You are on page 1of 38

‫جامعة دمحم الخامس بالرباط‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬


‫‪ -‬السويسي‪-‬‬

‫ماستر العقار والتعمير‬

‫وحدة المنهجية القانونية‬

‫الفصل األول‬

‫عرض تحت عنوان‬

‫ذحد إشراف‬ ‫ين إػذاد انطهثح‪:‬‬


‫األسرار‪:‬‬ ‫‪ ‬حسن انشراد‬
‫ر‪ .‬سؼاد ػاشٌر‬ ‫‪ ‬زىير دًتالني‬
‫‪ ‬أيٌب أيد سي احًاد‬

‫انًٌسى انجايؼي‪2020-2019 :‬‬


‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫يمذيـــح‪:‬‬
‫التمادم نظام لانونً ٌشكل الزمان عنصرا أساسٌا من عناصره أخذت به معظم‬
‫التشرٌعات الوضعٌة لدٌمها وحدٌثها العتبارات تمت بالمصلحة العامة‪ ،‬منها وجوب احترام‬
‫األوضاع المستملة التً مضى علٌها من الزمن ما ٌكفً لبلطمبنان علٌها وإحاطتها بسٌاج‬
‫الثمة المشروعة‪ ،‬ومنها أٌضا تخفٌؾ اإلرهاق عن كاهل المدٌن بإثبات براءة ذمته من دٌن‬
‫سكت عنه الدابن مدة طوٌلة من الزمن‪ ،‬فنظام التمادم ٌحمك الثمة بٌن المتعاملٌن وٌإدي إلى‬
‫استمرار المعامبلت واألحوال إذ ال ٌجوز أن ٌبمى المدٌن تحت رحمة الدابن‪ ،‬وبالتالً فهو‬
‫ٌموم على فكرة مفادها وجوب احترام األوضاع المستمرة التً مضى علٌها ردح من الزمن‪،‬‬
‫ولهذا فإن أؼلب التشرٌعات أجازته فً المعامبلت المدنٌة أو فً المادة الجنابٌة او هما معا‪.‬‬

‫وظهرت هذه الفكرة عند الرومان فنصوا علٌه صراحة فً لوانٌنهم فكانت الدعاوى‬
‫تتمادم لمدة ثبلثٌن او أربعٌن سنة ولد نصت بعض المدونات للموانٌن الرومانٌة على التمادم‬
‫بشىء من التفصٌل كمجموعة جوستٌنان‪ ،‬وانتمل التمادم الثبلثٌنً إلى المانون الفرنسً‪ ،‬كما‬
‫عمل المانون الكنسً على تعدٌل أحكام المانون الرومانً فً التمادم بإلامته على لرٌنة‬
‫الوفاء‪ ،‬بل إن األوامر الملكٌة خلمت كثٌرا من مدد التمادم المصٌرة احتفظ بها المشرع‬
‫الفرنسً‪.‬‬

‫أما بالنسبة للشرٌعة اإلسبلمٌة فاألصل فٌها هو عدم فوات الحك بمرور الزمان وذلن‬
‫بسبب ان الحك لدٌم‪ ،‬وأن الملن هلل وحده ٌإتٌه من ٌشاء وٌنزعه ممن ٌشاء‪.‬‬

‫ولد اعتمد الفمه اإلسبلمً مبدأ التمادم تؤسٌسا على أنه مانع لسماع الدعوى بالحك الذي‬
‫مر علٌه الزمن ولم ٌعتمد على أنه سببا مسمطا للحك الذي مر علٌه الزمن‪.‬‬

‫فمرور الزمن بالنسبة للشرٌعة اإلسبلمٌة ال ٌعطً حما لواضع الٌد مهما طال الزمن‬
‫فمال رسول هللا (ص) ‪ " :‬ال ٌبطل حك امرئ مسلم وان لدم " فالحرام ال ٌصبح حبلل‬
‫لمبرر الزمن فؤصل الحك باق فً ذمة صاحبه وعلٌه الوفاء به وتؤسٌسا على ذلن لو ألر‬
‫الخصم بالحك النهدم التمادم ولتعٌن سماع الدعوى ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫ولد اختلؾ فمهاء الشرٌعة فً تعٌن المدة التً ال تسمع الدعوى بعدها فمنهم من جعلها‬
‫‪ 63‬سنة وؼٌرهم جعلوها ‪ 63‬سنة ولد استحسن السلطان سلٌمان المانونً بؤن ٌجعلها ‪51‬‬
‫سنة وأصبح المضاء ٌحكم بعدم لبول الدعوى اذا انكرها الخصم ودفع بمرور الزمن‪.‬‬

‫ونظام التمادم نصت علٌه كل التشرٌعات المدنٌة وٌنمسم التمادم فً نطاق المعامبلت‬
‫المدنٌة إلى نوعٌن التمادم المكسب والتمادم المسمط‪.‬‬

‫ولد خص المشرع المؽربً تنظٌمه فً ظهٌر ‪ 51‬ؼشت ‪ 5156‬وخصص له‬


‫الفصول من ‪ 675‬الى ‪ 611‬لكن متطلبات الحٌاة االلتصادٌة أفرزت لوانٌن خاصة ضمنت‬
‫ضمن ممتضٌاتها أحكام تتعلك بالتمادم ‪،‬كما هو الحال بالنسبة لمانون ‪ 65.33‬الصادر بتارٌخ‬
‫‪ 1355‬المتعلك بتدابٌر حماٌة المستهلن ‪،‬إضافة إلى بعض الممتضٌات الخاصة الواردة فً‬
‫مدونة التجارة‪.‬‬

‫وٌعنً التمادم المدنً بصفة عامة مرور مدة محددة لانونا تختلؾ باختبلؾ الحموق‬
‫لبلكتساب الحابز الحك الذي حازه خبلل هذه المدة دون أن ٌعرؾ له مالن او ٌطالبه به ‪،‬هذا‬
‫من جهة ‪،‬ومن جهة أخرى ٌبرئ المدٌن من الدٌن الملتزم به اذا سكت الدابن عن المطالبة‬
‫به خبلل المدة التً حددها المشرع من خبلل النصوص المانونٌة‪ ،‬وهو التعرٌؾ الذي ٌنسجم‬
‫مع تعرٌؾ الدكتور الكزبري‪.‬‬

‫والتمٌز بٌن التمادم المسمط والتمادم المكسب ٌكتسً اهمٌة بالؽة ذلن أن األول‬
‫ٌفترض وضعا سلبٌا ٌتمثل فً عدم مطالبة الدابن بحمه أو عدم استعمال الحك‪ ،‬اما التمادم‬
‫المكسب ٌفترض وضعا إٌجابٌا هو الحٌازة‪.‬‬

‫ان ما سبك ٌجعلنا نمر بؤن الموضوع المشار إلٌه أعبله ٌتمٌز بنوع من الحساسٌة‬
‫بحكم ارتباطه باالعتبارات السٌاسٌة وااللتصادٌة واالجتماعٌة والتارٌخٌة الشًء الذي‬
‫ٌضفً علٌه أهمٌة على المستوٌٌن النظري والعملً‪.‬‬

‫على المستوى النظري ٌشكل هذا العمل المتواضع مساهمة فً النماش الذي أثٌر حول‬
‫التمادم المدنً‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫على المستوى العملً عدم مبلءمة النصوص المانونٌة المنظمة لمإسسة التمادم مع‬
‫التطورات التً ٌعرفها هذا المجال الحٌوي‪.‬‬

‫ٌثٌر موضوع التمادم العدٌد من التساإالت الرتباطه بحموق والتزامات األطراؾ‬


‫المانونٌة ومساهمته فً استمرار المراكز المانونٌة سواء فً المجال المدنً أو فً المجال‬
‫التجاري‪ ،‬فإىل أي حد ساهم نظام التقادم يف استقرار المراكز القانونية‪ ،‬وما أثر‬
‫التحوالت االقتصادية عىل هذا المبدأ؟‬

‫محاولة منا فً معالجة هذا الموضوع ارتؤٌنا تمسٌمه وفك الخطة التالٌة‪:‬‬

‫الباب األول‪ :‬أحكام التقادم المدني في ظل التشريع المغربي‬

‫الباب الثاني‪ :‬األثار المترتبة على التقادم وأثر التحوالت االقتصادية‬


‫على مؤسسة التقادم‬

‫‪3‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫انثاب األًل‪ :‬أحكاو انرمادو انًذني في ظم انرشريغ انًغرتي‬


‫التمادم نظام لانونً ٌشكل الزمن عنصرا أساسٌا من عناصره أخذت به معظم‬
‫التشرٌعات لدٌمها وحدٌثها العتبارات تتعلك بالمصلحة العامة‪ ،‬لذلن سٌكون لزاما البحث‬
‫فً النظام المانونً لهذا األخٌر وفك المواعد العامة (كفصل أول) على أن نخصص (الفصل‬
‫الثانً) لمعرفة األمد المانونً لهذا النظام‪.‬‬

‫انفصم األًل‪ :‬اننظاو انمانٌني نهرمادو ًفك انمٌاػذ انؼايح‬


‫إلزالة اللبس والؽموض عن أي مإسسة لانونٌة ولبل دخول فً جزبٌتها البد من‬
‫تحدٌد مفهومها واألساس المانونً الذي تموم علٌه‪ ،‬لذلن سنخصص المبحث األول من هذا‬
‫الفصل لتحدٌد مفهوم التمادم ونوعه فً حٌن سنخصص المبحث الثانً لمعرفة األساس‬
‫المانونً الذي ٌموم علٌه وشروطه‪.‬‬

‫انًثحث األًل‪ :‬يفيٌو انرمادو ًنٌػو‬


‫سنمسم هذا المبحث إلى مطلبٌن سنخصص األول لتعرٌؾ التمادم ونبحث من خبلل‬
‫الثانً لمعرفة نوعه (مكسب‪/‬مسمط)‪.‬‬

‫انًطهة األًل‪ :‬ذؼريف انرمادو‬


‫لم ٌمم المشرع المؽربً بإعطاء تعرٌؾ صرٌح للتمادم على ؼرار أؼلب التشرٌعات‬
‫واكتفى بتنظٌمه فً المواد ‪ 675‬وما ٌلٌها من لانون االلتزامات والعمود كؤحد أسباب انمضاء‬
‫االلتزام من دون وفاء به بالنسبة للتمادم المسمط والمواد ‪ 143‬إلى ‪ 136‬من مدونة الحموق‬
‫البعض‪1‬‬ ‫العٌنٌة كسبب الكتساب الحموق‪ ،‬تاركا الفمه أمر تعرٌفه وحسنا فعل فحاول تعرٌفه‬
‫مضً مدة معٌنة من الزمن على لٌام أحد األشخاص بوضع ٌده على حك دون أن ٌعرؾ له‬
‫مالن‪ ،‬أو مضً تلن الفترة الزمنٌة على سكوته عن المطالبة بحمه ممن وضع ٌده علٌه فً‬
‫تلن الفترة لكن من خبلل التمعن فً هذا التعرٌؾ نجده ال ٌعرؾ التمادم بصفة عامة‪ ،‬ومنه‬
‫ٌمكن تعرٌؾ التمادم المدنً بؤنه مرور مدة محددة لانونا تختلؾ باختبلؾ الحموق لبلكتساب‬

‫‪1‬‬
‫حسٌن محمود عبد الداٌم ‪،‬التمادم واسماطه _دراسة ممارنة _ دار الفكر الجامعً‪ ،‬سنة ‪ ،1331‬صفحة ‪.51‬‬

‫‪4‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫الحابز الحك الذي حازه خبلل هذه المدة دون أن ٌعرؾ له مالن أو ٌطالبه به‪ ،‬هذا من جهة‬
‫ومن جهة ثانٌة ٌبرئ المدٌن من الدٌن الملتزم به إذا سكت الدابن عن المطالبة به خبلل‬
‫المدة التً حددها المشرع من خبلل النصوص المانونٌة‪ .‬وهو التعرٌؾ الذي ٌنسجم مع‬
‫تعرٌؾ الذكتور الكزبري الذي عرؾ التمادم المكسب بؤنه هو الذي ٌسمح لحابز الحك‬
‫العٌنً أن ٌكسب هذا الحك اذا استمرت حٌازته مدة من الزمان عٌنها المانون‪ ،‬أما التمادم‬
‫المسمط فهو سبب ٌإدي إلى انمضاء الحموق الشخصٌة والعٌنٌة عدا حك الملكٌة إذا سكت‬
‫علٌها وأهمل المطالبة بها زمنا حدده المانون‪.2‬‬

‫فالمشرع المؽربً رأى بحك أن عامل الزمن ٌجب أن ٌكون له وزنه وأهمٌته فً‬
‫كسب الحموق وانمضابها‪ ،‬ذلن أن لٌام حالة معٌنة واستمرارها مدة طوٌلة من الزمن ٌفٌد‬
‫أنها الحالة الحمٌمٌة الجدٌرة بالرعاٌة واالحترام‪.‬‬

‫وتجدر المبلحظة إلى أن التمادم المسمط ٌفترض وضعا سلبٌا وهو عدم مطالبة الدابن‬
‫بحمه أو عدم استعمال الحك‪ ،‬أما التمادم المكسب فٌستلزم وضعا إٌجابٌا هوالحٌازة وإلى‬
‫جانب هذا االختبلؾ فهنان فوارق عدة بٌن نوعً التمادم كما تجمعها عدة خصابص‬
‫سنتطرق لها بالشرح والتحلٌل فً حٌنه‪.‬‬

‫انًطهة انثاني‪ :‬نٌػي انرمادو‬


‫كما تمت اإلشارة إلى ذلن سابما‪ ،‬فإن التمادم المدنً ٌنمسم إلى نوعٌن تمادم مكسب‬
‫للحموق وتمادم مسمط لبللتزام‪.‬‬

‫فالتمادم المكسب ٌتطلب توافر أمرٌن‪ ،‬أحدهما الحٌازة واآلخر مضً مدة معٌنة ولما‬
‫كانت الحٌازة ال ترد إال على شًء مادي فإن التمادم المكسب ٌعتبر وسٌلة لكسب الحموق‬
‫العٌنٌة ال الحموق الشخصٌة فهذه األخٌرة ال ترد على شًء مادي وال ٌتصور حٌازتها فبل‬
‫ٌرد علٌها التمادم المكسب‪.3‬‬

‫‪2‬‬
‫مؤمون الكزبري‪ ،‬نظرٌة االلتزامات والعمود فً ضوء المانون المؽربً‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثانٌة دار الملم‪ ،‬سنة ‪ ،5174‬صفحة ‪.151‬‬
‫‪3‬‬
‫حسٌن محمود عبد الداٌم‪ ،‬التمادم واسماطه للحموق _دراسة ممارنة _ ‪ ،‬دار الفكر الجامعً‪ ،‬سنة ‪ ،1331‬صفحة ‪.13‬‬

‫‪5‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫والتمادم المكسب ٌتماشى مع لواعد العدالة‪ ،‬ذلن أن من ٌضع ٌده على أرض بور مثبل‬
‫وٌنفك علٌها فً سبٌل استصبلحها فإنما ٌإدي خدمة مزدوجة عامة للمجتمع وخاصة لنفسه‬
‫ولٌس من العدالة أن تضٌع جهوده‪ ،‬وٌحرم من ثمرة نشاطه وتبعا لذلن إذا استمرت حٌازته‬
‫زال أثر للؽصب ونشؤ له حك ٌعترؾ به لانونا‪ 4‬أما التمادم المسمط فهو سبب من أسباب‬
‫انمضاء االلتزام عن طرٌك مضً مدة ٌحددها المانون على استحماق االلتزام‪ 5‬أي أن التمادم‬
‫المسمط ٌفترض من ناحٌة عدم مطالبة الدابن المدٌن بالدٌن عند استحماله‪.‬‬

‫من خبلل ما سبك ٌتضح أن الضابط الذي ٌفرق بٌن النوعٌن من التمادم هو أن التمادم‬
‫المسمط ٌإدي إلى انمضاء الحموق الشخصٌة والعٌنٌة ماعدا حك الملكٌة إذ لم ٌبادر صاحب‬
‫الحك إلى استعمال حمه أو المطالبة به خبلل مدة معٌنة حددها المانون‪ ،‬أما التمادم المكسب‬
‫فٌإدي إلى إسماط الحك أو زواله فً ناحٌة وكسبه فً أخرى‪ ،‬كما أن التمادم المسمط ال ٌعتد‬
‫فٌه بحسن النٌة‪ ،‬أما التمادم المكسب فٌعتد فٌه بحسن النٌة‪.6‬‬

‫وإذا كانت هذه هً أوجه االختبلؾ بٌن نوعً التمادم فما هً المواعد المشتركة‬
‫بٌنهما؟‬

‫ٌتفك كبل من التمادم المكسب والتمادم المسمط فً أنهما ٌخضعان لمواعد واحدة أو‬
‫مشتركة فٌما ٌتعلك بحساب المدة وولؾ وانمطاعه والتمسن به أمام المضاء والتنازل عنه‬
‫واالتفاق على تعدٌل المدة‪ ،‬وهذه المواعد سنتطرق لها بتفصٌل خبلل اآلتً من هذه الدراسة‪.‬‬

‫انًثحث انثاني‪ :‬األساش انمانٌني نهرمادو ًشرًطو‬


‫سنحاول تسلٌط الضوء من خبلل هذا المبحث على األساس المانونً لفكرة التمادم‬
‫(المطلب األول) ثم بعد ذلن ننتمل للبحت عن شروطه (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫دمحم احمد عابدٌن‪ ،‬التمادم المكسب والمسمط فً المانون‪ ،‬دار الفكر الجامعً‪ ،‬سنة ‪ ،5111‬صفحة ‪.1‬‬
‫‪5‬‬
‫عبد الكرٌم شهبون‪ ،‬الشافً فً شرح لانون االلتزامات والعمود المؽربٌن‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬صفحة ‪545‬‬
‫‪6‬‬
‫السنهوري‪ ،‬الوسٌط فً شرح المانون المدنً‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬سنة ‪ ،5134‬صفحة ‪.1130‬‬

‫‪6‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫انًطهة األًل‪ :‬األساش انمانٌني نهرمادو‬


‫ٌموم التمادم على أساس دعم استمرار التعامل إذ ال ٌعمل أو باألحرى ال ٌتصور أن‬
‫ٌظل الناس ٌطالب بعضهم بعضا إلى ماال نهاٌة‪.‬‬

‫كما ٌإسس التمادم أٌضا على لرٌنة البراءة‪ ،‬أي مرور فترة التمادم على دٌون معٌنة‬
‫ٌفٌد أن أصحابها استوفوها‪ ،‬وٌموم التمادم أحٌانا على اعتبار آخر هو أن المدٌن ٌدفع دٌنه‬
‫من رٌعه ال من رأسماله‪ ،‬خاصة فً الدٌون الدورٌة المتجددة وتراكم مبالػ الدٌون على‬
‫المدٌن مما ٌرهمه بحٌث ٌضطره إلى دفع المستحمات من رأسماله ألمن رٌعه لذلن لرر‬
‫المشرع المؽربً مدة التمادم لصٌرة بشؤنها‪.7‬‬

‫إذا فإن الحكمة أو الهدؾ أو المؽزى األساسً من التمادم هو استمرار المعامبلت‬


‫المانونٌة‪ٌ ،‬تضح من خبلل ما سبك أن التمادم ٌموم على االعتبارات التالٌة‪:‬‬

‫توفٌر االستمرار واالطمبنان فً المجتمع ففتح باب المنازعات من شؤنه أن ٌخلك جوا‬
‫من الفوضى‪.‬‬

‫عدم إرهاق المدٌن الذي أدى دٌنه واندثرت حججه‪.‬‬

‫تحمل الدابن وزر إهماله‪.‬‬

‫ولد تعرض التمادم‪ ،‬للنمد ذلن أن لكل األنظمة والموانٌن الوضعٌة بعض العٌوب لهذا‬
‫فإنها عرضة للتحوٌر والتعدٌل فً كل زمان وكل لانون ال ٌسلم من النمد‪ ،‬والتمادم من هذا‬
‫المبٌل فإن الكمال محال‪.8‬‬

‫انًطهة انثاني‪ :‬شرًط ذحمك انرمادو‬


‫لتحمك التمادم المسمط البد من توفر شرطٌن أساسٌن‪:‬‬

‫الشرط األول‪ :‬أن ال ٌكون الحك أو الدعوى مما ال ٌتمادم أو بعبارة أدق أن ٌكون‬
‫االلتزام خاضع للتمادم المسمط‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫دربال عبد الرزاق‪ " ،‬الوجٌز فً أحكام االلتزامات " ‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزٌع‪ ،‬الجزابر‪ ،‬سنة ‪ ،1334‬طبعة األولى‪ ،‬صفحة ‪.553‬‬
‫‪8‬‬
‫رمضان جمال كامل‪ ،‬التمادم المسمط فً التمنٌن المدنً‪ ،‬المركز المانونً لئلصدارات المانونٌة‪ ،‬صفحة ‪.53‬‬

‫‪7‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫أن تنمضً المدة المحددة لانونا لتحمك التمادم‪.‬‬

‫الشرط األول‪ :‬أن ٌكون االلتزام خاضع للتمادم المسمط‬

‫ٌستفاد من خبلل ممتضٌات الفصل ‪ 675‬من لانون االلتزامات والعمود المؽربً أن كل‬
‫االلتزامات والدعاوى الناشبة عنها تخضع للتمادم المسمط‪ ،9‬كما ٌستفاد من ممتضٌات الفصل‬
‫‪ 637‬من لانون االلتزامات والعمود كماعدة عامة أن التمادم ٌتحدد فً ‪51‬سنة ‪ ،10‬ؼٌر أنه‬
‫هنان فبة من التزامات تستعصً على التمادم بممتضى النص المانونً الذي ٌجعلها ؼٌر‬
‫لابلة ألي تمادم وهً التً أوردها المشرع المؽربً فً المادتٌن ‪ 677‬و ‪ 673‬من لانون‬
‫االلتزامات والعمود‪.11‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬انصرام مدة التقادم المسقط‬


‫ٌتمادم االلتزام بمدة ألصاها خمسة عشر سنة فٌما عدا المدد التً أوردها المشرع فً‬
‫نصوص خاصة كما ٌنص على ذلن الفصل ‪ 637‬من لانون االلتزامات والعمود‪ ،‬ومنه فإن‬
‫التمادم كماعدة عامة ٌتمادم بمرور خمسة عشر سنة‪.12‬‬

‫االستثناءات الواردة من القاعدة العامة‬

‫إن االستثناءات التً تخرج عن أمد التمادم العادي وردت فً نصوص متفرلة وهً‬
‫تحدد مدة التمادم ألصر من ‪ 51‬سنة‪ ،‬كخمس سنوات بالنسبة لدعوى المسإولٌة التمصٌرٌة‬
‫تبتدىء من الولت الذي بلػ فٌه إلى علم الفرٌك المتضرر الضرر ومن هو المسإول عنه‬
‫وتتمادم فً جمٌع األحوال بمضً عشرٌن سنة تبتدىء من ولت ولوع الضرر وؼٌرها من‬
‫المدد األخرى سنخصص لها الحدٌث عنها إلى حٌن الحدٌث عن األمد المانونً للتمادم‬
‫لتفادي التكرار‪ ،‬هذا بخصوص الفصل األول فماذا عن الفصل الثانً ؟‬
‫‪9‬‬
‫ٌنص الفصل ‪ " 675‬التمادم خبلل المدة التً ٌحددها المانون ٌسمط الدعوى الناشبة عن االلتزام "‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫ٌنص الفصل ‪ " 637‬كل دعاوى الناشبة عن اإللتزام تتمادم بخمس عشر سنة فٌما عدا االستثناءات الواردة فً فٌما بعد واالسثتناءات التً‬
‫ٌمضً بها المانون فً حاالت خاصة"‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل ‪ " 677‬ال محل للتمادم اذا كان االلتزام مضمونا برهن حٌازي على منمول أو برهن رسمً " والفصل ‪" 673‬ال محل ألي تمادم‬
‫بٌن األزواج خبلل مدة الزواج‬
‫بٌن األب أو األم وأوالدهما‬
‫بٌن نالصً األهلٌة أو الحبس أو ؼٌره من األشخاص المعنوٌة والوصً أو الممدم أو المدٌر ما دامت وال ٌتهم لابمة ولم ٌمدموا حساباتهم النهابٌة‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫المختار بن أحمد عطار‪ ،‬الوسٌط فً المانون المدنً‪ ،‬صفحة ‪.153‬‬

‫‪8‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫انفصم انثاني‪ :‬األيذ انمانٌني نهرمادو‬


‫إن مطالبة الدابن لمدٌنه بؤداء ما فً دمته لٌس هو حك مطلك‪ ،‬بل ألر المشرع‬
‫المؽربً مدة لانونٌة خبلل بحث التمادم لما فً ذلن من استمرار المعامبلت اإللتصادٌة‬
‫واإلجتماعٌة (المبحث األول) ؼٌر أن هذه المدة لد تعترضها فً بعض األحٌان موانع تإدي‬
‫الى ولفها او انمطاعها (المبحث الثانً)‬

‫انًثحث األًل‪ :‬األيذ انمانٌني نهرمادو‬


‫لتوضٌح مدة التمادم التً نظمها المشرع المؽربً (المطلب االول)ٌنبؽً معرفة الكٌفٌة‬
‫التً ٌتم بهاحساب هذه المدة (المطلب الثانً)‬

‫انًطهة االًل‪ :‬يذد انرمادو‬


‫نص المشرع المؽربً خبلل بحثه للتمادم فً الفصل ‪387‬من لانون االلتزامات و‬
‫العمود " كل الدعاوى الناشبة عن االلتزام تتمادم بخمس عشرة سنة‪ ،‬فٌما عدا االستثناءات‬
‫التً ٌمضً بها المانون فً حاالت خاصة"‬

‫ٌتضح من هذا الفصل ان الماعدة العامة هً ان جمٌع الدعاوى الناشبة عن االلتزام‬


‫تتمادم بمرور ‪15‬سنة ما عدا الحاالت التً ٌنص فٌها المانون على خبلؾ ذلن‪ ،‬وهً مدة‬
‫مناسبة حسب بعض الفمه‪13‬؛ال هً بالطوٌلة ترهك المدٌن وال بالمصٌرة تباؼث الدابن‪.‬‬

‫ؼٌر ان هنان بعض الحموق الؽٌر المابلة للتمادم اصبل‬

‫بالنظر الى ارتباطها بالنظام العام كالحك فً طلب لسمة مال شابع وفً الشرب‬
‫والمجرى والسٌل‪.‬‬

‫وأن كانت هذه هً الماعدة فإن هنان استثناءات جعل المشرع مدتها الل من ‪15‬سنة‬
‫بالنظر الى ما تتسم به من خصوصٌة فً الحفاظ على العبللات المانونٌة‪ ،‬وتتجلى هذه‬

‫‪13‬‬
‫كمال جمال رمضان‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪9‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫االستثناءات كما جاء فً فصول متفرلة من لانون االلتزامات و العمود ٌمكن تصنٌفها على‬
‫الشكل التالً‪:‬‬

‫التمادم الخمسً‪:14‬‬

‫دعوى التجار و الموردٌن و ارباب المصانع فٌما سبب التورٌدات التً ٌمدمونها‬
‫لؽٌرهم من التجار او الموردٌن أو ارباب المصانع من اجل حاجات منهم حسب منطوق‬
‫الفمرة االولى من المادة ‪ 633‬ق‪.‬ل‪.‬ع والتمادم الخمسً ٌسري ولو حصل االستمرار فً‬
‫‪15‬‬ ‫التورٌدات او التسلٌم او الخدمات او االعمال‬

‫الحموق الدورٌة و المعاشات و اكرٌة االراضً و المبانً و المواعد وؼٌرها من‬


‫األداءات المماثلة فً اي شخص كان بخمس سنوات ابتداءا من حلول كل لسط كما ورد فً‬
‫الفصل ‪615‬‬

‫الحالة المنصوص علٌها فً الفصل ‪611‬‬

‫‪16‬‬ ‫تتمادم بسنتٌن‬

‫‪ -‬دعوى االطباء و الجراحٌن و المولدٌن و اطباء االسنان و البٌاطرة‬

‫‪ -‬دعاوي الصٌادلة‬

‫‪ -‬دعاوي المإسسات الخاصة او العامة‬

‫‪ -‬دعاوي المهندسٌن المعمارٌٌن و ؼٌرهم‬

‫ٌوما‪17‬‬ ‫تتمادم بسنة ذات ثبلثمابة و خمسة وستٌن‬

‫‪14‬‬
‫انظر الفصل ‪ 533‬من لانون االلتزامات و العمود‬
‫‪15‬‬
‫ٌنص الفصل ‪390‬من لانون االلتزامات و العمود‪ٌ :‬سري التمادم المنصوص علٌةؼً الفصلٌن ‪388‬و ‪389‬السابمٌن ولو حصل االستمرار فً‬
‫التورٌدات او التسلٌم او الخدمات او االعمال (ظهٌر ‪ٌ6‬لٌوز )‪1954‬ومع ذلن ٌحك لبلشخاص الذٌن ٌحتج ضدهم بالتمادم المنصوص علٌه فً‬
‫الفصلٌن ‪388‬و ‪ 389‬المذكورٌن انفا ان ٌوجهو الٌمٌن لبلشخاص الذٌن ٌتمسكون به‪ ،‬لٌمسموا أن الدٌن لد دفع فعبل‪ ،‬وٌسوغ توجٌه الٌمٌن األرامل‬
‫هإالء ولورثتهم و ألوصٌابهم إن كانو لاصرٌن لٌصرحوا بما اذا كانوا الٌعلمون بؤن الدٌن مستحك‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ .‬من لانون االلتزامات و العمود ‪388‬انظر الفصل‬
‫‪17‬‬
‫انظر الفصل ‪573‬من لانون االلتزامات و العمود‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫دعوى الخدم‬

‫دعوى المعلمٌن و االساتذة و اصحاب المإسسات المخصصة اللامة التبلمٌذ‬

‫دعوى مكري المنموالت‬

‫الحبلت المنصوص علٌها فً الفمرة االولى من الفصل ‪631‬‬

‫تتمادم بشهر‬

‫اشارة الفمرة الثالثة من الفصل ‪ 631‬على أن دعوى الرجوع بالضمان تتمادم بمرور‬
‫شهر وال ٌبدأ هذا التمادم اال من ٌوم مباشرة الدعوى من الشخص الذي ٌثبت الٌه الضمان‬

‫انًطهة انثاني‪ :‬كيفيح حساب يذج انرمادو‬


‫ٌنص الفصل ‪ 633‬من لانون االلتزامات و العمود " ٌحسب التمادم باالٌام الكاملة ال‬
‫بالساعات‪ ،‬وال ٌحسب الٌوم الذي ٌبدأ التمادم منه فً الزمن البلزم لتمامه‪.‬‬

‫وٌتم التمادم بإنتهاء الٌوم االخٌر من االجل"‬

‫و بتحلٌل دلٌك للفصل المذكور تتضح مجموعة من النمط االساسٌة تجب االشارة الٌها‬
‫ٌرفع اللبس عن الكٌفٌة التً من خبللها ٌمكن معرفة مدة التمادم ‪.‬‬

‫وفً ان مدة التفادم تحسب باالٌام ال بالساعات و الٌوم الواحد كما هو معلوم ٌبتدا من‬
‫منتصؾ اللٌل الى منتص اللٌل الموالً اي ‪ 14‬ساعة كاملة‪ .‬وال ٌحسب الٌوم الذي بدأت فٌه‬
‫الوالعة حتى ٌتم حساب هذه المدة بشكل مضبوط‪.‬‬

‫وٌتبٌن على ذلن وجوب احتساب مدة التمادم اعتبارارا من الٌوم الموالً التالً‬
‫لحصول الوالعة وٌكتمل انمضاء الٌوم المماثل للٌوم الذي حصلت فٌه الوالعة المجرٌة‬
‫للتمادم‪18‬‬

‫‪18‬‬
‫السنة‪،‬دمحم عزمً البكري‪ :‬موسوعة الفمه و المضاء فً المانون المدنً‪ ،‬المجلد الخامس سامً البارودي ‪ ،‬الماهرة‬

‫‪11‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫فإذا كان التمادم منصوصا علٌه باالشهر أو السنٌن فإن المدة تحسب من الٌوم كذا من‬
‫الشهر او السنة من ؼٌر مراعات لعدد االٌام التً ٌتكون منها كل شهر‪.‬‬

‫ولعل المشرع فً الرار الٌوم بدل الساعة هو كون الحساب بالساعة فٌه نوع من‬
‫الصعوبة فمثبل اذا تعلك االمر بحساب خمسة عشرة سنة فإن الشهود ال ٌستطعون تذكر‬
‫الساعة بعكس الٌوم الواضح ‪.‬‬

‫وتجدر اٌضا ان حساب التمادم ٌدخل فٌه ما لد ٌتخلله من اعٌاد او عطبلت رسمٌة‬
‫وٌنبؽً الستكمال مدة التمادم ان ٌنمضً اخر ٌوم فٌها ‪.‬‬

‫هذا بخصوص كٌفٌة حساب مدة التمادم اما فٌما ٌخص سرٌان مدة التمادم فمد وضع‬
‫المشرع المؽربً لاعدة و اورد علٌها استثناءات فً الفصل ‪ 633‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫الماعدة العامة‪:‬‬

‫ٌنص الفصل ‪"633‬ال ٌسري التمادم بالنسبة للحموق اال من ٌوم اكتسابها‪ ،‬وبناء على‬
‫ذلن ال ٌكون للتمادم محل‪:‬‬

‫‪1 -‬بالنسبة الى الحموق المعلمة على شرط حتى ٌتحمك الشرط‪،‬‬

‫‪2-‬بالنسبة لدعوى الضمان الى أن ٌحصل االستحماق او ٌتحمك الموجب للضمان‪،‬‬

‫‪3-‬بالنسبة الى كل دعوى تتولؾ مباشرتها على أجل الى أن ٌحل ذلن االجل‪،‬‬

‫‪4-‬ضد الؽابٌبٌن الى أن ٌثبت ؼٌابهم وٌعٌن نابب لانونً عنهم وٌعتبر فً حكم الؽابب‬
‫من ٌوجد بعٌدا عن المكان‬

‫االستثناءات‪ :‬وتنمسم الى لسمٌن‬

‫‪ 5‬التمادم ٌسري لبل استحماق الحك‬

‫‪12‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫الحك‪19‬‬ ‫‪ 1‬التمادم ٌسر بعد اكتساب‬

‫انًثحث انثاني‪ :‬ػٌارض انرمادو‬


‫خبلل بحثنا للتمادم اتضح ان بمرور المدة المنصوص علٌها فً المانون فإن الحك‬
‫ٌصبح مسمطا او مكسب اال انه فً بعض الحاالت لد ٌتعرض الى ما ٌإدي الى ولفه‬
‫(المطلب االول) او ما ٌإدي الى انمطاعه ( المطلب الثانً)‬

‫انًطهة األًل‪ :‬أحكاو ًلف انرمادو ً آثاره‬


‫ٌمصد بولؾ التمادم لٌام حابل مإلت دون استمرار التمادم زمنا فإذا زال السبب الذي‬
‫ٌمنع سرٌان المدة تجري من جدٌد‪ 20‬بمعنى اخر ٌولؾ التمادم التعطل او التولؾ المإلت‬
‫لحساب مدته و التً ٌمكن ان تعود الى السرٌان حٌنما تزول االسباب التً ادت الى الولؾ‬
‫فبل تدخل فً حساب مدة التمادم الفترة التً كان مولوفا بحٌث اذا عاد الى السرٌان ضمت‬
‫المدة السابمة على الولؾ الى المدة البلحمة علٌه مع عدم احتساب المدة التً كان مولفا‬
‫خبللها‪ .‬اذن ماهً اسباب ولؾ التمادم ؟‬

‫لبلجابة على السإال المطروح ٌجب الرجوع الى الفصول ‪ 673‬و ‪ 671‬و ‪ 633‬من‬
‫‪21‬‬
‫لانون االلتزامات و العمود‪ ،‬ومن خبلل استمراء هذه الفصول اتضح ان اسباب ولؾ التمادم‬

‫ولؾ التمادم لمصلحة الدابن الذي ٌموم مانع أدبً ٌتعذر معه ان ٌطالب بحمه أي فً‬
‫ظروؾ تجعل من المستحٌل أن ٌطالب بحموله وهً تخضع لسلطة التمدٌرٌة للماضً حسب‬
‫بعض الحاالت خبلفا لحبلت ولؾ التمادم المانونً التً ٌرتب علٌها الماضً مباشرة ولؾ‬
‫‪22‬‬
‫التمادم‬

‫و الزوجٌة أو البنوة أو الوالٌة كما ٌنص الفصل ‪887‬‬

‫ولؾ التمادم لمصلحة الماصر ونالصً االهلٌة وهذا ما ٌستفاد من نص الفصل ‪671.‬‬

‫‪19‬‬
‫الملحك‪......‬‬
‫‪20‬‬
‫رمضان جمال كمال‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬صفحة ‪.517‬‬
‫‪21‬‬
‫انظر الفصول المذكورة لمزٌد من التفسٌر‬
‫‪22‬‬
‫مامون الكزبري‬

‫‪13‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫ولؾ التمادم لمصلحة المفمود او الؽابب حسب ما ورد فً الفصل ‪380‬‬

‫ولؾ التمادم لمصلحة الدابن المتعذر علٌه مباشرة حموله‬

‫ولؾ التمادم لظروؾ مادٌة اضطرارٌة‬

‫وهكذا فإن ولؾ التمادم ٌترتب علٌه مجموعة من االثار نسوغ لها المثالٌن التالٌٌن‪:‬‬

‫‪ : 5‬فلو أن شخص وضع ٌده على عٌن مملوكة للؽٌر أو ترن الدابن حمه الذي ٌتمادم‬
‫بخمس عشرة سنة دون ان ٌطالب به المدٌن مدة عشر سنوات ثم مات المالن (الدابن)‬
‫وورثه لاصر ولم ٌعٌن له نابب اال بعد سنتٌن من موت المورث فإن التمادم ٌمؾ سرٌانه مدة‬
‫هاتٌن السنتٌن وتحسب المدة التً سبمت السنتٌن وهً عشرة سنوات فتبمى للماصر من ولت‬
‫تعٌٌن وصً له ‪ 1‬سنوات ٌمع فٌها التمادم‪.‬‬

‫‪ : 1‬ال ٌتمسن بولؾ سٌر التمادم اال الشخص الذي تمرر الولؾ لصالحه كما ال ٌسري‬
‫اال على االشخاص الذٌن خول المانون التمسن ضدهم به‪.23‬‬

‫اال أن هنان حالة استثنابٌة فً الحالة التً ٌكون الدٌن ؼٌر لابل لبلنمسام حٌث ولؾ‬
‫التمادم لمصلحة أحد المدٌنٌن استفاد المدٌنون االخرون‪.‬‬

‫انًطهة انثاني ‪ :‬احكاو انمطاع انرمادو‬


‫ٌمصد بإنمطاع التمادم اسماط المدة السابمة على تحمك سبب االنمطاع نتٌجة لعمل‬
‫ٌصدر من الحابز أو المحوز عنه أو الدابن أو المدٌن على أن تبدأ مدة تمادم جدٌدة من ولت‬
‫زوال السبب الذي ادى الى االنمطاع وٌنمطع التمادم ب ‪:‬‬

‫‪ -‬االنمطاع الطبٌعً هو الناشا عن زوال الحٌازة وهذا النوع من االنمطاع خاص‬


‫بالتمادم المكسب وال ممابل له فً التمادم المسمط‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫عبد الحمٌد الشواربً‪ ،‬اسامة عثمان‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬صفحة ‪.516‬‬

‫‪14‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫‪ -‬االنمطاع المدنً هو مطالبة صاحب الحك بحمه أي المطالبة المضابٌة او بما ٌموم‬
‫ممامها أو بسبب إلرار الحابز او المدٌن بحك المالن أو الدابن وهو ٌسري على نوعً التمادم‬
‫‪24‬‬
‫المسمط والمكسب معا‬

‫أوال ‪ :‬االنمطاع الطبٌعً‪:‬‬

‫ٌتعلك هذا اإلنمطاع بالتمادم المكسب فمط فهو خاص بالحٌازة هذه االخٌرة ال تكون اال‬
‫فً التمادم المكسب حٌث تنص المادة ‪ 117‬من مدونة الحموق العٌنٌة " تنمطع مدة الحٌازة‬
‫فً االحوال االتٌة‪:‬‬

‫اذا فمد الحابز حٌازته أو تخلى عنها‪"...........،‬‬

‫وكما هو معلوم فإن التمادم المكسب ٌموم على اساس بماء حٌازة الحابز المدة االزمة‬
‫لانونا‪ .‬وعدم مطالبة المالن بحمه‪ .‬وبالتالً اذا اختل هذٌن االساسٌن فإن التمادم ٌنمطع وال‬
‫ٌمٌد بالمدة التً سبمت انمطاعه؛ وٌترتب على هذا االنمطاع زوال المدة التً استمرت خبللها‬
‫الحٌازة مفمودة ؛ والكن لٌس هنان ما ٌمنع من عودة الحابز الى الى حٌازة المال وفً هذه‬
‫الحالة ٌبدأ تمادم جدٌد من ٌوم عودة الحابز الى المال الذي تخلى عن حٌازته‬

‫ثانٌا ‪ :‬االنمطاع المدنً‪:‬‬

‫ٌنص الفصل ‪ 635‬من لانون االلتزامات و العمود " ٌنمطع التمادم؛‬

‫_‪1‬بكل مطالبة لضابٌة أو ؼٌر لضابٌة ٌكون لها تارٌخ ثابت ومن شؤنها أن تجعل‬
‫المدٌن فً حالة مطل لتنفٌذ التزامه‪ ،‬ولو رفعة امام ؼٌر مختص ‪،‬أو لضً ببطبلنها لعٌب‬
‫فً الشكل‪،‬‬

‫_‪2‬بطلب لبول الدٌن فً تفلٌسة المدٌن‪،‬‬

‫‪3‬بكل إجراء تحفظً أو تنفٌذي ٌباشر على أموال ‪،‬‬

‫‪24‬‬
‫عبد الحمٌد الشواربً‪ ،‬اسامة عثمان‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬صفحة ‪.574‬‬

‫‪15‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫_‪3‬بكل اجراء تحفظً او تنفٌذي ٌباشر على اموال المدٌن او بكل طلب ٌمدم للحصول‬
‫على االذن فً مباشرة هذه االجراءات"‬

‫وٌتضح من خبلل هذا الفصل أن اسباب انمطاع التمادم الصادرة عن الدابن هً‬

‫‪ : 5‬المطالبة المضابٌة‬

‫وتتحمك فً حالة الامة دعوى فً الموضوع امام المحكمة ؼٌر انه ٌنبؽً معرفة ان‬
‫المطالبة المضابٌة التً ترفع امام لاضً االمور المستعجلة ال ٌنمطع بها التمادم عللى اعتبار‬
‫انها اجراء مإلت ال ٌمس جوهر الموضوع وٌترتب على ذلن أن دعوى إثبات الحالة ال‬
‫تمطع التمادم بالنسبة الى موضوع الحك و ال ٌكفً اٌضا التظلم المرفوع الى سلطة ادارٌة‬
‫لمطع التمادم لكونه ال ٌعتبر مطالبة لضابٌة‪.25‬‬

‫وٌنمطع التمادم و لو رفعه امام محكمة ؼٌر مختصة ولو عٌب فً الشكل‪.‬‬

‫وفً تنازل الدابن عن دعواه او الؽٌت الدعوى على حالتها فإن مثل هذه المطالبة ال‬
‫ٌنمطع بها التمادم ‪.‬‬

‫‪ : 1‬المطالبة ؼٌر المضابٌة‪:‬‬

‫ٌمصد بها الحالة التً ٌوجه الدابن دعوى الى المدٌن عن طرٌك ؼٌر المضاء شرٌطة‬
‫أن ٌكون لها تارٌخ ثابت وأن ٌكون من شؤنها أن تجعل المدٌن فً حالة مطل لتنفٌذ إلتزامه‬
‫‪.26‬‬

‫طلب الدابن لبول دٌنه فً تفلٌسة المدٌن او التصرٌح بالدٌون فً حالة التصرٌح لدى‬
‫السندٌن‬

‫مباشرة الدابن اي إجراء تحفظً أو تنفٌذي على أموال المدٌن أو تمدٌم طلب للحصول‬
‫على إذن بذلن‬

‫‪25‬‬
‫عبد الكرٌم شهبون‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬صفحة ‪.576‬‬
‫‪26‬‬
‫مثال االنذار الذي ٌوجهه الدابن الى المدٌن بواسطة الموثك واٌضا االنذار الذي ٌرسله الدابن ببرلٌة او بكتاب مضمون ٌرسله‬

‫‪16‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫باالضافة الى االسباب الصادرة عن الدابن هنان أسباب إنمطاع صادرة عن المدٌن أو‬
‫نابب أو الحابز بإلراره بحك الدابن أو المالن وٌتضح ذلن من خبلل الفصل ‪ 631‬من ق‪.‬‬
‫ل‪.‬ع ‪ 117‬م‪.‬ح‪.‬ع‬

‫ال ٌسعنا المول فً االخٌر على أن إنمطاع التمادم ٌرتب مجموعة من االثار‪.‬تتجلى بدأ‬
‫سرٌان التمادم من جدٌد فتعتبر المدة المدٌمة كؤن لم تكن وٌستشؾ ذلن من الفصل ‪636‬‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع و المادة ‪ 113‬من مدونة الحموق العٌنٌة ‪.‬‬

‫وتنبؽً االشارة أٌضا الى كون أن إنمطاع التمادم تنحصر بٌن طشفُي‬

‫‪17‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫انثاب انثاني‪ :‬اآلثار انًررذثح ػهى انرمادو ً كيفيح إػًانو‬


‫إن للتمادم مجموعة من اآلثار التً تترتب عنه فً حال تحممه سنتناولها بالبحث و‬
‫التحلٌل من خبلل الفصل األول‪ ،‬و لكً ٌنتج هذا التمادم هذه اآلثار‪ٌ ،‬جب للطرؾ الذي له‬
‫المصلحة فً ذلن التمسن به و ممارسته وفك مجموعة من اإلجراءات و بالكٌفٌة المتطلبة‬
‫لانونا‪ ،‬وهً موضوع دراستنا فً الفصل الثانً‪.‬‬

‫انفصم األًل‪ :‬اآلثار انًررذثح ػهى انرمادو‬


‫ٌمتضً منا هذا المبحث أن نتعرض أوال إلى تحمك التمادم و أثره على الحموق و‬
‫االلتزامات (المبحث األول) على أن نموم فً ما بعد بالحدٌث عن تحول الطبٌعة المانونٌة‬
‫للدٌن المدنً كنتٌجة لتحمك التمادم (المبحث الثانً)‪.‬‬

‫انًثحث األًل‪ :‬ذحمك انرمادو ً أثره ػهى انحمٌق ً االنرساياخ‬


‫ٌإدي التمادم إلى إكساب الحابز أو المدٌن المتمسن به ملكٌة الشًء محل الحٌازة‬
‫(المطلب األول) و سموط الدٌن و توابعه (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫انًطهة األًل‪ :‬اكرساب انحمٌق‬


‫من المعلوم أن الحابز إذا تمسن بالتمادم ٌترتب عنه كسب ملكٌة الشًء محل الحٌازة‬
‫مادامت تلن الحٌازة كان الهدؾ منها كسبها‪ ،‬و ٌعتبر كسب الحابز لملكٌة هذا الشًء من‬
‫ولت بدء الحٌازة ال من ولت التمسن به‪ ،‬معناه أن التمادم ٌكسب الملكٌة بؤثر رجعً من‬
‫ولت لٌام الحٌازة‪.‬‬

‫فالحك الذي لامت علٌه الحٌازة هو الحك الذي ٌكسبه الحابز بالتمادم‪ ،‬إال أنه تجدر‬
‫اإلشارة إلى أن التمسن بالتمادم لكسب الملكٌة‪ٌ ،‬كسب ملكٌة الشًء و ما ٌعتبر من توابعه‬
‫فٌمتلن مثبل األرض بما علٌها من أؼراس أو بناء‪ ،‬فهو ٌكسب بذلن الملكٌة بالحال التً‬
‫كانت علٌها عند بدء سرٌان التمادم‪ ،‬فإذا كان الشًء الذي تم ملكه بالتمادم محمبل بحموق‬

‫‪18‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫عٌنٌة سابمة على بدء سرٌان التمادم فإنها تظل علٌه ما لم تسمط بسبب خاص ٌإدي إلى‬
‫ذلن‪.27‬‬

‫و كما سبمت اإلشارة بؤن التمادم الذي ٌكسب الحابز ملكٌة الشًء ٌسري بؤثر رجعً‬
‫أي ٌكسبه الملكٌة منذ بدأ الحٌازة‪ ،‬و بالتالً فإن كسب الحابز للملكٌة بالتمادم سواء أكان‬
‫طوٌبل أم لصٌرا ٌرتب نتٌجتان‪:‬‬

‫األولى‪ :‬أن المتمسن بالتمادم ٌتملن ثمار الشًء محل الحٌازة خبلل مدة حٌازته‬
‫باعتباره مالن ال باعتباره مجرد حابز‪.‬‬

‫الثانٌة‪ :‬أن كل ما ٌرتبه الحابز من حموق عٌنٌة على الشًء الذي ٌكسب ملكٌته بالتمادم‬
‫أثناء سرٌان مدة التمادم تبمى لابمة باعتبارها مكسوبة من المالن‪.‬‬

‫انًطهة انثاني‪ :‬انمضاء االنرساو ًسمٌط ذٌاتؼو‬


‫بالرجوع إلى الممتضٌات المنصوص علٌها فً لانون االلتزامات و العمود نجد أنه‬
‫ٌنص فً الفصل ‪ 673‬على أن "التمادم ٌسمط الدعاوي المتعلمة بااللتزام األصلً‪ ،‬ولو كان‬
‫الزمن المحدد لتمادم االلتزام بالتبعٌة لم ٌنمض بعد "‪.‬‬

‫ٌستشؾ من هذا الفصل أنه باكتمال مدة التمادم و التمسن به من طرؾ المدٌن ٌإدي‬
‫إلى انمضاء االلتزام األصلً‪ ،‬و بالتالً ال ٌمكن للدابن إجبار المدٌن على أدابه‪ .‬كما أنه‬
‫بسموط االلتزام األصلً فإن توابعه تزول بزوال هذا األصل‪ ،‬إذ بسموط االلتزام األصلً‬
‫تسمط توابعه مثبل الكفالة والرهن الرسمً و حك االمتٌاز و ؼٌرها حٌث تبرأ ذمة الكفٌل‬
‫وٌنمضً الرهن واالمتٌاز‪.‬‬

‫كما أن االلتزام األصلً لد ٌسمط معه أٌضا ما استحك من فوابد و ملحمات باعتبارها‬
‫توابع له وإن لم تكن هذه الفوابد و الملحمات لد سمطت استمبلال بالتمادم‪ 28،‬ذلن أنه ٌمكن أن‬
‫نتصور سموط الفوابد والملحمات بالتمادم استمبلال دون سموط الدٌن األصلً‪ ،‬و مثال على‬

‫‪27‬‬
‫الشورابً عبد الحمٌد‪ ،‬أسامة عثمان‪ ،‬أحكام المادم على ضوء الفمه والمضاء‪ ،‬منشؤة المعارؾ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسٌط فً شرح المانون المدنً‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،5134 ،‬ص ‪.5337‬‬

‫‪19‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫ذلن فكما هو معلوم أن استحماق الفوابد ٌتمادم بمرور خمس سنوات و بالتالً لد ٌحدث أن‬
‫تسمط الفوابد والملحمات دون أن ٌسمط الدٌن األصلً الذي ٌتمادم بمرور ‪ 51‬سنة‪.‬‬

‫كما أنه لد ٌتبادر إلى ذهن المارئ التساإل المتعلك بالفوابد و الملحمات التً لد ٌتحمك‬
‫أجل سموطها بالتمادم إال بعد انمضاء الدٌن األصلى‪ ،‬هنا فً هذه الحالة كما سبك أن أشرنا‬
‫فإن التمادم ٌسري بؤثر رجعً أي ٌعتبر الدٌن األصلً منمضٌا منذ بدأ سرٌان التمادم ال من‬
‫ولت انتهابه و ذلن دربا لكل نزاع محتمل بشؤن استحماق هذه الفوابد و الملحمات كآثار‬
‫ٌخلفها الدٌن األصلً‪.‬‬

‫وجدٌر بالذكر أن المدٌن هو المستفٌد من سموط الدٌن بالتمادم إال أنه لد ٌستفٌد من‬
‫سموط هذا األخٌر ؼٌر المدٌن‪ ،‬و نخص بالذكر فً هذه الحالة الكفٌل الذي له الحك فً‬
‫التمسن بتمادم دٌن المدٌن األصلً ذلن أن التزام الكفٌل تابع اللتزام المدٌن‪ ،‬فمتى سمط‬
‫االلتزام األصلً بالتمادم سمط تبعا لذلن االلتزام التابع‪ .‬والحال نفسه بالنسبة للمدٌن‬
‫المتضامن ٌستفٌد أٌضا من تمادم الدٌن بالنسبة إلى مدٌن متضامن آخر بمدر حصة هذا‬
‫المدٌن‪.‬‬

‫انًثحث انثاني‪ :‬ذخهف انرساو طثيؼي ػن االنرساو انًذني انًسمظ تانرمادو‬


‫ٌمتضً منا هذا المبحث أن نموم بولفة تعرٌفٌة لبللتزام الطبٌعً (المطلب األول) على‬
‫أن نتطرق بعد ذلن لآلثار التً ٌخلفها االلتزام الطبٌعً (المطلب الثانً)‪.‬‬

‫انًطهة األًل‪ :‬ذؼريف االنرساو انطثيؼي‪:‬‬


‫االلتزام الطبٌعً هو واجب أدبً ٌدخل فً منطمة المانون فٌعترؾ به إلى مدى معٌن‪،‬‬
‫وهذا المدى الذي ٌمؾ عنده المانون فً االعتراؾ بااللتزام الطبٌعً هو التنفٌذ االختٌاري‬
‫فبل ٌجبر المدٌن على التنفٌذ المهري‪ ،‬ولكن التنفٌذ االختٌاري معتبر فإن لام المدٌن بتنفٌذ‬
‫التزامه طوعا وهو على بٌنة من أمره أي إذا كان ٌعلم أن المانون ال ٌجبره على التنفٌذ‬
‫ولكنه مع ذلن ٌإدي إلى الدابن ما ٌحس أن ضمٌره ٌلزمه بؤدابه فإنه ال ٌستطٌع أن ٌسترد‬

‫‪20‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫ما دفعه تنفٌذا لهذا االلتزام الطبٌعً‪ ،‬إذ أن ما دفعه لٌس هبة ٌجوز الرجوع فٌها‪ ،‬بل هو‬
‫وفاء اللتزام فً ذمته‪.29‬‬

‫انًطهة انثاني‪ :‬اآلثار انري ذررذة ػن االنرساو انطثيؼي‬


‫إن اآلثار التً تترتب عن االلتزام الطبٌعً كانت مثار اهتمام العدٌد من الباحثٌن و‬
‫الفمهاء فً هذا المجال حٌث نجد الفمٌه عبد الرزاق السنهوري ٌرى أنه‪:‬‬

‫ٌنظر إلى اآلثار التً تترتب عن التمادم من نواحً خمس هً‪:‬‬

‫من ناحٌة إمكان الوفاء به‪،‬‬ ‫‪)5‬‬


‫ومن ناحٌة صبلحٌته لٌكون سببا إلنشاء التزام مدنً‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫من ناحٌة المماصة‪،‬‬ ‫‪)6‬‬
‫من ناحٌة الكفالة‪،‬‬ ‫‪)4‬‬
‫من ناحٌة الحك فً الحبس‪.30‬‬ ‫‪)1‬‬
‫‪ ‬أوال‪ :‬إمكانٌة الوفاء بااللتزام الطبٌعً‬

‫ٌجوز الوفاء بااللتزام الطبٌعً المتخلؾ عن التزام مدنً متمادم بنفس الشروط التً‬
‫ٌجوز فٌها الوفاء بؤي التزام طبٌعً آخر‪ ،‬فٌشترط إذن أن ٌكون الوفاء عن بٌنة‬
‫واختٌار والوفاء ٌكون عن بٌنة إذا لم ٌشبه ؼلط أو تدلٌس وعن اختٌار إذا لم ٌشبه‬
‫إكراه‪.‬‬

‫‪ ‬ثانٌا‪ :‬صبلحٌة االلتزام الطبٌعً إلنشاء التزام مدنً‬

‫ٌجوز أن ٌنشؤ عن االلتزام الطبٌعً المتخلؾ عن االلتزام المدنً الذي سمط‬


‫بالتمادم‪ ،‬التزام مدنً جدٌد ؼٌر ذلن الذي سمط بالتمادم‪ ،‬فإن تعهد المدٌن بالوفاء‬
‫بااللتزام الطبٌعً‪ٌ ،‬نشؤ فً ذمته التزاما مدنٌا بالوفاء بهذا الدٌن‪ٌ ،‬جبر على الوفاء‬
‫به وٌشترط فً ذلن أن ٌكون المدٌن لصد الوفاء بالتزام مدنً‪ ،‬ولٌس مجرد‬

‫‪29‬‬
‫عبد الحمٌد الشورابً‪ ،‬أسامة عثمان‪ ،‬أحكام التمادم فً ضوء الفمه و المضاء‪ ،‬منشؤة المعارؾ‪ ،‬الصفحة ‪.115‬‬
‫‪30‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسٌط فً شرح المانون المدنً‪ ،‬دار النهضة العربٌة‪ ،5134 ،‬الصفحة ‪.5333‬‬

‫‪21‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫االعتراؾ بوجود التزام طبٌعً فً ذمته وااللتزام المدنً الجدٌد ٌختلؾ عن‬
‫االلتزام المدنً المدٌم الذي سمط بالتمادم‪ ،‬إذ مصدره الوعد الذي صدر من المدٌن‬
‫بالوفاء‪ ،‬وٌسري فً حمه تمادم جدٌد‪.31‬‬

‫‪ ‬ثالثا‪ :‬عدم جواز المماصة فً االلتزام الطبٌعً‬

‫وال تجوز المماصة المانونٌة فً االلتزام الطبٌعً المتخلؾ عن التزام مدنً متمادم‪،‬‬
‫فإن المماصة المانونٌة تنطوي على وفاء إجباري للدٌن‪ ،‬وهذا ال ٌجوز فً االلتزام‬
‫الطبٌعً وتجدر اإلشارة إلى أن المماصة المانونٌة جابزة فً االلتزام لبل التمسن‬
‫بتمادمه‪ ،‬إذ ٌكون االلتزام فً هذه الحالة ال ٌزال مدنٌا لم ٌسمط بالتمادم‪ ،‬فإذا كانت‬
‫مدة تمادمه لد اكتملت جازت المماصة فٌه إذا تمسن الدابن بالمماصة لبل أن ٌتمسن‬
‫المدٌن بالتمادم‪ ،‬أما إذا كانت مدة التمادم لم تكتمل ولعت المماصة حتى ولو لم‬
‫ٌتمسن بها الدابن إال بعد اكتمال المدة وتمسن بها بعد تمسن المدٌن بالتمادم‪.32‬‬

‫‪ ‬رابعا‪ :‬الكفالة فً االلتزام الطبٌعً‬

‫ٌنص الفصل ‪ 5557‬من لانون االلتزامات والعمود على أن "الكفالة عمد بممتضاه‬
‫ٌلتزم شخص للدابن بؤداء التزام المدٌن‪ ،‬إذ لم ٌإده هذا األخٌر نفسه‪ ،".‬إال أنه ال‬
‫ٌجوز كفالة االلتزام الطبٌعً المتخلؾ عن االلتزام المدنً الذي سمط بالتمادم إذا‬
‫كان المصد من الكفالة ترتٌب التزام مدنً فً ذمة الكفٌل ٌضمن االلتزام الطبٌعً‪.‬‬

‫كما أنه لد ٌحدث أن ٌكفل الكفٌل االلتزام الطبٌعً وهو ٌعتمد أنه التزام مدنً‪،‬‬
‫وبالتالً فالتزامه فً هذه الحالة ٌكون التزاما طبٌعٌا مثل االلتزام األصلً‪ ،‬إذ ال‬
‫ٌجوز أن ٌكون التزام الكفٌل أشد من التزام المدٌن‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫هند شاطر و خالد الهبللً‪ ،‬التمادم المدنً بٌن الفمه والمضاء‪ ،‬بحث نهاٌة التكوٌن بالمعهد العالً للمضاء‪ ،‬الفوج ‪ ،1356-1355 ،67‬الصفحة‬
‫‪.15‬‬
‫‪32‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬الصفحة ‪.5335‬‬

‫‪22‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫وإذا كفل الكفٌل االلتزام لبل التمسن بالتمادم ولكن بعد اكتمال مدته فإن كان المدٌن‬
‫هو الذي اتفك مع الكفٌل على أن ٌكفله عد ذلن منه نزوال عن حمه فً التمادم بعد‬
‫ثبوته فٌبمى التزاما مدنٌا تصح كفالته وٌكون التزام الكفٌل مدنٌا صحٌحا‪.33‬‬

‫ٌجدر الذكر أنه لد ٌعمد الكفٌل إلى التمدم للكفالة دون أمر من المدٌن أو علمه ومن‬
‫ؼٌر إرادته وهذا ما ٌستشؾ من الفصل ‪ 5513‬من لانون االلتزامات والعمود حٌث‬
‫نص أنه "ٌمكن كفالة االلتزام بؽٌر علم المدٌن األصلً ولو بؽٌر إرادته‪ .‬ؼٌر أن‬
‫الكفالة التً تمدم برؼم االعتراض الصرٌح من المدٌن‪ ،‬ال ٌترتب عنها أي عبللة‬
‫لانونٌة بٌن هذا األخٌر وبٌن الكفٌل‪ ،‬وإنما ٌكون ملتزما فً مواجهة الدابن فمط‪،".‬‬
‫إن لراءة هذا الفصل ٌدفعنا إلى التساإل عن جواز المول بؤن كفالة الكفٌل اللتزام‬
‫المدٌن ٌعتبر بمثابة نزول المدٌن عن حمه فً التمادم؟‬

‫و إن كان الكفٌل هو الذي تمدم للكفالة بدون أمر المدٌن فبل ٌعتبر المدٌن لد نزل‬
‫عن حمه فً التمادم‪ ،‬فله أن ٌتمسن به فٌسمط التزامه وٌسمط التزام الكفٌل تبعا لذلن‬
‫وٌتخلؾ عن كل منهما التزام طبٌعً‪ ،‬بل وللكفٌل أن ٌتمسن بالتمادم ولو لم ٌتمسن‬
‫به المدٌن فٌسمط التزامه وٌتخلؾ عنه التزام طبٌعً‪.34‬‬

‫‪ ‬خامسا‪ :‬عدم جواز الحبس فً االلتزام الطبٌعً‬

‫ٌمكن اعتبار الحبس عبارة عن وسٌلة لانونٌة لتؤمٌن استخبلص الدٌون المستحمة‪،‬‬
‫وبرجوعنا إلى الفصبلن ‪ 334‬و ‪ 331‬من لانون االلتزامات و العمود نجد أنهما‬
‫تعرضا لحك الحبس المخول لضمان استٌفاء الدٌن‪ ،‬حٌث ٌنص الفصل ‪ 334‬على‬
‫أنه "للمكري حك الحبس‪ ،‬ضمانا للكراء الحال والذي ٌحل خبلل السنة ‪."...‬‬

‫‪33‬‬
‫هند شاطر و خالد الهبللً‪ ،‬التمادم المدنً بٌن الفمه والمضاء‪ ،‬بحث نهاٌة التكوٌن بالمعهد العالً للمضاء‪ ،‬الفوج ‪ ،1356-1355 ،67‬الصفحة‬
‫‪.15‬‬
‫‪34‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬الصفحة ‪.5336-5331‬‬

‫‪23‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫و عموما فإنه ال ٌجوز للدابن فً التزام طبٌعً أن ٌحبس فً ٌده عٌنا للمدٌن حتى‬
‫ٌستوفً حمه‪ ،‬ألن االلتزام الطبٌعً ال ٌجوز الحبس من أجله وإال كان هذا جبرا‬
‫‪35‬‬
‫على تنفٌذه‪ ،‬وهذا ال ٌجوز‪.‬‬

‫انفصم انثاني‪ :‬كيفيح إػًال انرمادو ً أثر انرحٌالخ االلرصاديح ػهى‬


‫انرمادو‬
‫لد تكتمل مدة التمادم على النحو الذي سبك بٌانه ومع ذلن فإن االلتزام ال ٌسمط‬
‫بالتمادم‪ ،‬ال ٌجوز للمدٌن بعد اكتمال المدة ان ٌتنازل عن التمادم لذلن ٌتعٌن لكً ٌسمط‬
‫االلتزام بالتمادم أن ٌتمسن به المدٌن (المبحث االول) تم نعالج بتفصٌل تتمة المبحث االول‬
‫و الحدٌث عن التحوالت االلتصادٌة على التمادم فً (المبحث الثانً)‪.‬‬

‫انًثحث األًل‪ :‬أحكاو انرمادو خالل يرحهح انرماضي‬


‫سنعالج فً هذا المبحث بٌان وجوب التمسن بالتمادم (المطلب االول) ومن له الحك فً‬
‫التمسن بالتمادم(المطلب الثانً)‪.‬‬

‫انًطهة األًل‪ً :‬جٌب انرًسك تانرمادو‬


‫بالرجوع الى الفصل ‪ 676‬من لانو االلتزامات والعمود ٌنص على أن "التمادم ال ٌسمط‬
‫الدعوى بموة المانون بل البد لمن له مصلحته أن ٌحتج به ولٌس للماضً أن ٌستند الى‬
‫التمادم من تلماء نفسه ‪".‬‬

‫ومن خبلل هذا النص ٌتبٌن أن التمادم ال ٌسمط الدعوى اال إذا تمسن به دو مصلحة‬
‫وٌعنً ذلن أن التمادم ال ٌتخذ صورة دعوى بل هو ٌكون فً صورة دفع ٌواجه به المدعً‬
‫علٌه دعوى الدابن بؤداء االلتزام لٌتحمك له رد هذه الدعوى‪.‬‬

‫وهذا عكس التمادم المكسب الذي ٌمكن للمدعً رفع دعواه إلثبات ملكٌة الشا المحوز‬
‫استنادا على التمادم المكسب إن تحممت شروطه المانونٌة و المتمثلة اساسا فً الحٌازة‬

‫‪35‬‬
‫هند شاطر وخالد الهبللً‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬الصفحة ‪.11‬‬

‫‪24‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫بشروطها الستة الواردة فً المادة ‪ 143‬من م‪.‬ح‪.‬ع وكذا مرور المدة المانونٌة ‪113‬و ‪115‬‬
‫من م‪.‬ح‪.‬ع‪ .‬و السإال المطروح هل الدفع بالتمادم ٌعتبر من النظام العام ؟‬

‫ٌمصد بالنظام العام فً هذا المجال هو كون مدى إمكانٌة المحطمة إثارته من تلماء‬
‫نفسه؛ وبالتالً فبالرجوع الى الفصل ‪ 676‬ق‪.‬ل‪.‬ع فإن المحكمة ال تحكم به من تلماء نفسها‬
‫بل ٌجب على المدٌن أو من له مصلحة أن ٌتمسن به و ٌلتمس من المحكمة إعماله ومنه‬
‫ٌمكن المول أن التمادم ال عبللة له بالنظام العام ؛ وهذا ما جاء فً لرار لمحكمة النمض بؤنه‬
‫" ال ٌمكن إثارة التمادم فً المٌدان المدنً عموما بصورة تلمابٌة ألنه لٌس من النظام‬
‫العام‪.36‬‬

‫ثم إن الدفع بالتمادم لٌس من الدفوع الشكلٌة بل هو دفع فً الجوهر و علٌه ال ٌستطٌع‬
‫المدعً الذي ردت دعواه على أساسه أن ٌحدد الدعوى ولو ؼٌر المبررات وفً‬
‫االسلوب‪.37‬‬

‫اال أن مسؤلة أن التمادم دفع شكلً أم موضوعً أثار جدال لضابً وفمهً‬

‫الفمه‪ :‬االستاذ السنهوري" ولما كان الدفع بالتمادم دفعا موضوعٌا فإن المدٌن أو لذى‬
‫المصلحة أن ٌتمسن به فً أٌة حالة كانت علٌها الدعوى فله أن ٌتمسن به من البداٌة‪ ،‬ولبل‬
‫الدخول فً أي دفع شكلً أو موضوعً وله أن ٌإخره الى أن ٌستنفذ جمٌع دفوعه االخرى‬
‫الشكلٌة و الموضوعٌة‪ ،‬فإذا لم ٌنجح فٌها عمد بعد ذلن الى الدفع بالتمادم‪ ،‬فإن فاته الدفع‬
‫بالتمادم امام محكمة اول درجة على الوجه السابك بٌانه فإنه ٌستطٌع أن ٌدفع بالتمادم االول‬
‫مرة امام محكمة االستبناؾ وفً اٌة حالة كانت علٌها الدعوى‪38....‬‬

‫‪36‬‬
‫لرار رلم ‪ 575‬بتارٌخ ‪ ،5171/34/5/‬الحسن هوادي‪ ،‬اهم لرارات المجلس االعلى للتمادم‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪37‬‬
‫الملحك‬
‫‪38‬‬
‫نفس النهج سار علٌه االستاذ مامون الكزبري‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫بالنسبة للمضاء ‪ :‬صدر عن محكمة النمض المؽربٌة مجموعة من المرارات تؤكد فٌه‬
‫بؤن ‪ ":‬الدفع بالتمادم دفع موضوعً ٌسوغ التمسن به فً كل مراحل الدعوى‪ ،39‬وٌمكن‬
‫التوسع فً هذه النمطة بالرجوع الى بعض االحكام‪40‬‬

‫انًطهة انثاني‪ :‬ين نو انحك في انرًسك تانرمادو‬


‫عند تصفح لانون االلتزامات و العمود نجد الفصل ‪ٌ 671‬نص على أن" التمادم ال‬
‫ٌسمط الدعوى بموة المانون‪ ،‬بل البد لمن له مصلحة أن ٌحتج به" وٌنص الفصل ‪"674‬‬
‫ٌسوغ للدابن ولكل شخص أخر له مصلحة فً التمسن بالتمادم كالكفٌل أن ٌتمسن به ولو‬
‫تنازل عنه المدٌن االصلً "‬

‫وبالتالً فان المدٌن هو الذي له الحك فً التمسن بالتمادم لٌبرئ ذمته من الدٌن الذي‬
‫ٌطالبه به الدابن‪ ،‬فالمدٌن الذي ٌعلم أن ذمته برٌبة ٌفضل بدل ان ٌتحمل عبا اثبات براءة‬
‫ذمته لئلدالء بالتمادم وهو مرتاح الضمٌر مطمبن البال‪ ،‬اما إذا كانت ذمته مازالت مشؽولة‬
‫بالدٌن فمد تؤتً علٌه نفسه أن ٌدفع دعوى المضً بالتمادم‪.41‬‬

‫وٌمول االستاذ مامون الكزبري " االصل أن المدٌن هو الذي له الحك فً التمسن‬
‫بالتمادم لٌبرئ ذمته‪ٌ ،‬موم بذلن اٌضا خلؾ المدٌن وٌجوز للكفٌل أٌضا أن ٌتمسن بالتمادم فً‬
‫دٌن المدٌن االصلً‪ ،‬لكن انمضاء الدٌن بالتمادم بالنسبة الحد المدٌنٌن المتضامنٌن ال ٌمٌد‬
‫بمٌة المدٌنٌن "‬

‫وهكذا فإن خلؾ المدٌن اذا وجهت دعوى ضد تركة المدٌن بالدٌن جاز للورثة دفع‬
‫هذه المطالبة عن طرٌك االدالء بالتمادم ‪ ،‬وكذلن من دوي المصلحة الذٌن ٌحك لهم التمسن‬
‫بالتمادم نجد الكفٌل فإذا كان دٌن االصٌل لد انمضى بالتمادم ولم ٌنمض دٌن الكفٌل كؤن ٌكون‬
‫الدابن لطع التمادم بالنسبة الى الكفٌل دون أن ٌمطعه بالنسبة لؤلصٌل‪ .‬فالكفٌل فً هذه الحالة‬

‫‪39‬‬
‫لرار رلم ‪ 6613‬بتارٌخ ‪ 5111/3/13‬لضاء المجلس االعلى ص ‪.43‬‬
‫‪40‬‬
‫لرار رلم ‪ 4651‬بتارٌخ ‪ 11/3514‬اهم لرارات المجلس االعلى فً التمادم (الحسن هوداٌة) ص ‪ 564‬لرار رلم ‪ 5313‬بتارٌخ ‪1331/1/56‬‬
‫التمادم من بعد لضاء المجلس االعلى ‪.‬دمحم الفروجً ص ‪.17‬‬
‫‪41‬‬
‫الملحك المضابً‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫ان ٌتمسن بان دٌن االصٌل لد سمط بالتمادم فتكون ذمة االصٌل لد برأت من الدٌن فتبرا‬
‫بالتالً ذمة الكفٌل كما ان للكفٌل ان ٌتمسن بتمادم الدٌن ولو تنازل عنه المدٌن االصل‪42‬‬

‫أما بالنسبة للتمادم المكسب فاألشخاص الذٌن لهم الحك فً التمسن بالتمادم هو الحابز‬
‫وكل شخص أخر له مصلحة فٌه‪.‬‬

‫انًثحث انثاني‪ :‬انرنازل ػن انرمادو ًأثر انرحٌالخ االلرصاديح ػهى نظاو‬


‫انرمادو‬
‫سنحاول من خبلل هذا المبحث تسلٌط الضوء على التنازل على التمادم كمطلب اول‬
‫على ان نتناول من خبلل المطلب الثانً أثر التحوالت االلتصادٌة على نظام التمادم‬

‫انًطهة األًل‪ :‬انرنازل ػن انرمادو‬


‫ال ٌجوز التنازل عن التمادم لبل ثبوت الحك فٌه إال أنه ٌمكن التنازل عنه بعد ثبوت‬
‫الحك فٌه‪.‬‬
‫عدم جواز النزول عن التقادم قبل ثبوت الحق فيه‬

‫ٌمنع النزول عن التمادم لبل ثبوت الحك ‪ ،‬فبل ٌستطٌع الدابن والمدٌن االتفاق على أن‬
‫ال ٌثٌر المدٌن‪ 43‬تمادم مهما طال الزمن وكل اتفاق كهذا ٌعتبر باطبل ومن حك المدٌن الدفع‬
‫بالتمادم ‪ ،‬انا تزكٌة ذلن بممتضى الفصل ‪ 676‬من لانون االلتزامات والعمود الدي ٌنص " ال‬
‫ٌسوغ التنازل ممدما عن التمادم ولكن ٌسوغ التنازل عنه بعد حصوله "‬

‫جواز النزول عن التقادم بعد ثبوت الحق فيه‬

‫ال ٌجوز النزول عن التمادم ممدما لكنه ٌسوغ بعد حصوله وثبوت الحك فٌه ‪ ،‬فالتمسن‬
‫بالتمادم حك للمدٌن وهو لٌس من النظام العام اي ٌجوز له النزول عنه فهو اما صرٌح او‬
‫ضمنً كان ٌطلب المدٌن اجبل للوفاء رؼم حصول التمادم او بدفع فوابد الدٌن او بدفع كفالة‬
‫او رهن فهً امور تدل على إلرار بالدٌن رؼم التمادم وٌعتبر نزوال ضمنٌا عن التمادم‬

‫‪42‬‬
‫عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسٌط فً شرح المانون المدنً‪ ،‬م س ق ص ‪.133‬‬
‫‪43‬‬
‫مؤمون الكزبري مرجع سابك الصفحة ‪.174‬‬

‫‪27‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫بمً لنا أن نشٌر فً هذا اإلطار لمدد اإلسماط فهً مدد حتمٌة عٌنها المشرع المؽربً‬
‫للمٌام بعمل ما تحت طابلة البطبلن اذا لم ٌنجز خبلل المعٌاد أٌا كان السبب حتى ولو كان‬
‫لوة لاهرة‪ ،‬من ذلن آجال الطعن فً الحكم ومد الخٌار ومدد الشفعة‬

‫النظام الذي تخضع له مدد اإلسماط‪:‬‬

‫تعتبر من النظام العام‪ ،‬فبل تنمطع وال تتولؾ فتسري على الكافة وتنتج أثرها فً الحال‬

‫ٌمنع تعدٌلها بموجب اتفاق زٌادة أو نمصانا‬

‫من حك الماضً التمسن بها دون طلب من الخصوم ألنها من النظام العام‬

‫الحك الذي ال ٌمارس خبلل المٌعاد ٌسمط سموطا كامبل وشامبل حٌث ال ٌسوغ‬
‫التمسن به ال بطرٌك الدعوى وال بطرٌك الدفع وال ٌتخلؾ عنه التزام طبٌعً‬

‫معٌار التمٌٌز بٌن مدد اإلسماط ومدد التمادم‪:‬‬

‫ؼالبا ما تكون مدد اإلسماط لصٌرة ومدد التمادم طوٌلة ‪ ،‬وخٌر معٌار هو التعرؾ على‬
‫إرادة المشرع فإذا لصد منها حماٌة األوضاع المستمرة وتسهٌل اإلثبات على المدٌن كانت‬
‫مدة تمادم اما اذا كان الؽرض منها معالبة لعدم ممارسة حك خبلل أجل كانت مدة إسماط‪.‬‬

‫انًطهة انثاني‪ :‬أثر انرحٌالخ االلرصاديح ػهى نظاو انرمادو‬


‫إن التطور الحاصل لمبدأ التمادم‪ 44‬أملته ظروؾ التصادٌة واجتماعٌة‪ ،‬فالتؤسٌس لهذا‬
‫المبدأ كنظام لانونً ٌشكل الزمن عنصرا أساسٌا من عناصره‪ ،‬جاء كنتٌجة منطمٌة لتطور‬
‫النظام المانونً من جهة وأثر التحوالت االلتصادٌة على الحك المانونً من جهة أخرى‪ ،‬ولد‬
‫حاز هذا المبدأ اهتمام العدٌد من المشرعٌن منذ زمن بعٌد‪ ،‬مما دفع الفمه إلى البحث فً‬
‫تحدٌد طبٌعته المانونٌة‪ ،‬وكذا رصد أثر التحوالت االلتصادٌة على هذا المبدأ‪ ،‬نظرا ألهمٌته‬
‫الكبٌرة فً العمل المانونً ألنه ٌموم على اعتبارات ذات أهمٌة تتصل بالصالح العام للمجتمع‬
‫مما ٌإدي إلى حفظ األمن االجتماعً وااللتصادي وٌساعد على استمرار المراكز المانونٌة‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫‪Emile vidrascu : la nature juridique de la prescription extinctive : droit comparé et droit québécois la revue‬‬
‫‪du notariat, volume 88, 1995 Montréal, canada, page 7.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫إن االختبلؾ الحاصل الٌوم فً المبادئ التً تحكم نظام التمادم‪ ،‬على المستوى المدنً‬
‫والتجاري‪ ،‬فرضته التحوالت االلتصادٌة والتكنولوجٌة التً لحمت نظرٌة العمد وارتمت بها‬
‫من نظرٌة تملٌدٌة مسٌجة بؤحكام كبلسٌكٌة إلى نظرٌة حدٌثة تطؽى علٌه التمنٌة كفجوة‬
‫تكنولوجٌا ساهمت بشكل كبٌر فً تطوٌر المعامبلت المدنٌة والتجارٌة وطنٌا ودولٌا‪.‬‬

‫فعلى المستوى الوطنً برز تؤثٌر التحوالت االلتصادٌة من خبلل سن مجموعة من‬
‫التشرٌعات الخاصة التً ضربت المبادئ المنصوص علٌها فً المواعد العامة‪ ،‬محاولة بذلن‬
‫ضرب المواعد التملٌدٌة التً لم تعد تتماشى والتحوالت االلتصادٌة الجدٌدة التً أسفرت عن‬
‫نوع من عدم الموازنة بٌن أطراؾ العمد‪.‬‬

‫ففً هذا اإلطار نجد المانون رلم ‪ 65.33‬الماضً بتحدٌد تدابٌر حماٌة المستهلن‪45‬‬
‫حدد التمادم من سماع الدعوى المرتبطة بمجال الضمان المانونً لعٌوب الشًء المبٌع‪ ،‬حٌث‬
‫نصت الفمرة األخٌرة من المادة ‪ 31‬على ما ٌلً‪:‬‬

‫خبلفا ألحكام المواد ‪ 176‬و‪ 116‬من الظهٌر الشرٌؾ بتارٌخ ‪ 1‬رمضان ‪5665‬‬
‫*‪51‬ؼشت ‪ * 5156‬بمثابة لانون االلتزامات والعمود‪ ،‬مل دعوى ناشبة عن العٌوب الموجبة‬
‫للضمان أو عن خلو المبٌع من الصفات الموعود بها ٌجب أن ترفع فً اآلجال اآلتٌة وإال‬
‫سمطت‬

‫بالنسبة إلى العمارات خبلل سنتٌن بعد التسلٌم‬

‫بالنسبة إلى األشٌاء المنمولة خبلل سنة بعد التسلٌم‬

‫وال ٌسوغ تمصٌر هذه اآلجال باتفاق المتعالدٌن‬

‫فإن تمدٌد هذه اآلجال فً مجال االستهبلن خبلفا للمواعد المدنٌة فٌه حماٌة للمستهلن‬
‫كطرؾ ضعٌؾ فً مجال التعالد والسٌما عمود اإلذعان‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ظهٌر شرٌؾ رلم ‪ 5.55.36‬صادر فً ‪544‬من ربٌع األول ‪53( 5461‬فبراٌر ‪ )1355‬بتنفٌذ المانون رلم ‪ 65.33‬الماضً بتحدٌد تدابٌر‬
‫حماٌة المستهلن ‪،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد‪ 1161‬جمادى األولى(‪7‬أبرٌل ‪ )1355‬ص ‪.5371‬‬

‫‪29‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 65‬من لانون رلم ‪ 51.31‬المتعلك بالمسإولٌة المدنٌة فً مجال‬
‫األضرار النووٌة‪46‬‬

‫عن مدد التمادم تختلؾ عن ماهو وارد بالمواعد العامة على أنه‪:‬‬

‫تتمادم الدعوى المضابٌة الرامٌة إلى الحصول على التعوٌض عن ضرر نووي الممامة‬
‫بممتضى هذا المانون إذ لم ٌتم رفعها ‪:‬‬

‫بسبب الوفاة أو اإلصابة الشخصٌة بؤضرار بما فً ذلن اآلثار الجٌنٌة المباشرة‪،‬‬
‫بمضً ثبلثٌن سنة ابتداء من تارٌخ ولوع النووي‪.‬‬

‫بسبب أي ضرر نووي آخر بمضً عشر سنوات ابتداء من تارٌخ ولوع الحادث‬
‫النووي‪.‬‬

‫ؼٌر أن أجل التمادم ٌحدد فً ثبلثة سنوات تبتدئ من تارٌخ علم الضحٌة الٌمٌن‬
‫باألضرار وكذا التعرؾ على هوٌة الجهة المشؽلة عن الضرر وذلن مع مراعاة عدم تجاوز‬
‫اآلجال المحددة فً الفمرة األولى أعبله‪.‬‬

‫بمراءة هذه المادة فالمشرع المؽربً خرج عن مدد التمادم الواردة فً ظهٌر‬
‫االلتزامات والعمود‪ ،‬بتبنٌه لنظرٌة المخاطر‪ ،‬والتً تتجلى صورتها فً هذه المخاطر‬
‫النووٌة التً تهدد حٌاة الفرد‪ ،‬لذلن مدد من مدة التمادم بناء على هذه األضرار الخطٌرة التً‬
‫ال ٌمكن أن تزول فً مدد زمنٌة لصٌرة‪.‬‬

‫هذه نظرٌة موجزة عن أثر التحوالت االلتصادٌة على نظام التمادم على المستوى‬
‫الوطنً‪ ،‬اما على المستوى الدولً لمد تم التنصٌص على مبدأ التمادم فً " اتفالٌة فترة‬
‫التمادم فً البٌع الدولً للبضابع " نٌوٌورن ‪.5174‬‬

‫فالتحوالت االلتصادٌة‪ ،‬ساهمت بشكل كبٌر فً توحٌد لواعد التجارة الدولٌة‪ ،‬إذ أن‬
‫أطراؾ العمد ؼالبا ما تكون أشخاص معنوٌة ممثلة فً شكل مماوالت‪ ،‬ومن هذا البعد‬
‫‪46‬‬
‫ظهٌر شرٌؾ رلم ‪ 5.34.173‬صادر فً ‪ 11‬من ذي العمدة ‪ٌ7( 5411‬ناٌر ‪ )1331‬بتنفٌذ المانون رلم ‪ 51.31‬المتعلك بالمسإولٌة المدنٌة فً‬
‫مجال األضرار النووٌة ‪ ،‬جرٌدة رسمٌة عدد ‪ 1134‬بتارٌخ ‪ٌ 13‬ناٌر ‪ 1331‬صفحة ‪.111‬‬

‫‪30‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫المماوالتً عمدت عدة اتفالٌات تهم المجال التجاري‪ ،‬إضافة إلى وضع اتفالٌات تهم بعض‬
‫األنظمة المانونٌة كما هو الشؤن التفالٌة فترة التمادم السالفة الذكر‪ ،‬حٌث تنطبك على عمد بٌع‬
‫البضابع بٌن طرفٌن ٌمع ممرا عملها فً دولتٌن مختلفتٌن ولد حددت فترة التمادم بؤربع‬
‫سنوات بحسب المادة الثامنة‪ ،‬وٌجوز تمدٌدها لفترة ألصاها عشر سنوات وفك شروط معٌنة‬
‫بحسب المادة ‪ 16‬من هذ االتفالٌة‪.‬‬

‫فاثر التحوالت االلتصادٌة برز على األنظمة بشكل جلً‪ ،‬وهو ما نبلمسه على‬
‫مستوى مإسسة التمادم التً بدأت كتمادم مكسب مرورا بالتمادم المسمط ووصوال إلى التمادم‬
‫المانع من سماع الدعوى‪.‬‬

‫فالبرؼم من أثر التحوالت االلتصادٌة على مبدأ التمادم فإنه تبمى له أهداؾ ٌمكن‬
‫إجمالها فً اآلتً‪:‬‬

‫لرٌنة براءة ذمة المدٌن من الدٌن‪.‬‬

‫رؼبة المشرع المؽربً فً عدم إرهاق المدٌن‪.‬‬

‫ضرورة معالبة الدابن المهمل‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫خاذًـــح‬
‫من خبلل دراستنا لهذا الموضوع ٌمكن المول أنه التمادم ٌنمسم إلى تمادم مكسب‪،‬‬
‫ٌخول لحابز الحك العٌنً أن ٌكسب هذا الحك إذا استمرت حٌازته مدة من الزمان عٌنها‬
‫المانون‪ ،‬وتمادم مسمط ٌإدي إلى انمضاء الحموق الشخصٌة والعٌنٌة عدا حك الملكٌة إذا‬
‫سكت علٌها صاحبها وأهمل المطالبة بها زمنا حدده المانون‪ .‬كما أن فكرة التمادم ترتكز على‬
‫توفٌر االستمرار فً المجتمع‪ ،‬وعدم إرهاق المدٌن بسبب دٌون أهمل الدابن استٌفابها فً‬
‫أجلها‪.‬‬

‫ولتحمك التمادم البد من توفر شروطه‪ ،‬والمتمثلة فً الحٌازة بشروطها الستة‬


‫المنصوص علٌها من خبلل المادة ‪ 143‬من مدونة الحموق العٌنٌة‪ ،‬ومرور المدة التً حددها‬
‫المانون لصحة هذه الحٌازة بالنسبة للتمادم المكسب‪ ،‬وهو ٌشترن مع التمادم المسمط فً‬
‫الشرط األخٌر‪ ،‬أما الشرط الثانً بالنسبة للتمادم المسمط فهو أن ٌكون االلتزام خاضع للتمادم‬
‫المسمط‪.‬‬

‫ولد ٌحدث أثناء سٌر مدة التمادم ما ٌعترض هذا السرٌان‪ ،‬فمد ٌكون بعض األشخاص‬
‫فً حالة أو ظروؾ ال تمكنهم من المٌام باألعمال التً ٌترتب علٌها ولؾ التمادم الساري‬
‫ضدهم‪ ،‬وحماٌة لهإالء األشخاص لرر المشرع إٌماؾ التمادم خبلل المدة التً ٌكونون فٌها‬
‫فً هذه الظروؾ أو على تلن الحالة‪ ،‬وكذلن إلى جانب ولؾ التمادم ٌمكن للتمادم أن‬
‫ٌتعرض لبلنمطاع نتٌجة لعمل ٌصدر من الحابز أو المحوز عنه أو الدابن أو المدٌن وتبدأ‬
‫مدة جدٌدة من ولت زوال السبب الذي أدى إلى االنمطاع‪.‬‬

‫وٌترتب على التمسن بالتمادم‪ ،‬كسب الحابز المتمسن به ملكٌة الشًء محل الحٌازة‬
‫مادامت حٌازته كانت بمصد كسبها‪ ،‬وانمضاء االلتزام األصلً وكذلن توابعه من كفالة‬
‫ورهن رسمً وحك االمتٌاز وؼٌر ذلن‪.‬‬

‫كما أن التمادم ال ٌسمط الدعوى بموة المانون‪ ،‬بل البد لمن له مصلحة فٌه أن ٌحتج به‬
‫ولٌس للماضً أن ٌستند إلى التمادم من تلماء نفسه‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫والدفع بالتمادم من الدفوع التً اختلؾ العمل المضابً بشؤنها‪ ،‬فهنان من ٌعتبره دفعا‬
‫موضوعٌا وهنان من ٌعتبره دفعا شكلٌا هو األمر الذي لم تحسم فٌه محكمة النمض‪ ،‬وال‬
‫ٌجوز التنازل عن التمادم ممدما لبل ثبوت الحك فٌه‪ ،‬لكن ٌمن ذلن بعد ثبوت الحك فٌه‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫الئحح انًراجغ انًؼرًذج‬

‫الكتب‪:‬‬
‫‪1.‬‬ ‫‪Emile vidrascu : la nature juridique de la‬‬
‫‪prescription extinctive : droit comparé et droit‬‬
‫‪québécois la revue du notariat, volume 88, 1995‬‬
‫‪Montréal, canada.‬‬

‫هأهىى الكضبشٌ‪ً ،‬ظشَت االلتضاهاث والعمىد فٍ ضىء الماًىى‬ ‫‪.2‬‬

‫الوغشبٍ‪ ،‬الجضء الثاًٍ‪ ،‬الطبعت الثاًُت‪ ،‬داس الملن ‪.4791‬‬

‫عبذ الشصاق السٌهىسٌ‪ ،‬الىسُظ فٍ ششح الماًىى الوذًٍ‪ ،‬داس‬ ‫‪.3‬‬

‫الٌهضت العشبُت‪.4791 ،‬‬

‫عبذ الكشَن شهبىى‪ ،‬الشافٍ فٍ ششح لاًىى االلتضاهاث والعمىد‬ ‫‪.4‬‬

‫الوغشبٍ‪ ،‬الكتاب األو‪ ،،‬هطبعت الٌجاح الجذَذة‪.2002 ،‬‬

‫دسبا‪ ،‬عبذ الشصاق‪ " ،‬الىجُض فٍ أحكام االلتضاهاث "‪ ،‬داس العلىم‬ ‫‪.5‬‬

‫للٌشش والتىصَع‪ ،‬الجضائش‪ ،‬طبعت األولً‪ ،‬سٌت ‪.2001‬‬

‫سهضاى جوا‪ ،‬كاهل‪ ،‬التمادم الوسمظ فٍ التمٌُي الوذًٍ‪ ،‬الوشكض‬ ‫‪.6‬‬

‫الماًىًٍ لإلصذاساث الماًىًُت‪ ،‬الطبعت االولً‪.‬‬

‫الوختاس بي أحوذ عطاس‪ ،‬الىسُظ فٍ الماًىى الوذًٍ‪ ،‬هطبعت الٌجاح‬ ‫‪.7‬‬

‫الجذَذة‪ ،‬الذاس البُضاء‪.2002 ،‬‬

‫دمحم عضهٍ البكشٌ‪ ،‬هىسىعت الفمه و المضاء فٍ الماًىى الوذًٍ‪،‬‬ ‫‪.8‬‬

‫الوجلذ الخاهس‪ ،‬ساهٍ الباسودٌ‪ ،‬الماهشة‪ ،‬السٌت ‪2006‬‬

‫‪34‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫عبذ الحوُذ الشىاسبٍ‪ ،‬أساهت عثواى‪ ،‬أحكام التمادم علً ضىء الفمه‬ ‫‪.9‬‬

‫والمضاء‪ ،‬هٌشأة الوعاسف‪.‬‬

‫‪.01‬الحسي هىداَت‪ ،‬أهن لشاساث الوجلس األعلً فٍ التمادم‪ ،‬داس الملن‪.‬‬

‫‪ .00‬هٌذ شاطش و خالذ الهاللٍ‪ ،‬التمادم الوذًٍ بُي الفمه والمضاء‪ ،‬بحث‬
‫ًهاَت التكىَي بالوعهذ العالٍ للمضاء‪ ،‬الفىج ‪،2042-2044 ،29‬‬
‫الصفحت ‪.14‬‬

‫القوانين‪:‬‬
‫‪ .02‬ظهُش ششَف سلن ‪ 4.44.02‬صادس فٍ ‪411‬هي سبُع األو‪4122 ،‬‬
‫(‪41‬فبشاَش ‪ )2044‬بتٌفُز الماًىى سلن ‪ 24.01‬الماضٍ بتحذَذ تذابُش‬
‫حواَت الوستهلك ‪،‬الجشَذة الشسوُت عذد‪ 1722‬جوادي األولً‬
‫(‪9‬أبشَل ‪. )2044‬‬

‫‪ .03‬ظهُش ششَف سلن ‪ 4.01.291‬صادس فٍ ‪ 21‬هي رٌ العمذة ‪4121‬‬


‫(‪ٌَ9‬اَش ‪ )2001‬بتٌفُز الماًىى سلن ‪ 42.02‬الوتعلك بالوسؤولُت‬
‫الوذًُت فٍ هجا‪ ،‬األضشاس الٌىوَت‪ ،‬جشَذة سسوُت عذد ‪1211‬‬
‫بتاسَخ ‪ٌَ 20‬اَش ‪.2001‬‬

‫‪35‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫انفيرش‬
‫ممدمـــة‪5 .................................................................................................. :‬‬
‫الباب األول‪ :‬أحكام التمادم المدنً فً ظل التشرٌع المؽربً ‪4 .....................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬النظام المانونً للتمادم وفك المواعد العامة ‪4 ......................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التمادم ونوعه ‪4 ...........................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعرٌؾ التمادم ‪4 ................................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬نوعً التمادم ‪1 ..................................................................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬األساس المانونً للتمادم وشروطه ‪3 ..........................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األساس المانونً للتمادم ‪7 .....................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬شروط تحمك التمادم ‪7 .........................................................‬‬
‫الفصل الثانً‪ :‬األمد المانونً للتمادم ‪1 ...............................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األمد المانونً للتمادم ‪1 ...........................................................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬مدد التمادم‪1 .....................................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬كٌفٌة حساب مدة التمادم ‪55 ...................................................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬عوارض التمادم ‪56 ...............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أحكام ولؾ التمادم و آثاره ‪56 ................................................‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬احكام انمطاع التمادم ‪54 ......................................................‬‬
‫الباب الثانً‪ :‬اآلثار المترتبة على التمادم و كٌفٌة إعماله ‪53 .......................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اآلثار المترتبة على التمادم ‪53 ......................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تحمك التمادم و أثره على الحموق و االلتزامات ‪53 ..........................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اكتساب الحموق ‪53 ............................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬انمضاء االلتزام وسموط توابعه ‪51 ..........................................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬تخلؾ التزام طبٌعً عن االلتزام المدنً المسمط بالتمادم ‪13 ...............‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعرٌؾ االلتزام الطبٌعً‪13 ................................................. :‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬اآلثار التً تترتب عن االلتزام الطبٌعً ‪15 ................................‬‬

‫‪36‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬
‫التمادم المدنً‬ ‫جامعة دمحم الخامس‪ ،‬كلٌة الحموق‬
‫‪ -‬السوٌسً ‪-‬‬

‫الفصل الثانً‪ :‬كٌفٌة إعمال التمادم و أثر التحوالت االلتصادٌة على التمادم ‪14 ..............‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أحكام التمادم خبلل مرحلة التماضً ‪14 .......................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬وجوب التمسن بالتمادم ‪14 ....................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬من له الحك فً التمسن بالتمادم ‪13 .........................................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬التنازل عن التمادم وأثر التحوالت االلتصادٌة على نظام التمادم ‪17 ......‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التنازل عن التمادم ‪17 .........................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬أثر التحوالت االلتصادٌة على نظام التمادم ‪13 ............................‬‬
‫خاتمـــة ‪61 ......................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع المعتمدة ‪64 ..................................................................‬‬
‫الفهرس ‪63 .....................................................................................‬‬

‫‪37‬‬
‫‪9191 - 9102‬‬

You might also like