املنسوبة إليه إال بحضور محام ،بناء على هذا وعندما يمثل املشتكي
عليه أمام املدعى العام يثبت من هويته ويتلو عليه التهمة املنسوبة إليه ويطلب جوابه عنها منبها إياه
ومن أهم الضمانات التي تحيط باالستجواب أن يتم عن طريق سلطة مختصة بالتحقيق وهي
النيابة العامة دون غيرها من أعضاء الضابطة العدلية ،إال أن محكمة التمييز أجازت في قرارها بأن
ملوظفي الضابطة العدلية القيام بسائر إلاجراءات التي هي من اختصاص املدعي العام بما فيها
الاستجواب إذ موظفي الضابطة العدلية في هذه الحالة يملكون صالحية إجراء سائر املعامالت التي هي
من وظائف قاض ي التحقيق أو بديهي إن استجواب املتهمين هو من جملة تلك املعامالت على اعتبار أن
وقد ظهر هذا التوجه لدى محكمة التمييز في قرارات الحقة عندما أكدت أن إجراء الاستجواب
جاء حضرا باملدعي العام ،وال يجوز إلعطاء الضابطة القضائية القيام به ،كما أبطلت املحكمة
الاستجواب واملواجهة الصادرة عن الضابطة العدلية حيث جاء في أحد قرارات محكمة التمييز بأن
املواجهة والاستجواب إجراءات تحقيقات ال يملك بهما من الناحية القانونية إفراد الضابطة العدلية
وإنما هو حكم على سلطات التحقيق ألاولى والنهائي ،وإن محكمة التمييز لم تبطل الاستجواب لعدم
العام57. دعوى محامي املتهم في حالة السرعة لعدم ضياع ألادلة ،وتركت تقريرها للمدعي
وسائل الاثبات كما نظمها املشرع فهي تختلف من حفل قانوني إلى آخر ،فنجد وسائل إلاثبات في
القضايا الجنائية ووسائل إلاثبات في القضايا أو املنازعات املدنية وهذه ألاخيرة تأخذ موضوعية،
موضوع في قانون الالتزامات والعقود ،وموضوع آخر في ق م م ،أو قانون الشكل ومهما يكون من
الاختالف في مكان قواعد الشكل ،ومهما يكون من الاختالف في مكان قواعد الاثبات من القانون ،فإن
تحديد طبيعة هذه القواعد الكفيل بوضعها في املوضوع املناسب ،بحسب ما إذ كانت قواعد
املرافعات58. موضوعية أو شكلية يكون مكانها قانون
-57استجواب الخصوم في الدعوى المدنية ،بحث ودراسة ،استجواب الخصوم في الدعوى المدنية ،بقلم المحامي ابراهيم رشيد-ابراهيم.
-58محمد النادي ومصطفى عزوز ،وسائل االثبات في الميدان المدني ،بحث نهاية التمرين الملحقين القضائيين ،الفوج -32السنة القضائية -1886
،1881المعهد الملكي القضائي الرباط ،ص.1 :
وطرق البيانات أو إلاثبات التي ذكرها املشرع املغربي هي الكتابة وشهادة الشهود والقرائن ثم
اليمين.
فبالنسبة لإلقرار والكتابة بحيث يعتبر كل منهما أحد أهم وسائل إلاثبات الذي نضمها القانون
"العبدالوي"59 فبالنسبة لإلقرار فإن املشرع املغربي لم يعرفه وترك املهمة للفقه معرفة الدكتور
بأنه هو اعتراف لشخص يحق عليه لآلخر فهذ ترتيب حق في ذمته وإعفاء آلاخر من إثباته" ،ومن خالل
هي60: التعريف أعاله يتضح أن إلاقرار أربع أركان
املقرر :وهو الشخص الذي يعترض على نفسه بكون ذمته املالية عامرة بحق الغير ،وللمقرر
شروط لكي يكون إقراره صحيحا ومنتجا آلثاره وهي ،أن يكون راشدا عاقال بإرادة سليمة وإال يتهم املقر
في إقراره.
املقر له :وهو املدعي الواقعة التي يعترف له بها املدعي عليه ،واملستفيد منها ومن شروطه وهو
آخر ،أن يكون أهال الكتساب الحقوق وأال يكذب املقر في إقراره.
املقر به :ينص في إلاقرار على وقعه محل إلاثبات وهذه يصنفها الفقهاء إال إلاقرار باملال أو
بالنسب ،ومن شروط هاته الواقعة هي ألاخرى أن يكون ممكنة وليست مستحيلة.
الصيغة :فإقرار هو تعبير عن إلارادة ،يحمل إما بالكالم أو بما يدل عليه من إلاشارة أو الكتابة.
لكن مع تراجع الوازع الدني لدى الناس ،وانتشار الانتقام والحقد والكذب والفقر ،بشكل أصبحت
معه الشهادة قبلة لشراء ،كل ذلك جعل حقوق الناس مهددة قد تهددها شهادة السفيه أو املرتش ي،
إلاثبات61. وهو ما جعل املشرع يعطي للكتابة مكنة الصدارة من حيث الحجية في
-59وسائل اإلثبات في التشريع المدني المغربي الدريس العلوي العبدالوي ط 1891 1ص.61 :
-60إثبات في المنازعات المدنية لخالد سعيد ص 91 :م.س.
أما بالنسبة لشهادة الشهود أو البينة كما يسمونها أهل املشرق قديما وسيلة إلاثبات ،نظرا لكثرة
اعتمادها للفصل في املنازعات ،في الوقت كانت فيه الوازع الديني متجذرا في النفوس أفراد املجتمع
وخلق أجل ال يقبل املساومة بدراهم قليلة كانت أو كثيرة ،وهذا ما جعل هذه الوسيلة تحظى باهتمام
فقهاء مختلف املذاهب إلاسالمية ،فتجدها تتصدر وسائل إلاثبات في موسوعاتهم 62.وما يالحظ هو أن
املشرع لم يورد تعريفا ملفهوم الشهادة وترك ألامر للفقه فنجد أستاذ البعدالوي يعرفها بأنها هي" :تقرير
ـما فيما يخص القرائن :لقد اختلفت آلاراء بخصوص تعريف القرائن لكننا سنتعرض بهذا
الخصوص تعريف الذي جاء به الاستاذ العبدالوي ،بحيث عرفها بأنه هي" :ما يستنبطه املشرع أو
القاض ي من أمر املعلوم للداللة به على أمر مجهول ،بينهما عرفها املشرع املغربي في الفصل 111من ق
اليمين قول يتخذ فيه الحالف هللا شهد على صدق ما يقول أو في عبارة أخرى" ،إشهاد هللا تعالى
على صدق ما يقول الحالف أو على صدق مات يقول الخصم آلخر" .وهكذا فاليمين التي نحت بصدق
دراستها ليست هي اليمين التي يؤديها الخبراء أو الشهود أو املحامون أو بعض املوظفين ،قبل مباشرتهم
مهامهم ،وإنما هي التي يوجهها أحد الخصوم لآلخر ،أو التي توجهها املحكمة ألحد الخصوم من تلقاء
نفسها ،وهي ما اصطلح على تسميتها باليمين القضائية ألنها تختلف أمام القضاء لتأييد الدعاء الذي
يقدمه أحد الخصوم والذي يعوزه الدليل عليه ،أو لتقوم مقام الدليل والصيغة التي تؤدى بها اليمين
حسب الفصل 89من قانون املسطرة املدنية "أقسم باهلل العظيم" واليمين القضائية نوعان :يمين
-61الشافي في شرح قانون االلتزامات والعقود" ،.عبد الكريم شهبون" ،الجزء الثاني انقضاء االلتزام وإثباته ،ص.382 :
-62اإلثبات في المنازعات المدنية ،م.س ،ص.199 :
بالنسبة لليمين الحاسمة :ينص الفصل 89من ق.م.م على أنه إذا وجه أحد ألاطراف اليمن إذ
خصصه إلثبات ادعاء أو ردها هذا ألاخير لحسم النزاع نهائيا فإن الخصم يؤدي اليمين في الجلسة
يستنتج من هذا النص أن اليمين الحاسمة هي التي يوجهها الخصم لخصمه عندما ينقصه الدليل
الحاسم في النزاع ،فال يجوز الالتجاء إليها إال عند إلانكار أي أنه ال يجوز توجيهها إلى الخصم عن واقعة
ويترتب على توجيه اليمين الحاسمة اعتبار موجا متنازال عن دعواه إذا حلف املدعى عليه ،كما
يعتبر املدعى عليه إذا أنكر عن حلفها مقرا بصحة دعوى املدعي ويحق له أن يدفع الحلف أو النكول
عنه برد اليمين على من وجهها إليه بحلفها هو بدوره ،وبالتالي تكون صحة أو بطالن دعواه مرتبطة
بحلفه أو نكوله.
ويجب أن يقدم طلب اليمين من الخصم نفسه ،وال يجوز أن يقدم الطلب من محام إال إذا كانت
لديه وكالة خاصة به ،على أنه إذا كان الخصم ممثال بغيره في الخصومة بسبب نقص أو بسبب كونه
كما يجب أن تتوفر فيمن يطلب حلف اليمين حلف اليمين يوجه إليه الطلب أهلية التصرف في
الحق الذي يرتبط به الواقعة محل اليمين وال يرد اليمين شأنه شأن
املطلب الثاني :حضور النيابة العامة وأثارها على سير الدعوى العمومية أدلة الاثبات ألاخرى – إال
على وقائع فال يجوز توجيه اليمين أو حلفه بالنسبة ملسائل قانونية ،ويشترط في الواقعة املراد الحلف
عليها أن تكون متعلقة بالشخص املطلوب منه تأدية اليمين عنها ،كما يجب أن تكون هذه الواقعة
متعلقة بالدعوى ومنتجة فيها وغير مخالفة للنظام العام ،فال يمكن مثال توجيه اليمين في وقاعة فصل
ويجوز توجيه اليمين الحاسمة في أي مرحلة تكون عليها الدعوى بشرط أن تكون املحكمة مختصة
ببحث الوقائع.
أما بالنسبة املتممة فنصت الفقرة ألاولى من الفصل 84من ق م م على أنه :إذا اعتبرت املحكمة
أن أحد ألاطراف لم يعزز ادعائه بالحجة الكافية أمكن لها تلقائيا أن توجه اليمين إلى هذا الطرف
بحكم يبين الوقائع التي ستلقي اليمين بشأنها ويظهر من هذا النص أن توجيه اليمين املتممة ال يكون
إال من أطراف القاض ي إما تلقائيا أو بناء على طلب أحد الخصوم ولكن القاض ي ليس ملزما بإجابة
الخصم إلى طلبه وإنما يكون له مطلق السلطة من توجيهها فهذه اليمين توجه إذن من القاض ي وليس
من الخصم إلى أي من الخصوم عندما يرى أن هذا الخصم قدم وليال غيري في دعواه ليتمم بها الدليل
الناقص أو يتمم بها اقتناع املحكمة والغض من اليمين املتممة ليس هو أن يكون طريقة يلجأ ‘إليها
الخصم عندما يعوزه الدليل لكي يحسم بها النزاع ،بل يقصد بها إثارة القاض ي وإراحة ضميره عندما
المطلب الثاين :حضور النيابة العامة وأثارها عىل سري الدعوى العمومية
كما سبق القول فإن حضور ممثل النيابة العامة شخص ي ضروري في ألاولى عندما تكون رئيسيا أو
كان حضورها محتما قانونا ويجب التنصيص عليه في الحكم بخالف محاكم الاستئناف فيكفي فيها
كسائر ألاشخاص العاديين ويذكر في القرار :أنه بين النيابة العامة التي يمثلها من جهة وبين طرف آخر
ومنه سوف نقوم بتقسيم هذا املطلب إلى أربع فقرات ،على الشكل الذي سيتضح فيما بعد:
إن أطراف الدعوى بشكل عام هما املدعي واملدعى عليه ويجب في كل دعوى مدنية وجود مدعى
عليه فال يجوز تشريعيا رفع دعوى مدنية على مجهول ،وتتجلى املصلحة من ذلك في تحديد صفة
املدعى عليه في نتائج مترتبة على هذه الصفة فاملدعي هو من يترتب عليه عبء إلاثبات ،كما يجوز في
حالة خسارته للدعوى أن يتحمل أكثر من الرسوم واملصاريف فيما لو ثبت املدعى عليه سوء نية املدعي
بدعوى عطل وضرر ويكون ذلك بطلب عارض يكون للمدعى عليه فيه صفة املدعي.
بحيث لم يتعرض املشرع لهذا الغرض وإنما تعرض للحالة التي تغيب فيها املدعي كما سنرى فيما
بعد ،وبوجوب تطبيق نفس القاعدة هنا ،بحيث إذ لم يحضر املدعي واملدعى عليه حكمت املحكمة في
الدعوى إذا كانت صالحة للحكم فيها وإذا رأت أن الدعوى لم تزل بعد غير صالحة للحكم فيها ،حكمت
بتشطيب الدعوى ألنها تفترض أن الخصوم تصالحوا على الحق املتنازع فيه أو تركوا املنازعة فيه ولهذا
ال تستطيع السير في الخصومة وتحقيق الدعوى مع غياب طرفيها .وفي ألاخير ما يمكن القول أن غياب
-2إذا لم يضر املدعي وال املدعى عليه في الجلسة ألاولى تشطيب الدعوى.
-1إذا شطبت الدعوى يجوز للمدعي أن يرفع دعوى جديدة ويجوز للمدعي أن يطلب من
املحكمة في خالل سبعة أيام من تاريخ شطبها استئناف السير فيها وإذا اقتنعت املحكمة بجود
سبب كاف لتخلف املدعي من الحضور أمرت باستبعاد قرار الشطب وتحديد ميعاد للسير في
إجراءات الدعوى.
املدعي املدني في الدعوى املدنية طالتبعية هو كل شخص لحقه ضرر شخصيا من جريمة املرتكبة
-صفة املدعي املدني :ومن صور الضرر الجسمين أو الجثماني أن يصاب الشخص في جسده
بالجرح أو قطع أحد أعضائه أو إصابته بعاهة بوجه عام ،أما الضرر املادي فمن صوره أن يصاب
الشخص في ماله و في ش يء بقيمة املال ومن صور الضرر املعنوي أو ألادبي أن يصاب املضرور في
معنوياته وفي عرضه كضرر لناتج للفرع أو ألاصل أو الزوج جريمة قتل وهذا يعني أن مصطلح املدعي
املدني إذا كان ألاصل فيه أن ينصرف إلى املجني عليه في الجريمة باعتباره متضرر كشخص الذي
يتعرض للضرب أو الجرح أو سرقة أمواله ،وغيرها من الجرائم وعليه يتعين لقبول الدعوى املدنية أن
-بالنسبة ألهلية :املدعي يجب أن تتوفر في املدعي مدنيا أهلية التقاض ي أمام القضاء الجنائي
ويكون املدعي أهال لتصرف في حقوقه طبقا للقانون وذلك حتى يستطيع املقاضاة بشأنها.
بحيث إن املجرى العادي لألمور يقتض ي أال يختلف املدعي عن متابعة سير إجراءات الخصومة،
فهو الذي بادر بإنشائها عن طريق للطلب ،وهو الذي ينبغي من وراء مباشرتها حماية مصلحته موضوع
املطالبة القضائية ،إال أن ألامور ال تسير دوما كما ينبغي فقد يتخلف املدعي من ذلك عندما تتخذ
أي إذا كانت الدعوى صالحة للحكم فيها بأن يكون مقال.
ثانيا التشطيب على القضية من جدول الجلسة إذا لم تتوفر املحكمة على أي عنصر يسمح بها
بالبت في الطلب على أنه تشطب الدعوى ال ينبغي إلغاؤها وزوال آلاثار القانونية املترتبة عليها وإنما
صنعاه استبعادها من جدول القضايا وعدم الفصل فيها مع بقائها بقاء كافة آلاثار املترتبة عليها ،وال
تنظر الدعوى بعد ذلك إال إذا طلب املدعي ذلك خالل شهرين من قرار التشطيب من الجدول ،بحيث
إذا لم يطلب املدعي متابعة النظر في قضية خالل الشهرين من تاريخ التشطيب فإن املحكمة تلغي
الحالة63. الدعوى على
املدعى عليه في الدعوى املدنية التبعية هو الطرف الثاني فيها وهو من يطالب املدعي املدني حكم
عليه مدنيا بإلزامه بالتعويض وألاصال فيه هو املتهم بارتكاب الجريمة التي أحدثت الضرر بسبب
إال أن الدعوى املدنية التبعية قد ترفع أيضا على املسؤولين عن الحقوق املدنية وعلى الورثة فيما
"وفي حالة غياب املدعي عليه عن الجلسة ألاولى فيؤجل النظر في القضية إلى جلسة الحقة يبلغ بها
املدعى عليه فإن علي عن الجلسة أو غاب عن جلسة أخرى دون عذر تقبله املحكمة فتحكم الحكمة في
لقضية ،ويعد حكمها في حق املدعى عليه غيابيا مالم يكن غيابه بعد قفل باب املرافعة في القضية
-63الوجيز في القانون القضائي الخاص ،للدكتور الطيب الفصاعي ص10 :إلى 12م.س.
لقد حرصت هذه املادة على ضرورة حماية املدعي من تالعب املدعى عليه تحت أي عذر ال يقنع به
ناظر الدعوى ،كما عالجت مشكلة عامة وتعد من اسباب اطالة أمد التقاض ي وما قد يترتب عليه من
ظلم يقع على املدعي ،وهذا ينافي ما جاء في الكتب والسنة املطهرة ،لذا على النظام املرافعات الشرعية
بالعمل على رفع املظالم وتطبيق القواعد الشرعية في ذلك بالحرص على سرعة إجراءات التقاض ي ،بما
ال يدخل وسلطة القاض ي املطلقة في التثبت من دعوى املدعي وما قد يقدمه املدعى عليه من دفوع
مضاد للدعوى.
لذا وضعت هذه املادة حدا للمماطلة املدعي عليه في حالة ابالغه عن موعد الجلسة وعدم التزامه
بالحضور فقد فصلت لالئحة التنفيذية لهذه املادة الحاالت التي يتم ابالغ املدعى عليه بالحضور
إذا كانت غاية كل إجراء مسطري هو حماية الحقوق وصيانة املصالح املتضاربة داخل املجتمع
فإن ذلك يبقى رهين بما يسنه املشرع من نصوص إجرائية قادرة فعال على بت الروح في القواعد
املوضوعية لتضعها بين يدي العدالة عن طريق املطالبة القضائية وعادة ما تتم هذه املطالبة في تشكل
دعوى يلجأ إليها كل من مدعي مساس الغير بحته أمام الجهة املختصة بذلك قانونا وهي مؤسسة
القضاء ،وبديهي أنه ال يمكن قيام دعوى دون وجود صدع وهو مقدم الطلب الرامي إلى استصدار
حكم قضائي ،حماية لحق من حقوقه التي تم الاعتداد عليها أو محددة باالعتداء ،ويستوفي في ذلك أن
والدعوى تكون موجهة ضد شخص وهو املدعى عليه ،وقد توجه ضد أشخاص مدعى عليه وقد
توجه ضد أشخاص مدعى عليهم ،لذلك البد من تعيين الشخص املدعى عليه إذ ال تسمح الدعوى
املدنية ضد املجهول غير أنه قد يحدث بعد رفع الدعوى أمام املحكمة وفاة أحد طرافها أو يقع تغيير
وضعية املدعى أو املدعى عليها بالنسبة إلى ألاهلية ألامر الذي جعل املشرع يتدخل لرسم إلاجراءات
وتنطوي هذه الفصول على تنظيم حالة الوفاة ألحد أطراف الدعوى أو عندما تتغير وضعيته
بالنسبة إال ألاهلية وكيف ينبغي إشعار الخلف أو النائب بمواصلة الدعوى وإلاجراءات املترتبة على
حضور أو تخلف من له صفة بالقيام بذلك والحقيقة أن موضوع شرط الصفة في مواصلة الدعوى،
يعد من املواضيع املسطرية املهمة التي لم تحظ بالدراسة املعمقة ،حيث تجد في أغلب الكتب التي
تناولت بالشرح قانون املسطرة املدنية اشرات مقتضيه ومحتشمة إلى مقتضياتها دون الغوص في
تثيرها64 إلاشكاالت العلمية التي
ويجب أن تكون للمدعي أهلية ممارسة هذه الدعوى وإال ردت عليه وهذه املمارسة أما أن تكون
بالنفس أو بواسطة فإن لم تكن له أهلية التقاض ي إقامة يمثله ومن ثمة يتبادر السؤال آلاتي ،هل
ينتقل حق املطالبة بالتعويض إلى الورثة أو إلى الدائنين أو إلى املحال اليهم القاعدة املقررة في الفقه
املدني هي جواز انتقال حق املطالبة بالتعويض إلى الورثة والدائنين واملحال اليهم إذا لحق بالفرد ضرر
مادي في ماله أو شخصه ،وأن لجنة الضرر أدبي في شرفه فإنه ال ينقل للورثة بافتراض أن املضرور
قد تنازل عن حقوقه قبل الوفاة وكذلك فإن الدائن يستطيع أن يستعمل باسم مدنيه جميع حقوق
املدين باستثناء تلك الحقوق املتصلة بشخصه خاصة أو غير قابل للحجز وعادة يهرع الدائن إلى هذا
الاستعمال حينما يرى أن املدين ال يستعمل حقوقه أو سوف ينجز إليه ألعذار ويدخل املدين خصما في
الدعوى65.
-64مجلة مغرب القانون نور الدين األولي ،شرط صفة في مواصالت الدعوى في ضوء قانون المسطرة المدنية والعمال القضائي باحث بسلك
الدتوراه وعضو بالودادية الحسنية للقضاة.
-65فضاء النيابة العامة لسرغيني م.س ،ص 13 :إلى .11
المبحث الثاين :حضور وغياب النيابة العامة أمام محاكم االستئناف والنقض
أن محكمة أو محاكم الاستئناف في التنظيم القضائي املغربي تصنف كمحكمة درجة ثانية من
درجات التقاض ي ،وتختص بالبت في القضايا التي سبق عرضها على محاكم لدرجة ألاولى بعض الطعن
باالستئناف في ألاحكام الصادرة عنها من طرف أحد املتقاضين ،ويوضع الفصل 3من ظهير 2141
أما بالنسبة ملحكمة النقض فهي تعتبر أعلى هيئة قضائية باململكة وتتمتع بكيان مستقل كفل
لقراراته نوعا من الثبات والاستقرار ،وتنحصر مهنة محكمة النقض في مراقبة حسن تطبيق القانون
وتوحيده وتقرير القواعد القانونية الصحيحة .وتتكون من رئيس أول ورؤساء غرف ،ومستشارون
ووكيل عام.
ومنه يمكن تقسيم هذا املبحث إلى مطلبين اثنين ،على الشكل آلاتي:
يعتبر الوكيل العام للملك رئيسا للنيابة العامة لدى محاكم الاستئناف ويساعده مجموعة من
وقد حددت املادة 11من قانون املسطرة الجنائية مجمل الاختصاصات املعقودة للوكالء العامين
للملك بمحاكم الاستئناف سيما وأن املشرع خصهم بإثارة الدعوى العمومية في الجنايات والجرائم
ومن هذا املنطلق البسيط ،يمكن تقسيم هذا املطلب إلى ثالث فقرات حيث سنتطرف في الفقرة
ألاولى إلى غياب املستأنف أو املستأنف عليه أما الفقرة الثانية فخصصناها لحاالت وفاة أحد الخصوم
في الدعوى وبالنسبة للفقرة الثالثة فسنتطرق فيه لحصور النيابة العامة أمام محكمة النقض.
يميز عادة ما بين نوعين من الاستئناف ،أولهما يعرف باالستئناف ألاصلي وهو الذي يتقدم به في
املرحلة الابتدائية لتالفي الحكم املضر بمصالحة ،فيمون بلك هو املستأنف وثانيهما باالستئناف الفرعي
وهو الذي يتقدم به املستأنف عليه الذي سبق أن حكم لفائدته ابتدائيا ولو جزئيا ويعتبر تابعا وفرعيا
ناتجا عن الاستئناف ألاصلي ويكون الاستئناف الفرعي وسيلة للرد على املستأنف بعد فوات ميعاد
ويشرط لقبول الاستئناف الفرعي أن يكون هناك استئناف أصلي ويتعين رفعه من قبل املستأنف
عليه وحده ومن غير املستأنف عليه في حالة التضامن وينبغي رفع الاستئناف الفرعي قبل قفل بابا
املناقشة.
على أن هاك ،استئناف آخر يعرف باالستئناف املقابل وهو الاستئناف الذي يكون دخل ألاجل
القانوني وقبل قبول الحكم ويرد به املستأنف على الاستئناف الذي رفعه املستأنف.
ويترتب الاستئناف أثرين اثنين يمثالن في كونه يوقف تنفيذ الحكم املطعون فيه ،وفي أنه ينقل
وفي حالة غياب املستأنف واملستأنف عليه في الدعاوى املدنية تقرر املحكمة هذه املدة يصبح
القرار مبرما أما في بقية الدعوى فتقرر املحكمة تشطيب استدعاء الاستئناف من تلقاء نفسها.
العمومية66، إن اعتبار موت أحد الخصوم في الدعوى يعتبر سببا من أسباب سقوط الدعوى
ونتيجة منطقية حادثة وفاة التي لم يعد معها أي جدوى وهدف من تحريك الدعوى العمومية هذه
ألاخيرة التي تهدف توقيع العقاب على مرتكب الجريمة بهدف تحقيق الردع وإعادة إدماج الجاني في
املجتمع ،والحال أن مرتكب الجريمة لم يعد على قيد الحياة ،مما ينتفي معه الغاية من تحريك
الدعوى.
وموت املتهم إذا كان يعتبر سببا من أسباب سقوط الدعوى العمومية ،فإنه البد من التمييز بين
الحالة التي تعلم النيابة العامة بموت املتهم قبل إقامة الدعوى العمومية والحالة التي تكون فيها
بالنسبة لحالة علم النيابة العامة بواقعة الوفاة ولم تكن بعد قد حركت الدعوى في مواجهة
الشخص املتسببة فيه فإنها تعمد إلى سقوط ملف القضية لعدم أهمية املتابعة بعد الوفاة ،لكن هذا
-66شرح العلمي للقانون المسطرة الجنائية تقديم أستا معاد العطاوي صفحة 161إلى 163م.س.
إلاجراء البذي وتكون النيابة العامة ملزمة باللجوء ‘إليه ال يشمل ،املساهمين واملشاركين الذي تحرك
أما بالنسبة لحالة التي تعهد العامة فيها إلى إقامة الدعوى العمومية وهي تجهل بواقعة وفاة
املتابع ،بعد أن تكون قد عرضت القضية على التحقيق للتحقيق فيها أو على املحكمة للفصل فيها ،في
هذه الحالة يتم التصريح بسقوط الدعوى العمومية في أي مرحلة تكون فيها تطبيقا ملقتضيات املادة
وتجب إلاشارة إلى أنه إذا توفي املتابع بعد صدور حكم وكان هذا ألاخير ابتدائيا أي قابل للطعن
وكان موعد الطعن لم ينتهي بعد ،في هذه اللة فالحكم القابل للطعن يسقط بسقوط الدعوى
العمومية بالوفاة ،وال يمكن تنفيذ أي عقوبة مخفضة بالحكم القابل للطعن أو الذي طعن فيه.
تم إحداث املجلس ألاعلى (محكمة النقض) حاليا بمقتض ى الظهير الشريف الصادر بتاريخ
14 /41 /2198كما وقع تعديله وتغييره حيث يعتبر أعلى مؤسسة قضائية في هرم التنظيم القضائي
تعتبر محكمة قانون ألنها تراقب مدى احترام القانون من قبل محاكم املوضوع وال تعد درجة ثالثة من
وملا كانت النيابة العامة هي الجهة املكلفة بالسهر على تنفيذ القوانين وإلاشراف على كل ما له
اتصال أو تعليق باملصلحة العامة فقد املشرع من وظائف النيابة العامة مساعدة القضاء في إرساء
القواعد القانونية الصحيحة بإبداء الرأي في الطعون التي تعرض على محكمة النقض.68
نوابه ويخضعون إلشرافه ومراقبته وتتكون محكمة النقض من ستة غرف وأن حضور النيابة بجميع
جلساتها إجباري على خالف ما هو عليه ألامر بالنيابة العامة لدى املحاكم الابتدائية ومحاكم
الاستئناف.
فإذا كانت النيابة العامة في املادة املدنية قد تكون طرفا رئيس ي أو منظما وبالتالي فإن
حضورها أمام محاكم املوضوع ليس إلزاميا إال في الحاالت املنصوص عليها بمقتض ى املادة التاسعة من
قانون املسطرة املدنية ،فعلى خالف ذلك فإن النيابة العامة أمام محكمة النقض طرف رئيس ي
وحضورها إجباري في جميع القضايا سواء كانت ذات طبيعة مدنية أو زجرية أو غيرها ويكون الحكم
وما ينبغي التأكيد عليه هو حضور أعضاء النيابة العامة لسلطة رؤسائهم القضائيين
التسلسليين ويقيدون بتنفيذ تعليماتهم ،فوكيل امللك يمارس سلطته الرئاسية على نوابه بمفهوم املادة
في حين يمارس الوكيل العام للملك سلطته على جميع قضاة النيابة العامة التابعين لدائرة
نفوذه كما تنص على ذلك املادة 11من نفس القانون والوكيل العام للملك لدى محكمة النقض له
سلطة على أعضاء النيابة العامة بل أن املشرع خوله توجيه تعليمات مباشرة ومالحظات إلى الوكالء
العامين للملك لدى محاكم الاستئناف وإلى وكالء امللك لدى املحاكم الابتدائية بكل محاكم اململكة.
وهذا نص الفصل 649من قانون املسطرة املدنية على ضرورة التنصيص على اسم ممثل
النيابة العامة في قرارات محكمة النقض كما نص الفصل 649من قانون املسطرة املدنية على أن
النيابة العامة تقدم استنتاجاتها ويجب الاستماع إليها في جميع القضايا وهي تحضر جميع جلسات
املجلس ألاعلى " بمقتض ى قانون املسطرة املدنية أو قانون املسطرة الجنائية وقانون العدل العسكري
ومقتضيات نصوص خاصة عند الاقتضاء ،كما يمكن أن تعقد املحكمة أيضا جلسات بغرفتين أو
بغرف مجتمعة.69
النيابة العامة في مجال الصحة أو الصفة في الطعن هي خصم عادل تنفرد بمركز قانوني خاص
باعتبار أنها تمثل الصالح العام وتسعى إلى تحقيق موجبات القانون ومن مصلحة املجتمع أن تبنى
ألاحكام على تطبيق قانوني صحيح خال من شائبة الخطأ والبطالن ومن ثم يجوز للنيابة العامة أن
تطعن في ألاحكام إن لم يكن لها كسلطة اتهام مصلحة خاصة في الطعن ،بل كانت املصلحة هي
املحكوم عليه.
"والنيابة العامة عندما تكون طرفا رئيسيا مدنية أو مدعى عليها في ألاحوال املحددة بمقتض ى
القانون يحق لها استعمال كل طرف الطعن ما عدا الطعن بالتعرض ،بوخالف ما إذا كانت طرف
وعليه فإن املشرع ميز بين دوري النيابة العامة الرئيس ي والانضمامي من حيث ألاثر فأعطى للنيابة
العامة عندما تقوم بالدور الرئيس ي حق الطعن في ألاحكام الصادرة ضدها وحرمها هذا الحق عندما
تقوم بدورها الانضمامي مع أنها في هذه الحالة قد ترى خرقا سافرا للقانون ومضرا بحق من حقوق
املجتمع خصوصا عندما يتعلق ألامر بالقضايا املتعلقة باألحوال الشخصية والنيابات القانونية
والقضايا املتعلقة بفاقدي ألاهلية وبصفة عامة جميع القضايا التي يكون فيها ممثل قانوني نائبا أو
69طرق الطعن في األحكام المدنية والتجارية ،لعبد المنعم حسنين ،صفحة 332
70فصل 9من قانون المسطرة المدنية
مؤازرا ألحد ألاطراف أو القضايا التي تهم ألاشخاص املفترضة غيبتهم والقضايا بعدم الاختصاص
النوعي.
فكان ينبغي أن يفصل في القضايا التي تقوم فيها النيابة العامة بالدور الانضمامي فيعطي لها الحق
بالنسبة لبعضها خصوصا عندما يكون الطرف املحكوم عليه صاحب الحق الحقيقي ضعيفا أو عديم
ألاثر.
وعلى أن املوضوع تناوله الفقهاء بالدرس واملناقشة ووقع بينهم خالف فيها إذا كانت النيابة يحق
لها الطعن في ألاحكام الصادر في حالة تدخلها الانضمامي والرأي الرابع الذي استقر عليه قضاء املحاكم
الفرنسية وغير الفرنسية أن النيابة في هذه الحالة الحق في الطعن في الحكم الصادر في نزاع متعلق
بالنظام العام ،ولذلك ينبغي أن يفتح املجال أمامها بنص صريح على حقها في الطعن كلما تعلق ألامر
بحماية النظام العام أو كان الطرف املحكوم عليه ضعيف أو عديم ألاثر.71
وعليه سنقسم هذا املطلب إلى أربعة فقرات بحيث سنعالج في " الفقرة ألاولى " الطعن
بالنقض لفائدة القانون وفي " الفقرة الثانية " وجوب ممارسة الطعن من الوكيل العام للملك ونعرض
في " الفقرة الثالثة " وجوب أن يكون الحكم محل الطعن النهائي وفي " الفقرة الرابعة " سنتطرق على
عمال بمقتضيات الفصل 682من ق.م.م إذا علم الوكيل العام للملك لدى املجلس ألاعلى أنه
صدر حكم بصفة انتهائية يخالف القانون أو قواعد املسطرة املدنية ولم يتقدم أحد من الخصوم
71دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان ،ص 119و ،119مرجع سابق
وإذا صدر من املجلس حكم بالنقض فال يمكن للخصوم الاحتجاج بذلك النقض ليتعلموا من
ونظام الطعن بالنقض للقانون من طرف الوكيل العام للملك ال يعتبر من قبيل حاالت
التدخل الانضمامي أو الرئيس ي بل هو يخضع في الكثير من ألاحكام لقواعد الطعن مع العلم أنه من
الطعون الخاصة املقدمة أمام املجلس ألاعلى ذلك ألن نظام الطعن بالنقض لفائدة القانون موكول
الختصاص الوكيل العام للملك وحده دون غيره من أعضاء النيابة العامة وقد رأى املشرع املغربي
تعميم هذا النوع من الطعن بما يحقق الفائدة منه على نحو أكمل ،ولم يقصره على حالة تفويت
الخصم مليعاد الطعن أو نزوله عنه حيث يكون الطعن جائزا وإنما بسطه أيضا على الحالة التي يمنع
املشرع الطعن فيها سواء كان هذا املنع في قانون املسطرة املدنية أو قوانين خاصة ،ألن املنع من الطعن
في كل هذه الحاالت إنما ينصرف إلى الخصوم وحدهم حتى تستقر الحقوق املحكوم بها ،ولكن ذلك ال
يمنع من استهدف مصلحة عليا هي مصلحة القانون التي يحققها الطعن املرفوع من الوكيل العام
للملك إلرساء املبادئ القانونية الصحيحة على أساس سليم كما تتوحد أحكام القضاء فيها.
وملا كان الهدف تحقيق مصلحة عليا هي مصلحة القانون فإن مقتض ى ذلك ألاخذ بها في كل حالة
تتحقق فيها هذه املصلحة وعدم اقتصارها على الحالة التي يكون فيها الحكم بالطعن بطريق النقض
ونزول الخصوم عنه أو فوتوا ميعاده ومقتض ى ذلك أال يستفيد الخصوم من هذا الطعن في جميع
كما يالحظ أن هذا الطعن لم يشرع لفائدة الخصوم ولكن من أجل ضمان تأويل صحيح للقانون
ويكون بصفة خاصة غير مقبول إذا قدم من طرف أي ممثل للنيابة العامة أو أية سلطة إدارية ولذلك
قلنا أن هذا النوع من الطعون ال يخضع للقواعد التي تحكم النيابة العامة بوصفها طرفا منظما.
-1يجب أن يكون الحكم املرفوع للنقض لفائدة القانون قد صدر انتهائيا وأيا كانت املحكمة التي
أصدرته.
-6يجب أن يكون الحكم قد اكتسب قوة الش يء املقض ي بين ألاطراف بفوات أجل النقض ،ويتعين
على الوكيل العام تقديم الحجج املجدية التي من شأنها أن تثبت تاريخ تبليغ الحكم أو القرار املحال.
وتتخلص مسطرة طلب النقض لفائدة القانون في تسجيل هذا الطلب بكتابة الضبط ويوجه إلى
الرئيس ألاول الذي يحيله بدوره على رئيس الغرفة املختصة ويعين هذا ألاخير مستشارا تكون مهمته
البحث وتحرير تقرير في القضية وال يدخل ألاطراف في النزاع ويظلون أجانب عن الدعوى بحيث ال يقبل
تدخلهم وال ينبغي كذلك استدعاؤهم ألن مناقشتها ال تعنيهم ،ووفقا للمادة 698من ق.م.م فإن ميعاد
الطعن بالنقض املادي ثالثون يوما ،ومن املسلمات إزاء ما تقدم أن الطعن بالنقض لفائدة القانون
واملرفوع من طرف الوكيل العام ال يتقيد بهذا ألاجل وذلك لالعتبارات التالية:
-1النيابة العامة ليست خصما في جميع الدعاوى املدنية والتجارية كما سبق ورأينا حتى تبلغ
-6جوهر هذا النظام وأساه أن الحكام الصادر بناء على هذا الطعن ال يؤثر على مراكز الخصوم أو
حقوقهم املحكوم بها ،ومن ثم فليس هناك مبرر لربطه بميعاد محدد.
-1إن بعض التشريعات كالتشريع املصري نصت صراحة على أنه ال يسري ميعاد الطعن بالنقض
على الطعن والذي يرفعه الوكيل العام ملصلحة القانون ( الفصل 191مرافعات مدنية مصري ).
ومن أثار هذا النقض أن ال يستفيد ألاطراف منه وال يمكن لهم الاحتجاج به ليتجنبوا مقتضيات
الحكم املنقوض الذي يسري مفعوله بصفة عادية رغم املخالفة التي كان يحتوي عليها والتي كانت
أساس النقض من جهة أخرى فال مجال إلحالة القضية على محكمة أخرى.
وطبيعة هذا النقض تحول دون نظر املجلس ألاعلى للموضوع مهما كان صالحا للفصل أي أنها غير
قابلة للتصدي كما أنها لتحيل املوضوع إلى املحكمة التي أصدرت الحكم املطعون فيه فهي تكتفي
بنقض الحكم وال يكون للنقض ملصلحة القانون فائدة سوى تنبيه املحاكم إلى الخطأ التي شاب الحكم
ويرى البعض أن هذا التنبيه ال يلزم املحاكم بل هو ال يلزم املجلس ألاعلى أو محكمة النقض
نفسها بالنسبة للقضايا املماثلة مما يصح معه القول بأن حكم النقض يكون له بالنسبة للقضايا
املستقبلية مجرد فاعلية واقعية وهو ما دعا بعض الفقهاء إلى التشكيك في طبيعته القضائية.
وال نقر هذا املسلك الفقهي ألن حكم محكمة النقض الصادر في الطعن املوضوع من الوكيل
العام للملك في تلك ألاحكام يستوي مع أي حكم ملحكمة النقض من حيث إلزام املحاكم ألاخرى به
باعتبار أن الباعث عليه هو التطبيق الحسن للقاعدة القانونية شكال وموضوعا ،وإال فليس ثمة مبرر
لهذا النظام بل أن هذا النظام يتناسق مع نظام النقض إذ الهدف منهما توحيد التطبيق القانوني
الصحيح72 السليم للنصوص القانونية ومنع التضارب بين ألاحكام للوصول إلى الاستقرار القانوني
72تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي غزواني نور الدين ،صفحة 169إلى ،168مرجع سابق
الفقرة الثانية :وجوب ممارسة الطعن من الوكيل العام للملك
يمارس مهام النيابة العامة لدى املجلس ألاعلى للحسابات الوكيل العام للملك الذي يعين لهذا
الغرض بواسطة ظهير يحدد وضعيته إلادارية وال يقوم بمهام النيابة العامة إال في املسائل القضائية
املسند النظر فيها إلى املجلس ويساعده في ذلك محامون عامون كما يمارس هذه املهام على مستوى
ويعمل املحامون العامون تحت إشراف الوكيل العام للملك ،فيما يلزم وكالء امللك لدى
املجالس الجهوية للحسابات بإطالع الوكيل العام للملك بواسطة تقارير على سير أعمال النيابة العامة
وهكذا يتجلى تدخل النيابة العامة بواسطة الوكيل العام للملك في الجوانب ذات الصبغة
وللوكيل العام للملك حق استئناف القرارات الصادرة ابتدائيا عن إحدى غرف املجلس ،وكذا
الحق في الطعن بالنقض أمام محكمة النقض ضد القرارات النهائية الصادرة استئنافيا عن املجلس،
كما أن له الحق في طلب مراجعة القرارات النهائية الصادرة عن املجلس في حال اكتشاف عنصر جديد.
تنسيق ومراقبة عمل النيابة العامة لدى املجالس الجهوية للحسابات ،من خالل التقارير التي
نفسه أو بإيعاز من الرئيس ألاول للمجلس قصد اتخاذ ما يراه مالئما ،كما يمكنه في حال
اكتشاف املجلس ألفعال من شأنها أن تستوجب عقوبة تأديبية ،إخبار السلطة التي لها حق
-2أن يكون الحكم موضوع الطلب قد خرق نصا قانونيا كالقانون الجنائي أو ق.م.ج تكون
نصوصهما أمرة.
-1أن يكون الحكم غير قابل لالستئناف ،كذلك الصادرة عن محاكم الاستئناف والنهائية الصادرة
الفقرة الثانية :طلبات النقض املرفوعة لفائدة القانون بأمر من وزير العدل والحريات حسب املادة
934من ق .م.ج فللوكيل العام للملك بمحكمة النقض أن يحيل بالغرفة الجنائية بهذه املحكمة
الاجراءات القضائية أو القرارات أو ألاحكام التي تصدر خرق للقانون أو خرق لإلجراءات الجوهرية
ويمكن كذلك لكل من يهمه ألامر من املحامين أو النقيب بصفته الشخصية ،أو بصفته ممثال
ملجلس الهيأة عندما يكون طرفا كذلك كحالة الطعن في انتخاب مجلس الهيأة أن يرفع هذا الطعن
تنقسم ألاحكام القضائية من حيث الطعن فيها بمختلف طرق الطعن إلى أحكام ابتدائية
وأحكام انتهائية أو نهائية ،وأحكام حائزة لقوة الشيئ املقض ي به وأحكام باتة ،فهذه ألاخيرة فقط هي
التي ال تقبل الطعن فيها بأي طريق من طرق الطعن العادية أو غير العادية.
ألاحكام الابتدائية :ألاحكام الابتدائية هي ألاحكام التي تصدر من محكمة الدرجة ألاولى وتقبل
الطعن فيها باالستئناف ،وليس كل ألاحكام الابتدائية قابلة لالستئناف إنما هنالك بعض
الاستثناءات أوردها املشرع في نصوص خاصة نذكر منها على سبيل املثال :الفصل 14من
" أن ألاحكام الصادرة على هذه الكيفية غير قابلة لالستئناف ويمكن أن تكون موضوع طلب
نقض." ...
ألاحكام النهائية :فاألحكام النهائية هي ألاحكام التي ال تقبل الطعن فيها باالستئناف سواء كانت
استئنافية.
ويعتبر الحكم انتهائيا ما دام الطعن فيه باالستئناف غير جائز حتى ولو كان الطعن فيه بطريق
التعرض جائزا لصدوره غيابيا مثال ،بل أكثر من ذلك فإن (املجلس ألاعلى) محكمة النقض حاليا
ذهبت إلى اعتبار " :أن القرار املطعون فيه وإن كان تمهيديا فإنه صدر انتهائيا بمعنى أنه غير قابل
لالستئناف " فاألحكام النهائية تقبل الطعن فيها بطرق الطعن غير العادية كالنقض وإعادة النظر
والتعرض الخارج عن الخصومة وكذلك بطريق الطعن بالتعرض إذا كان الحكم النهائي غيابي.
وهكذا قرر املجلس ألاعلى أن " كل قرار انتهائي غير قابل للطعن بالتعرض أو الاستئناف يكون قابل
للطعن بالنقض ال فرق في هذا بين ألاحكام والقرارات التي تصدر في موضوع الحق أو بمجرد اتخاذ
إجراء وقتي.
ولكن رغم هذا القرار ألانف الذكر ،فإن محكمة النقض خالفته في البداية بحيث اعتبر أن "
القرار الصادر على محكمة الاستئناف بإلغاء ألامر الصادر باألداء والحكم من جديد بإحالة املدعى على
الاجراءات العادية طبقا للفصل 298من قانون املسطرة املدنية ال يتقبل الطعن بالنقض ،وقد
انتقدت قرار املجلس ألاعلى هذا القاض ي بعدم قبول الطعن بالنقض في القرار الصادر عن محكمة
الاستئناف بإلغاء آلامر باألداء وذلك في تعليقي عليه املرتكز على جواز الطعن بالنقض في القرارات
إلاستئنافية الصادرة بشأن آلامر باألداء ،وقد تراجعت محكمة النقض عن مخالفته تلك وقبل الطعن
بالنقض في القرار الاستئنافي في الذي ألغى باألداء وصرح بعدم قبول الدعوى.
ألاحكام الحائزة لقوة الشيئ املحكوم فيه :ألاحكام الحائزة لقوة الشيئ املحكوم فيه هي ألاحكام
التي ال تقبل الطعن فيها بطرق الطعن العادية ولو كان الحكم قابال للطعن فيه بطرق الطعن
غير العادية.
فهذه ألاحكام تكون فقط قابلة للطعن بطرقها الغير العادية ،كالنقض وإعادة النظر والتعرض
الخارج عن الخصومة.74
نسارع إلى ألاول في البداية أنه يوجد فرق جوهري بين الطعن بالنقض ملصلحة القانون والطعن
74طعون المدنية في التشريع المغربي لطيب بن مقدم محام ،الجزء األول ،نظرة عامة1119 ،هـ 1886م ،صفحة 12
إلى 19
فغاية ألاول تتمثل في السهر على حسن تطبيق القانون املوضوعي والقانون الاجرائي وبالتالي
العمل على توحيد هذا التطبيق من جانب كل محاكم املوضوع باململكة ،أما غاية الثاني فتتمثل في
إجبار السلطة القضائية على التزام حدود اختصاصاتها ،ومن تم فإنه ال يعتبر تجاوزا للسلطة مجرد
وهذا الطعن ألاخير يجد سنده التشريعي في الفصل 681من قانون املسطرة املدنية والذي
جاء فيه " يمكن لوزير العدل أن يأمر الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بأن يحيل على هذه
املحكمة بقصد إلغاء ألاحكام التي قد يتجاوز فيها القضاء سلطاتهم ".
وأيضا في الفصل 11من ظهير التنظيم القضائي ،كما أكد العمل القضائي أيضا هذا الطعن
على أن الوكيل العام للملك ال يجوز له ممارسة هذا الطعن إال إذا توفرت ثالث شروط
تستفاد من الفصل املذكور وأول هذه الشروط أن يمارس هذا الطعن من طرف الوكيل العام للملك
لدى محكمة النقض ،وثانيهما أن يحمل هذا الوكيل على أمر صريح من وزير العدل بهذا الخصوص،
وثالثها أن يوجه هذا الطعن ضد ألاعمال والقرارات إلادارية والقضائية الصادرة عن القضاء.
وإذا كان الشرط ألاول وألاخير ال يثيران إشكاالت ،فإن الشرط الثاني أي صدور أمر من وزير العدل
والحريات يثير إلاشكال " التقليدي " املطروح وهو استقاللية جهاز النيابة العامة عن الجهاز الحكومي.
فجعل حق ممارسة الطعن من طرف النيابة العامة في هذه الحالة متوقف على ضرورة صدور
أمر من الوزير كجهاز تنفيذي يضرب في العمق مبدأ استقاللية جهاز النيابة العامة عن وزير العدل
75خمليشي أحمد ،عالجات النيابة العامة باالستئناف في الميدان المدني ،االحالة بالسبب المجلس األعلى بسبب تجاوز
القضاة سلطتهم ،مجلة المحاكم المغربية س د.د 21أكتوبر 1899صفحة 99
بل ألادهى من ذلك ،فإن هذا الشرط من شأنه أن يجعل مجموعة من ألاحكام املتسمة بتجاوز
استعمال السلطة خارج دائرة هذا الطعن في حال عدم تلقي الوكيل العام للملك أمر من وزير العدل
بهذا الشأن ،خاصة حينما يتزامن ذلك مع عدم ممارسة ألاطراف لهذا الطعن استنادا إلى مقتضيات
الفصل 691من قانون املسطرة املدنية الذي يخولهم هذا الحق ،ومعلوم أن النيابة العامة ال يجوز لها
في هذه الحالة التجاهل من تلقاء نفسها ،وإن كان تدخلها وجوبيا ،لكمه يبقى انضماميا ،وهذه الصفة
ومن جهة أخرى ،إذا كنا قد أكدنا على أن الطعن بالنقض ملصلحة القانون يترتب عليه وضع
سلبي بالنسبة لألطراف ،حيث ال يكون بإمكانهم إلافادة من الحكم املنقوض بناء على هذا الطعن ،فإن
الطعن بالنقض بسبب تجاوز استعمال السلطة املمارسة من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة
النقض يترتب عليه وضع ايجابي وهو ما تدل عليه القراءة املتأنية ملقتضيات الفقرة الثانية والثالثة من
املدنية76. الفصل 681من قانون املسطرة
فالفقرة الثانية ألزمت النيابة العامة في حالة ما إذا تقدمت بهذا الطعن بضرورة إدخال
ألاطراف في الدعوى أمام محكمة النقض ،في حين وصلت الفقرة الثالثة إلى أبعد من ذلك حينما
جعلت أثار الحكم املنقوض بناء على الطعن املذكور تسري على الكافة ،بما في ذلك أطراف النزاع.
بقي أن نشير في نهاية هذه النقطة إلى ألاثار املترتب على عدم تدخل النيابة العامة أمام محكمة
النقض ،هذا ألاثر أورده املشرع في فصل 641من ق.م.م .والذي رتب على عدم مراعاة الفصول التي
تقض ي بتدخل النيابة العامة أمام هذه املحكمة الطعن في الحكم بإعادة النظر.
76 -قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 11مارس ،1891منشور بالمجالت ،قضاء المجلس األعلى 18ص وما
بعدها أيضا قرار مؤرخ في 9ماي 1869منشور بمجلة القضاة القضاء المجلس األعلى العدد 3ص 12وما بعدها
خاتمة الفصل الثاين:
ومن هذا يتبين لنا أنه إضافة إلى حاالت تدخل النيابة العامة أمام املحاكم املدنية سواء بصفتها
طرفا رئيسيا أو منظما أو تدخلها إلاداري فالنيابة العامة تكن ملزمة في بعض الحاالت بالحضور في
كما سبق ورأينا ،إضافة إلى هذا فالنيابة العامة لها الحق في استعمال طرق الطعن.
خاتمة:
الحقيقة أن نظام النيابة العامة لم يأتي استجابة لحاجة مغربية وال اصالحا يتطلبه الواقع املغربي،
وإنما فرض وجوده احتكاك املغرب بالقوانين ألاجنبية نتيجة فرض الحماية عليه.
وكان املغرب قبلها يعيش لعدة قرون طويلة في ظل قواعد الشريعة كما سبق الذكر ،ولم يعرف
نظام النيابة العامة ،هذا النظام الذي لم يكتمل بنيانه إال مع ظهور ألانظمة القضائية الحديثة مع
ثم إن املجتمع الاسالمي لم يكن حينها في حاجة إلى مثل هذا النظام ألن متطلبات الناس وحاجاتهم
لم تستوجب تخصص القضاة في القانون املدني والجنائي ال بل أن التمييز بين هذين القانونيين لم
يعرف إال بداية القرن التاسع عشر ،وعالوة على ذلك فإن الحاالت التي تتدخل فيها النيابة العامة في
ألانظمة القضائية الحديثة كانت معروفة في الشريعة إلاسالمية إال أنها كانت موكولة لقاض فرد بحكم
عدم وجود تخصص قضائي وبقي الحال هكذا إلى ان فرضت الحماية ألاجنبية على املغرب التي أدت
إلى التزام املستعمر بإجراء اصالح قضائي مستمد من قوانينه الخاصة بهدف تطبيقه على كافة ألاجانب
في املغرب.
وقد عرفت املحاكم العصرية أول تطبيق لنظام النيابة العامة الذي كان مقتصرا على املتقاضين
الفرنسيين وألاجانب إال أن هذه التجربة لم تعط ثمارها املرجوة منها ،نظرا ألن املحاكم لم تكن تحيل
ً
قضايا التدخل الانضمامي و الرئيس ي على النيابة العامة إال نادرا أو أن هذه ألاخيرة رغم أنها كانت تشعر
من املحكمة ال تتدخل وبالتالي ال تدلي برأيها عن طريق تقديم مستنتجاتها ألامر الذي جعل وزارة العدل
تذكر رؤساء الجلسات بواسطة دوريات بالصفة إلالزامية لتدخل النيابة العامة بموجب الفصل 283
تدخل النيابة العامة لم يحترف في كثير من الدعاوى الخاصة للفصل 283من م.م القديم وقد أقر
املشرع املغربي العمل بنظام النيابة العامة لدى جميع درجات املحاكم ما عدا محاكم الجماعات
إال أنه لن يحاول باملناسبة الاستفادة من النصوص املتوفرة لديه واملتعلقة خصوصا بحاالت
تدخل النيابة العامة الرئيس ي ليجمعها في قانون املسطرة املدنية حتى يسد بذلك الثغرات التي كانت
قائمة في ظل قانون املسطرة املدنية لسنة 2126ألامر الذي جعل القضاء يحاول جاهدا البحث عن
القوانين الخاصة التي تتدخل بموجبها النيابة العامة سواء بوصفها طرفا منظما أو طرفا رئيسيا.
ومما يؤخذ على قانوني املسطرة املدنية لسنة 2126و 2141أنهما لم يعرضا ألية حالة من حاالت
التدخل الرئيس ي
ونتيجة لذلك جاءت حاالت التدخل الرئيس ي على هذا الخصوص مبعثرة ومتفرقة في قوانين
خاصة كقانون الجنسية وقانون الحالة املدنية وقانون املحاماة وقانون الجمعيات وغيرها كثر ،وإذا
كانت التشريعات الحديثة كالتشريع الفرنس ي واملصري تتدارك هي أيضا هذه الثغرات التشريعية فإننا
ننادي باملبادرة لجمع كل الحاالت التي تتدخل فيها النيابة العامة بصفتها طرفا رئيسيا وضمها في
وحتى بالنسبة للفصل 1من ق.م.م فإنه لم يورد جميع حاالت التدخل الانضمامي لجهاز النيابة
العامة ،بل اقتصر على ذكر بعض الحاالت التي عددها والتي أوجب أن تتدخل النيابة العامة فيها.
إال أن الاجتهاد القضائي سد هذا الفرع سواء في فرنسا أو في املغرب أو في مصر واعتبر أن هذه
الحاالت الواردة ضمن حاالت التدخل الانضمامي قد جاءت على سبيل املثال وليس على سبيل الحصر
بدليل وجود حاالت التي تتدخل فيها النيابة لتدلي برأيها تحت طائلة البطالن وذلك استنادا إلى قوانين
خاصة ولذلك رأينا أن الفصل ومن ق.م.م بعد أن عدد حاالت تدخل النيابة الانضمامي نص في فقرة
الحقة على إمكانية النيابة العامة الاطالع على جميع القضايا التي ترى النيابة التدخل فيها ضروريا.
ودعوتنا إلى ضم كافة النصوص املتعلقة بالتدخل الرئيس ي والانضمامي للنيابة العامة بدل تركها
موزعة بين مختلف فروع القانون وتضمينها في قانون املسطرة املدنية ستعود بفائدة كبيرة على كل
العاملين في القانون من باحثين ودارسين وقضاة ومحامين وفقهاء وذلك حتى تعم الفائدة وتتوحد
آلاراء.
واملالحظ أن املشرع حينما نص على إمكانية تدخل النيابة كطرف منظم في الدعوى املدنية حينما
ترى ذلك ضروريا ،أراد أن يجعلها تتوسع في تدخلها ملا أثبته العمل من الدعاوي التي تتدخل فيها
النيابة قلما يحيد الحكم فيها عن جادة الصواب ومن شأن هذا النظام أن يساعد على خلق نواة
صالحة لقضاة مارسوا العمل القضائي واكتسبوا خبرة قانونية كانت عونا لرجال القضاء الجالس.
حيث نجد الاجتهاد القضائي املغربي قد ظل وفيا لقانون املسطرة املدنية املغربي حيث اكتفى
:1.1الكتب
-2قضاء النيابة العامة ،محمد ص .السرغيني ،منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات
-1دور النيابة العامة أمام املحاكم املدنية ،ملحمد بوزيان ،سلسلة دروس باملعهد الوطني
للدراسات القضائية -الطبعة الرابعة مزيدة ومنقحة ،حقوق إعادة الطبع محفوظة للمؤلف .2116
-6التركة الشاغرة في القانون املغربي ( ميراث من ال وارث له ) ،د.الشمانتي الهواري عبد السالم،
التركة الشاغرة تأصيل عملي ملال التركات التي ليس لها وارث( املضاربة وألاجانب ) من خالل التشريع
-1دليل النيابة العامة وقضاء الحكم في التشريعات الخاصة ،إلدريس طارق السباعي ،رئيس غرفة
-9الوجيز في الحقوق العينية العقارية حق امللكية للدكتور عبد الخالق أحمدون ،في ضوء
-3قانون املسطرة املدنية والعمل القضائي املغربي ملحمد بفقير ،رئيس غرفة بمحكمة الاستئناف،
طبعة ثانية مزيدة ،منشورات دراسات قضائية سلسلة القانون والعمل القضائي املغربيين.
-8النيابة العامة وقضاء التحقيق ،ألاستاذ إدريس طارق السباعي ،املستشار باملجلس ألاعلى
أستاذة التعليم العالي ،جامعة عبد املالك السعدي كلية الحقوق طنجة ،الطبعة ألاولى .1423
-24إلاثبات في املنازعات املدنية لخالد سعيد ،الطبعة ألاولى ،1421دار السالم للطبعة والنشر.
-22وسائل إلاثبات في التشريع املدني املغربي إلدريس العلوي العبدالوي ،الطبعة ألاولى .2144
-26الشافي في شرح قانون الالتزامات والعقود ،الجزء الثالث لـ د.عبد الكريم شهبون ،انقضاء
الالتزام وإثباته.
-21الوجيز في القانون القضائي الخاص الجزء الثاني ،للدكتور الطيب الفصاعي ،أستاذ بكلية
الحقوق ،جامعة القاض ي عياض بمراكش الطبعة الثالثة مزيدة ومنقحة لسنة .2116
-29شروط الصفة في مواصلة الدعوى على ضوء قانون املسطرة املدنية والعمل القضائي لنور
-23الشرح العلمي لقانون املسطرة الجنائية ،تقديم معاذ العطاوي ،محامي بهيئة طنجة ،الطبعة
الثالثة .1424
-28الطعون املدنية في التشريع املغربي ،لطيب بن املقدم ،محام ،الجزء ألاول ،نظرة عامة 2124
هـ 2113م.
-1.1الرسائل وألاطروحات
-2تدخل النيابة العامة في الدعوى املدنية ،أطروحة لنيل دبلوم الدراسات العليا بجامعة محمد
الخامس لـ .شرقاوي الغزواني نور الدين ،قاض ي باملحكمة الابتدائية بالقنيطرة ،منشور جمعية تنمية
-1رسالة املحامات ،دورية تصدرها هيئة املحامين بالرباط يوليوز 1446العدد 14لطيب بن
مقدم.
-6ماستر قانون ألاعمال ،مناقشة رسالة في موضوع إشكاالت إلاكراه البدني بين النظر والتطبيق
تحت إشراف الدكتور عبد الرحيم بن بوعيدة تقديم الباحث هشام أيت الحاج.
-1استجواب الخصوم في الدعوى املدنية بحث ودراسة استجواب الخصوم في الدعوى املدنية
-9وسائل إلاثبات في امليدان املدني ،لـ ،محمد النادي ومصطفى عزوز ،بحث نهاية التمرين
للملحقين القضائيين ،الفوج - 19السنة القضائية - 2111 - 2113املعهد العالي للقضاء -الرباط.
-1.1املقاالت:
-1صالحية النيابة العامة للطعن باالستئناف في امليدان املدني إلاحالة بسبب املجلس ألاعلى،
لـ.خمليش ي أحمد ،بسبب تجاوز القضاة سلطاتهم ،مجلة املحاكم املغربية ،العدد 92أكتوبر .2144
-6قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ 22مارس ،2144املنشور بمجلة قضاء املجلس ألاعلى،
العدد ،21وأيضا قرار املؤرخ في 48ماي 2138املنشور بمجلة قضاة قضاء املجلس ألاعلى العدد ،1
ص 29وما بعدها.
-4استئناف النيابة العامة لألحكام الصادرة في مادة الحالة املدنية ،مجلة امللحق القضائي عدد 6
سنة .2184