‫مفهوم األخالق ومكانتها في األسالم‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم االخالق وأخالقيات المهنة‬

‫الخلق لغة‪ :‬السجية والطبع والمروءة والدين‪.‬‬

‫الخلق اصطالحا‪ :‬صفة مستقرة يف النفس ذات اثار يف السلوك محمودة ومذمومة‪.‬‬
‫الت يخضع لها االنسان يف ترصفاته وتوصف بالحسن والقبح‪.‬‬
‫االخالق‪ :‬مجموعة من القواعد والمبادئ ي‬
‫السلوك هو أثر الخلق وشكله الظاهر‪.‬‬

‫الت تعتمد عليها المنظمه يف تقييم‬

‫‪,‬والمعايي ي‬
‫ر‬ ‫اخالق العمل‪ :‬المبادئ ي‬
‫الت تعد أساسا للسلوك المطلوب لألفراد المهنه‬
‫أدائهم سلبا او إيجابا‬

‫"أقدم دراسة يف المهن كانت لفلكسي عام ‪" 1915‬‬

‫"سلوك االنسان وترصفاته تدل عىل خلقه غالبا وليس دائما ألن االنسان قد تصدر منه ترصفات يف حاالت الطوارئ ال‬
‫تدل عىل خلقه "‬
‫ن‬
‫اثني‪:‬‬ ‫تقسم الصفات اىل‬

‫‪ -‬صفات ثابته (مستقرة)‬

‫الت تظهر يف األحوال العادية‬
‫وه الصفات الحقيقة ي‬
‫ي‬

‫غي ثابته‬
‫‪ -2‬ر‬
‫معي كالكرم والخوف والغضب‬
‫الت تظهر يف موقف ر‬
‫غي المستقره ي‬
‫وه الصفات ر‬
‫ي‬

‫ن‬ ‫المبحث ن‬
‫الثان‪ :‬مكانة األخالق يف اإلسالم‬
‫ي‬
‫ن‬
‫تتضح مكانة األخالق يف خمس‪-:‬‬

‫كثة األدلة فيها ن يف الكتاب والسنة‪.‬‬

‫‪ -1‬ر‬
‫ن‬ ‫ر‬
‫الت ذكرت يف ثنايا القصص‬
‫ذكر بالقران اكث من (‪ )300‬أية تدل عىل الفضائل الخلقية رصا نحة عدى ي‬
‫اىل من الخث فقث { وتدل‬
‫ان لما أنزلت ي‬
‫( فسق لهما ثم توىل اىل الظل فقال رب ي‬ ‫كقصة موس‬
‫هذه األيه عىل خلق األحسان للناس بغث مقابل‬

‫مثلة العظيمة الت جعلت لألخالق نف ن‬

‫مثان األسالم‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال ن ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫النت يف قوله تعاىل‪ } :‬وانك لعىل خلق عظيم{‪.‬‬
‫مدح ي‬
‫ه عن األخالق السيئة لقول هللا تعاىل‪ } :‬ان هللا يأمركم أن تؤدوا‬ ‫المسلم ملزم باألخالق الحسنة ومن ي‬
‫األمنت اىل أهلها واذا حكمتم أن تحكموا بالعدل {‪.‬‬

‫وأيضا قال ﷺ } انما بعثت ألتمم مكارم األخالق {‪.‬‬

 ‫وقد ن‬
‫بي ﷺ‬
‫أعىل درجة يف الجنة لمن حسن خلقه‪.‬‬ ‫•‬
‫أن أكمل المؤم رني ايمانا أحسنهم ايمانا‪.‬‬ ‫•‬
‫ميان االعمال يوم القيامة‪.‬‬
‫أن األخالق الحسنة أثقل األعمال يف ر‬ ‫•‬
‫‪ -3‬جعل الشارع الكريم األخالق هدفا من اهداف اركان األسالم العبادية‪.‬‬

‫مأوح اليك من الكتب وأقم الصالة ان‬

‫ي‬ ‫فالصالة تنىه عن الفحشاء والمنكر لقوله تعاىل ‪ (:‬وأتل‬
‫الصالة تنىه عن الفحشاء والمنكر)‪.‬‬
‫والزكاة تطهر النفس من البخل والكي لقوله تعاىل (خذوا من أموالكم صدقة تطهركم وتزكيكم بها‬
‫وصل عليهم ان صلوتك سكن لهم وهللا سميع عليم)‪.‬‬
‫الصيام يطهر النفس من لغو الحديث لقول ﷺ (من لم ييك قول الزور والعمل به فليس هلل‬
‫حاجه ف أن يدع طعامه ر‬
‫وشابه)‪.‬‬ ‫ي‬
‫يرب المسلم عىل ترك الجدل واألخالق الرذيلة (الحج أشهر معلومت فمن فرض الحج فال‬ ‫الحج ي‬
‫خي الزاد التقوى)‬
‫خي يعلمه هللا وتزودا فان ر‬
‫رفث والفسوق والجدال يف الحج فما يفعلوا ر‬
‫‪ -4‬الوعيد الشديد لتاركها‬
‫(ان هللا ال يحب من كان منكم مختاال فخورا)‪.‬‬
‫(ان هللا ال يحب من كان منكم خوانا أثيما)‪.‬‬
‫(ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة ن يف الذين أمنوا لهم عذاب اليم ن يف الدنيا واألخرة)‪.‬‬
‫ن‬
‫السء بالمنافق يف قوله (اية المنافق ثالث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف‬
‫ي‬ ‫نت ﷺ صاحب الخلق‬ ‫سىم ال ي‬
‫واذا أوتمن خان)‬
‫‪ -5‬اهتمام علماء ر‬
‫الشيعة بها‬
‫منذ العرص األول الهجري‬

‫تغرب صالة امرئ وال صيامه من شاء صام ومن شاء صىل ‪,‬الدين لمن ال‬
‫ي‬ ‫رض هللا عنه(ال‬
‫ي‬ ‫وقال عمر‬
‫أمانة له)‪.‬‬

‫الت ألفت يف األخالق‪- :‬‬

‫من أمثلة الكتب ي‬
‫اب الدنيا‬
‫‪ -2‬مكارم األخالق ألبن ي‬ ‫‪ -1‬األدب المفرد للبخاري‬

‫اىل‬
‫‪ -4‬اخالق األبرار للغز ي‬ ‫‪ -3‬اخالق الطبيب للرازي‬

‫معي‪- :‬‬
‫الت ألفت يف خلق ر‬
‫من أمثلة الكتب ي‬
‫اب الدنيا‪.‬‬
‫‪-2‬الحلم ألبن ي‬ ‫اب الدنيا‪.‬‬
‫‪ -1‬التواضع ألبن ي‬
‫الست‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ -4‬القناعة ألبن‬ ‫اب الدنيا‪.‬‬
‫‪ -3‬الصمت وحفظ اللسان ألبن ي‬
‫الت ألفت يف اخالق السياسة والملوك‪- :‬‬
‫من أمثلة الكتب ي‬
‫اع والرعية ألبن تيميه‪.‬‬ ‫ر‬
‫كتاب السياسة الشعية يف اصالح الر ي‬
 ‫ن‬
‫خالف‬
‫ي‬ ‫المبحث الرابع العوامل المؤثرة يف السلوك األ‬

‫األخالف يتأثر بعدة مؤثرات إيجابية وسلبية فمعت هذا األنسان يستطيع تغي ري اخالقه ألخالق حسنة اذا‬
‫ي‬ ‫سلوك األنسان‬
‫عزم عىل ذلك وقد قال ﷺ (ومن يتصي يصيه هللا)‪.‬‬

‫وقال أبو الدرداء‪( :‬انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم)‪.‬‬

‫يغيوا ما بأنفسهم)‪.‬‬ ‫معي قول هللا تعاىل‪( :‬ان هللا ال ر‬

‫يغي ما بقوم حت ر‬ ‫الدليل عىل أن األنسان ليس مفطور عىل خلق ر‬
‫تغيي االخالق‪- :‬‬
‫الت تساعد عىل ر‬
‫العوامل ي‬

‫االيمان والتوحيد يربط االنسان بخالقه عزوجل فيورثه‬

‫‪ .1‬التواضع عندما يتذكر عظمة هللا وان االنسان ضعيف‪.‬‬
‫الصفتي (بسم هللا الرحمن الرحيم)‪.‬‬
‫ر‬ ‫بهاتي‬
‫ر‬ ‫‪ .2‬الرحمة ألنها صفة هللا تعاىل يبتدأ القران‬
‫الظالمي‪.‬‬
‫ر‬ ‫‪ .3‬العدل ألن هللا عادل ال يحب‬
‫يبتغ رضا هللا‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ .4‬التجرد فاليعمل العمل الصالح رجاء السمعة والمصلحة بل‬
‫‪ .5‬خلق األحسان لألخرين ليجد جزاء ذلك يوم القيامة ويمنعه من األخالق السيئة خشية عقوبتها‪.‬‬

‫مالدليل عىل أن األخالق تزيد بأزدياد األيمان وتنقص بنقصانه؟‬

‫المؤمني رليدادوا ايمانا مع ايمانهم)‪.‬‬

‫ر‬ ‫قال تعاىل‪( :‬هو الذي انزل السكينة يف قلوب‬

‫تتحسن اخالق المسلم الفعلية بزيادة ايمانه ومن وسائل زيادة االيمان‪- :‬‬

‫‪- 2‬التفكر ف آيات هللا ر‬

‫الشعية‪.‬‬ ‫التفكرف آيات هللا الكونية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪ -4‬ترك الكبائر‪.‬‬ ‫‪ -3‬األقبال عىل الطاعات‪.‬‬

‫‪ 5‬حضور مجالس الذكر والعلم‪.‬‬

‫يجاب عىل السلوك فمثال‪:‬‬

‫تأثي ا ي‬
‫لها ر‬
‫الصالة تحكم الترصفات وتزيد األيمان وترقق القلب‪.‬‬

‫مصلي ذو أخالق سيئة والسبب يف ذلك انهم اليأدونها عىل اىل الوجه المطلوب"‬
‫ر‬ ‫"قد تجد‬
‫تنم خلق الرحمة األحسان والشعور بالفقراء‪.‬‬
‫الزكاة ي‬
‫الصيام يضبط السلوك واألعصاب ويزيد الرقابة‪.‬‬

‫قال تعاىل (استعينوا بالصي والصالة) قال مجاهد انه الصوم يقصد المعت بالصي‪.‬‬

‫كثيه وقيل يف‬

‫عىل مر العصور مستقر يف العقول عىل ان االنسان يتأثر بمن يخالط والواقع يصدق هذه الحقيقة واألمثلة ر‬
‫الظلمي)‪.‬‬
‫ر‬ ‫الصالحي قال تعاىل (فالتقعد بعد الذكرى مع القوم‬
‫ر‬ ‫ذلك "الصاحب ساحب" وقد أوض األسالم بمصاحبة‬
 ‫عيوب)‪ .‬الخالصة ان الصداقة لها تأث ري‬
‫ي‬ ‫اىل‬
‫يجب عىل المسلم ان يبحث عمن ينصحه قال عمر (رحم هللا امرءا أهدى ي‬
‫وإيجاب‪.‬‬
‫ي‬ ‫سلت‬
‫ي‬

‫لليبية الصالحة وسائل منها‪:‬‬

‫‪ -2‬النصيحة والتوجيه‬ ‫‪ -1‬اليغيب واليهيب‬

‫‪ -4‬التوجيه بالمواقف الحياتية‬ ‫‪ -3‬القدوة‬

‫‪ -5‬اليبية بالشدة أحيانا‬

‫ن‬ ‫ر‬
‫النت ﷺ‪( :‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالرجل راع يف اهله ومسؤول عن‬
‫ع قال ي‬ ‫اليبية الصالحة واجب ش ي‬
‫رعيته والمرأة راعية ن يف بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)‪.‬‬

‫استثناءات‬
‫الت تخرج األنسان عن اختياره ومن قواعد الدين انه ال يؤخذ اال بما يصدر باختياره قال تعاىل‪( :‬ال‬
‫ه العوامل ي‬
‫المقصود ي‬
‫يكلف هللا نفس اال وسعها لها ما كسبت وعليها ماكتسبت ربنا ال تؤخذنا ان نسينا او أخطأنا)‪.‬‬

‫العامل األول‪ :‬اإلكراه‬

‫ن‬
‫مطمي باأليمن)‪.‬‬ ‫الدليل عىل انه اليؤاخذ من أكره قوله تعاىل‪( :‬من كفر باهلل من بعد ايمنه اال من أكره وقلبه‬
‫العامل ن‬
‫الثان الغضب‬
‫ي‬
‫يخرج االنسان عن ترصفاته السوية ويحرجه لذلك المسلم ملزم أن يضبط اعصابه‬

‫قال ﷺ‪( :‬ليس الشديد بالصرعة‪ ،‬انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)‪.‬‬

‫الشجاعة‪ :‬هي التي يمدح بها األنسان ال القوة فقط‪.‬‬

‫حقيقتان مهمتان وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن مؤجج الغضب في األنسان هو الشيطان والدليل ما قاله نبي هللا موسى عندما غضب قتل الرجل (هذا من عمل‬
‫الشيطان انه عدو مضل مبين)‪.‬‬
‫‪ -2‬أن االنتصار للنفس غريزة إنسانية‪.‬‬

‫وسائل تخفيف الغضب‬

‫‪ -1‬الوضوء‬

‫‪ -2‬ذكر هللا‬

‫‪ -3‬تغيث هيئة االنسان من الوقوف اىل الجلوس او الخروج من المكان‬

‫‪-4‬أشغال النفس بملهيات مختلفة‪.‬‬

‫‪ -5‬محاولة االسثخاء والهدوء‬

‫‪ 6‬عم مقابلة الهجوم بالهجوم‬

‫ن‬
‫‪ 7‬تأجيل البحث يف الموضوع‬

‫‪-8‬خفض الصوت‬
 ‫(أدلتهم بالكتاب)‬

‫العامل الثالث‪ :‬الرياء والمصلحة‬

‫اب يتصنع السلوك الذي يخدمه يف مصلحته‬

‫المر ي‬
‫ْال َماعُونَ )‪.‬‬ ‫سا ُهونَ الَّذِّينَ ُه ْم ي َُراؤُونَ َو َي ْمنَعُونَ‬
‫ص ََلتِّ ِّه ْم َ‬ ‫قال تعاىل‪( :‬فَ َو ْي ٌل ِّل ْل ُم َ‬
‫صلِّينَ الَّذِّينَ ُه ْم َ‬
‫عن َ‬

‫طرق تساعد عىل التعرف عىل صدق الترصف من عدمه‬

‫‪-1‬الرجوع اىل اهل الخية‪.‬‬

‫‪ -2‬مالحظة السلوك العام للشخص يف مدة معينه‪.‬‬

‫الت ال يصي عليها اال الصادقون‪.‬‬

‫راب يف بعض المواقف ي‬
‫‪-3‬اختبار الم ي‬
‫الشخص دائما يف‬
‫ي‬ ‫وف الكرم ال يتحمل االنفاق من ماله‬
‫كثيا ي‬
‫عىل سبيل المثال يف العبادات ال يتحمل تعب العبادات ر‬
‫الشجاعة ال يصي عند الشدائد‪.‬‬

‫العامل الرابع‪ :‬الخوف‬

‫فالخوف عامل قهري يسيطر عىل نفسية االنسان فيرصفه عن طبيعته وخلقه‪.‬‬

‫كتابة عبد هللا الغامدي‬