Professional Documents
Culture Documents
- مستند من ابوخاطر
- مستند من ابوخاطر
جامعة الموصل
ٕٕٓٓم ٕٗٗٔهـ
بسم هللا الرحمن الرحيم
اْل خِرَةَ وَ يَرْ جُو " أ َمَّنْ هُ وَ قَانِت ٌ آن َاء َ اللَّيْل ِ سَا جِ دًا وَ قَا ئِ مًا يَحْ ذَ رُ ْ
رَ حْمَةَ رَبِّهِ قُ لْ هَ لْ يَسْتَو ِي الَّذ ِينَ يَعْلَم ُون َ وَالَّذ ِين َ ََل يَعْلَم ُون َ إِن َّمَا
( )7
األ َلْ بَا بِ ""
يَ تَ ذَكَّرُ أُو لُو ْ
)ٔ )
الزمر ،اآلٌة )9( ،
أ
إقرار المشرف
أشههد أنّ إدهداد ههال الرسههالة الموسهومة ( الددور السٌاسدً والفكددري للحنابلدة فدً بغددداد (;- ;7
<;<ه 78;1- 7771/م)) ،جرى تحت إشهرافً فهً مسهم التهارٌخ – كلٌهة التربٌهة األساسهٌة –
جامعة الموصل -وهً جزء من متطلبات نٌل شهادة الماجستٌر فً التارٌخ اإلسبلمً .
التومٌع :
المشرؾ :أ.م .د .دكاب ٌوسؾ جمعه
ٕٕٓٓ / التارٌخ / :
إقرار المقوم اللغوي
اشهد بؤن هال الرسالة الموسومة (الدور السٌاسً والفكري للحنابلة فً بغداد (;<;<- ;7ه
78;1- 7771/م))تمت مراجعتها من الناحٌة اللؽوٌة وتصحٌح ما ورد فٌها من أخطاء لؽوٌة
وتعبٌرٌة وبالك أصبحت هال الرسالة مإهلة للمنامشة بقدر تعلق األمر سبلمة وصحة التعبٌر .
التومٌع :سلوى ٌونس
االسم :
نشهد نحن أدضاء لجنة التقوٌم والمنامشة اطلعنا دلى هال الرسالة الموسومة (الدور
السياسي والفكري لمحنابمة في بغداد (656- 575ه 7558- 7779/م)) ونامشنا
الطالب (بهاء أحمد محمد الجبوري) فً محتوٌاتها وفٌما له دبلمة بها بتارٌخ (
ٖٕ ، ) ٕٕٓٓ / 9 /وإنها جدٌرة لنٌل شهادة الماجستٌر فً التارٌخ اإلسبلمً .
التومٌع: التومٌع:
دضو لجنة المنامشة ربٌس لجنة المنامشة
االسم :أ.د فابزة حمزة دباس االسم :أ.د أحمد إسمادٌل دبدهللا
التومٌع: التومٌع:
دضو لجنة المنامشة(ومشرفاً) دضو لجنة المنامشة
االسم :أ.م.د دكاب ٌوسؾ جمعه االسم :أ.م.د أحمد دبٌد دٌسى
ت
ملخص الرسالة
الدور السٌاسً والفكري للحنابلة فً بغداد (;<;<- ;7هـ78;1- 7771/م)
المشرف الباحث
أ .م .د عكاب ٌوسف جمعه الدلٌمً بهاء أحمد محمد الجبوري
إن ما درؾ دن دٌننا اإلسبلمً الحنٌؾ من شمولٌة دلى الصعٌد السٌاسً والفكري
واالجتمادً أن هٌؤ للمدارس الفقهٌة مجاالً واسعا ً للتؤثٌر دلى مجمل األحداث التً مرت بها
األمة ،الك أن الترابط الوثٌق بٌن الخبلفة العباسٌة وهً نظام حكم إسبلمً وبٌن الشرع ،
جعل لعلماء تلك المدارس دبلمة وثٌقة مع الخبلفة العباسٌة ودلى األصعدة كافة ،ومد
تزاٌدت أهمٌة هال العبلمة خاصة فً العصر العباسً األخٌر الاي شهد تعاظم نفوا الخبلفة
أمام سلطان المتؽلبٌن وأمراء األطراؾ فً ظل المخاطر الخارجٌة التً هددت األمة
والمتمثلة بالتحدي الصلٌبً والخطر المؽولً .
ولقد تناولت فً هال الرسالة دور الحنابلة السٌاسً والفكري فً بؽداد (٘- ٘7
ٙ٘ٙهـ ٕٔ٘1- ٔٔ79/م) الاٌن ادتمدوا دلى األساس الدٌنً بصفتهم احد المدارس الفقهٌة ،
لالك ف قد كان الهدؾ من هال الدراسة تبٌان أثر هال المدرسة فً المجتمع البؽدادي المتنوع
المااهب واألفكار ،ومعرفة دبلمة هال المدرسة مع الخبلفة العباسٌة ،وهل تؽٌرت نظرة
المدرسة الحنبلٌة دبر القرون تجال الخبلفة ؟ ،وهل كان لهم دور سٌاسً وفكري واضح فً
هال المرحلة ؟ ،وما هً أهم إنجازاتهم وومفاتهم إلى جانب الدولة والمجتمع البؽدادي ؟ .
تضم هال الدراسة تمهٌد وثبلثة فصول ٌتفرع دنها ددة مباحث ،تناول التمهٌد
األوضاع السٌاسٌة والفكرٌة فً بؽداد ،إا تطرمت إلى دور خلفاء بنً العباس فً إدادة
أمجاد الخبلفة العباسٌة وتخلٌصها من سلطة المحتل ،وتطرمت أٌضا ً إلى اهم الفرق الدٌنٌة
ومومؾ الخبلفة العباسٌة منها .
أما الفصل األول فقد خصص للحدٌث دن الحنابلة ومكانتهم فً بؽداد من القرن الرابع
والخامس للهجرة ،فتناولت تعرٌؾ الحنابلة ومراحل نشؤت الماهب الحنبلً ،كما تحدثت
دن نفوا الحنابلة فً بؽداد ،كما تناولت أبرز دلماء الحنابلة فً القرن السادس حتى احتبلل
بؽداد ،ودورهم فً محاربة الفتن الماهبٌة .
أما الفصل الثانً خصص للحدٌث دن الدور السٌاسً للحنابلة فً بؽداد فتطرمت الى
دبلمة الحنابلة بالخبلفة العباسٌة ومشاركة دلماء الحنابلة فً اخا البٌعة لخلفاء بنً العباس
كما تحدثت دن دورهم فً الجهاد فً سبٌل هللا ومشاركتهم فً السفارات الرسمٌة للخبلفة
العباسٌة ،وتحدثت أٌضا ً دن مساهمة دلماء الحنابلة فً تولً الوظابؾ الدٌنٌة والمناصب
ث
اإلدارٌة ،كما تناولت ودظ دلماء الحنابلة للخلفاء واألمراء والوزراء وحثهم دلى العدل
وإدادة الحقوق الى أهلها .
أما الفصل الثالث فقد تناولت الدور الفكري واالجتمادً للحنابلة فً بؽداد ،فتحدثت دن
المإسسات التعلٌمٌة الحنبلٌة كالمساجد والمدارس ودورها فً خدمة المجتمع ،وتحدثت
أٌضا ً دن إسهام دلماء الحنابلة فً حماٌة العقٌدة اإلسبلمٌة ،كما تناولت إسهامات هإالء
العلماء فً التؤلٌؾ والتصنٌؾ فً العلوم الدٌنٌة ،وتناولت أٌضا ً مكانة الحنابلة فً بؽداد
ودورهم فً خدمة المجتمع من خبلل المساهمة فً مضاء حوابج الناس ،ودورهم فً التكافل
االجتمادً ،كما تحدثت دن الدور الفعال للحنابلة فً محاربة المنكرات بكل أشكالها ،كما
تناولت دورهم فً الودظ واإلرشاد وحماٌة المجتمع البؽدادي من التفكك من خلبل تلك
المجالس .
واٌل البحث بخاتمة اشتملت دلى ابرز النتابج التً توصلت إلٌها الدراسة وأهمها
إظهار جهود الخلفاء العباسٌٌن فً التقرٌب بٌن المااهب اإلسبلم ٌة السابدة آنااك ،وهو جهد
كبٌر ااا ما مورن مع التناحر الحاد بٌن المااهب اإلسبلمٌة ،وأوضحت الدراسة أن الحنابلة
كانوا بمنؤى دن تولً المناصب الدٌنٌة أو اإلدارٌة للخلفاء العباسٌٌن ،ولكنهم اصبحوا أكثر
ادتداالً والسٌما فً الفترة المتؤخرة من دمر الخبلفة العباسٌة إا تولى ددد كبٌر من دلماء
الحنابلة الكثٌر من هال المناصب كما توصلت الدراسة إلى تحسن العبلمة بٌن اتباع الماهب
الحنبلً وبٌن الخبلفة العباسٌة ،ومد استثمر دلماء الحنابلة هال العبلمة فً خدمة دامة
الناس .
وال ٌسعنً أال أن أتقدم بجزٌل الشكر والعرفان لؤلستاا الفاضل الدكتور دكاب ٌوسؾ
ألشرافه دلى هال الرسالة و دلى سعة صدرل ودلى ما مدمه من نصابح وتوجٌهات كان لها
األثر الكبٌر فً إخراج هاا البحث بهال الصورة .
ج
اإلهداء
رمحه اهلل
إىل اليت فارقتنا جبسدها ولكن روحها مازالت يف مساء حواتي 000والدتي
رمحها اهلل
ح
شكر وعرفان
واقدم ذكري إىل الدكتور فتحي دامل اللهويب وإىل والدكتور أمحد
وعقوب اجلبوري على ما قدموه من توجوه و مساعدة .
واقدم ذكري اىل رئوس قسم التأروخ يف كلوة الرتبوة األدادوة وإىل كافة
أداتذة القسم .
خ
مابمة المحتوٌات
د
ٖٙٗ - ٙ ٖ -ددم نفوا الخبلفة ضد السبلجقة
ٖ7٘ - ٙ المبحث الثانً :تولً الوظابؾ الدٌنٌة والمناصب اإلدارٌة
ٗ7ٔ - ٙ أوال :المناصب الدٌنٌة:
ٙ1 - ٙٙ ٔ -ماضً القضاة
ٙ9 - ٙ1 ٕ -دٌوان النظر فً المظالم
7ٓ - ٙ9 ٖ -دٌوان التركات الحشرٌة
ٓ7ٓ- 7 ٗ -دٌوان الجوالً
ٓ7ٕ - 7 ٘ -الحسبة
ٕ7ٕ- 7 - ٙإمامة الصبلة
ٕ7ٖ - 7 - 7الخطابة
ٖ7ٖ - 7 - 1دٌوان األوماؾ
ٗ7٘ - 7 ثانٌا :المناصب اإلدارٌة :
ٗ7٘ - 7 ٔ -الوزارة
٘7٘ - 7 ٕ -أستاا دار الخلٌفة
7ٙ- 7ٙ ٖ -دٌوان العقار
7ٙ- 7ٙ ٗ -ناظر الومؾ
7ٙ - 7ٙ ٘ -دٌوان العزٌز
77- 77 - ٙدٌوان الزمام
1ٖ – 71 المبحث الثالث :الودظ السٌاسً
ٕٗٔٓ - 1 الفصل الثالث /الدور الفكري واالجتمادً للحنابلة فً بؽداد
ٗٔٓٓ - 1 المبحث األول :الدور الفكري للحنابلة :
ٗ9٘ - 1 التدرٌس :المساجد -المدارس
٘91 - 9 التؤلٌؾ
ٔٓٓ - 91 الجانب العقدي
ٔٓٔ ٕٔٓ - المبحث الثانً :الدور االجتمادً للحنابلة :
ٔٓٔ ٔٓٙ- المكانة االجتمادٌة للحنابلة فً بؽداد :
ٔٓٔ ٔٓٗ - مضاء حوابج الناس
ٗٓٔ ٔٓٙ - التكافل االجتمادً
ٖٔٔ - ٔٓ7 الودظ واإلرشاد
ا
ٗٔٔ ٕٓٔ األمر بالمعروؾ والنهً دن المنكر
ٕٔٔ ٕٖٔ - الخاتمة
ٕٗٔ ٕٔ1 - المبلحق
ٔٗ1 - ٕٔ9 مابمة المصادر والمراجع
ٔ٘ٓ - ٔٗ9 Abstract
ر
المقدمة
الحمد هلل الاي دلم بالقلم دلم اإلنسان مالم ٌعلم ،والصبلة والسبلم دلى الهادي البشٌر ،
والسراج المنٌر معلم الناس الخٌر ،نبٌنا محمد ودلى آله وصحبه أجمعٌن وبعد :
إن ما درؾ دن دٌننا اإلسبلمً الحنٌؾ من شمولٌة دلى الصعٌد السٌاسً والفكري
واالجتمادً أن هٌؤ للمدارس الفقهٌة مجاالً واسعا ً للتؤثٌر دلى مجمل األحداث التً مرت بها
األمة ،الك أن الترابط الوثٌق بٌن الخبلفة وهً نظام حكم إسبلمً وبٌن الشرع ،جعل
لعلماء تلك المدارس دبلمة وثٌقة مع الخبلفة العباسٌة ودلى األصعدة كافة ،ومد تزاٌدت
أهمٌة هال العبلمة خاصة فً العصر العباسً األخٌر الاي شهد تعاظم نفوا الخبلفة أمام
سلطان ال متؽلبٌن وأمراء األطراؾ فً ظل المخاطر الخارجٌة التً هددت األمة والمتمثلة
بالتحدي الصلٌبً والخطر المؽولً.
ولقد تناولت هال الدراسة دور أحد أهم المااهب الفقهٌة اإلسبلمٌة وهو الماهب الحنبلً
من خبلل دور دلماء الماهب ،فجاءت الدراسة بعنوان الدور السٌاسً والفكري للحنابلة فً
بؽداد (٘ٙ٘ٙ- ٘7هـٕٔ٘1- ٔٔ79/م) بصفتهم احد المدارس الفقهٌة ،والهدؾ من هال
الدراسة هو بٌان أثر هال المدرسة فً المجتمع البؽدادي المتنوع المااهب واألفكار ،ومعرفة
دبلمة هال المدرسة مع الخبلفة العباسٌة ،وهل تؽٌرت نظرة المدرسة الحنبلٌة دبر القرون
تجال الخبلفة ؟ ،وهل كان لهم دور سٌاسً وفكري واضح فً هال المرحلة ؟ ،وما هً أهم
إنجازاتهم وماهً الخدمات التً مدموها للدولة وللمجتمع البؽدادي ؟ .
أما سبب اختٌاري للموضوع ف ٌعود إلى كون المدرسة الحنبلٌة آخر المدارس الفقهٌة
ظهوراً كما أن المدرسة الفقهٌة الحنبلٌة اتسع نطامها ،و بلؽت أوجها خبلل هال الحقبة ،من
حٌث موة فادلٌتها ،و زخمها ،و كثرت مإسساتها ،وتكامل فقهها ونضج فكرها ،ومن
خصابص هال المدرسة أنها اات طبٌعة فقهٌة ودقدٌة فً آن واحد .
تمتد حدود الدراسة زمانٌا ً بٌن سنٌن (٘ٙ٘ٙ- ٘7هـٕٔ٘1- ٔٔ79/م) وهً المدة التً
درفت ب تمتع الخلفاء باالستقبلل دن سلطة المتؽلبٌن ،ومن ثم فإن دور الحنابلة وتؤثٌرهم
اصبح أكثرُ وضوحا ً فً هال الفترة من الدور الاي أدال أسبلفهم فً القرون الماضٌة ،فضبلً
َ
دن الك فإ ن هال الحقبة تمثل دصر االزدهار فً تارٌخ الماهب الحنبلً الاي برز فٌه خبلل
هال المرحلة العدٌد من العلماء الاٌن مثلوا المدرسة الحنبلٌة خٌر تمثٌل ،ومد جرى التركٌز
دلى بؽداد مكانٌا ً ألن بؽداد كما هو معروؾ حاضرة الخبلفة العباسٌة ،ومركز مهم للنشاط
الفكري والعلمً ،ومكان ظهور ونشؤة الماهب الحنبلً .
ٔ
وحسب معلوماتً المتواضعة فإن هاا الموضوع لم ٌكن مدروسا ً دراسة أكادٌمٌة ،إال أن
هناك ددداً من الدراسات القرٌبة منه أبرزها ،أُطروحة دكتورال تحت دنوان الحنابلة فً
بؽداد (٘7٘- ٗٗ7هـٔٔ79- ٔٓ٘٘/م) مدمها دكاب ٌوسؾ جمعه الدلٌمً إلى كلٌة اآلداب/
جامعة الموصل ،سنة (ٕٓٓٓ) ،ولم تتطرق هال الدراسة الى الحقبة التً هً مٌد الدراسة،
وأطروحة دكتورال أخرى تحت دنوان الحركة العلمٌة الحنبلٌة وأثرها فً المشرق اإلسبلمً
خبلل القرنٌن (7- ٙهـٖٔ- ٕٔ/م) ،مدمها خالد كبٌر دبلل إلى كلٌة العلوم اإلنسانٌة /جامعة
الجزابر ،سنة(ٕٕٓٓ) ،إال أن هال الدراسة ركزت دلى الجانب العلمً فقط ،ولم تركز
دلى بؽداد بل دلى المشرق اإلسبلمً بصورة دامة ،ورسالة ماجستٌر دنوانها دلماء
الحنابلة ودورهم فً الحركة الفكرٌة فً العراق فً القرنٌن الثالث والرابع الهجرٌٌن /التاسع
والعاشر المٌبلدٌٌن ،مدمتها ألق باسل إبراهٌم إلى كلٌة اآلداب /جامعة الموصل ،سنة
( ، )ٕٓٔ1ومد ركزت هال الدراسة دلى الجانب الفكري فقط ،كما أنها بعٌدة زمانٌا ً دن
الحقبة مٌد الدراسة ،ومد رجعت الى هال الدراسات واستفدت منها مدر اإلمكان .
ووفقا ً لمنهج البحث التارٌخً الاي ادتمدنال فً البحث فقد مسمت الرسالة إلى تمهٌد
وثبل ثة فصول ،تناول التمهٌد األوضاع السٌاسٌة والفكرٌة فً بؽداد ،ودور خلفاء بنً
العباس فً إدادة نفوا الخبلفة العباسٌة وتخلٌصها من التسلط األجنبً ،كما تناول اهم الفرق
الدٌنٌة ومومؾ الخبلفة العباسٌة منها .
أما الفصل األول فقد خصص للحدٌث دن الحنابلة ومكانتهم فً بؽداد من القرن السادس
إلى منتصؾ القرن السابع للهجرة ،وتضمن تعرٌؾ الحنابلة ومراحل نشؤة الماهب الحنبلً ،
و نفوا الحنابلة فً بؽداد ،و أبرز دلماء الحنابلة فً القرن السادس حتى احتبلل بؽداد
،ودورهم فً محاربة الفتن الماهبٌة .
وتناول الفصل الثانً الدور السٌاسً للحنابلة فً بؽداد وٌشمل دبلمة الحنابلة بالخبلفة
العباسٌة ،ومشاركة دلماء الحنابلة فً اخا البٌعة لخلفاء بنً العباس ،ودورهم فً ددم نفوا
الخبلفة ضد السبلجقة ،ومشاركتهم فً السفارات الرسمٌة للخبلفة العباسٌة ،وتضمن أٌضا ً
إسهام دلماء الحنابلة فً تولً الوظا بؾ الدٌنٌة والمناصب اإلدارٌة ،وودظ دلماء الحنابلة
للخلفاء واألمراء والوزراء وحثهم دلى العدل وإدادة الحقوق إلى أهلها .
فً حٌن تضمن الفصل الثالث الدور الفكري واالجتمادً للحنابلة فً بؽداد ،فقد تناول
المإسسات التعلٌمٌة الحنبلٌة ومنها المساجد والمدارس ودورها فً خدمة المجتمع ،وتضمن
أٌضا ً إسهام دلماء الحنابلة فً حماٌة العقٌدة اإلسبلمٌة ،وإسهامات هإالء العلماء فً التؤلٌؾ
والتصنٌؾ فً العلوم الدٌنٌة ،ومكانة الحنابلة فً بؽداد ودورهم فً خدمة المجتمع من خبلل
اإلسهام فً مضاء حوابج الناس ،ودورهم فً التكافل االجتمادً ،والدور الفعال للحنابلة
فً محاربة المنكرات بكل أشكالها ،ودورهم فً الودظ واإلرشاد وحماٌة المجتمع البؽدادي
من التفكك من خبل ل تلك المجالس ،واٌل البحث بخاتمة تضمنت ابرز النتابج التً توصلت
إلٌها الدراسة .
ٕ
وال ٌفوتنً هنا أن أشٌر إلى بعض الصعوبات ال تً واجهتنً خبلل هاا البحث والدراسة
وفً مقدمتها الوضع االستثنابً الاي داشه البلد بصورة خاصة والعالم بصورة دامة مما
أنعكس دلى الحٌاة بكل تفاصٌلها ،فضبلً دن ملة المصادر وتناثر مادة البحث بٌن ثناٌاها ،
وملة المراجع التً تناولت المدرسة الحنبلٌة فً هال المرحلة من تارٌخ بؽداد ،فضبلً دن
صعوبة الحصول دلى بعض الرسابل والدراسات العربٌة .
ومد ادتمدت هال الدراسة دلى المنهج التارٌخً االستردادي الاي ٌقوم دلى استقراء
المعلومات التارٌخٌة الواردة فً ثناٌا المصادر والمراجع وتحلٌلها لتكوٌن صورة واضحة
من شؤنها إظهار الدو ر الاي أدال دلماء الحنابلة وفق موادد وأصول البحث التارٌخً .
مههن أهههم كتههب الفههرق والعقابههد اإلسههبلمٌة التههً أفههادتنً فههً إدههداد هههال الرسههالة هههو كتهههاب
الفهههرق بهههٌن الفهههرق ألبهههً منصهههور دبهههد القهههاهر البؽهههدادي (ت ٕٗ9ههههـٖٔٓ7 /م) وههههو أٌضههها ً
اشعري تتلما دلهى شهٌوخ المهاهب الشهافعً .وٌسهتعرض كتهاب (الفهرق بهٌن الفهرق) أصهول كهل
فرمهة مههن الفههرق اإلسههبلمٌة ،وٌههاكر البؽههدادي أ ن مههن بهٌن أسههباب تؤلٌفههه لهههاا الكتههاب هههو لٌحقههق
مطالب تبلمٌال فً أن ٌبٌن لهم معالم الفرمة الناجٌة وسماتها .
وكتهههاب الملهههل والنحهههل لمحمهههد بهههن دبهههد الكهههرٌم الشهرسهههتانً (ت ٘ٗ1ههههـٖٔٔ٘ /م) وههههو
اشعري ،وكتابه ههاا مهن افضهل كتهب الفهرق اإلسهبلمٌة ،والهك لشهموله ألؼلهب الفهرق والمهااهب
اإلسههبلمٌة وتبوٌبههه الممتههاز وتحقٌقههه الجٌههد الههاي مههام بههه السههٌد محمههد سههٌد كٌبلنههً .وٌسههتعرض
الك تهاب األُسههس الفكرٌهة والعقابدٌههة والفقهٌهة ألؼلههب الفهرق اإلسههبلمٌة .فهبل ؼنههاء ألي باحهث فههً
الفكر اإلسبلمً وتؤرٌخه دن كتاب الشهرستانً .
لكتهب التههوارٌخ العامههة فوابهد مٌمههة ،ألنههها تتنهاول موضههودات دههدة ولهم تكههن مقتصههرة دلههى
األحهههداث السٌاسهههٌة بشهههكل دههههام ،لكنهههها تشهههمل أحٌانههها ً دلههههى تهههراجم بعهههض العلمهههاء وسههههٌرهم
ٖ
وشهههرتهم العلمٌههة ،كمهها اطلعتنهها دلههى معلومههات مهمههة دههن مشههاركتهم فههً الوظههابؾ اإلدارٌههة
وأههههم الوظهههابؾ التهههً تقلهههدوها ،فضهههبلً دهههن معلومهههات دهههن العلمهههاء الهههاٌن اسههههموا فهههً تقهههدٌم
المسهههاددة للنهههاس مهههن خهههبلل الومهههوؾ ،ومضهههاء حهههوابجهم ،وتهههولً المههههن والعمهههل بالتجهههارة
والجهههود التههً بهههالوها للحفههاظ دلههى وحهههدة المجتمههع وتماسههكه ،ومقاومهههة البههدع والمفاسههد التهههً
انتشرت فً بؽداد ،ومن أهم ههال الكتهب كتهاب المنهتظم فهً تهارٌخ الملهوك واألمهم البهن الجهوزي
(ت٘97هههـٕٔٓٓ/م) ،وهههو مههن كتههب الحولٌههات والهههاي ٌنتهههً فههً تههدوٌن التههارٌخ حتههى سهههنة
(ٗ٘7هههـٔٔ71/م) ،والعههالم ابههن الجههوزي أحههد العلمههاء المعاصههرٌن لحقبههة الدراسههة ،وكههان لههه
دور فههً مٌههادٌن الحٌههاة المختلفههة ،وكههان أكثههر العلمههاء تصههنٌفا ً للكتههب ،وتنههاول فههً كتابههه أههههم
األحههداث السٌاسهههٌة فهههً موضهههوع الدراسهههة فضهههبلً دهههن بعهههض الوظهههابؾ اإلدارٌهههة التهههً تقلهههدها
العلمهاء ،مههع ترجمههه لهههم وشههرتهم العلمٌههة ،وال ؼنههى للبههاحثٌن دههن ههاا الكتههاب كونههه مههن كتههب
التوارٌخ العامة ،ودلى الرؼم من أنهه سهابق لفتهرة البحهث إال أنهه رفهد البحهث وفهً فصهوله كافهة
بالكثٌر من المعلومات الضرورٌة.
كمها أن لكتههاب الكامهل فههً التهارٌخ البههن األثٌهر(تٖٓٙهههـٕٖٕٔ/م)،أهمٌهه فههً ههال الرسههالة
فقهد اههتم بصههورة ربٌسهة باألحهداث السٌاسههٌة وأههم العلمهاء الههاٌن كانهت لههم إسهههامات فهً الحٌههاة
السٌاسههٌة ،مههع إبههراز بعههض الجوانههب اإلدارٌههة فههً حقبههة البحههث ودور العلمههاء فههً تههولً تلههك
المههام اإلدارٌهة ،وأفهادنً فههً جمٌهع الفصهول ،وهههو مهن المعاصهرٌن لحقبههة البحهث ،لهالك كانههت
مههههههادة الكتههههههاب تتمٌههههههز بالدمههههههة والشههههههمول ،وكتابههههههه هههههههاا مههههههدون ألحههههههداث التههههههارٌخ حتههههههى
سههنة(ٕٙ1هههـٕٖٔٓ/م) .وٌقههول ابههن األثٌههر دههن كتابههه بؤنههه لههم ٌؤخهها إال مههن الكتههب المشهههورة إا
مال(( :ولم أكن كالخابط فً ظلماء اللٌالً وال كمن ٌجمع الحصبا والآللا)).
وكتها ب العسهجد المسهبوك والجهوهر المحكهوك فهً طبقهات الخلفهاء والملهوك ،لمإلفهه األشههرؾ
الؽسههانً (ت ٗ٘ٙههههـٕٔ٘ٙ/م) ،الهههاي ٌبهههدأ تارٌخهههه مههن تهههولى الخلٌفهههة الناصهههر لهههدٌن هللا سهههنة
(٘٘7هههـٔٔ79/م) وٌنتهههً بنهاٌههة الخبلفههة سههنة (ٙ٘ٙهههـٕٔ٘1/م) ،إا مههدم معلومههات إدارٌههة،
وسٌاسهٌة ،واجتمادٌهة وافٌهه أفههادت معظهم مباحهث الرسهالة والههك الهتمامهه بتهدوٌن التعٌٌنهات فههً
الوظابؾ مما ٌفٌد كثٌراً فً رصد التطور اإلداري الاي حصل فً الدولة آنااك .
وكتههاب مههرآة الزمههان فههً تههارٌخ األدٌههان لمإلفههه سههبط ابههن الجههوزي (تٗ٘ٙهههـٕٔ٘ٙ/م)
الههاي ٌُعهه ّد سههجبلً ألحههداث الخبلفههة فههً بؽههداد ،إا أورد بعههض األحههداث التههً شههاهدها بنفسههه ،أو
نقلههها دهههن شهههود دٌهههان ال سههٌما جهههدل ابهههن الجههوزي (ت٘97ههههـٕٔٓٓ/م) وخالههه محٌهههً الهههدٌن
ٌوسهههؾ ابههههن الجههههوزي (تٙ٘ٙههههـ ٕٔ٘1/م) ،إا اكههههر فٌههههه حهههوادث نهاٌههههة القههههرنٌن الخههههامس
والسادس الهجرٌٌن دلى طرٌقة الحولٌات ،مهددما ً دراسهته بوفٌهات كهل سهنة ،إا أفهاد الرسهالة فهً
كل فصولها .
ٗ
وكتههاب الحهههوادث الجامعههة والتجهههارب النافعههة فهههً المابههة السهههابعة المنسههوب البهههن الفهههوطً
(تٖٕ7ههـٖٕٖٔ /م) وتفهرد هههاا الكتهاب بمعلومهات مهمههة دهن الشخصهٌات العلمٌههة التهً تقلههدت
وظههابؾ إدارٌههة لههم تههاكر ها أكثههر المصههادر التارٌخٌههة ،كمهها تضههمن هههاا الكتههاب معلومههات دههن
المهدارس والههربط المنتشههرة فهً بؽههداد ،دلمهها أن المههدة التهً اشههتمل دلٌههها الكتهاب تمتههد مههن سههنة
(ٕٙٙهههـ 7ٓٓ -لٕٕٔ1 /م ٖٔٓٓ-م) ،وأفادنهها هههاا الكتههاب فههً جمٌههع فصههول الرسههالة وخاصههة
فً الفصلٌن الثانً والثالث.
وكتههاب تههارٌخ اإلسههبلم للههاهبً (ت7ٗ1لٖٔٗ7/م) ،الههاي ٌعههد موسههودة للتههارٌخ اإلسههبلمً
الحتوابههه دلههى معلومههات شههاملة سٌاسههٌة ،وإدارٌههة ،ودلمٌههة ،وتههراجم دههن العلمههاء والشخصههٌات
المإثرة فً التارٌخ ،وأفادنا هاا الكتاب فً كل فصول الرسالة .
وكههالك كتهههاب البداٌهههة والنهاٌهههة البهههن كثٌهههر(تٗ77ههههـٖٔ7ٕ/م) ،وههههو دلهههى شهههاكلة كتهههاب
الكامههل فههً التههارٌخ وأفادنهها فههً المعلومههات التههً تخههص دور العلمههاء السٌاسههً ،مثههل الوفههادات
السٌاسهههٌة وإمامهههة العلمههههاء للخلفهههاء فههههً الصهههبلة ،وترجمههههة للعلمهههاء الههههاٌن اشهههتهروا بههههالودظ
واإلرشاد دند أهل بؽهداد وههو مهن اههم كتهب التهوارٌخ العامهة وأفهادنً فهً جمٌهع فصهول الرسهالة
.
تعههد هههال الكتههب مههن المصههادر المهمههة فههً إنجههاز هههال الدراسههة ،وال ؼنههى للبههاحثٌن دنههها ،
لكونههها تتنههاول سههٌر العلمههاء وتههراجمهم ،والشخصههٌات التارٌخٌههة بمختلههؾ اختصاصهههاتهم ،وال
ٌمكهههن أن نسهههتخلص النتهههابج الحقٌقٌهههة ألحهههداث التهههارٌخ اإلسهههبلمً مههها لهههم نهههدرس الشخصهههٌات
التارٌخٌة ال سٌما التهً تتمتهع بنفهوا وشههرة واسهعة فهً العهالم اإلسهبلمً ومهن أ ههم ههال الكتهب ههو
كتههاب وفٌههات األدٌههان لمإلفههه ابههن خلكههان (تٔٙ1هههـٕٔ1ٕ/م) ،الههاي تمٌههزت تراجمههه بالدمهههة
واألمانهة ،كمها أنهها ؼٌهر مختصهرة واسههب فهً تراجمهه للعلمهاء واألدٌهان وخاصهة دلمهاء بؽهداد،
واشههتمل هههاا الكتهههاب دلههى تههراجم العلمهههاء واألدبههاء والخلفههاء والهههوزراء وأفههادنً فههً الفصهههلٌن
األول والثانً .
وكتابههها سهههٌر أدهههبلم النهههببلء وتهههاكرة الحفهههاظ للهههاهبً (ت7ٗ1ههههـٖٔٗ7/م) ،اللهههاان تنهههاوال
أدداداً كثٌرة مهن العلمهاء واالطهبلع دلهى نتاجهاتهم وأههم أدمهالهم ،وأفادتنها ههال الكتهب فهً جمٌهع
فصول الرسالة .
٘
وكتهاب اٌهل طبقهات الحنابلهة البهن رجههب الحنبلهً (ت٘79ههـٖٔ9ٕ/م) ،الهاي اطلعنها دلههى
معلومهات مهمههة دههن العلمههاء الحنابلهة وأهههم إنجههازاتهم فههً مختلهؾ جوانههب الحٌههاة ،إا تمٌههز هههاا
الكتهاب بمعلومهات مهمههة دهن أشهههر دلمهاء المههاهب الحنبلهً وأفههادنً دلهى طههول الرسهالة ،التههً
ال تكاد تخلو ورمة من أورامها إال وفٌها اكر لهاا الكتاب .
وكتهههههاب المقصهههههد األرشهههههد فهههههً اكهههههر أصهههههحاب اإلمهههههام أحمهههههد البهههههن مفلهههههح( ،المتهههههوفى:
ٗ11هـٔٗ79/م) ،ومد أفدت من هاا الكتاب فً جمٌع فصول الرسالة .
وكتهههاب المهههنهج األحمهههد فهههً تهههراجم أصهههحاب اإلمهههام احمهههد ،للعلٌمهههً (ت9ٕ1لٕٔ٘ٔ/م )،
تهرجم فٌههه للحنابلهة مههن القهرن الثالههث الهجهري إلههى دصههرل .لهاا فههإن كتابهه ٌعههد مهن أوسههع كتههب
تراجم الحنابلة ،ومد أفادنً فً جمٌع فصول البحث.
وكتههههههاب شهههههههارات الهههههههاهب فهههههههً أخبهههههههار مهههههههن اههههههههب لمإلفهههههههه ابهههههههن العمهههههههاد الحنبلهههههههً
(تٔٓ19ههههـٔٙ71/م) ،فؤنهههه دلهههى الهههرؼم مهههن تهههؤخرل إال أنهههه أفهههاد الدراسهههة بهههبعض التهههراجم
لشخصٌات هال الحقبة.
وهههً الكتهههب التهههً ركهههزت دلهههى دراسههة الجانهههب اإلداري والهههنظم فهههً الدولهههة اإلسهههبلمٌة،
والتههً ٌقههع فههً مقههدمتها كتههاب األحكههام السههلطانٌة والوالٌههات الدٌنٌههة وكتههاب مههوانٌن الههوزارة
وسٌاسهههة الملههههك لمإلفههههها المهههاوردي (تٓ٘ٗهههههـٔٓ٘1/م) ،إا أفههههاد كتهههاب األحكههههام السههههلطانٌة
الرسالة فً التعرٌؾ بالمصطلحات اإلدارٌهة ،أمها بالنسهبة إلهى مهوانٌن الهوزارة فقهد أفهاد الرسهالة
فهههً الحههههدٌث دهههن الههههوزارة ،وكتههههاب معهههالم القربههههة فهههً أحكههههام الحسههههبة لمإلفهههه ابههههن األخههههوة
(ت7ٕ9ههـٖٕٔ1/م) ،الهاي أفهاد الرسهالة فهً الفصههلٌن الثهانً والثالهث ،وكتهاب صهبح األدشههى
فههً صههنادة األنشههها لمإلفههه القلقشهههندي (تٕٔ1هههـٔٗٔ1/م) ،وٌعهههد مههن الكتهههب اإلدارٌههة التهههً
أفادتنً فً جوانب ددٌدة من الرسالة .
كتهاب الرحلههة البههن جبٌههر (تٗٔٙهههـٕٔٔ7 /م) ،وههو أحههد المصههادر المهمههة واطلعنهها دلههى
وضههههع مدٌنهههههة بؽهههههداد وأحوالههههها االجتمادٌهههههة واالمتصهههههادٌة ،دنهههههد زٌارتههههه إلهههههى بؽهههههداد سهههههنة
ٙ
(ٓ٘1هـٔٔ1ٗ/م) ،ونقل لنها إسههامات بعهض العلمهاء فهً مجهالس الهودظ واإلرشهاد ،وأفادنها فهً
الفصل الثالث دن أهم العلماء الاٌن اشتهروا فً تلك المجالس .
وكتههاب معجهههم البلهههدان لمإلفههه ٌهههاموت الحمهههوي (تٕٙٙههههـٕٕٔ1/م) ،الههاي ٌعهههد مهههن أبمهههة
الجؽههرافٌٌن ومههن العلمههاء العههارفٌن باللؽههة واألدب ،إا بههدأ حٌاتههه نسههاخا ً ورحههل فههً طلههب العلههم
وسهههجل خهههبلل رحلتهههه تفاصهههٌل دهههن المهههدن واألمهههالٌم التهههً زارهههها ،فهههدون موامعهههها وأحوالهههها
االمتصههادٌة واالجتمادٌههة ،وأسههتقى معلوماتههه هههال مههن مشههاهداته أثنههاء رحبلتههه وتجوالههه ،فكانههت
معلومات ٌوثق بها المتٌازها بالدمة ،ومد أفادنً فً مواضع كثٌرة من الرسالة .
ح :المعاجم اللؽوٌة:
أمها هههال المصههادر فههبل ٌمكهن االسههتؽناء دنههها فههً البحههث الحتوابهها دلههى مههادة مهمههة أفههادت
فههً تفسههٌر بعههض المصهههطلحات اللؽوٌههة الههواردة فهههً الرسههالة ومههن ههههال الكتههب :كتههاب لسهههان
العهرب لمإلفهه ابههن منظهور (تٔٔ7ههـٖٔٔٔ/م) ،وهههو مهن المعهاجم المهمههة فهً اللؽهة ،لتفسههٌرل
الكثٌههر مههن المصههطلحات والمفههردات اللؽوٌههة ،فض هبلً دههن تفسههٌرل لههبعض المصههطلحات ضههمن
بعض محاور الرسالة .
وكتههاب تههاج العههروس لمإلفههه الزبٌههدي (تٕ٘ٓٔهههـٔ79ٓ/م) ،وٌعههد مههن المعههاجم اللؽوٌههة
المهمة فً تفسهٌر الكثٌهر مهن المصهطلحات ،والهاي أفهاد الرسهالة فهً المبحهث الثهانً مهن الفصهل
الثانً.
كمهها ادتمههدنا فههً هههال الرسههالة دلههى العدٌههد مههن المراجههع الحدٌثههة ومههن أهمههها :كتاب(تههارٌخ
العراق فً العصر العباسهً األخٌهر) لبهدري محمهد فههد .وكتهاب (الحٌهاة السٌاسهٌة فهً العهراق فهً
العصهههر العباسهههً األخٌر)لمإلفهههه محمهههد صهههالح القههههزاز .وكتهههاب (تهههارٌخ العهههراق فهههً العصههههر
السلجومً) لمإلفه حسٌن أمٌن.
كمها أفهاد الرسهالة العدٌهد مهن االطهارٌح والرسهابل الجامعٌهة ،فضهبلً دهن الهدورٌات والبحههوث
التهً تهم اكرهها أٌض ها ً فهً نهاٌهة الرسهالة والتههً احتهوت دلهى معلومهات مهمههة أفهادت الرسهالة مههن
خبلل ما جاءت به من استنتاجات مفٌدة للبحث.
وال ٌسهههعنً إال أن أتقههههدم بجزٌهههل الشههههكر والعرفهههان لؤلسههههتاا الفاضهههل الههههدكتور دكهههاب ٌوسههههؾ
ألشهرافه دلههى هههال الرسهالة ودلههى سههعة صهدرل ودلههى مهها مدمهه مههن نصههابح وتوجٌههات كههان لههها
األثر الكبٌر فً إخراج هاا البحث بهال الصورة .
7
ولقد بالت ما أستطٌع من جهد من خبلل ما توفر لً من مصادر فً دراسة الموضوع
ولم أدخر جهداً فً البحث ،وال أحسبُ أنً مد أوفٌت الموضوع حقه ،فهاا هو جهدي
ومقدار دلمً ،كما أننً واثق بؤنً مد فاتنً الكثٌر ولكنً أحسب أنً طرمت بابا ً فً دراسة
دور دلماء هال المدرسة الفقهٌة ،وأنا ال اددً هنا بؤنً أمدم دمبلً كامبلً ،ألنً باحث مبتدأ
وأ ن الكمال هلل وحدل جل شؤنه ،ولكنً آمل أن تكون دثرا تً أمل مما تومعت ،وال ٌسعنً إال
أن أمول " :ربنا ال تإاخانا إن نسٌنا أو أخطؤنا "
الباحث
1
التمهٌد
األوضاع السٌاسٌة والفكرٌة فً بغداد (;<;<- ;7هـ78;1- 7771/م)
ؽٙذد اٌخالفخ اٌؼجبع١خ فزشح أؾالي ٚمؼف أصٕبء ع١طشح ثٕ ٟث- ٖٖٗ( ٗ٠ٛ
٘ٗٗ4ـٚ )َٔٓ٘٘- 6ٖٙ/وزٌه أصٕبء اٌغ١طشح اٌغٍغٛل١خ (٘٘6ٓ- ٗٗ4ـ،)َٔٔ6ٖ- ٔٓ٘٘/
ٚلذ أزٙظ خٍفبء ثٕ ٟاٌؼجبط ِٕٚز ثذا٠خ اٌمشْ اٌخبِظ اٌٙغش /ٞاٌؾبد ٞػؾش ِ١الد ٞع١بعخ
رٙذف اٌ ٝرخٍ١ـ ِئعغخ اٌخالفخ ِٓ اٌغ١طشح األعٕج١خ ٚلذ عبػذد ثؼل األؽذاس اٌذاخٍ١خ
ٚاٌخبسع١خ اٌخٍفبء اٌؼجبع ٓ١١ف ٟرٕف١ز ٘زٖ اٌغ١بعخٌٚ ،ؼً اثشص ٘زٖ األؽذاس ٚفبح اٌغٍطبْ
ِغؼٛد ثٓ ِؾّذ ثٓ ٍِىؾبٖ ( ٔ) ،عٕخ (٘٘ٗ4ـٚ ،)َٕٔٔ٘/لذ ٚفف اثٓ األص١ش ٚفبرٗ ثم: ٌٗٛ
" فمذ ِبرذ ِؼٗ عؼبدح اٌج١ذ اٌغٍغٛل ٌُٚ، ٟرمُ ٌ ُٙثؼذٖ سا٠خ ٠ؼزذ ثٙب " ( ٕ) ِب ٠ؼٕ ٟثذا٠خ
ٔٙب٠خ اٌزغٍو اٌغٍغٛل ٟف ٟثغذاد .
وّب ؽٙذد عٕخ (٘٘ٙ4ـ ،)َٔٔ4ٔ /ػٛدد اٌخطجخ ٌٍخالفخ اٌؼجبع١خ فِ ٟقش ثؼذ
اٌمنبء ػٍ ٝاٌذٌٚخ اٌفبهّ١خ ( ٖ) ،ار اعزّشد اٌخطجخ ٌٍفبهّ ٓ١١ثّقش ؽٛاٌ ٟصالصخ لشْٚ
ٚلذ ر ٌٝٛاٌؾىُ ف ٟاٌّذح اٌّّزذح ِٓ عٕخ (٘٘٘4ـ )َٔٔ46/اٌ ٝعٕخ (٘ٙ٘ٙـ)َٕٔ٘1/
اسثؼخ خٍفبء ػجبع ،ٓ١١اعزؼبدد اٌخالفخ ف ٟػٙذ أٚي ٘ئالء اٌخٍفبء ٘١جزٙب ،ف ٟؽ ٓ١ؽٙذ
ؽىُ آخش ٘ئالء اٌخٍفبء اؽزالي ثغذاد ِٓ لجً اٌّغٛي ٚأزٙبء اٌؾىُ اٌؼجبع ٟف ٟثغذاد ار
اعزّش ؽىّ ُٙاوضش ِٓ خّغخ لش٘ٚ ، )ٗ ( ْٚئالء اٌخٍفبء ُ٘ :
)ٔٔ) ؼٌاث الدٌن أبو الفتوح مسعود بن السلطان ملكشال السلجومً ،استق ل بالسلطنة سنة(ٕ٘1هـٖٔٔٗ/م)،
وكان من أحسن السبلطٌن سٌرة ،الاهبً ،شم س الدٌن أبو دبدهللا محمد بن احمد بن دثمان ،سٌر أدبلم
النببلء ،تحقٌق مجمودة من المحققٌن بؤشراؾ الشٌخ شعٌب األرناإوط ،ط ٖ ،مإسسة الرسالة
(د.م،)ٔ91٘،جٕٓ،ص٘. ٖ1
)ٕ) أبو الحسن دلً بن أبً المكارم الشٌبانً ،الكامل فً التارٌخ ،تحقٌق دمر دبد السبلم تدمري،طٔ ،دار
الكتاب العربً (،بٌروت،)ٔ997،ج،9ص. ٔ1ٙ
)ٖ) ابن الجوزي ،أ بو الفرج جمال الدٌن دبد الرحمن بن دلً ،المنتظم فً تارٌخ الملوك واألمم ،تحقٌق
محمد دبد القادر دطا ومصطفى دبد القادر دطا ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة (بٌروت،)ٔ99ٕ،ج،ٔ1صٔ9ٙ
ٓ.
)ٗ) مدحات ،محمد دبدهللا ،مراسٌم تولٌة الخلفاء ووالة دهودهم فً العصر العباسً األخٌر ،مجلة اآلداب
والعلوم االجتمادٌة ،العدد،)ٕٓٔ٘(،ٔ1ص٘ .
9
اٌخٍ١فخ إٌبفش ٌذ ٓ٠هللا (ٕٕ٘٘ٙ- ٘4ـ ،)َٕٕٔ٘- ٔٔ1ٓ/أث ٛاٌؼجبط اثٓ اٌّغزنٟء
ثؤِش هللا ( ٔ) ،خطت ٌٗ ثٛال٠خ اٌؼٙذ ف َٛ٠ ٟاٌغّؼخ اٌضبٔٚ ٟاٌؼؾش ِٓ ٓ٠ؽٛاي
عٕخ(٘٘٘4ـٚ ، )ٕ ( )َٔٔ46/لذ ث٠ٛغ ثبٌخالفخ ثؼذ ٚفبح اٌخٍ١فخ اٌّغزنٟء(- ٘ٙٙ
٠زٛي اٌخالفخ ِٓ ثٕ ٟاٌؼجبط أهٛي ِذح ِٕٗ ( ٖ) ٌٚ ،مذ ارجغ
َ ٘٘٘4ـٌُٚ ،)َٔٔ46- ٔٔ4ٓ/
اٌخٍ١فخ إٌبفش ع١بعخ داخٍ١خ رّ ً١اٌ ٝاٌؾغُ ٚفشك اٌغ١طشح ٚاألِٓ ِغ اإلفالػ ،
ٚاٌغٕٛػ ٔؾ ٛاٌّشوض٠خ ٚ ،ع١بعخ خبسع١خ رّ ً١اٌ ٝفشك ٘١جخ اٌخالفخ ٚرؾم١ك ِقبٌؾٙب
ثىبفخ اٌٛعبئً ( ٗ) .
ٚلذ اعّغ اٌّئسخ ْٛػٍ ٝأْ اٌخٍ١فخ إٌبفش لذ ٔغؼ ف ٟاداسح دٌٚزٗ ِٓ خالي ؽشفٗ
ػٍ ٝعؼً صِبَ األِٛس ث١ذٖ ٚ ،اهالػٗ ػٍِ ٝب ٠غش ٞثٕفغٗ ٚؽضِٗ فِ ٟؾبعجخ اٌّمقش، ٓ٠
عٛاء ف ٟثغذاد أ ٚف ٟاأللبٌ ُ١األخشٚ ، ٜرٌهً فنالً ػٓ ا٘زّبِٗ ثّب ٠غش ٞف ٟاٌغش ٚاٌؼالٔ١خ
الػزّبدٖ ػٍ ٝعٙبص اعزخجبس ٞدل١كِّ ،ب أد ٜاٌ ٝاعزمشاس اٌجالد ٚاصد٠بد ٘١جخ اٌذٌٚخ ( ٘) ،
ٚٚفف اثٓ اٌطمطم ٟاٌخٍ١فخ إٌبفش فمبي " :وبْ ِٓ أفبمً اٌخٍفبء ١ِٙ ...جبً ِمذاِبً ،ػبسفبً
ؽغبػبً ِ...زٛلذ اٌزوبء ٚاٌفطٕخ ٠ ...فبٚك اٌؼٍّبء ِفبٚمخ لذ٠شّ٠ٚ ،بسط األِٛس اٌغٍطبٔ١خ
ِّبسعخ ثق١ش ٚ ...اؽت ِجبؽشح أؽٛاي اٌشػ١خ ثٕفغٗ ،ؽز ٝوبْ ٠زّؾ ٝف ٟاٌٍ ً١ف ٟدسٚة
ثغذاد ٌ١ؼشف أخجبس اٌشػ١خ ِٚب ٠ذٚس ثٚ ، ُٕٙ١وبْ وً ٚاؽذ ِٓ أسثبة إٌّبفت ٚاٌشػب٠ب
٠خبفٗ ٠ٚؾبرسٖٚ ،وضشح عٛاع١غٗ ٚأفؾبة أخجبسٖ ػٕذ اٌغالهٚ ٓ١ف ٟاهشاف اٌجالد " ( . )ٙ
أِب اثٓ ٚافً فمبي ػٓ إٌبفشٚ " :وبْ إٌبفش ػظ ُ١اٌ١ٙجخ ػبٌ ٟاٌّٙخ ٚافش اٌؼمً
ؽغٓ اٌغ١بعخ ِز١مظبً ال ٠فٛرٗ اِش ِّب ٠غش ٞف ٟثالدٖ ٚغ١ش٘ب ِٓ ثالد اإلعالَٚ ،وبْ ٌٗ
أفؾبة األخجبس ٠طبٌؼ ٗٔٛثّب ٠ؾذس ِٚب ٠ش ِٓ ٗٔٚاألِٛس ف ٟوً فم١غٚ ،وبْ األٔغبْ فٟ
اٌؼشاق ال ٠غغش أْ ٠غش ٞف ٟث١زٗ ٚخٍٛرٗ ِب ٠خبف األٔىبس ِٕٗ ،ؽز ٝوبْ ٠ز ِٓ ُ٘ٛأً٘
ث١زٗ ٚاخـ إٌبط ثٗ أْ ٕ٠مً خجشٖ اٌ ٝاٌخٍ١فخ " ( )4اْ ٘زٖ إٌقٛؿ رضجذ أْ اٌخٍ١فخ
إٌبفش عبء ٌ١ؼ١ذ اٌخالفخ اٌ ٝعبثك ػٙذ٘ب ِغزف١ذاً ِٓ ؽٕىزٗ اٌؾخق١خ ٚإٌظبَ االعزخجبسٞ
)ٔ) ابن كثٌر ،أبو الفداء إسمادٌل بن دمر القرٌشً ،البداٌة والنهاٌة ،تحقٌق دلً شٌري ،طٔ ،دار أحٌاء
التراث العرب(،د .م ،)ٔ911،جٕٔ ،صٗ. ٖ7
)ٕ) ابن الدبٌ ثً ،أبً دبدهللا محمد بن سعٌد ،اٌل تارٌخ مدٌنة السبلم ،حققه وضبط نصه ودلق دلٌه بشار
دواد معروؾ ،طٔ ،دار الؽرب اإلسبلمً ( ،بٌروت ،)ٕٓٓٙ ،ج ٕ،صٕٖٕ .
)ٖ) الحسٌنً ،صدر الدٌن ابو الحسن دلً بن ناصر ،زبدة التوارٌخ أخبار األ مراء والملوك السلجومٌة،
تحقٌق محمود نور الدٌن ،طٔ ،دار امرأ(،بٌروت ،)ٔ91٘،ص ٕ1ٙ؛ ابن جبٌر ،أبو الحسٌن محمد بنى
احمد الكنانً ،رحلة ابن جبٌر ،د.ط ،مإسسة امرأ للنشر( ،القاهرة،)ٕٖٓٔ ،صٕٖٓ .
)ٗ) أٌوب ،محمد شعبان ،آخر أٌام العباسٌٌن ،طٔ،مإسسة امرأ للنشر( ،القاهرل ،)ٕٖٓٔ،صٕٖٓ
)٘) حسن ،صالح رمضان ،ا لفتوة فً دهد الخلٌفة الناصر لدٌن هللا(ٕٕ٘ٙ- ٘7هـ ٕٕٔ٘- ٔٔ79/م) الدوافع
واأل هداؾ ،أطروحة دكتورال (ؼٌر منشورل) ،كلٌة اآل داب ،جامعة الموصل،)ٕٓٓٓ( ،صٓ. ٔٙ
) )ٙمحمد بن دلً بن طباطبا ،الفخري فً اآل داب السلطانٌة والدول اإل سبلمٌة ،تحقٌق دبد القادر محمد
ماٌو ،طٔ ،دار القلم العربً (،بٌروت ،)ٔ997 ،صٖٓ1
) )7جمال الدٌن محمد بن سالم بن نصرهللا ،مفرج الكروب فً أخبار بنً أٌوب ،تحقٌق جمال الدٌن الشٌال،
د.ط ،دار الكتب والوثابق القومٌة( ،القاهرة،)ٔ9٘7 ،جٕ ،صٔ. 9
ٓٔ
اٌز ٞاعزؼبْ ثٗ ،امبفخ اٌ ٝمؼف اٌغٍطخ اٌغٍغٛل١خ ثؼذ ٚفبح ِغؼٛد ثٓ ٍِىؾبٖٚ ،دػُ
اٌّغزّغ اٌجغذاد ،ٌٗ ٞوً رٌه عبػذٖ فِ ٟؾبٌٚزٗ ثبٌٕٛٙك ثبٌخالفخ اٌؼجبع١خ ِٓ عذ٠ذ.
وّب ػًّ اٌخٍ١فخ إٌبفش ػٍ ٝاٌؾذ ِٓ دٚس اٌؾبؽ١خ ف ٟثاله اٌخٍ١فخ ٚالعّ١ب أفؾبة
إٌفٛر ف ٟاٌؼٛٙد اٌغبثمخٚ ،اٌز ٓ٠وبْ ٌ ُٙرؤص١ش وج١ش ػٍ ٝاٌخٍفبء ( ٔ) ،فغّغ اٌخٍ١فخ أثٕبء
األعشح اٌؼجبع١خ ِٕٚؼ ِٓ ُٙاالخزاله ِغ غ١شُ٘ ٚرٌه ٌّٕ١غ رذخٍ ُٙف ٟؽئ ْٚاٌذٌٚخ
ٚأداس رٙبٚ ،لذ ٚفف اثٓ عج١ش رٌه ثمٚ " ٌٗٛعّ١غ اٌؼجبعِ ٓ١١ؼزمٍ ْٛاػزمبالً عّ١الً ،ال
( ٕ)
٠خشعٚ ْٛال ٠ظٙش ٌُٙٚ ْٚاٌّشرجبد اٌمبئّخ ث" ُٙ
ثذأ إٌبفش ؽىّٗ ثبٌزخٍـ ِٓ ثؼل اٌؾخق١بد اٌز ٟوبْ ٠ؼزمذ أٔٙب رؾىً خطشاً ػٍٝ
ؽىّٗ ،فؤِش ثؾجظ اثٓ اٌؼطبس( ٖ) ،ألٔٗ وبْ ً١ّ٠اٌ ٝأثٔ ٟقش فٚ ٟال٠خ اٌؼٙذ ( ٗ) ،وّب أْ
اثٓ اٌؼطبس ٌُ ٠ؾنش ِجب٠ؼخ إٌبفشٚ ،اػززس ثبٌّشك ،فمجل ػٍ٠ ٌُٚ ٗ١خشط ِٓ ِؾجغٗ
اال ِ١زبً ( ٘) ،صُ لجل إٌبفش ػٍ ٝأعزبر داس( )ٙاٌخٍ١فخ ِ ،غذ اٌذ ٓ٠اثٓ اٌقبؽت ( ، )4فجؼذ أْ
أْ لشثٗ اٌخٍ١فخ رمش٠جبً صائذاً أخز ٠زؾىُ ثذاس اٌخالفخٚ ،ثغو ٠ذٖ ػٍ ٝاألِٛايٚ ،عفه اٌذِبء،
ٚأصبس اٌفزٓٚ ،ثطش ثطشاً ؽذ٠ذاً ( ٚ ، )1فبس ٠ٚ ٌٟٛ٠ؼضيِٚ ،ب صاي ف ٟاسرمبء ،ؽز ٝلُزً ،فمذ
أسعً ثطٍجٗ اٌ ٝداس اٌخالفخ فٛصت ػٍ ٗ١اٌؾؾٕخ ( ، )6
)ٔ) القزاز ،محمد صالح داوود ،الحٌاة السٌاسٌة فً العراق فً العصر العباسً األخٌر(ٕٔ٘ ٙ٘ٙ-هـ) ،د.
ط ،مطبعة القضاء(،النجؾ،)ٔ97ٔ ،صٗ. 9
)ٕ) الرحلة ،ص ٕٕٓ .
)ٖ) ظهٌر الدٌن أبو بكر منصور بن نصر الحرانً ثم البؽدادي ،تدرج بالوظابؾ حتى اصبح وزٌراً
للمستضًء سنة(ٖ٘٘ ) ،والك بعد مقتل الوزٌر ابن هبٌرل ،الاهبً ،سٌر. ٔ9ٕ/ٔ٘،
)ٗ) الصفدي ،صبلح الدٌن خلٌل بن اٌبك ،الوافً بالوفٌات ،تحقٌق احمد األرناإوط وتركً مصطفى،
د.ط ،دار أحٌاء التراث العربً( ،بٌروت ،)ٕٓٓٓ ،ج ،ٙصٕ. ٔ9
)٘) الزركلً ،خٌر الدٌن بن محمود بن محمد بن دلً بن فارس ،األدبلم ،ط ٖ ،دار العلم(،د.م،)ٕٕٓٓ ،
ج ،7ص. ٖٓٙ
ً
) )ٙأستاا دار الخبلفة كان اسما لمن ٌرافق الخلٌفة ،ثم توسعت سلطته فً العصر العباسً األخٌر فؤصبح
من كبار موظفً دار الخبلفة ،إا أخا ٌتولى األشراؾ دلى شإون الخبلفة ونفقاتها ،وأمور األسرة العباسٌة
المقٌمة فٌها ،ودهد إلٌه أحٌانا ً أن ٌكون سفٌراً للخلٌفة ورمٌبا ً دلى الدواوٌن ،ابن السادً ،أبو طالب دلً بن
أنجب ،الجامع المختصر فً دنوان التوارٌخ ودٌون السٌر ،تحقٌق مصطفى جواد ،د.ط ،المطبعة السرٌانٌة
الكاثولٌكٌة( ،بؽداد ،د.ت) ،ج، 9مقدمة المحقق ،ص (ٌب) ؛القلقشندي ،احمد بن دلً بن احمد ،صبح
األدشى فً صنادة األنشاء ،تحقٌق ٌوسؾ دلً طوٌل ،طٔ ،دار الفكر(،دمشق،)ٔ917،ج٘،ص. ٗ٘7
) )7هو هبة هللا بن دلً بن هبة هللا بن احمد ،ولً حجابة باب النوبً ،ثم والل المستضًء أستااٌة الدار ،فلما
فلما استخلؾ الناصر أمرل دلى الك وأدنال ،ورد إلٌه النظر فً أكثر األمور فعلت منزلته إلى أن متل فً
ربٌع األول سنة(ٖ ٘1هـ) ،الخطٌب البؽدادي ،أبو بكر احمد بن دلً بن ثابت بن احمد بن مهدي ،تارٌخ
بؽداد واٌولها ،تحقٌق مصطفى دبد القادر دطا ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة( ،بٌروتٔٗٔ7 ،هـ)،
ج٘ٔ،ص. ٖٙ7
) )1الاهبً ،شمس الدٌن أبو دبدهللا محمد بن احمد ،تارٌخ اإل سبلم ووفٌات المشاهٌر وإلدبلم ،تحقٌق دمر
دب د السبلم تدمري ،طٕ ،دار الكتاب العربً(،بٌروت،)ٔ99ٖ ،جٔٗ ،ص ٔٙ؛سبط ابن الجوزي ،شمس
الدٌن أبو المظفر ،مرآة الزمان فً تارٌخ األ دٌان ،حققه ودلق دلٌه إبراهٌم الزٌبق ،طٔ ،دار الرسالة
العلمٌة (،دمشق،)ٕٖٓٔ،جٕٔ ،ص. ٕٙ9
) )9الشحنة :من الوظابؾ اإل دارٌة والعسكرٌة ،استحدثها السبلجقة أبان احتبللهم للعراق(ٗٗ7هـٔٓ٘٘/م)،
للعراق(ٗٗ7هـ ٔٓ٘٘/م) ،لتحل محل صاحب الشرطة فً مطاردة اللصوص ومعامبة مثٌري الفتن ومتابعة
ٔٔ
،فمزٍٗ ( ٕ) ٚٚ ،عذٚا ف ٟداسٖ ِٓ األِٛاي ِب ٌُ ٛ٠عذ ف ٟدٚس اٌخٍفبء ( ٖ) . ( ٔ)
ف ٟدٍ٘١ض
أِب فّ١ب ٠خـ ػاللخ اٌخٍ١فخ إٌبفش ٌذ ٓ٠هللا ِغ اٌغالعمخ فبٔٗ أوًّ ِب ثذأ ثٗ اٌخٍ١فخ
اٌّمزف ٟألِش هللا (ٖٓ٘ ٘٘٘٘-ـ ،)َٔٔٙٓ- ٖٔٔٙ/اٌز ٞاعزطبع أْ ٠خٍـ اٌؼشاق ِٓ
اٌغ١طشح اٌغٍغٛل١خ ( ٗ) ٚ ،ػٕذِب ر ٌٝٛاٌغٍطبْ هغشي ثٓ أسعالْ ثٓ هغشي ثٓ ِؾّذ ثٓ
ٍِىؾبٖ اٌغٍطٕخ (ٖ٘٘1ـ ،)َ ٔٔ14/ؽبٚي اػبدح ٔفٛر اٌغالعمخ اٌّفمٛدح ،فؤسعً اٌ ٝاٌخٍ١فخ
إٌبفش ٠ ،طٍت ِٕٗ رؼّ١ش داس اٌغٍطٕخ ( ٘) ١ٌ ،غىٕٙب هغشي ارا ٚفً ثغذاد ،اال أْ ٘زا
اٌشعٛي سعغ ثذ ْٚعٛاةٚ ،أِش اٌخٍ١فخ ثٙذَ داس اٌغٍطٕخٚ ،لذ ادسن اٌخٍ١فخ لٛح هغشي
ٔٚفٛرٖ ،فٛعذ ٔفغٗ ِنطشاً ٌٍزؾبٌف ِغ اٌخٛاسصِ ،ٓ١١فؤسعً اٌ ٝخٛاسصَ ؽبٖ ػالء اٌذٓ٠
رىؼ٠ ،طٍت ِٕٗ لزبي اٌغالعمخ ِمبثً ؽىُ اٌجالد اٌز٠ ٟفزؾٙب ،فغبس ػالء اٌذ ٓ٠ثغٛ١ؽٗ
ٚاٌزم ٝهغشي ف ٟاٌش ٞعٕخ(ٓ٘٘6ـٚ ،)َٔٔ6ٗ/أزٙذ اٌّؼشوخ ثّمزً هغشي ٚأسعً سأعٗ
اٌ ٝثغذاد ( . )ٙ
ٚثّمزً اٌغٍطبْ اٌغٍ غٛل ٟأزٙذ دٌٚخ اٌغالعمخ ٔٚ،غؼ إٌبفش ف ٟاػبدح أِالن اٌخالفخ
اٌؼجبع١خ ٚأفجؾذ أِالوٙب رّزذ ِٓ رىش٠ذ ف ٟاٌؾّبي اٌ ٝػجبداْ ػٍ ٝاٌخٍ١ظ ف ٟاٌغٕٛة
ِٓٚاٌشٚ ٞأففٙبْ ف ٟاٌؾشق اٌ ٝؽذ٠ضٗ ٚػبٔٗ ف ٟاٌغشة ٚع١طش ػٍ ٝالٍ ُ١خٛصعزبْ
ٍِٚه ّ٘زاْ ٚأففٙبْ ( ٠، )4مٛي اثٓ ٚافً ٚ ":فزؼ ف ٟأ٠بِٗ فزٛؽبد وض١شحٚ ،ارغغ ٍِىٗ
ٚاعز ٌٝٛػٍ ٝخٛصعزبْ ٚاٌغجً ٚفزؼ وض١شاً ِٓ ثالد اٌؼغُٚٚ ،فٍذ اٌذٌٚخ اٌؼجبع١خ ف ٟأ٠بِٗ
ِب ٌُ رقٍٗ اال ف ٟاٌضِٓ اٌمذ. )1 ( " ُ٠
ٚلذ وبٔذ ع١بعخ إٌبفش اٌذ١ٕ٠خ ع١بعخ رٛف١م١خٚ ،ثّب أْ اٌخٍ١فخ ٘ ٛؽبِ ٟاإلعالَ وٍٗ
ثغّ١غ ِزا٘جٗ ،فؤْ ع١بعخ إٌبفش وبٔذ فٛق اٌّزا٘ت ٚاٌّٛ١ي ٚاالرغب٘بد ،فٍُ ٠ظٙش رّ١١ضاً
ٌّز٘ت ػٍ ٝآخشٚ ،ؽبٚي عب٘ذاً اٌزٛف١ك ث ٓ١أساء اٌّزا٘ت اٌّخزٍفخٚ ،لذ خذِذ ٘زٖ اٌغ١بعخ
الخارجٌن دن النظام ومبلحقتهم ورددهم إلشادة األمن واالستقرار ،ابن السادً ،المصدر
السابق،ج، 9مقدمة المحقق ،ص(ٌب) ؛فهد ،بدري محمد ،العامة ببؽدا د فً القرن الخامس الهجري ،د.ط
،مطبعة اإلرشاد (،بؽداد،)ٔ9ٙ7،ص. ٖ7
)ٔ) الدهلٌز كلمة فارسٌة وتعنً حفرة او سرداب تحت االرض بٌن الباب والدار ،ابن منظور ،محمد بن
مكرم بن دلً ،لسان العرب ،طٖ ،دار صادر(،بٌروتٔٗٔٗ،هـ)،ج٘،ص. ٖٗ9
)ٕ) الاهبً ،سٌر. ٔٙ٘/ٕٔ،
)ٖ) سبط ابن الجوزي ،المصدر السابق. ٖٕ٘/ٕٔ ،
)ٗ) العجمً ،دبدهللا معٌض محمد ،الخلٌفة العباسً الناصر لدٌن هللا وسٌاسته من خبلل المصادر التارٌخٌة
والدراسات الحدٌثة ،رسالة ماجستٌر( ؼٌر منشورة)،كلٌة اآل داب والعلوم اإلنسانٌة ،جامعة آل
البٌت،)ٕٓٔ7(،ص ٖٔ .
)٘) ابن كثٌر ،المصدر السابق ٗٓ/ٔٓ،؛ دار السلطنة :تقع هال الدار فً محلة المخرم وهً من محبلت
بؽداد القدٌمة فً الجانب الشرمً ،ومد اتخاها السبلطٌن السبلجقة المتؤخرٌن مقراً لهم أثناء مكوثهم فً
بؽدادٌ ،نظر جواد ،مصطفى وأحمد سوسه ،دلٌل خارطة بؽداد المفصل فً خطط بؽداد مدٌما ً وحدٌثا ً،
مطبعة المجمع العلمً العرامً(،بؽداد،)ٔ9٘1،ص ٕ٘ٔ .
) )ٙابن كثٌر ،المصدر السابقٓٔ. ٕٔ1/
) )7الحسٌنً ،المصدر السابق ،ص ٖٔ7؛ ابن واصل ،المصدر السابق. ٔ7ٓ/ٗ ،
) )1المصدر نفسه. 9ٔ/ٕ،
ٕٔ
٘ذف اٌخٍ١فخ إٌبفش ف ٟرؾم١ك االٔغغبَ ٚاٌٛؽذح لذس اٌّغزطبع ث ٓ١فئب د اٌّغزّغ ( ٔ) ،وّب
وبْ أؽ١بء اٌخٍ١فخ إٌبفش ٌٕظبَ اٌفزٛح عضءاً ِٓ عٛٙدٖ ف ٟأػالء ٘١جخ اٌخالفخ ٚلٛرٙبٚ ،أْ
ٕٙ٠ل ثٙب ِٓ ػٛاًِ االٔؾالي اٌز ٟرغشثذ اٌ ٝعغّٙب ،وّب أ ٔٗ وبْ ٙ٠ذف ِٓ خالي ٘زا
إٌظبَ اٌ ٝرٛؽ١ذ ففٛف أثٕبء األِخ ٌُٚؽٍّٙب ٌخذِخ اٌذٚ ٓ٠اٌذٌٚخ ( ٕ) .
أِب ِب ٠خـ ع١بعخ إٌبفش االلزقبد٠خ فب ٔٗ ِٕٚز أْ اعزٍُ اٌؾىُ ،أصاي اٌّىٛط ( ٖ)،
اٌّفشٚمخ ػٍ ٝاٌزغبس اٌٛاسد ٓ٠اٌ ٝثغذاد ،فؼّشد اٌجالد ٚوضشد األسصاق ( ٗ)ٚ ،سخقذ
األعؼبس ،فىبٔذ أ٠بِٗ ػذالً ٚه١ت ػ١ؼٚ ،وضشد األدػ١خ ألِ١ش اٌّئِٕ ِٓ ٓ١فغبس اٌؼبِخ
ٚوجبس٘ب ( ٘) ،وّب رّىٓ اٌخٍ١فخ إٌبفش ِٓ مشة دٔبٔ١ش خبفخ ثٗ ثؼذ رخٍ١قٗ ٌذاس مشة
إٌمٛد ِٓ إٌفٛر اٌغٍغٛل ، ٟفمذ اؽزٛد إٌمٛد اٌّنشٚثخ عٕخ (ٓ٘٘6ـ ،)َٔٔ6ٖ/ػٍٝ
( )ٙ
ػجبساد رخٍذ ٔقش اٌخٍ١فخ ػٍ ٝأػذائٗ اٌغالعمخ
٠ٚجذٌٕ ٚب ِّب رمذَ أْ ِئعغخ اٌخالفخ ف ٟػٙذ اٌخٍ١فخ إٌبفش لذ اعزؼبدد ٘١جزٙب اٌّفمٛدح
وّب أٔٙب اعزطبػذ أْ رٛعغ ٔفٛر٘ب ،اال أْ عٛٙد اٌخٍ١فخ ٌُ رغزّش ثبٌمٛح ٚاالٔذفبع ٔفغٗ،
( )4
ٚرٌه ثغجت رمذِٗ ف ٟاٌغٓ ٚأفبثزٗ ف ٟآخش صالس عٕٛاد ِٓ ؽىّٗ ثبٌىض١ش ِٓ األِشاك
األِشاك( ٚ )4لذ رٛف ٟاٌخٍ١فخ إٌبفش َٛ٠األؽذ آخش أ٠بَ ؽٙش سِنبْ ِٓ عٕخ
(ٕٕ٘ٙـٚ ،)َٕٕٔ٘/وبْ ػّشٖ رغغ ٚعز ٓ١عٕخ ( ٚ ، )1لذ ألبَ ف ٟاٌؾىُ ِب ٌُ ٠مُ أؽذ ِٓ
أً٘ ث١زٗ ،فمذ داَ ؽىّٗ عجؼبً ٚأسثؼ ٓ١عٕخ اال ؽٙشاً ( ٛ٘ٚ ،)6أهٛي ثٕ ٟاٌؼجبط خالفخ فٟ
ثغذاد ( ٓٔ) .
)ٔ) فوزي ،فاروق دمر ،الخبلفة العباسٌة السقوط واالنهٌار ،طٔ،دار الشروق للنشر والتوزٌع(،دمان،
،)ٕٓٓ9صٕٕٔ .
)ٕ) دبد اللطٌؾ ،محمد فهمً ،الفتوة اإل سبلمٌة ،بحث منشور فً مجلة الرسالة ،العدد،)ٔ91ٗ(،7٘1،
ص٘ ؛ حسن ،الفتول ،ص 97وما بعدها .
)ٖ) المكوس ،وهً ضرٌبة تإخا من التجار ،ومد أنشبت محبلت خاصة لجباٌة هال الضرٌبة من السفن
الواردة إلى البصرة ،الخوارزمً ،محمد بن احمد بن ٌوسؾ ،مفاتٌح العلوم ،تحقٌق إبراهٌم االبٌاري،
طٕ ،دار الكتاب العربً( ،بٌروت ،د.ت) ،ص 1ٙ؛الدوري ،دبد العزٌز ،النظم اإلسبلمٌة ،طٔ ،مركز
دراسات الوحدة العربٌة( ،بٌروت ،)ٕٓٓ1 ،صٗ٘ٔ .
)ٗ) ابن واصل ،المصدر السابق. 9ٔ/ٕ ،
)٘) ابن جبٌر ،المصدر السابق ،صٕ. ٔ1
) )ٙدبد الرحمن ،هاو كار احمد ،دراسة تحلٌلٌه لمسكوكات الخلٌفة الناصر لدٌن هللا (،الدنانٌر الاهبٌة ،
٘ ٕٕٙ - ٘7هـ) ،بحث منشور فً مجلة دراسات فً التارٌخ وإالثار،العددٗ ،)ٕٓٔ1( ،ٙص . ٕٗ9
) )7ابن األثٌر ،المصدر السابق. ٗٓ /ٔٓ ،
) )1ابن كثٌر المصدر السابق. ٕٔ٘/ٕٔ ،
) )9أبو شامه ،شهاب الدٌن أبو محمد دبد الرحمن بن إسمادٌل ،الاٌل دلى الروضتٌن ،تحقٌق محمد زاهد
بن الحسن الكوثري ،طٕ ،دار الجلٌل(،بٌروت ،)ٔ97ٗ ،ص ٘ٗٔ ؛ ابن كثٌر ،المصدر السابق،
ٕٔ ٕٔ٘/؛ ابن األثٌر ،المصدر السابق. ٗٓٔ/ٔٓ،
)ٓٔ) الاهبً ،شمس الدٌن محمد بن احم د بن دثمان ،العبر فً خبر من ؼبر تحقٌق أبو هاجر محمد السعٌد
بن بسٌونً زؼلول ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة(،بٌروت،)ٔ91٘،جٖ ،ص . ٔ1ٙ
ٖٔ
اٌخٍ١فخ اٌؼجبع ٟاٌظب٘ش ثؤِش هللإٖ٘ٙ- ٕٕٙ( ،ـ ،)َٕٕٔٙ- ٕٕٔ٘/أثٔ ٛقش ِؾّذ ثٓ
إٌبفش ٌذ ٓ٠هللاٌٚ ،ذ عٕخ (ٔ٘٘4ـ، )ٔ ( )َٔٔ4٘/خطت ٌٗ ثٛال٠خ اٌؼٙذ عٕخ
(٘٘٘1ـٌٚ ،)َٔٔ16/مت ثبٌظب٘ش ثؤِش هللا ( ٕ)ٚ ،ف ٟعٕخ (ٔٓ٘ٙـ ،)َٕٔٓ٘/ػضي اٌخٍ١فخ
إٌبفش ٌٚذٖ أثب ٔقش ػٓ ٚال٠خ اٌؼٙذ ،ثؼذ أْ خطت ٌٗ ػٍ ٝإٌّبثش عجغ ػؾشح عٕخ ،ار ِبي
إٌبفش ٌٌٛذٖ ػٍٚ ٟسؽؾٗ ٌٍخالفخ ،اال أٗ ِشك صُ رٛفٚ ،ٟامطش اٌخٍ١فخ اٌ ٝأػبدح ػٙذٖ
الثٔ ٟقش ( ٖ) ٚ ،رٌه ف ٟعٕخ (٘ٙٔ1ـ.)َٕٕٔٓ/
ٚر ٌٝٛاٌظب٘ش اٌخالفخ ثؼذ ٚفبح أثٚ ٗ١وبْ ػّشٖ اصٕزٚ ٓ١خّغ ٓ١عٕخ ( ٗ)ٚ ،لبي ػٕذ
ِجب٠ؼزٗ ِٓ " :فزؼ دوبٔبً ثؼذ اٌؼقش أ٠ؼ ٠ىغت "( ٘) ،اؽبسح اٌ ٝر ٗ١ٌٛاٌخالفخ ٛ٘ٚوج١ش فٟ
اٌغٓ ٚ ،لذ اظٙش اٌخٍ١فخ اٌظب٘ش ثؤِش هللا ِٓ اٌؼذي " ِب أػبد ثٗ عٕخ اٌؼّش ،ٓ٠فٍ ٛل ً١أٗ ٌُ
ً٠اٌخالفخ ثؼذ ػّش ثٓ ػجذ اٌؼض٠ض ِضٍٗ ٌىبْ اٌمبئً فبدلبً " ( ٠ ٌُٚ ،)ٙئاخز أؽذاً عؼ ٝفٟ ِ
خٍؼٗ ٚ ،وبْ إٌبط ٠ظٕ ْٛأ ٔٗ ِؼبلت وً ِٓ ٌُ ٠مف اٌ ٝعبٔجٗ أ ٚؽبٚي خٍؼٗ ،اال أٔٗ لبثً
األعبءح ثبإلؽغبْ ٚاٌزغبٚص ثبالِزٕبْ ( ،)4وّب أ ٔٗ اهٍك ِٓ وبْ ف ٟاٌغغِ ْٛؼزمالً ػٍٝ
األِٛاي اٌذٛ٠أ١خ ٚ،اعمو اٌخشاط ػٓ األسام ٟاٌز ٟرؼطٍذ ٚاثطً اٌّىٛط ،فشخقذ
األعؼبس ف ٟأ٠بِٗ ٚوبٔذ لجً رٌه ف ٟغب٠خ اٌغالء ( ٚ ، )1وبْ ِٓ ػبدح أث ٗ١إٌبفش أْ ٠شفغ
اٌ ٗ١ؽشاط اٌذسٚة ف ٟوً فجبػ ثّب وبْ ػٕذُ٘ ف ٟاٌّؾبي ِٓ االعزّبػبد اٌقبٌؾخ
ٚاٌطبٌؾخ ،فٍّب ٌٟٚاٌظب٘ش أِش ثزجط ً١رٌه وٍٗ ٚلبي " :أ ٞفبئذح ف ٟوؾف أؽٛاي إٌبط
٘ٚزه أعزبسُ٘ " ( ٚ )6وبْ اٌخٍ١فخ لذ دخً ِٛ٠بً اٌ ٝخضائٓ األِٛاي فمبي اٌخبدَ " :ف ٟأ٠بِه
رّزٍئ ،فمبي ٌٗ اٌخٍ١فخ ِب عؼٍذ اٌخضائٓ ٌزّزٍئ ،ثً ٌزفشق ف ٟعج ً١هللا " ( ٓٔ) .
اْ لقش ِذح ؽىُ اٌخٍ١فخ اٌظب٘ش ثؤِش هللا وبٔذ عججبً ف ٟػذَ أؽذاس رغ١١ش ف ٟاٌغ١بعخ
اٌخبسع١خ ٌٍخالفخ اٌؼجبع١خ ،اال إٔٔب ّ٠ىٓ أْ ٔالؽع ِٓ خالي ِب رمذَ أْ اٌخٍ١فخ اٌظب٘ش ػًّ
ػٍ ٝرم٠ٛخ اٌغجٙخ اٌذاخٍ١خ ٚرٛؽ١ذ٘بٚ ،عؼً ِٓ ٘زٖ اٌغجٙخ داػّبً ل٠ٛبً ٌٍخالفخ اٌؼجبع١خ ٚرٌه
ٌّٛاعٙخ اٌخطش اٌّغ ٌٟٛاٌز ٞأخز ٠ضداد ٙ٠ٚذد اٌخالفخ اٌؼجبع١خ ،رٛف ٟاٌخٍ١فخ اٌظب٘ش ثؤِش
.
اٌخٍ١فخ اٌؼجبع ٟاٌّغزٕقش ثبهلل (ٖٕ٘ٙٗٓ- ٙـ )َٕٕٔٗ- ٕٕٔٙ/أث ٛعؼفش ِٕقٛس ثٓ
اٌظب٘ش ثؤِش هللا ،ث٠ٛغ ثبٌخالفخ ثؼذ ِٛد أث ٗ١فٕؾش اٌؼذي ف ٟاٌشػب٠ب ٚثزي األٔقبف فٟ
اٌمنب٠ب ٚلشة أً٘ اٌؼٍُ ٚاٌذٚ ،)ٕ ( ٓ٠عبس ع١شح أث ٗ١ثبٌخ١ش ٚاإلؽغبْ ( ٖ)ٚ ،أِش فٕٛد ٞفٟ
ثغذاد ِٓ وبْ ٌٗ ؽبعخ أِ ٚظٍّخ رمن ٝؽبعزٗ ٚرىؾف ِظٍّزٗ ( ٗ) ٚ،وبْ عذٖ إٌبفش لذ
عّغ ِب ٠ؾقً ػٍ ِٓ ٗ١ر٘ت ف ٟثشوخ ف ٟداس اٌخالفخٚ ،وبْ ٠مٛي ً٘ " :أػ١ؼ ؽز ٝرّزٍئ
اٌجشوخ "ٌّٚ ،ب ٌٟٚاٌّغزٕقش ٚلف ػٍ ٝؽبفخ ٘زٖ اٌجشوخ فمبي " :أرش ٜأػ١ؼ ؽز ٝأفمٙب
وٍٙب " ( ٘)ٚ ،وبْ ِزٛدداً اٌ ٝإٌبطٚ ،وبْ اوضش اٌخٍفبء أفبلبً ػٍ ٝر ٞٚاٌؾبعبد ( ،)ٙػًّ
ػٍ ٝثٕبء اٌّذاسط ٚاٌّغبعذ ٚاٌشثو ٚدٚس اٌن١بفخ ٌٍفمشاء ( ٚ، )4ػًّ ػٍٔ ٝؾش اٌغٕٓ ٚوف
اٌفزٓٚ ،وبْ اٌؼٍّبء ٠غبػذ ٗٔٚػٍ ٝرٌه ( ٚ، )1لذ رٛصمذ ػاللخ اٌؼٍّبء ثبٌخٍ١فخ اٌّغزٕقش ثبهلل
ثبهلل ثغجت ػذَ رؼقجٗ ٌّز٘ت ِؼٚ، )6 ( ٓ١وزٌه ثغجت ثٕبئٗ ٌٍّذسعخ اٌّغزٕقش٠خ اٌزٟ
اعزمجٍذ ػذداً وج١شاً ِٓ اٌؼٍّبء ِٓ وً اٌّزا٘ت ( ٓٔ)ٚ ،وبْ عذٖ إٌبفش ٍ٠مجٗ ثبٌمبمٌّ ٟب
وبْ ٠زّ١ض ثٗ ِٓ د٘بء ٚؽىّخ ( ٔٔ) ٚ،وبْ ِؾجبً ٌٍؼٍٚ ،َٛلذ أؾؤ خضأخ وزت ف ٟداس اٌخالفخ
عّغ فٙ١ب أٔٛاع اٌؼٍ، )ٕٔ ( َٛوّب اِش ثجٕبء اٌّذسعخ اٌّغزٕقش٠خ اٌز ٟرؼذ ِٓ أ ُ٘ أغبصاد
اٌخٍ١فخ اٌّغزٕقش .
٠مٛي اٌز٘ج " :ٟؽشػٛا ف ٟأعبط اٌّغزٕقش٠خ ثجغذاد عٕخ عزّبئخ ٚخّظ ٚػؾش" ْٚ
( ٖٔ) ٚ،ر ٌٝٛػّبسرٙب أعزبر داس اٌخالفخ ِئ٠ذ اٌذ ٓ٠أث ٛهبٌت اٌؼٍمّٚ ،)ٔ ( ٟوبٔذ ٘زٖ اٌّذسعخ
)ٔ) ابن الدبٌثً ،المصدر السابق ،صٕٕٔ ؛ الاهبً ،تارٌخ اإلسبلم ٔ7/ٗ٘ ،؛ الاهبً ،العبر. ٔ9ٔ/ٖ ،
)ٕ) ابن تؽري بردي ،أبو المحاسن جمال ال دٌن ،النجوم الزاهرة فً ملوك مصر والقاهرة ،وزارة الثقافة
واإلرشاد القومً ،د.ط ،دار الكتب(،مصر ،د.ت)،ج،ٙصٖ٘ٗ ؛السٌوطً ،المصدر السابق،صٕٖ٘
)ٖ) ابن خلدون ،دبدالرحمن بن محمد ،العبر ودٌوان المبتدأ والخبر فً تارٌخ العرب والبربر ومن
داصرهم من اوي الشؤن األكبر ،تحقٌق خلٌل شحادل،طٕ ،دار الفكر( ،بٌروت،)ٔ911 ،جٖ،ص ٔ ٙٙ؛
ابن واصل ،المصدر السابق. ٔ97/ٗ،
)ٗ) ابن األثٌر ،المصدر السابق. ٗٔٗ/ٔٓ،
)٘) ابن كثٌر ،المصدر السابق. 1ٙ/ٖٔٔ،
) )ٙاال ربلً ،دبد الرحمن سنبط منٌتو ،خبلصة الاهب المسبوك مختصر من سٌر الملوك ،ومؾ دلى
طبادته وتصحٌحه مكً السٌد جاسم ،طٕ ،مطبعة القدٌس جاو جٌورس (،بٌروت ،)ٔ9ٙٗ ،ص ٕ1ٙ؛ابن
كثٌر ،المصدر السابق. ٔ1ٙ/ٖٔ،
) )7ابن شاكر ،صبلح الدٌن محمد بن احمد ،فوات الوفٌات ،تحقٌق إحسان دباس ،طٔ ،دار
صادر(،بٌروت،)ٔ97ٖ،جٗ،صٓ. ٔ7
) )1المصدر نفسه. ٔ7ٓ/ٗ،
) )9سبط ابن الجوزي ،المصدر السابق. ٖ7ٙ/ٕٕ،
)ٓٔ) االربلً ،المصدر السابق ،ص . ٕ17
)ٔٔ) ابن الكازرونً ،ظهٌر الدٌن دلً بن محمد ،مختصر التارٌخ من أول الزمان إلى منتهى دولة بنً
العباس ،تحقٌق مصطفى جواد ،د.ط ،المإسسة العامة للصحافة والطبادة (،بؽداد ،)ٔ97ٓ ،ص. ٕ٘9
)ٕٔ) االربلً ،المصدر السابق ،ص ٕ1ٙ؛ ابن الكازرونً ،مختصر التارٌخ ،ص . ٕ٘9
)ٖٔ) الاهبً ،تارٌخ اإلسبلم .ٕ7/ٕ٘،
٘ٔ
اٌّذسعخ أٚي ِذسعخ رغّغ اٌّزا٘ت اٌفم١ٙخ األسثؼخ ف ٟثٕب٠خ ٚاؽذحِ ،خبٌفخ عّ١غ اٌّذاسط
اٌز ٟوبٔذ عبئذح ف ٟرٍه اٌؾمجخ ٚاٌز ٟوبٔذ ال رغّؼ ثذخٛي اال أثٕبء اٌّز٘ت اٌز ٞثٕ١ذ ِٓ
أعٍٗ ( ٕ) .
ٚف ٟعٕخ (ٖٔ٘ٙـ ،)َٕٖٔٗ/اوزًّ ثٕبء اٌّغزٕقش٠خ ( ٖ) ٚ ،لذ ؽنش افززبػ اٌّذسعخ
اٌخٍ١فخ اٌّغزٕقش ثبهللٚ ،ؽنش ِؼٗ األِشاء ٚاٌٛصساء ٚاٌمنبح ٚؽنش اٌفمٙبء ٚاٌؾؼشاء ( ٗ)،
ٚلذ عؼً فٙ١ب خضأخ اٌىزت ٚاؽزٛد ػٍ ٝأفظ اٌىزت فِ ٟخزٍف أٔٛاع اٌؼٍٚ ،َٛلذ ٚفً ِب
ٔمً اٌ ِٓ ٗ١وزت ِبئزٚ ٓ١رغؼ ٓ١ؽّالً ( ٘)ٔٚ ،ز١غخ ٌؾت اٌخٍ١فخ ٌٍؼٍُ فب ٔٗ ٌُ ٠غؼً ٘زٖ اٌىزت
ؽىشاً ػٍ ٝأً٘ ٘زٖ اٌّذسعخ ،ثً وبْ ٠غّؼ ثبخشاط ٘زٖ اٌىزت خبسط اٌّذسعخ ٌّٓ ٠ش٠ذْٚ
االعزفبدح ِٓ ٘زٖ اٌىزت ( ٔٚ ، )ٙز١غخ ٌزٌه أفجؾذ ٘زٖ اٌّذسعخ " وؼجخ اٌؼٍُ ِٚؾو أسثبة
اٌشغجخ اٌٚ ٗ١االؽزغبي ثٗ " ( ٠ٚ ،)4زوش أ ؽذ اٌّئسخ ٓ١أْ اٌّغزٕقش ثبهلل أٚي خٍ١فخ عّغ فٟ
آْ ٚاؽذ اٌّزا٘ت اٌفم١ٙخ األسثؼخ ٚ ،ػٍ َٛاٌمشاْ ٚاٌغٕٗ إٌج٠ٛخ ٚػٍُ اٌطت ٚاٌؼشث١خ
ٚاٌش٠بم١بد ٚاٌفشائل ٚعؼٍٙب فِ ٟىبْ ٚاؽذ ( ، )1وّب ػًّ اٌخٍ١فخ اٌّغزٕقش ثبهلل ػٍٝ
رٕظ ُ١اٌّذسعخ اٌّغزٕقش٠خ رٕظّ١بً ع١ذاً ِٓ ؽ١ش اإلداسحٚ ،اٌزذس٠ظٚ ،عؼً فٙ١ب ػذداً وج١شاً
ِٓ اٌّٛظف ٓ١فمذ اؽزٛد ػٍ ٝػذد ِٓ اٌجٛاثٚ ،ٓ١اٌفشاؽٚ ،ٓ١اٌطجبخ. )6 ( ٓ١
أِب ػٍ ٝاٌقؼ١ذ اٌؼغىش ٞفبْ اٌخٍ١فخ اٌّغزٕقش ػًّ ػٍ ٝرٛع١غ اٌخالفخ ،فمذ اعزغً
اٌخٍ١فخ اٌؼجبعِٛ ٟد فبؽت اسثً فبسعً ػغبوشٖ ِٓ أعً اٌغ١طشح ػٍٙ١بٚ ،رُ ٌ ُٙرٌه
فذخٍ٘ٛب عٕخ (ٖٓ٘ٙـ ،)ٔٓ ( )َٕٖٖٔ/وّب أ ٔٗ اسعً ؽٍّخ اٌ ٝػبٔٗ ٚع١طش ػٍٙ١ب عٕخ
(ٖ٘ٙ4ـ. )ٔٔ ( )َٕٔٗٓ/
ٚلذ ػّ ً اٌخٍ١فخ اٌّغزٕقش ػٍ ٝعّغ اٌغٛ١ػٚ ،االعزؼذاد ٌّٛاعٙخ اٌّغٛي ( ٕٔ) ،اٌزٓ٠
افجؾٛا ٠ؾىٍ ْٛاٌخطش األوجش ػٍ ٝاٌخالفخ اٌؼجبع١خ ،خبفخ ثؼذ عمٛه اٌذٌٚخ اٌخٛاسصِ١خ
)ٔ) ابن الفوطً ،كمال الدٌن أبو الفضل دبد الرزاق بن أ حمد ،الحوادث الجامعة والتجارب النافعة فً المابة
السابعة ،تحقٌق بشار دواد معروؾ ودماد دبد السبلم رإؾ ،طٔ ،دار رشٌد للنشر(،د.مٖٔ1ٖ ،هـ)،
صٗٔ ،ابن العلقمً هو محمد بن محمد بن دلً بن أبً طالب ،كان مشرؾ دار التشرٌفات ثم تولى أستاا
دار الخلٌفة المستنصر باهلل ،ثم تولى الوزارة فً دهد المستعصم باهلل مدة اربع دشرة سنة ،الاهبً ،تارٌخ
إالسبلم. 1ٗٔ/ٔٗ،
)ٕ) معروؾ ،ناجً ،تارٌخ دلماء المستنصرٌة ،طٔ،مطبعة العانً (،بؽداد ،)ٔ9٘9 ،صٕ؛ االربلً،
المصدر السابق ،ص . ٕ17
)ٖ) ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص ٓ. 1
)ٗ) ابن كثٌر ،المصدر السابق. ٖٔٙ/ٖٔ،
)٘) االربلً ،المصدر السابق ،ص . ٕ11
) )ٙابن الكازرونً ،مختصر التارٌخ ،ص ٓ. ٕٙ
) )7المصدر نفسه. ٕٙٓ ،
) )1معروؾ ،تارٌخ دلماء المستنصرٌة ،صٖ .
) )9بشار الدٌن ،معروؾ ،حضارة العراق ،د.ط ،دار الحرٌة( ،بؽداد ،)ٔ91ٗ ،صٓٔٔ .
)ٓٔ) ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،صٓ. 7
)ٔٔ) المصدر نفسه ،ص ٖٔٔ .
)ٕٔ) الجمٌلً ،حسٌ ن حدٌس ،دصر الخلٌفة المستنصر باهلل (ٖٕٙهـٕٕٔٙ/م ٙٗٓ-هـٕٕٔٗ/م) رسالة
ماجستٌر(ؼٌر منشورة)،كلٌة اآل داب ،جامعة الموصل ،)ٔ919( ،صٗ.ٙ
ٔٙ
عٕخ (ٖ٘ٙ6ـ ، )ٔ ( )َٕٕٔٗ/وّب ؽبٚي اٌخٍ١فخ أْ ٠قٍؼ ث ٓ١أِشاء األهشاف ٚأْ ٠غّؼُٙ
رؾذ سا٠خ اٌخالفخ ٌّٛاعٙخ اٌخطش اٌّغ ٌٟٛأ ٚأ ٞخطش آخشٚ ،لذ فؾً ف ٟرؾم١ك ٘زٖ اٌّّٙخ
ِّ ،ب دفؼٗ ٌالػزضاي ٚػذَ اٌخشٚط اال ٔبدساً ( ٕ) .
رٛف ٟاٌخٍ١فخ اٌّغزٕقش ثبهلل ف ٟعّبد ٞاألخش عٕخ(ٓٗ٘ٙـِٚ ،)َٕٕٔٗ/ذح خالفزٗ عجغ
ػؾشح عٕخ اال ؽٙشاً ( ٖ) ٠ ٌُٚ ،ؼٙذ ثٛال٠خ اٌؼٙذ الؽذٌٚ ،ؼٍٗ وبْ ٠ؾبٚي أْ ّٙ٠ذ اٌظشٚف
إلػالْ اٌج١ؼخ ألخ ٗ١اٌخفبع ،ٟاٌز ٞػشف ثبٌؾٙبِخ ٚاٌؾغبػخ٠ ،مٛي اثٓ ٚافً ػٕٗ :أٗ
ّ
ألػجشْ ثبٌؼغبوش ٔٙش ع١ؾٚ ْٛأزضع اٌجالد ِٓ وبْ ٠مٛي " :اْ ٍِىٕ ٟهللا رؼبٌ ٝأِش األِخ
أ٠ذ ٞاٌززبس ٚأعزؤفٍ ُٙلزالً ٚعج١بً " ( ٗ) ،اال أْ اٌّزغٍج ٓ١ػٍ ٝاٌخالفخ ٌُ ٠شغجٛا رمٍ١ذٖ اٌخالفخ
اٌخالفخ خٛفبً ِٕٗٚ ،آصشٚا أْ ٙ١ٍ٠ب أث ٛاؽّذ ػجذهللا ثٓ اٌّغزٕقشٌّ ،ب ٠ؼٍّٚ ،ٕٗ١ٌ ِٓ ٗٔٛثزٌه
٠ى ْٛاألِش وٍٗ ثؤ٠ذ. )٘ ( ُٙ٠
اٌخٍ١فخ اٌؼجبع ٟاٌّغزؼقُ ثبهلل (ٓٗ٘ٙ٘ٙ- ٙـ ،)َٕٔ٘1- ٕٕٔٗ/أث ٛأؽّذ ػجذهللا ثٓ
اٌّغزٕقش ثبهلل ،ارفمذ أساء أس ثبة اٌذٌٚخ ػٍ ٝرمٍ١ذٖ اٌخالفخ ثؼذ ِٛد أثٌٚ ٗ١مج ٖٛثبٌّغزؼقُ
ثبهلل ( ٚ، )ٙوبْ ٌٗ ِٓ اٌؼّش صالص ْٛعٕخ ( ٚ ،)4وبْ ِزذٕ٠بً ِزّغىبً ثّز٘ت أ ً٘ اٌغٕخ ٚاٌغّبػخ،
ٚاٌغّبػخ ،ػٍِ ٝب وبْ ػٍٚ ٗ١اٌذٖ ٚعذٖ ( ٚ ،)1وبْ ؽبفظبً ٌٍمشآْ ػبوفبً ػٍ ٝرالٚرِٗٛ ،اظجبً
ػٍ ٝاٌقالح ف ٟأٚلبرٙب ( ٚ ،)6وبْ ظب٘ش اٌؾ١بء فبٌؾبً دٕ٠بً ال ٠زؼشك ثؾٟء ِٓ إٌّىش،
( ٔٔ)
ؽش٠ف إٌفظ وش ُ٠اٌطجبع ( ٓٔ)ٚ ،وبْ فبمالًٚ ،وشّ٠بًٚ ،ؽٍّ١بً ،عٍ ُ١اٌقذس ؽغٓ اٌ١ٙئخ
.
ا ْ ِب روش ِٓ أخالق ه١جخ ٚففبد ؽغٕخ ٠غّغ ػٍٙ١ب أغٍت اٌّئسخ ٓ١ؽز ٝاثٓ
اٌطمطم ٟاٌز ٞلبي ػٕٗ " :وبْ اٌّغزؼقُ سعالً خ١شاً ِزذٕ٠بً ٌ ٓ١اٌغبٔت ع ًٙاٌؼش٠ىخ ػف١ف
ٚػٍ ٝاٌشغُ ِٓ ِب روشٔبٖ ِٓ ِؾبعٓ اٌخٍ١فخ اال أْ ِمذسرٗ اٌغ١بع١خ ٚوفبءرٗ فٟ
اٌؾىُ مؼ١فخ ،ف١مٛي اثٓ وض١ش " :وبْ فٚ ٓ١ٌ ٗ١ػذَ ر١مع ِٚؾجخ ٌٍّبي ٚعّؼٗ " ( ٚ ، )4لبي ػٕٗ
ػٕٗ اثٓ اٌؼجش " :ٞوبْ مؼ١ف اٌشأ، ٞلٍ ً١اٌؼضَ ،وض١ش اٌغفٍخ ػّب ٠غت ٌزذث١ش اٌذٚي " ( ، )1
ٚ ،لبي فبؽت وزبة اٌٛاف ٟثبٌٛف١بد :ا ٔٗ " لٍ ً١اٌّؼشفخ ٚاٌزذث١ش ٚاٌز١مع ٔبصي اٌّٙخ ِّٙالً
ٚوً أِٛسٖ اٌىٍ١بد اٌ ٝغ١ش األوفبء ٚاًّ٘ ِب ٠غت ػٍٗ١ َ ٌألِٛس " ( ٚ ، )6لبي ػٕٗ االسثٍ" :ٟ
ػٍ ٗ١ؽفظٗ ٚإٌظش ف. )ٔٓ ( " ٗ١
٠ٚش ٜأ ؽذ اٌجبؽض ٓ١أْ اٌخٍ١فخ اٌّغزؼقُ ػغض ػٓ ا٠غبد ؽً ٌٍزٕبؽشاد اٌغ١بع١خ
ٚاٌّز٘ج١خ ث ٓ١أفؾبة إٌفٛر ف ٟدٌٚزٗٚ ،وبْ ٌزٍه اٌزٕبؽشاد أ صش٘ب اٌغٟء ف ٟامطشاة
األِٛسٚ ،رم٠ٛل عٍطخ اٌخالفخ ( ٔٔ) ،وّب ػًّ ػٍ ٝرمٍ١ـ ػذد اٌغٕٛد ٌ١ذفغ األِٛاي ٌٍززبس،
ؽز ٝأفجؼ رؼذاد اٌفشعبْ ف ٟع١ؼ اٌخالفخ اٌؼجبع١خ ألً ِٓ ػؾش ٓ٠اٌف ثؼذ أْ وبْ فٟ
صِٓ اٌّغزٕقش ثبهلل ِبئخ اٌف فبسط ( ٕٔ) ،ا ْ اٌّئ٠ذٌ ٓ٠غ١بعخ رمٍ ً١ػذد اٌغٕٛد وبٔٛا ٠مٌْٛٛ
ٌٍخٍ١فخ٘ " :زٖ اٌطبئفخ – ٠مقذ ْٚاٌززبس -لذ ٍِىٛا ِؼظُ ثالد اإلعالَ ٠ ٌُٚمف اؽذ اٌٍّٛن
ا ْ رمٍ١ـ ػذد اٌغٕٛد أد ٜاٌ ٝأمؼبف اٌغ١ؼ ٚصاد ِٓ هّغ اٌّغٛي ف ٟاٌغ١طشح ػٍٝ
ثغذاد ،فنالً ػٓ ِب رُ روشٖ فمذ عبػذد اٌىض١ش ِٓ األؽذاس األخش ٜف ٟأمؼبف ِئعغخ
اٌخالفخ ِٓٚصُ ػغٍذ ف ٟأ١ٙبس٘ب ٚاؽزالي ثغذاد ِٓ لجً اٌززبس ،فمذ وبْ ٌٍىٛاسس اٌطج١ؼ١خ
دٚس ف ٟأمؼبف اٌخالفخ ار ؽٙذد ثغذاد اٌىض١ش ِٓ اٌىٛاسس ٌٚؼً أوضش٘ب رؤص١شاً ِب ؽذس عٕخ
(ٗ٘٘ٙـ ،)َ ٕٔ٘ٙ/ؽ١ش أفبة ثغذاد غشق ػظ ُ١فذخً اٌّبء ف ٟداس اٌخٍ١فخ ٚداس اٌٛص٠ش
( ٕ)ٚ ،أٙذِذ صالصّبئخ ٚصّبٔ ْٛداس ( ٖ)ٙٔٚ ،ذَ ِخضْ اٌخٍ١فخ ٚرؼشك أوضش اٌغالػ اٌّٛعٛد
٠غش ِضٍٗ ( ٗ) .
ِ اٌّٛعٛد فٌٍ ٗ١زٍف ٚ ،عش ٜؽٟء ٌُ
ً
وج١شا فمذ أد ٜاٌ ٝلٍخ اإلٔزبط اٌضساػ،ٟ ٌمذ وبْ رؤص١ش رٍه اٌىٛاسس اٌطج١ؼ١خ رؤص١شاً
( ٘)
ٚغالء األعؼبس ٌٍّٛاد اٌغزائ١خ ٚ ،ؽذٚس اٌّغبػبدٚ ،أزؾبس األِشاك ِٓٚ ،صُ رؤصِذ
األٚمبع االلزقبد٠خ ٚرذ٘ٛسد ِّ،ب أد ٜاٌ ٝرذ٘ٛس األٚمبع االعزّبػ١خ ،اٌز ٟ٘ ٟاألخشٜ
ٌُ رىٓ ثؾبعخ اٌِ ٝب ٠ض٠ذ٘ب رؤصِبً ،فمذ وبٔذ اٌفزٓ اٌّز٘ج١خ رؼقف ثجغذاد ث ٓ١اٌفٕ١خ
ٚاألخشٚ ،ٜوبٔذ ف ٟوض١ش ِٓ األؽ١بْ ٠ؾذس فٙ١ب رمبرًٚ ،وبٔذ رغزّش أ٠بَ ػذح ٚ ،اغٍت
٘زٖ اٌفزٓ ال رٕز ٟٙاال ثزذخً ؽؾٕخ ثغذاد ،أِب ِٛلف اٌخالفخ ِٓ ٘زٖ اٌفزٓ ف ٛٙاٌؾ١بد ٚػذَ
االٔؾ١بص أل٠خ فئخ ( . )ٙ
ٚػٕذِب رضا٠ذ خطش اٌّغٛي ٚرؾشوٛا ثبرغبٖ ثغذاد ،اسعً اٌخٍ١فخ اٌّغزؼقُ ؽشف اٌذٓ٠
اثٓ اٌغٛصِٚ ، )4 ( ٞؼٗ اٌٙذا٠ب ٚاٌّغ٘ٛشاد اٌٛ٘ ٝالو ،ٛاال أْ ِؾبٌٚخ ألٕبع ٘ٛالوٛ
)ٔ) الهماانً ،رشٌد الدٌن فضل هللا ،ج امع التوارٌخ ،نقله الى العربٌة محمد صادق نشؤت وفإاد دبد
المعطً الصٌاد ،د.ط ،دار أحٌاء الكتب العربٌة (،القاهرة ‘ ٓ،)ٔ9ٙجٔ ،ص. ٕٙ9
)ٕ) الؽسانً ،المصدر السابق ،ص. ٕٙٙ
)ٖ) الهماانً ،المصدر السابق. ٕ1ٙ/ٔ ،
)ٗ) الؽسانً ،المصدر السابق ،ص ٖٓ. ٙ
)٘) ابن كثٌر ،ا لمصدر السابق. ٕٖٗ/ٖٔ،
) )ٙالٌونٌنً ،المصدر السابق ،ص 19؛ الهماانً ،المصدر السابق ،ص٘. ٕ9
) )7ابن الكازورنً ،مختصر التارٌخ ،ص ٖ ٕ7؛ ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص . ٖ٘7
ٕٓ
ثانيا ً :األوضاع الفكرية في بغداد (656- 575هـ7551- 7771/م)
ؽٙذد ٘زٖ اٌؾمجخ رجٍٛس اٌّزا٘ت اإلعالِ١خ ٚاعزمشاس٘ب ٚأزؾبس ٔفٛر٘ب ف ٟاأللبٌُ١
ٚوبٔذ اٌؾ١بح اٌفىش٠خ ف ٟثغذاد رؼ١ؼ ٔؾبهبً ٚاعؼبًٚ ،وبْ إٌبط ٠زّز٘جٌٍ ْٛؾبفؼٚ ٟألثٟ
ؽٕ١فخ ٌٚإلِبَ اؽّذ ثٓ ؽٕجً ٌٚغؼفش اٌقبدق ،أِب اإلِبَ ِبٌه فٍُ ٠ىٓ ٠زّز٘ت ٌٗ عٜٛ
ثؼل اٌٛافذ ِٓ ٓ٠اٌّغشة ِٚقش( ٔ) .
ِٓٚخالي أؽبد٠ش رٌه اٌؼقش ف بْ اٌؾٕبثٍخ وبٔٛا ٠ؾىٍ ْٛاٌغبٌج١خ ث ٓ١عىبْ ثغذاد ،فمذ
ٚفف اٌغّؼبٔ ٟوضشر ُٙثمٚ " :ٌٗٛأ ً٘ ثغذاد ٛٔٚاؽٙ١ب ٚاٌغض٠شح ِٓ أفؾبة اإلِبَ أؽّذ
ِٓ ال ٠ذخً رؾذ اٌؾقش ٚاٌؼذ " ( ٕ) ،اال أ ٔ ُٙلٍ ٍْٛ١ف ٟدٚا ٓ٠ٚاٌذٌٚخٚ ،رٌه ٌىشا٘١زُٙ
اٌؼًّ اٌ ٝعبٔت اٌغٍطخ اٌؾبوّخ ،خٛفبً ػٍ ٝد ُٕٙ٠وّب ٠ؼزمذ ،ْٚف ٟؽ ٓ١وبْ أغٍت ِٛظفٟ
دٚا ٓ٠ٚاٌخالفخ ِٓ اٌؾبفؼ١خ صُ ٠ؤر ٟثؼذُ٘ االؽٕبف ( ٖ) ،أِب أفؾبة اٌّز٘ت اٌغؼفش ٞفٍُ
رىٓ اٌخالفخ اٌؼجبع١خ رغؼٍ ُٙف ٟأ٠خ ٚظ١فخ ٌٙب ِغبط ثبٌؾشع ِٕٙٚب اٌمبمٚ ٟاٌّؾزغت
ٚغ١ش٘ب ِٓ إٌّبفت اٌز ٟرؼزّذ ػٍ ٝاٌؾشع ف ٟأؽىبِٙبٌٚ ،ىٓ اٌخالفخ ػٕ١ز ُٙفِٕ ٟبفت
أداس ٗ٠أخشِٕٙٚ ٜب اٌٛصاسح ٚأعزبر٠خ داس اٌخٍ ١فخ ٚغ١ش٘ب ِٓ اٌٛظبئف اإلداس٠خ اٌز١ٌ ٟظ ٌٙب
ػاللخ أ ٚرّبط ثبٌؾشع ( ٗ) .
ٚػٍ ٝاٌشغُ ِٓ ٚعٛد اٌّزا٘ت اإلعالِ١خ ف ٟثغذاد لجً رذخً األعبٔت ِٓ ثٓ١١ٙ٠ٛ
ٚعالعمخ ف ٟاٌؾ١بح اٌغ١بع١خ اٌذاخٍ١خ ٌٍخالفخ اٌؼجبع١خٌ ،ىٓ وبْ رذخً ٘ئالء عججبً ِجبؽشاً فٟ
)ٔ) فهد ،بدري محمد ،تارٌخ العراق فً العصر العباسً األخٌر (ٕ٘٘ ٙ٘ٙ-هـٕٔ٘1- ٔٔ٘7/م)،د.ط،
مطبعة اإلرشاد(،بؽداد،)ٔ97ٖ،صٖٖٗ .
)ٕ) السمعانً ،دبد الكرٌم بن محمد بن منصور التمٌمً ،األنساب ،تحقٌق دبد الرحمن بن ٌحٌى المعلمً
الٌمانً وؼٌرل ،طٔ ،دابرة المعارؾ العثمانٌة(،حٌدر آباد،)ٔ9ٕٙ،جٗ،صٓ. ٕ1
)ٖ) فهد ،تارٌخ العراق،صٖٗٗ .
)ٗ) المرجع نفسة ،صٖٗٗ .
ٕٔ
اروبء اٌؼقج١خ اٌّز٘ج١خ ٚرؾٌٙٛب ِٓ خالفبد فىش٠خ اٌ ٝفزٓ دِ٠ٛخٚ ،وبْ اٌٙذف ِٓ رٌه
اهبٌخ أِذ ع١طشر ُٙػٍ ٝاٌؼشاق ( ٔ) .
ٚوبْ ِٓ ِظب٘ش إٌؾبه اٌفىشٚ ٞاٌؾشوخ اٌفىش٠خ اؽزذاَ اٌغذاي ث ٓ١اٌفشق ٚاٌّزا٘ت
اإلعالِ١خ ف ٟاٌّغبئً اٌؼمذ٠خ ٚاٌفم١ٙخ ،فٕغذ أْ أغٍت ٘زٖ اٌفشق وبٔذ ف ٟفشاع ِغزّش ِغ
ثؼنٙب اٌجؼل ،فبٌؾٕبثٍخ وبٔٛا ف ٟفشاع ِغ اٌّؼزضٌخ ( ٕ) ،ف٘ ٟزٖ اٌفزشح ٛ٘ٚ ،اعزّشاس
ٌٍقشاع اٌز ٞؽقً ث ٓ١اٌؾٕبثٍخ ٚاٌّؼزضٌخ أ٠بَ اٌّؾٕخ ٚاٌمٛي ثخٍك اٌمشآْٚ ،لذ مؼف
اٌّؼزضٌخ ٚوغشد ؽٛوز ُٙثؼذ أْ رشن أث ٛاٌؾغٓ األؽؼشِ )ٖ ( ٞز٘ت اٌّؼزضٌخ ثؼذ أْ وبْ
٠ؼزمذ ثٗ عٕٕ١بً هٍ٠ٛخٚ ،اػٍٓ رٛثزٗ ( ٗ)ٚ ،لبي ":اؽٙذٚا ػٍ ٟأ ٔ ٟوٕذ ػٍ ٝغ١ش د ٓ٠اإلعالَ
ٚأ ٔ ٟلذ أعٍّذ اٌغبػخ ٚأ ٔ ٟربئت ِّب وٕذ ف ِٓ ٗ١اٌمٛي ثبالػزضاي " ( ٘) .
ٚلذ ؽبسة األؽؼش ٞاٌّؼزضٌخ ؽشثبً ؽؼٛاء ثغالؽٔ ُٙفغٗ أ ٞعالػ إٌّطك ٚاٌفٍغفخ،
ٚلذ ؽقً رٛافك ث ٓ١األؽؼشٚ ٞاٌؾٕبثٍخ فمذ رٛؽذد وٍّخ األؽبػشح ( ٚ ،)ٙاٌؾٕبثٍخ مذ
اٌّؼزضٌخ ( ، )4فؤمطٙذ اٌّؼزضٌخ ف٘ ٟزٖ اٌفزشح ٚرؼشمٛا ٌٍىض١ش ِٓ اٌؾٛادس ٚؽشلذ وزجُٙ
( ،)1وّب اعزخذَ اٌؾٕبثٍخ عالؽبً آخش ف ٟؽشثِ ُٙغ اٌّؼزضٌخ ٛ٘ٚاالػزمبد اٌمبدسٚ ،)6 ( ٞلذ
اعزّش اٌؾٕبثٍخ ثبٌغٙش ثٙزٖ اٌؼم ١ذح هٍ١خ أ٠بَ اٌخٍ١فخ اٌمبدس ثبهلل (ٕٕٔ٘ٗ- ٖ1ـ)َٖٔٓٓ- 66ٔ/
)ٔ) مدح ات ،محمد دبدهللا احمد ،الحٌاة اال جتمادٌة فً بؽداد فً العصر العباسً األخٌر (٘- ٘7
ٙ٘ٙهـ،)ٕٔ٘1- ٔٔ79/د.ط ،دار البشٌر(،دمان. ٖٗ،)ٕٓٓ٘،
)ٕ) المعتزلة اسم ٌطلق دلى أول فرمة كبلمٌة ظهرت فً اإلسبلم فً أواخر القرن األول الهجري ومد نشؤت
هال الفرمة بسبب الخبلؾ الاي حدث بٌن الحسن البصري المتوفً سنة(ٓٔٔهـ7ٕ1/م) وبٌن واصل بن
دطاء المتوفً سنة(ٖٔٔهـ 7ٗ1/م) فادتزل واصل مجلس الحسن فقٌل له والتباده معتزلة ،البؽدادي ،دبد
القاهر بن طاهر بن محمد ،الفرق بٌن الفرق وبٌان الفرمة الناجٌة ،طٔن دار األناؾ الجدٌدة(،بٌروت،
،)ٔ977صٕٓ . ٕٔ-
ً
)ٖ) دلً بن إسمادٌل األشعري صاحب األصول إلٌه تنسب األشعرٌة كان معتزلٌا ثم انقلب دلى المعتزلة
وماردهم لصالح أ هل السنة ،توفً فً بؽداد سنة (ٕٖٗهـ9ٖ٘/م)،السمعانً ،إالنساب.. ٕٙٙ/ٔ،
)ٗ) السبكً ،تاج الدٌن دبد الوهاب ،طبقات الشافعٌة الكبرى ،تحقٌق محمود محمد الطنامً ودبد الفتاح
محمد الحلو ،د.ط ،دار هجر للطبادة والنشر(،د.مٖٔٗٔ ،هـ) ،جٖٕ. ٖٗ7 ،
)٘) ابن دساكر ،ثقة الدٌن أ بو القاسم دلً بن الحسن ،تبٌن كاب المفتري فٌما نسب إلى اإل مام أبً الحسن
األشعري ،طٖ ،دار الكتاب العرب(،بٌروتٔٗٓٗ ،هـ) ،صٖٕ ٕٗ-؛ الشهرستانً ،أبو الفتح محمد بن
دبد الكرٌم بن احمد ،الملل والنحل ،تحقٌق محمد سٌد كٌبلنً ،دار المعرفة(،بٌروت،)ٔ9ٙٔ ،ج ٔ ،صٗ9
.
) )ٙفرمة كبلمٌة إسبلمٌة تنسب ألبً الحسن األ شعري الاي خرج دلى المعتزلة ،ومد اتخا األشادرة
البراهٌن والدالبل العقلٌة والكبلمٌة وسٌلة فً محاججة خصومها ،الش هرستانً ،المصدر نفسه. ٔ٘1/ٔ،
) )7الصبلبً ،دلً محمد محمد ،دولة السبلجقة وبروز مشروع إسبلمً لمقاومة التؽلؽل الباطنً والؽزو
الصلٌبً ،طٔ ،امرأ للنشر والتوزٌع(،القاهرة ،)ٕٓٓٙ ،ص. ٖٕ1
) )1ابن الجوزي ،المنتظم. ٖٖ٘/ٔ٘،
) )9اال دتقاد القادري أو المنشور القادري هو ال منشور الاي كتبه الخلٌفة القادر باهلل وشهد مراءته العلماء
والزهاد ،ومما جاء فٌه ،كل صفات هللا ٌجب أخاها دلى أنها حقٌقة ال مجازٌة وان كلمة هللا ؼٌر مخلومة
ومن ٌقول الك كافر ،وأن أ حسن الخلق محمد (صلى هللا دلٌه وسلم) وخٌر الناس بعدل الخلفاء الراشدون،
كما انه احتوى دلى أمور تتعلق بالصبلة واال لتزام بها ،ابن الجوزي المنتظم ٕ1ٓ/1 ،؛ ٌنظر ملحق رمم (
ٔ) .
ٕٕ
( ٔ) ،وّب ؽذد اٌخٍ١فخ اٌمبئُ ثؤِش هللا (ٕٕٗ ٘ٗٙ4-ـ )َٔٓ4٘- ٖٔٓٔ/ػٍ٘ ٝزا اٌّؼزمذ ِّب دفغ
دفغ اٌؾٕبثٍخ اٌ ٝص٠بدح اٌنغو ػٍ ٝاٌّؼزضٌخٔٚ ،ز١غخ ٌٙزا اٌنغو أزمً اٌّؼزضٌخ اٌ ٝاٌّز٘ت
اٌؾبفؼٚ ٟاٌؾٕف ، ٟأِب اٌّزّغىٚ ْٛاٌّزؾذد ْ ٚثبٌّز٘ت فؤٔ ُٙاعجشٚا ػٍ ٝرشن ثغذاد
ٚاٌز٘بة اٌِ ٝقش ار وبْ اٌّؼزضٌخ ّ٠بسعِ ْٛؼزمذار ُٙثؾش٠خ ( ٕ) .
أِب ػٓ ػاللخ األؽبػشح ثبٌؾٕبثٍخ فب ٔٙب وبٔذ ع١ذح ِٓ ثذا٠خ اٌمشْ اٌشاثغ إٌِ ٝزقف
اٌمشْ اٌخبِظ اٌٙغش ،ٞفؾىٍذ ٘بربْ اٌفشلزبْ لٛح ٌٍذفبع ػٓ اٌّز ٘ت اٌغٕٚٚ ٟلفٛا ثٛعٗ
اٌّؼزضٌخ ٚاٌفشق األخش ،ٜاال أْ رٌه ٌُ ٠غزّش خبفخ ثؼذ ِغٟء اثٓ اٌمؾشٚ ،)ٖ ( ٞظٛٙسٖ
ػٍ ٝعبؽخ األؽذاس ،فمذ وبْ ِزؼقجبً ٌألؽبػشح اٌ ٝؽذ اٌغٍِ ، ٛؾٛالً ِب وبْ ث ٓ١اٌؾٕبثٍخ
ٚاألؽبػشح ِٓ رفبُ٘ ٚأغغبَ اٌ ٝؽمبق ٚرٕبصع ( ٗ) .
صُ ؽىً األؽبػشح ٚاٌؾبفؼ١خ اٌّذػ ِٓ ْ ِٛٛاٌٛص٠ش اٌغٍغٛلٔ ٟظبَ اٌٍّه ( ٘) ،عجٙخ
ٚاؽذح ٌّٛاعٙخ اٌؾٕبثٍخٌ ،مذ وبْ ٔظبَ اٌٍّه ؽبفؼ١بً ٍِزضِبًٌٚ ،ؼً رٌه ِٓ أعجبة ألذاِٗ ػٍٝ
أٔؾبء اٌّذاسط إٌظبِ١خ اال أْ خطٛح اٌٛص٠ش ألٔؾبء ٘زٖ اٌّذاسط ٚٚلفٙب ػٍ ٝاٌّز٘ت
اٌؾبفؼ ٌُ ٟرٍكَ اٌمجٛي ٚاٌشمب ِٓ ػّ َٛسعبالد اٌذٌٚخ اٌغٍغٛل١خ اٌز ٓ٠وبٔٛا ٠زجؼْٛ
اٌّز٘ت اٌؾٕف ،ٟاٌز ٞوبْ ف ٟاٌٛلذ ٔفغٗ اٌّز٘ت اٌشعٌٍّ ٟذٌٚخ اٌؼجبع١خ ( . )ٙ
ٚثغل إٌظش ِٓ أْ ٔظبَ اٌٍّه وبْ ؽبفؼ١بً أؽؼش٠بً ( ،)4فبٔٗ وبْ ٙ٠ذف ِٓ أؾبئٗ
ٌٍّذسعخ إٌظبِ١خ ف ٟثغذاد اٌِ ٝؾبسثخ اصؤس إٌفٛر اٌج ٟٙ٠ٛف ٟثغذاد أصٕبء فزشح ع١طشر ُٙػٍٝ
اٌجالد ،فؼًّ ٔظبَ اٌٍّه ػٍ ٝدػُ اٌّزا٘ت اٌفم١ٙخ اٌز ٟؽبسثٙب اٌجٚ ْٛ١ٙ٠ٛرؼض٠ض٘ب أِبَ
اٌّزا٘ت اٌزٔ ٟبفش٘ب اٌج ، )1 ( ْٛ١ٙ٠ٛوّب وبْ ِٓ أ٘ذاف اٌّذسعخ إٌظبِ١خ ف ٟثغذاد ا٠غبد
)ٔ) ابن الجوزي ،المنتظم ٔٓ9/ٔ٘ ،؛ آل بابطٌن ،المرجع السابق ،صٔ. ٔ9
)ٕ) ابن الجوزي المنتظم. 9ٓ/ٔٙ ،
)ٖ) ابن القشري :أبو نصر دبد الرحٌم بن دبد الكرٌم بن هوازن القشري ،من أبمة نٌسابور ،شافعً
اشعري ،اشتهر بالودظ والكبلم ،مدم بؽداد سنة (ٗٙ9هـ ٔٓ9ٙ/م) وودظ بالمدرسة النظامٌة ،وكان شدٌد
التعصب دلى الحنابلة وٌام دقٌدتهم فً ودظه ،حتى حدثت فتنة فً بؽداد بٌن الحنابلة واألشادرة بسببه
فؤدٌد إلى نٌسابور ،ابن دساكر ،تبٌٌن كاب المفتري ،ص ٖٓ9 - ٖٓ1؛ السمعانً ،إالنساب. ٕٓ7/ٖ،
)ٗ) الصبلبً ،دولة السبلجقة ،صٖٖٓ .
)٘) نظام الملك هو أبو دلً الحسن بن د لً بن سحاق العوسً ،ولد فً بلدة مرٌبة من طوس سنة
(ٗٓ1هـٔٓٔ1/م) ،وتفقه دلى ماهب الشافعً ،تولى الوزارة السلجومٌة بعد مقتل الوزٌر الكندري ،كانت
سٌاسته اتجال الخبلفة أ كثر مرونة من سلفه ،السبكً ،المصدر السابق ٖٓ9/ٗ ،وما بعدها .
) )ٙابن األثٌر ،المصدر السابق. ٔٓ٘/1 ،
) )7ما ٌإكد أن نظام الملك كان شافعٌا ً أشعرٌا ً هو تؤلٌؾ اإل مام الجوٌنً أمام الحرمٌن كتابا ً سمال العقٌدة
النظامٌة ،ومد ضمنّ هاا الكتاب أمور العقابد دلى الماهب األشعري ،وضمنه أركان اإلسبلم دلى الماهب
الشافعً ،بدوي ،دبد المجٌد أبو الفتوح ،التارٌخ السٌاسً والفكري للماهب السنً فً المشرق اإلسبلمً
من القرن الخامس الهجري حتى سقوط بؽداد،طٕ،دار الوفاء للطبادة والنشر(،القاهرة ،) ٔ911،هامش
صفحةٗ. ٔ1
) - )1الحسٌنً ،المصدر السابق ،ص ٕٗٔ ،فهد ،تارٌخ العراق ،ص ٖ٘ٗ .
ٖٕ
هبئفخ ِٓ اٌفمٙبء اٌز٠ ٓ٠ؤخز ْٚػٍ ٝػب رم ُٙرذس٠ظ اٌّز٘ت اٌغٕ ،ٟوزٌه ا٠غبد هبئفخ ِٓ
اٌّٛظف ٓ١اٌّئٌٍ٘ ٓ١ز ٌٟٛإٌّبفت اإلداس٠خ ٚرغ١١ش ِئعغبد اٌذٌٚخ ٚاداسح دٚإٙ٠ٚب ( ٔ) .
ٚػٍ ٝاٌشغُ ِٓ أّ٘١خ ٘زٖ األ٘ذاف اال إٔٔب ٔالؽع اٌىض١ش ِٓ اٌّظب٘ش اٌغٍج١خ اٌزٟ
رشرجذ ٔز١غخ ٌظٛٙس ٔظبِ١خ ثغذادِٕٙ ،ب أْ اٌذساعخ ف ٟاٌّذسعخ إٌظبِ١خ الزقشد ػٍٝ
اٌؼٍ َٛاٌذ١ٕ٠خ ٚاٌٍغ٠ٛخٚ ،أٍّ٘ذ ثبل ٟاٌؼٍ َٛاٌؼمٍ١خ ِٕٙٚب اٌطت ٚإٌٙذعخ ٚاٌش٠بم١بد
ٚغ١ش٘ب ( ٕ)ٔٚ ،ز١غخ ٌزٌه وبْ إٌزبط اٌفىش٠ ٞشوض ػٍ ٝاألِٛس اٌذ١ٕ٠خ ،فبٔؾغً اٌّئٌفْٛ
ثزؤٌ١ف اٌىزت اٌز ٟرذافغ ػٓ ِز٘ت ِؼٚ ٓ١رؾبٚي أْ رمًٍ ِٓ أّ٘١خ اٌّزا٘ت األخش. ٜ
ِٚغ أْ ٔظبَ اٌٍّه وبْ ٙ٠ذف ِٓ أٔؾبء إٌظبِ١بد اٌ ٝرٛؽ١ذ اٌّزا٘ت اٌغٕ١خ ٚػٍٝ
اٌشغُ ِٓ ِؾبٌٚزٗ ِؼبٍِخ اٌّزا٘ت اٌّخزٍفخ ف ٟثغذاد ثبٌؼذي ٚاٌّغبٚاح ( ٖ) ،اال أْ ؽ١ئبً ِٓ
رٌه ٌُ ٠ؾذس ،فمذ أعّٙذ ٔظبِ١خ ثغذاد ف ٟثش اٌفشلخ ث ٓ١اٌّزا٘ت ٚػّمذ اٌخالف ثٓ١
اٌؾٛافغ ٚاألؽبػشح اٌز ٓ٠أٚلفذ اٌّذسعخ إٌظبِ١خ ٌٔ ُٙظشاً ٚرذس٠غبً ِٓ عٙخٚ ،وً ِٓ
اٌؾٕبثٍخ ٚاالؽٕبف ِٓ عٙخ أخش ، )ٗ ( ٜوّب أْ ٔظبَ اٌٍّه اظٙش أؾ١بصٖ ٌٍ ٍٗ١ِٚؾبفؼ١خٚ ،لذ
ظٙش رٌه ػٕذِب صاس ثغذاد ،فمذ هٍت ٔظبَ اٌٍّه اٌزؾذس اٌ ٝثؼل اٌؾٕبثٍخ ٌ١زؤوذ ارا وبٔٛا
ِغغّخ ( ٘) ،أَ ال ،فٕٙل اثٓ ػمٚ ً١فٕذ ٘زا االدػبء ( . )ٙ
أِب ػٓ ػاللخ اٌؾٕبثٍخ ٚا الؽٕبف ،ف١جذ ٚأْ ػاللز ُٙوبٔذ ع١ذح ف٘ ٟزٖ اٌؾمجخ ،ثذًٌ١
ػذَ ؽذٚس لزبي فّ١ب ثٚ ،)4 ( ُٕٙ١فّ١ب وبْ اٌقشاع ث ٓ١اٌؾٕبثٍخ ٚاٌّؼزضٌخ فشاػبً را هبثغ
د ،ٟٕ٠فبْ فشاػ ُٙمذ األؽؼش٠خ وبْ رؼج١شاً ػٓ اٌقشاع ث ٓ١اٌخالفخ اٌؼجبع١خ ٚاٌغٍطخ
اٌغٍغٛل١خ ،ار ٚلفذ اٌخالفخ اٌ ٝعبٔت اٌؾٕبثٍخ ،فّ١ب ٔبفش اٌغالعمخ األؽؼش٠خ ( . )1
ٚلذ رىٍُ أثٛ٠ ٛعف اٌمض ، )6 ( ٟٕ٠ٚثىالَ أِبَ ٔظبَ اٌٍّه ٌخـ ف ٗ١اٌزٕبؽش ث ٓ١اٌّزا٘ت،
اٌّزا٘ت ،فجّٕ١ب وبْ ٔظبَ اٌٍّه عبٌغبً ِغ أثِ ٟؾّذ اٌزّ ٛ٘ٚ،)ٔٓ ( ّٟ١ؽٕجٍِٚ ٟؼٗ فمٗ١
أِب اٌغجت اٌشئ١ظ اٌز ٞدفغ ثؼل اٌفمٙبء ٌزغ١١ش ِزا٘ج ٛ٘ ُٙهّٛػ ثؼن ُٙفً١ٔ ٟ
اٌّشاوض اٌّّٙخ اٌز ٌُ ٟرّىِٕ ُٙزا٘جٍٙ١ٔ ِٓ ُٙب ِٓٚ ،اٌّؼٍ َٛأْ ثؼل اٌّذاسط وبٔذ
رخنغ ٌؾشٚه ٠نؼٙب اٌٛالف ،فبٌّذسعخ إٌظبِ١خ ف ٟثغذاد ِذسعخ ؽبفؼ١خ ال ٠غّؼ ٌّٓ
٠ذسّ ط فٙ١ب أ٠ ٚؼًّ فٙ١ب ِٓ اٌّٛظف ٓ١اال أْ ٠ى ْٛؽبفؼ١بًِٚ ،ذسعخ أث ٟؽٕ١فخ ال ٠ذسط ثٙب
اال اٌؾٕف١خ ٘ٚىزا ( ٗ) .
اْ ظب٘شح رغ١١ش اٌّزا٘ت ٌُ رغٍُ ِٓ أزمبد اٌؾؼشاء فؼٕذِب رؾٛي اثٓ اٌّجبسن
اٌٛاعط )٘ (ٟػٓ ِز٘ت اؽّذ اٌِ ٝز٘ت أث ٟؽٕ١فخ صُ اٌِ ٝز٘ت اٌؾبفؼٔ ،ٟظُ اٌّئ٠ذ اثٓ
اٌزىش٠ز ٟف ٟؽمٗ أث١بربً لبي فٙ١ب :
اٌِ ٛعِ َٗ ْ١س َعب ٌَ ًخ ِ َٚ ...ا ْْ َوبَْ الَ رُغْ ِذَ ٌَ ٞذ ِٗ ْ٠اٌ َّش َعب ِئ ًُ َُِ ْٓ َِ ٚجْ ٍِغٌ ػَ َِّٕ ٟ
بْ ثَؼْ َذ اثٓ َؽْٕجَ ًٍ َ َٚ ...رٌِهَ ٌَ َّّب أَ ْػ ََ ٛصرْه اٌّآ ِو ًُ ْذ ٌٍُِّٕ َ
ؼّْ ِ رَ َّ ْزَ٘ج َ
بف ًُ ٜٛٙاٌ َّ ِزَ َٛ ُ ٘ ٞؽ ِ شد َسأْ ٞاٌؾَّبفِ ِؼ ِّ ٟدَ٠بَٔخً ِ ٌََٚ ...ىٕ َّ َّب رَ َ اخزَ َ ََِ ٚب ْ
( )ٙ
فبئِ ٌش ِ ...اٌََِ ٝبٌِ ٍه فَبفْطَ ْٓ ٌِ َّب أََٔب لَبئِ ًُ ه َ ذ الَ َؽ ََّٚػَ َّّب لٍَِ ًٍْ ١أَْٔ َ
أِب ِٛلف اٌخالفخ اٌؼجبع١خ ِٓ ٘زٖ اٌّزا٘ت ،فىبْ ِزجبً ٕ٠ب ،فجؼل اٌخٍفبء اٌؼجبع ٓ١١دػُ
أ ؽذ ٘زٖ اٌّزا٘ت ػٍ ٝؽغبة اٌّزا٘ت األخشٌٚ ،ٜىٓ اغٍت اٌخٍفبء اٌؼجبع ٓ١١ارجغ ع١بعخ
اٌؾ١بد ٚػذَ االٔؾ١بص ٌّز٘ت د ْٚا٢خش .
فبٌخٍ١فخ اٌّغزنٟء ثؤِش هللا (٘٘4٘- ٘ٙٙـ ،)َٔٔ1ٓ- ٔٔ4ٓ/رمشة ِٓ اٌؾٕبثٍخ ٚلذ
لشة اٌ ٗ١اٌىض١ش ِٓ فمٙبء اٌؾٕبثٍخ اثشصُ٘ أث ٛاٌفشط ػجذاٌشؽّٓ اثٓ اٌغٛصٞ
المراتب ،ثم نقل إ لى مقبرة اإلمام أحمد ،ابن أبً ٌعلى ،أبو الحسٌن محمد بن محمد ،طبقات الحنابلة ،تحقٌق
محمد حامد الفقً ،د.ط ،دار المعرفة(،بٌروت ،د.ت)،جٕ،ص ٕٔ٘ ؛ الاهبً ،سٌر. ٙٔٓ/ٔ1 ،
)ٔ) ابن الجوزي ،المنتظم ٕٕ/ٔ7 ،؛ سبط ابن الجوزي ،المصدر السابق. ٗ7ٔ/ٔ9 ،
)ٕ) بدوي ،المرجع السابق ،ص. ٔ1ٙ
)ٖ) ابن الجوزي ،المنتظم. ٕ٘/ٔ7 ،
)ٗ) فهد ،تارٌخ العراق ،ص . ٖٗ1
)٘) ابن المبارك :هو وجٌه الدٌن أبو بكر المبارك بن المبارك الواسطً ،ولد فً واسط (ٕٖ٘هـٖٔٔ1/م)
مدم إلى بؽداد مع والدل ،كان شدٌد الاكاء كثٌر الحفظ ،مضطلع بعلوم كثٌرة ومنها النحو واللؽة والتفسٌر
وؼٌرل ،توفً فً بؽداد سنة(ٕٔٙهـٕٔٔ٘/م)،الاهبً ،سٌر. 11/ٕٕ،
) )ٙالمصدر نفسه. ٔ1/ٕٕ،
ٕ٘
(د٘٘64ـ ،)َٕٔٓٓ/ار أرْ ٌٗ اٌخٍ١فخ اٌغٍٛط ثجبة ثذس فىبْ ٠ؼمذ ِغبٌظ ٚػظٗ ( ٔ) ٚوبْ
اثٓ اٌغٛص٠ ٞغزمً ٘زٖ اٌّغبٌظ ٌٍذػب٠خ ٌٍخٍ١فخ ،وّب أْ اٌخٍ١فخ وبْ ٠ؾشؿ ػٍ ٝؽنٛس
٘زٖ اٌّغبٌظ ( ٕ) ،وّب أْ اثٓ اٌغٛص ٞرمشة اٌ ٝاٌخٍ١فخ ثزؤٌ١ف وزبثّ٘ ٓ١ب(اٌّقجبػ اٌّنٟء
ف ٟخالفخ اٌّغزنٟءٚ ،إٌقشح ػٍِ ٝقش) ثؼذ اٌمنبء ػٍ ٝاٌذٌٚخ اٌفبهّ١خ فِ ٟقش ( ٖ) .
ٌُ ٠مزقش دػُ اٌخٍ١فخ اٌّغزنٟء ػٍ ٝاثٓ اٌغٛص ٞفمو ،ثً ػًّ ػٍ ٝدػُ اٌؾٕبثٍخ
ثقٛسح ػبِخ فمذ اِش اٌخٍ١فخ عٕخ(ٗ٘٘4ـ ،)َٔٔ41/ثؼًّ ٌٛػ ٔقت ػٍ ٝلجش اإلِبَ أؽّذ
ثٓ ؽٕجً ،وزت فٚ ٟعطٗ " ٘زا لجش ربط اٌغٕخ ٚؽ١ذ األِخ اٌؼبٌ ٟاٌّٙخ ،اٌؼبٌُ اٌؼبثذ اٌفمٗ١
اٌضا٘ذ اإلِبَ أث ٟػجذهللا أ ؽّذ ثٓ ِؾّذ ثٓ ؽٕجً اٌؾ١جبٔ ٟسؽّٗ هللا " ( ٗ) ،وّب اِش اٌخٍ١فخ أْ
أْ رجٕ ٝدوخ ثغبِغ اٌمقش ٌٍؾ١خ أث ٟاٌفزؼ اثٓ إٌّ ٝاٌؾٕجٍِّ ٟب أصبس عخو اٌّزا٘ت األخشٜ
( ٘) ٠ٚ ،مٛي اثٓ اٌغٛص ٞػٓ ِ ً١اٌخٍ١فخ ٌٍؾٕبثٍخ " :عؼً إٌبط ٠م٘ ٌٟ ٌْٛٛزا ثغججه ،فؤٔٗ ِب
ِب اسرفغ ٘زا اٌّز٘ت ػٕذ اٌغٍطبْ ؽزِ ٝبي اٌ ٝاٌؾٕبثٍخ اال ثغّبع والِه ،فؾىشد هللا رؼبٌٝ
ػٍ ٝرٌه " ( . )ٙ
أِب اٌخٍ١فخ إٌبفش ٌذ ٓ٠هللا فب ٔٗ ارجغ ع١بعخ رٛف١م١خ ث ٓ١ارجبع اٌّزا٘ت اٌّخزٍفخٚ ،اٌذًٌ١
ػٍ٘ ٝزٖ اٌغ١بعخ ،ا ٔٗ وبْ ٠ذػ ٛؽ١خ اٌؾٕبثٍخ اثٓ اٌغٛصٌ ٞؼمذ ِغٍظ ٚػظٗ ثجبة ثذس
ٌ١غزّغ ٘ٚ ٛأٍ٘ٗ ٌّٛاػظٗ ( ٚ ،)4رؤو١ذاً ٌٙزٖ اٌغ١بعخ فبْ اٌخٍ١فخ إٌبفش عؼً ِؾٙذ ِٛعٝ
اٌىبظُ إِٓبً ٌّٓ الر ثٗ ( ٚ ،)1ف ٟعٕخ (٘ٙٓ1ـ ،)َٕٔٔٔ/أِش اٌخٍ١فخ أْ ٠مشأ ِغٕذ اإلِبَ
رمل ػٍ ٝاٌفزٓ ثقٛسح ٔٙبئ١خ
ِ اؽّذ ف ٟاٌّؾٙذ ٔفغٗ ( ٚ ،)6ػٍ ٝاٌشغُ ِٓ أْ ٘زٖ اٌغ١بعخ ٌُ
ٔٙبئ١خ اال أٔٙب اعزطبػذ أْ رؾذ ِٕٙب .
أِب اٌخٍ١فخ اٌّغزٕقش ثبهلل فمذ ٚلف ػٍ ٝأعجبة ٘زٖ اٌفزٓ ٚاٌقشاػبد اٌّز٘ج١خ
ٚدٚافؼٙب ،فؼًّ ػٍٚ ٝأد٘ب ٚاٌمنبء ػٍٙ١ب ٚرٌه ثؤٔؾبئٗ ٌٍّذسعخ اٌّغزٕقش٠خ ثبٌمشة ِٓ
اٌّذسعخ إٌظبِ١خ ٚعؼٍٙب ٚلفبً ػٍ ٝأفؾبة اٌّزا٘ت األسثؼخ ( ٓٔ) .
ٚف ٟعٕخ (ٖٖ٘ٙـ ،)َٕٖٔ٘/أِش اٌخٍ١فخ اٌّغزٕقش أْ ٛ٠صع اٌف دٕ٠بس ػٍ ٝفمشاء
ِؾٙذ اٌؾغ( ٓ١ػٍ ٗ١اٌغالَ) ( ٔٔ)ٚ ،ف ٟعٕخ (ٖٗ٘ٙـ ،)َٕٖٔٙ/صاس اٌخٍ١فخ اٌّغزٕقش ثبهلل
ٚلذ ارجغ اٌخٍ١فخ اٌّغزؼقُ ثبهلل اٌغ١بعخ ٔفغٙب اٌز ٟارجؼٙب عٍفٗ فىبْ ٠ؾشؿ ػٍ ٝص٠بسح
اٌّؾب٘ذ ٠ٚشػ ٝفمشاء٘ب ( ٕ) ،وّب أٗ أِش أْ ٠ؼبد رشِ ُ١عٛس ِؾٙذ ِٛع ٝثٓ عؼفش اٌزٞ
وبْ لذ غشق ف ٟعٕخ (٘ٙٗ4ـ. )ٖ ()َٖٔٗ6/
ِٓ خالي ِب روشٔبٖ عبثمبً ّ٠ىٓ اٌمٛي أْ اٌخٍفب ء وبٔٛا ِٓ ٚعٙخ ٔظش ؽشػ١خ ال ٍْٛ١ّ٠
اٌ ٝأِ ٞز٘ت ؽشفبً ػٍ ٝاٌٛؽذح ٚػذَ اٌزفشلخ ٚأ ُٙأئّخ ٌغّ١غ اٌّغٍّٚ ٓ١سػبح ٌّقبٌؼ
ثالد اإلعالَ لبهجخً .
)ٔ )
ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة،ص٘. 9
)ٕ )
مدحات ،الحٌاة االجتمادٌة فً بؽداد ،ص ٖ٘ .
)ٖ )
ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،صٖٖٕ .
ٕ7
الفصل األول
التعرٌف بالحنابلة فً بغداد من القرن السادس إلى منتصف القرن السابع
للهجرة
المبحث األول
التعرٌف بالحنابلة وتطور مذهبهم
التعرٌف بالحنابلة
ٌنسب الحنابلة إلى المحدث الفقٌه اإلمام أحمد بن حنبل (ٕٗٗٔ- ٔٙهـ1٘٘- 71ٓ/م)
( ٔ) ،ومد برز الدور الكبٌر لؤلمام أحمد بٌن أوساط العامة والخاصة من خبلل ما مدمه من
أفكار وآراء سٌاسٌة ودٌنٌة واجتمادٌة وأصبحت من بعدل من القوادد والمبادئ األساسٌة
المهمة التً سار دلٌها أصحابه ،فقد مامت من خبللها وبجهود تبلمٌال وأصحابه رابع
المدارس الفقهٌة اإلسبلمٌة التً دادت بؤثار إٌجابٌة دلى مستوى الفكر والسٌاسة والمجتمع
( ٕ) .
ومن األمور التً أدت إلى ظهور الحنا بلة فً ومت مبكر هو دور اإلمام أحمد فً أٌام
المحنة ( ٖ) ،فكان انتصارل دلى القابلٌن بخلق القرآن الدور الكبٌر فً بروز نجمه حتى أصبح
وخرج الناس بنعشه والخبلبق حوله ال ٌعلم دددها إال هللا ( ،)ٙومد وصؾ ابن كثٌر
كثرة الناس حول الجنازة بقوله " :لو جمعهم سلطان ماهر ودٌوان حاصر لما بلؽو هال الكثرة
التً أجتمعوها فً جنازته " ( ، )7ولم ٌستطٌعوا دفنه إال بعد العصر من شدة الزحام ( . )1
إن دظم هال الجنازة تإكد ما ماله اإلمام أحمد بن حنبل " :مولوا ألهل البدع بٌننا وبٌنكم
الجنابز حٌن تمر " ( ، )9ومد مال المتوكل لمحمد بن دبد هللا بن طاهر( ٓٔ) ،الاي صلى دلى
جنازة اإلمام أحمد " :طوبى لك صلٌت دلى أحمد بن حنبل " ( ٔٔ) ،وٌقول ابن كثٌر " :ما
بلؽنً أن جمعا ً فً الجاهلٌ ة وال فً اإلسبلم اجتمعوا فً جنازة اكثر من الجمع الاي اجتمع
دلى جنازة أحمد بن حنبل " ( ٕٔ) .
تركً ،طٕ(،الرٌاض ٔٗٓ9،هـ) ،صٖ٘17- ٖ1؛ وابن كثٌر البداٌة والنهاٌةٖ7ٓ/ٔٓ،؛ أبو زهرل ،أحمد
بن حنبل ،ص ٗٙوما بعدها .
)ٔ) الدلٌمً ،الحنابلة فً بؽداد ،ص. ٕٙ
)ٕ) السمعانً ،إالنساب. ٕ1ٓ/ٗ،
)ٖ) الاهبً ،سٌر. ٖ٘٘/ٔٔ،
)ٗ) التركً ،دبدهللا بن دبد المحسن ،الماهب الحنبلً دراسة فً تارٌخه وسماته واشهر أدبلمه ومإلفاته،
طٔ ،مإسسة الرسالة(،بٌروت ،)ٕٕٓٓ ،ج ،صٓ 9؛ آل بابطٌن ،دلً بن محمد باخٌّل ،مٌراث األزمنة
الصعبة سنوات الحنابلة فً بؽداد ،د.ط (د.مٕٔٗ٘ ،هـ) ،ص٘٘ .
)٘) العلٌمً ،محً الدٌن أبً الٌمن دبد الرحمن بن محمد ،المنهج األحمد فً تراجم أصحاب اإلمام أحمد،
حقق هاا الجزء ودلق دلٌه محمود األرناإوط ،طٔ ،دار صادر(،بٌروت،)ٔ997 ،جٔ ،ص٘ٔٔ .
) )ٙالمصدر نفسه. ٔٔٙ/ٔ ،
) )7البداٌة والنهاٌة. ٔ٘1/ٔٗ،
) )1الاهبً ،سٌر. ٖٖ٘/ٔٔ ،
) )9ابن كثٌر ،المصدر السابق. ٔ٘1/ٔٗ،
)ٓٔ) ٌقول صالح بن أحمد بن حنبل :اردنا أن نصلً دلى أبً فجاءنا محمد بن دبدهللا بن طاهر نابب بؽداد
ودزانا فلما تقدمت مسك ؼلمان أبً طاهر بٌدي فقاال –األمٌر – فنحٌانً ،وصلى هو ،الاهبً ،سٌر،
ٔٔ ، ٖٖ1/وهناك ما ٌإكد صحة ما مام به نابب بؽداد فقد اخرج الحاكم فً المستدرك ،من طرٌق أبً
حازم ،مال :انً لشاهد ٌوم مات الحسن بن دلً ،فرأٌت الحسٌن بن دلً ٌقول لسعٌ د بن العاص وٌطعن فً
دنقه وٌقول ( :تقدم فلوال أنها سنة ما مدمتك) ،وسعٌد أمٌر دلى المدٌنة ٌومبا وبٌنهما شًء ،الحاكم ،أبو
دبدهللا محمد بن دبدهللا ،المستدرك دلى الصحٌحٌن ،تحقٌق مصطفى دبد القادر دطا ،طٔ ،دار الكتب
العلمٌة(،بٌروت ،)ٔ99ٓ،جٖ،ص . ٔ17
)ٔٔ) العلٌمً ،المصدر السابق. ٔٔ٘/ٔ،
)ٕٔ) البداٌة والنهاٌة. ٖ7ٙ/ٔٓ،
ٕ9
أما مخالفول الاٌن وصفهم اإلمام بالمبتددة والقابلٌن بخلق القرآن فلم تكن لهم جنابز
مشهودل ،فهاا القاضً أحمد بن أبً دإاد ( ٔ) ،لم تكن له جنازة تاكر إال القلٌل من أدوان
ٌصل دلٌه إال طابفة ٌسٌرة جداً ( ٗ) ،إن
ِ السلطان ( ٕ) ،وكالك بشر بن ؼٌاث المرٌسً ( ٖ) ،لم
إن هإالء وأمثالهم من أهل البدع الاٌن سٌطروا لفترة طوٌلة دلى المناصب المهمة وسٌطروا
بالك دلى الساحة االجتمادٌة ،وكان الناس ٌخافونهم فٌسكتون دن ضبللهم حتى ظن هإالء
أن لهم منزلة دند الناس ،فقال لهم اإلمام أحمد هال المقولة الشهٌرة التً ترجمة وامعٌا ً فً
جنازته رحمه هللا تعالى.
رصد المهتمون بتارٌخ الماهب الحنبلً أبرز الجهود التً بالت لتدوٌن المسابل الفقهٌة
لئلمام أحمد وتوثٌقها ودراستها ونشرها حتى تكاملت مسابل الماهب ،فكان بالك آخر
المااهب الفقهٌة األربعة ،ومد نشؤ هاا الماهب دبر مراحل ددة :
المرحلة األولى :مرحلة نشوء الماهب وددم التدوٌن ،فقد كان اإلمام أحمد بن حنبل شدٌد
الكراهٌة لتصنٌؾ الكتب التً تشتمل دلى التفرٌع والرأي ،كما أنه كان ٌكرل أن ٌكتب كبلمه
( ٘) ،حتى مال " :بلؽنً أن الكوسج( ٌ )ٙروي دنً مسابل اشهدوا أنً مد رجعت دنها " ،وبلػ
وبلػ الكوسج ما ماله اإلمام أحمد فوضع تلك المسابل فً جراب وحمله دلى دنقه إلى بؽداد،
ً
ثانٌة ( . )7 فدخل دلى اإلمام أحمد فعرض تلك المسابل دلٌه ،فؤدجبه الك وامر له بها
وسبب رفض اإلمام تدوٌن كبلمه ،هو من أجل أن ٌتمسك باألثر ،فعلى الرؼم من دلم
اإلمام وجمعه للسنة النبوٌة وتفسٌرل لكتاب هللا ،إال أنه لم ٌإلؾ كتابا ً فً الفقه ،كما فعل فً
)ٔ) أحمد بن أبً دإاد ،من كبار دلماء المعتزلة ،تقرب من الخلٌفة المؤمون حتى والل مضاء القضاة،
واستمر فً هاا المنصب فً زمن المعتصم والواثق ،ثم دزل فً دهد المتوكل ،الزركلً ،المصدر
السابق. ٕٔٗ/ٔ ،
)ٕ) ابن كثٌر ،المصدر السابق. ٔ٘1/ٔٗ،
)ٖ) بشر بن ؼٌاث المرٌسً العدوي ،من كبار المعتزلة ومصنفٌهم ،وكان متكلما ً ومناظراً ودادٌا ً إلى القول
بخلق القرآ ن من زمن هارون الرشٌد ،توفً سنة (ٕٔ1هـ 1ٖٖ/م) ،الاهبً ،سٌر. ٕٕٓ- ٔ99/ٔٓ ،
)ٗ) ابن كثٌر ،المصدر السابق. ٖ7ٙ/ٔٓ ،
)٘) ابن الجوزي ،منامب اإلمام أحمد ،ص ٖ. ٔ9
) )ٙالكوسج هو إسحاق بن منصور بن بهرام أبو ٌعقوب المرواي ولد بمرو ورحل فً طلب العلم إلى
العراق والحجاز والشام ،وهو احد أبمة الحدٌث ،كان فقٌها ً دالماً ،اسند دن اإلمام أحمد وروى دنه واخرج
دنه البخاري ومسلم ،سبط ابن الجوزي ،المصدر السابق. ٕ9ٕ /ٔ٘ ،
) )7الخطٌب البؽدادي ،المصدر السابق ٖ1٘/7 ،؛ ابن الجوزي ،المنتظم ٔ٘/ٕٔ ،؛ ابن الجوزي ،منامب،
صٖ. 7ٗ- 7
ٖٓ
الحدٌث ،وكان ؼاٌة ما كتب فً الفقه رسالة فً الصبلة كتبها إلى أمام صلى وراءل فؤساء فً
صبلت ه ،ومع ددم رؼبته فً التدوٌن إال أن هللا مدر أن ٌدون ماهبه وٌنتشر ( ٔ) .
ومن أوابل الاٌن نقلو فقه اإلمام أحمد ومسابله هو أحمد بن حمٌد أبو طالب ( ٕ) ،ومد نقل
مسابل لم ٌنقلها ؼٌرل ( ٖ) ،وكالك مهنا بن ٌحٌى الشامً ( ٗ) ،من أصحاب اإلمام أحمد ومد
ثبلثة وأربعٌن سنة ،ومد كتب دنه دبدهللا بن أحمد بن حنبل بضعة دشر جزءاً ً الزمه مهنا
( ٘)
،ومن هإالء أبو بكر المرواي من مسابل لم تكن دند دبدهللا دن أبٌه
( (،)ٙتٕ٘7هـ 119/م) ،كان من أجل أصحاب اإلمام أحمد ،وكان اإلمام ٌقول له إاا بعثه فً
فً حاجة " :كلما تقول فهو مولً ودلى ل سانً " ،وهو الاي تولى إؼماض اإلمام وتؽسٌله
لما مات( ،)7وكالك دبد الملك المٌمونً ( ()1تٕٗ7هـ111م)،الاي الزم أحمد بن حنبل مرابة
مرابة الثبلثة دقود ،وكان كل هال المدة ٌكثر األسبلة دلى اإلمام وٌستفتٌه ،فكسب بالك تفوما ً
دن ؼٌرل بالماهب الحنبلً ،حتى كتب ستة دشر جزءاً من مسابل اإلمام أحمد ( . )9
)ٔ) دهٌش ،دبد الملك بن دبدهللا ،المنهج الفقهً العام لعلماء الحنابلة ومصطلحاتهم فً مإلفاتهم ،طٔ ،دار
خضر(،مكة المكرمة‘ٕٓٓٓ) ،ص ٖ 7ٗ- 7؛ الحدٌدي ،ألق باسل إبراهٌم محمود ،دلماء الحنابلة
ودورهم فً الحركة الفكرٌة فً القرنٌن الثالث والرابع للهجرة /التاسع والعاشر المٌبلدٌٌن ،رسالة
ماجستٌر (ؼٌر منشورل) ،كلٌة اآلداب ،جامعة الموصل ، )ٕٓٔ1(،ص . ٕ1- ٕ7
)ٕ) أحمد بن حمٌد أبو طالب المشكانً ،صاحب اإلمام أحمد ،فقد نقل دن اإلمام أحمد مسابل تفرد بها،
وكان اإلمام ٌكرمه وٌعظمه ،وكان فقٌراً صبوراً دلى فقرل ،تعلم من اإلمام أحمد القنادة ،الخطٌب
البؽدادي ،المصدر السابق ٔ91/٘،؛ سبط ابن الجوزي ،المصدر السابق ٔٗٙ/ٔ ،؛ الاهبً ،تارٌخ
اإلسبلم 991/٘،؛ السمعانً ،إالنساب. ٕ1ٔ/ٕٔ،
)ٖ) الاهبً ،تارٌخ اإلسبلم. ٕٔ7/ٙ،
)ٗ) مهنا بن ٌحٌى أبو دبدهللا الشامً الدمشقً ثم البؽدادي ،من كبار أصحاب اإلمام أحمد ،وكان ٌتجرأ دلى
دلى أبً دبدهللا وٌسؤله دن كبار المسابل ،ومسابله اكثر من أن تحد ،ابن الجوزي ،المنتظم ٖٕٔ/ٔٙ،؛
سبط ابن الجوزي ،المصدر السبق ٕٕٗ/ٔ9،؛ الاهبً ،تارٌخ اإلسبلم ٕٔ7/ٙ ،؛ السمعانً ،األنساب،
ٗ. ٗ1/
)٘) الاهبً ،تارٌخ اإلسبلم. ٕٔ7/ٙ،
) )ٙأحمد بن محمد بن الحجاج المرواي ،المقدم من أصحاب اإلمام أحمد ،كان أماما ً فً الفقه والحدٌث ،وله
وله الكثٌر من التصانٌؾ ،وروى دن اإلمام أحمد مسابل كثٌرة وأسند دنه األحادٌث ،مات فً بؽداد سنة
(ٕ٘7هـ 119/م) ،ودفن بالقرب من مبر اإلمام أحمد ،الخطٌب البؽدادي ،المصدر السابق ٔٗٓ/ٙ ،؛
الاهبً ،العبر ٖ9ٙ/ٔ ،؛ ابن العماد الحنبلً ،المصدر السابق. ٖٖٔ/ٖ،
) )7سبط ابن الجوزي ،المصدر السابق ٖٔٔ/ٔٙ ،؛ أبو زهرل ،محمد ،ابن حنبل حٌاته ودصرل -آراإل
وفقهه ،د.ط ،دار الفكر العربً(،د.م ،)ٔ9ٗ7،ص. ٔ79
) )1المٌمونً ،أبو الحسن دبد الملك بن دبد الحمٌد بن مهران المٌمونً ،دالم الرمة ومفتٌها ،كان اإلمام
أحمد ٌكرمه وٌحترمهٌ ،قول أبو الحسن :صحبت اإلمام أحمد من سنة(ٕ٘ٓ ٕٕ7-هـ) ،وبعدها كنت اخرج
وامدم إلٌه بٌن الفٌنة واألخرى ،ابن مفلح ،برهان الدٌن إبراهٌم بن مح مد بن دبدهللا ،المقصد األرشد فً
اكر أصحاب اإلمام أحمد ،تحقٌق دبد الرحمن بن سلٌمات العثٌمٌن ،طٔ ،مكتبة الرشد (،الرٌاض،
ٕٓٓٓ) ،جٕ ،صٕٗ ؛ العلٌمً ،المصدر السابق. ٕٔٗ/ٕ ،
) )9ابن أبً ٌعلى ،المصدر السابق. ٕٔ/ٔ،
ٖٔ
ومنهم أٌضاً ،أبو ٌعقوب النٌسابوري ( ٔ) (ت ٕ٘7هـ119/م) ،الاي خدم اإلمام أحمد
وهو ابن تسع سنٌن والزمه إلى أن مات ،وكان أحمد بن حنبل اختفى دندل أٌاما ً فً دهد
الخلٌفة الواثق باهلل ،وكان اإلمام ٌزورهم فً دارل ،وٌنبسط فً منزله ،وتظهر الصلة
الواضحة بٌنه وبٌن اإلمام من خبلل المسابل التً نقلها دنه والتً كتبت فً ستة أجزاء ( ٕ) .
.
المرحلة الثانٌة :مرحلة الجمع والتدوٌن ،وهً مرحلة جمع المسابل واالدتناء بها
وتدوٌنها ،وابرز رجال هال المرحلة أبو بكر الخبلل ( ٖ) (تٖٔٔهـ9ٕٗ/م) ،الاي ٌعد من
اشهر رجال الماهب الحنبلً فً تلك الفترة ( ٗ) ،فقد صرؾ دناٌته وجهدل لجمع دلوم اإلمام
اإلمام أحمد ،فطاؾ الببلد لٌجتمع مع أصحاب اإلمام ،وكتب ما روى دنه باإلسناد ،وبعد
جمعه لهال الرواٌات اخا ٌدرسها لتبلمٌال فً بؽداد ،ثم صنؾ الخبلل كتابا ً من تلك الرواٌات
اسمال (الجام ع) ،وٌحتوي دلى أكثر من دشرٌن مجلداً فؤخا الناس ٌتناملونه وٌدرسونه بعد
أن كان رواٌات منثورة ورسابل منتشرة فً األمالٌم وفً صدور الرجال ( ٘) .
ومن رجال هال المرحلة أٌضا ً دمر بن الحسٌن الخرمً( ( )ٙتٖٖٗهـ9ٗ٘/م) ،فقد برع
برع فً ماهب اإلمام أحمد وكان من أوابل من وضع المتون فً الماهب الحنبلً ،ومد الؾ
كتابا ً سمال (مختصر الخرمً) ( ، )7ومد اشتمل هاا الكتاب دلى أؼلب مسابل الفقه ،ولهاا ٌعد
الخرمً دبلمة بارزة فً تارٌخ الماهب الحنبلً ( ، )1والرجل اآلخر فً هال المرحلة هو
ؼبلم الخبلل ( (،)9تٖٖٙهـ97ٗ/م) ،الاي كان أحد أهل العلم موثوما به ،متسع الرواٌة
مشهور الدٌانة ،كان معظما ً فً النفوس ،متقدما ً دند الدولة ،باردا ً فً ماهب اإلمام أحمد
.
)ٔ) أبو إسحاق إبراهٌم بن هانا النٌسابوري األصل البؽدادي السكن ،خدم اإلمام أحمد منا صبال ،مال اإلمام
اإلمام أحمد البن إسحاق :لست أطٌق ما ٌطٌق أبوك من العبادة ،كان اإلمام أحمد اختبؤ فً بٌته ثبلثة أٌام،
الاهبً ،تارٌخ اإلسبلم ٕٓٓ/ٕٓ،؛ العلٌمً ،المصدر السابق. ٕٗ1/ٔ ،
)ٕ) العلٌمً ،المصدر السابق. ٕٗ1/ٔ،
)ٖ) أبو بكر الخبلل هو أحمد ب ن محمد بن هارون ،الفقٌه الاي افنى دمرل فً جمع مسابل ماهب اإلمام
أحمد وتصنٌفه ،فسافر ألجلها وجمع منها ما لم ٌجمعه احد ،وكل من ٌتبع هاا الماهب ٌؤخا منه ،ابن
الجوزي ،المنتظم ٕٕٓ/ٖٔ ،؛ الاهبً ،العبر. ٗٙٔ/ٔ ،
)ٗ) الؽامدي ،اٌاب بن سعد ،معالم الما هب الحنبلً ،طٔ(،مكة المكرمةٖٔٗٙ ،هـ) ،ص ٖٔ1؛ أبو زهرل،
ابن حنبل ،ص ٔ. ٔ1ٕ- ٔ1
)٘) دهٌش ،المرجع السابق ،ص ٗ. 7
) )ٙالخرمً دمر بن الحسٌن بن دبد هللا أبو القاسم الخرمً ،كان له الكثٌر من المصنفات ،دلى ماهب
اإلمام أحمد ،إال أنها لم تظهر ألنه خرج من بؽداد لما ظ هر سب الصحابة ،فاودع كتبه فً دارل فاحترمت
هال الدار وما فً داخله ،الاهبً ،تارٌخ اإلسبلم. 17/ٖٔ ،
) )7الؽامدي ،المرجع السابق ،ص ٘ 7؛ الحدٌدي ،المرجع السابق ،ص . ٕ9
) )1دهٌش ،المرجع السابق ،ص ٘. 7
) )9ؼبلم الخبلل هو دبد العزٌز بن جعفر بن أحمد البؽدادي ،الشٌخ و اإلمام والعبلمة ،شٌخ الحنابلة ،ولد
سنة(ٕ٘1هـ191/م) ،تت لما دلى ٌد أبً بكر الخبلل وكان أ مرب الناس إلٌه ،حتى لقب بهاا اللقبٌ ،قول
دنه الاهبً ":من نظر فً كتابه الشافً درؾ محله من العلم" ،الاهبً ،سٌر. ٔٗٗ/ٔٙ ،
)ٓٔ) التركً ،المرجع السابق . ٕٔٔ/ٔ،
ٕٖ
المرحلة الثالثة :مرحلة االستقرار واالنتشار ،شهدت هال المرحلة استقرار الماهب فً
بؽداد ومن ثم انتشارل خارج بؽداد( ٔ) ،وأن أنتشار الماهب خار ج بؽداد ٌدل دلى موته ومبول
ومبول الناس له ،وترجٌحه دلى ؼٌرل ( ٕ) .
ٌمكن أن نبلحظ أن البوادر األولى للحنابلة ظهرت دندما ساند العامة اإلمام أحمد
بن حنبل سنة (ٕٔ1هـ1ٖٖ/م) ،إبان المحنة التً تعرض لها ( ٖ) ،ولو تتبعنا حركة الحنابلة
ونشاطهم نجد أنها بدأت بالظهور منا ومت مبكر ،وبدأ واضحا ً مومؾ العامة منها واندفادهم
وراء الحنابلة وحركتهم داخل المجتمع البؽدادي والك بسبب الصراع مع المعتزلة (ٕٖٕ -
ٕ٘ٗهـ1٘9- 1ٗٙ/م) ،حٌث أخا هاا الصراع بتحرٌك الرأي العام ( ٗ) .
فكانت أول إشارة للحنابلة فً دهد الخلٌفة المتوكل (ٕٖٕ ٕٗ7-هـ1ٙٔ- 1ٗٙ/م)،من
خبلل الوشاٌة التً وصلت إلى الخلٌفة ،والتً تقول " :إن أصحاب أحمد ٌؤتون دلى أهل
البدع حتى ٌكون بٌنهما الشر" فكان جواب الخلٌفة لمن أوصل هاا الخبر " :ال ترفع إلً من
خبرهم شٌبا ً وشد دلى أٌدٌهم فإنهم وصاحبهم من سادات محمد صلى هللا دلٌه وسلم " ( ٘) .
وهناك حادثة أخرى تإكد مٌل الخلٌفة المتوكل للحنابلة ،فقد اكر ابن أبً ٌعلى أن
الخلٌفة المتوكل كان له ولدان فضرب احدهما اآلخر فقال " :خاها منً وأنا الهاشمً
العباسً " ،ثم ضربه اآلخر ومال " :خاها منً وأنا الؽبلم الحنبلً " ،فنال بهاا القول أدجاب
الخلٌفة وامطعه ( ، )ٙوهال اإلشارات خٌر دلٌل دلى مومؾ الخلٌفة المتوكل الدادم للحنابلة
ومنهجهم ،كما أن الخلٌفة أراد أن ٌستعٌن بالحنابلة لددم سٌاسته فً إدارة شإون الخبلفة
العباسٌة ،خاصة بعد أن خرج الحنابلة منتصرٌن دلى المعتزلة .
ومد سار الخلٌفة المعتضد (ٕ19- ٕ79هـ ،)9ٕٓ- 19ٕ/فً ددمه للحنابلة سٌرة سلفه،
فقد أمر فً بداٌة حكمه أن ٌنادى فً بؽداد " أن ال ٌعقد دلى الطرٌق وال فً المسجد الجامع
ماص وال صاحب نجوم وال زاجر ،وحلؾ الورامٌن إال ٌبٌعوا كتب الكبلم والجدل والفلسفة "
( ،)7وٌبدو أن الخلٌفة المعتضد درؾ مسببات الجدل الماهبً والاي ؼالبا ً ما كان ٌنتهً
)ٔ )
ابن رجب ،المصدر السابق. ٔٙ- ٔ٘/ٔ،
)ٕ )
التركً ،المرجع السابق. ٕٖ1/ٔ ،
)ٖ )
ابن األثٌر ،المصدر السابق. 1ٓ/7 ،
)ٗ )
الدلٌمً ،الحنابلة فً بؽداد ،ص. ٕ9
)٘ )
ابن أبً ٌعلى ،المصدر السابق. ٔ٘/ٔ ،
)) ٙ
المصدر نفسه . 7٘/ٕ ،
)) 7
ابن األثٌر ،المصدر السابق. ٗٙ1/ٙ ،
ٖٖ
بصرادات وفتن ماهبٌة ،كما أنه أراد من هال اإلجراءات إرضاء الحنابلة الاٌن كانوا ٌمثلون
السواد األدظم من سكان بؽداد .
وٌاكر أحد المإرخٌن فً حوادث سنة (ٖٕ1هـ19ٙ/م) ،أن الخلٌفة المعتضد باهلل كتب
إلى جمٌع البلدان " أن ٌرد الفاضل من سهام الموارٌث إلى اوي األرحام " ،وأبطل دٌوان
الموارٌث ( ٔ) ،فصارت منا الك الومت تقسم الموارٌث دلى مستحقٌها كما كانت تقسم فً
دهد رسول هللا(صلى هللا دلٌه وسلم) ( ٕ) ،وهاا أٌضا ً وفق ماهب اإلمام أحمد ( ٖ).
وفً مطلع ا لقرن الرابع الهجري /العاشر المٌبلدي ضادؾ الحنابلة جهودهم من أجل
نشر أفكارهم ،والتصدي لمعارضٌهم ،األمر الاي جعلهم ٌصطدمون مع العامة ،فحدثت
بٌنهم العدٌد من الفتن ،ومن هال الفتن ما اكرل ا بن األثٌر فً أحداث سنة ( ٖٓٙهـ) ،إا مال:
ت فِ ْت َنة ِب َب ْؽدَ اد َبٌ َْن الْ َعامَّ ِة َوالْ َح َن ِابلَةَِ ،فؤ َ َخ َا الْ َخلٌِ َف ُة َج َم َ
اد ًة مِ ْنهُ ْم َو َسٌ ََّر ُه ْم ِإلَى " َوفٌِ َها َو َم َع ْ
الْ َب َ
( ٗ)
،ودلى الرؼم من أنه لم ٌاكر سبب هال الفتنة ،إال أنها كانت كبٌرة صْر ِة َفحُ ِبسُوا "
األمر الاي دفع الخلٌفة المقتدر بن المعتضد (ٕ٘9هـ ٖٕٓ-هـ9ٓ1/م 9ٖٕ-م) إلى التدخل
إلنهاء هال الفتنة .
كما حدثت فتنة أخرى سنة (ٖٔ7هـ9ٕ9/م) بٌن جمادة أبً بكر المروزي وبٌن العامة
ُودا " ( ٘) ، ،وكان سبب هال الفتنة هو تفسٌر موله تعالىَ " :د َسى أَنْ ٌَب َْع َث َك َرب َ
ُّك َم َقامًا َمحْ م ً
فكان الحنابلة ٌقولون :إن تفسٌر هال اآلٌة هو ان هللا دز وجل ٌجلس رسوله (دلٌه الصبلة
والسبلم) دلى العرش ،ومال اآلخرون :إن المقام المحمود هو الشفادة العظمى للرسول ٌوم
القٌامة ،فنشب متال بٌن الجمادتٌن متل فٌها ددد كبٌر من الطرفٌن ( . )ٙ
ودلى الرؼم من أن الحنابلة كانوا سببا ً فً حدوث الكثٌر من الفتن فً بؽداد إال أن
نشاطهم لم ٌكن موجها ً ضد الخبلفة العباسٌة ،ولم ٌحاولوا اإلطاحة بها ،بل كان هدفهم
االنتصار لماهبهم وادتقادهم ،دلى العكس من الحركات والفرق األخرى كالخوارج الاٌن
ثاروا دلى العباسٌٌن وحاولوا إسقاط دولتهم ( . )7
)ٔ) ابن األثٌر ،المصدر السابق ٗ9ٗ/ٙ ،؛ النوٌري ،شهاب الدٌن أحمد بن دبد الوهاب ،نهاٌة األرب فً
فنون األ دب ،تحقٌق دبد المجٌد ترحٌنً ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة( ،بٌروت ،د.ت) ،جٕٕن صٕ٘٘ ؛.
)ٕ) أورد الترماي حدٌثا ً دن الرسول (صلى هللا دلٌه وسلم) انه مال(( :هللا ورسوله مولى من ال مولى له،
والخال وارث من ال وارث له)) ،الترماي ،محمد بن دٌسى ،سنن الترماي ،تحقٌق بشار دواد معروؾ،
د.ط ،دار الؽرب اإلسبلمً(،بٌروت،)ٔ991،جٖ،صٕ. ٗ9
)ٖ) ابن األثٌر ،المصدر السابق ٗ9ٗ/ٙ،؛الاهبً ،سٌر. ٖ٘1/ٔٗ،
)ٗ) الكامل فً التارٌخ . ٙٙٓ/ٙ ،
)٘) سورة اإلسراء :اآلٌة (. )79
) )ٙابن أبً ٌعلى ،المصدر السابق ٔٓ/ٕ ،؛ أبو الفداء ،المصدر السابق 9ٗ/ٖ ،؛ دبلل ،خالد كبٌر ،
صفحات من تارٌخ أهل السنة والجمادة فً بؽداد (ٕٓٓ ٘ٓٓ-هـٔٔٓٙ- 1ٔ٘/م) ،د.ط ،مطبعة
هومة(،الجزابر ،د.ت) ،ص ٘ٓٔ .
) )7دبلل ،صفحات من تارٌخ ،ص. ٔٓ7
ٖٗ
وفً القرن الرابع زاد نفوا الحنابلة فً بؽداد وظهر تؤثٌر حركتهم ،وكان لهم صوت
مسموع لدى الخبلفة والعامة دلى حد سواء ( ٔ) ،فقد بال الحنابلة جهداً كبٌراً فً هال المرحلة
والك من أجل تطبٌق تعالٌم إمامهم وآرابه الفكرٌة ،خاصة فً دهد شٌخهم البربهاري ( ٕ)،
فكانت دبلم ته مع الخبلفة العباسٌة تمثل دبلمة الحنابلة مع الخبلفة ،فضبلً دن الك كان له
دور مإثر فً تارٌخ الحنابلة فً بؽداد ،والك من خبلل ددوته للتمسك بالسنة ومحاربة
البدع ،واألمر بالمعروؾ والنهً دن المنكر ،حتى صار له هٌبة ونفوا لدى الخبلفة
والمجتمع ( ٖ).
ومد اس تمر دور الحنابلة فً بؽداد وواصلوا منهجهم فً األمر بالمعروؾ والنهً دن
المنكر ،ومد ومؾ بجانبهم العامة ألنهم وجدوا فٌهم الثورة دلى سوء األوضاع السٌاسٌة
واالمتصادٌة التً شهدتها بؽداد من تسلط تركً ،وانتشار الفساد وكثرت االضطرابات التً
أدت إلى الؽبلء ( ٗ) ،وما ٌ دل دلى تنامً نفوا الحنابلة وازدٌاد موتهم فً هال الفترة هو أنهم
صاروا موة ال ٌستهان بها فً أثناء الفتن واالضطرابات ،ففً سنة (ٕ9ٙهـ9ٓ1/م) ،وأثناء
فتنة ابن المعتز ومحاولته خلع الخلٌفة المقتدر باهلل ،حدث متال بٌن الطرفٌن ،ودندما أدرك
ابن المعتز أن كفة المقتدر هً الراجحة فً هاا القتال ،حاول استمالة الحنابلة إلى جانبه ،
فؤمر ؼبلمه أن ٌنادي " ٌا معشر العامة اددوا لخلٌفتكم السنً البربهاري " ( ٘) ،إن هاا ٌدل
دلى الدور الكبٌر الاي ادال الحنابلة فً تلك الفترة ،وأٌضا ً ٌدل دلى المكانة الكبٌرة
للبربهاري ،اا وصفه ابن األثٌر بؤنه " مقدم الحنابلة والسنه من العامة " ( . )ٙ
وما ٌإكد مكانة البربهاري وسعة نفوال دند العامة ما اكرل ابن أبً ٌعلى دن ابن بطة
مال " :سمعت البربهاري ٌقول :لما أخا الحاج -من مبل القرامطة ٌ -ا موم إن َك َ
ان ٌحتاج -أي
الخلٌفة -إلى معاونة بمابة ألؾ دٌنار ومابة ألؾ دٌنار ومابة ألؾ دٌنار -خمس مرات -
صلها من الناس " ( . )7
داونته َما َل ابْن بطة :لَ ْو أرادها لح ّ
وأشار ابن األثٌر فً أحداث سنة (ٖٕٖهـ9ٖٗ/م) ،إلى ما وصل إلٌه الحنابلة من موة
ونفوا بقوله " :وفٌها دظم امر الحنابلة ،وموٌت شوكتهم ،وصاروا ٌكبسون دور القواد
والعامة وان وجدوا نبٌااً أرامول ،وان وجدوا مؽنٌة ضربوها وكسرو آلة الؽناء ،وادترضوا
)ٔ) إسمادٌل ،شٌماء ٌونس ،البربهاري(تٖٕ9هـ ،)/ 9ٗٓ/ودبلمته بالخبلفة العباسٌة ،مجلة التربة والتعلٌم
،العدد ٗ ،مجلد ٕٓ ،)ٕٖٓٔ(،صٗ. 9
)ٕ) البربهاري :هو أبو محمد الحسن بن دلً بن خلؾ ،العالم الزاهد ،كان مواال بالحق وال ٌخاؾ فً هللا
لومة البم ،شٌخ الحناب لة فً ومته ،ومتقدمهم فً اإلنكار دلى أ هل البدع والمباٌنة لهم بالٌد واللسان ،وكان
له صٌت دند السلطان ومدم دند األصحاب ،وكان أحد األ بمة العارفٌن ،والحفاظ لؤلصول المتقٌن؛ ابن أبً
ٌعلى ،المصدر السابق ٔ1/ٕ ،؛ ابن كثٌر ،المصدر السابق ٕٓٔ/ٔٔ،؛ الاهبً ،سٌر . 9ٓ/ٔ٘،
)ٖ) الدلٌمً ،الحنابلة فً بؽداد ،ص. ٖٙ
)ٗ) ابن األثٌر ،المصدر السابق. ٙ9/ٙ ،
)٘) مسكوٌه ،أبو دلً أحمد بن محمد بن ٌعقوب ،تجارب األمم وتعامب الهمم ،تحقٌق أبو القاسم أمامً،
طٕ ،دار سروش( ،طهران ،)ٕٓٓٓ ،ج٘ ،صٕ٘ ؛ آل بابطٌن ،المرجع السابق ،ص ٓٓٔ ٔٓٔ-
) )ٙابن األثٌر ،المصدر السابق. ٘7ٔ/ٙ ،
) )7طبقات الحنابلة . ٖٗ/ٕ ،
ٖ٘
فً البٌع والشراء ،ومشً الرجال مع النساء والصبٌان ،فإاا رأوا الك سؤلول دن الاي معه
من هو ،فؤخبرهم وإال ضربول وحملول إلى صاحب الشرطة وشهدوا دلٌه بالفاحشة ،فؤرهبوا
بؽداد " ( ٔ) .
ونتٌجة لهال المحاوالت اإلصبلحٌة ا لتً مام بها الحنابلة بعد أن ضعفت سلطة الخبلفة
العباسٌة فكثرت مظاهر الفساد ،نادى صاحب الشرطة " إال ٌجتمع منهم اثنان وال ٌتناظرون
فً ماهبهم ،وال ٌصلً منهم أمام إال ااا جهر ببسم هللا الرحمن الرحٌم ،فً صبلة الصبح
والعشاءٌن " ( ٕ) ،إال أن الك لم ٌمنع الحنابلة من االستمرار فً إنكارهم للمنكرات،
ومحاربتهم لمظاهر اللهو والفساد .
وبعد دخول البوٌهٌٌن إلى بؽداد وسٌطرتهم دلى الخبلفة العباسٌة ،زاد نفوا الحنابلة،
خاصة بعد تشجٌع البوٌهٌٌن لبلدتزال ومٌلهم إلٌه ،حتى أ ن الكثٌر من البوٌهٌٌن تماهبوا
بماهب االدتزال ( ٖ) ،ونتٌجة لهاا التقارب بٌن البوٌهٌٌن والمعتزلة فان الخلٌفة المطٌع باهلل
(ٖٖٗ ٖٖٙ-هـ ،) 97ٗ- 9ٗٙ/تقرب من الحنابلة ودمل دلى استرضابهم ،فٌاكر ابن الجوزي
أن الخلٌفة المطٌع التؾ حوله ددد كبٌر من الحنابلة فؤراد أن ٌكسب ثقتهم فقال " :سمعت
شٌخً ابن بنت منٌع ٌقول :سمعت أحمد بن حنبل ٌقول :ااا مات أصدماء الرجل ال " ( ٗ) .
وبما أن الحنابلة كانوا ال ٌتوانون دن إنكار المنكر بكافة أشكاله وبكل الطرق وفً كل
الظروؾ ،فقد دملوا دلى محاربة الفرق الضالة من خبلل التؤلٌؾ أو من خبلل الحلقات
العلمٌة ،فكانوا ٌحارون الناس خطورة تلك الفرق دلى العقٌدة والمجتمع ،فكان أبو بكر
أحمد بن النجاد( ٘) (تٖٗ1هـ9٘9/م) ،له حلقتان فً جامع المنصور ،الحلقة األولى مبل
صبلة الجمعة وكانت مخصصة للفتوى دلى ماهب اإلمام أحمد ،أما الحلقة الثانٌة فكانت بعد
صبلة الجمعة وكانت مخصصة ألمبلء الحدٌث دلى طلبة العلم ( ، )ٙكما ألؾ أبو القاسم
الساجً ( ( )7تٖ79هـ919/م) ،مصنفا ً كبٌراً هو( البٌان دلى من خالؾ القرآن وما جاء فٌه
من صفات الرحمن وما مامت دلٌه أدلة البرهان) ،ودنوان الكتاب ٌدل دلى إسهام صاحبه
فً التصدي لبلنحراؾ الفكري الاي كان شابعا ً فً الك العصر ( . )1
وكانت له حلقة دلمٌة فً جامع المنصور مخصصة للفتوى دلى ماهب اإلمام أحمد ( ٔ) ،
وروي دنه أنه كان ٌقول " :وأن نتولى أصحاب محمد (صلى هللا دلٌه وسلم) بؤسرهم وال
نبحث دن اخت بلفهم فً أمرهم ،ونمسك دن الخوض فً اكرهم إال بؤحسن الاكر " ( ٕ) ،
كما كان ألبً طالب أحمد بن دبدهللا بن سهل المعروؾ بابن البقال (ت ٓٗٗهـٔٓٗ1/م)
حلقة دلمٌة بجامع المنصور لتعلٌم الناس السنة النبوٌة الصحٌحة والتصدي لبلنحراؾ الاي
حصل لعقٌدة العامة ( ٖ) .
ٌمض القرن الرابع إال والحنابلة لهم دور واضح وبارز فً الحٌاة االجتمادٌة ،كما ِ ولم
أن منهجهم اصبح هو السابد ،حتى أن الخلٌفة القادر باهلل (ٕٕٔٗ- ٖ1هـٖٔٓٓ- 99ٔ/م)،
ادجب بمنهج الحنابلة ومبادبهم ،والؾ كتابا ً فً األصول اكر فٌه فضابل الصحابة والرد
دلى القابلٌن بخلق ا لقرآن ،وأصحاب البدع والفتن ومرأ الكتاب دلى العامة كما أنه كان ٌقرأ
كل ٌوم جمعه فً جامع المهدي ( ٗ) ،كما أن الخلٌفة أمر سنة (ٖٖ1هـ99ٖ/م) ،بتعمٌر مسجد
مسجد الحربٌة ،وهو فً منطقة كان الحنابلة ٌشكلون فٌها األؼلبٌة ( ٘) ،ونتٌجة لتلك الموامؾ
فإن الحنابلة ومفوا إلى جانب الخلٌفة القادر باهلل والتزموا بالمنشور القادري ،وددوا المااهب
األخرى إلى العمل بموجبه ،بوصفه منهجا ً دقدٌا ً وفكرٌا ً ( . )ٙ
ولم ٌكن العصر السلجومً ٌختلؾ دن سابقه ،إا إن هاا العصر شهد العدٌد من المشاكل
السٌاسٌة والفتن الماهبٌة ،واالستبداد بالحكم ،والس ٌطرة دلى جمٌع مقدرات الخبلفة ،فضبلً
دما تبعه من مساوئ امتصادٌه واجتمادٌة ،ودلى الرؼم من إظهار السبلجقة احترامهم
للخبلفة العباسٌة ،واحترام مكانتها الدٌنٌة فً أكثر من مومؾ ومناسبة ،ولكن دندما تقتضً
مصالحهم كانوا ٌتجاوزون دلى الخبلفة ،ابتداءً من دصر السلطان األول طؽرل بك (- ٗٗ7
٘٘ٗهـٖٔٓٙ- ٔٓ٘٘/م) ،ومن أدقبه من سبلطٌن السبلجقة ( . )7
كما أن مظاهر اللهو والفساد ،نحو شرب الخمور ،وكثرة المؽنٌات ،واتخاا دور
البؽاء ،انتشرت بشكل واسع وخطٌر وبتشجٌع من بعض السبلطٌن السبلجقة ( ،)1ونتٌجة
.
لقد استعانت الخبلفة العباسٌة بالحنابلة لددم نفواها وتنفٌا برنامجها السٌاسً والفكري،
وأبدى الحنابلة تعاونهم مع الخبلفة أٌضاً ،وال ٌعنً الك أن الخبلفة اتبعت سٌاسة ماهبٌة
معٌنة ،بل أن تركٌز الخبلفة دلى الحنابلة جاء بسبب توافق ما ددت إلٌه الخبلفة مع منهج
الحنابلة ،كما أن الحنابلة كانوا فً طلٌعة المااهب السنٌة التً تصدت للفرق الضالة
والمنحرفة ،فضبلً دن موة الحنابلة ونفواهم فً بؽداد ،ونجاحهم فً استقطاب العامة وأثارة
كرههم للتٌارات الماهبٌة األخرى ( ٖ) .
ومن الشخصٌات الحنبلٌة المهمة والتً كان لها دور بارز فً هال الفترة ،أبو جعفر
دبد الخالق الهاشمً ( ٗ) (تٓٗ7هـٔٓ77/م) ،فقد ماد الحنابلة للتصدي للتٌارات الدٌنٌة
والسٌاسٌة المناهضة للخبلفة العباسٌة كالباطنٌة ( ٘) ،التً انتشرت وبقوة فً العصر
السلجومً ،والمعتزلة الاٌن استعادوا نشاطهم فً هال الفترة دلى ٌد شٌخهم أبً دلً بن
الولٌد ( ( )ٙتٗ٘ٙهـٖٔٓٙ/م) ،فتصدى الحنابلة لهاتٌن الفرمتٌن ( ،)7كما أن أبا جعفر افتى
بؤن ٌجري دلى السبلجقة ما ٌجري دلى مطاع الطرق من أحكام ،والك نتٌجة لما دملوا من
ودلى الرؼم من أن الحنابلة خسروا بوفاة أبً جعفر أحد أبرز مادتهم فً تلك الحقبة ،
إال أن روح المقاومة لم تضعؾ دند الحنابلة ،واستمروا فً مواجهة تلك الفرق المنحرفة ،
وظلت اللهجة الحادة منهم مسمودة فً بؽداد ،وما ٌإكد الك ما اكرل ابن رجب " انه لما
توفً ابن الزوزنً ،وحضرل أصحاب الشافعً -دلى طبقاتهم وجمودهم -فً فورة أٌام
القشٌري وموتهم بنظام الملك حضر الشٌخ طاهر بن الحسٌن ،فلما بلػ األمر إلى تلقٌن
تنح حتى ألقنه أنا ،فهاا كان دلى ماهبنا ،ثم َما َلٌ :ا دبد هللا وابن أمته،
الحفار َما َل له الشٌخَ :
ُ
رضٌت باهلل ربا، إاا نزل دلٌك ملكان فظان ؼلٌظان ،فبل تجزع وال تُ َرعْ ،فإاا سؤالك فقل:
وباإلسبلم دٌنا ال أشعري وال معتزلً بل َحنبلً ُسنًِّ .فلم ٌتجاسر أحد أن ٌتكلم بكلمة " ( ٘) .
وفً القرن السادس الهجري /الثانً دشر المٌبلدي استمر الح نابلة فً تعزٌز نفواهم فً
بؽداد ،ومن ابرز الشخصٌات الحنبلٌة التً ظهرت دلى ساحة األحداث فً هال الحقبة ابن
هبٌرة( ، )ٙالاي لم ٌكن حنبلٌا ً متحمسا ً فحسب بل أنه كان مسانداً للخبلفة العباسٌة ودادما ً لها
لها ضد التسلط السلجومً ( ، )7كما أنه دمل جاهداً ومن خبلل الوظابؾ التً توالها ،دلى
إدادة هٌبة الخبلفة المسلوبة ،وكان له الكثٌر من الموامؾ التً زادته مربا ً من الخبلفة .
ومن هال الموامؾ ،أن الخلٌفة المقتفً ألمر هللا ،أمر ابن هبٌرل -وكان ٌتولى دٌوان
الزمام ( ، )1أن ٌكتب للسلطان السلجومً مسعود شكوى دلى شحنة بؽداد الاي لم ٌكن دلى
أما المومؾ اآلخر فهو دندما مدم مجمودة من األمراء السبلجقة الاٌن خرجوا دلى
السلطان مسعود ،فخرج أهل بؽداد لقتالهم فطلب السبلجقة من الخلٌفة المقتفً ثبلثٌن الؾ
دٌنار لٌعودوا ،فشاور الخلٌفة رجال دولته فؤشاروا دلٌه جمٌعا ً بدفع المال إال ٌحٌى بن
هبٌرة ،فإنه مال " :إن كان البد أن تنفق هال األموال فاجعلها فً ادداد جٌش ٌدفع هإالء
المعتدٌن " فقبل الخلٌفة رأٌه ،فجهز الخلٌفة جٌشا ً وخرج إلٌهم وهزمهم ( ٕ) ،إن تعامل ابن
هبٌرة مع هال األحداث بحنكة هو الاي دفع الخلٌفة إلى استددابه وتولٌته الوزارة سنة
(ٗٗ٘هـٔٔٗ9/م) ( ٖ) ،ولقبه دون الدٌن ( ٗ) .
ولم ٌكن لٌ تم هاا التفوق للحنابلة دون أثارة المعارضٌن لهم ،الاٌن اخاوا ٌثورون نتٌجة
االهتمام بالمدرسة الحنبلٌة ( ٘) ،ومن هإالء المعارضٌن مرجان الخادم ( ،)ٙالاي وصفه ابن
ابن الجوزي بؤنه كان ددواً للماهب الحنبلً والبن الجوزي بالاات ،فٌقول ابن الجوزي" :
وناصبنً دون الكل وبلؽنً انه كان ٌقول :مقصودي ملع هاا الماهب " ( . )7
وفً زمن الخلٌفة المستضًء أصبح الحنابلة متسٌدٌن المشهد دلى الصعٌدٌن الدٌنً
والسٌاسً ،وكان ابن الجوزي دلى رأس هإالء الحنابلة ،فقد كان خصما ً دنٌدا لكل الفرق
المبتددة ،كما كانت صلته بالخلٌفة موٌة ،فكان ٌتردد دلى مجالس ودظ ابن الجوزي ،وكان
ٌوفر حماٌة لهال المجالس ( . )1
ومع هال العبلمة الوثٌقة بالخلفاء والوزراء ،إال أنه كان زاهداً بالمناصب مع كثرة
اإللحاح دلٌه بتولٌها ،إال أنه وجد أن طرٌق العلم ابقى من طرٌق السٌؾ والحكم ( ،)9وكان
ودلى الرؼم من أن الناصر لدٌن هللا اتبع سٌاسة دٌنٌه توفٌقٌه ولم ٌتحٌز لماهب دون
آخر إال أن الك لم ٌضع حداً لنشاط الحنابلة ،فقد استمر الحنابلة فً تولً المناصب فً دهد
الناصر كما استطادت الحركة الحنبلٌة أن تشق طرٌقها دون دقبات فً زمن الخلٌفة
المستنصر باهلل والخلٌفة المستعصم باهلل ( ٗ) .
ودلى الرؼم من ظهور بعض الشخصٌات التً مادت الحركة الحنبلٌة فً النصؾ األول
من القرن السابع الهجري إال أن هال الشخصٌات ال ٌمكن مقارنتها مع الشخصٌات التً
ظهرت فً القرون السابقة ،إال أنها استطادت أن تقود هال الحركة وأن تترك نتابجا ً متمٌزة،
كم أنهم مارسوا نشاطا ً سٌاسٌا ً ال ٌمكن تجاهله ،ودلى الرؼم من أن هال الحركة لم تستطع
ادداء التفوق والرجحان إال أنها حازت دلى مركز ٌضاهً المدارس السنٌة الثبلث الكبرى،
من حٌث مإسساتها واهتماماتها الرسمٌة ( ٘) .
ومن خبلل ما تقدم ٌمكن القول :إن الحركة الحنبلٌة حركة دٌنٌة واجتمادٌة ،تظهر
أدوارها بوضوح كلما حدثت اضطرابات وكلما ظهرت المفسدات والبدع ،كالك دندما تظهر
الفرق الدٌنٌة المن حرفة ،إال أن هال الحركة الدٌنٌة ال تخلو من أبعاد ونشاطات سٌاسٌة والك
دندما تكون الخبلفة العباسٌة بحاجة إلى هال الحركة وإلى ددمها ،وهاا ٌحدث دادة دندما
تسٌطر القوى األجنبٌة دلى الخبلفة العباسٌة .
وٌمكن القول أٌضاً :إن الحنابلة برز دورهم الدٌنً والسٌاسً واالجتمادً بالقرنٌن
الخامس والسادس ،حٌن تجلى مومفهم الدادم للخبلفة والمناهض للحركات الدٌنٌة التً أدت
إلى حدوث الكثٌر من الفتن الدٌنٌة والماهبٌة ،ومحاربة المنكرات ومظاهر الفساد دلى نحو
ما سٌؤتً اكرل فً الفصول البلحقة .
شهدت الحقبة التارٌخٌة مٌد الدراسة الكثٌر من دلماء الحنابلة الاٌن ادوا دوراً كبٌراً
سواءً فً الناحٌة الدٌنٌة والسٌاسٌة واالجتمادٌة والعلمٌة ،وهم كثر وال ٌمكن اكرهم جمٌعهم
ولك ن سوؾ ناكر أصحاب التؤثٌر األكبر فً هال الفترة ،وٌؤتً فً مقدمتهم :
ٔ_ أبو الوفاء بن دقٌل :
هو دلً بن محمد بن دقٌل بن أحمد البؽدادي الظفري ( ٔ) ،المقرئ الفقٌه األصولً،
الوادظ المتكلم ،أحد األبمة األدبلم وشٌخ اإلسبلم ( ٕ) ،ولد سنة (ٖٔٗهـٔٓٗٓ/م) ،وتفقه فً
سن مبكر( ٖ) ،اخا دلمه من الكثٌر من العلماء ابرزهم ،القاضً أبو ٌعلى ،وأبو إسحاق
الشٌرازي( ٗ) ومد وصؾ الاهبً ابن دقٌل بقوله " :كان ٌتومد اكاءً ،وكان بحر معارؾ وكنز
ومد نقم أصحاب ابن دقٌل دلٌه لترددل دلى ابن الولٌد ،أحد شٌوخ المعتزلة ،كما أنهم
وجدوا فً كتبه تعظٌما ً للمعتزلة وترحما ً دلى شٌوخهم ،وزاد ضؽط أصحابه دلٌه حتى ادلن
توبته وبراءته من المعتزلة ،وماهبهم ( ٖ) ،توفً أبو الوفاء بن دقٌل ٌوم الجمعة من شهر
جمادي األولى سنة (ٖٔ٘هـٔٔٔ9/م) ،ودفن فً دكة اإلمام أحمد ،وكان الجمع فً جنازته
ٌفوق اإلحصاء ( ٗ) .
ولد ابن الجوزي فً بؽداد بدرب حبٌب ( ، )9ولم تتفق المصادر التارٌخٌة دلى تارٌخ
والدته إال أن ابن الجوزي كان ٌقول " :مات والدي فً سنة أربعة دشر وخمسمابة ،ومالت
الوالدة كان لك من العمر نحو ثبلث سنٌن " ،ودلى هاا القول ٌكون مولدل سنة (ٔٔ٘هـ/
تلقى ابن الجوزي دلومه فً بؽداد دلى ٌد نخبة من دلمابها ومن زارها من العلماء ،إا
كانت بؽداد دار الخبلفة ومقر العلم ومبلة العلماء ( ٘) ،ولالك لم ٌرحل ابن الجوزي فً طلب
العلم ( ،)ٙفقد أخا دلمه من ددد كبٌر من العلماء سواءً كانوا حنابلة أو شافعٌة أو احناؾ ،فقد
فقد أجمعت المصادر التارٌخٌة أن شٌوخ ابن الجوزي اكثر من ثمانٌن شٌخا ً ( ،)7فقد درس
فً بداٌة حٌاته دلى ٌد أبً الحسن دلً بن دبد الواحد بن أحمد بن العباس الدٌنوري،
(تٕٔ٘هـٕٔٔٙ/م) ( ،)1ثم صحب أبً العز أحمد بن دبٌد هللا بن محمد الشافعً الكعبري
(تٕ٘ٙهـٖٔٔٔ/م) ،وأخا العلم منهٌ ،قول ابن الجوزي " :أجاز لً جمع مسموداته " ( ،)9
ثم صحب أبا الحسن الزؼوانً (تٕ٘7هـٖٕٔٔ/م) ،وأخا دنه الودظ والفقه ،وبعد وفاته
مرأ الفقه والخبلؾ والجدل واألصول دلى أبً بكر الدٌنوري (تٕٖ٘هـٖٔٔ7/م) ،ومرأ
األدب دلى أبً منصور الجوالٌقً (تٓٗ٘هـٔٔٗ٘/م) ،فقرأ دلٌه كتاب المعرب وسمع منه
الكثٌر من االحادٌث ( ٓٔ) .
كما سمع ابن الجوزي كتاب المسند من أبً القاسم بن حصٌن (تٕ٘٘هـٖٔٔٓ/م)
وسمع الجامع الترماي من أبً الفتح الكروخً (ت٘ٗ1هـٔٔ٘ٔ/م) ،وسمع صحٌح البخاري
دلى أبً الومت السجزي (تٖ٘٘هـٔٔ٘ٙ/م) ،كالك سمع منه صحٌح مسلم بتصنٌؾ بن
كان ابن الجوزي مهتما ً بكل العلوم ،وحاول تحصٌلها جمٌعها ،فحاول التبحر فً كل
العلوم ،وكان ٌقول " :إنً رجل حبب إلً العلم من زمن الطفولة فتشاؼلت به ،ثم لم ٌحبب
إلً فن واحد ،بل فنون العلم كلها ،ثم ال تقتصر همتً فً فن دلى بعضه بل أروم استقصاءل
" ( ٗ).
إن ما أدان ابن الجوزي للوصول إلى ما ٌصبو إلٌه من العلم ،هو اهتمامه الكبٌر بعدم
أضادة الومت حتى أنه كان ٌمٌل للعزلة وال ٌخالط اآلخرٌن ،
فقد مال دنه ا بن كثٌر " :كان وهو صبً دٌنا ً مجمودا ً دلى نفسه ال ٌخالط أحد ،وال ٌؤكل
ما فٌه شبهة ،وال ٌخرج من بٌته إال للجمعة ،وكان ال ٌلعب مع الصبٌان " ( ٘) .
وٌرى ابن الجوزي أن العزلة لكل زاهد ولكل دالما ً دابد ،حتى أنه كان ٌرى أن ٌقوم
العالم الاي ٌرٌد أن ٌنفع الن اس بتحدٌد ومت معٌن لهم فكان ٌقول " :ال ٌصفو التعبد والتزهد،
واالشتؽال باآلخرة إال باالنقطاع الكلً دن الخلق ،بحٌث ال ٌبصرهم وال ٌسمع كبلمهم إال
فً ومت ضرورة ...وان كان دالما ً ٌرٌد نفعهم وددهم ومتا ً معروفاً ،واحترز فً الكبلم
معهم " ( . )ٙ
ومد كان البن الجوزي أدداء وحاسدون كثر ،ومد دفع هإالء نحو القبض دلى ابن
الجوزي وادتقاله ومد اتخاوا من حضور ابن الجوزي لمحاكمة ركن الدٌن دبد السبلم بن
دبد الوهاب بن دبد القادر الجٌلً ارٌعة للتنكٌل به ،فقد وجد فً مدرسة ركن الدٌن كتبا ً فً
الفلسفة ودبادة النجوم ورأي األوابل ( ، )7ولما تولى الوزارة ابن القصاب ،وشى ركن الدٌن
)ٔ) ابن نقطه ،محمد بن دبد الؽنً بن ابً بكر بن شجاع ،التقٌد لمعرفة رواة السنن والمسانٌد ،تحقٌق كمال
ٌوسؾ الحوت ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة(،بٌروت،)ٔ911،ص ٖٖٗ .
)ٕ) السمعانً ،دبد الكرٌم بن محمد بن منصور التمٌمً ،التجبٌر فً المعجم الكبٌر ،تحقٌق ناجً سالم ،طٔ،
طٔ ،رباسة الومؾ السنً (،بؽداد ، )ٔ97٘ ،جٔ ،ص. ٖ71
)ٖ) صٌد الخاطر ،ص ٔٔ؛ المنتظم. ٔ٘/ٔ ،
)ٗ) ابن الجوزي ،صٌد الخاطر ،ص ٔ٘ .
)٘) البداٌة والنهاٌة. ٕ٘/ٕٔ ،
) )ٙابن الجوزي ،صٌد الخاطر ،ص ٔ٘ .
) )7ابن رجب ،المصدر السابق. ٘ٓٗ/ٕ ،
٘ٗ
بابن الجوزي دند الوزٌر ،فاصر أن ٌقبض دلٌه ،وأحرمت بعض كتب ابن الجوزي وختم
دلى بقٌتها ( ٔ) ،ونفً إلى واسط وداش فً النفً خمس سنوات ،من سنة (ٓ٘9هـٔٔ9ٗ/م)
إلى سنة (٘٘9هـٔٔ99/م) ( ٕ) .
ول م ٌزل ابن الجوزي دلى دادته فً الودظ ونشر العلم إلى أن مات فً شهر رمضان من
سنة (٘97هـٕٔٓٓ/م) ،وكان ٌوما ً مشهوداً ( ٗ) .
الوزٌر جبلل الدٌن أبو المظفر دبٌد هللا بن ٌونس بن أحمد بن دبٌد هللا بن هبة هللا
البؽدادي األزجً ( ٘) ،تفقه دلى أبً حكٌم النهروانً (ت٘٘ٙهـٔٔٙٔ/م) ( ،)ٙومرأ األصول
األصول والكبلم دلى أبً الفرج صدمة بن الحسٌن البؽدادي (ت٘٘7هـٕٔٔٙ/م) ( ،)7وسمع
وسمع الحدٌث من أبً الومت دبد األول بن دٌسى( ،تٖ٘٘هـٔٔ٘7/م) ،وابن البطً محمد
ابن دبد البامً (تٗ٘ٙهـٔٔٙ9/م)( ،)1ورحل فً طلب العلم إلى هماان فقرأ بعض
الرواٌات دلى الحافظ أبً العبلء محمد بن نصر (ت ٕٔ٘هـٔٔٔ1/م) ( . )9
هو نصر بن دبد الرزاق بن دبد القادر بن أبً صالح ،اإلمام العالم ماضً القضاة
دماد الدٌن ،الحافظ الزاهد أبً بكر الجٌلً ثم البؽدادي األزجً الحنبلً ( ٗ) ،ولد فً سنة
(ٗ٘ٙهـ ٔٔٙ9/م) ،ومرأ القرآن فً صبال وسمع الحدٌث من والدل ودمه دبد الوهاب (ت
ٖ٘9هـٔٔ97/م) ،وأبً هاشم دٌسى بن أحمد الدوشانً (ت٘٘7هـٔٔ79/م) ،واشتؽل بالفقه
دلى والدل ودلى أبً الفتح بن المنى (تٖ٘1هـٔٔ17/م) ( ٘) ،ومرأ الخبلؾ ودلم النظر،
وبرع فً الفقه وناظر وتكلم دلى المسابل الخبلفٌة وأجاد الكبلم ،وكان اا فصاحة وجودة
دبارة ،وافتى وتولى مدرسة جدل ،وكان ٌدرّ س وٌعظ ( . )ٙ
وكان ٌملً الحدٌث من حفظه والناس ٌكتبون ،وكان دظٌم القدر ،بعٌد الصٌت معظم
دند الخاصة والعامة ،مبلزما ً طرٌق النسك والعبادة ،وكان محبا ً للعلم مكرما ً ألهله ( ،)7توفً
توفً نصر بن دبد الرزاق فً السادس دشر من شوال سنة (ٖٖٙهـٕٖٔ٘/م) ،وصلً دلٌه
بجامع القصر وحضرل خلق كثٌر من الوالة واألدٌان والعوام ،وازدحم المكان وضاق
بالناس ،وكان ٌوما ً مشهوداً ،ودفن بباب حرب ( . )1
دبد العزٌز بن دلؾ بن أبً طالب بن دلؾ بن القاسم البؽدادي ( ،)9ولد فً سنة
(ٔ٘٘هـٔٔ٘ٙ/م) ( ٔ) ،الخازن العدل المقرئ ،مرأ القرآن بالقراءات دلى الشٌخ أبً الحسن
وكان ابن دلؾ مساردا ً فً مضاء حوابج الناس والتشفع لهم دند السلطان ،لما درؾ له من
مكانة كبٌرة دند السلطان ( ، )7توفً ابن دلؾ لٌلة االثنٌن السادس والعشرون من صفر سنة
(تٖٙ7هـٕٖٔ9/م) .
هو إس حاق بن أحمد بن محمد بن ؼانم العلثً الحنبلً ( ،)1الفقٌه الزاهد ،القدوة شٌخ
العراق والقابم باإلنكار دلى الفقهاء والفقراء فٌما ترخصوا به ( ،)9أماراً بالمعروؾ ناهٌا ً دن
المنكر ،ال ٌخاؾ أحداً إال هللا ،وال تؤخال فً هللا لومة البم ( ٓٔ) ،وله رسابل كثٌرة إلى األدٌان
باإلنكار دلٌهم والنصح لهم ( ٔٔ) ،كان شٌخا ً فاضبلً ،حسن التبلوة للقرآن ،مجٌداً ألدابه دالما ً
بوجول القراءات وطرمها وتعلٌلها وإدرابها ،بصٌراً بالنحو واللؽة العربٌة ( ٕٔ) ،مرأ دلٌه
الخلٌفة الظاهر والوزٌر ابن النامد ،فلما ولً الخلٌفة الظاهر اكرمه وأجله ( ٖٔ) ،ولما ولً
الوزارة ابن النامد دخل الشٌخ إسحاق العلثً فنهض الوزٌر وأجلسه إلى جانبه ومال " :هاا
تحقٌق طٌار التً موالج ،طٔ ،مركز البحوث اإلسبلمٌة (،إستنبول ،)ٔ99٘ ،ص ٖٖ7؛ الاهبً ،سٌر،
ٖٓ1/ٔٙ؛ العلٌمً ،المصدر السابق. ٖٖٗ/ٗ ،
)ٔ) ابن رجب ،المصدر السابق ٗ7ٔ/ٖ ،؛ العلٌمً ،المصدر السابق. ٖٖ٘/ٗ،
)ٕ) الطرٌقً ،المرجع السابق. ٖ1ٖ/ٗ ،
)ٖ) الاهبً ،سٌر. ٖٓ1/ٔٙ ،
)ٗ) الشهود العدول :هم جمادة من الناس ٌتم اختٌارهم من أجل مساددة القضاة فً دملهم ،شرط أن
ٌتصفون بالدٌن واالستقامة فً حٌاتهم اال جتمادٌة ،فهد ،بري محمد ،تارٌخ الشهود ،مجلة كلٌة الشرٌعة،
العدد ٖ( ،بؽداد ،)ٔ9ٙ7 ،ص . ٕ1
)٘) الزنجانً ،أبو المنامب شهاب الدٌن محمد بن أحمد بن محمود ،شٌخ الشافعٌة ،تفقه وبرع فً الماهب
حتى ااع صٌته ،درّ س فً النظامٌة والمستنصرٌة ،تولى القضاء سنة (ٖٕٙهـ ٕٕٔٙ/م) ،الاهبً ،سٌر،
ٖٕ. ٖٗ٘/
) )ٙالعلٌمً ،المصدر السابق. ٕٖ٘/ٗ ،
) )7ابن رجب ،المصدر السابق. ٗ7ٖ/ٗ ،
) )1ابن العماد الحنبلً ،المصدر السابق ٕ٘1/7 ،؛ ابن رجب ،المصدر السابق. ٗ7ٔ/ٖ ،
) )9ابن رجب ،المصدر نفسه. ٗٗ٘/ٖ ،
)ٓٔ) ابن العماد الحنبلً ،المصدر السابق. ٕ1ٙ/7 ،
)ٔٔ) ابن رجب ،المصدر السابق. ٗ٘ٗ/ٖ ،
)ٕٔ) المصدر نفسه. ٗ٘ٗ/ٖ ،
)ٖٔ) المصدر نفسه. ٗ٘ٗ/ٖ،
ٗ1
شٌخً مرأت القرآن دلٌه " ،وكان الوزٌر ٌعظمه وٌكرمه ( ٔ) ،وكان العلثً ٌدخل دلى
الخلٌفة المستنصر باهلل وٌقربه القرآن ،وكان للجهة بنفشا ( ٕ)،فٌه دقٌدل فمرض فجاءته تعودل
تعودل ( ٖ) ،توفً إسحاق فً شهر ربٌع األول سنة(ت ٖٗٙهـٕٖٔ7/م) ( ٗ) .
أبو المظفر ٌوسؾ بن دبد الرحمن بن دلً بن محمد بن الجوزي القرٌشً البكري
البؽدادي الحنبلً ( ٘) ،ولد سنة (ٓ٘1هـٔٔ1ٗ/م) ( ،)ٙتفقه دلى ماهب اإلمام أحمد وسمع من
من أبٌه أبً الفرج ابن الجوزي ( ،)7كان إماما ً كبٌراً وصدراً دظٌما ً كثٌر المعرفة كثٌر
الحفظ ،ملٌح الودظ حلو العبارات ( ، )1وافر الجبللة اا سمة وهٌبة ودبارة فصٌحة ،محمود
الطرٌقة ،محببا ً إلى الردٌة ( )9درّ س وافتى وصنؾ ،ورسل به إلى الملوك وأمراء
األطراؾ ،ورأى من العز واالحترام واإلكرام شٌبا ً كثٌراً ( ٓٔ) ،اشتؽل بالفقه والخبلؾ
واألصول وبرع فً الك ،وكان امهر من أبٌه فٌه ،فعبل أمرل ودظم شؤنه ،حتى أن الملك
الكامل مع دظم سلطانه وارتفاع مكانه مال دنه " :كل أمرئ ٌعوزل زٌادة دقل إال محً
الدٌن ابن الجوزي فإنه ٌعوزل نقص دقل " ( ٔٔ) ،ومد كان الخلٌفة الناصر ٌمٌل إلٌه وأوصى
الخلٌفة أن ٌؽسله محً الدٌن دند موته ( ٕٔ) ،ودندما أراد الناصر تعٌنه محتسبا ً دلى بؽداد
كتب له " حسن السمت ولزوم الصمت أكسباك ٌا ٌوسؾ مع حداثة سنك ما لم ٌترق إلٌه
أمثالك ،فدم دلى ما أنت بصددل ومن بورك فً شًء فلٌلزمه والسبلم " ( ٖٔ) .
ومتل معه ابنه شرؾ الدٌن دبدهللا بن محً الدٌن ( ،)1كان من نببلء الرجال ،كثٌر
التبلوة ،دالما ً بالفقه واألصول ( ،)9ولً الحسبة سنة (ٕٗٙهـٕٔٗٗ/م) ،ولكنه تزهد دنها
وتركها لٌدرس بالمدرسة البشٌرٌة ( ٓٔ) ،وثالث أوالدل الاٌن متلوا معه هو تاج الدٌن دبد
الكرٌم بن محً الدٌن ،درس بالمدرسة الشاطبٌة ( ٔٔ) ،وتولى الحسبة ولم ٌبلػ من العمر
العشرٌن سنة ( ٕٔ) .
)ٔ) محلة الحربٌة :هً محلة تنسب إلى دبدهللا البلخً أحد مادة ا لخلٌفة أبو جعفر المنصور ومتولً شرطته،
وهً مما ٌلً جامع المنصور ،وهً منطقة ٌنسب إلٌه ا الكثٌر من العلماء والفقهاء ،الحموي معجم البلدان،
ٕ. ٕٖ7- ٕٖٙ/
)ٕ) ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص ٖٔ ؛ العلٌمً ،المصدر السابق. ٕ7٘/ٗ ،
)ٖ) البردي ،المصدر السابق. 1ٗ٘/ٕ ،
)ٗ) ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص ٖٕٔ .
)٘) ابن رجب ،المصدر السابق. ٕٙ/ٗ ،
) )ٙابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص ٗ. 1
) )7ابن رجب المصدر السابق. ٕ9/ٗ ،
) )1ابن رجب ،المصدر السابق. ٖٓ/ٗ ،
) )9الاهبً ،سٌر. ٕ7ٗ /ٖ ،
)ٓٔ) -ابن رجب ،المصدر السابق ٖٓ/ٗ ،؛ الم درسة البشٌرٌة :بنٌت هال المدرسة فً الجانب الؽربً من
بؽداد ابتدأ بنابها سنة (ٙٗ9هـ ٕٕٔ٘/م) ،امرت ببنابها حظٌة الخلٌفة المستعصم وأم ولدل المعروفة(بباب
بشر) ،وجعلتها ومفا ً دلى المااهب األربعة ،دلى ماددة المدرسة المستنصرٌة ،ابن الفوطً ،الحوادث
الجامعة ،ص ٖٕٖ ٖٕٗ-؛ معروؾ ،ناجً ،نشؤة المدارس المستقلة فً اإلسبلم ،د.ط ،مطبعة األزهر،
(بؽداد ،)ٔ9ٙٙ ،ص . ٔ7
)ٔٔ) المدرسة الشاطبٌة :وتعرؾ أٌضا ً بمدرسة بنفشه ،بنتها للحنابلة السٌدة بنفشه زوجة الخلٌفة المستضًء،
بباب األزج فً الجانب ا لشرمً من بؽداد ،وسلمت مفاتٌحها إلى ابً جعفر أبن الصباغ ،وبعد أٌام أدطت
مفاتٌحها لعبد الرحمن ابن الجوزي ،بنٌت هال المدرسة سنة (ٓ٘7هـ ٔٔ7ٗ/م) ،معروؾ ،المرجع السابق،
ص ٕٔ ؛ معروؾ ،مدارس بؽداد ،ص ٗ. ٔ1
)ٕٔ) ابن رجب ،المصدر السابق. ٖٓ/ٗ ،
ٓ٘
عالقة علماء الحنابلة بالمذاهب األخرى
من المعروؾ أن سٌاسة المح تل األجنبً تهدؾ إلى أضعاؾ الخبلفة العباسٌة وهدم
النسٌج االجتمادً البؽدادي المتجانس ،لالك دمل البوٌهٌون طوال فترة سٌطرتهم دلى
الخبلفة العباسٌة ل بلنحٌاز لفبة دون أخرى من فبات المجتمع بهدؾ أحداث تناحر بٌن أبناء
المجتمع الواحد ،وهال السٌاسة سار دلٌها السبلجقة أٌضا ً .
لقد أدت هال السٌاسة إلى حدوث الكثٌر من الفتن الماهبٌة ،كما أن ضعؾ الخبلفة
العباسٌة فً بعض الفترات أدى إلى حدوث هال الفتن ،وٌمكن القول :إن لؤلوضاع
االمتصادٌة دوراً فً حدوثها ،فضبلً دن أن بعضها تحدث نتٌجة للكوارث الطبٌعٌة التً
كانت تحدث فً بؽداد ( ٔ) .
)ٔ )
ابن األثٌر ،المصدر السابق. ٗٓٓ/9،
ٔ٘
ومن هال الفتن ما حدث سنة (٘79هـٔٔٙ1/م) ،دندما كان الوادظ رضً الدٌن
القزوٌنً ( ٔ) ،مدرس النظامٌةٌ ،جلس للودظ فسبل دن لعن معاوٌة وٌزٌد ،وكان القصد من
هاا السإال هو أحداث الفوضى واالضطرابات فً بؽداد ،ودندما رفض القزوٌنً اإلجابة
دن هاا السإال ه م بعض العوام دلى متله ،فاضطرب المجلس وحمل القزوٌنً إلى أحد
بٌوت الفقهاء ،وكانت هال الفتنة سببا ً فً دودة الشٌخ القزوٌنً إلى دٌارل ( ٕ) .
وحدثت فتنة أخرى فً بؽداد سنة (ٕ٘1هـٔٔ1ٙ/م) ،فقد احٌى بعض أهالً بؽداد ٌوم
داشوراء ودظموا بعض الشخصٌات التً لها مكانة دظٌمة فً اإلسبلم ،وطعنوا فً
شخصٌات أخرى ( ٖ) ،وكان هإالء مد حصلوا دلى ددم من احد رجاالت الدولة ( ٗ) .
إال أن اشد هال الفتن هً الفتنة التً حدثت سنة (٘٘ٙهـٕٔ٘7/م) ،فقد استمرت هال
الفت نه أٌام ددٌدل ،ومتل فٌها ددد كبٌر من الناس ،ونهبت األسواق ،وأؼلقت المحال ( ٘)،
ودلى الرؼم من كل هال الفتن إال أن أبناء بؽداد ما ٌلبثوا بعد كل فتنه أن ٌعودوا إلى
وحدتهم ،مدركٌن أن موتهم فً وحدتهم ( . )ٙ
ودلى الرؼم من إشارة بعض المإرخٌن إلى أن الخبلؾ بٌن أتباع مااهب السلؾ من
أهل السنة ٌعد شكلٌا ً أاا ما مورن بخبلؾ مااهب أهل السنة مع الشٌعة ،إال أن النصوص
تشٌر إلى أن ما كان ٌحدث بٌن أتباع مااهب أهل السنة كان خبلفا ً حاداً ٌتسم بالعنؾ وددم
التسامح ( . )7
وتتحدث المصادر التارٌخٌة دن الكثٌر من هال الومابع بٌن اتباع المااهب السنٌة فً
بؽداد ،وكانت أبرز هال التناحرات تحدث بٌن الح نابلة واألشادرة ومن هال الفتن ما حدث
سنة (٘ٗ9هـٕٔٔٓ/م) ،وسبب هال الفتنة أن الوادظ دٌسى الؽزنوي ( ،)1لما مدم إلى بؽداد
)ٔ) هو األمام والمفسر و الفقٌه الشافعً أ حمد بن إسمادٌل بن ٌوسؾ القزوٌنً ،درّ س فً المدرسة النظامٌة
وتوفً فً مزوٌن سنة(٘97هـ ٕٔٓٓ/م) ،ابن دماد الحنبلً ،المصدر السابق. ٕٗ7/ٔٔ ،
)ٕ) األٌوبً ،أبو المعالً محمد بن دمر المظفر ،مضمار الحقابق وسر الخبلبق ،تحقٌق حسٌن حبشً،
د.ط ،دالم الكتب( ،القاهرة ،د.ت) ،صٕٓٔ .
)ٖ) دبلل ،خالد كبٌر ،التعصب الماهبً فً التارٌخ اإلسبلمً ،د.ط ،دار المحتسب(،الجزابر،)ٕٓٓ1 ،
صٓ٘ .
)ٗ) المرجع نفسه،ص. ٗ7
)٘) ابن كثٌر ،المصدر السابق. ٕٕ9/ٖٔ ،
) )ٙالحصونه ،رابد حمود ،والعٌساوي ،دبلء كامل ،أثار االحتبلل السلجومً للعر اق دلى األوضاع
االجتمادٌة فً بؽداد٘9ٓ- ٗٗ7(،هـ)،بحث منشور فً مجلة آداب البصرة ،العدد ،)ٕٓٔٔ(،٘7صٕٔٙ
.
) )7معتوق ،رشاد دباس ،الحٌاة العلمٌة فً العراق فً العصر البوٌهً ٖٖٗ ٗٗ7-هـٔٓ٘٘- 9ٗ٘/م ،
أطروحة دكتورال (ؼٌر منشورة) ،كلٌة الشرٌعة والدراسات العلٌا ،جامعة أم القرى ، )ٔ99ٓ(،ص ٘ٔٙ
.
ً ً ً
هو دٌسى بن دبدهللا بن القاسم أبو المإٌد الؽزنوي ،كان وادظا وشادرا ،ناصرا للماهب األشعري )) 1
وكان التعصب الماهبً دلى اشدل بٌن المااهب السنٌة إلى حد وصل فٌه الحنابلة إلى
منع دفن احد دلماء الشافعٌة فً مقبرة األمام ابن حنبل ،ومد أدى الك إلى حدوث فتنة ،لم
تنت ِه إال بتدخل الخلٌفة العباسً المقتفً ألمر هللا (ٖٓ٘ ٘٘٘-هـٔٔٙٓ- ٖٔٔٙ/م) ( ٘) .
وكان لهال الفتن بٌن مختلؾ فبات المجتمع البؽدادي ومااهبه أثر كبٌر دلى أوضاع
بؽداد ،فكانت سببا ً فً أؼبلق األسواق واشتداد الؽبلء ،فضبلً دن الك جعلت هال الفتن من
أحٌاء بؽداد مقسمة دلى أساسا ً ماهبً ،فكانت الرصافة لماهب والكرخ للماهب اآلخر ( . )ٙ
شهدت الخبلفة العباسٌة ومنا سٌطرة العناصر األجنبٌة دلٌها الكثٌر من األحداث والفتن
الماهبٌة ،والتً كانت تإدي فً كثٌر من األحٌان إلى انعدام األمن واالستقرار وارتفاع
األسعار ،والؽبلء وحدوث األزمات االمتصادٌة ،وكل الك ٌإثر تؤثٌراً مباشراً دلى حٌاة
الناس ومعٌشتهم ،لالك نجد أن الكثٌر من دلماء الحنابلة انبروا لمواجهة تلك الفتن
ومثٌرٌها ،والقضاء دلى مسبباتها ،ودملوا جاهدٌن من أجل شٌوع االستقرار وتوحٌد
صفوؾ المجتمع .
كالك البن الجوزي دور بارز فً محاربة الفتن الماهبٌة ،والك من خبلل مجالس
الودظ التً كان ٌحضرها أدداد ؼفٌرة من الناس ،ومن تلك الموامؾ ،دندما ومع نزاع بٌن
السنة والشٌعة فً المفاضلة بٌن ابً بكر ودلً (رضً هللا دنهما) فرضً الطرفان بما
ٌجٌب دنه الشٌخ ابن الجوزي ،فقام شخص فسؤله دن الك وهو دلى الكرسً فً مجلس
الودظ ،فقال " :افضلهم ا من كانت ابنته تحته " ،ونزل الشٌخ فً الحال حتى ال ٌراجع فً
الك ،فقال أهل السنة :هو أبو بكر( رضً هللا دنه) ألن بنته دابشة(رضً هللا دنها) تحت
رسول هللا (صلى هللا دلٌه وسلم) ،ومال الشٌعة :هو دلً( رضً هللا دنه) ألن فاطمة بنت
الرسول ( صلى هللا دلٌه وسلم) ،تحته ،ورضً السنة والشٌعة بهاا الجواب ( ٖ)ٌ ،قول ابن
خلكان دن هاا الجواب " :وهاا من لطابؾ األجوبة ولو حصل بعد الفكر التام وإمعان النظر
كان فً ؼاٌة الحسن فضبلً دن البدٌهٌة " ( ٗ).
ومنهم أٌضا ً األدٌب واللؽوي ابن منصور النمٌري ( ٘)(،ت ٘11هـٔٔ9ٔ/م) ،الاي كان
كان له دور فً محاربة الفتن بشعرل ،إا ٌقول فً احدى مصابدل :
ومد ساهم الكثٌر من العلماء فً هاا الجانب حتى أصبحت هال الفترة األكثر استقرار ًا،
فكان حدوث الفتن ملٌبلً جداً ،وساد التسامح بٌن المااهب وما ٌدل دلى الك هو أن العلماء
إن مساهمة العلماء الحنابلة فً أدمال الخٌر ورفع الظلم وإدادة الحقوق إلى أهلها
أكسبتهم حب الناس لهم واصبحوا ٌ حظون بمكانة متمٌزة دند العامة ،ولٌس ادل دلى هال
المكانة من مشاركة العامة فً تشٌٌع جنابز هإالء العلماء ،فهاا الوزٌر العادل ابن هبٌرة
ٌر
الحنبلً شارك العامة فً جنازته وؼلقت أسواق بؽداد ٌومبا ،وخرج مع جنازته جمع لم َ
( ٗ) .
مثله لمخلوق مط ،كل الك ٌدل دلى مكانته ودلى ما كان ٌفعله من البر ومساددة الناس
.
كما تبع الناس جنازة الشٌخ أبً الفرج ابن الجوزي ،ومد صلى دلٌه الناس فً جامع
المنصور وضاق بهم ولم ٌحتوٌه جمعهم ،كما ضامت بهم الشوارع ،وكان الك الٌوم ٌوما ً
مشهوداً ولم ٌصل إلى حفرته دند مبر اإلمام أحمد بن حنبل إلى ومت صبلة الجمعة ،وحزن
الناس حزنا ً شدٌداً ،وبكوا دلٌه بكاءً كثٌراً وباتوا دند مبرل طول شهر رمضان ٌختمون
الختمات ( ٘) .
إن مشاركة الناس بهاا الشكل لدلٌل دلى حبهم للعلماء ودلى دظم مكانتهم فً المجتمع،
فقد أدى هإالء العلماء دوراً إٌجابٌا ً فً الحٌاة االجتمادٌة لٌس فقط فً النصح واإلرشاد
والتوجٌه بل تعدا األمر الك ،حتى أصبح العلماء وسطاء بٌن الناس وأرباب الدولة،
وأصبحوا ٌتحدثون باسم العامة وأدادوا لهم حقومهم المؽتصبة ،لالك حظو باحترام الناس
وتقدٌرهم .
)ٔ) ضٌاء الدٌن بن سكٌنة :هو أبو أ حمد ضٌاء الدٌن دبد الوهاب بن منصور بن سكٌنة البؽدادي الشافعً،
اإلمام العالم المحدث الثقة الفقٌه الكبٌر شٌخ اإلسبلم ،درؾ بؤبن سكٌنة دلى اسم والدة أبٌه ،السبكً،
المصدر السابق ٖٕٗ/1 ،؛ الاهبً ،سٌر. ٕ٘ٓ/ٕٔ ،
)ٕ) ضٌاء الدٌن بن الجبٌر :هو ٌحٌى بن المظفر بن نعٌم بن دلً البؽدادي البدري ،الفقٌه الزاهد اإلمام
العالم تفقه دلى ماهب اإلمام احمد ،توفً سنة(ٙٓ7هـ ٕٔٔٓ/م) ،ابن رجب ،المصدر السابق. ٘ٓ1/ٕ ،
)ٖ) ابن رجب ،المصدر نفسه ٘ٓ1/ٕ ،؛ ابن العماد الحنبلً ،المصدر السابق. ٖٖ٘/ٔٔ ،
)ٗ) ابن رجب ،المصدر نفسه. ٔ77/ٕ ،
)٘) ابن رجب ،المصدر السابق . ٘ٓ1/ٕ،
٘٘
الفصل الثانً
الدور السٌاسً للحنابلة فً بغداد
المبحث األول
عالقة الحنابلة بالخالفة العباسٌة
٘ٙ
َّ ِ َّ ِ ِ ِِ
عَباده الْعُلَ َماءُ إِ َّن اللَّ َو َع ِز ٌ
( )7
ين ََل يَ ْعلَ ُمو َن سَت ِوي الذ َ
ين يَ ْعلَ ُمو َن َوالذ َ ور" ،وقوله تعالى " :قُ ْل َى ْل يَ ْ يز غَ ُف ٌ
اب " ( . )8 إِنَّ َما يَتَ َذَّك ُر أُولُو ْاْلَلَْب ِ
ومد حظً هإالء العلماء بعناٌة الخلفاء العباسٌٌن ،وكانوا موضع احترامهم ،ال ٌردون
لهم مطلبا ً وٌنزلوهم منازلهم وٌقربونهم إلٌهم ،وٌولّونهم الوالٌات الرفٌعة والمهمة فً الدولة
لٌكونوا دونا ً لهم فً إدارتها ،ولكً ٌواجهو ا القوى المعارضة والمعادٌة ،سواء كانت
سٌاسٌة أو دٌنٌة ( ٖ) .
ومما زاد فً أهمٌة العلماء دند الخبلفة العباسٌة ،إدراك الخلفاء مكانة العلماء فً
المجتمع فهم ٌشكلون حلقة وصل بٌن العامة والسلطة ،وهاا ما ٌجعل العلماء أكثر تؤثٌراً
دلى العامة ،ومن ث َّم فإن ال خلفاء ال ٌستطٌعون التخلً دن دور العلماء ،وخاصة فً توجٌه
المجتمع وكسب تؤٌٌدل ( ٗ) وكان لعلماء الحنابلة دبلمة وطٌدة مع الخبلفة العباسٌة السٌما
خبلل هال الحقبة ،ومد اكد الحنابلة ومن خبلل فكرهم السٌاسً دلى شردٌة الخبلفة العباسٌة
ووجوب طادتها وددم نفواها ( ٘) .
ومد بٌن الحنابلة مومفهم فً دبلمتهم مع الخبلفة العباسٌة من خبلل آراء إمامهم أحمد
بن حنبل ،فعلى الرؼم مما تعرض له أٌام المحنه من حبس وتعاٌب إال أنه لم ٌدعُ للخروج
دلى خلفاء بنً العباس الاٌن مالوا بخلق القرآن الكرٌم بل دلى العكس كان ٌددو للخلفاء
وٌح ار من الخروج دلٌهم وكان ٌقول " :وال تنكث بٌعة فمن فعل الك فهو مبتدع مخالؾ
مفارق للجمادة ،وان أمرك السلطان بؤمر هو هلل معصٌة فلٌس لك أن تطٌعه البته ،ولٌس لك
أن تخرج دلٌه وال تمنعه حقه "( ،)ٙ
ودلى الرؼم من ددوة اإلمام أحمد وتحاٌرل من الخروج دلى السلطان ،إال أنه كان
ٌحار من مجالسة السبلطٌن ومخالطتهم ،وكان ٌقول " :ثبلث ال تبلون نفسك بهن ،ال تدخل
دلى السلطان وان ملت آمرل بطادة هللا ،وال تدخلن دلى امرأة وان ملت ادلمها كتاب هللا،
وال تصؽٌن سمعك لاي هوى فإنك ال تدري ما ٌعلق بقلبك منه " ( . )7
وفً نهاٌة القرن الخامس الهجري وبداٌة القرن السادس الهجري تؽٌرت هال الحالة
نتٌجة لتؽٌر الظروؾ السٌاسٌة واالجتمادٌة ،وأصبح من الضروري مخالطة السبلطٌن
واألمراء والجلوس معهم إلٌصال مطالب الناس إلى اوي الشؤن .
وٌمكن القول :إن دبلمة ابن الجوزي وأبنابه بالخبلفة العباسٌة أنمواجا ً لعبلمة الحنابلة
بالخبلفة فبعد أن استقرت األوضاع السٌاسٌة ،وملت الفتن الماهبٌة ،تطورت دبلمة الحنابلة
بالخبلفة وتولى العدٌد منهم المناصب الرفٌعة ،ومد حظً ابن الجوزي باحترام الخلفاء
العباسٌٌن ،ألنه داصر الكثٌر منهم ،ومن هإالء الخلفاء المستنجد باهلل ،الاي ادرك مكانة
ابن الجوزي دند المجتمع وما ٌملكه من دلم ،فسمح له الخلٌفة أن ٌعقد مجالس الودظ فً
جامع القصر وكان الك فً سنة (٘٘٘هـٔٔٙٓ/م) ( ٕ).
وفً دصر الخلٌفة المستضًء فقد تطورت دبلمة الحنابلة تطوراً ملحوظا ً ،فقد ادتنى
الخلٌفة بعلماء الحنابلة دناٌة كبٌرة ،فكان ٌواظب دلى حضور مجالس الودظ الخاصة بابن
الجوزي ،كما مام بالكثٌر من األدمال التً تدل دلى مٌله للحنابلة ( ٖ) .
وفً دصر الخلٌفة الناصر ودلى الرؼم مما حدث البن الجوزي من امتحان إال أنه
ٌمكن القول :إن الخلٌفة كانت دبلمته جٌدة مع الحنابلة بصورة دامة ومع ابن الجوزي
بصورة خاصة ،فكان هو اآلخر ٌهتم بمجالس الودظ الخاصة بابن الجوزي وٌحضرها من
خلؾ حجاب ،وما ٌإكد موة هال العبلمة ما اكرل الاهبً فً أحداث سنة (ٔ٘1هـ) ،أن
الخلٌفة الناصر لدٌن هللا منع جمٌع الوداظ أن ٌعقدوا مجالسهم فً بؽداد إال ابن الجوزي فقد
أان له بالك ( ٗ) ،كما أن ابن الجوزي الؾ كتابٌن دن الخلٌفة الناصر هما كتاب (الفاخر فً
أٌام الناصر) ،وكتا ب (األداصر فً اكر اإلمام الناصر) ( ٘) .
ومد استمرت دبلمة الحنابلة بالخبلفة العباسٌة فً دهد الخلٌفة المستنصر باهلل ،حتى أن
الخلٌفة امر سنة ( ٖٗ ٙهـ ٕٖٔٙ /م) بعمل مزملة بالقرب من مبر اإلمام أحمد ألجل الزوار
الواردٌن فلما تكامل هاا البناء دٌن دلٌه من ٌقوم بمصالحه ،فنظم الشعراء فً الك مصابد ،
منها ما ماله الشادر جعفر بن مهدوٌه :
َ
زٌنت من ُه مبانٌ ِه َ
طرّزت حِلٌت ُه ...بِحلٌة ومبرُ أحمدَ مد
الحوض سامٌ ِه ِ أنك ٌو َم َ ً
اتخات لنا فٌ ِه مزملة ...تدلُ ََ ث َّم
( ٕ)
الحق من مد ض َل فً التٌ ِه ِ فدتك الرداٌا ٌا إما َم هُدى ...تهدي إلى
َ َفاسلم
وظلت دبلمة الخلفاء العباسٌٌن فً تطور حتى دخول المؽول بؽداد ،وتتلخص دبلمة
الحنابلة بالخبلفة من خبلل المظاهر اآلتٌة :
دلى الرؼم من أن اختٌار اإلمام وتنصٌبه مسؤلة سٌاسٌة ،إال أنها تؤخا شكبلً دٌنٌاً ،بسبب
مشاركة العلماء فً اخا بٌعة اإلمام ( ٖ) ،ومد أدطً العلماء دوراً كبٌراً فً أخا البٌعة للخلفاء،
والك بسبب ما ٌحظى به العلماء من مكانة دند الخاصة والعامة ،فكان الخلفاء ٌحرصون
دلى أخا تؤٌٌد العلماء ومباٌعتهم أثناء تولٌتهم للخبلفة ( ٗ) .
ودلى ا لرؼم من أن اختٌار الخلفاء لوالة العهد أثناء حٌاتهم مد اضعؾ من دور العلماء
فً اختٌار الخلٌفة ،إال أن دور العلماء فً اخا البٌعة للخلٌفة ظل مستمراً ( ٘) ،ومد شارك
وشارك محً الدٌن ٌوسؾ ابن الجوزي فً أخا بٌعة الخلٌفة الظاهر باهلل ( ٖ) ،كما
شارك محً الدٌن فً اخا بٌعة الخلٌفة المستعصم ،وأورد فضبلً ٌشتمل دلى دزاء بوفاة
المس تنصر باهلل وهناء بتولٌة المستعصم بالخبلفة ( ٗ) .
ٌشكل العلماء فً السفارات دنصراً أساسٌا ،فبل تكاد تخلو سفارة من دالم ،وؼالبا ً ما
كانت السفارة تتكون من رجال ٌكون ددة أحدهم من دلماء الدٌن واآلخر من رجال القلم
والثالث من رجال السٌؾ ،ولكل من هإالء مهمه ال ٌخرج دنها بؤي حال من األحوال ( ٘)،
ومد أدى دلماء الحنابلة دوراً بارزاً فً الكثٌر من المهام الحكومٌة ،فقد جعلهم الخلفاء دلى
وكان الملوك أاا أرادوا اختٌار سفٌراً لهم ٌ ،ختبرونه ،والك بإرساله إلى أشخاص
مقربٌن من الملك ،ثم ٌجعلون دلٌه أدٌن ترامبه دون أن ٌشعر ،فااا أدى الرسول رسالته
داد إلى الملك فإن تطابق ما ماله الرسول مع ما ٌاكرل من كان ٌرامبه ،صار من المقربٌن،
ووجهه لمهامه ( ٕ) ،وكان الملوك ٌرسلون من ٌؤمنون خٌانته ،ممن ال ٌُؽرٌه ترؼٌب المال
ٌرهبه تهدٌد القوةٌ ،قول الهروي :دلى المرسل أن ٌختبر رسوله " فإن وجد له مٌبلً إلى
الدنٌا وطمعا ً فً جمع المال فبل ٌؤمنه دلى سرل وال ٌعتمد دلٌه فً أمرل ،وال ٌكون الرسول
ممن ٌخاؾ السلطان فإنه من خاؾ شرل افسد أمرل ،بل ٌكون ممن ٌخاؾ هللا تعالى وٌرجو
األخرة وال ٌركن إلى الدنٌا ،وٌتبع الحق وٌعمل بالشرع وٌعدل دن الباطل " ( ٖ) .
وٌمكن القول :إن جمٌع دلماء الحنابلة الاٌن ارسلوا بصفة سفٌر للخبلفة العباسٌة فً
الحقبة موضوع الدراسة كانوا ٌتصفون بما اكرنال من صفات ،ومدموا خدمتهم للخبلفة
العباسٌة دلى أتم وجه ،دون تقصٌر أو إهمال ،ومن أهم هال السفارات :
أرسل الخلٌفة الناصر لدٌن هللا العالم الحنبلً ضٌاء الدٌن دبد الوهاب بن سكٌنه ( ٗ) ،إلى
صبلح الدٌن األٌوبً(ت٘19هـٔٔ9ٖ/م) لٌبارك له ما حققه من انتصارات دلى الصلٌبٌٌن
واسترجاع بٌت المقدس بعد معركة حطٌن سنة (ٖ٘1هـٔٔ17/م) ،ودند دودتهم ارسل
معهم السلطان صبلح الدٌن بعض الهداٌا وبعض اسرى اإلفرنج إلى الخلٌفة الناصر ،كما
ارسل معهم تاج ملك اإلفرنج ( ٘) ،كما أُرسل العالم دبد الرحمن بن ٌحٌى رسوالً إلى ؼزنه
)ٔ) أ بو ٌعلى ،محمد بن الحسٌن بن محمد بن خلؾ ،رسل الملوك ومن ٌصلح للرسالة والسفارة ،تحقٌق
صبلح الدٌن المنجد ،طٕ ،دار الكتاب الجدٌد(،بٌروت ،)ٔ97ٕ،صٖٕ . ٕٗ-
)ٕ) القلقشندي ،المصدر السابق. ٔٔٙ/ٔ ،
)ٖ) دلً بن أبً بكر التاكرة الهدٌه فً الحٌل الحربٌة ،تحقٌق مطبع المرابط ،د.ط ،منشورات وزارة
(،دمشق ،)ٔ97ٕ،ص ٘.7
)ٗ) ضٌاء الدٌن أبو أحمد دبد الوهاب بن أبً منصور دلً بن دبٌد هللا بن سكٌنه ،الشٌخ والمقرئ والمحدث
،كان كثٌر الحج ،ال ٌخرج من بٌته أال لصبلة الجمعة ،وال ٌخالط أبناء الدنٌا ،الاهبً ،سٌر . ٕ٘ٓ/ٕٔ،
)٘) المقرٌزي ،السلوك . ٕٔ/ٔ،
ٔٙ
( ٗ)
. ( ٔ) ،وخوارزم ( ٕ) ،وفً أثناء دودته توفً فً منطقة أران ( ٖ) ،سنة (ٕٓٙهـٕٔٓ٘/م)
كما ارسل الخلٌفة الناصر العالم أبو الفتوح محمد بن المبارك الجبلجلً سنة
(ٖٔٙهـٕٔٔٙ/م) ،إلى الملك العادل ( ٘)،وارسل الخلٌفة الظاهر بؤمر هللا سنة
(ٖٕٙهـٕٕٔٙ/م) ،العالم محً الدٌن ٌوسؾ ابن الشٌخ جمال الدٌن ابن الجوزي رسوالً إلى
الملك المعظم ( )ٙحامبلً معه الخلع والتشارٌؾ والتقلٌد ألوالد العادل ،أما مضمون الرسالة
الرسالة فهو طلب الخلٌفة من الملك بعدم مواالة جبلل الدٌن خوارزم شال ( ،)7والك لما
ٌمثله جبلل الدٌن من تهدٌد للخبلفة ،ومحاوالته المستمرة لمهاجمة بؽداد كما استطاع محً
الدٌن أن ٌصلح بٌن أبناء الملك العادل بعد أن نشب بٌنهم خبلؾ ( ، )1وفً سنة
(ٕٙ7هـ ٕٕٔ9/م) ،ارسل الخلٌفة المستنصر باهلل الشٌخ محً الدٌن إلى صاحب مدٌنة اربل
( . )9
وفً سنة (ٖٗٙهـٕٖٔٙ/م) حاصر ملك الروم مدٌنة آمد ( ٓٔ) ،وضٌق دلى أهلها
الحصار حتى ملت األرزاق ،فارسل صاحبها إلى الخلٌفة المستنصر باهلل ٌستنجدل ،فارسل
الخلٌفة محً الدٌن ٌوسؾ اب ن الجوزي إلى ملك الروم ،ومد استطاع محً الدٌن أمناع ملك
الروم بالكؾ دن مدٌنة آمد وسحب جنودل من حولها ( ٔٔ) ،وفً سنة (ٖٙٙهـٕٖٔ1/م) ،أوفد
الخلٌفة المستنصر باهلل العالم محً الدٌن بن ٌوسؾ إلى مصر والشام ،والك ألجراء الصلح
)ٔ) ؼزنه :وهً مدٌنه دظٌمه ووالٌة واسعه تقع فً اطراؾ خراسان وهً الحد الفاصل بٌن الهند
وخراسان ٌ،اموت الحموي ،المصدر السابق . ٕٓٔ/ٗ،
)ٕ) خوارزم ،مدٌنة تقع فً منطقة آسٌا الوسطى وتتبع إلملٌم خراسان ،وهً واحة من اشهر المدن فً
المنطقة ،و كانت مركز للعلم ومسقط رأس كوكبة من العلماءٌ ،اموت الحموي ،المصدر السابق. ٕ9ٙ/ٕ ،
)ٖ) آرا ن :هً منطقة بٌن أاربٌجان و أرمٌنٌة ،تحتوي دلى ددد كبٌر من المدن والقرى ،القطٌعً ،دبد
المإمن بن دبد الحق ،مراصد االطبلع دلى أسماء األمكنة والبقاع ،تحقٌق دلً محمد البجاوي ،طٔ ،دار
الجٌل(،بٌروتٖٔٗٔ ،هـ)،جٔ ،صٓ٘ .
)ٗ) الصفدي ،الوافً بالوفٌات . ٔ1ٔ/ٔ1،
)٘) أبو شامة ،الروضتٌن، ٕٔ٘/٘ ،والملك العادل هو أ بو بكر بن محمد بن أٌوب اخو السلطان صبلح
الدٌن األٌوبً خطب له فً مصر والشام سنة( ٘9ٙهـ ٔٔ99/م) ،وفً الٌمن سنة(ٕٔٙهـٕٔٔ٘/م)،
ودرؾ دنه انه كان ملكا ً حازماً ،وافر العقل ،مكرما ً للعلماء ،توفً سنة(٘ٔٙهـٕٔٔ1 /م) ،ابن خلكان،
المصدر السابق. 7٘- 7ٕ/٘ ،
) )ٙالملك المعظم هو شرؾ الدٌن دٌسى ابن الملك العادل ،كان دالً الهمة حازما ً شجادا ً ولد
سنة(٘71هـٔٔ1ٕ/م) ،وتوفً سنة(ٕٗٙهـٕٕٔ7/م) ،ابن خلكان ،المصدر السابق. ٗ9ٗ/ٖ ،
) )7خوارزم شال هو محمد بن تكش بن السلطان دبلء الدٌن ،كان ملك جلٌبلً ،واسع الملك كثٌر الحروب،
دانت له الملوك ،والت له األمم ،توفً سنة(ٕٙ1هـ ٕٖٔٓ/م) ،ابن كثٌر ،المصدر السابق ٔ٘ٗ/ٖٔ،؛ ابن
العماد الحنبلً ،المصدر السابق. 7٘/٘ ،
) )1أبو شامة ،الاٌل دلى الروضتٌن ،ص ٔٗ1؛الاهبً ،تارٌخ اإلسبلم. ٖٔ/ٗ٘ ،
) )9ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص ٖ9؛ أربل وهً مدٌنة تقع شمال العراق كانت من أدمال
ا لموصل ،فٌها ملعة كبٌرة وسور دال ،مام بعمارته وبناء سورها األمٌر مظفر الدٌن كوكريٌ ،اموت
الحموي ،المصدر السابق. ٕٔ1/ٔ ،
)ٓٔ) آمد وهً احدى مدن األناضول ،تض م العدٌد من األسوار والقبلع ،وتحتوي دلى الكثٌر من دٌون
الماء والبساتٌنٌ ،اموت الحموي ،المصدر السابق٘ٙ/ٔ ،
)ٔٔ) ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،صٕٓٔ .
ٕٙ
( ٕ)
،ملك مصر ،واستطاع محً بٌن الملك الصالح ( ٔ) ،ملك دمشق وأخٌه الملك الكامل
الدٌن أن ٌحقق الصلح بٌن المتخاصمٌن ( ٖ) .
كما بعث الخلٌفة المستعصم باهلل الشٌخ محً الدٌن بن ٌوسؾ بن الجوزي رسوالً إلى
ملك سبلجقة الروم ،واجتمعا فً مدٌنة نصٌبٌن ( ٗ) ،وكان الك فً سنة (ٔٗٙهـٕٖٔٗ/م)
( ٘) ،وفً سنة (٘٘ٙهـ ٕٔ٘7/م) ،ارسل الخلٌفة المستعصم باهلل العالم الحنبلً شرؾ الدٌن
دبدهللا بن ٌوسؾ بن الجوزي ،إلى هوالكو لٌبٌن له األسباب التً دفعت الخلٌفة لعدم
الحضور إلى هوالكو ،إال أن الك االدتاار كان متؤخراً ،فقد كانت جٌوش هوالكو مد
استعدت الحتبلل بؽداد ( .)ٙ
من خبلل ما تم اكرل ٌمكن القول :إن السفارات والوفود كانت متنودة ،منها ما كانت
تحمل الخلع والهداٌا للملوك وحكام الببلد اإلسبلمٌة ،ومنها ما كان ٌهدؾ ألجراء الصلح بٌن
المتنازدٌن ،وتوحٌد الصؾ واالستعداد لمواجهة األخطار الخارجٌة ،ومنها ما كان ٌهدؾ
إلى أمناع العدو بعدم جدوى خوض حروب بٌن الطرفٌن ،وٌمكن القول :إن دلماء الحنابلة
أدوا دوراً بارزاً فً هال السفارات والوفود ،وأدوا مهمتهم بنجاح ،وحققوا األهداؾ التً
أرادتها الخبلفة من خبلل معظم تلك السفارات .
شهدت الح قبة موضوع الدراسة مٌام الخبلفة العباسٌة بإرسال الكثٌر من الحمبلت
العسكرٌة ،والك من أجل توسٌع رمعة الخبلفة أو إدادة المدن التً خرجت دن سٌطرتها
إبان فترة الضعؾ واالنحبلل ( ، )7وشهد دصر الخلٌفة الناصر الكثٌر من هال الحمبلت
ومنها ،الحملة التً مادها العالم الحنبلً الوزٌر ابن ٌونس .
)ٔ) الملك الصالح هو نجم الدٌن أٌوب بن الملك الكامل ،ولد فً القاهرة سنة(ٕٓٙهـٕٔٓٙ/م) ،وتوفً
سنة(ٙٗ7هـٕٔٗ9/م) ،ابن خلكان ،المصدر السابق. ٗ9ٗ/ٖ ،
)ٕ) الملك الكامل هو أبو المعالً محمد بن الملك العادل ،ملك الدٌار المصرٌة اردٌن سنة ،وحرر دمٌاط من
من الصلٌبٌٌن( توفً سنة(ٖ٘ٙهـ ٕٖٔ7/م) ،الصفدي ،الوافً بالوفٌات. ٔ٘ٔ/ٔ ،
)ٖ) ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص ٗٗٔ .
)ٗ) نصٌبٌن وهً م ن مدن الجزٌرة الفراتٌة ،درفت بكثرة أنهارها وبساتٌنها ،وكانت تقع دلى طرق
القوافل التجارٌة بٌن الموصل وببلد الشام ،الٌعقوبً ،أحمد بن إسحاق بن وهب ،البلدان ،طٔ ،دار الكتب
العلمٌة(،بٌروتٕٕٔٗ ،هـ) ،ص ٕٗٓ ؛ ٌاموت الحموي ،المصدر السابق ٖ11/٘ ،؛.
)٘) ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص ٖٕٔ .
) )ٙالمصدر نفسه ،ص . ٖٗ9
) )7ابن األثٌر ،المصدر السابق ٔٔٔ- ٔٓ1/ٕٔ ،؛ االربلً ،المصدر السابق . ٔ9ٔ ،
ٖٙ
ودندما أراد الخلٌفة الناصر القضاء دلى نفوا السبلجقة ودفع خطرهم دن بؽداد وإبعاد
نفواهم دن دار الخبلفة ،فقد استؽل الخلٌفة الناصر الصراع بٌن مزل أرسبلن ( ٔ) ،وبٌن
طؽرل الثالث آخر سبلطٌن السبلجقة ،وبعد أن ارسل مزل أرسبلن سنة (ٖ٘1هـٔٔ17/م)
،كتاب إلى الخلٌفة الناصر ٌعلن فٌه الطادة وٌطلب منه النجدة والمساددة ،وٌحارل من
طؽرل ( ٕ) ،الاي ارسل هو اآلخر رسوالً إلى الخلٌفة الناصر ٌؤمرل أن ٌعٌد بناء دار السلطنة
فً بؽداد وان ٌخطب له دلى منابرها ،فؤمر الخلٌفة بهدم دار السلطنة وإخراج الرسول دون
جواب ( ٖ) ،ولم ٌرد الناصر تفوٌت الخبلؾ الحاصل بٌن مزل وطؽرل ،فعمل دلى إضعاؾ
السبلجقة وضربهم ببعضهم ،فارسل وزٌرل ابن ٌونس دلى رأس جٌش الخبلفة لنجدة مزل
،فسار ابن ٌونس سنة (ٗ٘1هـٔٔ11/م) متوجها ً إلى مبتؽال ،إال أن طؽرل دلم بنواٌا
الناصر ،فادترض جٌش الخبل فة دند هماان ،أي مبل أن ٌلتقً جٌش الخبلفة العباسٌة
بجٌش مزل ،ودارت معركة بٌن موات الخبلفة وموات طؽرل انتهت بانتصار طؽرل وأسر
الوزٌر ابن ٌونس ( ٗ) ،وكان سبب هزٌمة ابن ٌونس هو أن المعركة حدثت مبل أن تتوحد
مواته وموات مزل أرسبلن أي مبل أن تُستكمل خطة ابن ٌونس ( ٘) ،فضبلً دن الك ملة خبرة
ابن ٌونس العسكرٌة مقارنة مع ما ٌمتلكه طؽرل من خبرات ( . )ٙ
ومد اتُهم ابن ٌونس بؤنه تسبب بانكسار جٌش الخبلفة وتشتته وانه اظهر موت الخلٌفة
وهو حً ،وهً التهمة التً اكرها ابن فضبلن ( ، )7ومد ضمّن هال التهمة إن فعل هاا ٌباح
ٌباح دمه ( ، )1وهاا االدداء ؼٌر صحٌح ،والدلٌل دلى براءة ابن ٌونس هو أن الخلٌفة
الناصر والل بعد دودته من االسر الكثٌر من الوظابؾ منها آمر المخزن ،وأستاا دار
الخلٌفة ،وهال الوظابؾ ال ٌمكن أن تعطى لرجل مشكوك فً والبه للخلٌفة .
ودلى الرؼم من فشل ها ل الحملة إال أنها تإكد المكانة التً وصل إلٌها العالم الحنبلً
ابن ٌونس ،فقد أوكل إلٌه الخلٌفة الناصر الوزارة وجعله دلى رأس جٌشه فً هال الحملة .
)ٔ) مزل أرسبلن هو بن دثمان بن شمس الدٌن اٌلد كز ،مإسس اتابكة أاربٌجان ،تولى حكمه سنة
(ٕ٘1هـ ٔٔ1ٙ/م) ،وتوفً سنة (٘17هـٔٔ9ٔ/م) ،ابن األثٌر المصدر السابق 7٘/ٕٔ ،؛ الصفدي ،
الوافً . ٕ9/ٕ ،
)ٕ) الؽسانً ،المصدر السابق ،صٕٕٓ.
)ٖ) المصدر نفسه ،ص ٕٕٓ ؛ ابن العماد ،المصدر السابق . ٖٓٔ/ٗ ،
)ٗ) ابن خلدون ،تارٌخ . ٕ٘9/ٖ ،
)٘) المصدر نفسه . ٕ٘9/ٖ ،
) )ٙابن األثٌر ،المصدر السابق . ٕ٘/ٕٔ ،
) )7ابن فضبلن :هو الفقٌه جمال الدٌن أبو القاسم ٌحٌى بن الواثق المعروؾ بابن فضبلن ،شٌخ الشافعٌة
ببؽداد ،كان إمام ا فً الفقه واألصول والخبلؾ والجدل ،كما كان احد مدرسً نظامٌة بؽداد ،توفً سنة (
٘٘9هـٔٔ91/م) ،الاهبً ،سٌر ٕ٘7/ٕٔ،؛ الاهبً ،المختصر المحتاج. ٕٗٙ/ٖ ،
) )1ابن رجب ،المصدر السابقٖ9ٗ/ٔ ،
ٗٙ
المبحث الثانً
تولً المناصب الدٌنٌة اإلدارٌة
اكرنا سابقا ً مومؾ اإلمام أحمد من تولً المناصب ،وكٌؾ كان ٌددو إلى ددم مخالطة
السبلطٌن ،ومد اتبع الحنابلة هاا المومؾ وتمسكوا به ،إال أن الك تؽٌر خاصة فً الحقبة
موضوع الدراسة ،فقد انخرط الكثٌر من دلماء الحنابلة فً سلك وظابؾ الدولة الدٌنٌة
٘ٙ
واإلدارٌة ،وسواء كان السبب فً تولً هال المناصب والوظابؾ وخاصة الدٌنٌة منها هو
لتطبٌق التعالٌم اإلسبلمٌة ،ورفع الظلم والحٌؾ دن الناس ،أومن أجل أثبات أحقٌة هاا العالم
أو ااك فً تولً المنصب ،أو ألن هال المناصب تشكل دخبلً جٌداً ٌجعل صاحبه فً وضع
معٌشً جٌد ،كما أنها تمنح صاحب المنصب مكانة اجتمادٌة ممٌزة ( ٔ) ،كل الك أدى إلى
تولً دلماء الحنابلة تللك الوظابؾ والمناصب .
ودلى الرؼم من تعاون الكثٌر من دلماء الحنابلة مع الخبلفة العباسٌة ،إال أننا نجد أن
هناك من العلماء مد رفض تولً المناصب وبعضهم ترك الوظٌفة بعد تولٌها بفترة وجٌزة لِما
وجد فٌها من حرج ،فقد رفض العالم نجم الدٌن بكرس ( ٕ)(،تٕ٘ٙهـٕٔ٘ٗ/م) ،تولً
منصب ماضً القضاة بعد أن درض دلٌه الخلٌفة المستنصر باهلل الك ،كما دزل القاضً
محً الدٌن الجٌلً ( ٖ) ،نفسه بعد أن والل والدل ماضً القضاة نصر بن دبد الرزاق الجٌلً
القضاء والحكم فً دار الخبلفة ،إال أنه لم ٌجلس فً مجلس الحكم سوى مجلسا ً واحداً ،ثم
دزل نفسه ( ٗ) .
وٌمكن القول :إن رفض دلماء الحنابلة تولً تلك المناصب ،أو دزل أنفسهم دنها ال
ٌعنً أن هاا العالم ال ٌعتقد بشردٌة هاا الخلٌفة ،بل السبب فً الك هو حالة الزهد التً
درؾ بها دلماء الحنابلة ،ومد انتقد ابن دقٌل دلماء الماهب الح نبلً بسبب رفضهم تولً
المناصب ،وانشؽالهم بالتعبد والتزهد ( ٘) ،ودلى الرؼم من الك فقد تولى العدٌد من دلماء
الحنابلة بعض هال الوظابؾ ،ومنها ما ٌؤتً :
ٔ -ماضً القضاة :وهو ارفع المناصب القضابٌة فً الدولة العباسٌة ،وال ٌتوالل إال كبار
ا لعلماء ،وبتعٌٌن من الخلٌفة مباشرة ( ،)ٙوهو ركن من أركان اإلدارة فً الدولة العباسٌة،
وٌمثل أدلى درجة ٌصل إلٌها القاضً ،فإن ماضً القضاة ؼالبا ً ما كان ٌبدأ ماضٌا ً فً منطقة
)ٔ) المولى ،محمد دبدهللا أحمد ،دبلمة العلماء بالخبلفة العباسٌة فً العصر العباسً األخٌر ،رسالة
ماجستٌر(ؼٌر منشورة) ،كلٌة اآلداب ،جامعة الموصل ،)ٕٖٓٓ(،ص ٖ. 1
)ٕ) نجم الدٌن بكرس هو أبو الفضابل نجم الدٌن التركً ،مولى الخلٌفة الناصر لدٌن هللا ،كان فقٌها ً دارفا ً
باألصول ،وله الكثٌر من المصنفات ،الصفدي ،الوافً بالوفٌات ٔ7ٗ/1 ،؛ ابو الفداء ،زٌن الدٌن ابو العدل
ماسم ،تاج التراجم ،تحقٌق محمد خٌر رمضان ٌوسؾ ،طٔ ،دار القلم (،دمشق ،)ٔ99ٕ،صٖٗٔ . ٔٗٗ-
)ٖ) محً الدٌن الجٌلً هو محمد بن نصر بن دبدالرزاق الجٌلً ،كان فقٌها ً ووردا ً وزاهداً درّ س فً مدرسة
مدرسة جدل ،ثم تولى القضاء ودزل نفسه ،ابن رجب ،المصدر السابق. ٗ٘/ٗ ،
)ٗ) المصدر نفسه. ٗ٘/ٗ ،
)٘) المصدر نفسه. ٖٗ1/ٔ ،
) )ٙاألنباري ،دبد الرزاق ،منصب ماضً القضاة فً الدولة العباسٌة ،طٔ ،الدار العربٌة
للموسودات(،بٌروت ،)ٔ917،ص ٔ. 9ٕ- 9
ٙٙ
من مناطق العراق ،ثم ٌترمى إلى أن ٌصل مرتبة ماضً القضاة ( ٔ) ،ومد وصؾ القلقشندي
هاا المنصب بقوله " :أرفع الوظابؾ الدٌنٌة ،وأدبلها مدراً ،وأجلها رتبة " ( ٕ) .
ومهمة ماضً القضاة تتمثل باإلشراؾ دلى إدارة القضاء فً الدولة ( ٖ) ،وٌقوم بتعٌٌن
القضاة وٌمنحهم السلطات القضابٌة ( ٗ) ،وله النظر فً جمٌع األوماؾ العامة ،وٌعٌن وُ ّالة
الوموؾ بها ( ٘) ،و نظراً ألهمٌة هاا المنصب فإنه نادراً ما ٌترك شاؼراً لفترة طوٌلة ،فكان
البد من تواجد ماضً القضاة فً مجلس القضاء ( ،)ٙومقرل فً بؽداد ( ،)7وكان لقاضً
القضاة رسم خاص به ،وهو أن ٌحمل ؼاشٌة دلى الكتؾ فً موكبه إاا سار( ،)1وكانت
الكفاءة وحسن السٌرة والفقه والنزاهة هً المعٌار األكثر ادتباراً فً تولً هاا المنصب ( . )9
.
وكان ماضً القضاة ٌشارك فً بٌعة الخلٌفة ،فلما ولً الناصر لدٌن هللا الحكم كان
ماضً القضاة ممن باٌعه بٌعة الخاصة ( ٓٔ) ،كما شارك فً مراسٌم تعٌٌن الوزراء ،فكان
ماضً القضاة ٌحضر إلى جانب كبار رجال الدولة إلى دٌوان الخلٌفة دندما ٌولً الخلٌفة
إلى الوزٌر الك المنصب ( ٔٔ) .
ولم ٌتو َّل منصب ماضً القضاة من الحنابلة فً هال الحقبة سوى أبو صالح نصر بن
دبد الرزاق الجٌلً ،فعندما تولى الخلٌفة الظاهر ملد الجٌلً ماضٌا ً للقضاة فً جمٌع مملكته،
إال أنه لم ٌوافق دلى هاا المنصب إال بشرط أن ٌورث اوو األرحام ( ٕٔ) ،أي اهاب أموال
من ال وارث له إلى أمربابه واوي رحمه وال تاهب أمواله إلى الومؾ ،وهاا دلى ماهب
اإلمام ،أحمد ،وهاا ٌعنً أنه أشترط الحكم دلى الماهب الحنبلً فً القضاء ،فقال له
تتق أحداً سوال " وأمرل أن ٌوصل إلى كل منالخلٌفة " :أدط كل اي حق حقه ،واتق هللا وال ِ
ض ِاء
من الْ َق َ ِ
بالخالص َ لما ...قضى لي َح ِم ُ
دت اللَّ َو َع َّز َو َج َّل ّ
ِ ( )9
معتاد ال ُدعاء
صور أشكُر ...وأدعو فَ ْو َق َ وللمستنص ِر ال َْم ْن ُ
ُ
وهناك منصب نابب ماضً القضاة ٌتم اختٌارل من مبل ماضً القضاة ،وؼالبا ً ما ٌكون
من أمرباء ماضً القضاة ،وكان ٌبقى فً والٌته مادام ماضً القضاة بها ،ومن مهامه أن
ٕ -دٌوا ن النظر فً المظالم :درؾ الماوردي دٌوان المظالم بقوله " :مود المُتظالمٌن إلى
التناصؾ بالرهبة وزجر المتنازدٌن دن التجاحد بالهٌبة " ( ٖ) ،كما درفها ابن خلدون بقوله:
بقوله " :وهً وظٌفة ممتزجه من سطوة السلطنة ونصفة القضاء ،وتحتاج إلى دلو ٌد
ودظٌم رهبة تقمع الظالم من الخصمٌن وتزجر المعتدي ،وكؤنه ٌمضً ما دجز القضاة دن
إمضابه. )ٗ ( "...
وهً مإسسة إدارٌة ظهرت مكملة لعمل القضاء ،والك ألهمٌتها فً تحقٌق العدالة بٌن
الناس ( ٘) ولم ٌكن للمظالم ماض خاص بها ،ولكن ٌعٌن دلٌها شخص ٌطلق دلٌه صاحب
المظالم ،أو ناظر المظالم ،ومهمته رفع القضاٌا إلى الخلٌفة لٌطلع دلٌها ،فؤما أن ٌنظر بها
أو أن ٌكلؾ بها أحد القضاة ( ، )ٙومن مهامه أٌضا ً مرامبة القضاة وكبار رجال الدولة ،لمنع
جور الوالة وظلم العتاة ( ، )7لالك تعد هال الوظٌفة من الوظابؾ اإلدارٌة المهمة فً الدولة
لما لصاحبها من دور ف ً مواجهة القضاٌا المهمة فً الدولة ،كما كان ٌلجؤ إلٌه المتظلمٌن
من مبل أصحاب الجال والحسب والنفوا ( . )1
ونظر ًا لعظم مهمة صاحب المظالم فإنه ٌجب أن ٌتصؾ بالصفات التً تإهله إلى هاا
المنصب ،ومد اكر أبو ٌعلى هال الصفات بقوله " :ومن شروط الناظر فٌها أن ٌكون جلٌل
القدر نافا األمر دظٌم الهٌبة ظاهر العفة ملٌل الطمع كثٌر الورع " ( . )9
ودلى الرؼم من أن العمل فً المظالم صار معطبلً فً فترة ضعؾ الخبلفة إال أن
الخلٌفة الناصر أداد العمل به ،وبدأ ٌدمق مضاٌال بنفسه ( ٓٔ) ،ومد تولى هاا المنصب من
ٖ -دٌوان التركات الحشرٌة :وهو الدٌوان الاي ٌشرؾ دلى أموال التركات التً ال وارث
لها ،والتً تتحول ملكٌتها لبٌت مال المسلمٌن ( ٖ) ،وٌسمى صاحب هاا الدٌوان بناظر
التركات ( ٗ) ،وهاا الدٌوان ؼالبا ً ما ٌتوالل دلماء الدٌن ،بسبب تبعٌة مهام هال الوظٌفة للشرع
للشرع اإلسبلمً ( ٘) ،وبسبب أهمٌة هاا الدٌوان فإن الخلٌفة هو المسإول دن تعٌٌن ناظر
الدٌوان ودزله ( . )ٙ
ومهمة صاحب هاا الدٌوان تدوٌن أسماء أصحاب األموال التً ال وارث لها ( ،)7وتولى
وتولى هاا الدٌوان فً زمن الخلٌفة الناصر لدٌن هللا ،الفقٌه الحنبلً أحمد بن اكمل
(تٖٗٙهـٕٖٔٙ/م) ،دون أن نعرؾ متى تولى هاا المنصب ،لكنه ظل ناظراً فً هاا
الدٌوان إلى أن توفً الخلٌفة الناصر ( ، )1وولً هاا الدٌوان فً دهد الخلٌفة الظاهر بؤمر هللا
هللا العالم هبة هللا بن الحسن المعروؾ باألشقر( ( ،)9تٖٗٙهـ ٕٖٔٙ/م) ( ٓٔ).
وفً دصر الخلٌفة المستنصر باهلل ولً هاا الدٌوان الفقٌه الحنبلً دبد العزٌز بن دلؾ،
فسار فٌها سٌرة حسنه ،ورد الكثٌر من التركات إلى أصحابها ،ومن جملة هال التركات
تركة رجل من هماان مات فً بؽداد فتصرؾ دٌوان التركات فً أمواله بناءً دلى أنه ال
وارث له ،ثم بعد سنة أثبت ابن دمه نسبه واستحقامه للتركة دند الحاكم ابن دلؾ ،فؤداد
التركة إلٌه بموجب الشرع ( ٔٔ) ،إال أنه لم ٌستمر فً هاا المنصب مدة طوٌلة ،فتزهد دنه
)ٔ) دبد الوهاب الجٌلً هو أبو دبدهللا دبد الوهاب بن دبد القادر بن أبً صالح الجٌلً ،العالم والفقٌه
الحنبلً ،مرأ الفقه وبرع به ودرّ س نٌابة دن والدل فً مدرسته ،ابن رجب ،المصدر السابق، ٕٗ7/ٕ ،
)ٕ) المصدر نفسه . ٕٗ1/ٕ ،
)ٖ) ابن السادً ،المصدر السابق ٔٓ7/9 ،؛ فهد ،تارٌخ العراق ،ص . ٔٗ9
)ٗ) ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص . ٕٙ9
)٘) ابن رجب ،المصدر السابق. ٕٓٔ/ٕ ،
) )ٙالمصدر نفسه. ٕٕٓ/ٕ ،
) )7ابن السادً ،المصدر السابق. ٔٓ7/9 ،
) )1أحمد بن اكمل ،هو أحمد اكمل بن أحمد بن مسعود بن دبد الواحد بن مطر البؽدادي ،ولد سنة
(ٓ٘7هـ ٔٔ7٘/م) ،ولً الخطابة فً جامع السلطان فً زمن الخلٌفة الناصر ،ورتب ناظر فً أمور
الحرمٌن الشرٌفٌن فضبلً دن دٌوان التركات الحشرٌة ،ابن رجب ،المصدر السابق. ٗٗٓ/ٕ ،
) )9المصدر نفسه. ٗٗٓ/ٕ ،
)ٓٔ) هبة هللا بن الحسٌن ،هو هبة هللا بن الحسٌن بن أحمد البؽدادي ،رتبه الخلٌفة الظاهر إماما ً فً باب بدر
ومشرفا ً دٌوان التركات الحشرٌ ة ،وأدطال بؽلة أبٌه الناصر ،وكان ٌدخل دلى الخلٌفة المستنصر ٌقربه
القرآ ن ،ولم ٌكن ٌُقبل األرض ااا دخل دلى الخلٌفة ،وكان ٌقول" :ال ٌنبؽً الك أال هلل" ،ولما مرض
مرضه األخٌر ،جاءته أم الخلٌفة تزورل ،ابن رجب ،المصدر السابق. ٖٗ٘/ٗ ،
)ٔٔ) ابن مفلح ،المصدر السابق. 7ٗ/ٖ ،
ٓ7
( ٔ) ،فجعل الخلٌفة دلى هاا الدٌوان دمر بن دبد العزٌز بن دلؾ ،الاي سار سٌرة أبٌه فً
هاا المنصب ( ٕ) .
ٗ -دٌوان الجوالً :وهو الدٌوان الاي ٌختص بشإون أهل الامة ،وصاحب هاا الدٌوان هو
المسإول دن أخا الجزٌة المقررة دلٌهم كل سنة ( ٖ) ،ومد استمر العلماء بشؽل هاا المنصب
لكونهم ادلم من ؼٌرهم بالجزٌة المقررة دلى أهل الامة ( ٗ) ،وكان صاحب هاا الدٌوان
ٌفرض دلى رإساء أهل الامة بكتابة ما دند كل منهم من الجزٌة المستحصلة من اتبادهم ،
وما استجد من األمور الطاربة فً مللهم ،فٌكتبون من اهتدى منهم لئلسبلم ،والموالٌد
الجدٌدة ومن هلك بالموت ،وٌكتبون أسماء أهل الامة القادمٌن من خارج الببلد ( ٘) ،ومد
تولى هاا الدٌوان من دلماء الحنابلة محً الدٌن ٌوسؾ بن الجوزي ،ثم دزل دنه سنة
(ٕٙٙهـٕٕٔ1 /م) ( . )ٙ
٘ -الحسبة :الحسبة لؽة هً من االحتساب ،وهو طلب األجر من هللا تعالى ( ،)7وٌقال:
الرجل حاسب أي أنه ٌقوم بعمله دون أجر احتسابا ً هلل دز وجل ( . )1
أما اصطبلحا ً فقد درفها ابن خلدون بقوله" :هً وظٌفة دٌنٌة من باب األمر بالمعروؾ
والنهً دن المنكر الاي هو فرض دلى القابم بؤمر المسلمٌن ٌ ،عٌن لالك من ٌرال أهبل له
...وٌبحث دن المنكرات وٌعزر وٌإدب دلى مدرها ،وٌحمل الناس دلى المصالح العامة
فً المدٌنة "( ، )9وهً وظٌفة ٌعرؾ متولٌها بالمحتسب وهو المسإول دن مرامبة األسواق
واآلداب العامة ( ٓٔ) .
ونظراً ألهمٌة هال الوظٌفة فإن اختٌار من ٌتوالها هو من صبلحٌة الخلٌفة ( ٔٔ) ،ومد
ٌفوض أمر تعٌٌنه إلى ماضً القضاة ( ٔ) ،أو إلى الوزٌر ( ٕ) ،وٌجب أن ٌكون المحتسب فقٌها ً
ومد منح المحتسب الكثٌر من الصبلحٌات ،ومنها أن المحتسب ٌحق له الدخول إلى
مجالس القضاء وحثهم دلى العدل وتخوٌفهم من الظلم ،كما ٌمكنه الدخول دلى الوالة
لٌؤمرهم بالمعروؾ وٌنهاهم دن المنكر ،وٌحثهم دلى الرحمة واإلحسان للردٌة وٌحارهم
من ا لرشوة وضررها دلى صاحبها فً الدنٌا واآلخرة ( ،)ٙكما ٌحق له أن ٌتدخل فً تحدٌد
األسعار فً حال ارتفادها بشكل كبٌر ( ، )7كما كان ٌرامب أهل البدع وٌرددهم ( ،)1ومد
جرت العادة أن المحتسب ٌشهد دند القاضً ،وبعد مبول شهادته ٌتم تزكٌته وٌصبح مإهبلً
( )9
. لتولً الحسبة
- ٙإم امة الصبلة :كان خلفاء بنً العباس األوابل ٌؤمّون الناس بالصبلة ،لما لها من تعظٌم
فً نفوس الخلفاء ،ثم أخا الخلفاء ٌقلدونها لؽٌرهم ( ٗ) ،ولالك نجد أن اإلمامة خاضعة لسلطة
الخلٌفة ،إال أن هال السلطة كانت مقتصرة دلى المساجد الجامعة ،فبل ٌجوز اختٌار إمام
للصبلة إال بعد موافقة الخلٌفة ( ٘) ،ومن أهم جوامع بؽداد هً جامع المنصور وجامع القصر
وجامع السلطان والرصافة وهال الجوامع كانت تحظى باهتمام الخلفاء ( ،)ٙومد رتب الخلٌفة
الخلٌفة الظاهر بؤمر هللا الفقٌه الحنبلً هبة هللا بن الحسن إماما ً بباب بدر ،وكان الخلٌفة
ٌصلً خلفه ،كما أنه أ َّم الناس بمسجد حمدي وؼٌرل من مساجد بؽداد ( . )7
- 7الخطابة :كان خطباء المساجد ٌمثلون الخلٌفة ،وٌقومون بالخطبة نٌابة دنه ،وكانت
الخطب تتضمن الدداء للخلٌفة وهً إحدى دبلمات التبعٌة والوالء السٌاسً والروحً له ،
ودلى هاا فإن جمٌع خطباء األمصار التابعٌن لنفوا الخبلفة ٌددون للخلٌفة العباسً ( . )1
وكانت الخطبة تقام لكل خلٌفة جدٌد من خلفاء بنً العباس ،ووظٌفة الخطٌب تقوم دلى
أساس مخاطبة الناس واستمالتهم إلى دمل الخٌر ،كما كان الخطٌب ٌمثل أحد وسابل الخلفاء
فً إدبلن توجٌهاتهم فً الشإون السٌاسٌة وفً الددوة للجهاد ( ،)9ونتٌجة لالك نجد أن
- 1دٌوان األوماؾ :وهاا الدٌوان ٌُعنى باألمبلك التً ٌومفها أصحابها للحرمٌن الشرٌفٌن
(مكة المكرمة والمدٌنة المنورة ) ،أو للمنفعة العامة ،وهو من الدواوٌن المهمة والقدٌمة ،ومد
استمر إلى نهاٌة العصر العباسً ( ٗ) ،وكان ٌتولى هاا المنصب الفقهاء والمعدلون ،والك من
من أجل االدتماد دلى استقامتهم والثقة بهم ،فقد كانت هال األوماؾ تدر أمواالً كثٌرة لخزانة
الدولة ،وبالك فهً درضة للسر مة والتبلدب ااا لم تسلم إلى أٌادي أمٌنة ( ٘) ،وتولى هاا
الدٌوان من الحنابلة أحمد بن أكمل ( . )ٙ
ٔ -الوزارة :وهً من الوظابؾ اإلدارٌة المهمة فً الدولة ،إا ٌقوم صاحبها بحمل العبء
دن الخلٌفة ( ، )7ألن الخلٌفة أو الملك أو السلطان ٌلجؤ إلى رأي وزٌرل وتدبٌرل فً األمور
أما الشروط والصفات الواجب توفرها فً الشخص الاي ٌتولى الوزارة فقد اكرها
الماوردي بقوله " :رجبلً جامعا ً لخصال الخٌر ،اا دفة فً خبلبقه واستقامة فً طرابقه مد
هابته اآلداب ،وأحكمته التجارب ،إن أوتمن األسرار مام بها ،وإن ملد مهمات األمور نهض
فٌهاٌُ ،سكنه الحلم وٌنطقه العلم ،وتكفٌه اللحظة وتؽنٌه اللمعة ،له صولة األمراء وأناة
الحكماء وتواضع العلماء وفهم الفقهاء ،إن أُحسن إلٌه شكر ،وإن ابتلً باإلساءة صبر " ( ٖ) .
.
أما صبلحٌات الوزٌر فإنها لم تكن محددة ومعروفة فً البداٌة ،فكان الوزٌر مجرد
وسٌط بٌن الخلٌفة والردٌة والوالة ،ومنفااً ألوامر الخلٌفة ،وٌقدم له النصح واإلرشاد ،ثم
نمت هال الصبلحٌات وتطورت فٌما بعد حتى اتخات صورتها المتكاملة ،وأصبح الوزٌر
ٌشرؾ دلى ا لشإون المالٌة ودلى الدواوٌن والجٌش ( ٗ) ،وكان الوزٌر ٌقوم بتبلٌػ القضاة
بقرار تولٌتهم الصادر من الخلٌفة ( ٘) ،كما أصبح الوزٌر ٌنوب دن الخلٌفة فً بعض
المناسبات ،ومنها استعراض الجٌش وؼٌرها من المناسبات ( ،)ٙكما كان الوزٌر ٌجمع بٌن
رٌاستً السٌؾ والقلم ،والك من خبلل ممعه للفتن واالضطرابات وحركات التمرد التً
تحصل فً األمالٌم التابعة للخبلفة العباسٌة ( ، )7كما كان الوزٌر ٌستقبل األمراء والرسل
الوافدٌن من البلدان المجاورة ،فضبلً دن اشرف ِه دلى ضٌافتهم وتودٌعهم ( . )1
وملة من العلماء من تولى منصب الوزارة ،ألنها وظٌفة إدارٌة بحته ،ومن تولى من
الماهب هاا المنصب من الحنابلة هو الوزٌر جبلل الدٌن أبو المظفر دبٌد هللا بن ٌونس ،
الاي مُلد منصب الوزارة فً خبلفة الناصر لدٌن هللا ،والك فً سنة (ٖ٘1هـٔٔ17/م) ( ، )9
)ٔ) الماوردي ،أبو الحسن دلً بن محمد بن حبٌب ،موانٌن الوزارة وسٌاسة الملك ،تحقٌق رضوان السٌد ،
ط ٔ ،دار الطلٌعة(،بٌروت ،)ٔ979 ،ص . ٖٔ7
)ٕ) الفخري فً اآلداب السلطانٌة ،ص ٖ٘ٔ .
)ٖ) الماوردي ،موانٌن الوزارة ،ص ٔٙ٘- ٔ٘9؛ الماوردي ،األحكام السلطانٌة ،ص ٔ٘ ؛ مارن مع ابو
ٌعلى ،األحكام السلطانٌة ،صٖٔ .
)ٗ) ؼوستاؾ ،لوبون ،حضارة العرب ،نقله إلى العربٌة دادل زدٌتر ،طٗ ،مطبعة دٌسى البابً الحلبً
وشركابه( ،دمشق ،)ٔ9ٙٗ ،ص ٖ. ٔ7
)٘) ابو ٌعلى ،األحكام السلطانٌة ،ص ٖٔ .
) )ٙابن السادً ،المصدر السابق. ٗ7/9 ،
) )7ابن الطقطقً ،المصدر السابق ،ص ٕٖٗ .
) )1ابن السادً ،المصدر السابق. ٕٖٙ- ٕٙٓ/9 ،
) )9ابن األثٌر ،المصدر السابق. ٕ٘ٙ/ٔٔ ،
٘7
وأسند إلٌه الخلٌفة مٌادة الجٌش لمحاربة طؽرل بن أرسبلن ،لكنه خسر المعركة وومع فً
األسر ،فاستبدل الخلٌفة وزٌراً بمكانه ( ٔ) .
ٕ -أستاا الدار :وهً وظٌفة مهمتها إدارة أمور الخبلفة بما تحتوٌه من الخدم والقٌام
بؤمورها كافة ،بما فً الك من األشراؾ دلى حراستها لٌبلً ونهاراً ،والقابم دلى هال
الوظٌفة ٌقوم باألشراؾ دلى بعض ا لدواوٌن ،وٌتابع اآلداب فً دار الخبلفة ( ٕ) ،ومد أجمل
ابن جبٌر دور أستاا الدار بقوله " :مٌم دلى جمٌع الدٌار العباسٌة وأمٌن دلى سابر الحرم
البامٌات ...ودلى جمٌع ما تضمه الحرمة الخبلفٌة " ( ٖ) ،وكانت هال الوظٌفة بمثابة همزة
وصل بٌن الوزارة وبقٌة الوظابؾ ،ونظراً ألهمٌة هاا المنصب فإن صاحبه ٌترمى أحٌانا ً
لٌتولى منصب الوزارة ( ٗ) .
ومد ساهم العلماء فً أشؽال هال الوظٌفة لكونها من الوظابؾ الدٌوانٌة المهمة ،إا إن
دمل صاحب هال الوظٌفة دابما ً مرب الخلٌفة ،بحكم دمله فً مصور الخبلفة ،وٌجب دلى
صاحبها أن ٌتحلى بالصدق واألمانة والعفة والعلم الوافر ،لالك حرص الخلفاء دلى اختٌار
العلماء لتولً هال الوظٌفة ( ٘) .
وتولى هال الوظٌفة من الحنابلة ابن ٌونس ،إا تولى هال الوظٌفة سنة(
٘17هـٔٔ9ٔ/م) ،واستمر فٌه إلى أن دزل سنة ( ٓ٘9هـٔٔ9ٖ/م) ( ،)ٙوتوالها محً الدٌن
ٌتسن لنا معرفة المدة التً مضاها فً هاا
َ الدٌن ٌوسؾ بن الجوزي فً خبلفة الناصر ،ولم
المنصب ( ، )7وفً خبلفة المستعصم تولى محً الدٌن هاا المنصب من سنة (
( . )1
ٕٗٙهـٕٔٗٗ/م) ،واستمر فٌه إلى أن دخل هوالكو بؽداد
ٖ -دٌوان العقار :وتتمثل مهمة هاا الدٌوان بالعناٌة باألبنٌة الخاصة بالخبلفة ،ومنها ترمٌم
وبناء األسوار والحصون ،وبناء األبنٌة الجدٌدة ( ، )9ومد تولى إدارة هاا الدٌوان العالم الفقٌه
إسمادٌل بن دلً بن حسٌن الحنبلً ( ٓٔ) ،فضبلً دن تولٌه النظر فً دقارات الخلٌفة الخاصة
ٗ -ناظر الومؾ :وهو الموظؾ المسإول دن أموال الومؾ العٌنٌة والنقدٌة ،والومؾ
نودان :ومؾ دام تشرؾ دلٌه الخبلفة ،وومؾ خاص لؤلفراد ال تشرؾ دلٌه الخبلفة،
واألوماؾ العامة ٌدٌرها ناظر أو اكثر ( ٖ) ،وكان الخلٌفة ٌختار لهاا المنصب العلماء األتقٌاء،
فقد اختار الخلٌفة الناصر لدٌن هللا العالم الحنبلً محً الدٌن ٌوسؾ لٌتولى هال الوظٌفة ( ٗ) .
٘ -الدٌوان العزٌز :وهو الدابرة الربٌسٌة فً حاضرة الخبلفة الع باسٌة ببؽداد ،والتً تظم
بامً الدواوٌن وٌسمى أحٌانا ً دٌوان الخبلفة ،وكان ٌرأسه الوزٌر أحٌانا ً أو نابب الوزٌر أو
ٌرأسه صاحب هاا الدٌوان ( ٘) ،وٌتم تعٌنه من مبل الخلٌفة ( ،)ٙوكان صاحب هاا الدٌوان
دلى تواصل مستمر مع الخلٌفة ( ،)7ودلى الرؼم من أن هال الوظٌفة من المناصب اإلدارٌة
إال أن العدٌد من العلماء شؽلوا هاا المنصب ،أما من تولى هاا المنصب من الحنابلة فهم كل
من دبٌد هللا بن ٌونس ( ، )1والفقٌه محمد بن دبدهللا بن الحسٌن المعروؾ بابن سنٌنة ( .)9
- ٙدٌوان الزمام :وهو دٌوان مركزي ٌشرؾ دلى دمل الدواوٌن األخرى ،وٌرامب األمور
المالٌة للدولة ( ٓٔ) ومد وصؾ ابن الكازرونً صاحب هاا الدٌوان بقوله " :هو صدر صدور
اإلسبلم ،وخالصة اإلمام ،وسٌد أصحاب األمبلم وصاحب الببلد والمإتمن دلى الطارؾ
شؤول( ٔٔ) أصحاب
والتبلد ،الحاكم فً السهل والجبل ،المطاع األمر إن مال أو فعل ال ٌدرك َ
(٘ٗ9هت ٔٔ٘ٗ/م)،وكان حسن الكبلم جٌد العبارة له تصانٌؾ فً الخبلؾ والجد ل ،توفً سنة
(ٓٔٙهـٕٔٔٗ/م) ،ابن رجب ،المصدر السابق. ٔٗٓ/ٖ ،
)ٔ) المصدر نفسه. ٙٙ/ٕ ،
)ٕ) فهد ،تارٌخ العراق ،صٔ. ٔٙ
)ٖ) دٌمو بٌن ،مورٌس جود ،النظم اإلسبلمٌة ،ترجمة فٌصل السامر وصالح الشماع ،ط ٔ ،مطبعة
الزهراء( ،د.م ،)ٔ9ٕ٘ ،صٔ9ٙ
)ٗ) ابن رجب ،المصدر السابقٕ٘1/ٕ ،
)٘) فهد ،تارٌخ العراق ،ص ٔٗٔ .
) )ٙابن الفوطً ،مجمع اآلداب. ٔ٘1/ٗ ،
) )7ابن الكازرونً ،ظهٌر الدٌن ،مقامة فً موادد بؽداد فً الدولة العباسٌة ،تحقٌق كوركٌس دواد ومٌخابٌل
دواد ،د.ط ،مطبعة اإلرشاد (،بؽداد ،)ٔ9ٕٙ ،ص ٕٕ .
) )1ابن رجب ،المصدر السابق. ٖٙٗ/ٕ ،
) )9ابن العماد الحنبلً ،المصدر السابق. 7ٓ/٘ ،
)ٓٔ) الدوري ،المرجع السابق. ٔ7ٖ ،
)ٔٔ )
شؤول ُ :ال تصلون ما وصل إلٌه من فضل ،ابن منظور ،المصدر السابق . ٕٖ /1 ، َ
77
الم راتب ،وال ٌنال درجته أرباب المناصب ،لقربه من الخلٌفة ،ومثوله دند السدة الشرٌفة،
فً حالتً السفر والحضر ، )ٔ ( " ...ومنا تولً الخلٌفة الناصر لدٌن هللا إلى احتبلل بؽداد،
اصبح مصطلح الدٌوان ٌطلق دلى دٌوان الزمام ،وفً الحقٌقة أن هاا الدٌوان مد فقد هوٌته
بوصفه دٌو انا ً للسٌطرة والمرامبة واتخا له وظٌفة أخرى ،إا حل محل دٌوان الخراج ،وهو
ٌعنى بتقدٌر المداخل والمصروفات الحكومٌة ( ٕ) ،وتولى دبٌد هللا بن ٌونس دٌوان الزمام
سنة ( ٕ٘1هـٔٔ1ٙ/م) ،ولقب جبلل الدٌن ( ٖ) ،كما تولى هاا الدٌوان العالم والفقٌه الحنبلً
محمد بن دبد هللا السامري ،ولقب أٌام والٌته دلى هاا الدٌوان بلقب معظم الدٌن ( ٗ) .
المبحث الثالث
وعظ الخاصة
الودظ لؽة :وردت كلمة ودظ فً المعاجم العربٌة القدٌمة والحدٌثةٌ ،قول ابن فارس" :
الودظ تعنً التخوٌؾ ،والعظة االسم منه ،وهو التاكٌر بالخٌر وما ٌرق له القلب " ( ٘)،
الودظ اصطبلحاً :هو نصح الناس وإصبلحهم وتهاٌب سلوكهم فً ضوء ما جاء فً
القرآن الكرٌم والسنة النبوٌة والخضوع ألوامر هللا ونواهٌه موالً وفعبلً واالبتعاد دن
المعآصً المسخطة هلل سجانه وتعالى والتعرض لعقابه ومجاهدة النفس فً الك ( ٗ) .
والودظ السٌاسً موجه ال صحاب السلطة من خلفاء وأمراء ووزراء ،وكان الهدؾ منه حث
هإالء دلى العدل وااللتزام بما جاء به القرآن والسنة ،وودِ ظ الخلٌفة دمر بن الخطاب(
رضً هللا دنه) من مبل بعض الصحابة ،إا ارسلوا له رسالة جاء فٌها " فإنا دهدناك وشؤن
نفسك لك مهم وأصبحت ومد ولٌت أمر هال األمة أسودها واحمرها ٌ ،جلس بٌن ٌدٌك
الشرٌؾ والوضٌع والصدٌق والعدو ولكل حصته من العدل فانظر كٌؾ أنت دن الك ٌا
دمر ،وأنا نحارك مما حارت األمم مبلك ...وأنا كتبنا إلٌك نصٌحة والسبلم " ( ٘) ،وطلب
الخلٌفة دلً بن أبً طالب رضً هللا دنه من احد األسامفة بعد إسبلمه أن ٌعظه فقال له" :
ٌا أمٌر المإمنٌن إن كان هللا دلٌك فمن ترجو فقال :دلً أحسنت فزدنً فقال :األسقؾ إن
كان هللا معك فمن تخاؾ ،مال أحسنت فزدنً ،فقال :احسب أن هللا مد ؼفر انب المانبٌن
ألٌس مد فاتهم ثواب المحسنٌن ،مال الخلٌفة دلً بن أبً طالب :حسبً حسبً وبكى " ( . )ٙ
وودظ أبو بكرل ( ، )7الخلٌفة معاوٌة بن أبً سفٌان مودظة مال فٌها " :اتق هللا ٌا معاوٌة
معاوٌة وأدلم أنك فً كل ٌوم ٌخرج دنك وفً كل لٌل ٌؤتً دلٌك ال تزداد من الدنٌا إال بعداً
ومد اتبع دلماء الحنابلة أسلوبا ً خاصا ً فً ودظهم للخلفاء والسبلطٌن واألمراء ،فالعمماء
الوعاظ كانوا سياسيين وحكماء ،وكانوا ٌددون إلى ربهم بالحكمة والمودظة الحسنة ،وكانوا ّ
ٌعظون بالقول الرمٌق واألسلوب العاب ،وأحٌانا ً بالشدة والترهٌب ،فكانت الكلمة البلٌؽة
والقول الحسن مودظة لمن ٌددوا إلى الطرٌق السوي ( ٗ) ،لالك كان لعلماء الحنابلة دور
بارز ومإثر فً ودظ الخلفاء والسبلطٌن ،ومد ركزت هال الموادظ دلى إزالة المنكرات
التً انتشرت فً المجتمع البؽدادي ،كما ركزت دلى ضرورة نشر العدل والتحاٌر من
مخاطر الظلم ودوامبه ،وتقدٌم المساددة للفقراء والمحتاجٌن .
وحرص بعض دلماء الحنابلة دلى تقدٌم المودظة للخلفاء جهار ًا وإمام الناس ،فهاا
الشٌخ دبد القادر الجٌلً ،الاي درؾ بالشجادة فً مول الحق ومواجهة الخلفاء بالودظ
والتاكٌر ،ففً دام (ٔٗ٘هـٔٔٗٙ/م) ،ولى الخلٌفة المقتفً باهلل ٌحٌى بن سعٌد المعروؾ
بابن المرجم القضاء ،فمضى األخٌر فً ظلم الرداٌا ومصادرة األموال وأخا الرشاوي ،ولم
ٌستطع احد أن ٌجهر بمعارضته ،ودندما كان الشٌخ دبد القادر دلى المنبر فً مجلس
الودظ ،اؼتنم وجود الخلٌفة فً المسجد فودظ الخلٌفة وأنكر دلٌه تولٌة احد الظلمة فً
القضاء ،فقال مخاطبا ً الخلٌفة " :ولٌت دلى المسلمٌن أظلم الظالمٌن ،وما جوابك ؼداً دند
رب العالمٌن " ،فارتعد الخلٌفة من هال المودظة وأمر بعزل القاضً ( ٘) .
ومن أشهر دلماء الحنابلة الاٌن ودظوا السبلطٌن هو العالم دبد الرحمن ابن الجوزي،
فكان ٌحضر مجالس ودظه الملوك والخلفاء والوزراء ( ،)ٙوكانت هال المجالس مناسبة لٌقدم
لٌقدم بها ابن الجوزي النصح ألصحاب السلطة وكان ٌقول " :وأول من أهدٌت إلٌه النصابح
السلطان دام دزل ،ألن فً صبلحه صبلح الخلق كله " ( ،)7والمتتبع لكتب الودظ التً ألفها
)ٔ) ابن دربً ،محً الدٌن محمد بن دلً ،محاضرة األسرار ومسامرة األخٌار فً األدبٌات والنوادر
واألخبار ،تحقٌق محمد دبد الكرٌم النمري ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة (،بٌروت،)ٔ97ٔ ،جٔ ،ص ٖ. ٕٙ
)ٕ) ٌزٌد الرماشً ،هو ٌزٌد بن أبً الرماشً أبو دمرو البصري القاص الزاهد ،روى دن أبٌه ودن أنس
مالك وآخرون ،وروي دنه الكثٌر ،توفً سنة(ٓٓٔ هجرٌة) ،العسقبلنً ،المصدر السابق. ٖٓ9/ٔٔ ،
)ٖ) الطرطوشً ،المصدر السابق ،ص ٕٔ .
)ٗ) الخولً ،محمد دبد العزٌز ،إصبلح الودظ الدٌنً ،ط ،7دار المعرفة للطبادة والنشر(،بٌروت،)ٔ9ٙ9،
والنشر(،بٌروت ،)ٔ9ٙ9،ص ٖٔ .
)٘) سبط ابن الجوزي ،المصدر السابق . ٕٙ٘/1 ،
) )ٙابن رجب ،المصدر السابق. ٖ9٘/ٔ ،
) )7ابن الجوزي ،جمال الدٌن أبو الفرج دبدالرحمن دلً ،المصباح المضًء فً خبلفة المستضًء ،تحقٌق
تحقٌق ناجً دبدهللا إبراهٌم ،طٔ ،شركة المطبودات للتوزٌع والنشر (،بٌروت ،)ٕٓٓٓ ،ص ٕ. ٔٙ
ٓ1
ابن الجوزي ( ٔ) ٌ ،جد أنه رسم للخلٌفة الطرٌق الاي من خبلله ٌستطٌع الخلٌفة إدارة شإون
الخبلفة ودلى األصعدة كافة .
ومد تناول ابن الجوزي فً ودظه مواضٌع ددة منها شإون الحكم وسٌاسة الردٌة ،
فكان ٌحث الخلٌفة المس تضًء دلى العدل بٌن الردٌة والنصح لهم ،ومن الك موله " :فإن
أدظم اللوازم االهتمام بالرداٌا ،والبحث دن أحوالهم والنظر فً مصالحهم " ( ٕ) ،ومال
أٌضا ً " ولٌعلم السلطان أن نصحه للرداٌا وددله ٌإثر فً األرض خصباً ،وأن ؼشه لهم
وجورل ٌإثر جدبا ً " ( ٖ) .
وكان ا بن الجوزي ٌطلب من الخلٌفة أن ٌظهر للناس بٌن الحٌن واآلخر ،وأن ٌسمح
للناس بالدخول إلٌه ،فقال " :وتسهٌل األان احفظ شًء للمملكة وأدون دلى العدل ،وشدة
الحجاب بالعكس ،ألن الردٌة ااا وثقت بسهولة الحجاب احجم العمال دن ظلم الرداٌا،
والعكس بالعكس " ( ٗ) ،وبما أن العلماء ٌحرسون مقومات األمة الروحٌة حراسة الجٌش
لؤلرضٌن ( ٘) ،فقد حث ابن الجوزي الخلٌفة المستضًء دلى ضرورة مجالسة العلماء فقال
" وٌنبؽً للسلطان أن ال ٌخلً مجلسه من كبار العلماء " ( . )ٙ
ومد تناول الشٌخ ابن الجوزي فً موادظه مواضٌع شتى فً أركان الشرٌعة اإلسبلمٌة
نحو العبادات والزهد وفً التاكٌر والنصح والترؼٌب فً طلب العلم وكان ٌحار من الظلم
وأخا حقوق الناس دون وجه حق ،كما تناول فً موادظه األمر بالمعروؾ والنهً دن
المنكر ( ،)7وؼٌرها الكثٌر .
ضب الخلٌفة المقتفً باهلل دلى احد أفراد حاشٌته وأراد أن ومن هال الموادظ ،دندما َؼ ِ
ٌعامبه ،هرب هاا الرجل وادتقل أخال بدالً منه وصودرت أمواله ولم ٌسمحوا له بؤخاها إال
بعد أن ٌؤتً بؤخٌه ،فاهب الك الرجل المظلوم إلى الشٌخ ابن الجوزي طالبا ً منه المساددة،
وبعد أن شرح له مصته ،مال له الشٌخ :ااا انقضى مجلس ودظً فقم إمامً حتى تاكرنً،
وكان الخلٌفة ٌسمع مجلس ابن الجوزي من خلؾ ستار ،ولما انقضى مجلس الودظ مام الك
الرجل حتى رآل ابن الجوزي فؤنشد ماببلً :
ُلب الفإاد
بانبِ الطرؾ ل َّم س َ أخبرٌنا ٌا سُعاد
مفً ث َّم ِ
جنى ِزٌد ب ِه َدمر ٌُقاد وايُّ َمضٌة َح َ
كمة إاا ما
)ٔ) ومن هال المإلفات المطبودة ،المصباح المضًء ،رإوس القوارٌر ،المدهش وتاكرة الخواص
والقصاص والماكرٌن .
)ٕ) ابن الجوزي ،المصباح المضًء ،ص ٖٖٕ .
)ٖ) المصدر نفسه ،ص ٕ٘ٗ .
)ٗ) المصدر نفسه ،ص . ٕٗ7- ٕٗٙ
)٘) الدلٌمً ،الحنابلة فً بؽداد ،ص ٖٗٔ .
) )ٙابن الجوزي ،المصباح المضًء ،ص . ٕٔٙ
) )7ابن الجوزي ،صٌد الخاطر ،ص ٖ. 97- 1
ٔ1
ومد ٌُستحسنُ الشًُ ء المُعاد ٌُعا ُد َحدٌثُكم َفٌزٌ ُد حُسنا ً
فسمع الخلٌفة مول ابن الجوزي ودلم المؽزى من الك ،فؤمر أن ٌعاد الحق إلى أهله،
فؤدٌد مال الرجل وفرح بالك ( ٔ) .
إن توجه الرجل إلى ابن الجوزي ٌإكد مكانته دند الناس وٌإكد أٌضا ً ثقة الناس به وأنه
مادر دلى مضاء حوابج الناس وإدادة حقومهم ،كما أن استجابة الخلٌفة السرٌعة لمطالب ابن
الجوزي تإكد دلو مكانته دند الخلٌفة .
وٌقول ابن الجوزي دن أحد موادظه للخلٌفة المستضًء " :تكلمت ٌوما ً تحت المنظرة
وأمٌر المإمنٌن حاضر ،فبالؽت فً ودظه وملت ٌا أمٌر المإمنٌن أن تكلمت خفت منك وأن
سكت خفت دلٌك ،فؤنا امدم خوفً دلٌك دلى خوفً منك لمحبتً لدوام أٌامك ،إن مول القابل
اتق هللا خٌراً من مول القابل أنكم أهل بٌت مؽفور لكم " ،ومد استشهد بقول الحسن البصري
( ٕ) " ،ل بن تصحب أمواما ً ٌخوفونك حتى تبلػ المؤمن خٌر من أن تصحب أمواما ً ٌإمنونك
حتى تبلػ المخاوؾ " ( ٖ) .
وودظ الخلٌفة ٌوما ً ماببلًٌ " :ا أمٌر المإمنٌن كان ٌوسؾ دلٌه السبلم ال ٌشبع فً زمان
مرمر أن شبتِ أوال
ِ القحط لببل ٌنسى الجٌاع ،وكان دمر ٌضرب بطنه دام الرمادة وٌقول
تقرمر ،فو هللا ال شبعت والمسلمون جٌاع " ،فتصدق الخلٌفة المستضًء بصدمات كثٌرة ِ
( ٗ)
،وفً ٌوم داشوراء من سنة (ٗ٘7هـٔٔ71 /م) ،كان واشبع الجٌاع واطلق المحبوسٌن
ابن الجوزي فً مجلس ودظ وكان الخلٌفة المستضًء حاضراً فودظه الشٌخ ومال لهٌ " :ا
أمٌر المإمن ٌن كن هلل سبحانه وتعالى مع حاجتك إلٌه ،كما كان لك فً ؼنال دنك ،إنه لم
ترض أن ٌكون أحد أشكر له منك " ( ٘) .
َ ٌجعل أحداً فومك فبل
إن موادظ ابن الجوزي ٌمكن د ّدها موادد وأصول ٌمكن أن ٌستنٌر بها الحكام فً حل
المشكبلت التً ٌواجهونها فً حكم الببلد ،ألنه أخا تلك الموادظ من القرآن الكرٌم والسنة
النبوٌة ( ، )ٙوكانت تحقق تلك الموادظ ؼاٌاتها ،فتإثر فً نفس الحاكم والسلطان .
ودلى الرؼم من أن دلماء الحنابلة كانوا ٌعظون الخلفاء بطرٌقة مباشرة ،إال أن
بعضهم كان ٌعض بطرٌقة ؼٌر مباشرة ومن هإالء ،العالم الحنبلً دبد المؽٌث بن زهٌر
ومن هإالء أبو سعد المعمر بن البقال ( ٖ)( ،ت٘ٓٙهـٕٔٔٔ/م) ،كان له الكثٌر من
الموادظ البلٌؽة ،وكان ٌحصل بودظة نفعا ً كثٌراً ،فقد ودظ أبو سعد الخلٌفة المستظهر باهلل
( ٗ)
(ٕ٘ٔ- ٗ17هـٔٔٔ1- ٔٓ9ٗ/م) ،فقال له " :أهون ما دندل أن ٌجعل لك أبواب العرابص
توابٌت " ،وبعد ما ودظه طلب منه أزالة المنكرات فوافق الخلٌفة دلى مطالبه ( ٘) ،وودظ
أبو سعد الوزٌر السلجومً نظام الملك بجامع المهدي ،فقال له " :لما تقلدت أمور الببلد
وملكة أزمة العباد ،اتخات األبواب والبواب والحِجاب والحُجّاب لٌصدوا دنك القاصد،
وٌردوا دنك الوافد ،فؤدمر مبرك كما دمرت مصرك ،وأنتهز الفرصة ما دام الدهر ٌقبل
دارك " ( ، )ٙثم اكرل بعدل بعض ملوك األرض وهم دلى ؼٌر دٌن اإلسبلم وكٌؾ كانوا
ٌؤخاون الحق للمظلوم وٌحاسبون الظالم ،ومال " :وأنت ٌا صدر اإلسبلم احق بهال المؤثرة
وأولى بهال وأحرى ،فؤدد جوابا ً لتلك المسؤلة فإن السابل هللا تعالى " ( ،)7فلما سمع نظام
الملك هال المودظة رق ملبه وبكى بكاءً شدٌداً ،وأمر له بمابة دٌنار فرفض الك المال ،ومال:
" أنا فً ضٌافة أمٌر المإمنٌن ،ومن ٌكن فً ضٌافة أمٌر المإمنٌن ٌقبح دلٌه أن ٌؤخا
دطاء ؼٌرل " ،ثم طلب منه الوزٌر أن ٌفرق هال األموال دلى فقراء المسلمٌن فرفض الك
أٌضا ً ومال " :هم دلى بابك أكثر منهم دلى بابً " ( . )1
ودلى الرؼم من حرص السبلطٌن السبلجقة دلى ترسٌخ العبلمة وإدامتها مع دلماء
الحنابلة والتودد والتقرب إلٌهم ،إال أن هإالء العلماء لم ٌكونوا من المداهنٌن فً أمر الردٌة
)ٔ) دبد المؽٌث بن زهٌر بن دلوي الحربً ،المحدث الزاهد أبو العز بن أبً حرب ،ولد سنة
(ٓٓ٘هـٔٓ7ٕ/م) ،وله مصنؾ فً فضل ٌزٌد بن معاوٌة أتى فٌه بالؽرابب والعجابب ،ابن رجب ،المصدر
السابق. ٖٓٗٙ- ٖٗ٘/ٕ ،
)ٕ) ابن كثٌر ،المصدر السابق ٖٕ1/ٕٔ ،؛ ومد أورد ابن رجب رواٌة أخرى ٌقول فٌها :إن الخلٌفة الناصر
سؤل دبد المؽٌث مال له " :أنت الذي صنف مناقب ٌزٌد ،فقال :معاذ هللا أن أقول له مناقب ،ولكن من
مذهبً أن الذي هو خلٌفة المسلمٌن أذا طرأ علٌه فسق ال ٌوجب خلعه ،فقال الناصر :أحسنت ٌا حنبلً "
،واستحسن منه هاا الكبلم وادجب به ؼاٌة األدجاب ،ابن رجب ،المصدر السابق. ٖٗٙ- ٖٗ٘/ٕ،
)ٖ) أبو سعد المعمر هو المعمر بن دلً بن المعمر بن أبً دمامة البقال البؽدادي ،المعروؾ برٌحانة بؽداد،
الفقٌه والوادظ ،ولد سنة (ٕٗ9هـ ٖٔٓ1/م) ،سمع من أبً ؼٌبلن ،وأبً محمد الخبلل والجوهري وؼٌرهم،
ابن رجب ،المصدر السابق. ٕٗ9/ٔ ،
)ٗ) العرابص :هو الخشب الاي ٌوضع دلى ا لبٌت درضا ً إاا أرادوا تسقٌفه ،ابن منظور ،المصدر السابق
السابق . ٕ٘/7 ،
)٘) ابن رجب ،المصدر السابق. ٕٗ1/ٔ،
) )ٙالمصدر نفسه. ٕ٘ٔ/ٔ ،
) )7ابن العماد الحنبلً ،المصدر السابق . ٕ٘/ٙ ،
) )1ابن العماد الحنبلً ،المصدر السابقٕ٘/ٙ ،
ٖ1
وحقومهم ،بل دلى العكس ،كلما تقرب السبلطٌن منهم ازدادوا شدة فً ودظهم وتنبٌههم ،
ومن الك ما اكرل الاهبً ،أن السلطان مسعود لما دخل بؽداد كان ٌحب زٌارة العلماء
والصالحٌن ،فؤرسل إلى الشٌخ أحمد بن أبً ؼالب المعروؾ بابن الطبلٌة
(ت٘ٗ1هـٖٔٔ٘/م)ٌ ،طلبه ( ٔ) ،ومد كان الشٌخ ابن الطبلٌة كثٌر العبادة ،وكان متقلل من
الدنٌا حتى مٌل فٌه :أنه لم ٌكن فً زمنه ادبد منه ( ٕ) ،فرفض الشٌخ الاهاب إلى السلطان،
فقال مسعود " :أنا أولى بالمشً إلٌه " فزارل فوجدل ٌصلً وكان ٌطٌل فً صبلته ،ودندما
اخبرل الخادم بوجود السلطان ،مال الشٌخٌ " :ا مسعود اددل واددو لً " ودلى الرؼم من
بساطة هال الكلمات إال أنها كان لها ومع فً ملب السلطان مسعود ،فؤمر بإلؽاء المكوس
والضرابب وتاب توبة صادمة ( ٖ) .
كما كان أبو الفرج دبد الرحمن بن ٌوسؾ بن الجوزي من الوداظ ،ومد حضر األمٌر
سلٌمان ابن نظام الملك مجلس أبً الفرج ،فودظه الشٌخ مودظة جعلته ٌخرق ثٌابه وٌكشؾ
رأسه ،ومام وأشهد الوادظ والجمادة أنه مد ادتق جمٌع ما ٌملكه من رمٌق ،وومؾ أمبلكه
وخرج من جمٌع ما ٌملكه ( ٗ) .
إن دلماء الحنابلة أدوا دوراً كبٌراً ومإثراً فً ودظهم للخلفاء مما سبق ٌمكن القول:
كان من نتابج الك الودظ أن أُدٌُدت الكثٌر من الحقوق ألهلها ، والوزراء والسبلطٌن ،ومد
فً مضاء حوابج الناس ،وتقدٌم المساددة لهم ،وأنصاؾ فكان هإالء العلماء سببا ً
المظلومٌن وأحقاق الحقوق .
الفصل الثالث
الدور الفكري واالجتماعً للحنابلة فً بغداد
المبحث األول
الدور الفكري للحنابلة فً بغداد
)ٔ )
تارٌخ اإلسبلم . ٗ9٘ /ٖ7 ،
)ٕ )
ابن ا لعماد الحنبلً ،المصدر السابق. 9ٗٔ/ٙ ،
)ٖ )
الاهبً ،تارٌخ اإلسبلم ٗ9٘/ٖ7 ،؛ محٌمٌد ،المرجع السابق ،ص ٕ. ٔ7
)ٗ )
ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص ٖ٘ٔ .
ٗ1
شهدت بؽداد فً هال الحقبة صرادا ً فكرٌا ً بٌن مختلؾ المااهب اإلسبلمٌة ،ومد دمل
أصحاب كل ماهب من تلك المااهب دلى الظهور بصفتهم األكثر شعبٌة ،وأصحاب الٌد
الطولى فً بؽداد ،ومد استخدم هإالء الجانب العلمً من أجل التروٌج ألفكارهم ونشرها ،فقد
ركزت جمٌع تلك المااهب دلى المإسسات التعلمٌة منها المساجد والمدارس ،وادتمدوا أٌضا ً
دلى التؤلٌؾ فً سبٌل تحقٌق أهدافهم ونشر ماهبهم ،ولم ٌكن دلماء الحنابلة بمنؤى دن الك
ً
خاصة بعد أن أصبح لهم مإسساتهم التعلٌمٌة الخاصة بهم والتً كان لها تؤثٌر كبٌر الصراع
دلى الحٌاة الفكرٌة فً بؽداد ،ومن مظاهر النشاط العلمً والفكري لعلماء الحنابلة :
)ٔ) مقدسً ،جورج ،نشؤة الكلٌات ومعاهد العلم دند المسلمٌن وفً الؽرب ،نقله إلى العربٌة محمود سٌد محمد،
طٔ ،مدارات لؤلبحاث والنشر( ،مصر ،) ٕٓٔ٘ ،ص ٗ. 1
)ٕ) دبلل ،خالد ك بٌر ،الحركة العلمٌة الحنبلٌة وأ ثرها فً المشرق اإلسبلمً خبلل القرنٌن السادس والسابع
الهجرٌٌن ٖٔ- ٕٔ/م ،د.ط ،مإسسة الوراق للنشر والتوزٌع(،االردن ،)ٕٓٔٙ،ص. ٔ1
)ٖ) األلوسً ،محمود شكري ،تارٌخ مساجد بؽداد وأثارها ،تهاٌب محمد بهجت األثري ،د.ط ،مطبعة دار
اإلسبلم(،بؽداد ٖٔٗٙ،هـ) ،ص ٕٗ .
)ٗ) فكري ،أحمد ،مساجد القاهرة ومدارسها ،د.ط ،دار المعارؾ(،مصر ،)ٔ9ٙ٘ ،جٕ ،صٗ٘ٔ .
)٘) الخطٌب البؽدادي ،المصدر السابق. ٕ٘ٙ/ٖٔ ،
) )ٙنشؤة الكلٌات ،ص٘1
٘1
والمسجد الاي ٌحصل فٌه هاا الفرض متوفر ألنه موضع الناس رفٌعهم ووضٌعهم ودالمهم
وجاهلهم ،بخبل ؾ البٌت فؤنه محجور دلى الناس إال من أبٌح له الك ألناس مخصوصٌن ،وان
كان العالم مد أباح بٌته لكل من أتى لكن جرت العادة أن البٌوت تحترم وتهاب ،فكان المسجد
أولى ألنه أهم فً توصٌل األحكام وتبلٌؽها إلى األمة ،وأن المدرسة ال ٌدخلها فً الؽالب أال
( ٔ)
آحاد الناس بالنس بة للمسجد ،الن لٌس كل الناس ٌقصد المدرسة و أنما ٌقصد أدمهم المسجد "
( ٕ)
،كما أن حرٌة التعلٌم فً المساجد خاصة العامة منها شجعت العلماء دلى دقد مجالسهم فٌها
،أما المساجد الجامعة فٌوجد فٌها نوع من التقٌٌد ،وٌقول ابن خلدون بهاا الصدد " :وللمدرس
االنتصاب ل تعلٌم العلم وبثه والجلوس لالك فً المساجد فإن كانت من المساجد العظام التً
للسلطان الوالٌة دلٌها أو النظر فً أبمتها ...فبلبد من استباا نه فً الك ،وان كانت من مساجد
العامة فبل ٌتومؾ الك دلى أان ،دلى أنه ٌنبؽً أن ٌكون لكل احد من المفتٌن والمدرسٌن
زاجر من نفسه ٌمنعه من التصدي لما لٌس له بؤهل ،فٌدل به المستهدي وٌظل به المسترشد "
( ٖ) .
كما أن للتعلم فً المساجد فوابدَ ددٌد ًة للعالم والمتعلم ،فالعالم ٌستطٌع أن ٌدرس ما ٌشاء وما
ٌرال ضرورٌاً ،كما أن معظم العلماء ٌجلسون فً المساجد تقربا ً هلل تعالى ،أما طلبة العلم فلهم
حرٌة اختٌار العالم والحلقة التً ٌرٌدونها ،لالك كانوا ٌتنقلون من حلقة إلى أخرى ومن مسجد
إلى آخر ( ٗ) ،ومد أكدت المصادر التارٌخٌة أن ددد الاٌن تلقوا دلومهم فً المدارس كانوا ملة
ملٌلة مٌاسا ً بالاٌن تلقوا دلومهم فً المساجد ،وهاا ما اكرل أحمد شلبً فً موله :إن ددد
طبلب الحلقة فً المسجد كان دلى العموم أكثر من دددهم فً المدرسة ،إا كان المسجد مفتوحا ً
للجمٌع وكان ددد طبلب الحلقة فٌه ؼٌر محدد ،ومن هنا كانت حلقات المشاهٌر من الشٌوخ
تشمل مبات من الطبلب ...وان تركنا المسجد واهبنا إلى المدرسة وجدنا أمام المدرسة ددداً
معٌنا ً من الطبلب ...ملٌبلً جداً بالقٌاس إلى ددد الطبلب فً حلقات المسجد ( ٘) .
فضبلً دن الك هناك سبب آخر جعل المساجد تستقبل أددادا أكبر من المدارس وهو أن
المدارس التً ظهرت فً النصؾ الثانً من القرن الخامس ومنها المدرسة النظامٌة ومدرسة
أبً حنٌفة ،كا نت مدارس خاصة بمااهب معٌنة ،فالنظامٌة تدرس الماهب الشافعً فً الفقه
وأصول الفقه ،وشرط من شروط أساتاتها أن ٌكون شافعٌا ً وكالك المدرسة الحنفٌة فان من
شروطها تدرٌس الماهب الحنفً دون ؼٌرل من المااهب ،وهاا من األسباب التً دفعت طلبة
العلم للتوجه للمساجد التً ال ت تقٌد بتدرٌس ماهب معٌن ( ،)ٙوٌمكن االستدالل دلى ما اكرنال ان
ان شرط نظام الملك دلى من ٌدرس فً المدرسة النظامٌة أن ٌكون شافعٌا ً من خبلل ما اكرل
ابن الجوزي فً موله " :وفً كتاب شرطه أنها ومؾ دلى أصحاب الشافعً أصبلً وفرداً،
)ٔ) محمد بن محمد بن الحاج ،مدخل الشرع الشرٌؾ ،مخطوط إدارة المخطوطات والمكتبات اإلسبلمٌة
بوزارة األوماؾ الكوٌتٌة ،رمم ( ، )٘ٔ7نسخة مكتبة تشستر بٌتً ،الورمة ( . )ٕ9
)ٕ) هونكه ،زٌؽرٌد ،شمس العرب تسطع دلى الؽرب (اثر الحضارة العربٌة فً اوربه) ،نقله دن األلمانٌة
فاروق بٌضون وكمال ادسومً ،ط ، 1دار الجٌل ودار األفاق الجدٌدة(،بٌروت ،)ٔ99ٖ،ص. ٖ97
)ٖ) المقدمة. ٔ1ٓ/ٕ ،
)ٗ) األصفهانً ،األؼانً ٕٗ٘/٘،؛هونكه ،المرجع السابق ،ص . ٖ917
)٘) شلبً ،أحمد ،التربٌة اإلسبلمٌة ،د.ط ،دار الكشاؾ للنشر والطبادة(،القاهرة ،)ٔ9٘ٗ ،ص. 11
) )ٙمقدسً ،جور ج ،اإلسبلم الحنبلً ،ترجمة سعود المولى،طٔ ،الشبكة العربٌة لؤلبحاث والنشر(،بٌروت،
،)ٕٓٔ7صٗ٘ .
1ٙ
وكالك األمبلك الومفٌة دلٌها شرط فٌها أن ٌكون دلى أصحاب الشافعً أصبلً وفرداً ،وكالك
شرط فً المدرس الاي ٌكون بها والوادظ الاي ٌعظ بها ومتولً الكتب " ( ٔ) ،وهاا النص ٌإكد
أن المدارس فً بدء نشؤتها كانت متخصصه بنوع من فروع العلم وهو الفقه ،ودلى الطلبة
الملتحقٌن بالمدارس النظامٌة أن ٌدرسوا دلوما ً أخرى وٌتقنوا أصولها ومواددها السٌما اللؽة
العربٌة والقرآن ( ٕ) ،وهال العلوم مكانها فً المساجد التً ال ٌقتصر التدرٌس فٌها دلى مدرس
واحد أو ماهب واحد ،إا تتعدد فٌها الحلقات العلمٌة لمختلؾ العلوم والمعارؾ ( ٖ) .
ودلى هاا األساس د ّد أحد الباحثٌن أن األثر العلمً للمدرسة ٌعد امتداداً لدور المسجد ،بل
تداخل وظٌفة المدرسة أول ظهورها ولفترة تصل إلى مرن ونصؾ بوظٌفة المسجد ( ٗ) ،الك أن
مثل هكاا تجربة حضارٌة جدٌدة البد لها أن تمر بطور من النمو واالرتقاء والتطور ،فٌتطلب
األمر فترة زمنٌة حتى ٌكتمل هٌكلها العام ومواددها التً تقوم دلٌه ،كما ٌظهر هاا التداخل
واضحا ً من خبلل نظام التدرٌس الاي ادتمدت دلٌه المدارس النظامٌة فً بؽداد ،إا ادتمدت
دلى نظام الدرس الموجود فً المسجد (الحلقة) وكان هاا النظام سابداً فً مدارس بؽداد كافة
( ٘) ،وظل مطبقا ً فً الدراسة إلى ما بعد العصر العباسً ،إا وصؾ ابن بطوطة نظام التدرٌس
فً المدرسة المستنصرٌة دندما زارها فً النصؾ األول من القرن الثامن الهجري /الرابع
دشر مٌبلدي ،فقال دنها " :إن المدرس ٌجلس دلى كرسً ودلى ٌمٌنه وٌسارل معٌدان ٌعٌدان
ما ٌملٌه دلى طلبته وهم ٌتحلقون حوله " ( ،)ٙوهاا ٌإكد أثر المسجد الواضح بالنسبة للمدرسة
ونشاطها الفكري ،مما ٌدل دلى سٌادة دور المسجد واستمرارل بوصفه مركزاً دلمٌا ً أساسٌا ً
مهما ً .
وكان الحنابلة كبامً المااهب اإلسبلمٌة األخرى لهم مساجدهم الخاصة بهم فً بؽداد والتً
كان لها دور إٌجابً فً محاربة األفكار المنحرفة ونشر ماهب االدتدال والوسطٌة خاصة فً
القرنٌٌن السادس والسابع الهجرٌٌن ،ومن هال المساجد :
ٔ -مسجد ابن جردل:ـ هو المسجد الاي بنال أبو دبدهللا بن جردة ( ( )7تٗٙ7هـٔٓ1ٖ/م) ،وهو
ممن اشتهر فً بناء المساجد ٌ ،قول الدبٌثً " :بنى مساجد وومؾ دلٌها وموفا ً كثٌرة " ( ،)1ومد
اشت مل هاا المسجد دلى مجمودة من الدور الصؽٌرة ،حتى بدت كؤنها محلة مابمة بااتها ،ومد
وصفها ابن الجوزي بقوله " :كانت تشتمل دلى ثبلثٌن داراً ودلى بستان ،وحمام ،ولها بابان "
17
( ٔ) ،وله مسجد آخر بنهر المعلى ( ٕ) ،ومد اشتهر ابن جردة بعلمه ،فقد كان ٌدرّ س فٌه دلم
القراء ات ،وختم فٌه آالؾ الطبلب القرآن الكرٌم ( ٖ) ،ومد أم فً هاا المسجد ثبلثة من كبار مراء
مراء الحنابلة ،أولهم سبط ابن منصور الخٌاط(تٔٗ٘هـٔٔٗٙ/م) ،إا أمرى فٌه القرآن الكرٌم
بضعا ً وخمسٌن سنة ( ٗ) ،والثانً أبو المظفر أحمد بن أحمد(ت ٘7ٙهـٔٔ1ٓ/م) ،ومد مصدل
الناس لسماع مراءته فً صبلة التراوٌح ( ٘) ،والثالث فخر الدٌن أبو الفوارس حماد بن
مزٌد(ت٘9ٙهـٔٔ99/م) ،كان دالما ً بالقراءات ،وكان حسن الصوت والتجوٌد ( . )ٙ
ودلى الرؼم من أن المصادر التارٌخٌة لم تحدد سنة بناء هاا المسجد إال أنه ٌمكن ادراك
دور هاا المسجد فً الحركة الفكرٌ ة من خبلل الكتب النادرة التً حوتها المكتبة والتً ٌعود
الفضل فً وجودها إلى دلً بن الحسٌن بن هبة هللا المعروؾ بابن دساكر(تٔ٘7هـٔٔ7٘/م)
صاحب تارٌخ دمشق ،الاي أومؾ كتبه فً هاا المسجد ( ،)7ونظراً لؤلهمٌة العلمٌة لمصنفات ابن
ابن دساكر ومإلفاته الكثٌرة فً مختلؾ العلوم والتً نالت شهرة واسعة بٌن العلماء ( ٌ ،)1مكن
ادراك القٌمة العلمٌة لمكتبة ابن جردة ،وانعكاسها دلى دور المسجد فً الحركة الفكرٌة الحنبلٌة
فً بؽداد .
ٕ -مسجد ابن شافع :ـ وهو من مساجد الحنابلة المهمة بنال الفقٌه الحنبلً أبو جعفر بن أبً
موسى العباسً(تٓٗ7هـٌ ،)ٔٓ7٘/قع هاا المسجد بسكة الخرمً بباب البصرة بالجانب الؽربً
من بؽداد ( ، )9وبعد وفاة أبً جعفر تولى هاا المسجد أبو المعالً صالح بن شافع
الجٌلً(تٖٗ٘هـ ،)ٔٔٗ1/وظل ٌإ ُّم الناس فٌه حتى نسب إلٌه ( ٓٔ) ،وح ّدث فً هاا المسجد وأ َّم
فٌه محمد بن أحمد الجٌلً(تٕٙ7هـ ،)ٕٕٔ9/واستمر فً هاا المسجد إلى آخر دمرل ( ٔٔ) .
ٖ -مسجد أبً المظفر :ـ بنال للحنابلة أبو المظفر محمد بن أحمد العباسً(ت٘٘٘هـٔٓٙٓ/م)،
كان مسجداً جامعا ً خطب فٌه صاحبه ( ٕٔ) .
ٗ -مسجد ابن حمدي:ـ اخا هاا المسجد اسمه من اسم أمامه األول أبً الفرج بن حمدي
البؽدادي(تٖ٘ٙهـٕٔٔٗ/م) ،الاي الزم هاا المسجد إلى أن توفً ( ٖٔ) ،كما تولى إمامة هاا
11
المسجد أبو محمد بن الصٌقل(تٔٓٙهـٕٔٓٗ/م) ،ومد أمام فٌه مجالسا ً للودظ واإلرشاد ،والك
بعد أن كان ٌإ ُّم الناس فً مسجد الواسطً وٌعقد مجالس ودظه ،ثم بعد أن ضاق هاا المسجد
بالمصلٌن انتقل إلى مسجد ابن حمدي ( ٔ) ،وهاا ٌدل دلى أن هاا المسجد من المساجد الكبٌرة .
٘ -مسجد ابن طبلٌه :ـ ٌقع هاا المسجد فً الجانب الؽربً من بؽداد فً محلة الحربٌة ،بنى هاا
المسجد المقرئ أحمد بن أبً ؼالب الوراق المعروؾ بابن الطبلٌة (ت٘ٗ1هـٖٔٔ٘/م) ،ومد
الزم ابن الطبلٌة هاا المسجد أكثر من دشرٌن سنة وكان ٌقرئ الناس القرآن الكرٌم ( ٕ).
- ٙمسجد صدمة ابن الحداد :ـ بنى هاا المسجد الفقٌه المتكلم صدمة بن الحسٌن بن
الحداد(تٖ٘7هـٕٕٔ9/م) ،إا سكن فً هاا المسجد وأ َّم فٌه الناس ودقد فٌه حلقات العلم بكل
( ٖ)
فروده نحو سبعٌن سنة
- 7مسجد ابن بكروس :ـ بنى هاا المسجد للحنابلة أحمد بن محمد بن المبارك بن بكروس
(تٖ٘7هـٔٔ77/م) ،وكان إماما لهاا المسجد وٌدرس فٌه ( ٗ) ،وبعد وفاته تولى هاا المسجد أبو
أبو العباس أحمد بن ؼالب بن شٌخون(تٗ٘7هـٔٔ71/م) ،وهو أحد تبلمٌا ابن بكروس ( ٘) .
- 1مسجد أبً الفتح بن المنى :ـ اخا هاا المسجد اسمه من اسم صاحبه ( ،)ٙالمتوفً
سنة(ٖ٘1هـٔٔ17/م) ،ومد كان هاا المسجد دامراً بالفقهاء والقراء ،وتفرغ فٌه صاحبه
للتدرٌس ( ، )7ثم تولى هاا المسجد بعد وفاة صاحبه احد تبلمٌال وهو ؼبلم ابن
المنى(تٔٔٙهـٕٔٓ٘/م) ،وظل فً هاا المسجد حتى نسب إلٌه ( ،)1ثم تولى المسجد دبدالمنعم
الباجسرابً ( . )9
- 9مسجد أبً منصور :ـ بنال للحنابلة أبو منصور بن الخٌاط(ت ٘9ٙهـٔٔ99/م)ٌ ،قع هاا
المسجد فً محلة الشمعٌة ببؽداد ،كان أبو منصور ٌإم الناس بهاا المسجد وٌقربهم القرآن ( ٓٔ) .
ٓٔ -مسجد أبً بكر بن ؼنٌمة :ـ وهو المسجد الاي بنال الفقٌه الزاهد دماد الدٌن أبو بكر
الحبلوي(تٔٔٙهـٕٔٔٗ/م) ،ومد الزم هاا المسجد وتفرغ فٌه للعلم ،فكان ٌقرئ القرآن الكرٌم
دون أجر ( ٔٔ) .
19
كما بنى الخلٌفة المستضًء بؤمر هللا مسجداً للحنابلة ( ٔ) فً الجانب الشرمً من بؽداد فً
منطقة تعرؾ بعقد الحدٌد فً سوق الخبازٌن ( ٕ) ،ومدم فٌه دبد الوهاب العٌنً( ٖ) ،فكان ٌإم
الناس ثم مدم ابن الجوزي فً رمضان فصلى فً الناس صبلة التراوٌح ،فازدحم المسجد
بالمصلٌن مع دظمته ،حتى حسد أصحاب المااهب األخرى الحنابلة الن هاا المسجد لهم ( ٗ).
إن اهتمام الخبلفة العباسٌة ببناء المساجد وومفها للح نابلة ٌإكد ددم الخبلفة للجهد التعلٌمً
والفكري للحنابلة من مبل الخبلفة .
ومد استمرت هال المساجد فً تقدٌم العلم لطالبٌه حتى بعد ظهور المدارس ،والتً ظهرت
نتٌجة توسع الحلقات العلمٌة وازدٌاد أددادها وأدداد طلبتها ،ومد أدت كثرة هال الحلقات إلى
المزٌد من الم نامشات والمناظرات والحوارات والجدل ،والتً كانت تنتهً أحٌانا ً بالتصادم ،وهاا
جعل المسجد ٌبتعد دن أداء مهمته األساسٌة وهً العبادة .
الدٌن محمد بن أحمد الحطٌب ،مُؽنً المحتاج إلى معرفة معانً ألفاظ المنهاج ،طٔ ،دار الكتب
العلمٌة(،بٌروت ،)ٔ99ٗ،جٕ ،ص. ٖ7ٙ
)ٔ) ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص. ٖٓ7
)ٕ) ابن الجوزي ،المنتظم، ٕٔٗ/1 ،؛ ابو شامه ،الاٌل دلى الروضتٌن ،صٖٖ ٓ
)ٖ) ابن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص ٓ ٖٓ7
)ٗ) مدحات ،الحٌاة ا الجتمادٌة فً بؽداد ،ص ٘ٓ ٕ7
)٘) شمس الدٌن ،دبد األمٌر ،الماهب التربوي دند ابن جماده ،طٕ ،دار امرأ(،بٌروت ،دٓت) ،ص ٔٗ
) )ٙرإوؾ ،مدارس بؽداد ،صٕ٘ .
) )7بدر الدٌن أبو دبدهللا محمد بن إبراهٌم ،تاكرة السامع والمتكلم فً آداب العالم والمتعلم ،ادتنا به محمد بن
مهدي العجمً ،طٖ ،دار البشابر اإلسبلمٌة( ،بٌروت ،)ٕٕٓٔ ،ص . ٙ9
) )1أمٌن ،حسٌن ،المدارس اإلسبلمٌة فً العصر العباسً واثرها فً تطور التعلم ،المإرخ العربً بؽداد ،العدد
،)ٔ971( ،7- ٙص . 9
) )9الدلٌمً ،دكاب ٌوسؾ جمعه ،المدارس الحنبلٌة فً بؽداد وأثرها فً الفكر الدٌنً أبان العصر السلجومً
٘9ٓ- ٗٗ7هـ ،مجلة ،ENTELEKTUEL HAYHTالعدد ٗ،)ٕٓٔٔ(،ص ٘ ٖٙ؛ دبلل ،خالد كبٌر ،األزمة
العقٌدٌة بٌن األشادرة واهل الحدٌث خبلل القرنٌن٘ ٙ-الهجرٌٌن ،طٔ(،الجزابر ،)ٕٓٓ٘،صٕٖٔ .
)ٓٔ) الدلٌمً ،المدارس الحنبلٌة ،ص. ٖٙ91
ٔ9
وتعد بؽداد أول مدٌنة ظهرت فٌها المدارس الحنبلٌة وبلػ ددد هال المدارس اربع دشرة مدرسة
( ٔ) ،فٌما ٌؤتً اكرها:
ٔ -مدرسة أبً سعد المخرمً :ـ وهً أمدم مدارس الحنابلة فً بؽداد وأدظمها شؤناً ،وأكثرها
أومافا وأطولها دمراً ( ٕ) ،بناها للحنابلة بباب األزج أبو سعد المبارك بن دلً المخرمً
(تٖٔ٘هـٔٔٔ9/م) ،فً أوابل القرن السادس الهجري فً الجانب الشرمً من بؽداد ( ٖ) ،اكرها
اكرها ابن الجوزي فً أحداث سنة(ٔ ٘ٙهـ) فقال " :وكان أبو سعد مد بنى مدرسة لطٌفة بباب
األزج ففوضت إلى دبد القادر فتكلم دلى الناس بلسان الودظ وظهر له صٌت بالزهد وكان له
سمت وصمت فضامت مدرسته بالناس " ( ٗ) ،وبعد أن فوضت هال المدرسة إلى دبد القادر
الجٌلً تلمٌا الشٌخ أبً سعد ،مام بتوسعتها وأضٌفت إلٌها من الدور حتى بلؽت ضعؾ ما كانت
دلٌه من االتساع ،ومد أسهم األؼنٌاء من العلماء فً دمارتها ،ومد فرؼوا من الك سنة
(ٕ٘1هـٖٖٔٔ/م) ،وتصدر للتدرٌس فٌها ،وجلس للودظ ومصدل طبلب العلم من األفاق ( ٘)،
وتولى التدرٌس فٌها من بعدل أبناإل وأحفادلُ إلى أن أخات من حفٌدل دبد السبلم بن دبد الوهاب
الجٌلً (تٔٔٙهـٕٔٔٗ/م) ،دندما اتهم بامتبلكه كتب فٌها الزندمة ودبادة النجوم ،وأدطٌت
هال المدرسة البن الجوزي ودرس فٌها مدة ثم أخات منه دندما نفً إلى واسط ،و أدٌدت إلى
دبد الوهاب الجٌلً ،ثم أخات منه وأدطٌت إلى نصر بن دبد الرزاق الجٌلً ( . )ٙ
ومد احتوت هال المدرسة دلى خزانة كتب نفٌسة ،فٌها النادر من المإلفات والمصنفات ،ومد
ومؾ هال المكتبة أبو سعد صاحب هال المدرسة ،ثم أضاؾ إلٌها العلماء الكثٌر من الكتب حتى
أصبحت من اكبر المكتبات ( ، )7ومد درفت هال المدرسة بالعدٌد من األسماء ،منها مدرسة
الشٌخ دبد القادر الجٌلً ،ودرفت أٌضا بالمدرسة القادرٌة ،كما درفت بالمدرسة الجٌلٌة ( ،)1
وتؤتً أهمٌة هال المدرسة واثرها الفكري من خبلل مكانة مدرسٌها العلمٌة ومنهجهم الدٌنً،
سواءً مإسس هال المدرسة أو من توالها من بعدل ،ومن خبلل كبار العلماء الاٌن تخرجوا منها
ونشروا دلمهم وفكرهم فً األمالٌم وهم كثر( . )9
ٕ -مدرسة أبً شجاع :ـ بناها للحنابلة بهرام بن بهرام المعروؾ بابن
شجاع(تٕٓ٘هـٕٔٔٙ/م) ( ٓٔ) فً محلة باب األزج دند باب كلوااى ،وومؾ مطعة من أمبلكه
ٖ9
- 7مدرسة ابن هبٌرة :ـ بناها للحنابلة الوزٌر دون الدٌن بن هبٌرة ،فً باب البصرة فً الجانب
الؽربً من بؽداد ( ٔ) ،ومد اكتمل بناإها سنة(٘٘7هـٕٔٔٙ/م) ( ٕ) ،ومد رتب فٌها أبو الحسن
البراندٌسً للتدرٌس ( ٖ) ،ودرّ س فٌها بعدل الفقٌه سراج الدٌن بن المبارك (تٖٔٙهـٕٖٖٔ/م)
( ٗ) ،ومد دفن فً هال المدرسة الوزٌر ابن هبٌرة ( ٘) ،ولم تستمر هال المدرسة فترة طوٌلة ،إا
ٌقول سبط ابن الجوزي " :ثم ُخرّ بت بعد الوزٌر واهبت أومافها " ( ،)ٙوما ٌإكد اندثار هال
المدرسة هو أن ابن جبٌر الاي زار بؽداد سنة( ٓ٘1هـٔٔ1ٗ/م) ،لم ٌاكر هال المدرسة ،فقد
مال " :والمدارس بها نحو الثبلثٌن وهً كلها بالشرمٌة " ( ،)7وهو ما ٌإكد اندثار المدرسة مبل
مدوم ابن جبٌر إلى بؽداد .
- 1مدرسة ابن بكروس :ـ تنسب هال المدرسة لصاحبها أحمد بن محمد بن المبارك بن
بكروس(تٖ٘7هـٔٔ77/م) ( ، )1تقع هال المدرسة فً محلة درب القٌارة فً الجانب الشرمً
من بؽداد ( ، )9درّ س فً هال المدرس بعد وفاة صاحبها أبو الحسن دلً بن بكروس
( ٔٔ)
(ت٘7ٙهـٔٔ1ٓ/م) ( ٓٔ) ،ودرّ س بها بعدل إبراهٌم بن دلً بن بكروس(تٔٔٙهـٕٔٔٗ/م)
.
- 9مدرسة ابن الجوزي :ـ تقع هال المدرسة فً محلة درب دٌنار فً الجانب الشرمً من بؽداد،
بناها الشٌخ أبو الفرج ابن الجوزي لنفسه ،افتتحت هال المدرسة سنة(ٓ٘7هـٔٔ7ٗ/م)ٌ ،قول
ابن الجوزي فً أحداث هال السنة " :ابتدأت بإلقاء الدرس فً مدرستً بدرب دٌنار فاكرت
ٌومبا أربعة دشر درسا ً من فنون العلوم " ( ٕٔ) ،وٌقول أٌضا ً فً أحداث سنة(ٗ " :)٘7وتكلمت
ٌوم السبت مفتتح رمضان فً مدرستً بدرب دٌنار فكان الزحام خارجا ً دن الحد " ( ٖٔ) .
ٓٔ -المدرسة الشاطبٌة :ـ وهً المدرسة التً بنتها السٌدة بنفشه (ت ٘91هـٕٔٓٔ/م) ،زوجة
الخلٌفة المستضًء ،تقع هال المدرسة بباب المراتب دلى شاطا دجلة بباب األزج وتم افتتاح
هال المدرسة(ٓ٘7هـٔٔ7ٗ/م) ( ٗٔ) ،وهً فً األصل دار للوزٌر ابن جهٌر وزٌر الخلٌفة
المستضًء ،ولما دزل سنة(ٕٗ٘هـٔٔٗ7/م) ،وصلت ملكٌة الدار إلى السٌدة بنفشه فجعلتها
ٗ9
مدرسة وسلمتها إلى أبً جعفر ابن الصباغ ،ولم ٌستمر كثٌراً فً هال المدرسة ،فقد أخات
السٌدة بنفشه مفتاح المدرسة منه وسلمته إلى ابن الجوزي الاي مال دن الك " :وسلمت ُه إلً من
ؼٌر طلب كان منً ،و ُكتب فً كتاب الومؾ أنها ومؾ دلى أصحاب أحمد ،وتقدم إلً ...باكر
الدرس فٌها فحضر ماضً القضاة وحاجب الباب وفقهاء بؽداد ،)ٔ ( " ...وفً سنة
(ٔ٘7هـٔٔ7٘/م) ،كتب دلى حابط هال المدرسة " ومفت هال المدرسة المٌمونة الجهة المعظمة
الشرٌفة الرحٌمة بدار الرواشنً فً أٌام سٌدنا وموالنا اإلمام المستضًء بؤمر هللا أمٌر المإمنٌن
دلى أصحاب اإلمام أحمد بن حنبل وفوضت التدرٌس بها إلى ناصر السنة أبً الفرج ابن
الجوزي " ( ٕ) ،ودرّ س بعد ابن الجوزي فً هال المدرسة دبد السبلم بن دبد القادر الجٌلً ( ٖ)،
( ٖ) ،ومد أومفت السٌدة بنفشه دلى هال المدرسة الكثٌر من األوماؾ ،ومن هال األوماؾ مرٌة
بكاملها ( ٗ) ،إن هال التوجهات من مبل الخبلفة تشٌر إلى ددمها للماهب الحنبلً ودلمابه .
ٔٔ -مدرسة ابن العطار:ـ شٌدل للحنابلة أبو القاسم نصر بن منصور بن
العطار(ت٘٘9هـٔٔ99/م) ،تقع هال المدرس بدرب القٌارل بشرق بؽداد ( ٘) ،ومد سلمت هال
المدرسة إلى أحمد بن محمد بن المبارك بن بكروس فكان ٌدرس الفقه والقراءات ،وتخرج من
هال المدرسة ددد كبٌر من طلبة العلم ( . )ٙ
ٕٔ -المدرسة المجاهدٌة :ـ وهً المدرسة التً أنشؤها مجاهد الدٌن اٌبك(تٙ٘ٙهـٕٔ٘1/م)،
فً سنة (ٖٙ7هـٕٖٔ9/م) ( ،)7وأومفت للحنابلة ،ولم ٌومؾ دلٌها شٌبا ً من األوماؾ ،وتعد هال
المدرسة من أكبر مدارس بؽداد ،كما أنها احتوت دلى خزانة كتب كبٌرة تجمعت كتبها مما
ومؾ دلٌها العلماء ( . )1
ٖٔ -المدرسة القرآنٌة :ـ بنٌت هال المدرسة فً محلة الحربٌة فً الجانب الؽربً من بؽداد،
بناها محً الدٌن ٌوسؾ ابن الجوزي ،وبنا فٌها مدفنا ً وومؾ هال المدرسة دلى أصحاب اإلمام
أحمد ( ،)9وتعرؾ أٌضا ً بالمدرسة الجوزٌة ( ٓٔ) .
ٗٔ -المدرسة المستعصمٌة :ـ وهً من المدارس ملٌلة الاكر ،بنٌت بؤمر الخلٌفة المستعصم
باهلل ،ومد بقٌت هال المدرسة إلى ما بعد احتبلل بؽداد ،وال ٌوجد ما ٌشٌر إلى وضع هال
( ٔٔ)
المدرسة
٘9
وٌمكن القول :إن اؼلب مدارس ا لحنابلة تقع فً الجانب الشرمً من بؽداد الاي ٌشكل فٌه
الحنابلة األؼلبٌة العظمى من السكان ،ومد استمر بعضها فً تقدٌم العلم حتى بعد احتبلل بؽداد،
مثل مدرسة دبد القادر الجٌلً ،ومد كان لهال المدارس األثر الفكري الكبٌر فً تلك الحقبة،
نظراً لما اشتهر به مدرسو تلك ا لمدارس من العلم أمثال ابن الجوزي وابن المنى وؼٌرهم .
ثالثاً :التؤلٌؾ
دناٌة كبٌر ًة فً دراسة العلوم الدٌنٌة لكونها من العلوم المهمة التً ً ادتنى الحنابلة
استخرجت من القرآن الكرٌم والسنة النبوٌة ومن ثم فإنها ترتبط ارتباطا ً وثٌقا ً فً دقٌدة
المسلمٌن ،ومد كان لعلماء الحنابلة إنجازات دلمٌة ال تقل شؤنا ً دن ما مدمه دلماء بقٌة المااهب،
إا مدم الحنابلة روابع المإلفات وفً مختلؾ الفنون ،وسوؾ نتناول اهم إنجازاتهم فً مجال
العلوم الدٌنٌة فً تلك الحقبة
)ٔ) التهانوي ،محمد بن دلً بن محمد حامد ،كشاؾ اصطبلحات الفنون والعلوم ،تحقٌق دلً دحروج ،طٔ،
مكتبة لبنان ناشرون (،بٌروت ،)ٔ99ٙ ،ص. ٖ7
)ٕ) ماجد ،دبد المنعم ،تارٌخ الحضارة اإلسبل مٌة فً العصور الوسطى ،د.ط ،مكتبة األنجلو المصرٌة(،
القاهرة ،)ٔ9ٖٙ ،ص . ٔٙ1
)ٖ) داشور ،سعٌد دبد الفتاح وآخرون ،تارٌخ الحضارة اإلسبلمٌة العربٌة ،طٕ ،دار اات السبلسل (،الكوٌت،
،)ٔ91ٙص ٖٔ .
)ٗ) الاهبً ،العبر. 1ٙ/ٕ ،
)٘) ابن مفلح ،المصدر السابق ٖٗ٘/ٕ ،؛ ابن الجوزي ،المنتظم. ٔٓ/9 ،
9ٙ
ٕ٘٘هـ ٔٔ٘7/م) ،كان أحد ابرز القراء ،وكان ٌعلم الناس القراءة الصحٌحة ،حتى إن زوجته
كانت تعلم النساء القراءة ( ٔ) ،وكان البً الفرج دبدالرحمن بن الجوزي مصنفات مهمه فً هاا
العلم ومن ابرزها (دلوم القرآن) و(فنون األفنان فً دلوم القرآن) ( ٕ) ،وكان العالم زٌد بن
الحسن بن زٌد الكندي(تٖٔٙهـٕٔٔٙ/م) ،كان من الاٌن بردوا فً دلم القراءات ،حتى
وصؾ بؤنه أدلم أهل األرض ( ٖ) .
ب:دلم التفسٌر :وهو العلم الاي ٌعرؾ به فهم معانً القرآن الكرٌم وتفسٌرل وبٌانه واستنباط
أحكامه والعمل به دلى الوجه الصحٌح ( ٗ) ،ودلم التفسٌر هو الفرع الثانً من الدراسات المتعلقة
بالقرآن الكرٌم ،وكان اهتمام العلماء بعلوم التفسٌر ٌقوم دلى توضٌح معانً القرآن الكرٌم
وأسباب نزوله وشرح األحكام المتعلقة به ( ٘) .
وبما أن القرآن الكرٌم نزل بلؽة العرب فإن الكثٌر من آٌاته لم تكن مفهومة المعنى دند
المسلمٌن ،وهاا ما دفع دلماء المسلمٌن لتوضٌح أحكامه وألفاظه ومعانٌه وإرشاداته وأسباب
نزول آٌاته وناسخه ومنسوخه وؼٌرها من دلوم التفسٌر( ،)ٙومن اشهر دلماء الحنابلة الاٌن
برزوا فً دلم التفسٌر هو الشٌخ أبو الفرج ابن الجوزي ،الاي ٌُعد من اشهر المفسرٌن ،ومن
الاٌن ٌشار إلٌهم بالبنان فً تلك الحقبة ،وللشٌخ مإلفات كثٌرة فً هاا العلم من ابرزها (زاد
المسٌر فً دلم التفسٌر) ،وٌُعد ابن الجوزي العالم الوحٌد الاي فسر القرآن الكرٌم كامبلً دلى
المنبر والك أثناء دقدل لمجالس الودظ ( ، )7كما كان محب الدٌن أبو البقاء العكبري من الاٌن
اشتهروا فً دلم التفسٌر وله كتاب ( تفسٌر القرآن) ( . )1
97
ومد نشطت الدراسات الدٌنٌة فً دلم الحدٌث خبلل هال الحقبة إا كانت بؽداد منارة العلم
والعلماء وٌقصدها دلماء الحدٌث وطبلبه من شتى أنحاء العالم اإلسبلمً لسماع الحدٌث من
دلمابها الاٌن كانت لهم دناٌة واهتمام خاصٌن بهاا العلم حتى فاق الكثٌر من العلوم ،لما له
أهمٌة فً حٌاة المسلمٌن ( ٔ) ،ومن ابرز دلماء الحنابلة الاٌن برزوا فً دلم الحدٌث العالم أبو
ؼالب بن البناء الحنبلً(ت ٕ٘7هـٖٕٔٔ/م) ،كان له معرفة بؤهل السند ،وكان مسند العراق فً
دصرل ( ٕ) ،والعالم أحمد بن دبد الوهاب أبو البركات الاي كان محدثا ً ثقة ٌقرأ للناس الحدٌث،
كما كان ٌعلم أوالد الخلٌفة المستظهر باهلل الحدٌث ( ٖ) ،وكان للعالم ابن الزاؼوانً مجالس لتعلٌم
الحدٌث حتى مصدل النا س من كل الببلد لما درؾ دنه من صدق ومعرفة فً األسناد ( ٗ) ،كما
كان العالم ٌحٌى ابن هبٌرة من العلماء الاٌن كان لهم إسهامات واضحة فً دلم الحدٌث ،فكانت
مجالسه دامرة بعلماء الحدٌث فضبلً دن طلبة العلم ،كما كانت له مإلفات فً هاا المجال منها
(اإلفصاح فً معانً الص حاح) شرح فٌه الصحٌحٌن فً نحو دشرة مجلدات ،وله كتاب (شرح
صحٌح البخاري) ،وكتاب (شرح صحٌح مسلم) ( ٘) ،كما كان العالم دبد المؽٌث بن زهٌر من
كبار المحدثٌن ،وكان ٌقرأ الحدٌث دلى المشاٌخ الكبار ( ،)ٙكما كان ابن الجوزي من كبار
دلماء الحنابلة الاٌن برزوا فً دلم الحدٌث ،وله الكثٌر من المإلفات فً هاا العلم لعل ابرزها
(العلل المتناهٌة فً االحادٌث الواهٌة) ،وكتاب (التحقٌق فً مسابل التعلٌق) ،وكتاب (جامع
المسانٌد بؤلخص األسانٌد) ،وكتاب (التحقٌق فً أحادٌث التعلٌق) ،وؼٌرها من الكتب ( . )7
91
وهناك العدٌد من الفقهاء الحنابلة الاٌن كانت لهم إسهاما ت فً الفقه منهم ،العالم ٌحٌى بن
هبٌرة الاي كان مهتما ً بعلم الفقه حتى إن مجالسه كانت ملتقى للفقهاءٌ ،تدارسون وٌتناظرون فٌه
،كما أنه كان له كتاب فً الفقه هو كتاب (اإلفصاح دن معانً الصحاح) ( ٔ) ،ومنهم أٌضا
محمد بن دبدهللا السامري ،الاي كان له مإلفات ددٌدل فً الفقه لعل ابرزها (المستودب) إا كان
هاا الكتاب اجمع كتاب فً الفقه الحنبلً ،فقد ضم ددة مصنفات فقهٌة مشهورة (كمختصر
الخرمً) ،وكتاب (الهداٌة البً خطاب) ،وله أٌضا ً كتاب (الفُروق) ( ٕ) ،ومنهم أٌضا ً الشٌخ أبو
الفرج ابن الجوزي الاي كان له العدٌد من الكتب فً الفقه أهمها كتاب (أحكام النساء) وكتاب
(أسباب الهداٌة ألرباب البداٌة) ،وكتاب (العبادات الخمس) ،وكتاب (دمدة الدالبل فً مشتهر
المسابل) ،وله أٌضا ً ا(النتصار فً المسابل الخبلفٌة) ،وؼٌرها من المصنفات ( ٖ) .
من خبلل ما اكرنال سابقا ً ٌمكن القول :إن دلماء الحنابلة كان لهم دور فً العلوم الدٌنٌة
سواءً من خبلل المجالس العلمٌة ومن خبلل التدرٌس فً المساجد والمدارس أو من خبلل
المإلفات الكثٌرة وفً مختلؾ أنواع العلوم .
بعد أن تعددت الفرق الدٌنٌة ودخلت مسابل العقٌدة حٌز الجدل والنقاش ودخول المناهج
الكبلمٌة هاا الحٌز منا زمن محنة خلق القرآن ( ٗ) ،اخا دلماء الحنابلة دلى داتقهم التصدي لتلك
لتلك الفرق من أجل حماٌة العقٌدة ،ومد انطلق الحنابلة من منطلق التوافق بٌن آراء الخبلفة
العباسٌة ومنهجها وبٌن آراء الماهب الحنبلً ودقٌدته ،ومد تعزز الك التوافق بالمنشور القادري
الاي حددت فٌه الخبلفة العباسٌة مومفها من مضاٌا الك العصر ،فؤكد أن كبلم هللا ؼٌر مخلوق
وان أخبار الصفات تمر كما جاءت وحار من الجدل فً الك ( ٘) .
ودلى الرؼم من أن بعض الحنابلة تؤثروا بالمااهب األخرى ومنهم أبو الوفاء بن دقٌل
الاي درس دلم الكبلم وتوسع به حتى أتقنه ،إال أنه انقلب دلى الك الماهب وؼٌر مومفه منه،
وأخا ٌحار الناس وٌنفرهم منه ( ، )ٙكما أن الشٌخ دبد القادر الجٌلً حار الناس من دراسة دلم
الكبلم والك لما سوؾ ٌنهً به صاحبه المتوسع فٌه ( ،)7وحارب الشٌخ دبد الرحمن ابن
الجوزي هاا الماهب وحار الناس من خطرل ،وأن دلم الكبلم ٌوصل أؼلب أصحابه إلى
99
اإللحاد ،وأشار إلى أن الفقهاء المتقدمٌن لم ٌتركوا هاا العلم دجزاً منهم ،وإنما تركول ألنه ال
ٌشفً دلٌبلً وال ٌروي ؼلٌبلً ،فتركول وحاروا الناس من الخوض به ( ٔ) .
وأما فً ما ٌخص تؤوٌل الصفات اإللهٌة فقد حار دلما ء الحنابلة من الك مقتدٌن بإمامهم
أحمد بن حنبل ،ودلى الرؼم من الك فقد تؤثر بعض دلماء الحنابلة بتؤوٌل الصفات ودلى
رأسهم الشٌخ دبدالرحمن ابن الجوزي ،حتى أنكر دلٌه طابفة من دلماء الحنابلة مٌله للتؤوٌل فً
بعض كبلمه ،فقد أرسل إسحاق العلثً رسالة طوٌلة إلى ابن الجوزي ٌنكر دلٌه فٌما ٌقع من
كبلمه من المٌل إلى أهل التؤوٌل مال فٌها " :من دبدهللا إسحاق بن أحمد بن محمد بن ؼانم
العلثً إلى دبد الرحمن بن الجوزي -حمانا هللا وإٌال من االستكبار دن مول النصابح ووفقنا
رب مُبلػ أودى من سامع وإٌال التباع السلؾ الصالح ...ال ٌؽرك كثرت اطبلدك دلى العلوم ف َ
ورب بحر كدر ونهر صاؾ ،فلست بؤدلم من الرسول حٌث مال له َ ورب حامل فقه ال فقه له َ
ُ
اإلمام دمر اتصلً دلى ابن أبً ،أفما نزل القرآن(وال تصلً دلى أحد منهم) ،ولو كان ال ٌنكر
من مل دلمه دلى من كثر دلمه اااً لتعطل األمر بالمعروؾ وصرنا كبنً إسرابٌل حٌث مال
اه ْو َن َع ْن ُم ْن َك ٍر َف َعلُوهُ) " ( ٕ) ،ثم ترك ابن الجوزي ما كان دلٌه من التؤوٌل ،وأدرك
تعالى( َكانُوا ََل يََت َن َ
أن الطرٌق السلٌم هو أثبات الصفات هلل دلى ما وردت به األثار واألخبار من ؼٌر تفسٌر ،وال
بحث دما لٌس فً موة البشر إدراكه ( ٖ) ،ودمل بعد الك دلى محاربة أهل التؤوٌل والتحاٌر
منهم ( ٗ) .
كما دمل دلماء الحنابلة دلى مواجهة أصحاب األهواء واآلراء الضالة من خبلل تصنٌؾ
الكتب التً تإكد ضرورة الحفاظ دلى الدٌن والرد دلى المخالفٌن ،وٌبدو أن اكثر من صنؾ فً
هاا المجال هو ابن الجوزي الاي كان من أكثر العلماء تصنٌفاً ،ومن جملة ما ألؾ فً هاا
المجال كتاب (تلبٌس إبلٌس) الاي أكد فٌه ضرورة لزوم السنة والجمادة ومواجهة أهل البدع
وأصحاب الفرق الضالة والمنحرفٌن ( ٘) ،كما الؾ كتاب (القرامطة) والك إلدراكه ما ٌمثله
القرامطة من خطر دلى العقٌدة ،كما اكر فٌه امتعاضه من انشؽال المسلمٌن بدنٌاهم وأن هاا
هو الاي أدى إلى تسلط أدداء المسلمٌن دلٌهم ،كما بٌن فً هاا الكتاب تسمٌات ددة للقرامطة
منها اإلسمادٌلٌة والباطنٌة ،كما وضح ما ٌتظاهرون به من زهد ودبادة واددابهم الحب
والددوة ألهل البٌت ( دلٌهم السبلم) ،وبٌن معتقدهم فً اإلله ٌات ،وأن معتقدهم هو معتقد
الفبلسفة ( . )ٙ
وفً االتجال نفسه ألؾ الشٌخ ابن وضاح الشهربانً (تٕٙ7هـٕٔ7ٖ /م) ،كتابا ً
سمال(الدلٌل الواضح فً امتفاء نهج السلؾ الصالح) ،وكتاب آخر هو(الرد دلى أهل اإللحاد) ( ،)7
)ٔ) ابن الجوزي ،جمال الدٌن أ بو الفرج دبد الرحمن بن دلً ،تلبٌس إبلٌس ،طٔ ،دار الفكر(،بٌروت،)ٕٓٓٔ ،
ص . ٔ91
)ٕ) ابن رجب ،المصدر السابق ٗٗ7- ٗٗ٘/ٖ ،؛ العلٌمً ،المصدر السابق ٕٕٖ/ٔٗ ،؛ ٌنظر ملحق رمم (ٕ ).
)ٖ) ابن الجوزي ،تلبٌس إبلٌس ،ص ٕٓٔ ،
)ٗ) ابن الجوزي ،صٌد الخاطر ،ص. ٗ7ٙ
)٘) ابن الجوزي ،تلبٌس إبلٌس ،ص ٔٔ . ٕ٘-
) )ٙابن الجوزي ،جمال الدٌن أ بو الفرج دبد الرحمن بن دلً ،القرامطة ،تحقٌق محمد الصباغ ،طٕ ،المكتبة
اإلسبلمٌة(،د.م ،)ٔ9ٙ1،ص. 7ٓ- ٖٙ
ٓٓٔ
( ٔ) ،كما حارب دلماء الحنابلة ومن خبلل جهودهم الفكرٌة الفبلسفة بوصؾ أن هإالء ٌشكلون
خطراً دلى العقٌدة اإلسبلمٌة ،كما انهم الددامة التً ٌعتمد دلٌه الكثٌر من اهل الهوى ،ومدخبلً
لمن ٌدخل من العلماء فً البدع ( ٕ) ،فقد انتقد ابن الجوزي من خبلل كتابه تلبٌس إبلٌس هإالء
الفبلسفة وبٌن خطرهم دلى األمة والعقٌدة ( ٖ) .
و خبلصة القول :إن دلماء الحنابلة كان لهم دور واضح فً حماٌة العقٌدة اإلسبلمٌة والاود
دنها ،ومحاربة الفرق الضالة والمنحرفة والتً حاولت نشر أفكارها الظالة وتشوٌه العقٌدة
االسبلمٌة .
المبحث الثانً
الدور االجتماعً للحنابلة فً بغداد
)ٔ) ابن رجب ،المصدر السابق ٕ1ٖ/ٕ ،؛ ابن الفوطً الحوادث الجامعة ،ص . ٖٙ7
)ٕ) ابن الجوزي ،صٌد الخاطر ،ص. ٕٕٙ
)ٖ) ص ٘ٗ . ٘ٓ-
ٔٓٔ
دلمابه ( ٔ) ،والك ألن العلماء كان لهم دور فادل فً المجتمع ،فلم ٌقتصر دورهم دلى تعلٌم
الناس وتوجٌه المجتمع بل تعدال إلى أبعد من الك فكان العلماء مكلفٌن بالددوة إلى هللا ،واألمر
بالمعروؾ ،والنهً دن المنكر ،وإصبلح اات البٌن ،ونصرة المظلوم والدفاع دن الحق
واالهتمام بشإون المجتمع ومصالحه ( ٕ) ،وٌكفً بٌان شرفهم ودظم مسإولٌاتهم وأهمٌة دورهم،
ما وصفهم هللا به فً مواضع من كتابه العزٌز ،بالخشٌة والرفعة واألمر بالرجوع إلٌهم ( ٖ) .
إن ادراك دظم المكانة التً احتلها العلماء وأهمٌتها وحاجة األمة إلٌهم ٌبٌن لنا خطر ؼٌاب
دورهم أو تؽٌٌبه ( ٗ) ،وال ٌمكن تق ٌٌم دور العلماء ادتماداً دلى مستواهم العلمً وددد مإلفاتهم
وتبلمٌاهم ،بل البد من تسلٌط الضوء دلى دورهم االجتمادً ،كونهم شرٌحة اجتمادٌة تعٌش
وسط مجتمع مد تسودل االضطرابات والخبلفات ،مما أوجب دلٌهم مسإولٌات سٌاسٌة
واجتمادٌة ،بوصفهم حملة العلم والتشرٌع ،فهم ٌم ثلون الفبة الوادٌة المدركة لمجرٌات األمور،
فكان البد أن ٌإثروا فً المجتمع وٌتؤثروا به وٌتفادلوا معه ( ٘) .
لقد لجؤ الناس إلى العلماء لثقتهم بهم وحاجتهم إلٌهم فً حل مشكبلتهم ،وإلدراك الناس دظم
المكانة التً حظً بها العلماء دند الدولة ،وأن كلمتهم مسمودة دند الخلفاء والسبلطٌن ،ومد
لعب دلماء الحنابلة وفقهابهم دوراً كبٌراً فً خدمة المجتمع ،وفً مجاالت ددة دلى نحو ما
سٌؤتً اكرها .
)ٔ) الراجحً ،جٌهان سعٌد ،األوضاع االجتمادٌة فً بؽداد من بداٌة القرن السادس الهجري حتى سقوط بؽداد
سنة ٙ٘ٙهـ ٕٔ٘1-م ،رسالة ماجستٌر(ؼٌر منشورة) ،كلٌة ال شرٌعة والعلوم اإلسبلمٌة ،جامعة أم
القرى ،)ٕٓٓٙ(،ص ٘. ٔ1
)ٕ) المرجع نفسه. ٔ1٘ ،
)ٖ) سورة فاطر ،آٌة ( )ٕ1؛ سورة المجادلة ،آٌة (ٔٔ) .
)ٗ) الراجحً ،المرجع السابق ،ص٘. ٔ1
)٘) المرجع نفسه ،ص٘. ٔ1
) )ٙكارال ،آل كبلوسنر ،دراسة فً اإلدارة المدنٌة فً العصر العباسً الوزارة انمواجا ً (ٗٗ7هـ -
٘٘ٓٔم٘9ٓ/هـ ٔٔ9ٗ-م) ،ترجمة وتعلٌق دبد الجبار ناجً ،طٔ ،بٌت الحكمة( ،بؽداد ،)ٕٓٓٔ ،ص٘٘ .
ٕٓٔ
درض ما ومع دلى العامة من ظلم أو أزمات ،طالبٌن من الخبلفة مد ٌد العون وحل المشاكل
( ٔ) .
ورفع الظلم
وومؾ دلماء الحنابلة وفقهابهم بوجه كل من حاول مصادرة أموال الناس وحقومهم ومنها:
مصادرة أموال الموارٌث التً ال وارث لها ،ووضعها فً خزٌنة الدولة ،واألصح هو أن اوي
األرحام من أمرباء المتوفى أحق بهال األموال ،فعندما طلب الخلٌفة الظاهر من الشٌخ صالح
الجٌلً أن ٌتولى منصب ماضً القضاة ،رفض الشٌخ الك الطلب ،وجعل موافقته مشروطة
بت ورٌث اوي األرحام ،فقال الخلٌفة " :أدطِ كل اي حق حقه "...فكان الشٌخ ٌعٌد الحقوق
الشردٌة إلى أصحابها دون أن ٌرجع إلى الخلٌفة ( ٕ) ،كما أداد الشٌخ دبد العزٌز بن دلؾ الكثٌر
من التركات إلى أصحابها والك دندما تولى دٌوان التركات الحشرٌة ،ومن جملة هال التركات،
تركت رجل من هماان مات فً بؽداد فتصرؾ دٌوان الزكاة فً أمواله بناءً دلى انه ال وارث
له ،ثم بعد سنه اثبت ابن دمه نسبه واستحقامه للتركة دند الحاكم ابن دلؾ ،فؤداد التركة إلٌه
بموجب الشرع ( ٖ) .
لم ٌكن دور العلماء فً إرجادهم لحقوق العامة المؽتصبة مقتصراً دلى الخبلفة العباسٌة بل
تعدى الك حتى وصل إلى سبلطٌن السبلجقة ،فبعد أن أصبحت الضرابب والمكوس تثقل كاهل
الناس من الفقراء وتإثر دلى معٌشتهم ،اشتكى بعضهم دند الشٌخ الزاهد
أحمد بن أبً ؼالب ( ٗ)( ،ت٘ٗ1هـٖٔٔ٘/م) ،وطلبوا منه مساددتهم فً التخلص من هاا
العبء فودظ الشٌخ أحمد السلطان السلجومً مسعود مودظة دظٌمة ،حتى رق ملبه وظهر دلٌه
الخشوع ،وبعد أن انتهى الشٌخ من ودظه طلب من السلطان مسعود إبطال الضرابب والمكوس
( ٘) .
)ٔ) المسعودي ،مروج الاهب ٔٗٓ/ٕ ،؛ امتصرت المصادرات فً بداٌة أمرها دلى مصادرة أموال الوالة
والموظفٌن ومن له صلة بالدولة ،إال أنه ا خرجت دن الك وأصبحت شبه ضرٌبة وسٌاسة مالٌة متبعة من مبل
الدولة حتى شملت أبن اء الوزراء والقضاة والموظفٌن الكبار فً الدولة وحاشٌتهم ،وحتى أصحاب الموارٌث،
لبلطبلع أكثر ٌنظر ،تحسٌن ،حمٌد مجٌد ،المصادرات فً العراق فً القرنٌن الثالث والرابع الهجري طبٌعتها
واثرها السٌاسٌة واالمتصادٌة ،أطروحة دكتورال(ؼٌر منشورل) ،كلٌة اآلداب ،جامعة بؽداد، )ٔ91ٓ(،ص ٖٗٔ
وما بعدها .
)ٕ) ابن رجب ،المصدر السابق ٗٔ7/ٖ ،؛ ٌبدو أن هناك محاوالت كثٌرل من مبل المتنفاٌن فً الدولة للسٌطرة
دلى تركات األؼنٌاء بحجة أ ن ال وارث لهم ،ومنا دهد الخلٌفة المعتمد دلى هللا وضعت الضرٌبة دلى
الموارٌث وألول مرة وانشؤ لالك دٌوان الموارٌث ،وملد العمال فً بداٌة األمر من أجل مصادرة األموال من
هال التركات ا لتً ال وارث لها من دصبه ،وٌبدو أن مما شجع الدولة دلى هاا العمل أن هناك من العلماء
والفقهاء من ٌرى أن بٌت المال احق من األبادد من اوي األرحام ،أي أنها استندت إلى أساس شردً فً ومت
كانت الدولة بؤمس الحاجة لؤلموال لتؽطٌة العجز الحاصل فً مٌزانٌتها؛ ٌنظر درٌب القرطبً ،ابن سعد صلة
تارٌخ الطبري ،منشور ضمن الجزء الحادي دشر من تارٌخ الرسل والملوك ،طٕ ،دار التراث (،بٌروت،
ٖٔ17هـ) ،ص ٔٔ . ٔٓٓ -
)ٖ) العلٌمً ،المصدر السابق. ٖٗ٘/ٗ ،
)ٗ) أحمد بن أبً ؼالب بن أحمد بن دبدهللا بن محمد الوراق المعروؾ بابن الطبلٌة ،كان شٌخا ً صالحا ً زاهداً
كثٌر العبادة ،توفً سنة(٘ٗ1هـٖٔٔ٘/،م) ،ودفن بباب حرب ،ابن الدمٌاط ،المستفاد ٗٗ/ٔ ،؛الصفدي ،الوافً
بالوفٌات ٔ1ٔ/7 ،؛ الاهبً ،سٌر ٕٙٔ/ٕٓ ،؛ ابن األثٌر ،المصدر السابق. ٕٔٓ/9 ،
)٘) الٌافعً ،أبو محمد دفٌؾ الدٌن دبدهللا بن اسعد ،مرآة الجنان ودبرة الٌقظان فً معرفة ما ٌعتبر من
حوادث الزمان ،تحقٌق خلٌل منصور ،د.ط ،دار الكتب العلمٌة(،بٌروت ،)ٔ997 ،جٖ ،ص. ٕٔ9
ٖٓٔ
لم ٌقتصر إسهام دلماء الحنابلة ودورهم فً إرجاع الحقوق والدفاع دن المظلومٌن فحسب
بل دملوا دلى مساددة ال ناس من خبلل االهتمام بشإونهم ومضاء حوابجهم ،فقد إدوا دوراً
بارزاً فً هاا المجال ،وخاصة أولبك العلماء الاٌن تولوا مناصب إدارٌة أو دٌنٌة فً الدولة ،بل
وحتى الاٌن كانوا دلى دبلمة طٌبة مع الخبلفة العباسٌة ومع أرباب الدولة ،ومن هإالء الوزٌر
دون الدٌن ابن هبٌرة ،فقد سادد الكثٌر من الناس خاصة بعد أن تولى الوزارة ،فقد خصص
جزءاً من ومته لقضاء حوابج الناس والنظر فً المظالم ،ونصرة المظلومٌن حتى اصبح من
خٌرة الوزراء وأكثرهم ددالً وصبلحا ً وحرمة ( ٔ) .
كما كان الشٌخ دبد العزٌز بن دلؾ مساردا ً إلى مضاء حوابج الناس والسعً بنفسه إلى
دور األكابر فً الشفادات ،واطبلق سراح المعتقلٌن ( ٕ) ،وكان ٌفعل الك مع الؽرٌب والقرٌب
والبعٌد وبصدر منشرح ،وملب طٌب ،وكان محبا ً إلٌصال الخٌر إلى الناس ودفع الضرر دنهم،
وكان كثٌر الصدمة والمعروؾ ،والمواساة بماله حال فقرل وحال ؼنال ،وكان ال ٌمل من
الشفادات ومضاء حوابج الناس ،حتى لو مٌل :إنه لم َ
ٌبق فً بؽداد من ؼنً وفقٌر إال مضال
حاجة لكان حق ( ٖ) .
وكان الفقٌه دبدالوهاب بن دبد القادر الجٌلً ( ٗ)( ،تٖ٘9هـٔٔ9ٙ/م)ٌ ،قضً حوابج
الناس والك من خبلل درض طلباتهم لدى الخلٌفة الناصر لدٌن هللا لقضابها ،كما كان ٌتابع
شإونهم والسعً فً مصالحهم لما له من مكانة كبٌرة دند الخلٌفة( ٘)،وكان البن النٌار ( ،)ٙ
(تٙ٘ٙهـٕٔ٘1/م) ،دور فً ددم العامة والوموؾ إلى جانبهم ،وكان متابعا ً لشإون الناس
سادٌا ً فً مضاء حوابجهم دند أرباب الدولة ،فكان ٌحمل الرماع الكثٌرة والتً فٌها طلبات الناس
لحل مشاكلهم ومضاء حوابجهم دند الخلٌفة ( . )7
)ٔ) -ابن العمرانً ،محمد بن دلً بن محمد ،األنباء فً تارٌخ الخلفاء ،تحقٌق ماسم السامرابً ،د.ط ،دار األفاق
العربٌة( ،القاهرة ،)ٕٓٓٔ ،ص. ٔ٘7
)ٕ) ابن رجب ،المصدر السابق. ٗ7ٖ/ٖ ،
)ٖ) المصدر نفسه ٗ7ٗ/ٖ ،؛ ابن الدبٌثً ،المصدر السابق. ٕ٘ٗ/ٔ ،
)ٗ) دبدالوهاب بن دبد القادر بن أبً صالح الجٌلً أبو دبدهللا بن محمد ،الفقٌه الحنبلً ،من أهل باب األزج،
الفقه دلى والدل حتى برع فٌه ،ودرّ س بمدرسة والدل وهو حً نٌابة دنه ،ولم ٌكن فً أوالد أبٌه أمٌز منه؛ ابن
النجار ،محب الدٌن أبً دبدهللا محمد بن محمود ،اٌل تارٌخ بؽداد ،تحقٌق مصطفى دبد القادر دطا ،طٔ ،دار
الكتب العلمٌة(،بٌروت ،)ٔ997 ،جٔ ،ص . ٕٓ1
)٘) الاهبً ،تارٌخ اإلسبلم. ٕٕ/٘1 ،
) )ٙابن النٌار :هو صدر الدٌن أبو الحسن ابن النٌار دمل مإدبا ً لؤلمام الم ستعصم ،فلما صارت له الخبلفة رفعه
ودظمه وصارت له وجاهة دندل ،مات متٌبل حٌن دخل هوالكو بؽداد ،ابن كثٌر ،المصدر السابق. ٕٔٗ/7 ،
) )7الطقطقً ،المصدر السابق ،صٕٕٔ .
ٗٓٔ
الطبقٌة بٌن أبناء المجتمع البؽدادي ،فقد أسهم هإالء العلماء السٌما األؼنٌاء منهم بشكل كبٌر فً
مضاء حوابج الناس والتصدق دلى الفقراء ،وطبلب العلم والتكفل بمعٌشتهم ،ومد أدى الك إلى
رفع منزلتهم وحصلوا دلى مكانة اجتمادٌة مرمومة ،ومن ث َّم استطادوا ممارسة التؤثٌر دلى
الناس وتوجٌههم التوجٌه الصحٌح ( ٔ) ،ولقد تصدق العلماء بهال األموال تقربا ً إلى هللا سبحانه
وتعالى ،فقد رؼب دز وجل دبادل باإلنفاق فً سبٌله ووددهم بمضادفة حسناتهم ،وهً ال تقل
دن الزكاة فً األجر ،كما أنها ؼٌر محدودة بمقدار معٌن فالفرد له الحرٌة فً إخراج ما ٌستطٌع
إخراجه ،بمقدار حبه للخٌر وابتؽابه مرضاة هللا تعالى ( ٕ) ،ونظراً ألهمٌة الصدمة فؤنها مرنت
َن تََنالُوا الْبِ َّر َحتَّى تُْن ِف ُقوا ِم َّما تُ ِحُّبو َن َوَما تُْن ِف ُقوا ِم ْن َش ْي ٍء َفِإ َّن اللَّ َو
باألٌمان والعمل الصالح ،مال تعالى " :ل ْ
ت َسبْ َع َسنَابِ َل فِي يل اللَّ ِو َك َمثَ ِل َحبَّ ٍة أَنْبَتَ ْين يُنْ ِفقُو َن أَ ْمَوالَهُ ْم فِي َسبِ ِ َّ ِ
يم" ،وقوله تعالىَ " :مثَ ُل الذ َ
( )9 ِ ِ
بِو عَل ٌ
ِ ِ ف لِ َم ْن يَ َ ضِ كُ ِّل ُس ْنبُلَ ٍة ِمائَةُ َحبَّ ٍة َواللَّوُ يُ َ
يم " ( ٗ) . شاءُ َواللَّوُ َواس ٌع َعل ٌ اع ُ
وروي دن النبً محمد (صلى هللا دلٌه وسلم) " ،ما تصدق أحد بصدمة من طٌب ،وال
ٌقبل هللا أال الطٌب ،أال أخاها الرحمن بٌمٌنه وان كانت تمرة فتربو فً كؾ الرحمن حتى تكون
أدظم من الجبل ،كما ٌربً أحدكم فلول أو فصٌله " ( ٘) .
وٌمكن القول :إن ما مام به دلماء الحنابلة من تقدٌم الصدمات وتوزٌعها دلى الفقراء إنما هو
امتداءً بالنبً (صلى هللا دلٌه وسلم) وبمنهج اإلمام أحمد بن حنبل إمام الماهب الاي درؾ دنه
( )ٙ
أر الفقٌر فً مجلس أدز منه فً مجلس أبً تقربه للفقراء وحبه لهم فٌقول المرواي " :لم َ
دبدهللا كان ماببل إلٌهم مقصراً دن أهل الدنٌا " ( ،)7فكان دلماء الحنابلة سبامٌن إلى مساددة
الناس بوصفها من العبادات التً تقرب العبد إلى ربه ومن هإالء العلماء ،أحمد بن دبدالوهاب
( (،)1تٗٔ٘هـ ٕٔٔٓ/م) ،كان كثٌر الصدمات للفقراء والمحتاجٌن ،ومتعاهد أهل العلم وٌقضً
حوابجهم ( ،)9كما اشتهر العالم واألدٌب أبو طالب ٌحٌى بن سعٌد بن زٌادل (ت
ٗ٘9هـ ٔٔ91/م) ،بمساددته للناس ،فكانت له زاوٌة فً بؽداد ٌؤوي إلٌها الفقراء ،وكان ٌقدم
٘ٓٔ
لهم الصدمات الكثٌرة ( ٔ) ،كالك كان العالم دبد الؽنً بن أبً بكر ( ٕ)ٕٙ9(،هـٕٖٕٔ/م) ،كان
شٌخا ً كرٌما ً سمحاً ،لم ٌكن فً بؽداد فً دصرل مثله ،كان زاهداً تقٌا ً ٌحب تقدٌم المساددة
للناس ،فكانت له زاوٌة فً بؽداد ٌؤوي إلٌها الناس من الفقراء والمحتاجٌن ،ولم ٌكن ٌبخل دلٌهم
بشًء ،وكان كلما أتال مال فرمه دلى أهل الحوابج ،وكان أؼلب الناس الاٌن ٌؤتون إلٌه ال
ٌملكون أي شًء من متاع الدنٌاٌ ،قول الصفدي " :كان ٌفتح دلٌه مبل ؼروب الشمس بؤلؾ
دٌنار فٌفرمها " ( ٖ) .
وكان العالم دبد العزٌز بن دلؾ بن أبً طالب ،كثٌر الصدمات كثٌر المروءة ،له جال
وحرمه دند دامة الناس لما كان ٌقدمه من منفعة ومضابه لحوابج الناس ( ٗ) ،وكان بعض العلماء
العلماء ٌجعل مجلسه خاصا ً للفقراء منهم العالم أبو سعد دمر بن البزار
( ٘)(،تٙٓ1هـٕٔٔٔ/م) ،الاي كان كثٌر اإلحسان دلى الفقراء ( ،)ٙوكان ابن هبٌرة كثٌر البر
والصدمات من ماله الخاص ،مال دنه ابن الجوزي " :كان ٌكثر مجالسة العلماء والفقراء وكانت
أمواله مباولة لهم وللتدبٌر ،فكانت السنة تدور ودلٌه دٌون " ( )7كما أنه ٌقٌم مؤدبة فً رمضان
لٌفطر دلٌها الفقراء وكان هاا حاله طٌلة أٌام شهر رمضان( ،)1حتى أنه كان ٌقول :ما وجبت
دلً زكاة مط لكثرة ما ٌنفق من أموال دلى الفقراء( ، )9وكالك العالم ابو دبدهللا بن السقا ( ٓٔ)،
(تٕ٘7هـٔٔٙ7/م) ،كان رجبلً صالحا ً ٌعلم الناس القراءة وكان ٌستقً الماء وٌحمله إلى بٌوت
الناس المحتاجة دون أن ٌؤخا منهم شٌبا ً مقابل أتعابه ( ٔٔ) .
ووصؾ الشٌخ دبد القادر الجٌلً ( ،تٔ٘ٙهـٔٔٙٙ/م) ،بؤنه كان ٌقؾ مع الصؽٌر وٌومر
الكبٌر وٌجالس الضعفاء وٌتواضع للفقراء ،وكان ٌنفق األموال وٌطعم الطعام دلى الفقراء
واوي الحاجة ،وكان ٌقول " :فتشت دن األدمال كلها فما وجدت فٌها افضل من إطعام الطعام،
)ٔ) ابن حجر العسقبلنً ،أبو الفضل أحمد بن دلً ،تبصٌر المنتبه بتحرٌر المشتبه ،تحقٌق محمد دلً النجار،
د.ط ،المكتبة العلمٌة(،بٌروت ،د.ت) ،جٕ ،ص . ٙٗ7
)ٕ) دبد الؽنً بن أبً بكر :هو أبو بكر دبد الؽنً بن أبً بكر بن شجاع البؽدادي الحنبلً المعروؾ بابن نقطه
ولد سنة(٘79هـٕٔٓٔ/م)،صنؾ كتبا ً فً معرفة دلوم الحدٌث واألنساب ،كان إماما ً زاهداً ،سمً ابن النقطة
دلى جارٌة ربت جدل شجاع ،الاهبً ،شمس الدٌن أبو دبدهللا محمد بن أحمد ،تاكرة الحفاظ ،تحقٌق دبد
الرحمن بن ٌحٌى المعلمً ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة(،بٌروت ،)ٔ991 ،جٗ ،ص. ٖٔ1
)ٖ) الوافً بالوفٌات ٕٖ/ٔ9 ،؛ الاهبً ،سٌر. ٖٗ7/ٕٕ ،
)ٗ) ابن رجب ،المصدر السابق. ٗ7ٖ/ٗ ،
)٘) أبو سعد دمر بن البزار :هو أبو سعد دمر بن مسعود أبً العز أبو القاسم البزار البؽدادي ،كان من
الصالحٌن الزاهدٌن ٌجتمع إلٌه الفقراء وٌحسن إلٌهم ،ابن األثٌر ،المصدر السابق. ٕ1ٖ/ٔٓ ،
) )ٙالمصدر نفسه. ٕ1ٖ/ٔٓ ،
) )7ابن الجوزي ،المنتظم. ٔٙ7/ٔ1 ،
) )1المصدر نفسه. ٔ9ٔ/ٔ1 ،
) )9ابن رجب ،المصدر السابق. ٕٔ٘/ٕ ،
)ٓٔ) أبو دبدهللا بن السقا :هو محمد بن دلً بن محمد بن دلً بن محمد بن مهند بن السقا الحرٌمً ،المقرئ،
كان شٌخا ً صالحا ً زاهداً ٌعلم الناس القراءة الصحٌحة ،وكان متعففا ً مسادداً للفقراء وٌقدم لهم الخدمات دون
مقابل ،الاهبً ،تارٌخ اإلسبلم. ٔٓ7/ٗٓ ،
)ٔٔ) الاهبً ،شمس الدٌن محمد بن أحمد بن دثمان ،المختصر المحتاج إلٌه من تارٌخ الحافظ الدبٌثً ،تحقٌق
مصطفى جواد ،د.ط ،دار الكتب العلمٌة( ،بٌروت ،)ٔ91٘ ،ج٘ٔ ،صٔ٘ .
ٔٓٙ
أو ُد لو أن الدنٌا بٌدي ُ
فؤطعمها الجٌاع " ( ٔ) ،وكان كثٌر األنفاق دلى الفقراء حتى وصؾ حاله
بقوله " :كفً مثقوبة ال تضبط شٌباً ،لو جاءنً الؾ دٌنار لم أبٌتها " ( ٕ) ،وكان بٌت الشٌخ
محمود بن النعال ( ٖ)( ،تٙٓ9هـٕٕٔٔ/م) ،مكانا ً ٌجتمع فٌه الفقراء والمحتاجون وطلبة العلم
الرحالة ( ٗ) .
)ٔ) العمري ،شهاب الدٌن أحمد بن ٌحٌى ،مسالك األبصار فً ممالك األمصار ،تحقٌق كامل سلمان الجبوري،
د.ط ،دار الكتب العلمٌة(،بٌروت ،)ٔ97ٔ ،ج ،1صٕٓٔ . ٕٔٔ-
)ٕ) المصدر نفسه. ٕٔٔ/1 ،
)ٖ) الشٌخ محمود بن النعال :هو أبو الشكر محمود بن دثمان بن مكارم النعال البؽدادي االزجً الحنبلً ،الفقٌه
الوادظ الزاهد ،ولد فً بؽداد سنة(ٖٕ٘هـٕٔٔ9/م) ،وصحب الشٌخ دبد القادر الجٌلً ،كان فقٌها ً ومفسراً،
الصفدي ،الوافً بالوفٌات. ٖ7ٖ/ٕ ،
)ٗ) ابن رجب ،المصدر السابق ٙٗ/ٗ ،؛ ابن العماد الحنبلً ،المصدر السابق. 7ٔ/7 ،
)٘) سورة النساء ،اآلٌة. )ٙٙ( ،
) )ٙسورة هود ،اآلٌة. )ٕٔٓ(،
ٔٓ7
العرباض بن سارٌة إا مال " :مام فٌنا رسول هللا (صلى هللا دلٌه وسلم ) ،اات ٌوم فودظنا
مودظة بلٌؽة وجلت منها القلوب وارفت منها العٌون " ( ٔ) .
عد مجالس الودظ من أهم المظاهر االجتمادٌة التً مٌزت القرن السادس الهجري /الثانً وتُ ُّ
دشر مٌبلدي ،فقد كثرت مجالس الودظ والوداظ ببؽداد ،وتصدى من العلماء للودظ حتى صار
من الوداظ من هو لٌس أهبلً للودظٌ ،قول ابن الجوزي " :خسبت هال الصنادة فتعرض لها
الجهال ،فبعد دن الحضور دندهم الممٌزون من الناس ،وتعلق بهم العوام والنساء فلم ٌتشاؼلوا
بالعلم وامبلوا دلى القصص ،وما ٌُعجب الجهلة ،وتنودت البدع فً هاا الفن " ( ٕ) .
لقد ساددت الكثٌر من العوامل دلى ازدٌاد مجالس الودظ واإلمبال دلٌها ،ومن هال
األسباب اضطراب األوضاع السٌاسٌة نتٌجة التسلط األجنبً دلى جوانب الحٌاة العامة فً الك
العصر ( ٖ) ،وما ت رتب دلى الك من انعكاسات سلبٌة دلى وامع الحٌاة االجتمادٌة واالمتصادٌة
وشٌوع االنحرافات الفكرٌة ،وظهور النعرات الطابفٌة وتزاٌد الفتن الماهبٌة ( ٗ) ،كما شهدت هال
هال الفترة انتشار البدع واألهواء التً صارت تمارس أحٌانا ً فً الطرمات العامة بتشجٌع من
األمراء السبلجقة ( ٘) .
كل هال العوامل أسهمت فً زٌادة مجالس الودظ ،وازدٌاد حاجة الناس إلى االستماع لهال
المجالس ،كما دفعت تلك األسباب الفقهاء والعلماء إلى اتخاا الودظ الدٌنً وسٌلة للقٌام بواجبهم
الدٌنً تجال ما ٌجري من أحداث فً بؽداد فً تلك الحقبة ،ونتٌجة لالك فقد ادى الودظ دورٌن
مهمٌن ،تمثل الدور األول بالددم الساسً للخبلفة العباسٌة من خبلل الددوة إلى الجهاد،
ومقاومة المحتل ،ومساندة الخبلفة وتقوٌتها تجال المحتل األجنبً ( ،)ٙأما الدور الثانً فتمثل
بإسهام هال المجالس بالنهضة الفكرٌة التً شهدتها بؽداد فً تلك الفترة ( . )7
ودلى الرؼم مما اكرنا من نتابج إٌجابٌة للودظ ،إال أن هناك نتابج سلبٌة لهال المجالس
كانت سببا ً فً إصدار الخبلفة أوامر بمنع مجالس الودظ ،فقد كانت هال المجالس سببا ً فً
حصول الكثٌر من التصادمات الماهبٌة ،كما انتشرت البدع دن طرٌق بعض مجالس الودظ
مما دفع بالخبلفة إلى منع مجالس الودظ أو تحدٌدها ،ومن الك ما حدث سنة
(ٕ٘٘هـٔٔ٘7/م) ،أُاِ َن للوداظ بالجلوس بعد أن منعوا مرابة السنتٌن ،بعد اشتداد التناحر
الماهبً بٌن أصحاب تلك المجالس ( ،)1وفً سنة (ٕ٘7هـٔٔ7ٙ/م) ،صدر أمر بمنع مجالس
الودظ إال ثبلثة وداظ ،وهم ابن الجوزي من الحنابلة ،والقزوٌنً من الشافعٌة ،وصهر العبادي
)ٔ) ابن ماجه ،ابو دبدهللا محمد بن ٌزٌد ،سنن ابن ماجه ،تحقٌق محمد فإاد دبد البامً ،د.ط ،دار احٌاء الكتب
العربٌة (،د.م ،د.ت) ،جٔ ،ص٘ٔ .
)ٕ) تلبٌس إبلٌس ،صٔٔٔ ؛ الراجحً ،المرجع السابق ،ص . ٖٖ7
)ٖ) السامرابً ،خلٌل إبراهٌم وآخرون ،تارٌخ الدولة العربٌة اإلسبلمٌة فً العصر العباسً(ٕٖٔ ٙ٘ٙ-هـ- 7ٗ9/
ٕٔ٘1م) ،د.ط ،المإسسة اللبنانٌة األكادٌمٌة(،بٌروت ،)ٕٓٔٗ ،ص ٔٓٔ .
)ٗ) ابن الجوزي ،تلبٌس إبلٌس ،ص ٕٖ٘. ٕٗٓ ،
)٘) ابن األثٌر ،المصدر السابق. ٖٖٓ/9 ،
) )ٙالسٌوطً ،المصدر السابق ،ص . ٖٗ1
) )7الخطٌب البؽدادي ،المصدر السابق. 1ٗ/ٖ ،
) )1ابن الجوزي ،المنتظم. ٔ9ٙ/ٔ1 ،
ٔٓ1
( ٔ) ،من الحنفٌة ( ٕ) ،كما صدر مرسوم بمنع جمٌع الودظ فً بؽداد والك فً سنة (٘ٗٙهت/
ٕٔٗ7م) ( ٖ) .
إن ما اكرنال ٌوضح مدى تؤثر الناس بمجالس الودظ سلبا ً وإٌجاباً ،فكانت الخبلفة تشجع
تلك المجالس وتددمها دندما تكون بحاجة إلى الددم ،وتمنعها أو تحد منها ااا كانت سببا ً فً
وموع الفتن الماهبٌة .
كانت مجالس الودظ فً الك العصر تنقسم دلى مسمٌن ،مجالس خصصت لعامة الناس
اشتهرت هال المجالس بكثرة الحضور وبمختلؾ المستوٌات الفكرٌة والثقافٌة واالجتمادٌة،
وكان الهدؾ من ها ل المجالس التودٌة واإلرشاد واألمر بالمعروؾ والنهً دن المنكر ،ومن
هال المجالس مجلس الوادظ رزق هللا بن دبد الوهاب التمٌمً ،كان ٌجلس بجامع المنصور،
وبجامع القصر وٌجتمع دندل العوام من الناس ووجهاء البلدٌ ،ؤخاون منه النصابح ،وٌتلااون
بجمٌل ودظه ( ٗ) ،وكالك مجلس الشٌخ دبد القادر الجٌلً ،الاي دقد مجالس الودظ لمدة طوٌلة
من سنة (ٕٔ٘هـٕٔٔ7/م) إلى سنة (ٔ٘ٙهـٔٔٙ٘ /م) ،وكان الناس ٌحضرون مجالسه بؤدداد
كبٌرة ،فكان ٌحضر مجلسه معظم فبات المجتمع ،وٌتوب دندل الكثٌر من أهل الانوب ،وكان
الناس ٌكتبون ما ٌقوله من ودظ ( ٘) ،أما القسم الثانً من هال المجالس ،فكانت دلى شكل حلقات
حلقات الدراسة ٌحضرها طبلب العلم ،ومد تخرج من هال الحلقات ابرز الوداظ وأشهرهم وهو
ابن الجوزي الاي كان ٌحضر حلقة ابن الزاؼونً بجامع القصر ( ،)ٙكما أن الوادظ دبدالرحمن
دبدالرحمن بن دٌسى الٌزوري (تٗٓٙهـٕٔٓ7/م) ،أخا الودظ من حلقة ابن الجوزي التً
كان ٌعقدها بجامع القصر ( ، )7وهاا ٌإكد أن الودظ كان ٌدرّ س بحلقات دلمٌة دلى أٌدي وداظ
متخصصٌن ،لهم دراٌة ودلم فً هاا الشؤن .
وهناك صفات ٌجب أن ٌتحلى بها الوادظ حتى ٌكون ناجحا ً وٌإثر فً من ٌسمع كبلمه،
وابرز هال الصفات هً:
ٔ ٌ -نبؽً دلى ا لوادظ أن ٌكون ملما ً بكل العلوم ،ألنه ٌسؤل دن كل فن من فنون العلم وٌنبؽً
أن ٌكون مستعداً للجواب ،وٌروى أن دلٌا ً بن أبً طالب (رضً هللا دنه) مر بقاص فقال له" :
أتعرؾ الناسخ والمنسوخ ،فقال ال ،مال هلكت وأهلكت " ( . )1
)ٔ) صهر ا لعبادي هو مطب الدٌن ابو منصور المظفر بن اردشٌر العبادي ،الوادظ العالم الزاهد ،مدِم إلى بؽداد
سنة (ٓٗ٘هـٔٔٗ٘/م) ،رسوالً من السلطان سنجر ،وودظ ببؽداد فكان الناس ٌتسابقون إلى مجلسه ،البنداري،
الفتح بن دلً االصفهانً ،تارٌخ آل سلجوق ،د.ط ،دار األفاق الجدٌد (،بٌروت ،)ٔ971 ،ص ٔ91- ٔ97؛
ابن األثٌر ،المصدر السابق. ٖ1/9 ،
)ٕ) ابن الجوزي ،المنتظم. ٕ9٘ /ٔ1 ،
)ٖ) بن الفوطً ،الحوادث الجامعة ،ص ٕ٘1؛ الؽسانً ،المصدر السابق ،ص ٔ٘٘ .
)ٗ) ابن رجب ،المصدر السابق77/ٔ ،
)٘) المصدر نفسه ٕ9ٗ/ٔ ،؛ الصبلبً ،دلً محمد ،الدولة الزنكٌة ونجاح المشروع اإلسبلمً بقٌادة نور الدٌن
الدٌن محمود الشهٌد فً مقاومة التؽلؽل الباطنً والؽزو الصلٌبً ،طٔ ،دار المعرفة(،بٌروت ،)ٕٓٓ7،ص
٘. ٖٙ
) )ٙابن العماد الحنبلً ،المصدر السابق. 1ٔ/ٗ ،
) )7ابن رجب ،المصدر السابق. ٗٔ/ٕ ،
) )1ابن الجوزي ،الق صاص والماكرٌن ،ص ٔ. ٔ1
ٔٓ9
ٕ -حريٌّ بالوادظ أن ٌكون حافظا ً لحدٌث رسول هللا(صلى هللا دلٌه وسلم) دارفا ً بصحٌحه
وسقٌمه ومسندل ومقطوده ،وأن ٌكون دالما ً بالتوارٌخ وسٌر السلؾ ،وأن ٌكون صحٌح اللؽة
فصٌح اللسان ،وان ٌكون من أهل التقوى ،فبقدر التقوى ٌقع كبلمه فً القلوب فالمودظة ااا
خرجت من القلب الصادق ومعت فً القلب السامع ( ٔ) .
ٖ -أ ن ٌتجنب فضول العٌش وٌلبس متوسط الثٌاب لكً ٌكون مدوةٌ ،قول ابو الوفاء بن دقٌل" :
لكل موم زي ،فكما ال ٌحسن الؽناء إال من الجواري ،وال الؽزل إال من داشق ،وال النوح إال
من ثاكل ...فكالك ال ٌعمل الودظ إال من متقشؾ متزهد متورع " ( ٕ) .
ٗ ٌ -جب أن ٌمٌل الوادظ إلى التخوٌؾ أكثر من الترؼٌب ،والك بسبب ؼلبة الطمع دلى
القلوب ،واشتد التمسك بالدنٌا ،وضعؾ الخوؾ ،وال بؤس أن ٌستخدم بعض األبٌات التً تددوا
إلى التزهد ،الن من الشعر حكمة ( ٖ) .
٘ ٌ -نبؽً للوادظ أن ٌعتزل العوام لٌكون لكبلمه ومع وهٌبه فً النفوس ،وٌجب دلٌه ااا حضر
مج لس الوادظ نسوة ضرب بٌنهن وبٌن الرجال حجاب ،وٌجب ودظهن وتخوٌفهن من تضٌٌع
حق الزوج ،ونهٌهن دن التبرج والخروج ( ٗ) .
- ٙوٌجب دلى الوداظ أن ال ٌتطرمون إلى القول بؤن القرآن مخلوق ،وان صفات هللا تمر كما
جاءت ( ٘) .
- 7كما ٌنبؽً دلى الوادظ أن ٌوطد دبلمته مع المجتمع ،والك من خبلل زٌارته إلى أصحابه،
وٌجب أن ٌتفقد أحوال الناس من حوله حتى إن كانوا من ؼٌر مسلمٌن ،وٌجب أن ٌكون مطلعا ً
دلى أحوالهم ( . )ٙ
ولقد انتشرت مجالس الودظ فً بؽداد انتشاراً واسعا ً " فبل ٌكاد ٌخلو ٌوم من أٌام جمعاتهم
من وادظ ٌتكلم فٌه " ( ،)7ولم تكن هال المجالس مقتصرة دلى المسلمٌن فقط بل كان ٌحضرها
الامٌون أٌضا ،كما أن تلك المجالس لم تقتصر دلى ماهب واحد فقط ،فكان ٌحضرها جمٌع
المااهب السنٌة منها والشٌعٌة ،وهاا ٌعكس حرٌة الفكر وسعة األفق فً الك العصر ( . )1
ومن ابرز مجالس الودظ فً الك العصر هو مجلس دبد القادر الجٌلً الاي أسلم دلى ٌدل
ددد كبٌر من الٌهود والنصارى ( ، )9ودلى الرؼم من انشؽال الشٌخ بالتدرٌس إال أنه لم ٌنقطع
)ٔ) المصدر نفسه ،ص ٕ1؛ مقدسً ،نشؤة الكلٌات ،ص . ٖٖ7
)ٕ) ابن الجوزي،المصدر نفسه ،ص ٗ. ٔ1٘- ٔ1
)ٖ) المصدر نفسه ،ص٘. ٖٙ
)ٗ) المصدر نفسه ،ص ٕٗٔ .
)٘) المصدر نفسه ،ص ٕٗٔ .
) )ٙالمصدر نفسه ،ص ٗ٘ٔ .
) )7ابن جبٌر ،المصدر السابق ،ص ٔ. ٔ9
) )1مقلٌة ،نادٌة بنت دبد الصمد بن دبد الكرٌم ،دور العلماء فً الحٌاة العامة فً العراق خبلل العصر
السلجومً ٘9ٓ- ٗٗ7هـٔٔ9ٖ- ٔٓ٘٘/م ،أطروحة دكتورال(ؼٌر منشورل) ،كلٌة الشرٌعة والدراسات
اإلسبلمٌة ،جامعة أم القرى ،)ٕٓٔٗ(،ص . ٔٓ7
) )9ابن العماد الحنبلً ،المصدر السابق. ٔ91/ٗ،
ٓٔٔ
دن مجالس الودظ العامة ،والتً كان ٌهدؾ منها إلى إٌصال صوته إلى دامة الناس ،وكانت
موادظه وخطبه مطابقة ألحداث دصرل ،فكان ٌتناول شإونهم وما هم فٌه من دلل وأسقام،
فكان ٌطٌب ملوبهم بخطبه ،وكانت هال الموادظ تجمع بٌن صولة الملوك ورمة الدداة ( ٔ) ،وكان
وكان لمجلس الشٌخ التؤثٌر العظٌم والنفع الكثٌر " لم تكن مجالس سٌدنا الشٌخ دبد القادر ...
تخلو ممن ٌسلم من الٌهود والنصارى ،وال ممن ٌتوب من مطاع الطرق وماتلً النفس ،وؼٌر
الك من الفساق ،وال ممن ٌرجع دن معتقد سًء " ( ٕ) ،ولم ٌكن تؤثٌرل دلى المسلمٌن بل تعدى
الك إلى أهل الكتاب من الٌهود والنصارى " ومد أسلم دلى ٌدي اكثر من خمسة آالؾ من الٌهود
والنصارى ،وتاب دلى ٌدي من العٌارٌن والمسالحة ،أكثر من مبة الؾ وهاا خٌر كثٌر " ( ٖ).
وصار مجلس ودظه من أشهر المجالس فقد تنودت موادظه حتى شملت كل ما ٌُقرب إلى
ربه ،وٌبعدل دن المعاصً ،وضرورة اؼتنام الحٌاة مبل زوالها أي الحرص دلى التوبة مبل
فوات األوان ،واستعمل الجٌلً (لؽة المتضادات) فً صٌؽة أوامر هً بمثابة النصابح ،كما فً
موله " ٌا موم ابنوا ما نقضتم ،اؼسلوا ما نجستم ،اصلحوا ما أفسدتم ،صفوا ما كدرتم ،ردوا ما
أخاتم ،ارجعوا إلى موالكم دز وجل " ( ٗ) ،وكان الشٌخ ٌحار من الكسل والؽفلة من دبادة هللا،
ألنها تقود إلى الهبلك ،وكان ٌنبه إلى ضرورة الحٌاء من هللا ألنه طرٌق التوبة ،وأكد ضرورة
االفتقار إلى هللا وأهمٌة ددابه ( ٘) ،وحث الجٌلً الناس دلى ضرورة التعرؾ دلى هللا وشؽل
القلب به واإلمبال دلى طادته ،وبٌن أن الحرص دلى الدنٌا وملااتها ٌبعد المرء دن خشٌة
خالقه ،وٌجب أن ٌعرؾ األنسان أن هللا سبحانه مدر كل شًء وكفل لئلنسان رزمه ودمرل ،ومن
د بارات الجٌلً التحاٌرٌة فً هاا المجال موله " :وٌحك الرزق مقسوم ال ٌزٌد وال ٌنقص وال
ٌتقدم وال ٌتؤخر ،أنت شاك فً ضمان الحق دز وجل حرٌص دلى طلب ما لم ٌقسم لك " ( . )ٙ
ولقد تطرق الجٌلً فً موادظه إلى ضرورة أن ٌعمل اإلنسان دلى أداء األوامر واجتناب
النواهً ،و هاا ٌحتاج إلى الصبر دلى االبتبلء والتضرع إلى هللا والتالل بٌن ٌدٌه حتى ٌعٌنه
دلى الطادة ،وكانت موادظه تتسم باأللفاظ البلٌؽة التً كانت تهز النفوس وتستجٌب لها القلوب
وٌقتنع السامع بودظه ،أما لؽته فكانت تلٌن تارة وتشتد تارة أخرى تبعا ً للمقام الاي ٌتحدث دنه.
إن ما اكرنال ٌعكس مدى مدرة الشٌخ دبد القادر الجٌلً دلى التؤثٌر واإلمناع ،والك واضح
فً مدرته دلى نشر اإلسبلم بٌن الٌهود والنصارى ،كالك فً خطبه وموادظه التً تهدؾ إلى
إصبلح المجتمع ،وددوة الكثٌرٌن ممن ضلوا دن الطرٌق المستقٌم إلى جادة الحق بالتوبة
والتخلً دن آرابهم وأفكارهم المخالفة للشرع .
)ٔ) الندوي ،اب و الحسن دلً الحسٌنً ،رجال الفكر والددوة فً اإلسبلم ،طٖ ،دار ابن كثٌر(،بٌروت،)ٕٓٓ7 ،
ص ٖٖٔ .
)ٕ) التادفً ،محمد بن ٌحٌى ،مبلبد الجوهر فً منامب دبد القادر ،ط ٖ ،مطبعة مصطفى البابً الحلبً وأوالدل(،
وأوالدل (،مصر ،)ٔ9٘ٙ ،ص ٕٕ .
)ٖ) التادفً ،المصدر السابق ،ص ٕٕ .
)ٗ) الجٌ لً ،ابو محمد دبد القادر ،الفتح الربانً والفٌض الرحمانً ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة(،بٌروت،
ٖٓٗٔهـ) ،ص . ٔ9
)٘) المصدر نفسه ،ص . ٔ9
) )ٙالمصدر نفسه ،ص . ٙ1
ٔٔٔ
ومن مجالس الودظ المشهورة مجلس ودظ ابن الجوزي الاي كان ٌعقد فً مناطق ددة من
بؽداد ،وكانت بداٌة ابن الجوزي فً سن مبكرل فلما توفً ابن الزاؼونً (تٕ٘7هـٖٔٔٔ/م)،
طلب ابن الجوزي حلقته فلم ٌحصل دلٌها لصؽر سنه ،ثم َمدم بٌن ٌدي الوزٌر فؤورد فصبلً فً
الودظ ،فؤان له الوزٌر بالجلوس فً جامع المنصور ( ٔ) ،ومد وصفه ابن جبٌر " بؤنه فارس
حلبة هال الصنادة والمشهور له بالسبق الكرٌم فً الببلؼة والبرادة ومالك أزمة الكبلم فً
النظر والنثر ،وكؤنه ٌصدع بسر البٌان " ( ٕ) ،وكانت موادظ ابن الجوزي مناسبة لٌعلن التاببون
توبتهم فٌزداد الخشوع وتكثر الدموع لما فً هال الخطبة من دبر وترؼٌب وترهٌب ولم ٌكن
مجلسه مقتصراً دلى العامة من الناس بل أن الخلٌفة والوزٌر وكبار العلماء مد حضروا مجلسه
( ٖ) ،وكانوا ٌحرصون دلى حضورل واالستماع لموادظه ،لحسن خطبه وودظه وطرٌقة إلقابه
،وكان مجلسه دامراً بالحضور ،إا كان ٌحضرل العدد الكبٌر لسماع ودظه الاي كان ٌتناول
فٌه مواضٌع شتى فً أركان الشرٌعة اإلسبلمٌة منها العبادات والزهد والتاكٌر والنصح
والترؼٌب فً العلم واألمر بالمعروؾ والنهً دن المنكر ( ٗ) .
وكان ابن جبٌر مد حضر احد مجالس ودظه فوصفها ماببلً " :ثم أتى بعد أن فرغ من
خطبته برمابق من الودظ وآٌات بٌنات من الاكر طارت لها القلوب اشتٌاما ً ،واابت منها النفوس
اختراما ً ،إلى أن دبل الضجٌج ،وتردد بشهقاته النشٌج ،وأدلن التاببون توبتهم بالصٌاح ،
وتسامطوا دلٌه تسامط الفراش دلى المصباح " ( ٘) .
وٌصؾ ابن جبٌر مجلسا ً آخر من مجالس ودظه فٌقول " :فبكرنا لمشاهدته بهاا المجلس
الماكور ،ومعدنا إلى أن وصل هاا الحبر المتكلم فصعد المنبر وأرخى طلٌسانه دلى رأسه
تواضعا ً لحرمة المكان ،ومد تسطر القراء أمامه دلى كراسً موضوده فابتدروا القراءة دلى
الترتٌب ...وبادرت العٌون بؤرسال الدموع ...ثم سلك سبٌله فً الودظ كل الك بدٌهة ال رإٌة
،وٌصل كبلمه فً الك باآلٌات المقروءات دلى النسق مرة أخرى فؤرسلت وابلها العٌون
وأبدت النفوس سر شومها المكنون ،وتطارح الناس دلٌه بانوبهم معترفٌن وبالتوبة معلنٌن ...
ثم فً أثناء مجلسه ٌنشد بؤشعار من النسٌب مبرحه التشوٌق برٌعة الترمٌق ،" ...وكان آخر ما
انشدل من الك :
وأٌن َملبً فما صحا بعد
َ أٌن فإادي أااب ُه الوج ُد
َ
( )ٙ
َ
فدٌت ٌا سعد باهلل مُل لً اكرهمُ
ٌا َسعد زدنً جُ وى بِ ِ
ودلى الرؼم من أن دمدة مادة الودظ هو القرآن الكرٌم والسنة النبوٌة إال أنهم كانوا
ٌستعملون الشعر فً موادظهم والك من أ جل إٌصال موادظهم إلى الجماهٌر ،لالك نجد فً
ٕٔٔ
كتاب من كتب ابن الجوزي ( ٔ) ،ما ٌقارب الثبلثة آالؾ بٌت من الشعر استشهد بها فً الودظ،
مال فً احدى موادظه:
أَ ْنت فًِ دَ ار شتات ...فتؤهب لشتاتك
الد ْن ٌَا َك ٌَ ْوم ...صمته َدن شهواتك
اجعل ُّ
َو َ
( ٕ)
َولٌكن فطرك دِ ْند ...هللا فًِ ٌَ ْوم وفاتك
ومما الشك فٌه إ ن ؼزارة دلم ابن الجوزي وفصاحته وطرٌقة القابه هً التً أهلته لكً ٌحظى
بهال الشهرة بوصفه أحد الوداظ القادرٌن دلى التؤثٌر بالناس وأثارل مشادرهم الدٌنٌة،
وتخوٌفهم من الانوب والمعاصً ،وٌحارهم من حب الدنٌا وطول األمل فكان ٌقولٌ " :ا من
أنفاسه محفوظه وأدماله ملحوظه أ ٌنفق العمر النفٌس فً نٌل الهوى الخسٌس " ( ٖ) .
ومن العلماء الوداظ الفقٌه الحنبلً الحسن بن محمد الحسن األوانً (ت ٘ٗٙهـٔٔ٘ٔ/م)،
كان ٌعقد مجلس ودظه بجامع المنصور وكان من المتقدمٌن وكان له القبول الحسن دند العامة
والخاصة ( ٗ) ،وكان الفقٌه العالم دلً بن إبراهٌم بن نجا الحنبلً (ت ٘99هـٕٕٔٓ/م) ،كان
ٌعظ بجامع المنصور ،وكان ٌجتمع دندل األكابر من الفقهاء ،ودبل صٌته بسبب طرٌقته بالودظ
( ٘) ،وكان مجلس ودظ دبد المنعم بن دلً (تٔٓٙهـٕٔٓٗ/م) ،من المجالس المشهورة فكان
ٌحضرل الخطباء والعلماء واألدباء للتعلم منه واالستماع إلٌه ،ومد حصل له القبول التام دند
دامة الناس ( ، )ٙوكان للعالم نصر بن دبد الرزاق بن دبد القادر الجٌلً مجالس ودظ ،وكان له
مبول تام دند الناس وٌحضر مجلسه خلق كثٌر ،حتى بنٌت له دكة فً جامع القصر ( ،)7كما كان
كان للعالم جمال الدٌن ٌوسؾ ابن الجوزي مجالس ودظ فً بؽداد ومصر ،ومد برع وأجاد
وتؤثر الناس بموادظه ( . )1
ومد تعددت األماكن التً كان ٌعقد فٌها العلماء مجالس ودظهم ،وكانت المساجد أبرز
األماكن لٌلقً فٌها الوداظ ودظهم ،سواء أكانت هال المساجد خاصة بالعلماء أم أنها مساجد
دامة كجامع القصر والمنصور ،وبعد ظهور المدارس أصبح الوداظ ٌلقون موادظهم فً
مدارسهم ،كما كان بعضهم ٌعقد مجلسه فً الربط وبعضهم ٌعظ فً األسواق العامة ،إا ٌتواجد
ددد كبٌر من الناس بمختلؾ طبقاتهم ،وكان الودظ فً األسواق ٌركز دلى األمر بالمعروؾ
والنهً دن المنكر وتجنب الؽش واالحتكار ،كما كان بعضهم ٌعظ فً المقابر والترب ،فكان
)ٔ) ابن الجوزي ،جمال الدٌن أبو الفرج دبد الرحمن بن دلً ،المدهش ،تحقٌق مروان مبانً ،طٕ ،دار الكتب
العلمٌة(،بٌروت ،)ٔ91٘،صٕٓٗ .
)ٕ) المصدر نفسه ،ص ٕٓٗ .
)ٖ)المصدر نفسه ،ص ٕٓٗ .
)ٗ) ابن العماد الحنبلً ،المصدر السابق. ٖٔٗ/ٗ ،
)٘) سبط ابن الجوزي ،المصدر السابق. ٘٘ٔ/1 ،
))ٙالمصدر نفسه. ٘٘ٔ/1 ،
) )7الاهبً ،تارٌخ اإلسبلمً ٔ7ٗ/ٗٙ ،؛ابن كثٌر ،المصدر السابق. ٕٔٙ/ٖٔ ،
) )1ابن رجب ،المصدر السابق ٕ9/ٗ ،؛ الٌونٌنً ،المصدر السابق. ٖٔٓ/ٔ ،
ٖٔٔ
الوادظ رزق هللا بن دبد الوهاب ٌعقد مجالس ودظه فً مقبرة اإلمام أحمد بن حنبل ( ٔ) ،كما
كان ابن الجوزي ٌعقد مجلسه دند تربة أم الخلٌفة الناصر ( ٕ) .
لقد كان لعلماء الحنابلة إسهام ودور مإثر فً الودظ دلى المجتمع البؽدادي ،اا كانت هناك
ظروؾ امتصادٌة وسٌاسٌة واجتمادٌة صعبة ٌعانً منها الناس ،ولدت لدٌهم ملقا ً واضطرابا ً
نفسٌاً ،وألجل تجاوز هال الظروؾ وإراحة تلك النفوس اندفع الناس إلى حضور مجالس الودظ،
فكان هإالء العلماء ٌزداد ظهورهم كلما ازدادت النكبات االمتصادٌة والسٌاسٌة واالجتمادٌة،
وبالمقابل كان المجتمع البؽدادي حرٌصا ً دلى متابعة هال المجالس التً صارت متنفسا ً للناس
( ٖ) ،وتتفاوت أدداد الحاضرٌن لهال المجالس بمدى تؤثٌر هإالء الوداظ دلى مشادر الناس،
وكلما كان الوداظ ٌملكون ثقافة دٌنٌة متنودة وأسلوب خطابً مإثرٌ ،زداد الوادظ شهرة بٌن
النا س ،فتزداد شعبٌته وٌتؤثر الناس بكبلمه ،فؤصبح للوداظ دور بارز فً المجتمع البؽدادي،
وٌمكن أن نطلق دلى تللك الحقبة ( بعصر الوداظ ) ( ٗ) .
ٌبدو مما تقدم أن دلماء الحنابلة كانت لهم جهود كبٌرة فً ودظ الناس وإرشادهم ،وأدو
أدواراً بارزاً فً حماٌة المجتمع من الفساد ،ودملوا دلى إصبلح المجتمع وتوحٌدل ،فضبلً دن
ددم الخبلفة العباسٌة سٌاسٌا ً من أجل التخلص من السٌطرة األجنبٌة .
ٗٔٔ
ك ُىم ال ِِ ِ
حو َن" ( ٔ) ،كما حث الرسول "
ْم ْفل ُ أَُّمةٌ يَ ْدعُو َن إلى الْ َخ ْي ِر َويَأ ُْم ُرو َن بِال َْم ْع ُروف َويَ ْن َه ْو َن َع ِن ال ُ
ْم ْن َك ِر َوأُولَئ َ ُ ُ
صلى هللا دلٌه وسلم " ،فً الكثٌر من األحادٌث دلى ضرورة القٌام بهال المهمة ،ومن الك ما
روال مسلم فً صحٌحه دن أبً سعٌد الخدري " رضً هللا دنه " ،أنه مال ، :سمعت رسول هللا
" صلى هللا دلٌه وسلم " ٌ ،قول " :من رأى منكم منكراً فلٌؽٌرل بٌدل ،فإن لم ٌستطع فبلسانه ،
فؤن لم ٌستطع فبقلبه والك أضعؾ األٌمان " ( ٕ) ،وخرج مسلم أٌضا ً من حدٌث ابن مسعود "
رضً هللا دنه " ،دن النبً " صلى هللا دلٌه وسلم " ،مال " :ما من نبً بعثه هللا فً أمة مبلً
إال كان له من أمته حوارٌون وأصحاب ٌؤخاون بسنتة وٌقتدون بؤمرل ،ثم أنها تخلؾ من بعدهم
خلوؾ ٌقولون ما ال ٌفعلون ،وٌفعلون ما ال ٌإمرون ،فمن جاهدهم بٌدل فهو مإمن ،ومن
جاهدهم بلسانه فهو مإمن ،ومن جاهدهم بقلبه فهو مإمن ،ولٌس وراء الك من األٌمان حبة
خردل " ( ٖ).
وهناك شروط ددٌدل ٌجب أن تتوفر فً من أراد أن ٌنبري لهاا األمر ،ومن اهم هال الشروط
ما ٌؤتً - :
ٔ ٌ -جب أن ٌكون مسلما ً حراً بالؽا ً دامبلً مادراً دلى األمر بالمعروؾ والنهً دن المنكر ( ٗ) .
ٕ -أن ٌكون اا رأي وصرامه وخشونة فً الدٌن ،دارفا ً بؤحكام الشرٌعة لٌعلم ما ٌؤمر به
وٌنهى دنه ،فإن الحسن ما حسنه الشرع والقبح ما مبحه الشرع ( ٘) .
ٖ ٌ -جب دلى اآلمر بالمعروؾ أن ٌقصد بقوله وفعله وجه هللا تعالى وطلب مرضاته خالص
النٌة ،لٌنشر هللا دلٌه رداء القبول والتوفٌق ،وٌقاؾ له فً القلوب مهابة وجبللة ومبادرة إلى
موله بالسمع والطادة ( . )ٙ
ٗ -ومن الشروط الواجب توفرها أٌضا أن ٌكون دفٌفا ً دن أموال الناس ،متوردا ً دن مبول
الهدٌة من المتعٌشٌن وأرباب الص نادات ،فإن الك محرم ،كما أنه ٌخل بهٌبته وآدابه ( . )7
٘ ٌ -جب أن ٌتسم بالرفق ولٌن القول وطبلمة الوجه ،وسهولة األخبلق دند أمر الناس ونهٌهم،
فؤن الك أبلػ فً استمالة القلوب وحصول المقصود ( . )1
اآلمر بالمعروؾ والناهً دن المنكر فقال:
ِ - ٙكما اكر ابن الحاج شروط ددة ٌجب توفرها فً
" أحدها أن ٌكون دارفا ً بالنهً وبالمنكر ألنه إن لم ٌكن دارفا ً بهما لم ٌصح له أمر وال نهً ،
أا ال ٌإمن أن ٌنهى دن المعروؾ وٌؤمر بالمنكر ،والثانً أن ٌؤمن أن ال ٌإدي أنكارل للمنكر
إلى منكر أكثر منه ...ألنه أاا لم ٌؤمن الك لم ٌجز له أمر وال نهً ،والثالث ،أن ٌعلم أو ٌؽلب
٘ٔٔ
دلى ظنه أن أنكارل المنكر مزٌل له وأن أمرل بالمعروؾ مإثر نافع ،ألنه أاا لم ٌؤمل الك وال
ؼلب دلى ظنه لم ٌجب دلٌه أمر وال نهً ،والشرطان األول والثانً مشترطان فً الجواز ،
والشرط الثالث مشترط بالوجوب ،فإاا ددم الشرط األول والثانً لم ٌجز أن ٌؤمر وال ٌنهى ،
( ٔ)
وإاا ددم الشرط الثالث ووجد الشرطان األول والثانً جاز له أن ٌؤمر وٌنهى "
ومن أشهر دلماء الحنابلة الاٌن كان لهم دور فً األمر بالمعروؾ والنهً دن المنكر أبو
جعفر دبد الخالق بن دٌسى بن أحمد الهاشمً(ت ٓٗ7هـٔٓ71/م) ،كان ااا بلؽه منكر دظ ُم
دلٌه جداً ،وكان شدٌداً دلى المبتددة ،لم تزل كلمته دالٌة دلٌهم إلى أن توفً ( ٕ) ،ومال دنه ابن
ابن مفلح " :كان مواالً بالحق ،ال ٌحابً أحداً ،وال تؤخال فً هللا لومة البم ،وكان شدٌد القول
واللسان دلى أهل البدع ،ولم تزل كلمته دالٌة دلٌهم وال ٌرد ٌدل دنهم احد ،وكان معظما ً دند
الخاصة والعامة ،زاهداً فً الدنٌا ،مابما ً فً أنكار المنكر ،مجتهداً فً الك " ( ٖ) .
كما كان أبو بكر أحمد بن دلً العلثً( ٖٓ٘هـٔٔٓ9/م) ،شدٌد ًا دلى أهل المنكرات ،كان
ابن العلثً ٌعمل فً صنعة الجص( ٗ) ،واالسفٌداج ( ٘) ،وكان ٌرفض دمل الصور والنقوش
وٌنهى الصناع دن الك ،وفً اات ٌوم دخل إلى دار احد السبلطٌن مكرها ً مع جملة من
الصناع ،وكان فً البٌت صور من االسفٌداج ،فقٌل :تعمل فً هاا البٌت فقال :نعم ،فلما خرجوا
دنه وظل بنفسه أخا الفؤس وكسر الصور ،فلما جاءل العرفاء ورأوا ما فعل استعظموا الك منه
ومٌل له :كٌؾ أمدمت دلى فعل الك فً دار السلطان ،ومد انفق ماالً دلى هال الصور ،فقال "
هاا منكر وهللا امر بكسرل واالن مد فعلت ما تعٌن دلً من األنكار " ولما وصل خبرل إلى
السلطان ،ودرؾ أنه رجل مشهور بالدٌانة دفى دنه ( . )ٙ
ومنهم أٌضا ً أبو سعد المعمر بن دلً بن المعمر ،كان ممن ٌؤمرون بالمعروؾ وٌنهون دن
المنكر ومن موامفة الدالة دلى الك انه خرج اات ٌوم فلقً مؽنٌة خرجت من دند أحد بٌوت
األتراك ،فامسك دودها ومطع أوتارل ( ، )7وأبو الفضل الدرزٌجانً ( ( )1ت٘ٓٙهـٕٔٔٔ/م) ،
،كان مواالً بالحق أماراً بالمعروؾ ال تؤخال فً هللا لومة البم ( . )9
وكان أبو الوفاء بن دقٌل ممن ال ٌؤخال فً الحق أحد وال ٌحابِ دلى حساب مبدبه ،ومد
اكر بهاا الخصوص " وتقلبت دلى الدول فما أخاتنً دولة سلطان وال دامة دما ادتقد أنه حق
" ( ٓٔ) ،كما أنه كان شدٌد اإلنكار دلى السبلطٌن وأرباب الدولة ااا ما رأى منهم منكراً
وتقصٌراً ،ومهما دلت منزلتهم ونفواهم ،فؤمر بالمعروؾ ونهى دن المنكر ،ألن هال األمور
ٔٔٙ
كانت من أهم واجباته تجال المنكرات التً تظهر من السلطة ،فضبلً دن أنه كان شدٌد الحرص
دلى إصبلح ما ٌمكن إصبلحه ،فاكر أن الباطنٌة افسدوا دقٌدة السلطان ملكشال فكتب إلٌه ابن
دقٌل وردل إلى معتقدل ( ٔ) ،كما أنه أنكر دلى الوزٌر دمٌد الدولة لما بنى سور بؽداد وما نتج
دن الك من ظهور فساد وانتشار المنكرات فً أثناء اشتؽال الناس بالبناء ،كالؽناء واختبلط
الرجال بالنساء ،فارسل رسالة إلى الوزٌر ٌقول فٌها " :ترى بؤي وجه تلقى محمد (صلى هللا
دلٌه وسلم) وأي حرمة تبقى لوجوهنا وأٌدٌنا وألسنتنا دند هللا ااا الجبال ساجدة " ،كما حارل من
خطورة مدح الشعراء له وإؼفاله دن الفساد والمعاصً والمنكرات ،فقال له " :والعامل من
درؾ نفسه وال ٌؽرل مدح من ال ٌخبرها " ( ٕ) .
كما كان البن الجوزي دور فً إ نكار المنكر سواءً فً مجالس الودظ أو من خبلل
مصنفاته ( ٖ) ،وكان ابن الجوزي شدٌداً دلى الؽناء وأهله والك بسبب كثرة انتشار مجالس الؽناء
الؽناء وإدراكه أن كثرت مبلزمة الناس لهال المجالس تإدي إلى البطالة والتسكع ،وفً هاا
ٌقول " :ادلم أن سماع الؽناء ٌجمع شٌبٌن أحدهما أ نه ٌلهً القلب دن التفكٌر فً دظمة هللا
سبحانه وتعالى :والثانً ٌمٌله إلى اللاات العاجلة " ،وٌقول أٌضاً " :إن الؽناء ٌخرج األنسان من
االدتدال وٌؽٌر العقل وبٌان هاا أن األنسان ااا طرب فعل ما ٌستقبحه فً حال صحته من
ؼٌرل ،من تحرٌك رأسه وتصفٌق ٌدٌه ودق األرض برجلٌه ،إلى ؼٌر الك " ( ٗ) .
وكان ابن الجوزي ٌتطرق فً مجالسه ألهل البدع والمنكرات السٌما فً أومات ظهورها
فكان ٌقول " :وظهر أموام ٌتكلمون بالبدع وٌتعصبون فً الماهب فؤداننً هللا دلٌهم وكانت
كلمتنا هً العلٌا " ( ٘) ،كما أنه أشار إلى ظاهرة خطٌرة تفوق خطورتها الؽناء وشرب الخمر،
وهً ظاهرة تعاطً الحشٌش ،والتً خصها بقوله " :ومد ابدلوا إزالة العقل بالخمر بشًء سمول
الحشٌش والمعجون " ( . )ٙ
ومن العادات السٌبة التً ظهرت فً هال الحقبة هً لبس الرجال للحرٌر ،فقد تصدى ابن
الجوزي لهال الظاهرة ،سواءً لعامة الناس أو خاصتهم( ،)7كما أنكر أبو دبدهللا محمد بن ٌحٌى
دلى الوزٌر الزٌنً لبسه للحرٌر والك دندما خلع دلٌه خلعة الوزارة ،فدخل دلٌه الناس مهنبٌن
ودخل دلٌه أبو دبدهللا ومال له " :هاا ٌوم دزاء ال ٌوم هناء ،فقٌل له :ولما؟ مال :الهناء دلى
لبس الحرٌر ؟ " ( . )1
ٔٔ7
وحارب العلماء راابل األخبلق والتً كانت لها تؤثٌراتها السلبٌة دلى المجتمع ،ومنها
الحسد بكل فروده وأشكاله ( ٔ) ،ونتٌجة لما تعرض له أهل هال الصفة الامٌمة من ضؽوط ،دمل
ابن الجوزي دلى تخفٌؾ الضؽوط دنهم بقوله " :رأٌت الناس ٌامون الحاسد وٌبالؽون،
وٌقولون ال ٌحسد إال شرٌرٌ ،عاد ي نعمة هللا ،وال ٌرضى بقضابه ،وٌبخل دلى أخٌه المسلم،
فنظرت فما رأٌت كما ٌقولون ،الك أن األنسان ال ٌحب أن ٌرتفع دلٌه أحد ،فإاا رأى صدٌقه مد
دلى دلٌه تؤثر هو ،ولم ٌحب أن ٌرتفع دلٌه ،وود أن لو لم ٌنل صدٌقه ما نال ،أو ٌنال هو ما
نال الك لببل ٌرتفع دلٌه " ( ٕ) ،ومن خبلل هاا النص ٌمكن القول :إن لٌس كل حسد هو تمنً
زوال النعمة دن صاحبها ،وإنما هناك حسد ٌتمنى صاحبه أن ٌصل إلى ما وصل إلٌه ؼٌرل
دون زوال نعمة اآلخرٌن .
ومد دمل دلماء الحنابلة دلى مواجهة العادات والتقالٌد التً كانت منتشرة فً الك العصر
ومنها ،االحتفا الت المبالػ فٌها باألدراس ،والمناسبات المختلفة ،كزواج الخلٌفة أو السلطان،
والتً كانت تعد من المناسبات العامة ،فكانت تعلق الزٌنات ببؽداد ،وتضرب الطبول وتخرج
العامة ،وكانت تصاحب هال االحتفاالت الكثٌر من المنكرات فضبلً دن تباٌر األموال ،كما
حدث فً زفاؾ بنت السلطان ملكشال دلى الخلٌفة المستظهر باهلل(ٗٓ٘هـٔٔٔٓ/م) ( ٖ) ،كالك
دندما تزوج السلطان مسعود من ابنة دمٌد الدولة ابن جهٌر سنة(ٕٖ٘هـٖٔٔ7/م) ،فقد أمر
السلطان بؤن تعلق الزٌنات ببؽداد سبعة أٌام ،كما ضربت الطبول ،فقال ابن الجوزي معلقا َ دلى
الك " :فظهر بالتعالٌق فساد دظٌم بضرب الطبول والزمور وشرب الخمور " ( ٗ) ،وفً سنة
(ٖٗ٘هـٖٔٔ9/م) ،ولدت زوجة السلطان مسعود ولداً ،فكثرت االحتفاالت فً بؽداد وظهرت
المنكرات ،واستمرت هال االحتفاالت ثمانٌة أٌام ،فقال ابن الكلواز " :إن أزلتم هاا وأال بتنا فً
الجوامع وشكونا إلى هللا تعالى " ،فؤزالوا التعلٌق( ٘) .
ٌتوان دلماء الحنابلة فً محاربتها هً
َ ومن المنكرات التً ظهرت فً هال الحقبة والتً لم
أٌمان الناس بالعرافٌن والمشعواٌن وتصدٌق أموالهم ،فقد شادت فً هال الفترة ظاهرت اهاب
الرجال والنساء إلى العرافٌن والمنجمٌن ،ومد مال ابن الجوزي دن هإالء " :ومما جروا فٌه
دلى العادات ادتمادهم دلى مول الكاهن والمنجم والعراؾ ،ومد شاع الك بٌن الناس ،واستمرت
به دادات األكابر ،فقل أن ترى أحداً منهم ٌسافر أو ٌفصل ثوباً ،أو ٌحتجم إال سؤل المنجم ودمل
بقوله ،وال تخلو دورهم من تقوٌم ،وكم من دار لٌس فٌه مصحؾ " ( ،)ٙومد وردت الكثٌر من
االحادٌث ( ، )7التً تحرم الاهاب إلى العرافٌن والسحرة والمنجمٌن ،والتً تؽلظ دقوبة إتٌان
الك ،وتحرمه أشد تحرٌم .
)ٔ) اكر الؽزالً أن الحسد من نتابج الحقد ،والحقد من نتا بج الؽضب ،فهو فرع فرده ،والؽضب أصله ،ثم أن
للحسد من الفروع الامٌمة ماال ٌكاد ٌحصى ،الؽزالً ،إحٌاء دلوم الدٌن. ٔ1ٙ / ٖ،
)ٕ) ابن الجوزي ،صٌد الخاطر ،ص ٖٖٗ .
)ٖ) ابن األثٌر ،المصدر السابق٘1٘/1 ،
)ٗ) المنتظم، ٖٕ1 /ٔ7 ،
)٘) المصدر نفسه. ٖ/ٔ1 ،
) )ٙتلبٌس إبلٌس ،ص ٕٖ٘ .
) )7دن أبً هرٌرة رضً هللا دنه أن النبً محمد صلى هللا دلٌه وسلم مال " :من أتى كاهنا ً أو درافا ً فصدمه بما
بما ٌقول فقد كفر بما انزل دلى محمد " ،ابن حنبل ،مسند أحمد . ٕٗ9 /ٕ ،
ٔٔ1
ومن العادات المنكرة التً كانت سابدة النواح دلى المٌت واللطم وتمزٌق الثٌاب ،وهً من
العادات المحرمة ،ومد اكر ابن الجوزي الك بقوله " :ومن داداتهم اللطم وتمزٌق الثٌاب
وخصوصا ً النساء " ( ٔ) ،كما أن بعض الناس ااا مات لهم مٌت دفنوا معه بعض حاجاته
وأؼراضه وأشٌاءل الخاصة ،وهً من العادات التً حرمها الشرع ،ألن فٌها إضادة األموال
وتباٌرها ( ٕ) ،ومن العادات المحرمة تخصٌص ٌوم محدد لزٌارة القبور وال ٌزور القبر إال فً
الك الٌوم ،فقد جرت العادة فً تلك الحقبة أن الناس ٌزورون القبور فً لٌلة النصؾ من شعبان،
ثم ٌومدون النار دند القبور ،وإاا أرادوا العودة أخاوا من تراب القبر للتبرك ،ومد تصدى ابن
هللا تعالى ( ٖ) .
ٌر ِ الجوزي لهال العادة ،وحار منها وحار من التوكل دلى ؼ ِ
كما انكر ابن الجوزي األدمال التً ٌقوم بها العٌارون من إرداب الناس وأخا أموالهم فقال:
ون بالفتٌان،
ُسم َ" ومن هاا الفن تلبٌسه -أي الشٌطان -دلى العٌارٌن فً أخا أموال الناس ،فؤنهم ٌ َ
وٌقولون الفتى ال ٌزنً وال ٌكاب ،وٌحفظ الحُرم ،وال ٌه تك ستر أمرال ،ومع هاا ال ٌتحاشون
من اخا أموال الناس ،وٌنسون تقلًّ األكباد دلى األموال ،وٌسمون طرٌقتهم الفتوّ ة " ( ٗ) .
كما أن ابن الجوزي كان شدٌد ًا حتى دلى أهل الاكر الاٌن ٌإاون النابم وٌإثرون دلى
المتعبد والمتهجد ،فٌقول " :إنهم ٌخلطون آاان الفجر بالتاكٌر والتسبٌح والموادظ ،وٌجعلون
األاان وسطا ً فٌختلط ،ومد كرل العلماء كل ما ٌضاؾ إلى األاان ،ومد رأٌنا من ٌقوم باللٌل كثٌراً
دلى المنارة فٌعظ وٌاكر ،ومنهم من ٌقرأ سوراً من القرآن بصوت مرتفع فٌمنع الناس من
نومهم وٌخلط دلى المتهجدٌن مراءتهم وكل الك من المنكرات " ( ٘) .
وكان هناك من دلماء الحنابلة من كان ٌطلق دلٌه الشحنة لما كان ٌقوم به من دور كبٌر فً
محاربة المفاسد والمنكرات ،فكان العالم الصالح الزاهد أبو البقاء محمود بن دثمان الحنبلً(ت
ٙٓ9هـ ٕٕٔٔ/م) ،من العلماء الاٌن ٌؤمرون بالمعروؾ وٌنهون دن المنكر ،إا دمل هو
وأصحابه دلى محاربة المفاسد والبدع وارامت الخمور ،وكانوا شدٌدٌن فً دٌن هللا تعالى ،فكان
ٌطلق دلى الشٌخ اسم شحنة الحنابلة ،لدورل الكبٌر فً إصبلح المجتمع ،وكالك لشدته وجرأته
فً الحق ( . )ٙ
ومد حرص العلماء الاٌن تولوا مناصب مهمة فً الدولة دلى إصبلح المجتمع ومحاربة
المنكرات التً انتشرت فً بؽداد ففً سنة (ٙٔٙهـٕٔٔ9/م) ،امر العالم محً الدٌن ٌوسؾ ابن
الجوزي بإزالة المنكرات والمفاسد ووسابل اللهو ؼٌر المباحة من بؽداد ،وأمر أن تهدم
المبلهً ،ومقاومة المفاسد التً كانت تإدي إلى فساد المجتمع ،لالك حرص العلماء دلى
محاربتها بشدة وبشتى الطرق ( . )7
ٔٔ9
ونتٌجة لما مام به الحنابلة من دور فً محاربة المفاسد والمنكرات ،وهو أمر أوجبه الدٌن
اإلسبلمً ،إال أنهم واجهوا الكثٌر من العقبات ،حتى صار لهم أدداء ٌتتبعونهم ،ومن الك ما
حصل البن الجوزي الاي صودرت كتبه وأمفلت دارل ونفً س نوات ددٌدل إلى واسط نتٌجة
لشدته دلى أهل المنكرات والمنجمٌن ( ٔ) ،كالك ما حصل لنصر بن دبد العزٌز الاي كان شدٌداً
دلى أهل المنكرات ،فؤُخرج من بؽداد وكادوا ٌضربونه لوال انهم خافوا من العامة الاٌن كانوا
ٌمٌلون إلٌه ( ٕ) ،إال أن الك لم ٌمنع دلماء الحنابلة من القٌام بواجبهم الدٌنً ،فقد دملوا من اجل
المحافظة دلى المجتمع من المنكرات التً انتشرت فً بؽداد ،لما لها من تؤثٌر سلبً ٌإدي إلى
تفتٌت وحدة المجتمع وضعؾ الوازع الدٌنً ،لالك ماوم دلماء الحنابلة هال المفسدات فً
بطرابق مختلفة .
وٌمكن أن نبلحظ تؽٌراً فً طرٌقة أ نكار المنكر دند الحنابلة خاصة فً المراحل األخٌرة
من دمر الخبلفة العباسٌة فً بؽداد ،وٌمكن أن نعزو الك ألسباب ددة لعل أهمها هو تخلص
الخبلفة من السٌطرة األجنبٌة ،وصبح القرار بٌد الخلفاء العباسٌٌن ،ومن ث َّم أصبحوا ٌإٌدون
الحنابلة فً إنكارهم للمنكر ،فكان الحناب لة ٌقومون بهاا األمر بصفة شبه رسمٌة ،وهاا ما ظهر
واضحا ً من خبلل التفوٌض الاي منح البن الجوزي لمحاربة أهل البدع والوموؾ بوجه
الحركات المناهضة لئلسبلم ( ٖ) ،وهاا األمر لم ٌكن موجوداً فً القرون األولى لظهور الحنابلة،
فعلى الرؼم من التشابه فً التوجهات الفكرٌة ب ٌن الخبلفة العباسٌة وبٌن الحنابلة فً تلك الحقبة
إال أن الك لم ٌشفع للحنابلة ولم ٌُعطِ هم الحق فً أنكار المنكر ،والك بسبب التسلط األجنبً،
وأن الخبلفة كانت مسلوبة الرأي ،فكان الحنابلة ٌنكرون المنكر ،إال أنهم كانوا ٌواجهون دقوبات
نتٌجة لالك ،ومنها المطاردة ومصادرة األموال والنفً خارج بؽداد .
ومن األسباب المهمة األخرى هو أن الحنابلة اصبحوا أكثر ادتداالً من الفترات السابقة،
ففً الومت الاي كان الحنابلة ٌرفضون تولً المناصب الدٌنٌة منها أو اإلدارٌة ،أصبح الحنابلة
فً الحقبة موضوع الدراسة ٌتولون المناصب ،حتى أن بعضها أصبح ٌتوالها األب ومن بعدل
أبناإل ( ٗ) ،وبالك أصبح الحنابلة ٌنكرون المنكر بصفة رسمٌة من خبلل وظٌفة المحتسب التً
توالها بعض دلماء الحنابلة إا إن من ٌتولى هال الوظٌفة ٌصبح المسإول دن إنكار المنكر
ومحاربته .
ومن األسباب األخرى هو انخفاض حدة التوترا ت الماهبٌة فً بؽداد خاصة فً دصر
الخلٌفة الناصر ومن جاء بعدل من الخلفاء ،فقد اتبع هإالء الخلفاء سٌاسة مركزٌة تمٌل للشدة
كما أن خلفاء هال الحقبة اتبعوا سٌاسة الحٌاد وددم المٌل إلى ماهب دون آخر ،كما أن بناء
المدرسة المستنصرٌة أسهم وبشكل ملحوظ فً تقلٌل التناحرات الماهبٌة .
الخاتمة
وبعد أن االنتهاء من إنجاز هال الرسالة العلمٌة بعون هللا وتوفٌقه ٌ ،مكن إبراز أهم
النتابج التً تم التوصل إلٌها دلى النحو االتً - :
ٔ -اهتمام الخبلفة العباسٌة فً الحفاظ دلى الدٌن اإلسبلمً من البدع واالستعانة بالمنهج
الحنبلً لمواجهة الحركات الباطنٌة واألفكار الهدامة ،فقد أصدر الخلٌفة القادر باهلل منشورل
العقابدي المعروؾ بـاالدتقاد القادري حاول من خبلله التوصل إلى مواسم مشتركة متفق
ٕٔٔ
دلٌها ألصول الدٌن اإلسبلمً ٌمكن الرجوع إلٌها دندما تتعرض العقٌدة اإلسبلمٌة لطارئ
أو بددة .فلهاا كان المنشور القادري مرجعا ً للفقهاء دندما ٌرٌدون مٌاس األمور التً
ٌختلفون دلٌها أو دندما ٌرٌدون من الخبلفة العباسٌة نصرتهم ضد مبتدع أو مخالؾ لعقٌدة
أهل السنة والجمادة .فكان االدتقاد القادري أول وثٌقة رسمٌة تصدر من الخبلفة اإلسبلمٌة
ت تعلق بشإون العقٌدة وأصولها ،وكان مرجعا ً لمن جاء بعد القادر للقضاء دلى الفتن
العقابدٌة .
ٕ -المساهمة الفادلة لعلماء الحنابلة فً القضاء دلى بعض الفتن التً ظهرت فً هال الحقبة
فً بؽداد ،من خبلل إرشاداتهم وتوجٌهاتهم وفتاواهم التً خففت من هال النزادات
واالحتقان الماهبً ،واسهموا فً وحدة المجتمع وتماسكه .
ٖ -دد َم دلماء الحنابلة مإسسة الخبلفة كونها تمثل الرمز الروحً لعامة المسلمٌن ،والك
من خبلل حضورهم مراسٌم تولً منصب الخبلفة وتولٌة العهد ألبناء الخلفاء ومباٌعتهم
وترجمت تلك العبلمة الطٌبة لعلماء الحنابلة مع الخبلفة العباسٌة ،من خبلل اإلسهامات
السٌاسٌة التً أسهم بها هإالء دلماء فً تلك الحقبة ،تمثلت فً مٌامهم برباسة الوفود إلى
البلدان اإلسبلمٌة ،و التً تنودت أهدافها فً اإلصبلح بٌن المتنازدٌن من حكام المسلمٌن
فً ببلد الشام ومصر من أجل توحٌد الصفوؾ ضد الصلٌبٌٌن .
ٗ -لم ٌكن دلماء الحنابلة بمعزل دن الوضع السٌاسً الاي تعٌشه الخبلفة العباسٌة وكانت
لهم ومفات جرٌبة ضد التسلط السلجومً ،والك من خبلل تقدٌم الموادظ لهم وددم تنفٌا
أوامرهم ومساندتهم للخبلفة ،وهاا منح العلماء مكانة وحرمة دند السبلطٌن السبلجقة،
وحتم د لٌهم مداراتهم وحضور مجالسهم وزٌارتهم إلى بٌوتهم وتقدٌم الهبات والهداٌا لهم .
٘ -دلى الرؼم مما درؾ دن الحنابلة من ملة أمبالهم دلى تولً المناصب لدى الخبلفة
وددم مداخلتهم للسلطة ،إال أن هال الحقبة شهدت حضوراً كبٌراً لعلماء الحنابلة فً
الوظابؾ الدٌنٌة والسلطانٌة ،ومع هاا فإ ن الك لم ٌزح دلماء الشافعٌة دن الصدارة فً
تولً المناصب اإلدارٌة دند الخبلفة ،ومد أوكلت للحنابلة وظابؾ كثٌرة فً مإسسات الدولة
المختلفة ،وتنودت الوظابؾ منها الدٌنٌة ومنها القضاء والحسبة ومشٌخة الشٌوخ والمظالم
والتركات الحشرٌة وشؽلوا وظابؾ سٌا سٌة مهمة كالوزارة التً تقلدها بعض العلماء كما
أن دلماء الحنابلة اسهموا بإدارة بعض الدواوٌن إلى جانب إسهام البعض منهم فً إدارة
بعض الوظابؾ السلطانٌة نحو وظٌفة ماضً القضاة وؼٌرها من الوظابؾ ،مما ٌدل دلى
مكانتهم فً الدولة والمجتمع .
- ٙأسهم دلماء الحنابلة ف ً مجال التؤلٌؾ والتصنٌؾ وفً فنون العلم المختلفة وحفظت لنا
المصادر التارٌخٌة واألدبٌة تراثا ً مشرما ً دن حجم المصنفات ال تً صنفها العلماء فً تلك
الحقبة التً أؼنت المكتبة العربٌة اإلسبلمٌة بالكثٌر من المإلفات .
ٕٕٔ
- 7إسهام دلماء الحنابلة فً الجانب اإلنسانً من خبلل إشرافهم دلى الوموؾ المتنودة فً
بؽداد ،مثل المساجد والمدارس والمكتبات والربط ودور العلم واألموال لتإدي دوراً فعاالً
فً مساددة الناس وإصبلح المجتمع .
- 1كما أسهم دلماء الحنابلة فً مجال التدرٌس ودملوا دلى إمامة مجالسهم العلمٌة فً
المساجد والمدارس والربط و حتى فً بٌوتهم الخاصة من اجل نشر العلم وخدمة المجتمع ،
كما نسخوا وصنفوا العدٌد من المصنفات لمختلؾ العلوم واحتفظوا بمكتبات دامرة فً
بٌوتهم ،كان لها األثر الكبٌر فً النهضة العلمٌة إلى جانب حفظهم لتراثنا العربً اإلسبلمً
.
- 9شارك دلماء الحنابلة فً حٌاة الناس وومفوا إلى جنبهم فً األزمات والظروؾ التً
واجهتهم ،ومدموا كل أنواع المساددة لهم من خبلل مضاء حوابجهم وإطعام الفقراء
والمساكٌن ،وتوفٌر السكن ألهل الحاجة وطلبة العلم القادمٌن إلى بؽداد .
ٓٔ -أسهم دلماء الحنابلة فً الحفاظ دلى وحدة المجتمع وتماسكه من خبلل مجالس الودظ
واإلرشاد التً انتشرت فً بؽداد وجاب العلماء الناس إلى تلك المجالس ،لما أبدال هإالء
العلماء من مقدرة فً كسبهم وتحقٌق مطالبهم وكانت مجالسهم زاخرة بالموادظ والنصابح
حفاظا ً دلى المجتمع من التفكك وأبعادل دن المفاسد .
ٔٔ -لم تشهد الحقبة موضوع البحث موامؾ معارضة من مبل دلماء الحنابلة ضد الخبلفة
العباسٌة وٌعزى الك الى أن العلماء استعاضوا دن معارضة الخبلفة باإلنكار دلى الخلفاء
وتوجٌههم للحق دبر الموادظ واإلرشاد والنصح وؼٌرها من الوسابل التً كان بعض
العلماء ٌبالونها للخلفاء
ٗٔ -ودلى الرؼم من الجهود الكبٌرة ال تً مدمها دلماء الحنابلة النتشال الخبلفة من دوامل
الضعؾ واالنهٌار إ ال أن األخطار الخارجٌة الكبٌرة التً هددت األمة والتً تزامنت مع
ضعؾ الخبلفة تجاوزت ما مدمه هإالء العلماء من جهود للحٌلولة دون انهٌار الخبلفة أمام
الزحؾ المؽولً.
ً
خدمة لدٌننا اإلسبلمً الحنٌؾ وتارٌخه المشرق ،فإن وفً الختام أمدم هاا الجهد المتواضع
ُ
كنت أخطؤت فمن نفسً وحسبً هللا الؽفور الرحٌم ،وإن كنت أصبت فمن هللا وأرجو فً
الك أجرل وثوابه ،وله الفضل والمنة إنه نعم المولى ونعم النصٌر ،وآخر ددوانا أن الحمد
هلل رب العالمٌن .
ٖٕٔ
ملحق رمم (ٔ)
هللا إِسْ َحاق بْن أَحْ َمد بْن م َُحمَّد بْن ؼانم العلثً ،إِلَى َدبْد الرَّ حْ َم ِن بْن الجوزي،
من دبٌد َّ
هللا وإٌال من االستكبار َدن مبول النصابح ،ووفقنا وإٌال إلتباع السلؾ الصالح ،وبصرنا حمانا َّ
بالستة السنٌة ،وال حرمنا االهتداء باللفظات النبوٌة ،وأداانا من االبتداع من الشرٌعة
هللا لنا الدٌن ،وأؼنانا َدن المحمدٌة .فبل حاجة ِإلَى َال َِكَ .ف َق ْد تركنا َدلَى بٌضاء نقٌة ،وأكمل َّ
هللا وسنة رسوله مقنع لكل من رؼب أَ ْو رهب ،ورزمنا َّ
هللا آراء المتنطعٌن ،ففً كتاب َّ
االدتقاد السلٌم ،وال حرمنا التوفٌقَ ،ف ِإ َاا حرمه العبد لَ ْم ٌنفع التعلٌم .ودرفنا أمدار نفوسنا،
وهدانا الصراط المستقٌم .وال حول وال موة إال باهلل العلً العظٌمَ ،و َف ْو َق ُكل اي دلم دلٌم.
هللا سبحانه ،والصبلة َدلَى رسوله :فبل ٌخفى أن الدٌن النصٌحة ،خصوصا للمولى وبعد حمد َّ
ٕٗٔ
الكرٌم ،والرب الرحٌم .فكم َم ْد زل ملم ،ودثر مدم ،وزلق متكلم ،وال ٌحٌطون ِب ِه دلماَ .ما َل:
هللا ِب َؽٌ ِْر دِ لْم َوال هُدىً َوال كتاب مُنٌر ".
اس َمنْ ٌُجادلُ فًِ َّ ِ دز من مابل " " ،ومِ َن ال َّن ِ
وأنت ٌا َدبْد الرَّ حْ َم ِنَ ،ف َما ٌزال ٌبلػ دنك وٌسمع منك ،وٌشاهد فًِ كتبك المسمودة
ان مبلك من الْ ُعلَ َماء بالخطؤ ،ادتقادا منك :أنك تصدع بالحق من دلٌك ،تاكر كثٌرا مِمَّ ن َك َ
هللا ،وإما لتركٌب حجة ؼٌر محاباة ،وال بد من الجرٌان فًِ مٌدان النصح :إِمَّا لتنتفع إِن هداك َّ
هللا دلٌك .وٌحار ال َّناس مولك الفاسد ،وال ٌؽرك كثرة إطبلدك َدلَى العلوم .فرب مبلَّػ أودى َّ
بؤدلم من الرسول، ِ َ
فلست من سامع ،ورب حامل فقه ال فقه لَهُ ،ورب بحر َكدر ونهر صاؾ،
إا َما َل لَ ُه اإلمام د َُمر " :أتصلً َدلَى ابْن أَ ِبً؟ أنزل الْقُرْ آن " َوال تصلِّ َدلى أَ َحد مِ ْنه ْم " ولو
ان ال ٌنكر من مل دلمه َدلَى من كثر دلمه ِإ َاا لتعطل األمر بالمعروؾ ،وصرنا كبنً َك َ
ُنكر َف َعلُولُ " َ ،بل ٌنكر المفضول َدلَى إسرابٌل إا َما َل َت َعالَى " :كانوُ ا الَ ٌَ َت َناه ُْو َن َدنْ م َ
الفاضل وٌنكر الفاجر َدلَى الولًَ ،دلَى تقدٌر معرفة الولً .وإال فابن التنقا لٌطلب وابن
السمندل ،لٌجلب ِ -إلَى أَن مال :وادلم أَ َّن ُه َم ْد كثر النكٌر دلٌك من الْ ُعلَ َماء والفضبلء،
هاء مقالتك ،وحكوا دنك أنك واألخٌار فًِ اآلفاق بمقالتك الفاسدة فًِ الصفاتَ .و َم ْد أبانوا َو َ
ُ
أبٌت النصٌحة ،فعندك من األموال الَّتًِ ال تلٌق بالسنة َما ٌضٌق الومت َدن اكرها ،فاكر
دنك :أنك اكرت فًِ المبلبكة المقربٌن ،الكرام الكاتبٌن ،فصبل زدمت أَ َّن ُه موادظَ ،وه َُو
هللا ُ َدلَ ٌْ ِه َو َسلَّ َم ،وكبلم السلؾ
صلَّى َّ هللا َتشقٌق وتفهٌق ،وتكلؾ بشع ،خبل أحادٌث َرسُول َّ ِ
الصالح الَّاِي ال ٌخالؾ سنة ،فعمدت وجعلتها مناظرة معهم .فمن أان لَك فًِ َال َِكَ .و ُه ْم
هللاَ .و َم ْد مرن شهادته بشهادتهم مبل أولى مستؽفرون للاٌن آمنوا ،وال ٌستكبرون َدن دبادة َّ
ان اآلدمً أفضل مِ ْنهُم أم ال ،فتلك مسالة أ ُ ْخ َرى. العلم َو َما َدلَ ٌْ َنا َك َ
فشردت تقولِ :إ َاا ثارت نار الحسد فمن ٌطفبها؟ َوفًِ الؽٌبة َما فٌِ َهاَ ،م َع َكبلم ؼث،
ألٌس منا فُبلن؟ ومنا فُبلن؟ ومنا األنبٌاء واألولٌاء من فعل َه َاا من السلؾ مبلك؟ ولو َما َل لَك
مابل من المبلبكة :ألٌس منكم فردون وهامان؟ ألٌس منكم من اددى الربوبٌة؟ فعمن أخات
هال األموال المحدثة ،والعبارات المزومة ،الَّتًِ ال طابل تحتها َو َم ْد شؽلت بها ال َّناس َد ِن
االشتؽال بالعلم ال َنافِع أح ُدهم َم ْد أنسى الْقُرْ آن َوه َُو ٌعٌد فضل المبلبكة ومناظرتهم ،وٌتكلم ِب ِه
فًِ اآلفاق فؤٌن الودظ والتاكٌر من هال األموال الشنٌعة البشعة.
ثُ َّم تعرضت لصفات الخالق َت َعالَى ،كؤنها صدرت ال من صدر سكن فٌِ ِه احتشام العلً
العظٌم ،وال أمبلها ملب ملًء بالهٌبة والتعظٌمَ ،بل من وامعات النفوس البهرجٌة الزٌوؾ.
وزدمت أَن طابفة من أهل السنة واألخٌار تلقوها َو َما فهموا .وحاشاهم من َال َِكَ .بل كفوا َد ِن
هللا َ -د ِن الجدال والخصام ،وال جهبل بطرق الْ َكبلم .وإنما الثرثرة والتشدق ،ال دجزا -بحمد َّ
أمسكوا َد ِن الخوض فًِ َال َِك َدن دلم ودراٌة ،ال َدن جهل ودماٌة.
والعجب مِمَّ ن ٌنتحل ماهب السلؾ ،وال ٌرى الخوض فًِ الْ َكبلم .ثُ َّم ٌقدم َدلَى تفسٌر َما
لَ ْم ٌرل أوالَ ،و ٌَقُولِ :إ َاا ملنا َك َاا أدى ِإلَى َك َاا ،وٌقٌس َما ثبت من صفات الخالق َدلَى َما لَ ْم
نهٌت َد ْنهُ .وكٌؾ تنقض دهدك ومولك بقول فُبلن وفبلن من ُ ٌثبت دندل .فهاا الَّاِي
المتؤخرٌن؟ فبل تشمت بنا المبتددة فٌقولون :تنسبوننا إِلَى البدع وأنتم أكثر بددا ً منا ،أفبل
تنظرون ِإلَى َم ْول من ادتقدتم سبلمة دقدل ،وتثبتون معرفته وفضله .كٌؾ أمول ما لم ٌقل،
فكٌؾ ٌَجُوز أَن تتبع المتكلمٌن فًِ آرابهم ،وتخوض َم َع الخابضٌن فٌما خاضوا فٌِهِ ،ثُ َّم تنكر
َدلٌَ ِْهمَ .ه َاا من العجب العجٌب .ولو أَن مخلوما وصؾ مخلوما مثله بصفات من َؼٌْر رإٌة
هللا سبحانه بشًء َما ومفتم َدلَى وال خبر صادق .لكان كاابا فًِ إخبارل .فكٌؾ تصفون َّ
صحتهَ ،بل بالظنون والوامعات ،وتنفون الصفات الَّتًِ رضٌها لنفسه ،وأخبر بها رسوله بنقل
الثقات األثباتٌ ،حتمل ،وٌحتمل.....
ٕ٘ٔ
وتددً أَن األَصْ َحاب خلطوا فًِ الصفاتَ ،ف َق ْد مبحت أَ ْك َثر مِ ْنهُمَ ،و َما وسعتك السنة .فاتق
هللا سبحانه .وال تتكلم فٌِ ِه برأٌك فهاا خبر ؼٌب ،ال ٌسمع إال من الرسول المعصومَ ،ف َق ْد َّ
اإلسْبلم.
ٌن نقلوها نقلوا شرابع ِ نصبتم حربا لؤلحادٌث الصحٌحةَ .والَّاِ َ
هللاَ ،م ْد حكى َد ْنهُ :أَ َّن ُه تاب بمحضر ...وصار شؽلك نقل األموال فحسب ،وابن دقٌل سامحه َّ
هللا باإلسبلم والسنة َ -فه َُو من دلماء ومته من مثل هال األموال ،بمدٌنة السَّبلم -دمرها َّ
بريء َ -دلَى َه َاا التقدٌر -مِمَّا ٌوجد بخطه ،أَ ْو ٌنسب إِلَ ٌْهِ ،من التؤوٌبلت ،واألموال المخالفة
للكتاب والسنة.
َ
وأنا وافدة ال َّناس َوال ُعلَ َماء والحفاظ إلٌك ،فإما أن تنتهً َدن هال المقاالت ،وتتوب التوبة ْ
اس أمرك ،وسٌروا َال َِك فًِ الببلد وبٌنوا وجه النصوحَ ،ك َما تاب ؼٌرك ،وإال كشفوا لِل َّن ِ
َ
األموال الؽثةَ ،و َه َاا أمر تُشُ ِور فٌِهِ ،ومضى بلٌلَ ،واألرْ ض ال تخلو من مابم هلل حجة،
والجرح ال شك مقدم َدلَى التعدٌل ،وهللا َدلَى َما نقول وكٌل ،ومد أدار من أنار.
وإاا تؤولت الصفات َدلَى اللؽة ،وسوؼته لنفسك ،وأبٌت النصٌحة ،فلٌس ه َُو ماهب
هللا روحه ،فبل ٌمكنك االنتساب ِإلَ ٌْ ِه ِب َه َاا ،فاختر لنفسك اإلمام الكبٌر أَحْ َمد بْن حنبل مدس َّ
ماهباِ ،إن مكنت من َال َِكَ ،و َما زال أَصْ َحابنا ٌجهرون بصرٌح الحق فًِ ُكل ومت ولو
هللا لومة البم ،وال ٌبالون بشنادة مشنع ،وال كاب كااب، ضُربوا بالسٌوؾ ،ال ٌخافون فًِ َّ
َولَهُ ْم من االسم العاب الهنً ،وتركهم الدنٌا وإدراضهم َد ْن َها اشتؽاال باآلخرةَ :ما ه َُو معلوم
معروؾ.
ولقد سودت وجوهنا ب مقالتك الفاسدة ،وانفرادك بنفسك ،كؤنك جبار من الجبابرة ،وال كرامة
لَك وال نعمى ،وال نمكنك من الجهر بمخالفة السنة ،ولو استقبل من الرأي َما استدبر :لَ ْم ٌحك
هللاَ ،و َما شاء فعل ،بٌننا وبٌنك كتاب َّ
هللا دنك َكبلم فًِ السهل ،وال فًِ الجبل ،ولكن مدر َّ
"ولَ ْم ٌقلِ :إلَى
هللا َوالرَّ سُول َ رُدولُ ِإلَى َّ ِ ازدْ تُم فًِ َشًْ ءً َف ُّ وسنة رسولهَ ،ما َل َّ
هللا َت َعالَى " :فإنْ َت َن َ
ابْن الجوزي.
ُ َّ
وترى ُكل من أنكر دلٌك نسبته إِلى الجهل ،ففضل هللا أوتٌته وحدك؟ وإاا َجهَّلت الناس
َّ َ
فمن ٌشهد لَك أنك دالم؟ ومن أجهل منك ،ح ٌث ال تصؽً ِإلَى نصٌحة ناصح؟ وتقول :من
ت ِإ َاا؟ فلقد استراح ٌن وصل العلم إلٌك َد ْنهُم ،من أَ ْن َ ان فُبلن .من األبمة الَّاِ َ ان فُبلن ،ومن َك ََك َ
من خاؾ مقام ربه ،وأحجم َد ِن الخوض فٌما ال ٌعلم ،لببل ٌندم.
هلل األمر من مبل وحسِّن القول والعملَ ،ف َق ْد مرب األجلِ َّ ِ ، فانتبه ٌا مسكٌن مبل المماتَ ،
ومن َبعْد ،وال حول وال موة إال باهلل العلً العظٌم
ٕٔٙ
(( ٌجب دلى اإلنسان أن ٌعلم أن هللا دز وجل وحدل (ال شرٌك له) (لم ٌلد ولم ٌولد .ولم ٌكن
له كفوا احد) (( لم ٌتخا ولداً ولم ٌكن له شرٌك فً الملك )) وهو أول لم ٌزل ،وآخر ال
ٌزال مادر دلى كل شًء ؼٌر داجز دن شًء (( إنما أمرل ااا أراد شٌبا ً أن ٌقول له كن
فٌكون )) ؼنً ؼٌر محتاج الى شًء ( ال اله إال هو الحً القٌوم ال تؤخال سنة وال نوم) ٌطعم
وال ٌطعم ال ٌستوحش من وحدل وٌؤنس بشًْ وهو الؽنً دن كل شًء ال تخلقه الدهور
األزمان ،وكٌؾ تؽٌرل الدهور واألزمان وهو خالق الدهور واألزمان واللٌل والنهار
والضوء والظلمة والسموات واألرض وما فٌها من أ نواع الخلق وال بر والبحر وما فٌهما وكل
شًء حً أو مٌت أو جماد ،كان ربنا وحدل ال شًء معه وال مكان ٌحوٌه فخلق كل شًء
بقدرته وخلق العرش ال لحاجته الٌه فاستوى دلٌه كٌؾ شاء وأراد ال استقرار راحة كما
ٌسترٌح الخلق وهو مدبر السموات واألرضٌن ومدبر ما فٌهما ومن فً البر والبحر وال مدبر
ؼٌرل وال حافظ سوال ٌرزمهم وٌمرضهم وٌعافٌهم وٌمٌتهم وٌحٌهم والخلق كلهم داجزون
والمبلبكة والنبٌون والمرسلون والخلق كلهم أجمعون وهو القادر بقدرة والعالم بعلم أزلً
ؼٌر مستفاد وهو السمٌع بسمع ،والمبصر ببصر ٌعرؾ صفتهما من نفسه ال ٌبلػ كنههما
أحد من خلقه ،متكلم بكبلم ال بالة مخلومة كالة المخلومٌن ،ال ٌوصؾ إال بما وصؾ به نفسه
ووصفه به نبٌه دلٌه السبلم ،وكل صفة وصؾ بها نفسه أو وصفه بها رسوله (صلى هللا
دلٌه وسلم) فهً صفة حقٌقٌة ال مجازٌة ،وٌعلم أن كبلم هللا تعالى ؼٌر مخلوق ،تكلم به
تكلٌما ً وانزله دلى رسوله (صلى هللا دلٌه وسلم) دلى لسان جبرٌل ،بعدما سمعه جبرٌل منه
فتبلل جبرٌل دلى محمد (صلى هللا دلٌه وسلم) وتبلل محمد دلى أصحابه وتبلل أصحابه دلى
األمة ولم ٌصر بتبلوة المخلومٌن مخلوما ألنه الك الكبلم بعٌنه الاي تكلم هللا به فهو ؼٌر
مخلوق ،فبكل حال متلواً ومحفوظا ً ومكتوبا ً ومسمودا ً ومن مال إنه مخلوق دلى حال من
األحوال فهو كافر حبلل الدم بعد أالستتابة منه ،وٌعلم أن األٌمان مول ودمل ،ونٌة ومول
باللسان ودمل باألركان والجوارح وتصدٌق به ٌزٌد وٌنقص ٌ ،زٌد بالطادة ،وٌنقص
بالمعصٌة ،وهو او أجزاء وشعب ،فؤرفع أجزابه ال إله إال هللا ،وأدناها إماطة األاى دن
الطرٌق ،والحٌاء شعبة من األٌمان والصبر من األٌمان بمنزلة الرأس من الجسد ،واألنسان
ال ٌدري كٌؾ هو مكتوب دند هللا ،وال بمااا ٌختم له ،فلالك ٌقول مإمن إن شاء هللا ،
وأرجو أ ن أكون مإمنا ً ،وال ٌضرل االستثناء والرجاء ،وال ٌكون بهما شاكا ً ،وال مرتابا ً ،
ألنه ٌرٌد بالك ما هو مؽٌب دنه دن أمر آخرته وخاتمته ،وكل شًء ٌتقرب به الى هللا
تعالى وٌعمل لخالص وجهه من أ نواع الطادات فرابضه وسننه وفضابله فهو كله من األٌمان
،منسوب إلٌه ،وال ٌكون لؤلٌمان نهاٌة أبد ًا ،ألنه ال نهاٌة للفضابل ،وال للمتبوع فً
الفرابض ابداً ،وٌجب أن ٌحب أصحاب النبً (ص لى هللا دلٌه وسلم) كلهم ،وٌعلم انهم خٌر
ٕٔ7
الخلق بعد رسول هللا (صلى هللا دلٌه وسلم) ،وان خٌرهم كلهم وافضلهم بعد رسول هللا
(صلى هللا دلٌه وسلم) :أبو بكر الصدٌق ،ثم دمر بن الخطاب ،ثم دثمان بن دفان ،ثم دلً
بن ابً طالب (رضً هللا دنهم) ،وٌشهد للعشرة بالجنة وٌترحم دلى أزواج رسول هللا
(صلى هللا دلٌه وسلم) .
(( ومن سب سٌدتنا دابشة (رضً هللا دنها) فبلحظ له فً اإلسبلم ،وال ٌقول فً
معاوٌة (رضً هللا دنه) إال خٌر ًا ،وال ٌدخل فً شًء شجر بٌنهم ،وٌترحم دلى جمادتهم،
مال تعالى (( :والاٌن جاإ من بعدهم ٌقولون ربنا اؼفر لنا وإلخواننا الاٌن سبقونا باإلٌمان
بل للاٌن آمنوا ربنا إنك رإوؾ رحٌم )) ومال فٌهم ( :ونزدنا ما فً وال تجعل فً ملوبنا ؼ ً
صدورهم من ؼل إخوانا ً دلى سرر متقابلٌن )).
وال ٌكفر بترك شًء من الفرابض ؼٌر الصبلة المكتوبة وحدها ،فإنه من تركها من
ؼٌر دار ،و هو صحٌح فارغ حتى ٌخرج ومت األخرى ،فهو كافر ،وان لم ٌجحدها لقوله
(صلى هللا دلٌه وسلم) (( بٌن العبد والكفر ترك الصبلة ،فمن تركها فقد كفر ،وال ٌزال
كافر ًا حتى ٌندم و ٌعٌدها ،فإن مات مبل أن ٌندم وٌعٌد ،أو ٌضمر أن ٌعٌد لم ٌصل دلٌه ،
وحشر مع فردون وهامان ومارون ،وأبً بن خلؾ )) ،وسابر األدمال ال ٌكفر بتركها
وإن كان ٌفسق حتى بجحدها ،ثم مال (( :هاا مول أهل السنة والجمادة ،الاي من تمسك به
كان دلى الحق المبٌن ودلى منهاج الدٌن والطرٌق المستقٌم ،ورجا به النجاة من النار
ودخول الجنة إن شاء هللا تعالى ،ومال النبً (صلى هللا دلٌه وسلم) (( :الدٌن النصٌحة ،مٌل
:لمن ٌا رسول هللا ؟ مال :هلل ولكتابه ولرسوله ،وألبمة المسلمٌن ،ولعامتهم )) ،ومال دلٌه
السبلم (( :أٌما دبد جاءته مودظة من هللا تعالى فً دٌنه فإنها نعمة من هللا سٌقت إلٌه ،فإن
مبلها ٌشكر ،وإال كانت حجة دلٌه من هللا لٌزداد بها إثما ً ،وٌزاد بها من هللا سخطا ً )) ،
جعلنا هللا آلالبه من الشاكرٌن ،ولنعمابه ااكرٌن ،وبالسنة معتصمٌن ،وؼفر لنا ولجمٌع
المسلمٌن )) .
ٕٔ1
قائمة المصادر والمراجع
* القرآن الكرٌم
أوال ً :المصادر المخطوطة
ابن الحاج :محمد بن محمد بن محمد بن الحاج
- 7مدخل إلى الشرع الشرٌف ،أدارة المخطوطات والمكتبات اإلسبلمٌة بوزارة األوماؾ
الكوٌتٌة ،رمم . ٘ٔ7
ٕٔ9
ابن األثٌر :عز الدٌن أبو الحسن علً بن أبً المكارم الشٌبانً (ت<96هـ7898/م)
ٕ -الكامل فً التارٌخ ،تحقٌق دمر دبد السبلم تدمري،طٔ ،دار الكتاب العربً
(،بٌروت)ٔ997،
ابن األخوة :محمد بن محمد بن احمد القرشً(ت781هـ7981/م)
ٖ -معالم القربة فً أحكام الحسبة ،ادتنا به روبن لٌومً ،د.ط ،مطبعة دار الفنون (،كٌمبرج،
)ٔ9ٖ7
اآلربلً :عبد الرحمن سنبط قنٌتو(ت777هـ7977/م)
ٗ -خبلصة الاهب المسبوك مختصر من سٌر الملوك ،ومؾ دلى طبادته وتصحٌحه مكً السٌد
جاسم ،طٕ ،مطبعة القدٌس جاو جٌورس (،بٌروت)ٔ9ٙٗ ،
األصفهانً :عماد الدٌن محمد بن محمد (ت;17هـ7867/م)
٘ -تارٌخ آل سلجوق ،جمعه الفتح بن دلً البنداري (تٕٗٙهـٕٔٗٗ/م) ،د.ط ،دار األفاق
الجدٌد (،بٌروت)ٔ971 ،
أبن بسام :محمد بن احمد (ت<<8هـ7881/م)
- ٙنهاٌة الرتبة فً طلب الحسبة ،تحقٌق محمد حسن واحمد فرٌد المزٌدي ،طٔ ،دار الكتب
العلمٌة (،بٌروت)ٕٖٓٓ ،
ابن بطوطه :محمد بن عبدهللا بن محمد بن إبراهٌم (ت771هـ7977/م)
- 7رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة الناظر فً ؼرابب األمصار ودجابب األسفار ،د.ط،
أكادٌمٌة المملكة المؽربٌة(،الرباطٔٗٔ7 ،هـ)
البغدادي :عبد القاهر بن طاهر بن محمد(ت:81هـ7691/م)
- 1الفرق بٌن الفرق وبٌان الفرمة الناجٌة ،طٔن دار اآلناؾ الجدٌدة(،بٌروت)ٔ977 ،
الترمذي :محمد بن عٌسى(ت871هـ118/م)
- 9سنن الترماي ،تحقٌق بشار دواد معروؾ ،د.ط ،دار الؽرب اإلسبلمً(،بٌروت)ٔ991،
ابن تغري بردي :جمال الدٌن أبو المحاسن (ت17:هـ7:<1/م)
ٓٔ -النجوم الزاهرة فً ملوك مصر والقاهرة ،وزارة الثقافة واإلرشاد القومً ،د.ط ،دار
الكتب(،مصر ،د.ت)
التادفً :محمد بن ٌحٌى(ت 1<9هـ7;;</م)
ٔٔ -مبلبد الجوهر فً منامب دبد القادر ،ط ٖ ،مطبعة مصطفى البابً الحلبً وأوالدل (،مصر،
)ٔ9٘ٙ
ٖٓٔ
التنوخً :المحسن بن علً بن محمد (ت91:هـ11:/م)
ٕٔ -نشوار المحاضرة وأخبار المااكرة ،تحقٌق دواد الشالجً ،د.ط ،دار صادر( ،بٌروت ،
ٔ)ٔ97
التهانوي :محمد بن علً بن محمد حامد
ٖٔ -كشاؾ اصطبلحات الفنون والعلوم ،تحقٌق دلً دحروج ،طٔ ،مكتبة لبنان ناشرون(،
بٌروت،)ٔ99ٙ ،
ابن جبٌر :أبو الحسٌن محمد بنى احمد الكنانً (ت<7:هـ7877/م)
ٗٔ -رحلة ابن جبٌر ،د.ط ،مإسسة امرأ للنشر( ،القاهرة)ٕٖٓٔ ،
ابن جماعة :بدر الدٌن أبو عبدهللا محمد بن إبراهٌم(ت799هـ7998/م)
٘ٔ -تاكرة السامع والمتكلم فً آداب العالم والمتعلم ،ادتنا به محمد بن مهدي العجمً ،طٖ ،
دار البشابر اإلسبلمٌة( ،بٌروت)ٕٕٓٔ ،
ابن الجوزي :جمال الدٌن أبً الفرج عبد الرحمن بن علً القرشً (ـ;17هـ7867/م)
- ٔٙالقرامطة ،تحقٌق محمد الصباغ ،طٕ ،المكتبة اإلسبلمٌة(،د.م )ٔ9ٙ1،
- ٔ7القصاص والماكرٌن ،تحقٌق محمد لطفً الصباغ ،طٕ ،المكتب اإلسبلمً (،بٌروت،
)ٔ911
- ٔ1المدهش ،تحقٌق مروان مبانً ،طٕ ،دار الكتب العلمٌة(،بٌروت)ٔ91٘،
- ٔ9المصباح المضًء فً خبلفة المستضًء ،تحقٌق ناجً دبدهللا إبراهٌم ،طٔ ،شركة
المطبودات للتوزٌع والنشر (،بٌروت)ٕٓٓٓ ،
ٕٓ -المنتظم فً تارٌخ الملوك واألمم ،تحقٌق محمد دبد القادر دطا ومصطفى دبد القادر دطا،
طٔ ،دار الكتب العلمٌة (بٌروت)ٔ99ٕ،
ٕٔ -تلبٌس إبلٌس ،طٔ ،دار الفكر(،بٌروت)ٕٓٓٔ ،
ٕٕ -شاور العقود فً تارٌخ العهود ،دراسة وتحقٌق ابً الهٌثم الشهبانً وأحمد دبد الكرٌم
نجٌب ،طٔ ،مركز نجٌبوٌه للمخطوطات وخدمة التراث(،د.م)ٕٓٓٙ،
ٖٕ -صٌد الخاطر ،تحقٌق حسن المساحً سوٌدان ،طٔ ،دار العلم(،دمشق)ٕٓٓٗ ،
ٕٗ -منامب اإلمام احمد ،تحقٌق دبدهللا بن دبد المحسن تركً ،طٕ(،الرٌاض ٔٗٓ9،هـ)
ٕ٘ -الموضودات ،تحقٌق دبد الرحمن محمد دثمان ،طٔ ،المكتبة السلفٌة (،المدٌنة
المنورة)ٔ9ٙٙ،
ٖٔٔ
الجزري :مجد الدٌن أبو السعادات المبارك بن محمد(ت<<6هـ7861/م)
- ٕٙالمختار من منامب االختٌار ،تحقٌق دبد القادر دطا ،د.ط ،دار الكتب العلمٌة (،بٌروت،
ٔ)ٔ97
الجٌلً :ابو محمد عبد القادر (ت;<7هـ77<</م)
- ٕ7الفتح الربانً والفٌض الرحمانً ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة(،بٌروتٖٔٗٓ ،هـ)
الحاكم :أبو عبدهللا محمد بن عبدهللا (ت;:6هـ767:/م)
- ٕ1المستدرك دلى الصحٌحٌن ،تحقٌق مصطفى دبد القادر دطا ،طٔ ،دار الكتب
العلمٌة(،بٌروت)ٔ99ٓ،
ابن حجر العسقالنً :أبو الفضل احمد بن علً (1;8هـ7::1/م)
- ٕ9تبصٌر المنتبه بتحرٌر المشتبه ،تحقٌق محمد دلً النجار ،د.ط ،المكتبة العلمٌة(،بٌروت،
د.ت)
ٖٓ -تهاٌب التهاٌب ،طٔ ،مطبعة دابرة المعارؾ النظامٌة (،الهندٖٕٔٙ ،هـ)
ابن حزم :ابو محمد علً بن احمد بن سعٌد (ت <;:هـ76<:/م)
ٖٔ -الفصل فً الملل واألهواء والنحل ،طٔ ،مكتبة الخانجً (،القاهرة ،د.ت)
الحسٌنً :صدر الدٌن ابو الحسن علً بن ناصر(ت بعد<88هـ788;/م)
ٕٖ -زبدة التوارٌخ أخبار األمراء والملوك السلجومٌة ،تحقٌق محمود نور الدٌن ،طٔ ،دار
امرأ(،بٌروت)ٔ91٘،
الحموي :شهاب الدٌن ابو عبدهللا (ت<<8هـ7881/م)
ٖٖ -معجم البلدان،طٕ،دار صادر(،بٌروت)ٔ99٘ ،
ابن حنبل :أبو عبد هللا احمد بن محمد (ت8:7هـ1;;/م)
ٖٗ -مسند األمام احمد بن حنبل ،تحقٌق شعٌب األرناإوط ودادل مرشد وآخرون ،طٔ ،
مإسسة الرسالة(،بٌروتٕٔٗٔ،هـ)
ابن حنبل :صالح بن األمام احمد بن محمد الشٌبانً (ت<<8هـ171/م)
ٖ٘ -سٌرة األمام احمد ،تحقٌق فإاد دبد المنعم احمد ،طٕ ،دار الددوة (،اإلسكندرٌة،
ٗٓٗٔهـ)
الخطٌب البغدادي :أبو بكر احمد بن علً بن ثابت (:<9هـ7677/م)
ٕٖٔ
- ٖٙتارٌخ بؽداد واٌولها ،تحقٌق مصطفى دبد القادر دطا ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة( ،بٌروت،
ٔٗٔ7هـ)
ابن خلدون :عبدالرحمن بن محمد (ت 161هـ7:6</م)
- ٖ7العبر ودٌوان المبتدأ والخبر فً تارٌخ العرب والبربر ومن داصرهم من اوي الشؤن
األكبر ،تحقٌق خلٌل شحادل ،طٕ ،دار الفكر( ،بٌروت)ٔ911 ،
- ٖ1مقدمة ابن خلدون ،تحقٌق دلً دبد الواحد وافً ،طٔ ،لجنة البٌان العربً(،د.م )ٔ9٘1،
ابن خلكان :ابو العباس شمس الدٌن احمد بن محمد (ت<17هـ7818م)
- ٖ9وفٌات األدٌان وأنباء أبناء الزمان ،تحقٌق إحسان دباس ،دار صادر(،بٌروت ،د.ت)
الخوارزمً :محمد بن احمد بن ٌوسف (ت917هـ117م)
ٓٗ -مفاتٌح العلوم تحقٌق إبراهٌم االبٌاري ،طٕ ،دار الكتاب العربً( ،بٌروت ،د.ت)
ٖٖٔ
- ٗ1العبر فً خبر من ؼبرن تحقٌق أبو هاجر محمد السعٌد بن بسٌونً زؼلول ،طٔ ،دار
الكتب العلمٌة(،بٌروت)ٔ91٘،
ابن رجب :زٌن الدٌن عبدالرحمن بن احمد (ت7;1هـ79;1/م)
- ٗ9اٌل طبقات الحنابلة ،تحقٌق دبد الرحمن بن سلٌمان العثٌمٌن ،طٔ ،مكتبة
العبٌكان(،الرٌاض)ٕٓٓ٘،
الزبٌدي :محمد بن محمد عبد الرزاق (ت;786هـ7716/م)
ٓ٘ -تاج العروس ،تحقٌق مجموده من المحققٌن ،د.ط ،دار الهداٌة(،بٌروت ،د.ت)
الزرنوجً :برهان اإلسالم (ت;17هـ771;/م)
ٔ٘ -تعلٌم المتعلم طرق التعلٌم ،تحقٌق محمد دبد القادر احمد ،د.ط ،مطبعة السعادة (،القاهرة،
)ٔ91ٙ
الزركشً :محمد بن عبدهللا (ت71:هـ7918/م)
ٕ٘ -البرهان من دلوم القران ،تحقٌق محمد ابو الفضل إبراهٌم ،طٔ ،دار إحٌاء الكتب
العربٌة (،مصر)ٔ9٘7 ،
أبن الساعً :أبو طالب علً بن أنجب (ت<7:هـ787;/م)
ٖ٘ -الجامع المختصر فً دنوان التوارٌخ ودٌون السٌر ،تحقٌق مصطفى جواد ،د.ط ،المطبعة
السرٌانٌة الكاثولٌكٌة( ،بؽداد ،د.ت)
سبط ابن الجوزي :شمس الدٌن ابو المظفر(ت<;:هـ)78;</
ٗ٘ -مرآة الزمان فً تارٌخ األدٌان ،حققه ودلق دلٌه إبراهٌم الزٌبق ،طٔ ،دار الرسالة
العلمٌة (،دمشق)ٕٖٓٔ،
السبكً :تاج الدٌن عبد الوهاب (ت777هـ79<1/م)
٘٘ -طبقات الشافعٌة الكبرى ،تحقٌق محمود محمد الطنامً ودبد الفتاح محمد الحلو ،د.ط،
دار هجر للطبادة والنشر(،د.مٖٔٗٔ ،هـ)
السمعانً :عبد الكرٌم بن محمد بن منصور التمٌمً (ت;<8هـ77<7/م)
- ٘ٙاألنساب ،تحقٌق دبد الرحمن بن ٌحٌى المعلمً الٌمانً وؼٌرل ،طٔ ،دابرة المعارؾ
العثمانٌة(،حٌدر آباد)ٔ9ٕٙ،
- ٘7التجبٌر فً المعجم الكبٌر ،تحقٌق ناجً سالم ،طٔ ،رباسة الومؾ السنً (،بؽداد)ٔ97٘ ،
السٌوطً :عبد الرحمن بن أبً بكر (ت177هـ7;6;/م)
ٖٗٔ
- ٘1تارٌخ الخلفاء ،تحقٌق حمدي الدمرداشً ،طٔ ،مكتبة نزار مصطفى الباز( ،د.م)ٕٓٓٗ ،
أبو شامه :شهاب الدٌن أبً محمد عبد الرحمن بن إ سماعٌل (ت;<<هـ78<7م)
- ٘9الاٌل دلى الروضتٌن ،تحقٌق محمد زاهد بن الحسن الكوثري ،طٕ ،دار الجلٌل(،بٌروت،
ٗ)ٔ97
ٓ - ٙالروضتٌن فً أخبار الدولتٌن النورٌة والصبلحٌة ،تحقٌق إبراهٌم الزٌبق ،طٔ،مإسسة
الرسالة(،بٌروت)ٔ997،
الشربٌنً :شمس الدٌن محمد بن احمد الخطٌب (ت177هـ7;<1/م)
ٔ - ٙمُؽنً المحتاج إلى معرفة معانً الفاظ المنهاج ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة(،بٌروت)ٔ99ٗ،
أبن شطً :محمد جمٌل بن عمر البغدادي
ٕ - ٙمختصر طبقات الحنابلة ،دراسة فواز احمد زمرلً ،ط ٔ ،دار الكتاب العربً (بٌروت
)ٔ91ٙ ،
الشهرستانً :أبو الفتح محمد بن عبد الكرٌم بن احمد (ت;:1هـ77;9/م)
ٖ - ٙالملل والنحل ،تحقٌق محمد سٌد كٌبلنً ،دار المعرفة(،بٌروت)ٔ9ٙٔ ،
الشٌزري :عبد الرحمن بن نصر بن عبدهللا (ت;11هـ7719/م)
ٗ - ٙنهاٌة الرتبة الظرٌفة فً طلب الحسبة الشرٌفة ،د.ط ،مطبعة لجنة التؤلٌؾ والترجمة ،
(القاهرة )ٔ9ٗٙ ،
الصفدي :صالح الدٌن خلٌل بن اٌبك (ت7<:هـ79<9/م)
٘ - ٙالوافً بالوفٌات ،تحقٌق احمد األرناإوط وتركً مصطفى ،د.ط ،دار أحٌاء التراث
العربً( ،بٌروت)ٕٓٓٓ ،
- ٙٙنكث الهمٌان فً نكت العمٌان ،دلق دلٌه ووضع حواشٌه مصطفى دبد القادر دطا ،طٔ
،دار الكتب العلمٌة(،بٌروت)ٕٓٓ7 ،
ٖ٘ٔ
- ٙ9الفخري فً اآلداب السلطانٌة والدول اإلسبلمٌة ،تحقٌق دبد القادر محمد ماٌو ،طٔ ،دار
القلم العربً (،بٌروت)ٔ997 ،
ابن العبري :أبو الفرج ٌوحنا ابن هارون (ت<;1هـ78<6/م)
ٓ - 7تارٌخ مختصر الدول ،تحقٌق انطوان صالحانً الٌسوع ،طٖ ،دار الشرق( ،بٌروت،
ٕ)ٔ99
ابن عربً :محً الدٌن محمد بن علً (ت<91هـ78:6/م)
ٔ - 7محاضرة األسرار ومسامرة األخٌار فً األدبٌات والنوادر واألخبار ،تحقٌق محمد دبد
الكرٌم النمري ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة (،بٌروت)ٔ97ٔ ،
ابن عساكر :ثقة الدٌن ابو القاسم علً بن الحسن (ت;77هـ777;/م)
ٕ - 7تبٌن كاب المفتري فٌما نسب إلى اإلمام أبً الحسن األشعري ،طٖ ،دار الكتاب
العرب(،بٌروتٔٗٓٗ ،هـ)
العلٌمً :محً الدٌن أبً الٌمن عبد الرحمن بن محمد (ت<;1<67:م)
ٖ - 7المنهج األحمد فً تراجم أصحاب اإلمام احمد ،حقق هاا الجزء ودلق دلٌه محمود
األرناإوط ،طٔ ،دار صادر(،بٌروت)ٔ997 ،
ابن العماد الحنبلً :عبد الحً بن احمد بن محمد (ت7611هـ7<71/م)
ٗ - 7شارات الاهب فً أخبار من اهب ،تحقٌق محمود األرناإوط ،طٔ ،دار ابن
كثٌر(،بٌروت)ٔ91ٙ،
ابن العمرانً :محمد بن علً بن محمد (ت;16هـ771:/م)
٘ - 7األنباء فً تارٌخ الخلفاء ،تحقٌق ماسم السامرابً ،د.ط ،دار األفاق العربٌة( ،القاهرة،
ٕٔٓٓ)
العمري :شهاب الدٌن احمد بن ٌحٌى (ت7:1هـ79:1/م)
- 7ٙمسالك األبصار فً ممالك األمصار ،تحقٌق كامل سلمان الجبوري ،د.ط ،دار الكتب
العلمٌة(،بٌروت)ٔ97ٔ ،
الغزالً :أبو حامد محمد بن محمد بن احمد (ت;;6هـ7777/م)
- 77أحٌاء دلوم الدٌن ،د.ط ،دار المعارؾ ( ،بٌروت ،د.ت)
- 71فضابح الباطنٌة ،تحقٌق دبد الرحمن بدوي ،د.ط ،مإسسة دار الكتب الثقافٌة(،الكوٌت،
د.ت)
الغسانً :الملك األشرف (ت16:هـ7:67/م)
ٖٔٙ
- 79العسجد المسبوك والجوهر المحكوك فً طبقات الخلفاء والملوك ،تحقٌق شاكر محمود دبد
المنعم ،د.ط ،دار التراث اإلسبلمً(،بٌروت)ٔ97٘ ،
ابن فارس :أبو الحسن احمد (ت766:هـ7;1;/م)
ٓ - 1معجم مقاٌٌس اللؽة ،تحقٌق دبد السبلم محمد هارون ،طٖ ،دار الفكر(،القاهرة)ٔ91ٔ ،
ابو الفداء :زٌن الدٌن ابو العدل قاسم (ت711هـ7917/م)
ٔ - 1تاج التراجم ،تحقٌق محمد خٌر رمضان ٌوسؾ ،طٔ ،دار القلم (،دمشق)ٔ99ٕ،
أبو الفداء :عماد الدٌن إسماعٌل (ت798هـ7998/م)
ٕ - 1المختصر فً تارٌخ البشر،طٔ ،المطبعة الحسٌنٌة (،مصر ،د.ت)
القرطبً :عرٌب ابن سعد (ت9<1هـ116/م)
ٖ - 1صلة تارٌخ الطبري ،منشور ضمن الجزء الحادي دشر من تارٌخ الرسل والملوك ،طٕ،
دار التراث (،بٌروتٖٔ17 ،هـ)
ابن الفوطً :كمال الدٌن أبو الفضل عبد الرزاق بن احمد (ت789هـ7989/م)
ٗ - 1الحوادث الجامعة والتجارب النفعة فً المابة السابعة ،تحقٌق بشار دواد معروؾ ودماد
دبد السبلم رإؾ ،طٔ ،دار رشٌد للنشر(،د.مٖٔ1ٖ ،هـ)
٘ - 1مجمع اآلداب فً مجمع األلقاب ،تحقٌق محمد كاظم ،طٔ ،مجمع أحٌاء الثقافة
اإلسبلمٌة(،طهرانٔٗٔٙ،هـ)
القطٌعً :عبد المؤمن بن عبد الحق (ت7917991م)
- 1ٙمراصد االطبلع دلى أسماء األمكنة والبقاع ،تحقٌق دلً محمد البجاوي ،طٔ ،دار
الجٌل(،بٌروتٖٔٗٔ ،هـ)
القلقشندي :احمد بن علً بن احمد (187هـ7:71/م)
- 17صبح األدشى فً صنادة األنشاء ،تحقٌق ٌوسؾ دلً طوٌل ،طٔ ،دار
الفكر(،دمشق)ٔ917،
ابن قٌم الجوزٌة :شمس الدٌن محمد بن ابً بكر (ت7;7هـ79;6/م)
- 11أدبلم المومعٌن دن رب العالمٌن ،مراجعة طه دبد الرإؾ سعد ،د.ط ،دار الرسالة(،
بٌروت ،د.ت)
ابن الكازرونً :ظهٌر الدٌن علً بن محمد (ت<17هـ7817/م)
ٖٔ7
- 19مختصر التارٌخ من أول الزمان إلى منتهى دولة بنً العباس ،تحقٌق مصطفى جواد ،د.ط،
المإسسة العامة للصحافة والطبادة (،بؽداد)ٔ97ٓ ،
ٓ - 9مقامة فً موادد بؽداد فً الدولة العباسٌة ،تحقٌق كوركٌس دواد ومٌخابٌل دواد ،د.ط،
مطبعة اإلرشاد (،بؽداد)ٔ9ٕٙ ،
ابن كثٌر:؛ أبو الفداء إسماعٌل بن عمر القرٌشً (77:هـ7978/م)
ٔ - 9البداٌة والنهاٌة ،تحقٌق دلً شٌري ،طٔ ،دار أحٌاء التراث العرب(،د .م )ٔ911،
ابن ماجه :ابو عبدهللا محمد بن ٌزٌد (ت 879هـ11</م)
ٕ - 9سنن ابن ماجه ،تحقٌق محمد فإاد دبد البامً ،د.ط ،دار احٌاء الكتب العربٌة (،د.م ،د.ت)
الماوردي :أبو الحسن علً بن محمد بن حبٌب (ت:;6هـ76;1/م)
ٖ - 9موانٌن الوزارة وسٌاسة الملك ،تحقٌق رضوان السٌد ،ط ٔ ،دار الطلٌعة(،بٌروت،
)ٔ979
ٗ - 9األحكام السلطانٌة والوالٌا ت الدٌنٌة ،دار الحدٌث(،القاهرة ،د.ت)
مسكوٌه :أبو علً احمد بن محمد بن ٌعقوب (ت:87هـ7696/م)
٘ - 9تجارب األمم وتعامب الهمم ،تحقٌق أبو القاسم أمامً ،طٕ ،دار سروش( ،طهران،
ٕٓٓٓ)
اإلمام مسلم :أبو الحسٌن مسلم بن الحجاج بن مسلم (ت8<7هـ17:/م)
- 9ٙصحٌح مسلم ،تحقٌق مجمودة محققٌن ،د.ط ،دار الجٌل(،بٌروت ،د.ت)
ابن مفلح :برهان الدٌن إبراهٌم بن محمد بن عبدهللا (ت11:هـ7:71/م)
- 97المقصد األرشد فً اكر أصحاب اإلمام احمد ،تحقٌق دبد الرحمن بن سلٌمات العثٌمٌن،
طٔ ،مكتبة الرشد (،الرٌاض)ٕٓٓٓ ،
األٌوبً :ابو المعالً محمد بن عمر المظفر (ت<77هـ7886/م)
- 91مضمار الحقابق وسر الخبلبق ،تحقٌق حسٌن حبشً ،د.ط ،دالم الكتب( ،القاهرة ،د.ت)
المقرٌزي :احمد بن علً بن عبد القادر(ت;1:هـ)7::7/
- 99السلوك لمعرفة دول الملوك ،تحقٌق محمد دبد القادر دطا ،طٔ ،دار الكتب
العلمٌة(،بٌروت)ٔ997 ،
المنذري :عبد العظٌم بن عبد القوي (ت<;<هـ78;1/م)
ٖٔ1
مإسسة طٖ ، معروؾ، دواد بشار تحقٌق النقلة، ٓٓٔ -التكملة لوفٌات
الرسالة(،بٌروت)ٔ91٘،
ابن منظور :محمد بن مكرم بن علً (ت777هـ7977/م)
ٔٓٔ -لسان العرب ،طٖ ،دار صادر(،بٌروتٔٗٔٗ،هـ)
ابن النجار :محب الدٌن أبً عبدهللا محمد بن محمود( ،ت <:9هـ78:;/م)
ٕٓٔ -اٌل تارٌخ بؽداد ،تحقٌق مصطفى دبد القادر دطا ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة(،بٌروت،
)ٔ997
ابن نقطه :محمد بن عبد الغنً بن ابً بكر بن شجاع( ،ت <81هـ7897/م)
ٖٓٔ -التقٌد لمعرفة رواة السنن والمسانٌد ،تحقٌق كمال ٌوسؾ الحوت ،طٔ ،دار الكتب
العلمٌة(،بٌروت)ٔ911،
النوٌري :شهاب الدٌن احمد بن عبد الوهاب (ت798هـ7997/م)
ٗٓٔ -نهاٌة األرب فً فنون األدب ،تحقٌق دبد المجٌد ترحٌنً ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة،
(بٌروت ،د.ت)
الهروي :علً بن أبً بكر (،ت<77هـ787:/م)
٘ٓٔ -التاكرة الهدٌه فً الحٌل الحرب ٌة ،تحقٌق مطبع المرابط ،د.ط ،منشورات وزارت الثقافة
(،دمشق )ٔ97ٕ،
الهمذانً :رشٌد الدٌن فضل هللا (ت771هـ7971/م)
- ٔٓٙجامع التوارٌخ ،نقله إلى العربٌة محمد صادق نشؤت وفإاد دبد المعطً الصٌاد ،د.ط،
دار أحٌاء الكتب العربٌة (،القاهرة ‘ ٓ)ٔ9ٙ
ابن واصل :جمال الدٌن محمد بن سالم (ت <17هـ7817/م)
- ٔٓ7مفرج الكروب فً أخبار بنً أٌوب ،تحقٌق جمال الدٌن الشٌال ،د.ط ،دار الكتب
والوثابق القومٌة( ،القاهرة)ٔ9٘7 ،
ابن الوردي :عمر بن مظفر بن عمر (ت7:1هـ79:1/م)
- ٔٓ1تارٌخ ابن الوردي ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة (،بٌروت)ٔ99ٙ،
الٌافعً :أبو محمد عفٌف الدٌن عبدهللا بن اسعد (ت7<1هـ79<</م)
- ٔٓ9مرآة الجنان ودبرة الٌقظان فً معرفة ما ٌعتبر من حوادث الزمان ،تحقٌق خلٌل
منصور ،د.ط ،دار الكتب العلمٌة(،بٌروت)ٔ997 ،
ٖٔ9
الٌعقوبً :احمد بن إسحاق بن وهب (ت818هـ16;/م)
ٓٔٔ -البلدان ،طٔ ،دار الكتب العلمٌة(،بٌروتٕٕٔٗ ،هـ)
ابن أبً ٌعلى :أبو الحسٌن محمد بن محمد (ت<;8هـ7798/م)
ٔٔٔ -طبقات الحنابلة ،تحقٌق محمد حامد الفقً ،د.ط ،دار المعرفة(،بٌروت ،د.ت)
أبو ٌعلى :محمد بن الحسٌن بن خلف (ت:;1هـ76<</م)
ٕٔٔ -األحكام السلطانٌة ،صححه ودلق دلٌه محمد حامد الفقً ،طٕ ،دار الكتب العلمٌة(،
بٌروت)ٕٓٓٓ ،
ٖٔٔ -رسل الملوك ومن ٌصلح للرسالة والسفارة ،تحقٌق صبلح الدٌن المنجد ،طٕ ،دار الكتاب
الجدٌد(،بٌروت)ٔ97ٕ،
الٌونٌنً :قطب الدٌن أبو الفتوح (ت<78هـ798</م)
ٗٔٔ -اٌل مرآة الزمان ،بعناٌة وزارة التحقٌقات الحكمٌة واألمور الثقافٌة للحكومة الهندٌة،
طٕ ،دار الكتاب العربً(،القاهرة )ٔ99ٕ،
ٓٗٔ
آل بابطٌن ، :دلً بن محمد باخٌّل
ٕٓٔ -مٌراث األزمنة الصعبة سنوات الحنابلة فً بغداد ،د.ط (د.مٕٔٗ٘ ،هـ)
ابن بدران :دبد القادر بن احمد بن مصطفى
- 787المدخل إلى مذهب األمام احمد ،تحقٌق دبدهللا بن دبد المحسن تركً ،طٕ ،مإسسة
الرسالة (،بٌروتٔٗٓٔ ،هـ)
بدوي :دبد المجٌد أبو الفتوح
ٕٕٔ -التارٌخ السٌاسً والفكري للمذهب السنً فً المشرق اإلسالمً من القرن الخامس
الهجري حتى سقوط بغداد ،طٕ،دار الوفاء للطبادة والنشر(،القاهرة)ٔ911،
البردي :صالح بن دبد العزٌز بن دلً
ٖٕٔ -تسهٌل السابلة لمرٌد معرفة الحنابلة ،تحقٌق بكر بن دبدهللا أبو زٌد ،طٔ ،مإسسة
الرسالة(،بٌروت)ٕٓٓٔ ،
بشار الدٌن :معروؾ
- 78:حضارة العراق ،د.ط ،دار الحرٌة( ،بؽداد)ٔ91ٗ ،
التركً :دبدهللا بن دبد المحسن
ٕ٘ٔ -المذهب الحنبلً دراسة فً تارٌخه وسماته واشهر أعالمه ومؤلفاته ،طٔ ،مإسسة
الرسالة(،بٌروت)ٕٕٓٓ ،
حسن :دلً إبراهٌم
- ٕٔٙالتارٌخ اإلسالمً العام ،د.ط ،دار النهضة المصرٌة(،القاهرة ،د.ت)
الخولً :محمد دبد العزٌز
- 787إصالح الوعظ الدٌنً ،ط ،7دار المعرفة للطبادة والنشر(،بٌروت)ٔ9ٙ9،
دهٌش :دبد الملك بن دبدهللا
- ٕٔ1المنهج الفقهً العام لعلماء الحنابلة ومصطلحاتهم فً مؤلفاتهم ،طٔ ،دار خضر(،مكة
المكرمة‘ٕٓٓٓ)
الدوري :دبد العزٌز
- ٕٔ9النظم اإلسالمٌة ،طٔ ،مركز دراسات الوحدة العربٌة( ،بٌروت)ٕٓٓ1 ،
دٌموبٌن :مورٌس جود
ٔٗٔ
ٖٓٔ -النظم اإلسالمٌة ،ترجمة فٌصل السامر وصالح الشماع ،ط ٔ ،مطبعة الزهراء( ،د.م،
ٕ٘)ٔ9
الزركلً :خٌر الدٌن بن محمود بن محمد بن دلً بن فارس
- 797األعالم ،ط ٖ ،دار العلم(،د.م)ٕٕٓٓ ،
أبو زهرل :محمد
ٕٖٔ -محاضرات فً الوقف ،طٕ ،دار الفكر العربً(،القاهرة)ٔ97ٕ،
- 799ابن حنبل حٌاته وعصره -آراؤه وفقهه ،دار الفكر العربً (د.م )71:7،
السامرابً :خلٌل إبراهٌم وآخرون
ٖٗٔ -تارٌخ الدولة العربٌة اإلسالمٌة فً العصر العباسً(<;<- 798هـ78;1- 7:1/م)،
د.ط ،المإسسة اللبنانٌة األكادٌمٌة(،بٌروت)ٕٓٔٗ ،
سعادل :صفٌة
; - 79من تارٌخ بغداد االجتماعً فً الفترة البوٌهٌة والسلجوقٌة ،طٔ ،دار أمواج(،القاهرة،
)ٔ911
سعد :فهمً
- ٖٔٙالعامة فً بغداد فً القرنٌن الثالث والرابع للهجرة دراسة فً التارٌخ االجتماعً ،طٔ
،دار المنتخب(،بٌروت)ٔ99ٖ،
سمانً :حسن
- ٖٔ7مدارس دمشق فً العهد األٌوبً ،د.ط ،دار اإلرشاد(،بٌروت)ٔ919،
شلبً :احمد
- ٖٔ1التربٌة اإلسالمٌة ،د.ط ،دار الكشاؾ للنشر والطبادة(،القاهرة)ٔ9٘ٗ ،
شمس الدٌن :دبد األمٌر
- ٖٔ9المذهب التربوي عند ابن جماعه ،طٕ ،دار امرأ(،بٌروت ،دٓت)،
الصبلبً :دلً محمد
- 7:6الدولة الزن كٌة ونجاح المشروع اإلسالمً بقٌادة نور الدٌن محمود الشهٌد فً مقاومة
التغلغل الباطنً والغزو الصلٌبً ،طٔ ،دار المعرفة(،بٌروت)ٕٓٓ7،
- 7:7دولة السالجقة وبروز مشروع إسالمً لمقاومة التغلغل الباطنً والغزو الصلٌبً ،طٔ،
امرأ للنشر والتوزٌع(،القاهرة)ٕٓٓٙ ،
ٕٗٔ
طقوش :محمد سهٌل
ٕٗٔ -تارٌخ الدولة العباسٌة ،ط ،7دار النفابس( ،بٌروت)ٕٓٓ1 ،
العلً :صالح احمد
- 7:9معالم بغداد اإلدارٌة والعمرانٌة ،طٔ ،دار الشإن الثقافٌة العامة( ،بؽداد)ٔ911 ،
داشور :سعٌد دبد الفتاح وآخرون
- 7::تارٌخ الحضارة اإلسالمٌة العربٌة ،طٕ ،دار اات السبلسل (،الكوٌت)ٔ91ٙ ،
دبلل :خالد كبٌر
٘ٗٔ -الحركة العلمٌة الحنبلٌة واثرها فً المشرق اإلسالمً خالل القرنٌن السادس والسابع
الهجرٌٌن 79- 78/م ،د.ط ،مإسسة الوراق للنشر والتوزٌع(،االردن)ٕٓٔٙ،
<- 7:األزمة العقٌدٌة بٌن األشاعرة واهل الحدٌث خالل القرنٌن; <-الهجرٌٌن،
طٔ(،الجزابر)ٕٓٓ٘،
- 7:7التعصب المذهبً فً التارٌخ اإلسالمً ،د.ط ،دار المحتسب(،الجزابر)ٕٓٓ1 ،
دمر :فاروق
- ٔٗ1الخالفة العباسٌة فً عصورها المتأخرة(99:هـ 1:<-م<;</هـ 78;1-م) ،د.ط ،دار
الخلٌج(،الشارمة)ٔ91ٖ ،
- 7:1الخالفة العباسٌة السقوط واالنهٌار ،طٔ،دار الشروق للنشر والتوزٌع(،دمان)ٕٓٓ9 ،
الؽامدي :اٌاب بن سعد
- 7;6معالم المذهب الحنبلً ،طٔ(،مكة المكرمةٖٔٗٙ ،هـ)
ؼوستاؾ :لوبون
ٔ٘ٔ -حضارة العرب ،نقله إلى العربٌة دادل زدٌتر ،طٗ ،مطبعة دٌسى البابً الحلبً
وشركابه( ،دمشق)ٔ9ٙٗ ،
فكري :احمد
ٕ٘ٔ -مساجد القاهرة ومدارسها ،د.ط ،دار المعارؾ(،مصر)ٔ9ٙ٘ ،
فهد :بدري محمد
ٖ٘ٔ -العامة ببغداد فً القرن الخامس الهجري ،د.ط ،مطبعة اإلرشاد (،بؽداد)ٔ9ٙ7،
ٖٗٔ
- 7;:تارٌخ العراق فً العصر العباسً األخٌر (<;<- ;;8هـ78;1- 77;7/م) ،د.ط،
مطبعة اإلرشاد(،بؽداد)ٔ97ٖ،
مدحات :محمد دبدهللا احمد
٘٘ٔ -الحٌاة االجتماعٌة فً بغداد فً العصر العباسً األخٌر (;<;<- ;7هـ)78;1- 7771/
،د.ط ،دار البشٌر(،دمان)ٕٓٓ٘،
القزاز :محمد صالح داوود
- ٔ٘ٙالحٌاة السٌاسٌة فً العراق فً العصر العباسً األخٌر(<;<- ;78هـ) ،د .ط ،مطبعة
القضاء(،النجؾ)ٔ97ٔ ،
ملعجً :محمد رواس ومنٌبً حامد صادق
- 7;7معجم لغة الفقهاء ،طٕ ،دار النفابس للطبادة (،بٌروت)ٔ911 ،
القٌسً :حسٌن دلً مٌس محمد
- 7;1طبٌعة المجتمع العراقً فً العصر العباسً المتأخر ،د .ط ،طبع فً مطابع دار
الشإون الثقافٌة العامة (،بؽداد)ٕٓٓ7،
كارال :آل كبلوسنر
- 7;1دراسة فً اإلدارة المدنٌة فً العصر العباسً الوزارة انموذجا ً (::7هـ -
;;76م;16/هـ 771:-م) ،ترجمة وتعلٌق دبد الجبار ناجً ،طٔ ،بٌت الحكمة( ،بؽداد،
ٕٔٓٓ)
كحاله :دمر بن رضا بن محمد راؼب بن دبد العزٌز
- 7<6معجم المؤلفٌن ،د.ط ،دار إحٌاء التراث العربً (،بٌروت ،د.ت)
ماجد :دبد المنعم
- 7<7تارٌخ الحضارة اإلسالمٌة فً العصور الوسطى ،د.ط ،مكتبة األنجلو المصرٌة(،
القاهرة)ٔ9ٖٙ ،
مختار :احمد
- 7<8معجم اللغة العربٌة المعاصرة ،طٔ ،دالم الكتب (،بٌروت)ٕٓٓ1 ،
معروؾ :ناجً
ٖ - ٔٙتارٌخ علماء المستنصرٌة ،طٔ،مطبعة العانً (،بؽداد)ٔ9٘9 ،
- 7<:علماء النظامٌات ومدارس الشرق اإلسالمً ،ط ٔ ،مطبعة اإلرشاد(،بؽداد)ٔ97ٖ ،
ٗٗٔ
٘ - ٔٙنشأت المدارس المستقلة فً اإلسالم ،د.ط ،مطبعة األزهر( ،بؽداد)ٔ9ٙٙ ،
مقدسً :جورج
<< - 7نشأت الكلٌات معاهد العلم عند المسلمٌن وفً الغرب ،نقله الى العربٌة محمود سٌد
محمد ،طٔ ،مدارات لؤلبحاث والنشر( ،مصر) ٕٓٔ٘ ،
- 7<7اإلسالم الحنبلً ،ترجمة سعود المولى،طٔ ،الشبكة العربٌة لؤلبحاث والنشر(،بٌروت،
)ٕٓٔ7
الندوي :ابو الحسن دلً الحسٌنً
- ٔٙ1رجال الفكر والدعوة فً اإلسالم ،طٖ ،دار ابن كثٌر(،بٌروت)ٕٓٓ7 ،
هونكه :زٌؽرٌد
- 7<1شمس العرب تسطع على الغرب(اثر الحضارة العربٌة فً اوربه) ،نقله دن األلمانٌة
فاروق بٌضون وكمال ادسومً ،ط ،1دار الجٌل ودار األفاق الجدٌدة(،بٌروت)ٔ99ٖ،
آل ٌاسٌن :محمد مفٌد
- 776الحٌاة الفكرٌة فً العراق فً القرن السابع ،طٔ ،الدار العربٌة للطبادة(،بؽداد)ٔ979 ،
٘ٗٔ
- 77:عصر الخلٌفة المستنصر باهلل (<89هـ788</م <:6-هـ78:8/م) رسالة
ماجستٌر(ؼٌر منشورة)،كلٌة اآلداب ،جامعة الموصل)ٔ919( ،
الدلٌمً :دكاب ٌوسؾ جمعة
٘ - ٔ7الحنابلة فً بغداد(::7هـ ;7;-هـ76;;/م 7771-م) ،أطروحة دكتورال (ؼٌر
منشورة) ،كلٌة اآلداب ،جامعة الموصل)ٕٓٓٓ(،
الراشدي :اٌمن هادي فتحً دلً
< - 77الدور السٌاسً للعامة فً بغداد(<;<- ::7هـ78;1- 76;;/م) ،رسالة ماجستٌر
(ؼٌر منشورة)،كلٌة اآلداب ،جامعة الموصل)ٕٖٓٔ(،
الراجحً :جٌهان سعٌد
- ٔ77الحٌاة االجتماعٌة فً بغداد من بداٌة القرن السادس الهجري حتى سقوط بغداد سنة
<;<هـ 78;1-م ،رسالة ماجستٌر(ؼٌر منشورة) ،كلٌة الشرٌعة والعلوم اإلسبلمٌة ،جامعة ام
القرى)ٕٓٓٙ(،
تحسٌن :حمٌد مجٌد
- 771المصادرات فً العراق فً القرنٌن الثالث والرابع الهجري طبٌعتها واثرها السٌاسٌة
واالقتصادٌة ،أطروحة دكتورال(ؼٌر منشورل) ،كلٌة اآلداب ،جامعة بؽداد)ٔ91ٓ(،
محٌمٌد :أنور رحٌم
- ٔ79إسهامات العلماء فً الحٌاة العامة فً بغداد (;66هـ 776< -م<;< /هـ 78;1 -م ) ،
أطروحة دكتورال (ؼٌر منشورة) ،كلٌة التربٌة للعلوم اإلنسانٌة ،جامعة تكرٌت)ٕٓٔٗ(،
معتوق :رشاد دباس
ٓ - ٔ1الحٌاة العلمٌة فً العراق فً العصر البوٌهً ::7- 99:هـ76;;- 1:;/م ،أطروحة
دكتورال (ؼٌر منشورة) ،كلٌة الشرٌعة والدراسات اإلسبلمٌة ،جامعة أم القرى ، )ٔ99ٓ( ،
ص ٘. ٔٙ
المولى :محمد دبدهللا احمد
ٔ - ٔ1عالقة العلماء بالخال فة العباسٌة فً العصر العباسً األخٌر ،رسالة ماجستٌر(ؼٌر
منشورة) ،كلٌة اآلداب ،جامعة الموصل)ٕٖٓٓ(،
حسون :محمد ضاٌع
- 718الخالفٌة العباسٌة دراسة فً األحوال السٌاسٌة واإلدارٌة واالقتصادٌة (- ;96
;;7هـ7771- 779;/م) ،رسالة ماجستٌر (ؼٌر منشورل) ،كلٌة اآلداب ،جامعة
بؽداد)ٔ911(،
ٔٗٙ
الجبوري :حسٌن خالد مصلح
ٖ - ٔ1اإلدارة فً بغداد فً العصر العباسً األخٌر (;;7هـ7771/م – <;<هـ78;1 /م) ،
رسالة ماجستٌر (ؼٌر منشورل) ،كلٌة التربٌة ،جامعة تكرٌت)ٕٓٓ1(،
الصمٌددً :خوله محمود محمد دلً
- 71:الوعظ الدٌنً فً العصر العباسً األول (دراسة تارٌخٌة)(::7- 798هـ1<7- 7:1/م)
،رسالة ماجستٌر(ؼٌر منشورة) ،كلٌة اآلداب ،جامعة الموصل)ٕٓٓ٘(،
مقلٌة :نادٌة بنت دبد الصمد بن دبد الكرٌم
٘ - ٔ1دور العلماء فً الحٌاة العامة فً العراق خالل العصر السلجوقً - ::7
;16هـ7719- 76;;/م ،أطروحة دكتورال(ؼٌر منشورل) ،كلٌة الشرٌعة والدراسات
اإلسبلمٌة ،جامعة ام القرى)ٕٓٔٗ(،
خامساً :الدورٌات
إسمادٌل :شٌماء ٌونس
- ٔ1ٙالبربهاري (ت981هـ 1:6/م) ،وعالقته بالخالفة العباسٌة ،مجلة التربة والتعلٌم ،العدد
ٗ ،مجلد ٕٓ)ٕٖٓٔ(،
األنباري :دبد الرزاق دلً
- ٔ17المحكمة العلٌا فً اإلسالم والنظر فً مظالم الرعٌة ،مجلة المإرخ العربً ،العدد ٕٗ
( ،بؽداد )ٔ91ٗ ،
حسٌن :داال إبراهٌم
ٔ11بعض سفارات العلماء فً عصر الحروب الصلٌبٌة من خالل كتاب تارٌخ دمشق البن
عساكر للفترة( ;77- :16هـ777;- 761< /م) ،مجلة جمعة تكرٌت للعلوم اإلنسانٌة ،المجلد
،ٔ9العدد ٓٔ)ٕٕٓٔ(،
الحصونه :رابد حمود والعٌساوي :دبلء كامل
- 711أثار االحتالل السلجوقً للعراق على األوضاع االجتماعٌة فً بغداد- ::7(،
;16هـ)،بحث منشور فً مجلة آداب البصرة ،العدد )ٕٓٔٔ(،٘7
ٔٗ7
السبتً :انتصار لطٌؾ والطابً :دالٌه ٌحٌى
- 717مظاهر الحٌاة االجتماعٌة فً بغداد فً القرنٌن الخامس والسادس من خالل كتاب
المنتظم البن الجوزي ،مجلة جامعة كرببلء ،المجلد الخامس ،العدد األول (،آاار)ٕٓٓ7 ،
دبد الرحمن :هاو كار احمد
ٕ - ٔ9دراسة تحلٌلٌه لمسكوكات الخلٌفة الناصر لدٌن هللا (،الدنانٌر الذهبٌة - ;7; ،
<88هـ) ،بحث منشور فً مجلة دراسات فً التارٌخ واالثار،العددٗ)ٕٓٔ1( ،ٙ
العلً :صالح احمد
- 719قضاة بغداد فً العصر العباسً ،مجلة المجتمع العلمً العرامً ،مجلد (،ٔ1بؽداد ،
)ٔ9ٙ9
دواد :كوركٌس
ٗ - ٔ9مؤلفات ابن عساكر ،بحث منشور فً ندول بمناسبة االحتفال باكرى مرور تسعمابة دام
دلى والدة ابن دساكر ،مطبعة السبلم(،دمشق)ٔ97٘ ،
فهد :بدري محمد
; - 71تارٌخ الشهود ،مجلة كلٌة الشرٌعة ،العدد ٖ( ،بؽداد)ٔ9ٙ7 ،
مدحات :محمد دبدهللا
< - 71مراسٌم تولٌة الخلفاء ووالة عهودهم فً العصر العباسً األخٌر ،مجلة اآلداب والعلوم
االجتمادٌة ،العدد)ٕٓٔ٘(،ٔ1
المختار :مهند نافع خطاب
- ٔ97دور العلماء وجهودهم تجاه األزمات االقتصادٌة فً العراق فً العصر العباسً(- 798
<;<هـ78;1- 7:1/م) ،مجلة ادآب الرافدٌن ،العدد ،ٔٙ(،ٙ1اٌلول)ٕٖٓٔ،
معروؾ :ناجً
- ٔ91علماء المستنصرٌة ،مجلة كلٌة اآلداب ،جامعة بؽداد ،العدد ٔ( ،بؽداد)ٔ9٘9 ،
ٔٗ1
Abstract
ٔٗ9
Islamic one among Shara, the scholars of those schools
have a close relationship with the caliphate Abbasiya and at
all levels, the importance of this relationship has increased,
especially In the last Abbasid era of increasing caliphate
influence in front of Sultans and the princes of the parties are
astray with external dangers that threatened the nation
represented by the Cruscan challenge and the Mongol
danger
I have addressed the role of political and intellectual
entanesis in this thesis In Baghdad (575-656 Hijri/1179-1258
ad), those who relied on the religious basis as a school of
law. The aim of the study was to reflect the impact of the
school In the varied Baghdadi community, doctrines and
ideas are found and the relationship of these schools is
defined With the Abbasid Caliphate, has the Hanbalism
school's view changed over the centuries toward the
succession and whether they had a clear political and think
role in this stage and what are their most important
achievements and positions, along with the state and
Baghdadi community
This thesis includes a preliminary and three chapters, each
of which is composed of several detectives. The preparation
dealt with the political and intellectual situations in Baghdad.
The Abbasids' role in restoring the glory of the Abbasid
caliphate and freeing it from the occupier was mentioned
also by the religious groups and the position of the Abbasid
caliphate
The first chapter dealt with the talk about Hanbali and their
position in Baghdad during the fourth and fifth centuries of
immigratio
I have mentioned the definition of Hanbali and Hanbali's
origins mentioned as Hanbali's influence in Baghdad
mentioned the most prominent scholars of Hanbali in the
ٔ٘ٓ
sixth century till Baghdad occupation and their role in fighting
sedition
The second chapter was devoted to talking about the political
role of Hanbali In Baghdad, I mentioned Hanbali's relation
with the Abbasid caliphate in Baghdad and participation the
scholars of Hanbali taking the allegiance to Abbais as their
role in Jihad for God and participated in official delegations of
Abbasid succession I also spoke of the contribution of
Hanbali scholars to religious functions And administrative
positions as I mentioned the advice of the scholars of
Hanbali to the successors, princes and ministers and urged
them to be fair and to return rights to their people
The third chapter dealt with the intellectual and social role of
the Hanbali in Baghdad I spoke about Hanbali educational
institutions such as mosques, schools and their role in
service Society I also spoke about the role of the scholars of
the Hanbali in protecting the Islamic faith I also mentioned
their role in writing and classification in religious sciences .I
have also mentioned the status of Hanbali in Baghdad and
their role in serving the community by contributing to the
justice of people's impurities and their role in
interdependence Social society also spoke of the effective
role of Hanbali in fighting the vices In all its forms, it also
dealt with their role in counselling, mentoring and protecting
Baghdadi community from disintegrating through these
councill l
ٕٔ٘
Ministry of Higher Education and Scientific Research
University of Mosul
A dissertation Submitted by
In
Islamic History
Under supervision of
Assistant Professor