You are on page 1of 24

‫ص‪529 -506 :‬‬ ‫العدد‪2020 )1( :‬‬ ‫المجلد‪)5( :‬‬ ‫مجلة الجامع في الدراسات النفسية والعلوم الترب وية‬

‫أثراستراتيجيات التنظيم االنفعالي على نوعية الحياة لدى املصابات بسرطان الثدي‬
‫وأزواجهن أثناء فترة العالج الكيميائي‬
‫دراسة ثنائية لألثر "فاعل ‪ -‬شريك"‬
‫‪The effect of emotional regulation strategies on the quality of life among‬‬
‫‪women affected by breast cancer and their husbands, during chemotherapy‬‬
‫‪-Dyadic study of the effect “Actor - Partner” -‬‬
‫أ‪ .‬د‪ /‬زناد دليلة‬ ‫أ‪ .‬أيت آعراب صبرينة *‬

‫أستاذة التعليم العالي‪ ،‬جامعة الجزائر‪ - 2‬أبو‬ ‫طالبة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪ - 2‬أبو‬
‫القاسم سعد للا‬ ‫القاسم سعد للا‬
‫‪Prof. Dr. Zenad dalila‬‬ ‫‪Pr. Ait-Arab Sabrina‬‬
‫‪Professor of higher education, Algiers Doctoral Student, Algiers 2 University‬‬
‫‪2 University Abou ELkacem Saadallh‬‬ ‫‪Abou ELkacem Saadallh‬‬
‫‪zenaddalila@yahoo.fr‬‬ ‫‪psy02-ss@hotmail.com‬‬
‫تاريخ االستالم‪ 2019/10/07 :‬تاريخ القبول‪ 2020/01/03 :‬تاريخ النشر‪2020/03/15 :‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬امللخص‪ :‬إن عالقة سرطان الثدي مع الحياة االنفعالية للمريضات أصبح شيئا مفروغا منه‪ ،‬وال‬
‫مجال للنقاش فيه‪ ،‬فقد أثبتت العديد من الدراسات مدى أهمية الجانب االنفعالي باعتباره عامل‬
‫الدراسات حول‬ ‫خطر في ظهور ومآل مختلف األمراض‪ ،‬وعلى رأسها مرض السرطان‪ ،‬ولكن تبقى ّ‬
‫الصحة واملرض‪ ،‬وخصوصا في مجال علم نفس أمراض‬ ‫ّ‬ ‫استراتيجيات التنظيم االنفعالي في مجال‬
‫ّ‬
‫السرطان شحيحة بعض الش يء‪ ،‬ما جعل هذه الدراسة تتجه نحو البحث في كيفية تأثير هذه‬
‫ّ‬
‫االستراتيجيات على نوعية حياة املريضات املصابات بسرطان الثدي وعلى نوعية حياة أزواجهن‬
‫الرعاية لهن‪ ،‬وهذا بهدف هو التعرف على أثر استراتيجيات التنظيم‬ ‫باعتبارهم ّأول من ّ‬
‫يقدم ّ‬
‫تكيف النساء املصابات‬ ‫التعبيري‪ ،‬على ّ‬ ‫االنفعالي‪ ،‬واملتمثلة في‪ :‬إعادة التقييم املعرفي‪ ،‬والقمع ّ‬
‫السرطان‪ ،‬من حيث نوعية الحياة عموما‪ ،‬وبعدها‬ ‫وتكيف أزواجهن مع مرض ّ‬ ‫بسرطان الثدي‪ّ ،‬‬
‫النفس ي على وجه الخصوص‪ ،‬لدى كليهما‪ ،‬وهذا باتباع املنهج الوصفي اإلحصائي‪ ،‬من خالل دراسة‬
‫إحصائية حسب نموذج ‪ .APIM‬وقد تمثلت األدوات املستعملة في الدراسة‪ ،‬بعد دراسة الصدق‬
‫لديها والثبات‪ ،‬في‪ :‬مقياس التنظيم االنفعالي)‪ (ERQ‬لـ ‪ Gross‬و‪ ،John‬ومقياس نوعية الحياة ‪.SF-12‬‬
‫ّ‬ ‫وذلك على عينة ّ‬
‫مكونة من ‪ 30‬ثنائية (‪ 30‬امرأة مصابة بسرطان الثدي‪ ،‬وأزواجهن)‪ ،‬وقد خلصت‬
‫*‪ -‬املؤلف املرسل‪ :‬أيت آعراب صبرينة‪ ،‬االيميل‪psy02-ss@hotmail.com :‬‬
‫أثر استراتيجيات التنظيم الانفعالي على نوعية الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي وأزواجهن‬

ّ ،‫النساء املصابات بسرطان الثدي‬


‫يتنبأ بنوعية حياة‬ ّ ‫التقييم املعرفي لدى‬ ّ ‫أن إعادة‬ ّ :‫النتائج إلى‬
‫ في حين ّأن اإلستراتيجيات املستعملة من طرف األزواج ليس‬،‫جيدة لديهن ولدى أزواجهن‬ ّ ‫نفسية‬
.‫لها أي أثر على نوعية حياة زوجاتهم‬
‫ استراتيجيات التنظيم‬،‫ شريك‬- ‫ األثر فاعل‬،‫ األزواج‬،‫ سرطان الثدي‬:‫ الكلمات املفتاحية‬-
.‫ نوعية الحياة‬،‫االنفعالي‬
- Abstract: The relation between breast cancer and emotional life becomes almost an
uncontested topic. Many studies have proved the role of emotions in the appearance
and accentuation of several diseases, such as cancer. However, researches about
strategies of emotional regulation in the field of health and pathology and psycho-
oncology are limited. This leads us to focus on the impact of these strategies on the
quality of life of breast cancer patients and their partners, being the first to provide
care to them, in order to investigate the impact of emotional organization strategies
which are; Cognitive reevaluation and expressive repression, on the adaptation of
women with breast cancer, and their husbands' adaptation to their illness, in terms of
quality of life in general, and its psychological dimension in particular, for both. This
objective is achieved by using the descriptive statistical approach and through a
statistical APIM model study. The tools used in the study, after studying its reliability
and validity, are: Gross and John's Emotional Regulation Scale (ERQ), and SF-12
Quality of Life Scale. The tools were used with a sample of 30 couples. The Findings
concluded that the cognitive re-evaluation of women with breast cancer predicts a
good psychological quality of life for themselves, and for their husbands. While the
strategies used by the husbands does not affect the quality of life of the patients.
- Keywords: breast cancer, couples, effects actor-partner, emotional regulation
strategies, quality of life.
ّ
:‫مقدمة‬
‫ وللمصابات بسرطان الثدي‬،‫يشهد العالم اليوم ارتفاعا متزايدا ملرض ى السرطان عموما‬
‫ مع أكثر‬،‫ حالة جديدة للسرطان سنويا في الجزائر‬40.000 ‫ فتشير األرقام إلى‬،‫على وجه الخصوص‬
ّ ّ ‫ كما‬،‫ حالة وفاة‬25000 ‫من‬
‫ مع‬،‫ حالة إصابة بسرطان الثدي‬7500 ‫سجلت اإلحصائيات في الجزائر‬
2020 507 )1( ‫) العدد الأول‬5( ‫المجلد الخامس‬
‫أ‪ .‬أيت آعراب صبرينة أ‪ .‬د‪ /‬زناد دليلة‬

‫ّ‬
‫أن سرطان الثدي‬ ‫إن ّدلت على ش يء فإ ّنما ّ‬
‫تدل على ّ‬ ‫ما يقارب ‪ 3500‬حالة وفاة سنويا‪ ،‬هذه األرقام ّ‬
‫ّ‬
‫إال ّ‬
‫أن نسبة الوفيات التزال‬ ‫يعتبر ّأول سرطان يصيب املرأة بنسبة ‪ ،%45‬مقارنة بباقي اإلصابات‪،‬‬
‫توصلت إليه البحوث في العلوم الطبية من عالجات‪،‬‬ ‫مرتفعة‪ ،‬ما يساوي ‪ ،%46.66‬وهذا رغم ما ّ‬
‫ّ‬
‫وتقنيات الفحص‪ ،‬والكشف املبكر (‪ .)DIFI.S, BOUZID. K, 2017‬وهذا ما جعل مرض السرطان‬
‫بأنواعه‪ ،‬وبمختلف عالجاته الجراحية‪ ،‬الكيميائية اإلشعاعية والهرمونية‪ ،‬من املواضيع التي يهتم‬
‫علم النفس الصحة بدراستها إلى جانب الطب والبيولوجيا‪ ،‬فيتضح ذلك من خالل تشجيع‬
‫الجمعية األمريكية للسرطان‪ ،‬الباحثين في مجال األورام السرطانية من أطباء وسيكولوجيين‬
‫وبيولوجيين على القيام باألبحاث في مجال تحديد مختلف األسباب البيولوجية والسيكولوجية‬
‫واالجتماعية املساهمة في ظهور وتطور أمراض السرطان‪ ،‬باإلضافة الى اكتشاف املتغيرات النفسية‬
‫التي لها دور في الوقاية من املرض‪ ،‬والتحكم فيه والسيطرة عليه‪ ،‬أو التوافق معه‪ ،‬وتعتبر األشهر‬
‫األولى من بعد إعالن التشخيص واالنطالق في العالج من أصعب املراحل التي يمكن أن تمر بها‬
‫مريضات سرطان الثدي وأزواجهن‪ ،‬ملا تحمله من انفعاالت سلبية تستلزم جهودا نفسية‬
‫واستراتيجيات مقاومة خاصة‪ ،‬لتنظيمها وللتكيف األفضل مع مرض السرطان‪ ،‬وفي هذا الصدد‬
‫انطلقت أبعاد مشكلة بحثنا وحد استعجالها‪ ،‬إذ من الضروري تحديد نوع العالقة املوجودة بين‬
‫استراتيجيات التنظيم االنفعالي‪ ،‬ونوعية الحياة لدى مريضات سرطان الثدي وأزواجهن‪ ،‬بعد‬
‫استئصال الثدي‪ ،‬وخالل مرحلة العالج الكيميائي‪ ،‬وهذا من أجل تكيف أفضل للمريضات‬
‫ولألزواج مع املرض‪.‬‬
‫فانطالقا من دراستنا االستطالعية‪ ،‬كأخصائية نفسانية في مصلحة السرطان‪ ،‬الحظنا أن‬
‫الزوج هو مقدم الرعاية الطبيعي ملريضات سرطان الثدي‪ ،‬مما يجعله في تأثر مباشر بمختلف‬
‫مراحل املرض وعالجه‪ ،‬كما أن له دور أساس ي في تكيف املريضات مع مسار السرطان وعالجاته‬
‫الثقيلة‪ ،‬إضافة إلى الدراسات السابقة التي ركزت على تكيف مريضات سرطان الثدي وأزواجهن‬
‫كمحور أساسيا الهتماماتها‪ ،‬ما جعلنا نحاول إظهار دور إستراتيجيات التنظيم االنفعالي‪ ،‬في ّ‬
‫التنبؤ‬
‫بنوعية الحياة لدى املريضات وأزواجهن‪ ،‬وذلك من خالل اتباع املنهج الوصفي اإلحصائي‪ ،‬والذي‬
‫يعتمد على دراسة إحصائية حسب نموذج ‪ ،APIM‬أو ما يسمى بـ ‪(actor-partener‬‬
‫)‪ ،interdependent model‬وهو نموذج يهدف إلى مقارنة تأثير أحد املتغيرات على املتغيرات األخرى‬
‫عند كال فردي الثنائية‪ ،‬وتمثلت األدوات املستعملة في الدراسة‪ ،‬في‪ :‬مقياس التنظيم االنفعالي‬
‫عينة الدراسة من ‪ 30‬زوجا‪،‬‬ ‫)‪ (ERQ‬لـ ‪ Gross‬و‪ ،John‬ومقياس نوعية الحياة ‪ .SF-12‬وقد ّ‬
‫تكونت ّ‬
‫ّ‬
‫أين الزوجة مصابة بسرطان الثدي غير اإلنبثاثي‪ ،‬والتي تكون قد استفادت من عملية استئصال‬
‫‪2020‬‬ ‫‪508‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬
‫أثر استراتيجيات التنظيم الانفعالي على نوعية الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي وأزواجهن‬

‫الثدي‪ ،‬وبدأت في العالج الكيميائي‪ ،‬كمرحلة ثانية من العالج‪ ،‬واتخذنا من الجانب ّ‬ ‫ّ‬
‫التطبيقي حقال‬
‫من أجل تحديد االختالفات‪ ،‬ونوع العالقة املوجودة بين مختلف متغيرات الدراسة‪ ،‬وتقييم تأثير‬
‫استراتيجيات التنظيم االنفعالي على نوعية الحياة لدى املريضات وأزواجهن‪.‬‬
‫‪ -1‬إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫يتسبب في ّ‬
‫تغيرات على‬ ‫ّ‬ ‫يتميز السرطان بالنمو الفوضوي وغير املنضبط للخاليا‪ ،‬فهو‬ ‫ّ‬
‫للثدي‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ي ّ‬
‫يؤدي تكاثر الخلية السرطانية السريع‪ ،‬غير العادي‪،‬‬ ‫املستوى الفيزيولوجي والبنيو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إال ّ‬
‫أن أثره ال يتوقف فقط على الجانب الفيزيولوجي وفقط‪ ،‬وإنما يتعدى ذلك ليؤثر‬ ‫والعشوائي‪،‬‬
‫توصلت األبحاث والدراسات العديدة في مجال علم نفس‬ ‫حتى على الحياة االنفعالية للمرض ى‪ ،‬فقد ّ‬
‫أن الطريقة‬‫أن السياقات االنفعالية تلعب دورا مهما في الصحة‪ ،‬حيث ّ‬ ‫أمراض السرطان إلى إثبات ّ‬
‫تؤثر فقط على ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تكيفهم النفس ي والجسدي‪ ،‬ولكن كذلك على‬ ‫التي ينظم بها األفراد انفعاالتهم ال‬
‫مآل السرطان (‪.)PAIS BRANDAO.T. R,2017, p. 16‬‬
‫ّ‬ ‫فاستراتيجيات تنظيم االنفعاالت‪ ،‬والتي ُي ّ‬
‫عرفها ‪ ،GROSS‬أنها السيرورة التي يؤثر األفراد من‬
‫عبروا عنها‪ ،‬تلعب‬ ‫خاللها على انفعاالتهم‪ ،‬متى ظهرت‪ ،‬كيف عايشوا التجربة االنفعالية‪ ،‬وكيف ّ‬
‫دورا مهما ليس فقط على النتائج العامة املرتبطة بالصحة‪ ،‬كاألعراض الجسدية‪ ،‬ولكن كذلك على‬
‫مسار نتائج السرطان‪ ،‬كاالنتكاسة‪ ،‬تفاقم املرض‪ ،‬والتماثل للشفاء‪ ،‬ولهذا السبب تعتبر دراسة‬
‫تنظيم االنفعاالت في إطار سرطان الثدي ذات أهمية كبيرة (‪.)DESAUW.A, 2014, p. 84‬‬
‫فاالنفعال ال يرتبط باملوقف في حد ذاته‪ ،‬وإنما بإدراك الفرد للموقف‪ ،‬وبالتالي فتقييم‬
‫املوقف هو الذي يحدد االنفعال‪ ،‬ومن هنا يتضح أن تغيير اإلدراك يسمح بتغيير االنفعال‪ ،‬وتشير‬
‫استراتيجية إعادة التقييم املعرفي إلى سياق معرفي‪ ،‬والذي يتم من خالله تقييم املوقف‪ ،‬من أجل‬
‫التخفيف أو الزيادة في طبيعته االنفعالية‪ ،‬فهي استراتيجية متمركزة على سوابق االستجابة‬
‫االنفعالية‪ ،‬حيث تظهر وتتدخل قبل إنشاء اتجاهات االستجابة‪ ،‬وهي تسمح بالتخفيض من‬
‫االنفعاالت السلبية‪ ،‬والرفع من اإليجابية‪ ،‬وكذلك من الرفاهية النفسية التي يسببها املوقف‪ ،‬وهنا‬
‫يقترب إعادة التقييم العرفي من مفهوم إعادة التقييم اإليجابي‪ ،‬الناتج عن القراءات حول املقاومة‬
‫والتفاؤل‪ ،‬والتي تتمثل في تحديد الجوانب اإليجابية للموقف أثناء توقع العواقب‬
‫(‪.)CHRISTOPHE.V et all, 2009, p .60‬‬
‫في حين يعمل القمع التعبيري على تنظيم مظاهر االنفعال الظاهرة‪ ،‬كتعابير الوجه‪،‬‬
‫وضعية الجسم‪ ،‬والصوت‪ ،‬وهي استراتيجية غير وظيفية‪ ،‬فحذف املكون التعبيري لالنفعال ال يغير‬
‫ش يء في املكونات األخرى‪ ،‬حيث أن شدة االنفعال ال تنخفض‪ ،‬وفي الحقيقة التنشيط الفيزيولوجي‬
‫‪2020‬‬ ‫‪509‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬
‫أ‪ .‬أيت آعراب صبرينة أ‪ .‬د‪ /‬زناد دليلة‬

‫في هذه الحالة يزيد‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬االنفعاالت الظاهرة غالبا ما ُيشعر بها كما هي‬
‫من طرف شركاء التفاعل االجتماعي‪ .‬ونظرا إلى أن عددا معينا من االنفعاالت ال يمكن التعبير عنها‪،‬‬
‫فإنه على الفرد استخدام أسلوب آخر لتنظيم االنفعاالت‪ ،‬كإعادة التقييم املعرفي للموقف‬
‫(‪.)Mikolajczat. M, 2009, p. 187‬‬
‫فالقمع التعبيري يتمثل في تثبيط التعبير عن االنفعاالت‪ ،‬حتى ال يتواصل الفرد مع اآلخرين‬
‫حول حالته االنفعالية‪ ،‬األمر يتعلق بتغيير اإلجابة االنفعالية بعد ظهورها‪ ،‬فهذه اإلستراتيجية‬
‫تتدخل في وقت متأخر نسبيا في التسلسل االنفعالي‪ ،‬وتقوم أوال بتغيير الجوانب السلوكية التجاه‬
‫الحركة االنفعالية‪ .‬تعمل هذه اإلستراتيجية على الخفض من التعبير السلوكي لالنفعاالت السلبية‪،‬‬
‫واإليجابية على حد السواء‪ ،‬ومع ذلك فإن الشعور االنفعالي أمام املوقف لن ينخفض‪ ،‬وهذا ما‬
‫سيتسبب في التخفيف من الرفاهية النفسية لألشخاص الذين يستعملون هذه اإلستراتيجية‬
‫بكثرة‪ ،‬ويشجع في نفس الوقت ظهور االضطرابات االنفعالية كالقلق‪ ،‬أو االكتئاب في الحاالت‬
‫القصوى (‪.)CHRISTOPHE.V et all, 2009, p. 60‬‬
‫وفي هذا اإلطار ّبينت دراسة ‪ Falagas‬وآخرون سنة ‪ ،2007‬أن الطريقة التي ينظم بها األفراد‬
‫ّ‬
‫انفعاالتهم ال تؤثر فقط على تكيفهم النفس ي والجسدي‪ ،‬من حيث األعراض والصحة الجسدية‪،‬‬
‫ولكن كذلك على مسار نتائج السرطان‪ ،‬والتي تظهر من خالل االنتكاسة‪ ،‬تفاقم املرض‪ ،‬والبقاء‬
‫على قيد الحياة‪ .‬وفي نفس السياق يضيف ‪ Avila‬وآخرون‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬أن النساء املصابات‬
‫بسرطان الثدي ينظمن انفعاالتهن بطريقة ترتبط بالتكيف النفس ي وخصوصا من حيث نوعية‬
‫الحياة‪ ،‬األعراض‪ ،‬املزاج أو االكتئاب (‪.)PAIS BRANDAO.T. R,2017, p .16‬‬
‫ّ‬
‫وباعتبار سرطان الثدي حدث ضاغط‪ ،‬ليس فقط للمريضات‪ ،‬وإنما ملحيطهن كذلك‪،‬‬
‫يتسبب في اضطرابات‬ ‫فالفحوص والعالجات املستعملة‪ ،‬تثير العديد من املخاوف لدى أقاربهن‪ ،‬ما ّ‬
‫داخل العائلة أو داخل العالقة الزوجية‪ ،‬أثناء العالج‪ .‬فحسب كل من ‪ Razavi‬و‪ Delvaux‬سنة‬
‫غير حتى من طبيعة العالقات االجتماعية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫الثدي ُي ّ‬
‫ويؤدي إلى إعادة توزيع األدوار‬ ‫‪ ،2008‬سرطان‬
‫سيئة ويجدون صعوبة بادئ األمر في‬ ‫داخل العائلة‪ ،‬ما يجعل األقارب يعايشون املرض بطريقة ّ‬
‫وتصرفاته ( ‪Mikolajczat. M, 2013, p‬‬‫ّ‬ ‫تقبل املرض‪ ،‬ملا ُيحدثه من تغييرات على سلوكيات املريض‬ ‫ّ‬
‫‪.).88‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وبهذا فالسرطان ال يؤثر على املريض فقط‪ ،‬وإنما يؤثر كذلك على العائلة‪ ،‬فمن املعتاد‬
‫ّ‬
‫مالحظة توتر على املستوى االنفعالي‪ ،‬والوظيفي مباشرة بعد إعالن تشخيص السرطان‪ ،‬فالعائلة‬
‫تكون نظام ديناميكي ُمحكم‪ ،‬يمتاز بتوزيع‬ ‫تواجه من جهة مشاعر الخوف والحزن‪ ،‬ومن جهة أخرى ّ‬
‫‪2020‬‬ ‫‪510‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬
‫أثر استراتيجيات التنظيم الانفعالي على نوعية الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي وأزواجهن‬

‫تؤثر وتتأثر بالحالة ّ‬ ‫ّ‬ ‫السند ّ‬ ‫األدوار واملسؤوليات‪ ،‬فهي ُتعتبر ّ‬


‫النفسية‬ ‫األول للمريض‪ ،‬وهي بهذا‬
‫يقدم ّ‬‫وأول من ّ‬ ‫تأثرا ّ‬‫ّ‬
‫الدعم للنساء املصابات‬ ‫ملريض السرطان‪ ،‬وعلى ما يبدو األزواج هم األكثر‬
‫ّ‬ ‫الثدي‪ ،‬فباعتبارهم ّ‬ ‫ّ‬
‫مقدمي الرعاية األوليين‪ ،‬فإنهم يجدون أنفسهم في مواجهة مواقف‬ ‫بسرطان‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مشبعة باالنفعاالت‪ ،‬تستوجب التكيف دون توقف (‪.)LAFAYE.A, 2009, p.67‬‬
‫فقد أظهرت العديد من الدراسات‪ ،‬أن مستوى االكتئاب‪ ،‬والقلق يكون مرتفع عند األزواج‬
‫التكيفية عند أحد‬‫ّ‬ ‫األصحاء بنفس املستوى منه عند املريضات‪ ،‬وحسب ‪ HANNUM‬فالقدرة‬ ‫ّ‬
‫تكيف اآلخر (‪ .)RAZAVI.D, DELVAUX.N, 2002, p.218‬فسرطان الثدي ّ‬ ‫تؤثر على ّ‬ ‫ّ‬
‫يؤدي‬ ‫الزوجين‬
‫البعد الجسمي‪ ،‬النفس ي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬إذ أنّ‬ ‫إلى تدهور نوعية الحياة‪ ،‬من حيث أبعادها الثالث‪ُ :‬‬
‫ّ‬
‫املضاعفات الجسمية املرتبطة بالعالجات املستعملة‪ ،‬كالعالج الكيميائي‪ ،‬واملتمثلة في‪ :‬الغثيان‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫والتعب الذي ّ‬ ‫األلم‪ّ ،‬‬
‫يحد من ممارسة النشاطات اليومية‪ّ ،‬أما الصعوبات النفسية‪ ،‬والتي نجد منها‪:‬‬
‫التوتر‪ ،‬الخوف واالكتئاب‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫فإنها تظهر‪ ،‬خالل مختلف مراحل املرض ( ‪MIKOLACZAK.M,‬‬ ‫القلق‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫‪ .)2013, p. 88‬كما أن األزواج يظهرون مشاكل في التكيف مثلهم مثل زوجاتهم املصابات بسرطان‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الزوج والعكس صحيح‪،‬‬ ‫يؤثر على ّ‬ ‫الدراسات ّأن معاش املريضة‬ ‫الثدي‪ ،‬حيث أثبتت العديد من ّ‬
‫يتأثر على املدى القريب‪ّ ،‬أما البعد ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن ُ‬ ‫حيث ّ‬
‫النفس ي فيبقى مضطربا على املدى‬ ‫البعد الجسمي‪،‬‬
‫البعيد (‪.)SEGERSTAN-CROUZET.C, 2010, p .30‬‬
‫ّ‬
‫ومن الواضح من كل هذا أن تنظيم االنفعاالت قد يؤثر على التكيف مع سرطان الثدي‪ ،‬من‬
‫ّ‬ ‫حد ّ‬ ‫حيث نوعية الحياة لدى كل من املريضات وأزواجهن على ّ‬
‫السواء‪ .‬حيث تلخصت إشكالية‬
‫التالي‪ :‬هل نوع استراتيجيات التنظيم االنفعالي يساعد على التكيف مع مرض‬ ‫البحث‪ ،‬في التساؤل ّ‬
‫الثدي لدى النساء املصابات بسرطان الثدي ولدى أزواجهن أثناء فترة العالج الكيميائي؟‬ ‫سرطان ّ‬
‫الثدي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يتنبأ‬ ‫‪ -‬هل نوع استراتيجية التنظيم االنفعالي املستعملة من طرف النساء املصابات بسرطان‬
‫جيدة لديهن ولدى أزواجهن؟‬ ‫بنوعية حياة ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -‬هل نوع استراتيجية التنظيم االنفعالي املستعملة من طرف أزواج النساء املصابات بسرطان‬
‫يتنبأ بنوعية حياة ّ‬ ‫الثدي ّ‬ ‫ّ‬
‫جيدة لديهم ولدى زوجاتهم؟‬
‫الدراسة‪:‬‬‫‪ -2‬فرضيات ّ‬
‫الد اسة في ّ‬ ‫ّ‬
‫أن‪ :‬نوع استراتيجيات التنظيم االنفعالي يساعد‬ ‫تتمثل الفرضية العامة لهذه ّ ر‬
‫الثدي لدى النساء املصابات بسرطان الثدي ولدى أزواجهن أثناء‬ ‫على التكيف مع مرض سرطان ّ‬
‫التالية‪:‬‬ ‫والتحقق من هذه الفرضية استوجب الفرضيات الجزئية ّ‬ ‫فترة العالج الكيميائي‪ّ .‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪511‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أ‪ .‬أيت آعراب صبرينة أ‪ .‬د‪ /‬زناد دليلة‬

‫الثدي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫يتنبأ‬ ‫‪ -‬نوع استراتيجية التنظيم االنفعالي املستعملة من طرف النساء املصابات بسرطان‬
‫جيدة لديهن ولدى أزواجهن‪.‬‬ ‫بنوعية حياة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬نوع استراتيجية التنظيم االنفعالي املستعملة من طرف أزواج النساء املصابات بسرطان الثدي‬
‫جيدة لديهم ولدى زوجاتهم‪.‬‬‫يتنبأ بنوعية حياة ّ‬‫ّ‬
‫‪ -3‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬إظهار تأثير استراتيجيات التنظيم االنفعالي املستعملة من طرف النساء املصابات بسرطان الثدي‬
‫على درجة نوعية الحياة لديهن ولدى أزواجهن أثناء العالج الكيميائي‪.‬‬
‫‪ -‬إظهار تأثير استراتيجيات التنظيم االنفعالي املستعملة من طرف أزواج النساء املصابات بسرطان‬
‫الثدي على درجة نوعية الحياة لديهم ولدى زوجاتهم أثناء العالج الكيميائي‪.‬‬
‫‪ -4‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫رغم الجهود املبذولة من طرف أخصائي علم النفس في مصالح أمراض السرطان‪ ،‬إال أن‬
‫الدراسات امليدانية‪ ،‬واملالحظات العملية اليومية ملريضات سرطان الثدي بينت أن للجانب‬
‫العالئقي دور جد مهم في تقبل املرض‪ ،‬والتكيف معه ومع العالجات املستعملة‪ ،‬ملا يحملون من‬
‫تأثيرات سلبية على الحياة النفسية للمريضات‪ ،‬من حيث نوعية الحياة لديهن وانفعاالتهن‪ ،‬الش يء‬
‫الذي سيؤثر بطبيعة الحال على حياتهن العالئقية (الزواجية)‪ ،‬ومن هنا كان من الضروري دراسة‬
‫تأثر كل من املريضات واألزواج بمرض السرطان وعالجاته من خالل استراتيجيات التنظيم‬
‫االنفعالي املستعملة‪ ،‬ودورها في تقبل املرض‪ ،‬والتكيف مع العالجات‪ ،‬من حيث تحسين نوعية‬
‫الحياة لكالهما‪.‬‬
‫فأهمية الدراسة الحالية‪ ،‬تتلخص في إظهار أهمية نوع استراتيجيات التنظيم االنفعالي‬
‫املستعملة من طرف املريضات واألزواج‪ ،‬في تحسين نوعية الحياة لديهم‪ ،‬وهذا من أجل محاولة‬
‫ا‬
‫إدماج األزواج في البرامج العالجية النفسية مستقبال‪.‬‬
‫‪ -5‬تحديد املفاهيم‪:‬‬
‫‪ -1-5‬سرطان الثدي‪:‬‬
‫من أجل تحديد دقيق ملفهوم سرطان الثدي‪ ،‬ارتأينا أن نحدد ّأوال مفهوم السرطان عموما‪،‬‬
‫فقد استعملت كلمة سرطان في البداية لوصف أنواع مختلفة من األورام‪ ،‬وبالرغم من أنه في أغلب‬
‫ّ‬
‫األحيان يعتقد أن السرطان هو عبارة عن مرض واحد‪ ،‬إال أنه في الحقيقة تعبير يستعمل لوصف‬
‫ما يزيد عن ‪ 200‬مرض مختلف (‪.)Nezu et al, 2003, p.265‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪512‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أثر استراتيجيات التنظيم الانفعالي على نوعية الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي وأزواجهن‬

‫وحسب املنظمة العاملية للصحة‪ ،‬السرطان مصطلح يدل على التكاثر الخبيث الذاتي‬
‫والعشوائي للخاليا ويؤدي إلى تشكيل األورام التي يمكن أن تغزو األعضاء القريبة أو البعيدة‬
‫محطمة األنسجة السليمة‪ .‬وبالتالي سرطان الثدي هو التكاثر العشوائي‪ ،‬والسريع للخاليا على‬
‫مستوى الثدي‪ ،‬ويمكن أن تنتقل األورام إلى أعضاء أخرى ذات نفس الطبيعة النسيجية للثدي‪،‬‬
‫وهنا تضيف ‪ LEMAIRE.V‬وآخرون‪ ،‬أن سرطان الثدي هو "سرطان يصيب الغدة الثدية عند‬
‫املرأة‪ ،‬يكون غالبا على شكل ‪ Adénocarcinome‬أوما يسمى بسرطان النسيج الغددي‪ ،‬وأحيانا على‬
‫شكل ‪ Sarcome‬والذي يصيب النسيج الضام" (‪.)LEMAIRE.V et al, 2002, p. 837‬‬
‫ّ‬ ‫الثدي هو ورم ّ‬ ‫ّ‬
‫يتكون على مستوى الثدي‪ ،‬وذلك من خالل التكاثر‬ ‫‪ -‬التعريف اإلجرائي‪ :‬سرطان‬
‫املكونة للثدي‪ ،‬حيث يمكن لهذه الخاليا السرطانية أن تنتقل إلى أعضاء‬ ‫العشوائي والسريع للخاليا ّ‬
‫أخرى من خالل الفقد اللمفاوية‪ ،‬مشكلة بذلك أورام ثانوية‪.‬‬
‫‪ -2-5‬استراتيجيات التنظيم االنفعالي‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يعرف التنظيم االنفعالي على أنه السيرورات التي تؤثر على انفعاالتنا‪ ،‬عندما نخب ُرها ونعبر‬
‫عنها (‪.)GROSSE.J, 2002, p282‬‬
‫‪ -‬التعريف اإلجرائي‪ :‬استراتيجيات التنظيم االنفعالي عند مريضات سرطان الثدي‪ ،‬وأزواجهم هي‬
‫اإلستراتيجيات التي يلجأ إليها كالهما من أجل تنظيم انفعاالتهم عادة‪ ،‬حتى قبل اإلصابة بسرطان‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الثدي‪ ،‬واملتمثلة في استراتيجية إعادة التقييم املعرفي‪ ،‬واستراتيجية القمع التعبيري‪ ،‬وذلك حسب‬
‫الدرجات التي يحصلون عليها في مقياس التنظيم االنفعالي ‪ ERQ‬لـ ‪ Gross‬و‪.John‬‬
‫‪ -3-5‬نوعية الحياة‪:‬‬
‫تعرف املنظمة العاملية للصحة‪ ،‬نوعية الحياة بأنها‪" :‬انطباع الفرد اتجاه حياته ضمن‬
‫النسق واملعايير الثقافية في مجتمعه‪ ،‬ومستوى العالئقي بين تحقيق أهدافه وتوقعاته وفق مفاهيم‬
‫محددة لديه‪ ،‬ومن جهة أخرى هي عملية الدمج االعتمادية والعالقات االجتماعية‪ ،‬وعالقة‬ ‫معيارية ّ‬
‫ذلك بما يبرز في املستقبل من أحداث بيئية" (‪.)GUSTAV.N, 2002, p. 298‬‬
‫‪ -‬التعريف اإلجرائي‪ :‬نوعية الحياة لدى مريضات سرطان الثدي‪ ،‬والالتي تعرضن لجراحة‬
‫اإلستئصال‪ ،‬وتتلقين العالج الكيميائي‪ ،‬تعتمد على استجابات املريضات‪ ،‬أحكامهن‪ ،‬واعتقادهن‬
‫حول وضعهن الصحي‪ ،‬وهي الدرجات املتحصل عليها في مقياس نوعية الحياة ‪.SF-12‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪513‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أ‪ .‬أيت آعراب صبرينة أ‪ .‬د‪ /‬زناد دليلة‬

‫أما نوعية الحياة لدى أزواج مريضات السرطان‪ ،‬فهي تعتمد على استجاباتهم‪ ،‬وأحكامهم‬
‫حول وضعهم العالئقي‪ ،‬والصحي (الجسدي‪ ،‬النفس ي‪ ،‬واالجتماعي)‪ ،‬وهي الدرجات املتحصل عليها‬
‫في مقياس نوعية الحياة ‪.SF-12‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬‫‪ّ -6‬‬
‫‪ -‬دراسة لـ ‪ Carine SEGRESTAN-CROUZET‬سنة ‪ ،2010‬والتي درست خاللها تطور كل من‬
‫املقاومة الثنائية‪ ،‬نوعية الحياة‪ ،‬الضبط االنفعالي‪ ،‬الدعم االجتماعي‪ ،‬الضيق االنفعالي‪،‬‬
‫واستراتيجيات املواجهة‪ ،‬خالل مختلف مراحل املرض‪ ،‬عند النساء املصابات بسرطان الثدي‪،‬‬
‫وأزواجهن‪ .‬وهي دراسة وصفية في شقها األول‪ ،‬ومقارنة في شقها الثاني (مقارنة مختلف النتائج بين‬
‫املريضات وأزواجهن ‪.)une étude dyadique‬‬
‫حيث قدرت عينة البحث ‪ 38‬امرأة مصابة بسرطان الثدي‪ ،‬و‪ 76‬زوج (‪ ،)couples‬تمت‬
‫مقابلتهم في بداية‪ ،‬وسط وفي نهاية العالج‪ ،‬ومن ثم شهر‪ ،‬ثالثة أشهر‪ ،‬وستة أشهر بعد نهاية‬
‫العالج‪ ،‬وقاموا بملء مقاييس الضبط االنفعالي‪ ،‬التنظيم االنفعالي‪ ،‬نوعية الحياة‪ ،‬املقاومة‬
‫الثنائية‪ ،‬الدعم االجتماعي‪ ،‬واستراتيجيات مواجهة املرض‪.‬‬
‫وقد خلصت النتائج أن أفراد العينة يعانون من ارتفاع في درجات القلق‪ ،‬في حين أن درجات‬
‫الدعم االجتماعي‪ ،‬كما أن الضيق النفس ي‪ ،‬التنظيم االنفعالي‪ ،‬الدعم االجتماعي السلبي‪،‬‬
‫واستراتيجيات املواجهة االنفعالية لديها تأثير سلبي على تكيف املريضات وأزواجهن‪ ،‬في حين‬
‫املقاومة الثنائية‪ ،‬والدعم االجتماعي لهما تأثير إيجابي على التكيف مع املرض‪.‬‬
‫‪ -‬دراسة لـ ‪ J. Beson‬سنة ‪ ،2002‬والتي تم خاللها اختبار العالج الجماعي اإلسنادي ودوره في تغيير‬
‫استراتيجيات التنظيم االنفعالي عند النساء املصابات بسرطان الثدي اإلنبثاثي‪ ،‬وقد أظهرت‬
‫النتائج أنه من املمكن تغير استراتيجيات التنظيم االنفعالي من قمع االنفعاالت السلبية إلى التعبير‬
‫عنها‪ ،‬وكان التغيير جد واضح عند النساء الالتي يحظين بدعم إيجابي من أزواجهن‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬دراسة مقارنة لـ‪ Lingyan Li :‬وآخرون سنة ‪ 2015‬في الصين‪ ،‬بين ‪ 655‬امرأة مشخصة حديثا‬
‫توصلت النتائج إلى ّ‬
‫الثدي‪ ،‬و‪ 622‬امرأة سليمة‪ ،‬حيث ّ‬ ‫ّ‬
‫أن استعمال استراتيجية إعادة‬ ‫بسرطان‬
‫التقييم له آثار إيجابية على نوعية الحياة‪ ،‬أكثر منه من اإلستراتيجيات السلوكية‪ ،‬والتي نجد من‬ ‫ّ‬
‫بينها استراتيجية القمع التعبيري (‪.)LINGYAN.L, et all, 2015, p.9‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪514‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أثر استراتيجيات التنظيم الانفعالي على نوعية الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي وأزواجهن‬

‫‪ -7‬الدراسة امليدانية وإجراءاتها‪:‬‬


‫‪ -1-7‬منهج ّ‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫إن طبيعة الدراسة وفرضياتها تقتض ي تحديد املنهج الذي يتالءم معها ويخدمها في تحليل‬
‫نتائجها‪ ،‬وقد تم اختيار املنهج الوصفي اإلحصائي‪ ،‬إذ أنه يتناسب والوسط الطبيعي‪ ،‬من حيث‬
‫وصف الظاهرة كما هي حقيقة‪ ،‬حيث يقوم هذا املنهج بجمع كل ما يتعلق بالظاهرة موضوع‬
‫الدراسة‪ ،‬وذلك باستخدام املالحظة‪ ،‬املقابلة‪ ،‬واملقاييس‪ ،‬ومن ثم تصنيف املعلومات في جداول‬
‫ّ‬
‫املتحصل عليها (دويدار‪،‬‬ ‫وإعدادها لالستقراء‪ ،‬واستخالص النتائج‪ ،‬كما أنه يسمح بتعميم النتائج‬
‫‪ ،2000‬ص‪.)274.‬‬
‫فاملنهج الوصفي‪ ،‬يهدف إلى وصف ما هـو كـائن مـن ظـواهر أو أحداث معينة بعد جمع‬
‫البيانات‪ ،‬كما يهدف إلـى تفـسير الظـواهر وتحديـد الظـروف والعالقات التي توجد بين املتغيرات كما‬
‫هي في الواقع‪ ،‬وذلك باالعتماد على النموذج اإلحصائي ‪.APIM‬‬
‫عينة ّ‬
‫الدراسة‪:‬‬ ‫‪ّ -2-7‬‬
‫تتكون عينة الدراسة من ‪ 30‬زوجا‪ 30 ،‬امرأة (نساء مصابات بسرطان الثدي غير انبثاثي)‬
‫و‪ 30‬رجال (أزواجهن)‪ ،‬وقد كان املستشفى اإلطار املكاني األمثل لاللتقاء باملرض ى‪ ،‬وبالتحديد‬
‫مستشفى "محمد صغير النقاش" بعين النعجة‪ ،‬والواقع بالجزائر العاصمة‪ ،‬ويحوي هذا‬
‫املستشفى على العديد من املصالح‪ ،‬ومن بينها نجد مصلحة أمراض السرطان‪ ،‬أين تم إجراء‬
‫البحث امليداني‪ ،‬وتحوي هذه املصلحة على وحدتين‪ :‬وحدة االستشفاء‪ ،‬ووحدة املستشفى النهاري‪،‬‬
‫وقد تم اختيار العينة بطريقة مقصودة وفقا للمعايير التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون النسوة مصابات بسرطان الثدي‪ ،‬مع عدم وجود أورام ثانوية‪ ،‬وقد تعرضن الستئصال‬
‫كل ‪ 21‬يوما‪،‬‬‫الثدي‪ ،‬على أن ينص البروتكول العالجي على تلقي ‪ 06‬حصص عالج كيميائي‪ ،‬حصة ّ‬
‫أي ما يقارب فترة ‪ 04‬أشهر‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة املدنية‪ :‬متزوجات وأمهات ألطفال‪.‬‬
‫أقل من ‪ 40‬سنة)‪ّ ،‬أما سن األزواج فكان ما‬‫‪ -‬السن‪ :‬سن املريضات تراوح بين ‪ 29‬و‪ 51‬سنة (‪ّ %60‬‬
‫بين ‪ 32‬و‪ 61‬سنة (‪ّ %80‬‬
‫أقل من ‪ 52‬سنة)‪.‬‬
‫مدة زواج ما بين ‪ 4‬سنوات إلى ‪ 32‬سنة‪ ،‬مع وجود أغلبية بين ‪4‬‬ ‫‪ -‬مدة الزواج‪ :‬مدة الزواج‪ :‬تراوحت ّ‬
‫و‪ 10‬سنوات (بنسبة ‪.)%53.33‬‬
‫‪ -‬العدد‪ :‬عدد الحاالت كان مرتبطا بظروف عديدة‪ ،‬كرغبة املريضات وأزواجهن في املشاركة‪ ،‬حيث‬
‫تم استبعاد العديد من الحاالت التي رفض فيها الزوج املشاركة‪.‬‬
‫‪2020‬‬ ‫‪515‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬
‫أ‪ .‬أيت آعراب صبرينة أ‪ .‬د‪ /‬زناد دليلة‬

‫‪ -‬املنطقة الجغرافية‪ :‬أفراد العينة من مختلف مناطق الوطن‪.‬‬


‫‪ -‬املستوى املنهي‪ ،‬االقتصادي‪ ،‬التعليمي‪ :‬لم يحدد‪.‬‬
‫‪ -3-7‬أدوات ّ‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫الدراسة‪.‬‬‫التحقق من فرضيات ّ‬ ‫تم استعمال مقياسين من أجل ّ‬ ‫ّ‬
‫ا‬
‫أوال‪ -‬مقياس استراتيجيات التنظيم االنفعالي )‪:(ERQ‬‬
‫هو مقياس وضعه كل من ‪ Gross‬و‪ John‬سنة ‪ ،2003‬من أجل تقدير الفروق الفردية في‬
‫استعمال استراتيجيتين للتنظيم االنفعالي‪ ،‬واملتمثلة في استراتيجية إعادة التقييم املعرفي‪،‬‬
‫ّ‬
‫واستراتيجية القمع التعبيري‪ .‬وهو مكون من عشر (‪ )10‬بنود موضوعة على سلم ليكرت من ‪ 1‬غير‬
‫موافق أبدا‪ ،‬إلى ‪ 7‬موافق تماما‪ ،‬مقسمة إلى سلمين فرعيين كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إعادة التقييم املعرفي‪ ،8 ،7 ،5 ،3 ،1 :‬و‪.10‬‬
‫‪ -‬القمع التعبيري‪ ،6 ،4 ،2 :‬و‪.9‬‬
‫تنقيط املقياس يكون بجمع الدرجات من ‪( 1‬غير موافق) إلى ‪( 7‬موافق تماما)‪ ،‬مع الحفاظ‬
‫على نفس الترتيب مع كل البنود‪.‬‬
‫وتمت ترجمته فيما بعد للعديد من اللغات‬ ‫املقياس في نسخته األصلية باللغة اإلنجليزية‪ّ ،‬‬
‫من بينها اللغة العربية وهي النسخة املستعملة في البحث‪ ،‬حيث كانت الخصائص السيكومترية‬
‫قدر معامل ألفا كرونباخ بـ ‪ 0.79‬بالنسبة للبنود الخاصة بإعادة‬ ‫للمقياس في بيئته األصلية كما يلي‪ّ :‬‬
‫التقييم املعرفي‪ ،‬و‪ 0.80‬بالنسبة للبنود الخاص بالقمع ّ‬
‫التعبيري‪.‬‬
‫ّ‬
‫وقد قمنا باختبار صدق املقياس‪ ،‬عن طريق استطالع رأي املحكمين‪ ،‬إذ طلبنا من بعض‬
‫يقيموا كل عبارة من عبارات املقياس من حيث ّ‬
‫الصيغة اللغوية وعالقتها‬ ‫أساتذة علم النفس أن ّ‬
‫مدة ّ‬
‫التطبيق‪.‬‬ ‫باملوضوع الذي وضعت من أجله‪ ،‬ووضوح ّ‬
‫التعليمة وتناسب ّ‬
‫املحكمين فقط‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫وبعد دراسة ّ‬
‫تم اختبار ثبات‬ ‫الصدق الذي تتوقف داللته على صدق‬
‫املقياس‪ّ ،‬أوال من خالل استعمال معامل ألفا كرونباخ‪ ،‬والذي جاء مساولـ‪ ،0,89 :‬بالنسبة للبنود‬
‫التقييم املعرفي‪ ،‬و‪ ،0,82‬بالنسبة للبنود الخاصة باستراتيجية القمع‬ ‫الخاصة باستراتيجية إعادة ّ‬
‫التعبيري‪ ،‬ما يعني أن هذا املقياس ثابت‪ ،‬كما قمنا باختبار الثبات من خالل طريقة إعادة التطبيق‬
‫مكونة من ‪ 30‬فردا (‪15‬‬ ‫األول على عينة ّ‬ ‫التطبيق ّ‬‫)‪ ،(test-retest‬حيث أعيد تطبيقه بعد أسبوع من ّ‬
‫مريضة مصابة بسرطان الثدي‪ ،‬وأزواجهن)‪.‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪516‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أثر استراتيجيات التنظيم الانفعالي على نوعية الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي وأزواجهن‬

‫الجدول (‪ :)1‬نتائج القياس تطبيق ‪ -‬إعادة تطبيق ملقياس استراتيجيات التنظيم االنفعالي‬
‫التطبيق الثاني‬ ‫التطبيق ّ‬
‫األول‬
‫القمع التعبيري إعادة ّ‬ ‫إعادة التقييم‬ ‫األفراد‬
‫التقييم املعرفي القمع التعبيري‬
‫املعرفي‬
‫‪5‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪27‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪517‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أ‪ .‬أيت آعراب صبرينة أ‪ .‬د‪ /‬زناد دليلة‬

‫‪25‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪24‬‬


‫‪28‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪27‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪30‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫و ّ‬
‫تم حساب معامل ‪ ،Pearson‬والذي تحدد بـ‪ 0,90 :‬بالنسبة لسلم إعادة التقييم املعرفي‪،‬‬
‫يدل على ارتباط قوي‬‫مما ّ‬‫و‪ 0,94‬بالنسبة لسلم القمع التعبيري‪ ،‬وهذا عند مستوى داللة ‪ّ ،0,01‬‬
‫وموجب ودال إحصائيا‪ ،‬وبالتالي تحقق صدق وثبات املقياس‪.‬‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ -‬مقياس نوعية الحياة ‪:SF12v2‬‬
‫هو مقياس مختصر ملقياس نوعية الحياة ‪ُ ،SF36‬يستعمل بكثرة باللغة االنجليزية‪ ،‬لكن‬
‫ّتمت ترجمته إلى ‪ 15‬لغة أخرى‪ ،‬هذا املقياس يسمح بالحصول على درجتين لنوعية الحياة‪،‬‬
‫أن املقياس ّ‬ ‫ّ‬
‫واملتمثلة في‪ :‬درجة لنوعية الحياة العقلية‪ ،‬ودرجة لنوعية الحياة الجسدية‪ ،‬حيث ّ‬
‫يضم‬
‫تتوزع من خالل ‪ 08‬مقاييس فرعية‪ ،‬وهي كاآلتي‪:‬‬‫‪ُ 12‬بندا ّ‬
‫‪Physical functionning‬‬ ‫التوظيف العضوي‬ ‫ّ‬
‫‪Role physical‬‬ ‫دور الجسم‬
‫‪Pain bodily‬‬ ‫اآلالم الجسدية‬
‫‪General health‬‬ ‫الصحة ّ‬
‫العامة‬ ‫ّ‬
‫‪Vitality‬‬ ‫الحيوية‬
‫‪Social functioning‬‬ ‫التوظيف االجتماعي‬ ‫ّ‬
‫‪Role emotional‬‬ ‫دور االنفعال‬
‫‪Mental health‬‬ ‫ّ‬
‫الصحة العقلية‬
‫ّ‬
‫وكان الهدف من هذا املقياس‪ ،‬هو قياس نوعية الحياة لدى مريضات سرطان الثدي ولدى‬
‫حد ّ‬
‫السواء‪،‬‬ ‫واألصحاء على ّ‬
‫ّ‬ ‫صمم من أجل إمكانية تطبيقه مع األشخاص املرض ى‪،‬‬ ‫أزواجهن‪ ،‬حيث ّ‬
‫طبقه الفاحص من خالل إجراء مقابلة مع املفحوص‪ ،‬يستغرق تطبيقه‬ ‫وهو عبارة عن تقرير ذاتي ُي ّ‬

‫‪2020‬‬ ‫‪518‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أثر استراتيجيات التنظيم الانفعالي على نوعية الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي وأزواجهن‬

‫جيدة‪ ،‬أي توظيف عقلي‬ ‫والدرجة ‪ 100‬هي أعلى درجة‪ُ ،‬وتشير غلى نوعية حياة ّ‬ ‫حوالي ‪ 15‬دقيقة‪ّ ،‬‬
‫وجسمي ُمرتفع‪ ،‬وأقل من ‪ 50‬درجة ُيشير إلى نوعية حياة رديئة‪.‬‬
‫الدرجات من خالل جمع النقاط التي حصل عليها املفحوص‪ ،‬بعد عكس‬ ‫يتم حساب ّ‬ ‫ّ‬
‫درجات البنود التالية‪ 6a ،5 :‬و‪.6b‬‬
‫يتميز املقياس بخصائص سيكومترية جيدة إذ أظهر من خالل تطبيقاته على مرض ى تصفية‬
‫الدم درجات عالية في الصدق والثبات فكانت درجة الثبات من حالل معامل ألفا كرونباخ ملختلف‬
‫املقاييس الفرعية كاآلتي‪:‬‬
‫التوظيف العضوي ‪0.93‬؛ دور الجسم ‪0.82‬؛ آالم جسدية ‪0.95‬؛ الصحة العامة‪0.82‬؛ الحيوية‬
‫‪0.80‬؛ التوظيف االجتماعي ‪0.90‬؛ دور االنفعال ‪0.83‬؛ الصحة العقلية ‪.0.80‬‬
‫كما أن االختبار صادق إذ وجد الباحثون أن هناك عالقة ارتباط بين مقاييسه الفرعية‪،‬‬
‫ومقياس نوعية الحياة ‪ ،SF-36‬كما توجد عالقة بين هذا املقياس ومقاييس أخرى تقدر نوعية‬
‫الحياة (صدق املحك)‪.‬‬
‫وقد قد ّتمت دراسة اختبار صدق املقياس (بعد ترجمته من اللغة الفرنسية إلى اللغة‬
‫ّ‬
‫العربية)‪ ،‬عن طريق استطالع رأي املحكمين‪ ،‬حيث قام بعض أساتذة علم النفس بتقييم كل عبارة‬
‫الصيغة اللغوية وعالقتها باملوضوع الذي وضعت من أجله‪ ،‬ووضوح‬ ‫من عبارات املقياس من حيث ّ‬
‫التطبيق‪ ،‬وترتب على صدق املحكمين تعديل صياغة بعض العبارات حيث‬ ‫مدة ّ‬ ‫ّ‬
‫التعليمة وتناسب ّ‬
‫الصدق الذي تتوقف‬‫أكدوا لنا على أ ّن بعض العبارات تستلزم املزيد من التبسيط‪ ،‬وبعد دراسة ّ‬
‫ّ‬
‫تم اختبار ثبات املقياس‪ّ ،‬أوال من خالل استعمال معامل ألفا‬ ‫املحكمين وفقط‪ّ ،‬‬ ‫داللته على صدق‬
‫كرونباخ‪ ،‬والذي جاء مساولـ‪ ،0,88 :‬بالنسبة لكل بنود املقياس‪ ،‬وتراوح ما بين ‪ 0,72‬و‪،0,98‬‬
‫أن هذا املقياس ثابت‪.‬‬ ‫بالنسبة للساللم الفرعية‪ ،‬ما يعني ّ‬
‫كما قمنا باختبار الثبات من خالل طريقة إعادة التطبيق )‪ ،(test-retest‬حيث تمت إعادة‬
‫مكونة من ‪ 30‬فردا (‪ 15‬مريضات مصابة‬ ‫األول على عينة ّ‬ ‫التطبيق ّ‬ ‫التطبيق بعد أسبوع من ّ‬
‫بسرطان الثدي‪ ،‬وأزواجهن)‪.‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪519‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أ‪ .‬أيت آعراب صبرينة أ‪ .‬د‪ /‬زناد دليلة‬

‫الجدول (‪ :)2‬نتائج قياس تطبيق ‪ -‬إعادة تطبيق ملقياس نوعية الحياة‬


‫التطبيق الثاني‬ ‫التطبيق ّ‬
‫األول‬ ‫األفراد‬
‫‪Mcs‬‬ ‫‪Phcs‬‬ ‫‪Mcs‬‬ ‫‪Phcs‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪54‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪48‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪520‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أثر استراتيجيات التنظيم الانفعالي على نوعية الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي وأزواجهن‬

‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪25‬‬


‫‪40‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪45‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪27‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪46‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪P c s : physical compenent summary‬‬
‫‪M c s : mental compenent summary‬‬
‫مما‬‫تحدد بـ‪ 0,91 :‬و‪ ،0,89‬عند مستوى داللة ‪ّ ،0,01‬‬ ‫تم حساب معامل ‪ ،Pearson‬و ّالذي ّ‬ ‫و ّ‬
‫يدل على ارتباط قوي وموجب ودال إحصائيا‪ ،‬وبالتالي تحقق صدق وثبات املقياس‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -4-7‬إجراءات ّ‬
‫الدراسة‪:‬‬
‫ّ‬
‫سمحت لنا املقابالت األولية التي أجريناها مع مريضات سرطان الثدي‪ ،‬بتحديد إجراءات‬
‫ّ‬
‫املتعلقة بإشكالية البحث‪ ،‬وانطالقا من املنهج الوصفي ّ‬ ‫ّ‬
‫املتبع في هذه‬ ‫التطبيق‪ ،‬فبعد جمع البيانات‬
‫الدراسة‪ ،‬جاءت اإلجراءات كاآلتي‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬إعداد بطارية املقاييس املذكورة سابقا‪ ،‬واملقدمة في نسختين األولى للمريضات‪ ،‬والثانية لألزواج‪.‬‬
‫موجهة‪ ،‬مع املريضات خالل الحصة األولى‪ ،‬والثانية للعالج الكيميائي‪،‬‬ ‫‪ -‬القيام باملقابلة العيادية ّ‬
‫العينة وفقا للخصائص املذكورة سابقا‪ ،‬وملء‬ ‫وهذا من أجل جمع البيانات الالزمة‪ ،‬وتحديد ّ‬
‫استمارة املعلومات العامة‪.‬‬
‫ّ‬
‫التقييم كان في منتصف مدة العالج الكيميائي‪ ،‬أي ما بين الحصة الثالثة‪ ،‬والرابعة‪ ،‬حيث قمنا‬ ‫‪ّ -‬‬
‫بتقديم بطارية املقاييس‪ ،‬واإلجابة عليها من طرف كل من املريضات وأزواجهن‪ ،‬بعد االنتهاء من‬
‫حصة العالج الكيميائي الثالثة‪ ،‬وقبل مغادرة املريضات للمستشفى‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬وأخيرا‪ ،‬وبعد القيام بحساب درجات مختلف املقاييس‪ّ ،‬تمت معالجتها إحصائيا‪.‬‬
‫‪ -5-7‬املعالجة اإلحصائية‪:‬‬
‫الرزم اإلحصائية للعلوم االجتماعية‬ ‫ّتمت املعالجة اإلحصائية من خالل استعمال برنامج ّ‬
‫‪ ،SPSS‬في نسخته ‪ ،23‬من أجل القيام بدراسة ثنائية )‪ ،)étude dyadique‬والتي اعتمدت على‬
‫ّ‬
‫"نموذج الترابط فاعل ‪ -‬شريك ‪ ،"Partner interdepenance model -Actor‬والذي ُيختصر بـ‪:‬‬
‫‪ ،APIM‬لصاحبه ‪ ،Kenny‬حيث يعتمد هذا النموذج اإلحصائي على دراسة األزواج‪ ،‬والثنائيات‬

‫‪2020‬‬ ‫‪521‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أ‪ .‬أيت آعراب صبرينة أ‪ .‬د‪ /‬زناد دليلة‬

‫أن أفراد الثنائية‬‫أن املبدأ األساس ي مع البيانات الثنائية‪ ،‬هو ّ‬


‫ككل‪ ،‬باعتبارهم كوحدة‪ ،‬حيث ّ‬
‫يطورون تشابهات في بعض الصفات النفسية‪ ،‬إلى ّ‬
‫حد أن بياناتهم ال‬ ‫الواحدة يتشاركون و‪ /‬أو ّ‬
‫يمكن اعتبارها مستقلة عن بعضها البعض‪ .‬حيث يمكن لنموذج ‪ ،APIM‬تقدير مدى تأثير درجة‬
‫املتغير املستقل على املتغير التابع لنفس الشخص‪ ،‬وهذا ما ُيعرف باألثر الفاعل ‪ ،effet acteur‬كما‬
‫ّ‬
‫يمكن أن يقيس تأثير املتغير املستقل للفرد على املتغير التابع لزوجه‪ ،‬ما يسمى باألثر الشريك ‪effet‬‬
‫‪.)KENNY.D, et all, 2006( partenaire‬‬
‫وبهذا فإن كل تحليل يصل إلى أثرين فاعل وأثرين شريك‪ ،‬بحيث أن كل فرد من الثنائية له‬
‫أثر فاعل‪ ،‬وأثر شريك الخاصين به‪ .‬كما هو موضح في الشكل التالي‪:‬‬

‫استراتيجيات‬ ‫نوعية الحياة‬


‫التنظيم االنفعالي‬ ‫للمريضات‬
‫للمريضات‬

‫استراتيجيات‬ ‫نوعية الحياة‬


‫التنظيم االنفعالي‬ ‫لألزواج‬
‫لألزواج‬
‫شكل (‪ :)1‬شكل توضيحي لنموذج ‪ APIM‬وفقا ملتغيرات الدراسة‬
‫التحاليل اإلحصائية املستعملة من طرف الباحثين في نموذج ‪ ،APIM‬هي‪ :‬النموذج الخطي‬
‫املختلط (‪ ،)MultiLevel Modeling: MLM‬أو نموذج املعادالت الهيكلية ( ‪Structural Equations‬‬
‫‪ ،)Model: SEM‬وبما أن هذا األخير يستلزم حجم عينة كبير‪ ،‬فقد تم استعمال النموذج الخطي‬
‫ّ‬
‫املختلط في البحث الحالي‪ ،‬إال أن برنامج ‪ ،SPSS‬يعطي لنا احتمال ثنائي الحد‪ ،‬واختبار التباين هذا‬
‫يستلزم احتمال وحيد الحد‪ ،‬ما جعلنا نقوم بتقسيم النتيجة املتحصل عليها على ‪.2‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪522‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أثر استراتيجيات التنظيم الانفعالي على نوعية الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي وأزواجهن‬

‫‪ -8‬عرض ومناقشة نتائج ّ‬


‫الدراسة‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -1-8‬التحقق من الفرضية األولى‪ :‬التي تنص على أن‪ :‬نوع استراتيجية التنظيم االنفعالي املستعملة‬
‫يتنبأ بنوعية حياة ّ‬
‫الثدي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جيدة لديهن ولدى أزواجهن‪.‬‬ ‫من طرف النساء املصابات بسرطان‬
‫أ‪ -‬أثراستراتيجية التقييم املعرفي على نوعية الحياة‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)3‬نتائج أثر استراتيجية إعادة التقييم املعرفي املستعملة من طرف النساء املصابات‬
‫ّ‬
‫بسرطان الثدي على نوعية الحياة‬
‫الداللة اإلحصائية‬ ‫‪T‬‬ ‫الخطأ املعياري‬ ‫التقدير‬
‫‪*0.005‬‬ ‫‪1.51‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫أثر فاعل‬
‫‪*0.041‬‬ ‫‪1.07‬‬ ‫‪0.06‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫أثر شريك‬
‫التحليل الثنائي ألثر استراتيجية إعادة التقييم املعرفي على درجة نوعية الحياة العامة‬
‫ّ‬
‫ملريضات سرطان الثدي وأزواجهن‪ ،‬يوحي إلى وجود كل من األثر فاعل‪ -‬شريك (‪ ،)p<0.07‬وهذا‬
‫التقييم املعرفي لدى النساء املصابات بسرطان الثدي ّ‬
‫تتنبأ بمدى‬ ‫دليل على أن استراتيجية إعادة ّ‬
‫جودة نوعية الحياة لديهن ولدى أزواجهن‪.‬‬
‫ب‪ -‬أثراستراتيجية إعادة التقييم املعرفي على نوعية الحياة النفسية‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)4‬نتائج أثر استراتيجية إعادة التقييم املعرفي املستعملة من طرف النساء املصابات‬
‫ّ‬
‫بسرطان الثدي على نوعية الحياة النفسية‬
‫الداللة اإلحصائية‬ ‫‪T‬‬ ‫الخطأ املعياري‬ ‫التقدير‬
‫‪*0.05‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪0.10‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫أثر فاعل‬
‫‪*0.02‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫‪0.30‬‬ ‫أثر شريك‬
‫التحليل الثنائي ألثر استراتيجية إعادة التقييم املعرفي على درجة نوعية الحياة النفسية‬
‫ّ‬
‫ملريضات سرطان الثدي وأزواجهن‪ُ ،‬يشير إلى أثر فاعل دال إحصائيا إلستراتيجية إعادة التقييم‬
‫الثدي إلى استراتيجية ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫املعرفي (‪ ،)p<0.07‬ما يعني ّ‬
‫التقييم‬ ‫أن‪ :‬لجوء النساء املصابات بسرطان‬
‫جيدة لديهن‪ .‬إضافة إلى وجود أثر‬ ‫يتنبأ بنوعية حياة نفسية ّ‬‫املعرفي من أجل تنظيم انفعاالتهن ّ‬
‫ّ‬ ‫شريك دال عند ‪ ،*0.02‬والذي يشير إلى ّ‬
‫أن استعمال النساء املصابات بسرطان الثدي إلى‬
‫جيدة لدى‬ ‫يتنبأ بنوعية حياة نفسية ّ‬‫استراتيجية اعادة التقييم املعرفي من أجل تنظيم انفعاالتهن ّ‬
‫أزواجهن‪.‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪523‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أ‪ .‬أيت آعراب صبرينة أ‪ .‬د‪ /‬زناد دليلة‬

‫جـ‪ -‬أثراستراتيجية القمع التعبيري على نوعية الحياة‪:‬‬


‫الجدول (‪ :)5‬نتائج أثراستراتيجية القمع التعبيري املستعملة من طرف النساء املصابات‬
‫ّ‬
‫بسرطان الثدي على نوعية الحياة‬
‫الداللة اإلحصائية‬ ‫‪T‬‬ ‫الخطأ املعياري‬ ‫التقدير‬
‫‪0.52‬‬ ‫‪0.32‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫‪0.07‬‬ ‫أثر فاعل‬
‫‪0.26‬‬ ‫‪-0.57‬‬ ‫‪0.10‬‬ ‫‪-0.12‬‬ ‫أثر شريك‬
‫التحليل الثنائي ألثر استراتيجية القمع التعبيري على درجة نوعية الحياة عموما ملريضات‬
‫الثدي وأزواجهن‪ ،‬ال يشير إلى وجود أثر فاعل ‪ -‬شريك‪ ،‬حيث ّأن (‪ ،)p>0.07‬ما يعني ّ‬ ‫ّ‬
‫أن‬ ‫سرطان‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫استعمال النساء املصابات بسرطان الثدي الستراتيجية القمع التعبيري ال يتنبأ بمدى جودة نوعية‬
‫الحياة لديهن ولدى أزواجهن‪.‬‬
‫د‪ -‬أثر استراتيجية القمع التعبيري على نوعية الحياة النفسية‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)6‬نتائج أثراستراتيجية القمع التعبيري املستعملة من طرف النساء املصابات‬
‫ّ‬
‫بسرطان الثدي على نوعية الحياة النفسية‬
‫ّ‬
‫الداللة اإلحصائية‬ ‫‪T‬‬ ‫الخطأ املعياري‬ ‫التقدير‬
‫‪0.14‬‬ ‫‪-0.75‬‬ ‫‪0.20‬‬ ‫‪-0.30‬‬ ‫أثر فاعل‬
‫‪0.71‬‬ ‫‪-0.18‬‬ ‫‪0.19‬‬ ‫‪-0.067‬‬ ‫أثر شريك‬
‫التحليل الثنائي ألثر استراتيجية القمع التعبيري على درجة نوعية الحياة النفسية‬
‫ّ‬
‫ملريضات سرطان الثدي وأزواجهن‪ ،‬ال يوحي إلى وجود كل من األثر الفاعل واألثر الشريك على حد‬
‫الداللة ‪ ،0.07‬ما يعني ّ‬
‫أن‪:‬‬ ‫املتحصل عليها غير دالة إحصائيا عند مستوى ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫السواء‪ ،‬وهذا ألن النتائج‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لجوء النساء املصابات بسرطان الثدي إلى استراتيجية القمع التعبيري من أجل تنظيم انفعاالتهن‬
‫يتنبأ بمدى جودة نوعية الحياة النفسية لديهن ولدى أزواجهن‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫األول‪ ،‬إلى دراسة األثر فاعل‪ -‬شريك الستراتيجية‬ ‫شقها ّ‬‫وقد قادتنا الفرضية األولى في ّ‬
‫التقييم املعرفي للمريضات على نوعية الحياة لديهن ولدى أزواجهن‪ ،‬حيث أظهر نموذج‬ ‫إعادة ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التحليل الثنائي وجود كل من أثر فاعل ‪ -‬شريك على نوعية الحياة عموما‪ ،‬وبالتالي فلجوء النساء‬
‫يتنبأ بنوعية حياة ّ‬ ‫الثدي إلى استعمال استراتيجية إعادة ّ‬
‫التقييم املعرفي ّ‬ ‫ّ‬
‫جيدة‬ ‫املصابات بسرطان‬
‫ّ‬
‫لديهن ولدى أزواجهن على حد السواء إضافة إلى أثر على مستوى نوعية الحياة النفسية‪ ،‬بمعنى‬
‫ّ‬
‫كلما استعملت النساء املصابات بسرطان الثدي الستراتيجية إعادة التقييم املعرفي من أجل‬

‫‪2020‬‬ ‫‪524‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أثر استراتيجيات التنظيم الانفعالي على نوعية الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي وأزواجهن‬

‫سيحسن من نوعية الحياة لديهن ولدى أزواجهن‪ ،‬وخصوصا على‬ ‫ّ‬ ‫تنظيم انفعاالتهن‪ّ ،‬‬
‫فإن هذا‬
‫مستوى البعد النفس ي‪ ،‬في حين لم تظهر دراسة استراتيجية القمع التعبيري أي أثر على نوعية‬
‫ّ‬
‫املتحصل عليها لم تكن دالة إحصائيا‪.‬‬ ‫الحياة‪ ،‬حيث ّ‬
‫أن النتائج‬
‫الدراسة الحالية مع نتائج دراسة مقارنة لـ‪ Lingyan Li :‬وآخرون سنة‬ ‫وتتوافق نتائج ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ 2015‬في الصين‪ ،‬بين ‪ 655‬امرأة مشخصة حديثا بسرطان الثدي‪ ،‬و‪ 622‬امرأة سليمة‪ ،‬حيث‬
‫التقييم له آثار إيجابية على نوعية الحياة‪ ،‬أكثر‬‫أن استعمال استراتيجية إعادة ّ‬ ‫توصلت النتائج إلى ّ‬
‫ّ‬
‫منه من االستراتيجيات السلوكية‪ ،‬والتي نجد من بينها استراتيجية القمع التعبيري ( ‪LINGYAN.L,‬‬
‫‪ .)et all, 2015, p.9‬وحسب العديد من الدراسات يتميز التنظيم االنفعالي للنساء املصابات‬
‫بسرطان الثدي بالقمع التعبيري لالنفعاالت السلبية‪ ،‬فقد أثبتت دراسة لـ ‪ BENSON‬وآخرون سنة‬
‫ّ‬ ‫‪ّ ،2002‬‬
‫أن استراتيجيات التنظيم االنفعالي عند النساء املصابات بسرطان الثدي تنحصر خصوصا‬
‫أن هذه األخيرة‬‫في استراتيجيتي التعبير أو عدم التعبير عن االنفعاالت السلبية (قمعها)‪ ،‬حيث ّ‬
‫التكيف مع املرض على املدى البعيد أو القريب ( ‪BOINON.D‬‬ ‫ُتعتبر كعامل مشارك في اضطرابات ّ‬
‫أن استراتيجيات التنظيم االنفعالي املعرفية‪ ،‬والتي تكون عادة قبل‬ ‫‪ .)et al, 2011, p.179‬حيث ّ‬
‫ظهور االستجابة االنفعالية لم تحظ بنفس االهتمام الذي حظيت به االستراتيجيات السلوكية‪،‬‬
‫والتي تهدف إلى تثبيط االستجابة االنفعالية بعد ظهورها من خالل القمع التعبيري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ونجد دراسة أخرى لـ‪ Danoff-Burg :‬وآخرون سنة ‪ ،2000‬والتي تؤكد على أن النساء‬
‫املصابات بسرطان الثدي يتوافقن بطريقة أفضل مع املرض إذا ما لجأ أزواجهن إلى التعبير عن‬
‫انفعاالتهم اتجاه مرض السرطان (‪.)Mikolajczat. M et DESSEILLES.M, 2009, p. 411‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -2-8‬التحقق من الفرضية الثانية‪ :‬التي تنص على أن‪" :‬اللجوء إلى استراتيجية إعادة التقييم‬
‫يتنبأ بنوعية حياة ّ‬‫الثدي ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جيدة لديهم ولدى‬ ‫املعرفي من طرف أزواج النساء املصابات بسرطان‬
‫زوجاتهم"‪.‬‬
‫أ‪ -‬أثراستراتيجية إعادة التقييم املعرفي على نوعية الحياة‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)7‬نتائج أثراستراتيجية إعادة التقييم املعرفي املستعملة من طرف أزواج النساء‬
‫ّ‬
‫املصابات بسرطان الثدي على نوعية الحياة‬
‫الداللة اإلحصائية‬ ‫‪T‬‬ ‫الخطأ املعياري‬ ‫التقدير‬
‫‪0.46‬‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪0.06‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫أثر فاعل‬
‫‪0.49‬‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫أثر شريك‬

‫‪2020‬‬ ‫‪525‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أ‪ .‬أيت آعراب صبرينة أ‪ .‬د‪ /‬زناد دليلة‬

‫ّ‬
‫املتحصل عليها غير دالة إحصائيا‪ ،‬ما يعني أن‬ ‫من الجدول السابق يبدو ّ‬
‫أن النتائج‬
‫ّ‬
‫استراتيجية إعادة التقييم املعرفي املستعملة من طرف أزواج النساء املصابات بسرطان الثدي ال‬
‫تتنبأ بمدى جودة نوعية الحياة لديهم ولدى زوجاتهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬أثراستراتيجية إعادة التقييم املعرفي على نوعية الحياة النفسية‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)8‬نتائج أثراستراتيجية إعادة التقييم املعرفي املستعملة من طرف أزواج النساء‬
‫ّ‬
‫املصابات بسرطان الثدي على نوعية الحياة النفسية‬
‫الداللة اإلحصائية‬ ‫‪T‬‬ ‫الخطأ املعياري‬ ‫التقدير‬
‫‪*0.07‬‬ ‫‪0.94‬‬ ‫‪0.10‬‬ ‫‪0.19‬‬ ‫أثر فاعل‬
‫‪0.28‬‬ ‫‪0.54‬‬ ‫‪0.08‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫أثر شريك‬
‫تدل على وجود أثر فاعل (*‪ )p=0.07‬الستراتيجية إعادة التقييم‬ ‫نتائج التحليل ثنائي ّ‬
‫ّ‬
‫املعرفي املستعملة من طرف أزواج النساء املصابات بسرطان الثدي على نوعية الحياة النفسية‬
‫لديهم ولدى زوجاتهم‪ّ ،‬أما األثر الشريك فهو غير دال إحصائيا‪.‬‬
‫جـ‪ -‬أثراستراتيجية القمع التعبيري على نوعية الحياة‪:‬‬
‫الجدول (‪ :)10‬نتائج أثر استراتيجية القمع التعبيري املستعملة من طرف أزواج النساء‬
‫ّ‬
‫املصابات بسرطان الثدي على نوعية الحياة‬
‫الداللة اإلحصائية‬ ‫‪T‬‬ ‫الخطأ املعياري‬ ‫التقدير‬
‫‪0.57‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫أثر فاعل‬
‫‪0.44‬‬ ‫‪0.38‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪0.07‬‬ ‫أثر شريك‬
‫التحليل الثنائي ألثر استراتيجية القمع التعبيري على درجة نوعية الحياة ملريضات سرطان‬
‫ّ‬
‫الثدي وأزواجهن‪ ،‬ال يوحي إلى وجود كل من األثر فاعل ‪ -‬شريك (‪ ،)p>0.07‬وهذا دليل على أن‬
‫استراتيجية القمع التعبيري لدى أزواج النساء املصابات بسرطان الثدي ال ّ‬
‫تتنبأ بمدى جودة نوعية‬
‫الحياة لديهم ولدى زوجاتهم‪.‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪526‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أثر استراتيجيات التنظيم الانفعالي على نوعية الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي وأزواجهن‬

‫د‪ -‬أثر استراتيجية القمع التعبيري على نوعية الحياة النفسية‪:‬‬


‫الجدول (‪ :)10‬نتائج أثر استراتيجية القمع التعبيري املستعملة من طرف أزواج النساء‬
‫ّ‬
‫املصابات بسرطان الثدي على نوعية الحياة النفسية‬
‫ّ‬
‫الداللة اإلحصائية‬ ‫‪T‬‬ ‫الخطأ املعياري‬ ‫التقدير‬
‫‪0.82‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫أثر فاعل‬
‫‪0.89‬‬ ‫‪-0.07‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪-0.02‬‬ ‫أثر شريك‬
‫التحليل الثنائي ألثر استراتيجية القمع التعبيري على درجة نوعية الحياة النفسية ملريضات‬
‫الثدي وأزواجهن‪ ،‬ال يوحي إلى وجود كل من األثر الفاعل واألثر الشريك على حد ّ‬ ‫ّ‬
‫السواء‪،‬‬ ‫سرطان‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وهذا ألن النتائج املتحصل عليها غير دالة إحصائيا عند مستوى الداللة ‪ ،0.07‬ما يعني أن‪ :‬لجوء‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أزاوج النساء املصابات بسرطان الثدي إلى استراتيجية القمع التعبيري من أجل تنظيم انفعاالتهم‬
‫يتنبأ بمدى جودة نوعية الحياة النفسية لديهم ولدى زوجاتهم‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫دراسة الفرضية الثانية‪ ،‬قادنا إلى عدم وجود أي أثر شريك لكال استراتيجيتي التنظيم‬
‫ّ‬
‫االنفعالي لدى أزواج النساء املصابات بسرطان الثدي على نوعية حياة زوجاتهم النفسية‬
‫والجسدية‪ ،‬في حين أظهرت أثر فاعل إلعادة التقييم على نوعية الحياة النفسية لديهم‪ ،‬بمعنى أن‬
‫ّ‬ ‫طريقة تنظيم األزواج النفعاالتهم ال ّ‬
‫يتنبأ بمدى جودة نوعية حياة مريضات سرطان الثدي‪ .‬فمن‬
‫الواضح أ ّن األمر ال يقتصر على وجود شريك بجانبك من أجل مساندتك أمام السرطان‪ ،‬وإنما على‬
‫تطور التواصل‬‫عالقة زوجية تمتاز بانسجام ومرونة كافيين‪ ،‬فالدينامية الزوجية املناسبة‪ ،‬هي التي ّ‬
‫يعبرا عن انفعاالتهما اإليجابية والسلبية‪ ،‬فالتواصل في إطار‬‫بين الزوجين‪ ،‬أين يمكن لهما أن ّ‬
‫املرض ش يء جد صعب‪ ،‬وهذا ملا يسببه سرطان الثدي من ألم ومعاناة نفسية لدى الزوجين على‬
‫جميع األصعدة (‪ .)REYNAERT.CH et al, 2006, p p. 467-479‬وبهذا يمكن اعتبار استراتيجية‬
‫إعادة التقييم املعرفي‪ ،‬أفضل استراتيجيات التنظيم االنفعالي‪ ،‬التي يمكن استعمالها من طرف‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النساء املصابات بسرطان الثدي‪ ،‬فمحاولتهن لتنظيم انفعاالتهن السلبية قبل ظهورها سيوفر‬
‫السرطان‪ ،‬وسيجعل‬ ‫التكيف مع مرض ّ‬‫ّ‬ ‫النفس ي‪ ،‬الذي قد تبذالنه وأزواجهن من أجل‬ ‫الجهد ّ‬
‫ّ‬
‫العالقة الزوجية أكثر اتزانا‪.‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪527‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أ‪ .‬أيت آعراب صبرينة أ‪ .‬د‪ /‬زناد دليلة‬

‫‪ -‬خاتمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫الهدف كان من هذه الدراسة هو التعرف على أثر استراتيجيات التنظيم االنفعالي‪،‬‬
‫تكيف النساء املصابات بسرطان الثدي‪،‬‬ ‫التعبيري‪ ،‬على ّ‬ ‫واملتمثلة في‪ :‬إعادة التقييم املعرفي‪ ،‬والقمع ّ‬
‫السرطان‪ ،‬من حيث نوعية الحياة عموما‪ ،‬وبعدها النفس ي على وجه‬ ‫وتكيف أزواجهن مع مرض ّ‬ ‫ّ‬
‫الخصوص‪ ،‬لدى كليهما‪ ،‬وهذا من خالل دراسة ثنائية‪ ،‬أي أثر فاعل‪-‬شريك‪ ،‬بحيث اختبرت‬
‫الفرضيات من خالل املنهج الوصفي‪ ،‬وباالعتماد على النموذج اإلحصائي ‪ APIM‬للثنائيات‪ .‬وقد‬
‫سمحت لنا املقابالت‪ ،‬التي أجريناها مع املريضات خالل الحصة األولى‪ ،‬والثانية للعالج الكيميائي‬
‫العينة وفقا للخصائص املذكورة سابقا‪ ،‬ليكون ّ‬
‫التقييم في‬ ‫من جمع البيانات الالزمة‪ ،‬وتحديد ّ‬
‫الحصة الثالثة‪ ،‬والرابعة‪ ،‬حيث قمنا بتقديم بطارية‬ ‫ّ‬ ‫منتصف مدة العالج الكيميائي‪ ،‬أي ما بين‬
‫ّ‬
‫املقاييس واستمارة املعلومات للمريضات‪ ،‬ومعالجة البيانات املتحصل عليها إحصائيا‪ ،‬حيث‬
‫النساء املصابات بسرطان الثدي‪ّ ،‬‬
‫يتنبأ بنوعية‬ ‫التقييم املعرفي لدى ّ‬ ‫خلصت النتائج إلى‪ّ :‬أن إعادة ّ‬
‫أن اإلستراتيجيات املستعملة من طرف األزواج‬ ‫جيدة لديهن ولدى أزواجهن‪ ،‬في حين ّ‬ ‫حياة نفسية ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ليس لها أي أثر على نوعية حياة زوجاتهم‪ .‬إال أنه و ّلتأكد من األثر فاعل ‪ -‬شريك الستراتيجية‬
‫ّ‬
‫إعادة التقييم املعرفي املستعملة من طرف مريضات سرطان الثدي على نوعية الحياة لديهن ولدى‬
‫أزواجهن‪ ،‬يستلزم ضبط العديد من املتغيرات الدخيلة‪ ،‬كنوعية العالقة‪ ،‬مدة الزواج‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى استراتيجيات املقاومة الثنائية املتبناة من طرف كل من املريضات واألزواج من أجل مواجهة‬
‫الدراسة الحالية قد فتحت‬ ‫املتوصل إليها في ّ‬
‫ّ‬ ‫السرطان باعتباره ضغط ثنائي‪ ،‬وبهذا فالنتائج‬ ‫مرض ّ‬
‫السرطان عموما‪ ،‬وذلك من أجل دمجهم في‬ ‫الرعاية‪ ،‬ومرافقي مرض ى ّ‬ ‫املجال للبحث في ّ‬
‫مقدمي ّ‬
‫التعرف عن قرب على الت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الكفالة ّ‬
‫غيرات‬ ‫النفسية‪ ،‬والتعامل معهم كوسطاء من أجل التمكن من‬
‫الحادثة في سلوك املرض ى‪ ،‬ودمجهم في مختلف البرامج العالجية النفسية التربوية‪.‬‬

‫‪2020‬‬ ‫‪528‬‬ ‫المجلد الخامس (‪ )5‬العدد الأول (‪)1‬‬


‫أثر استراتيجيات التنظيم الانفعالي على نوعية الحياة لدى المصابات بسرطان الثدي وأزواجهن‬

:‫ قائمة املراجع‬-
ّ
‫ دار املعرفة‬:‫ مصر‬،‫ اإلسكندرية‬.‫ مناهج البحث في علم النفس‬.)2000( .‫ دويدار عبد الفتاح محمد‬-
.‫الجامعية للطبع والنشر والتوزيع‬
- BOINON (D), et all. (2011). Les effets de l’expression émotionnelle sur l’ajustement
au cancer : une revue de la littérature.
- CHRISTOPHE (V). (2009). Evaluation de deux stratégies de régulation émotionnelle :
la suppression expressive et la réévaluation cognitive, Elsevier, Masson.
- DESAUW (A). (2014). Stratégie de régulation émotionnelle des praticiens lors de
l’annonce d’une mauvaise nouvelle en cancérologie, France.
- DIFI (S), BOUZID (K), (2017). Cancer du sein RH+.
- KENNY (D) et all, (2006). Dyadic data analysis, The Guilford Press.
- LAFAYE (A), (2009). Effets acteur-partenaires du soutien social et des stratégies de
coping sur la qualité de vie et les troublez anxio-depressifs de patients atteints d’un
cancer de la prostate et de leur conjointe, France.
- LINGYAN (L) et all, (2015). cognitive emotion regulation characteristics and effects
on quality of life in women with breast cancer.
- Mikolajczak (M), (2009). Les compétences émotionnelles, paris : Dunod.
- Mikolajczak (M), (2013). Traiter de régulation des émotions, DE Boeck.
- PAIS BEANDAO (T.R), (2017). Adaptation to breast cancer: Exploring the role of
attachment and emotion regulation process.
- Razavi (D) et Delvaux (N), (2001). psycho-oncologie le cancer, le malade et sa
famille, paris : masson.
- REYNAERT(CH), et all, (2006). Cancer et dynamique de couple, Yvoir.
- Segrestan-Crouzet (C), (2010). Evolution et différences dans l’ajustement des couples
au cancer du sein : rôle des facteurs psycho-sociaux et influence réciproque des deux
membres de la dyade, France.

2020 529 )1( ‫) العدد الأول‬5( ‫المجلد الخامس‬

You might also like