Professional Documents
Culture Documents
أقدم لكم
{{ مذكـــرة البـالغـــةـ }}
الثانـــوية األزهــريـــة 2018م
القــســمـ العلميـ
إعداد
أ :أحمد حسنين
مدرس العلومـ العربية واإلسالمية
01069035104 – 01204980965
موضـــــوعــــــات المقـــــــرر
-3الوحدة الثانية :الكناية -1الوحدة األولي :المجاز اللغوي
-4الوحدة الرابعة :أنواع المحسنات -2الوحدة الثالثة :علم البديع
اللفظية
الوحدة األولي ( :المجاز اللغوي )
-1الدرس األول :الحقيقة والمجاز اللغويين ( المجاز المرسل )
- 2الدرس الثاني :االستعارة ( تعريفها وأركانها وأنواعها والفروق بينهم )
1
( الحقيقة والمجاز اللغويان )
* الكالم الذي نستخدمه في اللغة العربية إما أن يكون حقيقة أو مجازا
-1تعريف الحقيقة اللغوية :
هي استعمال اللفظ أو األلفاظ في معانيها الحقيقية الموضوعة لها في اصطالح التخاطب فمثال عندما
تقول ( :أمسكت القلم ،قرأت الكتاب ،قطفت ثمرة ) فإننا قد استخدمنا هذه األلفاظ في معانيها
الموضوعة لها في اللغة أو في داللتها الحقيقية األصلية
-2تعريف المجاز اللغوي :
المجاز اللغوي هو الكلمة المستعملة في غير معناه الحقيقي الموضوع له في اللغة لعالقة وقرينة مانعة
من إرادة المعني األصلي
فمثال :عندما تقول رأيت أسدا يحمل السيف في المعركة :فإن الحقيقة أنك لم تر أسدا في المعركة
بالمعني الحقيقي وإنما رأيت جنديا مشبها في هذه الحالة باألسد إذن اللفظ استعمل في غير ما وضع Lله
لقرينة مانعة وهي Lاستحالة أن يمسك األسد سيفا إذا تكون في هذه الحالة قد شبهت الجندي في
المعركة باألسد في الشجاعة فنقول في هذه الحالة تشبيه فهو مجاز ( غير حقيقي )
أما إذا قلت :رأيت أسدا في حديقة الحيوان فهذا التعبير حقيقة لغوية ألن األسد ليس له مكان إال
حديقة الحيوان
فمثال عندما تقول ( :عصرت خمرا ) فإن لفظ الخمر لم تستعمل في معناها الحقيقي وذلك ألن الخمر
سائل معصور من العنب فالمعصور ال يعصر بطبيعته فالمقصود عصرت العنب الذي سيتحول بطبيعة
الحال في المستقبل إلي الخمر
مثال عندما تقول :شربت Lماء النيل ،كلمة ماء هنا لم تستعمل في معناها الحقيقي ألنه ال يعقل أن
يشرب اإلنسان ماء النيل كله وإنما المقصود شربت جزءا من ماء النيل
حينما تقول :رأيت بحرا في المعهد ،كلمة بحر هنا لم تستعمل في معناها الحقيقي لماذا ؟ ألنه من
المستحيل أن ينتقل البحر من مكانه إلي المعهد فالمراد من البحر في هذا المثال :العالم الذي يشبه
علمه البحر في الغزارة والكثرة
أيضا حينما تقول :شاهدت بدرا يسير في الطريق كلمة بدر لم تستعمل في معناها الحقيقي الستحالة أن يكون
البدر سائرا في الطريق ألن البدر مكانه الحقيقي السماء وال يسير في األرض أبد فأنا في هذه الحالة أقصد أنني رأيت
رجال أو امرأة مشبهة بالبدر كان أو كانت تسير في الطريق ففي هذه الحالة يكون التعبير تشبيه .
إذن التعبير المجازي يحتمل أن يكون واحد من أربعة -:
-1التشبيه :مثل محمد كالبحر في الكرم
-2االستعارة :مثل قولك رأيت أسدا يفترس األعداء في المعركة
-3الكناية :فالن يحدثني بلغة المدفع :كناية عن التهديد
-4المجاز المرسل :أرسلت عينا إلي بالد العدو ،والمراد ( الجاسوس )
من خالل ما سبق ( :أجب )
عرف كالً من الحقيقة و المجاز اللغوي ومثل لكل منهما بمثال ؟
۩ تدريبات ۩
2
س : 1يستعمل اللغويون والشرعيون الصالة بمعنى الدعاء فأيهما حقيقة وأيهما مجاز ؟ علل لما تقول
س :2ما المجاز المرسل وما الفرق بينه وبين االستعارة وما سر بالغته ؟
س :3متى تكون الكلمة حقيقة ومتى تكون المجاز؟
،مجاز لغوى ،مجاز مرسل س : 4اذكر مثال لكالً من :حقيقة لغوية
س :5عرف المجاز اللغوي مع شرح التعريف ؟
المجاز اللغوي :الكلمة المستعملة في غير ما وضعت Lله في اصطالح التخاطب لعالقة بين المعني
الحقيقي والمعني المجازي وقرينة مانعة من أرادة المعنى األصلي
الشرح التعريف
ألن الكلمة قبل االستعمال ال حقيقة وال مجاز المستعملة
لتخرج الحقيقة التي تستعمل فيما وضعت له في غير ما وضعت له
ليخرج بذلك الغلط لعالقة
وإال كان استعمال الكلمة من قبل الحقيقة قرينة
ألن القرينة نوعان :مانعة من إرادة المعنى األصلي ( إعجاز ) و غير مانعة ( الكناية ) مانعة
3
فالمجاز في كلمة :الغيث ،فهي في غير معناها األصلي ؛ ألن الغيث ال يرعى ،وإ نما الذي يرعى هو النبات حيث إن
فع ِّبر القائل بالسبب ( الغيث ) وأراد المسبَّب ( النبات ) إذن نقول :في هذا المثال مجاز مرسل في
الغيث سبب للنبات ُ
كلمة ( الغيث ) عن ( النبات ) عالقته ( السببية )
أع ُّد منها وال أعددها -2قال المتنبي :له أيا ٍد عل َّي سابغةٌ
علي نعما شاملة تغمرني فوجودي في الحياة يعد نعمة من نعمه وال أستطيع أن احصر هذه النعم فالمجاز في
الشاعر يقول إن للممدوح َّ
كلمة ( :أياد ) حيث إن المقصود بها ( :له علي نعم وخيرات كثيرة ) والقرينة المانعة من إرادة المعني الحقيقي أن الشاعر ال يريد بها
األيادي الحقيقية بل يريد بها النعم والعطايا والعالقة بين األيادي والنعم هي السببية ألن اليد هي أبرز الجوارح في إظهار الفضل والنعمة
للغير إذن نقول :في المثال مجاز مرسل في كلمة ( ٍ
أياد ) عن ( النعم والخيرات ) عالقته السببية
-3قال هللا تعالي في كتابه العزيز (( :وجزاء سيئة سيئة مثلها ))
من المعلوم أن جزاء السيئة ال يمكن أن يكون بالسيئة وإ نما يكون بالعقاب فموضع المجاز كلمة (( سيئة الثانية )) فهي تعني العقوبة
والقرينة المانعة من إرادة المعني الحقيقي هي أن العقل يعتبر من المستحيل أن تكون العقوبة سيئة وأصل الكالم في غير القرآن الكريم :
( وجزاء سيئة عقوبة مثلها ) فالعالقة بين كلمة ( السيئة ) و ( العقوبة ) هي السببية وذلك ألن السيئة هي السبب في إحداث العقوبة إذن
نقول :في اآلية الكريمة مجاز مرسل في كلمة ( سيئة ) الثانية عن ( العقوبة ) لعالقة السببية
-4قال هللا تعالي في كتابه العزيز (( :فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم ))
فموضع المجاز كلمة (( اعتدوا )) فهي تعني العقوبة والقرينة المانعة من إرادة المعني الحقيقي هي أن العقل يعتبر من المستحيل أن
يكون االعتداء عقوبة وأصل الكالم في غير القرآن الكريم ( :فمن اعتدي عليكم فعاقبوه بمثل ما اعتدي عليكم ) فالعالقة بين كلمة
( اعتدوا ) و ( العقوبة ) هي السببية وذلك ألن االعتداء هو السبب في إحداث العقوبة إذن نقول :في اآلية الكريمة مجاز مرسل في كلمة
( اعتدوا ) الثانية عن ( العقوبة ) لعالقة السببية
-5قال هللا تعالي في كتابه العزيز (( :إن الذين يبايعونك إنما يبايعون هللا يد هللا فوق أيديهم ))
فموضع المجاز في كلمة ( يد اهلل ) والمقصود بها ( :قدرة اهلل ) والقرينة المانعة من إرادة المعني األصلي هي استحالة أن يكون هلل يد
مثل البشر والعالقة بين اليد والقدرة هي السببية حيث إن اليد هي أبرز الجوارح في إظهار القدرة إذن نقول في اآلية الكريمة :مجاز
مرسل في كلمة ( يد ) عن ( القدرة ) لعالقة السببية
يد سلفت ودم مستحق -6يقول أحمد شوقي :ولألوطان في دم كل حر
أحمد شوقي ذكر اليد سبب الفضل وأراد الفضل فالعالقة السببية بين ما ذكر وما أراد .
۞ العالقة الثانية :المسببية ۞
التعريف :وهي أن يطلق المتكلم المسبب ويريد السبب :بمعني أن يطلق المتكلم ( المسبب عن الشيء وهو
الناتج ) ويريد السبب
-1فمثال :عندما نقول ( :أمطرت السماء نباتا )
فالمجاز في كلمة :النبات ،فهي في غير معناها األصلي ؛ ألن السماء ال تمطر نباتا وإ نما تمطر ماءا ،ولكن النبات هو المسبب عن
السبب ( الماء ) إذن نقول :في هذا المثال مجاز مرسل في كلمة ( النبات ) عن ( الماء )
فع ِّبر القائل بالمسبب ( النبات ) وأراد َ
الماء ُ
عالقته ( المسببية )
س َماء ِر ْزقًا ))
-2قال هللا تعالي (( :ه َُو الَّ ِذي يُ ِري ُك ْم آيَاتِ ِه َويُنَ ِّز ُل لَ ُكم ِّمنَ ال َّ
المجاز في كلمة :رزقًا ،فهي في غير معناها األصلي ؛ ألن الذي ينزل من السماء المطر وليس الرزق ،وعبر بالرزق عن المطر؛ ألن
األول (الرزق) متسبب عن الثاني ( المطر ) إذن نقول :في هذا المثال مجاز مرسل في كلمة ( رزقا ) عن ( الماء ) عالقته
( المسببية )
-3قال هللا تعالي ( :وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو هللا وعدوكم )
4
المراد من اآلية الكريمة أعدوا لهم ما استطعتم من السالح والعتاد فموضع المجاز في كلمة (( قوة )) والقرينة هي أن القوة أمر معنوي
ال يمكن أن يعد وإ نما الذي يعد هو السالح والعتاد الذي هو سبب في قوة الجيش ومنعته ففي كلمة (( قوة )) مجاز مرسل عن
(( السالح والعتاد )) عالقته (( المسببية )) حيث أطلق المسبب وهو ( القوة ) وأراد السبب وهو (( السالح والعتاد ))
-4قال هللا تعالي (( :إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ))
فالمجاز في كلمة (( :نارا )) عن (( المال الحرام أو السحت )) والقرينة أن النار ال تؤكل ففي كلمة ( :نارا ) مجاز مرسل عن
( المال الحرام ) عالقته المسببية حيث أطلق المسبب الناتج وهو ( النار ) وأراد السبب وهو ( :أكل المال الحرام )
-5قال هللا تعالي (( :ذلك ومن عاقب بمثل ما عُوقِب به ثم بُ ِغ َي عليه لينصرنَّه هللا ))
فموضع المجاز كلمة ( :ما عوقب ) والمراد ( المجازاة ) والقرينة أن المجازاة تؤدي للعقوبة ففي كلمة عوقب مجاز مرسل عن
المجازاة لعالقة المسببية
۞ العالقة الثالثة :الجزئية ۞
التعريف :وهي أن يطلق المتكلم الجزء ويريد الكل :بمعني أن يطلق المتكلم جزء من الشيء الذي يقصده
وهو يريد به الكل كالً ومن األمثلة الدالة علي ذلك :
-1تقول ( :قبضنا على عين من عيون األعداء )
فلفظ عين هنا ليس المقصود منها العين الحقيقية وإ نما المقصود منها الجاسوس ،و القرينة التي تمنع المعنى األصلي للفظ هنا أنه ال
يمكن القبض على العين فقط دون بقية جسد الجاسوس إذن نقول :أن في كلمة ( عين ) مجاز مرسل عن الجاسوس عالقته الجزئية
وأرسلنــــــــــا العيــــــــــــونــــا -2قال الشاعر :كـــــــم بعثنا الجيش جرارا
المجاز في كلمة ( العيونا ) فلفظ ( :العيونا ) هنا ليس المقصود منها العين الحقيقية وإ نما المقصود منها الجاسوس ،و القرينة التي
تمنع المعنى األصلي للفظ هنا أنه ال يمكن القبض على العين فقط دون بقية جسد الجاسوس إذن نقول :أن في كلمة ( عين ) مجاز مرسل
عن الجاسوس عالقته الجزئية
-3قال هللا تعالى ( :ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة )
فكلمة (رقبة ) مجاز مرسل عالقته الجزئية ؛ ألنه عبر بالجزء ( الرقبة ) وأراد الكل ( اإلنسان المؤمن ) والقرينة العقلية هي استحالة
أن يحرر جزء الرقبة من العبد وإ نما يحرر كله
-4تقول ( :ألقي الخطيب كلمة كان لها األثر البالغ في النفوس )
المعني المقصود :خطبة كاملة ففي كلمة ( كلمة ) مجاز مرسل عن ( الخطبة ) عالقته الجزئية
-5قال هللا تعالي (( :يا أيها المزمل قم الليل إال قليال ))
ففي كلمة (( قم )) مجاز مرسل عن (( الصالة )) :عالقته الجزئية حيث إن القيام جزء من الصالة
* ويشترط في الجزء المعبر به عن الكل شرطان هما :
-1أن يكون الجزء المذكور له زيادة اختصاص بالمعني المراد من الكالم كإطالق األذن علي الذي يستمع ألخبار اآلخرين وكإطالق العين
علي الجاسوس ومن ثم ال يجوز في هذا المقام إطالق اليد أو اإلصبع علي الجاسوس لما ليس لهما من زيادة اختصاص
-2أن يكون الجزء المذكور ال يتحقق الكل إال به كإطالق الرقبة علي العبد
۞ العالقة الرابعة :الكلية ۞
التعريف :وهي أن يطلق المتكلم الكل ويريد الجزء :بمعني أن يطلق المتكلم كل الشيء الذي يقصده وهو
يريد به الجزء كالً ومن األمثلة الدالة علي ذلك :
ت )ق َح َذ َر ا ْل َم ْو ِ -1قال تعالى ( :يَ ْج َعلُونَ أَ َ
صابِ َع ُه ْم فِي آَ َذانِ ِه ْم ِمنَ ال َّ
ص َوا ِع ِ
وقوله تعالي ( :وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا
استكبارا )
فــ ( أصابعهم ) مجاز مرسل عالقته الكلية ؛ ألنه عبر بالكل ( أصابعهم ) وأراد الجزء ( أناملهم أي أطراف أصابعهم ) والقرين ُة (حالي ٌة)
األصبع كلِّه في ِ
األذن ِ ِ
إدخال وهي استحال ُة
5
-2شربتُ ماء زمزم :فـ ( ماء زمزم ) مجاز مرسل عالقته الكلية ؛ ألنه عبر بالكل ( ماء زمزم ) وأراد الجزء ( زجاجة
ماء مثالً )
شربت
ُ ِ
بقرينة بعض ُه،
والمراد ُ
ُ -3ونحو ( :شربتُ ما َء النيل ) ،
۞ العالقة الخامسة :اعتبار ما كان ۞
التعريف :وهي أن يطلق المتكلم الشيء باسم ما كان عليه في الماضي ومن األمثلة الدالة علي ذلك -:
-1قال هللا تعالى (( :وآتوا اليتامى أموالهم ))
المجاز في كلمة :اليتامى ،فهي في غير معناها األصلي ؛ ألن اليتيم وهو :من فقد والده قبل الرشد ال يأخذ ماله ،وإ نما يأخذ المال عندما
اليتْم ويبلغ سن الرشد ،فاستعملت كلمة يتامى وأريد بها الذين كانوا يتامى ،بالنظر إلى حالتهم السابقة ففي كلمة اليتامى
يتجاوز سن ُ
مجاز مرسل عن الراشدين عالقته اعتبار ما كان عليه الشيء في الماضي
-2تقول :شربت اليوم بنا الحقيقة أنك لم تشرب بنا وإ نما شربت قهوة والقرينة المانعة من إرادة المعني األصلي أن البن وهو
مسحوق ال يشرب فالقرينة عقلية والمراد شربت قهوة والعالقة هي اعتبار ما كان ألن القهوة قبل أن تعد كانت بنا ففي كلمة ( بنا ) مجاز
مرسل عن ( القهوة ) عالقته ( اعتبار ما كان )
-3قال هللا تعالي (( :والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ))
فمن المعروف أن الزوجة بعدما يموت زوجها تسمي أرملة وليست زوجة فموضع المجاز كلمة ( :أزواجا ) عن ( األرملة ) والعالقة هي
كن أزواجا
يكن أرامل َّ
( :اعتبار ما كان الشيء عليه في الماضي ) فهن قبل أن َّ
-4تقول ( :يلبس المصريون القطن الذي تنتجه بالدهم )
موضع المجاز كلمة ( القطن ) والقرينة المانعة استحالة أن يرتدي المصريون القطن وإ نما يرتدي المصريون المالبس التي تصنع من
القطن ففي كلمة ( القطن ) مجاز مرسل عن ( المالبس ) عالقته ( اعتبار ما كان )
۞ العالقة السادسة :اعتبار ما سيكون ۞
التعريف :وهي أن يطلق المتكلم الشيء باسم ما سيكون عليه في المستقبل ومن األمثلة الدالة علي ذلك :
-1قال تعالى ( :ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إنّي أراني أعصر خمراً )
فموضع المجاز كلمة ( خمرا ) والقرينة أن الخمر ال يعصر ألنها معصورة بطبيعتها ويستحيل عصر المعصور وكان المقصود في غير
القرآن إني أراني أعصر عنبا وقد سماه خمرا ألن العنب سيصير بعد عصره خمرا ففي كلمة خمرا مجاز مرسل عن العنب عالقته اعتبار
ما سيكون عليه الشيء في المستقبل
-2قال هللا تعالى ( :إنَّ َك ميتٌ وإنهم ميتون )
ميت ،فهي في غير معناها األصلي ؛ ألن المخاطب بهذا هو الرسول وقد خوطب بالنظر إلى ما سيصير إليه أي
المجاز في كلمة ٌ :
باعتبار ما سيكون عليه أمره في المستقبل وهو الموت
-3قال هللا تعالى (( :فأوجس منهم خيفة قالوا ال تخف وبشروه بغالم عليم ))
المجاز في كلمة :غالم عليم ،فهي في غير معناها األصلي ؛ ألن الطفل عندما يولد ال يوصف بأنه غالم وال عليم وإ نما عبر القرآن
ِّ
المبشر به ففي كلمة ( غالم ) مجاز مرسل عن ( الطفل ) عالقته باعتبار ما سيئول إليه أمره في المستقبل للبشارة وإ عالء من شأن
اعتبار ما سيكون
-4قال هللا تعالي علي لسان سيدنا نوح ( :إنك إن تذرهم يضلوا عبادك وال يلدوا إال فاجرا كفارا )
فالمجاز في كلمتي ( :فاجرا وفاجرا ) والقرينة هي أن المولود حين يولد ال يكون فاجرا وال كفرا بل يولد علي الفطرة واإلسالم ولكنه في
المستقبل سيكون فاجرا وكفارا
-5قال النبي صلي هللا عليه وسلم ( :من قتل قتيال فله سلبه ) :في كلمة قتيال مجاز مرسل عالقته اعتبار ما
سيكون فالقرينة أنه لم يقتل بعد
۞ العالقة السابعة :عالقة المحلية ۞
6
التعريف :وذلك :عندما نعبر بلفظ المحل ونريد الموجود فيه ( ذكرنا المحل وأردنا من بالمحل ) بمعني :
أن يطلق المتكلم المحل ويريد الحال الذي بداخله ومن األمثلة الدالة علي ذلك :
وقومي وإن ضنوا عل ّي كراما -1قال الشاعر :بالدي وإن جارت عل ّي عزيزة
فــ ( بالدي ) مجاز مرسل عالقته المحلّية ؛ ألنه ذكر البالد وأراد أهلها فالعالقة المحلية
-2قال تعالى ( :وأسال القرية التي كنا فيها )
فالمعني المراد :أهل القرية فــ ( القرية ) مجاز مرسل عالقته المحلّية ؛ ألنه ذكر القرية وأراد أهلها الذين محلهم ومكانهم القرية ،
فالعالقة المحلية والقرينة هي أن القرية ال تسأل
-3قال هللا تعالي ( :فليدعوا نادية سندعو الزبانية)
المعني المراد :أهل النادي فموضع المجاز كلمة ( ناديه ) والقرينة هي أن النادي مكان االجتماع ال يصح دعوته وال يتأتي منه تلبية
الدعوة فهو مجاز أطلق فيه المحل وأريد الحال من عشيرته وأهله ونصرائه ففي كلمة ( ناديه ) مجاز مرسل عن ( أهله وعشيرته )
عالقته ( المحلية )
-4قال هللا تعالي ( :وإذا تتلي عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذي آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن
نديا ) فموضع المجاز كلمة ( خير مقاما وأحسن نديا ) فقد أطلق المكان وأراد األشخاص علي سبيل المجاز المرسل لعالقة المحلية
۞ العالقة الثامنة :عالقة الحالية ۞
التعريف :وذلك :عندما نعبر بلفظ الحال ونريد المحل ( ذكرنا المحل وأردنا من بالمحل ) بمعني :أن يطلق
المتكلم الحال ويريد المحل الذي يشمله ومن األمثلة الدالة علي ذلك :
يم ) فقد استعمل ( نعيم ) وهو دال على حالهم ،وأراد محل ومكان النعيم
-1قال هللا تعالي ( :إِنَّ اأْل ْب َرا َر لَفِي نَ ِع ٍ
وهو الجنة ففي كلمة نعيم مجاز مرسل عن مكان النعيم عالقته الحالية
ِ
(الرحمة) الجن ُة فالمراد من
ُ -2نحو قوله تعالى َ ( :وأَ َّما الَّ ِذينَ ا ْبيَ َّ
ضتْ ُو ُجو ُه ُه ْم فَفِي َر ْح َم ِة هَّللا ِ ُه ْم فِي َها َخالِدُونَ )
مجاز مرس ُل ،عالقتُه (الحاليةُ) ٌ تحل فيها رحم ُة اهلل ،ففيه جنة ُّ تحل فيها الرحمةُ ،فهم في ٍ التي ُّ
۞ العالقة التاسعة :عالقة اآللية۞
تعريف اآلليةُ :هي كونُ الشيء واسطةً إليصالِ أثر شيءٍ إلى آخر ،وذلك فيما إذا ذكرَ اسمُ اآللةِ ،وأريدَ
األثرُ الذي ينتجُ عنه ومن األمثلة الدالة علي ذلك :
ْق ِفي اآْل َ ِخ ِرينَ ) أي ذكراً حسناً ( ،فلسانٌ ) بمعنى ذكرٍ حسنٍ
صد ٍ
سانَ ِ
اج َع ْل لِي لِ َ
-1نحو قوله تعالى َ ( :و ْ
فهي مجازٌ مرسلٌ ،عالقتُه ( اآلليةُ ) ألنَّ اللسانَ آلةٌ في الذكرِ الحسنِ
-2قال هللا تعالي (:ومن آياته خلق السموات واألرض واختالف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك آليات للعالمين )
فقد ذكر اآللة اللسان وأراد أثرها علي سبيل المجاز المرسل ففي كلمة ( ألسنتكمـ ) مجاز مرسل عن ( اللغة )
عالقته اآللية
-3قال هللا تعالي ( :وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه ليبين لهم )
ففي كلمة ( بلسان ) مجاز مرسل عن ( اللغة ) عالقته اآللية
۞ بالغة المجاز المرسل ۞
تتمثل بالغة المجاز المرسل في ثالثة أشياء وهي -:
-1اإليجاز :فمثال إذا قلت ( :هزم القائد الجيش ) وأنت تريد الجنود فإن ذلك يكون أوجز من قولك ( :هزم جنود القائد الجيش )
واإليجاز كما هو معلوم ركن أصيل من أركان البالغة بل إن البالغة هي اإليجاز
أنف
فم ،فالن ٌ
-2المبالغة :فمثال إطالق الكل علي الجزء مبالغة مثل :شربت ماء زمزم ،وإ طالق الجزء علي الكل مبالغة مثل :فالن ٌ
-3التأكيد
7
۞ المجاز المرسل المركب ۞
س :ما تعريف المجاز المرسل المركب ؟ وأين يقع هذا النوع من المجاز ؟ مع التمثيل
المجاز المرسل المركب :هو كل تركيب استعمل في غير ما وضع له لعالقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من
إرادة المعني األصلي
وهذا النوع من المجاز :يأتي في الجمل الخبرية المستعملة في اإلنشاء للتحسر وإظهار الحزن
كما في األمثلة التالية -:
وانبت بيني وبينه نسبه -1قال ابن الرومي :بان شبابي فعز مطلبه
موضع المجاز :الجمل الخبرية ( بان شبابي -فعز مطلبه – وانبت ) فهي ليست علي حقيقتها بل خرجت عن الخبرية إلي التحسر
وإ ظهار الحزن واأللم والقرينة حالية
جنيب وجثماني بمكة موثق -2قول الشاعر :هواي مع الركب اليمانيين مصعد
موضع المجاز :هواي مع الركب اليمانيين مصعد ،وجثماني بمكة موثق :فهي ليست علي حقيقتها بل خرجت عن الخبرية إلي التحسر
وإ ظهار الحزن واأللم والقرينة حالية
وتولي الصبا عليه السالم -3قال الشاعر :أخذت من شبابي األيام
موضع المجاز الجمل الخبرية :أخذت من شبابي األيام -وتولي الصبا عليه السالم :فهي ليست علي حقيقتها بل خرجت عن الخبرية
إلي التحسر وإ ظهار الحزن واأللم والقرينة حالية
ملحوظة هامة :
الجمل الخبرية في األمثلة السابقة خرجت عن معانيها الحقيقية لعالقة غير المشابهة ألغراض تستمد من سياقتها ولذا فهي من المجاز
المرسل المركب
تم بحمد هللا المجاز المرسل
بحمد هللا
۩ ثانيا :االستعـــارة وأنواعهـــا ۩
* عندما تطلب من صديقك كتابا مثال لتطلع عليه وعلي ما فيه من علوم ومعارف ثم ترده إليه فإن
هذا الشيء يسمي
( استعارة ) وصديقك صاحب الكتاب يسمي ( ُم ِعير ) وأنت تسمي ( :المست ِعير ) والكتاب يسمي :
( الشيء المستعار ) وهذا ما تدور حوله مادة االستعارة في اللغة
* ما تعريف االستعارة لغة واصطالحا ؟ مع التمثيل
طلبه عاري ًة فاالستعارة مصدراستعار فالن الشيء ) :إذا َ
َ -1االستعارة لغ ًة مصدر من قول ِهم ( :
ِ
المنقول عنه ( الحقيقي ) ِ
المشابهة ) بين المع َنى ِ
لعالقة ( وضع له -2واصطالحاً :هي عبارة عن استعما ُل اللفظُ في غير ما
َ
األصلي
ِّ ِ
إرادة المع َنى ٍ
قرينة ) مانعة من فيه ( المجازي ) ،مع ( المستعمل ِ
ِ ِ
والمعنى
أحد
ف َ بيه ُح ِذ َ
ش ٌ وهي تَ ْ
-3إذن :هي اللفظ المستخدم في غير ما وضع له لعالقة المشابهة مع قرينه مانعة من إرادة المعني الحقيقي َ
طرفَ ْي ِه ،فَعالقتها المشابه ُة دائماً
َ
-1مثال :عندما تقول ( :رأيت أسدا يرمي األعداء في المعركة ) :
نجد أن كلمة ( األسد ) استعملت في غير معناها الحقيقي ألن المتكلم لم يقصد أسد علي الوجه الحقيقي إنما كان يقصد رجال شجاعا مشبها
باألسد في هذه الحالة التي رآه عليها ونالحظ أن هناك عالقة بين المعني المجازي ( :األسد ) وهو الحيوان المفترس وبين المعني
األصلي ( :الرجل الشجاع ) وهذه العالقة هي عالقة المشابهة بينهما ألن الشخص الشجاع يشبه األسد في الجسارة والجرأة والقرينة
التي منعت من إرادة المعني األصلي ( األسد ) هي كلمة ( يرمي ) ألن األسد الحقيقي ال يرمي األعداء بالسهام :إذن نقول في كلمة األسد
استعارة حيث شبه القائل الجندي في المعركة باألسد في الشجاعة والجسارة .
فقلت :إليك فإن معي السحاب -2قال الشاعر :تعرض لي السحاب وقد قفلنا
8
نجد أن كلمة السحاب تكررت في البيت مرتين المرة األولي كانت بمعني السحاب الحقيقي والثانية كانت مجازا ألن الشاعر كان يمدح
فالممدوح كان يمشي معه فلما رأي سحابة حقيقية أرادت أن تظلله قال لها إنني لست في حاجة إليك ألن السحاب يمشي معي وهو
الممدوح ومن هنا أن نجد أن الشاعر استعمل كلمة السحاب في غير معناها الحقيقي وكان يقصد بها الممدوح حيث شبه الممدوح
بالسحابة في الكرم فالشاعر هو ( المستعير ) والممدوح هو ( :المستعار له ) ولفظ السحاب هو ( :المستعار ) ومعني السحاب هو :
( المستعار منه )
* ومن هذا المثال تبين لنا أن أركان االستعارة هي :
-1المستعير :وهو الشخص الذي ينقل اللفظ من المعني الحقيقي إلي المعني المجازي
-2المستعار منه :وهو المعني األصلي للفظ
-3المستعار له :وهو المعني المراد
-4المستعار :وهو اللفظ المنقول
قال ابنُ ال َع ِميد في الغزل :
سيس أَع َُّز َعلَ َّي ِمــــنْ نَ ْف ِ
نَ ْف ٌ س
ش ْم ِ ُ ِّ َ
قَا َمـــــتْ تُظللنِي ِمنَ ال َّ
س
ش ْمــ ِ س تُظَلِّلُنِي ِمنَ ال َّ ش ْم ٌ
َ ب قا َمــــــتْ تُظَلِّلُنِي و ِمنْ َ
عج ٍ
انظر إِلى الشطر األَخير في البيتين تجد َّ
أن كلمة "الشمسِ " استعملت في معنيين :أحدُهما المعنى الحقيقي للشمس التي تعرفها ،وهي
الشمس في التألْلؤ ،وهذا المعنى غير َ وضاء الوجه يشبه
ُ مساء ،والثاني إنسانٌ
ً التي تظهر في المشرق صبحاً وتختفي عند الغروب
استُ ْع ِملَ ْت فيه وهذه العالقة هي
العارض الذي ْ
ِ األصلي للشمس والمعنى
ِّ صلَ ًة وعالقةً بين المعنىأن هناك ِ
رأيت َّ
تأملت َ َ حقيقي ،وإِذا
من "شمس تظللني" المعنى اإلشراق ،وال يمكن أن يلتبس عليك األَمر فتَ ْف َهم ْش ِبه الشمس في ِ يء الوجه ُي ْ
المشابهة ،ألَنَّ الشخص الوض َ
ُ
دالة على أَنَّ المعنى ظلِّل ،فكلمة تظللني إِذا تمنع من إِرادة المعنى الحقيقي ،ولهذا َّ
تسمى قرينةً ً الحقيقي للشمس ،ألَنَّ الشمس الحقيقية ال تُ َ
ُ
العارض ُ
الجديد المقصودَ هو المعنى
بكل بساطة نقول :في تعريف االستعارة أنها عبارة عن تشبيه حذف أحد ركنيه المشبه أو المشبه به
فهي من هذه الناحية قسمان :
ما أقسام االستعارة باعتبار الطرفين ؟ مع التمثيل لكل ما تقول
-1تصريحيه :وهي ما صرح فيها بلفظ المشبه به
كقوله تعالى :لتخرج الناس من الظلمات إلى النور فيقصد بالظلمات الضالل لتشابههما في عدم اهتداء صاحبهما ،وبالنور اإليمان
لتشابههما في اهتداء صاحبيهما ،وكقوله تعالى :وأنزلنا إليكم نورا مبينا و أهدنا الصراط المستقيم أي الدين الحق لتشابههما في
أن كال يوصل إلى المطلوب
-2مكنية :وهي ما حذف فيها المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه
كقوله تعالى :واشتعل الرأس شيبا طوي ذكر المشبه به وهو النار ودل عليه بالزمه وهو االشتعال
وقوله تعالى :فأذاقها اهلل فقد شبه ما يدرك من أثر الضرر واأللم بما يدرك من طعم المر فأوقع عليه اإلذاقة .
من خالل ما سبق أجب أنت :ما الفرق بين التشبيه واالستعارة ؟ مع التمثيل
۩ أركان االستعارة ۩
االستعارة لها أربعة أركان وهي :
( ) 2و المستعار له وهو المشبه ( ) 1المستعار منه وهو معني المشبه به
( ) 4والجامع وهو وجه الشبه بين المعنيين ( ) 3والمستعار وهو اللفظ المنقول
-1مثال :قال هللا تعالي ﴿ :واشتعل الرأس شيبا ﴾
فالتشبيه :الشيب يشبه النار ،المشبه :الشيب ،المشبه به :النار فالمستعار هو الفعل ( اشتعل ) ،والمستعار منه ( النار ) وهي
المشبه به ،و المستعار له ( الشيب ) وهو المشبه .
ضتْ على ال ُعنَّا ِ
ب بالبر ِد َور َداً و َع َّ -2قال الشاعر :فأمطرت لؤلؤاً من نرج ٍ
س وسقتْ
االستعارات هي :هي دموع كاللؤلؤـ ،حذف المشبه ،وأبقى المشبه به ( اللؤلؤ ) فهي تصريحيه ،والعيون النرجس ،حذف المشبه
9
( العيون ) والتصريح بالمشبه به على طريقة االستعارة التصريحية ،والخدود كالورد ،فحذف المشبه وصرح بالمشبه به ( ورداً )
ِ
كالبرد حذف األسنان وهي واألنامل أو الشفاه كالعناب ( ثمر أحمر ) حذف المشبه ( األنامل ) وصرح بالمشبه به ( العناب ) واألسنان
المشبه وصرح بالبرد ،على طريقة االستعارة التصريحية
-3فمثال :عندما تقول ( رأيت أسدا يتكلم )
فالمستعار له وهو محذوف هنا وهو المشبه ( الجندي ) والمستعار منه المشبه به وهو األسد والمستعار وهو لفظ األسد للجندي والجامع
هو القوة والشجاعة ففي هذا المثال استعارة تصريحيه حيث شبه القائل الجندي بأسد يتكلم فصرح بالمشبه به وهو األسد وحذف المشبه
وهو الجندي علي سبيل االستعارة التصريحية
-4فمثال :عندما تقول ( فال يتحدث بالدرر )
فإننا في هذه الحالة نشبه الكالم الذي يتحدث به بالدرر في الحسن والجمال وقوة التأثير فالمستعار له وهو المشبه ( الكالم ) والمستعار
منه وهو المشبه به ( الدرر ) والمستعار لفظ ( الدرر ) والجامع ( :الحسن وقوة التأثير ) ففي هذا المثال استعارة تصريحيه حيث شبه
القائل كالم الرجل الذي يخرج بالدرر في حسن التأثير والقوة والجمال فصرح بالمشبه به وهو الدر وحذف المشبه وهو الكالم علي سبيل
االستعارة التصريحية
۩ قرينة االستعارة ۩
من المعلوم أن كل مجاز لغوي ( :مرسل أو استعارة ) البد فيهما من قرينة تمنع من إرادة المعني األصلي
فالقرينة :هي األمرُ الذي ينصِّبُه المتكلمُ دليالً على أنه أراد باللفظِ غيرَ معناهُ الحقيقيِّ
وهذه القرينة أنواع فهي نوعانِ :لفظيةٌ وغير لفظية -:
- 1فاللفظيةُ :هي ما دل َّعليها بلفظٍ يذكَرُ في الكالم ليصرفَه عن معناهُ الحقيقيِّ ،ويوجهَهُ إلى معناهُ
المجازيِّ كقولك :رأيت بحرا يقف علي المنبر ،فالقرينة اللفظية هي يقف التي دلت علي أن كلمة بحرا استعملت في غير ما وضعت
له وأن المقصود هو الرجل العالم وكقولك :شاهدت أسدا يقذف األعداء فالقرينة ( يقف ) ،وقولك :رأيت بحرا يعظ الناس فالقرينة (
يعظ ) وكقولك :تراءي لي بدر يسير في الطريق فالقرينة ( في الطريق )
- 2وأما غيرُ اللفظيةِ :فهي التي دُلَّ عليها بأمرٍ خارجٍ عن اللفظِ ،وهذا النوعُ من القرينةِ يسمَّى
(قرينةً حاليةً ) ألنها أمرٌ عقليٌّ ال يدَلُّ عليه بلفظٍ من الكالمِ ،بل يدَلُّ عليه بالحالِ
القرينة غير اللفظية تنقسم إلي نوعين :
-1القرينة الحالية :وهي المفهومة من سياق الكالم والحالة التي قيل فيها
فمثال عندما تدخل المسجد وتجد الخطيب وقد أفاض في العلم وأجاد في األسلوب تقول :رأيت بحرا ،فالقرينة هنا هي الحال الذي قلت فيه
هذا الكالم هذا بالطبع يختلف عما إذا قلته وأنت تركب سفينة .كذلك تقول :رأيت أسدا وأنت تقف أمام بطل شجاع صنديد ،تقول رأيت
بدرا وأنت تقف أمام فتاة فائقة الحسن ذات طله بهية
-2استحالة المعني :كقولك ( :نطقت حالي بالشكوى ) وأنت تريد دلت الستحالة النطق بمعناه الحقيقي من الحال وهو أمر معنوي
وكذلك :تكلم األسد ،الشمس تضحك
۩ الفرق بين الكذب و االستعارة ۩
هل وقع المجاز في القرآن الكريم ؟ وما الفرق بين الكذب واالستعارة ؟
نفي بعض العلماء ( :قديما وحديثا ) وقوع المجاز في القرآن الكريم بنوعيه ( :المرسل واالستعارة ) في القرآن الكريم معللين ذلك بأن
المجاز ومنه االستعارة قول كاذب والذي يدفع هذه الشبهة هو التفريق بين الكذب واالستعارة من ناحيتين :
-1الرد األول :أن االستعارة البد لها من قرينة تمنع من إرادة المعني األصلي والكذب ال قرينة له ألن الكاذب يحاول إخفاء أي قرينة
تكشف كذبه
-2الرد الثاني :أن االستعارة مبنية علي التأويل بدعوي دخول المشبه في جنس المشبه به أما الكذب فال تأويل فيه
۩ أنواع االستعارة ۩
10
تنقسم االستعارة إلي عدة أنواع منها علي النحو التالي -:
-2االستعارة التمثيلية والتخيلية -1االستعارة المكنية والتصريحية
-4االستعارة األصلية والتبعية -3االستعارة المطلقة والمرشحة والمجردة
-6االستعارة العامية واالستعارة الخاصية -5االستعارة الوفاقية واالستعارة العنادية
۩ أوال :االستعارة التصريحية ۩
س :ما تعريف االستعارة التصريحية ؟ ولم سميت بهذا االسم ؟ مع التمثيل لما تقول
تعريف االستعارة التصريحيه :هي تلك االستعارة التي صُرِحَ فيها بلفظ المشبه به ( المستعار منه ) وحذف
فيها المشبه ( المستعار له )
وقد سميت االستعارة التصريحية بهذا االسم :ألن المتكلم صرح فيها بالمشبه به وحذف المشبه كما اتفق علي
ذلك علماء البالغة قديما وحديثا
ومن األمثلة الدالة علي االستعارة التصريحية ما يلي -:
-1قول هللا تعالى ( :كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور )
االستعارة هنا في كلمتي [ :النور والظلمات ] ألن القرآن الكريم حينما نزل لم ينزل ليخرج الناس من ظالم حقيقي إلي نور حقيقي وإ نما
نزل ليخرج الناس من الكفر إلي اإليمان فيقصد بالظلمات الضالل لتشابههما في عدم اهتداء صاحبهما ،وبالنور اإليمان لتشابههما في
اهتداء صاحبيهما
ومن هنا نقول :أن اهلل سبحانه وتعالي شبه الكفر بالظلمات في جامع التخبط والضياع كما شبه اإليمان بالنور في جامع الهداية في كل
منهما ثم حذف المشبه وهو الكفر واإليمان وصرح بالمشبه به وهو :الظلمات والنور ثم تنوسي التشبيه وأدعي أن المشبه من جنس
المشبه به واستعيرت كلمة الظلمات للكفر وكلمة النور لإليمان علي سبيل االستعارة التصريحية والقرينة هنا هي الحالية
ببسااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااطة
في اآلية الكريمة استعارتان تصريحيتان -:
-1االستعارة األولي :في كلمة ( الظلمات ) فقد شبه الكفر بالظلمات ثم حذف المشبه وهو ( الكفر ) وذكر المشبه به وهو
( الظلمات ) لعالقة المشابهة
-2االستعارة الثانية :في كلمة ( :النور ) فقد شبه اإليمان بالنور ثم حذف المشبه وهو ( :اإليمان ) وذكر المشبه به وهو :
( النور ) لعالقة المشابهة .والقرينة حالية :وهي أن الناس لم يخرجوا من الظلمات إلي النور الحسي الحقيقي
وكقوله تعالى :وأنزلنا إليكم نورا مبينا و أهدنا الصراط المستقيم أي الدين الحق لتشابههما في أن كال يوصل إلى المطلوب
-2قال هللا تعالي ( :في قلوبهم مرض فزادهم هللا مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون )
فاآلية الكريمة تتحدث عن الكفار فالذي في قلوب الكفار ليس المرض وإ نما في قلوبهم كفر فاهلل سبحانه وتعالي شبه الكفر بالمرض
فصرح بالمشبه به وهو المرض وحذف المشبه وهو الكفر علي سبيل االستعارة التصريحية .
ب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا )
-3قال هللا تعالي ( :قال ر ِ
فسيدنا نبي اهلل إبراهيم كان يقصد أنه ضعف عظمه وظهر بياض الشيب في رأسه ولكنه شبه بياض الشعر في رأسه باالشتعال فقد شبه
كثرة الشعر األبيض في شعره باالشتعال ثم حذف المشبه ( :كثرة الشعر األبيض ) وصرح بالمشبه به وهو ( :االشتعال ) علي سبيل
االستعارة التصريحية .
-4قال هللا تعالي ( :إنا لما طغي الماء حملناكم في الجارية )
فالجارية هي السفينة وطغي الماء أي زاد وارتفع فاهلل سبحانه وتعالي شبه زيادة وارتفاع الماء بالطغيان في جامع مجاوزة الحد فحذف
المشبه وهو زيادة وارتفاع الماء وصرح بالمشبه به وهو الطغيان علي سبيل االستعارة التصريحية
-5رأيت زهرة تحملها أمها :
فاألصل :رأيت طفلة كالزهرة حيث حذف المشبه ( طفلة ) وصرح بالمشبه به ( زهرة ) ،فاالستعارة تصريحيه .
-6قال أعرابي :أولئك قوم يصومون عن المعروف ،ويفطرون علي الفحشاء
11
القائل :شبه االمتناع عن العمل بالصيام ،وحذف المشبه ( االمتناع ) ،وصرح بالمشبه به ( الصيام ) فاالستعارة تصريحيه كما شبه
االقتراف والفعل باإلفطار ،وحذف المشبه ( الفعل ) ،وصرح بالمشبه به ( الفطر ) فاالستعارة تصريحيه .
-7قال المتنبي في مدح سيف الدولة :
إلى البحر يسعى أَ ْم إلى البدر يرتقي وأقب َل يمشي في البساط فما درى
وصرح بلفظ المشبه به وهو البحر ،فاالستعارة تصريحيه
ّ فقد شبه الشاعر سيف الدولة بالبحر ثم حذف المشبه وهو سيف الدولة
وصرح بلفظ المشبه به و هو البدر ،فاالستعارة تصريحيه
ّ كما شبه الشاعر سيف الدولة بالبدر ،وحذف المشبه وهو سيف الدولة
وال رجال قامت تعانقه االُ ْ
س ُد -8قال المتنبي مخاطبا ً ممدوحه :لم َ
أر قبلي من مشى البحر نحوه
ثانيا باألسد على سبيل االستعارة التصريحية ،والقرينة المانعة من إرادة المعنى
فقد شبهه أوالً بالبحر بجامع العطاء والجود ،وشبهه ً
الحقيقي لفظية هي إسناد الفعل ( مشى ) إلى ( البحر ) ،وإ سناد الفعل ( عانق ) إلى ( األسد ) .
ت لِيُ ْخ ِر َج ُكم ِّمنَ ال ُّ
ظلُ َما ِ
ت إِلَى النُّو ِر ) -9قال هللا تعالي ُ ( :ه َو الَّ ِذي يُنَ ِّز ُل َعلَى َع ْب ِد ِه آيَا ٍ
ت بَيِّنَا ٍ
شبه اهلل الكفر بالظلمات بجامع انعدام الهداية ،وشبه اإليمان بالنور بجامع االهتداء ،ثم حذف المشبه ،الكفر واإليمان ،وأبقى بدلهما
المشبه به ،الظلمات والنور ،على سبيل االستعارة التصريحية والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي هي القرينة الحالية .
-10وصف أعرابي أخا ً له فقال :كان أ ِخي يَ ْقرى العينَ َجماال واألُذنَ بيانا ً
القرى َي ْق ِرى بمعنى ُي ْم ِتع عل سبيل االستعارة التصريحية،
ق من ِ
شبه إمتاع العين بالجمال و إمتاع األُذن بالبيان بقرى الضيف ،ثم اشتُ َِّّ
والقرينة جماال وبيانا ً.
ص َراطَ ا ْل ُم ْ
ستَقِي َم ) -11قوله تعالى ( :ا ْه ِدنَا ال ِّ
َّه ِ
به علي سبيل االستعارة اإلسالم وأبقى المشب َ وحذف المشبَّه وهو
َ كل منهما ِ
الهدف في ٍّ بجامع التوصيل إلى
ِ ِ
بالصراط الدين
َ فقد شبَّه
ُ
التصريحية .
ضحك المشيب برأسه فبكي -12قال الشاعر :ال تعجبي يا سل ُم من رج ٍل
في هذا البيت استعارة تصريحية حيث شبه الشاعر ظهور الشيب والشعر األبيض في الرأس بالضحك ثم حذف المشبه وهو ( :ظهور
الشيب والشعر األبيض ) وصرح بالمشبه به وهو ( :الضحك ) علي سبيل االستعارة التصريحية وبما أن االستعارة واقعة في الفعل
( ضحك ) فهي استعارة تبعية في الفعل .
إلي قمر من اإليوان با ٍد -13قال الشاعر :يؤدون التحية من بعي ٍد
الشاعر يمدح فهو يقول إنهم يؤدون التحية علي إنسان مشبه بالقمر ٍ
باد ظاهر وهو الممدوح فقد شبه الشاعر الممدوح بالقمر البادي
من اإليوان في النور واإلضاءة والجمال فصرح بالمشبه به وهو ( :القمر البادي ) وحذف المشبه وهو ( :الممدوح ) علي سبيل
االستعارة التصريحية
-14قال البحتري يصف مبارزة بين ( الفتح بن خاقان ) لألسد :
عِراكا إذا الهيابـــة النكسُ كَذَّبا فلم أرَ ضرغامين أصدق منكما
من القوم يغشي باسل الوجد أغلبا هِزَبْرٌ مشي يبغي هِزَبْرًا وأغلبٌ
من الواضح أن الشاعر يمدح الفتح بن خاقان فهو قد شبه الممدوح بالهزبر وهو األسد في البيت الثاني فصرح بالمشبه به وهو :
( الهزبر ) وحذف المشبه وهو ( :الممدوح ) علي سبيل االستعارة التصريحية .
-15تقول الحكمة ( :أُ ْح ِّي معروفك بإماتة ذكره )
شبهت الحكمة العربية بقاء ذكر المعروف بالحياة وترك ذكره باإلماتة فصرحت بالمشبه به وحذفت المشبه علي سبيل االستعارة
التصريحية
۩ ثانيا :االستعارة المكنية ( التخيلية ) ۩
-1ما معني االستعارة المكنية ؟ ول َم سميت بذلك االسم ؟ مع التمثيل لما تقول
-تعريفها :هي عبارة تشبيه حُذف منه المشبه به ،و رُمِزَ له بشيءٍ من لوازمه أَيْ :صفاته و معنى ذلك
:ال نصرِّحُ بلفظ المشبه به ،وإنما نحذفه ،نكنِّي عنه أو نرمز له بشيءٍ من اللوازم أو الصفات التي تدلّ
عليه
12
-تعريف آخر :وهي ما ذكر فيها لفظ المشبه وحذف منها لفظ المشبه به وأبقي شيء من لوازمه
-وقد سميت االستعارة المكنية بهذا االسم :ألن المشبه به ( المستعار منه ) جاء مكنيا أي محتجبا ومختفيا
غير مصرح به بخالف ما كان عليه الحال في االستعارة التصريحية
ومن األمثلة الدالة علي االستعارة المكنية -:
ار َح ْم ُه َما َك َما َربَّيَانِي َ
ص ِغي ًرا ) اح ُّ
الذ ِّل ِمنَ ال َّر ْح َم ِة َوقُ ْل َر ِّب ْ ض لَ ُه َما َجنَ َ -1قال هللا تعالي َ ( :و ْ
اخفِ ْ
فقد استعار الجناح من الطائر ،والمستعار له الذل ،والمستعار الجناح .والغرض الطاعة للوالدين واالستعارة مكنية ؛ ألنه ذكر المشبه
رمز إليه
ولكن َ
ْ ِ
بالطائر ،وحذف المشبَّه به ( الذل) وحذف المشبه به الطائر ،وأبقى شيئاً من لوازمه ( جناح ) ليدل عليه فقد شبَّه َّ
الذل
َّه وذلك على سبيل االستعارة المكنية . أركان التشبيه إال َّ
الذل وهو المشب ُ ِ الجناح ،فلم يذكر من ِ
لوازمه وهو ٍ
بشيء من
ُ
أبصـرتَ ك َّل تميمـ ٍة ال تنفـع
ْ -2قال أبو خراش الهذلي :وإذا المنيّـةُ أنشـبت ْ أظفا َرهـا
الرقى والتمائم ال تنقذ اإلنسان من الموت فالمستعار ( أظفارها ) من الوحش المفترس ( المستعار منه ) وهو المشبه
أن ّيريد الشاعرّ :
به ،والمنية ( المستعار له ) وهو المشبه فاالستعارة مكنية ألنه ذكر المشبه ( المنية ) فقد شبه المنية بحيوان مفترس بجامع اإلهالك
شيئا من لوازمه وهو ( األظفار ) ،والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي لفظية هي
وحذف المشبه به (الحيوان المفترس) وأبقى ً
إسناد الفعل ( أنشب ) إلى لفظ ( المنية ) .
وحانَ قِطافُهـا وإِنّي لَ َ
صا ِحبُ َها ) إحدى ُخطَبه في التهديد ( :أني أل َرى ُرؤ ُوسا ً قَ ْد أ ْينَ َعتْ َ
اج في ْ
الحج ُ
َّ -3وقال
شيئا من لوازمه يد ّل عليه وهو القطاف واإليناع،
فقد شبه الرؤوس بالثمرات ،فذكر المشبه ،وحذف المشبه به وهو الثمرات ،وأبقى ً
وذلك على سبيل االستعارة المكنية
-4قال تعالي علي لسان زكريا عليه السالم ( :رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبًا )
ٍ
بشيء من لوازمه وهو " اشتعل " على سبيل االستعارة المكنية ،والقرينة إثبات مز إليه
ور َ ِ
ش ِّبه الرأس بالوقود ثم حذف المشبه بهُ ،
ُ
االشتعال للرأس
ب أَ َخ َذ األَ ْل َو َ
اح ) سى ا ْل َغ َ
ض ُ -5قال تعالي َ ( :ولَ َّما َ
س َكتَ عَن ُّمو َ
شبه الغضب بإنسان ثم حذف المشبه به وأبقى شيئا من خصائصه ،هو السكوت على سبيل االستعارة المكنية ،وقرينتها المانعة من
إرادة المعنى الحقيقي هو إسناد الفعل ( سكت ) إلى لفظ ( الغضب ) .
الخطُوبَا
سلَيْمانَ ُ
إلى اب ِن أبي ُ ت اإل ْب ُل ا ْمتَطَ ْينَا
-6قال المتنبي :ول ّما قَلّ ِ
كانت مطايا لنا فقد شبه الشاعر الخطوب
الممدوح ،فكأنها ْ
ِ والشدائد إلى
ُ المحن
ُ لقلة ِ
ذات اليد أدتني أي لما أعوزتنا اإلب ُل وفقدناها ِ
باإلبل ثم حذف المشبه به ( اإلبل ) ورمز لها بشيء من لوازمها وصفة من صفاتها وهي ( :امتطينا ) علي سبيل االستعارة المكنية
ضالَلَةَ بِا ْل ُهدَى } -7قال هللا تعالي { :أُ ْولَئِ َك الَّ ِذينَ ا ْ
شتَ ُر ُو ْا ال َّ
استعارة مكنية حيث شبه اهلل سبحانه وتعالي الضاللة بشيء مادي يشتري
نَ ْم فالمخا ِوفُ كلُّ ُهنَّ أَمانُ -8قال الشاعر :وإِذا السعادةُ الحظ ْتك عيونُها
شبه الشاعر السعادة بإنسان يالحظ وينظر وحذف المشبه به ( اإلنسان ) ثم ذكر بعض لوازمه وهو قوله ( :الحظتك عيونها ) علي
سبيل االستعارة المكنية
ت ووحدانا
طاروا إليه زرافا ٍ الشر أبدى ناجذيه لهم
ُّ -9قال الشاعر :قو ٌم إذا
فقد شبه الشاعر الشر بحيوان مفترس يظهر ناجذيه ثم ذكر بعض لوازمه وهو قوله أبدي ناجذيه علي سبيل االستعارة المكنية
-10حدثني التاريخ عن أمجاد أمتي فشعرت بالفخر واالعتزاز
استعارة مكنية فقد صور القائل التاريخ بإنسان يتحدث ثم ذكر بعض لوازمه وهو قوله ( :حدثني ) علي سبيل االستعارة المكنية والقرينة
أن التاريخ ال يتكلم
-11طار الخبر في المدينة :استعارة مكنية فقد صورنا الخبر بطائر يطير وحذفنا المشبه ( الطائر ) وأتينا بصفة من صفاته وهي
طار والقرينة أن الخبر ال يطير
-12قولنا :فالن انتهز الفرصة :صور الفرصة بشيء مادي يتمسك به اإلنسان علي سبيل االستعارة المكنية
13
۩ القيمة الفنية االستعارة المكنية ( التخيلية ) ۩
قرينة االستعارة المكنية :تسمي القرينة التخيلية
القيمة الفنية لالستعارة تتمثل في :
-1التجسيم :إذا شبه الشيء المعنوي بالشيء المادي
ار َح ْم ُه َما َك َما َربَّيَانِي َ
ص ِغي ًرا ) اح ُّ
الذ ِّل ِمنَ ال َّر ْح َم ِة َوقُ ْل َر ِّب ْ ض لَ ُه َما َجنَ َ قال هللا تعالي َ ( :و ْ
اخفِ ْ
فقد استعار الجناح من الطائر ،والمستعار له الذل ،والمستعار الجناح والغرض من ذلك الطاعة للوالدين واالستعارة مكنية ؛ ألنه ذكر
ولكن
ْ ِ
بالطائر ،وحذف المشبَّه به المشبه ( الذل ) وحذف المشبه به الطائر ،وأبقى شيئاً من لوازمه ( جناح ) ليدل عليه فقد شبَّه َّ
الذل
َّه وذلك على سبيل االستعارة المكنية . أركان التشبيه إال َّ
الذل وهو المشب ُ ِ الجناح ،فلم يذكر من ِ
لوازمه وهو ٍ
بشيء من رمز إليه
َ
ُ
اإلنسان مثل :رأيت أسدا يضحك -2التشخيص :وذلك إذا شبه أي شيء بصفة من صفات
{{ الفرق بين االستعارة التصريحية والمكنية }}
االستعارة التصريحية :يحذف فيها المشبه ( المستعار له ) ويصرح بالمشبه به ( :المستعار منه ) أما المكنية :فيحذف فيها المشبه به
ويذكر المشبه وحده مع وجود الزم للمشبه به يرمز إليه وهذا الالزم يعد قرينة المكنية وهو ما يسمي باالستعارة التخيلية وهذا هو رأي
جمهور البالغيين
وهنا البد أن نطرح سؤاال :أيهما أبلغ ( :االستعارة المكنية أم االستعارة التصريحية ) ؟ ولماذا ؟
بالطبع االستعارة المكنية أبلغ :ألن االستعارة المكنية تفيد التشخيص والتجسيم وهما يعدان سمة من أهم سماتها وقيمة كبري من قيمها
الفنية وفيها من المحاسن والروعة والبراعة والمبالغة ما فيها
فلننظر مثال إلي قول الشاعر وهو يصف خيول قومه :
خيال تَضِبُّ لثاتُهــا للمغنم وبنو نمير قد لقينـا منهم
ومقطع حلق الرحالة مِرْجَم فدهمناهم دهما بكلِّ طمرة
ففي قوله تضب لثاتها :استعارة مكنية فقد شبه الخيل باإلنسان الذي يفرح للمغنم ويري ذلك علي معالم وجهة وتقاسيمه ثم حذف المشبه
تضب لثاته ) وهذا الالزم هو قرينة المكنية وهو في الوقت ذاته استعارة تخيلية كما يري
ُّ به اإلنسان وترك شيئا من لوازمه وهو ( :
الجمهور في إجراء هذه االستعارة
* ونالحظ أن قيمة هذه االستعارة أنها شخصت تلك الخيول وأضفت عليها طبعا من طبائع اإلنسان فجعلتها تحب المغنم ويسيل له لعابها
كما يسيل له لعاب اإلنسان العارف بقيمة هذا المغنم وأهميته
{{ االستعارة التخيلية عند جمهور البالغيين }}
اتفق جمهور البالغيين على أن قرينة االستعارة المكنية تسمي استعار تخيلية مثال :
ألفيت كل تميمة ال تنفع وإذا المنية أنشبت أظفارُها قال أبو ذؤيب الهذلي :
فقد أسند إنشاب األظفار إلى المنية التي هي من لوازم المشبه به المحذوف حيث يخيل للمخاطب المنية بصورة خيالية علي غير
المعتاد والمعروف عنها مبالغة في شدة فتكها وسرعة إهالكها لإلنسان والقضاء عليه في طرفة عين أو أقل
ومثل :إسناد اإليناع إلى الرؤوس في قول الحجاج ( :إني ألري رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها )
حيث يخيل للمخاطب الرؤوس بصورة خيالية علي غير المعتاد والمعروف علي سبيل المبالغة ،ومثل إثبات الجناح لإلنسان كما في
قوله تعالي ( :واخفض لهما جناح الذل من الرحمة )
ٌّ
وكل من قرينة االستعارة المكنية والتخييلية كما يري جمهور البالغيين متالزمان ،بمعنى أن المكنية ال تفارق التخيلية والتخيلية ال
تفارق المكنية ألنها قرينتها وال استعارة بدون قرينة
{{ تعريف االستعارة التمثيلية }}
14
علمت من قبل أنَّ االستعارة التصريحية والمكنية تكونان في اللفظة المفردة أما التمثيلية تكون في الكالم
المركب فاالستعارة التمثيلية هي :هي تركيب استعمل في غير ما وضع له لعالقة المشابهة مع قرينة مانعة من
إرادة معناه األصلي مثل قول المتنبي :
مثل قوله تعالى ( :وال تجعل يدك مغلولة إلي عنقك وال تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا )
ففي اآلية الكريمة نهيان :األول :نهى عن البخل ،وقد جاء في صورة تحذير لإلنسان أن يجمع يده ،وعنقه في غل أما :الثاني:
نهي عن اإلسراف ،وجاء في صورة تحذير لإلنسان أن يمد يديه مدا متناهيا ،فقد شبهت هيئة البخيل بهيئة المغلول الذي ال يستطيع
أن يمد يده إلى شيء ،ثم حذف المشبه ،وتنوسي التشبيه ،وادعي أن المشبه صار فردا من أفراد المشبه به ،ثم استعير المركب الدال
على هيئة المشبه به لهيئة المشبه على طريق االستعارة التمثيلية التصريحية
يجد مرا به الماء الزالال ومثله قول المتنبي :ومن يك ذا فم مر مريض
بذمه ممن لم يرزق الذوق لفهم شعره بسبب ضعف في إدراكه بحال المريض الذي يجد الماء الزالل
حيث شبَّه المتنبي حال المولعين ِّ
مرا لمرارة أصيب بها في فمه ثم حذف المشبه وتنوسي التشبيه ،وادعي أن المشبه صار فردا من أفراد المشبه به ،ثم استعير
المركب الدال على هيئة المشبه به لهيئة المشبه على طريق االستعارة التمثيلية التصريحية ،والقرينة حالية
(( الفرق بين االستعارة التصريحية والمكنية والتمثيلية ))
-1اتضح لك من أمثلة االستعارة التصريحية ،وكذلك االستعارة المكنية أنها تقع في اللفظة المفردة ،وهاتان االستعارتان عند المقارنة
ُ تشاكالن التشبيه المفرد الذي يتأتى في اللفظة المفردة أما االستعارة التمثيلية فهي على عكس ما سبق تماما ؛ ألنها تأتي في
المركبات ،أو بعبارة أخري هي على غرار التشبيه المركب الطرفين الذي يتشكل من صورتين منتزعتين من أمرين أو عدة أمور
اندمج بعضها في بعض وتكونت منها هيئة أو صورة
ثم فهي تعد من قبيل المجاز المركب ؛ ألنها ترتكز على تشبيه صورة مركبة حسية أو عقلية بصورة أخري مركبة حسية
-2ومن َ َّ
أو عقلية ،ثم تحذف الصورة األولى ،وهي المستعار له ( المشبه ) ويبقي المستعار منه ( المشبه به )
-3وعلى ذلك فإن هذه االستعارة التمثيلية تعد من االستعارة التصريحية؛ ألن المشبه به ( المستعار منه ) هو المصرح به فيها
-4وقد كثر ورود هذه االستعارة في الشعر بوجه عام ومنه الشعر الجاهلي ،من ذلك قول خداش بن زهير :
ال أنا منكم وال حسي وال جرسي ال تدعوني فإني غير تابعكم
علي الحمار وخلَّي صهوة الفرس ولن أكون كمن ألقي ِرحـالته
* ففي البيت الثاني استعارة تمثيلية مستمدة من مجموع التراكيب فيه ،وليس من لفظة واحدة فحسب ،حيث استعار الشاعر صورة
من يترك امتطاء صهوة الفرس ،ويستبدل بها ركوب ظهر الحمار لشخص يترك معالي األمور وعظائمها ،ويقبل على الدنايا منها،
بجامع ترك األفضل ،واالنغماس في األخس األدون ،فصرح بالمشبه به ( المستعار منه ) وطوي المشبه ( المستعار له ) بعد أن
ادَّعى أن صورة المشبه من جنس صورة المشبه به فأطلق على الصورة المشبهة التركيب الدال على المشبه به على طريق
االستعارة التمثيلية
* والغرض منها التأكيد عن طريق هذا التصوير الرائع على أنه ليس من هذا اللون من الرجال التابعين الذين ال همة لهم ،وال
مصوب إليها فاتخذ من هذه
َّ رأي عندهم بل هو شجاع مقدام مغوار ال يرهب اإلقدام على المعالي ،وال يخشى ركوبها ،بل نظره دوما
الصورة الحسية مثال لحالة ال يرضاها لنفسه ،وهي استعارة هيئة محسوسة لهيئة معقولة وهي من روائع االستعارات التمثيلية
المستمدة من صهوة الفرس الذي يرمز بها للمعالي هنا والحمار الذي يرمز لسفاسف األمور ومحقَّراتها
-5ولكن ينبغي التأكيد على أن هذا النوع من االستعارات إنما يأتي بكثرة كاثرة في األمثال السائرة عندما ُ
نشبه الموقف الجديد بالموقف الذي قيل فيه هذا المثل
-1من ذلك قولهم في األمثال ( :قَطَعَت جَهيزة قول كل خطيب )
15
أن قوما اجتمعوا للتشاور والخطابة في الصلح بين حيين قتل رج ٌل من أحدهما رجال من الحي اآلخر وإ نهم لكذلك إذ وأصل المثل َّ
ط َعت َجهيزة قول كل خطيب ،وهو بجارية تدعي جهيزة أقبلت فأنبأتهم أن أولياء المقتول ظفروا بالقاتل فقتلوه فقال قائل منهم :قَ َ
تركيب يتمثل به في كل موطن يؤتي فيه بالقول الفصل
- 2ومن ذلك قولهم في األمثال ( :إني أراك تقدم رجال وتؤخر أخري )
حيث شبهت صورة ،المتردد في رأيه بصورة من قام ليذهب فتردد ،فتارة يريد الذهاب فيقدم رجال وتارة ال يريد فيؤخر أخري
واستعير المركب الدال علي التردد في المشي للداللة علي معني التردد في الرأي ثم حذف المشبه به وتنوسي التشبيه وأدعي أن
المشبه صار فردا من أفراد المشبه به ثم استعير المركب الدال علي هيئة المشبه به علي طريق االستعارة التمثيلية التصريحية ووجه
الشبه :اإلقدام تارة واإلحجام تارة أخري منتزع من عدة أمور والقرينة حالية والعالقة المشابهة
- 3ومن ذلك قولهم أيضا ( :عاد السيف إلي قِرابه ) و ( حلَّ الليث منيع غابة )
يضرب هذا القول للذي عاد إلي موطنه بعد سفر واغتراب فحينما عاد الرجل إلي وطنه لم يعد سيف~ٌ حقيقي إلي قرابه ولم ينزل أسد
حقيقي إلي عرينه فكل تركيب من هذين لم يستعمل في حقيقته فيكون استعماله في عودة الرجل العامل إلي بلده مجازا والقرينة حالية
والعالقة المشابهة
ومن هنا نقول ( :أنَّ كل مثل عربي أو شعبي يصلح أن يكون استعارة تمثيلية )
أقسام االستعارة باعتبار اللفظ المستعار ۩ ۩
تنقسم االستعارة باعتبار اللفظ المستعار إلي قسمين فما هما ؟
۩ االستعـــــــارة األصليــــــــة ۩
ما أقسام االستعارة من حيث اللفظ المستعار ؟ مع التمثيل لكل قسم مما تذكر
تنقسم االستعارة باعتبار اللفظ المستعار إلي قسمين فما هما :
- 1االستعارة األصلية :هي ما كان الفظ المستعار فيها اسم جنس يدل علي واحد غير معين من جنسه سواء كان
اسم الجنس يدل علي اسم ذات مثل ( :أسد – ثعلب – سيف – نجم – بحر – شمس – قمر – غمام ) أو يدل
علي اسم معني وهو المصادر مثل ( :فهم – قتل – كرم – إيمان – ضرب – خياطة – سياحة – نوم – يقظة )
وقد سميت االستعارة التبعية بهذا االسم :ألنها جرت في األصل ولم تحتج لغيرها .
ومن األمثلة التي توضح االستعارة األصلية سواء كانت تصريحية أو مكنية ما يلي -:
-1رأيت أسدا في الميدان :
فقد شبهنا الرجل الشجاع باألسد فحذف المشبه وهو الرجل الشجاع وصرح بالمشبه به ثم تنوسي التشبيه وأدعي أن المشبه من جنس
المشبه به علي سبيل االستعارة التصريحية وبما أن االستعارة في كلمة ( أسدا ) وهو اسم ذات فهي استعارة تصريحية أصلية
-2تعلمت من بحر :
نجد أن المتكلم شبه الرجل العالم الذي تعلم منه بالبحر في الغزارة في العلم علي سبيل االستعارة التصريحية ونجد أن اللفظ المستعار هو
كلمة بحر وهو اسم ذات فاالستعارة أصلية تصريحية .
-3تكلمت مع سيف :
نجد أن المتكلم شبه الرجل الذي تكلم وكان حاسما في كالمه بالسيف في الحزم والصرامة علي سبيل االستعارة التصريحية ونجد أن اللفظ
المستعار هو كلمة سيف وهو اسم ذات فاالستعارة أصلية تصريحية .
-4تقول قتلت الرجل قتال شديدا ( وأنت تريد ضربته ضربا شديدا )
نجد أن القائل شبه الضرب الشديد بالقتل في الشدة والقوة ثم تناسي التشبيه وأدعي أن المشبه من جنس المشبه به علي سبيل االستعارة
التصريحية وبما أن االستعارة في كلمة ( ضرب ) وهو اسم معني ( مصدر ) فهي استعارة تصريحية أصلية .
س َهى والفَراقِ ُد
َوإنْ ال َمني فيكَ ال ُّ يخاطب سيف الدولة :أُ ِحبّكَ يا ش َ
َمس ال ّزما ِن وبَ ْد َرهُ ُ -5قال المتنبي
16
الشمس والبرد
ُ الدال على المشبَّه به وهو
اللفظ ُّ
ُ ومرةً بالبدر بجامعِ الرفعة والظهور ،ثم استعيرَ
بالشمس؛ ّ
ِ شب َه سيفَ الدولة مرةً
في البيت ِّ
ُ
اللفظ استعير
َ الص َغر والخفاء ،ثم
ومرة بالنجومِ يجامعِ ِّ
بالسها َّ
مرة ُّ
وشبهَ َم ْن دونه َّ
للمشبه على سبيل االستعارة التصريحية في الكلمتينِّ ،
َّ
للمشبه على سبيل االستعارة التصريحية األصلية في الكلمتين .
َّ السها والفراقد
المشبه به وهو ُّ
َّ الدا ّلُ على
ليْتَ ما ح َّل بِناب ْه ضنا الده ُر بِناب ْه
-6قال الشاعر :ع َّ
ٌ
أصلية ٌ
مكنية "عض" فاالستعارة
َّ ٍ
بشيء من لوازمه وهو مز إِليه
ور َ الدهر بحيوان م ْفترسٍ بجامع اإليذاء في ٍّ
المشبه به ُ
َّ كل ،ثم ُحذفَ ُ ش ِّبهَ
ُ
في كلمة ( الدهر ) .
ب
سحائ ِ
ض ال َّ
قي ال ِّريا ِ
س َسقاها ال ِح َجى َ سانِي ح ِديقَةً
-7وقال المتنبي َ :ح َم ْلتُ إلَ ْي ِه ِمنْ لِ َ
الحجا وهو
ش ِّبهَ ِ
أصلية ،و ُ
ٌ فاالستعارة تصريحيه
ُ للمشبه
َّ المشبه به
َّ الجمال في ٍّ
كل ،ثم استعير اللفظ الدا ّل على ِ بحديقة بجامع
ٍ ُ
الشعر ش ِّبه
ُ
ٌ
أصلية ٌ
مكنية ٍ
بشيء من لوازمه وهو "سقَى" فاالستعارة المشبه به ورمز إِليه
َّ العقل بالسحاب بجامع التأثير الحسن في ك ّلٍ وحذف
وت ْطلُع بَ ْين َع ْينَ ْي ِه الثُّريا -8قال ابن نُباتةَ ال َّ
س ْع ِدى في وصف ُم ْه ِر أ َغ َّر :وأدْه َم يَ ْ
ستَ ِم ُّد الل ْي ُل ِم ْنه
فقد استعار الشاعر الثريا لغرة المهر واالستعارة في كلمة الثريا وهي اسم جنس جامد فاالستعارة أصلية تصريحية
سحار و َكذاكَ ُع ْم ُر َكوا ِك ِ
ب األ ْ ّهامي في رثاء ابنه :يا َك ْوكبا ً ما كانَ أَ ْقص َر ُع ْم َرهُ
ُّ -9وقال الت
االستعارة في كلمة كوكبا حيث شبه المرثي بالكوكب في جامع العلو والوضاءة فصرح بالمشبه به وهو كوكب وطوي ذكر المشبه علي
سبيل االستعارة األصلية التصريحية .
إلى البَ ْح ِر يس َعى أ ْم إلَى الب ْد ِر يرتقِي سا ِط ف َما َد َرى
شي في البِ َ
-10قال الشاعر :أقب َل يم ِ
فقد شبه سيف الدولة بالبحر وحذف المشبه وصرح بالمشبه به علي سبيل االستعارة التصريحية كما نري أن االستعارة جاءت في كلمة
البحر وهو اسم جنس جامد فاالستعارة تصريحية أصلية .
العيس نور والخدور كمائمه -11قال أبو الطيب المتنبي :سقاك وحيانا بك هللا إنما علي
فقد شبه الشاعر محبوبته بالنور أي الزهرة فاالستعارة هنا تصريحية أصلية .
-12وصف أعرابي أخا ً له فقال :كان أ ِخي يَ ْقرى العينَ َجماال واألُذنَ بيانا ً
القرى َي ْق ِرى بمعنى ُي ْم ِتع عل سبيل االستعارة التصريحية
ق من ِ
شبه إمتاع العين بالجمال و إمتاع األُذن بالبيان بقرى الضيف ،ثم اشتُ َّ
ِّ
األصلية ،والقرينة جماال وبيانا ً
۩ هل تدخل االستعارة في األعالم ( أسماء األشخاص ) ۩
األصل في االستعارة أنها ال تدخل في األعالم علل ؟
وذلك ألن االستعارة تقتضي إدخال المشبه في جنس المشبه به بجعل أفراد المشبه به قسمين متعارف وغير متعارف وال يمكن ذلك
في العلم لمنافاته الجنسية ألن العلم ( :محمد وخالد وعلي وهند وزينب ) يقتضي التشخص ومنع االشتراك والجنسية تقتضي العموم
ولكن يستثني من ذلك األعالم التي اشتهرت بوصف من األوصاف مثل :حاتم المشهور بالكرم ومادر المشهور بالبخل وسحبان
المشهور بالفصاحة وباقل المشهور بالفهاهة والفهاهة هي مشهور بكثرة زالته وعجزه وأبو رغال المشهور بالخيانة وعمر بن
الخطاب المشهور بالعدل في هذه الحالة يجوز أن نشبه شخص بحاتم الطائي في الكرم والجود
فحينما تقول :رأيت اليوم حاتما وتقصد به رجال كريما معطاءا
فإننا في هذه الحالة نشبه الرجل الكريم بحاتم الطائي الجاهلي المعروف بالكرم ثم حذف المشبه وهو الرجل الكريم وصرح بالمشبه به
وهو حاتم ثم تنوسي التشبيه وأدعي أن المشبه من جنس المشبه به علي سبيل االستعارة التصريحية وبما أن االستعارة في كلمة
حاتم فاالستعارة أصلية تصريحية والقرينة هي كلمة ( اليوم ) ألن حاتم الطائي الحقيقي كان في العصر الجاهلي وقد مات .
۩ االستعــــارة التبعيــــة ۩
عرف االستعارة التبعية ؟ وبين لم سميت بهذا االسم ؟ وما أنواعها ؟ مع التمثيل لما تقول
االستعارة التبعية :هي تلك االستعارة التي يكون فيها اللفظ المستعار فعال أو اسما مشتقا أو حرفا .
وقد سميت االستعارة بهذا االسم :ألنها مبنية علي استعارة أخري تابعة لها في إجرائها ألن ألفاظ االستعارة
فيها مشتقة ال جامدة وجريانها في المشتق كان تابعا لجريانها في المصدر .
17
ومن األمثلة التي تدل علي االستعارة التبعية بأنواعها -:
-1االستعارة التبعية في الفعل -:
س َختِ َها ُهدًى َو َر ْح َمةٌ لِّلَّ ِذينَ ُه ْم لِ َربِّ ِه ْم ) ب أَ َخ َذ األَ ْل َو َ
اح َوفِي نُ ْ سى ا ْل َغ َ
ض ُ -1قال تعالى ( َولَ َّما َ
س َكتَ عَن ُّمو َ
استعير
َ الغضب بالسكوتِ بجامع الهدوءِ في ًّ
كل ،ثم ِ انتهاء
ُ شب َه
استعارة تصريحيه ،وفي إجرائها نقولِّ :
ً انظر إِ ًذا إِلى المثال تجد أن به
سكت بمعنى انتهى
َ ِ
انتهاء الغضب الغضب ثم اشتقَّ من السكوتِ بمعنى
ِ انتهاء للمشبه وهو
َّ المشبه به وهو السكوتُ
َّ اللفظ ُّ
الدال على ُ
ُ
َو َر َد الفُراتَ زَ ئِي ُرهُ والنّيال -2وقال المتنبي في وصف األَسد َ :و ْر ٌد إذا َو َر َد البُ َحي َرةَ شا ِربا ً
المشبه به وهو الورود
َّ استعير اللفظ الدا ّلُ على
َ أن كالًّ ينتهي إلى غايةٍ ثم ِ
الماء بجامعِ َّ وصول صوت األَسد إِلى الفرات بوصولِ
ُ ش ِّب َه
فقد ُ
من الورود بمعنى وصول الصوت ورد بمعنى وصل
ق َالصوت ثم اشتُ َّ
ِ للمشبه وهو وصول
َّ
لنتعلم منهما شيئا ً جديدًا :
َّ ارجع بنا ثانيا ً إلى المثالين السابقين
ٍ
بشيء من لوازمه وهو ويرمز إليه
المشبه به ْ
َّ الغضب بإنسان ثم يحذفُ
ُ يشبه
أن َّ
ب " يجوز ْ ضُ
وسى ا ْل َغ َ
س َك َت َعن ُّم َ
ففي األول وهو " َولَ َّما َ
الزئير بحيوان ثم يحذف ويرمز إليه بشيء
ُ يشبه
الفرات زئيره" يجوز أن َّ
َ مكنية .وفي الثاني وهو "وردٌ "الغضب" استعارةٌ
ِ سكت فتكون في
َ
مكنية غيرَ أنه ال
ٌ أن يكون في قرينتها استعارةٌ
يصح ْ
ُّ ٍ
تبعية ٍ
استعارة مكنية ،وهكذا كلُّ
ٌ من لوازمه وهو ورد فيكون في "زئيره" استعارةٌ
واحدة منهما ال في كلتيهما معاً .
ٍ إجراء االستعارة إِال في
َ يجوز لك
والقلوب
ُ ضمائ ُر
ت ال َّ
س َم ِ
تب َّ صافح األسما َع يوما ً
َ ش ْع َرهُ :إذا ما
صف ِ
ري ال ّرفا ُء يَ ِ
س ُّ
-3قال ال َّ
فقد شبه الشاعر سماع أبيات شعره بقادم زائر خفيف الظل محبوب يزور األسماع وحذف المشبه به ورمز إليه بشيء من صفات قدومه
زائرا وهي المصافحة وأطلق فعل صافح علي طريقة االستعارة المكنية التبعية في الفعل .
-4قال تعالي علي لسان زكريا عليه السالم ( :رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبًا )
فقد شبه اهلل كثرة الشعر األبيض باالشتعال ثم حذف المشبه وذكر المشبه به علي سبيل االستعارة التصريحية ونالحظ أن اللفظ
المستعار هو اشتعل وهو فعل ولذلك فإن االستعارة تصريحية تبعية .
فال يضيء لها نجم وال قمر -5قال الشاعر :وليلة مرضت من كل ناحية
االستعارة في كلمة مرضت حيث إن الليلة ال تمرض فشبه اللفظ أظلمت بمرضت وحذف المشبه وصرح بلفظ المشبه به علي سبيل
االستعارة التبعية التصريحية ألنها في الفعل ( :مرضت ) .
2االستعارة التبعية في االسم المشتق -:
-1قولنا :الحال ناطقة بكذا :فقد شبه القائل الحال بأنها إنسان ينطق وبما أن اللفظ المستعار اسم مشتق وهو اسم الفاعل
( ناطقة ) علي سبيل االستعارة التبعية المكنية .
-2قال هللا تعالي ( :فأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية ) :فقد شبه اهلل سبحانه وتعالي الريح بالعتو بجامع مجاوزة
الحد في كل منهما ثم حذف المشبه به :شدة الريح وتنوسي التشبيه وادعي أن المشبه من جنس المشبه به ثم اشتق من العتو كلمة :
عاتية وهي اسم مشتق ( اسم فاعل ) علي سبيل االستعارة التبعية التصريحية في االسم المشتق
-3قال هللا تعالي ( :وفي عاد إذا أرسلنا عليهم الريح العقيم ) :فقد شبه شدة الريح بالعقم ثم حذف المشبه به :شدة
الريح وتنوسي التشبيه وادعي أن المشبه من جنس المشبه به ثم اشتق من العقم كلمة :عقيم وهي اسم مشتق
( صيغة مبالغة ) علي سبيل االستعارة التبعية التصريحية في االسم المشتق
ِمنْ بكا ِء العارض الهتِن ضاحك ٍة
ِ خضرا َء
ْ ( )4وقال آخر يخاطب طائ ًرا :أَ ْنت في
اإلزهار
ق من الضحك بمعنى ْ للمشبه ،ثم اشتُ َّ
َّ كل ،ثم استعير اللفظ الدال على المشبَّه ِ
به البياض في ٍّ
ِ ِ
بالضحك بجامع ظهور ش ِّب َه اإلزهارُ
فقد ُ
ٌ
تبعية ٌ
تصريحية ُ
فاالستعارة ضاحكةً بمعنى ُمز ِهرة، ِ
باآلدمي ،ثم حذف المشبَّه به ورمز
ِّ األرض الخضراء
ُ شبهتِ
نجريها في قرينتها فنقول ِّ : أن نضرب ص ْفحاً عن هذه االستعارة ،وأَنْ ْ ويجوز ْ
ً
مكنية بشيء من لوازمه وهو ضاحكةٌ فتكون االستعارة ُ ٍ إِليه
أصلية ،ويجوز
ٌ ٌ
تصريحية ُ
فاالستعارة للمشبه،
َّ المشبه به
َّ المطر بالبكاء بجامع سقوط الماء في ٍّ
كل ،ثم استعير اللفظ الدالُّ َعلى ِ ش ِّبه نزول
وُ
أن تُ ْج َرى االستعارةُ مكني ًة في العارض
3االستعارة التبعية في الحرف -:
18
-1مثل قول هللا تعالي ( :فألقطعنَّ أيديكم وأرجلكم من خالف وألصلبنَّكم في جذوع النخل ) :
حرف الجر في لم يستعمل في معناه الحقيقي وهو الظرفية والقرينة عقلية ألن جذوع النخل ال تصلح ظرفا حقيقيا وسر التعبير بفي هنا
:الداللة علي شدة تمكينهم وإ حكام تصليبهم في هذه الجذوع مما يدل علي شدة تعذيبهم
-2مثل :قول هللا تعالي ( :فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ) :
فالالم في قوله ( :ليكون ) ليست مستعملة في معناها الحقيقي ألن الم التعليل موضوعة لتدل علي أن ما بعدها مترتب علي ما قبلها
ولكنها هنا في اآلية لم تستعمل في هذا المعني ألن ما بعدها ليس مترتبا علي ما قبلها والقرينة هنا :أن آل فرعون لم يلتقطوه ليكون
لهم عدوا بل ليكون لهم قرة أعين ففي الالم استعارة حيث شبه العلة بالعاقبة وبما أن اللفظ المستعار حرف فاالستعارة تصريحية تبعية
في الحرف
تمت بحمد اهلل االستعارة
مع تمنياتي
۩ أركـــان الكنـــــأيــــة ۩
من خالل األمثلة السابقة يتبين لنا أن الكناية البد فيها من توافر أربعة أركان وهي -:
-1المكني به :وهو المعني الحقيقي المتلفظ به المذكور في العبارة
-2المكني عنه :وهو المعني الكنائي المستشف من المعني الحقيقي
-3العالقة التي تكون بين المكني والمكني به وهي ال تكون إال ( اللزوم )
-4القرينة :وهي غير مانعة من إرادة المعني األصلي ( الحقيقي )
الفرق بين الكناية والمجاز
عالقة االستعارة ( المشابهة ) وعالقة المجاز المرسل ( غير المشابهة ) أما العالقة التي تربط بين المعني الكنائي وبين المعني األصلي
هي ( التالزم ) سواء نشأ هذا التالزم من عادة مشتهرة كعادة إيقاد النار إلرشاد الضيوف عند كرماء العرب أو نشأ هذا التالزم من طبيعة
مستقرة في اإلنسان أو الحيوان كطبيعة تقطيب الوجه عند اإلنسان إذا غضب وطبيعة النباح في الكلب إذا لم يأنس وتركه النباح إذا أنس
كيف أفرق بين الكناية واالستعارة ؟
الفرق أن في االستعارة هناك قرينة تمنع وجود المعنى الحقيقي ،فحين أقول :رأيت أسداً يحكي بطوالته ،فأسد هنا استعارة ،والقرينة
يحكي وهذه القرينة مانعة إلرادة المعنى الحقيقي ،فال يوجد أسد يحكي أو يتكلم ،بينما في الكناية ال توجد قرينة تمنع وجود المعنى
الحقيقي ،فحين أقول :عتريس يده طويلة فيجوز إرادة المعنى الحقيقي وهو طول اليد ،كما يجوز إرادة المعنى الخيالي الذي يختفي خلف
المعنى الحقيقي و هو أنه لص
۩ أقســـــــام الكنايــــــة ۩
تنقسم الكناية باعتبار المكني عنه إلي ثالثة أقسام هي علي النحو التالي -:
لموصوف مذكور في الكالم أو
ٍ مالزمة
ً المكنى عنه فيها صفةً
َّ وهو الكنايةُ التي يطلب بها صفةً :هي ما كان -1كناية عن صفة :
قل هي التي ُيذكر فيها الموصوف و فُ ِهمت صفته
ساد عشيرته أمردا مثل قول الشاعر :طويل النجاد رفيع العماد
في البيت ثالث كنايات :
" -1طويل النجاد " :كناية عن صفة وهي :طول القامة ؛ حيث أن طول حمائل السيف يتناسب مع طول القامة
" -2رفيع العماد " :كناية عن صفة وهي الكرم ؛ حيث أن المعروف في ذلك الوقت أن أعلى خيمة في القبيلة هي خيمة الكرماء
-3الشطر الثاني من البيت كناية عن صفة وهي علو منزلته و سيادته و شرفه ؛ حيث أنه قاد عشيرته قبل أن تنبت لحيته
و مثل قوله تعالى { :و ال تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ،و ال تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا }
20
نجد في اآلية عبارتين ؛ كل عبارة تدل على معنى مختلف عن األخرى ،فاألولى ( و ال تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ) تدل على البخل إ ًذا
هي كناية عن صفة وهي البخل و التقتير و الثانية كناية عن صفة وهي اإلسراف و التبذير .
{{ أضرب الكناية عن صفة }}
ب بغير واسطة بين المعنى المنتقَل عنه ،والمعنى المنتقَل
كناية قريبةٌ :وهي ما يكون االنتقال فيها إلى المطلو ِ
ٌ -1
إليه
والكناية القريبة قسمان
-1كناية قريبة واضحة :
وهي التي يكون االنتقال من المعني المكني به إلي المعني المكني عنه واضحا ظاهرا ال تحتاج ألناة وطول تفكير في استخراجه لوضوحها
وسهولة استنتاجها ومن أمثلتها ( :فالن ثوبه طويل ) و ( قلنسوته كبيرة ) و ( حذاءه يتسع لقدمين ) فهي كنايات عن
( طول قامته ،عظم رأسه وكبر قدمه ) وهي كنايات سهلة ال يصعب إدراكها علي معظم الناس
سطُ ُه ُم ت َُر ُ
اب صبّ َح ُه ْم َوبُ ْ
َو َ سطُ ُه ُم َحري ٌر وكقول المتنب ِّي :فَ َم ّ
سا ُه ْم َوبُ ْ
فالشطر األول :كناية عن صفة العز والسيادة والشطر الثاني :كناية عن صفة الفقر والحاجة وبين البيتين مقابلة بالتضاد ( علم البديع )
وهي كناية سهلة ال يصعب إدراكها علي معظم الناس
يصان وهو ليوم الروع مبذول وكقول طفيل الغنوي يصف جواده :بساهم الوجه لم تقطع أباجله
فبساهم الوجه :كناية عن ضمور وجه الجواد وخفته ألن قلة اللحم في الوجه تعني أنه جواد ضامر رشيق غير مترهل وهي كناية سهلة
ال يصعب إدراكها علي معظم الناس
-2كناية قريبة خفية :
وهي التي تكون مع قربها خفية بمعني أن اللزوم فيها بين المكني به والمكني عنه يكون أمرا خفيا
مثل قولك فالن عينه فارغة :فهذا المثال هو كناية عن حبه لمشاهدة كل شيء ونظره إلي كل شيء فهذه الكناية يتوصل إلي المراد بها
عن طريق الزم واحد فهي قريبة إذ يلزم من العين التي هي أداة النظر رغبة صاحبها بملئها وملء العين إنما يكون بالنظر إلي األشياء
التي تستحسنها ونالحظ أن استعمال فراغ العين للكناية عن هذا المعني غير متداول فهي مع قربها في هذا المثال كناية خفية ومثله قولهم
:فالن عريض القفا وعظيم الرأس :كناية عن الغباء والبالهة
ومنه قول النبي صلي هللا عليه وسلم ( :المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء )
المؤمن يأكل في معي واحد :كناية عن صفة وهي القناعة ،والكافر يأكل في سبعة أمعاء :كناية عن صفة وهي النهم والجشع .
بعيدة :
ٌ ٌ وكناية -2
وهي ما يكون االنتقال فيها إلى المطلوب بواسطةِ ،أو بوسائطَ ،وسميت بعيدة ألنها تحتاج في إدراكها إلي تأمل وتمعن في التفكير وال
يصل إليها إال من يغوص ويتأمل في أساليب اللغة
والخبز،
ِ كثرة الطبخِ
الرماد إلى كثرة اإلحراقِ ،ومنها إلى ِ
ِ االنتقال من كثرة
ُ الوسائط :هي
ُ كناية عن المضياف ،و
ٌ كثير الرمادِ
نحو :فالنٌ ُ
ُ
الكريم كثرة الضيوفِ ،ومنها إلى المطلوب وهو ِ
المضيافُ ومنها إلى ِ
-2كناية عن موصوف :
وهي التي يكون المكني به داال علي صفة أو صفتين أو صفات لها اختصاص ظاهر بموصوفـ معين ويكون المقصود
من ذكرها الداللة عليه وهي تنقسم إلي ثالثة أقسام -:
-1أن يكون المكني به داال علي صفة واحدة لها اختصاص ظاهر بموصوفـ معين ومن أمثلتها -:
-1قولهم في الكناية عن الخمر ( :بنت العنب ،أم المصائب )
-2قولهم في الكناية عن الحمى ( :بنت الدهر )
ما له مولعا بمنع و حبس -3قولهم في الكناية عن السفينة ( ابنة اليم ) قال الشاعر :يا ابنة اليم ؛ ما أبوك بخيل
( ابنة اليم ) :كناية عن السفينة ( أبوك ) :كناية عن البحر
21
و مثله أيضا قولنا " الذهب األسود عماد الصناعة " :كناية عن البترول و مثله أيضا قولنا " نحن نعتني بالضاد " كناية عن اللغة العربية
ِ
المدينة المنور ِة و قولهم بغداد وقولهم ( طيب ُة ) كناي ٌة عن السالم ) تكني عن
دار َّ ِ
َ العرب و قولهم ( ُ (الناطقين بالضادِ) تكني عن
َ ُ
تقول كما
في الكناية عن اللغة العربية ( :لغة الضاد ،بنت عدنان ) كما الكناية عن المصريين القدماء بكونهم " بناة األهرام "
قولهم في الكناية عن القلب بموطن الكتمان ،موطن األسرار ومجامع األضغان وموطن الحلم
في كفه منهم خضاب وقال المتنبي :ومن في كفه منهم قناة كمن
كناية عن الرجال في الشطر األول ،وهو موصوف وأما الشطر الثاني فهو كناية عن النساء وهو موصوف كذلك
قولهم في الكناية عن سيدنا يونس ( :صاحب الحوت ) كما في قول اهلل تعالي ( :وال تكن كصاحب الحوت )
-2أن يكون المكني به داال علي صفتين لهما اختصاص ظاهر بموصوف معين :
كما في قول اهلل تعالي ( :وحملناه علي ذات ألواح ودسر ) :كناية عن السفينة
ين ) كناية عن موصوف وهو ( :البنات )ص ِام َغ ْي ُر ُم ِب ٍ ِ ِ ِ ِ قال تعالى ( :أَومن ي َن َّ ِ
شأُ في ا ْلح ْل َية َو ُه َو في ا ْلخ َ ََ ُ
-3أن يكون المكني به :داال علي صفات لها اختصاص ظاهر بموصوفـ معين :
الثالثة به
ِ اإلنسان الختصاص مجموع هذه األوصاف
ِ األظفار ،كنايةٌ عن
ِ ُ
عريض القامة ،
ِ حي مستوي
كقولكَ :جاءني ُّ
ــا الواهي الذي ثكل الشباب كقول شوقي :ولي بين الضلوع دم ولحم همـ
فقوله :بين الضلوع دم ولحم ،كناية عن موصوف وهو القلب ولعلك تلحظ أن الموصوف لم يذكر وإ نما ذكرت الصفة الدالة عليه وهي
الدم واللحم والنسبة وهي كونه بين الضلوع
أحوال الكناية عن موصوف
الكناية عن موصوف لها حالتان هما :
-1أن تكون قريبة سهلة التناول واإلدراك وغالبا ما تكون في النوع األول
-2أن تكون بعيدة الحتياجها إلي تأمل وفكر وغالبا ما تكون في النوع الثاني والثالث
وأنا أقول لكم
إن إدراك الكناية في األنواع الثالثة سهال يسيرا ويؤيد ذلك قول أمية بن أبي الصلت :
واألعنة والحوافرـ قومـ حصونهمـ األسنة
ففي قوله ( :األسنة واألعنة والحوافر ) كنايات عن أن هؤالء القوم الذين يمدحهم هم أصحاب خيل وحرب فكني عن الحرب وهي كناية
عن موصوف بقوله :األسنة وكني عن الخيل وهي موصوف أيضا باألعنة والحوافر والذي جعل الكناية سهلة مستساغة علي األلسنة
هي وجود التالزم بين األسنة للحرب والحوافر واألعنة للخيل مما جعل العقل ينتقل إليها بسرعة
-3الكناية عن نسبة :
وهى التي يصرح فيها بالصفة ولكنها تنسب إلى شئ متصل بالموصوف :كنسبته إلى الفصاحة -البالغة – الخير حيث نأتي فيها
بصفة ال تنسب إلى الموصوف مباشرة بل تنسب إلى شيء متصل به ويعود عليه
وضابطها أن نذكر الصفة والموصوف لكننا هنا لن ننسب الصفة إلى صاحبها بل إلى شيء له تعلق بصاحبها
فنقول مثالً :فالن الكرم بين برديه :كناية عن الكرم ،وذلك بنسبة الكرم إلى ثيابه وهذا يعني بالضرورة ثبوتها للممدوح نحو قولنا عن
ِ
للشخص وليس للبيت ينسب العز العز في ِ
بيته ) فإن َّ شخص ُّ ( :
ُ
مثل :المجد بين ثوبيك و الكرم ملء برديك :حيث نسب المجد للثوبين ،و الكرم للبردين ،و هو ما له اتصال بالممدوح
ولكن يسير الجود حيث يسير قال الشاعر :أبو نواس في مدح والي مصر :فما جازه جود وال حل دونه
فقد نسب الجود إلى شيء متصل بالممدوح وهو المكان الذي يوجد فيه ذلك الممدوح .
قبة ضربت على ابن الحشرج قال الشاعر :إن السماحة والمروءة والندى في
فالسماحة وما بعدها نسبت للقبة ،والمراد صاحبها فهي هنا كناية عن إثبات هذه الصفات للممدوح
والمج ُد يمشي في ركابه مثال قول الشاعر :الُي ْمنُ يتب ُع َّ
ظلُه
كناية عن نسبة المجد واليمن إلي الممدوح ألن اليمن يتبع ظله والمجد يمشي في ركابه ويالزمه
خاتمةٌ في بالغة الكناية
22
والتصريح
ِ -1الكنايةُ من ألطف أسالي ِ
ب البالغة وأدقِّها ،وهي أبل ُغ من الحقيق ِة
ِ
الرماد ،وكثرتُه كثير ِ زيد ِببينة ،فكأن َك تقو ُل في ٍ
الالزم فهو كالدعوى ٍ
ِ
ألنه ُ
كريمُ ،زيد ٌ الرماد ٌ كثير َ ألن االنتقا َل فيها يكون من الملزوم إلى
َّ
ِ
لإلبهام على ط ِب أو
إما احتراماً للمخا َ
اإلفصاح بذكرهاَّ ،
ُ شىالتعبير عن أمور كثير ٍة ،يتحا َ
ِ اإلنسان من
َ تستلزم كذا الخ ،كيف ال وأنها ِّ
تمك ُن ُ
األغراض واللطائفِ
ِ ِ
عما تنبو عن سماعه ونحو ذلك من ِ ِ
يدع له سبيالً عليه ،أو لتنزيه األذن َّ
أن َ
دون ْ ِ ِ
السامعين ،أو للنيل من خصمهَ ،
َ
ِ
البالغية
-2الكنايةُ َمظه ٌر من مظاهر البالغ ِة ،وغايةٌ ال يصل إليها إال من لطف طب ُعه ،وصفتْ قريحتُه
والسر في بالغتها أنها في صور كثير ٍة تعطيك الحقيقةَ ،مصحوب ًة بدليلها .
ُّ
لك المعاني في صورة المحسوساتِ
بالغة الكنايات أنها تضعُ َ
ِ -3ومن أسباب
تعجز عن التعبير عنه كنت
بهر َك وجعل َك ترى ما َ ِ ِ وال َّ
ُ لليأسَ ، لألمل أو المصور إذا رسم لك صورةً
َ فإن
شك أن َهذه خاص ُة الفنونَّ ،
المزاح ُّ
كل أولئك يبرز لك المعاني في ِ ِ
الكناية عن ُالشر ،في ِ
الكرم ،ورسول ِّ ِ
الرماد في الكناية عن واضحاً ملموساً ،فمث ُل ِ
كثير
نفسك إليها
وترتاح ُ
ُ تشاهد،
ُ صورة ٍ
-4الكناية تعمل علي التعبير عن المعني في لطف وبراعة
وال ننسي في ذلك المرأة العربية التي عبرت عن فقرها بقولها ( :أشكو إليك قلة الفأر في بيتي ) قالتها لقيس بن سعد فهو كناية
ورت به هذه
عن فقرها المدقع حيث أشارت إلي فقرها بلطف وبراعة حتى نال قولها إعجاب قيس بن سعد فقال :ما أحسن ما َّ
المرأة عن حاجتها املئوا لها بيتها خبزا وسمنا ولحما
-5تعمل الكناية علي االبتعاد عن اللفظ المفحش المبتذل التي ال تسيغ األذن سماعه إلي ما يدل عليه
بلفظ عفيف لكون هذا اللفظ من المستقبحات أو العورات أو المستقذرات
ومن أمثلة ذلك في القرآن الكريم وكالم العرب كثيرة منها :الكناية عن الجماع بقوله ( :أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم )
وقوله ( :أو المستم النساء ) والكناية عن قضاء الحاجة بقوله ( :أو جاء أحد منكم الغائط ) الكناية عن العورة المغلظة في قول
السيدة عائشة رضي اهلل عنها ( :ما رأيت منه وال رأي مني )
تم بحمد هللا باب الكناية
مع تمنياتي
24
أنواعها :ومن المحسنات اللفظية ( :الجناس – رد العجز علي الصدر – السجع ) وهناك من الفنون الكثير والكثير في هذا القسم
26
-5قال اهلل تعالي ( :وهو اهلل ال إله إال هو له الحمد في األولي واآلخرة وله الحكم وإ ليه ترجعون )
-6قال تعالي ( :ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا )
-7قال اهلل تعالي ( :ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) من
-8قال اهلل تعالي ( :اهلل الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة )
شواهد
-9قال اهلل تعالي ( :ألم تروا أن اهلل سخر لكم ما في السموات وما في األرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة )
طباق
-10قال اهلل تعالي ( :وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون )
-11قال اهلل تعالي ( :وباركنا عليه وعلي إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين ) اإليجاب
-12قال اهلل تعالي ( :فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون )
بين
-13قال اهلل تعالي ( :وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجال أن يقول ربي اهلل وقد جاءكم بالبينات
من ربكم وإ ن يك كذبا فعليه كذبه وإ ن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن اهلل ال يهدي من هو مسرف كذاب ) اسمين
-14قال اهلل تعالي ( :وقال لها ولألرض ائتيا طوعا أوكرها قالتا أتينا طائعين )
-15قال اهلل تعالي ( :إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم )
-16قال اهلل تعالي ( :ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لوال فصلت آياته أأعجمي وعربي )
-17قال اهلل تعالي ( :أو يزوجهم ذكرانا وإ ناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير )
-18قال اهلل تعالي ( :أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين )
-19قال اهلل تعالي ( :فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة )
-20قال اهلل تعالي :تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )
ليخرجن منها األعز األذل )
َّ -21قال اهلل تعالي ( :يقولون لئن رجعنا إلي المدينة
-22قال اهلل تعالي ( :سيجعل اهلل بعد عسر يسرا )
-23قال اهلل تعالي ( :إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا )
-24قال اهلل تعالي ( :فال أقسم برب المشرق والمغرب إنا لقادرون )
-25قال اهلل تعالي ( :إليالف قريش إيالفهم رحلة الشتاء والصيف )
ويد الشتاء جديدة ال تنكر -26قال الشاعر :نزلت مقدمة المصيف حميدة
27
-13قال اهلل تعالي ( :فال يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون )
-14قال اهلل تعالي ( :هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب )
-15قال اهلل تعالي ( :قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلي خروج من سبيل )
-16قال اهلل تعالي ( :له مقاليد السموات واألرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه بكل شيء عليم )
-17قال اهلل تعالي ( :ليغفر لك اهلل ما تقدم من ذنبك وما تأخر )
-18قال اهلل تعالي ( :فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه ومن أوفي بما عاهد عليه اهلل فسيؤتيه أجرا عظيما )
-19قال اهلل تعالي ( :فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف )
-20قال اهلل تعالي ( :يا أيها النبي لم تحرم ما أحل اهلل لك )
-1قال اهلل تعالي ( :فمن يرد اهلل أن يهديه يشرح صدره لإلسالم ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا )
بين
-2قال اهلل تعالي ( :سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين )
فعل
-3قال اهلل تعالي ( :وتخفي في نفسك ما اهلل مبديه ) واسم
-4قال اهلل تعالي ( :وهذا كتاب مصداق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشري للمحسنين )
-5قال اهلل تعالي ( :ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن اهلل الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )
-1قال اهلل تعالي ( :وآية لهم األرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون ) بين
اسم
-2قال اهلل تعالي ( :ولو نشاء لمسخناهم علي مكانتهم فما استطاعوا مضيا وال يرجعون ) وفعل
-3قال اهلل تعالي ( :أو لم يروا إلي الطير فوقهم صافات ويقبضن )
-2طبــــــاق الســــلــــــب
طباقُ السَّلبِ :هو ما اختلف فيه الضدانِ إيجاباً وسلباً ،بحيثُ يجمعُ بين فعلينِ من مصدرٍ
واحدِ
ولــــــــه صورتــــــــــــــان
منفي تارةً أخرى ،في ٍ
كالم واح ٍد ٌّ -1الصورة األولي :أن يكون أحدهُما مثبتٌ مرةً ،واآلخ ُر
ون ِم َن اللّ ِه }
ستَ ْخفُ َ
اس َوالَ َي ْ ون ِم َن َّ
الن ِ ستَ ْخفُ َ
-1نحو قوله تعالى َ { :ي ْ
الد ْن َيا َو ُه ْم َع ِن اآْل ِخ َر ِة )
اة ُّ اهرا ِّم َن ا ْلحي ِ
ََ
ون َ ِ
ظ ً -2قال اهلل تعالي ( :وعد اهلل ال يخلف اهلل وعده ولكن أكثر الناس ال يعلمون َي ْعلَ ُم َ
ون َوالَّ ِذ َ
ين اَل ين َي ْعلَ ُم َستَ ِوي الَّ ِذ َ ِ ِ ِ
سا ِج ًدا َوقَائ ًما َي ْح َذ ُر اآْل خَرةَ َو َي ْر ُجو َر ْح َم َة َر ِّبه ُق ْل َه ْل َي ْ َم ْن ُه َو قَ ِان ٌ
ت آ َناء اللَّ ْي ِل َ -3ونحو قوله تعالى { :أ َّ
ون إِ َّنما َيتَ َذ َّك ُر أ ُْولُوا اأْل َْل َب ِ
اب} َي ْعلَ ُم َ َ
-4قال اهلل تعالي ( :فمكث غير بعيد قال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين )
-5قال اهلل تعالي ( :إنك ال تهدي من أحببت ولكن اهلل يهدي من يشاء )
-6قال اهلل تعالي ( :الذين يبلغون رساالت اهلل ويخشونه وال يخشون أحدا إال اهلل وكفي باهلل حسيبا )
-7قال اهلل تعالي ( :إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم واهلل ال يستحي من الحق )
-8قال اهلل تعالي ( :وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم ال يؤمنون ) .
-9قال اهلل تعالي ( :ولقد أرسلنا رسال من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك )
-10قال اهلل تعالي ( :يستعجل بها الذين ال يؤمنون والذين آمنوا مشفقون منها )
-11قال اهلل تعالي ( :قالت األعراب آمنا قل لم تؤمنوا )
-12قال اهلل تعالي ( :ال ينهاكم اهلل عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن اهلل يحب
المقسطين إنما ينهاكم عن الذين قاتلوكم في الدين )
28
-13قال اهلل تعالي ( :سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر فلن يغفر اهلل لهم ) ..
-14قال اهلل تعالي ( :مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا )
-15قال اهلل تعالي ( :فال أقسم بما تبصرون وما ال تبصرون )
-16قال اهلل تعالي ( :علم اإلنسان ما لم يعلم )
-17قال اله تعالي ( :قل يا أيها الكافرون ال أعبد ما تعبدون )
ومن أمثلة هذا النوع في الشعر العربي :
وال ينكرون القول حين نقول -1قال الشاعر :وننكر إن شئنا علي الناس قولهم
ويعجبان بما قاال وما سمعا ٍ
عرض -2قال الشاعر :ال يعجبان بقول الناس عن
خوفه وما نجا -3قال الشاعر :حتى نجا من
أني وإ ن كنت ال ألقاه ألقاه -4قال الشاعر :أبلغ أخانا تولي اهلل صحبته
وكالدر منظوما إذا لم تكلم -5قال الشاعر :هي الدر منثورا إذا ما تكلمت
يث أعلَ ُم
ق من َح ُ
ش ْو ُ
إلي ال ّ َو َي ْ ِ
سري ّ حيث ال أعلَ ُم ال ّن َوى
ض لي من ُ
البحتري :تُقَ ّي ُ
ُّ -6وقال
-2الصورة الثانية :أن يكون أحدهُما أمرٌ ،واآلخ ُر نه ٌى
ُنز َل إِلَ ْي ُكم ِّمن َّر ِّب ُك ْم َوالَ تَتَِّب ُعواْ ِمن ُدو ِن ِه أ َْوِل َياء َقِليالً َّما تَ َذ َّك ُر َ
ون } -1نحو قوله تعالى { اتَِّب ُعواْ َما أ ِ
ش ْو ِن }
اخ َ
اس َو ْ ش ُواْ َّ
الن َ -2ونحو قوله تعالى { :فَالَ تَ ْخ َ
أف وال تنهرهما وقل لهما قوال كريما ) -3قال تعالي ( :فال تقل لهما ٍ
-4قال اهلل تعالي ( :ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن ال تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم )
-5قال اهلل تعالي ( :ثم جعلناك علي شريعة من األمر فاتبعها وال تتبع أهواء الذين ال يعلمون )
-6قول اهلل تعالي ( :أصلوها فاصبروا أو ال تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون )
وال تثقي بالصبر مني علي الغدر -7قال الشاعر :ثقي بجميل الصبر مني علي الدهر
وال تقفا فيض الدموع السواجم -8قال الشاعر :خليلي من بعد الجوي واألسى قفا
ومن أمثلة وروده في النثر :
-1قول رجل ليزيد بن المهلب :ليس العجب من أن تفعل وإ نما العجب من أال تفعل
-2قال بعض األوائل :ليس معي من فضيلة العلم إال أني أعلم أني ال أعلم
-3قال الشعبي للحجاج :ال تعجب من المخطئ كيف أخطأ واعجب من المصيب كيف أصاب
29
ومن أمثلته : -2الطباق المجازي :وهو أن يكون الطباق واقعا بين لفظين مستعملين علي سبيل المجاز
َح َي ْي َناهُ } فالمعني :أو من كان ضاال فهديناه حيث استعار الميت للضال والحياة للمهتدي علي سبيل
ان َم ْيتًا فَأ ْ
قوله تعالى { :أ ََو َمن َك َ
االستعارة كما مر في االستعارة فالطباق واقع بين لفظين مجازيين
محي القريض إلي مميت المال ومنه قول الشاعر :وتنظري خبب الركاب ينصها
تضحك األرض من بكاء السماء ومنه قول الشاعر :كل يوم بأقحــــوان جديد
وله بكــي من ودقه المتسرب ومنه قول الشاعر :فله ابتسام في لوامــع برقه
{{ أقسام الطباق من حيث الظهور والخفاء }}
ينقسم الطباق بهذا االعتبار إلي قسمين :
-1الطباق الظاهر :وهو أن يكون التضاد المفهوم من الكالم تضادا صريحا مباشر يدرك بسرعة وسهولة مثل :التضاد بين
الحياة والموت والضحك والبكاء والحي والميت والخير والشر والحسنة والسيئة وقد سمي الطباق الظاهر بهذا االسم :لوضوحه
وانكشافه وسهولة إدراكه
وهو أن يكون التضاد المفهوم من الكالم تضادا غير مباشر ال يدرك بسرعة وال بسهولة وقد سمي -2الطباق الخفي :
الطباق الخفي بهذا االسم ألنه :يخفي علي ذهن العامة ويحتاج إلي تأمل وإمعان نظر في الوصول إليه ومن أمثلته في األسلوب
القرآني
-1قوله تعالى ( :محمد رسول هللا والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )
فالمطابقة هنا بين " أشداء " و" رحماء " والرحمة ليست ضدا في المعنى لـ "أشداء " ولكن الرحمة تستلزم "اللين " الذي يتقابل ويتضاد
مع " الشدة " ،ألن من رحم الن قلبه ورق فالتضاد كما رأيت ليس واضحا ،بل فيه خفاء
-2ومنه أيضا قوله تعالى ( :مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا )
فالمطابقة بين " الغرق " و" دخول النار " ،فإن من دخل النار احترق واالحتراق ضد الغرق ،واإلغراق ليس ضد النار في المعنى ،
ولكن اإلغراق يستلزم " الماء " و "الماء " ضد النار
-3ومن األمثلة التي ترد فيه المفردات على غير ما هو معهود من التقابل ،فالمعلوم أن ضد العلم الجهل ،وضد العمى
اإلبصار ،ولكن التعبير القرآني يجيء على هذه الشاكلة ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى ؟ )
حيث يقابل بين "يعلم " ،وأعمى " أي :بين العلم والعمى ،وما هما بمتضادتين لفظا ،ولكن الجهل الذي هو ضد العلم يشبَّه صاحبه
باألعمى ،ألنه ال يقوى على التمييز بين الحقائق ،وال شك أن العمى هنا منظور إليه بمعناه غير الحسي إذ المراد به الجهل أو الضالل ،
وهما ضدان لعلم والهدى
-4ومنه قول هللا تعالي ( :ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم
تشكرون )
فالطباق هنا خفي بين ألن السكون ضد الحركة ولكن لما كانت الحركة تكون في الخير والشر والمقام مقام الخير عبر عن الحركة بالزمها
وهو االبتغاء
-5ومنه قول اهلل تعالي ( :أفنجعل المسلمين كالمجرمين ) ومنه قول اهلل تعالي ( :وإ نا ال ندري أ شر أريد بمن في األرض أم أراد بهم
ربهم رشدا ) ومنه قول اهلل تعالي ( :أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر اآلخرة ويرجو رحمة ربك )
شتما يضر وال مديحا ينفع قال الشاعر :وأخذت أطراف الكالم فلم تدع
ومن إساءة أهل السوء إحسانا قال الشاعر :يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة
{{ طبـــــــاق التـــــدبــــيــــج }}
التعريف :طباق التدبيج هو أن يذكر في معني من المدح أو غيره ألوانا علي سبيل الكناية أو التورية
فمن المعلوم أن األلوان تحمل معني التضاد فاألبيض ضد األسود واألحمر ضد األخضر وهكذا وقد أطلق علماء البالغة علي األلوان التي
تأتي في الكالم علي سبيل الكناية أو التورية طباق التدبيج واختاروا لفظ التدبيج ألن التدبيج مأخوذ من دبَّج المطر األرض أي :زينها
بالخضرة
30
وقد سمي طباق التدبيج بهذا االسم :ألن األلوان التي وقع فيها التضاد زينت العبارة ودبَّجتها وأضفت علي
المعني حسن وبهاء ويشترط في هذه األلوان أن تكون مستعملة علي سبيل الكناية أو التورية
-1فمثال األلوان المتضادة علي طريق الكناية :
وانظرنا نخبـــرك اليقينا أبا هند فال تعجل علينا -1قال الشاعر :
ونصـدرهن حمرا قد روينا بأنا نورد الرايات بيضا
فبين ( بيضا وحمرا ) طباق تدبيج وبيضا :كناية عن النقاء وحمرا كناية عن كثرة الدم
لها الليل إال وهي سندس خضر -2قال الشاعر :تردي ثياب الموت حمرا فما أتي
معني البيت :أنه ارتدي الثياب الملطخة بالدماء فلم ينقض يوم قتله ولم يدخل في ليلته إال وقد صارت الثياب خضرا من سندس الجنة
فبين حمرا وخضرا طباق تدبيج علي سبيل الكناية
حمراء وهي تعود خضراء -3قال الشاعر :متكفن بمالبس
فبين حمراء وخضراء :طباق تدبيج علي سبيل الكناية فاألولي كناية عن القتل والثانية كناية عن دخول الجنة
وأصدرَها بالريّ ألوانُها حَمْرَا -4قال الشاعر :فأورَدها بِيضاً ظماءً صدورُها
فبين بيضا وحمرا :طباق تدبيج علي سبيل الكناية
خضر األكناف حمر النصال -5قال الشاعر :تلق بيض الوجوه سود مثار النقع
فبين ( بياض الوجوه ،سود مثار النقع ) :طباق تدبيج علي سبيل الكناية فاألولي كناية عن الشرف والرفعة والثانية كناية عن
الشجاعة وبين خضر األكناف وحمر النصال :طباق تدبيج علي سبيل الكناية فاألولي كناية عن العزة وطيب العيش والثانية كناية عن
كثرة القتل في األعداء
قال الحريري ( :فمذ ازور المحبوب األصفر واغبر العيش األخضر واسود -2ومن أمثلة طباق التدبيج في التورية :
يومي األبيض وابيض فودي األسود حتى رثي لي العدو األزرق فيا حبذا الموت األحمر ) قوله :المحبوب األصفر ( تورية عن
الدينار ) :فلفظ األصفر يطلق علي المرأة وهو المعني القريب ويطلق علي الذهب وهو المعني البعيد المراد هنا
وإلي هنا تم باب الطباق بحمد هللا تعالي
۩ المقابلة تعريفها وأنواعها ۩
تعريفُ المقابلة عند البالغيين :
تعد المقابلة من المحسنات البديعية المعنوية التي ترجع إلى تحسين المعنى ،وقد جعلها بعض علماء البالغة مستقلة بذاتها ،
بعدما كانت عند بعضهم مختلطة مع الطباق ،وكان قدامه بن جعفر أول من تكلم عنها
المقابلة باختصار :هي أن يؤتي بمعنيين متوافقين أو أكثر ثم يؤتي بما يقابل ذلك علي الترتيب
وال يشترط في المقابلة التضاد الصريح المباشر بين المعاني المتقابلة بل قد يكون بينهما تضاد صريح وغير صريح
وخالصة القول من التعريفات السابقة لها أن المقابلة :
هي أن يأتي المتكلم في كالمه بمعنيين متوافقين أو أكثر ليس بينهما تضاد ،ثم يأتي بما يقابل ذلك على الترتيب .على شاكلة
قوله تعالى ( :فليضحكوا قليال ،وليبكوا كثيرا جزاءا بما كانوا يكسبون ) فقد أتى اهلل سبحانه وتعالى في هذه اآلية بمعنيين
هما " يضحكوا " و "قليال " وهما معنيان متوافقان أي ليس بينهما تضاد ،ثم أتى بعد ذلك بما يقابلهما على الترتيب بقوله "
وليبكوا " و " كثيرا "
۩ صور المقـــــابــلــــةـ ۩
استقصي علماء البالغة صور المقابلة في اللسان العربي قرآنا كريما وسنة نبوية مطهرة وشعرا ونثرا فوجدوها
ال تزيد عن خمس صور وهي :
األمثلة الصورة
31
- 1قال تعالي ( :فليضحكوا كثير وليبكوا كثيرا جزاءا بما كانوا يكسبون )
-2وقوله تعالى :تؤتي الملك من تشاء ،وتنزع الملك ممن تشاء مقابلة اثنين
-3وقوله تعالى :تخرج الحي من الميت ،وتخرج الميت من الحي باثنين ومن ذلك
-4وقوله تعالى :وجعلنا الليل لباسا ،وجعلنا النهار معاشا في األسلوب
- 5وقوله تعالي :ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه ،والنهار مبصرا إن في ذلك آليات لقوم يؤمنون القرآني والنثر
- 6ومنه أيضا قول الحبيب محمد صلى اهلل عليه وسلّم :ما كان الرفق في شيء إلّا زانه ،وال كان الحزق والشعر
في شيء إلّا شانه
- 7وقوله أيضا ألم المؤمنين :عليك بالرفق يا عائشة ،فإنه ما كان في شيء إال زانه ،وال نزع من
شيء إال شانه .
-8وقوله أيضا :إنّ هلل عبادا جعلهم مفاتيح الخير ،مغاليق الشر
-9وقوله أيضا لألنصار :إنكم لتكثرون عند الفزع ،وتقلون عند الطمع
- 10قال اهلل تعالي :وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج
-11قال تعالي :ويضيق صدري وال ينطلق لساني فأرسل إليَّ هارون .
- 12قال تعالي :يا بني أقم الصالة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر علي ما أصابك
- 13قال تعالي :وإذا ذكر اهلل وحده اشمأزت قلوب الذين ال يؤمنون باآلخرة وإذا ذكر الذين من دونه مقابلة اثنين
إذا هم يستبشرون باثنين ومن ذلك
- 14قال اهلل تعالي :ذلكم بأنه إذا دعي اهلل وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم هلل العلي الكبير في األسلوب
- 15قال اهلل تعالي :يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن اآلخرة هي دار القرار القرآني والنثر
-16قال اهلل تعالي :ويمح اهلل الباطل ويحق الحق بكلماته . والشعر
- 17قال اهلل تعالي :ولكن اهلل حبب إليكم اإليمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق
والعصيان أولئك هم الراشدون
- 18قال اهلل تعالي :وهلل ما في السموات وما في األرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين
أحسنوا بالحسنى
- 19قال تعالي :خلق اإلنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار
-20قال اهلل تعالي :إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا
-21قال اهلل تعالي :والليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر
-22قال تعالي :وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا
-23قال تعالي :إن األبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم
- 24قال اهلل تعالي :فأما اإلنسان إذا ما ابتاله ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وإذا ما ابتاله فقدر
عليه رزقه فيقول ربي أهانن .
-25قال تعالي :والنهار إذا جالها والليل إذا يغشاها مقابلة اثنين
- 26قال اهلل تعالي :إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم باثنين ومن ذلك
شر البرية إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية في األسلوب
- 27قال تعالي :فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية القرآني والنثر
جوادٌ يبقي من المال باقــيا فتي كملت أخالقـــ ه غير أنه -28قال الشاعر : والشعر
علي أنَّ فيه ما يسوء األعاديا فتي تمَّ فيه ما يسرُّ صديقه
ومطوي علي الغل غادر - 29قال الشاعر :فوا عجبا كيف اتَّفقنا فناصح وفيٌ
-30قالت العرب :كدرُ الجماعة خير من صفو الفرقة
32
-1قوله تعالى :ويحل لهم الطيبات ،ويحرم عليهم الخبائث
- 2ومنه أيضا قول الرسول صلى اهلل عليه وسلّم ،من خطبـة له :أال وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ،
وإن اآلخرة قد ارتجلت مقبلة
-3وقول نبيّنا الكريم :المؤمن غرّ كريم ،والفاجر خبٌّ لئيم
- 4وقال علي رضي اهلل عنه لعثمان بن عفان رضي اهلل عنه :إنّ الحق ثقيل وبيء ،والباطل خفيف
مريء
-5ومنه في القريض ،قول أبي دالمة :
مقابلة ثالثة
وأقبح الكفر واإلفالس بالرجل ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا
بثالثة ومن أمثلة
فالشاعر قابل بين أحسن وأقبح " وبين " الدين والكفر " وبين " الدنيا واإلفالس "
ذلك في األسلوب
-6قال تعالي :وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين
القرآني والنثر
- 7قال تعالي :الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير .
والشعر
- 8قال تعالي :الذين كفروا وصدوا عن سبيل اهلل أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا
بما أنزل علي محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم
- 9قال اهلل تعالي :فأما من طغي وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوي وأما من خاف مقام ربه
ونهي النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوي
وال البخل يبقي المال والجد مدبر -10قال الشاعر :فال الجود يفني المال والجد مقبل
-1قوله تعالى ( :فأما من أعطى واتقى ،وصدق بالحسنى فسنيسرهـ لليسرى ،وأما من بخل واستغنى
وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى )
- 2قول أبي بكر الصديق رضي اهلل عنه في وصيته عند الموت :هذا ما أوصى به أبو بكر عند آخر
عهده بالدنيا خارجا منها ،وأول عهده باآلخرة داخال فيها
مقابلة أربعة
فأصبـــــــح حسن العدل يرضيها -3قول أبي تمام :يا أمة كان قبح الجود يسخطها دهرا
بأربعة ومن أمثلة
- 4قال اهلل تعالي :فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون وأما الذين كفروا بآياتنا
ذلك في األسلوب
ولقاء اآلخرة فأولئك هم في العذاب محضرون .
القرآني والنثر
- 5قال اهلل تعالي :ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها األنهار خالدين فيها ويكفر عنهم
والشعر
سيئاتهم وكان ذلك عند اهلل فوزا عظيما ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين باهلل
ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب اهلل عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا
وقابض شر عنكم بشماليا -6قال الشاعر :وباسط خير فيكم بيمينه
قال علماء البالغة كلما كثر عدد المقابلة كانت أبلغ ،ومن أمثلته : مقابلة خمسة
وأنثني وبياض الصبح يغري بي قول أبي الطيب المتنبي :أزورهم وسواد الليل يشفع لي بخمسة
وفي رِجْلِ حرّ قيدُ ذُلٍّ يَشينهُ قال عنترةُ العبسيُّ :على رأسِ عبدٍ تاجُ عِزٍّ يزينهُ مقابلة ستة بستة
33
وَأَبْكَى ) أما المقابلةُ :حصولُ التنافي بعد التوافقِ ،كالجمع بين الضحكِ والقِلَّة ،ثم إحداثُ التنافي حيثُ تقابلَ األولُ
باألولِ والثاني بالثاني في قوله تعالى { :فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيالً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا }
۩ شروط حسن الطباق و المقـــــابــلــــة ۩
-1أن يأتيا عفوا دون الخاطر دون تكلف أو مشقة أو معاناة
-2أن يكون المعني هو الذي استدعاهما
- 3أن يؤديا دورهما في الكالم علي حسب مقتضي الحال وال يأتيان لزينة لفظية أو حلية شكلية
- 4ومن جمال الطباق والمقابلة أنهما يعمالن علي تداعي األفكار في األذهان سريعا وجعلها أقرب خطورا علي البال فتتمكن
المعاني في النفوس وتثبت في الصدور
{{ تنبيهــــــــات هامـــــة }}
- 1الطباق يكون بين معني من جهة ومعني آخر من جهة أخري فحسب أما المقابلة فهي تبدأ من معنيين من جهة وما يقابلهما
أن :المقابلة أوسع وأعم من الطباق ألنها تكون بين المعني المتضاد وبين غير المتضاد
وتنتهي بين ستة وما يقابلهما كما َّ
-2المقابلة والطباق صنوان يلتقيان في األساس علي التضاد ولكنهما يختلفان فيما بعد ذلك
-3الطباق والمقابلة ليسا حلية لفظية وال طالء خارجيا بل هما من أعمدة البالغة
أن المقابلة تأتي بين كلمة وكلمة أو كلمة وجملة أو جملة
-4المقابلة أوسع من الطباق ألنها تبدأ من اثنين وتنتهي بستة كما َّ
وجملة أو جملة وجملتين
وإلي هنا تم باب المقابلة بحمد هللا تعالي
۩ المبالغة تعريفها وأنواعها ۩
تعريفُ المبالغة عند البالغيين :
المبالغةُ :هي أن يدَّعيَ المتكلّمُ ( الشاعر أو الناثر ) لوصف من األوصاف ،بُلوغُهُ في الشدةِ أو الضعف حداًّ مستبعداً ،أو
مستحيالً دفعا لتوهم أن هذا الوصف غير متناه في الشدة أو الضعف ،والمراد باألمر المستحيل :األمر الذي ال يمكن حدوثه
مطلقا علي أيدي البشر العاديين والمراد باألمر المستبعد :األمر النادر القليل الوقوع
والغرض من المبالغة :يلجأ الشاعر أو الناثر للمبالغة لكي يرفع الظن والتوهم عن المخاطب أن الوصف المدعي فيه لم يبلغ من
الشدة أو الضعف مبلغا كبيرا
۩ أقسام المبالغة ۩
و تنحص ُر المبالغةُ في ثالثة أنواع :
النوع األول ( :التبلي ٌغ ) :إن كان ذلك اال ّدعاء للوصف من الشدة أو الضعف ممكنا ً عقالً وعادةً :
اها ) ض إِ َذا أ ْ
َخ َر َج َي َدهُ لَ ْم َي َك ْد َي َر َ ق َب ْع ٍ
ض َها فَ ْو َ
ات َب ْع ُ
نحو قوله تعالى ( :ظُلُ َم ٌ
الريح التّرابا ِ ٍ
وأبقَ ْت في يد ّ فر ْت
يح ّ
الر ُ
فرس :إذا ما سابقَتها ّ وكقول الشاعر في وصف
دِرَاكاً ولَمْ يَنْضَحْ -1وكقول امرئ القيس يصف فرساً :فَعَادَى عِداءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ
بِمَاءٍ فَيُغْسَلِ
يعرق وهذا الوصف المدعي هنا أمر نادر ولكنه ممكن عقال
ْ ِ
وحشيين في مضمار واحد ولم أدرك ثوراً وبقرة
الفرس بأنه َ
َ فقد وصف هذا
وعادة
وَأنْزِلْ عنهُ مثلَهُ حينَ - 2وقال أبو الطيب يصف فرساً :وأصْرَعُ أيَّ الوحشِ قَفَّيتُهُ بِهِ
أركَبُ
يقول الشاعر إن حصانه قوي جدا وهو يدرك به جميع أنواع الصيد الوحشي فيصرعها ويطرحها أرضا ويظل الفرس مع ذلك في أوج
نشاطه وقوته محتفظا برشاقته وحيويته التي كان عليها قبل أن يركبه فارسه وهذا أمر ليس ببعيد بل هو ممكن عقال وعادة
الضعف ممكنا ً عقالً ،ال عادةً
ِ للوصف من الش ّدة أو
ِ ق)ْ :
إن كانَ اال ّدعا ُء النوع الثاني ( :اإلغرا ٌ
34
ونُتْبعُهُ الكرامَة َ حَيْثُ ماال -1كقول الشاعر :ونُكْرمُ جارَنا ما دامَ فينا
ِ
مقبوالن ممتنع عقالً ،وهما كان ِ
غير يتبعه الكرام َة ،وهذا ممتنعٌ عادةً وإ ْن َ ٍ
ٍ أن جاره ال يمي ُل عنه إلى جهة إال وهو ُ
فإنه ادَّعى َّ
بيثرب أدني دارها نظرٌ عال -2قال الشاعر :تنورتها من أذرعات وأهلها
الشاعر يقول :إنه أبصر نار محبوبته وهو في أذرعات في الشام وهي في يثرب في الحجاز وهو أمر ممكن عقال وإ ن كان غير ممكن في
العادة
من الذَّرِّ فوق اإلِتب منها ألثَّرا - 3قال الشاعر :من القاصرات الطرف لو دب محول
الشاعر يصف امرأة برقة جسدها ونعومة جلدها لدرجة أن أي نملة صغيرة لو مرت فوق قميصها ألثرت علي جلدها وهذا أمر ممكن عقال
وإ ن كان غير ممكن عادة
لوال مخاطبتي إياك لم ترني - 4قال المتنبي :كفي بجسمي نحوال أنني رجلٌ
الشاعر يعني أن جسمه بلغ من الضعف والهزال مبلغا كبيرا جدا لوال كالمه مع من يخاطبه لم يره من شدة ضعفه وهزاله وهذا أمر ممكن
عقال وإ ن كان غير ممكن عادة
للوصف من الشد ِة أو الضعف مستحيالً عقالً وعادةً
ِ الثالث ( :ال ُغل ٌّو ) :وذلك ْ
إن كانَ االدعا ُء
والغلو ينقسم إلي قسمين هما
-1الغلو غير المقبول :ومن أمثلة هذا النوع :
لتخافك النطف التي لم تخلق * قال الشاعر :وأخفت أهل الشرك حتى إنه
الشاعر يمدح الخليفة فيقول في الشطر األول إن أهل الشرك يخافون من الخليفة حيث دخل الرعب منه في قلوبهم واستولي علي نفوسهم
وهذا أمر ممكن عقال وعادة ولكنه في بقية البيت أتي بمعني فيه غلو مردود مرفوض حيث ادعي أن النطف التي لم تخلق ولم تر الحياة
بعد تخاف من الخليفة وخوف النطف ممكن عقال وغير ممكن عادة ألن شرط الخوف الحياة
فاحكم فأنت الواحد القهار * قال الشاعر :ما شئت ال ما شاءت األقدار
في هذا البيت غلو مردود مرفوض ألنه وصل إلي حد الكفر باهلل حيث خلع الشاعر علي ممدوحه صفات األلوهية الحقة التي ال تكون إال
للمولي سبحانه وتعالي
-2الغلو المقبول :وهنا نقول متى يكون الغلو مقبوال ؟
يكون الغلو مقبوال في ثالث حاالت وهي :
اد َز ْيتُ َها
- 1ما اقترنَ به ما يقربُّه للصحَّة ( ،كفعلِ مقاربةٍ ) ( يكاد – لو – لوال ) نحو قوله تعالى َ { :ي َك ُ
س ُه َن ٌار } ومنه قول اهلل تعالي ( :يكاد سنا برقه يذهب األبصار ) ِ
سْيء َولَ ْو لَ ْم تَ ْم َ
ُيض ُ
لو كان يرغب في فراق رفيق ومنه قول الشاعر :ويكاد يخرج سرعة من ظله
ش َي ِة اللَّ ِه }
ِّعا ِّم ْن َخ ْ
صد ً
ِ
آن َعلَى َجَب ٍل لََّرأ َْيتَ ُه َخاش ًعا ُّمتَ َ
َنز ْل َنا َه َذا ا ْلقُْر َ فر ٍ
ض ،نحو قوله تعالى { :لَ ْو أ َ أو أداةُ َ
في وسعه لسعي إليك المنبر وفي قول الشاعر :ولو أن مشتاقا تكلف فوق ما
صليل البيض تقرع بالذكور ومنه قول المهلهل بن أبي ربيعة :فلوال الريح أسمع من بجحر
35
حيث تخيل الشاعر أن الشهب قد شدت بمسامير في ظالم الليل فهي ال تتحرك ثم شدت أجفانه بأهدابه إلي هذه الشهب فأجفانه ال تغتمض
وال تتحرك أيضا وهذا المعني غير ممكن ال عقال وال عادة ولكن لما خيله إلي السامع قربه من الصحة واإلمكان .
36
حر ومعناهـــــا رقيــــــق ومن العجـــــــائب لفظـهـــا
التورية في كلمة ( :رقيق ) حيث إن لها معنيان معني قريب ظاهر وهو الغير المراد وهو ( العبد ) والذي يرشح لذلك كلمة ( كلمة حر )
أما المعني البعيد المقصود ( وهو الرقة ) وهو المراد فهي تورية مرشحة
وهناك تورية أخري في كلمة ( :القصور ) حيث إن لها معنيان معني قريب ظاهر وهو الغير المراد وهو ( القصر المشيد للبناء ) أما
المعني البعيد المقصود ( وهو النقص في األمور ) وهو المراد فهي تورية مرشحة
بأحرفه الالتي حوتها الكواكب -4ومن ذلك قول الشاعر :فديتك من ملك يكاتب عبـده
مكـاتب فها أنا ذا عبد رقيق ملكت بها رقي فأنحلنـي اآلسي
التورية في كلمة ( مكاتب ) حيث إن لها معنيان معني قريب ظاهر وهو الغير المراد وهو ( المعني المعروف في علم الفقه ) والذي يرشح
لذلك كلمة ( كلمة عبد ) أما المعني البعيد المقصود ( وهو المكتوب إليه وهو الشاعر ) وهو المراد فهي تورية مرشحة
ال تري عن أبي الصالح بديال يا صالح العال صفاء ودادي -5قال الشاعر :
ال يراعـون في األنــام خليال فدع العتب إنني لسـت ممن
التورية في كلمة ( خليال ) حيث إن لها معنيان معني قريب ظاهر وهو الغير المراد وهو ( صديق ) والذي يرشح لذلك كلمة ( صفاء
ودادي ) أما المعني البعيد المقصود ( اسم الشاعر ) وهو المراد فهي تورية مرشحة
يتعاطون له حســن الصفات أطنبوا في عرفـات وغدوا -6قال ابن نباته :
قلت عندي وقفة في عرفات ثم قالوا لي هــل وافقتنا
التورية في كلمة ( :عرفات ) حيث إن لها معنيان معني قريب ظاهر وهو الغير المراد وهو ( اسم غالم جميل يسمي عرفات ) والذي
يرشح لذلك كلمة ( الحديث عن صفات الغالم في البيت األول ) أما المعني البعيد المقصود ( وهو جبل عرفات في مكة ) وهو المراد فهي
تورية مرشحة
-2التورية المجردة :وهي التي لم يذكر معها مالئم يالءم المعني القريب سواء أذكر ما يالءم المعني
البعيد أم لم يذكر
ومن أمثلتها -:
أن ابن عبــاد باق وابن زيدونا قال ابن نباته :من مبلغ العرب عن شعري ودولته
أعلي وأنفس ما يهدي المجيدونا حبَّرتها فيه زهراء المعاطــف من
فقد رأت مقلتاك البحر والنونــا إذا رأيـــت قوافيهـــا وطلعتـــه
في هذا البيت توريتان مجردتان هما :
-1األولي في كلمة ( :البحر ) حيث إن لها معنيان معني قريب ظاهر وهو الغير المراد وهو ( الماء الغزير الواسع بين شاطئين ) أما
المعني البعيد المقصود ( وهو البحر العروضي ) وهو المراد فهي تورية مجردة
-2الثانية في كلمة ( :النون ) حيث إن لها معنيان معني قريب ظاهر وهو الغير المراد وهو ( الحوت ) أما المعني البعيد المقصود
( وهو حرف الهجاء المعروف ) وهو المراد فهي تورية مجردة
37
وإ نما الضرب األول :أنْ يستثنَى من صفةِ ذمٍّ منفيةٍ عن الشيءِ صفةَ مدحٍ بتقدير دخولها فيهِ
وصفهم بما فيهم على يقصد إال لذكره ،وأنه لم ِ
المبالغة في المدح ِ ،ألنه قد َّ
ُ ْ عيب غيره َ
دل به على أنه لو كان فيهم ٌ االستثناء من
ُ كان هذا
ِ
الحقيقة
ب ِه َّن فُلُو ٌل ِمن قِ ِ
راع ال َكتائِب ْب فِي ِه ْم َغي َْر أَ َّن ُسيُوفَهُ ْم
-1كقول النابغة :وال َعي َ
ال تقع العين علي مثله -2كقول الشاعر :ليس به عيب سوي أنه
يسلو عن األهل واألوطان والحشم -3ومنه قول الشاعر :ال عيب فيهم سوي أن النزيل بهم
وموطنَا
ِ َ َ َ
فأ ْنس ْتنِ َي األيَّا ُم أهالً غير أنِّي قص ْدتُهُ ْب في ِه َ -4كقول الشاعر :وال َعي َ
وال ذنب لي إال العال والفضائل -5كقول الشاعر :تعد ذنوبي عند قومـ كثيرة
يُبَيِّنُ َعجْ زَ ال َّشاكرينَ عن ال ُّش ْك ِر ْب في معروفِه ْـم غي َر أنَّهُ -6قال الشاعر :وال َعي َ
غاب عنها بعلُها ال أزورُهاـ َ إذا -7قال الشاعر :وما تشتكينيـ جارتي غي َر أنَّني
سر الجمال في هذا الضرب :
-1أنه كدعوي الشيء ببينة
-2أن األصل في االستثناء أن يكون متصال فإذا نطق المتكلم بغال أو نحوها توهم السامع قبل أن ينطق بما بعدها أن ما يأتي بعدها مخرج
مما قبلها فيكون شيء من صفة الذم ثابتا فإذا أتت بعدها صفة مدح علي خالف التوقع تأكد المدح لكونه مدحا علي مدح وفي ذلك نوع من
الخالبة والبراعة
فقوله تعالي ( :ال يسمعون فيها لغوا وال تأثيما إال قيال سالما سالما ) فهذا من تأكيد المدح بما يشبه الذم ألن السالم ليس من جنس اللغو
والتأثيم فهو مدح لهم بإفشاء السالم وهذا كقول القائل :ال ذنب لي غال محبتك
وقوله تعالي ( :وما نقموا منهم إال أن يؤمنوا باهلل العزيز الحميد شهود ) وهو تأكيد المدح بما يشبه الذم كأنه يقول :ليس لهم جريمة إال
إيمانهم باهلل وهذا من أعظم المفاخر والمآثر
الضرب الثاني :أنْ يثبتَ للشيءِ صفةَ مدحٍ ،ويأتيَ بعدها بأداةِ استثناءٍ تليها صفةُ مدحٍ
أخرى والنوع األول أبلغ
المال باقِيا
ِ ت أَخالقُهُ غي َر أَنّه جوا ٌد فما يُبقي من -1قال الشاعر :فَتًى َكملَ ْ
-2قول النبي صلي هللا عليه وسلم :أنا أفصح العرب بيد أني من قريش
ِس َوى أَنَّهُ الضِّرْ غا ُم لكنَّهُ َ
الو ْب ُل -3قول الشاعر :هو البدر إالَّ أَنَّهُ البَحْ ُر زَا ِخراً
ص ُخو ُر ولكنَّها يو َم الهيَ ِ
اج ُ -4وكقول الشاعر :وجوهٌ كأزهارـ الرياض نضارة
۩ تأكيد الذم بما يشبه المدح ۩
المدح ضربان أيضا وهما :
َ تأكي ُد ّ
الذم بما يُشبهُ
الضرب األول :أن يُستثنَى من صفةِ مدحٍ منفيةٍ عن الشيء ،صفةَ ذمٍّ بتقدير دخولها فيها
يجارى
ِ الحمق ال
ِ أراه ُفي غير أنِّي
-1كقول الشاعر :خال منَ الفضل َ
-2ونحوـ :ال فض َل للقوم إال أنهم ال يعرفونَ للجار حقَّهُ
ق السفها ِءعدو نفس ِه إال أنه صدي ُ
-3ونحو:ـ الجاه ُل ُّ
إلي ِه يحسنُ ْ
للمعروف ،إال أنه يُسي ُء إلى من
ِ ليس أهال ٌ
فالن َ -4ونحو:ـ
-5ونحوـ :فالن ال خير فيه إال أنه يتصدقـ بما يسرقـ
الضرب الثاني :أن يثبتَ لشيء صفةَ ذمٍّ ،ثم يؤتَى بعدها بأداة ِاستثناءٍ ،تليها صفةُ ذمٍّ
أخرى
-1نحو :فالنٌ حسو ٌد إال أنه ن ّمام
سو َء ُم َراعا ٍة وما َذاكَ في ال َك ْل ِ
ب و ُ ب ،إال أن فيه ماللةً -2وكقول الشاعر :هو ال َك ْل ُ
جبانٌ يهونُ عليه الهوانُ الطباع سوى أنهُ
ِ -3وكقول الشاعر :لئي ُم
-4وما أحسنَ قو َل بعضهم يصفُ قوما ً بالبخل الشديد :
38
المناديل
ِ طَ ْب َخ القُدُو ِر وال َغ ْ
س َل خ ال تَشْكو والئد ُه ْميض ال َمطابِ ِ بِ ُ
ــــــــرج أو قَنَا ِد ِ
يل ٍ إالَّ فَتائِ َل ُ
س َّ
ال تأ ُك ُل النا ُر في مغنى بُيُوت ُهـ ُم
-5نحو :فالن فاسق إال أنه جاهل
{{ تنبيهــــــــات هامـــــة }}
-1هذا اللون البديعي جاء في القرآن والسنة النبوية والشعر العربي
-2هذا اللون يعد من المحسنات البديعية الخالبة التي تستميل السماع وتجذب انتباهه لتثبيت المعني في نفسه وتمكينه في
فؤاده
-3تأكيد المدح بما يشبه الذم أكثر ورودا في الكالم العربي من تأكيد الذم بما يشبه المدح
تمت بحمد هللا تعالي :الوحدة الثالثة
39
والهوى للمرء قتَّال - 5قال الشاعر :حدق اآلجالِ أجالٌ
الجناس بين كلمتي ( :اآلجال و آجال ) فاألولي جمع إجل وهو القطيع من البقر الوحشي والثانية من جمع أجل وهو األعمار المنتهية ،
وهو جناس تام مماثل بين اسمين
بهوجل عيرانة عنتريس - 6قال الشاعر :وأقطع الهوجل مستأنسا
الجناس بين كلمتي ( :الهوجل وهوجل ) فاألولي بمعني الصحراء والثانية بمعني الناقة ،وهو جناس تام مماثل بين اسمين
وآال علي الماء يحملن آال - 7قال الشاعر :عهدت لها منزال دائرا
الجناس بين كلمتي ( :آال وآال ) فاألولي بمعني أعمدة الخيام والثانية بمعني السراب ،وهو جناس تام مماثل بين اسمين
وعامرُ ساد بني عامر - 8قال األعشي :إن تسُدِ الحوص فلم تعدهم
الجناس بين كلمتي ( :عامر وعامر ) فاألولي اسم رجل والثانية قبيلة بني عامر ،وهو جناس تام مماثل بين اسمين
الجناس بينَ فعلي ِن :
ُ -2ومن أمثلة
أَو أنَّهم شَعروا بالنَّقصِ ما شعرَوا مثلُ قول أبي محمد الخازن :قومٌ لَوَ أَنَّهمُ ارتاضوا لمَا قرَضوا
عر وهو جناس تام مماثل بين فعلين أحسوا وشعروا الثانية بمعنى نظموا ِّ
الش َ فشعروا األولى بمعنى ُّ
الجناس بين حرفي ِن :
ُ -3ومن أمثلة
-1نحو قولك «:فالنٌ يعيشُ بالقلمِ الحرِّ الجريءِ ،فتفتحُ لهُ أبوابُ النجاحِ ِبهِ ِ »
أن ِ
السببية ،بمعنى َّ باء ِ ِ ِ
بالقلم هي الداخلة ُعلى ِ
والباء في به هي ُ
ُ العيش، يستعين بالقلم على
ُ االستعانة ،أي أنه فتفيد معنى
ُ اآللة َ فالباء في
ُ
جناس لتماثل ِهما لفظاً واختالف ِهما مع َنى ِ
البائين ِ
الجريء ،ففي ِالحر
له بسبب ِقلمه ِّ
تفتح ُ
ٌ النجاح ُ
ِ أبواب
َ
-2نحو قولنا :قد ينزل المطر شتاء وقد ينزل المطر صيفا
فقد األولى بمعنى التكثير وقد الثانية بمعنى التقليل وهو جناس تام مماثل بين حرفين .
الجناس التام المستوفي
ُ -2
وهو ما كانَ ركناه ُمن نوعين مختلفينِ من أنواع الكلمةِ بأنْ يكون أحدُهما اسماً واآلخرُ فعالً ،أو بأنْ يكونَ
أحدُهما حرفاً واآلخرُ اسماً أو فعالً
والفعل :
ِ االسم
ِ -1فمن أمثلة الجناس بين
-1قولك « :ارعَ الجارَ ولو جارَ » فالجارُ األولُ اسم ،والجارُ الثاني فعل ٌ.
إلي رد أمر اهلل فيه سبيل -2ومنه قول الشاعر :فسميته يحي ليحيا فلم يكن
يحيا لدى يحيى بن عبد اهلل -3ومنه قول أبي تمام :ما ماتَ من كرم الزَّمان فإنَّه
الممدوح
ِ اسم
فيحيا األو ُل فع ٌل مضارعٌ ،ويحيى الثاني ُ
قدْ أجمعوا فيكَ على بُغضهمْ -4ونحو قول الشاعر :إنْ تُلقكَ الغُرْبةُ في معشرٍ
وأرْضِهمْ ما دُمتَ في أرضِهمْ فدارِهمْ ما دُمتَ في دارِهمْ
ِهي ِ وأرضهم األولى فع ُل ٍ ِ ِ فدارهم األولى فع ُل ٍ
وأرضهم الثانية َ
ُ اإلرضاء ، أمر من ُ للبيت، اسم
ودارهم الثانية ٌ
ُ أمر من المدارة ِ، ُ
اسم
األرض ٌ
ُ
-5ومنه قول اهلل تعالي ( :والنجم إذا هوي ما ضل صاحبكم وما غوي وما ينطق عن الهوي )
فهوي األولي بمعني سقط وخر وهي فعل والثانية بمعني هوي النفس
-2ومن أمثلة الجناس بين الفعل والحرف :
قولك :قاتل فالن علي جواده فعال :فعلي األولي حرف جر وعال الثانية فعل من العلو
والسؤال اآلن :ما سر جمال الجناس ؟ أو :ما وجه حسن صور الجناس ؟
-1حسن اإلفادة مع أن الصورة صورة اإلعادة
40
-2فيه إيقاع صوتي لذيذ يجذب إنصات السامع
- 3يجعل للمعني المراد التعبير عنه أثرا لطيفا في النفوس يدفعها دفعا لإلقبال عليه والتذاذه
{{ تنبيهــــــــات هامـــــة }}
-1الجناس من المحسنات اللفظية التي تعتمد علي التأثير واإليقاع الصوتيـ
-2الجناس التام تشتركـ ألفاظه في أربعة حروفـ وتختلف في المعني
-3الجناس التام له قسمان :التام المماثل والتام المستوفيـ
۩ ثانيا :الجنــــاس غير التـــام وأنواعـــه ۩
تعريف الجناسُ غيرُـ التامِّ ( الناقص ) :
هو ما اختلفَ فيه اللفظانِ في واحدٍ من األمور األربعةِ السابقة التي يجبُ توافرها في الجناسِ التامِّ وهي :
نوع ُالحروفِ ،وعددُها ،وهيئاتُها الحاصلةُ من الحركاتِ والسكناتِ ،وترتيبُها مع اختالف المعنَى
۩ ۩ أنواع الجنــــاس غير التـــام
الشرح الصورة
التعريف :وهي التي اختلف فيها اللفظان في عدد الحروف بأن يكون أحدهما زائدا عن اآلخر
يشترط في الزيادة :أال تزيد عن حرفين وله عدة صور وهي :
-1الجناس الناقص المختلف في حرف واحد :وهو من هذه الجهة ثالثة أنواع :
أ -الجناس المردوف :وهو ما اختلفت فيه الكلمتان بزيادة حرف في األول
ومنه قولنا ( :دوام الحال من المحال )
ونحو قوله تعالى { :وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ،إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ }
-1الجناس الناقص ب -الجناس المكتنف :وهو ما اختلفت فيه الكلمتان بزيادة حرف في الوسط نحو :
جَدَّي جَهْدِي ،
قطعت بسامٍ ساهم الوجه حُسَّانِ ونحو قول الشاعر :وخرقٍ كجوف العير قفرٍ مضلَّة
ومنه قول أعرابي وذكر عُبًَّـًَادا :فقال فيهم ( ما تراهم إال في وجه وجيه )
ج -الجناس المطرف :وهو ما اختلفت فيه الكلمتان بزيادة حرف في اآلخر
-نحو :الهوَى مطيةُ الهوانِ ،ومنه قول أبي تمام :
تصُولُ بأسيافٍ قواضٍ قواضبِ -يَمُدُّونَ مِنْ أَيْدٍ عَوَاصٍ عَواصِمٍ
-ومنه قول البحتري :لئن صدفت عنا فرُبَّت أنفسٍ صوادٍ إلي تلك الوجوه الصوادف
-2الجناس الناقص المختلف في حرفين :وربما س ِّم َي هذا النوع ُ ُمذيالً
( أو جناس التذييل ) وقد سمي هذا الضرب مذيال :ألن االختالف فيه وقع في ذيل الكلمة
ومن أمثلة ذلك قولُ النابغة الذبياني :
جديدُ الردَى تحت الصفا والصفائحِ -فيا لكَ مِنْ حَزْم وعزمٍ طواهما
ءُ منَ الجوَى بينَ الجَوانِحْ -وكقول الخنساء :إنَّ البكاءَ هوَ الشِّفا
إذا الكواكب كانت في الدجي سرجا -ومنه قول الشاعر :وأقطع الخرقَ بالخرقاء الهية
بعد الكالل تشكي األين والسأما -ومنه قول الشاعر :وأقطع الخرقَ بالخرقاء قد جعلت
لهم حد إذا لُبس الحديد -قال الشاعر :لقد علم القبائل أن قومي
من بعض إخوان ودهم نفروا -قول الشاعر :وكنت لي مألفا إذا نفرُ
41
وهو ما اختلف فيه اللفظان في نوع الحروف وكان الحرفين متقاربين في المخرج وهذا
االختالف إما أن يكون -:
-1في أولِ اللفظِ -:
-2الجناس
-نحو قول الحريري « :بيني وبينَ كنِّي ليلٌ دامسٌ ،وطريقٌ طامسٌ »
وبفضل علمك أعترف -قول الشاعر :من بحر شعرك أغترف المضارع
-2أو في الوسطِ -: والجناس
-نحو قوله تعالى { :وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِالَّ أَنفُسَهُمْ
الالحق
وَمَا يَشْعُرُونَـ }
-وقوله تعالى ( :وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )
-ومنه قول اهلل تعالي ( :ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك ألجرا غير ممنون )
-ومنه قولهم ( :البرايا أهداف الباليا )
-3أو في اآلخرِ -:
-نحو قول النبي -صلى اهلل عليه وسلم « : -الْخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ »
مطاعيم في القري -ومنه قول الشاعر :مطاعين في الهيجا
ثانيا :الجناس الالحق -:
وهو ما اختلف فيه اللفظان في نوع الحروف و كان الحرفانِ فيه متباعدينِ في
المخرج ِوهذا االختالف إما أن يكون -: تابع :الجناس
-1في أولِ اللفظ -: المضارع
-نحو قوله تعالى ( :وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ) والجناس الالحق
-قول بعضهم :رُبَّ وضيٍّ غير رضيٍّ
-قول الحريري :ال أعطي زمامي لمن يخفر ذمامي
-قال تعالي :فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين .
-قال تعالي :وقال قرينه هذا ما لدي عتيد ألقيا في جهنم كل كفار عنيد
-قال تعالي :وأنه هو أغني وأقفي
-قال تعالي :فال أقسم بالخنس الجوار الكنس
-قال تعالي :فإن مع العسر يسرا
-قال تعالي :اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق اإلنسان من علق
-ما جاء في الخبر :المؤمنون هينون لينون
إن الذي بيننا قد مات أو دنِفا أبلغ لديك بني سعد مغلغلة -قال رجل من بني عبس :
وأن أنفكم ال يعـــرف األنفــا وذاكُمُ أن ذلَّ الجار حالفكم
كسونك شجوا هنَّ منه عوار -قال الشاعر :ديار نوار ما ديار نوار
وأني بها ثاوٍ وأنهم سفر -قال الشاعر :هي الدار إال أنها منهم قفر
عمائم لم يذلن بالخرق -قال الشاعر :غمائم هن فوق أرؤسنا
-2أن يكون في الوسط -:
-نحو قوله تعالى { :ذَلِكُم بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ
تَمْرَحُونَ }
42
-وكقوله تعالى { :وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) .
وإنْ رحلوا فليسَ لهمْ مقرُّ -وكقول الشاعر :فإنْ حلُّوا فليسَ لهمْ مفرٌّ
تابع :الجناس
-قال اهلل تعالي :ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين
-قال اهلل تعالي :فأما اليتيم فال تقهر وأما السائل فال تنهر المضارع
-قال اهلل تعالي :يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربه والجناس الالحق
ويسوء الدهر من قد يسر -قال ابن المعتز :لألماني حديث قد يقر
وأدعو لها بالساكنين وبالقطر -قال الشاعر :سأثني علي عهد المطيرة والقصر
فلن تكرم الصهباء حتى تهينها -قال أبو نواس :أال دارها بالماء حتى تلينها
وقد أراني المشي الروح في بدلي -قال المتنبي :وقد أراني المشيب الروح في بدني
وصوب المزن في راح شمول -قال البحتري :نسيم الروض في ريح شمال
-كتب عبد الحميد قائال :الناس أخياف مختلفون وأطوار متباينون منهم علق مضنَّه ال يباع ومنهم
غل مظنَّة ال يبتاع
-قال المأمون لرجل رفع صوته :ال ترفعنَّ صوتك يا عبد الصمد إن الصواب في األسدِّ ال األشدِّ
-3أو يكون واقعا في اآلخر -:
- 1نحو قوله تعالى ( :وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ األَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ )
أم لشاكٍ من الصبابة شافٍ -2قال البحتري :هل لما فات من تالقٍ تالفٍ
ينهال حينا وينهاه الثري حينا - 3قال ابن مقبل :يمشين مثل النقا مالت جوانبه
لواء منعنا والسيوف شوارع -4قال الشاعر :وحامي لواءٍ قد قتلنا وحاملٍ
وهو ما اختلف فيه اللفظان في هيئات الحروف وهو أنواع منها -:
-3الجناس المحرف -1االختالف في الحركة فقط :مثل نحو :إذا زلَّ العالِمُ ،زلَّ بزلتِه ِالعالَمُ ،
كالبُرد ،والبَرد في قولهم جُبَّة ُالبُردِ جَنَّة ُالبَردِ
ومنه قوله تعالى ( :وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ) ومنه قول اهلل تعالي ( :خلق السماوات واألرض بالحق
وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير )
-2وقد يكونُ في الحركةِ والسُّكونِ ،كقولهم « :البدعةُ شَرَكُ الشِّركِ »
وقول أبي العالء المعري :
بيتٍ مِنَ الشِّعْر أو بيتٍ مِنَ الشَّعَرِ والحسْنُ يظهرُ في شيئينِ رونقُهُ
وهو ما اختلف فيه اللفظان في ترتيب الحروف وهو يأتي علي نوعين -:
-1قلب الكل :نحو « :حسامُهُ فتحٌ ألوليائهِ ،وحتفٌ ألعدائِه»
ورمحُكَ فيهِ لألعداءِ حتفُ ذلك قولُ الشاعر :حُسامُكَ فيهِ لألحبابِ فتحٌ
ويسمَّى قلبَ كُلٍّ ،النعكاسِ الترتيبِ .
-2قلب البعض :نحو قول النبي صلى اهلل عليه وسلم « :اللَّهُمَّ اسْتُرْ -4جناس القلب
43
{{ تنبيهــــــــات هامـــــة }}
- 1الجناس بكل صوره ورد في القرآن الكريم وفي كالم العرب نثرا وشعرا
- 2الجناس يكون مقبوال إذا جاء بدون تكلف وكان اللفظ فيه تابعا للمعني المراد
- 3أقل أنواع الجناس ورودا في البالغة هو الجناس الواقع في هيئات الحروف والجنس القلب
تم بحمد هللا تعالي باب الجناس
مع تمنياتي
{{ المصطلحات الواردة في المقرر }}
-1الحقيقة اللغوية :هي استعمال اللفظ أو األلفاظ في معانيها الحقيقية الموضوعة لها في اصطالح التخاطب مثل تقول ( :أمسكت القلم ،
قرأت الكتاب ،قطفت ثمرة ) .
-2المجاز :هو الكلمة المستعملة في غير معناها الموضوع لها في اللغة ؛ لعالقة ،مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي
فمثال :عندما تقول رأيت أسدا يحمل السيف في المعركة فإن الحقيقة أنك لم تر أسدا في المعركة بالمعني الحقيقي وإنما رأيت جنديا مشبها
في هذه الحالة باألسد إذن اللفظ استعمل في غير ما وضع له لقرينة مانعة وهي استحالة أن يمسك األسد سيفا إذا تكون في هذه الحالة قد
شبهت الجندي في المعركة باألسد في الشجاعة فنقول في هذه الحالة تشبيه فهو مجاز ( غير حقيقي ) .
-3المجاز المرسل المفرد :هو اللفظ المستعمل في غير معناه الموضوع له في اللغة ؛ لعالقة غير المشابهة ،مع قرينة مانعة من إرادة
معناه األصلي
مثال :تقول ( :قبضنا على عين من عيون األعداء ) فلفظ عين هنا ليس المقصود منها العين الحقيقية وإنما المقصود منها الجاسوس ،
و القرينة التي تمنع المعنى األصلي للفظ هنا أنه ال يمكن القبض على العين فقط دون بقية جسد الجاسوس إذن نقول :أن في كلمة
( عين ) مجاز مرسل عن الجاسوس عالقته الجزئية .
-4المجاز المرسل المركب :هو التركيب المستعمل في غير معناه الموضوع له في اللغة ؛ لعالقة غير المشابهة ،مع قرينة مانعة من إرادة
معناه األصلي
وتولي الصبا عليه السالم قال الشاعر :أخذت من شبابي األيام
موضع المجاز الجمل الخبرية :أخذت من شبابي األيام -وتولي الصبا عليه السالم :فهي ليست علي حقيقتها بل خرجت عن الخبرية إلي
التحسر وإظهار الحزن واأللم والقرينة حالية .
-5االستعارة :هي اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعالقة المشابهة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي ،مع قرينة مانعة من إرادة
المعنى الحقيقي فمثال :عندما تقول ( رأيت أسدا يتكلم ) ففي هذا المثال استعارة تصريحيه حيث شبه القائل الجندي بأسد يتكلم فصرح
بالمشبه به وهو األسد وحذف المشبه وهو الجندي علي سبيل االستعارة التصريحية .
-6االستعارة التصريحية :هي ما صرح فيها بلفظ المشبه به ،وحذفـ المشبه .
قول هللا تعالى { :كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور في اآلية الكريمة استعارتان تصريحيتان -:
- 1االستعارة األولي :في كلمة ( الظلمات ) فقد شبه الكفر بالظلمات ثم حذف المشبه وهو ( الكفر ) وذكر المشبه به وهو ( الظلمات )
لعالقة المشابهة .
- 2االستعارة الثانية :في كلمة ( :النور ) فقد شبه اإليمان بالنور ثم حذف المشبه وهو ( :اإليمان ) وذكر المشبه به وهو ( :النور )
لعالقة المشابهة .والقرينة حالية :وهي أن الناس لم يخرجوا من الظلمات إلي النور الحسي الحقيقي .
حذف فيها المشبه به ،ورمز له بشيء من لوازمه .
-7االستعارة المكنية :هي التي ُ
أبصـرتَ ك َّل تميمـ ٍة ال تنفـع
ْ قال الشاعر :وإذا المنيّـةُ أنشـبت ْ أظفا َرهـا
يريد الشاعر :أنّ ال ّر قى والتمائم ال تنقذ اإلنسان من الموت فالمستعار ( أظفارها ) من الوحش المفترس ( المستعار منه ) وهو المشبه به،
والمنية ( المستعار له ) وهو المشبه فاالستعارة مكنية ألنه ذكر المشبه ( المنية ) فقد شبه المنية بحيوان مفترس بجامع اإلهالك وحذف
المشبه به (الحيوان المفترس) وأبقى شيئا ً من لوازمه وهو ( األظفار ) ،والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي لفظية هي إسناد الفعل
( أنشب ) إلى لفظ ( المنية ) .
-8االستعارة األصلية :هي إذا كان اللفظ الذي جرت فيه االستعارة اسم جنس سواء كان اسم ذات ،كلفظة أسد أو بحر ،أو
وانحني الشرق عليها فبكاها اسم معنى مصدراـ كلفظة قتل أو ضرب .قال الشاعر :شيعوا الشمس ومالوا بضحاها
نجد أن الشاعر شبه سعد زغلول في هذا البيت بلفظ الشمس في جامع العلو واالرتفاع وعظم الشأن والنفع ثم حذف المشبه
( سعد زغلول ) وصرح بالمشبه به وهو ( الشمس ) علي سبيل االستعارة التصريحية وبما أن االستعارة في كلمة
( الشمس ) وهي اسم ذات فهي استعارة تصريحية أصلية .
-9االستعارة التبعية :وهي إذا لم يكن اللفظ الذي جرت فيه االستعارة اسم جنس سواء كان فعال أو مشتقا أو حرفاـ .
قال هللا تعالي في كتابه العزيز ( :سنفرغ لكم أيها الثقالن ) هللا سبحانه وتعالي يقول سنقصد لكم أيها الثقالن فقد شبه هللا سبحانه وتعالي
القصد في هذه اآلية بالفراغ ثم حذف المشبه وهو القصد وصرح بالمشبه به وهو الفراغ ثم تنوسي التشبيه وأدعي أن المشبه من جنس
المشبه به ثم اشتق من الفراغ فعل ( سنفرغ ) وبما أن االستعارة في الفعل وهو ( :نفرغ ) فاالستعارة تبعية في الفعل وبما أن المصرح
به المشبه به والمحذوف هو المشبه فاالستعارة تصريحية تبعية في الفعل .
44
-١0الكناية :لفظ أطلق ،وأريد به الزم معناه ،مع قرينة غير مانعة من إرادة المعنى األصلي .
قال هللا تعالي ( :ويوم يعض الظالم علي يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيال ) فاآلية كناية عن صفة وهي الندم ف ُع ِدل عن
التصريح بها إلي الكناية عنها ألنه يلزم من عض الظالم علي يديه يوم القيامة الندم الشديد علي ما كان من تفريط منه في حياته الدنيا في
وقت ال ينفع الندم فالمقصود في اآلية ليس المعني الحقيقي وهو عض اليدين فعال وإنما يقصد به المعني الكنائي ( :الندم ) والقرينة هنا
ال تمنع من المعني الحقيقي كذلك .
-11الكناية عن صفة :وهي أن يصرح بالموصوفـ ،وبالنسبة إليه ،وال يصرح بالصفة المرادة مثل قوله تعالى { :و ال
تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ،و ال تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا } نجد في اآلية عبارتين ؛ كل عبارة تدل على معنى مختلف
عن األخرى ،فاألولى ( و ال تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ) تدل على البخل إ ًذا هي كناية عن صفة وهي البخل و التقتير و الثانية كناية عن
صفة وهي اإلسراف و التبذير .
-12الكناية عن موصوف :وهي ذكر الصفة ،وحذفـ الموصوف مثل :قولهم في الكناية عن الخمر ( :بنت العنب ،أم
المصائب ) و قولهم في الكناية عن الحمى ( :بنت الدهر ) وقولهم في الكناية عن السفينة ( ابنة اليم ) .
-13الكناية عن النسبة :وهي أن يصرح بالموصوف والصفة ،وال يصرح بالنسبة بينهما .
والمج ُد يمشي في ركابه مثال قول الشاعر :الُي ْمنُ يتب ُع ظلَّهُ
كناية عن نسبة المجد واليمن إلي الممدوح ألن اليمن يتبع ظله والمجد يمشي في ركابه ويالزمه
-14علم البديع :هو علم يعرف به الوجوه التي تزيد الكالم حسنا ،وطالوة ،وتكسوه بهاء ورونقا ،بعد مطابقته لمقتضى
الحال ،ووضوح داللته على المراد .مثال قول هللا تعالي ﴿ :ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة﴾ ففي اآلية لون
واضح من ألوان المحسنات البديعية اللفظية ( الجناس التام ) وهو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة هي :نوع الحروف ،وشكلها ،
وعددها ،وترتيبها فلو قال هللا تعالي :ويوم تقوم القيامة لذهب الرونق وفاتت البالغة وتالشي الحسن والدقة .
-15المحسنات المعنوية :وهي التي يتجه التحسين فيها إلى المعنى أوال وهذه المحسنات كثيرة ،حصرهاـ القزوينيـ في
اثنين وثالثين محسنا مثل :الطباق :وهو إما طباق سلبي وإما ايجابي الجمع بين الشيء وضده في الكالم ،مثل قوله تعالى ﴿ وتحسبهم
أيقاظا وهم رقود ﴾ وكذلك :المقابلة :هي أن يؤتى بمعنيين غير متقابلين أو أكثر ،ثم يؤتى بما يقابـل ذلك على الترتيـب ،مثـل قوله تعـالى
:
﴿ فليضحكوا قليال وليبكوا كثيرا ﴾ .
-16المحسنات اللفظية :وهي التي يتجه التحسين فيه إلى اللفظ أوال وهذه المحسنات قليلة حصرها الخطيب القزويني في
سبعة محسنات مثال قول هللا تعالي ﴿ :ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة﴾ ففي اآلية لون واضح من ألوان
المحسنات البديعية اللفظية ( الجناس التام ) وهو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة هي :نوع الحروف ،وشكلها ،وعددها ،وترتيبها
فلو قال هللا تعالي :ويوم تقوم القيامة لذهب الرونق وفاتت البالغة وتالشي الحسن والدقة .
سبُ ُه ْم أَ ْيقَاظًا َو ُه ْم ُرقُو ٌد } قوله تعالى { :ه َُو األ َّو ُل َوا ِخ ُر َوالظا ِه ُر
َّ آْل -17الطباقـ :هو الجمع بين معنيين متقابلين كقوله تعالى َ { :وت َْح َ
َوا ْلبَ ِ
اطنُ َو ُه َو بِ ُك ِّل ش َْي ٍء َعلِي ٌم }
-18صور التقابل أربعة :تقابل تضاد ،تقابل عدم وملكة ،تقابل اعتباري ،تقابل تضايف .
-19طباق اإليجاب :وهو أن يكون اللفظان المتقابالن فيه معناهما موجب ،وهذا القسم يكون الطباق فيه بين لفظين من نوع
واحد اسمين أو فعلين أو حرفين ،أو بين لفظين من نوعين مختلفين اسم وفعل ،أو فعل واسم .
سبُ ُه ْم أَ ْيقَاظًا َو ُه ْم ُرقُو ٌد } ومن أمثلة التطابق بين فعلين :قوله تعالى َ { :وأَنَّهُ ه َُو أَ ْ
ض َحكَ فمن الطباق بين اسمين :كقوله تعالى َ { :وت َْح َ
وف }و بين فعل واسم مثل :قال هللا تعالي : َوأَ ْب َكى } ومن أمثلة الطباق بين حرفين :نحو قوله تعالى َ { :ول ُهنَّ ِمث ُل ال ِذي َعل ْي ِهنَّ بِال َم ْع ُر ِ
ْ َ َّ ْ َ
( وأبرئ األكمه واألبرص وأحي الموتى ) و بين اسم وفعل :مثل قوله تعالى { :أَ َو َمن َكانَ َم ْيتًا فأ ْحيَ ْينَاهُ } .
َ َ
-20طباق السلب :وهو أن يكون اللفظان المتقابالن فيه أحدهما أمر ،واآلخر نهي ،أو أحدهما مثبت ،واآلخر منفي .
ست َْخفُونَ ِمنَ هّللا ِ } قال هللا تعالي ( :وعد هللا ال يخلف هللا وعده ولكن أكثر الناس ال يعلمون س َوالَ يَ ْ ست َْخفُونَ ِمنَ النَّا ِ نحو قوله تعالى { :يَ ْ
َ َ
سا ِجدًا َوقائِ ًما يَ ْحذ ُر اآْل ِخ َرةَ َ َ
يَ ْعلَ ُمونَ ظَا ِه ًرا ِّمنَ ا ْل َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َو ُه ْم َع ِن اآْل ِخ َر ِة ُه ْم غافِلُونَ } ونحو قوله تعالى { :أ َّمنْ ُه َو قانِتٌ آنَاء اللَّ ْي ِل َ
َ
ب} . ستَ ِوي الَّ ِذينَ َي ْعلَ ُمونَ َوالَّ ِذينَ اَل يَ ْعلَ ُمونَ إِنَّ َما َيتَ َذ َّك ُر أُ ْولُوا اأْل َ ْلبَا ِ
َويَ ْر ُجو َر ْح َمةَ َربِّ ِه قُ ْل َه ْل يَ ْ
-21الطباق الظاهر :وهو الذي يدرك بسرعة ويسرـ وسهولة ؛ ألن التضاد فيه صريح مباشرـ ال يحتاج لتأمل ،وإمعان
نظر
مثل :التضاد بين الحياة والموت والضحك والبكاء والحي والميت والخير والشر والحسنة والسيئة وقد سمي الطباق الظاهر بهذا االسم :
لوضوحه وانكشافه وسهولة إدراكه .
-22الطباقـ المجازيـ :وهو أن يكون الطباق واقعاـ بين لفظين مستعملين علي سبيل المجاز ومن أمثلته :قوله تعالى { :أَ َو
َمن َكانَ َم ْيتًا فَأ َ ْحيَ ْينَاهُ } فالمعني :أو من كان ضاال فهديناه حيث استعار الميت للضال والحياة للمهتدي علي سبيل االستعارة كما مر في
االستعارة فالطباق واقع بين لفظين مجازيين .
ض َح َك -23الطباق الحقيقي :وهو الذي تستعمل فيه األلفاظ على حقيقتها الموضوعة لها في اللغة .مثل قوله تعالى َ { :وأَنَّهُ ه َُو أَ ْ
َوأَ ْب َكى ،وأنه هو أمات وأحيا وأنه خلق الزوجين الذكر واألنثى } .
-24الطباق المجازي :وهو الذي ال تستعمل فيه األلفاظ على حقيقتها الموضوعة لها في اللغة بل تستعمل على سبيل
االستعارة
45
ومن أمثلته في األسلوب القرآني قوله تعالى ( :محمد رسول هللا والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) فالمطابقة هنا بين "
أشداء " و" رحماء " .والرحمة ليست ضدا في المعنى لـ "أشداء " ولكن الرحمة تستلزم "اللين " الذي يتقابل ويتضاد مع " الشدة
" ،ألن من رحم الن قلبه ورق فالتضاد كما رأيت ليس واضحا ،بل فيه خفاء
-25طباق التدبيج :وهو أن يذكر الشاعر أو الناثر في معنى المدح وغيره ألوان على سبيل الكناية أو التورية .
لها الليل إال وهي سندس خضر
قال الشاعر :تردي ثياب الموت حمرا فما أتي
فبين حمرا وخضرا طباق تدبيج علي سبيل الكناية .
قال الحريري ( :فمذ ازور المحبوب األصفر واغبر العيش األخضر واسود يومي األبيض وابيض فودي األسود حتى رثي لي العدو
األزرق فيا حبذا الموت األحمر ) قوله :المحبوب األصفر ( تورية عن الدينار ) :فلفظ األصفر يطلق علي المرأة وهو المعني القريب
ويطلق علي الذهب وهو المعني البعيد المراد هنا .
-26التورية :هي لفظ له معنيان قريب ظاهر ،لكنه غير مراد ،وبعيدـ خفي ،وهو المراد ،والبد معها من قرينة تشير إلى
فما بال شوقـي أصبـح اليوم باردا أن المراد هو البعيد .قال الشاعر :يقولون ّ
إن الشـــوق نـــار ولوعة
الحب الشديد ,والحنين ،وهذا المعنى القريب غير المقصود والمعنى الثاني :هو (شوق ّي )
ّ كلمة ( شوقي ) لها معنيان :المعنى األول هو
الشاعر ،وهو المعنى البعيد الذي يقصده حافظ إبراهيم ،ألنّه يداعبه .
-27التورية المرشحة :هي ما ذكر معها ما يالءم المعنى القريب .
وال قصور بها يعوق قال الشاعر :أبيات شعرك كالقصور
حر ومعنــــاها رقيــق ومن العجــــائب لفظـها
-28التورية المجردة :وهي التي لم يذكر معها ما يالءم المعنى القريب ،سواء أذكر ما يالءم المعنى البعيد ،أم لم يذكر .
فقد رأت مقلتاك البحر والنونــا إذا رأيت قوافيهـــا وطلعتـــــــــــــه قال ابن نباته :
-29المبالغة :هي أن يدعي الشاعر ،أو الناثر لوصفـ ما بلوغه في الضعف ،أو الشدة حدا مستحيال ،أو مستبعدا ،وذلك
دفعا لتوهم أنه غير متناه في الشدة ،أو الضعف .
-30التبليغ :وهو ما كان الوصفـ المدعى فيه ممكنا عقال،وعادة .
َوأ ْن ِز ْل عنهُ مثلَهُ حينَ أر َك ُ
ب ش َقفَّيتُهُ بِ ِه
ي الوح ِ
وأص َر ُع أ َّ
ْ وقال أبو الطيب يصف فرسا ً :
يقول الشاعر إن حصانه قوي جدا وهو يدرك به جميع أنواع الصيد الوحشي فيصرعها ويطرحها أرضا ويظل الفرس مع ذلك في أوج
نشاطه وقوته محتفظا برشاقته وحيويته التي كان عليها قبل أن يركبه فارسه وهذا أمر ليس ببعيد بل هو ممكن عقال وعادة .
-31اإلغراق :وهو ما كان الوصف المدعى فيه ممكنا عقال غير ممكن عادة .
بيثرب أدني دارها نظ ٌر عال قال الشاعر :تنورتها من أذرعات وأهلها
الشاعر يقول :إنه أبصر نار محبوبته وهو في أذرعات في الشام وهي في يثرب في الحجاز وهو أمر ممكن عقال وإن كان غير ممكن في
العادة .
-32الغلو :وهو ما كان الوصفـ المدعى فيه غير ممكن عقال ،وال عادة .
لتخافك النطف التي لم تخلق قال الشاعر :وأخفت أهل الشرك حتى إنه
-33الجناس غير التام :هو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من أمور أربعة ،عدد الحروف ،نوع الحروف ،هيئة الحروف،
ترتيب الحروفـ ولهذا النوع من الجناس صور عديدة ،وقدـ خص علماء البالغة كل صورة بمصطلح يخصها يميزها عن
غيره وهذه الصور هي :-
-34الجناس الناقص :وهو ما اختلف فيه اللفظان في عدد الحروف .من أنواع الجناس الناقص -:
-35الجناس المردوف :وهو ما اختلفت فيه الكلمتان بزيادة حرف في األول
َّاق ،إِلَى َربِّكَ يَوْ َمئِ ٍـذ ْال َم َسا ُ
ق}. .نحو قوله تعالى َ { :و ْالتَفَّ ِ
ت السَّا ُ
ق بِالس ِ
-36الجناس المكتنف :وهو ما اختلفت فيه الكلمتان بزيادة حرف في الوسط .
سا ِن
بسام ساهم الوجه ُح َّ
ٍ قطعت وخرق كجوف العير قف ٍر مضلَّة
ٍ نحو قول الشاعر :
-37الجناس المطرفـ :وهو ما اختلفت فيه الكلمتان بزيادة حرف في اآلخر .
بض قواض ِ بأسياف قوا ٍ ٍ صو ُل
ت ُ ص ٍم منه قول أبي تمام :يَ ُمدُّونَ ِمنْ أَ ْي ٍد َع َوا ٍ
ص عَوا ِ
-38الجناس المضارعـ :وهو ما اختلف ركناه في حرفين لم يتباعدا مخرجا .نحو قوله تعالى َ { :و ُه ْم يَ ْن َه ْونَ َع ْنهُ َويَ ْنأ َ ْونَ َع ْنهُ
ض َرةٌ إِلَى َربِّ َها نَ ِ
اظ َرةٌ ) ش ُعرُونَ } وقوله تعالى ُ ( :و ُجوهٌ َي ْو َمئِ ٍذ نَا ِ َوإِن يُ ْهلِ ُكونَ إِالَّ أَنفُ َ
س ُه ْم َو َما َي ْ
-39الجناس الالحق :هو أن يختلف طرفاـ الجناس في حرف من حروفهما،ـ مع عدم التقارب في المخرج بين الحرفين .
ق َوبِ َما ُكنتُ ْم تَ ْم َر ُحونَ } وكقوله تعالى َ { :وإِنَّهُ َعلَى َذلِ َك لَ َ
ش ِهي ٌد َوإِنَّهُ لِ ُح ِّب نحو قوله تعالى َ { :ذلِ ُكم بِ َما ُكنتُ ْم تَ ْف َر ُحونَ فِي اأْل َ ْر ِ
ض بِ َغ ْي ِر ا ْل َح ِّ
ش ِدي ٌد ) ا ْل َخ ْي ِر لَ َ
-40الجناس المحرف :ويكون باالختالفـ في هيئات الحروف .منه قوله تعالىَ ( :ولَقَ ْد أَ ْر َ
س ْلنَا ِفي ِه ْم ُم ْن ِذ ِرينَ فَا ْنظُ ْر َكيْفَ َكانَ
عَاقِبَةُ ا ْل ُم ْن َذ ِرينَ
-41جناس القلب :ويكون باالختالف في ترتيب الحروف .
ورمح َك في ِه لألعدا ِء حتفُ
ُ فتح
ب ٌ قو ُل الشاعر ُ :حسا ُم َك في ِه لألحبا ِ
46
وبهذا تم بحمد هللا تعالي منهج البالغة للثانوية األزهرية
القسم العلمي 2018م
مع تمنياتي :أحمد حسنين
47