You are on page 1of 38

‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬

‫احلمد هلل‪ ،‬والصـالة والسـالم عىل‬


‫رسول اهلل‪.‬‬
‫فهذه فوائد وخالصات جمموعة يف‪:‬‬
‫عبادات الع رْش األوائِل من ذي ِ‬
‫احل َّجة‪،‬‬ ‫َ‬
‫أسأل اهلل أن ينفع هبا‪.‬‬

‫حممد صالح املنجد‬


‫ِ‬ ‫َ‬
‫فاضل اهلل تعاىل بني خملوقاته‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ٍ‬
‫بعض درجات‪،‬‬ ‫عضها عىل‬ ‫ورفع ب َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫والشهور عىل‬ ‫بعض األ َّيا ِم‬
‫ففضل َ‬ ‫َّ‬
‫ْش األُ َول من‬
‫ام ال َع َر‬ ‫َ‬
‫فجعل األ َّي َ‬ ‫ٍ‬
‫بعض‪،‬‬
‫الدنيا‪ ،‬وجعل‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫أفضل‬ ‫ة‬‫ج‬ ‫ِ‬
‫احل‬ ‫ذي‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫أفضلها يوم النَّحر‪ ،‬وأفضل أ َّيام‬
‫جل ُمعة‪ ،‬وأفضل الليايل‪:‬‬
‫األسبوع يوم ا ُ‬
‫ِ‬
‫األواخر من رمضان‪،‬‬ ‫ليايل ال َع ر ِ‬
‫ْش‬
‫وأفضلها ليلة َ‬
‫الق ردر‪.‬‬
‫ِ‬
‫حات وه ٌ‬
‫بات‪،‬‬ ‫الد ْه ِر َن َف ٌ‬
‫‪ .2‬هلل يف أ َّيا ِم َّ‬
‫ِ‬
‫املوحدين‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫يمتن هبا عىل عباده ِّ‬ ‫ُّ‬
‫ِ‬
‫ْش األوائ ُل من ذي احل َّجة؛ فهي‬ ‫ِ‬
‫ال َع ر ُ‬
‫عظيم من مواسم الطاعات‪،‬‬‫ِ‬ ‫موس ٌم‬‫ِ‬
‫ٌ‬
‫ويشتاق إليه ِعبا ُد اهلل‬
‫ُ‬ ‫يرت َّقبه املؤمنون‪،‬‬
‫وسدا‬
‫ًّ‬ ‫املُ َو ِّحدون‪ ،‬رف ًعا َّ‬
‫للدرجات‪،‬‬
‫للنقص‪،‬‬ ‫واستدرا ًكا‬ ‫للخ َلل‬
‫َ‬
‫وتعويضا ملا فات؛ فلن رج َت ِه رد فيها‪،‬‬
‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و رلنل َتم رس رمحات اهلل‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ .3‬ال َع ْْش األوائ ُل من ذي احل َّجة‬
‫الدنيا عىل اإلطالق؛ ففي‬ ‫ُ‬
‫أفضل أ َّيام ُّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الصال ُح‬ ‫احلديث‪َ « :‬ما م رن أ َّيا ٍم ا رل َع َم ُل َّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب إ ََل اهلل م رن َهذه راأل َّيا ِم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ف َيه َّن أ َح ُّ‬
‫ول اهلل‪َ ،‬وال‬‫فقا ُلوا‪َ :‬يا َر ُس َ‬
‫ْش»‪َ ،‬‬ ‫ا رل َع ر ِ‬

‫فق َال‪َ « :‬وال‬


‫يل اهلل؟ َ‬ ‫اجل َها ُد ِيف َسبِ ِ‬
‫رِ‬

‫اجل َها ُد ِيف َسبِ ِ‬


‫يل اهلل‪ ،‬إِ َّال َر ُج ٌل َخ َر َج‬ ‫رِ‬

‫بِنَ رف ِس ِه َو َمال ِ ِه َف َل رم َي رر ِج رع ِم رن َذلِكَ‬


‫ٍ‬
‫َشء» ‪ ،‬ويف رواية‪« :‬ما العمل يف‬ ‫(‪)1‬‬
‫بِ رَ‬
‫أيام أفضل ‪ ،»...‬ويف رواية‪:‬‬
‫«أرجى»‪ ،‬ويف رواية‪« :‬أزكى»‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪ .4‬فرائ ُض األعامل يف هذه ال َع ْْش‬
‫ُ‬
‫أفضل من الفرائض يف غريها‪،‬‬
‫ضاع َف ُتها أكثر‪ ،‬والنوافل فيها‬
‫و ُم َ‬
‫أفضل من نوافل غريها‪ ،‬لكن نوافل‬
‫ِ‬
‫فرائض‬ ‫أفضل ِمن‬
‫َ‬ ‫ال َع رْش ليست‬
‫ِ‬
‫غريها(‪.)2‬‬
‫ِ‬
‫فالصالة يف هذه ال َع رْش أفضل من‬ ‫‪.5‬‬
‫َّ‬
‫السنة‪ ،‬وكذا الصوم‪،‬‬
‫الصالة يف سائر َّ‬
‫والدعاء‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ِّ‬
‫والذ ركر‪،‬‬ ‫وقراءة القرآن‪،‬‬
‫الوالدين‪،‬‬
‫َ‬ ‫والترضع إَل اهلل‪ ،‬وبِ ُّر‬
‫ُّ‬
‫الرحم‪ ،‬وقضاء حوائج‬ ‫ِ‬ ‫وصلة‬
‫َّ‬
‫الناس‪ ،‬وزيارة املرىض‪ ،‬وا ِّتباع‬
‫اجلنائز‪ ،‬واإلحسان إَل اجلار‪ ،‬وإ رطعام‬
‫يتعدى نف ُعها‪،‬‬
‫الطعام‪ ،‬واألعامل التي َّ‬
‫وهكذا‪.‬‬
‫ِ‬
‫والعمل فيها ي ُع ُّم‬ ‫‪َ .6‬ف ْضل ال َع ْْش‬
‫النهار وال َّليل‪ ،‬لكن ليايل ال َع رْش‬
‫َ‬
‫األواخر من رمضان أفضل من ليايل‬
‫ِ‬
‫ْش ذي احل َّجة؛ الشتامهلا عىل ليلة‬ ‫َع ر ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫الق ردر‪ ،‬وأ َّيام ال َع رْش من ذي احل َّجة‬
‫أفضل؛ الشتامهلا عىل يوم النحر ويوم‬
‫َع َرفة ويوم الرتوية (‪.)3‬‬
‫أنواع من‬ ‫ِ‬
‫ْش‬‫ْ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫هذه‬ ‫يف‬ ‫ع‬ ‫‪ْ َ .7‬ت َت ِ‬
‫م‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫العبادات العظيمة‪ ،‬ال َ رت َت ِم ُع يف‬
‫واألضحية‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حل ّج‪،‬‬
‫غريها‪ ،‬وهي‪ :‬ا َ‬
‫والصيام‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫باإلضافة إَل الصالة‪،‬‬
‫والص َدقة (‪.)4‬‬
‫َّ‬
‫أن اهلل تعاىل‬ ‫‪ .8‬من َف ْضل ال َع ْْش‪َّ :‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫أقسم بلياليها الفاضلة؛ فقال‪:‬‬ ‫َ‬
‫ْش]‪ ،‬وال َّليايل‬ ‫[ َوا رل َف رج ِر * َو َل َي ٍ‬
‫ال َع ر ٍ‬
‫ِ‬
‫العْش هي‪َ :‬ع رْش ذي احل َّجة‪ ،‬يف قول‬
‫الس َلف‬
‫َّ‬ ‫من‬ ‫املفِّسين‬
‫ِّ‬ ‫مجهور‬
‫وغريهم(‪.)5‬‬
‫ام‬ ‫ي‬ ‫األ‬ ‫ا‬ ‫أَّن‬ ‫‪:‬‬ ‫ْ‬
‫ْش‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ض‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫وم‬ ‫‪.9‬‬
‫َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫رشع اهلل‬
‫َ‬ ‫باركات التي‬‫املعلومات املُ َ‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫كره فيها عىل ما رزق من هبيمة‬ ‫تعاَل ذ َ‬
‫األنعام؛ كام قال‪[ :‬لِي رشه ُدوا منَافعِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِيف َأ َّيا ٍم‬
‫َهل ُ رم َو َي رذ ُك ُروا راس َم اهلل‬
‫ِمن هبِيمةِ‬ ‫ٍ‬
‫َم رع ُلو َمات َع َىل َما َر َز َق ُه رم‬
‫ر َ َ‬
‫راألَ رن َعا ِم]‪ ،‬واأل َّيام املعلومات هي‬
‫ِ‬
‫أ َّيام ال َع رْش األُ َول من ذي احل َّجة‪ ،‬عند‬
‫املفِّسين (‪.)6‬‬
‫مجهور العلامء وأكثر ِّ‬
‫ِ‬
‫األشهر‬ ‫«خامتة‬ ‫‪ .11‬هذه ال َع ْْش ه‬
‫ِ‬
‫أشهر َ‬
‫احلج‪ ،‬التي قال اهلل‬ ‫ِ‬
‫املعلومات‬
‫احل ُّج َأ رش ُه ٌر َم رع ُلو َم ٌ‬
‫ات]‪،‬‬ ‫فيها‪ [ :‬ر َ‬
‫وهي‪ :‬شوال وذو ال َق رعدة َ‬
‫وع رْش من‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذي احل َّجة‪ ،‬كام ُرو َي ذلك عن كثري‬
‫من الصحابة‪ ،‬كعمر‪ ،‬وابنه عبد اهلل‪،‬‬
‫وعل‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وابن ع َّباس‪،‬‬
‫ّ‬
‫الز َبري‪ ،‬وغريهم‪ ،‬وهو قول أكثر‬
‫وابن ُّ‬
‫التابعني» (‪.)7‬‬
‫يوم‬ ‫فيها‬ ‫أن‬
‫َّ‬ ‫‪:‬‬ ‫ْ‬
‫ْش‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ض‬‫ْ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫‪.11‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الدين‪،‬‬
‫َع َرفة‪ ،‬الذي أكمل اهللُ فيه ِّ‬
‫وأتم النِّ رع َمة عىل املسلمني‪ ،‬كام قال‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫سبحانه‪[ :‬ا رل َي رو َم َأ رك َم رل ُت َل ُك رم دينَك رم‬
‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يت لك ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َأ رْت َ رم ُت َع َل ري ُك رم ن رع َمتي َو َرض ُ‬
‫ِ‬
‫اإل رسال َم د رينا]‪.‬‬ ‫رِ‬
‫يوم‬ ‫ِ‬
‫‪ .12‬من َف ْضل ال َع ْْش‪َّ :‬‬
‫أن فيها َ‬
‫حل ِّج األكرب‪ ،‬وهو أع َظم‬
‫ال َّن ْحر‪ ،‬يوم ا َ‬
‫األ َّيام عند اهلل تعاَل؛ كام يف احلديث‪:‬‬
‫«إِ َّن َأ رع َظ َم راألَ َّيا ِم ِعن َرد اهلل َت َب َاركَ‬

‫َو َت َع َاَل‪َ :‬ي رو ُم الن رَّح ِر ‪ُ ،‬ث َّم َي رو ُم ا رل َق ِّر»(‪.)8‬‬


‫القر‪ :‬هو ا رل َي رو ُم ا َّل ِذي يل َي رو َم الن رَّح ِر‪ُ ،‬س ِّمي بذلك‬‫[يوم ّ‬
‫ون فِ ِيه بِ ِمنًى‪ ،‬بع َد َأ رن َفر ُغوا ِمن َطو ِ‬
‫اف‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ِأل َ َّن النَّاس ي ِ‬
‫ق‬
‫ر َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ‬
‫ِ‬ ‫اض ِ‬ ‫ارِ‬
‫إل َف َ َ ر َ ر َ ُ‬
‫احوا]‪.‬‬‫رت‬ ‫َ‬ ‫اس‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫َّح‬ ‫ن‬‫ال‬‫و‬ ‫ة‬

‫الصالح يف هذه ال َع ْْش‬


‫ُ‬ ‫‪ .13‬العمل‬
‫الزمان‬ ‫ِ‬
‫ْشف َّ‬ ‫ِ‬ ‫أفضل من ِ‬
‫غريه ؛ ل ََ‬ ‫ُ‬
‫ورشفِ‬ ‫ََ‬ ‫ِ‬
‫ألهل األمصار‪،‬‬ ‫بالنِّسبة‬
‫ِ‬ ‫حل َّج ِ‬
‫اج بيت اهلل‬ ‫الزمان واملكان ُ‬
‫احلرام‪.‬‬
‫ِ‬
‫محهم اهلل‬ ‫الس َل ُ‬
‫ف الصالح َر َ‬ ‫‪ .14‬كان َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أشد احل ْرص عىل االجتهاد‬
‫حيرصون َّ‬ ‫ِ‬

‫يف هذه ال َع ْْش بأنواع الطاعة‪ ،‬وكانوا‬


‫يع ِّظموَّنا َ‬
‫غاية التعظيم‪.‬‬
‫إذا َ‬
‫دخل‬ ‫بن ُج َبري‬
‫سعيد ُ‬
‫ُ‬ ‫فكان‬
‫شديدا‪ ،‬حتى‬
‫ً‬ ‫اجتهد اجتها ًدا‬
‫َ‬ ‫العْش‬
‫ِ‬
‫ما يكاد َي رقدر عليه! وكان حيث عىل‬
‫ُّ‬
‫العبادة يف ليايل ال َع رْش ويقول‪« :‬ال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُس َج ُك رم َل َيايل ا رل َع رْش»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُت رطف ُئوا ُ ُ‬
‫‪:‬‬ ‫هدي‬
‫ويقول أبو ُعثامن النَّ ّ‬
‫«كانوا ُي َع ِّظمون ثالث عْشات‪:‬‬
‫ال َع رْش األخري من رمضان‪ ،‬وال َع رْش‬
‫األول‬ ‫ْش‬ ‫ع‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ج‬ ‫ِ‬
‫احل‬
‫َ‬ ‫َر‬ ‫األول من ذي َّ‬
‫َ‬
‫حمرم»‪.‬‬
‫من َّ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫‪ .15‬عىل املسلم أن ُيباد َر إىل اغتنام هذه‬
‫ال َع ْْش ‪ -‬األ َّيام والليايل ‪ -‬يف التع ُّبد‬
‫واألعامل الصاحلة‪ ،‬وتعمري األوقات‬
‫بالطاعات و ُ‬
‫الق ُربات‪.‬‬
‫َ‬
‫النشاط‬ ‫ِ‬ ‫أن َن ِ‬
‫ج َد يف أن ُفسنا‬ ‫وعجيب َّ‬
‫ٌ‬
‫ِ‬
‫واجل َّد واالجتها َد للعمل والطاعة يف‬
‫ونفرت يف هذه‬
‫ُ‬ ‫نكسل‬
‫َ‬ ‫رمضان‪ ،‬ثم‬
‫األ َّيام‪ ،‬مع َّأَّنا أع َظ ُم من أ َّيام‬
‫ُ‬
‫وأفضل‬ ‫أحب‬
‫ُّ‬ ‫رمضان‪ ،‬والعمل فيها‬
‫عند اهلل تعاَل!‬
‫احلذر من ضيا ِع األوقاتِ‬
‫احلذر َ‬
‫‪َ .16‬‬
‫يف هذه ال َع ر ِ‬
‫ْش يف النَّوم‪ ،‬والقيل‬
‫والقال‪ ،‬ومشاهدة املقاطع والقنوات‪،‬‬
‫التواصل؛ ف َّ‬
‫إن‬ ‫ُ‬ ‫واالنشغال بمواقع‬
‫غنيمة و ُفرصة ال‬
‫ٌ‬ ‫هذا املوسم‬
‫تعوض‪.‬‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫األعامل يف هذه ال َع ْْش‪:‬‬ ‫ُ‬
‫أفضل‬ ‫‪.17‬‬
‫ليس َل ُه‬
‫حل ُّج املربور َ‬ ‫َ‬
‫احل ُّج املربور‪ ،‬و«ا َ‬
‫خاص ًة إذا كان‬
‫َّ‬ ‫‪،‬‬‫(‪)9‬‬
‫»‬ ‫ُ‬
‫َّة‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫اجل‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫ال‬ ‫ِ‬ ‫َج َزا ٌء إ‬
‫أكم ِل‬
‫َح َّج الفريضة‪« ،‬فأتى به عىل َ‬
‫ِ‬
‫وجوه ِ ِّ‬
‫الرب‪ ،‬من أداء الواجبات‬
‫وانضم إَل‬
‫َّ‬ ‫املحرمات‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫واجتناب‬
‫ُ‬
‫اإلحسان إَل الناس‪ ،‬ببذل‬ ‫ذلك‬
‫وضم إليه‬ ‫َّ‬ ‫السالم وإطعام الطعام‪،‬‬
‫عز َّ‬
‫وجل‪ ،‬وال َع َّج وال َّث َج‬ ‫ِ‬
‫كثر َة ذكر اهلل َّ‬
‫وسوق‬
‫‪-‬وهو رفع الصوت بالتلبية َ‬
‫اهل َ ردي ‪.)11( »-‬‬
‫يسن اإلكثار يف هذه ال َع ْْش ِمن‬
‫‪ُّ .18‬‬
‫كل األ ِ‬
‫وقات وعىل‬ ‫ِذ ْكر اهلل تعاىل‪ ،‬يف ِّ‬
‫وجالسا‬ ‫قائام‬ ‫األحوال‪ِ،‬‬ ‫مجي ِع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫ومضطج ًعا‪ ،‬راك ًبا وماش ًيا‪.‬‬
‫‪ .19‬واإلكثار من التهليل والتكبري‬
‫ِ‬
‫والتحميد‪ ،‬قال ﷺ‪َ ...« :‬ف َأ ركث ُروا‬
‫َوال َّت ركبِريِ‬ ‫ِم َن ال َّت رهلِيلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فيه َّن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوال َّت رحميد» ‪.‬‬
‫(‪)11‬‬

‫وقد قال اهلل تعاَل عن ُح َّجاج بيته‬


‫احلرام‪[ :‬ل ِ َي رش َه ُدوا َمنَافِ َع َهل ُ رم‬
‫ات‬‫وي رذ ُكروا اسم اهلل ِيف َأيا ٍم مع ُلوم ٍ‬
‫َّ َ ر َ‬ ‫ر َ‬ ‫ََ ُ‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫َع َىل َما َر َز َق ُه رم م رن َهب َ‬
‫يمة األ رن َعام]‪.‬‬
‫التسبيح والتحميدِ‬
‫ِ‬ ‫التكبري مع‬ ‫‪.21‬‬
‫ُ‬
‫الباقيات الصاحلات‪،‬‬
‫ُ‬ ‫هن‬ ‫ِ‬
‫والتهليل؛ َّ‬
‫وأحب الكالم إَل اهلل‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫وغ رر ُس اجلنَّة‪،‬‬
‫وأحب إَل نب ِّينا ﷺ مما طلعت عليه‬
‫ُّ‬
‫الشمس؛ وينبغي رفع الصوت‬
‫قائمني‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫بالذكر يف هذه األ َّيام‪،‬‬
‫يف‬ ‫وماشني‪،‬‬ ‫راكبني‬
‫َ‬ ‫وقاعدين‪،‬‬
‫البيوت والشوارع‪ ،‬ويف املساجد‬
‫وال ُّط ُرقات‪ ،‬ويف األسواق وأماكن‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ .21‬ينبغ لل ُقدوات وعموم املسلمني‬
‫إظهار التكبري يف املجامع واملحافل‬
‫والبيوت‪ ،‬وال بأس بإعالن ذلك‬
‫بأنواع األجهزة الت تب ُّثه يف األماكن‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫ان ا ْب ُن ُع َم َر َو َأ ُبو ُه َر ْي َر َة ريض‬
‫‪َ .22‬ك َ‬
‫الس ِ‬
‫وق ِيف َأ َّيا ِم‬ ‫ُّ‬ ‫ىل‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫اهلل عنهام َ ْ‬
‫َي ُر َج‬
‫َّاس‬
‫الن ُ‬ ‫َو ُي َك ِّ ُ‬
‫رب‬ ‫ُي َكرب ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫ا ْل َع ْ ِ‬
‫ْش‬
‫َ‬
‫ِها‪.‬‬‫بِ َت ركبِ ِري ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫‪-‬من‬ ‫بن َم رهران‬ ‫ويقول َم ُ‬
‫يمون ُ‬
‫وإَّنم‬
‫الناس َّ‬
‫َ‬ ‫أدركت‬
‫ُ‬ ‫التابعني ‪« :-‬‬
‫كنت ُأ َش ِّبه ُه‬ ‫ليكربون يف ال َع ر ِ‬
‫ْش‪ ،‬حتى ُ‬ ‫ِّ‬
‫باألمواج من كثرهتا»‪.‬‬
‫‪ .23‬مع التكبري يف هذه العْش‬
‫نستحرض البشارة ُبقرب َن رص اهلل؛‬
‫ِ‬
‫غريها‪،‬‬ ‫ح‬ ‫ت‬
‫َ ُ َُ ُ‬‫ف‬‫ي‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫خيرب‬ ‫ت‬ ‫فبالتكبري ُفت َ‬
‫ح‬
‫وُي َز ُم األعداء بإذن اهلل‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ .24‬التكبري نو ِ‬
‫عان‪ :‬مط َل ٌق ومق َّيد‪:‬‬ ‫ُ‬
‫َّأما التكبري املط َلق‪ :‬فيكون يف مجيع‬
‫ِ‬
‫العْش‪ ،‬وينتهي مع آخر يو ٍم من‬ ‫أ َّيام‬
‫أ َّيام التْشيق‪ ،‬ويكون يف مجيع‬
‫األوقات واألحوال واألماكن‪ ،‬ويف‬
‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫كل موضع جيوز فيه ذ ُ‬
‫كر اهلل تعاَل‪،‬‬
‫املسلم وير َفع به صو َته‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫جيهر بذلك‬ ‫َ‬
‫قال اهلل تعاَل‪َ [ :‬و َي رذ ُك ُروا راس َم اهلل ِيف‬
‫َأيا ٍم مع ُلوم ٍ‬
‫ات َع َىل َما َر َز َق ُه رم ِم رن‬ ‫َّ َ ر َ‬
‫يم ِة راألَ رن َعا ِم]‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َهب َ‬
‫‪ .25‬التكبري املق َّيد بأدبار الصلوات‬
‫املكتوبات‪ :‬يبدأ من ِ‬
‫فجر يو ِم عرفة‬
‫النَّ رحر)‪،‬‬ ‫(وللحاج‪ :‬من ُظهر يوم‬
‫ِّ‬ ‫احلاج‬
‫ّ‬ ‫لغري‬
‫وينتهي بعد عص ثالث أ َّيام‬
‫التْشيق‪.‬‬
‫‪ .26‬ال ُع ْم َدة يف توقيت التكبري املط َلق‬
‫متنوعة عن‬ ‫واملق َّيد‪ :‬ما ور َد من ٍ‬
‫آثار ِّ‬
‫والس َلف‪.‬‬
‫صحابة رسول اهلل ﷺ َّ‬
‫ومن أشهر ص َيغ التكبري الواردة يف‬

‫رب‪ ،‬اهلل َأ رك َ ُ‬
‫رب‪،‬‬ ‫رب‪ ،‬اهلل َأ رك َ ُ‬
‫اآلثار‪« :‬اهلل َأ رك َ ُ‬
‫رب ‪،‬‬
‫َُ‬ ‫ر‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫اهلل‬ ‫‪،‬‬ ‫رب‬
‫َُ‬ ‫ر‬
‫ك‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫واهلل‬ ‫‪،‬‬‫اهلل‬ ‫َّ‬ ‫ال‬‫ِ‬ ‫ال إ َل َه إ‬
‫واسع‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وهلل ر َ‬
‫احل رم ُد»‪ ،‬واألمر يف هذا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ُ .27‬يستحب صيام ت ْس ِع ذي احل َّجة‪،‬‬
‫تيَّس منها‪ ،‬وقد جا َء صو ُمها يف‬
‫أو ما َّ‬
‫ِ‬
‫بعض‬ ‫بعض األحاديث وثبتت عن‬
‫الس َلف‪.‬‬
‫َّ‬
‫وجن ٌَّة من‬
‫يام ك َّفار ٌة للخطيئات‪ُ ،‬‬
‫الص ُ‬
‫و ِّ‬
‫ام َي رو ًما ِيف‬
‫النار والس ِّيئات‪ ،‬و« َم رن َص َ‬
‫اع َد اهلل َو رج َه ُه َع رن الن ِ‬
‫َّار‬ ‫َسبِ ِ‬
‫يل اهلل؛ َب َ‬
‫ً‬
‫ني خريفا» ‪.‬‬
‫(‪)12‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َس ربع َ‬
‫احلاج سنة نبوية‬
‫ِّ‬ ‫صوم َع َر َفة‪ ،‬لغري‬
‫ُ‬ ‫‪.28‬‬
‫غنيمة كربى؛ فهو يك ِّف ُر ذنوب‬
‫ٌ‬ ‫و‬
‫ب‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ام‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ص‬
‫ر ُ‬ ‫َ‬ ‫سنَ َت رني‪ َ ُ َ « :‬ر َ َ‬
‫ِ‬
‫َع َىل اهللِ َأ رن ُي َك ِّف َر َّ‬
‫السن ََة ا َّلتي َق رب َل ُه‬
‫ِ‬
‫السن ََة ا َّلتي َب رع َد ُه» ‪.‬‬
‫(‪)13‬‬
‫َو َّ‬
‫‪ .29‬األوَل واألكمل يف صيام النفل‬
‫املعني ‪ -‬ومنه صوم عرفة ‪ -‬أن تكون‬
‫َّ‬
‫ن َّية الصيام من الليل؛ ليكون األجر‬
‫‪.‬‬ ‫ً‬
‫كامال غري منقو‬
‫ومن‬
‫تعاهد األهل واألوالد َ‬
‫ُ‬ ‫‪ .31‬ينبغ‬
‫لإلنسان عليهم والية بصيام يوم‬
‫بن ُج َبري‬
‫سعيد ُ‬
‫ُ‬ ‫َع َر َفة‪ ،‬كان‬
‫ِ‬
‫يقول‪« :‬أ ريق ُظوا َخ َد َمكم َي َت َس َّح َ‬
‫رون‬
‫لص رو ِم يو ِم َع َر َفة»‪.‬‬
‫َ‬
‫تغر َب سيئاتك‬
‫ُ‬ ‫أن‬ ‫عىل‬ ‫ر‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫اح‬‫‪ .31‬ر‬
‫ِ‬ ‫يوم َع َر َفة مع ُغ ُر ِ‬
‫وب َش رمسه‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪ .32‬من التجارة الرابحة يف هذه‬
‫ٌ‬
‫كاملة للقرآن‪ ،‬مع‬ ‫ال َع ْْش‪َ :‬خ ْت َم ٌة‬
‫والتفه ِم؛ فإن اهلل يعطي ِّ‬
‫بكل‬ ‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫التد ُّب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َح ررف َح َسنة‪ ،‬إَل َع رْش أمثاهلا‪،‬‬
‫ضاع َفة يف هذه ال َع رْش آكد من‬
‫وامل َ‬
‫غريها‪.‬‬
‫يضة‪ِ:‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫‪َ « .33‬أ ْف َض ُل َّ‬
‫الصالة َب ْع َد ا ْل َفر َ‬
‫َصال ُة ال َّل ْي ِل» (‪ ،)14‬واملسلم ال يقتص‬
‫اجتهاده يف القيام عىل ليايل رمضان‬
‫بل جيتهد أيضا يف قيام هذه ال َع رْش‪.‬‬
‫نصيب يف هذه األيام‬ ‫ٌ‬ ‫‪ .34‬لي ُكن لك‬
‫ين‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ف‬‫من قوله تعاىل‪[ :‬واملُس َت ْغ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ار]‪ ،‬وقوله‪َ [ :‬كا ُنوا َقلِ ًيال‬ ‫بِ ْاألَ ْس َح ِ‬
‫ون * َوبِ راألَ رس َحارِ‬‫ِم َن ال َّل ري ِل َما َ رُي َج ُع َ‬
‫وقت النُ ُزولِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ُه رم َي رس َت رغف ُرون]؛ فهو ُ‬
‫بول االستغفار‪ ،‬وإجابةِ‬
‫اإلهلي ‪ ،‬و َق ِ‬
‫فاللهم ال‬ ‫ِ‬
‫الدعاء‪ ،‬وإعطاء السائلني؛‬
‫ُّ‬
‫َّ‬
‫َ رت ِر رمنا َف رض َلك‪.‬‬
‫الص َد َقة من َأ َجل الطاعات‪ ،‬وهي‬
‫‪َّ .35‬‬
‫ِ‬
‫وح َّج ٌة عىل صدق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُب ٌ‬
‫رهان لصاحبها ُ‬
‫إيامنه‪ ،‬ويكون صاح ُبها يف ظ ِّلها َ‬
‫يوم‬
‫السوء‪ ،‬وتك ِّف ُر‬
‫مصارع ُّ‬
‫َ‬ ‫القيامة‪ ،‬تقي‬
‫الر ِّب‪،‬‬
‫غضب َّ‬
‫َ‬ ‫طفئ‬
‫الذنوب‪ ،‬و ُت ُ‬
‫الرزق‪،‬‬
‫وسبب للربكة يف املال وزيادة ِّ‬
‫ف اهلل عىل صاحبها‪ ،‬وه يف‬ ‫ِ‬
‫وُيل ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫أفضل من غريها‪.‬‬ ‫هذه ال َع ْْش‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ .36‬من أحب األعامل إىل اهلل‪ُ :‬س ٌ‬
‫ور‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُت ْدخ ُله عىل مسلم‪ ،‬بص َلة أو َص َدقة أو‬
‫قضاء حاجة‪ ،‬فكيف لو كان يف هذه‬ ‫ِ‬

‫ال َع رْش؟‬
‫ِ‬
‫أهل احلاج‪،‬‬ ‫‪ِ .37‬من ِ‬
‫الرب‪ :‬تف ُّق ُد‬
‫ُ‬
‫ورعاية أطفاهلم‪،‬‬ ‫واإلحسان إليهم‪،‬‬
‫ُ‬
‫حاجا أو َخ َل َف ُه يف أهلِه‬
‫ًّ‬ ‫فمن « َج َّه َز‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪...‬؛ َ‬
‫أجره‪ ،‬من غري أن‬ ‫كان له مثل ر‬
‫ِ‬
‫أجورهم يشء» (‪.)15‬‬ ‫ص من‬ ‫ُ‬
‫ينق َ‬
‫وصار َخ َل ًفا له برعاية‬
‫َ‬ ‫(خ َل َف ُه)‪ :‬قا َم مقا َمه َ‬
‫بعده‪،‬‬ ‫[معنى َ‬
‫ِ‬
‫أموره يف أهله]‪.‬‬

‫‪ .38‬من العبادات العظيمة يف هذه‬


‫التقرب إىل‬ ‫ال َع ْْش‪ :‬صالة العيد‪ ،‬ثم ُّ‬
‫اهلل تعاىل باألُ ْضحية‪ ،‬وِها ِمن ُسنَنِ‬
‫ِ‬
‫اهل ُدى‪ ،‬قال تعاَل‪َ [ :‬ف َص ِّل ل َر ِّب َك‬
‫َوا رن َح رر]‪.‬‬
‫‪ .39‬اإلمساك يف هذه العْش عن الشعر‬
‫واألظفار ملن أراد األضحية؛ عبادة‬
‫شمس ِ‬
‫آخر يو ٍم من‬ ‫ِ‬ ‫تبتدئ ب ُغ ُر ِ‬
‫وب‬
‫الق رعدة؛ ففي احلديث‪« :‬إِ َذا‬ ‫شهر ذي َ‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احل َّجة‪َ ،‬وأ َرا َد‬ ‫الل ذي ر‬‫ِ‬ ‫َر َأ ري ُت رم ِه َ‬
‫ِ‬
‫َأ َح ُد ُك رم َأ رن ُي َض ِّح َي؛ َف رل ُي رمس رك َع رن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َش رع ِره َوأ رظ َفاره»‪ ،‬زا َد يف رواية‪« :‬حتى‬
‫َ‬ ‫ِ‬

‫ُي َض ِّحي» (‪.)16‬‬


‫عرف ما يط ُلب َ‬
‫هان عليه ما‬ ‫َ‬ ‫‪َ .41‬من‬
‫إن سلعة اهلل غالية‪ ،‬أال َّ‬
‫إن‬ ‫يبذل! أال َّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫سلعة اهلل اجلنَّة! فلنبادر إَل األعامل‬
‫ب إَل اهلل تعاَل ً‬
‫توبة‬ ‫الصاحلة‪ ،‬ولنَ ُت ر‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫برتك الذنوب واملعايص‬ ‫نصوحا؛ َ ر‬
‫ً‬
‫واإلقال ِع عنها‪ ،‬والنَّد ِم عليها‪ ،‬وال َع رز ِم‬
‫عىل عدم ال َعودة‪ ،‬مع َر ِّد املظامل إَل‬

‫الذنب متع ِّل ًقا بآ َد ّ‬


‫مي‪،‬‬ ‫أهلها إن كان َّ‬
‫ً‬
‫بداية جديد ًة‬ ‫ولن رج َع رل هذه ال َع ر َ‬
‫ْش‬
‫ين آ َمنُوا‬ ‫ذ‬ ‫لعهد مع اهلل‪[ :‬يا َأُيا ا َّل ِ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ ُّ َ‬
‫وحا َع َسى َر ُّب ُك رم‬ ‫ُتو ُبوا إِ ََل اهللَِّ َت رو َب ًة َن ُص ً‬
‫َأ رن ُي َك ِّف َر َعن ُرك رم َس ِّي َئاتِ ُك رم َو ُي رد ِخ َل ُك رم‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َجنَّات رتري من رتت َها األ رَّنَ ُار]‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬

‫‪ .41‬من فقه املسلم أن جيمع يف هذه‬


‫العْش بني العبادات اخلاصة به‬
‫والعبادات‬ ‫والصالة‪،‬‬ ‫كالذكر‬
‫واألعامل الصاحلة ذات النفع املتعدي‬
‫ليزداد نفعه ويع ُظم ثوابه‪.‬‬
‫الصالح يف هذه ال َع ْْش‬
‫ُ‬ ‫‪ .42‬ال َع َم ُل‬
‫املسلم عىل‬
‫َ‬ ‫واجتناب املعايص؛ يرِّب‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫شعائر اهلل‪ ،‬وحفظ حدوده ‪،‬‬ ‫تعظي ِم‬
‫شهر حرام‪ ،‬وقد قال‬ ‫ٍ‬ ‫ْش يف‬
‫فهي َع ر ٌ‬
‫حل ُرم‪َ [ :‬فال‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫األشه‬
‫ُ‬ ‫تعاَل عن‬
‫َأ رن ُف َس ُك رم]‪ ،‬وقال ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َت رظل ُموا فيه َّن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َش َعائ َر اهلل فإ ََّّنَا م رن‬ ‫[ َو َم رن ُي َع ِّظ رم‬
‫وب]‪ ،‬وقال ‪َ [ :‬و َم رن‬ ‫َت رق َوى ا رل ُق ُل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُي َع ِّظ رم ُح ُر َمات اهلل َف ُه َو َخ ر ٌري َل ُه عن َرد‬
‫ِ‬
‫َر ِّبه]‪.‬‬
‫الصالح يف هذه ال َع رْش‪،‬‬
‫ُ‬ ‫‪ .43‬ال َع َمل‬
‫والتزو ُد فيه من الطاعات واخلريات‪،‬‬
‫ُّ‬
‫تتكرر‬
‫واستثامر هذه املناسبة التي ال َّ‬
‫ٍ‬
‫تربية للنفس عىل‬ ‫خري‬
‫يف العام؛ هو ُ‬
‫ِ‬
‫طاعة اهلل تعاىل‪ ،‬وزيادة اإليامن؛‬
‫ليكون ذلك داف ًعا لل َع َمل َطوال‬
‫السنة‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ .44‬زوجا ُتنا وأوال ُدنا ٌ‬
‫أمانة يف أعناقنا‪،‬‬
‫ويف احلديث‪ُ « :‬ك ُّل ُك رم َرا ٍع َو َم رسؤ ٌ‬
‫ول‬
‫ِ ِ ِ (‪)17‬‬
‫َع رن َرع َّيته» ‪ ،‬فلنجتهد يف تربية‬
‫أوالدنا عىل تعظي ِم هذه ال َع رْش‪،‬‬
‫وترغيبهم يف الطاعة فيها‪ ،‬وْترينهم‬
‫عىل ذلك وبيان فضلها هلم قبل‬
‫ِ‬
‫دخوهلا ليس َت ِع ُّدوا‪ ،‬وأن نكون ُقدو ًة‬
‫هلم يف تعظيمها‪.‬‬
‫َ‬
‫والعمل العمل قبل‬ ‫َ‬
‫فالغنيمة الغنيمة‪،‬‬
‫نزول األجل‪.‬‬
‫واملسلمني إَل اغتنا ِم‬
‫َ‬ ‫نسأل اهلل أن ُيوفقنا‬
‫مواسم اخلري‪ ،‬وأن ُيعيننَا عىل ِذ ركرهِ‬

‫وش رك ِره ُ‬
‫وح رس ِن عبادته‬ ‫ُ‬
‫رب العاملني‬
‫واحلمد هلل ِّ‬
‫اهلوامش‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ،)969‬والرتمذي (‪ )757‬واللفظ‬

‫له‪.‬‬

‫(‪ )2‬انظر‪« :‬فتح الباري» البن رجب (‪. )15/9‬‬

‫(‪ )3‬انظر‪« :‬جمموع الفتاوى» (‪ ، )287/25‬و«بدائع‬

‫الفوائد» البن الق ِّيم (‪ ، )162/3‬و«زاد املعاد»‬

‫(‪ ،)57/1‬و«تفسري ابن كثري» (‪.)416/5‬‬

‫(‪ )4‬انظر‪« :‬فتح الباري» البن حجر (‪.)461/2‬‬

‫(‪ )5‬انظر‪« :‬تفسري ابن كثري» (‪ ،)391/8‬و«لطائف‬

‫‪.)268‬‬ ‫املعارف» البن رجب (‬

‫(‪ )6‬انظر‪« :‬تفسري البغوي» (‪ ، )379/5‬و«ابن كثري»‬

‫‪.)263‬‬ ‫(‪ ،)415/5‬و«لطائف املعارف» (‬

‫بتصف‪.‬‬
‫‪ُّ ،)269‬‬ ‫(‪« )7‬لطائف املعارف» (‬
‫وصححه األلباين‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(‪ )8‬رواه أبو داود (‪،)1765‬‬

‫(‪ )9‬رواه البخاري (‪ ،)1773‬ومسلم (‪.)1349‬‬

‫‪ ،)264‬و«فتح‬ ‫(‪« )11‬لطائف املعارف» البن رجب (‬

‫الباري» له (‪.)14/9‬‬

‫وصححه حم ِّققو املسنَد‪.‬‬


‫َّ‬ ‫(‪ )11‬رواه اإلمام أمحد (‪،)5446‬‬

‫(‪ )12‬رواه البخاري (‪ ،)2841‬ومسلم (‪.)1153‬‬

‫(‪ )13‬رواه مسلم (‪.)1162‬‬

‫(‪ )14‬رواه مسلم (‪.)1163‬‬

‫وصححه‬
‫َّ‬ ‫(‪ )15‬رواه ابن خزيمة يف "صحيحه" (‪،)1931‬‬

‫األلباين‪.‬‬

‫(‪ )16‬رواه مسلم (‪.)1977‬‬

‫(‪ )17‬رواه البخاري (‪ ،)2419‬ومسلم (‪.)1829‬‬

You might also like