Professional Documents
Culture Documents
غوية
أثــــر القرآن الكريم في تنمية المهــــــــا ارت اللّ ّ
آنية أنموذجا –
-المدرسة القر ّ
إشراف األستاذ الدكتور: إعداد الباحثـــــــــــــــــة:
لجنــــــــــــــــــــــــــــــــة المناقشـــــــــــــــــــــــــــة
قم ْب مل َأ ْن لمنم ِفدم من « قُل
921الكهف » ِج ْئنما تم ْن مفدم
»« مصدم مق ما م َُّلل مالْ مع ِظ ْ ُي
«موقما مل
ين » المنل 91
م
أحد املوىل تعاىل ّاّلي وفقين ي قحققق املراد.
أتقدّم جبزيل الشكر والعرفان والامتنان اىل:
* ّاّلي ّ
وّجين وأرشدين ي حبيث ؛ اىل املرشف عىل أطروحيت أس تاذي الفاضل صاحب املس توى اخللقـــي والعلمي
ّالرفقع الس تاذ "نور ادلين زرادي" جزاه ّاَّلل ّ
لك خري .
* الساتذة الكرام من جامعة وهران :عبد احللي بن عيىس وهل جزيل الامتنان والعرفــــان والتقدير ،والس تاذة زحامين
لها جزيل ّ
الشكر ،والس تاذة بوعناين ،والس تاذة بس نايس ،والس تاذ بن سعيد ،والس تاذ بوشيبة ،والس تاذ
قارة،و الس تاذة سعد للا ،والس تاذ مصطفاوي ،و الس تاذ مناد ،والس تاذ بن قويدر ،والس تاذ ّبل ،والس تاذ
ذخّري ،والس تاذة ّهين...
* أساتذيت الكرام من جامعة ِبتــنة :عبد القادر داخمي وهل جزيل ّ
الشكر والتقدير ،والس تاذ بلقامس انرص بوجحام
والس تاذ مشعاةل ،والس تاذ لراوي ،والس تاذ عل عالية ،والس تاذ خلخال ...
مدريس القرأن الكرمي واملرشفني عىل ذكل ي املدارس القرأنيّة ِ،بخلصوص "مدرسة النّامء وهران"و"مدرسة أ ّول
ّ *
نومفرب ِبتنة"
* جيع الساتذة ّاّلين حلوا عىل عاتقهم أعظم رساةل ،وأدوا واجهبــم عىل أمكل وجه وبأمانـة واخالص؛ من التحضريي
اىل ّ
الطور اجلامعي.
مق ـ ـ ـ ـ ّـدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
مقدمة
ّ
مقدمة:
ّ
فعال في التوجيه والتقويم والتصويب ورفع مستوى القرآن الكريم له دور ّ
تعد أداة للتعبير عن الفكر ،وأداة لالتصال بين
البشر(المتعلّمين) ،وتعليمهم لغتهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم العر ّبية؛ اّلتي ّ
أن الهـدف األساس من تعلّمــها البشر ،وتحقيق التفاهم بينهم ،ووسيلة لـ ـ ـ ـ ـ ــنقل المعارف والخبرات ،إذ ّ
التحدث ،والقراءة ،والكتابة" ،وللتّمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّكن من هذه
وتعليمـ ـ ـ ـ ـ ــها إتقان مهاراتها األربع" االستماع ،و ّ
المهارات ،واالرتقاء بالعر ّبية وجب الـ ـ ـ ــعودة إلى مصدرها أال وهو القرآن الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريم ،الّذي يؤثّر في
الصحيحة،
متمي از بفصاحة لسانه ،وبالغته ،ناط ـ ــقا بالحروف مـ ـ ـ ـ ــن مخارجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـها ّ
مما يجعله ّ
دارس ـهّ ،
ـجة والبرهان ،ناظمــا مؤلّفا.
عما يجـ ـ ــول في الفكر والوجدان ،محاورا ،مفحما ،ومقنعا بالح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
معب ار ّ
ّ
مما جعل التربويين يعـنون بـها ميةّ ، العملية التعليمية التعلّ ّ
ّ تعد أساسا رئيسا في
والمهارات ّ
خاصة ،لكون جميع المواد تعتمد على إتقان المتعلّم لهذه المهارات.
ّ عناية
ومهارات اللغة العر ّبية األربعة هي أسس االتصال بين البشر ،وهي ك ّل متكامل فالمستمع
السمع كما يقول بن خلدون "أبو الملكات اللسانية"،
أن ّمتحدثا،وقارئا ،و كاتبا حقّا؛ إذ ّ
ّ الحق يك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون
ّ
أهميته في نقل المعارف والعلوم ،الّتي كانت في بداية
وقـد أواله العلماء اهتماما بالغا إلدراكهم مدى ّ
األم ـر تتناقل مشافهة أي باالستماع ،فلم يكن هناك تدوين أو طباعة لما يقال ،وقد اتضحت هذه
األهمـ ـ ـ ّـية أيضا في كتابه تعالى.
التحدث كذلك مهارة إنتاجية معرفية مرّكبة ،ووسيلة تحقّق االتصال بين البشـر ،وتـ ـ ـ ـ ـ ـ ّبين
و ّ
مدى تأدية اللّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــغة الّتي كتب بها أحسن الحديث "القرآن الكريم" بشكـ ـ ــل سليم متقن.
عدة عمليات عقلية أخرى يت أرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــها النظر
مكونة من ّ
عملية ّ
ّ تعد
التحدث مهارة القراءة ،الّتي ّ
ّ ويلي
إذ ّأنها أكبر برهان على عظـ ـمة وقيمة واالستبصار ،والّتـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي تبرز أهميتها في اآلية الكريمة " ما ْق مرأ"
القراءة وفائدتـها على البش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرية ،فالق ارءة مفتاح الولوج فى مختلف العلوم والمعارف.
المدونة الحافظة لهذه المعارف والخبرات من الزوال والضياع ،وهمزة الوصل بين
ِّ والكتابة
جي ـ ـ ــل وآخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر.
أن القرآن الكريم لغته العربية فالتم ّكن من مهاراتها يتحقّق بالعودة إليه-القرآن الكريم-
وبما ّ
لق ــول ابن خلدون "القرآن أصل التعليم الّذي ينبني عليه ما يحصل بعد من ملكات " ،وبهذا يتّضح
أن إتق ـ ـ ـ ـ ــان
وتميـ ـ ـ ـ ــز الدارس للقرآن الكريم ،عن غير الدارس له ،من ذلك نجد ّ
يبين مهارة ّ
وج ـ ــود فرق ّ
أ
مقدمة
ّ
الــلغة العر ّبية يتّم بالتم ّكن من مهاراتها ،وذلـ ـ ـ ـ ـ ــك التم ّكن يتّم انطالقا من منبع اللغة العر ّبية" القرآن
لغوية-المدرسة الكريم" لذلك ُو ِسمت الدراسة بعنوان"أثــر القرآن الكريم في تنمية المـــــــــــــــــــــهارات ال ّ
آنية أنموذجا ،" -لبيان أثر القرآن الكريم البالغ فـ ـ ـ ـ ــي تطوير وتنم ـ ـ ـ ـ ــية مهارات اللغة العر ّبية:
القر ّ
أهم مااالستماعــية ،والمهارات الكالمية والمهارات القرائية ،والمهارات الكتابية ،و في كونه يربط ّ
األهمية "تعليم اللغة العر ّبية " ،فالهدف
ّ فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي الوجود؛ "كتاب اهلل تع ـ ـ ـ ـ ـ ــالى المعجز" ،بمجال في غاية
م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن تعليمها جــعل المتعلّم ماه ار متم ّكنا عارفا ،وذلك يتحقق فقط عن طريق تزويده بفنون اللغة
التحدث ،والقراءة والكتابة " والعربّية لغة القرآن الكريم .
العر ّبية"االستمــاع ،و ّ
العربية ؟ وكـــــيف
ّ لذلك طُرحت اإلشكالية اآلتية : :ما أثر القرآن الكريم في مهارات اللغة
اللغوية؟ وكيف يرتقي بها إلى أن ّ ينمي هذه المهارات؟ وما عالقة القرآن الكريم بتنمية المهارات ّ
أهميتها؟ ما ّ تصير ملكة لدى المتعلّم؟ وما هي أهم المهارات الّتي تكون مح ّل هذا؟ وفيم تدخل
يتميز المتـــــــــــــــــــعلّمون
ّ السيل والوسائل الّتي تم ّكننا من الكشف عن حجم هذا التأثير؟ وبماّ
الدارسون للقرآن الكريم عن غيرهم من المتعلّمين غير الدارسين له؟ وضمن هذه اإلشكالية ،ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد
اللغوية ،ما أنواع المـــــــــهارات
ّ تبلورت واندرجت في فحواها إشكـ ـ ــالي ــات أخرى ما المقصود بالمهارة
اللغوية؟...
ّ أهمية ك ّل مهارة ،مـــــــــــا الهدف من تدريس المهارات
اللغوية؟ فيم تبرز ّ
ّ
الفع ـ ــال
والهدف من هذه الدراسة إثبات وابراز الرابط الّذي يربط القرآن الكريم باللغة العر ّبية ،وأثره ّ
تميز المتعلّم في تنمية مهاراتها المؤدية إلى توليد القدرة على الفهم واإلنتاج ،باإلضافة إلى إبراز مدى ّ
التميز ،مع بيان قدرة ال ـ ــقرآن الكريم في التصـ ـ ـ ـ ـ ّـدي
الدارس ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقرآن الكريم عن غيره ،وفيم يكمن هذا ّ
ومواجهة صعوبات تعلّم اللّغة العر ّبية.
الرغبة في البحث في المواضيع الّتي تخدم القرآن الكريم
أما الدافع له ّذه الدراسة :دافع ذاتي؛ وهو ّ
وّ
الرغبة في إثراء البحث العلمي بدراسات تخدماللغوية ،والدافع العلمي :هو ّ
ّ الفعال من الناحية
وأثره ّ
القرآن الكريم.
تم
وقد اعتمدت هذه الدراسة على المنهجين الوصفي والمقارن ،وأما المنهج المقارن فقد ّ
اعتماده كأداة إجرائية ،وذلك لكونهما يتناسبان وطبيعة الموضوع ،الّذي يص ـ ـ ـ ـ ـ ــف تأثير القرآن الكريم
اللغوية ،مـ ـ ـ ـ ـ ــع المقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارنة بين المتعلّمين الدارسين للقرآن الكريم وغير
ّ ودوره في تنمية المهارات
الدارسين له .
ب
مقدمة
ّ
ج
مقدمة
ّ
د
مقدمة
ّ
10مارس 9102وهران
رحـــــــــــــــــــــــــــــاب شرموطي
ه
مـــــــــــدخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل في
غويــــــــــــــــــــــة
مفـــهوم المهــــــــــــــــارات اللّـــــــ ّ
* المفـهوم اللّغـــــوي واالصــــــــــــــــــــــطالحـــــــــــــــــــــي للمــــــــــهــــــــــارة
غويـــــــــــــــــــة
* مفهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم المهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــارة اللّ ّ
غويـــــــــــــــــــــــــة
*أقســـــــــــــــــــــــــــــــــــــام المــــــــــــــــــــــــهارات الّلـــــــــــــــــــــــ ّ
غوية:
أوالّ مفهوم المــــــــــــــــــــــــــــــــــهارات اللّ ّ
-1المفهوم اللّغوي واالصطالحي للمهارة:
اللغوية ،لدى الع ـديد من عـ ـلـماء اللّغـة
ّ يعد مفهوم المهـ ـ ـ ـ ــارة من الناحية
أ-المهارة في عرف اللّغةّ :
كالزمخــشري والفيروز أبادي وابن منظور والرازي ...واحدا ،فالمهارة مشتقة من الفع ـ ـ ـ ـل الثالثي
ّ
محمد بن أبي بكر الرازي (ت :)190مختار الصحاح ،تحقيق :محمود خاطر ،مكتبة لبنان –ناشرون ،بيروت 0221م،
ّ -0
ج ،0ص.922
مادة مهر ،ج ،11دار صادر ،بيروت ،لبنان ،ط ،0سنة ،0220ص 015،011 -9ابن منظور ،لسان العرب ّ ،
-3مسلم ،الصحيح ،كتاب صالة المسافرين وقصرها ،وباب فضل الماهر بالقرآن والذي يتعتع فيه ،الرقم (.)121
2
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
3
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
أن المهارة تعني" :ما اكتسبه الفرد من حذق وبراعة واتقان في العمل زد على ذلك ّ
يتمرن عليه الفرد
كيف ،والتـ ـ ـ ـ ـ ـأقلم مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع األوضاع المختلفة ،فهي نتيجة لتدريب شاق ومتواصلّ ،
والتّ ّ
0
معينة ،قد تطول أو تقصر ،أي بحسب عامل الصعوبة والسرعة المحيطة بتلك المهارة " لم ـ ّدة ّ
تعد "نشاطا معقّدا يتطلّب فترة من التدريب المقصود والممارسة المنظّمة والخبرة المضبـ ـوطة،
كما ّ
وعادة ما يكون له وظيفة مفيدة ...وفي هذا المعنى نجد التركيز على النشاط واإلنجـاز والمعالجة
9
الفعلي ـ ـ ـ ـ ـ ـة الواقعية"
جدا من المفهوم اللّغوي ،فالمهارة أن المفهوم االصطالحي للمهارة قريب ّ
مما سلف ذكره نلحظ ّ ّ
تعني قدرة الفرد على إنجاز عمل من األعمال ،وذلك باعتماد العقل أو العضالت بدقّـ ـ ـ ـ ـ ـة وسرعة
المراد القيام به ،و بذلك تنتقل المهارة من مجموعة نظريات إلى أمـور
فائ ـ ـقتين حســب نوع الع ـ ـ ـ ـ ــمل ُ
تطبي ـقية ،وتصبـح المعرفة عبارة ع ـ ــن سلوك يـس ـهل القيام به دون مضيعة للوقت؛ ودون بذل جهد
كبير؛ وذلك ال يتحقق إال بواسطة الدربـة والمران والممارسة؛ واإلتقان والتأقلم والخبرة والنشاط ،وك ّل
ذلك يحقق المهارة المطلوبة ،ويسبق ك ّل هذه األمور؛ رسـم الهدف والتــخطيط له غاية في الوصول
إليه (تحقيقه).
فالمهارة إ َذا تتطلّب الحذق والذكاء واإلتقان والدقّة والحركة وال ّسرعة والجودة في األداء ،إي ّأنها
مما ُيكسب الشخص تجربة وخبرة. تحول األمر الصعب والمعقّد إلى سهل في المتناولّ ، عمليـة مرّكبة ّ
-0خير الدين هني ،مقاربة التدريس بالكفاءات ،مطبعة ع،بن ،ط ،9111 ،00ص.22
-9رشدي أحمد طعيمة ،المهارات اللغوية ،مستوياتها ،تدريسها ،صعوباتها ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،مصر ،ط،0
0531ه9115،م ،ص.31
4
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
محمد بودربالة ،المقاربة بالكفاءات ،المفهوم ،الخصائص ،المستويات ،مجلّة البحوث والدراسات ،عدد،2جوان ،9111جامعة
-0دّ .
النفس وعلوم التربية ،ص .952
المسيلة ،الجزائر ،قسم علم ّ
-9ينظر ،رشدي أحمد طعيمة ،المهارات اللّغوية ،مستوياتها ،تدريسها ،صعوباتها ،ص .91
-3ينظر ،المرجع نفسه ،ص.91،31
6
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
مكملة لبعضها
أن االستعداد والقدرة والكفاءة والمهارة ،عناصر ّمما سبق ذكره نخلص إلى ّ ّ
أن االستعداد يأتي في
بعـ ـضا ،وبالنسبة للقدرة واالستعداد؛ فهما يختلفان في المنزلة (الترتيب) ،حيث ّ
المرتبة األولى ،وتليه القدرة وك ّل هذه القضايا تتطلّب النضج والتدريب والممارسة والخبرة ،لتحقق
اله ـ ـدف.
أما بالنسبة للقدرة والمهارة" فالقدرة تشير إلى سمة عامة الصقة بالفرد وثابتة عنده ،تسهّل له
ّ
أشـ ـ ــكال األداء في مهمات متنوعة (طب األسنان الهندسة) ،والمهارة تعتبر أكثر تحديدا كما ّأنها
معينة ...ومن ذلك مهارة النجار في استخدام المنشار...فالمهارة جزء منمهمة ّ موج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهة نحو ّ
ّ
مكونات القدرة مثال القدرة على القراءة تشتمل مثال على مهارات الفهم والسرعة والتحليل "0والتنظيم
والتركيب واالستنتاج ،وما شابه ذلك.
ثم المهارة ،ولكي يكونمتين بنيانه ،قاعدته االستعداد الّذي تليه القدرة ّ
ٌ نلحظ ّأننا أمام هرم
ال ّشخص قاد ار عليه أن يكون مستعدا ،ولكي يكون ماه ار عليه أن يكون قادرا ،ويرتبط بهذا عوامل
الرغبة ،واإلرادة ...
ـسية منها ّ
نف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
7
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
غوية :
ثانيا أقســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام المهارات اللّ ّ
إن اللّغة وحدة متكاملة ،والهدف الرئيس من تعليمها وتعلّمها تمكين المتعلّم من المعرفة عن طريق ّ
التحدث
إكس ـ ـابه مجموعة مهارات ال غنى للمتعلّم عن تعلّمها؛ وهي أربعة :االست ـماع والقـراءة و ّ
العملية
ّ يثبت ذلك تركيز القائمين على مية ،وما ّ
التعليمية التعلّ ّ
ّ العملية
ّ والكتابة؛ فهي األساس في
التربوية على تفعيل هذه المهـارات المتصلة بعضها ببعض ،في ذهن المتعلّم؛ وعلى النحو اآلتي سيتّم
التّطرق إلى مفهوم ك ّل واحدة منها .
عملية االتصال بين األشخاص جانبين مهمين :جانب اإلرسال
ّ اللغوية :تحوي
ّ -1مهارة االستماع
عمليتي الكالم والكتابة وجانب االستقبال الذي يشتمل على حاستي البصر والسمع
ّ والذي يحوي بدوره
عملية الفهم أي اإلنتاج.0
(القراءة واالستماع) والّلذين تتحقق بفضلهما ّ
عملية التعليم والتعلّم ،إذ أنه ُيعتمد في االتصال ّ المهمة في
ّ غوية
يعد من المهارات اللّ ّ
واالستماع ّ
عد وسيلة فهم وادراك؛ وهو نوع من أنواع الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءة الّتي تتّم باألذنونق ـ ـ ـ ـ ـ ـل المعلومات؛ كما ّأنه ُي ّ
العمليات العقلية الّتي تتّم في كلتا
ّ "فالقراءة قراءة بالعين واللّسان ،واالستماع قراءة باألذن تصحبها
9
عز وج ّل
الصامتة والجهرّية" ،إذا القراءة تعتمد على االستماع؛ الّذي جعل له المولى ّ القراءتين ّ
تنم عن أهميته البالغة ؛إذ ّأنه ُيذكر في العديد من اآليات القرآنية ،حيث يقول
المكانة العظمى الّتي ّ
"،3وقوله من موالْ ُف مما مد المولى تبارك وتعالى ِ ":ان
مم ْن ّ م من َ أم ْن مم ْن ِ م من تعالى " :قُ ْل
" "،1مولمقمدْ تعالى" ،وقوله 4
ِ م من"
اَل ِ
ْجن قُلُوب
ن ِم َن
8
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
أن السمع سابق للبصر؛ فالسمع الحاسة األولى الّتي يولد بها والمالحظ في هذه اآليات الكريمة ّ
اإلنسان ،وما د ّل ذلك إال على أهمية هذه الحاسة –السمع-والوظيفة الّتي تؤديها أال وهي االستماع،
التدبر في معانيه؛ وهذا التدب ـ ـ ـ ـ ـر والتفكر ال يتحقق إال باإلضافة إلى ذلك قراءة القرآن الكريم تتطلب ّ
الجيد للسمع ،يقول تعالى في سورة اإلسراء ":
باالستخدام ّ
0
البد من االستماع و االنتباه والتركيز في
، " أي ّ
وتهمه وترفع من مستواه؛ والغرض من هذا كلّه أن تؤدي حاسة السمع ّ األمور الّتي تفيد اإلنسان
عملية الفهم واالستيعاب ،ثم اإلنتاج ،ويقول تعالى"
ّ وظيفتها؛ وعن طريقـها تتحقق
ّ
9
من ف ْــ ِئــ مد مة من"
9
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
-0تغريد عمران وآخرون ،المهارات الحياتية ،مكتبة زهراء الشرق ،القاهرة ،مصر ،ط9110 ،0م،ص.30
-9سورة السجدة ،اآلية.12
10
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
11
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
-0ابن خلدون ،مقدمة ابن خلدون ،ضبط وشرح محمد اإلسكندراني ،دار الكتاب العربي ،دت ،ص.110
-9ينظر ،محمد أحمد عمايرة ،بحوث في اللغة والتربية ،دار وائل للطباعة والنشر ،ط ،9119 ،0عمان ،األردن ،ص .011
-3أنسى محمد أحمد قاسم ،مقدمة سيكولوجية اللغة ،ص.11
12
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
َ ولمن فمقما قُرأانً فـ ّ ِ م من لْ مجن
0
عملية ال إرادية كسماع صوت القطار
ّ يعد
وبذلك فهو يختلف عن السماع الذي ّ "
تم التفصيل في هذه الفروق في
على سبيل المثال وهذا ال يتطلب التركيز واعم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال الذهن ،وسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
موضع آخر.
Harris .T. L .etal :A Dictionary of Reading and Related Terms ,International Reading Association -0
.New Delaware1982.pp.182.183
-9سورة الجن ،اآلية .0،9
13
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
غوية (الكالم ،التعبير الشفوي) :تعني المحادثة ":القدرة على التعبير -8مهارة المحادثة اللّ ّ
اإلنسانية ،والمواقف االجتماعية ،والسياس ـية ،واالقتصادية ،والثقافية ،بطريقة
ّ الشفوي عن المشاعر
وظيفية ،أو إبداعية ،مع سالمة النطق وحسن اإللقاء" ،0و"قد تتّم باستخدام لغة وسطى بين الفصحى
ّ
9
العامية "
و ّ
أهمية كبيرة كونها وسيلة من وسائل االتصال وتبادل األفكار بين البشر؛ ّ فالتحدث مهارة ذات
ألجل أن يحصل التفاعل فيما بينهم ،وذلك التواصل يتّم باستخدام اللّغة الفصيحة البليغة؛ لدى فئة
من الناس الّتي تبدع فيـها وتوظفها بشكل سليم والئق ،وفئة أخرى تستخدم العامية ،أو لغة وسيطة
بين العامية والفصحى؛ حسب الموقف ،وقد ذكرت في قوله تعالى ":قُ ْل قم ْو مل م ي
" ،فالتّ ّ
حدث ":مهارة مرّكبة ُيسهم فيها إتقان اللّغة والقدرة على 3
التالعب باألساليب وتوظيفها ،فهي نشاط يفصح به الفرد عن أفكــاره ومشاعره وال يحصل ذلك إال إذا
ولغوية
ّ عملية فكرّية
ّ استُخدمت في لغة صحيحة ،تنقل بها األفكار والمعتقدات واالتجاهات بعد
إنتاجية ".5
ّ
عملية ونشاط ذهني يتّم بواسطتها نقل األفكار ،وبالتالي تحقيق االتصال بين األفراد،
ومهارة المحادثة ّ
ذهنية الموجودة في عقل المتعلّم نتيجة تفاعله ودفعه إلى الكل
ومن خاللها أيضا يتّم ترجمة الصورة ال ّ
1
لفظية وسياقات تعبيريةفيصبح قاد ار على إنتاج األفكار ،وتقديمها في قوالب ّ
الناس للتّفاعل ،وقد تتّم باستخدام اللغة العر ّبية الفصحى ،أو اللّغة
كما ّأنها مهارة هامة لجميع ّ
2
العامية "
العامية ،أو باستخدام لغة وسطى بين الفصحى و ّ ّ
زد على ذلك ّأنها مهارة مرّكبة يسهم فيها إتقان اللّغة والقدرة على التّالعب باألساليب وتوظيفها ،فهي
"نشاط يفصح به الفرد عن أفكاره ومشاعره ،وال يحصل ذلك إال إذا استخدمت في لغة صحيحة ،تنقل
-0علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللّغة العر ّبية ،النظرّية والتّطبيق ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ط ،0عمان ، 9111 ،ص.010
محمد المصري ،مجد البرازي ،اللّغة العر ّبية ،دراسات تطبيقية ،دار المستقبل للنشر والتوزيع ،ط ،01سنة ،9100ص .501 ّ -9
-3سورة األنبياء ،اآلية.5
التجديدية ،عالم الكتب الحديث ،إربد ،األردن
ّ الدليمي ،تدريس اللّغة العر ّبية بين الطرائق التقليدية واالستراتيجيات
-5طه علي حسين ّ
،9112ص .039
-1ينظر ،المرجع السابق ،ص.033
البرازي ،اللّغة العر ّبية ،دراسات تطبيقية ،دار المستقبل للنشر والتوزيع ،ط ،01سنة ،9100ص.501
محمد المصري ،مجد ّ
ّ -2
14
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
0
إنتاجية "
ّ ولغوية
ّ عملية فكرّية
بها األفكـ ـ ـ ـ ـار والمعتقدات واالتجاهات بعد ّ
التحدث مهارة معقّدة مرّكبة ،تقتضي إتقان اللغة ،والتم ّكن من التالعب باألساليب وتوظيفـ ــها، " ّ
والمرونة في تبديل مواقع الكالم ،وتغييرها ،واالنتقال بها من فكرة إلى أخرى ،فضال عن القدرة على
توظيف اإليماءات واإلشارات ألداء المعاني وتوكيدها.9
عملية مرّكبة ،تتّم بتوظيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف اللغة الفصحى أو ّ التحدث،
ّ عملية
ّ أن
من خالل ما سبق ذكره ،نجد ّ
لعامية ،أو المزج بينهما ،لكن األصل فيها كمهارة؛ هو التم ّكن من التواص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل باللـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــغة الفصيحة
ا ّ
تبين مدى تم ّكن الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد من
عملية الفهم واالتصال بين البشرّ ،
العامية ،وهي أساس ّ
ّ (العر ّبية) دون
اإلنتاج؛ أي مدى توظيف اللغة الفصحى .
15
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
غوية:
– 3مهارة القراءة اللّ ّ
ق َْرأْ إن ّأول آية نزلت على الرسول الكريم محمد صلى اللّه عليه وسلّم قوله تعالى":
ّ
مق مق من ِم ْن ً ق أقْ مرأ ق م م ْل ض من
،"0" تشير اآليات الكريمة إلى مهارتين من مهارات التعلّم ،تمتلكان باالكتساب هما القراءة والكتابة
مش ـ ــار إليها بالقلم –يتقدمها مدد إلهي مسنود ببسم اهلل -وعليه ُيفهم من أمره تعالى لرسوله المصطفى
عملية التعليم والتعلّم وبها يطّلع اإلنسان على
األهمية في ّ
ّ عملية بالغة
أن القراءة ّ
صلى اهلل عليه وسلّم ّ
شتى المعارف والعلوم ،ويعي من خاللها ما كان يجهله .
دافعية تشمل تفسير الرموز والرسوم الّتي يتلقاها القارئ عن طريق
ّ انفعالية
ّ عملية عقلية
فالقراءةّ " :
9
ذهنية
عملية ّ
عينيه ،وفهم المعاني واالستنتاج والنقد والحكم والتذوق وحل المشكالت " ،كما ّأنهاّ " :
تأملية ،تنمو كتنظيم مرّكب من أنماط التّفكير والتحليل والتّعليل ،وحل المشـكالت والتّقويم ،وينبغي أن
ّ
الرموز
تعرف الحروف والكلمات ،والنطق بها صـحيحة ،وفهــم هذه ّ تكون نشاطا فكرّيا ،يشتمل على ّ
تعبر عنه من أفكار".3
وتحل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيلها ،وادراك ما ّ
التعرف على ال ـ ـ ـ ـ ـرموز–
ّ عملية ونشاط متسلسل يبدأ من
ّ أن القراءة
من هذين التعريفين نلحظ ّ
ثم ربط هذه الحروف بعضها ببعض ،ويلي ذلك تشكيل كلمات ثم محاولة فهمها وادراك الحروفّ -
معينة ،كما ّأنها-القراءة -نشاط عقلي مرّكب متشابك تتدخل فيه للتوصل إلى حقائق ّ ّ مع ـ ـ ـ ـ ـناها
العقلية كالتفكير والفهم والنقد والشرح والتحليل التركيب واالستنتاج واعطاء
ّ مجموعة من العمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليات
األول البسيط (السطحي) والّذي يتّم فيه العملية-القراءة-لها مستويين؛ المستوى ّ
ّ الحـلول ...وهذه
أما المستوى الثاني المرّكب (العميق) ال ّذي يتّم
عرف على الرموز وكيفية تركيبها بعضها ببعض ّ التـّ ّ
الس ـ ـطور أي فهم المعنى والمراد؛ وهذا ما يسمى القراءة الواعية الّتي تحوي
من خالله قراءة ما وراء ّ
مجموعة عمليات عقلية كاإلدراك والفهم والتركيب والتحليل والتّطبيق ،والنقد ،والحكم ...
وللتفصيل أكثر في مفهوم مهارة القراءة سنلج إلى مفهومها اللغوي واالصطالحي.
16
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
...وأق أُر الصحابة أي أتقن للقرآن وأحفظ ،وقول سبويه :ق أر واقت أر بمعنى بمنزلة عال والقراءة واالقتراء
والقرآن واألصل في هذه اللفظة الجمع ،وقرأت القرآن لفظت به مجموعا " ،9فالقراءة من هذا المنطلق
الضم ،ويدخل ضمن هذا
الضم والجمع ،وهي مشتقّة من لفظ القرآن الكريم والّذي يعني الجمع و ّ
تعني ّ
اإلتقان ،وجهرت أي قرأت وألقيت بصوت مجهور ،مسم ـوع.
ب-القراءة في االصطالح:
ب -1-المفهوم التربوي الكالسيكي لعملّية القراءة في االصطالح :قد كان البحث في مفهوم القراءة
يضم مجاال واحدا يتّضح لنا من خالل التعريفات
ضيقا ،أو باألحرى ّ
في الدراسات والبحوث األولى ّ
اآلتي ذكرها:
ثم
الرموز ونطقها نطقا صحيحا،أي االستجابة البصرّية لما هو مكتوبّ ، تعرف على ّ عملية ّ
القراءة " ّ
الرموز ومنحـ ـ ـ ـ ـها
ثم فهم أي ترجمة ّ
النطق أي تحويل الرموز المطبوعة إلى أصوات ذات معنى ّ ، ّ
3
الرمز ذاته"
المعاني المناسبة ،وهذه المعاني في الواقع تكون في ذهن القارئ وليست في ّ
الرموز المطبوعة إلى أصوات تمثّلها تش ّكل اللّغة المنطوقة "،5
كما ّأنها"عملّية فك الرموز ،وتحويل ّ
الرموز
التعرف على ّّ العملية سالمة أعضاء جهاز النطق ألج ـل
ّ ومن األمور الّتي تتطلّبها هذه
الرموز وهيومعانيها ،إي ّأنها"عملية عقلية بصرية ،تستلزم معها سالمة الجهاز النطقي ،لفك وتفسير ّ
1
أن القراءة
السطور؛ تقتضي فهم المقروء)" ،ومن هنا نلحظ ّ
قراءة سطحية ،وأخرى عميقة (أي ما وراء ّ
-0سورة القيامة ،اآلية ،02،01رواية ورش.
-9ينظر،ابن منظور ،لسان العرب ،مادة ق أر ،مج 09طبعة جديدة ،دار صادر بيروت ،لبنان للطباعة والنشر
ط،9111/0ط،9113/9ط9115/3ص. 11،10،19
-3الدليمي طه علي حسين والوائلي ،سعاد عبد الكريم عباس ،الطرائق العلمية في تدريس اللغة العربية ،دار الشروق ،عمان،
األردن ،سنة ،9113ص.013
-5بدير كريمان ،التعلّم اإليجابي وصعوبات التعلّم ،رؤية نفسية تربوية معاصرة ،عالم الكتب ،القاهرة ،مصر،سنة ،9112ص.013
-5علي أحمد مدكور ،طرق تدريس اللغة العربية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،ط ، 0سنة ،9111ص.013/010
17
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
الرموز
عرف على ّ
عملية التّ ّ
عملية ذهنية مرّكبة تنطلق من العين ،وتحوي مجموعة من العمليات منهاّ :
ثم محاولة النطق بها ،ويلي ذلك مرحلة أخرى وهي فهم واستيعاب معنى هذهثم تركيبهاّ ،
مف ّككةّ ،
الرموز.
الكلمات الّتي ُشكلت من ّ
عملية
ّ نخلص انطالقا من مفاهيم القراءة السابقة ال ّذكر؛ ّأنها عملية تبدو بسيطة في ّأول األمر ل ّكنها
ثم تحليلها
التعرف على الرموز المكتوبة اعتمادا على العينّ ، ّ عدة مراحل ّأولهاجد معقّدة ،تشتمل ّ
السليمة ،وأخي ار
(تفسيرها) ،وبعدها تركيب هذه الرموز ،وبعدها نطقها باالعتماد على أعضاء النطق ّ
مما يوصلنا إلى وجود نوعين من أنواع القراءةّ :أولهما القراءة السطحية وثانيهما
محاولة فهمهاّ ،
القراءة العميقة (قراءة الفهم ،وقراءة المعنى).
ب -8-المفهوم التربوي الحديث لمصطلح القراءة وداللته في القرآن الكريم:
قد تعددت مفاهيم مصطلح القراءة في العصر الحديث ،بل اتسعت واتسع مجال البحث فيها ،ومنها
يعد مفهوما ناقصا أي يدور في حلقة واحدة؛ أال
لعملية القراءة ّ
ّ أن المفهوم الكالسيكي
الّتي ارتأت ّ
ثم فهمها وصوالالنطق بهاّ ،
عملية ّ
ّ ثم تحليلها ،ويلي ذلك
الرموز المكتوبةّ ،
عرف على ّ وهي حلقة التّ ّ
تعرف وفهم ال يفي
بأنه ّ
أن تحديد مفهوم القراءة ّ
أدق قال أحد الدارسينّ ": المراد ،وشكل ّ
إلى المعنى ُ
يعد إدراكا بحاسة من الحواس الخمس،
مقومات المفهوم المتطور للـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقراءة ،وذلك أل ّن التعرف ّ
بكل ّ
مما ج ـ ـ ـ ــعل القـ ـ ـ ـ ـراءة ثالثة أقسام قراءة صامتة وقراءة جهرية و قراءة
فهو مفهوم واسع وغير محددّ ،
0
حق عناصرها وأنواعها وباقي
يعد إجحافا في ّ
سمعية أو استماع" ،فالمفهوم الكالسيكي لعملّية القراءة ّ ّ
ضيق ،فالفهم هوالتعرف والفهم ف "كلمة فهم ذات مدلول ّ
المهارات المتعلّقة به ـ ـ ـ ـ ــا كونه يرّكز على ّ
9
يتضمن كل مهارات القراءة"
ّ تصور المعنى ،وجودة واستعداد الذهن لالستنباط وهذا ال حسن ّ
ثم
للرموز المطبوعة ّ ،
تعرف وادراك بصري ّ
تعرف وفهم واستبصار ،أي ّ
أن القراءة ّ ":
زد على ذلك ّ
ألن االستبصار ليس
التعرف والفهم بكثير ّ ،
ثم استبصار ،وهو أعمق من ّ
فهم ،وهـ ـ ـ ـ ـو إدراك المعاني ّ
المتوقعة ،وادراك ما
ّ وتصور النتائج واالحتماالت
ّ مجرد فهم للمعانيّ ،إنما هو أيضا إدراك للعالقات
ّ
خفية ،ودالالت ضمنية وتنبؤ،وحسن توقّع لما ستكون عليه األمور ،وما السطور من معان ّ وراء ّ
سيترتّب عن ذلك من ق اررات وأحكام " 3فالقراءة من هذا المنطلق عبارة نوجزها في معادلة رياضية :
-0ينظر ،علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللغة العربية ،ص .012/011
-9ينظر ،علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللغة العربية ،ص .012/011
-3علي أحمد مدكور ،طرق تدريس اللغة العربية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،ط ، 0سنة ،9111ص.013/010
18
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
التعرف (إدراك بصري) +الفهم (إدراك المعنى)+االستبصار(إدراك للعالقات وصوال إلى النتائج)
القراءة = ّ
19
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
القــــــــــــــــــــــــــراءة
تفاعل تقويم
فـــــك ـــرف
تعـ ّ
تواصل نقد
فهــــــــــــــــم تحليل استـقبال
استبصار
تعلّــــــــم حكم
تركيب
عمق في المعنى األدق ُيرسم المخطط الموالي الّذي سيتّم توضيحه الحقا:
ولالختصار في ال ّشكل والتّ ّ
القــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراءة
استبصـــــــــار نظــــــــــــــــــــــر
= =
+
0
أن نظر ال ّشيء : لمتطور النامي هي "نظر " و"استبصار"" و في المعجم الوسيط " ّ فالقراءة "بالمفهوم ا ّ
9
تدبر وف ّكر ،فالنظر :الرؤية بالعين ،والتي قد تصاحب بالتفكير والتدّبر"
أبصره ونظر فيه ،أي ّ
الرموز
مكونة من طرفين نظر واستبصار :ال ّنظر يتعلّق بالمراحل األولى للقراءة؛ أي رؤية ّ
فالقراءة هنا ّ
تدبرها)وصوال إلى المعنى ،ف" يدرك التلميذ الكلمة ،ويحولها من رمز ال معنىالتمعن فيها ( ّ
بالعين و ّ
له إلى كلمة ذات داللة محدد ،يستطيع إحضارها في ذهنه كلّما رآها كما ّأنه يمكنه استخدامها في
3
التعرف البصري
عدة مهارات فرعية منها :إتقان ّ يتضمن هذا الجانب ّ
معينة " ،كما" ّ
التعبير عن أفكار ّ
معينة للمعاني ،والقدرة على تحليل الكلمات ...واستعمال القاموس للكشف
للكلمة ،واستعمال إرشادات ّ
1
عن كلمات" ،5"...والنمو في القراءة يعتمد على التعرف على الحروف ّأوال"
20
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
البيضاء ،وبين "اإلبصار "الذي هو الفهم الشامل الكامل لكل ما يراه اإلنسان" ،3يقول ج ّل شأنهْ ":ن
من من ،4" وقوله تعالـ ـ ـ ـى أيضا:
-0علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللغة العربية ،ص،001نقال عن المعجم الوسيط ،ص 12
-9نفسه ،ص.001
-3علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللغة العربية ،ص000
-5سورة األعراف ،اآلية.021
21
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
أَفمأن ْتم ي م ْع ِقلُ مون أَفمأن مْت م ْن "
ال ِ
ْجن و من ،3 " وقوله أيضا ":مولمقمدْ ّ ِ م من
قُلُوب ي م ْفقمه ُْو من أَعْ ُني ال َ ن مءا مذان من
أن المولى تعالى يذكر لنا صنفا من الناس ،وهم الّذين ينظرون
فمن خالل هذه اآليات الكريمة نجد ّ
لكنهم ال يبصرونه (الكفار)؛ أي ال يرونه بقلوبهم وفكرهم ،بل
الحق بأعينهم (ليسوا عميانا)ّ ،
ّ إلى
عز وج ّل يشبههم باألنعام بل هم ،أظّل منها،
ينكرونه ،مثل أهل قريش ،ولهم عذاب عظيم ،والمولى ّ
الرسول صلى اهلل عليه
وصنف آخر من الناس هو عكسهم ،ك"عبد اهلل بن ّأم مكتوم " الّذي قصد ّ
عز وج ّل وحده
الحق "وهو اإليمان بالمولى ّ
ّ وسلّم ،وكان أعمى النظر(عمى حقيقي) ،ل ّكّنه يسعى إلى
ال شريك له ،فهو أعمى النظر (البصر) ل ّكّنه ليس أعمى البصيرة (القلب).
22
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
غوية:
-5مهارة الكتابة اللّ ّ
قم م ْل متضمنة في قوله تعالى":
ّ أن الكتابة مهارة مشار إليها بالقلم ،فهي
سبقت اإلشارة إلى ّ
0
تعد الكتابة مهارة إنتاجية تحقق االتصال بين البشر،
وتنوعت ،و ّ
" والقلم آلة الكتابة مهما اختلفت ّ
عملية تعلّم اإلنسان وحفظ تراثه وعلمه" ،فبالكتابة
ّ وهي عملية جد مهمة كونها تسهم بشكل كبير في
الصكوك وأمن حفظت األلسن واآلثار ،وأ ّكدت العهود ،وأثبتت الحقوق ،وسيقت التواريخ ،وبقيت ّ
9
عما يجول في خاطره من أفكار ،وأحاسيس يعبر بها الفرد ّ
النسيان" ،فالكتابة ّ
اإلن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسان ّ
تكون كلمات أو جمال ذات
مر بها وذلك يجعله يستخدم "رموز ّ ومشاعر،أو باألحرى تجارب ومواقف ّ
معنى وظيفي ،وعلى هذا األساس ال نحكم على الفرد ّأنه قد تعلّم الكتابة ،إالّ عندما يكتب كلمات
3
يعبر بها عن نفسه ،ونشاطه واحتياجاته الخاصة" تملى عليه ،أو جمال ّ
أن الكلمة ترتبط بمعناها ارتباطا وثيقا ،فعند رسم الكلمة رسما خاطئا ،أو عدم
باإلضافة إلى ذلك ّ
القدرة على التعبير عــن المعنى المقصود ،يؤدي ذلك بالضرورة إلى ضعف مستوى العمل الكتابي،5
االصطالحية.
ّ اللغوية و
ّ نتطرق إلى مفهوم مهارة الكتابة من الناحية
وللتفصيل أكثر ّ
-1مفهوم مهارة الكتابة :
كتبا
أ-الكتابة في عرف اللغة :نوجزها في التعريفين اللغويين اآلتيين- :الكتابة من"كتب الشيء يكتبه ْ
وكتبة :خطّهُ" ،وهي مشتقة من ":مصدر كتب يكتب كتْبا وكتابة ومكتبة وكتْبة فهو كاتب كتابة ْ
سمي الخطّ كتابة لجمع الحروف بعضها إلى ثم ّ َّ
ومعناها الجمع ،ويقال تكتب القوم إذا اجتمعوا ،ومن ّ
1
بعض"
معينة (القلم) ،كما تعني "الجمع"
ط والتخطيط باستعمال أداة ّ فالكتابة إذن تعني من الناحية اللغوية الخ ّ
وضم الحروف بعضها ببعض لتكوين كلمة أو جملة ،أو فقرة... ّ
23
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
أن للكتابة تعريفات اصطالحية كثيرة جدا؛ فقد تناولها مما يجدر ذكرهّ ،
ب-الكتابة في االصطالحّ :
الدارسون بالبحث واالستطالع ،وفي هذا الموضع سنذكر أهم التعريفات الجامعة الدقيقة المانعـ ـ ــة،
تصب في قالب واحد ،سنخلص إليه عند نهاية هذه التعريفات.
ّ أن كل هذه التعريفاتعلما ّ
طي على الورق من خالل أشكال ترتبط ببعضها -الكتابة":إعادة ترميز اللّغة المنطوقة في شكل خ ّ
وفق نظام معروف ،اصطلح عليه أصحاب اللّغة في وقت ما " ،0وهي"عبارة عن نقوش مخصوص
الصحيحة وقيل ّأنها فن رسم الحروف ،أو علم رسم الحرف"،9
ذات أصول تعرف بها تأدية الكتابة ّ
أي ّأنها" :فن تسجيل أفكار المرء وأصواته المنطوقة في رموز مكتوبة".3
زد على ذلك ّأنها" ال تمثّل اللغة المنطوقة تمثيال كامال ،والكتابة هي الكتابة األبجدية الّتي تربط
الخطية بوحدة صوتية أو فونيم على اعتبار ّأنها التعبير الرمزي لها " ،5كما ّأنها " إشارات
ّ فيها الوحدة
1
عرفها ابن خلدون بقوله":الخطّ والكتابة من
ّ وقد ، تتصل بإشارات صوتية "لغوية""
خطية ّ
تصويرية أو ّ
الدالة على ما فيحرفية على الكلمات المسموعة ّ ّ اإلنسانية ،وهي رسوم وأشكال
ّ الصنائع
عداد ّ
النفس".2
ّ
عملية تحويل المنطوق إلى رموز أو إشارات أو نقوش مرتبط بعضها ببعض؛ ّ إذن الكتابة عبارة عن
عملية رسم لرموز
ّ متفق عليها ،يتّم وضعها على الورق ،أوعلى شيء آخر(الصخور قديما) ،أي
(صوتية) مسموعة ،قد تحقق معنى وتنقل فكرة إذا ارتبطت مع بعضها ،أو ال تحقق وال تنقل معنى أو
فكرة.
24
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
فهي –الكتابة "-تصوير خطي ألصوات منطوقة ،أو فكرة تجول في النفس ،أو ألي مقترح ،أو تأثر
بحادثة ، 0"...كما ّأنها"مجموعة األداءات الّتي يقوم بها الطّالب في أثناء الكتابة لتكون كتاباتهم دقيقة
الربط واتباع
ومترابطة ،وهذا يعني المحافظة على اكتمال أركان الجملة ،وعالمات الترقيم وأدوات ّ
9
نظام الفقرات"
فالكتابة " ّأنها عمل لغوي دقيق ،مراع للمقام ومناسب لمقتضى الحال ،ويمكن تعريف الكتابة إجرائيا
3
عملية يقوم بهـ ــا
السيطرة على اللّغة كوسيلة للتفكير والتعبير واالتصال " ،أي ّأنها ّ
بأنها القدرة على ّ
ّ
مكونا من الرموز المسموعة ،رمو از مخطوطة ،فكلمات فجمل،...وهي
المتعلّم (الكاتب) بواسطة القلمِّ ،
يعد
الدقة ،كونها وسيلة اتصال بين البشر،ووسيلة نقل المعارف والخبرات ،والتّم ّكن من ذلك ّ
تتطلّب ّ
مهارة كتابية.
يدون ويحفظ
وكمفهوم اصطالحي عام لمهارة الكتابة ،فهي"ترتبط بالمهارات اللغوية ،وهي إنتاج علمي ّ
في الدفاتر لألجيال القادمة ،هي ليست نشاط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا آليا يهدف إلى نسخ الفرد لحروف تلّمها ،فنسـخ
مجردة فحسب ،بل هي أيضا
الحروف ما هو إال من مظاهر الكتابة فقط ،كما ّأنها ليست رسوما ّ
فإننا ال نستطيع أن نحكم على
تكون كلمات أو جمال ذات معنى وظيفي ،وعلى هذا األساس ّ رموز ّ
يعبر بها عن نفسه،
الفرد ّأنه قد تعلّم الكتابة ،إال عندما يكتب تلقائيا كلمات تملى عليه ،أو جمال ّ
5
الخاصة".
ّ ونشاطه واحتياجاته
عملية،يتّم من خاللها تدوين المعارف والعلوم ،ألجل حفظها من الضياع،
ّ ومنه الكتابة مهارة،
تعد خطوة أولى فقط من
مجرد رموز واشارات ونقوش ،فهذه ّوتناقلها بين الناس ،وليست عبارة عن ّ
ألن القصد من الكتابة هو إيصال المعارف والعلوم ،انطالقا من تركيب هذه
خطوات عملية الكتابةّ ،
الرموز واإلشارات إليصال المراد ،حسب ما هو متعارف عليه.
محمد-جميل محمد بني عطا -اسماعيل مسلم أبو العدوس ،فن الكتابة والتعبير،ط9103/0م0535/ه،دار المسيرة
-1دعاطف فضل ّ
للنشر والتزيع عمان،نقال عن إبراهيم خليل ،األسس الفنية للكتابة والتعبير ص .52نقال عاطف ص11
األول الثانوي ،رسالة ماجيستير غير
الصف ّ
محمد ،األنشطة التربوية وأثرها على تنمية بعض المهارات الكتابية لدى ّ
-9صالح هدى ّ
كلية التّربية ،جامعة عين ال ّشمس ،ص.11
منشورةّ ،
-3ينظر ،علي أحمد مدكور ،تدريس فنون الّلغة العربية ،ص991
-5ينظر هشام حسن ،طرق تعليم األطفال القراءة والكتابة ،ط ،0دار الثقافة ،ط ،0عمان /األردن ،9111،ص .010
25
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
فم ِريقِّ م من ِّ ذ مين
الصيام
من ، " وقد ذكر فعل كتب الماضي بمعنى الفرض واإللزام في آيات عديدة كفرض ّ
7
تعالى ":ذ مين ّ ِ ذ مين ِمن في قوله
ون ،1"وفرض القصاص في قوله تعالى" ّ ِ ذيـ من ِ ق مص ُاص تمتم ُق م
،01" "موقما من فـَ " ،2وقوله ِف القم ْتلـى
أهمية وقيمة
ّ وآيات أخرى عديدة قد ذكرت فيها مشتقات الكتابة ،وان د ّل هذا ّإنما يد ّل على
يهمنا في هذا الموضع هو
السياق ،لكن ما ّالعملية الّتي تعددت معانيها ،وتباينت حسب ّ
ّ الكتابة،هذه
معنى الكتابة الّذي يقصد منه الخط والتسجيل والتدوين.
بوية المعاصرة في تدريس اللّغة العر ّبية،عالم الكتب ،القاهرة ،سنة0221م،ص.091
محمد ،االتجاهات التر ّ
-0فضل اهلل ّ
-9سورة الطّور،اآلية.50
-3سورة القلم ،اآلية51
www.quran7m.com/search -5
-1األحزاب ،اآلية ،2،رواية ورش.
-2سورة البقرة ،اآلية.12،
-1البقرة ،اآلية.010
-1البقرة ،اآلية.013
-2سورة البقرة ،اآلية.011
-01سورة الفرقان ،اآلية.1
26
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
و"القلم" ،هو أداة الكتابة ،وال يمكن االستغناء عنه ،وقد ُذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى":
تعالى ": قم م ْل ،9"وقوله ": ،0" وقوله موالقم م ِل ي ْمس ُط ُرون
،3" واآلية "
ون أَ ْق مال ممهُ ْمو َأْيه ُ ْم يم ْك ُف ُل مم ْر م ممي مو مما ُك ْن مت م مدلْيْ ِ ُمو ا ْذ مذ' ِ مكل ِم من مان مبأ ِء الْ مغ ْي ِب ن ُو ِحق ِه ال م ْي مك مو مما ُك م
نت م مدلْيْ ِ ُمو ا ْذ يُلْ ُق م
ِ ِ ِ
اَّلل ِمقث مماق الن ِبي ّئقــ من ل م ممأ ءاتميْ ُناك ِّم ْن ِكتم ٍاب مو ِح ْْكم ٍة ُُث مجأ مء ُ ْك مر ُسول ون ،4" وقوله ":موا ْذ ما مخ مذ ُ م َْي مت ِص ُم م
رصى قمالُو ْا أَ ْق مر ْرانم قما مل فم ْاشهمدُ و ْا موأَانم ْ ُ ُ ِ م ِ ِ ُْ م ِ ِ م ِ
م ه ْ َ ُ
ُص ُّنو قال مءاق مر ْر ُْت موأخمذ ُْت عمىل ذلُكو ا ْ ِ ْ م م ُم مص ّدق ل مما مم معُك ل ُتوم ُُن ِبه مول متن ُ ُ
ِ
.5
ين " مم مع ُُك ِّم من الشا ِه ِد م
غوية األربع أال وهي االستماع والقراءة والكالم والكتابة،
قد عرجنا على مفهوم المهارات اللّ ّ
األهمية القصوى لهذه المهارات في تحقيق االتصال ،وفي تعليم اللّغة؛ كما ال حظناّ وتعرفنـ ــا على
ّ
أما
التكامل والترابط بين فــنون اللّغة العر ّبية ،فاالستماع والقراءة كما سبق ذكره وسيلتي استقبال؛ ّ
عملية االتصال ،إي ّأنه بفضل االستماع والقراءة يتّم تلقي
ّ لتحدث والكتابة لإلنـتاج وهذا ما تتضمنه
ا ّ
خزن في العقل؛ وبعدها مباشرة تستخرج هذه المعلومات أكبر ّكم من المعلومـات والمعارف الّتي تـ ّ
عملية
التحدث والكتابة ،وبالتالي تتحقق ّ
ّ عملية اإلنتاج وذلك تحقق بفضل مهارتي
والمعارف أي تأت ـي ّ
المهارات اللّغويّة الفهم واإلدراك وهنا ينتج لدينا المخطط اآلتي :
مهارتا االستقبال
مهارتا اإلنتاج =
=
االستماع +القراءة
التحدث +الكتابة
ّ
-التشويق والتهيئة النفسية مع رسم الهدف وتوضيحه لتعلّم هذه المهارة وذلك كي يتم تحقيقها بأحسن
صورة.
تطور اللغة لدى المتعلّم ،إي مالحظة وقياس درجة المهارة استماعا وتحدثا وقراءة و
تتبع خطوات ّ ّ -
الجيد لها من خالل
غوية تتحقق كما سلف ذكره باالستخدام الصحيح للغة أي األداء ّ كتابة فالمهارة اللّ ّ
اإلرسال واالستقبال واإلنتاج .
29
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
لـ ِمنِ فل م مني،9" قمـ قُـ ْــر مء مان ْ ن ِ م ْن ن م ُقص من قم مص ِص
والقصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة في القرآن الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريم نوعان :القصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الطويلة والقصة القصيرة.
أ/القصة الطويلة :من القصص الّتي تجعل القارئ يقبل على قراءتها ويتأثر بها قصة سيدنا يوسف
عليه السالم وقصة سيدنا الخضر مع موسى عليه السالم ،فكالهما من القصص الطويلة في القرآن
وتنوعا في الشخصيات ،وهذا ما يجعل القارئ أو المستمع إلى الكريم فنلحظ فيهما تفصيال كبي ار ّ
القرآن الكريم يداوم قراءتها واالستماع إليها فهي تشوقه لمعرفة المزيد إلى غاية الوصول إلى النتيجة
وهذا كله ينتج عنه تحقيق الهدف المطلوب أال وهو تنمية مهارة المتعلّم (القارئ والمستمع) اللّغوية من
خالل التكرار.
السيد الزعبالوي ،طرق تدريس التجويد وأحكام تعلّمه وتعليمه ،الرياض ،مكتبة التوبة ،0221 ،ص.55
محمد ّ
ّ -0
-9سورة يوسف اآلية 3رواية ورش عن نافع.
30
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
ب /القصة القصيرة :من القصص القرآنية القصيرة التي تعلّم القارئ والمستمع وتفيده في الجانب
مدين. أهل مع السالم عليه شعيب قصة وغيرهما والتربوي اللّغوي
0
التعليمية التي تجعل المتعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلّم ينتقل
ّ أهم الوسائل
تعد الرحالت العلمية من ّ
العلمية" ّ :
ّ " -8الرحالت
من جوه المعتاد جو الحصص المدرسية والصفوف إلى جو ملؤه الحماس والرغبة في االستكشاف
واالستطالع والبحث عن المزيد ،والّتـي تجعل – الرحالت العلمية -أيضا المعلومات مرسخة بشكل
التعليمية هو
ّ سريع في ذهن المتلقي دون مضيعة للوقت والجهد ،وما يدل على أهمية هذه الوسيلة
قصة سيدنا موسى عليه السالم مع الخضر فقد كانت كونها ذكرت بل وطبقت في القرآن الكريم في ّ
عدة قصص تحوي مجموعة عبر وبلغة بليغة وال تزال رحلة علمية تعلـ ـ ـ ـ ـ ــيمية رائعة كونها تطرقت إلى ّ
تبين بل
فصيحة ال عيب يعتريها ،وقد حدثت ك ّل قصة من هذه القصص في عدة أم ـ ـ ــاكن ،وقد ّ
مما
لسيدنا الخضر ّ
لسيدنا موسى عليه السالم أثناء انتقاله بين هذه األماكن وتتبعه ّ
واتضح الهدف ّ
التعليمية .
ّ جعله يس ــتوعب ك ّل ما حدث في رحلتهما وهذا هو الغرض من الرحالت العلمية
" -3ضرب األمثال" :9يوجد في العديد من آيات القرآن الكريم مجموعة من المتشابهات وبعبارة
" ي م ْعقلُهمأ من أخــرى األمثال؛ يقول المولى تبارك وتعالى
توضح األمور المبهمة وتبسطها
فالقرآن الكريم وظّف األمـثال لما فيها من فائدة عظيمة؛ فه ـ ـ ــي ّ 3"
ليسهل فهمها ،ويتّم التوضيح بتوظيف الكلمات اآلتية :مثل والكاف ويش ـ ـ ــبه ،إضافة إلى ذلك التمثيل
لبعض الصور ،ونجد التمثيل بالحيوانات أو الحشرات أو صنف من الناس(المنافقين) أو أمور أخرى.
5
ليبين لهم الحقائق -5عناصر الكون :قد ذكر المولى تعالى عدة عناصر للكون في آياته الكريمة ّ
ويوضح لهم األمور؛ ومثال ذلك قوله تعالى " :من مق
ّ
" 1وقوله ن من مو ِم ْن أن ُف ِسه ِْم
2" فعناصر "ق أيضا:
الكون
التعليمية في القرآن الكريم www.khayma.com
ّ -0الوسائل
-9نفسه.
-3سورة العنكبوت اآلية .53
التعليمية في القرآن الكريم www.khayma.com
ّ -4الوسائل
-1سورة يس ،اآلية 31.31
31
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
32
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
33
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
34
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
أما فيم يتعلّق بالكالم فالمتعلّم يصبح ماه ار لغويا من خالل اقتباسه من القرآن الكريم واستشهاده ّ
بآياته الكريمة فهذا كلّه يرفع من شأن المتعلّم الّذي يتعلّم القرآن الكريم ويحفظه ،فهو أثناء كالمه
مما يجعل لغته راقية كونه اعتمد فيها على أبلغ وأفصح
يستعمل بعض المصطلحات القرآنية ويوظّفها ّ
كالم أال وهو كالم اهلل تعالى ،زد على ذلك تجده يستدل ويبرهن ويناقش ويثبت رأيه انطالقا من آياته
عز وجل ،فشتان بين من يتكلّم بكلمات عربية بسيطة وبين من ينتقي ألفاظا من القرآن الكري ـ ـ ـم ّ
متميز عن غـ ـيره ويتواصل بها ويحاجج بها ،فهذا يرفع مستواه اللغوي بل ويجعله متكلّم ماهر لغويا ّ
من المتكلّمين كونه ينهل من رصيده ومخزونه اللغوي الكبير الّذي أخذه من القرآن الكريم .
جراء تالوته للقرآن الكريم وحفظه آلياته ،فهو يق أر وفيم يتعلّق بمهارة القراءة فالمتعلّم يصبح ماه ار ّ
قراءة سليمة خالية من األخطاء اللّغوية يراعي بذلك عالمات الوقف ،ويعرف أساليب الجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل
ويتعرف على الرموز
ّ (استفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهامية ،تعجبية ،)...كما يفهم معانيها ،وج ّل ما تحويه من أفكار،
تعوده على
واألصوات ،كما ينطق ك ّل صوت من م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخرجه الصحيح ،والفضل في ذلك يرجع إلى ّ
تالوة وقراءة القرآن الكريم ،فهو يتعلّم منه مواضع النب ـ ـ ـ ـ ـر والتنغيم والوقف والمد واإلخفاء وغيرها ما
متفوقا على غيره.
يجعله قارئا ماه ارّ ،
جيدا ،يكتب بلغة رائعة ،فهو يعتمد في كتاباته على القرآن الكريم كونه
كما يصبح المتعلّم كاتبا ّ
مما يجعله يستشهد منه ويوظّف آياته ويبرهن بها ،ويثبت بها رأيه ،فهو
كثير الـقراءة واالستماع لهّ ،
يستعمل ألفاظ القرآن الكريم الفصيحة البليغة الرائعة ،زد على ذلك ّأنه بفضل القرآن الكريم يكتسب
أسلوبا راقيا في تعابيره لكونه كثير االطالع على القرآن الكريم ،وقد نهل بذلك من أسلوبه العذب.
والقرآن الكريم يم ّكن المتعلّم (الطالب) من تنمية مهاراته اللغوية؛ استماعا وكالما ،وقراءة وكتابة،
المتنوع " ،ليصل
ّ فيحصل العلوم والمعارف
ّ ومهارات أخرى كاإللقاء والحوار وطريقة االستجواب ...
بعدها إلى مستوى لغـ ـ ـ ـ ـ ـوي يم ّكنه من استخدام هذه اللّغة استخداما ناجحا في االتصال باآلخرين كما
9
يضيف عمقا وثراء وتنوعا لنمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو شخصيته ،على غرار القيم الوجدانية "
-0ابن خلدون ،مقدمة ابن خلدون ،تح درويش الجويدي ،دار مكتبة الهالل ،صيدا ،بيروت0212 ،م ،ص.335
متعددة للتدريس والتقويم ،ص.93/99
ّ – 9د .حاتم حسين البصيص ،تنمية مهارات القراءة والكتابة :استراتيجيات
35
غوية
مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ مدخل
0
زد على ذلك تنمية مهارة المتعلّم " ُفي ّلم بأنماط التعبير الوظيفي واإلبداعي ويكتسب القدرة اللغوية"
المكتسبة من القرآن الكريم ،والّتي
َ عب ـ ـر ويتواصل بتم ّكن موظّفا الثروة اللغوية والمعرفية الفكرية
في ّ
عما يختلج صدره وفكره ،سواء كان ذلك كتابيا أو
تم ّكنه من الفهم ،والتعبير بطالقة ،وبلغة بليغة ّ
شفهيا.
جراء تعامله مع القرآن الكريم (استماع،
هذه بعض الفوائد اللغوية والمعرفية؛ الّتي تعود على المتعلّم ّ
عتز بلغته
تدبر ،)...وال ننسى الّتي تعود على لغته العربية ،فالقرآن الكريم يجعل المتعلّم ي ّ
قراءة،حفظ ّ
ألنها لغة القرآن الكريم،
حبه لها يوما بعد يوم ،فيرغب في تعلّمها ،وتحصيل علومهاّ ،
العربية ويزداد ّ
ولغة الفك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر والحضارة واألدب ،فيرتفع بذلك مستواه اللغوي ،السيما المعرفي والوجداني (القيمي)،
فالمتعلّم في هذه الحالة ،يص ـ ـ ــبح جوهرة ثمينة ّبراقة ،اكتسبت بريقها ولمعانها من الكنز الثمين؛ أال
طور مهارة المتعلّم وزاد من خبرته وأكسبه مهارات أخرى كاإللقاء "والفهموهو كتاب اهلل تعالى الّذي ّ
والتحليل والنقد والتفسير والتأويل"... 9
أما لبيان ذلك األثر
غويةّ ،
وهذه فقط إطاللة ولمحة عن أثر القرآن الكريم في تنمية المهارات اللّ ّ
التطرق إليه في الفصول األربعة المتعلّقة بموضوع البحث.
ّ تم
بصفة أكثر دقة ووضوحا سي ّ
36
األول
ّ الفصل
تنمية مهارة
ّ أثر القرآن الكريم في
غوية
ّ ّاالستماع الل
814 األعراف من فَا
" ق ُـ ْر مء ُان قُـ "
36 اإلسراء َن لْ ُف مما مد
" " ِان
فـمـلـ قما فمل م ممأ قُرآ َن من ِّن ِّم َن فمرأ فْنمأ "
قمو ممنما قما من قـ قُــ
ٍ مط ِر ّ ِق ب م ْ مني قًآ
يق ُم ْس مت ِق ْ ٍي
82،31"األحقاف
اإلطــــارال ّنظـــــــــــري:
ّأوال :المصــطلحات المتضـــــــــــــــــــــــــــــ ّمنة معنى االســـــــــــــــــــــــــــــــتمـــــــــــــاع
التعليميــــــــــة
ّ ملية
ـــــمية االستـــــــــــــــــــــــــــــــــماع في العـــــــــــــ ّ
ثانيا:أهــــــــــــــــــــ ّ
مية والعمـــــــــــــــلية االتصاليـــــة
التعـــــــلّ ّ
ثالثا:أهــــــميـــّة االستــــــــــــــــــــــــمـاع في القــــــــــــــــــــــــــــــرآن الكريــــــــــــــــم
رابعا :أهـــــــــــــــــــــداف تــــــــــــــــــــــدريس االستمـــــــــــاع وعالقتها بالقرآن الكريم
خامسا:أثـــــــــــــــــــر الــــــــــــــــــــقرآن الكريم في تعليم وتنميـــــــة مهارة االستماع
سادسا :المهارات االستماعية المكتسبة لدى متعلّم الـــــقرآن الـــــــــــــــــــــكريم
سابعا :عوائق اكتســاب مهارة االستمــاع اللغـوية وتعلّمها وتنميتها
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
غوية:
مهارة االستماع اللّ ّ
النعم الّتي أنعم بها المولى تبارك وتعالى على عباده إذ يقول السمع من أكبر ّ تعد حاسة ّتوطئةّ :
تعالى في سورة النحل" " من
()0
وقد سبق تعريف هذه المهارة –مهارة االستماع -في ف ْــ ِئــدم مة من"
39
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
ّ الفصل
.)صوتية( طريقة الكالم
ّ الصوتية بواسطة األذن(السمع) وما يصحب ذلك من نبرات
ّ
فالسماع يعتمد على األذن
ّ عملية بسيطة غير معقّدة بالمقارنة مع عملية االستماع؛
ّ هو:السماع
ّ -9
وهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو عملية استقبال أي أنه "مجرد استقبال األذن لذبذبات صوتية من مصدر معين دون إعارتها
فهو إذن عملية تعتمد على... أو صوت القطار،انتباها مقـ ـ ـصودا كسماع صوت الطائرة
وهذه األمور ال يحتاج اإلنسان،0""فسيولوجية" األذن وقدرتها عل ـ ـ ـ ـ ـ ـى التقاط هذه الذبذبات الصوتية
": يقول تعالى، كونها ال إرادية أي يتم سماعها دون قصد ودون تركيز وانتباه،إلى تعلّمها
":أيضـا وقوله، 5"
": وقوله،
3"
"وق ـوله في سورة األعراف ،5"
":هود وقوله في سورة ،1"
" وقوله،6"
":وقوله في سورة البقرة ،7"
40
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
ق ،3" ":وقوله أيضا" :
4
"
أن االستماع يختلف عن السماع؛
مما سلف ذكره ،ومن خالل هذه اآليات الكريمات ،يتّضح ّ
إذن ّ
مجرد استقبال
قمة التعقيد ،فهي ليست ّ
عملية في ّ
ّ أي ّأنه توجد فروق بينهما في كون االستماع
عقلية تقتضي استقبال الذبذبات الصوتية في البداية ،وبعدها يتم
عملية ّ
ّ األذن لألصوات ،بل هي
نقل هذه الذبذبات الصوتية وما ينجم عنها إلى الدماغ فيقوم بتحليلها وتفسيرها لتعطي بعد ذلك
معاني يتم استيعابها وادراكها والحكم عليها وغير ذلك من العمليات العقلية األخرى فيحدث بعد ذلك
عملية االستماع التركيز واالنتباه والوعي والقصد
ّ رد الفعل وهو الكالم أو الكتابة ،كما تقتضي
اجب تعليمه وتعلّمه؛ وهو محط اهتمام المؤسسات ي وو ٌ
والفعل اإلرادي ،واالستماع أمر ضرور ٌ
السماع فهو عملية بسيطةأما ّالتربوية والتعليمية فهي تسعى إلى تدريسه وبيان أهميته للمتعلمينّ ،
يتم فيها استقبال األذن لذبذبات صوتية ،ال تقتضي التركيز واالنتباه والقصد والتحليل والنقد وغير
ذلك والسماع ال يتعلّمه اإلنسان أو يقوم بتعليمه ؛كونه يحدث ال إراديا بل بشكل طبـيعي كسماع
صوت النحل.
السماع في نظر بعض الباحثين؛ فمن البديهي أن يكون الفعل ومادام االستماع يختلف عن ّ
الماضي" سمعوا" يختلف في معناه عن الفعل الماضي استمعوا ،لكن عندما نمعن النظر في اآلية
"
الكريمة:
،5" واآليتان ":
41
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
،0" فالمولى
مما دفعهم ذلك لإليمان بالمولى ،فهنا نلحظ ّأنه ال فرق بين ال ّسـ ــماع واالستماع
ّ ،9"
أما من خالل هذه اآلية الكريمة فال فرق
واذا وجد الفرق فهذا ربما يكون بحسب المواقف والمواضع ّ
السماع.
بين االستماع و ّ
يعد اإلنصات من المصطلحات الّتي ترتبط باالستماع ،واإلنصات قد ذكر في قوله -3اإلنصاتّ :
تعالى بصيغة األمر ،واإللزام في سورة األعراف ":
السكوت 5
عرف اللغة ":نصت ينصت ...سكت ...واستمع لحديثه " ،و معنى ّ 3" ويف
1
أن
السكوت ترك التكلّم مع القدرة عليه" ،أي ّ
المشتقة من فعل سكت ،فكما يقول الشريف الجرجاني " ّ
السكوت السلبي واّنما هو
الجيد لما يقال ،ف"اإلنصات ليس هو ّالغرض من السكوت هو االستماع ّ
استم اررية االستماع فهو سكوت الستماع الحديث" 2فهو فعل ذو فائدة وايجابية ويتطلّب المداومة
وهو يختلف (اإلنصات) عن االستماع في كون االستماع "مرحلة أولى تسبق اإلنصـات ،واالستماع
أق ّل عمقا من اإلنصات".1
-0سورة األحقاف.31،92،
-9سورة الجن ،اآلية.0،9
-3سورة األعراف ،اآلية.915
-5الفيروز أبادي ،قاموس المحيط ،مادة "نصت" ،ص.011
-1الشريف الجرجاني ،كتاب التعريفات ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان 0502 ،ه0222 ،م ،ص .93
محمد رجب فضل اهلل ،االتجاهات التربوية المعاصرة في تدريس اللغة العربية ،جامعة قناة السويس ،
ّ -2
0502ه0221،م،ص31.5
-1محمد المصري ،مجد البرازي ،اللغة العربية دراسات تطبيقية ،ص.505
42
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
أن"الفرق بين االستماع واإلنصات هو الفرق في الدرجة ،وليس في طبيعة األداء ،
إضافة إلى ذلك ّ
فإن اإلنصات هو تركيز االنتباه...فاإلنصات
أن االستماع هو التعرف على األصوات ،والفهم ّ ..
فكما ّ
استماع مستمر...والمطلوب عند االستماع إلى القرآن الك ـ ـريم هو مداومة االستماع ،أي اإلنصات ،
0
فالفرق بينهما فرق في الدرجة ،وليس في طبيعة المهارة "
عملية ذهنية
ّ أن ":اإلنصات
نستدل به أيضا لبيان االختالف بين االستماع واإلنصات هو ّ
ّ وما
المتحدث،
ّ معقدة أكثر من االستماع ،تحتاج إلى طاقة ونظام ،وكذلك الحصول على معلومات من
أي من أشخاص آخرين أو حتى من أنفسنا مع استمرار حالة الثبات والهدوء ...كما ّأنه إشعار
عملية مرّكبة تتطلّب
ّ المتحدث باالهتمام بطريقة تسمح باستمرار عملية االتصال " ،9فاإلنصات
ّ
معين أال وهو االتصال من
التمعن والمداومة اتجاه ما يقال ،بغرض الوصول إلى هدف ّ
االنتباه و ّ
خالل الفهم واالستيعاب.
ومن الواضح وجود فرق بين عمليتي االستماع واإلنصات وهذا يتّضح من خالل قوله تعالى"
3" فالمولى تبارك وتعالى ذكر
أن االستماع
فعل األمر" استمعوا" أوال ثم ذكر بعده فع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل األمر "أنصتوا" وما ُيفهم من ذلك هو ّ
أقل درجة ومرتبة من اإلنصات ؛ فإذا كان االستماع يتطلب التركيز والتمعن والفهم والتحليل والحكم،
التمعن والتدبر والعمليات
فاإلنصات أكبر من ذلك ؛ أي ّأنه يتطلب التركيز والفهم واالن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتباه و ّ
العقلية المصاحبة له؛ بشكل أكبر من االستماع ،وللتمثيل وايضاح الفرق بيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن معنى اإلنصات
إلي يعني ّأنه يقول لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه استمع
مبسط اإلنصات عندما يقول فالن لفالن أنصت ّ
واالستماع بشكل ّ
يتضمن االستماع واالستماع ال يتض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن
ّ جيدا ،فاإلنصات
جيدا ،وأعرني انتباهك ورّكز معي ّ
إليّ ّ
اإلنصات.
43
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
أما "اإلصغاء فهو طلب إدراك السماعّ ،
-4اإلصغاء :قد سبق الحديث عن الفرق بين االستماع و ّ
المسموع بإمالة السمع إليه؛ يقال صغا ،يصغو إذا مال وأصغى لغيره ،وفي القرآن الكريم ":
9 0
أن اإلصغاء فيه
" أي مالت" وزاغت ،فالمالحظ ّ
بعض الحركة أي اإلمالة لتلقي الكالم المنطوق وفهمه ،فاإلصغاء في نظر أغلـب الباحثين ال
ينفصل عن االستماع؛ "االستماع :اإلصغاء" ،3فكالهما يرّكز على إدراك الكالم .
لكن نلحظ بعض التفاوت في الدرجة ،فإذا كان اإلنصات أعلى درجة من االستماع؛ فاإلصغاء
أعلى درجة من اإلنصات؛ أي ّأنه يعتلي كليهما ف "االستماع هو استفادة المسموع باإلصغاء إليه
5
أن اإلصغاء عمليةجيدا ،أي ّإلي ّ
ّ أنصت و استمع تقول ك كأن
ّ إلي
ّ أصغي تقول فحينما ، ليفهم "
العقلية بشكل كبير جدا
ّ تقتضي من الشخص أ ّشد االنـتباه والتركيز ،كما تتطلّب توظيف العمليات
لفهم ما يستمع إليه وبالتالي ترسيخه ،ك ـما تتطلّب استخدام حاسة البصر زيادة على حاسة السمع،
أي اإلنصات إلى كـ ـ ّل ما يلفظه المتكلّم مع مالحظة كل حركاته واالنتباه إليها أثناء حديثه.
السماع يختلف عن االستماع واإلنصات واإلصغاء ،فالعمليات الثالثة األخيرة
أن ّمما سبق نقول ّ
ّ
1
أن هناك فروق واضحة بين يتم فيها االنتقال" من طور الحديث إلى طور األفكار" ،ونخلص إلى ّ
السماع واإلنصات واإلصغاء ،لكن ك ّل هذه المصطلحات أو باألحـ ـرى العمليات كلّهااالستماع و ّ
أهمية بالغة ،وكلّها تربطها عالقة تكامل وتالزم ،فهي كالهرم قاعدته اإلصغاء ورأسه السماع،
ذات ّ
األول
السماع ،والطابق ّ وهي كالبناء المرصوص الّذي يحوي أربع طوابق ،والطابق األرضي ّ
أما الطـ ـابق األخير اإلصغاء ،فــال يستطيع أن يكون
أما الطابق الثالث فهو اإلنصاتّ ،
االستماعّ ،
هناك استماع دون سماع أو إنصات دون اسـ ـتماع أو إصغاء دون استماع أو سماع أو إنصات،
واذا تحققت كل هــذه العملـيات لدى الفرد (المتعلّم) فقد حقق مهارة استماعية عالية.
-0سورة التحريم ،اآلية ،5رواية ورش.
-9ينظر ،أبو هالل العسكري ،الفروق اللغوية ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،ط 9113 ، 9م 0595-ه ،ص.013
-3الراغب األصفهاني ،المفردات في غريب القرآن ،ص.315
-5أبو هالل العسكري ،الفروق اللغوية ،ص .013
-1أحمد يوسف ،سميائيات التواصل وفعالية الحوار ،منشورات مختبر السيميائيات وتحليل الخطابات ،جامعة وهران ،الجزائر ،ط
9115م ،ص.51
44
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
التعليمية التعلّمية والعملية االتصالية:
ّ العملية
ّ أهمية االستماع في
ثانيا ّ
ألن " السمع هو الحاسة األولى الّتي يولد
أهمها ّ
السمع حاسة من حواس اإلنسان بل من ّ تعد طاقة ّ
ّ
أن اإلنسان عندما ينام تخمد ك ّل
بها الطّفل ،وهو في حالة كبيرة من النضج وقت الوالدة ،كما ّ
حواسه إال حاسة السمع ".0
عملية التعليم والتعلّم واالتصال بين األفراد،
ّ وتبرز أهميته الكبرى كذلك في كونه أساسا رئيسا في
فقد لقي االستماع عناية خاصة في التعليم منذ القدم ،لكون التعليم والتعلّم منذ البداية يرتكز على
أن التعلّم والتواصل فيما سبق كان يتم عن
االستماع وتكرار وحفظ ما يستمع إليه ،ومن المعلوم ّ
طريق االستماع والعلوم في بداية األمر كانت تنتقل مشافهة أي باالستماع ،فلم يكن هناك تدوين
أو طباعة لما يقال ،لذلك لقيت مهارة االستماع منذ القدم اهتماما وعناية قصوى لكونها القاعدة
والركيزة لنقل المعارف والعلوم والتواصل بين الناس بشكل صحيح ،فقد كان العرب البدو أهال
للغة؛"وقد اكتسب الرسول الكريم صلى اهلل عليه وسلّم فصيح اللّغة في مضارب البدو ...فكان
تلينها "...وهذا برهان ودليل قاطع على أثر السماع في
الرسول الكريم ينبر الهمزة في حين قريش ّّ
9
اكتساب وتعلّم اللّغة" .
فاالستماع هو ممارسة ومران ،وهو في نفس الوقت أساس لتعلّم آداب الحوار فهو يجعل المستمع
ينصت ويصغي بأدب لما يقوله المتكلّم ويرّكز عليه ،وهذا بدوره يجعله يفهم ويدرك ويحلل ويناقش
األهمية للتالميذ وطالب الجامعات
ّ تعد في غاية
وينقد ويحكم على المواضيع ،وك ّل هذه األمور ّ
وغيرهم ،كونهم يستخدمون آذانهم في سماع الدروس والمحاضرات ،وبالتالي يستخدمون عقولهم في
مما ّينمي مهارة االستماع لديهم .
فهمها وتلخيصها؛ ّ
فاالستماع هو الطريق الطبيعي لالستقبال الخارجي كما ّأنه أساس في العديد من المواقف الّتي
تتطلب اإلصغاء واالنتباه كاألسئلة واألجوبة والحوارات والقصص وبرامج تلفزيونية واذاعات .3
لعملية االستماع ينصح بإعطاء العناية القص ـ ـ ـ ـ ـ ـوى
ّ األهمية البالغة
ّ وفي إطار الحديث عن هذه
تطبيقية ،ص ..505ّ -0محمد المصري ،مجد البرازي ،اللّغة العر ّبية دراسات
-9ينظر ،زكريا إبراهيم ،طرق تدريس اللغة العربية،دار المعرفة الجامعية ،األ ازريطة ،ص.23
-3ينظر ،محمد المصري ومجد البرازي ،اللغة العربية دراسات تطبيقية ،ص .503
45
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
وتوفير الضروريات لتعليم وتعلّم هذه المهارة لكونها "أكثر أساليب االتصال شيوعا واستخداما ،
أن االستماع في البرنامج
فالشخص يستطيع أن يستمع ثالثة أضعاف ما يق أر ،يضاف إلى ذلك ّ
المدرسي يش ّكل جزءا حيويا ،فمعظم أوقات حصصنا داخل الفصل يخصص للعمل الشفهي
0
...فاالستماع قدرة إنسانية كامنة "
ولكون التعبير الشفهي يتطلب استخدام مهارة االستماع؛ فهذه المهارة هي التي تحقق نسبة عالية من
التعلّم ،كما تصل بالمتعلّم إلى المستوى المطلوب أال وهو استخدام اللّغة استخداما سليما وبالتالي
تحقيق االتصال اللّغوي.
لعملية التعليم والتعلّم ،وليتعلّم ّ أن االستماع كونه يتطلّب التركيز واالنتباه فهو مهم جدا
زد على ذلك ّ
يعد من أساسيات االستماع ،فليتحقق التعلّم الفرد أم ار ما البد له من االنتباه و التركيز ،وكل ذلك ّ
الجيد وبالخصوص االستماع إلى القرآن الكريم"
الجيد البد من االستماع ّ
ّ
0
التعليمية
ّ أهمية االستماع في العملية
ّ يدل أكثر على
" ،وما ّ
-0دكتور حسن شحاتة ،تعليم اللّغة العر ّبية بين النظرية والتطبيق ،ص .92
-9سورة األعراف ،اآلية.915
-3علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللغة العربية ،نقال عن
Dorothy Rubin. Teaching Elementary languaguage Arts ,2 nd Ed . New York , Holt ,Rinehart and
winston ,1980.Pp,45-49.
-5نفسه ،نقال عن
Company.1966.p.49. Burns,p.et al : The Language Arts Childhood E.D.Chicago ,Round McNally
And Company.1966.p.49
46
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
أهم فنون
يعد االستماع في غاية األهمية؛ أو باألحرى من ّ أهمية االستماع في القرآن الكريمّ :
ثالثا ّ
اللّغة العربية ،وذلك يتضح من خالل القرآن الكريم وآياته ،حيث يتّم التركيز فيه بشكل كبير عـلى
السمع" التي تسبق البصر؛ والّتي بدورها تحقّق اإلدراك والفهم مع باقي العمليات العق ـ ّلية
حاسة " ّ
السالف ذكرها.
األخرى ّ
أن القرآن الكريم وردت فيه لفظة السمع وما يرتبط بها مكررة عدة مرات وفي عدة
زد على ذلك ّ
أدق وأرهف وأرقى
أن طاقة السمع ّ
مواضع ،أي "في أكثر من سبعة وعشرين موقعا ،وهذا أمر يؤ ّكد ّ
0
فالسمع له أهمية كبيرة كونه يدخل ضمن عمليات عقلية أخرى كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاإلدراك
ّ من طاقة البصر"
األصم فيصعب عليه ّ أما
السمع؛ ّ
والتعلّم...فأعمى البصر يستطيع التعلّم باالعتماد على حاسة ّ
التعلّم واإلدراك وباقي العمليات العقلية األخرى ،و"مما يد ّل على رجحان السمع على البصر هو ّأننا
بالسمع ندرك المجردات ،وال سبيل للبصر في إدراكها مع ما في إدراك المجردات من صعوبة
ّ
9
القياس بإدراك المحسوسات" وللتفصيل أكثر في هذا العنصر؛ نجد ّأنه عند إحصاء لفظة
السم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع في القرآن الكريم نلحظ ّأنها قد ذكرت في أحد عشرة آية ،يقول تبارك وتعالى":
تعالى " 4" ":
"3وقوله
47
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
0
واآلية 30 واآلية91و 95من سورة هود" "
من سورة يونس.
أما لفظة "يستمعون" فقد وردت في خمس مواضع منها قوله تعالى":
ّ
" ،9ووردت كذلك في
سورة اإلسراء اآلية ،51وسورة يونس 59والطور واألحقاف ،كما وردت لفظة "فاستمعوا" في
".3وذكرت ُض مب ممث مل فم ْاس مت ِم ُعوا م ُهل موضعين منها ما ذكر في سورة الحج قوله تعالى " مَي َأْيه ما الن ُاس ُ ِ
5
لفظة سمعوا في ست مواضع منها قوله تعالى " ":
عز وج ّل ذكر السمع قبل البصر وهذا يد ّل على أهمية أن المولى ّ والمالحظ في هذه اآليات الكريمة ّ
أن اسم اللّه السميع وسميع ُذكر سابق للبصير وقد ذكر في تسعة عشر السمع ،زد على ذلك ّ
موضعا أو أكثر منها قوله تعالى " :
،1" وكذلك سورة األنفال اآلية 20وسورة المؤمنون األية ،11وغيرها من اآليات والسور
الكريمة.
48
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
رابعا أهداف تدريس االستماع في القرآن الكريم:
إن لالستماع كما سبق ذكره أهمية عظيمة في حياة اإلنسان وباألخص المتعلّم ،فالهدف المرجو ّ
من وراء تعليم االستماع أو بعبارة أخرى التغيير السلوكي اللغوي الّذي يتنبأ بحدوثه من قبل المتعلّم
0
الجيد
ونتيجة مروره بخبرات لغوية وتفاعله مع مواقف تعليمية وعند تدريبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه على االستماع ّ
يتوقع منه(من المتعلّم) ما يأتي ذكره:
جيدا إلى األحاديث والموضوعات الّتي
أهمية االستماع ،فيستمعون استماعا ّ
-0أن يعي المتعلمون ّ
عما ال يفيدهم.
تهمهم وتفيدهم في حياتهم ،وينتهون ّ
-9أن يستطيع المتعلمون الحكم على المواضيع الّتي يستمعون إليها وينقدوها بعد أن يقوموا
بتحليلها و استيعاب معناها ،وبالتالي تنمو لديهم مهارة االستماع .
-3أن يتعلّم ويكتسب المتعلمون أكبر كم من المعلومات واألفكار عن طريق إنصاتهم لما يقال
" فاالستماع يؤدي إلى اكتساب مقدار من المعلومات يفوق ما يمكن أن يكتسب من مجرد الكتابة
اإلمالئية .9"...
الرد على ما يقال لهم أي كيفية النقاش والمحاورة ،بلغة سليمة انطالقا
كيفية ّ
-5أن يتعلّم المتعلّمون ّ
مما استمعوا إليه .ّ
-1أن تكون للمتعلمين القدرة على استنتاج الفكرة الرئيسة واألفكار األساسية والثانوية ،ويميزون
تتطور
ّ بينها ،وبالتالي يكون بمقدورهم الوصول إلى المعاني الدقيقة (التفكير االستنتاجي ) ،وأن
لديهم القدرة على توقّع ما سيقال لهم 3مثال عند استماع المتعلّم إلى آية من اآليات القرآنية مثل"
" 5فيكمل المتعلّم قوله تعالى "
49
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
-2أن تتحقق لدى المتعلمين نسبة عالية من التركيز واالنتباه لما يستمعون إليه من معلومات وأفكار
ويكتسبوا بذلك رصيد معـ ـرفي ولغوي هائل ( المفردات القرآنية ) يم ّكنهم من االتصال بغيرهم بطريقة
سليمة بل في المستوى المطلوب.
قيمة أثناء تعبيره شفهيا،
-1أن يوظّف المتعلّم ما استمع إليه من مصطلحات و أفكار ومعارف ّ
مستشهدا في ذلك من القرآن الــكريم والحديث النبوي الشريف ،وأبيات من الشعر وحكم وأمثال قد
استمع إليها سابقا ،مستخدما ك ّل ذلك في التعبير عن رأيه ،واقــناع من يحاوره فبذلك تتحقق لدى
الجيد مهارة الحديث اللّغوية بطريقة مترابطة ومباشرة.
المتعلّم بفضل االستماع ّ
ويجند المتعلّم ما استمع إليه أثناء كتاباته ،وبالتالي تتحقق لديه مهارة الكتابة اللغوية
-1أن يوظف ّ
وهذا أيضا بفضل االستماع واإلصغاء لما يقال مثال عندما يستمع المتعلّم إلى قوله تعالى ":
0
فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهنا عندما طلب "
إن اهلل
منهم كتابة موضوع إنشائي حول الظلم والظّن فهم يقتبسون من قوله تعالى قائلين مثال ّ ":
تصرف غير محبب ،فقد قال تعالى نهى عن الظلم وأمر باجتنابه ومن صوره الظّن في الناس وهو ّ
": اهلل تعالى عنه "
9
مما كان عليه سابقا ؛ أي بعد أن استمع إلى قوله
ّ أحسن مّل المتع تعبير يصبح وبهذا "
تعالى ،وه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكذا هو الحال مع باقي كتاباته اإلنشائية .
األهمية ،و هو أهم وسيلة تعلّم وتعليم ،واألهداف األساسية
ّ أن االستماع عملية بالغةنخلص إلى ّ
ألنه لم يتم تقسيم األهداف حسب تبين تلك األهمية؛ ّ
السالفة الذكر هي عبارة عن أه ـ ـ ـ ــداف عامة ّ
تطرقنا مثال إلى بعض
التعليمية األربعة( االب ـ ــتدائي ،والمتوسط ،والثانوي ،والجامعي) فـ ـلو ّ
ّ المراحل
األهداف المرجو تحقيقها في االبتدائية النطلقنا أوال من تم ّكن المتعلّم ومهارته في" التمييز السمعي
وهي مهارة رئيسة تشتمل على عدة مهارات فرعية ،منها التذ ّكر السمعي وهي ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقدرة على تذ ّكر
50
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
األصوات ثم تمييز أصوات البــداية فرعية ،منها التذ ّكر السمعي وهي القدرة على تذكر األصوات
ثم تمييز أصوات الب ــداية والوسط والنهــاية فــي الكلمة" 0ويلي ذلك قدرة المتعلّم على ربط ولصق هذه
التعرف على األصوات
األصوات بعضها ببعض ،ومن هذه األهداف المرتبطة بالتمييز السمعيّ " :
المختلفة في البيئة وتمييز الصفات المتعلقة بها (هادئ ،مرتفع )...الق ـ ـ ـ ـ ــدرة على تحديد مصدر
الصوت ،القـ ـدرة على استخالص المعنى من الصوت ،القدرة على استكـمال الفراغات الكلمات
المنطوقة الناقصة ،أيضا القدرة على ذكر مجموعة كلمات تبدأ بنفس الحرف 9" ...هذا فيم يتعلّق
أما القدرة على التصنيف فهي من أهداف االستماع في المرحلة االبتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدائية
بالتمييز السمعيّ ،
وهي ترّكز على"العثور على العالقات المعنوية بين الكلمات والحقائق والمفاهيم واألفكار وتشتمل
3
على عدة أمور من ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــها ربط األصوات بالصور ،ذكر الكلمات التي تدل على الرنين والصياح"...
وهذه بعض األهداف التي يرجى تحقيقها في عملية االستماع في االبتدائية.
من خالل التطرق إلى كل هذه األهداف؛ نرى ّأنه البد من التدريب على-االستماع ،-و الحث على
جيدة وتبيان أهميته للمت ـ ــعلمين ،وتوفير الوس ـ ـ ــائل التعليمية لتدريسه في جميع تدريسه بطريقة ّ
الحث في ذلـ ــك على االست ـ ــماع إلى القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن الــكريم
األطوار التعليمية لتحقيق أفضل النتائج ،و ّ
أهم مصدر للتعلّم والتعليم .
السعي إلى جعله ّ
و ّ
-0علي أحمد مدكور ،المفاهيم األساسية لمناهج التربية ،ط ،0الرياض ،دار أسامة للنشر والتوزيع 0501 ،ه 0212 ،م ،
ص22،11
-9نفسه ،ص22،21
-3علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللّغة العربية ،ص .22
51
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
غوية لدى المتعلّمين:
خامسا أثر القرآن الكريم في تدريس وتنمية مهارة االستماع اللّ ّ
لقد ارتبطت مهارة االستماع منذ القدم بتعليم القرآن الكريم (االستماع إليه ،التدبر في معانيه،
التكرار ،الحفظ) في المساجد والزوايا والمدارس القرآنية ،الكتساب اللغة البليغة الفصيحة (لغة القرآن
1
تعالى" ": الكريم) ،لقوله
فللقرآن الكريم أثر كبير في تنمية وتطوير مهارة االستماع وبالمجمل فنون اللّغة العربية ككل -
مهاراتها -االستماع والقراءة والكالم والكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتابة ،ولذلك سيتم التطرق إلى بيان أثر القرآن الكريم في
تنمية كل مهارة من هذه المهارات على حدة ،وس ـ ـ ـ ـ ـنبدأ في ذلك مع مهارة االستماع؛ أي تأثير
القرآن الكريم في مهارة االستماع وتنميته لها ،وبعبارة أخرى الفائدة الّتي تعود على المستمعين للقرآن
الكريم من الناحية اللّغوية .
أهمية بالغة في رفع مستويات المتعلمين الفكرية والّلغوية؛ فبه
الجيد كماّ سلف ذكره له ّ
ّ إن االستماع
يتم استقبال أكبر كم من المعلومات واألفكار والمعارف؛ وبالتالي تخزينها في الدماغ و تحليلها
وتركيبها وفهمها ونقدها والحكم عليها وتقويمها ،فاالستماع ينجم عنه تحصيل مستوى معرفي عال
الجيد؛ أي االستماع إلى
وتكوين ثروة لغوية هائلة –مصطلحات -وك ّل ذلك يتحقق باالستماع ّ
المهمة الّتي تفيد المتعلمين في الحصص الدراسية؛ أي في المؤسسات التعليمية ،وفي
ّ األمور
الملتقيات والندوات (محاضرات ،ومناظرات ،وخطب ،وقصص )...وغيرها من مجالس العلم
واالستماع إلى الحصص التلفزيونية الهادفة ،والبرامج المفيدة في الراديو ،وغير ذلك من البرامج
تم تحقيق الهدف المطلوب من خالل تم تحصيل النتيجة المرجوة و ّالتعليمية والتربوية والتثقيفية ،واذا ّ
االستماع إلى هذه األمور السابقة الذكر؛ فما بالك باالستماع إلى القرآن الكريم ألن تكون النتيجة
جيدا يعي وينتقي األمور والقضايا الّتي
رائعة ؟ بل وتفوق كل التوقعات كأن يصبح المتعلّم مستمعا ّ
يستمع إليها والّتي تعود عليه بالفائدة ،زد على ذلك يصبح متعلما ماه ار في االستماع فتنمو لديه هذه
مما يجعل نطقه لألصوات
المهارة شيئا فشيئا ،من خالل إنصاته للحروف المنطوقة بطريقة سليمة ّ
من مخارجها نطقا سليما ،وبالتالي الكلمات والعبارات بصورة دقيقة وسليمة؛ فيكتسب بذلك فصاحة
52
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
تخزن لديه أنقى الكلمات
وقوته ،لكون القرآن الكريم فصيحا بليغا قويما ،باإلضافة إلى ذلك ّ
اللسان ّ
واآليات الّتي يستشهد ويبرهن ويثبت بها رأيه ،فتعلو منزلته ،وتنمو مهاراته اللّغوية ويرقى مستواه
الفكري والسيما األخالقي ،وبذلك يظهر عليه أثر القرآن الكريم عند استماعه وانصاته إليه ،زد على
أن القرآن الكريم هو أساس ومصدر التعلّم والتعليم وبه يصبح المتعلّم ماه ار متمكنا.
ذلك ّ
53
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
سادسا المهارات االستماع ّية المكتسبة لدى متعلّم القرآن الكريم:
جيدا ،و قراءتها مع مراعاة
للتمكن من اللّغة العربية والتحدث بها بطريقة سليمة وأداء أصواتها أداء ّ
التزود بالمعارف والخب ارت
جيدة وتكوين مخزون لغوي ومعرفي ،و ّ آليات القراءة السليمة ،وكتابة أفكار ّ
وتحقيق االتصال بين األفراد (المتعلمين)،واستعمال األسلوب الراقي أثناء التخاطب واالستشهاد،
واستعمال الحجج واألدلة ،ك ّل ذلك يتحقق من خالل االستماع إلى القرآن الكريم وتالوته والتدبر في
معانيه ،ألن القرآن له الفضل الكبير على مستمعيه لكونه يحقق لهم ما سبق ذكره فهو يم ّكنهم من
اللّغة من جميع نواحيها قراءة وكتابة وتحدثا؛ بل ويجعلهم ماهرين في ذلك ،فالمتعلّم المستمع لكالم
اهلل تجده متمي از بصورة كبيرة جدا عن المتعلّم غير المستمع للقرآن الكريم وغير الحافظ له ،فالمستمع
كما هائال من المصطلحات للقرآن الكريم يتعلّم كيف يستمع والى ما يستمع ،إضافة إلى ّأنه يتعلّم ّ
القرآنية التّي تجعل لسانه فصيحا بليغا"فتجد حافظ القرآن الكريم أسرع بديهة وأضبط وأتقن للق ارءة،
السلوك ،فصيح اللسان بليغ"،0كما تجده اكتسب مهارة االستماع فأصبح يفهم
وواسع العلم ،قويم ّ
مما يجعله يمتلك القدرة على االستشهاد من القرآن الكريم واالقتباس
ويستوعب ك ّل ما يستمع إليهّ ،
منه مع المهارة في المحاورة والمناظرة والبرهنة ،وبالتالي يصبح قويا ماه ار في إفحام خصمه
ومحاورته بالحجة والدليل آخذا ذلك كلّه من أعظم مصدر وأبلغه وأفصحه( القرآن الكريم)،
وتنمية مهاراتها وهذا ما أكده
ّ فاالستماع إلى القرآن الكريم له أهمية بالغة في اكتساب الملكة اللسانية
علماء اللّغة أمثال ابن خلدون الّذي يقول " ...فمن كالم الجاهلية في منثورهم ومحاوراتهم ،والطّبع
أن هؤالء الّذين
السبب في ذلك هو ّ
للناقد البصير بالبالغة ،و ّ
الصحيح شاهدان بذلك ّ السليم والذوق ّ
العالية من الكالم في القرآن والحديث الّذين عجز البشر على اإلتيان
ّ أدركوا اإلسالم سمعوا الطّبقة
9
بمثليهما ".
-0أحمد رشاد مصطفى األسطل ،مستوى المهارات القرائية والكتابية لدى طلبة الصف السادس وعالقته بتالوة وحفظ القرآن الكريم
،9101ص .11
-9يوسف بن عبد اللّه العليوي ،أثر القرآن في اكتساب اللّغة واألدب ،مقال ،موقع
vb.tafsir.netاالنترنيت
54
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
متميز عن غيره ولذلك رأينا حتى العرب
أن المستمع إلى القرآن الكريم وحافظه ّ
ومنه نخلص إلى ّ
المسيحيين في المشرق العربي يهتمون بالقرآن الكريم لهذا الغرض مثل"بطرس البستاني"وغيره،
فالقرآن الكريم منبع العلم والتعلّم واالستماع إليه يحقق أفضل النتائج المراد تحقيقها من الناحية
اللّغوية والمعرفية فقوله تعالى "
0 " وان د ّل هذا على شيء ّإنما يدل على أهمية القرآن الكريم في التعلّم والفائدة العظيمة الّتي
55
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
غوية وتعلّمها وتنميتها:سابعا عوائق اكتساب مهارة االستماع اللّ ّ
أن
أهمية مهارة االستماع في العملية التعليمية التعلّمية ،لكن ما يجدر التنويه إليه هو ّ
قد سبق تبيان ّ
مهارة االستماع تواجه نقصا كبي ار من عدة نواحي مما شكل صعوبة وعوائق لدى متعلّمي اللغة
العربية ومن هذه العوائق نذكر:
-عدم كفاءة ومعرفة بعض المعلمين واألساتذة في تدريس هذه المهارة ،أي إجراء الدرس اعتمادا
على االستماع ،وهذا ربما يعود إلى تركيزه على القراءة والكتابة فقط ،وعدم معرفته بأهمية االستماع
جيدا ودون أن يضع في الحسبان مهارة االستماع ،كونه غير
أو عدم إعداده المسبق للدرس إعدادا ّ
متم ّكن منها.
-عدم توفّر الوسائل التعليمية المعينة على إجراء الدرس باعتماد مهارة االستماع مثل التسجيالت،
أو نقول بصفة عامة الوسائل التكنولوجية الحديثة الّتي تنمي مهارة االستماع.
-عدم تكوين المعلّم في هذا المجال ( ممارسة ،تدريب )...؛ أي إجراء الدرس باعتماد االستماع.
السمعية فيه ،أي ما يتعلّق
أما المتعلّم فيجد صعوبة في االستماع جراء بعض العيوب ّ ّ-
مما
األذن(ضعف السمع) أو عدم إعارته اهتماما لما يقوله األستاذ ،أو إساءة فهمه لما يستمع إليه ّ
ال يحقق الهدف المرجو (الكفاءة).
مما يؤدي بهم إلى عدم اإلصغاء وفهم ما يقال ،أي-ملل بعض المتعلّمين أثناء فترة االستماعّ ،
مما يؤثر سلبا على تعلّمه.
عدم رغبتهم في االستماع إلى الدرس ّ
-استعمال المعلّم لبعض المصطلحات الّتي تفوق مستوى بعض المتعلمين مما يؤدي إلى عدم
إنصاتهم.
أن هذه بعض العوائق التي تقف في وجه تنمية مهارة االستماع ،فهي كثيرة
مما سبق ذكره نقول ّ
ّ
أن أغلب هذه العوائق تعود إلى سبب وجيه أالأهمها ،ويمكن القول ّ
ومتعددة لكن قد اكتفينا بذكر ّ
مما يسهم في عدم اهتمام
وهو عدم االنتباه وعدم الوعي بقيمة االستماع لدى أغلب المدرسين ّ
المتعلّم بها ،فينجم عن ذلك عدم تحقيق مهارة االستماع.
لكن بالرغم من ذلك نجد اهتماما ملحوظا في اآلونة األخيرة من قبل القائمين على العملية التعليمية
حصة كاملة في األسبوع لالستماع ما يسمى
تم تخصيص ّ بمهارة االستماع وسعيهم إلى تنميتها ،فقد ّ
بحصة فهم المنطوق"المسموع ،م ّما ينمي ذلك مهارة المتعلّم االستماعية،زد على ذلك ّأنه قد لوحظ
56
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية األول
الفصل ّ
وجود اهتمام كبير من قبل أولياء المتعلمين برفع المستوى الفكري واللغوي ألوالدهم ،و أروا في ذلك
أنسب وسيلة وطريقة هو إلحاق المتعلمين بالمدارس القرآنية ليتعلموا المبادئ األساسية في اللغة
التعمق في هذه الفكرة في الجانب
ّ الفصيحة ،انطالقا من االستماع إلى القرآن الكريم ،وسيتم
التطبيقي إن شاء اهلل.
57
اإلطار التّطبيقي
يقول تبارك وتعالى ":
"
الجــــــــ ّن
الدراسة التّطبيـــــقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
ومنهجها: الدراسة عيــــــــــــــــــــــــــــــــــنة
ّأوالّ :
القرآن الكريم كتاب اهلل أنزله بلسان عربي مبين لقوله تعالى ":
ّ
0
أن له فضائل عظيمة متعلّقة "بفضل التعلّم والتعليم ،والقراءة والترتيل ،والحفظ
، " أي ّ
تدبره وتطبيق أحكامه ،والى االستماع واإلنصات والترجيع ،لذلك وردت آيات عديدة فيه تدعو إلى ّ
عند تالوته " ،9فهو ُيعين المتعلّم على تعلّم لغته ،وتنمية مهاراته ،حيث ّأنه يجعل المتعلّم الحـ ـ ـ ـ ـ ـافظ
متمي از عن غيره من المتعلّمين غير الحافظين للق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن
والدارس والقارئ والمستمع ...للقرآن الكريم ّ
الكريم ،فالهدف هنا هو إثبات وبيان أثر وفائدة القرآن الكريم في تنمية مهارة المتعلّم االستماعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة
عز وج ّل في قوله ":
الّتي يذكرها المولى ّ
3
النظري ،لذا في هذا الموضع سـ ـيتّم تطبي ـ ـ ـ ـ ـ ـق هذه
، "وقد سبق الحديث عنها في اإلطار ّ
الدراسة النظرية وبيان فائدتها؛ وذلك بإعداد الدراسة الميدانية؛ اعتمادا على المنهج الوصفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي
ألن البحث بصدد الوصف والمقارنة بين المتعلّمين الدارسين ( قُّراء ،ومستمعين ،وحف ـ ـ ـ ـظة المقارنّ ،
الدارسين له ،ألجل تنفيذها- لغوية ،وغيرهم من المتعلّمين غير ّ )...للقرآن الكريم من الناحية الّ ّ
نصّنف ــها على الترتيب الموالي:
تطبيقها -على فئة من المتعلمين؛ وهذه الفئة ّ
المتنوعة(فقه وتالوة
ّ -0المتعلّمين الّذين يرتادون المدارس القرآنية الّتي تُعنى بالقرآن الكريم وعلومه
وأصول ،)...سعيا منهم إلى حفظ وتعلّم القرآن الكريم وما يتعلّق به من علوم شرعية حسب مستواهم
النظامية ،وذلك في شتى األطوار التعليمية ((
ّ العلمي ،وهم في آن واحد يدرسون في المدارس
متوسط وثانوي و جامعي(أداب ،هندسة ،علوم )...وحتى طالب المعاهد اإلسالمية )). ّ ابتدائي و
النظامية.
ّ -9المتعلّمين الّذين يرتادون فقط المدارس القرآنية وال يدرسون في المدارس
59
الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"
60
الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"
61
الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"
عينة الدراسة):
ثانيا مكان وموقع الدراسة الميدانية ( موقع تواجد ّ
تم التطبيق على المتعلمين المتواجدين في:
فيم يتعلّق بموقع الدراسة الميدانية فقد ّ
تم توزيع
-0المدرسة القرآنية "مدرسة ال ّنماء" :المتواجدة في غرب الجزائر(وهران) ،حيث ّ
المعدة من ِقبل الباحثة على األساتذة المشرفين على تدريس هذه ّ
العينة ،واالطالع على ّ االستبيانات
نظام وسير المدرسة القرآنية.
-8المدرسة القرآنية"مدرسة ّأول نوفمبر" :المتواجدة في شرق الجزائر (باتنة) ،والّتي ت ّم الذهاب
التعرف على طريقة التدريس المتّبعة ،ومالحظة الفرق بين ّ عدة حصص ،ألجل إليها وحضور ّ
المتعلمين الحافظين للقرآن الكريم وغير الحافظين له من ناحية االستماع والكالم والقراءة (التالوة)
تم دراسة الباحثة فيها
والكتابة ،على اختالف مستوياتهم العلمية كما سبق ذكره ،وعالوة على ذلك قد ّ
لمدة وجيزة.
من قبل ّ
اإلنسانية والحضارة اإلسالمية * :وهو قسم متواجد بغرب الجزائر (وهران) يضم
ّ كلية العلوم
ّ -3
معين من االستبيانات على بعضتم توزيع عدد ّ الطلبة الّذين يدرسون العلوم اإلسالمية ،وقد ّ
يدرسون هناك .
األساتذة الّذين ّ
تم توزيع عدد من االستبيانات على معلمي المدرسة االبتدائية متواجدة
ومتوسطة :قد ّ
ّ -4ابتدائية
المتوسطة
ّ يدرسون الّلغة العربية ،ونفس العمل مع أساتذة في في الشرق الجزائري (باتنة) الّذين ّ
تم
بالغرب الجزائري (وهران) ،المعنيون بتدريس اللّغة العربية والتربية اإلسالمية ،زد على ذلك ّأنه ّ
متوسط)
ّ متوسط ،واثنان سنة ثانية
ّ المتوسطة ( ستة أقسام :أربعة منهم سنة ثالثة
ّ تدريس تالميذ
وتم دراسة الفرق من ِقبل الباحثة بنفسها.
مدة عامين كاملين ّ
بالغرب الجزائري (وهران) خالل ّ
62
الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"
63
الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"
تمت صياغة
يبين أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة االستماع اللّغوية ،فقد ّ
أن هذا الفصل ّ وبما ّ
تصب في:
ّ أسئلة االستبيان المتعلّقة به ،والّتي
-0إمكانية وجود فروق واختالفات بين المتعلّم المستمع للقرآن الكريم والمتعلّم غير المستمع له.
-9إمكانية المتعلّم الحافظ (المستمع والمنصت ) للقرآن الكريم من قراءة أي نص بعد االستماع إليه
قراءة سليمة مراعيا في ذلك آليات القراءة السليمة ،مقارنة بغير الحافظ لكتاب اهلل تعالى(غير
المستمع وغير المنصت له).
االستماعية بالنسبة للمتعلّم الحافظ للقرآن الكريم مقارنة بغيره.
ّ -3مستوى المهارة
المستغرق مع المتعلّم الحافظ (المستمع) للقرآن الكريم ،وغير الحافظ (المستمع) له أثناء
َ -5الوقت
التعلّم.
-1الوسائل والطرائق المستخدمة في تدريس (تسميع) القرآن الكريم للمتعلّمين .
لغوية
تميز المتعلّم الّذي يدرس في المدرسة النظامية والمدرسة القرآنية معا؛ بامتالك مهارات ّ
ّ -2
نابعة عن استماعه للقرآن الكريم ،والفضل في ذلك للقرآن الكريم.
-1مدى تأثير القرآن الكريم في المتعلّم عند استماعه له ،ونسبة إسهامه بدرجة عالية في تمكين
المتعلّم من تحقيق الهدف األسمى أال وهو تعلّم اللّغة العر ّبية ،وبالتالي جعل المتعلّم مستمعا مـاه ار.
وتعوده على حسن اإلصغاء. تميز المتعلّم المستمع للقرآن الكريم ّ
ّ -1
جراء استماعه للقرآن الكريم.
-2اكتساب المتعلّم ثروة لغوية كبيرة ّ
فعال في تدريس المتعلّمين لغتهم ،ورفع مستوى-01اعتماد القرآن الكريم (االستماع )إليه كمنهج ّ
تحصيلهم العلمي.
-00عالقة االستماع إلى القرآن الكريم بنمو المهارات اللّغوية.
-09مدى اهتمام المتعلّم الحافظ (المستمع) للقرآن الكريم بالدراسة وبتحقيق هدفه وضمان مستقبله.
-03مساهمة القرآن الكريم في مواجهة بعض الصعوبات الّتي يواجهها المتعلّم أثناء استماعه إلى
القرآن الكريم -05نصح المتعلّم أو أيا كان مسؤوال عنه بدفعه نحو المدارس القرآنية ،ألجل تعلّم
القرآن الكريم (االستماع إليه) لرفع مستوى تعلّم اللّغة العربية الفصيحة لديهم ومهارتهم في التواصل
بها وتوظيفها.
64
الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"
وتم
سجل يحوي سو ار من القرآن الكريمّ ، تم استعمال م ّ-8التسجيالت واالختبارات(التعابير)ّ :
تم التركيز على الفئة الّتي تدرس في المدرسة
المتوسط ( ّ
ّ تسميعها لفئة من متعلّمي الطّور االبتدائي و
تم مطالبتهم بإعادة بعض ما استمعوا إليه بتوظيف ولعدة مرات في األسبوع ،وبعدها ّ ّ القرآنية)
تم مطالبتهم بتوظيف ما استمعوا إليه من آياتمكتسباتهم القبلية ،وتلخيص فحواه شفهيا ،كما ّ
للتعرف على مهارة االستماع
ّ كريمات في تعابيرهم حسب الموضوع المراد الح ــديث والكتابة عنه،
وتبينت الغاية من االستماع
المرجوة محققةّ ،
ّ جراءه فكانت النتيج ـة
ومدى التركيز والمهارات المحققة ّ
إلى القرآن الكريم .
65
الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"
66
الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"
ومتوسطة
ّ ضعيفة بنسبة كبيرة جدا وجود فروق واختالفات بين (م
011% م ق ك) و ( م غ م ق ك )
ومتوسطة
ّ ضعيفة جدا
عالية ّ االستماعية
ّ مستوى المهارة
67
الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"
الكريم.
نعم %011 اعتماد القرآن الكريم (االستماع نعم %011
فعال في تدريس
إليه) كمنهج ّ
المتعلّمين لغتهم ،ورفع مستوى
تحصيلهم العلمي.
أن أثر القرآن الكريم يبدو بار از على
السابق بصورة أوضح نقول ّ
لتحليل النتائج وتوضيح الجدول ّ
أن:
المستمع له ،حيث ّ
-المتعلّم المستمع إلى القرآن الكريم(الدارس في المدرسة النظامية والقرآنية معا) :
إن المتعلّمين الدارسين في المدرسة القرآنية المستمعين إلى القرآن الكريم ،تّم تحقيق الهدف التعليمي
ّ
جدا ،أال وهو رفع مستوياتهم الفكرية والّلغوية الّتي هي موضوعنا؛ وذلك انطالقا
معهم بصورة سريعة ّ
أن ذلك نتج عنه تحصيل مستوى معرفي ولغوي عال،
من االستماع إلى القرآن الكريم ،وقد الحظنا ّ
الجيد إلى القرآن
تكونت لديهم ثروة لغوية هائلة –مصطلحات -وك ّل ذلك تحقق باالستماع ّ وقد ّ
جدا ،بل وتفوق كل التوقعات ،فبفضل االستماع إلى الكريم؛ فالنتيجة كانت محقّقة بنسبة عالية ّ
جيدا يعي وينتقي األمور والقضايا الّتي يستمع إليها والّتي تعود
القرآن الكريم؛ أصبح المتعلّم مستمعا ّ
عليه بالفائدة ،زد على ذلك ّأنه أصبح متعلما ماه ار في االستماع ،فنمت لديه هذه المهارة شيئا
مما جعل نطقه لألصوات من مخارجها فشيئا ،من خالل إنصاته للحروف المنطوقة بطريقة سليمة ّ
وقوته،
نطقا سليما ،وبالتالي الكلمات والعبارات بصورة دقيقة وسليمة ؛فاكتسب بذلك فصاحة اللسان ّ
تخزنت لديه أنقى الكلمات واآليات الّتي
لكون القرآن الكريم فصيحا بليغا قويما ،باإلضافة إلى ذلك ّ
يستشهد ويبرهن ويثبت بها رأيه ،فعلت منزلته ،ونمت مهاراته اللّغوية وارتقى مستواه الفكري والسيما
أن القرآن
األخالقي ،وبذلك ظهر عليه أثر القرآن الكريم عند استماعه وانصاته إليه ،زد على ذلك ّ
الكريم هو أساس ومصدر التعلّم والتعليم وبه أصبح المتعلّم ماه ار متمكنا من اللّغة العربية والتحدث
جيدا ،و قراءتها مع مراعاة آليات القراءة السليمة ،وكتابة
بها بطريقة سليمة و أداء أصواتها أداء ّ
التزود بالمعارف والخبرات ،وتحقيق االتصال بين جيدة و تكوين مخزون لغوي ومعرفي ،و ّ أفكار ّ
األفراد (المتعلمين) ،واستعمال األسلوب الراقي أثناء التخاطب ،واالستشهاد ،واستعمال الحجج
واألدلة ك ّل ذلك تحقق من خالل االستماع إلى القرآن الكريم ،فالمتعلّم المستمع لكالم اهلل نجده متمي از
68
الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"
بصورة كبيرة جدا.فالمستمع للقرآن الكريم يتعلّم كيف يستمع والى ما يستمع ،إضافة إلى ّأنه يتعلّم
كما هائال من المصطلحات القرآنية التّي تجعل لسانه فصيحا بليغا،كما تجده اكتسب مهارة االستماع ّ
مما يجعله يمتلك القدرة على االستشهاد من القرآن
فأصبح يفهم ويستوعب ك ّل ما يستمع إليه ّ ،
الكريم واالقتباس منه وبالتالي يصبح قويا ماه ار في إفحام خصمه ومحاورته بالحجة والدليل آخذا
ذلك كلّه من أعظم مصدر وأبلغه وأفصحه( القرآن الكريم) ،فاالستماع إلى القرآن الكريم له أهمية
وتنمية مهاراتها .
ّ بالغة في اكتساب الملكة اللسانية
متمي از عن غيره.
مما جعل المتعلّم المستمع له ّ
وك ّل هذا تحقّق بفضل االستماع إلى القرآن الكريمّ ،
-المتعلّم غير المستمع إلى القرآن الكريم(غير الدارس في المدرسة القرآنية ) :المتعلّم غير
المستمع للقرآن الكريم وغير الحافظ له وجدناه أ ّقل مستوى ومهارة من المتعلّم المستمع للقرآن الكريم
،وتجنبا للتكرار نقول ّأنه
ّ وباألحرى ال يرتقي إلى المستوى اللغوي للمتعلّم المستمع إلى القرآن الكريم
لم تتحقق معه األمور والفوائد السابقة الذكر ،والّتي تحققت مع المستمع إلى القرآن الكريم والدارس
في المدرسة القرآنية.
تفوق المتعلمين المستمعين إلى القرآن الكريم
أن هذه الدراسة التطبيقية أظهرت لنا مدى ّ
نخلص إلى ّ
في مهارة االستماع ،وبالتالي ضعف المتعلّمين غير الحافظين للقرآن الكريم في االستماع ،وعدم
االرتقاء إلى مستوى المتعلّمين المستمعين إلى القرآن الكريم في مهارة االستماع ،إذ يقول تعالى "
0 " وقوله تعالى أيضا "
،9" وقوله
أيضا ":
أن الفرق بين المتعلّم المستمع إلى القرآن الكريم ،والمتعلّم غير المستمع له،
، " نستطيع القول ّ
3
"
"المؤمنون
اإلطار النظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري
حدث ومهاراتهاالمتضمنة معنى التّ ّ
ّ ّأوال :المصطلحات
حدث وعالقتها بالقرآن الكريمكيفية التّ ّ
أهمية وأهداف (مهارات) تعلّم ّ
ثانياّ :
حدث
عملية التّ ّ
ّ كيفية حدوث
ثالثاّ :
التحدث المستخدمة في القرآن الكريم.
ّ رابعا :مهارات
التحدث الموظّفة في القرآن الكريم.
ّ خامسا:مهارات
حدث
سادسا :أسباب ضعف المتعلّمين في التّ ّ
حدث لدى المتعلّمين وأثر القرآن الكريم فيها
سابعا :طرق ووسائل تنمية مهارة التّ ّ
حدث المكتسبة لدى متعلّم القرآن الكريمثامنا :مهارات التّ ّ
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
-2ينظر ،د ،طه علي حسين الدليمي ،د ،سعاد عبد الكريم عباس الوائلي ،اللّغة العر ّبية مناهجه وطرائق تدريسها ، ،ط،0
اإلصدار الثاني ،9111 ،دار الشروق للنشر والتوزيع ،ص.031
محمد عيد ،مدخل إلى تدريس مهارات اللغة العر ّبية ص.039
-1د ،زهدي ّ
-1سورة يوسف ،اآلية53،
72
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
عقلية
التحدث ،والقول ،والتعبير الشفهي ،عبارة عن عملـيات ّ أن كال من الكالم ،و ّنخلص إلى ّ
معينة إلى المتلقي ،وفهم ما يتّم النطق به من ِقبل
تصب في غاية واحدة وهي إيصال رسالة ّ
ّ مرّكبة،
أن
المرسل ،وذلك كلّ ــه يقتضي السياق ،لكن نجد في ذلك بعض االختالفات الطفيفة ،وذلك ّ
أما الكالم فيتطلّب توظيف اللغة المنطوقة ،مع
التح ـ ّـدث يتطـ ـ ـلّـ ــب إت ـ ـ ـ ـ ـ ــقان اللغة الفصيحة المنطوقةّ ،
استعمال الحركات بال ــيد والعين ــين والرأس ،والكالم هنا يتوافق مع التعبير الشفوي في المفهوم ،لـ ـ ـكن
الدقة .
التعبير الشفوي يتطلّ ــب الخطّة المحكمة ،و ّ
73
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
-0د ،علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللغة العر ّبية ،ص.11
-9ينظر ،د ،حسن شحاتة ،تعليم اللغة العر ّبية بين النظرية والتطبيق ،الدار المصرية اللبنانية للمشر ،ط ،1جمادى اآلخرة
0593ه ،أغسطس 9119م ،ط،2صفر 0591ه ،أبريل 9115م ،ص953
-3ينظر ،نفسه ،ص .951
74
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
السوي والصادق لقوله تعالى ":
ّ -03المهارة في انتقاء الكالم
0
"
75
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
التحدث :
ّ عملية
ّ كيفية حدوث
ثالثا ّ
جد مرّكبة ،وهي
عملية ّ
ّ عملية سهلة بسيطة ،في حين ّأنها
ّ للمتحدث؛
ّ التحدث بالنسبة
ّ عملية
ّ تبدو
تتّم عبر مجموعة من العمليات ،الّتي سيتّم بيانها بشكل موجز ،على النحو اآلتي:
0
حدث ،و تتّم عن طريق وجود مثير؛ أي داف ـ ـ ـ ــع
وهي ّأول مرحلة من مراحل التّ ّ
ّ : "-0االستثارة"
المتحدث على من أمامه ،أو ّ يرد
إما أن يكون خارجيا ،كأن ّللتحدث " ،والمثير ّ
ّ يدفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع الشخص
9
داخليا كأن تلّ ـ ـ ـ ـ ـ ــح على الفرد فكرة "
عدة أفكار في ذهن
عملية التفكير ،أي وجود ّ
ّ للتحدث ،تأتي
ّ "-9التفكير" :3بعد االستثارة والدافعية
للتحدث ،وقد تكون هذه األفكار منظّمة ومفيدة،والعكس
ّ المتحدث ناتجة عن المثير ،الّذي دفعهّ
صحيح ،ل ـ ذا من األفضل عدم النطق إال بعد تجميع هذه األفكار وترتيبها وجعلها ذات معنى ،لكي
ال يكون بــذلك الصمت أبلغ.
الرموز" :5بعد التفكير ،يتّم اختيار األصوات المناسبة إلخراج هذه األفكار،
"-3الصياغة وانتقاء ّ
وهنا ن ـ ـ ــجد الخالف حول اللغة أسبق أم الفكر .
التحدث وفيها يتّم تسميع ما كان يدور في الذهن ّ "-5النطق "1واإلخراج:وهي آخر مرحلة من مراحل
فالمتحدث الجـ ّـيد هو الّذي ال
ّ الجيد قبل القيام بها" ،
لتحقيق االتصال بين البشر ،لذا وجب التركيز ّ
سيتحدث به ،ويرتّب أفكاره .2"...
ّ يتح ّدث إال إذا كان لديه داع للكالم ،وهو الّذي سيف ّكر فيما
الصورة الذهنية الّتي تكونت في عقل المتعلّم
العملية الّتي تترجم بها ّ
ّ التحدث هو
-بصورة أخرى " ّ
طبيعية ،أثارت في نفسه دافع الكالم ،مرو ار بعمليات عقلية (استقبال
ّ نتيجة تفاعله في خبرة
معينة إلنتاج اللغة
،وتنظيم أو بناء وعرض) تظهر في صورة لفظية معنوية ،وهناك مستلزمات ّ
الخارجية الّتي تجعل الفرد قاد ار على إنتاج األفكار ،
ّ الشفوية ،وهي مزيج من العوامل الداخلية و
ّ
بالتحدث".1
ّ وتقديمها في قوالب لفظية ،وسياقات تعبيرية للمستمعين المستهدفين
76
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
للتحدث،ال يكون
ّ التحدث؛ ترتكز أساسا على الدافع ،فإن لم يكن هنالك دافع
ّ أن عملية
نخلص إلى ّ
ردة فعل (استجابة) ،أو ّأية عملية عقلية أخرى.
أي ّ
77
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
التحدث
ّ التحدث الموظّفة في القرآن الكريم :يتوفّر القرآن الكريم على مهارات
ّ خامسا مهارات
ومنها:
-1السؤال (االستفهام اإلقراري) :وذلك يتّضح في قوله تعالى في سورة الفيل":
" الشرح: وقوله أيضا في سورة ،"
،" ":وسورة اإلنسـ ـ ـ ـ ــان ": ،" ويف سورة الغاشية
،" وفي سورة القيامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة"
فعال في تنميتها.
" وغيرها من اآليات الّتي تحوي مهارة السؤال ،فالقرآن الكريم ّ
-8الحوار:
عز شأنه خلق هذه الملكة في النفس البشرية
يعد الحوار تعبي ار أصيال عن مدى رقي البشر ،فاهلل ّ
ّ
عز وجل من أفضل منذ خلقه الكون ،وذلك لجعل الحياة أكثر رقيا وتسامحا ،وقد جعله المولى ّ
النحل" وسائل التعبير وهذا ما يثبته القرآن الكريم ،لقوله تعالى في سورة
78
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
والكالم في المخاطبة ،وهو تبادل الكالم بين األطراف والتّجاوب بينهم في موضوع ما .لذلك وجب
وجود متكلّم ومستمع .
أن معناه في
-8-8مفهوم الحوار في االصطالح :انطالقا من المعنى اللغوي للحوار نجد ّ
االصطالح ":أن يتناول الحديث طرفان فأكثر عن طريق السؤال والجواب بشرط وحدة الموضوع أو
0
بأنه"وسيلة فنية مواتية لإلفصاح والتحليل ،كما هي مواتية إلبداء
مصايف ّ
ّ محمد ه ف
عرّ وقد ، الهدف"
9
أن"الحوار يتمثل في إدارة الفكرة بين
وجهات النظر المختلفة" .كما يرى األستاذ حسين فضل اهلل ّ
3
طرفين مختلفين أو أطراف متنازعة"
والحوار"أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر عن طريق السؤال والجواب ،بشرط وحدة الموضوع أو
معين ،وقد يصالن إلى نتيجة ،وقد ال يقنع أحدهما اآلخر ،ولكن
الهدف ،فيتبادالن النقاش حول أمر ّ
موقفا".5 لنفسه ويكون
ّ العبرة يأخذ الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّسامع
وتطورها باعتباره وسيلة من وسائل التواصل بين األفراد بشكل
ّ فالحوار مبدأ عظيم لتقدم المجتمعات
معين تسعى إليه
فعال حيث يتم فيه تبادل الكالم بين شخصين أو أكثر للوصول إلى هدف ّ ّ
األطراف المتحـ ـ ـ ـ ـ ـاورة ،وهو أسلوب راق تبدى به وجهات النظر المختلفة ،وبه يفصح عن ما في
يتم فيه تداول الكالم بينهما
الذهن من أفكار وآ ارء ،هو"نـوع من الحديث بين شخصين أو فريقين ّ
بط ـ ـ ـريقة متكافئة ،فال يستأثر به أحدهما دون اآلخر ،ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة
التعصب".1
و ّ
عدة أطراف؛ يسـ ـ ـ ـ ـعى
أن الحوار محادثة بين طرفين أو ّ
من خالل التعريفات السالفة الذكر يتضح ّ
كل منهم إلى إقناع اآلخر إليصال فكرة معينة ،أو رأي صائب ،أو حقيقة ما ،فهو وسيلة عظيمة
جيدة لتع ـ ـ ـ ـميق التفكير في
لتوصيل األفكار والمعلومات إلى ذهن السامع ،إضافة إلى ّأنه وسيلة ّ
جوانب الموضوع المتحاور فيه .
وعلو
وقد ورد أسلوب الحوار ضمن أساليب القرآن الكريم وما د ّل هذا إال ع ـ ـلى عظمة شأنه ّ
-0محمود محمد حمودة ،فقه الدعوة وأساليبها ،مؤسسة وراق للنشر عمان9111 ،0590 ،م ،ص 15
مصايف ،دراسات في األدب والنقد ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر0211،م ،ص 091
-9محمد ّ
-3حسن فضل اهلل ،الحوار في القرآن الكريم قواعده ،أساليبه ،معطياته ،دار الملوك بيروت ،ط ،2ص. 19
الرحمن النحالوي ،أصول التربية اإلسالمية ،دار الفكر المعاصر دمشق ،0591 ،9111 ،ص.912 -5عبد ّ
-1الندوة العالمية للشباب اإلسالمي ،في أصول الحوار ،مؤسسة الطباعة والنشر ،الرياض 0225ص. 00
79
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
مكانته ،فهو من أنجع السبل للتفاهم بين البشر بعضهم لبعض ،وهو من أفضـ ـ ـ ـ ـل األساليب
السـلوك
مما قد يؤدي إلى تحـ ـسين ّ
الموصلة لإلقناع ،وتغيير وجهات النظر واآلراء بالطرق السليمةّ ،
وترويض النفوس على قبول النقد واحترام اآلخرين ،وقد أصبح الحوار أسلوب تربوي معتمد ،مبتغاه
مما يضمن جذب عقول الناس
التجاوب معه بأبسط الطرق وأحسن األلفاظّ ،
ّ تعليم الناشئ عن طريق
الكالمية.
ّ واراحة نفوسهم ،وتقريب وجهات نظرهم ،وتنمية مهارتهم
-3-8أنواع الحوار :للحوار أنواع منها :الجدل والجدال والمحاججة والمناظرة والمراء ،وقد
استخدمها القرآن الكريم ،وكلها تشترك مع الحوار في نقاط وتختلف عنه في أخرى وذلك يتضح من
خالل ما سيأتي ذكره:
أ-المجادلة :ونجدها في قوله تعالى":
أيضا ": " ،0وقوله
80
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
ومن خالل تعريف اللغويون للجدل نخرج بفرق واضح في مدلول اللفظين فالجدل والمجادلة
أما التحاور التجاوب
التعصب لهّ ،
بالرأي و ّكلّها مصطلحات تنحو منحى الخصومة والتمسك ّ
والمحاورة :المجاوبة ،وهي مراجعة الكالم بين المتكلمين دون إلزام أو مغالبة لقوله تعالى في سورة
المجادلة " :
" ،وال يلزم فيها صورة الخصوم ،وبعبارة أخرى الحوار أسلوب ال يقصد به
أشد خصومة ومنازعة وهو من األمور التي يستحب تجنبها أما الجدال ّ التخاصم والوقوع في النزاعّ ،
لقوله تعالى في سورة الحج ،" ":
81
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
التحدث ،نجد
ّ التحدث :إذا تعلّق األمر بضعف المتعلّمين في
ّ سادسا أسباب ضعف المتعلّمين في
أهمها في ما يأتي ذكره:
األسباب كثير ،نوجز ّ
التحدث.
ّ -0قلّة الثروة اللغوية ،فلو كان المتعلّم يملك رصيدا مصطلحيا ،لما واجه أي صعوبة في
الربط بين األفكار ،ينجم عن قلّة التركيز ،ضعفا في تجميع األفكار ،وبالتالي ترتيبها
-9عدم ّ
وانسجامها.
-3عدم توفّر المصطلحات ،ينجم عنه ضعف في األفكار ،وبالتالي ركاكة في األسلوب .
-5التكرار ،كثرة إعادة الحروف والكلمات ،ينتج عنه عدم القدرة على إيصال المعنى ،وهذا رّبما
يكون سببه مرض من أمراض الكالم"التأتأة".
المتحدث ،وعدم إيصال الفكرة.
ّ -1عدم القدرة على فهم
-2عدم القدرة على التحليل والتركيب والنقد والحكم.
النظر ،أو الدفاع عنها.
-1عدم القدرة على الدخول في أي نقاش ،وحوار وعدم إمكانية تقديم وجهة ّ
الرغبة لدى المتعلّمين لتعلّم مهارة التحدث ،بل نجد العديد من المتعلّمين من
الدافعية و ّ
ّ -1عدم وجود
حصة التعبير.
يحبذ ّ
ال ّ
-2العامل النفسي؛ أال وهو خجل بعض المتعلّمين ،وخوفهم من الحوار والنقاش أمام زمالئهم.
-01عدم اهتمام بعض المعلّمين بمهارة المحادثة ،وهدم قدرتهم علة تسيير نشاط التعبير الشفهي،
أو القصص والحوارات...
-00عدم اهتمام اآلباء بالمدارس القرآنية ،والمعاهد الّتي تسهم بشكل كبير في تنمية هذه المهارة.
ألن هذه األساليب ِ
-09عدم استعمال وسائل وأساليب؛ الدعم والتعزيز من قبل المعلّم واألولياءّ ،
تنمي مهارة
ّ تس ـ ـ ـ ـ ـ ـهم في دفع المتعلّم نحو النشاطات(القصص و الحكايات و الحوارات )...الّتي
التحدث لديه.
ّ
لتم
الصع ـ ـوباتّ ،
نخلص إلى ّأنه لو تضافرت جهود األولياء والمعلّمين والمتعلّمين ،لح ـ ّل هذه ّ
القضاء عليها نهائيا.
82
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
83
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
قص قصص من القرآن الكريم ،بذكر اآليات الكريمة ،والعبر منها،يقول تعالى":
ّ -01
1
. "
"-00تنمية قدرة الدارس على الكالم يمكن أن تتحقق بأن يحفظ كثي ار من الحوارات ،كونها تحتاج
إلى كثير من األساليب اإلنشائية".9
الدقة في األداء اللغوي شرط لحسن الكالم ،وهو ما ال يتّفق مع واقع الحياة".3
ّ " -09
5
"-03استعمال اللغة المصاحبة التي تشتمل على اإليماءات واإلشارات واللمحات لتوصيل الرسالة"
متطورة بشكل سريع ومتزايد
ّ التحدث نامية
ّ تم تطبيق هذه العناصر لكانت مهارة نخلص إلى ّأنه لو ّ
أن مهارة
مجرد نطق جمل وعبارات ال يعني ّ
إن ّ المرجوة محقّقةّ ".
ّ وسط المتعلّمين ،وبهذا كانت النتائج
1
الكالم قد أمكن تنميتها ،فلقد يستطيع الفرد أن يوصل رسالته مع ما فيها من أخطاء محدودة"
84
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
التحدث المكتسبة لدى متعلّم القرآن الكريم :يقول تعالى في سورة المؤمنون ":
ّ ثامنا مهارات
حيث يظهر ،9"
التحدث ،من خالل:
ّ وتفوق ومهارة المتعلّمين الحافظين للقرآن الكريم في
؛تميز ّ
جلي واضح ّ
بشكل ّ
التحدث بفصاحة وبالغة ،في شتى مواقف الحياة اليومية .
ّ -0
جراء حفظ وفهم القرآن الكريم.
الرصيد اللغوي والمعرفي الثريّ ،
ّ -9
تتبع القرآن الكريم (تجويده).
-3نطق األصوات من مخارج بطريقة سليمةّ ،تنم عن كثرة ّ
النبر ،والنغم ،والوقف ،والسجع"...
المتميز للكلمات والعباراتّ " ،
ّ -5األداء
الرد عليها بشكل مرتّب ،أي التحاور بشكل رفيعّ ،ينم عن الفهم.-1فهم األفكار المسموعة ،و ّ
الجيد أثناء التخاطب ،من خالل اعتماد األساليب الرفيعة الموجودة في القرآن.-2استعمال األسلوب ّ
التحدث بمصطلحات القرآن الكريم وفهم فحوى آياته.
ّ -1القدرة على التأليف والنظم ،لكثرة
التحدث والمهارة في إفحام واقناع الخصم.
ّ -1توظيف الحجج والبراهين ،أثناء
المتحدث شجاعة وبراعة أدبية.
ّ مما يزيد الحديث اتقانا وثباتا و
-2االقتباس من القرآن الكريم ّ ،
-01عدم أو نقص اإلصابة بأمراض الكالم ،والعالج منها"التأتأة."...
ومتدبره ،وبهذا
ّ أن هذه العناصر السابقة الذكر ،ال تتوفّر إال لدى حافظ القرآن الكريم
نخلص إلى ّ
األول ( حافظ القرآن الكريم) ،لذا نجد العديد أو
فغير الحافظ للقرآن الكريم تجده ال يرقى إلى مستوى ّ
بوية ،ينصحون بتعليم
المدرسين والقائمين على المنظومة التر ّ
باألحرى ج ّل علماء اللغة العربية ،و ّ
ألن القرآن الكريم
القرآن الكريم من الفترة الّتي يباشر فيها الطفل نطق األصوات مرّكبة أي الكلماتّ ،
ُيحدث في الشخص تغ ـ ّـي ار ونجاحا ملموسا ،بل يرقى به إلى أعلى المراتب ،وهذا ما نجده بين
الشعراء "فنجد شعر حسان بن ث ــابت وعمر بن أبي ربيعة...في خطبهم وترسيلهم ومحاوراتهم ،أرفع
النابغة وعنترة وابن كلثوم ...ومن كالم الجاهلية في منثورهم
طبقة في البالغة بكثير من شعر ّ
السبب في ذلك
الصحيح شاهدان بذلك الناقد البصير بالبالغة ،و ّ
ومحاوراتهم ،والطّبع السليم وال ّذوق ّ
العالية من الكالم في القرآن الكريم
ّ طبقة
أن هؤالء الذين أدركوا اإلسالم سمعوا ال ّكما أسلفنا هو ّ
9
والحديث اللّذين عجز البشر على اإلتيان بمثليهما "
-0ينظر ،يوسف بن عبد اهلل العليوي ،أثر القرآن الكريم في اكتساب اللغة واألدب ،مقال ،موقع اإلنترنتVb.tafsir.net،
-5سورة المؤمنون ،اآلية ،25رواية ورش.
85
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري" الفصل الثاني
86
اإلطار التّطبيقي "الميداني"
عينــــــــــــــــــــــــــة الدراســــة الميدانية ومنهجهـــــــــــــــــــا ّأوالّ :
الدراســـــــــــــــــــــــــــــــــة
ثانيا :مكـــــــــــــــان وموقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ّ
ثالثا :الوسائل واألدوات المستخدمــة في الدراسة
-االستبيانات
المسجل و االختبارات ّ -
رابعا:إحصاء النتائـــــــــــــــــــــــــــــــــــج و تحليـــــــــــــــــــــــــــــــلها.
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي" الفصل الثاني
الدراسة التّطبيـــــقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
المطبق في الدراسة هما واحد ،إذ
ّ العينة المدروسة والمنهج
عيــــــــــــــــــــــــــنة الدراسة ومنهجهاّ :
ّأوالّ :
أن هذا الفصل –أثر ّأنه سبق العمل عليهما في الفصل التطبيقي السابق "مهارة االستماع " وبما ّ
العينة باعتماد
التحدث -فهو بصدد تطبيق الدراسة النظرية على هذه ّ ّ القرآن الكريم في تنمية مهارة
كالمية ،وألجل
نفس المنهج – الوصفي المقارن -لبيان دور القرآن الكريم في تنمية مهارة المتعلّم ال ّ
التعرف على الفروق بين المتعلّمين الحافظين* القرآن الكريم وغير الحافظين له من ناحية طريقة
ّ
كالمهم .
عينة الدراسة) :نفس المكان الّذي سنبرز من
ثانيا مكان وموقع الدراسة الميدانية ( موقع تواجد ّ
التحدث ،والّذي سبق تطبيق مهارة االستماع فيه.
ّ خالله أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة
الدراسة:نفس الوسائل واألدوات الّتي استعملت لبيان أثر
ثالثا:الوسائل واألدوات المستخدمة في ّ
القرآن الكريم في تنمية مهارة االستماع ،و لــأننا بصدد بيان أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة
تم صياغته ُلي ّلم ب:
التحدث ،فاالستبيان ّ
ّ
-0وجود اختالف في طريقة نطق المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم والمتعلّم غير الحافظ له.
-9إمكانية المتعلّم حافظ القرآن الكريم من نطق أي نص نطقا سليما ،ومراعاة الحركات اإلعرابية
المتوسطة والتاء المربوطة
ّ وضمة وكسرة وسكون وتنوين) والمد وهمزة الوصل والقطع والهمزة ّ (فتحة
والمفتوحة ،والتمييز بين الضاد و الظاد أثناء النطق ،مقارنة بغير الحافظ لكتاب اهلل تعالى.
الكالمية بالنسبة للمتعلّم الحافظ للقرآن الكريم مقارنة بغيره.
ّ -3مستوى المهارة
التحدث"االسترسال".
ّ المستغرق مع المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم ،وغير الحافظ له ،أثناء
َ -5الوقت
كالمية
ّ تميز المتعلّم الّذي يدرس في المدرسة النظامية والمدرسة القرآنية معا ؛ بامتالك مهارات ّ -1
نابعة عن حفظه للقرآن الكريم.
*حافظ القرآن الكريم نقصد به في هذا البحث :القارئ أو الّذي يتلو القرآن الكريم كلّه أو بعض سوره أو بعض آياته أو المستمع إليه،
آنية.
متدبره ،أي ال ّذي لم يهجر القرآن الكريم ،الدارس في المدرسة القر ّ
أو ّ
88
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي" الفصل الثاني
89
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي" الفصل الثاني
المتوسطة فقط
ّ المتوسط الذين يدرسون في
ّ تم تكليف متعلّمي الطّور-8االختبارات (التعابير)ّ :
المتوسطة والمدرسة القرآنية معا ،بالتعبير شفهيا عن موضوع "طاعة الوالدين"
ّ والّذين يدرسون في
المرات خالل عام كامل؛
تم تسميعهم العديد من ّوقد طُلب منهم االستشهاد من القرآن الكريم ،كما ّ
نوعة ،تتوافق ومستواهم التعليمي ،ما يسمى حاليا في مناهج
عدة مواضيع مت ّ
خطابات منطوقة من ّ
ثم طُلب منهم بعد ذلك بإعادة إنتاجه شفهيا؛ بأسلوبهم
التدريس الحديثة "فهم المنطوق وانتاجه"ّ ،
التحدث ،وتبيان فائدة
ّ التعرف على الفروق البارزة في مهارة
الخاص وتوظيف الشواهد ،وذلك ألجل ّ
حفظ القرآن الكريم على المتعلّمين.
سنرفقها في
وس ّجلت مجموعة من المالحظات والنتائج الّتي ُ
تم االطالع على هذه المواضيعُ ،وقد ّ
الجدول الموالي.
90
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي" الفصل الثاني
91
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي" الفصل الثاني
ال يتوافق مع غيره بدرجة ممتازة تميز المتعلّم الّذي يدرس في
ّ
النظامية والمدرسة
ّ المدرسة
آنية معا؛ وذلك بامتالك
القر ّ
كالمية نابعة عن
ّ مهارات
حفظه للقرآن الكريم.
من1إلى%11 %011 مدى تأثير القرآن الكريم في
تحدثه ،وجعله
المتعلّم عند ّ
متحدثا ماهرا ،يخرج
ّ
األصوات من مخارجها
الصحيحة،ويعي صفاتها.
ّ
مصادر أخرى القرآن الكريم وتميز المتعلّم في
سبب مهارة ّ
الكالم.
من1إلى%11 من11إلى%011 اكتساب المتعلّم رصيد لغوي
لغوية
كبير ،وقلّة األخطاء الّ ّ
أثناء النطق.
الصعوبات
يعاني العديد من ّ فعالة
مساهمة ّ مساهمة القرآن الكريم في
مواجهة العديد من
الكالمية.
ّ الصعوبات
عالقة ضعيفة. قوية
عالقة ّ عالقة حفظ القرآن الكريم
الكالمية
ّ بنمو المهارات
األخرى
أكيد أكيد نصح المتعلّم أو ّأيا كان
مسؤوال عنه بدفعه نحو
آنية،ألجل تعلّم
المدارس القر ّ
القرآن الكريم؛ لرفع مستوى
تعلّم اللّغة العر ّبية الفصيحة
لديهم مع المهارة في
التحدث.
ّ
من1إلى%31 بنسبة عاليةمن21إلى%011 النظم والتأليف واإلبداع(فقرة،
92
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي" الفصل الثاني
قصة)...
نص ،قصيدةّ ، ّ
اللغوية
ّ اعتمادا على الثّروة
المكتسبة.
لدى عدد قليل جدا
لدى عدد كبير ّ نقص أمراض الكالم"التأتأة،
اللثغة"...
من1إلى% 31 من %21إلى %011 القرآن من االقتباس
الكريم(االستشهاد)أثناء
اإللقاء حدث،ومهارة
التّ ّ
ُوجهة عن والتّعبير
النظر،والخطب والحوارات...
ّ
نسبة أقل من 1إلى %11 نسبة عالية من 21إلى%011 المتميزة
ّ األفكار توظيف
وتسلسلها
وانسجامها،وتوظيف األسلوب
بالحجج المناسب،ودعمها
شفهيا.
ّ والبراهين
عدد قليل عدد كبير مسية"و"أل
التمييز بين"أل ال ّش ّ
القمرّية" بالنسبة للمبتدئين.
متدنية
مهارة ّ مهارة عالية مهارة التواصل مع اآلخرين.
من1إلى%11 من 21إلى%011 الجيد
مهارة التّعبير ال ّشفهي ّ
عن المواقف الموجودة في
النصوص أو
الفقرات ،أو ّ
اليومية ككل.مع مهارة
ّ الحياة
التحليل والتّفسير والتّركيب،
والنقد ،والتقويم.
93
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي" الفصل الثاني
ّأوال-المتعلّم حافظ القرآن الكريم (الدارس في المدرسة النظامية والقرآنية معا) :
التحدث بها.
-0المهارة نطق الحروف و ّ
وضمة وكسرة وسكون وتنوين) والمد وهمزة الوصل ّ -9مهارة مراعاة الحركات اإلعرابية (فتحة
المتوسطة والتاء المربوطة والمفتوحة ،والتمييز بين الضاد و الظاد أثناء النطق.
ّ والقطع والهمزة
الكالمية .
ّ -3ارتفاع مستوى المهارة
التحدث"االسترسال".
ّ المستغرق أثناء
َ -5قلّة الوقت
كالمية نابعة عن حفظه للقرآن الكريم.
ّ -1امتالك مهارات
متحدثا ماه ار .
ّ الفعال للقرآن الكريم في المتعلّم عند كالمه ،وجعله
-2التأثير ّ
وتميز المتعلّم في الكالم .
أهم أسباب مهارة ّ -1القرآن الكريم من ّ
-1الرصيد الّلغوي الكبير ،وقلّة األخطاء اللّغوية أثناء الكالم.
السليم .
التحدث ،وفهم المنطوق وانتاجه ،وتطويع اللسان للتعبير الشفهي ّ
ّ -12اإلتقان الكبير لطريقة
الكالمية األخرى.
ّ -01العالقة الكبيرة بين حفظ القرآن الكريم ونمو المهارات
شدة اهتمام المتعلّم حافظ القرآن الكريم بمهارة اإللقاء والحوار والمناقشة والمناظرة وابداء الرأي
ّ -00
واإلفحام بالدليل والبرهان.
الفعالة للقرآن الكريم في مواجهة العديد من الصعوبات الّتي يواجهها المتعلّم أثناء
-09المساهمة ّ
كالمه.
-03المهارة في إلقاء ال ّشعر و الخطب .
التحدث .
ّ -05مهارة االقتباس من القرآن الكريم (االستشهاد) أثناء
المتميزة وتسلسلها وانسجامها ،وتوظيف األسلوب المناسب ،ودعمهما
ّ -01مهارة توظيف األفكار
بالحجج والبراهين شفهيا.
-02مهارة التمييز بين "أل الشمسية "و "أل القمرية "بالنسبة للمبتدئين أثناء النطق.
النصوص شفهيا . -01مهارة فهم وتحليل األفكار و ّ
النطق بها نطقا سليما،ومعرفة صفاتها من جهر وهمس
-01مهارة إخراج األصوات من مخارجها و ّ
وشدة ...
ّ
الجيد عن المواقف الموجودة في الفقرات ،أو النصوص .
-02مهارة التعبير الشفهي ّ
94
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي" الفصل الثاني
-91مهارة التحليل والتفسير والتركيب والتقويم والنقد والحكم لما يقال شفهيا.
-90مهارة التّواصل مع اآلخرين والتفاهم معهم.
-99القدرة على التخلّص من بعض أمراض الكالم" التأتأة ،الّلثغة"...،
يتحدث ومتى ".
يتحدث وماذا ّ -93الوعي ب" كيف ّ
ثانيا-:المتعلّم غير الحافظ القرآن الكريم(غير الدارس في المدرسة القرآنية ) :
التحدث بها.
-0نقص المهارة أو انعدامها في نطق األصوات و ّ
وضمة وكسرة وسكون وتنوين) والمد وهمزة الوصل
ّ -9عدم وقلّة مراعاة الحركات اإلعرابية (فتحة
المتوسطة والتاء المربوطة والمفتوحة،وعدم التمييز بين الضاد و الظاد أثناء النطق.
ّ والقطع والهمزة
الكالمية .
ّ -3انخفاض مستوى المهارة
التحدث"االسترسال قليل".
ّ المستغرق أثناء
َ -5كثرة الوقت
كالمية نابعة عن عدم حفظ القرآن الكريم.
ّ -1عدم امتالك مهارات
-2قلّة الرصيد الّلغوي الكبير ،وكثرة األخطاء اللّغوية أثناء الكالم.
-1قلّة فهم المنطوق وعدم إنتاجه .
-1قلّة االهتمام وعدم القدرة على مهارة اإللقاء والحوار والمناقشة والمناظرة وابداء الرأي ،واإلفحام
بالدليل والبرهان.
-2مواجهة العديد من الصعوبات أثناء كالمه.
-01قلّة المهارة أو حتى انعدامها في إلقاء ال ّشعر والخطب .
التحدث .
ّ -00انعدام مهارة االقتباس من القرآن الكريم (االستشهاد) أثناء
المتميزة وتسلسلها وانسجامها ،وقلّة توظيف األسلوب المناسب ،وعدم
ّ -09قلّة توظيف األفكار
دعمهما بالحجج والبراهين شفهيا.
-03قلّة التمييز بين "أل الشمسية "و "أل القمرية "بالنسبة للمبتدئين أثناء النطق.
النصوص شفهيا . -05انعدام أو قلّة مهارة فهم وتحليل األفكار و ّ
النطق بها نطقا سليما ،وعدم معرفة صفاتها
-01عدم المهارة في إخراج األصوات من مخارجها و ّ
وشدة ...
من جهر وهمس ّ
الجيد عن المواقف الموجودة في الفقرات ،أو النصوص .
-02نقص مهارة التعبير الشفهي ّ
95
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي" الفصل الثاني
-01نقص مهارة التحليل والتفسير والتركيب والتقويم والنقد والحكم لما يقال شفهيا.
-01نقص مهارة التّواصل مع اآلخرين والتفاهم معهم.
-02عدم القدرة على التخلّص من بعض أمراض الكالم" التأتأة ،الّلثغة"...،
-91عدم الوعي بكيفية الكتابة.
متفوقين في مهارة
ّ أن المتعلمين حافظي القرآن الكريم
مما سبق ذكره "تحليله" إلى ّنخلص ّ
التحدث وما يتبعها من مهارات لغوية أخرى ،وبالمقابل ضعف المتعلّمين غير الحافظين القرآن ّ
الضعف قد أرجعناه إلى عدم حفظهم للقرآن الكريم ،وعدم مزاولتهم
الكريم في الكالم .وهـ ــذا النقص و ّ
بأن هناك فئة ماهرة في الكالم وهي ال ترتاد المدرسة
نــــــود التوضيح ّ
ّ المدارس القرآنية ،لكـــــــــــــن
شعر والخطب المتنوعة وحفظ ال ّ
ّ القرآنية ،لكن تعتمد على مصادر أخــــــرى ككثرة مطالعة الكتب
العينات
واالستماع إليها ،لكن هذه الدراسة رّكزت علـــــــــى أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة هذه ّ
المتمـــــــــــــيزة في الكالم ،وال تحفظ القرآن الكريم وال
ّ العينة
أن هذه ّ
من المتعلّمين ،ومع ذلك نقول ّ
مما هي عليه؛ لكون الكالميـــــة أكثر ّ
ّ ترتاد المدارس القرآنية ،لو أ ّنها فعلت ذلك ،لزادت مهاراتها
اللغوية،
ّ التحدث
ّ العربية وبالتالي اكتساب وتنمية مهارات
ّ القرآن الكريم أفضل مصدر لتّعلّم اللّغة
فهــــــــــــــو األبلغ واألفصح.
96
الفصــــــــــــــــل الثالــــــــــــــــــــــــث
أثر القرآن الكريم في تنمية
غوية
ّ ّمهارة القراءة الل
"
99
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
100
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
101
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
102
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
-2تنمية مهارات وقدرات أخرى ك" الميل للقراءة ،و الكسب اللغوي ،واثراء رصيد المتعلّم اللغوي
0
والمعرفي،وتدريبه على التعبير الصحيح ،زد إلى ذلك عنصر المتعة والتسلية".
تيسر له إشباع
ألنها ّ
أهم الوسائل لتي تحقق للقارئ كثي ار من األهداف ّ ،
" -1القراءة الصامتة من ّ
وتزوده بالحقائق والمعارف والخبرات الضرورية في حياته".9
حاجاته وتنمية ميوله ّ
تيسر له الهدوء الذي يمكنه
-1تساهم –القراءة البصرّية -في تحقيق أمور نفسية هادفة حيث ّأنها " ّ
تعمق األفكار ودراسة العالقات بينها ".3
من ّ
-2تحفّز المتعلّمين وتدفعهم إلى المطالعة ،وتزيح عنهم مشكلة الخجل والخوف من القراءة بالصوت
حب االطالع ،وفيها مراعاة
تعودهم ّ وتعودهم االعتماد على النفس كما ّ المرتفع،فهي "تشغلهم ّ ،
5
المعدل الّذي يناسبه".
ّ الفروق الفردية بينهم ،إذ يستطيع ك ّل فرد أن يق أر وفق
-01وكهدف عام للقراءة ّأنها " باب العلم ووسيلته األساسية ،ووسيلة اكتساب الخبرات وتطوير
1
الذات،و صقل الشخصية وتربيتها"
تعد من أهم القضايا الّتي تدعو إليها بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات ،
قضية ّ
ّ فالقراءة البصرّية تعالج
أال وهي مراعاة الفروق الفردية ،والميوالت بين المتعلّمين.
103
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
-0ينظر ،علي أحمد مدكور ص 001نقال عن ينظر جابر عبد الحميد وآخرون ،الطرق الخاصة بتدريس اللغة العربية وأدب
الطفل ،طبعة ،0219/0210ص.53
-9نفسه.
-3أحمد المصري ومجد البرازي ،اللغة العربية دراسات تطبيقية ،ص.512
-5نفسه.
-1نفسه.
104
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
105
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
106
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
107
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
ظية
القراءة التلفّ ّ القراءة البصرّية
تتّم في وقت أطول "وقفاتها أطول ،ولهذا فهي "القراءة الصامتة ال تعرقل الفهم ،زيادة
"9
أبطأ سرعة المتعلّم في القراءة مع إدراكه
1
صعبة ،تتطلّب المهارات الصوتية للمعاني المقروءة يجيبون عنها في صمت
يستغرقون وقتا أقصر مما لو أجابوا عنها
جه ار"،0ال يمكن معالجة األخطاء فيها ،
كونها ال تُسمع
تستلزم طاقة كبيرة لتشغيل أجهزة النطق ال تستلزم طاقة كبيرة.
2
والتفكير والسمع والبصر
لكونها جهرية ،أي ُيستمع إليها فهي "تستدعي ال تستدعي تفسير المقروء للمستمعين" تتم
3 5
تفسير المقروء للمستمعين" بين المرء ونفسه"
108
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
ثالثا األهداف التعليمية للقراءة وعالقتها بالقرآن الكريم :يسعى المتعلّم من خالل القراءة في شتى
متوسط ثانوي ،جامعي) إلى تحقيق مجموعة من األهداف
ّ التعليمية (مدرسة قرآنية ،ابتدائي،
ّ مراحله
الّتي نوجزها فيما يلي:
التعرف على
التدرب عليها ،وكذا ّ
السليم من مخارجها ،و ّ
التعرف على األصوات ،ونطقها ّ -0مهارة ّ
ثم الجمل ،وفهم معناها.
ثم تركيبها وصوال إلى الكلمات ّ ،
صفاتها ّ ،
الرفيع .
الرصيد اللّغوي ،واكتساب المعارف ،والتحصيل العلمي ّ -9إثراء ّ
-3مهارة التواصل باللغة العر ّبية الفصيحة (لغة القرآن الكريم) والتفاهم بها.
النقد والحكم.
-5مهارة التفكير والتحليل ،والتركيب ،والتقويم ،و ّ
النظم ،أي" الكتابة الموحية ،فمن القراءة تزداد معرفة التالميذ بالكلمات
الرغبة في التأليف و ّ
-1تنمية ّ
0
والجمل والعبارات"
-2ممارسة المقروء وتوظيفه أي" انتفاع القارئ بما ق أر في مواجهة مشكالت حياته العملية اليومية،
9
وهكذا تتحول القراءة إلى عملية مثمرة تؤدي وظيفة هامة في حياة الفرد والمجتمع"
وتذوقهم لمعاني الجمال
تكون إحساسهم اللغويّ ،
اللغوية للمتعلّمين فهي " ّ
ّ -1رفع مستوى المهارات
3
وصوره فيما يستمعون وفيما يقرؤون ويكتبون"
النبر والتنغيم
-1تنمية الرغبة في البحث واالستكشاف ،مع مراعاة عالمات الوقف والترقيم ،ومواضع ّ
المد...
و ّ
5
"-01توسيع خبرات التالميذ و إغناؤها عن طريق القراءة الواسعة في المجاالت المتعددة "
السرعة فيها
-00تنمية مهارات وقدرات التالميذ كالذكاء ،وسرعة البديهة جراء التم ّكن من القراءة و ّ
تدرب على مهارة الكشف في -09رفع مستوى المتعلّمين إلى درجة البحث العلمي من خالل "ال ّ
1
المعرفية.
ّ اللغوية و
ّ مما ينمي مهاراتهم القرائية أكثر فأكثر ،ويثري ثروتهم
بعض المعاجم اللغوية " ّ
109
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
رابعا طرق تدريس وتنمية مهارة القراءة اللغوية للمبتدئين:وسنوجزها فيما يلي:
"-1الطريقة التركيبية" :0ويقصد بها الطريقة الّتي" تبدأ بتعليم الجزئيات كالبدء بتعليم الحروف
الهجائية بأسمائها ،أو بأصواتها ،ثم تنتقل بعد ذلك إلى تعليم المقاطع والكلمات والجمل التي تتألّف
أن هذه الطريقة تبدأ من أصغر وحدات ممكنة وتنتقل إلى الوحدات األكبر ...ال ترّكز فيمنها ،أي ّ
البدء على المعنى " ،9وهذه الطريقة تحوي طريقتين فرعيتين هما:
أ-الطريقة الهجائية :ويتم فيها تعليم المتعلّم المبتدئ األمور اآلتية:
" -الحروف الهجائية بأسمائها بالترتيب (ألف –باء –تاء )..إلى الياء قراءة وكتابة.
ثم جملة ،مع نطق الحروف مفتوحة ومكسورة ومضمومة
-ضم الحروف ونطق وكتابة كلمة ّ
،ب ِ
،ب) . ب ُ
(َ
3
أن
الشدة ،والسكون وحروف المد والتنوين وأل القمرية والشمسية ، " ...أي ّ
-مواضع نطق وكتابة ّ
ثم الكلمات ،والعبارات
خاصة بالمبتدئين وهي تعتمد على تركيب وجمع الحروف ّ ّ هذه الطريقة
والنطق بها ،مع تعلّم المبادئ األساسية األولى في اللغة العربية منها الحركات اإلعرابية ،ال ّشدة،
المد...،وال تهتم بالمعنى مقارنة بالطرق الموالية.
ب-ا"لطريقة الصوتية " :5ويتم فيها تعليم المتعلّم المبتدئ األمر اآلتي:
ثم ينطق
"-تعليم أصوات الحروف بدال من أسمائها بحيث ينطق بحروف الكلمة ّأوال على انفرادّ ،
1
يتدرج في ذلك "
بالكلمة موصولة الحروف دفعة واحدة ،وهو ّ
ثم تكوين
عدة أصوات منفردة ّ ،
الصوت دون ترتيب هجائي ،بل ّ
فهذه الطريقة تعتمد على نطق ّ
النطق بها ،مثل (ك ت ب ) بعدها نطق (كتب).
كلمة منها و ّ
-8الطريقة "التحليلية" :6تنطلق هذه الطريقة من الك ّل إلى الجزء ،أي يتّم فيها فك وتحليل الكلمة
النطق بها وهي تهتم بالمعنى ؛أي ّأنها "تبدأ بتعليم وحدات يمكن تجزئتها إلى
ثم يتّم ّ
إلى أصواتّ ،
أجزاء أو عناصر أصغر.
-0علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللغة العر ّبية،ص.093
- 9نفسه
-3ينظر ،نفسه ص095
-5نفسه،ص.091
-1نفسه،ص.091
-2نفسه،ص.091
110
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
111
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
الرحلة
قصة أهل الكهف) ،و ّ كالقصة ( ّ
ّ أن القرآن الكريم احتوى على وسائل تعليمية،
زد على ذلك ّ
سيدنا الخضر مع موسى عليه السالم) ،...إذن القرآن الكريم مصدر التعليم والتعلّم.
(رحلة ّ
112
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
سادسا صعوبات ومعيقات تعلّم القراءة :يواجه العديد من المتعلّمين صعوبات وتحديات كثيرة ،
مما يش ّكل لهم ضعفا كبي ار في تعلّم اللّغة العر ّبية،وكل ما
عملية تعلّمهم القراءة ،ومهارتهم فيهاّ ،
تعيق ّ
الضعف :قصور في يتعلّق بها من عمليات عقلية (فهم ،واستبصار ،وتقويم ،ونقد ،وحكم ) ككل ،و" ّ
تحقيق أهداف القراءة ،من حيث فهم المقروء والتّفاعل معه ،وادراك ما فيه من معان وأفكار 0".وهذا
الضعف ليس بسبب المتعلّم فقط ،بل حتى بعض المسائل المتعلّقة باللّغة العر ّبية وبأصواتها والّتي
تظهر على شكل معيقات تقف في طريق المتعلّم .ومن هذه التحديات نذكر:
التعليمية:
ّ -0التحديات المتعلّقة بالمتعلّم في شتى األطوار
الرغبة والميل إلى القراءة ،لعدم معرفة قيمتها العظيمة ،وهذا يتعلّق بالجانب النفسي.
-عدم ّ
المدرس أن يتّبع طرائق
ّ المدرسة ،فعلى
ّ -عدم توافق مستوى المتعلّم الفكري مع طبيعة المصطلحات
جيدة ،ليسهّل على المتعلّم قراءة واستيعاب معنى هذه المصطلحات.تعليمية ّ
ّ
يصعب تركيبها لتكوين الكلمات والجمل وقراءتها.
ّ مما
عرف على الحروف ّ -عدم المهارة في التّ ّ
9
الصعوبة في فهم المادة المقروءة"
"-عدم الطالقة واالسترسال في القراءة ،و ّ
،مما يضعف رغبة ومهارة المتعلّم في القراءة. -ضعف البصر ،واإلصابة بمرض من أمراض الكالم ّ
مما يؤدي إلى "عجزه عن أداء المعنى،وقد يكون ذلك راجعا -عدم معرفة المتعلّم بمسائل بسيطة ّ
إلى عدم معرفته من أين تبدأ الجملة وأين تنتهي ..عالمات الترقيم ،3"..مع عدم رغبة المتعلّم في
البحث واالستكشاف
-عدم الميل إلى المطالعة ،أي قراءة الكتب المؤلّفة من ِقبل شعوب أخرى ،واالطالع على علومهم.
مما يسهم في الخلط بين األصوات ،وتكرارها ،وعدم النطق بها نطقا
-ضعف القدرة على التّركيزّ ،
سليما.
مما يؤدي إلى حذف وتجاوز وتكرار بعض األصوات والكلمات واألسطر. -النسيان؛ ّ
العربية :
ّ -8التحديات المتعلّقة باللّغة
أن اللّغة العربية أرقى لغات العالم ،وهي لغة الفصاحة والبالغة ،كونها الّلغة الّتي كتب
من المعلوم ّ
تميزها عن غيرها من اللغات ،كونها مثال بها أعظم كتاب ،أال وهو"القرآن الكريم" ،فلها ميزات ّ
للنشر والتوزيع ،عمان ،ط،10،9100ص.29 -0زهدي ّ
محمد عيد ،مدخل إلى تدريس مهارات اللّغة العربية ،دار صفاء ّ
-9نفسه ،ص.29
-3ينظر ،علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللّغة العربية ،ص.031
113
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
لغة اشتقاقية ومع ذلك فنجد فيها بعض المسائل المتعلّقة بفنونها (فن القراءة) والّتي يجدها المتعلّم
مما يتطلّب تبسيطها لتتوافق مع مستواه العلمي ،ومن هذه المسائل الّتي نوجزها فيما
صعبة عليه ّ
يلي:
المتعددة ،أي":تعدد صور الحرف الواحد وأشكاله في ّأول الكلمة وفي ّ -طريقة كتابة الحروف
0
ك) ففي بداية الكلمة ُكتب بشكل وفي نهايتها
وسطها وفي آخرها" مثل :الكاف في هذه اللفظة( ُكتُُب َ
بشكل آخر.
"-التشابه الكبير بين بعض الحروف ،مثل (ج ح خ) ،تقارب ط ت في النطق...
9
-القلب بين الكلمات أي تقديمها وتأخيرها،واإلبدال مثل :يعفو يفعو"
أن المنهاج الدراسي يش ّكل القاعدة
-3تحديات تتعلّق بالمحتوى والمنهاج الدراسي :من المعلوم ّ
التعليمية الثالث
ّ يضم كل ما يتعلّق باألطراف
ليمية ،فهو دستورها ،كونه ّ
العملية التع ّ
ّ الرئيسة ،في
التعليمية(الكتب) والمقررات والبرامج ،فإذا
ّ ويضم األهداف والطرائق والوسائل
(معلّم ومتعلّم ومعرفة)ّ ،
وسنه ،فهذا يش ّكل لدى المعلّم صعوبة تعليم المتعلّم كان المنهاج يفوق مستوى المتعلّم الفكري ّ
التحدث والقراءة والكتابة ،وأمور أخرى ذات عالقة بها ،زد على ذلك ّأنه يش ّكل صعوبة
االستماع و ّ
على المتعلّم في تحقيق الهدف الّذي يصبو إليه (تعلّم اللغة العر ّبية والتواصل بها بشكل صحيح).
أن المجتمع عندما يكون أفرادهتطوره :من البديهي ّ
-5تحديات تتعلّق بطبيعة المجتمع ومدى ّ
متحضرين ،يسعون بصورة دائمة إلى طلب العلم والبحث العلمي ،والتثقّف ،واالطالع ،تجدهم ال
ّ
أما إذا كان أفراد المجتمع
،جراء عملية القراءةّ ،
تطور المجتمع ّ
مما يسهم في ّ ينصرفون عن القراءةّ ،
ال يرغبون البحث العلمي وال القراءة وال االطالع ،...فينقلب ذلك سلبا على القراءة وعلى المتعلّم
عملية صعبة ،ال فائدة ترجى منها.
المبتدئ فتجده يقتدي بأفراد مجتمعه ،مما يجعله يرى القراءة ّ
عملية القراءة لدى المتعلّم ،يمكن
ّ أن هذه الصعوبات الّتي تعيق
من خالل ما سبق ذكره ،نلحظ ّ
أهمها .
بعدة أساليب وطرق سيتّم ذكر ّ
معالجتها ّ
114
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
سابعا طرق مواجهة صعوبات تعلّم القراءة ،وعالقة القرآن الكريم بها:
أهمها حسب العناصر اآلتية :
طرق تم ّكن من معالجة الضعف والّتي سيتم ذكر ّ عدة
هناك ّ
وجب عليه القيام باألمور األتية: أ /المعلّم:
حصة القراءة،
جيدا ،قبل ّ-إعداد درس القراءة إعدادا ّ
يميز بين الحروف المتشابهة في اللغة العربية
-تبسيط طبيعة المادة المقروءة( محاولة جعل المتعلّم ّ
يكررها ،ويرّكز معها ،لكي ال يقع في الخطأ أثناء القراءة).
وأال ّ
-توفير الجو المالئم للقراءة ( ،الهدوء ،النظام).
الفردية أثناء القراءة ،واالنطالق في القراءة الجهرّية مع المتعلّم الماهر في القراءة،
ّ -مراعاة الفروق
عملية القراءة.
لكي يحاكيه األقل منهم مستوى في أداء ّ
كالصور(،أسلوب التشويق).
ّ -محاولة توفير الوسائل الّتي تحفّز من قراءة موضوع القراءة،
مر الكرام.
-تقويم أخطاء المتعلّمين أثناء القراءة وعدم المرور عليها ّ
ليتشجع غيره.
ّ -تحفيز ودعم وجزاء المتعلّم الّذي لديه مهارات عديدة في القراءة،
-بيان طريقة النطق السليمة لألصوات ،والتعريف بصفاتها ومخارجها.
فيحضر الموضوع الّي سيتّم قراءته في المؤسسة
ّ عملية القراءة،
ب/المتعلّم :على المتعلّم معرفة قيمة ّ
التدرب عليها ،واإلفادة من األوقات
التعليمية ،والتركيز أثناء القراءة ،كماعليه"ممارسة القراءة و ّ
ّ
كما
درج في القراءة ّ محددة ،والتّ ّ
ّ الضائعة أثناء السفر ،واالنتظار،...ووضع خطّة قرائية
ونوعا،واختيار الكتب من حيث الميول والرغبات والوضوح والسهولة 0"...ك ّل ذلك لتفادي العديد من
التقدم نحو الكتب لقراءتها
أما الكبار فعليهم ّ
الصعوبات الّتي سبق وأن ذكرناه -بالنسبة للمبتدئينّ ،-
واإلكثار منها ،وعدم االنصراف عنها ،ليرفعوا مستوياتهم في العديد من المجاالت،ولكي تكون لديهم
رغبة في التأليف واإلبداع ،بل المهارة في ذلك ،ولن يتّم التفصيل في األمور الّتي يجب على المتعلّم
ألن النسبة الكبيرة في تدارك ومعالجة
تحدي صعوبات القراءة ،والسبب في ذلك ّ القيام بها ،ألجل ّ
الصعوبات ،تعود للقائمين على المتعلّم (الوالدين والمعلّم والمنظومة التربوية والمجتمع ككل) .
هذه ّ
115
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
جـ /المجتمع:
-أن يكون المجتمع التعليمي" المنظومة التربوية "محفّزة على القراءة ،بوضعها المنهاج(الكتب
واألهداف المرسومة) المواتي والموافق لحاجات وقدرات ومهارات ومستويات المتعلّمين بل أقطاب
التعليمية ك ّكل .
ّ العملية
ّ
متحض ار ،يستمر في االطالع والبحث واالستكشاف (القراءة) ،ليكون قدوة
ّ -أن يكون المجتمع
ألجياله الصاعدة.
-أن يكون "اتجاه الوالدين نحو القراءة إيجابيا فيوفّ ارن ألوالدهم الجو المناسب للقراءة ،والوسائل
لقص القصص المفيدة (القراءة
التعليمية (الكتب) ،وأن يكون هناك مجال للحوار حولها ،ومجال ّ
ّ
0
السمعية) ،مع التحفيز على ذلك"
ّ
"-تشجيع حركات النشر ،للمؤلفين ،والناشرين على السواء ،ووضع حوافز واعانات لهم"9خاصة في
الجامعات.
3
"-توفير أماكن لالطالع والقراءة في جميع االستراحات ،وأماكن االنتظار ،واإلدارات العمومية"...
5
"-العمل على تخفيض أسعار الكتب ،وجعلها في متناول الجميع ،تيسي ار للحصول عليها واقتنائها"
"-العناية بالطفل وتعويده القراءة ،من خالل تشجيع طباعة كتب األطفال ،ومجالتهم ،وتركيز وسائل
1
اإلعالم على ذلك"
،متوسط ،ثانوي):
ّ النظامية(ابتدائي
ّ د -المدرسة القرآنية و المدرسة
عليمية الالزمة فيها ،وتخصيص جوائز
-اإلكثار من بناء المدارس القرآنية ،وتوفير ك ّل الوسائل التّ ّ
معينة لمن يدرس فيها.
ّ
أهمية المدرسة القرآنية في رفع مستوى القراءة لدى المتعلّمين ،وباألحرى
توعية لبيان ّ
-إقامة حمالت ّ
تخصيص عامين كاملين ،كقانون واجب تنفيذه ،يتّم من خاللها فرض إلزامية تدريس المتعلّمين
116
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
عامين كاملين في المدرسة القرآنية ،قبل التسجيل في المدرسة االبتدائية ،فتخيلوا كيف تكون النتائج
في اللّغة العربية بل حتى مستوى التحصيل العلمي ،واألخالقي...فكيف تكون النتائج يا ترى؟!
مرة في شهرين ،لزيارة طبيب العيون ،وأمراض الكالم لفحص المتعلّمين مجانا.
-تخصيص يوم ولو ّ
قيمة لها
-إقامة مسابقات تحدي القراءة ،ومسابقات حفظ وتجويد القرآن الكريم ،واعداد جوائز ّ
(عمرة ،حواسيب ،مبلغ مالي مرتفع ،كتب ثمينة ،رحالت )...سواء كان ذلك في لمدرسة القرآنية أو
النظامية ،فكيف تكون النتائج يا ترى!
ّ
التعليمية الالزمة ،من كتب
ّ النظامية ،وتوفير جل الوسائل
ّ -بناء مكتبة سواء في المدرسة القرآنية أو
متنوعة المواضيع والمجاالت دينية (القرآن الكريم ،قصص وسيرة الرسل واألنبياء الك ارم ،)...علميةّ
حصتين للذهاب إليها في
وسياسية ،واقتصادية ،والجو المناسب كذلك ،ووجوب تخصيص ّحصة أو ّ
التوزيع الزمني للمتعلّم ،مع إلزام المتعلّمين بتلخيص ما قرؤوه وتقويمه.
117
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
يعد القرآن الكريم كالم اهلل المعجز،في ألفاظه ومعانيه ،ومن وجوه إعجازه ذلك التأثير البالغ في ّ
ألسنة الناس ،لذا له فوائد وأهمية بالغة ،فهو يؤثّر على قارئه ومستمعه تأثي ار كبي ار ،وهذا ما نشهده
من قول اهلل تعالى " ،9 " زد
وخاصة قراءة القرآن الكريم ،إذ يقول ّ أن ّأول آية نزلت تد ّل على أهمية فعل القراءة، على ذلك ّ
تعالى ،3" ":فتأثير
أن الجاحظالقرآن الكريم على القارئ كبير جدا ،كونه ينقله من مستوى أقل إلى مستوى أعلى ،حيث ّ
عز وج ّل،
نطبق كالمه على كتاب المولى ّ
يذكر فوائد الكتاب-بشكل عام -لكن في هذا الموضع ّ
،
4
اب(")01
ِك متاب أَ ْن مزلْنما ُه ال م ْي مك ُم مب مار َك ِل ميدب ُروا مأ مَيتِ ِه مو ِل مي مت مذك مر ُأولُو ْ َاللْ مب ِ فهو ينطبق عليه؛ يقول تعالى":
ِ
وجود بيانك،
وشحذ طباعك ،وبسط لسانكّ ، ّ يقول":الكتاب هو الّذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك،
وعمر صدرك وحباك تعظيم األقوام ،ومنحك صداقة الملوك،وهو المعلّم الّذي إن
وفخم ألفاظكّ ، ّ
1
محمد
ّ ة حج
ّ " يم
ر الك آن
ر فالق ، افتقرت إليه لم يحقرك ،وان قطعت عنه المادة ،لم يقطع عنك الفائدة"
2
إن هذا القرآن
صلى اهلل عليه وسلّم وله منزلة رفيعة " ،والمصطفى يدعو لتعلّمه وتعليمه فيقولّ ":
فإن اهلل يأجركم على تالوته " ،1وقوله أيضا":كتاب
مأدبة اهلل ،فتعلّموا من مأدبته ما استطعتم...اتلوه ّ
اهلل فيه نبأ من قبلكم ،وخبر ما بعدكم ،وحكم ما بينكم ،هو الفصل ليس بالهزل ،من تركه من جبار
أضله اهلل ،هو حبل اهلل المتين ،وهو ال ّذكر الحكيم ،وهو قصمه اهلل ومن ابتغى الهدى في غيره ّ
1
الصراط المستقيم ،وهو الّذي ال تزيغ به األهواء ،وال تلتبس به األلسنة ،وال يشبع منه العلماء"...
ّ
-0سورة فاطر ،اآلية ،92رواية ورش.
118
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
119
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
-المهارة في االستشهاد بالقرآن الكريم واالقتباس منه وبالتالي المهارة في المحاورة بالحجة والدليل.
عملية
ّ -قدرة المتعلّم بتوظيف ما قرأه ،فيواجه به المواقف الّتي تصادفه في حياته ،وهكذا برزت
0
القراءة ك"عملية مثمرة أدت وظيفة هامة "
عبر،ومهارة تمثيل
الم ّ
-قراءة القرآن الكريم تم ّكن المتعلّم من المهارة في السؤال والجواب،و اإللقاء ُ
النظم ...
المعاني والتحليل والتركيب والتلخيص والنقد والتقويم والحكم وحتى إمكانية التأليف و ّ
فعال( القراءة الجهرية للقرآن الكريم).
-الكشف عن عيوب النطق ومعيقاته ،ومعالجتها بشكل ّ
"9
-المهارة في اشتقاق الكلمات من بعضها ،و"معرفة معاني جديدة لكلمة واحدة (المشترك اللفظي)
-القدرة على"تصفّح كتاب بسرعة وادراك أهم الموضوعات الّتي يشتمل عليها ،استخالص األفكار
تغير في المعنى عند إضافة أو حذف مصطلح النص المقروء ،تحليله ،إدراك ما حدث من ّمن ّ
3
معين ،والمهارة في الحصول على المعرفة من خالل القراءة الخاطفة"
ّ
معدل السرعة في القراءة ،مع العناية
المستمرة للقرآن الكريم تجعل المتعلّم يقوم ب"تكييف ّ
ّ -القراءة
5
الفائقة بالمعنى ،واإلقبال على القراءة في تطلّع واشتياق"
أن القرآن الكريم له أثر وفضل وفائدة عظيمة على قارئه(المتعلّم) من مما سبق نخلص إلى ّ ّ
الناحية اللغوية السيما السلوكية؛ فعليه أن يق أر القرآن الكريم "،ويتأدب بآدابه ،ويتخلّق بأخالقه ،وأن
يتدبر
ال يهجره فيكون ممن قال فيهم (ابن تيمية)"من لم يق أر القرآن فقد هجره،ومن ق أر القرآن ولم ّ
وتدبره ،ولم يعمل بما فيه فقد هجره" ،1وواجب الوالدين نحو أوالدهم؛ معانيه فقد هجره ،ومن قرأه ّ
خاصة عندما يكونوا صغا ار ،تعليمهم القرآن الكريم ،ليتّم من خالله تقويم ألسنتهم"فمدام الولد صغيرا،
ّ
ومادام في سن التعليم والتربية ،فيجدر باألبوين والمربين ،أال يتركا وسيلة من اإلصالح إال
أن واجب الوالدينبعبارة أخرى ّ وسلكوها ،وال طريقة فيها تقويما العوجاجه إال نهجوها " ، 2ونؤ ّكد
من خالله تقويم ألسنتهم. خاصة عندما يكونوا صغا ار ،تعليمهم القرآن الكريم ،ليتّم
ّ نحو أوالدهم
-0ينظر ،عبد العليم إبراهيم .الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية .ص.11/11
-9ينظر،رشدي أحمد طعيمة ،المهارات اللغوية ،مستوياتها ،تدريسها،صعوباتها،ط9115،0591،0م،دار الفكر العربي ،القاهرة
ص.509
-3نفسه.
-5نفسه.
محمد علي الصابوني ،التبيان في علوم القرآن ،ص.1 ّ -1
-2عبد اهلل ناصح علوان ،تربية األوالد في اإلسالم،ج،0دار الشهاب ،باتنة،ط،0،0212ص.21
120
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
ومتدبره
ّ يتميز قارئ القرآن الكريم
تاسعا المهارات الق ارئية المكتسبة لدى متعلّم (قارئ) القرآن الكريمّ :
أهمها فيما يأتي:
بعدة أمور(مهارات) يتّم ذكر ّوحافظه ّ
المتدبر في معانيه" ينطق النطق الواضح الدقيق للحروف والكلمات بما
المتعلّم قارئ القرآن الكريم و ّ
يجسم المعنى بالصوت ،فنبرة اإلرشاد غير نبرة التهديد والوعيد،
يجعلها واضحة لدى السامع ،كما ّ
ومعرفة مخارج الحروف "حروف الحلق ،أدنى الحلق ،...المزاوجة في الكلمة بين الحرف المرقق
0
جيد ،ومستوى معرفي ولغوي
أن له –قارئ القرآن الكريم -عائد معرفي ّ المفخم ،التشديد ، "...كما ّ
و ّ
التعرف على الرموز المكتوبة ،والتم ّكن من شكلها شكال صحيحا و قراءتها ؛وله
عال ،ومهارة في ّ
القدرة على معرفة عالمات الوقف والترقيم
مما جعل نطقه لألصوات من مخارجها نطقا سليما ؛فاكتسب بذلك فصاحة ماه ار في القراءةّ ،
زود بالمعارف والخبرات ،ويحقّق االتصال بينه وبين غيره من
فهو متمكن من اللّغة العربية ،م ّ
المتعلمين بلغة سليمة ،ويستعمل األسلوب الراقي.
تذوقا مستمتعا
وصيرت فصيحا بليغا ؛م ّ
ّ قومت لسانه،فقارئ القرآن الكريم له ثروة مصطلحية قرآنية ّ
بالحجة ،وممتلكا
ّ بك ّل ما يق أر مواجها بل متجاو از ك ّل ما يعيق نطقه وقراءته ،محاورا ،مفحما خصمه
ومفس ار وناقدا حاكما ّ معب ار ،محلّال شجاعة أدبية لغوية ال نظير لها ،مؤلّفا مبدعا خطيبا وملقيا ّ
عز وج ّل "القرآن الكريم" ،الّذي ينقل المتعلّم (قارئه) من مقيما ،ك ّل هذا منبعه معجزة المولى ّ
مقوما ،و ّّ
المرتبة الدنيا ،إلى العليا ،فهو نور يقول عنه تعالى " :
121
أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري" الفصل الثالث
حب
التميز والفالح ،يقول صلى اهلل عليه وسلّم ":أدبوا أوالدكم على ثالث خصالّ :
النور والهداية ،و ّ
فإن حملة القرآن في ظ ّل عرش اهلل يوم ال ظل إال ظلّه معوحب آل بيته وتالوة القرآنّ ،ّ نبيكم
ّ
9 0
أنبيائه وأصفيائه" ،ويقول أيضا " :أشراف أمتّي حملة القرآن "
يتميز من يق أر القرآن ويحفظه عن غيره ،فعلى ك ّل فرد متعلّم قراءة القرآن الكريم وتالوته
فهكذا ّ
لألمة اإلسالمية ،وليكون ممن قال فيهم صلى اهلل عليه وسلّم وتدبره ،لكي يكون شرف ّ وحفظه ّ
لعي
السفرة الكرام البررة والّذي يق أر القرآن ويتعتع فيه( أي تصعب قراءته عليه ّ
"الماهر بالقرآن مع ّ
3
ممن يقول عنهم المولى تبارك
لسانه) وهو عليه شاق له أجران " ،أي يكون مع المالئكة.وال يكون ّ
5
وتعالى" " :
122
اإلطار التّطبيقي "الميداني
عينــــــــــــــــــــــــــة الدراســــة الميدانية ومنهجهـــــــــــــــــــا ّأوالّ :
الدراســـــــــــــــــــــــــــــــــة
ثانيا :مكـــــــــــــــان وموقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ّ
ثالثا :الوسائل واألدوات المستخدمــة في الدراسة
-االستبيانات
المسجل و االختبارات ّ -
رابعا:إحصاء النتائـــــــــــــــــــــــــــــــــــج و تحليـــــــــــــــــــــــــــــــلها.
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي الفصل الثالث
الدراسة التّطبيـــــقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
المطبق في
ّ بالعينة المدروسة وعددها والمنهج
ّ عيــــــــــــــــــــــــــنة الدراسة ومنهجها :فيم يتعلّق
ّأوالّ :
الدراسة فهما واحد ،أي سبق الحديث عنها في الفصلين التطبيقيين السابقين "مهارة االستماع ومهارة
أن الهدف هنا إثبات وبيان أثر وفائدة القرآن الكريم في تنمية مهارة المتعلّم التحدث" لكن بما ّّ
ل في قوله ":
عزوج ّ
القرائية الّتي يذكرها المولى ّ
،0" وقد سبق الحديث
فإنه في هذا الموضع سيتّم تطبيق هذه الدراسة النظرية وبيان فائدتها ؛ النظري ّ ،
عنها في اإلطار ّ
لغوية.
وذلك بتطبيق هذه الدراسة على المتعلّمين قارئي القرآن الكريم وغير القارئين له من الناحية الّ ّ
العينة الّتي
عينة الدراسة) :نفس المكان ونفس ّ
ثانيا مكان وموقع الدراسة الميدانية ( موقع تواجد ّ
التحدث عليها.
سبق تطبيق مهارتي االستماع و ّ
الدراسة :استعانت الدراسة الميدانية في هذا الفصل بنفس
ثالثا:الوسائل واألدوات المستخدمة في ّ
حدث .لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكن كوننا
مجموعة الوسائل واألدوات الّتي استخدمت في فصل مهارة االستماع والت ّ
تم صياغة أسئلته المتعلّقة بصدد التطبيق لبيان أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة ،فاالستبيان ّ
تصب في:
ّ بمهارة القراءة والّتي
-0إمكانية وجود فروق واختالفات بين المتعلّم القارئ للقرآن الكريم والمتعلّم غير القارئ له.
-9إمكانية المتعلّم الحافظ (القارئ) للقرآن الكريم من قراءة أي نص قراءة سليمة ،مراعيا عالمات
وضمة وكسرة وسكون) والتنوين والمد والوصل والقطع ّ الوقف الترقيم والحركات اإلعرابية(فتحة
وأحكام التجويد ،ونطق الجيم العربية الفصيحة ،والتمييز بين الضاد و الظاد أثناء النطق،مقارنة
بغير الحافظ لكتاب اهلل تعالى(غير القارئ له).
-3مستوى المهارة القرائية بالنسبة للمتعلّم الحافظ للقرآن الكريم مقارنة بغيره.
المستغرق مع المتعلّم (القارئ) للقرآن الكريم ،وغير الحافظ (القارئ) له ،أثناء التعلّم.
َ -5الوقت
-1الوسائل والطرائق المستخدمة في تدريس (قراءة) القرآن الكريم للمتعلّمين .
لغوية
تميز المتعلّم الّذي يدرس في المدرسة النظامية والمدرسة القرآنية معا ؛ بامتالك مهارات ّ
ّ -2
نابعة عن قراءته للقرآن الكريم ،والفضل في ذلك للقرآن الكريم.
124
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي الفصل الثالث
وتدبره للقرآن الكريم ،ونسبة إسهامه بدرجة عالية -1مدى تأثير القرآن الكريم في المتعلّم عند ق ارءته ّ
في تمكين المتعلّم من تحقيق الهدف األسمى أال وهو تعلّم اللّغة العر ّبية ،وبالتالي جعل المتعلّم قارئا
مـاه ار .
وتعوده على القراءة الواعية السليمة ،وأفكاره
ّ وتميز المتعلّم القارئ للقرآن الكريم
-1سبب مهارة ّ
لمتميزة ،واتقانه اللغة العربية.
ا ّ
جراء قراءته للقرآن
-2اكتساب المتعلّم ثروة لغوية كبيرة ،وقلّة األخطاء اللّغوية ،وفصاحته وبالغته ّ
الكريم.
المتعود على قراءة القرآن الكريم في المدرسة القرآنية
ّ -01كيفية الحكم على قراءة وتجويد المتعلّم
بغيره
-00مدى إتقان ومعرفة وتح ّكم المتعلّم القارئ القرآن الكريم مقارنة بالمتعلّم غير القارئ القرآن لكريم
في التالوة ،وأحكام التجويد ونطق األصوات بطريقة سليمة مع إخراجها من مخارجها الصحيحة
السليمة .
عرف على مواضع النبر والتنغيم والوقف،وفهم المقروء ،وتطويع اللسان للقراءة ّ
والتّ ّ
فعال في تدريس المتعلّمين لغتهم ،ورفع مستوى -09اعتماد القرآن الكريم ( قراءته) كمنهج ّ
تحصيلهم العلمي.
-03عالقة قراءة القرآن الكريم بنمو المهارات اللّغوية األخرى.
-05مدى اهتمام المتعلّم الحافظ ( قارئ ) القرآن الكريم بالدراسة .
-01مساهمة القرآن الكريم في مواجهة بعض الصعوبات الّتي يواجهها المتعلّم أثناء قراءاته مختلف
النصوص.
-02نصح المتعلّم أو أيا كان مسؤوال عنه بدفعه نحو المدارس القرآنية ،ألجل تعلّم القرآن الكريم
( قراءته) لرفع مستوى تعلّم اللّغة العربية الفصيحة لديهم ومهارتهم في التواصل بها وتوظيفها.
المتوسطة
ّ المتوسط الذين يدرسون في
ّ تم تكليف متعلّمي الطور -8االختبارات (التعابير)ّ :
المتنوعة
ّ المتوسطة والمدرسة القرآنية معا ،بقراءة مجموعة من النصوص
ّ فقط،والّذين يدرسون في
وتبينت فائدة قراءة
للتعرف على الفروق البارزة في مهارة القراءةّ ، ّ الّتي تتوافق ومستواهم العلمي،
القرآن الكريم العائدة على المتعلّمين الّذين يرتادون المدارس القرآنية والنظامية معا ،وقد ت ّم االستماع
وس ّجلت مجموعة من المالحظات والنتائج .
بتمعن وتركيزُ ،
إليهم ّ
125
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي الفصل الثالث
126
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي الفصل الثالث
الكريم .
127
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي الفصل الثالث
128
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي الفصل الثالث
كما هائال منفقارئ القرآن الكريم يتعلّم كيف وماذا ولمن ومع من يق أر ،إضافة إلى ّأنه يتعلّم ّ
؛يتذوق به ك ّل ما يق أر بمتعة ودون خوف أو
ّ المصطلحات القرآنية التّي تجعل لسانه فصيحا بليغا
تعود على قراءة القرآن الكريم الّذي عالجه حتى من الناحية النفسية " فيستفيد القارئ بما
خشية ،فهو ّ
ق أر ،ويواجه به المواقف الّتي تصادفه في حياته العملية اليومية ،وهكذا تصبح القراءة عملية مثمرة
0
عز وج ّل،كما
أدت وظيفة هامة " كونها أخذت ركيزتها من أبلغ وأفصح قول أال وهو كتاب المولى ّ
مما
تجد المتعلّم قد اكتسب مهارة القراءة؛ فأصبح يدرك ك ّل ما يقرأه هو أو يقرأه غيره على مسمعهّ ،
يجعله يمتلك القدرة على االستشهاد من القرآن الكريم واالقتباس منه وبالتالي يصبح قويا ماه ار في
عبر،
الم ّ
بالحجة وماه ار في قضايا لغوية أخرى؛ كمهارة السؤال والجواب،ومهارة اإللقاء ُّ المحاورة
ومهارة تمثيل المعاني ،والتحليل والتركيب والتلخيص والنقد والتقويم والحكم وحتى إمكانية التأليف
النظم ...آخذا ذلك كلّه من أعظم مصدر وأبلغه وأفصحه( القرآن الكريم) ،فقراءة القرآن الكريم لها
وّ
األهمية
ّ عملية بالغة
تعد ّ فعال ،كما ّ أهمية في الكشف عن عيوب النطق ومعيقاته ،ومعالجتها بشكل ّ
وتنمية مهاراتها لدى المتعلّم ( قارئ القرآن الكريم).
ّ ترفع من مستوى اكتساب الملكة اللسانية
-المتعلّم غير القارئ القرآن الكريم(غير الدارس في المدرسة القرآنية ) :المتعلّم غير قارئ القرآن
،وتجنبا للتكرار
ّ الكريم وغير الحافظ له وجدناه أ ّقل مستوى ومهارة من المتعلّم قارئ القرآن الكريم
نقول ّأنه لم تتحقق معه األمور والفوائد السابقة الذكر ،والّتي تحققت مع قارئ القرآن الكريم والدارس
في المدرسة القرآنية.
تفوق المتعلمين القارئين القرآن الكريم في
أن هذه الدراسة التطبيقية أظهرت لنا مدى ّ
نخلص إلى ّ
مهارة القراءة وما يلحقها من مهارات ،وبالتالي ضعف المتعلّمين غير الحافظين للقرآن الكريم في
أهم العناصر اآلتي ذكرها:
نوضحه في ّالقراءة .وهذا النقص ّ
الصغار):
-1المتعلّمين المبتدئين ( ّ
عرف على الحروف ،ونطقها زد على ذلك الخلط بين المتشابهة منها، -لديهم صعوبة كبيرة في التّ ّ
مثل حرفي القاف والفاء ،الدال والذال ،العين والغين...
-0ينظر ،عبد العليم إبراهيم .الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية .ص.11/11
129
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي الفصل الثالث
130
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي الفصل الثالث
الكريم": عز وج ّل في فضل قراءة تالوة القرآن
يقول المولى ّ
" " ،0وقوله أيضا :
9
".
ثم رسوله صلى اهلل عليه وسلّم ،لما لها من فائدة عظيمة فقراءة القرآن الكريم حثّنا الّله تعالى بها ّ ،
على المتعلّم لقوله صلى اهلل عليه وسلّم ":خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه"*** فعلى المتعلّم أن يرافق
ويتميز بها عن غيره ،وعدم
ّ الجنة " اللغة العربية "
القرآن الكريم وال يهجره ليصبح ماه ار في لغة أهل ّ
وتدبره ،لقول "شيخ اإلسالم(ابن تيمية) رحمه اهلل تعالى (من لم يق أر
هجر القرآن الكريم تعني قراءته ّ
وتدبره ولم يعمل بما جاء
يتدبر معانيه فقد هجره ،ومن قرأه ّ
القرآن فقد هجره ،ومن ق أر القرآن ولم ّ
3
وتدبره والعمل بما جاء فيه لنرفع من
تتبع القرآن الكريم بقراءته ّ
فيه فقد هجره)" ،لذا وجب علينا ّ
جراء عدم هجر القرآن الكريم.
مستوياتنا ال سيما الفضائل العديدة األخرى الّتي تأتي ّ
131
الرابع
ّ الفصل
تنمية
ّ أثر القرآن الكريم في
مهارة الكتابة
"القلم " : يقول تبارك وتعالى
"
"العلق
اإلطار النظري
المتضمنة معنى الكتابة
ّ ّأوال المصطلحات
أهمية وأهداف الكتابة (التعبير كتابي)
ثانيا ّ
ثالثا أهمية الكتابة وميزاتها وعالقتها بالقرآن الكريم
الجيدة
رابعا معايير الكتابة ّ
الجيدة
خامسا عناصر الكتابة ّ
سادسا طرق تعليم وتعلّم الكتابة
سابعا مراحل تعلّم الكتابة
ثامنا صعوبات ومعيقات تعلّم وتعليم الكتابة
تاسعا أساليب وطرق تطوير مهارة الكتابة (التعبير الكتابي)
عاش ار -أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة الكتابة
-المهارات الكتابية المكتسبة لدى متعلّم القرآن الكريم
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
توطئة:
وتعد
ّ ثم الكتابة،
التحدث والقراءة ّ أن المهارات اللغوية أربعة :االستماع و ّسبق وأن ذكرنا ّ
متضمنة في قوله تعالى":عم مل ِِبل مق م ِل"وفي قوله ُ ":ن
ّ هذه األخيرة التي سبق التعريف بها إلى ّأنها
تميز اإلنسان(المتعلّم) عن غيره ،وترقى به إلى أعلى
فهي ميزة ّ موال مق م ِل مو مما ي ْمس ُط ُر م
ون"،
ملحة إلى إيجاد
التقدم ،وقد وجد اإلنسان حاجة ّ المستويات ،وهي" سمة من سمات الحضارة و ّ
0
ميسرة تحفظ له ما يتعلّق بذهنه من أفكار ح ـ ـ ـ ـ ـ ـتى ال تذوب أو تضيع مرور الوقت "
وسيلة ّ
هم اإلنسان ،ولها" شأنها العظيم ومكانتهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا العالية
فالكتابة هي وسيلة حفظ كل ما يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
مر العصور ،كما ّأنها األداة الرفيعة ،فهي الحافظة للتاريخ والتراث ،وهي الراعية للحضارة على ّ
عما يختلج النفوس،فضال على ّأنها العامل
الرئيسة في التعليم والتعلّم ،والوسيلة المثلـ ـ ـ ـ ـى للتعبير ّ
األساس في االتصال بين الفكر البشري ،والحاضر بالماضي ،ونقل الثقافات والمعارف "،9وقد
تبيت فائدتها كوسيلة حفظ وضم ـان األمانة في قوله تعالى ":
ّ
3
تعد مفتاحا أي" مفتاح العلوم
. " زد على ذلك ّأنها ّ
األولون في ميادين المعرفة ،ليواصل
دونه ّ
وباكورتها ،ووعاء اللغة وخزانتها ،فقد حفظت ما ّ
المتأخرون إتمام صروحهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا الشامخة ".5
المتضمنة معنى الكتابة؟
ّ فما المصطلحات
-1محمود عكاشة ،علم اللغة مدخل نظري في اللغة العربية ،ط/1القاهرة ،دار النشر للجامعات ،.5002 ،ص121
العلمية في تدريس اللغة العر ّبية ،ص 132
ّ -5طه علي حسن الدليمي ،الطرائق
-3سورة البقرة ،اآلية.919
-4ينظر ،محمود حاج حسين ،تاريخ الكتابة العربية وتطورها وأصول اإلمالء العربي ،الجزء/1منشورات وزارة الثقافة في
الجمهورية العربية السورية دمشق5004ص.02
محمد ابن منظور ،معجم لسان العرب ،مج ،0مادة ك ،ب ،ت،ص.221 ّ -1
134
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
المتضمنة معنى الكتابة :قد سبق بيان مفهوم الكتابة االصطالحي ،الّذي
ّ ّأوال المصطلحات
أن الكتابة عبارة عن تعبير
ارتبطت به مجموعة من المصطلحات ،حيث من الدارسين من يرى ّ
التطرق إلى هذه المصطلحات بشكل دقيق وموجز على
ّ تتضمن الخط ،واإلمالء ،وسيتّم
ّ وهي
النحو اآلتي:
0
-1الكتابة تعبير":الكتابة تعبير عن تجربة شعورية "
عبر بالتضعيف ،وأصل الفعل عبر أ-مفهوم التعبير في عرف اللغة":التعبير في اللغة مصدر ّ
عب ار و ِعبارةّ ،
9
فسرها ،وأخبر بما يؤول إليه أمرها "...
وعبرهاّ : و عبر الرؤيا يعبرها ْ
وفي قوله تعالى " "،3" أي
تفسرون والعابر الذي ينظر في الكتاب فيعبره أي يقع فهمه عليه" ،5والتعبير من العبارة ،ّ
و"العبارة الكالم الذي يبين به ما في النفس من معان ،يقال هذا الكالم عبارة عن كذا :معناه
كذا" ،1ف "التعبير يعني اإلفصاح أو اإلبانة ،أو الكشف ،أو اإلظهار".2
إذن التعبير في اللغة يقصد به التفسير واإلبانة ،والتوضيح ،وازالة اإلعجام والغموض عن شيء
عملية التعبير،
ّ وكأن المعنى اللغوي يبدو بعيدا عن المعنى المقصود لدينا من
ّ معين
أو أمر ّ
أن الكاتب يقوم بإبانة األفكار
أن المعنى اللغوي قريب جدا ،أي ّ
لكن عند إمعان النظرُ ،يلحظ ّ
المكنونة لديه وبيانها للقارئ ،مع إزالة الغموض حول الموضوع المكتوب بحسب األسلوب
المستعمل من ِقبل الكاتب.
محمد عيد ،فن الكتابة والتّعبير ،ط ،9112/دار اليازوري العلمية للنشر والتّوزيع ،األردن ،عمان ،ص02
-0زهدي ّ
-9ابن منظور ،لسان العرب،تح عبد اهلل علي الكبير وآخرين ،طبعة جديدة ،دار المعارف ،مادة عبر ،مج
/5ج،3ص.9119
-3سورة يوسف ،اآلية .53
محمد-جميل محمد بني عطا -اسماعيل مسلم أبو العدوس ،فن الكتابة والتعبير ،ص.92 -5دعاطف فضل ّ
-1المعجم الوسيط ،مجمع اللغة العر ّبية ()0211م،مطابع اآلوفست بشركة اإلعالنات الشرقية ،ط ،3ج،9مادة عبر،ص.210
محمد-جميل محمد بني عطا -اسماعيل مسلم أبو العدوس ،فن الكتابة والتعبير ،ص.30
-2دعاطف فضل ّ
135
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
محمد-جميل محمد بني عطا -اسماعيل مسلم أبو العدوس ،فن الكتابة والتعبير ص 30نقال عن جميل -0دعاطف فضل ّ
بني عطا وآخرون ،منهاج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها 9110،م :من منشورات جامعة الزرقاء األهلية ،ص.39
محمد عيد ،فن الكتابة والتّعبير ،ص02
-9زهدي ّ
-3علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللغة العربية ،ص552
136
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
وعملية
ّ ؛عملية الكتابة
ّ أن البحث يرّكز على كال العمليتين
يهمنا في هذا الموضع هو ّ
وما ّ
أن المفهوم يصب في محور العملية التعبير ،حتى ولو اشتمل كل منهما على تعاريف إال ّ
عملية الكتابة والتعبير لدى المتعلّم.
التعليمية "المتعلّم" ،أي ّ
جـ-أنواع الكتابة(أنواع التعبير):ينقسم التعبير إلى:
"-0التعبير الوظيفي :الغرض منه الفهم واإلفهام ،ويكون في –المحادثة بين الناس ،كتابة
الرسائل ،االستدعاءات ،اإلعالنات ،0"...فهذا النوع من التعبير؛ يتّم بشكل عملي ،أي يستخدم
لغرض تحقيق التواصل وتسهيل المعامالت بين الناس.
-9التعبير اإلبداعي الغرض منه التعبير عن األفكار والمشاعر بأسلوب أدبي يؤثّر في نفوس
النص األدبي ومشاركين الكاتب أحاسيسه
لسامعين والقارئين بحيث يجعلهم متفاعلين مع ّ
ومشاعره" 9وهنا يتّم توظيف مهارات الشخص وقدراته؛ في خلق موضوع كتابي يحوي أفكار
إبداعية مؤثّرة في القارئ ،تجعله متفاعال معها.
ّ
أي
د-الخطّ" :الخط هو الكتابة بالقلم ،وهو رموز يرسمها اإلنسان تم ّكنه من قراءة الكالم في ّ
3
عملية الكتابة في الغالب ترتبط بالخطّ ،واللّذان يقول عنهما ابن خلدون":
لغة من اللغات " ،و ّ
تدل على الكلمات المسموعة
الكتابة والخط من عداد الصنائع اللغوية وهي"رسوم وأشكال حرفية ّ
5
يتميز بها المتعلّم عن غيره ،فيختلف في درجة
يعد ميزة ّ
الدالة على ما في لنفس" ،والخطّ ّ
الدقة ،الجمال عموما.
الوضوح واإلتقان و ّ
أن الخط يرتبط بتهجئة الحروف والكلمات ،فهما -الخط والتهجي":-وسيلتانزد على ذلك ّ
لالتصال الكتابي ...والمهم حقيقة هو أن تساعد الكتابة الواضحة والخط الجميل الكاتب في أن
يضع أفكاره في شكل مكتوب يمكن قراءته بسهولة .
137
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
وعلى هذا فالرسم الكتابي السليم والخط الواضح يستخدمان لتحويل المعاني إلى لغة رمزية يمكن
فإن الخط –على العكس
فهمها.واذا كانت الكتابة تنتمي بالدرجة األولى إلى المجال المعرفي ّ ،
فإنه يستخدم مع قليل من
تم تعلّم الخط ّ ،
من ذلك – هو مهارة حركية بالدرجة األولى .فمتى ّ
0
الجهود المعرفية "
األهمية البالغة هو المعنى الّذي يتّم إيصاله من خالل
ّ فاألمر الّذي يتّم التركيز عليه؛ واعطائه
،أما هذه األخيرة فأساسها كم
الخط الّذي يرتبط بمهارة مسك القلم وحركة اليد أثناء الكتابة ّ
المعارف والمعلومات الّتي يمتلكها المتعلّم ،وكيفية توظيفه لها بصورة سليمة تحقّق الفهم.
الرموز أو الكلمات أو ِ
ه-اإلمالء :يقصد به تسميع المتعلّمين من قبل معلّمهم مجموعة من ّ
الجمل أو فقرة أو نصا كامال ،وقيامهم بتسجيله بواسطة القلم على السبورة أو الدفاتر ،والغرض
اللغوية
ّ إما يكون ألجل معرفة مدى تم ّكنهم من الكتابة العربية ،أو معرفة نوع األخطاء
من ذلك ّ
الّتي سيقعون فيها ،ألجل تقويمها وتقييمها ،أو ألجل تعويدهم على االستماع...
أن اإلمالء عملية
ل ـ ـ ـ ـ ــكن "االتجاه الّذي كان ومازال سائدا في مدارسنا ،والّذي يقوم على أساس ّ
اختبارية بحتة ،وهذا ما جعل التالميذ ال يحسنون استخدام مهارات التحرير العربي في المراحل
9
المتوسط والثانوي"
ّ اإلعدادية و
نتحدث عن الكتابة فنحن نشير إلى التعبير التحريري بجميع ألوانه
و-التّعبير التحريري":عندما ّ
وأنشطته وعندما نتحدث عن مهارات التحرير العربي ،فنحن نشير إلى مهارات التهجي
وعالمات لترقيم ،والخط .وسيطرتنا الكاملة على هذه المهارات في كتاباتنا ،تقدر اآلخرين على
3
الكتابة بسهولة ،وتعينهم على فهم لغتهم المكتوبة "
138
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
محمد-جميل محمد بني عطا -اسماعيل مسلم أبو العدوس ،فن الكتابة والتعبير ،ص.39 -0ينظر ،دعاطف فضل ّ
العلمية في تدريس اللغة العر ّبية ص.032
ّ -9الدليمي طه حسين و الوائلي ،سعاد عبد الكرم عباس،الطرائق
محمد-جميل محمد بني عطا -اسماعيل مسلم أبو العدوس ،فن الكتابة والتعبير ،ص.93
-3دعاطف فضل ّ
-5ينظرعلي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللغة العربية ،ص551
-2ينظر،نفسه ،ص.530
139
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
تعودهم على معرفة أشكال الحروف ،وتموقعها في الكلمة (بداية -بالنسبة للمبتدئين فالكتابة ّ
تعودهم من خالل اإلمالء على التقليل من األخطاء اإلمالئية ،وكيفية ووسط ونهاية)،كما ّ
الكتابة على السطر ،ومواضع المد والنبر والتنغيم ،..والخط الواضح (المقروء).
تنمي مهارات أخرى ك" استخدام مجمل قصيرة ،التعبير بعدد قليل من الكلمات، ّ -الكتابة
المتنوعة فقد قيل
ّ تجنب األخطاء الشائعة ،القراءة والمطالعة
مراعاة التسلسل المنطقي لألفكارّ ،
"0
تنمي مهارة النظم إذا أردت أن تكتب أفضل فاق أر أكثر ،وبصورة أخرى؛ الكتابة ّ
والتأليف،ويسبق ذلك مهارة القراءة.
-تعليم الكتابة يهدف أيضا إلى" تدريب التلميذ على مهارات التهجي وعالمات الترقيم والخط،
تقدر اآلخرين على الكتابة بسهولة ،وتعينهم
فسيطرتنا الكاملة على هذه المهارات في كتاباتناّ ،
على فهم لغتهم المكتوبة ،فالفاصلة مثال تشير إلى الوقفة القصيرة ،وعالمة التعجب تشير إلى
9
الغرابة أو اإلثارة"...
الجيدة وجب على المعلّم أن "يساعد التالميذ على فهم حقيقة بسيطة ،مؤداها
-لتتحقق الكتابة ّ
أن اكتسابهم لمهارات التحرير العربي ضروري لالتصال المكتوب ،فاألطفال يحاولون تنمية ّ
أن الهجاء الصحيح ،ووضع عالمات الترقيم في موضعها،مهاراتهم الكتابية عندما يفهمون ّ
جيدة ،شيء مهم في حياتهم" ،3وهذا سيجعلهم يسعون إلى
ورسم الحروف والكلمات بطريقة ّ
التم ّكن من مهارة الكتابة .
140
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
أهمية الكتابة وميزاتها وعالقتها بالقرآن الكريم:لكون الكتابة هي وسيلة حفظّ ثالثا
المعارف؛وتناقلها بين الناس فهي أيضاوسيلة لتحقيق وتسهيل معامالت األفراد فيما بينهم
ووسيلة لضمان ممتلكاتهم ،وقد ّبين القرآن ذلك ف"حين نزل القرآن الكريم دعا العرب إلى
0
ضرورة استخدام الكتابة في بعض المعامالت" ،لقوله تعالى ": ":
3
9" وقوله تعالى " ":وقوله أيضا.4" ":
متعبد بمعانيه ،فهو معجزة ،و" يظهر لنا اإلعجاز البياني للقرآن
-القرآن الكريم معجز بألفاظهّ ،
1
أدبية؛ والسبب راجع إلى
ضم الشيء للشيء وتنسيقه على نسق واحد " ّ النظم ،وهو ّ
الكريم وهو ّ
تكون على أسلوبه السردي من خالل القصص ّ كثرة قراءة المتعلّم للقرآن الكريم ،فهو بذلك قد
عز وجل مع أرقى أسلوب استخدمه المولى ّ يعد
الموجودة فيه واألسلوب الحواري؛ الّذي ّ
وسلّم للتخاطب به ،وأساليب أخرى ،كما يم ّكنهم مالئكته ،ودعا نبيه المصطفى صلى اهلل عليه
من نظم الشعر( ،االقتباس) فالقرآن الكريم ألفاظه راقية فصيحة وبليغة ،تؤثر في كتابة المتعلّم
جيدة التركيب والبناء،سليمة األسلوب ،ذات
بصورة بارزة وسريعة ،خالية من األخطاء اإلعرابيةّ ،
أفكار متسلسلة،تفصل بين جملها عالمات الترقيم ،مع جمال ووضوح الخط.
أن القرآن الكريم مصدر الفصاحة البد لها أن تتسم بالفصاحة ،ومن المعلوم ّ
-الكتابة الحقيقيةّ ،
متعددة :اختيار اللّفظة ،حركة تلك الكلمة منالنظم ،ولها جهات ّ والبالغة ،و" الفصاحة تعني ّ
ثم موقع الكلمة من حيث :التقديم والتّأخير ،والحذف وال ّذكر2 "...فالقرآن الكريم
حيث اإلعرابّ ،
يم ّكن المتعلّم من اكتساب هذه السمة المطلوبة في الكتابة ،فنجده يوظّفها في كتاباته.
بي/ط9113/0م0595/ه/دار المسيرة للنشر والتوزيع
اللغوية في التراث العر ّ
األدبية و ّ
ّ -0ينظر د عز الدين إسماعيل ،المصادر
عمان،ص.03
-9سورة البقرة ،اآلية،919رواية ورش.
-3سورة القلم ،اآلية.10
-5سورة الطور،اآلية.9
-1إياد إبراهيم عبد الجواد ،مستوى مهارات التعبير الكتابي لدى الطلبة الحافظين للقرآن الكريم كامال وغير الحافظين له ،مجلّة
األول ،ص.5اإلسالمية ،المجلّد ،01العدد ّ
ّ الجامعة
-2ينظر،عبد الجبار الهمذاني ،المغني في أبواب العدل والتوحيد ،ج،02مطبعة دار الكتاب ،ط ،10سنة 0221م ،ص.001
141
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
-0ينظر ،إياد إبراهيم عبد الجواد ،مستوى مهارات التعبير الكتابي لدى الطلبة الحافظين للقرآن الكريم كامال وغير الحافظين
األول ،ص.5
اإلسالمية ،المجلّد ،01العدد ّ
ّ له ،مجلّة الجامعة
142
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
" إن والالم في قوله تعالى؛ في سورة يس اآلية()02
أكثر من أداة مثلّ :
.1 "
أن هذه المعايير يتم ّكن منها المتعلّم بالدربة والمران ،ومع الوقت يصل إلىنخلص إلى ّ
مكانة "الماهر كتابيا".
-1نفسه،ص91
143
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
خامسا "عناصر الكتابة وأدواتها" 1:الكتابة مهارة من المها ارت األساسية ،وال يمكن للمتعلّم
االستغناء عنها ،ولها مجموعة من العناصر:
ببعض،مكونة صورة ذهنية،وجمعه
ّ -0اللفظ :هو مجموعة من الحروف المتالصقة بعضها
9
النص األدبي "
ألفاظ؛و"األلفاظ هي أساس بناء ّ
المحددة الدقيقة المؤثّرة
ّ "-8الجملة"( 3العبارة)":التركيب المؤلّف من األلفاظ الصحيحة السليمة
تعبر عن الفكرة الّتي يحملهاتقدم معنى سليما في نفس القارئ ،فهي جملة ذات معنىّ ، الّتي ّ
5
معبرة عن فكرة
الكاتب " ،فيجب أن تكون الكلمات المترابطة بعضها ببعض ،ذات داللة ّ
صاحبها.
4
عدة جمل مؤثّرة في نفس القارئ ،تحمل فكرة "-3الفقرة" :وتعني "قالب تعبيري يتألف من ّ
توصل المتعلّم المبتدئ
ّ محددة مستقلّة بذاتها ،وقد تكون فكرة غير مستقلّة بذاتها ، 1"...واذا
ّ
التطور.
ّ إلى كتابة فقرة سليمة من إنشائه فقد بدأ مستوى كتابته في
"-4األسلوب": 6ويقصد به "الطريقة الخاصة بالكاتب التي من خاللها ،يوظّف اللغة في التعبير
عن مكنوناته المعنوية والفكرية فيعرف بها أو تعرف مدرسة فنية بها ،وهو اآللية الّتي تحتوي
1
المعاني واألفكار"
-وهناك عناصر أخرى رئيسة في الكتابة وهي عنصر "األفكار"،1وعنصر" الخيال" 2الّذي يتّم
الرحمن النعانعة ،المرحوم بإذن اهلل محمود عبد الرحيم صالح ،فن الكتابة وأشكال
"-0أد حسن فالح البكور ،إبراهيم عبد ّ
التعبير،ط،9103/0535/9دار جرير للنشر والتوزيع ،عمان األردن ،ص31
-9نفسه ،ص. 31
-3نفسه ،ص.59
-5نفسه.
-1نفسه ،ص ،55نقال عن ،رضوان أحمد شوقي ،التحرير الكتابي ،ص..20
144
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
145
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
أهمها:
عدة طرق نذكر ّسادسا طرق تعليم وتعلّم مهارة الكتابة:لتعليم الكتابة وتعلّمها ّ
معينة ؛لها عالقة بموضوع
-1الطريقة الكالسيكية :لتعليم كتابة فقرة :يقوم المعلّم بانتقاء فكرة ّ
،ثم يكلّف المتعلّمين بالتعبير
ثم يكتبها على السبورة ،ويشرها ّ التعليميةّ ،
ّ الدرس ،أو بالوحدة
عنها(شرحها وتحليلها وابداء الرأي ،وعموما تقديم أفكار) ،وأخي ار يقوم بتقويم وتقييم هذه
يصوبها معهم ثم ِ
ّ المواضيع المنجزة من قبل المتعلّمين ،ويعرض األخطاء الّتي وقعوا فيهاّ ،
معين ،ويتّم تكليف
معينة ،حول موضوع ّ ،وهناك طريقة أخرى وهي تعليق (إلصاق)صورة ّ
عما يرونه وما فهموه كتابيا" ،وهكذا تدور هذه الطريقة التقليدية في دائرة
المتعلّمين بالتعبير ّ
0
ثم الكتابة عنه"
،ثم الحديث فيهّ ،
مغلقة موضوعها :اختيار الموضوع ّ
-8الطرق الحديثة :ونذكر أهم هذه الطرق ما يسمى ب"طريقة تحقيق الذات"9و مراحلها تتمثّل
،ثم مرحلة جمع المعارف والحقائق ،ويلي ذلك مرحلة فيّ ":أوال مرحلة تحديد الموضوعات ّ
ثم مرحلة كتاب الموضوع في صورته النهائية،وبعدها مرحلة التقويم ،ويتّم فيه
التعبير الشفويّ ،
مراعاة معايير سالمة التحرير العربي؛ وتشمل مهارات الهجاء وعالمات الترقيم والخط و سالمة
األسلوب ،وسالمة المعاني ،وتكامل الموضوع ،منطقية العرض وجمال المعنى والمبنى،واتساق
األفكار والمعاني ،وختاما مرحلة المتابعة حيث يسجل األخطاء الشائعة ثم يقوم بمعالجتها معهم
ويمكن استغالل دروس القراءة واألدب والنحو في معالجة هذه األخطاء".3
فعالة ؛كونها تجعل المتعلّم عنص ار فاعال ونشطا وباحثا،معتمدا جد ّ
أن هذه الطريقة ّ
ما ُيلحظ ّ
على نفسه في جمع المعلومات ،ومندفعا راغبا في إبداء رأيه ،ومحاورا ،ومحلّال ومرّكبا ،وناقدا
يغير من سلوكات م،مما ّ
مما يخلق التنافس اإليجابي بين المتعلّمين أثناء التعلّ ّوحاكماّ ،
التعليمية
ّ للعملية
ّ التعليمية فيصبح بذلك المتعلّم محو ار
ّ المتعلّمين نحو األفضل ،فتتحقق األهداف
التعلّمية ،وهذا ما تسعى بيداغوجية المقاربة بالكفاءات إلى تحقيقه ،زد على ذلك هذه الطريقة
التقويم ،أي تعديل وتوجيه أخطاء المتعلّمين وتصويبها ،وهذا
ّ تجعل المتعلّم يرّكز على عنصر
يعد من أساسيات التعليم.
ّ
-0محمود رشدي خاطر وآخرون ،طرق تدريس اللّغة العربية والتربية الدينية ،ص.955
-9علي أحمد مدكور ،تدريس فنون الّلغة العربية ،ص.991
-3ينظر،نفسه.
146
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
147
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
-0محمود عكاشة ،علم اللغة مدخل نظري في اللغة العربية ،ص .901
كلية التربية ،جامعة
بوية ّ ،
-9عوض فايز السعيد ،أثر القرآن الكريم على تنمية مهارات القراءة والكتابة ،مجلّة دراسات تر ّ
حلوان ،العدد ،9ص .15
-3د علي أحمد عالم ،الكتابة العربية الصحيحة إمالئيا ونحويا ولغويا وصياغة ،دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،
االسكندرية،ص.2،01
148
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
تتبع األسطر أثناء الكتابة ،فيتّم تجاوز بعض األسطر أو الكتابة بشكل كبير،
زد على ذلك عدم ّ
مثال أربع كلمات في سطر واحد ،أو تصغير الخط إلى درجة عدم القدرة على قراءة الكلمات،
وفهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم معناها...
الشدة ،والمد.
-عدم مراعاة عالمات الوقف ،ومواضع ّ
"-الخلط بين كتابة األلف قائمة ،أو على صورة ياء ،وهذا يتطلّب معرفة بأصل األلف وقواعد
كتابتها ...كتابة واو الجماعة وبعدها ألف التفريق ،وزيادة األلف على أل التعريف المتّصلة
0
بحرف الجر الباء ،فكلمة رجال قد يكتبها بعض التالميذ هكذا (باالرجال)"
-كتابة التنوين عند اإلمالء نونا ساكنة،واضافة ألف المد الّتي تنطق وال تكتب مثال
"لكن،ذلك،هذا "،يكتبها بعض المتعلّمين "الكن،ذالك،هاذا".
-كتابة السين صاد في بعض الكلمات ،مثال كلمة "سورة" يكتبها بعض التالميذ "صورة"
-عدم التفريق بين الضاد و الظاد ،أثناء الكتابة ،مثال كلمة "يحفظ" وهي صحيحة يكتبها
التغير في المعنى الّذي يحدثانه ،
المتعلّم "يحفض" خاطئة،مع عدم التمييز بين هذين الحرفين و ّ
فمثال عند كتابة كلمة "الظن" فهو يكتبها "الضن" ،لعدم علمه بالتغيير الحاصل في المعنى ؛
أما "الضن" الثانية فتعني البخل .
ك"ّ ،
فكلمة "الظن" األولى من ظن" حسب ش ّ
وفيم يتعلّق بكتابة فقرة (التحرير الكتابي)؛فتبرز أيضا بعض مظاهر الضعف ،الّتي يتّم ذكرها
على النحو اآلتي (:قلة الثروة الفكرية ،والخلط بين األفكار ،مع إهمال الترتيب المنطقي ،وعدم
المقدرة على الوصف المقنع لضعف المالحظة وقلّة الحصيلة اللغوية،ويلحق ذلك اضطراب
األسلوب ،والتواء العبارة بسبب التقديم والتأخير ،وعدم الدقة في استعمال الضمائر ،وأسماء
اإلشارة ،واألسماء الموصولة ،واالنتقال الفجائي دون تمهيد من الغيبة إلى الخطاب ومن المفرد
إلى الجمع".9
عالمات الضعف الكتابي عديدة ،لكن اكتفينا بذكر المتكررة بكثرة وسط المتعلّمين ،وهي
مظاهر بالغة الخطورة ،وجب عالجها بشتى الطرق والوسائل.
محمد عيد مدخل إلى تدريس مهارات اللّغة العر ّبية ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،ط9100 ،0م،ص.011/012
-0زهدي ّ
-9ينظر،محمد المصري مجد البرازي ،اللغة العربية دراسات تطبيقية ،الطبعة األولى 9100م0539/ه،دار المستقبل للنشر
والتوزيع ،ص.502
149
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
-0محمد المصري مجد البرازي ،اللغة العربية دراسات تطبيقية ،الطبعة األولى 9100م0539/ه،دار المستقبل للنشر والتوزيع
ص.590/591
-9نفسه.
150
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
األول" شاعر ،تربى تربية إيمانية ونشأ في أسرة عريقة دفعت بأبنائها إلى حفظ القرآن الكريم والتفقّه بالسيرة
*"الملك عبد اهلل ّ
الرحمن النعانعة ،المرحوم المحمدية ويظهر ذلك جليا في شعره ،من حيث اقتباساته القرآنية"-،أد حسن فالح البكور ،إبراهيم عبد ّ
ّ
بإذن اهلل محمود عبد الرحيم صالح ،فن الكتابة وأشكال التعبيرص950
-0عبد اهلل علي مصطفى ،مهارات اللغة العربية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،والطباعة ،ط ،0عمان ،9119،
ص025/023
-9عبد الرزاق حسين ،مهارات االتصال اللغوي ،ص21
-3ينظر ،نفسه ،نقال عن الجاحظ ،كتاب الحيوان.91/02/0 ،
-5نفسه.
الرحمن النعانعة ،المرحوم بإذن اهلل محمود عبد الرحيم صالح ،فن الكتابة وأشكال
-1ينظر ،أد حسن فالح البكور ،إبراهيم عبد ّ
التعبيرص.931
151
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
نثرا ،فصاحة وبالغة و زينة وجمال وعذوبة في اللفظ والمعنى ،ويجعل لها جرسا موسيقيا تطرب
تخرج مجاميع األدباء ،وأجيال المف ّكرين بما يرفدهم
خرجت وستبقى ّ له األذن،و"القرآن مدرسة ّ
من قدسية الكلمة وجليل المعاني ،فهو النموذج األمثل لإلعجاز الفني والتعبير الرفيع بالغة
وبيانا ،مفردات وتراكيب ،صو ار ومشاهد ،وأفكا ار ومابين حالوة وطالوة ،وهو الخزين الثري
النيرة وهو ذخيرة وكنز مفعم باألدوات التي ال يمكن أن
لالبتكار ،ومنطلق العطاءات الهادفة ّ
0
يقتبس منها نفسه "
152
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
يعد مربيا للفرد ،زد على ذلك أسلوبالتغيير اإليجابي ال ّذي يحدث في سلوكه ،فالقرآن الكريم ّ
الترغيب والترهيب،والوعظ واإلرشاد ،واألساليب الخبرية (التوكيد ،النفي)...واإلنشائية(أمر ونهي
وتعجب واستفهام )...الكثيرة في القرآن الكريم.
ّ ونداء
يتميز في كتاباته ،من خالل توظيف الدالئل
جـ/االقتباس واالستشهاد:حافظ القرآن الكريم ّ
والحجج ،باقتباسها من ألفاظ القرآن الكريم العذبة والبليغة ،فتجد كتاباته ارتقت إلى األفق عندما
أضاف من آيات كتاب المولى تعالى ،ولتوضيح ذلك بصورة دقيقة ،نلحظ المثال التالي :مثال
-0نفسه.
-9إياد إبراهيم عبد الجواد ،مستوى مهارات التعبير الكتابي لدى الطلبة الحافظين للقرآن الكريم كامال وغير الحافظين
له،ص.15
-3سورة النحل ،اآلية 091
153
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
يكلّف المتعلّم بكتابة موضوع عن "طلب العلم" مع االستشهاد؛ فالمتعلّم الحافظ للقرآن الكريم
أن
أهمية بالغة ،والدليل على ذلك ّ
يكتب مثال" :إن طلب العلم فرض واجب على ك ّل مسلم ،وله ّ
ّأول آية نزلت على الحبيب "صلى اهلل عليه وسلّم "
9
أما
ّ. "
المتعلّم غير الحافظ للقرآن الكريم،فال يجد بما يستشهد ،وال تخطر على باله حتى هذه الفكرة
الجيد ،فحافظ القرآن الكريم ،وظّف فكرةالموظّفة من قبل الحافظ للقرآن الكريم ،وال األسلوب ّ
أهمية فعل القراءة
جيدة كتمهيد لموضوعه ،ووظّف أسلوب األمر،وأسلوب التوكيد اللفظي ،لبيان ّ ّ
لشدة متابعة القرآن الكريم من ِقبل المتعلّم وحفظه له،فقد تعلّم منه
المعرفيةّ :
ّ اللغوية و
ّ د-الثروة
الكثير من المصطلحات البليغة الفصيحة ،كزاد له ،فهو بحمله لمفردات القرآن الكريم ومعرفته
لمعانيه ،تجده كالجندي الحامل لسالح ال مثيل له في المعركة ،وبه سينتصر فيها،زد على ذلك
المعارف والعلوم الّتي سيتعلّمها وسيوظّفها كتابيا ،ومثال ذلك موضوع خلق الجنين ومما ُخلق ،
علمي ،وكلّما يتعلّق به مذكور في القرآن الكريم ،فحافظ القرآن الكريم يعلم بهذا
ّ هو موضوع
أما غير الحافظ له ،فإن لم يتّم تدريسه
النظامية ّ ،
ّ الموضوع حتى ولو لم يدرسه في المدرسة
العلمية األخري .
ّ له في المدرسة ،فسيجهله طول حياته ،وغيرها من المواضيع والمعلومات
الصور البيانية (التشبيه بأنواعه،
ّ ه-البيان والبديع :القرآن الكريم يتوفّر على الكثير من
البديعية (السجع ،الطباق ،المقابلة ،الجناس)....والّتي زادته
ّ المحسنات
االستعارة بنوعيها)...و ّ
جماال ورونقا ،فالمتعلّم عندما يوظّفها في كتاباته ،فهو يرفع من مستواها ،مثال كتابة المتعلّم
يستعد لهذا اليوم ،يوم الساعة قبل ّ تعبي ار كتابيا عن "يوم القيامة " فيقول مثال :على اإلنسان أن
ون مما ل مبث ُوا غ م مري مساع م ٍة" ،2فقد وظّف
فوات األوان لقوله تعالى " :موي مو مم تم ُقو ُم الساعم ُة ،ي ُ ِقس ُم امل ُج ِر ُم م
لصحة فكرته ،كما وظّف مرادفات
ّ وحجة
محسنا بديعيا "الجناس التام" ،وفي آن واحد هو دليل ّ
ليوم القيامة "الساعة "دليل على الثروة اللغوية.
154
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
وغيرها مثال قوله تعالى ...0" " :فهنا
9
يوظّف المتعلّم المقابلة و طباق اإليجاب في قوله أيضا ""
-
فيتميز المتعلّم حافظ القرآن الكريم بمايلي:
ومن ناحية الخط وشكل الكتابة ّ
المتوسطة ومواضع كتابة التاء
ّ -0مراعاة الحركات اإلعرابية والمد وهمزة الوصل والقطع والهمزة
تمعنه في
المفتوحة،ممي از بين الضاد و الظاد أثناء الكتابة،ك ّل هذا نجم عن ّ
ّ المربوطة والتاء
القرآن الكريم.
جدا،وقلّة األخطاء اإلمالئية.
المستغرق أثناء الكتابة أو اإلمالء قليل ّ
َ -9الوقت
-3اإلتقان والتح ّكم في الكتابة(الخط الواضح الجميل)،وفهم المكتوب.
-5التمييز بين "أل الشمسية "و "أل القمرية "بالنسبة للمبتدئين.
-1المهارة في التحليل والتفسير والتركيب والتقويم والنقد والحكم كتابيا.
-2الوعي ب" كيف وماذا ولمن يكتب".
أن القرآن الكريم له التأثير البالغ على كتابات المتعلّم فهو يخلقها من العدم ،لذا
نخلص إلى ّ
وتدبر كتاب اهلل
وجب على المتعلّم غي الحافظ لكتاب اهلل تعالى أن يباشر القراءة واالستماع ّ
" تعالى ليرتقي إلى مستوى حافظ القرآن الكريم؛ فهو لن يجد ذلك صعبا عليه لقوله تعالى:
3
أن واجب األولياء نحو أوالدهم،
، " زد على ذلك ّ
155
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري" الفصل الرابع
-0يوسف بن عبد اهلل العليوي ،أثر القرآن في اكتساب اللغة واألدب ،مقال ،موقع اإلنترنت
vb.tafsir.net vb.tafsir.net
156
اإلطار التّطبيقي "الميداني"
عينــــــــــــــــــــــــــة الدراســــة الميدانية ومنهجهـــــــــــــــــــا ّأوالّ :
الدراســـــــــــــــــــــــــــــــــة
ثانيا :مكـــــــــــــــان وموقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ّ
ثالثا :الوسائل واألدوات المستخدمــة في الدراسة
-االستبيانات
المسجل و االختبارات ّ -
رابعا:إحصاء النتائـــــــــــــــــــــــــــــــــــج و تحليـــــــــــــــــــــــــــــــلها.
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي" الفصل الرابع
الدراسة التّطبيـــــقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة:
المطبق في الدراسة
ّ العينة المدروسة وعددها والمنهج
عيــــــــــــــــــــــــــنة الدراسة ومنهجهاّ :
ّأوالّ :
هما واحد ،إذ ّأنه سبق العمل عليهما في الفصول التطبيقية السابقة "مهارة االستماع ومهارة
أن هذا الفصل –أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة الكتابة -اإلطار
التحدث ومهارة القراءة" وبما ّ ّ
العينة باعتماد نفس المنهج – التطبيقي -فهو بصدد تطبيق الدراسة النظرّي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة على هذه ّ
الوصفي المقارن -ألجل بيان دور الـ ــقرآن الكريم في تنمية مهـــــــــــــــــارة المتعلّم الكتابية الّتي
التعرف على الفروق بين المتعلّميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ّ النظري ،وألج ـ ـ ـ ـ ــل
سبق الحديث عنها في اإلطار ّ
الحافظين* "الدارسين" القرآن الكريم وغير الحافظين له مـ ـ ــن ناحية كتاباتهم .
عينة الدراسة) :نفس المكان الّذي سنبرز
ثانيا مكان وموقع الدراسة الميدانية ( موقع تواجد ّ
اللغوية(
ّ من خالله أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة الكتابة،والّذي سبق تطبيق المهارات
التحدث والقراءة ) فيه.
االست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماع و ّ
الدراسة :نفس الوسائل واألدوات الّتي استعملت لبيان
ثالثا:الوسائل واألدوات المستخدمة في ّ
التحدث
أثر القرآن الكريم في تنمية المهارات اللّغوية الثالثة السالف ذكرها" مهارة االستماع و ّ
والقراءة" .و لــأننا بصدد الدراسة في هذا الموضع لبيان أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة
تم صياغة أسئلته المتعلّقة بمهارة الكتابة والّذي فحواه يشتمل على:
الكتابة ،فاالستبيان ّ
-0إمكانية وجود اختالفات بين كتابة المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم –لبعض سوره أو آياته-
والمتعلّم غيرالحافظ له.
-9إمكانية المتعلّم حافظ القرآن الكريم من كتابة أي نص كتابة سليمة ،ومراعاة الحركات
المتوسطة
ّ وضمة وكسرة وسكون وتنوين) والمد وهمزة الوصل والقطع والهمزة ّ اإلعرابية (فتحة
والتاء المربوطة والمفتوحة،والتمييز بين الضاد والظاد أثناء الكتابة،مقارنة بغير الحافظ لكتاب
اهلل تعالى.
-3مستوى المهارة الكتابية بالنسبة للمتعلّم الحافظ للقرآن الكريم مقارنة بغيره.
المستغرق مع المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم ،وغير الحافظ له ،أثناء الكتابة أو
َ -5الوقت
اإلمالء.
*حافظ القرآن الكريم نقصد به في هذا البحث :القارئ أو الّذي يتلو القرآن الكريم كلّه أو بعض سوره أو بعض آياته أو المستمع
آنية.
متدبره ،أي ال ّذي لم يهجر القرآن الكريم ،الدارس في المدرسة القر ّ
إليه ،أو ّ
158
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي" الفصل الرابع
تميز المتعلّم الّذي يدرس في المدرسة النظامية والمدرسة القرآنية معا؛ بامتالك مهارات
ّ -1
كتابية نابعة عن حفظه للقرآن الكريم.
-2مدى تأثير القرآن الكريم في المتعلّم عند كتابته ،وجعله كاتبا ماه ار .
وتميز المتعلّم حافظ القرآن الكريم في الكتابة .
-1سبب مهارة ّ
جراء حفظه القرآن
-1اكتساب المتعلّم رصيد لغوي كبير ،وقلّة األخطاء اللّغوية (اإلمالئية)ّ ،
الكريم.
-2كيفية الحكم على كتابة المتعلّم حافظ القرآن الكريم في المدرسة القرآنية .
-01مدى إتقان ومعرفة وتح ّكم المتعلّم حافظ القرآن الكريم مقارنة بالمتعلّم غير الحافظ القرآن
السليمة .
الكريم في الكتابة ،وفهم المكتوب وانتاجه ،وتطويع القلم للكتابة ّ
-00عالقة حفظ القرآن الكريم بنمو المهارات الكتابية األخرى.
سير ذاتية ،كتب،
-09مدى اهتمام المتعلّم حافظ القرآن الكريم بالتأليف (قصص ،رواياتّ ،
إعداد خطب.)...
-03مساهمة القرآن الكريم في مواجهة بعض الصعوبات الّتي يواجهها المتعلّم أثناء كتاباته.
-05نصح المتعلّم أو أيا كان مسؤوال عنه بدفعه نحو المدارس القرآنية ،ألجل تعلّم القرآن
الكريم؛ لرفع مستوى تعلّم اللّغة العربية الفصيحة لديهم ومهارتهم في الكتابة.
متميزة بقلّة األخطاء اإلمالئية .
-01كتابة* المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم ّ
-02النظم والتأليف واإلبداع (فقرة ،نص ،قصيدة ،قصة )...اعتمادا على الثروة اللغوية
المكتسبة من القرآن الكريم.
النبر والوقف...
-01مراعاة عالمات الوقف والتّرقيم و ّ
-01االقتباس من القرآن الكريم (االستشهاد) أثناء الكتابة .
المتميزة وتسلسلها وانسجامها ،وتوظيف األسلوب المناسب ،ودعمهما
ّ -02توظيف األفكار
بالحجج والبراهين.
-91التمييز بين "أل الشمسية "و "أل القمرية "بالنسبة للمبتدئين.
ألن الخط يرتبط بالسيالة الصبية لإلنسان ،بل نقصد قلّة األخطاء
*الكتابة ال نقصد بها في هذا العنصر جمال الخط ّ
اإلمالئية...
159
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي" الفصل الرابع
160
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي" الفصل الرابع
161
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي" الفصل الرابع
ال يتوافق مع غيره بدرجة ممتازة تميز المتعلّم الّذي يدرس في ّ
المدرسة النظامية والمدرسة القرآنية
معا ؛ بامتالك مهارات كتابية نابعة
عن حفظه للقرآن الكريم .
%من 1إلى 11 %100 مدى تأثير القرآن الكريم في المتعلّم
عند كتابته وجعله كاتبا ماه ار
162
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي" الفصل الرابع
163
أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي" الفصل الرابع
-05انعدام أو نقص مهارة التعبير الكتابي عن المواقف الموجودة في الفقرات ،أو النصوص .
-01نقص مهارة التحليل والتفسير والتركيب والتقويم والنقد والحكم كتابيا.
،مما يؤدي إلى حدوث خلل
بالنسبة للمبتدئين كثرة تكرار كتابة الحروف والكلمات نفسها ّ
ّ -02
في المعنى ومن جهة أخرى حذف بعض الحروف والكلمات والعبارات ،وعدم القدرة على
التلخيص.
متفوقين في مهارة
ّ أن المتعلمين حافظي القرآن الكريم
مما سبق ذكره "تحليله" إلى ّ
نخلص ّ
الكتابة وما يتبعها من مهارات لغوية أخرى ،وبالمقابل ضعف المتعلّمين غير الحافظين القرآن
الضعف قد أرجعناه إلى عدم حفظهم للقرآن الكريم ،وعدم
الكريم في الكتابة وهذا النقص و ّ
بأن هناك فئة ماهرة في الكتابة وهي ال
نود التوضيح ّمزاولتهم المدارس القرآنية ،لكـــــــــــــن ّ
المتنوعة وحفظ
ّ ترتاد المدرسة القرآنية ،لكن تعتمد على مصادر أخرى ككثرة مطالعة الكتب
العينات من
شعر ،لكن هذه الدراسة رّكزت على أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة هذه ّ ال ّ
المتميزة في الكتابة وال تحفظ القرآن الكريم وال ترتاد
ّ العينة
أن هذه ّ
المتعلّمين ،ومع ذلك نقول ّ
مما هي عليه؛ لكون المدارس القرآنية ،لو أ ّنها فعلت ذلك ،لزادت مهاراتها الكتابية أكثر ّ
العربية وبالتالي اكتساب وتنمية مهارات الكتابة ،فهو
ّ القرآن الكريم أفضل مصدر لتّعلّم اللّغة
األبلغ واألفصح.
165
الخاتمــــــــــــــــــــــة
الخاتمة
الخاتمة:
أن القرآن الكريم؛ كان وال زال له األثر البالغ في تنمية
تقدم ذكره ،قد اتّضح ّ
ختاما ومن خالل ما ّ
تبينت الفروق الواضحة بين المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم ،والمتعلّم
اللغوية لدى المتعلّمين ،فقد ّ
ّ المهارات
التحدث والقراءة
الرفيعة ،أي ّأنه متم ّكن ماهر في االستماع و ّ غير الحافظ له ،فالحافظ له الملكة اللغوية ّ
أما المتعلّم غير
بكيفية التواصل واالتصال بها (تداولها)ّ ،
ّ والكتابة ،أي ّأنه متقن للّغة العربية وعارف
التوصل إلى النتائج اآلتية الّتي نذكر منها:
ّ تم
الحافظ القرآن الكريم؛ فال يستوي مع الحافظ ،وبهذا ّ
-اللغة أداة التواصل ،والتعبير عن الرأي وعن مكنونات اإلنسان ،والتم ّكن من اللّغة يعني التم ّكن من
التحدث ،والكتابة ،والقراءة ).
اللغوية (االستماع ،و ّ
ّ مهاراتها
-المهارة هي القدرة على األداء المتقن ،وهي الدقّة والتّم ّكن ،والدرجة العالية الرفيعة.
التحدث ،والقراءة ،والكتابة ،والتم ّكن منها هو الهدف الرئيس من
أهمها االستماع ،و ّعدة مهارات ،و ّ -للّغة ّ
عز وج ّل.
قيمة أساسها كالم المولى ّ تعلّم اللغة العر ّبية ،وهذا التم ّكن يتحقق بأمور ّ
-االستماع ّأول مهارات اللغة العر ّبية ،لكونه سابق للبصر ،والسمع الحاسة األولى الّتي يولد بها المولود،
عملية التعلّم والتعليم ،لذا وجب استغاللها في االستماع إلى األمور المفيدة كالقرآن
ّ أهمية بالغة في
ولها ّ
الكريم الّذي يعمل على تنميتها وتطويرها.
إنتاجية ،يتّم بها التعبير عن فكر اإلنسان ،وما تختلجه نفسه من أحاسيس ومشاعر،وبها
ّ التحدث مهارة
ّ -
تميز ك ّل فرد عن اآلخر ،فمثال
يتّم التواصل واالتصال بين البشر وتحقيق التفاهم فيم بينهم ،وهي ميزة ّ
مما
يتحدث به وبآياته الكريمة ومصطلحاته البليغة الفصيحة ،ويستشهد به ّ
ّ متعلّم القرآن الكريم ،تجده
يرفع مستواه اللغوي بدرجة عالية.
تضم عمليتين رئيستين "النظرّ -القراءة مفتاح الولوج إلى مختلف المعارف والعلوم ،وهي مهارة
ثم فهمها ،ثم إدراك العالقات
التعرف على الرموزّ ،
عدة عمليات عقلية منها ّ
واالستبصار" اللتان تحويان ّ
بينها والتفاعل معها ،وتنمو هذه المهارة بالرجوع إلى األساس "القرآن الكريم".
وتبين كم مخزونه المعرفي ،وهي الحافظة تعبر على مدى تم ّكن الفرد لغوياّ ،
إنتاجية ّ
ّ -الكتابة مهارة
وتتطور لدى اإلنسان من خالل المهارات السالفة ال ّذكر ،والمحقّقة
ّ لجواهر األدب ،كما ّأنها مهارة تنمو
بالقرآن الكريم.
ألن
-العالقة بين فنون اللغة العربية هي عالقة تكامل وتالزم ،فال يمكن الفصل بين مهارة وأخرىّ ،
تعد سببا في حدوث األخرى،والثانية هي نتيجة لألولى ،مثال :مهارة االستماع سبب في
الواحدة منها؛ ّ
167
الخاتمة
168
الخاتمة
-اكتساب الملكة التي تصون اللسان والقلم عن الخطأ؛ تكتسب بالتعليم والدربة والمران ،من خالل دراسة
المتطورة وعلى قدر المحفوظ وكثرة االستعمال ،تكون
ّ الحية
أو حفظ النصوص األصلية الراقية والشواهد ّ
جودة المصنوع نظما ونث ار ،وهي ال تربى من خالل نصوص تحفظ دون أن تحلّل وتفهم.
اللغوية المحقّقة بالقرآن الكريم ،تؤدي بالضرورة إلى القدرة عل الفهم واإلدراك ،ويلي ذلك
ّ -المهارات
اإلنتاج.
غوية السالفة الذكر ،ومن خالل ذلك ينمو الجانب الوجداني والسلوكي -القرآن الكريم ينمي المهارات الل ّ
والقيمي ،لدى المتعلّم فيكون فردا صالحا خادما لدينه ولغته العر ّبية البليغة الّتي قال فيها الشاعر حافظ
إبراهيم:
ص َدفَاتِي اص َعن َ الغ َّو َ
ام ٌن * فَهَل َسأَلُوا َ أََنا البحر ِفي أَح َشائِ ِه الدر َك ِ
َ ُ
ـحري َال تُكـَـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّـد ُرهُ الـ ـ ِّـد َال ُء لِس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانِي ص ِارم َال عيب ِف ِ
يه * َوَبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ َ ٌ َ َ َ
الدر والجواهر الثمينة ّإنما هي مصطلحات القرآن الكريم ومعانيها الرفيعة ،وختاما وجب على ك ّل فرد وّ
حجته في دنياه
أن ينهل من خزائن القرآن الكريم ليكون ماه ار لغويا ومتخلّقا ،ويكون القرآن الكريم بذلك ّ
وآخرته.
ولذلك نوصي ببعض التوصيات:
-وجوب التركيز على تدريس القرآن الكريم في تعليم العربية.
-رفع عدد حصص التربية اإلسالمية ،وتخصيص حصص لتالوة القرآن الكريم.
لمدة عام أو عامين ،قبل الدراسة في
ينص على تدريس المتعلّم في المدارس القرآنية ّ
-وضع قانون ّ
المدارس النظامية.
-فسح مجال لحصص التعبير (فهم المنطوق) والثانوي تعبير ،لينموا مهاراتهم مع تكليفهم باالستشهاد
من القرآن الكريم .
مية .
التعليمية التعلّ ّ
ّ العملية
ّ -توعية المتعلّمين بأهمية حاسة السمع ودورها في رفع مستوى
اللغوية بوضع القرآن الكريم قاعدة ،وطريقا لتحقيق الهدف أال وهو
ّ -حرص المتعلّم على تنمية المهارات
بأهمية المدارس القرآنية.
ّ تعلّم اللّغة العر ّبية ،وتوعية األولياء
-القيام بمسابقات فكرية لحفظ القرآن الكريم .
التعليمية فيها ،لدفع المتعلّم إلى الذهاب إليها.
ّ -بناء المكتبات ،وتوفير ج ّل الوسائل
قيمة.
-دعم وتشجيع المتعلّم حافظ القرآن الكريم بجوائز ّ
169
الملحق
الملحق
آنية:
المدرسة القر ّ
محمد صلى اهلل عليه و سلّم على تعلّم القرآن الكريم وتعليمه لقوله ": حث الرسول الكريم ّ توطئة :قد ّ
َخ ُيرُك ْم َم ْن تَ َعلَّ َم القُ ْ َرآ َن َو َعلَّ َمهُ " و عن أبي موسى األشعري قال صلى اهلل عليه وسلّم":تَ َع َ
0
اه ُد ْوا
اإل ِب ِل ِف ْي ُعقُلِ َها " ،9ودعوته صلى اللّه عليه وسلّم
صيًّا ِم َن ِ القُ ْرَآ َن،فَ َو الَّ ِذي َن ْف ِسي ِب َي ِدهِ ،لَ ُه َو أَ َ
ش ُّد تَفَ ِّ
دليل واضح وقاطع على الفائدة العظيمة من تعلّم القرآن الكريم الّذي كتب بلغة مثّلها أحسن تمثيل،
وذلك ما جعل السلف م نذ البدء يولون القرآن الكريم عناية خاصة ؛ ويعدوه القاعدة الرئيسة في تربية
اإلسالمي،مما جعلهم يدفعون بأبنائه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم إلى تعلّم القرآن
ّ أبناءهم وتعليمهم اللّغة العر ّبية،والدين
الكتابية،
الكالمية و ّ
ّ ائية و االستماعية والقر ّ
ّ تنمية مهاراتهم
الكريم وبالتالي تعلّم لغته البليغة ،السيما ّ
العربية من
ّ وجل علوم القرآن ،وفروع اللّغة
ع ـالوة على ذلك اهتموا في تعليم أبنائهم الحديث والفقهّ ،
نحو وص ـ ـوت وصرف ،وتركيب وبالغة...وما يؤ ّكد ذلك أن بعض األشخاص كأهل األندلس مثال
كان" مذهبهم تعليم القرآن والكتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاب من حيث هو ،وهذا الّذي يراعونه في التّعليم ،فال يقتصرون
ترسل ،وأخذهم بقوانين العر ّبية،
على القرآن ،بل يخلطون في تعليمهم للولـ ـ ـ ـدان رواية ال ّشعر وال ّ
ط ،وال تختص عنايتهم في التّعليم بالقرآن دون هذه بل عنايتهم فيه بالخط أكثر من وتجويد الخ ّ
3
آنية ،فقد كان والزال الوالدين
جميعها " ،كل ذلك كان يتّم عن طريق المساجد والزوايا والكتاتيب القر ّ
يجعلون ولدانهم يلتحقون بهذه األماكن ،لكونهم يعتبرونها "الصرح الّذي يبني األجيال تلو األجيال "، 5
التعليمية النظامية والحرة
ّ تطور العلم والتكنولوجيا وبالتالي تتط ّور المؤسسات
وفي عصرنا الحالي ومع ّ
لتعليمية
ّ بالعملية ا
ّ يتصل
ّ التعليمية وكل ما
ّ ومراكز التعليم والتعلّم بصفة عام ،والوسائل والطرائق
بوية؛ ومع تزايد االهتمام برفع مستوى المتعلمين والعمل على جعله في أعلى المراتب،
مية والتر ّ
التعلّ ّ
تم تخصيص ما يسمى بالمدرسة وإلدراك قيمة تعلّم القرآن الكريم الّتي تسهم في تحقيق ذلك المراد؛ ّ
آنية بجانب المدرسة النظامية( االبتدائية ،المتوسطة ،الثانوية ،الجامعة ،المعهد اإلسالمي) ،والّتي
القر ّ
آنية -تسهم إسهاما بالغا في رفع مستوى المتعلمين وتعلّمهم اللّغة الفصحىبدورها –المدرسة القر ّ
-0أبي عبداللّه بن إبراهيم البخاري ،مختصر صحيح البخاري ،المسمى "التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح" ،اختصره زين
. ،ص350 0532ه9101/م ط ، القاهرة ، والتوزيع للنشر ، الجوزي ابن دار ، الزبيدي بن الدين
-9المرجع نفسه ،ص .359
تطبيقية من حياة السلف الصالح وأقوال العلماء العالمين
ّ النبوية للطفل مع نماذج
ّ محمد نور بن عبد الحفيظ سويد ،منهج التربية
ّ -3
دار ابن كثير للنشر والتوزيع ،دمشق سوريا ،ط 01سنة 0533ه 9109 ،م ،ص .953
-5المرجع نفسه ،ص .920
171
الملحق
آنية :
-1التعريف بالمدرسة القر ّ
سميت بهذا االسم –المدرسة
آنية بناء يحوي اإلدارة والعديد من الصفوف (األقسام ) ،وقد ّ
المدرسة القر ّ
اختصت بتعليم القرآن الكريم وعلومه المتنوعة ؛ من تفسير وفقه وأصوله ،...كما
ّ آنية – كونها
القر ّ
جيد
يتّم فيها تعليم القراءة المتبوعة بأحكام التجويد؛ وحفظ القرآن الكريم ،والكتابة ،ويسبقها االستماع ال ّ
تخصص مجموعة من الصفوف لتالميذ الطور االبتدائي والتحضيري ،كما ّ لمخارج األصوات ،وهي
تخصص لهم مجموعة مواد ( مقاييس) حسب مستواهم الفكري وسنهم؛ ومن هذه المقاييس :تعليم
القراءة والكتابة واتقانهما ليتّم بعدها االنتقال إلى حفظ القرآن الكريم وتجويده؛ وقبل ذلك تعليمهم
االستماع واإلنصات للقرآن الكريم ،عالوة على ذلك تعليم األذكار واألدعية ،وآداب التعامل.
التعليمية (االبتدائي والمتوسط
ّ كما تخصص هذه المدرسة صفوف أخرى للمتعلمين في األطوار
اإلسالمية) ،وهي ترّكز على االستماع واإلصغاء والحفظ ،إضافة
ّ والثانوي والجامعي ،وطلبة المعاهد
إلى ذلك التالوة المرفوقة بأحكام التجويد ؛ وذلك كما أسلفنا حسب مستوى وعمر المتعلّمين .
تعد لهم مع طلبة المعاهد آنية ّ
وبالنسبة للطلبة الجامعيين بمختلف تخصصاتهم؛ فالمدرسة القر ّ
النظامية وغير مرتبطة بها
ّ التعليمية
ّ مسجلة في المدارس والمؤسسات
ّ اإلسالمية و فئات أخرى غير
ّ
(الفئات الّتي لم تدرس في االبتدائيات والمتوسطات و الثانويات والجامعات ) ،التالوة والحفظ والفقه
مما له عالقة بالقرآن الكريم .
والتفسير واألصول وغير ذلك ّ
التعليمية النظامّية (ابتدائي ،متوسطات،
ّ آنية سند وأساس ثابت للمؤسسة أن المدرسة القر ّ
ونخلص إلى ّ
ثانويات ،جامعات ،معاهد إسالمية) لكونها تعلّمهم لغتهم الفصحى انطالقا من مصدرها أال وهو
جمة
الكتابية ،وبالتالي لها فوائد ّ
الكالمية و ّ
ّ ائية و
االستماعية والقر ّ
ّ القرآن الكريم ،كما ّأنها تنمي مهاراتهم
أهمها:
آنية فوائد عديدة إذ سيتّم ذكر ّآنية :للمدرسة القر ّ
-9فوائد المدرسة القر ّ
-1تعلّم لغة القرآن الكريم أي العر ّبية الفصيحة استماعا وقراءة وحديثا وكتابة .
تنمي مهارات المتعلّم االستماعية والقرائية والكالمية والكتابية من خالل القرآن الكريم.
ّ -9
-3تكسب المتعلّم الفصاحة والبالغة ،كما تثري رصيده المعرفي واللّغوي كونها تنطلق من كتابه
تعالى.
الجيد والعمليات المتصلة به من انتباه وتركيز وانصاتتعود المتعلّم –الفرد -على االستماع ّ
ّ -5
تعوده على توظيف حاسة السمع فيم يعود عليه بالفائدة.
واصغاء ،كما ّ
172
الملحق
-1تحقق الرقي في تعلّم أمور الدين لدى المتعلّم باإلضافة إلى النمو اللّغوي الّذي سبق الحديث عنه
-2تجعل المتعلّمين يتفاعلون ،يؤثرون ويتأثرون ،ويرسمون أهدافا نبيلة يعملون على تحقيقها
تدبره وتفسير آالءه؛ ال ّذي ينتج عنه نموا هائال في
كاكتساب فصاحة اللسان ،وختم القرآن الكريم ،و ّ
الّلغة .
-1ترفع في مستوى المتعلمين الكتابي في شتى المواضيع المحررة ؛ حيث ّأنها تجعلهم يكتبون
نصوصا في المستوى المطلوب كونهم يقتبسون من كتابه تعالى.
التزود بالمعرفة
ّ تشجعهم على تحقيق الهدف ،وهو
-1تزيد في مستوى تحصيلهم الدراسي ،كما ّ
واكتساب المهارة من خالل مكافأتهم بجوائز( عمرة مجانية ،كتب متنوعة ،مصاحف )...وشهادات
تكريمية.
النظامية في الفصل الدراسي.
ّ -2تعمل على سد الثغرات الّتي تخلّفها الحصص
النفسية.
ّ -01كما تسهم في عالج بعض أمراض الكالم الّتي سببها بعض الحاالت
173
الملحق
إن تحبيب القرآن الكريم إلى قلوب المتضمنة مهام المدرسة القرآنية ( الفرق بينها)ّ : ّ -3األماكن
المتعلّمين وربط عقولهم به واجب على األولياء ،لقول المصطفى صلى اهلل عليه وسلّم" أ َِد ُب ْوا أ َْو َ
ال َد ُك ْم
تعم عليهم، ّ تي ل
ّ ا العظيمة للفائدة ر
ا نظ 0
ب َآ ِل َب ْيتَ ِهَ ،وتِالَ َوةُ القُ ْ َرآ ِن" َعلَى ثَالَ ِث ِخص ٍ
ال ُ :حب َنبِِّي ُك ْمَ ،و ُح ُ َ
ويطور مستواهم الفكري ،السيما األجر األخروي الّذي يجزونه ،وما
ّ كونه يرفع من مهاراتهم اللّغوية،
بوية –معاهد ومؤسسات تعليمية تر ّ
ّ ُيسهم في تحقيق ذلك هو ربط و التحاق هؤالء المتعلمين بأماكن
بأنه تعليم ذو طابع ديني لغوي" ، 9ومن هذه األماكن:– يتلقون فيها تعليما "يمتاز بصفة عامة ّ
عرف على هذه األماكن
آنية ،وفي هذا الموضع سيتّم التّ ّ
الكتاتيب والمساجد و الزوايا و المدارس القر ّ
بإيجاز من خالل التّطرق إلى مفهومها :
بوية الّتي تسهر على تعليم القراءة والكتابة ؛ متخذة
التعليمية التر ّ
ّ آنية :من األماكن
أ-الكتاتيب القر ّ
القرآن الكريم مصد ار لها ما يسمى" الكتاتيب"جمع كتاب إذ "يعتبر الكتاب من أقدم معاهد التر ّبية في
اإلسالم وكان الصبيان يتعلّمون فيه مبادئ القراءة –والكتابة -وقراءة القرآن –وتجويده... -ويرجع
إليها الفضل األكبر في المحافظة على القرآن الكريم ...وقد نشرت مبادئ القراءة والكتابة"" ،3ونظام
التّعليم في الكتاتيب هي أن يجلس األطفال على حصير بسيط أمام "الطالب"(المعلّم)...واألطفال
النابهون بعد أن ينتهوا من حفظ القرآن الكريم يرسلهم آباؤهم إلى مواصلة تعليمهم في فنون اللّغة
الخشبية في تعليمه للولدان ليكتبوا
ّ العر ّبية –في المساجد – أو الزوايا" 5وكان المعلّم يستخدم األلواح
ثم يحفظونها .عليها بعضا من آيات القرآن الكريم ّ
174
الملحق
تم التعليم فيها قديما إي ّأنها كانت موجودة قديما ،وتعتمد آنذاك-الكتاتيب-
إذن الكتاتيب القرآنية ّ
ثم االستظهار
تعليمية تقليدية كالتلقين ،وذلك من خالل الحفظ ّ
ّ تعليمية بسيطة ،وطرق
ّ على وسائل
تعليمية ّأو ّلية (ابتدائية) تسبق التعليم في المسجد والزوايا لكون
ّ واجتياز االمتحان ،والكتاب مرحلة
ثم يحفظونها؛ وعند انتهاء هم من ذلك، المتعلّمين يتعلمون قراءة وكتابة سور من القرآن الكريم ّ
يجتازون امتحانا ،وعند النجاح فيه (االنتهاء من حفظ القرآن الكريم واتقان القراءة والكتابة) ،ينتقلون
إلى المساجد والزوايا لتعلّم فروع اللّغة العر ّبية من نحو وصرف وبالغة وغيرها.
0
تعد الزوايا أيضا من األماكن الّتي كان يقصدها الولدان؛ ليتلقوا تعاليم ب -الزوايا(":الرباطات)" ّ :
اإلسالم وليتعلموا القرآن الكريم.
و"الزاوية من حيث الوضع اللّغوي :اسم جامع لمكان بقطع النظر عمن يجمعه هذا المكان من
9
المنزوين إليه "
أما ما يهمنا هو التعريف المرتبط بالتعليم
أما في االصطالح :فقد تعددت تعاريفها بحسب أنواعها ّ
وتعني فيه الزاوية"ملجأ للطلبة أو العلماء المغتربين يجدون فيها المأوى مجانا وما يحتاجون إليه من
3
الماء للشرب والوضوء وكذلك ملجأ للفقراء وأبناء السبيل"
فمن مهام الزاوية األساسية هو التربية والتعليم ّ ،أم أصلها هو" الرباطات وهي الثغور الّتي يرابط فيها
أهم أعمال الرباطات في أيام السلم هو التربية والتعليم
اإلسالمية ...و ّ
ّ المجاهدون لحراسة حدود الدولة
النظامية لكونها تؤدي وظيفة التعليم في الطور
ّ "5و قد كانت الزوايا قديما تؤدي وظيفة المدرسة
االبتدائي والمتوسط والثانوي ،لكن بعدها ركزت وظيفتها على تحفيظ القرآن الكريم و مبادئ القراءة
عدة أسباب رئيسة نذكر
أما في عصرنا الحالي فقد ق ّل وجودها بشكل كبير وهناك ّ والكتابة فقط ّ ،
آنية .
التوجه إلى المساجد ،وبعدها إنشاء المدارس القر ّ
ّ منها
175
الملحق
جـ -المساجد:
تعتبر المساجد منذ البدء المكان الرئيس الّذي يتلق فيها األوالد تعليمهم ،فهي المدارس الّتي
أهم مهامها تعليم القرآن
يقصدونها لتلقي العلوم والمعارف ومصدرها األساس هو القرآن الكريم ،ومن ّ
،وقد كان ُيجتمع فيها على شكل حلقات للصالة والتعلّم و"قد استمر المسجد على هذا المنوال لتعليم
اإلسالمية وعلوم اللّغة
ّ القرآن الكريم ،والحديث النبوي الشريف –و الفقه -والعقائد -وغيرها من العلوم
واألدب العربي " 3وقبل ذلك كلّه الصالة والعبادات.
فالمساجد المرحلة الثانية بعد الكتاتيب والزوايا ،وتلتقي معها في كونها تهتم بتعليم القرآن الكريم و
تعليمية تقليدية ،و تختلف عن
ّ االستماع و القراءة والكتابة،كما ّأنها تعتمد على وسائل وطرائق
الكتاتيب والزوايا في كونها تعلّم فروع اللّغة العربية وعلوم القرآن الكريم ،إضافة إلى ذلك الكتاتيب
وللتطور الحاصل .
ّ كان التعليم فيها في القديم ؛ وقد زالت لكثرة المساجد
أما فيم يتعلّق بالمساجد فهي كما أسلفنا المكان الرئيس للتعليم ؛لكن ذلك كان في القديم ،ورغم ذلك
ّ
استمرت بعض من هذه المساجد إلى وقتنا هذا تهتم بتعليم القرآن الكريم ،وبذلك تكون وظيفة المسجد
النظامية (ابتدائيات ،
ّ الرئيسة اآلن هي أداء الصالة والذكر فقط وسبب ذلك إنشاء المدارس
تم تخصيصها لتعليم مختلف العلوم والمعارف،
إسالمية) الّتي ّ
ّ متوسطات ،ثانويات ،جامعات ،معاهد
آنية الّتي ُخصصت لتعليم القرآن
تم إنشاء ما يسمى بالمدارس القر ّ تطور العلوم والتّكنولوجيا ّ
ومع ّ
الكريم وتنمية مهارات اللّغة العربية (االستماع والقراءة والكتابة والكالم).
بالتطرق إلى مفهومها وفوائدها.
ّ آنية :قد سبق الحديث عنها وذلك
د-المدرسة القر ّ
أن ك ّل هذه األماكن ؛كان وال زال لها الفضل الكبير في تكوين فئة
مما سلف ذكره إلى ّ
نخلص ّ
المدرسين والمتعلّمين الحافظين للقرآن الكريم
هائلة من العلماء والفقهاء وحفظة القرآن والمفسرين و ّ
أن التعليم في
والمستوعبين لعلومه وما اتصل به من فروع اللّغة العر ّبية ،لكن يجدر بنا التنويه إلى ّ
تعليمية تقليدية
ّ الكتاتيب والزوايا كان وال زال يسير على النهج القديم وذلك باستخدام طرق ووسائل
تأخره
أي"حفظ القرآن الكريم وتلقين بعض العلوم وهذا ما أثر سلبا على التعليم في الزوايا وأدى إلى ّ
-0نفسه ص.310
-9المرجع السابق ،ص.313
-3نفسه.
176
الملحق
عندما نقارنه بالمدارس الحديثة " 0فالمدارس الحديثة تركز على الفهم والتركيب والتحليل والحكم
9
تم إنشاء
أدت إلى قلّة وجود الزوايا ،لكن ال يفوتنا أن نذكر ّأنه ّ
والبرهنة ،وهذه من األسباب الّتي ّ
التحدث ،
آنية الّتي تشمل كل االيجابيات من تعليم للقراءة والكتابة واالستماع و ّ
ما يسمى بالمدارس القر ّ
باإلضافة إلى حفظ القرآن الكريم وتعلّم فروعه وفروع الّلغة العر ّبية و كيفية التفكير والتأمل والنقد
تعليمية حديثة
ّ العقلية بطرق ووسائل
ّ والتحليل والتركيب واالستنتاج والحكم ؛ وغير ذلك من العمليات
مواكبة للتعليم التكنولوجي.
177
الملحق
178
الملحق
مواد حفظ وتالوة كتابة وقراءة حفظ تجويد المواد المدرسة في المدرسة القرآنية :تصحيح التالوة
أخرى.........
المقاييس المدرسة في المعاهد اإلسالميّة ( الجامعات).:علوم القرآن .......مقاييس أخرى .................
شريعة إسالمية الطور الثانوي:لغة عربية تربية إسالمية كالهما المقاييس المدرسة في:الطور االبتدائي ،المتوسط:لغة عربية
كالهما
الحذق في الشيء والحاذق الماهر في كل عمل لقوله مهارات اللغة العربية أربع :االستماع ،القراءة ،الكتابة ،الكالم والمهارة هي ِ
َن َمثَل الس َف َرةِ" ،أي الم اهر في القراءة ،والمهارة قيام الفرد (المتعلّم) بعمل ما ْ
صلى اهلل عليه وسلّم "مثَل الم ِ
اه ِر بِالقرآ ِ
َ َ
(االستماع القراءة ،الكالم ،الكتابة) بدقة و إتقان أي على أكمل وجه.
أي نص بعد أن يستمع إليه قراءة سليمة مراعيا في ذلك آلياتها ،مقارنة بغير
-1هل يمكن للمتعلّم الحافظ للقرآن الكريم أن يقرأ ّ
بمستوى ٍ
عال (ماهر) غالبا أحيانا كثيرا قليال ال نعم الحافظ لكتاب اهلل (آيات ،سور)؟
بمستوى مقبول
في سببا القرآن نظركم؟أليس وجهة من مهارته) (في ذلك في الفضل يعود ماذا إلى -
ذلك.؟........................................................................................................................
...............................................................................................................................
ح غ م - مع مقارنة - ق ح م – وتجويد قراءة على تحكم كيف -
ق-..........................................................
...............................................................................................................................
أي مدى يتقن و يعرف ويتحكم (م ح ق ) مقارنة ب ( م غ ح ق ) :التالوة ،أحكام التجويد ،نطق األصوات بطريقة سليمة
-2إلى ّ
،القطع،الوقف المد ، التنغيم النبر، الصحيحة مخارجها من وإخراجها
...........................................................
كبير فرق قليل ال -0هل يوجد فرق بين (م ح ق) و(م غ ح ق) في الكتابة ،القراءة ،االستماع ،الكالم ؟نعم
إذا كانت اإلجابة بنعم أين يكمن هذا االختالف (الفرق) ؟
المتعلّم غير الحافظ للقرآن الكريم (م غ ح ق ) المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم ( م ح ق )
االستماع
القراءة
الكتابة
الكالم
179
الملحق
-0ما مستوى المهارات االستماعية والقرائية والكالمية والكتابية لدى (م ح ق )و( م غ ح ق)؟
ضعيف ،دون المستوى ،حسن ،في المستوى ،جيّد ،ال بأس به ،عال ،جيّد جدا ،ممتاز ...،
التعليل أو االقتراح مغحق محق المهارات
اللغوية
.............................................................. ................... ............ االستماع
... . ...... ،القراءة
.............................................................. ................... ............ الكالم،
... . ...... الكتابة
-5ما رأيكم في طريقة كالم (حديث) – م ح ق ك – وطريقة كالم – م غ ح ق ك-؟
...............................................................................................................................
...............................................................................................................................
- ......إذا كنتم ترونه (م ح ق ك) يجيد الكالم أو ترونه فصيح اللسان ،بليغا ،يتقن لغته العربية ،ويستشهد في حديثه بالقرآن
الكريم ،
إالم ترجعون ذلك التميّز.؟....................................................................................................
...............................................................................................................................
-6ما رأيكم في طريقة كتابة (م ح ق) و(م غ ح ق)؟
ملحوظة :الكتابة ال نقصد الخط بل نقصد قلّة األخطاء اإلمالئية ،واألهم من ذلك النظم أي التأليف (عند كتابة فقرة أو نص من
إنشائه ،هل يقتبس من القرآن ،هل يراعي عالمات الوقف ؟ ،ومواضع النبر؟ ،هل أسلوبه في المستوى المطلوب ،هل يعبر عن
األفكار بطريقة رائعة؟ ،هل يدعّم قوله بحجج ..........؟)
ومهارته في -إذا كانت اإلجابة باإليجاب ؛ إالم ترجعون السبب؟ أي كيف تفسرون نجاح هذا المتعلّم
الكتابة؟.................................
.......................................................................................
...............................................................................................................................
...
-7كم من الوقت تستغرقون مع (م ح ق) أثناء قراءته ،واستماعه (الفهم) ،كالمه ،كتابته ؟
إجابة أخرى .............ال أعرف..... ال يتجاوز الوقت المحدد متوسط قصير وقت طويل
-.:…………………………………………………………………………….. :.:التعليل
-8كم من الوقت يستغرق (م غ ح ق) أثناء قراءته ،واستماعه (الفهم) ،كالمه ،كتابته ؟
إجابة أخرى .............ال أعرف....... ال يتجاوز الوقت المحدد متوسط قصير وقت طويل
التعليل .......................................................................................................................:
...
180
الملحق
-9ما هي الوسائل والطرائق التّي تستخدمونها وتتبعونها في تدريسكم بالتحديد تدريسكم للقرآن الكريم ؟
...............................................................................................................................
...............................................................................................................................
-11ما رأيكم في مستوى المتعلّم الّذي يدرس في المدرسة النظامية ( تحضيري،ابتدائي)....،و القرآنية معا ؟ هل يملك مهارات
لغويّة كالقراءة المسترسلة ،المعبرة النابعة عن االستماع واإلنصات الجيّد ،والكالم الفصيح ،والكتابة المتميّزة المبدعة ؟ أليس
الفضل في ذلك للقرآن الكريم؟
...............................................................................................................................
-11 ...من خالل ما سبق ما هي نسبة تميّز (م ح ق ) عن ( م غ ح ق ) هل هي ؟
%20 %30 %40 %50 %60 %70 %100 %90 %80
%10
السبب ........................................................................................................................
-12 ....هل الحظتم أ ّن ( م ح ق) أو الذي يتلوه ماهرا في :
-الترقيم ،عالمات الوقف ،الحركات اإلعرابية ،كتابة التاء المربوطة ،والمفتوحة بطريقة صحيحة ،التنوين ،المد ،الهمزة ( الوصل،
القطع) ،الالم (الشمسيّة ،القمرية) ...
ال نعم
التعليل .......................................................................................................................:
.............................................................................................................................. .
..........................................................................................................................
-10هل (م ح ق) بالمقارنة مع ( م غ ح ق ) قادر على :لفظ الكلمات لفظا سليما ،تمييز وكتابة الكلمات التي فيها نبر ،تنغيم ؟
عال إجابة أخرى................................ بمستوى ٍ غالبا أحيانا كثيرا قليال ال نعم
-هل (م ح ق) يستطيع :تحليل النصوص شفهيا وكتابيا ،مناقشة األفكار ،قراءة ما وراء السطور؟
عال إجابة أخرى................................ بمستوى ٍ غالبا أحيانا كثيرا قليال ال نعم
-10هل يؤثر القرآن في المتعلّم عند استماعه وإنصاته وإصغائه إليه (بيداغوجيا) ؟
أحيانا قليال كثيرا ال نعم
-كيف ذلك؟...........................................................................................................
-ما مميّزات (م ح ق ) عن ( م غ ح ق ) في استماعه؟
.........................................................................................................................
...............................................................................................................................
-15 ...من خالل ما سبق ذكره ،من هو المتعلّم الماهر في نظركم؟ وما هو الشيء الذي جعله ماهرا؟
...............................................................................................................................
....................................................................................................................... ...
181
الملحق
-16على اعتبار أ ّن الهدف من تدريس اللغة العربيّة :تمكين المتعلّم من المعرفة وبالتالي جعله مستمعا ،قارئا ،كاتبا ،متكلما في
المستوى الرفيع أال ترون أ ّن القرآن الكريم يسهم بنسبة كبيرة في تنمية هذه المهارات ؟
أحيانا قليال كثيرا ال نعم
كيف ذلك؟ وكم هي النسبة بالمائة؟..........................................................................................
...............................................................................................................................
-17ما الفرق بين ( م ح ق ) و ( م غ ح ق ) من ناحية ؟:
*رسم الحروف * الخط * األفكار * األسلوب * الحركات اإلعرابيّة * عالمات الترقيم *
(مغحقك) (محقك)
............................................................. ...........................................................
..... .....
............................................................. ...........................................................
...... .....
............................................................. ...........................................................
...... ....
............................................................. ...........................................................
...... .....
............................................................. .................................................
......
-18هل ترون أ ّن القرآن الكريم يحقق األمور اآلتية للمتعلّم :اإلجابة نعم ،ال ،غالبا ،أحيانا ،مع فئات معيّنة ،
-عدم االرتباك والخوف................. رسم الحروف رسما جيّدا .............
– الفصاحة والبالغة....................... ط وجودته و وضوحه .......
حسن الخ ّ
– إخراج األصوات من مخارجها الصحيحة إجادة التعبير الكتابي ( االستشهاد" االقتباس " من القرآن الكريم ).......
............
– التعبير بلغة سليمة شفهيا....... وضوح األفكار وتسلسلها.........
– اكتساب ونمو الثروة اللغويّة ............ األسلوب الجيّد.........
– التأني وفهم المقروء والمسموع والمكتوب و احترام عالمات الترقيم ........
المنطوق.....
التعود على حسن اإلصغاء....................
– ّ معرفة مواضع النبر ،التنغيم ،المد ..... ،
النّظم " التأليف" أي إبداع وكتابة نصوص رفيعة المستوى – .....تطويع األلسنة للنطق السليم ......................
القدرة على التعبير عن المواقف الموجودة في النص أثناء وبعد قراءته - ........قلّة األخطاء اإلمالئية...........
182
الملحق
، التعليل
االقتراح ...................................................................................................................
...............................................................................................................................
فعاال وكيف ذلك ؟
-19إلى أي حد تعتبر القرآن الكريم يسهم في تعليم المتعلّم للغته تعليما ّ
...............................................................................................................................
فعاال و ناجحا ،إن لم نقل محورا رئيسا في تدريس المتعلمين وتعليمهم الفصاحة وبالغة
أي حد ترى القرآن منهجا ّ
-إذا إلى ّ
ق ح (غ المتعلمين من غيرهم عن تميّزا أكثر وجعلهم ، اللسان
ك).........................................................................
تفسر عالقة حفظ القرآن الكريم بنمو المهارات اللغوية لدى المتعلّم ( :االستماع و القراءة و الكالم و الكتابة )؟
-21كيف ّ
...............................................................................................................................
...
...............................................................................................................................
-21....ما مدى اهتمام المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم بالقرآن ،وبالدراسة معا ( تحقيق الهدف )؟ وما سبب ذلك ؟
...............................................................................................................................
...............................................................................................................................
-22...حدد مستويات المتعلمين الحافظين للقرآن الكريم حسب معدالتهم ؟
من 10فما فوق .......من 16فما فوق ......دون المستوى ........في المستوى ...........مقبولة.........إجابة
أخرى...................
-1ما هي الصعوبات الّتي تواجه ( م غ ح ق ) عند استماعه ،قراءته ،كالمه ،كتابته ،؟........................................
...............................................................................................................................
...............................................................................................................................
-2كيف يتم معالجة هذه الصعوبات في رأيك ؟................................................................................
...............................................................................................................................
...............................................................................................................................
-0ما مدى ضعف ( م غ ح ق ) في لغته العربية ؟ وإالم يعود السبب؟..................................................
...............................................................................................................................
...............................................................................................................................
...
-0كيف يتم معالجة هذه الصعوبات في رأيك ؟................................................................................
183
الملحق
...............................................................................................................................
...
-5هل ترى أ ّن القرآن الكريم يقضي على بعض هذه الصعوبات ،إن لم نقل كلّها ( يعالج الضعف) ؟
بعضها وهذه الفئة هي ........... مع فئة معيّنة ليس كلّها ال نعم
أكيد
كيف..........................................................................................................................
...
...............................................................................................................................
...
-6أتفسرون ضعف المتعلمين في االستماع ( الفهم) ،القراءة ،الكالم ،الكتابة إلى :
* عدم إتباع المعلّم األساليب * عدم قراءتهم وحفظهم واستماعهم لكتاب اهلل أو بعض آياته *قلّة إطالعهم
* االهتمام بالمواد ( عدم وجود الدافعية والحافز والهدف الصحيحة في تعليم اللغة العربية ،والتربية اإلسالمية
المقاييس) العلمية وإهمال لغة القرآن
االقتراحـــــــــــات والتوصيـــــــــــــــات
-1هل تقترحون على المتعلمين الذين هم بالمرحلة التحضيرية ،االبتدائية ،المتوسطة ،والثانوية ،االلتحاق بالمدارس القرآنيّة ليطوروا
لغتهم وي نَموا مهاراتهم االستماعية والقرائية والكالمية والكتابية؟
اإلجابة مع التعليل.......................................................................................... .................:
..............................................................................................................................:
...............................................................................................................................
......
-2هل تقترحون على المدرسين والقائمين على العملية التعليميّة ككل في الطور االبتدائي و المتوسط ،و الثانوي ،لتحسين ورفع
مستوى المتعلمين وتنميّة مهاراتهم اللغويّة األربعة:
زيادة السور واآليات القرآنية في كتاب التربيّة اإلسالمية( الشريعة) ،المقررات الشرعية.
إتباع القرآن والعمل به كمنهج للتعليم والتعلّم.
زيادة ساعات التربيّة اإلسالميّة في األسبوع والعمل على إبراز أهميّتها .
تشويق المتعلّمين للقرآن الكريم والتنويه إلى فائدته العظيمة في رفع مستواهم العلمي
تعزيز وتشجيع ودعم المتعلّمين اللذين لديهم ميول للقرآن الكريم ،وبالغته بعدة طرق ووسائل( شهادات تكريم ،جوائز.).....
القيام بأنشطة ثقافية داخل المؤسسة التربويّة تتضمن مسابقات في حفظ وتجويد وتالوة القرآن الكريم.
تكليف المتعلمين عند كتابتهم للوضعية اإلدماجيّة ( التعبير الكتابي) أو الشفهي في شتى المواضيع االقتباس من القرآن الكريم
(االستشهاد).
-0أال ترون أنّه من الواجب على األولياء إدراج أبنائهم في المدارس القرآنية مع النظاميّة ( التحضيري ،االبتدائي).....،؟
ال نعم
184
الملحق
لماذا ..........................................................................................................................
............................................................................................................................. ..
-0كخالصة و استنتاج ،ما دور القرآن في تنمية مهارات المتعلّم اللغوية من خالل ما سبق؟
...............................................................................................................................
...............................................................................................................................
...............................................................................................................................
-5اقتراحات إضافية أو تعليقات
...............................................................................................................................
.............................................................................................................................. .
..........................
لكم منا فائق االحترام والتقدير على إجابتكم
زاء ونسأل اهلل لكم دوام الصحة والعافية وحسن الج
دمتم في رعاية اهلل وحفظه
السنة الجامعية 2118/2117
185
المصادر والمراجع
المصادر والمراجع
المصــــــــــــــــــــادر والمراجــــــــــــــع
*القرآن الكريم ،رواية ورش.
العربية:
ّ ّأوال الكتب
-0أحمد بن فارس ،معجم مقاييس اللغة ،تح عبد السالم هارون ،المجلّد الثالث ،دار الجيل،
بيروت ،مادة " س م ،ع".
بوية
-2أحمد عوض ،مداخل تعليم اللّغة العربية دراسة مسحية نقدية ،ط ،0سلسلة البحوث التر ّ
والنفسية ،مكة جامعة أم القرى 0590ه 9111 ،م.
-3البخاري أبي عبد اللّه بن إبراهيم ،مختصر صحيح البخاري ،المسمى "التجريد الصريح
ألحاديث الجامع الصحيح" ،اختصره زين الدين بن الزبيدي ،دار ابن الجوزي ،للنشر والتوزيع،
القاهرة ،ط 0532ه9101 ،م.
-4بدير كريمان ،التعلّم اإليجابي وصعوبات التعلّم ،رؤية نفسية تربوية معاصرة ،عالم الكتب،
القاهرة ،مصر ،سنة.9112
-5تركي رابح عمامرة ،ال ّشيخ عبد الحميد بن باديس رائد اإلصالح اإلسالمي والتر ّبية في الجزائر
المؤسسة الوطنية للنشر واإلشهار ،الجزائر ،ط 0599 ،1ه9110،م.
-6تغريد عمران وآخرون ،المهارات الحياتية ،مكتبة زهراء الشرق ،القاهرة ،مصر ،ط0،9110م.
تح عبد السالم هارون ،مكتبة مصطفى البابي الحلبي ،القاهرة -7الجاحظ ،الحيوان،
0312ه0213/م.01،0 ،
-8أبو بكر جابر الجزائري ،منهاج المسلم ،كتاب عقائد وآداب وأخالق ومعامالت،
والحاكم والنسائي ماجه وابن أحمد عن ط0210/0510م
صححه.ط،9111/0ط،9113/9ط.9115/3
فوقية حسين محمود.
-9الجويني ،الكافية في الجدل ،تحّ ،
-10جابر عبد الحميد وآخرون ،الطرق الخاصة بتدريس اللغة العربية وأدب الطفل ،طبعة
.0219/0210
مادة مهر ،ج ، 11دار صادر ،بيروت ،لبنان ،
-11جمال الدين ابن منظور ،لسان العربّ ،
ط ،0سنة .0220
187
المصادر والمراجع
-12جميل بني عطا وآخرون ،منهاج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها 9110،م :من
منشورات جامعة الزرقاء األهلية.
-13جميل صليبا ،المعجم الفلسفي ،دار الكتاب اللبناني ،ط.0213 ،0
-14جميل عبد المجيد ،البالغة واالتصال ،دار غريب ،القاهرة9111 ،م.
متعددة للتدريس والتقويم
ّ -15حاتم حسين البصيص ،،تنمية مهارات القراءة والكتابة :استراتيجيات
دمشق ،منشورات الهيئة العامة السورية ،للكتاب و ازرة الثقافة 9100 ،م ،مكتبة األسد.
-16حسن شحاتة ،تعليم اللغة العر ّبية بين النظرية والتطبيق ،الدار المصرية اللبنانية للنشر ،
ط ،1جمادى اآلخرة 0593ه ،أغسطس 9119م ،ط،2صفر 0591ه ،أبريل 9115م.
الرحمن النعانعة ،المرحوم بإذن اهلل محمود عبد الرحيم صالح
-17حسن فالح البكور ،إبراهيم عبد ّ
فن الكتابة وأشكال التعبير،ط،9103/0535/9دار جرير للنشر والتوزيع ،عمان األردن .
-18حلمي خليل ،العربية والغموض دراسة في داللة المبنى والمعنى ،دار المعرفة الجامعية ،
اإلسكندرية ،ط0211م .
-19خير الدين هني ،مقاربة التدريس بالكفاءات ،مطبعة ع/بن ،ط.9111،00
-20الراغب األصفهاني ،المفردات في غريب القرآن - .زكريا إبراهيم ،طرق تدريس اللغة
العربية،دار المعرفة الجامعية ،األ ازريطة.
-21رشدي أحمد طعيمة ،المهارات اللغوية ،مستوياتها ،تدريسها ،صعوباتها ،دار الفكر العربي ،
القاهرة ،مصر ،ط0531،0ه9115،م.
-22زاهر عوض األلمعي ،مناهج الجدل في القرآن الكريم ،بيروت ،ط.2
للنشر والتوزيع ،
محمد عيد ،مدخل إلى تدريس مهارات اللّغة العربية ،دار صفاء ّ
-23زهدي ّ
عمان ،ط.10،9100
محمد عيد ،فن الكتابة والتّعبير ،ط ،9112/دار اليازوري العلمية للنشر والتّوزيع ،
-24زهدي ّ
األردن ،عمان31 .
تنمية
التحدث و القراءة والكتابة وعوامل ّ
غوية االستماع و ّ
-25زين كامل الخويسكي ،المهارات اللّ ّ
الجامعية ،مصر 9111 ،م .
ّ غوية عند العرب وغيرهم ،دار المعرفة
المهارات اللّ ّ
-26الزمخشري ،أساس البالغة ،دار صادر بيروت ،ط.0229 ،0
188
المصادر والمراجع
-41ابن عبد رّبه ،العقد الفريد ،مج ،9ج ،9دار الكتاب العربي ،بيروت ،لبنان. 0221 ،
بي/ط9113/0م0595/ه/دار اللغوية في التراث العر ّ
األدبية و ّ
ّ -42عز الدين إسماعيل ،المصادر
المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان.
-43علي أحمد عالم ،الكتابة العربية الصحيحة إمالئيا ونحويا ولغويا وصياغة ،دار الوفاء لدنيا
الطباعة والنشر ،االسكندرية.
-44علي أحمد علي ،وروحية السيد ،خبرات ،ومهارات ،وقدرات العمل المكتبي .القاهرة :
مكتبة عين الشمس
-45علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللّغة العر ّبية ،النظرّية والتّطبيق ،دار المسيرة للنشر والتوزيع
ط ،0عمان 9111
-46علي أحمد مدكور ،طرق تدريس اللغة العربية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،ط، 0
سنة .9111
-47علي أحمد مدكور ،المفاهيم األساسية لمناهج التربية ،ط ،0الرياض ،دار أسامة للنشر
والتوزيع 0501 ،ه0212 ،م.
-48علي أحمد مدكور ،تدريس فنون اللّغة العر ّبية ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،
0591ه9111/م.
-49علي سعد جاب اهلل ،تنمية المهارات اللغوية واجراءاتها التربوية التراك للطباعة والنشر
والتوزيع ،القاهرة ط.9111 ،0
بوية المعاصرة في تدريس اللّغة العر ّبية،عالم الكتب ،القاهرة،
محمد ،االتجاهات التر ّ
-50فضل اهلل ّ
سنة0221م.
-51الفيروز أبادي ،المعجم الوسيط ،مجمع اللغة العر ّبية ()0211م،مطابع اآلوفست بشركة
اإلعالنات الشرقية ،ط ،3ج،9مادة عبر.
-52محسن علي عطية ،مهارات االتصال اللّغوي وتعليمها ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،ط،0
عمان /األردن .9111 ،
-53محمد أحمد عمايرة ،بحوث في اللغة والتربية ،دار وائل للطباعة والنشر ،ط،9119 ،0
عمان ،األردن.
190
المصادر والمراجع
محمد المصري ،مجد البرازي ،اللّغة العر ّبية ،دراسات تطبيقية ،دار المستقبل للنشر والتوزيع
ّ -54
ط ، 0سنة .9100.0539
-55محمد بن أبي بكر الرازي (ت :)190مختار الصحاح ،تحقيق :محمود خاطر ،مكتبة لبنان
–ناشرون ،بيروت 0221م ،ج.0
-56محمد بن أحمد القرطبي ،ت210ه ،التذكار في أفضل األذكار ،بيروت :دار الكتاب
العربي.0512 ،
-57محمد بن عبد اهلل المعروف بالحاكم ،ت511ه ،المستدرك على الصحيحين ،الرياض ،مطابع
النصر الحديثة ،ج.0
محمد رجب فضل اهلل ،االتجاهات التربوية المعاصرة في تدريس اللغة العربية ،جامعة قناة
ّ -58
السويس 0502 ،ه0221،م.
الصابوني ،التبيان في علوم القرآن ،ط، 0511،0212/3مكتبة رحاب للنشر
محمد علي ّ ّ -59
والتوزيع ،الجزائر.
-60محمد علي عطية ،مهارات االتصال اللغوي وتعلّمها ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،
األردن ،ط0591 ، 0ه9111/م.
تطبيقية من حياة
ّ النبوية للطفل مع نماذج
ّ محمد نور بن عبد الحفيظ سويد ،منهج التربية ّ -61
السلف الصالح وأقوال العلماء العالمين ،دار ابن كثير للنشر والتوزيع ،دمشق سوريا ،ط 01سنة
0533ه 9109 ،
وتطورها وأصول اإلمالء العربي ،
ّ -62محمود حاج حسين ،تاريخ الكتابة العر ّبية
الجزء/0منشو ارت و ازرة الثقافة في الجمهورية العربية السورية دمشق9115
عطية وآخرون :طرق تعليم األطفال القراءة والكتابة ،عمان ،دار الفكر للنشر والتّوزيع
-63محمود ّ
(.،)0221
-64محمود عكاشة ،علم اللغة مدخل نظري في اللغة العربية ،ط/0القاهرة ،دار النشر للجامعات
.9112
-65مسلم ،الصحيح ،كتاب صالة المسافرين وقصرها ،وباب فضل الماهر بالقرآن والذي يتعتع
فيه ،رقم .121
191
المصادر والمراجع
-66هشام حسن ،طرق تعليم األطفال القراءة والكتابة ،ط ،0دار الثقافة ،ط ،0عمان
األردن.9111،
-67أبو هالل العسكري ،الفروق اللغوية ،دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،ط 9113 ،9م،
0595ه
-68يونس فتحي علي ،محمود كامل الناقة :أساسيات تعليم اللّغة العربية ،القاهرة ،دار الثقافة
للطباعة والنشر.
ثانيا الكتب األجنبية:
-0بول فابر ،كريستيان بايلون .مدخل إلى األلسنة ،المركز الثقافي العربي ،بيروت ط،0
0229م.
Company.1966.p.49. Burns,p.et al : The Language Arts Childhood 9-
Company.1966.p.49. E.D.Chicago,Round McNally And
Dorothy Rubin. Teaching Elementary languaguage Arts ,2 nd Ed . New 3-
York Holt ,Rinehart and winston ,1980
-Harris .T. L .etal :A Dictionary of Reading and Related 5
Terms ,International Reading Association .New Delaware1982.
الجامعية:
ّ الرسائل
-0أحمد رشاد مصطفى األسطل ،مستوى المهارات القرائية والكتابية لدى طلبة الصف السادس
وعالقته بتالوة وحفظ القرآن الكريم .9101،
تنمية مهاراتها في
محمد منير ،أثر استخدام الطريقة الجزئية في تعليم القراءة على ّ
-9رضوان ّ
غزة ،سنة .9119
كلية التر ّبية ،جامعة األقصىّ ،
األول أساسي ،رسالة ماجيستير ّ ،
الصف ّ
ّ
الصف
محمد ،األنشطة التربوية وأثرها على تنمية بعض المهارات الكتابية لدى ّ
-3صالح هدى ّ
كلية التّربية ،جامعة عين ال ّشمس .
األول الثانوي ،رسالة ماجيستير غير منشورةّ ،
ّ
المجالت(المقاالت) والندوات:
-0أحمد يوسف ،سميائيات التواصل وفعالية الحوار ،منشورات مختبر السيميائيات وتحليل
الخطابات ،جامعة وهران ،الجزائر ،ط 9115م.
192
المصادر والمراجع
-9إياد إبراهيم عبد الجواد ،مستوى مهارات التعبير الكتابي لدى الطلبة الحافظين للقرآن الكريم كامال
األول.
اإلسالمية ،المجلّد ،01العدد ّ
ّ وغير الحافظين له ،مجلّة الجامعة
القراء والمعرفة،العدد،33
-3حنان راشد مصطفى ،برنامج لتنمية مهارات الكتابة لدى الطلبة ،مجلّة ّ
أفريل.9115 ،
-5سمية أحمد فهمي ،دراسة تجريبية للمقارنة بين أثر الكتابة اإلمالئية واالستماع في التعلّم ،مجلّة
التربية الحديثة ،العدد الرابع ،أبريل .0211
-1عوض فايز السعيد ،أثر القرآن الكريم على تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى تالميذ التعلّيم
كلية التربية ،جامعة حلوان ،العدد(،9د ت).
بوية واجتماعيةّ ،
األساسي ،مجلّة دراسات تر ّ
كلية اآلداب
التعليمية ،مجلّة العلوم اإلنسانيةّ ،
ّ العملية
ّ غوية ودورها في
-2ليلى سهل ،المهارات اللّ ّ
محمد خيضر بسكرة ،العدد ،92فيفري .9109واللغات ،جامعة ّ
-1مادلين بيرلي ألين ،اإلنصات فهم ما وراء الكلمات ،تر:هالة صدقي ،مجلّة من قراءات المركز،
المركز الوطني للوثائق التربوية ،ج9111 ،9م.
محمد بودربالة ،المقاربة بالكفاءات ،المفهوم ،الخصائص ،المستويات ،مجلّة البحوث
ّ -8
النفس وعلوم التربية.
والدراسات ،عدد ،2جوان ،9111جامعة المسيلة ،الجزائر ،قسم علم ّ
العالمية للشباب اإلسالمي ،في أصول الحوار ،مؤسسة الطباعة والنشر ،الرياض .0225،
ّ -9الندوة
مواقع اإلنترنت:
-0يوسف بن عبد اللّه العليوي ،أثر القرآن في اكتساب اللّغة واألدب ،مقال ،موقع
vb.tafsir.net
" -9مجلّة البحوث اإلسالمية ،العدد التاسع ،اإلصدار من ربيع األول إلى جمادى الثانية
سنة0515ه ،نقالعن،سنن الترميذي ،فضائل القرآن.
www.alifta .net/fattawa
أهمية الكتابة ،مقالhttp ://wikipidia.org/wik :ّ -3
التعليمية في القرآن الكريم
ّ -4الوسائل
www.khayma.com
193
الفهــــــــــــــــــــــرس
الفهرس
الفهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرس
الصفحة المحتوى
أ -ه المقدمة
ّ
غوية
مدخل في مفهوم المهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارات اللّ ّ
اللغوية
ّ مفهوم المهارات
5-2 المفهوم اللّغوي واالصطالحي للمهارة
1-1 اللغوية
ّ مفهوم المهارات
1- 2 المتضمنة معنى المهارة
ّ المصطلحات
غوية
أقسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام المهارات اللّ ّ
03-11 اللغوية
ّ مهارة االستماع
01-05 غوية (الكالم ،التعبير الشفوي)
مهارة المحادثة اللّ ّ
99-02 غوية
مهارة القراءة اللّ ّ
91-93 غوية
مهارة الكتابة اللّ ّ
92-91 عوامل اكتساب وتعلّم وتعليم المهارات اللّغوية
196
الفهرس
197
الفهرس
198
:مل ّخص
وللتّمــ ّكن من هذه،" والقراءة والكــــتابة،التحدث
ّ و،" االستماع:العربية وتعليمـها؛إتقان مهاراتهـا
ّ إ ّن الهـدف الرئيس من تعلّم اللّغة
متمي از بفصــاحة
ّ مما يجعله ّ ، الّذي يؤثّر فـي دارســه،"بالعـــربية وجب الــعودة إلى مصدرها"القرآن الكـريم
ّ واالرتقاء،المهارات
ومقنعا، ومفحما، ومحاورا،عما يجـول في الفكر والوجدان
ّ معب ار
ّ ، ناطـقا للحروف مـن مخارجـها الصحـــيحة،لسانه وبالغته
... ومؤلّفا، وناظمــا،حـجة والبرهان
ّ بالـــــــــــ
لكون،خاصة ّ مما جعل القائمون عليها؛ يعـنون بـها عناية
ّ ،مية
ّ ّالعملية التعليمية التعل
ّ تعد أساسا رئيسا في
ّ العربية
ّ وفنون اللغة
كل متكامل؛ فالمستمــــــــــع
ّ وهي،تعد أساس االتصال بين البشر ّ جميع المواد ترتكز على إتقان المتعلّم لهذه المهارات؛ الّتي
.وتميـز الدارس للقرآن الكريم عن غيره
ّ يبين مهارة
ّ وبهذا يتّضح وجـــــود فرق، وكاتبا حقّا، وقارئا،متحدثا
ّ يكـــــــــون،الحق
ّ
Summary:
The main goal of learning and teaching Arabic language is to master its skills: “Listening,
speaking, reading and writing”.
To master these skills and take up the Arabic language another notch, it is a must to go
back to its original source the “Holy Quran” that effects its reader’s fluency and eloquence,
by showing him how to pronounce characters from their correct exits, and how to express
his mind and feelings, making him a debater, an evident persuader, a writer, a poet….etc.
The arts of Arabic language are considered a foundation stone in the didactic learning
process, which is why the people in charge of the didactic learning process are giving
them an extra care, especially because all branches depend on mastering these skills that
are considered a perfect communication mean between people. The real listener is a real
speaker, reader, writer, thus this unveils a difference between the skill and the uniqueness
of the Quran learner and other learners.
Résumé :
L’objectif principal est d’apprendre et d’enseigner l’arabe et de maîtriser ses techniques
«d’écoute, de lecture, de parler et d’écriture».
Afin de maitriser ces compétences et de s’améliorer en arabe, il est nécessaire de revenir
à Leur source le ‘’Coran’’, qu’il a un effet sur son apprenant, ce qui le distingue dans la
fluidité de sa langue et de sa rhétorique, parlant les lettres de leurs sorties correctes,
exprimant ce qui se passe dans la pensée et la conscience,de devenir un interlocuteur, un
persuader évident, un écrivain, un poète, etc.
Les arts de la langue arabe sont considérés comme une pierre angulaire du processus
d’apprentissage didactique. C’est pourquoi les responsables du processus
d’apprentissage didactique les accordent une attention particulière, notamment parce que
toutes les branches dépendent de la maîtrise de ces compétences considérées comme un
outil parfait de communication entre les gens. Le véritable auditeur est un véritable
orateur, lecteur, écrivain, ce qui révèle une différence entre l'habileté et le caractère unique
de l'apprenant du Coran et des autres apprenants.