You are on page 1of 10

‫تشكل التجارة الحرة أحد األسس األساسية للعقيدة العالمية لليبرالية االقتصادية‬

‫التي ولدت في مطلع القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والتي تدعو إلى التجارة‬
‫الحرة بين األمم‪ .‬الفكرة الرئيسية هي أن التبادل له أهمية قصوى في التنمية‬
‫‪.‬االقتصادية واالجتماعية للبلدان الشريكة‬
‫‪:‬في الواقع ‪ ،‬تستند التجارة الدولية من حيث المبدأ إلى سببين رئيسيين‬
‫‪.‬األول أن استخدام التجارة الدولية يفسر باالختالف بين الدول ‪-‬‬
‫والثاني هو أن التجارة الدولية تسمح للدول التجارية بتحقيق وفورات الحجم في ‪-‬‬
‫‪.‬اإلنتاج‬
‫لشرح اهتمامات وتحديات االنفتاح على التجارة الدولية ‪ ،‬أنشأ الباحثون نماذج‬
‫نظرية تعمل فيها الدوافع المختلفة للتجارة‪ .‬وعند فحص هذه النماذج ‪ ،‬يتبين أن‬
‫‪ ".‬هناك نوعين من النهج السائد‪ :‬نهج "المتداولون" ونهج "المتداولون"‪ .‬التجارة‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬إذا كانت هذه المقاربات‪ C‬تدعو إلى الليبرالية االقتصادية ‪ ،‬فقد أصرت‬
‫التطورات النظرية األخرى بدالً من ذلك على الفروق الدقيقة في فضائل التجارة‬
‫‪.‬الحرة‬
‫‪".‬األول‪ :‬نهج "المتداولون‬
‫إنها النظرية التقليدية للتبادل الدولي التي تنص على أن المزايا النسبية هي نتاج‬
‫التاريخ والجغرافيا ؛ بعض البلدان غنية برأس المال والتكنولوجيا والبعض اآلخر‬
‫لديه بطبيعة الحال قوة عاملة وفيرة ولكنها غير ماهرة ‪ ،‬باإلضافة إلى المدخالت‬
‫الزراعية والمعدنية والطاقة التي ال يستطيعون توليدها‪ .‬لذلك ‪ ،‬يجب أن تنخرط‬
‫‪".‬البلدان في التجارة ‪ ،‬فهي "متاجرة‬
‫‪ H.O.S ،‬تمت صياغة أساس هذا النهج من خالل نموذج د‪ .‬ريكاردو ونظرية‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬تم ذكر العناصر األولى لهذا النهج قبل فترة طويلة ‪ ،‬من قبل أ‪.‬‬
‫‪.‬سميث‬
‫‪.‬حداد ‪ A.‬ج‪ :‬المزايا المطلقة لـ‬
‫تكمن ميزة سميث في كونه أول مؤلف يهاجم النظرية التجارية للتجارة الدولية‬
‫(والتي تقوم على فكرة أنه يجب على المرء السعي لزيادة الثروة الوطنية لألمة‬
‫في بيئتها الجغرافية ‪ ،‬من خالل تكديس كميات كبيرة من الذهب ‪ ،‬من خالل‬
‫تطوير الصادرات والواردات) والدفاع عن التجارة الحرة بين الدول‬
‫تعتمد فكرة سميث على مفهومين رئيسيين‪ :‬الميزة المكتسبة وتقسيم العمل‪ .‬إلظهار‬
‫فوائد التجارة دون عوائق بين البلدان ‪ ،‬ينقل رؤية االقتصاد الجزئي إلى عملية‬
‫اقتصاد كلي شاملة‪ .‬بالنسبة له ‪ ،‬نظرً ا ألن تقسيم العمل وتقسيم المهام والمشاريع‬
‫الحرة ‪ ،‬تشكل عوامل الكفاءة وتحفيز اإلنتاج في بلد ما ‪ ،‬يجب تطبيق هذه‬
‫األساليب نفسها على المستوى الدولي‪ .‬وبما أن المنتج داخل بلد ما يجد ميزة في‬
‫التخصص في إنتاج معين (حداد ‪ ،‬خباز ‪ ،‬إلخ) ‪ ،‬وفي تبادل السلع التي ينتجها‬
‫مقابل سلع أخرى ‪ ،‬يمكن للدول أي ً‬
‫ضا توزيع المهام فيما بينها وتبادل السلع التي‬
‫‪.‬فيها هم متخصصون‬
‫عالوة على ذلك ‪ ،‬يشير سميث إلى أن كل دولة تربح في التخصص ‪ ،‬ولكن‬
‫بالنسبة له ال يمكن لألمة أن تتاجر بسلعة إال عندما يتعلق األمر بالحصول‪ C‬على‬
‫ميزة مطلقة في إنتاج تلك السلعة‪ .‬تعني الميزة المطلقة وف ًقا لهذا التحليل أن األمة‬
‫يجب أن تتمتع بمستوى إنتاج سلعة معينة ‪ ،‬وهو أداء ال مثيل له من قبل أي من‬
‫‪.‬شركائها التجاريين‬
‫‪.‬ب‪ :‬نموذج الميزة النسبية‬
‫كان لنهج المزايا المطلقة ميزة التأكيد على مصلحة االنفتاح على العالم الخارجي‬
‫فيما يتعلق بحالة االكتفاء الذاتي وإثبات أن التبادل الدولي يؤدي إلى زيادة اإلنتاج‬
‫‪.‬واألرباح لجميع األطراف المتأرجحة‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬يؤدي هذا النهج أي ً‬
‫ضا إلى استنتاج مفاده أن البلدان التي ليس لديها أي‬
‫‪.‬ميزة مطلقة ‪ ،‬ال يمكنها المشاركة في التبادل‬
‫سيوضح ديفيد ريكاردو ‪ ،‬في نظريته عن المزايا النسبية ‪ ،‬أنه حتى الدولة التي ال‬
‫تتمتع بميزة مطلقة في أي سلعة ‪ ،‬لها مصلحة في االنخراط في التجارة الدولية ‪،‬‬
‫نظرً ا ألن الميزة المطلقة ليست هي المهمة بل الميزة النسبية ‪ ،‬أي ‪ ،‬البلد األقل‬
‫كفاءة من البلدان األخرى في إنتاج جميع السلع ‪ ،‬سيكون أقل كفاءة نسبيًا في إنتاج‬
‫‪.‬سلعة واحدة على األقل‬
‫إن جوهر النظرية الريكاردية للتجارة الدولية ‪ ،‬والتي بموجبها يمكن ألي بلد أن‬
‫يربح من خالل مشاركته في التجارة الدولية ‪ ،‬هو أن مكاسب الدولة التجارية‬
‫ستعتمد على المزايا النسبية ‪ ،‬أي على المزايا النسبية أو النسبية ‪ ،‬وليس على‬
‫مكاسبها المطلقة‪ .‬من ناحية أخرى ‪ ،‬وأن أي بلد لديه ميزة نسبية في السلعة التي‬
‫‪.‬يتمتع فيها بأكبر ميزة مطلقة أو أقل ضرر مطلق ‪ ،‬من ناحية أخرى‬
‫وبالتالي ‪ ،‬بالنسبة لريكاردو ‪ ،‬قد ال يكون لدولة ما ميزة مطلقة في إنتاج سلعة‬
‫والمشاركة بشكل مربح في التجارة الدولية عن طريق تصدير نفس السلعة‪.‬‬
‫ضا قد يتعين على بلد ما استيراد منتج يتمتع بميزة مطلقة ومكاسب في‬ ‫وأي ً‬
‫‪.‬التجارة‬
‫ونتيجة لذلك ‪ ،‬فإن ريكاردو ‪ ،‬مع التزامه بمبدأ التقسيم الدولي للعمل ‪ ،‬يوضح أن‬
‫التجارة الدولية هي عامل نمو لجميع البلدان‬
‫ونتيجة لذلك ‪ ،‬فإن ريكاردو ‪ ،‬مع التزامه بمبدأ التقسيم الدولي للعمل ‪ ،‬يوضح أن‬
‫التجارة الدولية هي عامل نمو لجميع البلدان التي تشارك فيها‪ .‬ألنه من خالل‬
‫تصدير السلع ‪ ،‬سواء أكانت فاخرة أم من الضروريات األساسية ‪ ،‬بسعر أفضل‬
‫مقارنة بالظروف غير التجارية ‪ ،‬تحقق الدول التجارية مدخرات يمكن‬
‫‪.‬تخصيصها لالستثمار وبالتالي للنمو‬
‫وبالتالي ‪ ،‬فإن التجارة الدولية هي عامل في االستخدام األمثل للموارد على‬
‫‪.‬المستوى الدولي‬
‫‪ (H.O.S).‬نظرية هيكشر‪-‬أولين‪-‬سامويلسون ‪C:‬‬
‫يشرح ريكاردو االختالفات في التكاليف النسبية بين البلدان من خالل إنتاجية‬
‫القوى العاملة والتقنية المستخدمة‪ .‬يبقى هذا التفسير قيد المراجعة ألن النموذج‬
‫الريكاردي مقتنع بمالحظة المزايا النسبية دون تقديم العناصر التي تشرح‬
‫‪.‬مصادرها‬
‫حاول االقتصاديون هيكشر وأوهلين وسامويلسون تقديم المزيد من الشرح لمفهوم‬
‫الميزة النسبية ‪ ،‬بينما ظلوا صادقين مع وجهة نظر التخصص والتقسيم الدولي‬
‫‪.‬للعمل‬
‫في الواقع ‪ ،‬يؤيد هيكشر وأوهلين فكرة أن الميزة النسبية هي أساس التجارة‬
‫الدولية‪ .‬تكمن مساهمتهم بشكل أساسي في التفسير المختلف الذي يقدمونه لمفهوم‬
‫‪.‬التخصص‬
‫توضح نظريتهم أن امتالك الميزة النسبية يرتبط بالوفرة النسبية أو ندرة عوامل‬
‫اإلنتاج ‪ ،‬وبالتالي فإن لكل دولة مصلحة في تفضيل إنتاج السلع التي لديها موارد‬
‫‪.‬وفيرة‬
‫في النهاية إلى أنه يجب على البلدان توجيه ‪ Ohlin‬و ‪ Heckscher‬تشير أفكار‬
‫إنتاجها نحو السلع التي يستخدمونها بكميات كبيرة ‪ ،‬وهو عامل اإلنتاج المتوفر‬
‫بكثرة‪ .‬الوفرة ‪ ،‬وف ًقا لنموذجهم ‪ ،‬ال تتعلق بالحجم المطلق أو القيمة المطلقة‬
‫‪.‬لعوامل اإلنتاج المتاحة للبلدان ‪ ،‬ولكن بمستواها المقارن من بلد إلى آخر‬
‫‪ Ohlin‬و ‪ Heckscher‬تحليل ‪ Samuelson‬باإلضافة إلى ذلك ‪ ،‬تكمل مساهمة‬
‫خاصة فيما يتعلق بالسلوك السعري لعوامل اإلنتاج‪ .‬تكمن فكرتها الرئيسية فيما ‪،‬‬
‫‪:‬يسمى "نظرية معادلة سعر العامل" والتي تنص على ما يلي‬
‫مع إقامة التجارة الحرة بين البلدين ‪ ،‬تميل األسعار الحقيقية لعوامل اإلنتاج إلى‬
‫المساواة‪ .‬إذا استمر االقتصادين في إنتاج البضنتين وتداولهما ‪ ،‬فسيستمر هذا‬
‫‪.‬االتجاه حتى يكون هناك معادلة كاملة لسعر العامل بين الشريكين‬
‫تؤدي التجارة الحرة إلى تحقيق المساواة في األجور ‪ Samuelson ، ،‬وف ًقا لـ‬
‫ألن التجارة الدولية ال تساوي أسعار السلع فحسب ‪ ،‬بل أيضًا أسعار عوامل‬
‫اإلنتاج‬
‫‪".‬ثانياً‪ :‬نهج "صناع التجارة‬
‫يرجع هذا النهج إلى مجموعة من التطورات النظرية التي حاولت تحديد الحقائق‬
‫االقتصادية الجديدة التي نشأت منذ الستينيات مثل ؛ الدور المتزايد للشركات‬
‫متعددة الجنسيات ‪ ،‬وظهور دول صناعية جديدة على المسرح العالمي ‪ ،‬ودور‬
‫‪.‬البحث والتطوير في اإلنتاج ‪ ،‬ونمو التجارة بين الفروع ‪ ،‬وما إلى ذلك‬
‫القاسم المشترك لهذه التطورات النظرية هو فكرة أن الدول ال تخضع للتجارة‬
‫الدولية ‪ ،‬لكنها تخلقها بفضل حيويتها العلمية والتكنولوجية ‪ ،‬وبالتالي فإن البلدان‬
‫‪.‬هي "صناع التجارة" وفقا لهذه الرؤية‬
‫البصريات‪ C‬الرئيسية الثالثة لنهج "صناع التجارة" هي‪ :‬البصريات الجديدة‬
‫‪.‬عاملية ‪ ،‬منظور التكنولوجيا الجديدة ومنظور التجارة داخل الفروع‬
‫‪.‬ج‪ :‬نهج العوامل الجديدة‬
‫في السبعينيات ‪ ،‬بدأ نهج التجارة الدولية من حيث التقسيم الدولي "التقليدي" للعمل‬
‫‪.‬في تجاوز لصالح التقسيم الدولي للعمل بين البلدان المتقدمة‬
‫في الواقع ‪ ،‬نتيجة متناقضة نسبيًا من حيث اآلثار المترتبة على النموذج‬
‫هو أن جزءًا جي ًدا من التجارة العالمية يتم إنشاؤه بين الدول ‪H.O.S ،‬‬
‫الصناعية التي تتشابه في عوامل وتقنيات العوامل‪ .‬لذلك كان علينا إعادة صياغة‬
‫‪H.O.S.‬‬
‫و ‪ Lary‬و ‪ Keesing‬و ‪ (Bhagawati‬وضعت مجموعة من االقتصاديين‬
‫األساس لمقاربة العوامل الجديدة للتجارة الدولية التي تفضل تأهيل )‪Baldwin‬‬
‫‪.‬العمل كمحرك للتبادل الدولي‬
‫ً‬
‫وبساطة ‪ ،‬تنص نظرية العوامل الجديدة على ما يلي‪:‬‬ ‫ً‬
‫عمومية‬ ‫في نسختها األكثر‬
‫في التجارة الدولية ‪ ،‬تصدر كل دولة السلعة التي تستخدم من أجلها مهاراتها‬
‫‪.‬العمالية الوفيرة نسبيًا‬
‫وف ًقا لهذه الرؤية ‪ ،‬يجب مراعاة العوامل المهمة في التجارة الدولية ‪ ،‬مثل جودة‬
‫القوى العاملة ورأس المال البشري بشكل عام‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن النظر في التعليم‬
‫والتدريب يؤدي إلى استنتاج مفاده أن الدولة المزودة برأس المال ستصدر السلع‬
‫التي تنطوي على الكثير من العمالة الماهرة ‪ ،‬ألن مثل هذا البلد لديه القدرة على‬
‫استخدام وسائله لتدريب العمال المهرة ‪ ،‬في وقت الدولة ذات رأس المال القليل‬
‫‪.‬ستصدر سل ًعا كثيفة العمالة غير الماهرة‬
‫على مستوى آخر ‪ ،‬يمكننا أن نؤكد أن نظرية العوامل الجديدة تفسح المجال‬
‫لجانب‪ C‬ديناميكي من النموذج الذي تقترحه‪ :‬يكفي لبلد معين أن يزيد من توافر‬
‫مؤهالت العمل حتى يتمكن من المشاركة بشكل أكثر وأكثر فاعلية في التجارة‬
‫الدولية‬
‫‪.‬ب‪ :‬المنظور التكنولوجي الجديد‬
‫يؤكد هذا النهج التقدم التكنولوجي كأساس تفسيري للتبادل الدولي‪ .‬باإلضافة إلى‬
‫التأهيل الوظيفي ‪ ،‬تلعب عوامل أخرى ال تقل أهمية من هذا المنظور‪ .‬هذه هي‬
‫‪.‬البحث والتطوير واالبتكارات‬
‫‪:‬ومع ذلك ‪ ،‬بمجرد إدخال التقدم التكنولوجي في التحليل ‪ ،‬تظهر مالحظتان‬
‫تشترط التغييرات التكنولوجية بيئة تنافسية قائمة على البحث والتطوير أكثر من ‪-‬‬
‫‪.‬العناصر األخرى للمزايا النسبية‬
‫يولد البحث والتطوير تسلسالً هرميًا للمنتجات (وف ًقا لشدة البحث والتطوير) ‪- ،‬‬
‫‪.‬وبالتالي للشركات في التجارة الدولية‬
‫يتم ذكر النظرية التكنولوجية الجديدة على النحو التالي‪ :‬تطور التكنولوجيا من‬
‫حيث الجهاز اإلنتاجي ‪ ،‬يعني أنه في كل لحظة ‪ ،‬يقوم الشريك األكثر تقدمًا‬
‫بتصدير المنتجات المكثفة في البحث والتطوير واستيراد السلع التي وصلت‬
‫‪ .‬بالفعل إلى درجة من النضج التكنولوجي‬
‫‪) ،‬إلخ ‪ (Poner ، Vernon ،‬لذلك تم تقديم فكرتين من قبل مؤيدي هذا المنظور‬
‫فكرة دور االبتكارات التكنولوجية في التجارة الدولية وخصائص المنتجات‪C‬‬
‫‪.‬المصدرة والمستوردة‬
‫الذي تعتمد التجارة الدولية بموجبه على الموارد الطبيعية ‪ HOS ،‬نموذج‬
‫والبشرية ‪ ،‬يمثل جزءًا فقط من التبادل ‪ ،‬وتسلط نظرية العوامل الجديدة الضوء‬
‫ضا على قدرة الشركات والبلدان على زيادة اإلنتاج‬‫على حقيقة أن التجارة تعتمد أي ً‬
‫‪.‬والتجارة من خالل ترويج االبتكارات التكنولوجية‬
‫‪.‬ج‪ :‬منظور التجارة البينية‬
‫إن مفاهيم التجارة داخل الفروع أو داخل القطاع أو داخل الصناعة أو حتى‬
‫‪.‬التجارة العابرة أو األفقية تشير عمومًا إلى نفس الظاهرة‬
‫‪.‬الذي ُتعرف نظريته بالطلب التمثيلي ‪ S. Linder ،‬سلف هذا التحليل التجاري هو‬
‫‪:‬تستند نظرية الطلب التمثيلي بشكل أساسي على العناصر التالية‬
‫‪.‬يعتمد إطالق منتج مُص َّنع على الطلب المحتمل الذي يدركه المنتج ‪-‬‬
‫‪.‬هو طلب السوق المحلي الذي اشتهر به المنتج ‪-‬‬
‫تميل البلدان ذات الدخل الفردي المماثل إلى أن يكون لديها ظروف طلب مماثلة ‪-‬‬
‫أن تسويق منتج معين يتم في البداية في السوق المحلية ‪ ،‬مما ‪ Linder‬لذلك تؤكد‬
‫سيسمح للمنتج باكتساب خبرة كافية في تسويق هذا المنتج من أجل توسيع تسويقه‬
‫الح ًقا إلى الخارج‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن التصدير سيهتم فقط بالبلدان التي توجد فيها‬
‫‪.‬ظروف طلب وبالتالي فإن دخل الفرد فيها مماثل لتلك الموجودة في بلد المنشأ‬
‫ولذلك فإن نهج الطلب التمثيلي يفرض تطوير السوق الداخلية كشرط مسبق‬
‫للمشاركة في التجارة الدولية ويصر على حقيقة أنه في هيكل الطلب المحلي تجد‬
‫‪.‬المزايا النسبية طريقها‬
‫ولكنه يؤدي إلى أفكار معاكسة تمامًا لنظرية الموهبة للعوامل ‪ ،‬ألنه بالنسبة له ‪،‬‬
‫سيتم إجراء‪ C‬التبادالت الدولية أكثر فأكثر بين البلدان ذات هيكل الطلب المماثل ‪،‬‬
‫‪.‬وكلما زادت هياكل الطلب الخاصة بها‪ .‬حجم التبادالت بينهما‬
‫‪.‬ثالثاً‪ :‬مناهج تأهيل فضائل التجارة الحرة‬
‫ما تشترك فيه المقاربات المقدمة في القسمين السابقين هو أنها تؤكد على فوائد‬
‫التجارة الحرة‪ .‬هذه المقاربات تدافع بالفعل عن فكرة أن حرية حركة السلع‬
‫والخدمات تؤدي إلى تحقيق مكاسب لجميع البلدان التي تنخرط في التجارة الدولية‬
‫‪ ،".‬سواء كانت "صناع تجارة" أو "متاجرين‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬فإن التطورات النظرية األخرى تصف مزايا التجارة الحرة بالنص‬
‫على أن التجارة الدولية ال تعني بالضرورة مكاسب لجميع البلدان ‪ ،‬ولكن على‬
‫‪.‬العكس من ذلك ‪ ،‬يمكن أن تخلق عدم مساواة بينها‬
‫هذه هي المناهج التالية‪ :‬النهج الماركسي ‪ ،‬نهج حماية الصناعة الوليدة ‪ ،‬ونهج‬
‫‪.‬المنافسة غير الكاملة‬
‫‪.‬ج‪ :‬النهج الماركسي‬
‫يعتمد النهج الماركسي في التجارة الخارجية على نظرية التبادل غير المتكافئ‬
‫‪.‬وتحليل وظائف التجارة الدولية‬
‫إنه جزء من النموذج الكالسيكي لتحليل التجارة الدولية ويتخذ كنقطة انطالق‬
‫قانون المزايا النسبية لديفيد ريكاردو إلثبات أن التجارة الدولية ال تقلل من‬
‫التفاوتات‪ C‬بين البلدان ‪ ،‬بل على العكس من ذلك ‪ ،‬فهي تزيدها سوءًا بسبب‬
‫‪.‬اإلنتاجية التفاضلية بين الدول‬
‫وبالتالي ‪ ،‬فإن أصل التبادل غير المتكافئ وف ًقا لهذه الرؤية ناتج عن عدم المساواة‬
‫في اإلنتاجية التي تنتج بدورها عن عدم المساواة في كمية العمالة المدرجة في‬
‫المنتجات‪ C‬التي يتم تبادلها من حيث أن ساعة العمل في أقل البلدان نمواً يتم تبادلها‬
‫لمدة تقل عن ساعة‪ .‬العمل من بلد أكثر تقدما‪ .‬وبعبارة أخرى ‪ ،‬فإن شروط التبادل‬
‫التجاري مثل حجم العمالة التي تحتويها الصادرات‬
‫من أقل البلدان نموا أقل من تلك الواردة في صادرات معظم البلدان نموا‪ .‬وبالتالي‬
‫‪ ،‬فإن التجارة الدولية تعود بالفائدة على الدول األكثر تقدمًا وتكرس عدم المساواة‬
‫بينها وبين الدول األقل ً‬
‫نموا‬
‫عالوة على ذلك ‪ ،‬وف ًقا للنهج الماركسي ‪ ،‬فإن التجارة الدولية لها وظيفة مزدوجة‪:‬‬
‫مواجهة االتجاه الهبوطي في معدل الربح وتحقيق جزء من فائض القيمة المتبلور‬
‫في السلع‪ .‬يتم تحقيق االتجاه التنازلي في معدل الربح عن طريق استيراد‬
‫المنتجات‪ C‬األولية مثل المواد الخام والسلع المعيشية الالزمة إلعادة تكوين القوى‬
‫العاملة ‪ ،‬بأسعار أقل من األسعار المحلية‪ .‬وبالتالي ‪ ،‬فإن التجارة الدولية تعيد‬
‫‪.‬معدل الربح وتسمح بمزيد من تراكم رأس المال‬
‫الوظيفة الثانية للتجارة الدولية حسب المفهوم الماركسي تتعلق بدور الصادرات‪C‬‬
‫في تحقيق فائض القيمة‪ .‬المنافذ الخارجية ضرورية لنمط اإلنتاج الرأسمالي‬
‫‪.‬لدرجة أن تطور الرأسمالية مرتبط بامتدادها الجغرافي‬
‫‪.‬ب‪ :‬نهج حماية الصناعة الوليدة‬
‫يأخذ ‪ De Bernis ،‬و ‪ List ، Perroux‬نهج الحماية ‪ ،‬الذي طوره المؤلفان‬
‫كنقطة انطالقه المستوى غير المتكافئ للتصنيع بين البلدان ويستند إلى حجة‬
‫‪.‬التعلم‬
‫وبالتالي ‪ ،‬بالنسبة لمؤيدي هذا النهج ‪ ،‬ينبغي اعتماد الحمائية كمرحلة سابقة‬
‫للتجارة الحرة بقدر ما تتعرض األنشطة المتعلقة بالصناعات‪ C‬الناشئة لخطر‬
‫االختفاء‪ C‬من خالل المنافسة من المنتجات من الصناعات‪ C‬في البلدان األكثر تقدمًا‪.‬‬
‫وهذا ينطبق بشكل خاص على البلدان النامية التي لديها ميزة نسبية محتملة في‬
‫الصناعة التحويلية ولكن صناعاتها ال يمكن في البداية التنافس مع الصناعات‬
‫‪.‬الراسخة في البلدان المتقدمة‬
‫ضا فكرة أن الحماية ليست غاية في حد‬‫يؤيد مؤيدو نهج حماية الصناعة الوليدة أي ً‬
‫ذاتها ‪ ،‬ولكن يجب أن يُنظر إليها على أنها مرحلة في إعداد االقتصاد الوطني‬
‫‪.‬واالرتقاء به إلى المستوى القياسي لالنفتاح على الخارج‪C‬‬
‫في الواقع ‪ ،‬لكي تترسخ الصناعات الجديدة ‪ ،‬يجب على الدولة حمايتها حتى‬
‫تصبح قوية بما يكفي لمواجهة المنافسة الدولية‪ .‬لذلك ‪ ،‬من خالل حماية الصناعة‬
‫في المراحل‪ C‬األولى من تطورها ‪ ،‬ستسمح الدولة لهم بتحقيق وفورات الحجم‬
‫واالستفادة من مكاسب التعلم‪ .‬سيؤدي ذلك إلى انخفاض متوسط التكلفة مقارنة‬
‫‪.‬بالمنتجين األجانب‬
‫وبالتالي ‪ ،‬بمجرد أن يكون متوسط التكلفة مساويًا لمتوسط التكلفة أو أقل منه لدى‬
‫المنتجين األجانب‪ ، C‬وبالتالي يتم تأسيس الميزة النسبية للبلد ‪ ،‬لم تعد الحماية‬
‫ضرورية‬
‫‪.‬ج‪ :‬نهج المنافسة غير الكاملة في التجارة الدولية‬
‫يؤدي نهج المنافسة غير الكاملة في التجارة الدولية إلى وجود عدم المساواة بين‬
‫‪.‬البلدان في الفرص التي يوفرها االنفتاح االقتصادي‬
‫تعني المنافسة الكاملة عمومًا أن الشركات تخضع لألسعار المحددة في السوق‪.‬‬
‫من ناحية أخرى ‪ ،‬في سوق المنافسة غير الكاملة ‪ ،‬يمكن للشركات أن تؤثر على‬
‫‪.‬أسعار منتجاتها وتكون قادرة على بيع المزيد عن طريق خفض األسعار‬
‫على الصعيد الدولي ‪ ،‬توفر وفورات الحجم ميزة كبيرة للشركات التي تصل إلى‬
‫الحجم األمثل الذي يمكن أن يسمح لها بالتمييز بين خطوط اإلنتاج والتخفيف من‬
‫‪.‬تكاليف البحث والتطوير‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬تتميز المنافسة غير الكاملة ليس فقط بوجود عوائد كبيرة ولكن أيضًا‬
‫‪.‬بوجود حواجز دخول وفوائض تتعلق بالمراكز االحتكارية‬
‫لذلك ‪ ،‬فإن انفتاح االقتصادات‪ C‬لن يكون نتاج تطبيق الدول لمذهب التجارة الحرة ‪،‬‬
‫ولكنه ينبع من الحاجة الحيوية للشركات للمنافسة واالبتكار وترشيد إنتاجها على‬
‫‪.‬نطاق عالمي وتحقيق وفورات الحجم‬
‫في هذا السياق ‪ ،‬تكرس التجارة الدولية عدم المساواة بين الدول التي لديها أفضل‬
‫الشركات أدا ًء وتلك التي لديها الشركات األسوأ أداءً‪ .‬وينتج عن ذلك حالة من‬
‫المنافسة غير الكاملة بين الدول من خالل ثقل شركاتها وأيضًا من خالل تدخل‬
‫الدول التي ترى في هذه الحاالت‪ C‬أن دعمها لشركاتها له ما يبرره من خالل تدابير‬
‫‪..... ...‬تتراوح من الحماية إلى اإلعانات‬

You might also like