You are on page 1of 12

‫جملة الرتبية‪-‬كلية الرتبية‪-‬اجلامعة األرمسيةةاسإلمامية‪ -‬العدد (‪ )3‬دةسمرب ‪7102‬م‬

‫خطوات المنهج التجريبي‬

‫د ‪ /‬سالم محمد سالم العماري المعمري‬


‫كلية اآلداب والعلوم –مسالته‬
‫قسم الفلسفة وعلم االجتماع‬

‫عناصر البحث‪:‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬

‫ادلالحظة‬
‫أمهية ادلالحظة‬
‫أنواع ادلالحظة‬
‫شركط ادلالحظة‬
‫شليزات كعيوب ادلالحظة‬

‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفركض‬
‫مسات الفركض‬
‫أقساـ الفركض‬
‫أنواع الفركض‬

‫الفصل الثالث‬

‫التجربة‬
‫أنواع التجارب‬
‫متطلبات التجربة‬
‫االستبياف‬
‫أنواع االستبياف‬
‫شليزات االستبياف‬
‫عيوب االستبياف‬

‫الخاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪72‬‬
‫جملة الرتبية‪-‬كلية الرتبية‪-‬اجلامعة األرمسيةةاسإلمامية‪ -‬العدد (‪ )3‬دةسمرب ‪7102‬م‬

‫أهمية الدراسة ‪:‬‬


‫تعترب الدراسة يف ىذا اجملاؿ من الدراسات ادلهمة كبالغة االمهية ‪،‬ألهنا توضح اخلطوات األكيل جملاالت البحث‪ ،‬سوم كاف ادلنهج التجرييب أك‬
‫غًنه من ادلناىج ‪،‬كاإلجراء السليم لعملية البحث ‪،‬كحتديد أسباب حدكث الظاىرة‪.‬‬
‫كمن االمهية األخرل‪ :‬يستطيع الباحث من خالؿ العناصر كتطبيقها بشكل صحيح الوصوؿ إيل نتائج كتأكيد من ضماهنا‪ ،‬حيت يضمن سًن‬
‫ادلنهج التجرييب كغًنه من ادلناىج يف عملية ديناميكية مرتبطة‪ ،‬كمتسلسلة ‪،‬كمتكاملة ‪،‬من خالؿ عملية الرتكيب ‪ ،‬كالتحليل ‪،‬كالوصف ‪.‬‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫هتدؼ ىذه الدراسة البحثية ‪،‬لتوضيح اىم ادلفاىيم العامة‪ ،‬اليت جيب علي الباحث أثناء أجراء حبث من البحوث العلمية ‪،‬جيب عليو اتباع‬
‫اخلطوات اجليدة كا رصد اجليد كالتجريب الدقيق ‪.‬‬
‫كما هتدؼ الدراسة ‪،‬بأف توكد للباحث أثناء اختياره للفركض العلمية ‪ ،‬جيب أف تكوف كاضحة يف الذىن الباحث كزلدكدة يف ذىن ‪،‬الف‬
‫إجراء التجارب كاختيار الفركض ‪ ،‬الغًن كاضحة ‪،‬ماىي ال مضيعة للوقت ‪ ،‬كال ديكن اف تؤدم الدراسة اخلاطئة إيل نتيجة صحيحة‬
‫كذلك هتدؼ الدراسة‪ ،‬إيل اف الباحث أثناء استخداـ االدكات كادلعدات لعملية البحث ‪،‬جيب علية التأكد من صحة ىذه اآلالت‪ ،‬كتكوف‬
‫بالغة الدقة‪ ،‬حيت يصل إيل نتائج صحيحة كفاحصة‪،‬ك تعميمها علي بقية الظواىر‪.‬‬

‫اشكالية الدراسة‪:‬‬
‫إف عملية البحث الدقيق‪ ،‬حتتاج إيل جهد من الباحث ‪،‬من خالؿ تطبيق خطواتو االكيل يف البحث‪ ،‬الف عدـ االلتزاـ هبا خيلق نوع من‬
‫االشكالية من اساسها االكؿ ‪ ،‬فعدـ تطبيق ادلالحظة اجليدة ‪،‬كالتجريب اجليد ‪،‬كالفرض اجليد ‪،‬ىي اشكالية يف إظهار النتائج ‪.‬‬

‫مقدم ـ ـ ـ ـة‬
‫تعترب عناصر ادلنهج التجرييب (ادلالحظة ‪،‬التجربة ‪،‬كالفرض ) ‪،‬من افضل خطوات البحث ال هنا تعتمد باألساس األكؿ علي ادلالحظة ‪،‬‬
‫كالتجربة العلمية دلعرفة احلقائق ‪ ،‬كسن القوانٌن عن طريق التجارب ‪ ،‬كىذه اخلطوات ىي قددية قدـ اإلنساف ‪ ،‬فمند أف كجد اإلنساف علي‬
‫سطح األرض كبدا يف التعامل مع الطبيعة ‪ ،‬استطاع عن طريق مالحظتو لألشياء من حولو كجتربتو ذلا ‪،‬قد كصل إيل أشياء ابعد شلا كاف يتصور‬
‫‪،‬فبعد أف كاف شغلو األساسي التكيف مع الطبيعة كيسيطر عليها ‪،‬األف يتجو إيل الفضاء ليكشف ما فيو من اسرار ‪،‬إذف تطبيق عناصر ادلنهج‬
‫التجرييب تعترب اخلطوة األكيل‪ ،‬كاالكثر أمهية بالنسبة لإلنساف‪ ،‬آلهنا ساعدتو يف التطور كبناء حضارتو ‪،‬عن طريق التجريب كالوصوؿ إيل نتائج‬
‫صحيحة بتعامل مع الظواىر كتفسًنىا‪.‬‬
‫كمن ىنا ديكن القوؿ ‪،‬بأف ىذه اخلطوات تعترب من أكفى كاصلح اخلطوات إلهنا ختترب الفركض العلمية ‪،‬كحتديد العالقات بٌن ادلتغًنات ‪،‬كهتيئة‬
‫األساس ادلقنع كاألرضية القوية الستخالص االستنتاجات السببية بٌن الظواىر ‪ ،‬فهذه العناصر اليت توضح فيها معامل الطريق العلمية يف التفكًن‬
‫بصورة جلية ‪ ،‬ألهنا تتضمن تنظيما جيمع الرباىٌن بطريقة تسمح باختبار الفركض كالتحكم يف سلتلف العوامل ‪،‬اليت ديكن أف تؤثر يف الظاىرة‬
‫موضع الدراسة ‪ ،‬كالوصوؿ إيل العالقات بٌن األسباب كالنتائج ‪ ،‬كدتتاز التجربة العلمية بإمكاف إعادة إجرائها بواسطة اشخاص أخرين مع‬
‫الوصوؿ إيل نفس النتائج ‪،‬إذا توحدت الظركؼ ‪.‬‬
‫كمن ىنا ديكن القوؿ‪ ،‬بالرغم من أف ادلنهج التجرييب يعتمد كيستخدـ ادلالحظة يف احلصوؿ علي بياناتو ‪ ،‬فأهنا ختتلف عن ادلالحظة البسيطة‬
‫من حيث أف الباحث فيها ‪ ،‬ال ي قتصر نشاطو علي مالحظة ما ىو موجود ككصفو ‪،‬بل حياكؿ القياـ مبعاجلة عوامل معينة ‪ ،‬حتث شركط‬
‫مضبوطة ضبطا دقيقا ‪ ،‬لكي يتحقق من كيفية حادثة ‪ ،‬أك ظهور ظاىرة معينة كحيدد أسباب حدكثها ‪ ،‬أك من جهة أخرم أف ادلنهج التجرييب‬
‫يقوـ علي ادلالحظة ادلضبوطة يف اختيار صدؽ الفركض ‪ ،‬كىي ليست رلرد مالحظة يف اختيار صدؽ ‪ ،‬يف اختيار صدؽ الفركض ‪ ،‬كىي‬
‫ليست رلرد مالحظة سلبية ‪ ،‬دلا حيدث يف كل من اجملموعة التجريبية كاجملموعة الضابطة ‪ ،‬إمنا ىي مالحظة إجيابية فاحصة للوقوؼ علي التغيًن‬
‫الذم حيدث لتلقي احداىا تأثًن عامل معٌن كحرماف رلموعة أخرم ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫جملة الرتبية‪-‬كلية الرتبية‪-‬اجلامعة األرمسيةةاسإلمامية‪ -‬العدد (‪ )3‬دةسمرب ‪7102‬م‬

‫كبالرغم من ادلنهج التجرييب ليس الوحيد‪ ،‬الذم يستخدـ يف العناصر (ادلالحظة ‪ ،‬كالتجربة ‪،‬كالفرض )‪،‬كيهتم بتفسًن الظواىر كالبحث عن‬
‫العالقات العلية كالسببية بٌن الظواىر كاألحداث ‪ ،‬بل ىناؾ مناىج أخرم تستخدـ ىذه العناصر ‪،‬كلكنها ال دتتاز بالضبط كالدقة‪ ،‬مثل ما‬
‫يتميز هبا ادلنهج التجرييب ‪.‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫أوال‪ -‬عناصر المنهج التجريبي ‪-:‬‬
‫‪-1‬ادلالحظة ‪-:‬ىي عملية توجيو للحواس كاالنتباه إيل ظاىرة معينة‪ ،‬أك رلموعة من الظواىر رغبة يف الكشف عن صفاهتا كخصائصها ‪،‬توصال‬

‫إيل كسب معرفة جديدة عن تلك الظاىر ة ‪،‬أك تلك الظواىر ادلراد دراستها‪.‬‬

‫الفرضية‪ -:‬ىي عبارة عن إجابة احتمالية ‪ ،‬أكىي تفسًن مؤقت للظاىرة‬


‫التجربة‪-:‬كتعين توفًن الشركط االصطناعية الكفيلة باء حدات الظاىرة ‪)1( .‬‬
‫اجملموعة التجريبية ‪: Experimental group:‬‬
‫كىي اجملموعة اليت تتعرض للمتغًن التجرييب دلعرفة تأثًنه فيها‪.‬‬
‫اجملموعة الضابطة‪:controlled group:‬‬
‫كىي اليت تشبو كتتماثل مع اجملموعة التجريبية يف رتيع خصائصها عدا إخضاعها للمتغًن التجرييب ‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬المالحظة ‪-:‬‬


‫أمهية ادلالحظة ‪-:‬‬
‫تعترب ادلالحظة من الوسائل اليت عرفها اإلنساف‪ ،‬كاستخدامها اإلنساف يف رتيع بيانات كمعلوماتو عن بيئتو ‪،‬كرلتمعو مند أقدـ العصور‪ ،‬كال‬
‫يزاؿ حيت اآلف يستخدمها يف حياتو اليومية العادية ‪،‬كيف إدراؾ كفهم كثًن من الظواىر الطبيعية ‪ ،‬كاالجتماعية ‪،‬كالنفسية ‪،‬اليت توجد يف بيئتو‬
‫كرلتمعو ‪،‬كىو كما يستخدمها يف حياتو اليومية كالعادية ‪،‬فانو يستخدمو أيضا يف دراساتو ادلقصودة كيف أحباث العلمية فهو كباحث ديكن إف‬
‫يستخدمها يف رتيع البيانات كاحلقائق العلمية اليت دتكنو من جتديد مشكلة حبثو ‪،‬كمعرفة عناصرىا ‪،‬كتكوين فركضيو ‪،‬كحتقيق ىده الفركض‬
‫كالتأكيد من صحتها ‪،‬فالباحث يستطيع عن طريق ادلالحظة كما يقوؿ "ديوبولدب فاف دالٌن " إف جيمع احلقائق اليت تساعد علي تبيٌن‬
‫ادلشكلة‪ ،‬عن طريق استخدامو احلواس السمع ‪ ،‬كالبصر ‪،‬كالشم ‪،‬كالشعور ‪،‬كالتذكؽ(‪. )2‬‬
‫ككذلك يكتشف عن طريق ادلالحظة اليقظة كادلاىرة ‪،‬كعندما جيرم الباحث جتربة ينشد منها حتديد ‪،‬ما إذا كاف ذتة دليل يؤيد ىدا احلل ‪،‬أذف‬
‫فالباحث يستند إيل ادلالحظة من بداية البحث ‪،‬حيت يصل إيل التأييد ‪،‬أك الرفض النهائي للحل ادلقرتح للمشكلة اليت يدكر حوذلا ‪،‬أك‬
‫ادلشاىدة احلسية كسيلة صاحلة ألدراؾ ‪،‬كفهم الظواىر الطبيعية ‪.،‬كالباحث االجتماعي علي السواء ككالمها يستطيع عن طريقها فهم البيئة‬
‫احمليطة بو ‪،‬فيستطيع الباحث الطبيعي مبالحظتو للطبيعة إف يدرؾ العالقات ‪،‬كالقوانٌن اليت تنظمها ‪،‬كالتفاعالت اليت حتدت يف البيئة ‪)3(.‬‬
‫كىكذا صلد إف ادلالحظة احلسية كانت دائما نقطة البدء يف كثًن من النظريات العلمية ‪،‬كفضال عن ىذا فاف األجهزة اليت يعدىا اليوـ األداة‬
‫الرئيسية يف العلم ‪،‬إمنا تزيد يف النهاية إيل اإلحساس ‪،‬أك العياف احلسي ‪،‬أك علي حد تعبًن البعض ىي امتدادات مقوية للحواس ‪،‬فمثال‬
‫"الرتمومرت "جيب إف يعد زيادة يف حس اللمس ‪،‬كاحملراب جيب إف يعد زيادة يف حس اإلبصار ‪،‬كفضال عن ىذا كلو فأننا ضلتاج دائما من أجل‬

‫( )قاسم‪ ،‬محمود ‪(،‬بدون تاريخ النشر)‪ ،‬المنطق الحديث ومناىج البحث ‪،‬ص ‪33.‬‬
‫‪1‬‬

‫) ) عصمان‪ ،‬العجيمي وعياذ سعيد ‪ )7103)،‬البحث العممي أساليبو وتقنياتو ‪،‬منشورات جامعة الزاوية ‪،‬ليبيا ‪،‬ص ‪020.‬‬
‫‪2‬‬

‫) ) الشيباني ‪،‬عمر ‪،‬مناىج البحث ‪،) 0421( ،‬مناىج البحث العممي ‪ ،‬طرابمس ليبيا ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬الشركة العامة لمنشر والتوزيع‬
‫‪3‬‬

‫واإلعالم ص‪. 704‬‬

‫‪74‬‬
‫جملة الرتبية‪-‬كلية الرتبية‪-‬اجلامعة األرمسيةةاسإلمامية‪ -‬العدد (‪ )3‬دةسمرب ‪7102‬م‬

‫جعل التجريب اقرب إيل الفهم إيل استخداـ الرسوـ البيانية من مربعات تسجيلية كإحداثيات ‪،‬كديكن التوضيح من خالؿ الشركط‬
‫ادلالحظة(‪.)1‬‬

‫ثانيا ‪ -‬أنواع المالحظة ‪-:‬‬


‫‪-1‬ادلالحظة البسيطة أك ادلالحظة ادلرجتلة ‪-:‬‬
‫كىي ادلشاىدة أك االنتباه العفوم ‪،‬الغًن مضبوط هبدؼ القصد ‪،‬أك تركيز ‪ ،‬أك دكافع زلددة ‪،‬أك استعداد مسبق كبدرجة عالية من ادلشاىدة‬
‫كاالستخداـ فيها أدكات للتأكيد من دقتها ‪،‬كيتضمن ىذا النوع صورة مبسطة من ادلشاىدة كيعتمد يف الغالب األعم علي ادلواقف الطبيعية‬
‫احلية ‪)2(.‬‬
‫‪-2‬ادلالحظة العلمية احلقيقية ادلسلحة ‪-:‬‬
‫تعتمد ادلالحظة العلمية ادلسلحة علي رلرد احلواس مباشرة بل ىي تستخدـ أدكات ككسائل مادية فقط‪ ،‬كىي النظر أك االنتباه ‪،‬كادلشاىدة‬
‫ادلقصودة ‪،‬كادلنظمة كالدقيقة لألشياء ‪،‬كالوقائع ‪،‬كالظواىر ‪،‬كاألمور بقية معرفة أحواذلا كأكصافها ‪،‬كأصنافها‪.‬‬
‫‪-3‬ادلالحظة الغًن مباشرة‪-:‬‬
‫كىي ادلالحظة اليت دتد هبا الطبيعة دكف احلكم فيها من جانب الباحث‪ ،‬أم ىي اليت تعتمد علي النظر كاالستماع دلوقف معٌن (الطبيعة مثال )‬
‫‪،‬دكف ادلشاركة الفعلية فيو كبقدر اإلمكاف ‪،‬أال يظهر الباحث يف ادلوقف أم خيلط باجلمهور ‪،‬أم ينصت إيل ما يدكر بٌن اإلفراد من أحاديث‬
‫كما ينطبع علي كجوىهم من انفعاالت ‪ ،‬كىي اليت دتيز اآلثار ادلصطنعة يف إشكالية (مثل اإلجيابة عن األسئلة احملدكدة) (‪)3‬‬
‫‪ -4‬ادلالحظة ادلضبوطة أك ادلنتظمة‪-:‬‬
‫كىي ادلالحظة اليت تستخدـ فيها الكثًن من ادكات الضبط كاإلجراءات التنظيمية ‪ ،‬كىي عادة ما تستخدـ عندما يكوف اذلدؼ من الدراسة‬
‫ىو الوصف ادلنظم ‪ ،‬أك التشخيص يف ضؤ فئات يسكن التنبؤ هبا قبل بدء رتيع البيانات ‪،‬كلكن جيب علينا أف ندرؾ أنو مهما بلغت درجة‬
‫الضبط يف مالحظة الظواىر االجتماعية ‪ ،‬فإهنا ال تصل إيل مستوم الدقة ‪ ،‬مستوم دقة العلوـ الطبيعية ‪ ،‬مثل الكيمياء كالفيزياء كغًنىا من‬
‫العلوـ األخرل ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ -‬شروط المالحظة‪-:‬‬


‫‪-1‬ادلوضوعية ‪ -:‬ينبغي أف تكوف ادلالحظة موضوعية ‪ ،‬تنقل لنا حوادث كما ىي يف الطبيعة ف أم أف ادلالحظة ينبغي أف تكوف كآلة تصوير‬
‫الفوتوغرافية تنقل لنا الظاىرة بدقة ‪ ،‬كال يتدخل يف رلرم الظاىرة ‪.‬‬
‫‪-2‬الدقة‪ -:‬ينبغي أف تؤخذ الظاىرة أثناء ادلالحظة علي أهنا بسيطة ‪ ،‬بل علي العامل أف يعتمد بتداخل كتشابك الظواىر كالفركض من ذلك‬
‫احلرص علي ادلالحظ ة بدقة‪.‬‬
‫‪-3‬صيانة األجهزة كاآلالت‪ :‬ما داـ اللجوء إيل الوسائل التقنية شرط ضركرم للباحث التجرييب ‪،‬كىذا معناه االعتماد عليها دائما كمستمر ‪،‬‬
‫كلذا جيب علي العامل أف ينقي أدكاتو ككسائل متخصصة بدقة كأف تكوف متطورة ك دقيقة ‪ ،‬لذلك جيب أف ختضع لصيانة ادلستمرة ‪،‬الف أم‬
‫خلل يف اآللة يؤدم إيل نشوه يف ادلالحظة كبتايل يعكس سلبا علي النتيجة ‪،‬كمن أىم األجهزة اليت ديكن الباحث استخدامها كىي علي النحو‬
‫االيت‪-:‬‬
‫اآللكرتكسكوب‪ -‬يساعد علي قوة األبصار باإلدراؾ ادلباشر لألشياء الدقيقة‬
‫الكارديوجراؼ‪ -‬يساعد علي تسجيل مالحظة نبضات القلب‬
‫الرتمومرت يساعد الباحث علي مراقبة ظاىرة الرطوبة‬
‫السيموجراؼ – يساعد الباحث علي مراقبة ظاىرة الزالزؿ‬

‫) ) الشيباني‪ ،‬عمر ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪771- 704 .‬‬


‫‪1‬‬

‫) (عبد المعطي ‪،‬عبد الباسط محمد‪ ،)0441(،‬البحث االجتماعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪، ،‬ص ‪330.‬‬
‫‪2‬‬

‫) ) بدوي ‪،‬عبد الرحمن‪ ،)0494(،‬دار النيضة العربية القاىرة ‪،‬مصر‪ ،‬ص ‪073.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪11‬‬
‫جملة الرتبية‪-‬كلية الرتبية‪-‬اجلامعة األرمسيةةاسإلمامية‪ -‬العدد (‪ )3‬دةسمرب ‪7102‬م‬

‫االنيموجراؼ يساعد الباحث علي مراقبة ظاىرة الرياح‬


‫كمن ىذه األجهزة كغًنىا اليت مل نذكرىا تساعد الباحث علي مراقبة دقة ادلالحظة يف أحسن الظركؼ كيف كل األحواؿ‪.‬‬
‫‪-4‬الكماؿ‪-:‬‬
‫يشرتط ادلالحظة أف تكوف كاملة ‪،‬أم جيب علي الباحث أف يالحظ كافة العوامل كاألسباب كالوقائع الظواىر كاألشياء ادلؤثرة كادلوجودة‬
‫كادلتصلة هبا ‪،‬كآف أم إغفاؿ يف أم عنصر لو صلة بالواقعة أك الظاىر يؤدم إيل عدـ ادلعرفة الكاملة بالظاىرة لذلك‪)1( -:‬‬
‫‪-‬جيب أف تكوف ادلالحظة العلمية سلططة بادلعين العلمي الصحيح‬
‫‪-‬جيب تسجل كافة ادلالحظات يف أكاهنا كترتيب مضبوط كزلكم‬
‫‪-‬جيب جتنب اخلطاء اليت يكوف مصدره ادلالحظة نفسها أك األجهزة(‪.)2‬‬

‫رابعا ‪ -‬مميزات وعيوب المالحظة‪-:‬‬


‫أوال‪-:‬المميزات‬
‫إهنا دتكن الباحث من تسجيل سلوؾ ادلالحظ كقت حدكتو‬
‫إف كثًنا من ادلوضوعات مثل العادات كطرؽ التعامل بٌن الناس كطرؽ تربية األطفاؿ ديكن الكشف عن خصائصها ‪.‬‬
‫أهنا ال تتطلب من األشخاص موضع ادلالحظة إف يقرر شيئا كىم يف كثًن من األحياف قد ال يعملوف أهنم موضع ادلالحظة‬
‫إهنا دتكن من احلصوؿ علي ادلعلومات كبيانات حوؿ السلوؾ من ال يستطيعوف التعبًن عن أنفسهم قوال أك كتابو‪)3(.‬‬

‫ثانيا‪-:‬الع ــيوب‪-:‬‬
‫يصعب يف حاالت كثًنة أف يتنبأ مقدما بوقوع حادثو معينة ‪ ،‬مثل الفيضاف كالسيوؿ كاحلرائق كالوفاء كحدكث ظاىرة تارخيية‬
‫إف ىناؾ بعض ادلوضوعات كالظواىر يصعب مالحظتها‬
‫صعوبة تطبيق اجلانب العلمي دلالحظة االشياء ‪،‬قد حدثت يف ادلاضي‬
‫إف النتائج اليت حيصل عليها من ادلالحظة يغلب عليها الطابع الشخصي‬
‫صعوبة الوقوؼ علي البعض الظواىر االجتماعية كالطبيعية نتيجة لتداخلها مع بعضها شلا يصعب علي الباحث ذلك ‪ .‬إيل غًن ذلك من‬
‫العيوب اليت تواجو الباحث مبحو الصدفة‪.‬‬
‫كدييل اإلنساف إيل أف يرم ما يعرفو ‪،‬فإذا قاـ مدرس ‪،‬كطبيب ‪،‬كمهندس معمارم مبعاينة مبين إحدل ادلدارس فاف كال منهم سوؼ يرل األشياء‬
‫اليت تقع يف بؤرة اىتمامو ‪،‬بينما يغفل انتباىو عن األشياء األخرل ‪.‬فادلدرس سوؼ يالحظ ادلواقف التعليمية ‪،‬بينما يالحظ الطبيب الشركط‬
‫الصحية للمبىن ‪،‬أما ادلهندس يالحظ بناء كتصميم ادلبىن ‪،‬كإذا كاف ذتة شخص ال يعرؼ إال النزر اليسًن عن موضوع معٌن فانو ال يرل منو‬
‫عادة شيئا كثًنا حيت يقوـ مبالحظتو(‪.)4‬‬

‫الفروض ‪-:‬‬
‫ديكن توضيح معىن الفركض‪ -:‬كىي (التوقعات كالتخمينات لألسباب اليت تكمن خلف الظاىرة كالعوامل اليت أدت إيل بركزىا ‪،‬كظهورىا‬
‫هبذا الشكل )‪)5(.‬‬
‫أك ىي (نظرية مل تثبت صحتها بعد‪ ،‬رىن التحقيق‪ ،‬أك ىو التفسًن ادلؤقت الذم يضعو الباحث للتكهن بالقانوف ‪،‬أك القوانٌن اليت حتكم سًن‬
‫الظاىرة )‪.‬‬

‫) ) ابو الغد إبراىيم ‪ ، ،‬ولويس كامل‪، )0493(،‬البحث االجتماعي‪،‬مناجيو وأدواتو‪ ،‬القاىرة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬مكتبة القاىرة الحديثة ص ‪47،‬‬
‫‪1‬‬

‫) ) قاسم‪ ،‬محمود ‪،‬المنطق الحديث‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪11-17.‬‬


‫‪2‬‬

‫) )‪ :‬الشيباني ‪،‬عمر التومي ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪701-707.‬‬


‫‪3‬‬

‫) ) الشنطي ‪،‬محمد فتحي( بدون تاريخ النشر والطبعة)‪،‬أسس المنطق والمنيج العممي‪ ، ،‬ص ‪709.‬‬
‫‪4‬‬

‫( )الجابري‪ ،‬محمد عابد ‪، )0429(،‬المنياج التجريبي وتطور الفكر العممي ‪،‬دار النشر المغربية ‪ ،‬ط ‪ ،،‬ص ‪41.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪10‬‬
‫جملة الرتبية‪-‬كلية الرتبية‪-‬اجلامعة األرمسيةةاسإلمامية‪ -‬العدد (‪ )3‬دةسمرب ‪7102‬م‬

‫كلذلك تكوف ادلرحلة الثانية بعد ادلالحظة الظاىرة اليت تنزع إيل التكرار ‪،‬ىي ختمٌن لألسباب اليت تودم إيل ظهور الظاىرة ‪،‬كللفركض أمهية‬
‫كثًنة للوصوؿ إيل حقائق األمور كمعرفة األسباب احلقيقية ذلا ‪،‬كجيب التأكيد علي أف كل جتربة ال تساعد علي كضع أحد ‪،‬الفركض تعترب‬
‫جتربة عميقة ‪،‬إذا أف ال ديكن أف يكوف أم علم لو أف العامل أقتصر علي مالحظة الظواىر كرتع ادلعلومات عنها دكف أف حياكؿ الوصوؿ إيل‬
‫أسباهبا اليت توضح الظاىرة ‪،‬كبالرغم من األمهية القصول للفرض ‪،‬فإف بعض العلماء حياربوف مبدأ فرض الفركض ‪،‬ألهنا تبعد الباحث عن‬
‫احلقائق اخلارجية ‪،‬فهي تعتمد علي ختيل العالقات بٌن الظواىر ‪،‬كما أهنا تدعو إيل حتيز الباحث ناحية الفركض اليت يضعها مع إمهاؿ بقية‬
‫الفركض احملتملة ‪.‬‬
‫كلكن الشك أف الفركض أمهية قصول يف البحث ‪،‬فهي توجو الباحث إيل نوع احلقائق اليت يبحث عنها بدال من تشتت هبذه دكف غرض‬
‫زلدد ‪،‬كما أهنا تساعد علي الكشف عن العالقات الثنائية بٌن الظواىر ‪،‬حيت يقوؿ العامل كلود برنار الذم يبٌن أمهية الفرض (إف احلدس‬
‫عبارة عن الشعور الغامض الذم يعقب مالحظة الظواىر ‪،‬كيدعو إيل نشأة فكرة عامة حياكؿ الباحث هبا تأكيل الظواىر قبل أف تستخدـ‬
‫التجارب ‪،‬كىذه الفكرة العامة " للفرض " ىي لب ادلنهج التجرييب ألهنا تثًن التجارب كادلالحظات كحتدد شركط القياـ هبا )‪)1(.‬‬
‫مسات الفػػركض العلمية ‪-:‬‬
‫ينبغي أف تكوف الفركض مستوحاة من الواقعة نفسها ‪،‬إم جيب أف تعتمد الفركض العلمية علي ادلالحظة كالتجربة‬
‫نبغي أال تعارض الفرض مع احلقائق اليت قررىا العلم بطريقة ال تقبل الشك‬
‫جيب أف يكوف الفرض العلمي قابل للتحقيق التجريب (‪)2‬‬
‫جيب أف يكوف الفرض كافيا لتفسًن الظاىرة من رتيع جوانبها ‪.‬‬
‫جيب أف يكوف الفرض كاضحا يف صياغتو كإف يصاغ بإجياز‬
‫عدـ التشتت بالفركض اليت ال تثبت صالحيتها‬
‫عدـ التسرع يف كضع الفركض ‪،‬الف العامل ادلؤثر ىذا ىو قيمة الفرض‬
‫جيب اختيار الفركض اليت ديكن تفسًنىا كأقرهبا إيل التحقيق جتريبيا كأقلها كلفة‬
‫كيف ديكن التحقق من الفرض ‪-:‬‬
‫‪ -‬البد أف تكوف قواعد عامة ينشر شد هبا الباحث للتأكيد علي صحة الفركض اليت خيتربىا‪.‬‬
‫‪ -‬أال خيترب الباحث أكثر من فرض كاحد "يفسر الظاىرة "يف الوقت نفسو‪ ،‬كأال ينتقل من فرض إيل أخر ‪،‬إال إذا تأكد من خطأ الفرض األكؿ‬
‫‪ -‬أال يقنع الباحث باختيار األدلة ادلوجبة اليت تؤيد الفرض ‪،‬الف كاحد يتناىف مع الفرض كفيل بنقضو كلو أيده مئات الشواىد(‪. )3‬‬
‫‪ -‬أال خيترب الباحث لفركضو بل يكوف علي استعداد تاـ ‪،‬الف يستبعد رتيع‪ ،‬الفركض اليت ال تؤيدىا نتائج التجارب كادلالحظات العلمية ‪.‬‬
‫أقساـ الفركض ‪-:‬‬
‫أىتم العلماء بوضع مناىج دقيقة للتثبيت كتأكيد صحة الفرض ككاف أىم ادلناىج ما كضعو "جوف ستيوارت مل "لتأكيد صحة الفركض كالذم‬
‫أعتمد يف كضعو علي الفيلسوؼ " بيكوف" كلذلك يقسم "جوف ستيوارت مل " الفركض إيل ثالثة طرؽ ىي‪:‬‬
‫طريقة االتفاؽ‪-:‬‬
‫طريقة االختالؼ‬
‫طريقة التالزـ يف التغيًن‬

‫أوال‪-:‬طريقة االتفاق‪-:‬‬
‫تقوـ ىذه الطريقة علي أساس أنو كجدت حاالت كثًنة متصفة بظاىرة معينة‬
‫ككاف ىن اؾ عنصر كاحد ثابت يف رتيع احلاالت‪ ،‬يف الوقت الذم تتغًن فيو بقية العناصر ‪ ،‬فأننا نستنتج أف العنصر الثابت ىو السبب يف‬
‫حدكث الظاىرة‪ ،‬كمن ادلمكن أف نعرب عن ىذه العالقة بالصور الرمزية التالية ‪-:‬‬

‫) ) فتحي‪: ،‬محمد ‪ ،‬اسس المنطق والمنيج العممي ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪702-709.‬‬
‫‪1‬‬

‫( ) قاسم ‪،‬محمود ‪ ،‬المنطق الحديث ومناىج البحث‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪072.‬‬
‫‪2‬‬

‫) ) الشطي محمد ‪،‬أسس المنطق العممي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪191.‬‬


‫‪3‬‬

‫‪17‬‬
‫جملة الرتبية‪-‬كلية الرتبية‪-‬اجلامعة األرمسيةةاسإلمامية‪ -‬العدد (‪ )3‬دةسمرب ‪7102‬م‬

‫احلالة األكيل – ا‪-‬ب‪-‬ج‪-‬ص‬


‫احلالة الثانية‪-‬ا‪-‬ب‪-‬ج‪-‬ص(‪)1‬‬
‫فنظر لوجود العنصر (ج) يف كل احلاالت فيها الظاىرة (ص) فأننا نقوؿ بأف العامل (ج) ىوا لسبب يف حدكث الظاىرة (ص)‬
‫سلبيات ىذه الطريقة ‪-:‬‬
‫شلا يؤخذ علي ىذه الطريقة يف اإلثبات أنو ليس من الضركرم يف كل حالة يوجد فيها العامل (ج)كحتدت الظاىرة (ص)أف يكوف العامل‬
‫(ج)سببا حقيقا‪ ،‬فقد يكوف كجود من قبيل الصدفة دائما ‪،‬كمن احملتمل أف يكوف النتيجة (ص)مسببة عامل أخر‪ ،‬مل يعرفو الباحث ‪،‬كمن‬
‫احملتمل أف يكوف العامل (ج)قد أحدت النتيجة (ص)باالشرتاؾ مع عامل ‪،‬مل يتعرؼ عليو الباحث ‪،‬إذف ال نستطيع أف نعزؿ يف الواقع سببا‬
‫كاحدا كنقوؿ إنو السبب اجملرد بالفعل ‪،‬كعلي ىدا فانو ينبغي أال نتق كثًنا يف ىده الطريقة ‪،‬فال نتخذ من رلرد االتفاؽ دليال علي كجود عالمة‬
‫سببية (‪.)2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬طريقة االختالف ‪-:‬‬


‫تقوـ ىده الطريقة علي أنو إذا أنفقت رلموعتاف من األحداث من كل الوجوه أال أحدمها‪ ،‬فتغًنت النتيجة من رلرد اختالؼ ىذا الوجو الواحد‬
‫‪،‬فإف ذتة صلة بٌن ىذا الوجو كالظاىرة الناجتة ‪،‬فاذا كانت لدينا رلموعة مكونة من عناصر مثل‪:‬‬
‫(ؾ (ؿ ـ ف )تنتج ظاىرة ما‪ ،‬كرلموعة أخرل (ؾ ؿ ـ ق ) كنتج عن ذلك اختالؼ يف النتيجة يف حالة عن األخرل ‪،‬فإنو توجد بٌن (ف‬
‫ق)صلة العلية كىذه الطريقة شائعة االستعماؿ يف البحوث العلمية ألهنا أكثر دقة من سابقتها‪.‬‬
‫سلبيات ىذه الطريقة ‪-:‬‬
‫من سلبيات ىده الطريقة‪ ،‬أنو كثًنا ما يصعب علي الباحث ‪ ،‬حتديد رتيع ادلتغًنات ادلؤثرة يف ادلوقف الكلي قبل البدء يف الدراسة ‪،‬ككذلك من‬
‫الصعب كخاصة يف البحوث ادلكتبية إجياد رلموعتٌن متكافئتٌن يف رتيع العوامل ‪،‬كختتلفاف عن بعضهما ‪،‬يف عامل كاحد لكتبة ادلتغًنات اليت‬
‫تؤثر يف ادلوقف ادلكتيب(‪. )3‬‬

‫ثالثا – طريقة التالزم في التغير‪-:‬‬


‫تقوـ ىذه الطريقة علي أساس ‪،‬أنو إذا كجدت سلسلتاف من الظواىر فيها مقدمات كنتائج ‪،‬ككاف التغيًن يف ادلقدمات يف كلتا السلسلتٌن‪ ،‬ينتج‬
‫ع نو تغيًن يف النتائج يف كلتا السلسلتٌن ‪،‬كذلك كبنسبة معينة ‪،‬فال بد أف تكوف ىناؾ عالقة سببية بٌن ادلقدمات كالنتائج ‪،‬كديكن أف نعرب عن‬
‫ىذه العالقة بالصورة الرمزية التالية ‪-:‬‬
‫احلالة األكيل ( أ ب ج ‪ ،1‬ص ‪) 1‬‬
‫احلالة الثانية( ‪ 1‬ب ‪،‬ج ‪، 2‬ص ‪) 2‬‬
‫إذا ديكن القوؿ بأف (ح) (ص)مرتبطاف بعالقة سببية ‪،‬كلقياس عالقة الرتابط يلجأ الباحث إيل حساب معامل االرتباط‪ ،‬كمن شليزات ىذه‬
‫الطريقة ديكن استخدامها يف رلاؿ أكسع من رلاؿ طريقة االختالؼ ‪،‬كما أهنا الطريقة الكمية الوحيدة بٌن الطرؽ اليت حددىا "ستيوارت مل "‬
‫كىي دتكن الباحث أف حيدد بطريقة كمية النسبة ادلوجودة بٌن السبب كالنتيجة (‪.)4‬‬
‫سلبيات ىذه الطريقة ‪-:‬‬
‫من ادلمكن أف تكوف العالقة بٌن ادلتغًنات غًن سببية ‪،‬جيب تثبيت رتيع العوامل يف رتيع احلاالت اليت جيمعها الباحث ماعدا متغًنا كاحد‪.‬‬

‫أنواع الفروض ‪-:‬‬

‫) ) بول موي ‪( ،‬بدون تاريخ طبعة ) ‪،‬المنطق وفمسفة العموم ‪،‬ترجمة فؤاد زكريا ‪ ،‬دار النيضة المصرية ‪ ،‬ص ‪092.‬‬
‫‪1‬‬

‫) )‪:‬بول موي المنطق وفمسفة العموم‪ ،‬المصدر السابق ‪،‬ص ‪094-092.‬‬


‫‪2‬‬

‫) ) الفقيو ‪،‬عيسي عبد اهلل ‪ ،)7112 (،‬الفكر الرياضي اإلسالمي ودره في بناء المعرفة ‪ ،‬منشورات جمعية الدعوة اإلسالمية طرابمس ليبيا‪،‬‬
‫‪3‬‬

‫‪،‬ص ‪721.‬‬
‫) ) الفقيو‪ ،‬عيسي عبد اهلل الفكر الرياضي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪722-729.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪13‬‬
‫جملة الرتبية‪-‬كلية الرتبية‪-‬اجلامعة األرمسيةةاسإلمامية‪ -‬العدد (‪ )3‬دةسمرب ‪7102‬م‬

‫‪-1‬الفروض الوهمية أو األسطورية وهي ‪-:‬‬


‫كتفسًنات األقواـ األكيل البدائية ‪،‬بأف العامل صندكؽ كبًن ‪،‬كأف األرض كالسماء سقفو ‪،‬كأف النجوـ مصابيح حتملها اإلذلة أك توجد معلقة يف‬
‫سقف الصندكؽ‬
‫‪-2‬الفروض الفلسفية ‪-:‬‬
‫كىي الفركض‪ ،‬اليت ال ديكن التحقق من صدقها‪ ،‬مثل أراء أفالطوف يف ادلثل‪ ،‬أك القوؿ باذلواء‪ ،‬كادلاء‪ ،‬كالنار‪ ،‬كالرتاب ‪،‬ىي الوجود عند‬
‫الفالسفة ‪،‬مثل سقراط ‪،‬كلكن ىذا ال يعين أف كل الفركض فركضا فلسفية ‪،‬غًن قابلة للتحقيق حيت أصبح فرضا علميا مع أف الذرة يف القدـ‪،‬‬
‫ختتلف عن العصر احلديث ‪،‬إال أنو ظل فرضا قابال للتحقيق (‪)1‬‬
‫‪-3‬الفروض العلمية ‪-:‬‬
‫كىي تل ك الفركض‪ ،‬اليت يضعها العلماء دلوضوع دراستهم من أجل فهم ظاىرة ما‪ ،‬كالتحقق فيها بواسطة التجربة مستخدما ‪،‬ما يراه مالئما من‬
‫أجهزة كأدكات تساعد علي التحقيق من فرضو ‪،‬كلتأييد الفركض العلمية ما ذكر يف السمات الفركض ‪.‬‬
‫كإف ما تؤيده التجربة يكوف فرصا صحيحا ‪،‬أم تفسًنا صحيحا للظاىرة ادلالحظة‪ ،‬كإف مل تؤيده التجربة يكوف فرضا غًن صحيحا‪)2(.‬‬
‫فادلنهج التجرييب ‪،‬بدكف فكرة توجو كىي الفركض العلمية ‪،‬فهو رلرد مشاىدات كثرة ال جدكل منها ‪ ،‬فالبد من كجود فكرة علمية توجو‬
‫الباحث إيل الوقائع إف تربر فكرتو ‪،‬كلذلك فالفرض التجرييب ليست فكرة استبدادية حتكمية أك ختيلية زلضة‪ ،‬كإمنا ىي فكرة جاءت بعد‬
‫مالحظات‪ ،‬كىي خاضعة إلجراء التجارب عليها ‪ .‬ىذه فكرتنا عن الوقائع كليست امتحاف للوقائع ذاهتا ‪.‬‬
‫ىذه الفكرة اليت يقدمها العامل رغم أهنا ال ختضع لشركط ‪ ،‬ألهنا عنصر ذايت خاص بعقل ككجداف كعبقرية الباحث ‪ ،‬إال أف ذلك ال يعين انو‬
‫ليس ىناؾ أم ضابط‪.‬‬
‫كدلا كاف الفرض رلرد اقرتاح أك فكرة مقرتحة لكي جتمع شتات الظاىرة ‪ ،‬بعين أف الظاىرة نفسها ال دتنح الفكرة كفكرة كلكنها تنبثق يف ذىن‬
‫الباحث‪..‬‬
‫التجرب ـ ـ ـ ـة ‪-:‬‬
‫ديكن تعريف التجربة‪ :‬بأهنا "فحص الفكرة ككضعها موضع االختبار بواسطة الظواىر ‪.‬ىذا الفحص للفكرة اليت قدمت كفرض لتفسًن الظاىرة‬
‫‪،‬أك العالقات اليت تتحكم أجزاء الظاىرة ‪،‬أك بٌن بعض الظواىر ‪،‬كلذلك من خالؿ ظركؼ ال توفرىا الظواىر الطبيعية أك يريد ىو حتقيقها ‪.‬‬
‫علي ذلك يكوف ادلقصود بالتجربة "بياف أف الركابط اليت يعرب عنها الفرض موجودة فعال يف التجربة‪ ،‬كيف ظواىر معينة يف التجربة ‪.‬‬
‫كقد قلنا فيما سبق إف الباحث حينما يقدـ فرضا معينا فهو يقدـ تفسًنا أك اقرتاحا لتفسًن العالقات اليت تربط الظواىر ‪ .‬كدلا كانت ىذه‬
‫الركابط ال توجد يف الواقع التجرييب ‪ ،‬فأف إجراء التجارب ادلعملية يستطيع الباحث التحكم كتنويع ظركؼ الظاىرة ‪.‬‬
‫فالتجربة كفق ىذا ادلنظور‪-‬إجيابية – كليست سلبية كما ىو احلاؿ يف ادلالحظة‪ ،‬اليت يكتفي الباحث فيها إيل االستماع مبا تبوح بو الطبيعة ‪،‬‬
‫كىو يتلقي منها ادلعلومات دكف أم مربر سوم ىذا التلقي ‪ .‬أما يف التجربة فهو يسئل الطبيعة أك الظاىرة سؤاال زلددا كيريد اإلجيابة عنو ‪.‬‬
‫كرمبا لن ينتظر اجلواب إذ نراه يعدؿ الظاىرة كينوع جتاربو عن طريق بعض الظركؼ ادلصطنعة‪ ،‬حيت يتأكد بػأف ما أجابت عنو الظاىرة‪ ،‬ىي‬
‫إجابة زلددة كمقنعة عن السؤاؿ‪.‬‬
‫فالتجربة علي ىذا ‪ ،‬تعترب أصدؽ تعبًن عن ادلنهج التجرييب ‪ .‬إذ إف الباحث أك اجملرب جيرب الظاىرة علي ادلثوؿ أمامو ‪ .‬كمل يعد ينتظر حدكث‬
‫ىذه الظواىر كيف ذلك توفًن لكثًن من اجلهد كالوقت ‪ ،‬كذلك آلف الظاىرة حينما تقع بشكلها التلقائي كما ىو يف الواقع اخلارجي ‪،‬ال تتيح‬
‫للباحث فرصة كافية لتسجيلها تسجيال دقيقا ‪ .‬كمن مث فأف كل ما يقوـ بو الباحث ىو انتظار ما جتود بو علية الظاىرة يف حلظة حدكثها‬
‫‪،‬كىو بالتايل لن يستطيع التحكم يف ظركفها حتكما كافيا ‪.‬‬
‫كىذا فأف التجربة ىنا تعطي للباحث ما كاف ينقصو‪ ،‬يف أف يالحظ الظاىرة علي ضلو أدؽ كيعدؿ فيها كبغًنىا‪ .‬أعين أنو بعد هتيئة الظركؼ‬
‫ادلناسبة حلدكث ا لظاىرة جتريبيا ‪ ،‬يستطيع أف يتعامل مع الظاىرة ‪ .‬معمليا ‪.‬كذلك لغرض التأكيد من صحة النتائج ادلستخلصة من الفركض‪.‬‬
‫أعين لو فرضنا أف ىناؾ حاالت عديدة تؤكد(‪. )1‬‬

‫) ) قاسم ‪،‬محمود ‪":‬المنطق الحديث" ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪034-034.‬‬


‫‪1‬‬

‫) ) برنااار‪ ،‬كمااود ‪ ،)0447( ،‬مااد ل إلااي د ارسااة الطااب التجريبااي ‪ ،‬ترجمااة عماار الشاايباني ‪ ،‬دار بوسااالمة لمطباعااة و النشاار تااونس ‪،‬ص‬
‫‪2‬‬

‫‪70.‬‬

‫‪17‬‬
‫جملة الرتبية‪-‬كلية الرتبية‪-‬اجلامعة األرمسيةةاسإلمامية‪ -‬العدد (‪ )3‬دةسمرب ‪7102‬م‬

‫فرضا ما‪ ،‬ككجدت حالة كاحدة تكذبو ‪ ،‬فأف ىذا يكفي لبياف فساد ىذا الفرض يف الوقت الذم تفشل فيو حاالت كثًنة تؤكد الفرض علي أف‬
‫تثبت صدقو ‪،‬كليست التجربة نوعا كاحدا بل عدة أنواع ‪ ،‬كيتوقف كل نوع منها علي موقف الباحث من بعيد‪ ،‬اعين أف ادلوقف الذم يتخذه‬
‫الباحث إزاء التجربة ‪،‬كىو الذم حيدد نوع التجربة كذلك من حيث تدخلو أك عدـ تدخلو يف التجربة مثال‪(2).‬‬

‫أوال ‪ -:‬أنواع التجارب‬


‫‪-1‬التجربة الغًن مباشرة "السلبية"‬
‫كىي تلك اليت ال يتدخل الباحث يف حدكثها‪ ،‬أك تغيًن مسارىا ‪ ،‬بل تركها حتدث كفق منطقها ‪،‬كما ىي ‪ ،‬أعين أهنا حتدث تلقائيا‪ ،‬ككأف‬
‫الطبيعة تطوعت كأجرت التجربة بدال من أف يقوـ الباحث بذلك يف معملو ‪ ،‬ال يستطيع أف يفعل ذلك لعدة أسباب‪ :‬منها أف ىناؾ بعض‬
‫الظواىر ال تسمح دلثل ىذا اإلجراء ادلعملي ‪،‬أك قد ثقف اآلراء الشائعة من القياـ بو‪ ،‬كاآلراء السياسية ‪،‬كاخللقية‪ ،‬كالدينية علي ذلك ‪،‬ىل‬
‫يسمح اذلنود بتشريح البقرة ادلقدسة ؟‬
‫‪-2‬التجربة ادلباشرة "اإلجيابية "كىي نوعاف‪:‬‬
‫التجربة ادلرجتلة‪ -:‬يطلق ىذا ادلصطلح علي تدخل يف ظركؼ الظواىر ال للتأكيد من صدؽ فكرة علمية ‪ ،‬بل جملرد ما يرتتب علي ىذا التدخل‬
‫من أثار ‪ .‬كيلجا الباحث إيل ىذا النوع من ادلرحلة األكيل من مراحل ادلنهج التجرييب أم مراحل البحث "‬
‫التجربة العلمية‪ " -:‬كيطلق علي كل تدخل يلجأ إليو الباحث يف ادلرحلة األخًنة من ادلنهج االستقرائي ‪،‬أم عندما يريد التحقق من صدؽ‬
‫الفركض‪ ،‬اليت يضعها بناء علي ما توحي إليو بو ادلالحظة‪ ،‬أك التجربة ادلرجتلة ‪،‬كىكذا هتدؼ التجربة العلمية إيل غاية أكثر كضوحا كحتديدا من‬
‫الغاية ‪،‬اليت ترمي إليها التجربة ادلرجتلة ‪،‬كىي اليت تستحق الوصف كحدىا بػأهنا جتربة مبعين الكلمة(‪)3‬‬
‫إرتاال‪ ،‬نستطيع أف نقوؿ إف التجربة تعين هتيئة الظركؼ ادلناسبة ‪،‬حلدكث الظواىر علي ضلو‪ ،‬ما ىو موجود يف الواقع اخلارجي معمليا ‪ .‬كبالتايل‬
‫ديكن التدخل يف الظاىرة كتعديلها ‪،‬كذلك لغرض بياف صحة أك فساد الفرض الذم قادنا إيل القياـ هبذه‪ .‬التجارب ‪.‬كدلا كانت ادليادين سلتلفة‬
‫‪ ،‬فالفركض أيضا تكوف سلتلفة ىذا االختالؼ جعل ىناؾ أنواعا سلتلفة من التجارب ‪،‬كلذلك يتعٌن كضع قواعد عامة للتجربة كفقا الختالؼ‬
‫ادليادين كالعلوـ ‪ ،‬كلذلك نشأت لكل علم قواعد خاصة كأف كانت كل العلوـ "التجريبية " ختضع دلعايًن كقواعد عامة تنطبق عليها ‪ ،‬ىذه‬
‫القواعد مهمتها التحقق من الفركض ‪ ،‬كصلد أنفسنا أماـ زلاكلتٌن من زلاكالت صنع قواعد زلددة للتحقق من الفركض ‪ :‬احملاكلة األكيل زلاكلة‬
‫"بيكوف " كالثانية زلاكلة "جوف أستيورات مل"‪.‬‬
‫‪-3‬التجارب الصناعية كالتجارب الطبيعية‪-:‬‬
‫التجارب الصناعية ‪ ،‬كىي التجارب اليت تتم يف ظركؼ صناعية يتم كضعها من جانب الباحث ‪:،‬أما التجارب الطبيعية كىي التجارب اليت تتم‬
‫يف ظركؼ طبيعية‬
‫دكف أف حياكؿ الباحث أف يتدخل فيها أك أف يصنع ذلا ظركؼ خاصة مثل الكوارث الطبيعية كالظواىر التارخيية اليت حتدث مبحو الصدفة‪.‬‬
‫‪-4‬جتارب تستخدـ فيها رلموعة من اإلفراد أك أكثر‬
‫النوع األكؿ‪ :‬من التجارب يلجأ الباحث إيل رلموعة كاحدة من اإلفراد يقيس اجتاىاهتم بالنسبة دلوضوع معٌن‪ ،‬مث يدخل ادلتغًن التجرييب الذم‬
‫يرغب يف معرفة اثر كبعد يقيس اجتاه إفراد اجملموعة للمرة ثانية ‪ ،‬فاذا كجدا فركقا جوىرية يف نتائج القياس يف ادلرتٌن يفرتض أهنا ترجع إيل ادلتغًن‬
‫التجرييب‪.‬‬
‫أما النوع الثاين‪ :‬فيلجأ الباحث إيل استخداـ رلموعتٌن من اإلفراد يطلق علي احدمها (اجملموعة التجريبية) كيطلق علي األخرل (اجملموعة‬
‫الضابطة )‪ ،‬كيفرتض فيها التكافؤ من حيث ادلتغًنات ادلهمة يف الدراسة ‪ ،‬مت يدخل ادلتغًن التجرييب الذم يرغب يف معرفة أثره علي اجملموعة‬
‫الضابطة ‪،‬كبعد انتهاء التجربة تقاس اجملموعتٌن كيعترب الفرؽ يف النتائج بٌن اجملموعتٌن راجعا إيل ادلتغًن التجرييب‬
‫‪-5‬جتارب العشوائية‪-:‬‬

‫) ) الجابري‪ ،‬محمد عبد "‪ ،‬المنياج التجريبي وتطور الفكري العممي ‪ "،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪11.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫الصفحة نفسها‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪10-11‬‬

‫) )‪ :‬قاسم‪ ،‬محمود " ‪،‬المنطق الحديث ومناىج البحث "‪ ،‬المرجع السابق ص ‪40.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪11‬‬
‫جملة الرتبية‪-‬كلية الرتبية‪-‬اجلامعة األرمسيةةاسإلمامية‪ -‬العدد (‪ )3‬دةسمرب ‪7102‬م‬

‫تعتمد الطريقتاف السابقتٌن علي االفرتاض ‪،‬بأننا نعرؼ كل ادلتغًنات ادلهمة يف الدراسة ‪،‬كىذا يصعب التحقق منو ‪،‬كلذلك يلجأ الباحث إيل‬
‫توزيع اإلفراد عشوائيا علي كل من اجملموعتٌن التجريبية كالضابطة ‪،‬أم يتم توزيع اإلفراد بطريقة تتيح لكل منهم فرصا متكافئة لاللتحاؽ‬
‫بأحدم اجلماعتٌن مث تقوـ بأجراء التجربة(‪.)1‬‬
‫‪ -‬متطلبات تصميم التجربة اجليدة‪-:‬‬
‫االعتماد علي أكثر من جتربة‬
‫استخداـ أدكات رتع بيانات صحيحة كقوية التصميم‬
‫البد من التحقق من كافة ادلتغًنات اليت قد تؤثر علي النتائج‬
‫اختيار ادلوضوعات اليت دتثل اجملتمع بطريقة جيدة‬
‫عدـ حتيز القائم بالتجريب‬
‫توزيع التجارب كاالعتماد علي التجارب السابقة‬
‫إال أف لكي ضلصل علي بيانات من خالؿ ادلالحظة‪ ،‬كجتربة ‪،‬كالفرض األكثر دقة ‪،‬فعلي الباحث االستعانة بأكثر من كسيلة جلمع البيانات‬
‫التجرييب كبتحديد ادلالحظة ىو االستبياف ‪)2(.‬‬
‫‪-4‬االستبياف‪-:‬‬
‫لقد أصبح االستبياف من الوسائل اليت تعتمد عليها البحوث التجريبية يف رتع البيانات‪ ،‬يف سلتلف البحوث كوسيلة للحصوؿ علي حقائق عن‬
‫الظركؼ كاألساليب القائمة بالفعل ‪،‬كإذا ما قارنا كسيلة االستبياف بغًنىا من الوسائل األخرل كادلالحظة سنجد أف كسيلة االستبياف لها مزايا‬
‫ختتص هبا عن غًنىا (مثال) ‪،‬ما صلده يف االستبياف ال صلده يف ادلالحظة ‪،‬آلف ادلالحظة ال تستطيع أف دتدنا ببيانات عن مدم إدراؾ األفراد‬
‫للمواقف‪ ،‬اليت تواجههم يف اجتاىاهتم كعقائدىم أك قيمهم كمشاعرىم ‪،‬كما ال ديكن عن طريق ادلالحظة معرفة خربات الفرد ادلاضية كارتباطها‬
‫بسلوؾ احلايل ‪.‬‬
‫كما يعرفو‪ :‬رتاؿ زكي‪ ،‬كالسيد ياسٌن(بأنو كسيلو من كسائل رتع البيانات) كيعتمد علي استمارة رتع البيانات اليت تتكوف من رلموعة من‬
‫األسئلة ‪.‬‬
‫كيعرفو ‪ Good‬بأنو مرادؼ للمصطلح "استمارة البحث" م انو عبارة استمارة حتتوم علي رلموعة من األسئلة توزع عن طريق الربيد أك‬
‫ديلؤىا ادلبحوث حتت أشراؼ الباحث(‪. )3‬‬
‫كما يفرؽ كليم جود كبوؿ ‪ -:‬بٌن ثالثة مصطلحات ىي "االستبياف" ك"استمارة البحث" ك"دليل البحث" (‪)4‬‬
‫فاالستبياف – يشًن إيل الوسيلة اليت تستخدـ للحصوؿ علي أجوبة ألسئلة معينة يف شكل استمارة ديلوىا اجمليب بنفسو‪.‬‬
‫أما استمارة البحث –تعين رلموعة من األسئلة اليت توجو كدتأل اإلجابة عليها من قبل ادلقابل يف موقف مواجهة شخصية مباشرة مع شخص‬
‫أخر‪.‬‬
‫أما دليل البحث فهو رلموعة أك قائمة من النقاط أك ادلوضوعات اليت حيب أف يعطيها ادلقابل خالؿ مقابلتو للمبحوث ‪.‬‬

‫أوال‪-‬أنواع االستبيان‪-:‬‬
‫‪-1‬االستبياف ادلباشر‬
‫كىو الذم يتكوف من أسئلة هتدؼ للحصوؿ علي حقائق كاضحة كصرحية مثل السؤاؿ ادلباشر عن السن ‪،‬حالة الزكاج ‪ ،‬ادلستوم التعليمي ‪،‬‬
‫ادلهنة‪.‬‬
‫‪-2‬االستبياف الغًن مباشر‬

‫) ) الفقيه‪ ،‬عيسي عبد اهلل ‪،‬الفكر اإلسالمي ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪794.‬‬
‫‪1‬‬

‫) ) المرجع السابق‪، :‬ص ‪794-792.‬‬


‫‪2‬‬

‫) ) ديوبولد‪،.‬فان دالين( ‪ ،)0494‬مناىج البحث في التربية وعمم النفس ‪(،‬ترجمة محمد نبيل وآ رون ‪ ،‬مكتبة االنجمو المصرية‪ ،‬ص ‪713.‬‬
‫‪3‬‬

‫) ) الشيباني ‪،‬عمر ‪،‬مناىج البحث االجتماعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪719.‬‬


‫‪4‬‬

‫‪19‬‬
‫جملة الرتبية‪-‬كلية الرتبية‪-‬اجلامعة األرمسيةةاسإلمامية‪ -‬العدد (‪ )3‬دةسمرب ‪7102‬م‬

‫كىو الذم يتكوف من أسئلة " ديكن من خالؿ اإلجابة عليها استنتاج البيانات ادلطلوبة مثل عن التكيف االجتماعي –األسئلة‪ -‬ىل لديك‬
‫أصدقاء ‪ ،‬ىل ديكن كسب أصدقاء بسهولة ‪ ،‬كمن خالؿ ىذه األسئلة يستنتج الباحث البيانات ادلطلوبة ‪)1( .‬‬
‫‪-3‬االستبياف احملدد أك ادلقفوؿ‬
‫كىو الذم يتكوف من قائمة من األسئلة معدة كزلددة ‪،‬فهو ال يعطي إجابة عليها كإمنا يكتب "نعم " أك" ال" أك يضع دائرة عليها أك خطا‬
‫مثل السؤاؿ ‪.‬‬
‫"ىل لديك جهاز تلفزيوف ؟‬
‫‪-‬نعم –ال‬
‫‪ -4‬االستبياف ادلفتوح‬
‫كىو يسمح للشخص ادلستفيت باإلجيابية احلرة الكاملة يف عبارة خاصة‪ ،‬بل من اإلجيابة احملددة أم أعطي فرصة عن دكافعو كاجتاىاتو مثل ‪.‬‬
‫"ما رأيك يف األعالـ ؟‬
‫‪...............................‬‬
‫‪-5‬االستبياف ادلصور‬
‫كىو الذم يقدـ رسوما أك صورا ‪ ،‬بدال من العبارات ادلكتوبة ‪ ،‬اليت دييلوف إليها أم من األطفاؿ كمن الغالب جتدب الصور االنتباه أكثر من‬
‫الكلمات ادلكتوبة‪)2(.‬‬

‫ثانيا – مميزات االستبيان‪:‬‬


‫يعترب االستبياف اقل كسائل رتع البيانات تكلفة سواء يف اجلهد ادلبذكؿ‬
‫ديكن رتع كاحلصوؿ علي بيانات من عدد كبًن من األفراد عن طريق البيانات كيف أقل كقت شلكن ‪.‬‬
‫يزيد يف نتيجة التقنٌن يف األلفاظ كترتيب األسئلة كىذا يزيد من قيمة االستبياف القياسية‬
‫يوفر االستبياف كقتا للفرد لإلجابة علي أسئلة االستمارة ‪،‬أكثر شلا لو سئل مباشر‬
‫كطلب منو اإلجابة عقب توجيو السؤاؿ‪ .،‬كإيل العديد من ادلميزات األخرل‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬عيوب االستبيان‪-:‬‬


‫‪-1‬يفقد الباحث اتصالو الشخصي بأفراد الدراسة‪ ،‬كىذا حيرمو من مالحظة ردكد فعل اإلفراد كاستجابتهم عن األسئلة‬
‫‪-2‬كثًن من ادلصطلحات كالكلمات حتمل أكثر من معين دلختلف اإلفراد‪ ،‬كىذا حيد من قيمة االستبياف إذ مل يكن ىناؾ فرص للتأكيد من‬
‫فهم الفرد للسؤاؿ كالكلمات‬
‫‪-3‬ال يستخدـ االستبياف‪ ،‬إال يف رلتمع يكوف غالبية اإلفراد جيدكف القراءة كالكتابة‬
‫‪-4‬عادة ما تشتمل استمارة االستبياف علي أسئلة زلدكدة‬
‫‪-5‬ال ديكن للباحث التأكد من صدؽ االجيابات‪ ،‬كىناؾ من حيصل علي االستبياف كىو ليس يف درجة ادلراد عليهم بدراسة ‪)3( .‬‬
‫‪-6‬كذلك أحيانا خترج األسئلة عن إطار كمضموف ادلوضوع ادلراد دراستو‪.‬‬
‫إال أف الدراسة يف رلاؿ التجريب ‪ ،‬مل تقف علي ادلميزات كالعيوب يف كل مرحلة ‪ ،‬كأمنا تعطينا صورة كاحدة علي أمهية الدكر ‪ ،‬الذم يلعبو‬
‫الباحث من خالؿ التجريب‪ ،‬كما يقدمو للعلم من خالؿ التجارب كالرصد الوقائع كالظواىر‪.‬‬

‫) )جمال زكي والسيد ياسين ‪ ،‬أسس البحث االجتماعي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪732-731.‬‬
‫‪1‬‬

‫) ) المصدر السابق‪ :‬ص‪712-719 ،‬‬


‫‪2‬‬

‫) ) الغد‪ ،‬إبراىيم ‪،‬ولويس كامل‪ ،‬ممكية ‪:‬البحث االجتماعي ومناىجو ‪،‬ص ‪49- 41.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪12‬‬
‫جملة الرتبية‪-‬كلية الرتبية‪-‬اجلامعة األرمسيةةاسإلمامية‪ -‬العدد (‪ )3‬دةسمرب ‪7102‬م‬

‫الخاتمـ ـ ـة‪:‬‬
‫لعل قد تبٌن يف صورة مبسطة ‪ ،‬أمهية السلم الثالثي‪ (:‬ادلالحظة كالتجربة كالفرض) ‪،‬كتوضيح كل منهم بأنواعو كخصائصو كأقسامهم كدكر كل‬
‫منهم ‪ ،‬مع ترابطهم اجلوىرم خطوة بعد األخرل‪ ،‬فادلنهج التجرييب ليس ىو ادلنهج الوحيد الذم يقوـ باستخداـ ىذه العناصر‪ ،‬بل ىناؾ‬
‫مناىج أخرم تقوـ بتفسًن الظواىر كاألحداث ‪ ،‬كفق ىذه اخلطوات ‪،‬إال ادلنهج التجرييب الوحيد يكشف العالقة السببية بٌن الظواىر‬
‫كيستخدـ التجربة ‪،‬كما حيدث عليها من متغًنات كمراقبة حدكث الظاىرة ‪.‬‬
‫كما أشار الباحث إيل ضركرة مراعاة الدقة ادلوضوعية من قبل الباحث ‪ ،‬مع دقة اآلالت ادلستخدمة يف رصد الظاىرة ‪،‬حيت يصل إيل نتائج‬
‫صحيحة كديكن تعميمها علي بقية الظواىر ‪.‬‬
‫كما أشار إيل الفركض كأنواعها‪ ،‬كأىم مساهتا كطرؽ سلبياهتا ‪ ،‬كيرم بأف التوقعات أك التخمينات‪ ،‬كىي نظريات مل تثبت صحتها بعد‪ ،‬كىي‬
‫زلل رىن التحقيق ‪،‬كىي مرحلة تأيت بعد ادلالحظة ‪.‬‬
‫كمن خالؿ ىذا البحث ادلبسط ‪ ،‬أمهية ىذه العناصر‪ ،‬كىي تعترب اخلطوات االكيل لتقدـ العلمي يف شيت اجملاالت العلمية كالبحثية ‪ ،‬كما يوصي‬
‫الباحث االىتماـ باجلانب العلمي ألنو يزيد من التقدـ كيرتؾ لألجياؿ القادمة ثرات االجياؿ احلاضرة ‪.‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬

‫‪-1‬ابراىيم ابو الغد كلويس( ‪، )1963‬ملكية ‪:‬البحث االجتماعي مناىجو كأدكاتو ‪ ،‬القاىرة مصر ‪ ،‬مكتبة االصللو ‪.‬‬
‫‪-2‬الشيباين‪ ،‬عمر) ‪، (1975‬مناىج البحث العلمي ‪،‬جامعة طرابلس سابقا ‪،‬الطبعة الثانية ‪،‬الشركة العامة للنشر كالتوزيع كاألعالـ ‪.‬‬
‫بوؿ موم ‪ :‬ادلنطق كفلسفة العلوـ ‪:‬تررتة فؤاد زكي ‪ ،‬دار النهضة ادلغربية ‪ ،‬بدكف تاريخ الطبعة‪.‬‬
‫‪-5‬برنار‪ ،‬كلود‪ ،)1982)،‬مدخل دراسة الطب التجرييب ‪ ،‬تررتة عمر الشيباين ‪،‬دار بوسالمة للطباعة ‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫‪-6‬بدكم‪ ،‬عبد الرزتن )‪، (1968‬مناىج البحث العلمي ‪،‬القاىرة مصر ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.‬‬
‫‪ -7‬معطي ‪،‬عبد الباسط زلمد(‪ ،)1991‬البحث االجتماعي ‪ ،‬مصر االسكندرية ‪ ،‬دار ادلعرفة اجلامعية ‪.‬‬
‫‪-8‬زلمود قاسم ‪ :‬ادلنطق احلديث كمناىج البحث ‪ ،‬بدكف تاريخ الطبعة كالنشر‪.‬‬
‫‪ -11‬اجلابرم‪ ،‬زلمد عابدم‪) 1976( ،‬ادلنهاج التجرييب كتطور الفكر العلمي ‪ ،‬دار النشر ادلغربية ‪.‬‬
‫‪ -11‬الفقيو‪،‬عيسي عبداهلل(‪، ) 2117‬الفكر الرياضي اإلسالمي كدكره يف بناء ادلعرفة ‪ ،‬منشورات رتعية الدعوة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -12‬دالٌن ‪،‬ديولودفاف( ‪ ،)1969‬مناىج البحث يف الرتبية كعلم النفس‪ ،‬تررتة زلمود نبيل كأخركف ‪ ،‬مكتبة االصللو ادلصرية ‪.‬‬
‫‪-13‬مصطفي الثًن ‪ :‬مقدمة يف مبادئ كاسس البحث االجتماعي‪ ،‬طرابلس ليبيا ‪،‬ادلنشاة الشعبية لنشر ‪ ،‬بدكف تاريخ الطبعة‪.‬‬
‫‪ -14‬اذلمايل ‪،‬عبداهلل (‪:)1988‬اسلوب البحث االجتماعي كتقنياتو ‪ ،‬بنغازم ‪،‬ليبيا ‪ ،‬منشورات جامعة بنغازم ‪.‬‬
‫‪ -15‬زلمد فتحي الشطي ‪ :‬اسس ادلنطق كادلنهج العلمي ‪ ،‬بدكف تاريخ الطبعة كالنشر‪.‬‬
‫‪-16‬زكي‪ ،‬رتاؿ كالسيد( ‪، ) 1962‬اسس البحث االجتماعي ‪ ،‬القاىرة مصر ‪ ،‬دار الفكر العريب‪.‬‬

‫‪14‬‬

You might also like