You are on page 1of 33

‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬

‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬


‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬


‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬
‫‪The system of the relationship of the work of tires in economic institu-‬‬
‫‪tions in Algerian legislation‬‬
‫تاريخ قبول املقال للنشر‪2018/02/02 :‬‬ ‫تاريخ إرسال املقال ‪2018/01/13 :‬‬
‫د‪ .‬كسال العربي ‪ /‬جامعة الجزائر‪1‬‬

‫ملخص ‪:‬‬
‫يتناول هذا املقال دراسة وتحليل النظام النوعي الخاص بعالقة عمل مسيري املؤسسات‬
‫االقتصادية الصناعية والتجارية واملالية وفق نص املادة ‪ 4‬من قانون عالقات العمل الجزائري‬
‫‪ 90‬ـ ‪ 11‬املؤرخ في ‪ 21‬افريل ‪ ،1990‬والسيما املرسوم التنفيذي ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر‬
‫‪ 1990‬املتعلق بالنظام الخاص بعالقات العمل الخاصة بمسيري املؤسسات‪ .‬وذلك بالتركيز‬
‫على آليات وكيفيات توظيفهم‪ ،‬وطبيعة عقود عملهم‪ ،‬التي تختلف عن بقية العمال العاديين‪،‬‬
‫من خالل ازدواجية وضعيتهم املهنية‪ ،‬كأجراء من جهة‪ ،‬وكممثلين أو وكالء عن املؤسسات‬
‫التي يعملون لحسابها‪ .‬مع إبراز أهم الخصائص التي يتميز بها هؤالء الجراء املسيرين‪ ،‬السيما‬
‫فيما يتعلق بكيفيات إبرام عقود عملهم‪ ،‬أو مضمون هذه العقود‪ ،‬أو مخالفتها لبعض املبادئ‬
‫التي تقوم عليها عالقات العمل العادية‪ ،‬إلى جانب تناول مختلف األحكام املتضمنة حقوقهم‬
‫والتزاماتهم تجاه األجهزة املسيرة للمؤسسات التي تشغلهم‪ ،‬وكذلك مختلف األحكام القانونية‬
‫التي تحكم عالقات عملهم باملؤسسات املشغلة لهم وهي أحكام قانون عالقات العمل من جهة‪،‬‬
‫وأحكام القانون التجاري منه جهة أخرى‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬النظام النوعي الخاص بعالقات عمل مسيري املؤسسات ‪ ،‬عقود عمل‬
‫مسيري املؤسسات ‪ ،‬عقود النجاعة ملسيري املؤسسات ‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪This paper deals with the study and analysis of the qualitative system of the‬‬
‫‪relationship between the economic, industrial, commercial and financial institu-‬‬
‫‪tions in accordance with the provisions of Article 4 of the Algerian Labor Relations‬‬
‫‪Act 90 11- of 21 April 1990, in particular Executive Decree 90 290- of 29 September‬‬
‫‪1990 on the Labor Relations Of institutional facilitators. By focusing on the mecha-‬‬
‫‪nisms and the modalities of their employment, and the nature of their employment‬‬
‫‪contracts, which differ from the rest of the ordinary workers, through their double‬‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪1238‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫‪professional status, as a worker on the one hand, and as representatives or agents‬‬


‫‪of the institutions on whose behalf they work. Highlighting the most important‬‬
‫‪characteristics of these managers, especially with regard to the modalities of the‬‬
‫‪conclusion of their employment contracts, the content of these contracts, the viola-‬‬
‫‪tion of some of the principles underlying normal working relations, and the various‬‬
‫‪provisions that include their rights and obligations towards the organs of the insti-‬‬
‫‪tutions that occupy them, As well as the various legal provisions governing their‬‬
‫‪labor relations with their operating institutions, namely the provisions of the Labor‬‬
‫‪Relations Law on the one hand, and the provisions of the Commercial Law on the‬‬
‫‪other.‬‬
‫‪Keywords: Qualitative System of Business Relations, Corporate Governance Con-‬‬
‫‪tracts, Corporate Governance Contracts.‬‬
‫مقـدمـ ــة ‪:‬‬
‫يشكل موضوع عالقات العمل الخاصة بمسيري املؤسسات االقتصادية‪ ،‬أحد املواضيع‬
‫التي تبين مدى تنوع واختالف األنماط التنظيمية لعالقات العمل بالنظرإلى طبيعة وخصوصية‬
‫أطرافها‪ ،‬ومجاالت تطبيقها‪ ،‬ومضامين عقودها‪ ،‬وتنوع أحكامها‪ ،‬ومصادر التزاماها‪ .‬مما يترجم‬
‫بشكل عملي الطابع الواقعي وامليداني ألحكام قانون عالقات العمل‪ ،‬على النحو الذي تقر به‬
‫مختلف اآلراء الفقهية‪ ،‬والبحوث والدراسات األكاديمية العلمية‪.‬‬
‫وتشكل فئة مسيري املؤسسات إحدى الفئات التي خصها املشرع الجزائري بنظام نوعي‬
‫ً‬
‫خاص يختلف نسبيا عن القواعد واألحكام العامة لعالقات العمل التي تضمنها قانون عالقات‬
‫العمل لسنة ‪ ،1990‬وهو النظام الذي أقرته أحكام املادة الرابعة (‪ )4‬من القانون ‪ 90‬ـ ‪ 11‬املؤرخ‬
‫في ‪ 21‬أفريل ‪ 1990‬املتعلق بعالقات العمل‪ 1،‬إلى جانب فئات عديدة أخرى ميزها هذا القانون‬
‫بأنظمة نوعية تتناسب وطبيعة وخصوصية عمل هذه الفئات‪ ،‬على أن تصدر هذه األنظمة‬
‫النوعية بمقت�ضى نصوص تنظيمية خاصة بها‪.‬‬
‫وهكذا تعتبر هذه القوانين االقتصادية واالجتماعية الصادرة بعد اعتماد دستور‬
‫‪ 1989‬الذي أقر مبدأ امللكية الفردية‪ ،‬والفصل بين السلطات‪ ،‬واعتماد أسلوب التسيير‬
‫الليبرالي التعاقدي للمؤسسات االقتصادية‪ ،‬وكذا اآلليات التعاقدية في العالقات االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬اإلطار القانوني األسا�سي الذي كرس نظام التسيير االقتصادي التعاقدي بدل‬
‫نظام التسييراإلداري التنظيمي‪ .‬مما نتج عنه تغييرنظام وآلية تعيين هؤالء املسيرين من أسلوب‬
‫التعيين اإلداري إلى أسلوب التعيين التعاقدي‪ ،‬هذا التحول في آلية التعيين التي أقرها قانون‬
‫عالقات العمل لسنة ‪ 1990‬ونظمها املرسوم التنفيذي ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر ‪1990‬‬

‫‪1239‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫املتعلق بإقرار النظام النوعي الخاص بعالقات عمل مسيري املؤسسات االقتصادية‪ 2.‬الذي‬
‫حدد مفهوم وخصوصيات املسيرين الخاضعين لهذا النظام النوعي بمقت�ضى املادة الثانية من‬
‫هذا املرسوم التنفيذي‪ ،‬والتي حددت مواصفات املسيرين املعنيين بهذا النظام على النحوالتالي‪:‬‬
‫« يعتبرمسيراملؤسسة قصد تطبيق هذا املرسوم كل من‪:‬‬
‫‪ -‬املسيرالجيرالرئي�سي (املديرالعام والوكيل أو أي مسيرأجيررئي�سي آخر) ألي شركة ذات‬
‫رؤوس أموال تربطها عالقة عمل بجهازاإلدارة‪( .‬مجلس إدارة أو مجلس مراقبة أو أي جهازإداري‬
‫آخر) للشركة املذكورة‪.‬‬
‫‪ -‬إطارات املديرية الذين يساعدون املسيراألجيرالرئي�سي للشركة املذكورة‪».‬‬
‫األمرالذي يطرح ضرورة بحث إشكالية ماهية طبيعة وخصوصية النظام النوعي الخاص‬
‫بهذه الفئة مقارنة بالنظام العام املطبق على مختلف الفئات العمالية األخرى الخاضعة لقانون‬
‫عالقات العمل؟‬
‫ومن اجل اإلجابة على مختلف أوجه هذه اإلشكالية‪ ،‬ارتأيت اعتماد الخطة التالية‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أحكام عالقة عمل املسيراألجيرللمؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬آثارعالقة عمل املسيراألجيرباملؤسسة االقتصادية املستخدمة‪.‬‬
‫ ‬
‫الفرع األول ‪ :‬األحكام العامة لعالقة عمل املسير‬
‫األجيرللمؤسسة االقتصادية‬
‫من أجل اإلحاطة بموضوع النظام القانوني الجديد الذي أصبح يحكم عالقة عمل هذه‬
‫الفئة املهنية‪ ،‬ارتأينا تناول هذا املوضوع من خالل التركيزعلى الجوانب التالية‪:‬‬
‫الجانب األول ‪ :‬األحكام القانونية املنظمة لعالقة عمل املسيراألجير‪.‬‬
‫الجانب الثاني‪ :‬األحكام اإلجرائية الخاصة بإبرام عالقة عمل املسيراألجير‪.‬‬
‫الجانب الثالث‪ :‬الحماية القانونية لإلطار املسير وتسوية النزاعات الناشئة عن تنفيذ عقد‬
‫العمل‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال ‪ :‬األحكام القانونية املنظمة لعالقة عمل املسيراألجير‬
‫إن البحث في موضوع األحكام القانونية املنظمة لعالقة عمل املسير األجير‪ ،‬يتوجب‬
‫اإلشارة بداية إلى أن هذه الفئة من العمال‪ ،‬وفق منظور قانون عالقات العمل الجديد‪ ،‬لم تكن‬
‫تخضع في عالقاتها املهنية قبل هذا القانون إلى التنظيمات القانونية التي يخضع لها بقية العمال‬
‫الذين يحكمهم قانون العمل‪ ،‬حيث كانت فئة اإلطارات املسيرة للمؤسسات االقتصادية قبل‬
‫صدور هذا القانون‪ ،‬أي في مرحلة التسييراإلداري للمؤسسات االقتصادية قبل صدور القانون‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪1240‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫التوجيهي للمؤسسات‪ 3،‬تنتمي لفئة املوظفين العموميين‪ ،‬الذين يخضعون في عالقتهم املهنية‬
‫في املؤسسة إلى أحكام قانون الوظيفة العامة املنظم للحياة املهنية ملوظفي الدولة‪ ،‬بحكم‬
‫أنه كان يتم تعيين البعض منهم‪ ،‬السيما املديرين العامين‪ ،‬بمقت�ضى مرسوم يصدر عن رئيس‬
‫السلطة التنفيذية (أي رئيس الجمهورية) باقتراح من الوزير الو�صي عن القطاع الذي تخضع‬
‫له املؤسسة االقتصادية التي يشرف عليها املسير املعني‪ ،‬بينما يتم تعين البعض اآلخر األقل‬
‫درجة‪ ،‬من طرف الوزيرالو�صي عن القطاع‪ ،‬تحت تسميات وصفات مختلفة‪ ،‬كصفة مديرعام‬
‫مساعد‪ ،‬مدير وحدة‪ ،‬أو فرع‪...‬الخ‪ 4.‬وهو ما تم تنظيمه بمقت�ضى النصوص التنظيمية الصادرة‬
‫ً‬
‫تطبيقا ألحكام القانون األسا�سي للوظيفة العامة السارية املفعول أثناء فترة التسيير اإلداري‬
‫للمؤسسات االقتصادية العامة‪ 5،‬قبل التحول إلى نظام التسيير االقتصادي لهذه املؤسسات‬
‫بداية من سنة ‪ ،1988‬والقوانين االقتصادية واالجتماعية التي صدرت بعد االعتماد الدستوري‬
‫(بمقت�ضى دستور ‪ 23‬فيفري ‪ )1989‬لنظام االقتصاد الحرالتعاقدي‪.‬‬
‫وقد بدأ التوجه نحو تغيير آليات وأنماط التنظيم االقتصادي واالجتماعي من النظام‬
‫االشتراكي الذي يقوم على التسييراإلداري‪ ،‬إلى النظام الليبرالي الذي يقوم على التسييرالتعاقدي‬
‫الحرمع اشتداد األزمة االقتصادية في منتصف الثمانينات من القرن املا�ضي وهوما شكل األرضية‬
‫القاعدية إلقرار التغيير الجذري الشامل ألدوات تنظيم عالقات العمل الفردية والجماعية في‬
‫املؤسسة العمومية االقتصادية املستقلة بما فيها عالقات عمل مسيري هذه املؤسسات‪ ،‬من‬
‫حيث نمط التسيير الذي أحدثته املنظومة القانونية الستقاللية املؤسسات التي صدرت في جانفي‬
‫‪ 6،1988‬والتي شكلت اإلطار املرجعي واملبدئي في وضع املشروع الجديد لقانون عالقات العمل‬
‫لسنة ‪ 7،1990‬وقبله مجموعة من القوانين املتعلقة بتسوية النزاعات الجماعية والفردية في‬
‫ً‬
‫العمل‪ 8،‬القائمة أساس على اآلليات االتفاقية‪ ،‬بدال من اآلليات اإلدارية التي كانت سائدة من‬
‫قبل‪ .‬وهي القوانين التي شكلت بداية إحداث القطيعة الجذرية مع أساليب التنظيم املعتمدة في‬
‫القوانين السابقة‪ 9.‬وذلك باعتماده مبدأ العالقات التعاقدية للعمل سواء في جانبها الفردي أو‬
‫ً‬
‫الجماعي‪ ،‬محيال بمقت�ضى ذلك كافة املسائل واإلجراءات التنظيمية والعملية إلى االتفاقيات‬
‫واالتفاقات الجماعية‪ 10.‬مع إقامة أنظمة خاصة ببعض الفئات املهنية ومنها مسيري املؤسسات‬
‫االقتصادية‪ 11.‬فما هي طبيعة وخصوصية األحكام القانونية املنظمة لهذه الفئة وفق القواعد‬
‫العامة لقانون عالقات العمل الجديد‪ .‬والنصوص التنظيمية الخاصة بتنظيم عالقات عمل‬
‫هذه الفئة‪ .‬؟‬
‫أ ـ األحكام القانونية املنظمة لعقد عمل املسيراألجير‪ :‬إن النص بمقت�ضى املادة الرابعة‬
‫من القانون ‪ 90‬ـ ‪ 11‬املؤرخ في ‪ 21‬افريل ‪ 1990‬على أن مسري املؤسسات االقتصادية يخضعون‬
‫لهذا القانون‪ ،‬على أن يتم تنظيم عالقات عملهم باملؤسسات التي يعملون لصالحها بمقت�ضى‬
‫أحكام نوعية خاصة‪ ،‬يعني بكل وضوح إلى انتقال هذه الفئة من دائرة تطبيق قانون الوظيفة‬
‫العامة‪ ،‬إلى دائرة تطبيق قانون عالقات العمل‪ ،‬وهو ما يعني بالتبعية خضوع هذه الفئة في‬

‫‪1241‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫عالقاتها املهنية إلى نوعين من األحكام‪ ،‬بعضها عامة ذات طبيعة قانونية وتنظيمية‪ ،‬تستمد‬
‫مصدرها من املبادئ العامة الواردة في قانون عالقات العمل‪ .‬والبعض اآلخر اتفاقية تستمد‬
‫أحكامها من حرية األطراف في التعاقد‪ ،‬أي من مبدأ سلطان اإلرادة‪.‬‬
‫وتتميزعناصرعقد عمل املسيراألجيرببعض الخصوصيات يمكن إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ 1 /‬ـ عنصر العمل‪ :‬يتمثل هذا العنصر في عقد عمل اإلطار املسير‪ ،‬في التزام هذا األخير‬
‫بوضع مؤهالته وخبرته وتجربته وذكائه وقدراته العلمية واملهنية في خدمة املؤسسة التي يتعاقد‬
‫ً‬
‫مع جهازها التنفيذي املؤهل قانونا لتسييرها كلية أو جزء من مصالحها‪ 12.‬وفق للمنصب واملهام‬
‫التي توكل إليه وفق األصناف واملستويات املشارإليها في املادة ‪ 2‬من املرسوم ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املؤرخ في‬
‫ً‬
‫‪ 29‬سبتمبر‪ .1990‬املتعلق بالنظام الخاص بعالقات عمل مسيري املؤسسات املشارإليه سابقا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وهنا تظهرطبيعة عمل املسيرالتي تكون في جل الحاالت عمال فكريا وتقنيا يقت�ضي اعتماد‬
‫الطرق واألساليب التقنية‪ ،‬والطرق العلمية الحديثة‪ ،‬القائمة على روح االبتكار واإلبداع‪،‬‬
‫والتفاني في العمل وكل ما تتطلبه عملية التسيير والتنظيم والسهر على بلوغ النتائج املراد‬
‫تحقيقها مهما كانت طبيعتها نوعية أو كمية‪ ،‬مادية أو معنوية‪.‬‬
‫كما تتميز طبيعة عمل املسير عادة بعض الجوانب القانونية والتنظيمية التي تقتضيها‬
‫صفته كمسيرممثل للمؤسسة في مواجهة الغير‪ ،‬وفق الصالحيات القانونية واالتفاقية املخولة‬
‫له بمقت�ضى عقد العمل‪ ،‬وأحكام القانون التجاري املتعلقة بعمل املسير‪ ،‬على النحو الذي‬
‫ً‬
‫سنبينه الحقا‪ .‬مما يعطي شخص املسير األجير صفتين متالزمتين وهما صفة العامل‪ ،‬وصفة‬
‫الوكيل أو املمثل القانوني للمؤسسة في حدود الصالحيات املمنوحة له بمقت�ضى أحكام القانون‬
‫التجاري واألحكام االتفاقية املتضمنة في عقد العمل باعتباره عقد عمل يقوم على حرية‬
‫التفاوض من جهة‪ ،‬وعلى أهداف ونتائج من جهة ثانية‪ 13.‬مما يجعل عنصر العمل بالنسبة‬
‫ً‬
‫لهذه الفئة املهنية يتميز ببعض الخصائص التي نادرا ما نجدها في عقود عمل الفئات األخرى‪،‬‬
‫باستثناء عمل الوكيل‪ ،‬واملقاول التي تخضع عقودهما ألحكام القانون املدني في غالب األحيان‬
‫وليس لقانون العمل‪.‬‬
‫أ‪ 2 /‬ـ عنصر األجر ‪ :‬تنص املادة ‪ 8‬من املرسوم التنفيذي املنظم لعقد عمل مسيري‬
‫ً‬
‫املؤسسات املشار إليه سابقا‪ ،‬في فقرها األولى على أن من بين العناصر التي يجب أن يتضمنها‬
‫هذا العقد‪:‬‬
‫« أسس املرتب‪ ،‬ومختلف العناصر التي يتشكل منه‪ ،‬واملتكونة من األجر األسا�سي ‪،‬‬
‫والتعويضات الثابتة واملتغيرة والعالوات املرتبطة بنتائج املؤسسة‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫املنافع العينية »‬
‫ونسجل هنا أن الفقرتين السابقتين من املادة ‪ 8‬من هذا املرسوم قد وردت بتفاصيل‬
‫تستجيب لخصوصيات عنصر العمل التي سبق بيانها من قبل‪ ،‬حيث عادة ما تكون أجور هذه‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪1242‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫الفئة متناسبة إلى حد كبير مع طبيعة الجهود الفكرية التي يبذلها هؤالء العمال‪ ،‬والخبرات‬
‫والتجارب املهنية التي يتمتعون بها في مجال التسيير‪ ،‬والنتائج املحققة في امليدان وفق البرامج‬
‫والجداول الزمنية املتفق عليها في عقد العمل‪ ،‬والضغوط املختلفة التي يتعرضون لها أثناء‬
‫أدائهم ملهامهم املنهي‪ .‬وهو ما تعترف به مختلف القوانين والنظم املقارنة‪ 15.‬والدراسات والبحوث‬
‫‪16‬‬
‫التي تناولت املوضوع ‪.‬‬
‫أ‪ 3 /‬ـ عنصر التبعية أو اإلشراف‪ :‬يختلف مضمون هذا العنصر بالنسبة للمسير عنه‬
‫ً‬
‫بالنسبة للعامل العادي‪ ،‬نظرا ألن املسير األجير يتمتع بصالحيات قانونية وتنظيمية تجعله في‬
‫مركزاملمثل القانوني للمؤسسة‪ ،‬من جهة‪ ،‬وتجعل منه صاحب عمل من خالل الصالحيات التي‬
‫يتمتع بها في مجال التوجيه واإلشراف والرقابة التي يمارسها على النشاطات القائمة باملؤسسة‪.‬‬
‫حيث يظهر املسير في مظهر رب العمل خاصة وأنه يوجه التعليمات للعمال ويقرر ويتخذ‬
‫اإلجراءات التأديبية في حقهم‪ ،‬فهو املديرالعام‪ ،‬واملدير‪ .‬من جهة ثانية‪.‬‬
‫إال أن هذه الوضعية القانونية ال تعفيه من التقيد بالسياسة أو البرامج العامة التي‬
‫تسطرها الهيئة املستخدمة‪ ،‬وكذا التقيد بالتوجيهات العامة أو الخاصة التي توجه له من طرف‬
‫ً‬
‫الهيئة السيادية في املؤسسة‪ ،‬والتي يستوجب عليه االمتثال لها وتنفيذها طبقا ألحكام املادة ‪7‬‬
‫‪17‬‬
‫ف‪ 2 ، 1‬و‪ 3‬من القانون ‪ 90‬ـ ‪ 11‬املتعلق بعالقات العمل‪.‬‬
‫أ‪ 4 /‬ـ عنصر املدة‪ :‬يقصد باملدة في عقد العمل‪ ،‬تحديد فيما إذا كان عقد العمل مبرم‬
‫ملدة غير محددة‪ ،‬وهي املبدأ العام في مختلف القوانين املقارنة بما فيها القانون الجزائري‪ ،‬وفق‬
‫نص املادة ‪ 11‬من القانون ‪ 90‬ـ ‪ 11‬املؤرخ في ‪ 21‬افريل ‪ 1990‬املتعلق بعالقات العمل على النحو‬
‫الذي سبق بيانه من قبل‪ ،‬أو أن العقد مبرم ملدة محددة‪ ،‬وهي االستثناء وفق القانون الجزائري‬
‫باعتبار أن حاالته محددة على سبيل الحصر وفق نص املادة ‪ 12‬املعدلة من القانون ‪ 90‬ـ ‪11‬‬
‫السالف الذكر‪ 18.‬فما هي أحكام املدة في عقد عمل املسير األجير على ضوء األحكام القانونية‬
‫السابقة ؟‬
‫لإلجابة على هذا السؤال يمكن القول أنه ليس هناك أي قاعدة أو استثناء فكال الحالتين‬
‫قانونيتين‪ ،‬وهو ما يستخلص من نص املادة ‪ 7‬من املرسوم التنفيذي ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املؤرخ في ‪29‬‬
‫ً‬
‫سبتمبر ‪ .1990‬املنظم لعقد عمل مسيري املؤسسات املشار إليها سابقا‪ ،‬التي تنص على أنه ‪« :‬‬
‫يمكن أن يكون عقد عمل مسيري املؤسسات ذا مدة محددة‪ ،‬أو غيرمحددة‪.‬‬
‫إذا كان عقد العمل ذا مدة محددة‪ ،‬يمكن تجديده بتقدير من األطراف كلما اقتضت‬
‫الحاجة لذلك‪».‬‬
‫نفهم من نص هذه املادة أن القيود القانونية املقررة في القانون ‪ 90‬ـ ‪ 11‬املتعلقة بضرورة‬
‫التقيد فقط بالحاالت الواردة في املادة ‪ 12‬من قانون عالقات العمل إلبرام عقود عمل محددة‬
‫املدة ال تطبق في حالة عقود عمل مسيري املؤسسات بنص القانون صراحة‪ .‬وهذا في حد ذاته‬
‫‪1243‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫يشكل احد خصوصيات وتميزعقد عمل مسيري املؤسسات مقارنة بعقود عمل الفئات األخرى‬
‫من العمال الخاضعين للقواعد العامة لقانون عالقات العمل‪.‬‬
‫من خالل كل ما سبق يظهر لنا بصفة جلية أنه رغم قيام عقد عمل مسيري املؤسسات‬
‫على نفس األسس والعناصر التي تقوم عليها عقود عمل بقية العمال اآلخرين‪ ،‬إال أن هذه‬
‫ً‬
‫العناصر واألسس تتكيف بالشكل الذي يجعلها أكثر تناسبا ما خصوصيات طبيعة عمل هذه‬
‫الفئة‪ ،‬والظروف الخاصة التي يعملون فيها‪ ،‬وااللتزامات القانونية والتنظيمية التي يلتزمون بها‪،‬‬
‫واألهداف يسعون لتحقيقها‪ ،‬حيث أنهم في عالقاتهم املهنية ال يخضعون فقط ألحكام قانون‬
‫العمل‪ ،‬بل ويخضعون ألحكام قوانين اقتصادية أخرى ومنها القانون التجاري والقانون املدني‪.‬‬
‫وأن العقد املبرم بين املسيروجهازاإلدارة التابع للشركة يجعل من املسيراألجيرفي مركزين قانونين‬
‫في نفس الوقت‪.‬‬
‫مركز كونه يعتبر مسؤوال عن إدارة و تسيير أمالك املؤسسة باسمه ولحسابها مقابل‬
‫أجر معين‪ .‬وهذا يعني أنه أصبح بمثابة صاحب عمل يتمتع بعدة سلطات في مواجهة العمال‬
‫كصالحية التنظيم واإلدارة وصالحية التعيين والتأديب‪...‬إلخ ‪ .‬وباملقابل يخضع لعدة التزامات‬
‫معينة انطالقا من الطابع املزدوج لعالقة العمل التي تجعل من حقوق أحد الطرفين التزامات‬
‫على الطرف األخر‪ .‬‬
‫مركز كونه عامل أجير يخضع لنفس األحكام والقوانين والنظم السارية على بقية العمال‬
‫األجراء باستثناء ما يتعلق باألحكام الخاصة املرتبطة بالنظام النوعي لعالقات العمل‪.‬‬
‫ب ـ األحكام االتفاقية الخاصة لعقد عمل املسير األجير‪ ،‬واملسيرين املساعدين‪:‬‬
‫ً‬
‫نظرا للتوجه الجديد لقانون العمل الجزائري نحو الطابع التعاقدي لعالقات العمل الفردية‬
‫والجماعية‪ ،‬ملختلف الفئات املهنية سواء التي تخضع مباشرة ألحكام قانون عالقات العمل‪ ،‬أو‬
‫تلك التي تخضع له بمقت�ضى أحكام قانونية وتنظيمية خاصة‪( ،‬وفق نص املادة الرابعة منه)‬
‫كما هو الحال بالنسبة ملسيري املؤسسات االقتصادية‪ ،‬حيث منح املشرع أطراف عالقات‬
‫العمل حرية واسعة في وضع ما يتفقون عليه من أحكام اتفاقية في مختلف الجوانب التنظيمية‬
‫واإلجرائية‪ ،‬وهو ما تمت ترجمته في املرسوم التنفيذي املنظم لعالقة عمل مسيري املؤسسات‬
‫االقتصادية بصورة واضحة وجلية‪ ،‬حيث ترك املنظم حرية واستقاللية واسعة ألطراف عقد‬
‫ً‬
‫العمل بتنظيم مجموعة كبيرة من املسائل واملوضوعات عن طريق االتفاق بينهم ـ طبعا بما ال‬
‫يخالف قواعد النظام العام ـ‬
‫ومن بين املسائل التي ترك املرسوم التنفيذي ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر‪ .1990‬املنظم‬
‫لعالقات عمل مسيري املؤسسات‪ ،‬ما يتعلق بالحقوق وااللتزامات املتبادلة بين الطرفين‪،‬‬
‫والسلطات املخولة للمسير‪ ،‬حيث تنص املادة ‪ 3‬من نفس املرسوم على أنه‪ «:‬يرتبط املسير‬
‫األجير الرئي�سي بجهاز اإلدارة التابع للشركة ذات رؤوس األموال بعقد يحدد حقوقه والتزاماته‪،‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1244‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫وكذا السلطات التي يخوله إياها جهازاإلدارة املذكور‪».‬‬


‫إال أن أهم الحكام االتفاقية التي يتضمنها عقد عمل املسير الرئي�سي‪ ،‬ما نصت عليه‬
‫املادة ‪ 8‬من نفس املرسوم والتي تتضمن مختلف املسائل واملواضيع األساسية التي تشكل‬
‫موضوع تفاوض بين الطرفين‪ ،‬السيما ما يتعلق باألجر وملحقاته النقدية والعينية‪ ،‬والسلطات‬
‫أو الصالحيات التي تفوض للمسير األجير الرئي�سي‪ ،‬وكذا املسيرين اآلخرين الذين يخضعون في‬
‫عالقاتهم املهنية لهذا املرسوم‪.‬‬
‫حيث نصت هذه املادة على أن‪ « :‬يكون عقد عمل املسير األجير الرئي�سي موضوع تفاوض‬
‫مع جهازإدارة شركة رؤوس األموال‪ ،‬ويحدد على الخصوص ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أسس املرتب ومختلف العناصر التي يتشكل منه‪ ،‬واملتكونة من األجر األسا�سي‪،‬‬
‫والتعويضات الثابتة واملتغيرة‪ ،‬والعالوات املرتبطة بنتائج املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬املنافع العينية‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬سلطات املسيراألجيرالرئي�سي لتوظيف إطارات املديرية املذكورة في املادة ‪ 2‬و ‪ 5‬أعاله‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف النتائج والتزاماتها‪.‬‬
‫‪ -‬مدة مراجعة العقد‪ ،‬وتكييفه أثناء التنفيذ‪ ،‬ودوريتها وكيفياتها‪».‬‬
‫وتجدراإلشارة هنا إلى أن التفاوض املشارإليه في الفقرة األولى من هذه املادة هو التفاوض‬
‫الفردي بين الشخص املرشح ملنصب املسيرالرئي�سي إما بصفة شخصية ومباشرة‪ ،‬أوعن طريف‬
‫ً‬
‫ممثله‪ (،‬كاملحامي مثال) من جهة‪ ،‬وبين جهاز إدارة شركة رؤوس األموال‪ ،‬من جهة ثانية‪ .‬على‬
‫ً‬
‫النحو الذي سنبينه بالتفصيل الحقا‪ ،‬وال يمكن أن يكون هذا التفاوض جماعي‪ ،‬كما تؤكد ذلك‬
‫املادة ‪ 9‬املوالية‪ .‬التي تنص صراحة على أنه‪ « :‬ال تكون حقوق مسيري املؤسسات والتزاماتهم بما‬
‫في ذلك مرتباتهم محل تفاوض جماعي‪».‬‬
‫وإذا كان النظام القانوني الجزائري قد ترك ألطراف العقد حرية واسعة في تحديد مختلف‬
‫املسائل التي تدخل ضمن مكونات عالقة العمل التي تربط الطرفين‪ ،‬فإن النظام القانوني‬
‫الفرن�سي قد ذهب أبعد من ذلك حيث وبناء على نص املادة ‪ L 3111 - 2‬من تقنين العمل الفرن�سي‬
‫(وهي املادة الوحيدة التي تناولت موضوع اإلطارات املسيرة)‪ ،‬تم إبرام اتفاقية جماعية إطارية‬
‫بين الهيئة العمومية املسماة‪« :‬قطب التشغيل»‪ 20‬والتنظيم املمثل لإلطارات املسيرة‪،‬بتاريخ ‪21‬‬
‫نوفمبر‪ 2009‬والتي تم تعديلها وتكييفها بمقت�ضى االتفاق املوقع بتاريخ ‪ 14‬فيفري ‪ 2014‬وذلك‬
‫بهدف تمكين هيئة قطب التشغيل من التكفل بكافة الضمانات الفردية والجماعية‪ ،‬واتخاذ‬
‫التدابير واإلجراءات القانونية والتنظيمية الضرورية التي تفرضها خصوصيات ظروف العمل‬
‫التي يمارس فيها اإلطارات املسيرة أعمالهم ومهامهم القانونية واإلدارية‪( ،‬وفق نص املادة ‪ 2‬من هذه‬
‫االتفاقية جماعية إطارية)‬

‫‪1245‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬
‫ً‬
‫ثانيا ‪ :‬األحكام اإلجرائية الخاصة بإبرام وسريان عقد عمل املسيراألجير‬
‫انطالقا من الطابع التعاقدي لعالقات العمل في قانون العمل الحالي في الجزائر‪ ،‬فإنه‬
‫ال توجد من الناحية القانونية والتنظيمية أية إجراءات قانونية أو تنظيمية تبين كيفيات إبرام‬
‫وتنفيذ عقد العمل بصفة عامة‪ 21،‬أو أي عقد عمل لفئات مهنية معينة‪ ،‬كعقد عمل مسيري‬
‫املؤسسات‪ 22.‬مما يعني أن املشرع قد ترك حرية وصالحيات غير محدودة في اختيار الطرق‬
‫والكيفيات واألشكال التي تتم بها عملية إبرام عالقة العمل‪ .‬فما هي طرق وكيفيات إبرام عقد‬
‫عمل مسيري املؤسسات ؟ وما هي كيفيات وشروط تعديله وتوقيفه وإنهائه ؟‬
‫ً‬
‫أ ـ إجراءات إبرام عقد عمل املسير األجير‪ :‬نظرا لغياب أية مراجع ووثائق خاصة بهذا‬
‫ً‬
‫املوضوع‪ ،‬وبالنظرلخصوصية هذه الفئة التي تعتبرقليلة جدا إذا لم نقل نادرة في سوق العمل‪،‬‬
‫ومن خالل املمارسات امليدانية لهذا النوع من التعاقد‪ ،‬يمكن القول أن عملية إبرام عقود عمل‬
‫هذه الفئة تتم عبرخمسة مراحل متسلسلة على النحو التالي‪:‬‬
‫املرحلة األولى ‪ :‬تتمثل هذه املرحلة في إعالن الجهاز اإلداري املسير للمؤسسة املعنية‬
‫(مجلس اإلدارة ‪ ،‬أو مجلس املراقبة) على نيته ورغبته في توظيف إطار مسير رئي�سي أو إطارات‬
‫مسيرة مساعدة‪ ،‬وذلك بمختلف طرق اإلشهارالواسع أوالضيق‪ ،‬مع بيان املواصفات واملؤهالت‬
‫والتخصصات والخبرات والتجارب املطلوبة لشغل املنصب‪ ،‬وذلك لتمكين كل من تتوفر فيه‬
‫الشروط واملواصفات املطلوبة بالترشح‪ .‬حيث يعرض املترشحون ملفاتهم التي تحتوي على‬
‫جميع الوثائق املطلوبة للتنافس على املنصب أو املناصب املعروضة‪.‬‬
‫املرحلة الثانية ‪ :‬تتمثل هذه املرحلة في جمع الترشيحات وفرزها واختيار املترشحين‬
‫الذين تقدرأنهم يتوفرون على القدرات والخبرات واملؤهالت الالزمة‪ ،‬واستدعائهم إلطالعهم على‬
‫ما يمكن وصفه بدفترالشروط الذي تكون املؤسسة قد وضعته من قبل‪ ،‬والذي يتضمن مجموع‬
‫األهداف والبرامج واملخططات التي ترغب في تحقيقها من خالل توظيف اإلطار املسير الجديد‪،‬‬
‫حيث تبين هذه الوثيقة كل ما يجب على املترشح القيام به‪ ،‬حيث يقوم املترشح بعرض قدراته‬
‫ومنهجيته وطريقة عمله للقيام بما هو مطلوب منه‪ .‬مع طرح البدائل وألساليب التي يقترحها‬
‫على املؤسسة لتحقيق أهدافها وتنفيذ برامجها‪ ،‬وحل إشكاالتها القانونية أو االقتصادية املالية‬
‫أو التجارية أو ما إلى ذلك‪ .‬بما يمكنه من عرض قدراته في االبتكار وروح املبادرة‪ ،‬واعتماده طرق‬
‫اإلدارة االقتصادية الحديثة‪ ،‬وهو ما يمكن اعتباره امتحان كتابي أو مسابقة حقيقية إلبرازكل‬
‫مترشح لقدراته العلمية واملهنية‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة ‪ :‬وهي مرحلة جمع وفرز ودراسة املقترحات املقدمة من قبل املترشحين‬
‫الذين قدموا مشاريعهم وإجاباتهم هلى اإلشكاالت واألسئلة املطروحة في الوثيقة التي قدمتها‬
‫إليهم إدارة املؤسسة‪ ،‬وهو ما يمكن اعتباره عملية تصحيح لالمتحان الذي أداه املترشحون‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1246‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫ويتم في هذه املرحلة اختيار املشاريع التي تقدر إدارة املؤسسة أنها األقرب واألنسب‬
‫ً‬
‫ملا ترغب فيه‪ ،‬أو تلك التي تقدم حلوال ومقترحات أكثر فاعلية من ناحية الوقت والتكاليف‬
‫ومنهجية العمل‪ ،‬والوسائل املادية والبشرية‪ ،‬أو تلك التي تمتاز بالفاعلية والحداثة واقتصاد‬
‫الوقت والتكاليف في تحقيق األهداف املسطرة‪.‬‬
‫املرحلة الرابعة ‪ :‬وهي املرحلة الحاسمة‪ ،‬والتي تأتي بعد اختيار عدد معين من املشاريع‬
‫املقترحة‪ ،‬واستدعاء أصحابها ملا يمكن أن نطلق عليه بـ « االمتحان الشفوي‪ ».‬حيث تمثل كل‬
‫مترشح صاحب مشروع أمام لجنة االختيارلشرح مشروعه والدفاع عن أفكاره ومقترحاته‪ ،‬بهدف‬
‫إقناع أعضاء لجنة االختيار بقبول ملفه‪ .‬لالنطالق في املرحلة الالحقة واملتمثلة في التفاوض‬
‫الفردي بينه وبين هيئة املؤسسة حول الحقوق والواجبات التي يجب أن يتضمنها هذا العقد‪.‬‬
‫املرحلة الخامسة ‪ :‬وهي املرحلة الحاسمة واملتمثلة في عملية التفاوض الفردي املباشر‬
‫مع املترشح أو املترشحين املقبولين في نهاية املراحل السابقة‪.‬‬
‫ وعلى خالف ما هومعمول به في عقود العمل العادية‪ ،‬والتي عادة ما ال يوجد فيها تفاوض‬
‫حول عقود العمل‪ ،‬حيث يستأثر صاحب العمل بوضع جميع أحكام وشروط عقد العمل وال‬
‫يترك للعامل املترشح سوى التوقيع على العقد أو عدم التوقيع‪ ،‬وهو ما جعل الكثير من رجال‬
‫ً‬
‫القانون املتخصصين في عالقات العمل يصفون هذه العقود بعقود اإلذعان‪ ،‬نظرا للمراكز‬
‫القانونية واالقتصادية غير املتكافئة بين ألطراف‪ ،‬السيما في املستويات الدنيا واملتوسطة من‬
‫‪23‬‬
‫مناصب العمل‪ ،‬وكذا في حالة تزايد الطلب على العمل مقابل تراجع عروض العمل‪.‬‬
‫فإن عملية التفاوض حول أحكام وشروط ومضمون عقد العمل بالنسبة لهذه الفئة‬
‫تتم بشكل حقيقي بين ممثلي املؤسسة واإلطاراملترشح ملنصب اإلطاراملسيرالرئي�سي أواملساعد‪،‬‬
‫ً‬
‫وذلك نظرا لعدة اعتبارات قانونية وعملية‪.‬‬
‫االعتباراألول‪ ،‬يتمثل في فرض هذا التفاوض بمقت�ضى النص التنظيمي لعالقة عالقات‬
‫مسيري املؤسسات‪ ،‬وعدم خضوع هذا النوع من عقود العمل لنظام االتفاقيات الجماعية‬
‫للعمل‪ ،‬وذلك بحكم أن هذه الفئة ال توجد هناك نقابة تمثيلية لهم يمكنها املشاركة في التفاوض‬
‫حول تنظيم عالقات عملهم‪ ،‬املرالذي يفسرتنظيم عالقات عمل هذه الفئة بمقت�ضى مرسوم‬
‫تنفيذي‪.‬‬
‫ االعتبار الثاني‪ ،‬يتمثل في كون هؤالء املسيرين الرئيسيين واملسيرين املساعدين لهم‬
‫يعتبرون أصحاب عمل بحكم أن يعتبرون وكالء وممثلين عن املؤسسات التي يعملون لحسابها‪،‬‬
‫وفي الغالب هم الذين يمثلون إدارة املؤسسة في عملية التفاوض من اجل إبرام االتفاقيات‬
‫‪24‬‬
‫الجماعية‪.‬‬
‫ االعتبار الثالث‪ ،‬ويتمثل في كون عالقة العمل عنا تخضع ملعطيات قانون سوق العمل‬
‫بكل ما تحمله عبارة «سوق» من معنى‪ ،‬أي أن اإلطار املترشح للمنصب يعرض خبرته ومؤهالته‬
‫‪1247‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫وقدراته في سوق العمل ملن يقدم أفضل الشروط وأفضل االمتيازات وأفضل ظروف العمل‪.‬‬
‫وكلما كانت هذه الخبرة واملؤهالت والقدرات قليلة أو نادرة‪ ،‬كلما كان مركز املترشح أقوى في‬
‫ً‬
‫التفاوض‪ ،‬والعكس صحيح طبقا لقانون السوق‪ ،‬أي قانون العرض والطلب‪ .‬أي عرض املؤهالت‬
‫والقدرات القليلة أو النادرة من قبل املترشحين‪ ،‬والطلب عليها من قبل املؤسسات‪ .‬وهو ما يفسر‬
‫ارتفاع أجور هذه الفئة وتزايد قيمة االمتيازات املادية والعينية التي يحصلون عليها‪.‬‬
‫ وغني عن البيان هنا أن طرق الضغط واملناورة التي يمارسها الطرفين في مواجهة بعضهما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫البعض تعود نتائجها إيجابيا أو سلبيا عليهما بالنظرإلى التقنيات املستعملة‪ ،‬واملبررات املقدمة‬
‫لإلقناع‪ ،‬والظروف التي تجري فيها عملية التفاوض‪ ،‬والنية الصادقة في الرغبة في التوصل إلى‬
‫اتفاق‪ ،‬عن طريق وجود االستعداد لتقديم التنازالت الضرورية التي تمكنهما من التوصل إلى‬
‫‪25‬‬
‫نقاط التفاهم واالتفاق‪.‬‬
‫بعد تتويج التفاوض باالتفاق الكامل بين الطرفين‪ ،‬يتم تحريرالعقد والتوقيع عليه من‬
‫ً‬
‫طرف اإلطار املترشح للمنصب‪ ،‬من جهة‪ .‬واملسؤول املؤهل قانونا عن املؤسسة املستخدمة‪،‬‬
‫والذي قد يكون رئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬أو الرئيس املدير العام‪ ،‬بالنسبة لعقود املسيرين‬
‫الرئيسيين‪ ،‬واملدير العام للمؤسسة بالنسبة لعقود املسيرين املساعدين‪ .‬كما قد تأخذ هذه‬
‫العقود صفة العقود العادية اي تحريرها وتوقيعها داخل املؤسسة فقط‪ ،‬وقد تأخذ شكل‬
‫العقد الرسمي أي تحريره وتوقيعه لدى مكتب توثيق معتمد‪.‬‬
‫ً‬
‫ ب ـ إجراءات تعديل وتوقيف وإنهاء عالقة عمل مسيراملؤسسة ‪ :‬كثيرا ما يتعرض عقد‬
‫العمل سواء أكان ملدة غير محددة أو ملدة محددة للتعديل واملراجعة‪ ،‬إما لتغير الظروف التي‬
‫ابرم فيها‪ ،‬أو ألسباب مختلفة يرجع بعضها للعامل‪ ،‬بينما يرجع البعض اآلخرللهيئة املستخدمة‪.‬‬
‫كما يمكن أن تدخل عوامل وأسباب قانونية أو ذاتية تعيق أو تمنع االستمرار في تنفيذ‬
‫ً‬
‫عقد العمل مما يحتم ضرورة التوقيف املؤقت لتنفيذه إلى غاية انتهاء املوانع التي كانت سببا‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫كما أن عقد العمل حتى وغن كان ملدة غير محددة‪ ،‬فهو ليس عقدا أبديا‪ ،‬بل يمكن‬
‫أن يفسخ أو ينتهي ألسباب حددها القانون واملرسوم املنظم لعالقات عمل مسيري املؤسسات‬
‫ً‬
‫تفاديا ألي تعسف من أي طرف من أطرافه‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ أسباب وآليات تعديل عقد املسيراألجير‪.‬العقد شريعة املتعاقدين فال يجوز نقضه‪،‬‬
‫ن ‪26‬‬
‫وال تعديله إال باتفاق الطرفين‪ ،‬أو لألسباب التي يقررها القانو ‪.‬‬
‫ً‬
‫ وطبقا لهذا النص األسا�سي العام لتعديل العالقات التعاقدية بصفة عامة‪ ،‬نصت‬
‫املادة ‪ 63‬من قانون عالقات العمل على أنه‪ «:‬يمكن تعديل شروط عقد العمل وطبيعته‪ ،‬بناء‬
‫على اإلرادة املشتركة للعامل واملستخدم‪ ،‬مع مراعاة أحكام هذا القانون »‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1248‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫ ورغم أن املرسوم التنظيمي لعالقات عمل املؤسسات لم يتناول مسألة أسباب وكيفيات‬
‫تعديل عقد مسير املؤسسة‪ ،‬إال في الفقرة األخيرة من املادة ‪ 8‬املتعلقة بمضمون ومحتوى عقد‬
‫عمل املسير‪ ،‬والتي تجعل من‪ «:‬مدة مراجعة العقد وتكييفه أثناء التنفيذ‪ ،‬ودوريتها‪ ،‬وكيفياتها‪».‬‬
‫من ضمن املواضيع التي يحددها العقد‪.‬‬
‫هذه الفقرة التي تفيد أن مسألة تعديل عقد العمل تتم ضمن منظورين‪ ،‬تتمثل األولى‪،‬‬
‫في املراجعة‪ ،‬والتاني في التكييف‪ .‬األمر الذي يفرض علينا تناول املوضوع من هاتين الزاويتين‪،‬‬
‫دون الخوض في موضوع التعديل من مختلف األوجه األخرى التي تعرفها عقود العمل العادية‪.‬‬
‫ ‪ 1‬ـ ‪ 1‬ـ مراجعة عقد عمل مسيراملؤسسة‪ :‬يقصد بمراجعة شروط وأحكام العقد تغيير‬
‫هذه األحكام والشروط بما يجعلها تتناسب والظروف املستجدة‪ ،‬سواء بالزيادة أو بالنقصان‬
‫في الجوانب املتعلقة بالحقوق وااللتزامات بالنسبة ألحد الطرفين أو لكليهما إذا ما فرضت‬
‫ظروف وعوامل جديدة قانونية أو مهنية أو متعلقة بظروف العمل‪ ،‬أو ببعض الحقوق أو ببعض‬
‫االلتزامات‪ ،‬بما يجعل االستمرارفي تنفيذ العقد بنفس األحكام والشروط األصلية عملية مرهقة‬
‫أو مضرة بمصالح أحد الطرفين‪ .‬حيث تتم هذه املراجعة بطلب من الطرف املضرور بعد أن‬
‫يقدم كافة األدلة واملبررات التي تؤيد هذا الطلب‪.‬‬
‫ً‬
‫ ‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ تكييف عقد عمل مسيراملؤسسة‪ :‬نظرا ملا يتضمنه عقد عمل مسيراملؤسسة من‬
‫التزامات مهنية متعلقة نتائج عمله التي عادة ما تأخذ طابع جدول زمني محدد يتم االتفاق عليه‬
‫في إطار تجسيد وتحقيق األهداف والبرامج واملشاريع التي تشكل موضوع ومحل عقد العمل‪،‬‬
‫املر الذي يجعل استمرار تنفيذ العقد وفق الشروط التي تم االتفاق عليها مرتبط باستمرار‬
‫ً‬
‫وتيرة تحقيق النتائج املتفق عليها في اآلجال والشروط املتفق عليها سلفا‪ ،‬وعليه فإن اإلخالل‬
‫بهذه الجدولة‪ ،‬وهذه االلتزامات املهنية السيما في االتجاه السلبي قد يؤدي إلى إعادة تكييف‬
‫عقد العمل بما يتناسب ومستوى وتيرة أو نوعية العمل املؤدى وحجم النتائج املحققة‪ ،‬كما‬
‫قد يؤدي ذلك إلى إعادة تكييف عقد العمل وإخراجه من دائرة النظام القانوني الخاص بعقود‬
‫عمل مسيري املؤسسات إلى دائرة النظام العام الخاص بعقود العمل العادية‪ ،‬غما املحددة‬
‫املدة آو غير املحددة املدة‪ .‬ذلك أن تكييف عقد العمل يعني جعل حقوق والتزامات الطرفين في‬
‫مستويات متناسبة بما يحق توازنها من حيث األعباء امللقاة على الطرفين‪.‬‬
‫ ‪ 2‬ـ أسباب ومبررات توقيف عقد عمل املسير األجير‪ :‬لم يتعرض املرسوم املنظم‬
‫لعالقات عمل مسيري املؤسسات أية إشارة إلى ما يتعلق بأسباب وكيفيات تعليق أو توقيف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عالقة العمل مؤقتا‪ ،‬األمر الذي يمكن تفسيره بأن هذا النص قد أعتمد ضمنيا الحاالت‬
‫واألسباب القانونية الواردة في املادة ‪ 64‬من قانون عالقات العمل‪ ،‬التي تنص على أنه انه‪« :‬‬
‫ً‬
‫تعلق عالقة العمل قانونا لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اتفاق الطرفين املتبادل‪.‬‬

‫‪1249‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫‪ -‬عطل مرضية أوما يماثلها كتلك التي ينص عليها التشريع والتنظيم املتعلقين بالضمان‬
‫‪27‬‬
‫االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬أداء التزامات الخدمة الوطنية‪ ،‬وفترات اإلبقاء ضمن قوات االحتياط أو التدريب في‬
‫‪28‬‬
‫إطارها‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة مهمة انتخابية عمومية‪.‬‬
‫‪ -‬حرمان العامل من الحرية ما لم يصدرضده حكم قضائي نهائي‪.‬‬
‫‪ -‬صدور قرارتأديبي يعلق ممارسة الوظيفة‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة حق اإلضراب‪.‬‬
‫‪ -‬عطلة بدون أجر‪».‬‬
‫ ‪ 3‬ـ أسباب وإجراءات فسخ وإنهاء عقد عمل املسيراألجير‪ :‬تنص املادة ‪ 10‬من املرسوم‬
‫ً‬
‫‪ 290/90‬على أنه‪ «:‬يمكن هذا الطرف أو ذاك أن يضع حدا لعقد عمل مسيرى املؤسسات فى‬
‫حالة ما إذا أخل أحدهما ببنود العقد والسيما ما يتعلق منها بأهداف النتائج والتزاماتها وهذا‬
‫دون املساس باألحكام التشريعية املعمول به‪».‬‬
‫يمكن بالنظر إلى هذا النص إنهاء عالقة العمل طبقا لألسباب الواردة التشريع املعمول‬
‫به‪ ،‬أى تلك الواردة في أحكام القانون عالقات العمل‪ ،‬وكذا تلك الواردة في القانون التجارى‬
‫بالنسبة للمسير الرئي�سى‪ ،‬إلى جانب الحاالت املتعلقة باإلخالل ببنود العقد من حيث محله‬
‫أو سببه‪ ،‬خاصة وان من أهم محتويات وبنود عقد عمل مسيري املؤسسات تحديد األهداف‬
‫والنتائج وااللتزامات املتعلقة بالنتائج وهو ما يسمح للقا�ضى من تقديرمدى اإلخالل بها‪.‬‬
‫وقد ميز املشرع بين أسباب إنهاء عالقة العمل من قبل املسير وتلك التى يتمسك بها‬
‫صاحب العمل‪ ،‬فبينما يمكن للعامل أن يستند على املخالفة الخطيرة لبنود العقد ليتحرر من‬
‫فترة اإلشعارالسبق ٍفان الجهازاملسيريحرر من هذا ٍ‬
‫االلتزام فى حالة ٍارتكاب املسيرخطأ جسيما‪ .‬‬
‫أما املخالفة الخطيرة فيبقى تقديرها خاضع لسلطة قا�ضى املوضوع الذى يقرر مدى‬
‫الخطورة حسب ما يمنحه القانون من وسائل للقول ما إذا كان ما صدرمن صاحب العمل من‬
‫أفعال أو ٍامتناع من شأنه املساس بحقوق العمال املترتبة عن القانون وعن العقد فى أن واحد‪،‬‬
‫أما مفهوم الخطأ الجسيم فهو ذلك الذى يحدده القانون ‪ 11/90‬فى مادته ‪ 73‬وحسب ٍاجتهاد‬
‫املحكمة العليا‪.‬‬
‫ ‪ 3‬ـ ‪ 1‬ـ أسباب فسخ عقد العمل الخاص بمسيرى املؤسسات‪  :‬لقد عددت املادة ‪1/66‬‬
‫من القانون ‪ 11/90‬املتعلق بعالقات العمل حاالت اإلنهاء على سبيل الحصر و من بين هذه‬
‫الحاالت ٍفان حالة العزل وحدها تطرح أكثرمن سؤال بالنسبة لوضعية املسيرين خاصة املسير‬
‫األجيرالرئي�سى‪.‬‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪1250‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫ ولهذا حظها املرسوم التنفيذي ‪ 290/90‬بتنظيم خاص‪ ،‬نصت عليه املواد ‪،11 ،10‬‬
‫‪ ،15 ،14 ،12‬منه‪.‬‬
‫ تنص املادة ‪ 10‬من املرسوم « يمكن هذا الطرف أوذاك أن يضع حدا لعقد عمل مسيرى‬
‫املؤسسات فى حالة ما إذا أخل أحدهما ببنود العقد والسيما ما يتعلق منها بأهداف النتائج‬
‫والتزامها وهذا دون املساس باألحكام التشريعية املعمول بها»‪.‬‬
‫ طبقا لهذه املادة‪ ،‬فاإلخالل ببنود العقد يؤسس قطع العقد من طرف املستخدم أو‬
‫األجيرلهذا يجب أن يكون تحديد ٍ‬
‫االلتزامات معا من خالل شروط تعاقدية أكثروضوحا حتى إذا‬
‫كان هناك تقصيرأمكن تحديده ونسبته لفاعله‪.‬‬
‫ فالوضوح و الدقة يجب أن يميز خاصة الشروط املتعلقة باألهداف والنتائج التى يلزم‬
‫املسيربتحقيقها‪.‬‬
‫ تعتبرهذه الحالة‪ ،‬حالة خاصة لإلنهاء‪ ،‬فهي قاعدة ليس لها ما يشابهها فى قانون العمل‬
‫إذ أتى بها املرسوم التنفيذى ‪ 290/90‬وجعلها خاصة بعقود عمل مسيرى املؤسسة‪.‬‬
‫ هذا املصطلح «اإلخالل» يعرفه القانون املدنى فى املادة ‪ 119‬منه» في العقود امللزمة‬
‫لجانبين إذا لم يوف احد املتعاقدين بالتزاماته جاز للمتعاقد األخر بعد إعذاره أن يطالب‬
‫بتنفيذ العقد أو فسخه‪ ،‬مع التعويض فى الحالتين إذا أقت�ضى األمر ذلك ويجوز للقا�ضى أن‬
‫يمنح للمدين أجال حسب الظروف كما يجوز أن يرفض الفسخ إذا كان لم يوف به املدين قليل‬
‫االلتزامات‪.‬‬
‫األهمية بالنسبة إلى كامل ٍ‬
‫ ولكن السؤال الذى يطرح‪ :‬هل تطبق أحكام التسريح املنصوص عليها فى قانون ‪11/90‬‬
‫املتعلق بعالقات العمل على عقد املسير؟‬
‫ وبرجوعنا إلى املادة ‪ 12‬من املرسوم ‪ 290/90‬نجدها تنص على أنه إذا كان إنهاء العقد‬
‫بإرادة الجهاز املؤهل للشركة فإنه يجب على هذه األخيرة إخبار املسير كتابة واحترام مدة اإلخطار‬
‫املحدد فى العقد ماعدا فى حالة الخطأ الجسيم للمسير‪.‬‬
‫ من ٍاستقراء هذه املواد‪ٍ ،‬فان املسير يسرح إما لنقص النتائج أو عند اإلخالل ببنود‬
‫العقد الناتجة عن سوء تسييره‪ ،‬أو الٍرتكابه أخطاء جسيمة طبقا للقواعد العامة لقانون العمل‬
‫باعتباره أجيرا‪ ،‬كما يمكن للمسير إنهاء العقد إلخالل املستخدم ببنود العقد‪ ،‬وعليه ما هى‬
‫أسباب اإلنهاء ومن امللزم بإثباتها وهل نطبق هذه األسباب على عقد املسير األجير الرئي�سى مع‬
‫الطبيعية املزدوجة لعقده ؟‬
‫ ب ـ تطبيق أحكام قانون العمل على عقد عمل املسير‪ :‬لقد خول القانون لكال طرفى‬
‫العالقة الحق فى إنهاء عالقة العمل بصفة ٍانفرادية ودون تقديم مبرر لذلك‪ ،‬إال بمنح مهلة‬
‫إخطار مسبق وتعويض التسريح من الخدمة‪ .‬إذ يمكن لكل من العامل املسير أو جهاز اإلدارة‬

‫‪1251‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫التابع للمؤسسة أن يطلب إنهاء عقد العمل مع االلتزام باحترام اآلجال املقررة لإلخطار‪ ،‬املسبق‬
‫إذ كان هناك إنهاء‪ ،‬وقد ثم فى ظروف عادية‪ ،‬أى دون صدور أى خطأ من طرفى العالقة‪.‬‬
‫ فان كان اإلنهاء بطلب من العامل املسير ٍفانه يتحتم عليه ٍاحترام فترة إشعارمسبقة يتم‬
‫ٍ‬
‫تحديد مدتها فى العقد‪.‬‬
‫ أما إذا كان اإللغاء بطلب من الجهازاإلداري للشركة فعليه إخطارالعامل املسيركتابيا‪،‬‬
‫كما يمكن أن يكون املسير املؤسسة الحق في عطلة تحدد مدتها في العقد باإلضافة إلى نصف‬
‫األجر اليومي‪ ،‬ويمكن للمؤسسة املستخدمة أن تفي بالتزاماتها الخاصة ملدة العطلة‪ ،‬فتدفع‬
‫للمسير مبلغ من املال يعادل مرتبه اإلجمالي الذي كان من املفروض أن يتقاضاه خالل فترة‬
‫‪29‬‬
‫العطلة‪.‬‬
‫ كما يمكن لكال الطرفين وضع حد لعالقة العمل إذا أخل احدهما ببنود العقد خاصة‬
‫‪30‬‬
‫تلك املتعلقة بأهداف النتائج و التزاماته‪.‬‬
‫ فإذا كان اإلنهاء نتيجة ارتكاب خطأ من العامل املسير يمكن للجهاز اإلداري للمؤسسة‬
‫‪31‬‬
‫واملؤهل قانونا فسخ العقد دون إخطارمسبق ودون تعويض‪.‬‬
‫ وملا ننتقل إلى املادة ‪ 11‬من نفس املرسوم والتي تنص صراحة « إذا وضح حد لعقد‬
‫العمل بإرادة من مسير املؤسسة فإنه يتعين على هذا املسير احترام فترات إشعار مسبق تحدد‬
‫في العقد ‪ ،‬إال إذا صدرت من الطرف اآلخر مخالفة خطيرة البنود العقد »‪ ،‬نجد أن هذه املادة‬
‫خلقت إشكاال آخرا ‪ ،‬جعلنا تتنقل من مصطلح اإلخالل ببنود العقد الى اإلخالل الخطيراملنسوب‬
‫إلى صاحب العمل أين يكون اإلنهاء من جانب املسير بعد احترام فترة اإلشعار املسبق ‪ ،‬إال إذا‬
‫صدرت من املستخدم مخالفة خطيرة ألحد البنود‪.‬‬
‫ وبصفة عامة تمنح املادة ‪ 12‬ف ‪ 2‬ملسير املؤسسة الحق في عطلة تحدد مدتها في العقد‬
‫في حالة انتهاء العقد دون خطأ املسير‪ ،‬ويكون ملسيراملؤسسة املعني الحق ملدة عطلته في نصف‬
‫األجراليومي‪ ،‬كما يمكن للشركة صاحبة رؤوس األموال أن تفي بالتزاماتها الخاصة ملدة العطلة‬
‫بأن تدفع للمسير املؤسسة املعني مبلغا يساوي املرتب اإلجمالي الذي من املفروض أن يتقاضاه‬
‫خالل الفترة نفسها وهذا ما أتت به املادة ‪ 13‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫ بالنسبة لفسخ عقد عمل املسيراألجيرالرئي�سي فتنص املادة ‪ 15‬من املرسوم ‪:290/90‬‬
‫« يقرر فسخ عقد عمل املسير األجير الرئي�سي لألجهزة املؤهلة في الشركة ذات رؤوس األموال‪،‬‬
‫وفقا ألحكام األمر‪ 59/75‬املؤرخ في ‪ 1975/09/26‬املتضمن القانون التجاري‪».‬‬
‫ هذه املادة تثبت لنا أن املشرع الجزائري يرى أن عقد عمل املسير األجير الرئي�سي عقد‬
‫ملحق بالوكالة من حيث اإلنهاء خاصة‪ ،‬فطبيعة العالقة املزدوجة التي تربط بين املسير األجير‬
‫الرئي�سي‪ ،‬الذى يعتبرفي نظرالقانون التجاري وكيال‪ ،‬والشركة جعلت املرسوم التنفيذي ‪290/90‬‬
‫ملزم بتنظيم حل العقد طبقا ألحكام القانون التجاري‪ .‬وهو ما يؤكده املستشارمحمد شرفي أن‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪1252‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫رجوع املادة ‪ 15‬من املرسوم ‪ 290/90‬للقانون التجاري تخص فقط إجراءات عزل الوكيل‪ .‬‬
‫االجتماعية للمحكمة العليا كسبب لحل عقد‬ ‫ فعزل الوكيل ٍاعتبر من طرف الغرفة ٍ‬
‫العمل وأن شروط حله تقدر بالنظر إلى القواعد املحددة في القانون التجاري ولكن أثرها‬
‫على عالقة العمل تحدد وتنظم طبقا لقواعد قانون العمل ورغم إخضاع املرسوم التنفيذي‬
‫‪ 290/90‬إنهاء عقد املسير األجير الرئي�سى لإلجراءات املنصوص عليها فى القانون التجارى فهذا‬
‫ال يعنى أبدا حرمانه من الحقوق والحماية املقررة لإلجراء فى هذا املجال فأخضع هذا القطع‬
‫من حيث النتائج لقانون العمل وبالتالى ضرورة تعويض املسير فى حالة ٍانعدام سبب العزل فى‬
‫ٍاستعمال هذا الحق طبقا لنص املواد ‪ 12-11-10‬من املرسوم التنفيذى ‪.290/90‬‬
‫ غير أنه ونظرا لطبيعة هذا النوع من العقود‪ ،‬فال يمكن ألطراف العالقة التعاقدية أن‬
‫يستندا على فكرة الفسخ أو اإلنهاء فى هذا النوع من العقود ألن هذه النتيجة ال تتحقق إال‬
‫بحلول أجلها‪.‬‬
‫ج ـ اإلنهاء التعسفى لعقد عمل اإلطار املسير‪ :‬تنص املادة ‪ 14‬من املرسوم التنفيذى‬
‫‪ 290/90‬على أن اإلنهاء التعسفى لعقد العمل من أحد الطرفين يترتب عليه التعويض حسب‬
‫التشريع املعمول به‪ ،‬وخروجا عن القواعد املعمول بها فى قانون العمل ٍفان اإلنهاء يعنى هذا‬
‫طرفى العقد‪.‬‬
‫ فإن كان التسريح التعسفى بفعل صاحب العمل يطبق عليه من حيث التعويض نص‬
‫املادة‪ 4/73 ‬من القانون ‪ ،11/90‬أما إذا كان بفعل املسيرفتطبق عليه القواعد العامة للتعويض‬
‫الواردة فى القانون املدنى‪.‬‬
‫ لكن ما هو اإلنهاء التعسفى لعالقة العمل ؟‬
‫ إن التسريح املعتبر تعسفيا هو الذي يتخذ خرقا للقانون املوضوعي وهذا ما يعبر عنه‬
‫القانون الفرن�سي بانعدام السبب الفعلي أو الجدي‪ ،‬وهو التعريف الذي خلصت إليه املادة‬
‫‪ 4/73‬من القانون ‪ 11/90‬التي تنص على أن التسريح الذي يقع خرقا لنص املادة ‪ ،73 ‬يعتبر‬
‫تعسفيا‪ .‬غير أنه ال نرى املبررات والدواعي التي دفعت املشرع في املادة ‪ 3/73‬إلى ٍاعتبار أن كل‬
‫تسريح فردى وقع خرقا لهذا القانون يعتبرتعسفيا وهوما‪ ‬يعنى أنه مهما كانت القاعدة القانونية‬
‫التي تم خرقها جوهرية كانت أو إجرائية‪ٍ ،‬فان التسريح الذي تشير إليه يعتبر في كل الحاالت‬
‫تعسفيا وهذا يعنى كذلك أن عبء إثبات شرعية اإلجراءات التأديبية يقع على صاحب العمل‬
‫كما يقع عليه أيضا عبء إثبات الخطأ‪.‬‬
‫ وفى حالة الفصل التعسفي من قبل الجهازاإلداري أومن قبل العامل املسير ٍفان الطرف‬
‫املتضرر يحتفظ بكافة حقوقه املقرر فى التشريع والتنظيم املعمول بهما فى هذا املجال‪ ،‬مثل‬
‫الحق فى مهلة اإلخطار وكذلك الحق فى التعويضات املختلفة املقررة فى هذا الشأن سواء فى‬
‫قانون العمل أوفى القانون املدنى (املسؤولية املدنية)‪ .‬وهوما تؤكده املادة ‪ 14‬املرسوم التنفيذى‬
‫‪1253‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫‪. 290/90‬‬
‫نخلص إلى القول أن إنهاء عقد املسير يكون تعسفيا إذا تم خرق لألحكام القانونية‬
‫والتنظيمية املنظمة له خاصة تلك املحددة من طرف النظام الخاص لعالقات العمل ملسير‬
‫املؤسسات‪ ،‬فيكون تسريح املسيرتعسفيا إذا كان‪ - :‬دون ٍارتكاب املسيرخطأ جسيما‪ .‬‬
‫ ‪ -‬إذا كان اإلخالل ببنود العقد خاصة املتعلق بالتزام النتائج املنسوب للمسير‪ .‬‬
‫ ‪ -‬في حالة قطع عالقة العمل دون ٍاحترام اإلجراءات‪ .‬‬
‫ ‪ -‬إذا كان اإلنهاء خارج ٍاحدى الحاالت املذكورة في املادة ‪ 66‬من القانون ‪ .11/90‬‬
‫ فإنهاء عقد املسير ال يمكن أن يكون إال ألخطاء جسيمة حددها القانون‪ ،‬أو إلخالل‬
‫ببنود العقد وفقا إلجراءات تضمن له حقه فى الدفاع عن نفسه وإال أعتبر اإلنهاء تعسفيا يلزم‬
‫بالتعويض عن التسريح التعسفى ألن إعادة إدماجه ال يمكن تنفيذه عينا ‪،‬فال يمكن فرض إعادة‬
‫‪32‬‬
‫املسيرعلى املؤسسة إذا قررت هى ٍاالستغناء عنه‪.‬‬
‫ وعليه يكون للمسيرالحق فى التعويض ٍالصطالح األضرارالتى أصابته أخذا بعين ٍ‬
‫االعتبار‬
‫جسامة خطأ املؤسسة بشرط إثبات الضرر وهذا ما أكدته املادة ‪ 14‬من املرسوم التنفيذى‬
‫‪.290/90‬‬
‫ وأخيرا للمسير باعتباره عامال اللجوء إلى نظام املصالحة مع املؤسسة املستخدمة وفى‬
‫االجتماعية‪،‬‬
‫حالة عدم جدواها فله الحق باملطالبة بحقوقه أمام املحكمة الفاصلة فى املسائل ٍ‬
‫وهذا ما سيتم شرحه الحقا‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا ‪ :‬الحماية القانونية لإلطاراملسيروتسوية‬
‫النزاعات الناشئة عن تنفيذ عقد العمل‬
‫إن املشرع ٍارتكز في التسريح على توافر الخطأ ونقص النتائج بالنسبة للمسير وألزم‬
‫املستخدم من خالل إتباع إجراءات محددة وبصفة إلزامية بحيث ال يقوم التسريح بدونها ولو‬
‫وجد خطأ‪ ،‬ذلك أنها تسمح له بالدفاع عن نفسه‪.‬‬
‫فألزم املشرع املستخدم بتبليغ لجنة في التسريح لألجير واستدعاؤه للحوار املسبق مع‬
‫إمكانية استعانته بأي عامل في املؤسسة للدفاع عنه‪ ،‬وتبليغ قرار التسريح مع العطاء وتوضيح‬
‫األسباب التي دفعته لذلك في حدود القانون وأحكام العقد‪ ،‬فما هو الشأن بالنسبة للمسير؟‬
‫أ ـ الحماية املقررة في عقد عمل اإلطار املسير‪ :‬إن العقد هو املصدر الوحيد لعالقات‬
‫اإلطارات املسيرة مع مؤسساتهم املستخدمة‪ ،‬فيجب أن ينظم عقد املسيركل اإلجراءات الواجب‬
‫احترامها عند إلغاء العقد وذلك تطبيقا للمادة ‪ 2/73‬من القانون ‪ ،11/90‬إذ يجب تحديدها‬
‫بأكبردقة ممكنة إذ تنص املادة ‪ 2/73‬على أنه‪ «:‬يعلن عن التسريح املنصوص عليه في املادة ‪73‬‬
‫أعاله ضمن احترام اإلجراءات املحددة في النظام الداخلي ويجب أن تنص هذه اإلجراءات على‬
‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫‪1254‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫التبليغ الكتابي لقرار التسريح واستماع املستخدم للعامل املعني‪ ،‬الذي يمكنه في هذه الحالة‪،‬‬
‫أن يختارعامال تابعا للهيئة املستخدمة لتصطحبه »‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ذكره فإن املرجع األسا�سي في حالة قيام نزاع بين املسير واملؤسسة هو‬
‫العقد املبرم بين الطرفين ‪ ،‬ومنه فإن إجراءات تسوية هذا النزاع نجد بنودها في العقد نفسه‪.‬‬
‫وهذا ما نصت عليه املواد ‪ 9 ،8 ،7 ،6‬من املرسوم التنفيذي ‪ .290/90‬فاملادة ‪ 06‬من‬
‫املرسوم املذكور أعاله أعطت للمسيرنفس الحقوق وااللتزامات املعترف بها للعمال األجراء وذلك‬
‫تطبيقا للقانون ‪ 11/90‬ويستثنى املشرع بعض االلتزامات الخاصة بالنظام النوعي لطبيعة عمل‬
‫اإلطار املسير‪ .‬وهو ما تنص عليه املادة ‪ 8‬يبين أن عقد عمل اإلطار املسير يكون محل تفاوض بين‬
‫أطراف العالقة فيما يخص بعض بنود العقد خاصة األجر‪ ،‬سلطات املسير الرئي�سي في اختيار‬
‫إطارات مديريته‪ ،‬وأهداف النتائج والتزاماتها ومدة العقد ومراجعته وتكييفه أثناء تنفيذه‪.‬‬
‫باستقرائنا إلى نصوص املواد املذكورة أعاله نجد أن املشرع خرج عن القاعدة العامة في‬
‫عقود العمل‪ ،‬وأعطى للمسيرسواء الرئي�سي أو اإلطارات بعض الحرية في التعاقد وذلك لطبيعة‬
‫العقد فاملسيرالتزامه الرئي�سي هو تحقيق نتائج وااللتزامات التي تم االتفاق بشأنها مع املؤسسة‬
‫املستخدمة وبالتالي فاإلخالل بهذا االلتزام يؤدي إلى فسخ العقد ولقد سبق شرح ذلك‪ .‬أما فيما‬
‫يخص البنود األخرى فيمكن اعتبارها بمثابة التزامات على عاتق الهيئة املستخدمة ألنها تمهد‬
‫وتوفرالظروف الجيدة للمسيرحتى يمكن له تحقيق النتائج املتفق عليها في العقد‪.‬‬
‫كما تنص مختلف عقود عمل مسيري املؤسسات على حماية هؤالء املسيرين من مختلف‬
‫الضغوط والتهديدات واملتابعات القضائية‪ ،‬السيما فيما يتعلق باألعمال والتصرفات املتعلقة‬
‫بالتسيير‪ ،‬أو ما يعرف بمخالفة القوانين والنظم املعمول بها في املجاالت املالية والتجارية‬
‫واملحاسبية‪ ،‬التي قد يتعرضون لها من الغير أو من الجهات املختصة في إطار التحقيقات‬
‫‪33‬‬
‫القضائية األولية‪ ،‬أثناء ممارستهم ملهامهم‪ ،‬وذلك في إطاراألحكام القانونية املعمول بها‪.‬‬
‫ً‬
‫ب ـ تسوية النزاعات الناشئة عن عقود عمل اإلطارات املسيرة ‪ :‬نظرا لعدم خضوع‬
‫اإلطارات املسيرة لألنظمة الداخلية للمؤسسات املستخدمة طبقا لنص املادة ‪ 16‬في فقرتها‬
‫األولى من املرسوم التنفيذي ‪ «:290/90‬ال يخضع مسيرو املؤسسات للنظام الداخلي الخاص‬
‫شركة رؤوس األموال‪».‬‬
‫فإنه يجب أن ينظم عقد العمل كافة اإلجراءات املتعلقة بسوية النزاعات املهنية غيرتلك‬
‫‪34‬‬
‫املنصوص عليها في املادة ‪ 04‬من القانون ‪ 04/90‬املتعلقة بتسوية النزاعات الفردية في العمل‪،‬‬
‫التي تنص على أنه‪ «:‬في حالة غياب اإلجراءات املنصوص عليها قانونا‪ ،‬يقدم العامل أمره إلى‬
‫رئيسه املباشر الذي يتعين عليه تقديم جواب خالل ‪ 8‬أيام من تاريخ اإلخطار في حالة عدم‬
‫الرد‪ ،‬أو عدم ر�ضى العامل بمضمون الرد فيرفع األمر إلى الهيئة املكلفة بتسيير املستخدمين أو‬
‫املستخدمة حسب الحالة يلزم الهيئة املسيرة أو‪ ‬املستخدم بالرد كتابيا عن أسباب رفض كل‬
‫‪1255‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫أو جزء من املوضوع خالل ‪ 15‬يوما على‪ ‬األكثرمن تاريخ اإلخطار»‪ ،‬من خالل هذه املادة يتبين أن‬
‫هناك إجراءات على العامل إتباعها في حالة التسريح قبل أن يرفع األمرإلى مفتشية العمل‪.‬‬
‫وتتمثل هذه اإلجراءات في‪:‬‬
‫‪1‬ـ إخطاريقوم به العامل إلى رئيسه األول يبين فيه موضوع تسريحه‪ .‬‬
‫‪2‬ـ على الرئيس الرد وتقديم جواب خالل ‪ 8‬أيام املوالية لإلخطار‪.‬‬
‫‪3‬ـ في حالة عدم الرد يرفع األمرإلى الهيئة املسيرة للمستخدمين وعليها الرد خالل ‪ 15‬يوما‬
‫من تاريخ اإلخطار‪.‬هذا بالنسبة للعامل‪ ،‬أما بالنسبة لإلطارات املسيرة أو املسيرالرئي�سي‪:‬‬
‫الحالة األولى ‪ :‬يختلف اإلجراء هنا حسب مستوى وظيفة اإلطارات املسيرة‪ .‬فاإلطارات‬
‫املسيرة لبتي هي معينة من طرف اإلطار املسير الرئي�سي وبالتالي فاإلخطار يكون أوال لإلطار املسير‬
‫الرئي�سي‪ ،‬وفي حالة عدم الرد يكون اإلخطار إلى مجلس اإلدارة الذي عليه أن يرد خالل ‪ 15‬يوما‬
‫من تاريخ إخطاره‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬اإلطاراملسيرالرئي�سي هنا يرفع اإلخطارحسب املادة ‪ 04‬من قانون‪90/04‬‬
‫إلى مجلس اإلدارة مباشرة التي يجب أن ترد خالل ‪ 8‬أيام من تاريخ اإلخطار‪.‬‬
‫وأخير بعد ٍاستنفاد إجراءات املعالجة الداخلية للنزاع داخل الهيئة املستخدمة يمكن‬
‫لإلطار املسير إخطار مفتش العمل وفقا لإلجراءات التي يحددها القانون من أجل املصالحة أو‬
‫عرض النزاع على القضاء املختص بالقضايا االجتماعية‪ ،‬أوالقضاء املدني فيما يتعلق بالحقوق‬
‫التي تخضع للقضاء املدني‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬آثارعالقة عمل مسيراملؤسسة‬
‫ً‬
‫ينتج عقد عمل مسيري املؤسسات باعتباره من عقود العمل امللزمة للجانبين آثارا‬
‫مختلفة‪ ،‬تتمثل في جملة من الحقوق وااللتزامات املقررة للطرفين‪ ،‬تتميزفي العديد من جوانبها‬
‫ببعض الخصوصيات التي قل ما نجدها في عقود العمل األخرى‪ ،‬هذا التميزالذي يطرح ضرورة‬
‫البحث في الطبيعة القانونية لهذا العقد بالنظر إلى عقود العمل العادية التي يحكمها قانون‬
‫العمل‪ .‬‬
‫ً‬
‫أوال ‪ :‬الحقوق وااللتزامات املترتبة على طرفي عقد العمل‬
‫من بين أهم محتويات عقد عمل مسيري املؤسسات مجموع الحقوق وااللتزامات التي‬
‫تقع على طرفي هذا العقد‪ ،‬منها ما يمكن اعتبارها حقوق والتزامات عامة يتمتع بها ويخضع لها‬
‫طرفي هذا النوع من العقود على غرارما هو الحال في عقود العمل األخرى‪ ،‬ومنها ما تتميزببعض‬
‫الخصوصيات املميزة لهذا العقد‪ ،‬األمر الذي يفرض علينا بيان حقوق والتزامات املسير تجاه‬
‫املؤسسة املستخدمة‪ ،‬وصالحيات املؤسسة املستخدمة تجاه املسير‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1256‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫أ ـ حقوق والتزامات اإلطار املسير تجاه الهيئة املستخدمة‪ :‬بصفة عامة ومن خالل‬
‫النماذج العديدة لعقود عمل اإلطارات املسيرة التي تمكنت من اإلطالع عليها فإن األحكام‬
‫‪35‬‬
‫االتفاقية التي يمكن أن تتضمنها عقود عمل هذه الفئات املهنية تتلخص في املحاور التالية‪:‬‬
‫اإلسناد القانوني والتنظيمي ‪ :‬ويتضمن هذا الجانب مختلف النصوص القانونية‬
‫والتنظيمية التي تشكل مراجع عقد العمل‪ ،‬ومن أهمها القانون ‪ 11-90‬املؤرخ في ‪ 21‬أفريل‬
‫‪ 1990‬املتعلق بعالقات العمل‪ ،‬السيما املادة الرابعة منه‪ .‬واملرسوم التنفيذي ‪ 290-90‬املؤرخ‬
‫في ‪ 29‬سبتمبر ‪ 1990‬املتعلق بالنظام النوعي لعالقة عمل مسيري املؤسسات‪ ،‬إلى جانب بعض‬
‫النصوص الداخلية للقطاع املتمثلة عادة في املنشورات والتعليمات الصادرة عن الهيئات‬
‫املسيرة للقطاع أو للمؤسسة‪ ،‬واملتعلقة بموضوع اإلطارات املسيرة‪.‬‬
‫األحكام العامة ‪ :‬وتتضمن في العادة موضوع العقد‪ ،‬ومنصب أوصفة اإلطارطرف العقد‪،‬‬
‫وكذلك مدة العقد التي تكون في الغالب مدة محددة‪ ،‬بحكم أن قد عمل مسيري املؤسسات ال‬
‫يخضع لتطبيق أحكام املادة ‪ 12‬من قانون عالقات العمل كما أشرنا إلى ذلك من قبل‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ التزامات اإلطار املسير تجاه املؤسسة املستخدمة‪ :‬وهي من أهم مكونات مضمون‬
‫العقد‪ ،‬حيث يتضمن هذا الجزء مجموع األهداف االقتصادية والتجارية واملالية‪ ،‬إلى جانب‬
‫البرامج واملخططات التي وضعتها الهيئة السيادية في املؤسسة‪ ،‬في حدود االختصاصات‬
‫واملهام املسندة إليه‪ .‬مع بيان اآلجال املحددة لذلك‪ .‬وهي مختلفة باختالف املنصب من جهة‪،‬‬
‫وباختالف املؤسسة من جهة أخرى‪ .‬هذه األهداف والبرامج التي تشكل صلب التزامات اإلطار‬
‫املسير املتعاقد‪ ،‬والتي من اجلها تم التعاقد مع هذا اإلطار‪ ،‬وليس غيره‪ ،‬وذلك وفق التعهدات‬
‫ً‬
‫والوعود التي يكون قد قدمها في ملف ترشيحه للمنصب كما سنبين ذلك الحقا‪.‬‬
‫كما يتضمن هذا الجزء من العقد كذلك‪ ،‬ومقابل االلتزامات التي تفرض عليه‪ ،‬مجموع‬
‫السلطات والصالحيات القانونية والتنظيمية واإلدارية‪ ،‬التي تمنح أو تفوض له من قبل هيئة‬
‫تسيير املؤسسة (واملتمثلة في مجلس اإلدارة في الشركات ذات األسهم‪ ،‬أو مجلس املراقبة في الشركات‬
‫ذات املسؤولية املحدودة)‪ ،‬إلى جانب منحه كل اإلمكانيات املادية واملالية والبشرية التي تتطلبها عملية‬
‫تحقيق هذه األهداف والبرامج‪.‬‬
‫هذه االلتزامات التي يشكل تنفيذها وتحقيق النتائج املتفق عليها معيار وشرط استمرار‬
‫عقد العمل‪ ،‬وتمديده‪ ،‬من جهة‪ ،‬ومبرر أو شرط استمرار االستفادة من االمتيازات املادية‬
‫والعينية املقابلة املمنوحة لإلطار املسير والتي سنبينها في البند الرابع أدناه‪ ،‬وفي نفس الوقت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يكون الفشل في تحقيقها سببا ومبررا لعدم تجديد أو تمديد‪ ،‬أو لفسخ عقد العمل أو إنهائه‪.‬‬
‫ً‬
‫وهو ما يميز عقد عمل مسيري املؤسسات عن غيره من عقود العمل األخرى نظرا لكونه وفق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هذه االلتزامات املهنية التي تشكل تعهدات يشكل تحقيقها شرطا جوهريا الستمرارعالقة العمل‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وعدم تحقيقها شرطا فاسخا لهذا العقد‪ ،‬مما يجعل عقد العمل هنا عقد نجاعة أكثرمنه عقد‬

‫‪1257‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫عمل‪.‬‬
‫ ‪ 2‬ـ حقوق اإلطاراملسير‪ :‬من املسائل التي تركها املرسوم التنظيمي لعالقات عمل مسيري‬
‫املؤسسات ما يتعلق بالحقوق واالمتيازات املادية منها والعينية‪ ،‬حيث أنه إلى جانب مبدأ تمتع‬
‫هذه الفئة املهنية بنفس الحقوق العامة التي يتمتع بها بقية العمال والذي كرسته املادة ‪ 6‬من‬
‫هذا املرسوم‪ 36،‬يمكن لطرفي العقد االتفاق على مجموعة واسعة من الحقوق واالمتيازات‪،‬‬
‫تقابل املجموعة الواسعة لاللتزامات التي تعهد بها املسير‪.‬‬
‫ وبالرجوع إلى بعض النماذج من عقود العمل التي تمكنت من اإلطالع عليها يمكن أن‬
‫نجد مجموعة واسعة من الحقوق واالمتيازات السيما ذات الطابع املادي واالجتماعي تتعلق‬
‫ً‬
‫أساسا بعدة أصناف من الحقوق يمكن اختصارها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ / 2‬أ ـ الحقوق العامة‪:‬‬
‫ ‪ -‬حق اإلطاراملسيرفي الحصول على أجريتناسب مع املهام واملسؤوليات املوكلة إليه‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في التمتع بجميع الحقوق املنصوص عليها في القوانين والنظم املعمول بها‪.‬‬
‫‪ -‬التمتع بجميع الحقوق الناتجة عن عقد العمل‪.‬‬
‫‪ -‬الحق في الحصول على الحماية التكفل واملساعدة القضائية من طرف املؤسسة‬
‫( التكفل بدفع تكاليف الدفاع‪ ،‬دفع أجور أو تعويضات للعامل أو ذوي حقوقه في حالة توقيف‬
‫أو حبس اإلطار ) في حالة تعرضه ملتابعة قضائية بسبب ممارسته ملهامه في حدود الصالحيات‬
‫واملهام املوكلة إليه‪ ،‬شرط أن ال تكون هذه املتابعة القضائية ناتجة عن ارتكابه لخطأ منهي‬
‫جسيم‪ ،‬أو ارتكابه لفعل أو تصرف تجرمه القوانين والنظم املعمول بها‪.‬‬
‫ ‪ / 2‬ب ـ األجور والتعويضات واملكافآت ‪ :‬من بين املسائل الهامة التي ال توجد بشأنها‬
‫أحكام قانونية وتنظيمية رسمية لتأطيرها‪ ،‬بل تخضع بصفة كلية لسلطان إرادة أطراف عقد‬
‫العمل‪ ،‬في إطار الحرية الكاملة للتفاوض في كل ما يتعلق باألجور واالمتيازات املالية والعينية‬
‫التي يتقاضاها اإلطارات املسيرة‪ ،‬ليس فقط في القانون الجزائري ولكن كذلك في مختلف النظم‬
‫املقارنة‪ .‬حيث تضمنت املادة ‪ 8‬من املرسوم ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املنظم لعقد عمل اإلطارات املسيرة املشار‬
‫ً‬
‫إليه سابقا‪ ،‬ضمن تحديدها للعناصر التي يجب أن يتضمنها عقد العمل الذي يجب أن يكون‬
‫نتيجة تفاوض فردي بين اإلطار املرشح ملنصب املسير‪ ،‬والجهاز اإلداري للمؤسسة‪ ،‬ضرورة‬
‫تحديد‪:‬‬
‫ « أسس املرتب ومختلف العناصر التي يتشكل منه‪ ،‬واملتكونة من األجر األسا�سي‪،‬‬
‫والتعويضات الثابتة واملتغيرة‪ ،‬والعالوات املرتبطة بنتائج املؤسسة‪.‬‬
‫املنافع العينية »‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1258‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫ً‬
‫ هذه املادة التي وجدت تطبيقها امليداني في مختلف عقود العمل‪ ،‬حيث كثيرا ما تتضمن‬
‫هذه العقود تفاصيل دقيقة حول هذا املوضوع‪ ،‬يمكن أن نختصرها في‪:‬‬
‫‪ -‬النص على قيمة األجرالثابت املتفق عليه وكيفية دفعه‪.‬‬
‫‪ -‬قيمة أو نسبة األجراملتغير‪ ،‬وكيفية تقييمه وحسابه‪ ،‬واألساس الذي يتم بمقتضاه أو‬
‫بواسطته حسابه‪ .‬والذي عادة ما يأخذ نسبة مئوية من الجر الثابت املتفق عليه (قد تصل في‬
‫بعض األحيان من ‪ 0‬إلى ‪ 150‬من األجر الثابت)‪ 37‬والتي عادة ما تأخذ شكل أو طابع العالوات أو‬
‫املكافآت والتي يزيد عددها وتسمياتها من عقد إلى آخر‪ ،‬ومن مستوى إلى آخر‪ ،‬ومن مؤسسة‬
‫إلى أخرى‪ .‬وذلك وفق شروط ومبررات موضوعية أو مهنية أو غيرها‪ .‬نذكر من بينها على سبيل‬
‫املثال‪ ،‬منحة األكل‪ ،‬منحة النقل‪ ،‬منحة اإلنتاجية‪ ،‬أومنحة املردودية املالية أوالتجارية‪ ،‬ومنحة‬
‫تحقيق األهداف‪ ،‬منحة ضغوط العمل‪ ،‬منحة األجرالوحيد‪.‬‬
‫ ‪ / 2‬ج ـ االمتيازات‪ :‬على غرار ما مر معنا فيما يتعلق بالتعويضات واملكافآت نجد في‬
‫عقود عمل مسيري املؤسسات العديد من االمتيازات املادية والعينية األخرى التي يتفق عليها‬
‫األطراف بكل حرية واستقاللية‪ ،‬تتعلق بصفة خاصة بمنح تتمثل في مبالغ مالية تدفع بصفة‬
‫دورية لإلطار‪ ،‬تمثل نفقات بالسكن‪ ،‬األكل‪ ،‬اللباس‪ ،‬النقل‪ ،‬والهاتف‪ ،‬إلى جانب اكتتاب بعض‬
‫التأمينات لفائدة اإلطار تغطي بعض الحاالت‪ ،‬كالتأمين على الحياة‪ ،‬والتأمين على الوفاة‪،‬‬
‫والتقاعد التكميلي‪ ،‬غيرها من التدابير التي من شأنها أن تضع اإلطار يعمل في ظروف حسنة‬
‫أثناء حياته املهنية‪ ،‬وتوفرلذوي حقوقه مداخيل تسمح لهم الحياة بكرامة بعد وفاته‪.‬‬
‫ ب ـ صالحيات املؤسسة املستخدمة تجاه املسير األجير‪ :‬تمارس املؤسسة املستخدمة‬
‫باعتبارها صاحبة العمل‪ ،‬وذلك من خالل الهيئة املسيرة لها ( مجلس اإلدارة‪ ،‬أومجلس املراقبة)‬
‫كافة الصالحيات التي يمنحها قانون عالقات العمل تجاه املسير األجير‪ ،‬سواء أكان رئي�سي أو‬
‫ً‬
‫مساعد‪ ،‬انطالقا من مبدأ عالقة التبعية القانونية والتنظيمية وكذا االقتصادية التي تفرضها‬
‫طبيعة عالقة العمل القائمة بينهما‪.‬‬
‫ ومن هذا املنطلق تتمتع املؤسسة املستخدمة تجاه اإلطار املسير بالسلطة التنظيمية‪،‬‬
‫أي سلطة اإلشراف والتوجيه والرقابة‪ ،‬إلى جانب السلطة التأديبية في حالة مخالفة االلتزامات‬
‫القانونية أو التنظيمية أو التعاقدية املعمول بها في املؤسسة املستخدمة‪.‬‬
‫ ذلك أن التزامات اإلطار املسير السيما املهنية منها املقررة بمقت�ضى عقد العمل على‬
‫النحو الذي سبق بيانه أعاله‪ 38،‬ال ينفي عدم خضوع املسيرعلى االلتزامات العامة التي يفرضها‬
‫القانون على مختلف الفئات العمالية‪ 39،‬واملحددة في املادة ‪ 7‬من قانون عالقات العمل‪ .‬السيما‬
‫االلتزامات الرئيسية التالية بـ‪:‬‬
‫ ‪ 1‬ـ أن يؤدوا بأق�صى ما لديهم من قدرات‪ ،‬الواجبات املرتبطة بمنصب عملهم‪ ،‬ويعملوا‬
‫‪40‬‬
‫بعناية ومواظبة في إطارتنظيم العمل الذي يعده املستخدم‪.‬‬
‫‪1259‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫ ‪ 2‬ـ أن يساهموا في مجهودات الهيئة املستخدمة لتحسين التنظيم واإلنتاجية‪.‬‬


‫ ‪ 3‬ـ أن ينفذوا التعليمات التي تصدرها السلطة السلمية التي يعينها املستخدم‪.‬‬
‫ ‪ 4‬ـ أن ال تكون لهم مصالح مباشرة أو غير مباشرة في مؤسسة أو شركة منافسة أو زبونة‬
‫أو مقاولة من الباطن‪.‬‬
‫ ‪ 5‬ـ أن ال يفشوا املعلومات املهنية املتعلقة بالتقنيات والتكنولوجيا وأساليب الصنع‪،‬‬
‫وطرق التنظيم‪ ،‬وعدم كشف مضمون الوثائق الداخلية الخاصة بالهيئة املستخدمة إال إذا‬
‫فرضها القانون أو طلبتها سلطتهم السلمية‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫ ‪ 6‬ـ مراعاة االلتزامات الناجمة عن عقد العمل‪.‬‬
‫ هذه االلتزامات العامة التي تشكل الحدود الدنيا التي ال يجوز للمسير تجاوزها تحت‬
‫طائلة الجزاءات التأديبية التي قد تصل حد التسريح أو الفصل وفق األحكام القانونية املقررة‬
‫‪42‬‬
‫بمقت�ضى املواد ‪ 73‬وما بعدها إلى املادة ‪ 73‬ـ ‪ 6‬من قانون عالقات العمل‪.‬‬
‫ حيث يمارس الجهازاملسير للمؤسسة من حيث املبدأ كافة الصالحيات والسلطات التي‬
‫خولها القانون للسلطة السلمية في املؤسسة تجاه العامل املرتبط معها بعقد عمل‪ ،‬رغم أن هذا‬
‫العامل ال يخضع من حيث املبدأ للنظام الداخلي للمؤسسة‪ ،‬إذ يرجع أساس هذه السلطة إلى‬
‫عالقة التبعية الناتجة عن شروط وأحكام عقد العمل‪ ،‬والتي تولد عالقة العمل التي تقوم بين‬
‫اإلطار املسير والهيئة املستخدمة‪ .‬رغم بعض مظاهر عالقة الوكالة التي تظهر من خالل املهام‬
‫والصالحيات والسلطات التي تمنحها الهيئة املستخدمة لإلطاراملسيرباعتبارها من الضروريات‬
‫والحتميات والوسائل القانونية والتنظيمية التي ال يمكن لإلطاراملسيرالقيام باملهام والعمال التي‬
‫كلف بها إال إذا توفرت له هذه الصالحيات والسلطات التي تحكم آثارها القانونية والتنظيمية‬
‫أحكام قانون التجاري‪ ،‬وليس لقانون العمل‪ .‬األمر الذي قد يثير بعض اإلشكاالت في تحديد‬
‫الطبيعة القانونية لعقد عمل اإلطاراملسير‪ ،‬هل هو عقد عمل أم عقد وكالة ؟‬
‫ً‬
‫ثانيا ‪ :‬الطبيعة القانونية لعالقة عمل األجيراملسير‬
‫تتميز عالقة عمل املسيرين األجراء بنظام نوعي خاص يمنح نوع من الحرية لألطراف‬
‫بالخروج عن بعض املبادئ والقيود والتدابير املعمول بها في قانون عالقات العمل‪ ،‬هذه‬
‫الوضعية التي حتمت على املشرع منح هذه الفئة منظومة قانونية متميزة بمقت�ضى نص املادة ‪4‬‬
‫من قانون عالقات العمل‪ ،‬والتي ترجمها املرسوم التنفيذي املنظم لهذا النظام النوعي الخاص‬
‫بعالقة عمل هذه الفئة من العمال‪ .‬والتي تخضع في حياتها املهنية إلى منظومة قانونية مركبة من‬
‫أحكام قانون عالقات العمل وأحكام القانون التجاري‪ ،‬فإلى أي مدى يمكن الجمع بين نظامين‬
‫قانونين مختلفين في عالقة واحدة ؟‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1260‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫أ ـ إشكاليات عقد عمل األجيراملسيربين أحكام قانون العمل وأحكام القانون التجاري‪.‬‬
‫أ ‪ 1 /‬ـ في شركة املساهمة ذات مجلس اإلدارة‪ :‬يتم توزيع اإلدارة في هذا النوع من الشركات‬
‫بين أجهزة متعددة تتمثل في الجمعية العامة التي تتداول حول أمور نشاطها وإدارتها تطبيقا‬
‫ً‬
‫ملبدأ ارتباط اإلدارة بملكية رأس املال‪ 43،‬ونظرا لتعذر ممارسة كل املساهمين لحقهم في اإلدارة‬
‫مباشرة يتم انتخاب هيئة محددة العدد تقوم بالتسييرالفعلي للشركة تتمثل مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫يتولى مجلس اإلدارة وهو جهاز تنفيذي بتسيير أمورها عن طريق اتخاذ القرارات الالزمة‬
‫لتحقيق غرضها ويضع قرارات وتوصيات الجمعية العامة موضع التنفيذ وهذا ما تبينه‬
‫املادة ‪ 610‬من القانون التجاري‪ «:‬بتولي إدارة شركة املساهمة مجلس إدارة واملادة ‪ 622‬من‬
‫نفس القانون التي تنص‪« :‬يخول مجلس اإلدارة كل السلطات للتصرف في كل الظروف باسم‬
‫‪44‬‬
‫الشركة‪».‬‬
‫فباستثناء اإلداريين أو أعضاء مجلس اإلدارة وإن كانوا مسيرين طبقا ألحكام القانون‬
‫التجاري‪ ،‬فإنهم ال يتمتعون بهذه الصفة حسب مفهوم املرسوم التنفيذي ‪ 290/90‬املنظم‬
‫لعالقة عمل املسير األجير‪ ،‬فهم وكالء اجتماعيين وهو ما يجعل املجلس مجرد جهاز داخلي في‬
‫الشركة وكذا إطارات املديرية املساعدين للمديرالعام والذين وفقا للمادة ‪ 2‬من املرسوم املشار‬
‫‪45‬‬
‫إليه أعاله فإنهم يعدون مسيري مؤسسات‪.‬‬
‫أما بالنسبة لكل من رئيس مجلس اإلدارة واملديرالعام‪ ،‬فهاتين الوضعيتين تطرحان عدة‬
‫تساؤالت حول مكانتهما القانونية في املؤسسة أين سنحاول دراسة كل واحدة على حدا‪.‬‬
‫بالنسبة لرئيس مجلس اإلدارة‪ :‬هل يمكن له أن يستفيد من أحكام املرسوم التنفيذي‬
‫‪ 290/90‬وأن يحل محل املسيراألجيرالرئي�سي؟‪ ‬‬
‫للجواب على هذا اإلشكال البد من الرجوع على أحكام املادة ‪ 635‬من القانون التجاري‬
‫التي تنص على أنه ينتخب مجلس اإلدارة من بين أعضائه رئيسا يتولى تحت مسؤوليته اإلدارة‬
‫العامة للشركة وتمثيلها في عالقتها مع الغير ويمتنع بالسلطات الواسعة للتصرف باسمها املادة‬
‫ي ‪46‬‬
‫من القانون التجار ‪.‬‬
‫من خالل النصوص السابقة نجد أن لرئيس مجلس اإلدارة صالحيات لرئاسة املجلس‬
‫وإدارة الشركة وعمليا يفهم الكثير منا أن األولى يحكمها القانون التجاري باعتبارها تعد وكالة‪،‬‬
‫والثانية ينظمها قانون العمل باعتبارها منظمة بعقد عمل وأنه يجمع بين وظيفتين قانونيتين‬
‫بطبيعيين مختلفتين‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى أحكام القانون التجاري وبالتحديد املادة ‪ 639‬منه والتي تنص على أنه‪:‬‬
‫«يجوز ملجلس اإلدارة بناءا على اقتراح الرئيس أن يكلف شخصا واحدا أو ٍاثنين من األشخاص‬
‫الطبيعيين ليساعد الرئيس كمديرين عامين» وهي املادة التي تبين بصفة صريحة أن وظيفة‬
‫اإلدارة العامة للشركة وظيفة لصيقة برئيس مجلس اإلدارة‪ ،‬فالوظيفتين مرتبطتين ال‬
‫‪1261‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫يمكن الفصل بينهما‪ ،‬وال يوجد أي نص صريح يفصل بين وظيفة رئيس مجلس اإلدارة وتولى‬
‫واالستحالة التي تؤكدها املادة ‪ 638‬املذكورة آنفا والتي أتت في طابع الوجوب‬
‫املديرية العامة‪ٍ ،‬‬
‫واإللزام‪ ‬على أن رئيس مجلس اإلدارة يتولى تحت مسؤوليته اإلدارة العامة‪ ،‬أيضا املادة ‪ 02‬من‬
‫املرسوم التنفيذي ‪ 290/90‬لم تذكرصراحة مصطلح رئيس مجلس اإلدارة‪.‬‬
‫وعليه يبقى رئيس مجلس اإلدارة محل عقد وكالة‪ ،‬وال يحتاج إلى عقد أخر لتولى اإلدارة‬
‫العامة‪ .‬وبناء على ذلك نستبعده من نظام عالقات العمل ومن مجال تطبيق املرسوم التنفيذي‬
‫‪ 290/90‬عليه وال يمكنه بذلك أن يكتسبه صفة املسيراألجيرالرئي�سي فهووفقا للقانون التجاري‬
‫وكيال ٍاجتماعيا بحكم القانون‪.‬‬
‫إما بالنسبة للمديرالعام‪ :‬فإن رئيس مجلس اإلدارة يتولى اإلدارة مهام ثقيلة ولهذا يمكنه‬
‫أن يقترح على مجلس اإلدارة تعين شخص أو ٍاثنان للقيام بمساعدته فى القيام بمهام اإلدارة‬
‫العامة تحت مسؤوليته الشخصية بصفته مديرا عاما (املادة ‪ 639‬من القانون التجاري)‬
‫فتعينه يخضع لحرية مجلس اإلدارة ورئيسها‪ .‬وفى هذه الحالة يعتبر جهاز من أجهزة الشركة‬
‫وباالتفاق مع رئيسه يحدد مجلس اإلدارة مدى ومدة السلطات املفوضة للمدير العام املادة‬ ‫ٍ‬
‫‪ 1/644‬من القانون التجارى‪ ،‬رغم أن له كل السلطات للتصرف باسم الشركة وله ٍاتجاه الغير‬
‫نفس سلطات رئيس مجلس اإلدارة وفقا ألحكام املادة ‪ 2/641‬من القانون التجاري‪.‬‬
‫إن املدير العام يرتبط بعقد عمل مع املؤسسة طبقا للمرسوم ‪ 290/90‬املتعلق بالنظام‬
‫الخاص بعالقات العمل الخاصة بمسيري املؤسسات الذي ال يخص سوى اإلدارة العامة فهو‬
‫أول منصب معنى به مباشرة‪ ،‬وعليه فهو يتمتع بصفة املسيراألجيرالرئي�سى في هذه الشركة‪.‬‬
‫حيث أن املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذى ‪ 290/90‬تنص صراحة على أنه‪« :‬يعتبر مسير‬
‫املؤسسة وفق تطبيق هذا املرسوم كل من املسير األجير الرئي�سي‪ ،‬املدير العام‪ ،‬والوكيل أو‬
‫أي مسير أجير رئي�سي أخر‪ » ...‬وهذا ما يطرح اإلشكالية التالية‪ :‬فاملدير العام من جهة القانون‬
‫التجاري يعد وكيل ٍاجتماعى ومن جهة قانون العمل مسيرأجيررئي�سى‪.‬‬
‫إن الجمع بين املهمتين أو الوظيفتين يثير العديدة من اإلشكاالت والصعوبات العملية‬
‫خاصة فى حالة قطع عالقة العمل باعتبار أن كل من عقد الوكالة وعقد العمل مستقلين عن‬
‫بعضهما البعض مما يجعل املدير العام يحكمه قانونين القانون التجارى كقانون عام وقانون‬
‫العمل كقانون خاص‪.‬‬
‫إن الفرضية التي يمكن أن توقعها هنا‪ ،‬هي أن عقد العمل هو تابع للوكالة‪ ،‬أي أن صفة‬
‫املديرالعام لم تستند أو تؤسس على أحكام عقد العمل املبرم‪ ،‬بل على أحكام القانون التجارى‬
‫السيما املادة ‪ 639‬منه وعليه بزوال الوكالة أو سحبها ينق�ضى عقد عمله‪ .‬هذه الوضعيات التي‬
‫ً‬
‫كثيرا ما تطرح العديد من اإلشكاالت العملية لم يعالجها املرسوم التنفيذى ‪ 290/90‬املنظم‬
‫ن ‪47‬‬
‫لعالقات عمل املسيرين‪ ،‬مما يبرز إحدى الثغرات القانونية التي يعاني منها هذا القانو ‪.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1262‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫أ ‪ 2 /‬ـ أما بالنسبة لشركة املساهمة ذات مجلس املديرين‪ :‬فتعتبر هذه الشركة‬
‫الشكل الحديث لشركة املساهمة‪ ،‬وقد أدخلها املشرع الجزائري في نظامها القانوني بموجب‬
‫املرسوم التشريعي ‪ 08/93‬املؤرخ في ‪ 1993/04/25‬ويتولى إدارة هذه الشركة ثالثة أجهزة أال‬
‫وهي‪ :‬الجمعية العامة للمساهمين‪ ،‬مجلس مراقبة ومجلس مديرين‪ ،‬ويتولى اإلدارة العامة لها‬
‫طابعا للمادة ‪ 1/643‬من القانون التجاري‪ ،‬التي تنص «يدير شركة املساهمة مجلس مديرين‬
‫يتكون من ثالثة إلى خمسة أعضاء على األكثر» وعدد أعضاء مجلس املديرين يحدده القانون‬
‫األسا�سي‪ ،‬ويتم تعيينهم من طرف مجلس املراقبة عن طريق عقد التعيين الذي يحدد كيفية‬
‫دفع األجراملادة ‪ 647‬من القانون التجاري وتسند الرئاسة ألحدهم املادة ‪ 645‬قانون تجاري ‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه هنا‪ ،‬هو هل يمكن أن تطيق أحكام املرسوم التنفيذي ‪ 290/90‬على‬
‫أعضاء مجلس املديرين؟‬
‫إذا رجعنا إلى القانون التجاري نجده يعتبر أعضاء مجلس املديرين وكالء اجتماعيين‪،‬‬
‫لكن املرسوم التنفيذي ‪ 290/90‬قد أضفى عليهم صفة األجير أي صفة املسير األجير الرئي�سي‪،‬‬
‫ألنهم يتمتعون بسلطات مماثلة في التسيير ويمكن تحديد لكل واحد منهم األهداف والنتائج‬
‫التي يجب تحقيقها‪ ،‬فهم يرتبطون بعقود عمل ويستفيدون هكذا من أحكام املرسوم التنفيذي‬
‫‪ 290/90‬والحماية املقررة للعمال بمقت�ضى قانون ‪ 11/90‬املتعلق بعالقات العمل‪.‬‬
‫إطارات املديرية‪ :‬إن قائمة هذه اإلطارات ومستوى رواتبهم التي تحدد باتفاق بين املسير‬
‫األجير الرئي�سي وهيئة اإلدارة للشركة‪ ،‬مما يعني أن نفس الوظيفة يمكن أن تعطي صفة اإلطار‬
‫السامي لصاحبها في شركة وال تعطيها في شركة أخرى‪ 48،‬لكن إذا ما ثبت لدينا أن عامال هو من‬
‫اإلطارات املسيرة للمؤسسات فبماذا تتميزوضعيته ؟‬
‫إذا رجعنا إلى املرسوم التنفيذي ‪ 290/90‬نالحظ أنه ينص على فريق اإلطارات املسيرة‬
‫دون تحديد معايير تعريفهم وتمييزهم‪ ،‬وعليه فلم يبقى تحديدهم يخضع للمبادئ التي حددها‬
‫املرسوم ‪ 129/86‬املؤرخ في ‪ ،1986/08/05‬فالتصنيف الحالي لهذه الفئة أصبح يحدد باالتفاق‬
‫بين املسيراألجيرالرئيس وجهازاإلدارة للشركة عند التفاوض حول بنود عقد هذا األخير‪ ،‬وهو ما‬
‫تؤكده املادة ‪ 05‬من املرسوم ‪ 290/90‬التي تبين من خاللها أنها مساعدة للمسير األجير الرئي�سي‬
‫وتتحمل معه مسؤولية التسييرفرديا والنتائج االقتصادية واملالية للمؤسسة فأسس تحديدهم‬
‫تختلف من مؤسسة ألخرى وإن كان االتفاق على أن تعيينهم يكون في كل املؤسسات من طرف‬
‫املسيراألجيرالرئي�سي للمؤسسة‪ ،‬وذلك يخضع لعدة عوامل نخص بالذكر‪:‬‬
‫ • اتساع وطبيعة نشاط املؤسسة‬
‫ • تنظيم الوظائف و الهياكل‪.‬‬
‫ •تقسيم سلطات اإلدارة والتسييرعلى مستوى الجهازاملركزي ومراكزالنشاطات‪.‬‬
‫ •أهداف العقد املحدد من طرف الجهازاإلداري للشركة واتساع االلتزامات والنتائج‪.‬‬
‫‪1263‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫حيث أعطى املرسوم ‪ 290/90‬الحرية التامة في تفسير مفهوم التسيير‪ ،‬حيث أصبح‬
‫نفس املنصب يمكن أن يكون مسيرا في شركة وليس كذلك في شركة أخرى‪ ،‬حتى ولو كانت‬
‫األعمال واملسؤوليات متماثلة‪ ،‬ذلك أن الهدف الرئي�سي لوجود هذا املرسوم هو الوصول إلى‬
‫تجنيد أكبرلإلطارات املسيرة للوصول إلى األهداف املحددة مسبقا من طرف اإلدارة العامة‪.‬‬
‫نتيجة لهذا التجنيد جعل املشرع من حقوق والتزامات اإلطارات املسيرة ال يخضع‬
‫للتفاوض الجماعي كما أنهم ال يخضعون للنظام الداخلي للمؤسسة‪ 49،‬مما يجعلنا نقول أن‬
‫اإلطارات املعينة باملرسوم هى تلك التى تتمتع بسلطة إدارية قادرة على التأثيرإما إيجابا أو سلبا‬
‫على املردود العام والنتائج النهائية‪ ،‬هذه السلطة ناتجة عن تفويض من املسير األجير الرئي�سى‬
‫الذي يضع تحت تصرف اإلطار‪ ،‬السلطة‪ ،‬والوسائل‪ ،‬واملسؤولية املباشرة‪ ،‬واالستقالل الواسع‬
‫فى التصرف‪.‬‬
‫حيث تنص املادة ‪ 08‬فى فقرتها الثالثة من املرسوم ‪« : 290/90‬يكون عقد العمل الخاص‬
‫باملسير األجير موضع تفاوض مع جهاز إدارة الشركة‪ ،‬ويحدد على الخصوص ما يلي‪ :‬سلطات‬
‫املسيراألجيرالرئي�سى لتوظيف إطارات املديرية املذكورة فى املادتين ‪ 05، 02‬أعاله ‪».‬‬
‫ طبقا لهذه املادة فاملسير األجير الرئي�سى يمكن أن يحدد وحده من هم اإلطارات املسيرة‬
‫الحقيقيين الذين يكونون مساعديه والحاصلين على جزء من سلطة اإلدارة التى يملكها كاملة‪،‬‬
‫فاملعاييرالوحيدة لتحديد اإلطارات الحقيقية هى التى يضعها املسيراألجيرالرئي�سى طبقا للعقد‬
‫الذى يربطه مع الجهاز اإلدارى للشركة وهو يعتمد فى هذا على الكفاءة والقدرة على التسيير‬
‫والتوجيه وعلى أساسها يمنح ويكلف اإلطارات باألعمال التى تتناسب مع صفاتهم وهذا ما نصت‬
‫عليه املادة ‪ 05‬من املرسوم التنفيذى ‪ «: 290/90‬يمكن للمسير األجير الرئي�سي وفقا للسلطات‬
‫التي يسندها له اإلدارة للشركة ذات رؤوس األموال أن يوظف إطارات املديرية ملساعدته‪.‬‬
‫ يحدد قائمة املناصب املعينة إلطارات املديرية وكذلك كيفية دفع مرتباتهم باتفاق بين‬
‫املسير األجير الرئي�سي وجهاز اإلدارة التابعة للشركة أين تصبح هذه املادة مهمة جدا في تكييف‬
‫الوضعية القانونية لإلطار إذا كان يحكمه هذا املرسوم أم ال الن تسمية الوظيفة ال تكفي فقد‬
‫يوظف عامل كمديرلكنه ليس من اإلطارات التي يحكمها املرسوم الن منصب املديرالذي عين‬
‫‪50‬‬
‫من اجله لم يكن وفق االتفاق الوارد مع مجلس اإلدارة»‪.‬‬
‫االتفاق املبرم بين املسير األجير الرئي�سي‪ ،‬ومجلس اإلدارة على‬ ‫ هذا املعيار القائم على ٍ‬
‫تحديد قائمة املناصب ال األشخاص وعليه فاملسيراألجيرالرئي�سي هوالذي يصنع عقود اإلطارات‬
‫املسيرة ويتفاوض حولها مع املعنيين تبعا للعقد الذي يربطه مع جهاز اإلدارة والذي يخضعه‬
‫اللتزام النتائج في األخير يمكن أن نقول أن املسير األجير الرئي�سي له مسؤولية وسلطة في هذا‬
‫املجال محددة مسبقا من طرف جهاز اإلدارة مما يعني أنه ال يلتزم تجاه اإلطارات باسمه‪ .‬وإنما‬
‫باسم جهاز اإلدارة في الحدود املرسومة له مسبقا لهذا السبب من الضروري اإلبرام الدقيق‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1264‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫لعقد اإلطار املسير‪ ،‬ويجب أن يتضمن التقدير الحقيقي للنتائج املطلوبة ومبالغ العالوات‬
‫املناسبة لها‪ .‬وما يمكن أن نقوله في نهاية هذا البحث أن املشرع الجزائري قد خفض كثيرا من‬
‫فريق املسيرين و ذلك خالل حصرهم في املادة الثانية من املرسوم ‪ 290/90‬مع بقاء اإلشكالية‬
‫املفروضة أال وهي أن هؤالء املسيرين ما عدا إطارات املديرية الذين يعدون في نظر القانون‬
‫التجاري وكالء اجتماعيين‪ ،‬إال أنهم بعد صدور املرسوم ‪ 290/90‬أصبحوا أيضا في نظر قانون‬
‫العمل‪ ،‬وبمقت�ضى نظامهم النوعي الخاص أجراء يرتبطون مع املؤسسة بعقود عمل مما يجعل‬
‫وظيفتهم تحكمها عدة أحكام قانونية منها ما يرجع إلى قانون التجاري واملدني‪ ،‬ومنها ما يخضع‬
‫لقانون عالقات العمل العامة او النوعية أي الخاصة بهذه الفئة‪ .‬أي أهم أنهم أصبحوا في نفس‬
‫ً‬
‫الوقت وكالء وعمال معا‪.‬‬
‫ أ ـ عقد عمل املسير‪ ...‬مزيج من عقد العمل وعقد الوكالة ‪ :‬إن الوضع القانوني املشار‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إليه سابقا الذي أصبح يحكم اإلطارات املسيرة‪ ،‬أصبح يطرح سؤاال حتميا‪ ،‬هل يمكن الجمع‬
‫بين عقد الوكالة وعقد العمل؟‬
‫ إن فكرة الجمع بين العقدين غير ممنوع مبدئيا‪ ،‬يخضع فقط لبعض الشروط‪،‬‬
‫فالقانون التجاري لم ينظم سوى الجمع بالنسبة للقائمين باإلدارة‪ ،‬هذه الشروط ال تطبق على‬
‫ممثلي العمال املنتخبين في أجهزة اإلدارة للشركة طبقا لنص املادة ‪ 95‬من القانون ‪« 11/90‬‬
‫تضم الهيئة املستخدمة أكثرمن ‪ 150‬عامال وعندما يوجد بداخلها مجلس إدارة أو مراقبة تعين‬
‫لجنة املشاركة من أعضائها أو من غير أعضائها قائمين باإلدارة يتولون تمثيل العمال من هذا‬
‫‪51‬‬
‫املجلس طبقا للتشريع املعمول به‪».‬‬
‫ ومن خالل الفقرة األولى من املادة ‪ 615‬من القانون التجاري التي تنص على أنه‪ «:‬ال‬
‫يجوز لألجير املساهم في الشركة أن يعين قائما باإلدارة إال إذا كان عقد عمله سابقا بسنة‬
‫واحدة على األقل لتعنيه ومطابقا ملنصب العمل الفعلي دون أن يضيع منفعة عقد العمل ويعتبر‬
‫كل تعيين مخالف ألحكام هذه الفقرة باطال وال يؤدي هذا البطالن إال إلغاء املداوالت التي ساهم‬
‫فيها القائم باإلدارة املعين بصورة مخالفة للقانون» ‪.‬‬
‫ وبالنظرلهذه املادة نجد أن الشرط األسا�سي الذي يوقف عليه املشرع الجمع هو وجود‬
‫عقد عمل فعلى‪ ،‬وهو ما يجعل مسيراملؤسسة يجمع بين الوكالة وعقد العمل ما دام أن املشرع‬
‫ال يمنعه وعليه يمكن ألعضاء مجلس املديرين لشركة املساهمة وللمدير العام الجمع بين‬
‫العقدين بتوفرالشروط اآلتية‪:‬‬
‫ ‪ -‬يجب أن يكون عقد العمل مطابقا لعمل فعلي وهو شرط عام‪.‬‬
‫ ‪-‬شرط أقدمية سنة بالنسبة للمديرالعام القائم باإلدارة‪.‬‬
‫ ‪-‬شرط اإلذن املسبق والرقابة لالحقة في بعض الحاالت‪.‬‬
‫ ن املرسوم التنفيذي ‪ 290/90‬الخاص بعالقات العمل ملسيري املؤسسات يصف‬
‫‪1265‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬
‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫العالقة بين املسير والشركة أنها عالقة عمل‪ ،‬جعله يثير نوع آخر من الجمع خاصة في منظور‬
‫قانون العمل هو جمع عقد عمل عادي وعقد عمل مسير خاصة إذا دعي أجير لشغل منصب‬
‫مسير‪.‬‬
‫فهل يمكن الجمع بين عقدي عمل ؟‬
‫إن االعتراض على الجمع قد يجد دعمه في أنه من غير املنطقي أن يرتبط أجير مع نفس‬
‫املستخدم بعقدي عمل‪ ،‬فيمكن اعتباراملوافقة على العقد الثاني‪ ،‬بمثابة إحداث تعديل جذري‬
‫أو جوهري في شروط وأحكام العقد األول باتفاق الطرفان طبقا لنص املادة ‪ 63‬من قانون‬
‫‪52‬‬
‫‪.11/90‬‬
‫ً‬
‫من هنا يظهر لنا أن املرسوم ‪ 290/90‬قد خلق لنا عقدا يحمل مواصفات تنظيمية‬
‫تجعل منه عقد عمل‪ ،‬إال أنه يختلف عن عقد العمل العادي أو التقليدي بكونه يقترب أكثرمن‬
‫ً‬
‫نظام الوكالة طبقا للقانون التجاري‪ ،‬نظرا ملا يتضمنه من شروط غير مألوفة في عقود العمل‬
‫العادية‪ ،‬األمر يجعل الجمع بين عقد عمل عادي وعقد عمل مسير ممكن‪ .‬ما دام ليس هناك‬
‫قانون أو تنظيم يمنع ذلك‪.‬‬
‫ وعليه يمكن أن نستخلص أن املسير األجير هو في نفس وكيل اجتماعي بحكم القانون‬
‫التجاري‪ ،‬وعامل أجير بحكم قانون العمل‪ ،‬مما يجعل عالقة املسير باملؤسسة املستخدمة‬
‫تخضع لنظامين قانونين في نفس الوقت‪.‬‬
‫ً‬
‫ انطالقا من هذه النتيجة املستخلصة سابقا‪ ،‬يتجلى لنا أن عقد عمل اإلطار املسير‪،‬‬
‫ومنه ‪ ‬النظام القانوني ملركز املسير األجير الرئي�سى مزدوج‪ ،‬لكونه يجمع بين وظيفته كأجير‬
‫ووظيفته كمسير فى الشركة‪ ،‬ازدواجية تخضع العالقة بين املسير واملؤسسة إلى ثنائية املعالجة‬
‫القانونية بين أحكام قانون العمل‪ ،‬وأحكام القانون التجارى‪.‬‬
‫ حيث أن هذا الجمع خلق تداخل بين القانونين وهذا ما قد يفرض على أحدهما أن يتبع‬
‫الثانى وال يمكن دراسة قانون دون األخر‪ .‬حيث وضعت املادة ‪ 8‬من املرسوم ‪ 290/90‬قاعدة‬
‫أساسية أال وهى حرية التفاوض حول عقد العمل ولكن فى املقابل ٍفان العقد فى بعض أحكامه‬
‫يجب أن يأخذ بعين االعتبار هذا التميز‪ ،‬فاملدير العام يحدد سلطاته من طرف مجلس اإلدارة‬
‫باالتفاق مع رئيسه (املادة ‪ 639‬من القانون التجارى) وبالتالى تفاوضه مع مجلس اإلدارة ال يكون‬
‫ٍ‬
‫االتفاق املسبق بين املجلس ورئيسه مما يجعل عقد املسير ٍكاتفاق ملحق أو تابع‬ ‫إال فى حدود ٍ‬
‫للوكالة‪ ،‬فحرية التفاوض حول مضمونه محددة بعالقته بها‪ ،‬أما بالنسبة لعقد إطارات املديرية‬
‫االتفاق املسبق حول‬‫فالتفاوض يقع بين املسير األجير الرئي�سى وجهاز اإلدارة لتوظيفهم‪ ،‬فيتم ٍ‬
‫بعض عناصرعقدهم مثل أجرهم‪ ،‬مبلغه‪ ،‬طرق تحديده وكيفيات دفعه ومدته‪ .‬إلى جانب بعض‬
‫البنود غير املألوفة فى عقود العمل العادية‪ ،‬تتناسب وحجم السلطات واملسؤوليات املخولة‬
‫له‪ .‬وهو ما يحد من سلطة التفاوض بين املسير األجير الرئي�سي وإطارات املديرية املرتبطين به‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1266‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫باعتبارهم يشكلون فريق عمل متكامل‪.‬‬


‫الخاتمة ‪:‬‬
‫من خالل العرض السابق ملوضوع النظام القانوني لعقد عمل مسيري املؤسسات نجد‬
‫أن املشرع من خالل املرسوم التنفيذي ‪ 290/90‬املؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر ‪ 1990‬املتضمن النظام‬
‫النوعي الخاص بعالقة عمل مسيري املؤسسات قد أضفى على بعض مسيري الشركات صفة‬
‫األجير ‪ ،‬وربط عالقاتهم مع املؤسسات املستخدمة بعقود عمل وأعطى لهم حماية قانونية‬
‫طبقا لقوانين العمل حين نصت املادة ‪ 06‬منه «يكون ملسيري املؤسسات املذكورة في املادة ‪02‬‬
‫من املرسوم ‪ 290/90‬نفس الحقوق ٍ‬
‫وااللتزامات املعترف بها للعمال األجراء بمقت�ضى التشريع‬
‫املعمول به‪ ،‬ما عدا الخاصة املرتبطة بالنظام النوعي لعالقات عمله‪ ».‬رغم أن القانون التجاري‬
‫ما زال يعامل البعض منهم كوكالء ٍاجتماعين األمرالذي يخلق ٍازدواجية في طبيعة وظائفهم‪ ،‬إلى‬
‫ومشكل الجمع بين عقد الوكالة وقد العمل‪ .‬هذه االٍزدواجية التي جعلت العالقات التعاقدية‬
‫للمسيرتنطوي على بنود والتزامات غيرمألوفة لدى غيرهم من العمال األجراء العادين‪.‬‬
‫فالعقد هواملصدراألسا�سي لوضعيتهم بعد التشريع‪ ،‬حيث أن النص التنظيمي لعالقاتهم‬
‫النوعية‪(،‬املرسوم التنفيذي ‪ )290/90‬السيما من خالل املواد ‪ 16 ، 9 ، 8 ، 7‬و‪ .17‬قد استبعد‬
‫وأستثنى هؤالء املسيرين من مجال تطبيق عدة أنظمة وآليات وأحكام قانونية في قانون عالقات‬
‫العمل‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ استبعادهم من الخضوع للنظام الداخلي للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عدم خضوع حقوقهم والتزاماتهم بما فيها أجورهم وتعويضاتهم املختلفة‪ .‬وبصفة‬
‫عامة مضمون عقود عملهم للتفاوض الجماعي‪ٍ ،‬‬
‫واالتفاقيات الجماعية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ عدم خضوعهم لتطبيق القيود الواردة على عقود العمل املحددة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عدم التقيد باألحكام القانونية املتعلقة باملدة القانونية للعمل‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ عدم التقيد باألحكام القانونية املقيدة إلجراء اللجوء إلى الساعات اإلضافية للعمل‪،‬‬
‫ً‬
‫بل وسمح ضمنيا بإمكانية تنفيذ ساعات عمل إضافية بصفة دائمة‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ منعهم من أن يكونوا ناخبين ومنتخبين في لجان املشاركة‪.‬‬
‫الهوامش ‪:‬‬
‫‪ 1‬املعدل واملتمم‪ .‬ج ‪ .‬رعدد ‪ 17‬لسنة ‪.1990‬‬
‫‪ 2‬ج‪.‬رعدد ‪ 42‬لسنة ‪.1990‬‬
‫‪ 3‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 2‬لسنة ‪ .1988‬الذي ألغى نظام الوصاية اإلدارية عن املؤسسات االقتصادية‪ ،‬وأقرنظام استقاللية هذه املؤسسات عن‬
‫السلطات العمومية‪ .‬مع إقامة نظام جديد للرقابة على هذه املؤسسات وهو نظام صناديق املساهمة‪ ،‬التي تحولت فيما بعد للصناديق‬
‫القابضة‬
‫‪ 4‬أنظرفي هذا الشأن‪ ،‬املواد ‪ 61‬وما بعدها من األمر‪ 71‬ـ ‪ 74‬املؤرخ في ‪ 16‬نوفمبر‪ 1971‬املتضمن قانون التسييراالشتراكي للمؤسسات‪.‬‬
‫ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 101‬لسنة ‪ .1971‬ص ‪ 1352‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪1267‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫‪ 5‬السيما املرسوم ‪ 134/66‬املؤرخ فى ‪ 2‬جوان ‪ 1966‬الذي أقر في مادته الثانية التى تقت�ضى بتمديد تطبيق قانون الوظيفة العامة إلى‬
‫املؤسسات ذات الطابع الصناعى والتجارى‪ .‬التي كانت تحكمها قواعد القانون اإلداري أكثر مما تحكمها قواعد القانون التجاري‪. .‬وهو‬
‫املرسوم الذي تم إلغاؤه بمقت�ضى املادة ‪ 148‬املرسوم ‪ 95/85‬الصادر فى ‪ 23‬مارس ‪ 1985‬املتضمن القانون األسا�سي النموذجي لعمال‬
‫الهيئات اإلدارية‪.‬‬
‫‪ 6‬ينظرفي هذا الشأن مجموعة هذه املنظومة القانونية‪ .‬في ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 2‬الصادرة في ‪ 13‬جانفي ‪.1988‬‬
‫‪ 7‬القانون ‪ 90‬ـ ‪ 11‬املؤرخ في ‪ 21‬أفريل ‪ .1990‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 17‬لسنة ‪.1990‬‬
‫‪ 8‬السيما القانون ‪ 90‬ـ ‪ 02‬املؤرخ في ‪ 06‬فيفري ‪ 1990‬املتعلق بالوقاية من نزاعات العمل الجماعية وممارسة حق اإلضراب‪ .‬والقانون‬
‫‪ 90‬ـ ‪ 04‬املؤرخ في ‪ 06‬فيفري ‪ 1990‬املتعلق بتسوية نزاعات العمل الفردية‪ .‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 06‬لسنة ‪.1990‬‬
‫‪ 9‬القانون ‪ 82‬ـ ‪ 06‬املؤرخ في ‪ 1982 -2-27‬املتعلق بالعالقة الفردية للعمل‪ ،‬والنصوص التطبيقية له‪.‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 9‬لسنة ‪.1982‬‬
‫ً‬
‫‪ 10‬أنظراملواد ‪ 114‬وما بعدها من القانون ‪ 90‬ـ ‪ 11‬املشارإليه سابقا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 11‬السيما املادة ‪ 4‬من القانون ‪ 90‬ـ ‪ 11‬املشارإليه سابقا‪.‬‬
‫للتعمق أكثر في املوضوع‪ :‬راجع‪ :‬أحمية سليمان‪ .‬الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري‪ .‬ديوان املطبوعات الجامعية‪.‬‬
‫الجزائر‪ .‬الطبعة الثانية ‪ .2015‬ص ‪ 11‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 12‬عادة ما يتمثل هذا الجهاز في مجلس اإلدارة بالنسبة لشركات املساهمة‪ ،‬ومجلس املراقبة بالنسبة للشركات ذات املسؤولية‬
‫املحدودة‪ ،‬أوأي جهازإداري آخر‪ .‬وفق نص املادة ‪ 2‬من املرسوم التنفيذي ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر‪ .1990‬املتعلق بالنظام الخاص‬
‫بعالقات عمل مسيري املؤسسات‪ .‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 42‬لسنة ‪.1990‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 13‬وذلك ما تنص عليه املادة ‪ 8‬من املرسوم التنفيذي ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املشارإليه آنفا‪ .‬والتي سنعود لتفصيل أحكامها الحقا‪.‬‬
‫‪ 14‬سنعود للبحث بالتفصيل في هذا املوضوع في املطلب األول من املبحث األول من الفصل الثاني املتعلق بحقوق والتزامات األجيراملير‪.‬‬
‫أنظر فيما يتعلق بموضوع األجر كركن من أركان عقد العمل‪ .‬أحمية سليمان‪ .‬التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ـ‬
‫عالقة العمل الفردية ـ الجزء الثاني‪ .‬املرجع السابق‪ .‬ص ‪ 28‬وما بعدها‪.‬‬
‫ومنها املادة ‪ L.3111 - 2‬من تقنين العمل الفرن�سي‪ .‬التي سبق اإلشارة إليها أعاله‪ .‬واملادة ‪ 8‬من املرسوم التنفيذي ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املشار‬ ‫‪ً 15‬‬
‫إليه آنفا‪.‬‬
‫‪ 16‬أنظر في هذا الشأن‪El watan ; Le régime spécifique des cadres dirigeants : déjà deux décennies Contributions : les :‬‬
‫‪ autres articles‬وكذلك‪Pr. KOUDRI Ahmed Université d’Alger « Rémunération du premier dirigeant et gouvernance des :‬‬
‫‪entreprises publiques en Algérie » medkoudri@yahoo.fr‬‬
‫‪ 17‬وهي املادة التي تق�ضي بأن‪ :‬يخضع العمال في إطارعالقات العمل للواجبات األساسية التالية‪:‬‬
‫ـ أن يؤدوا بأق�صى ما لديهم من قدرات‪ ،‬الواجبات املرتبطة بمنصب عملهم‪ ،‬ويعملون بعناية ومواظبة في إطار تنظيم العمل الذي‬
‫يضعه املستخدم‪.‬‬
‫ـ أن يساهموا في مجهودات الهيئة املستخدمة لتحسين التنظيم واإلنتاجية‪.‬‬
‫ـ أن ينفذوا التعليمات التي تصدرها السلطة السلمية التي يعينها املستخدم أثناء ممارسته العادية لسلطاته في اإلدارة‪.‬‬
‫ـ ‪.....‬الخ‪ ”.‬إلى جانب االلتزامات العديدة األخرى السيما تلك املنصوص عليها في الفقرات ‪ ،8 ،7‬و‪ 9‬من نفس املادة‪.‬‬
‫‪ 18‬تنص املادة ‪ 12‬املعدلة من القانون ‪ 90‬ـ ‪ 11‬املشارإليها على أن‪ ”:‬يمكن إبرام عقد العمل ملدة محددة بالتوقيت الكامل أو بالتوقيت‬
‫الجزئي في الحاالت املنصوص عليها صراحة أدناه‪:‬‬
‫ـ عندما يوظف العامل لتنفيذ عمل مرتبط بعقود أشغال أو خدمات غيرمتجددة‪.‬‬ ‫ ‬
‫ً‬
‫ـ عندما يتعلق املر باستخالف عامل مثبت في منصب تغيب عنه مؤقتا‪ ،‬ويجب على املستخدم أن يحتفظ بمنصب العمل‬ ‫ ‬
‫لصاحبه‪.‬‬
‫ـ عندما يتطلب األمرمن الهيئة املستخدمة إجراء أشغال دورية ذات طابع متقطع‪.‬‬ ‫ ‬
‫ـ عندما يبرر ذلك تزايد العمل أو أسباب موسمية‪.‬‬ ‫ ‬
‫ـ عندما يتعلق األمربنشاطات أو أشغال ذات مدة محددة أو مؤقتة بحكم طبيعتها‪.‬‬ ‫ ‬
‫ويبين بدقة عقد العمل في جميع هذه الحاالت‪ ،‬مدة عالقة العمل‪ ،‬وأسباب املدة املقررة‪ ”.‬‬ ‫ ‬
‫‪ 19‬تنص املادة ‪ 5‬فقرة ‪ 2‬على أنه‪“ :‬تحدد قائمة املناصب املعنية إلطارات املديرية‪ ،‬وكذلك كيفيات دفع مرتباتهم باتفاق بين املسير‬
‫األجيرالرئي�سي‪ ،‬وجهازاإلدارة التابع للشركة ذات رؤوس األموال‪”.‬‬
‫‪ 20‬الهيئة التي تم إنشاؤها في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 2008‬بمقت�ضى قانون ‪ 13‬فيفري ‪ .2008‬وهي هيئة شبيهة إلى حد بعيد بالوكالة الوطنية‬
‫للتشغيل في الجزائر‪ ،‬إال أنها متخصصة فقط في تشغيل فئات املستويات العليا‪ ،‬أي فئة اإلطارات‪ .‬وفق ما تم تعريفها بمقت�ضى املادة‬
‫‪ L. 3111-2‬من تقنين العمل الفرن�سي‪.‬‬
‫‪ 21‬تنص املادة ‪ 9‬من القانون ‪ 90‬ـ ‪ 11‬املتعلق بعالقات العمل‪ ،‬بأنه‪ “ :‬يتم عقد العمل حسب األشكال التي تتفق عليها األطراف‬
‫املتعاقدة‪”.‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1268‬‬
‫العدد التاسع‬ ‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬ ‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫‪ 22‬تنص املادة ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املتعلق بالنظام النوعي لعقد عمل مسيري املؤسسات على أنه‪ “ :‬يرتبط املسير األجير‬
‫الرئي�سي بجهاز اإلدارة التابع للشركة ذات رؤوس األموال بعقد يحدد حقوقه والتزاماته وكذلك السلطات التي يخوله إياها جهاز إلدارة‬
‫املذكورة‪”.‬‬
‫‪ 23‬أنظر في هذا الشأن أحمية سليمان التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ـ عالقة العمل الفردية ـ الجزء الثاني‪.‬‬
‫املرجع السابق‪ .‬ص ‪ 40‬وما بعدها‪ .‬وكذلك بشيرهدفي الوجيزفي شرح قانون العمل‪ .‬املرجع السابق‪ .‬ص‪ 61‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 24‬ولهذا السبب فهم ال ًيخضعون للنظام الداخلي للمؤسسة املطبق على جميع العمال باستثنائهم‪ (.‬املادة ‪ 16‬من املرسوم التنفيذي‬
‫‪ 90‬ـ ‪ 290‬املشارإليه سابقا‬
‫‪ 25‬راجع في هذا الشأن‪ :‬روجرداوسون ـ أسرارقوة التفاوض‪ .‬مكتبة جرير‪ .‬الطبعة الثانية‪ .‬بدون اسم املترجم‪ ،‬وال ذكربلد النشر‪.‬‬
‫‪ 26‬نص املادة ‪ 106‬من القانون املدني الجزائري‪.‬‬
‫مع اإلشارة إلى أن املرسوم التنفيذي ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املنظم لعالقات عمل مسيري املؤسسات على أن ارتباط املسيراألجيرباملؤسسة املستخدمة‬
‫بـ “ بعقد “ ولم تنص على أنه يرتبط باملؤسسة بـ “عقد عمل‪”.‬‬
‫ً‬
‫‪ 27‬ومن بينها عطلة األمومة‪ ،‬بالنسبة للنساء العامالت‪ ،‬والتي تقدر بـ ‪ 14‬األسبوع أو ‪ 98‬يوما‪ .‬راجع املادة ‪ 23‬إلى ‪ 30‬من القانون ‪ 83‬ـ‬
‫على أنه‪ “ :‬تتقا�ضى‬‫‪ 11‬املؤرخ في ‪ 2‬يوليو ‪ 1983‬املعدل واملتمم‪ .‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 28‬لسنة ‪ .1983‬وال سيما املادة ‪ 29‬املعدلة منه التي تنص ً‬
‫املؤمنة لها‪ ،‬شريطة أن تتوقف عن كل عمل مأجور أثناء فترة التعويض‪ ،‬تعويضة يومية ملدة أربعة عشر(‪ )14‬أسبوعا تبدأ على األقل‬
‫أسابيع منها قبل التاريخ املحتمل للوالدة‪ .‬وعندما تتم الوالدة قبل التاريخ املحتمل‪ ،‬ال تقلص فترة التعويض املقدربـأربعة عشر‬ ‫ستة (‪ً )6‬‬
‫(‪ )14‬أسبوعا‪”.‬‬
‫‪ 28‬أنظرأحكام املواد ‪ 134‬إلى ‪ 143‬من املر‪ 74‬ـ ‪ 103‬املؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر‪ 1974‬املتضمن قانون الخدمة الوطنية‪ .‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 99‬لسنة‬
‫‪.1974‬‬
‫‪ 29‬أنظراملواد ‪ 13-12-11 :‬من املرسوم التنفيذي ‪90‬و ‪ 290‬املؤرخ في ‪.1990/098/29‬‬
‫‪ 30‬أنظراملادة ‪ 10‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪ 31‬أنظرأحمية سليمان املرجع السابق ص ‪.144‬‬
‫وبصفة عامة‪ ،‬تنتهي عالقات العمل الخاصة بمسيري املؤسسات بأسباب اإلنهاء العادية‪ ،‬الواردة في املادة ‪ 66‬من قانون عالقات‬
‫العمل‪.‬كما يمكن أن تنتهي باألسباب الخاصة بعقد العمل‪ ،‬ويمكن إجمالها كاآلتي‪:‬‬
‫‪ 1‬األسباب العامة‪ :‬ـ االستقالة‪ .‬ـ العزل‪ - .‬العجزالكامل عن العمل‪ - .‬التقاع‪ .‬ـ الوفاة‪ - .‬القوة القاهرة‪.‬‬
‫‪ 2‬األسباب الخاصة‪ :‬إرادة الطرفين‪.‬‬
‫‪ 32‬أنظر‪:‬الطيب بلولة‪ :‬قطع عالقة العمل ص ‪.126:‬‬
‫‪ 33‬أنظراملادة ‪ 5‬الفقرات ‪ 7، 6، 5‬واملادة ‪ 19‬من عقد عمل مسيري املؤسسات الوارد في امللحق الثاني من هذه املذكرة‪.‬‬
‫‪ 34‬املادة ‪ 04‬من القانون ‪ 04/90‬املتضمن تسوية النزاعات الفردية فى العمل‪.‬‬
‫‪ 35‬أنظرمختلف هذه املحاور في امللحق الثاني في نهاية هذه املذكرة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 36‬السيما تلك الواردة في املادتين ‪ 5‬و ‪ 6‬من القانون ‪ 90‬ـ ‪ 11‬املشار إليه سابقا‪ .‬وهو ما تستند عليه مختلف عقود عمل مسيري‬
‫املؤسسات‪ ،‬في إسناداتها القانونية والتنظيمية‪ ،‬السيما ما تعلق منها بالحقوق املتعلقة بـ ‪:‬الضمان االجتماعي‪ ،‬والحق في التقاعد‪،‬‬
‫والوقاية الصحية واألمن واألمراض املهنية‪ ،‬والراحة‪ ،‬واحترام السالمة البدنية واملعنوية لإلطار‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ 37‬انظراملادة ‪ 2 - 6‬من عقد العمل املضمن في ملحق هذه املذكرة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 38‬وذلك طبقا لنص املادة ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املتعلق بعالقة عمل مسيري املؤسسات املشارإليه سابقا‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 39‬طبقا لنص املادة ‪ 6‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪ 40‬تجدر اإلشارة هنا على أن اإلطارات املسيرة ال يخضعون للنظام الداخلي للعمل الذي تصدره املؤسسة املستخدمة‪ ،‬بمقتض املادة‬
‫‪ 16‬ف‪ 1‬من املرسوم التنفيذي ‪ 90‬ـ ‪ 290‬املتعلق بعالقة عمل مسيري املؤسسات‪ ،‬إال أن الفقرة الثانية من نفس املادة تنص ص ًراحة‬
‫على أن‪ ”:‬غير أن مسيري املؤسسات الذين ال يراعون الواجبات املتصلة بعالقة عملهم‪ ،‬يمكن أن يتلقوا إنذارات أو تنبيهات كتابيا من‬
‫األجهزة التي أبرمت عقد العمل معهم‪”.‬‬
‫‪ 41‬السيما تلك املتعلقة بممارسة السلطات والصالحيات املمنوحة لهم في مجال اختصاصهم ومجال عملهم‪ ،‬واملقررة لهم بمقت�ضى‬
‫عقد العمل بمقت�ضى املادة ‪ 3‬من املرسوم التنفيذي ‪ 90‬ـ ‪ 290‬السالف الذكر‪ .‬أو تلك املتعلقة باألهداف والنتائج املقررة بمقت�ضى نص‬
‫‪ 8‬ف ‪ 4‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪ 42‬انظر في تفاصيل بحث وتحليل أحكام هذه املواد‪ :‬أحمية سليمان‪ .‬الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري‪ .‬د‪.‬م‪.‬ج‪ .‬ط‬
‫‪ .2015 . 2‬ص ‪ 189‬وما بعدها‪ .‬ود‪.‬عطاء هللا بوحميدة‪ .‬تطورات املادة ‪ 73‬من قانون ‪ 90‬ـ ‪ 11‬املتعلق بعالقات العمل‪ ،‬وبعض إشكاالت‬
‫تطبيقها‪.‬املجلة الجزائرية للعلوم القانونية ‪ .‬العدد ‪ 2‬لسنة ‪ .2007‬ص ‪ 143‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 43‬أنظرأحمد محرز‪ :‬القانون التجاري‪ .‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ 1986‬صفحة ‪ 486‬‬
‫‪ 44‬تتكون هيئة تسيير شركة املساهمة ذات مجلس إدارة من عدة فئات من املسيرين تتمثل في‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ املوظفين اإلداريين‪.‬‬

‫‪1269‬‬ ‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات‬ ‫العدد التاسع‬
‫مارس ‪ 2018‬املجلد الثاني‬
‫االقتصادية في التشريع الجزائري‬

‫‪ 2‬ـ رئيس مجلس اإلدارة املنتخب من بين أعضاء املجلس‪ .‬‬


‫‪ 3‬ـ املديرالعام أو املديرين العامين املقترحين من قبل مجلس اإلدارة ملساعدة الرئيس‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ إطارات املديرية املعينين من قبل املديرفي إطاراملرسوم التنفيذي ‪ 290/90‬املادة الخامسة منه‪ .‬‬
‫أنظراملرسوم التشريعي ‪ 08/93‬املؤرخ في ‪ 1993/04/25‬املعدل و املتمم لألمر‪ 59/75‬املتضمن القانون التجاري في املادتين ‪.622 ،610‬‬
‫‪ 45‬أنظراملادة ‪ 02‬من املرسوم ‪ 290/90‬‬
‫‪ 46‬أنظراملادتين ‪ 638 – 635‬من املرسوم التشريعي ‪08/93‬‬
‫‪ 477‬أنظر ‪M- Nasr-Eddin KORRICHE les relations de travail concernant les dirigeants de l’entreprise, un régime spéci� :‬‬
‫‪.fique et problématique, Revue Algérienne du travail n° 24 Institut National du travail P. 103‬‬
‫‪ 48‬أنظر محمد شرفي ‪ :‬سريان عالقة العمل ‪ ،‬نشأتها و نهايتها ‪ ،‬مجلة الغرفة االجتماعية للمحكمة العليا عدد خاص ‪ ،‬إصدارات‬
‫املحكمة العليا الجزائرص ‪60‬‬
‫‪ 49‬أنظراملادة ‪ 05‬من املرسوم التنفيذي ‪290/90‬‬
‫‪ 50‬انظرمحمد شرفي‪ .‬املرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.62‬‬
‫‪ 51‬ألن هؤالء املمثلين ال يقومون بمهمة التسيير ًالفعلي والحقيقي للمؤسسة‪ ،‬بل هم أعضاء بحكم القانون في مجلس اإلدارة دون أن‬
‫تتغيرطبيعة عقود عملهم األصلية التي تربطهم سابقا مع املؤسسة املستخدمة‪.‬‬
‫‪ 52‬انظرفي هذا الشأن كذلك نصرالدين قريش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬صفحة ‪.102‬‬

‫مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‬


‫‪1270‬‬

You might also like