You are on page 1of 7

‫الأزمات االقتصادية ‪Les crises économiques‬‬

‫أوال‪ -‬مفهوم األزمة االقتصادية‬


‫ـتعريف مصطلح األزمة االقتصادية‬ ‫‪-1‬‬
‫األز َمة‪ :‬الش َّدةُ والقحط‪ .‬يقال أصابتهُ ْم َسنَةٌ أزَ َم ْتهُ ْم أَ ْزم اً‪ ،‬أي اسْتأْ َ‬
‫ص لَ ْتهُ ْم‪ .‬وأَ َز َم علين ا ال ده ُر‬ ‫المعنى اللغوي لألزمة‪ْ  :‬‬
‫يَأْ ِز ُم أَ ْزماً‪ ،‬أي اشت َّد وقل خَيره‪.‬‬
‫و اصطالحا ا ألزمة بمفهومها العام هي عبارة عن انعطافة أو تحول في المسار يهدد النظام أو يوقف استمراره‪.‬‬
‫األزمة االقتصادية تحول أو‪  ‬تغيير في النظام بشكل يهدد مسار النظام باالتجاه الصحيح أو يوقف استخدامه‪ ،‬أو خلل‬
‫يؤدي إلى وقوع خسائر مالية واقتصادية كبيرة بشكل يهدد وجود النظام االقتصادي ويؤدي إلى زواله‪.‬‬
‫و ليس المقصود باألزمة االقتصادية الخلل البسيط في األمور المادية الذي يمكن معالجته بالوسائل العادية‪ ،‬بل هي‬
‫اضطراب مفاجئ قد يُصيب النظام االقتصادي في بلد أو دولة م ا فيفق ده توازن ه‪ ،‬أو يُمكن تعريفه ا بأنه ا انخف اض‬
‫يحدث بشكل ُمفاجئ يُصيب أصول النظام االقتصادي بأنواعها المختلفة‬
‫‪Une crise‬‬ ‫‪économique est un‬‬ ‫‪ralentissement‬‬ ‫‪brutal‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪l'activité économique‬‬
‫‪.générale‬‬
‫وهي تطلق بصفة خاصة على االضطراب الناشئ عن اختالل التوازن بين‪ ‬اإلنتاج‪ ‬واالستهالك‪.‬‬
‫واألزمة إما أن تكون عنيفة أو بطيئة‪ ،‬وقد تكون أزمة محلية يقتصر أثرها على بلد أو دول ة معين ة أو تك ون عام ة‬
‫شاملة لعدة دول أو العالم بأسر ِه‬
‫‪.‬‬
‫مميزات األزمة االقتصادية‬ ‫‪-2‬‬
‫أهم ما يُميز االزمة االقتصادية ما يلي‪:‬‬
‫انخفاض الناتج المحلي اإلجمالي‪ ، baisse du PNB‬ونقص السيولة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،‬وارتفاع أو انخفاض األسعار بسبب التضخم ‪ Inflation‬أو االنكماش االقتصادي‪Déflation‬‬ ‫‪-‬‬
‫يحدث االنكماش عندما يعاني اقتص اد الدول ة من‪ ‬كس اد‪ ‬أو‪ ‬رك ود‪ ،‬مم ا ي ؤدي إلى تراج ع م ؤقت ألوج ه‬
‫النشاط االقتصادي‪ .‬أما السبب الرئيسي لحدوث االنكماش فهو قلة الطلب على السلع والخدمات وذلك إما‬
‫بسبب تراجع الق درة الش رائية للمس تهلكين ‪ ,‬أو ت دني الس يولة النقدي ة المتاح ة بس بب عج ز المص ارف‬
‫المركزية للدول عن ضخ المزيد من النقود للتداول‪ ,‬وقد يحدث االنكماش الم الي بس بب المنافس ة الح ادة‬
‫بين المصنعين ومنتجي السلع والخدمات سعيا ً منهم لزيادة مبيعات منتجاتهم بتخفيض أسعارها‪.‬‬
‫‪La déflation apparaît lorsque la demande est faible par rapport à la quantité de‬‬
‫‪biens et services disponibles dans l'économie. En économie, la déflation peut‬‬
‫‪.correspondre à un ralentissement de l'activité économique‬‬

‫‪1‬‬
‫إصابة معدالت االستهالك و معدالت اإلنفاق واالدخار واالستثمار بانخفاضات كبيرة‪ ،‬ويعود ذلك للعالق ة‬ ‫‪o‬‬
‫الوثيقة بينها‪.‬‬
‫ارتفاع نسب البطالة‪ ،‬وانخفاض كبير في المبيعات‪ ; ‬وت دهور األج ور واألرب اح‪ ،‬وتن امي ظ اهرة تقليص‬ ‫‪o‬‬
‫عدد العاملين في المؤسسات المختلفة أو حتى تقليص عدد المؤسسات نفسها‪.‬‬
‫انخفاض عام في أسعار بعض السلع‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫هبوط المؤشر العام للبورصات ‪ indice général des bourses‬وأسعار العمالت المحلية‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫أسباب األزمة االقتصادية‬ ‫‪-3‬‬


‫تختلف األسباب ال تي ت ؤدي لوق وع االزم ة االقتص ادية حس ب اختالف الدول ة وسياس اتها المتبع ة‪ ،‬ومن بين ه ذه‬
‫االسباب‪:‬‬
‫دخول الحروب أو‪ ‬كما حدث مع الواليات المتحدة األمريكي ة ال تي تُق دم على دخ ول ح روب كث يرة ح ول‬ ‫‪o‬‬
‫العالم‪ ،‬أو كما حدث مع ألمانيا في الحربين العالمي ة األولى والثاني ة‪ ،‬أو كم ا يح دث الي وم م ع المملك ة العربي ة‬
‫السعودية التي شنت حربا ً طويلة األمد على المتطرفين في اليمن‪.‬‬
‫الكوارث الطبيعية يمكن أن تسبب الك وارث البيئي ة أزم ات اقتص ادية‪ ،‬بحيث يمكن أن ت ؤثر األعاص ير‪،‬‬ ‫‪o‬‬
‫والفيضانات‪ ،‬وانتشار الحشرات‪ ،‬وانتش ار األم راض على أس عار الطع ام‪ ،‬كم ا يمكن أن ي ؤثر ارتف اع أس عار‬
‫الغذاء على عادات اإلنفاق االستهالكي لدى الجمهور‪ ،‬وبالتالي يقل الدخل‪ ،‬وتتفاقم مستويات البطالة‬
‫بطء نمو االقتصاد وضعف قيمة العملة المحلية ألي دولة‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫ضعف الرؤيا الواضحة في تنمية االقتصاد‪ ،‬وعدم وضع خطط طويلة األمد‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫اعتماد الدول المختلفة في غذائها ومقومات حياتها اليومي ة على ص ناعات ال دول األخ رى‪ ،‬مم ا يُض عف‬ ‫‪o‬‬
‫اقتصادها ويُسبب ازمات اقتصادية كبيرة‪.‬‬
‫إثق ال ال دول بال ديون‪ ،‬والق روض الربوي ة ال تي يمنحه ا‪ ‬ص ندوق النق د ال دولي‪Fonds monétaire‬‬ ‫‪o‬‬
‫‪  international‬لمثل هذه الدول التي تكون ُمجبرة على االقتراض‪.‬‬
‫‪ ‬سوء استعمال‪ ‬االئتم ان‪ crédits bancaires  ‬عن طري ق التوس ع في ه بحيث ي ؤدي ع اجالً أو آجالً إلى‬ ‫‪o‬‬
‫رفع‪ ‬أسعار الفائدة‪ taux d’intérêt‬فيقل التداول النقدي‪ ،‬ويعجز المنتجون عن تصريف‪ ‬سلعهم‬
‫الإئتمان البنكي مجموعة من التقنيات و األساليب التي بواسطتها تتحول ملكية رأسمال معين بص فة مؤقت ة من‬
‫شخص آلخر على أساس أن يعمل هذا األخير على رد هذا الرأسمال إلى المقرض في تاريخ الحق‪. ‬‬
‫كم ا يحم ل بعض االقتص اديين‪ ‬النظ ام الرأس مالي‪ ‬مس ؤولية ه ذه األزم ات ويعللونه ا بس بب الفوض ى‬ ‫‪o‬‬
‫في‪ ‬اإلنتاج‪ ‬وعدم المساواة في توزيع الثروات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ثانيا‪ -‬أبرز أزمات النظام االقتصادي الرأسمالي‬
‫م ّر النظام الرأسمالي بأكثر من ‪ 120‬أزمة مالية‪ ،‬وهذه بعض أحدثها‪.‬‬

‫الكساد الكبير الممتد من ‪ 1929‬إلى ‪1933‬‬ ‫‪-1‬‬


‫إذا ما أراد علماء االقتصاد قياس آثار أي أزمة مالية‪ ،‬فإنهم يقارنوها بأزم ة الكس اد العظيم ال تي ب دأت ع ام ‪1929‬‬
‫واستمرت نحو عقد من الزمن‪ ،‬وبلغت خسائر الواليات المتحدة وحدها من جراء األزمة أكثر من ‪ 30‬مليار دوالر‪.‬‬
‫بدأت األزمة في أسواق رأس المال األميركية‪ ،‬وتحديدا في بورصة نيوي ورك في حي "وول س تريت" في أكت وبر‬
‫‪ ،1929‬وذل ك عن دما ط رح ‪ 13‬ملي ون س هم‪ Actions‬لل بيع‪ ،‬لكنه ا لم تج د مش ترين‪ ،‬فوج د آالف المس اهمين‬
‫‪ actionnaires‬أنفسهم مفلسين‪ ،‬وخسر مؤشر داون جونز ‪ %89‬من قيمته‪.‬‬
‫مؤش ر ال داو ج ونز ‪ Le Dow Jones Industrial Average‬أو‪ ‬ال داو ‪ 30‬وه و مؤش ر ص ناعي ألك بر ‪ 30‬ش ركة‬
‫صناعية‪ ‬أمريكية‪ ‬في‪ ‬بورصة نيويورك‪ ‬أنشأ في‪ 26 ‬مايو‪ .1896 ‬وهو أقدم مؤشر في العالم وكان يحتوي على أكبر ‪ 12‬شركة‬
‫أمريكية وك انت أول ش ركاته ش ركة‪ ‬ج نرال اليكتريك‪ ،‬وب دأت أع داد الش ركات المدرج ة بالتزاي د ح تى وص ل إلى ‪ 30‬ش ركة‬
‫عام‪ ،1928 ‬ومن الشركات التي تم إدراجها في المؤشر شركتي‪ ‬شيفرون‪ ‬وبنك أوف أمريكا‪ ‬في ‪ 19‬فبراير ‪.2008‬‬
‫وامتدت األزمة المالية سريعا داخل الواليات المتحدة‪ ،‬إذ أعلنت عشرات البنوك والمصانع إغالق أبوابه ا‪ ،‬ونتيج ة‬
‫لذلك أصبحت أعداد العاطلين عن العمل كبيرة للغاية‪.‬‬
‫وح اول أص حاب البن وك األميركي ة اتخ اذ إج راءات لمواجه ة األزم ة‪ ،‬فاس ترجعوا كمي ات كب يرة من الم ال من‬
‫مصارف في ألمانيا وفرنسا وإنجلترا‪ ،‬إال أن ذلك نقل األزمة إلى القارة األوروبية‪ ،‬حيث تدهورت مع دالت النم و‪،‬‬
‫وتراجعت المداخيل‪ les revenus‬والضرائب ‪.‬‬
‫وانخفضت التجارة الدولية إلى نحو النصف‪ ،‬وكانت صناعات المواد األولي ة هي األك ثر تض ررا من ج راء نقص‬
‫الطلب وعدم توفر فرص عمل بديلة‪.‬‬
‫وكانت أبرز تداعيات األزمة السياسية هي تولي النازيين لمقاليد الحكم في ألمانيا‪ ،‬بع د انهي ار جمهوري ة "فايم ار"‬
‫ع ام ‪ 1933‬إث ر فش لها في ح ل ت داعيات أزم ة الكس اد الكب ير على ألماني ا‪ ،‬ال تي تسب بت بمع دالت بطال ة مرتفع ة‬
‫وتضخم كبير في األسعار‪.‬‬
‫وقد كان للكس اد الع المي آث ار كارثي ة على ال دول المتقدم ة وال دول النامي ة ال تي ك انت ال ت زال ت رزح تحت ن ير‬
‫االستعمار‪ ,‬كما تأثرت التجارة العالمية بشكل كبير وكذلك الدخول الفردي ة في الع الم وعائ دات الض رائب وأس عار‬
‫السلع وأرباح المؤسسات المالية والشركات‪.‬‬
‫وانعكست آثار األزمة على مدن العالم التي تعتمد على الصناعات المختلفة‪ ،‬كم ا ش لت ص ناعة البن اء وت وقفت في‬
‫مختلف دول العالم وانخفضت أسعار المحاصيل بنسبة ‪ %40‬إلى ‪ ،%60‬وك انت ص ناعات الم واد األولي ة األك ثر‬
‫تضررا في العالم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ويرجع خبراء االقتصاد أزمة الكساد إلى طبيعة النظام الرأسمالي‪ ،‬الذي ال ي تيح لل دول الت دخل في نش اط الس وق‪،‬‬
‫فعندما تضطرب العالقة بين العرض والطلب تحدث فوضى اقتصادية تكون نتيجتها أزمة مالية‪.‬‬
‫وترافقت أزمة الكساد مع دخول اآلالت في عملية اإلنتاج‪ ،‬األم ر ال ذي ض اعف المع روض في األس واق‪ ،‬ودفعت‬
‫األزمة الدول إلى التدخل في الشأن االقتصادي‪ ،‬وهو األمر الذي تكرر على نحو مشابه في األزمة المالي ة العالمي ة‬
‫‪.2008‬‬
‫وقررت الحكومة األميركية لمواجهة تداعيات أزمة الكساد العظيم عام ‪ 1933‬إنشاء مؤسسة لرعاي ة الع اطلين عن‬
‫العمل نتيجة األزمة‪ ،‬وإصدار قوانين تمنع البنوك من التعامل باألسهم والسندات‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى إصدار قانون اإلصالح الصناعي وقانون آخ ر لتحقي ق االس تقرار في قط اع الزراع ة في أميرك ا‪،‬‬
‫وخضعت قطاعات إنتاج مثل الفحم والمترو للتأميم الحكومي في فرنسا وبريطانيا‪.‬‬

‫صدمة نيكسون ‪1971‬‬ ‫‪-2‬‬


‫كانت الواليات المتّح دة تمتل ك ‪ %75‬من ذهب الع الم لوح دها بع د نهاي ة الح رب العالمي ة الثاني ة‪ ،‬وك ان ال دوالر‬
‫األمريكي هو العملة الوحيدة على مستوى العالم ال ُمغطاة بالذهب (بقية الدول تخلّت عن تغطية عمالتها بالذهب بع د‬
‫حص ول ّ‬
‫تض خمات في اقتص اداتها)‪ ،‬مم ا دف ع ع ددًا كب يرًا من دول الع الم إلى العم ل على تك ديس ال دوالرات‬
‫األمريكية بهدف استبدالها بالذهب مس تقباًل كاحتي اطي‪ ،‬وص ار ع دد كب ير من ه ذه ال دول يس تخدم عمل ة ال دوالر‬
‫كاحتياطي النقد األجنبي‪ .‬خاضت الواليات المتّحدة حرب فيتنام من الع ام ‪1956‬م – ‪1975‬م‪ ،‬وكالمعت اد‪ ،‬احت اجت‬
‫الواليات المتّ حدة إلى المزيد من الدوالرات لتغطية تكاليف الحرب‪ ،‬ولكن الدوالرات لم تكفي‪ ،‬ألن الذهب الموج ود‬
‫في الوالي ات المتح دة (ب ل والع الم) لم يع د كافيً ا ليغطّي ال دوالر األم ريكي‪ ،‬لم يع د باإلمك ان طباع ة المزي د من‬
‫ألن ال ذهب الموج ود لم يع د كافيً ا لتغطيته ا‪ ،‬وبالت الي ق امت الوالي ات المتّح دة بتج اوز الح د األعلى‬
‫ال دوالرات ّ‬
‫المسموح من الدوالرات المطبوعة‪ ،‬وقامت بطبع دوالرات غير مغطاة بالذهب دون أن تُعلِم أحدًا بذلك‪.‬‬
‫ولكن األزم ة الك برى حص لت عن دما ط الب ال رئيس الفرنس ي تش ارل ديغ ول ع ام ‪1971‬م بتحوي ل ال دوالرات‬
‫األمريكية الموجودة لدى البنك المركزي الفرنسي إلى ذهب (طالب بتحوي ل ‪ 191‬ملي ون دوالر إلى م ا يقابله ا من‬
‫الذهب‪ ،‬وكان سعر األونصة ‪ ،)$35‬عماًل باتفاقية ‪ Bretton Woods‬التي تسمح بذلك; أ ّدى هذا األمر إلى عج ز‬
‫الواليات المتّحدة الحقًا عن تحويل أي دوالرات أمريكية إلى الذهب‪ ،‬مما دفع الرئيس األمريكي ريتش ارد نيكس ون‬
‫إلى إصدار بيان في عام ‪ 1973‬يلغي فيه التزام الواليات المتّحدة بتحويل ال دوالرات األمريكي ة إلى ذهب‪ُ ،‬ع رفت‬
‫الحقًا باسم ‪ le choc de Nixon‬أو صدمة نيكسون‪.‬‬
‫أصبح الذهب ح ًرا بعدها ولم يعد أحد يتح ّك م فيه سوى العرض والطلب‪ ،‬وأصبحت جميع العمالت بما فيها ال دوالر‬
‫أرض واح دة وص ارت كلّه ا عمال ٍ‬
‫ت إلزامي ة ورقي ة ال قيم ة له ا في الواق ع س وى ال تزام‬ ‫ٍ‬ ‫األم ريكي تق ف على‬
‫الحكومات بها‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أزمة البترول ‪1973‬‬ ‫‪-3‬‬
‫عام ‪ 1973‬استخدمت مصر وسوريا النفط سالحا ضد إسرائيل في حرب أكتوبر‪ ،‬حيث ق ررت منظم ة أوب ك من ع‬
‫تصدير النفط إلى الدول الداعمة إلسرائيل‪ .‬وعلى الرغم من أن المقاطعة لم تدم سوى ‪ 5‬أشهر‪ ،‬إال أن أثرها اس تمر‬
‫إلى اآلن‪ .‬فبعد الحرب بأقل من شهرين خسر مؤشر ناسداك ‪ 97‬مليار دوالر‪ .‬وب دأت من ذ ذل ك ال وقت الص ناعات‬
‫اليابانية وخاصة في مجال السيارات تن افس المنتج ات األميركي ة‪ .‬وحينئ ذ ب دأت الوالي ات المتح دة تعم ل بس رعة‬
‫البرق لتأمين مخزونات تسد حاجاتها من المشتقات النفطية‪.‬‬
‫))‪OPEC :en anglais Organization of Petroleum Exporting Countries (OPEC‬‬
‫منظمة الدول المصدرة للنفط‬
‫‪une organisation intergouvernementale (un cartel) de pays visant à négocier avec les sociétés‬‬
‫‪pétrolières pour tout ce qui touche à la production de pétrole, son prix et les futurs droits‬‬
‫‪de concession‬‬

‫امتد الحظر النفطي العربي إلى‪ ‬هولندا‪ .‬البرتغ ال‪ ،‬روديس يا‪ ،‬وجن وب أفريقيا و تم خفض انت اج النف ط بنس بة‬
‫‪،٪25‬‬
‫وبما أن معظم االقتصاديات الص ناعية تعتم د على النف ط الخ ام فق د ك انت أوبك مورده ا األساس ي للنف ط‪ .‬وبس بب‬
‫التضخم المثير خالل هذه الفترة‪ ،‬فقد ك انت النظري ة االقتص ادية الرائج ة تلقي ب اللوم على زي ادات األس عار ه ذه‪،‬‬
‫باعتبارها كبتت النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬أنتجت الفوضى صدمة في الغ رب‪ ،‬في الوالي ات المتح دة‪ ،‬أص بح س عر التجزئ ة للج الون من الب نزين ارتف ع من‬
‫متوسط ‪ 38.5‬سنتا في‪ ‬مايو‪ 1973 ‬إلى ‪ 55.1‬سنتا في‪ ‬يونيو‪ ،1974 ‬وفي الوقت نفسه بورص ة نيوي ورك لألوراق‬
‫المالية فقدت ‪ 97‬مليار دوالر في قيمة أسهمها في ستة أسابيع‪.‬‬
‫ونتيجة لهذا فإن سعر السوق للنفط ارتفع بشكل كبير على الف ور‪ ،‬وم ع وق وع النظ ام الم الي الع المي بالفع ل تحت‬
‫ض غط من انهي ار‪ ‬اتف اق بريت ون وودز‪ ‬أدى ذل ك إلى سلس لة طويل ة من الرك ود وارتف اع مع دالت التض خم ال تي‬
‫استمرت قائمة حتى أوائل الثمانينيات‪ ،‬وارتفاع أسعار النفط استمر حتى‪.1986 ‬‬
‫أزمة النفط عام ‪ 1973‬كانت عامال رئيسيا في تحول اقتصاد‪ ‬اليابان‪ ‬بعيدا عن النفط والص ناعات كثيف ة االس تهالك‬
‫للطاقة ‪،‬وضخ استثمارات‪ ‬يابانية‪ ‬ضخمة في صناعات مثل‪ ‬اإللكترونيات‪.‬‬

‫االثنين األسود ‪1987‬‬ ‫‪-4‬‬


‫اإلثنين األسود‪ ‬يشير إلى اإلثنين‪ 19 ‬أكتوبر‪ ،1987 ‬عندما‪ ‬انهارت‪ ‬البورصات‪ ‬العالمية‪ ،‬وخسرت‪ ‬قيمة‪ ‬ض خمة في‬
‫وقت قصير للغاية‪ .‬بدأ االنهيار في‪ ‬هونگ كونگ‪ ‬وانتشر غربا ً إلى‪ ‬أوروپا‪ ،‬ليضرب‪ ‬الواليات المتحدة‪ ‬بع د تراج ع‬
‫فعلي لبورصات أخرى بفارق كبير‪ .‬انخفض‪ ‬مؤشر داو جونز الصناعي‪ ‬بمقدار ‪ 508‬نقطة إلى ‪ 1738.74‬نقط ة (‬
‫‪ ]1[.)%22.61‬في أستراليا ونيوزيالندا يشير أيضا ً إلى انهيار ‪ 1987‬بالثالثاء األسود ويرج ع ه ذا لف رق الت وقيت‪.‬‬
‫من أشهر التفسيرات المتعلقة به ذه األزم ة ك ان أنه ا رد فع ل على التغطي ات التأميني ة ال تي يتطلبه ا بي ع ال برامج‬

‫‪5‬‬
‫الخاصة بالحاسوب‪ .‬يعتبر «االثنين األسود» أول حادث تحطم للنظام الم الي الح ديث المعتم د على الحاس ب اآللي‬
‫في بيع األسهم‪.‬‬
‫ويعني ذلك أن أجهزة الكمبيوتر تم إعدادها لتداول األسهم بسرعة عند استيفاء ش روط معين ة‪ ،‬وفي ه ذا الي وم أدى‬
‫البيع التلقائي مع تراجع السوق إلى إنخفاض األسهم بصورة الكب يرة‪ ،‬األم ر ال ذي أدى في نهاي ة المط اف لألزم ة‬
‫وقتها‪.‬‬
‫‪ ‬انهيار ‪1997‬‬ ‫‪-5‬‬
‫بين يوم وليلة تحولت "معجزة االقتص اد اآلس يوي" إلى كارث ة اقتص ادية في يولي و من ع ام ‪ ،1997‬وق د أش ارت‬
‫أصابع االتهام حينها إلى الواليات المتحدة التي خفضت مستويات الفائدة لتبدو أميركا أكثر جاذبية للمس تثمرين مم ا‬
‫تسبب بتلك األزمة‪.‬‬
‫تضخمت األزمة عندما تدحرجت ككرة الثلج إلى تايالند والفلبين وهون غ كون غ وإندونيس يا وماليزي ا مه ددة بأزم ة‬
‫مالية غير مسبوقة‪.‬‬
‫وخسر االقتصاد التايالندي حينها ‪ 75‬بالمائة من قيمته‪ ،‬في حين تراجعت قيمة االقتصاد السنغافوري ‪ 60‬بالمائة‪.‬‬
‫أ دت األزمة المالية لدول جنوب شرق آسيا إلى إلحاق العديد من األضرار على اقتصادياتها وعلى مناخها السياسي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬ولعل من أهمها‪:‬‬
‫تضاءل الثقة باألنظمة االقتصادية ‪-‬خاصة المالية منها‪ -‬والسياسية القائمة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫االنسحاب المفاجئ ل رؤوس األم وال األجنبي ة في ال وقت ال ذي س اهمت ه ذه األم وال في رف ع‬ ‫‪.2‬‬
‫معدالت النمو لهذه الدول خالل السنوات األخيرة وخاصة في القطاعات الموجهة للتصدير‪.‬‬
‫ثم إن هذه التحويالت الرأسمالية للخارج ستنسحب إلى خفض في اإلنفاق العام والخاص وزي ادة‬ ‫‪.3‬‬
‫عجز الحساب وتفاقم في المديونية للخارج‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬آثار األزمة على الصعيد العالمي‬
‫يمكن القول أن آثار األزمة المذكورة على الصعيد العالمي يحتمل أن تأخذ البعدين التاليين معا‪:‬‬
‫أ ّدت األزم ة إلى ت دهور في مؤش رات البورص ات األوروبي ة‪ ،‬وانخف اض في أس عار األس هم‬ ‫‪.1‬‬
‫وخاصة لكبريات الش ركات متع ددة الجنس يات‪ ،‬وبالت الي من المتوق ع أن ي ؤدي ذل ك إلى هب وط ع ام في‬
‫األسعار وإلى حدوث بطالة قد تجر إلى ثورات اجتماعية‪.‬‬
‫غير أن هذا االنخفاض في قيمة عمالت الدول المعني ة باألزم ة‪ ،‬س ينجم عن ه تزاي د في ع رض‬ ‫‪.2‬‬
‫المنتج ات اآلس يوية في األس واق العالمي ة نظ راً النخف اض أثمانه ا‪ ،‬وإذا م ا اس تمر ه ذا الح ال س يعود‬
‫االنتعاش االقتصادي ثانية لدول المنطقة على المدى الطويل‬

‫أزمة الرهن العقاري ‪2008‬‬ ‫‪-6‬‬


‫اعتبرتاألزمة المالية‪ ‬العالمية ‪ 2008-2007‬التي انفجرت في‪ ‬سبتمبر ‪ ،2008‬ا األسوأ من نوعها منذ زمن‪ ‬الكس اد‬
‫الكب ير‪ ‬س نة‪1929 ‬م‪ ،‬ابت دئت األزم ة أوالً‪ ‬بالوالي ات المتح دة األمريكية‪ ‬ثم امت دت إلى دول الع الم ليش مل‬

‫‪6‬‬
‫ال دول‪ ‬األوروبية‪ ‬وال دول‪ ‬اآلس يوية‪ ‬وال دول‪ ‬الخليجية‪ ‬وال دول النامي ة ال تي يرتب ط‪ ‬اقتص ادها‪ ‬مباش رة باالقتص اد‬
‫األمريكي‪ ،‬وقد وصل ع دد‪ ‬البنوك التي انه ارت في‪ ‬الوالي ات المتح دة‪ ‬خالل الع ام‪2008 ‬م‪ ‬إلى ‪ 19‬بنك اً‪ ،‬كم ا توق ع‬
‫آنذاك المزيد من االنهيارات الجديدة بين البنوك األمريكية البالغ عددها ‪ 8400‬بنكاً‪.‬‬
‫عودة إلى سنة ‪ 2004‬حيث عملت بنوك وول ستريت التجاري ة على منح ق روض عالي ة المخ اطر وكب يرة التكلف ة‬
‫أيضا للمواط نين األمريك يين ذوي ال دخل المح دود وال ذين ال تس اعدهم رواتبهم وم داخيلهم على ش راء العق ارات‬
‫والمنازل كنوع من التساهل وايضا لتشجيع األمريكيين على شراء المنازل وهو ما ساعد الشركات العقارية بالفع ل‬
‫على تحقيق عائدات كبيرة خالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 2004‬و بداية عام ‪.2007‬‬
‫وبفضل اإلقبال الكبير على شراء العقارات والمنازل تنافست البنوك في تقديم عروض ق روض مغري ة بتس اهالت‬
‫أكبر كسعي منها لحصد المزيد من العمالء وتقدم البنوك المنازل بأثمان باهظة حيث تشمل سعر الفائ دة فيم ا يمكن‬
‫للفرد بتسديد ثمنها على أقساط شهرية آلجال طويلة تتراوح بين ‪ 20‬عاما إلى ‪ 30‬عاما‪.‬‬
‫في فبراير ‪ 2007‬لم يتمكن الكثير من األمريكيين الفقراء ال ذين حص لوا على من ازل من تس ديد ال دفعات الش هرية‬
‫المنتظرة منهم وهي نتيجة منطقية لجشع البنوك التجارية التي وسعت الرهن العق اري ليك ون متاح ا أيض ا للفق راء‬
‫وللجميع دون شروط ودون ضمانات أو وثائق عمل فالضمانة هي المنزل نفسه الذي ستأتي وتخرجك منه كمواطن‬
‫عاجز وتبيعه‪.‬‬
‫ومع حدوث المئات من الحاالت ازدادت المنازل المعروضة للبيع وأصبح العرض أكبر من الطلب لتتراجع أس عار‬
‫العقارات في الواليات المتحدة األمريكية وهو ما دفع أيضا حتى الميسور حالهم للتوقف عن الدفع الش هري ألن م ا‬
‫يدفعونه شهريا أعلى بكثير مما يدفعه من حصلوا على منازل حديثا بسبب تراجع أسعارها‪.‬‬
‫وابتداء من ربيع العام نفسه أعلنت العديد من المصاريف المتخصصة افالسها بسبب ت راكم ال ديون عليه ا وانته اء‬
‫“الرخاء الجنوني” الذي كانت تعيشه‪.‬‬
‫ورغم تدخل المصارف المركزية ل دعم س وق الس يولة وت دخل البن ك المرك زي إال أن أس هم البن وك والمؤسس ات‬
‫المالية تنهار في البورصة‪ ،‬والعشرات منها تشهر افالسها‪.‬‬
‫في هذا الوقت العصيب دخلت المصارف والبنوك األوروبية والعالمية إلى دوامة األزمة المالية خالل ‪ 2008‬حيث‬
‫الكثير منها لديها األموال واالستثمارات في البنوك األمريكية التي أعلنت افالسها‪ ،‬كم ا أنه ا أيض ا ق امت ب إقراض‬
‫األموال للبنوك التجارية واإلستثمارية التي شاركت في الرهن العقاري مقاب ل الحص ول على عائ دات وأرب اح من‬
‫تلك الصفقات‪ .‬وكانت الواليات المتحدة األمريكية وأوروبا أكبر المتضررين منها قبل أن تص ل إلى بقي ة األس واق‬
‫العالمية سنة ‪.2009‬‬

‫‪7‬‬

You might also like