You are on page 1of 211

‫شعبية‬

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية ال ّ‬


‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة أحمد بن بلّة وهران‪.1‬‬
‫كلية اآلداب والفنون‪.‬‬
‫ّ‬
‫العربية وآدابها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫قسم اللّغة‬
‫العربية‬
‫ّ‬ ‫تعليمية اللغة‬
‫ّ‬ ‫تخصص‬
‫ّ‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتــــــــــــــــــــوراه ل م د‬
‫أطروحة ّ‬

‫غوية‬
‫أثــــر القرآن الكريم في تنمية المهــــــــا ارت اللّ ّ‬
‫آنية أنموذجا –‬
‫‪ -‬المدرسة القر ّ‬
‫إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الباحثـــــــــــــــــة‪:‬‬

‫نـور الدين زرادي‬ ‫رحـــــــــــــــــــــاب شــرمـــــوطــــي‬

‫لجنــــــــــــــــــــــــــــــــة المناقشـــــــــــــــــــــــــــة‬

‫الصفة‬ ‫الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫األستاذ‬


‫رئيسا‬ ‫جامعة أحمد بن بلّة وهران‪1‬‬ ‫أستاذ‬ ‫عبد الحليم بن عيسى‬
‫مشرفا ومقر ار‬ ‫جامعة أحمد بن بلّة وهران‪1‬‬ ‫محاضر‬
‫أ‬ ‫أستاذ‬ ‫نــــــــور الدين زرادي‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة أحمد بن بلّة وهران ‪1‬‬ ‫أستاذ‬ ‫عمار مصطفاوي‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫مغنية‬
‫المركز الجامعي ّ‬ ‫أستاذ‬ ‫مــــــــــــناد إبراهيم‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫جامعة معسكر‬ ‫محاضر‬
‫أ‬ ‫أستاذ‬ ‫بن قويدر مختار‬
‫عضوا مناقشا‬ ‫المركز الجامعي تيموشنت‬ ‫أستاذ‬ ‫بلّي عبد القـــادر‬
‫السنة الجامعية‪8112/8112:‬‬
‫للا الر مح ِن الر ِح ْ ِي »‬
‫« ب ِْس ِم ِ‬
ِ ‫«ب م ْس ِم‬
»‫اَّلل الر ْ مح ِن الر ِح ْ ِي‬
20 ‫يوسف‬ » ‫ تم ْعقـِلُ مون‬   ‫ قُ ْر مء'نًـا‬ «

‫قم ْب مل َأ ْن‬ ‫لمنم ِفدم‬      ‫ من‬  ‫« قُل‬

921‫الكهف‬ »    ‫ ِج ْئنما‬    ‫تم ْن مفدم‬
»‫« مصدم مق ما م َُّلل مالْ مع ِظ ْ ُي‬

» ‫« ممث م ُل املما ِه ِر ِِبل ُقرمأ ِن ممث م ُل الس مف مر ِة‬


‫اهـــــــــــــــــداء‬
‫اىل منبــــــــــــــع احلياة ونــــورها اىل مصدر العطـــــــــــــــــــاء "والـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدي"‬
‫الــــــــــى أفراد أســــــــريت‬
‫اىل ّ‬
‫لك من دمعين ِبدلعاء والنصح ومتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــىن ّيل التوفــــــــــــــــــــــــــــــــيق‬
‫اىل من جشّعين ودفعين اىل المام "ارادتــــــــــــــــــــــــــــــي و أملـــــــــــــــــــــــــــــــــي بربّــــــــي"‬
‫الـى من لـم يبـخل عىل غريه‬
‫اىل من يســـــــــــهّل عىل غريه ويفتـــــح هل ِبب الانــــــــــــــــرشاح واليســــر و الفـــــــــــــــرج‬
‫اىل من مينــــــــــــــح يد املســـــــــــــــــــــــــــــــــــــاعدة والعون وال ينتظر املقابـــــــــــــــــــــــــــل‬
‫الــــــــــــــــــــى من يثق بنفسه ويســعى اىل المت ّـي‬
‫الــــى من يتحدى املصاعب وال يممن ِبملس تحيل‬
‫اىل ّ‬
‫لك هــــــــــــــمالء‬
‫أهدي مثرة هذا البحث‬
‫شكــــر وتقديــر‬

‫‪               ‬‬ ‫‪ «‬موقما مل‬
‫ين ‪ » ‬المنل ‪91‬‬
‫‪    ‬م‬
‫أحد املوىل تعاىل ّاّلي وفقين ي قحققق املراد‪.‬‬
‫أتقدّم جبزيل الشكر والعرفان والامتنان اىل‪:‬‬
‫* ّاّلي ّ‬
‫وّجين وأرشدين ي حبيث ؛ اىل املرشف عىل أطروحيت أس تاذي الفاضل صاحب املس توى اخللقـــي والعلمي‬
‫ّالرفقع الس تاذ "نور ادلين زرادي" جزاه ّاَّلل ّ‬
‫لك خري ‪.‬‬
‫* الساتذة الكرام من جامعة وهران ‪ :‬عبد احللي بن عيىس وهل جزيل الامتنان والعرفــــان والتقدير‪ ،‬والس تاذة زحامين‬
‫لها جزيل ّ‬
‫الشكر‪ ،‬والس تاذة بوعناين ‪ ،‬والس تاذة بس نايس ‪،‬والس تاذ بن سعيد ‪ ،‬والس تاذ بوشيبة ‪ ،‬والس تاذ‬
‫قارة‪،‬و الس تاذة سعد للا‪ ،‬والس تاذ مصطفاوي‪ ،‬و الس تاذ مناد‪ ،‬والس تاذ بن قويدر‪ ،‬والس تاذ ّبل‪ ،‬والس تاذ‬
‫ذخّري‪ ،‬والس تاذة ّهين‪...‬‬
‫* أساتذيت الكرام من جامعة ِبتــنة ‪ :‬عبد القادر داخمي وهل جزيل ّ‬
‫الشكر والتقدير ‪ ،‬والس تاذ بلقامس انرص بوجحام‬
‫والس تاذ مشعاةل ‪ ،‬والس تاذ لراوي ‪ ،‬والس تاذ عل عالية‪ ،‬والس تاذ خلخال ‪...‬‬
‫مدريس القرأن الكرمي واملرشفني عىل ذكل ي املدارس القرأنيّة ‪ِ،‬بخلصوص "مدرسة النّامء وهران"و"مدرسة أ ّول‬
‫ّ‬ ‫*‬
‫نومفرب ِبتنة"‬
‫* جيع الساتذة ّاّلين حلوا عىل عاتقهم أعظم رساةل‪ ،‬وأدوا واجهبــم عىل أمكل وجه وبأمانـة واخالص؛ من التحضريي‬
‫اىل ّ‬
‫الطور اجلامعي‪.‬‬
‫مق ـ ـ ـ ـ ّـدمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫فعال في التوجيه والتقويم والتصويب ورفع مستوى‬ ‫القرآن الكريم له دور ّ‬
‫تعد أداة للتعبير عن الفكر‪ ،‬وأداة لالتصال بين‬
‫البشر(المتعلّمين)‪ ،‬وتعليمهم لغتهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم العر ّبية؛ اّلتي ّ‬
‫أن الهـدف األساس من تعلّمــها‬ ‫البشر‪ ،‬وتحقيق التفاهم بينهم‪ ،‬ووسيلة لـ ـ ـ ـ ـ ــنقل المعارف والخبرات‪ ،‬إذ ّ‬
‫التحدث‪ ،‬والقراءة‪ ،‬والكتابة"‪ ،‬وللتّمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّكن من هذه‬
‫وتعليمـ ـ ـ ـ ـ ــها إتقان مهاراتها األربع" االستماع‪ ،‬و ّ‬
‫المهارات‪ ،‬واالرتقاء بالعر ّبية وجب الـ ـ ـ ــعودة إلى مصدرها أال وهو القرآن الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريم‪ ،‬الّذي يؤثّر في‬
‫الصحيحة‪،‬‬
‫متمي از بفصاحة لسانه‪ ،‬وبالغته‪ ،‬ناط ـ ــقا بالحروف مـ ـ ـ ـ ــن مخارجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـها ّ‬
‫مما يجعله ّ‬
‫دارس ـه‪ّ ،‬‬
‫ـجة والبرهان‪ ،‬ناظمــا مؤلّفا‪.‬‬
‫عما يجـ ـ ــول في الفكر والوجدان‪ ،‬محاورا‪ ،‬مفحما‪ ،‬ومقنعا بالح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫معب ار ّ‬
‫ّ‬
‫مما جعل التربويين يعـنون بـها‬ ‫مية‪ّ ،‬‬ ‫العملية التعليمية التعلّ ّ‬
‫ّ‬ ‫تعد أساسا رئيسا في‬
‫والمهارات ّ‬
‫خاصة‪ ،‬لكون جميع المواد تعتمد على إتقان المتعلّم لهذه المهارات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عناية‬
‫ومهارات اللغة العر ّبية األربعة هي أسس االتصال بين البشر‪ ،‬وهي ك ّل متكامل فالمستمع‬
‫السمع كما يقول بن خلدون "أبو الملكات اللسانية"‪،‬‬
‫أن ّ‬‫متحدثا‪،‬وقارئا‪ ،‬و كاتبا حقّا؛ إذ ّ‬
‫ّ‬ ‫الحق يك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬
‫ّ‬
‫أهميته في نقل المعارف والعلوم‪ ،‬الّتي كانت في بداية‬
‫وقـد أواله العلماء اهتماما بالغا إلدراكهم مدى ّ‬
‫األم ـر تتناقل مشافهة أي باالستماع‪ ،‬فلم يكن هناك تدوين أو طباعة لما يقال‪ ،‬وقد اتضحت هذه‬
‫األهمـ ـ ـ ّـية أيضا في كتابه تعالى‪.‬‬
‫التحدث كذلك مهارة إنتاجية معرفية مرّكبة‪ ،‬ووسيلة تحقّق االتصال بين البشـر‪ ،‬وتـ ـ ـ ـ ـ ـ ّبين‬
‫و ّ‬
‫مدى تأدية اللّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــغة الّتي كتب بها أحسن الحديث "القرآن الكريم" بشكـ ـ ــل سليم متقن‪.‬‬
‫عدة عمليات عقلية أخرى يت أرسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــها النظر‬
‫مكونة من ّ‬
‫عملية ّ‬
‫ّ‬ ‫تعد‬
‫التحدث مهارة القراءة‪ ،‬الّتي ّ‬
‫ّ‬ ‫ويلي‬

‫إذ ّأنها أكبر برهان على عظـ ـمة وقيمة‬ ‫واالستبصار‪ ،‬والّتـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي تبرز أهميتها في اآلية الكريمة " ما ْق مرأ"‬
‫القراءة وفائدتـها على البش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرية‪ ،‬فالق ارءة مفتاح الولوج فى مختلف العلوم والمعارف‪.‬‬
‫المدونة الحافظة لهذه المعارف والخبرات من الزوال والضياع‪ ،‬وهمزة الوصل بين‬
‫ِّ‬ ‫والكتابة‬
‫جي ـ ـ ــل وآخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‪.‬‬
‫أن القرآن الكريم لغته العربية فالتم ّكن من مهاراتها يتحقّق بالعودة إليه‪-‬القرآن الكريم‪-‬‬
‫وبما ّ‬
‫لق ــول ابن خلدون "القرآن أصل التعليم الّذي ينبني عليه ما يحصل بعد من ملكات "‪ ،‬وبهذا يتّضح‬
‫أن إتق ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫وتميـ ـ ـ ـ ــز الدارس للقرآن الكريم‪ ،‬عن غير الدارس له‪ ،‬من ذلك نجد ّ‬
‫يبين مهارة ّ‬
‫وج ـ ــود فرق ّ‬

‫أ‬
‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫الــلغة العر ّبية يتّم بالتم ّكن من مهاراتها‪ ،‬وذلـ ـ ـ ـ ـ ــك التم ّكن يتّم انطالقا من منبع اللغة العر ّبية" القرآن‬
‫لغوية‪-‬المدرسة‬ ‫الكريم" لذلك ُو ِسمت الدراسة بعنوان"أثــر القرآن الكريم في تنمية المـــــــــــــــــــــهارات ال ّ‬
‫آنية أنموذجا‪ ،" -‬لبيان أثر القرآن الكريم البالغ فـ ـ ـ ـ ــي تطوير وتنم ـ ـ ـ ـ ــية مهارات اللغة العر ّبية‪:‬‬
‫القر ّ‬
‫أهم ما‬‫االستماعــية‪ ،‬والمهارات الكالمية والمهارات القرائية‪ ،‬والمهارات الكتابية‪ ،‬و في كونه يربط ّ‬
‫األهمية "تعليم اللغة العر ّبية "‪ ،‬فالهدف‬
‫ّ‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي الوجود؛ "كتاب اهلل تع ـ ـ ـ ـ ـ ــالى المعجز"‪ ،‬بمجال في غاية‬
‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن تعليمها جــعل المتعلّم ماه ار متم ّكنا عارفا‪ ،‬وذلك يتحقق فقط عن طريق تزويده بفنون اللغة‬
‫التحدث‪ ،‬والقراءة والكتابة " والعربّية لغة القرآن الكريم ‪.‬‬
‫العر ّبية"االستمــاع‪ ،‬و ّ‬
‫العربية ؟ وكـــــيف‬
‫ّ‬ ‫لذلك طُرحت اإلشكالية اآلتية ‪ : :‬ما أثر القرآن الكريم في مهارات اللغة‬
‫اللغوية؟ وكيف يرتقي بها إلى أن‬ ‫ّ‬ ‫ينمي هذه المهارات؟ وما عالقة القرآن الكريم بتنمية المهارات‬ ‫ّ‬
‫أهميتها؟ ما‬ ‫ّ‬ ‫تصير ملكة لدى المتعلّم؟ وما هي أهم المهارات الّتي تكون مح ّل هذا؟ وفيم تدخل‬
‫يتميز المتـــــــــــــــــــعلّمون‬
‫ّ‬ ‫السيل والوسائل الّتي تم ّكننا من الكشف عن حجم هذا التأثير؟ وبما‬‫ّ‬
‫الدارسون للقرآن الكريم عن غيرهم من المتعلّمين غير الدارسين له؟ وضمن هذه اإلشكالية‪ ،‬ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫اللغوية‪ ،‬ما أنواع المـــــــــهارات‬
‫ّ‬ ‫تبلورت واندرجت في فحواها إشكـ ـ ــالي ــات أخرى ما المقصود بالمهارة‬
‫اللغوية؟‪...‬‬
‫ّ‬ ‫أهمية ك ّل مهارة‪ ،‬مـــــــــــا الهدف من تدريس المهارات‬
‫اللغوية؟ فيم تبرز ّ‬
‫ّ‬
‫الفع ـ ــال‬
‫والهدف من هذه الدراسة إثبات وابراز الرابط الّذي يربط القرآن الكريم باللغة العر ّبية‪ ،‬وأثره ّ‬
‫تميز المتعلّم‬ ‫في تنمية مهاراتها المؤدية إلى توليد القدرة على الفهم واإلنتاج‪ ،‬باإلضافة إلى إبراز مدى ّ‬
‫التميز‪ ،‬مع بيان قدرة ال ـ ــقرآن الكريم في التصـ ـ ـ ـ ـ ّـدي‬
‫الدارس ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقرآن الكريم عن غيره‪ ،‬وفيم يكمن هذا ّ‬
‫ومواجهة صعوبات تعلّم اللّغة العر ّبية‪.‬‬
‫الرغبة في البحث في المواضيع الّتي تخدم القرآن الكريم‬
‫أما الدافع له ّذه الدراسة‪ :‬دافع ذاتي؛ وهو ّ‬
‫وّ‬
‫الرغبة في إثراء البحث العلمي بدراسات تخدم‬‫اللغوية‪ ،‬والدافع العلمي‪ :‬هو ّ‬
‫ّ‬ ‫الفعال من الناحية‬
‫وأثره ّ‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫تم‬
‫وقد اعتمدت هذه الدراسة على المنهجين الوصفي والمقارن‪ ،‬وأما المنهج المقارن فقد ّ‬
‫اعتماده كأداة إجرائية‪ ،‬وذلك لكونهما يتناسبان وطبيعة الموضوع‪ ،‬الّذي يص ـ ـ ـ ـ ـ ــف تأثير القرآن الكريم‬
‫اللغوية‪ ،‬مـ ـ ـ ـ ـ ــع المقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـارنة بين المتعلّمين الدارسين للقرآن الكريم وغير‬
‫ّ‬ ‫ودوره في تنمية المهارات‬
‫الدارسين له ‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫مقدمة‪ ،‬ومدخل‪ ،‬وأربعة فصول‪ ،‬وك ّل فصل يحوي‬


‫تتكون من ّ‬
‫تم وفق خطّة مدروسة‪ّ ،‬‬ ‫وذلك ّ‬
‫يضم مجموعة من المفاهيم‬
‫ثم ملحقا‪ّ ،‬‬
‫إطاريـ ـ ــن‪ ،‬إطا ار نظريا يليه إطا ار تطبيقيا‪ ،‬ويلي ذلك خاتمة ّ‬
‫واالستبيانات‪ ،‬ويليه قائم ـ ـ ـ ـ ـ ــة المصادر والمراجع والفهرس‪.‬‬
‫غوية"‬
‫األول المعنون ب"أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة االستــــــــــــماع اللّ ّ‬
‫تطرقنا في الفصل ّ‬ ‫وقد ّ‬
‫أهميتها في‬
‫ي إلى مهارة االستماع‪ ،‬مفهومها‪ ،‬والمصطلحات المتضمنة معناها‪ ،‬و ّ‬ ‫في إطاره النظـ ـ ــر ّ‬
‫أهميتها‪-‬االستـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــماع‪ -‬كذلك‪ -‬في القرآن الكريم‪،‬‬
‫ـملية االتصالية‪ ،‬و ّ‬
‫التعليمية التعلّمية‪ ،‬والعـ ـ ّ‬
‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬
‫وأهداف تدري ـسها فيه‪ ،‬وأثره في تدريسها وتنميتها‪،‬وتم ـ ـّيز المتعلّمين الحافظيـن القرآن الكريم فيها‪،‬‬
‫عينـة الد ارسـ ــة‬
‫طرقنا فيه إلى ّ‬
‫أما اإلطار التطبيقي؛ فقد تـ ّ‬
‫وعوائ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـق اكتسابها وتعلّمها وتعليمها‪ّ ،‬‬
‫الميدانية ومنهجه ـ ـ ــا‪ ،‬ومكــانها‪ ،‬والوسائل واألدوات المستخدمــة في الد ارسة‪ ،‬واحصاء النتائج وتحليلها‬
‫للمقارنة بين المتعلّمين الدارسين القرآن الكريم والمتعلّمين غير الدارسين له‪.‬‬
‫غوية"؛فقد تناولنا فيه‬
‫التحدث اللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫الثاني" أثر القرآن الكريم في تنمــــــــــــــــــــــية مهارة‬
‫ّ‬ ‫أما الفصل‬
‫ّ‬
‫أهميتها وأهدافها‪ ،‬وتعلّمها‪،‬‬
‫المتضمنة معناها ومهاراتها‪ ،‬و ّ‬ ‫ّ‬ ‫التحدث‪ ،‬مفهومها والمصطلحات‬‫ّ‬ ‫مهارة‬
‫وكيفية حدوثها‪ ،‬وأسباب ضعف المتعلّمين فيها‪ ،‬وطرق ووسائل تنميتها‬ ‫ّ‬ ‫وعالقتـ ـ ـ ـ ـ ـها بالقرآن الكريم‪،‬‬
‫وتطرق‬
‫ّ‬ ‫فيها‪،‬وتميز ومهارة المتعلّمين الحافظين للقرآن الكريم فيها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫لدى المتعلّم ـ ــين وأثر القرآن الكريم‬
‫أما اإلطار التطبيقي؛‬
‫المتضمنة معناه (المجادلة‪،‬المحاججة)‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫كذلك إلى مفهوم الحوار والمصطلحات‬
‫المطبقة على مهارة االستماع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫فـ ـ ـ ــقد عالجنا نفس العناصر‬
‫غوية"؛فقد تطرقنا إلى مهارة‬
‫والفصل الثالث" أثر القرآن الكريم في تنمية مــــــــهارة القراءة اللّ ّ‬
‫تطور مفهومها‪ ،‬وأنواعها‪ ،‬وأسس تدريس‬ ‫القراءة‪ ،‬مفهــومـ ـ ـ ـ ـ ـهـ ـا‪ ،‬وداللته في القرآن الكريم‪ ،‬وعوامل ّ‬
‫أنواع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـها‪ ،‬واأله ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـداف التعليمية ل ـ ـ ـ ـ ـها‪ ،‬وعالقتها بالقرآن الكريم‪،‬وطرق تدريسها وتنميتها‬
‫للمبتدئين‪ ،‬والقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن الكريم ك ـ ـ ـ ـ ـ ـوسيلة لتعليمها وتعلّمها‪ ،‬وصعوبــات تعلّمها‪،‬وطرق مواجهة صعوبات‬
‫أهمية ال ـ ـ ـ ـ ـ ـقرآن الكريم في تنميها‪ ،‬وتمـ ـّيز المتعلّمين الحافظين‬
‫تعلّمها‪ ،‬وعالقة القرآن الكريم بها‪ ،‬وأثر و ّ‬
‫المطبقة على م ـ ــهارة االستماع‬
‫ّ‬ ‫أما الجانب التطبيقي‪ ،‬فقد عالجنا فيه نفس العناصر‬ ‫للقرآن الكريم فيها‪ّ ،‬‬
‫التحدث‪.‬‬
‫و ّ‬
‫غوية"‪ ،‬فـ ـ ـ ــقد تـناولنا‬
‫أما الفصل الرابع واألخير؛ "أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة الكــــــــــتابة اللّ ّ‬
‫ّ‬
‫فيه مهارة الكت ـ ـ ــابة‪ ،‬ومفهومها‪ ،‬ومصطلح الكتابة والقلم في القرآن الكريم‪ ،‬والمصطلحـ ـ ـات المتضـ ّمنة‬

‫ج‬
‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫أهميتها وأهدافها‪ ،‬وميزاتها وعالقتها بالقرآن الكريم ومع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــايير الكتابة‬


‫معناها‪ -‬الكتابة‪ -‬وأنواع ـ ـها‪ ،‬و ّ‬
‫الجيدة وقواعدها‪ ،‬وعناص ـ ـ ـ ـ ـ ــرها‪ ،‬وأدواتها‪ ،‬وطرق ومراحل وصعوبات تعليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمها وتعلّمها‪ ،‬وأساليـب‬
‫ّ‬
‫تميز المتعلّم دارس الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن الكريم‬
‫وطرق تطويرها‪ -‬مهارة الكتابة‪ -‬وأثر القرآن الكريم في تنميتها‪ ،‬و ّ‬
‫التحدث‪،‬‬
‫أما اإلطار التطبيقي‪ ،‬فقد عالجنا نفس العناصر المذكورة في مهارة االس ـ ـ ـ ـ ـ ــتماع و ّ‬ ‫فيها‪ ،‬و ّ‬
‫والقراءة‪.‬‬
‫توصل إليها البحث‪ ،‬وقائمة المصادر‬
‫ّ‬ ‫عدة نتائج‬
‫وقد اختتمت هذه الدراسة بملحق وخاتمة حوت ّ‬
‫يضم عناوين عناصر البحث وصفحاتها‪.‬‬
‫والمراجع‪ ،‬وفهرس ّ‬
‫عدة مصادر ومراجع؛ منها‪ :‬القـ ـ ـ ـ ـ ـرآن الكريم‪ ،‬وكتاب‬
‫وفي ذلك اعتمدت الدراسة‪ ،‬بفصولها على ّ‬
‫تدريس فنون اللّغة العر ّبية لعلي أحمد مدك ــور‪ ،‬وكتاب تعليم اللّغة العر ّبية لحسن شحاته‪ ،‬ومدخل إلى‬
‫محمد عيد‪ ،‬وأساسيات تعليم اللغة العر ّبية ليونس فتحي علي‪،‬‬
‫تدريس مهارات اللّغة العر ّبية لزهدي ّ‬
‫والمهارات اللغوية مستوياتها تدريس ـ ـ ـ ـ ــها صعوباتها‪ ،‬لرشدي أحمد طعيمة‪ ،‬وغيرها‪.‬‬
‫الصعوبات الّتي واجهت هذه الدراسة‪ ،‬فهي‪ :‬قلّة المصادر والمراجع المتعلّقة بفائدة وأث ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫أما ّ‬‫ّ‬
‫غوية‪ ،‬أي قلّة إن لم نقل انعدام الدراسات الّتي تبحث في عالقة القرآن‬ ‫القرآن الكريم م ـ ــن الناحية اللّ ّ‬
‫وخاصة مهارة االستماع‪ ،‬فالبحث في عالقتها بال ــقرآن الكريم في مرجع‬ ‫ّ‬ ‫الكريم بمهارات اللّغة الع ـ ـر ّبية‪،‬‬
‫ـجدة موضوع الدراسة‪ ،‬على عكس المصادر والمراجع المتوفّرة فقد‬ ‫مخصص لها غير متوفّر‪ ،‬وهذا لـ ّ‬ ‫ّ‬
‫القيمية )‪ ،‬إضافة إلى‬
‫األخالقية والسلوكية ( ّ‬
‫ّ‬ ‫بحثت وتبحث في أثر وفائدة القرآن الكري ـ ــم من الناحية‬
‫غوية‪ ،‬وآخر صعوبة هي ملء االستبيانات من قبل بعض‬
‫ذلك اتساع الموضوع من جانب المهارات اللّ ّ‬
‫األساتذة‪.‬‬
‫وفي هذا الموضع نتذ ّكر القول‪ّ " :‬إني رأيت ّأنه ال يكتب إنسان كتابا في يـ ـ ـ ــومه إال قـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال في‬
‫غير هذا لكان أحسن‪ ،‬ولو زيد كذا لكان يستحسن‪ ،‬ولو قدم هذا لكان أفضل‪ ،‬ولو ترك هذا‬ ‫غده‪ :‬لو ّ‬
‫ل ـ ـ ــكان أجمل‪ ،‬وهذا من أعظم العبر‪ ،‬وهو دليل على استيالء النقص على جملة البشر"‪ ،‬واهلل الكامل‬
‫والعالم ومع ذلك نسأله تعـ ــالى أن يجعل هذه الدراسة منطلقا لدراسة فضـ ـ ـ ـ ـ ـل وأثر القرآن الكريم في‬
‫رفع مستوى المت ـ ـ ـ ـ ــعلّمين الّلغوي‪ ،‬ومهاراتهم‪ ،‬وقدراتهم‪.‬‬
‫أتقدم بفائق االحترام وال ّشكر إلى ك ّل من يسعى إلى خدمة القرآن الكريم‪.‬‬
‫ّ‬

‫د‬
‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫‪ 10‬مارس‪ 9102‬وهران‬
‫رحـــــــــــــــــــــــــــــاب شرموطي‬

‫ه‬
‫مـــــــــــدخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل في‬

‫غويــــــــــــــــــــــة‬
‫مفـــهوم المهــــــــــــــــارات اللّـــــــ ّ‬
‫* المفـهوم اللّغـــــوي واالصــــــــــــــــــــــطالحـــــــــــــــــــــي للمــــــــــهــــــــــارة‬

‫غويـــــــــــــــــــة‬
‫* مفهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم المهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــارة اللّ ّ‬

‫غويـــــــــــــــــــــــــة‬
‫*أقســـــــــــــــــــــــــــــــــــــام المــــــــــــــــــــــــهارات الّلـــــــــــــــــــــــ ّ‬

‫غوية وتعلّمها وتعليــــــــمها‬


‫*عوامل اكتســـــــــــــــــــــــاب المهارات اللّ ّ‬

‫*الوســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــائل المعتمدة في تعليم وتعلّم القرآن الكريم‬

‫*لمحة عن أثر القرآن الكريم في تنمية المهارات اللغوية األربع‬


‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫غوية‪:‬‬
‫أوالّ مفهوم المــــــــــــــــــــــــــــــــــهارات اللّ ّ‬
‫‪-1‬المفهوم اللّغوي واالصطالحي للمهارة‪:‬‬
‫اللغوية‪ ،‬لدى الع ـديد من عـ ـلـماء اللّغـة‬
‫ّ‬ ‫يعد مفهوم المهـ ـ ـ ـ ــارة من الناحية‬
‫أ‪-‬المهارة في عرف اللّغة‪ّ :‬‬
‫كالزمخــشري والفيروز أبادي وابن منظور والرازي ‪...‬واحدا‪ ،‬فالمهارة مشتقة من الفع ـ ـ ـ ـل الثالثي‬
‫ّ‬

‫ت الشيء أَمهَ ُرهُ‬


‫"مهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر" وجمعها مهارات؛ وهـ ـ ـ ـي‪-‬المهارة‪ " -‬بالفتح‪ :‬الحذق في الشيء‪ ،‬وقد َمهَ ْر ُ‬
‫بالفتح أيضـ ــا"‪.0‬‬
‫بأنها‪":‬الحذق في الشيء والماهر الحاذق بكـ ّل عمل والجمع‬
‫كما وردت‪-‬المهارة – لدى ابن منظور ّ‬
‫مهرة وهي إحكام الشيء واجادته والحذق فيه‪ ،‬يقال‪َ :‬مهَ َر‪َ ،‬ي ْمهَ ُر‪َ ،‬مهَ َارة‪ :‬اإلجادة والحذق‪ ،‬والماهـر‬
‫الصناعة وفي العلم‪ ،‬بمعنى ّأنه أجاد فيه‬ ‫الحاذق الفاهم لك ّل ما يقوم به من عمل‪ ،‬فهو ماهر في ّ‬
‫‪8‬‬
‫وأحكم "‬
‫وقد ُذكر لفظ الماهر ومكانته العليا في حديث المصطفى صلى اهلل عليه وسلّم‪" :‬الـم ـ ِ‬
‫اهـ ـ ِر بِالقُر ِ‬
‫آن‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َم َع السَّفَ َرِة الك َرِام َ‬
‫الب َرَرِة"‪ ،‬فالماهر‪:‬الحاذق بالقراءة‪ ،‬و ّ‬
‫‪3‬‬
‫قوية‬
‫السفرة‪ :‬المالئكة" ففي الحديث ال ّشريف داللة ّ‬
‫أهمية وفائدة قراءة القرآن‬ ‫كالسفرة أي المـ ـ ـالئكة‪ ،‬وه ـ ـ ـنا تتضح ّ‬
‫أن قارئ القرآن المتم ّكن الماهر؛ ّ‬ ‫على ّ‬
‫المتقنة‪ ،‬والّتي تؤدي إلى رفع مستوى صاحبها‪ ،‬حتى تصير المـ ــهارة لديه ملكة‪ ،‬ويرتقي‪ -‬القارئ‪ -‬إلى‬
‫مصاف المالئكة‪.‬‬‫ّ‬
‫المجيد في كل قول‬ ‫فالمهارة اإلتقان واإلجادة والبراعة‪ ،‬في القول أو الفعل‪ ،‬والماهر ِ‬
‫المتقن وال ــبارع و ُ‬
‫ُ‬
‫أو فعل‪.‬‬

‫محمد بن أبي بكر الرازي (ت‪ :)190‬مختار الصحاح ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمود خاطر ‪ ،‬مكتبة لبنان –ناشرون ‪ ،‬بيروت ‪0221‬م‪،‬‬
‫‪ّ -0‬‬
‫ج‪ ،0‬ص‪.922‬‬
‫مادة مهر‪ ،‬ج ‪ ،11‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط‪ ،0‬سنة ‪ ،0220‬ص ‪015،011‬‬ ‫‪-9‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب ‪ّ ،‬‬
‫‪ -3‬مسلم‪ ،‬الصحيح‪ ،‬كتاب صالة المسافرين وقصرها‪ ،‬وباب فضل الماهر بالقرآن والذي يتعتع فيه‪ ،‬الرقم (‪.)121‬‬

‫‪2‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫عما أورده أهل‬


‫وهذا المفهوم اللغوي للمهارة‪ ،‬يقودنا إلى المفهوم االصطالحي لها الّذي ليس بعيدا ّ‬
‫العربية؛ وهو على النحو اآلتي‪:‬‬
‫ب‪-‬المهارة في االصطالح‪" :‬المهارة في االصطالح تقوم علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى أسس واجراءات‬
‫علمية‪ ،‬يمكن مالحظتهـا وقياسها"‪ ،0‬والمهارة " الحذق واإلتقان‪ :‬أداء ووقتا وجهدا؛ أي األداء المتقن‬
‫ّ‬
‫‪9‬‬
‫تامة ال يعتريه نقص في ال ّشكل‪ ،‬أو في المضمون ‪".‬‬‫يقدم العمل في صورة ّ‬‫الّذي ّ‬
‫معين‪ ،‬ويتطلّب النشاط العضــلي‬
‫فالمهارة أداء يشترط وجود اإلتقان والمقدرة التامة على القيام بأمر ّ‬
‫والفكـ ـ ــري وبعبارة أخرى المهارة تتمثّل في "األداء المتقن القائم على الفهم واالقتصاد في الوقت‬
‫وال ـ ـ ـجهد المبذول‪ ،‬وه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي كذلك نشاط عضوي إرادي مرابط باليد أو اللّسان أو العين أو األذن"‪،3‬‬
‫معين"‪،5‬‬
‫وهـ ـ ـ ـ ـناك من الباحثين من يرى أنـ ـ ـ ـ ـ ــهاّ‪ -‬المهارة ‪ "-‬نشاط يقوم به الفرد يستهدف تحقيق هدف ّ‬
‫حركية "‪.1‬‬
‫ّ‬ ‫و"القـ ـدرة على قيام الفرد بأداء أعمال مختلفة قد تكون عقلية أو انفعالية أو‬
‫فالمهارة إذا تعني االستطاعة والقدرة على القيام بأمر ما على أكمل وجه‪ ،‬إي بكفاءة عالية واتقـ ـان‬
‫معين يسعى الشخص إلى تحقيقه‪ ،‬معتمدا في‬ ‫وسرعة تامة وال ننسى ّأنها ترتبط من البداية بهدف ّ‬
‫لعمليتي التعليم‬
‫ّ‬ ‫ذلك عل ـ ـ ــى جهده وقدراته‪ ،‬وفي مجال التعليم فقد ُع ّرفت المهارة بأنها " نتيجة‬
‫الدقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة في إجراء عمل من األعمال "‪. 2‬‬
‫والتعلّم‪ ،‬وهـ ـ ـي السهولة و ّ‬

‫متعددة للتدريس والتقويم دمشق‪ :‬منشورات الهيئة العامة‬


‫ّ‬ ‫‪-0‬د‪.‬حاتم حسين البصيص‪ ،‬تنمية مهارات القراءة والكتابة‪ :‬استراتيجيات‬
‫السورية ‪ ،‬للكتاب و ازرة الثقافة ‪9100 ،‬م ‪ ،‬مكتبة األسد ‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫ّ‬
‫‪ -9‬د عبد الرزاق حسين ‪ ،‬مهارات االتصال اللّغوي‪،‬ط‪0530/0‬ه‪9101/‬م‪ ،‬الرياض ‪،‬مكتبة العبيكان للنشر والتوزيع‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫غوية عند العرب وغيرهم‪،‬‬
‫تنمية لمهارات اللّ ّ‬
‫التحدث و القراءة والكتابة وعوامل ّ‬
‫غوية االستماع و ّ‬
‫‪-3‬زين كامل الخويسكي‪ ،‬المهارات اللّ ّ‬
‫الجامعية ‪ ،‬مصر‪9111 ،‬م ‪ ،‬ص‪.03‬‬ ‫ّ‬ ‫دار لمعرفة‬
‫سيكولوجية المهارات‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق للنشر والتّوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،9119‬ص ‪.01،01‬‬
‫ّ‬ ‫محمد أبو هاشم‪،‬‬
‫السيد ّ‬
‫‪ّ -5‬‬
‫‪-1‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬صالح أحمد زكي‪ ،‬نظريات التعلّم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة المصرية‪ ،‬سنة ‪0210‬م‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪3‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫أن المهارة تعني‪" :‬ما اكتسبه الفرد من حذق وبراعة واتقان في العمل‬ ‫زد على ذلك ّ‬
‫يتمرن عليه الفرد‬
‫كيف‪ ،‬والتـ ـ ـ ـ ـ ـأقلم مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـع األوضاع المختلفة‪ ،‬فهي نتيجة لتدريب شاق ومتواصل‪ّ ،‬‬
‫والتّ ّ‬
‫‪0‬‬
‫معينة‪ ،‬قد تطول أو تقصر‪ ،‬أي بحسب عامل الصعوبة والسرعة المحيطة بتلك المهارة "‬ ‫لم ـ ّدة ّ‬
‫تعد "نشاطا معقّدا يتطلّب فترة من التدريب المقصود والممارسة المنظّمة والخبرة المضبـ ـوطة‪،‬‬
‫كما ّ‬
‫وعادة ما يكون له وظيفة مفيدة ‪ ...‬وفي هذا المعنى نجد التركيز على النشاط واإلنجـاز والمعالجة‬
‫‪9‬‬
‫الفعلي ـ ـ ـ ـ ـ ـة الواقعية"‬
‫جدا من المفهوم اللّغوي‪ ،‬فالمهارة‬ ‫أن المفهوم االصطالحي للمهارة قريب ّ‬
‫مما سلف ذكره نلحظ ّ‬ ‫ّ‬
‫تعني قدرة الفرد على إنجاز عمل من األعمال‪ ،‬وذلك باعتماد العقل أو العضالت بدقّـ ـ ـ ـ ـ ـة وسرعة‬
‫المراد القيام به‪ ،‬و بذلك تنتقل المهارة من مجموعة نظريات إلى أمـور‬
‫فائ ـ ـقتين حســب نوع الع ـ ـ ـ ـ ــمل ُ‬
‫تطبي ـقية‪ ،‬وتصبـح المعرفة عبارة ع ـ ــن سلوك يـس ـهل القيام به دون مضيعة للوقت؛ ودون بذل جهد‬
‫كبير؛ وذلك ال يتحقق إال بواسطة الدربـة والمران والممارسة؛ واإلتقان والتأقلم والخبرة والنشاط‪ ،‬وك ّل‬
‫ذلك يحقق المهارة المطلوبة‪ ،‬ويسبق ك ّل هذه األمور؛ رسـم الهدف والتــخطيط له غاية في الوصول‬
‫إليه (تحقيقه)‪.‬‬
‫فالمهارة إ َذا تتطلّب الحذق والذكاء واإلتقان والدقّة والحركة وال ّسرعة والجودة في األداء‪ ،‬إي ّأنها‬
‫مما ُيكسب الشخص تجربة وخبرة‪.‬‬ ‫تحول األمر الصعب والمعقّد إلى سهل في المتناول‪ّ ،‬‬ ‫عمليـة مرّكبة ّ‬

‫‪-0‬خير الدين هني ‪ ،‬مقاربة التدريس بالكفاءات ‪ ،‬مطبعة ع‪،‬بن‪ ،‬ط‪ ،9111 ،00‬ص‪.22‬‬
‫‪-9‬رشدي أحمد طعيمة‪ ،‬المهارات اللغوية‪ ،‬مستوياتها‪ ،‬تدريسها‪ ،‬صعوباتها‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫‪0531‬ه‪9115،‬م‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪4‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫أما فيما يتعلّق بمفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهوم اللّغة‪ ،‬فهي من‬


‫التطرق إلى مفهوم المهارة ّ‬
‫ّ‬ ‫غوية‪ :‬قد سبق‬
‫جـ‪ -‬المهارة اللّ ّ‬
‫إما أن يكون صوتيا أو غير صوتي‪ ،‬فاألداء‬ ‫منظور بعض الباحثين ‪":‬مجموعة من المهارات‪ ،‬واألداء ّ‬
‫‪،‬أما غير الصوتي‬
‫الصوتي يشتمل على القراءة و التّعبير الشفوي ‪ ،‬والقاء النصوص النثرية والشعرية ّ‬
‫‪0‬‬
‫تم‬
‫طي " وما نلحظه في هذا الموضع ّأنه عندما ّ‬
‫التذوق الجمالي الخ ّ‬
‫فيشتمل على االستماع والكتابة و ّ‬
‫غوية والّتي تعني أيضا‪ ":‬أنشطة‬‫تكونت لدينا عب ـ ـ ـ ـ ـ ــارة المهارة اللّ ّ‬
‫ربط مصطلح المهارة بمصطلح اللّغة ّ‬
‫غوية المتمثّلة في الحديث والكتابة‪،‬‬
‫االستقبال اللّغوي المتمثلة في القراءة واالستماع‪ ،‬وأنشطة التعبير اللّ ّ‬
‫وهناك عنصر مشترك في كال الجانبين وهو التفكير" ‪. 9‬‬
‫يوضحان الـهدف الرئيس من تعلّم اللّغة؛ أال وهو األداء المتقن لها‪ ،‬وذلـ ـ ــك بأن‬
‫ّ‬ ‫هذان التعريفان‬
‫يصبح الشخص(المتعلّم) ماه ار (متـم ّكنا ) من االستماع والكالم و القراءة والكتابة‪ ،‬وأمـ ــور أخرى‬
‫أهمية بالغة(عقلية)‪.‬‬
‫متعلّقة بها وهي ذات ّ‬
‫بالدقة والكفاءة فضال عن ال ـ ـ ّسرعة‬
‫غوية أيضا بأنها‪ ":‬األداء اللغوي الّذي يتّسم ّ‬
‫وقد ُعرفت المهارة اللّ ّ‬
‫‪3‬‬
‫أن المهارة في اللّغة هي تأدية أو باألحرى استعمال اللغة بدرجة عالية (بكفاءة)‪ ،‬نابعة‬ ‫والفهم " ‪ ،‬إي ّ‬
‫قوة الفهم‪.‬‬
‫عن ّ‬
‫توضح ّأنها أداء يستدعي مجموعة من الشروط‬
‫ّ‬ ‫وأغلب تعريفات المهارة اللغوية السابقة ِ‬
‫الذكر‪،‬‬
‫الّتي تحقق الهدف األسمى‪ ،‬أال وهو" استخدام اللغة بكفاءة عالية"‪ ،‬ويجب أن يتّصف هذا األداء‬
‫الصحة اللغوية من الناحية الصوتية والصرفية؛ ومن ناحية‬ ‫الدقة والكفاءة والسرعة و ّ‬
‫بصفات فما هي؟ ّ‬
‫الخط واإلمالء (الكتابة)‪ ،‬ضرورة مراعاة العالقة بين األلفاظ وداللتها ومطابقة الكالم لمقتضى الحـ ـ ـ ـال‬
‫‪5‬‬
‫واألداء السليم ألصوات اللّغة وكتابتها‬
‫غوية هي أداء اللّغة بطريقة سليمة ودقيقة وخالية من األخطاء والماهر‬
‫أن المهارة اللّ ّ‬
‫نستخلص ّ‬
‫لغويا له كفاءة وبراعة وقدرة عالية على أداء لغته واستعمالها بشكل متقن سواء كان ذلك في الكتابة‬
‫الجيد لمعنى هذه اللّغة –األلفاظ‪ -‬وبذلك يصبح قاد ار على‬
‫أو الكالم أو القراءة مع االستيعاب ّ‬
‫التواصل مع غيره؛ ويصبح مستمعا و قارئا وكاتبا ومتحدثا في المستوى المطلوب أي تتحقق لديه‬
‫المهارة اللّغوية بش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتى أنواعها‪ ،‬وبالتّالي يرفع من تفكيره إلى المستوى المطلوب‪.‬‬
‫‪ -0‬رشدي أحمد طعيمة ‪ ،‬المهارات اللّغوية‪ ،،‬مستوياتها ‪،‬تدريسها ‪ ،‬صعوباتها‪ ،‬ص‪.03‬‬
‫‪-9‬يونس فتحي علي‪ ،‬محمود كامل الناقة ‪ :‬أساسيات تعليم اللّغة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الثقافة للطباعة والنشر‪ ،‬ص‪35‬‬
‫‪ -3‬ينظر رشدي أحمد طعيمة‪ ،‬المهارات اللّغوية‪ ،‬مستوياتها‪ ،‬تدريسها‪ ،‬صعوباتها ‪،‬ص‪.09‬‬
‫‪ -5‬ينظر نفسه‪ ،‬ص ‪05‬‬
‫‪5‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫المتضمنة معنى المهارة‬


‫ّ‬ ‫المتضمنة معنى المهارة‪ :‬توجد العديد من المصطلحات‬ ‫ّ‬ ‫د‪-‬المصطلحات‬
‫التطرق‬
‫ّ‬ ‫أهمها‪ :‬الكفاءة و القدرة واالستعداد‪ ،‬وسيتّم‬
‫والّتي ترتبط بها ارتباطا كبي ار من ناحية الداللة‪ ،‬و ّ‬
‫إليها بشكل موج ـ ـ ـز ودقيق‪.‬‬
‫التطرق إلى مفهومها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬المهارة (‪ :)Skill‬وقد سبق‬
‫تعد الكفاءة مجموع المعارف والمهارات الّتي تسمح بإنجاز شكل‬
‫‪-8‬الكفاءة ‪ّ " : compétence‬‬
‫منسجم ومتوافق وهي استيعاب وفهم واتقان المادة المتعلّمة وتوظيف المعارف في الحياة اليومية‪...‬وهي‬
‫‪0‬‬
‫متعدد‪.‬‬
‫تظهر كسلوك يمكن مشاهدته وقياسه ‪ ،‬فهي مصطلح ّ‬
‫أن الكفاءة هي المـهارة‪ ،‬أي‬
‫متعدد التعريفات‪ ،‬لكن أغلب هذه التعريفات تتفق على ّ‬
‫مصطلح الكفاءة ّ‬
‫توظيف المعارف وتجنيدها(التمثّل) بشكل متقن‪ ،‬وعلى أحسن وجه في الحياة اليومية لحل مـسألة‬
‫معين‪.‬‬
‫(موقف) ّ‬
‫معين أو أكثر من‬ ‫‪-3‬االستعداد‪" :Aptitude‬يقصد باالستعداد قدرة الفرد الكامنة في مجال ّ‬
‫فإنه يمثّل إمكانية الفرد‬
‫المجاالت على أن يتعلّم بسهولة وسرعة وبأق ّل مجهود ممكن‪ ،‬وبعبارة أخرى ّ‬
‫‪9‬‬
‫للوصول إلى درجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة من الكفاية عن طريق التدريب "‬
‫ـعين‬
‫أن االستعداد هو قابلية الفرد للتعلّم واستطاعته إلنجاز عمل م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫من خالل هذا القول نجد ّ‬
‫معينة‪ ،‬تجعله يصل إلى درجة المهارة‪،‬‬ ‫بسرعة ودون بذل جهد كبير‪ ،‬وسعـ ـ ــيه لبلوغ مرحلة ّ‬
‫معين‪.‬‬
‫فاالستـ ـ ـ ـ ــعداد من أهم خطوات تحقيق المهارة ألجل إنجاز عمل ّ‬
‫‪-4‬القدرة‪ ) Ability( :‬يرتبط مفهوم القدرة ارتباطا كبي ار بمفهوم المهارة‪ ،‬وذلك لكون "القدرة ك ّل ما‬
‫حركية‪ ...‬كالقدرة على تذ ّكر قصيدة من‬
‫ّ‬ ‫يستطيع الفرد أداءه في اللحظة الراهنة من أعمال عقلية أو‬
‫مكونات منها القدرة على‬
‫اللغوية تحت ّل مكانة بارزة في التنظيم العقلي لإلنسان‪ ،‬ولها ّ‬
‫ّ‬ ‫ال ّشعر‪ ...‬والقدرة‬
‫‪3‬‬
‫تبين وتكشف عن هذه القدرة الممتلكة والمهارة المكتسبة‬ ‫الفهم اللفظي‪ ،‬الطالقة التعبيرية ‪ ،‬الّتي ّ‬

‫محمد بودربالة‪ ،‬المقاربة بالكفاءات‪ ،‬المفهوم ‪،‬الخصائص‪ ،‬المستويات‪ ،‬مجلّة البحوث والدراسات‪ ،‬عدد‪،2‬جوان ‪ ،9111‬جامعة‬
‫‪-0‬د‪ّ .‬‬
‫النفس وعلوم التربية ‪،‬ص ‪.952‬‬
‫المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬قسم علم ّ‬
‫‪ -9‬ينظر‪ ،‬رشدي أحمد طعيمة ‪ ،‬المهارات اللّغوية‪ ،‬مستوياتها‪ ،‬تدريسها ‪ ،‬صعوباتها‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪-3‬ينظر‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.91،31‬‬

‫‪6‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫مكملة لبعضها‬
‫أن االستعداد والقدرة والكفاءة والمهارة‪ ،‬عناصر ّ‬‫مما سبق ذكره نخلص إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫أن االستعداد يأتي في‬
‫بعـ ـضا‪ ،‬وبالنسبة للقدرة واالستعداد؛ فهما يختلفان في المنزلة (الترتيب)‪ ،‬حيث ّ‬
‫المرتبة األولى‪ ،‬وتليه القدرة وك ّل هذه القضايا تتطلّب النضج والتدريب والممارسة والخبرة ‪ ،‬لتحقق‬
‫اله ـ ـدف‪.‬‬
‫أما بالنسبة للقدرة والمهارة" فالقدرة تشير إلى سمة عامة الصقة بالفرد وثابتة عنده‪ ،‬تسهّل له‬
‫ّ‬
‫أشـ ـ ــكال األداء في مهمات متنوعة (طب األسنان الهندسة)‪ ،‬والمهارة تعتبر أكثر تحديدا كما ّأنها‬
‫معينة ‪ ...‬ومن ذلك مهارة النجار في استخدام المنشار‪...‬فالمهارة جزء من‬‫مهمة ّ‬ ‫موج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهة نحو ّ‬
‫ّ‬
‫مكونات القدرة مثال القدرة على القراءة تشتمل مثال على مهارات الفهم والسرعة والتحليل "‪0‬والتنظيم‬
‫والتركيب واالستنتاج‪ ،‬وما شابه ذلك‪.‬‬
‫ثم المهارة‪ ،‬ولكي يكون‬‫متين بنيانه‪ ،‬قاعدته االستعداد الّذي تليه القدرة ّ‬
‫ٌ‬ ‫نلحظ ّأننا أمام هرم‬
‫ال ّشخص قاد ار عليه أن يكون مستعدا‪ ،‬ولكي يكون ماه ار عليه أن يكون قادرا‪ ،‬ويرتبط بهذا عوامل‬
‫الرغبة‪ ،‬واإلرادة ‪...‬‬
‫ـسية منها ّ‬
‫نف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬

‫‪-0‬ينظر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91،31‬‬


‫‪-2‬نفسه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫غوية ‪:‬‬
‫ثانيا أقســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام المهارات اللّ ّ‬
‫إن اللّغة وحدة متكاملة‪ ،‬والهدف الرئيس من تعليمها وتعلّمها تمكين المتعلّم من المعرفة عن طريق‬ ‫ّ‬
‫التحدث‬
‫إكس ـ ـابه مجموعة مهارات ال غنى للمتعلّم عن تعلّمها؛ وهي أربعة‪ :‬االست ـماع والقـراءة و ّ‬
‫العملية‬
‫ّ‬ ‫يثبت ذلك تركيز القائمين على‬ ‫مية‪ ،‬وما ّ‬
‫التعليمية التعلّ ّ‬
‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬ ‫والكتابة؛ فهي األساس في‬
‫التربوية على تفعيل هذه المهـارات المتصلة بعضها ببعض‪ ،‬في ذهن المتعلّم؛ وعلى النحو اآلتي سيتّم‬
‫التّطرق إلى مفهوم ك ّل واحدة منها ‪.‬‬
‫عملية االتصال بين األشخاص جانبين مهمين‪ :‬جانب اإلرسال‬
‫ّ‬ ‫اللغوية‪ :‬تحوي‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬مهارة االستماع‬
‫عمليتي الكالم والكتابة وجانب االستقبال الذي يشتمل على حاستي البصر والسمع‬
‫ّ‬ ‫والذي يحوي بدوره‬
‫عملية الفهم أي اإلنتاج‪.0‬‬
‫(القراءة واالستماع) والّلذين تتحقق بفضلهما ّ‬
‫عملية التعليم والتعلّم‪ ،‬إذ أنه ُيعتمد في االتصال‬ ‫ّ‬ ‫المهمة في‬
‫ّ‬ ‫غوية‬
‫يعد من المهارات اللّ ّ‬
‫واالستماع ّ‬
‫عد وسيلة فهم وادراك؛ وهو نوع من أنواع الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراءة الّتي تتّم باألذن‬‫ونق ـ ـ ـ ـ ـ ـل المعلومات؛ كما ّأنه ُي ّ‬
‫العمليات العقلية الّتي تتّم في كلتا‬
‫ّ‬ ‫"فالقراءة قراءة بالعين واللّسان‪ ،‬واالستماع قراءة باألذن تصحبها‬
‫‪9‬‬
‫عز وج ّل‬
‫الصامتة والجهرّية" ‪ ،‬إذا القراءة تعتمد على االستماع؛ الّذي جعل له المولى ّ‬ ‫القراءتين ّ‬
‫تنم عن أهميته البالغة ؛إذ ّأنه ُيذكر في العديد من اآليات القرآنية‪ ،‬حيث يقول‬
‫المكانة العظمى الّتي ّ‬
‫"‪،3‬وقوله‬ ‫‪   ‬من ‪  ‬‬ ‫‪‬‬ ‫موالْ ُف مما مد‬ ‫‪  ‬‬ ‫المولى تبارك وتعالى ‪ِ ":‬ان‬

‫مم ْن ‪ّ ‬م من ‪َ   ‬أم ْن ‪    ‬مم ْن ‪ِ   ‬م من ‪‬‬ ‫تعالى ‪" :‬قُ ْل‬

‫‪ ‬‬ ‫" ‪ "،1‬مولمقمدْ‬ ‫تعالى"‪    ‬‬ ‫‪ ،‬وقوله‬ ‫‪4‬‬
‫‪ِ   ‬م من‪"  ‬‬

‫اَل ِ‬
‫ْجن ‪   ‬قُلُوب ‪           ‬‬
‫‪‬ن ‪  ‬‬ ‫ِم َن‬ ‫‪‬‬

‫ون ‪.2 " ‬‬


‫من ‪        ‬الْغما ِفلُ م‬
‫النظرّية والتّطبيق‪،‬الدار المصرّية اللّبنانية‪ ،‬ط‪9119،11‬م‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -0‬ينظر‪ ،‬حسن شحاتة ‪،‬تعليم اللّغة العر ّبية بين ّ‬
‫وجه ل ـ ـ ُـمدرسي اللّغة العر ّبية ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ،11‬سنة ‪ ، 0213‬ص ‪.11/11‬‬
‫الم ّ‬
‫‪ -9‬عبد العليم إبراهيم‪ُ ،‬‬
‫‪ -3‬سورة اإلسراء ‪ ،‬اآلية ‪ ،32‬رواية ورش عن نافع‪.‬‬
‫‪-5‬سورة يونس ‪ ،‬اآلية‪.30‬‬
‫‪-1‬سورة اإلسراء ‪ ،‬اآلية ‪ ،10‬رواية ورش عن نافع ‪.‬‬
‫‪-2‬سورة األعراف ‘ اآلية‪012‬‬

‫‪8‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫أن السمع سابق للبصر؛ فالسمع الحاسة األولى الّتي يولد بها‬ ‫والمالحظ في هذه اآليات الكريمة ّ‬
‫اإلنسان‪ ،‬وما د ّل ذلك إال على أهمية هذه الحاسة –السمع‪-‬والوظيفة الّتي تؤديها أال وهي االستماع‪،‬‬
‫التدبر في معانيه؛ وهذا التدب ـ ـ ـ ـ ـر والتفكر ال يتحقق إال‬ ‫باإلضافة إلى ذلك قراءة القرآن الكريم تتطلب ّ‬
‫الجيد للسمع‪ ،‬يقول تعالى في سورة اإلسراء‪          ":‬‬
‫باالستخدام ّ‬
‫‪0‬‬
‫البد من االستماع و االنتباه والتركيز في‬
‫‪ ، "        ‬أي ّ‬
‫وتهمه وترفع من مستواه؛ والغرض من هذا كلّه أن تؤدي حاسة السمع‬ ‫ّ‬ ‫األمور الّتي تفيد اإلنسان‬
‫عملية الفهم واالستيعاب‪ ،‬ثم اإلنتاج‪ ،‬ويقول تعالى"‪  ‬‬
‫ّ‬ ‫وظيفتها؛ وعن طريقـها تتحقق‬
‫ّ‬
‫‪9‬‬
‫‪ ‬من ‪     ‬ف ْــ ِئــ مد مة ‪  ‬من‪" ‬‬ ‫‪   ‬‬

‫أهم الوسائل الّت ـي تحقق بينهم االتصال اللّغوي‬


‫تعد من ّ‬‫فالمولى خلق للناس حاسة ال ّسمع الّتي ّ‬
‫والتفاهم‪ ،‬فعن طريق االستماع يتعلمون ويعلمون ويتلقون ويستوعبون وبالتالي يتواصـلون‪.‬‬
‫واالستماع نوع من أنواع القراءة ‪...‬وهذه القراءة تتّم عن طريق األذن أي قراءة باألذن الّتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬
‫العقلية ‪ ،3‬وهو لفظ مأخوذ من (أصله) مادة "سمع"‪ ،‬فالسين والعين أصل واحد يراد‬ ‫ّ‬ ‫تصحبها العمليات‬
‫"‪5‬‬
‫عقلية‬
‫العملية تحقق بدورها عمـ ـ ـ ـ ـ ّلية ّ‬
‫ّ‬ ‫عملية تتّم بواسطة األذن‪ ،‬وهذه‬
‫به إيناس الشيء باألذن ‪ ،‬وهذه ال ّ‬
‫عملية معقّدة في طبيعتها‪ ،‬فهو يشتمل على‬ ‫ّ‬ ‫أخرى أال وه ّي الفهم أي فهم ما ُيستمع إليه‪ ،‬و"االستماع‬
‫عدة عمليات أخرى ترافقه منها‪:‬‬ ‫ّ‬
‫غوية المنطوقة ‪.‬‬
‫‪ّ -‬أوال‪ :‬التمييز السمعي للرموز اللّ ّ‬
‫غوية‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا‪ :‬فهم واستيعاب معنى وداللة هذه الرموز اللّ ّ‬
‫غوية وبعبارة أخرى ما ُيستمع إليه من الحديث ‪.‬‬
‫‪-‬ثالثا‪ :‬إدراك موضوع الرسالة انطالقا من الرموز اللّ ّ‬
‫‪-‬رابعا‪ :‬تفاعل وتوافق الخبرات الموجودة في الرسالة مع خبرات المستمع وقيمة معاييره ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫عملية الحكم عليها فيما يتناسب مع ذلك ‪".‬‬
‫عملية نقد وتقويم الخبرات وتليها ّ‬
‫‪-‬خامسا‪ّ :‬‬
‫‪-0‬اإلسراء‪ ،‬اآلية ‪ 32‬رواية ورش‪.‬‬
‫‪ -9‬سورة النحل ‪ ،‬اآلية ‪ ، 11‬رواية ورش عن نافع‬
‫تطبيقية ‪ ،‬دار المستقبل للنشر والتوزيع ‪ ،‬ط ‪، 0‬سنة ‪9100‬‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬ينظر ‪ ،‬محمد المصري ‪ ،‬مجد البرازي ‪ ،‬اللّغة العر ّبية دراسات‬
‫م‪0539/‬ه ‪ ،‬ص‪.503‬‬
‫‪-5‬أحمد بن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تح ‪ :‬عبد السالم هارون ‪ ،‬المجلّد الثالث ‪ ،‬دار الجيل ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مادة " س ‪،‬م ع"‪،‬ص‪.019‬‬
‫‪-1‬ينظر د علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللّغة العر ّبية ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪0591 ،‬ه‪9111/‬م ‪،‬ص‪.21‬‬

‫‪9‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫عقلية أخرى تؤدي وظيفتها‪ ،‬وم ـ ـ ـن هذه‬


‫بعدة عمليات ّ‬
‫جد مرّكبة؛ لكونها ترتبط ّ‬
‫عملية ّ‬
‫ّ‬ ‫إذن االستماع‬
‫العمليات‪:‬‬
‫النهائية‬
‫ّ‬ ‫اإلدراك والفهم والتفاعل والتحليل والنقد والحكم والتقويم‪ ،‬وبالتالي الوصول إلى النتيجة‬
‫واستخالصها ومنها يتحقق االت ــصال بين الطرفين (المـتكلّم والمستمع)‪ ،‬فمهارة االستماع مهارة‬
‫تواصلية أي تحقق التواصل والتفاعل بين عنصرين رئيسين من عناصر الخطاب الشفهي (المرسل‬
‫"المتحـ ّدث"‪ ،‬المرسل إليه "المستمع")‪ ،‬والتّي تتطلّب بدورها مهارة وتم ّكن ك ٌل من هذين العنصرين‪،‬‬
‫فالمستمع المـاهر يعي وي ـدرك فحوى الرسالة الشفهية الّتي ّوجهت إليه من ِقبل المتحدث‪ ،‬وبدوره أيضا‬
‫يكون ماه ار في اسـ ـ ـ ـ ـتقبال وادراك مضمون الرسالة الّتي يستمع إليها هو أيضا‪ ،‬وهذا التلقي للرسالة‬
‫يأتي وفق مراحل متتالية ومتعـ ـاقبة‪ّ :‬أولها استقبال للذبذبات الصوتية (السماع) وبعدها االنتباه والتركيز‬
‫ثم محاولة فهمها بتحليلها وتفسيرها وترجمتها(اإلصغاء)‪...‬وغير ذلك من العمليات العقلية‬ ‫واالهتمام‪ّ ،‬‬
‫مجرد االستماع للكلمات التي‬
‫جيدة سيتعدى دورنا إلى ّ‬
‫المصاحبة لها‪" ،‬فعنـ ـ ـدما نمتلك مهارات استماع ّ‬
‫تحملها الرسالة‪ ،‬بل أيض ـ ـا الفهم الواضـح لها وما تحمله من معان ومضامين‪ ،‬وهذا يجعل الفرد‬
‫‪0‬‬
‫اآلخر(المرسل) مدرك لمدى اهتمام المسـ ـ ـ ـتقبل بما يقوله"‬
‫أن مهارة االستماع تتمثّل في قدرة بل تم ّكن المستمع من استقبال وترجمة وادراك‬ ‫نخلص إلى ّ‬
‫وتحليل وتركيب ونقد وتقويم ‪...‬فحوى القول (الرسالة) الّذي يستمع إليه موظفا بذلك تجاربه وخبراته ‪.‬‬
‫أن‬
‫عملية االستماع ما هي إال داللة وتأكيد على ّ‬ ‫ّ‬ ‫العقلية والدقيقة الّتي تتضمنها‬
‫ّ‬ ‫كل هذه العمليات‬
‫أهمية بالغة وعظيمة‪،‬يقول تعالى‪   ":‬‬
‫هذه الطاقة والقدرة الّتي وهـ ــبها اهلل لعبده ذات قيمة وذات ّ‬
‫موقما‪ ِ    ‬ي‬ ‫‪  ‬‬ ‫نمفمخم ‪ِ ‬من ‪     ‬ف ْــ ِئــدم مة قم ِلي ًال‬
‫‪0‬‬
‫‪  ‬ل م ِفي مخلْ ًق ‪"  ‬‬
‫أما فيم يتعلق‬
‫األول‪ّ ،‬‬
‫تطرق لهذه األهمية في الفصل ّ‬ ‫تحدث عنها العلماء القدامى‪ ،‬وسيتم ال ّ‬ ‫ولذلك قد ّ‬
‫بمفهوم مهارة االستمـاع فقـد اكتفينا بتقديم هذه المفاهيم كوننا ارتأينا ّأنها مفاهيم ملّمة ووافية‬
‫لماهيـة عملية ومهارة االستماع‪ ،‬وذلك تجنبا للتكرار واإلطالة‪ ،‬لكن وبالرغم من ذلك وددنا االطالع‬
‫على مفـهوم ورؤية بعض العلماء العرب القدامى والمحدثين لهذه المهارة ( مهارة االستماع)‪.‬‬

‫‪-0‬تغريد عمران وآخرون ‪ ،‬المهارات الحياتية‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط‪9110 ،0‬م‪،‬ص‪.30‬‬
‫‪-9‬سورة السجدة ‪ ،‬اآلية‪.12‬‬

‫‪10‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫أن التعلّم والتواصل‬


‫‪-1-1‬مفهوم مهارة االستماع عند بعض علماء العرب القدامى‪ :‬من المعلوم ّ‬
‫فيما سبق كان يتم عن طريق االستماع‪ ،‬والعلوم في بداية األمر كانت تنتقل مشافهة أي باالستماع‪،‬‬
‫فلم يكن هناك تدوين أو طباعة لما يقال‪ ،‬لذلك لقيت مهارة االستماع اهتماما وعناية قصوى لكونها‬
‫القاعدة والركيزة لنـ ـ ـ ـقل المعارف والعلوم والتواصل بين الناس بشكل صحيح‪ ،‬وعند اطّ ـ ـ ـ ـالعنا عـ ـ ـ ـ ـلى‬
‫بعض كتابات العلماء الـعرب القدامى نلحظ عدم ذكر لفظة "مهارة" لكن نلحظ اإلشارة إليها‬
‫بقولهم‪":‬حسن االستماع "أو"حسن اإلص ـ ـغاء" أو"حسن اإلنصات" ‪. 0‬‬
‫ا‪ /‬الجاحظ‪ :‬قد ذكر الجاحظ بعض األقوال عن الماهر في االستماع‪ ،‬ومن ذلك‪ ":‬نشاط القائل على‬
‫قدر فهم المستمع"‪ ،9‬أي ّأنه على قدر حركة وتم ّكن وتفاعل المتكلّم على قدر قدرة المستمع على‬
‫استيعاب وادراك ما يستمع إليه‪ ،‬أي ال بد من مراعاة مستوى المستمع وحالته‪ ،‬لكي يكون هناك تفاهم‬
‫واتصال بينهما‪ ،‬ويشير صالح المرن إلى القول‪ ":‬كن إلى االستماع أسرع منك إلى القول‪ ،‬ومن خطاء‬
‫أشد حذ ار من خطاء السكوت" ‪ ،3‬فالقصد من كالم الجاحظ هو التزام الصمت (السكوت)‬ ‫الكالم ّ‬
‫الرد السريع على ما يقال‪ ،‬لكي ال يقع‬
‫واالنتباه والتركيز مع ما يقال؛ وذلك لغرض فهم ما يقال وعدم ّ‬
‫المستمع في العثرات‪ ،‬ألن الصمت أبلغ‪.‬‬
‫ب‪ /‬ابن عبد ربه‪ :‬يقول ابن عبد ربه في اآلداب واألخالق ‪ ":‬أرس األدب كلّه حسن الفهم والتفهّم‪،‬‬
‫واإلصغاء للمتكلّم"‪ ،5‬كما يقول "‪...‬سوء االستماع من الفسولة (لقلّة) والحرمان للفائدة" ‪ ،5‬ويزيد على‬
‫‪2‬‬
‫فإنما جعل لك أذنان اثنتان وفم واحد لتسمع أكثر مما تقول"‬
‫ذلك بقوله" أنصف أذنيك من فيك‪ّ ،‬‬
‫أن الشخص لكي يكون مستمعا ماه ار وجب‬ ‫مما سبق ذكره أي من قول ابن عبد ربه هو ّ‬
‫والمقصود ّ‬
‫ألن الصمت في مواضع هو أبل ـ ـ ـغ‬ ‫‪،‬أولها‪ :‬السكوت والتقليل من الكالم ّ‬
‫أن يلتزم بمجموعة من الشروط ّ‬
‫السعي إلى‬ ‫من الكالم‪ ،‬وثانيها االنتباه والتركيز مع ما يقال واعارة الكالم لمسموع اهتماما‪ ،‬وثالثـ ـ ـ ـها‪ّ :‬‬
‫متحدث‬
‫استيعاب وادراك ما يقال للوصول إلى الهدف المرجو أال وهو التواصل والتفاهم بين كل من ال ّ‬
‫‪ -0‬ينظر‪ ،‬جميل عبد المجيد‪ ،‬البالغة واالتصال‪ ،‬دار غريب ‪،‬القاهرة‪ ،‬سنة‪،9111‬ص‪. 11‬‬
‫‪ -9‬الجاحظ ‪،‬البيان والتبيين ‪،‬تح عبد السالم هارون‪،‬ج‪ ،0‬دار الجيل بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دت‪،‬ص‪.31‬‬
‫‪-3‬نفسه ‪ ،‬ج‪ ،9‬ص ‪.12‬‬
‫‪-5‬ينظر‪ ،‬ابن عبد ربه‪ ،‬العقد الفريد‪ ،‬تح عبد المجيد الرصيني‪ ،‬مج‪ ،9‬ج‪ ،9‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت لبنان‪،‬‬
‫‪0221/0501‬ص‪.319‬‬
‫‪-1‬نفسه‬
‫‪ -2‬نفسه‬

‫‪11‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫جيدا لما يقال ويعير ذلك اهتماما كبيرا‪ ،‬وذلك من خالل‬


‫والمنصت‪ ،‬فالمستمع الماهر تجده يصغي ّ‬
‫بالصمت طيلة فترة حـديث المتكلّم فإن فعل ك ّل ذلك يكون قد حقق اإلفادة وحسن االستماع‬
‫ّ‬ ‫التزامه‬
‫تقبل كالمه من البداية‬
‫المتحدث‪ ،‬أو عدم ّ‬
‫ّ‬ ‫أما سوء االستماع تجد الشخص يكثر من مقاطعة‬ ‫والفهم‪ّ ،‬‬
‫أو عدم إعارته اهتماما‪ ،‬فهنا يحرم المستمع من الفائدة فال يتحقق الفهم وال التواصل فيما بينهما(‬
‫المتحدث والمستمع) ‪.‬‬
‫ّ‬
‫أهميتها الكبيرة في‬
‫كبير لتيقنه من ّ‬
‫ا‬ ‫ج‪ /‬ابن خلدون ‪ :‬اهتّم ابن خلدون كذلك بحاسة السمع اهتماما‬
‫‪0‬‬
‫أن التّكرار‬
‫ّ‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫أى‬
‫ر‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫اللسانية حيث يقول‪ ...":‬السمع أبو الملكات اللسانية ‪"...‬‬
‫ّ‬ ‫تكوين الملكة‬
‫تم االستماع إليه في الذهن ( حفظه) مما‬
‫العملية كونه يرسخ الحديث ال ّذي ّ‬
‫ّ‬ ‫عنصر مهم في هذه‬
‫يساعد ذلك في تنمية مهارة االستماع لدى المتعلمين‪.‬‬
‫أن بعض علماء العرب القدامى (الجاحظ‪ ،‬ابن خلدون‪ )...،‬قد أولوا االستماع‬
‫مما سبق ذكره نلحظ ّ‬
‫أهميتها في نقل المعارف والعلوم بطريقة صحيحة ال تشوبها شائبة‪ ،‬فهم‬
‫اهتماما بالغا إلدراكهم مدى ّ‬
‫السكوت اإليجابي في تنمية‬
‫التحدث‪ ،‬والقراءة‪ ،‬والكتابة)‪ ،‬وقد بينوا في ذلك دور ّ‬
‫جعلوها تترأس القائمة( ّ‬
‫الجيد والّذي تحقق به الفائدة‪.‬‬
‫مهـارة االستماع‪ ،‬كونه جزءا رئيسا ال يتج أز من عملية االستماع ّ‬
‫‪-8-1‬مفهوم مهارة االستماع عند بعض علماء الغرب المحدثين‪ :‬تعد مهارة االستماع من‬
‫المواضيع الّتي تشغل فكر وبحث العديد من علماء اللغة‪ ،‬ألهميتها وارتباطها الوثيق بالعملية‬
‫التعليمية‪ ،‬ومن هؤالء العلماء نذكر‪:‬‬
‫أن اللغة عبارة‬
‫سابير وبلومفيد‪( :‬النظرية المعرفية‪ ،‬المدرسة األمريكية)‪ ،‬يرى كل من هذين العالمين ّ‬
‫عن عادات تكتسب عن طريق المحاكاة‪ ،‬وذلك يتم انط ـ ـ ـ ـ ـ ـالقا من االستماع ّأوال ثم الكالم ثم القراءة‬
‫‪9‬‬
‫أن سابير وبلومفيد جعلوا االستماع في المرتبة األولى وهو يسبق بذلك‬
‫ويلي ذلك الكتابة ‪ ،‬فالمالحظ ّ‬
‫مه ـ ـ ـ ـ ـ ـارات اللغة الثالث (الكالم والقراءة والكتابة)‪ ،‬أي ّأنه أساس رئيس في مجال اكتساب اللغة وذلك‬
‫أن "اكتساب اللغة يتم‬
‫باإلنصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات إلى اآلخرين وتقليدهم‪ ،‬كما يرى بعض علماء النظرية السلوكية ّ‬
‫‪3‬‬
‫عن طريق االستماع والمحاكاة والتعزيز والتكرار ‪"...‬‬

‫‪-0‬ابن خلدون ‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬ضبط وشرح محمد اإلسكندراني ‪ ،‬دار الكتاب العربي ‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪-9‬ينظر‪ ،‬محمد أحمد عمايرة ‪ ،‬بحوث في اللغة والتربية ‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر ‪ ،‬ط‪ ،9119 ،0‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪-3‬أنسى محمد أحمد قاسم ‪ ،‬مقدمة سيكولوجية اللغة ‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪12‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫توجهـات كل من أصحاب النظرية المعرفية والسلوكية والتي‬


‫بالرغم من وجود اختالفات عديدة في ّ‬
‫أن‬
‫التطرق إليها في هذا الموضع‪ ،‬فما يهمنا ويخدمنا في هذا هو ّ‬
‫ّ‬ ‫ال يستوجب علينا الحديث عنها أو‬
‫أن االستماع أساس رئيس في اكتساب اللغة‪ ،‬وهذا دليل على‬
‫أصحاب هذه النظرية أيضا ّأنهم يرون ّ‬
‫أهمية االستماع ‪.‬‬
‫‪-‬ومن جهة أخرى نجد العديد من الباحثين الذين أجروا دراسات تتعلق بمهارة االستماع من ناحية‬
‫تم في إطار العملية التعليمية‪ ،‬وهذا برهان ساطع على‬
‫المفهوم واألهمية والشروط وغير ذلك وكلّه ّ‬
‫أهمي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة االستماع في تعلّم واكتساب اللغة بطريقة صحيحة‪.‬‬
‫مدى ّ‬
‫وقد اكتفينا بذكر هذه اآلراء فقط كونها تحيط عموما على مجمل آراء علماء ودارسي اللغة‪ ،‬باإلضافة‬
‫لتجنب اإلطالة‪.‬‬
‫إلى ذلك ارتأينا ّأنها كافية ووافية لخدمة هذا العنصر وذلك ّ‬
‫إذن‪":‬فاالستماع هو فهم الكالم‪ ،‬أو االنتباه إلى شيء مسموع مثل االستماع إلى متح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـدث‪،‬‬
‫عملية فسيولوجية يتوقف حدوثها‬
‫ّ‬ ‫السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماع وهو‬
‫بخالف السمع الّذي هو حاسة وآلته األذن‪ ،‬ومنه ّ‬
‫‪0‬‬
‫على سالمة األذن‪ ،‬وال يحتاج إلى إعمال الذهن أو االنتباه لمصدر الصوت"‬
‫أن االستماع يعتمد على‬
‫عملية السماع واالستماع حيث ّ‬
‫ّ‬ ‫أن هناك فرقا بين‬
‫نلمس من هذا التعريف ّ‬
‫قُ ْ‬
‫ل ‪‬‬ ‫الفهم أي استيعاب القول‪ ،‬وذلك يتطلب االنتباه والتركيز في الشيء المسموع‪ ،‬لقوله تعالى‪":‬‬

‫‪‬‬ ‫‪َ  ‬ولمن‬ ‫فمقما‪   ‬قُرأانً ‪     ‬فـ‪ ‬‬ ‫‪ّ ِ      ‬م من ‪‬لْ مجن‬
‫‪0‬‬
‫عملية ال إرادية كسماع صوت القطار‬
‫ّ‬ ‫يعد‬
‫وبذلك فهو يختلف عن السماع الذي ّ‬ ‫‪"    ‬‬
‫تم التفصيل في هذه الفروق في‬
‫على سبيل المثال وهذا ال يتطلب التركيز واعم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال الذهن‪ ،‬وسيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫موضع آخر‪.‬‬

‫‪Harris .T. L .etal :A Dictionary of Reading and Related Terms ,International Reading Association -0‬‬
‫‪.New Delaware1982.pp.182.183‬‬
‫‪-9‬سورة الجن‪ ،‬اآلية ‪.0،9‬‬

‫‪13‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫غوية (الكالم‪ ،‬التعبير الشفوي)‪ :‬تعني المحادثة ‪ ":‬القدرة على التعبير‬‫‪ -8‬مهارة المحادثة اللّ ّ‬
‫اإلنسانية‪ ،‬والمواقف االجتماعية‪ ،‬والسياس ـية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬بطريقة‬
‫ّ‬ ‫الشفوي عن المشاعر‬
‫وظيفية‪ ،‬أو إبداعية‪ ،‬مع سالمة النطق وحسن اإللقاء"‪ ،0‬و"قد تتّم باستخدام لغة وسطى بين الفصحى‬
‫ّ‬
‫‪9‬‬
‫العامية "‬
‫و ّ‬
‫أهمية كبيرة كونها وسيلة من وسائل االتصال وتبادل األفكار بين البشر؛‬ ‫ّ‬ ‫فالتحدث مهارة ذات‬
‫ألجل أن يحصل التفاعل فيما بينهم‪ ،‬وذلك التواصل يتّم باستخدام اللّغة الفصيحة البليغة؛ لدى فئة‬
‫من الناس الّتي تبدع فيـها وتوظفها بشكل سليم والئق‪ ،‬وفئة أخرى تستخدم العامية‪ ،‬أو لغة وسيطة‬

‫‪‬‬ ‫بين العامية والفصحى؛ حسب الموقف‪ ،‬وقد ذكرت في قوله تعالى‪ ":‬قُ ْل‪    ‬قم ْو مل م ي‬

‫" ‪ ،‬فالتّ ّ‬
‫حدث‪ ":‬مهارة مرّكبة ُيسهم فيها إتقان اللّغة والقدرة على‬ ‫‪3‬‬
‫‪    ‬‬

‫التالعب باألساليب وتوظيفها‪ ،‬فهي نشاط يفصح به الفرد عن أفكــاره ومشاعره وال يحصل ذلك إال إذا‬
‫ولغوية‬
‫ّ‬ ‫عملية فكرّية‬
‫ّ‬ ‫استُخدمت في لغة صحيحة‪ ،‬تنقل بها األفكار والمعتقدات واالتجاهات بعد‬
‫إنتاجية "‪.5‬‬
‫ّ‬
‫عملية ونشاط ذهني يتّم بواسطتها نقل األفكار‪ ،‬وبالتالي تحقيق االتصال بين األفراد‪،‬‬
‫ومهارة المحادثة ّ‬
‫ذهنية الموجودة في عقل المتعلّم نتيجة تفاعله ودفعه إلى الكل‬
‫ومن خاللها أيضا يتّم ترجمة الصورة ال ّ‬
‫‪1‬‬
‫لفظية وسياقات تعبيرية‬‫فيصبح قاد ار على إنتاج األفكار‪ ،‬وتقديمها في قوالب ّ‬
‫الناس للتّفاعل‪ ،‬وقد تتّم باستخدام اللغة العر ّبية الفصحى‪ ،‬أو اللّغة‬
‫كما ّأنها مهارة هامة لجميع ّ‬
‫‪2‬‬
‫العامية "‬
‫العامية‪ ،‬أو باستخدام لغة وسطى بين الفصحى و ّ‬ ‫ّ‬
‫زد على ذلك ّأنها مهارة مرّكبة يسهم فيها إتقان اللّغة والقدرة على التّالعب باألساليب وتوظيفها‪ ،‬فهي‬
‫"نشاط يفصح به الفرد عن أفكاره ومشاعره‪ ،‬وال يحصل ذلك إال إذا استخدمت في لغة صحيحة‪ ،‬تنقل‬
‫‪-0‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللّغة العر ّبية ‪ ،‬النظرّية والتّطبيق ‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع ط‪ ،0‬عمان ‪ ، 9111 ،‬ص‪.010‬‬
‫محمد المصري ‪ ،‬مجد البرازي ‪ ،‬اللّغة العر ّبية‪ ،‬دراسات تطبيقية‪ ،‬دار المستقبل للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،01‬سنة ‪ ،9100‬ص ‪.501‬‬ ‫‪ّ -9‬‬
‫‪-3‬سورة األنبياء‪ ،‬اآلية‪.5‬‬
‫التجديدية‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬إربد‪ ،‬األردن‬
‫ّ‬ ‫الدليمي‪ ،‬تدريس اللّغة العر ّبية بين الطرائق التقليدية واالستراتيجيات‬
‫‪-5‬طه علي حسين ّ‬
‫‪ ،9112‬ص ‪.039‬‬
‫‪-1‬ينظر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.033‬‬
‫البرازي ‪ ،‬اللّغة العر ّبية ‪،‬دراسات تطبيقية‪ ،‬دار المستقبل للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،01‬سنة ‪ ،9100‬ص‪.501‬‬
‫محمد المصري ‪،‬مجد ّ‬
‫‪ّ -2‬‬

‫‪14‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫‪0‬‬
‫إنتاجية "‬
‫ّ‬ ‫ولغوية‬
‫ّ‬ ‫عملية فكرّية‬
‫بها األفكـ ـ ـ ـ ـار والمعتقدات واالتجاهات بعد ّ‬
‫التحدث مهارة معقّدة مرّكبة‪ ،‬تقتضي إتقان اللغة‪ ،‬والتم ّكن من التالعب باألساليب وتوظيفـ ــها‪،‬‬ ‫" ّ‬
‫والمرونة في تبديل مواقع الكالم‪ ،‬وتغييرها‪ ،‬واالنتقال بها من فكرة إلى أخرى‪ ،‬فضال عن القدرة على‬
‫توظيف اإليماءات واإلشارات ألداء المعاني وتوكيدها‪.9‬‬
‫عملية مرّكبة‪ ،‬تتّم بتوظيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف اللغة الفصحى أو‬ ‫ّ‬ ‫التحدث‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عملية‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫من خالل ما سبق ذكره‪ ،‬نجد ّ‬
‫لعامية‪ ،‬أو المزج بينهما‪ ،‬لكن األصل فيها كمهارة؛ هو التم ّكن من التواص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل باللـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــغة الفصيحة‬
‫ا ّ‬
‫تبين مدى تم ّكن الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد من‬
‫عملية الفهم واالتصال بين البشر‪ّ ،‬‬
‫العامية‪ ،‬وهي أساس ّ‬
‫ّ‬ ‫(العر ّبية) دون‬
‫اإلنتاج؛ أي مدى توظيف اللغة الفصحى ‪.‬‬

‫محمد خيضر بسكرة ‪ ،‬العدد ‪ ،92‬فيفري ‪.9109‬‬


‫اإلنسانية ‪،‬جامعة ّ‬
‫ّ‬ ‫غوية‪ ،‬مجلّة العلوم‬
‫‪-0‬ليلى سهل ‪ ،‬المهارات اللّ ّ‬
‫‪-9‬ينظر ‪ ،‬أحمد منير ‪،‬مهارات االتصال لإلعالميين والتربويين والدعاة ‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪15‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫غوية‪:‬‬
‫‪ – 3‬مهارة القراءة اللّ ّ‬
‫‪‬ق َْرأْ ‪  ‬‬ ‫إن ّأول آية نزلت على الرسول الكريم محمد صلى اللّه عليه وسلّم قوله تعالى‪":‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬مق ‪  ‬مق ‪  ‬من ِم ْن ‪ً ‬ق ‪ ‬أقْ مرأ ‪      ‬ق م م ْل ‪  ‬ض‪ ‬من ‪  ‬‬

‫‪ ،"0" ‬تشير اآليات الكريمة إلى مهارتين من مهارات التعلّم‪ ،‬تمتلكان باالكتساب هما القراءة والكتابة‬
‫مش ـ ــار إليها بالقلم –يتقدمها مدد إلهي مسنود ببسم اهلل‪ -‬وعليه ُيفهم من أمره تعالى لرسوله المصطفى‬
‫عملية التعليم والتعلّم وبها يطّلع اإلنسان على‬
‫األهمية في ّ‬
‫ّ‬ ‫عملية بالغة‬
‫أن القراءة ّ‬
‫صلى اهلل عليه وسلّم ّ‬
‫شتى المعارف والعلوم ‪ ،‬ويعي من خاللها ما كان يجهله ‪.‬‬
‫دافعية تشمل تفسير الرموز والرسوم الّتي يتلقاها القارئ عن طريق‬
‫ّ‬ ‫انفعالية‬
‫ّ‬ ‫عملية عقلية‬
‫فالقراءة‪ّ " :‬‬
‫‪9‬‬
‫ذهنية‬
‫عملية ّ‬
‫عينيه‪ ،‬وفهم المعاني واالستنتاج والنقد والحكم والتذوق وحل المشكالت " ‪ ،‬كما ّأنها‪ّ " :‬‬
‫تأملية‪ ،‬تنمو كتنظيم مرّكب من أنماط التّفكير والتحليل والتّعليل‪ ،‬وحل المشـكالت والتّقويم‪ ،‬وينبغي أن‬
‫ّ‬
‫الرموز‬
‫تعرف الحروف والكلمات‪ ،‬والنطق بها صـحيحة‪ ،‬وفهــم هذه ّ‬ ‫تكون نشاطا فكرّيا‪ ،‬يشتمل على ّ‬
‫تعبر عنه من أفكار"‪.3‬‬
‫وتحل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيلها‪ ،‬وادراك ما ّ‬
‫التعرف على ال ـ ـ ـ ـ ـرموز–‬
‫ّ‬ ‫عملية ونشاط متسلسل يبدأ من‬
‫ّ‬ ‫أن القراءة‬
‫من هذين التعريفين نلحظ ّ‬
‫ثم ربط هذه الحروف بعضها ببعض‪ ،‬ويلي ذلك تشكيل كلمات ثم محاولة فهمها وادراك‬ ‫الحروف‪ّ -‬‬
‫معينة ‪،‬كما ّأنها‪-‬القراءة‪ -‬نشاط عقلي مرّكب متشابك تتدخل فيه‬ ‫للتوصل إلى حقائق ّ‬ ‫ّ‬ ‫مع ـ ـ ـ ـ ـناها‬
‫العقلية كالتفكير والفهم والنقد والشرح والتحليل التركيب واالستنتاج واعطاء‬
‫ّ‬ ‫مجموعة من العمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـليات‬
‫األول البسيط (السطحي) والّذي يتّم فيه‬ ‫العملية‪-‬القراءة‪-‬لها مستويين؛ المستوى ّ‬
‫ّ‬ ‫الحـلول ‪ ...‬وهذه‬
‫أما المستوى الثاني المرّكب (العميق) ال ّذي يتّم‬
‫عرف على الرموز وكيفية تركيبها بعضها ببعض ّ‬ ‫التـّ ّ‬
‫الس ـ ـطور أي فهم المعنى والمراد؛ وهذا ما يسمى القراءة الواعية الّتي تحوي‬
‫من خالله قراءة ما وراء ّ‬
‫مجموعة عمليات عقلية كاإلدراك والفهم والتركيب والتحليل والتّطبيق‪ ،‬والنقد‪ ،‬والحكم ‪...‬‬
‫وللتفصيل أكثر في مفهوم مهارة القراءة سنلج إلى مفهومها اللغوي واالصطالحي‪.‬‬

‫‪-0‬سورة العلق‪ ،‬اآلية ‪ ،1/0‬رواية ورش عن نافع ‪.‬‬


‫‪-9‬حسن شحاتة ‪ ،‬تعليم اللّغة العر ّبية بين النظرّية والتّطبيق‪،‬ص‪.011‬‬
‫التجديدية ‪ ،‬ص‪031‬‬
‫ّ‬ ‫التقليدية واالستراتيجيات‬
‫ّ‬ ‫الدليمي ‪ ،‬تدريس اللّغة العر ّبية بين الطرائق‬
‫‪ -3‬طه علي حسين ّ‬

‫‪16‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫‪-1-3‬مفهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوم القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــراءة لغة واصطالحا‪:‬‬


‫الداللي للقراءة في القرآن الكريم"‪:‬‬
‫أ‪-‬القراءة في عرف اللغة "المدلول ّ‬
‫يقول ابن منظور في لسان العرب‪":‬القرآن التنزيل العزيز قرآه يقرؤه قَ ْ أر وقراءة وقرآنا ومعنى القرآن‬
‫تعالى‪        ":‬ان‪َ  ‬وقُر ‪  ‬فــ‪‬‬ ‫الضم لقوله‬
‫ِ‬ ‫الجمع‪ ،‬و ّ‬
‫أت القرآن‪ :‬لفظت به مجموعا أي ألقيته‬
‫أي جمعه وقراءته ‪...‬ومعنى قر ُ‬ ‫قَ‪ ‬فما‪  ‬قُـ‪،1" ‬‬

‫‪...‬وأق أُر الصحابة أي أتقن للقرآن وأحفظ‪ ،‬وقول سبويه ‪ :‬ق أر واقت أر بمعنى بمنزلة عال والقراءة واالقتراء‬
‫والقرآن واألصل في هذه اللفظة الجمع‪ ،‬وقرأت القرآن لفظت به مجموعا "‪ ،9‬فالقراءة من هذا المنطلق‬
‫الضم‪ ،‬ويدخل ضمن هذا‬
‫الضم والجمع‪ ،‬وهي مشتقّة من لفظ القرآن الكريم والّذي يعني الجمع و ّ‬
‫تعني ّ‬
‫اإلتقان‪ ،‬وجهرت أي قرأت وألقيت بصوت مجهور‪ ،‬مسم ـوع‪.‬‬
‫ب‪-‬القراءة في االصطالح‪:‬‬
‫ب‪ -1-‬المفهوم التربوي الكالسيكي لعملّية القراءة في االصطالح‪ :‬قد كان البحث في مفهوم القراءة‬
‫يضم مجاال واحدا يتّضح لنا من خالل التعريفات‬
‫ضيقا‪ ،‬أو باألحرى ّ‬
‫في الدراسات والبحوث األولى ّ‬
‫اآلتي ذكرها‪:‬‬
‫ثم‬
‫الرموز ونطقها نطقا صحيحا‪،‬أي االستجابة البصرّية لما هو مكتوب‪ّ ،‬‬ ‫تعرف على ّ‬ ‫عملية ّ‬
‫القراءة " ّ‬
‫الرموز ومنحـ ـ ـ ـ ـها‬
‫ثم فهم أي ترجمة ّ‬
‫النطق أي تحويل الرموز المطبوعة إلى أصوات ذات معنى ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫‪3‬‬
‫الرمز ذاته"‬
‫المعاني المناسبة‪ ،‬وهذه المعاني في الواقع تكون في ذهن القارئ وليست في ّ‬
‫الرموز المطبوعة إلى أصوات تمثّلها تش ّكل اللّغة المنطوقة "‪،5‬‬
‫كما ّأنها"عملّية فك الرموز‪ ،‬وتحويل ّ‬
‫الرموز‬
‫التعرف على ّ‬‫ّ‬ ‫العملية سالمة أعضاء جهاز النطق ألج ـل‬
‫ّ‬ ‫ومن األمور الّتي تتطلّبها هذه‬
‫الرموز وهي‬‫ومعانيها‪ ،‬إي ّأنها"عملية عقلية بصرية‪ ،‬تستلزم معها سالمة الجهاز النطقي‪ ،‬لفك وتفسير ّ‬
‫‪1‬‬
‫أن القراءة‬
‫السطور؛ تقتضي فهم المقروء)" ‪ ،‬ومن هنا نلحظ ّ‬
‫قراءة سطحية‪ ،‬وأخرى عميقة (أي ما وراء ّ‬
‫‪-0‬سورة القيامة‪ ،‬اآلية ‪ ،02،01‬رواية ورش‪.‬‬
‫‪-9‬ينظر‪،‬ابن منظور ‪ ،‬لسان العرب ‪،‬مادة ق أر ‪ ،‬مج ‪09‬طبعة جديدة ‪ ،‬دار صادر بيروت ‪ ،‬لبنان للطباعة والنشر‬
‫ط‪،9111/0‬ط‪،9113/9‬ط‪9115/3‬ص‪. 11،10،19‬‬
‫‪ -3‬الدليمي طه علي حسين والوائلي ‪ ،‬سعاد عبد الكريم عباس ‪ ،‬الطرائق العلمية في تدريس اللغة العربية ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬سنة‪ ،9113‬ص‪.013‬‬
‫‪ -5‬بدير كريمان‪ ،‬التعلّم اإليجابي وصعوبات التعلّم‪ ،‬رؤية نفسية تربوية معاصرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر‪،‬سنة ‪ ،9112‬ص‪.013‬‬
‫‪-5‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية ‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع ‪،‬عمان ‪ ،‬ط‪ ، 0‬سنة ‪،9111‬ص‪.013/010‬‬

‫‪17‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫الرموز‬
‫عرف على ّ‬
‫عملية التّ ّ‬
‫عملية ذهنية مرّكبة تنطلق من العين‪ ،‬وتحوي مجموعة من العمليات منها‪ّ :‬‬
‫ثم محاولة النطق بها‪ ،‬ويلي ذلك مرحلة أخرى وهي فهم واستيعاب معنى هذه‬‫ثم تركيبها‪ّ ،‬‬
‫مف ّككة‪ّ ،‬‬
‫الرموز‪.‬‬
‫الكلمات الّتي ُشكلت من ّ‬
‫عملية‬
‫ّ‬ ‫نخلص انطالقا من مفاهيم القراءة السابقة ال ّذكر؛ ّأنها عملية تبدو بسيطة في ّأول األمر ل ّكنها‬
‫ثم تحليلها‬
‫التعرف على الرموز المكتوبة اعتمادا على العين‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫عدة مراحل ّأولها‬‫جد معقّدة‪ ،‬تشتمل ّ‬
‫السليمة‪ ،‬وأخي ار‬
‫(تفسيرها)‪ ،‬وبعدها تركيب هذه الرموز‪ ،‬وبعدها نطقها باالعتماد على أعضاء النطق ّ‬
‫مما يوصلنا إلى وجود نوعين من أنواع القراءة‪ّ :‬أولهما القراءة السطحية وثانيهما‬
‫محاولة فهمها‪ّ ،‬‬
‫القراءة العميقة (قراءة الفهم‪ ،‬وقراءة المعنى)‪.‬‬
‫ب‪ -8-‬المفهوم التربوي الحديث لمصطلح القراءة وداللته في القرآن الكريم‪:‬‬
‫قد تعددت مفاهيم مصطلح القراءة في العصر الحديث‪ ،‬بل اتسعت واتسع مجال البحث فيها‪ ،‬ومنها‬
‫يعد مفهوما ناقصا أي يدور في حلقة واحدة؛ أال‬
‫لعملية القراءة ّ‬
‫ّ‬ ‫أن المفهوم الكالسيكي‬
‫الّتي ارتأت ّ‬
‫ثم فهمها وصوال‬‫النطق بها‪ّ ،‬‬
‫عملية ّ‬
‫ّ‬ ‫ثم تحليلها‪ ،‬ويلي ذلك‬
‫الرموز المكتوبة‪ّ ،‬‬
‫عرف على ّ‬ ‫وهي حلقة التّ ّ‬
‫تعرف وفهم ال يفي‬
‫بأنه ّ‬
‫أن تحديد مفهوم القراءة ّ‬
‫أدق قال أحد الدارسين‪ّ ":‬‬ ‫المراد‪ ،‬وشكل ّ‬
‫إلى المعنى ُ‬
‫يعد إدراكا بحاسة من الحواس الخمس‪،‬‬
‫مقومات المفهوم المتطور للـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقراءة‪ ،‬وذلك أل ّن التعرف ّ‬
‫بكل ّ‬
‫مما ج ـ ـ ـ ــعل القـ ـ ـ ـ ـراءة ثالثة أقسام قراءة صامتة وقراءة جهرية و قراءة‬
‫فهو مفهوم واسع وغير محدد‪ّ ،‬‬
‫‪0‬‬
‫حق عناصرها وأنواعها وباقي‬
‫يعد إجحافا في ّ‬
‫سمعية أو استماع" ‪ ،‬فالمفهوم الكالسيكي لعملّية القراءة ّ‬ ‫ّ‬
‫ضيق ‪ ،‬فالفهم هو‬‫التعرف والفهم ف "كلمة فهم ذات مدلول ّ‬
‫المهارات المتعلّقة به ـ ـ ـ ـ ــا كونه يرّكز على ّ‬
‫‪9‬‬
‫يتضمن كل مهارات القراءة"‬
‫ّ‬ ‫تصور المعنى‪ ،‬وجودة واستعداد الذهن لالستنباط وهذا ال‬ ‫حسن ّ‬
‫ثم‬
‫للرموز المطبوعة ‪ّ ،‬‬
‫تعرف وادراك بصري ّ‬
‫تعرف وفهم واستبصار ‪،‬أي ّ‬
‫أن القراءة ‪ّ ":‬‬
‫زد على ذلك ّ‬
‫ألن االستبصار ليس‬
‫التعرف والفهم بكثير ‪ّ ،‬‬
‫ثم استبصار‪ ،‬وهو أعمق من ّ‬
‫فهم‪ ،‬وهـ ـ ـ ـ ـو إدراك المعاني ّ‬
‫المتوقعة ‪ ،‬وادراك ما‬
‫ّ‬ ‫وتصور النتائج واالحتماالت‬
‫ّ‬ ‫مجرد فهم للمعاني‪ّ ،‬إنما هو أيضا إدراك للعالقات‬
‫ّ‬
‫خفية‪ ،‬ودالالت ضمنية وتنبؤ‪،‬وحسن توقّع لما ستكون عليه األمور‪ ،‬وما‬ ‫السطور من معان ّ‬ ‫وراء ّ‬
‫سيترتّب عن ذلك من ق اررات وأحكام "‪ 3‬فالقراءة من هذا المنطلق عبارة نوجزها في معادلة رياضية ‪:‬‬

‫‪ -0‬ينظر ‪،‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص ‪.012/011‬‬
‫‪-9‬ينظر ‪،‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص ‪.012/011‬‬
‫‪-3‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية ‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع ‪،‬عمان ‪ ،‬ط‪ ، 0‬سنة ‪،9111‬ص‪.013/010‬‬
‫‪18‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫التعرف (إدراك بصري)‪ +‬الفهم (إدراك المعنى)‪+‬االستبصار(إدراك للعالقات وصوال إلى النتائج)‬
‫القراءة = ّ‬

‫الدقيق وال ّشامل‪.‬‬


‫التعرف والفهم واالستبصار؛ هي األقطاب الثالثة الرئيسة للمفهوم ّ‬ ‫فعملية ّ‬
‫ّ‬
‫األهمية فال يوجد مثال إدراك للعالقات بين الرموز وصوال إلى‬ ‫ّ‬ ‫لعملية القراءة‪ ،‬وك ّل منها في غاية‬
‫ّ‬
‫مكمالن لبعضهما‬ ‫عملية القراءة ّ‬
‫النتائج؛ دون اإلدراك البصري‪ ،‬فكل من المفهوم الكالسيكي والحديث ل ّ‬
‫التعرف والفهم واالستبصار؛ هي األقطاب الثالثة الرئيسة للمفهوم الدقيق والشامل لعملية‬ ‫فعمليةّ ّ‬
‫المراد واكتشاف ك ّل غامض ّومبهم‪.‬‬ ‫يصبان في فحوى عم ّلية القراءة أال وهي الوصول إلى المعنى ُ‬
‫بل و ّ‬
‫عرف الفهـ ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫عملية القراءة إضافة إلى التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫اءة‪،‬في‬
‫أهمية القكبيررة‬
‫ّ‬ ‫زد على ذلك ّأنه يوجد أمر آخر له‬
‫واالستبصار‪ ،‬وقد أضافه الدارسين إلى مفهوم القراءة الحديث؛ أال وهو عنصر التّفاعل بين القارئ‬
‫والمقروء‪ ،‬فالقراءة" بالمفهوم التربوي الحديث العملية الفكرية العقلية التي ترمي إلى الفهم‪ ،‬أي ترجمة‬
‫هذه الرموز إلى مدلوالتها من األفكار‪...‬ثم تفاعل القارئ مع النص المقروء تفاعال يجعله يرضى‪ ،‬أو‬
‫‪0‬‬
‫يسخط‪ ،‬أو يعجب‪ ،‬أو يشتاق نتيجة تفاعله بما يق أر "‬
‫عمليات عقلية عليا‪ ،‬وهي نشاط‬
‫ّ‬ ‫ذهنية تأملّية‪ ،‬تنمو كتنظيم مرّكب من أنماط ذات‬ ‫عملية ّ‬
‫فالقراءة " ّ‬
‫يتضمن أنماط التفكير والتّحليل والتّعليل‪ ،‬وحل المشكالت والتّقويم‪ ،‬وينبغي أن تكون القراءة نشاطا‬
‫ّ‬
‫تعرف الحروف والكلمات‪ ،‬والنطق بها صحيحة‪ ،‬وفهم هذه الرموز وتحليلها‪ ،‬إدراك‬
‫فكريا‪ ،‬يشتمل على ّ‬
‫ما تعبر عنه من أفكار"‪.9‬‬
‫األهمية كون القارئ الماهر يصل فيها إلى درجة عالية‪ ،‬وهي مهارة التحليل‬
‫ّ‬ ‫عملية في غاية‬
‫ّ‬ ‫فالقراءة‬
‫العقلية األخرى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العمليات‬
‫ّ‬ ‫والتركيب والنقد والتقويم والحكم‪ ،‬وغيرها من‬
‫عملية معرفية تقوم على تفكيك رموز تسمى حروفا لتكوين معنى‪ ،‬والوصول إلى مرحلة الفهم‬ ‫تعد‪ّ ":‬‬
‫كما ّ‬
‫واإلدراك وهي جزء من اللّغة الّتي هي وسيلة للتواصل والفهم‪ ،‬فالقراءة وسيلة استقبال معلومات الكاتب‬
‫أو المرسل للرسالة واستشعار المعنى‪ ،‬وهي وسيلة للتعلّم والتّواصل مع الثقافات والحضارات وك ّل هذا‬
‫المسجلة في المخ والمعلّمة من قبل من حروف وأرقام ورموز " ‪.3‬‬
‫ّ‬ ‫يتم عن طريق استرجاع المعلومات‬

‫‪-0‬عبد العليم إبراهيم ‪ ،‬الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ‪،‬ص‪11/11‬‬


‫التجديدية ‪ ،‬عالم الكتب الحديث ‪ ،‬إربد ‪ ،‬األردن‬
‫ّ‬ ‫اتيجيات‬
‫الدليمي ‪ ،‬تدريس اللّغة العربية بين الطرائق التقليدية واالستر ّ‬
‫‪-9‬طه علي حسن ّ‬
‫‪ ،9112‬ص‪.031‬‬
‫أهمية الكتابة ‪ ،‬مقال‪http://wikipidia.org/wik:‬‬
‫‪ّ -3‬‬

‫‪19‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫القــــــــــــــــــــــــــراءة‬
‫تفاعل‬ ‫تقويم‬
‫فـــــك‬ ‫ـــرف‬
‫تعـ ّ‬
‫تواصل‬ ‫نقد‬
‫فهــــــــــــــــم‬ ‫تحليل‬ ‫استـقبال‬
‫استبصار‬
‫تعلّــــــــم‬ ‫حكم‬
‫تركيب‬

‫عمق في المعنى األدق ُيرسم المخطط الموالي الّذي سيتّم توضيحه الحقا‪:‬‬
‫ولالختصار في ال ّشكل والتّ ّ‬

‫القــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراءة‬

‫استبصـــــــــار‬ ‫نظــــــــــــــــــــــر‬
‫=‬ ‫=‬
‫‪+‬‬
‫‪0‬‬
‫أن نظر ال ّشيء ‪:‬‬ ‫لمتطور النامي هي "نظر " و"استبصار"" و في المعجم الوسيط " ّ‬ ‫فالقراءة "بالمفهوم ا ّ‬
‫‪9‬‬
‫تدبر وف ّكر‪ ،‬فالنظر ‪ :‬الرؤية بالعين‪ ،‬والتي قد تصاحب بالتفكير والتدّبر"‬
‫أبصره ونظر فيه‪ ،‬أي ّ‬
‫الرموز‬
‫مكونة من طرفين نظر واستبصار‪ :‬ال ّنظر يتعلّق بالمراحل األولى للقراءة؛ أي رؤية ّ‬
‫فالقراءة هنا ّ‬
‫تدبرها)وصوال إلى المعنى‪ ،‬ف" يدرك التلميذ الكلمة‪ ،‬ويحولها من رمز ال معنى‬‫التمعن فيها ( ّ‬
‫بالعين و ّ‬
‫له إلى كلمة ذات داللة محدد‪ ،‬يستطيع إحضارها في ذهنه كلّما رآها كما ّأنه يمكنه استخدامها في‬
‫‪3‬‬
‫التعرف البصري‬
‫عدة مهارات فرعية منها‪ :‬إتقان ّ‬ ‫يتضمن هذا الجانب ّ‬
‫معينة " ‪ ،‬كما" ّ‬
‫التعبير عن أفكار ّ‬
‫معينة للمعاني‪ ،‬والقدرة على تحليل الكلمات‪ ...‬واستعمال القاموس للكشف‬
‫للكلمة‪ ،‬واستعمال إرشادات ّ‬
‫‪1‬‬
‫عن كلمات‪" ،5"...‬والنمو في القراءة يعتمد على التعرف على الحروف ّأوال"‬

‫‪-0‬ينظر ‪،‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪011‬‬


‫‪-9‬ينظر‪،‬نفسه‪،‬ص ‪ 011‬نقال عن المعجم الوسيط ‪،‬ص‪.230/239‬‬
‫‪-3‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللّغة العر ّبية ‪ ،‬ص‪.011‬‬
‫‪-5‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.011‬‬
‫‪-1‬ينظر‪ ،‬نفسه ‪ ،‬ص‪012‬‬

‫‪20‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫عملية القراءة‪ ،‬والّذي يحوي بدوره مهارات عديدة منها‬


‫ّ‬ ‫النظر قاعدة رئيسة أولى في‬‫أن ّ‬
‫نخلص إلى ّ‬
‫مما يوصل‬‫السعي إلى فهمها والبحث عن مدلوالتها ّ‬‫ثم ّ‬‫عرف على الرموز وبالتالي الكلمات‪ّ ،‬‬
‫مهارة التّ ّ‬
‫التطور‪.‬‬
‫النمو و ّ‬
‫بالقـ ـ ـ ــارئ إلى مرحلة ّ‬
‫التطرق إلى القطب الثاني الّذي‬
‫ّ‬ ‫األول من قطبي مفهوم القراءة سيتّم‬
‫التطرق إلى القطب ّ‬
‫ّ‬ ‫تم‬
‫بعد أن ّ‬
‫تمت اإلشارة إليه‪ ،‬أال وهو"االستبصار""وفي المعجم أبصر أي نظر فرأى ورأى ببصيرته‬
‫سبق وأن ّ‬
‫وتعرف‪ ،‬وتبصر الشيء‪ :‬أي استبانه‬
‫وتبصر‪ ،‬أي تأمل ّ‬
‫ّ‬ ‫فاهتدى ‪،‬وأبصر الطريق‪ ،‬أي استبان ووضح‪،‬‬
‫‪0‬‬
‫واستبصر في أمره ودينه‪ ،‬أي كان ذا بصيرة فيه "‬
‫العقلية‪ ،‬الّتي سبق وذكرناها( فهم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ويضم العديد من العمليات‬
‫ّ‬ ‫النظر‪ ،‬بل‬
‫أشد تعقيدا من ّ‬
‫فاالستبصار ّ‬
‫وتحليل‪ ،‬ونقد‪ ،)...‬وبعبارة أخرى االستبصار‪ " :‬فهم‪ ،‬وادراك للعالقات الموجودة بين مدلوالت األلفاظ‬
‫الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطور‪ ،‬واستقراء‬
‫والجمل والفقرات واألفكار والموضوعات‪ ،‬وصوال إلى المعاني الخفية أو ما وراء ّ‬
‫‪9‬‬
‫للنتائج وحسن التوقع والتنبؤ بما سيكون عليه الواقع واتخاذ للق اررات واصدار لألحكام"‬
‫عدة مهارات أساسية‪،‬‬
‫يتضمنها االستبصار‪ ،‬والّتي نتج عنها ّ‬
‫ّ‬ ‫عقلية‬
‫عدة عمليات ّ‬
‫وبهذا ُيلحظ وجود ّ‬
‫النقد والتقويم‪...‬‬
‫السطور‪ ،‬ومهارة التحليل والحكم و ّ‬
‫منها‪ :‬مهارة قراءة ما وراء ّ‬
‫يضم عمليات‬‫العملية‪ ،‬وكالهما ّ‬
‫ّ‬ ‫أما لالستبصار فهو المرحلة الثانية لهذه‬
‫النظر مرحلة أولى للقراءة‪ّ ،‬‬
‫وّ‬
‫األهمية‪ ،‬توصل المتعلّم إلى تحقيق مستوى عال من المهارات القرائية وما يتعلّق بها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عقلية في غاية‬
‫ب‪-3-‬النظر واإلبصار في القرآن الكريم‪:‬‬
‫التطرق إليهما من منظور‬
‫ّ‬ ‫عملية القراءة‪ ،‬سيتّم‬
‫ّ‬ ‫النظر واالستبصار في‬
‫طرق إلى مصطلحي ّ‬ ‫بعد التّ ّ‬
‫أن‪" :‬‬
‫وتبين لنا الفرق بينهما إذ ّ‬
‫عز وج ّل‪ ،‬كال المصطلحين‪ّ ،‬‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬فقد ذكرهما المولى ّ‬
‫"النظر" الذي هو مجرد اإلدراك بالعين لألشياء‪ ،‬ومنها الكلمات والجمل المطبوعة على الصفحة‬

‫البيضاء‪ ،‬وبين "اإلبصار "الذي هو الفهم الشامل الكامل لكل ما يراه اإلنسان"‪ ،3‬يقول ج ّل شأنه‪ْ  ":‬ن‬
‫‪         ‬من‪      ‬من ‪ ،4" ‬وقوله تعالـ ـ ـ ـى أيضا‪:‬‬

‫‪ -0‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪،001‬نقال عن المعجم الوسيط‪ ،‬ص ‪12‬‬
‫‪-9‬نفسه ‪ ،‬ص‪.001‬‬
‫‪ -3‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪000‬‬
‫‪-5‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.021‬‬

‫‪21‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫أَفمأن ْتم ‪     ‬ي م ْع ِقلُ مون ‪       ‬أَفمأن مْت‬ ‫‪ ‬م ْن ‪ ‬‬ ‫"‬
‫ال ِ‬
‫ْجن و‪ ‬‬ ‫‪        ‬من‪ ،3 " ‬وقوله أيضا‪ ":‬مولمقمدْ ‪ّ ِ    ‬م من‬
‫‪  ‬قُلُوب ‪ ‬ي م ْفقمه ُْو من ‪  ‬أَعْ ُني ‪‬ال ‪َ  ‬ن ‪  ‬مءا مذان ‪  ‬من ‪   ‬‬

‫"‪. 4‬‬ ‫‪      ‬من ‪‬‬

‫أن المولى تعالى يذكر لنا صنفا من الناس‪ ،‬وهم الّذين ينظرون‬
‫فمن خالل هذه اآليات الكريمة نجد ّ‬
‫لكنهم ال يبصرونه (الكفار)؛ أي ال يرونه بقلوبهم وفكرهم ‪،‬بل‬
‫الحق بأعينهم (ليسوا عميانا)‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫إلى‬
‫عز وج ّل يشبههم باألنعام بل هم‪ ،‬أظّل منها‪،‬‬
‫ينكرونه ‪،‬مثل أهل قريش ‪،‬ولهم عذاب عظيم ‪ ،‬والمولى ّ‬
‫الرسول صلى اهلل عليه‬
‫وصنف آخر من الناس هو عكسهم‪ ،‬ك"عبد اهلل بن ّأم مكتوم " الّذي قصد ّ‬
‫عز وج ّل وحده‬
‫الحق "وهو اإليمان بالمولى ّ‬
‫ّ‬ ‫وسلّم‪ ،‬وكان أعمى النظر(عمى حقيقي)‪ ،‬ل ّكّنه يسعى إلى‬
‫ال شريك له‪ ،‬فهو أعمى النظر (البصر) ل ّكّنه ليس أعمى البصيرة (القلب)‪.‬‬

‫‪-3‬سورة يونس‪ ،‬اآلية‪.59،53‬‬


‫‪-5‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية ‪.012‬‬

‫‪22‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫غوية‪:‬‬
‫‪ -5‬مهارة الكتابة اللّ ّ‬
‫‪  ‬قم م ْل‬ ‫‪‬‬ ‫متضمنة في قوله تعالى‪":‬‬
‫ّ‬ ‫أن الكتابة مهارة مشار إليها بالقلم‪ ،‬فهي‬
‫سبقت اإلشارة إلى ّ‬
‫‪0‬‬
‫تعد الكتابة مهارة إنتاجية تحقق االتصال بين البشر‪،‬‬
‫وتنوعت‪ ،‬و ّ‬
‫‪ " ‬والقلم آلة الكتابة مهما اختلفت ّ‬
‫عملية تعلّم اإلنسان وحفظ تراثه وعلمه‪" ،‬فبالكتابة‬
‫ّ‬ ‫وهي عملية جد مهمة كونها تسهم بشكل كبير في‬
‫الصكوك وأمن‬ ‫حفظت األلسن واآلثار‪ ،‬وأ ّكدت العهود‪ ،‬وأثبتت الحقوق‪ ،‬وسيقت التواريخ‪ ،‬وبقيت ّ‬
‫‪9‬‬
‫عما يجول في خاطره من أفكار ‪،‬وأحاسيس‬ ‫يعبر بها الفرد ّ‬
‫النسيان" ‪ ،‬فالكتابة ّ‬
‫اإلن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـسان ّ‬
‫تكون كلمات أو جمال ذات‬
‫مر بها وذلك يجعله يستخدم "رموز ّ‬ ‫ومشاعر‪،‬أو باألحرى تجارب ومواقف ّ‬
‫معنى وظيفي‪ ،‬وعلى هذا األساس ال نحكم على الفرد ّأنه قد تعلّم الكتابة‪ ،‬إالّ عندما يكتب كلمات‬
‫‪3‬‬
‫يعبر بها عن نفسه‪ ،‬ونشاطه واحتياجاته الخاصة"‬ ‫تملى عليه‪ ،‬أو جمال ّ‬
‫أن الكلمة ترتبط بمعناها ارتباطا وثيقا‪ ،‬فعند رسم الكلمة رسما خاطئا‪ ،‬أو عدم‬
‫باإلضافة إلى ذلك ّ‬
‫القدرة على التعبير عــن المعنى المقصود‪ ،‬يؤدي ذلك بالضرورة إلى ضعف مستوى العمل الكتابي‪،5‬‬
‫االصطالحية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اللغوية و‬
‫ّ‬ ‫نتطرق إلى مفهوم مهارة الكتابة من الناحية‬
‫وللتفصيل أكثر ّ‬
‫‪-1‬مفهوم مهارة الكتابة ‪:‬‬
‫كتبا‬
‫أ‪-‬الكتابة في عرف اللغة‪ :‬نوجزها في التعريفين اللغويين اآلتيين‪- :‬الكتابة من"كتب الشيء يكتبه ْ‬
‫وكتبة‪ :‬خطّهُ"‪ ،‬وهي مشتقة من ‪ ":‬مصدر كتب يكتب كتْبا وكتابة ومكتبة وكتْبة فهو كاتب‬ ‫كتابة ْ‬
‫سمي الخطّ كتابة لجمع الحروف بعضها إلى‬ ‫ثم ّ‬ ‫َّ‬
‫ومعناها الجمع‪ ،‬ويقال تكتب القوم إذا اجتمعوا‪ ،‬ومن ّ‬
‫‪1‬‬
‫بعض"‬
‫معينة (القلم)‪ ،‬كما تعني "الجمع"‬
‫ط والتخطيط باستعمال أداة ّ‬ ‫فالكتابة إذن تعني من الناحية اللغوية الخ ّ‬
‫وضم الحروف بعضها ببعض لتكوين كلمة أو جملة ‪ ،‬أو فقرة‪...‬‬ ‫ّ‬

‫‪-0‬سورة العلق‪ ،‬اآلية‪ ،5‬رواية ورش‪.‬‬


‫بوية المعاصرة في تدريس اللّغة العر ّبية ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪0221 ،‬م ‪ ،‬ص‪.091‬‬
‫محمد‪ ،‬االتجاهات التر ّ‬
‫‪ -9‬فضل اللّه ّ‬
‫‪-3‬ينظر‪ ،‬هشام حسن ‪ ،‬طرق تعليم األطفال القراءة والكتابة ‪ ،‬ط ‪ ، 10‬دار الثقافة ‪،‬عمان ‪ ،‬األردن‪9111 ،‬م ‪ ،‬ص‪.010‬‬
‫مجلّة القراء والمعرفة‪ ،‬العدد‪ ،33‬أبريل ‪ ،9115‬ص‪.51‬‬
‫‪ -5‬ينظر ‪ ،‬حنان راشد مصطفى‪ ،‬برنامج لتنمية مهارات الكتابة لدى الطلبة ‪ّ ،‬‬
‫‪-1‬أحمد رشاد األسطل‪ ،‬مستوى المهارات القرائية والكتابية لدى طلبة الصف السادس وعالقته بتالوة وحفظ القرآن الكريم‪9101،‬م‪،‬‬
‫ص‪.11‬‬

‫‪23‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫أن للكتابة تعريفات اصطالحية كثيرة جدا؛ فقد تناولها‬ ‫مما يجدر ذكره‪ّ ،‬‬
‫ب‪-‬الكتابة في االصطالح‪ّ :‬‬
‫الدارسون بالبحث واالستطالع‪ ،‬وفي هذا الموضع سنذكر أهم التعريفات الجامعة الدقيقة المانعـ ـ ــة‪،‬‬
‫تصب في قالب واحد‪ ،‬سنخلص إليه عند نهاية هذه التعريفات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أن كل هذه التعريفات‬‫علما ّ‬
‫طي على الورق من خالل أشكال ترتبط ببعضها‬ ‫‪ -‬الكتابة‪":‬إعادة ترميز اللّغة المنطوقة في شكل خ ّ‬
‫وفق نظام معروف‪ ،‬اصطلح عليه أصحاب اللّغة في وقت ما "‪ ،0‬وهي"عبارة عن نقوش مخصوص‬
‫الصحيحة وقيل ّأنها فن رسم الحروف‪ ،‬أو علم رسم الحرف"‪،9‬‬
‫ذات أصول تعرف بها تأدية الكتابة ّ‬
‫أي ّأنها‪" :‬فن تسجيل أفكار المرء وأصواته المنطوقة في رموز مكتوبة"‪.3‬‬
‫زد على ذلك ّأنها" ال تمثّل اللغة المنطوقة تمثيال كامال‪ ،‬والكتابة هي الكتابة األبجدية الّتي تربط‬
‫الخطية بوحدة صوتية أو فونيم على اعتبار ّأنها التعبير الرمزي لها "‪ ،5‬كما ّأنها " إشارات‬
‫ّ‬ ‫فيها الوحدة‬
‫‪1‬‬
‫عرفها ابن خلدون بقوله‪":‬الخطّ والكتابة من‬
‫ّ‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫تتصل بإشارات صوتية "لغوية""‬
‫خطية ّ‬
‫تصويرية أو ّ‬
‫الدالة على ما في‬‫حرفية على الكلمات المسموعة ّ‬ ‫ّ‬ ‫اإلنسانية‪ ،‬وهي رسوم وأشكال‬
‫ّ‬ ‫الصنائع‬
‫عداد ّ‬
‫النفس"‪.2‬‬
‫ّ‬
‫عملية تحويل المنطوق إلى رموز أو إشارات أو نقوش مرتبط بعضها ببعض؛‬ ‫ّ‬ ‫إذن الكتابة عبارة عن‬
‫عملية رسم لرموز‬
‫ّ‬ ‫متفق عليها‪ ،‬يتّم وضعها على الورق‪ ،‬أوعلى شيء آخر(الصخور قديما)‪ ،‬أي‬
‫(صوتية) مسموعة‪ ،‬قد تحقق معنى وتنقل فكرة إذا ارتبطت مع بعضها‪ ،‬أو ال تحقق وال تنقل معنى أو‬
‫فكرة‪.‬‬

‫األول أساسي ‪ ،‬رسالة‬


‫الصف ّ‬
‫تنمية مهاراتها في ّ‬
‫محمد منير ‪ ،‬أثر استخدام الطريقة الجزئية في تعليم القراءة على ّ‬‫ّ‬ ‫‪-0‬رضوان‬
‫غزة ‪ ،‬سنة ‪،9119‬ص‪.02‬‬ ‫كلية التر ّبية ‪ ،‬جامعة األقصى‪ّ ،‬‬
‫ماجيستير ‪ّ ،‬‬
‫‪-9‬نفسه‪.‬‬
‫العلمية في تدريس اللغة العر ّبية ‪ ،‬دار الشروق ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬الدليمي طه حسين و الوائلي ‪،‬سعاد عبد الكرم عباس‪،‬الطرائق‬
‫سنة ‪9113‬م‪ ،‬ص‪.091‬‬
‫‪-5‬محمود عكاشة ‪،‬علم اللغة مدخل نظري في اللغة العربية ‪،‬ص‪ ،902‬نقال عن الدكتور حلمي خليل ‪ ،‬العربية والغموض دراسة في‬
‫داللة المبنى والمعنى‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ط‪0211‬م ص‪011‬‬
‫‪ -1‬نفسه ‪ ،‬نقال عن مدخل إلى األلسنة ‪.‬بول فابر ‪ ،‬كريستيان بايلون ‪.‬المركز الثقافي العربي ‪ ،‬بيروت ط‪0229 ،0‬م ص ‪.11‬‬
‫الرحمن بن خلدون ‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬ط‪ ،5‬سنة ‪ ،0211‬ص‪.113‬‬
‫‪-2‬عبد ّ‬

‫‪24‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫فهي –الكتابة‪ "-‬تصوير خطي ألصوات منطوقة‪ ،‬أو فكرة تجول في النفس‪ ،‬أو ألي مقترح‪ ،‬أو تأثر‬
‫بحادثة‪ ، 0"...‬كما ّأنها"مجموعة األداءات الّتي يقوم بها الطّالب في أثناء الكتابة لتكون كتاباتهم دقيقة‬
‫الربط واتباع‬
‫ومترابطة‪ ،‬وهذا يعني المحافظة على اكتمال أركان الجملة‪ ،‬وعالمات الترقيم وأدوات ّ‬
‫‪9‬‬
‫نظام الفقرات"‬
‫فالكتابة " ّأنها عمل لغوي دقيق ‪،‬مراع للمقام ومناسب لمقتضى الحال‪ ،‬ويمكن تعريف الكتابة إجرائيا‬
‫‪3‬‬
‫عملية يقوم بهـ ــا‬
‫السيطرة على اللّغة كوسيلة للتفكير والتعبير واالتصال " ‪ ،‬أي ّأنها ّ‬
‫بأنها القدرة على ّ‬
‫ّ‬
‫مكونا من الرموز المسموعة‪ ،‬رمو از مخطوطة‪ ،‬فكلمات فجمل‪،...‬وهي‬
‫المتعلّم (الكاتب) بواسطة القلم‪ِّ ،‬‬
‫يعد‬
‫الدقة‪ ،‬كونها وسيلة اتصال بين البشر‪،‬ووسيلة نقل المعارف والخبرات‪ ،‬والتّم ّكن من ذلك ّ‬
‫تتطلّب ّ‬
‫مهارة كتابية‪.‬‬
‫يدون ويحفظ‬
‫وكمفهوم اصطالحي عام لمهارة الكتابة‪ ،‬فهي"ترتبط بالمهارات اللغوية‪ ،‬وهي إنتاج علمي ّ‬
‫في الدفاتر لألجيال القادمة‪ ،‬هي ليست نشاط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا آليا يهدف إلى نسخ الفرد لحروف تلّمها‪ ،‬فنسـخ‬
‫مجردة فحسب‪ ،‬بل هي أيضا‬
‫الحروف ما هو إال من مظاهر الكتابة فقط‪ ،‬كما ّأنها ليست رسوما ّ‬
‫فإننا ال نستطيع أن نحكم على‬
‫تكون كلمات أو جمال ذات معنى وظيفي‪ ،‬وعلى هذا األساس ّ‬ ‫رموز ّ‬
‫يعبر بها عن نفسه‪،‬‬
‫الفرد ّأنه قد تعلّم الكتابة‪ ،‬إال عندما يكتب تلقائيا كلمات تملى عليه‪ ،‬أو جمال ّ‬
‫‪5‬‬
‫الخاصة‪".‬‬
‫ّ‬ ‫ونشاطه واحتياجاته‬
‫عملية‪،‬يتّم من خاللها تدوين المعارف والعلوم‪ ،‬ألجل حفظها من الضياع‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ومنه الكتابة مهارة‪،‬‬
‫تعد خطوة أولى فقط من‬
‫مجرد رموز واشارات ونقوش‪ ،‬فهذه ّ‬‫وتناقلها بين الناس‪ ،‬وليست عبارة عن ّ‬
‫ألن القصد من الكتابة هو إيصال المعارف والعلوم‪ ،‬انطالقا من تركيب هذه‬
‫خطوات عملية الكتابة‪ّ ،‬‬
‫الرموز واإلشارات إليصال المراد‪ ،‬حسب ما هو متعارف عليه‪.‬‬

‫محمد‪-‬جميل محمد بني عطا‪ -‬اسماعيل مسلم أبو العدوس‪ ،‬فن الكتابة والتعبير‪،‬ط‪9103/0‬م‪0535/‬ه‪،‬دار المسيرة‬
‫‪ -1‬دعاطف فضل ّ‬
‫للنشر والتزيع عمان‪،‬نقال عن إبراهيم خليل‪ ،‬األسس الفنية للكتابة والتعبير ص ‪.52‬نقال عاطف ص‪11‬‬
‫األول الثانوي‪ ،‬رسالة ماجيستير غير‬
‫الصف ّ‬
‫محمد‪ ،‬األنشطة التربوية وأثرها على تنمية بعض المهارات الكتابية لدى ّ‬
‫‪-9‬صالح هدى ّ‬
‫كلية التّربية ‪ ،‬جامعة عين ال ّشمس ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫منشورة‪ّ ،‬‬
‫‪-3‬ينظر‪ ،‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون الّلغة العربية ‪ ،‬ص‪991‬‬
‫‪-5‬ينظر هشام حسن‪ ،‬طرق تعليم األطفال القراءة والكتابة ‪ ،‬ط ‪ ،0‬دار الثقافة ‪ ،‬ط‪ ،0‬عمان ‪/‬األردن‪ ،9111،‬ص ‪.010‬‬

‫‪25‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫عملية الكتابة الّتي بها"حفظت األلسن واآلثار‪،‬‬


‫ألهمية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -8‬لفظ الكتابة والقلم في القرآن الكريم‪ :‬نظ ار‬
‫الصكوك‪،‬وأمن اإلنسان النسيان"‪ ،0‬فقد ذكرت‬ ‫وأُ ّكدت العهود‪ ،‬وأثبتت الحقوق‪ ،‬وسيقت التواريخ‪،‬وبقيت ّ‬
‫‪‬‬ ‫فمه ُْم ‪ ‬من ‪ ،9 "‬وقوله "‬ ‫يقول‪   ":‬‬ ‫بعض مشتقاتها في كتاب المولى الّذي‬
‫‪3‬‬
‫األول القصد منه‬
‫" ‪ ،‬فهنا فُ ّسر الفعل المضارع "يكتبون" بمعنيين؛ ّ‬ ‫‪ ‬من ‪‬‬ ‫‪  ‬فمهُ ْم‬
‫معين‪ ،‬أي هل يعلمون الغيب‪ ،‬والمعنى الثّاني القصد‬ ‫أن الكتابة عبارة عن علم‪ ،‬العلم بأمر ّ‬
‫العلم‪ ،‬أي " ّ‬
‫‪5‬‬
‫منه التسطير‪ ،‬المعنى المتعارف بين الناس (الخط)" ‪ ،‬يقول تعالى‪ ِ  ":‬ي ‪ ‬مم ْس ُط ً‬
‫ورا‪‬‬
‫‪5‬‬
‫" وقوله تعالى‪ّ ِ     ":‬م ْن ‪ِ      ‬م ْن قم ْب ُل ي ْمس تم ْف ٍت ُح م‬
‫ون‪  ‬مين‬
‫‪6‬‬
‫ين ‪ "‬وقوله كذلك‪  ":‬‬ ‫‪ ‬فملمما‪  ‬مع مرفُو ْا ‪ ‬فم ُروا ‪      ‬ا ِف ِر م‬

‫‪      ‬‬ ‫‪          ‬فم ِريق‪ِّ ‬م من ‪ِّ ‬ذ مين‬
‫الصيام‬
‫‪  ‬من ‪ ، " ‬وقد ذكر فعل كتب الماضي بمعنى الفرض واإللزام في آيات عديدة كفرض ّ‬
‫‪7‬‬

‫‪‬‬ ‫تعالى‪   ":‬ذ مين ‪ّ ِ        ‬ذ مين ِمن‬ ‫في قوله‬
‫ون ‪ ،1"‬وفرض القصاص في قوله تعالى" ‪ّ ِ   ‬ذيـ من ‪ِ     ‬ق مص ُاص‬ ‫تمتم ُق م‬ ‫‪ ‬‬

‫‪،01"    ‬‬ ‫‪ "‬موقما‪    ‬من‪ ‬فـ‪َ‬‬ ‫"‪ ،2‬وقوله‬ ‫‪‬‬ ‫ِف القم ْتلـى‬
‫أهمية وقيمة‬
‫ّ‬ ‫وآيات أخرى عديدة قد ذكرت فيها مشتقات الكتابة‪ ،‬وان د ّل هذا ّإنما يد ّل على‬
‫يهمنا في هذا الموضع هو‬
‫السياق‪ ،‬لكن ما ّ‬‫العملية الّتي تعددت معانيها‪ ،‬وتباينت حسب ّ‬
‫ّ‬ ‫الكتابة‪،‬هذه‬
‫معنى الكتابة الّذي يقصد منه الخط والتسجيل والتدوين‪.‬‬
‫بوية المعاصرة في تدريس اللّغة العر ّبية‪،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة‪0221‬م‪،‬ص‪.091‬‬
‫محمد‪ ،‬االتجاهات التر ّ‬
‫‪-0‬فضل اهلل ّ‬
‫‪-9‬سورة الطّور‪،‬اآلية‪.50‬‬
‫‪-3‬سورة القلم‪ ،‬اآلية‪51‬‬
‫‪www.quran7m.com/search -5‬‬
‫‪-1‬األحزاب‪ ،‬اآلية‪ ،2،‬رواية ورش‪.‬‬
‫‪-2‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.12،‬‬
‫‪-1‬البقرة‪ ،‬اآلية‪.010‬‬
‫‪-1‬البقرة‪ ،‬اآلية‪.013‬‬
‫‪ -2‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية‪.011‬‬
‫‪ -01‬سورة الفرقان ‪،‬اآلية‪.1‬‬

‫‪26‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫‪‬‬ ‫و"القلم"‪ ،‬هو أداة الكتابة‪ ،‬وال يمكن االستغناء عنه‪ ،‬وقد ُذكر في القرآن الكريم في قوله تعالى‪":‬‬

‫تعالى‪      ":‬‬ ‫‪  ‬قم م ْل ‪ ،9"‬وقوله‬ ‫‪":‬‬ ‫‪ ،0" ‬وقوله‬ ‫موالقم م ِل ‪‬ي ْمس ُط ُرون‬
‫‪ ،3"                ‬واآلية "‬
‫ون أَ ْق مال ممهُ ْمو َأْيه ُ ْم يم ْك ُف ُل مم ْر م ممي مو مما ُك ْن مت م مدلْيْ ِ ُمو ا ْذ‬ ‫مذ' ِ مكل ِم من مان مبأ ِء الْ مغ ْي ِب ن ُو ِحق ِه ال م ْي مك مو مما ُك م‬
‫نت م مدلْيْ ِ ُمو ا ْذ يُلْ ُق م‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ِمقث مماق الن ِبي ّئقــ من ل م ممأ ءاتميْ ُناك ِّم ْن ِكتم ٍاب مو ِح ْْكم ٍة ُُث مجأ مء ُ ْك مر ُسول‬ ‫ون ‪ ،4" ‬وقوله‪ ":‬موا ْذ ما مخ مذ ُ‬ ‫م َْي مت ِص ُم م‬
‫رصى قمالُو ْا أَ ْق مر ْرانم قما مل فم ْاشهمدُ و ْا موأَانم ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ ِ ُْ م ِ ِ م ِ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُص ُّنو قال مءاق مر ْر ُْت موأخمذ ُْت عمىل ذلُكو ا ْ ِ‬ ‫ْ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ُم مص ّدق ل مما مم معُك ل ُتوم ُُن ِبه مول متن ُ ُ‬
‫ِ‬
‫‪.5‬‬
‫ين ‪"‬‬ ‫مم مع ُُك ِّم من الشا ِه ِد م‬
‫غوية األربع أال وهي االستماع والقراءة والكالم والكتابة‪،‬‬
‫قد عرجنا على مفهوم المهارات اللّ ّ‬
‫األهمية القصوى لهذه المهارات في تحقيق االتصال‪ ،‬وفي تعليم اللّغة؛ كما ال حظنا‬‫ّ‬ ‫وتعرفنـ ــا على‬
‫ّ‬
‫أما‬
‫التكامل والترابط بين فــنون اللّغة العر ّبية‪ ،‬فاالستماع والقراءة كما سبق ذكره وسيلتي استقبال؛ ّ‬
‫عملية االتصال‪ ،‬إي ّأنه بفضل االستماع والقراءة يتّم تلقي‬
‫ّ‬ ‫لتحدث والكتابة لإلنـتاج وهذا ما تتضمنه‬
‫ا ّ‬
‫خزن في العقل؛ وبعدها مباشرة تستخرج هذه المعلومات‬ ‫أكبر ّكم من المعلومـات والمعارف الّتي تـ ّ‬
‫عملية‬
‫التحدث والكتابة‪ ،‬وبالتالي تتحقق ّ‬
‫ّ‬ ‫عملية اإلنتاج وذلك تحقق بفضل مهارتي‬
‫والمعارف أي تأت ـي ّ‬
‫المهارات اللّغويّة‬ ‫الفهم واإلدراك وهنا ينتج لدينا المخطط اآلتي ‪:‬‬
‫مهارتا االستقبال‬
‫مهارتا اإلنتاج‬ ‫=‬
‫=‬
‫االستماع ‪+‬القراءة‬
‫التحدث ‪ +‬الكتابة‬
‫ّ‬

‫القدرة على الفهم واإلنتاج‬

‫بالضرورة الهدف الرئيس من تعليم وتعلّم العر ّبية أال وه ـو‬


‫ّ‬ ‫هذا التكامل بين فنون اللّغة العر ّبية؛ يحقق‬
‫االستخدام السليم للّغة‪ ،‬واتقانها بك ّل فروعها من نحو وصرف‪...‬وفيم سيأتي ذكره؛ سيتّم التّعرف على‬
‫مفصل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تنمية ك ّل منها بشك ـل‬
‫الدور الكبير لك ّل مهارة وكيفية تطويرها وبيان أثر القرآن الكريم في ّ‬
‫ّ‬
‫‪-0‬سورة القلم‪ ،‬اآلية‪ ،10‬رواية ورش ‪.‬‬
‫‪-9‬سورة العلق‪ ،‬اآلية‪،5‬رواية ورش‪.‬‬
‫‪-3‬سورة لقمان‪ ،‬اآلية‪.91‬‬
‫‪-5‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪.55‬‬
‫‪-1‬آل عمران‪ ،‬اآلية‪.10‬‬
‫‪27‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫غوية وتعلّمها وتعليمها‪:‬من األمور الرئيسة والّتي يعنى بها المتعلّم‬


‫ثـــــالثا عوامل اكتساب المهارات اللّ ّ‬
‫معينة؛ سعيه إلى أن يصبح ماه ار متم ّكنا فيها‪ ،‬أي أن يكتسب المهارة‬ ‫همة ّ‬‫لم ّ‬
‫قبل أو أثناء إنجازه َ‬
‫عدة عوامل رئيسة‪ ،‬تم ّكنه هو أيضا من تعليم‬
‫ويطورها بطريقة صحيحة‪ ،‬ال بد له من مراعاة ّ‬
‫ّ‬ ‫وينميها‬
‫أهم هذه العوامل‪:‬‬
‫هذه المهارة‪ .‬ومن ّ‬
‫‪-‬في تعليم المهارة وجب أن يضع المعلّم في حسبانه سن المتعلّم ومستواه الفكري‪ ،‬لكي ال يحدث له‬
‫عدة معيقات ‪.‬‬
‫نموه فيؤدي ذلك إلى ّ‬
‫أي خلل يكمن في عدم التوافق بين هذه المهارة وبين ّ‬
‫‪0‬‬
‫بد على المتعلّم أن يكون‬
‫‪"-‬معرفة نظرّية" ‪" :‬وهذه المعرفة تحوي القواعد واألسس النظرية‪ ،‬الّتي ال ّ‬
‫همة"‪،9‬‬
‫الم ّ‬
‫على دراية تامة بها‪ ،‬والّتي من خاللها يتّم تثمين وتقييم وقياس درجة النجاح ؛في أداء تلك َ‬
‫العقلية النظرية‪ ،‬وذلك لكي يسهل تطبيقها ببراعة في المراحل‬
‫ّ‬ ‫بعبارة أخرى التم ّكن من المعارف‬
‫الموالية‪.‬‬
‫التدرب عليها‬
‫ّ‬ ‫‪" -‬التدريب التطبيقي (العملي)‪ :‬من شروط اكتساب المتعلّم للمهارة‪ ،‬وتنميتها‪،‬‬
‫مما يحقّق لديه المهارة "‪ ،3‬إي التطبيق الميداني عن طريق‬‫متعودا ّ‬
‫ّ‬ ‫وممارستها‪ ،‬فهذا يجعل المتعلّم‬
‫بأن "الّذي يساعد على‬
‫التكرار‪ ،‬وهذا يجعل المتعلّم يتم ّكن من اكتساب وتعليم وتعلّم المهارة‪ ،‬و نؤ ّكد ّ‬
‫غوية الممارسة والتكرار وهذا ما نجده في تراثنا العربي‪ ،‬فقد أ ّكد ابن خلدون على‬
‫تكوين المهارة اللّ ّ‬
‫غوية تتأتى بالممارسة تحدثا وكتابة كما‬
‫أن إنتاج الرسالة اللّ ّ‬
‫أهمية التكرار في تكوين الملكات‪ ،‬إذ يرى ّ‬
‫ّ‬
‫‪5‬‬
‫أن التلقي هو اآلخر استماعا وقراءة"‬
‫‪.‬‬ ‫ّ‬
‫يعد‬
‫‪ -‬مراعاة رغبة وميل المتعلّم (دافعيته) نحو تعلّم واكتساب المهارة المراد تعلّمها ‪،‬فالجانب النفسي ّ‬
‫‪1‬‬
‫التعليمية أو فشلها لذا ال بد من مراعاته‬
‫ّ‬ ‫األهمية وهو شديد االرتباط بنجاح العملية‬
‫ّ‬ ‫في غاية‬
‫‪ -‬مراعاة التدرج في تعليم المهارة وذلك باالنتقال من السهل إلى الصعب‪ ،‬ومن البسيط إلى المركب‬
‫وهكذا‪.‬‬

‫متعددة للتدريس والتقويم‪ ،‬ص‪.02‬‬


‫ّ‬ ‫‪-0‬حاتم حسن البصيص ‪ ،‬تنمية مهارات القراءة والكتابة‪ :‬استراتيجيات‬
‫‪-9‬ينظر ‪ ،‬نفسه‪.‬‬
‫‪-3‬نفسه‪.‬‬
‫بوية والنفسية ‪ ،‬مكة ‪،‬جامعة أم القرى‬
‫‪-5‬د‪.‬أحمد عوض ‪ ،‬مداخل تعليم اللّغة العربية دراسة مسحية نقدية ‪ ،‬ط‪، 0‬سلسلة البحوث التر ّ‬
‫‪0590‬ه‪ 9111/‬م‪،،‬ص ‪50‬‬
‫العملية التعليمية ‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اللغوية ودورها في‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬د سهل ليلى ‪ /‬مقال المهارات‬
‫فيفري‪9103‬‬
‫‪28‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫‪ -‬التشويق والتهيئة النفسية مع رسم الهدف وتوضيحه لتعلّم هذه المهارة وذلك كي يتم تحقيقها بأحسن‬
‫صورة‪.‬‬
‫تطور اللغة لدى المتعلّم‪ ،‬إي مالحظة وقياس درجة المهارة استماعا وتحدثا وقراءة و‬
‫تتبع خطوات ّ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫الجيد لها من خالل‬
‫غوية تتحقق كما سلف ذكره باالستخدام الصحيح للغة أي األداء ّ‬ ‫كتابة فالمهارة اللّ ّ‬
‫اإلرسال واالستقبال واإلنتاج ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫المعتمدة في القرآن الكريم‪:‬‬


‫رابعا‪ :‬وسائط اإليضاح ( الوسائل التعليمية) ُ‬
‫من األمور واألشياء المهمة الّتي تسهم في نجاح العملية التعليمية ما يسمى بالوســائل التعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــليمية أو‬
‫وسائل اإليضاح‪ ،‬فهي تعين المعلّم في إيضاح الحقائق وعرض المعلومات وشرحها للمتعلم وبالتالي‬
‫ترسيخها في ذهنه وتنمية المهارات الـلّغوية لديه ؛ وهي " الّتي يستخدمها المعلّم أو المحفّظ لتوصيل‬
‫ما لديه من المادة العلمية إلى أذهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان الطالب ‪ ،‬بصورة أفضل وبجهد أقل "‪ 0‬و يست ـ ـ ـ ـ ــعان بها‬
‫كوسيلة للتواصل والتعلّم والتعليم سواء كان ذلك في القرآن الكريم أو في حصص الدرس أو غيرها‪،‬‬
‫يعد أساسا رئيسا في تعليم اللّغة العربية وتنمية المهارات اللّغوية‬
‫وفيما يتعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلق بالقرآن الكريم الّذي ّ‬
‫لدى مستمع وقارئ القرآن الكريم‪ ،‬فقد ذكرت فيه‪-‬القرآن الكريم‪ -‬مجموعة من الوسائل التعليمية الّتي‬
‫تعين على ذلك‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪-1‬القصة‪:‬‬
‫يعد األسلوب القصصي من أروع وأقوى وأهم األساليب التعليمية الهادفة من خالل الرسائل الّتي‬ ‫ّ‬
‫يوصلها والمواضيع الّتي يعالجها‪ ،‬وقد اعتمد القرآن الكريم على القصة بشكل كبــير كونها لها األثر‬
‫البالغ في تربية وتعـليم وتوجيه المتعلّمين وتنمية مهاراتهم وقدراتهم‪ ،‬ورفع مستوى تفكيرهم‪ ،‬فهـي تهيئهم‬
‫نفسيا وتشوقهم لمعرفة المزيد من األحداث‪ ،‬وذلك عن طـريق القـراءة أو االستماع إلى القرآن الكريم‪.‬‬
‫ّ‬
‫تشد انتباههم وتدفعهم إلى االطالع الدائم للوصول إلى نهايتها‪ ،‬يقول تعالى ‪ " :‬م َْن ُن‬
‫إضافة إلى ّأنها ّ‬

‫‪‬لـ ِمن‪ِ  ‬فل م مني‪،9" ‬‬ ‫قمـ‪‬‬ ‫‪‬قُـ ْــر مء مان ‪ْ ‬ن ‪ِ ‬م ْن‬ ‫‪   ‬‬ ‫ن م ُقص ‪   ‬من ‪‬قم مص ِص‬

‫والقصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة في القرآن الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـريم نوعان ‪ :‬القصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الطويلة والقصة القصيرة‪.‬‬
‫أ‪/‬القصة الطويلة‪ :‬من القصص الّتي تجعل القارئ يقبل على قراءتها ويتأثر بها قصة سيدنا يوسف‬
‫عليه السالم وقصة سيدنا الخضر مع موسى عليه السالم ‪ ،‬فكالهما من القصص الطويلة في القرآن‬
‫وتنوعا في الشخصيات‪ ،‬وهذا ما يجعل القارئ أو المستمع إلى‬ ‫الكريم فنلحظ فيهما تفصيال كبي ار ّ‬
‫القرآن الكريم يداوم قراءتها واالستماع إليها فهي تشوقه لمعرفة المزيد إلى غاية الوصول إلى النتيجة‬
‫وهذا كله ينتج عنه تحقيق الهدف المطلوب أال وهو تنمية مهارة المتعلّم (القارئ والمستمع) اللّغوية من‬
‫خالل التكرار‪.‬‬
‫السيد الزعبالوي ‪ ،‬طرق تدريس التجويد وأحكام تعلّمه وتعليمه ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬مكتبة التوبة ‪،0221 ،‬ص‪.55‬‬
‫محمد ّ‬
‫‪ّ -0‬‬
‫‪ -9‬سورة يوسف اآلية ‪ 3‬رواية ورش عن نافع‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫ب‪ /‬القصة القصيرة ‪ :‬من القصص القرآنية القصيرة التي تعلّم القارئ والمستمع وتفيده في الجانب‬
‫مدين‪.‬‬ ‫أهل‬ ‫مع‬ ‫السالم‬ ‫عليه‬ ‫شعيب‬ ‫قصة‬ ‫وغيرهما‬ ‫والتربوي‬ ‫اللّغوي‬
‫‪0‬‬
‫التعليمية التي تجعل المتعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلّم ينتقل‬
‫ّ‬ ‫أهم الوسائل‬
‫تعد الرحالت العلمية من ّ‬
‫العلمية" ‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫‪" -8‬الرحالت‬
‫من جوه المعتاد جو الحصص المدرسية والصفوف إلى جو ملؤه الحماس والرغبة في االستكشاف‬
‫واالستطالع والبحث عن المزيد‪ ،‬والّتـي تجعل – الرحالت العلمية‪ -‬أيضا المعلومات مرسخة بشكل‬
‫التعليمية هو‬
‫ّ‬ ‫سريع في ذهن المتلقي دون مضيعة للوقت والجهد‪ ،‬وما يدل على أهمية هذه الوسيلة‬
‫قصة سيدنا موسى عليه السالم مع الخضر فقد كانت‬ ‫كونها ذكرت بل وطبقت في القرآن الكريم في ّ‬
‫عدة قصص تحوي مجموعة عبر وبلغة بليغة‬ ‫وال تزال رحلة علمية تعلـ ـ ـ ـ ـ ــيمية رائعة كونها تطرقت إلى ّ‬
‫تبين بل‬
‫فصيحة ال عيب يعتريها‪ ،‬وقد حدثت ك ّل قصة من هذه القصص في عدة أم ـ ـ ــاكن‪ ،‬وقد ّ‬
‫مما‬
‫لسيدنا الخضر ّ‬
‫لسيدنا موسى عليه السالم أثناء انتقاله بين هذه األماكن وتتبعه ّ‬
‫واتضح الهدف ّ‬
‫التعليمية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫جعله يس ــتوعب ك ّل ما حدث في رحلتهما وهذا هو الغرض من الرحالت العلمية‬
‫‪" -3‬ضرب األمثال"‪ :9‬يوجد في العديد من آيات القرآن الكريم مجموعة من المتشابهات وبعبارة‬
‫" ‪     ‬ي م ْعقلُهمأ ‪  ‬من‬ ‫أخــرى األمثال؛ يقول المولى تبارك وتعالى‬
‫توضح األمور المبهمة وتبسطها‬
‫فالقرآن الكريم وظّف األمـثال لما فيها من فائدة عظيمة؛ فه ـ ـ ــي ّ‬ ‫‪3"‬‬

‫ليسهل فهمها‪ ،‬ويتّم التوضيح بتوظيف الكلمات اآلتية‪ :‬مثل والكاف ويش ـ ـ ــبه‪ ،‬إضافة إلى ذلك التمثيل‬
‫لبعض الصور‪ ،‬ونجد التمثيل بالحيوانات أو الحشرات أو صنف من الناس(المنافقين) أو أمور أخرى‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ليبين لهم الحقائق‬ ‫‪ -5‬عناصر الكون ‪ :‬قد ذكر المولى تعالى عدة عناصر للكون في آياته الكريمة ّ‬
‫ويوضح لهم األمور؛ ومثال ذلك قوله تعالى‪  " :‬من ‪   ‬مق ‪      ‬‬
‫ّ‬
‫"‪ 1‬وقوله‬ ‫‪   ‬ن ‪            ‬من ‪‬‬ ‫مو ِم ْن أن ُف ِسه ِْم‬
‫‪ 2" ‬فعناصر‬ ‫"‪‬ق‪        ‬‬ ‫أيضا‪:‬‬
‫الكون‬
‫التعليمية في القرآن الكريم ‪www.khayma.com‬‬
‫ّ‬ ‫‪-0‬الوسائل‬
‫‪-9‬نفسه‪.‬‬
‫‪-3‬سورة العنكبوت اآلية ‪.53‬‬
‫التعليمية في القرآن الكريم ‪www.khayma.com‬‬
‫ّ‬ ‫‪-4‬الوسائل‬
‫‪-1‬سورة يس‪ ،‬اآلية ‪31.31‬‬

‫‪31‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫‪-2‬سورة الزمر اآلية‪.2‬‬

‫السموات‪ ،‬واألرض ‪.‬‬


‫المذكورة في هذه اآليات الكريمة ‪ :‬الليل‪ ،‬والنهار‪ ،‬و ّ‬
‫تعليمية غرضها اإليضاح ويتم ذلك عن طريق التطبيق‬
‫ّ‬ ‫‪" -1‬العروض العلمية"‪ :0‬وتستخدم كوسيلة‬
‫لتبيان كيفية عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل األشياء أو طريقة سيرها‪ ،‬وذلك يكون بشكل تفصيلي دقيق‪.‬‬

‫التعليمية في القرآن الكريم ‪www.khayma.com‬‬


‫ّ‬ ‫‪-0‬الوسائل‬

‫‪32‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫طرق إلى مفهوم المهارة اللّغوية الّتي تعني" أنشطة‬


‫غوية‪ :‬قد سبق التّ ّ‬
‫خامسا‪ -‬مفهوم التنمية اللّ ّ‬
‫غوية المتمثّلة في الحديث‬
‫االستقبال اللّغوي المتمثلة في القراءة واالستماع‪ ،‬وأنشطة التعبير اللّ ّ‬
‫والكتابة‪،‬وهناك عنصر مشترك في كال الجانبين هو التفكير"‪ ،0‬والّتي تعني كذلك‪ -‬المهارة اللغوية‪"-‬‬
‫‪9‬‬
‫أما فيما يتعلّق بربط مصطلح‬‫بالدقة والكفاءة فضال عن السرعة والفهم " ‪ّ ،‬‬
‫األداء اللغوي الّذي يتّسم ّ‬
‫التطور سمة المهارة‪ ،‬ومفهوم القراءة أو غيرها من الفنون‬
‫أن"النمو و ّ‬‫المهارة اللغوية بالتنمية؛ فنجد ّ‬
‫ومتجدد‪ ،‬بمقدار ما أضيف إليه من مهارات"‪ 3‬فتنمية المهارة اللّغوية يعني تطوير‬
‫ّ‬ ‫متطور‬
‫ّ‬ ‫األخرى‪،‬‬
‫إما استماعا أو كالما أو قراءة أو كتابة‪ ،‬عن طريق‬ ‫ورفع مستوى األداء اللغوي لدى المتعلّمين؛ ّ‬
‫التدريب والممارسة والمران‪ ،‬وبالتالي جعل المتعلّمين يتقنون االستماع إلى ما يقال؛ كما ّأنهم يتحدثون‬
‫جيدة‬
‫يقدم إليهم بطريقة ّ‬
‫بطريقة سليمة مسـتعملين بذلك اللغة العربية الفصحى‪ ،‬ويقومون بقراءة ما ّ‬
‫يراعون فيها ك ّل آليات القراءة المطلوبة‪ ،‬كما ّأنهم يكتبون نصوصا في المستوى المطلوب؛ أي بلغة‬
‫سليمة خالية من األخطاء‪ ،‬كما يستشهدون فـي كتاباتهم من القرآن الكريم‪ ،‬والحديث النبوي الشريف‪،‬‬
‫يتص ـف المتعلّم بالكفاءة والمهارة العالية‪ ،‬زد على ذلك‬
‫وغير ذلك من مصادر اللّغة العربية‪ ،‬وبذلك ّ‬
‫وينمي مهاراتهم‬
‫ّأنه يصبح سريع الفهم ودقيق التفكير‪ ،‬وهذا من شأنه أن يرفع مستوى المتعلّمين ّ‬
‫الّلغوية ‪.‬‬
‫أن الماهر لغويا؛ بل المتعلّم الّذي نمت ومازالت تنمو لديه المهارة اللغوية‪ ،‬فيست ـ ـ ـ ـ ـ ـخدم‬
‫زد على ذلك ّ‬
‫تفوقا لغويا من خالل قدرته‬ ‫فيتفوق بذلك ّ‬
‫ّ‬ ‫اللغة استخداما في المستوى المطلوب‪ ،‬بل متمكنا منها‪،‬‬
‫على"االنتقال من المستوى المعرفي باللغة( أصواتا ودالالت وتركيب) إلى مستوى التّعبير والتعامل‬
‫اللغوي الصحيح‪ ...‬مع استخـدام اللغة استخداما صحيحا عند الحديث والكتابة وفقا لضوابط‬
‫بالصحة أو الخطأ أو التناقض على البناء اللغوي أو‬
‫ّ‬ ‫االستعمال العربي ‪...‬إصدار الحكم المناسب‬
‫‪5‬‬
‫المضمون الفكري لك ّل ما يعرض عليه من نصوص مسموعة أو مكتوبة "‬
‫فتنمية المهارة اللغوية حقيقة يستدعي العمل المتقن لجعل المتعلّم يجيد ك ّل ما يتعلّق باللغة معجما‬
‫وتركيبا وصوتا ‪...‬فيصبح متم ّكنا استماعا وقراءة وكالما وكتابة‪.‬‬
‫‪-0‬يونس فتحي علي ‪ ،‬محمود كامل الناقة ‪ :‬أساسيات تعليم اللّغة العربية ‪،‬ص‪35‬‬
‫‪ -9‬صالح أحمد زكي ‪ ،‬نظريات التعلّم ‪ ،‬ص‪09‬‬
‫متعددة للتدريس والتقويم‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬حاتم حسن البصيص ‪ ،‬تنمية مهارات القراءة والكتابة‪ :‬استراتيجيات‬
‫‪ -5‬علي سعد جاب اهلل ‪ ،‬تنمية المهارات اللغوية واجراءاتها التربوية التراك للطباعة والنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ط‪ ،9111 ،0‬ص ‪.05‬‬

‫‪33‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫مية المهارات اللّغوية"االستماع‪ ،‬والكالم‪ ،‬والقراءة‪ ،‬والكتابة"‪:‬‬


‫سادسا‪ -‬أثر القرآن الكريم في تن ّ‬
‫أن للقرآن الكريم أثر كبير في تنمية وتطوير فنون اللّغة العربية ‪-‬مهاراتها‪-‬االستماع‬‫من الجدير ذكره ّ‬
‫والقراءة والكالم والكتابة‪ ،‬ولذلك سيتم التطرق إلى بيان أثر القرآن الكريم في تنمية كل مهارة من هذه‬
‫سنبين تأثير القرآن‬
‫المهارات على حدة‪ ،‬في الفصل األول والثاني والثالث والرابع‪ ،‬أما في هذا الموضع ّ‬
‫الكريم في هذه المـهارات اللغوية وتنميته لها‪ ،‬وبعبارة أخرى الفائدة الّتي تعود على المستمعين والقارئين‬
‫والمستشهدين "االقتباس" بالقرآن الكريم شفهيا وكتابيا‪ ،‬وذلك من الناحية اللّغوية ‪.‬‬
‫الجيدة والكتابة المتقنة‪ ،‬كما سلف ذكره تعد من‬ ‫التحدث بطريقة سليمة والقراءة ّ‬
‫الجيد و ّ‬
‫ّ‬ ‫إن االستماع‬
‫ّ‬
‫مية بالغة في رفع مستويات‬
‫أهم أهداف وأساسيات تعلّم اللّغة العربية‪ ،‬لكون هذه المهارات لها أهـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫المتعلمين الفكرية والّلغوية؛ فباالستماع يتّم استقبال أكبر كم من المعلومات واألفكار والمعارف؛‬
‫وبالتالي تخزينها في الدماغ و تحلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلها وتركيبها وفهمها ونقدها والحكم عليها وتقويمها‪ ،‬كما ينجم‬
‫عنه تحصيل مستوى معرفي عال‪ ،‬وتكوين ثروة لغوية هائلة –مصطلحات‪ -‬وك ّل ذلك يتحقق‬
‫المهمة الّتي تفيد المتعلمين في الحصص الدراسية ؛أي في‬
‫ّ‬ ‫الجيد؛ أي االستماع إلى األمور‬
‫باالستماع ّ‬
‫المؤسسات التعليمية‪ ،‬وفي الملتقيات والندوات (محاضرات‪ ،‬ومناظرات‪ ،‬وخطب‪ ،‬وقصص‪ )...‬وغيرها‬
‫من مجالس العلم‪ ،‬واالستماع إلى الحصص التلفزيونية الهادفة‪ ،‬و البرامج المفيدة في الراديو‪ ،‬وغير‬
‫تم تحقيق الهدف‬ ‫تم تحصيل النتيجة المرجوة و ّ‬ ‫ذلك من البرامج التعليمية و التربوية والتثقيفية‪ ،‬واذا ّ‬
‫المطلوب من خالل االستماع إلى هذه األمور السابقة الذكر؛ فما بالك باالستماع إلى القرآن الكريم‬
‫جيدا يعي وينتقي‬‫ألن تكون النتيجة رائعة !؟ بل وتفوق كل التوقعات كأن يصبح المتعلّم مستمعا ّ‬
‫األمور والقضايا الّتي يستمع إليها والّتي تعود عليه بالفائدة ‪،‬زد على ذلك يصبح متعلما ماه ار في‬
‫مما‬
‫االستماع فتنمو لديه هذه المهارة شيئا فشيئا‪ ،‬من خالل إنصاته للحروف المنطوقة بطريقة سليمة ّ‬
‫يجعل نطقه لألصوات من مخارجها نطقا سليما‪ ،‬وبالتالي الكلمات والعبارات بصورة دقيقة وسليمة‬
‫وقوته‪ ،‬لكون القرآن الكريم فصيحا بليغا قويما‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‬‫؛فيكتسب بذلك فصاحة اللسان ّ‬
‫تخزن لديه أنقى الكلمات واآليات الّتي يستشهد ويبرهن ويثبت بها رأيه‪ ،‬فتعلو منزلته‪ ،‬وتنمو مهاراته‬
‫ّ‬
‫اللّغوية ويرقى مستواه الفكري والسيما األخالقي‪ ،‬وبذلك يظهر عليه أثر القرآن الكريم عند استماعه‬
‫أن القرآن الكريم هو أساس ومصدر التعلّم والتعليم وبه يصبح المتعلّم‬
‫وانصاته إليه‪ ،‬زد على ذلك ّ‬
‫ماه ار متمكنا‪ ،‬لقول ابن خلدون " القرآن أصل التعليم الّذي ينبني عليه ما يحصل بعد من ملكات "‪.0‬‬

‫‪34‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫أما فيم يتعلّق بالكالم فالمتعلّم يصبح ماه ار لغويا من خالل اقتباسه من القرآن الكريم واستشهاده‬ ‫ّ‬
‫بآياته الكريمة فهذا كلّه يرفع من شأن المتعلّم الّذي يتعلّم القرآن الكريم ويحفظه‪ ،‬فهو أثناء كالمه‬
‫مما يجعل لغته راقية كونه اعتمد فيها على أبلغ وأفصح‬
‫يستعمل بعض المصطلحات القرآنية ويوظّفها ّ‬
‫كالم أال وهو كالم اهلل تعالى‪ ،‬زد على ذلك تجده يستدل ويبرهن ويناقش ويثبت رأيه انطالقا من آياته‬
‫عز وجل‪ ،‬فشتان بين من يتكلّم بكلمات عربية بسيطة وبين من ينتقي ألفاظا من القرآن الكري ـ ـ ـم‬ ‫ّ‬
‫متميز عن غـ ـيره‬ ‫ويتواصل بها ويحاجج بها‪ ،‬فهذا يرفع مستواه اللغوي بل ويجعله متكلّم ماهر لغويا ّ‬
‫من المتكلّمين كونه ينهل من رصيده ومخزونه اللغوي الكبير الّذي أخذه من القرآن الكريم ‪.‬‬
‫جراء تالوته للقرآن الكريم وحفظه آلياته‪ ،‬فهو يق أر‬ ‫وفيم يتعلّق بمهارة القراءة فالمتعلّم يصبح ماه ار ّ‬
‫قراءة سليمة خالية من األخطاء اللّغوية يراعي بذلك عالمات الوقف‪ ،‬ويعرف أساليب الجم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل‬
‫ويتعرف على الرموز‬
‫ّ‬ ‫(استفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهامية‪ ،‬تعجبية‪ ،)...‬كما يفهم معانيها‪ ،‬وج ّل ما تحويه من أفكار‪،‬‬
‫تعوده على‬
‫واألصوات‪ ،‬كما ينطق ك ّل صوت من م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـخرجه الصحيح‪ ،‬والفضل في ذلك يرجع إلى ّ‬
‫تالوة وقراءة القرآن الكريم‪ ،‬فهو يتعلّم منه مواضع النب ـ ـ ـ ـ ـر والتنغيم والوقف والمد واإلخفاء وغيرها ما‬
‫متفوقا على غيره‪.‬‬
‫يجعله قارئا ماه ار‪ّ ،‬‬
‫جيدا‪ ،‬يكتب بلغة رائعة ‪،‬فهو يعتمد في كتاباته على القرآن الكريم كونه‬
‫كما يصبح المتعلّم كاتبا ّ‬
‫مما يجعله يستشهد منه ويوظّف آياته ويبرهن بها‪ ،‬ويثبت بها رأيه‪ ،‬فهو‬
‫كثير الـقراءة واالستماع له‪ّ ،‬‬
‫يستعمل ألفاظ القرآن الكريم الفصيحة البليغة الرائعة‪ ،‬زد على ذلك ّأنه بفضل القرآن الكريم يكتسب‬
‫أسلوبا راقيا في تعابيره لكونه كثير االطالع على القرآن الكريم‪ ،‬وقد نهل بذلك من أسلوبه العذب‪.‬‬
‫والقرآن الكريم يم ّكن المتعلّم (الطالب) من تنمية مهاراته اللغوية؛ استماعا وكالما‪ ،‬وقراءة وكتابة‪،‬‬
‫المتنوع‪ " ،‬ليصل‬
‫ّ‬ ‫فيحصل العلوم والمعارف‬
‫ّ‬ ‫ومهارات أخرى كاإللقاء والحوار وطريقة االستجواب ‪...‬‬
‫بعدها إلى مستوى لغـ ـ ـ ـ ـ ـوي يم ّكنه من استخدام هذه اللّغة استخداما ناجحا في االتصال باآلخرين كما‬
‫‪9‬‬
‫يضيف عمقا وثراء وتنوعا لنمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو شخصيته‪ ،‬على غرار القيم الوجدانية "‬

‫‪-0‬ابن خلدون‪ ،‬مقدمة ابن خلدون‪ ،‬تح درويش الجويدي‪ ،‬دار مكتبة الهالل‪ ،‬صيدا‪ ،‬بيروت‪0212 ،‬م‪ ،‬ص‪.335‬‬
‫متعددة للتدريس والتقويم ‪ ،‬ص‪.93/99‬‬
‫ّ‬ ‫‪ – 9‬د ‪.‬حاتم حسين البصيص ‪ ،‬تنمية مهارات القراءة والكتابة‪ :‬استراتيجيات‬

‫‪35‬‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهارات اللّ ّ‬ ‫مدخل‬

‫‪0‬‬
‫زد على ذلك تنمية مهارة المتعلّم " ُفي ّلم بأنماط التعبير الوظيفي واإلبداعي ويكتسب القدرة اللغوية"‬
‫المكتسبة من القرآن الكريم‪ ،‬والّتي‬
‫َ‬ ‫عب ـ ـر ويتواصل بتم ّكن موظّفا الثروة اللغوية والمعرفية الفكرية‬
‫في ّ‬
‫عما يختلج صدره وفكره‪ ،‬سواء كان ذلك كتابيا أو‬
‫تم ّكنه من الفهم‪ ،‬والتعبير بطالقة‪ ،‬وبلغة بليغة ّ‬
‫شفهيا‪.‬‬
‫جراء تعامله مع القرآن الكريم (استماع‪،‬‬
‫هذه بعض الفوائد اللغوية والمعرفية؛ الّتي تعود على المتعلّم ّ‬
‫عتز بلغته‬
‫تدبر‪ ،)...‬وال ننسى الّتي تعود على لغته العربية‪ ،‬فالقرآن الكريم يجعل المتعلّم ي ّ‬
‫قراءة‪،‬حفظ ّ‬
‫ألنها لغة القرآن الكريم‪،‬‬
‫حبه لها يوما بعد يوم‪ ،‬فيرغب في تعلّمها‪ ،‬وتحصيل علومها‪ّ ،‬‬
‫العربية ويزداد ّ‬
‫ولغة الفك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر والحضارة واألدب‪ ،‬فيرتفع بذلك مستواه اللغوي‪ ،‬السيما المعرفي والوجداني (القيمي)‪،‬‬
‫فالمتعلّم في هذه الحالة‪ ،‬يص ـ ـ ــبح جوهرة ثمينة ّبراقة‪ ،‬اكتسبت بريقها ولمعانها من الكنز الثمين؛ أال‬
‫طور مهارة المتعلّم وزاد من خبرته وأكسبه مهارات أخرى كاإللقاء "والفهم‬‫وهو كتاب اهلل تعالى الّذي ّ‬
‫والتحليل والنقد والتفسير والتأويل"‪... 9‬‬
‫أما لبيان ذلك األثر‬
‫غوية‪ّ ،‬‬
‫وهذه فقط إطاللة ولمحة عن أثر القرآن الكريم في تنمية المهارات اللّ ّ‬
‫التطرق إليه في الفصول األربعة المتعلّقة بموضوع البحث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تم‬
‫بصفة أكثر دقة ووضوحا سي ّ‬

‫متعددة للتدريس والتقويم ‪ ،‬ص‪.93/99‬‬


‫ّ‬ ‫‪ – 0‬د ‪.‬حاتم حسين البصيص ‪ ،‬تنمية مهارات القراءة والكتابة‪ :‬استراتيجيات‬
‫‪ -2‬ينظر‪ ،‬نفسه‪ ،‬ص‪.93‬‬

‫‪36‬‬
‫األول‬
ّ ‫الفصل‬
‫تنمية مهارة‬
ّ ‫أثر القرآن الكريم في‬
‫غوية‬
ّ ّ‫االستماع الل‬
814‫ األعراف‬‫ من‬     ‫فَا‬
" ‫ق ُـ ْر مء ُان‬  ‫قُـ‬  "
36‫ اإلسراء‬   َ‫ن‬   ‫لْ ُف مما مد‬   
" ‫" ِان‬

‫ فـمـلـ‬ ‫ قما‬ ‫فمل م ممأ‬ ‫قُرآ َن‬  ‫ من‬  ‫ ِّن‬  ‫ ِّم َن‬ ‫فمرأ‬ ‫فْنمأ‬ "

     ‫قمو ممنما‬ ‫ قما‬  ‫ من‬  ‫ قـ‬   ‫قُــ‬

ٍ ‫ مط ِر‬‫ ّ ِق‬      ‫ب م ْ مني‬  ‫قًآ‬  
 ‫يق ُم ْس مت ِق ْ ٍي‬

82،31‫"األحقاف‬
‫اإلطــــارال ّنظـــــــــــري‪:‬‬
‫ّأوال‪ :‬المصــطلحات المتضـــــــــــــــــــــــــــــ ّمنة معنى االســـــــــــــــــــــــــــــــتمـــــــــــــاع‬
‫التعليميــــــــــة‬
‫ّ‬ ‫ملية‬
‫ـــــمية االستـــــــــــــــــــــــــــــــــماع في العـــــــــــــ ّ‬
‫ثانيا‪:‬أهــــــــــــــــــــ ّ‬
‫مية والعمـــــــــــــــلية االتصاليـــــة‬
‫التعـــــــلّ ّ‬
‫ثالثا‪:‬أهــــــميـــّة االستــــــــــــــــــــــــمـاع في القــــــــــــــــــــــــــــــرآن الكريــــــــــــــــم‬
‫رابعا‪ :‬أهـــــــــــــــــــــداف تــــــــــــــــــــــدريس االستمـــــــــــاع وعالقتها بالقرآن الكريم‬
‫خامسا‪:‬أثـــــــــــــــــــر الــــــــــــــــــــقرآن الكريم في تعليم وتنميـــــــة مهارة االستماع‬
‫سادسا‪ :‬المهارات االستماعية المكتسبة لدى متعلّم الـــــقرآن الـــــــــــــــــــــكريم‬
‫سابعا‪ :‬عوائق اكتســاب مهارة االستمــاع اللغـوية وتعلّمها وتنميتها‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫غوية‪:‬‬
‫مهارة االستماع اللّ ّ‬
‫النعم الّتي أنعم بها المولى تبارك وتعالى على عباده إذ يقول‬ ‫السمع من أكبر ّ‬ ‫تعد حاسة ّ‬‫توطئة‪ّ :‬‬
‫تعالى في سورة النحل" "‪        ‬من ‪   ‬‬

‫(‪)0‬‬
‫وقد سبق تعريف هذه المهارة –مهارة االستماع‪ -‬في‬ ‫‪ ‬ف ْــ ِئــدم مة ‪  ‬من‪" ‬‬

‫المدخل‪ ،‬واضافة إلى ما سبق ذكره‪ ،‬مضيف األمور اآلتية‪:‬‬


‫ّأوال‪-‬المصطلحات المتضمنة معنى االستماع‪ (:‬الموظّفة في القرآن الكريم)‬
‫توجد بعض المصطلحات الّتي ترتبط بمفهوم االستماع‪ ،‬وتختلف عنه في نقاط؛ نذكر منها‪:‬الس ــماع‬
‫تطرق إلى مفهوم هذه المصطلحات وبالتالي الفروق بينها ‪:‬‬
‫واإلنصات واإلصغاء‪ ،‬وسيتم ال ّ‬
‫‪-1‬االستماع‪ :‬قد سبق التطرق إليه؛ لكن في هذا الموضع سيتم التفصيل فيه أكثر لبيان الفرق‬
‫عملية مرّكبة تتطلّب‬ ‫عملية تعتمد على األذن والعقل؛ فهو ّ‬
‫بين ـ ـ ـ ـ ـ ـه وبين العمليات المـصاحبة له‪ ،‬فهو ّ‬
‫ـلية يعطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى فيها‬
‫عمليتين عقليتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـين هما‪ :‬التركيز واالنتباه فهو "ليس مجرد سماع‪ّ ،‬إنه عم ـ ـ ّ‬
‫‪0‬‬
‫المستمع اهتماما خاصا‪ ،‬وانتباها مقصودا لما تتلقاه أذنه من األصوات"‬
‫السمع واالجتهاد فيه بهدف الوصول إلى المعنى المراد إيصاله من‬
‫وبعبارة أخرى االستماع طلب ّ‬
‫المتحدث‪ ،‬فهو بذلك يتطلّب التوافق بين المستمع والمتحدث‪ ،‬لكي تكون هناك مناقشة‬
‫ّ‬ ‫ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبل‬
‫وتبادل أطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراف الكالم بصورة طبيعية‪ ،‬ويكون ه ـ ـ ـ ـ ــناك تحليل وفهم وادراك ونقد وحكم إلى غاية‬
‫مجرد استقبال الصوت المسموع ‪...‬بل ال‬
‫عملية معقّدة ال يقف عند ّ‬
‫الوصول إلى نتيجـة نهائية‪"،‬فهو ّ‬
‫‪9‬‬
‫بد من بذل جهد ضم ـ ـ ـ ـ ـ ـني من قبل المتلقي ليستخلص ويحلل وينقد"‬
‫الجيد في األصوات المنطوقة الّتي ُيستمع إليها ‪،‬مثل‬
‫عملية إرادية تستدعي الفهم والتركيز ّ‬
‫واالستماع ّ‬
‫االستماع إلى محاضرة أو االستماع إلى القرآن الكريم؛ وهو"عملية ذهنية واعية مقصودة ترمي إلى‬
‫‪3‬‬
‫معين "‬
‫تحقيق غرض ّ‬
‫الرموز‬
‫أن االستماع هو قراءة لما تحت السطور أي فهم معنى الحديث بعد فك ّ‬
‫ومنه يمكننا القول ّ‬

‫‪-0‬علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية‪ ،‬ص‪21‬‬


‫‪-9‬علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية‪ ،‬النظرية والتطبيق ‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ -3‬محسن علي عطية‪ ،‬مهارات االتصال اللّغوي وتعليمها‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع ‪ ،‬ط‪ ،0‬عمان ‪ /‬األردن‪ ،9111 ،‬ص ‪901‬‬

‫‪39‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
ّ ‫الفصل‬
.)‫صوتية( طريقة الكالم‬
ّ ‫الصوتية بواسطة األذن(السمع) وما يصحب ذلك من نبرات‬
ّ
‫فالسماع يعتمد على األذن‬
ّ ‫عملية بسيطة غير معقّدة بالمقارنة مع عملية االستماع؛‬
ّ ‫ هو‬:‫السماع‬
ّ -9
‫وهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو عملية استقبال أي أنه "مجرد استقبال األذن لذبذبات صوتية من مصدر معين دون إعارتها‬
‫فهو إذن عملية تعتمد على‬...‫ أو صوت القطار‬،‫انتباها مقـ ـ ـصودا كسماع صوت الطائرة‬
‫ وهذه األمور ال يحتاج اإلنسان‬،0"‫"فسيولوجية" األذن وقدرتها عل ـ ـ ـ ـ ـ ـى التقاط هذه الذبذبات الصوتية‬
 ":‫ يقول تعالى‬،‫ كونها ال إرادية أي يتم سماعها دون قصد ودون تركيز وانتباه‬،‫إلى تعلّمها‬

              

       ":‫أيضـا‬ ‫وقوله‬، 5"   
  
             

    ":‫ وقوله‬،          
3"

    "‫وق ـوله في سورة األعراف‬ ،5"       
 ":‫هود‬ ‫وقوله في سورة‬ ،1"           

   "‫ وقوله‬،6"          

      ":‫وقوله في سورة البقرة‬ ،7"  

12،21‫ص‬، ‫ تدريس فنون اللّغة العربية‬، ‫ علي أحمد مدكور‬-0


.‫ رواية ورش‬،11‫ اآلية‬،‫سورة القصص‬-9
.55‫ اآلية‬،‫سورة فصلت‬-3
.09‫اآلية‬، ‫سورة الفرقان‬-5
.021‫ اآلية‬، ‫سورة األعراف‬-1
.91‫ اآلية‬،‫سورة هود‬-2
.909‫ اآلية‬، ‫سورة الشعراء‬-1

40
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫وقوله تعالى‪ ."     ":‬وقوله في سورة‬


‫‪0‬‬ ‫‪9‬‬
‫الـ ‪‬ـ‪"  ‬‬ ‫‪  ‬‬

‫ق‪ ،3"              ":‬وقوله أيضا‪" :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪"                ‬‬
‫أن االستماع يختلف عن السماع؛‬
‫مما سلف ذكره‪ ،‬ومن خالل هذه اآليات الكريمات‪ ،‬يتّضح ّ‬
‫إذن ّ‬
‫مجرد استقبال‬
‫قمة التعقيد‪ ،‬فهي ليست ّ‬
‫عملية في ّ‬
‫ّ‬ ‫أي ّأنه توجد فروق بينهما في كون االستماع‬
‫عقلية تقتضي استقبال الذبذبات الصوتية في البداية‪ ،‬وبعدها يتم‬
‫عملية ّ‬
‫ّ‬ ‫األذن لألصوات‪ ،‬بل هي‬
‫نقل هذه الذبذبات الصوتية وما ينجم عنها إلى الدماغ فيقوم بتحليلها وتفسيرها لتعطي بعد ذلك‬
‫معاني يتم استيعابها وادراكها والحكم عليها وغير ذلك من العمليات العقلية األخرى فيحدث بعد ذلك‬
‫عملية االستماع التركيز واالنتباه والوعي والقصد‬
‫ّ‬ ‫رد الفعل وهو الكالم أو الكتابة ‪،‬كما تقتضي‬
‫اجب تعليمه وتعلّمه؛ وهو محط اهتمام المؤسسات‬ ‫ي وو ٌ‬
‫والفعل اإلرادي‪ ،‬واالستماع أمر ضرور ٌ‬
‫السماع فهو عملية بسيطة‬‫أما ّ‬‫التربوية والتعليمية فهي تسعى إلى تدريسه وبيان أهميته للمتعلمين‪ّ ،‬‬
‫يتم فيها استقبال األذن لذبذبات صوتية‪ ،‬ال تقتضي التركيز واالنتباه والقصد والتحليل والنقد وغير‬
‫ذلك والسماع ال يتعلّمه اإلنسان أو يقوم بتعليمه ؛كونه يحدث ال إراديا بل بشكل طبـيعي كسماع‬
‫صوت النحل‪.‬‬
‫السماع في نظر بعض الباحثين؛ فمن البديهي أن يكون الفعل‬ ‫ومادام االستماع يختلف عن ّ‬
‫الماضي" سمعوا" يختلف في معناه عن الفعل الماضي استمعوا‪ ،‬لكن عندما نمعن النظر في اآلية‬
‫"‪ ‬‬
‫‪               ‬‬ ‫الكريمة‪:‬‬
‫‪ ،5"       ‬واآليتان‪         ":‬‬

‫‪              ‬‬

‫‪ -0‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪ ،1‬رواية ورش‪.‬‬


‫‪ -9‬سورة الشعراء‪ ،‬اآلية‪.11‬‬
‫‪ -3‬سورة ق‪ ،‬اآلية‪.31‬‬
‫‪ -5‬سورة ق‪ ،‬اآلية‪.50،59‬‬
‫‪ -1‬سورة المائدة اآلية ‪.13‬‬

‫‪41‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬

‫‪ ،0"                    ‬فالمولى‬

‫أن القرآن دقيق في ألفاظه ومعانيه فلفظة سمعوا‬


‫عز وج ّل لم يـق ـل و"إذا استمعوا " ونحن على علم ّ‬
‫ّ‬
‫السماع‪ ،‬ألن ما نفهمه من هذه‬
‫أن االستماع ال يختلف عن ّ‬ ‫هي األنسب‪ ،‬وفي هذا الموضع نجد ّ‬
‫اآلية ّأنه قد جاء وفد من الحبشة سمعوا كالم اللّه وعند سماعهم له فاضت أعينهم بالدمع أي بكوا‬
‫عز وج ّل‪ ،‬أي ّأنهم لم يستقبلوا ذبذبات‬
‫للحق وايمانهم بالمولى ّ‬
‫ّ‬ ‫كثي ار‪ ،‬وسبب بكائهم هو معرفتهم‬
‫‪  ‬‬ ‫صوتية فقط بل فهموا وأدركوا معنى هذه اآليات الكريمة بل وتأثروا كثي ار يقول تعالى‪":‬‬
‫‪                    ‬‬

‫مما دفعهم ذلك لإليمان بالمولى‪ ،‬فهنا نلحظ ّأنه ال فرق بين ال ّسـ ــماع واالستماع‬
‫ّ‬ ‫‪،9"    ‬‬
‫أما من خالل هذه اآلية الكريمة فال فرق‬
‫واذا وجد الفرق فهذا ربما يكون بحسب المواقف والمواضع ّ‬
‫السماع‪.‬‬
‫بين االستماع و ّ‬
‫يعد اإلنصات من المصطلحات الّتي ترتبط باالستماع ‪ ،‬واإلنصات قد ذكر في قوله‬ ‫‪ -3‬اإلنصات‪ّ :‬‬
‫تعالى بصيغة األمر‪ ،‬واإللزام في سورة األعراف ‪       ":‬‬

‫السكوت‬ ‫‪5‬‬
‫عرف اللغة ‪":‬نصت ينصت ‪...‬سكت ‪...‬واستمع لحديثه " ‪ ،‬و معنى ّ‬ ‫‪ 3"  ‬ويف‬
‫‪1‬‬
‫أن‬
‫السكوت ترك التكلّم مع القدرة عليه" ‪ ،‬أي ّ‬
‫المشتقة من فعل سكت‪ ،‬فكما يقول الشريف الجرجاني " ّ‬
‫السكوت السلبي واّنما هو‬
‫الجيد لما يقال‪ ،‬ف"اإلنصات ليس هو ّ‬‫الغرض من السكوت هو االستماع ّ‬
‫استم اررية االستماع فهو سكوت الستماع الحديث"‪ 2‬فهو فعل ذو فائدة وايجابية ويتطلّب المداومة‬
‫وهو يختلف (اإلنصات) عن االستماع في كون االستماع "مرحلة أولى تسبق اإلنصـات‪ ،‬واالستماع‬
‫أق ّل عمقا من اإلنصات"‪.1‬‬
‫‪-0‬سورة األحقاف‪.31،92،‬‬
‫‪-9‬سورة الجن ‪،‬اآلية‪.0،9‬‬
‫‪-3‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪.915‬‬
‫‪-5‬الفيروز أبادي ‪ ،‬قاموس المحيط ‪ ،‬مادة "نصت"‪ ،‬ص‪.011‬‬
‫‪-1‬الشريف الجرجاني ‪ ،‬كتاب التعريفات ‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪0502 ،‬ه‪0222 ،‬م‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫محمد رجب فضل اهلل ‪ ،‬االتجاهات التربوية المعاصرة في تدريس اللغة العربية ‪ ،‬جامعة قناة السويس ‪،‬‬
‫‪ّ -2‬‬
‫‪0502‬ه‪0221،‬م‪،‬ص‪31.5‬‬
‫‪-1‬محمد المصري ‪ ،‬مجد البرازي ‪ ،‬اللغة العربية دراسات تطبيقية ‪،‬ص‪.505‬‬

‫‪42‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫أن"الفرق بين االستماع واإلنصات هو الفرق في الدرجة‪ ،‬وليس في طبيعة األداء ‪،‬‬
‫إضافة إلى ذلك ّ‬
‫فإن اإلنصات هو تركيز االنتباه‪...‬فاإلنصات‬
‫أن االستماع هو التعرف على األصوات‪ ،‬والفهم ‪ّ ..‬‬
‫فكما ّ‬
‫استماع مستمر‪...‬والمطلوب عند االستماع إلى القرآن الك ـ ـريم هو مداومة االستماع‪ ،‬أي اإلنصات ‪،‬‬
‫‪0‬‬
‫فالفرق بينهما فرق في الدرجة‪ ،‬وليس في طبيعة المهارة "‬
‫عملية ذهنية‬
‫ّ‬ ‫أن ‪ ":‬اإلنصات‬
‫نستدل به أيضا لبيان االختالف بين االستماع واإلنصات هو ّ‬
‫ّ‬ ‫وما‬
‫المتحدث‪،‬‬
‫ّ‬ ‫معقدة أكثر من االستماع‪ ،‬تحتاج إلى طاقة ونظام‪ ،‬وكذلك الحصول على معلومات من‬
‫أي من أشخاص آخرين أو حتى من أنفسنا مع استمرار حالة الثبات والهدوء ‪...‬كما ّأنه إشعار‬
‫عملية مرّكبة تتطلّب‬
‫ّ‬ ‫المتحدث باالهتمام بطريقة تسمح باستمرار عملية االتصال "‪ ،9‬فاإلنصات‬
‫ّ‬
‫معين أال وهو االتصال من‬
‫التمعن والمداومة اتجاه ما يقال‪ ،‬بغرض الوصول إلى هدف ّ‬
‫االنتباه و ّ‬
‫خالل الفهم واالستيعاب‪.‬‬
‫ومن الواضح وجود فرق بين عمليتي االستماع واإلنصات وهذا يتّضح من خالل قوله تعالى" ‪‬‬

‫‪ 3"         ‬فالمولى تبارك وتعالى ذكر‬

‫أن االستماع‬
‫فعل األمر" استمعوا" أوال ثم ذكر بعده فع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل األمر "أنصتوا" وما ُيفهم من ذلك هو ّ‬
‫أقل درجة ومرتبة من اإلنصات ؛ فإذا كان االستماع يتطلب التركيز والتمعن والفهم والتحليل والحكم‪،‬‬
‫التمعن والتدبر والعمليات‬
‫فاإلنصات أكبر من ذلك ؛ أي ّأنه يتطلب التركيز والفهم واالن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتباه و ّ‬
‫العقلية المصاحبة له؛ بشكل أكبر من االستماع‪ ،‬وللتمثيل وايضاح الفرق بيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن معنى اإلنصات‬
‫إلي يعني ّأنه يقول لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـه استمع‬
‫مبسط اإلنصات عندما يقول فالن لفالن أنصت ّ‬
‫واالستماع بشكل ّ‬
‫يتضمن االستماع واالستماع ال يتض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمن‬
‫ّ‬ ‫جيدا‪ ،‬فاإلنصات‬
‫جيدا‪ ،‬وأعرني انتباهك ورّكز معي ّ‬
‫إليّ ّ‬
‫اإلنصات‪.‬‬

‫‪ -0‬علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللّغة العربية ص‪21،20‬‬


‫‪ -9‬مادلين بيرلي ألين ‪ ،‬اإلنصات فهم ما وراء الكلمات ‪،‬تر ‪ :‬هالة صدقي ‪ ،‬مجلّة من قراءات المركز‪ ،‬المركز الوطني للوثائق‬
‫التربوية ‪ ،‬ج‪9111 ،9‬م‪ ،‬ص‪023‬‬
‫‪-3‬سورة األعراف اآلية ‪.915‬‬

‫‪43‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫أما "اإلصغاء فهو طلب إدراك‬ ‫السماع‪ّ ،‬‬
‫‪ -4‬اإلصغاء‪ :‬قد سبق الحديث عن الفرق بين االستماع و ّ‬
‫المسموع بإمالة السمع إليه؛ يقال صغا‪ ،‬يصغو إذا مال وأصغى لغيره‪ ،‬وفي القرآن الكريم ‪ ":‬‬

‫‪                ‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬
‫أن اإلصغاء فيه‬
‫‪ "      ‬أي مالت" وزاغت‪ ،‬فالمالحظ ّ‬
‫بعض الحركة أي اإلمالة لتلقي الكالم المنطوق وفهمه‪ ،‬فاإلصغاء في نظر أغلـب الباحثين ال‬
‫ينفصل عن االستماع؛ "االستماع‪ :‬اإلصغاء"‪ ،3‬فكالهما يرّكز على إدراك الكالم ‪.‬‬
‫لكن نلحظ بعض التفاوت في الدرجة‪ ،‬فإذا كان اإلنصات أعلى درجة من االستماع؛ فاإلصغاء‬
‫أعلى درجة من اإلنصات؛ أي ّأنه يعتلي كليهما ف "االستماع هو استفادة المسموع باإلصغاء إليه‬
‫‪5‬‬
‫أن اإلصغاء عملية‬‫جيدا‪ ،‬أي ّ‬‫إلي ّ‬
‫ّ‬ ‫أنصت‬ ‫و‬ ‫استمع‬ ‫تقول‬ ‫ك‬ ‫كأن‬
‫ّ‬ ‫إلي‬
‫ّ‬ ‫أصغي‬ ‫تقول‬ ‫فحينما‬ ‫‪،‬‬ ‫ليفهم "‬
‫العقلية بشكل كبير جدا‬
‫ّ‬ ‫تقتضي من الشخص أ ّشد االنـتباه والتركيز‪ ،‬كما تتطلّب توظيف العمليات‬
‫لفهم ما يستمع إليه وبالتالي ترسيخه‪ ،‬ك ـما تتطلّب استخدام حاسة البصر زيادة على حاسة السمع‪،‬‬
‫أي اإلنصات إلى كـ ـ ّل ما يلفظه المتكلّم مع مالحظة كل حركاته واالنتباه إليها أثناء حديثه‪.‬‬
‫السماع يختلف عن االستماع واإلنصات واإلصغاء‪ ،‬فالعمليات الثالثة األخيرة‬
‫أن ّ‬‫مما سبق نقول ّ‬
‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫أن هناك فروق واضحة بين‬ ‫يتم فيها االنتقال" من طور الحديث إلى طور األفكار" ‪ ،‬ونخلص إلى ّ‬
‫السماع واإلنصات واإلصغاء‪ ،‬لكن ك ّل هذه المصطلحات أو باألحـ ـرى العمليات كلّها‬‫االستماع و ّ‬
‫أهمية بالغة‪ ،‬وكلّها تربطها عالقة تكامل وتالزم‪ ،‬فهي كالهرم قاعدته اإلصغاء ورأسه السماع‪،‬‬
‫ذات ّ‬
‫األول‬
‫السماع‪ ،‬والطابق ّ‬ ‫وهي كالبناء المرصوص الّذي يحوي أربع طوابق‪ ،‬والطابق األرضي ّ‬
‫أما الطـ ـابق األخير اإلصغاء‪ ،‬فــال يستطيع أن يكون‬
‫أما الطابق الثالث فهو اإلنصات‪ّ ،‬‬
‫االستماع‪ّ ،‬‬
‫هناك استماع دون سماع أو إنصات دون اسـ ـتماع أو إصغاء دون استماع أو سماع أو إنصات‪،‬‬
‫واذا تحققت كل هــذه العملـيات لدى الفرد (المتعلّم) فقد حقق مهارة استماعية عالية‪.‬‬
‫‪-0‬سورة التحريم‪ ،‬اآلية‪ ،5‬رواية ورش‪.‬‬
‫‪ -9‬ينظر‪ ،‬أبو هالل العسكري ‪ ،‬الفروق اللغوية ‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط ‪9113 ، 9‬م ‪0595-‬ه ‪،‬ص‪.013‬‬
‫‪-3‬الراغب األصفهاني ‪ ،‬المفردات في غريب القرآن‪ ،‬ص‪.315‬‬
‫‪-5‬أبو هالل العسكري ‪ ،‬الفروق اللغوية ‪ ،‬ص ‪.013‬‬
‫‪-1‬أحمد يوسف ‪ ،‬سميائيات التواصل وفعالية الحوار‪ ،‬منشورات مختبر السيميائيات وتحليل الخطابات‪ ،‬جامعة وهران ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ط‬
‫‪9115‬م‪ ،‬ص‪.51‬‬

‫‪44‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫التعليمية التعلّمية والعملية االتصالية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬ ‫أهمية االستماع في‬
‫ثانيا ّ‬
‫ألن " السمع هو الحاسة األولى الّتي يولد‬
‫أهمها ّ‬
‫السمع حاسة من حواس اإلنسان بل من ّ‬ ‫تعد طاقة ّ‬
‫ّ‬
‫أن اإلنسان عندما ينام تخمد ك ّل‬
‫بها الطّفل‪ ،‬وهو في حالة كبيرة من النضج وقت الوالدة ‪ ،‬كما ّ‬
‫حواسه إال حاسة السمع "‪.0‬‬
‫عملية التعليم والتعلّم واالتصال بين األفراد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وتبرز أهميته الكبرى كذلك في كونه أساسا رئيسا في‬
‫فقد لقي االستماع عناية خاصة في التعليم منذ القدم ‪،‬لكون التعليم والتعلّم منذ البداية يرتكز على‬
‫أن التعلّم والتواصل فيما سبق كان يتم عن‬
‫االستماع وتكرار وحفظ ما يستمع إليه‪ ،‬ومن المعلوم ّ‬
‫طريق االستماع والعلوم في بداية األمر كانت تنتقل مشافهة أي باالستماع‪ ،‬فلم يكن هناك تدوين‬
‫أو طباعة لما يقال‪ ،‬لذلك لقيت مهارة االستماع منذ القدم اهتماما وعناية قصوى لكونها القاعدة‬
‫والركيزة لنقل المعارف والعلوم والتواصل بين الناس بشكل صحيح‪ ،‬فقد كان العرب البدو أهال‬
‫للغة؛"وقد اكتسب الرسول الكريم صلى اهلل عليه وسلّم فصيح اللّغة في مضارب البدو ‪...‬فكان‬
‫تلينها‪ "...‬وهذا برهان ودليل قاطع على أثر السماع في‬
‫الرسول الكريم ينبر الهمزة في حين قريش ّ‬‫ّ‬
‫‪9‬‬
‫اكتساب وتعلّم اللّغة" ‪.‬‬
‫فاالستماع هو ممارسة ومران‪ ،‬وهو في نفس الوقت أساس لتعلّم آداب الحوار فهو يجعل المستمع‬
‫ينصت ويصغي بأدب لما يقوله المتكلّم ويرّكز عليه‪ ،‬وهذا بدوره يجعله يفهم ويدرك ويحلل ويناقش‬
‫األهمية للتالميذ وطالب الجامعات‬
‫ّ‬ ‫تعد في غاية‬
‫وينقد ويحكم على المواضيع‪ ،‬وك ّل هذه األمور ّ‬
‫وغيرهم‪ ،‬كونهم يستخدمون آذانهم في سماع الدروس والمحاضرات‪ ،‬وبالتالي يستخدمون عقولهم في‬
‫مما ّينمي مهارة االستماع لديهم ‪.‬‬
‫فهمها وتلخيصها؛ ّ‬
‫فاالستماع هو الطريق الطبيعي لالستقبال الخارجي كما ّأنه أساس في العديد من المواقف الّتي‬
‫تتطلب اإلصغاء واالنتباه كاألسئلة واألجوبة والحوارات والقصص وبرامج تلفزيونية واذاعات ‪.3‬‬
‫لعملية االستماع ينصح بإعطاء العناية القص ـ ـ ـ ـ ـ ـوى‬
‫ّ‬ ‫األهمية البالغة‬
‫ّ‬ ‫وفي إطار الحديث عن هذه‬

‫تطبيقية‪ ،‬ص ‪..505‬‬‫ّ‬ ‫‪-0‬محمد المصري ‪ ،‬مجد البرازي ‪ ،‬اللّغة العر ّبية دراسات‬
‫‪-9‬ينظر ‪ ،‬زكريا إبراهيم ‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية‪،‬دار المعرفة الجامعية ‪ ،‬األ ازريطة ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪-3‬ينظر ‪ ،‬محمد المصري ومجد البرازي ‪ ،‬اللغة العربية دراسات تطبيقية ‪،‬ص ‪.503‬‬

‫‪45‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫وتوفير الضروريات لتعليم وتعلّم هذه المهارة لكونها "أكثر أساليب االتصال شيوعا واستخداما ‪،‬‬
‫أن االستماع في البرنامج‬
‫فالشخص يستطيع أن يستمع ثالثة أضعاف ما يق أر‪ ،‬يضاف إلى ذلك ّ‬
‫المدرسي يش ّكل جزءا حيويا ‪ ،‬فمعظم أوقات حصصنا داخل الفصل يخصص للعمل الشفهي‬
‫‪0‬‬
‫‪...‬فاالستماع قدرة إنسانية كامنة "‬
‫ولكون التعبير الشفهي يتطلب استخدام مهارة االستماع؛ فهذه المهارة هي التي تحقق نسبة عالية من‬
‫التعلّم‪ ،‬كما تصل بالمتعلّم إلى المستوى المطلوب أال وهو استخدام اللّغة استخداما سليما وبالتالي‬
‫تحقيق االتصال اللّغوي‪.‬‬
‫لعملية التعليم والتعلّم ‪ ،‬وليتعلّم‬ ‫ّ‬ ‫أن االستماع كونه يتطلّب التركيز واالنتباه فهو مهم جدا‬
‫زد على ذلك ّ‬
‫يعد من أساسيات االستماع‪ ،‬فليتحقق التعلّم‬ ‫الفرد أم ار ما البد له من االنتباه و التركيز‪ ،‬وكل ذلك ّ‬
‫الجيد وبالخصوص االستماع إلى القرآن الكريم"‪ ‬‬
‫‪   ‬‬ ‫الجيد البد من االستماع ّ‬
‫ّ‬
‫‪0‬‬
‫التعليمية‬
‫ّ‬ ‫أهمية االستماع في العملية‬
‫ّ‬ ‫يدل أكثر على‬
‫" ‪ ،‬وما ّ‬ ‫‪    ‬‬

‫تفوق المتعلّم في الدراسة كلها‬


‫أن "كثير من الدراسات في أوربا وأمريكا أثبتت إمكانية ّ‬
‫مية هو ّ‬
‫التعلّ ّ‬
‫فإنه يستطيع أن‬
‫أن التلميذ عندما يتعرف على نمطه االستماعي‪ّ ،‬‬ ‫لتفوقه في مهارة االستماع و ّ‬
‫تبعا ّ‬
‫‪3‬‬
‫يقوم نفسه في االستماع ‪،‬وفي فنون اللغة األخرى ‪،‬بل وفي عملية التعليم والتعلّم ككل"‬
‫ّ‬
‫مما يعتمدون‬‫أن األفراد في حياتهم اليومية أي في معامالتهم يستمعون ويتحدثون أكثر ّ‬ ‫زد على ذلك ّ‬
‫على القراءة والكتابة ف"اإلنسان المثقف العادي يستمع إلى ما يوازي كتابا ك ّل أسبوع ‪ ،‬ويق أر ما‬
‫يوازي كتابا ك ّل شهر ويكتب ما يوازي كتابا كل عام "‪5‬وان د ّل هذا ّإنما يدل على األهمية العظمى‬
‫لالستماع في حياة اإلنسان من خالل تحقيقها للنمو اللّغوي لدى المتعلّم وتنميتها لمهاراته اللغوية‬

‫‪-0‬دكتور حسن شحاتة ‪ ،‬تعليم اللّغة العر ّبية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ص ‪.92‬‬
‫‪-9‬سورة األعراف ‪،‬اآلية‪.915‬‬
‫‪-3‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬نقال عن‬
‫‪Dorothy Rubin. Teaching Elementary languaguage Arts ,2 nd Ed . New York , Holt ,Rinehart and‬‬
‫‪winston ,1980.Pp,45-49.‬‬
‫‪ -5‬نفسه ‪ ،‬نقال عن‬
‫‪Company.1966.p.49. Burns,p.et al : The Language Arts Childhood E.D.Chicago ,Round McNally‬‬
‫‪And Company.1966.p.49‬‬

‫‪46‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫أهم فنون‬
‫يعد االستماع في غاية األهمية؛ أو باألحرى من ّ‬ ‫أهمية االستماع في القرآن الكريم‪ّ :‬‬
‫ثالثا ّ‬
‫اللّغة العربية‪ ،‬وذلك يتضح من خالل القرآن الكريم وآياته‪ ،‬حيث يتّم التركيز فيه بشكل كبير عـلى‬
‫السمع" التي تسبق البصر؛ والّتي بدورها تحقّق اإلدراك والفهم مع باقي العمليات العق ـ ّلية‬
‫حاسة " ّ‬
‫السالف ذكرها‪.‬‬
‫األخرى ّ‬
‫أن القرآن الكريم وردت فيه لفظة السمع وما يرتبط بها مكررة عدة مرات وفي عدة‬
‫زد على ذلك ّ‬
‫أدق وأرهف وأرقى‬
‫أن طاقة السمع ّ‬
‫مواضع‪ ،‬أي "في أكثر من سبعة وعشرين موقعا‪ ،‬وهذا أمر يؤ ّكد ّ‬
‫‪0‬‬
‫فالسمع له أهمية كبيرة كونه يدخل ضمن عمليات عقلية أخرى كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاإلدراك‬
‫ّ‬ ‫من طاقة البصر"‬
‫األصم فيصعب عليه‬ ‫ّ‬ ‫أما‬
‫السمع؛ ّ‬
‫والتعلّم‪...‬فأعمى البصر يستطيع التعلّم باالعتماد على حاسة ّ‬
‫التعلّم واإلدراك وباقي العمليات العقلية األخرى‪ ،‬و"مما يد ّل على رجحان السمع على البصر هو ّأننا‬
‫بالسمع ندرك المجردات‪ ،‬وال سبيل للبصر في إدراكها مع ما في إدراك المجردات من صعوبة‬
‫ّ‬
‫‪9‬‬
‫القياس بإدراك المحسوسات" وللتفصيل أكثر في هذا العنصر؛ نجد ّأنه عند إحصاء لفظة‬
‫‪‬‬ ‫السم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع في القرآن الكريم نلحظ ّأنها قد ذكرت في أحد عشرة آية‪ ،‬يقول تبارك وتعالى‪":‬‬
‫‪            ‬‬

‫تعالى‪ " 4"          ":‬‬
‫‪  ‬‬ ‫"‪3‬وقوله‬ ‫‪ ‬‬

‫إضافة إلى‬ ‫‪2‬‬


‫‪"                ‬‬
‫ذلك اآلية ‪31‬من سورة ق‪ ،‬واآلية ‪93‬و‪1‬و‪ 01‬من سورة الملك‪ ،‬واآلية ‪ 909‬من س ـ ـ ـ ـورة الشعراء‪،‬‬
‫واآلي ـ ـة ‪11‬من سورة المؤمنون‪ ،‬واآلية ‪ 32‬من سورة اإلسراء ‪ ،‬واآلية ‪ 993‬من سورة الشعراء‪.‬‬

‫‪ -0‬المرجع نفسه‪،‬علي أحمد مدكور ص‪.12‬‬


‫‪-9‬محمد علي عطية ‪ ،‬مهارات االتصال اللغوي وتعلّمها ‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ط‪0591 ، 0‬ه‪9111/‬م‪،‬‬
‫ص‪.999‬‬
‫‪-3‬سورة النحل ‪ ،‬اآلية ‪.11‬‬
‫‪-5‬سورة الحجر اآلية ‪01‬‬
‫‪-1‬سورة لقمان‪ ،‬اآلية‪.1‬‬

‫‪47‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫‪0‬‬
‫واآلية ‪30‬‬ ‫واآلية‪91‬و‪ 95‬من سورة هود" ‪"         ‬‬
‫من سورة يونس‪.‬‬
‫‪  ‬‬ ‫أما لفظة "يستمعون" فقد وردت في خمس مواضع منها قوله تعالى‪":‬‬
‫ّ‬
‫"‪ ،9‬ووردت كذلك في‬ ‫‪           ‬‬

‫سورة اإلسراء اآلية ‪ ،51‬وسورة يونس ‪ 59‬والطور واألحقاف‪ ،‬كما وردت لفظة "فاستمعوا" في‬
‫"‪.3‬وذكرت‬ ‫ُض مب ممث مل فم ْاس مت ِم ُعوا م ُهل‬ ‫موضعين منها ما ذكر في سورة الحج قوله تعالى " مَي َأْيه ما الن ُاس ُ ِ‬
‫‪5‬‬
‫لفظة سمعوا في ست مواضع منها قوله تعالى ‪"         ":‬‬
‫عز وج ّل ذكر السمع قبل البصر وهذا يد ّل على أهمية‬ ‫أن المولى ّ‬ ‫والمالحظ في هذه اآليات الكريمة ّ‬
‫أن اسم اللّه السميع وسميع ُذكر سابق للبصير وقد ذكر في تسعة عشر‬ ‫السمع ‪،‬زد على ذلك ّ‬
‫موضعا أو أكثر منها قوله تعالى‪           " :‬‬

‫‪ ،1" ‬وكذلك سورة األنفال اآلية ‪ 20‬وسورة المؤمنون األية‪ ،11‬وغيرها من اآليات والسور‬

‫الكريمة‪.‬‬

‫‪ -0‬سورة هود‪ ،‬اآلية ‪91‬‬


‫‪ -9‬سورة الزمر‪ ،‬اآلية ‪01‬‬
‫‪ -3‬سورة الحج‪ ،‬اآلية ‪13‬‬
‫‪ -5‬سورة الملك‪ ،‬اآلية ‪11‬‬
‫‪ -1‬سورة يوسف‪ ،‬اآلية ‪35‬‬

‫‪48‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫رابعا أهداف تدريس االستماع في القرآن الكريم‪:‬‬
‫إن لالستماع كما سبق ذكره أهمية عظيمة في حياة اإلنسان وباألخص المتعلّم ‪ ،‬فالهدف المرجو‬ ‫ّ‬
‫من وراء تعليم االستماع أو بعبارة أخرى التغيير السلوكي اللغوي الّذي يتنبأ بحدوثه من قبل المتعلّم‬
‫‪0‬‬
‫الجيد‬
‫ونتيجة مروره بخبرات لغوية وتفاعله مع مواقف تعليمية وعند تدريبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه على االستماع ّ‬
‫يتوقع منه(من المتعلّم) ما يأتي ذكره‪:‬‬
‫جيدا إلى األحاديث والموضوعات الّتي‬
‫أهمية االستماع ‪ ،‬فيستمعون استماعا ّ‬
‫‪ -0‬أن يعي المتعلمون ّ‬
‫عما ال يفيدهم‪.‬‬
‫تهمهم وتفيدهم في حياتهم‪ ،‬وينتهون ّ‬
‫‪ -9‬أن يستطيع المتعلمون الحكم على المواضيع الّتي يستمعون إليها وينقدوها بعد أن يقوموا‬
‫بتحليلها و استيعاب معناها ‪ ،‬وبالتالي تنمو لديهم مهارة االستماع ‪.‬‬
‫‪-3‬أن يتعلّم ويكتسب المتعلمون أكبر كم من المعلومات واألفكار عن طريق إنصاتهم لما يقال‬
‫" فاالستماع يؤدي إلى اكتساب مقدار من المعلومات يفوق ما يمكن أن يكتسب من مجرد الكتابة‬
‫اإلمالئية ‪.9"...‬‬
‫الرد على ما يقال لهم أي كيفية النقاش والمحاورة ‪ ،‬بلغة سليمة انطالقا‬
‫كيفية ّ‬
‫‪-5‬أن يتعلّم المتعلّمون ّ‬
‫مما استمعوا إليه ‪.‬‬‫ّ‬
‫‪ -1‬أن تكون للمتعلمين القدرة على استنتاج الفكرة الرئيسة واألفكار األساسية والثانوية ‪ ،‬ويميزون‬
‫تتطور‬
‫ّ‬ ‫بينها‪ ،‬وبالتالي يكون بمقدورهم الوصول إلى المعاني الدقيقة (التفكير االستنتاجي )‪ ،‬وأن‬
‫لديهم القدرة على توقّع ما سيقال لهم‪ 3‬مثال عند استماع المتعلّم إلى آية من اآليات القرآنية مثل" ‪‬‬

‫‪          ‬‬ ‫"‪ 5‬فيكمل المتعلّم قوله تعالى "‬ ‫‪   ‬‬

‫‪.5"  ‬‬

‫‪ -0‬ينظر ‪،‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللّغة العربية ‪ ،‬ص‪.25‬‬


‫‪-9‬سمية أحمد فهمي ‪ ،‬دراسة تجريبية للمقارنة بين أثر الكتابة اإلمالئية واالستماع في التعلّم‪ ،‬مجلّة التربية الحديثة‪ ،‬العدد الرابع‪،‬‬
‫أبريل ‪،0211‬ص‪.911‬‬
‫‪-3‬ينظر ‪،‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللّغة العربية‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪-5‬سورة اإلخالص اآلية ‪.0‬‬
‫‪-1‬سورة اإلخالص‪ ،‬اآلية‪.9،3،5‬‬

‫‪49‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫‪-2‬أن تتحقق لدى المتعلمين نسبة عالية من التركيز واالنتباه لما يستمعون إليه من معلومات وأفكار‬
‫ويكتسبوا بذلك رصيد معـ ـرفي ولغوي هائل ( المفردات القرآنية ) يم ّكنهم من االتصال بغيرهم بطريقة‬
‫سليمة بل في المستوى المطلوب‪.‬‬
‫قيمة أثناء تعبيره شفهيا‪،‬‬
‫‪ -1‬أن يوظّف المتعلّم ما استمع إليه من مصطلحات و أفكار ومعارف ّ‬
‫مستشهدا في ذلك من القرآن الــكريم والحديث النبوي الشريف‪ ،‬وأبيات من الشعر وحكم وأمثال قد‬
‫استمع إليها سابقا‪ ،‬مستخدما ك ّل ذلك في التعبير عن رأيه‪ ،‬واقــناع من يحاوره فبذلك تتحقق لدى‬
‫الجيد مهارة الحديث اللّغوية بطريقة مترابطة ومباشرة‪.‬‬
‫المتعلّم بفضل االستماع ّ‬
‫ويجند المتعلّم ما استمع إليه أثناء كتاباته ‪ ،‬وبالتالي تتحقق لديه مهارة الكتابة اللغوية‬
‫‪ -1‬أن يوظف ّ‬
‫وهذا أيضا بفضل االستماع واإلصغاء لما يقال مثال عندما يستمع المتعلّم إلى قوله تعالى ‪":‬‬
‫‪0‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهنا عندما طلب‬ ‫‪"         ‬‬
‫‪   ‬‬

‫إن اهلل‬
‫منهم كتابة موضوع إنشائي حول الظلم والظّن فهم يقتبسون من قوله تعالى قائلين مثال ‪ّ ":‬‬
‫تصرف غير محبب‪ ،‬فقد قال‬ ‫تعالى نهى عن الظلم وأمر باجتنابه ومن صوره الظّن في الناس وهو ّ‬
‫‪              ":‬‬ ‫اهلل تعالى عنه "‬
‫‪               ‬‬
‫‪9‬‬
‫مما كان عليه سابقا ؛ أي بعد أن استمع إلى قوله‬
‫ّ‬ ‫أحسن‬ ‫م‬‫ّ‬‫ل‬ ‫المتع‬ ‫تعبير‬ ‫يصبح‬ ‫وبهذا‬ ‫‪"  ‬‬
‫تعالى ‪،‬وه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكذا هو الحال مع باقي كتاباته اإلنشائية ‪.‬‬
‫األهمية ‪،‬و هو أهم وسيلة تعلّم وتعليم ‪ ،‬واألهداف األساسية‬
‫ّ‬ ‫أن االستماع عملية بالغة‬‫نخلص إلى ّ‬
‫ألنه لم يتم تقسيم األهداف حسب‬ ‫تبين تلك األهمية؛ ّ‬
‫السالفة الذكر هي عبارة عن أه ـ ـ ـ ــداف عامة ّ‬
‫تطرقنا مثال إلى بعض‬
‫التعليمية األربعة( االب ـ ــتدائي‪ ،‬والمتوسط‪ ،‬والثانوي‪ ،‬والجامعي) فـ ـلو ّ‬
‫ّ‬ ‫المراحل‬
‫األهداف المرجو تحقيقها في االبتدائية النطلقنا أوال من تم ّكن المتعلّم ومهارته في" التمييز السمعي‬
‫وهي مهارة رئيسة تشتمل على عدة مهارات فرعية ‪ ،‬منها التذ ّكر السمعي وهي ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـقدرة على تذ ّكر‬

‫‪-0‬سورة الحجرات‪ ،‬اآلية‪.09‬‬


‫‪-9‬نفسه‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫األصوات ثم تمييز أصوات البــداية فرعية ‪ ،‬منها التذ ّكر السمعي وهي القدرة على تذكر األصوات‬
‫ثم تمييز أصوات الب ــداية والوسط والنهــاية فــي الكلمة"‪ 0‬ويلي ذلك قدرة المتعلّم على ربط ولصق هذه‬
‫التعرف على األصوات‬
‫األصوات بعضها ببعض‪ ،‬ومن هذه األهداف المرتبطة بالتمييز السمعي‪ّ " :‬‬
‫المختلفة في البيئة وتمييز الصفات المتعلقة بها (هادئ‪ ،‬مرتفع‪ )...‬الق ـ ـ ـ ـ ــدرة على تحديد مصدر‬
‫الصوت‪ ،‬القـ ـدرة على استخالص المعنى من الصوت‪ ،‬القدرة على استكـمال الفراغات الكلمات‬
‫المنطوقة الناقصة‪ ،‬أيضا القدرة على ذكر مجموعة كلمات تبدأ بنفس الحرف‪ 9" ...‬هذا فيم يتعلّق‬
‫أما القدرة على التصنيف فهي من أهداف االستماع في المرحلة االبتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدائية‬
‫بالتمييز السمعي‪ّ ،‬‬
‫وهي ترّكز على"العثور على العالقات المعنوية بين الكلمات والحقائق والمفاهيم واألفكار وتشتمل‬
‫‪3‬‬
‫على عدة أمور من ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــها ربط األصوات بالصور‪ ،‬ذكر الكلمات التي تدل على الرنين والصياح‪"...‬‬
‫وهذه بعض األهداف التي يرجى تحقيقها في عملية االستماع في االبتدائية‪.‬‬
‫من خالل التطرق إلى كل هذه األهداف؛ نرى ّأنه البد من التدريب على‪-‬االستماع‪ ،-‬و الحث على‬
‫جيدة وتبيان أهميته للمت ـ ــعلمين‪ ،‬وتوفير الوس ـ ـ ــائل التعليمية لتدريسه في جميع‬ ‫تدريسه بطريقة ّ‬
‫الحث في ذلـ ــك على االست ـ ــماع إلى القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن الــكريم‬
‫األطوار التعليمية لتحقيق أفضل النتائج‪ ،‬و ّ‬
‫أهم مصدر للتعلّم والتعليم ‪.‬‬
‫السعي إلى جعله ّ‬
‫و ّ‬

‫‪-0‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬المفاهيم األساسية لمناهج التربية ‪ ،‬ط‪ ،0‬الرياض ‪،‬دار أسامة للنشر والتوزيع ‪0501 ،‬ه ‪0212 ،‬م ‪،‬‬
‫ص‪22،11‬‬
‫‪ -9‬نفسه ‪ ،‬ص‪22،21‬‬
‫‪ -3‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللّغة العربية ‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪51‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫غوية لدى المتعلّمين‪:‬‬
‫خامسا أثر القرآن الكريم في تدريس وتنمية مهارة االستماع اللّ ّ‬
‫لقد ارتبطت مهارة االستماع منذ القدم بتعليم القرآن الكريم (االستماع إليه‪ ،‬التدبر في معانيه‪،‬‬
‫التكرار‪ ،‬الحفظ) في المساجد والزوايا والمدارس القرآنية‪ ،‬الكتساب اللغة البليغة الفصيحة (لغة القرآن‬
‫‪1‬‬
‫تعالى‪"           ":‬‬ ‫الكريم)‪ ،‬لقوله‬

‫فللقرآن الكريم أثر كبير في تنمية وتطوير مهارة االستماع وبالمجمل فنون اللّغة العربية ككل ‪-‬‬
‫مهاراتها‪ -‬االستماع والقراءة والكالم والكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتابة‪ ،‬ولذلك سيتم التطرق إلى بيان أثر القرآن الكريم في‬
‫تنمية كل مهارة من هذه المهارات على حدة ‪،‬وس ـ ـ ـ ـ ـنبدأ في ذلك مع مهارة االستماع؛ أي تأثير‬
‫القرآن الكريم في مهارة االستماع وتنميته لها‪ ،‬وبعبارة أخرى الفائدة الّتي تعود على المستمعين للقرآن‬
‫الكريم من الناحية اللّغوية ‪.‬‬
‫أهمية بالغة في رفع مستويات المتعلمين الفكرية والّلغوية؛ فبه‬
‫الجيد كماّ سلف ذكره له ّ‬
‫ّ‬ ‫إن االستماع‬
‫يتم استقبال أكبر كم من المعلومات واألفكار والمعارف؛ وبالتالي تخزينها في الدماغ و تحليلها‬
‫وتركيبها وفهمها ونقدها والحكم عليها وتقويمها‪ ،‬فاالستماع ينجم عنه تحصيل مستوى معرفي عال‬
‫الجيد؛ أي االستماع إلى‬
‫وتكوين ثروة لغوية هائلة –مصطلحات‪ -‬وك ّل ذلك يتحقق باالستماع ّ‬
‫المهمة الّتي تفيد المتعلمين في الحصص الدراسية؛ أي في المؤسسات التعليمية‪ ،‬وفي‬
‫ّ‬ ‫األمور‬
‫الملتقيات والندوات (محاضرات‪ ،‬ومناظرات‪ ،‬وخطب‪ ،‬وقصص‪ )...‬وغيرها من مجالس العلم‬
‫واالستماع إلى الحصص التلفزيونية الهادفة‪ ،‬والبرامج المفيدة في الراديو‪ ،‬وغير ذلك من البرامج‬
‫تم تحقيق الهدف المطلوب من خالل‬ ‫تم تحصيل النتيجة المرجوة و ّ‬‫التعليمية والتربوية والتثقيفية‪ ،‬واذا ّ‬
‫االستماع إلى هذه األمور السابقة الذكر؛ فما بالك باالستماع إلى القرآن الكريم ألن تكون النتيجة‬
‫جيدا يعي وينتقي األمور والقضايا الّتي‬
‫رائعة ؟ بل وتفوق كل التوقعات كأن يصبح المتعلّم مستمعا ّ‬
‫يستمع إليها والّتي تعود عليه بالفائدة ‪،‬زد على ذلك يصبح متعلما ماه ار في االستماع فتنمو لديه هذه‬
‫مما يجعل نطقه لألصوات‬
‫المهارة شيئا فشيئا‪ ،‬من خالل إنصاته للحروف المنطوقة بطريقة سليمة ّ‬
‫من مخارجها نطقا سليما‪ ،‬وبالتالي الكلمات والعبارات بصورة دقيقة وسليمة؛ فيكتسب بذلك فصاحة‬

‫‪-0‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية‪ ،915‬رواية ورش‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫تخزن لديه أنقى الكلمات‬
‫وقوته‪ ،‬لكون القرآن الكريم فصيحا بليغا قويما ‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك ّ‬
‫اللسان ّ‬
‫واآليات الّتي يستشهد ويبرهن ويثبت بها رأيه‪ ،‬فتعلو منزلته‪ ،‬وتنمو مهاراته اللّغوية ويرقى مستواه‬
‫الفكري والسيما األخالقي‪ ،‬وبذلك يظهر عليه أثر القرآن الكريم عند استماعه وانصاته إليه‪ ،‬زد على‬
‫أن القرآن الكريم هو أساس ومصدر التعلّم والتعليم وبه يصبح المتعلّم ماه ار متمكنا‪.‬‬
‫ذلك ّ‬

‫‪53‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫سادسا المهارات االستماع ّية المكتسبة لدى متعلّم القرآن الكريم‪:‬‬
‫جيدا‪ ،‬و قراءتها مع مراعاة‬
‫للتمكن من اللّغة العربية والتحدث بها بطريقة سليمة وأداء أصواتها أداء ّ‬
‫التزود بالمعارف والخب ارت‬
‫جيدة وتكوين مخزون لغوي ومعرفي‪ ،‬و ّ‬ ‫آليات القراءة السليمة‪ ،‬وكتابة أفكار ّ‬
‫وتحقيق االتصال بين األفراد (المتعلمين)‪،‬واستعمال األسلوب الراقي أثناء التخاطب واالستشهاد‪،‬‬
‫واستعمال الحجج واألدلة‪ ،‬ك ّل ذلك يتحقق من خالل االستماع إلى القرآن الكريم وتالوته والتدبر في‬
‫معانيه‪ ،‬ألن القرآن له الفضل الكبير على مستمعيه لكونه يحقق لهم ما سبق ذكره فهو يم ّكنهم من‬
‫اللّغة من جميع نواحيها قراءة وكتابة وتحدثا؛ بل ويجعلهم ماهرين في ذلك‪ ،‬فالمتعلّم المستمع لكالم‬
‫اهلل تجده متمي از بصورة كبيرة جدا عن المتعلّم غير المستمع للقرآن الكريم وغير الحافظ له‪ ،‬فالمستمع‬
‫كما هائال من المصطلحات‬ ‫للقرآن الكريم يتعلّم كيف يستمع والى ما يستمع‪ ،‬إضافة إلى ّأنه يتعلّم ّ‬
‫القرآنية التّي تجعل لسانه فصيحا بليغا"فتجد حافظ القرآن الكريم أسرع بديهة وأضبط وأتقن للق ارءة‪،‬‬
‫السلوك‪ ،‬فصيح اللسان بليغ"‪،0‬كما تجده اكتسب مهارة االستماع فأصبح يفهم‬
‫وواسع العلم‪ ،‬قويم ّ‬
‫مما يجعله يمتلك القدرة على االستشهاد من القرآن الكريم واالقتباس‬
‫ويستوعب ك ّل ما يستمع إليه‪ّ ،‬‬
‫منه مع المهارة في المحاورة والمناظرة والبرهنة‪ ،‬وبالتالي يصبح قويا ماه ار في إفحام خصمه‬
‫ومحاورته بالحجة والدليل آخذا ذلك كلّه من أعظم مصدر وأبلغه وأفصحه( القرآن الكريم)‪،‬‬
‫وتنمية مهاراتها وهذا ما أكده‬
‫ّ‬ ‫فاالستماع إلى القرآن الكريم له أهمية بالغة في اكتساب الملكة اللسانية‬
‫علماء اللّغة أمثال ابن خلدون الّذي يقول " ‪...‬فمن كالم الجاهلية في منثورهم ومحاوراتهم ‪ ،‬والطّبع‬
‫أن هؤالء الّذين‬
‫السبب في ذلك هو ّ‬
‫للناقد البصير بالبالغة ‪ ،‬و ّ‬
‫الصحيح شاهدان بذلك ّ‬ ‫السليم والذوق ّ‬
‫العالية من الكالم في القرآن والحديث الّذين عجز البشر على اإلتيان‬
‫ّ‬ ‫أدركوا اإلسالم سمعوا الطّبقة‬
‫‪9‬‬
‫بمثليهما ‪".‬‬

‫‪-0‬أحمد رشاد مصطفى األسطل ‪ ،‬مستوى المهارات القرائية والكتابية لدى طلبة الصف السادس وعالقته بتالوة وحفظ القرآن الكريم‬
‫‪ ،9101‬ص ‪.11‬‬
‫‪-9‬يوسف بن عبد اللّه العليوي ‪ ،‬أثر القرآن في اكتساب اللّغة واألدب ‪ ،‬مقال ‪ ،‬موقع‬
‫‪ vb.tafsir.net‬االنترنيت‬

‫‪54‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫متميز عن غيره ولذلك رأينا حتى العرب‬
‫أن المستمع إلى القرآن الكريم وحافظه ّ‬
‫ومنه نخلص إلى ّ‬
‫المسيحيين في المشرق العربي يهتمون بالقرآن الكريم لهذا الغرض مثل"بطرس البستاني"وغيره‪،‬‬
‫فالقرآن الكريم منبع العلم والتعلّم واالستماع إليه يحقق أفضل النتائج المراد تحقيقها من الناحية‬
‫اللّغوية والمعرفية فقوله تعالى " ‪        ‬‬

‫‪ 0 " ‬وان د ّل هذا على شيء ّإنما يدل على أهمية القرآن الكريم في التعلّم والفائدة العظيمة الّتي‬

‫تتحقق لدى المتعلمين من وراء االستماع واإلنصات إليه ‪.‬‬

‫‪-0‬سورة األعراف ‪ ،‬اآلية‪. 915‬‬

‫‪55‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫غوية وتعلّمها وتنميتها‪:‬‬‫سابعا عوائق اكتساب مهارة االستماع اللّ ّ‬
‫أن‬
‫أهمية مهارة االستماع في العملية التعليمية التعلّمية‪ ،‬لكن ما يجدر التنويه إليه هو ّ‬
‫قد سبق تبيان ّ‬
‫مهارة االستماع تواجه نقصا كبي ار من عدة نواحي مما شكل صعوبة وعوائق لدى متعلّمي اللغة‬
‫العربية ومن هذه العوائق نذكر‪:‬‬
‫‪-‬عدم كفاءة ومعرفة بعض المعلمين واألساتذة في تدريس هذه المهارة‪ ،‬أي إجراء الدرس اعتمادا‬
‫على االستماع‪ ،‬وهذا ربما يعود إلى تركيزه على القراءة والكتابة فقط‪ ،‬وعدم معرفته بأهمية االستماع‬
‫جيدا ودون أن يضع في الحسبان مهارة االستماع‪ ،‬كونه غير‬
‫أو عدم إعداده المسبق للدرس إعدادا ّ‬
‫متم ّكن منها‪.‬‬
‫‪-‬عدم توفّر الوسائل التعليمية المعينة على إجراء الدرس باعتماد مهارة االستماع مثل التسجيالت‪،‬‬
‫أو نقول بصفة عامة الوسائل التكنولوجية الحديثة الّتي تنمي مهارة االستماع‪.‬‬
‫‪-‬عدم تكوين المعلّم في هذا المجال ( ممارسة ‪ ،‬تدريب ‪)...‬؛ أي إجراء الدرس باعتماد االستماع‪.‬‬
‫السمعية فيه‪ ،‬أي ما يتعلّق‬
‫أما المتعلّم فيجد صعوبة في االستماع جراء بعض العيوب ّ‬ ‫‪ّ-‬‬
‫مما‬
‫األذن(ضعف السمع) أو عدم إعارته اهتماما لما يقوله األستاذ‪ ،‬أو إساءة فهمه لما يستمع إليه ّ‬
‫ال يحقق الهدف المرجو (الكفاءة)‪.‬‬
‫مما يؤدي بهم إلى عدم اإلصغاء وفهم ما يقال‪ ،‬أي‬‫‪-‬ملل بعض المتعلّمين أثناء فترة االستماع‪ّ ،‬‬
‫مما يؤثر سلبا على تعلّمه‪.‬‬
‫عدم رغبتهم في االستماع إلى الدرس ّ‬
‫‪ -‬استعمال المعلّم لبعض المصطلحات الّتي تفوق مستوى بعض المتعلمين مما يؤدي إلى عدم‬
‫إنصاتهم‪.‬‬
‫أن هذه بعض العوائق التي تقف في وجه تنمية مهارة االستماع ‪ ،‬فهي كثيرة‬
‫مما سبق ذكره نقول ّ‬
‫ّ‬
‫أن أغلب هذه العوائق تعود إلى سبب وجيه أال‬‫أهمها‪ ،‬ويمكن القول ّ‬
‫ومتعددة لكن قد اكتفينا بذكر ّ‬
‫مما يسهم في عدم اهتمام‬
‫وهو عدم االنتباه وعدم الوعي بقيمة االستماع لدى أغلب المدرسين ّ‬
‫المتعلّم بها‪ ،‬فينجم عن ذلك عدم تحقيق مهارة االستماع‪.‬‬
‫لكن بالرغم من ذلك نجد اهتماما ملحوظا في اآلونة األخيرة من قبل القائمين على العملية التعليمية‬
‫حصة كاملة في األسبوع لالستماع ما يسمى‬
‫تم تخصيص ّ‬ ‫بمهارة االستماع وسعيهم إلى تنميتها‪ ،‬فقد ّ‬
‫بحصة فهم المنطوق"المسموع‪ ،‬م ّما ينمي ذلك مهارة المتعلّم االستماعية‪،‬زد على ذلك ّأنه قد لوحظ‬

‫‪56‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغوية‬ ‫األول‬
‫الفصل ّ‬
‫وجود اهتمام كبير من قبل أولياء المتعلمين برفع المستوى الفكري واللغوي ألوالدهم‪ ،‬و أروا في ذلك‬
‫أنسب وسيلة وطريقة هو إلحاق المتعلمين بالمدارس القرآنية ليتعلموا المبادئ األساسية في اللغة‬
‫التعمق في هذه الفكرة في الجانب‬
‫ّ‬ ‫الفصيحة‪ ،‬انطالقا من االستماع إلى القرآن الكريم‪ ،‬وسيتم‬
‫التطبيقي إن شاء اهلل‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫اإلطار التّطبيقي‬
‫يقول تبارك وتعالى ‪       ":‬‬

‫‪             ‬‬

‫"‬
‫‪    ‬الجــــــــ ّن‬

‫عينــــــــــــــــــــــــــة الدراســــة الميدانية ومنهجهـــــــــــــــــــا‬ ‫ّأوال‪ّ :‬‬


‫الد ارســـــــــــــــــــــــة‬
‫ثانيا ‪:‬مكــــــــــــــــــــان وموقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ّ‬
‫ثالثا‪ :‬الوسائل واألدوات المستخدمــة في الدراسة‬
‫‪-‬االستبيانات‬
‫المسجل و االختبارات‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫رابعا‪:‬إحصاء النتائـــــــــــــــــــــــــــــــــــج و تحليـــــــــــــــــــــــــــــــلها‪.‬‬
‫الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"‬

‫الدراسة التّطبيـــــقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬
‫ومنهجها‪:‬‬ ‫الدراسة‬ ‫عيــــــــــــــــــــــــــــــــــنة‬
‫ّأوال‪ّ :‬‬
‫القرآن الكريم كتاب اهلل أنزله بلسان عربي مبين لقوله تعالى ‪       ":‬‬
‫ّ‬
‫‪0‬‬
‫أن له فضائل عظيمة متعلّقة "بفضل التعلّم والتعليم‪ ،‬والقراءة والترتيل‪ ،‬والحفظ‬
‫‪ ، "   ‬أي ّ‬
‫تدبره وتطبيق أحكامه‪ ،‬والى االستماع واإلنصات‬ ‫والترجيع‪ ،‬لذلك وردت آيات عديدة فيه تدعو إلى ّ‬
‫عند تالوته "‪ ،9‬فهو ُيعين المتعلّم على تعلّم لغته‪ ،‬وتنمية مهاراته‪ ،‬حيث ّأنه يجعل المتعلّم الحـ ـ ـ ـ ـ ـافظ‬
‫متمي از عن غيره من المتعلّمين غير الحافظين للق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن‬
‫والدارس والقارئ والمستمع‪ ...‬للقرآن الكريم ّ‬
‫الكريم‪ ،‬فالهدف هنا هو إثبات وبيان أثر وفائدة القرآن الكريم في تنمية مهارة المتعلّم االستماعيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫‪       ‬‬ ‫عز وج ّل في قوله ‪":‬‬
‫الّتي يذكرها المولى ّ‬
‫‪3‬‬
‫النظري ‪ ،‬لذا في هذا الموضع سـ ـيتّم تطبي ـ ـ ـ ـ ـ ـق هذه‬
‫‪ ، "‬وقد سبق الحديث عنها في اإلطار ّ‬
‫الدراسة النظرية وبيان فائدتها؛ وذلك بإعداد الدراسة الميدانية؛ اعتمادا على المنهج الوصفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي‬
‫ألن البحث بصدد الوصف والمقارنة بين المتعلّمين الدارسين ( قُّراء ‪ ،‬ومستمعين‪ ،‬وحف ـ ـ ـ ـظة‬ ‫المقارن‪ّ ،‬‬
‫الدارسين له‪ ،‬ألجل تنفيذها‪-‬‬ ‫لغوية‪ ،‬وغيرهم من المتعلّمين غير ّ‬ ‫‪ )...‬للقرآن الكريم من الناحية الّ ّ‬
‫نصّنف ــها على الترتيب الموالي‪:‬‬
‫تطبيقها‪ -‬على فئة من المتعلمين؛ وهذه الفئة ّ‬
‫المتنوعة(فقه وتالوة‬
‫ّ‬ ‫‪-0‬المتعلّمين الّذين يرتادون المدارس القرآنية الّتي تُعنى بالقرآن الكريم وعلومه‬
‫وأصول‪ ،)...‬سعيا منهم إلى حفظ وتعلّم القرآن الكريم وما يتعلّق به من علوم شرعية حسب مستواهم‬
‫النظامية‪ ،‬وذلك في شتى األطوار التعليمية ((‬
‫ّ‬ ‫العلمي‪ ،‬وهم في آن واحد يدرسون في المدارس‬
‫متوسط وثانوي و جامعي(أداب ‪،‬هندسة‪ ،‬علوم ‪ )...‬وحتى طالب المعاهد اإلسالمية ))‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ابتدائي و‬
‫النظامية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-9‬المتعلّمين الّذين يرتادون فقط المدارس القرآنية وال يدرسون في المدارس‬

‫‪ -0‬سورة يوسف ‪،‬رواية ورش عن نافع اآلية ‪9‬‬


‫‪-9‬سورة األعراف ‪،‬اآلية ‪.915‬‬
‫محمد علي الصابوني ‪ ،‬التّبيان في علوم القرآن ‪ ،‬محاضرات في"علوم القرآن "تبحث عن نزوله وتدوينه ‪،‬وجمعه واعجازه ‪ ،‬وعن‬
‫‪ّ -3‬‬
‫المفسرين‪،...‬ط‪ ،0511،0212/3‬نشر وتوزيع مكتبة رحاب ‪،‬ساحة بور سعيد ‪ ،‬ص‪.1‬‬ ‫التفسير و ّ‬

‫‪59‬‬
‫الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"‬

‫المتوسط والثانوي‪ ،‬يدرسون القرآن‬


‫ّ‬ ‫متميزة وهي مجموعة من المعلّمين وأساتذة التعليم‬
‫عينة أخرى ّ‬‫‪ّ -3‬‬
‫الكريم في المدارس القرآنية‪.‬‬
‫العينة المدروسة فهو من ست سنوات إلى ستون سنة‪.‬‬
‫‪-‬وفيم يتعلّق بعمر –سن‪ّ -‬‬
‫العينة المدروسة‪:‬‬
‫*عدد ّ‬
‫آنية‪ :‬تتفاوت حسب الصفوف‬ ‫الموزعة على األساتذة في المدارس القر ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬حسب االستبيانات‬
‫الكلي‬
‫ّ‬ ‫الصف الواحد نجد ثالثون متعلّما‪ ،‬ويصل عددهم إلى األربعين‪ ،‬يعني العدد‬
‫اسية ‪،‬ففي ّ‬
‫الدر ّ‬
‫الموزعة يصل ويفوق المائة لكن المرّكز عليها(ثالثون دارسا)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حسب االستبيانات‬
‫الصف الواحد تتفاوت ‪،‬‬
‫الموزعة على أساتذة المدرسة االبتدائية‪:‬في ّ‬
‫ّ‬ ‫العينة حسب االستبيانات‬
‫*عدد ّ‬
‫فنجد في‬
‫صف أخر ‪ 91‬عشرون متعلّما‪ ...‬أي العدد الكلي‬
‫ّ‬ ‫الصف الواحد ‪ 91‬خمسة وعشرون تلميذا‪ ،‬وفي‬
‫المطبق عليها)‪ :‬عشرون متعلّما‪.‬‬
‫يفوق المائة لكن عدد الفئة المعتمدة في اإلحصاء والتحليل( ّ‬
‫المتوسطة‪ ،‬تفوق المائة لكن الذي‬
‫ّ‬ ‫الموزعة على أساتذة المدرسة‬
‫ّ‬ ‫العينة حسب االستبيانات‬
‫*عدد ّ‬
‫ركزت عليه الدراسة( صف واحد ‪ 34‬متعلّما)‪.‬‬
‫الموزعة على أساتذة قسم العلوم اإلسالمية‬
‫ّ‬ ‫العينة المعتمدة في التحليل حسب االستبيانات‬
‫*عدد ّ‬
‫والحضارة عشرون طالبا(‪.)81‬‬
‫العدد الكلّي حسب االستبيانات‪(.015=91+35+91+31:‬أربعة ومائة متعلّما)‬
‫التعليمية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-8‬حسب األطوار‬
‫تم تحليلها واحصاء نتائجها من خالل االستبيانات‬ ‫العينة في المدرسة القرآنية‪(:‬الّتي ّ‬
‫*عدد ّ‬
‫النظامية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الموزعة) عددها خمسة وعشرون متعلّما تضم المتعلّمين(غير الدارسين في المدرسة‬
‫ّ‬
‫آنية‪.‬‬
‫التخصصات ) في المدرسة القر ّ‬
‫ّ‬ ‫المتوسط‪ ،‬الثانوي‪ ،‬الجامعي مختلف‬
‫ّ‬ ‫االبتدائي‪،‬‬
‫العينة في الطور االبتدائي‪ :‬عشرون متعلّما‬
‫*عدد ّ‬
‫تم تحليل النتائج واحصاءها من خالل ‪:‬‬
‫و ّ‬
‫الكتابية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬التعابير‬
‫الشفهية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التحدث‪ ،‬والتعابير‬
‫‪ّ -‬‬
‫النص المختار والّذي يتوافق ومستوى المتعلّمين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬قراءة‬

‫‪60‬‬
‫الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"‬

‫‪-‬استماع الخطاب المنطوق ‪.‬‬


‫األول و‪31‬سبعة وثالثون‬ ‫الصف ّ‬ ‫المتوسط‪ 35:‬أربعة وثالثون متعلّما في ّ‬
‫ّ‬ ‫العينة في الطور‬
‫*عدد ّ‬
‫تم تحليلها واحصاء نتائجها من خالل تعابي ـ ـ ــرهم‬
‫الصف الثاني‪ ،‬و‪ 59‬في الصف الثالث (الّتي ّ‬
‫في ّ‬
‫الكتابية وقراءتهم واستماعهم )‪. .‬‬
‫الشفهية و ّ‬
‫المتوسط ‪113=59+31+35‬متعلّما‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬العدد الكلّي في الطّور‬
‫لمتوسط حسب‪-‬التعابير‬
‫المطبق عليها في المدرسة القرآنية الطور االبتدائي وا ّ‬
‫ّ‬ ‫إذا العدد الكلّي للفئة‬
‫النص المختار والّذي يتوافق ومستوى المتعلّمين‪ ،‬استماع‬
‫ّ‬ ‫الشفهية‪ ،‬قراءة‬
‫ّ‬ ‫التحدث‪ ،‬والتعابير‬
‫ّ‬ ‫الكتابية"‬
‫ّ‬
‫الخطاب المنطوق " ‪ 152‬ثمانية وخمسون ومائة متعلّما‪.‬‬
‫التعليمية‪ 817=015+003:‬متعلّما‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الكلي للمتعلّمين حسب االستبيانات واألطوار‬
‫ّ‬ ‫أما العدد‬
‫ّ‬

‫‪61‬‬
‫الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"‬

‫عينة الدراسة)‪:‬‬
‫ثانيا مكان وموقع الدراسة الميدانية ( موقع تواجد ّ‬
‫تم التطبيق على المتعلمين المتواجدين في‪:‬‬
‫فيم يتعلّق بموقع الدراسة الميدانية فقد ّ‬
‫تم توزيع‬
‫‪ -0‬المدرسة القرآنية "مدرسة ال ّنماء"‪ :‬المتواجدة في غرب الجزائر(وهران)‪ ،‬حيث ّ‬
‫المعدة من ِقبل الباحثة على األساتذة المشرفين على تدريس هذه ّ‬
‫العينة‪ ،‬واالطالع على‬ ‫ّ‬ ‫االستبيانات‬
‫نظام وسير المدرسة القرآنية‪.‬‬
‫‪ -8‬المدرسة القرآنية"مدرسة ّأول نوفمبر"‪ :‬المتواجدة في شرق الجزائر (باتنة)‪ ،‬والّتي ت ّم الذهاب‬
‫التعرف على طريقة التدريس المتّبعة‪ ،‬ومالحظة الفرق بين‬ ‫ّ‬ ‫عدة حصص‪ ،‬ألجل‬ ‫إليها وحضور ّ‬
‫المتعلمين الحافظين للقرآن الكريم وغير الحافظين له من ناحية االستماع والكالم والقراءة (التالوة)‬
‫تم دراسة الباحثة فيها‬
‫والكتابة‪ ،‬على اختالف مستوياتهم العلمية كما سبق ذكره‪ ،‬وعالوة على ذلك قد ّ‬
‫لمدة وجيزة‪.‬‬
‫من قبل ّ‬
‫اإلنسانية والحضارة اإلسالمية *‪ :‬وهو قسم متواجد بغرب الجزائر (وهران) يضم‬
‫ّ‬ ‫كلية العلوم‬
‫‪ّ -3‬‬
‫معين من االستبيانات على بعض‬‫تم توزيع عدد ّ‬ ‫الطلبة الّذين يدرسون العلوم اإلسالمية‪ ،‬وقد ّ‬
‫يدرسون هناك ‪.‬‬
‫األساتذة الّذين ّ‬
‫تم توزيع عدد من االستبيانات على معلمي المدرسة االبتدائية متواجدة‬
‫ومتوسطة ‪ :‬قد ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-4‬ابتدائية‬
‫المتوسطة‬
‫ّ‬ ‫يدرسون الّلغة العربية‪ ،‬ونفس العمل مع أساتذة في‬ ‫في الشرق الجزائري (باتنة) الّذين ّ‬
‫تم‬
‫بالغرب الجزائري (وهران)‪ ،‬المعنيون بتدريس اللّغة العربية والتربية اإلسالمية‪ ،‬زد على ذلك ّأنه ّ‬
‫متوسط)‬
‫ّ‬ ‫متوسط‪ ،‬واثنان سنة ثانية‬
‫ّ‬ ‫المتوسطة ( ستة أقسام‪ :‬أربعة منهم سنة ثالثة‬
‫ّ‬ ‫تدريس تالميذ‬
‫وتم دراسة الفرق من ِقبل الباحثة بنفسها‪.‬‬
‫مدة عامين كاملين ّ‬
‫بالغرب الجزائري (وهران) خالل ّ‬

‫بكلية العلوم اإلنسانية ‪،‬جامعة وهران‪،0‬أحمد بن بلّة‪.‬‬


‫*قسم العلوم اإلسالمية ّ‬

‫‪62‬‬
‫الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"‬

‫الدراسة‪ :‬استعانت الدراسة الميدانية بمجموعة من الوسائل‬


‫ثالثا‪:‬الوسائل واألدوات المستخدمة في ّ‬
‫واألدوات لتحقيق الهدف أال وهو بيان الفرق بين المتعلّمين الدارسين للقرآن الكريم والمتعلّمين غير‬
‫الدارسين له‪ ،‬أي المقارنة بينهما‪ ،‬وبيان فائدة وأثر القرآن الكريم في رفع مستوى المتعلّمين وتمييزهم‬
‫عن غيرهم ‪،‬وهذه الوسائل هي‪:‬‬
‫موجه للفئة اآلت ــية ‪:‬‬
‫تم إعداد استبيان من ست صفحات‪ ،‬تحت عنوان"استبيان ّ‬‫‪-1‬االستبيانات*‪ :‬قد ّ‬
‫المتوسط –(الفئة الّتي سبق وأن درست في المدارس‬
‫ّ‬ ‫المدرسين في‪-‬المدارس القرآنية –االبتدائي‪-‬‬
‫ّ‬
‫القرآنية ‪-‬المعاهد اإلسالمية)‪ ،‬وقد شمل هذا االستبيان مجموعة من األسئلة والجداول والنسب‬
‫مبسطة لكي ال يكون هناك أي غموض لدى المجيب عنها‪،‬‬
‫المئوية‪،‬وتمت صياغة أسئلته بطريقة ّ‬
‫ّ‬
‫تفسرون من‪،‬‬
‫ي مدى‪ ،‬إالم‪ ،‬علّل‪ ،‬ما سبب‪ ،‬كم‪ ،‬كيف ّ‬
‫وهي تبتدئ ب(ما رأيكم‪ ،‬هل يمكن‪ ،‬إلى أ ّ‬
‫أي حد‪ ،‬أتفسرون‪)...‬‬‫حدد إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫أما فيم يتعلّق بمراحل كتابة االستبيان فقد ابتدأ بتمهيد ي ّبين طبيعة االستبيان والهدف منه‪ ،‬ويلي ذلك‬
‫ّ‬
‫المدرس والمتعلّم‬
‫إطار متعلّق بالبيانات العامة (الخاصة بالمدرسة القرآنية والمؤسسة التعليمية و ّ‬
‫االبستيمولوجية (موضوع الدراسة الميدانية –القرآن‬
‫ّ‬ ‫ثم إطار متعلّق بالبيانات‬‫المدرس)‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫والمقياس‬
‫الكريم والمهارات اللّغوية)‪ ،‬وأخي ار االقتراحات والتوصيات الّتي يراها األساتذة مناسبة والّتي تخدم‬
‫الموضوع؛ وقد كانت في المستوى المطلوب‪ ،‬ويليها شكر وتقدير لهؤالء األساتذة‪.‬‬
‫تم االطالع عليها من ِقبل األستاذ المشرف "نور الدين زرادي"‪ ،‬واألستاذ‬
‫بعد إعداد هذه االستبيانات ّ‬
‫"عبد الحليم بن عيسى"‪ ،‬حيث قاما بتقديم بعض التوجيهات والتعليقات حول بعض العناصر‬
‫تم تصحيحها وتعديلها قبل‬
‫المتواجدة في االستبيان الّتي تستوجب التقويم والتصحيح والتصويب‪ ،‬وقد ّ‬
‫وتمت‬
‫ّ‬ ‫تم توزيع هذه االستبيانات على األساتذة المعنيين‪ ،‬ثم ُجمعت‪،‬‬
‫توزيعها‪ ،‬وبعد هذه الخطوة ّ‬
‫دراستها وتحليل النتائج المرجوة واحصاؤها‪.‬‬

‫*االستبيان قد وضعت له نسخة في الملحق‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"‬

‫تمت صياغة‬
‫يبين أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة االستماع اللّغوية ‪،‬فقد ّ‬
‫أن هذا الفصل ّ‬ ‫وبما ّ‬
‫تصب في‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أسئلة االستبيان المتعلّقة به‪ ،‬والّتي‬
‫‪-0‬إمكانية وجود فروق واختالفات بين المتعلّم المستمع للقرآن الكريم والمتعلّم غير المستمع له‪.‬‬
‫‪-9‬إمكانية المتعلّم الحافظ (المستمع والمنصت ) للقرآن الكريم من قراءة أي نص بعد االستماع إليه‬
‫قراءة سليمة مراعيا في ذلك آليات القراءة السليمة‪ ،‬مقارنة بغير الحافظ لكتاب اهلل تعالى(غير‬
‫المستمع وغير المنصت له)‪.‬‬
‫االستماعية بالنسبة للمتعلّم الحافظ للقرآن الكريم مقارنة بغيره‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬مستوى المهارة‬
‫المستغرق مع المتعلّم الحافظ (المستمع) للقرآن الكريم‪ ،‬وغير الحافظ (المستمع) له أثناء‬
‫َ‬ ‫‪ -5‬الوقت‬
‫التعلّم‪.‬‬
‫‪ -1‬الوسائل والطرائق المستخدمة في تدريس (تسميع) القرآن الكريم للمتعلّمين ‪.‬‬
‫لغوية‬
‫تميز المتعلّم الّذي يدرس في المدرسة النظامية والمدرسة القرآنية معا؛ بامتالك مهارات ّ‬
‫‪ّ -2‬‬
‫نابعة عن استماعه للقرآن الكريم‪ ،‬والفضل في ذلك للقرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -1‬مدى تأثير القرآن الكريم في المتعلّم عند استماعه له‪ ،‬ونسبة إسهامه بدرجة عالية في تمكين‬
‫المتعلّم من تحقيق الهدف األسمى أال وهو تعلّم اللّغة العر ّبية‪ ،‬وبالتالي جعل المتعلّم مستمعا مـاه ار‪.‬‬
‫وتعوده على حسن اإلصغاء‪.‬‬ ‫تميز المتعلّم المستمع للقرآن الكريم ّ‬
‫‪ّ -1‬‬
‫جراء استماعه للقرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -2‬اكتساب المتعلّم ثروة لغوية كبيرة ّ‬
‫فعال في تدريس المتعلّمين لغتهم ‪،‬ورفع مستوى‬‫‪-01‬اعتماد القرآن الكريم (االستماع )إليه كمنهج ّ‬
‫تحصيلهم العلمي‪.‬‬
‫‪-00‬عالقة االستماع إلى القرآن الكريم بنمو المهارات اللّغوية‪.‬‬
‫‪ -09‬مدى اهتمام المتعلّم الحافظ (المستمع) للقرآن الكريم بالدراسة وبتحقيق هدفه وضمان مستقبله‪.‬‬
‫‪-03‬مساهمة القرآن الكريم في مواجهة بعض الصعوبات الّتي يواجهها المتعلّم أثناء استماعه إلى‬
‫القرآن الكريم ‪ -05‬نصح المتعلّم أو أيا كان مسؤوال عنه بدفعه نحو المدارس القرآنية‪ ،‬ألجل تعلّم‬
‫القرآن الكريم (االستماع إليه) لرفع مستوى تعلّم اللّغة العربية الفصيحة لديهم ومهارتهم في التواصل‬
‫بها وتوظيفها‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"‬

‫وتم‬
‫سجل يحوي سو ار من القرآن الكريم‪ّ ،‬‬ ‫تم استعمال م ّ‬‫‪-8‬التسجيالت واالختبارات(التعابير)‪ّ :‬‬
‫تم التركيز على الفئة الّتي تدرس في المدرسة‬
‫المتوسط ( ّ‬
‫ّ‬ ‫تسميعها لفئة من متعلّمي الطّور االبتدائي و‬
‫تم مطالبتهم بإعادة بعض ما استمعوا إليه بتوظيف‬ ‫ولعدة مرات في األسبوع‪ ،‬وبعدها ّ‬ ‫ّ‬ ‫القرآنية)‬
‫تم مطالبتهم بتوظيف ما استمعوا إليه من آيات‬‫مكتسباتهم القبلية‪ ،‬وتلخيص فحواه شفهيا‪ ،‬كما ّ‬
‫للتعرف على مهارة االستماع‬
‫ّ‬ ‫كريمات في تعابيرهم حسب الموضوع المراد الح ــديث والكتابة عنه‪،‬‬
‫وتبينت الغاية من االستماع‬
‫المرجوة محققة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫جراءه فكانت النتيج ـة‬
‫ومدى التركيز والمهارات المحققة ّ‬
‫إلى القرآن الكريم ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"‬

‫رابعا إحصاء النتائج وتحليلها‪:‬‬


‫استنادا إلى الوسائل واألدوات الّتي اعتُمدت في الدراسة التطبيقية ؛ لبيان أثر القرآن الكريم في تنمية‬
‫تم معرفة مدى تم ّكن المتعلّمين المستمعين للقرآن الكريم‪ ،‬ومدى نمو مهارتهم‬ ‫مهارة االستماع‪ ،‬فقد ّ‬
‫الفعال للقرآن الكريم‪ ،‬ودوره في رفع مستوى المتعلّمين ومهاراتهم‬ ‫ّ‬ ‫االستماعية‪ ،‬أي األثر‬
‫ّ‬
‫تميز المتعلّمين المستمعين إلى القرآن الكريم عن غيرهم‪ ،‬وهذه النتيجة‬
‫االستماعية‪،‬إضافة إلى مدى ّ‬
‫ّ‬
‫تم الموافقة عليها‬
‫تظهر من خالل دراسة االستبيان واالختبار وتحليلهما‪ ،‬حسب أراء األساتذة‪ ،‬وقد ّ‬
‫وذلك يظهر من خالل المعادالت والجدول ‪:‬‬
‫ملحوظة‪:‬‬
‫‪-‬المتعلّم الحافظ( المستمع) إلى القرآن الكريم (الّذي يدرس في المدرسة القرآنية) نرمز له بالرموز‬
‫اآلتية‪ :‬م م ق ك (متعلّم مستمع القرآن الكريم)‬
‫‪-‬المتعلّم غير المستمع للقرآن الكريم (الّذي ال يدرس في المدرسة القرآنية) نرمز له بالرموز اآلتية‪ :‬م‬
‫غ م ق ك (متعلّم غير مستمع القرآن الكريم)‪.‬‬
‫‪-‬تحليل النتائج حسب التسجيالت واالختبارات واالستبيانات‪:‬‬
‫تم اختيار ثالثون متعلّما من شتى األطوار التعليمية السابقة الذكر وهم" م م ق ك"‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫ّ‬
‫تم اختيار ثالثون متعلّما "م غ م ق ك "‪.‬‬
‫ّ‬
‫الكلي‪61=31+31‬‬
‫ّ‬ ‫أي عدد م م ق ك‪+‬م غ م ق ك =العدد‬
‫تم مطالبة المتعلّمين‬
‫ولعدة مرات في األسبوع‪ ،‬وبعدها ّ‬
‫آنية ّ‬
‫وتم فصل كال الفئتين وتسميعما آيات قر ّ‬
‫ّ‬
‫بإعادة بعض ما استمعوا إليه‪ ،‬وتلخيص فحوى الخطاب شفهيا‪ ،‬وتوظيف هذه اآليات في تعابيرهم‬
‫للتعرف على مهارة االستماع والمها ارت المحققة‬
‫ّ‬ ‫حسب الموضوع المراد الحـ ـ ـديث والكتابة عنه‪،‬‬
‫تميزوا في نسبة عالية تظهر من خالل‬ ‫أن المتعلّمين م م ق ك ّ‬
‫جراءه فكانت النتيجـ ـ ـ ـ ـ ــة باهرة‪ ،‬إذ ّ‬
‫ّ‬
‫الجدول‪:‬‬
‫مغمقك‬ ‫ممقك‬ ‫عناصر الدراسة‬
‫محققة بنسبة كبيرة جدا النسبة ضعيفة‬ ‫مهارة السرعة في فهم ما يسمع‬
‫تتراوح بين ‪ 11‬و‪%011‬‬ ‫وتمييز األصوات ومكان الوقف‬
‫تمييز اللّفظ الخاطئ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"‬

‫ومتوسطة‬
‫ّ‬ ‫ضعيفة‬ ‫بنسبة كبيرة جدا‬ ‫وجود فروق واختالفات بين (م‬
‫‪011%‬‬ ‫م ق ك) و ( م غ م ق ك )‬
‫ومتوسطة‬
‫ّ‬ ‫ضعيفة‬ ‫جدا‬
‫عالية ّ‬ ‫االستماعية‬
‫ّ‬ ‫مستوى المهارة‬

‫عالقة ضعيفة‬ ‫جدا‬


‫قوية ّ‬
‫عالقة ّ‬ ‫عالقة االستماع إلى القرآن‬
‫الكريم بنمو المهارات اللّغوية‪.‬‬

‫التفوق ‪ ،‬كونه نفس الهدف لكن النتيجة ليست‬


‫يسعى دائما إلى ّ‬ ‫مدى اهتمام المتعلّم الحافظ‬
‫يتمتّع بلغة فصيحة (االستماع) واحدة لعدم اهتمامه‪.‬‬ ‫(المستمع) للقرآن الك ـ ـ ـ ـ ـ ـريم‬
‫بالدراسة وبتحقيق هدفه‬
‫جدا ويتطلّب جهدا ‪.‬‬
‫كثير ّ‬ ‫قليل جدا وال يتطلّب جهدا‪.‬‬ ‫المستغرق‬
‫َ‬ ‫الوقت‬
‫مع المتعلّم‪ ،‬أثناء التعلّم‬
‫ال يتوافق مع غيره‬ ‫تميز المتعلّم بامتالك مهارات بدرجة جد ممتازة‬
‫ّ‬
‫لغوية نابعة عن استماعه‬ ‫ّ‬
‫للقرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪%0‬‬ ‫مدى تأثير القرآن الكريم في ‪%100‬‬
‫المتعلّم بدرجة عالية في تمكين‬
‫المتعلّم من تحقيق الهدف‬
‫األسمى أال وهو تعلّم اللّغة‬
‫العر ّبية‪ ،‬وبالتالي جعل المتعلّم‬
‫مستمعا مـاه ار‬
‫‪%40‬‬ ‫وتعوده على حسن ‪%100‬‬
‫تميز المتعلّم ّ‬
‫ّ‬
‫اإلصغاء‪.‬‬
‫من ‪%1‬إلى‪%91‬‬ ‫اكتساب المتعلّم ثروة لغوية من‪21‬إلى‪%011‬‬
‫جراء استماعه للقرآن‬
‫كبيرة ّ‬

‫‪67‬‬
‫الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"‬

‫الكريم‪.‬‬
‫نعم ‪%011‬‬ ‫اعتماد القرآن الكريم (االستماع نعم ‪%011‬‬
‫فعال في تدريس‬
‫إليه) كمنهج ّ‬
‫المتعلّمين لغتهم‪ ،‬ورفع مستوى‬
‫تحصيلهم العلمي‪.‬‬
‫أن أثر القرآن الكريم يبدو بار از على‬
‫السابق بصورة أوضح نقول ّ‬
‫لتحليل النتائج وتوضيح الجدول ّ‬
‫أن‪:‬‬
‫المستمع له‪ ،‬حيث ّ‬
‫‪-‬المتعلّم المستمع إلى القرآن الكريم(الدارس في المدرسة النظامية والقرآنية معا) ‪:‬‬
‫إن المتعلّمين الدارسين في المدرسة القرآنية المستمعين إلى القرآن الكريم‪ ،‬تّم تحقيق الهدف التعليمي‬
‫ّ‬
‫جدا‪ ،‬أال وهو رفع مستوياتهم الفكرية والّلغوية الّتي هي موضوعنا؛ وذلك انطالقا‬
‫معهم بصورة سريعة ّ‬
‫أن ذلك نتج عنه تحصيل مستوى معرفي ولغوي عال‪،‬‬
‫من االستماع إلى القرآن الكريم‪ ،‬وقد الحظنا ّ‬
‫الجيد إلى القرآن‬
‫تكونت لديهم ثروة لغوية هائلة –مصطلحات‪ -‬وك ّل ذلك تحقق باالستماع ّ‬ ‫وقد ّ‬
‫جدا‪ ،‬بل وتفوق كل التوقعات‪ ،‬فبفضل االستماع إلى‬ ‫الكريم؛ فالنتيجة كانت محقّقة بنسبة عالية ّ‬
‫جيدا يعي وينتقي األمور والقضايا الّتي يستمع إليها والّتي تعود‬
‫القرآن الكريم؛ أصبح المتعلّم مستمعا ّ‬
‫عليه بالفائدة‪ ،‬زد على ذلك ّأنه أصبح متعلما ماه ار في االستماع‪ ،‬فنمت لديه هذه المهارة شيئا‬
‫مما جعل نطقه لألصوات من مخارجها‬ ‫فشيئا‪ ،‬من خالل إنصاته للحروف المنطوقة بطريقة سليمة ّ‬
‫وقوته‪،‬‬
‫نطقا سليما‪ ،‬وبالتالي الكلمات والعبارات بصورة دقيقة وسليمة ؛فاكتسب بذلك فصاحة اللسان ّ‬
‫تخزنت لديه أنقى الكلمات واآليات الّتي‬
‫لكون القرآن الكريم فصيحا بليغا قويما‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك ّ‬
‫يستشهد ويبرهن ويثبت بها رأيه‪ ،‬فعلت منزلته‪ ،‬ونمت مهاراته اللّغوية وارتقى مستواه الفكري والسيما‬
‫أن القرآن‬
‫األخالقي‪ ،‬وبذلك ظهر عليه أثر القرآن الكريم عند استماعه وانصاته إليه‪ ،‬زد على ذلك ّ‬
‫الكريم هو أساس ومصدر التعلّم والتعليم وبه أصبح المتعلّم ماه ار متمكنا من اللّغة العربية والتحدث‬
‫جيدا‪ ،‬و قراءتها مع مراعاة آليات القراءة السليمة‪ ،‬وكتابة‬
‫بها بطريقة سليمة و أداء أصواتها أداء ّ‬
‫التزود بالمعارف والخبرات‪ ،‬وتحقيق االتصال بين‬ ‫جيدة و تكوين مخزون لغوي ومعرفي‪ ،‬و ّ‬ ‫أفكار ّ‬
‫األفراد (المتعلمين)‪ ،‬واستعمال األسلوب الراقي أثناء التخاطب‪ ،‬واالستشهاد‪ ،‬واستعمال الحجج‬
‫واألدلة ك ّل ذلك تحقق من خالل االستماع إلى القرآن الكريم‪ ،‬فالمتعلّم المستمع لكالم اهلل نجده متمي از‬

‫‪68‬‬
‫الفصل األول أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة االستماع اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي"‬

‫بصورة كبيرة جدا‪.‬فالمستمع للقرآن الكريم يتعلّم كيف يستمع والى ما يستمع ‪ ،‬إضافة إلى ّأنه يتعلّم‬
‫كما هائال من المصطلحات القرآنية التّي تجعل لسانه فصيحا بليغا‪،‬كما تجده اكتسب مهارة االستماع‬ ‫ّ‬
‫مما يجعله يمتلك القدرة على االستشهاد من القرآن‬
‫فأصبح يفهم ويستوعب ك ّل ما يستمع إليه ‪ّ ،‬‬
‫الكريم واالقتباس منه وبالتالي يصبح قويا ماه ار في إفحام خصمه ومحاورته بالحجة والدليل آخذا‬
‫ذلك كلّه من أعظم مصدر وأبلغه وأفصحه( القرآن الكريم)‪ ،‬فاالستماع إلى القرآن الكريم له أهمية‬
‫وتنمية مهاراتها ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالغة في اكتساب الملكة اللسانية‬
‫متمي از عن غيره‪.‬‬
‫مما جعل المتعلّم المستمع له ّ‬
‫وك ّل هذا تحقّق بفضل االستماع إلى القرآن الكريم‪ّ ،‬‬
‫‪-‬المتعلّم غير المستمع إلى القرآن الكريم(غير الدارس في المدرسة القرآنية ) ‪ :‬المتعلّم غير‬
‫المستمع للقرآن الكريم وغير الحافظ له وجدناه أ ّقل مستوى ومهارة من المتعلّم المستمع للقرآن الكريم‬
‫‪،‬وتجنبا للتكرار نقول ّأنه‬
‫ّ‬ ‫وباألحرى ال يرتقي إلى المستوى اللغوي للمتعلّم المستمع إلى القرآن الكريم‬
‫لم تتحقق معه األمور والفوائد السابقة الذكر‪ ،‬والّتي تحققت مع المستمع إلى القرآن الكريم والدارس‬
‫في المدرسة القرآنية‪.‬‬
‫تفوق المتعلمين المستمعين إلى القرآن الكريم‬
‫أن هذه الدراسة التطبيقية أظهرت لنا مدى ّ‬
‫نخلص إلى ّ‬
‫في مهارة االستماع ‪ ،‬وبالتالي ضعف المتعلّمين غير الحافظين للقرآن الكريم في االستماع ‪ ،‬وعدم‬
‫االرتقاء إلى مستوى المتعلّمين المستمعين إلى القرآن الكريم في مهارة االستماع‪ ،‬إذ يقول تعالى "‬
‫‪0 "         ‬وقوله تعالى أيضا " ‪‬‬

‫‪ ،9"         ‬وقوله‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬

‫‪       ‬‬ ‫أيضا‪   ":‬‬
‫‪    ‬‬

‫أن الفرق بين المتعلّم المستمع إلى القرآن الكريم‪ ،‬والمتعلّم غير المستمع له‪،‬‬
‫‪ ، " ‬نستطيع القول ّ‬
‫‪3‬‬

‫تمد القمر بنورها كونه مظلم‪،‬‬


‫كالفرق بين الشمس والقمر‪ ،‬فالشمس كوكب مشرق مضيء‪ ،‬وهي الّتي ّ‬
‫السماء واألرض‪.‬‬
‫أي بين هذين الصنفين من المتعلّمين بعد ّ‬

‫‪-0‬سورة األعراف ‪،‬اآلية ‪915‬‬


‫‪-9‬سورة الزمر ‪ ،‬اآلية ‪.12‬‬
‫‪- 3‬سورة المجادلة ‪ ،‬اآلية‪.00‬‬
‫‪69‬‬
‫الفصل الثّاني‬
‫تنمية‬
ّ ‫أثر القرآن الكريم في‬
‫غوية‬
ّ ّ‫تحدث "الكالم" الل‬
ّ ‫مهارة ال‬
‫ "األنعام‬        ": ‫يقول تعالى‬

      "


        

‫ "النحل‬   


        
 

           "

‫ "المؤمنون‬
‫اإلطار النظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري‬
‫حدث ومهاراتها‬‫المتضمنة معنى التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫ّأوال‪ :‬المصطلحات‬
‫حدث وعالقتها بالقرآن الكريم‬‫كيفية التّ ّ‬
‫أهمية وأهداف (مهارات) تعلّم ّ‬
‫ثانيا‪ّ :‬‬
‫حدث‬
‫عملية التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫كيفية حدوث‬
‫ثالثا‪ّ :‬‬
‫التحدث المستخدمة في القرآن الكريم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫رابعا‪ :‬مهارات‬
‫التحدث الموظّفة في القرآن الكريم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خامسا‪:‬مهارات‬
‫حدث‬
‫سادسا‪ :‬أسباب ضعف المتعلّمين في التّ ّ‬
‫حدث لدى المتعلّمين وأثر القرآن الكريم فيها‬
‫سابعا‪ :‬طرق ووسائل تنمية مهارة التّ ّ‬
‫حدث المكتسبة لدى متعلّم القرآن الكريم‬‫ثامنا‪ :‬مهارات التّ ّ‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عملية التعليم والتعلّم‪ ،‬وكذا التواصل‪ ،‬فهي‬


‫ّ‬ ‫أهمية بالغة؛ في‬
‫التحدث مهارة ذات ّ‬ ‫ّ‬ ‫تعد مهارة‬
‫توطئة‪ّ :‬‬
‫عملية تحقّق‬
‫ّ‬ ‫تبين مــدى تأدية اللغة العر ّبية بشكل سليم متقن‪ ،‬كما ّأنها‬
‫وسيلة إنتاجية معرفية‪ّ ،‬‬
‫التطرق إلى اآلتي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫االتصال بين البشـر‪ ،‬وقد سبق تعريفها في المدخل‪ ،‬واضافة إلى ما سبق سيتّم‬
‫التحدث ومهاراتها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫المتضمنة معنى‬
‫ّ‬ ‫ّأوال المصطلحات‬
‫التحدث هي نفسها مهارة الكالم‪ ،‬وبالتالي هي القول وهي التعبير‬
‫ّ‬ ‫أن مهارة‬
‫العديد من الدارسين يعتقد ّ‬
‫أن لك ّل مصطلح من هذه المصطلحات معنى مختلفا‪ ،‬لكن هذا ال يعني معنى‬
‫الشفهي‪ ،‬لــكن اتضح ّ‬
‫متباعدا؛ بل ك ّل هذه المصطلحات لها معنى متقارب‪ ،‬وسيتّم توضيح ذلك في ما يأتي ذكره‪:‬‬
‫‪0‬‬
‫عملية الكالم ( ‪ :)speaking‬ويقصد بها القدرة على االستخدام الصحيح للّغة"‬‫‪ّ -‬‬
‫التحدث هنا‬
‫التحدث‪ :) talking‬وتعني" القدرة على االستعمال المناسب للّغة في سياقها‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫عملية‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪9‬‬
‫بخالف الكالم‪ ،‬يشمل اللغة اللفظية واللغة المصاحبة"‬
‫ـإن‪:‬الجانب اإلنتاجي‬
‫عملية االتصــال دور المت ــكلّم‪ ،‬فـ ـ ّ‬
‫عملية القول‪ :saying‬وتعـني" أداء أحد أطراف ّ‬
‫ّ‬
‫عملية الكالم"‪" ،5‬ويتّسـع الحديث عن الكالم‬ ‫ّ‬ ‫في الموقف"‪" ،3‬فالسياق مهّم جدا في بيان أدوار طرفي‬
‫‪،1‬‬
‫يعد‬
‫حد ذاته ّ‬
‫ليشمل األصوات والمفردات والحوار والتعبير الشفوي" فالكالم من هذا المنظور؛ في ّ‬
‫تعبي ار شفويا‪.‬‬
‫شفهي"هي ذلك العمل الّذي يسير على وفق خطّة متكاملة للوصول بالطالب إلى‬ ‫عملية التعبير ال ّ‬
‫ّ‬
‫‪2‬‬
‫معين"‬
‫مستـوى يم ّكنه من ترجمة أفكاره ومشاعره وخبراته شفاهة بلغة سليمة على وفق نسق فكري ّ‬
‫‪1‬‬
‫و"التعبير في اللغة التفسير وفي االصطالح ‪ :‬إفصاح المرء بالحديث " ‪ ،‬لقوله تعالى‪ " :‬‬
‫‪1‬‬
‫عملية التفسير والتأويل‪.‬‬
‫‪ ، "    ‬فالتّعبير يقصد به في هذا الموضع ّ‬
‫‪-0‬رشدي أحمد طعيمة ‪،‬المهارات اللغوية ‪ ،‬مستوياتها ‪،‬تدريسها‪،‬صعوباتها‪ ،‬ص‪.012‬‬
‫‪-9‬نفسه‪.‬‬
‫‪-3‬نفسه‪.‬‬
‫‪-5‬ينظر ‪ ،‬نفسه‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪-1‬نفسه‪ ،‬ص‪012،011‬‬

‫‪-2‬ينظر‪ ،‬د‪ ،‬طه علي حسين الدليمي ‪ ،‬د ‪ ،‬سعاد عبد الكريم عباس الوائلي ‪ ،‬اللّغة العر ّبية مناهجه وطرائق تدريسها‪ ، ،‬ط‪،0‬‬
‫اإلصدار الثاني ‪ ،9111 ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع ‪،‬ص‪.031‬‬
‫محمد عيد‪ ،‬مدخل إلى تدريس مهارات اللغة العر ّبية ص‪.039‬‬
‫‪-1‬د‪ ،‬زهدي ّ‬
‫‪-1‬سورة يوسف ‪ ،‬اآلية‪53،‬‬

‫‪72‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عقلية‬
‫التحدث‪ ،‬والقول‪ ،‬والتعبير الشفهي‪ ،‬عبارة عن عملـيات ّ‬ ‫أن كال من الكالم‪ ،‬و ّ‬‫نخلص إلى ّ‬
‫معينة إلى المتلقي‪ ،‬وفهم ما يتّم النطق به من ِقبل‬
‫تصب في غاية واحدة وهي إيصال رسالة ّ‬
‫ّ‬ ‫مرّكبة‪،‬‬
‫أن‬
‫المرسل‪ ،‬وذلك كلّ ــه يقتضي السياق‪ ،‬لكن نجد في ذلك بعض االختالفات الطفيفة‪ ،‬وذلك ّ‬
‫أما الكالم فيتطلّب توظيف اللغة المنطوقة‪ ،‬مع‬
‫التح ـ ّـدث يتطـ ـ ـلّـ ــب إت ـ ـ ـ ـ ـ ــقان اللغة الفصيحة المنطوقة‪ّ ،‬‬
‫استعمال الحركات بال ــيد والعين ــين والرأس‪ ،‬والكالم هنا يتوافق مع التعبير الشفوي في المفهوم‪ ،‬لـ ـ ـكن‬
‫الدقة ‪.‬‬
‫التعبير الشفوي يتطلّ ــب الخطّة المحكمة‪ ،‬و ّ‬

‫‪73‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التحدث وعالقتها بالقرآن الكريم‪:‬‬


‫ّ‬ ‫كيفية‬
‫أهمية وأهداف (مهارات) تعلّم ّ‬
‫ثانيا ّ‬
‫مهمة بينها‪ ،‬فهو ليس بمعزل عنها‪،‬‬
‫التحدث مهارة وفنا من فنون اللغة العر ّبية‪ ،‬وهو يحتل مكانة ّ‬
‫ّ‬ ‫يعد‬
‫ّ‬
‫أن به يتّم التعبير عن ما يحويه الفكر‪ ،‬وهو وسيلـ ـ ـ ــة‬
‫يتجز منها‪ ،‬إضافة إلى ّ‬ ‫يعد جزءا رئيسا ال ّأ‬
‫بل ّ‬
‫تعبر عن‬ ‫التحدث هي الّتي ّ‬
‫ّ‬ ‫االتصال بين الناس لتنظيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم حياتهم‪ ،‬وتيسير أمورهم‪ ،‬وطريقة‬
‫أهم ألوان النشاط اللغوي‬
‫التحدث من ّ‬
‫شخصية صاحبها‪ ،‬ومستواه المعرفي والثقاف ــي واألخالقي‪ ،‬و" ّ‬
‫الصغار على السواء‪ ،‬فالناس يستخدمون الكالم أكثر من الكتابة في حياتهم‪ ،‬فالكالم هو‬ ‫للكبار و ّ‬
‫وللتحدث‬
‫ّ‬ ‫أهم جزء في الممارسة اللغوية واستخداماتها"‪،0‬‬
‫الشكل الرئيس لالتصال اللغوي‪ ،‬وهو ّ‬
‫أهداف وغايات منها‪:‬‬
‫معين ‪.‬‬
‫معينة ‪ ،‬أو وصف شيء ّ‬ ‫‪-0‬المهارة في المالحظة والتعبير عن موقف ما أو تجربة ّ‬
‫‪-9‬حسن اختيار الكلمات المناسبة‪ ،‬أي"انتقاء األلفاظ المناسبة للمعاني‪ ،‬والتراكيب‪ ،‬والتّعبيرات‬
‫‪9‬‬
‫وتوظيفها حسب المواقف"‬
‫‪-3‬المهارة في التأليف والنظم‪ ،‬واإلبداع‪ ،‬واالتصال ‪.‬‬
‫المتميز‪ ،‬واألفكار المختارة بعناية ‪،‬المتسلسلة والمرتّبة ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -5‬األسلوب‬
‫الرد عليها‪ ،‬والتفاعل معها‪.‬‬‫‪ -1‬المهارة في فهم الرسالة المنطوقة‪ ،‬و ّ‬
‫‪ -2‬المهارة في توظيف الحجج والبراهين‪ ،‬واإلقناع‪.‬‬
‫ومتنوعة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫متعددة‬
‫ّ‬ ‫األدبية‪ ،‬والقدرة على الدخول في مناقشات‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬الشجاعة‬
‫‪ -1‬المهارة في القراءة والكتابة بشكل سليم خال من األخطاء‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ثم لفظها بطريقة سليمة"‬
‫‪"-2‬العناية بالمعنى قبل اللفظ‪ ،‬فيجب االهتمام باألفكار ّ‬
‫التصنع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بحرية وطالقة‪ ،‬وعدم‬
‫التحدث ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-01‬‬
‫‪ -00‬المهارة في التحليل والتركيب والنقد والحكم ‪.‬‬
‫‪-09‬عدم تكرار األلفاظ‪ ،‬واطالة الحديث دون جدوى ‪.‬‬

‫‪-0‬د‪ ،‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العر ّبية ‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪-9‬ينظر‪ ،‬د‪ ،‬حسن شحاتة ‪ ،‬تعليم اللغة العر ّبية بين النظرية والتطبيق ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية للمشر ‪ ،‬ط‪ ،1‬جمادى اآلخرة‬
‫‪0593‬ه‪ ،‬أغسطس ‪9119‬م‪ ،‬ط‪،2‬صفر ‪0591‬ه‪ ،‬أبريل ‪9115‬م‪ ،‬ص‪953‬‬
‫‪ -3‬ينظر ‪ ،‬نفسه‪ ،‬ص ‪.951‬‬

‫‪74‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪     ‬‬ ‫السوي والصادق لقوله تعالى ‪":‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -03‬المهارة في انتقاء الكالم‬
‫‪0‬‬
‫‪"            ‬‬

‫التعرف على نوعية المستمعين واهتماماتهم‪ ،‬وتحديد الهدف من الكالم‪،‬‬


‫البد من" ّ‬
‫التحدث ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -05‬قبل‬
‫"‪9‬‬
‫ومحتواه‪ ،‬مع اختيار أنسب األساليب والطرق‬
‫‪ -01‬االتسام "بالتلقائية والطالقة والتعبير من غير تكلّف "‪.3‬‬
‫أهم األهداف"إعداد التالميذ للمواقف الحياتية الّتي تتطلّب فصاحة اللسان ‪،‬والقدرة على‬
‫‪-02‬من ّ‬
‫‪5‬‬
‫االرتجال ومواجهة اآلخرين‪ ،‬دون تكلّف وبوضوح وأمانة وحيوية وتأثير"‬
‫التحدث "التعبير الشفهي "‪ ،‬وعالقتها بحفظ القرآن الكريم ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫هذه بعض أهداف و غايات تعلّم‬
‫قوية ‪ ،‬فالمتعلّم حافظ القرآن الكريم تتأتى له هذه األمور السالفة الذكر‪ ،‬وذلك لتنشئته‬
‫جد ّ‬‫وتدبره ّ‬
‫ّ‬
‫يعد بح ار غنيا بالمصطلحات البليغة الفصيحة‪ ،‬وغنيا باألساليب الرفيعة‬‫على القرآن الكريم الّذي ّ‬
‫التعليمية‪ ،‬وغيرها ‪ ،‬فتعلّم القرآن الكريم ينجم عنه ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(الحوار‪ ،‬الجدل )‪ ،‬والقصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــص والوسائل‬
‫التحدث بك ّل س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهولة وبساطة‪ ،‬فتجده ماه ار في ك ّل األمور السابقة الذكر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تحقّق لديه أهداف تعلّم‬

‫‪ -0‬سورة األنعام اآلية‪.019 ،‬‬


‫‪-9‬ينظر ‪ ،‬د علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العر ّبية ‪ ،‬ص ‪.20،29‬‬
‫‪-3‬نفسه ‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫محمد عيد ‪ ،‬مدخل إلى تدريس مهارات الّلغة العر ّبية ‪ ،‬ص ‪.033‬‬
‫‪-5‬ينظر ‪ ،‬د زهدي ّ‬

‫‪75‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التحدث ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫عملية‬
‫ّ‬ ‫كيفية حدوث‬
‫ثالثا ّ‬
‫جد مرّكبة‪ ،‬وهي‬
‫عملية ّ‬
‫ّ‬ ‫عملية سهلة بسيطة‪ ،‬في حين ّأنها‬
‫ّ‬ ‫للمتحدث؛‬
‫ّ‬ ‫التحدث بالنسبة‬
‫ّ‬ ‫عملية‬
‫ّ‬ ‫تبدو‬
‫تتّم عبر مجموعة من العمليات ‪ ،‬الّتي سيتّم بيانها بشكل موجز‪ ،‬على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪0‬‬
‫حدث‪ ،‬و تتّم عن طريق وجود مثير؛ أي داف ـ ـ ـ ــع‬
‫وهي ّأول مرحلة من مراحل التّ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪:‬‬ ‫‪"-0‬االستثارة"‬
‫المتحدث على من أمامه‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫يرد‬
‫إما أن يكون خارجيا‪ ،‬كأن ّ‬‫للتحدث‪ " ،‬والمثير ّ‬
‫ّ‬ ‫يدفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــع الشخص‬
‫‪9‬‬
‫داخليا كأن تلّ ـ ـ ـ ـ ـ ــح على الفرد فكرة "‬
‫عدة أفكار في ذهن‬
‫عملية التفكير‪ ،‬أي وجود ّ‬
‫ّ‬ ‫للتحدث‪ ،‬تأتي‬
‫ّ‬ ‫‪"-9‬التفكير"‪ :3‬بعد االستثارة والدافعية‬
‫للتحدث‪ ،‬وقد تكون هذه األفكار منظّمة ومفيدة‪،‬والعكس‬
‫ّ‬ ‫المتحدث ناتجة عن المثير‪ ،‬الّذي دفعه‬‫ّ‬
‫صحيح‪ ،‬ل ـ ذا من األفضل عدم النطق إال بعد تجميع هذه األفكار وترتيبها وجعلها ذات معنى‪ ،‬لكي‬
‫ال يكون بــذلك الصمت أبلغ‪.‬‬
‫الرموز" ‪:5‬بعد التفكير‪ ،‬يتّم اختيار األصوات المناسبة إلخراج هذه األفكار‪،‬‬
‫‪"-3‬الصياغة وانتقاء ّ‬
‫وهنا ن ـ ـ ــجد الخالف حول اللغة أسبق أم الفكر ‪.‬‬
‫التحدث وفيها يتّم تسميع ما كان يدور في الذهن‬ ‫ّ‬ ‫‪"-5‬النطق "‪1‬واإلخراج‪:‬وهي آخر مرحلة من مراحل‬
‫فالمتحدث الجـ ّـيد هو الّذي ال‬
‫ّ‬ ‫الجيد قبل القيام بها‪" ،‬‬
‫لتحقيق االتصال بين البشر‪ ،‬لذا وجب التركيز ّ‬
‫سيتحدث به‪ ،‬ويرتّب أفكاره ‪.2"...‬‬
‫ّ‬ ‫يتح ّدث إال إذا كان لديه داع للكالم‪ ،‬وهو الّذي سيف ّكر فيما‬
‫الصورة الذهنية الّتي تكونت في عقل المتعلّم‬
‫العملية الّتي تترجم بها ّ‬
‫ّ‬ ‫التحدث هو‬
‫‪-‬بصورة أخرى " ّ‬
‫طبيعية‪ ،‬أثارت في نفسه دافع الكالم ‪،‬مرو ار بعمليات عقلية (استقبال‬
‫ّ‬ ‫نتيجة تفاعله في خبرة‬
‫معينة إلنتاج اللغة‬
‫‪،‬وتنظيم أو بناء وعرض) تظهر في صورة لفظية معنوية ‪،‬وهناك مستلزمات ّ‬
‫الخارجية الّتي تجعل الفرد قاد ار على إنتاج األفكار ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الشفوية‪ ،‬وهي مزيج من العوامل الداخلية و‬
‫ّ‬
‫بالتحدث"‪.1‬‬
‫ّ‬ ‫وتقديمها في قوالب لفظية‪ ،‬وسياقات تعبيرية للمستمعين المستهدفين‬

‫‪-0‬د‪،‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللّغة العر ّبية‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪-3-9‬نفسه ‪.‬‬
‫‪ -1-5‬ينظر ‪ ،‬نفسه ‪،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -2‬نفسه ‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫التجديدية ‪ ،‬عالم الكتب الحديث ‪ ،‬إربد ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬طه علي حسين الدليمي ‪ ،‬تدريس اللغة العر ّبية بين الطرائق التقليدية واالستراتيجيات‬
‫األردن‪ ،9112 ،‬ص‪.031‬‬

‫‪76‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫للتحدث‪،‬ال يكون‬
‫ّ‬ ‫التحدث؛ ترتكز أساسا على الدافع‪ ،‬فإن لم يكن هنالك دافع‬
‫ّ‬ ‫أن عملية‬
‫نخلص إلى ّ‬
‫ردة فعل (استجابة)‪ ،‬أو ّأية عملية عقلية أخرى‪.‬‬
‫أي ّ‬

‫‪77‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التحدث‬
‫ّ‬ ‫التحدث الموظّفة في القرآن الكريم‪ :‬يتوفّر القرآن الكريم على مهارات‬
‫ّ‬ ‫خامسا مهارات‬
‫ومنها‪:‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪-1‬السؤال (االستفهام اإلقراري)‪ :‬وذلك يتّضح في قوله تعالى في سورة الفيل‪":‬‬
‫" ‪‬‬ ‫الشرح‪:‬‬ ‫وقوله أيضا في سورة‬ ‫‪،"           ‬‬
‫‪ ،"      ":‬وسورة اإلنسـ ـ ـ ـ ــان‪ ":‬‬ ‫‪ ،"    ‬ويف سورة الغاشية‬
‫‪ ،"          ‬وفي سورة القيامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة" ‪  ‬‬

‫فعال في تنميتها‪.‬‬
‫‪ "    ‬وغيرها من اآليات الّتي تحوي مهارة السؤال‪ ،‬فالقرآن الكريم ّ‬
‫‪-8‬الحوار‪:‬‬
‫عز شأنه خلق هذه الملكة في النفس البشرية‬
‫يعد الحوار تعبي ار أصيال عن مدى رقي البشر‪ ،‬فاهلل ّ‬
‫ّ‬
‫عز وجل من أفضل‬ ‫منذ خلقه الكون‪ ،‬وذلك لجعل الحياة أكثر رقيا وتسامحا‪ ،‬وقد جعله المولى ّ‬
‫‪   ‬‬ ‫النحل"‬ ‫وسائل التعبير وهذا ما يثبته القرآن الكريم‪ ،‬لقوله تعالى في سورة‬
‫‪               ‬‬

‫أهميته في تنمية مهارة المتعلّم‪.‬‬


‫‪ ،   ‬وهذا دليل على مكانته‪،‬و ّ‬
‫‪-1-8‬مفهوم الحوار في عرف اللغة‪:‬الحوار من حاور وتحاو ار أي" تراجعوا الكالم فيما بينهم‪،‬‬
‫المرادة في الكالم‪ ،‬أو مراجعة الكالم في المنطق والمخاطبة" ‪.0‬‬
‫والمحاورة والحوار و التحاور‪ّ :‬‬
‫التجاوب" ‪.9‬‬
‫ّ‬ ‫الصحاح‪" :‬المحاورة المجاوبة‪ ،‬الحوار‬
‫وجاء في مختار ّ‬
‫وحوره تحوي ار ‪ :‬رجعه‪:‬‬
‫رد جوابا ّ‬‫وفي القاموس المحيط‪..":‬واستحاره استنطقه‪ ..‬وما أحار جوابا‪ :‬ما ّ‬
‫مارد"‪.5‬‬ ‫‪3‬‬
‫وتحير الماء ‪ :‬دار واجتمع" ‪ ،‬و"حاورته راجعته في الكالم ‪ ..‬وما أحار جوابا أي ّ‬
‫التجاوب ّ‬
‫ّ‬
‫أن المحاورة تعني المجاوبة والتحاور التجاوب والحوار المراجعة‪.‬‬
‫وخالصة هذه التعريفات هي ّ‬
‫سيد كيالني‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬دارالمعرفة بيروت ط‪0229 ،0‬م‪ ،‬ص‬
‫‪ -0‬الراغب األصفهاني‪ ،‬المفردات في غريب القرآن‪ ،‬تح‪ :‬محمد ّ‬
‫‪919‬‬
‫الصحاح‪( ،‬حور)‪ ،‬تح ‪:‬محمود خاطر‪ ،‬مكتبة لبنان منشورات دار الحكمة‪،‬‬
‫‪ -9‬محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي‪ ،‬مختار ّ‬
‫دمشق‪ ،‬ط ‪0213‬م‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪.15‬‬
‫‪- 3‬أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور‪ ,‬لسان العرب‪ ,‬مادة حور‪ ,‬دار صادر ‪,‬بيروت‪ ,‬مج‪ ,5‬ص‪ ،901‬ص ‪902‬‬
‫‪ -5‬أبي القاسم جار اهلل محمود بن عمر الزمخشري‪ ،‬أساس البالغة‪ ،‬دار صادر بيروت‪ ،‬ط‪،0229 ،0‬ص‪.052‬‬

‫‪78‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والكالم في المخاطبة‪ ،‬وهو تبادل الكالم بين األطراف والتّجاوب بينهم في موضوع ما‪ .‬لذلك وجب‬
‫وجود متكلّم ومستمع ‪.‬‬
‫أن معناه في‬
‫‪-8-8‬مفهوم الحوار في االصطالح‪ :‬انطالقا من المعنى اللغوي للحوار نجد ّ‬
‫االصطالح‪ ":‬أن يتناول الحديث طرفان فأكثر عن طريق السؤال والجواب بشرط وحدة الموضوع أو‬
‫‪0‬‬
‫بأنه"وسيلة فنية مواتية لإلفصاح والتحليل‪ ،‬كما هي مواتية إلبداء‬
‫مصايف ّ‬
‫ّ‬ ‫محمد‬ ‫ه‬ ‫ف‬
‫عر‬‫ّ‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الهدف"‬
‫‪9‬‬
‫أن"الحوار يتمثل في إدارة الفكرة بين‬
‫وجهات النظر المختلفة" ‪ .‬كما يرى األستاذ حسين فضل اهلل ّ‬
‫‪3‬‬
‫طرفين مختلفين أو أطراف متنازعة"‬
‫والحوار"أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر عن طريق السؤال والجواب‪ ،‬بشرط وحدة الموضوع أو‬
‫معين‪ ،‬وقد يصالن إلى نتيجة‪ ،‬وقد ال يقنع أحدهما اآلخر‪ ،‬ولكن‬
‫الهدف‪ ،‬فيتبادالن النقاش حول أمر ّ‬
‫موقفا"‪.5‬‬ ‫لنفسه‬ ‫ويكون‬
‫ّ‬ ‫العبرة‬ ‫يأخذ‬ ‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّسامع‬
‫وتطورها باعتباره وسيلة من وسائل التواصل بين األفراد بشكل‬
‫ّ‬ ‫فالحوار مبدأ عظيم لتقدم المجتمعات‬
‫معين تسعى إليه‬
‫فعال حيث يتم فيه تبادل الكالم بين شخصين أو أكثر للوصول إلى هدف ّ‬ ‫ّ‬
‫األطراف المتحـ ـ ـ ـ ـ ـاورة‪ ،‬وهو أسلوب راق تبدى به وجهات النظر المختلفة‪ ،‬وبه يفصح عن ما في‬
‫يتم فيه تداول الكالم بينهما‬
‫الذهن من أفكار وآ ارء‪ ،‬هو"نـوع من الحديث بين شخصين أو فريقين ّ‬
‫بط ـ ـ ـريقة متكافئة‪ ،‬فال يستأثر به أحدهما دون اآلخر‪ ،‬ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة‬
‫التعصب"‪.1‬‬
‫و ّ‬
‫عدة أطراف؛ يسـ ـ ـ ـ ـعى‬
‫أن الحوار محادثة بين طرفين أو ّ‬
‫من خالل التعريفات السالفة الذكر يتضح ّ‬
‫كل منهم إلى إقناع اآلخر إليصال فكرة معينة‪ ،‬أو رأي صائب‪ ،‬أو حقيقة ما‪ ،‬فهو وسيلة عظيمة‬
‫جيدة لتع ـ ـ ـ ـميق التفكير في‬
‫لتوصيل األفكار والمعلومات إلى ذهن السامع‪ ،‬إضافة إلى ّأنه وسيلة ّ‬
‫جوانب الموضوع المتحاور فيه ‪.‬‬
‫وعلو‬
‫وقد ورد أسلوب الحوار ضمن أساليب القرآن الكريم وما د ّل هذا إال ع ـ ـلى عظمة شأنه ّ‬

‫‪ -0‬محمود محمد حمودة‪ ،‬فقه الدعوة وأساليبها‪ ،‬مؤسسة وراق للنشر عمان‪9111 ،0590 ،‬م‪ ،‬ص ‪15‬‬
‫مصايف‪ ،‬دراسات في األدب والنقد‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪0211،‬م‪ ،‬ص ‪091‬‬
‫‪ -9‬محمد ّ‬
‫‪ -3‬حسن فضل اهلل‪ ،‬الحوار في القرآن الكريم قواعده‪ ،‬أساليبه‪ ،‬معطياته‪ ،‬دار الملوك بيروت‪ ،‬ط‪ ،2‬ص‪. 19‬‬
‫الرحمن النحالوي‪ ،‬أصول التربية اإلسالمية‪ ،‬دار الفكر المعاصر دمشق‪ ،0591 ،9111 ،‬ص‪.912‬‬ ‫‪-5‬عبد ّ‬
‫‪ -1‬الندوة العالمية للشباب اإلسالمي‪ ،‬في أصول الحوار‪ ،‬مؤسسة الطباعة والنشر‪ ،‬الرياض ‪0225‬ص‪. 00‬‬

‫‪79‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مكانته‪ ،‬فهو من أنجع السبل للتفاهم بين البشر بعضهم لبعض‪ ،‬وهو من أفضـ ـ ـ ـ ـل األساليب‬
‫السـلوك‬
‫مما قد يؤدي إلى تحـ ـسين ّ‬
‫الموصلة لإلقناع‪ ،‬وتغيير وجهات النظر واآلراء بالطرق السليمة‪ّ ،‬‬
‫وترويض النفوس على قبول النقد واحترام اآلخرين‪ ،‬وقد أصبح الحوار أسلوب تربوي معتمد‪ ،‬مبتغاه‬
‫مما يضمن جذب عقول الناس‬
‫التجاوب معه بأبسط الطرق وأحسن األلفاظ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫تعليم الناشئ عن طريق‬
‫الكالمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واراحة نفوسهم‪ ،‬وتقريب وجهات نظرهم‪ ،‬وتنمية مهارتهم‬
‫‪-3-8‬أنواع الحوار‪ :‬للحوار أنواع منها‪ :‬الجدل والجدال والمحاججة والمناظرة والمراء‪ ،‬وقد‬
‫استخدمها القرآن الكريم‪ ،‬وكلها تشترك مع الحوار في نقاط وتختلف عنه في أخرى وذلك يتضح من‬
‫خالل ما سيأتي ذكره‪:‬‬
‫‪          ‬‬ ‫أ‪-‬المجادلة‪ :‬ونجدها في قوله تعالى‪":‬‬
‫أيضا‪     ":‬‬ ‫"‪ ،0‬وقوله‬ ‫‪       ‬‬

‫‪              ‬‬

‫فرق العلماء اللغويون بين المجادلة (الجدل) والمحاورة(الحوار)‬


‫" وقد ّ‬
‫‪2‬‬
‫‪     ‬‬

‫ويتّضح الفرق فيم يأتي‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫شدة الفتل واإلحكام‪ ،...‬وجدلت البناء أحكمته"‬
‫‪-‬الجدل في عرف اللغة‪ّ ":‬‬
‫‪-‬الجدل في االصطالح‪":‬إظهار المتنازعين مقتضى نظرتهما على التدافع والتنافي بالعبارة‪ ،‬أو يقوم‬
‫‪5‬‬
‫بأنه‪":‬عبارة عن مراء يتعلق بإظهار المذاهب‬
‫يعرفه الجرجاني ّ‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫مقامها من اإلشارة والداللة"‬
‫‪1‬‬
‫عرفه جميل صليبيا بقوله‪ ":‬القياس المؤلف من المشهورات والمسلّمات‪ ،‬والغرض‬ ‫وتقريرها‪ ، "..‬وقد ّ‬
‫منه إلزام الخصم وافحام من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان‪ ،‬أو هو دفع المرء خصمه‬
‫واص ارره على المنازعة‪ ،‬منها المعاندة وهي المجادلة مع الجهل بالقضية التي يجادل فيها"‪ ،2‬فكل من‬
‫الطرفين يسعى إلى التغلب على اآلخر وابداء رأيه دونه‪.‬‬
‫‪-0‬سورة المجادلة‪ ،‬اآلية‪ ،10‬رواية ورش‪.‬‬
‫‪-9‬سورة العنكبوت‪،‬اآلية‪.52‬‬
‫‪-3‬الزمخشري‪ ،‬أساس البالغة‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت ط‪ ،0229،0‬ص‪.11‬‬
‫‪ -5‬الجويني‪ ,‬الكافية في الجدل‪ ,‬تح فوقية حسين محمود ‪ ،‬ص‪90‬‬
‫‪-1‬الشريف الجرجاني‪ ،‬كتاب التعريفات‪ ،‬تح عبد المنعم الحنفي‪ ،‬دار الرشاد القاهرة‪0220 ،‬م‪ ،‬ص‪010,019‬‬
‫‪-2‬جميل صليبا‪ ,‬المعجم الفلسفي‪ ,‬دار الكتاب اللبناني‪ ,‬ط‪،0‬ص‪ ،0213‬ص ‪350‬‬

‫‪80‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومن خالل تعريف اللغويون للجدل نخرج بفرق واضح في مدلول اللفظين فالجدل والمجادلة‬
‫أما التحاور التجاوب‬
‫التعصب له‪ّ ،‬‬
‫بالرأي و ّ‬‫كلّها مصطلحات تنحو منحى الخصومة والتمسك ّ‬
‫والمحاورة‪ :‬المجاوبة‪ ،‬وهي مراجعة الكالم بين المتكلمين دون إلزام أو مغالبة لقوله تعالى في سورة‬
‫‪              ‬‬ ‫المجادلة ‪" :‬‬
‫"‪ ،‬وال يلزم فيها صورة الخصوم‪ ،‬وبعبارة أخرى الحوار أسلوب ال يقصد به‬ ‫‪   ‬‬

‫أشد خصومة ومنازعة وهو من األمور التي يستحب تجنبها‬ ‫أما الجدال ّ‬ ‫التخاصم والوقوع في النزاع‪ّ ،‬‬
‫لقوله تعالى في سورة الحج ‪،"              ":‬‬

‫أن كالهما حديث ومناقشة بين طرفين حول‬


‫ومن ناحية أخرى نجد الحوار يلتقي مع الجدال في ّ‬
‫أن الحوار والجدال مترادفين في مواضع وغير مترادفين في‬
‫مواضيع مختلفة‪ ،‬إضافة إلى ذلك ّ‬
‫مواضع أخرى "وجادلهم بالتي هي أحسن" فعندما تتجادل األطراف المتحاورة بأسلوب ّلين يصبح ما‬
‫أن الحوار أسلوب ّلين يحترم األشخاص آراء بعضهم‬ ‫يقال بينهما حوار وليس جدال‪ ،‬على اعتبار ّ‬
‫يحوله‬
‫يميزه عن الجدل الذي ّ‬
‫البعض حيث يسعى كل منهم إلى الوصول لرأي مشترك‪ ،‬وهذا ما ّ‬
‫البشر إلى مخاصمة ونزاع دون وضع أي اعتبار ألحدهم‪.‬‬
‫الند‪ ،‬وهي التناظر المشحون بروح التحدي‪ ،‬فك ّل من الطرفين في‬
‫ب‪-‬المناظرة‪ :‬من النظير بمعنى ّ‬
‫المناظرة نظير لآلخر أو ند له بالدليل والحجة‪ ،‬وهي "تردد الكالم بين شخصين يقصد كل واحد‬
‫منهما تصحيح قوله وابطال قول صاحبه‪ ،‬مع رغبة كل منهما في ظهور الحق"‪،0‬ومنه الحوار لفظ‬
‫عام يشتمل على المجادلة والمناظرة‪.‬‬
‫جـ‪-‬المحاججة‪ :‬ويتّم فيها توظيف الحجج والبراهين إلقناع الطرف اآلخر والتأثير فيه‪ ،‬ونجد ذلك في‬
‫رش َكم ِب ِه مشيْئًا مو مال‬ ‫قوله تعالى ‪ ":‬قُ ْل مَي أَ ْه مل الْ ِكتم ِاب تم معال م ْوا ا مىل م َِك مم ٍة مس موا ٍء ب م ْينمنما موبميْنم ُ ُْك َأال ن م ْع ُبدم اال م‬
‫اَّلل مو مال ن ُ ْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ون (‪ )44‬مَي أَ ْه مل ْال ِكتم ِاب ِل مم‬ ‫اَّلل فما ْن ت ممول ْوا فم ُقولُوا ْاشهمدُ وا ِبأَان ُم ْس ِل ُم م‬ ‫يمت ِخ مذ ب م ْعضُ نما ب م ْعضً ا أَ ْر مِب ًِب ِم ْن د ِ‬
‫ُون‬
‫ون (‪ )45‬هما أَن ُ ُْْت مه ُم مال ِء محا مج ْج ُ ُْت ِفميما‬ ‫ِ‬
‫ون ِ ي ا ْب مرا ِه مي مو مما أُنْ ِزل م ِت الت ْو مرا ُة مو ْاال ِني ُل اال ِم ْن ب م ْع ِد ِه أَفم مال تم ْع ِقلُ م‬
‫ُ مقحا هج م‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫م ُ ْ ِ ِ ْ مِِ‬
‫ون (‪.0")44‬‬ ‫م‬‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫م‬ ‫ت‬ ‫ال‬‫م‬
‫م ُ مْ ُ م ْ ْ ُ م‬ ‫ُْت‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫م‬
‫ل‬ ‫ع‬‫ي‬ ‫اَّلل‬‫و‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ُك‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ف‬
‫لُك ِبه عل ف م ه م م م‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫مي‬ ‫ون‬ ‫ج‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫قح‬‫ُ‬ ‫ل‬
‫أن القرآن الكريم وما احتوى من أساليب المحادثة (الحوار‪ ،‬والمجادلة‪ ،‬والمحاججة)‪،‬‬ ‫نخلص إلى ّ‬
‫ينمي لدى حافظ القرآن الكريم مهارة الكالم‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪-0‬زاهر عوض األلمعي‪ ،‬مناهج الجدل في القرآن الكريم‪،‬بيروت‪،‬ط‪ ،2‬ص ‪. 95‬‬
‫‪-9‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية‪ ،25،21،22‬رواية ورش‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التحدث ‪ ،‬نجد‬
‫ّ‬ ‫التحدث‪ :‬إذا تعلّق األمر بضعف المتعلّمين في‬
‫ّ‬ ‫سادسا أسباب ضعف المتعلّمين في‬
‫أهمها في ما يأتي ذكره‪:‬‬
‫األسباب كثير‪ ،‬نوجز ّ‬
‫التحدث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-0‬قلّة الثروة اللغوية‪ ،‬فلو كان المتعلّم يملك رصيدا مصطلحيا‪ ،‬لما واجه أي صعوبة في‬
‫الربط بين األفكار‪ ،‬ينجم عن قلّة التركيز‪ ،‬ضعفا في تجميع األفكار‪ ،‬وبالتالي ترتيبها‬
‫‪ -9‬عدم ّ‬
‫وانسجامها‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم توفّر المصطلحات‪ ،‬ينجم عنه ضعف في األفكار‪ ،‬وبالتالي ركاكة في األسلوب ‪.‬‬
‫‪-5‬التكرار‪ ،‬كثرة إعادة الحروف والكلمات‪ ،‬ينتج عنه عدم القدرة على إيصال المعنى‪ ،‬وهذا رّبما‬
‫يكون سببه مرض من أمراض الكالم"التأتأة"‪.‬‬
‫المتحدث‪ ،‬وعدم إيصال الفكرة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬عدم القدرة على فهم‬
‫‪ -2‬عدم القدرة على التحليل والتركيب والنقد والحكم‪.‬‬
‫النظر‪ ،‬أو الدفاع عنها‪.‬‬
‫‪ -1‬عدم القدرة على الدخول في أي نقاش‪ ،‬وحوار وعدم إمكانية تقديم وجهة ّ‬
‫الرغبة لدى المتعلّمين لتعلّم مهارة التحدث‪ ،‬بل نجد العديد من المتعلّمين من‬
‫الدافعية و ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬عدم وجود‬
‫حصة التعبير‪.‬‬
‫يحبذ ّ‬
‫ال ّ‬
‫‪-2‬العامل النفسي؛ أال وهو خجل بعض المتعلّمين‪ ،‬وخوفهم من الحوار والنقاش أمام زمالئهم‪.‬‬
‫‪ -01‬عدم اهتمام بعض المعلّمين بمهارة المحادثة‪ ،‬وهدم قدرتهم علة تسيير نشاط التعبير الشفهي‪،‬‬
‫أو القصص والحوارات‪...‬‬
‫‪-00‬عدم اهتمام اآلباء بالمدارس القرآنية‪ ،‬والمعاهد الّتي تسهم بشكل كبير في تنمية هذه المهارة‪.‬‬
‫ألن هذه األساليب‬ ‫ِ‬
‫‪ -09‬عدم استعمال وسائل وأساليب؛ الدعم والتعزيز من قبل المعلّم واألولياء‪ّ ،‬‬
‫تنمي مهارة‬
‫ّ‬ ‫تس ـ ـ ـ ـ ـ ـهم في دفع المتعلّم نحو النشاطات(القصص و الحكايات و الحوارات‪ )...‬الّتي‬
‫التحدث لديه‪.‬‬
‫ّ‬
‫لتم‬
‫الصع ـ ـوبات‪ّ ،‬‬
‫نخلص إلى ّأنه لو تضافرت جهود األولياء والمعلّمين والمتعلّمين‪ ،‬لح ـ ّل هذه ّ‬
‫القضاء عليها نهائيا‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التحدث لدى المتعلّمين وأثر القرآن الكريم فيها‪ :‬لتطوير مهارة‬


‫ّ‬ ‫سابعا طرق ووسائل تنمية مهارة‬
‫التحدث‪ ،‬ينصح بإتباع الخطوات اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وتم ّكن المتعلّم في‬
‫‪-0‬إدراج المتعلّم منذ الصغر ضمن مدارس تعلّم القرآن الكريم (المدارس القرآنية )‪ ،‬فهذا سيـ ــجعلهم‬
‫النقية‪ ،‬وبعباراته الخالية من اللحن‪ ،‬وبما حوى من‬ ‫ّ‬ ‫يتـ ـ ـ ــأثّرون بالقرآن الكريم‪ ،‬وبألفاظه العذبة‬
‫تعليميـة‪ ،‬وأساليب لغوية‪ ،‬فعندما يتتبع المتعلّم القرآن الكريم انطالقا من الفترات األولى في‬
‫ّ‬ ‫قصـ ـ ــص‬
‫حياته ت ـجده قد أسس لنفسه قاعدة رئيسة‪ ،‬ثابتة منها‪ :‬طالقته في الحديث‪ ،‬واستخدامه ألرقى‬
‫تعالى‪          ":‬‬ ‫األساليب اللغوية دون جـهد‪ ،‬يقول‬

‫‪.9"    ‬‬


‫‪-9‬معرفة المعلّم الهدف الّذي يسعى إلى تحقيقه مع المتعلّم ‪"،‬أي من أين يبدأ ؟ وما األداء المطلوب‬
‫تعلّمه ؟ وما الخبرات المنتظمة الّتي يجب أن يوفّرها للمتعلّم ؟"‪"،9‬فالمشكلة الحقيقية في تعليم الكالم‬
‫‪3‬‬
‫التحدث من أجلها غير واضحة "‬ ‫ّ‬ ‫أن األغراض الّتي نعلّم التالميذ‬
‫للصغار هي ّ‬
‫التحدث ‪ ،‬وهذا ما يؤ ّكده علماء اللغة العربية كابن خلدون‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التدرج والبساطة في تعليم مهارة‬
‫‪ّ -3‬‬
‫بد من ‪ :‬إشباع‬
‫ألن التدريب شرط أساس في نمو المهارة ‪،‬وليكون ناجحا ال ّ‬‫‪ -5‬الممارسة والمران‪ّ " ،‬‬
‫‪5‬‬
‫ليقوموها "‬
‫الحاجات والرغبات‪ ،‬وتوفير المواقف المناسبة للتدريب‪ ،‬وتعريف المتعلّمين بأخطائهم ّ‬
‫فيكون التدريب "على مهارة ترتيب الجمل‪،‬واستخدام الكلمات المناسبة‪ ،‬والصفات‪ ،‬وكذا تحديد األفكار‬
‫‪1‬‬
‫الربط ‪...‬على إلقاء الخطب‪ ،‬الحوارات‪"...‬‬ ‫ومهارة توظيف أدوات ّ‬
‫التحدث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬مراعاة الفروق الفردية‪ ،‬واالستعداد النفسي لتعلّم المهارة‪ ،‬مع وجود الدافعية لتعلّم مهارة‬
‫التحدث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التعود على تعلّم كم هائل من المصطلحات البليغة وفهمها‪ ،‬وذلك لتوظيفها أثناء‬ ‫‪ّ -2‬‬
‫فعالة‪.‬‬
‫‪ -1‬استعمال أسلوب التحفيز والدعم والتشجيع من قبل المعلّم‪ ،‬لتكون النتائج ّ‬
‫قيمة ‪ ،‬ودفع المتعلّمين للنقاش فيها‪.‬‬
‫متنوعة ّ‬
‫‪ -1‬إثارة مواضيع ّ‬
‫مهمتين تسهمان في تصويب وتعديل وتوجيه المتعلّم‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتماد على التقويم والتقييم كعمليتين ّ‬
‫‪-0‬سورة المؤمنون ‪.29‬‬
‫‪ -9‬ينظر‪ ،‬د‪ ،‬حسن شحاتة ‪ ،‬تعليم اللغة العر ّبية بين النظرية والتطبيق‪،‬ص‪.911‬‬
‫‪-3‬د‪ ،‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العر ّبية‪،‬ص‪11‬‬
‫‪ -5‬د‪ ،‬حسن شحاتة ‪ ،‬تعليم اللغة العر ّبية بين النظرية والتطبيق ‪ ،‬ص‪.910‬‬
‫‪ -1‬نفسه ‪ ،‬ص ‪919،913‬‬

‫‪83‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪  ‬‬ ‫قص قصص من القرآن الكريم ‪ ،‬بذكر اآليات الكريمة ‪ ،‬والعبر منها‪،‬يقول تعالى‪":‬‬
‫‪ّ -01‬‬
‫‪              ‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪"     ‬‬
‫‪ "-00‬تنمية قدرة الدارس على الكالم يمكن أن تتحقق بأن يحفظ كثي ار من الحوارات ‪ ،‬كونها تحتاج‬
‫إلى كثير من األساليب اإلنشائية"‪.9‬‬
‫الدقة في األداء اللغوي شرط لحسن الكالم ‪،‬وهو ما ال يتّفق مع واقع الحياة"‪.3‬‬
‫‪ّ " -09‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ "-03‬استعمال اللغة المصاحبة التي تشتمل على اإليماءات واإلشارات واللمحات لتوصيل الرسالة"‬
‫متطورة بشكل سريع ومتزايد‬
‫ّ‬ ‫التحدث نامية‬
‫ّ‬ ‫تم تطبيق هذه العناصر لكانت مهارة‬ ‫نخلص إلى ّأنه لو ّ‬
‫أن مهارة‬
‫مجرد نطق جمل وعبارات ال يعني ّ‬
‫إن ّ‬ ‫المرجوة محقّقة‪ّ ".‬‬
‫ّ‬ ‫وسط المتعلّمين‪ ،‬وبهذا كانت النتائج‬
‫‪1‬‬
‫الكالم قد أمكن تنميتها‪ ،‬فلقد يستطيع الفرد أن يوصل رسالته مع ما فيها من أخطاء محدودة"‬

‫‪-0‬سورة الزمر ‪ ،‬اآلية ‪.93‬‬


‫‪ -9‬رشدي أحمد طعيمة ‪،‬المهارات اللغوية ‪ ،‬مستوياتها ‪،‬صعوباتها‪ ،‬طرق تدريسها ‪ ،‬ص‪.012‬‬
‫‪-3‬نفسه‪.‬‬
‫‪-5‬نفسه‪.‬‬
‫‪-1‬نفسه‬

‫‪84‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪‬‬ ‫التحدث المكتسبة لدى متعلّم القرآن الكريم ‪:‬يقول تعالى في سورة المؤمنون ‪":‬‬
‫ّ‬ ‫ثامنا مهارات‬

‫حيث يظهر‬ ‫‪،9"             ‬‬
‫التحدث‪ ،‬من خالل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫وتفوق ومهارة المتعلّمين الحافظين للقرآن الكريم في‬
‫؛تميز ّ‬
‫جلي واضح ّ‬
‫بشكل ّ‬
‫التحدث بفصاحة وبالغة‪ ،‬في شتى مواقف الحياة اليومية ‪.‬‬
‫‪ّ -0‬‬
‫جراء حفظ وفهم القرآن الكريم‪.‬‬
‫الرصيد اللغوي والمعرفي الثري‪ّ ،‬‬
‫‪ّ -9‬‬
‫تتبع القرآن الكريم (تجويده)‪.‬‬
‫‪-3‬نطق األصوات من مخارج بطريقة سليمة‪ّ ،‬تنم عن كثرة ّ‬
‫النبر ‪ ،‬والنغم‪ ،‬والوقف‪ ،‬والسجع‪"...‬‬
‫المتميز للكلمات والعبارات‪ّ " ،‬‬
‫ّ‬ ‫‪-5‬األداء‬
‫الرد عليها بشكل مرتّب‪ ،‬أي التحاور بشكل رفيع‪ّ ،‬ينم عن الفهم‪.‬‬‫‪-1‬فهم األفكار المسموعة‪ ،‬و ّ‬
‫الجيد أثناء التخاطب‪ ،‬من خالل اعتماد األساليب الرفيعة الموجودة في القرآن‪.‬‬‫‪-2‬استعمال األسلوب ّ‬
‫التحدث بمصطلحات القرآن الكريم وفهم فحوى آياته‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬القدرة على التأليف والنظم‪ ،‬لكثرة‬
‫التحدث والمهارة في إفحام واقناع الخصم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬توظيف الحجج والبراهين‪ ،‬أثناء‬
‫المتحدث شجاعة وبراعة أدبية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مما يزيد الحديث اتقانا وثباتا و‬
‫‪-2‬االقتباس من القرآن الكريم ‪ّ ،‬‬
‫‪-01‬عدم أو نقص اإلصابة بأمراض الكالم ‪،‬والعالج منها"التأتأة‪."...‬‬
‫ومتدبره‪ ،‬وبهذا‬
‫ّ‬ ‫أن هذه العناصر السابقة الذكر‪ ،‬ال تتوفّر إال لدى حافظ القرآن الكريم‬
‫نخلص إلى ّ‬
‫األول ( حافظ القرآن الكريم)‪ ،‬لذا نجد العديد أو‬
‫فغير الحافظ للقرآن الكريم تجده ال يرقى إلى مستوى ّ‬
‫بوية‪ ،‬ينصحون بتعليم‬
‫المدرسين والقائمين على المنظومة التر ّ‬
‫باألحرى ج ّل علماء اللغة العربية‪ ،‬و ّ‬
‫ألن القرآن الكريم‬
‫القرآن الكريم من الفترة الّتي يباشر فيها الطفل نطق األصوات مرّكبة أي الكلمات‪ّ ،‬‬
‫ُيحدث في الشخص تغ ـ ّـي ار ونجاحا ملموسا‪ ،‬بل يرقى به إلى أعلى المراتب‪ ،‬وهذا ما نجده بين‬
‫الشعراء "فنجد شعر حسان بن ث ــابت وعمر بن أبي ربيعة‪...‬في خطبهم وترسيلهم ومحاوراتهم ‪ ،‬أرفع‬
‫النابغة وعنترة وابن كلثوم ‪...‬ومن كالم الجاهلية في منثورهم‬
‫طبقة في البالغة بكثير من شعر ّ‬
‫السبب في ذلك‬
‫الصحيح شاهدان بذلك الناقد البصير بالبالغة‪ ،‬و ّ‬
‫ومحاوراتهم‪ ،‬والطّبع السليم وال ّذوق ّ‬
‫العالية من الكالم في القرآن الكريم‬
‫ّ‬ ‫طبقة‬
‫أن هؤالء الذين أدركوا اإلسالم سمعوا ال ّ‬‫كما أسلفنا هو ّ‬
‫‪9‬‬
‫والحديث اللّذين عجز البشر على اإلتيان بمثليهما "‬
‫‪-0‬ينظر ‪ ،‬يوسف بن عبد اهلل العليوي ‪ ،‬أثر القرآن الكريم في اكتساب اللغة واألدب ‪ ،‬مقال ‪ ،‬موقع اإلنترنت‪Vb.tafsir.net،‬‬
‫‪-5‬سورة المؤمنون ‪ ،‬اآلية‪ ،25‬رواية ورش‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث اللّغويّة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التحدث لها فوائد عديدة‪ ،‬فهي وسيلة االتصال بين‬


‫ّ‬ ‫أن مهارة‬
‫مما سبق ذكره نخلص إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫البشر‪ ،‬ولهذا فهـ ـ ـ ـ ـ ــي تسهم في تحقيق التفاعل االجتماعي‪ ،‬وتنشر ُخلق االحترام بين الناس‬
‫(الحوار)‪ ،‬كما تسهم في تطب ــيق ديمقراطية الرأي والتعبير‪ ،‬وتقضي على االنطواء‪ ،‬وتعلّم اللّغة‬
‫تعد مفتاحا لفهم المتعلّم وتقيم مستواه‪.‬‬
‫التحدث ّ‬
‫ّ‬ ‫الرفيع‪ ،‬وبذل ـ ــك مهارة‬
‫تعليما في المستوى ّ‬

‫‪86‬‬
‫اإلطار التّطبيقي "الميداني"‬
‫عينــــــــــــــــــــــــــة الدراســــة الميدانية ومنهجهـــــــــــــــــــا‬ ‫ّأوال‪ّ :‬‬
‫الدراســـــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫ثانيا ‪:‬مكـــــــــــــــان وموقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ّ‬
‫ثالثا‪ :‬الوسائل واألدوات المستخدمــة في الدراسة‬
‫‪-‬االستبيانات‬
‫المسجل و االختبارات‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫رابعا‪:‬إحصاء النتائـــــــــــــــــــــــــــــــــــج و تحليـــــــــــــــــــــــــــــــلها‪.‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الدراسة التّطبيـــــقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬
‫المطبق في الدراسة هما واحد ‪ ،‬إذ‬
‫ّ‬ ‫العينة المدروسة والمنهج‬
‫عيــــــــــــــــــــــــــنة الدراسة ومنهجها‪ّ :‬‬
‫ّأوال‪ّ :‬‬
‫أن هذا الفصل –أثر‬ ‫ّأنه سبق العمل عليهما في الفصل التطبيقي السابق "مهارة االستماع " وبما ّ‬
‫العينة باعتماد‬
‫التحدث ‪ -‬فهو بصدد تطبيق الدراسة النظرية على هذه ّ‬ ‫ّ‬ ‫القرآن الكريم في تنمية مهارة‬
‫كالمية ‪ ،‬وألجل‬
‫نفس المنهج – الوصفي المقارن‪ -‬لبيان دور القرآن الكريم في تنمية مهارة المتعلّم ال ّ‬
‫التعرف على الفروق بين المتعلّمين الحافظين* القرآن الكريم وغير الحافظين له من ناحية طريقة‬
‫ّ‬
‫كالمهم ‪.‬‬
‫عينة الدراسة)‪ :‬نفس المكان الّذي سنبرز من‬
‫ثانيا مكان وموقع الدراسة الميدانية ( موقع تواجد ّ‬
‫التحدث‪ ،‬والّذي سبق تطبيق مهارة االستماع فيه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خالله أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة‬
‫الدراسة‪:‬نفس الوسائل واألدوات الّتي استعملت لبيان أثر‬
‫ثالثا‪:‬الوسائل واألدوات المستخدمة في ّ‬
‫القرآن الكريم في تنمية مهارة االستماع‪ ،‬و لــأننا بصدد بيان أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة‬
‫تم صياغته ُلي ّلم ب‪:‬‬
‫التحدث‪ ،‬فاالستبيان ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -0‬وجود اختالف في طريقة نطق المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم والمتعلّم غير الحافظ له‪.‬‬
‫‪-9‬إمكانية المتعلّم حافظ القرآن الكريم من نطق أي نص نطقا سليما ‪ ،‬ومراعاة الحركات اإلعرابية‬
‫المتوسطة والتاء المربوطة‬
‫ّ‬ ‫وضمة وكسرة وسكون وتنوين) والمد وهمزة الوصل والقطع والهمزة‬ ‫ّ‬ ‫(فتحة‬
‫والمفتوحة‪ ،‬والتمييز بين الضاد و الظاد أثناء النطق ‪،‬مقارنة بغير الحافظ لكتاب اهلل تعالى‪.‬‬
‫الكالمية بالنسبة للمتعلّم الحافظ للقرآن الكريم مقارنة بغيره‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬مستوى المهارة‬
‫التحدث"االسترسال"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المستغرق مع المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم ‪ ،‬وغير الحافظ له ‪،‬أثناء‬
‫َ‬ ‫‪ -5‬الوقت‬
‫كالمية‬
‫ّ‬ ‫تميز المتعلّم الّذي يدرس في المدرسة النظامية والمدرسة القرآنية معا ؛ بامتالك مهارات‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫نابعة عن حفظه للقرآن الكريم‪.‬‬

‫*حافظ القرآن الكريم نقصد به في هذا البحث‪ :‬القارئ أو الّذي يتلو القرآن الكريم كلّه أو بعض سوره أو بعض آياته أو المستمع إليه‪،‬‬
‫آنية‪.‬‬
‫متدبره ‪،‬أي ال ّذي لم يهجر القرآن الكريم‪ ،‬الدارس في المدرسة القر ّ‬
‫أو ّ‬

‫‪88‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫متحدثا ماه ار ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -2‬مدى تأثير القرآن الكريم في المتعلّم عند كالمه‪ ،‬وجعله‬
‫وتميز المتعلّم حافظ القرآن الكريم في الكالم ‪.‬‬
‫‪ -1‬سبب مهارة ّ‬
‫جراء حفظه القرآن‬
‫‪ -1‬اكتساب المتعلّم رصيد لغوي كبير‪ ،‬وقلّة األخطاء اللّغوية أثناء الكالم‪ّ ،‬‬
‫الكريم‪.‬‬
‫تحدث المتعلّم حافظ القرآن الكريم في المدرسة القرآنية ‪.‬‬‫‪ -2‬الحكم على طريقة ّ‬
‫‪-01‬مدى إتقان ومعرفة وتح ّكم المتعلّم حافظ القرآن الكريم مقارنة بالمتعلّم غير الحافظ القرآن الكريم‬
‫السليم ‪.‬‬
‫في الكالم‪ ،‬وفهم المنطوق وانتاجه‪ ،‬وتطويع اللسان للتعبير الشفهي ّ‬
‫الكالمية األخرى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-00‬عالقة حفظ القرآن الكريم بنمو المهارات‬
‫‪ -09‬مدى اهتمام المتعلّم حافظ القرآن الكريم بمهارة اإللقاء والحوار والمناقشة والمناظرة وابداء الرأي‬
‫واإلفحام بالدليل والبرهان‪.‬‬
‫‪-03‬مساهمة القرآن الكريم في مواجهة العديد من الصعوبات الّتي يواجهها المتعلّم أثناء كالمه‪.‬‬
‫‪ -05‬نصح المتعلّم أو أيا كان مسؤوال عنه بدفعه نحو المدارس القرآنية‪ ،‬ألجل تعلّم القرآن الكريم؛‬
‫التحدث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫لرفع مستوى تعلّم اللّغة العربية الفصيحة لديهم ومهارتهم في‬
‫‪-02‬مهارة إلقاء ال ّشعر والخطب ‪.‬‬
‫التحدث ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-01‬االقتباس من القرآن الكريم (االستشهاد) أثناء‬
‫المتميزة وتسلسلها وانسجامها‪ ،‬وتوظيف األسلوب المناسب ‪ ،‬ودعمهما بالحجج‬
‫ّ‬ ‫‪-01‬توظيف األفكار‬
‫والبراهين‪.‬‬
‫‪ -02‬التمييز بين "أل الشمسية "و"أل القمرية "بالنسبة للمبتدئين أثناء النطق‪.‬‬
‫النصوص شفهيا ‪.‬‬ ‫‪ -91‬مهارة فهم وتحليل األفكار و ّ‬
‫النطق بها نطقا سليما‪ ،‬ومعرفة صفاتها من جهر وهمس‬
‫‪-90‬مهارة إخراج األصوات من مخارجها و ّ‬
‫وشدة ‪...‬‬
‫ّ‬
‫الجيد عن المواقف الموجودة في الفقرات‪ ،‬أو النصوص ‪.‬‬‫‪-99‬مهارة التعبير الشفهي ّ‬
‫‪-93‬مهارة التحليل والتفسير والتركيب والتقويم والنقد والحكم لما يقال شفهيا‪.‬‬
‫‪ -95‬مهارة التّواصل مع اآلخرين والتفاهم معهم‪.‬‬
‫‪-91‬التخلّص من بعض أمراض الكالم" التأتأة‪ ،‬الّلثغة‪"...،‬‬

‫‪89‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المتوسطة فقط‬
‫ّ‬ ‫المتوسط الذين يدرسون في‬
‫ّ‬ ‫تم تكليف متعلّمي الطّور‬‫‪-8‬االختبارات (التعابير)‪ّ :‬‬
‫المتوسطة والمدرسة القرآنية معا‪ ،‬بالتعبير شفهيا عن موضوع "طاعة الوالدين"‬
‫ّ‬ ‫والّذين يدرسون في‬
‫المرات خالل عام كامل؛‬
‫تم تسميعهم العديد من ّ‬‫وقد طُلب منهم االستشهاد من القرآن الكريم‪ ،‬كما ّ‬
‫نوعة‪ ،‬تتوافق ومستواهم التعليمي‪ ،‬ما يسمى حاليا في مناهج‬
‫عدة مواضيع مت ّ‬
‫خطابات منطوقة من ّ‬
‫ثم طُلب منهم بعد ذلك بإعادة إنتاجه شفهيا؛ بأسلوبهم‬
‫التدريس الحديثة "فهم المنطوق وانتاجه"‪ّ ،‬‬
‫التحدث‪ ،‬وتبيان فائدة‬
‫ّ‬ ‫التعرف على الفروق البارزة في مهارة‬
‫الخاص وتوظيف الشواهد‪ ،‬وذلك ألجل ّ‬
‫حفظ القرآن الكريم على المتعلّمين‪.‬‬
‫سنرفقها في‬
‫وس ّجلت مجموعة من المالحظات والنتائج الّتي ُ‬
‫تم االطالع على هذه المواضيع‪ُ ،‬‬‫وقد ّ‬
‫الجدول الموالي‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫رابعا إحصاء النتائج وتحليلها‪:‬‬


‫تميز المتعلّمين‬
‫الكالمية‪ ،‬ومدى ّ‬
‫ّ‬ ‫التعرف على درجة مهارة المتعلّمين الحافظين القرآن الكريم‬
‫تم ّ‬ ‫قد ّ‬
‫الحافظين القرآن الكريم عن غيرهم‪ ،‬وهذه النتيجة واضحة في الجدول اآلتي ‪:‬‬
‫ملحوظة‪:‬‬
‫‪-‬المتعلّم حافظ القرآن الكريم (الّذي يدرس في المدرسة القرآنية) نرمز له بالرموز اآلتية‪ :‬م ح ق‬
‫ك‬
‫‪-‬المتعلّم غير حافظ القرآن الكريم (الّذي ال يدرس في المدرسة القرآنية) نرمز له بالرموز اآلتية‪ :‬م‬
‫غحقك‬
‫مغحقك‬ ‫محقك‬ ‫التميز‬
‫عناصر ّ‬
‫(المهارة)‬
‫النسبة ضعيفة مابين ‪ 1‬إلى ‪%51‬‬ ‫بنسبة كبيرة جدا تتراوح‬ ‫أثناء‬ ‫االسترسال‬ ‫مهارة‬
‫بين ‪ 11‬و‪%011‬‬ ‫الكالم‪،‬وفهم المنطوق‪.‬‬
‫نسبة قليلة‬ ‫جدا‬
‫ّ‬ ‫كبيرة‬ ‫بنسبة‬ ‫إمكانية وجود اختالفات في‬
‫ّ‬
‫مابين‪%21‬إلى ‪%011‬‬ ‫الحديث‬
‫ومتوسطة لدى فئة‬
‫ّ‬ ‫ضعيفة لدى فئة‪،‬‬ ‫جدا‬
‫عالية ّ‬ ‫الكالمية‬
‫ّ‬ ‫مستوى المهارة‬
‫أخرى‬
‫ال تصل إلى درجة حافظ القرآن‬ ‫الرفيع‬
‫عالية‪ ،‬وفي المستوى ّ‬ ‫إمكانية المتعلّم في التعبير‬
‫ّ‬
‫الكريم‪.‬‬ ‫نص تعبي ار‬
‫أي ّ‬‫شفهيا عن ّ‬
‫سليما‪ ،‬ومراعاة الحركات‬
‫المد وهمزة الوصل‬
‫ابية و ّ‬
‫اإلعر ّ‬
‫المتوسطة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫والقطع والهمزة‬
‫والتاء المربوطة والمفتوحة‪،‬‬
‫والتمييز بين الضاد والظاد‬
‫أثناء الكالم‪.‬‬
‫تقريبا نفس الهدف‪ ،‬لكن النتيجة‬ ‫فوق‪ ،‬تفكيره‬
‫يسعى دائما إلى التّ ّ‬ ‫مدى اهتمام المتعلّم بالدراسة‬
‫ليست واحدة؛ لقلّة اهتمامه‪.‬‬ ‫في المستوى المطلوب‬ ‫وبتحقيق هدفه"تعلّم العر ّبية‬
‫السليم"‬
‫والنطق ّ‬
‫كثير ويتطلّب بعض الجهد‬ ‫جدا وال يتطلّب جهدا‬
‫قليل ّ‬ ‫الوقت المستغرق أثناء الكالم‬

‫‪91‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ال يتوافق مع غيره‬ ‫بدرجة ممتازة‬ ‫تميز المتعلّم الّذي يدرس في‬
‫ّ‬
‫النظامية والمدرسة‬
‫ّ‬ ‫المدرسة‬
‫آنية معا؛ وذلك بامتالك‬
‫القر ّ‬
‫كالمية نابعة عن‬
‫ّ‬ ‫مهارات‬
‫حفظه للقرآن الكريم‪.‬‬
‫من‪1‬إلى‪%11‬‬ ‫‪%011‬‬ ‫مدى تأثير القرآن الكريم في‬
‫تحدثه ‪،‬وجعله‬
‫المتعلّم عند ّ‬
‫متحدثا ماهرا‪ ،‬يخرج‬
‫ّ‬
‫األصوات من مخارجها‬
‫الصحيحة‪،‬ويعي صفاتها‪.‬‬
‫ّ‬
‫مصادر أخرى‬ ‫القرآن الكريم‬ ‫وتميز المتعلّم في‬
‫سبب مهارة ّ‬
‫الكالم‪.‬‬
‫من‪1‬إلى‪%11‬‬ ‫من‪11‬إلى‪%011‬‬ ‫اكتساب المتعلّم رصيد لغوي‬
‫لغوية‬
‫كبير‪ ،‬وقلّة األخطاء الّ ّ‬
‫أثناء النطق‪.‬‬
‫الصعوبات‬
‫يعاني العديد من ّ‬ ‫فعالة‬
‫مساهمة ّ‬ ‫مساهمة القرآن الكريم في‬
‫مواجهة العديد من‬
‫الكالمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الصعوبات‬
‫عالقة ضعيفة‪.‬‬ ‫قوية‬
‫عالقة ّ‬ ‫عالقة حفظ القرآن الكريم‬
‫الكالمية‬
‫ّ‬ ‫بنمو المهارات‬
‫األخرى‬
‫أكيد‬ ‫أكيد‬ ‫نصح المتعلّم أو ّأيا كان‬
‫مسؤوال عنه بدفعه نحو‬
‫آنية‪،‬ألجل تعلّم‬
‫المدارس القر ّ‬
‫القرآن الكريم؛ لرفع مستوى‬
‫تعلّم اللّغة العر ّبية الفصيحة‬
‫لديهم مع المهارة في‬
‫التحدث‪.‬‬
‫ّ‬
‫من‪1‬إلى‪%31‬‬ ‫بنسبة عاليةمن‪21‬إلى‪%011‬‬ ‫النظم والتأليف واإلبداع(فقرة‪،‬‬

‫‪92‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قصة‪)...‬‬
‫نص‪ ،‬قصيدة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫اللغوية‬
‫ّ‬ ‫اعتمادا على الثّروة‬
‫المكتسبة‪.‬‬
‫لدى عدد قليل‬ ‫جدا‬
‫لدى عدد كبير ّ‬ ‫نقص أمراض الكالم"التأتأة‪،‬‬
‫اللثغة‪"...‬‬
‫من‪1‬إلى‪% 31‬‬ ‫من ‪%21‬إلى ‪%011‬‬ ‫القرآن‬ ‫من‬ ‫االقتباس‬
‫الكريم(االستشهاد)أثناء‬
‫اإللقاء‬ ‫حدث‪،‬ومهارة‬
‫التّ ّ‬
‫ُوجهة‬ ‫عن‬ ‫والتّعبير‬
‫النظر‪،‬والخطب والحوارات‪...‬‬
‫ّ‬
‫نسبة أقل من ‪1‬إلى ‪%11‬‬ ‫نسبة عالية من ‪21‬إلى‪%011‬‬ ‫المتميزة‬
‫ّ‬ ‫األفكار‬ ‫توظيف‬
‫وتسلسلها‬
‫وانسجامها‪،‬وتوظيف األسلوب‬
‫بالحجج‬ ‫المناسب‪،‬ودعمها‬
‫شفهيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والبراهين‬
‫عدد قليل‬ ‫عدد كبير‬ ‫مسية"و"أل‬
‫التمييز بين"أل ال ّش ّ‬
‫القمرّية" بالنسبة للمبتدئين‪.‬‬
‫متدنية‬
‫مهارة ّ‬ ‫مهارة عالية‬ ‫مهارة التواصل مع اآلخرين‪.‬‬
‫من‪1‬إلى‪%11‬‬ ‫من ‪21‬إلى‪%011‬‬ ‫الجيد‬
‫مهارة التّعبير ال ّشفهي ّ‬
‫عن المواقف الموجودة في‬
‫النصوص أو‬
‫الفقرات‪ ،‬أو ّ‬
‫اليومية ككل‪.‬مع مهارة‬
‫ّ‬ ‫الحياة‬
‫التحليل والتّفسير والتّركيب‪،‬‬
‫والنقد‪ ،‬والتقويم‪.‬‬

‫تحليل نتائج الجدول‪:‬‬


‫جليا على المتعلّم حافظ القرآن الكريم مقارنة بالمتعلّم غير الحافظ له‪،‬أثناء‬
‫أثر القرآن الكريم يبدو ّ‬
‫أن‪:‬‬
‫التحدث‪ ،‬حيث ّ‬
‫ّ‬

‫‪93‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ّأوال‪-‬المتعلّم حافظ القرآن الكريم (الدارس في المدرسة النظامية والقرآنية معا) ‪:‬‬
‫التحدث بها‪.‬‬
‫‪ -0‬المهارة نطق الحروف و ّ‬
‫وضمة وكسرة وسكون وتنوين) والمد وهمزة الوصل‬ ‫ّ‬ ‫‪-9‬مهارة مراعاة الحركات اإلعرابية (فتحة‬
‫المتوسطة والتاء المربوطة والمفتوحة‪ ،‬والتمييز بين الضاد و الظاد أثناء النطق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والقطع والهمزة‬
‫الكالمية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬ارتفاع مستوى المهارة‬
‫التحدث"االسترسال"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المستغرق أثناء‬
‫َ‬ ‫‪ -5‬قلّة الوقت‬
‫كالمية نابعة عن حفظه للقرآن الكريم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬امتالك مهارات‬
‫متحدثا ماه ار ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الفعال للقرآن الكريم في المتعلّم عند كالمه‪ ،‬وجعله‬
‫‪ -2‬التأثير ّ‬
‫وتميز المتعلّم في الكالم ‪.‬‬
‫أهم أسباب مهارة ّ‬ ‫‪ -1‬القرآن الكريم من ّ‬
‫‪ -1‬الرصيد الّلغوي الكبير ‪،‬وقلّة األخطاء اللّغوية أثناء الكالم‪.‬‬
‫السليم ‪.‬‬
‫التحدث‪ ،‬وفهم المنطوق وانتاجه‪ ،‬وتطويع اللسان للتعبير الشفهي ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-12‬اإلتقان الكبير لطريقة‬
‫الكالمية األخرى‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-01‬العالقة الكبيرة بين حفظ القرآن الكريم ونمو المهارات‬
‫شدة اهتمام المتعلّم حافظ القرآن الكريم بمهارة اإللقاء والحوار والمناقشة والمناظرة وابداء الرأي‬
‫‪ّ -00‬‬
‫واإلفحام بالدليل والبرهان‪.‬‬
‫الفعالة للقرآن الكريم في مواجهة العديد من الصعوبات الّتي يواجهها المتعلّم أثناء‬
‫‪-09‬المساهمة ّ‬
‫كالمه‪.‬‬
‫‪-03‬المهارة في إلقاء ال ّشعر و الخطب ‪.‬‬
‫التحدث ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -05‬مهارة االقتباس من القرآن الكريم (االستشهاد) أثناء‬
‫المتميزة وتسلسلها وانسجامها‪ ،‬وتوظيف األسلوب المناسب‪ ،‬ودعمهما‬
‫ّ‬ ‫‪ -01‬مهارة توظيف األفكار‬
‫بالحجج والبراهين شفهيا‪.‬‬
‫‪ -02‬مهارة التمييز بين "أل الشمسية "و "أل القمرية "بالنسبة للمبتدئين أثناء النطق‪.‬‬
‫النصوص شفهيا ‪.‬‬ ‫‪ -01‬مهارة فهم وتحليل األفكار و ّ‬
‫النطق بها نطقا سليما‪،‬ومعرفة صفاتها من جهر وهمس‬
‫‪-01‬مهارة إخراج األصوات من مخارجها و ّ‬
‫وشدة ‪...‬‬
‫ّ‬
‫الجيد عن المواقف الموجودة في الفقرات ‪ ،‬أو النصوص ‪.‬‬
‫‪-02‬مهارة التعبير الشفهي ّ‬

‫‪94‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-91‬مهارة التحليل والتفسير والتركيب والتقويم والنقد والحكم لما يقال شفهيا‪.‬‬
‫‪ -90‬مهارة التّواصل مع اآلخرين والتفاهم معهم‪.‬‬
‫‪-99‬القدرة على التخلّص من بعض أمراض الكالم" التأتأة‪ ،‬الّلثغة‪"...،‬‬
‫يتحدث ومتى "‪.‬‬
‫يتحدث وماذا ّ‬ ‫‪-93‬الوعي ب" كيف ّ‬
‫ثانيا‪-:‬المتعلّم غير الحافظ القرآن الكريم(غير الدارس في المدرسة القرآنية ) ‪:‬‬
‫التحدث بها‪.‬‬
‫‪ -0‬نقص المهارة أو انعدامها في نطق األصوات و ّ‬
‫وضمة وكسرة وسكون وتنوين) والمد وهمزة الوصل‬
‫ّ‬ ‫‪-9‬عدم وقلّة مراعاة الحركات اإلعرابية (فتحة‬
‫المتوسطة والتاء المربوطة والمفتوحة‪،‬وعدم التمييز بين الضاد و الظاد أثناء النطق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والقطع والهمزة‬
‫الكالمية ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬انخفاض مستوى المهارة‬
‫التحدث"االسترسال قليل"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المستغرق أثناء‬
‫َ‬ ‫‪ -5‬كثرة الوقت‬
‫كالمية نابعة عن عدم حفظ القرآن الكريم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬عدم امتالك مهارات‬
‫‪-2‬قلّة الرصيد الّلغوي الكبير‪ ،‬وكثرة األخطاء اللّغوية أثناء الكالم‪.‬‬
‫‪ -1‬قلّة فهم المنطوق وعدم إنتاجه ‪.‬‬
‫‪ -1‬قلّة االهتمام وعدم القدرة على مهارة اإللقاء والحوار والمناقشة والمناظرة وابداء الرأي ‪ ،‬واإلفحام‬
‫بالدليل والبرهان‪.‬‬
‫‪ -2‬مواجهة العديد من الصعوبات أثناء كالمه‪.‬‬
‫‪-01‬قلّة المهارة أو حتى انعدامها في إلقاء ال ّشعر والخطب ‪.‬‬
‫التحدث ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-00‬انعدام مهارة االقتباس من القرآن الكريم (االستشهاد) أثناء‬
‫المتميزة وتسلسلها وانسجامها‪ ،‬وقلّة توظيف األسلوب المناسب ‪ ،‬وعدم‬
‫ّ‬ ‫‪ -09‬قلّة توظيف األفكار‬
‫دعمهما بالحجج والبراهين شفهيا‪.‬‬
‫‪ -03‬قلّة التمييز بين "أل الشمسية "و "أل القمرية "بالنسبة للمبتدئين أثناء النطق‪.‬‬
‫النصوص شفهيا ‪.‬‬ ‫‪ -05‬انعدام أو قلّة مهارة فهم وتحليل األفكار و ّ‬
‫النطق بها نطقا سليما‪ ،‬وعدم معرفة صفاتها‬
‫‪-01‬عدم المهارة في إخراج األصوات من مخارجها و ّ‬
‫وشدة ‪...‬‬
‫من جهر وهمس ّ‬
‫الجيد عن المواقف الموجودة في الفقرات‪ ،‬أو النصوص ‪.‬‬
‫‪-02‬نقص مهارة التعبير الشفهي ّ‬

‫‪95‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة التحدّث "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-01‬نقص مهارة التحليل والتفسير والتركيب والتقويم والنقد والحكم لما يقال شفهيا‪.‬‬
‫‪ -01‬نقص مهارة التّواصل مع اآلخرين والتفاهم معهم‪.‬‬
‫‪-02‬عدم القدرة على التخلّص من بعض أمراض الكالم" التأتأة‪ ،‬الّلثغة‪"...،‬‬
‫‪-91‬عدم الوعي بكيفية الكتابة‪.‬‬
‫متفوقين في مهارة‬
‫ّ‬ ‫أن المتعلمين حافظي القرآن الكريم‬
‫مما سبق ذكره "تحليله" إلى ّ‬‫نخلص ّ‬
‫التحدث وما يتبعها من مهارات لغوية أخرى ‪ ،‬وبالمقابل ضعف المتعلّمين غير الحافظين القرآن‬ ‫ّ‬
‫الضعف قد أرجعناه إلى عدم حفظهم للقرآن الكريم ‪،‬وعدم مزاولتهم‬
‫الكريم في الكالم ‪.‬وهـ ــذا النقص و ّ‬
‫بأن هناك فئة ماهرة في الكالم وهي ال ترتاد المدرسة‬
‫نــــــود التوضيح ّ‬
‫ّ‬ ‫المدارس القرآنية‪ ،‬لكـــــــــــــن‬
‫شعر والخطب‬ ‫المتنوعة وحفظ ال ّ‬
‫ّ‬ ‫القرآنية‪ ،‬لكن تعتمد على مصادر أخــــــرى ككثرة مطالعة الكتب‬
‫العينات‬
‫واالستماع إليها‪ ،‬لكن هذه الدراسة رّكزت علـــــــــى أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة هذه ّ‬
‫المتمـــــــــــــيزة في الكالم‪ ،‬وال تحفظ القرآن الكريم وال‬
‫ّ‬ ‫العينة‬
‫أن هذه ّ‬
‫من المتعلّمين‪ ،‬ومع ذلك نقول ّ‬
‫مما هي عليه؛ لكون‬ ‫الكالميـــــة أكثر ّ‬
‫ّ‬ ‫ترتاد المدارس القرآنية‪ ،‬لو أ ّنها فعلت ذلك‪ ،‬لزادت مهاراتها‬
‫اللغوية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التحدث‬
‫ّ‬ ‫العربية وبالتالي اكتساب وتنمية مهارات‬
‫ّ‬ ‫القرآن الكريم أفضل مصدر لتّعلّم اللّغة‬
‫فهــــــــــــــو األبلغ واألفصح‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصــــــــــــــــل الثالــــــــــــــــــــــــث‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية‬
‫غوية‬
ّ ّ‫مهارة القراءة الل‬
"

          

        

‫"العلق‬     


‫اإلطار النظري‪:‬‬
‫تطور مفهوم القــــــــــــــــــــــــــــــــــــراءة‬
‫ّأوال عوامل ّ‬
‫ثانيا أنواع القراءة وأســـــــــــــــــــــــــــــس تدريسها‬
‫ّ‬
‫ثالثا األهداف التعليمية للقراءة وعالقتها بالقرآن الكريم‬
‫رابعا طرق تدريس وتنمية مهارة القراءة للمبتدئين‬
‫خامسا القرآن الكريم وسيلة لتعلّم وتعليم القراءة‬
‫سادسا صعوبات ومعيقات تعلّم وتعليم القراءة‬
‫سابعا طرق مواجهة صعوبات تعلّم القراءة وعالقة القرآن الكريم بها‬
‫أهمية القرآن الكريم في تنمية مهارة المتعلّم الق ارئية‬
‫ثامنا أثر و ّ‬
‫ائية المكتسبة لدى متعلّم (قارئ) القرآن الكريم‪.‬‬‫تاسعا المهارات القر ّ‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التحدث "فن القراءة"‪،‬‬


‫فن ّي االستماع و ّ‬
‫إن من أبرز وأهم فنون اللغة العربية إضافة إلى ّ‬ ‫توطئة‪ّ :‬‬
‫أن ّأول أمر نزل على المصطفى‬ ‫عملية التعلّم والتعليم‪ ،‬ومن المعلوم ّ‬
‫ّ‬ ‫يعد أساسا رئيسا في‬
‫والّذي ّ‬
‫عز وجل؛ "أمر القراءة"‪ ،‬إذ يقول تبارك و تعالى في اآليات األولى‬
‫صلى اهلل عليه وسلّم من المولى ّ‬
‫‪          ‬‬ ‫من سورة العلق مخاطبا رسوله الكريم‪" :‬‬
‫"‪ ،0‬ويقول في سورة‬ ‫‪             ‬‬

‫اإلسراء‪"        ":‬‬


‫عملية القراءة وفائدتـ ـ ـ ـ ـ ــها على‬
‫ّ‬ ‫وهذه اآليات الكريمات ما هي إال أكبر برهان على عظمة وقيمة‬
‫البشرية‪ ،‬فالقراءة مفتاح الولوج إلى مختلف العلـ ــوم والمعارف‪ ،‬كونها وسيلة لالتصال بين البشر مهما‬
‫اختلفت ثقافتهم وجنسياتهم‪ ،‬وبها اكتسب وما زال يكتسب اإلنسان ما كان يجهله‪ ،‬وبها يرتقي إلى‬
‫المستوى الم ـطلوب‪ ،‬وتزداد قدرته على التفكير السليم‪ ،‬والتركيز‪ ،‬أضف إلى ذلك ّأنه يثري رصيده‬
‫أن "أكثر‬
‫التذوق‪ ،‬ويتخلّص من أغلب مشاكل التّحصيل الدراسي إذ ّ‬ ‫اللغوي‪ ،‬ويحق ـ ــق المتعة و ّ‬
‫المشكالت الّتي تواجه المتعلّمين في تحصيلهم سببها الضعف في الق ارءة "‪ ،9‬وقد سبق التعريف بهذه‬
‫التطرق إلى العناصر اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫مفصل في المدخل‪،‬ومن خالل ذلك سيتّم‬
‫ّ‬ ‫المهارة بشكل‬
‫تطور مفهوم القراءة ‪:‬‬
‫ّأوال‪-‬عوامل ّ‬
‫سنتعرف في هذا الموضع بشكل موجز‪،‬‬
‫ّ‬ ‫عملية القراءة الكالسيكي والحديث ‪،‬‬
‫التطرق إلى مفهوم ّ‬
‫ّ‬ ‫بعد‬
‫تطور هذا المفهوم ‪:‬‬
‫أهم عوامل وأسباب ّ‬
‫عن ّ‬

‫‪-0‬سورة العلق ‪ ،‬رواية ورش عن نافع ‪ ،‬اآليات ‪.1-0‬‬


‫عطية وآخرون ‪ :‬طرق تعليم األطفال القراءة والكتابة ‪ ،‬عمان ‪،‬دار الفكر للنشر والتّوزيع (‪ ،)0221‬ص‪.05/03‬‬
‫‪-9‬محمود ّ‬

‫‪99‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أن القراءة عملية معقدة تستلزم الفهم والتحليل واالستنتاج‪..‬أي ّأنها‬


‫‪" -0‬إجراء أبحاث ودراسات تثبت ّ‬
‫ترّكز على هدف الوصول إلى المعنى ‪.‬‬
‫تقدم الطباعة وانتاج الكتب ونتيجة لهذا ظهر الكثير من الكتب والمطبوعات والمنشورات ‪.‬‬
‫‪ّ -9‬‬
‫‪ -3‬تطلّع الشعوب إلى المزيد من الحرية والعدالة االجتماعية‪.‬‬
‫يقر ويحلل‪ ...‬انطالقا من الخيال لحل‬
‫‪-5‬كثرة الحروب الحربين العالميتين األولى والثانية‪ ،‬أ‬
‫المشكالت التي تواجهه"‪.0‬‬
‫مما‬
‫‪ -1‬العامل الديني المتمثّل في رغبة بعض األفراد في االطالع على ثقاقات وديانات أخرى‪ّ ،‬‬
‫عينة من األفراد األجانب‪،‬‬
‫الدينية المتعلّقة بهم‪ ،‬مثال ّ‬
‫ّ‬ ‫يدفعهم إلى القراءة سعيا منهم لمعرفة األمور‬
‫يطلعون على الدين اإلسالمي فيسلموا‪.‬‬
‫مهمة‪ ،‬فهي تقتضي الفهم والتحليل والنقد‬
‫عملية جد ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن القراءة‬
‫تبين ّ‬‫ك ّل العوامل السابقة ال ّذكر‪ّ ،‬‬
‫الشعب المثقّف‪ ،‬كثير‬
‫ّ‬ ‫المتحضر هو‬
‫ّ‬ ‫ورقيها‪ ،‬فالشعب‬
‫تطور الشعوب ّ‬ ‫أهم عوامل ّ‬ ‫و‪،...‬وهي من ّ‬
‫بعملية القراءة الواعية والهادفة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االطالع‪ ،‬وذلك ال يتحقّق إال‬

‫‪ -0‬ينظر ‪ ،‬علي أحمد مدكور ‪،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪.003/005‬‬

‫‪100‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا أنواع القراءة وأسس تدريسها ‪:‬‬


‫‪0‬‬
‫أما القراءة‬
‫تنقسم القراءة إلى صنفين ‪ّ :‬أولهما "قراءة حسب األداء ‪ ،‬وثانيهما ‪ :‬قراءة حسب الهدف" ّ‬
‫‪،‬‬
‫أما قراءة حسب‬ ‫سمعية "‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫األول فلها ثالثة أنواع ‪" :‬قراءة صامتة وأخرى جهرية وقراءة‬
‫من الصنف ّ‬
‫الهدف‪ ،‬فلها أنواع‪" :‬قراءة للدرس والبحث وقراءة لالستماع ‪ ،‬وقراءة لحل المشكالت " لكن ما يجب‬
‫ألن هذه األخيرة لها‬
‫أن القراءة حسب الهدف تدخل ضمن القراءة حسب األداء‪ّ ،‬‬ ‫توضيحه من البداية ّ‬
‫سمعية‪ ،‬فهو‬
‫ّ‬ ‫أهداف وهي نفسها‪ ،‬فالقارئ (المتعلّم) عندما يق أر سواء قراءة صامتة أو جهرية أو‬
‫معين‪ ،‬لذا من هذا المنطلق‬
‫معينة منها قراءة للبحث و لحل مشكل ّ‬‫يسعى بذلك إلى تحقيق أهداف ّ‬
‫وسمعية) بالتفصيل‪ ،‬دون‬
‫ّ‬ ‫طرق إلى ك ّل نوع من أنواع القراءة حسب األداء (صامتة وجهرية‬
‫سيتّم التّ ّ‬
‫فصلها عن القراءة حسب الهدف ‪.‬‬
‫لبصرية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬القراءة ا‬
‫النوع من القراءة انطالقا من اسمه "القراءة البصرية"‬
‫بصرية‪ :‬نعي مفهوم هذا ّ‬
‫‪-1-1‬مفهوم القراءة ال ّ‬
‫أي بالبصر‪ ،‬وصامتة‪ ،‬وهادئة‪ ،‬دون تحريك ال ّشفاه‪ ،‬ودون إصدار أي صوت‪ ،‬فقط النظر بالعين‬
‫دون اللسان‪ ،‬زد على ذلك ّأنها"‪...‬عملية يراد بها إيجاد الصلة بين لغة الكالم‪ ،‬والرموز الكتابية‪،‬‬
‫وتتألّف من المعاني واأللفاظ التي تؤدي هذه المعاني‪ ،‬البدء بالرمز‪ ،‬واالنتقال إلى لغة الكالم يسمى‬
‫قراءة‪ ،‬والعكس يسمى كتابة وترجمة الرموز إلى المعاني قراءة سرية "صامتة"‪ .‬وترجمتها إلى ألفاظ‬
‫مسموعة قراءة جهرية "‪" ،3‬في هذا النوع من القراءة يدرك القارئ الحروف والكلمات المطبوعة أمامه‬
‫ثم يعاود التفكير‬
‫ويفهمها دون أن يجهر بنطقها‪.‬وعلى هذا النحو يق أر التلميذ الموضوع في صمت ّ‬
‫رموز‬
‫ا‬ ‫ليتبين مدى ما فهمه منه‪.‬واألساس النفسي لهذه الطريقة هو الربط بين الكلمات باعتبارها‬
‫فيه ّ‬
‫‪5‬‬
‫أن القراءة البصرية مما يستبعد عنصر التصويت استبعادا تاما"‬
‫مرئية‪ ،‬أي ّ‬
‫الصوت‪ ،‬ومن خاللها‬
‫أن القراءة البصرية قراءة بالعين دون تحريك الشفاه‪ ،‬ودون إصدار ّ‬ ‫نخلص إلى ّ‬
‫ثم تركيبها إلى كلمات‪ ،‬وصوال إلى المعنى ‪،‬وك ّل ذلك‬‫الرموز المكتوبة‪ ،‬وتفسيرها ّ‬
‫التعرف على ّ‬
‫يتّم ّ‬
‫دون الجهر‪.‬‬
‫‪-0‬ينظر ‪،‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪،‬ص‪.005‬‬
‫‪-9‬نفسه‪.‬‬
‫‪-3‬عبد العليم إبراهيم ‪.‬الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ‪.‬ط‪.1‬القاهرة ‪ :‬دار المعارف ‪.0213.‬ص‪.11/11‬‬
‫‪-5‬علي أحمد مدكور ص ‪001‬نقال عن ينظر جابر عبد الحميد وآخرون‪ ،‬الطرق الخاصة بتدريس اللغة العربية وأدب الطفل‪ ،‬طبعة‬
‫‪،0219/0210‬ص‪.53‬‬

‫‪101‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫األهمية ولها مجموعة‬


‫ّ‬ ‫‪-9-0‬أهمية القراءة البصرية وأهدافها ومزاياها‪:‬القراءة البصرّية في غاية‬
‫من األهداف والمزايا الّتي تتضح لنا من خالل النقاط اآلتي ذكرها بشكل موجز‪:‬‬
‫تدرب القارئ على‬
‫الرغبة في االستكشاف‪ ،‬فهي " ّ‬ ‫‪ -0‬القراءة البصرّية ترفع مهارة البحث والتّفكير‪ ،‬و ّ‬
‫مهارة التفكير بما يق أر ليستفيد من ثمرة ما يمر معه من أفكار"‪0‬و "التفكير نوع من السلوك ‪ ،‬ومرحلة‬
‫‪9‬‬
‫النوع من القراءة "يثير رغبة الفرد للتفكير بما يق أر واالنتقال‬
‫أن هذا ّ‬
‫من مراحله " ‪ ،‬وللتأكيد أكثر نجد ّ‬
‫بالتفكير لالستفادة منه في حل مشكالت الفرد اليومية"‪ ،3‬فالفرد حينما يق أر القراءة البصرّية‪ ،‬فهو‬
‫اليومية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بتمعن وتركيز وتف ّكر في مواجهة المواقف الّتي تعترضه في حياته‬
‫يوظّف ما قرأه ّ‬
‫تمكن من مهارات قرائية‪ ،‬وعمليات عقلية أخرى ك "المقدرة على التلخيص والسرعة واالستقالل‬ ‫‪-3‬ال ّ‬
‫بالقراءة‪ ،‬والقدرة على تحصيل المعنى‪ ،‬واحسان الوقف عند اكتمال المعنى‪ ،‬ورد المقروء إلى أفكار‬
‫‪5‬‬
‫هامة تصاغ فيما يشبه العناوين الجانبية للفقرات‪"...‬‬
‫عمليا‬
‫ّ‬ ‫‪ -5‬مراعاة عالمات الوقف والتّرقيم‪ ،‬أي"فهم الطالب لعالمات الترقيم‪ ،‬واستخدام هذا الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـهم‬
‫على شكل عادة‪ ،‬أو مهارة مثل ‪ :‬التفريق بين النقطة التي تأتي في وسط السطر‪ ،‬ويأتي بعدها كالم‬
‫‪1‬‬
‫التعرف على‬
‫ّ‬ ‫ة‬
‫ر‬ ‫ـها‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫مع‬ ‫‪،‬‬ ‫على السطر نفسه ‪...‬أو النقطة التي تكون في نهاية فكرة هامة رئيسة "‬
‫الرموز‪ ،‬و تفسيرها‪ ،‬والتحليل والنقد والتقويم والحكم ‪...‬‬
‫ّ‬
‫السطور‪ ،‬أي فهم المعنى المراد الوصول إليه بسرعة وبداهة ودقّة فائقة‬
‫‪-1‬مهارة قراءة ما وراء ّ‬
‫وبعبارة أخرى" زيادة سرعة المتعلّم في القراءة مع إدراكه للمعاني المقروءة‪ ،‬وقد ظهر من خالل‬
‫تطبيق اختبارات القراءة على التالميذ ّأنهم عندما يجيبون عنها في صمت يستغرقون وقتا أقصر مما‬
‫‪2‬‬
‫أن القراءة الصامتة ال تعرقل الفهم"‬
‫لو أجابوا عنها جه ار‪ ،‬و ّ‬

‫‪-0‬محمد المصري ‪ ،‬مجد البرازي ‪ ،‬اللغة العربية دراسات تطبيقية ‪،‬ص‪.512‬‬


‫‪-9‬علي أحمد علي ‪ ،‬وروحية السيد ‪ ،‬خبرات ‪ ،‬ومهارات ‪ ،‬وقدرات العمل المكتبي ‪ .‬القاهرة ‪ :‬مكتبة عين الشمس ‪11،12‬‬
‫السيد‪،‬خبرات ومهارات وقدرات العمل المكتبي‪ ،‬ص ‪.12/11‬‬
‫‪-3‬ينظر‪،‬علي أحمد علي ‪،‬وروحية ّ‬
‫‪-5‬عبد العليم إبراهيم ‪ ،‬الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ‪،‬ص ‪12‬‬
‫‪-1‬أحمد المصري ‪ ،‬ومجد البرازي‪ ،‬اللغة العربية دراسات تطبيقية‪ ،‬ص‪511‬‬
‫‪-2‬علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪.001‬‬

‫‪102‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2‬تنمية مهارات وقدرات أخرى ك" الميل للقراءة‪ ،‬و الكسب اللغوي ‪ ،‬واثراء رصيد المتعلّم اللغوي‬
‫‪0‬‬
‫والمعرفي‪،‬وتدريبه على التعبير الصحيح ‪ ،‬زد إلى ذلك عنصر المتعة والتسلية"‪.‬‬
‫تيسر له إشباع‬
‫ألنها ّ‬
‫أهم الوسائل لتي تحقق للقارئ كثي ار من األهداف ‪ّ ،‬‬
‫‪" -1‬القراءة الصامتة من ّ‬
‫وتزوده بالحقائق والمعارف والخبرات الضرورية في حياته"‪.9‬‬
‫حاجاته وتنمية ميوله ّ‬
‫تيسر له الهدوء الذي يمكنه‬
‫‪-1‬تساهم –القراءة البصرّية‪ -‬في تحقيق أمور نفسية هادفة حيث ّأنها " ّ‬
‫تعمق األفكار ودراسة العالقات بينها "‪.3‬‬
‫من ّ‬
‫‪-2‬تحفّز المتعلّمين وتدفعهم إلى المطالعة ‪ ،‬وتزيح عنهم مشكلة الخجل والخوف من القراءة بالصوت‬
‫حب االطالع‪ ،‬وفيها مراعاة‬
‫تعودهم ّ‬ ‫وتعودهم االعتماد على النفس كما ّ‬ ‫المرتفع‪،‬فهي "تشغلهم ‪ّ ،‬‬
‫‪5‬‬
‫المعدل الّذي يناسبه‪".‬‬
‫ّ‬ ‫الفروق الفردية بينهم ‪ ،‬إذ يستطيع ك ّل فرد أن يق أر وفق‬
‫‪-01‬وكهدف عام للقراءة ّأنها " باب العلم ووسيلته األساسية‪ ،‬ووسيلة اكتساب الخبرات وتطوير‬
‫‪1‬‬
‫الذات‪،‬و صقل الشخصية وتربيتها"‬
‫تعد من أهم القضايا الّتي تدعو إليها بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات ‪،‬‬
‫قضية ّ‬
‫ّ‬ ‫فالقراءة البصرّية تعالج‬
‫أال وهي مراعاة الفروق الفردية ‪ ،‬والميوالت بين المتعلّمين‪.‬‬

‫الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية‪.‬ص‪21-11‬‬


‫‪-0‬عبد العليم إبراهيم ‪ّ .‬‬
‫‪-9‬علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪001‬‬
‫‪-3‬ينظر‪ ،‬علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪002‬‬
‫‪-5‬نفسه‪.‬‬
‫‪ -1‬عبد الرزاق حسين‪ ،‬مهارات االتصال اللغوي‪.092 ،‬‬

‫‪103‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الركائز الّتي تعود بالفائدة على‬


‫بصرية‪:‬للقراءة البصرّية مجموعة من األسس و ّ‬
‫‪-3-1‬أسس القراءة ال ّ‬
‫القارئ (المتعلّم ) من جميع نواحي حياته‪ ،‬والّتي نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫فسية والّتي تقف عائقا في طريق المتعلّم كالحرج أثناء القراءة‪،‬‬
‫الن ّ‬
‫أ‪ -‬تخطّي الكثير من المشكالت ّ‬
‫بيان العيوب النطقية‪...‬فهذا النوع من القراءة له فوائد منها" رفع الحرج عن أصحاب العيوب الخلقية‬
‫وعيوب النطق "‪.0‬‬
‫متميزة‪" ،‬فالمتعلّم يجني‬
‫خلقية ّ‬
‫‪ -‬اتسام المتعلّم بالهدوء والرصانة وفتح المجال الكتساب سلوكيات ّ‬
‫التأمل الهادئ‪ ،‬الذي ال تفسده األصوات ‪،‬والقراءة الصامتة مما يستبعد‬
‫ّ‬ ‫ثمرة القراءة عن طريق‬
‫‪9‬‬
‫عنصر التصويت استبعادا تاما"‬
‫لتعمق مع المقروء‪ ،‬والتّفاعل معه‪ ،‬واالستفادة منه‪،‬‬‫مما يؤدي إلى ا ّ‬‫بالراحة النفسية‪ّ ،‬‬
‫‪-‬الشعور ّ‬
‫مما يحقّق التفاهم ‪.‬‬
‫وتحقيق التواصل بينه –القارئ – وبين الكاتب ّ‬
‫متعددة منها" احترام شعور اآلخرين‪ ،‬بعدم إزعاجهم باألصوات العالية‬
‫ّ‬ ‫اجتماعية‬
‫ّ‬ ‫ب‪-‬مراعاة قضايا‬
‫خصوصا في قاعات المطالعة "‪.3‬‬
‫خاصة في‬
‫ّ‬ ‫النص لمقروء‪،‬‬ ‫يحبه ويرغبه أغلب المتعلّمين ‪،‬أال وهو عدم إعالن موضع ّ‬
‫‪-‬تحقيق ما ّ‬
‫بأننا نلجأ للقراءة الصامتة‬
‫حصص المطالعة‪ ،‬أي" االحتفاظ بسرّية المقروء وعدم إشاعته‪ ،‬علما ّ‬
‫‪5‬‬
‫اءة؛ألنها القراءة الطبيعية المستعملة في الحياة ‪"...‬‬
‫ّ‬ ‫بنسبة تسعون بالمائة من مواقف القر‬
‫االقتصادية منها –" االقتصاد في الوقت‪ ،‬ونحن نضطر في كثير من‬ ‫ّ‬ ‫جـ‪ -‬تحقيق فوائد من الناحية‬
‫‪1‬‬
‫عدة صفحات في وقت أضيق فال تسعفنا إال القراءة الصامتة"‬‫المواقف إلى استيعاب ّ‬
‫يعتمد على‬
‫ّ‬ ‫ألنه‬
‫الصامتة‪ ،‬ال يشعر المتعلّم ببذل جهد كبير‪ّ ،‬‬ ‫‪-‬االقتصاد في الجهد‪ ،‬فأثناء القراءة ّ‬
‫النبر والتنغيم‪.‬‬
‫النص المقابل له‪ ،‬دون رفع الصوت‪ ،‬ومراعاة مواضع ّ‬ ‫البصر‪ ،‬فهو يمعن النظر في ّ‬

‫‪-0‬ينظر‪ ،‬علي أحمد مدكور ص ‪001‬نقال عن ينظر جابر عبد الحميد وآخرون ‪ ،‬الطرق الخاصة بتدريس اللغة العربية وأدب‬
‫الطفل ‪ ،‬طبعة ‪،0219/0210‬ص‪.53‬‬
‫‪-9‬نفسه‪.‬‬
‫‪-3‬أحمد المصري ومجد البرازي ‪ ،‬اللغة العربية دراسات تطبيقية ‪ ،‬ص‪.512‬‬
‫‪-5‬نفسه‪.‬‬
‫‪ -1‬نفسه‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫هي النوع الثاني من‬


‫التلفظية ّ‬
‫ّ‬ ‫أن القراءة‬
‫تلفظية العلنية المسموعة‪ :‬سبق وأن ذكرنا ّ‬
‫‪ -8‬القراءة ال ّ‬
‫أنواع القراءة حسب األداء ونستطيع الولوج إلى مفهومها انطالقا من اسمها فهي جهرية أي ّأننا‬
‫الصوت فيها وسماعه من ِقبل المستمع‪ ،‬ونعني بها أيضا‪" :‬قراءة‬
‫بالصوت‪ ،‬أي يتّم رفع ّ‬
‫ّ‬ ‫نجهر‬
‫‪0‬‬
‫تعرف بصري للرموز الكتابية‪ ،‬وادراك عقلي‬ ‫باللسان" وتحوي"ما تتطلّبه القراءة الصامتة من ّ‬
‫‪9‬‬
‫لمدلوالتها‪ ،‬ومعانيها‪ ،‬وتزيد عليها التّعبير الشفوي عن هذه المدلوالت ‪ ،‬بنطق الكلمات والجهر بها"‬
‫كما" تتطلّب المهارات الصوتية‪ ،‬وحسن اإللقاء وتنغيم الصوت لتجسيم المعاني والمشاعر الّتي‬
‫لعملية‬
‫ّ‬ ‫قصدها الكاتب ولهذا فهي ليست باألمر السهل"‪ ،3‬وقد اكتفينا بذكر هذه المفاهيم الموجزة‬
‫لتجنب التكرار واإلطالة‪.‬‬
‫عدة ‪ ،‬وذلك أيضا ّ‬ ‫جلية‪،‬جامعة لمفاهيم ّ‬
‫القراءة الجهرية‪ ،‬كونها تظهر ّ‬
‫مهمة‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬‫تلفظية والهدف من تدريسها‪ :‬لها فوائد وأهداف ّ‬
‫‪ -1-8‬أهمية القراءة ال ّ‬
‫‪ -‬مهارة النطق‪ ،‬أي بها يتّم إخراج األصوات من مخارجها‪ ،‬وبصفاتها‪ ،‬فهي" وأحسن وسيلة إلتقان‬
‫النطق‪ ،‬واجادة األداء‪ ،‬وتمثيل المعنى‪ ،‬والكشف عن عيوب النطق لدى التالميذ لعالجها "‪.5‬‬
‫بتعرف نواحي االنسجام الصوتي‪ ،‬والموسيقى اللفظية"‪.1‬‬
‫تذوق األدب ّ‬ ‫فعالة في "في ّ‬
‫‪ -‬وسيلة ّ‬
‫التهيب‪ ،‬تعالج هذا الداء‬
‫تشجع التالميذ الجبناء ذوي الخوف و ّ‬
‫‪-‬تعالج جوانب نفسية في المتعلّم ف " ّ‬
‫لديهم"‪.2‬‬
‫أهمية قصوى‪ ،‬إذ ّأنه ال يمكن االستغناء عنها "في المواقف الّتي تستدعي رفع الصوت‪ ،‬كما‬
‫‪-‬لها ّ‬
‫‪1‬‬
‫تعد التالميذ للمواقف الخطابية‪ ،‬ولمواجهة الجماهير والحديث إلى الجماعة ‪".‬‬
‫ّأنها ّ‬
‫الدقة في النطق واإللقاء وهذه‬
‫تعد كأداة للقياس‪ ،‬فهي" وسيلة المعلّم في اختبار قياس الطاقة و ّ‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪1‬‬
‫مهارات مطلوبة في مهن كثيرة كالمحاماة والتدريس و‪"...‬‬

‫الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫ّ‬ ‫‪– 0‬عبد العليم إبراهيم‪،‬‬
‫‪-9‬نفسه ‪،‬ص‪.11/22‬‬
‫‪-3‬نفسه ‪.‬‬
‫‪-5‬علي أحمد مدكور ‪،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪ 001‬نقال عن‬
‫‪Dechant E.V. ,Improving The Teaching of Reading ,op .Cit.,pp.22‬‬
‫‪ -1‬ينظر ‪ ،‬نفسه‪.‬‬
‫‪ -2‬ينظر ‪ ،‬نفسه‪.‬‬
‫‪ -1‬ينظر ‪ ،‬نفسه‪.‬‬
‫‪ -1‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص ‪.001‬‬

‫‪105‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خاصة أثناء قراءة ال ّشعر أو إلقاء‬


‫ّ‬ ‫الرصيد اللغوي لدى المتعلّم‪ ،‬ووسيلة للمتعة‬
‫‪-‬وسيلة إلثراء ّ‬
‫الخطب‪...‬‬
‫طرق إلى مفهوم االستماع على ّأنه "نوع من أنواع القراءة ‪،‬‬ ‫السمعية‪ :‬سبق وأن ت ّم الت ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬القراءة‬
‫ألنه وسيلة للفهم‪ ،‬والى االتصال اللغوي بين المتكلّم والسامع واذا كانت القراءة الصامتة قراءة بالعين‬ ‫ّ‬
‫فإن االستماع قراءة باألذن تصحبها العمليات العقلية التي تتم في كلتا‬ ‫والقراءة الجهرية قراءة باللسان‪ّ ،‬‬
‫‪0‬‬
‫القراءتين‪ :‬الصامتة والجهرية"‬
‫معية من خالل "قراءة المعلّم أو أحد التالميذ وانصات الباقين "‪،9‬لكن من‬
‫الس ّ‬
‫تضح مفهوم القراءة ّ‬
‫وي ّ‬
‫معية ليست نوعا من أنواع القراءة ‪،‬كون "قراءة‬
‫الس ّ‬
‫أن القراءة ّ‬‫منطلق هذا المفهوم يرى أحد الدارسين ّ‬
‫المدرس هو‬
‫ّ‬ ‫ألنه إذا كان‬
‫المعلّم أو أحد التالميذ وانصات الباقين تفسير غير دقيق وغير مفهوم ‪ّ ،‬‬
‫المطالع ‪ ،‬فهو إذن القارئ قراءة جهرية ‪ ،‬وال يعتبر التالميذ قارئين ‪ ،‬وليس إنصاتهم دليل على ما‬
‫فهموه مطابق لما فهمه القارئ ‪.‬فالمفهوم إذن حيثما يوجد قارئ جهري أو متكلّم يوجد مستمع ‪،‬‬
‫فالمستمع مستمع وليس قارئا على الجانب اآلخر من عملية االتصال اللغوي‪ ،‬فال نعتبر االستماع‬
‫‪3‬‬
‫نوعا من أنواع القراءة‪...‬إنما هو فن لغوي له مفهومه وخواصه‪"...‬‬
‫معية نوع من أنواع القراءة‪ ،‬فهي‬ ‫الس ّ‬
‫أن القراءة ّ‬ ‫من خالل ما سبق ذكره ‪ ،‬يتجلى من وجهة نظرنا ّ‬
‫قراءة باألذن‪ ،‬صحيح ّأنه ال يتّم النطق بها من ِقبل المتعلّم (القارئ ) ذاته‪ ،‬ول ّكن أثناء قراءة تلميذ‬
‫ويتعرف عليها ويراعي فيها عالمات‬
‫ّ‬ ‫الرموز‬
‫النص أمامه‪ ،‬أي ّأنه يرى ّ‬‫معين( تلميذ" أ")‪ ،‬فهو يضع ّ‬
‫ّ‬
‫وتم ذكرها‪ ،‬فأثناء‬
‫العمليات الّتي سبق ّ‬
‫ّ‬ ‫النبر والتّنغيم‪ ،‬إلى غير ذلك من‬
‫الوقف والترقيم‪ ،‬ومواضع ّ‬
‫الرموز والكلمات) الّذي‬ ‫النص (نفس ّ‬ ‫قراءة هذا التّلميذ (أ) تجد باقي التالميذ يضعون أمامهم نفس ّ‬
‫العملية الّتي يقوم بها التلميذ (أ) إال ّأنهم‬
‫ّ‬ ‫يضعه التلميذ (أ) أمامه‪ ،‬فهنا باقي التالميذ يقومون بنفس‬
‫أما هم فيعتمدون على األذن والعين‬
‫يختلفون عنه في كونه يرفع صوته خارجا (النطق) بفمه‪ّ ،‬‬
‫النص المقروء أحسن‬
‫ويتتبعونه‪ ،‬فهم يقرؤون معه صمتا واستماعا‪ ،‬بل رّبما تجدهم أكثر تفاعال مع ّ‬
‫من الّذي ينطق به‪.‬‬

‫الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -0‬ينظر ‪،‬عبد العليم إبراهيم‪،‬‬
‫‪-9‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪.012‬‬
‫‪-3‬نفسه‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ظية‪ :‬بين القراءة الصامتة والجهرية أوجه تشابه منها ‪:‬‬


‫بصرية والقراءة التلفّ ّ‬
‫‪ -‬بين القراءة ال ّ‬
‫الرموز‪ ،‬كالهما يعتمد على مجموعة من‬ ‫التعرف على ّ‬‫ّ‬ ‫أن كالهما يعتمد على العين‪ ،‬ألجل‬ ‫‪ّ-‬‬
‫المراد‪ ،‬ومع هذا التشابه ‪ ،‬نجد اختالفات كثيرة نذكر‬
‫العمليات العقلية ألجل الوصول إلى المعنى ُ‬
‫أهمها في الجدول الموالي‪:‬‬
‫ّ‬
‫ظية‬
‫القراءة التلفّ ّ‬ ‫القراءة البصرّية‬
‫تتّم جه ار (علنا)‪،‬وهي صعبة‪ ،‬أي‬ ‫ألنها محررة من متاعب‬
‫تتّم في وقت أقل" ّ‬
‫‪0‬‬
‫"فيها نطق الكلمات‪ ،‬والجهر بها‬ ‫النطق"‬
‫‪5‬‬
‫وبذلك كانت أصعب"‬ ‫"الصامتة تستبعد عنصر التصويت استبعادا‬
‫‪9‬‬
‫تاما"‬
‫‪3‬‬
‫تعتمد على العين واللسان"القراءة‬ ‫سريعة"تقوم على االلتقاط البصري السريع "‬
‫‪2‬‬
‫الجهرية قراءة بالعين واللسان"‬
‫تعتمد على العين "القراءة الصامتة قراءة‬
‫‪1‬‬
‫بالعين"‬
‫تتطلّب وقتا إلدراك معنى المقروء‬ ‫أن معظم‬
‫أكثر توظيفا في الحياة "وجدنا ّ‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬وفيها يتم معرفة األخطاء‪ ،‬وتقويمها‪.‬‬ ‫قراءاتنا صامتة"‬
‫ممتعة وتجلب السرور ‪ ،‬خاصة قراءة‬ ‫ممتعة وتجلب السرور" فيها انطالقا وحرية و‬
‫‪1‬‬
‫القرآن الكريم أو ال ّشعر‪،‬أو إلقاء خطب‬ ‫تمضي في جو يسوده الهدوء"‬

‫الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية‪،‬ص‪21/20‬‬


‫ّ‬ ‫‪ -0‬عبد العليم إبراهيم ‪،‬‬
‫‪ -9‬أحمد مدكور ص ‪ 001‬نقال عن ينظر جابر عبد الحميد وآخرون ‪ ،‬الطرق الخاصة بتدريس اللغة العربية وأدب الطفل ‪ ،‬طبعة‬
‫‪،0219/0210‬ص‪.53‬‬
‫الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية‪،‬ص‪.20‬‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬عبد العليم إبراهيم ‪،‬‬
‫‪-5‬نفسه ‪،‬ص‪11/22‬‬
‫‪-1‬نفسه ‪،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -2‬نفسه ‪،‬ص‪.11‬‬
‫‪-1‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية‪ ،‬ص‪001.‬‬
‫الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية‪،‬ص‪.20‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬عبد العليم إبراهيم ‪،‬‬

‫‪107‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ظية‬
‫القراءة التلفّ ّ‬ ‫القراءة البصرّية‬
‫تتّم في وقت أطول "وقفاتها أطول ‪ ،‬ولهذا فهي‬ ‫"القراءة الصامتة ال تعرقل الفهم‪ ،‬زيادة‬
‫"‪9‬‬
‫أبطأ‬ ‫سرعة المتعلّم في القراءة مع إدراكه‬
‫‪1‬‬
‫صعبة‪ ،‬تتطلّب المهارات الصوتية‬ ‫للمعاني المقروءة يجيبون عنها في صمت‬
‫يستغرقون وقتا أقصر مما لو أجابوا عنها‬
‫جه ار"‪،0‬ال يمكن معالجة األخطاء فيها ‪،‬‬
‫كونها ال تُسمع‬
‫تستلزم طاقة كبيرة لتشغيل أجهزة النطق‬ ‫ال تستلزم طاقة كبيرة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫والتفكير والسمع والبصر‬
‫لكونها جهرية ‪ ،‬أي ُيستمع إليها فهي "تستدعي‬ ‫ال تستدعي تفسير المقروء للمستمعين" تتم‬
‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬
‫تفسير المقروء للمستمعين"‬ ‫بين المرء ونفسه"‬

‫أن كال القراءتين في غاية األهمية‪ ،‬وكالهما‬


‫نخلص إلى ّأنه رغم وجود هذه الفروق‪ ،‬إال ّأننا نقول ّ‬
‫تعودان بالفائدة العظيمة على المتعلّم (القارئ)‪ ،‬لذا وجب "على المعلّم أال يسرف في التركيز على‬
‫‪1‬‬
‫ألن لكل منهما مزاياه كما رأينا"‬
‫نوع من أنواع القراءة ويغفل اآلخر ‪ّ ،‬‬

‫‪-0‬علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪001‬‬


‫‪ -9‬ينظر نفسه ص ‪001‬‬
‫‪-3‬ينظر نفسه نقال عن‬
‫‪Dechant E.V. ,Improving The Teaching of Reading ,op .Cit.,pp.22‬‬
‫‪-5‬نفسه‪.‬‬
‫‪-1‬نفسه‪.‬‬
‫‪-2‬علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪001‬‬
‫‪-1‬علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص ‪.002‬‬

‫‪108‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثالثا األهداف التعليمية للقراءة وعالقتها بالقرآن الكريم‪ :‬يسعى المتعلّم من خالل القراءة في شتى‬
‫متوسط ثانوي ‪ ،‬جامعي) إلى تحقيق مجموعة من األهداف‬
‫ّ‬ ‫التعليمية (مدرسة قرآنية‪ ،‬ابتدائي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مراحله‬
‫الّتي نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫التعرف على‬
‫التدرب عليها‪ ،‬وكذا ّ‬
‫السليم من مخارجها ‪،‬و ّ‬
‫التعرف على األصوات ‪ ،‬ونطقها ّ‬‫‪ -0‬مهارة ّ‬
‫ثم الجمل ‪ ،‬وفهم معناها‪.‬‬
‫ثم تركيبها وصوال إلى الكلمات ‪ّ ،‬‬
‫صفاتها ‪ّ ،‬‬
‫الرفيع ‪.‬‬
‫الرصيد اللّغوي ‪ ،‬واكتساب المعارف ‪ ،‬والتحصيل العلمي ّ‬ ‫‪ -9‬إثراء ّ‬
‫‪-3‬مهارة التواصل باللغة العر ّبية الفصيحة (لغة القرآن الكريم) والتفاهم بها‪.‬‬
‫النقد والحكم‪.‬‬
‫‪ -5‬مهارة التفكير والتحليل ‪ ،‬والتركيب ‪،‬والتقويم ‪،‬و ّ‬
‫النظم‪ ،‬أي" الكتابة الموحية‪ ،‬فمن القراءة تزداد معرفة التالميذ بالكلمات‬
‫الرغبة في التأليف و ّ‬
‫‪-1‬تنمية ّ‬
‫‪0‬‬
‫والجمل والعبارات"‬
‫‪-2‬ممارسة المقروء وتوظيفه أي" انتفاع القارئ بما ق أر في مواجهة مشكالت حياته العملية اليومية‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫وهكذا تتحول القراءة إلى عملية مثمرة تؤدي وظيفة هامة في حياة الفرد والمجتمع"‬
‫وتذوقهم لمعاني الجمال‬
‫تكون إحساسهم اللغوي‪ّ ،‬‬
‫اللغوية للمتعلّمين فهي " ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬رفع مستوى المهارات‬
‫‪3‬‬
‫وصوره فيما يستمعون وفيما يقرؤون ويكتبون"‬
‫النبر والتنغيم‬
‫‪-1‬تنمية الرغبة في البحث واالستكشاف‪ ،‬مع مراعاة عالمات الوقف والترقيم‪ ،‬ومواضع ّ‬
‫المد‪...‬‬
‫و ّ‬
‫‪5‬‬
‫‪"-01‬توسيع خبرات التالميذ و إغناؤها عن طريق القراءة الواسعة في المجاالت المتعددة "‬
‫السرعة فيها‬
‫‪ -00‬تنمية مهارات وقدرات التالميذ كالذكاء‪ ،‬وسرعة البديهة جراء التم ّكن من القراءة و ّ‬
‫تدرب على مهارة الكشف في‬ ‫‪-09‬رفع مستوى المتعلّمين إلى درجة البحث العلمي من خالل "ال ّ‬
‫‪1‬‬
‫المعرفية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اللغوية و‬
‫ّ‬ ‫مما ينمي مهاراتهم القرائية أكثر فأكثر‪ ،‬ويثري ثروتهم‬
‫بعض المعاجم اللغوية " ّ‬

‫‪-0‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العر ّبية‪،‬ص‪.015‬‬


‫‪-9‬ينظر‪ ،‬عبد العليم إبراهيم‪ .‬الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ‪.‬ص‪.11/11‬‬
‫‪-3‬نفسه‪.‬‬
‫‪ -5‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العر ّبية‪،‬ص‪090‬‬
‫‪-1‬ينظر‪ ،‬نفسه ‪،‬ص‪099‬‬

‫‪109‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫رابعا طرق تدريس وتنمية مهارة القراءة اللغوية للمبتدئين‪:‬وسنوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪"-1‬الطريقة التركيبية"‪ :0‬ويقصد بها الطريقة الّتي" تبدأ بتعليم الجزئيات كالبدء بتعليم الحروف‬
‫الهجائية بأسمائها‪ ،‬أو بأصواتها‪ ،‬ثم تنتقل بعد ذلك إلى تعليم المقاطع والكلمات والجمل التي تتألّف‬
‫أن هذه الطريقة تبدأ من أصغر وحدات ممكنة وتنتقل إلى الوحدات األكبر ‪...‬ال ترّكز في‬‫منها‪ ،‬أي ّ‬
‫البدء على المعنى "‪ ،9‬وهذه الطريقة تحوي طريقتين فرعيتين هما‪:‬‬
‫أ‪-‬الطريقة الهجائية ‪ :‬ويتم فيها تعليم المتعلّم المبتدئ األمور اآلتية‪:‬‬
‫‪" -‬الحروف الهجائية بأسمائها بالترتيب (ألف –باء –تاء‪ )..‬إلى الياء قراءة وكتابة‪.‬‬
‫ثم جملة‪ ،‬مع نطق الحروف مفتوحة ومكسورة ومضمومة‬
‫‪ -‬ضم الحروف ونطق وكتابة كلمة ّ‬
‫‪،‬ب ِ‬
‫‪،‬ب) ‪.‬‬ ‫ب ُ‬
‫(َ‬
‫‪3‬‬
‫أن‬
‫الشدة‪ ،‬والسكون وحروف المد والتنوين وأل القمرية والشمسية ‪ ، " ...‬أي ّ‬
‫‪-‬مواضع نطق وكتابة ّ‬
‫ثم الكلمات‪ ،‬والعبارات‬
‫خاصة بالمبتدئين وهي تعتمد على تركيب وجمع الحروف ّ‬ ‫ّ‬ ‫هذه الطريقة‬
‫والنطق بها‪ ،‬مع تعلّم المبادئ األساسية األولى في اللغة العربية منها الحركات اإلعرابية‪ ،‬ال ّشدة‪،‬‬
‫المد‪...،‬وال تهتم بالمعنى مقارنة بالطرق الموالية‪.‬‬
‫ب‪-‬ا"لطريقة الصوتية "‪ :5‬ويتم فيها تعليم المتعلّم المبتدئ األمر اآلتي‪:‬‬
‫ثم ينطق‬
‫‪"-‬تعليم أصوات الحروف بدال من أسمائها بحيث ينطق بحروف الكلمة ّأوال على انفراد‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫يتدرج في ذلك "‬
‫بالكلمة موصولة الحروف دفعة واحدة ‪،‬وهو ّ‬
‫ثم تكوين‬
‫عدة أصوات منفردة ‪ّ ،‬‬
‫الصوت دون ترتيب هجائي ‪ ،‬بل ّ‬
‫فهذه الطريقة تعتمد على نطق ّ‬
‫النطق بها ‪ ،‬مثل (ك ت ب ) بعدها نطق (كتب)‪.‬‬
‫كلمة منها و ّ‬
‫‪-8‬الطريقة "التحليلية"‪ :6‬تنطلق هذه الطريقة من الك ّل إلى الجزء ‪،‬أي يتّم فيها فك وتحليل الكلمة‬
‫النطق بها وهي تهتم بالمعنى ؛أي ّأنها "تبدأ بتعليم وحدات يمكن تجزئتها إلى‬
‫ثم يتّم ّ‬
‫إلى أصوات‪ّ ،‬‬
‫أجزاء أو عناصر أصغر‪.‬‬
‫‪-0‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العر ّبية‪،‬ص‪.093‬‬
‫‪ - 9‬نفسه‬
‫‪-3‬ينظر‪ ،‬نفسه ص‪095‬‬
‫‪ -5‬نفسه‪،‬ص‪.091‬‬
‫‪ -1‬نفسه‪،‬ص‪.091‬‬
‫‪ -2‬نفسه‪،‬ص‪.091‬‬

‫‪110‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ردها إلى حروف وأصوات‪ ،‬وهذه الطريقة ترّكز على المعنى‬


‫فإنه يمكن ّ‬
‫فإذا بدأت الطريقة بالكلمة ّ‬
‫‪0‬‬
‫منذ البداية "‬
‫من األفضل على المعلّم أن يمزج بين هذه الطرق‪ ،‬أو باألحرى يعتمد تارة على هذه‪ ،‬وتارة على‬
‫خصصت لتعليم القراءة للمبتدئين‪.‬‬
‫أخرى‪ ،‬كونها كلّها طرق هادفة ّ‬
‫فعالة تُعتمد لتعليم أصوات وكلمات القرآن‬
‫‪-3‬الطريقة النورانية في القرآن الكريم‪ :‬وهي طريقة ّ‬
‫الكريم تعليما صحيحا نطقا وكتابة‪ ،‬وفيها يتّم نطق الحرف مع الحركة (حرف فتحة مثال نون فتحة‬
‫ثم يتّم نطق الكلمة الّتي تحوي هذا الحرف مثل وزن‪ ،‬نجح‪...‬‬
‫ضمة ‪ُ ،‬ن‪ّ ،)...‬‬
‫َن‪ ،‬نون ّ‬
‫آنية‪ ،‬قديما عندنا‪ ،‬وهي اآلن معتمدة لدى‬
‫هذه الطريقة كانت معتمدة لدى الزوايا والكتاتيب القر ّ‬
‫آنية حتى يتمكنوا من النطق الصحيح لكلمات القرآن الكريم‪.‬‬
‫المسلمين األعاجم في تعلّم القراءات القر ّ‬

‫المرجع السابق ‪،‬ص‪.095‬‬ ‫‪-0‬‬

‫‪111‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خامسا القرآن الكريم وسيلة لتعليم وتعلّم القراءة ‪:‬‬


‫تتعدد وسائل تعليم القراءة للمبتدئين ولغيرهم (الكبار)؛ كالبطاقات الّتي تحوي األصوات والكلمات‬
‫المكتوبة باأللوان للمبتدئين‪ ،‬واعتماد األلواح الخشبية واأللواح المصنوعة من مواد أخرى‪ ،‬والقصص‪،‬‬
‫وفعالية‪" ،‬القرآن الكريم"؛ يقول‬ ‫أهمية ّ‬ ‫المسجالت‪ ،...‬والكتب للمبتدئين والكبار‪ ،‬لكن ما هو أكثر ّ‬ ‫و ّ‬
‫تعالى " ‪               ‬‬
‫‪9‬‬
‫فعالة‪ ،‬نتيجتها مضمونة‪ ،‬فهو يرفع مستوى‬
‫مية ّ‬
‫تعليمية تعلّ ّ‬
‫ّ‬ ‫يعد وسيلة‬
‫ّ‬ ‫أن القرآن الكريم‬
‫" ‪ ،‬إذ ّ‬
‫المسجالت أكثر‪ ،‬أضف إلى ذلك‬
‫ّ‬ ‫المتعلّم بسرعة فائقة‪ ،‬ويعتمد فيه المعلّم أو األستاذ على‬
‫المتعلم ( القارئ)‬
‫ّ‬ ‫مما يجعل‬
‫األلواح‪،‬فيتّم نطق الكلمات واآليات القرآنية‪ ،‬اعتمادا على أحكام التجويد ّ‬
‫ماه ار متم ّكنا فهو ينطق الحروف من البداية نطقا صحيحا‪ ،‬كونه يعطيها حقّها ومستحقّها‪ ،‬ويتعلّم‬
‫النبر والتنغيم‪ ،‬والـمد والوقف وأل الشمسية وأل‬‫في الوقت نفسه‪ ،‬الحركات اإلعرابية‪ ،‬ومواضع ّ‬
‫عليمية تسميعية‪ ،‬وتحليلية‪ ،‬وتركيبية‪ ،‬ونورانية‪ ،‬كما ّأنه صالح‬
‫القمرية‪ ،...‬فهو يجمع ك ّل الطرق التّ ّ‬
‫لتطبق عليه أغلب الوسائل التعليمية‪ ،‬وهو يرّكز على أمر مهم؛ وهو المعنى السطحــي والمعنى‬ ‫ّ‬
‫السطور)‪ ،‬فنتيجته محقّقة‪ ،‬أال وهي التّم ّكن من "مهارة القراءة"‪.‬‬
‫العميق (قراءة ما وراء ّ‬
‫أهم أسلوب وطريقة تعليميةّ‪ ،‬أال وهي الطريقة الحوارية‪ ،‬فهي أول‬ ‫أن القرآن الكريم‪ ،‬يحوي ّ‬
‫وال ننسى ّ‬
‫ل مع المالئكة في سورة البقرة حول خلق الكون واإلنسان" ‪ ‬‬
‫عز وج ّ‬
‫طريقة وظّفها المولى ّ‬
‫‪                ‬‬
‫‪9‬‬
‫حث وأمر رسوله‬
‫‪ ، "            ‬والمولى تعالى ّ‬
‫‪       ‬‬ ‫المصطفى صلى اهلل عليه وسلّم به‪ ،‬فيقول "‬
‫‪3‬‬
‫‪"               ‬‬

‫الرحلة‬
‫قصة أهل الكهف)‪ ،‬و ّ‬ ‫كالقصة ( ّ‬
‫ّ‬ ‫أن القرآن الكريم احتوى على وسائل تعليمية‪،‬‬
‫زد على ذلك ّ‬
‫سيدنا الخضر مع موسى عليه السالم)‪ ،...‬إذن القرآن الكريم مصدر التعليم والتعلّم‪.‬‬
‫(رحلة ّ‬

‫‪-0‬سورة الكهف‪،‬اآلية‪ ،91‬راية ورش‪.‬‬


‫‪-9‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية‪31‬‬
‫‪-3‬سورة النحل ‪ ،‬اآلية ‪091‬‬

‫‪112‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫سادسا صعوبات ومعيقات تعلّم القراءة‪ :‬يواجه العديد من المتعلّمين صعوبات وتحديات كثيرة ‪،‬‬
‫مما يش ّكل لهم ضعفا كبي ار في تعلّم اللّغة العر ّبية‪،‬وكل ما‬
‫عملية تعلّمهم القراءة‪ ،‬ومهارتهم فيها‪ّ ،‬‬
‫تعيق ّ‬
‫الضعف‪ :‬قصور في‬ ‫يتعلّق بها من عمليات عقلية (فهم ‪،‬واستبصار‪ ،‬وتقويم‪ ،‬ونقد‪ ،‬وحكم ) ككل‪ ،‬و" ّ‬
‫تحقيق أهداف القراءة‪ ،‬من حيث فهم المقروء والتّفاعل معه‪ ،‬وادراك ما فيه من معان وأفكار‪ 0".‬وهذا‬
‫الضعف ليس بسبب المتعلّم فقط‪ ،‬بل حتى بعض المسائل المتعلّقة باللّغة العر ّبية وبأصواتها والّتي‬
‫تظهر على شكل معيقات تقف في طريق المتعلّم‪ .‬ومن هذه التحديات نذكر‪:‬‬
‫التعليمية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-0‬التحديات المتعلّقة بالمتعلّم في شتى األطوار‬
‫الرغبة والميل إلى القراءة‪ ،‬لعدم معرفة قيمتها العظيمة‪ ،‬وهذا يتعلّق بالجانب النفسي‪.‬‬
‫‪-‬عدم ّ‬
‫المدرس أن يتّبع طرائق‬
‫ّ‬ ‫المدرسة‪ ،‬فعلى‬
‫ّ‬ ‫‪-‬عدم توافق مستوى المتعلّم الفكري مع طبيعة المصطلحات‬
‫جيدة ‪ ،‬ليسهّل على المتعلّم قراءة واستيعاب معنى هذه المصطلحات‪.‬‬‫تعليمية ّ‬
‫ّ‬
‫يصعب تركيبها لتكوين الكلمات والجمل وقراءتها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مما‬
‫عرف على الحروف ّ‬ ‫‪-‬عدم المهارة في التّ ّ‬
‫‪9‬‬
‫الصعوبة في فهم المادة المقروءة"‬
‫‪"-‬عدم الطالقة واالسترسال في القراءة‪ ،‬و ّ‬
‫‪،‬مما يضعف رغبة ومهارة المتعلّم في القراءة‪.‬‬ ‫‪-‬ضعف البصر‪ ،‬واإلصابة بمرض من أمراض الكالم ّ‬
‫مما يؤدي إلى "عجزه عن أداء المعنى‪،‬وقد يكون ذلك راجعا‬ ‫‪-‬عدم معرفة المتعلّم بمسائل بسيطة ّ‬
‫إلى عدم معرفته من أين تبدأ الجملة وأين تنتهي ‪..‬عالمات الترقيم ‪ ،3"..‬مع عدم رغبة المتعلّم في‬
‫البحث واالستكشاف‬
‫‪-‬عدم الميل إلى المطالعة‪ ،‬أي قراءة الكتب المؤلّفة من ِقبل شعوب أخرى‪ ،‬واالطالع على علومهم‪.‬‬
‫مما يسهم في الخلط بين األصوات‪ ،‬وتكرارها‪ ،‬وعدم النطق بها نطقا‬
‫‪-‬ضعف القدرة على التّركيز‪ّ ،‬‬
‫سليما‪.‬‬
‫مما يؤدي إلى حذف وتجاوز وتكرار بعض األصوات والكلمات واألسطر‪.‬‬ ‫‪-‬النسيان؛ ّ‬
‫العربية ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-8‬التحديات المتعلّقة باللّغة‬
‫أن اللّغة العربية أرقى لغات العالم‪ ،‬وهي لغة الفصاحة والبالغة‪ ،‬كونها الّلغة الّتي كتب‬
‫من المعلوم ّ‬
‫تميزها عن غيرها من اللغات‪ ،‬كونها مثال‬ ‫بها أعظم كتاب‪ ،‬أال وهو"القرآن الكريم"‪ ،‬فلها ميزات ّ‬
‫للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪،10،9100‬ص‪.29‬‬ ‫‪-0‬زهدي ّ‬
‫محمد عيد ‪ ،‬مدخل إلى تدريس مهارات اللّغة العربية ‪ ،‬دار صفاء ّ‬
‫‪-9‬نفسه ‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪-3‬ينظر ‪،‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللّغة العربية‪ ،‬ص‪.031‬‬

‫‪113‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لغة اشتقاقية ومع ذلك فنجد فيها بعض المسائل المتعلّقة بفنونها (فن القراءة) والّتي يجدها المتعلّم‬
‫مما يتطلّب تبسيطها لتتوافق مع مستواه العلمي‪ ،‬ومن هذه المسائل الّتي نوجزها فيما‬
‫صعبة عليه ّ‬
‫يلي‪:‬‬
‫المتعددة‪ ،‬أي‪":‬تعدد صور الحرف الواحد وأشكاله في ّأول الكلمة وفي‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬طريقة كتابة الحروف‬
‫‪0‬‬
‫ك) ففي بداية الكلمة ُكتب بشكل وفي نهايتها‬
‫وسطها وفي آخرها" مثل ‪:‬الكاف في هذه اللفظة( ُكتُُب َ‬
‫بشكل آخر‪.‬‬
‫‪"-‬التشابه الكبير بين بعض الحروف ‪ ،‬مثل (ج ح خ) ‪ ،‬تقارب ط ت في النطق‪...‬‬
‫‪9‬‬
‫‪-‬القلب بين الكلمات أي تقديمها وتأخيرها‪،‬واإلبدال مثل‪ :‬يعفو يفعو"‬
‫أن المنهاج الدراسي يش ّكل القاعدة‬
‫‪-3‬تحديات تتعلّق بالمحتوى والمنهاج الدراسي‪ :‬من المعلوم ّ‬
‫التعليمية الثالث‬
‫ّ‬ ‫يضم كل ما يتعلّق باألطراف‬
‫ليمية‪ ،‬فهو دستورها‪ ،‬كونه ّ‬
‫العملية التع ّ‬
‫ّ‬ ‫الرئيسة‪ ،‬في‬
‫التعليمية(الكتب) والمقررات والبرامج‪ ،‬فإذا‬
‫ّ‬ ‫ويضم األهداف والطرائق والوسائل‬
‫(معلّم ومتعلّم ومعرفة)‪ّ ،‬‬
‫وسنه‪ ،‬فهذا يش ّكل لدى المعلّم صعوبة تعليم المتعلّم‬ ‫كان المنهاج يفوق مستوى المتعلّم الفكري ّ‬
‫التحدث والقراءة والكتابة‪ ،‬وأمور أخرى ذات عالقة بها‪ ،‬زد على ذلك ّأنه يش ّكل صعوبة‬
‫االستماع و ّ‬
‫على المتعلّم في تحقيق الهدف الّذي يصبو إليه (تعلّم اللغة العر ّبية والتواصل بها بشكل صحيح)‪.‬‬
‫أن المجتمع عندما يكون أفراده‬‫تطوره‪ :‬من البديهي ّ‬
‫‪-5‬تحديات تتعلّق بطبيعة المجتمع ومدى ّ‬
‫متحضرين ‪ ،‬يسعون بصورة دائمة إلى طلب العلم والبحث العلمي‪ ،‬والتثقّف‪ ،‬واالطالع ‪ ،‬تجدهم ال‬
‫ّ‬
‫أما إذا كان أفراد المجتمع‬
‫‪،‬جراء عملية القراءة‪ّ ،‬‬
‫تطور المجتمع ّ‬
‫مما يسهم في ّ‬ ‫ينصرفون عن القراءة‪ّ ،‬‬
‫ال يرغبون البحث العلمي وال القراءة وال االطالع ‪ ،...‬فينقلب ذلك سلبا على القراءة وعلى المتعلّم‬
‫عملية صعبة ‪ ،‬ال فائدة ترجى منها‪.‬‬
‫المبتدئ فتجده يقتدي بأفراد مجتمعه ‪ ،‬مما يجعله يرى القراءة ّ‬
‫عملية القراءة لدى المتعلّم‪ ،‬يمكن‬
‫ّ‬ ‫أن هذه الصعوبات الّتي تعيق‬
‫من خالل ما سبق ذكره‪ ،‬نلحظ ّ‬
‫أهمها ‪.‬‬
‫بعدة أساليب وطرق سيتّم ذكر ّ‬
‫معالجتها ّ‬

‫‪-0‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.032/031‬‬


‫‪-9‬نفسه‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫سابعا طرق مواجهة صعوبات تعلّم القراءة ‪،‬وعالقة القرآن الكريم بها‪:‬‬
‫أهمها حسب العناصر اآلتية ‪:‬‬
‫طرق تم ّكن من معالجة الضعف والّتي سيتم ذكر ّ‬ ‫عدة‬
‫هناك ّ‬
‫وجب عليه القيام باألمور األتية‪:‬‬ ‫أ‪ /‬المعلّم‪:‬‬
‫حصة القراءة‪،‬‬
‫جيدا‪ ،‬قبل ّ‬‫‪-‬إعداد درس القراءة إعدادا ّ‬
‫يميز بين الحروف المتشابهة في اللغة العربية‬
‫‪-‬تبسيط طبيعة المادة المقروءة( محاولة جعل المتعلّم ّ‬
‫يكررها‪ ،‬ويرّكز معها‪ ،‬لكي ال يقع في الخطأ أثناء القراءة)‪.‬‬
‫وأال ّ‬
‫‪-‬توفير الجو المالئم للقراءة ‪( ،‬الهدوء ‪ ،‬النظام)‪.‬‬
‫الفردية أثناء القراءة‪ ،‬واالنطالق في القراءة الجهرّية مع المتعلّم الماهر في القراءة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬مراعاة الفروق‬
‫عملية القراءة‪.‬‬
‫لكي يحاكيه األقل منهم مستوى في أداء ّ‬
‫كالصور‪(،‬أسلوب التشويق)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬محاولة توفير الوسائل الّتي تحفّز من قراءة موضوع القراءة‪،‬‬
‫مر الكرام‪.‬‬
‫‪-‬تقويم أخطاء المتعلّمين أثناء القراءة وعدم المرور عليها ّ‬
‫ليتشجع غيره‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-‬تحفيز ودعم وجزاء المتعلّم الّذي لديه مهارات عديدة في القراءة‪،‬‬
‫‪-‬بيان طريقة النطق السليمة لألصوات‪ ،‬والتعريف بصفاتها ومخارجها‪.‬‬
‫فيحضر الموضوع الّي سيتّم قراءته في المؤسسة‬
‫ّ‬ ‫عملية القراءة‪،‬‬
‫ب‪/‬المتعلّم‪ :‬على المتعلّم معرفة قيمة ّ‬
‫التدرب عليها‪ ،‬واإلفادة من األوقات‬
‫التعليمية‪ ،‬والتركيز أثناء القراءة‪ ،‬كماعليه"ممارسة القراءة و ّ‬
‫ّ‬
‫كما‬
‫درج في القراءة ّ‬ ‫محددة‪ ،‬والتّ ّ‬
‫ّ‬ ‫الضائعة أثناء السفر‪ ،‬واالنتظار‪،...‬ووضع خطّة قرائية‬
‫ونوعا‪،‬واختيار الكتب من حيث الميول والرغبات والوضوح والسهولة‪ 0"...‬ك ّل ذلك لتفادي العديد من‬
‫التقدم نحو الكتب لقراءتها‬
‫أما الكبار فعليهم ّ‬
‫الصعوبات الّتي سبق وأن ذكرناه ‪-‬بالنسبة للمبتدئين‪ّ ،-‬‬
‫واإلكثار منها‪ ،‬وعدم االنصراف عنها‪ ،‬ليرفعوا مستوياتهم في العديد من المجاالت‪،‬ولكي تكون لديهم‬
‫رغبة في التأليف واإلبداع‪ ،‬بل المهارة في ذلك‪ ،‬ولن يتّم التفصيل في األمور الّتي يجب على المتعلّم‬
‫ألن النسبة الكبيرة في تدارك ومعالجة‬
‫تحدي صعوبات القراءة ‪،‬والسبب في ذلك ّ‬ ‫القيام بها‪ ،‬ألجل ّ‬
‫الصعوبات‪ ،‬تعود للقائمين على المتعلّم (الوالدين والمعلّم والمنظومة التربوية والمجتمع ككل) ‪.‬‬
‫هذه ّ‬

‫‪ -0‬عبد الرزاق حسين‪ ،‬مهارات االتصال اللغوي‪،‬ص ‪002‬‬

‫‪115‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جـ ‪/‬المجتمع‪:‬‬
‫‪-‬أن يكون المجتمع التعليمي" المنظومة التربوية "محفّزة على القراءة‪ ،‬بوضعها المنهاج(الكتب‬
‫واألهداف المرسومة) المواتي والموافق لحاجات وقدرات ومهارات ومستويات المتعلّمين بل أقطاب‬
‫التعليمية ك ّكل ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬
‫متحض ار‪ ،‬يستمر في االطالع والبحث واالستكشاف (القراءة) ‪،‬ليكون قدوة‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬أن يكون المجتمع‬
‫ألجياله الصاعدة‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون "اتجاه الوالدين نحو القراءة إيجابيا فيوفّ ارن ألوالدهم الجو المناسب للقراءة‪ ،‬والوسائل‬
‫لقص القصص المفيدة (القراءة‬
‫التعليمية (الكتب)‪ ،‬وأن يكون هناك مجال للحوار حولها‪ ،‬ومجال ّ‬
‫ّ‬
‫‪0‬‬
‫السمعية)‪ ،‬مع التحفيز على ذلك"‬
‫ّ‬
‫‪"-‬تشجيع حركات النشر‪ ،‬للمؤلفين‪ ،‬والناشرين على السواء‪ ،‬ووضع حوافز واعانات لهم"‪9‬خاصة في‬
‫الجامعات‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪"-‬توفير أماكن لالطالع والقراءة في جميع االستراحات‪ ،‬وأماكن االنتظار‪ ،‬واإلدارات العمومية‪"...‬‬
‫‪5‬‬
‫‪"-‬العمل على تخفيض أسعار الكتب‪ ،‬وجعلها في متناول الجميع‪ ،‬تيسي ار للحصول عليها واقتنائها"‬
‫‪"-‬العناية بالطفل وتعويده القراءة‪ ،‬من خالل تشجيع طباعة كتب األطفال‪ ،‬ومجالتهم‪ ،‬وتركيز وسائل‬
‫‪1‬‬
‫اإلعالم على ذلك"‬
‫‪،‬متوسط ‪ ،‬ثانوي)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫النظامية(ابتدائي‬
‫ّ‬ ‫د‪ -‬المدرسة القرآنية و المدرسة‬
‫عليمية الالزمة فيها‪ ،‬وتخصيص جوائز‬
‫‪-‬اإلكثار من بناء المدارس القرآنية‪ ،‬وتوفير ك ّل الوسائل التّ ّ‬
‫معينة لمن يدرس فيها‪.‬‬
‫ّ‬
‫أهمية المدرسة القرآنية في رفع مستوى القراءة لدى المتعلّمين‪ ،‬وباألحرى‬
‫توعية لبيان ّ‬
‫‪-‬إقامة حمالت ّ‬
‫تخصيص عامين كاملين‪ ،‬كقانون واجب تنفيذه‪ ،‬يتّم من خاللها فرض إلزامية تدريس المتعلّمين‬

‫‪ -0‬ينظر ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.051‬‬


‫‪-9‬عبد الرزاق حسين‪ ،‬مهارات االتصال اللغوي ‪ ،‬ص‪.091/092‬‬
‫‪-3‬نفسه‪.‬‬
‫‪-5‬نفسه‪.‬‬
‫‪-1‬نفسه‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عامين كاملين في المدرسة القرآنية ‪ ،‬قبل التسجيل في المدرسة االبتدائية‪ ،‬فتخيلوا كيف تكون النتائج‬
‫في اللّغة العربية بل حتى مستوى التحصيل العلمي‪ ،‬واألخالقي‪...‬فكيف تكون النتائج يا ترى؟!‬
‫مرة في شهرين‪ ،‬لزيارة طبيب العيون‪ ،‬وأمراض الكالم لفحص المتعلّمين مجانا‪.‬‬
‫‪-‬تخصيص يوم ولو ّ‬
‫قيمة لها‬
‫‪-‬إقامة مسابقات تحدي القراءة‪ ،‬ومسابقات حفظ وتجويد القرآن الكريم‪ ،‬واعداد جوائز ّ‬
‫(عمرة‪ ،‬حواسيب‪ ،‬مبلغ مالي مرتفع‪ ،‬كتب ثمينة‪ ،‬رحالت ‪ )...‬سواء كان ذلك في لمدرسة القرآنية أو‬
‫النظامية‪ ،‬فكيف تكون النتائج يا ترى!‬
‫ّ‬
‫التعليمية الالزمة‪ ،‬من كتب‬
‫ّ‬ ‫النظامية‪ ،‬وتوفير جل الوسائل‬
‫ّ‬ ‫‪-‬بناء مكتبة سواء في المدرسة القرآنية أو‬
‫متنوعة المواضيع والمجاالت دينية (القرآن الكريم‪ ،‬قصص وسيرة الرسل واألنبياء الك ارم‪ ،)...‬علمية‬‫ّ‬
‫حصتين للذهاب إليها في‬
‫وسياسية‪ ،‬واقتصادية‪ ،‬والجو المناسب كذلك‪ ،‬ووجوب تخصيص ّحصة أو ّ‬
‫التوزيع الزمني للمتعلّم‪ ،‬مع إلزام المتعلّمين بتلخيص ما قرؤوه وتقويمه‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪  ‬‬ ‫‪":‬‬ ‫ائية‪ :‬يقول تعالى‬


‫أهمية القرآن الكريم في تنمية مهارة المتعلّم القر ّ‬
‫ثامنا أثر و ّ‬
‫‪1‬‬
‫‪""               ‬‬

‫يعد القرآن الكريم كالم اهلل المعجز‪،‬في ألفاظه ومعانيه‪ ،‬ومن وجوه إعجازه ذلك التأثير البالغ في‬ ‫ّ‬
‫ألسنة الناس‪ ،‬لذا له فوائد وأهمية بالغة‪ ،‬فهو يؤثّر على قارئه ومستمعه تأثي ار كبي ار‪ ،‬وهذا ما نشهده‬
‫من قول اهلل تعالى "‪ ،9 "              ‬زد‬
‫وخاصة قراءة القرآن الكريم‪ ،‬إذ يقول‬ ‫ّ‬ ‫أن ّأول آية نزلت تد ّل على أهمية فعل القراءة‪،‬‬ ‫على ذلك ّ‬
‫تعالى‪ ،3"                ":‬فتأثير‬
‫أن الجاحظ‬‫القرآن الكريم على القارئ كبير جدا‪ ،‬كونه ينقله من مستوى أقل إلى مستوى أعلى‪ ،‬حيث ّ‬
‫عز وج ّل‪،‬‬
‫نطبق كالمه على كتاب المولى ّ‬
‫يذكر فوائد الكتاب‪-‬بشكل عام‪ -‬لكن في هذا الموضع ّ‬
‫‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫اب(‪")01‬‬
‫ِك متاب أَ ْن مزلْنما ُه ال م ْي مك ُم مب مار َك ِل ميدب ُروا مأ مَيتِ ِه مو ِل مي مت مذك مر ُأولُو ْ َاللْ مب ِ‬ ‫فهو ينطبق عليه؛ يقول تعالى‪":‬‬
‫ِ‬
‫وجود بيانك‪،‬‬
‫وشحذ طباعك‪ ،‬وبسط لسانك‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫يقول‪":‬الكتاب هو الّذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك‪،‬‬
‫وعمر صدرك وحباك تعظيم األقوام‪ ،‬ومنحك صداقة الملوك‪،‬وهو المعلّم الّذي إن‬
‫وفخم ألفاظك‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫‪1‬‬
‫محمد‬
‫ّ‬ ‫ة‬ ‫حج‬
‫ّ‬ ‫"‬ ‫يم‬
‫ر‬ ‫الك‬ ‫آن‬
‫ر‬ ‫فالق‬ ‫‪،‬‬ ‫افتقرت إليه لم يحقرك ‪،‬وان قطعت عنه المادة‪ ،‬لم يقطع عنك الفائدة"‬
‫‪2‬‬
‫إن هذا القرآن‬
‫صلى اهلل عليه وسلّم وله منزلة رفيعة " ‪ ،‬والمصطفى يدعو لتعلّمه وتعليمه فيقول‪ّ ":‬‬
‫فإن اهلل يأجركم على تالوته "‪ ،1‬وقوله أيضا‪":‬كتاب‬
‫مأدبة اهلل‪ ،‬فتعلّموا من مأدبته ما استطعتم‪...‬اتلوه ّ‬
‫اهلل فيه نبأ من قبلكم‪ ،‬وخبر ما بعدكم‪ ،‬وحكم ما بينكم‪ ،‬هو الفصل ليس بالهزل‪ ،‬من تركه من جبار‬
‫أضله اهلل‪ ،‬هو حبل اهلل المتين‪ ،‬وهو ال ّذكر الحكيم‪ ،‬وهو‬ ‫قصمه اهلل ومن ابتغى الهدى في غيره ّ‬
‫‪1‬‬
‫الصراط المستقيم‪ ،‬وهو الّذي ال تزيغ به األهواء‪ ،‬وال تلتبس به األلسنة‪ ،‬وال يشبع منه العلماء‪"...‬‬
‫ّ‬
‫‪-0‬سورة فاطر‪ ،‬اآلية‪ ،92‬رواية ورش‪.‬‬

‫‪-9‬سورة النمل‪ ،‬اآلية ‪.91‬‬


‫‪-3‬سورة العلق‪ ،‬اآلية‪.3-0‬‬
‫‪-5‬سورة ص‪ ،‬اآلية‪.92‬‬
‫‪ -1‬الجاحظ‪ ،‬الحيوان‪ ،‬تح عبد السالم هارون‪ ،‬مكتبة مصطفى البابي الحلبي‪ ،‬القاهرة ‪0312‬ه‪0213/‬م‪.01/0 ،‬‬
‫الصابوني ‪ ،‬ط‪، 0511،0212/3‬مكتبة رحاب للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر‪،‬ص‪.11‬‬
‫محمد علي ّ‬
‫‪-2‬التبيان في علوم القرآن ‪ّ ،‬‬
‫‪ -1‬محمد بن عبد اهلل المعروف بالحاكم‪ ،‬ت‪511‬ه‪ ،‬المستدرك على الصحيحين‪ ،‬الرياض‪ ،‬مطابع النصر الحديثة‪ ،‬ج‪/0‬ص‪.115‬‬
‫‪" -1‬مجلّة البحوث اإلسالمية‪ ،‬العدد التاسع‪،‬اإلصدار من ربيع األول إلى جمادى الثانية سنة‪0515‬ه‪،‬ص‪12‬نقالعن‪،‬سنن الترميذي‪،‬‬
‫فضائل القرآن‪www.alifta .net/fattawa.‬‬

‫‪118‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شدة التأثير البليغ للقرآن الكريم على قارئه(متعلّمه)‪ ،‬والّتي‬


‫من خالل األقوال السالف ذكرها؛ نبرز ّ‬
‫توضح بصورة أكبر من خالل العناصر اآلتية‪:‬‬
‫ّ‬
‫المستمرة للقرآن الكريم‪ ،‬تجعل المتعلّم يحقّق الهدف من تعلّم اللغة العر ّبية بصورة سريعة‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬القراءة‬
‫مما يؤدي إلى التواصل باللّغة‬
‫وتنمية مهاراتها"‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫جدا‪ ،‬أال وهو" رفع مستوى اكتساب الملكة اللسانية‬ ‫ّ‬
‫العربية تواصال سليما‪.‬‬
‫يتضمن من‬
‫ّ‬ ‫‪-‬القرآن الكريم سبب هام في تحصيل مستوى معرفي ولغوي عال‪ ،‬من خالل ما‬
‫‪9‬‬
‫مصطلحات ومعارف في المستوى ‪ .‬يقول تعالى في سورة القيامة ‪":‬فما مذا قم مرأت م ُه فمات ِب ْع قُ ْرأن م ُه(‪")91‬‬
‫ِ‬
‫عرف على الرموز الكتابية‪ ،‬وقراءتها هي والكلمات والجمل قراءة‬ ‫‪-‬تم ّكن المتعلّم المبتدئ من الت ّ‬
‫الرفيعة‪.‬‬
‫تعوده على الرموز والكلمات القرآنية ّ‬
‫جراء ّ‬ ‫الجيد‪ ،‬وذلك ّ‬
‫سليمة مع الفهم ّ‬
‫‪ -‬مراعاة عالمات الوقف والترقيم ومواضع النبر والوقف والتنغيم لتجسيد المعاني‪...‬‬
‫‪-‬قراءة القرآن الكريم تجعل المتعلّم؛ قارئا ماه ار يعي وينتقي النصوص المناسبة له ‪.‬‬
‫مما‬
‫صير المتعلم ماه ار في القراءة ‪ ،‬ينطق األصوات من مخارجها نطقا سليما ؛ ّ‬ ‫‪-‬القرآن الكريم ّ‬
‫أكسبه فصاحة اللسان وبالغته ‪ ،‬لقوله صلى اهلل عليه وسلّم ‪" :‬زّينوا القرآن بأصواتكم"‪. 9‬‬
‫زودا بمعارف وخبرات كثيرة‪ ،‬نتيجة قراءته للقرآن‬ ‫‪-‬أصبح المتعلّم ماه ار متمكنا في اللّغة العربية ‪ ،‬م ّ‬
‫الكريم وتدبره وفهمه لما يحويه من قضايا ونتيجة"اشتماله على العلوم المختلفة اآلتية‪ :‬العلوم الكونية‬
‫التاريخية‪ ،‬التشريعية‪ ،‬القانونية‪ ،‬الحربية والسياسية"‪ ،3‬مع المهارة في استعمال األسلوب الراقي أثناء‬
‫التخاطب‪ ،‬وتوظيف األفكار‪.‬‬
‫‪ -‬من خالل قراءة القرآن الكريم يتعلّم المتعلّم كيف يقرأ‪ ،‬وماذ يق أر ‪ ،‬ولمن يق أر ‪.‬‬
‫‪ -‬تعلّم الكم الهائل من المصطلحات القرآنية التّي تجعل لسان المتعلّم فصيحا بليغا ‪،‬كما تجعلّه‬
‫إن هذا القرآن العظيم حوى جميع المعارف والعلوم ولطائف‬ ‫مطّلعا على العديد من العلوم‪ ،‬حيث " ّ‬
‫تدبر وفهم‪ ،‬وعمل بمقتضاه‪ ،‬فقد تحققت له الفائدة القصوى من تالوة هذا‬ ‫الحكم فمن قرأه قراءة ّ‬
‫الكتاب العظيم"‪ ، 5‬مع امتالك المتعلّم القدرة على إدراك ك ّل ما يقرأه هو أو يقرأه غيره على مسمعه‪.‬‬
‫‪-0‬سورة القيامة‪ ،‬اآلية‪.01‬‬
‫‪-9‬أبو بكر جابر الجزائري‪ ،‬منهاج المسلم‪ ،‬كتاب عقائد وآداب وأخالق ومعامالت‪ ،‬ط‪0210/0510‬م ‪،‬ص‪ 11‬نقال عن أحمد وابن‬
‫ماجه والنسائي والحاكم صححه‪.‬‬
‫‪ -3‬أبو بكر جابر الجزائري‪ ،‬منهاج المسلم‪ ،‬كتاب عقائد وآداب وأخالق ومعامالت‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪-5‬محمد بن أحمد القرطبي ‪ ،‬ت‪210‬ه‪ ،‬التذكار في أفضل األذكار ‪ ،‬بيروت ‪:‬دار الكتاب العربي‪،0512 ،‬ص‪.21‬‬

‫‪119‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬المهارة في االستشهاد بالقرآن الكريم واالقتباس منه وبالتالي المهارة في المحاورة بالحجة والدليل‪.‬‬
‫عملية‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬قدرة المتعلّم بتوظيف ما قرأه‪ ،‬فيواجه به المواقف الّتي تصادفه في حياته‪ ،‬وهكذا برزت‬
‫‪0‬‬
‫القراءة ك"عملية مثمرة أدت وظيفة هامة "‬
‫عبر‪،‬ومهارة تمثيل‬
‫الم ّ‬
‫‪-‬قراءة القرآن الكريم تم ّكن المتعلّم من المهارة في السؤال والجواب‪،‬و اإللقاء ُ‬
‫النظم ‪...‬‬
‫المعاني والتحليل والتركيب والتلخيص والنقد والتقويم والحكم وحتى إمكانية التأليف و ّ‬
‫فعال( القراءة الجهرية للقرآن الكريم)‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن عيوب النطق ومعيقاته‪ ،‬ومعالجتها بشكل ّ‬
‫"‪9‬‬
‫‪-‬المهارة في اشتقاق الكلمات من بعضها‪ ،‬و"معرفة معاني جديدة لكلمة واحدة (المشترك اللفظي)‬
‫‪-‬القدرة على"تصفّح كتاب بسرعة وادراك أهم الموضوعات الّتي يشتمل عليها‪ ،‬استخالص األفكار‬
‫تغير في المعنى عند إضافة أو حذف مصطلح‬ ‫النص المقروء‪ ،‬تحليله‪ ،‬إدراك ما حدث من ّ‬‫من ّ‬
‫‪3‬‬
‫معين‪ ،‬والمهارة في الحصول على المعرفة من خالل القراءة الخاطفة"‬
‫ّ‬
‫معدل السرعة في القراءة‪ ،‬مع العناية‬
‫المستمرة للقرآن الكريم تجعل المتعلّم يقوم ب"تكييف ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬القراءة‬
‫‪5‬‬
‫الفائقة بالمعنى‪ ،‬واإلقبال على القراءة في تطلّع واشتياق"‬
‫أن القرآن الكريم له أثر وفضل وفائدة عظيمة على قارئه(المتعلّم) من‬ ‫مما سبق نخلص إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫الناحية اللغوية السيما السلوكية؛ فعليه أن يق أر القرآن الكريم‪ "،‬ويتأدب بآدابه‪ ،‬ويتخلّق بأخالقه‪ ،‬وأن‬
‫يتدبر‬
‫ال يهجره فيكون ممن قال فيهم (ابن تيمية)"من لم يق أر القرآن فقد هجره‪،‬ومن ق أر القرآن ولم ّ‬
‫وتدبره ‪،‬ولم يعمل بما فيه فقد هجره"‪ ،1‬وواجب الوالدين نحو أوالدهم؛‬ ‫معانيه فقد هجره‪ ،‬ومن قرأه ّ‬
‫خاصة عندما يكونوا صغا ار‪ ،‬تعليمهم القرآن الكريم‪ ،‬ليتّم من خالله تقويم ألسنتهم"فمدام الولد صغيرا‪،‬‬
‫ّ‬
‫ومادام في سن التعليم والتربية‪ ،‬فيجدر باألبوين والمربين‪ ،‬أال يتركا وسيلة من اإلصالح إال‬
‫أن واجب الوالدين‬‫بعبارة أخرى ّ‬ ‫وسلكوها‪ ،‬وال طريقة فيها تقويما العوجاجه إال نهجوها " ‪، 2‬ونؤ ّكد‬
‫من خالله تقويم ألسنتهم‪.‬‬ ‫خاصة عندما يكونوا صغا ار ‪،‬تعليمهم القرآن الكريم‪ ،‬ليتّم‬
‫ّ‬ ‫نحو أوالدهم‬
‫‪-0‬ينظر ‪،‬عبد العليم إبراهيم‪ .‬الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ‪.‬ص‪.11/11‬‬
‫‪-9‬ينظر‪،‬رشدي أحمد طعيمة‪ ،‬المهارات اللغوية‪ ،‬مستوياتها‪ ،‬تدريسها‪،‬صعوباتها‪،‬ط‪9115،0591،0‬م‪،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‬
‫ص‪.509‬‬
‫‪-3‬نفسه‪.‬‬
‫‪-5‬نفسه‪.‬‬
‫محمد علي الصابوني‪ ،‬التبيان في علوم القرآن‪ ،‬ص‪.1‬‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫‪-2‬عبد اهلل ناصح علوان‪ ،‬تربية األوالد في اإلسالم‪،‬ج‪،0‬دار الشهاب ‪ ،‬باتنة‪،‬ط‪،0،0212‬ص‪.21‬‬

‫‪120‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ومتدبره‬
‫ّ‬ ‫يتميز قارئ القرآن الكريم‬
‫تاسعا المهارات الق ارئية المكتسبة لدى متعلّم (قارئ) القرآن الكريم‪ّ :‬‬
‫أهمها فيما يأتي‪:‬‬
‫بعدة أمور(مهارات) يتّم ذكر ّ‬‫وحافظه ّ‬
‫المتدبر في معانيه" ينطق النطق الواضح الدقيق للحروف والكلمات بما‬
‫المتعلّم قارئ القرآن الكريم و ّ‬
‫يجسم المعنى بالصوت‪ ،‬فنبرة اإلرشاد غير نبرة التهديد والوعيد‪،‬‬
‫يجعلها واضحة لدى السامع‪ ،‬كما ّ‬
‫ومعرفة مخارج الحروف "حروف الحلق‪ ،‬أدنى الحلق‪ ،...‬المزاوجة في الكلمة بين الحرف المرقق‬
‫‪0‬‬
‫جيد‪ ،‬ومستوى معرفي ولغوي‬
‫أن له –قارئ القرآن الكريم‪ -‬عائد معرفي ّ‬ ‫المفخم‪ ،‬التشديد‪ ، "...‬كما ّ‬
‫و ّ‬
‫التعرف على الرموز المكتوبة ‪،‬والتم ّكن من شكلها شكال صحيحا و قراءتها ؛وله‬
‫عال‪ ،‬ومهارة في ّ‬
‫القدرة على معرفة عالمات الوقف والترقيم‬
‫مما جعل نطقه لألصوات من مخارجها نطقا سليما ؛فاكتسب بذلك فصاحة‬ ‫ماه ار في القراءة‪ّ ،‬‬
‫زود بالمعارف والخبرات‪ ،‬ويحقّق االتصال بينه وبين غيره من‬
‫فهو متمكن من اللّغة العربية‪ ،‬م ّ‬
‫المتعلمين بلغة سليمة‪ ،‬ويستعمل األسلوب الراقي‪.‬‬
‫تذوقا مستمتعا‬
‫وصيرت فصيحا بليغا ؛م ّ‬
‫ّ‬ ‫قومت لسانه‪،‬‬‫فقارئ القرآن الكريم له ثروة مصطلحية قرآنية ّ‬
‫بالحجة ‪،‬وممتلكا‬
‫ّ‬ ‫بك ّل ما يق أر مواجها بل متجاو از ك ّل ما يعيق نطقه وقراءته‪ ،‬محاورا‪ ،‬مفحما خصمه‬
‫ومفس ار وناقدا حاكما‬ ‫ّ‬ ‫معب ار ‪ ،‬محلّال‬ ‫شجاعة أدبية لغوية ال نظير لها‪ ،‬مؤلّفا مبدعا خطيبا وملقيا ّ‬
‫عز وج ّل "القرآن الكريم"‪ ،‬الّذي ينقل المتعلّم (قارئه) من‬ ‫مقيما‪ ،‬ك ّل هذا منبعه معجزة المولى ّ‬
‫مقوما‪ ،‬و ّ‬‫ّ‬
‫المرتبة الدنيا‪ ،‬إلى العليا ‪ ،‬فهو نور يقول عنه تعالى‪       " :‬‬

‫‪       ‬‬


‫‪           ‬‬
‫‪2‬‬
‫‪"  ‬‬
‫من منطلق هذه اآلية الكريمة ‪،‬وما سلف ذكره‪ ،‬نلحظ الفرق البالغ بين قارئ القرآن الكريم وغير‬
‫التميز عن غير قارئه‪،‬‬
‫قمة ّ‬ ‫شدة تأثير القرآن الكريم على قارئه‪ ،‬والّذي جعله في ّ‬
‫القارئ له‪ ،‬أي ّ‬
‫أما غير القارئ للقرآن الكريم ؛‬
‫فقارئ القرآن الكريم كالذي يمشي في النور‪ ،‬أي حياته كلّها ضياء‪ّ ،‬‬
‫فهو كالّذي يمشي في الظلمات‪ ،‬ال يبصر شيئا‪ ،‬فيا ترى كيف هي حياته وما هدفه فيه فوجب تالوة‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬وتربية األبناء على ذلك‪ ،‬لكي نضمن لهم بمشيئة المولى تعالى حياة مضيئة ملؤها‬
‫‪-0‬ينظر ‪ ،‬د حسن شحاتة‪،‬تعليم اللّغة العر ّبية بين النظرّية والتّطبيق‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية للنشر‪،‬‬
‫ط‪0593/1‬ه‪9119،‬م‪/‬ط‪0591/2‬ه‪9115،‬م‪،‬ص‪.010‬‬
‫‪-9‬سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪.099‬‬

‫‪121‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة اللغوية "اإلطار النظري"‬ ‫الفصل الثالث‬

‫حب‬
‫التميز والفالح‪ ،‬يقول صلى اهلل عليه وسلّم ‪":‬أدبوا أوالدكم على ثالث خصال‪ّ :‬‬
‫النور والهداية‪ ،‬و ّ‬
‫فإن حملة القرآن في ظ ّل عرش اهلل يوم ال ظل إال ظلّه مع‬‫وحب آل بيته وتالوة القرآن‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫نبيكم‬
‫ّ‬
‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬
‫أنبيائه وأصفيائه" ‪ ،‬ويقول أيضا ‪" :‬أشراف أمتّي حملة القرآن "‬
‫يتميز من يق أر القرآن ويحفظه عن غيره‪ ،‬فعلى ك ّل فرد متعلّم قراءة القرآن الكريم وتالوته‬
‫فهكذا ّ‬
‫لألمة اإلسالمية‪ ،‬وليكون ممن قال فيهم صلى اهلل عليه وسلّم‬ ‫وتدبره‪ ،‬لكي يكون شرف ّ‬ ‫وحفظه ّ‬
‫لعي‬
‫السفرة الكرام البررة والّذي يق أر القرآن ويتعتع فيه( أي تصعب قراءته عليه ّ‬
‫"الماهر بالقرآن مع ّ‬
‫‪3‬‬
‫ممن يقول عنهم المولى تبارك‬
‫لسانه) وهو عليه شاق له أجران " ‪ ،‬أي يكون مع المالئكة‪.‬وال يكون ّ‬
‫‪5‬‬
‫وتعالى‪"          " :‬‬

‫‪-0‬عبد اهلل ناصح علوان‪ ،‬تربية األوالد في اإلسالم‪ ،‬ص‪.011‬‬


‫‪-9‬نفسه‪.‬‬
‫‪" -3‬رواه مسلم محمد بن إسماعيل البخاري‪ ،‬أخرجه البخاري في التفسير‪ ،‬ج‪/9‬ص‪131‬‬
‫محمد‪،‬اآلية‪.95‬‬
‫‪- 5‬سورة ّ‬

‫‪122‬‬
‫اإلطار التّطبيقي "الميداني‬
‫عينــــــــــــــــــــــــــة الدراســــة الميدانية ومنهجهـــــــــــــــــــا‬ ‫ّأوال‪ّ :‬‬
‫الدراســـــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫ثانيا ‪:‬مكـــــــــــــــان وموقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ّ‬
‫ثالثا‪ :‬الوسائل واألدوات المستخدمــة في الدراسة‬
‫‪-‬االستبيانات‬
‫المسجل و االختبارات‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫رابعا‪:‬إحصاء النتائـــــــــــــــــــــــــــــــــــج و تحليـــــــــــــــــــــــــــــــلها‪.‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الدراسة التّطبيـــــقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬
‫المطبق في‬
‫ّ‬ ‫بالعينة المدروسة وعددها والمنهج‬
‫ّ‬ ‫عيــــــــــــــــــــــــــنة الدراسة ومنهجها‪ :‬فيم يتعلّق‬
‫ّأوال‪ّ :‬‬
‫الدراسة فهما واحد ‪،‬أي سبق الحديث عنها في الفصلين التطبيقيين السابقين "مهارة االستماع ومهارة‬
‫أن الهدف هنا إثبات وبيان أثر وفائدة القرآن الكريم في تنمية مهارة المتعلّم‬ ‫التحدث" لكن بما ّ‬‫ّ‬
‫ل في قوله ‪          ":‬‬
‫عزوج ّ‬
‫القرائية الّتي يذكرها المولى ّ‬
‫‪ ،0"               ‬وقد سبق الحديث‬
‫فإنه في هذا الموضع سيتّم تطبيق هذه الدراسة النظرية وبيان فائدتها ؛‬ ‫النظري ‪ّ ،‬‬
‫عنها في اإلطار ّ‬
‫لغوية‪.‬‬
‫وذلك بتطبيق هذه الدراسة على المتعلّمين قارئي القرآن الكريم وغير القارئين له من الناحية الّ ّ‬
‫العينة الّتي‬
‫عينة الدراسة)‪ :‬نفس المكان ونفس ّ‬
‫ثانيا مكان وموقع الدراسة الميدانية ( موقع تواجد ّ‬
‫التحدث عليها‪.‬‬
‫سبق تطبيق مهارتي االستماع و ّ‬
‫الدراسة‪ :‬استعانت الدراسة الميدانية في هذا الفصل بنفس‬
‫ثالثا‪:‬الوسائل واألدوات المستخدمة في ّ‬
‫حدث‪ .‬لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكن كوننا‬
‫مجموعة الوسائل واألدوات الّتي استخدمت في فصل مهارة االستماع والت ّ‬
‫تم صياغة أسئلته المتعلّقة‬ ‫بصدد التطبيق لبيان أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة‪ ،‬فاالستبيان ّ‬
‫تصب في‪:‬‬
‫ّ‬ ‫بمهارة القراءة والّتي‬
‫‪-0‬إمكانية وجود فروق واختالفات بين المتعلّم القارئ للقرآن الكريم والمتعلّم غير القارئ له‪.‬‬
‫‪-9‬إمكانية المتعلّم الحافظ (القارئ) للقرآن الكريم من قراءة أي نص قراءة سليمة ‪ ،‬مراعيا عالمات‬
‫وضمة وكسرة وسكون) والتنوين والمد والوصل والقطع‬ ‫ّ‬ ‫الوقف الترقيم والحركات اإلعرابية(فتحة‬
‫وأحكام التجويد‪ ،‬ونطق الجيم العربية الفصيحة‪ ،‬والتمييز بين الضاد و الظاد أثناء النطق‪،‬مقارنة‬
‫بغير الحافظ لكتاب اهلل تعالى(غير القارئ له)‪.‬‬
‫‪ -3‬مستوى المهارة القرائية بالنسبة للمتعلّم الحافظ للقرآن الكريم مقارنة بغيره‪.‬‬
‫المستغرق مع المتعلّم (القارئ) للقرآن الكريم ‪ ،‬وغير الحافظ (القارئ) له ‪،‬أثناء التعلّم‪.‬‬
‫َ‬ ‫‪ -5‬الوقت‬
‫‪ -1‬الوسائل والطرائق المستخدمة في تدريس (قراءة) القرآن الكريم للمتعلّمين ‪.‬‬
‫لغوية‬
‫تميز المتعلّم الّذي يدرس في المدرسة النظامية والمدرسة القرآنية معا ؛ بامتالك مهارات ّ‬
‫‪ّ -2‬‬
‫نابعة عن قراءته للقرآن الكريم ‪ ،‬والفضل في ذلك للقرآن الكريم‪.‬‬

‫‪-0‬سورة العلق ‪ ،‬اآلية من‪10‬إلى‪.11‬‬

‫‪124‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وتدبره للقرآن الكريم‪ ،‬ونسبة إسهامه بدرجة عالية‬ ‫‪ -1‬مدى تأثير القرآن الكريم في المتعلّم عند ق ارءته ّ‬
‫في تمكين المتعلّم من تحقيق الهدف األسمى أال وهو تعلّم اللّغة العر ّبية‪ ،‬وبالتالي جعل المتعلّم قارئا‬
‫مـاه ار ‪.‬‬
‫وتعوده على القراءة الواعية السليمة‪ ،‬وأفكاره‬
‫ّ‬ ‫وتميز المتعلّم القارئ للقرآن الكريم‬
‫‪ -1‬سبب مهارة ّ‬
‫لمتميزة‪ ،‬واتقانه اللغة العربية‪.‬‬
‫ا ّ‬
‫جراء قراءته للقرآن‬
‫‪ -2‬اكتساب المتعلّم ثروة لغوية كبيرة‪ ،‬وقلّة األخطاء اللّغوية‪ ،‬وفصاحته وبالغته ّ‬
‫الكريم‪.‬‬
‫المتعود على قراءة القرآن الكريم في المدرسة القرآنية‬
‫ّ‬ ‫‪-01‬كيفية الحكم على قراءة وتجويد المتعلّم‬
‫بغيره‬
‫‪-00‬مدى إتقان ومعرفة وتح ّكم المتعلّم القارئ القرآن الكريم مقارنة بالمتعلّم غير القارئ القرآن لكريم‬
‫في التالوة‪ ،‬وأحكام التجويد ونطق األصوات بطريقة سليمة مع إخراجها من مخارجها الصحيحة‬
‫السليمة ‪.‬‬
‫عرف على مواضع النبر والتنغيم والوقف‪،‬وفهم المقروء‪ ،‬وتطويع اللسان للقراءة ّ‬
‫والتّ ّ‬
‫فعال في تدريس المتعلّمين لغتهم ‪،‬ورفع مستوى‬ ‫‪-09‬اعتماد القرآن الكريم ( قراءته) كمنهج ّ‬
‫تحصيلهم العلمي‪.‬‬
‫‪-03‬عالقة قراءة القرآن الكريم بنمو المهارات اللّغوية األخرى‪.‬‬
‫‪ -05‬مدى اهتمام المتعلّم الحافظ ( قارئ ) القرآن الكريم بالدراسة ‪.‬‬
‫‪-01‬مساهمة القرآن الكريم في مواجهة بعض الصعوبات الّتي يواجهها المتعلّم أثناء قراءاته مختلف‬
‫النصوص‪.‬‬
‫‪ -02‬نصح المتعلّم أو أيا كان مسؤوال عنه بدفعه نحو المدارس القرآنية ‪ ،‬ألجل تعلّم القرآن الكريم‬
‫( قراءته) لرفع مستوى تعلّم اللّغة العربية الفصيحة لديهم ومهارتهم في التواصل بها وتوظيفها‪.‬‬
‫المتوسطة‬
‫ّ‬ ‫المتوسط الذين يدرسون في‬
‫ّ‬ ‫تم تكليف متعلّمي الطور‬ ‫‪-8‬االختبارات (التعابير)‪ّ :‬‬
‫المتنوعة‬
‫ّ‬ ‫المتوسطة والمدرسة القرآنية معا‪ ،‬بقراءة مجموعة من النصوص‬
‫ّ‬ ‫فقط‪،‬والّذين يدرسون في‬
‫وتبينت فائدة قراءة‬
‫للتعرف على الفروق البارزة في مهارة القراءة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الّتي تتوافق ومستواهم العلمي‪،‬‬
‫القرآن الكريم العائدة على المتعلّمين الّذين يرتادون المدارس القرآنية والنظامية معا‪ ،‬وقد ت ّم االستماع‬
‫وس ّجلت مجموعة من المالحظات والنتائج ‪.‬‬
‫بتمعن وتركيز‪ُ ،‬‬
‫إليهم ّ‬

‫‪125‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫رابعا إحصاء النتائج وتحليلها‪:‬‬


‫الفعال‬
‫التعرف على درجة مهارة المتعلّمين القارئين للقرآن الكريم‪ ،‬ومدى التأثير اإليجابي و ّ‬
‫ّ‬ ‫تم‬
‫قد ّ‬
‫تميز المتعلّمين القارئين القرآن الكريم عن‬
‫للقرآن الكريم على مستواهم اللّغوي‪ ،‬إضافة إلى مدى ّ‬
‫تم الموافقة عليها‬
‫غيرهم‪ ،‬وهذه النتيجة تبرز من خالل دراسة االستبيان واالختبار وتحليلهما‪ ،‬وقد ّ‬
‫انطالقا من الجدول اآلتي ‪:‬‬
‫ملحوظة‪:‬‬
‫‪-‬المتعلّم الحافظ( قارئ القرآن الكريم )(الّذي يدرس في المدرسة القرآنية) نرمز له بالرموز اآلتية‪:‬‬
‫م ق ق ك (متعلّم قارئ القرآن الكريم)‬
‫‪-‬المتعلّم غير القارئ القرآن الكريم (الّذي ال يدرس في المدرسة القرآنية) نرمز له بالرموز اآلتية‪:‬‬
‫م غ ق ق ك (متعلّم غير قارئ القرآن الكريم)‬
‫مغققك‬ ‫مققك‬ ‫التميز (المهارة)‬
‫عناصر ّ‬
‫النسبة ضعيفة مابين ‪1‬‬ ‫محققة بنسبة كبيرة‬ ‫القراءة‬ ‫في‬ ‫السرعة‬ ‫مهارة‬

‫إلى ‪%31‬‬ ‫جدا تتراوح بين ‪11‬‬ ‫السليمة وفهم المقروء‬


‫و‪%011‬‬
‫بنسبة كبيرة جدا‬ ‫وجود فروق واختالفات في‬
‫‪%011‬‬ ‫اللّغة وطريقة النطق‬
‫ومتوسطة‬ ‫ضعيفة لدى فئة‬ ‫جدا‬
‫عالية ّ‬ ‫مستوى المهارة القرائية‬
‫ّ‬
‫لدى أخرى‬
‫جدا‬
‫قوية ّ‬
‫عالقة ّ‬ ‫عالقة قراءة القرآن الكريم بنمو‬
‫عالقة ضعيفة‬
‫يسعى دائما إلى‬ ‫المهارات اللّغوية‪.‬‬
‫نفس الهدف لكن النتيجة‬
‫التفوق‪ ،‬كونه يتمتّع‬
‫ّ‬ ‫الحافظ‬ ‫مدى اهتمام المتعلّم‬
‫لعدم‬ ‫واحدة‬ ‫ليست‬ ‫بلغة فصيحة ‪.‬‬ ‫(قارئ) القرآن الكريم بالدراسة‬
‫اهتمامه‪.‬‬ ‫وبتحقيق هدفه"تعلّم العر ّبية"‪.‬‬
‫جدا ويتطلّب جهدا ‪.‬‬
‫كثير ّ‬ ‫قليل جدا وال يتطلّب‬ ‫المستغرق مع المتعلّم‬
‫َ‬ ‫الوقت‬
‫جهدا‪.‬‬ ‫‪،‬أثناء القراءة‬
‫ال يتوافق مع غيره‬ ‫بدرجة ممتازة‬ ‫تميز المتعلّم بامتالك مهارات‬
‫ّ‬
‫لغوية نابعة عن قراءته القرآن‬
‫ّ‬

‫‪126‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الكريم ‪.‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫مدى تأثير القرآن الكريم في‬


‫المتعلّم بدرجة عالية في تمكينه‬
‫من تحقيق الهدف األسمى أال‬
‫وهو تعلّم اللّغة العر ّبية ‪،‬‬
‫وبالتالي جعل المتعلّم قارئا‬
‫مـاه ار‬
‫من‪1‬إلى ‪%51‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫مدى إتقان ومعرفة وتح ّكم‬
‫المتعلّم في التالوة ‪ ،‬وأحكام‬
‫التجويد ونطق األصوات بطريقة‬
‫من‬ ‫إخراجها‬ ‫مع‬ ‫سليمة‬
‫عرف‬
‫مخارجها الصحيحة ‪،‬والتّ ّ‬
‫النبر والتنغيم‬ ‫على مواضع‬
‫والوقف‪،‬وفهم المقروء‪ ،‬وتطويع‬
‫السليمة‬
‫اللسان للقراءة ّ‬
‫من ‪1‬إلى‪%91‬‬ ‫من‪21‬إلى‪%011‬‬ ‫اكتساب المتعلّم ثروة لغوية‬
‫كبيرة ‪،‬وقلّة األخطاء اللّغوية‬
‫جراء قراءته‬
‫وفصاحته وبالغته ّ‬
‫للقرآن الكريم‬
‫‪%100‬نعم‬ ‫نعم ‪%011‬‬ ‫اعتماد القرآن الكريم ( قراءته )‬
‫تدريس‬ ‫في‬ ‫فعال‬
‫ّ‬ ‫كمنهج‬
‫المتعلّمين لغتهم ‪،‬ورفع مستوى‬
‫تحصيلهم العلمي‪.‬‬
‫فعالة‬
‫ّ‬ ‫مساهمة‬ ‫في‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫مساهمة‬
‫تتراوح‬ ‫بنسبة‬ ‫مواجهة بعض الصعوبات الّتي‬
‫غير محقّقة‪.‬‬ ‫من‪11‬إلــى‪%011‬‬ ‫يواجهها المتعلّم أثناء قراءاته‬
‫مختلف النصوص‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ال تتوافق مع نسبة م ق ق‬ ‫إمكانية قراءة أي نص قراءة‬

‫ك‬ ‫من‪11‬إلــى‪%011‬‬ ‫سليمة ‪ ،‬مع مراعاة عالمات‬


‫والحركات‬ ‫الترقيم‬ ‫الوقف‪،‬‬
‫وضمة وكسرة‬
‫ّ‬ ‫اإلعرابية(فتحة‬
‫وسكون) والتنوين والمد والوصل‬
‫وأحكام التجويد ‪،‬‬ ‫والقطع‬
‫ونطق الجيم العربية الفصيحة‬
‫‪،‬والتمييز بين الضاد و الظاد‬
‫أثناء النطق‪ ،‬واخراج األصوات‬
‫من مخارجها والنطق بها نطقا‬
‫السطور‪.‬‬
‫فصيحا‪،‬وقراءة ما وراء ّ‬
‫جليا على‬
‫أن أثر القرآن الكريم يبدو ّ‬
‫لتحليل النتائج وتوضيح الجدول السابق بصورة أوضح نقول ّ‬
‫أن‪:‬‬
‫المتعلّم القارئ القرآن الكريم مقارنة بالمتعلّم غير القارئ له‪ ،‬حيث ّ‬
‫المتدبر في معانيه (الدارس في المدرسة النظامية والقرآنية معا) ‪:‬‬
‫‪-‬المتعلّم قارئ القرآن الكريم و ّ‬
‫المستمرة للقرآن‬
‫ّ‬ ‫جدا‪ ،‬وذلك انطالقا من قراءته‬
‫قد تّم تحقيق الهدف التعليمي معه بصورة سريعة ّ‬
‫أن ذلك نتج عنه تحصيل مستوى معرفي ولغوي عال‪ ،‬فالنتيجة كانت محقّقة‬ ‫الكريم‪ ،‬وقد الحظنا ّ‬
‫عرف على الرموز‬ ‫جدا‪ ،‬وبفضل القرآن الكريم ؛أصبح المتعلّم المبتدئ ماه ار في الت ّ‬
‫بنسبة عالية ّ‬
‫الكتابية‪ ،‬وشكلها شكال صحيحا وقراءتها هي والكلمات والجمل قراءة سليمة مع الفهم؛ مراعيا‬
‫بالنسبة للمتعلّم‬
‫أما ّ‬‫عالمات الوقف والترقيم ومواضع النبر والتنغيم لتجسيد المعاني والوقف ‪ّ ...‬‬
‫جيدا يعي وينتقي النصوص المناسبة‬
‫متوسط وثانوي وجامعي ) فقد أصبح قارئا ّ‬
‫األكثر منه مستوى ( ّ‬
‫مما جعل نطقه لألصوات من مخارجها نطقا‬ ‫له ‪،‬زد على ذلك ّأنه أصبح متعلما ماه ار في القراءة ‪ّ ،‬‬
‫سليما ؛فاكتسب بذلك فصاحة اللسان وبالغته‪ ،‬وبذلك ظهر عليه أثر القرآن الكريم ‪ ،‬الّذي به أصبح‬
‫التزود بالمعارف والخبرات‪،‬‬
‫المتعلّم ماه ار متمكنا من اللّغة العربية وأداء أصواتها أداء سليما‪ ،‬و ّ‬
‫وتحقيق االتصال بينه وبين غيره من المتعلمين بلغة سليمة‪ ،‬واستعمال األسلوب الراقي أثناء‬
‫التخاطب‪ ،‬واالستشهاد‪ ،‬واستعمال الحجج واألدلة‪ ،‬كل ذلك تحقق من خالل قراءة القرآن الكريم‬
‫وتدبر معانيه ‪.‬‬
‫وحفظه ّ‬

‫‪128‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كما هائال من‬‫فقارئ القرآن الكريم يتعلّم كيف وماذا ولمن ومع من يق أر‪ ،‬إضافة إلى ّأنه يتعلّم ّ‬
‫؛يتذوق به ك ّل ما يق أر بمتعة ودون خوف أو‬
‫ّ‬ ‫المصطلحات القرآنية التّي تجعل لسانه فصيحا بليغا‬
‫تعود على قراءة القرآن الكريم الّذي عالجه حتى من الناحية النفسية " فيستفيد القارئ بما‬
‫خشية‪ ،‬فهو ّ‬
‫ق أر‪ ،‬ويواجه به المواقف الّتي تصادفه في حياته العملية اليومية‪ ،‬وهكذا تصبح القراءة عملية مثمرة‬
‫‪0‬‬
‫عز وج ّل‪،‬كما‬
‫أدت وظيفة هامة " كونها أخذت ركيزتها من أبلغ وأفصح قول أال وهو كتاب المولى ّ‬
‫مما‬
‫تجد المتعلّم قد اكتسب مهارة القراءة؛ فأصبح يدرك ك ّل ما يقرأه هو أو يقرأه غيره على مسمعه‪ّ ،‬‬
‫يجعله يمتلك القدرة على االستشهاد من القرآن الكريم واالقتباس منه وبالتالي يصبح قويا ماه ار في‬
‫عبر‪،‬‬
‫الم ّ‬
‫بالحجة وماه ار في قضايا لغوية أخرى؛ كمهارة السؤال والجواب‪،‬ومهارة اإللقاء ُ‬‫ّ‬ ‫المحاورة‬
‫ومهارة تمثيل المعاني ‪،‬والتحليل والتركيب والتلخيص والنقد والتقويم والحكم وحتى إمكانية التأليف‬
‫النظم ‪ ...‬آخذا ذلك كلّه من أعظم مصدر وأبلغه وأفصحه( القرآن الكريم)‪ ،‬فقراءة القرآن الكريم لها‬
‫وّ‬
‫األهمية‬
‫ّ‬ ‫عملية بالغة‬
‫تعد ّ‬ ‫فعال‪ ،‬كما ّ‬ ‫أهمية في الكشف عن عيوب النطق ومعيقاته‪ ،‬ومعالجتها بشكل ّ‬
‫وتنمية مهاراتها لدى المتعلّم ( قارئ القرآن الكريم)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ترفع من مستوى اكتساب الملكة اللسانية‬
‫‪-‬المتعلّم غير القارئ القرآن الكريم(غير الدارس في المدرسة القرآنية )‪ :‬المتعلّم غير قارئ القرآن‬
‫‪،‬وتجنبا للتكرار‬
‫ّ‬ ‫الكريم وغير الحافظ له وجدناه أ ّقل مستوى ومهارة من المتعلّم قارئ القرآن الكريم‬
‫نقول ّأنه لم تتحقق معه األمور والفوائد السابقة الذكر‪ ،‬والّتي تحققت مع قارئ القرآن الكريم والدارس‬
‫في المدرسة القرآنية‪.‬‬
‫تفوق المتعلمين القارئين القرآن الكريم في‬
‫أن هذه الدراسة التطبيقية أظهرت لنا مدى ّ‬
‫نخلص إلى ّ‬
‫مهارة القراءة وما يلحقها من مهارات ‪ ،‬وبالتالي ضعف المتعلّمين غير الحافظين للقرآن الكريم في‬
‫أهم العناصر اآلتي ذكرها‪:‬‬
‫نوضحه في ّ‬‫القراءة ‪.‬وهذا النقص ّ‬
‫الصغار)‪:‬‬
‫‪-1‬المتعلّمين المبتدئين ( ّ‬
‫عرف على الحروف ‪ ،‬ونطقها زد على ذلك الخلط بين المتشابهة منها‪،‬‬ ‫‪-‬لديهم صعوبة كبيرة في التّ ّ‬
‫مثل حرفي القاف والفاء‪ ،‬الدال والذال ‪ ،‬العين والغين‪...‬‬

‫‪ -0‬ينظر ‪،‬عبد العليم إبراهيم‪ .‬الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية ‪.‬ص‪.11/11‬‬

‫‪129‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الصنف من المتعلّمين القراءة غير المرتّبة وغير المنسجمة ‪ ،‬فيكثرون التوقّف‬


‫‪-‬تكثر عند هذا ّ‬
‫‪،‬مما يؤدي إلى حدوث خلل في المعنى ‪،‬وبعبارة أخرى عدم الطالقة‬ ‫وتكرار األصوات والكلمات ّ‬
‫واالسترسال أثناء القراءة ‪.‬‬
‫مما يؤدي بهم إلى‬
‫‪ -‬عدم معرفتهم بعالمات الوقف وعدم التمييز بينها‪ ،‬وعدم إدراك وظيفتها‪ّ ،‬‬
‫تجاوزها‪.‬‬
‫‪-‬حذف بعض الحروف والكلمات والعبارات ‪،‬والخلط بين األسطر واالنتقال بينها وتجاوز بعضها‪،‬‬
‫لقلّة التركيز الّذي نجده متوفّ ار لدى قارئي القرآن الكريم نتيجة كثرة قراءتهم له ‪.‬‬
‫ثم أفكار ‪ ،‬وعدم القدرة على استخالص أفكاره‪،‬لعدم القدرة‬
‫النص إلى فقرات ّ‬ ‫‪-‬عدم مهارتهم في تقسيم ّ‬
‫السليمة الّتي سبق وأن قلنا ّأنها تشتمل على قراءة ما وراء السطور(قراءة الفهم)‪.‬‬
‫على القراءة ّ‬
‫‪-‬عدم مهارتهم في قراءة فقرات ونصوص أخرى؛ ذات مصطلحات ومواضيع جديدة على ذهن‬
‫القارئ ( المتعلّم)‬
‫‪-‬عدم فهم المقروء وتمييز فكرته ‪،‬وعدم القدرة على تلخيصه ‪،‬وانعدام القدرة على التأليف‪.‬‬
‫‪-‬بذل وقت طويل وجهد كبير في القراءة‪.‬‬
‫المتوسط ‪ ،‬الثانوي‪ )...‬نذكر منها ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-1‬المتعلّمين األ كثر منهم سنا (الكبار التعليم‬
‫متدني بل أ ّقل درجة من المستوى المعرفي واللّغوي للمتعلّم قارئ القرآن‬
‫‪ -‬مستوى معرفي ولغوي ّ‬
‫الكريم‪.‬‬
‫‪-‬انعدام المهارة في استيعاب وانتقاء النصوص المناسبة له ‪.‬‬
‫‪-‬عدم اكتساب فصاحة اللسان وبالغته ‪،‬أي نقص التمكن في اللّغة العربية و أداء أصواتها أداء‬
‫سيئا‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪-‬نقص المعارف والخبرات‪ ،‬وعدم القدرة على تحقيق االتصال بلغة سليمة ‪،‬وأسلوب راق‪.‬‬
‫‪-‬انعدام االقتباس من القرآن الريم ‪ ،‬وبالتالي ضعف اللّغة‪.‬‬
‫السطور‪.‬‬
‫‪-‬نقص مستوى المتعلّم في قراءة ما وراء ّ‬
‫‪-‬نقص قابلية التأليف‪ -‬ولو كانت خواطر‪-‬‬
‫‪ -‬قلّة الثروة اللّغويـ ـ ـ ـ ـ ــة "المصطلحات القرآنية" التّي تجعل لسانه فصيحا بليغا‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة القراءة اللّغويّة "اإلطار التّطبيقي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وتدبر معانيه جعله يفتقد مهارة المحاورة بالحجة‪ ،‬ومهارة السؤال‬


‫‪ -‬هجره لقراءة القرآن الكريم ّ‬
‫والجواب ومهارة اإللقاء‪ ،‬ومهارة التحليل والتركيب والتلخيص والنقد والتقويم والحكم‪ ،‬وبالتالي ضعف‬
‫غوية لديه‪.‬‬
‫المـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلكة اللّ ّ‬
‫أن هذه الدراسة التطبيقية أظهرت لنا أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة‬
‫نخلص إلى ّ‬
‫تفوق المتعلمين القارئين القرآن الكريم في هذه المهارة وما يلح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقها‬
‫المتعلّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم القرائية‪ ،‬و مدى ّ‬
‫من مهارات‪ ،‬وبالتالي ضعف المتعلّمين غير الحافظين للق ـ ـ ـ ـ ـرآن الكريم في القراءة إذ يقول صلى اللّه‬
‫طيب"*‪.‬‬
‫طيب ‪ ،‬وطعمها ّ‬ ‫عليه وسلّم ‪ ":‬مثل المؤمن الّذي يق أر القرآن كمثل األترجة ريحها ّ‬
‫السفرة الكرام البررة والّذي يق أر القرآن ويتعتع فيه (أي تصعب قراءته‬
‫ويقول أيضا‪ ":‬الماهر بالقرآن مع ّ‬
‫عليه لع ّي لسانه )‪ ،‬وهو عليه شاق له أجران " **‬

‫‪ ‬‬
‫‪      ‬‬ ‫الكريم‪":‬‬ ‫عز وج ّل في فضل قراءة تالوة القرآن‬
‫يقول المولى ّ‬
‫‪‬‬ ‫"‬ ‫"‪ ،0‬وقوله أيضا ‪:‬‬ ‫‪           ‬‬
‫‪9‬‬
‫‪".       ‬‬

‫ثم رسوله صلى اهلل عليه وسلّم ‪ ،‬لما لها من فائدة عظيمة‬ ‫فقراءة القرآن الكريم حثّنا الّله تعالى بها ‪ّ ،‬‬
‫على المتعلّم لقوله صلى اهلل عليه وسلّم ‪ ":‬خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه"*** فعلى المتعلّم أن يرافق‬
‫ويتميز بها عن غيره‪ ،‬وعدم‬
‫ّ‬ ‫الجنة " اللغة العربية "‬
‫القرآن الكريم وال يهجره ليصبح ماه ار في لغة أهل ّ‬
‫وتدبره ‪ ،‬لقول "شيخ اإلسالم(ابن تيمية) رحمه اهلل تعالى (من لم يق أر‬
‫هجر القرآن الكريم تعني قراءته ّ‬
‫وتدبره ولم يعمل بما جاء‬
‫يتدبر معانيه فقد هجره ‪ ،‬ومن قرأه ّ‬
‫القرآن فقد هجره ‪ ،‬ومن ق أر القرآن ولم ّ‬
‫‪3‬‬
‫وتدبره والعمل بما جاء فيه لنرفع من‬
‫تتبع القرآن الكريم بقراءته ّ‬
‫فيه فقد هجره)" ‪،‬لذا وجب علينا ّ‬
‫جراء عدم هجر القرآن الكريم‪.‬‬
‫مستوياتنا ال سيما الفضائل العديدة األخرى الّتي تأتي ّ‬

‫الصابوني ‪" ،‬متفق عليه" ‪ ،‬ص‪.1‬‬


‫محمد علي ّ‬
‫*‪-‬التّبيان في علوم القرآن ‪ّ ،‬‬
‫**‪-‬نفسه "رواه مسلم"‪.‬‬
‫‪-0‬سورة فاطر ‪ ،‬اآلية‪. 92‬‬
‫محمد‪ ،‬اآلية‪. 95‬‬
‫‪ -9‬سورة ّ‬
‫الصابوني ‪" ،‬رواه البخاري " ص‪.1‬‬
‫محمد علي ّ‬
‫***التّبيان في علوم القرآن ‪ّ ،‬‬
‫‪ -3‬نفسه ‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪131‬‬
‫الرابع‬
ّ ‫الفصل‬
‫تنمية‬
ّ ‫أثر القرآن الكريم في‬
‫مهارة الكتابة‬
‫ "القلم‬    " : ‫يقول تبارك وتعالى‬
             "

‫"العلق‬
‫اإلطار النظري‬
‫المتضمنة معنى الكتابة‬
‫ّ‬ ‫ّأوال المصطلحات‬
‫أهمية وأهداف الكتابة (التعبير كتابي)‬
‫ثانيا ّ‬
‫ثالثا أهمية الكتابة وميزاتها وعالقتها بالقرآن الكريم‬
‫الجيدة‬
‫رابعا معايير الكتابة ّ‬
‫الجيدة‬
‫خامسا عناصر الكتابة ّ‬
‫سادسا طرق تعليم وتعلّم الكتابة‬
‫سابعا مراحل تعلّم الكتابة‬
‫ثامنا صعوبات ومعيقات تعلّم وتعليم الكتابة‬
‫تاسعا أساليب وطرق تطوير مهارة الكتابة (التعبير الكتابي)‬
‫عاش ار ‪-‬أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة الكتابة‬
‫‪ -‬المهارات الكتابية المكتسبة لدى متعلّم القرآن الكريم‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫توطئة‪:‬‬
‫وتعد‬
‫ّ‬ ‫ثم الكتابة‪،‬‬
‫التحدث والقراءة ّ‬ ‫أن المهارات اللغوية أربعة‪ :‬االستماع و ّ‬‫سبق وأن ذكرنا ّ‬
‫متضمنة في قوله تعالى‪":‬عم مل ِِبل مق م ِل"وفي قوله ‪ُ ":‬ن‬
‫ّ‬ ‫هذه األخيرة التي سبق التعريف بها إلى ّأنها‬
‫تميز اإلنسان(المتعلّم) عن غيره‪ ،‬وترقى به إلى أعلى‬
‫فهي ميزة ّ‬ ‫موال مق م ِل مو مما ي ْمس ُط ُر م‬
‫ون"‪،‬‬
‫ملحة إلى إيجاد‬
‫التقدم‪ ،‬وقد وجد اإلنسان حاجة ّ‬ ‫المستويات‪ ،‬وهي" سمة من سمات الحضارة و ّ‬
‫‪0‬‬
‫ميسرة تحفظ له ما يتعلّق بذهنه من أفكار ح ـ ـ ـ ـ ـ ـتى ال تذوب أو تضيع مرور الوقت "‬
‫وسيلة ّ‬
‫هم اإلنسان‪ ،‬ولها" شأنها العظيم ومكانتهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا العالية‬
‫فالكتابة هي وسيلة حفظ كل ما يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫مر العصور‪ ،‬كما ّأنها األداة‬ ‫الرفيعة‪ ،‬فهي الحافظة للتاريخ والتراث‪ ،‬وهي الراعية للحضارة على ّ‬
‫عما يختلج النفوس‪،‬فضال على ّأنها العامل‬
‫الرئيسة في التعليم والتعلّم‪ ،‬والوسيلة المثلـ ـ ـ ـ ـى للتعبير ّ‬
‫األساس في االتصال بين الفكر البشري‪ ،‬والحاضر بالماضي‪ ،‬ونقل الثقافات والمعارف "‪،9‬وقد‬
‫تبيت فائدتها كوسيلة حفظ وضم ـان األمانة في قوله تعالى‪   ":‬‬
‫ّ‬
‫‪           ‬‬

‫‪            ‬‬
‫‪3‬‬
‫تعد مفتاحا أي" مفتاح العلوم‬
‫‪ . "        ‬زد على ذلك ّأنها ّ‬
‫األولون في ميادين المعرفة ‪ ،‬ليواصل‬
‫دونه ّ‬
‫وباكورتها‪ ،‬ووعاء اللغة وخزانتها‪ ،‬فقد حفظت ما ّ‬
‫المتأخرون إتمام صروحهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا الشامخة "‪.5‬‬
‫المتضمنة معنى الكتابة؟‬
‫ّ‬ ‫فما المصطلحات‬

‫‪-1‬محمود عكاشة ‪ ،‬علم اللغة مدخل نظري في اللغة العربية ‪ ،‬ط‪/1‬القاهرة ‪ ،‬دار النشر للجامعات ‪،.5002 ،‬ص‪121‬‬
‫العلمية في تدريس اللغة العر ّبية‪ ،‬ص ‪132‬‬
‫ّ‬ ‫‪-5‬طه علي حسن الدليمي ‪ ،‬الطرائق‬
‫‪-3‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية‪.919‬‬
‫‪-4‬ينظر‪ ،‬محمود حاج حسين ‪ ،‬تاريخ الكتابة العربية وتطورها وأصول اإلمالء العربي ‪ ،‬الجزء‪/1‬منشورات وزارة الثقافة في‬
‫الجمهورية العربية السورية دمشق‪5004‬ص‪.02‬‬
‫محمد ابن منظور ‪ ،‬معجم لسان العرب ‪ ،‬مج‪ ،0‬مادة ك‪ ،‬ب ‪،‬ت‪،‬ص‪.221‬‬ ‫‪ّ -1‬‬

‫‪134‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المتضمنة معنى الكتابة‪ :‬قد سبق بيان مفهوم الكتابة االصطالحي ‪،‬الّذي‬
‫ّ‬ ‫ّأوال المصطلحات‬
‫أن الكتابة عبارة عن تعبير‬
‫ارتبطت به مجموعة من المصطلحات‪ ،‬حيث من الدارسين من يرى ّ‬
‫التطرق إلى هذه المصطلحات بشكل دقيق وموجز على‬
‫ّ‬ ‫تتضمن الخط‪ ،‬واإلمالء‪ ،‬وسيتّم‬
‫ّ‬ ‫وهي‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪0‬‬
‫‪-1‬الكتابة تعبير‪":‬الكتابة تعبير عن تجربة شعورية "‬
‫عبر بالتضعيف ‪ ،‬وأصل الفعل عبر‬ ‫أ‪-‬مفهوم التعبير في عرف اللغة‪":‬التعبير في اللغة مصدر ّ‬
‫عب ار و ِعبارة‪ّ ،‬‬
‫‪9‬‬
‫فسرها‪ ،‬وأخبر بما يؤول إليه أمرها ‪"...‬‬
‫وعبرها‪ّ :‬‬ ‫و عبر الرؤيا يعبرها ْ‬
‫وفي قوله تعالى "‪ "،3"              ‬أي‬

‫تفسرون والعابر الذي ينظر في الكتاب فيعبره أي يقع فهمه عليه"‪ ،5‬والتعبير من العبارة ‪،‬‬‫ّ‬
‫و"العبارة الكالم الذي يبين به ما في النفس من معان‪ ،‬يقال هذا الكالم عبارة عن كذا ‪ :‬معناه‬
‫كذا"‪ ،1‬ف "التعبير يعني اإلفصاح أو اإلبانة‪ ،‬أو الكشف‪ ،‬أو اإلظهار"‪.2‬‬
‫إذن التعبير في اللغة يقصد به التفسير واإلبانة‪ ،‬والتوضيح‪ ،‬وازالة اإلعجام والغموض عن شيء‬
‫عملية التعبير‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وكأن المعنى اللغوي يبدو بعيدا عن المعنى المقصود لدينا من‬
‫ّ‬ ‫معين‬
‫أو أمر ّ‬
‫أن الكاتب يقوم بإبانة األفكار‬
‫أن المعنى اللغوي قريب جدا‪ ،‬أي ّ‬
‫لكن عند إمعان النظر‪ُ ،‬يلحظ ّ‬
‫المكنونة لديه وبيانها للقارئ‪ ،‬مع إزالة الغموض حول الموضوع المكتوب بحسب األسلوب‬
‫المستعمل من ِقبل الكاتب‪.‬‬

‫محمد عيد ‪ ،‬فن الكتابة والتّعبير‪ ،‬ط‪ ،9112/‬دار اليازوري العلمية للنشر والتّوزيع ‪ ،‬األردن ‪ ،‬عمان ‪،‬ص‪02‬‬
‫‪-0‬زهدي ّ‬
‫‪-9‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪،‬تح عبد اهلل علي الكبير وآخرين‪ ،‬طبعة جديدة ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬مادة عبر ‪ ،‬مج‬
‫‪/5‬ج‪،3‬ص‪.9119‬‬
‫‪-3‬سورة يوسف‪ ،‬اآلية ‪.53‬‬
‫محمد‪-‬جميل محمد بني عطا‪ -‬اسماعيل مسلم أبو العدوس‪ ،‬فن الكتابة والتعبير‪ ،‬ص‪.92‬‬ ‫‪ -5‬دعاطف فضل ّ‬
‫‪-1‬المعجم الوسيط‪ ،‬مجمع اللغة العر ّبية (‪)0211‬م‪،‬مطابع اآلوفست بشركة اإلعالنات الشرقية‪ ،‬ط‪ ،3‬ج‪،9‬مادة عبر‪،‬ص‪.210‬‬
‫محمد‪-‬جميل محمد بني عطا‪ -‬اسماعيل مسلم أبو العدوس‪ ،‬فن الكتابة والتعبير‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ -2‬دعاطف فضل ّ‬

‫‪135‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫عملية التعبير‪ ،‬لكن عند إمعان‬


‫ّ‬ ‫وكأن المعنى اللغوي يبدو بعيدا عن المعنى المقصود لدينا من‬
‫ّ‬
‫أن الكاتب يقوم بإبانة األفكار المكنونة لديه‬
‫أن المعنى اللغوي قريب جدا‪ ،‬أي ّ‬‫النظر‪ُ ،‬يلحظ ّ‬
‫وبيانها للقارئ‪ ،‬مع إزالة الغموض حول الموضوع المكتوب بحسب األسلوب المستعمل من ِقبل‬
‫الكاتب‪.‬‬
‫كلية ‪،‬يستخدم فيها المتعلّم حصيلته التي‬
‫ب‪-‬مفهوم التعبير في االصطالح‪ :‬التعبير"مهارة لغوية ّ‬
‫اكتسبها من أنظمة اللغة ومهاراتها من استماع ومحادثة وقراءة وكتابة وغيرها لتحديد موضوع‬
‫من موضوعات الحياة وتنظيمه‪،‬وتمييز ما يناسبه وما ال يناسبه‪ ،‬واإلفصاح شفويا أو كتابة عن‬
‫‪0‬‬
‫ذلك الموضوع"‬
‫"‬
‫التعجب‬
‫عبر فالن عن رأيه‪ ،‬أي ّبينه بالكالم‪ ،‬والتّعبير نوعان إبداعي كالنداء و ّ‬
‫و نقول ّ‬
‫أن التعبير من حيث األداء‬
‫واالستفهام‪ ،‬ووظيفي مثل كتابة التقارير‪ ،‬والمحاضر ‪ ،...‬كما ّ‬
‫األول أسبق من الثاني وأكثر استعماال منه‪ ،‬واللّغة‬ ‫نوعان‪ :‬تعبير شفوي‪ ،‬وتعبير كتابي‪ ،‬و ّ‬
‫‪9‬‬
‫السبيل إلى األداء السليم والوضوح"‬
‫السليمة هي ّ‬
‫ّ‬
‫والتعبير" بصفة عامة هو الحصيلة ا ّلنهائية لتعليم اللّغة العر ّبية‪ ،‬أي ّأنه الهدف النهائي الشامل‬
‫‪3‬‬
‫تصب في التعبير"‬
‫ّ‬ ‫لتعليم اللّغة‪ ،‬فك ّل فنون اللّغة وفروعها‬
‫يتضمن الكتابة‪ ،‬أي‬
‫ّ‬ ‫أن التعبير؛مهارة لغوية‪ ،‬وسيلته الكتابة‪ ،‬فالتعبير‬
‫مما سبق نخلص إلى ّ‬ ‫ّ‬
‫سأضم مجموعة من الحروف إلى بعضها بشكل صحيح‬ ‫ّ‬ ‫عندما أقول مثال (سأكتب تعبي ار) أي‬
‫معين‪ ،‬أي أنطلق من‬
‫نصا حول موضوع ّ‬ ‫ثم ّ‬ ‫على الورق‪ ،‬وأرّكب منها كلمات ‪،‬فجمل‪ ،‬ففقرات‪ّ ،‬‬
‫يعد هدف المتعلّم النهائي‪ ،‬أي بعد تعلّمه مهارة االستماع‬
‫الكتابة وأصل إلى التعبير‪ ،‬الّذي ّ‬
‫التحدث والقراءة يجمع ك ّل ذلك في الكتابة أو نقول بصفة شاملة" التعبير"‪ ،‬وهذا يلتقي وينطبق‪،‬‬
‫و ّ‬
‫ثم‬
‫فالتحدث ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫أو باألحرى سبب من أسباب ترتيب فصول البحث انطالقا من مهارة االستماع‬
‫المحصلة النهائية للتعلّم ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫القراءة وأخي ار الكتابة‪ ،‬كونها‬

‫محمد‪-‬جميل محمد بني عطا‪ -‬اسماعيل مسلم أبو العدوس‪ ،‬فن الكتابة والتعبير ص‪ 30‬نقال عن جميل‬ ‫‪ -0‬دعاطف فضل ّ‬
‫بني عطا وآخرون‪ ،‬منهاج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ‪ 9110،‬م‪ :‬من منشورات جامعة الزرقاء األهلية ‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫محمد عيد ‪ ،‬فن الكتابة والتّعبير‪ ،‬ص‪02‬‬
‫‪-9‬زهدي ّ‬
‫‪-3‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪552‬‬

‫‪136‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫وعملية‬
‫ّ‬ ‫؛عملية الكتابة‬
‫ّ‬ ‫أن البحث يرّكز على كال العمليتين‬
‫يهمنا في هذا الموضع هو ّ‬
‫وما ّ‬
‫أن المفهوم يصب في محور العملية‬ ‫التعبير‪ ،‬حتى ولو اشتمل كل منهما على تعاريف إال ّ‬
‫عملية الكتابة والتعبير لدى المتعلّم‪.‬‬
‫التعليمية "المتعلّم"‪ ،‬أي ّ‬
‫جـ‪-‬أنواع الكتابة(أنواع التعبير)‪:‬ينقسم التعبير إلى‪:‬‬
‫‪"-0‬التعبير الوظيفي‪ :‬الغرض منه الفهم واإلفهام‪ ،‬ويكون في –المحادثة بين الناس‪ ،‬كتابة‬
‫الرسائل‪ ،‬االستدعاءات‪ ،‬اإلعالنات‪ ،0"...‬فهذا النوع من التعبير؛ يتّم بشكل عملي‪ ،‬أي يستخدم‬
‫لغرض تحقيق التواصل وتسهيل المعامالت بين الناس‪.‬‬
‫‪-9‬التعبير اإلبداعي الغرض منه التعبير عن األفكار والمشاعر بأسلوب أدبي يؤثّر في نفوس‬
‫النص األدبي ومشاركين الكاتب أحاسيسه‬
‫لسامعين والقارئين بحيث يجعلهم متفاعلين مع ّ‬
‫ومشاعره" ‪ 9‬وهنا يتّم توظيف مهارات الشخص وقدراته؛ في خلق موضوع كتابي يحوي أفكار‬
‫إبداعية مؤثّرة في القارئ‪ ،‬تجعله متفاعال معها‪.‬‬
‫ّ‬
‫أي‬
‫د‪-‬الخطّ‪" :‬الخط هو الكتابة بالقلم‪ ،‬وهو رموز يرسمها اإلنسان تم ّكنه من قراءة الكالم في ّ‬
‫‪3‬‬
‫عملية الكتابة في الغالب ترتبط بالخطّ‪ ،‬واللّذان يقول عنهما ابن خلدون‪":‬‬
‫لغة من اللغات " ‪ ،‬و ّ‬
‫تدل على الكلمات المسموعة‬
‫الكتابة والخط من عداد الصنائع اللغوية وهي"رسوم وأشكال حرفية ّ‬
‫‪5‬‬
‫يتميز بها المتعلّم عن غيره‪ ،‬فيختلف في درجة‬
‫يعد ميزة ّ‬
‫الدالة على ما في لنفس" ‪ ،‬والخطّ ّ‬
‫الدقة‪ ،‬الجمال عموما‪.‬‬
‫الوضوح واإلتقان و ّ‬
‫أن الخط يرتبط بتهجئة الحروف والكلمات‪ ،‬فهما ‪ -‬الخط والتهجي‪":-‬وسيلتان‬‫زد على ذلك ّ‬
‫لالتصال الكتابي ‪ ...‬والمهم حقيقة هو أن تساعد الكتابة الواضحة والخط الجميل الكاتب في أن‬
‫يضع أفكاره في شكل مكتوب يمكن قراءته بسهولة ‪.‬‬

‫محمد عيد ‪ ،‬فن الكتابة والتّعبير‪،‬ص‪.99‬‬


‫‪-0‬زهدي ّ‬
‫‪-9‬نفسه‪.‬‬
‫محمد عيد ‪ ،‬مدخل إلى تدريس مهارات اللّغة العر ّبية ‪،‬ص‪.091‬‬
‫‪-3‬زهدي ّ‬
‫مقدمة ابن خلدون‪ ،‬ص‪501‬‬‫‪ -5‬ابن خلدون‪ّ ،‬‬

‫‪137‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫وعلى هذا فالرسم الكتابي السليم والخط الواضح يستخدمان لتحويل المعاني إلى لغة رمزية يمكن‬
‫فإن الخط –على العكس‬
‫فهمها‪.‬واذا كانت الكتابة تنتمي بالدرجة األولى إلى المجال المعرفي ‪ّ ،‬‬
‫فإنه يستخدم مع قليل من‬
‫تم تعلّم الخط ‪ّ ،‬‬
‫من ذلك – هو مهارة حركية بالدرجة األولى ‪.‬فمتى ّ‬
‫‪0‬‬
‫الجهود المعرفية "‬
‫األهمية البالغة هو المعنى الّذي يتّم إيصاله من خالل‬
‫ّ‬ ‫فاألمر الّذي يتّم التركيز عليه؛ واعطائه‬
‫‪،‬أما هذه األخيرة فأساسها كم‬
‫الخط الّذي يرتبط بمهارة مسك القلم وحركة اليد أثناء الكتابة ّ‬
‫المعارف والمعلومات الّتي يمتلكها المتعلّم ‪ ،‬وكيفية توظيفه لها بصورة سليمة تحقّق الفهم‪.‬‬
‫الرموز أو الكلمات أو‬ ‫ِ‬
‫ه‪-‬اإلمالء‪ :‬يقصد به تسميع المتعلّمين من قبل معلّمهم مجموعة من ّ‬
‫الجمل أو فقرة أو نصا كامال‪ ،‬وقيامهم بتسجيله بواسطة القلم على السبورة أو الدفاتر‪ ،‬والغرض‬
‫اللغوية‬
‫ّ‬ ‫إما يكون ألجل معرفة مدى تم ّكنهم من الكتابة العربية‪ ،‬أو معرفة نوع األخطاء‬
‫من ذلك ّ‬
‫الّتي سيقعون فيها‪ ،‬ألجل تقويمها وتقييمها‪ ،‬أو ألجل تعويدهم على االستماع‪...‬‬
‫أن اإلمالء عملية‬
‫ل ـ ـ ـ ـ ــكن "االتجاه الّذي كان ومازال سائدا في مدارسنا‪ ،‬والّذي يقوم على أساس ّ‬
‫اختبارية بحتة‪ ،‬وهذا ما جعل التالميذ ال يحسنون استخدام مهارات التحرير العربي في المراحل‬
‫‪9‬‬
‫المتوسط والثانوي"‬
‫ّ‬ ‫اإلعدادية و‬
‫نتحدث عن الكتابة فنحن نشير إلى التعبير التحريري بجميع ألوانه‬
‫و‪-‬التّعبير التحريري‪":‬عندما ّ‬
‫وأنشطته وعندما نتحدث عن مهارات التحرير العربي ‪ ،‬فنحن نشير إلى مهارات التهجي‬
‫وعالمات لترقيم ‪ ،‬والخط ‪.‬وسيطرتنا الكاملة على هذه المهارات في كتاباتنا‪ ،‬تقدر اآلخرين على‬
‫‪3‬‬
‫الكتابة بسهولة ‪ ،‬وتعينهم على فهم لغتهم المكتوبة "‬

‫‪--0‬ينظر‪،‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العر ّبية‪،‬ص ‪922‬‬


‫‪-9‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬أساسيات تدريس فنون اللغة العر ّبية‪ ،‬ص‪911‬‬
‫‪-3‬نفسه‬

‫‪138‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أهمية بالغة في حياة اإلنسان‪،‬‬


‫ّ‬ ‫أهمية التعبير الكتابي"‪:‬للكتابة‬
‫أهمية وأهداف الكتابة " ّ‬
‫ّ‬ ‫ثانيا‬
‫أهميتها في كونها كما أسلفنا إليه من قبل وسيلة لحفظ األفكار والمعارف والخبرات‬
‫ّ‬ ‫وتكمن‬
‫وتعرف على ثقافات وعلوم وعادات وتقاليد‬
‫تعد وسيلة اطالع وتثقّف‪ّ ،‬‬
‫وتناقلها بين األجيال‪ ،‬كما ّ‬
‫مما يسهم في تحقيق االتصال بينها‪ ،‬أي ّأنها "أكثر عناصر االتصال‬
‫الشعوب واألمم األخرى‪ّ ،‬‬
‫اللغوي‪ ،‬وأكثرها استخداما في حياة اإلنسان‪،‬هي الصلة التي تربط اإلنسان بغيره من أبناء جنسه‬
‫ووطنه‪ ،‬هي القالب الذي يصيغ فيها اإلنسان أثمن ما لديه من األفكار والمعاني‪ ،‬فهي ترتبط‬
‫اللغوية‪ ،‬الغاية من تعلّم اللغة وتعليمها"‪.0‬‬
‫ّ‬ ‫أهم أغراض الدراسة‬
‫ارتباطا وثيقا بالتفكير‪ّ ،‬‬
‫قوة المالحظة‬
‫تعد وسيلة للتم ّكن من اللغة العر ّبية؛ كونها سببا في" تكوين وتنمية ّ‬‫‪ -‬الكتابة ّ‬
‫الدقة‪ ،‬في انتقاء األلفاظ المالئمة‪ ...‬وتنمية السيطرة على استعمال اللغة‬
‫والفهم‪ ،‬والتدريب على ّ‬
‫‪9‬‬
‫تدرس‬
‫استعماال صحيحا " ‪ ،‬والكتابة الهدف الّذي "يسعى إليه دارس العر ّبية ‪،‬وغاية من أجلها ّ‬
‫العر ّبية وعلومها المختلفة توسال إلى تجويدها واتقانها‪ ،‬وتمكينا للكاتب من التعبير عن نفسه‬
‫‪3‬‬
‫واالتصال بغيره اتصاال لغويا ناجحا"‬
‫تعد –الكتابة‪ -‬وسيلة إلخراج المكنونات واإلخبار واالستعالم والبحث واإلبداع والفهم والتحليل‬‫‪ّ -‬‬
‫والتركيب والتقويم والنقد والحكم‪...‬وغيرها من العمليات العقلية األخرى‪.‬‬
‫‪-‬هي الوعاء الحامل والحافظ للفكر‪ ،‬وتتطلّب‪:‬فهم الموضوع المراد الكتابة فيه‪ ،‬دقّة األفكار‬
‫ووضوحا وانسجامها‪ ،‬وسالمة األسلوب ‪ ،‬وتوظيف عالمات الترقيم‪.‬‬
‫‪-‬الكتابة تهدف إلى"تنمية قدرة المتعلّم على التّعبير الوظيفي ‪ ...‬وتنمية حساسية المتعلّم‬
‫‪5‬‬
‫للمواقف االجتماعية المختلفة ككتابة بطاقة تهنئة لصديق"‬
‫‪-‬كما تلعب الكتابة دو ار كبي ار في تنمية مهارة المتعلّم على كتابة الرسائل واالستدعاءات ؛أي كل‬
‫ما يتعلّق بجانب المعامالت بين األفراد (الوظيفي) ‪ ،‬فهي أيضا تهدف إلى " تنمية قدرة المتعلّم‬
‫اإلبداعية (التّعبير اإلبداعي (األفكار واألحاسيس) "‪ ،1‬وهذا ما تغفل عليه مدارس اليوم‪.‬‬

‫محمد‪-‬جميل محمد بني عطا‪ -‬اسماعيل مسلم أبو العدوس‪ ،‬فن الكتابة والتعبير ‪ ،‬ص‪.39‬‬ ‫‪-0‬ينظر‪ ،‬دعاطف فضل ّ‬
‫العلمية في تدريس اللغة العر ّبية ص‪.032‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -9‬الدليمي طه حسين و الوائلي ‪،‬سعاد عبد الكرم عباس‪،‬الطرائق‬
‫محمد‪-‬جميل محمد بني عطا‪ -‬اسماعيل مسلم أبو العدوس‪ ،‬فن الكتابة والتعبير‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪ -3‬دعاطف فضل ّ‬
‫‪-5‬ينظرعلي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون اللغة العربية ‪ ،‬ص‪551‬‬
‫‪-2‬ينظر‪،‬نفسه ‪،‬ص‪.530‬‬

‫‪139‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تعودهم على معرفة أشكال الحروف‪ ،‬وتموقعها في الكلمة (بداية‬ ‫‪-‬بالنسبة للمبتدئين فالكتابة ّ‬
‫تعودهم من خالل اإلمالء على التقليل من األخطاء اإلمالئية‪ ،‬وكيفية‬ ‫ووسط ونهاية)‪،‬كما ّ‬
‫الكتابة على السطر‪ ،‬ومواضع المد والنبر والتنغيم‪ ،..‬والخط الواضح (المقروء)‪.‬‬
‫تنمي مهارات أخرى ك" استخدام مجمل قصيرة‪ ،‬التعبير بعدد قليل من الكلمات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬الكتابة‬
‫المتنوعة فقد قيل‬
‫ّ‬ ‫تجنب األخطاء الشائعة‪ ،‬القراءة والمطالعة‬
‫مراعاة التسلسل المنطقي لألفكار‪ّ ،‬‬
‫"‪0‬‬
‫تنمي مهارة النظم‬ ‫إذا أردت أن تكتب أفضل فاق أر أكثر ‪ ،‬وبصورة أخرى؛ الكتابة ّ‬
‫والتأليف‪،‬ويسبق ذلك مهارة القراءة‪.‬‬
‫‪-‬تعليم الكتابة يهدف أيضا إلى" تدريب التلميذ على مهارات التهجي وعالمات الترقيم والخط‪،‬‬
‫تقدر اآلخرين على الكتابة بسهولة‪ ،‬وتعينهم‬
‫فسيطرتنا الكاملة على هذه المهارات في كتاباتنا‪ّ ،‬‬
‫على فهم لغتهم المكتوبة‪ ،‬فالفاصلة مثال تشير إلى الوقفة القصيرة‪ ،‬وعالمة التعجب تشير إلى‬
‫‪9‬‬
‫الغرابة أو اإلثارة‪"...‬‬
‫الجيدة وجب على المعلّم أن "يساعد التالميذ على فهم حقيقة بسيطة‪ ،‬مؤداها‬
‫‪-‬لتتحقق الكتابة ّ‬
‫أن اكتسابهم لمهارات التحرير العربي ضروري لالتصال المكتوب‪ ،‬فاألطفال يحاولون تنمية‬ ‫ّ‬
‫أن الهجاء الصحيح‪ ،‬ووضع عالمات الترقيم في موضعها‪،‬‬‫مهاراتهم الكتابية عندما يفهمون ّ‬
‫جيدة‪ ،‬شيء مهم في حياتهم"‪ ،3‬وهذا سيجعلهم يسعون إلى‬
‫ورسم الحروف والكلمات بطريقة ّ‬
‫التم ّكن من مهارة الكتابة ‪.‬‬

‫‪-1‬ينظر‪،‬زهدي محمد عيد ‪ ،‬فن الكتابة والتعبير‪ ،‬ص‪50‬‬


‫‪-9‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬أساسيات تدريس فنون اللغة العر ّبية ص‪911‬‬
‫‪-3‬ينظر ‪،‬نفسه‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أهمية الكتابة وميزاتها وعالقتها بالقرآن الكريم‪:‬لكون الكتابة هي وسيلة حفظ‬‫ّ‬ ‫ثالثا‬
‫المعارف؛وتناقلها بين الناس فهي أيضاوسيلة لتحقيق وتسهيل معامالت األفراد فيما بينهم‬
‫ووسيلة لضمان ممتلكاتهم‪ ،‬وقد ّبين القرآن ذلك ف"حين نزل القرآن الكريم دعا العرب إلى‬
‫‪0‬‬
‫ضرورة استخدام الكتابة في بعض المعامالت" ‪ ،‬لقوله تعالى‪    ": ":‬‬
‫‪‬‬

‫‪              ‬‬

‫‪                ‬‬

‫‪3‬‬
‫‪9" ‬وقوله تعالى‪ "     ":‬وقوله أيضا‪.4"     ":‬‬

‫متعبد بمعانيه‪ ،‬فهو معجزة‪ ،‬و" يظهر لنا اإلعجاز البياني للقرآن‬
‫‪-‬القرآن الكريم معجز بألفاظه‪ّ ،‬‬
‫‪1‬‬
‫أدبية؛ والسبب راجع إلى‬
‫ضم الشيء للشيء وتنسيقه على نسق واحد " ّ‬ ‫النظم‪ ،‬وهو ّ‬
‫الكريم وهو ّ‬
‫تكون على أسلوبه السردي من خالل القصص‬ ‫ّ‬ ‫كثرة قراءة المتعلّم للقرآن الكريم‪ ،‬فهو بذلك قد‬
‫عز وجل مع‬ ‫أرقى أسلوب استخدمه المولى ّ‬ ‫يعد‬
‫الموجودة فيه واألسلوب الحواري؛ الّذي ّ‬
‫وسلّم للتخاطب به‪ ،‬وأساليب أخرى‪ ،‬كما يم ّكنهم‬ ‫مالئكته‪ ،‬ودعا نبيه المصطفى صلى اهلل عليه‬
‫من نظم الشعر‪( ،‬االقتباس) فالقرآن الكريم ألفاظه راقية فصيحة وبليغة‪ ،‬تؤثر في كتابة المتعلّم‬
‫جيدة التركيب والبناء‪،‬سليمة األسلوب ‪،‬ذات‬
‫بصورة بارزة وسريعة‪ ،‬خالية من األخطاء اإلعرابية‪ّ ،‬‬
‫أفكار متسلسلة‪،‬تفصل بين جملها عالمات الترقيم‪ ،‬مع جمال ووضوح الخط‪.‬‬
‫أن القرآن الكريم مصدر الفصاحة‬ ‫البد لها أن تتسم بالفصاحة‪ ،‬ومن المعلوم ّ‬
‫‪-‬الكتابة الحقيقية‪ّ ،‬‬
‫متعددة ‪ :‬اختيار اللّفظة‪ ،‬حركة تلك الكلمة من‬‫النظم‪ ،‬ولها جهات ّ‬ ‫والبالغة‪ ،‬و" الفصاحة تعني ّ‬
‫ثم موقع الكلمة من حيث‪ :‬التقديم والتّأخير‪ ،‬والحذف وال ّذكر‪2 "...‬فالقرآن الكريم‬
‫حيث اإلعراب‪ّ ،‬‬
‫يم ّكن المتعلّم من اكتساب هذه السمة المطلوبة في الكتابة‪ ،‬فنجده يوظّفها في كتاباته‪.‬‬
‫بي‪/‬ط‪9113/0‬م‪0595/‬ه‪/‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‬
‫اللغوية في التراث العر ّ‬
‫األدبية و ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-0‬ينظر د عز الدين إسماعيل‪ ،‬المصادر‬
‫عمان‪،‬ص‪.03‬‬
‫‪-9‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪،919‬رواية ورش‪.‬‬
‫‪-3‬سورة القلم‪ ،‬اآلية‪.10‬‬
‫‪-5‬سورة الطور‪،‬اآلية‪.9‬‬
‫‪-1‬إياد إبراهيم عبد الجواد ‪ ،‬مستوى مهارات التعبير الكتابي لدى الطلبة الحافظين للقرآن الكريم كامال وغير الحافظين له‪ ،‬مجلّة‬
‫األول‪ ،‬ص‪.5‬‬‫اإلسالمية ‪ ،‬المجلّد ‪ ،01‬العدد ّ‬
‫ّ‬ ‫الجامعة‬
‫‪ -2‬ينظر‪،‬عبد الجبار الهمذاني‪ ،‬المغني في أبواب العدل والتوحيد‪ ،‬ج‪،02‬مطبعة دار الكتاب ‪ ،‬ط‪ ،10‬سنة ‪0221‬م‪ ،‬ص‪.001‬‬

‫‪141‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الجيد منها ما يدل على المعنى المراد‬


‫الجيدة أيضا ؛اختيار الكلمة المناسبة "و ّ‬
‫من ميزات الكتابة ّ‬
‫الصدق في الداللة‪ ،‬ويظهر ذلك‬
‫الدقة في التعبير‪،‬والوضوح في المعنى‪ ،‬و ّ‬ ‫أن الكلمة أصل ّ‬ ‫ذلك ّ‬
‫في الكلمة في القرآن الكريم‪ ،‬الّذي هو كالم اهلل المتناهي في البالغة‪ ،‬فهي أكثر مضمونا‪ ،‬وأ ّشد‬
‫‪0‬‬
‫ظهو ار"‬
‫التمعن في رموزه‪ ،‬تجعل المتعلّم يرّكز مع كيفية كتابة هذه‬
‫ّ‬ ‫‪-‬قراءة وحفظ القرآن الكريم وكثرة‬
‫الرموز‪ ،‬وجمال ووضوح الخط الّذي كتبت به‪ ،‬فيتأثّر بها‪ ،‬ويكتب على منوالها (يحاكي الطريقة‬‫ّ‬
‫الّتي كتبت بها)‪.‬‬

‫‪-0‬ينظر‪ ،‬إياد إبراهيم عبد الجواد ‪ ،‬مستوى مهارات التعبير الكتابي لدى الطلبة الحافظين للقرآن الكريم كامال وغير الحافظين‬
‫األول‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬المجلّد ‪ ،01‬العدد ّ‬
‫ّ‬ ‫له‪ ،‬مجلّة الجامعة‬

‫‪142‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الجيدة وقواعدها‪ :‬للكتابة معايير أساسية يجب إتباعها ومنها‪:‬‬


‫رابعا معايير الكتابة ّ‬
‫ألن النحو قانون اللغة‬
‫‪"-0‬سالمة المستوى الكتابي "عالمات الترقيم"‪،‬سالمة المستوى النحوي ّ‬
‫ومعيار تقويمها ‪،‬سالمة المستوى الصرفي لمعرفة أصل الكلمة وما يط أر عليها من تغيير‪،‬سالمة‬
‫المستوى الداللي أي وضوح البيان‪ ،‬تم ّكن الكاتب من اللغة‪ ،‬ومعرفته بأنواع الكالم والحقيقة‬
‫والمجاز ‪،‬واللغة الفصيحة واللهجة العامية"‪.0‬‬
‫‪ -9‬سالمة الخط‪ ،‬أي وضوحه وبيانه على السطر‪ ،‬واألكثر من ذلك مهارة إيصال المعنى‬
‫المراد من خالله‪.‬‬
‫‪-3‬وضع النقاط على الحروف‪ ،‬والتباعد بين الكلمات لئال يلتبس األمر على القارئ في الكلمات‬
‫‪9‬‬
‫المتقاربة"‬
‫أهميتها وتوظيفها أثناء الكتابة فهي من"قواعد الرسم‬
‫‪ -5‬معرفة مواضع عالمات الترقيم‪ ،‬و ّ‬
‫‪3‬‬
‫تضمن ثالثة أمور هي ‪ :‬الخط‪ ،‬اإلمالء‪ ،‬عالمات الترقيم"‬
‫الكتابي‪،‬الّذي ي ّ‬
‫تبين المقصد من الكتابة‪ ،‬والوحدة‬
‫‪"-1‬الوحدة والتجانس‪:‬ونعني بها تزويد القارئ بمعلومات وافية ّ‬
‫نتصور أن يف ّكر اثنان بنفس الطريقة من حيث‬
‫ّ‬ ‫ولكنها االنسجام‪ ،‬فنحن ال‬
‫ال تعني الروتين ّ‬
‫ترتيب األلفاظ‪ ،‬وكثرة فقرات الموضوع "‪ ،5‬فيجب على المتعلّم أن يكثر من القراءة؛ ليجني ثروة‬
‫معرفية يتم ّكن من توظيفها بطرقة منسجمة متناسقة‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪"-6‬التوكيد‪ :‬يرتبط بالوحدة ‪...‬وله فائدة يرّكز على النقاط الّتي تستحق االنتباه‪ ،‬ويكون بأداة أو‬

‫"‪    ‬‬ ‫إن والالم في قوله تعالى؛ في سورة يس اآلية(‪)02‬‬
‫أكثر من أداة مثل‪ّ :‬‬
‫‪.1‬‬ ‫‪"‬‬

‫أن هذه المعايير يتم ّكن منها المتعلّم بالدربة والمران ‪ ،‬ومع الوقت يصل إلى‬‫نخلص إلى ّ‬
‫مكانة "الماهر كتابيا"‪.‬‬

‫محمد عيد ‪ ،‬فن الكتابة والتعبير‪،‬ص‪93‬‬


‫‪-0‬ينظر‪،‬زهدي ّ‬
‫‪-9‬نفسه‪ ،‬ص‪95‬‬
‫‪-3‬ينظر‪،‬نفسه‪،‬ص‪.51‬‬
‫‪ -5‬نفسه‪ ،‬ص‪.95‬‬

‫‪-1‬نفسه‪،‬ص‪91‬‬

‫‪143‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫خامسا "عناصر الكتابة وأدواتها"‪ 1:‬الكتابة مهارة من المها ارت األساسية‪ ،‬وال يمكن للمتعلّم‬
‫االستغناء عنها‪ ،‬ولها مجموعة من العناصر‪:‬‬
‫ببعض‪،‬مكونة صورة ذهنية‪،‬وجمعه‬
‫ّ‬ ‫‪-0‬اللفظ ‪:‬هو مجموعة من الحروف المتالصقة بعضها‬
‫‪9‬‬
‫النص األدبي "‬
‫ألفاظ؛و"األلفاظ هي أساس بناء ّ‬
‫المحددة الدقيقة المؤثّرة‬
‫ّ‬ ‫‪"-8‬الجملة"‪( 3‬العبارة)‪":‬التركيب المؤلّف من األلفاظ الصحيحة السليمة‬
‫تعبر عن الفكرة الّتي يحملها‬‫تقدم معنى سليما في نفس القارئ‪ ،‬فهي جملة ذات معنى‪ّ ،‬‬ ‫الّتي ّ‬
‫‪5‬‬
‫معبرة عن فكرة‬
‫الكاتب " ‪ ،‬فيجب أن تكون الكلمات المترابطة بعضها ببعض‪ ،‬ذات داللة ّ‬
‫صاحبها‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫عدة جمل مؤثّرة في نفس القارئ ‪ ،‬تحمل فكرة‬ ‫‪"-3‬الفقرة" ‪:‬وتعني "قالب تعبيري يتألف من ّ‬
‫توصل المتعلّم المبتدئ‬
‫ّ‬ ‫محددة مستقلّة بذاتها ‪ ،‬وقد تكون فكرة غير مستقلّة بذاتها ‪، 1"...‬واذا‬
‫ّ‬
‫التطور‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إلى كتابة فقرة سليمة من إنشائه فقد بدأ مستوى كتابته في‬
‫‪"-4‬األسلوب"‪: 6‬ويقصد به "الطريقة الخاصة بالكاتب التي من خاللها‪ ،‬يوظّف اللغة في التعبير‬
‫عن مكنوناته المعنوية والفكرية فيعرف بها أو تعرف مدرسة فنية بها‪ ،‬وهو اآللية الّتي تحتوي‬
‫‪1‬‬
‫المعاني واألفكار"‬
‫‪-‬وهناك عناصر أخرى رئيسة في الكتابة وهي عنصر "األفكار"‪،1‬وعنصر" الخيال"‪ 2‬الّذي يتّم‬

‫الرحمن النعانعة‪ ،‬المرحوم بإذن اهلل محمود عبد الرحيم صالح ‪،‬فن الكتابة وأشكال‬
‫‪"-0‬أد حسن فالح البكور‪ ،‬إبراهيم عبد ّ‬
‫التعبير‪،‬ط‪،9103/0535/9‬دار جرير للنشر والتوزيع ‪،‬عمان األردن ‪ ،‬ص‪31‬‬
‫‪-9‬نفسه ‪،‬ص‪. 31‬‬
‫‪-3‬نفسه ‪ ،‬ص‪.59‬‬
‫‪-5‬نفسه‪.‬‬
‫‪ -1‬نفسه ‪،‬ص ‪ ،55‬نقال عن ‪،‬رضوان أحمد شوقي ‪،‬التحرير الكتابي ‪،‬ص‪..20‬‬

‫نفسه ‪،‬ص ‪55‬‬ ‫‪-2‬‬


‫‪-1‬نفسه‪ ،‬ص‪52،11،13‬‬
‫‪-1‬نفسه‪.‬‬
‫‪-2‬نفسه‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ومحسنات بديعية لفظية ومعنوية‪،‬زد على‬


‫ّ‬ ‫الصور البيانية(استعارة وكناية وتشبيه)‪،‬‬
‫فيه توظيف ّ‬
‫ذلك عنصر "العاطفة"‪،‬وهذين العنصرين األخيرين ‪،‬يرتبطان بكتابة موضوع طبيعته ذاتية وأدبية‪،‬‬
‫علمية‪ ،‬فال يتّم توظيف عنصري الخيال‬
‫ّ‬ ‫أما الموضوع (النص) الّذي أفكاره موضوعية‪،‬وطبيعته‬
‫ّ‬
‫والعاطفة‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أهمها‪:‬‬
‫عدة طرق نذكر ّ‬‫سادسا طرق تعليم وتعلّم مهارة الكتابة‪:‬لتعليم الكتابة وتعلّمها ّ‬
‫معينة ؛لها عالقة بموضوع‬
‫‪-1‬الطريقة الكالسيكية‪ :‬لتعليم كتابة فقرة‪ :‬يقوم المعلّم بانتقاء فكرة ّ‬
‫‪،‬ثم يكلّف المتعلّمين بالتعبير‬
‫ثم يكتبها على السبورة‪ ،‬ويشرها ّ‬ ‫التعليمية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الدرس‪ ،‬أو بالوحدة‬
‫عنها(شرحها وتحليلها وابداء الرأي ‪،‬وعموما تقديم أفكار)‪ ،‬وأخي ار يقوم بتقويم وتقييم هذه‬
‫يصوبها معهم‬ ‫ثم‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫المواضيع المنجزة من قبل المتعلّمين‪ ،‬ويعرض األخطاء الّتي وقعوا فيها‪ّ ،‬‬
‫معين ‪،‬ويتّم تكليف‬
‫معينة ‪،‬حول موضوع ّ‬ ‫‪،‬وهناك طريقة أخرى وهي تعليق (إلصاق)صورة ّ‬
‫عما يرونه وما فهموه كتابيا‪" ،‬وهكذا تدور هذه الطريقة التقليدية في دائرة‬
‫المتعلّمين بالتعبير ّ‬
‫‪0‬‬
‫ثم الكتابة عنه"‬
‫‪،‬ثم الحديث فيه‪ّ ،‬‬
‫مغلقة موضوعها‪ :‬اختيار الموضوع ّ‬
‫‪-8‬الطرق الحديثة‪ :‬ونذكر أهم هذه الطرق ما يسمى ب"طريقة تحقيق الذات"‪9‬و مراحلها تتمثّل‬
‫‪،‬ثم مرحلة جمع المعارف والحقائق‪ ،‬ويلي ذلك مرحلة‬ ‫في‪ّ ":‬أوال مرحلة تحديد الموضوعات ّ‬
‫ثم مرحلة كتاب الموضوع في صورته النهائية‪،‬وبعدها مرحلة التقويم ‪،‬ويتّم فيه‬
‫التعبير الشفوي‪ّ ،‬‬
‫مراعاة معايير سالمة التحرير العربي؛ وتشمل مهارات الهجاء وعالمات الترقيم والخط و سالمة‬
‫األسلوب‪ ،‬وسالمة المعاني‪ ،‬وتكامل الموضوع ‪،‬منطقية العرض وجمال المعنى والمبنى‪،‬واتساق‬
‫األفكار والمعاني‪ ،‬وختاما مرحلة المتابعة حيث يسجل األخطاء الشائعة ثم يقوم بمعالجتها معهم‬
‫ويمكن استغالل دروس القراءة واألدب والنحو في معالجة هذه األخطاء"‪.3‬‬
‫فعالة ؛كونها تجعل المتعلّم عنص ار فاعال ونشطا وباحثا‪،‬معتمدا‬ ‫جد ّ‬
‫أن هذه الطريقة ّ‬
‫ما ُيلحظ ّ‬
‫على نفسه في جمع المعلومات‪ ،‬ومندفعا راغبا في إبداء رأيه‪ ،‬ومحاورا‪ ،‬ومحلّال ومرّكبا‪ ،‬وناقدا‬
‫يغير من سلوكات‬ ‫م‪،‬مما ّ‬
‫مما يخلق التنافس اإليجابي بين المتعلّمين أثناء التعلّ ّ‬‫وحاكما‪ّ ،‬‬
‫التعليمية‬
‫ّ‬ ‫للعملية‬
‫ّ‬ ‫التعليمية فيصبح بذلك المتعلّم محو ار‬
‫ّ‬ ‫المتعلّمين نحو األفضل‪ ،‬فتتحقق األهداف‬
‫التعلّمية‪ ،‬وهذا ما تسعى بيداغوجية المقاربة بالكفاءات إلى تحقيقه‪ ،‬زد على ذلك هذه الطريقة‬
‫التقويم‪ ،‬أي تعديل وتوجيه أخطاء المتعلّمين وتصويبها‪ ،‬وهذا‬
‫ّ‬ ‫تجعل المتعلّم يرّكز على عنصر‬
‫يعد من أساسيات التعليم‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪-0‬محمود رشدي خاطر وآخرون ‪ ،‬طرق تدريس اللّغة العربية والتربية الدينية‪ ،‬ص‪.955‬‬
‫‪-9‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون الّلغة العربية ‪ ،‬ص‪.991‬‬
‫‪-3‬ينظر‪،‬نفسه‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫سابعا مراحل تعليم وتعلّم الكتابة‪:‬‬


‫"تعليم الكتابة يعني االهتمام بأمور ثالثة رئيسة‪ّ :‬أولها‪ ،‬الكتابة بشكل يتّصف باألهمية‪،‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬والجمال‪ ،‬ومناسبته لمقتضى الحال‪ ،‬وهذا ما يسمى بالتعبير التحريري ‪ ،‬وثانيها‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫الكتابة السليمة من حيث الهجاء‪ ،‬وعالمات الترقيم والمشكالت الكتابية األخرى‪ ،‬كالهمزات‪،‬‬
‫وغير ذلك‪ ،‬وثالثها‪ ،‬الكتابة بشكل واضح جميل‪ ،‬فالثاني والثالث هنا يتّصالن بالمهارات اليدوية‬
‫في الكتابة‪ ،‬أو ما يسمى بآليات الكتابة‪ ،‬أو مهارات التحرير العربي"‪ ،0‬ولكون "الكتابة عملية‬
‫حركية تتآزر فيها العين (الحس البصري)‪ ،‬مع حركات اليد أو األصابع ‪،‬على غرار العقل‬ ‫ّ‬
‫‪9‬‬
‫متعددة " وجب لتعلّمها وتعليمها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اآلمر الناهي لما يستوجب كتابته من كلمات وجمل وتراكيب‬
‫بعدة مراحل هي‪:‬‬
‫المرور ّ‬
‫‪-0‬ما بين أربع وسبع سنوات‪،‬يتّم فيها تهيئة الطفل للكتابة؛ بتعليمه كيفية مسك القلم‪ ،‬واستعماله‬
‫معين ‪،‬ويقوم‬
‫طعة ترمز إلى حرف ّ‬ ‫عن طريق المحاكاة وترسم له أشكاال هندسية بنقاط متق ّ‬
‫يقد م له (للطفل) القلم‪ ،‬ويطلب منه رسم‬
‫معينا‪ ،‬أو ّ‬
‫الطفل بالربط بينها ممسكا القلم ‪،‬ليش ّكل حرفا ّ‬
‫ما يشاء (خربشات)‪ ،‬وهذا ما يسمى "بمرحلة التهيئة واالستعداد للكتابة ‪،‬فهي تبدأ بالرسم‬
‫‪3‬‬
‫العشوائي إلى أن يصبح الطفل قاد ار على رسم الحروف‪ ،‬قبل أن تتكامل صورتها في ذهنه"‬
‫العفوية‪5".‬و يقتضي‬
‫‪،‬كما يطلق عليها "مرحلة الرسم التصويري‪ ،‬تتّصف بالخربشات العشوائية‪ ،‬و ّ‬
‫‪1‬‬
‫المدرس االهتمام بإعداد الطفل الحركي والعقلي "‬
‫ّ‬ ‫ذلك من‬
‫المبتدئين األكبر سنا‪ ،‬يتّم معهم انتقاء نماذج مناسبة للكتابة‪ ،‬تتوافق ومستواهم‪ ،‬مع اختيار‬
‫المواقف الّتي تثير رغبتهم في التعبير‪ ،‬ويستوجب ذلك النضج العقلي والجسمي واالنفعالي‪ ،‬لكي‬
‫ال يحدث لديهم أي خلل في الكتابة‪.‬‬

‫‪-0‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬تدريس فنون الّلغة العربية ‪ ،‬ص‪991‬‬


‫التعليمية ‪ ،‬مقال ‪ ،‬ص‪911‬‬
‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬ ‫‪-9‬د سهل ليلى‪ ،‬المهارات اللغوية ودورها في‬
‫البجة ‪ ،‬تعليم األطفال المهارات القرائية والكتابية ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬ط‪ ،0‬بيروت ‪،9119،‬ص‪.911‬‬
‫‪-3‬ينظر عبد الفتاح ّ‬
‫كلية‬
‫الصف السادس وعالقته بتالوة وحفظ القرآن الكريم ‪ّ ،‬‬
‫‪-5‬أحمد رشاد األسطل‪ ،‬مستوى المهارات القرائية والكتابية لدى طلبة ّ‬
‫غزة ‪ ،‬سنة ‪ ،9101‬ص‪.11‬‬ ‫التربية‪ ،‬جامعة ّ‬
‫البجة ‪ ،‬تعليم األطفال المهارات القرائية والكتابية ‪ ،‬ص‪051/055‬‬
‫‪-1‬ينظر‪ ،‬عبد الفتاح ّ‬

‫‪147‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ثامنا صعوبات ومعيقات تعلّم وتعليم الكتابة‪:‬‬


‫الكتابة هي "الّتي رمز إلى رموزها الصوتية المسموعة برموز كتابية مقروءة‪ ،‬تتأثر بنوع الخط‬
‫بأنه‬
‫يتميز ّ‬
‫الّذي تكتب به وبأسلوب الكاتب وقواعد الكتابة‪ ،‬وقواعد اللغة المكتوبة‪ ،‬وهذا النوع ّ‬
‫مدونة فترة‬
‫ألنه يمكن االحتفاظ بالمادة الكتابية ّ‬
‫أكثر رقيا وانتقاء‪ ،‬وأكثر ثباتا وأطول عم ار‪ّ ،‬‬
‫طويلة "‪ ،0‬فهذه عبارة عن مجموعة مؤثّرات ؛تؤثّر على مستوى الكتابة إيجابيا ‪،‬وترفع من‬
‫يتصف بالضعف والنقص الكبير وهذا ما يسمى‬ ‫شأنها‪ ،‬ومع ذلك يوجد نوع آخر من الكتابة؛ ّ‬
‫ويصنف هذا الضعف إلى‬‫ّ‬ ‫بالضعف الكتابي‪ ،‬الّذي يش ّكل عائقا كبي ار‪ ،‬أمام متعلّمي الكتابة‪،‬‬
‫ّ‬
‫صنفين‪ ،‬ضعف حسب مستوى المتعلّمين المبتدئين(كتابة الحروف والكلمات) ‪،‬وضعف كتابي‬
‫خاص بالمتعلّمين األكبر سنا( التأليف والنظم)‪ ،‬ويقصد بالضعف الكتابي لدى المبتدئين‪" :‬‬
‫القصور في مهارات الكتابة األساسية‪ ،‬وعدم التم ّكن منها أو المعرفة بها لدى التلميذ‪ ،‬ويت ّبين‬
‫ذلك عند عدم القدرة على ربط الحروف بعضها ببعض لتكوين أو تشكيل كلمة لها معنى‪،‬‬
‫‪9‬‬
‫الضعف‬‫أما ّ‬‫وكذلك يظهر ذلك في عدم القدرة على تحويل المعاني واألفكار إلى رموز" ‪ّ ،‬‬
‫الكتابي الخاص باألكبر سنا فيقصد به ‪ :‬عدم التم ّكن من مهارة النظم والتأليف ‪،‬أي عدم القدرة‬
‫قصة أو رواية أو مسرحية ‪،‬أو نظم قطعة شعرية أو مقطوعة أو قصيدة‪.‬‬
‫على كتابة (إبداع ) ّ‬
‫وللضعف الكتابي عالمات يبرز من خاللها‪ ،‬منها ماهو مرتبط بالشكل لدى الصغار(طريقة‬
‫الكتابة الحروف والخط‪ .)..‬ومنها ما هو مرتبط بالمعنى (التعبير) الصغار والكبار‪،‬ومن هذه‬
‫العالمات "وجود مشكالت في الكتابة العربية نجم عنها بعض الصعوبات التي تحيط بالرسم‬
‫اإلمالئي لمجموعة من الكلمات العربية‪ ،‬ومنها اختالف النظام الصوتي عن النظام‬
‫المتوسطة‬
‫ّ‬ ‫الكتابي‪(،‬حذف بعض الحروف‪ ،‬زيادة بعضها ‪ ،‬همزة الوصل وهمزة القطع والهمزة‬
‫المتطرفة تاء التأنيث المربوطة والمبسوطة‪ ،‬األعداد وتمييزها‪ ،‬اإلعراب بالحروف بدال من‬
‫ّ‬ ‫و‬
‫‪3‬‬
‫األصلية)"‬
‫ّ‬ ‫عالمات اإلعراب‬

‫‪-0‬محمود عكاشة‪ ،‬علم اللغة مدخل نظري في اللغة العربية‪ ،‬ص ‪.901‬‬
‫كلية التربية ‪ ،‬جامعة‬
‫بوية ‪ّ ،‬‬
‫‪-9‬عوض فايز السعيد‪ ،‬أثر القرآن الكريم على تنمية مهارات القراءة والكتابة ‪ ،‬مجلّة دراسات تر ّ‬
‫حلوان ‪ ،‬العدد ‪ ،9‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -3‬د علي أحمد عالم‪ ،‬الكتابة العربية الصحيحة إمالئيا ونحويا ولغويا وصياغة‪ ،‬دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪،‬‬
‫االسكندرية‪،‬ص‪.2،01‬‬

‫‪148‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تتبع األسطر أثناء الكتابة‪ ،‬فيتّم تجاوز بعض األسطر أو الكتابة بشكل كبير‪،‬‬
‫زد على ذلك عدم ّ‬
‫مثال أربع كلمات في سطر واحد‪ ،‬أو تصغير الخط إلى درجة عدم القدرة على قراءة الكلمات‪،‬‬
‫وفهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم معناها‪...‬‬
‫الشدة‪ ،‬والمد‪.‬‬
‫‪-‬عدم مراعاة عالمات الوقف ‪،‬ومواضع ّ‬
‫‪"-‬الخلط بين كتابة األلف قائمة ‪ ،‬أو على صورة ياء ‪ ،‬وهذا يتطلّب معرفة بأصل األلف وقواعد‬
‫كتابتها ‪...‬كتابة واو الجماعة وبعدها ألف التفريق ‪ ،‬وزيادة األلف على أل التعريف المتّصلة‬
‫‪0‬‬
‫بحرف الجر الباء ‪ ،‬فكلمة رجال قد يكتبها بعض التالميذ هكذا (باالرجال)"‬
‫‪-‬كتابة التنوين عند اإلمالء نونا ساكنة‪،‬واضافة ألف المد الّتي تنطق وال تكتب مثال‬
‫"لكن‪،‬ذلك‪،‬هذا‪ "،‬يكتبها بعض المتعلّمين "الكن‪،‬ذالك‪،‬هاذا"‪.‬‬
‫‪-‬كتابة السين صاد في بعض الكلمات ‪،‬مثال كلمة "سورة" يكتبها بعض التالميذ "صورة"‬
‫‪-‬عدم التفريق بين الضاد و الظاد ‪ ،‬أثناء الكتابة‪ ،‬مثال كلمة "يحفظ" وهي صحيحة يكتبها‬
‫التغير في المعنى الّذي يحدثانه ‪،‬‬
‫المتعلّم "يحفض" خاطئة‪،‬مع عدم التمييز بين هذين الحرفين و ّ‬
‫فمثال عند كتابة كلمة "الظن" فهو يكتبها "الضن" ‪،‬لعدم علمه بالتغيير الحاصل في المعنى ؛‬
‫أما "الضن" الثانية فتعني البخل ‪.‬‬
‫ك"‪ّ ،‬‬
‫فكلمة "الظن" األولى من ظن" حسب ش ّ‬
‫وفيم يتعلّق بكتابة فقرة (التحرير الكتابي)؛فتبرز أيضا بعض مظاهر الضعف ‪،‬الّتي يتّم ذكرها‬
‫على النحو اآلتي‪ (:‬قلة الثروة الفكرية ‪ ،‬والخلط بين األفكار ‪،‬مع إهمال الترتيب المنطقي ‪،‬وعدم‬
‫المقدرة على الوصف المقنع لضعف المالحظة وقلّة الحصيلة اللغوية‪،‬ويلحق ذلك اضطراب‬
‫األسلوب‪ ،‬والتواء العبارة بسبب التقديم والتأخير‪ ،‬وعدم الدقة في استعمال الضمائر‪ ،‬وأسماء‬
‫اإلشارة‪ ،‬واألسماء الموصولة‪ ،‬واالنتقال الفجائي دون تمهيد من الغيبة إلى الخطاب ومن المفرد‬
‫إلى الجمع"‪.9‬‬
‫عالمات الضعف الكتابي عديدة‪ ،‬لكن اكتفينا بذكر المتكررة بكثرة وسط المتعلّمين‪ ،‬وهي‬
‫مظاهر بالغة الخطورة‪ ،‬وجب عالجها بشتى الطرق والوسائل‪.‬‬

‫محمد عيد مدخل إلى تدريس مهارات اللّغة العر ّبية ‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع ‪ ،‬ط‪9100 ،0‬م‪،‬ص‪.011/012‬‬
‫‪-0‬زهدي ّ‬
‫‪-9‬ينظر‪،‬محمد المصري مجد البرازي ‪ ،‬اللغة العربية دراسات تطبيقية ‪،‬الطبعة األولى ‪9100‬م‪0539/‬ه‪،‬دار المستقبل للنشر‬
‫والتوزيع ‪،‬ص‪.502‬‬
‫‪149‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أهمها بصورة موجزة‪:‬‬


‫تاسعا‪ :‬أساليب وطرق تطوير مهارة الكتابة (التعبير الكتابي)‪ :‬يتّم ذكر ّ‬
‫بالتعرف علو وظيفة كل عالمة‬
‫ّ‬ ‫تجنب الوقوع في األخطاء المتعلّقة بعالمات الترقيم ؛وذلك‬
‫‪ّ -0‬‬
‫وموقعها‪.‬‬
‫‪ -9‬التمعن والتركيز في كيفية كتابة الكلمات وحفظها‪،‬مع تجنب األخطاء الكتابة الشائعة‪.‬‬
‫الصف(الوالدين)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪-3‬عدم االكتفاء بما يملى من قبل المعلّم ‪،‬بل اإلكثار من اإلمالء حتى خارج ّ‬
‫مما ينمي الرصيد اللغوي والمعرفي ‪،‬و يم ّكن من كتابة تعابير في المستوى‬
‫‪-5‬كثرة المطالعة ّ‬
‫المطلوب‪.‬‬
‫التدبر في معانيه والتركيز مع رموزه ‪ ،‬لمحاكاة الخط الّذي كتب‬
‫‪-1‬االستماع إلى القرآن الكريم‪،‬و ّ‬
‫به‪ ،‬ولالستشهاد منه‪.‬‬
‫التدرج في تعليم الكتابة وقواعدها من ِقبل المعلّم‪.‬‬
‫‪ّ -2‬‬
‫يضيع‬
‫‪ "-1‬التعبير عن المعنى المقصود بالعدد المناسب من الكلمات ‪ ،‬مع االعتدال فال إيجاز ّ‬
‫المعنى ‪ ،‬وال إسهاب يرهق القارئ‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم البدء في الكتابة إال بعد كفاية المعلومات والحقائق حول موضوع الكتاب‪.‬‬
‫الصيغ اللغوية المحددة المعنى ‪ ،‬واللجوء لألرقام ما أمكن ؛فهي أكثر تحديدا‬
‫‪ -1‬استخدام ّ‬
‫واقناعا‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫جيدا"‬
‫الجيدة تتطلب فك ار ّ‬
‫‪"-2‬مراعاة التسلسل المنطقي في ترتيب األفكار‪،‬ف الكتابة ّ‬
‫الجيد‪،‬ف"القراءة ‪ ،‬والمطالعة المستمرة المتنوعة تؤدي إلى تطوير أسلوب‬
‫‪-1‬اعتماد األسلوب ّ‬
‫‪9‬‬
‫الكاتب وهناك نصيحة مشهورة "إذا أردت أن تكتب أكثر فاق أر أكثر""‬

‫‪-0‬محمد المصري مجد البرازي ‪ ،‬اللغة العربية دراسات تطبيقية ‪،‬الطبعة األولى ‪9100‬م‪0539/‬ه‪،‬دار المستقبل للنشر والتوزيع‬
‫ص‪.590/591‬‬
‫‪-9‬نفسه‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫إن للكتابة مهارات تتمثّل‬


‫عاش ار ‪-1‬أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة الكتابة اللّغوية‪ّ :‬‬
‫في‪":‬القدرة على كتابة الحروف الهجائية ‪ ،‬وكتابة الكلمات العربية بحروفها المنفصلة وحروفها‬
‫يميز بين الرموز الكتابية‪ ،‬و مراعاة‬
‫المتصلة‪ ،‬مع تمييز أشكال الحروف‪ ،‬الكتابة بخط واضح ّ‬
‫القواعد اإلمالئية كاملة في الكتابة‪ ،‬وكذلك القواعد النحوية واللغوية‪ ،‬وترتيب األفكار وتسلسلها‬
‫النفسي‪ ،‬مع عرضها بوضوح ودقة وشمول واقناع "‪ ،0‬وللتم ّكن من هذه المهارات‪،‬‬
‫المنطقي و ّ‬
‫أما الكاتب فيحتاج إلى‬
‫يتبع المتعلّم منبعها أال وهو القرآن الكريم ‪ ،‬يقول ابن األثير " ّ‬
‫يستحب أن ّ‬
‫ّ‬
‫حفظ الكتاب العزيز وادمان تالوته ‪ :‬ليكون دائ ار على لسانه ‪ ،‬جاريا على فكرته‪ ،‬ممثال بين‬
‫‪9‬‬
‫الحق المستبين ال شيء أسطع من أعالمه‬ ‫عيني ذاكرته لينفق من سعته" ‪" .‬فهو النور المبين و ّ‬
‫‪ ،‬وال أصدع من أحكامه ‪،‬وال أفصح من بالغته‪ ،‬وال أرجح من فصاحته‪ ،‬وال أكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـثر من‬
‫فخم األلفاظ ‪ ،‬ويب ّجح النفس"‪ ،5‬من خالل‬ ‫جود البنان وي ّ‬
‫‪3‬‬
‫إفادته‪ ،‬وال ألّذ من تالوته" ‪ ،‬هو"الذي ي ّ‬
‫أن للقرآن الكريم أثر عظيم على كتابة الفرد (المتعلّم) ‪،‬ونلحظ هذا التأثير في‬
‫هذه األقوال يتّضح ّ‬
‫األول"*ال ّذي‬
‫كتابات الكتاب وأشعار الشعراء مهما اختلفت جنسياتهم ‪،‬مثال "الملك عبد اهلل ّ‬
‫يقول" في قصيدة له بعنوان "القلم الحي إلى القلم الشهيد "يقول ‪:‬‬
‫وما يستوي البحران عذب ومالح وما تستوي حيتانه وعقاربه‬
‫فاطر"‪        ‬‬ ‫ومن قوله تعالى في اآلية(‪ )09‬سورة‬
‫‪.1""     ‬فاالقتباس من القرآن الكريم يضفي على الكتابات سواء كانت شع ار أم‬

‫األول" شاعر ‪،‬تربى تربية إيمانية ونشأ في أسرة عريقة دفعت بأبنائها إلى حفظ القرآن الكريم والتفقّه بالسيرة‬
‫*"الملك عبد اهلل ّ‬
‫الرحمن النعانعة‪ ،‬المرحوم‬ ‫المحمدية ويظهر ذلك جليا في شعره ‪،‬من حيث اقتباساته القرآنية‪"-،‬أد حسن فالح البكور‪ ،‬إبراهيم عبد ّ‬
‫ّ‬
‫بإذن اهلل محمود عبد الرحيم صالح ‪،‬فن الكتابة وأشكال التعبيرص‪950‬‬
‫‪-0‬عبد اهلل علي مصطفى ‪ ،‬مهارات اللغة العربية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬والطباعة ‪ ،‬ط‪ ،0‬عمان ‪،9119،‬‬
‫ص‪025/023‬‬
‫‪ -9‬عبد الرزاق حسين ‪،‬مهارات االتصال اللغوي ‪،‬ص‪21‬‬
‫‪-3‬ينظر ‪،‬نفسه ‪،‬نقال عن الجاحظ ‪ ،‬كتاب الحيوان‪.91/02/0 ،‬‬
‫‪-5‬نفسه‪.‬‬
‫الرحمن النعانعة‪ ،‬المرحوم بإذن اهلل محمود عبد الرحيم صالح ‪،‬فن الكتابة وأشكال‬
‫‪-1‬ينظر‪ ،‬أد حسن فالح البكور‪ ،‬إبراهيم عبد ّ‬
‫التعبيرص‪.931‬‬

‫‪151‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫نثرا‪ ،‬فصاحة وبالغة و زينة وجمال وعذوبة في اللفظ والمعنى‪ ،‬ويجعل لها جرسا موسيقيا تطرب‬
‫تخرج مجاميع األدباء‪ ،‬وأجيال المف ّكرين بما يرفدهم‬
‫خرجت وستبقى ّ‬ ‫له األذن‪،‬و"القرآن مدرسة ّ‬
‫من قدسية الكلمة وجليل المعاني‪ ،‬فهو النموذج األمثل لإلعجاز الفني والتعبير الرفيع بالغة‬
‫وبيانا‪ ،‬مفردات وتراكيب‪ ،‬صو ار ومشاهد‪ ،‬وأفكا ار ومابين حالوة وطالوة‪ ،‬وهو الخزين الثري‬
‫النيرة وهو ذخيرة وكنز مفعم باألدوات التي ال يمكن أن‬
‫لالبتكار‪ ،‬ومنطلق العطاءات الهادفة ّ‬
‫‪0‬‬
‫يقتبس منها نفسه "‬

‫‪-0‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪931‬‬

‫‪152‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫عاش ار‪ -8‬المهارات الكتابية المكتسبة لدى متعلّم القرآن الكريم‪:‬‬


‫جليا على المتعلّم حافظ القرآن الكريم مقارنة بالمتعلّم غير الحافظ له‪،‬‬
‫أثر القرآن الكريم يبدو ّ‬
‫وهذا يتجلى في العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -0‬حفظ القرآن الكريم ُينتج كاتبا ومتعلّما ماه ار في كتابة أي نص كتابة سليمة ‪،‬أي قدرته على‬
‫النظم‬
‫النظم "وفيما يتعلّق بجانب النظم يظهر لنا اإلعجاز البياني للقرآن الكريم وهو ّ‬ ‫التأليف و ّ‬
‫‪9‬‬
‫القصة" فحافظ القرآن الكريم‪،‬‬
‫وهو ضم الشيء للشيء وتنسيقه على نسق واحد" ‪ ،‬ومثال ذلك " ّ‬
‫قاصا‪ ،‬وذلك يبرز في‪:‬‬
‫يتأثّر بالقصص المذكورة فيه‪ ،‬واألساليب المتّبعة ‪...‬فيصبح كاتبا ومؤلّفا ّ‬
‫التغير الحاصل عند حذف‬
‫النص‪ ،‬ويبرز الفكرة العامة ‪،‬ويعي ّ‬
‫يميز بين أفكار ّ‬
‫أ‪/‬األفكار‪ :‬تجده ّ‬
‫جراء حفظه للقرآن الكريم‪ ،‬وهذا ما يجعل أفكاره الموظّفة في المستوى‬
‫فكرة أو زيادتها ّ‬
‫ومعبرة عن األحداث‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪،‬ومتنوعة ومراعية للمقام ومقتضى الحال‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المطلوب‪،‬منسجمة ومتسلسلة‬
‫علمية‪-‬عند كتابة نص علمي‪-‬‬‫مشوقة ‪،‬و ّ‬
‫وموصلة للفهم و ّ‬
‫تدبره للقرآن الكريم فقد تأثّر‬
‫متمي از في كتاباته ‪،‬لكثرة ّ‬
‫ب‪/‬األسلوب والطريقة‪ :‬تجده يستخدم أسلوبا ّ‬
‫عز وجل استخدم أسلوب الحوار مع مالئكته‪ ،‬وهو أسلوب وطريقة تعليمية‬ ‫بأسلوبه ‪،‬مثال المولى ّ‬
‫"‪       ‬‬ ‫فعالة مثمرة ‪ ،‬حيث يقول تعالى‬
‫ّ‬
‫"‪3‬ال سيما‬ ‫‪              ‬‬

‫يعد مربيا للفرد‪ ،‬زد على ذلك أسلوب‬‫التغيير اإليجابي ال ّذي يحدث في سلوكه ‪،‬فالقرآن الكريم ّ‬
‫الترغيب والترهيب‪،‬والوعظ واإلرشاد‪ ،‬واألساليب الخبرية (التوكيد‪ ،‬النفي‪)...‬واإلنشائية(أمر ونهي‬
‫وتعجب واستفهام ‪ )...‬الكثيرة في القرآن الكريم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ونداء‬
‫يتميز في كتاباته ‪،‬من خالل توظيف الدالئل‬
‫جـ‪/‬االقتباس واالستشهاد‪:‬حافظ القرآن الكريم ّ‬
‫والحجج‪ ،‬باقتباسها من ألفاظ القرآن الكريم العذبة والبليغة‪ ،‬فتجد كتاباته ارتقت إلى األفق عندما‬
‫أضاف من آيات كتاب المولى تعالى‪ ،‬ولتوضيح ذلك بصورة دقيقة ‪،‬نلحظ المثال التالي‪ :‬مثال‬

‫‪-0‬نفسه‪.‬‬
‫‪-9‬إياد إبراهيم عبد الجواد‪ ،‬مستوى مهارات التعبير الكتابي لدى الطلبة الحافظين للقرآن الكريم كامال وغير الحافظين‬
‫له‪،‬ص‪.15‬‬
‫‪-3‬سورة النحل ‪،‬اآلية ‪091‬‬

‫‪153‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يكلّف المتعلّم بكتابة موضوع عن "طلب العلم" مع االستشهاد؛ فالمتعلّم الحافظ للقرآن الكريم‬
‫أن‬
‫أهمية بالغة‪ ،‬والدليل على ذلك ّ‬
‫يكتب مثال‪" :‬إن طلب العلم فرض واجب على ك ّل مسلم‪ ،‬وله ّ‬
‫‪       ‬‬ ‫ّأول آية نزلت على الحبيب "صلى اهلل عليه وسلّم "‬
‫‪9‬‬
‫أما‬
‫‪ّ.‬‬ ‫‪"                ‬‬

‫المتعلّم غير الحافظ للقرآن الكريم‪،‬فال يجد بما يستشهد‪ ،‬وال تخطر على باله حتى هذه الفكرة‬
‫الجيد‪ ،‬فحافظ القرآن الكريم ‪،‬وظّف فكرة‬‫الموظّفة من قبل الحافظ للقرآن الكريم‪ ،‬وال األسلوب ّ‬
‫أهمية فعل القراءة‬
‫جيدة كتمهيد لموضوعه‪ ،‬ووظّف أسلوب األمر‪،‬وأسلوب التوكيد اللفظي‪ ،‬لبيان ّ‬ ‫ّ‬
‫لشدة متابعة القرآن الكريم من ِقبل المتعلّم وحفظه له‪،‬فقد تعلّم منه‬
‫المعرفية‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫اللغوية و‬
‫ّ‬ ‫د‪-‬الثروة‬
‫الكثير من المصطلحات البليغة الفصيحة‪ ،‬كزاد له‪ ،‬فهو بحمله لمفردات القرآن الكريم ومعرفته‬
‫لمعانيه‪ ،‬تجده كالجندي الحامل لسالح ال مثيل له في المعركة‪ ،‬وبه سينتصر فيها‪،‬زد على ذلك‬
‫المعارف والعلوم الّتي سيتعلّمها وسيوظّفها كتابيا‪ ،‬ومثال ذلك موضوع خلق الجنين ومما ُخلق ‪،‬‬
‫علمي‪ ،‬وكلّما يتعلّق به مذكور في القرآن الكريم‪ ،‬فحافظ القرآن الكريم يعلم بهذا‬
‫ّ‬ ‫هو موضوع‬
‫أما غير الحافظ له ‪ ،‬فإن لم يتّم تدريسه‬
‫النظامية ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الموضوع حتى ولو لم يدرسه في المدرسة‬
‫العلمية األخري ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫له في المدرسة ‪ ،‬فسيجهله طول حياته‪ ،‬وغيرها من المواضيع والمعلومات‬
‫الصور البيانية (التشبيه بأنواعه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ه‪-‬البيان والبديع‪ :‬القرآن الكريم يتوفّر على الكثير من‬
‫البديعية (السجع‪ ،‬الطباق ‪،‬المقابلة ‪ ،‬الجناس‪)....‬والّتي زادته‬
‫ّ‬ ‫المحسنات‬
‫االستعارة بنوعيها‪)...‬و ّ‬
‫جماال ورونقا‪ ،‬فالمتعلّم عندما يوظّفها في كتاباته ‪،‬فهو يرفع من مستواها‪ ،‬مثال كتابة المتعلّم‬
‫يستعد لهذا اليوم ‪،‬يوم الساعة قبل‬ ‫ّ‬ ‫تعبي ار كتابيا عن "يوم القيامة " فيقول مثال ‪ :‬على اإلنسان أن‬
‫ون مما ل مبث ُوا غ م مري مساع م ٍة"‪ ،2‬فقد وظّف‬
‫فوات األوان لقوله تعالى‪ " :‬موي مو مم تم ُقو ُم الساعم ُة ‪،‬ي ُ ِقس ُم امل ُج ِر ُم م‬
‫لصحة فكرته‪ ،‬كما وظّف مرادفات‬
‫ّ‬ ‫وحجة‬
‫محسنا بديعيا "الجناس التام"‪ ،‬وفي آن واحد هو دليل ّ‬
‫ليوم القيامة "الساعة "دليل على الثروة اللغوية‪.‬‬

‫‪-0‬سورة العلق ‪،‬اآلية ‪.1-0‬‬


‫الروم اآلية ‪.11‬‬
‫‪ -9‬سورة ّ‬

‫‪154‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫وغيرها مثال قوله تعالى‪ ...0"       " :‬فهنا‬
‫‪9‬‬
‫يوظّف المتعلّم المقابلة و طباق اإليجاب في قوله أيضا "‪"      ‬‬
‫‪-‬‬
‫فيتميز المتعلّم حافظ القرآن الكريم بمايلي‪:‬‬
‫ومن ناحية الخط وشكل الكتابة ّ‬
‫المتوسطة ومواضع كتابة التاء‬
‫ّ‬ ‫‪-0‬مراعاة الحركات اإلعرابية والمد وهمزة الوصل والقطع والهمزة‬
‫تمعنه في‬
‫المفتوحة‪،‬ممي از بين الضاد و الظاد أثناء الكتابة‪،‬ك ّل هذا نجم عن ّ‬
‫ّ‬ ‫المربوطة والتاء‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫جدا‪،‬وقلّة األخطاء اإلمالئية‪.‬‬
‫المستغرق أثناء الكتابة أو اإلمالء قليل ّ‬
‫َ‬ ‫‪ -9‬الوقت‬
‫‪-3‬اإلتقان والتح ّكم في الكتابة(الخط الواضح الجميل)‪،‬وفهم المكتوب‪.‬‬
‫‪ -5‬التمييز بين "أل الشمسية "و "أل القمرية "بالنسبة للمبتدئين‪.‬‬
‫‪-1‬المهارة في التحليل والتفسير والتركيب والتقويم والنقد والحكم كتابيا‪.‬‬
‫‪-2‬الوعي ب" كيف وماذا ولمن يكتب"‪.‬‬
‫أن القرآن الكريم له التأثير البالغ على كتابات المتعلّم فهو يخلقها من العدم‪ ،‬لذا‬
‫نخلص إلى ّ‬
‫وتدبر كتاب اهلل‬
‫وجب على المتعلّم غي الحافظ لكتاب اهلل تعالى أن يباشر القراءة واالستماع ّ‬
‫"‪‬‬ ‫تعالى ليرتقي إلى مستوى حافظ القرآن الكريم؛ فهو لن يجد ذلك صعبا عليه لقوله تعالى‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫أن واجب األولياء نحو أوالدهم‪،‬‬
‫‪ ، " ‬زد على ذلك ّ‬ ‫‪      ‬‬

‫الموجه إليهم هو "علّمهم كتاب اهلل وال تكرههم عليه‬


‫ّ‬ ‫تعليمهم ودفعهم لتعلّم القرآن الكريم‪ ،‬فالطلب‬
‫روهم من الشعر أعفّه‪ ،‬ومن الحديث أشرفه‪ ،‬وال تخرجهم من‬ ‫ثم ّ‬
‫فيملّوه‪ ،‬وال تتركهم منه فيهجروه‪ّ ،‬‬
‫"‪5‬‬
‫السمع مضلّة‬
‫فإن ازدحام الكالم في ّ‬
‫علم إلى غيره حتى يحكموه‪ّ ،‬‬
‫يتميزون فيما بينهم ‪،‬بل حتى األدباء والشعراء‪ ،‬وذلك يتّضح‬
‫فالقرآن الكريم يجعل المتعلّمين ّ‬
‫حسان بن ثابت وعمر‬
‫فإنا نجد شعر ّ‬ ‫الجاهلية في منثورهم و منظومهم‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫السبب في‬
‫في"إعطاء ّ‬

‫‪-0‬سورة األعراف ‪،‬اآلية ‪.011‬‬


‫‪ -9‬سورة البقرة اآلية ‪..911‬‬
‫‪ -3‬سورة القمر‪ ،‬اآلية ‪.01‬‬
‫‪-5‬حسين عبد الرزاق‪ ،‬مهارات االتصال اللغوي‪.11‬‬

‫‪155‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار النّظري"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أن هؤالء ال ّذين أدركوا‬


‫أرفع طبقة في البالغة بكثير من شعر النابغة ‪...‬والسبب في ذلك ّ‬
‫اإلسالم سمعوا الطّبقة العالية من الكالم في القرآن والحديث اللّذين عجز البشر عن اإلتيان‬
‫‪0‬‬
‫بمثليهما"‬

‫‪-0‬يوسف بن عبد اهلل العليوي‪ ،‬أثر القرآن في اكتساب اللغة واألدب ‪ ،‬مقال‪ ،‬موقع اإلنترنت‬
‫‪vb.tafsir.net vb.tafsir.net‬‬

‫‪156‬‬
‫اإلطار التّطبيقي "الميداني"‬
‫عينــــــــــــــــــــــــــة الدراســــة الميدانية ومنهجهـــــــــــــــــــا‬ ‫ّأوال‪ّ :‬‬
‫الدراســـــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫ثانيا ‪:‬مكـــــــــــــــان وموقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ّ‬
‫ثالثا‪ :‬الوسائل واألدوات المستخدمــة في الدراسة‬
‫‪-‬االستبيانات‬
‫المسجل و االختبارات‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫رابعا‪:‬إحصاء النتائـــــــــــــــــــــــــــــــــــج و تحليـــــــــــــــــــــــــــــــلها‪.‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الدراسة التّطبيـــــقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪:‬‬
‫المطبق في الدراسة‬
‫ّ‬ ‫العينة المدروسة وعددها والمنهج‬
‫عيــــــــــــــــــــــــــنة الدراسة ومنهجها‪ّ :‬‬
‫ّأوال‪ّ :‬‬
‫هما واحد ‪ ،‬إذ ّأنه سبق العمل عليهما في الفصول التطبيقية السابقة "مهارة االستماع ومهارة‬
‫أن هذا الفصل –أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة الكتابة ‪-‬اإلطار‬
‫التحدث ومهارة القراءة" وبما ّ‬ ‫ّ‬
‫العينة باعتماد نفس المنهج –‬ ‫التطبيقي‪ -‬فهو بصدد تطبيق الدراسة النظرّي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة على هذه ّ‬
‫الوصفي المقارن‪ -‬ألجل بيان دور الـ ــقرآن الكريم في تنمية مهـــــــــــــــــارة المتعلّم الكتابية الّتي‬
‫التعرف على الفروق بين المتعلّميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬ ‫ّ‬ ‫النظري‪ ،‬وألج ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫سبق الحديث عنها في اإلطار ّ‬
‫الحافظين* "الدارسين" القرآن الكريم وغير الحافظين له مـ ـ ــن ناحية كتاباتهم ‪.‬‬
‫عينة الدراسة)‪ :‬نفس المكان الّذي سنبرز‬
‫ثانيا مكان وموقع الدراسة الميدانية ( موقع تواجد ّ‬
‫اللغوية(‬
‫ّ‬ ‫من خالله أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة الكتابة‪،‬والّذي سبق تطبيق المهارات‬
‫التحدث والقراءة ) فيه‪.‬‬
‫االست ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـماع و ّ‬
‫الدراسة‪ :‬نفس الوسائل واألدوات الّتي استعملت لبيان‬
‫ثالثا‪:‬الوسائل واألدوات المستخدمة في ّ‬
‫التحدث‬
‫أثر القرآن الكريم في تنمية المهارات اللّغوية الثالثة السالف ذكرها" مهارة االستماع و ّ‬
‫والقراءة" ‪ .‬و لــأننا بصدد الدراسة في هذا الموضع لبيان أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة‬
‫تم صياغة أسئلته المتعلّقة بمهارة الكتابة والّذي فحواه يشتمل على‪:‬‬
‫الكتابة‪ ،‬فاالستبيان ّ‬
‫‪-0‬إمكانية وجود اختالفات بين كتابة المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم –لبعض سوره أو آياته‪-‬‬
‫والمتعلّم غيرالحافظ له‪.‬‬
‫‪-9‬إمكانية المتعلّم حافظ القرآن الكريم من كتابة أي نص كتابة سليمة‪ ،‬ومراعاة الحركات‬
‫المتوسطة‬
‫ّ‬ ‫وضمة وكسرة وسكون وتنوين) والمد وهمزة الوصل والقطع والهمزة‬ ‫ّ‬ ‫اإلعرابية (فتحة‬
‫والتاء المربوطة والمفتوحة‪،‬والتمييز بين الضاد والظاد أثناء الكتابة‪،‬مقارنة بغير الحافظ لكتاب‬
‫اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪ -3‬مستوى المهارة الكتابية بالنسبة للمتعلّم الحافظ للقرآن الكريم مقارنة بغيره‪.‬‬
‫المستغرق مع المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم‪ ،‬وغير الحافظ له ‪،‬أثناء الكتابة أو‬
‫َ‬ ‫‪ -5‬الوقت‬
‫اإلمالء‪.‬‬
‫*حافظ القرآن الكريم نقصد به في هذا البحث‪ :‬القارئ أو الّذي يتلو القرآن الكريم كلّه أو بعض سوره أو بعض آياته أو المستمع‬
‫آنية‪.‬‬
‫متدبره ‪،‬أي ال ّذي لم يهجر القرآن الكريم‪ ،‬الدارس في المدرسة القر ّ‬
‫إليه‪ ،‬أو ّ‬

‫‪158‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تميز المتعلّم الّذي يدرس في المدرسة النظامية والمدرسة القرآنية معا؛ بامتالك مهارات‬
‫‪ّ -1‬‬
‫كتابية نابعة عن حفظه للقرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -2‬مدى تأثير القرآن الكريم في المتعلّم عند كتابته‪ ،‬وجعله كاتبا ماه ار ‪.‬‬
‫وتميز المتعلّم حافظ القرآن الكريم في الكتابة ‪.‬‬
‫‪ -1‬سبب مهارة ّ‬
‫جراء حفظه القرآن‬
‫‪ -1‬اكتساب المتعلّم رصيد لغوي كبير ‪،‬وقلّة األخطاء اللّغوية (اإلمالئية)‪ّ ،‬‬
‫الكريم‪.‬‬
‫‪-2‬كيفية الحكم على كتابة المتعلّم حافظ القرآن الكريم في المدرسة القرآنية ‪.‬‬
‫‪-01‬مدى إتقان ومعرفة وتح ّكم المتعلّم حافظ القرآن الكريم مقارنة بالمتعلّم غير الحافظ القرآن‬
‫السليمة ‪.‬‬
‫الكريم في الكتابة‪ ،‬وفهم المكتوب وانتاجه‪ ،‬وتطويع القلم للكتابة ّ‬
‫‪-00‬عالقة حفظ القرآن الكريم بنمو المهارات الكتابية األخرى‪.‬‬
‫سير ذاتية ‪،‬كتب‪،‬‬
‫‪ -09‬مدى اهتمام المتعلّم حافظ القرآن الكريم بالتأليف (قصص‪ ،‬روايات‪ّ ،‬‬
‫إعداد خطب‪.)...‬‬
‫‪-03‬مساهمة القرآن الكريم في مواجهة بعض الصعوبات الّتي يواجهها المتعلّم أثناء كتاباته‪.‬‬
‫‪ -05‬نصح المتعلّم أو أيا كان مسؤوال عنه بدفعه نحو المدارس القرآنية ‪ ،‬ألجل تعلّم القرآن‬
‫الكريم؛ لرفع مستوى تعلّم اللّغة العربية الفصيحة لديهم ومهارتهم في الكتابة‪.‬‬
‫متميزة بقلّة األخطاء اإلمالئية ‪.‬‬
‫‪-01‬كتابة* المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم ّ‬
‫‪ -02‬النظم والتأليف واإلبداع (فقرة ‪ ،‬نص‪ ،‬قصيدة‪ ،‬قصة ‪ )...‬اعتمادا على الثروة اللغوية‬
‫المكتسبة من القرآن الكريم‪.‬‬
‫النبر والوقف‪...‬‬
‫‪-01‬مراعاة عالمات الوقف والتّرقيم و ّ‬
‫‪-01‬االقتباس من القرآن الكريم (االستشهاد) أثناء الكتابة ‪.‬‬
‫المتميزة وتسلسلها وانسجامها‪ ،‬وتوظيف األسلوب المناسب ‪ ،‬ودعمهما‬
‫ّ‬ ‫‪-02‬توظيف األفكار‬
‫بالحجج والبراهين‪.‬‬
‫‪ -91‬التمييز بين "أل الشمسية "و "أل القمرية "بالنسبة للمبتدئين‪.‬‬

‫ألن الخط يرتبط بالسيالة الصبية لإلنسان‪ ،‬بل نقصد قلّة األخطاء‬
‫*الكتابة ال نقصد بها في هذا العنصر جمال الخط ّ‬
‫اإلمالئية‪...‬‬

‫‪159‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫النصوص كتابيا ‪.‬‬


‫‪ -90‬مهارة فهم وتحليل األفكار و ّ‬
‫الجيد ‪.‬‬
‫جيدا‪،‬والخط الواضح ّ‬ ‫‪-99‬مهارة رسم الحروف رسما ّ‬
‫الجيد عن المواقف الموجودة في الفقرات ‪ ،‬أو النصوص ‪.‬‬‫‪-93‬مهارة التعبير الكتابي ّ‬
‫‪-95‬مهارة التحليل والتفسير والتركيب والتقويم والنقد والحكم كتابيا‪.‬‬
‫المتوسطة فقط‬
‫ّ‬ ‫المتوسط الذين يدرسون في‬
‫ّ‬ ‫تم تكليف متعلّمي الطور‬‫‪-8‬االختبارات (التعابير)‪ّ :‬‬
‫المتوسطة والمدرسة القرآنية معا ‪ ،‬بكتابة تعبير كتابي ما يسمى حاليا في‬
‫ّ‬ ‫والّذين يدرسون في‬
‫العملية التعليمية "الوضعية اإلدماجية"‬
‫ّ‬ ‫بيداغوجيا المقاربة بالكفاءات الّتي تجعل المتعلّم محور‬
‫التعرف على‬
‫عن موضوع "طلب العلم"وقد طُلب منهم االستشهاد من القرآن الكريم ‪ ،‬وذلك ألجل ّ‬
‫الفروق البارزة في مهارة الكتابة‪ ،‬وتبيان فائدة حفظ القرآن الكريم على المتعلّمين‪.‬‬
‫سنرفقها‬
‫وس ّجلت مجموعة من المالحظات والنتائج الّتي ُ‬
‫تم االطالع على هذه المواضيع‪ُ ،‬‬
‫وقد ّ‬
‫في الجدول الموالي‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫رابعا إحصاء النتائج وتحليلها‪:‬‬


‫تميز‬
‫الكتابية‪ ،‬ومدى ّ‬
‫ّ‬ ‫التعرف على درجة مهارة المتعلّمين الحافظين القرآن الكريم‬‫ّ‬ ‫تم‬
‫قد ّ‬
‫المتعلّمين القارئين القرآن الكريم عن غيرهم ‪ ،‬وهذه النتيجة واضحة في الجدول اآلتي ‪:‬‬
‫ملحوظة‪:‬‬
‫‪-‬المتعلّم حافظ القرآن الكريم (الّذي يدرس في المدرسة القرآنية) نرمز له بالرموز اآلتية‪ :‬م ح‬
‫قك‬
‫‪-‬المتعلّم غير حافظ القرآن الكريم (الّذي ال يدرس في المدرسة القرآنية) نرمز له بالرموز‬
‫اآلتية‪ :‬م غ ح ق ك‬
‫مغحقك‬ ‫محقك‬ ‫التميز (المهارة)‬
‫عناصر ّ‬
‫النسبة ضعيفة مابين ‪ 1‬إلى‬ ‫بنسبة كبيرة جدا تتراوح‬ ‫مهارة السرعة أثناء الكتابة السليمة‬
‫‪1%4‬‬ ‫‪%‬بين ‪ 11‬و‪011‬‬ ‫وفهم المكتوب‪.‬‬

‫بنسبة كبيرة جدا مابين‪21‬إلى‬ ‫إمكانية وجود اختالفات في الكتابة‬


‫‪011%‬‬
‫ومتوسطة لدى‬
‫ّ‬ ‫ضعيفة لدى فئة‬ ‫جدا‬
‫عالية ّ‬ ‫مستوى المهارة الكتابية‬
‫أخرى‬
‫ضعيفة عند فئة ومقبولة عند فئة‬ ‫في‬ ‫أي‬ ‫عالية‬ ‫إمكانيات‬ ‫إمكانية المتعلّم من كتابة أي نص‬
‫أخرى‪.‬‬ ‫الرفيع‬
‫المستوى ّ‬ ‫كتابة سليمة ‪ ،‬ومراعاة الحركات‬
‫اإلعرابية والمد وهمزة الوصل والقطع‬
‫المتوسطة والتاء المربوطة‬
‫ّ‬ ‫والهمزة‬
‫تقريبا نفس الهدف لكن النتيجة‬ ‫والمفتوحة‪،‬والتمييز بين الضاد و‬
‫اهتمامه‪.‬‬ ‫ليست واحدة لقلّة‬ ‫التفوق تفكيره‬
‫يسعى دائما إلى ّ‬ ‫الظاد أثناء الكتابة‪.‬‬
‫في المستوى المطلوب‪.‬‬ ‫بالدراسة‬ ‫المتعلّم‬ ‫اهتمام‬ ‫مدى‬
‫وبتحقيق هدفه"تعلّم العر ّبية والكتابة‬
‫السليمة"‪.‬‬
‫جدا ويتطلّب جهدا ‪.‬‬
‫كثير ّ‬ ‫قليل جدا وال يتطلّب جهدا‪.‬‬ ‫المستغرق مع المتعلّم الحافظ‬
‫َ‬ ‫الوقت‬
‫للقرآن الكريم ‪ ،‬وغير الحافظ له‬
‫‪،‬أثناء الكتابة أو اإلمالء‬

‫‪161‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ال يتوافق مع غيره‬ ‫بدرجة ممتازة‬ ‫تميز المتعلّم الّذي يدرس في‬ ‫ّ‬
‫المدرسة النظامية والمدرسة القرآنية‬
‫معا ؛ بامتالك مهارات كتابية نابعة‬
‫عن حفظه للقرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪%‬من ‪1‬إلى ‪11‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫مدى تأثير القرآن الكريم في المتعلّم‬
‫عند كتابته وجعله كاتبا ماه ار‬

‫‪%‬مصادر أخرى من‪1‬إلى‪51‬‬ ‫‪%100‬القرآن الكريم‬ ‫وتميز المتعلّم في‬


‫ّ‬ ‫سبب مهارة‬
‫الكتابة‬
‫من‪1‬إلى‪%1‬‬ ‫من‪%21‬إلى‪%011‬‬ ‫اكتساب المتعلّم رصيد لغوي كبير‬
‫‪،‬وقلّة األخطاء اللّغوية (اإلمالئية) ‪.‬‬

‫يعاني العديد من الصعوبات‬ ‫فعالة‬


‫مساهمة ّ‬ ‫مساهمة القرآن الكريم في مواجهة‬
‫عالقة ضعيفة‪.‬‬ ‫بعض الصعوبات الكتابية ‪.‬‬
‫قوية‬
‫عالقة ّ‬ ‫عالقة حفظ القرآن الكريم بنمو‬
‫بنسبة‪%011‬‬ ‫المهارات الكتابية األخرى‪.‬‬
‫بنسبة‪%011‬‬ ‫نصح المتعلّم أو أيا كان مسؤوال‬
‫عنه بدفعه نحو المدارس القرآنية ‪،‬‬
‫ألجل تعلّم القرآن الكريم؛ لرفع‬
‫مستوى تعلّم اللّغة العربية الفصيحة‬
‫لديهم ومهارتهم في الكتابة‬
‫من‪%1‬إلى‪%31‬‬ ‫بنسبة‪%011‬‬ ‫النظم والتأليف واإلبداع (فقرة ‪،‬‬
‫نص‪ ،‬قصيدة‪ ،‬قصة ‪ )...‬اعتمادا‬
‫على الثروة اللغوية المكتسبة‬
‫من‪%1‬إلى‪%51‬‬ ‫من‪%21‬إلى‪%011‬‬ ‫النبر‬
‫مراعاة عالمات الوقف والتّرقيم و ّ‬
‫والوقف‬
‫‪1%‬‬ ‫من‪%21‬إلى‪%011‬‬ ‫الكريم‬ ‫القرآن‬ ‫من‬ ‫االقتباس‬
‫(االستشهاد) أثناء الكتابة‬
‫من‪%1‬إلى‪%11‬‬ ‫من‪%21‬إلى‪%011‬‬ ‫المتميزة وتسلسلها‬
‫ّ‬ ‫توظيف األفكار‬

‫‪162‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫وانسجامها‪ ،‬وتوظيف األسلوب‬


‫المناسب‪،‬ودعمهما بالحجج والبراهين‬
‫من‪%1‬إلى‪%21‬‬ ‫من‪%21‬إلى‪%011‬‬ ‫التمييز بين "أل الشمسية "و "أل‬
‫القمرية"‬
‫من‪%1‬إلى‪%11‬‬ ‫من‪%21‬إلى‪%011‬‬ ‫جيدا‪،‬‬
‫مهارة رسم الحروف رسما ّ‬
‫الجيد‬
‫والخط الواضح ّ‬
‫من‪%1‬إلى‪%11‬‬ ‫من‪%21‬إلى‪%011‬‬ ‫الجيد عن‬
‫ّ‬ ‫مهارة التعبير الكتابي‬
‫المواقف الموجودة في الفقرات ‪ ،‬أو‬
‫النصوص‪.‬‬
‫من‪%1‬إلى‪%11‬‬ ‫من‪ %21‬إلى‪%011‬‬ ‫مهارة التحليل والتفسير والتركيب‬
‫والتقويم والنقد والحكم كتابيا‪.‬‬

‫تحليل نتائج الجدول‪:‬‬


‫جليا على المتعلّم حافظ القرآن الكريم مقارنة بالمتعلّم غير الحافظ له‪،‬‬
‫أثر القرآن الكريم يبدو ّ‬
‫أن‪:‬‬
‫حيث ّ‬
‫ّأوال‪-‬المتعلّم حافظ القرآن الكريم (الدارس في المدرسة النظامية والقرآنية معا) ‪:‬‬
‫وضمة وكسرة‬
‫ّ‬ ‫‪-0‬المهارة في كتابة أي نص كتابة سليمة ‪ ،‬ومراعاة الحركات اإلعرابية (فتحة‬
‫المتوسطة والتاء المربوطة‬
‫ّ‬ ‫وسكون وتنوين) والمد وهمزة الوصل والقطع والهمزة‬
‫والمفتوحة‪،‬والتمييز بين الضاد و الظاد أثناء الكتابة‪.‬‬
‫‪ -9‬مستوى المهارة الكتابية عالية كثي ار‪.‬‬
‫جدا‪.‬‬
‫المستغرق أثناء الكتابة أو اإلمالء قليل ّ‬
‫َ‬ ‫‪ -3‬الوقت‬
‫التميز بامتالك مهارات كتابية نابعة عن حفظ القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ّ -5‬‬
‫وتميز المتعلّم في الكتابة "القرآن الكريم"‪.‬‬
‫‪ -1‬السبب األكثر أهمية في مهارة ّ‬
‫‪ -2‬الرصيد اللغوي الكبير ‪،‬وقلّة األخطاء اللّغوية (اإلمالئية) ‪.‬‬
‫السليمة ‪.‬‬
‫‪-1‬اإلتقان والتح ّكم في الكتابة‪،‬وفهم المكتوب وانتاجه‪ ،‬وتطويع القلم للكتابة ّ‬
‫جدا‪.‬‬
‫‪-1‬عالقة حفظ القرآن الكريم بنمو المهارات الكتابية عالية ّ‬
‫سير ذاتية ‪،‬كتب‪ ،‬إعداد خطب‪.)...‬‬
‫‪ -2‬االهتمام بالتأليف (قصص‪ ،‬روايات‪ّ ،‬‬

‫‪163‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -01‬مواجهة العديد من الصعوبات أثناء كتاباته‪.‬‬


‫‪-00‬االقتباس من القرآن الكريم (االستشهاد) أثناء الكتابة ‪.‬‬
‫المتميزة وتسلسلها وانسجامها‪ ،‬وتوظيف األسلوب المناسب ‪ ،‬ودعمهما‬
‫ّ‬ ‫‪-09‬توظيف األفكار‬
‫بالحجج والبراهين‪.‬‬
‫‪ -03‬التمييز بين "أل الشمسية "و "أل القمرية "بالنسبة للمبتدئين‪.‬‬
‫الجيد ‪.‬‬
‫جيدا‪،‬والخط الواضح ّ‬ ‫‪-05‬المهارة في رسم الحروف رسما ّ‬
‫الجيد عن المواقف الموجودة في الفقرات ‪ ،‬أو النصوص ‪.‬‬
‫‪-01‬المهارة في التعبير الكتابي ّ‬
‫‪-02‬المهارة في التحليل والتفسير والتركيب والتقويم والنقد والحكم كتابيا‪.‬‬
‫‪-01‬الوعي ب" كيف يكتب‪ ،‬وماذا يكتب‪ ،‬ولمن يكتب"‪.‬‬
‫ثانيا‪-:‬المتعلّم غير الحافظ القرآن الكريم(غير الدارس في المدرسة القرآنية ) ‪:‬‬
‫‪-0‬نقص المهارة في كتابة أي نص كتابة سليمة ‪ ،‬وقلّة مراعاة الحركات اإلعرابية وعدم معرفة‬
‫المتوسطة والتاء المربوطة والمفتوحة‪،‬ونقص القدرة‬
‫ّ‬ ‫مواضع المد وهمزة الوصل والقطع والهمزة‬
‫في التمييز بين الضاد و الظاد أثناء الكتابة‪.‬‬
‫عينة‬
‫عينة و مقبولة عند ّ‬
‫‪ -9‬نقص في مستوى المهارة الكتابية بالنسبة للمتعلّم ؛ضعيفة عند ّ‬
‫أخرى العتمادهم على مصادر أخرى (شعر ‪ ،‬كتب)‪.‬‬
‫جدا‪.‬‬
‫المستغرق أثناء الكتابة أو اإلمالء طويل ّ‬
‫َ‬ ‫‪ -3‬الوقت‬
‫الرصيد الّلغوي ‪،‬وكثرة األخطاء اللّغوية (اإلمالئية)‪.‬‬
‫‪ -5‬انعدام أو قلّة ّ‬
‫‪ -1‬نقص درجة التح ّكم في الكتابة‪،‬وقلّة فهم المكتوب وعدم إنتاجه ‪.‬‬
‫‪ -2‬قلّة االهتمام بالتأليف ‪.‬‬
‫‪-1‬كثرة الصعوبات الّتي يواجهها المتعلّم أثناء كتاباته‪.‬‬
‫النبر والوقف‪...‬‬‫‪-1‬عدم أو قلّة مراعاة عالمات الوقف والتّرقيم و ّ‬
‫‪-2‬انعدام االقتباس من القرآن الكريم (االستشهاد) أثناء الكتابة ‪.‬‬
‫المتميزة والمتسلسلة والمنسجمة‪ ،‬وقلّة توظيف األسلوب المناسب ‪..‬‬
‫ّ‬ ‫‪-01‬قلّة توظيف األفكار‬
‫‪ -00‬قلّة التمييز بين "أل الشمسية "و "أل القمرية "بالنسبة للمبتدئين‪.‬‬
‫النصوص كتابيا وقلّتها لدى البعض اآلخر ‪.‬‬
‫‪ -09‬انعدام مهارة فهم وتحليل األفكار و ّ‬
‫الجيد ‪.‬‬
‫‪ -03‬قلّة مهارة رسم الحروف ‪،‬وقلّة وجود الخط الواضح ّ‬
‫‪164‬‬
‫أثر القرآن الكريم في تنميّة مهارة الكتابة "اإلطار التّطبيقي"‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪-05‬انعدام أو نقص مهارة التعبير الكتابي عن المواقف الموجودة في الفقرات ‪ ،‬أو النصوص ‪.‬‬
‫‪-01‬نقص مهارة التحليل والتفسير والتركيب والتقويم والنقد والحكم كتابيا‪.‬‬
‫‪،‬مما يؤدي إلى حدوث خلل‬
‫بالنسبة للمبتدئين كثرة تكرار كتابة الحروف والكلمات نفسها ّ‬
‫‪ّ -02‬‬
‫في المعنى ومن جهة أخرى حذف بعض الحروف والكلمات والعبارات ‪،‬وعدم القدرة على‬
‫التلخيص‪.‬‬
‫متفوقين في مهارة‬
‫ّ‬ ‫أن المتعلمين حافظي القرآن الكريم‬
‫مما سبق ذكره "تحليله" إلى ّ‬
‫نخلص ّ‬
‫الكتابة وما يتبعها من مهارات لغوية أخرى ‪ ،‬وبالمقابل ضعف المتعلّمين غير الحافظين القرآن‬
‫الضعف قد أرجعناه إلى عدم حفظهم للقرآن الكريم ‪،‬وعدم‬
‫الكريم في الكتابة وهذا النقص و ّ‬
‫بأن هناك فئة ماهرة في الكتابة وهي ال‬
‫نود التوضيح ّ‬‫مزاولتهم المدارس القرآنية‪ ،‬لكـــــــــــــن ّ‬
‫المتنوعة وحفظ‬
‫ّ‬ ‫ترتاد المدرسة القرآنية‪ ،‬لكن تعتمد على مصادر أخرى ككثرة مطالعة الكتب‬
‫العينات من‬
‫شعر‪ ،‬لكن هذه الدراسة رّكزت على أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة هذه ّ‬ ‫ال ّ‬
‫المتميزة في الكتابة وال تحفظ القرآن الكريم وال ترتاد‬
‫ّ‬ ‫العينة‬
‫أن هذه ّ‬
‫المتعلّمين‪ ،‬ومع ذلك نقول ّ‬
‫مما هي عليه؛ لكون‬ ‫المدارس القرآنية‪ ،‬لو أ ّنها فعلت ذلك‪ ،‬لزادت مهاراتها الكتابية أكثر ّ‬
‫العربية وبالتالي اكتساب وتنمية مهارات الكتابة ‪ ،‬فهو‬
‫ّ‬ ‫القرآن الكريم أفضل مصدر لتّعلّم اللّغة‬
‫األبلغ واألفصح‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫الخاتمــــــــــــــــــــــة‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫أن القرآن الكريم؛ كان وال زال له األثر البالغ في تنمية‬
‫تقدم ذكره‪ ،‬قد اتّضح ّ‬
‫ختاما ومن خالل ما ّ‬
‫تبينت الفروق الواضحة بين المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم‪ ،‬والمتعلّم‬
‫اللغوية لدى المتعلّمين‪ ،‬فقد ّ‬
‫ّ‬ ‫المهارات‬
‫التحدث والقراءة‬
‫الرفيعة‪ ،‬أي ّأنه متم ّكن ماهر في االستماع و ّ‬ ‫غير الحافظ له‪ ،‬فالحافظ له الملكة اللغوية ّ‬
‫أما المتعلّم غير‬
‫بكيفية التواصل واالتصال بها (تداولها)‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫والكتابة‪ ،‬أي ّأنه متقن للّغة العربية وعارف‬
‫التوصل إلى النتائج اآلتية الّتي نذكر منها‪:‬‬
‫ّ‬ ‫تم‬
‫الحافظ القرآن الكريم؛ فال يستوي مع الحافظ‪ ،‬وبهذا ّ‬
‫‪-‬اللغة أداة التواصل‪ ،‬والتعبير عن الرأي وعن مكنونات اإلنسان‪ ،‬والتم ّكن من اللّغة يعني التم ّكن من‬
‫التحدث‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والقراءة )‪.‬‬
‫اللغوية (االستماع ‪،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫مهاراتها‬
‫‪-‬المهارة هي القدرة على األداء المتقن‪ ،‬وهي الدقّة والتّم ّكن‪ ،‬والدرجة العالية الرفيعة‪.‬‬
‫التحدث‪ ،‬والقراءة‪ ،‬والكتابة‪ ،‬والتم ّكن منها هو الهدف الرئيس من‬
‫أهمها االستماع‪ ،‬و ّ‬‫عدة مهارات‪ ،‬و ّ‬ ‫‪ -‬للّغة ّ‬
‫عز وج ّل‪.‬‬
‫قيمة أساسها كالم المولى ّ‬ ‫تعلّم اللغة العر ّبية‪ ،‬وهذا التم ّكن يتحقق بأمور ّ‬
‫‪-‬االستماع ّأول مهارات اللغة العر ّبية‪ ،‬لكونه سابق للبصر‪ ،‬والسمع الحاسة األولى الّتي يولد بها المولود‪،‬‬
‫عملية التعلّم والتعليم‪ ،‬لذا وجب استغاللها في االستماع إلى األمور المفيدة كالقرآن‬
‫ّ‬ ‫أهمية بالغة في‬
‫ولها ّ‬
‫الكريم الّذي يعمل على تنميتها وتطويرها‪.‬‬
‫إنتاجية‪ ،‬يتّم بها التعبير عن فكر اإلنسان‪ ،‬وما تختلجه نفسه من أحاسيس ومشاعر‪،‬وبها‬
‫ّ‬ ‫التحدث مهارة‬
‫‪ّ -‬‬
‫تميز ك ّل فرد عن اآلخر‪ ،‬فمثال‬
‫يتّم التواصل واالتصال بين البشر وتحقيق التفاهم فيم بينهم‪ ،‬وهي ميزة ّ‬
‫مما‬
‫يتحدث به وبآياته الكريمة ومصطلحاته البليغة الفصيحة‪ ،‬ويستشهد به ّ‬
‫ّ‬ ‫متعلّم القرآن الكريم ‪،‬تجده‬
‫يرفع مستواه اللغوي بدرجة عالية‪.‬‬
‫تضم عمليتين رئيستين "النظر‬‫ّ‬ ‫‪-‬القراءة مفتاح الولوج إلى مختلف المعارف والعلوم‪ ،‬وهي مهارة‬
‫ثم فهمها‪ ،‬ثم إدراك العالقات‬
‫التعرف على الرموز‪ّ ،‬‬
‫عدة عمليات عقلية منها ّ‬
‫واالستبصار" اللتان تحويان ّ‬
‫بينها والتفاعل معها‪ ،‬وتنمو هذه المهارة بالرجوع إلى األساس "القرآن الكريم"‪.‬‬
‫وتبين كم مخزونه المعرفي‪ ،‬وهي الحافظة‬ ‫تعبر على مدى تم ّكن الفرد لغويا‪ّ ،‬‬
‫إنتاجية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬الكتابة مهارة‬
‫وتتطور لدى اإلنسان من خالل المهارات السالفة ال ّذكر‪ ،‬والمحقّقة‬
‫ّ‬ ‫لجواهر األدب‪ ،‬كما ّأنها مهارة تنمو‬
‫بالقرآن الكريم‪.‬‬
‫ألن‬
‫‪-‬العالقة بين فنون اللغة العربية هي عالقة تكامل وتالزم‪ ،‬فال يمكن الفصل بين مهارة وأخرى‪ّ ،‬‬
‫تعد سببا في حدوث األخرى‪،‬والثانية هي نتيجة لألولى‪ ،‬مثال‪ :‬مهارة االستماع سبب في‬
‫الواحدة منها؛ ّ‬
‫‪167‬‬
‫الخاتمة‬

‫التحدث نتيجة لمهارة االستماع ‪،‬ونفس األمر مع باقي المهارات‬


‫ّ‬ ‫التحدث‪ ،‬وبالتالي مهارة‬
‫ّ‬ ‫حدوث مهارة‬
‫األخرى‪.‬‬
‫النهائية لتعلّم وتعليم اللغة العربية‪ ،‬وهو ممارسة وتطبيق لما تعلّمه المتعلّم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الجيد هو الحصيلة‬
‫‪-‬التعبير ّ‬
‫معينة يتطلّب‪ :‬الدربة‪ ،‬والمران‪ ،‬والممارسة‪ ،‬واالستم اررية وهي تحتاج إلى عوامل نفسية منها‬ ‫‪ -‬تعلّم مهارة ّ‬
‫الرغبة في التعلّم‪ ،‬واإلرادة والدافعية‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪-‬القرآن الكريم معجزة خالدة‪ ،‬وله األثر البالغ في تنمية مهارات اللّ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـغة العر ّبية‪ ،‬فهو يجعل الم ـ ـ ـ ـتعلّم‬
‫التمعن‬
‫متمي از عن غير الحافظ له‪ ،‬وذلك في أمور منها‪ :‬المهارة في االستماع‪ ،‬و ّ‬ ‫(حافظ القرآن الكريم) ّ‬
‫التحدث فتجد متعلّم القرآن الكريم يحسن الكالم‪ ،‬فهو ينطـق‬
‫ّ‬ ‫فيم يقـ ـال وتمييزه‪ ،‬والحكم عليه‪ ،‬والمهارة في‬
‫أما في القراءة فتجده‬
‫لغوية هائلة‪ّ ،‬‬
‫كون له ثروة ّ‬ ‫مما ّ‬
‫بألفاظ بليغة فصيحة مستوحاة من القرآن الكريم‪ّ ،‬‬
‫تعود على قراءة آيات من القرآن الكريم‪ ،‬وأخي ار في الكتابة نجده يمتلك‬
‫بارعا‪ ،‬نطـ ـ ـ ـقه سليم بليغ؛ كونه ّ‬
‫المدعمة‬
‫ّ‬ ‫مهارة النظم والتأليف‪ ،‬وبراعة االستشهاد‪ ،‬والنقد والحكم‪ ،‬واألسلوب الراقي واألفكار الغزيرة‬
‫بالحجج والبراهين‪.‬‬
‫المتحدث بما فيه‪ ،‬وقارئه‪ ،‬والمستشهد به كتابة؛ مجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــموعة‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬القرآن الكريم عموما يمنح المستمع له‪ ،‬و‬
‫الكتابية؛ المتمثّلة في‪ :‬سعة األفق والتعبير من حيث‬ ‫ائية و ّ‬
‫الكالمية والقر ّ‬
‫ّ‬ ‫االستماعية و‬
‫ّ‬ ‫من المهارات‬
‫التصور وسعة الخيال‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بالصور والتعابير‪ ،‬مع القدرة على‬
‫ّ‬ ‫الغني‬
‫ّ‬ ‫ي باأللفاظ‪،‬‬
‫امـ ـ ــتالك المعجم اللغوي الثر ّ‬
‫ويمنحه كذلك الطريقة واألسلوب أي ‪ :‬المعاني واألفكار‪ ،‬والتصوير‪ ،‬والبالغة والبيان‪ ،‬والحوار والجدل‬
‫مما يجعل المعتصم‬ ‫والمحاججة والمناظرة‪ ،‬والبرهنة‪ ،‬مع القدرة على االستدالل واالستشهاد واالقتباس ّ‬
‫متمي از عن غيره‪.‬‬
‫بالقرآن الكريم ماه ار بارعا ّ‬
‫اللغوية انطالقا من استغاللها له‪ ،‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمثال‬
‫ّ‬ ‫‪-‬يكون القرآن الكريم سببا رئيسا في تعلّم وتعليم المهارات‬
‫تعليمية تعلّمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـية‬
‫ّ‬ ‫‪،‬وتطبق في جوانب ومواقف‬
‫ّ‬ ‫التدبر في معانيه؛ تنمو مهارة االستماع‬
‫باالستماع له و ّ‬
‫أخرى‪ ،‬وهكذا دواليك‪.‬‬
‫يعد محاورا‪ ،‬ومجادال‪ ،‬ومناظرا‪ ،‬ومناقشا‪ ،‬وناقدا‪ ،‬وقاصا‪ ،‬ومبرهنا‪ ،‬وحاكما‪.‬‬‫‪-‬حافظ القرآن الكريم ّ‬
‫‪ُ -‬ثبت وجود فروق واضحة بين المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم وغير الحافظ له بدرجة كبيرة‪.‬‬
‫معبدا للنهل من خزائن المعجزة الخالدة (القرآن الكريم)‪،‬‬
‫تعد طريقا ّ‬
‫‪-‬المدارس القرآنية والمساجد والزوايا ّ‬
‫المتميزة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اللغوية‬
‫ّ‬ ‫ومكانا لتكوين الملكة‬

‫‪168‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪-‬اكتساب الملكة التي تصون اللسان والقلم عن الخطأ؛ تكتسب بالتعليم والدربة والمران‪ ،‬من خالل دراسة‬
‫المتطورة وعلى قدر المحفوظ وكثرة االستعمال‪ ،‬تكون‬
‫ّ‬ ‫الحية‬
‫أو حفظ النصوص األصلية الراقية والشواهد ّ‬
‫جودة المصنوع نظما ونث ار‪ ،‬وهي ال تربى من خالل نصوص تحفظ دون أن تحلّل وتفهم‪.‬‬
‫اللغوية المحقّقة بالقرآن الكريم‪ ،‬تؤدي بالضرورة إلى القدرة عل الفهم واإلدراك‪ ،‬ويلي ذلك‬
‫ّ‬ ‫‪-‬المهارات‬
‫اإلنتاج‪.‬‬
‫غوية السالفة الذكر‪ ،‬ومن خالل ذلك ينمو الجانب الوجداني والسلوكي‬ ‫‪-‬القرآن الكريم ينمي المهارات الل ّ‬
‫والقيمي‪ ،‬لدى المتعلّم فيكون فردا صالحا خادما لدينه ولغته العر ّبية البليغة الّتي قال فيها الشاعر حافظ‬
‫إبراهيم‪:‬‬
‫ص َدفَاتِي‬ ‫اص َعن َ‬ ‫الغ َّو َ‬
‫ام ٌن * فَهَل َسأَلُوا َ‬ ‫أََنا البحر ِفي أَح َشائِ ِه الدر َك ِ‬
‫َ ُ‬
‫ـحري َال تُكـَـ ـ ـ ـ ـ ـ ِّـد ُرهُ الـ ـ ِّـد َال ُء‬ ‫لِس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانِي ص ِارم َال عيب ِف ِ‬
‫يه * َوَبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫َ ٌ َ َ‬ ‫َ‬
‫الدر والجواهر الثمينة ّإنما هي مصطلحات القرآن الكريم ومعانيها الرفيعة‪ ،‬وختاما وجب على ك ّل فرد‬ ‫وّ‬
‫حجته في دنياه‬
‫أن ينهل من خزائن القرآن الكريم ليكون ماه ار لغويا ومتخلّقا‪ ،‬ويكون القرآن الكريم بذلك ّ‬
‫وآخرته‪.‬‬
‫ولذلك نوصي ببعض التوصيات‪:‬‬
‫‪-‬وجوب التركيز على تدريس القرآن الكريم في تعليم العربية‪.‬‬
‫‪-‬رفع عدد حصص التربية اإلسالمية‪ ،‬وتخصيص حصص لتالوة القرآن الكريم‪.‬‬
‫لمدة عام أو عامين‪ ،‬قبل الدراسة في‬
‫ينص على تدريس المتعلّم في المدارس القرآنية ّ‬
‫‪-‬وضع قانون ّ‬
‫المدارس النظامية‪.‬‬
‫‪-‬فسح مجال لحصص التعبير (فهم المنطوق) والثانوي تعبير‪ ،‬لينموا مهاراتهم مع تكليفهم باالستشهاد‬
‫من القرآن الكريم ‪.‬‬
‫مية ‪.‬‬
‫التعليمية التعلّ ّ‬
‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬ ‫‪-‬توعية المتعلّمين بأهمية حاسة السمع ودورها في رفع مستوى‬
‫اللغوية بوضع القرآن الكريم قاعدة‪ ،‬وطريقا لتحقيق الهدف أال وهو‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬حرص المتعلّم على تنمية المهارات‬
‫بأهمية المدارس القرآنية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫تعلّم اللّغة العر ّبية‪ ،‬وتوعية األولياء‬
‫‪-‬القيام بمسابقات فكرية لحفظ القرآن الكريم ‪.‬‬
‫التعليمية فيها ‪ ،‬لدفع المتعلّم إلى الذهاب إليها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬بناء المكتبات‪ ،‬وتوفير ج ّل الوسائل‬
‫قيمة‪.‬‬
‫‪-‬دعم وتشجيع المتعلّم حافظ القرآن الكريم بجوائز ّ‬
‫‪169‬‬
‫الملحق‬
‫الملحق‬

‫آنية‪:‬‬
‫المدرسة القر ّ‬
‫محمد صلى اهلل عليه و سلّم على تعلّم القرآن الكريم وتعليمه لقوله ‪":‬‬ ‫حث الرسول الكريم ّ‬ ‫توطئة‪ :‬قد ّ‬
‫َخ ُيرُك ْم َم ْن تَ َعلَّ َم القُ ْ َرآ َن َو َعلَّ َمهُ " و عن أبي موسى األشعري قال صلى اهلل عليه وسلّم‪":‬تَ َع َ‬
‫‪0‬‬
‫اه ُد ْوا‬
‫اإل ِب ِل ِف ْي ُعقُلِ َها "‪ ،9‬ودعوته صلى اللّه عليه وسلّم‬
‫صيًّا ِم َن ِ‬ ‫القُ ْرَآ َن‪،‬فَ َو الَّ ِذي َن ْف ِسي ِب َي ِدهِ ‪ ،‬لَ ُه َو أَ َ‬
‫ش ُّد تَفَ ِّ‬
‫دليل واضح وقاطع على الفائدة العظيمة من تعلّم القرآن الكريم الّذي كتب بلغة مثّلها أحسن تمثيل‪،‬‬
‫وذلك ما جعل السلف م نذ البدء يولون القرآن الكريم عناية خاصة ؛ ويعدوه القاعدة الرئيسة في تربية‬
‫اإلسالمي‪،‬مما جعلهم يدفعون بأبنائه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم إلى تعلّم القرآن‬
‫ّ‬ ‫أبناءهم وتعليمهم اللّغة العر ّبية‪،‬والدين‬
‫الكتابية‪،‬‬
‫الكالمية و ّ‬
‫ّ‬ ‫ائية و‬ ‫االستماعية والقر ّ‬
‫ّ‬ ‫تنمية مهاراتهم‬
‫الكريم وبالتالي تعلّم لغته البليغة‪ ،‬السيما ّ‬
‫العربية من‬
‫ّ‬ ‫وجل علوم القرآن‪ ،‬وفروع اللّغة‬
‫ع ـالوة على ذلك اهتموا في تعليم أبنائهم الحديث والفقه‪ّ ،‬‬
‫نحو وص ـ ـوت وصرف‪ ،‬وتركيب وبالغة‪...‬وما يؤ ّكد ذلك أن بعض األشخاص كأهل األندلس مثال‬
‫كان" مذهبهم تعليم القرآن والكتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاب من حيث هو ‪ ،‬وهذا الّذي يراعونه في التّعليم‪ ،‬فال يقتصرون‬
‫ترسل ‪ ،‬وأخذهم بقوانين العر ّبية‪،‬‬
‫على القرآن‪ ،‬بل يخلطون في تعليمهم للولـ ـ ـ ـدان رواية ال ّشعر وال ّ‬
‫ط‪ ،‬وال تختص عنايتهم في التّعليم بالقرآن دون هذه بل عنايتهم فيه بالخط أكثر من‬ ‫وتجويد الخ ّ‬
‫‪3‬‬
‫آنية ‪ ،‬فقد كان والزال الوالدين‬
‫جميعها " ‪ ،‬كل ذلك كان يتّم عن طريق المساجد والزوايا والكتاتيب القر ّ‬
‫يجعلون ولدانهم يلتحقون بهذه األماكن‪ ،‬لكونهم يعتبرونها "الصرح الّذي يبني األجيال تلو األجيال "‪، 5‬‬
‫التعليمية النظامية والحرة‬
‫ّ‬ ‫تطور العلم والتكنولوجيا وبالتالي تتط ّور المؤسسات‬
‫وفي عصرنا الحالي ومع ّ‬
‫لتعليمية‬
‫ّ‬ ‫بالعملية ا‬
‫ّ‬ ‫يتصل‬
‫ّ‬ ‫التعليمية وكل ما‬
‫ّ‬ ‫ومراكز التعليم والتعلّم بصفة عام‪ ،‬والوسائل والطرائق‬
‫بوية؛ ومع تزايد االهتمام برفع مستوى المتعلمين والعمل على جعله في أعلى المراتب‪،‬‬
‫مية والتر ّ‬
‫التعلّ ّ‬
‫تم تخصيص ما يسمى بالمدرسة‬ ‫وإلدراك قيمة تعلّم القرآن الكريم الّتي تسهم في تحقيق ذلك المراد؛ ّ‬
‫آنية بجانب المدرسة النظامية( االبتدائية‪ ،‬المتوسطة‪ ،‬الثانوية‪ ،‬الجامعة‪ ،‬المعهد اإلسالمي)‪ ،‬والّتي‬
‫القر ّ‬
‫آنية‪ -‬تسهم إسهاما بالغا في رفع مستوى المتعلمين وتعلّمهم اللّغة الفصحى‬‫بدورها –المدرسة القر ّ‬
‫‪-0‬أبي عبداللّه بن إبراهيم البخاري ‪ ،‬مختصر صحيح البخاري ‪ ،‬المسمى "التجريد الصريح ألحاديث الجامع الصحيح" ‪،‬اختصره زين‬
‫‪.‬‬ ‫‪،‬ص‪350‬‬ ‫‪0532‬ه‪9101/‬م‬ ‫ط‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫والتوزيع‬ ‫للنشر‬ ‫‪،‬‬ ‫الجوزي‬ ‫ابن‬ ‫دار‬ ‫‪،‬‬ ‫الزبيدي‬ ‫بن‬ ‫الدين‬
‫‪-9‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.359‬‬
‫تطبيقية من حياة السلف الصالح وأقوال العلماء العالمين‬
‫ّ‬ ‫النبوية للطفل مع نماذج‬
‫ّ‬ ‫محمد نور بن عبد الحفيظ سويد ‪ ،‬منهج التربية‬
‫‪ّ -3‬‬
‫دار ابن كثير للنشر والتوزيع ‪ ،‬دمشق سوريا ‪ ،‬ط ‪ 01‬سنة ‪0533‬ه ‪9109 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.953‬‬
‫‪ -5‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.920‬‬

‫‪171‬‬
‫الملحق‬

‫آنية ‪:‬‬
‫‪-1‬التعريف بالمدرسة القر ّ‬
‫سميت بهذا االسم –المدرسة‬
‫آنية بناء يحوي اإلدارة والعديد من الصفوف (األقسام )‪ ،‬وقد ّ‬
‫المدرسة القر ّ‬
‫اختصت بتعليم القرآن الكريم وعلومه المتنوعة ؛ من تفسير وفقه وأصوله ‪ ،...‬كما‬
‫ّ‬ ‫آنية – كونها‬
‫القر ّ‬
‫جيد‬
‫يتّم فيها تعليم القراءة المتبوعة بأحكام التجويد؛ وحفظ القرآن الكريم‪ ،‬والكتابة‪ ،‬ويسبقها االستماع ال ّ‬
‫تخصص مجموعة من الصفوف لتالميذ الطور االبتدائي والتحضيري ‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫لمخارج األصوات‪ ،‬وهي‬
‫تخصص لهم مجموعة مواد ( مقاييس) حسب مستواهم الفكري وسنهم؛ ومن هذه المقاييس‪ :‬تعليم‬
‫القراءة والكتابة واتقانهما ليتّم بعدها االنتقال إلى حفظ القرآن الكريم وتجويده؛ وقبل ذلك تعليمهم‬
‫االستماع واإلنصات للقرآن الكريم‪ ،‬عالوة على ذلك تعليم األذكار واألدعية‪ ،‬وآداب التعامل‪.‬‬
‫التعليمية (االبتدائي والمتوسط‬
‫ّ‬ ‫كما تخصص هذه المدرسة صفوف أخرى للمتعلمين في األطوار‬
‫اإلسالمية)‪ ،‬وهي ترّكز على االستماع واإلصغاء والحفظ‪ ،‬إضافة‬
‫ّ‬ ‫والثانوي والجامعي‪ ،‬وطلبة المعاهد‬
‫إلى ذلك التالوة المرفوقة بأحكام التجويد ؛ وذلك كما أسلفنا حسب مستوى وعمر المتعلّمين ‪.‬‬
‫تعد لهم مع طلبة المعاهد‬ ‫آنية ّ‬
‫وبالنسبة للطلبة الجامعيين بمختلف تخصصاتهم؛ فالمدرسة القر ّ‬
‫النظامية وغير مرتبطة بها‬
‫ّ‬ ‫التعليمية‬
‫ّ‬ ‫مسجلة في المدارس والمؤسسات‬
‫ّ‬ ‫اإلسالمية و فئات أخرى غير‬
‫ّ‬
‫(الفئات الّتي لم تدرس في االبتدائيات والمتوسطات و الثانويات والجامعات )‪ ،‬التالوة والحفظ والفقه‬
‫مما له عالقة بالقرآن الكريم ‪.‬‬
‫والتفسير واألصول وغير ذلك ّ‬
‫التعليمية النظامّية (ابتدائي‪ ،‬متوسطات‪،‬‬
‫ّ‬ ‫آنية سند وأساس ثابت للمؤسسة‬ ‫أن المدرسة القر ّ‬
‫ونخلص إلى ّ‬
‫ثانويات‪ ،‬جامعات‪ ،‬معاهد إسالمية) لكونها تعلّمهم لغتهم الفصحى انطالقا من مصدرها أال وهو‬
‫جمة‬
‫الكتابية‪ ،‬وبالتالي لها فوائد ّ‬
‫الكالمية و ّ‬
‫ّ‬ ‫ائية و‬
‫االستماعية والقر ّ‬
‫ّ‬ ‫القرآن الكريم‪ ،‬كما ّأنها تنمي مهاراتهم‬
‫أهمها‪:‬‬
‫آنية فوائد عديدة إذ سيتّم ذكر ّ‬‫آنية‪ :‬للمدرسة القر ّ‬
‫‪-9‬فوائد المدرسة القر ّ‬
‫‪-1‬تعلّم لغة القرآن الكريم أي العر ّبية الفصيحة استماعا وقراءة وحديثا وكتابة ‪.‬‬
‫تنمي مهارات المتعلّم االستماعية والقرائية والكالمية والكتابية من خالل القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ّ -9‬‬
‫‪-3‬تكسب المتعلّم الفصاحة والبالغة ‪ ،‬كما تثري رصيده المعرفي واللّغوي كونها تنطلق من كتابه‬
‫تعالى‪.‬‬
‫الجيد والعمليات المتصلة به من انتباه وتركيز وانصات‬‫تعود المتعلّم –الفرد‪ -‬على االستماع ّ‬
‫‪ّ -5‬‬
‫تعوده على توظيف حاسة السمع فيم يعود عليه بالفائدة‪.‬‬
‫واصغاء‪ ،‬كما ّ‬

‫‪172‬‬
‫الملحق‬

‫‪-1‬تحقق الرقي في تعلّم أمور الدين لدى المتعلّم باإلضافة إلى النمو اللّغوي الّذي سبق الحديث عنه‬
‫‪ -2‬تجعل المتعلّمين يتفاعلون‪ ،‬يؤثرون ويتأثرون‪ ،‬ويرسمون أهدافا نبيلة يعملون على تحقيقها‬
‫تدبره وتفسير آالءه؛ ال ّذي ينتج عنه نموا هائال في‬
‫كاكتساب فصاحة اللسان‪ ،‬وختم القرآن الكريم‪ ،‬و ّ‬
‫الّلغة ‪.‬‬
‫‪-1‬ترفع في مستوى المتعلمين الكتابي في شتى المواضيع المحررة ؛ حيث ّأنها تجعلهم يكتبون‬
‫نصوصا في المستوى المطلوب كونهم يقتبسون من كتابه تعالى‪.‬‬
‫التزود بالمعرفة‬
‫ّ‬ ‫تشجعهم على تحقيق الهدف‪ ،‬وهو‬
‫‪-1‬تزيد في مستوى تحصيلهم الدراسي ‪ ،‬كما ّ‬
‫واكتساب المهارة من خالل مكافأتهم بجوائز( عمرة مجانية‪ ،‬كتب متنوعة‪ ،‬مصاحف ‪ )...‬وشهادات‬
‫تكريمية‪.‬‬
‫النظامية في الفصل الدراسي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪-2‬تعمل على سد الثغرات الّتي تخلّفها الحصص‬
‫النفسية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -01‬كما تسهم في عالج بعض أمراض الكالم الّتي سببها بعض الحاالت‬

‫‪173‬‬
‫الملحق‬

‫إن تحبيب القرآن الكريم إلى قلوب‬ ‫المتضمنة مهام المدرسة القرآنية ( الفرق بينها)‪ّ :‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -3‬األماكن‬
‫المتعلّمين وربط عقولهم به واجب على األولياء‪ ،‬لقول المصطفى صلى اهلل عليه وسلّم" أ َِد ُب ْوا أ َْو َ‬
‫ال َد ُك ْم‬
‫تعم عليهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تي‬ ‫ل‬
‫ّ‬ ‫ا‬ ‫العظيمة‬ ‫للفائدة‬ ‫ر‬
‫ا‬ ‫نظ‬ ‫‪0‬‬
‫ب َآ ِل َب ْيتَ ِه‪َ ،‬وتِالَ َوةُ القُ ْ َرآ ِن"‬ ‫َعلَى ثَالَ ِث ِخص ٍ‬
‫ال ‪ُ :‬حب َنبِِّي ُك ْم‪َ ،‬و ُح ُ‬ ‫َ‬
‫ويطور مستواهم الفكري ‪ ،‬السيما األجر األخروي الّذي يجزونه‪ ،‬وما‬
‫ّ‬ ‫كونه يرفع من مهاراتهم اللّغوية‪،‬‬
‫بوية –معاهد ومؤسسات‬ ‫تعليمية تر ّ‬
‫ّ‬ ‫ُيسهم في تحقيق ذلك هو ربط و التحاق هؤالء المتعلمين بأماكن‬
‫بأنه تعليم ذو طابع ديني لغوي"‪ ، 9‬ومن هذه األماكن‪:‬‬‫– يتلقون فيها تعليما "يمتاز بصفة عامة ّ‬
‫عرف على هذه األماكن‬
‫آنية‪ ،‬وفي هذا الموضع سيتّم التّ ّ‬
‫الكتاتيب والمساجد و الزوايا و المدارس القر ّ‬
‫بإيجاز من خالل التّطرق إلى مفهومها ‪:‬‬
‫بوية الّتي تسهر على تعليم القراءة والكتابة ؛ متخذة‬
‫التعليمية التر ّ‬
‫ّ‬ ‫آنية‪ :‬من األماكن‬
‫أ‪-‬الكتاتيب القر ّ‬
‫القرآن الكريم مصد ار لها ما يسمى" الكتاتيب"جمع كتاب إذ "يعتبر الكتاب من أقدم معاهد التر ّبية في‬
‫اإلسالم وكان الصبيان يتعلّمون فيه مبادئ القراءة –والكتابة‪ -‬وقراءة القرآن –وتجويده‪... -‬ويرجع‬
‫إليها الفضل األكبر في المحافظة على القرآن الكريم ‪...‬وقد نشرت مبادئ القراءة والكتابة"‪" ،3‬ونظام‬
‫التّعليم في الكتاتيب هي أن يجلس األطفال على حصير بسيط أمام "الطالب"(المعلّم)‪...‬واألطفال‬
‫النابهون بعد أن ينتهوا من حفظ القرآن الكريم يرسلهم آباؤهم إلى مواصلة تعليمهم في فنون اللّغة‬
‫الخشبية في تعليمه للولدان ليكتبوا‬
‫ّ‬ ‫العر ّبية –في المساجد – أو الزوايا" ‪ 5‬وكان المعلّم يستخدم األلواح‬
‫ثم يحفظونها ‪.‬‬‫عليها بعضا من آيات القرآن الكريم ّ‬

‫طفل مع نماذج تطبيقية من حياة السلف الصالح وأقوال العلماء‬


‫بوية لل ّ‬
‫الن ّ‬
‫محمد نور بن عبد الحفيظ سويد‪،‬منهج التربوية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-0‬‬
‫العالمين‪،‬ص‪095‬‬
‫الدكتور تركي رابح عمامرة‪ ،‬ال ّشيخ عبد الحميد بن باديس رائد اإلصالح اإلسالمي والتر ّبية في الجزائر ‪،‬المؤسسة الوطنية للنشر‬
‫‪ّ -9‬‬
‫واإلشهار ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ط ‪0599 ،1‬ه‪9110،‬م ‪ ،‬ص ‪. 311‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪، 311‬‬
‫‪-5‬نفسه‪،‬ص‪312‬‬

‫‪174‬‬
‫الملحق‬

‫تم التعليم فيها قديما إي ّأنها كانت موجودة قديما‪ ،‬وتعتمد آنذاك‪-‬الكتاتيب‪-‬‬
‫إذن الكتاتيب القرآنية ّ‬
‫ثم االستظهار‬
‫تعليمية تقليدية كالتلقين‪ ،‬وذلك من خالل الحفظ ّ‬
‫ّ‬ ‫تعليمية بسيطة‪ ،‬وطرق‬
‫ّ‬ ‫على وسائل‬
‫تعليمية ّأو ّلية (ابتدائية) تسبق التعليم في المسجد والزوايا لكون‬
‫ّ‬ ‫واجتياز االمتحان‪ ،‬والكتاب مرحلة‬
‫ثم يحفظونها؛ وعند انتهاء هم من ذلك‪،‬‬ ‫المتعلّمين يتعلمون قراءة وكتابة سور من القرآن الكريم ّ‬
‫يجتازون امتحانا‪ ،‬وعند النجاح فيه (االنتهاء من حفظ القرآن الكريم واتقان القراءة والكتابة) ‪ ،‬ينتقلون‬
‫إلى المساجد والزوايا لتعلّم فروع اللّغة العر ّبية من نحو وصرف وبالغة وغيرها‪.‬‬
‫‪0‬‬
‫تعد الزوايا أيضا من األماكن الّتي كان يقصدها الولدان؛ ليتلقوا تعاليم‬ ‫ب‪ -‬الزوايا‪(":‬الرباطات)" ‪ّ :‬‬
‫اإلسالم وليتعلموا القرآن الكريم‪.‬‬
‫و"الزاوية من حيث الوضع اللّغوي ‪:‬اسم جامع لمكان بقطع النظر عمن يجمعه هذا المكان من‬
‫‪9‬‬
‫المنزوين إليه "‬
‫أما ما يهمنا هو التعريف المرتبط بالتعليم‬
‫أما في االصطالح ‪ :‬فقد تعددت تعاريفها بحسب أنواعها ّ‬
‫وتعني فيه الزاوية"ملجأ للطلبة أو العلماء المغتربين يجدون فيها المأوى مجانا وما يحتاجون إليه من‬
‫‪3‬‬
‫الماء للشرب والوضوء وكذلك ملجأ للفقراء وأبناء السبيل"‬
‫فمن مهام الزاوية األساسية هو التربية والتعليم ‪ّ ،‬أم أصلها هو" الرباطات وهي الثغور الّتي يرابط فيها‬
‫أهم أعمال الرباطات في أيام السلم هو التربية والتعليم‬
‫اإلسالمية ‪...‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫المجاهدون لحراسة حدود الدولة‬
‫النظامية لكونها تؤدي وظيفة التعليم في الطور‬
‫ّ‬ ‫"‪5‬و قد كانت الزوايا قديما تؤدي وظيفة المدرسة‬
‫االبتدائي والمتوسط والثانوي ‪،‬لكن بعدها ركزت وظيفتها على تحفيظ القرآن الكريم و مبادئ القراءة‬
‫عدة أسباب رئيسة نذكر‬
‫أما في عصرنا الحالي فقد ق ّل وجودها بشكل كبير وهناك ّ‬ ‫والكتابة فقط ‪ّ ،‬‬
‫آنية ‪.‬‬
‫التوجه إلى المساجد ‪ ،‬وبعدها إنشاء المدارس القر ّ‬
‫ّ‬ ‫منها‬

‫‪-0‬المرجع السابق ص‪311‬‬


‫‪-9‬المرجع نفسه‬
‫‪-3‬نفسه ص‪.310‬‬
‫‪-5‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.313‬‬

‫‪175‬‬
‫الملحق‬

‫جـ‪ -‬المساجد‪:‬‬
‫تعتبر المساجد منذ البدء المكان الرئيس الّذي يتلق فيها األوالد تعليمهم ‪ ،‬فهي المدارس الّتي‬
‫أهم مهامها تعليم القرآن‬
‫يقصدونها لتلقي العلوم والمعارف ومصدرها األساس هو القرآن الكريم ‪،‬ومن ّ‬
‫‪ ،‬وقد كان ُيجتمع فيها على شكل حلقات للصالة والتعلّم و"قد استمر المسجد على هذا المنوال لتعليم‬
‫اإلسالمية وعلوم اللّغة‬
‫ّ‬ ‫القرآن الكريم ‪ ،‬والحديث النبوي الشريف –و الفقه‪ -‬والعقائد‪ -‬وغيرها من العلوم‬
‫واألدب العربي " ‪3‬وقبل ذلك كلّه الصالة والعبادات‪.‬‬
‫فالمساجد المرحلة الثانية بعد الكتاتيب والزوايا ‪ ،‬وتلتقي معها في كونها تهتم بتعليم القرآن الكريم و‬
‫تعليمية تقليدية ‪،‬و تختلف عن‬
‫ّ‬ ‫االستماع و القراءة والكتابة‪،‬كما ّأنها تعتمد على وسائل وطرائق‬
‫الكتاتيب والزوايا في كونها تعلّم فروع اللّغة العربية وعلوم القرآن الكريم ‪ ،‬إضافة إلى ذلك الكتاتيب‬
‫وللتطور الحاصل ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫كان التعليم فيها في القديم ؛ وقد زالت لكثرة المساجد‬
‫أما فيم يتعلّق بالمساجد فهي كما أسلفنا المكان الرئيس للتعليم ؛لكن ذلك كان في القديم ‪،‬ورغم ذلك‬
‫ّ‬
‫استمرت بعض من هذه المساجد إلى وقتنا هذا تهتم بتعليم القرآن الكريم ‪ ،‬وبذلك تكون وظيفة المسجد‬
‫النظامية (ابتدائيات ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الرئيسة اآلن هي أداء الصالة والذكر فقط وسبب ذلك إنشاء المدارس‬
‫تم تخصيصها لتعليم مختلف العلوم والمعارف‪،‬‬
‫إسالمية) الّتي ّ‬
‫ّ‬ ‫متوسطات‪ ،‬ثانويات‪ ،‬جامعات‪ ،‬معاهد‬
‫آنية الّتي ُخصصت لتعليم القرآن‬
‫تم إنشاء ما يسمى بالمدارس القر ّ‬ ‫تطور العلوم والتّكنولوجيا ّ‬
‫ومع ّ‬
‫الكريم وتنمية مهارات اللّغة العربية (االستماع والقراءة والكتابة والكالم)‪.‬‬
‫بالتطرق إلى مفهومها وفوائدها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫آنية ‪ :‬قد سبق الحديث عنها وذلك‬
‫د‪-‬المدرسة القر ّ‬
‫أن ك ّل هذه األماكن ؛كان وال زال لها الفضل الكبير في تكوين فئة‬
‫مما سلف ذكره إلى ّ‬
‫نخلص ّ‬
‫المدرسين والمتعلّمين الحافظين للقرآن الكريم‬
‫هائلة من العلماء والفقهاء وحفظة القرآن والمفسرين و ّ‬
‫أن التعليم في‬
‫والمستوعبين لعلومه وما اتصل به من فروع اللّغة العر ّبية ‪ ،‬لكن يجدر بنا التنويه إلى ّ‬
‫تعليمية تقليدية‬
‫ّ‬ ‫الكتاتيب والزوايا كان وال زال يسير على النهج القديم وذلك باستخدام طرق ووسائل‬
‫تأخره‬
‫أي"حفظ القرآن الكريم وتلقين بعض العلوم وهذا ما أثر سلبا على التعليم في الزوايا وأدى إلى ّ‬

‫‪-0‬نفسه ص‪.310‬‬
‫‪-9‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.313‬‬
‫‪-3‬نفسه‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫الملحق‬

‫عندما نقارنه بالمدارس الحديثة "‪ 0‬فالمدارس الحديثة تركز على الفهم والتركيب والتحليل والحكم‬
‫‪9‬‬
‫تم إنشاء‬
‫أدت إلى قلّة وجود الزوايا ‪ ،‬لكن ال يفوتنا أن نذكر ّأنه ّ‬
‫والبرهنة ‪ ،‬وهذه من األسباب الّتي ّ‬
‫التحدث ‪،‬‬
‫آنية الّتي تشمل كل االيجابيات من تعليم للقراءة والكتابة واالستماع و ّ‬
‫ما يسمى بالمدارس القر ّ‬
‫باإلضافة إلى حفظ القرآن الكريم وتعلّم فروعه وفروع الّلغة العر ّبية و كيفية التفكير والتأمل والنقد‬
‫تعليمية حديثة‬
‫ّ‬ ‫العقلية بطرق ووسائل‬
‫ّ‬ ‫والتحليل والتركيب واالستنتاج والحكم ؛ وغير ذلك من العمليات‬
‫مواكبة للتعليم التكنولوجي‪.‬‬

‫‪-0‬ينظر ‪،‬المرجع السابق ص ‪.319‬‬


‫‪-9‬ينظر‪ ،‬نفسه ‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫الملحق‬

‫قس م اللغة العربي ة‬ ‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫كلية اآلداب والفنون‬ ‫جامعة أحمد بن بلة وهران ‪1‬‬

‫ة‬ ‫المدرسين في‪ -‬المدارس القرآني‬


‫موجه للفئة اآلتية ‪ّ :‬‬
‫استبيان ّ‬
‫‪-‬االبتدائ ي‪ ،‬المتوسط‪ ،‬الثان وي‪،‬‬
‫(الفئة التي سبق وأن درس ت‬
‫دارس القرآنية)‬ ‫في الم‬
‫المية‪.‬‬ ‫‪-‬المع اهد اإلس‬
‫األساتذة األفاضل‪:‬‬
‫عربي مبين" إِنا أَنْ َزلْنَاه ق ْرآنا َع َربِيا لَ َعلَك ْم تَ ْع ِقلو َن"يوسف‪ ،2‬أي أ ّن له ف وائد عظيمة تعين‬
‫القرآن الكريم كتاب اهلل أنزله بلسان ّ‬
‫المتعلّ م ف ي تعلّم لغته العربية ‪ ،‬وتنمية مهارات ه اللغوية ‪ ،‬السيما قدراته‪ ،‬حيث أنّها تجعل المتعلّم الحافظ للق رآن الكريم‬
‫متميّزا عن غيره من المتعلمي ن غير الحافظين له ؛ لذا أس اتذتنا األفاض ل نحن نضع بين أيديكم تس اؤالت ع ّدة ‪ ،‬ونلتم س منكم‬
‫اإلجابة عنها ‪ ،‬ألننا نع ّد إجابتكم في غاية األهميّة ‪ ،‬لكونها تفيدنا في دراسة موضوعنا المتعلّق بإنجاز رسالة الدك توراه تخصص‬
‫تعليم يّة اللغة العربية تحت عنوان‪:‬‬
‫التعرف على مدى تم ك ّن‬
‫"أثر القرآن الكريم في تنميّة المهارات اللغويّة‪ -‬المدرسة القرآنية أنموذجا‪ ،"-‬وذلك سعيا منّا إلى ّ‬
‫المتعل مي ن الحافظين للقرآن الكريم من لغتهم العربية ومهاراتها(االستماع والكالم والقراءة والكتابة)‪ ،‬وبالتالي تميّزه م عن‬
‫كل خي ر‪،‬‬‫المتعلمين غير الحافظي ن له وسعيا منّا كذلك إلى تبيان األثر و الفائدة العظمى من تدريس كتاب اهلل ‪،‬وجزاكم اهلل ّ‬
‫ودمتم عط اء للعلم وخدم ة لكت ابه تعالى‪.‬‬
‫ملحوظة‪ :‬األس ئلة التي أمامها مربع اإلجابة عليها تكون بوضع عالمة × ‪ ،‬وتستطيع ون وضع هذه العالمة أمام ع ّدة إج ابات في‬
‫الرحب والسعة إي أننا سنأخذها بعين االعتبار‪.‬‬
‫السؤال الواحد‪ ،‬وإن كانت لديكم تعليقات أو إضافات فعلى ّ‬
‫الحروف(م ح ق ) تعني المتعلم الحافظ للقرآن الكريم ‪ ،‬والحروف (م غ ح ) تعني المتعلّم غير الحافظ للقرآن الكريم ‪ ،‬تجنّبا‬
‫للت كرار‬
‫‪ -‬الحافظ ( ال نقصد المتعلم الحافظ لكل سور القرآن بل حتى بعض آياته أو المتعود على قراءة القرآن أو اإلنصات إليه‬

‫اإلطار المتعلق بالبيانات العامة‪:‬‬

‫الوالية‪ ........:‬البلدية‪... :‬المؤسسة التعليميّة‪ ..........:‬المستوى العلمي‪ ...........:‬التخصص المدروس‪...............:‬‬


‫دون دراسة نظامية (يدرس في المدرسة‬ ‫جامعي‪ ،‬معهد إسالمي‬ ‫ثانوي‬ ‫متوسط‬ ‫ابتدائي‬ ‫الفئة المدرسة‪ :‬تحضيري‬
‫القرآنية فقط)‬
‫مابين ‪1‬و ‪ 01‬أكثر من ذلك‬ ‫مابين ‪1‬و‪01‬‬ ‫مابين‪ 1‬و‪21‬‬ ‫عدد المتعلمين ( عيّنة الدراسة) ‪ :‬مابين‪1‬و‪11‬‬
‫أكثر من ذلك‬ ‫مابين ‪02‬و‪62‬‬ ‫مابين ‪12‬و‪02‬‬ ‫مابين ‪21‬و‪12‬‬ ‫أعمار الفئة المدرسة ‪ :‬ما بين ‪ 6‬و ‪21‬‬

‫‪178‬‬
‫الملحق‬

‫مواد‬ ‫حفظ وتالوة‬ ‫كتابة وقراءة‬ ‫حفظ‬ ‫تجويد‬ ‫المواد المدرسة في المدرسة القرآنية‪ :‬تصحيح التالوة‬
‫أخرى‪.........‬‬
‫المقاييس المدرسة في المعاهد اإلسالميّة ( الجامعات)‪.:‬علوم القرآن ‪.......‬مقاييس أخرى ‪.................‬‬
‫شريعة إسالمية‬ ‫الطور الثانوي‪:‬لغة عربية‬ ‫تربية إسالمية كالهما‬ ‫المقاييس المدرسة في‪:‬الطور االبتدائي‪ ،‬المتوسط‪:‬لغة عربية‬
‫كالهما‬

‫اإلطار المتعلّق بالبيانات االبستيمولوجيّة‪:‬‬

‫الحذق في الشيء والحاذق الماهر في كل عمل لقوله‬ ‫مهارات اللغة العربية أربع ‪ :‬االستماع ‪ ،‬القراءة ‪ ،‬الكتابة ‪ ،‬الكالم والمهارة هي ِ‬
‫َن َمثَل الس َف َرةِ"‪ ،‬أي الم اهر في القراءة ‪ ،‬والمهارة قيام الفرد (المتعلّم) بعمل ما‬ ‫ْ‬
‫صلى اهلل عليه وسلّم "مثَل الم ِ‬
‫اه ِر بِالقرآ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫(االستماع القراءة ‪ ،‬الكالم ‪ ،‬الكتابة) بدقة و إتقان أي على أكمل وجه‪.‬‬
‫أي نص بعد أن يستمع إليه قراءة سليمة مراعيا في ذلك آلياتها ‪،‬مقارنة بغير‬
‫‪ -1‬هل يمكن للمتعلّم الحافظ للقرآن الكريم أن يقرأ ّ‬
‫بمستوى ٍ‬
‫عال (ماهر)‬ ‫غالبا أحيانا‬ ‫كثيرا‬ ‫قليال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫الحافظ لكتاب اهلل (آيات ‪ ،‬سور)؟‬
‫بمستوى مقبول‬
‫في‬ ‫سببا‬ ‫القرآن‬ ‫نظركم؟أليس‬ ‫وجهة‬ ‫من‬ ‫مهارته)‬ ‫(في‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫الفضل‬ ‫يعود‬ ‫ماذا‬ ‫إلى‬ ‫‪-‬‬
‫ذلك‪.‬؟‪........................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫ح‬ ‫غ‬ ‫م‬ ‫‪-‬‬ ‫مع‬ ‫مقارنة‬ ‫‪-‬‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫–‬ ‫وتجويد‬ ‫قراءة‬ ‫على‬ ‫تحكم‬ ‫كيف‬ ‫‪-‬‬
‫ق‪-..........................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫أي مدى يتقن و يعرف ويتحكم (م ح ق ) مقارنة ب ( م غ ح ق ) ‪ :‬التالوة ‪ ،‬أحكام التجويد‪ ،‬نطق األصوات بطريقة سليمة‬
‫‪-2‬إلى ّ‬
‫‪،‬القطع‪،‬الوقف‬ ‫المد‬ ‫‪،‬‬ ‫التنغيم‬ ‫النبر‪،‬‬ ‫الصحيحة‬ ‫مخارجها‬ ‫من‬ ‫وإخراجها‬
‫‪...........................................................‬‬
‫كبير‬ ‫فرق قليل‬ ‫ال‬ ‫‪ -0‬هل يوجد فرق بين (م ح ق) و(م غ ح ق) في الكتابة ‪ ،‬القراءة ‪ ،‬االستماع‪ ،‬الكالم ؟نعم‬
‫إذا كانت اإلجابة بنعم أين يكمن هذا االختالف (الفرق) ؟‬
‫المتعلّم غير الحافظ للقرآن الكريم (م غ ح ق )‬ ‫المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم ( م ح ق )‬
‫االستماع‬

‫القراءة‬

‫الكتابة‬

‫الكالم‬
‫‪179‬‬
‫الملحق‬

‫‪-0‬ما مستوى المهارات االستماعية والقرائية والكالمية والكتابية لدى (م ح ق )و( م غ ح ق)؟‬
‫ضعيف‪ ،‬دون المستوى‪ ،‬حسن ‪ ،‬في المستوى ‪ ،‬جيّد ‪ ،‬ال بأس به ‪ ،‬عال‪ ،‬جيّد جدا ‪ ،‬ممتاز ‪...،‬‬
‫التعليل أو االقتراح‬ ‫مغحق‬ ‫محق‬ ‫المهارات‬
‫اللغوية‬
‫‪..............................................................‬‬ ‫‪...................‬‬ ‫‪............‬‬ ‫االستماع‬
‫‪...‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪......‬‬ ‫‪،‬القراءة‬
‫‪..............................................................‬‬ ‫‪...................‬‬ ‫‪............‬‬ ‫الكالم‪،‬‬
‫‪...‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪......‬‬ ‫الكتابة‬
‫‪ -5‬ما رأيكم في طريقة كالم (حديث) – م ح ق ك – وطريقة كالم – م غ ح ق ك‪-‬؟‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪ - ......‬إذا كنتم ترونه (م ح ق ك) يجيد الكالم أو ترونه فصيح اللسان ‪ ،‬بليغا ‪ ،‬يتقن لغته العربية ‪ ،‬ويستشهد في حديثه بالقرآن‬
‫الكريم ‪،‬‬
‫إالم ترجعون ذلك التميّز‪.‬؟‪....................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪ -6‬ما رأيكم في طريقة كتابة (م ح ق) و(م غ ح ق)؟‬
‫ملحوظة‪ :‬الكتابة ال نقصد الخط بل نقصد قلّة األخطاء اإلمالئية ‪ ،‬واألهم من ذلك النظم أي التأليف (عند كتابة فقرة أو نص من‬
‫إنشائه‪ ،‬هل يقتبس من القرآن ‪ ،‬هل يراعي عالمات الوقف ؟‪ ،‬ومواضع النبر؟ ‪ ،‬هل أسلوبه في المستوى المطلوب‪ ،‬هل يعبر عن‬
‫األفكار بطريقة رائعة؟‪ ،‬هل يدعّم قوله بحجج ‪..........‬؟)‬
‫ومهارته في‬ ‫‪-‬إذا كانت اإلجابة باإليجاب ؛ إالم ترجعون السبب؟ أي كيف تفسرون نجاح هذا المتعلّم‬
‫الكتابة؟‪.................................‬‬
‫‪.......................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫‪-7‬كم من الوقت تستغرقون مع (م ح ق) أثناء قراءته‪ ،‬واستماعه (الفهم) ‪ ،‬كالمه ‪ ،‬كتابته ؟‬
‫إجابة أخرى ‪.............‬ال أعرف‪.....‬‬ ‫ال يتجاوز الوقت المحدد‬ ‫متوسط‬ ‫قصير‬ ‫وقت طويل‬
‫‪-.:…………………………………………………………………………….. :.:‬التعليل‬
‫‪ -8‬كم من الوقت يستغرق (م غ ح ق) أثناء قراءته‪ ،‬واستماعه (الفهم) ‪ ،‬كالمه ‪ ،‬كتابته ؟‬
‫إجابة أخرى ‪.............‬ال أعرف‪.......‬‬ ‫ال يتجاوز الوقت المحدد‬ ‫متوسط‬ ‫قصير‬ ‫وقت طويل‬
‫التعليل ‪.......................................................................................................................:‬‬
‫‪...‬‬
‫‪180‬‬
‫الملحق‬

‫‪-9‬ما هي الوسائل والطرائق التّي تستخدمونها وتتبعونها في تدريسكم بالتحديد تدريسكم للقرآن الكريم ؟‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪ -11‬ما رأيكم في مستوى المتعلّم الّذي يدرس في المدرسة النظامية ( تحضيري‪،‬ابتدائي‪)....،‬و القرآنية معا ؟ هل يملك مهارات‬
‫لغويّة كالقراءة المسترسلة ‪ ،‬المعبرة النابعة عن االستماع واإلنصات الجيّد‪ ،‬والكالم الفصيح ‪ ،‬والكتابة المتميّزة المبدعة ؟ أليس‬
‫الفضل في ذلك للقرآن الكريم؟‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪ -11 ...‬من خالل ما سبق ما هي نسبة تميّز (م ح ق ) عن ( م غ ح ق ) هل هي ؟‬
‫‪%20‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%60‬‬ ‫‪%70‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪%90‬‬ ‫‪%80‬‬
‫‪%10‬‬
‫السبب ‪........................................................................................................................‬‬
‫‪-12 ....‬هل الحظتم أ ّن ( م ح ق) أو الذي يتلوه ماهرا في ‪:‬‬
‫‪-‬الترقيم ‪ ،‬عالمات الوقف‪ ،‬الحركات اإلعرابية‪ ،‬كتابة التاء المربوطة ‪،‬والمفتوحة بطريقة صحيحة‪ ،‬التنوين‪ ،‬المد ‪ ،‬الهمزة ( الوصل‪،‬‬
‫القطع) ‪ ،‬الالم (الشمسيّة ‪ ،‬القمرية) ‪...‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫التعليل ‪.......................................................................................................................:‬‬
‫‪.............................................................................................................................. .‬‬
‫‪..........................................................................................................................‬‬
‫‪ -10‬هل (م ح ق) بالمقارنة مع ( م غ ح ق ) قادر على‪ :‬لفظ الكلمات لفظا سليما‪ ،‬تمييز وكتابة الكلمات التي فيها نبر‪ ،‬تنغيم ؟‬
‫عال إجابة أخرى‪................................‬‬ ‫بمستوى ٍ‬ ‫غالبا أحيانا‬ ‫كثيرا‬ ‫قليال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ -‬هل (م ح ق) يستطيع ‪ :‬تحليل النصوص شفهيا وكتابيا ‪ ،‬مناقشة األفكار ‪ ،‬قراءة ما وراء السطور؟‬
‫عال إجابة أخرى‪................................‬‬ ‫بمستوى ٍ‬ ‫غالبا أحيانا‬ ‫كثيرا‬ ‫قليال‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ -10‬هل يؤثر القرآن في المتعلّم عند استماعه وإنصاته وإصغائه إليه (بيداغوجيا) ؟‬
‫أحيانا‬ ‫قليال‬ ‫كثيرا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪-‬كيف ذلك؟‪...........................................................................................................‬‬
‫‪ -‬ما مميّزات (م ح ق ) عن ( م غ ح ق ) في استماعه؟‬
‫‪.........................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪ -15 ...‬من خالل ما سبق ذكره‪ ،‬من هو المتعلّم الماهر في نظركم؟ وما هو الشيء الذي جعله ماهرا؟‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪....................................................................................................................... ...‬‬

‫‪181‬‬
‫الملحق‬

‫‪-16‬على اعتبار أ ّن الهدف من تدريس اللغة العربيّة ‪ :‬تمكين المتعلّم من المعرفة وبالتالي جعله مستمعا ‪ ،‬قارئا ‪ ،‬كاتبا‪ ،‬متكلما في‬
‫المستوى الرفيع أال ترون أ ّن القرآن الكريم يسهم بنسبة كبيرة في تنمية هذه المهارات ؟‬
‫أحيانا‬ ‫قليال‬ ‫كثيرا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫كيف ذلك؟ وكم هي النسبة بالمائة؟‪..........................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪ -17‬ما الفرق بين ( م ح ق ) و ( م غ ح ق ) من ناحية ؟‪:‬‬
‫*رسم الحروف * الخط * األفكار * األسلوب * الحركات اإلعرابيّة * عالمات الترقيم *‬

‫(مغحقك)‬ ‫(محقك)‬

‫‪.............................................................‬‬ ‫‪...........................................................‬‬
‫‪.....‬‬ ‫‪.....‬‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫‪...........................................................‬‬
‫‪......‬‬ ‫‪.....‬‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫‪...........................................................‬‬
‫‪......‬‬ ‫‪....‬‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫‪...........................................................‬‬
‫‪......‬‬ ‫‪.....‬‬
‫‪.............................................................‬‬ ‫‪.................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫‪ -18‬هل ترون أ ّن القرآن الكريم يحقق األمور اآلتية للمتعلّم ‪ :‬اإلجابة نعم ‪ ،‬ال ‪،‬غالبا ‪ ،‬أحيانا ‪ ،‬مع فئات معيّنة ‪،‬‬
‫‪ -‬عدم االرتباك والخوف‪.................‬‬ ‫رسم الحروف رسما جيّدا ‪.............‬‬
‫– الفصاحة والبالغة‪.......................‬‬ ‫ط وجودته و وضوحه ‪.......‬‬
‫حسن الخ ّ‬
‫– إخراج األصوات من مخارجها الصحيحة‬ ‫إجادة التعبير الكتابي ( االستشهاد" االقتباس " من القرآن الكريم )‪.......‬‬
‫‪............‬‬
‫– التعبير بلغة سليمة شفهيا‪.......‬‬ ‫وضوح األفكار وتسلسلها‪.........‬‬
‫– اكتساب ونمو الثروة اللغويّة ‪............‬‬ ‫األسلوب الجيّد‪.........‬‬
‫– التأني وفهم المقروء والمسموع والمكتوب و‬ ‫احترام عالمات الترقيم ‪........‬‬
‫المنطوق‪.....‬‬
‫التعود على حسن اإلصغاء‪....................‬‬
‫– ّ‬ ‫معرفة مواضع النبر ‪ ،‬التنغيم ‪ ،‬المد ‪..... ،‬‬
‫النّظم " التأليف" أي إبداع وكتابة نصوص رفيعة المستوى‪ – .....‬تطويع األلسنة للنطق السليم ‪......................‬‬
‫القدرة على التعبير عن المواقف الموجودة في النص أثناء وبعد قراءته‪ - ........‬قلّة األخطاء اإلمالئية‪...........‬‬
‫‪182‬‬
‫الملحق‬

‫‪،‬‬ ‫التعليل‬
‫االقتراح ‪...................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫فعاال وكيف ذلك ؟‬
‫‪ -19‬إلى أي حد تعتبر القرآن الكريم يسهم في تعليم المتعلّم للغته تعليما ّ‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫فعاال و ناجحا ‪ ،‬إن لم نقل محورا رئيسا في تدريس المتعلمين وتعليمهم الفصاحة وبالغة‬
‫أي حد ترى القرآن منهجا ّ‬
‫‪-‬إذا إلى ّ‬
‫ق‬ ‫ح‬ ‫(غ‬ ‫المتعلمين‬ ‫من‬ ‫غيرهم‬ ‫عن‬ ‫تميّزا‬ ‫أكثر‬ ‫وجعلهم‬ ‫‪،‬‬ ‫اللسان‬
‫ك)‪.........................................................................‬‬
‫تفسر عالقة حفظ القرآن الكريم بنمو المهارات اللغوية لدى المتعلّم ‪ ( :‬االستماع و القراءة و الكالم و الكتابة )؟‬
‫‪ -21‬كيف ّ‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪ -21....‬ما مدى اهتمام المتعلّم الحافظ للقرآن الكريم بالقرآن ‪ ،‬وبالدراسة معا ( تحقيق الهدف )؟ وما سبب ذلك ؟‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪ -22...‬حدد مستويات المتعلمين الحافظين للقرآن الكريم حسب معدالتهم ؟‬
‫من ‪ 10‬فما فوق ‪.......‬من ‪ 16‬فما فوق‪ ......‬دون المستوى ‪ ........‬في المستوى‪ ...........‬مقبولة‪.........‬إجابة‬
‫أخرى‪...................‬‬

‫الصعوبات ‪ ،‬الضعف ‪ ،‬الحلول‬

‫‪-1‬ما هي الصعوبات الّتي تواجه ( م غ ح ق ) عند استماعه ‪ ،‬قراءته‪ ،‬كالمه ‪ ،‬كتابته‪ ،‬؟‪........................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪-2‬كيف يتم معالجة هذه الصعوبات في رأيك ؟‪................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪ -0‬ما مدى ضعف ( م غ ح ق ) في لغته العربية ؟ وإالم يعود السبب؟‪..................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫‪-0‬كيف يتم معالجة هذه الصعوبات في رأيك ؟‪................................................................................‬‬

‫‪183‬‬
‫الملحق‬

‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫‪-5‬هل ترى أ ّن القرآن الكريم يقضي على بعض هذه الصعوبات ‪ ،‬إن لم نقل كلّها ( يعالج الضعف) ؟‬
‫بعضها‬ ‫وهذه الفئة هي ‪...........‬‬ ‫مع فئة معيّنة‬ ‫ليس كلّها‬ ‫ال‬ ‫نعم‬
‫أكيد‬
‫كيف‪..........................................................................................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...‬‬
‫‪ -6‬أتفسرون ضعف المتعلمين في االستماع ( الفهم) ‪ ،‬القراءة ‪ ،‬الكالم ‪ ،‬الكتابة إلى ‪:‬‬
‫* عدم إتباع المعلّم األساليب‬ ‫* عدم قراءتهم وحفظهم واستماعهم لكتاب اهلل أو بعض آياته‬ ‫*قلّة إطالعهم‬
‫* االهتمام بالمواد (‬ ‫عدم وجود الدافعية والحافز والهدف‬ ‫الصحيحة في تعليم اللغة العربية ‪ ،‬والتربية اإلسالمية‬
‫المقاييس) العلمية وإهمال لغة القرآن‬
‫االقتراحـــــــــــات والتوصيـــــــــــــــات‬
‫‪ -1‬هل تقترحون على المتعلمين الذين هم بالمرحلة التحضيرية‪ ،‬االبتدائية ‪،‬المتوسطة ‪،‬والثانوية ‪،‬االلتحاق بالمدارس القرآنيّة ليطوروا‬
‫لغتهم وي نَموا مهاراتهم االستماعية والقرائية والكالمية والكتابية؟‬
‫اإلجابة مع التعليل‪.......................................................................................... .................:‬‬
‫‪..............................................................................................................................:‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪......‬‬
‫‪ -2‬هل تقترحون على المدرسين والقائمين على العملية التعليميّة ككل في الطور االبتدائي و المتوسط ‪،‬و الثانوي ‪،‬لتحسين ورفع‬
‫مستوى المتعلمين وتنميّة مهاراتهم اللغويّة األربعة‪:‬‬
‫زيادة السور واآليات القرآنية في كتاب التربيّة اإلسالمية( الشريعة)‪ ،‬المقررات الشرعية‪.‬‬
‫إتباع القرآن والعمل به كمنهج للتعليم والتعلّم‪.‬‬
‫زيادة ساعات التربيّة اإلسالميّة في األسبوع والعمل على إبراز أهميّتها ‪.‬‬
‫تشويق المتعلّمين للقرآن الكريم والتنويه إلى فائدته العظيمة في رفع مستواهم العلمي‬
‫تعزيز وتشجيع ودعم المتعلّمين اللذين لديهم ميول للقرآن الكريم ‪ ،‬وبالغته بعدة طرق ووسائل( شهادات تكريم‪ ،‬جوائز‪.).....‬‬
‫القيام بأنشطة ثقافية داخل المؤسسة التربويّة تتضمن مسابقات في حفظ وتجويد وتالوة القرآن الكريم‪.‬‬
‫تكليف المتعلمين عند كتابتهم للوضعية اإلدماجيّة ( التعبير الكتابي) أو الشفهي في شتى المواضيع االقتباس من القرآن الكريم‬
‫(االستشهاد)‪.‬‬
‫‪ -0‬أال ترون أنّه من الواجب على األولياء إدراج أبنائهم في المدارس القرآنية مع النظاميّة ( التحضيري ‪ ،‬االبتدائي‪).....،‬؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪184‬‬
‫الملحق‬

‫لماذا ‪..........................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................................. ..‬‬
‫‪ -0‬كخالصة و استنتاج ‪ ،‬ما دور القرآن في تنمية مهارات المتعلّم اللغوية من خالل ما سبق؟‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪ -5‬اقتراحات إضافية أو تعليقات‬
‫‪...............................................................................................................................‬‬
‫‪.............................................................................................................................. .‬‬
‫‪..........................‬‬
‫لكم منا فائق االحترام والتقدير على إجابتكم‬
‫زاء‬ ‫ونسأل اهلل لكم دوام الصحة والعافية وحسن الج‬
‫دمتم في رعاية اهلل وحفظه‬
‫السنة الجامعية ‪2118/2117‬‬

‫‪185‬‬
‫المصادر والمراجع‬
‫المصادر والمراجع‬

‫المصــــــــــــــــــــادر والمراجــــــــــــــع‬
‫*القرآن الكريم‪ ،‬رواية ورش‪.‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّأوال الكتب‬
‫‪-0‬أحمد بن فارس‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تح عبد السالم هارون‪ ،‬المجلّد الثالث‪ ،‬دار الجيل‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬مادة " س م ‪،‬ع"‪.‬‬
‫بوية‬
‫‪ -2‬أحمد عوض‪ ،‬مداخل تعليم اللّغة العربية دراسة مسحية نقدية‪ ،‬ط‪ ،0‬سلسلة البحوث التر ّ‬
‫والنفسية‪ ،‬مكة جامعة أم القرى ‪0590‬ه‪ 9111 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -3‬البخاري أبي عبد اللّه بن إبراهيم ‪ ،‬مختصر صحيح البخاري‪ ،‬المسمى "التجريد الصريح‬
‫ألحاديث الجامع الصحيح"‪ ،‬اختصره زين الدين بن الزبيدي‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط ‪0532‬ه‪9101 ،‬م‪.‬‬
‫‪-4‬بدير كريمان‪ ،‬التعلّم اإليجابي وصعوبات التعلّم‪ ،‬رؤية نفسية تربوية معاصرة‪ ،‬عالم الكتب‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬سنة‪.9112‬‬
‫‪-5‬تركي رابح عمامرة‪ ،‬ال ّشيخ عبد الحميد بن باديس رائد اإلصالح اإلسالمي والتر ّبية في الجزائر‬
‫المؤسسة الوطنية للنشر واإلشهار ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ط ‪0599 ،1‬ه‪9110،‬م‪.‬‬
‫‪-6‬تغريد عمران وآخرون‪ ،‬المهارات الحياتية‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪0،9110‬م‪.‬‬
‫تح عبد السالم هارون‪ ،‬مكتبة مصطفى البابي الحلبي‪ ،‬القاهرة‬ ‫‪-7‬الجاحظ‪ ،‬الحيوان‪،‬‬
‫‪0312‬ه‪0213/‬م‪.01،0 ،‬‬
‫‪-8‬أبو بكر جابر الجزائري‪ ،‬منهاج المسلم‪ ،‬كتاب عقائد وآداب وأخالق ومعامالت‪،‬‬
‫والحاكم‬ ‫والنسائي‬ ‫ماجه‬ ‫وابن‬ ‫أحمد‬ ‫عن‬ ‫ط‪0210/0510‬م‬
‫صححه‪.‬ط‪،9111/0‬ط‪،9113/9‬ط‪.9115/3‬‬
‫فوقية حسين محمود‪.‬‬
‫‪-9‬الجويني‪ ،‬الكافية في الجدل‪ ،‬تح‪ّ ،‬‬
‫‪ -10‬جابر عبد الحميد وآخرون ‪ ،‬الطرق الخاصة بتدريس اللغة العربية وأدب الطفل ‪ ،‬طبعة‬
‫‪.0219/0210‬‬
‫مادة مهر‪ ،‬ج ‪ ، 11‬دار صادر‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪،‬‬
‫‪ -11‬جمال الدين ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ّ ،‬‬
‫ط‪ ،0‬سنة ‪.0220‬‬

‫‪187‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -12‬جميل بني عطا وآخرون‪ ،‬منهاج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ‪ 9110،‬م‪ :‬من‬
‫منشورات جامعة الزرقاء األهلية‪.‬‬
‫‪-13‬جميل صليبا‪ ،‬المعجم الفلسفي‪ ،‬دار الكتاب اللبناني ‪ ،‬ط‪.0213 ،0‬‬
‫‪-14‬جميل عبد المجيد‪ ،‬البالغة واالتصال‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاهرة‪9111 ،‬م‪.‬‬
‫متعددة للتدريس والتقويم‬
‫ّ‬ ‫‪ -15‬حاتم حسين البصيص ‪،،‬تنمية مهارات القراءة والكتابة‪ :‬استراتيجيات‬
‫دمشق‪ ،‬منشورات الهيئة العامة السورية ‪ ،‬للكتاب و ازرة الثقافة ‪9100 ،‬م ‪ ،‬مكتبة األسد‪.‬‬
‫‪ -16‬حسن شحاتة ‪ ،‬تعليم اللغة العر ّبية بين النظرية والتطبيق ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية للنشر ‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬جمادى اآلخرة ‪0593‬ه‪ ،‬أغسطس ‪9119‬م‪ ،‬ط‪،2‬صفر ‪0591‬ه‪ ،‬أبريل ‪9115‬م‪.‬‬
‫الرحمن النعانعة‪ ،‬المرحوم بإذن اهلل محمود عبد الرحيم صالح‬
‫‪ -17‬حسن فالح البكور‪ ،‬إبراهيم عبد ّ‬
‫فن الكتابة وأشكال التعبير‪،‬ط‪،9103/0535/9‬دار جرير للنشر والتوزيع ‪،‬عمان األردن ‪.‬‬
‫‪ -18‬حلمي خليل ‪ ،‬العربية والغموض دراسة في داللة المبنى والمعنى‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬ط‪0211‬م ‪.‬‬
‫‪-19‬خير الدين هني ‪ ،‬مقاربة التدريس بالكفاءات ‪ ،‬مطبعة ع‪/‬بن‪ ،‬ط‪.9111،00‬‬
‫‪-20‬الراغب األصفهاني ‪ ،‬المفردات في غريب القرآن‪ - .‬زكريا إبراهيم ‪ ،‬طرق تدريس اللغة‬
‫العربية‪،‬دار المعرفة الجامعية ‪ ،‬األ ازريطة‪.‬‬
‫‪-21‬رشدي أحمد طعيمة ‪ ،‬المهارات اللغوية‪ ،‬مستوياتها ‪،‬تدريسها ‪ ،‬صعوباتها‪ ،‬دار الفكر العربي ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬مصر ‪،‬ط‪0531،0‬ه‪9115،‬م‪.‬‬
‫‪-22‬زاهر عوض األلمعي‪ ،‬مناهج الجدل في القرآن الكريم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫للنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫محمد عيد ‪ ،‬مدخل إلى تدريس مهارات اللّغة العربية ‪ ،‬دار صفاء ّ‬
‫‪-23‬زهدي ّ‬
‫عمان‪ ،‬ط‪.10،9100‬‬
‫محمد عيد ‪ ،‬فن الكتابة والتّعبير‪ ،‬ط‪ ،9112/‬دار اليازوري العلمية للنشر والتّوزيع ‪،‬‬
‫‪-24‬زهدي ّ‬
‫األردن ‪ ،‬عمان‪31 .‬‬
‫تنمية‬
‫التحدث و القراءة والكتابة وعوامل ّ‬
‫غوية االستماع و ّ‬
‫‪-25‬زين كامل الخويسكي ‪ ،‬المهارات اللّ ّ‬
‫الجامعية ‪ ،‬مصر ‪9111 ،‬م ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫غوية عند العرب وغيرهم ‪ ،‬دار المعرفة‬
‫المهارات اللّ ّ‬
‫‪-26‬الزمخشري‪ ،‬أساس البالغة‪ ،‬دار صادر بيروت‪ ،‬ط‪.0229 ،0‬‬

‫‪188‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫سيكولوجية المهارات‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق للنشر والتّوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬سنة‬


‫ّ‬ ‫محمد أبو هاشم‪،‬‬
‫السيد ّ‬
‫‪ّ -27‬‬
‫‪.9119‬‬
‫‪-28‬الشريف الجرجاني‪ ،‬كتاب التعريفات‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪0502 ،‬ه‪0222 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -29‬صالح أحمد زكي‪ ،‬نظريات التعلّم‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة المصرية‪ ،‬سنة ‪0210‬م‪.‬‬
‫علمية في تدريس اللغة العر ّبية دار الشروق‪ ،‬عمان‬
‫‪ -30‬طه حسين الدليمي و آخرون‪،‬الطرائق ال ّ‬
‫األردن ‪ ،‬سنة ‪9113‬م‪.‬‬
‫‪-31‬طه علي حسين الدليمي‪ ،‬سعاد عبد الكريم عباس الوائلي‪ ،‬اللّغة العر ّبية مناهجها وطرائق‬
‫تدريسها‪ ، ،‬ط‪ ،0‬اإلصدار الثاني ‪ ،9111 ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫التجديدية‬
‫ّ‬ ‫‪-32‬طه علي حسين الدليمي‪ ،‬تدريس اللغة العر ّبية بين الطرائق التقليدية واالستراتيجيات‬
‫عالم الكتب الحديث‪ ،‬إربد ‪ ،‬األردن‪.9112،‬‬
‫محمد‪-‬جميل محمد بني عطا‪ -‬اسماعيل مسلم أبو العدوس‪ ،‬فن الكتابة‬ ‫ّ‬ ‫‪ -33‬عاطف فضل‬
‫والتعبير‪،‬ط‪9103/0‬م‪0535/‬ه‪،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع عمان‪-‬‬
‫‪-34‬عبد الجبار الهمذاني ‪ ،‬المغني في أبواب العدل والتوحيد ‪ ،‬ج‪،02‬مطبعة دار الكتاب ‪ ،‬ط‪،10‬‬
‫سنة ‪0221‬م‪.‬‬
‫الرحمن ابن خلدون ‪ ،‬مقدمة ابن خلدون ‪،‬تح درويش الجويدي ‪ ،‬المكتبة العصرية ‪ ،‬صيدا‬
‫‪-35‬عبد ّ‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪0501/0‬ه‪0221،‬م‪،‬ط‪0501/9‬ه‪0221/‬م‪،‬شركة أبناء شريف األنصاري للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع ‪.‬‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الرحمن النحالوي‪ ،‬أصول التر ّبية‬
‫‪-36‬عبد ّ‬
‫‪.9111،0591‬‬
‫‪-37‬عبد الرزاق حسين ‪ ،‬مهارات االتصال اللّغوي‪،‬ط‪0530/0‬ه‪9101/‬م‪ ،‬الرياض ‪،‬مكتبة العبيكان‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫وجه ل ـ ـ ُـمدرسي اللّغة العر ّبية ‪ ،‬دار المعارف ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ط‪ ،11‬سنة‬
‫الم ّ‬
‫‪ -38‬عبد العليم إبراهيم‪ُ ،‬‬
‫‪0213‬‬
‫البجة ‪ ،‬تعليم األطفال المهارات القرائية والكتابية ‪ ،‬دار الفكر ‪ ،‬ط‪ ،0‬بيروت‬
‫‪ -39‬عبد الفتاح ّ‬
‫‪.200‬‬
‫‪-40‬عبد اهلل ناصح علوان‪ ،‬تربية األوالد في اإلسالم‪،‬ج‪،0‬دار الشهاب ‪ ،‬باتنة‪،‬ط‪.0،0212‬‬
‫‪189‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -41‬ابن عبد رّبه‪ ،‬العقد الفريد‪ ،‬مج‪ ،9‬ج‪ ،9‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪. 0221 ،‬‬
‫بي‪/‬ط‪9113/0‬م‪0595/‬ه‪/‬دار‬ ‫اللغوية في التراث العر ّ‬
‫األدبية و ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-42‬عز الدين إسماعيل‪ ،‬المصادر‬
‫المسيرة للنشر والتوزيع ‪،‬عمان‪.‬‬
‫‪ -43‬علي أحمد عالم ‪ ،‬الكتابة العربية الصحيحة إمالئيا ونحويا ولغويا وصياغة‪ ،‬دار الوفاء لدنيا‬
‫الطباعة والنشر‪ ،‬االسكندرية‪.‬‬
‫‪-44‬علي أحمد علي ‪ ،‬وروحية السيد ‪ ،‬خبرات ‪ ،‬ومهارات ‪ ،‬وقدرات العمل المكتبي ‪ .‬القاهرة ‪:‬‬
‫مكتبة عين الشمس‬
‫‪-45‬علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللّغة العر ّبية ‪ ،‬النظرّية والتّطبيق ‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‬
‫ط‪ ،0‬عمان ‪9111‬‬
‫‪ -46‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬طرق تدريس اللغة العربية ‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع ‪،‬عمان ‪ ،‬ط‪، 0‬‬
‫سنة ‪.9111‬‬
‫‪-47‬علي أحمد مدكور ‪ ،‬المفاهيم األساسية لمناهج التربية ‪ ،‬ط‪ ،0‬الرياض ‪،‬دار أسامة للنشر‬
‫والتوزيع ‪0501 ،‬ه‪0212 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -48‬علي أحمد مدكور‪ ،‬تدريس فنون اللّغة العر ّبية ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪0591‬ه‪9111/‬م‪.‬‬
‫‪ -49‬علي سعد جاب اهلل ‪ ،‬تنمية المهارات اللغوية واجراءاتها التربوية التراك للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ط‪.9111 ،0‬‬
‫بوية المعاصرة في تدريس اللّغة العر ّبية‪،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫محمد‪ ،‬االتجاهات التر ّ‬
‫‪-50‬فضل اهلل ّ‬
‫سنة‪0221‬م‪.‬‬
‫‪-51‬الفيروز أبادي ‪،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مجمع اللغة العر ّبية (‪)0211‬م‪،‬مطابع اآلوفست بشركة‬
‫اإلعالنات الشرقية‪ ،‬ط‪ ،3‬ج‪،9‬مادة عبر‪.‬‬
‫‪ -52‬محسن علي عطية ‪ ،‬مهارات االتصال اللّغوي وتعليمها ‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع ‪ ،‬ط‪،0‬‬
‫عمان ‪ /‬األردن ‪.9111 ،‬‬
‫‪-53‬محمد أحمد عمايرة ‪ ،‬بحوث في اللغة والتربية ‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر ‪ ،‬ط‪،9119 ،0‬‬
‫عمان ‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫محمد المصري ‪ ،‬مجد البرازي ‪ ،‬اللّغة العر ّبية ‪ ،‬دراسات تطبيقية ‪ ،‬دار المستقبل للنشر والتوزيع‬
‫‪ّ -54‬‬
‫ط ‪ ، 0‬سنة ‪.9100.0539‬‬
‫‪-55‬محمد بن أبي بكر الرازي (ت‪ :)190‬مختار الصحاح ‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمود خاطر ‪ ،‬مكتبة لبنان‬
‫–ناشرون ‪ ،‬بيروت ‪0221‬م‪ ،‬ج‪.0‬‬
‫‪-56‬محمد بن أحمد القرطبي ‪ ،‬ت‪210‬ه‪ ،‬التذكار في أفضل األذكار ‪ ،‬بيروت ‪:‬دار الكتاب‬
‫العربي‪.0512 ،‬‬
‫‪ -57‬محمد بن عبد اهلل المعروف بالحاكم‪ ،‬ت‪511‬ه‪ ،‬المستدرك على الصحيحين‪ ،‬الرياض‪ ،‬مطابع‬
‫النصر الحديثة‪ ،‬ج‪.0‬‬
‫محمد رجب فضل اهلل ‪ ،‬االتجاهات التربوية المعاصرة في تدريس اللغة العربية ‪ ،‬جامعة قناة‬
‫‪ّ -58‬‬
‫السويس ‪0502 ،‬ه‪0221،‬م‪.‬‬
‫الصابوني ‪ ،‬التبيان في علوم القرآن ‪،‬ط‪، 0511،0212/3‬مكتبة رحاب للنشر‬
‫محمد علي ّ‬ ‫‪ّ -59‬‬
‫والتوزيع ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-60‬محمد علي عطية ‪ ،‬مهارات االتصال اللغوي وتعلّمها ‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫األردن ‪ ،‬ط‪0591 ، 0‬ه‪9111/‬م‪.‬‬
‫تطبيقية من حياة‬
‫ّ‬ ‫النبوية للطفل مع نماذج‬
‫ّ‬ ‫محمد نور بن عبد الحفيظ سويد ‪ ،‬منهج التربية‬ ‫‪ّ -61‬‬
‫السلف الصالح وأقوال العلماء العالمين ‪ ،‬دار ابن كثير للنشر والتوزيع ‪ ،‬دمشق سوريا ‪ ،‬ط ‪ 01‬سنة‬
‫‪0533‬ه ‪9109 ،‬‬
‫وتطورها وأصول اإلمالء العربي ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -62‬محمود حاج حسين ‪ ،‬تاريخ الكتابة العر ّبية‬
‫الجزء‪/0‬منشو ارت و ازرة الثقافة في الجمهورية العربية السورية دمشق‪9115‬‬
‫عطية وآخرون ‪ :‬طرق تعليم األطفال القراءة والكتابة ‪ ،‬عمان ‪،‬دار الفكر للنشر والتّوزيع‬
‫‪-63‬محمود ّ‬
‫(‪.،)0221‬‬
‫‪-64‬محمود عكاشة ‪ ،‬علم اللغة مدخل نظري في اللغة العربية ‪ ،‬ط‪/0‬القاهرة ‪ ،‬دار النشر للجامعات‬
‫‪.9112‬‬
‫‪ -65‬مسلم‪ ،‬الصحيح‪ ،‬كتاب صالة المسافرين وقصرها‪ ،‬وباب فضل الماهر بالقرآن والذي يتعتع‬
‫فيه‪ ،‬رقم ‪.121‬‬

‫‪191‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -66‬هشام حسن‪ ،‬طرق تعليم األطفال القراءة والكتابة‪ ،‬ط ‪ ،0‬دار الثقافة ‪ ،‬ط‪ ،0‬عمان‬
‫األردن‪.9111،‬‬
‫‪-67‬أبو هالل العسكري‪ ،‬الفروق اللغوية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪9113 ،9‬م‪،‬‬
‫‪0595‬ه‬
‫‪-68‬يونس فتحي علي‪ ،‬محمود كامل الناقة ‪ :‬أساسيات تعليم اللّغة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الثقافة‬
‫للطباعة والنشر‪.‬‬
‫ثانيا الكتب األجنبية‪:‬‬
‫‪ -0‬بول فابر ‪ ،‬كريستيان بايلون ‪.‬مدخل إلى األلسنة ‪،‬المركز الثقافي العربي ‪ ،‬بيروت ط‪،0‬‬
‫‪0229‬م‪.‬‬
‫‪Company.1966.p.49. Burns,p.et al : The Language Arts Childhood 9-‬‬
‫‪Company.1966.p.49. E.D.Chicago,Round McNally And‬‬
‫‪Dorothy Rubin. Teaching Elementary languaguage Arts ,2 nd Ed . New 3-‬‬
‫‪York Holt ,Rinehart and winston ,1980‬‬
‫‪-Harris .T. L .etal‬‬ ‫‪:A Dictionary of‬‬ ‫‪Reading and Related 5‬‬
‫‪Terms ,International Reading Association .New Delaware1982.‬‬
‫الجامعية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الرسائل‬
‫‪-0‬أحمد رشاد مصطفى األسطل ‪ ،‬مستوى المهارات القرائية والكتابية لدى طلبة الصف السادس‬
‫وعالقته بتالوة وحفظ القرآن الكريم ‪.9101،‬‬
‫تنمية مهاراتها في‬
‫محمد منير ‪ ،‬أثر استخدام الطريقة الجزئية في تعليم القراءة على ّ‬
‫‪-9‬رضوان ّ‬
‫غزة ‪ ،‬سنة ‪.9119‬‬
‫كلية التر ّبية ‪ ،‬جامعة األقصى‪ّ ،‬‬
‫األول أساسي ‪ ،‬رسالة ماجيستير ‪ّ ،‬‬
‫الصف ّ‬
‫ّ‬
‫الصف‬
‫محمد‪ ،‬األنشطة التربوية وأثرها على تنمية بعض المهارات الكتابية لدى ّ‬
‫‪-3‬صالح هدى ّ‬
‫كلية التّربية ‪ ،‬جامعة عين ال ّشمس ‪.‬‬
‫األول الثانوي‪ ،‬رسالة ماجيستير غير منشورة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫المجالت(المقاالت) والندوات‪:‬‬
‫‪ -0‬أحمد يوسف‪ ،‬سميائيات التواصل وفعالية الحوار‪ ،‬منشورات مختبر السيميائيات وتحليل‬
‫الخطابات‪ ،‬جامعة وهران ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ط ‪9115‬م‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫المصادر والمراجع‬

‫‪-9‬إياد إبراهيم عبد الجواد‪ ،‬مستوى مهارات التعبير الكتابي لدى الطلبة الحافظين للقرآن الكريم كامال‬
‫األول‪.‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬المجلّد ‪ ،01‬العدد ّ‬
‫ّ‬ ‫وغير الحافظين له‪ ،‬مجلّة الجامعة‬
‫القراء والمعرفة‪،‬العدد‪،33‬‬
‫‪-3‬حنان راشد مصطفى‪ ،‬برنامج لتنمية مهارات الكتابة لدى الطلبة‪ ،‬مجلّة ّ‬
‫أفريل‪.9115 ،‬‬
‫‪-5‬سمية أحمد فهمي‪ ،‬دراسة تجريبية للمقارنة بين أثر الكتابة اإلمالئية واالستماع في التعلّم‪ ،‬مجلّة‬
‫التربية الحديثة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬أبريل ‪.0211‬‬
‫‪-1‬عوض فايز السعيد‪ ،‬أثر القرآن الكريم على تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى تالميذ التعلّيم‬
‫كلية التربية‪ ،‬جامعة حلوان ‪ ،‬العدد‪(،9‬د ت)‪.‬‬
‫بوية واجتماعية‪ّ ،‬‬
‫األساسي‪ ،‬مجلّة دراسات تر ّ‬
‫كلية اآلداب‬
‫التعليمية‪ ،‬مجلّة العلوم اإلنسانية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬ ‫غوية ودورها في‬
‫‪-2‬ليلى سهل‪ ،‬المهارات اللّ ّ‬
‫محمد خيضر بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،92‬فيفري ‪.9109‬‬‫واللغات‪ ،‬جامعة ّ‬
‫‪-1‬مادلين بيرلي ألين‪ ،‬اإلنصات فهم ما وراء الكلمات‪ ،‬تر‪:‬هالة صدقي‪ ،‬مجلّة من قراءات المركز‪،‬‬
‫المركز الوطني للوثائق التربوية‪ ،‬ج‪9111 ،9‬م‪.‬‬
‫محمد بودربالة‪ ،‬المقاربة بالكفاءات‪ ،‬المفهوم‪ ،‬الخصائص‪ ،‬المستويات‪ ،‬مجلّة البحوث‬
‫ّ‬ ‫‪-8‬‬
‫النفس وعلوم التربية‪.‬‬
‫والدراسات‪ ،‬عدد‪ ،2‬جوان ‪ ،9111‬جامعة المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬قسم علم ّ‬
‫العالمية للشباب اإلسالمي‪ ،‬في أصول الحوار‪ ،‬مؤسسة الطباعة والنشر‪ ،‬الرياض ‪.0225،‬‬
‫ّ‬ ‫‪-9‬الندوة‬
‫مواقع اإلنترنت‪:‬‬
‫‪ -0‬يوسف بن عبد اللّه العليوي ‪ ،‬أثر القرآن في اكتساب اللّغة واألدب ‪ ،‬مقال ‪ ،‬موقع‬
‫‪vb.tafsir.net‬‬
‫‪" -9‬مجلّة البحوث اإلسالمية‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬اإلصدار من ربيع األول إلى جمادى الثانية‬
‫سنة‪0515‬ه‪ ،‬نقالعن‪،‬سنن الترميذي‪ ،‬فضائل القرآن‪.‬‬
‫‪www.alifta .net/fattawa‬‬
‫أهمية الكتابة ‪ ،‬مقال‪http ://wikipidia.org/wik :‬‬‫‪ّ -3‬‬
‫التعليمية في القرآن الكريم‬
‫ّ‬ ‫‪-4‬الوسائل‬
‫‪www.khayma.com‬‬

‫‪193‬‬
‫الفهــــــــــــــــــــــرس‬
‫الفهرس‬

‫الفهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرس‬

‫الصفحة‬ ‫المحتوى‬
‫أ‪ -‬ه‬ ‫المقدمة‬
‫ّ‬
‫غوية‬
‫مدخل في مفهوم المهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارات اللّ ّ‬
‫اللغوية‬
‫ّ‬ ‫مفهوم المهارات‬
‫‪5-2‬‬ ‫المفهوم اللّغوي واالصطالحي للمهارة‬
‫‪1-1‬‬ ‫اللغوية‬
‫ّ‬ ‫مفهوم المهارات‬
‫‪1- 2‬‬ ‫المتضمنة معنى المهارة‬
‫ّ‬ ‫المصطلحات‬
‫غوية‬
‫أقسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام المهارات اللّ ّ‬
‫‪03-11‬‬ ‫اللغوية‬
‫ّ‬ ‫مهارة االستماع‬
‫‪01-05‬‬ ‫غوية (الكالم ‪ ،‬التعبير الشفوي)‬
‫مهارة المحادثة اللّ ّ‬
‫‪99-02‬‬ ‫غوية‬
‫مهارة القراءة اللّ ّ‬
‫‪91-93‬‬ ‫غوية‬
‫مهارة الكتابة اللّ ّ‬
‫‪92-91‬‬ ‫عوامل اكتساب وتعلّم وتعليم المهارات اللّغوية‬

‫الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرآن الكريم‬


‫‪39-31‬‬ ‫المعتمدة في تعليم وتعلّم القرآن الكريم‬
‫وسائل اإليضاح ُ‬
‫‪35-33‬‬ ‫غوية‬
‫مفهوم التنمية اللّ ّ‬
‫‪32-35‬‬ ‫تنمية المهارات اللّغوية‬
‫لمحة عن أثر القرآن الكريم في ّ‬
‫اللغوية"‬
‫ّ‬ ‫األول"أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة االستــــــــــــــــــــماع‬
‫الفصل ّ‬
‫اإلطار النظري‬
‫‪55-32‬‬ ‫المصطلحات المتضمنة معنى االستماع‬
‫‪52-51‬‬ ‫التعليمية التعلّمية والعملية االتصالية‬
‫ّ‬ ‫العملية‬
‫ّ‬ ‫أهمية االستماع في‬
‫ّ‬
‫‪195‬‬
‫الفهرس‬

‫‪51-51‬‬ ‫مية االستماع في القرآن الكريم‬


‫أه ّ‬
‫‪10-52‬‬ ‫أهداف تدريس االستماع في القرآن الكريم‬
‫‪13-19‬‬ ‫اللغوية‬
‫ّ‬ ‫أثر القرآن الكريم في تدريس وتنمية مهارة االستماع‬
‫‪11-15‬‬ ‫االستماعية المكتسبة لدى متعلّم القرآن الكريم‬
‫ّ‬ ‫المهارات‬
‫‪11-12‬‬ ‫عوائق اكتساب وتعلّم وتنمية مهارة االستماع‬
‫اإلطار التطبيقي‬
‫‪21-12‬‬ ‫عينة الدراسة ومنهجها‬
‫ّ‬
‫‪20-21‬‬ ‫العينة المدروسة‬
‫عدد ّ‬
‫‪29-29‬‬ ‫الميدانية‬
‫ّ‬ ‫مكان وموقع الدراسة‬
‫‪21-23‬‬ ‫الوسائل واألدوات المستخدمة في الدراسة‬
‫‪22-22‬‬ ‫إحصاء النتائج وتحليلها‬
‫غوية"‬
‫التحدث اللّ ّ‬
‫ّ‬ ‫الفصل الثاني" أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة‬
‫اإلطار النظري‬
‫‪13-19‬‬ ‫التحدث ومهاراتها‬
‫ّ‬ ‫المتضمنة معنى‬
‫ّ‬ ‫المصطلحات‬
‫‪11-15‬‬ ‫تحدث وعالقتها بالقرآن الكريم‬‫كيفية ال ّ‬
‫أهمية وأهداف (مهارات) تعلّم ّ‬
‫ّ‬
‫‪11-12‬‬ ‫حدث‬
‫عملية التّ ّ‬
‫كيفية حدوث ّ‬‫ّ‬
‫‪10-11‬‬ ‫التحدث الموظّفة في القرآن الكريم‬
‫ّ‬ ‫مهارة‬
‫‪19-19‬‬ ‫التحدث‬
‫ّ‬ ‫أسباب ضعف المتعلّم في‬
‫‪15-13‬‬ ‫التحدث لدى المتعلّمين وأثر القرآن الكريم فيها‬
‫ّ‬ ‫طرق ووسائل تنمية مهارة‬
‫‪12-11‬‬ ‫حدث المكتسبة لدى متعلّم القرآن الكريم‬‫مهارات التّ ّ‬
‫اإلطار التطبيقي‬
‫الدراسة التطبيقية‬
‫‪11-11‬‬ ‫عينة الدراسة ومنهجها وعددها‬
‫ّ‬
‫‪21-11‬‬ ‫مكان وموقع الدراسة الميدانية ووسائلها‬

‫‪196‬‬
‫الفهرس‬

‫‪22-20‬‬ ‫إحصاء النتائج وتحليلها‬


‫اللغوية"‬
‫ّ‬ ‫الفصل الثالث "أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة القراءة‬
‫اإلطار النظري‬
‫‪011-22‬‬ ‫تطور مفهوم القراءة‬
‫عوامل ّ‬
‫‪011-010‬‬ ‫أنواع القراءة وأسس تدريسها‬
‫‪012-012‬‬ ‫التعليمية للقراءة وعالقتها بالقرآن الكريم‬
‫ّ‬ ‫األهداف‬
‫‪000-001‬‬ ‫للغوية للمبتدئين‬
‫طرق تدريس وتنمية مهارة القراءة ا ّ‬
‫‪099-009‬‬ ‫القرآن الكريم وسيلة لتعليم وتعلّم القراءة‬
‫‪005-003‬‬ ‫صعوبات ومعيقات تعلّم القراءة‬
‫‪095-001‬‬ ‫طرق مواجهة صعوبات تعلّم القراءة وعالقة القرآن الكريم بها‬
‫‪091-001‬‬ ‫ائية‬
‫أهمية القرآن الكريم في تنمية مهارة المتعلّم القر ّ‬
‫أثر و ّ‬
‫‪099-090‬‬ ‫ائية المكتسبة لدى متعلّم(قارئ) القرآن الكريم‬
‫المهارات القر ّ‬
‫اإلطار التطبيقي‬
‫‪091-095‬‬ ‫عيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنة الدراسة ومنهجها وعددها ومكانها‬
‫ّ‬
‫‪030-092‬‬ ‫إحصاء النتائج وتحليلها‬
‫اللغوية‬
‫ّ‬ ‫الفصل الرابع "أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة الكتابة‬
‫الفصل النظري‬
‫‪031-031‬‬ ‫المتضمنة معنى الكتابة‬
‫ّ‬ ‫المصطلحات‬
‫‪051-032‬‬ ‫أهمية وأهداف الكتابة "التعبير الكتابي"‬
‫ّ‬
‫‪059-050‬‬ ‫أهمية الكتابة وميزاتها وعالقتها بالقرآن الكريم‬
‫ّ‬
‫‪053-053‬‬ ‫الجيدة وقواعدها‬
‫معايير الكتابة ّ‬
‫‪051-055‬‬ ‫عناصر الكتابة وأدواتها‬
‫‪052-052‬‬ ‫طرق تعليم وتعلّم مهارة الكتابة‬
‫‪051-051‬‬ ‫مراحل تعليم وتعلّم الكتابة‬

‫‪197‬‬
‫الفهرس‬

‫‪052-051‬‬ ‫صعوبات ومعيقات تعلّم وتعليم الكتابة‬


‫‪011-011‬‬ ‫أساليب وطرق تطوير مهارة الكتابة (التعبير الكتابي)‬
‫‪019-010‬‬ ‫أثر القرآن الكريم في تنمية مهارة الكتابة اللّغوية‬
‫‪012- 013‬‬ ‫المهارات المكتسبة لدى متعلّم القرآن الكريم‬
‫اإلطار التطبيقي‬
‫‪021-011‬‬ ‫عيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنة الدراسة ومنهجها ومكانها ووسائل‬
‫ّ‬
‫‪021-020‬‬ ‫إحصاء النتائج وتحليلها‬
‫‪022-021‬‬ ‫الخاتمة‬
‫الملحق‬
‫‪019-019‬‬ ‫آنية‬
‫التعريف بالمدرسة القر ّ‬
‫‪013-019‬‬ ‫آنية‬
‫فوائد المدرسة القر ّ‬
‫‪011-015‬‬ ‫لمتضمنة مهام المدرسة القرآنية‬
‫ّ‬ ‫األماكن ا‬
‫‪011-011‬‬ ‫االستبيان‬
‫‪023-011‬‬ ‫المصادر والمراجع‬
‫‪021-021‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪198‬‬
:‫مل ّخص‬
‫ وللتّمــ ّكن من هذه‬،"‫ والقراءة والكــــتابة‬،‫التحدث‬
ّ ‫ و‬،‫" االستماع‬:‫العربية وتعليمـها؛إتقان مهاراتهـا‬
ّ ‫إ ّن الهـدف الرئيس من تعلّم اللّغة‬
‫متمي از بفصــاحة‬
ّ ‫مما يجعله‬ ّ ،‫ الّذي يؤثّر فـي دارســه‬،"‫بالعـــربية وجب الــعودة إلى مصدرها"القرآن الكـريم‬
ّ ‫ واالرتقاء‬،‫المهارات‬
‫ ومقنعا‬،‫ ومفحما‬،‫ ومحاورا‬،‫عما يجـول في الفكر والوجدان‬
ّ ‫معب ار‬
ّ ،‫ ناطـقا للحروف مـن مخارجـها الصحـــيحة‬،‫لسانه وبالغته‬
...‫ ومؤلّفا‬،‫ وناظمــا‬،‫حـجة والبرهان‬
ّ ‫بالـــــــــــ‬
‫ لكون‬،‫خاصة‬ ّ ‫مما جعل القائمون عليها؛ يعـنون بـها عناية‬
ّ ،‫مية‬
ّ ّ‫العملية التعليمية التعل‬
ّ ‫تعد أساسا رئيسا في‬
ّ ‫العربية‬
ّ ‫وفنون اللغة‬
‫كل متكامل؛ فالمستمــــــــــع‬
ّ ‫ وهي‬،‫تعد أساس االتصال بين البشر‬ ّ ‫جميع المواد ترتكز على إتقان المتعلّم لهذه المهارات؛ الّتي‬
.‫وتميـز الدارس للقرآن الكريم عن غيره‬
ّ ‫يبين مهارة‬
ّ ‫ وبهذا يتّضح وجـــــود فرق‬،‫ وكاتبا حقّا‬،‫ وقارئا‬،‫متحدثا‬
ّ ‫ يكـــــــــون‬،‫الحق‬
ّ
Summary:
The main goal of learning and teaching Arabic language is to master its skills: “Listening,
speaking, reading and writing”.
To master these skills and take up the Arabic language another notch, it is a must to go
back to its original source the “Holy Quran” that effects its reader’s fluency and eloquence,
by showing him how to pronounce characters from their correct exits, and how to express
his mind and feelings, making him a debater, an evident persuader, a writer, a poet….etc.
The arts of Arabic language are considered a foundation stone in the didactic learning
process, which is why the people in charge of the didactic learning process are giving
them an extra care, especially because all branches depend on mastering these skills that
are considered a perfect communication mean between people. The real listener is a real
speaker, reader, writer, thus this unveils a difference between the skill and the uniqueness
of the Quran learner and other learners.
Résumé :
L’objectif principal est d’apprendre et d’enseigner l’arabe et de maîtriser ses techniques
«d’écoute, de lecture, de parler et d’écriture».
Afin de maitriser ces compétences et de s’améliorer en arabe, il est nécessaire de revenir
à Leur source le ‘’Coran’’, qu’il a un effet sur son apprenant, ce qui le distingue dans la
fluidité de sa langue et de sa rhétorique, parlant les lettres de leurs sorties correctes,
exprimant ce qui se passe dans la pensée et la conscience,de devenir un interlocuteur, un
persuader évident, un écrivain, un poète, etc.
Les arts de la langue arabe sont considérés comme une pierre angulaire du processus
d’apprentissage didactique. C’est pourquoi les responsables du processus
d’apprentissage didactique les accordent une attention particulière, notamment parce que
toutes les branches dépendent de la maîtrise de ces compétences considérées comme un
outil parfait de communication entre les gens. Le véritable auditeur est un véritable
orateur, lecteur, écrivain, ce qui révèle une différence entre l'habileté et le caractère unique
de l'apprenant du Coran et des autres apprenants.

You might also like