Professional Documents
Culture Documents
النظام الخاص بعلاقة عمل الإطارات المسيرة في المؤسسات الاقتصادية في التشريع الجزائري
النظام الخاص بعلاقة عمل الإطارات المسيرة في المؤسسات الاقتصادية في التشريع الجزائري
ملخص :
يتناول هذا املقال دراسة وتحليل النظام النوعي الخاص بعالقة عمل مسيري املؤسسات
االقتصادية الصناعية والتجارية واملالية وفق نص املادة 4من قانون عالقات العمل الجزائري
90ـ 11املؤرخ في 21افريل ،1990والسيما املرسوم التنفيذي 90ـ 290املؤرخ في 29سبتمبر
1990املتعلق بالنظام الخاص بعالقات العمل الخاصة بمسيري املؤسسات .وذلك بالتركيز
على آليات وكيفيات توظيفهم ،وطبيعة عقود عملهم ،التي تختلف عن بقية العمال العاديين،
من خالل ازدواجية وضعيتهم املهنية ،كأجراء من جهة ،وكممثلين أو وكالء عن املؤسسات
التي يعملون لحسابها .مع إبراز أهم الخصائص التي يتميز بها هؤالء الجراء املسيرين ،السيما
فيما يتعلق بكيفيات إبرام عقود عملهم ،أو مضمون هذه العقود ،أو مخالفتها لبعض املبادئ
التي تقوم عليها عالقات العمل العادية ،إلى جانب تناول مختلف األحكام املتضمنة حقوقهم
والتزاماتهم تجاه األجهزة املسيرة للمؤسسات التي تشغلهم ،وكذلك مختلف األحكام القانونية
التي تحكم عالقات عملهم باملؤسسات املشغلة لهم وهي أحكام قانون عالقات العمل من جهة،
وأحكام القانون التجاري منه جهة أخرى.
الكلمات املفتاحية :النظام النوعي الخاص بعالقات عمل مسيري املؤسسات ،عقود عمل
مسيري املؤسسات ،عقود النجاعة ملسيري املؤسسات .
Abstract:
This paper deals with the study and analysis of the qualitative system of the
relationship between the economic, industrial, commercial and financial institu-
tions in accordance with the provisions of Article 4 of the Algerian Labor Relations
Act 90 11- of 21 April 1990, in particular Executive Decree 90 290- of 29 September
1990 on the Labor Relations Of institutional facilitators. By focusing on the mecha-
nisms and the modalities of their employment, and the nature of their employment
contracts, which differ from the rest of the ordinary workers, through their double
مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
1238
العدد التاسع النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات
مارس 2018املجلد الثاني االقتصادية في التشريع الجزائري
املتعلق بإقرار النظام النوعي الخاص بعالقات عمل مسيري املؤسسات االقتصادية 2.الذي
حدد مفهوم وخصوصيات املسيرين الخاضعين لهذا النظام النوعي بمقت�ضى املادة الثانية من
هذا املرسوم التنفيذي ،والتي حددت مواصفات املسيرين املعنيين بهذا النظام على النحوالتالي:
« يعتبرمسيراملؤسسة قصد تطبيق هذا املرسوم كل من:
-املسيرالجيرالرئي�سي (املديرالعام والوكيل أو أي مسيرأجيررئي�سي آخر) ألي شركة ذات
رؤوس أموال تربطها عالقة عمل بجهازاإلدارة( .مجلس إدارة أو مجلس مراقبة أو أي جهازإداري
آخر) للشركة املذكورة.
-إطارات املديرية الذين يساعدون املسيراألجيرالرئي�سي للشركة املذكورة».
األمرالذي يطرح ضرورة بحث إشكالية ماهية طبيعة وخصوصية النظام النوعي الخاص
بهذه الفئة مقارنة بالنظام العام املطبق على مختلف الفئات العمالية األخرى الخاضعة لقانون
عالقات العمل؟
ومن اجل اإلجابة على مختلف أوجه هذه اإلشكالية ،ارتأيت اعتماد الخطة التالية:
الفرع األول :أحكام عالقة عمل املسيراألجيرللمؤسسة االقتصادية.
الفرع الثاني :آثارعالقة عمل املسيراألجيرباملؤسسة االقتصادية املستخدمة.
الفرع األول :األحكام العامة لعالقة عمل املسير
األجيرللمؤسسة االقتصادية
من أجل اإلحاطة بموضوع النظام القانوني الجديد الذي أصبح يحكم عالقة عمل هذه
الفئة املهنية ،ارتأينا تناول هذا املوضوع من خالل التركيزعلى الجوانب التالية:
الجانب األول :األحكام القانونية املنظمة لعالقة عمل املسيراألجير.
الجانب الثاني :األحكام اإلجرائية الخاصة بإبرام عالقة عمل املسيراألجير.
الجانب الثالث :الحماية القانونية لإلطار املسير وتسوية النزاعات الناشئة عن تنفيذ عقد
العمل.
ً
أوال :األحكام القانونية املنظمة لعالقة عمل املسيراألجير
إن البحث في موضوع األحكام القانونية املنظمة لعالقة عمل املسير األجير ،يتوجب
اإلشارة بداية إلى أن هذه الفئة من العمال ،وفق منظور قانون عالقات العمل الجديد ،لم تكن
تخضع في عالقاتها املهنية قبل هذا القانون إلى التنظيمات القانونية التي يخضع لها بقية العمال
الذين يحكمهم قانون العمل ،حيث كانت فئة اإلطارات املسيرة للمؤسسات االقتصادية قبل
صدور هذا القانون ،أي في مرحلة التسييراإلداري للمؤسسات االقتصادية قبل صدور القانون
مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
1240
العدد التاسع النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات
مارس 2018املجلد الثاني االقتصادية في التشريع الجزائري
التوجيهي للمؤسسات 3،تنتمي لفئة املوظفين العموميين ،الذين يخضعون في عالقتهم املهنية
في املؤسسة إلى أحكام قانون الوظيفة العامة املنظم للحياة املهنية ملوظفي الدولة ،بحكم
أنه كان يتم تعيين البعض منهم ،السيما املديرين العامين ،بمقت�ضى مرسوم يصدر عن رئيس
السلطة التنفيذية (أي رئيس الجمهورية) باقتراح من الوزير الو�صي عن القطاع الذي تخضع
له املؤسسة االقتصادية التي يشرف عليها املسير املعني ،بينما يتم تعين البعض اآلخر األقل
درجة ،من طرف الوزيرالو�صي عن القطاع ،تحت تسميات وصفات مختلفة ،كصفة مديرعام
مساعد ،مدير وحدة ،أو فرع...الخ 4.وهو ما تم تنظيمه بمقت�ضى النصوص التنظيمية الصادرة
ً
تطبيقا ألحكام القانون األسا�سي للوظيفة العامة السارية املفعول أثناء فترة التسيير اإلداري
للمؤسسات االقتصادية العامة 5،قبل التحول إلى نظام التسيير االقتصادي لهذه املؤسسات
بداية من سنة ،1988والقوانين االقتصادية واالجتماعية التي صدرت بعد االعتماد الدستوري
(بمقت�ضى دستور 23فيفري )1989لنظام االقتصاد الحرالتعاقدي.
وقد بدأ التوجه نحو تغيير آليات وأنماط التنظيم االقتصادي واالجتماعي من النظام
االشتراكي الذي يقوم على التسييراإلداري ،إلى النظام الليبرالي الذي يقوم على التسييرالتعاقدي
الحرمع اشتداد األزمة االقتصادية في منتصف الثمانينات من القرن املا�ضي وهوما شكل األرضية
القاعدية إلقرار التغيير الجذري الشامل ألدوات تنظيم عالقات العمل الفردية والجماعية في
املؤسسة العمومية االقتصادية املستقلة بما فيها عالقات عمل مسيري هذه املؤسسات ،من
حيث نمط التسيير الذي أحدثته املنظومة القانونية الستقاللية املؤسسات التي صدرت في جانفي
6،1988والتي شكلت اإلطار املرجعي واملبدئي في وضع املشروع الجديد لقانون عالقات العمل
لسنة 7،1990وقبله مجموعة من القوانين املتعلقة بتسوية النزاعات الجماعية والفردية في
ً
العمل 8،القائمة أساس على اآلليات االتفاقية ،بدال من اآلليات اإلدارية التي كانت سائدة من
قبل .وهي القوانين التي شكلت بداية إحداث القطيعة الجذرية مع أساليب التنظيم املعتمدة في
القوانين السابقة 9.وذلك باعتماده مبدأ العالقات التعاقدية للعمل سواء في جانبها الفردي أو
ً
الجماعي ،محيال بمقت�ضى ذلك كافة املسائل واإلجراءات التنظيمية والعملية إلى االتفاقيات
واالتفاقات الجماعية 10.مع إقامة أنظمة خاصة ببعض الفئات املهنية ومنها مسيري املؤسسات
االقتصادية 11.فما هي طبيعة وخصوصية األحكام القانونية املنظمة لهذه الفئة وفق القواعد
العامة لقانون عالقات العمل الجديد .والنصوص التنظيمية الخاصة بتنظيم عالقات عمل
هذه الفئة .؟
أ ـ األحكام القانونية املنظمة لعقد عمل املسيراألجير :إن النص بمقت�ضى املادة الرابعة
من القانون 90ـ 11املؤرخ في 21افريل 1990على أن مسري املؤسسات االقتصادية يخضعون
لهذا القانون ،على أن يتم تنظيم عالقات عملهم باملؤسسات التي يعملون لصالحها بمقت�ضى
أحكام نوعية خاصة ،يعني بكل وضوح إلى انتقال هذه الفئة من دائرة تطبيق قانون الوظيفة
العامة ،إلى دائرة تطبيق قانون عالقات العمل ،وهو ما يعني بالتبعية خضوع هذه الفئة في
عالقاتها املهنية إلى نوعين من األحكام ،بعضها عامة ذات طبيعة قانونية وتنظيمية ،تستمد
مصدرها من املبادئ العامة الواردة في قانون عالقات العمل .والبعض اآلخر اتفاقية تستمد
أحكامها من حرية األطراف في التعاقد ،أي من مبدأ سلطان اإلرادة.
وتتميزعناصرعقد عمل املسيراألجيرببعض الخصوصيات يمكن إجمالها فيما يلي:
أ 1 /ـ عنصر العمل :يتمثل هذا العنصر في عقد عمل اإلطار املسير ،في التزام هذا األخير
بوضع مؤهالته وخبرته وتجربته وذكائه وقدراته العلمية واملهنية في خدمة املؤسسة التي يتعاقد
ً
مع جهازها التنفيذي املؤهل قانونا لتسييرها كلية أو جزء من مصالحها 12.وفق للمنصب واملهام
التي توكل إليه وفق األصناف واملستويات املشارإليها في املادة 2من املرسوم 90ـ 290املؤرخ في
ً
29سبتمبر .1990املتعلق بالنظام الخاص بعالقات عمل مسيري املؤسسات املشارإليه سابقا.
ً ً ً
وهنا تظهرطبيعة عمل املسيرالتي تكون في جل الحاالت عمال فكريا وتقنيا يقت�ضي اعتماد
الطرق واألساليب التقنية ،والطرق العلمية الحديثة ،القائمة على روح االبتكار واإلبداع،
والتفاني في العمل وكل ما تتطلبه عملية التسيير والتنظيم والسهر على بلوغ النتائج املراد
تحقيقها مهما كانت طبيعتها نوعية أو كمية ،مادية أو معنوية.
كما تتميز طبيعة عمل املسير عادة بعض الجوانب القانونية والتنظيمية التي تقتضيها
صفته كمسيرممثل للمؤسسة في مواجهة الغير ،وفق الصالحيات القانونية واالتفاقية املخولة
له بمقت�ضى عقد العمل ،وأحكام القانون التجاري املتعلقة بعمل املسير ،على النحو الذي
ً
سنبينه الحقا .مما يعطي شخص املسير األجير صفتين متالزمتين وهما صفة العامل ،وصفة
الوكيل أو املمثل القانوني للمؤسسة في حدود الصالحيات املمنوحة له بمقت�ضى أحكام القانون
التجاري واألحكام االتفاقية املتضمنة في عقد العمل باعتباره عقد عمل يقوم على حرية
التفاوض من جهة ،وعلى أهداف ونتائج من جهة ثانية 13.مما يجعل عنصر العمل بالنسبة
ً
لهذه الفئة املهنية يتميز ببعض الخصائص التي نادرا ما نجدها في عقود عمل الفئات األخرى،
باستثناء عمل الوكيل ،واملقاول التي تخضع عقودهما ألحكام القانون املدني في غالب األحيان
وليس لقانون العمل.
أ 2 /ـ عنصر األجر :تنص املادة 8من املرسوم التنفيذي املنظم لعقد عمل مسيري
ً
املؤسسات املشار إليه سابقا ،في فقرها األولى على أن من بين العناصر التي يجب أن يتضمنها
هذا العقد:
« أسس املرتب ،ومختلف العناصر التي يتشكل منه ،واملتكونة من األجر األسا�سي ،
والتعويضات الثابتة واملتغيرة والعالوات املرتبطة بنتائج املؤسسة.
14
املنافع العينية »
ونسجل هنا أن الفقرتين السابقتين من املادة 8من هذا املرسوم قد وردت بتفاصيل
تستجيب لخصوصيات عنصر العمل التي سبق بيانها من قبل ،حيث عادة ما تكون أجور هذه
مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
1242
العدد التاسع النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات
مارس 2018املجلد الثاني االقتصادية في التشريع الجزائري
الفئة متناسبة إلى حد كبير مع طبيعة الجهود الفكرية التي يبذلها هؤالء العمال ،والخبرات
والتجارب املهنية التي يتمتعون بها في مجال التسيير ،والنتائج املحققة في امليدان وفق البرامج
والجداول الزمنية املتفق عليها في عقد العمل ،والضغوط املختلفة التي يتعرضون لها أثناء
أدائهم ملهامهم املنهي .وهو ما تعترف به مختلف القوانين والنظم املقارنة 15.والدراسات والبحوث
16
التي تناولت املوضوع .
أ 3 /ـ عنصر التبعية أو اإلشراف :يختلف مضمون هذا العنصر بالنسبة للمسير عنه
ً
بالنسبة للعامل العادي ،نظرا ألن املسير األجير يتمتع بصالحيات قانونية وتنظيمية تجعله في
مركزاملمثل القانوني للمؤسسة ،من جهة ،وتجعل منه صاحب عمل من خالل الصالحيات التي
يتمتع بها في مجال التوجيه واإلشراف والرقابة التي يمارسها على النشاطات القائمة باملؤسسة.
حيث يظهر املسير في مظهر رب العمل خاصة وأنه يوجه التعليمات للعمال ويقرر ويتخذ
اإلجراءات التأديبية في حقهم ،فهو املديرالعام ،واملدير .من جهة ثانية.
إال أن هذه الوضعية القانونية ال تعفيه من التقيد بالسياسة أو البرامج العامة التي
تسطرها الهيئة املستخدمة ،وكذا التقيد بالتوجيهات العامة أو الخاصة التي توجه له من طرف
ً
الهيئة السيادية في املؤسسة ،والتي يستوجب عليه االمتثال لها وتنفيذها طبقا ألحكام املادة 7
17
ف 2 ، 1و 3من القانون 90ـ 11املتعلق بعالقات العمل.
أ 4 /ـ عنصر املدة :يقصد باملدة في عقد العمل ،تحديد فيما إذا كان عقد العمل مبرم
ملدة غير محددة ،وهي املبدأ العام في مختلف القوانين املقارنة بما فيها القانون الجزائري ،وفق
نص املادة 11من القانون 90ـ 11املؤرخ في 21افريل 1990املتعلق بعالقات العمل على النحو
الذي سبق بيانه من قبل ،أو أن العقد مبرم ملدة محددة ،وهي االستثناء وفق القانون الجزائري
باعتبار أن حاالته محددة على سبيل الحصر وفق نص املادة 12املعدلة من القانون 90ـ 11
السالف الذكر 18.فما هي أحكام املدة في عقد عمل املسير األجير على ضوء األحكام القانونية
السابقة ؟
لإلجابة على هذا السؤال يمكن القول أنه ليس هناك أي قاعدة أو استثناء فكال الحالتين
قانونيتين ،وهو ما يستخلص من نص املادة 7من املرسوم التنفيذي 90ـ 290املؤرخ في 29
ً
سبتمبر .1990املنظم لعقد عمل مسيري املؤسسات املشار إليها سابقا ،التي تنص على أنه « :
يمكن أن يكون عقد عمل مسيري املؤسسات ذا مدة محددة ،أو غيرمحددة.
إذا كان عقد العمل ذا مدة محددة ،يمكن تجديده بتقدير من األطراف كلما اقتضت
الحاجة لذلك».
نفهم من نص هذه املادة أن القيود القانونية املقررة في القانون 90ـ 11املتعلقة بضرورة
التقيد فقط بالحاالت الواردة في املادة 12من قانون عالقات العمل إلبرام عقود عمل محددة
املدة ال تطبق في حالة عقود عمل مسيري املؤسسات بنص القانون صراحة .وهذا في حد ذاته
1243 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات العدد التاسع
مارس 2018املجلد الثاني
االقتصادية في التشريع الجزائري
يشكل احد خصوصيات وتميزعقد عمل مسيري املؤسسات مقارنة بعقود عمل الفئات األخرى
من العمال الخاضعين للقواعد العامة لقانون عالقات العمل.
من خالل كل ما سبق يظهر لنا بصفة جلية أنه رغم قيام عقد عمل مسيري املؤسسات
على نفس األسس والعناصر التي تقوم عليها عقود عمل بقية العمال اآلخرين ،إال أن هذه
ً
العناصر واألسس تتكيف بالشكل الذي يجعلها أكثر تناسبا ما خصوصيات طبيعة عمل هذه
الفئة ،والظروف الخاصة التي يعملون فيها ،وااللتزامات القانونية والتنظيمية التي يلتزمون بها،
واألهداف يسعون لتحقيقها ،حيث أنهم في عالقاتهم املهنية ال يخضعون فقط ألحكام قانون
العمل ،بل ويخضعون ألحكام قوانين اقتصادية أخرى ومنها القانون التجاري والقانون املدني.
وأن العقد املبرم بين املسيروجهازاإلدارة التابع للشركة يجعل من املسيراألجيرفي مركزين قانونين
في نفس الوقت.
مركز كونه يعتبر مسؤوال عن إدارة و تسيير أمالك املؤسسة باسمه ولحسابها مقابل
أجر معين .وهذا يعني أنه أصبح بمثابة صاحب عمل يتمتع بعدة سلطات في مواجهة العمال
كصالحية التنظيم واإلدارة وصالحية التعيين والتأديب...إلخ .وباملقابل يخضع لعدة التزامات
معينة انطالقا من الطابع املزدوج لعالقة العمل التي تجعل من حقوق أحد الطرفين التزامات
على الطرف األخر .
مركز كونه عامل أجير يخضع لنفس األحكام والقوانين والنظم السارية على بقية العمال
األجراء باستثناء ما يتعلق باألحكام الخاصة املرتبطة بالنظام النوعي لعالقات العمل.
ب ـ األحكام االتفاقية الخاصة لعقد عمل املسير األجير ،واملسيرين املساعدين:
ً
نظرا للتوجه الجديد لقانون العمل الجزائري نحو الطابع التعاقدي لعالقات العمل الفردية
والجماعية ،ملختلف الفئات املهنية سواء التي تخضع مباشرة ألحكام قانون عالقات العمل ،أو
تلك التي تخضع له بمقت�ضى أحكام قانونية وتنظيمية خاصة( ،وفق نص املادة الرابعة منه)
كما هو الحال بالنسبة ملسيري املؤسسات االقتصادية ،حيث منح املشرع أطراف عالقات
العمل حرية واسعة في وضع ما يتفقون عليه من أحكام اتفاقية في مختلف الجوانب التنظيمية
واإلجرائية ،وهو ما تمت ترجمته في املرسوم التنفيذي املنظم لعالقة عمل مسيري املؤسسات
االقتصادية بصورة واضحة وجلية ،حيث ترك املنظم حرية واستقاللية واسعة ألطراف عقد
ً
العمل بتنظيم مجموعة كبيرة من املسائل واملوضوعات عن طريق االتفاق بينهم ـ طبعا بما ال
يخالف قواعد النظام العام ـ
ومن بين املسائل التي ترك املرسوم التنفيذي 90ـ 290املؤرخ في 29سبتمبر .1990املنظم
لعالقات عمل مسيري املؤسسات ،ما يتعلق بالحقوق وااللتزامات املتبادلة بين الطرفين،
والسلطات املخولة للمسير ،حيث تنص املادة 3من نفس املرسوم على أنه «:يرتبط املسير
األجير الرئي�سي بجهاز اإلدارة التابع للشركة ذات رؤوس األموال بعقد يحدد حقوقه والتزاماته،
ويتم في هذه املرحلة اختيار املشاريع التي تقدر إدارة املؤسسة أنها األقرب واألنسب
ً
ملا ترغب فيه ،أو تلك التي تقدم حلوال ومقترحات أكثر فاعلية من ناحية الوقت والتكاليف
ومنهجية العمل ،والوسائل املادية والبشرية ،أو تلك التي تمتاز بالفاعلية والحداثة واقتصاد
الوقت والتكاليف في تحقيق األهداف املسطرة.
املرحلة الرابعة :وهي املرحلة الحاسمة ،والتي تأتي بعد اختيار عدد معين من املشاريع
املقترحة ،واستدعاء أصحابها ملا يمكن أن نطلق عليه بـ « االمتحان الشفوي ».حيث تمثل كل
مترشح صاحب مشروع أمام لجنة االختيارلشرح مشروعه والدفاع عن أفكاره ومقترحاته ،بهدف
إقناع أعضاء لجنة االختيار بقبول ملفه .لالنطالق في املرحلة الالحقة واملتمثلة في التفاوض
الفردي بينه وبين هيئة املؤسسة حول الحقوق والواجبات التي يجب أن يتضمنها هذا العقد.
املرحلة الخامسة :وهي املرحلة الحاسمة واملتمثلة في عملية التفاوض الفردي املباشر
مع املترشح أو املترشحين املقبولين في نهاية املراحل السابقة.
وعلى خالف ما هومعمول به في عقود العمل العادية ،والتي عادة ما ال يوجد فيها تفاوض
حول عقود العمل ،حيث يستأثر صاحب العمل بوضع جميع أحكام وشروط عقد العمل وال
يترك للعامل املترشح سوى التوقيع على العقد أو عدم التوقيع ،وهو ما جعل الكثير من رجال
ً
القانون املتخصصين في عالقات العمل يصفون هذه العقود بعقود اإلذعان ،نظرا للمراكز
القانونية واالقتصادية غير املتكافئة بين ألطراف ،السيما في املستويات الدنيا واملتوسطة من
23
مناصب العمل ،وكذا في حالة تزايد الطلب على العمل مقابل تراجع عروض العمل.
فإن عملية التفاوض حول أحكام وشروط ومضمون عقد العمل بالنسبة لهذه الفئة
تتم بشكل حقيقي بين ممثلي املؤسسة واإلطاراملترشح ملنصب اإلطاراملسيرالرئي�سي أواملساعد،
ً
وذلك نظرا لعدة اعتبارات قانونية وعملية.
االعتباراألول ،يتمثل في فرض هذا التفاوض بمقت�ضى النص التنظيمي لعالقة عالقات
مسيري املؤسسات ،وعدم خضوع هذا النوع من عقود العمل لنظام االتفاقيات الجماعية
للعمل ،وذلك بحكم أن هذه الفئة ال توجد هناك نقابة تمثيلية لهم يمكنها املشاركة في التفاوض
حول تنظيم عالقات عملهم ،املرالذي يفسرتنظيم عالقات عمل هذه الفئة بمقت�ضى مرسوم
تنفيذي.
االعتبار الثاني ،يتمثل في كون هؤالء املسيرين الرئيسيين واملسيرين املساعدين لهم
يعتبرون أصحاب عمل بحكم أن يعتبرون وكالء وممثلين عن املؤسسات التي يعملون لحسابها،
وفي الغالب هم الذين يمثلون إدارة املؤسسة في عملية التفاوض من اجل إبرام االتفاقيات
24
الجماعية.
االعتبار الثالث ،ويتمثل في كون عالقة العمل عنا تخضع ملعطيات قانون سوق العمل
بكل ما تحمله عبارة «سوق» من معنى ،أي أن اإلطار املترشح للمنصب يعرض خبرته ومؤهالته
1247 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات العدد التاسع
مارس 2018املجلد الثاني
االقتصادية في التشريع الجزائري
وقدراته في سوق العمل ملن يقدم أفضل الشروط وأفضل االمتيازات وأفضل ظروف العمل.
وكلما كانت هذه الخبرة واملؤهالت والقدرات قليلة أو نادرة ،كلما كان مركز املترشح أقوى في
ً
التفاوض ،والعكس صحيح طبقا لقانون السوق ،أي قانون العرض والطلب .أي عرض املؤهالت
والقدرات القليلة أو النادرة من قبل املترشحين ،والطلب عليها من قبل املؤسسات .وهو ما يفسر
ارتفاع أجور هذه الفئة وتزايد قيمة االمتيازات املادية والعينية التي يحصلون عليها.
وغني عن البيان هنا أن طرق الضغط واملناورة التي يمارسها الطرفين في مواجهة بعضهما
ً ً
البعض تعود نتائجها إيجابيا أو سلبيا عليهما بالنظرإلى التقنيات املستعملة ،واملبررات املقدمة
لإلقناع ،والظروف التي تجري فيها عملية التفاوض ،والنية الصادقة في الرغبة في التوصل إلى
اتفاق ،عن طريق وجود االستعداد لتقديم التنازالت الضرورية التي تمكنهما من التوصل إلى
25
نقاط التفاهم واالتفاق.
بعد تتويج التفاوض باالتفاق الكامل بين الطرفين ،يتم تحريرالعقد والتوقيع عليه من
ً
طرف اإلطار املترشح للمنصب ،من جهة .واملسؤول املؤهل قانونا عن املؤسسة املستخدمة،
والذي قد يكون رئيس مجلس اإلدارة ،أو الرئيس املدير العام ،بالنسبة لعقود املسيرين
الرئيسيين ،واملدير العام للمؤسسة بالنسبة لعقود املسيرين املساعدين .كما قد تأخذ هذه
العقود صفة العقود العادية اي تحريرها وتوقيعها داخل املؤسسة فقط ،وقد تأخذ شكل
العقد الرسمي أي تحريره وتوقيعه لدى مكتب توثيق معتمد.
ً
ب ـ إجراءات تعديل وتوقيف وإنهاء عالقة عمل مسيراملؤسسة :كثيرا ما يتعرض عقد
العمل سواء أكان ملدة غير محددة أو ملدة محددة للتعديل واملراجعة ،إما لتغير الظروف التي
ابرم فيها ،أو ألسباب مختلفة يرجع بعضها للعامل ،بينما يرجع البعض اآلخرللهيئة املستخدمة.
كما يمكن أن تدخل عوامل وأسباب قانونية أو ذاتية تعيق أو تمنع االستمرار في تنفيذ
ً
عقد العمل مما يحتم ضرورة التوقيف املؤقت لتنفيذه إلى غاية انتهاء املوانع التي كانت سببا
في ذلك.
ً
كما أن عقد العمل حتى وغن كان ملدة غير محددة ،فهو ليس عقدا أبديا ،بل يمكن
أن يفسخ أو ينتهي ألسباب حددها القانون واملرسوم املنظم لعالقات عمل مسيري املؤسسات
ً
تفاديا ألي تعسف من أي طرف من أطرافه.
1ـ أسباب وآليات تعديل عقد املسيراألجير.العقد شريعة املتعاقدين فال يجوز نقضه،
ن 26
وال تعديله إال باتفاق الطرفين ،أو لألسباب التي يقررها القانو .
ً
وطبقا لهذا النص األسا�سي العام لتعديل العالقات التعاقدية بصفة عامة ،نصت
املادة 63من قانون عالقات العمل على أنه «:يمكن تعديل شروط عقد العمل وطبيعته ،بناء
على اإلرادة املشتركة للعامل واملستخدم ،مع مراعاة أحكام هذا القانون »
ورغم أن املرسوم التنظيمي لعالقات عمل املؤسسات لم يتناول مسألة أسباب وكيفيات
تعديل عقد مسير املؤسسة ،إال في الفقرة األخيرة من املادة 8املتعلقة بمضمون ومحتوى عقد
عمل املسير ،والتي تجعل من «:مدة مراجعة العقد وتكييفه أثناء التنفيذ ،ودوريتها ،وكيفياتها».
من ضمن املواضيع التي يحددها العقد.
هذه الفقرة التي تفيد أن مسألة تعديل عقد العمل تتم ضمن منظورين ،تتمثل األولى،
في املراجعة ،والتاني في التكييف .األمر الذي يفرض علينا تناول املوضوع من هاتين الزاويتين،
دون الخوض في موضوع التعديل من مختلف األوجه األخرى التي تعرفها عقود العمل العادية.
1ـ 1ـ مراجعة عقد عمل مسيراملؤسسة :يقصد بمراجعة شروط وأحكام العقد تغيير
هذه األحكام والشروط بما يجعلها تتناسب والظروف املستجدة ،سواء بالزيادة أو بالنقصان
في الجوانب املتعلقة بالحقوق وااللتزامات بالنسبة ألحد الطرفين أو لكليهما إذا ما فرضت
ظروف وعوامل جديدة قانونية أو مهنية أو متعلقة بظروف العمل ،أو ببعض الحقوق أو ببعض
االلتزامات ،بما يجعل االستمرارفي تنفيذ العقد بنفس األحكام والشروط األصلية عملية مرهقة
أو مضرة بمصالح أحد الطرفين .حيث تتم هذه املراجعة بطلب من الطرف املضرور بعد أن
يقدم كافة األدلة واملبررات التي تؤيد هذا الطلب.
ً
2ـ 2ـ تكييف عقد عمل مسيراملؤسسة :نظرا ملا يتضمنه عقد عمل مسيراملؤسسة من
التزامات مهنية متعلقة نتائج عمله التي عادة ما تأخذ طابع جدول زمني محدد يتم االتفاق عليه
في إطار تجسيد وتحقيق األهداف والبرامج واملشاريع التي تشكل موضوع ومحل عقد العمل،
املر الذي يجعل استمرار تنفيذ العقد وفق الشروط التي تم االتفاق عليها مرتبط باستمرار
ً
وتيرة تحقيق النتائج املتفق عليها في اآلجال والشروط املتفق عليها سلفا ،وعليه فإن اإلخالل
بهذه الجدولة ،وهذه االلتزامات املهنية السيما في االتجاه السلبي قد يؤدي إلى إعادة تكييف
عقد العمل بما يتناسب ومستوى وتيرة أو نوعية العمل املؤدى وحجم النتائج املحققة ،كما
قد يؤدي ذلك إلى إعادة تكييف عقد العمل وإخراجه من دائرة النظام القانوني الخاص بعقود
عمل مسيري املؤسسات إلى دائرة النظام العام الخاص بعقود العمل العادية ،غما املحددة
املدة آو غير املحددة املدة .ذلك أن تكييف عقد العمل يعني جعل حقوق والتزامات الطرفين في
مستويات متناسبة بما يحق توازنها من حيث األعباء امللقاة على الطرفين.
2ـ أسباب ومبررات توقيف عقد عمل املسير األجير :لم يتعرض املرسوم املنظم
لعالقات عمل مسيري املؤسسات أية إشارة إلى ما يتعلق بأسباب وكيفيات تعليق أو توقيف
ً ً
عالقة العمل مؤقتا ،األمر الذي يمكن تفسيره بأن هذا النص قد أعتمد ضمنيا الحاالت
واألسباب القانونية الواردة في املادة 64من قانون عالقات العمل ،التي تنص على أنه انه« :
ً
تعلق عالقة العمل قانونا لألسباب التالية:
-اتفاق الطرفين املتبادل.
-عطل مرضية أوما يماثلها كتلك التي ينص عليها التشريع والتنظيم املتعلقين بالضمان
27
االجتماعي.
-أداء التزامات الخدمة الوطنية ،وفترات اإلبقاء ضمن قوات االحتياط أو التدريب في
28
إطارها.
-ممارسة مهمة انتخابية عمومية.
-حرمان العامل من الحرية ما لم يصدرضده حكم قضائي نهائي.
-صدور قرارتأديبي يعلق ممارسة الوظيفة.
-ممارسة حق اإلضراب.
-عطلة بدون أجر».
3ـ أسباب وإجراءات فسخ وإنهاء عقد عمل املسيراألجير :تنص املادة 10من املرسوم
ً
290/90على أنه «:يمكن هذا الطرف أو ذاك أن يضع حدا لعقد عمل مسيرى املؤسسات فى
حالة ما إذا أخل أحدهما ببنود العقد والسيما ما يتعلق منها بأهداف النتائج والتزاماتها وهذا
دون املساس باألحكام التشريعية املعمول به».
يمكن بالنظر إلى هذا النص إنهاء عالقة العمل طبقا لألسباب الواردة التشريع املعمول
به ،أى تلك الواردة في أحكام القانون عالقات العمل ،وكذا تلك الواردة في القانون التجارى
بالنسبة للمسير الرئي�سى ،إلى جانب الحاالت املتعلقة باإلخالل ببنود العقد من حيث محله
أو سببه ،خاصة وان من أهم محتويات وبنود عقد عمل مسيري املؤسسات تحديد األهداف
والنتائج وااللتزامات املتعلقة بالنتائج وهو ما يسمح للقا�ضى من تقديرمدى اإلخالل بها.
وقد ميز املشرع بين أسباب إنهاء عالقة العمل من قبل املسير وتلك التى يتمسك بها
صاحب العمل ،فبينما يمكن للعامل أن يستند على املخالفة الخطيرة لبنود العقد ليتحرر من
فترة اإلشعارالسبق ٍفان الجهازاملسيريحرر من هذا ٍ
االلتزام فى حالة ٍارتكاب املسيرخطأ جسيما .
أما املخالفة الخطيرة فيبقى تقديرها خاضع لسلطة قا�ضى املوضوع الذى يقرر مدى
الخطورة حسب ما يمنحه القانون من وسائل للقول ما إذا كان ما صدرمن صاحب العمل من
أفعال أو ٍامتناع من شأنه املساس بحقوق العمال املترتبة عن القانون وعن العقد فى أن واحد،
أما مفهوم الخطأ الجسيم فهو ذلك الذى يحدده القانون 11/90فى مادته 73وحسب ٍاجتهاد
املحكمة العليا.
3ـ 1ـ أسباب فسخ عقد العمل الخاص بمسيرى املؤسسات :لقد عددت املادة 1/66
من القانون 11/90املتعلق بعالقات العمل حاالت اإلنهاء على سبيل الحصر و من بين هذه
الحاالت ٍفان حالة العزل وحدها تطرح أكثرمن سؤال بالنسبة لوضعية املسيرين خاصة املسير
األجيرالرئي�سى.
مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
1250
العدد التاسع النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات
مارس 2018املجلد الثاني االقتصادية في التشريع الجزائري
ولهذا حظها املرسوم التنفيذي 290/90بتنظيم خاص ،نصت عليه املواد ،11 ،10
،15 ،14 ،12منه.
تنص املادة 10من املرسوم « يمكن هذا الطرف أوذاك أن يضع حدا لعقد عمل مسيرى
املؤسسات فى حالة ما إذا أخل أحدهما ببنود العقد والسيما ما يتعلق منها بأهداف النتائج
والتزامها وهذا دون املساس باألحكام التشريعية املعمول بها».
طبقا لهذه املادة ،فاإلخالل ببنود العقد يؤسس قطع العقد من طرف املستخدم أو
األجيرلهذا يجب أن يكون تحديد ٍ
االلتزامات معا من خالل شروط تعاقدية أكثروضوحا حتى إذا
كان هناك تقصيرأمكن تحديده ونسبته لفاعله.
فالوضوح و الدقة يجب أن يميز خاصة الشروط املتعلقة باألهداف والنتائج التى يلزم
املسيربتحقيقها.
تعتبرهذه الحالة ،حالة خاصة لإلنهاء ،فهي قاعدة ليس لها ما يشابهها فى قانون العمل
إذ أتى بها املرسوم التنفيذى 290/90وجعلها خاصة بعقود عمل مسيرى املؤسسة.
هذا املصطلح «اإلخالل» يعرفه القانون املدنى فى املادة 119منه» في العقود امللزمة
لجانبين إذا لم يوف احد املتعاقدين بالتزاماته جاز للمتعاقد األخر بعد إعذاره أن يطالب
بتنفيذ العقد أو فسخه ،مع التعويض فى الحالتين إذا أقت�ضى األمر ذلك ويجوز للقا�ضى أن
يمنح للمدين أجال حسب الظروف كما يجوز أن يرفض الفسخ إذا كان لم يوف به املدين قليل
االلتزامات.
األهمية بالنسبة إلى كامل ٍ
ولكن السؤال الذى يطرح :هل تطبق أحكام التسريح املنصوص عليها فى قانون 11/90
املتعلق بعالقات العمل على عقد املسير؟
وبرجوعنا إلى املادة 12من املرسوم 290/90نجدها تنص على أنه إذا كان إنهاء العقد
بإرادة الجهاز املؤهل للشركة فإنه يجب على هذه األخيرة إخبار املسير كتابة واحترام مدة اإلخطار
املحدد فى العقد ماعدا فى حالة الخطأ الجسيم للمسير.
من ٍاستقراء هذه املوادٍ ،فان املسير يسرح إما لنقص النتائج أو عند اإلخالل ببنود
العقد الناتجة عن سوء تسييره ،أو الٍرتكابه أخطاء جسيمة طبقا للقواعد العامة لقانون العمل
باعتباره أجيرا ،كما يمكن للمسير إنهاء العقد إلخالل املستخدم ببنود العقد ،وعليه ما هى
أسباب اإلنهاء ومن امللزم بإثباتها وهل نطبق هذه األسباب على عقد املسير األجير الرئي�سى مع
الطبيعية املزدوجة لعقده ؟
ب ـ تطبيق أحكام قانون العمل على عقد عمل املسير :لقد خول القانون لكال طرفى
العالقة الحق فى إنهاء عالقة العمل بصفة ٍانفرادية ودون تقديم مبرر لذلك ،إال بمنح مهلة
إخطار مسبق وتعويض التسريح من الخدمة .إذ يمكن لكل من العامل املسير أو جهاز اإلدارة
التابع للمؤسسة أن يطلب إنهاء عقد العمل مع االلتزام باحترام اآلجال املقررة لإلخطار ،املسبق
إذ كان هناك إنهاء ،وقد ثم فى ظروف عادية ،أى دون صدور أى خطأ من طرفى العالقة.
فان كان اإلنهاء بطلب من العامل املسير ٍفانه يتحتم عليه ٍاحترام فترة إشعارمسبقة يتم
ٍ
تحديد مدتها فى العقد.
أما إذا كان اإللغاء بطلب من الجهازاإلداري للشركة فعليه إخطارالعامل املسيركتابيا،
كما يمكن أن يكون املسير املؤسسة الحق في عطلة تحدد مدتها في العقد باإلضافة إلى نصف
األجر اليومي ،ويمكن للمؤسسة املستخدمة أن تفي بالتزاماتها الخاصة ملدة العطلة ،فتدفع
للمسير مبلغ من املال يعادل مرتبه اإلجمالي الذي كان من املفروض أن يتقاضاه خالل فترة
29
العطلة.
كما يمكن لكال الطرفين وضع حد لعالقة العمل إذا أخل احدهما ببنود العقد خاصة
30
تلك املتعلقة بأهداف النتائج و التزاماته.
فإذا كان اإلنهاء نتيجة ارتكاب خطأ من العامل املسير يمكن للجهاز اإلداري للمؤسسة
31
واملؤهل قانونا فسخ العقد دون إخطارمسبق ودون تعويض.
وملا ننتقل إلى املادة 11من نفس املرسوم والتي تنص صراحة « إذا وضح حد لعقد
العمل بإرادة من مسير املؤسسة فإنه يتعين على هذا املسير احترام فترات إشعار مسبق تحدد
في العقد ،إال إذا صدرت من الطرف اآلخر مخالفة خطيرة البنود العقد » ،نجد أن هذه املادة
خلقت إشكاال آخرا ،جعلنا تتنقل من مصطلح اإلخالل ببنود العقد الى اإلخالل الخطيراملنسوب
إلى صاحب العمل أين يكون اإلنهاء من جانب املسير بعد احترام فترة اإلشعار املسبق ،إال إذا
صدرت من املستخدم مخالفة خطيرة ألحد البنود.
وبصفة عامة تمنح املادة 12ف 2ملسير املؤسسة الحق في عطلة تحدد مدتها في العقد
في حالة انتهاء العقد دون خطأ املسير ،ويكون ملسيراملؤسسة املعني الحق ملدة عطلته في نصف
األجراليومي ،كما يمكن للشركة صاحبة رؤوس األموال أن تفي بالتزاماتها الخاصة ملدة العطلة
بأن تدفع للمسير املؤسسة املعني مبلغا يساوي املرتب اإلجمالي الذي من املفروض أن يتقاضاه
خالل الفترة نفسها وهذا ما أتت به املادة 13من نفس املرسوم.
بالنسبة لفسخ عقد عمل املسيراألجيرالرئي�سي فتنص املادة 15من املرسوم :290/90
« يقرر فسخ عقد عمل املسير األجير الرئي�سي لألجهزة املؤهلة في الشركة ذات رؤوس األموال،
وفقا ألحكام األمر 59/75املؤرخ في 1975/09/26املتضمن القانون التجاري».
هذه املادة تثبت لنا أن املشرع الجزائري يرى أن عقد عمل املسير األجير الرئي�سي عقد
ملحق بالوكالة من حيث اإلنهاء خاصة ،فطبيعة العالقة املزدوجة التي تربط بين املسير األجير
الرئي�سي ،الذى يعتبرفي نظرالقانون التجاري وكيال ،والشركة جعلت املرسوم التنفيذي 290/90
ملزم بتنظيم حل العقد طبقا ألحكام القانون التجاري .وهو ما يؤكده املستشارمحمد شرفي أن
مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
1252
العدد التاسع النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات
مارس 2018املجلد الثاني االقتصادية في التشريع الجزائري
رجوع املادة 15من املرسوم 290/90للقانون التجاري تخص فقط إجراءات عزل الوكيل .
االجتماعية للمحكمة العليا كسبب لحل عقد فعزل الوكيل ٍاعتبر من طرف الغرفة ٍ
العمل وأن شروط حله تقدر بالنظر إلى القواعد املحددة في القانون التجاري ولكن أثرها
على عالقة العمل تحدد وتنظم طبقا لقواعد قانون العمل ورغم إخضاع املرسوم التنفيذي
290/90إنهاء عقد املسير األجير الرئي�سى لإلجراءات املنصوص عليها فى القانون التجارى فهذا
ال يعنى أبدا حرمانه من الحقوق والحماية املقررة لإلجراء فى هذا املجال فأخضع هذا القطع
من حيث النتائج لقانون العمل وبالتالى ضرورة تعويض املسير فى حالة ٍانعدام سبب العزل فى
ٍاستعمال هذا الحق طبقا لنص املواد 12-11-10من املرسوم التنفيذى .290/90
غير أنه ونظرا لطبيعة هذا النوع من العقود ،فال يمكن ألطراف العالقة التعاقدية أن
يستندا على فكرة الفسخ أو اإلنهاء فى هذا النوع من العقود ألن هذه النتيجة ال تتحقق إال
بحلول أجلها.
ج ـ اإلنهاء التعسفى لعقد عمل اإلطار املسير :تنص املادة 14من املرسوم التنفيذى
290/90على أن اإلنهاء التعسفى لعقد العمل من أحد الطرفين يترتب عليه التعويض حسب
التشريع املعمول به ،وخروجا عن القواعد املعمول بها فى قانون العمل ٍفان اإلنهاء يعنى هذا
طرفى العقد.
فإن كان التسريح التعسفى بفعل صاحب العمل يطبق عليه من حيث التعويض نص
املادة 4/73 من القانون ،11/90أما إذا كان بفعل املسيرفتطبق عليه القواعد العامة للتعويض
الواردة فى القانون املدنى.
لكن ما هو اإلنهاء التعسفى لعالقة العمل ؟
إن التسريح املعتبر تعسفيا هو الذي يتخذ خرقا للقانون املوضوعي وهذا ما يعبر عنه
القانون الفرن�سي بانعدام السبب الفعلي أو الجدي ،وهو التعريف الذي خلصت إليه املادة
4/73من القانون 11/90التي تنص على أن التسريح الذي يقع خرقا لنص املادة ،73 يعتبر
تعسفيا .غير أنه ال نرى املبررات والدواعي التي دفعت املشرع في املادة 3/73إلى ٍاعتبار أن كل
تسريح فردى وقع خرقا لهذا القانون يعتبرتعسفيا وهوما يعنى أنه مهما كانت القاعدة القانونية
التي تم خرقها جوهرية كانت أو إجرائيةٍ ،فان التسريح الذي تشير إليه يعتبر في كل الحاالت
تعسفيا وهذا يعنى كذلك أن عبء إثبات شرعية اإلجراءات التأديبية يقع على صاحب العمل
كما يقع عليه أيضا عبء إثبات الخطأ.
وفى حالة الفصل التعسفي من قبل الجهازاإلداري أومن قبل العامل املسير ٍفان الطرف
املتضرر يحتفظ بكافة حقوقه املقرر فى التشريع والتنظيم املعمول بهما فى هذا املجال ،مثل
الحق فى مهلة اإلخطار وكذلك الحق فى التعويضات املختلفة املقررة فى هذا الشأن سواء فى
قانون العمل أوفى القانون املدنى (املسؤولية املدنية) .وهوما تؤكده املادة 14املرسوم التنفيذى
1253 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات العدد التاسع
مارس 2018املجلد الثاني
االقتصادية في التشريع الجزائري
. 290/90
نخلص إلى القول أن إنهاء عقد املسير يكون تعسفيا إذا تم خرق لألحكام القانونية
والتنظيمية املنظمة له خاصة تلك املحددة من طرف النظام الخاص لعالقات العمل ملسير
املؤسسات ،فيكون تسريح املسيرتعسفيا إذا كان - :دون ٍارتكاب املسيرخطأ جسيما .
-إذا كان اإلخالل ببنود العقد خاصة املتعلق بالتزام النتائج املنسوب للمسير .
-في حالة قطع عالقة العمل دون ٍاحترام اإلجراءات .
-إذا كان اإلنهاء خارج ٍاحدى الحاالت املذكورة في املادة 66من القانون .11/90
فإنهاء عقد املسير ال يمكن أن يكون إال ألخطاء جسيمة حددها القانون ،أو إلخالل
ببنود العقد وفقا إلجراءات تضمن له حقه فى الدفاع عن نفسه وإال أعتبر اإلنهاء تعسفيا يلزم
بالتعويض عن التسريح التعسفى ألن إعادة إدماجه ال يمكن تنفيذه عينا ،فال يمكن فرض إعادة
32
املسيرعلى املؤسسة إذا قررت هى ٍاالستغناء عنه.
وعليه يكون للمسيرالحق فى التعويض ٍالصطالح األضرارالتى أصابته أخذا بعين ٍ
االعتبار
جسامة خطأ املؤسسة بشرط إثبات الضرر وهذا ما أكدته املادة 14من املرسوم التنفيذى
.290/90
وأخيرا للمسير باعتباره عامال اللجوء إلى نظام املصالحة مع املؤسسة املستخدمة وفى
االجتماعية،
حالة عدم جدواها فله الحق باملطالبة بحقوقه أمام املحكمة الفاصلة فى املسائل ٍ
وهذا ما سيتم شرحه الحقا.
ً
ثالثا :الحماية القانونية لإلطاراملسيروتسوية
النزاعات الناشئة عن تنفيذ عقد العمل
إن املشرع ٍارتكز في التسريح على توافر الخطأ ونقص النتائج بالنسبة للمسير وألزم
املستخدم من خالل إتباع إجراءات محددة وبصفة إلزامية بحيث ال يقوم التسريح بدونها ولو
وجد خطأ ،ذلك أنها تسمح له بالدفاع عن نفسه.
فألزم املشرع املستخدم بتبليغ لجنة في التسريح لألجير واستدعاؤه للحوار املسبق مع
إمكانية استعانته بأي عامل في املؤسسة للدفاع عنه ،وتبليغ قرار التسريح مع العطاء وتوضيح
األسباب التي دفعته لذلك في حدود القانون وأحكام العقد ،فما هو الشأن بالنسبة للمسير؟
أ ـ الحماية املقررة في عقد عمل اإلطار املسير :إن العقد هو املصدر الوحيد لعالقات
اإلطارات املسيرة مع مؤسساتهم املستخدمة ،فيجب أن ينظم عقد املسيركل اإلجراءات الواجب
احترامها عند إلغاء العقد وذلك تطبيقا للمادة 2/73من القانون ،11/90إذ يجب تحديدها
بأكبردقة ممكنة إذ تنص املادة 2/73على أنه «:يعلن عن التسريح املنصوص عليه في املادة 73
أعاله ضمن احترام اإلجراءات املحددة في النظام الداخلي ويجب أن تنص هذه اإلجراءات على
مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
1254
العدد التاسع النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات
مارس 2018املجلد الثاني االقتصادية في التشريع الجزائري
التبليغ الكتابي لقرار التسريح واستماع املستخدم للعامل املعني ،الذي يمكنه في هذه الحالة،
أن يختارعامال تابعا للهيئة املستخدمة لتصطحبه ».
من خالل ما سبق ذكره فإن املرجع األسا�سي في حالة قيام نزاع بين املسير واملؤسسة هو
العقد املبرم بين الطرفين ،ومنه فإن إجراءات تسوية هذا النزاع نجد بنودها في العقد نفسه.
وهذا ما نصت عليه املواد 9 ،8 ،7 ،6من املرسوم التنفيذي .290/90فاملادة 06من
املرسوم املذكور أعاله أعطت للمسيرنفس الحقوق وااللتزامات املعترف بها للعمال األجراء وذلك
تطبيقا للقانون 11/90ويستثنى املشرع بعض االلتزامات الخاصة بالنظام النوعي لطبيعة عمل
اإلطار املسير .وهو ما تنص عليه املادة 8يبين أن عقد عمل اإلطار املسير يكون محل تفاوض بين
أطراف العالقة فيما يخص بعض بنود العقد خاصة األجر ،سلطات املسير الرئي�سي في اختيار
إطارات مديريته ،وأهداف النتائج والتزاماتها ومدة العقد ومراجعته وتكييفه أثناء تنفيذه.
باستقرائنا إلى نصوص املواد املذكورة أعاله نجد أن املشرع خرج عن القاعدة العامة في
عقود العمل ،وأعطى للمسيرسواء الرئي�سي أو اإلطارات بعض الحرية في التعاقد وذلك لطبيعة
العقد فاملسيرالتزامه الرئي�سي هو تحقيق نتائج وااللتزامات التي تم االتفاق بشأنها مع املؤسسة
املستخدمة وبالتالي فاإلخالل بهذا االلتزام يؤدي إلى فسخ العقد ولقد سبق شرح ذلك .أما فيما
يخص البنود األخرى فيمكن اعتبارها بمثابة التزامات على عاتق الهيئة املستخدمة ألنها تمهد
وتوفرالظروف الجيدة للمسيرحتى يمكن له تحقيق النتائج املتفق عليها في العقد.
كما تنص مختلف عقود عمل مسيري املؤسسات على حماية هؤالء املسيرين من مختلف
الضغوط والتهديدات واملتابعات القضائية ،السيما فيما يتعلق باألعمال والتصرفات املتعلقة
بالتسيير ،أو ما يعرف بمخالفة القوانين والنظم املعمول بها في املجاالت املالية والتجارية
واملحاسبية ،التي قد يتعرضون لها من الغير أو من الجهات املختصة في إطار التحقيقات
33
القضائية األولية ،أثناء ممارستهم ملهامهم ،وذلك في إطاراألحكام القانونية املعمول بها.
ً
ب ـ تسوية النزاعات الناشئة عن عقود عمل اإلطارات املسيرة :نظرا لعدم خضوع
اإلطارات املسيرة لألنظمة الداخلية للمؤسسات املستخدمة طبقا لنص املادة 16في فقرتها
األولى من املرسوم التنفيذي «:290/90ال يخضع مسيرو املؤسسات للنظام الداخلي الخاص
شركة رؤوس األموال».
فإنه يجب أن ينظم عقد العمل كافة اإلجراءات املتعلقة بسوية النزاعات املهنية غيرتلك
34
املنصوص عليها في املادة 04من القانون 04/90املتعلقة بتسوية النزاعات الفردية في العمل،
التي تنص على أنه «:في حالة غياب اإلجراءات املنصوص عليها قانونا ،يقدم العامل أمره إلى
رئيسه املباشر الذي يتعين عليه تقديم جواب خالل 8أيام من تاريخ اإلخطار في حالة عدم
الرد ،أو عدم ر�ضى العامل بمضمون الرد فيرفع األمر إلى الهيئة املكلفة بتسيير املستخدمين أو
املستخدمة حسب الحالة يلزم الهيئة املسيرة أو املستخدم بالرد كتابيا عن أسباب رفض كل
1255 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات العدد التاسع
مارس 2018املجلد الثاني
االقتصادية في التشريع الجزائري
أو جزء من املوضوع خالل 15يوما على األكثرمن تاريخ اإلخطار» ،من خالل هذه املادة يتبين أن
هناك إجراءات على العامل إتباعها في حالة التسريح قبل أن يرفع األمرإلى مفتشية العمل.
وتتمثل هذه اإلجراءات في:
1ـ إخطاريقوم به العامل إلى رئيسه األول يبين فيه موضوع تسريحه .
2ـ على الرئيس الرد وتقديم جواب خالل 8أيام املوالية لإلخطار.
3ـ في حالة عدم الرد يرفع األمرإلى الهيئة املسيرة للمستخدمين وعليها الرد خالل 15يوما
من تاريخ اإلخطار.هذا بالنسبة للعامل ،أما بالنسبة لإلطارات املسيرة أو املسيرالرئي�سي:
الحالة األولى :يختلف اإلجراء هنا حسب مستوى وظيفة اإلطارات املسيرة .فاإلطارات
املسيرة لبتي هي معينة من طرف اإلطار املسير الرئي�سي وبالتالي فاإلخطار يكون أوال لإلطار املسير
الرئي�سي ،وفي حالة عدم الرد يكون اإلخطار إلى مجلس اإلدارة الذي عليه أن يرد خالل 15يوما
من تاريخ إخطاره.
الحالة الثانية :اإلطاراملسيرالرئي�سي هنا يرفع اإلخطارحسب املادة 04من قانون90/04
إلى مجلس اإلدارة مباشرة التي يجب أن ترد خالل 8أيام من تاريخ اإلخطار.
وأخير بعد ٍاستنفاد إجراءات املعالجة الداخلية للنزاع داخل الهيئة املستخدمة يمكن
لإلطار املسير إخطار مفتش العمل وفقا لإلجراءات التي يحددها القانون من أجل املصالحة أو
عرض النزاع على القضاء املختص بالقضايا االجتماعية ،أوالقضاء املدني فيما يتعلق بالحقوق
التي تخضع للقضاء املدني.
الفرع الثاني :آثارعالقة عمل مسيراملؤسسة
ً
ينتج عقد عمل مسيري املؤسسات باعتباره من عقود العمل امللزمة للجانبين آثارا
مختلفة ،تتمثل في جملة من الحقوق وااللتزامات املقررة للطرفين ،تتميزفي العديد من جوانبها
ببعض الخصوصيات التي قل ما نجدها في عقود العمل األخرى ،هذا التميزالذي يطرح ضرورة
البحث في الطبيعة القانونية لهذا العقد بالنظر إلى عقود العمل العادية التي يحكمها قانون
العمل .
ً
أوال :الحقوق وااللتزامات املترتبة على طرفي عقد العمل
من بين أهم محتويات عقد عمل مسيري املؤسسات مجموع الحقوق وااللتزامات التي
تقع على طرفي هذا العقد ،منها ما يمكن اعتبارها حقوق والتزامات عامة يتمتع بها ويخضع لها
طرفي هذا النوع من العقود على غرارما هو الحال في عقود العمل األخرى ،ومنها ما تتميزببعض
الخصوصيات املميزة لهذا العقد ،األمر الذي يفرض علينا بيان حقوق والتزامات املسير تجاه
املؤسسة املستخدمة ،وصالحيات املؤسسة املستخدمة تجاه املسير.
أ ـ حقوق والتزامات اإلطار املسير تجاه الهيئة املستخدمة :بصفة عامة ومن خالل
النماذج العديدة لعقود عمل اإلطارات املسيرة التي تمكنت من اإلطالع عليها فإن األحكام
35
االتفاقية التي يمكن أن تتضمنها عقود عمل هذه الفئات املهنية تتلخص في املحاور التالية:
اإلسناد القانوني والتنظيمي :ويتضمن هذا الجانب مختلف النصوص القانونية
والتنظيمية التي تشكل مراجع عقد العمل ،ومن أهمها القانون 11-90املؤرخ في 21أفريل
1990املتعلق بعالقات العمل ،السيما املادة الرابعة منه .واملرسوم التنفيذي 290-90املؤرخ
في 29سبتمبر 1990املتعلق بالنظام النوعي لعالقة عمل مسيري املؤسسات ،إلى جانب بعض
النصوص الداخلية للقطاع املتمثلة عادة في املنشورات والتعليمات الصادرة عن الهيئات
املسيرة للقطاع أو للمؤسسة ،واملتعلقة بموضوع اإلطارات املسيرة.
األحكام العامة :وتتضمن في العادة موضوع العقد ،ومنصب أوصفة اإلطارطرف العقد،
وكذلك مدة العقد التي تكون في الغالب مدة محددة ،بحكم أن قد عمل مسيري املؤسسات ال
يخضع لتطبيق أحكام املادة 12من قانون عالقات العمل كما أشرنا إلى ذلك من قبل.
1ـ التزامات اإلطار املسير تجاه املؤسسة املستخدمة :وهي من أهم مكونات مضمون
العقد ،حيث يتضمن هذا الجزء مجموع األهداف االقتصادية والتجارية واملالية ،إلى جانب
البرامج واملخططات التي وضعتها الهيئة السيادية في املؤسسة ،في حدود االختصاصات
واملهام املسندة إليه .مع بيان اآلجال املحددة لذلك .وهي مختلفة باختالف املنصب من جهة،
وباختالف املؤسسة من جهة أخرى .هذه األهداف والبرامج التي تشكل صلب التزامات اإلطار
املسير املتعاقد ،والتي من اجلها تم التعاقد مع هذا اإلطار ،وليس غيره ،وذلك وفق التعهدات
ً
والوعود التي يكون قد قدمها في ملف ترشيحه للمنصب كما سنبين ذلك الحقا.
كما يتضمن هذا الجزء من العقد كذلك ،ومقابل االلتزامات التي تفرض عليه ،مجموع
السلطات والصالحيات القانونية والتنظيمية واإلدارية ،التي تمنح أو تفوض له من قبل هيئة
تسيير املؤسسة (واملتمثلة في مجلس اإلدارة في الشركات ذات األسهم ،أو مجلس املراقبة في الشركات
ذات املسؤولية املحدودة) ،إلى جانب منحه كل اإلمكانيات املادية واملالية والبشرية التي تتطلبها عملية
تحقيق هذه األهداف والبرامج.
هذه االلتزامات التي يشكل تنفيذها وتحقيق النتائج املتفق عليها معيار وشرط استمرار
عقد العمل ،وتمديده ،من جهة ،ومبرر أو شرط استمرار االستفادة من االمتيازات املادية
والعينية املقابلة املمنوحة لإلطار املسير والتي سنبينها في البند الرابع أدناه ،وفي نفس الوقت
ً ً
يكون الفشل في تحقيقها سببا ومبررا لعدم تجديد أو تمديد ،أو لفسخ عقد العمل أو إنهائه.
ً
وهو ما يميز عقد عمل مسيري املؤسسات عن غيره من عقود العمل األخرى نظرا لكونه وفق
ً ً
هذه االلتزامات املهنية التي تشكل تعهدات يشكل تحقيقها شرطا جوهريا الستمرارعالقة العمل،
ً ً
وعدم تحقيقها شرطا فاسخا لهذا العقد ،مما يجعل عقد العمل هنا عقد نجاعة أكثرمنه عقد
عمل.
2ـ حقوق اإلطاراملسير :من املسائل التي تركها املرسوم التنظيمي لعالقات عمل مسيري
املؤسسات ما يتعلق بالحقوق واالمتيازات املادية منها والعينية ،حيث أنه إلى جانب مبدأ تمتع
هذه الفئة املهنية بنفس الحقوق العامة التي يتمتع بها بقية العمال والذي كرسته املادة 6من
هذا املرسوم 36،يمكن لطرفي العقد االتفاق على مجموعة واسعة من الحقوق واالمتيازات،
تقابل املجموعة الواسعة لاللتزامات التي تعهد بها املسير.
وبالرجوع إلى بعض النماذج من عقود العمل التي تمكنت من اإلطالع عليها يمكن أن
نجد مجموعة واسعة من الحقوق واالمتيازات السيما ذات الطابع املادي واالجتماعي تتعلق
ً
أساسا بعدة أصناف من الحقوق يمكن اختصارها فيما يلي:
/ 2أ ـ الحقوق العامة:
-حق اإلطاراملسيرفي الحصول على أجريتناسب مع املهام واملسؤوليات املوكلة إليه.
-الحق في التمتع بجميع الحقوق املنصوص عليها في القوانين والنظم املعمول بها.
-التمتع بجميع الحقوق الناتجة عن عقد العمل.
-الحق في الحصول على الحماية التكفل واملساعدة القضائية من طرف املؤسسة
( التكفل بدفع تكاليف الدفاع ،دفع أجور أو تعويضات للعامل أو ذوي حقوقه في حالة توقيف
أو حبس اإلطار ) في حالة تعرضه ملتابعة قضائية بسبب ممارسته ملهامه في حدود الصالحيات
واملهام املوكلة إليه ،شرط أن ال تكون هذه املتابعة القضائية ناتجة عن ارتكابه لخطأ منهي
جسيم ،أو ارتكابه لفعل أو تصرف تجرمه القوانين والنظم املعمول بها.
/ 2ب ـ األجور والتعويضات واملكافآت :من بين املسائل الهامة التي ال توجد بشأنها
أحكام قانونية وتنظيمية رسمية لتأطيرها ،بل تخضع بصفة كلية لسلطان إرادة أطراف عقد
العمل ،في إطار الحرية الكاملة للتفاوض في كل ما يتعلق باألجور واالمتيازات املالية والعينية
التي يتقاضاها اإلطارات املسيرة ،ليس فقط في القانون الجزائري ولكن كذلك في مختلف النظم
املقارنة .حيث تضمنت املادة 8من املرسوم 90ـ 290املنظم لعقد عمل اإلطارات املسيرة املشار
ً
إليه سابقا ،ضمن تحديدها للعناصر التي يجب أن يتضمنها عقد العمل الذي يجب أن يكون
نتيجة تفاوض فردي بين اإلطار املرشح ملنصب املسير ،والجهاز اإلداري للمؤسسة ،ضرورة
تحديد:
« أسس املرتب ومختلف العناصر التي يتشكل منه ،واملتكونة من األجر األسا�سي،
والتعويضات الثابتة واملتغيرة ،والعالوات املرتبطة بنتائج املؤسسة.
املنافع العينية ».
ً
هذه املادة التي وجدت تطبيقها امليداني في مختلف عقود العمل ،حيث كثيرا ما تتضمن
هذه العقود تفاصيل دقيقة حول هذا املوضوع ،يمكن أن نختصرها في:
-النص على قيمة األجرالثابت املتفق عليه وكيفية دفعه.
-قيمة أو نسبة األجراملتغير ،وكيفية تقييمه وحسابه ،واألساس الذي يتم بمقتضاه أو
بواسطته حسابه .والذي عادة ما يأخذ نسبة مئوية من الجر الثابت املتفق عليه (قد تصل في
بعض األحيان من 0إلى 150من األجر الثابت) 37والتي عادة ما تأخذ شكل أو طابع العالوات أو
املكافآت والتي يزيد عددها وتسمياتها من عقد إلى آخر ،ومن مستوى إلى آخر ،ومن مؤسسة
إلى أخرى .وذلك وفق شروط ومبررات موضوعية أو مهنية أو غيرها .نذكر من بينها على سبيل
املثال ،منحة األكل ،منحة النقل ،منحة اإلنتاجية ،أومنحة املردودية املالية أوالتجارية ،ومنحة
تحقيق األهداف ،منحة ضغوط العمل ،منحة األجرالوحيد.
/ 2ج ـ االمتيازات :على غرار ما مر معنا فيما يتعلق بالتعويضات واملكافآت نجد في
عقود عمل مسيري املؤسسات العديد من االمتيازات املادية والعينية األخرى التي يتفق عليها
األطراف بكل حرية واستقاللية ،تتعلق بصفة خاصة بمنح تتمثل في مبالغ مالية تدفع بصفة
دورية لإلطار ،تمثل نفقات بالسكن ،األكل ،اللباس ،النقل ،والهاتف ،إلى جانب اكتتاب بعض
التأمينات لفائدة اإلطار تغطي بعض الحاالت ،كالتأمين على الحياة ،والتأمين على الوفاة،
والتقاعد التكميلي ،غيرها من التدابير التي من شأنها أن تضع اإلطار يعمل في ظروف حسنة
أثناء حياته املهنية ،وتوفرلذوي حقوقه مداخيل تسمح لهم الحياة بكرامة بعد وفاته.
ب ـ صالحيات املؤسسة املستخدمة تجاه املسير األجير :تمارس املؤسسة املستخدمة
باعتبارها صاحبة العمل ،وذلك من خالل الهيئة املسيرة لها ( مجلس اإلدارة ،أومجلس املراقبة)
كافة الصالحيات التي يمنحها قانون عالقات العمل تجاه املسير األجير ،سواء أكان رئي�سي أو
ً
مساعد ،انطالقا من مبدأ عالقة التبعية القانونية والتنظيمية وكذا االقتصادية التي تفرضها
طبيعة عالقة العمل القائمة بينهما.
ومن هذا املنطلق تتمتع املؤسسة املستخدمة تجاه اإلطار املسير بالسلطة التنظيمية،
أي سلطة اإلشراف والتوجيه والرقابة ،إلى جانب السلطة التأديبية في حالة مخالفة االلتزامات
القانونية أو التنظيمية أو التعاقدية املعمول بها في املؤسسة املستخدمة.
ذلك أن التزامات اإلطار املسير السيما املهنية منها املقررة بمقت�ضى عقد العمل على
النحو الذي سبق بيانه أعاله 38،ال ينفي عدم خضوع املسيرعلى االلتزامات العامة التي يفرضها
القانون على مختلف الفئات العمالية 39،واملحددة في املادة 7من قانون عالقات العمل .السيما
االلتزامات الرئيسية التالية بـ:
1ـ أن يؤدوا بأق�صى ما لديهم من قدرات ،الواجبات املرتبطة بمنصب عملهم ،ويعملوا
40
بعناية ومواظبة في إطارتنظيم العمل الذي يعده املستخدم.
1259 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات العدد التاسع
مارس 2018املجلد الثاني
االقتصادية في التشريع الجزائري
أ ـ إشكاليات عقد عمل األجيراملسيربين أحكام قانون العمل وأحكام القانون التجاري.
أ 1 /ـ في شركة املساهمة ذات مجلس اإلدارة :يتم توزيع اإلدارة في هذا النوع من الشركات
بين أجهزة متعددة تتمثل في الجمعية العامة التي تتداول حول أمور نشاطها وإدارتها تطبيقا
ً
ملبدأ ارتباط اإلدارة بملكية رأس املال 43،ونظرا لتعذر ممارسة كل املساهمين لحقهم في اإلدارة
مباشرة يتم انتخاب هيئة محددة العدد تقوم بالتسييرالفعلي للشركة تتمثل مجلس اإلدارة.
يتولى مجلس اإلدارة وهو جهاز تنفيذي بتسيير أمورها عن طريق اتخاذ القرارات الالزمة
لتحقيق غرضها ويضع قرارات وتوصيات الجمعية العامة موضع التنفيذ وهذا ما تبينه
املادة 610من القانون التجاري «:بتولي إدارة شركة املساهمة مجلس إدارة واملادة 622من
نفس القانون التي تنص« :يخول مجلس اإلدارة كل السلطات للتصرف في كل الظروف باسم
44
الشركة».
فباستثناء اإلداريين أو أعضاء مجلس اإلدارة وإن كانوا مسيرين طبقا ألحكام القانون
التجاري ،فإنهم ال يتمتعون بهذه الصفة حسب مفهوم املرسوم التنفيذي 290/90املنظم
لعالقة عمل املسير األجير ،فهم وكالء اجتماعيين وهو ما يجعل املجلس مجرد جهاز داخلي في
الشركة وكذا إطارات املديرية املساعدين للمديرالعام والذين وفقا للمادة 2من املرسوم املشار
45
إليه أعاله فإنهم يعدون مسيري مؤسسات.
أما بالنسبة لكل من رئيس مجلس اإلدارة واملديرالعام ،فهاتين الوضعيتين تطرحان عدة
تساؤالت حول مكانتهما القانونية في املؤسسة أين سنحاول دراسة كل واحدة على حدا.
بالنسبة لرئيس مجلس اإلدارة :هل يمكن له أن يستفيد من أحكام املرسوم التنفيذي
290/90وأن يحل محل املسيراألجيرالرئي�سي؟
للجواب على هذا اإلشكال البد من الرجوع على أحكام املادة 635من القانون التجاري
التي تنص على أنه ينتخب مجلس اإلدارة من بين أعضائه رئيسا يتولى تحت مسؤوليته اإلدارة
العامة للشركة وتمثيلها في عالقتها مع الغير ويمتنع بالسلطات الواسعة للتصرف باسمها املادة
ي 46
من القانون التجار .
من خالل النصوص السابقة نجد أن لرئيس مجلس اإلدارة صالحيات لرئاسة املجلس
وإدارة الشركة وعمليا يفهم الكثير منا أن األولى يحكمها القانون التجاري باعتبارها تعد وكالة،
والثانية ينظمها قانون العمل باعتبارها منظمة بعقد عمل وأنه يجمع بين وظيفتين قانونيتين
بطبيعيين مختلفتين.
وبالرجوع إلى أحكام القانون التجاري وبالتحديد املادة 639منه والتي تنص على أنه:
«يجوز ملجلس اإلدارة بناءا على اقتراح الرئيس أن يكلف شخصا واحدا أو ٍاثنين من األشخاص
الطبيعيين ليساعد الرئيس كمديرين عامين» وهي املادة التي تبين بصفة صريحة أن وظيفة
اإلدارة العامة للشركة وظيفة لصيقة برئيس مجلس اإلدارة ،فالوظيفتين مرتبطتين ال
1261 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات العدد التاسع
مارس 2018املجلد الثاني
االقتصادية في التشريع الجزائري
يمكن الفصل بينهما ،وال يوجد أي نص صريح يفصل بين وظيفة رئيس مجلس اإلدارة وتولى
واالستحالة التي تؤكدها املادة 638املذكورة آنفا والتي أتت في طابع الوجوب
املديرية العامةٍ ،
واإللزام على أن رئيس مجلس اإلدارة يتولى تحت مسؤوليته اإلدارة العامة ،أيضا املادة 02من
املرسوم التنفيذي 290/90لم تذكرصراحة مصطلح رئيس مجلس اإلدارة.
وعليه يبقى رئيس مجلس اإلدارة محل عقد وكالة ،وال يحتاج إلى عقد أخر لتولى اإلدارة
العامة .وبناء على ذلك نستبعده من نظام عالقات العمل ومن مجال تطبيق املرسوم التنفيذي
290/90عليه وال يمكنه بذلك أن يكتسبه صفة املسيراألجيرالرئي�سي فهووفقا للقانون التجاري
وكيال ٍاجتماعيا بحكم القانون.
إما بالنسبة للمديرالعام :فإن رئيس مجلس اإلدارة يتولى اإلدارة مهام ثقيلة ولهذا يمكنه
أن يقترح على مجلس اإلدارة تعين شخص أو ٍاثنان للقيام بمساعدته فى القيام بمهام اإلدارة
العامة تحت مسؤوليته الشخصية بصفته مديرا عاما (املادة 639من القانون التجاري)
فتعينه يخضع لحرية مجلس اإلدارة ورئيسها .وفى هذه الحالة يعتبر جهاز من أجهزة الشركة
وباالتفاق مع رئيسه يحدد مجلس اإلدارة مدى ومدة السلطات املفوضة للمدير العام املادة ٍ
1/644من القانون التجارى ،رغم أن له كل السلطات للتصرف باسم الشركة وله ٍاتجاه الغير
نفس سلطات رئيس مجلس اإلدارة وفقا ألحكام املادة 2/641من القانون التجاري.
إن املدير العام يرتبط بعقد عمل مع املؤسسة طبقا للمرسوم 290/90املتعلق بالنظام
الخاص بعالقات العمل الخاصة بمسيري املؤسسات الذي ال يخص سوى اإلدارة العامة فهو
أول منصب معنى به مباشرة ،وعليه فهو يتمتع بصفة املسيراألجيرالرئي�سى في هذه الشركة.
حيث أن املادة 2من املرسوم التنفيذى 290/90تنص صراحة على أنه« :يعتبر مسير
املؤسسة وفق تطبيق هذا املرسوم كل من املسير األجير الرئي�سي ،املدير العام ،والوكيل أو
أي مسير أجير رئي�سي أخر » ...وهذا ما يطرح اإلشكالية التالية :فاملدير العام من جهة القانون
التجاري يعد وكيل ٍاجتماعى ومن جهة قانون العمل مسيرأجيررئي�سى.
إن الجمع بين املهمتين أو الوظيفتين يثير العديدة من اإلشكاالت والصعوبات العملية
خاصة فى حالة قطع عالقة العمل باعتبار أن كل من عقد الوكالة وعقد العمل مستقلين عن
بعضهما البعض مما يجعل املدير العام يحكمه قانونين القانون التجارى كقانون عام وقانون
العمل كقانون خاص.
إن الفرضية التي يمكن أن توقعها هنا ،هي أن عقد العمل هو تابع للوكالة ،أي أن صفة
املديرالعام لم تستند أو تؤسس على أحكام عقد العمل املبرم ،بل على أحكام القانون التجارى
السيما املادة 639منه وعليه بزوال الوكالة أو سحبها ينق�ضى عقد عمله .هذه الوضعيات التي
ً
كثيرا ما تطرح العديد من اإلشكاالت العملية لم يعالجها املرسوم التنفيذى 290/90املنظم
ن 47
لعالقات عمل املسيرين ،مما يبرز إحدى الثغرات القانونية التي يعاني منها هذا القانو .
أ 2 /ـ أما بالنسبة لشركة املساهمة ذات مجلس املديرين :فتعتبر هذه الشركة
الشكل الحديث لشركة املساهمة ،وقد أدخلها املشرع الجزائري في نظامها القانوني بموجب
املرسوم التشريعي 08/93املؤرخ في 1993/04/25ويتولى إدارة هذه الشركة ثالثة أجهزة أال
وهي :الجمعية العامة للمساهمين ،مجلس مراقبة ومجلس مديرين ،ويتولى اإلدارة العامة لها
طابعا للمادة 1/643من القانون التجاري ،التي تنص «يدير شركة املساهمة مجلس مديرين
يتكون من ثالثة إلى خمسة أعضاء على األكثر» وعدد أعضاء مجلس املديرين يحدده القانون
األسا�سي ،ويتم تعيينهم من طرف مجلس املراقبة عن طريق عقد التعيين الذي يحدد كيفية
دفع األجراملادة 647من القانون التجاري وتسند الرئاسة ألحدهم املادة 645قانون تجاري
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ،هو هل يمكن أن تطيق أحكام املرسوم التنفيذي 290/90على
أعضاء مجلس املديرين؟
إذا رجعنا إلى القانون التجاري نجده يعتبر أعضاء مجلس املديرين وكالء اجتماعيين،
لكن املرسوم التنفيذي 290/90قد أضفى عليهم صفة األجير أي صفة املسير األجير الرئي�سي،
ألنهم يتمتعون بسلطات مماثلة في التسيير ويمكن تحديد لكل واحد منهم األهداف والنتائج
التي يجب تحقيقها ،فهم يرتبطون بعقود عمل ويستفيدون هكذا من أحكام املرسوم التنفيذي
290/90والحماية املقررة للعمال بمقت�ضى قانون 11/90املتعلق بعالقات العمل.
إطارات املديرية :إن قائمة هذه اإلطارات ومستوى رواتبهم التي تحدد باتفاق بين املسير
األجير الرئي�سي وهيئة اإلدارة للشركة ،مما يعني أن نفس الوظيفة يمكن أن تعطي صفة اإلطار
السامي لصاحبها في شركة وال تعطيها في شركة أخرى 48،لكن إذا ما ثبت لدينا أن عامال هو من
اإلطارات املسيرة للمؤسسات فبماذا تتميزوضعيته ؟
إذا رجعنا إلى املرسوم التنفيذي 290/90نالحظ أنه ينص على فريق اإلطارات املسيرة
دون تحديد معايير تعريفهم وتمييزهم ،وعليه فلم يبقى تحديدهم يخضع للمبادئ التي حددها
املرسوم 129/86املؤرخ في ،1986/08/05فالتصنيف الحالي لهذه الفئة أصبح يحدد باالتفاق
بين املسيراألجيرالرئيس وجهازاإلدارة للشركة عند التفاوض حول بنود عقد هذا األخير ،وهو ما
تؤكده املادة 05من املرسوم 290/90التي تبين من خاللها أنها مساعدة للمسير األجير الرئي�سي
وتتحمل معه مسؤولية التسييرفرديا والنتائج االقتصادية واملالية للمؤسسة فأسس تحديدهم
تختلف من مؤسسة ألخرى وإن كان االتفاق على أن تعيينهم يكون في كل املؤسسات من طرف
املسيراألجيرالرئي�سي للمؤسسة ،وذلك يخضع لعدة عوامل نخص بالذكر:
• اتساع وطبيعة نشاط املؤسسة
• تنظيم الوظائف و الهياكل.
•تقسيم سلطات اإلدارة والتسييرعلى مستوى الجهازاملركزي ومراكزالنشاطات.
•أهداف العقد املحدد من طرف الجهازاإلداري للشركة واتساع االلتزامات والنتائج.
1263 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات العدد التاسع
مارس 2018املجلد الثاني
االقتصادية في التشريع الجزائري
حيث أعطى املرسوم 290/90الحرية التامة في تفسير مفهوم التسيير ،حيث أصبح
نفس املنصب يمكن أن يكون مسيرا في شركة وليس كذلك في شركة أخرى ،حتى ولو كانت
األعمال واملسؤوليات متماثلة ،ذلك أن الهدف الرئي�سي لوجود هذا املرسوم هو الوصول إلى
تجنيد أكبرلإلطارات املسيرة للوصول إلى األهداف املحددة مسبقا من طرف اإلدارة العامة.
نتيجة لهذا التجنيد جعل املشرع من حقوق والتزامات اإلطارات املسيرة ال يخضع
للتفاوض الجماعي كما أنهم ال يخضعون للنظام الداخلي للمؤسسة 49،مما يجعلنا نقول أن
اإلطارات املعينة باملرسوم هى تلك التى تتمتع بسلطة إدارية قادرة على التأثيرإما إيجابا أو سلبا
على املردود العام والنتائج النهائية ،هذه السلطة ناتجة عن تفويض من املسير األجير الرئي�سى
الذي يضع تحت تصرف اإلطار ،السلطة ،والوسائل ،واملسؤولية املباشرة ،واالستقالل الواسع
فى التصرف.
حيث تنص املادة 08فى فقرتها الثالثة من املرسوم « : 290/90يكون عقد العمل الخاص
باملسير األجير موضع تفاوض مع جهاز إدارة الشركة ،ويحدد على الخصوص ما يلي :سلطات
املسيراألجيرالرئي�سى لتوظيف إطارات املديرية املذكورة فى املادتين 05، 02أعاله ».
طبقا لهذه املادة فاملسير األجير الرئي�سى يمكن أن يحدد وحده من هم اإلطارات املسيرة
الحقيقيين الذين يكونون مساعديه والحاصلين على جزء من سلطة اإلدارة التى يملكها كاملة،
فاملعاييرالوحيدة لتحديد اإلطارات الحقيقية هى التى يضعها املسيراألجيرالرئي�سى طبقا للعقد
الذى يربطه مع الجهاز اإلدارى للشركة وهو يعتمد فى هذا على الكفاءة والقدرة على التسيير
والتوجيه وعلى أساسها يمنح ويكلف اإلطارات باألعمال التى تتناسب مع صفاتهم وهذا ما نصت
عليه املادة 05من املرسوم التنفيذى «: 290/90يمكن للمسير األجير الرئي�سي وفقا للسلطات
التي يسندها له اإلدارة للشركة ذات رؤوس األموال أن يوظف إطارات املديرية ملساعدته.
يحدد قائمة املناصب املعينة إلطارات املديرية وكذلك كيفية دفع مرتباتهم باتفاق بين
املسير األجير الرئي�سي وجهاز اإلدارة التابعة للشركة أين تصبح هذه املادة مهمة جدا في تكييف
الوضعية القانونية لإلطار إذا كان يحكمه هذا املرسوم أم ال الن تسمية الوظيفة ال تكفي فقد
يوظف عامل كمديرلكنه ليس من اإلطارات التي يحكمها املرسوم الن منصب املديرالذي عين
50
من اجله لم يكن وفق االتفاق الوارد مع مجلس اإلدارة».
االتفاق املبرم بين املسير األجير الرئي�سي ،ومجلس اإلدارة على هذا املعيار القائم على ٍ
تحديد قائمة املناصب ال األشخاص وعليه فاملسيراألجيرالرئي�سي هوالذي يصنع عقود اإلطارات
املسيرة ويتفاوض حولها مع املعنيين تبعا للعقد الذي يربطه مع جهاز اإلدارة والذي يخضعه
اللتزام النتائج في األخير يمكن أن نقول أن املسير األجير الرئي�سي له مسؤولية وسلطة في هذا
املجال محددة مسبقا من طرف جهاز اإلدارة مما يعني أنه ال يلتزم تجاه اإلطارات باسمه .وإنما
باسم جهاز اإلدارة في الحدود املرسومة له مسبقا لهذا السبب من الضروري اإلبرام الدقيق
لعقد اإلطار املسير ،ويجب أن يتضمن التقدير الحقيقي للنتائج املطلوبة ومبالغ العالوات
املناسبة لها .وما يمكن أن نقوله في نهاية هذا البحث أن املشرع الجزائري قد خفض كثيرا من
فريق املسيرين و ذلك خالل حصرهم في املادة الثانية من املرسوم 290/90مع بقاء اإلشكالية
املفروضة أال وهي أن هؤالء املسيرين ما عدا إطارات املديرية الذين يعدون في نظر القانون
التجاري وكالء اجتماعيين ،إال أنهم بعد صدور املرسوم 290/90أصبحوا أيضا في نظر قانون
العمل ،وبمقت�ضى نظامهم النوعي الخاص أجراء يرتبطون مع املؤسسة بعقود عمل مما يجعل
وظيفتهم تحكمها عدة أحكام قانونية منها ما يرجع إلى قانون التجاري واملدني ،ومنها ما يخضع
لقانون عالقات العمل العامة او النوعية أي الخاصة بهذه الفئة .أي أهم أنهم أصبحوا في نفس
ً
الوقت وكالء وعمال معا.
أ ـ عقد عمل املسير ...مزيج من عقد العمل وعقد الوكالة :إن الوضع القانوني املشار
ً ً ً
إليه سابقا الذي أصبح يحكم اإلطارات املسيرة ،أصبح يطرح سؤاال حتميا ،هل يمكن الجمع
بين عقد الوكالة وعقد العمل؟
إن فكرة الجمع بين العقدين غير ممنوع مبدئيا ،يخضع فقط لبعض الشروط،
فالقانون التجاري لم ينظم سوى الجمع بالنسبة للقائمين باإلدارة ،هذه الشروط ال تطبق على
ممثلي العمال املنتخبين في أجهزة اإلدارة للشركة طبقا لنص املادة 95من القانون « 11/90
تضم الهيئة املستخدمة أكثرمن 150عامال وعندما يوجد بداخلها مجلس إدارة أو مراقبة تعين
لجنة املشاركة من أعضائها أو من غير أعضائها قائمين باإلدارة يتولون تمثيل العمال من هذا
51
املجلس طبقا للتشريع املعمول به».
ومن خالل الفقرة األولى من املادة 615من القانون التجاري التي تنص على أنه «:ال
يجوز لألجير املساهم في الشركة أن يعين قائما باإلدارة إال إذا كان عقد عمله سابقا بسنة
واحدة على األقل لتعنيه ومطابقا ملنصب العمل الفعلي دون أن يضيع منفعة عقد العمل ويعتبر
كل تعيين مخالف ألحكام هذه الفقرة باطال وال يؤدي هذا البطالن إال إلغاء املداوالت التي ساهم
فيها القائم باإلدارة املعين بصورة مخالفة للقانون» .
وبالنظرلهذه املادة نجد أن الشرط األسا�سي الذي يوقف عليه املشرع الجمع هو وجود
عقد عمل فعلى ،وهو ما يجعل مسيراملؤسسة يجمع بين الوكالة وعقد العمل ما دام أن املشرع
ال يمنعه وعليه يمكن ألعضاء مجلس املديرين لشركة املساهمة وللمدير العام الجمع بين
العقدين بتوفرالشروط اآلتية:
-يجب أن يكون عقد العمل مطابقا لعمل فعلي وهو شرط عام.
-شرط أقدمية سنة بالنسبة للمديرالعام القائم باإلدارة.
-شرط اإلذن املسبق والرقابة لالحقة في بعض الحاالت.
ن املرسوم التنفيذي 290/90الخاص بعالقات العمل ملسيري املؤسسات يصف
1265 مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية
النظام الخاص بعالقة عمل اإلطارات املسيرة في املؤسسات العدد التاسع
مارس 2018املجلد الثاني
االقتصادية في التشريع الجزائري
العالقة بين املسير والشركة أنها عالقة عمل ،جعله يثير نوع آخر من الجمع خاصة في منظور
قانون العمل هو جمع عقد عمل عادي وعقد عمل مسير خاصة إذا دعي أجير لشغل منصب
مسير.
فهل يمكن الجمع بين عقدي عمل ؟
إن االعتراض على الجمع قد يجد دعمه في أنه من غير املنطقي أن يرتبط أجير مع نفس
املستخدم بعقدي عمل ،فيمكن اعتباراملوافقة على العقد الثاني ،بمثابة إحداث تعديل جذري
أو جوهري في شروط وأحكام العقد األول باتفاق الطرفان طبقا لنص املادة 63من قانون
52
.11/90
ً
من هنا يظهر لنا أن املرسوم 290/90قد خلق لنا عقدا يحمل مواصفات تنظيمية
تجعل منه عقد عمل ،إال أنه يختلف عن عقد العمل العادي أو التقليدي بكونه يقترب أكثرمن
ً
نظام الوكالة طبقا للقانون التجاري ،نظرا ملا يتضمنه من شروط غير مألوفة في عقود العمل
العادية ،األمر يجعل الجمع بين عقد عمل عادي وعقد عمل مسير ممكن .ما دام ليس هناك
قانون أو تنظيم يمنع ذلك.
وعليه يمكن أن نستخلص أن املسير األجير هو في نفس وكيل اجتماعي بحكم القانون
التجاري ،وعامل أجير بحكم قانون العمل ،مما يجعل عالقة املسير باملؤسسة املستخدمة
تخضع لنظامين قانونين في نفس الوقت.
ً
انطالقا من هذه النتيجة املستخلصة سابقا ،يتجلى لنا أن عقد عمل اإلطار املسير،
ومنه النظام القانوني ملركز املسير األجير الرئي�سى مزدوج ،لكونه يجمع بين وظيفته كأجير
ووظيفته كمسير فى الشركة ،ازدواجية تخضع العالقة بين املسير واملؤسسة إلى ثنائية املعالجة
القانونية بين أحكام قانون العمل ،وأحكام القانون التجارى.
حيث أن هذا الجمع خلق تداخل بين القانونين وهذا ما قد يفرض على أحدهما أن يتبع
الثانى وال يمكن دراسة قانون دون األخر .حيث وضعت املادة 8من املرسوم 290/90قاعدة
أساسية أال وهى حرية التفاوض حول عقد العمل ولكن فى املقابل ٍفان العقد فى بعض أحكامه
يجب أن يأخذ بعين االعتبار هذا التميز ،فاملدير العام يحدد سلطاته من طرف مجلس اإلدارة
باالتفاق مع رئيسه (املادة 639من القانون التجارى) وبالتالى تفاوضه مع مجلس اإلدارة ال يكون
ٍ
االتفاق املسبق بين املجلس ورئيسه مما يجعل عقد املسير ٍكاتفاق ملحق أو تابع إال فى حدود ٍ
للوكالة ،فحرية التفاوض حول مضمونه محددة بعالقته بها ،أما بالنسبة لعقد إطارات املديرية
االتفاق املسبق حولفالتفاوض يقع بين املسير األجير الرئي�سى وجهاز اإلدارة لتوظيفهم ،فيتم ٍ
بعض عناصرعقدهم مثل أجرهم ،مبلغه ،طرق تحديده وكيفيات دفعه ومدته .إلى جانب بعض
البنود غير املألوفة فى عقود العمل العادية ،تتناسب وحجم السلطات واملسؤوليات املخولة
له .وهو ما يحد من سلطة التفاوض بين املسير األجير الرئي�سي وإطارات املديرية املرتبطين به
5السيما املرسوم 134/66املؤرخ فى 2جوان 1966الذي أقر في مادته الثانية التى تقت�ضى بتمديد تطبيق قانون الوظيفة العامة إلى
املؤسسات ذات الطابع الصناعى والتجارى .التي كانت تحكمها قواعد القانون اإلداري أكثر مما تحكمها قواعد القانون التجاري. .وهو
املرسوم الذي تم إلغاؤه بمقت�ضى املادة 148املرسوم 95/85الصادر فى 23مارس 1985املتضمن القانون األسا�سي النموذجي لعمال
الهيئات اإلدارية.
6ينظرفي هذا الشأن مجموعة هذه املنظومة القانونية .في ج.ر .عدد 2الصادرة في 13جانفي .1988
7القانون 90ـ 11املؤرخ في 21أفريل .1990ج.ر .عدد 17لسنة .1990
8السيما القانون 90ـ 02املؤرخ في 06فيفري 1990املتعلق بالوقاية من نزاعات العمل الجماعية وممارسة حق اإلضراب .والقانون
90ـ 04املؤرخ في 06فيفري 1990املتعلق بتسوية نزاعات العمل الفردية .ج.ر .عدد 06لسنة .1990
9القانون 82ـ 06املؤرخ في 1982 -2-27املتعلق بالعالقة الفردية للعمل ،والنصوص التطبيقية له.ج.ر .عدد 9لسنة .1982
ً
10أنظراملواد 114وما بعدها من القانون 90ـ 11املشارإليه سابقا.
ً
11السيما املادة 4من القانون 90ـ 11املشارإليه سابقا.
للتعمق أكثر في املوضوع :راجع :أحمية سليمان .الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري .ديوان املطبوعات الجامعية.
الجزائر .الطبعة الثانية .2015ص 11وما بعدها.
12عادة ما يتمثل هذا الجهاز في مجلس اإلدارة بالنسبة لشركات املساهمة ،ومجلس املراقبة بالنسبة للشركات ذات املسؤولية
املحدودة ،أوأي جهازإداري آخر .وفق نص املادة 2من املرسوم التنفيذي 90ـ 290املؤرخ في 29سبتمبر .1990املتعلق بالنظام الخاص
بعالقات عمل مسيري املؤسسات .ج.ر .عدد 42لسنة .1990
ً ً
13وذلك ما تنص عليه املادة 8من املرسوم التنفيذي 90ـ 290املشارإليه آنفا .والتي سنعود لتفصيل أحكامها الحقا.
14سنعود للبحث بالتفصيل في هذا املوضوع في املطلب األول من املبحث األول من الفصل الثاني املتعلق بحقوق والتزامات األجيراملير.
أنظر فيما يتعلق بموضوع األجر كركن من أركان عقد العمل .أحمية سليمان .التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ـ
عالقة العمل الفردية ـ الجزء الثاني .املرجع السابق .ص 28وما بعدها.
ومنها املادة L.3111 - 2من تقنين العمل الفرن�سي .التي سبق اإلشارة إليها أعاله .واملادة 8من املرسوم التنفيذي 90ـ 290املشار ً 15
إليه آنفا.
16أنظر في هذا الشأنEl watan ; Le régime spécifique des cadres dirigeants : déjà deux décennies Contributions : les :
autres articlesوكذلكPr. KOUDRI Ahmed Université d’Alger « Rémunération du premier dirigeant et gouvernance des :
entreprises publiques en Algérie » medkoudri@yahoo.fr
17وهي املادة التي تق�ضي بأن :يخضع العمال في إطارعالقات العمل للواجبات األساسية التالية:
ـ أن يؤدوا بأق�صى ما لديهم من قدرات ،الواجبات املرتبطة بمنصب عملهم ،ويعملون بعناية ومواظبة في إطار تنظيم العمل الذي
يضعه املستخدم.
ـ أن يساهموا في مجهودات الهيئة املستخدمة لتحسين التنظيم واإلنتاجية.
ـ أن ينفذوا التعليمات التي تصدرها السلطة السلمية التي يعينها املستخدم أثناء ممارسته العادية لسلطاته في اإلدارة.
ـ .....الخ ”.إلى جانب االلتزامات العديدة األخرى السيما تلك املنصوص عليها في الفقرات ،8 ،7و 9من نفس املادة.
18تنص املادة 12املعدلة من القانون 90ـ 11املشارإليها على أن ”:يمكن إبرام عقد العمل ملدة محددة بالتوقيت الكامل أو بالتوقيت
الجزئي في الحاالت املنصوص عليها صراحة أدناه:
ـ عندما يوظف العامل لتنفيذ عمل مرتبط بعقود أشغال أو خدمات غيرمتجددة.
ً
ـ عندما يتعلق املر باستخالف عامل مثبت في منصب تغيب عنه مؤقتا ،ويجب على املستخدم أن يحتفظ بمنصب العمل
لصاحبه.
ـ عندما يتطلب األمرمن الهيئة املستخدمة إجراء أشغال دورية ذات طابع متقطع.
ـ عندما يبرر ذلك تزايد العمل أو أسباب موسمية.
ـ عندما يتعلق األمربنشاطات أو أشغال ذات مدة محددة أو مؤقتة بحكم طبيعتها.
ويبين بدقة عقد العمل في جميع هذه الحاالت ،مدة عالقة العمل ،وأسباب املدة املقررة ”.
19تنص املادة 5فقرة 2على أنه“ :تحدد قائمة املناصب املعنية إلطارات املديرية ،وكذلك كيفيات دفع مرتباتهم باتفاق بين املسير
األجيرالرئي�سي ،وجهازاإلدارة التابع للشركة ذات رؤوس األموال”.
20الهيئة التي تم إنشاؤها في 19ديسمبر 2008بمقت�ضى قانون 13فيفري .2008وهي هيئة شبيهة إلى حد بعيد بالوكالة الوطنية
للتشغيل في الجزائر ،إال أنها متخصصة فقط في تشغيل فئات املستويات العليا ،أي فئة اإلطارات .وفق ما تم تعريفها بمقت�ضى املادة
L. 3111-2من تقنين العمل الفرن�سي.
21تنص املادة 9من القانون 90ـ 11املتعلق بعالقات العمل ،بأنه “ :يتم عقد العمل حسب األشكال التي تتفق عليها األطراف
املتعاقدة”.
22تنص املادة 3من املرسوم التنفيذي 90ـ 290املتعلق بالنظام النوعي لعقد عمل مسيري املؤسسات على أنه “ :يرتبط املسير األجير
الرئي�سي بجهاز اإلدارة التابع للشركة ذات رؤوس األموال بعقد يحدد حقوقه والتزاماته وكذلك السلطات التي يخوله إياها جهاز إلدارة
املذكورة”.
23أنظر في هذا الشأن أحمية سليمان التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ـ عالقة العمل الفردية ـ الجزء الثاني.
املرجع السابق .ص 40وما بعدها .وكذلك بشيرهدفي الوجيزفي شرح قانون العمل .املرجع السابق .ص 61وما بعدها.
24ولهذا السبب فهم ال ًيخضعون للنظام الداخلي للمؤسسة املطبق على جميع العمال باستثنائهم (.املادة 16من املرسوم التنفيذي
90ـ 290املشارإليه سابقا
25راجع في هذا الشأن :روجرداوسون ـ أسرارقوة التفاوض .مكتبة جرير .الطبعة الثانية .بدون اسم املترجم ،وال ذكربلد النشر.
26نص املادة 106من القانون املدني الجزائري.
مع اإلشارة إلى أن املرسوم التنفيذي 90ـ 290املنظم لعالقات عمل مسيري املؤسسات على أن ارتباط املسيراألجيرباملؤسسة املستخدمة
بـ “ بعقد “ ولم تنص على أنه يرتبط باملؤسسة بـ “عقد عمل”.
ً
27ومن بينها عطلة األمومة ،بالنسبة للنساء العامالت ،والتي تقدر بـ 14األسبوع أو 98يوما .راجع املادة 23إلى 30من القانون 83ـ
على أنه “ :تتقا�ضى 11املؤرخ في 2يوليو 1983املعدل واملتمم .ج.ر .عدد 28لسنة .1983وال سيما املادة 29املعدلة منه التي تنص ً
املؤمنة لها ،شريطة أن تتوقف عن كل عمل مأجور أثناء فترة التعويض ،تعويضة يومية ملدة أربعة عشر( )14أسبوعا تبدأ على األقل
أسابيع منها قبل التاريخ املحتمل للوالدة .وعندما تتم الوالدة قبل التاريخ املحتمل ،ال تقلص فترة التعويض املقدربـأربعة عشر ستة (ً )6
( )14أسبوعا”.
28أنظرأحكام املواد 134إلى 143من املر 74ـ 103املؤرخ في 15نوفمبر 1974املتضمن قانون الخدمة الوطنية .ج .ر .عدد 99لسنة
.1974
29أنظراملواد 13-12-11 :من املرسوم التنفيذي 90و 290املؤرخ في .1990/098/29
30أنظراملادة 10من نفس املرسوم.
31أنظرأحمية سليمان املرجع السابق ص .144
وبصفة عامة ،تنتهي عالقات العمل الخاصة بمسيري املؤسسات بأسباب اإلنهاء العادية ،الواردة في املادة 66من قانون عالقات
العمل.كما يمكن أن تنتهي باألسباب الخاصة بعقد العمل ،ويمكن إجمالها كاآلتي:
1األسباب العامة :ـ االستقالة .ـ العزل - .العجزالكامل عن العمل - .التقاع .ـ الوفاة - .القوة القاهرة.
2األسباب الخاصة :إرادة الطرفين.
32أنظر:الطيب بلولة :قطع عالقة العمل ص .126:
33أنظراملادة 5الفقرات 7، 6، 5واملادة 19من عقد عمل مسيري املؤسسات الوارد في امللحق الثاني من هذه املذكرة.
34املادة 04من القانون 04/90املتضمن تسوية النزاعات الفردية فى العمل.
35أنظرمختلف هذه املحاور في امللحق الثاني في نهاية هذه املذكرة.
ً
36السيما تلك الواردة في املادتين 5و 6من القانون 90ـ 11املشار إليه سابقا .وهو ما تستند عليه مختلف عقود عمل مسيري
املؤسسات ،في إسناداتها القانونية والتنظيمية ،السيما ما تعلق منها بالحقوق املتعلقة بـ :الضمان االجتماعي ،والحق في التقاعد،
والوقاية الصحية واألمن واألمراض املهنية ،والراحة ،واحترام السالمة البدنية واملعنوية لإلطار...الخ.
37انظراملادة 2 - 6من عقد العمل املضمن في ملحق هذه املذكرة.
ً ً
38وذلك طبقا لنص املادة 3من املرسوم التنفيذي 90ـ 290املتعلق بعالقة عمل مسيري املؤسسات املشارإليه سابقا.
ً
39طبقا لنص املادة 6من نفس املرسوم.
40تجدر اإلشارة هنا على أن اإلطارات املسيرة ال يخضعون للنظام الداخلي للعمل الذي تصدره املؤسسة املستخدمة ،بمقتض املادة
16ف 1من املرسوم التنفيذي 90ـ 290املتعلق بعالقة عمل مسيري املؤسسات ،إال أن الفقرة الثانية من نفس املادة تنص ص ًراحة
على أن ”:غير أن مسيري املؤسسات الذين ال يراعون الواجبات املتصلة بعالقة عملهم ،يمكن أن يتلقوا إنذارات أو تنبيهات كتابيا من
األجهزة التي أبرمت عقد العمل معهم”.
41السيما تلك املتعلقة بممارسة السلطات والصالحيات املمنوحة لهم في مجال اختصاصهم ومجال عملهم ،واملقررة لهم بمقت�ضى
عقد العمل بمقت�ضى املادة 3من املرسوم التنفيذي 90ـ 290السالف الذكر .أو تلك املتعلقة باألهداف والنتائج املقررة بمقت�ضى نص
8ف 4من نفس املرسوم.
42انظر في تفاصيل بحث وتحليل أحكام هذه املواد :أحمية سليمان .الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري .د.م.ج .ط
.2015 . 2ص 189وما بعدها .ود.عطاء هللا بوحميدة .تطورات املادة 73من قانون 90ـ 11املتعلق بعالقات العمل ،وبعض إشكاالت
تطبيقها.املجلة الجزائرية للعلوم القانونية .العدد 2لسنة .2007ص 143وما بعدها.
43أنظرأحمد محرز :القانون التجاري .القاهرة ،مصر 1986صفحة 486
44تتكون هيئة تسيير شركة املساهمة ذات مجلس إدارة من عدة فئات من املسيرين تتمثل في:
1ـ املوظفين اإلداريين.