You are on page 1of 13

‫‪ISSN : 2353-0456‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬

‫‪EISSN : 2602-5248‬‬ ‫املجلد‪ ، 5‬العدد‪( ،11‬سبتمبر‪)2017‬‬

‫أثر استخدام الرقمنة في الرفع من درجة التحصيل الدراس ي‬


‫لدى الطالب‬

‫االستاذ‪ :‬نصرهللا بوحميدة‬


‫أستاذ مساعد بجامعة الجياللي بونعامة خميس مليانة‬

‫ملخص البحث‬
‫لقد كثر الحديث عن ضرورة إدماج الرقمنة في الصف التربوي بغية تجويد أداء‬
‫ثم رفع فرص النجاح لديه‪ .‬الحقل التربوي شهد دراسات عدة تناولت‬ ‫الطالب‪ ،‬ومن ّ‬
‫املوضوع ذاته‪ ،‬للكشف عن األثر الناتج عن عملية إدماج الرقمنة على الطالب بشكل‬
‫ّ‬
‫التعلمية التعليمية بشكل عام؛ وقد خلصت نتائج الد اسة إلى ّ‬
‫أن عملية‬ ‫ر‬ ‫خاص والعملية‬
‫إدماج الرقمنة في العملية التعليمية‪ ،‬له العديد من الفوائد خاصة على مستوى‬
‫التحصيل املعرفي للطالب‪ .‬كما أنه من خالل تجارب دولية رائدة في مجال الرقمنة‪ ،‬التي‬
‫أن الرقمنة منحت الطالب القدرة على تجاوز العديد من املشكالت التي كان يعاني‬ ‫أت ّ‬
‫ر‬
‫في السابق ‪.‬األمر الذي دفع ببعض خبراء التربية إلى دعوة الجهات الرسمية بوجوب األخذ‬
‫بهذا املتغير واعتباره أحد املدخالت التربوية بهدف عصرنـة الفعل البيداغوجي من جهـة‬
‫وتجويد األداء املعرفي للطالب من جهة أخرى ‪ .‬وبحثنا هو محاولة علمية متواضعة من‬
‫أجل فحص هذه الجزيئة من خالل ممارسة بيداغوجية اتخذت من الرقمنة وسيلة‬
‫إلنجاز وحدات تعليمية و ذلك من أجل النظر في كفاءتها و قدرتها لدعم العملية‬
‫البيداغوجية بشكل عام و تحسين مستوى الطالب بشكل خاص‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬الرقمنة – املستحدث التكنولوجي – التحصيل الدراس ي – التعلم‬
‫الرقمي‬
‫‪Résumé‬‬
‫‪Actuellement, on parle beaucoup de la nécessité d’intégrer la‬‬
‫‪numérisation dans le domaine de l’éducation, l’objectif étant‬‬
‫‪d’améliorer la qualité du savoir-faire de l’étudiant, et du coup‬‬
‫‪optimiser ses chances de réussite. Le champ éducatif à bénéficié‬‬
‫‪d’une quantité non négligeable d’études portant sur ce thème dans le‬‬

‫‪79‬‬
ISSN : 2353-0456 ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬
EISSN : 2602-5248 )2017‫ (سبتمبر‬،11‫ العدد‬، 5‫املجلد‬
but de découvrir l’effet généré de l’intégration de la numérisation sur
l’étudiant d’un coté et son effet sur l’exercice éducatif de l’autre, de
ce fait les résultats obtenus montre que cette intégration dans la
pratique éducative à pour effet de grands intérêts quand au niveau
d’acquisition des connaissances chez l’étudiant. En outre il y’a eu à
travers certaines expériences internationales leader dans le domaine
de la numérisation qui montre que cette dernière a donné à l’étudiant
une plus grande capacité à résoudre plusieurs problèmes dont il
souffrait avant ; ce qui à poussé certains experts de l’éducation à
inviter les autorités officielles à prendre en considération cette
variante comme un outil incontournable dans le but de moderniser le
fait pédagogique d’un coté et d’améliorer la pratique du savoir de
l’étudiant de l’autre.
Enfin, notre étude est un humble essai pour diagnostiquer cet
élément à travers la pratique pédagogique qui considère la
numérisation comme un instrument afin de réaliser des unités
d’enseignements capable par son efficacité et sa capacité de soutenir
l’exercice pédagogique d’un coté et d’améliorer le niveau de
l’étudiant de l’autre.

:‫مقدمة‬
‫البحث عن وسائل ذات الكفاءة العالية في تعزيز عملية التدريس حتى تتحقق أهدافها‬
‫ هي من بين القضايا‬، ‫ و جعل من الطالب أكثر حيوية داخل الصف التربوي‬، ‫التعليمية‬
‫ ألن للوسيلة القدرة و الكفاءة في توجيه‬،‫األكثر تناوال من قبل املشتغلين بالبحث التربوي‬
‫] ؛ كما أنها تمثل رقما ال يستهان به في‬Nuttin;1996 :P155 [ ‫سلوك الفرد نحو الهدف‬
‫ وفي جعل القائم على العملية البيداغوجية يتحكم في‬، ‫معادلة نقل املعلومة من جهة‬
‫ و من ثم رفع من درجة‬،‫ و شد انتباه املتعلم‬،‫سيرها على النحو التي خطط لها مسبقا‬
‫ و‬.] Cédric & Hétier :2014 ; p03 [‫جاهزيته للتعامل مع مختلف املواقف التربوية‬
‫أن الحديثة منها بدأت تسجل‬ ّ ‫ غير‬،‫الوسائل ذات الوظيفة البيداغوجية متعددة‬
‫حضورها في الوسط التعليمي من خالل استخدامها من قبل املدرسين في مختلف املواد‬
‫ تيسير العملية التعليمية و اختصار الطريق‬،‫حسب اعتقادهم‬، ‫التعليمية بغرض‬
. ‫لتحقيق األهداف التربوية‬

80
‫‪ISSN : 2353-0456‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬
‫‪EISSN : 2602-5248‬‬ ‫املجلد‪ ، 5‬العدد‪( ،11‬سبتمبر‪)2017‬‬

‫إن في استخدام الرقمنة كداعم للعملية التعليمية‪ ،‬من املمارسات املستحسنة في‬ ‫ّ‬
‫؛بأن استخدام‬ ‫الوسط الد اس ي من قبل الهيئة البيداغوجية ‪،‬بحيث كشفت د اسات ّ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫الرقمنة داخل الصف التربوي له أثر إيجابي على التعليم و على عملية التعلم على حد‬
‫السواء‪.]Thierry; 2011 ;p 08 [.‬و من ثم فإن استخدامها أضحى ضروريا في مجال‬
‫العملية التربوية‪ ،‬نظرا ملا تتمتع به من قوة التأثير من جهة‪ ،‬و كونها ضرورة عصرية من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫إن ما قيل عن الرقمنة؛ على أنها تملك القدرة لجعل العالم بين يديك ؛ و أن املعرفة‬
‫ّ‬
‫ستكون في متناول طالبيها بمجرد الضغط على زر ليس إال ‪ ،‬كما ّأنها تسمح ملستخدميها‬
‫بالتنقل من موقع ألخر دون عناء ‪ ،‬و ّ‬
‫أن لها قدرة التخزين و إعادة اإلنتاج‪ .‬فهل بإمكانها‬
‫أن تحرر الذات من حاالت السلب و الجمود إلى حاالت اإليجاب و الفاعلية و اإلبداع و‬
‫املشاركة و املنافسة‪ ،‬و كل ما يحتاجه املتعلم ليكون كائنا منتجا فعاال‪.‬؟‬
‫‪ :1-1‬مفاهيم الدراسة‪:‬‬
‫ّ‬
‫أ‪ -‬مفهوم رقمنة التعليم‪ :‬يعني به هورتون ‪ Horton‬على أنه استخدام لتكنولوجيا‬
‫املعلومات و الحاسوب من أجل إنشاء خبرات التعلم [ ‪ّ Horton :2006 :p01‬‬
‫]‪.‬أما مانك‬
‫و‬ ‫‪ Mank‬فيعرفه بأنه ذلك الشكل من لتعلم الذي يستخدم وسائط متعددة‬
‫الشبكات املعلومات و االتصال( األترنت ) في التدريس‪]Mank :2005 : p14[.‬‬
‫ب‪ /‬املفهوم اإلجرائي ‪ :‬هو ذلك النوع من التدريس الذي يتخذ من املستحدثات‬
‫التكنولوجية كوسائط لتحقيق الهدف التعليمي‪.‬‬
‫ب‪ :‬مفهوم التحصيل الدراس ي ‪ :‬التحصيل الدراس ي هو ذلك املستوى األكاديمي الذي‬
‫ّ‬
‫[الصراف ‪]210 :2002:‬‬ ‫يحرزه الطالب في مادة معينة بعد تطبيق عليه‬
‫ج‪ -‬التعريف اإلجرائي للتحصيل ‪ :‬هو الدرجة املتحصل عليها من قبل الطالب في‬
‫ّ‬ ‫االختبار التحصيلي و ّ‬
‫الدالة على أنه تمكن من اكتساب مهارة تعليمية‪.‬‬

‫‪ :2-1‬مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫الظاهرة التربوية أي كان نوعها هي في علم النفس التربوي مرتبطة بمجموعة من‬
‫العوامل‪ ،‬فالفشل الدراس ي مثال له العديد من التفسيرات العلمية‪ ،‬فهناك من رأى أنه‬
‫مرتبط بخصائص الذهنية باملتعلم‪ .‬فحسب ‪,Wolf & Johnson 1995 –Mathiason‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ISSN : 2353-0456‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬
‫‪EISSN : 2602-5248‬‬ ‫املجلد‪ ، 5‬العدد‪( ،11‬سبتمبر‪)2017‬‬

‫أن جل الدراسات التي تناولت الظاهرة ؛ خلصت إلى نتيجة مفادها؛ أنه ثمة عالقة‬ ‫‪ّ 1984‬‬
‫ارتباطية بين قدرات الطالب العقلية و أداءه الدراس ي[‪ ]Emile & :all ; 2007 :P03‬كما‬
‫أكدت إحدى الدراسات‪ ،‬أن ‪ %85‬من أسباب النجاح واإلنجازات في حياتنا تعود إلى‬
‫مواقفنا الذهنية [كانفيلد ‪ ،]218:2008 :‬وأخرى أرجعته إلى األسرة؛ وفي هذا الشأن؛‬
‫يتحدث كيالغان وآخرون )‪ (Kellaghan‬عن دور بيئة املنزل‪ ،‬و التي يعتبرونها أقوى‬
‫تعلم الطفل في املدرسة ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫وأن لها تأثير واضح على مستوى الرغبة في‬ ‫العوامل املؤثرة على‬
‫ّ‬
‫التعلم و على طول الفترة والجهد التي تتطلبها تلك املهمة ‪ [.‬شراز ‪ .]2006، 95 :‬و قد‬
‫كشفت دراسة سناء محمد سليمان التي أجريت ‪ 1979‬أن آباء األبناء املتقدمين في‬
‫التحصيل الدراس ي كانوا أكثر تفاعال و على عالقات طيبة وسوية مع أبناءهم؛ كما كانوا‬
‫حريصين على تنمية جو االستقرار و روح االنتماء لألسرة ‪ ،‬بينما كان آباء األبناء املتخلفين‬
‫دراسيا أكثر سيطرة و قسوة مما أسفر عن ذلك أثر سلبي على التحصيل شأنه في ذلك‬
‫شأن التدليل و الحماية الزائدة ‪ [.‬مايسة‪ ]142 ، 2002 :‬و وفريق أخر ربطها بعوامل‬
‫اجتماعية و اقتصادية معتبرة أن قدرات الفرد الذهنية غير كافية حتى يتمكن الفرد من‬
‫النجاح دراسيا ؛ بل ثمة ما يعمل على تعزيز عمل الفرد حتى يكون ناجحا معرفيا و لعل‬
‫أبرز العوامل البيئية ؛حيث أشار بورديو ‪ Bourdieu‬في دراسة كانت تهدف إلى مسح‬
‫العوامل التي تقف وراء الفشل الدراس ي ؛ فالحظ أن االنتماء املنهي واالجتماعي لألولياء‬
‫أن نسبة الرسوب مرتفعة لدى طالب‬ ‫له عالقة بنجاح أو رسوب أبنائهم ‪،‬فاستخلص ّ‬
‫الذين ينتمون للفئات املهنية واالجتماعية الدنيا والعكس صحيح ‪ [ .‬حديد‪177:2010 :‬‬
‫ّ‬
‫] و أخرى اعتبرت التحصيل الدراس ي‪ ،‬على أنه حتمية اجتماعية ‪ /‬اقتصادية حيث‬
‫أشارت‪ ،‬بأن نسبة اإلخفاق املدرس ي له داللة أكثر وضوحا في املحيط االجتماعي –‬
‫االقتصادي غير املالئم [‪] Claes et Comeau,1996,35‬‬
‫إن القول بوجود عوامل اجتماعية و أخرى اقتصادية وثقافية ال يمكن نكرانه ‪ ،‬لكن‬
‫يبقى البحث عن عالج للظاهرة و العمل على كبحها و إيجاد اآلليات بهدف خلق بيئة‬
‫مشجعة للنجاح ‪ ،‬و التي من املهام الباحث في مجال البحث التربوي والنفس ي الذي شهد‬
‫جهود تربوية بهدف تحسين الوضع التربوي و جعل من بيئته في وضع أفضل من جهة؛ و‬
‫العمل على رفع من درجة أداء أفرادها من جهة أخرى‪ ،‬و قد رأى البعض أن إعتماد‬
‫املستحدث التكنولوجي داخل الغرف الصفية‪ ،‬قد يعين على رفع من أداء املتعلم و إنقاذ‬
‫أن التعلم‬‫الوضع التربوي ؛ حيث أكدت د اسة باتريسيا (‪ّ ، )Patricia and &all 2002‬‬
‫ر‬
‫‪82‬‬
‫‪ISSN : 2353-0456‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬
‫‪EISSN : 2602-5248‬‬ ‫املجلد‪ ، 5‬العدد‪( ،11‬سبتمبر‪)2017‬‬

‫باملستحدثات التكنولوجية يؤدي الى زيادة القدرة على التفاعل وبث روح املناقشة ‪،‬و‬
‫النشاط و القضاء على امللل ‪ ،‬فضال عن بث تصورات النجاح لدى املتعلم و إثارة فضوله‬
‫ّ‬
‫وتشويقه للتعلم و إثارة دافعية التعلم لديه‪ ،‬ومواصلته ألقص ى ما تسمح به قدراته ‪ ،‬مع‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قدرات تنمية التعلم الذاتي و تنمية استقاللية التعلم و تنمية مسؤولية التعلم لديه[ د‪:‬‬
‫عبدالكريم عبد هللا أحمد شمسان ‪:2014‬ص ‪ ]124‬؛ كما كشفت نتائج بعض‬
‫ّ‬ ‫الد اسات ؛ ّ‬
‫أن الرقمنة عامال أساسيا في خلق بيئة غنية بالخبرات التعلمية تعمل على‬ ‫ر‬
‫ّ‬
‫مساعدة املتعلم من تحسين وضعه التعليمي[ مصطفى جويفل و آمنة عمارين ‪2013 :‬‬
‫‪ :‬ص ‪.] 165‬‬
‫ّ‬
‫إن استخدام الرقمنة في املوقف الصفي و في دعم العملية التعلمية التعليمية أمتلك‬
‫شرعية التوظيف من خالل الدعوات إلتي تحث على ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي‬
‫و االستفادة من منجزاته ‪ ،‬وفي هذا الشأن دعت منظمة اليونسكو ‪ Unesco‬املجتمعات‬
‫تسير منظوماتها بذهنية ال تتالءم و طبيعة العصر [ ‪ ]ISU.p24.2015‬ألن‬ ‫التي ما تزال ّ‬
‫احتياجات اإلنسان في عصر متطور تستوجب وسائل متطورة حتى تعمل على إشباع‬
‫و أبرزها املجال التعليمي‪ّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫حاجياته و لعل أبرزها االرتقاء به في كل املجاالت‬
‫للوسيلة حسب أنصار نظرية النشاط ‪ )1975Léontiev & vygotsky 1978‬األهمية‬
‫القصوى في تطوير وعيه ( [ ‪]Catherine Bullat- Koelliker ; 2003, ;08‬؛ و ملا كانت‬
‫التربية هي من عليها واجب إعداد الفرد اإلنساني من كل جوانبه ( الجسمية‪ ،‬العقلية‪،‬‬
‫النفسية‪ ،‬الوجدانية)؛ و أن مثل هذا املهمة الجادة تستوجب وعيا تربويا و احترافية‬
‫عالية؛ و من هنا‪ ،‬فتحديد احتياجات املجتمع و الفرد املتعلم و خصوصية الواقع‬
‫ببعديه املحلى و العاملي واإلعداد للمستقبل من القضايا التي على بناة املناهج معرفته ‪.‬و‬
‫ملا كان واقعنا املعاصر كونه عصر سريع يتخذ من الرقمنة طريقا لتحقيق أهدافه‪ ،‬و‬
‫نظرا لدخول العقل اإللكتروني كل مجاالت الحياة العامة و الخاصة ‪ ،‬فإن التربية مدعوة‬
‫بمواكبته واألخذ بآليته بغية تنفيذ رسالتها التربوية من جهة‪ ،‬وتيسير العملية التربوية‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬
‫و اليوم هناك من يرى في املدرسة الرقمية أو الذكية كما يسميها البعض؛ تجربة‬
‫ناجحة في جعل من العملية التعليمية تنتج أفرادا يمتلكون القدرة في التعامل اإليجابي‬
‫مع مختلف املواقف ‪ ،‬فدولة كندا ؛على سبيل املثال ال الحصر؛ رأت في الرقمنة من خالل‬
‫تجربتها‪ّ ،‬أنها تمنح للطالب كل ما يحتاج إليه للتعلم في كيفية التعامل مع التدفق املعرفي‬
‫‪83‬‬
‫‪ISSN : 2353-0456‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬
‫‪EISSN : 2602-5248‬‬ ‫املجلد‪ ، 5‬العدد‪( ،11‬سبتمبر‪)2017‬‬
‫ّ‬
‫في عصر اقتصاد املعرفة؛ كما تمكنه من الوصول إلى حل املشكالت و كيفية التفكير‬
‫بصورة نقدية في القضايا و األحداث العاملية‪ .]Gereluk,Dianne : 2000 : P 09[.‬قد‬
‫جاء في بعض األدبيات التربوية ما يشير إلى ّ‬
‫أن للرقمنة بالغ األهمية في أثناء القيام بالفعل‬
‫التربوي‪ ،‬حيث أصبح لها دورا مركزيا في تشكيل البنية املعرفية للفرد [ ‪Christian‬‬
‫‪ ] Déprouver & All; opcit ; P.U.Q-p 115‬و أخرى قد اعتبرتها ّأنها تمتلك من قوة‬
‫ّ‬
‫التأثير في عملية التحصيل خاصة فيما يخص التحكم في املفاهيم و في تيسير التمثالت‬
‫( ‪ ( Jonasson 1996, Kozma 1994 , Pea 1985, Salomon 1992‬كما أعتبر‬
‫فيجوتسكي ‪ Vygotsky 1981‬أن إدماج الوسيلة أثناء العملية التعليمية يساعد على‬
‫إنتاج الكفاءات في مجموعها [‪Christian Déprouver & All ; Ibid -p 139-140.‬‬
‫و عن أثر استخدام الرقمنة في التحصيل الدراس ي للجمهور املتعلمين‪ ،‬فقد توصلت‬
‫بعض الدراسات إلى أن ثمة فروق ذات داللة إحصائية بين املجموعة التي تلقت دروس‬
‫باستخدام الرقمنة‪،‬و بين أخرى أكتفت بتلقي الدروس باألسلوب التقليدي؛ حيث أشار‬
‫كولي ‪ Colli1999‬؛ أن الطلبة الذين تلقوا دروسا باستخدام الرقمنة‪ ،‬كانت نتائجهم‬
‫أفضل مقارنة مع أقرانهم الذين تلقوا دروسا باألسلوب التقليدي [عبد الكريم الزعانين‬
‫‪ :2008:‬ص ‪.]06‬و من هنا أوصت العديد من األبحاث و الدراسات منها دراسة ( الشرهان‬
‫‪ )2002‬بضرورة استخدام املستحدثات التكنولوجية في عملية التدريس خاصة املواد‬
‫العلمية ‪ ،‬منها الفيزياء و العلوم مبررة ذلك أن الطلبة الذين درسوا الفيزياء باستخدام‬
‫الوسائط التكنولوجية كانوا األوفر حظا في التحصيل الدراس ي مقارنة مع الفئة التي‬
‫تلقت دروسا باألساليب التقليدية‪[ .‬عبد الكريم الزعانين ‪:‬املرجع السابق‪ :‬ص ‪ ]05‬ولعل‬
‫السبب الذي ّأدى بالطلبة الذين تفوقوا عن أقرانهم الذين تلقوا دروسا بالطريقة‬
‫التقليدية ‪ ،‬يعود حسب مناصري دعوة استخدام الرقمنة و مختلف وسائلها في إدارة‬
‫أن للرقمنة مزايا؛ بحيث تقدم خدمات للعملية التعليمية و للمتعلم‬ ‫الصف التربوي‪ ،‬إلى ّ‬
‫و ّ‬
‫لعل أبرزها أنها‪:‬‬
‫صورها السمعية‪ ،‬البصرية و املكتوبة مع توافر‬ ‫‪ ‬تعدد مصادر املعرفة بمختلف ّ‬
‫إمكانية تسجيلها و طباعتها‪.‬‬
‫‪ ‬يسمح بتبادل الخبرات بين املتعلمين و بعضهم من جهة و معلميهم من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬إتاحة فرصة الدافعية الذاتية لدى املتعلم ‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء بيئات جديدة للتفكير الجمعي و حل املشكالت و التعلم التعاوني‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫‪ISSN : 2353-0456‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬
‫‪EISSN : 2602-5248‬‬ ‫املجلد‪ ، 5‬العدد‪( ،11‬سبتمبر‪)2017‬‬

‫‪ ‬اإلحساس باملساواة حيث الوسيلة الرقمية تتيح لكل طالب فرصة اإلدالء برأيه في‬
‫أي وقت و دون حرج ‪،‬خالفا لقاعات التدريس التقليدية‪ [.‬طلبة عبد املجيد‪:2010:‬‬
‫ص ص ‪]25-24‬‬
‫إن ما يشاع على أن للرقمنة القدرة على تقديم الدعم التقني‪ ،‬و ما سيرتب عنه من أثر‬
‫إيجابي على أداء العمل البيداغوجي من جهة و الفئة املستهدفة من جهة أخرى‪ ،‬دفع‬
‫بالعديد من الدول باألخذ بالخط الرقمي( سالم ‪ :2009:‬ص ص‪ ،]118-91‬فدولة كندا‬
‫؛ مثال ؛ قامت بربط املدارس بالشبكة العنكبوتية منذ عام ‪ 1993‬بغية تنمية الطالب‬
‫و إعدادهم للمستقبل ‪ ،‬وقد قامت بنشره في كامل التراب الكندي‬ ‫تكنولوجيا‬
‫[‪ ]Foley : 2005 ; P 19‬و ثمة تجارب عدة لدول في مختلف العالم سلكت املسلك ذاته‬
‫إيمانا أن في الرقمنة حل ملشكالتها التربوية‪ .‬و في الجزائر‪ ،‬ثمة ممارسات بيداغوجية رأت‬
‫في إدماج الرقمنة ضرورة بيداغوجية تعود باألثر اإليجابي على العملية التربوية هذا من‬
‫أن الجهة الوصية من خالل توصياتها(قرار رقم ‪39‬املؤرخ في ديسمبر ‪)2011‬‬ ‫الجهة‪ ،‬كما ّ‬
‫تحث على ضرورة إدماج الرقمنة في العمل البيداغوجي‪ [.‬مجلة بحوث تربوية‪:2011:‬ص‬
‫‪.]13‬‬
‫لكن يبقى أن نتساءل ‪ :‬إذا كان في استخدام الرقمنة ما ييسر العمل التربوي ك ذهب‬
‫إليه بعض الباحثين و دعوا من خالل نتائج أعمالهم إلى وجوب األخذ بها فلنا أن نتساءل‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬ما درجة تأثير أسلوب استخدام الرقمنة على التحصيل املعرفي للمتعلم؟‬
‫‪ ‬ما هي املجاالت املعرفية التي يمكن لهذا األسلوب أن يكون لها هذا التأثير‪.‬‬
‫‪ ‬ما درجة التأثير الرقمنة في رفع من قدرات الطالب املعرفية حسب متغير الجنس؟‬
‫فرضية البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬ال يوجد فروق ذات داللة إحصائية على مستوى املجاالت املعرفية للطلبة‪ .‬في االختبار‬
‫القبلي الكيفي الكيفي للمجموعتين املستقلتين‪.‬‬
‫‪ -2‬توجد فروق ذات داللة إحصائية على مستوى املجاالت املعرفية للطلبة‪ .‬في االختبار‬
‫البعدي الكيفي للمجموعتين املستقلتين‪.‬‬
‫منهج البحث ‪:‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ISSN : 2353-0456‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬
‫‪EISSN : 2602-5248‬‬ ‫املجلد‪ ، 5‬العدد‪( ،11‬سبتمبر‪)2017‬‬

‫أعتمد الباحث املنهج الشبه التجريبي للتوصل الى نتائج البحث‪.‬و ذلك يرجع إلى طبيعة‬
‫املوضوع‪.‬‬
‫عينة البحث‪:‬‬
‫يقدر عدد اإلجمالي للعينة ب‪ 72‬طالبا تم إختيارهم بطريقة قصدية و بعدها قام‬
‫الباحث تقسيمها إلى مجموعتين ‪ :‬مجموعة ضابطة و أخرى تجريبية‬
‫املجموعة التجريبية‬ ‫املجوعة الضابطة‬
‫‪36‬‬ ‫‪36‬‬
‫جدول رقم (‪ :)01‬حجم عينة الدراسة‬
‫لإلشارة ؛ فاملجموعتان ّ‬
‫تتميزان بنفس الخصائص السيكومترية‬
‫أدوات الدراسة ‪:‬‬
‫‪ -‬استخدام اختبار تحصيلي ‪ّ :‬‬
‫تم تصميمه من قبل الباحث بمعية أساتذة مادة العلوم‬
‫الطبيعة شمل ‪ 03‬حصص من املحور األول‪ ،‬حسب ما تضمنه منهاج املادة و ذلك‬
‫ّ‬
‫لقياس املجاالت املعرفية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬قياس درجة التحكم في املفاهيم‪.‬‬
‫‪ ‬قياس درجة التذكر و االسترجاع‬
‫‪ ‬قياس درجة الفهم و االستنتاج ‪.‬‬
‫تم استخدام اختبار(‪ )U‬للكشف على درجة األثر للرقمنة في رفع من‬ ‫و للتأكد من ذلك ّ‬
‫التحصيل الدراس ي ‪،‬و كذا قياس الفروق املجاالت املعرفية املذكورة أنفا‪.‬‬
‫عرض النتائج و تحليلها‬
‫‪ -1‬عرض و تحليل نتائج الفرضية األولى ‪ :‬ال توجد فروق ذات داللة إحصائية بين‬
‫العينتين املستقلتين (الضابطة والتجريبية ) في االختبار القبلي الكيفي‪.‬‬
‫وللتحقق من هذه الفرضية تم حساب اختبار مان ويتني لعينتين مستقلتين‪.‬‬

‫جدول رقم (‪ )01‬اختبار‪ U‬لعينتين مستقلتين‬


‫‪86‬‬
‫‪ISSN : 2353-0456‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬
‫‪EISSN : 2602-5248‬‬ ‫املجلد‪ ، 5‬العدد‪( ،11‬سبتمبر‪)2017‬‬
‫مستوى‬ ‫قيمة ‪U‬‬‫املجموعة حجم متوسط مجموع‬ ‫املجال‬ ‫املتغير‬
‫الداللة‬ ‫الرتب‬ ‫العينة الرتب‬
‫‪1378,00 38,28‬‬ ‫التجريبية ‪36‬‬ ‫التحكم‬
‫‪,417 584,000‬‬ ‫الضابطة‬ ‫في‬
‫‪1250,00 34,72‬‬ ‫‪36‬‬
‫االختبار املفاهيم‬
‫‪1333,50‬‬ ‫‪37,04‬‬ ‫التجريبية ‪36‬‬ ‫الكيفي التحكم‬
‫‪,798 628,500‬‬
‫‪1294,50‬‬ ‫‪35,96‬‬ ‫الضابطة ‪36‬‬ ‫في التذكر‬
‫‪,561‬‬ ‫‪1269,00‬‬ ‫‪35,25‬‬ ‫التجريبية ‪36‬‬ ‫فهم‬
‫‪603,000‬‬
‫‪1359,00‬‬ ‫‪37,75‬‬ ‫الضابطة ‪36‬‬ ‫االستنتاج‬
‫من خالل الجدول السابق نجد أن متوسط الرتب للمجموعة التجريبية ملجال التحكم‬
‫في املفاهيم بلغت قيمته (‪ )38.28‬ومجموع رتبه قدره (‪ ،)1378‬كما نجد أن متوسط‬
‫الرتب للمجموعة الضابطة بلغت قيمته (‪ )34.72‬ومجموع رتبه قدره (‪ .)1250‬إلى جانب‬
‫ذلك بلغت قيمة ‪ )584( U‬بمستوى داللة (‪ )0.41‬مما يدل على أنها غير دالة أي ال يوجد‬
‫فرق بين العينتين املستقلتين (الضابطة والتجريبية) في االختبار القبلي الكيفي في مجال‬
‫التحكم في املفاهيم‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ما سبق نجد أن متوسط الرتب للمجموعة التجريبية ملجال التحكم في‬
‫التذكر بلغت قيمته (‪ )37,04‬ومجموع رتبه قدره (‪ ،)1333,50‬كما نجد أن متوسط‬
‫الرتب للمجموعة الضابطة بلغت قيمته (‪ )35,96‬ومجموع رتبه قدره (‪.)1294,50‬‬
‫إلى جانب ذلك بلغت قيمة ‪ )628,5( U‬بمستوى داللة (‪ )0.79‬مما يدل على أنها غير‬
‫دالة‪ .‬أي ال يوجد فرق بين العينتين املستقلتين (الضابطة والتجريبية) في االختبار القبلي‬
‫الكيفي في مجال التحكم في التذكر‪.‬‬
‫كما نجد أن متوسط الرتب للمجموعة التجريبية ملجال فهم االستنتاج بلغت قيمته‬
‫(‪ )35,25‬ومجموع رتبه قدره (‪ ،)1269‬كما نجد أن متوسط الرتب للمجموعة الضابطة‬
‫بلغت قيمته (‪ )37,75‬ومجموع رتبه قدره (‪.)1359‬‬
‫إلى جانب ذلك بلغت قيمة ‪ )603( U‬بمستوى داللة (‪ )0.56‬مما يدل على أنها غير دالة‪.‬‬
‫أي ال يوجد فرق بين العينتين املستقلتين (الضابطة والتجريبية) في االختبار القبلي‬
‫الكيفي في مجال فهم االستنتاج‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ISSN : 2353-0456‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬
‫‪EISSN : 2602-5248‬‬ ‫املجلد‪ ، 5‬العدد‪( ،11‬سبتمبر‪)2017‬‬

‫الفرضية الثانية ‪ :‬توجد فروق ذات داللة إحصائية بين العينتين الضابطة والتجريبية‬
‫في االختبار الكيفي البعدي‪.‬وللتحقق من هذه الفرضية تم حساب اختبار مان ويتني‬
‫لعينتين مستقلتين‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )02‬اختبار‪ U‬لعينتين مستقلتين‬
‫مستوى‬ ‫قيمة ‪U‬‬
‫املجموعة حجم متوسط مجموع‬ ‫املجال‬ ‫املتغير‬
‫الداللة‬ ‫الرتب‬ ‫العينة الرتب‬
‫‪1683,50 46,76‬‬ ‫التجريبية ‪36‬‬ ‫التحكم‬
‫‪,000 278,500‬‬ ‫الضابطة‬ ‫في‬
‫‪944,50 26,24‬‬ ‫‪36‬‬
‫االختبار املفاهيم‬
‫‪1351,50‬‬ ‫‪37,54‬‬ ‫التجريبية ‪36‬‬ ‫الكيفي التحكم‬
‫‪,612 610,500‬‬
‫‪1276,50‬‬ ‫‪35,46‬‬ ‫الضابطة ‪36‬‬ ‫في التذكر‬
‫‪,022‬‬ ‫‪1492,00‬‬ ‫‪41,44‬‬ ‫التجريبية ‪36‬‬ ‫فهم‬
‫‪470,000‬‬
‫‪1136,00‬‬ ‫‪31,56‬‬ ‫الضابطة ‪36‬‬ ‫االستنتاج‬
‫ّ‬
‫من خالل الجدول السابق نجد أن متوسط الرتب للمجموعة التجريبية ملجال التحكم‬
‫أن متوسط‬ ‫في املفاهيم بلغت قيمته (‪ )46.76‬ومجموع رتبه قدره (‪ ،)1683.50‬كما نجد ّ‬
‫الرتب للمجموعة الضابطة بلغت قيمته (‪ )26.24‬ومجموع رتبه قدره (‪.)944.50‬‬
‫إلى جانب ذلك‪ ،‬بلغت قيمة ‪ )278.50( U‬بمستوى داللة (‪ )0.01‬مما يدل على ّأنها دالة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أي ّ‬ ‫ّ‬
‫أن الباحث متأكد بنسبة ‪ %99‬من وجود فرق بين العينتين املستقلتين (الضابطة‬
‫ّ‬
‫والتجريبية) في االختبار البعدي الكيفي في مجال التحكم في املفاهيم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫باإلضافة إلى ما سبق؛ نجد ّ‬
‫أن متوسط الرتب للمجموعة التجريبية ملجال التحكم في‬
‫التذكر؛ بلغت قيمته (‪ ، )37,54‬ومجموع رتبه قدره (‪ .)1351,50‬كما نجد؛ ّ‬ ‫ّ‬
‫أن متوسط‬
‫ّ‬
‫الرتب للمجموعة الضابطة ‪ ،‬بلغت قيمته (‪ ،)35,46‬ومجموع رتبه قدره (‪.)1276,50‬‬
‫إلى جانب ذلك؛ بلغت قيمة ‪ )610,500( U‬بمستوى داللة (‪ ),612‬؛ مما ّيدل على ّأنها‬
‫أي ال يوجد فرق بين العينتين املستقلتين (الضابطة والتجريبية) في االختبار‬ ‫غير دالة‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫البعدي الكيفي في مجال التحكم في التذكر‪ .‬و قد سبب عدم فعالية البرنامج العزز رقميا‬
‫إلى ما قالت به نظريتا النسيان و هما نظرية اختفاء األثر و نظرية التداخل‪ ،‬فتفيد األولى‬
‫أن عامل صعوبة التذكر مرده اختفاء أثر التذكر و أما الثانية فتفيد إلى وجود نشابه‬ ‫إلى ّ‬
‫بين املعطيات التي على الفاحص ضرورة استرجاعها [ لومير ‪ ]:2012 :‬كما يرى البعض‬
‫األخر أن السبب مرده االستراتيجية املتخذة من قبل الطلبة حين استرجاع للمعطيات‬

‫‪88‬‬
‫‪ISSN : 2353-0456‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬
‫‪EISSN : 2602-5248‬‬ ‫املجلد‪ ، 5‬العدد‪( ،11‬سبتمبر‪)2017‬‬

‫املخزنة في الذاكرة ‪.‬و عليه فالفرضية الثانية لم تتحقق على مستوى املجال املعرفي‬
‫املتعلق بالتذكر‪.‬‬
‫أن متوسط الرتب للمجموعة التجريبية ملجال فهم االستنتاج بلغت قيمته‬ ‫كما نجد ّ‬
‫(‪ )41,44‬ومجموع رتبه قدره (‪ ،)1492,00‬كما نجد أن متوسط الرتب للمجموعة‬
‫الضابطة بلغت قيمته (‪ )31,56‬ومجموع رتبه قدره (‪.)1136,00‬‬
‫إلى جانب ذلك بلغت قيمة ‪ )470( U‬بمستوى داللة (‪ )0.05‬مما يدل على أنها دالة‪ .‬أي أن‬
‫الباحث متأكد بنسبة ‪ %95‬من وجود فرق بين العينتين املستقلتين (الضابطة‬
‫والتجريبية) في االختبار البعدي الكيفي في مجال فهم االستنتاج‪.‬‬
‫إن زيادة فرص في إمكانية نجاح استخدام الرقمنة في مجال التدريس يتوقف على‬ ‫ّ‬
‫ّتوفر مجموعة من العوامل من أجل إنشاء بيئة يتأسس عليها التعليم الرقمي‪ ،‬و من‬
‫أبرزها‪.‬‬
‫‪ ‬بناء برامج تعليمية بحيث تسمح بإدماج املستحدثات التكنولوجية الحديثة‪.‬‬
‫‪ ‬ربط الغرف ّ‬
‫الصفية بشبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫‪ ‬تكوين املعلمين على األدوات التكنولوجية الحديثة و طرق التدريس املعاصرة‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد قطع تعليمية رقمية ّ‬
‫مصممة بيداغوجيا و بإشراك معلمي املواد التعليمية‪.‬‬
‫‪ ‬االستعانة بكل أنواع التكنولوجية الداعمة للعمل البيداغوجي مثال ‪ ( :‬البريد‬
‫اإللكتروني‪ ،‬الفيديو التفاعلي‪ .‬شبكة األنترنت)‪.‬‬
‫و من هنا فاملستحدثات التكنولوجية تصبح بهذا املعنى داعم للعملية التعليمية؛‬
‫ويبقى على املعلم؛ و هو من يمتلك السلطة البيداغوجية في اتخاذ القرار البيداغوجي؛‬
‫كيف و متى و كم ؛ سيستخدم هذا املتغير في املجال التدريس ي‪ ،‬وحسب األهداف‬
‫التعليمية كما هي متضمنة في املنهاج‪.‬‬
‫خالصة البحث‬
‫قد كثر الحديث عن ضرورة إدماج الرقمنة في الصدف التربوي بغية تجويد أداء‬
‫ثم رفع فرص النجاح لديه‪ .‬و قد أجريت دراسات عدة في ذات املوضوع‬ ‫الطالب و من ّ‬
‫للكشف عن قوة األثر الناتج عن عملية إدماج الرقمنة‪ ،‬و التي خلصت إلى أ ّن عملية‬
‫إدماج الرقمنة في العملية له العديد من الفوائد تعود بالدرجة األولى على التحصيل‬
‫املعرفي للطالب‪ .‬كما أن ثمة تجارب دولية رائدة في الرقمنة رأت في اعتماد الرقمنة أنها‬

‫‪89‬‬
‫‪ISSN : 2353-0456‬‬ ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬
‫‪EISSN : 2602-5248‬‬ ‫املجلد‪ ، 5‬العدد‪( ،11‬سبتمبر‪)2017‬‬

‫منحت الطالب القدرة على تجاوز العديد من املشكالت التي كان يعاني في السابق ‪.‬األمر‬
‫الذي دفع ببعض خبراء التربية إلى دعوة الجهات الرسمية بوجوب األخذ بهذا املتغير و‬
‫اعتباره أحد املدخالت التربوية بهدف عصرنة الفعل البيداغوجي من جهة و تجويد اداء‬
‫املعرفي للطالب من جهة أخرى ‪ .‬و بحثنا هو محاولة علمية متواضعة من أجل فحص‬
‫هذه الجزيئة للنظر في إمكانيتها لدعم العمل البيداغوجي بشكل عام و تحسين من‬
‫مستوى الطالب بشكل خاص‪.‬‬

‫مراجع بالعربية‬
‫‪ -1‬حديد ‪،‬يوسف (‪ :)2010‬مشكلة الرسوب املدرس ي اتجاهات و رؤى‪ ،‬مجلة الواحات للبحوث‬
‫والدراسات‪ ،‬العدد‪،10‬جامعة غرداية الجزائر‬
‫‪-2‬حسين‪ ،‬عبد الكريم الزعانين ‪،‬رائد ‪: )2008 ( -3‬فعالية وحدة محوسبة في العلوم على تنمية‬
‫التحصيل الدراس ي لدى تالميذ الصف التاسع األساس ي بفلسطين و إتجاهاتهم نحو التعليم املحوسب‪.‬‬
‫رسالة ماجستير – جامعة عين الشمس – القاهرة – ‪2008‬‬
‫‪-3‬سالم‪ ،‬محمد توفيق ( ‪: )2009‬التعليم اإللكتروني كمدخل لتطوير التعليم( تجارب عربية و دولية)‪-‬‬
‫املركز القومي للبحوث التربوية و التنمية – الطبعة األولى‪ -‬املكتبة العصرية‪ -‬مصر‪.‬‬
‫‪ -4‬طلبة‪ ،‬عبدالعزيز عبد املجيد( ‪:)2010‬التعليم اإللكتروني و مستحدثات تكنولوجيا التعليم‪،‬الطبعة‬
‫األولى‪ -‬املكتبة العصرية‪ -‬مصر‪.‬‬
‫‪ -5‬عبدالكريم عبد هللا أحمد شمسان (‪ :)2014‬أثر توظيف بعض املستحدثات التكنولوجية في تدريس‬
‫على تنمية مهارات البحث عن املعلومات إلكترونيا و الدافعية التعلم لدى طلبة كلية التربية بالتربة –‬
‫جامعة تعز – املجلة العربية للتربية العلمية و اتقنية‪ -‬العدد الثاني‬
‫‪ - - 6‬كانفيلد‪ ،‬جاك (‪ :)2008‬مبادئ النجاح‪ :‬ط ‪ ،02‬مكتبة جرير‪ :‬الرياض‪،‬اململكة العربية السعودية‬
‫‪ - 7‬مجلة البحوث تربوية (‪ : )2011‬تكنولوجيا اإلعالم و اإلتصال في خدمة التربية‪ -‬العدد‪-02‬‬
‫أكتوبر‪/‬نوفمبر‪/‬ديسمبر‪ .‬املعهد الوطني للبحث ف التربية‪ .‬الجزائر‬
‫‪ -8‬مصطفى جويفل و آمنة عمارين (‪ :)2013‬فاعلية بعض القطع التعلمية اإللكترونية في تحقيق‬
‫أهدافها ‪:‬املجلة األردنية في العلوم التربوية‪ :‬املجلد التاسع‪،‬عدد ‪ 02‬ص ‪.165‬‬
‫النيال ( ‪ )2002‬سيكولوجية التوافق – القاهرة‬ ‫‪ -9‬مايسة‪،‬أحمد ّ‬

‫املراجع باللغة األجنبية ‪:‬‬

‫‪90‬‬
ISSN : 2353-0456 ‫مجلة الحكمة للدراسات التربوية و النفسة‬
EISSN : 2602-5248 )2017‫ (سبتمبر‬،11‫ العدد‬، 5‫املجلد‬
1- Berkman Center of open schooling(2008) : Digital Learning Legal Backround
paper-digital learning in India : Problems and Prospects.Digital learning project -
India
2-Cédric FLUCKIGER & R. Hétier (2014) ; Des éleves et des savoirs à l’ére
numérique : Regards croisés,Revue recherches en éducation -numéro18- paris
3-Claes, M et Comeau,j. (1996). L’école et la famille : deux mondes ? Revue Lien
social et Politiques, Numéro 35, printemps .
4- Foley,Mariana (2005) :Computer Technology Integration.Handbook for
primary and elementary teachers.A project submitted to the school graduate
studies in partial fulfillment of requierements for the degree of Master of education
memorial university of newfoundland. Canada.
5-Gereluk,Dianne(2000): ¨ The charter school collapse- A case study ‘’ Paper
presented at the annual meeting of the American educational research associatio,
Held in New Orléans .from24, 28 April
6- Horton, W. (2006). E-learning by Design, San Francisco: John wiley & sons.inc
7-- Institut national des stastiques(2015) :Technologie de l’information et de la
communiction en éducation en Afrique subsaharienne- Analyse comparative des
developpement numérique dans les écoles- Bulletin de l’information de l’ISU n25-
aout 2015- Montréal - Canada –
8- Mank ; David(2005) ; Using data mining for e- learning decision
making . Electronic Journal of E- Learning , 3 (1).june .
9-Thierry Kaesznti & autres (2011) ;Les TIC au service de l’éducation – revue
Educrecherche – édité par L’INRE Algérie –numéro 02 octobre/ novembre /
décembre 2011

91

You might also like