You are on page 1of 3

‫لعبة الحياة‬

‫اكث مراحل العمر براءة‪ ،‬حينما يكون الطفل كزهرة لم تنضج و‬‫الطفولة أجمل و ر‬
‫شء للمرة األوىل للتعرف عىل الحياة بكل‬‫يكتمل لونها بعد‪ ،‬يجرب و يشعر بكل ي‬
‫يقض يومه بصحبته دميته‬‫ي‬ ‫ما فيها‪ ..‬الطفل يعشق اللعب بالفطرة‪ ،‬فمن منا لم‬
‫او عروسته كأحد اصدقاءه‪ ،‬فانقسمت اآلراء بي مؤيد لها كاحتياج فطري‬
‫التلقائ‬
‫ي‬ ‫وطبيع ومعارض لتلك الظاهرة بحجة انها اهدار لألموال وتشويه للنمو‬
‫ي‬
‫ر‬
‫المفثض للطفل‪.‬‬

‫ه من المكمالت الضورية لتغذية ابداع‬ ‫يؤكد المؤيدون ان دمية األطفال ي‬


‫الطفل وتكوين نفسيته ومشاعره‪ .‬فثى الطفل يدخل مع دميته يف سيناريو من‬
‫محض خياله‪ ،‬مما يحفز ذهنه عىل االبتكار والخروج عن المألوف‪ .‬كما أجريت‬
‫بعض الدراسات االجتماعية يف اختصاص الطفل ان من يملكون الدىم‪ ،‬يتمتعون‬
‫انسائ اعىل‪ ،‬و ربما يعود ذلك بتعلقه بالدمية و معاملتها‬
‫ي‬ ‫بمشاعر اعمق و حس‬
‫حقيق فيتعلم كيف يكون انسانا مع األخر يقدر مشاعرهم و ر‬
‫يحثمهم‪,‬‬ ‫ر‬ ‫كانسان‬
‫ي‬
‫ناهيك عن تعلم الشعور بالمسؤولية و االعتناء باألخرين كأخوته األصغر سنا‬
‫عىل سبيل المثال‪.‬‬

‫كما يرى المؤيدون انها من اساسيات تنمية مهارات الصغار الحركية و البدنية‪,‬‬
‫ذلك النهم ينجرفون مع الدىم يف حركات روتينية أساسية ضمن قوالب لعبهم‪.‬‬
‫فنجد األطفال حريصون عىل ترتيب مالبس الدمية او ترسي ح شعرها و تهذيب‬
‫الخارج و أهميته يف تشكيل‬
‫ي‬ ‫مظهرها‪ ،‬فيتعلم تدريجيا كيفية االعتناء بالمظهر‬
‫انطباعات عنا من قبل األخرين‪ .‬و الجدير بالذكر من اعتقادات المؤيدون انها‬
‫وسيلة هادئة إللهاء الطفل و طريقة مسالمة للعب و تفري غ الطاقات دون‬
‫عنف‪ ,‬حيث يمكن لألم ترك ابنها او ابنتها مع دميتهم وحدهم دون القلق من‬
‫االزعاج او الرهبة من اإلصابات و المشاكل‪ .‬و لهذه األسباب اصبح الكثث من‬
‫مشجع فكرة شاء الدىم ألطفالنا لتنمية مهاراتهم و تعويدهم عىل اللعب‬
‫ي‬
‫المسالم‪ ،‬بذلك تصبح غث مهدرة ألموال االهل بتحقيقها منفعة لهم االن و فيما‬
‫بعد ككبار‪.‬‬
‫أما عىل الجانب األخر‪ ,‬يرجح المعارضون ان شاء اإلباء دمية ألبنائهم ما هو اال‬
‫طريقة لهدر األموال و تربية خاطئة لألطفال عىل المدي البعيد‪ .‬فنجد الطفل‬
‫الدىم شعان ما يمل و ينفر و يفتقد اىل الصث‪ .‬فأكدت‬ ‫ي‬ ‫الذي يمتلك الكثث من‬
‫األكث عرضة للملل و الضجر‬ ‫ر‬ ‫بعض األبحاث يف علم سيكولوجية الطفل انه‬
‫بالتاىل يظل يبحث عن التجديد يف العابه‬
‫ي‬ ‫شء متوفر و موجود‪ .‬و‬ ‫برسعة من كل ي‬
‫و دمياه و شاء المزيد‪ ,‬مما يجعله ينش عىل ان يف الرساء السعادة و ان ال قيمة‬
‫للمال فيضيع شعورهم بالمسؤولية و صعوبة الحياة‪ .‬فبذلك تكون الدىم طريقة‬
‫من طرق اهدار المال داخل األشة يف شاءها اليوم و تنشئة أبناء مرسفي و‬
‫مدللي عىل المدى البعيد‪.‬‬

‫كما يزعم بعض المعارضون عىل دمية األطفال يف المنازل انها تسلب أموال‬
‫الت تتطلب اصالحا‬ ‫ر‬
‫األهل و ووقتهم‪ ,‬بسبب تشويه مهارات الصغار االجتماعية ي‬
‫الخارج‬
‫ي‬ ‫طويال فيما بعد‪ .‬فنشهد عىل طفال يصبح اسث غرفته‪ ,‬ينعزل عن العالم‬
‫انطوائ يهاب‬
‫ي‬ ‫اىل نشأة انسان‬
‫و يتكاسل عن صنع صداقات حقيقة‪ ,‬مما يؤدي ي‬
‫المجتمع او يفضل الوحدة‪.‬‬

‫يف النهاية‪ ,‬ظاهرة دىم الصغار كانت و ستظل احد اشهر طرق التسلية لدى‬
‫الطفل‪ ,‬و يختلف عليها الناس بي مؤيد و رافض‪ .‬و لو حاولنا ان نجمع بينهم‪,‬‬
‫سيكون بالحرص عىل عدم الرساء المتكرر للدىم‪ ,‬خروج الطفل للعب و تنمية‬
‫مهارته و التواصل و تخصيص وقت محدد للدمية مع ضورة سحبها عند‬
‫الوصول لعمر معي‪.‬‬

You might also like