You are on page 1of 8

‫إعداد ‪ /‬السيد صبحي الشافعي‬

‫تحليل قصيدة على قدر أهل العزم‬


‫التعريف بالشاعر‬
‫أبو الطيّب المتنبي (‪303‬هـ ‪353 -‬هـ) (‪515‬م ‪565 -‬م) هو أحم ُد بن الحسين الكندي من مواليد الكوفة ‪ .‬اهتم والده‬
‫بتعليمه وتثقيفه ‪ ،‬فنشأ شاعرا قويا ً وهو في التاسعة من عمره ‪ ،‬ارتبط بسيف الدولة الحمداني أمير حلب وفيه نظم ثلث‬
‫شعره وسميت قصائده في سيف الدولة بال ّسيفيات‪.‬‬
‫مناسبة النص ‪:‬‬
‫تمثل هذه القصيدة مدح وحماسة لرمز من رموز العزة العربية وهو سيف الدولة الحمداني ‪ .‬وقد كتب الشاعر هذه‬
‫القصيدة بعد أن انتصر سيف الدولة على الروم في معركة الحدث انتصارا ساحقا ً ‪ ،‬وقيامه ببناء حصن منيع بها خالل‬
‫هذه المعركة‪.‬‬
‫األفكار الرئيسة ‪:‬‬
‫( ا‪ ) 2-‬والغرض األبرز هو الحكمة‬ ‫‪ -1‬الهمم العالية تأتي بعظائم األمور ‪.‬‬
‫‪ -2‬سيف الدولة يبني قلعة الحدث الحمراء زمن الحرب ( ‪ ) 5-3‬الغرض الوصف‬
‫الغرض الوصف‬ ‫( ‪) 5 -6‬‬ ‫‪ -3‬استعداد الروم الهائل للمعركة ‪.‬‬
‫( ‪ ) 11 -11‬الغرض هو المدح‬ ‫‪ -3‬سيف الدولة يواجه الموت ويهزم الشرك‬
‫س ‪ : 1‬لماذا بدأ الشاعر بالحكمة مخالفا ً ما درج عليه الشعراء ؟‬
‫ج‪ :1‬يمثل البيتين مقدمة رائعة لما جاء بعدهما من أبيات وكأنهما اإلجمال وما جاء بعدهما التفصيل ‪ ،‬وفيهما‬
‫مقارنة رائعة بين العظيم صاحب الهمة وهو الممدوح ‪ ،‬وبين الحقير قليل الحيلة وهو قائد الروم‪.‬‬
‫س‪ : 2‬ما التقنية الفنية المستخدمة في هذه القصيدة ؟ وما الغرض منها ؟‬
‫ج‪ - : 2‬هي تقنية السرد الشعري ( الحكاية ) ويت ّم من خاللها تضمين الشعر خبرا ً أو حدثا ً مه ّما ً على صعيد‬
‫المعرفة ‪ ،‬أو اإلمتاع ‪ ،‬أو العبرة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تسجيل لحظة انفعالية‬ ‫‪ -‬الغرض منها ‪ -1 :‬تخليد الموقف ‪ -2 .‬أخذ العبرة‬
‫العاطفة ‪:‬‬
‫سيطرت على الشاعر عاطفة الفخر واإلعجاب واالعتزاز وقد دلت عليها كلمات النص ‪.‬‬
‫عناصر الحكاية ‪ /‬السرد في الشعر ‪:‬‬
‫‪ -3‬نقل الحوار ‪.‬‬ ‫‪ -3‬وصـف الزمان و المكان ‪.‬‬ ‫‪ -2‬تصوير األحداث‬ ‫تجسيد الشخصية‬
‫البيت األول ‪ :‬الشرح والمعاني ‪:‬‬
‫وتأتي على قدر الكرام المكارم‬ ‫على قدر أهل العزم تأتي العزائم‬

‫السيد صبحي الشافعي‬


‫إعداد ‪ /‬السيد صبحي الشافعي‬

‫اللغة ‪:‬‬
‫العزم ‪ :‬اإلرادة و العزيمة أو ما يُعزم عليه من األمر ‪ ،‬والجمع ‪ :‬عزائم ‪ -‬المكارم ‪ :‬مفردها مكرمة وهي العطايا‬
‫الشرح ‪ :‬يقول العزائم إنما تكون على قدر أصحاب العزم فمن كان كبير الهمة قوي العزم عظم األمر الذي يعزم‬
‫عليه‪ .‬وكذلك المكارم إنما تكون على قدر أهلها ‪.‬‬
‫والمعنى ‪ :‬أن الرجال قوالب األحوال فإذا صغروا صغرت وإذا كبروا كبرت‪.‬‬
‫التذوق ‪:‬‬
‫‪ -‬التقديم لشبه الجملة في البيت األول للتخصيص وتأخير الفعل والفاعل للتشويق ‪.‬‬
‫‪ -‬من الصور البالغية ‪( :‬أهل العزم ‪ ،‬تأتي العزائم ‪ ،‬تأتي المكارم ) كل منها استعارة مكنية فيها تشخيص ‪.‬‬
‫‪ -‬من المحسنات البديعية اللفظية ‪ :‬الجناس في قوله ‪:‬العزم والعزائم ‪ ،‬الكرام والمكارم ‪ .‬وفائدته يعطي جرسا ً‬
‫موسيقيا ً ترتاح له النفس وفيه تحريك للذهن ‪ – .‬التصريع يعطي دفعة موسيقية وهذا يعد براعة استهالل ‪.‬‬
‫البيت الثاني ‪:‬‬
‫َوت َصغُ ُر في َ‬
‫عين ال َعظيم ال َعظائ ُم‬ ‫غارها‬
‫صغير ص ُ‬
‫عين ال َ‬ ‫َوت َع ُ‬
‫ظ ُم في َ‬
‫اللغة ‪ :‬العظائم ‪ :‬األمور الكبيرة ومفردها عظيمة‬
‫الشرح‪:‬‬
‫صغار األمور عظيمة في عين الصغير القدر‪ ،‬وعظامها صغيرة في عين العظيم القدر‪ ،‬يشير بذلك إلى شرف سيف‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫التذوق‬
‫‪ -‬من المحسنات البديعية المعنوية ‪:‬المقابلة بين الشطرين توضح المعنى وتؤكده وتلخص الفرق بين سيف الدولة‬
‫وقائد الروم ‪ – .‬بين الشطرين حسن تقسيم وهو من المحسنات اللفظية ‪.‬‬
‫البيت الثالث ‪:‬‬
‫َوت َعلَ ُم أَي الساقيَين الغَمائ ُم‬ ‫ف لَونَها‬ ‫هَل ال َح َد ُ‬
‫ث ال َحمرا ُء ت َعر ُ‬
‫اللغة ‪ :‬الحدث ‪:‬هي القلعة التي بناها سيف الدولة ‪ ،‬وهي في بالد الروم ‪ ،‬وعليها كانت الوقعة وسماها حمراء‪ ،‬ألنه‬
‫بناها بحجارة حمر‪ ،‬وقيل سماها حمراء لكثرة ما أجرى عندها من الدماء‪.‬‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫هل تعرف القلعة لونها ألنه غير لونها‪ ،‬إما بالحجارة‪ ،‬وإما بالدماء‪ ،‬وهل تعلم أي الساقين سقاها الغمائم‪ ،‬أم الجماجم‪،‬‬
‫وترك ذكر الجماجم اكتفاء بذكر الغمائم ‪.‬‬
‫التذوق‬
‫‪ -‬من الجمال في التعبير ‪ - :‬وصف الحدث بالحمراء يوحي بكثرة الدماء أوباهتمام سيف الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب االستفهام للتشويق ‪.‬‬
‫‪ -‬من الصور البيانية ‪ :‬االستعارة المكنية في ( الحدث تعرف وتعلم ) – الكناية في قوله (الحدث الحمراء)‬
‫وهي كناية عن كثرة الدماء والقتلى الذين سالت دماءهم ‪.‬‬

‫السيد صبحي الشافعي‬


‫إعداد ‪ /‬السيد صبحي الشافعي‬

‫البيت الرابع ‪:‬‬


‫فَلَ ّما َدنا منها َ‬
‫سقَتها ال َجماج ُم‬ ‫سقَتها الغَما ُم الغُر قَب َل نُزوله‬
‫َ‬
‫اللغة ‪:‬‬
‫‪ -‬الجماجم ‪ :‬الرؤوس مفردها جمجمة‬ ‫غراء‬
‫الغمام ‪ :‬السحاب مفرده غمامة – الغر ‪ :‬األغزر ماء مفردها ّ‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫اي سقاها السحاب قبل نزول سيف الدولة بها‪ ،‬فلما دنا منها قتل من كان بها من الروم‪ ،‬فسقتها السيوف بدمائهم‪.‬‬
‫التذوق ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬من الصور البالغية الكناية في قوله " سقتها الجماجم " كناية عن كثرة الدماء التي سالت ‪ ،‬والجماجم التي‬
‫طارت ‪ ،‬وسر الجمال اإلتيان بالمعنى مصحوبا ً بالدليل عليه ‪.‬‬
‫‪ -‬والبيت يرسم صورة فنية رائعة للمدينة قبل وبعد مجيء سيف الدولة‬
‫البيت الخامس‬
‫َو َمو ُج ال َمنايا َحولَها ُمت َالط ُم‬ ‫بَناها فَأَعلى َوالقَنا ت َ‬
‫َقرعُ القَنا‬
‫اللغة ‪:‬‬
‫‪ -‬المنايا ‪ :‬الموت ومفرده منيّة‬ ‫فأعلى‪ :‬أي فأعالها‪ .‬والقنا‪ :‬الرماح ومفردها قناة ‪ -،‬تقرع ‪ :‬تنازل وتضرب‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫يقول‪ :‬بناها ورماح المسلمين تفارع رماح الروم والجيشان يتقاتالن والمنايا تسلب األرواح‪ ،‬واستعار للمنايا موجا ً‬
‫متالطما ً لكثرتها‪ :‬أي لكثرة القتل‪ ،‬فكأن المنايا بحر تتالطم أمواجه‪.‬‬
‫التذوق ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬من الصور البالغية ‪ - :‬الكناية عن شدة الضرب وضراوة الحرب في قوله "القنا تقرع القنا"‪.‬‬
‫‪" -‬موج المنايا "‪ :‬تشبيه بليغ فيه تجسيم وإيحاء بكثرة الموت وتتابعه واستمرار القتل ولهذا جاءت المنايا جمعا ً‬
‫وكذلك موج‪ – .‬ويجوز اعتبار موج المنايا استعارة مكنية حيث شبه المنايا بالبحر وحذف المشبه به ‪.‬‬
‫البيت السادس ‪:‬‬
‫أَتوكَ َي ُج ّرونَ ال َحدي َد َكأَنَّ ُهم ‪َ --‬‬
‫س َروا بجياد ما لَ ُه َّن قَوائ ُم‬
‫اللغة ‪:‬‬
‫– قوائم ‪ :‬سيقان أو أرجل مفردها قائم‬ ‫الحديد ‪ :‬الدروع ‪ -‬سروا ‪ :‬ساروا ليال ‪ -‬بجياد ‪ :‬خيول ومفردها جواد‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫أتوا مدججين في السالح‪ ،‬ولكثرة الحديد عليهم وعلى خيولهم كانت خيولهم كأنها ال قوائم لها‪ :‬أي ال ترى‪ ،‬ألنها‬
‫محجبة بالتجافيف التي على الخيول‪.‬‬

‫السيد صبحي الشافعي‬


‫إعداد ‪ /‬السيد صبحي الشافعي‬

‫التذوق ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬كلمة " أتوك " توحي بأن المقصود كان سيف الدولة لالنتقام منه ‪ ،‬وقد انتقل الشاعر من ضمير الغائب في‬
‫األبيات السابقة إلى المخاطب في هذا البيت وهذا يسمى بااللتفات وفيه تحريك للذهن ولفت لالنتباه ‪.‬‬
‫‪ -‬التشبيه التمثيلي في البيت كله حيث شبه صورة الجنود المشاة والركبان مدججين بالدروع بصورة جنود‬
‫يركبون خيوال تمشي بال قوائم ‪.‬‬
‫‪ -‬يجرون الحديد ‪ -‬خيول ما لهن قوائم‪ :‬كناية عن كثرة السالح والدروع التي تغطي ‪.‬‬
‫البيت السابع ‪:‬‬
‫ثيابُ ُه ُم من مثلها َوال َعمائ ُم‬ ‫البيض من ُه ُم‬
‫ُ‬ ‫إذا بَ َرقوا لَم ت ُ َ‬
‫عرف‬
‫اللغة ‪:‬‬
‫– العمائم ‪ :‬مفردها العمامة وهي غطاء الرأس‬ ‫البرق‪ :‬اللمعان ‪ -‬والبيض‪ :‬السيوف مفردها أبيض‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫جاءوك في أسلحة تامة‪ ،‬فلم تفرق بين سيوفهم وبينهم‪ ،‬ألن ثيابهم وعمائمهم كانت من الحديد‪ .‬وقيل‪ :‬أراد أن السيوف‬
‫لم تتميز من لباسهم‪ ،‬لبريقها ولمعانها‪.‬‬
‫التذوق ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ " -‬برقوا " توحي باللمعان وكثرة الحديد الذي يغطيهم ‪.‬‬
‫‪ -‬البيت كله كناية عن كثرة الدروع والسالح ‪ – .‬وقد عاب النقاد استخدام كلمة العمائم ألنها ليست من لباس‬
‫الروم بل خاصة بالعرب ‪.‬‬
‫البيت الثامن ‪:‬‬
‫َوفي أُذُن ال َجوزاء منهُ زَ ماز ُم‬ ‫خَميس بشَرق األَرض َوالغَرب زَ حفُهُ‬
‫اللغة ‪ :‬الخميس‪ :‬الجيش العظيم ‪ ،‬له الميمنة والميسرة‪ ،‬والقلب والجناحان‪ - .‬والزحف‪ :‬التقدّم‪.‬‬
‫‪ -‬والجوزاء أن ُجم معروفة ‪ ،‬وهي من البروج ‪ -‬والزمازم‪ :‬جمع زمزمة ‪ ،‬وهي صوت ال يُ ْف َهم لتداخله‪.‬‬
‫الشرح‪:‬‬
‫المعنى‪ :‬يقول‪ :‬هذا الجيش لكثرته قد ع ّم الشرق والغرب‪ ،‬وبلغ صوتهم الجوزاء‪ ،‬وخصها بالذكر من سائر‬
‫البروج‪ ،‬ألنها على صورة اإلنسان ‪.‬‬
‫الت ّ ّ‬
‫ذوق ‪:‬‬
‫‪ -‬من الصور البالغية ‪ :‬الكناية ‪ :‬في الشطر األول عن ضخامة الجيش وكثرة جنوده وعتاده ‪ .‬وفي الشطر‬
‫الثاني عن كثرة األصوت وارتفاعها ‪" .‬أذن الجوزاء " ‪ :‬استعارة مكنية فيها تشخيص ‪.‬‬
‫‪ -‬من المحسنات البديعية ‪ :‬الطباق بين الشرق والغرب يوضح المعنى ويؤكد ضخامة الجيش ‪.‬‬

‫البيت التاسع‬
‫ّاث إ ّال الت َراج ُم‬
‫فَما تُفه ُم ال ُحد َ‬ ‫ت َ َج َّم َع فيه ُكل لسن َوأ ُ َّمة‬
‫السيد صبحي الشافعي‬
‫إعداد ‪ /‬السيد صبحي الشافعي‬

‫اللغة ‪:‬‬
‫اللّسن‪ :‬اللغة ولسان‪ - .‬والحدّاث‪ :‬المتحدثون مفردها حادث ‪ - .‬والتراجم‪ :‬جمع الترجمان‪.‬‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫إن جيش العدو الذي مأل األرض‪ ،‬كان قد تجمع فيه أمم مختلفة اللغات‪ ،‬فال يفهم بعضهم كالم بعض إال بالترجمان‪.‬‬
‫وقيل أراد به جيش سيف الدولة‪.‬‬
‫الت ّ ّ‬
‫ذوق ‪:‬‬
‫‪ -‬من الصور البالغية ‪ :‬البيت كله كناية عن كثرة األجناس وتنوعها وفيها إيحاء بكبر الجيش ‪.‬‬
‫‪ -‬الشطر الثاني نتيجة للشطر األول والشطر الثاني أسلوب قصر للتوكيد‪.‬‬
‫البيت العاشر ‪:‬‬
‫هو نائ ُم‬ ‫َكأَنَّكَ في َجفن َ‬
‫الردى َو َ‬ ‫َوقَفتَ َوما في ال َموت شَك لواقف‬
‫اللغة ‪:‬‬
‫‪ -‬الجفن غطاء العين من أعالها وأسفلها والجمع ‪ :‬جفون وأجفان وأجفن‬ ‫– شك ‪ :‬ريب‬ ‫الردى ‪ :‬الموت‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫الردى نائم عنك وأنت قائم‬
‫وقفت في مقام من قام فيه ال يشك أنه يقتل ‪ ،‬وقد أحاط الموت به من كل جانب ‪ ،‬حتى كان ّ‬
‫في جفنه ‪.‬‬
‫الت َّ ّ‬
‫ذوق ‪:‬‬
‫‪ -‬من الصور البالغية ‪ :‬الكناية في الشطر األول كناية عن البسالة والجرأة‬
‫‪ -‬االستعارة المكنية ‪" :‬في جفن الردى " و " هو نائم " حيث حذف المشبه به وترك الزما ً من لوازمه وهو‬
‫الجفن أو صفة من صفاته وهي النوم ‪ ،‬وسر الجمال التشخيص ‪.‬‬
‫‪ -‬البيت كله تشبيه تمثيلي حيث صور سيف الدولة في ميدان المعركة حيث الطعن والضرب بصورة شخص‬
‫يقف على حافة الموت ‪.‬‬

‫البيت الحادي عشر ‪:‬‬


‫َو َوج ُهكَ َوضّاح َوث َ ُ‬
‫غركَ باس ُم‬ ‫ت َ ُمر بكَ األَبطا ُل َكلمى هَزي َمةً‬

‫اللغة‪:‬‬
‫كلمى‪ :‬جمع كليم؛ بمعنى جريح‪ .‬وهزيمة‪ :‬أي مهزومة‪ .‬وهو من باب فعيل بمعنى مفعول‪ ، ،‬ووضاح‪ :‬مشرق‬
‫الشرح‬
‫وقفت وكانت األبطال تمر بك‪ ،‬وهي مجروحة منهزمة عابسة الوجوه‪ ،‬وأنت مشرق الوجه ضاحك السن ‪.‬‬
‫التذوق ‪:‬‬
‫‪ -‬من الصور البالغية ‪ - :‬البيت كله كناية عن الثقة و الثبات والشجاعة‬
‫السيد صبحي الشافعي‬
‫إعداد ‪ /‬السيد صبحي الشافعي‬

‫البيت الثاني عشر ‪:‬‬


‫ت َموتُ الخَوافي ت َحت َها َوالقَواد ُم‬ ‫ض َّمةً‬
‫على القَلب َ‬
‫ض َممتَ َجنا َحيهم َ‬
‫َ‬
‫اللغة ‪:‬‬
‫الجناحين ‪:‬الميمنة الميسرة وهما جانبا العسكر – القوادم ‪ :‬وهي من الريش في جناح الطائر فوق الخوافي أو أمامها‪-‬‬
‫والخوافي ‪ :‬ريش تحت القوادم أو خلفها ‪.‬‬
‫يقول قلبت جناحي العسكر على القلب فأهلكت الجميع ‪.‬‬ ‫الشرح ‪:‬‬
‫التذوق ‪:‬‬
‫من الصور البالغية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬االستعارة المكنية في " ضممت جناحيهم " حيث شبه جيش الروم بطائر له جناحان وسر الجمال التجسيم‬ ‫‪-‬‬
‫والتوضيح ‪( – .‬النصر قادم – النصر غائب ) استعارتان مكنيتان فيهما تشخيص ‪.‬‬
‫االسستعارة التصريحية في " الخوافي " و القوادم" حيث شبه مقدمة الجيش بالقوادم ومؤخرته بالخوافي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫البيت كله كناية عن هالك الروم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطباق ‪ :‬بين الخوافي والقوادم من المحسنات البديعية المعنوية توضح المعنى وتفيد الشمول ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫البيت الثالث عشر‪:‬‬


‫صار إلى اللَبّات َوالن ُ‬
‫َصر قاد ُم‬ ‫َو َ‬ ‫ب‬ ‫ضرب أَتى الهامات َوالن ُ‬
‫َصر غائ ُ‬ ‫ب َ‬
‫‪ -‬واللبات‪ :‬النحور‪.‬‬ ‫الهامات‪ :‬الرؤوس‬ ‫اللغة ‪:‬‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫يريد سرعة انتصاره عليهم‪ ،‬يقول‪ :‬لم يك إال حملة بالسيوف وقعت على هاماتهم والجيشان واقفان ال يتحقق النصر‬
‫ألحدهما‪ ،‬فما بلغت من الهامات إلى اللبات حتى انهزموا فكان النصر لك ‪.‬‬
‫الت ّ ّ‬
‫ذوق ‪:‬‬
‫‪ -‬الطباق بين " غائب و قادم " يوحي بسرعة تحقق النصر وقوة الضربات التي كانت تفلق الهام وتصل للنحر‪.‬‬
‫البيت الرابع عشر ‪:‬‬
‫صوار ُم‬
‫فاف ال َ‬
‫البيض الخ ُ‬
‫ُ‬ ‫َمفاتي ُحهُ‬ ‫طلَ َ‬
‫ب الفَت َح ال َجلي َل فَإنَّما‬ ‫َو َمن َ‬
‫اللغة ‪:‬‬
‫والخفاف‪ :‬المرهفة الرقيقة مفردها خفيف‪.‬‬ ‫البيض‪ :‬السيوف الالمعة مفردها أبيض ‪.‬‬
‫والصوارم‪ :‬القواطع مفردها صارم‪.‬‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫من ارتقب النصر الجليل وحاوله ‪ ،‬وطلب الفتح المبين ‪ ،‬فإنما مفاتيح ذلك السيوف الصارمة‪ ،‬الخفاف الماضية‪.‬‬

‫السيد صبحي الشافعي‬


‫إعداد ‪ /‬السيد صبحي الشافعي‬

‫التذوق ‪:‬‬
‫االستعارة المكنية " مفاتيحه " شبه النصر والفتح بباب وحذف المشبه به وترك صفة من صفاته وهي كلمة مفاتيحه‪.‬‬
‫التشبيه البليغ ‪ :‬في قوله "مفاتيحه البيض" شبه البيض الخفاف بالمفاتيح للنصر والفتح وسر الجمال التجسيم ‪.‬‬
‫البيت الخامس عشر ‪:‬‬
‫َكما نُث َرت فَوقَ ال َعروس ال َدراه ُم‬ ‫نَثَرت َ ُه ُم فَوقَ األ ُ َحيدب ُكلّه‬
‫اللغة ‪:‬‬
‫‪ -‬ونثرتهم‪ :‬فرقتهم‪.‬‬ ‫األحيدب ‪ :‬جبل في الحدث‪.‬‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫نثرت جثثهم فوق هذا الجبل كما تنثر الدراهم على العروس‪ ،‬يعني تفرقت مواضع جثثهم على هذا الجبل كما تتفرق‬
‫مواقع الدراهم إذا نثرت ‪.‬‬
‫التذوق ‪:‬‬
‫‪ -‬البيت كله تشبيه تمثيلي فيه إيحاء بهزيمة الروم والفتك بهم وهو يرسم صورة الهامات والجثث المتناثرة‬
‫على الجبل حول سيف الدولة بصورة الدراهم المتناثرة حول العروس – كلمة كله توحي بانتشار الجثث في‬
‫كل مكان من الجبل ‪ .‬وقد عاب بعض النقاد هذا التشبيه الختالف الجو النفسي بين الشطرين ‪.‬‬
‫البيت السادس عشر ‪:‬‬
‫َولَكنَّكَ الت َوحي ُد للشرك هاز ُم‬ ‫َولَستَ َمليكا ً هازما ً لنَظيره‬
‫‪ -‬التوحيد ‪ :‬اإليمان‬ ‫نظير ‪ :‬مماثل‬ ‫مليك ‪:‬ملك –‬ ‫اللغة ‪:‬‬
‫الشرح ‪ ، :‬كأن التوحيد هزم الشرك وقهره‪ ،‬لما ظفرت على الدمستق وقهرته‪.‬‬
‫التذوق ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬من الصور البالغية ‪- :‬التشبيه البليغ في " لكنك التوحيد " ‪ " -‬للشرك " استعارة تصريحية شبه قائد الروم‬
‫وصرح بالمشبه به ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالشرك وحف المشبه‬
‫البيت السابع عشر ‪:‬‬

‫فَإنَّكَ ُمعطيه َوإنّ َ‬


‫ي ناظ ُم‬ ‫ظهُ‬ ‫لَكَ ال َحم ُد في الد ُّر الَّذي ل َ‬
‫ي لَف ُ‬
‫اللغة ‪:‬‬
‫الدّر اللؤلؤ والمفرد الدرة ويقصد شعره في سيف الدولة – لفظه ‪ :‬كلماته – ناظم ‪ :‬مؤلف ومنسق وصائغ‬
‫الشرح ‪:‬‬
‫الذي أقوله في شعري ليس من عندي ‪ ،‬بل هي مكارمك ووصفتها في شعري‪ ،‬فكأنها در أعطيتني إياه فنظمته‪ ،‬فلك‬
‫المعنى ولي اللفظ‪ ،‬فالحمد لك‪.‬‬

‫السيد صبحي الشافعي‬


‫إعداد ‪ /‬السيد صبحي الشافعي‬

‫التذوق ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ " -‬لك الحمد " تقديم شبه الجملة لك على المبتدأ للتخصيص ‪.‬‬
‫وصرح بالمشبه به‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬االستعارة التصريحية في قوله " الدر " حيث شبه شعره بالدّر وحذف المشبه‬
‫البيت الثامن عشر ‪:‬‬
‫فَال أَنا َمذموم َوال أَنتَ ناد ُم‬ ‫الوغى‬ ‫َوإنّي لَت َعدو بي َ‬
‫عطاياكَ في َ‬
‫‪ -‬والوغى‪ :‬الحرب‪.‬‬ ‫اللغة ‪ :‬تعدو ‪:‬أي تجري وتسرع‪.‬‬
‫االشرح ‪:‬‬
‫أركب خيلك التي تهبني‪ ،‬فهي تعدو بي في الحرب‪ ،‬فلست مذموما ً في أخذها‪ ،‬ألني شاكر أفضالك‪ ،‬وال أنت نادم على‬
‫ما أعطيتني‪ ،‬لقيامي بواجبي تجاه هذه النعمة ‪.‬‬
‫التّذوق ‪:‬‬
‫‪ -‬من الصور البالغية ‪ :‬الكناية عن الخيل في قوله " تعدو عطاياك " وتكرار " ال " للتأكيد ‪.‬‬
‫حول النص‬
‫‪ -1‬كثرت األفعال المضارعة إلفادة استحضار الصورة للمعركة وإلفادة التجدد واالستمرار‪.‬‬
‫‪ -2‬غلبة األسلوب الخبري على األسلوب اإلنشائي ألن األسلوب الخبري يفيد التقرير وإثبات الصفة‬
‫وهذا يناسب المدح ‪.‬‬
‫‪ -3‬قلة المحسنات البديعية ألن الشاعر ليس من شعراء الصنعة والتّكلف ‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام تقنية الحكاية ( السرد الشعري ) حقَّق درامية للنص وكسر حدة الغنائية الشعرية ‪.‬‬
‫‪ -5‬رسم الشاعر صورة كلية للمعركة موظفا ً خطوط ‪:‬الصوت (الحدّاث – زمازم – التراجم )‬
‫‪ -‬واللون ( الحمراء‪ -‬بيض – جياد ) ‪ -‬والحركة ( أتوك – يجرون – قادم – تعدو )‬
‫‪ -6‬من عناصر الموسيقا ‪ -:‬الوزن والقافية وقد اختار الشاعر البحر الطويل ليناسب ويستوعب النفس‬
‫الملحمي ‪ – .‬والمحسنات البديعية – و الصور الجزئية والكلية – واأللفاظ الموحية‪.‬‬
‫‪ -7‬بدت مالمح العصر من خالل النص فقد كان عصر رقي ثقافي واهتمام باألدب والشعر لكنّه عصر‬
‫جرأ الروم وغيرهم على مهاجمة الثغوراإلسالمية‪.‬‬
‫تصدع سياسي وتفكك الخالفة لدويالت صغيرة مما ّ‬

‫من خصائص شعر المتنبي ‪:‬‬


‫‪ -2‬قوة الصياغة والقدرة على الوصف ‪.‬‬ ‫عذوبة األلفاظ وعمق األفكار ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -3‬شعره تصوير صادق للعصر الذي عاش فيه ‪.‬‬ ‫‪ -3‬جمال الصورة الشعرية وطرافتها وتفجر العاطفة‪.‬‬

‫السيد صبحي الشافعي‬

You might also like