You are on page 1of 123

‫مقدمة‬

‫شهدت ساحة العدالة القانونية في آلاونة ألاخيرة حوارات يمكن تسميتها "باملاراطونية" تمت عنونتها‬
‫بالحوار الوطني إلصالح منظومة العدالة‪ ،‬ونصبت فيها لجنة ملكية مختصة‪ ،‬يتجاذب مناصبها ومراكزها‬
‫رجاالت القانون باملغرب من مختلف ألاطياف املهنية والتخصصات الفرعية الكبرى والوليدة‪ ،‬وهذا إن‬
‫دل إنما يدل على الاعتدال الطافح الذي يصيب جسم العدالة باململكة فيكاد يقسم ظهرها حتى قبل‬
‫أن تكمل قرنا واحدا على استقالل الدولة السياس ي‪.‬‬

‫ودون خروج عما سبق فالنيابة العامة كجهاز قضائي ال يعتبر أجنبيا عن هذا الاعتالل‪ ،‬فحقا هو‬
‫جهاز متماسك باملغرب ومتشابك ال يكاد يصيبه ضرر‪ ،‬لكنه هو مصدر الضرر والداء نظرا لهيكلة إدارية‬
‫تنفيذية بديئة عوض هيكلة مهنية قضائية نزيهة والتي تعد من بين البرامج الطموحة التي تسعى الدولة‬
‫إلدراجها وضمان انتقالية هذا الجهاز القضائي‪ ،‬تماشيا مع روح دستور اململكة الوليد والذي فك‬
‫غموض باعتبار السلطة القضائية سلطة قائمة بذاتها مستقلة عن كل حلم تنفيذي إداري‪ ،‬وهو ما‬
‫بقي على اللجنة املذكورة أعاله أن تصدر القرارات الحاسمة بشأنه‪ ،‬وتفك ارتباط السيد وزير العدل‬
‫والحريات من تواجده في أعلى هرمه‪.‬‬

‫وباعتبار جهاز النيابة العامة ذاك الجهاز املتولي إلقامة الدعوى العمومية ومراقبتها واملطالب‬
‫بتطبيق القانون حسب ما جاء بالفصل ‪ 63‬من قانون املسطرة الجنائية‪ ،‬فهذا ال ينفي عنها‬
‫الاختصاصات مدنية وتجارية وإدارية والتي أعطاها املشرع لها في جل القوانين املسطرية وغيرها‪ ،‬رغم‬
‫اختصاصها في الدعوى العمومية بتدخلها كطرف أصيل وخصم فيه لرد الاعتبار ملصلحة املجتمع‬
‫وإحقاق للحق وإزهاقا للباطل‪.‬‬

‫فال بأس قبل غطس في صلب إلاشكاليات أن نعرف بهذا الجهاز ونرصد مختلف التطورات‬
‫التاريخية التي مر منها باملغرب مع تبيان خصائصها بصفة عامة باإلضافة إلى تنظيمها الهيكلي‪ ،‬ومنه‬
‫فالنياب ة العامة أو القضاء الواقف جزء ال يتجزأ من هيئة السلك القضائي يعمل إلى جانب القضاء‬
‫الجالس أو القضاء الحكم ألن طبيعة العمل القضائي تستلزم ذلك وتتطلبه‪ ،‬وتتمثل وظيفة النيابة‬
‫العامة في السهر على تطبيق القانون وتتبع تنفيذ ألاحكام والقرارات والدفاع عن مصالح الاشخاص‬
‫املعنوية العامة وحماية ناقص ي ألاهلية وفاقدها‪.‬‬
‫وللنيابة العامة دور مهم في تحريك الدعوى املدنية والجنائية على حد السواء‪ ،‬إال موضوع هذا‬
‫البحث يقتصر على دراسة دور النيابة العامة في تحريك الدعوى املدنية ليس إال‪.‬‬

‫وذهب جل الباحثين إلى القول التام بأن ظهور النيابة العامة كجهاز يعود إلى القرن الرابع عشر‬
‫ميالدي حتى وجدت أول وثيقة بفرنسا والتي يالحظ بعد تحقيقها أنها صدرت عن ملك فرنسا آنذاك‬
‫"فيليب الخامس" والتي وجهها لوكالئه من أجل تمثيله في املحاكم الفرنسية والانتصاب عنه كأطراف‬
‫في قضايا ذات الصلة بممتلكاته وأمواله‪ ،‬وللفائدة فمن هذه ألاحداث جاءت تسميتهم بالقضاة‬
‫الواقفون‪ ،‬إال أن جانبا آخر من الفقه ذهب إلى اعتبار أن اصل النيابة العامة إنما يعود إلى الرومان‬
‫دون تأدية الدليل املثبت ملزعمتهم هذه‪ ،‬والنيابة العامة باملغرب هي طبق ألاصل عن النيابة العامة‬
‫الفرنسية حيث استمدت مقتضياتها من القوانين الفرنسية‪.‬‬

‫ومر املغرب بمحطات مفصلية في تاريخ‪ ،‬أولها مرحلة ما قبل الحماية بحيث كان املغرب ما قبل‬
‫الحماية يتبنى نظاما قضائيا إسالمي يستمد أحكامه وقواعده كاملة من روح الشريعة إلاسالمية في‬
‫مذهب مالك‪ ،‬باإلضافة ملا تعارف واعتدا الناس عليه في املعامالت والعقوبات‪ ،‬وكان جهاز النيابة‬
‫العامة آنذاك غير مسمى بهذا الاسم وغير منظم هذا التنظيم الذي نشهده اليوم إنما كان القاض ي‬
‫املكلف بالبت في النزاعات واملسمى بالقاض ي الشرعي هو من يمارس اختصاصاتها بالدفاع عن حقوق‬
‫بيت املال بل حتى شيخ القبائل وممثلوا السلطان يقومون بجلب املتهم جبرا أمام القاض ي والوقوف في‬
‫مواجهته كخصوم مع إمكانية الطعن في ألاحكام الصادرة عن هؤالء القضاة الشرعيون أمام وزير‬
‫الشكايات‪.‬‬

‫ليتم فيما بعد إبعاد هذا الاختصاص من القاض ي فيما يخص النزاعات الجنائية وتخويله الحق في‬
‫النظر في القضايا املدنية في حين أن تلك القضايا الجنائية كلف لها الجهاز املخزني املتمثل في القواد‬
‫(بالبوادي) والباشوات (باملدن) ويمكن أن يقال بحق إن هذا إلاجراء كان من بين إلاجراءات املمهدة‬
‫الستقبال الاستعمار فكان بمثابة ذلك السجاد ألاحمر الذي بسط ليطأ عليه الجالدون أرجلهم بعد‬
‫النزول من حوامات الهليكوبتر وطائرات رافال وميراج‪ ،‬حيث تمت خالله ممارسة كل أشكال التقبيل‬
‫والترشيد الجبري ضد شكان املغرب خاصة البوادي والقرى‪ ،‬مع ما نزع منهم من أراض ي بقيت تطرح‬
‫إشكاالت قانونية لحين كتابة هذه ألاسطر‪ ،‬وبالتالي من ألاخطاء السلطانية الفادحة أن تم إسناد‬
‫املتابعات الجنائية للجهاز املخزني الذي لم يحمي مؤسسات الدولة وال الشعب املغربي وصدق بحق من‬
‫عنوان املغرب آنذاك "بالد السيبة واملخزن" أما عن تلك املخالفات الحرفية البسيطة فقد تم تمكينها‬
‫إلى أمين الحرفة أو املحتسب أحيانا أخرى‪.‬‬

‫إبان الحماية معلوم أن املغرب خضع لحماية ازدواجية من حيث الحامي أحدية الضحية فكانت‬
‫منطقة الحماية إلاسبانية في الشمال والجنوب ثم الحماية الفرنسية في الشرق والغرب غيرت من‬
‫معالم القانون واملعامالت وفرضت شروط وإجراءات تتباين من حيث الحدة‪ ،‬أغلبها تعسفي قمعي‬
‫عنصري‪ ،‬فكان من نتائج تلك القوانين املستحدثة أن عرف املغرب سلطة من املحاكم على أساسها‬
‫نقسم هذه النقطة‪.‬‬

‫إلى املحاكم العصرية ظهرت النيابة العامة باملحاكم العصرية في شخص املدعي العام ووكالئه‬
‫والاستئنافية في شخص املدعي العمومي واملحامون العموميون‪ ،‬ومن أهم النقط التي يمكن قولها هو‬
‫أنه تم استحداث ظهير ‪ 21‬غشت ‪ 2126‬ينقد مدونة التحقيقات الجنائية الفرنسية في هذه املحاكم‬
‫كلما كان طرفا أجنبيا‪ ،‬وظهير آخر بتاريخ ‪ 2‬جوان ‪ 2121‬الخاص باإلجراءات املحاكمة في منطقة‬
‫الحماية إلاسبانية مع العلم أن قضايا ألاحوال الشخصية واملواريث والعقارات غير املحفظة لم يتم‬
‫إيالء ها لهذه املحاكم سواء خصت املسلمين أو اليهود بل تم منحها للمحاكم الشرعية كما يأتي بيانه‬
‫أما املحاكم املخزنية كلفت هاته املحاكمة بالقضايا الخاصة باملغاربة باستثناء القضايا التي اختصت‬
‫بها املحاكم الشرعية‪ ،‬فممثل النيابة العامة املندوبون املخزنيون بناء على ظهير صدر في ‪ 11‬أكتوبر‬
‫‪ ، 2196‬والذي أعطاهم حق التدخل في كافة القضايا والطعن باالستئناف في أجل شهر وأمام املحكمة‬
‫العليا الشريفة في ظرف شهرين فكان له اختصاص الحضور والتدخل ثم تنفيذ ألاحكام أيضا‪ ،‬رغم‬
‫الاختالف في فرض الرقابة على املحاكم بحسب املناطق وحسب الجهة الاستعمارية‪.‬‬

‫واملحاكم العرفية مثل النيابة العامة بهذه املحاكم املستحدثة من لدن السلطات الاستعمارية‬
‫واملتخصصة في النظر في القضايا التي توجد باملناطق البربرية على ضوء ألاعراف البربرية جهاز من‬
‫املوظفين‪ ،‬الذين سموا بمندوبي الحكومة الفرنسية والخاضعين لسلطة املراقب العام الفرنس ي‪ ،‬حيث‬
‫أضحوا بمجرد صدور الظهير البربري في أول سنة من ثالثينيات القرن املاض ي‪ ،‬مكلفون بالتحكم في هذه‬
‫املحاكم وتعيين تواريخ الجلسات وطبع ألاحكام وتنفيذها‪ ،‬وال نسقط من الاعتبار صدور قرار وزيري‬
‫سنة ‪ 2161‬يخول للمندوب املخزني مراقبة هذه املحاكم العرفية‪.‬‬
‫املحاكم الشرعية قام بمهمة النيابة العامة مندوب الحكومة الذي يراقب أحكامها‪ ،‬زد على هذا‬
‫إدارة الدولة املكلفة بالشؤون الشريفة ثم مندوب وزارة العدل‪.‬‬

‫مع العلم أن هذه املحاكم اختصت بالنظر في قضايا ألاحوال الشخصية واملواريث والعقارات غير‬
‫املحفظة الخاصة باملسلمين وطبق ملذهب إلامام مالك‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمحاكم العبرية هنا يبرز اختالف هذه املحاكم عن باقي ألانواع فلم يتم مراقبتها ال من‬
‫قبل سلطات الحماية الفرنسية وال إلاسبانية‪ ،‬مما جعل جهاز النيابة العامة يكون منعدما تماما بها في‬
‫تمييز ال مراء فيه‪ ،‬وهي التي طبقت أحكام الشريعة إلاسالمية املوسوية بعد الاستقالل تغيرات معالم‬
‫التنظيم القضائي املغربي بعد الاستقالل مباشرة بسنتين حيث كما هو معلوم أصبح الجسم القضائي‬
‫يشمل املحاكم إلاقليمية واملحاكم الاستئنافية ومحاكم السدد‪ ،‬لكن سرعان ما جاء في ظهير التنظيم‬
‫القضائي في ‪ 29‬يوليوز ‪ 2141‬وبعده بثالثة عشر يوما ظهير إلاجراءات الانتقالية ليبدل كل ما سبق‬
‫ملحاكم الابتدائية وأخرى استئنافية ومجلس أعلى للقضاء‪.‬‬

‫وكان وكيل امللك هو من يثير الدعوى العمومية ويسيرها ويراقبها والخاضع ملراقبة الوكيل العام‬
‫للمك‪ ،‬ويبقى إلاشارة إلى أن دور النيابة العامة كان جد ضعيف في قانون املسطرة املدنية امللغى حيث‬
‫كان له فقط الاطالع على مجموعة من القضايا التي ورد تعدادها على سبيل املثال ال الحصر بالفصل‬
‫‪ 283‬منه‪ ،‬ليتم تعزيزه بضرورة حضورها في ظهير التنظيم القضائي الصادر ‪ 2134‬في كل القضايا‬
‫الجنائية وجوبا‪ ،‬واختيارا في القضايا املدنية لدى كل من محاكم السدد واملحاكم إلاقليمية ومحاكم‬
‫الاستئناف‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فالنيابة العامة هي جهاز قانوني يمثل املجتمع ذلك من خالل السلطات التي‬
‫منحها لها املشرع فإن كان هدف الطرف املدني املتضرر أو املدعي هو الحصول على التعويض بصفة‬
‫أساسية فإن هدف النيابة العامة تتميز بمجموعة من الخصائص‪.‬‬

‫حيث تعتبر النيابة العامة املتمثلة في الوحدة من بين الخصائص املميزة لجهاز النيابة العامة وذلك‬
‫بغض النظر عن درجة املحكمة‪ ،‬ذلك أن النيابة العامة وحدة ال تتجزأ‪.‬‬

‫فهي بالتالي وحدة في التمثيل ووحدة في التعبير ويقصد بخضوع النيابة العامة ملبدأ الوحدة غير‬
‫املجزئة هو أن النيابة العامة تمثل على صعيد املحاكم الابتدائية على سبيل املثال ال الحصر سواء من‬
‫طرف وكيل امللك شخصيا أو أحد أعوانه بغض النظر عن شخصية النائب املمثل لوكيل امللك في‬
‫الجلسة‪ ،‬وبالتالي أي عضو من أعضاء النيابة العامة يمكن أن يقوم باي إجراء من إجراءات الدعوى‬
‫العمومية‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك تتميز مؤسسة النيابة العامة باالستقالل عن كل من الخصوم في الدعوى‬
‫واملحكمة وإلادارة‪ ،‬فاستقاللها عن الخصوم مؤكد في سلطة املالءمة الثابتة لها بقوة القانون املادتان‬
‫‪ 14‬بالنسبة لوكيل امللك و‪ 11‬بالنسبة للوكيل العام للملك في تحريكها للدعوى العمومية أو تركها‬
‫بحسب ما يتبدى لها من الظروف واملالبسات وما يحقق مصلحة املجتمع العليا‪.‬‬

‫أما استقاللها عن املحكمة فثابت كذلك إذ ال يجوز لقاض ي الحكم أن يضع يده مباشرة على‬
‫قضية من القضايا دون أن تقام بها الدعوى من طرف النيابة العامة وإن هذه ألاخيرة أثارت الدعوى‬
‫العمومية فلها أن تساند مطالبها وتدافع عنها بواسطة ممثليها وتشرح آراءها بغية إقناع املحكمة بها‬
‫دون أن تدخل توجيه من قبل املحكمة اللهم ما اقتضاه نظام حسن سير العدالة وحقوق الدفاع‪،‬‬
‫وتتميز كذلك النيابة العامة بصفة عدم مسؤولية عن أعمالها أثناء ممارستهم ملهامهم في متابعة‬
‫واملراقبة‪ ،‬بما أنها تقوم بالدفاع عن املجتمع من ألاشرار وحفظه من داء الجريمة‪ ،‬لذلك فإن هي انتهت‬
‫متابعة شخص ما إلى التبرئة مثال فال يسوغ والحالة هذه أن يقوم هذا املبدأ (وقد يكون قبال خضع‬
‫لالعتقال بأمر من النيابة العامة) ويطالب بتعويضه شخصيا من النيابة العامة الذي يكون اتخذ‬
‫إلاجراء طبقا لقواعد املسؤولية املدنية‪ ،‬وبالتالي فأعضاء النيابة العامة يقومون بمهام جسيمة فال‬
‫يمكن تهديدهم ال بالنصوص الجنائية وال باإلجراءات املدنية‪ ،‬ومكا يزكي هذا كله هو السهر على‬
‫مصلحة املجتمع بالدرجة ألاولى ومن بين أهم خصائص النيابة العامة كذلك تميزها بصفة عدم‬
‫القابلية للتجريح فاملقصود بهذه الخاصية هو عدم السماح بخصومها من مدعى عليهم ومساهمين‬
‫ومشاركين في الجريمة بتقديم طلبات ترمي إلى نزع صالحية أعضاء النيابة العامة في ممارسة إجراء‬
‫مت علق بالخصومة الجنائية عموما مخافة تحيز أو تحامل إلى غير ذلك من ألاسباب التي قد يراها املدعى‬
‫عليه قائمة لصداقة هذا العضو ألحد ألاطراف‪ ،‬فمكن املشرع املغربي تجريح قضاة الحكم والتحقيق‬
‫دون أعضاء النيابة العامة‪ ،‬وتتميز النيابة العامة كذلك بخاصية التدرج والخضوع الرئاس ي فإن كل‬
‫عضو من أعضاء النيابة العامة مرؤوس خاضع لرئيس الهيئة التي يتبعها في حدود الدائرة القضائية‬
‫التي تختص بها هذه الهيئة‪.‬‬

‫هذا ولعل أهم تساؤل يتعلق بهذه الخاصية التي نحن بصددها يتمحور في مدى صحة إجراء‬
‫يتخذه أعضاء هيئة النيابة العامة خالفا للتعليمات التي قد يكون قد تلقاها من رئيسه الجواب هو أن‬
‫كل مرؤوس عليه التقيد بتعليمات رئيسه عند قيامه بكل إلاجراءات املتعلقة بالخصومة الجنائية من‬
‫بدايتها إلى نهايتها وإن هو خالفها وبغض النظر عن إمكانية مجازاته تأديبيا فإن إلاجراء املنجز خالفا‬
‫للتعليمات املوجهة لرئيس املرؤوس يكون صحيحا‪ ،‬ومثال ذلك في الحالة التي يأمر فيها وزير العدل‬
‫الوكيل العام للملك بإحدى املحاكم بعدم إثارة املتابعة وحفظها أو بعدم التماس تحقيق أو الكف عن‬
‫ممارسة طرق الطعن ‪ ..‬إلخ‪ ،‬لكن الوكيل العام للملك خالف تلك ألاوامر فإن التصرفات القانونية التي‬
‫قام بها تكون صحيحة‪.‬‬

‫وتتمثل النيابة العامة أمام املحكمة الابتدائية من خالل مقتضيات الفصل ‪ 61‬من قانون املسطرة‬
‫الجنائية رقم ‪ 11.42‬أن وكيل امللك يمثل بنفسه أو بواسطة نوابه النيابة العام‪ ،‬فهكذا نجد أن وكيل‬
‫امللك ونوابه هم اللذين يمثلون النيابة العامة أمام املحكمة الابتدائية‪.‬‬

‫وتتمثل النيابة العامة أمام محكمة الاستئناف على رئيس النيابة العامة الوكيل العام يمثل بنفسه‬
‫أو بواسطة نوابه إذا محكمة الاستئناف‪.‬‬

‫أما بالنسبة ملحكمة النقض تتكون من الوكيل العام للملك واملحامين العامين الذين يساعدونه في‬
‫مهامه‪ ،‬وتتكون أمام املحكمة التجارية من وكيل امللك ونوابه‪.‬‬

‫وتتمثل النيابة العامة أمام املحاكم الاستثنائية بالنسبة للمحكمة العسكرية تتكون من مندوب‬
‫الحكومة ونوابه املعينون من بين ضباط القضاء العسكري وتتكون النيابة العامة أمام محكمة العدل‬
‫الخاصة من وكيل عام للملك يختار من بين قضاة الدرجة ألاولى على ألاقل وتتمثل النيابة العامة أمام‬
‫املحكمة العليا من طرف أعضاء البرملان‪.‬‬

‫أما بالنسبة استقالل النيابة العامة عن سلطة وزير العدل بحيث ينطلق أصحاب هذا الرأي من‬
‫توصيات تقريرين مهمين عرفهما املغرب خالل املرحلة ألاخيرة تقرير هيئة إلانصاف واملصالحة‪،‬‬
‫توصيات الهيئة العليا للحوار الوطني حول إلاصالح العميق والشامل ملنظومة العدالة‪.‬‬

‫نصت توصيات هيئة إلانصاف واملصالحة على تقوية استقالل القضاء وإلاقرار باستقالله الذاتي‬
‫بشريا وماليا وتمكينه من سلطات واسعة في مجال تنظيم املهنة ووضع ضوابطها وأخالقيتها وتقييم‬
‫عمل القضاة وتأديبهم وتخويله وإعداد تقرير سنوي عن سير العدالة‪ ،‬هه التوصيات وضعت اللبنة‬
‫ألاولى ملعالم استقالل النيابة العامة عن رجل السياسة بإقرارها ضرورة اعتماد تأصيل العدالة وتقوية‬
‫انتقالية أمام توصيات الهيئة العليا للجوار الوطني حول إلاصالح العميق والتأمل ملنظومة العدالة‬
‫اعتبرت أن أحكام الدستور أقرت بجالء استقالل السلطة القضائية عن السلطتين التشريعية‬
‫والتنفيذية‪ ،‬ويجب فصل النيابة العامة عن السلطة التنفيذية وإسناد رئاستها إلى الوكيل العام للملك‬
‫لدى محكمة النقض مع تخويل وزير العدل صالحية إعداد السياسة الجنائية التي يتم إقرارها من‬
‫طرف السلطات املختصة وتبليغ مقتضياتها كتابة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض وزير‬
‫العدل علما باإلجراءات والتدابير املتخذة بشأن السياسة الجنائية‪ ،‬على أن يقوم الوكيل العام للملك‬
‫بتقديم تقرير سنوي إلى املجلس ألاعلى للسلطة القضائية بشأن تنفيذ السياسة الجنائية وسير جهاز‬
‫النيابة العامة يكون موضوع نقاش داخل املجلس‪.‬‬

‫وهذا ما يدفعنا إلى طرح إلاشكاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ماهي حاالت تدخل النيابة العامة أمام املحاكم املدنية؟‬

‫‪ -‬ومتى يمكن للنيابة العامة الحضور في الجلسات؟‬

‫‪ -‬وهل يمكن ملمثل النيابة العامة الحق في استعمال طرق الطعن؟‬

‫من خالل هذه إلاشكالية املطروحة يمكن تقسيم هذا املوضوع إلى فصلين بحيث سنتطرق في‬
‫الفصل ألاول لحاالت تدخل النيابة العامة أمام املحاكم املدنية أما فيما يخص الفصل الثاني سنتطرق‬
‫إلى حضور ممثل النيابة العامة في الجلسات وحق استعماله لطرق الطعن‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬حاالت تدخل النيابة العامة أمام المحاكم المدنية‬

‫النيابة العامة هو جهاز أو هيئة عهد لها املشرع بتحريك الدعوى العمومية ومراقبة سيرها إلى غاية‬

‫صدور الحكم تم تنفيذه‪ ،‬ولذلك يمكن القول ـن النيابة العامة قضاء خاص قائم لدى كل محكمة‬

‫يسعى إلى الدفاع عن مصالح املجتمع‪ ،‬فهي ممثلة للصالح العام‪ ،‬وألامنية على مصلحة القانون‪،‬‬

‫وتوصف النيابة العامة بالقضاء الواقف ألن أعضائها يؤدون أعمالهم وهم وقوف‪.‬‬

‫وهي كما ورد في الفقه أنها خصم شريف تباشر الدعوى العمومية وتحركها وتعمل ما في وسعها‬

‫لجعل ألاحكام منطبقة على القوانين فهي تسهر على التطبيق والتنفيذ معا وهي رئيسة الشرطة‬
‫القضاء‪1.‬‬ ‫القضائية وهي تنوب عن املجتمع لتحمي كيانه وتنوب عن الدولة لتحمي قوانينها أمام‬

‫ويطلق مصطلح النيابة العامة في النظام القضائي املغربي على فئة من رجال القضاء‪ ،‬يوحدهم‬

‫جميعا السلك القضائي ويشملهم النظام ألاساس ي للقضاء – ظ الشريف بمثابة قانون الصادر في ‪13‬‬

‫شوال ‪ – 22/22/2611‬ويقوم بمهام النيابة العامة قضاة بمختلف درجات املحاكم‪ ،‬كما جاء في تألفيها‬

‫وتنظيمها في الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 2.41.668‬املؤرخ في ‪ 11‬جمادى الثانية عام ‪2611‬‬
‫و‪2.)24‬‬ ‫(‪ )29/44/2141‬املتعلق بالتنظيم القضائي باململكة (الفصول ‪ 1‬و‪3‬‬

‫تقوم النيابة العامة في النظام القضائي وغيره من ألانظمة القضائية الحديثة بدورين‪:‬‬

‫‪ -‬ألاول‪ :‬دورها أمام القضاء الجنائي‪ :‬وتبدو فيه دائما كخصم رئيس ي وذلك في القضايا الجنائية‪،‬‬

‫فهي التي تقيم الدعوى الجنائية وتبدي طلباتها وتدلي بحجبها وبأدلة الاتهام فيها‪ ،‬وهي بهذه الصفة‬

‫تملك الطعن بطريق الاستئناف أو النقض في ألاحكام الصادرة فيها ويطعن ضدها‪.‬‬

‫‪ -1‬قضاء النيابة العامة لمحمد السرغيني منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات القضائية سنة ‪ 1891‬ص‪.11 :‬‬
‫‪ -2‬مجلة المحاكم المغربية العدد ‪ 191‬األستاذ ادريس السياسي محامي بهيئة الرباط‪ ،‬ص‪.01 :‬‬
‫الثاني‪ :‬دورها أمام القضاء املدني‪ :‬وهذا الدور تباشره النيابة العامة بوصفها خصما رئيسيا في‬

‫الدعوى أو تباشره بصفتها طرفا منضما‪ ،‬وهذا الدور هو الذي يهمنا وهو الذي نتناول دراسة أحكامه‬
‫به‪3.‬‬ ‫وتفصيل املبادئ الخاصة‬

‫وهذا ما سنحاول الوقوف عليه في املبحث ألاول الذي خصصناه للتدخل الرئيس ي للنيابة العامة‬

‫في القانون املغربي‪ ،‬أما املبحث الثاني فسنتطرق فيه للحديث عن التدخل الانضمامي وإلاداري للنيابة‬

‫العامة في القانون املغربي‪.‬‬

‫‪ -3‬محمد بوزيان‪ :‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية سلسلة دروس بمعهد الوطني لدراسات القضائية الطبعة الرابعة مزيد فيها ومنتجة حقوق‬
‫إعداد الطبع محفوظة للمؤلف سنة ‪ .1880‬ص‪.8 :‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التدخل الرئييس للنيابة العامة يف القانون المغريب‬

‫تتخذ النيابة العامة صفة الطرف الرئيس ي أو ألاصلي في الدعوى املدنية حينما تشارك في قضية لم‬

‫يسبق أن كانت رائجة بين طرفي النزاع املعروض أمام املحكمة وتكون لنيابة العامة استثناء طرف‬

‫أصليا أو رئيسيا أمام القضاء املدني وذلك إذا أعطاها القانون الحق في التقاض ي بهذه الصفة مدعية‬

‫كانت أو مدعى عليها وفي أخوال خاصة حددها قانون املسطرة املدنية املغربي في املادتين ‪ 3‬و‪ 4‬منه‪،‬‬

‫فالفصل السادس ينص على أنه يمكن للنيابة العامة أن تكون طرفا رئيسيا أو أن تتدخل كطرف‬

‫منظم وتتمثل ألاغيار في حالة التي ينص عليها القانون"‪ ،‬وينص الفصل ‪ 4‬على أنه‪ :‬يحق للنيابة العامة‬

‫استعمال طرق الطعن عدا التعرضات عندما تتدخل تلقائيا – مدعية أو مدعي عليها – في ألاحوال‬

‫املحددة بمقتض ى القانون"‪.‬‬

‫وهكذا إذا قامت النيابة العامة برفع الدعوى كانت بذلك خصما حقيقيا واعتبر طرفا أصليا‬

‫‪ paritée principale‬فيقال إنها تعمل بطريق الادعاء‪.‬‬

‫‪ Porvoie d’action‬ويتدخل النيابة العامة تدخال رئيسيا تكون إما مدعية أو مدعى عليها فحينما‬

‫تكون مدعية تحرك الدعوى من تلقاء نفسها وحينما تكون مدعي عليها تقام عليها الدعوى بصفة‬

‫رئيسية‪.‬‬

‫وبالرجوع ملقتضيات الفصل ‪ 4‬من ق م م‪ ،‬نرى أن النيابة العامة ال تكون طرفا رئيسيا كما كن لها‬

‫ذلك وإنما تتخذ هذه الصفة في ألاحوال والحاالت املحددة بموجب القانون ومن بين هذه الحاالت‬

‫دعاوى الجنسية ودعاوى الحالة املدنية وقضايا التحجير والغيبة والتمويت وأهلية الدولة لإلرث ووضع‬

‫الاختام وقضايا املحامين وكذا النزاع الحالة بشأن الصحة إجراءات إلاكراه البدني لتنفيذ ألاحكام‬

‫املدنية وقاضاي حل الجمعيات واملطالبة بإصدار عقوبات تأديبية ضد ألاعوان القضائيين وإحالة‬

‫بعض ألاحكام الصادرة عن حكام الجماعات واملقاطعات والتعرضات على مطلب التحفيظ‪.‬‬
‫وعلى هذا ألاساس سنقسم هذا املبحث إلى مطلبين‪ ،‬بحيث سنعرض في املطلب ألاول لقضايا‬

‫املحاجير وقضايا الحالة املدنية وقضايا الغيبة وقضايا التمويت وقضايا أهلية الدولة لإلرث وقضايا‬

‫وضع ألاختام وقضايا الجنسية‪.‬‬

‫أما بخصوص املطلب الثاني من هذا املبحث سنتطرق لقضايا النزاعات الحاصلة بشأن صحة‬

‫مسطرة الاكراه البدني لتنفيذ ألاحكام وقضايا حل الجمعيات وقضايا إصدار عقوبات تأديبية في حق‬

‫ألاعوان القضائيين وقضايا إحالة بعض احكام حكام الجماعات واملقاطعات وقضايا املحامين وقضايا‬

‫التعرضات على مطلب التحفيظ‪.‬‬

‫ا لمطلب األول‪ :‬التدخل الرئييس للنيابة العامة يف بعض دعاوى األحوال الشخصية والجنسية‬

‫والحالة المدنية‬

‫تتدخل النيابة العامة كطرف رئيس ي في بعض الدعاوى املتعلقة باألحوال الشخصية كتلك املتعلقة‬

‫بالتدابير الواجب اتخاذها ضد الحاجرين بصفتهم مقدمين أو أوصياء عن القاصرين أو في قضايا الغيبة‬

‫أو التمويت أو في قضايا أهلية الدولة لإلرث ووضع ألاختام بعد الوفاة كما تتدخل النيابة العامة‬

‫كطرف رئيس ي في بعض الدعاوى املتعلقة بحالة الشخص املدنية أو السياسية (الجنسية)‪.‬‬

‫فالنيابة العامة تتدخل في دعاوى الحالة املدنية بشأن التصريح القضائي بازدياد أو وفاة أو تعديل‬

‫أو تصحيح وثيقة الحالة املدنية‪.‬‬

‫كما تتدخل النيابة العامة أيضا في الدعاوى الطعن في صحة اكتساب الجنسية املغربية أو التخلي‬

‫عنها‪ ،‬وتشمل دعاوى الجنسية كما سنرى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫‪ -‬الدعاوى املباشرة‬
‫‪ -‬الدعاوى العارضة‪.‬‬

‫‪ -‬الدعاوى بموجب إلاحالة‪.‬‬

‫كما تتدخل النيابة العامة في قضايا الغيبة والتمويت استنادا للفصل ‪ 146‬من قانون املسطرة‬

‫املدنية‪ ،‬والفصول التي تليه‪ ،‬وتتدخل النيابة العامة كذلك في دعوى أهلية الدولة لإلرث عندما ال‬
‫م‪4.‬‬ ‫يوجد وارث وكذلك في وضع ألاختام بعد الوفاة طبقا للفصل ‪ 134‬من ق م‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬القضايا المتعلقة بالتدابري الواجب اتخاذها ضد الحاجرني‬

‫نص الفصل ‪ 214‬من قانون املسطرة املدنية املغربية في الفرع الثالث من الباب الثاني بشأن‬

‫املساطر باألحوال الشخصية على أنه‪" :‬يحجر على املجنون والسفيه واملعتوه بطلب معني يعنيه ألامر‬

‫أو بطلب من وكيل امللك يقدم هذا الطلب أمام املحكمة الابتدائية ملوطن هؤالء" وبالرجوع إلى‬

‫الكتاب الرابع من مدونة ألاحوال الشخصية وال سيما الفصل ‪ 219‬منها فإنه للصغير املميز الذي يعتبر‬

‫محجورا بطبيعته كالصغير غير املميز فإن للسفيه بحجر عليه قضائيا كاملجنون وذلك من وقت ثبوت‬

‫سفهه ويرفع عنه القاض ي الحجر اعتبارا من وقت زوال السفه ويخضع السفيه كالصغير املميز‬

‫وكفاقدي ألاهلية ألحكام النيابة الشرعية بالشروط وفقا للقواعد املقررة في مدونة ألاحوال الشخصية‬

‫فينوب عنه مقدم‪.‬‬

‫ويستغرب بعض الفقهاء موقف املشرع املغربي الذي سوى بين املجنون وبين الصغير غير املميز في‬

‫الحكم من حيث فقدان ألاهلية حينما نص في املادة ‪ 261‬من م‪.‬ح‪.‬س‪ ،‬على أنه‪" :‬ال يكون أهال ملباشرة‬

‫حقوقه املدنية من كان فاقدا التمييز لصغير في السن أو جنون"‪.‬‬

‫‪ -4‬تدخل النيابة العامة في الدعوى المدنية ص ‪ 91-98‬م‪.‬س‪.‬‬


‫ولوكيل امللك لدى املحكمة الابتدائية ملوطن املعنيين باألمر أن يتقدم باملقابل بطلب فيه إصدار‬

‫حكم بالتحجير على كل من ظهرت عليه عالمات الجنون أو السفه أو العته‪ ،‬ومعلوم أن املجنون هو‬

‫فاقد العقل سواء كان جنونه مطبقا يستغرب جميع أوقاته أو متقطعا بحيث يعتبر فترات يؤؤن إليه‬

‫عقله فيها (الفصل ‪ 211‬فقرة أولى من م ح ش)‪.‬‬

‫أما السفيه فهو املبدر الذي يصرف ماله فيما ال فائدة فيه يراه أو بعده العقالء من قبيل (الفقرة‬

‫‪ 1‬من الفصل ‪ 211‬من م ح ش)‪.‬‬

‫أما املعتوه فهو من كان قليل الفهم مختلط الكالم فاسد التدبير سواء إدا كان من أصل الخلفة أو‬

‫املرض طارئ‪ ،‬واملسطرة املعمول بها في مادة التحجير على هؤالء ألاشخاص من هو أن يتقدم من له‬

‫مصلحة فيه من اب أو أم أو زوج أو زوجة أو أي قريب من الشخص املراد تحجيره أو من وكيل امللك‬

‫إن لم يكن هناك من له مصلحة بمقال معزز بشهادة طبية من طبيب مختص في ألامراض العقلية إذا‬

‫كان الشخص املراد تحجيره مصابا بالجنون أو العته وبشهادة عدلية أو لقيفيه مستفسرة بالنسبة‬

‫لجميعهم تؤكد أنه مصاب بجنون أو عنه أو أنه سفيه وأنه يستحق التحجير عليه والضرب على يده‪،‬‬

‫ويقدم هذا املقال إلى املحكمة الابتدائية ملوطن أحاب املصلحة يلتمس فيه الحكم بالتحجير على‬

‫الشخص املراد تحجيره لجنون أو سفه أو عته فتجري املسطرة العادية في شأنه حين تبلغ نسخ من‬

‫املقال والحجج املرفقة به إلى املعني باألمر كما يبلغ امللف إلى النيابة العامة التي تتدخل فيه بصفتها‬

‫طرفا رئيسيا في الدعوى بتقديم مستنتجاتها يصدر الحكم بالتحجير ويعلق بلوحة إلاعالنات القضائية‬

‫املعدة لهذا الغرض ملدة خمسة عشر يوما‪ ،‬ويمكن للقاض ي أن يقرر عالوة على ذلك تمديد هذا إلاعالن‬

‫إلى مجحل أخر خارج عن املحكمة من شأنه أن يوفر الاشهار الذي يراه ضروريا طبقا للفصل ‪ 144‬من‬

‫قانون املسطرة املدنية وتطبق نفس املسطرة في حالة زوال بسبب التحجير‪ ،‬لكن إذا كان لوكيل امللك‬
‫الحق في طلب إيقاع هذا الحجر فهل يمكنه أن يطالب برفعه ما دام ن الفصل ‪ 19‬من املدونة يتحدث‬

‫عن إمكانية هذا الرفع بالنسبة ألشخاص الذين يظهر عليهم زوال عاهة الجنون أو السفه؟‬

‫نرى أنه يمكن لوكيل امللك طلب رفع هذا الحجر ما دام تدخله في هذه الحالة له عالقة وثيقة‬

‫بالنظام العام وما دام يمنعه القانون صراحة‪.‬‬

‫وألاوامر التي تقبل الاستئناف والواردة في الفصل ‪ 216‬هي ألامر بالحجر التحفظي والدراسة‬

‫القضائية والغرامة التهديدية"‬

‫أوال‪ :‬فقد يأمر قاض ي املحاجير بإجراء حجر تحفظي على أموال الحاجر املنقولة أو العقارية محفظة‬

‫كانت أو غير محفظة‪ ،‬ولكن في حدود القدر الذي يضمن مصلحة أموال الشخص املحجور عليه في‬

‫نطاق مسطرة الحجز التحفظي الذي هو إجراء غايته إبداع أموال املحجور عليه بين يدي القضاء بغية‬

‫بيعها حينما ينقلب الحجز التحفظي إلى حجز تنفيذي‪ ،‬فالحجز التحفظي إجراء يغل يد املدين ملنعه‬

‫التصرف بأموال ووضعها بيد القضاء إلى ـن تنقلب إلى حجر تنفيذي حيث يتم بيعها جبرا بواسطة‬

‫السلطة العمومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وقد توضع أموال الحاجر تحت الحراسة القضائية إذا لم يجد فيه الحجر التحفظي تسيئا‬

‫طبقا ملقتضيات الفصل ‪ 211‬من ق م م‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وقد يأمر قاض ي املحاجير بفرض غرامة تهديدية إذا لم يجد فيه تدبير الحراسة القضائية‬

‫أيضا تطبيقا للفصل ‪ 188‬من ق م م‪ ،‬على أن يراعي في شأن هذا التدبير يسر الحاجر ومدى تعنته في‬
‫التنفيذ‪5.‬‬ ‫التنفيذ وما يجب املحجور من ضرر جرا تأخير هذا‬

‫‪ -5‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية‪ ،‬ص‪ 093 :‬م‪.‬س‪.‬‬


‫رابعا‪ :‬وقد يأمر بعزله تلقائيا أو بطلب من وكيل امللك لدى املحكمة الابتدائية أو من كل شخص له‬

‫مصلحة بعد الاستماع إلى إيضاحاته والنظر في حججه إن كانت بتعيين مقدم مؤقت خلفا له ويتضح‬

‫لنا أن املشرع جعل بعض ألاوامر الواردة بشأن النيابات القانونية من قبيل ألاعمال إلادارية والوالئية‪،‬‬

‫فاسند النظر فيها لقاض ي القاصرين لرعاية أموالهم وغيرهم من ناقص ي ألاهلية كتعيين املقدمين‬

‫واملشرفي ن ومحاسبتهم والاذن لهم ببعض التصرفات في أموال القاصرين‪ ،‬ولكن هناك بعض ألاوامر‬

‫التي تتعلق بفض النزاعات بين ألاوصياء واملقدمين واملشرفين من جهة وبين الحق العام أو ذوي الشأن‬

‫في النزاع من جهة وبين الحق العام أو ذوي الشأن في النزاع من جهة أخرى‪ ،‬وتدخل ضمن الاختصاص‬

‫القضائي لذا نص عليها املشرع صراحة وخول للنيابة العامة حق التقاض ي ورفع املطالبة بشأنها‪ ،‬وهنا‬

‫يحق لها لغيرها ضمن يعنيهم ألامر أن نتقاض ى أمام القضاء وترفع املقال أمام القاصرين للبت في النزاع‬

‫وتكون النيابة العامة بذلك خصما عاليا كلما تعلق ألامر باتخاذها للتدابير الالزمة ضد الوص ي أو املقدم‬

‫كإيقاع الحجز التحفظي على أموال الوص ي أو املقدم أو وضعها تحت الحراسة القضائية أو فرض‬

‫غرامة تهديدية عليه أو عزله بعد الاستماع إلى إيضاحاته والتأكد أنه غير سديد في تصرفاته‪.‬‬

‫فاملطالبة القضائية تفترض وجود طالب ومطلوب‪ ،‬مدعى ومدعى عليه وأخيرا محكوم له ومحكوم‬

‫عليه فعندما تقدم أو ترفع النيابة العامة املقال إلى القضاء املدني يكون النائب القانوني أي الوص ي أو‬

‫املقدم مدعي عليه‪.‬‬

‫لكن قد يتخدر القاض ي القاصرين من تلقاء نفسه قرارا أو أمرا ضد الحاجز‪ ،‬استنادا إلى الفصل‬

‫‪ 216‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬باعتباره حاميا ملركز قانوني يتعلق بالقاصر‪ .‬ويترتب على ذلك أن للنيابة العامة أو لكل‬

‫من يعنيه ألامر عندما ترفض طلباتها الحق في الطعن ضد الحاجزين وإذا استجيب إلى طلباتها فإن‬

‫الحاجزين لهم الحق في الطعن ضد النيابة العامة أو ضد كل من يعنيه ألامر‪.‬‬


‫لكن نتساءل هل تكون املسطرة سليمة في الحالة التي يتخذ فيها القاض ي تلقائيا قرارا ضد‬

‫الحاجزين ويطعن فيه فمن يكون املطعمون ضده؟‬

‫إنه ليس في التاريخ ما يثبت أنه إذا أمكن العتبارات تاريخية وعملية أن يكمن القاض ي مدعيا‬

‫وحكما فإنه ليس في التاريخ ما بين أو يثبت أن يتبن أن القاض ي مدعى عليه أو مطعونا ضد إال أنه ما‬

‫دام القانون ضد منح النيابة العامة حق الادعاء كنائبه عن املجتمع بصفة رئيسية في مثل هذه‬

‫الدعاوى فإن املنطق القانوني يقتض ي أن تكون مدعى عليها بنفس الصفة‪ 6‬ألن القاعدة تقض ي أال‬

‫يكون هناك مدع دون مدعى عليه إذ أن مثل هذا ألامر ألنه تصيغه النصوص القانونية الواردة في‬

‫الفصول ‪ 62‬و ‪32‬و ‪141‬و ‪421‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وعليه فإذا كان الحاجز هو الذي طعن في قرار قاض ي املحا جير والقاض ي بعزل الوص ي مثال فمن‬

‫يكون خصما ضد هذا الحاجز املدعي؟‬

‫نبادر إلى القول إن النيابة العامة هي التي تكون مدعى عليها وذلك تمشيا مع الرأي السابق الذكر‬

‫الذي يساير املنطق القانوني حتى تتحقق بذلك املحافظة على القواعد إلاجرائية املسلم بها فقط‪،‬‬
‫وألاحكام‪7.‬‬ ‫وقضاء في إطار نظرية الدعوى‬

‫وال يفوتنا هنا إلاشارة إلى أنه من آلاثار املترتبة على ألاحكام أنها تخرج النزاع من واليته املحكمة‬

‫وتقرر الحق وال تبتدئه ألن وظيفة املحكمة هي أن تبين حق كل خصم إال أنه مع ذلك توجد أحكام‬

‫تنش ئ حالة قانونية لم تكن موجودة قبل صدور الحكم كالحكم بتعيين حارس والحكم بتوقيع الحجر‬

‫أو سلب وألنه الشرعي أي التجريد من الحجر والحكم بتعيين حارس قضائي والحكم بالتمويت‪.‬‬

‫‪-6‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية تأليف أستاذ بوزيان سلسلة دروس معهد الوطني لدراسة القضائية سنة ‪ 1893‬صفحة ‪.00‬‬
‫‪-7‬تدخل النيابة في الدعاوي المدنية صفحة "مرجع سابق"‪.‬‬
‫وأخيرا ومن اجتهادات املحاكم في هذا املوضوع ما قضت به محكمة السدد بالدار البيضاء في‬

‫حكمها الصادر ‪ 2134/121‬والرامي إلى التماس النيابة العامة إصدار الحكم بعزل الوص ي عن إلايصاد‬

‫حين قدرت ما حصل للمحجور من أضرار بسبب ما قام به الوص ي من اهمال ومن أضرار وجعلت حد‬

‫العزل الوص ي إلخالله بالتزامات ألاوصياء واملقدمين املنصوص عليها في الفصل ‪ 294‬من مدونة ألاحوال‬

‫الشخصية‪.‬‬

‫وإذا كانت النيابة العامة تتدخل بصفتها طرفا رئيسيا في بعض دعاوى ألاحوال الشخصية فإنها‬

‫تلعب نفس الدور في بعض دعاوى الحالة املدنية والقضايا الجنسية وهذا ما سنعالجه في "الفقرة‬

‫الثانية"‪:‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬قضايا الحالة المدنية والقضايا الجنسية‬

‫يقصد بعبارة "الحالة املدنية" النظام الذي يقوم على تسجيل وترسيم الوقائع املدنية لألفراد من‬

‫والدة ووفاة‪ ،‬زواج وطالق‪ ،‬وضبط جميع البيانات املتعلقة بها من حيث نوعها وتاريخ ومكان حد مرنها‬
‫املدنية‪8.‬‬ ‫في سجالت الحالة‬

‫إذن فعبارة الحالة املدنية تعني بشكل رسمي "رسوم الحالة املدنية" أو مجموعة العمليات التي‬
‫فرد‪9.‬‬ ‫تمكن من تدوين وقائع متعلقة بالحياة الشخصية والعائلية لكل‬

‫وللحالة املدنية ضوابط يجب مراعاتها من طرف موظفي الحالة املدنية ولكن قد تكون ثمة حاالت‬

‫ال تنسجم فيها سجالت الحالة املدنية مع الحقيقة إما ألنها ال تتضمن تسجيال كان يجب أن تتضمنه‬

‫وإما ألن الحالة املسجلة فيها ال تنطبق مع الواقع ففي كلتا الحالتين يجب التوفيق بينها يجعل السجل‬

‫موافق للحقيقة‪ ،‬وال يتم هذا ألامر بمجرد تقديم بيان لذا ضابط الحالة املدنية‪ ،‬كما لو كان ألامر‬

‫‪-8‬كتاب الحالة المدنية لجمال العماري‪ ،‬منشورات الزاوية الطبعة األولى ‪ 3112‬صفحة ‪2‬و‪6‬‬
‫‪-9‬تدخل النيابة العامة في الدعوي المدنية صفحة ‪ 92‬و‪ 96‬مرجع سابق‬
‫يتعلق بالتصريح بازدياد أو وفاة ضمن القواعد املحددة لذلك بل ال بد من صدور حكم قضائي تكون‬

‫النيابة العامة فيه طرفا رئيسيا‪ .‬وتتمثل ضوابط الحالة املدنية في طرفين أساسيا‪ .‬الطرف ألاول الذي‬

‫يتمثل في "الحالة املدنية في ألاشخاص" بحيث تحدد هذه ألاخيرة نصيب كل شخص من الحقوق‬

‫والواجبات العائلية كما تحدد وضعية الشخص بالنسبة إلى القانون الخاص ما بين مرحلتي الوالدة‬

‫والوفاة‪ .‬واملحررات الحالة املدنية هي تلك الرسوم التي تحررها السلطة املختصة لتثبت فيها بصفة‬

‫رسمية‪ ،‬وهذا املحررات تتولى وضعها إدارة تعرف باسم "إدارة الحالة املدنية"‪ .‬ولم يكن في املغرب‬

‫وجود لهذه املؤسسة قبل الحماية‪ ،‬إذا كانت وقائع الحالة املدنية تثبت بالشهادات العدلية إلى أن صدر‬

‫ظهير ‪ 1‬شتنبر ‪ ،2129‬وكان ظهير ‪ 1‬شتنبر ‪ 2129‬املوافق ل ‪ 11‬شوال ‪ 2666‬يقض ي بتنظيم إدارة الحالة‬

‫املدنية ألجانب الفرنسيين وغيرهم كما أجاز للمغاربة أن يسجلوا فيه اختياريا الوالدات والوفيات‪ .‬وبقي‬

‫ألامر هكذا حتى صدور ظهير ‪ 8‬مارس ‪ 2194‬املوافق ل ‪ 28‬جمادى ألاولى ‪ 2631‬الذي جعل التسجيل في‬

‫إدارة الحالة املدنية أمر الجبار يا بالنسبة للمغاربة لكنه ترك أمر تنفيذ هذا إلاجبار متوقفا على‬

‫الشروط وآلاجال التي يحددها الصدر ألاعظم بموجب قرارات وزارية وبتاريخ ‪ 26‬أبريل ‪ 2194‬صدر قرار‬

‫وزيري ينمى على شروط تطبيق الظهير املذكور‪.‬‬

‫أما بالنسبة لطرف الثاني فيتمثل في "إدارة الحالة املدنية وسجالتها" بحيث يجب التصريح بكل‬

‫والدة ظرف الثالثين يوما املوالية ليوم وقوعها وذلك لدى ضابط الحالة املدنية في املحل الذي وقعت‬

‫فيه تلك الوفاة في طرف الثالثة أيام التي تليها ويزاد لهذا ألاجل يوم واحد عن كل عشرة ألف متر‬

‫فاصلة بين محل الوفاة ومحل ضابط الحالة املدنية‪ ،‬ويجب على رب العائلة املحافظة على الدفتر‬

‫العائلي إلادالء به عند كل تصريح بوالدة أو وفاة‪ .‬إال أنه قد توجد ثمة حاالت ال ينسجم فيها سجل‬

‫الحالة املدنية مع الوقائع الحقيقية فتثار بشأنها دعوى قضايا التصريح القضائي بازدياد أو وفاة‪.‬‬
‫ولذلك نص الفصل ‪ 1‬من الظهير ‪ 2194‬على أن الوالدات والوفيات التي ال يدلى ببيان عنها ضمن آلاجل‬
‫قضائي‪10.‬‬ ‫القانوني املشار إليه سابقا ال يجوز تسجيها فيها بعد إال بمقتض ى حكم‬

‫واملحكمة املختصة بإصدار مثل هذه ألاحكام هي املحكمة الابتدائية التي يقع ضمن دائرتها السجل‬

‫املدني ونص الفصل ‪ 124‬من قانون املسطرة املدنية املغربي على أنه "يمكن لكل شخص له مصلحة‬

‫مشروعية أو النيابة العامة أن يطلب من املحكمة الابتدائية إصدار تصريح قضائي بازدياد أو وفاة لم‬

‫يسبق تقييده بدفتر الحالة املدنية"‪.‬‬

‫إال أنه يجب التفرقة هنا بين الحالة التي تكون النيابة العامة هي التي تطلب من املحكمة إصدار‬

‫هذا التصريح القضائي باالزدياد أو بالوفاة‪.‬‬

‫فيما يخص الازدياد مثال القرار الصادر عن محكمة الاستئناف بطنجة بتاريخ ‪ 1423/44/22‬وتتمثل‬

‫النازلة التي بت فيها القرارين "النيابة العامة" لذي محكمة الابتدائية بالقصر الكبير وبين السيد أشرف‬

‫الجاري بوصفه من تأنف عليه من جهة أخرى‪.‬‬

‫بالتصريح باإلسناف بتاريخ ‪ 1423/41/1‬من طرف النيابة العامة تستأنف بمقتضاه الحكم الصادر‬

‫عن محكمة الابتدائية بالقصر الكبير بتاريخ ‪ ،1423/41/22‬القاض ي بإصالح الخطأ الجوهري الحاصل‬

‫في رسم رقم ‪ 2142‬املسجل سنة ‪ 2189‬وذلك بدال الازدياد املدعي هو ‪ 2189/41/49‬بدال من‬

‫‪ 2862/41/49‬حيث قضت املحكمة بتاريخ ‪ 1423/44/22‬من حيث الشكل بقبول الاستئناف أما من‬
‫املصاريف‪11.‬‬ ‫حيث املوضوع فتم تأييد حكم املستأنف وتحميل الخزينة العامة‬

‫والحالة التي يكون الشخص الذي له مصلحة مشروعة هو الذي يتقدم بهذا الطلب‪ .‬ففي الحالة‬

‫ألاولى تكون النيابة العامة مدعية أي طرف رئيسيا في الدعوى حسب مفهوم الفصل ‪ 3‬من قانون‬

‫‪-10‬تدخل النيابة العامة في الدعوي المدنية‪ ،‬صفحة ‪ 99‬مرجع سابق‬


‫‪-11‬قرار صادر من محكمة االستئناف بطنجة رقم ‪ 600‬سنة ‪.3116‬‬
‫املسطرة املدنية ويمكنها أن تستعمل تبعا لذلك سائر طرق الطعن املخولة لها قانونا صاعدا التعرض‬

‫نظرا ألن النيابة العامة تكون دائما حاضرة في الدعوى‪.‬‬

‫أما في الحالة الثانية والتي يتقدم فيها شخص إلى املحكمة بالطلب‪ ،‬فإن النيابة العامة ال تكون‬

‫مدعى عليها كما يعتقد الكثير‪ ،‬بل تكون طرفا منظما فقط إذ يتعين تبليغ املقال إليها لتبدي فيه رأيها‬

‫املعلل‪ ،‬والغالب أن يأتي ضد الرأي بالقبول أو بالرفض أو بإسناد النظر للمحكمة أو تختم ذلك‬

‫مقتضيات الفقرة الثانية من الفصل ‪ 128‬من ق‪.‬م‪.‬م ولو أن املسطرة تكون شفوية في قضايا الحالة‬

‫املدنية كما يتضح من منطوق الفصل ‪ 19‬من املسطرة املدنية بشأن املسطرة الكتابية أمام املحتكم‬

‫الابتدائية وال يأتي للنيابة العامة استئناف الحكم الصادر حينئذ ألن الفصل ‪ 124‬من ق‪.‬م‪.‬م ال يسمح‬
‫الطلب‪12.‬‬ ‫لها بذلك إال إذا كانت هي التي قدمت‬

‫ولذلك فكلما رأت النيابة العامة إنه من املصلحة املشروعة التدخل لالستصدار تصريح قضائي‬

‫بوالدة أو وفاة فإنها تتقدم كمدعية بمقال افتتاحي للمحكمة الابتدائية ملحل والدة أو وفاة املعني باألمر‬

‫أو بمحل سكناه إذا كان محل الوالدة أو الوفاة مجهوال‪.‬‬

‫لكن ما هو دور النيابة العامة في دعوى التصريح القضائي بازدياد أو وفاة أمام محاكم الاستئناف؟‬

‫ال يجوز للنيابة العامة استئناف ألاحكام الصادرة عن املحكمة الابتدائية في املادة الحالة هي التي ينص‬

‫عليها الفصل ‪ 124‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬صراحة خصوصا وأن الفصل ‪ 114‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي له ارتباط بالفصل‬

‫‪ 124‬من ق‪.‬م‪.‬م يؤكد هذا ضمنيا‪ ،‬إذ هو يصرح بأنه "يقبل استئناف ألامر الصادر عن القاض ي" أي أن‬

‫الاستئناف يقع طبقا للقواعد العامة ولدن من لهم الحق فيه ولو أن املشرع أراد أن يعطي للنيابة‬
‫صراحة‪14 13.‬‬ ‫العامة حق الاستئناف حتى ولو لم تكن طرف رئيسيا ملا أغفل التنصيف عليه‬

‫‪-12‬مجلة الملحق القضائي عدد ‪ 9‬و ‪ 9‬فبراير ‪ 1890‬صفحة ‪.119‬‬


‫‪-13‬استئناف النيابة العامة لألحكام الصادرة في المادة الحالة المدنية مجلة الملف القضائي عدد ‪ 0‬سنة ‪ 1891‬صفحة ‪.10‬‬
‫‪-14‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان صفحة ‪ 21‬وما بعدها‪.‬‬
‫فال يحق إذن أن تستأنف النيابة العامة أحكام الحالة املدنية التي تكون فيها طرفا منضما بل‬

‫يمنح لها هذا الحق إال إذا كانت هي التي قدمت الطلب طبقا للفصل ‪ 124‬السابق الذكر فالقانون ال‬

‫يعتبر النيابة العامة طرفا في قضايا الحالة املدنية إال في الحالة ألاخيرة أما إذا لم تكن هي التي قدمت‬

‫القال فإن هذه ألاخيرة يبلغ إليها لتبدي رأيها فقط‪ .‬وذلك بواسطة مستنتجات كتابية كما تؤكد ذلك‬

‫صراحة الفقرة الثانية من الفصل ‪ 128‬من ق‪.‬م‪.‬م وعالوة على ذلك فإن النصوص التشريعية املتعلقة‬

‫بالحالة املدنية سواء ظهير ‪ 2129‬أو ظهير ‪ 2194‬والنصوص املغيرة واملتممة ال تحتوي على أي مقتض ى‬

‫يخول للنيابة العامة حق الاستئناف املطلق‪ .‬تم إن محاكم الاستئناف اعتادت في جميع أنحاء اململكة‬

‫أن تقبل بدون تردد الاستئنافات املرفوعة من لدن النيابة العامة ضد ألاحكام الصادرة ابتدائيا في مادة‬

‫الحالة املدنية إال أن الفصل ‪ 4‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬حينما نص على أنه "يحق للنيابة العامة استعمال كل طرف‬

‫الطعن عدا التعرض عندما تتدخل تلقائيا مدعية أو مدعى عليها في ألاحوال املحددة بمقتض ى القانون‬

‫"استعمل كلمة" "تتدخل" في حين أن النص الفرنس ي استعمل عبارة "تتصرف" وهو اللفظ ألانف بيد‬

‫أن تدخل النيابة العامة في مادة الحالة املدنية ال يقتصر على قضايا التصريح القضائي باالزدياد أو‬

‫الوفاة بل يتعداه ليشمل أيضا دعاوى تعديل وتصحيح وثيقة الحالة املدنية وهو التي تتمثل في "دعاوى‬
‫املدنية"‪15.‬‬ ‫تعديل وتصحيح وثيقة الحالة‬

‫أما بالشأن القضايا الجنسية الذي خصصه لها النيابة العامة طبقا للقانون الجنسية الصادر في‬

‫‪ 2198/1/3‬دوران والئي وقضائي‪.‬‬

‫والدور ألاول يأتي الكالم عليه عند الكالم بتفصيل على دور النيابة العامة الوالئي‪ .‬والذي يهمنا‬

‫آلان هو دورها القضائي أمام املحاكم املدنية عندما تثار املنازعات القضائية أمامها و هذا الدور يتمثل‬

‫في حالتين‪:‬‬

‫‪ -15‬تدخل النيابة العامة في الدعوى المدنية ص‪.81 :‬‬


‫الحالة ألاولى‪ :‬الطعن في صحة التصريحات‪ :‬والطلبات املقدمة الكتساب الجنسية املغربية أو‬

‫لفقدانها أو التنازل عنها أو استرجاعها والتي ترفع إلى وزير العدل مصحوبة بالشهادات والوثائق‬
‫واملستندات‪16.‬‬

‫أما بالنسبة للحالة الثانية‪ :‬املنازعات القضائية بشأن الجنسية‪ :‬إن املنازعات بشأن الجنسية‬

‫املغربية لها صورتان‪ :‬الصورة ألاولى‪ :‬طلب إلغاء املقررات الادارية املتعلقة بالجنسية من أجل الشطط‬

‫في استعمال السلطة‪.‬‬

‫وهنا ملن يعنيه ألامر ان يرفع دعواه ضد النيابة أمام العزلة الادارية باملجلس ألاعلى‪ .‬الصورة‬

‫الثانية‪ :‬الدعوى التي ترمي إلى الاعتراف بالجنسية لشخص أو إنكارها عليه أو بعبارة أنه متمتع‬

‫بالجنسية أو غير متمتع بها‪.‬‬

‫والجنسية إما أن تكون أصلية أو مكتسبة فاألصلية إما أن تتضمن على أساس الرابطة الدموية‬

‫وإما على أساس الرابطة الترابية‪ ،‬ومعنى الرابطة الدموية أن املغربي مثال هو الذي ينتسب ألبوين‬

‫مغربين ال يحتجان بأن لهما جنسية مغربية وال يحتج عليهما بذلك‪ ،‬أما الجنسية القائمة على أساس‬

‫الرابطة الترابية فهي أن الدولة تعطي جنسيتها ملن يولد فوق ترابها وألاساس ألاول يغلب في الدول التي‬

‫تسودها وحدة ألاصل في حين أن ألاساس الثاني يسود في الدول التي تكون في حاجة إلى أن يكثر سكانها‬

‫وال يمكن أن تسعفها وحدة ألاصل إلى ذلك‪.‬‬

‫أما الجنسية فتتم عادة عن طريق الزواج والتجنس إذ الزوجة ألاجنبية غالبا ما تكتب جنسية‬
‫توفر شروطها‪17.‬‬ ‫زوجها بعد‬

‫‪-16‬تدخل النيابة العامة في الدعوي المدنية صفحة ‪ 83‬و‪ 80‬و‪ 81‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -17‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية صفحة ‪ 86‬و‪ 89‬و‪.89‬‬
‫وال يقتصر تدخل النيابة العامة الرئيس ي على الدعاوى املتعلقة باملحاجر والدعاوى املتعلقة بالحالة‬

‫املدنية والجنسية بل تتدخل أيضا في دعاوى ألاشخاص املفترضة غيبتهم وفي قضايا التمويت‪،‬‬

‫وسنعالج هذا املوضوع في "الفقرة الثالثة"‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬قضايا الغيبة والتمويت‬

‫ينبغي التفرقة بين الغائب واملفقود‪ ،‬فالغائب هو الشخص الذي يغيب عن مواطنه أو محل إقامته‬

‫ولكن حياته تكون معلومة‪ ،‬وقد يكون محل إقامته بالخارج معروفا وقد ال يكون كذلك‪.‬‬

‫ولهذا ال يعتبر مفقودا وال أتر لغيابه على شخصيته القانونية وكل ما هناك أنه قد يترتب على غاية‬

‫استحالة مباشرة مصالحة فتقيم املحكمة وكيال عنه يتولى هذه املصالح أتناء غيابه‪.‬‬

‫أما املفقود فهو الشخص الذي ال يعرف مكانه‪ ،‬وال يعلم حياته من مماته ويبيح القانون اعتباره‬

‫ميتا متى توافرت شروط معينة فتنقض ي شخصيته تبعا لذلك وينمي الفصل ‪ 136‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬في بابه‬

‫الثالث املبين للمساطر املتعلقة باألحوال الشخصية على "أنه يمكن لكل شخص يثبت أن له مصلحة‬

‫مشروعة أو للنيابة العامة لدى املحكمة الابتدائية تقديم مقال عند وجود ضرورة تسيير كل أو بعض‬

‫أموال تركها شخص افترضت غيبته بسبب انقطاع أخباره دون أن يترك وكالة ألحد إلى املحكمة‬

‫الابتدائية ملحل آخر موطن أو أخره محل إقامة من تفترض غيبته إال فإلى املحكمة التي توجد ألاموال‬

‫بدائرتها قصد ألامر باتخاذ إجراءات التسيير الالزمة وخاصة تعيين كاتب للضبط يكلف بهذا التسيير‬

‫ضمن الشروط التي تحددها املحكمة‪ ،‬ويمنع على هذا املسير أن يفوت أي منقول أو عقار بدون إذن‬

‫من القضاء‪.‬‬

‫ويبث القاض ي بأمر قابل للطعن ويتعين على النيابة العامة إذا لم تكن هي التي قدمت املقال أن‬

‫تدلي بمستنتجاتها‪.‬‬
‫وتطبيقا لهذا الفصل يحق لكل شخص ذو مصلحة مشروعة أو النيابة العامة عندما توجد أموال‬

‫تركها إنسان افترضت غيبته أن يرفع مقاال بشأنها إلى املحكمة قصد ألامر باتخاذ الاجراءات الضرورية‬

‫لذلك وعليه فإن قصر الشخص املعني باألمر في هذه ألاموال‪ ،‬فالنيابة العامة حق التقاض ي بشأنها‬

‫كطرف رئيس ي في الدعوى ويجوز لها تبعا لهذه الصفة أن تتقدم بما يظهر لها من طلبات ترمي إلى إظهار‬
‫الحقيقة‪18.‬‬

‫وما دامت النيابة العامة طرفا رئيسيا في الدعوى فعليها كأي خصم أن تلتزم ترتيب الخصوم أتناء‬

‫الكالم في الجلسة‪ ،‬ويكون لخصومها حق الرد والتعقيب عليها أو لحض ما تتقدم به من دفع أو دفاع‪.‬‬

‫ولها أيضا حق الطعن في ألاحكام تطبيقا للفصل ‪ 8‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وحيت أن النيابة العامة تعتبر خصما رئيسيا في هذه الدعوى فال يجوز للخصوم أن يجرحوها ألي‬

‫سبب من ألاسباب الواردة في القانون‪.‬‬

‫ويتعين على النيابة العامة حسب منطوق الفصل ‪ 131‬من ق‪.‬م‪.‬م أن تدلي بمستنتجاتها في القضية‬

‫إذا لم تكن هي التي قدمت املقال ويبت القاض ي بأمر غير قابل للطعن وفي حالة ما إذا استمرت الغيبة‬

‫بعد ذلك ما يزيد عن سنة‪ ،‬فلذوي الشأن أو للنيابة العامة كذلك أن يرفعوا املحكمة مقاال للحصول‬

‫على حكم التصريح بالوفاة وبعدئذ تصفى التركة قد جاء في الفصل ‪ 139‬إذا انقطع خبر الغائب في‬

‫ظروف استثنائية تغلب معها وفاته كالحروب والفيضانات وغير ذلك من النكبات التي حدثت باملحل‬

‫الذي كان يفترض فيه وجوده أمكن للورثة بعد انصرام سنة من صدور آلامر املشار إليه في الفصل‬

‫‪ 136‬أن يقدموا للقاض ي مقاال للحصول على حكم يصرح بالوفاة‪.‬‬

‫‪-18‬تدخل النيابة العامة في الدعوى المدنية صفحة ‪ 88‬مرجع سابق‪.‬‬


‫ويمكن للنيابة العامة أن تقدم نفس الطلب وتفتح التركة بعد صدور هذا الحكم وتصفي وفقا‬

‫إلاجراءات العادية ويجعل حدا ملهام املسير لفائدة الورثة‪.‬‬

‫العامة‪19.‬‬ ‫ويجوز الطعن في هذا الحكم طبقا للقواعد‬

‫وقد كان الفصل ‪ 614‬من قانون املسطرة املدنية القديم يخول الحق في املطالبة القضائية هذه‬

‫لذوي املصلحة فقط بينما كان الفصل ‪ 618‬من نفس القانون يجول للنيابة العامة تكليفها برعاية‬

‫مصالح ألاشخاص املفترضة غيبتهم مميزا بذلك بين الرعاية واملطالبة القضائية‪ .‬أما قانون املسطرة‬

‫املدنية الحالي فقد جاء كما رأينا أشمل من القانون القديم وهكذا فقد قرر املجلس ألاعلى في قراره‬

‫الصادر بتاريخ ‪ 12/9/14‬أنه "يكون تبليغ الدعوى للنيابة العامة وجوبيا في الحالة التي تفترض فيها‬

‫غيبة الشخص بسبب انقطاع أخباره الفصل ‪ 136‬من ق‪.‬م‪.‬م وليس في الحالة التي ينصب فيها قيم على‬

‫الخصم بسبب جهل موطنه أو محل إقامة الفصل ‪ 61‬من ق‪.‬م‪.‬م "وينبغي إلاشارة هنا أنه تخبر النيابة‬

‫العامة أحد ألافراد من طرف بنك املغرب أو أحد فروعه أو السلطة املحلية أو الخزينة العامة أو إحدى‬

‫القنصليات ألاجنبية‪.‬‬

‫ويمكن أن يكون متروك الغائب إما حسابات مالية أو سندات بذكية أو أسهم عقارية وبمجرد‬

‫أخبار النيابة العامة تقوم هذه ألاخيرة برفع ملتمس في املوضوع إلى السيد رئيس املحكمة قصد تعيين‬

‫مسير‪.‬‬

‫إذا كانت النيابة العامة تتدخل في الدعوى املتعلقة بالغيبة والتمويت كطرف رئيس ي فإنها تلعب‬

‫نفس الدور في قضايا أهلية الدولة لإلرث حينما يموت شخص وال يخلق أي وارت ال بالفرض وال‬

‫بالتعصيب وهذا مسرتاه في "الفقرة الرابعة"‪.‬‬

‫‪-19‬تدخل النيابة العامة أمام المحاكم المدنية صفحة ‪ 111‬مرجع سابق‪.‬‬


‫الفقرة الرابعة‪ :‬قضايا أهلية الدولة لإلرث ووضع األختام بعد الوفاة‬

‫من البديهي أن محتوى ما يرثه شخصا ذاتي ال يكاد يختلف كثيرا عن محتوى ما قد يؤول إلى‬

‫الدولة بصفتها صاحبة حرف في وضع يدها على متروك ال وارت له‪ ،‬ومع ذلك فصفة "بيت املال" قد ال‬

‫تمكن من يمثله من الحلول محل املتوفى في حقوق قليلة العتبارات كما سنرى‪ ،‬وإذا كانت التركة بصفة‬

‫عامة هي ما يخلفه امليت فإن هذا املختلف عنه كان محل خالف في الفقه إلاسالمي وضاق واتسع‬

‫حسب كل فريق‪ .‬وملا كان مدار هذا الخالف حول مفهوم املال‪ ،‬فإن التطرق إليه يقتض ي التعرض‬

‫الاستخالص موقف املشرع والقضاء املغربيين منه‪.‬‬

‫فالنسبة للملكية فيرى أن التركة هو "حق يقبل التجزيئي تبت ملستحق بعد موت من كان له ذلك"‪.‬‬

‫والواقع فهذا التعريف للتركة يكاد يكون هو نفسه في جل كتب الفقه املالكي‪ ،‬إذا يقصد بها املال الذي‬

‫ينصب عليه حق الورثة‪ ،‬وهو قابل ألن يقسم بغرض أن يقرر منه النصيب الشرعي لكل وارت‪ ،‬ولذالك‬

‫فهذا الحق لم يتبث ألي منهم إال بوفاة مورو تهم وبسبب قرابتهم منه أو ما في معنا ما كالزواج‪ .‬أما‬

‫الفقه الشافعي فيرى أن التركة هي ما يخلفه امليت من أموال وحقوق‪ ،‬هذه ألاخيرة التي تتعلق باملال‬

‫كحق الشفعة ودية أخذت من قاتل لدخولها في ملكه تقديرا ويرى الشربتين أنه‪" :‬كما تورث الحقوق‬

‫تورث ألاموال" قال الشافعي "وال اختالف بين أحد في أن يرث الدبة في العمد والخطأ من ورث ما‬

‫سواها من مال امليت ألنها تملك عن امليت"‬

‫أما بالنسبة للفقه الحنبلي فيرون أن امليراث هو انتقال املال عن امليت إلى حي وهو أيضا الحق‬

‫املخلف عن امليت‪.‬‬

‫إذن في حالة وفاة ولم يخلف أي وارث بالفرض أو بالتعصيب أو يترك أصحاب الفروض فقط لم‬

‫تستغرق فروضهم التركة فمن يأخذ التركة في الحالة ألاولى أو الباقي في الحالة الثانية؟‬
‫فبرجوع إلى املدمي املالكي فإن "بيت املال" يعتبر عاصبا وهو الذي يجوز املال في الحالتين‬

‫السابقتين لكل ظهير املواريث املنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 2189/1/1‬نص على أصحاب الفروض‬

‫وعلى العصبة ولم يتكلم على بيت املال ومع ذلك فإن ببث املال بقي وارث عمال بالفصل ‪ 114‬من نفس‬

‫الظهير الذي نص على أنه "كل ما لم يشمله هذا القانون يرجع فيه إلى الراجع أو القسمور أو ما حبري‬
‫‪20‬‬ ‫به العمل من مذهب مالك"‬

‫تم جاء الظهير املؤرخ في ‪ 2131/24/11‬املنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 2131/22/23‬الذي‬

‫أوجد الارث بالرد رغم أن املذهب املالكي ال يقول به فنص أن حظ بيت املال يرد على أصحاب‬

‫الفروض بحسب حظوظهم في إلارث‪ ،‬وإذا لم يوجد أي وارث أصال فإن مصلحة ألامالك املخزنية تحوز‬

‫التركة لفائدة بيت املال وعليه فإذا توفي شخص وتبث أال وارث له أصال سواء بالفرض أو بالتعصيب‬

‫فإن الدولة تكون مؤهلة لإلرث‪.‬‬

‫فقد جاء في الفصل ‪ 143‬من قانون املسطرة املدنية املغربي "إذا كانت الدولة مؤصلة عند انعدام‬

‫وارث معروف لإلرث أخبرت السلطة املحلية ملكان الوفاة وكيل امللك بذلك مع بيان الشروع على وجه‬

‫التقريب ويصدر رئيس املحكمة الابتدائية املحال عليه الطلب من طرف وكيل امللك أمرا على الطلب‬

‫يعين فيه كاتب الاحصاء ألاموال والقيم املتروكة ويعنيه فيما إذا كانت أهمية ما حراستها‪ ،‬ويضع هذا‬

‫الكاتب الاختام عند الحاجة ويحرر محضرا بمختلف هذه العمليات‪.‬‬

‫وإذا كانت ألاموال تشتمل على عناصر قابلة للتلف استؤذن القاض ي في بيعها بالكيفيات املقررة‬

‫لبيع منقوالت القاصر‪ ،‬وتوضع ألاموال الناتجة عن هذا البيع بعد خصم املصاريف بصندوق إلايداع‬

‫والتدبير‪.‬‬

‫‪ -20‬التركة الشاعرة في الفانون المغربي (ميراث من ال وارث له) لدكتور الشمانتي الهواري عبد السالم‪ .‬تأصيل عملي التي ليست لها وارثة‬
‫المغاربة واألجانب من خالل التشريع المغربي والمقارن االتفاقيات الدولية العمل القضائي المغربي غير المنشور (ص) ‪ 16‬إلى ‪.18‬‬
‫ويخطر وكيل امللك حينئذ إدارة ألامالك املخزنية‪ ،‬وعليه إذ لم يكن للمالك أي وارث فال أشكال في‬

‫ذلك حيث تعود التركة برمتها ليست املال إذ الحق لوارث أخر فيها‪ .‬أما إذا كان وارث بالفرض ال‬

‫يستغرق التركة كلها فالقاعدة الشرعية تقض ي أن الباقي من التركة بعد أخد ذوي القروض‪ .‬قروضهم‬

‫ال يرد عليه بل يدفع لبيت املال ورأينا سابقا أن املشرع املغربي خالف هذه القاعدة الفقيهية بصدور‬

‫ظهير ‪ 31/24/16‬الخاص باإلرث بالرد حيث قض ي بتخلي بيت املال عن حقوقه إلارثية لفائدة من معه‬

‫من الشركات من ذوي القروض‪.‬‬

‫ولذلك فإن النيابة العامة في الحالة التي تكون فيها الدولة مؤهلة لإلرث قبل أن تسلم ألاموال‬

‫املتروكة لهذه ألاخيرة هي صاحبة الصفة في املطالب القضائية ال تتصدر أمر بناء على طلب باتخاذ‬

‫التدابير الالزمة كتعيين كاتب للضبط إلحصاء ألاموال وتعيين قيم قضائي إذ كانت ذات أهمية وبيع ما‬

‫يمكن بيعه ووضع الثمن بصندوق إلايداع والتدابير طبقا للفصل ‪ 134‬ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬وتوجه هذه املطالبة‬

‫النيابة العامة ضد كل من يجوز متروك املتوفى الذي ال وارث له إن كان وإال فضد كل خصم محتمل‪.‬‬

‫وهذا ألامر الصادر قابل للطعن طبقا للقواعد العامة للطعن في ألاوامر املبنية على طلب طبقا‬

‫للفصل ‪ 218‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وللنيابة العامة لدى املحكمة الابتدائية أيضا تحريك مسطرة وضع ألاختام بعد الوفاة بطلب يقدم‬

‫للقاض ي املكلف بوضع هذا الاجراء التحفظي إذا كان املالك أمينا عموميا حسب ما نصت عليه‬

‫مقتضيات الفقرة ‪ 1‬من الفصل ‪ 116‬الذي جاء فيه "بأمر القاض ي باتخاذ هذه الاجراءات التخفيضية‬

‫بمبادرة منه إذا كان في الورثة قاصر ال وص ي له أو كان أحدهم غائبا بطلب من وكيل امللك لدى‬

‫املحكمة الابتدائية إذا كان املالك أمينا عموميا وفي هذه الحالة ال توضع الاختام إال بالنسبة لألشياء‬

‫املودعة وعرف املسكن التي توجد فيها بطلب من القاصر‪.‬‬


‫يمكن للقاض ي أن يأمر باتخاذ الاجراءات التحفظية الضرورية إذا طلبها أحد املعنيين باألمر وكان‬

‫هناك ما يبررها"‪.‬‬

‫وهكذا نرى أنه كلما كانت الدولة مؤهلة لإلرث طبقا للحاالت الواردة في ظهير املواريث فإن الصفة‬

‫في املطالبة القضائية تكون للنيابة العامة وتدخلها يعتبر تدخال رئيسيا وملا ممارسة حق الطعن في‬

‫ألاحكام الصادرة ضد طلباتها‪.‬‬

‫ولها إن تقدم ما يظهر مفيدا للعدالة من ملتمسات كتابية أو شفوية‪.‬‬

‫كما يحق لها طلب أي إجراءات من إجراءات التحقيق أو الحضور فيه طبقا للفصل ‪ 99‬من‬

‫ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬إال أنه يمنع عن الخصوم تجريح النيابة العامة‪.‬‬

‫ويستخلص من ذلك كله أنه حينما يتم ألاخبار بالوفاة من طرف القنصلية بالنسبة لألجانب أو من‬

‫طرف قاض ي التوثيق أو السلطة املحلية أو الضابطة القضائية بالنسبة للمغاربة وحينما تتوصل النيابة‬

‫العامة بهذا ألاخبار ترفع ملتمسا في املوضوع إلى السيد رئيس املحكمة الذي يعين رئيس قسم إلافالس‬

‫والتصفيات القضائية أو من يتوب عنه قصد إحصاء املتروك وتصفيته طبقا للقانون‪ ،‬وأخبار النيابة‬
‫املتخذة‪21.‬‬ ‫العامة بجميع الاجراءات‬

‫وتنتقل إلى "املطلب الثاني" املتعلق يتدخل النيابة العامة الرئيس في القضايا املحامين كتلك‬

‫املتعلقة بمنع محام من مزاولة مهنة مؤقتا‪ ،‬أو متابعة أمام مجلس الهيأة مباشرة أو غيرها وكذلك‬

‫دعاوى حل الجمعيات‪ ،‬والتعرضات على مطلب التحفيظ وغيرها‪ ،‬وهذا ما سنراه في "املطلب الثاني"‪.‬‬

‫‪-21‬تدخل النيابة العامة في الدعاوي المدنية شرقاوي الغزواني نور الدين صفحة ‪ 111‬إلى ‪ 113‬مرجع سابق‪.‬‬
‫المطلب الثاين‪ :‬التدخل الرئييس للنيابة العامة يف بعض القوانني الخاصة‬

‫سبق أن رأينا في "املطلب ألاولى" تدخل النيابة العامة الرئيس ي في بعض الدعاوى كالحالة املدنية‬

‫والجنسية والغيبة وأهلية الدولة لإلرث ووضع ألاختام بعد الوفاة‪.‬‬

‫ونعالج في "املطلب الثاني" حاالت أخرى تتدخل فيها النيابة العامة بوصفها طرف رئيس ي في الدعوى‬

‫املدنية وذلك استنادا إلى القوانين خاصة كقانون املحاماة أو قانون تنظيم الجمعيات أو ظهير حكام‬

‫الجماعات واملقاطعات وظهير التحفيظ العقاري وكذا الدعاوى املتعلقة بصحة مسطرة الاكراه‬
‫البدني‪22.‬‬

‫وسوف نفرد لكل حالة من هذه الحاالت فرعا مستقال‪ ،‬ونعالج دعاوى املحامين في "الفقرة ألاولى"‬

‫ودعاوى املنازعات الحاصلة بشأن صحة مسطرة الاكراه البدني في "الفقرة الثانية" ودعاوى حل‬

‫الجمعيات في دعاوى الحالة بعض أحكام الجامعات واملقاطعات على رئيس املحكمة الابتدائية في‬

‫"الفقرة الثالثة" ودعاوى التعرضات على مطلب التحفيظ العقاري في "الفقرة الرابعة"‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬دعاوى المحامني‬

‫ومن القضايا التي تمارس فيها النيابة العامة الدعاوى القضايا التي تهم املحامين بصفتهم املهنية أو‬

‫القرارات التي تصدرها مجالس هيأتهم‪ ،‬وألجل تحديد هذا النوع من القضايا يجب الرجوع إلى‬

‫مقتضيات الظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪ 24‬ذي الحجة ‪ 8 /2611‬نونبر ‪ 2148‬الذي تنظم بموجب‬

‫نقابات املحامين ومزاولة مهنة املحاماة‪.‬‬

‫فنجد أن املشرع أعطى النيابة العامة حق الادعاء على املحامين أنفسهم وأعطى لها كذلك حق‬

‫الطعن في القرارات التي تصدرها املجلس او املحاكم ولذلك سنورد حاالت الادعاء وحاالت الطعن‪.‬‬

‫‪-22‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية‪ ،‬شرقاوي الغزواني نور الدين صفحة ‪ 110‬مرجع سابق‪.‬‬
‫بالنسبة لحاالت الادعاء املباشرة‪ :‬يمكن للوكيل العام للملك لدى محاكم الاستئناف أن ينظم مباشرة‬

‫ادى محكمة الاستئناف أو لدى مجلس الهيأة ولذلك في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ ‬طلب إلغاء عقد املشاركة بين املحامين‬

‫‪ ‬طلب منع محام موقنا من ضرورة مهنية‬

‫‪ ‬متابعة املحامي أمام املجلس الهيأة املباشرة‬

‫‪ ‬متابعة النقيب أو عضويين على ألاقل من مجلس الهيأة أمام املحكمة الاستئناف‪.‬‬

‫‪ ‬طلب التغاض ي عن التقييد في الجدول ألسباب قانونية‪.‬‬

‫‪ -‬طلب إلغاء عقد املشاركة‪ :‬أن املحامي يمكن أن يعمل في شركة مع غيره من املحامين في نطاق‬

‫عقد محدد قانونيا يبلغ إلى الوكيل العام‪.‬‬

‫ويمكن للوكيل العام أن يطلب من مجلس الهيأة الزام املحامين بتغيير عقد املشاركة أو إصدار‬

‫ألامر بفسخ العقد إذا اعتبر أنه متناقض مع قواعد املهنة‪.‬‬

‫ويعتبر الطلب مرفوضا في حالة عدم التوصل بالجواب من مجلس الهيأة بعد الشهرين املوالين‬

‫للطلب املقدم إليه‪.‬‬

‫وفي هذه الحالة أو في حالة ما إذا رفض مجلس الهيأة الطلب بقرار يبلغ إلى الوكيل العام فإن هذه‬

‫ألاخيرة يمكن له أن يطعن في قرار الرفض الفعلي أو الضمني أمام محكمة الاستئناف‪.‬‬

‫‪ -‬طلب منع محام مؤقت من مزاولة مهنة‪ :‬إن املحامي قد يتعرض لفتح متابعة جنائية ضده‬

‫ألسباب مهنية وفي هذه الحالة يمكن للوكيل العام أن يطلب من مجلس الهيأة إصدار قرار معلل بمنعه‬

‫مؤقتا من مزاولة املهنة وذلك للمحافظة على مصالح الزبناء املتضررين‪ .‬وإذا ما قرر مجلس رفض‬
‫الطلب صراحة أو ضمن التجأ إلى الطعن أما املحكمة الاستئناف‪ 23‬مثل القرار الصادر عن محكمة‬

‫الاستئناف بالرباط بتاريخ ‪ 26/44/1449‬تتمثل النازلة التي بث فيها القرار رقم ‪ 14‬التي تم تحريكها من‬

‫طرف النيابة العامة بالرباط في مواجهة املحامي من أجل تزوير الشهادة وبالتوصل يغير حق إلى‬

‫تسليمها واستعمالها طبقا للفصلين ‪ 634‬و‪ 632‬من القانون الجنائي والتي أصبحت موضوع ملف رائج‬

‫بابتدائية الرباط وبناء على طلب السيد الوكيل العام للملك تطبق مقتضيات الفصل ‪ 31‬من قانون‬

‫مهنة املحاماة وبعد استماع التقريرين املعدين من طرف املحامين بالهيئة أصدر مجلس الهيئة املقرر‬

‫املطعون فيه واملشار إليه أعاله‪.‬‬

‫بعد عرض موجز تمسك الطعن بحقه واعتبار هذا الحق طبيعيا‪.‬‬

‫ولهذه ألاسباب قضت محكمة الاستئناف‪ ،‬من حيث شكل بعدم قبول هذا الطعن أما من حيث‬
‫املحاماة‪24.‬‬ ‫املوضوع قضت املحكمة بمنعه مؤقت من مزاولة مهنة‬

‫‪ -‬متابعة املحامي تأديبا أمام مجلس الهيأة‬

‫عن املحامين املقيدين في الجدول أو في الئحة التمرين واملحامين‪ ....‬يمكن متابعتهم أمام مجلس‬

‫الهيأة ومعاقبتهم‪.‬‬

‫بسبب املخالفات وألاخطاء التي يرتكبها ضد النصوص القانونية والتنظيمية وقواعد املهنة أو كل‬

‫ما يخل باملروءة والشرف أو اللياقة ولو تعلق ألامر بأعمال غير مهنية‪ .‬وللوكيل العام أن يقدم املتابعة‬

‫إلى مجلس الهيأة مباشرة أو بعد أن يطلب من النقيب إجراء بحث حول املحامي املعني باألمر فقرر‬

‫بعده حفظ الطلب وتطبيق عند الاقتضاء القواعد املتعلقة بالطعن في القرارات التي يصدرها مجلس‬

‫الهيأة‪.‬‬

‫‪-23‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان صفحة ‪ 98‬إلى ‪ 81‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-24‬مجلة المغرب القانون ‪ 11‬أكتوبر ‪.3119‬‬
‫‪ ‬متابعة النقيب تأديبيا أو عضويا على ألاقل من مجلس الهيأة‪ :‬وقد يقتض ي الحال فتح متابعة‬

‫تأديبية ضد النقيب املزاولة ملهنة أو عضوين فأكثر من أعضاء مجلس الهيأة وفي هذه الحالة‬

‫يسوغ أن يبت مجلس الهيأة في هذه املتابعة وإنما الذي يبت فيها هي محكمة الاستئناف وعلى‬

‫الوكيل أن يقدم إليها هذه املتابعة‪.‬‬

‫وتطبيق عند الاقتضاء القواعد املتعلقة بالطعن بالنقض‪.‬‬

‫‪ ‬طلب التنافي عن التقييد في الجدول ألاسباب مهنية‪ :‬أن املحامي قد يقرر مجلس الهيأة التغاض ي‬

‫عند تقييده في الجدول ألاسباب القانونية التالية‪.‬‬

‫‪ ‬أن تتعذر عليه فعليا مزاولة مهنته بسبب مرض أو عامة خطيرة ومستمرة‬

‫‪ ‬أال يؤدي دون موجب مقبول واجب مساهمة في تكاليف الهيأة أو في صندوق املعا شاة الخاص‬

‫بالنقابات‪.‬‬

‫‪ ‬أال يزاول فعليا مهنة بدون مانع مشروع‪.‬‬

‫وعندما يتوفر أحد هذه ألاسباب فإن للوكيل العام للملك أن بطالب من املجلس اتخاذ هذا‬

‫القرار‪ .‬وتطبيق عند الاقتضاء القواعد املتعلقة بالطعن باالستئناف‪.‬‬

‫‪ ‬أما بالنسبة لحاالت الطعن‪ :‬وتتمثل في الطعن في مقررات الرفض والقبول في التمرين أو الجدول‪:‬‬

‫إن املرشحين للتمرين في املحاماة عليهم أن يقدموا إلى مجلس الهيأة طلبا محتويا على وثائق محددة‬

‫وكذلك ألامر بالنسبة للممتريين عندما يرغبون في التقييد في الجدول والخروج من الحجر إلى‬

‫الترشيد املنهي وأوجب القانون على مجلس الهيأة عند ما بين القبول في التمرين او القبول في‬

‫الجدول ألن يبلغ املقرر في ظروف ثمانية أيام إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف‬

‫برسالة مضمونة‪.‬‬
‫‪ ‬ولكل من الوكيل العام للملك أو املحامي املعني باألمر أن يرفع املقرر الصادر بالقبول أو الرفض‬

‫ويطعن فيه أمام محكمة الاستئناف‪ .‬وعلى أي حال فإن النيابة العامة إذا استعمل حقها فإنها‬

‫تستعمله ضد الطرف آلاخر وهو املحامي املتمرن أو الراغب في التمرين وإذا استعمل هذا ألاخير‬

‫حقه فإنما يستمله ضد النيابة العامة التي هي النائية عن الحق العام وأساس هذا الاستعمال هو‬

‫املصلحة‪ .‬وال يوجه الطعن باالستئناف سواء من الوكيل العام أو من له مصلحة ضد مجلس الهيأة‬

‫فهو هيئة أصدرت القرار وسواء عن صواب أو خطأ فإنه ال يكون طرف في الطعن باالستئناف وال في‬

‫الطعن بالنقض ذلك ألنه ألاعمال الصادرة من مجالس ذات اختصاص قضائي كمجالس النقابات‬

‫هي أعمال إدارية إذا نضر إليها للمعيار الشكلي للدعاوى الادارية ألنها أقرب إلى املحاكم إذا نظر إلى‬

‫طبيعة اختصاصها وتعتبر أعملها أحكاما يطعن فيها بالطعون التي يطعن بها في ألاحكام كما ذهب‬

‫إليه املشرع في ظهير تنظيم هيئة املحامين ال باإللغاء‪ .‬وفرت‪-‬في املسطرة واملواعيد وألاطراف‪-‬بين‬

‫الطعن باإللغاء والطعون ألاخرى من استئناف أنه باإلضافة إلى أن الطعن باإللغاء هو طعن عيني‬

‫أو موضوعي وليس شخصيا أي ال يتضمن مخاصمة جهة معينة وإنما يخاصم القرار نفسه‬

‫‪ ‬الطعن في محاضر انتخاب النقيب ومجلس الهيأة‪ :‬إن محاضرة انتخاب النقيب وأعضاء مجلس‬

‫الهيأة يجب تبلغ إلى الوكيل العام سلك داخل الثمانية أيام املوالية لهذه الانتخابات‪ ،‬ويمكن‬

‫للوكيل العام للملك ككل من يعنيه ألامر حسب املصلحة أن يحيل هذه الانتخابات على محكمة‬

‫الاستئناف التي ثبت فيها بالقبول أو الرفض وذلك بمقال يوضع بكتابة الضبط داخل الثمانية أيام‬

‫املوالية لتبليغ محضر الانتخابات املطعون فيه‪ .‬وفي هذه الحالة فإن الاطراف حسب املصلحة هما‬

‫النيابة العامة ضد النقيب املنتخب أو مجلس الهيأة أو ضد أحد ألاعضاء املنتخبين في املجلس‪.‬‬

‫أحد املحامين ضد النقيب املنتخب أو ضد املجلس أو أخد املنتخبين‪.‬‬


‫‪ ‬الطعن مقررات مجلس الهيأة‪ :‬إن املجلس الهيأة يتخذ عدة مقرراتهم ممارسة املهنة والسهر على‬

‫تقيد املحامين بواجباتهم وحماية حقوقهم ويتخذ بصفة خاصة مقررات تأديبية وعلى املجلس أن‬

‫يبلغ كل مقرر إلى الوكيل العام للملك داخل ثمانية أيام من تاريخ صدوره‪ .‬والنيابة العامة ‪-‬إذا رأت‬

‫مصلحة ‪ -‬أن تطعن في املقرر الاستئناف ضد من يغيبه ألامر داخل الثمانية أيام املوالية لتبليغ‬

‫املقرر املطعون فيه‪.‬‬

‫الطعن بالنقض في القرارات محكمة الاستئناف‪ :‬إن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف‬

‫اعتبار لكونه طرفا رئيسيا في القضايا التي ترفع أمام محاكم الاستئناف والتي تتعلق ينتظم نقابات‬

‫املحامين ومزاولة املهنة يمكن له طعن بالنقض في املقررات التي تصدرها املحكمة‪ .25‬كما يمكن‬

‫للمجلس الهيأة عندما يكون طرف يمكن له طعن بالنقض ضد الوكيل العام للملك وقد يكون الوكيل‬

‫العام للملك في ألاصل هو الرفع للدعوى والاستئناف‪ .‬وقد يكون الخصم هو النقيب أو مجلس الهيأة أو‬

‫أحد املحامين ابتدائيا واستئنافيا ويلتجئ إلى طعن بالنقض ضد الوكيل العام وبحضور النيابة العامة‪.‬‬

‫مثال التعرض ضد القرارت الاستئنافية الخاصة بنزاعات املحامين ومشكلة التعارض بين النصوص‬

‫القانونية حيث تتمثل وقائع النازلة في قيام هيئة املحامين بالقنيطرة بالطعن بالتعرض ضد قرار‬

‫محكمة الاستئناف بالرباط الصادر بتاريخ ‪ 2188-21-1‬في ملف نزاعات املحامين عدد ‪ 88-6141‬والذي‬

‫قض ي من حيث الشكل بقبول الاستئناف ومن حيث املوضوع الالغاء مقرر مجلس هيئة املحامين‬

‫بالقنيطرة وكان التعرض مبني على أساس أن القرار عليه وصف بأنه حضوري مع أن املجلس‬

‫املستأنف عليه لم يجب عته بمذكرة أو يتقدم بدفع في مرحلة الاستئنافية بل ولم يتوصل بأي‬

‫الاستدعاء أصال‪. 26‬‬

‫‪ -25‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان صفحة ‪ 81‬إلى ‪ 81‬مرجع سابق‬
‫‪ -26‬رسالة المحاماة "مجلة دورية تصدرها هيئة المحامين بالرباط يوليوز ‪ 3110‬العدد ‪ 31‬لنقيب الطيب بن مقدم‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دعاوى الحاصلة بشأن مسطرة االكراه البدين‬

‫يعرف الاكراه البدني بأنه التهديد الجسماني للمدين بحسبه لفائدة الدائن مدة حددت بمقتضيات‬

‫قانونية لينفد ما حكم عليه‪ .‬فاملقتضيات قانون املسطرة الجنائية تحت عنوان "في تنفيذ العقوبات‬

‫تأمر العقوبات املالية وفي الاكراه البدني" وتطبيق هذه املواد في جميع القضايا التي تحتاج إلى استعمال‬

‫الاكراه الب دني في ميدان الاحكام القضائية مع ما أدخل عليها من تعديالت خاصة ظهير ‪ 14‬فبراير‬

‫‪ . 2134‬وال يحق للنيابة العامة أن تأمر بتنفيذ الاكراه البدني ضد املحكوم عليه إال بعد انجاز إلاجراءات‬

‫الواردة في قانون املسطرة الجنائية وعلى الخصوص الفصل ‪ 384‬منه‪.‬‬

‫وتقتض ي منا هذه الفقرة أن نتطرق إلى الجهة التي خول لها القانون الحكم باإلكراه البدني والجهة‬
‫إلاكراه‪27.‬‬ ‫التي تنقد هذا‬

‫بالنسبة للجهة التي خول لها القانون الحكم باإلكراه البدني‪ ،‬ينص الفصل ‪ 349‬من ق م م على‬

‫أنه‪" :‬ال يمكن أن ينفذ عن طريق إلاكراه البدني يقطع النظر عن املتابعات التي يقع إجراؤها على‬

‫ألاحوال حسب الفصل ‪ 346‬ألاحكام الصادر بالغرامة ورد ما يلزم رده والتعويضات واملصاريف"‪ .‬وينجز‬

‫إلاكراه عن طريق الزج بالغريم في السجن وال يمكن أن يسقط إلاكراه البدني بحال من ألاحوال الالتزام‬

‫الذي يمكن أن تجري بشأنه بعد ذلك متابعات بطرق التنفيذ العادية‪ 28.‬ويقض ي الفصل ‪ 384‬من ق م‬

‫ج‪ ،‬على أنه ال يمكن القاء القبض على املحكوم باإلكراه البدني وسجنه إال القيام بما يلي‪:‬‬

‫‪ -2‬أن يوجه له انذار ويبقى بدون جدوى بعد مرور أكثر من عشرة أيام‪.‬‬

‫‪ -1‬أن يطلب اعتقاله الطرف املطالب باملتابعة‪.‬‬

‫‪ -27‬تدخل النيابة العامة في الدعوى المدنية لشرق والعوزاين نور الدين‪ .‬ص‪ 113 :‬م‪.‬س‪.‬‬
‫‪ -28‬قانون األعمال مناقشة رسالة في موضوع إشكاالت اإلكراه البدني بين النظرية والتطبيق تحت إشراف الدكتور عبد الرحيم بن بوعبدة تقديم‬
‫بها الباحث "هشام أيت الحاج"‪.‬‬
‫وبعد الوقوف على هذين املستندين يوجه وكيل امللك ألاوامر الالزمة إلى رجال القوة العمومية‬

‫ويلقي القبض على املحكوم عليه باإلكراه البدني حسب الشروط املقررة في تنفيذ ألاوامر القضائية‪ ،‬وال‬

‫يحق للنيابة العامة أن تأمر باإلكراه البدني ضد املحكوم عليه إال بعد انجاز إلاجراءات الواردة في‬

‫الفصل ‪ 381‬من ق م ج‪ ،‬السابق الذكر‪.‬‬

‫وكل املحاكم على اختالف درجاتها تخول الحق في إلاكراه البدني فإذا كانت الجهة أجرية فالفصل‬

‫‪ 343‬يأمرها بأن تحكم تلقائيا وتحدد مدته كلما صدرت حكمها باإلدانة إال إذا تعلق ألامر بالجرائم‬

‫السياسية أو في حاالت الحكم باإلعدام أو السجن املؤبد أو تعلق ألامر باألحداث دون سن السادسة‬

‫عشر أو بكبارهم الذين تجاوزا خمسة وستين سنة أو تعلق ألامر باألزواج أو الفروع أو ألاصول مع‬

‫بعضها‪ ،‬أما إذا كانت املحكمة مدنية فالفصل ‪ 1‬من ظهير ‪ 2132/1/14‬يحيل على القواعد والكيفيات‬

‫املحددة في الفصل ‪ 349‬وما يليه إلى الفصل ‪ 384‬من قانون املسطرة الجنائية واملالحظ أن الفصل ‪1‬‬

‫املذكور ال يأمر باإلكراه في القضايا بصيغة الوجوب بل استعمل كلمة "يستعمل"‪.‬‬

‫وعليه تبقى للمحكمة صالحية البت في إلاكراه طبقا للقواعد العامة في قانون املسطرة املدنية إذ‬

‫طلب منها الحكم به‪ ،‬أما إذا لم يطلب الحكم به أمامها فال تحكم به وقد ترى أن طلبه غير مبرر‬

‫وترفضه أما لسبب أو آلخر كحالة الطلبات بواسطة أوامر باألداء التي تثار في كثير من ألاحيان ويلتجئ‬

‫بعض املستفيدين منها إلى طلبه مستقال بمسطرة خاصة أمام املحاكم املختلفة‪ ،‬أما في ما يخص الجهة‬

‫التي تنفذ إلاكراه البدني‪:‬‬

‫وتظهر أهمية الاكراه البدني إال بع احترام النيابة العامة ملقتضيات الفصل ‪ 384‬من ق م ج‪ ،‬حين‬

‫يقدم طلب إلاكراه إلى وكيل امللك من طرف صاحب الحق‪ ،‬وبعد أن يتحقق من توفر املستندات‬

‫الالزمة يأذن بتطبيق مسطرة إلاكراه البدني‪ ،‬على أنه يمكن للشخص املدين التخلص من هذه‬

‫املسطرة ولو لم يود ما بذمته إذا نازع في ألامر وتتم هذه املنازعات في الحاالت آلاتية‪:‬‬
‫ألاولى‪ :‬في حالة عدم توصله بالحكم القاض ي بإكراه بدنيا أو أنه بلغ إليه وتعرض عليه وال زالت‬

‫محكمة التعرض لم تبت في تعرضه وخاصة فيما يتعلق باألحكام الزجرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬في حالة صحة إلاجراءات املتعلقة باألسباب الراجعة إلى إكراهه‪ ،‬ونشير أن كلتا الحالتين‬

‫السابقتين الذكر تعتبران منازعة في التنفيذ إال أن املشرع فرق بينهما من حيث الجهة املختصة بالبت‬

‫فيه‪ ،‬فإذا ما نازع املحكوم عليه في انجاز هذه إلاجراءات القانونية وفي حالة عدم صحتها فمن حق‬

‫املعتقل التظلم ضد النيابة العامة‪ ،‬وينظر في هذا التظلم رئيس املحكمة الابتدائية في إطار فضاء ألامور‬

‫املستعجلة ليبت في صحة إلاجراءات‪ ،‬ويرفع طلب البت مبدئيا أول ألامر إلى رئيس املحكمة الذي يفرق‬

‫بين الحالتين السالفتين الذكر‪ ،‬فإذا كان النزاع يتعلق بصحة املسطرة الراجعة لتطبيق الاكراه البدني‬

‫حق له النظر في ألامر والبت في النزاع على ضوء الحجج التباعة لديه واملعروضة أمامه سلبيا أو‬

‫إيجابيا وينفذ حكمه معجال على املعتقل وال موجب لإلبقاء عليه في السجن وال أثر للطعن فيه‬

‫باالستئناف‪ ،‬أما إذا ظهر من الطلب أنه يستلزم مناقشة مسألة نزاعية يدعوا البت فيها إلى تأويل ما‪،‬‬

‫فإن رئيس املحكمة باعتباره قاضيا للمستعجالت يرفع يده عن النازلة طبقا ملا هو معروف في قضاء‬

‫الاستعجال لتنظر في ألامر املحكمة املختصة طبقا للفصلين ‪ 313‬و‪ 314‬من ق م ج‪ ،‬اللذين يبنيان‬

‫الجهة املختصة بالبت وهي غرفة املشورة أو محكمة الجنايات تبعا ملوضوع النزاع‪ ،‬وقد قرر املجلس‬

‫ألاعلى‪ ،‬في أحد اجتهاداته الصادرة بتاريخ ‪ 22‬أبريل ‪ 2141‬بأن "قاض ي ألامور املستعجلة له أن يبت في‬

‫الخالف الحاصل بصحة الاكراه البدني وله أن يصرح فقط بصحتها أو عدم صحتها" وعليه ليست من‬

‫اختصاص رئيس املحكمة إذا ما تبين له عدم صحة إجراء الاعتقال أن يأمر بإطالق سراح الشخص‬

‫امللقى عليه القبض في نطاق إلاكراه البدني‪.‬‬


‫الفقرة الثالثة‪ :‬دعاوى حل الجمعيات وإحالة بعض أحكام الجماعات والمقاطعات‬

‫إن تأسيس الجمعيات املختلفة منظم بمقتض ى الظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪ 29‬يونيو ‪2189‬‬

‫واملغير بمقتض ى الظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪ 22‬أبريل ‪.2146‬‬

‫ولكي ال تكون تأسيس الجمعيات مخالفة للقانون يجب تقديم تصريح إلى السلطة املحلية يتضمن‬

‫اسم الجمعية وهدفها وهوية ألاشخاص الذين يمثلونها وبيان مقر الجمعية والقوانين ألاساسية لها‪،‬‬

‫الئحة ألاعضاء املكلفين باإلدارة والتسيير إشعار السلطة املحلية بكل تغيير حال ‪ 29‬يوما ومواصلة عمل‬

‫الجمعية بعد إلاعالن عن وقفها أو حلها وهذا ما جاء به الفصل ‪ 9‬و‪ 8‬من الظهير الصادر بتاريخ‬

‫‪ 2198/22/29‬املغير بظهير الصادر بتاريخ ‪.2146/1/24‬‬

‫وفي حالة مخالفة مقتضيات الفصل ‪ 9‬من ظ ‪ 2146‬وكذل الفصل الثامن فتكون العقوبة املقررة‬

‫هي ‪ 6‬أشهر وسنتين حبسا‪ ،‬وغرامة مالية من ‪ 24.444‬درهم إلى ‪ 94.444‬درهم في حق املؤسس أو املدير‬

‫أو املتصرف وكذلك ألاشخاص املساعدين‪.‬‬

‫مسطرة إحالة بعض أحكام حكام الجماعات واملقاطعات على رئيس املحكمة الابتدائية‪:‬‬

‫إن امليزة الرئيسية لهذه املحاكم أن أحكامها ال تقبل أي طريق للطعن إال ما كان من مسطرة‬

‫إلاحالة على املحكمة الابتدائية املحددة شروطها في الفصل ‪ 14‬من ظهير ‪ 2141/4/29‬وحاالت إلاحالة‬

‫املحددة في الفصل ‪ 14‬من الظهير هي التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬إذا لم يحترم الحاكم اختصاصه‪.‬‬

‫‪ -1‬إذا بت دون أن يتحقق مسبقا من هوية ألاطراف‪.‬‬

‫‪ -6‬إذا بت رغم أن أحد ألاطراف قد جرحه عن حق‪.‬‬


‫‪ -1‬إذا حكم على املدعى عليه دون أن تكون له الحجة على أنه توصل بالتبليغ أو الاستدعاء ويمكن‬

‫للنيابة العامة أن تحيل أحكام حكام الجماعات واملقاطعات على املحكمة الابتدائية طالبة منها‬

‫الغاءها ضد من صدرت لصالحه وحينئذ تكون بمثابة طرف مدعي‪.‬‬

‫وإذا كانت أحكام حكام الجماعات واملقاطعات ال تقبل الطعن إال ما كان من مسطرة إلاحالة‬

‫السابقة الذكر نيابة على العكس من ذلك تكون أحكام املحاكم الابتدائية الصادرة بشأن إحالتها عليها‬

‫أما باإللغاء أو رفض طلب إلاحالة هذه قابلة للطعن العادي أو الاستثنائي‪ ،‬وذلك ألن القواعد العامة‬

‫بالطعون تقض ي بأن الطعن جائز في جميع ألاحوال إال إذا نص القانون على خالف ذلك طبقا لفصل‬

‫‪ 261‬بالنسبة الستئناف ألاحكام والفصل ‪ 696‬من ق م م‪ ،‬بالنسبة الختصاص املجلس ألاعلى‪،‬‬

‫ومسطرة إلاحالة الواردة في الفصل ‪ 14‬من الظهير يمكن أن تحال على املحكمة الابتدائية بواسطة‬

‫ألاطراف أنفسهم فهي ليست حكرا على وكيل امللك‪ .‬وهذا ما جاء في الفصل ‪ 21‬من ق م ج‪.‬‬

‫عشر يوما‪29.‬‬ ‫وتجب إلاشارة على أن رئيس املحكمة أو من يقوم مقامه أن يبت داخل خمسة‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬دعاوى التعرضات عىل مطلب التحفيظ العقاري‬

‫يعرف ألاستاذ مأمون الكزبري التعرض بأنه‪" :‬ادعاء يتقدم به أحد من الغير ضد طالب التحفيظ‬

‫بمقتضاه ينازع في أصل حق امللكية‪ ،‬أو في مدى هذا الحق‪ ،‬أو حدد العقار املطلوب تحفيظه أو يطالب‬

‫بحق عيني مترتب له على هذا العقار وينكره عليه طالب التحفيظ الذي يشير إليه في مطلبه"‪.‬‬

‫ويعد التعرض من بين املقتضيات القانونية الهامة التي جاء بها املشرع املغربي بعد مجهود املستمر‬

‫حوالي عقد من الزمان‪ ،‬توج بصدور قانون ‪ 21.44‬املغير واملتمم لظهير التحفيظ العقاري الذي استمر‬

‫التناقش فيه سنوات‪ ،‬وذلك منذ تقييده كمشروع قانونية‪ ،‬في سنة ‪ 1444‬باملؤسسة التشريعية‪ ،‬ومن‬

‫‪ -29‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية‪ ،‬محمد دبوز بنان‪ ،‬ص‪ 89 :‬إلى ‪ 88‬م‪.‬س‪.‬‬
‫خالله أدخل املشرع املغربي تعديالت همة مؤسسة التعرض‪ ،‬هادفا بذلك إلى تحقيق السرعة في‬

‫إلاجراءات املسطرية وتوفير حماية للغير‪.‬‬

‫وإذا كان هدف املشرع املغربي من إحداث تعديالت مهمة في مؤسسة التعرض هو توفير الحماية‬

‫وتحقيق السرعة في إلاجراءات املسطرية‪ ،‬حددها القانون باعتبار التعرض وسيلة من وسائل حماية‬
‫إلادارية‪30.‬‬ ‫حقوق الغير أثناء مرحلة التحفيظ‬

‫وللمتعرض صفة املدعى عليه عبء اثبات صحة ادعائه حتى كان هو الحائز لعقار‪ ،‬وتعتبر النيابة‬

‫العامة من قبيل ألاشخاص الذين لهم حق التعرض على مطلب التحفيظ العقاري‪ ،‬وذلك ألن صفة‬

‫التع رض ممنوحة قبل كل ش يء لصاحب الحق العيني الذي له الحق في التعرض بنفسه أو بوكيل عنه‪،‬‬

‫أو إذا كان صاحب الحق قاصرا أو ناقص أهلية أو غائبا أو مفقودا أو غير حاضر كان يكون مسافرا‬

‫وعليه تمنح صفة التعرض لألوصياء أو ألاولياء واملقدمون ووكالء الدولة ووكيل الغياب بل وحتى‬

‫ألاقارب دون تحديد درجتهم‪.‬‬

‫وتحدد مدة التعرض بشهرين ابتداء من يوم نشر إلاعالن باختتام التحديد املؤقت في الجريدة‬

‫الرسمية حسب الفصل ‪ 14‬من ظ ‪ 21‬غشت ‪.2126‬‬

‫ويمكن طبقا للفصل ‪ 13‬أن تتدخل النيابة العامة عن طريق التعرض على مطلب التحفيظ باسم‬

‫ألاشخاص املحجورين والغائبين واملفقودين والغير الحاضرين‪ ،‬كما يمكن أن يتدخل بالنسبة إلى هؤالء‬

‫كل من قاض ي القاصرين ولألوصياء واملمثلين الشرعيين وألاقارب‪31.‬وفي حالة ما إذا تعرضت النيابة‬

‫العامة عمن ذكرنا تتقمص شخصيتهم وتكون مدعية كسائر املتعرضين بشأن أعمال التحفيظ وعليها‬

‫‪ -30‬الوجيز في الحقوق العينية العقارية "حق الملكية" للدكتور عبد الخالق أحمدون‪ ،‬في ضوء الحقوق العينية‪ 08.19 ،‬وقانون التحفيظ العقاري‬
‫‪ 11.19‬والتشريعات المقارنة ص‪.026 :‬‬
‫‪ -31‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان ص‪ 91 :‬إلى ‪ ،93‬م‪.‬س‪.‬‬
‫أن تقدم كل البيانات وإلاثباتات والتي عليهم تقديمها ولها متابعة الدعوى إلى حين صدور الحكم‬

‫النهائي‪.‬‬

‫وفي ألاخير وبقطع النظر عما للنيابة العامة من دور أمام القضاء املدني والذي يتمثل في تدخلها‬

‫كطرف رئيس ي والذي يكون حضور النيابة العامة فيها الزاميا بموجب الفصل العاشر من قانون‬

‫املسطرة املدنية‪ ،‬وهذا طبقا ملا شرحناه من قبل في املبحث ألاول‪ ،‬فللنيابة العامة دور آخر يتمثل في‬

‫تدخلها الانضامامي وإلاداري وهذا ما سنقوم بمعالجته في املبحث الثاني‪.‬‬


‫المبحث الثاين‪ :‬التدخل االنضمامي واإلداري للنيابة العامة يف القانون المغريب‬

‫ألاصل في عمل النيابة العامة أمام القضاء املدني أن تكون طرف منضما وهي بهذه الصفة ال تكون‬

‫خصما ألحد وإنما تتدخل في الدعوى لتبدى رأيها ملصلحة القانون والعدالة‪ ،‬وانضما معا هذا ال يعني‬

‫تبعيتها لرأي الطرف الذي انضمت إليه فتسميتها بالطرف املنظم فيه نوع من املجاز نظرا ألنها مكلفة‬

‫باالنضمام في الرأي أو الدفاع بمقتض ي القانون من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى فهي تعطي رأيها في النازلة‬

‫مستقال بما تراه حقا وعدال‪.‬‬

‫ويعتبر رأيها رأيا محايدا وليس وجهة نظر خصم معين‪ ،‬فهي تشرع وسائل الدفاع التي استعملها‬

‫أحد الخصوم‪ ،‬وقد تأتي بدفوعات لم يتمكن الخصم إلاثبات بها لتدعيم حجته‪ ،‬وتكون النيابة العامة‬

‫طرف منضما حينما تتدخل في الدعوى قائمة بين الطرفي النزاع لتدلي برأيها في املبادئ القانونية‬

‫املتصلة بموضوع الدعوى‪ ،‬ويقال حينها أنها تعمل بطريق إبداء الرأي )‪ (Par. Voie de réquisitions‬وال‬

‫يكون لها صفة الخصم العادي ولذلك اصطلح على تسميتها بالطرف املنضم )‪ (partie Jointe‬وال يكون‬

‫للنيابة العامة حق الطعن في ألاحكام في حالة الانضمام لفقدانها – كما قلنا – صفة الخصم الحقيقي‬

‫(الفصل ‪ 8‬من قانون املسطرة املدنية الفقرة ألاخيرة) وذلك ما لم ينص القانون على منحها هذا الحق‬

‫حينما يكون أساس الطعن مبدئيا على سبب متعلق بالنظام العام‪ .‬وعندما تكون النيابة العامة طرف‬

‫منضما فهي ال تلتزم بترتيب الخصوم بل تكون أخر من يتكلم وأخيرا ال تملك حق تجريح القضاة وذلك‬

‫استنادا إلى الفصل ‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،32‬وبقطع النظر عما للنيابة العامة من دور أمام القضاء املدني‬

‫طبق ملا شرحناه من قبل فإن للنيابة العامة دورا أخر غير قضائي تستمده من وضعيتها كممثلة‬

‫للمصلحة العامة تابعة مباشرة للسلطة التنفيذية ولوزير العدل بالذات وبالتالي فإن للنيابة العامة‬

‫دورا والئيا وإداريا تقوم به تحت إشراف وزير العدل‪ 33‬وعليه سنقسم هذا املبحث إلى مطلبين بحيث‬

‫‪ -32‬تدخل النيابة العامة في الدعوى المدنية شرقاوي الغزواني نور الدين (صفحة ‪ 91‬إلى ‪ )93‬مرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -33‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان (صفحة ‪ )118‬مرجع السابق‪.‬‬
‫سنتطرق في "املطلب ألاول" إلى القضايا التي يجب تبليغها إلى النيابة العامة في حاالت الانضمام طبقا‬

‫للفصل التاسع من املسطرة‪ .‬أما "املطلب الثاني" فخصصنه لتدخل إلاداري للنيابة العامة‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القضايا التي يجب تبليغها إىل النيابة العامة يف حاالت االنضمام طبقا للفصل‬

‫التاسع من المسطرة‬

‫لقد نص الفصل الثامن من ق‪.‬م‪.‬م على أنه "تتدخل النيابة كصرف منضم في جميع القضايا التي‬

‫يأمر القانون بتبليغها إليها‪ ،‬وكذا في الحاالت التي تطلب النيابة العامة التدخل فيها بعد اطالعها على‬

‫امللف أو عندما تحال عليها القضية تلقائيا من طرف القاض ي‪.‬‬

‫وال يحق لها في هذه ألاحوال استعمال أي طريق للطعن"‬

‫تم جاء الفصل التاسع ليعدد حاالت التدخل النضمامي ونص على أنه "يجب أن تبليغ إلى النيابة‬

‫العامة الدعوى آلاتية‪:‬‬

‫‪ -2‬القضايا املتعلقة بالنظام العام والدولة والجماعات املحلية واملؤسسات العمومية والهيئات‬

‫والوصايا لفائدة املؤسسات الخيرية وممتلكات وألاراض ي الجماعية‪.‬‬

‫‪ -1‬القضايا املتعلقة باألصول الشخصية والنيابات القانونية‪.‬‬

‫‪ -6‬القضايا املتعلقة بفاقدي ألاهلية وبصفة عامة جميع القضايا التي يكون فيها ممثل قانوني‬

‫نائبا أو مؤازرا ألحد ألاطراف‪.‬‬

‫‪ -1‬القضايا التي تتعلق وتهم ألاشخاص املفترضة غيبتهم‪.‬‬

‫‪ -9‬القضايا التي تتعلق بعدم الاختصاص النوعي‪.‬‬


‫‪ -3‬قضايا تنازع الاختصاص وتجريح القضاة وإلاحالة بسبب القرابة أو املصاهرة‬

‫‪ -4‬مخاصمة القضاة‪.‬‬

‫‪ -8‬قضايا الزور الفرعي‪.‬‬

‫يبلغ إلى النيابة العامة القضايا املسطرة أعاله قبل الجلسة بثالثة أيام على ألاقل بواسطة كتابة‬

‫الضبط غير أنه يمكن أن يتم هذا التبليغ أمام املحكمة الابتدائية في الجلسة املندرجة القضية فيها‪،‬‬

‫ويمكن للنيابة العامة في هذه الحالة أن تطلب تأخير القضية إلى أقرب جلسة لتقديم مستنتجاتها‬

‫كتابة أو شفويا حيث يجب على املحكمة تأخيرها‪.‬‬

‫ويمكن للنيابة العامة أن تطلع على جميع القضايا التي ترد التدخل فيها ضروريا‪ .‬وللمحكمة أن‬

‫تأمر تلقائيا بهذا الاطالع والبد أن يشار في الحكم إلى إبداع مستنتجات النيابة العامة أو تالوتها بالجلسة‬

‫وإال كان باطال‪.‬‬

‫على أن حضور النيابة العامة في مثل هذه القضايا غير التزامي إال إذا كان حضورها محتما قانونا‬

‫وذلك استنادا إلى الفصل ‪ 24‬من قانون املسطرة املدنية‪.34‬‬

‫وتتدخل النيابة العامة كطرف منضم أيضا في جميع القضايا التي ينظرها املجلس ألاعلى مع العلم‬

‫أنها قد تكون طرفا رئيسا في القضايا التي تكون فيها طرفا رئيسا بنص القانون إذ أوجب الفصل ‪633‬‬

‫من ق‪.‬م‪.‬م على املقرر في القضية إذا رآها جاهزا أن يصدر أمر بالتخلي عنها وتبليغها إلى النيابة العامة‬

‫مع وضع تقريره وهكذا يلزمنا ملعالجة موضوع هذا املطلب التعرض إليه في أربع فقرات‪.‬‬

‫الفقرة ألاولى‪ :‬القضايا املتعلقة بالنظام العام والدولة ومرافقها العمومية‬

‫‪ -34‬قانون المسطرة المدنية وعمل قضائي المغر بي "محمد بفقير" رئيس غرفة بالمحكمة االستئناف طبعة الثانية مزيدة‪ ،‬منشورات دراسات‬
‫قضائية سلسلة قانون والعمل القضائي صفحة ‪ 13‬و ‪.10‬‬
‫أوجب املشرع املغربي في الفصل ‪ 1‬من ق‪.‬م‪.‬م أن تبليغ إلى النيابة العامة عدة قضايا منها ما يتعلق‬

‫بالنظام العام للدولة واملؤسسات العمومية وممتلكات ألاحباس ومنها ما يتعلق باألحوال الشخصية‬

‫والنيابات القانونية‪.‬‬

‫واملالحظ أن املشرع املغربي راعى في وجوب تبليغ هذه القضايا ووجوب تدخل النيابة العامة فيها‬

‫عدة اعتبارات منها أن بعضها يتعلق بالنظام العام كقضايا الدولة وألاصول الشخصية وقضايا النيابة‬

‫القانونية والبعض ألاخر يتعلق بتطبيق نصوص قانونية علق عليها املشرع أهمية خاصة ألنها تؤدي إلى‬

‫حماية بعض املؤسسات التي تعتمد في ميزانيتها على بعض الهبات والوصايا التي تصرف كنفقات‬

‫وإعانات للمعوزين ولذلك ألزم املشرع املغربي في الفصل التاسع من املسطرة املدنية تبليغ هذه‬

‫الدعوى إلى النيابة العامة وذلك تحت طائلة بطالن الحكم‪.‬‬

‫بالنسبة للقضايا املتعلقة بالنظام العام وقضايا الدولة‪ :‬لقد أوجب قانون املسطرة املدنية املغربي‬

‫على النيابة العامة في الفصل التاسع أن تتدخل في كل دعوى تتعلق بالنظام العام أو تكون الدولة‬

‫طرفا فيها‪ ،‬ويتبادر إلى الدهن أن الدعوى املتعلقة بالنظام العام هي غير الدعوى املشار إليها في الفصل‬

‫التاسع من ق‪.‬م‪.‬م مادام املشرع عطف قضايا النظام العام على قضايا الدولة واملؤسسات العمومية‪،‬‬

‫لكن نرى أن سائر القضايا الواردة في الفصل ‪ 1‬من ق‪.‬م‪.‬م هي من متعلقات النظام العام‪ .‬وإن ذكر‬

‫عبارة النظام العام في مقدمة الحاالت التي تتدخل فيها النيابة العامة ما هي إال تأكيد على عنصر‬

‫النظام العام الذي يشكل القاسم املشترك لهذه الدعوى بحيث يعتبر كل ما يمس كيان الدولة أو‬

‫مصلحة أساسية من مصالحها من متعلقات النظام العام‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقضايا املتعلقة بالدولة‪ :‬فقد تكون الدولة مدعية أو مدعي عليها في جميع الدعاوى‬

‫سواء كانت طرف في نزاع يتعلق باألمالك الخاصة أو العامة (الدومين أو مجال العام) أو أي نزاع أخر‬
‫فإنه يجب على املحكمة قبل البت في القضية املعروفة أمامها أن تبليغها إلى النيابة العامة ويجب على‬

‫النيابة العامة أن تقدم مستنتجاتها داخل ثالثة أيام على ألاقل بواسطة كتابة الضبط‪.‬‬

‫غير أنه يمكن أن يتم هذا التبليغ أمام املحكمة الابتدائية أي أثناء الجلسة املندرجة القضية فيها‬

‫كما يمكن للنيابة العامة أن تطلب تأخير القضية إلى أقرب جلسة لتقديم مستنتجاتها كتابة أو شفويا‬

‫حيث يجب على املحكمة تأخيرها‪.‬‬

‫فالدولة قد تكون دائنة أو مدنية ألاخيار سواء كانوا أشخاص طبيعيين أو اعتباريين كالشركات‬

‫التجارية كما قد تكون طرف في نزاع بشأن أمالكها الخاصة أو العامة‪ ،‬والجدير بالذكر أن أمالك الدولة‬

‫الخاصة بيت مال املسلمين كأمالك الجيش وألامالك الناتجة عن التركات الشاغرة وهي تتصرف فيها‬

‫باالنتقال املباشر أو الكراء أو التفويت وغيره تحت نظر إدارة ألامالك املخزنية بوزارة املالية‪ ،‬وبوجد بكل‬

‫مدينة مراتب ألامالك املخزنية ينوب عن املدير في الادارة والتصرف في ألامالك الواقعة بدائرة بكل‬

‫أنواع التصرفات‪.‬‬

‫أما أمالك الدولة العامة فهي الشواطئ وألانهار والبحيرات والسكك الحديدية والطرق واملطارات‬

‫والعمارات املخصصة للعموم أو املواقف العمومية وكذا باطن ألارض‪.35‬‬

‫أما بالنسبة لقضايا الجماعات املحلية‪ :‬لقد جاءت أحكام التنظيم الجماعي في الظهير املؤرخ في ‪64‬‬

‫شتنبر ‪ 2143‬حيث عرف الفصل ألاول منه الجماعات بأنها "وحدات ترابية داخلة في حكم القانون‬

‫العام وتتمتع بالشخصية املعنوية والاستقالل املالي"‪.‬‬

‫‪ -35‬القانون الدستورية والمؤسسات السياسية األستاذ عبد الرحمان القادري صفحة ‪.8‬‬
‫وحيث أن الجماعات وحدة ترابية وجزء من الدولة التي تتمتع بنوع من السيادة والسلطات فإن‬

‫القانون أوجب أن تتدخل النيابة العامة كطرف منظم كلما كانت هذه الشخصية املعنوية طرف في‬

‫الدعوى‪.‬‬

‫وللنيابة العامة حق تقديم طلباتها كما يفعل الخصوم‪ .‬كما يجوز لها أن تحضر إجراءات التحقيق‬

‫ألنها طرفا رئيسيا في مثل هذه الدعاوى استنادا إلى الفصل ‪ 99‬من قانون املسطرة املدنية املغربي‪ ،‬بيد‬

‫أنه يحق للنيابة العامة أن تشرح وسائل الدفاع التي استعملها أحد الخصوم وأن تستعين بعملها‬

‫بالقانون وتدعم الخصم بإيراد دفاع لم يتمكن به الخصم لتزكي بذلك حجة على شرط أن يكون ذلك‬

‫الدفاع ناشئا عن طلبات الخصوم أنفسهم‪ .‬وحينما يتعلق وجه الدفاع بالنظام العام فالنيابة العامة‬

‫تتمسك به ولو لم يثره الخصوم وللمحكمة أن تحكم به تلقائيا‪ .‬وعالوة على ذلك فإن النيابة العامة ال‬

‫يجوز لها الحق الطعن في مثل هذه الدعاوى ألنها تعتبر طرفا منظما في الدعوى وبالتالي فهي تفقد‬

‫صفة الخصم الحقيقي طبق للفصل ‪ 8‬الفقرة ألاخيرة من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫وتكون النيابة العامة أخر املتكلمين في الجلسة ألن الطرف املنضم ال يلزم ترتيب الخصوم طبقا‬

‫للفصل ‪ 94‬و‪ 616‬و‪ 633‬من قانون املسطرة املغربي‪ ،‬فال يجوز للخصوم بعد تقديم أقوالها وطلباتها أن‬

‫يطلبوا الكالم وال أن يضعوا مذكرات جديدة‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقضايا املتعلقة باملؤسسات العمومية‪ :‬فاملؤسسات العمومية مرفق من مرافق الدولة‬

‫العامة تتمتع هي أيضا بالشخصية املعنوية وباالستقالل إلاداري واملالي‪ .‬وذلك أوجب الفصل ‪ 1‬من‬

‫ق‪.‬م‪.‬م تدخل النيابة العامة في مثل هذه الدعاوى ألن املؤسسة العمومية عبارة عن شخص معنوي‬

‫عام يتولى إدارة النشاط املسند إليه قانون تحت وصاية الدولة أو أحد ألاشخاص إلاقليمية العامة‬

‫كاإلقليم والعمالت وتتمتع بقدر من الاستقالل إلاداري املالي‪ ،‬وقد كثر اللجوء في العمر الحديث إلى‬

‫أسلوب املؤسسة العمومية الاستفادة من املزايا التقنية واملالية وإلادارية والسياسة التي تقدمها هذه‬
‫الوسيلة من الوسائل إلادارة واملواقف واملشروعات العامة‪ .‬وتصريف أموال هذه املؤسسات العمومية‬

‫وتدبير شؤونها إلادارية يعتبر من متعلقات النظام العام ألن للدولة رقابة إدارية ومالية عليها‪ .‬ألامر الذي‬

‫جعل املشرع املغربي يدخلها ضمن الحاالت التي يجب تبليغها النيابة العامة وإال نعرض الحكم‬

‫البطالن‪.‬‬

‫أما فيما يخص القضايا املتعلقة بالهبات والوصايا املترصدة لفائدة املؤسسات الخيرية‪ :‬الهبة يراد‬

‫بها التبرع والتفضل على الغير بمال أو بغيره وهي التزام الواجب بنقل حق املوهوب له بدون عوض‪ ،‬فهي‬

‫افتقار من لدن الواهب واعتناء أو إثراء من جانب املوهوب له ولكن لهذا الاثراء سبب قانوني وهو عقد‬

‫الهبة وعليه فهو إثراء بسبب‪ .‬ومثل هذه الهبات والوصايا املرصدة لفائدة املؤسسات الخيرية تعتبر من‬

‫متعلقات النظام العام مادا من ستزيد في الذمة املالية ملجموعة من ألاشخاص املعوزين أو اليتامى‬

‫الذين هم أحوج إلى هذه املعونات‪ ،‬ألامر الذي يستلزم تدخل النيابة العامة كلما أثيرت أمام املحكمة‬

‫نازلة من هذه النوازل‪.‬‬

‫وعليه فالوصايا والهبات التي ينشئها أصحابها والتي تكون لفائدة املؤسسات الخيرية وتتار فيها‬

‫نزاعات أمام القضاء يجب تبليغها إلى النيابة العامة قبل الجلسة بثالثة أيام على ألاقل بواسطة كتابة‬

‫الضبط‪.‬‬

‫ومن متعلقات النظام العام أيضا القضايا املتعلقة بممتلكات ألاحباس‪ :‬لقد جعل املشرع املغربي‬

‫قضايا ألامالك املحبسة من ضمن القضايا التي يجب تبليغها إلى النيابة العامة لتقديم مستنتجاتها‬

‫الكتابية أو الشفوية ذلك ألن الفصل ‪ 1‬نص على ما يلي‪ :‬يجب أن تبلغ النيابة العامة بالدعاوى آلاتية‪:‬‬

‫‪ -2‬القضايا املتعلقة بالنظام العام والدولة والجماعات املحلية واملؤسسات العمومية والهبات‬

‫والوصايا املرصدة لفائدة "املؤسسات الخيرية وممتلكات ألاحباس وألاراض ي الجماعية" والوقف أو‬

‫الحبس هو "إعطاء منفعة ش يء مدة وجوده الزما بناؤه في ملك معطيه" وعليه فإعطاء املنفعة ال‬
‫الرتبة هو ألاصل في الحبس‪ ،‬أما إعطاء الذات أي الرقبة فهو صدقة أو هبة‪ .‬وألاحباس أمالك‬

‫أوقفها وسبلها مالكوها ابتغاء وجه هللا كوقف املدارس للتعليم واملستشفيات للتطبيب واملساجد‬

‫لذكر اسم هللا أو تسيل قدر من القال لبناء السواقي والابار وغيرها من املرافق العمومية‪.‬‬

‫وتعتبر كذلك الدعوى املتعلقة باألراض ي الجماعية من الدعاوى املتعلقة بالنظام العام‪ .‬حيث كانت‬

‫في كل قبيلة من قبائل املغرب فيما مض ى جماعات تتمثل في أعيانها أو أعضائها يترأسهم القائد في‬

‫غالب ألاحيان وكانت هذه الجماعات تستغل أراض ي هامة على وجه جماعي على يد الشركاء الذين‬

‫يحرسونها أو يرعون فيها مواشيهم وقد يكرونها ملدة معينة وتبقى هذه ألاراض ي بيد املنتفعين بها‪ ،‬واليوم‬

‫قد تغيرت الوضعية بحيث أصبحت الجماعة القروية منتخبة من طرف القبيلة على الطريقة العصرية‬

‫وتدبر الجماعات أمور القبيلة وتهتم بعناية أراضيها وإحيائها إن كانت أرضا ‪ ....‬وتقسيمها بعد ذلك على‬

‫أفراد القبيلة أو الفرقة أو الدوار كما أنها تنوب عن أفرادها في النزاع الناش ئ بسبب تصرف في ألاراض ي‬

‫بعد تخويلها إلاذن بذلك من طرف وزارة الداخلية‪ ،‬تم إن أعضاء الجماعات املنتفعين ال تعين‬

‫حقوقهم ملا للملك من صبغة التسياع‪ .‬وذلك ألن ألاراض ي الجماعية غير مملوكة ملك خاصا‪ ،‬ولكنها‬

‫ملك مشاع للجماعة تستغلها على وجه جماعي وتستفيد منها في مراعاتها وحرثها‪ ،‬وقد صدرت عدة‬

‫ظهائر لتنظيم هذه ألاراض ي الجماعية منها الظهير املؤرخ في ‪ 2121/2/9‬الذي منع القضاة من الخطاب‬

‫على الرسوم الخاصة بالجماعات وأسس الظهير املؤرخ في ‪ 2121/1/14‬الوصاية على الجماعات وتم‬

‫تغيير بظهير ‪ 2193/4/18‬املنظم للقانون إلاداري على الجماعات املغربية لتفويت ألاراض ي الجماعية‬

‫ويقتض ي ذلك إسناد هذا إلايماء لوزير الداخلية وملجلس الوصاية الذي يترأسه هو أو من ينوب عنه‪.‬‬

‫أما في ما يخص الدعاوى املتعلقة باألحوال الشخصية الذي أوجب في الفصل التاسع من قانون‬

‫املسطرة املدنية على النيابة التدخل في قضايا ألاحوال الشخصية والنيابات القانونية وذلك تحت‬

‫طائلة بطالن الحكم الذي أقفل هذا الشرط املسطري‪ ،‬والعملة من بطالن هذا التدخل‪ ،‬فعبارة‬
‫ألاحوال الشخصية مصطلح حديث على القضاء املغربي وعلى املسطرة املدنية وذلك مند صدور مدونة‬

‫ألاحوال الشخصية في ‪ 21‬غشت ‪ 2194‬ومند صدور الظهير املتعلق بالتنظيم القضائي لسنة ‪2141‬‬

‫الذي أورد عبارة تقسيم املحاكم إلى غرفة ألاحوال الشخصية وقضايا امليراث‪ ،‬لهذا املنطق الجديد‬

‫أصبح هناك تمييز وفرق بين قضايا ألاحوال الشخصية وقضايا امليراث‪.‬‬

‫ونرى أن مفهوم ألاحوال الشخصية الذي تتدخل فيه النيابة كطرف منظم ضاقت رقعته حيث‬

‫كانت النيابات القانونية واملوارين وذلك لظروف تشريعية وقضائية اقتضت تقليص مفهوم ألاحوال‬

‫الشخصية الذي أصبح رهينا بكل نزاع جوهري في قضايا ألاسرة دون سواها كدعاوى الزوجية والطالق‬

‫والتطليق واللعان والنسب والحضانة والاستحقاق وهي نزاعات يجب تبليغها إلى النيابة العامة تحت‬

‫طائلة البطالن‪ .‬أما بالنسبة للدعاوى املتعلقة بالنيابات القانونية‪ .‬والتي تنظمها فصول مستقلة عن‬

‫ألاحوال الشخصية وهي الفصل ‪ 282‬وما بعده من ق‪.‬م‪.‬م وهي تهم قضايا شؤون القاصرين أما لصغر‬

‫في السن أو حيث يعين ولي أو وص ي أو مقدم عن هؤالء وذلك تحت إشراف قاض ي الاسرة املكلف‬

‫بشؤون القاصرين إشراف النيابة العامة‪.‬‬

‫وهذه القضايا تبليغ للنيابة العامة وإال كان الحكم باطال ألنه في مثل هذه الدعاوى يكون أحد‬

‫أطرافها قاصرا وممثال بواسطة نائبه القانوني ألامر الذي يتطلب تدخل النيابة العامة ملراقبة احترام‬

‫هذه الشروط من جهة وحماية الشخص القاصر ألنه طرف ضعيف من جهة أخرى‪ .‬وقد قرر املجلس‬

‫ألاعلى بتاريخ ‪ 2141/1/1‬أنه "في الحالة التي يكون فيها أحد أطراف الدعوى قاصرا يمثله نائبه القانوني‬

‫فإنه يجب أن يبلغ ملف القضية إلى النيابة العامة ويشار في الحكم إلى إبداع مستنتجاتها أو تالوتها‬

‫بالجلسة وإال كان الحكم باطال‪ .‬وال يلزم القانون في هذه الحالة من حاالت التدخل الانضمامي للنيابة‬

‫أن يحضر ممثلها بالجلسة ومن اجتهادات املجلس ألاعلى قراره الصادر في ‪ 1‬يوليوز ‪ 41‬والقاض ي بأن‬

‫"حضور ممثل النيابة العامة في الجلسة غير إلزامي إال كانت طرفا رئيسيا أو وجد نص خاص يوجب‬
‫ذلك والفصل التاسع من ق‪.‬م‪.‬م يوجب أن تبليغ إلى النيابة العامة بعض الدعاوى في حاالت معنية وال‬
‫بالجلسة‪36.‬‬ ‫يوجب حضور ممثلها‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القضايا المتعلقة بفاقدي األهلية والغيبة‬

‫إن بعض هذه القضايا ورد ذكرها في الفصل ‪ 1‬من ق‪.‬م‪.‬م والبعض ألاخر أوردها املشرع املغربي إما‬

‫في قانون املسطرة املدنية أو في قوانين خاصة‪ .‬وقد راعى املشرع املغربي في وجوب تبليغ هذه الدعاوى‬

‫ووجوب تدخل النيابة العامة فيها عدة اعتبارات منها ما يتعلق بتطبيق نصوص قانونية علق عليها‬

‫املشرع أهمية خاصة ومنها ما يتعلق بمصلحة خاصة تحتاج إلشراف النيابة العامة وحمايتها وذلك‬

‫عندما يكون أحد ألاطراف ضعيفا أو عديم ألاثر كقضايا فاقدي ألاصلية وألاشخاص املفترضة غيبتهم‪.‬‬

‫واملمثل القانوني أو النائب القانوني يكون نائبا عن ألاشخاص القاصرين أمام القضاء‪ ،‬والنيابة‬

‫القانونية كما نعرف أما تقديم أو ايماء فقد توجد أموال الشركات شخص افترضت غيبته فيكون لكل‬

‫شخص له مصلحة مشروعة أو للنيابة العامة أن يقدم مثاال تصد اتخاذ إجراءات التسيير الالزمة‬

‫وذلك طبق للفصل ‪ 136‬من قانون املسطرة املدنية املتعلق بالغيبة وكل هذه الدعاوى يجب أن تبلغ إلى‬

‫النيابة العامة طبق للفصل ‪ 1‬من قانون املسطرة املدنية في ما يخص القضايا املتعلقة بفاقدي ألاهلية‪:‬‬

‫إذا ما أثير أمام القضاء نزاع بين قاصر وبين غيره فال بد أن تتدخل النيابة العامة وتقدم مستنتجاتها في‬

‫النازلة واعتبر الحكم باطال‪ .‬وهذه الدعاوى التي تخص القاصرين تحكمها الفصول ‪ 282‬وما بعده من‬

‫قانون املسطرة املدنية‪ .‬وهناك فرق واضح بين هذا النوع من القضايا التي تعني القضايا التي يكون فيها‬

‫أحد ألاطراف املتقاضين مهجورا ويكون له قانوني ينوب عنه ويمثله‪ ،‬وبين قضايا النيابات القانونية‬

‫التي تعني القضايا التي تتعلق بمسطرة وتسيير النيابات القانونية والترشيد والتحجير وتسيير أحوال‬

‫القاصرين وحماية مصالحهم بواسطة النيابة القانونية‪.‬‬

‫‪ -36‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي الغروافي نور الدين صفحة ‪ 110‬إلى ‪ 122‬مرجع السابق‪.‬‬
‫كما تهم هذه القضايا أيضا قضايا ألاشخاص املعوزين كالشركات التي ينوب عنها ممثل قانوني‬

‫وكذلك ألامر بالنسبة لكل شخص اعتباري كالجمعية والنقابة والجماعات املحلية القروية بالنسبة‬

‫ألراض ي الجماعات التي ينوب عنها ويسيرها وزير الداخلية‪ .‬وكذلك ألامر عندما تعين املحكمة فيها على‬

‫أحد ألاشخاص كمؤازر وكذلك وكيل امللك أو السنديك الذي يمثل كثلة الدائنين بمقتض ى حكم‬

‫الافالس‪ ،‬ويجب على النيابة العامة التدخل في القضايا التي يكون فيها أحد ألاشخاص فاقد ألاهلية‬

‫وأن التبليغ د اخل ثالثة أيام قبل الجلسة على ألاقل وإذا كانت النيابة العامة طرفا منضما في مثل هذه‬

‫القضايا فلها الكلمة ألاخيرة أي أنها تكون أخر املتكلمين بالجلسة وال يجوز ألاطراف أن يعقبوا عليها‪.‬‬

‫كما ال تملك النيابة العامة خط تجريح القضاة ولكن من حق الخصوم أن يقدموا طلب بتجريحها‬

‫ألي سبب من أسباب التجريح وذلك طبقا للفصل ‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي جاء فيه "تطبيق أسباب‬

‫التجريح املتعلقة بقاض ي ألاحكام على قاض ي النيابة العامة إذ كانت طرفا منضما وال ‪ ...‬إذا كانت طرفا‬

‫رئيسيا"‪.‬‬

‫كما ال نملك النيابة العامة الطعن في ألاحكام بالنسبة لهذه القضايا أنها صفة الخصم الحقيقي إذ‬

‫جاء الفصل ‪ 8‬من ق‪ .‬املسطرة املدنية‪ .‬موضحا هذا بقوله "تتدخل النيابة العامة كطرف منضم في‬

‫جميع القضايا التي يأمر القانون بتبليغها إليها وكذا في الحاالت التي تطلب النيابة العامة التدخل فيها‬

‫بعد اطالعها على امللف أو عند ما تحال إليها القضية تلقائيا من طرف القاض ي وال يحق لها في هذه‬

‫ألاحوال استعمال أي طريق للطعن" ولم يجعل قانون املسطرة املدنية حضور النيابة العامة إلزاميا إال‬

‫لدى املجلس ألاعلى أو حينما تكون طرفا رئيسيا في الدعوى‪.‬‬

‫أما في ما يخص القضايا التي تهم ألاشخاص في املفترضة غيبتهم‪ :‬ينص ‪ 136‬من قانون املسطرة‬

‫املدنية املتعلق بالغيبة على أنه "يمكن لكل شخص يثبت أن له مصلحة مشروعية أو للنيابة العامة‬

‫لدى املحكمة الابتدائية تقديم مقال عند وجود ضرورة تسيير كل أو بعض ألاموال تركها شخص‬
‫افترضت غيبته بسبب انقطاع أخباره دون أن يترك وكالة ألحد إلى املحكمة الابتدائية ملحل أخر موطن‬

‫أو أخر محل إ قامة من تفترض غيبته وإال فإن املحكمة التي توجد ألاموال بدائرتها قصد ألامر باتخاذ‬

‫إجراءات التسيير الالزمة وخاصة تعيين كاتب ضبط يكلف بهذا التسيير ضمن الشروط التي تحددها‬

‫املحكمة‪ ،‬ويمنع على هذا املسير أن يفوت أي منقول أو عقار دون إذن من القضاء‪.‬‬

‫ويبت القاض ي بأمر غير قابل للطعن ويتعين على النيابة العامة إذا لم تكن هي التي قدمت املقال‬

‫أن تدلي بمستنتجاتها"‬

‫وعليه فإنه عندما توجد أموال بتركها شخص افترضت غيبته يكون لكل من يعنيه ألامر أو ورثة‬

‫متغيب أن يرفع املقال بشأنها إلى القضاء قصد ألامر باتخاذ إلاجراءات الالزمة وإذ لم يفعل من يعنيه‬

‫ألامر هذه ألاموال فللنيابة العامة أن تتقاض ي بتمتع بها دوي الشأن فيها فتبدي طلباتها تبعا لترتيب‬

‫الخصوم وسماعهم ويكون لها الرد عليها أو دحضها ويبت القاض ي بأمر غير قابل للطعن طبقا للقاعدة‬

‫العامة في ألاوامر ويتعين على النيابة العامة إذ لم تكن هي التي قدمت املقال أن تدلي بمستنتجاتها طبقا‬

‫للفصل ‪ 136‬من ق‪.‬م‪.‬م السالف الذكر وفي حالة ما إذا استغرقت الغيبة أكثر من سنة فإن لدوي‬

‫الشأن أو النيابة العامة كذلك أن يرفعوا إلى املحكمة مقاال للحصول على الحكم يصرح بالوفاة‪.‬‬

‫وحينذاك تصفى التركة طبقا للفصل ‪ 139‬من قانون املسطرة املدنية وفي هذه الحالة فإن الحكم‬

‫يكون قابال للطعن طبقا للقواعد العامة‪.‬‬

‫وقد قض ي املجلس ألاعلى بتاريخ ‪ 82/9/19‬بأنه "يكون تبليغ النيابة العامة وجوبا في الحالة التي‬

‫تفرض فيها غيبة الشخص بسبب انقطاع إخباره طبقا للفصل ‪ 136‬من قانون املسطرة املدنية وليس‬

‫في الحالة التي ينصب فيها قيم على الخصم بسبب جهل موطنه أو محل إقامته طبقا للفصل ‪ 61‬من‬

‫ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬واملالحظ أن املشرع املصري استعمل عبارة عامة وشاملة فنص في الفقرة ألاولى في الفصل ‪81‬‬

‫على أنه "فيما عدا الدعاوى الاستعجالية يجوز للنيابة العامة أن تتدخل في الحاالت آلاتية " الدعاوى‬
‫الخاصة بعديمي ألاهلية وناقصيها والغائبين واملفقودين وهذه العبارة جاءت لتشمل الغائب واملفقود‬

‫والحال أن هناك فرق بين الغائب واملفقود أذ املفقود هو من انقطعت أخباره أما الغائب فهو الذي لم‬

‫تنقطع أخباره إال أنه مجهول املكان‪ 37،‬وتكون النيابة العامة أيضا طرفا منضما في دعاوى عدم‬

‫الاختصاص وتنازعه وهو ما سنعالجه في الفقرة الثالثة‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬القضايا المتعلقة بعدم االختصاص وقضايا تنازع االختصاص‬

‫دراسة الاختصاص وقواعد ترمي إلى معرفة الجهة القضائية واملحكمة املؤهلة للنظر في النزاعات‬

‫على اختالفها ويقتض ي ذلك بالضرورة تعدد املحاكم وتنوعها وقد نص القانون القديم للمسطرة‬

‫املدنية املغربي في فصله ‪ 283‬على أنه "يجب أن تبليغ إلى وكيل امللك الدعاوى التالية‪:‬‬

‫‪ -6‬الدعاوى املتعلقة باالختصاص النوعي‪.‬‬

‫كما نص قانون املسطرة املدنية الحالية في الفصل ‪ 1‬على أنه "يجب" أن تبليغ إلى النيابة العامة‬

‫الدعاوى التالية‪:‬‬

‫‪" -9‬القضايا التي تتعلق بعدم الاختصاص النوعي" والدفع بعدم الاختصاص النوعي مسطرة يكثر‬

‫استعمالها لدى املحاكم وتخلص في كون الطرف املدعى عليه الذي يعتبر املحكمة الواضعة يدها‬

‫على الدعوى غير مختصة ويطلب منها أن ترفع يدها عنها‪ .‬فإن كان املوضوع هو الدفع بعدم‬

‫الاختصاص فإنه يجوز إثارته من طرف أي كان من املتقاضين وكذلك من طرف النيابة العامة كما‬

‫يمكن أن يثار تلقائيا من طرف القاض ي كما تنص على ذلك الفقرة ألاخيرة من الفصل ‪ 23‬من‬

‫قانون املسطرة املدنية وإثارة الدفع بعدم الاختصاص النوعي الذي يمكن للنيابة العامة إثارته يجد‬

‫مصدره في الفصل ‪ 1‬من قانون املسطرة املدنية الحالي الذي يوجب تبليغ الدعاوى املتعلقة بالدفع‬

‫‪ -37‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي الغزواني نور الدين صفحة ‪ 126‬إلى ‪ 128‬مرجع السابق‪.‬‬
‫بعدم الاختصاص النوعي إلى النيابة العامة ذلك ألن النيابة العامة تعتبر طرفا منضما في مثل هذه‬

‫الدعاوى‪ ،‬وتبعا لذلك الوضع في ألاحكام بين حالة التدخل الانضمامي وحالة التدخل الرئيس ي فإن‬

‫النيابة العامة وهي هنا طرف منضم ال تلتزم ترتيب الخصوم وإنما تكون أخر من يتكلم‪ ،‬إذا ال يجوز‬

‫للخصوم بعد أن تتدخل وتدلي بطلباتها أن يتناولوا الكالم وال أن يقدموا للمحكمة مذكرات‬

‫جديدة‪ ،‬تم إن النيابة العامة ال يكون لها الحق الطعن في ألاحكام في حالة الانضمام لفقدانها صفة‬

‫الخصم الحقيقي طبقا للمادة ‪ 8‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫كما ال يجوز لها إبداء طلبات جديدة في الدعوى وال أن توسع نطاقها‪ ،‬إذ أنها ملزمة باألداء برأيها في‬

‫الدعوى بنفس الحالة التي يقوم بها الخصوم‪.‬‬

‫كما أنه يمنع على النيابة العامة تجريح القضاة بينها يكون من حق الخصوم أن يقدموا طلبا‬

‫بتجريحها طبقا للفصل ‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ 38.‬والاختصاص النوعي من متعلق النظام العام ولذلك يجب‬

‫أن تبلغ للنيابة العامة بالدعاوى املتعلقة بعدم الاختصاص النوعي وذلك تحت طائلة البطالن‪ ،‬والدفع‬

‫بعدم الاختصاص النوعي يثار تلقائيا من لذن قاض ي الدرجة ألاولى طبقا للفصل ‪ 23‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.39‬‬

‫ويترتب على ذلك أنه يجوز التمسك به في أية مرحلة كانت عليها الدعوى ولو ألول مرة أمام املجلس‬

‫ألاعلى‪ ،‬كما ال يجوز التنازل عنه لتعلقه بالنظام العام ويجب إثارته قبل كل دفع أو دفاع ويمنع إلاقدام‬

‫على ذلك ألول مرة أمام املحكمة الاستئناف إال ما كان راجعا لحكم غيابي‪ ،‬واملحكمة التي أثير أمامها‬

‫الدفع ملزمة بالجواب على ذلك إما بموجب حكم مستقل أو بإضافة الطلب العارض للجوهر طبقا‬

‫للفصل ‪ 24‬من ق‪.‬م‪.‬م ومن حق النيابة العامة إذا ما تعلق في الدعوى كطرف منضم أن تثير مسألة‬

‫الاختصاص ولو لم يدفع به الخصوم‪.‬‬

‫‪ -38‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي الزواني نور الدين صفحة ‪ 161‬و‪ 161‬مرجع سابق‬
‫‪ -39‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بزيان صفحة ‪ 21‬مرجع سابق‬
‫أما بخصوص القضايا املتعلقة بتنازع الاختصاص‪ :‬فتحكمه الفصول من ‪ 644‬إلى ‪ 646‬من الباب‬

‫السادس وكذلك الفصل ‪ 688‬من قانون مسطرة املدنية الذي ينص على أنه "ينظر املجلس ألاعلى في‬

‫تنازع الاختصاص بين محاكم ال تخضع ألية محكمة أخرى مشتركة أعلى درجة"‬

‫وتتدخل النيابة العامة بوصفها طرفا منضما في كل دعوى تتعلق بتنازع الاختصاص طبقا للفصل‬

‫‪ 1‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ 40‬ولذلك ينص على أنه تكون مسطرة تنازع الاختصاص مفتوحة ألاطراف ملا يكون قد رفع‬

‫إلى عدة محاكم نفس الطلب فأصدرت فيه قرارات صادرت غير قابلة للطعن‪ ،‬وصرحت جميعها في هذه‬

‫القرارات باختصاصها في الطلب وهو تنازع إيجابي أو عدم اختصاصها وهو تنازع سلبي‪ .‬ويقدم طلب‬

‫الفصل في التنازع الاختصاص بمقابل أمام املحكمة ألاعلى درجة املشتركة بين املحاكم التي يطعن في‬

‫أحكامها أمامها وأمام املجلس ألاعلى إذا تعلق ألامر بمحاكم ال تخضع ألية محكمة أعلى مشتركة بينها‬

‫وذلك طبقا للفصل ‪ 642‬من قانون املسطرة املدنية أمام الفصل ‪ 641‬من ق‪.‬م‪.‬م فينص على أنه‬

‫"ينظر في املقال بغرفة مشورة دون حضور ألاطراف أو وكالئهم" ويقض ى الفصل ‪ 686‬من ق‪.‬م‪.‬م بأنه‬

‫ينظر املجلس ألاعلى في تنازع الاختصاص بين محاكم ال تخضع ألي محكمة أخرى مشتركة أعلى درجة‪.‬‬

‫وتنازع الاختصاص نوعان تنازع سلبي وأخر إيجابي فلو أن أكثر من محكمة قضت بكونها مختصة‬

‫في الدعوى فإننا نكون أمام تنازع إيجابي أما إذا ذهبت هذه املحاكم بعكس ذلك إلى عدم اختصاصها‬

‫في الدعوى املعروضة أمامها اعتبر ذلك تنازعا سلبيا في الاختصاص فقد يكون النزاع بين محكمتين غير‬

‫خاضعين ملحكمة استئناف واحدة وهنا يجب اللجوء إلى املجلس ألاعلى طبقا للفترة ألاخيرة من الفصل‬

‫‪ 641‬وكذلك الفصل ‪ 686‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪ -40‬اإلجراءات المدنية أمام المجلس األعلى‪ .‬شروح وتحليالت أدولف ريولط مستشار (في وزارة العدل صفحة ‪)61‬‬
‫ويختص املجلس ألاعلى كذلك بالبث في الدعوى حينها يقع النزاع بين محاكم الاستئناف ألنه‬

‫القاسم املشترك والوحيد بينها وتتدخل النيابة العامة في هذه الدعاوى لدى محكمة الاستئناف‬
‫ألاعلى‪41‬‬ ‫واملجلس‬

‫والجدير بالذكر أن املحكمة تنظر في طلب تنازع الاختصاص في غرفة املشورة دون حضور ألاطراف‬

‫أو وكالئم أو حضور النيابة العامة ألن هذه ألاخيرة غير ملزمة بالحضور إال إذا كانت طرفا رئيسيا في‬

‫الدعوى وإذا وجد نص خاص ينص على ذلك صراحة على أنه من الالزم على النيابة أن تدخل لتدلى‬

‫بمستنتجاتها في دعوى تنازع الاختصاص وال يجوز للنيابة أن تطعن في القرار الصادر بشأن الاختصاص‬

‫ألنها ليست طرفا رئيسيا فيه بل مجرد طرفا منضم أو الطرف املنضم ال يملك الحق في الطعن ولو جاء‬

‫القرار مخالفا مللتمساتها‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬القضايا المتعلقة بمخاصمة القضاة والزور الفريع‬

‫ال توجد آلية قانونية وقضائية ملراقبة أعمال ومهام قضاة النيابة العامة‪ ،‬ال من قبل السلطة‬

‫التنفيذية أي الحكومة‪ ،‬وال السلطة التشريعية وال املواطن‪ ،‬إذ ال يمكن الطعن في قراراتها وال تجريح أو‬

‫مخاصمة قضاتها لذا‪ ،‬من الواجب على القانون مثال‪ ،‬الذي سينظم قواعد التفتيش املنصوص عليه‬

‫في القانون التنظيمي للمجلس ألاعلى للسلطة القضائية‪ ،‬أو أي قانون أخر أن يتناول هذا الفراغ‪،‬‬

‫بطريقة تحض ي ألادوار القضائية وغير القضائية املهمة في الحفاظ على ألامن العام والخاص التي تقوم‬

‫به النيابة العامة من جهة‪ ،‬وتحقق في الوقت نفسه للمواطن حقه في التشكي القانوني والقضائي‪،‬‬

‫وليس إلاداري‪ ،‬من الضرر الحاصل له في بعض الحاالت التي ال يد له فيها‪ .42‬وفي القضايا املتعلقة‬

‫"بتجريح القضاة" إن الشرط ألاساس ي في القاض ي أن يتوفر على القدر الكافي من النزاهة ويعمل القانون‬

‫على حماية هذه النزاهة بمختلف الوسائل‪.‬‬

‫‪ -41‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية صفحة ‪ 111‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -42‬جريدة الصباح "قانون اختصاصات رئاسة النيابة العامة لعبد الكبير في فبراير ‪3119‬‬
‫ولهذا سلك قانون املسطرة املدنية سبيل املساطر ألاجنبية في التنصيص على مواد خاصة لحماية‬
‫‪43‬‬ ‫نزاهة القاض ي مما قد يشوبها شبه‪.‬‬

‫إن دعاوى تجريح يحكمها الفصل ‪ 191‬وما بعدها إلى الفصل ‪ 111‬من ق‪.‬م‪.‬م وهي ترمي إلى الاحالة‬

‫بسبب القارية أو املصاهرة أو أحد ألاسباب ألاخرى املذكورة في الفصول ألاتية الذكر على القاض ي أخر‬

‫ويجسد ذلك اطمئنان أكثر ألحد املتقاض ي ويضمن له حكما عادال ونزيها‪ ،‬وأسباب تجريح القضاة‬

‫وردت على وجه الحصر في الفصل ‪ 194‬وهي‪:‬‬

‫‪ -2‬مصلحة القاض ي في النزاع‪ ،‬إذ يجرح القاض ي إذا كانت له أو لزوجته مصلحة شخصية في النزاع‬

‫مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫‪ -1‬القرابة أو املصاهرة‪ :‬وذلك في الحالة التي توجد فيها قرابة أو مصاهرة بين القاض ي أو زوجته من‬

‫جهة وأحد ألاطراف من جهة أخرى حتى درجة ابن العم وعلى النيابة العامة أن تتدخل في الحالة‬

‫من الحاالت التجريح وتؤخذ عبارة "القرابة" بمعناها الواسع تشمل القرابة الطبيعية والقرابة‬

‫الشرعية ألن الغاية من التجريح هو ضمان نزاهة القضاة واستقاللهم‪.‬‬

‫‪ -6‬إذا كان القاض ي دائنا أو مدينا ألحد ألاطراف فيمكن تجريحه إال أنه ال يمكن تجريحه إذا استوفى‬

‫الدين‪.‬‬

‫‪ -1‬إذا كانت هناك دعوى قائمة أو انتهت منذ أقل من سنتين بينه أو بين زوجته أو أموالها أو فروعها‬

‫وبين أحد ألاطراف‪.‬‬

‫‪ -43‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي الغزواني نور الدين صفحة ‪163‬‬
‫ومالحظ أن كله "نزاع" يجب على املحكمة والنيابة العامة حينما تتدخل كطرف منضم أن تأخذها‬

‫بمدلولها العام بحيث ال ينبغي التمييز بين نزاع مدني أو جنائي إال أنه طبيعي أن يكون النزاع جاريا أو‬

‫يكون قد انتهى من أقل من سنتين‪.‬‬

‫‪ -9‬إذا سبق للقاض ي أن أعطى رأيه أو رافع أو نظر في النزاع إذ يجرح القاض ي الذي سبق له أن قدم‬

‫استشارة أو رافع أو كان طرفا في النزاع أو نظر فيه كحكم أو أدلى بشهادة‪.‬‬

‫ويجب التوضيح هنا أنه يتعلق ألامر برأي له فيه مصلحة بصفته مستشار أو محاميا ألحد ألاطراف‬

‫أما فيما يرجع للشهادة فيجب أن تتعلق بأفعال سبق للقاض ي أن عرفها ليس كحاكم ولكن كشاهد‪.‬‬

‫‪ -3‬يجرح القاض ي أيضا إذا تصرف كنائب قانوني ألحد ألاطراف‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا وجد عالقة تبعية بين القاض ي أو زوجته أو بين أحد ألاطراف زوجته‪.‬‬

‫‪ -8‬إذا كانت ثمة صداقة أو عداوة بين القاض ي أو أحد ألاطراف ويجب أن تكون العداوة أو املودة‬

‫شخصية‪ .‬فال يكفي اتفاق القاض ي أو اختالفه في أرائه السياسية ومن جهة أخرى أال تكون العداوة‬

‫قد بدأها الخصم مع القاض ي بعد رضع الدعوى بقصد منعه من نظرها وهذه ألاسباب كلها تخول‬

‫للنيابة العامة أن تتدخل فيها وعليها أن تتدخل كطرف منضم يعد دراستها لكل مالبسات الدعوى‬

‫وظروفها حتى يعتبر تدخلها قانونيا ويجب أن تبليغ النيابة العامة بمثل هذه الدعاوى التي تتضمن‬

‫أحد ألاسباب الواردة في الفصل ‪ 119‬من ق‪.‬م‪.‬م وإال اعتبر الحكم باطال إذا لم يتضمن التنصيص‬

‫على تقديم النيابة العامة ملستنتجاتها في النازلة أو إذا لم تقدم النيابة العامة هذه املستنتجات‬

‫ويمكن للنيابة العامة أن تطلب تأخير القضية إلى الجلسة أخرى لتقديم مستنتجاتها كتابة أو‬

‫شفويا وعلى املحكمة الاستجابة إلى ذلك‪.‬‬

‫أما حضور النيابة العامة فهو أمر غير التزامي ما دامت طرفا منضما في هذه الدعاوي‪.‬‬
‫أما في ما يخص مخاصمة القضاة‪ :‬فتخضع ملسطرة خاصة ورفع النص عليها في الفصول ‪ 612‬إلى‬

‫‪ 142‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬ويعود الاختصاص للبث في هذه الدعاوى للمجلس ألاعلى التي تخص عرفه مجتمعه‬

‫للبث فيها ويجب أن تحال هذه الدعاوى التي تهم مخاصمة القضاة على النيابة العامة التي تعتبر طرفا‬

‫منضما طبقا للفصل ‪ 1‬من ق‪.‬م‪.‬م ودعوى املخاصمة ترفع بطلب أصلي من أحد الخصوم على القاض ي‬

‫أو على عضو النيابة العامة لألسباب الواردة في الفصل ‪ 612‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ 44‬الذي ينص على أنه "يمكن"‬

‫مخاصمة القضاة في ألاحوال آلاتية‪:‬‬

‫إن هذا الوصف "القضاة" هو لحصر‪ ،‬والظاهر أنه ينحصر في ألاشخاص املشار إلى ضبطهم في‬

‫القانون املنظم لرجال القضاء أي القضاة العاملون في القضاء الجالس وقضاة النيابة العامة فصل‪،‬‬

‫على هذا التأويل‪ ،‬ال يطبق النص على حكام املقاطعات والجماعات الذين أسست مناصبهم في الظهير‬

‫بمثابة قانون عدد ‪ 661-41-2‬املؤرخ في ‪ 11‬جمادي الثانية ‪ 29( 2611‬يوليوز ‪ )2141‬والذين ال ينتمون‬

‫لسلك القضاء‪ ،‬وهم مع ذلك يمارسون مهام قضائية ومن املفيد الحصول على الشرح لهذه املسألة من‬

‫قبل املجلس ألاعلى‪.‬‬

‫وحاالت مخاصمة القضاة إذن هي‪:‬‬

‫‪ -2‬إذا كانت هناك ارتكاب تدليس أو غش أو اختالس يمكن أن يدعى به على بعض قضاة الحكم‬

‫أثناء التحقيق أم البث أو غيبي قاض ي من النيابة العامة أثناء ممارسته ملهامه‪ .‬يجب أن يتعلق‬

‫ألامر بمخالفة ارتكبت عن علم ومع قصد ألاضرار بمصالح أحد ألاطراف‪ .‬وقد أضاف التشريع‬

‫الفرنس ي منذ ‪ 2116‬إلى ذلك الخطأ املنهي الجسيم الناتج عن غلط جد فاحش ما كان يرتكبه‬

‫قاض ي وهو على شعور عادي بواجباته ومع ذلك فإن هذا الخطأ يختلف عن الخطأ الاختياري‪.‬‬

‫‪" -1‬إذا قض ي نص تشريعي صراحة بجوازها"‬

‫‪ -44‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي الغزواني نور الدين مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا صرح نص تشريعي بمسؤولية قضاة‪ ،‬وأنها تستوجب تعويض الضرر‪ .‬باملسؤولية ضد‬

‫لقاض ي أجد نادرين في القانون املغربي بل هما قاصران على املادة الجنائية املتعلقة بخرق‬

‫القوانين الخاصة بحماية الحرية الشخصية‪.‬‬

‫‪" -1‬عند وجود إنكار العدالة" (الاقتناع عن ممارسة العدالة)‪.‬‬

‫ودعوى املخاصمة يرفعها املتقاض ي على القاض ي ملطالبة بجبر الضرر الذي أصابه من قضائه‬

‫بمقتض ي خطأ نص عليه املشرع ووقف ملسطرة خاصة وتتدخل النيابة العامة بصفتها طرفا منضم في‬

‫هذه الدعوى ألن النيابة العامة لدى املجلس تتدخل في جميع القضايا املعروفة أمام هذا املجلس‬

‫ودعوى املخاصمة هي دعوى تعريف وبطالن للحكم أو التصريف الصادر عن القاض ي‪ .‬والنيابة العامة‬

‫باعتبارها طرفا منضما إذ تبدي رأيها فيما أبداه الخصوم ألاصليون من طلبات ودفوع ال تلتزم الانضمام‬

‫ألحد الخصوم في وجه نضره بل ملا أن تبدي رأيها بما تراه متفقا مع القانون والعدالة سواء اتفقت‬

‫فيما تبدي مع رأي أحد الخصوم أم تتفق‪ .‬ولها أن تبدي رأيها تم تعدل عنه إلى أخر أما حضور النيابة‬

‫العامة فهو أمر غير إلزامي مادامت النيابة العامة تتقاض ي بوصفها طرفا منضما‪.‬‬

‫إال أن القانون املسطرة املدنية لم يكن واضحا إذ ذكر أن الحكم بالنسبة للمحاكم الابتدائية البد‬

‫أن تشمل على اسم النيابة العامة عندما يكون حاضرا بالجلسة وأغفل ألامر بالنسبة للمحاكم‬

‫الاستئنافية‪ .‬في حيث صرح املشرع بوضوح على وجوب اشتغال القرار على اسم ممثل النيابة العامة في‬

‫القضايا املفروضة على املجلس ألاعلى فدعوى املخاصمة وذلك تحت طائلة البطالن‪ .‬فحضور النيابة‬

‫العامة في املجلس ألاعلى أمر إلزامي في جميع القضايا سواء كانت فيها النيابة ابتدائيا استئنافيا طرفا‬
‫رئيسيا أو منضما وعلى العكس من ذلك بالنسبة ملحكمة الاستئناف واملحكمة الابتدائية إذ ال يعتبر‬
‫قانونا‪45.‬‬ ‫حضورها إلزاميا إال إذا كانت طرفا رئيسيا أو محتما‬

‫أما بالنسبة لقضايا الزور الفرعي‪ :‬وهذه القضايا تحكمها مقتضيات الفصول ‪ 241-11‬من قانون‬
‫املدنية‪46.‬‬ ‫املسطرة‬

‫ويجب على النيابة العامة أن تتدخل في كل دعوى يكون موضوعها الزور الفرعي طبقا للفصل ‪1‬‬

‫من ق‪.‬م‪.‬م في فقرته الثامنة‪ .‬ودعوى الزور الفرعي هي التي تنصب على السند املقدم للمحكمة كدليل‬

‫إلاثبات في الدعوى مدنية رائجة إال أنه يثار أمامها زوريه دليل من أدلة إلاثبات وقد سبق وقلنا أنه‬

‫كلما كانت هناك دعوى مدنية ال توجب تدخل النيابة العامة وأثيرت أمامها مسألة أولية أو طلب‬

‫عارض وكانت هذه املسألة ألاولية أو طلب العارض يتعلق بحالة من حاالت التدخل الانضمامي فإن‬

‫يجب على املحكمة أن تبلغ الدعوى إلى النيابة العامة لتتدخل هذه ألاخيرة وتدلي بمستنتجاتها‪ .‬وينص‬

‫الفصل ‪ 14‬من ق‪.‬م‪.‬م على أن القاض ي يقوم خالل ثمانية أيام من وضع املستند املطعون فيه بالزور‬

‫عند الاقتضاء بكتابة الضبط للمحكمة الابتدائية بالتأشير على املستند أو ألاصل بحضور ألاطراف‬

‫وبعد استدعائهم بصفة قانونية لذلك‪ .‬ويمكن للقاض ي حسب الحاالت أن بأمر أو بتحرير محضر بحالة‬

‫نسخة املستند دون انتظار وضع ألاصل الذي يحرر بحالة محضر مستقل الكتابة بين السطور وما‬

‫يشابه ذلك ويحرر املحضر بحضور النيابة العامة باعتبارها قد بلغت بذلك ويؤشر عليه القاض ي‬

‫وممثل النيابة العامة وألاطراف الحاضرون أو وكالئهم ويقع الشروع فور تحرير املخاطر في إثبات الزور‬

‫بنفس الطريقة املشار إليها في الفصلين ‪ 81‬و‪ 14‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫ويبث القاض ي بعد ذلك وجود الزور ويحكم على املدعي بالزور املفروض طلبه بغرامة تتراوح بين‬

‫خمسمائة درهم دون تسمح بمعرفة مرتكبة أحيلت املستندات على النيابة العامة طبقا ملقتضيات‬

‫‪ -45‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي الغزواني نور الدين صفحة ‪ 161‬و‪ 162‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -46‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمود بوزيان صفحة ‪ 269‬مرجع سابق‬
‫قانون املسطرة الجنائية وطبق للفقرة ألاخيرة من الفصل ومن ق‪.‬م‪.‬م املتعلقة باملحاكم املتعلقة‬

‫باملحاكم الابتدائية والاستئنافية فإن النيابة العامة البد في الحاالت املنصوص فيها على إلزامية‬

‫حضوريا أن تقدم مستنتجاتها الشفوية لدى املحاكم الابتدائية ومستنتجات الكتابية بالنسبة‬

‫للمحاكم الاستئناف وعليه يكون حضور ممثل النيابة شخصا أو ضروري في ألاولى أي في املحاكم‬

‫الابتدائية ويجب عليه في الحكم بخالف محاكم الاستئناف إذ يكفي فيها تقديم املستنتجات‪ .‬ويجب‬

‫استدعاء ممثل النيابة العامة للحضور شخصيا عندما يكون طرفا رئيسيا‪ .‬بخالف الحال بالنسبة‬

‫للتدخل الانضمامي وحينئذ يعتبر حضورها أو غيابها لسائر ألاطراف العاديين وبالتالي تعتبر الحضورية‬

‫والغيابية بالنسبة لألحكام أو القرارات أما متى كانت طرفا منظما كما في حالة الطعن بالزور الفرعي‬

‫فبالرغم من أن استدعاء النيابة العامة أمر ضروري فإن ألاحكام ال توصف في حقها بأنها أحكام‬

‫حضورية أو غيابية كما ال يحق في النيابة العامة الطعن في ألاحكام ما دامت طرفا منظما استنادا إلى‬
‫م‪47.‬‬ ‫مقتضيات الفصل ‪ 8‬من ق م‬

‫وهكذا نكون قد انتهينا من الحاالت الواردة في الفصل ‪ 18‬من ق م م وننتقل إلى حاالت التدخل‬

‫إلاداري للنيابة العامة في املطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب الثاين‪ :‬تدخل اإلداري للنيابة العامة‬

‫بغض النظر عما للنيابة العامة من دور أمام القضاء املدني طبقا ملا شرحناه من قل فإن للنيابة‬

‫العامة دورا آخر غير قضائي تستمد من وضعيتها للمصلحة العامة وتابعة مباشرة للسلطة التنفيذية‬

‫ولوزير العدل بالذات‪.‬‬

‫‪ -47‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية للشرقاوي الغزواني نورد الدين ص‪ 162 :‬و ‪ 166‬م‪.‬س‪.‬‬
‫وتقوم النيابة العامة بهذا الدور الوالئي وإلاداري تحت إشراف وزير العدل‪ 48،‬فالنيابة العامة بهذا‬

‫تراقب بعض املكاتب كمكتب املساعدة القضائية وتشرف على إعداد بعض ملفات ترشيح للوظائف‬

‫واملهن والخبرة والترجمة‪.‬‬

‫كما تراقب بعض ألاعمال املدنية وتصفي تركات ألاشخاص املغاربة املتوفون بالخارج‪ ،‬وتراقب‬

‫نظام الحالة املدنية وقضاة التوثيق والعدول‪ ،‬وألاعوان القضائيين‪ ،‬وتختلف هذه ألاعمال باختالف‬

‫مواضيعها وأشخاصها‪ ،‬ألامر الذي جعلنا نقسم هذا املطلب إلى أربع فقرات‪ :‬عرضنا في "الفقرة ألاولى"‬

‫لتسيير مكتب املساعدة القضائية وتبعية الجنسية ومراقبة القضاة‪ ،‬أما "الفقرة الثانية" فخصصناه‬

‫ملراقبة مشروعية تأسيس الجمعيات وأعمال النقابات أما بالنسبة "للفقرة الثالثة" فعرضناه ملراقبة‬

‫التركات الشاغرة وتسيير تبعية الحالة املدنية‪ ،‬أما "الفقرة الرابعة" قمنا بدراسة إعداد ملفات الترشيح‬

‫للعدالة أو الخبرة أو الترجمة أو إلاشراف على إلاجراءات إلافالس‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬مراقبة مرشوعية تأسيس الجمعيات وـأعمال النقابات‬

‫يؤدي الاعفاء من الرسوم القضائية إلى كثرة املنازعات والدعاوى الطرف الخاسر لها‪ ،‬واملساعدة‬

‫القضائية إعانة تهدفها الدولة‪ ،‬بحلولها محل املستفيد منها في أداء املصاريف املحكوم عليه بها من‬

‫طرف محكمة وطنية أو جنسية عمال باملعاهدات القضائية‪ ،‬ونظام املساعدة القضائية كان ينظمه‬

‫ظهير ‪ 21‬غشت ‪ 2126‬ويخضع حاليا ملقتضيات املرسوم امللكي الصادر ‪ 2‬نونبر ‪ 2133‬ويستفيد من‬

‫املتقاض ي املعوز لإلمكانيات املادية التي تتيح له التوجه إلى العدالة على قدم املساواة مع خصمه ألاكثر‬

‫يسرا‪.‬‬

‫‪ -48‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية‪ ،‬أستاذ محمد بوزيان‪ ،‬ص‪ ،91 :‬م‪.‬س‪.‬‬
‫وال يكتفي نظام املساعدة القضائية بالنص على منح املستفيد منه إعفاؤه من أداء الرسوم‬

‫واملصاريف املتطلبة‪ ،‬بل ويتضمن كذلك إلاشارة إلى حقه في املؤازرة من لدن محاكم مقبول بتعيين من‬

‫نقيب الهيئة التابع لها‪.‬‬

‫وألاصل أن املعني باألمر هو الذي يلتمس طلب املساعدة القضائية وفق مسطرة خاصة تشرف‬

‫عليها النيابة العامة واستثناء نص املشرع على حاالت تكون الاستفادة منها بقوة القانون كدعاوى‬

‫العمال بالنسبة للنزاعات الاجتماعية (الفصل ‪ 146‬من ق م م)‪.‬‬

‫ويتقدم املعني باألمر بطلب يوجه إلى وكيل امللك لدى املحكمة الابتدائية املختصة للنظر في النزاع‬

‫املزمع رفعه إليها‪ ،‬ويمكن أن يوجه إليه أيضا طلب املساعدة من أجل الاستئناف كما يختص به ايضا‬

‫الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف في هذه الحالة‪.‬‬

‫أما طلب املساعدة القضائية من أجل الطعن بالنقض فيختص به الوكيل العام للملك لدى هذه‬

‫ألاخيرة أو الوكيل العام للملك لدى املجلس الاعلى‪.‬‬

‫ومن آثار املساعدة القضائية أن طلب يوقف آجال الطعن بالنقض من أول يوم يودع فيه هذا‬

‫الطلب لدى كتابة الضبط باملجلس ألاعلى وال يسري هذا ألاجل من جديد إال من يوم تبليغ فقرر‬

‫مكتب املساعدة القضائية لوكيل املعين تلقائيا أو من يوم تبليغ قرار الرفض عند اتخاذه (الفصل ‪698‬‬

‫من ق م م)‪.‬‬

‫ويشترط ملنح املساعدة القضائية وجود طالب املساعدة في حالة عوز واحتياج ونزول عنه بزوال‬

‫حالة العوز أي في أحوال خاصة عددها الفصل ‪ 21‬من املرسوم املذكور‪.‬‬

‫وتنتهي املساعدة القضائية عادة بانتهاء النزاع املمنوحة من أجله أو بتدخل من الغير كما إذا طلب‬

‫التشطيب على الدعوى أو إذا وقع صلح بينه وبيننا الخصم أثناء الدعوى أو إذا كان يظهر‬
‫أما في ما يخص‪" :‬أحد ملفات طلبات اكتساب الجنسية وكذا منح شهادات بشأنها"‪ ،‬بحيث كانت‬

‫املسطرة املتبعة الكتساب الجنسية املغربية تفرض أن ترفع الطلبات إلى وزير العدل مصحوبة‬

‫بالشهادات والوثائق واملستندات طبقا للفصل ‪ 19‬من ظهير ‪ 2198-1-3‬املتعلق بالجنسية املغربية إال أن‬

‫وزارة العدل اعتبارا منها لسياسة الالمركزية إلادارية التي تستهدف تصريف إلاجراءات وإنجازها في‬

‫أحسن الظروف وأكثر مالءمة‪ ،‬واعتبارا إلى أن الوزارة قد أسندت إلى الوكالء العامين لدى محاكم‬

‫الاستئناف تلقي طلبات املرشحين للخبرة والعدالة وأن تعمم هذه املسطرة بالنسبة لطلبات اكتساب‬

‫الجنسية املغربية‪ ،‬وقررت بمقتض ى منشور عدد‪ 861 :‬مؤرخ في ‪ 2141/9/24‬أن يوجه الراغب في‬

‫اكتساب الجنسية املغربية طلبه إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف الذي له موطن ومحل‬

‫إقامة بدائرة نفوذها قبل توجيهه إلى الوزارة لتنفد فيه إلاجراء الذي يقره القانون ليسهر على تيهئ امللف‬

‫وتلقي جميع املعلومات املتعلقة به طبقا ملقتضيات املنشور املؤرخ في ‪.2149/9/1‬‬

‫أما الدور إلاداري في إعطاء شهادة الجنسية في تسليم الجنسية لألشخاص الذين يثبتون أنهم‬

‫يحملون فعال هذه الجنسية‪.‬‬

‫ذلك أن الفصل ‪ 66‬من ظهير الجنسية املؤرخ في ‪ 3‬شتنبر ‪ 2198‬نص على أن الجنسية املغربية‬

‫تثبت باإلدالء بشهادة الجنسية املغربية يسلمها وزير العدل أو السلطات القضائية أو إلادارية التي‬

‫يعنيها لهذا الغرض‪.‬‬

‫وفعال فقد صدر قرار وزاري بتاريخ ‪ 2198/24/14‬تطبيق للفصل ‪ 66‬املذكور أسند إلى وكالء الدول‬

‫لدى املحاكم إلاقليمية على وجه الحصر الصالحية لتسليم شهادة الجنسية إلى ألاشخاص الذين‬
‫يثبتون أنهم يحملون فعال هذه الجنسية‪ ،‬والزال العمل بهذا القرار الوزاري الذي يعتبر سند الوكالء‬
‫الجنسية‪49.‬‬ ‫امللك لدى املحاكم الابتدائية في إعطاء شهادة‬

‫أما بالنسبة "ملراقبة قضاة التوثيق وألاعوان القضائيين وألاعمال القضائية املدنية فيتمثل عمل‬

‫النيابة العامة في هذه املواضيع بالرقابة على بعض الهيئات كقضاة التوثيق وألاعوان القضائيين‬

‫والقضاة فقد كان قضاة التوثيق وشؤون القاصرين تابعين في ألاصل لرؤساء املحاكم إلاقليمية‬

‫ورؤساء محاكم السدد ألنهم قضاة من قضاة ألاحكام مكلفون بمهمة التوثيق وتدبير شؤون‬

‫القاصرين‪ ،‬لكن وزارة العدل أصدرت بتاريخ ‪ 2131/1/16‬منشورات تحت عدد‪ 924 :‬نص على أن‬

‫هيئة التوثيق بكاملها من قضاة ونواب خصوصيين وعدم ال تخضع في جميع إلاجراءات التي تقوم بها‬

‫وفي مراقبة نشاطها وفي حياتها إلادارية للمثلي النيابة العامة باستثناء الحالة التي يكون فيها الشخص‬

‫مزدوج املهام حيث يخضع في هذه الحالة في تصريف أشغاله التوثيقية إلى وكيل امللك وفي أعماله‬

‫ألاخرى إلى رئيس املحكمة وفي حياته إلادارية إلى هذا ألاخير وذلك بعد استشارة النيابة العامة في كل‬

‫ألاحوال فيلزم تطبيق هذا املنشور على كل ما يتعلق بالتوثيق‪ ،‬كما صدر بتاريخ ‪ 2144/8/2‬منشور آخر‬

‫تحت عدد‪ 913 :‬موجه إلى الوكالء العامين ووكالء امللك والقضاة املكلفين بالتوثيق يذكر بمقتضيات‬

‫املنشور السابق الذكر‪.‬‬

‫وبعد صدور املسطر ة املدنية الحالية بتاريخ ‪ 11/1/11‬نص الفصل ‪ 281‬على أن الذي يمارس‬

‫مهام شؤون القاصرين قاض ي املحكمة الابتدائية ويعين بقرار من وزير العدل ملدة ثالث سنوات‪ ،‬وغيرت‬

‫الوزارة اتجاها هذا فأسندت مهمة مراقبة القضاة املكلفين بالتوثيق وشؤون القاصرين إلى رؤساء‬

‫املحاكم بدال من ممثلي النيابة العامة لديها‪ .‬على أن هذا الاتجاه قد تأكد بعد صدور الظهير الشريف‬

‫الصادر بتاريخ ‪ 8‬ماي ‪ 2181‬بشأن تنظيم خطة العدالة وتلقي الشهادات وتحريرها والرسوم املنفذة‬

‫‪ -49‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان صفحة ‪ ّ" 81‬طبعة ‪ "1890‬م‪.‬س‪.‬‬
‫والصادر في ‪ 28‬أبريل ‪ 2186‬وبشأن تعيين العدول ومراقبة خطة العدالة وحفظ الشهادات وتحريرها‬

‫فقد أعطى الظهير الشريف في الفصل ‪ 1‬وما بعده للقاض ي املكلف بالتوثيق (وهو قاض ي قضاة املحكمة‬

‫الابتدائية) حق إلاشراف والتسيير على أعمال العدوى‪.‬‬

‫كما أعطى الفصل ‪ 23‬من الظهير حق مراقبة العدول أثناء مزاولة مهامهم لوزير العدل ولقاض ي‬

‫التوثيق‪ .‬وتجدر إلاشارة هنا أنه إدا كان جليا أن مراقبة العدول وال تتم مباشرة عن طريق القاض ي‬

‫املكلف بالتوثيق وبواسطة وزير العدل فإن وزير العدل يمكن أن يسند هذه املراقبة إلى ممثله إلاقليمي‬

‫وهو الوكيل العام‪.‬‬

‫لكن الفصل ‪ 24‬وما بعده من املرسوم املنفذ للظهير جاء واضحا في أن املراقبة التي أعطيت لوزير‬

‫العدل يباشره إما بواسطة قاض ي أو أكثر يكلفه بشؤون التوثيق في كل محكمة ابتدائية إما بواسطة‬

‫مفتقدين بعينهم من قضاة محاكم الاستئناف أو إلادارة املركزية للتحري والتحقيق واملراقبة‪ ،‬ولذلك‬

‫فقد استبعد القانون إعطاء حق املراقبة والتفتيش على العدول للنيابة العامة وأعطى لها فقط طبقا‬

‫للفصل ‪ 24‬وما بعده من الظهير حق املتابعة التأديبية أما محكمة الاستئناف وحق إيقافهم عن عملهم‬

‫حينئذ بإذن من وزير العدل‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى تراقب أعمال وإجراءات ألاعوان القضائيين من طرف وكيل امللك لدى املحكمة‬

‫الابتدائية بالنسبة لألعوان املمارسين ملهامهم في دائرة اختصاصه‪ ،‬وهذه املراقبة ترمي إلى مراقبة صحة‬

‫إلاجراءات وسالمة تداول القيم وألاحوال التي يباشرونها‪ ،‬وبفض النظر عن املتابعات الجنائية يمكن‬

‫للوكيل مدنيا أن يعاقب ألاعوان القضائيين بعقوبات مدنية تأديبية من الدرجة ألاولى له إلانذار‬

‫والتوبيخ أو أن يطلب من املحكمة الابتدائية إصدار عقوبات من الدرجة الثانية وهي السحب املؤقت‬

‫لرخصة املزاولة أقصاها سنة أشهر أو السحب النهائي للرخصة‪.‬‬


‫وأخيرا يحق للنيابة العامة مراقبة أعمال وسير القضائي املدني بصفة عامة إذ ينص الفصل ‪12‬‬

‫من ظهير ‪ 41/4/26‬بشأن التنظيم القضائي للملكة على أنه إذا بلغ إلى علم رئيس إحدى املحاكم أن‬

‫قاضيا من قضاة ألاحكام أخل بواجباته أو أساء إلى سمعة الهيئة التي ينتمي إليها أو مس بحسن سير‬

‫إدارة العدل التي ينتمي إليها أو مس بحسن سير إدارة العدل تعين عليه إخبار النيابة العامة‪ .‬للمحكمة‬

‫ورفع تقرير بذلك إلى سلطة ألاعلى درجة منه‪.‬‬

‫تقع نفس الواجبات على عاتق النيابة العامة إذا بلغت إلى علمها اختالالت معاقله صدرت عن‬

‫القاض ي من قضاة الحكم‪ .‬فرئيس النيابة لدى مختلف املحاكم إذ بلغه أن قاضيا من قضاة ألاحكام‬

‫أخل بواجباته أو أساء إلى سمعه‪ ،‬الهيئة التي ينتمي إليها تعين عليه بموجب الفصل ل ‪ 1‬السالف‬

‫الذكر أخبار الذكر أخبار رئيس املحكمة ورفع تقرير بذلك إلى وزير العدل‪.‬‬

‫وللوكيل العام للملك لدى املجلس ألاعلى السلطة على إعطاء النيابة العامة باملجلس وعلى مصالح‬

‫كتابتها ويمكنه أن يوجد مباشرة تعليماته ومالحظاته إلى الوكالء العامين لدى محاكم الاستئناف وإلى‬

‫وكالء امللك لدى املحاكم الابتدائية ويتعين عليه أن يبلغ لوزير العدل الاختالالت التي يالحظها في أي‬
‫الظهير ‪50.2141‬‬ ‫قاض من قضاة النيابة العامة طبقا للفصل ‪ 23‬من‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة مرشوعية تأسيس الجمعيات وأعمال النقابات‬

‫إن تأسيس الجمعيات سواء كانت اجتماعية أو سياسية يخضع للظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪29‬‬

‫نونبر ‪ 2198‬والصغير واملتمم بالظهير الشريف الصادر بتاريخ ‪24‬أبريل ‪ 2146‬وهذا الظهير يعطي للنيابة‬

‫العامة لدى املحكمة الابتدائية حق مراقبة مشروعية تأسيسها وفرض على كل جمعية كيفما كان‬

‫هدفها أن تتقدم عند تأسيسها بسابق وتصريح إلى مقر السلطة إلادارية وإلى وكيل جاللة امللك لدى‬

‫املحكمة الابتدائية بالدائرة القضائية يتضمن هذا التصريح بيانات عن الحالة املدنية لهذه الجمعية‬

‫‪ -50‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان صفحة ‪ 111‬إلى ‪" 110‬طبعة ‪ "1880‬مرجع سابق‬
‫وأعضائها ومقرها مع إضافة القوانين ألاساسية والئحة ألاعضاء املكلفين بإدارة الجمعية أو تسييرها‪،‬‬

‫وكل تغيير يطرأ على التسيير أو إلادارة أو كل تعديل يدخل على القوانين ألاساسية وكذا أحداث‬

‫مؤسسات فرعية أو تابعة أو منفصلة يجب أن يصرح بها كذلك‪ ،‬وفي حالة ما إذا لم يقع أي تغيير في‬

‫إعطاء إلادارة يجب على املعنيين باألمر أن يصرحوا بعدم وقوع التغيير املذكور وذلك في التاريخ املقرر‬

‫بموجب القوانين ألاساسية‪ .‬وعلى النيابة العامة أن تسلم وصال عن كل تصريح أو إيداع يحمل رقما‬

‫تسلسليا من سجل التصريحات املعدة لذلك الفصل ‪ 9‬من الظهير‪.‬‬

‫وعلى هذا فكل جمعية لم تتقدم بهذا إلاجراء وجود لها قانونيا وال أهمية لها ويمكن للنيابة العامة‬

‫أن تتقدم أمام املحكمة الابتدائية بمقال لحلها‪.‬‬

‫كما يجب عليها ذلك عندما تكون الجمعية أسست لهدف غير مشروع يتنافى مع القوانين أو‬

‫ألاخالق الحسنة أو يمس بوحدة التراب الوطني أو بنظام الدولة امللكي أو إذا ظهر أن من شأن نشاط‬

‫الجمعية إلاخالل باألمن العمومي‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك يمكن للنيابة أن تفتح متابعات جنائية ضد‬

‫املخالفين للمقتضيات القانونية‪ .‬وكما سبق أن وضحنا فإن نقابات املحامين تجري عليها أحكام تمكن‬

‫النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف من مراقبة مشروعيتها فقد نص الفصل ‪ 249‬من الظهير املنظم‬

‫للمحاماة على أن النيابة تضع داخل الثالثة أشهر املوالية لتأسيسها النظام الداخلي الذي تراه ضروريا‬

‫لها ولكنه متناسق تناسقا تاما مع القواعد التي يحددها الظهير‪ ،‬ويوجد النظام الداخلي أو التعديالت‬

‫العام للملك لديها لالطالع واملراقبة املشروعية‪.‬‬

‫ولذلك نص الفصل ‪ 223‬من الظهير على ما يلي‪:‬‬

‫تبطل بقوة القانون كل املداوالت أو املقررات التي تتخذها الجمعية العامة أو مجلس الهيأة إذا‬

‫كانت ال تدخل في اختصاصاتها أو تتنافى مع املقتضيات التشريعية أو التنظيمية أو من شأنها أن تدخل‬

‫بالنظام العام‪.‬‬
‫تعاين محكمة الاستئناف البطالن بناء على ملتمس من الوكيل العام للملك بعد الاستماع إلى‬

‫النقيب أو من يقوم مقامه‪.‬‬

‫وهذا النص يعطي للنيابة العامة لدى محكمة الاستئناف حق مراقبة مشروعية أعمال النقابات‬

‫كما يعطي الظهير املنظم لتأسيس الجمعيات للنيابة العامة لدى املحكمة الابتدائية حق مراقبة‬
‫عامة‪51.‬‬ ‫مشروعية أعمال الجمعيات بصفة‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬مراقبة الرشكات الشاغرة وتسيري سبعة الحالة المدنية‬

‫سبق القول بأن الدولة تكون مؤهلة لإلرث عند انعدام وارث معروف وتكون النيابة العامة هي‬

‫املختصة بتقديم طلب القضائي إلى رئيس املحكمة لتعيين كاتب الضبط إلحصاء ألاموال والقيم‬

‫املتروكة وفيما على حراستها وهكذا تبقى النيابة العامة مشرفة على شؤون هذه التركات الشاغرة إلى أن‬

‫تسلم إلى مصلحة ألامالك املخزنية وتسلم ألاموال الناتجة عنها إلى صندوق إلايداع والتدبير مع إخطار‬

‫مصلحة ألامالك املخزنية وذلك استناد إلى فصل ‪.134‬‬

‫أما بالنسبة لتصفية تركات املغاربة املتوفين بالخارج فقد صدرت عدة مناشير عن وزارة الشؤون‬

‫الخارجية وأخرى عن وزارة العدل تتضمن تعليمات مشتركة من القسم القنصلي والاجتماعي لوزارة‬

‫الخارجية ووزارة العدل تتعلق باملسطرة التي يجب إتباعها فيما يخص تركات املغاربة الهالكين بالخارج‬

‫ويتعلق ألامر باملنشور رقم ‪ 66‬واملؤرخ في ‪ 22‬غشت ‪ 2133‬ويتضمن اثني عشر فصال وهي عبارة عن‬

‫تعليقات موجهة إلى املوظفين الدبلوماسيين وإلى تطبيق مقتضيات القانون الدولي الخاص ومهام‬

‫املحاسب املركزي‪.‬‬

‫‪ -51‬النيابة العامة وقضاء التحقيق ‪ /‬إدريس طاريق السباعي المستشار بالمجلس االعلى على طبعة الثانية مزيدة أكتوبر ‪ 3111‬صفحة من ‪101‬‬
‫إلى ‪ 100‬مرجع سابق‪.‬‬
‫فقد أشار الفصل ‪ 21‬إلى وجوب متابعة رؤساء املراكز الدبلوماسية والقنصلية عن كتب تصفية‬

‫تركة وأن عظم مسؤولية املوظفين املكلفين بتصفية التركة ال يعفيهم من املراقبة الصارمة عليهم وال‬

‫تزيل مسؤوليتهم الخاصة في هذا امليدان‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فقد اقتض ى تباين املساطر التي كان يتبعها املوظفون الدبلوماسيون والقنصليون‬

‫املغاربة في تصفية تركات املغاربة الذين يتوفون بالخارج وما ينتج عم ذلك من صعوبة مراقبة العمليات‬

‫التي يجوزونها وتعقدها وتدمر الورثة من طول آلاماد التي تنصرم قبل توصلهم بحقوقهم إلارثية إعادة‬

‫النظر في ألاسلوب املتبع في هذا الحال‪.‬‬

‫وتم ذلك فعال بمقتض ى منشور صدر عن وزارة العدل تحت عدد ‪ 611‬بتاريخ ‪ 33/22/11‬الذي‬

‫حدد الطريقة التي يتعين سلوكها عند موت مغربي بالخارج منذ إلاشعار بالوفاة إلى أن تصفى التركة‬

‫وذلك تحت مراقبة وكالء امللك حينما أسندت إليهم بمقتض ى الفصل ‪ 24‬بتعاون مع قضاة التوثيق‬

‫إيصال حقوق التركة ملستحقيها بمقتض ي رخصة تسليم يوجهونها لصندوق إلايداع والتدبير لرفع الحجز‬

‫عن ألاموال املودعة به‪.‬‬

‫وال يقتصر تدخل النيابة العامة على مراقبتها إلادارة الشركات الشاغرة املغاربة املتوفين بالخارج بل‬

‫يتعداها إلى مراقبة نظام الحالة املدنية املغربي‪.‬‬

‫لقد تطرقنا لدور النيابة العامة القضائي بشأن القضايا املتعلقة بالحالة املدنية وقلنا إنها تلعب‬

‫دورا رئيسيا فيها مدعية أو مدعي عليها‪.‬‬

‫وهنا نعالج دورها الوالئي وإلاداري وهو دور مهم تمارسه النيابة لحماية نظام الحالة املدنية‪.‬‬

‫ومن خالل دورها هذا يمكنها أن ترفع دعوى مدنية أو متابعة الجنائية‪ .‬ومن اختصاصها النيابة‬

‫العامة إلادارية مراقبتها للتفويض في إلامضاء عن ضابط الحالة‪ .‬فاستنادا إلى الفصل ‪ 1‬و‪ 6‬من ظهير‬
‫‪ 2129/1/1‬املغير بظهير ‪ 2184/6/8‬وطبقا للفصل ‪ 19‬من ظهير ‪ 43/1/64‬املتعلق بالتنظيم الجماعي‬

‫تناط وظيفة ضابط الحالة املدنية برؤساء املجالس الجماعية أو مساعديهم املفوض لهم في إلامضاء‬

‫بموجب أمر خاص‪.‬‬

‫وعندما تقسم الدوائر إلى أقسام وملحقات يجوز أن يفوض رئيس املجلس بقرار إلى أحد املوظفين‬

‫العاملين باملصالح الجماعية في املهام التي يزاولها بصفة ضابط للحالة املدنية طبقا للفصل ‪ 6‬من ظهير‬

‫‪.2194/6/8‬‬

‫ويبلغ قرار التفويض إلى وكيل امللك لدى املحكمة الابتدائية التي يوجد في دائرة نفوذها مكتب‬

‫الحالة املدنية املعني باألمر وينبغي له وقت إجراء التحقيق السنوي لصحة ما ضمن في دفاتر الحالة‬

‫املدنية أن يتأكد هل الضابط الحالة املدنية الذي استلم رسم الحالة املدنية اختصاص في انجاز ما‬

‫ذكر ويمكن إلغاء قرار هذا التفويض‪ .‬وبمقتض ى الفصل ‪ 1‬من ظهير ‪ 2194/6/8‬فإن السجالت املقيدة‬

‫فيها عقود الازدياد والوفيات تكون ممسكة في نظيرين ويجب أن تكون كل ورقة حاملة رقما ويقوم وكيل‬

‫امللك بترقيم الورقتين ألاولى وألاخيرة منها وباإلمضاء على كل ورقة منها‪.‬‬

‫كما يجب على كل مكتب من مكاتب الحالة املدنية أن يوجه خالل شهر يناير من السنة املقبلة إلى‬

‫وكيل امللك لدى املحكمة الابتدائية الواقع بدائرتها مكتب الحالة املدنية غالفا مضمون الوصول‬

‫ومعفى من أداء التنبر وبداخله نظير من سجل الوالدات املسجلة والوالدات املنقولة ونظير من سجل‬

‫الوفيات‪.‬‬

‫وعلى وكيل امللك أن يرجع النظير بعد مراجعته وذلك لحفظه من أرشيف املكتب الحالة املدنية‪.‬‬

‫ويرسل النظير الثاني أيضا إلى وكيل امللك ليقوم بإقراره ‪ ......‬إلى مكتب الحالة املدنية أو احتفاظ به إذا‬

‫كان النظير قد ورد من مكتب يقع خارج دائرة البلدية أو القروية طبقا للفقرة ‪ 9‬من الفصل ‪ 1‬املشار‬

‫إليه‪.‬‬
‫وبعد مراجعة السجالت يحرر وكيل امللك تقريرا موجزا عما قام به من تحقيق ويرسله إلى وكيل‬

‫العام للملك قصد قيام هذا ألاخير بما يترتب عليه من إجراءات تم توجه نسخة من هذا التقرير إلى‬

‫مصلحة إلادارية العامة بوزارة الداخلية التي أسند إليها حاليا اختصاصات الكتابة العامة للحكومة‪.‬‬

‫وعلى أثر إطالع وكيل امللك على مخالفات للفصول ‪ 2‬و‪ 6‬من ظهير ‪ 2194/6/8‬فيمكنه طبقا‬

‫للفصل ‪ 21‬من ظهير ‪ 2129/1/1‬أن يفتح متابعة جنائية ويعاقب املخالفين طبقا للفصلين ‪ 24‬و‪ 22‬من‬

‫هذا الظهير ويرسل لكل ضابط من ضباط الحالة املدنية بيان مفصال باملخالفات املترتبة‪ .‬تم إن‬

‫ألاسماء العائلية املقترحة على مكاتب الحالة املدنية يمكن التعرض عليها طبقا للفصل ‪ 6‬من املرسوم‬

‫املؤرخ في ‪ 2136/6/1‬واملغير باملرسوم املؤرخ في ‪.2144/1/21‬‬

‫ومعلوم أن الاسم العائلي يعرض أوال وقبل نشره بالجريدة الرسمية على لجنة عليا بالرباط تتكون‬

‫على الخصوص من وزيري الداخلية والعدل ومؤرخ اململكة‪.‬‬

‫وتتأكد هذه اللجنة من توافر الاسم العائلي للمميزات التقليدية الاسم املغربي وإال فإن املعني باألمر‬

‫يدعى الختبار اسم أخر يحل محل الاسم السابق‪ .‬ويمكن في أجل شهرين من تاريخ النشر بالجريدة‬

‫الرسمية التعرض على ذلك الاسم من طرف النيابة العامة أو السلطة املحلية أو كل شخص يهمه ألامر‪.‬‬

‫ويرفع هذا التعرض إلى لجنة محلية يرأسها ضابط الحالة املدنية للمعني باألمر والتي تتألف من‬

‫ممثل النيابة العامة والباش والقائد وأربعة مستشارين جماعيين يعينهم املجلس الجماعي‪ .‬وإذا رفضت‬
‫أخر‪52.‬‬ ‫اللجنة التعرض فإن الاسم يصبح نهائيا وإذا قبلته تطلب من املعني باألمر اقتراح اسم‬

‫‪ -52‬تدخل النيابة العامة في الدعاوي المدنية لشقرقاوي الغزواني نور الدين صفحة ‪ 190‬إلى ‪ 196‬مرجع سابق‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬إعداد الملفات الرتشيح للعدالة أو الخربة أو الرتجمة أو اإلرشاف عىل إجراءات‬

‫اإلفالس‬

‫كانت املسطرة املتبعة في «إعداد ملفات الترشيح للعدالة" هي أن الطلبات تقدم إلى الوزير وتطلب‬

‫هذه ألاخيرة من وكالء لدى املحاكم الابتدائية أن يقوموا بإجراء بحث حول سيرة وسلوك صالحية‬

‫املرشحين للقيام باملهام التي يتطلعون إليها وعلى هذا البحث والنجاح في الامتحانات تقرر قبول أو‬

‫رفض الترشيح‪.‬‬

‫لكن الوزارة قررت بمقتض ى املنشور عدد ‪ 984‬بتاريخ ‪ 2149/9/21‬ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أال يشارك في الامتحانات إال من تتوفر فيه الشروط الضرورية وخاصة التي مساس باملروءة‬

‫وحسن السلوك‪.‬‬

‫ب‪ -‬حرصا من الوزارة على حسن تحضير ملفات الترشيح في نطاق مسطرة موحدة قررت أن يوجه‬

‫املرشحون طلباتهم إلى الوكيل العام للملك لدى املحكمة الاستئناف التي لهم موطن أو محل‬

‫إقامة بدائرة نفوذها ليقوم هذا ألاخير بتهيئة امللف كل مرشح وتلقى جميع املعلومات املتعلقة‬

‫بأهميته وكفاءته وجميع الوثائق الالزمة لتيهئ هذا امللف‪.‬‬

‫ت‪ -‬بعد ذلك يوجه امللف عند صيرورته جاهزا إلى وزارة العدل (مديرية الشؤون املدنية) مع تقرير‬

‫مذيل برأي النيابة العامة يتضمن نبذة عن حياة املرشح وسلوكه واستقامته‪.‬‬

‫وكذلك كانت املسطرة املتبعة في إعداد "ملفات الترشيح ملهمة الخبرة أو الترجمة" هي أن توجه‬

‫الطلبات إلى الوزارة وتطلب هذه ألاخيرة من وكالء امللك لدى املحاكم الابتدائية القيام بإجراء بحث‬

‫حول سلوك املرشحين وحسن سلوكهم وكفاءتهم‪ .‬وتحقيقا لتبسيط املسطرة بالنسبة إلى وضع الطلب‬

‫وإجراءات البحث ومواكبة الخبراء و‪ .....‬في تصرفاتهم حتى يحترموا الرسالة امللقاة على عاتقهم بصفتهم‬
‫مساعدي القضاء أصدرت وزارة العدل بتاريخ ‪ 14‬ماي ‪ 2148‬قرارا يلغى القرار املؤرخ في ‪ 64‬مارس‬

‫‪ ،2134‬والقرار املغير له والصادر بتاريخ ‪ 23‬غشت ‪ 2138‬والجديد في القرار الصادر هو‪:‬‬

‫ث‪ -‬أن الفصل الخامس نص على توجيه الترشيحات املتعلقة بالخبراء والترجمة قبل فاتح مايو من‬

‫كل سنة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف التي يباشر املرشح بدائرة نفوذها نشاطه‬

‫املنهي أو له موطن فيها مصحوبة بالوثائق الالزمة‪.‬‬

‫ج‪ -‬إن الفصل السادس منه نص على أن الوكيل العام للملك مكلف بتهيئة امللف وإحالته عند‬

‫صيرورته جاهزا غلى وزارة العدل (مديرية الشؤون املدنية) مصحوبا بتقرير يتضمن نبذة عن‬

‫حياة املرشح وسلوكه واستقامته والرأي املقترح مع بيان أسبابه‪.‬‬

‫ح‪ -‬باإلضافة إلى هذا وذلك فإنه تطبيق ملقتضيات الفصل السابع تتعين مواكبة الخبير أو الترجمان‬

‫املقبول في عمله حتى يتسنى للجنة التي تنعقد بالوزارة وهي تدرس حالة كل خبير أو ترجمان أن‬

‫تتخذ التدابير الالزمة عن بنية كاملة ومعرفة تامة وخاصة بالنسبة إلى عدم إعادة تسجيل من‬

‫يعرقل منهم السير الحسن للقضاء‪ .‬أما بالنسبة العتراف على إجراءات تصر إلافالس‪ :‬سبق إلاشارة‬

‫إلى أن الفصل ‪ 1‬من ق‪.‬م‪.‬م لم يشر إلى تخل النيابة العامة في بعض القضايا التجارية مع العلم‬

‫أنها تكتس ي خطورة على املعامالت التجارية‪ .‬وقلنا إن دور النيابة العامة غير محدد بدقة في‬

‫التشريع التجاري املغربي خالفا ملا هو عليه ألامر في بعض التشريعات الحديثة كالتشريع التجاري‬

‫املصري الذي نص في مادته ‪ 214‬على أنه للنيابة العامة أن تطلب الحكم بشهر إفالس املدين‬

‫التاجر املتوقف عن دفع ديونه‪.‬‬

‫أما التشريع التجاري املغربي فقد نص في الفصل ‪ 144‬منه أن تشهر إلافالس يكون بواسطة حكم‬

‫من املحكمة الابتدائية ويصدر أما بناء على بيان املفلس أو بناء على طلب واحد أو أكثر من الدائنين‬
‫وأما تلقائيا‪ ،‬ولذلك يبقى للنيابة العامة في القانون املغربي دورها التقليدي وإلاداري واملتمثل في مراقبة‬
‫بالتدليس‪53.‬‬ ‫إجراءات التفليسة ومباشرة املتابعات من أجل جريمتي التفالس البسيط والتفالس‬

‫خاتمة الفصل األول‪:‬‬

‫خالصة القول إن تدخل النيابة العامة الرئيس ي في الدعوى املدنية يجد سنده في الفصلين‬

‫السادس والسابع من ق‪.‬م‪.‬ج اللذين أوردا قواعد عامة دون التعرض لحاالت التدخل الرئيس ي ألامر‬

‫الذي جعلنا نرجع لبعض فصول قانون املسطرة املدنية أو بعض القوانين الخاصة كظهير الجنسية‬

‫املغربية الصادر ‪.2198 /1 /3‬‬

‫باإلضافة إلى تدخلها الرئيس ي يمكن للنيابة العامة أن تتدخل كطرف انضمامي أو إلاداري حين‬

‫نجد أن املساطر املدنية في أكثر من تشريع تهتم باألخذ بتدخل النيابة العامة الانضمامي في الدعوى‬

‫لذلك نجد املشرع املغربي خالفا لحالة تدخل النيابة العامة الرئيس ي نص على عدة حاالت في الفصل ‪1‬‬

‫من ق‪.‬م‪.‬م وذلك فضال على تدخل النيابة العامة الانضمامي أمام املجلس ألاعلى استنادا إلى الفصل‬

‫‪ 633‬من ق‪.‬م‪.‬م الذي أوجب على املقرر في القضية إذا ما رأها جاهزة أن يصدر أمرا بالتخلي عنها‬

‫وتبليغها إلى النيابة العامة مع وضع تقرير بقطع النظر كما للنيابة العامة دور أمام القضاء املدني فلها‬

‫دور آخر تستمده من وضعيتها كممثلة للمصلحة العامة نظرا لتبعيتها املباشرة لوزير العدل‪.‬‬

‫‪ -53‬النيابة العامة وقضاء التحقيق ألستاذ ادريس طاريق سباعي صفحة ‪ 138‬إلى ‪ 101‬مرجع سابق‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬حضور ممثل النيابة العامة في الجلسات وحق استعماله‬

‫لطرق الطعن‬

‫إنه من املنطقي عندما تكون النيابة العامة طرفا رئيسا في الدعوى وبصفة خاصة عندما تكون‬

‫مدعى عليها ورفع ضدها مقال أمام املحكمة أن تطبق املسطرة في الدعاوى بين الخصوم العاديين‬

‫ويسلم لها مقال الدعوى مقابل شهادة بالتوصل‪.‬‬

‫وكذلك عندما تكون مدعية واقتض ى ألامر تبليغ جواب للمدعى عليه إليها‪ ،‬أما عندما تكون النيابة‬

‫العامة طرفا منضما فإن الذي يطبق هو مقتضيات الفصلين الثامن والتاسع وذلك بـأن تقوم كتابة‬

‫الضبط قبل الجلسة بثالثة ايام على الاقل بتبليغ لقضايا وامللفات بما فيها من وثائق ومستندات مما‬

‫يساعدها على تقديم مستنتجات كتابية أو شفوية على ضوئها‪ ،‬ويمكن أمام املحكمة الابتدائية أن يتم‬

‫التبليغ في الجلسة التي أدرجت فيها القضية‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكن للنيابة العامة أن تطلب تأخيرها‬

‫ألقرب جلسة لتقديم مستنتجاتها الكتابية أو شفوية ويجب على املحكمة تأخيرها‪ ،‬إال أن العمل الجاري‬

‫باملحاكم هو تبليغ امللفات برمتها إلى النيابة العامة سواء أكانت طرفا أصليا أو طرفا منضما وهون عمل‬

‫يمتد أساسه من الامتياز الذي للنيابة العامة بصفتها ممثلة للمصلحة العامة ولو كانت طرفا رئيسا مثل‬

‫الامتياز الذي تتمتع به عند جلوس ممثلها في مقعد النيابة العامة بدال من الوقوف بجانب الخصم‬
‫العادي‪54.‬‬

‫أما بالنسبة للقضايا املدنية فإن حضور النيابة العامة بالجلسات التي تعقدها هيئة الحكم‬

‫باملحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف‪ ،‬فهو باألساس اختياري بمعنى أنه موكل الجتهاد النيابة العامة‬

‫لتحضر وتتدل كلما اقتضت املصلحة العامة ذلك حسب اجتهادها وحسب معطيات ومالبسات كل‬

‫قضية‪ ،‬وال يكون الزاميا إلى في ألاحوال املحددة بمقتض ى قانون املسطرة املدنية‪ ،‬وخاصة إذا كانت‬

‫‪ -54‬دور النيابة العالمة أمام المحاكم المدنية‪ ،‬لمحمد وريان م‪.‬س‪ ،‬ص‪ 111 :‬و‪.113‬‬
‫النيابة العامة طرفا رئيسيا كمدعية أو مدعى عليها‪ ،‬وكذا في سائر ألاحوال املقررة بمقتض ى نص خاص‪،‬‬

‫غير أن حضورها الزامي في جميع الجلسات التي يعقدها املجلس ألاعلى ال فرق بين جلسات القضايا‬

‫املدنية وجلسات القضايا الجنائية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى حضور النيابة العامة في الجلسات يمكن للنيابة العامة أن تستعمل كل طرق‬

‫الطعن‪ ،‬عندما تكون النيابة العامة طرفا رئيسيا مدعية أو مدعى عليها في ألاحوال املحددة بمقتض ى‬

‫القانون يحق لها استعمال كل طرق الطعن ما عدا الطعن بالتعرض وبخالف ما إذا كانت طرفا منضما‬

‫ال يحق لها ذلك‪.‬‬

‫وعليه فإن املشرع ميز بين دوري النيابة العامة الرئيس ي‪ ،‬والانضمامي من حيث ألاثر فأعطى‬

‫للنيابة العامة عندما تقوم بالدور الرئيس ي حق الطعن لألحكام الصادرة ضدها وحرمها هذا الحق‬

‫عندما تقوم بدورها الانضمامي مع أنها في هذه الحالة قد ترى خرقا سافرا للقانون ومضرا بحق من‬

‫حقوق النظام العام‪ ،‬واملجتمع وال تجد وسيلة لحماية القانون وحفظ حق من حقوق املجتمع‪ ،‬على أن‬

‫املوضوع تناصر له الفقهاء بالدرس واملنافسة ووضع بينهم خالف فيما إذا كانت النيابة العامة يحق لها‬

‫الطعن في ألاحكام الصادرة في حالة تدخلها الانضمامي والرأي الراجع الذي استقر عليه قضاء املحاكم‬

‫الفرنسية وغير الفرنسية أن للنيابة العامة في هذه الحالة في الطعن في الحكم الصادر في نزاع متعلق‬

‫بالنظام العام‪ ،‬لذلك ينبغي أن يفتح املجال أمامها بنص صريح على حقها في الطعن كلما تعلق ألامر‬

‫بحماية النظام العام أو كان الطرف املحكوم عليه ضعيفا أو عديم الاثر‪.‬‬

‫وعليه سنتقسم هذا الفصل إلى مبحثين‪ ،‬بحيث سنتطرق في "املبحث ألاول" إلى حضور ممثل‬

‫النيابة العامة في الجلسات‪ ،‬أما في "املبحث الثاني" سنعرض فيه لحضور وغياب النيابة العامة أمام‬

‫محاكم الاستئناف ومحكمة النقض‪.‬‬


‫المبحث األول‪ :‬حضور ممثل النيابة العامة يف الجلسات‬

‫إن حضور ممثل النيابة العامة في الجلسات املدنية اختياري‪ ،‬ويكون الزاميا في القضايا آلاتية‪:‬‬

‫‪ -2‬عندما تكون النيابة العامة طرفا رئيسيا في املحكمة الابتدائية أو في محكمة الاستئناف‪،‬‬

‫والحضور شخص ي أو اعتباري‪.‬‬

‫‪ -1‬إذا كان حضورها محتما قانونيا كجلسات املجلس ألاعلى وكلما نص القانون على وجوب‬

‫حضور ممثل النيابة العامة‪.‬‬

‫وينبغي على ذلك أنه عندما يكون حضور ممثل النيابة العامة الزما يتعين اشتمال الحكم على اسم‬

‫ممثل النيابة العامة وإال كان الحكم أو القرار باطال‪.‬‬

‫وقانون املسطرة املدنية غير واضح في هذا املعنى إذ ذكر بالنسبة للمحاكم الابتدائية غير واضح في‬

‫هذا املعنى‪ ،‬أنه البد أن يشتمل على اسم ممثل النيابة العامة عندما يكون حاضرا أي باللزوم أو‬

‫باالختيار وأغفل ألامر بالنسبة ملحاكم الاستئناف‪ ،‬وصرح في عبارة واضحة بالنسبة للمجلس ألاعلى بأنه‬

‫البد من القرار على ذكر اسم ممثل النيابة العامة تحت طائلة البطالن‪ ،‬ويرجع التباين بين املحاكم‬

‫الثالث إلى أن النيابة العامة يعتبر حضورها إلزاميا تحت طائلة البطالن بالنسبة للمجلس ألاعلى في‬

‫جميع القضايا سواء أكانت النيابة العامة ابتدائيا أو استئنافيا طرف رئيسا أو طرفا منضما ولم تكن‪،‬‬

‫وبخالف ذلك بالنسبة ملحاكم الاستئناف واملحاكم الابتدائية ال يعتبر حضورها إلزاميا إال إذا كانت‬

‫طرفا رئيسيا أو كان حضورها محتما قانونا‪.‬‬

‫والفصل العاشر املتعلق باملحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف يقتض ي باإلضافة إلى الفقرة‬

‫ألاخيرة من الفصل التاسع قبه والفصل ‪ 616‬بعده أن النيابة العامة البد في ألاحوال التي نص عليها‬

‫هذا الفصل أن تقدم مستنتجاتها كتابية أو شفوية‪.‬‬


‫وعلى هذا فحضور ممثل النيابة العامة شخصيا ضروري في القضايا التي تكون طرفا رئيسيا أو‬

‫حضورها محتما قانونيا‪ ،‬ويجب التنصيص عليه في الحكم بخالف محاكم الاستئناف فيكفي فيها‬

‫الحضور الاعتباري وتقديم املستنتجات ولو كان طرفا رئيسيا‪.‬‬

‫ويجب استدعاء ممثل النيابة العامة للحضور الشخص ي عندما تكون طرفا رئيسيا وحينئذ يعتبر‬

‫كسائر ألاشخاص العاديين ويدكر في القرار أنه‪:‬‬

‫بين النيابة العامة التي يمكنها من جهة وبين طرف آخر من جهة أخرى‪ ،‬وبالتالي تعتبر الحضورية‬

‫والغيابية بالنسبة لألحكام والقرارات‪ ،‬أما إذا كانت طرفا منضما ولو كان حضورها محتما قانونا‪ ،‬فإن‬
‫واجبا‪55.‬‬ ‫ألاحكام بالنسبة إليها توصف بالحضورية وإال بالغيابية وإن كان استدعاء ممثلها للحضور‬

‫ومنه يمكن تقسيم هذا املبحث إلى مطلبين بحيث ستنطرق في "املبحث ألاول" لحضور النيابة‬

‫العامة أمام محاكم الدرجة ألاولى"‪.‬‬

‫وفي "املطلب الثاني" فخصصناه للحديث عن حضور النيابة العامة وأثارها على سير الدعوى‬

‫العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حضور النيابة العامة أمام محاكم الدرجة االوىل‬

‫تعتبر املحاكم الابتدائية ذات والية عامة تختص بالنظر في قضايا مختلفة كمرجع عادل أصلي‪،‬‬

‫فضال عن كونها مرجعا استعجاليا في قضايا معينة‪ ،‬وقد عرفت هذه املحاكم توسعا ملحوظا إذ انتقل‬

‫عددها من ‪ 64‬محكمة ابتدائية إثر دور ظهير ‪ 29/4/2141‬إلى ‪ 44‬محكمة حاليا‪.‬‬

‫وتتشكل املحاكمة الابتدائية من ألاجهزة التالية‪:‬‬

‫‪ -55‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية ألحمد بوزيان‪ ،‬ص‪ ،111-110 :‬م‪.‬س‪.‬‬
‫‪ ‬رئاسة املحاكمة‪ :‬وتتكون من رئيس املحكمة والقضاة‪ ،‬والقضاء النواب ويتولى رئيس املحكمة إحالة‬

‫ملف القضية على القضاء الجماعي‪ ،‬ويؤدي القاض ي عند تعيينه ألول مرة أو عند إرجاعه إلى‬

‫منصبه بعد انفصاله عنه أداء اليمين‪.‬‬

‫‪ ‬النيابة العامة‪ :‬ويضم هذا الجهاز وكيل امللك‪ ،‬ونائبه أو عدة نواب‪ ،‬وال يخص أن دور النيابة العامة‬

‫في القضاء الجنائي يتجلى في تحريك الدعوى العمومية ومباشرتها والطعن فيها بطرق الطعن ما‬

‫عدا الطعن بالتعرض‪.‬‬

‫أما دورها في القضايا املدنية فكمن في مراقبة مدى حسن تطبيق القانون دون أن تكون لها رأي أو‬

‫مشاركة في اتخاذ القرار القضائي الذي هو من اختصاص قضاة ألاحكام‪.‬‬

‫والنيابة العامة في الدعوى املدنية إما ألن تكون طرفا في الدعوى مدعية كطلب التحجير على‬

‫سفيه أو مجنون‪ ،‬أو كطلب تعيين قيم على تركة شاغرة أو مدعى عليها في دعاوى تصحيح عقود الحالة‬

‫املدنية (تصحيح تاريخ الازدياد‪ ،‬ألامر بتسجيل والدة في الدفتر العائلي‪ ،‬دعوى تسجيل وفاة‪.)...‬‬

‫الاسرة‪56.‬‬ ‫وإثر صدور قانون ألاسرة الجديد أصبحت النيابة العامة طرفا رئيسيا في جميع قضايا‬

‫كما تكون النيابة العامة طرفا منظما في الحاالت الت ينص عليها الفصل ‪ 8‬من ق م م باإلضافة‬

‫إلى رئاسة املحكمة والنيابة العامة تتألف املحاكم الابتدائية كذلك من‪:‬‬

‫‪ -‬كتابة الضبط‪.‬‬

‫‪ -‬كتابة النيابة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬الغرف‪.‬‬

‫‪ -56‬التنظيم القضائي المغربي دراسة وفق آخر مستنتجات التشريعية‪ ،‬لألستاذة وداد العيدوني‪ ،‬أستاذة التعليم العالي‪ ،‬جامعة عبد المالك السعدي‬
‫كلية الحقوق بطنجة‪ ،‬طبعة ‪ ،3116 1‬ص‪ 99 :‬و‪.93‬‬
‫‪ -‬وأخيرا من الجمعية العامة‪.‬‬

‫كما يجب حضور ممثل النيابة العامة في الجلسات الزجرية تحت طائلة بطالن املسطرة والحكم‬

‫يعتبر هذا الحضور اختياريا في جميع القضايا ألاخرى‪ ،‬عدا في ألاحوال املحددة وبمقتض ى قانون م م‪،‬‬

‫وخاصة إذا كانت النيابة العامة طرفا رئيسيا وفي جميع ألاحوال ألاخرى املقررة بمقتض ى نص خاص‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمحاكم التجارية فتتألف بدورها من رئيس ونواب الرئيس وقضاة والنيابة العامة‬

‫التي تتكون من وكيل امللك ونائب أو عدة نواب ويكون تدخل النيابة العامة أمام املحاكم التجارية إما‬

‫بصفتها طرفا أصليا‪ ،‬فتحضر جلسات املحكمة وذبلك في ألاحوال املحددة بمقتض ى القانون‪ ،‬وإما‬

‫كطرف منظم (الفصل ‪ 8‬من ق م م) في القضايا املتعلقة بالنظام العام وجميع ألاحوال املنصوص‬

‫عليها في الفصل ‪ 1‬من ق م م كما تتدخل النيابة العامة في مساطر صعوبات املقاولة‪ ،‬وفي بعض‬

‫املساطر الخاصة وتتألف املحاكم التجارية أيضا من‪ :‬كتابة الضبط وكتابة للنيابة العامة والجمعية‬

‫العامة وقضاي متابعة إجراءات التنفيذ‪ ،‬ويعتبر حضور ممثل النيابة العامة في الجلسات اختياريا‪ ،‬ما‬

‫لم ينص مقتض ى قانوني على خالف ذلك ويكون حضورها اختياريا متى كانت طرفا أصليا‪ .‬أما بالنسبة‬

‫للمحاكم الابتدائية فهي ال تعرف في تأليفها وجود النيابة العامة وعليه سنقسم هذا "املطلب" إلى ثالث‬

‫فقرات‪ ،‬بحيث سنتطرق في "الفقرة ألاولى" لحاالت استجواب الخصوم‪ ،‬أما بالنسبة "للفقرة الثانية"‬

‫فخصصناها إلثبات صحة ألاوراق واملستندات وغيرها‪ ،‬أما بالنسبة للفقرة الثالثة سنتطرق فيه إلى‬

‫حلف البمين‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬عند استجواب الخصوم‬

‫يقصد باالستجواب مناقشة املتهم ومجابهته باألدلة القائمة ضده بصورة تفصيلية بهدف كشف‬

‫الغموض الذي يحيط الواقعة محل التحقيق‪ ،‬ومطالبة املتهم بالرد على التهمة املنسوبة إليه إما‬

‫بإنكارها أو التسليم بها‪.‬‬

‫السلطة املختصة باالست جواب هو املدعى العام القائم بالتحقيقي‪ ،‬وعليه مناقشة املتهم بالتهمة‬

‫املوجهة ضده بصورة تفصيلية بدقائقها وتفصيالتها ومجابهته باألدلة القائمة ضده لدفعه إلى‬

‫الاعتراف‪ ،‬على ذلك فإن الاستجواب يتميز بطبيعة مزدوجة فهو من ناحية أمد الاجراءات التحقيق‪،‬‬

‫ومن ناحية أخرى وسيلة من وسائل الدفاع‪.‬‬

‫ويشمل الاستجواب تحديد ألافعال املنسوبة إلى املتهم بصورة دقيقة ومريحة والتثبت من هويته‬

‫وتدوين البيانات الخاصة به في املحضر اسمه‪ ،‬وعمره ومهنته ومقر إقامته‪ ،‬وعنوانه ومناقشته بصورة‬

‫تفصيلية ومحاضرته باألسئلة الدقيقة ومجابهته باألدلة املثبتة لبراءته‪ ،‬إذ من ضمانات الاستجواب‬

‫ليكون صحيحا يتم إجراء الاستجواب من جهة التحقيق املختصة والذي يتولى ذلك املدعي العام‬

‫القائم بالتحقيق أما رجال الضابطة العدلية ال يحق لهم استجواب املتهم كليا‪ ،‬وإال كان إجراءهم‬

‫باطال‪ ،‬ألن الاستجواب إجراء هام وخطير قد يؤدي إلى اعتراف وايضا إحاطة املتهم بالشبهات القائمة‬

‫ضده دون خداع وال يجوز إجبار املتهم على إلاجابة ضمن حقه السكوت إذا كان في مرحلة املحاكمة‪،‬‬

‫ومن حقه أال يجيب على التهمة املنسوبة إليه إال بحضور محام‪ ،‬بناء على هذا وعندما يمثل املشتكي‬

‫عليه أمام املدعى العام يثبت من هويته ويتلو عليه التهمة املنسوبة إليه ويطلب جوابه عنها منبها إياه‬

‫أن من حقه أال يجيب عنها إال بحضور محام‪.‬‬

‫ومن أهم الضمانات التي تحيط باالستجواب أن يتم عن طريق سلطة مختصة بالتحقيق وهي‬

‫النيابة العامة دون غيرها من أعضاء الضابطة العدلية‪ ،‬إال أن محكمة التمييز أجازت في قرارها بأن‬
‫ملوظفي الضابطة العدلية القيام بسائر إلاجراءات التي هي من اختصاص املدعي العام بما فيها‬

‫الاستجواب إذ موظفي الضابطة العدلية في هذه الحالة يملكون صالحية إجراء سائر املعامالت التي هي‬

‫من وظائف قاض ي التحقيق أو بديهي إن استجواب املتهمين هو من جملة تلك املعامالت على اعتبار أن‬

‫وظائف قاض ي التحقيق أنيطت باملدعي العام‪.‬‬

‫وقد ظهر هذا التوجه لدى محكمة التمييز في قرارات الحقة عندما أكدت أن إجراء الاستجواب‬

‫جاء حضرا باملدعي العام‪ ،‬وال يجوز إلعطاء الضابطة القضائية القيام به‪ ،‬كما أبطلت املحكمة‬

‫الاستجواب واملواجهة الصادرة عن الضابطة العدلية حيث جاء في أحد قرارات محكمة التمييز بأن‬

‫املواجهة والاستجواب إجراءات تحقيقات ال يملك بهما من الناحية القانونية إفراد الضابطة العدلية‬

‫وإنما هو حكم على سلطات التحقيق ألاولى والنهائي‪ ،‬وإن محكمة التمييز لم تبطل الاستجواب لعدم‬
‫العام‪57.‬‬ ‫دعوى محامي املتهم في حالة السرعة لعدم ضياع ألادلة‪ ،‬وتركت تقريرها للمدعي‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إثبات صحة األوراق والمستندات وغريها‬

‫وسائل الاثبات كما نظمها املشرع فهي تختلف من حفل قانوني إلى آخر‪ ،‬فنجد وسائل إلاثبات في‬

‫القضايا الجنائية ووسائل إلاثبات في القضايا أو املنازعات املدنية وهذه ألاخيرة تأخذ موضوعية‪،‬‬

‫موضوع في قانون الالتزامات والعقود‪ ،‬وموضوع آخر في ق م م‪ ،‬أو قانون الشكل ومهما يكون من‬

‫الاختالف في مكان قواعد الشكل‪ ،‬ومهما يكون من الاختالف في مكان قواعد الاثبات من القانون‪ ،‬فإن‬

‫تحديد طبيعة هذه القواعد الكفيل بوضعها في املوضوع املناسب‪ ،‬بحسب ما إذ كانت قواعد‬
‫املرافعات‪58.‬‬ ‫موضوعية أو شكلية يكون مكانها قانون‬

‫‪ -57‬استجواب الخصوم في الدعوى المدنية‪ ،‬بحث ودراسة‪ ،‬استجواب الخصوم في الدعوى المدنية‪ ،‬بقلم المحامي ابراهيم رشيد‪-‬ابراهيم‪.‬‬
‫‪ -58‬محمد النادي ومصطفى عزوز‪ ،‬وسائل االثبات في الميدان المدني‪ ،‬بحث نهاية التمرين الملحقين القضائيين‪ ،‬الفوج ‪-32‬السنة القضائية ‪-1886‬‬
‫‪ ،1881‬المعهد الملكي القضائي الرباط‪ ،‬ص‪.1 :‬‬
‫وطرق البيانات أو إلاثبات التي ذكرها املشرع املغربي هي الكتابة وشهادة الشهود والقرائن ثم‬

‫اليمين‪.‬‬

‫فبالنسبة لإلقرار والكتابة بحيث يعتبر كل منهما أحد أهم وسائل إلاثبات الذي نضمها القانون‬

‫املدني املغربي وأكثر نجاعة‪.‬‬

‫"العبدالوي"‪59‬‬ ‫فبالنسبة لإلقرار فإن املشرع املغربي لم يعرفه وترك املهمة للفقه معرفة الدكتور‬

‫بأنه هو اعتراف لشخص يحق عليه لآلخر فهذ ترتيب حق في ذمته وإعفاء آلاخر من إثباته"‪ ،‬ومن خالل‬
‫هي‪60:‬‬ ‫التعريف أعاله يتضح أن إلاقرار أربع أركان‬

‫املقرر‪ :‬وهو الشخص الذي يعترض على نفسه بكون ذمته املالية عامرة بحق الغير‪ ،‬وللمقرر‬

‫شروط لكي يكون إقراره صحيحا ومنتجا آلثاره وهي‪ ،‬أن يكون راشدا عاقال بإرادة سليمة وإال يتهم املقر‬

‫في إقراره‪.‬‬

‫املقر له‪ :‬وهو املدعي الواقعة التي يعترف له بها املدعي عليه‪ ،‬واملستفيد منها ومن شروطه وهو‬

‫آخر‪ ،‬أن يكون أهال الكتساب الحقوق وأال يكذب املقر في إقراره‪.‬‬

‫املقر به‪ :‬ينص في إلاقرار على وقعه محل إلاثبات وهذه يصنفها الفقهاء إال إلاقرار باملال أو‬

‫بالنسب‪ ،‬ومن شروط هاته الواقعة هي ألاخرى أن يكون ممكنة وليست مستحيلة‪.‬‬

‫الصيغة‪ :‬فإقرار هو تعبير عن إلارادة‪ ،‬يحمل إما بالكالم أو بما يدل عليه من إلاشارة أو الكتابة‪.‬‬

‫لكن مع تراجع الوازع الدني لدى الناس‪ ،‬وانتشار الانتقام والحقد والكذب والفقر‪ ،‬بشكل أصبحت‬

‫معه الشهادة قبلة لشراء‪ ،‬كل ذلك جعل حقوق الناس مهددة قد تهددها شهادة السفيه أو املرتش ي‪،‬‬
‫إلاثبات‪61.‬‬ ‫وهو ما جعل املشرع يعطي للكتابة مكنة الصدارة من حيث الحجية في‬
‫‪ -59‬وسائل اإلثبات في التشريع المدني المغربي الدريس العلوي العبدالوي ط ‪ 1891 1‬ص‪.61 :‬‬
‫‪ -60‬إثبات في المنازعات المدنية لخالد سعيد ص‪ 91 :‬م‪.‬س‪.‬‬
‫أما بالنسبة لشهادة الشهود أو البينة كما يسمونها أهل املشرق قديما وسيلة إلاثبات‪ ،‬نظرا لكثرة‬

‫اعتمادها للفصل في املنازعات‪ ،‬في الوقت كانت فيه الوازع الديني متجذرا في النفوس أفراد املجتمع‬

‫وخلق أجل ال يقبل املساومة بدراهم قليلة كانت أو كثيرة‪ ،‬وهذا ما جعل هذه الوسيلة تحظى باهتمام‬

‫فقهاء مختلف املذاهب إلاسالمية‪ ،‬فتجدها تتصدر وسائل إلاثبات في موسوعاتهم‪ 62.‬وما يالحظ هو أن‬

‫املشرع لم يورد تعريفا ملفهوم الشهادة وترك ألامر للفقه فنجد أستاذ البعدالوي يعرفها بأنها هي‪" :‬تقرير‬

‫حقيقة أمر توصل الشهود إلى معرفته بعينه أو أذنه"‪.‬‬

‫ـما فيما يخص القرائن‪ :‬لقد اختلفت آلاراء بخصوص تعريف القرائن لكننا سنتعرض بهذا‬

‫الخصوص تعريف الذي جاء به الاستاذ العبدالوي‪ ،‬بحيث عرفها بأنه هي‪" :‬ما يستنبطه املشرع أو‬

‫القاض ي من أمر املعلوم للداللة به على أمر مجهول‪ ،‬بينهما عرفها املشرع املغربي في الفصل ‪ 111‬من ق‬

‫ل ع‪ ،‬بأنها الدالئل يستخلص منها القانون أو القاض ي وجود وقائع مجهولة"‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حلف اليمني‬

‫اليمين قول يتخذ فيه الحالف هللا شهد على صدق ما يقول أو في عبارة أخرى‪" ،‬إشهاد هللا تعالى‬

‫على صدق ما يقول الحالف أو على صدق مات يقول الخصم آلخر"‪ .‬وهكذا فاليمين التي نحت بصدق‬

‫دراستها ليست هي اليمين التي يؤديها الخبراء أو الشهود أو املحامون أو بعض املوظفين‪ ،‬قبل مباشرتهم‬

‫مهامهم‪ ،‬وإنما هي التي يوجهها أحد الخصوم لآلخر‪ ،‬أو التي توجهها املحكمة ألحد الخصوم من تلقاء‬

‫نفسها‪ ،‬وهي ما اصطلح على تسميتها باليمين القضائية ألنها تختلف أمام القضاء لتأييد الدعاء الذي‬

‫يقدمه أحد الخصوم والذي يعوزه الدليل عليه‪ ،‬أو لتقوم مقام الدليل والصيغة التي تؤدى بها اليمين‬

‫حسب الفصل ‪ 89‬من قانون املسطرة املدنية "أقسم باهلل العظيم" واليمين القضائية نوعان‪ :‬يمين‬

‫حاسمة ويمين متممة‪.‬‬

‫‪ -61‬الشافي في شرح قانون االلتزامات والعقود‪" ،.‬عبد الكريم شهبون"‪ ،‬الجزء الثاني انقضاء االلتزام وإثباته‪ ،‬ص‪.382 :‬‬
‫‪ -62‬اإلثبات في المنازعات المدنية‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.199 :‬‬
‫بالنسبة لليمين الحاسمة‪ :‬ينص الفصل ‪ 89‬من ق‪.‬م‪.‬م على أنه إذا وجه أحد ألاطراف اليمن إذ‬

‫خصصه إلثبات ادعاء أو ردها هذا ألاخير لحسم النزاع نهائيا فإن الخصم يؤدي اليمين في الجلسة‬

‫بحضور الطرف آلاخر أو بعد استدعائه بصفة قانونية‪."...‬‬

‫يستنتج من هذا النص أن اليمين الحاسمة هي التي يوجهها الخصم لخصمه عندما ينقصه الدليل‬

‫الحاسم في النزاع‪ ،‬فال يجوز الالتجاء إليها إال عند إلانكار أي أنه ال يجوز توجيهها إلى الخصم عن واقعة‬

‫هو مقر بها‪.‬‬

‫ويترتب على توجيه اليمين الحاسمة اعتبار موجا متنازال عن دعواه إذا حلف املدعى عليه‪ ،‬كما‬

‫يعتبر املدعى عليه إذا أنكر عن حلفها مقرا بصحة دعوى املدعي ويحق له أن يدفع الحلف أو النكول‬

‫عنه برد اليمين على من وجهها إليه بحلفها هو بدوره‪ ،‬وبالتالي تكون صحة أو بطالن دعواه مرتبطة‬

‫بحلفه أو نكوله‪.‬‬

‫ويجب أن يقدم طلب اليمين من الخصم نفسه‪ ،‬وال يجوز أن يقدم الطلب من محام إال إذا كانت‬

‫لديه وكالة خاصة به‪ ،‬على أنه إذا كان الخصم ممثال بغيره في الخصومة بسبب نقص أو بسبب كونه‬

‫شخصا معنويا فإنه ملمثله أن يوجه هذا اليمين‪.‬‬

‫كما يجب أن تتوفر فيمن يطلب حلف اليمين حلف اليمين يوجه إليه الطلب أهلية التصرف في‬

‫الحق الذي يرتبط به الواقعة محل اليمين وال يرد اليمين شأنه شأن‬

‫املطلب الثاني‪ :‬حضور النيابة العامة وأثارها على سير الدعوى العمومية أدلة الاثبات ألاخرى – إال‬

‫على وقائع فال يجوز توجيه اليمين أو حلفه بالنسبة ملسائل قانونية‪ ،‬ويشترط في الواقعة املراد الحلف‬

‫عليها أن تكون متعلقة بالشخص املطلوب منه تأدية اليمين عنها‪ ،‬كما يجب أن تكون هذه الواقعة‬
‫متعلقة بالدعوى ومنتجة فيها وغير مخالفة للنظام العام‪ ،‬فال يمكن مثال توجيه اليمين في وقاعة فصل‬

‫فيها بحكم قوة ألامر املقض ي‪.‬‬

‫ويجوز توجيه اليمين الحاسمة في أي مرحلة تكون عليها الدعوى بشرط أن تكون املحكمة مختصة‬

‫ببحث الوقائع‪.‬‬

‫أما بالنسبة املتممة فنصت الفقرة ألاولى من الفصل ‪ 84‬من ق م م على أنه‪ :‬إذا اعتبرت املحكمة‬

‫أن أحد ألاطراف لم يعزز ادعائه بالحجة الكافية أمكن لها تلقائيا أن توجه اليمين إلى هذا الطرف‬

‫بحكم يبين الوقائع التي ستلقي اليمين بشأنها ويظهر من هذا النص أن توجيه اليمين املتممة ال يكون‬

‫إال من أطراف القاض ي إما تلقائيا أو بناء على طلب أحد الخصوم ولكن القاض ي ليس ملزما بإجابة‬

‫الخصم إلى طلبه وإنما يكون له مطلق السلطة من توجيهها فهذه اليمين توجه إذن من القاض ي وليس‬

‫من الخصم إلى أي من الخصوم عندما يرى أن هذا الخصم قدم وليال غيري في دعواه ليتمم بها الدليل‬

‫الناقص أو يتمم بها اقتناع املحكمة والغض من اليمين املتممة ليس هو أن يكون طريقة يلجأ ‘إليها‬

‫الخصم عندما يعوزه الدليل لكي يحسم بها النزاع‪ ،‬بل يقصد بها إثارة القاض ي وإراحة ضميره عندما‬

‫تكون ألادلة املقدمة في الدعوى غير كافية‪.‬‬

‫المطلب الثاين‪ :‬حضور النيابة العامة وأثارها عىل سري الدعوى العمومية‬

‫كما سبق القول فإن حضور ممثل النيابة العامة شخص ي ضروري في ألاولى عندما تكون رئيسيا أو‬

‫كان حضورها محتما قانونا ويجب التنصيص عليه في الحكم بخالف محاكم الاستئناف فيكفي فيها‬

‫الحضور الاعتباري وتقديم املستنتجات ولو كان طرفا رئيسيا‪.‬‬


‫ويجب استدعاء ممثل النيابة العامة للحضور الشخص ي عندما تكون طرفا رئيسيا وحينئذ يعتبر‬

‫كسائر ألاشخاص العاديين ويذكر في القرار‪ :‬أنه بين النيابة العامة التي يمثلها من جهة وبين طرف آخر‬

‫من جهة أخرى‪.‬‬

‫ومنه سوف نقوم بتقسيم هذا املطلب إلى أربع فقرات‪ ،‬على الشكل الذي سيتضح فيما بعد‪:‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬غياب الخصوم جميعهم‬

‫إن أطراف الدعوى بشكل عام هما املدعي واملدعى عليه ويجب في كل دعوى مدنية وجود مدعى‬

‫عليه فال يجوز تشريعيا رفع دعوى مدنية على مجهول‪ ،‬وتتجلى املصلحة من ذلك في تحديد صفة‬

‫املدعى عليه في نتائج مترتبة على هذه الصفة فاملدعي هو من يترتب عليه عبء إلاثبات‪ ،‬كما يجوز في‬

‫حالة خسارته للدعوى أن يتحمل أكثر من الرسوم واملصاريف فيما لو ثبت املدعى عليه سوء نية املدعي‬

‫بدعوى عطل وضرر ويكون ذلك بطلب عارض يكون للمدعى عليه فيه صفة املدعي‪.‬‬

‫بحيث لم يتعرض املشرع لهذا الغرض وإنما تعرض للحالة التي تغيب فيها املدعي كما سنرى فيما‬

‫بعد‪ ،‬وبوجوب تطبيق نفس القاعدة هنا‪ ،‬بحيث إذ لم يحضر املدعي واملدعى عليه حكمت املحكمة في‬

‫الدعوى إذا كانت صالحة للحكم فيها وإذا رأت أن الدعوى لم تزل بعد غير صالحة للحكم فيها‪ ،‬حكمت‬

‫بتشطيب الدعوى ألنها تفترض أن الخصوم تصالحوا على الحق املتنازع فيه أو تركوا املنازعة فيه ولهذا‬

‫ال تستطيع السير في الخصومة وتحقيق الدعوى مع غياب طرفيها‪ .‬وفي ألاخير ما يمكن القول أن غياب‬

‫الخصوم في الدعوى املدنية يترتب عليه أمران أساسيان‪:‬‬

‫‪ -2‬إذا لم يضر املدعي وال املدعى عليه في الجلسة ألاولى تشطيب الدعوى‪.‬‬

‫‪ -1‬إذا شطبت الدعوى يجوز للمدعي أن يرفع دعوى جديدة ويجوز للمدعي أن يطلب من‬

‫املحكمة في خالل سبعة أيام من تاريخ شطبها استئناف السير فيها وإذا اقتنعت املحكمة بجود‬
‫سبب كاف لتخلف املدعي من الحضور أمرت باستبعاد قرار الشطب وتحديد ميعاد للسير في‬

‫إجراءات الدعوى‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬غياب المديع أو بعض المدعني‬

‫املدعي املدني في الدعوى املدنية طالتبعية هو كل شخص لحقه ضرر شخصيا من جريمة املرتكبة‬

‫جناية أو جنحة أو مخالفة ومعاقب عليها طبقا لقانون الجنائي املغربي‪.‬‬

‫ومن الشروط الواجب توافرها في املدعي املدني‪:‬‬

‫‪ -‬صفة املدعي املدني‪ :‬ومن صور الضرر الجسمين أو الجثماني أن يصاب الشخص في جسده‬

‫بالجرح أو قطع أحد أعضائه أو إصابته بعاهة بوجه عام‪ ،‬أما الضرر املادي فمن صوره أن يصاب‬

‫الشخص في ماله و في ش يء بقيمة املال ومن صور الضرر املعنوي أو ألادبي أن يصاب املضرور في‬

‫معنوياته وفي عرضه كضرر لناتج للفرع أو ألاصل أو الزوج جريمة قتل وهذا يعني أن مصطلح املدعي‬

‫املدني إذا كان ألاصل فيه أن ينصرف إلى املجني عليه في الجريمة باعتباره متضرر كشخص الذي‬

‫يتعرض للضرب أو الجرح أو سرقة أمواله‪ ،‬وغيرها من الجرائم وعليه يتعين لقبول الدعوى املدنية أن‬

‫يكون املدعي خاضع وأهال إلقامة الدعوى‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة ألهلية‪ :‬املدعي يجب أن تتوفر في املدعي مدنيا أهلية التقاض ي أمام القضاء الجنائي‬

‫ويكون املدعي أهال لتصرف في حقوقه طبقا للقانون وذلك حتى يستطيع املقاضاة بشأنها‪.‬‬

‫بحيث إن املجرى العادي لألمور يقتض ي أال يختلف املدعي عن متابعة سير إجراءات الخصومة‪،‬‬

‫فهو الذي بادر بإنشائها عن طريق للطلب‪ ،‬وهو الذي ينبغي من وراء مباشرتها حماية مصلحته موضوع‬

‫املطالبة القضائية‪ ،‬إال أن ألامور ال تسير دوما كما ينبغي فقد يتخلف املدعي من ذلك عندما تتخذ‬

‫أحد الطرق آلاتية‪:‬‬


‫أوال‪ :‬الحكم في الدعوى إذا كانت املحكمة تتوفر على العناصر الضرورية للفصل في مطالب املدعي‪،‬‬

‫أي إذا كانت الدعوى صالحة للحكم فيها بأن يكون مقال‪.‬‬

‫ثانيا التشطيب على القضية من جدول الجلسة إذا لم تتوفر املحكمة على أي عنصر يسمح بها‬

‫بالبت في الطلب على أنه تشطب الدعوى ال ينبغي إلغاؤها وزوال آلاثار القانونية املترتبة عليها وإنما‬

‫صنعاه استبعادها من جدول القضايا وعدم الفصل فيها مع بقائها بقاء كافة آلاثار املترتبة عليها‪ ،‬وال‬

‫تنظر الدعوى بعد ذلك إال إذا طلب املدعي ذلك خالل شهرين من قرار التشطيب من الجدول‪ ،‬بحيث‬

‫إذا لم يطلب املدعي متابعة النظر في قضية خالل الشهرين من تاريخ التشطيب فإن املحكمة تلغي‬
‫الحالة‪63.‬‬ ‫الدعوى على‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬غياب المدىع عليه أو المدىع عليهم‬

‫املدعى عليه في الدعوى املدنية التبعية هو الطرف الثاني فيها وهو من يطالب املدعي املدني حكم‬

‫عليه مدنيا بإلزامه بالتعويض وألاصال فيه هو املتهم بارتكاب الجريمة التي أحدثت الضرر بسبب‬

‫الدعوى املدنية سواء ارتكابها باعتباره شريكا‪.‬‬

‫إال أن الدعوى املدنية التبعية قد ترفع أيضا على املسؤولين عن الحقوق املدنية وعلى الورثة فيما‬

‫ال إليهم من مورثهم‪.‬‬

‫"وفي حالة غياب املدعي عليه عن الجلسة ألاولى فيؤجل النظر في القضية إلى جلسة الحقة يبلغ بها‬

‫املدعى عليه فإن علي عن الجلسة أو غاب عن جلسة أخرى دون عذر تقبله املحكمة فتحكم الحكمة في‬

‫لقضية‪ ،‬ويعد حكمها في حق املدعى عليه غيابيا مالم يكن غيابه بعد قفل باب املرافعة في القضية‬

‫فيعد الحكم حضوريا"‪.‬‬

‫‪ -63‬الوجيز في القانون القضائي الخاص‪ ،‬للدكتور الطيب الفصاعي ص‪10 :‬إلى ‪ 12‬م‪.‬س‪.‬‬
‫لقد حرصت هذه املادة على ضرورة حماية املدعي من تالعب املدعى عليه تحت أي عذر ال يقنع به‬

‫ناظر الدعوى‪ ،‬كما عالجت مشكلة عامة وتعد من اسباب اطالة أمد التقاض ي وما قد يترتب عليه من‬

‫ظلم يقع على املدعي‪ ،‬وهذا ينافي ما جاء في الكتب والسنة املطهرة‪ ،‬لذا على النظام املرافعات الشرعية‬

‫بالعمل على رفع املظالم وتطبيق القواعد الشرعية في ذلك بالحرص على سرعة إجراءات التقاض ي‪ ،‬بما‬

‫ال يدخل وسلطة القاض ي املطلقة في التثبت من دعوى املدعي وما قد يقدمه املدعى عليه من دفوع‬

‫مضاد للدعوى‪.‬‬

‫لذا وضعت هذه املادة حدا للمماطلة املدعي عليه في حالة ابالغه عن موعد الجلسة وعدم التزامه‬

‫بالحضور فقد فصلت لالئحة التنفيذية لهذه املادة الحاالت التي يتم ابالغ املدعى عليه بالحضور‬

‫للجلسات والكيفية التي تكون عليها‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬الغياب بسبب وفاة أحد طريف الدعوى‬

‫إذا كانت غاية كل إجراء مسطري هو حماية الحقوق وصيانة املصالح املتضاربة داخل املجتمع‬

‫فإن ذلك يبقى رهين بما يسنه املشرع من نصوص إجرائية قادرة فعال على بت الروح في القواعد‬

‫املوضوعية لتضعها بين يدي العدالة عن طريق املطالبة القضائية وعادة ما تتم هذه املطالبة في تشكل‬

‫دعوى يلجأ إليها كل من مدعي مساس الغير بحته أمام الجهة املختصة بذلك قانونا وهي مؤسسة‬

‫القضاء‪ ،‬وبديهي أنه ال يمكن قيام دعوى دون وجود صدع وهو مقدم الطلب الرامي إلى استصدار‬

‫حكم قضائي‪ ،‬حماية لحق من حقوقه التي تم الاعتداد عليها أو محددة باالعتداء‪ ،‬ويستوفي في ذلك أن‬

‫يكون املدعي شخصا طبيعيا أو اعتباريا‪.‬‬

‫والدعوى تكون موجهة ضد شخص وهو املدعى عليه‪ ،‬وقد توجه ضد أشخاص مدعى عليه وقد‬

‫توجه ضد أشخاص مدعى عليهم‪ ،‬لذلك البد من تعيين الشخص املدعى عليه إذ ال تسمح الدعوى‬
‫املدنية ضد املجهول غير أنه قد يحدث بعد رفع الدعوى أمام املحكمة وفاة أحد طرافها أو يقع تغيير‬

‫وضعية املدعى أو املدعى عليها بالنسبة إلى ألاهلية ألامر الذي جعل املشرع يتدخل لرسم إلاجراءات‬

‫الواجبة الاتباع في هذا الصدد ضمن الفصول ‪ 228-224-223-229‬من ق م م‪.‬‬

‫وتنطوي هذه الفصول على تنظيم حالة الوفاة ألحد أطراف الدعوى أو عندما تتغير وضعيته‬

‫بالنسبة إال ألاهلية وكيف ينبغي إشعار الخلف أو النائب بمواصلة الدعوى وإلاجراءات املترتبة على‬

‫حضور أو تخلف من له صفة بالقيام بذلك والحقيقة أن موضوع شرط الصفة في مواصلة الدعوى‪،‬‬

‫يعد من املواضيع املسطرية املهمة التي لم تحظ بالدراسة املعمقة‪ ،‬حيث تجد في أغلب الكتب التي‬

‫تناولت بالشرح قانون املسطرة املدنية اشرات مقتضيه ومحتشمة إلى مقتضياتها دون الغوص في‬
‫تثيرها‪64‬‬ ‫إلاشكاالت العلمية التي‬

‫ويجب أن تكون للمدعي أهلية ممارسة هذه الدعوى وإال ردت عليه وهذه املمارسة أما أن تكون‬

‫بالنفس أو بواسطة فإن لم تكن له أهلية التقاض ي إقامة يمثله ومن ثمة يتبادر السؤال آلاتي‪ ،‬هل‬

‫ينتقل حق املطالبة بالتعويض إلى الورثة أو إلى الدائنين أو إلى املحال اليهم القاعدة املقررة في الفقه‬

‫املدني هي جواز انتقال حق املطالبة بالتعويض إلى الورثة والدائنين واملحال اليهم إذا لحق بالفرد ضرر‬

‫مادي في ماله أو شخصه‪ ،‬وأن لجنة الضرر أدبي في شرفه فإنه ال ينقل للورثة بافتراض أن املضرور‬

‫قد تنازل عن حقوقه قبل الوفاة وكذلك فإن الدائن يستطيع أن يستعمل باسم مدنيه جميع حقوق‬

‫املدين باستثناء تلك الحقوق املتصلة بشخصه خاصة أو غير قابل للحجز وعادة يهرع الدائن إلى هذا‬

‫الاستعمال حينما يرى أن املدين ال يستعمل حقوقه أو سوف ينجز إليه ألعذار ويدخل املدين خصما في‬
‫الدعوى‪65.‬‬

‫‪ -64‬مجلة مغرب القانون نور الدين األولي‪ ،‬شرط صفة في مواصالت الدعوى في ضوء قانون المسطرة المدنية والعمال القضائي باحث بسلك‬
‫الدتوراه وعضو بالودادية الحسنية للقضاة‪.‬‬
‫‪ -65‬فضاء النيابة العامة لسرغيني م‪.‬س‪ ،‬ص‪ 13 :‬إلى ‪.11‬‬
‫المبحث الثاين‪ :‬حضور وغياب النيابة العامة أمام محاكم االستئناف والنقض‬

‫أن محكمة أو محاكم الاستئناف في التنظيم القضائي املغربي تصنف كمحكمة درجة ثانية من‬

‫درجات التقاض ي‪ ،‬وتختص بالبت في القضايا التي سبق عرضها على محاكم لدرجة ألاولى بعض الطعن‬

‫باالستئناف في ألاحكام الصادرة عنها من طرف أحد املتقاضين‪ ،‬ويوضع الفصل ‪ 3‬من ظهير ‪2141‬‬

‫املعدل بالظهير الشريف ‪ 2.22.218‬الصادر بتاريخ ‪ 1422/48/24‬املتعلق بالنظام القضائي للملكة‬

‫التركيبة الهرمية التي تتشكل منها محاكم الاستئناف‪.‬‬

‫أما بالنسبة ملحكمة النقض فهي تعتبر أعلى هيئة قضائية باململكة وتتمتع بكيان مستقل كفل‬

‫لقراراته نوعا من الثبات والاستقرار‪ ،‬وتنحصر مهنة محكمة النقض في مراقبة حسن تطبيق القانون‬

‫وتوحيده وتقرير القواعد القانونية الصحيحة‪ .‬وتتكون من رئيس أول ورؤساء غرف‪ ،‬ومستشارون‬

‫ووكيل عام‪.‬‬

‫ومنه يمكن تقسيم هذا املبحث إلى مطلبين اثنين‪ ،‬على الشكل آلاتي‪:‬‬

‫املطلب ألاول‪ :‬حضور النيابة العامة أمام محاكم الاستئناف‬

‫املطلب الثاني‪ :‬الطعن في الحكم من طرف النيابة العامة‪.‬‬


‫المطلب األول‪ :‬حضور النيابة العامة أمام محكمة االستئناف‬

‫يعتبر الوكيل العام للملك رئيسا للنيابة العامة لدى محاكم الاستئناف ويساعده مجموعة من‬

‫النواب يخضعون إلشرافه ومراقبته ويخلفونه في حالة غيابه‪.‬‬

‫وقد حددت املادة ‪ 11‬من قانون املسطرة الجنائية مجمل الاختصاصات املعقودة للوكالء العامين‬

‫للملك بمحاكم الاستئناف سيما وأن املشرع خصهم بإثارة الدعوى العمومية في الجنايات والجرائم‬

‫املرتبطة بها والتي ال يمكن فصلها عنها‪.‬‬

‫ومن هذا املنطلق البسيط‪ ،‬يمكن تقسيم هذا املطلب إلى ثالث فقرات حيث سنتطرف في الفقرة‬

‫ألاولى إلى غياب املستأنف أو املستأنف عليه أما الفقرة الثانية فخصصناها لحاالت وفاة أحد الخصوم‬

‫في الدعوى وبالنسبة للفقرة الثالثة فسنتطرق فيه لحصور النيابة العامة أمام محكمة النقض‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬غياب المستأنف أو المستأنف عليه‬

‫يميز عادة ما بين نوعين من الاستئناف‪ ،‬أولهما يعرف باالستئناف ألاصلي وهو الذي يتقدم به في‬

‫املرحلة الابتدائية لتالفي الحكم املضر بمصالحة‪ ،‬فيمون بلك هو املستأنف وثانيهما باالستئناف الفرعي‬

‫وهو الذي يتقدم به املستأنف عليه الذي سبق أن حكم لفائدته ابتدائيا ولو جزئيا ويعتبر تابعا وفرعيا‬

‫ناتجا عن الاستئناف ألاصلي ويكون الاستئناف الفرعي وسيلة للرد على املستأنف بعد فوات ميعاد‬

‫الاستئناف أو قبول املستأنف عليه الحكم‪.‬‬

‫ويشرط لقبول الاستئناف الفرعي أن يكون هناك استئناف أصلي ويتعين رفعه من قبل املستأنف‬

‫عليه وحده ومن غير املستأنف عليه في حالة التضامن وينبغي رفع الاستئناف الفرعي قبل قفل بابا‬

‫املناقشة‪.‬‬
‫على أن هاك‪ ،‬استئناف آخر يعرف باالستئناف املقابل وهو الاستئناف الذي يكون دخل ألاجل‬

‫القانوني وقبل قبول الحكم ويرد به املستأنف على الاستئناف الذي رفعه املستأنف‪.‬‬

‫ويترتب الاستئناف أثرين اثنين يمثالن في كونه يوقف تنفيذ الحكم املطعون فيه‪ ،‬وفي أنه ينقل‬

‫النزاع من املحكمة الابتدائية إلى محكمة الاستئناف‪.‬‬

‫وفي حالة غياب املستأنف واملستأنف عليه في الدعاوى املدنية تقرر املحكمة هذه املدة يصبح‬

‫القرار مبرما أما في بقية الدعوى فتقرر املحكمة تشطيب استدعاء الاستئناف من تلقاء نفسها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت وفاة أحد الخصوم‬

‫العمومية‪66،‬‬ ‫إن اعتبار موت أحد الخصوم في الدعوى يعتبر سببا من أسباب سقوط الدعوى‬

‫ونتيجة منطقية حادثة وفاة التي لم يعد معها أي جدوى وهدف من تحريك الدعوى العمومية هذه‬

‫ألاخيرة التي تهدف توقيع العقاب على مرتكب الجريمة بهدف تحقيق الردع وإعادة إدماج الجاني في‬

‫املجتمع‪ ،‬والحال أن مرتكب الجريمة لم يعد على قيد الحياة‪ ،‬مما ينتفي معه الغاية من تحريك‬

‫الدعوى‪.‬‬

‫وموت املتهم إذا كان يعتبر سببا من أسباب سقوط الدعوى العمومية‪ ،‬فإنه البد من التمييز بين‬

‫الحالة التي تعلم النيابة العامة بموت املتهم قبل إقامة الدعوى العمومية والحالة التي تكون فيها‬

‫النيابة العامة قد اقامت الدعوى العمومية وهي تجعل بواقعة الوفاة‪.‬‬

‫بالنسبة لحالة علم النيابة العامة بواقعة الوفاة ولم تكن بعد قد حركت الدعوى في مواجهة‬

‫الشخص املتسببة فيه فإنها تعمد إلى سقوط ملف القضية لعدم أهمية املتابعة بعد الوفاة‪ ،‬لكن هذا‬

‫‪ -66‬شرح العلمي للقانون المسطرة الجنائية تقديم أستا معاد العطاوي صفحة ‪ 161‬إلى ‪ 163‬م‪.‬س‪.‬‬
‫إلاجراء البذي وتكون النيابة العامة ملزمة باللجوء ‘إليه ال يشمل‪ ،‬املساهمين واملشاركين الذي تحرك‬

‫النيابة العامة املتابعة في شأنهم‪.‬‬

‫أما بالنسبة لحالة التي تعهد العامة فيها إلى إقامة الدعوى العمومية وهي تجهل بواقعة وفاة‬

‫املتابع‪ ،‬بعد أن تكون قد عرضت القضية على التحقيق للتحقيق فيها أو على املحكمة للفصل فيها‪ ،‬في‬

‫هذه الحالة يتم التصريح بسقوط الدعوى العمومية في أي مرحلة تكون فيها تطبيقا ملقتضيات املادة‬

‫الرابعة من قانون املسطرة الجنائية‪.‬‬

‫وتجب إلاشارة إلى أنه إذا توفي املتابع بعد صدور حكم وكان هذا ألاخير ابتدائيا أي قابل للطعن‬

‫وكان موعد الطعن لم ينتهي بعد‪ ،‬في هذه اللة فالحكم القابل للطعن يسقط بسقوط الدعوى‬

‫العمومية بالوفاة‪ ،‬وال يمكن تنفيذ أي عقوبة مخفضة بالحكم القابل للطعن أو الذي طعن فيه‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬حضور النيابة العامة أمام محكمة النقض‬

‫تم إحداث املجلس ألاعلى (محكمة النقض) حاليا بمقتض ى الظهير الشريف الصادر بتاريخ‬

‫‪ 14 /41 /2198‬كما وقع تعديله وتغييره حيث يعتبر أعلى مؤسسة قضائية في هرم التنظيم القضائي‬

‫تعتبر محكمة قانون ألنها تراقب مدى احترام القانون من قبل محاكم املوضوع وال تعد درجة ثالثة من‬

‫درجات التقاض ي‪.67‬‬

‫وملا كانت النيابة العامة هي الجهة املكلفة بالسهر على تنفيذ القوانين وإلاشراف على كل ما له‬

‫اتصال أو تعليق باملصلحة العامة فقد املشرع من وظائف النيابة العامة مساعدة القضاء في إرساء‬

‫القواعد القانونية الصحيحة بإبداء الرأي في الطعون التي تعرض على محكمة النقض‪.68‬‬

‫‪ 67‬شرح العلمي لقانون المسطرة الجنائية صفحة ‪ 119‬و‪ ،119‬مرجع سابق‬


‫‪ 68‬التنظيم القضائي المغربي‪ ،‬د‪ .‬وداد العيدوني صفحة ‪ 133‬مرجع سابق‬
‫ويمثل النيابة العامة لدى محكمة النقض الوكيل العام للملك ومحامون عامون باعتبارهم‬

‫نوابه ويخضعون إلشرافه ومراقبته وتتكون محكمة النقض من ستة غرف وأن حضور النيابة بجميع‬

‫جلساتها إجباري على خالف ما هو عليه ألامر بالنيابة العامة لدى املحاكم الابتدائية ومحاكم‬

‫الاستئناف‪.‬‬

‫فإذا كانت النيابة العامة في املادة املدنية قد تكون طرفا رئيس ي أو منظما وبالتالي فإن‬

‫حضورها أمام محاكم املوضوع ليس إلزاميا إال في الحاالت املنصوص عليها بمقتض ى املادة التاسعة من‬

‫قانون املسطرة املدنية‪ ،‬فعلى خالف ذلك فإن النيابة العامة أمام محكمة النقض طرف رئيس ي‬

‫وحضورها إجباري في جميع القضايا سواء كانت ذات طبيعة مدنية أو زجرية أو غيرها ويكون الحكم‬

‫الصادر بدون الاستماع إليها أو تقديم مستنتجاتها باطال‪.‬‬

‫وما ينبغي التأكيد عليه هو حضور أعضاء النيابة العامة لسلطة رؤسائهم القضائيين‬

‫التسلسليين ويقيدون بتنفيذ تعليماتهم‪ ،‬فوكيل امللك يمارس سلطته الرئاسية على نوابه بمفهوم املادة‬

‫‪ 61‬من ق‪ .‬م ج‪.‬‬

‫في حين يمارس الوكيل العام للملك سلطته على جميع قضاة النيابة العامة التابعين لدائرة‬

‫نفوذه كما تنص على ذلك املادة ‪ 11‬من نفس القانون والوكيل العام للملك لدى محكمة النقض له‬

‫سلطة على أعضاء النيابة العامة بل أن املشرع خوله توجيه تعليمات مباشرة ومالحظات إلى الوكالء‬

‫العامين للملك لدى محاكم الاستئناف وإلى وكالء امللك لدى املحاكم الابتدائية بكل محاكم اململكة‪.‬‬

‫وهذا نص الفصل ‪ 649‬من قانون املسطرة املدنية على ضرورة التنصيص على اسم ممثل‬

‫النيابة العامة في قرارات محكمة النقض كما نص الفصل ‪ 649‬من قانون املسطرة املدنية على أن‬

‫النيابة العامة تقدم استنتاجاتها ويجب الاستماع إليها في جميع القضايا وهي تحضر جميع جلسات‬

‫املحكمة حضورا إلزاميا كما تحضر املداولة‪.‬‬


‫ويعتبر حضور النيابة العامة إلزامية في سائر الجلسات وتحدد اختصاصات محكمة النقض "‬

‫املجلس ألاعلى " بمقتض ى قانون املسطرة املدنية أو قانون املسطرة الجنائية وقانون العدل العسكري‬

‫ومقتضيات نصوص خاصة عند الاقتضاء‪ ،‬كما يمكن أن تعقد املحكمة أيضا جلسات بغرفتين أو‬

‫بغرف مجتمعة‪.69‬‬

‫المطلب الثاين‪ :‬الطعن يف الحكم من طرف النيابة العامة‬

‫النيابة العامة في مجال الصحة أو الصفة في الطعن هي خصم عادل تنفرد بمركز قانوني خاص‬

‫باعتبار أنها تمثل الصالح العام وتسعى إلى تحقيق موجبات القانون ومن مصلحة املجتمع أن تبنى‬

‫ألاحكام على تطبيق قانوني صحيح خال من شائبة الخطأ والبطالن ومن ثم يجوز للنيابة العامة أن‬

‫تطعن في ألاحكام إن لم يكن لها كسلطة اتهام مصلحة خاصة في الطعن‪ ،‬بل كانت املصلحة هي‬

‫املحكوم عليه‪.‬‬

‫"والنيابة العامة عندما تكون طرفا رئيسيا مدنية أو مدعى عليها في ألاحوال املحددة بمقتض ى‬

‫القانون يحق لها استعمال كل طرف الطعن ما عدا الطعن بالتعرض‪ ،‬بوخالف ما إذا كانت طرف‬

‫منظما ال يحق لها ذلك "‪.70‬‬

‫وعليه فإن املشرع ميز بين دوري النيابة العامة الرئيس ي والانضمامي من حيث ألاثر فأعطى للنيابة‬

‫العامة عندما تقوم بالدور الرئيس ي حق الطعن في ألاحكام الصادرة ضدها وحرمها هذا الحق عندما‬

‫تقوم بدورها الانضمامي مع أنها في هذه الحالة قد ترى خرقا سافرا للقانون ومضرا بحق من حقوق‬

‫املجتمع خصوصا عندما يتعلق ألامر بالقضايا املتعلقة باألحوال الشخصية والنيابات القانونية‬

‫والقضايا املتعلقة بفاقدي ألاهلية وبصفة عامة جميع القضايا التي يكون فيها ممثل قانوني نائبا أو‬

‫‪ 69‬طرق الطعن في األحكام المدنية والتجارية‪ ،‬لعبد المنعم حسنين‪ ،‬صفحة ‪332‬‬
‫‪ 70‬فصل ‪ 9‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫مؤازرا ألحد ألاطراف أو القضايا التي تهم ألاشخاص املفترضة غيبتهم والقضايا بعدم الاختصاص‬

‫النوعي‪.‬‬

‫فكان ينبغي أن يفصل في القضايا التي تقوم فيها النيابة العامة بالدور الانضمامي فيعطي لها الحق‬

‫بالنسبة لبعضها خصوصا عندما يكون الطرف املحكوم عليه صاحب الحق الحقيقي ضعيفا أو عديم‬

‫ألاثر‪.‬‬

‫وعلى أن املوضوع تناوله الفقهاء بالدرس واملناقشة ووقع بينهم خالف فيها إذا كانت النيابة يحق‬

‫لها الطعن في ألاحكام الصادر في حالة تدخلها الانضمامي والرأي الرابع الذي استقر عليه قضاء املحاكم‬

‫الفرنسية وغير الفرنسية أن النيابة في هذه الحالة الحق في الطعن في الحكم الصادر في نزاع متعلق‬

‫بالنظام العام‪ ،‬ولذلك ينبغي أن يفتح املجال أمامها بنص صريح على حقها في الطعن كلما تعلق ألامر‬

‫بحماية النظام العام أو كان الطرف املحكوم عليه ضعيف أو عديم ألاثر‪.71‬‬

‫وعليه سنقسم هذا املطلب إلى أربعة فقرات بحيث سنعالج في " الفقرة ألاولى " الطعن‬

‫بالنقض لفائدة القانون وفي " الفقرة الثانية " وجوب ممارسة الطعن من الوكيل العام للملك ونعرض‬

‫في " الفقرة الثالثة " وجوب أن يكون الحكم محل الطعن النهائي وفي " الفقرة الرابعة " سنتطرق على‬

‫الطعن بالنقض لتجاوز استعمال السلطة‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬الطعن بالنقض لفائدة القانون‪:‬‬

‫عمال بمقتضيات الفصل ‪ 682‬من ق‪.‬م‪.‬م إذا علم الوكيل العام للملك لدى املجلس ألاعلى أنه‬

‫صدر حكم بصفة انتهائية يخالف القانون أو قواعد املسطرة املدنية ولم يتقدم أحد من الخصوم‬

‫بطلب النقض في ألاجل املقرر فإنه يرفعه للمجلس للبث فيه‪.‬‬

‫‪ 71‬دور النيابة العامة أمام المحاكم المدنية لمحمد بوزيان‪ ،‬ص ‪ 119‬و ‪ ،119‬مرجع سابق‬
‫وإذا صدر من املجلس حكم بالنقض فال يمكن للخصوم الاحتجاج بذلك النقض ليتعلموا من‬

‫مقتضيات الحكم املنقوض‪.‬‬

‫ونظام الطعن بالنقض للقانون من طرف الوكيل العام للملك ال يعتبر من قبيل حاالت‬

‫التدخل الانضمامي أو الرئيس ي بل هو يخضع في الكثير من ألاحكام لقواعد الطعن مع العلم أنه من‬

‫الطعون الخاصة املقدمة أمام املجلس ألاعلى ذلك ألن نظام الطعن بالنقض لفائدة القانون موكول‬

‫الختصاص الوكيل العام للملك وحده دون غيره من أعضاء النيابة العامة وقد رأى املشرع املغربي‬

‫تعميم هذا النوع من الطعن بما يحقق الفائدة منه على نحو أكمل‪ ،‬ولم يقصره على حالة تفويت‬

‫الخصم مليعاد الطعن أو نزوله عنه حيث يكون الطعن جائزا وإنما بسطه أيضا على الحالة التي يمنع‬

‫املشرع الطعن فيها سواء كان هذا املنع في قانون املسطرة املدنية أو قوانين خاصة‪ ،‬ألن املنع من الطعن‬

‫في كل هذه الحاالت إنما ينصرف إلى الخصوم وحدهم حتى تستقر الحقوق املحكوم بها‪ ،‬ولكن ذلك ال‬

‫يمنع من استهدف مصلحة عليا هي مصلحة القانون التي يحققها الطعن املرفوع من الوكيل العام‬

‫للملك إلرساء املبادئ القانونية الصحيحة على أساس سليم كما تتوحد أحكام القضاء فيها‪.‬‬

‫وملا كان الهدف تحقيق مصلحة عليا هي مصلحة القانون فإن مقتض ى ذلك ألاخذ بها في كل حالة‬

‫تتحقق فيها هذه املصلحة وعدم اقتصارها على الحالة التي يكون فيها الحكم بالطعن بطريق النقض‬

‫ونزول الخصوم عنه أو فوتوا ميعاده ومقتض ى ذلك أال يستفيد الخصوم من هذا الطعن في جميع‬

‫الحاالت حتى يخلص الطعن لوجه القانون‪.‬‬

‫كما يالحظ أن هذا الطعن لم يشرع لفائدة الخصوم ولكن من أجل ضمان تأويل صحيح للقانون‬

‫والحفاظ على املبادئ الناتجة عنه‪.‬‬

‫وشروط قبول الطعن بالنقض لفائدة القانون هي آلاتية‪:‬‬


‫‪ -2‬يجب أن يصدر الطعن بالنقض من الوكيل العام للملك الذي له هو وحده الصفة في تقديمه‬

‫ويكون بصفة خاصة غير مقبول إذا قدم من طرف أي ممثل للنيابة العامة أو أية سلطة إدارية ولذلك‬

‫قلنا أن هذا النوع من الطعون ال يخضع للقواعد التي تحكم النيابة العامة بوصفها طرفا منظما‪.‬‬

‫‪ -1‬يجب أن يكون الحكم املرفوع للنقض لفائدة القانون قد صدر انتهائيا وأيا كانت املحكمة التي‬

‫أصدرته‪.‬‬

‫‪ -6‬يجب أن يكون الحكم قد اكتسب قوة الش يء املقض ي بين ألاطراف بفوات أجل النقض‪ ،‬ويتعين‬

‫على الوكيل العام تقديم الحجج املجدية التي من شأنها أن تثبت تاريخ تبليغ الحكم أو القرار املحال‪.‬‬

‫وتتخلص مسطرة طلب النقض لفائدة القانون في تسجيل هذا الطلب بكتابة الضبط ويوجه إلى‬

‫الرئيس ألاول الذي يحيله بدوره على رئيس الغرفة املختصة ويعين هذا ألاخير مستشارا تكون مهمته‬

‫البحث وتحرير تقرير في القضية وال يدخل ألاطراف في النزاع ويظلون أجانب عن الدعوى بحيث ال يقبل‬

‫تدخلهم وال ينبغي كذلك استدعاؤهم ألن مناقشتها ال تعنيهم‪ ،‬ووفقا للمادة ‪ 698‬من ق‪.‬م‪.‬م فإن ميعاد‬

‫الطعن بالنقض املادي ثالثون يوما‪ ،‬ومن املسلمات إزاء ما تقدم أن الطعن بالنقض لفائدة القانون‬

‫واملرفوع من طرف الوكيل العام ال يتقيد بهذا ألاجل وذلك لالعتبارات التالية‪:‬‬

‫‪ -2‬قد ال يظهر سبب الطعن إال بعد انقضاء املواعيد‪.‬‬

‫‪ -1‬النيابة العامة ليست خصما في جميع الدعاوى املدنية والتجارية كما سبق ورأينا حتى تبلغ‬

‫باألحكام الصادرة فيها‪.‬‬

‫‪ -6‬جوهر هذا النظام وأساه أن الحكام الصادر بناء على هذا الطعن ال يؤثر على مراكز الخصوم أو‬

‫حقوقهم املحكوم بها‪ ،‬ومن ثم فليس هناك مبرر لربطه بميعاد محدد‪.‬‬
‫‪ -1‬إن بعض التشريعات كالتشريع املصري نصت صراحة على أنه ال يسري ميعاد الطعن بالنقض‬

‫على الطعن والذي يرفعه الوكيل العام ملصلحة القانون ( الفصل ‪ 191‬مرافعات مدنية مصري )‪.‬‬

‫ومن أثار هذا النقض أن ال يستفيد ألاطراف منه وال يمكن لهم الاحتجاج به ليتجنبوا مقتضيات‬

‫الحكم املنقوض الذي يسري مفعوله بصفة عادية رغم املخالفة التي كان يحتوي عليها والتي كانت‬

‫أساس النقض من جهة أخرى فال مجال إلحالة القضية على محكمة أخرى‪.‬‬

‫وطبيعة هذا النقض تحول دون نظر املجلس ألاعلى للموضوع مهما كان صالحا للفصل أي أنها غير‬

‫قابلة للتصدي كما أنها لتحيل املوضوع إلى املحكمة التي أصدرت الحكم املطعون فيه فهي تكتفي‬

‫بنقض الحكم وال يكون للنقض ملصلحة القانون فائدة سوى تنبيه املحاكم إلى الخطأ التي شاب الحكم‬

‫املطعون فيه حتى ال تقع فيه هذه املحاكم مرة أخرى‪.‬‬

‫ويرى البعض أن هذا التنبيه ال يلزم املحاكم بل هو ال يلزم املجلس ألاعلى أو محكمة النقض‬

‫نفسها بالنسبة للقضايا املماثلة مما يصح معه القول بأن حكم النقض يكون له بالنسبة للقضايا‬

‫املستقبلية مجرد فاعلية واقعية وهو ما دعا بعض الفقهاء إلى التشكيك في طبيعته القضائية‪.‬‬

‫وال نقر هذا املسلك الفقهي ألن حكم محكمة النقض الصادر في الطعن املوضوع من الوكيل‬

‫العام للملك في تلك ألاحكام يستوي مع أي حكم ملحكمة النقض من حيث إلزام املحاكم ألاخرى به‬

‫باعتبار أن الباعث عليه هو التطبيق الحسن للقاعدة القانونية شكال وموضوعا‪ ،‬وإال فليس ثمة مبرر‬

‫لهذا النظام بل أن هذا النظام يتناسق مع نظام النقض إذ الهدف منهما توحيد التطبيق القانوني‬
‫الصحيح‪72‬‬ ‫السليم للنصوص القانونية ومنع التضارب بين ألاحكام للوصول إلى الاستقرار القانوني‬

‫‪ 72‬تدخل النيابة العامة في الدعاوى المدنية لشرقاوي غزواني نور الدين‪ ،‬صفحة ‪ 169‬إلى ‪ ،168‬مرجع سابق‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬وجوب ممارسة الطعن من الوكيل العام للملك‬

‫يمارس مهام النيابة العامة لدى املجلس ألاعلى للحسابات الوكيل العام للملك الذي يعين لهذا‬

‫الغرض بواسطة ظهير يحدد وضعيته إلادارية وال يقوم بمهام النيابة العامة إال في املسائل القضائية‬

‫املسند النظر فيها إلى املجلس ويساعده في ذلك محامون عامون كما يمارس هذه املهام على مستوى‬

‫املجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬وكالء امللك بمساعدة نائب أو عدة نواب‪.‬‬

‫ويعمل املحامون العامون تحت إشراف الوكيل العام للملك‪ ،‬فيما يلزم وكالء امللك لدى‬

‫املجالس الجهوية للحسابات بإطالع الوكيل العام للملك بواسطة تقارير على سير أعمال النيابة العامة‬

‫لدى هذه املجالس‪.‬‬

‫وهكذا يتجلى تدخل النيابة العامة بواسطة الوكيل العام للملك في الجوانب ذات الصبغة‬

‫القضائية التي تطبع عمل املحاكم املالية على النحو التالي‬

‫‪ ‬في مادة التدقيق والبث في الحسابات‪.‬‬

‫‪ ‬في مادة التأديب املتعلق بامليزانية والشؤون املالية‪.‬‬

‫وللوكيل العام للملك حق استئناف القرارات الصادرة ابتدائيا عن إحدى غرف املجلس‪ ،‬وكذا‬

‫الحق في الطعن بالنقض أمام محكمة النقض ضد القرارات النهائية الصادرة استئنافيا عن املجلس‪،‬‬

‫كما أن له الحق في طلب مراجعة القرارات النهائية الصادرة عن املجلس في حال اكتشاف عنصر جديد‪.‬‬

‫‪ ‬تنسيق ومراقبة عمل النيابة العامة لدى املجالس الجهوية للحسابات‪ ،‬من خالل التقارير التي‬

‫يتوصل بها في هذا الصدد من وكالء امللك‪.‬‬


‫‪ ‬دراسة وإحالة ألافعال التي قد تستوجب عقوبة جنائية‪ :‬على وزير العدل سواء من تلقاء‬

‫نفسه أو بإيعاز من الرئيس ألاول للمجلس قصد اتخاذ ما يراه مالئما‪ ،‬كما يمكنه في حال‬

‫اكتشاف املجلس ألفعال من شأنها أن تستوجب عقوبة تأديبية‪ ،‬إخبار السلطة التي لها حق‬

‫التأديب بالنسبة للمعني باألمر بهذه ألافعال‪.‬‬

‫وتستلزم املادة ‪ 991‬لذلك شرطين أساسين هما‪:‬‬

‫‪ -2‬أن يكون الحكم موضوع الطلب قد خرق نصا قانونيا كالقانون الجنائي أو ق‪.‬م‪.‬ج تكون‬

‫نصوصهما أمرة‪.‬‬

‫‪ -1‬أن يكون الحكم غير قابل لالستئناف‪ ،‬كذلك الصادرة عن محاكم الاستئناف والنهائية الصادرة‬

‫عن املحاكم الابتدائية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬طلبات النقض املرفوعة لفائدة القانون بأمر من وزير العدل والحريات حسب املادة‬

‫‪ 934‬من ق‪ .‬م‪.‬ج فللوكيل العام للملك بمحكمة النقض أن يحيل بالغرفة الجنائية بهذه املحكمة‬

‫الاجراءات القضائية أو القرارات أو ألاحكام التي تصدر خرق للقانون أو خرق لإلجراءات الجوهرية‬

‫للمسطرة استنادا إلى أمر كتابي صادر عن وزير العدل والحريات‪.‬‬

‫ويمكن كذلك لكل من يهمه ألامر من املحامين أو النقيب بصفته الشخصية‪ ،‬أو بصفته ممثال‬

‫ملجلس الهيأة عندما يكون طرفا كذلك كحالة الطعن في انتخاب مجلس الهيأة أن يرفع هذا الطعن‬

‫ضد الوكيل العام للملك كذلك‪.73‬‬

‫‪ 73‬جريدة الصباح‪ ،‬قضايا المحامين أمام غرفة المشورة‬


‫الفقرة الثالثة‪ :‬وجوب أن يكون الحكم محل الطعن نهايئ‬

‫تنقسم ألاحكام القضائية من حيث الطعن فيها بمختلف طرق الطعن إلى أحكام ابتدائية‬

‫وأحكام انتهائية أو نهائية‪ ،‬وأحكام حائزة لقوة الشيئ املقض ي به وأحكام باتة‪ ،‬فهذه ألاخيرة فقط هي‬

‫التي ال تقبل الطعن فيها بأي طريق من طرق الطعن العادية أو غير العادية‪.‬‬

‫‪ ‬ألاحكام الابتدائية‪ :‬ألاحكام الابتدائية هي ألاحكام التي تصدر من محكمة الدرجة ألاولى وتقبل‬

‫الطعن فيها باالستئناف‪ ،‬وليس كل ألاحكام الابتدائية قابلة لالستئناف إنما هنالك بعض‬

‫الاستثناءات أوردها املشرع في نصوص خاصة نذكر منها على سبيل املثال‪ :‬الفصل ‪ 14‬من‬

‫الظهير ‪ 91 /1 /2‬بشأن انتخاب املجالس الجماعية والذي جاء فيه‪:‬‬

‫" أن ألاحكام الصادرة على هذه الكيفية غير قابلة لالستئناف ويمكن أن تكون موضوع طلب‬

‫نقض‪." ...‬‬

‫‪ ‬ألاحكام النهائية‪ :‬فاألحكام النهائية هي ألاحكام التي ال تقبل الطعن فيها باالستئناف سواء كانت‬

‫صادرة عن محكمة ابتدائية في حدود اختصاصها النهائي أم كانت صادرة من محكمة‬

‫استئنافية‪.‬‬

‫ويعتبر الحكم انتهائيا ما دام الطعن فيه باالستئناف غير جائز حتى ولو كان الطعن فيه بطريق‬

‫التعرض جائزا لصدوره غيابيا مثال‪ ،‬بل أكثر من ذلك فإن (املجلس ألاعلى) محكمة النقض حاليا‬

‫ذهبت إلى اعتبار‪ " :‬أن القرار املطعون فيه وإن كان تمهيديا فإنه صدر انتهائيا بمعنى أنه غير قابل‬

‫لالستئناف " فاألحكام النهائية تقبل الطعن فيها بطرق الطعن غير العادية كالنقض وإعادة النظر‬

‫والتعرض الخارج عن الخصومة وكذلك بطريق الطعن بالتعرض إذا كان الحكم النهائي غيابي‪.‬‬
‫وهكذا قرر املجلس ألاعلى أن " كل قرار انتهائي غير قابل للطعن بالتعرض أو الاستئناف يكون قابل‬

‫للطعن بالنقض ال فرق في هذا بين ألاحكام والقرارات التي تصدر في موضوع الحق أو بمجرد اتخاذ‬

‫إجراء وقتي‪.‬‬

‫ولكن رغم هذا القرار ألانف الذكر‪ ،‬فإن محكمة النقض خالفته في البداية بحيث اعتبر أن "‬

‫القرار الصادر على محكمة الاستئناف بإلغاء ألامر الصادر باألداء والحكم من جديد بإحالة املدعى على‬

‫الاجراءات العادية طبقا للفصل ‪ 298‬من قانون املسطرة املدنية ال يتقبل الطعن بالنقض‪ ،‬وقد‬

‫انتقدت قرار املجلس ألاعلى هذا القاض ي بعدم قبول الطعن بالنقض في القرار الصادر عن محكمة‬

‫الاستئناف بإلغاء آلامر باألداء وذلك في تعليقي عليه املرتكز على جواز الطعن بالنقض في القرارات‬

‫إلاستئنافية الصادرة بشأن آلامر باألداء‪ ،‬وقد تراجعت محكمة النقض عن مخالفته تلك وقبل الطعن‬

‫بالنقض في القرار الاستئنافي في الذي ألغى باألداء وصرح بعدم قبول الدعوى‪.‬‬

‫‪ ‬ألاحكام الحائزة لقوة الشيئ املحكوم فيه‪ :‬ألاحكام الحائزة لقوة الشيئ املحكوم فيه هي ألاحكام‬

‫التي ال تقبل الطعن فيها بطرق الطعن العادية ولو كان الحكم قابال للطعن فيه بطرق الطعن‬

‫غير العادية‪.‬‬

‫فهذه ألاحكام تكون فقط قابلة للطعن بطرقها الغير العادية‪ ،‬كالنقض وإعادة النظر والتعرض‬

‫الخارج عن الخصومة‪.74‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬الطعن بالنقض لتجاوز استعمال السلطة‬

‫نسارع إلى ألاول في البداية أنه يوجد فرق جوهري بين الطعن بالنقض ملصلحة القانون والطعن‬

‫بالنقض من أجل تجاوز استعمال السلطة من حيث غاية كل منهما‪.‬‬

‫‪ 74‬طعون المدنية في التشريع المغربي لطيب بن مقدم محام‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬نظرة عامة‪1119 ،‬هـ ‪1886‬م‪ ،‬صفحة ‪12‬‬
‫إلى ‪19‬‬
‫فغاية ألاول تتمثل في السهر على حسن تطبيق القانون املوضوعي والقانون الاجرائي وبالتالي‬

‫العمل على توحيد هذا التطبيق من جانب كل محاكم املوضوع باململكة‪ ،‬أما غاية الثاني فتتمثل في‬

‫إجبار السلطة القضائية على التزام حدود اختصاصاتها‪ ،‬ومن تم فإنه ال يعتبر تجاوزا للسلطة مجرد‬

‫مخالفة نص قانوني موضوعي أي خرق قاعدة مسطرية‪.75‬‬

‫وهذا الطعن ألاخير يجد سنده التشريعي في الفصل ‪ 681‬من قانون املسطرة املدنية والذي‬

‫جاء فيه " يمكن لوزير العدل أن يأمر الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض بأن يحيل على هذه‬

‫املحكمة بقصد إلغاء ألاحكام التي قد يتجاوز فيها القضاء سلطاتهم "‪.‬‬

‫وأيضا في الفصل ‪ 11‬من ظهير التنظيم القضائي‪ ،‬كما أكد العمل القضائي أيضا هذا الطعن‬

‫معتمدا في ذلك على روح الفصل ‪ 11‬من هذا الظهير‪.‬‬

‫على أن الوكيل العام للملك ال يجوز له ممارسة هذا الطعن إال إذا توفرت ثالث شروط‬

‫تستفاد من الفصل املذكور وأول هذه الشروط أن يمارس هذا الطعن من طرف الوكيل العام للملك‬

‫لدى محكمة النقض‪ ،‬وثانيهما أن يحمل هذا الوكيل على أمر صريح من وزير العدل بهذا الخصوص‪،‬‬

‫وثالثها أن يوجه هذا الطعن ضد ألاعمال والقرارات إلادارية والقضائية الصادرة عن القضاء‪.‬‬

‫وإذا كان الشرط ألاول وألاخير ال يثيران إشكاالت‪ ،‬فإن الشرط الثاني أي صدور أمر من وزير العدل‬

‫والحريات يثير إلاشكال " التقليدي " املطروح وهو استقاللية جهاز النيابة العامة عن الجهاز الحكومي‪.‬‬

‫فجعل حق ممارسة الطعن من طرف النيابة العامة في هذه الحالة متوقف على ضرورة صدور‬

‫أمر من الوزير كجهاز تنفيذي يضرب في العمق مبدأ استقاللية جهاز النيابة العامة عن وزير العدل‬

‫وبالتبع استقاللية السلطة القضائية نظيرتها التنفيذية‪.‬‬

‫‪ 75‬خمليشي أحمد‪ ،‬عالجات النيابة العامة باالستئناف في الميدان المدني‪ ،‬االحالة بالسبب المجلس األعلى بسبب تجاوز‬
‫القضاة سلطتهم‪ ،‬مجلة المحاكم المغربية س د‪.‬د ‪ 21‬أكتوبر ‪ 1899‬صفحة ‪99‬‬
‫بل ألادهى من ذلك‪ ،‬فإن هذا الشرط من شأنه أن يجعل مجموعة من ألاحكام املتسمة بتجاوز‬

‫استعمال السلطة خارج دائرة هذا الطعن في حال عدم تلقي الوكيل العام للملك أمر من وزير العدل‬

‫بهذا الشأن‪ ،‬خاصة حينما يتزامن ذلك مع عدم ممارسة ألاطراف لهذا الطعن استنادا إلى مقتضيات‬

‫الفصل ‪ 691‬من قانون املسطرة املدنية الذي يخولهم هذا الحق‪ ،‬ومعلوم أن النيابة العامة ال يجوز لها‬

‫في هذه الحالة التجاهل من تلقاء نفسها‪ ،‬وإن كان تدخلها وجوبيا‪ ،‬لكمه يبقى انضماميا‪ ،‬وهذه الصفة‬

‫ال تخولها التدخل التلقائي بطبيعة الحال‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬إذا كنا قد أكدنا على أن الطعن بالنقض ملصلحة القانون يترتب عليه وضع‬

‫سلبي بالنسبة لألطراف‪ ،‬حيث ال يكون بإمكانهم إلافادة من الحكم املنقوض بناء على هذا الطعن‪ ،‬فإن‬

‫الطعن بالنقض بسبب تجاوز استعمال السلطة املمارسة من طرف الوكيل العام للملك لدى محكمة‬

‫النقض يترتب عليه وضع ايجابي وهو ما تدل عليه القراءة املتأنية ملقتضيات الفقرة الثانية والثالثة من‬
‫املدنية‪76.‬‬ ‫الفصل ‪ 681‬من قانون املسطرة‬

‫فالفقرة الثانية ألزمت النيابة العامة في حالة ما إذا تقدمت بهذا الطعن بضرورة إدخال‬

‫ألاطراف في الدعوى أمام محكمة النقض‪ ،‬في حين وصلت الفقرة الثالثة إلى أبعد من ذلك حينما‬

‫جعلت أثار الحكم املنقوض بناء على الطعن املذكور تسري على الكافة‪ ،‬بما في ذلك أطراف النزاع‪.‬‬

‫بقي أن نشير في نهاية هذه النقطة إلى ألاثار املترتب على عدم تدخل النيابة العامة أمام محكمة‬

‫النقض‪ ،‬هذا ألاثر أورده املشرع في فصل ‪ 641‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ .‬والذي رتب على عدم مراعاة الفصول التي‬

‫تقض ي بتدخل النيابة العامة أمام هذه املحكمة الطعن في الحكم بإعادة النظر‪.‬‬

‫‪76 -‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ ،1891‬منشور بالمجالت‪ ،‬قضاء المجلس األعلى ‪ 18‬ص وما‬
‫بعدها أيضا قرار مؤرخ في ‪ 9‬ماي ‪ 1869‬منشور بمجلة القضاة القضاء المجلس األعلى العدد ‪ 3‬ص ‪ 12‬وما بعدها‬
‫خاتمة الفصل الثاين‪:‬‬

‫ومن هذا يتبين لنا أنه إضافة إلى حاالت تدخل النيابة العامة أمام املحاكم املدنية سواء بصفتها‬

‫طرفا رئيسيا أو منظما أو تدخلها إلاداري فالنيابة العامة تكن ملزمة في بعض الحاالت بالحضور في‬

‫الجلسات غير أنه يبقى حضورها اختياري في بعض الحاالت‪.‬‬

‫كما سبق ورأينا‪ ،‬إضافة إلى هذا فالنيابة العامة لها الحق في استعمال طرق الطعن‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫الحقيقة أن نظام النيابة العامة لم يأتي استجابة لحاجة مغربية وال اصالحا يتطلبه الواقع املغربي‪،‬‬

‫وإنما فرض وجوده احتكاك املغرب بالقوانين ألاجنبية نتيجة فرض الحماية عليه‪.‬‬

‫وكان املغرب قبلها يعيش لعدة قرون طويلة في ظل قواعد الشريعة كما سبق الذكر‪ ،‬ولم يعرف‬

‫نظام النيابة العامة‪ ،‬هذا النظام الذي لم يكتمل بنيانه إال مع ظهور ألانظمة القضائية الحديثة مع‬

‫بداية القرن التاسع عشر امليالدي‪.‬‬

‫ثم إن املجتمع الاسالمي لم يكن حينها في حاجة إلى مثل هذا النظام ألن متطلبات الناس وحاجاتهم‬

‫لم تستوجب تخصص القضاة في القانون املدني والجنائي ال بل أن التمييز بين هذين القانونيين لم‬

‫يعرف إال بداية القرن التاسع عشر‪ ،‬وعالوة على ذلك فإن الحاالت التي تتدخل فيها النيابة العامة في‬

‫ألانظمة القضائية الحديثة كانت معروفة في الشريعة إلاسالمية إال أنها كانت موكولة لقاض فرد بحكم‬

‫عدم وجود تخصص قضائي وبقي الحال هكذا إلى ان فرضت الحماية ألاجنبية على املغرب التي أدت‬

‫إلى التزام املستعمر بإجراء اصالح قضائي مستمد من قوانينه الخاصة بهدف تطبيقه على كافة ألاجانب‬

‫في املغرب‪.‬‬

‫وقد عرفت املحاكم العصرية أول تطبيق لنظام النيابة العامة الذي كان مقتصرا على املتقاضين‬

‫الفرنسيين وألاجانب إال أن هذه التجربة لم تعط ثمارها املرجوة منها‪ ،‬نظرا ألن املحاكم لم تكن تحيل‬
‫ً‬
‫قضايا التدخل الانضمامي و الرئيس ي على النيابة العامة إال نادرا أو أن هذه ألاخيرة رغم أنها كانت تشعر‬

‫من املحكمة ال تتدخل وبالتالي ال تدلي برأيها عن طريق تقديم مستنتجاتها ألامر الذي جعل وزارة العدل‬

‫تذكر رؤساء الجلسات بواسطة دوريات بالصفة إلالزامية لتدخل النيابة العامة بموجب الفصل ‪283‬‬

‫من قانون املسطرة املدنية لسنة ‪.2126‬‬


‫وال غرور في أن تأتي الاجتهادات القضائية في هذه املادة وخالل هذه الفترة التاريخية هزيلة ما دام‬

‫تدخل النيابة العامة لم يحترف في كثير من الدعاوى الخاصة للفصل ‪ 283‬من م‪.‬م القديم وقد أقر‬

‫املشرع املغربي العمل بنظام النيابة العامة لدى جميع درجات املحاكم ما عدا محاكم الجماعات‬

‫واملقاطعات وذلك بعد مراجعة املسطرة املدنية لسنة ‪.2141‬‬

‫إال أنه لن يحاول باملناسبة الاستفادة من النصوص املتوفرة لديه واملتعلقة خصوصا بحاالت‬

‫تدخل النيابة العامة الرئيس ي ليجمعها في قانون املسطرة املدنية حتى يسد بذلك الثغرات التي كانت‬

‫قائمة في ظل قانون املسطرة املدنية لسنة ‪ 2126‬ألامر الذي جعل القضاء يحاول جاهدا البحث عن‬

‫القوانين الخاصة التي تتدخل بموجبها النيابة العامة سواء بوصفها طرفا منظما أو طرفا رئيسيا‪.‬‬

‫ومما يؤخذ على قانوني املسطرة املدنية لسنة ‪ 2126‬و‪ 2141‬أنهما لم يعرضا ألية حالة من حاالت‬

‫التدخل الرئيس ي‬

‫ونتيجة لذلك جاءت حاالت التدخل الرئيس ي على هذا الخصوص مبعثرة ومتفرقة في قوانين‬

‫خاصة كقانون الجنسية وقانون الحالة املدنية وقانون املحاماة وقانون الجمعيات وغيرها كثر‪ ،‬وإذا‬

‫كانت التشريعات الحديثة كالتشريع الفرنس ي واملصري تتدارك هي أيضا هذه الثغرات التشريعية فإننا‬

‫ننادي باملبادرة لجمع كل الحاالت التي تتدخل فيها النيابة العامة بصفتها طرفا رئيسيا وضمها في‬

‫الفصل ‪ 4‬من قانون املسطرة املدنية املغربي‪.‬‬

‫وحتى بالنسبة للفصل ‪ 1‬من ق‪.‬م‪.‬م فإنه لم يورد جميع حاالت التدخل الانضمامي لجهاز النيابة‬

‫العامة‪ ،‬بل اقتصر على ذكر بعض الحاالت التي عددها والتي أوجب أن تتدخل النيابة العامة فيها‪.‬‬

‫إال أن الاجتهاد القضائي سد هذا الفرع سواء في فرنسا أو في املغرب أو في مصر واعتبر أن هذه‬

‫الحاالت الواردة ضمن حاالت التدخل الانضمامي قد جاءت على سبيل املثال وليس على سبيل الحصر‬
‫بدليل وجود حاالت التي تتدخل فيها النيابة لتدلي برأيها تحت طائلة البطالن وذلك استنادا إلى قوانين‬

‫خاصة ولذلك رأينا أن الفصل ومن ق‪.‬م‪.‬م بعد أن عدد حاالت تدخل النيابة الانضمامي نص في فقرة‬

‫الحقة على إمكانية النيابة العامة الاطالع على جميع القضايا التي ترى النيابة التدخل فيها ضروريا‪.‬‬

‫ودعوتنا إلى ضم كافة النصوص املتعلقة بالتدخل الرئيس ي والانضمامي للنيابة العامة بدل تركها‬

‫موزعة بين مختلف فروع القانون وتضمينها في قانون املسطرة املدنية ستعود بفائدة كبيرة على كل‬

‫العاملين في القانون من باحثين ودارسين وقضاة ومحامين وفقهاء وذلك حتى تعم الفائدة وتتوحد‬

‫آلاراء‪.‬‬

‫واملالحظ أن املشرع حينما نص على إمكانية تدخل النيابة كطرف منظم في الدعوى املدنية حينما‬

‫ترى ذلك ضروريا‪ ،‬أراد أن يجعلها تتوسع في تدخلها ملا أثبته العمل من الدعاوي التي تتدخل فيها‬

‫النيابة قلما يحيد الحكم فيها عن جادة الصواب ومن شأن هذا النظام أن يساعد على خلق نواة‬

‫صالحة لقضاة مارسوا العمل القضائي واكتسبوا خبرة قانونية كانت عونا لرجال القضاء الجالس‪.‬‬

‫حيث نجد الاجتهاد القضائي املغربي قد ظل وفيا لقانون املسطرة املدنية املغربي حيث اكتفى‬

‫بالسماح للنيابة العامة بالتدخل في كل دعوى تتعلق بالنظام العام‪.‬‬


‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫‪ :1.1‬الكتب‬

‫‪ -2‬قضاء النيابة العامة‪ ،‬محمد ص‪ .‬السرغيني‪ ،‬منشورات جمعية تنمية البحوث والدراسات‬

‫القضائية سنة ‪.2182‬‬

‫‪ -1‬دور النيابة العامة أمام املحاكم املدنية‪ ،‬ملحمد بوزيان‪ ،‬سلسلة دروس باملعهد الوطني‬

‫للدراسات القضائية ‪ -‬الطبعة الرابعة مزيدة ومنقحة‪ ،‬حقوق إعادة الطبع محفوظة للمؤلف ‪.2116‬‬

‫‪ -6‬التركة الشاغرة في القانون املغربي ( ميراث من ال وارث له )‪ ،‬د‪.‬الشمانتي الهواري عبد السالم‪،‬‬

‫التركة الشاغرة تأصيل عملي ملال التركات التي ليس لها وارث( املضاربة وألاجانب ) من خالل التشريع‬

‫املغربي واملقارن‪ ،‬الاتفاقيات الدولية‪ ،‬العمل القضائي املغربي غير املنشور‪.‬‬

‫‪ -1‬دليل النيابة العامة وقضاء الحكم في التشريعات الخاصة‪ ،‬إلدريس طارق السباعي‪ ،‬رئيس غرفة‬

‫بمجلس ألاعلى‪ ،‬الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة ‪.2118‬‬

‫‪ -9‬الوجيز في الحقوق العينية العقارية حق امللكية للدكتور عبد الخالق أحمدون‪ ،‬في ضوء‬

‫الحقوق العينية ‪ 61.48‬وقانون التحفيظ العقاري ‪ 21.44‬والتشريعات املقارنة سنة ‪.1424‬‬

‫‪ -3‬قانون املسطرة املدنية والعمل القضائي املغربي ملحمد بفقير‪ ،‬رئيس غرفة بمحكمة الاستئناف‪،‬‬

‫طبعة ثانية مزيدة‪ ،‬منشورات دراسات قضائية سلسلة القانون والعمل القضائي املغربيين‪.‬‬

‫‪ -4‬القانون الدستوري واملؤسسات السياسية لألستاذ عبد الرحمان القادري‪.‬‬

‫‪ -8‬النيابة العامة وقضاء التحقيق‪ ،‬ألاستاذ إدريس طارق السباعي‪ ،‬املستشار باملجلس ألاعلى‬

‫الطبعة الثانية‪ ،‬مزيدة ومنقحة‪ ،‬أكتوبر ‪.1442‬‬


‫‪ -1‬التنظيم القضائي املغربي‪ ،‬دراسة وفق آخر املستجدات التشريعية لألستاذة وداد العيدوني‪،‬‬

‫أستاذة التعليم العالي‪ ،‬جامعة عبد املالك السعدي كلية الحقوق طنجة‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪.1423‬‬

‫‪ -24‬إلاثبات في املنازعات املدنية لخالد سعيد‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪ ،1421‬دار السالم للطبعة والنشر‪.‬‬

‫‪ -22‬وسائل إلاثبات في التشريع املدني املغربي إلدريس العلوي العبدالوي‪ ،‬الطبعة ألاولى ‪.2144‬‬

‫‪ -21‬سورة البقرة‪ ،‬آلاية ‪ 182‬و ‪.181‬‬

‫‪ -26‬الشافي في شرح قانون الالتزامات والعقود‪ ،‬الجزء الثالث لـ د‪.‬عبد الكريم شهبون‪ ،‬انقضاء‬

‫الالتزام وإثباته‪.‬‬

‫‪ -21‬الوجيز في القانون القضائي الخاص الجزء الثاني‪ ،‬للدكتور الطيب الفصاعي‪ ،‬أستاذ بكلية‬

‫الحقوق‪ ،‬جامعة القاض ي عياض بمراكش الطبعة الثالثة مزيدة ومنقحة لسنة ‪.2116‬‬

‫‪ -29‬شروط الصفة في مواصلة الدعوى على ضوء قانون املسطرة املدنية والعمل القضائي لنور‬

‫الدين الالودي‪ ،‬باحث بسلك الدكتورة وعضو بالودادية الحسنية للقضاة‪.‬‬

‫‪ -23‬الشرح العلمي لقانون املسطرة الجنائية‪ ،‬تقديم معاذ العطاوي‪ ،‬محامي بهيئة طنجة‪ ،‬الطبعة‬

‫الثالثة ‪.1424‬‬

‫‪ -24‬طرق الطعن في ألاحكام املدنية والتجارية‪ ،‬لعبد املنعم حسين‪.‬‬

‫‪ -28‬الطعون املدنية في التشريع املغربي‪ ،‬لطيب بن املقدم‪ ،‬محام‪ ،‬الجزء ألاول‪ ،‬نظرة عامة ‪2124‬‬

‫هـ ‪ 2113‬م‪.‬‬
‫‪ -1.1‬الرسائل وألاطروحات‬

‫‪ -2‬تدخل النيابة العامة في الدعوى املدنية‪ ،‬أطروحة لنيل دبلوم الدراسات العليا بجامعة محمد‬

‫الخامس لـ‪ .‬شرقاوي الغزواني نور الدين‪ ،‬قاض ي باملحكمة الابتدائية بالقنيطرة‪ ،‬منشور جمعية تنمية‬

‫البحوث والدراسات القضائية ‪.2119‬‬

‫‪ -1‬رسالة املحامات‪ ،‬دورية تصدرها هيئة املحامين بالرباط يوليوز ‪ 1446‬العدد ‪ 14‬لطيب بن‬

‫مقدم‪.‬‬

‫‪ -6‬ماستر قانون ألاعمال‪ ،‬مناقشة رسالة في موضوع إشكاالت إلاكراه البدني بين النظر والتطبيق‬

‫تحت إشراف الدكتور عبد الرحيم بن بوعيدة تقديم الباحث هشام أيت الحاج‪.‬‬

‫‪ -1‬استجواب الخصوم في الدعوى املدنية بحث ودراسة استجواب الخصوم في الدعوى املدنية‬

‫بقلم املحامي إبراهيم رشيد ابراهيم‪.‬‬

‫‪ -9‬وسائل إلاثبات في امليدان املدني‪ ،‬لـ‪ ،‬محمد النادي ومصطفى عزوز‪ ،‬بحث نهاية التمرين‬

‫للملحقين القضائيين‪ ،‬الفوج ‪ - 19‬السنة القضائية ‪ - 2111 - 2113‬املعهد العالي للقضاء ‪ -‬الرباط‪.‬‬

‫‪ -1.1‬املقاالت‪:‬‬

‫‪ -2‬جريدة الصباح‪ ،‬قضايا املحامين أمام غرفة املشورة‪.‬‬

‫‪ -1‬صالحية النيابة العامة للطعن باالستئناف في امليدان املدني إلاحالة بسبب املجلس ألاعلى‪،‬‬

‫لـ‪.‬خمليش ي أحمد‪ ،‬بسبب تجاوز القضاة سلطاتهم‪ ،‬مجلة املحاكم املغربية‪ ،‬العدد ‪ 92‬أكتوبر ‪.2144‬‬
‫‪ -6‬قرار صادر عن محكمة النقض بتاريخ ‪ 22‬مارس ‪ ،2144‬املنشور بمجلة قضاء املجلس ألاعلى‪،‬‬

‫العدد ‪ ،21‬وأيضا قرار املؤرخ في ‪ 48‬ماي ‪ 2138‬املنشور بمجلة قضاة قضاء املجلس ألاعلى العدد ‪،1‬‬

‫ص ‪ 29‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ -1‬قضايا الحالة املدنية‪ ،‬لجمال العماري‪ ،‬منشورات الزاوية‪.‬‬

‫‪ -9‬قضايا الحالة املدنية‪ ،‬قرار صادر عن محكمة الاستئناف‪.‬‬

‫‪ -3‬مجلة امللحق القضائي عدد ‪ 4‬و ‪ 8‬فبراير ‪.2186‬‬

‫‪ -4‬استئناف النيابة العامة لألحكام الصادرة في مادة الحالة املدنية‪ ،‬مجلة امللحق القضائي عدد ‪6‬‬

‫سنة ‪.2184‬‬

‫‪ -8‬مجلة املغرب القانون‪ 22 ،‬أكتوبر ‪.1424‬‬


‫الفهرس‪:‬‬

‫‪Table des matières‬‬


‫مقدمة ‪1....................................................................................................................................‬‬
‫الفصل ألاول‪ :‬حاالت تدخل النيابة العامة أمام املحاكم املدنية ‪8..................................................‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬التدخل الرئيس ي للنيابة العامة في القانون املغربي ‪11..............................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬التدخل الرئيس ي للنيابة العامة في بعض دعاوى ألاحوال الشخصية والجنسية‬
‫والحالة املدنية ‪11.......................................................................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬القضايا املتعلقة بالتدابير الواجب اتخاذها ضد الحاجرين ‪11..................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬قضايا الحالة املدنية والقضايا الجنسية‪11...........................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬قضايا الغيبة والتمويت ‪11...................................................................................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬قضايا أهلية الدولة لإلرث ووضع ألاختام بعد الوفاة ‪12.........................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬التدخل الرئيس ي للنيابة العامة في بعض القوانين الخاصة ‪11.................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬دعاوى املحامين ‪11.................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬دعاوى الحاصلة بشأن مسطرة الاكراه البدني ‪12...................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬دعاوى حل الجمعيات وإحالة بعض أحكام الجماعات واملقاطعات ‪13.....................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬دعاوى التعرضات على مطلب التحفيظ العقاري ‪01..............................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬التدخل الانضمامي وإلاداري للنيابة العامة في القانون املغربي ‪01............................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬القضايا التي يجب تبليغها إلى النيابة العامة في حاالت الانضمام طبقا للفصل‬
‫التاسع من املسطرة‪00................................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬القضايا املتعلقة بفاقدي ألاهلية والغيبة ‪21..........................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬القضايا املتعلقة بعدم الاختصاص وقضايا تنازع الاختصاص ‪22.............................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬القضايا املتعلقة بمخاصمة القضاة والزور الفرعي ‪28...........................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تدخل إلاداري للنيابة العامة ‪20.............................................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬مراقبة مشروعية تأسيس الجمعيات وـأعمال النقابات ‪22........................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مراقبة مشروعية تأسيس الجمعيات وأعمال النقابات‪11.......................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬مراقبة الشركات الشاغرة وتسيير سبعة الحالة املدنية ‪11......................................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬إعداد امللفات الترشيح للعدالة أو الخبرة أو الترجمة أو إلاشراف على إجراءات‬
‫إلافالس ‪12.................................................................................................................................‬‬
‫خاتمة الفصل ألاول‪18.............................................................................................................. :‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬حضور ممثل النيابة العامة في الجلسات وحق استعماله لطرق الطعن ‪13..............‬‬
‫املبحث ألاول‪ :‬حضور ممثل النيابة العامة في الجلسات ‪81............................................................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬حضور النيابة العامة أمام محاكم الدرجة الاولى ‪81.................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬عند استجواب الخصوم ‪82....................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬إثبات صحة ألاوراق واملستندات وغيرها ‪82............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حلف اليمين‪88....................................................................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬حضور النيابة العامة وأثارها على سير الدعوى العمومية ‪31..................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬غياب الخصوم جميعهم‪31.....................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬غياب املدعي أو بعض املدعين ‪31..........................................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬غياب املدعى عليه أو املدعى عليهم ‪31....................................................................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬الغياب بسبب وفاة أحد طرفي الدعوى ‪30............................................................‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬حضور وغياب النيابة العامة أمام محاكم الاستئناف والنقض ‪31...........................‬‬
‫املطلب ألاول‪ :‬حضور النيابة العامة أمام محكمة الاستئناف ‪38....................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬غياب املستأنف أو املستأنف عليه ‪38.....................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬حاالت وفاة أحد الخصوم ‪33................................................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬حضور النيابة العامة أمام محكمة النقض ‪111 ....................................................‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الطعن في الحكم من طرف النيابة العامة ‪111 .......................................................‬‬
‫الفقرة ألاولى‪ :‬الطعن بالنقض لفائدة القانون‪111 ...................................................................... :‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬وجوب ممارسة الطعن من الوكيل العام للملك ‪111 ..............................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬وجوب أن يكون الحكم محل الطعن نهائي ‪113 .....................................................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬الطعن بالنقض لتجاوز استعمال السلطة‪111 .....................................................‬‬
‫خاتمة الفصل الثاني‪111 .......................................................................................................... :‬‬
‫خاتمة‪110 ............................................................................................................................... :‬‬
‫الئحة املراجع‪111 ..................................................................................................................... :‬‬
‫الفهرس‪111 ............................................................................................................................. :‬‬

You might also like