Professional Documents
Culture Documents
مذكرة الفحص الطبي قبل الزواج كآلية لحماية النسل من الأمراض الوراثية
مذكرة الفحص الطبي قبل الزواج كآلية لحماية النسل من الأمراض الوراثية
ونصح وإرشاد،...
ٍ توجيه ٍ
وتربية عناية و ٍ
على ما أكرمانا به؛ من حسن ٍ
بتوفيق ٍ
دائم مستم ٍر فيما نقوم به ِ ود ٍ
عاء لنا ُ
صالِ ًحا تَ ْر َ
ضاهُ، مت َعلَ َّي َو َعلَى َوالِ َد َّ
ي َوأَ ْن أَ ْع َم َل َ
ِ ِ ِ
﴿رب أ َْوِز ْعني أن أَ ْش ُك َر نعمتَك الَّتي َ
أنع َ ِّ
ُّ
والشكر كذلك موجه إلى أعضاء لجنة المناقشة ،لتحملهم عناء ومشقة قراءة هذه الرسالة
مجيب الدعوة.
ُ سميع وأن يوفِّق الجميع لما ُّ
يحب ويرضى ،إنه ٌ
تتم الص ِ
الحات. والحمد هلل الذي بنعمه ُّ
إهداء
كرا
إلى ربِّنا.........................حم ًدا و ُش ً
إلى نبِيِّنا..........................صالةً وسال ًما
إلى أُمي وأبي.........................إحسانًا وعرفانًا
طلب ِ
العلم ربيانا صغارا ورعيانيا كبارا وشجعانا على السير في ِ
﴿ وقُ ْل ربِّي اِ ْرح ْم ُهما كما ربيانِي ص ِغيرا ﴾
وتقديرا
ً إلى أساتِذتنا ..في كل األطوار.ِ...اعترافًا وامتنانًا...احتر ًاما
وبخاصة األستاذة المشرفة":آمال بن صويلح"
إلى كل من دعا لنا بالتوفيق .
إلي ُكم جميعا...نهدي ثمرة هذا الجهد
قـــــــائـــــــمـــــة المختـــــــصــــــــرات:
الفرع األول :أحكام االلتزام بالفحص الطبي قبل الزواج قبل وبعد 5002
الفرع الثاني :شروط وكيفيات تطبيق المادة 00مكرر المتضمنة الفحوصات الطبية قبل
الزواج
أنزل اهلل سبحانه وتعالى القرآن العظيم تبيان لكل أمر وتفضيال لكل شيء لقوله
تعالى"ونزلنا عليك الكتاب تبيان لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين" اآلية 98سورة
ّ
النحل.
بالناس فأقام المجتمع على نظام محكم وقرار مكين لتسود السعادة والطمأنينة ،نجد أن األسرة
ّ
هي الخلية األساسية لبنائه لذا اعتنى اإلسالم بتكوينها على أسس وركائز صحيحة حيث
شرع الزوا ج فأضفى عليه قدسية خاصة وجعله ميثاقا غليظا واعتبره أسمى العقود وأعظمها.
فهو الرباط الوثيق والحبل المتين لقوله تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا
الروم.
أحاط اإلسالم الحياة الزوجية بعناية منقطعة النظير من حيث التكوين والتآلف والمودة
الشريعة اإلسالمية منظومة متكاملة صالحة لكل زمان ومكان ألنها تواكب متطلبات العصر
الحديث وتساير احتياجاته العلمية خاصة ما إذا عرفنا أن القواعد األصولية والفقهية تامة
المرونة تستوعب كافة المتغيرات والمستجدات على الساحة العملية ،فالواقع أنه كلما تقدم
1
النفس الذي يتوافق بالضرورة مع
ومن أهم مقاصد الشريعة اإلسالمية هو الحفاظ على ّ
المحافظة على النسل بغية بناء مجتمع سليم وقوي البنية ،لذا وجب اجتناب كل ما يعكر
ويسلب السعادة من األسرة وأخذ كل اإلحتياطات من أجل انجاب أجيال معافات بدنيا وعقليا.
من بين المؤثرات التي من الممكن أن تع ّكر صفو الحياة الزوجية أثناء وجود مرض وراثي
سلبا على االستقرار األسري وذلك لما في األمراض الوراثية من خطر يهدد بهدم
الذي سيؤثر ً
ضرورة من الضروريات الخمس أال وهي النسل ،وهذا ما يعارض استقرار الحياة واستقامتها
النسل مع تعاقب األجيال.بل وجب السعي وراء تحقيق األمن الصحي وسالمة
ويضعف ّ
األفراد من األمراض الوراثية ،وذلك بإمكانية التنبؤ بأعراضها من خالل التطور العلمي
الحاصل الذي تمكن أهل العلم من خالله معرفة المادة الوراثية وامكانية نقلها جيل عن جيل
،ولذا وجب استخدام األساليب والتقنيات الحديثة وما وصلت إليه التكنولوجيا في عالج
األمراض عن طريق اجراء فحوصات طبية قبل الزواج ،مادامت ال تخالف ال ّشرع في منهاجه
وقواعده ،وباعتبار الفحص الطبي قبل الزواج أهم الطرق الوقائية للعديد من األمراض
النسل من االعتالالت
سببا من أسباب استقرار األسر وحماية ّ
وبذلك يكون الفحص الطبي ً
التطور العلمي
ّ الصحية والعقلية والعاهات الجسدية وحتّى التشوهات الخلقية ،وذلك من خالل
الهائل خاصة فيما يتعلق بالعلوم الطبية وعلم الوراثة وهندسة الجينات ،لذا فالفحص الطبي
2
باعتبار القانون الجزائري مستمد من أحكام الشريعة اإلسالمية ،فقد حرص على تطبيق
أحكامها من أجل حماية األسرة من اآلثار السلبية واألمراض الوراثية وأبدى اهتمامه بصحة
الزوجين واألوالد ،فالمحافظة على طفل سليم في أسرة واحدة يؤدي إلى الحفاظ على مجتمع
سليم بالكامل ،وذلك بإلزام األطراف المقبلين على الزواج بإجراء فحص قبل الزواج هذا ما
تضمنه األمر 51_50وذلك باستحداث المادة 50مكرر بعد تعديل قانون األسرة الجزائري
في .1550
المشرع الجزائري إلزام القيام بإجراء الفحص الطبي قبل الزواج ينتهي إلى تحرير
ّ فرض
شهادة طبية تضاف كوثيقة أساسية في ملف عقد الزواج تترتب مسؤوليته عند مخالفة هذا
إشكالية البحث:
أن الفحص الطبي قبل الزواج من الوسائل الفعالة للوقاية من األمراض الوراثية
باعتبار ّ
وكذلك من أجل الوصول إلى الهدف األسمى وهو الحفاظ على النسل وحمايته من اآلثار
السلبية المتعلقة بأمنه الصحي ،حتّى يتجسد البعد الواقعي الستم اررية البنية البشرية وتضمن
تتابع األجي ال جيال بعد جيل وعليه يمكن طرح اإلشكال التالي :مامدى فعالية الفحص الطبي
لإلحاطة أكثر بموضوع المذكرة اعتمدنا طرح تساؤالت فرعية تكمن في:
للموضوع أهمية بالغة دفعتنا للخوض فيه اذ يعتبر من المواضيع المعاصرة والمستجدة
على المستوى األسري ،فالفحص الطبي قبل الزواج يحد من األمراض الوراثية كونه آلية
كاشفة للمرض وكذلك من أجل الوصول إلى حلول بديلة في حالة وجود أمراض .كما يساهم
كما يحمل في طياته أهداف كثيرة أولها المحافظة على حياة الزوجين وسالمة األجيال
القادمة ،نشر التوعية بين مختلف فئات المجتمع خاصة المقبلين على الزواج بغض النظر
عن مستواهم الثقافي والرتباطه بحياة األفراد ومستقبلهم الصحي وبالتالي يساعد في بناء
لم يكن اختيارنا لموضوع الفحص الطبي للحد من األمراض الوراثية عشوائيا بل جاء استنادا
4
موضوع حساس جد مهم كونه يمس بطبقة كبيرة من المجتمع ويتعلق بمصير
تبيان القيمة العلمية والعملية للفحص الطبي في ضوء الشريعة اإلسالمية والتشريع
الجزائري.
الدراسات السابقة:
يوج د من الباحثين من تناول موضوع الفحص الوراثي من جوانب عديدة مختلفة كل حسب
وجهة نظره والمرحلة التي راها مناسبة وفقا للتشريعات المعمول بها نجد
حسن مالح الصغير ،مدى مشروعية االلتزام بالفحص الطبي قبل الزواج ،دار
الطيب بوحالة ،الفحوصات الطبية قبل الزواج واألحكام الفقهية المتعلقة به ،ط، 2دار
عبد الفتاح أحمد أبو الحيلة ،الفحص الطبي قبل الزواج واألحكام الفقهية المتعلقة به
الصعوبات:
صعوبة فهم معاني بعض المصطلحات كونها لها عالقة كبيرة بالجانب الطبي.
منهج البحث:
فيما يخص المنهج المتبع في دراستنا لهذا الموضوع اعتمدنا على أربع مناهج وذلك لطبيعة
الموضوع:
المنهج التحليلي واالستقرائي وذلك بتجميع المواد القانونية ذات الصلة بالموضوع
المنهج المقارن وذلك بدراسة ومقارنة ماجاء من أحكام في الشريعة اإلسالمية و ما
المنهج الوصفي بوصف آراء الفقهاء والحجج التي اعتمدوا عليها في وضع آرائهم
خطة البحث:
لإلحاطة أكثر ودراسة أعمق لموضوع الفحص الطبي قبل الزواج كآلية لحماية النسل من
األمراض الوراثية (دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية وقانون األسرة الجزائري) تم اعتماد
خطة العمل التي اشتملت على فصلين اثنين ،فكان الفصل األول تحت عنوان "ماهية
األمراض الوراثية" حاولنا فيه أن ُنعرج على طبيعة األمراض الوراثية ومفهومها فأتى المبحث
األول بعنوان"مفهوم األمراض الوراثية" وقد تضمن مطلبين أساسين كان ال بد من ادراجهما
وفق الترتيب التالي المطلب األول"تعريف المرض الوراثي" ،تناولنا فيه تعريف للمرض
الوراثي أما المطلب الثاني"أقسام األمراض الوراثية" لفتنا االنتباه ألقسامه فقد تعددت واختلفت
6
فمنها ماهو متعلق بالجينات ومنها ما هو مرتبط بالجنس وأخرى بالمقتدرات وغيرها، ...أما
عن آثار األمراض الوراثية وطرق اثباتها بالوسائل المختلفة ،فأفردنا لها مبحث كامل
وفي خضم هذا كله انتقلنا بدراستنا لمستوى وجانب آخر وهو الجانب القانوني ليكون عنوان
فصلنا الثاني كاآلتي"أحكام الفحص الطبي من الناحية القانونية" وقد اشتمل على مبحثين
اثنين المبحث األول "مفهوم الفحص الطبي" وقد تضمن مفهوم للفحص الطبي ومشتمالته
أما المبحث الثاني "أحكام الفحص الطبي والمسؤولية الناجمة عنه" ،فقد أفضنا اليه بتعقب
أحكام الفحص الطبي في التشريع الجزائري والمسؤوليات الناجمة عن عدم االلتزام به بالنسبة
للطبيب وحتى الموظف المؤهل ،كما أعقبنا على أهمية الفحص الطبي قبل الزواج مشيرين
لنفضي في الختام الى نتائج مهمة كانت بمثابة حوصلة ألهم نتائج الدراسة ومحطاتها
المختلفة.
7
الفص ـ ـ ـل األول:
مـ ـاه ـية األم ـ ـراض
الوراث ـ ـ ـية
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
لقد التفتت الشريعة اإلسالمية لألمراض الوراثية وذلك قبل عدة قرون وهذا واضح حيث
أشار الرسول صلى اهلل عليه وسلم بوجود توارث بين األبناء واآلباء.
إالّ ّأنه لم تكن األمراض الوراثية معروفة آنذاك ،وبعد تطور الطب والهندسة الجينية تم
تحديد تلك األمراض والتي تعرف بخروج الجسم عن حالة االعتدال إلى الشواذ.
وتنقسم إلى عدة أقسام منها المرتبطة بالجنس ومنها المرتبطة بالمقتدرات ومنها المرتبطة
بالكروموسومات.
ولمعرفة تلك األمراض توجد عدة طرق إلثباتها عن طريق فحوصات كاشفة لها
إن األمراض الوراثية سريعة االنتشار في العصر الحالي ،تنشأ نتيجة تسلسل الحمض
ّ
النووي ADNوتختلف األمراض الوراثية فيما بينها بالطريقة والشكل الذي تنتقل فيه ،قصد
التوسع أكثر في الموضوع اعتمدنا في هذا المبحث دراسة األمراض الوراثية وأقسامها.
اعتنى اإلسالم بدراسة علم الوراثة وحث على االفادة بقوانينها واتقاء شرورها نظ ار إلمكانية
انتقال األمراض ،هذا ما أدى إلى اهتمام كثير من العلماء بدراسة هذا العلم والكشف عن
قوانين علم الوراثة من أبرزهم "ابن خلدون" "الفرابي" ،فقد ذكرت العديد من اآلراء حول هذا
9
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
الموضوع مؤداها أن الصفات الوراثية تنتقل من جيل إلى جيل ،هذا ما توصلت إليه العلوم
الطبية منذ قرابة ثالثين ( )03عاما في الدول المتقدمة ،وذلك باكتشاف كروموزومات وتحديد
عددها في جسم اإلنسان حيث تمثل الكروموزومات حامالت للعوامل الوراثية .ولإلحاطة
أكثر بالموضوع وجب التطرق إلى معنى األمراض الوراثية ثم نظرة الشريعة اإلسالمية
لألمراض الوراثية.
حتّى يتسنى لنا معرفة األمراض الوراثية البد من البحث كل في مصطلح عن حدى من
أوال :المرض
أمرضه :أعلّه.
الصحة ،في أي شيء كان منه العلّة ،و َ
البعير. ِ
قم نقيض الصحة ،يكون اإلنسان و ُ
الس ُ
ضَ :
الم َر ُ
َ
التمارض أن يرى
النا فأمرضتهُ أي وحدته مريضا .و
يت فُ ً
سقام ويقال :أتَ ُ ِ ِ
ُ اض الرج ُل الم ُ
والممر ُ
1
يضا إذا قمت عليه في مرضه
ومرضتُهُ تمر ً
من نفسه المرض وليس به َّ
-1اسماعيل بن حماد الجواهري "،تاج اللّغة وصحاح العربية" ،ط، 1دار الماليين ،بيروت ، 1891،ص .1111
10
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
السقَ ُم ،وهو خروج الجسم عن حالة االعتدال مما يعوق اإلنسان عن ممارسة
اصطالحا :هو َ
أو هو تلك الحالة التي يكون عليها الجسم في وضعية غير مالئمة نتيجة لخلل في
ثانيا :الوراثة.
اصطالحا :االرث انتقال الشيء من قوم إلى قوم آخرين والوراثة في الطب فتعني انتقال
الصفات الجسدية والنفسية من الوالدين إلى األوالد ،وهو ما أكده علم الوراثة الحديث.4
كما يقصد بها العوامل اتي تحكم انتقال خصائص معينة من األصول اآلباء إلى الفروع
األبناء في اللّحظة التي يتكون فيها الجنين ،ويمكن معرفة نسب الولد لوالده من خالل تحاليل
-1محمد بن مكرم علي بن منظور ،لسان العرب ،ط، 3دار صادر ،بيروت ، 1881،ص .131
-2عمر عمتوت "،موسوعة المصطلحات القانونية وقواعد الشريعة اإلسالمية "،دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع
،الجزائر ، 1111،ص .133
-3محمد بن مكرم علي بن منظور ،مرجع سابق ،ص.111
-4أحمد محمد كنعان "،الموسوعة الطبية الفقهية" ،دار النفائس ،بيروت ، 1111،ص .89
-5عمر عمتوت ،مرجع السابق ،ص .818
11
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
األمراض الوراثية هي مجموعة من األمراض لها نظام معين من التوارث في أسرة ما ،لعدة
أو هي مجموعة غير متجانسة من األمراض المزمنة ذات األعراض الصحيحة مستعصية
على العالج الناجع ،يتم توارثها من الوالدين إلى األبناء عن طريق التناسل وتكون بصفة
كروموسومية وجينية لها نظام معين لالنتقال من اآلباء إلى األبناء عن طريق تناسل المادة
الوراثية ،أو هي مرض ُي َورث من اآلباء يكون سببها خلل في مورثة األب أو األم وذلك
نتيجة عيب ُي شيب تركيب الكروموسومات أو الجينات وتنتقل من جيل إلى جيل بواسطة
المادة الوراثية.
أكدت الشريعة اإلسالمية دور الوراثة في الصفات الخلقية من خالل عشرات النصوص
-1فاتن البوعيشي الكيالني "،الفحوصات الطبية للزوجين قبل ابرام عقد الزواج أسانيدها ومقاصدها دراسة مقارنة" ،ط1
،دار النفائس للنشر والتوزيع ،األردن ، 1111،ص .11
-2أحمد أبو كيلة "،الفحص الطبي قبل الزواج واألحكام الفقهية المتعلقة بها" ،ط، 1دار الفكر الجامعي ،االسكندرية
، 1119،ص .98
12
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
اهلل عليه وسلم الذي ال ينطق عن الهوى أهمية الوراثة ودورها في صفات كل إنسان ،وقد أكد
قبسا هاديا لكشف ما قد يترتب على ذلك من أضرار ومنافع ،حيث تنتقل
المخلوقات فكان ً
بموجبه الصفات الجيدة من جمال وذكاء وصحة وعافية وغيره ،كما تنتقل به الصفات السيئة
والضعف الجنسي واألمراض الوراثية وذلك من خالل األحاديث الصحيحة على النحو
التالي.2
- 1في حديث عائشة رضي اهلل عنها قالت {:دخل علي رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلّم
بعض}
النبي صلّى اهلل عليه وسلم بإق ارره لقول القائف أشار إلى قانون الوراثة
إن ّالداللةّ :
وجه ّ
التهمة في نسب أسامة بن يزيد من أبيه زيد بن الحارثة وذلك لسواد بشرته وبياض بشرة
-1علي محمد يوسف المحمدي "،األمراض الوراثية من منظور إسالمي" ،مجلة الدّراسات اإلسالمية ،جامعة قطر ،ص
.91
-2منال رمضان هاشم العشي "،أثر األمراض الوراثية على الحياة الزوجية" ،رسالة لنيل شهادة الماجستير ،الفقه
المقارن ،كلية الشريعة والقانون ،الجامعة اإلسالمية ،غزة ، 1119،ص .11
13
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
القائف :هو الذي ُيعرف بشبهة الولد بأبيه ،ويتتبع صفات اآلباء في األبناء وعمله قائم
على إلحاق الفرع بأصله بناء على مالحظة أوجه الشبه بينهما ،وهذا ما يؤكده علم الوراثة
البراء بن مالك ألمه ،وكان أول رجل العن في اإلسالم ،قال فالعنها فقال رسول اهلل صلى
خلية وتنتقل من األسالف إلى األخالف ،والذي أ ّكد الحديث الشريف عليه أنها ولدت الطفل
أكحل جعد أحمش الساقين فكان نسخة من أبيه ألنه يحمل نفس صفاته الخارجية.2
-1سعد بن عبد العزيز بن عبد هللا الشوبرخ "،أحكام الهندسة الوراثية" ،الرياض ، 1111،ص .11
-2منال رمضان هاشم العشي ،المرجع السابق ،ص .11
14
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
الحق ،فهل على المرأة الغسل إذا رأت الماء ،فضحكن أم سلمة فقالت :تحتلم المرأة؟ فقال
،إن امرأة قالت يا رسول اهلل هل تغتسل المرأة إذا احتلمت أو أبصرت
– 4حديث عائشة ّ
الماء ،فقال:نعم ،فقالت لها عائشة :تربت يداك وألت ،قالت فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه
الولَ ُد أعمامه.1
عال ماء الرجل ماءها أشبه َ
أن الولد متولد من ماء الرجل وماء المرأة فأيهما غلب كان الشبه له ،كما
الداللةّ :
وجه ّ
أشار إلى المغالبة بين صفات الوالدين فتظهر على المولود الصفة الغالبة منها.
الحديث ،فالعلماء لم يتأكدوا من حقيقة الحيوان المنوي والبويضة واشتراكهما ّإال في الوقت
الحالي.2
تنشأ األمراض الوراثية نتيجة انعكاس الطفرات في بناء منتجاتها البروتينية ،وتختلف أنواعها
وتأثيراتها لذا يقسم األطباء األمراض الوراثية إلى 34أقسام أال وهي :األمراض المتعلقة
الكروموسومات هي عبارة عن أجسام صغيرة مرتبطة ببعضها البعض ملفوفة على شكل
وقد أوضحت االكتشافات الطبية ّأنه يوجد في داخل النواة التي تستقر في خلية اإلنسان 44
يرث نصفها وهي 20كروموسوم عن أبيه بواسطة الحيوان المنوي ،والنصف اآلخر عن أمه
وهي 20كروموسوم بواسطة البويضة ،فينتج عن ذلك كروموسومات خاصة ال تتطابق مع
كروموسومات أبيه وأمه ،واّنما جاءت خليطا منهما مما أكسبه كروموسوم خاص به.3
واللون وغيرها.
يسمى كروموسوم (، )Xبينما يختلف في الذكر فرد من هذا الزوج يسمى كروموسوم
أمراض وراثية بسبب العلة أو خلل في المورثات المنقولة من األجيال السابقة من
-النوع السائد الظاهر :فإذا كان هذا النوع من األب أو من األم فقد ينتقل المرض
-النوع المتنحي :ال تظهر أعراض هذا المرض على اإلنسان الحامل لهذه المورثة
،ولكنه قد ينقله إلى أبنائه تحت ظروف خاصة أي ّأنه حامل للمرض وناقل له ،فإذا
ّ
كان األب واألم يحمالن كالهما مورثة من النوع السائد لصفة بعينها ينتقل المرض
إلى جميع األبناء بنسبة ، %133واذا كانت احدى المورثتين سائدة في األب مثال
واألخرى متنحية من األم لصفة محددة تكون اإلصابة بين األبناء بنسبة.3 %03
-1الطيب بوحالة "،الفحوصات الطبية قبل الزواج دراسة مقارنة" ،دار الفكر والقانون ، 1111،ص .18
-2المرجع نفسه ،ص .91
-3عبد الفتاح أحمد أبو كيلة ،مرجع السابق ،ص .13
17
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
عوامل بيئية :تحدث إصابة في المورثات مثل تعرض األبوين أو أحدهما لإلشعاعات
الذرية ،وكذلك الناتجة عن دفن نفايات الوقود النووي وأسلحة الدمار الشامل من
بالكيماويات مثل :المبيدات الحشرية وغيرها ،فكلما زاد زمن التعرض زادت اإلصابة
العدد أو التركيب.
)1العدد الزائد في الكروموسومات :حيث يكون عدد الصبغيات 24كروموسوم بدال من
، 20ويحدث هذا نتيجة فك االرتباط أثناء االنقسام االختزالي في المبيض أو الخصية
،وينتج عن ذلك حيوان منوي أو بويضة تحتوي على 24كروموسوم ويمكن أن يكون
أ -العدد الزائد في الكروموسومات الجسدية :يعتبر هذا الخلل من أهم أنواع الخلل
الكروموسومي الذي يؤدي إلى والدة أطفال مشوهين خلقيا ويسبب المرض
-1محمد علي البار "،الجنين المشوه واألمراض الوراثية األسباب والعالمات واألحكام" ،ط، 1دار المنارة ،جدة 1881،
،ص .113
-2الطيب بوحالة ،مرجع سابق ،ص .18
18
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
كما يسبب مرض متالزمة ادوارد هذه الحاالت أكثر ندرة من متالزمة داون ،وتحدث حالة
واحدة في 03ألف والدة ،وهي أيضا تزداد بتقدم سن المرأة ويكون هذا في الجسيمات
الثالثية رقم 10حيث يظهر على المصاب بطئ في النمو العقلي والجسدي والنفسي ،ومن
بين أعراضه انثقاب الجدار بين بطني القلب ،صغر الفك األسفل ،تشوه األذنين ،انخفاض
ب -العدد الزائد في الكروموسومات الجنسية :حيث يسبب متالزمة "كليب نفتر"
بدال من ، 44وهذا يؤدي إلى ظهور متالزمة "ترنر" ،حيث تحتوي كل خلية من جسم
المولود على 40صبغا وال يوجد من كروموسومات الجنس سوى كروموسوم واحد
فقط هو ( )Xويعبر عنه ، X °وتتميز هذه الحالة بتكوين الجسم نتيجة إلى شكل
األنثى ولها رحم ولكنها ال تحيض أبدا ،كما تكون هناك عيوب أخرى في العظام
ثانيا :التركيب
تبعا ألسبابها
الكرموسوم التركيبي تندرج تحته أربعة ( )4أنواع ً
االنتقال :وذلك بانتقال جزء من الكروموسوم إلى كروموسوم مقابل له ،ولكن يظل
الحذف :في هذه الحالة يحذف جزء مكسور من طرف الكروموسوم ويؤدي ذلك إلى
تشوه خلقي وهذا ما يعرف باسم "مواء القطة" فيكون الطفل متخلفا عقليا ودماغه
االنقالب :حيث ينتقل جزء من كروموسوم إلى كروموسوم آخر ،ويحدث تبادل للمادة
االنقسام الصبغي المماثل :حيث يحصل االنقسام أفقيا من المركز ويؤدي إلى مرض
تُعرف الجينات بأنها وحدات من المادة الوراثية التي تحتل نواة الخلية في جسم الكائن
الحي ،وتتحكم هذه الجينات في كل شيء ابتداءا من لون الشعر وشكل الجسم وجماله
وانتهاءا لمالمحه الشخصية وربما صفاته النفسية والسلوكية ،أي خلل في الجين أو حجمه أو
وهذه األمراض تنتقل باألجيال أي من األم إلى األطفال ،أو من األب إلى األطفال
الوالدين ،وأن ال تكون أعراض المرض ظاهرة ،يصاب كل من الجنسين من ذكر وأنثى
بالمرض بالتساوي ،يكون المريض في التحاليل المخبرية يحمل فقط جينا واحد للمرض
المصاب به.2
فاحتمالية اإلصابة به تكون أشد عند زواج اثنين مصابين بنفس المرض وذلك لحصول
وفي هذه الحالة يكون كال األبوين حامل للمرض مع أنهما ال يعانيان من أي مشاكل
صحية لها عالقة بالمرض ،وفي العادة يظهر عندما يكون بين الزوجين صلة قرابة ،ولذلك
ومن أشهر األمراض الناتجة عن خلل في الجينات والتي تنتقل بصفة متنحية وبصفة
)1فقر الدم المنجلي (األنيميا المنجلية) :وهو مرض وراثي يسبب نوعا من فقر الدم
الحمراء والخضاب هو المسؤول عن حمل األكسجين إلى جميع أنحاء الجسم وهو
يظهر هذا المرض نتيجة تشوه في الجينات المسؤولة عن انتاج مادة "الهيموغلوبين" فيتغير
شكل كريات الدم الحمراء فيضعف دورها ويقصر عمرها إلى 14حتى 23يوم في الخاليا
العادية ،لهذا فهي تعيق الدورة الدموية وتنقص نسبة امداد األنسجة باألكسجين نتيجة تكدسها
)2فقر دم البحر المتوسط (الثالييميا) :وهو أخطر األمراض الوراثية واألكثر انتشار
خاصة في دول البحر المتوسط ،حيث يطلق عليه اسم انيميا البحر المتوسط وتتراوح
نسبة حاملي المرض من %2إلى %13من سكان هذه المنطقة ،وتكمن خطورته
كونه يؤثر بصفة مباشرة في صنع كريات الدم الحمراء ،ما يؤدي إلى تكسيرها
يؤدي الهيموغلوبين إلى انحالل الدم مما يترتب عليه نقص في كمية الدم واألكسجين
الواصلة لمختلف أجزاء الجسم ،فيبدأ في محاولة تعويض انحالل الدم مما يترتب عليه
تضخم الكبد والطحال وانتفاخ جمجمة الرأس وعادة ما يسعى الجسم في تعويض هذا
االنحالل ،مما يجعل الطبيب يلجأ إلى نقل الدم للمريض بصفة مستمرة ،ويكون ذلك
مصحوبا بزيادة نسبة الحديد في الجسم مما يسبب أضرار بالغة للقلب والكبد.3
-1محمد نعمان محمد علي البغدادي "،مستجدات العلوم الطبية وأثرها في االختالفات الفقهية" ،أطروحة دكتوراه في الفقه
اإلسالمي ،كلية الشريعة والقانون ،قسم الفقه المقارن ،جامعة أم درمان اإلسالمية ،السودان ، 1113،ص .318
-2محمد صفوان عيضات ،مرجع سابق ،ص .13
-3عبد الفتاح أحمد أبوكيلة ،مرجع سابق ،ص .91
23
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
)0مرض الودانة :في هذا المرض يكون نمو الوجه والجذع طبيعيا جدا بينما األطراف
إن هذا النوع من األمراض ينتقل من األم الحاملة للمرض ،فيصيب أطفالها الذكور فقط
ّ
دون اإلناث ،ومن أشهر هذه األمراض نجد مرض نقص الخميرة (G6PDأنيميا الفول) وهو
عبارة عن فقر دم انحاللي شديد ويحدث عادة عند أشخاص منحدرين من منطقة البحر
األبيض المتوسط ،ويحدث عندما يقوم الشخص المصاب بنقص في إنزيم جلوكوز 4
مع األسف ال يوجد عالج شافي من هذا المرض ،لكن الجانب االيجابي فيه ،أنه ليس
هي نوع من أنواع األمراض النادرة وتنتقل من األم إلى أطفالها الذكور واإلناث ،وقد
يكون الذكور أكثر عرضة مقارنة باإلناث ،ومن أشهر هذه األمراض نجد مرض
ويعرف هذا المرض على أنه القابلية المفرطة لحدوث نزيف في أي
"الهيموفيليا" (النزاف) ّ
جزء من أجزاء الجسم ،وهو ناتج عن نقص في أحد عوامل التخثر وتعتبر نسبة المرض
عالية في المجتمع العربي نتيجة لكثرة التزاوج بين األقارب ،ومن أهم أعراض هذا امرض
متكرر ومستمر بعد اجراء بعض العمليات الصغرى مثل الختان وللعالج يجب استعمال
يقصد بها األمراض التي تتفاعل فيها عوامل البيئة مع عوامل وراثية فتؤدي إلى تشوهات
خلقية بسيطة أو شديدة ،وتعمل األشعة واالنماج مثل الفيروسات بصورة خاصة على احداث
تغييرات تركيبية في الكروموسومات مما يؤدي إلى حدوث طفرة عند أحد الوالدين.2
وال تحدث هذه األمراض إال عند األشخاص الذين لديهم استعداد وراثي وتعرضوا إلى سبب
وفي بعض األحيان يكون الجيل األول سليما ولكنه يحمل المرض الوراثي وال يظهر المرض
إال في الجيل الثاني وتعتبر العوامل المتعددة في الوراثة مسؤولة عن معظم حاالت التشوهات
يعتبر الحفاظ على النسل من الضروريات الخمس والتي أتت الشريعة برعايتها والمحافظة
عليها ،فاألصل أنه ال يمكن االعتداء على النسل إال أنه هناك بعض االستثناءات التي تط أر
إذا كانت هناك أمراض يمكن أن تسجل من أحد األبوين ،ففي هذه الحالة درء المفاسد أولى
من مقاصد الشريعة اإلسالمية السمحاء هو حفظ النسل حيث يعد من الضروريات الخمسة
يعتبر اإلجهاض ومنع اإلنجاب بسبب المرض الوراثي مخل لمقصد الشريعة ويعتدي عليه
أن الشرع دعا إلى التكاثر في النسل والحفاظ عليه ّإال أنه إذا كان النسل معلول
مع ّ
ومصاب بأمراض قد تنتشر عبر األجيال هنا يجب التريث وأخذ احتياطات منع اإلنجاب
27
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
يقصد به منع وصول الحيوانات المنوية إلى عنق الرحم بالطرق المختلفة ،أو استعمال
أو بمفهوم آخر هو كل ما قد تعتمده المرأة والرجل من الوسائل التي قد تحول لمنع نشوء
الحمل من الوسائل التي تستخدم لمنع الحمل هي العزل وتناول العقاقير وترك الوطء في
2
وقت اإلخصاب ،كذلك من الوسائل المستخدمة هي اللولب وغيرها من الوسائل
عرف أيضا بأنه "منع اإلنسال" إما باإلخصاء واما بتناول مادة طبية تعطل القدرة على
وقد ّ
اإلنسال واما بعملية جراحية خاصة لألنثى تمنع من القدرة على اإلنجاب ،وتقوم هذه العملية
على سد مسالك النفريين بواسطة الكهرباء أو استئصال قطعة من كليهما وهذا يؤدي إلى
قطع االتصال بين المبيضين والرحم وبالتالي إلى استحالة انغراس البويضات الملقحة في
جدار الرحم.3
من خالل التعريفات السابقة يمكننا القول بأن منع اإلنجاب هو ما يقوم به الزوجين لمنع
البويضة من التلقيح.
لنبين حكم منع الحمل بسبب المرض الوراثي وذلك من خالل وسيلة العزل سوف نبين
مفهوم العزل أوال ثم قول العلماء فيه للوصول أخي ار إلى بيان حكم منع الحمل بصفة مؤقتة
تعريف العزل :هو أن يجامع الرجل المرأة فإذا قارب اإلنزال فرغ وأنزل خارج فرج المرأة
،وع ّرف أيضا بأنه «صرف ماء الرجل عن المرأة حذ ار من الحمل وهو أن يجامع فإذا جاء
ُ
)1المذهب األول :ذهب أصحاب هذا القول إلى جواز العزل على الحرة إذا أذنت وعدم
جوازه إذا لم تأذن وقد قال بهذا القول الحنفية والمالكية ووجه من الشافعية وظاهر من
الحنابلة
أدلة المذهب األول :القائل بإباحة العزل إال بإذن الحرة وأدلته من السنة والمعقول
من السنة :حديث عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه قال" :نهى الرسول صلى اهلل
-1محمد تميم الحسان المجدي البركتي "،التعريفات الفقهية" ،ط، 1دار الكتب العلمية ،بيروت ، 1113،ص .111
-2ابن ماجه "،سنن ابن ماجه" ،كتاب النكاح ،باب العزل ،ط، 1الرياض ،مكتبة المعارف ،ص .331
29
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
أن للمرأة حق في الولد كالرجل ولهذا كانت أحق بحضانته ولم يعتبر
من المعقولّ :
إذن األمة ألنه ال حق لها في القسم وال يجوز لها أن تطالبة بالبينة فليس لها حق
1
الوطء ،فالرجل يجوز أن يعزل عن الرقيقة بغير إذنها صيانة لولده عن الرق
)2المذهب الثاني :ذهب أصحابه إلى جواز العزل مطلقا سواء أذنت الحرة أو لم تأذن
من السنة :حديث جابر رضي اهلل عنه2قال« :كنا نعزل والقرآن ينزل».3
من القياس :ذلك بقياس العزل على ترك النكاح أصال يقول الغزالي« :وانما قلنا ال كراهة
بمعنى التحريم والسرية ألن اثبات النهي إنما يكمن بنص أو قياس على منصوص وال نص
وال أصل بقياس عليه ،بل هنا أصال يقاس وهو ترك النكاح أصال وترك الجماع بعد النكاح
أو ترك اإلنزال بعد االيالج فكل ذلك ترك لألفضل وليس لالرتكاب نهي».4
-1ابن قيم الجوزية "،زاد المعاد في هدى خير العباد" ،تعليق شعيب األرنؤوط عبد القادر األرنؤوط ،ج، 8ط، 3مؤسسة
الرسالة ، 1889،ص .133
-2جابر بن عبد هللا بن عمر بن حرام األنصاري شهد بيعة العقبة وغزا مع النبي 18غزوة ،أحد المكترين من الرواية
عن النبي ،كف بصره قبل موته بالمدينة توفي رضي هللا عنه في 19ه.
-3ابن قيم الجوزية ،مرجع السابق ،ص .118
-4رتيبة سعيدي "،أثر األمراض الوراثية على أحكام الزواج دراسة فقهية مقارنة" ،مذكرة لنيل شهادة ماستر ،تخصص
فقه وأصوله ،قسم العلوم االنسانية ،كلية العلوم االجتماعية واالنسانية ،جامعة شهيدية أخضر ، 1118-1111،ص .31
30
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
)0المذهب الثالث :ذهب أصحاب هذا القول إلى تحريم العزل مطلقا ال عن أمة وال عن
أدلة المذهب الثالث :القائل بحرمة العزل سواء عن األمة أو الحرة سواء برضاهم أو بغير
من السنة :ما رواه مسلم في صحيح عن حديث عائشة رضي اهلل عنها ،2عن جذامة بن
وهب أخت عكاشة 3قالت « :حضرت الرسول صلى اهلل عليه وسلم في أناس فسألوه عن
العزل ،فقال الرسول صلى اهلل عليه وسلم :ذلك الوأد الخفي» .4وهي {إذا الموؤودة سئلت}.5
صريحة ،فقد رويت الرخصة فيه عن عشرة من الصحابة فلقد احتجوا بأن حق المرأة في دور
العسلية ال في اإلنزال وبالرجوع إلى قول جابر رضي اهلل عنه «كنا نعزل والقرآن ينزل» ،فلو
وحسب رأينا الخاص حول هذه المسألة يمكننا القول أن العزل جائز ليس إجازة مطلقة واّنما
لقد تطور العلم في المجال الطبي مما ساهم بشكل كبير في الكشف المبكر على الجنين
وتحديد مدى سالمته ،فإذا ما تبين أن صحة الجنين أو صحة األصل في خطر فنلجأ إلى
اإلجهاض
ولد َها لغير التمام ،أو اسقاطه ناقص الخلق ،أو يقال
أي ألقت َ
َجهَضت الناقة ْ
لغة :نقول أ ْ
اصطالحا :هو القاء الحمل ناقص الخلقة أو ناقص المدة إما بفعل األم أو بفعل غيرها.
عرفه الطبيب محمد علي البار بأنه «خروج محتويات الحمل قبل 20أسبوع ،تحسب من
ّ
-1محمد حافظ السريدة ،اإلجهاض بين الطب والدين ،مطبوعة منشورة على متون الجامعة ،فلسطين ، 1118،ص .19
-2المرجع نفسه ،ص. 19
32
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
وللفقهاء ألفاظ مرادفة لمعنى اإلسقاط واإلجهاض وهي لها نفس المعنى منها :اإللقاء
عرفه بعض علماء الطب الشرعي بأنه«:تفريغ رحم الحامل من محتوياته باستعمال
كذلك ّ
وسائل صناعية كتدخيل آلة أو تعاطي أدوية أو عقاقير أو غيرها من شأنها اخراج
متحصالته في أي وقت قبل تكامل األشهر الرحمية ،وألي سبب غير انقاذ حياة األم أو
الجنين».1
اتفق العلماء على تحريم اجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيه أي بعد أربعة أشهر مالم تكن
هناك ضرورة لكنهم اختلفوا حول اجهاض الجنين قبل نفخ الروح فيه
ال خالف في تحريم اإلجهاض بعد نفخ الروح ألن الجنين إذا نفخت فيه الروح أصبح آدميا
ال يجوز قتله ،ومن القواعد الفقهية التي تطبق على هذا النوع من اإلجهاض "قاعدة األصل
إن دمائكم
في األنفس واألطراف الحرمة" ،وأصلها قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم{ ّ
-1شحاتة عبد المطلب حسن أحمد "،اإلجهاض بين الخطر واإلباحة في الفقه اإلسالمي" ،دار الفقه اإلسالمي ،دار
الجامعة الجديدة ،االسكنديرية ،مصر ، 1111،ص .13
33
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
التحريم والحظر.1
لكن يوجد استثناء فإذا كانت الضرورة تستدعي إلى إجهاض الجنين بسبب مرض وراثي هنا
أن العيوب الوراثية للجنين ال تعطل حياته فور خروجه من رحم أمه
في هذه الحالة إذا ثُبتت ّ
أو في رحمها ويمكن له أن يتعايش مع المرض مثل فقر الدم المنجلي ،هنا في هذه الحالة ال
يعد عذر شرعي وبالتالي ال يمكن اجهاضه والسبب في ذلك أنه ال يتعارض مع أصل البقاء
-إجهاض الجنين بسبب المرض الوراثي الخطير والذي يمكن عالجه بصعوبة:
في هذه الحالة تقتضي حياة الجنين في رحم أمه أو فور والدته حي وقد يعيش بها ولكن
بعالج مستمر وعناية فائقة مثل المرض الذي يصيب الجهاز العصبي كاستقاء الرأس أو
صغر حجمه فهذه األمراض ال تعد عذ ار شرعيا إلجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيها بسبب
-1محمد مطلق محمد عساف "،حكم اجهاض الجنين بسبب التشوهات الخلقية في ضوء المقاصد الشرعية والقواعد
الفقهية" ،المؤتمر العلمي الدولي التاسع بكلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية ،قضايا طبية معاصرة في الفقه اإلسالمي
،فلسطين ، 1118،ص .11
-2منال محمد رمضان هاشم العشي "،أثر األمراض الوراثية على الحياة الزوجية "،المرجع السابق ،ص ص -118
.131
34
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
أن الطب تقدم والتقنيات تتطور مع الوقت ،فيمكن معالجتها وتخفيفها وأيضا عدم تعارضه
-اجهاض الجنين بسبب مرض وراثي خطير جدا ال يعالج ويناقض أصل البقاء والقيام
بأصل الواجبات:
ففي هذه الحالة إذا ثبت ثبوتا يقينيا أن الجنين مصاب بمرض وراثي خطير مع عدم قدرته
للعالج مثل إصابة األم في أشهر الحمل األولى بالحصبة األلمانية فإن احتمال إصابة
الجنين بالتشوهات الخلقية ترتفع إلى نسبة %03إذا كانت اإلصابة في الشهر الثاني من
الحمل ،وأيضا تعرض األم للعالج باألشعة أو بالعقاقير المضادة للسرطان يؤدي إلى تشوه
الجنين وفي أحيان قتله ،وفي هذه الحاالت يبيح اإلجهاض بضوابط معينة كإقرار اإلجهاض
يكون من طبيبين عدليين وأن يتم الفحص في األشهر األولى من الحمل للقيام باإلجهاض
-القول : 1جواز اإلجهاض مطلقا وقد استدل أصحاب هذا القول بحديث الرسول
إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون
صلى اهلل عليه وسلّمّ «:
علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يعين اهلل ملكا يؤمر بأربع كلمات ويقال
أن
له أكتب عمله ورزقه وشقي أو سعيد ،ثم ينفخ فيه الروح» ،ومعنى الحديث ّ
1
تقدير هذه المرحلة أربعة أشهر فهذه المرحلة ال روح في الجنين وبالتالي ال ُيحرم
إسقاطه
-القول : 2أصحاب هذا القول قالوا بتحريم اإلجهاض مطلقا ودليلهم من القرآن الكريم
2
حرم اهلل ّإال بالحق ذالكم وصاكم به لعلكم تعقلون}
النفس التي ّ
قال تعلى {وال تقتلوا ّ
ومن القياس حيث قاسوا حرمة اجهاض الجنين قبل نفخ الروح فيه على حرمة
-القول : 3هذا القول ذهب أصحابه لجواز اإلجهاض إذا كان الجنين علقة أو مضغة
وكان دليلهم من القياس حيث قاسوا اسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه على العزل
أن كالهما فيه قطع لسبيل النطفة حتّى ال تتحول إلى جنين
والعلّة الجامعة بينهما ّ
-1أخرجه مسلم ،صحيح مسلم "،كتاب القدرباب كيفية الخلق اآلدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته
وسعادته"،ص ، 1113وأخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق ،باب ذكر المالئكة.
-2سورة األنعام ،اآلية .181
-3منال محمد رمضان هاشم العشي "،أثر األمراض الوراثية على الحياة الزوجية" ،مرجع سابق ،ص .113
36
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
إن اإلصابة بالمرض الوراثي واحتمال نقله لألجيال المستقبلية ال تظهر أعراضه لدى األم
ّ
لذا استدعى اللجوء إلى طرق تساعد على الكشف عليه .مع تقدم العلم في مجال الفحوص
الفحوص التشخيصية هي اختبارات تجرى للتحقق من وجود مرض وراثي بعد ظهور
أعراضه للبدء في العالج ،كما تم ّكن هذه الفحوصات من تشخيص األمراض الوراثية لدى
2
عدة فحوصات نذكر منها:
الجنين حتى قبل أن يخلق وتوجد ّ
-1رتيبة سعيدي "،أثر األمراض الوراثية على أحكام الزواج" ،المرجع السابق ،ص .83
-2هيلة بن عبد الرحمان الباسي"،اثبات األمراض الوراثية القرائن الطبية وآثاره الفقهية ،ط، 1الجمعية العلمية السعودية
للدراسات الطبية الفقهية ،السعودية ، 1111،ص .11
37
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
وهو السائل الذي يحيط بالجنين داخل الرحم ويحمي الجنين خالل فترة الحمل ،وهذا
الفحص يتم عن طريق أخذ عينة من السائل األمينيوسي من أجل البحث عن أي تغيرات
طبيعية وله نوعان :بزل السائل األمينيوسي الوراثي وبزل السائل األمينيوسي النضوجي
بزل السائل األمينيوسي الوراثي يستخدم لتشخيص األمراض الوراثية والعيوب الخلقية
بزل السائل األمينيوسي النضوجي يتم من أجل تحديد مرحلة نضج رئتي الجنين
استعدادا للوالدة المبكرة ،وعادة ما يتم اجراء البزل الوراثي عند الضرورة القصوى لما
يترتب عليه قرار اإلبقاء على الجنين أم اجهاضه والحاالت التي تحتم اجراء البزل
الوراثي هي:
وهو مادة بروتيني تصنع في الكبد ولكن ال يعرف وظيفته األساسية والجنين ينتج كميات
متفاوتة من هذا البروتين ويمر عبر الحبل السري والمشيمة إلى دم األم ،ولذلك عند ارتفاع
ولما
نسبته لدى الجنين فإن تلك الزيادة تظهر على شكل ارتفاع في مستوى بروتين األم ّ
ترتفع تكون أمراض قد تصيب الجنين مثل الظهر المشقوق أو وجود فتحة في جدار البطن
،أما حاالت انخفاضه يزيد احتمال أن يكون الجنين مثل لديه مشكل في الكروموسومات
1
وبالتحديد مرض "متالزمة داون"
بالمرض قبل ظهور المرض وأعراضه ،وكثي ار ما يكون الفحص لمجرد المعرفة واإلحاطة
باالحتماالت الممكنة وال يمكن القيام بإجراء وقائي اتجاهه كمرض "هنجتون" مثال الذي
يظهر بعد سن األربعين ويصاب المريض بتدهور تدريجي للجهاز العصبي وكذا سرطان
الثدي وقد سبق منه أحيانا في بعض األمور الوقائية وذلك كما في األمراض الوراثية المتعددة
األسباب كالسكر مثال ،فيسعى الفاحص لتغيير نمط حياته صحيا بما يمكنه منه المرض أو
تخفيفه.2
فهذا النوع من الفحوصات تقوم به الحامل كإجراء وقائي أو فحص روتيني لتتأكد من
الفحوصات الوقائية هي اختبارات ترمي لمنع المرض أو الوقاية منه أو من مضاعفته وتكون
الفحوصات عن طريق:
أوال:فحص المواليد:
وذلك بأخذ عينة من الحبل السري أو وريد طرفي ويجرى فحص مخبري لها بهدف الكشف
عن عدد من األمراض التي تستجيب للعالج ،فإذا شخصت مبك ار وتبعها تدخل غذائي أو
مثل :الكشف عن أم ارض التمثيل الغذائي إذا اكتشف مبك ار يمكن عالجها بالتزام نظام
ألن
فإن الطفل يصاب بتخلف عقلي ال يمكن عالجه ّ
غذائي معين أما إذا تأخر الكشف ّ
خاليا المخ تتلف من تأثير المواد الكيميائية التي ال يتم تقبلها ،يجب كشف وراثي في
هي اختبارات يتم القيام بها لكشف امكانية إصابة الجنين ببعض األمراض الوراثية
-1هيلة عبد الرحمان اليابس "،اثبات األمراض الوراثية بالقرائن الطبية وآثاره الفقهية"،ص .13
40
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
/ 1تصوير الجنين أو ما يعرف "بااليكو" :يتم اجراء هذا الفحص من أسبوع الحمل 13إلى
14هذا الفحص يعطي معلومات حول الجنين هل هو حي أو ميت ومدة الحمل الفعلية ومن
أشهر الطرق :األشعة فوق الضوئية وتنظير األجنة والتصوير بالرسب المغناطيسي وهو من
أدق الوسائل التشخيصية المتاحة لرؤية الجنين واألشعة السينية ولم تعد تستخدم لثبوت
ضررها على األجنة والهدف من الفحص بااليكو هو معرفة الخلل في البنية التركيبية لجسم
الجنين وانما بنية تنفيذ المزيد من الفحوصات قبل استغراق الحمل بعد مدة 24أسبوع.1
الوراثية لبعض الجينات لمعرفة اعتاللها وسالمتها والفحص الجيني يتم بواسطة المتعرف
على حاملي المرض في حالة الصفات الوراثية المتنحية ،وذلك بإجراء فحص ودراسة
جيناتهم لمعرفة سماتهم الوراثية ويمكن حينذاك معرفة بعض األمراض التي من الممكن أن
اإلختبارات الكيميائية الحيوية وتجرى هذه االختبارات للتعرف على الطفرات الوراثية
وبالتالي للتعرف على األمراض التي أصابت الجنين ويتم الحصول على الخاليا بعدة
-1هيلة عبد الرحمان اليابس "،إثبات األمراض الوراثية بالقرآئن الطبية وآثاره الفقهية" ،المرجع السابق ،ص .11
-2عماد حمد عبد هللا محالوي "،دور القرآن الكريم في النهوض بالمجتمع في مجاالت تطبيق الجينات الوراثية" ،ط 1
،مطبوعة منشورة على مستوى الجامعة ،ماليزيا ، 1111،ص .11
41
الفصل األول :ماهية األمراض الوراثية
طرق منها :أخذ عينة من السائل المحيط بالجنين أو أخذ عينة من المشيمة ،أو أخذ
/ 0الفحص الوراثي قبل اإلنغراس :يعرف بإستخدام تقنية التلقيح خارج الرحم والهدف
األساسي منه هو معرفة والتمييز بين األجنة السليمة واألجنة المريضة وراثيا وهذا الفحص
يمكن اجراءه للعائالت التي يتم التعرف على مصدرهم الوراثي ،ويكون عن طريق أخذ عينة
من اللقيحة في يومها الثالث أو الرابع لفحص الحمض النووي والتأكد من عدم وجود الطفرة
2
المتنحية للمرض الوراثي في العائلة
/ 4فحص المقبلين على الزواج :وتتمثل فوائده في اجراء الفحص وذلك للوقاية من
األمراض الوراثية بمعرفة حاملي الجينات المعتلة ،فإذا كان الرجل المقدم على الزواج حامال
لجين معتل وكذلك المرأة حاملة للجين المعتل نفسه فإن هذا يؤدي إلى احتمال اصابة
ذريتهما بالمرض الوراثي مع كونهما سليمين من هذا المرض .وللتقليل من عدد المصابين
باألمراض الوراثية يجب عدم الزواج بحاملي الجينات المعتلة نفسها أو اجراء الفحوصات
خالصة:
من خالل دراستنا لهذا الفصل نستخلص أن األمراض الوراثية تعتبر من األمراض الناتجة
عن خلل ف المادة الوراثية ،تتفرع هذه األمراض إلى عدة أقسام منها األمراض
أن الغاية األولى من الزواج هو إنجاب األوالد ّإال ّأنه بانتشار األمراض الوراثية
بالرغم من ّ
هنا يجب مخالفة األصل وينبغي منع اإلنجاب لتفادي انتشارها ،واذا حدث الحمل وتبين من
أن الجنين مصاب بتشوه أو مرض وراثي من األجدر و األحسن هو إجهاضه وذلك حماية
ّ
لألم أوال والجنين ثانيا قبل والدته مشوه قد يعاني من اضطرابات خلقية وقد ال يتعايش معها
ومن طرق إثبات األمراض الوراثية نذكر منها الفحوصات الوقائية والتي بدورها قد تحمي
الجنين عن طريق تصويره وفحص جيناته ،باإلضافة إلى الفحوصات التشخيصية والتوقيعية
أخي ار يمكننا القول أن األمراض الوراثية تنتشر وتنتقل من جيل إلى جيل وبالتالي يجب
الحذر والفحص الكامل والتام قبل اإلقبال على الزواج للوقاية من انتشارها.
43
الفص ـ ـل الثان ـ ـي:
الفح ــص الطـ ــبي مــن
الناحي ــة الق ـ ــانوني ــة
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
تعد مسألة الفحص الطبي قبل الزواج ذات أهمية بالغة للزوجين ،معا ذلك أنه وسيلة لحماية
الزوجين وذريتهم وتلك الحماية ال يمكن تحقيقها إال عن طريق اجراء فحوصات وتحاليل
طبية.
المشرع الجزائري ألزم المقبلين على الزواج بإجراء الفحص الطبي وأُخضع هذا التصرف
الطبية شرطا لتحرير عقد الزواج وسببا إلبرامه فغيابها ال يؤثر على صحة العقد ،واّنما ترتب
يعتبر الفحص الطبي قبل الزواج وسيلة وقائية من األمراض المختلفة ُوجب على كل أفراد
كان لزاما علينا قبل الولوج لألدلة مشروعية الفحص الطبي وأهميته البالغة في تحديد النسل
والحفاظ عليه من األمراض والعاهات التعريف بالفحص الطبي قبل الزواج واعطاء صورة
45
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
نسعى من خالل هذا الفرع الى تحديد المعنى اللّغوي واالصطالحي للفحص الطبي.
الفحص الطبي هو البحث بدقة للوصول إلى أمور مخفية في الشيء المفحوص.2
والفحص الطبي لغة هو البحث الدقيق عن األمراض والعيوب الخفية من أجل مداواتها
ومعالجتها.4
هو فحوصات مخبرية أو سريرية تجرى لكل من الذكر واألنثى العازمين على الزواج ويتم
اجراءها قبل عقد القران الكتشاف أي موانع صحية تحول دون الزواج وحتى لمعرفة امكانية
-1علي محي الدين القرة داغي "،الفحص الطبي قبل الزواج من منظور الفقه اإلسالمي" دراسة علمية فقهية ،مطبوعة
منشورة على مستوى الجامعة ،جامعة قطر ،ص .11
-2صفوان محمد عطيات "،الفحص الطبي قبل الزواج دراسة شرعية قانونية" تطبيقية ،ط ، 1عمان ،دار الثقافة 9002،
،ص .55
-3علي محي الدين القرة داغي ،مرجع سابق ،ص .11
-4صفوان محمد عطيات ،مرجع سابق ،ص .55
46
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
اإلنجاب من عدمه ،بحيث يكون كال الخاطبين عالما بما هو مقبل عليه ومقتنعا به تماما.1
عرف ايضا بأنه الكشف الذي يجريه الطبيب للمريض بقصد الوصول الى العلة و تشخيص
2
الصور اإلشعاعية و غيرها
العالج واجب اذا ترتب على عدم العالج هالك النفس بشهادة األطباء العدول،ألن الحفاظ
على النفس من الضروريات الخمسة التي يجب المحافظة عليها و كذلك يجب العالج في
حالة اذا كان المرض معدي من النصوص الدالة على دفع الضرر انه"ال ضرر وال ضرار"
بل إن بعض الفقهاء ذهبوا الى أن العالج واجب مطلقا و قيده بعضهم بأن يظن نفعه،بل
ذهب الحنفية الى أن العالج واجب إذا كان السبب المزيل للمرض مقطوعا به وذلك كما أن
شرب الماء واجب لدفع العطش ،وقد استدل الفقهاء بقوله تعالى"وال تلقوا بأيديكم الى
وقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم"تداووا فإن اهلل تعالى لم يضع داء إال وضع له دواء
غير داء الواحد الهرم"فإذا كان العالج واجبا فيكون تركه حرام كما في حالة كون المريض
وليس به حسب الطب معديا،فالتداوي مستحبا إذا كان التداوي بما يمكن االستشفاء
اليقين،وهذا رأي جمهور الفقهاء.فالعالج سبب من األسباب و يؤخذ به كما يؤخذ باألسباب
1
في كل األمور األخرى،بل إن تركه إذا ترتب عليه ضرر يكون محرما
إن فكرة الفحص الطبي و حدث أساسا لحماية و تأمين سالمة الزوجين و سالمة أبنائهم
فهو يعد المفتاح اآلمن فهو من الوسائل الوقائية الفعالة في الحد من انتشار األمراض
المعدية و الوراثية الخطيرة ،كذلك تسمح للمقدمين على الزواج بمعرفة األمراض الوراثية
المتحملة للذرية إن وجدت فتتبع الخيارات في عدم اإلنجاب أو عدم إتمام الزواج.وأيضا
2
المحافظة على سالمة الجنين في رحم المرأة من األمراض و التشوهات و اإلعاقات
وهناك أهمية أخرى للفحص الطبي و هي حماية المجتمع عن طريق تخفيف أعباء
المؤسسات الصحية سواء العالجية أو التأهلية و أيضا باإلضافة إلى هذا،هناك مقصد آخر
في الفحص الطبي و هو إعمار األرض و هو من سنن اهلل في خلقه فالغاية من خلقهم
عبادة اهلل وحده و هذه العبادة ال تتحقق إال بإعمار األرض وهذا العمران ال يتحقق إال
3
بالنسل المعافى الصحيح.
نظ ار لتطور العلمي الحاصل في المجال الطبي و خاصة في علم البنيات و الهندسة
الوراثية كان لزاما علينا االستفادة من هذا العلم في الكشف عن مختلف األمراض التي يمكن
ان تستقل بين الزوجين،الفحص الطبي قبل الزواج هو عبارة عن مجموعة من الفحوصات و
التحاليل التي يقوم بها الزوجين لمعرفة ماذا كانا حاملين لبعض االمراض و الجينات التي
تنتقل جينيا ام ال و لهذا سنتطرق لدراسة مشتمالت الفحص الطبي سواء كانت فحوصات
بين المشرع في المرسوم التنفيذي 145،،60الذي يحدد شروط و كيفيات لتطبيق المادة7
مكرر من قانون األسرة الج ازئري أنواع الفحوصات الواجب إجرائها ،وطبقا لنص المادة 3من
هذا المرسوم التي تنص على «ال يجوز للطبيب أن يسلم الشهادة الطبية المنصوص عليها
في المادة 2من هذا المرسوم إال بناء على النتائج :
-1المرسوم التنفيذي ،05،151المؤرخ في 11ماي ،9005تحدد شروط وكيفيات تطبيق أحكام المادة 02مكرر من قانون
األسرة 11-11المؤرخ في 2يوليو ، 1211ج ر ج ج ،ع، 11الصادر في ماي .9005
49
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
وهو الفحص الظاهري أي بواسطة النظر و العين المجردة دون استخدام أجهزة معقدة و
يتمثل الفحص مثال بسؤال المريض عن بعض األعراض التي يعاني منها أو أمراض سبق
وأن مرض بها و هو ال يتعدى الفحوصات المعتادة كقياس الضغط و تصوير باألشعة.
ولهذا يشمل الفحص العيادي المعايشة و المالحظة من خالل النظر الى المريض و هنا
نقصد الخاطب و المخطوبة و يتحلى ذلك في تقدير الوزن و الطول و كذلك القيام بتصوير
باألشعة و قياس نبضات القلب و في األخير الفحص العيادي كفحص الروتيني الذي يجري
1
دوريا
باإلضافة الى الفحص العيادي الشامل يعتبر تحليل فصيلة الدم من أهم الفحوصات التي
تجرى للزوجين لما له من فائدة بإعتبارها تكشف عن مدى توافق و عدم توافق بين فصيلة دم
-االحتمال الثالث :وجود فصيلة دم ايجابية بالنسبة للزوجة وسلبية بالنسبة للزوج وفي هذه
االحتماالت الثالثة تعتبر فصائل الدم متوافقة و متجانسة،أي أنه التؤثر على صحة الجنين
1
و ال على الزوجين
أما االحتمال الرابع:وهو حالة عدم توافق بين عاملي الريزوس للزوجين بحيث تكون فصيلة
الدم للزوجة سلبية و الزوج إيجابية في هذه الحالة يرث الطفل الفصيلة اإليجابية عند
الوالد،بالتالي فإن الجهاز المناعي لألم ينتج اجسام مضادة في دمها نتيجة حملها للطفل
وضع لها فإنه يتفادى حصول أي مضاعفات عندها،و تحفظ أوالدها من حدوث تكسر
2
كريات الدم الحمراء الذي يتلف خاليا مخ الطفل.
بما أن المشرع الجزائري لم يحدد األمراض التي يسعى على الزوجين فحصها و ترك
للطبيب إمكانية اقتراح على المعنيين إجراء فحوصات إضافية قصد الكشف عن األمراض
الوراثية و األمراض المعدية و كما هو معلوم فالفحص العيادي الشامل و تحليل و فصيلة
الدم ال يفصل في ما إذا كانت أحد الزوجين مريض مرض معدي أو حامل جينات وراثية
مرضية و بالتالي كان لزاما على الزوجين القيام ببعض الفحوصات اإلضافية منها الكاشفة
-1هبة سلبة،حدادي عقيلة "،الفحص الطبي قبل الزواج" ،مذكرة لنيل شهادة الماستر،تخصص قانون الخاص الشامل،قسم
العلوم اإلدارية،جامعة عبد الرحمان ميرة،بجاية،9015-9015،ص 92
-2هشام حضري،مرجع السابق،ص ص 92-91
51
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
عن األمراض الوراثية و منها الكاشفة عن األمراض الوراثية ومنها الكاشفة عن األمراض
المعدية
نقصد باألمراض الوراثية انتقال المرض من شخص الى اخر ألسباب كثيرة تتعلق بالقرابة
األمراض الوراثية هي الصفات التي تنتقل عبر األجيال السابقة إلى الراهنة عن طريق
1
المورثات أثناء تكوين البيضة المخصبة
الوسائل المختلفة التي يتدخل بها في الجينات للتعرف على بعض أجزاء الخريطة الوراثية
الخاصة بإنسان معين أو التعرف إلى الخلل الموجود في هذه الجينات وربطها باألمراض
وسالمتها.2والفحص الجيني يتم بواسطة اجراء فحص الحمض النووي ويكون عن طريق أخذ
عينة من الدم أو الشعر أو الجلد من أحد الزوجين ،كذلك السائل األمينوسي الذي يحيط
-1حكيمة عبد الالوى،مصطفى باجو"،األمراض الوراثية،وأثرها على عقد النكاح" ،ملقى دولي الثاني،المستجدات الفقهية
في أحكام األسرة،معهد العلوم اإلسالمية،جامعة الوادي 95 -91،أكتوبر ،9011،ص 95
-2عماد حمد عبد هللا المحالوي ،مرجع سابق ،ص .15
52
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
بالجنين أثناء الحمل يؤخذ إلى المخبر ويبحث عن التغييرات الموجودة في الكروموسومات
المقصود باألمراض المعدية تلك األمراض التي تنتقل عن طريق الجماع عادة وليس دائما
عن طريق العالقة الجنسية سواء كانت بين رجل وامرأة أو مثليين.
وسبب هذه األمراض عن طريق البكتيريا وتتنوع إلى نوعين بكتيريا المكورات المنوية وبكتيريا
المكورات النجمية وكذلك عن طريق الفيروسات وتتنوع إلى فيرس نقص المناعة اإليدز 2وهو
النقص الشديد في المناعة وفيروس التهاب الكبد الوبائي وفيروس الملسياء السارية وفيروس
الهرس ،وتنقسم هذه األمراض حسب األهمية أمراض رئيسة (الزهري السيالن ،التهاب الكبد
الفيروسي) وأمراض غير رئيسة (مرض المبيضات ،مرض الميساء السارية مرض المكورات
المبحث الثاني :أحكام الفحص الطبي قبل الزواج والمسؤولية الناجمة عنه
تماشيا مع تلم التوجيهات النبوية وتطبيقًا لإلرشادات الشرعية وادراكا لهذه القفزة الصحية
الهائلة والتي كشفت عن األمراض المسببة لمشاكل صحية خطيرة وتفاديا النتقالها أصبح
تبنى المشرع الجزائري هذه المسألة وأحاطها بسياج قانوني حيث رتب مسؤولية عند
تعتبر مسألة الفحص الطبي قبل الزواج من القضايا التي تدخل في مجال تنظيم وتطوير
وا صالح المجتمع ،وبعد أن تجلت أهميته تبنى المشرع هذه المسألة رغم أن مشروع قانون
تم
الفحص الطبي قيل الزواج ظهر ألول مرة في قانون الصحة العمومية سنة ،775ولكن ّ
حاول أن يبين كيفية التعامل مع هذه المسألة عن طريق التنظيم حتّى يتجنب التطبيق السيء
لها ،فأصدر مرسوم ،60- 45وهذا ما تم تأكيده أيضا من خالل صدور قانون الصحة
الفرع األول :أحكام االلتزام بالفحص الطبي قبل الزواج وبعد 5002
حتّى تتسنى لنا نظرة شاملة عن أحكام الفحص الطبي قبل الزواج البد من معرفة االطار
الزمني الذي أُدرجت فيه هذه الفكرة لذا تُقسم دراستنا إلى جزئين
54
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
-األول حول الوضع القانوني للفحص الطبي قبل الزواج قبل 2446
-الثاني حول الوضع القانوني للفحص الطبي قبل الزواج بعد 2446
لقد تناول المشرع الجزائري مسألة الفحص الطبي بل الزواج في المادة ،،6من قانون
الصحة العمومية سنة .1،775والتي نصت على مايلي «:تحدد بموجب مرسوم كيفيات
الفحص الطبي السابق للزواج وذلك ألجل حماية العائلةّ . 2إال أن هذه القاعدة القانونية
ضلت فاقدة للفعالية حيث لم تصدر مراسيم تنظيمية تنفدها على أرض الواقع.
بقي األمر على حاله طيلة ،4سنوات إلى غاية صدور القانون رقم 346 – 26المتعلق
بحماية الصحة وترقيتها ،فألغى هذا األخير مسألة الفحص الطبي قبل الزواج نهائيا مما
جعل بعض الشراح يعتبرونه نقصا تشريعيا يستلزم تداركه مستقبال ،فأعاد المشرع الجزائري
تنظيم مسألة الفحص الطبي قبل الزواج في تعديل قانون األسرة لسنة .42446
-1بلحاج العربي "،الشهادة طبية قبل الزواج على ضوء قانون األسرة الجديد" ،ع ، 1مجلة دراسات المحكمة العليا
،الجزائر ، 9002،ص .109
-2األمر رقم 22 – 25المؤرخ في ، 1225 – 10 – 91المتضمن قانون الصحة العمومية ،ج ر،ج ج،ع 101
،الصادر في .1225 – 19 – 12
-3األمر رقم 05 – 15المؤرخ في ، 1215 – 09 – 15المتضمن قانون الصحة وترقيتها ،ج ر ،ح ح ،ع ، 1الصادر
في .1215 – 09 – 12
-4هشام حضري "،آثار الفحص الطبي قبل انعقاد عقد الزواج" ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ، 9015،ص .11
55
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
حاول المشرع الجزائري تعديل قانون األسرة سنة 2446أن يوفق بين المتغيرات الدولية
المعاصرة وسعيا منه لاللتحاق بمواكبة التشريعات التي سبقته في هذا المجال ،فقد اعتبر هذا
الفحص اجراء اجبرايا وألزم المقبلين على الزواج به في نص المادة 47مكرر من األمر 46
أن في بداية تطبيق المادة 7مكرر على أرض الميدان صار تأويل خاطئ لهذه
مع الذكر ّ
المسألة من جهة بعض من المكلفون بإبرام عقد الزواج في بعض بلديات الجزائر الذين كانوا
يشترطون شهادة عذرية المرأة المقبلة على الزواج ،حيث لقي هذا الموضوع رفضا قاطعا في
الوسط النسوي خاصة من طرف الجمعيات النسوية الناشطة في حقوق اإلنسان وحقوق المرأة
1
،مما استدعى تدخل و ازرتي الداخلية والعدل لوضع حد لهذه التصرفات
قام المشرع الجزائري بتبيان كيفية التعامل مع هذه المسألة عن طريق المرسوم التنفيذي رقم
2،60 - 45حتى يتجنب التطبيق السيئ لها بعد سنة من الغياب ليحدد في هذا المرسوم
طبيعة هذه الشهادة الطبية وأنواع الفحوصات الواجب اجراءها من قبل المقبلين على
الزواج.3
-1عالق عبد القادر "،الفحص الطبي للمقبلين على الزواج دراسة مقارنة "،رسالة مقدمة لنيل متطلبات درجة دكتوراه في
القانون ،تخصص قانون خاص ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان ، 9011- 9019،ص ص .20 – 52
-2المرسوم التنفيذي رقم 151 – 05المؤرخ في 9005 – 05 – 11يحدد شروط وكيفيات تطبيق أحكام المادة 02
مكرر ،من القانون رقم 11 – 11المؤرخ في 2يونيو 1211المتضمن قانون األسرة
-3عالق عبد القادر ،مرجع سابق ،ص .915
56
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
وقد ألزم قانون الصحة الجديد ،، – ،2في مادته 72التي نصت على «الفحص الطبي
الخاص بها.2
الفرع الثاني :شروط وكيفيات تطبيق المادة 00مكرر المتضمنة الفحوصات الطبية قبل
الزواج
حاول المشرع الجزائري في تعديل قانون األسرة الجزائري سنة 2446معالجة قضايا األسرة
والتمييز الصحيح والموضوعي ألحكام الشريعة اإلسالمية ،حيث ألزم المقبلين على الزواج
نجد المشرع الجزائري نص على هذه المسألة في المادة 47مكرر من قانون األسرة
الجزائري والتي تنص على ما يلي«:يجب على طالبي الزواج أن يقدما وثيقة طبية ال يزيد
مع الزواج ،ويتعين على الموثق أو ضابط الحالة المدنية أن يتأكد قبل تحرير عقد الزواج
من خضوع الطرفين للفحوصات الطبية ومن علمها بما قد يكشف عنه من أمراض أو عوامل
-1األمر رقم 11 – 11المتضمن قانون الصحة ج ر ،ج ج ،ع، 1الصادر في 92يوليو .9011
-2بلحاج العربي ،مرجع سابق ،ص .101
-3موسى مرمون ،مرجع سابق ،ص .155
57
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
نجد بأن المشرع قد حاول أن يبين كيفية التعامل مع هذه المسألة عن طريق التنظيم حتى
فأُصدر المرسوم ، ،60 – 45وهذا ما ورد تبيانه في المادة األولى من المرسوم"يهدف هذا
المرسوم إلى تحديد شروط وكيفيات أحكام المادة 47مكرر من القانون رقم 20 – ،،
2
وقد تضمن هذا المرسوم مواد تحدد كيفية تطبيق المادة 47مكرر على النحو التالي:
تضمنت المادة 42على كل من طالبي الزواج سواء (المرأة أو الرجل) أن يقدم شهادة طبية
ال يزيد تاريخها عن 43ثالثة أشهر ممتدة إلى يوم إبرام العقد المدني ،وحددت في فقرتها
الثانية على أن تسلم الشهادة الطبية من طرف الطبيب حسب النموذج المرفق لهذا المرسوم.
واعماال بنص المادة 43من نفس المرسوم ينبغي أن يسلم الطبيب شهادة طبية بناءا على
نتائج الفحص العيادي الشامل وتحليل فصيلة الدم ،وبهذا تكون قد حددت الفحوصات التي
وما يمكن اإلشارة إليه في هذا الصدد من المادة 40أعطت للطبيب الفاحص صالحية في
التوسع في الفحص الطبي بأن ينصب على السوابق الوراثية ،وذلك قصد الكشف عن بعض
العيوب أو القابلة لإلصابة ببعض األمراض 1كما يمكن للطبيب أن يقترح على المعني اجراء
فحوصات للكشف عن بعض األمراض التي يمكن أن تشكل خطر االنتقال للزوج اآلخر أو
أن
وأكدت المادة 46على الطبيب ابالغ المعني بمالحظاته ونتائج الفحوصات ،كما ّ
نصوص هذا المرسوم تلزمه بتقديم شهادة طبية دون تقييد أو شرط ،وبالتالي ال يمكن لضابط
الحالة المدنية ابرام عقد الزواج إال بعد أن يقدم طالب الزواج الشهادة الطبية المنصوص
عليها في هذا المرسوم وفقا ألحكام المادة 45من نفس المرسوم ،مع علمهما بنتائج
الفحوصات ال طبية وذلك من خالل االستماع إلى كال منهما مع ضرورة التأشير بذلك على
عقد الزواج.
وال يجوز لضابط الحالة المدنية رفض ابرام عقد الزواج ألسباب طبية خالفا إلرادة الطرفين
المعنيين ،هذا ما أشارت إليه المادة 47في فقرتها الثانية من المرسوم التنفيذي – 45
.2،60
إن المشرع الجزائري وسعيا منه لاللتحاق بموكب التشريعات التي سبقته في هذا المجال
ّ
ُيبين المسؤولية المترتبة على االخالل بأحكام الفحص الطبي ال في المرسوم التنفيذي وال في
قانون األسرة وال في قانون الصحة ،لكن هذا ال يعني انعدام الجزاء كليا بل يعتبر احالة
لتطبيق القانون العام والخاص، 1لذا سنذكر في هذا الصدد مسؤولية كل من الطبيب
الفاحص الناجمة عن الفحص الطبي قبل الزواج ومسؤولية الموظف المؤهل بتسجيل عقد
الزواج
الفرع األول :مسؤولية الطبيب الفاحص الناجمة عن الفحص الطبي قبل الزواج
منح المشرع الجزائري مسؤولية تحرير الشهادة الطبية للطبيب وفقا للنموذج المفحوص في
2
المرسوم التنفيذي ،60-45فعند ارتكابه ألي خطأ يمكن ان يترتب عنه عدة مسؤوليات
فقد تكون مسؤولية عقدية ناتجة عن اإلخالل بالتزام التعاقدي و قد تكون مسؤولية تقصيرية
ناتجة عن اإلخالل بالواجب القانوني كما يمكن ان تثبت المسؤولية الجزائية التي تتبع توقيع
يعتبر التشخيص المرحلة االولية للعمل الطبي فعلى ضوئه يقف الطبيب الفاحص على
ماهية المرض و خطورته و كذلك مدى تطوره،وعلى هذا األساس يتم اتخاذ قرار سليم يفيد
الحالة المعروضة.
-1محمد المختار شرو "،الفحص الطبي قبل الزواج (دراسة مقارنة) "،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،الوادي ، 9015 – 9011،ص . .22
-2هشام حضري،مرجع سابق،ص .11
60
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
لكن إذا فشل الطبيب في التشخيص مثل:وصفة دواء خاطئة او مباشرة عالج اليلزم
المريض،وهذا الخطأ في التشخيص قد يكون سببه اإلهمال من طرف الطبيب ال سيما إن
كان هذا الخطأ جسيم ناتج عن جهله بالعلوم الطبية،مما يثير مسؤليته،و تقع كذلك المسؤولية
على المستشفى المجرى فيه الفحص سواء كان في القطاع العام أو اخاص و سواء كان
1
الخطأ من فريق طبي او من قيل العاملين فيه.
فالتزام الطبيب الفاحص يكيف حسب ما إذا كانت التحاليل المجرات عادية اعتاد الطبيب
على اجرائها فيقع على عاتقه االلتزام بتحقيق نتيجة النتهاء عنصر االحتمالية و على هذا
األساس يجب ان تكون التحاليل المجرات دقيقة و سليمة و ال يختلها أي شك ،عكس ما إذا
كانت معقدة او صعبة فإن الطبيب يلزم فقط ببذل عناية ،إال أن المعيار لم يستقر إعماله
حيث صار ا لتزام الطبيب الفاحص بتحقيق نتيجة و لو كانت التحاليل المطلوب إجراؤها
،فمثال نجد أغلب التشريعات نصت على أهم الفحوصات الطبية المقررة قبل الزواج من بين
3
التنفيذي ،60-45المفسر ألحكام المادة 47مكرر من قانون األسرة الجزائري
61
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
ثانيا :تحرير شهادة طبية دون فحص المعني و تزوير نتائج الفحص
مادام تحرير الشهادة الطبية المخولة للطبيب فهذا األخير يتحمل مسؤولية إهماله ألي عمل
يكون على عاتقه ،كأن يقوم بتحرير شهادة دون فحص المعني او تسليمها مخالفة للحقيقية و
ذلك بمأل استمارة الشهادة دون قيام الشخص بالتحاليل الالزمة،حتى ولو كان تحريرها عن
تهاون و المباالة او تغاضي الطبيب عن النتائج التحاليل التي تكشف إصابة الشخص
1
المفحوص بأحد األمراض ،فيعتبر تقصير و بالتالي تثار المسؤولية التقصيرية للطبيب
قد يلجأ األطراف المقبلين على الزواج او أحدهما إلى أطباء يعرفونهم من العائلة أو من
األصدقاء الذين يقومون بمأل االستمارة الخاصة بالفحص دون إجراء أي تحليل،و هو
تصرف اكثر خطورة ألنه يؤخر عملية اكتشاف اإلصابة بمرض ما لدى الزوجين و ينتقل
ألن الفحص الطبي قبل الزواج يعتبرونه مجرد إجراء إداريا إلستكمال الملف و إيداعه
2
لمصلحة عقود الزواج.
-1نجومن سناء"،مسؤلية الطبيب في مجال الفحص الطبي قبل الزواج"،مداخلة مقدمة ليوم دراسي حول الفحص الطبي
قبل الزواج،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة،بجاية،يوم،9015-01-15ص .10
-2المرجع نفسه،ص ص .19-11
62
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
يحضر على طبيب عام كان او خاص القيام بأعمال تتنافى مع أخالقيات ممارسة مهنة
الطب كتزوير شهادة مثال ألنه قد يسأل عن إلحاق الضرر بالغير مما يتطلب جبر ذلك،كما
يتعدى ألمر الى نطاق المسؤولية التأديبية و المدنية فيسأل جزائيا .
لقد أورد المشرع الجزائري أحكام عامة بتطبيق عقوبات جزائية ضد ما يقوم بتزوير
الشهادات مهما كانت طبيعتها حيث تدخل ضمنها شهادة الطبية قبل الزواج باعتباره وثيقة
إدارية وذلك تطبيقا ألحكام قانون العقوبات1إن تخصص في القسم الخامس منه المعنون
ب"التزوير"ثمانية مواد من المادة 222إلى 227ق.ع تتعلق بتحديد طبيعة العقوبة المناسبة
بإعتبار الشهادة الطبية قبل الزواج وثيقة إدارية تطبق عليها أحكام قانون العقوبات2حيث
اكدت المادة 222ق .ع «كل من قلد أو زور أو زيف رخصا أو شهادات أو كتابات أو
بطاقات....أو غيرها من الوثائق التي تصدرها اإلدارات العمومية بغرض إثبات حق أو
تقوم مسؤوليه بعقوبة الحبس من 45أشهر إلى 43سنوات و بغرامة مالية من 24444إلى
،444444دج.
كما يعاقب با لحبس لمدة سنة أو ثالثة سنوات كل طبيب أو جراح أسنان أو مالحظ صحي
أو قابلة قرر كذبا بوجود أو بإخفاء مرض أو عاهة أو حمل تأدية وظيفة وبغرض محاباة
1
أحد األشخاص
كما تنص المادة 222يعاقب من 45أشهر إلى سنتين و بغرامة مالية من 24444إلى
،44444دج أو بإحدى هاتين العقوبتين ما لم يكن الفعل جريمة أشد كل من حرر عمدا
إقرار أو شهادة تثبت وقائع غير صحيحة ماديا زور أو غير بأية طريقة كانت إقرار أو
شهادة صحيحة أصال أو استعمل عمدا إقرار أو شهادة غير صحيحة أو مزورة.
يتضح من خالل هذه األخيرة،أنه لقيام جريمة التزوير في الشهادة الطبية ينبغي توافر
الشروط اآلتية:
أن يكون موضوع الشهادة أو اثبات أو نفي مرض على خالف الحقيقة
يمكن للطرف المتضرر تحريك دعوى قضائية ما فعل تزوير الشهادة الطبية و ذلك
بغية طلب التعويض و كذلك توقيع العقوبة الجزائية على مرتكبها،حيث ترفع دعوى
أمام المحكمة التي تم في دائرتها اختصاصها الفحص الطبي قبل الزواج،وذلك طبقا
1
لنص المادة 46/04ق إ م إ
وقد تضمنت مدونة أخالقيات مهنة الطب أنه يمكن للمجلس الجهوي أن يتخذ العقوبات
التأديبية كاإلنذار أو التوبيخ .كما يمكنه ان يقترح هذا المجلس على السلطات اإلدارية
المختصة منع الطبيب ممارسة المهنة أو غلق المؤسسة،هذا ما ورد تبيانه في أحكام
2
المادة 2،7من المرسوم التنفيذي 275-72
ومن خالل ما سبق نجد أن الطبيب يتحمل كل الجزاءات إثر قيامه يتزوير نتائج الفحص
أي الشهادة الطبية،إال أن المشرع الجزائري لم يضع أحكام خاصة بمسؤولية الطبيب أثناء
تأدية الفحص الطبي قبل الزواج،فيمكن متابعة الطبيب الفاحص مدنيا وفقا للقواعد العامة،أما
على أساس الم سؤولية المدنية التقصيرية بإثبات الخطأ و لضرر و عالقة سببية بينهما،أو
على أساس المسؤولية العقدية في حالة وجود عقد طبي بين الطبيب الفاحص و الشخص
المفحوص،وفي حالة إخالل الطبيب بالتزامه التعاقدي و ذلك بسبب القوة الملزمة التي
3
أكسبها العقد الثاني بينهما
يعد إفشاء األسرار الطبية من صور التعدي على حرمة الحياة الخاصة و هذا ما نص عليه
قانون الصحة في المادة " 20لكل شخص الحق في احترام حياته الخاصة،و سر المعلومات
بمعنى يقتضي المبدأ العام حفظ و صون سرية الحياة الخاصة للفرد بما فيه حالته الصحية
التي يمكن أن تكون محل فحص أو عالج من قبل األطباء،و كل من الفحص و العالج
الطبيين هو أن بطبيعتهما ال يحق للطبيب كشفهما للغير 1باعتبار مهنة الطب من المهن
التي تلزم موظفيها بكتم أسرار مرضاهم طبقا لنص المادة ،57من قانون الصحة "يمارس
مهني الصحة مهنته بصفة شخصية ،ويجب ان يلتزم بالسر الطبي و المهني"فإن جريمة
إفشاء سر الفحص الطبي قبل الزواج،من الجرائم الواقعة مع األشخاص،حتى ولو كان هذا
اإلفشاء جزئيا ولقيام المسؤولية يستلزم توافر األركان العامة للجريمة وهي الركن الشرعي
الذي يقصد به أن يكون الفعل المنصوص عليه في قانون العقوبات ووضع له عقوبة
جزائية،أما الركن المادي الذي يستلزم أن يتوفر بدوره على ثالثة عناصر و هي وجود السر
الطبي فعل اإلفشاء ،األمين على السر،كذلك يجب توافر الركن المعنوي و الذي يتخذ صورة
القصد الجنائي الذي يقصد به إتجاه إرادة الجاني إلى إرتكاب الجريمة مع علمه بذلك فإذا
-1عبد الرحيم صباح "،المسؤولية الجزائية للطبيب عن افشاء السر المهني"،مجلة دفاتر السياسية و القانون،ع ،1كلية
الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح،ورقلة،الجزائر،9011،ص .9
66
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
اجتمعت قامت الجريمة إفشاء السر في حق الطبيب ومن ثم وجب عقوبته على إفشاء نتائج
1
سر الفحص الطبي قبل الزواج للغير.
فالمشرع الجزائري قد رتب مسؤولية جزائية هذا ما ورد تبيانه في ق.ع "ليعاقب بالحبس من
شهر الى ستة أشهر وبغرامة من 644إلى 6.444دج لألطباء و الجراحون و القابالت و
جميع األشخاص المؤتمنين لحكم الواقع أو المهنة أو الوظيفة الدائمة أو المؤقتة.على أسرار
ادلى إليهم أو أفشوها في غير الحاالت التي يوجب عليهم فيها القانون إفشائها و يصرح لهم
2
بذلك
كما أن مدونة أخالقيات الطب أدرجت مسألة السر الطبي في نص المادة 35التي تنص
على مايلي:يشترط في كل طبيب أو جراح أسنان أن يحتفظ بالسر المهني المفروض لصالح
المريض.
وهذا ما تم تأكيده في نص المادة 0،7قانون الصحة ،فالفحص الطبي قبل الزواج سر
3
شخصي ينحصر بين أطرافه فقط.
إال أن االستثناء الوارد هو ما اذا تعلق األمر بالمصلحة العامة فيجب التضحية بالمصلحة
الفردية وهذا من خالل التصريح باألمراض و األوبئة القابلة لالنتقال والتستر على مثل هذه
-1بومدان عبد القادر"،المسؤولية الجزائية للطبيب عن إفضاء الر الطبي"،رسالة لنيل شهادة الماجستير في القانون،كلية
الحقوق و العلوم السياسية،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو،9011،ص .12
-2المادة 101من األمر ،155-55مرجع سابق.
-3بومدان عبد القادر،المرجع السابق،ص .101
67
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
الحاالت يشكل خطر على الصحة العامة،والهدف من التبليغ هو الحماية المجتمع من
األمراض المعدية.وتم تأكيد على هذا بنص المادة 37قانون الصحة "يجب على كل ممارس
طبي التصريح فو ار للمصالح الصحية المعنية بكل حالة مشكوك فيها أو مؤكدة من األمراض
1
العقوبات المنصوص عليها في القانون"
لقد حدد المشرع الجزائري في قانون األسرة الجهات المختصة بإبرام عقد الزواج ،وذلك في
نص المادة ،2ق أ « يتم عقد الزواج أمام الموثق أو أمام موظف مؤهل قانونيا مع مراعاة
إال أن هذا االخير حسب ما ورد في نص المادة 7،ق.ح.م ج هو إما ظابط الحالة
المدنية أو الموثق الذي يقع في دائرة اختصاصه محلٌ إقامة طالبي الزواج أو أحدهما.2
لذا ألزم المشرع الجزائري بضرورة تحرير عقد الزواج في وثيقة رسمية وفقا لمجموعة من
االجراءات اإلدارية التي تضمن توثيقه وحفظه والعناية به لذلك أسند اختصاص تحريره إلى
الموثق أو ضابط الحالة المدنية باعتبارهما موظفان مؤهالن وعليهما أن يؤش ار على الزواج
ومن بين شروط تحرير عقد الزواج المنصوص عليها في تعديل 2446وهو شرط الشهادة
الطبية ،بحيث ال يجوز للموثق أو لظابط الحالة المدنية تحرير عقد الزواج قبل أن يتأكد من
إذا كانت وظيفة كل من ضابط الحالة المدنية والموثق منحصرة في تحرير عقد الزواج وفقا
لألشكال والقواعد وشروط تحرير العقود ومن بينها شرط الشهادة الطبية كما ورد في نص
المادة 47مكرر من قانون األسرة الجزائري أنه يجب تقديم الشهادة الطبية من طرف
الزوجين تثبت خلوهما من األمراض والعوامل التي تشكل عائق الزواج وفق نص المادة ،2
أن المشرع الجزائري لم يدرج هذه الوثيقة والبيانات الضرورية إلبرام عقد الزواج
إال ّ
أ ) في حالة إبرام عقد الزواج ولم يقدم أحدهما أو كالهما شهادة طبية :فإن جزاء هذا األخير
هو امتناع ورفض تحرير هذا العقد مع ضرورة اعالمهما بأنه ال يجوز تحرير عقد زواجهما
في حالة تخلف شرط إلزامي وهو شرط تقديم الشهادة الطبية.1
ب ) في حالة تجاهل هذا الشرط وقيام الموثق أو ضابط الحالة المدنية بتحرير عقد الزواج
دون استالمه الشهادة الطبية :فيكون بذلك قد ارتكب خطأ أثناء ممارسة مهامه تعتبر أخطاء
شخصية ال إدارية ألنها ناتجة عن عدم اتخاذ الحذر الالزم والحيطة الواجبة ،فترتب هذه
األخطاء مسؤولية مدنية أو مسؤولية جزائية ،فإنه يتابع قضائيا من طرف النيابة العامة
باعتبارها طرف أصيل في جميع القضايا الراهنة إلى تطبيق أحكام قانون األسرة حسب نص
المادة 43مكرر ق أ «تعد النيابة العامة طرفا أصليا في جميع القضايا الراهنة إلى تطبيق
فبالرجوع إلى أحكام المادة 22ق.ح.م«يترتب على كل فساد أو تزوير في وثائق الحالة
المدنية أو قيد هذه الوثائق في ورقة مستقلة أو غيرها دون تسجيلها في المواضع المعدة لها
أن هذا
تعويض األضرار الملحقة باألطراف» .وأضافت المادة 27من نفس التشريع ّ
ث في
التعويض هو عبارة عن غرامة مالية ال تزيد عن 2444د ج تقررها المحكمة التي ُتب ُ
-1عبد العزيز سعد "،قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد (أحكام الزواج والطالق) بعد التعديل "،دار هومة للطباعة
والنشر والتوزيع ،الجزائر ، 9002،ص .51
-2عبد الحفيظ بن عبيدة ،مرجع السابق ،ص .190
70
الفصل الثاني:الفحص الطبي من الناحية القانونية
وعليه فإذا نتج عن إبرام عقد الزواج بدون شهادة طبية وقوع أضرار باألفراد نتيجة ظهور
أمراض بعد الزواج أو وقوع عدوى واعاقات أو انتشار لألوبئة يكون الموظف مسؤول عن
خطئه الذي ألحق أضرار بالغير ويتحمل التعويض المنصوص عليه سابقا.1
كما يمكن أن تكيف األخطاء التي يرتكبها الموظف المؤهل بإبرام عقد الزواج أنها أخطاء
ترتب مسؤولية جزائية ،فيحاول المتهم (الذي أبرم عقد الزواج) على القسم الجزائي حسب نوع
التهمة المتابع بها ،وهذا ما ورد في أحكام المادة 2،6ق.ع .ج حيث نصت على العقوبة
وكذا نص المادة 2،5من نفس التشريع« ...إما بإضافة أو بإسقاط أو تزييف الشروط أو
الق اررات أو الوقائع التي أعدت هذه المحررات لتلقيها أو إلثباتها »...فيعاقب ظابط الحالة
المدنية أو الموثق عند إهمالهما لهذه الشهادة بالسجن المؤقت من ،4إلى 24سنة وبغرامة
ثانيا :توثيق عقد الزواج من غير التأكد من علم كل طرف بنتائج الفحص.
لقد نصت المادة 47من المرسوم التنفيذي « ،60 – 45يجب على الموثق أو ضابط
الحالة المدنية التأكد من خالل االستماع إلى كال الطرفين في آن واحد من علمهما بنتائج
الفحوصات التي خضع لها كل منهما وباألمراض أو العوامل التي قد تشكل خط ار يتعارض
ال يجوز للموثق أو ضابط الحالة المدنية رفض إبرام عقد الزواج ألسباب طبية خالفا إلرادة
المعنيين.1
وعليه ُوجب مراعاة هذه القواعد والتأكد من علم كال الطرفين بنتائج الفحص والتحقق من
المعلومات المتعلقة بتوفرها أو عدم توفرها ،والقانون لم يخول لهما سلطة التحقق من ذلك
فقط ،بل قرر معاقبتهما إذا لم تتم االجراءات المقررة المتعلقة بكيفية ابرام عقد الزواج ،وأن
نص
ال لزام به ال يعني بطالن العقد من عدمه ،فال يمكن للملتزمين به من الزواج حيث ّ
على ّأنه ال يوجب للموثق أو ضابط الحالة المدنية رفض ابرام عقد الزواج ألسباب صحية
ما ذهب إليه المشرع الجزائري في الفقرة الثانية من المادة 47من المرسوم التنفيذي سالف
الذكر.2
إن الدول التي سنت تقنينا للفحص الطبي قبل الزواج وجعلته إلزاميا لم تصل إلى هذا
ّ
القرار إال بعد دراسة كل ما يتعلق بهذا الفحص وعلى وجه التحديد االيجابيات والسلبيات
والتي يمكن تفاديها بالتطبيق الجيد للفحص الطبي قبل الزواج ،وكذا وضع بدائل لمن أراد
بالفحص الطبي قبل الزواج يتم الحد من انتشار األمراض الوراثية والتقليل من والدة أطفال
إن فكرة الفحص الطبي قبل الزواج قد ُوجدت أساسا لحماية وتأمين سالمة كال من الزوجين
*ّ
وأبنائهم ،فهذا األخير ُي َعد مفتاح الزواج اآلمن فهو من الوسائل الوقائية الفعالة ،إال أن أبعاد
هذه الحماية قد تتسع وتتزايد في االتساع من خالل التطبيق الجيد للفكرة كما يوفر جانب من
* الفحص الطبي قبل الزواج يساعد كل طرف من التأكد والقدرة على اإلنجاب وعدم وجود
عقم ،وبالتالي ت فادي أهم سبب من أسباب الطالق فإن هذا يكون سببا في انهاء الحياة
* الفحص الطبي قبل الزواج يساعد في اختيار الشريك األصلح ليس فقط من ناحية التوافق
النفسي بل من ناحية تأثير ذلك على النسل ،من خالل المعرفة الواسعة لألمراض الوراثية
أتاحت الفرصة لظهور هذا النوع من فروع الطب أال وهو "االستشارة الوراثية".1
االستشارة الوراثية:هو عبارة عن دراسة ألسرة الخاطبين قبل الزواج أو الزوجين قبل اإلنجاب
إن الفحص الطبي قبل الزواج يؤكد مقصود النكاح في اإلسالم أال وهو التأييد فإذا تبين
*ّ
بعد الزواج أن أحد الزوجين مصاب بمرض ما كالسرطانات وغيرها كما لها دور في ارباك
استقرار الحياة بعد الزواج، 3وقد يكون سببا في انهاءها لعدم قبول الطرف اآلخر به.4
*عن طريق الفحص الطبي قبل الزواج يمكن اكتشاف بعض األمراض التي توجد وسائل
الحماية والوقاية من حدوثها قبل الزواج ،فقد يكون أحد الزوجين مصابا بمرض ما ينتقل إلى
* تثقيف الخاطبين صحيا بالنواحي التي تؤدي إلى السعادة الزوجية وتحاشي أسباب الخالف
والطالق ،كالتحقق من قدرة كل منهما على ممارسة عالقة جنسية سليمة مع الطرف اآلخر
بما يشبع رغباته الزوجية والتأكد من عدم وجود أمراض أو عيوب عضوية تحول دون الهدف
المشروع لكل من الزوجين وبالتالي ضمان استقرار العالقة الزوجية وهذا في إطار رغبة كل
* الفحص الطبي قبل الزواج قد يؤدي إلى اكتشاف األمراض الخطيرة في بداية االصابة مما
2
يرجع بالفائدة على المريض نفسه لبدء العالج المبكر
*التقليل من األعباء المالية الناتجة عن عالج المصابين على األسرة و المجتمع ككل
إمكانية تقديم الخيا رات و البدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتها على التخطيط لألسرة
3
سليمة صحيا
إن فكرة الفحص الطبي قبل الزواج كأي فكرة تعتريها عدة مآخذ أو سلبيات قد تؤثر على
* التقليل من مصداقية الفحص الطبي قبل الزواج،بحيث أصبح هذا األخير مجرد شهادة
طبية تعطى للفاحصين دون فحصهم ،وأصبح المقبلين على الزواج يحصلون عليها إما
1
العربية و منها الجزائر التي تلزم بالفحص الطبي قبل الزواج
* إيهام الناس أن إجراء الفحص الطبي قبل الزواج سيقيهم من األمراض الوراثية و هذا غير
صحيح ألن الفحص الطبي ال يبحث في الغالب سوى عن مرضين أو ثالثة منتشرة في
2
مجتمع معين
* عدم مالئمة الوقت المقرر لإلجراء الفحص الطبي هناك العديد من الحاالت التي يتم فيها
الزواج،بالرغم من أن الحالة تستدعي عدم إتمام الزواج بالنظر الى نتائج الفحص الطبي
الذي ينذر بالخطر،والسبب يرجع إلى كون توقيت الفحص جاء متأخ ار أو بعدما اتخذت
العديد من الخطوات المتعلقة بالزواج و بات التراجع أمر صعبا و محرجا للخطيبين و
ألسرهما،وبالتالي كان يمكن تفادي هذه الحاالت بأن يتم إجراء الفحص مبك ار في مرحلة
3
الخطبة ما يفسح المجال للعدول و التراجع عن الخطبة بهدوء إذا ما وجد ما يدعو إليه
إذا اظهرت نتائج الفحص سالمة الزوجين من األمراض فهذا ال يعني سالمة األوالد بنسبة
4
%،44من األمراض
*إفشاء أسرار و نتائج الفحص الطبي و إساءة استعمالها مسألة خطيرة من شأنها التأثير
السلبي على حياة األفراد و قد تؤدي إلى تدميرها كلية،ومن ثم ال بد التأكد من ضرورة
ضمان التحكم في سرية نتائج الفحص الطبي قبل الزواج و التي تعتبر أسرار شخصية ال
يمكن للغير اإلطالع عليها و قد تعتبرها بعض العائالت وصمة عار أو حرج لهم أو قد
1
تستغل للضغط أو التشهير بهم مما يسبب لهم ضر ار نفسيا و اجتماعيا
* االعتقاد الديني الخاطئ لدى بعض األشخاص أن اهلل سبحانه و تعالى يعطي الناس ما
يستحقون ،وأنها إرادته تعالى و مشيئته أن يحدث ما يحدث بعد الزواج حتى و لو أجريت
جميع الفحوصات ،وبالتالي أدى هذا االعتقاد إهمال إجراء الفحص و عدم االهتمام بنتائجه
2
حتى و ولو ظهرت احتماالت عالية باإلصابة بالمرض و انتقالها الى االبناء.
*نتائج الفحص الطبي قبل الزواج قد تكون غير صحيحة في بعض األحيان رغم التطور
العلمي و دقة األجهزة ا لطبية،ألن اإلصابة باألمراض هي قضاء و قدر من اهلل سبحانه و
3
تعالى فكم من حالة جزم العلم بأن ال شفاء لها و حدث العكس بذلك.
* في حالة اإللزام بالفحص الطبي قبل الزواج قد يلجأ بعض األشخاص إلى الحصول على
شهادات طبية مزورة لدفع الطرف اآلخر للتعاقد،وهذا األمر له عواقب وخيمة4حيث أن إخراج
الشهادات الصحية من المستشفيات الحكومية و غيرها أمر في غاية السهولة فيصبح مجرد
1
روتين يعطى مقابل مبلغ من المال
الفرع الثالث:البدائل المطروحة أمام الراغيين في الزواج اذا كان أحدهما أو كالهما مريضا.
هناك عدة بدائل و خيارات لتجنب وقوع في عليهما و على ذريتهما وهي:
يقصد بموانع الحمل تلك الوسائل التي تعمل على وقف التناسل بصفة دائمة بحيث ال
يستطيع اإلنسان (رجال أو امرأة)أن يعود إلى اإلنجاب مرة أخرى نهائيا،وهذه الوسائل إما أن
تكون عبارة استئصال األماكن المسؤوول عن الحمل(موضع الحمل)أو إبطال عملهما نهائيا.
أما موانع الحمل المؤقت ة فهي توقف اإلنجاب فترة معينة من الزمن بوسيلة ال يراد منها
إحداث عقم أو القضاء على طبيعة جهاز التناسل كالعزل و تناول العقاقير.ووضع الحاجز
2
الذكري،و توجد وسائل حديثة كيميائية و موضوعية
ثانيا:االنتقاء بعد التلقيح خارج الرحم ،و إجراء الفحوصات الطبية،ومن ثم إدخال النطفة
إلى الرحم:
اإلخصاب في وسط معملي يؤخذ فيه الماء من الزوج و الزوجة فتوضع في أنبوب اختبار
طبي حتى تلقح نطفة الزوج بويضة زوجته إلى أن تنمو ثم تفحص وراثيا،فإن كانت معيبة
تركت و إن كانت سليمة اعيدت إلى الرحم ،وهذه الطريقة هي أسلوب من أساليب طفل
ببويضة المرأة بطريقة صناعية او بغير اتصال جنسي مباشر و ذلك لغرض الحمل.1
ثالثا:االنتقاء من خالل إجراء الفحوصات الطبية على الجنين خالل فترة الحمل
في ضوء تقدم العلم و خاصة ما نشهده في السنوات األخيرة في مجال الطب،فقد أصبح
باإلمكان نمو الجنين داخل الرحم و التعرف على صحته و تسجيل ما يط أر عليه من
تغيرات،وكذلك بإمكان تشخيص بعض التشوهات الخلقية و هذه بالمتابعة لها عن طريق
وسائل منها :التشخيص قبل الحمل،و ذلك بمعرفة التاريخ الوراثي ألمراض األسرة،وهذا ما
2
يعرف بالفحص الطبي قبل الزواج.و كذلك بالتشخيص أثناء فترة الحمل.
أكد علماء الوراثة أن عملية تحديد جنس الجنين من الناحية التكوينية تعود إلى إلقاء زوج من
الصبغيات (الكروموسوم) وفق ترتيب معين،فيحدد بذلك نوع الجنين ذكر كان أم انثى:
إذا كانت الخلية الملقحة تحتوي على صبغتين متفقتين يحمالن الرمز ()xفالخلية ()xx
أما بالنسبة لطرق اختيار جنس الجنين فهي تقسم إلى ثالثة طرق بحسب الفترة التي تم
فيها التدخل:
-مرحلة التلقيح تسمى بالتشخيص الوراثي و ذلك باستخدام طريقة طفل األنابيب فتؤخذ
-مرحلة ما قبل التلقيح و هو أسلوب أكثر تطو ار أو يعتمد على تقنية فصل النطاف
فيؤخذ السائل المنوي من األب أي النطاف التي تحوي الصبغة( )xعن تلك التي
1
ومن ثم يستعمل هذا النوع من النطاف حسب الحاجة و الرغبة
خالصة:
من خالل ما سبق يتضح لنا أن مسألة الفحص الطبي قبل الزواج من المسائل المعاصرة
و الجد ضرورية لما لها من انعكاس إيجابي و أهمية كبيرة على الزوجين و على أوالدهم و
نسلهم كما نجد أن الفحص الطبي قبل الزواج يعتبر خطوة لتحقيق أسرة سليمة و صحية.
غير أن اإللتزام بالفحص الطبي قبل الزواج ال يعني أنه شرط في صحة العقد و ال يتم
وبالنسبة للمقبلين على الزواج |غير الملتزمين بالشهادة الطبية و الفحص الطبي ال يمكن
الفصل بينكم ألنه يعد شرط إجرائي فقط إال أنه قد يرتب مسؤوليات بالنسبة للطبيب وضابط
فكرة الفحص الطبي جاءت لحماية المقبلين على الزواج و تأمين سالمة أوالدهم و نسلهم
81
الخاتمة:
تخدم
في نهاية بحثنا الذي حاولنا فيه جاهدين اإللمام بمختلف الجوانب المهمة التي ُ
الموضوع وتثريه يمكن القول أن :الفحص الطبي كآلية لحماية النسل من األمراض الوراثية
هو موضوع يكتسي أهمية بالغة بما له من انعكاسات ايجابية على مصير األجيال الحاضرة
والمستقبلية على حد سواء في حال االلتزام والتقيد بإجراء الفحص الطبي في وقته اجماال
أن المرض الوراثي هو عبارة عن صفات تنقل عبر األجيال السابقة إلى الراهنة عن
طريق موروثات اثناء تكون البصمة الوراثية، .تنقسم األمراض الوراثية إلى أمراض
الكروموسومية و إلى أمراض الجنسية وأيضا تنقسم إلى أمراض مرتبطة بالمقتدرات و
الفحص الطبي هو معرف حالة اإلنسان الصحية كإجراء وقائي يساعد على الكشف
المبكر لألمراض.
العيادي الشامل و تحليل فصيلة الدم و هناك فحوصات طبية اضافية غير إلزامية.
المشرع ألزم بفحصين فقط و ترك الفحوصات األخرى اختياريا هذا ما جعل التعامل
مع هذه الشهادة يكون شكليا فقط فالفحص الطبي ليست له فعالية كبيرة تكشف عن
82
األمراض الوراثية على أرض الواقع ألن فعليا الفحوصات التي تتم مجرد تحاليل
التوصيات:
بناءا لما سبق طرحه والتطرف إليه نوصي بمجموعة من التوصيات التي نأمل أن
الفحوصات الطبية قبل الزواج عن طريق تفعيل دور الجمعيات بإقامة حمالت
-الضرورة الملحة والقسوى لوضع مجموعة مواد ضمن قانون ملزم مستقل يضمن
-تعديل بعض المواد التي فيها ثغرات وذلك لتشديد العقوبة على كل من يخالف
االجراءات ،سواء كانوا الزوجين المعنيين باألمر أو الموظفين أو األطباء على حد
سواء.
مكرر،ونص المادة 60ققرة 60من ق.أ.ج فكيف يمكن الزام الراغبين في الزواج
يعترف بالزواج العرفي الذي يتم دون مراقبة الشهادة الطبية ،كما أنه أجاز أن
يثبت هذا الزواج في وثيقة رسمية لهذا فال دور للشهادة الطبية هنا.
83
-ضرورة تعديل الوثيقة الطبية وعدم االكتفاء على هذا االجراء كإجراء روتيني فقط
84
قـــائمة المصـــادر
والمراجـــع
المـــــصــــــادر والمــــــراجـــــــــع
أوال:القـــــــــــــــــــــــــرآن الكـــــــــــــــريم
ثانيا:النصـــــــوص القـــــــانونية
.3810
11فيفري .1701
84
-7األمر رقم 117-77المؤرخ في 80يونيو 1777المتضمن قانون العقوبات،ع 17
،الصادر في 31جوان ، 1777المعدل والمتمم بالقانون رقم 83 . 17المؤرخ في 17
يونيو ، 3817ج .ر ، 26المؤرخ في 33يونيو 3817
أفريل .3880
وكيفيات تطبيق أحكام المادة 86مكرر ،من القانون رقم 11 – 01المؤرخ في 7يونيو
-1اسماعيل ابن حمادي الجوهري ،تاج اللّغة ،صحاح العربية ،ط، 1دار الماليين ،بيروت
،لبنان .1706،
-3محمد بن مكرم علي ابن منظور ،لسان العرب ،ط، 2دار صادر ،بيروت 1771،
رابعــــــــــا :الكـــــتب
85
-1ابن قيم الجوزية "،زاد المعاد في هدى خير العباد" ،تعليق شعيب األرنؤوط عبد القادر
-3ابن ماجه "،سنن ابن ماجه" ،كتاب النكاح ،باب العزل ،ط، 1الرياض ،مكتبة المعارف
أحمد أبو كيلة ،الفحص الطبي قبل الزواج واألحكام الفقهية المتعلقة بها ،ط، 1دار الفكر
-1أحمد محمد كنعان ،الموسوعة الطبية الفقهية ،دار النفائس ،بيروت .3888،
-1بونوة عبد المنعم وسالم بو ياسر بوالل ،البصمة الوراثية وحجتها في اإلثبات ،ط 1
-6سعد بن عبد العزيز بن عبد اهلل الشيورخ : ،أحكام الهندسة الوراثية" ،دار الكنوز
-0شحاتة عبد المطلب حسن أحمد ،اإلجهاض بين الخطر واإلباحة في الفقه اإلسالمي
86
-7صفوان محمد عيضات "،الفحص الطبي قبل الزواج" دراسة شرعية قانونية تطبيقية ،ط1
-18الطيب بوحالة ،الفحوصات الطبية قبل الزواج دراسة مقارنة ،دار الفكر والقانون
3818،
-11عبد الحفيظ بن عبيدة ،الحالة المدنية واجراءاتها في التشريع الجزائري ،دار هومة
-13عبد العزيز سعد ،قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد (أحكام الزواج والطالق) بعدل
عثمان محمد عبد الحق الريس،احكام المعقود عليها قبل الدخول "في الفقه اإلسالمي"،دار
النقاش،األردن.3811،
-12العربي بلحاج ،أحكام الزواج في ضوء قانون األسرة الجديد ،ج ، 1دار الثقافة للنشر
-17عمر عمتوت ،موسوعة المصطلحات القانونية وقواعد الشريعة اإلسالمية ،دار هومة
87
-16فاتن البوعيشي الكيالني ،الفحوصات الطبية للزوجين قبل ابرام عقد الزواج أسانيدها
ومقاصدها دراسة مقارنة ،ط، 1دار النفائس للنشر والتوزيع ،األردن . 3811،
-10محمد بن مكرم علي بن منظور ،لسان العرب ،ط، 2دار صادر ،بيروت . 1771،
-17محمد تميم الحسان المجدي البركتي ،التعريفات الفقهية ،ط، 1دار الكتب العلمية
،بيروت . 3882،
-38محمد خالد المنصور ،األحالم الطبية المتعلقة بالنساء في الفقه اإلسالمي ،ط،1دار
-31محمد سعيد رمضان البوطي "،مسألة تحديد النسل وقاية وعالجا" ،مكتبة الفكر العربي
-33محمد علي البار ،الجنين المشوه واألمراض الوراثية األسباب والعالمات واألحكام ،ط1
-32محمد علي البار "،خلق اإلنسان بين الطب والقرآن " ،ط ، 1دار السعودية 1702،
،1الجزائر،مجلد ب،جوان.3811
-31هيلة بن عبد الرحمان الباسي"،اثبات األمراض الوراثية القرائن الطبية وآثاره الفقهية،
-31وجدي عبد الفتاح سواحل ،الهندسة الوراثية األساليب والتطبيقات في مجال الجريمة
88
خامســـــــــــا :المـــــــــــــــقـــــــاالت
-1بدرية عبد اهلل العوضي "،ولنا رأي في قانون األسرة الجزائري" ،جريدة القبس ،ع
-3بلحاج العربي ،شهادة طبية قبل الزواج على ضوء قانون األسرة الجديد ،ع ، 1مجلة
-2حكيمة عبد الالوى،مصطفى باجو،األمراض الوراثية،وأثرها على عقد النكاح ،ملقى دولي
أكتوبر .3810،
-1سناء ندمومن ،مسؤلية الطبيب في مجال الفحص الطبي قبل الزواج،مداخلة مقدمة ليوم
دراسي حول الفحص الطبي قبل الزواج،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان
،الجزائر. 3811،
الدراسات
-7علي محمد يوسف المحمدي ،األمراض الوراثية من منظور إسالمي ،مجلة ّ
89
-6محمد مطلق محمد عساف "،حكم اجهاض الجنين بسبب التشوهات الخلقية في ضوء
المقاصد الشرعية والقواعد الفقهية" ،المؤتمر العلمي الدولي التاسع بكلية الشريعة في جامعة
.1سادسا:الرسائــــــــــــل الجامعيـــــــــة
-1رتيبة سعيدي "،أثر األمراض الوراثية على أحكام الزواج دراسة فقهية مقارنة ،مذكرة
لنيل شهادة ماستر ،تخصص فقه وأصوله ،قسم العلوم االنسانية ،كلية العلوم االجتماعية
-3عالق عبد القادر ،الفحص الطبي للمقبلين على الزواج دراسة مقارنة ،رسالة مقدمة لنيل
متطلبات درجة دكتوراه في القانون ،تخصص قانون خاص ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان
-2عماد حمد عبد اهلل محالوي ،دور القرآن الكريم في النهوض بالمجتمع في مجاالت
تطبيق الجينات الوراثية ،ط ، 1مطبوعة منشورة على مستوى الجامعة ،ماليزيا . 3817،
-1محمد المختار شرو ،الفحص الطبي قبل الزواج (دراسة مقارنة) ،مذكرة لنيل شهادة
90
-1محمد نعمان محمد علي البغدادي ،مستجدات العلوم الطبية وأثرها في االختالفات
الفقهية ،أطروحة دكتوراه في الفقه اإلسالمي ،كلية الشريعة والقانون ،قسم الفقه المقارن
-7منال رمضان هاشم العشي ،أثر األمراض الوراثية على الحياة الزوجية ،رسالة لنيل
شهادة الماجستير ،الفقه المقارن ،كلية الشريعة والقانون ،الجامعة اإلسالمية ،غزة . 3880،
-6هبة سلبة ،حدادي عقيلة،الفحص الطبي قبل الزواج،مذكرة لنيل شهادة الماستر،تخصص
-0هشام حضري ،آثار الفحص الطبي قبل انعقاد عقد الزواج ،مذكرة لنيل شهادة الماستر
في الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة .3811،
-7هشام حضري ،آثار الفحص الطبي على انعقاد الزواج ،مذكرة لنيل شهادة
وزو.3811،
ســـــــــــــابعا:المطــــــــــــبوعــــــــــــــــات
-1علي محي الدين القرة داغي "،الفحص الطبي قبل الزواج من منظور الفقه اإلسالمي"
دراسة علمية فقهية ،مطبوعة منشورة على مستوى الجامعة ،جامعة قطر.
91
-3محمد حافظ ،اإلجهاض بين الطب والدين ،مطبوعة من عماد حمد عبد اهلل محالوي
،دور القرآن الكريم في النهوض بالمجتمع في مجاالت تطبيق الجينات الوراثية ،ط 1
ثامنا:المواقـــــــــــــــــــع االلكترونيـــــــــة
Thuria.com.sa
www.webteb.com
92
93
الفـ ـ ـه ـ ــرس
الـ ـف ـ ـ ـ ــه ـ ـ ـ ـ ـ ـرس
الصفحة الموضوع
اهـــــــــــــداء
قائمة المختصرات
مـــقدمــــــــــة10..............................................................
أوال :المـــرض01.............................................................................
ثانيا :الوراثة00...............................................................................
ثانيا:التركيب11...............................................................................
ثانيا:أمراض متنحية11.......................................................................
ثالثا العزل10..................................................................................
/1تعريف العزل10..........................................................................
/1لغة21.......................................................................................
97
/2اصطالحا21...............................................................................
3/1إجهاض الجنين بسبب مرض وراثي خطير جدا ال يعالج ويناقض أصل البقاء
والقيام بأصل الواجبات21.......................................................................
98
خـــالصـــــــة22...................................................................................
أوال:لغة21.....................................................................................
ثانيا:اصطالحا21..............................................................................
الفرع األول :أحكام االلتزام بالفحص الطبي قبل الزواج قبل وبعد 12.............2002
الفرع الثاني :شروط وكيفيات تطبيق المادة 00مكرر المتضمنة الفحوصات الطبية قبل
الزواج12..........................................................................................
ثانيا :تحرير شهادة طبية دون فحص المعني وتزوير نتائج الفحص62....................
الفرع الثالث:البدائل المطروحة أمام الراغبين في الزواج إذا كان أحدهما أو كالهما
مريضا78..........................................................................................
ثالثا:االنتقاء من خالل اجراء الفحوصات الطبية على الجنين من خالل فترة الحمل21..
100
رابعا:التحكم في نوع الجنين لتجنب الطفل المتوقع اصابته باألمراض80..................
خالصـــــــــــــــة10.............................................................................
الخـــــــــاتمـــــــــة12..........................................................................
الفهرس01.........................................................................................
101
:ملخـــــص
لقد حرص المشرع الجزائري_مستندا على أحكام الشريعة اإلسالمية_ على ضرورة الفحص
فصل في أحكامه التشريعية ما
ّ وقد، الطبي قبل الزواج كآلية لحماية النسل من األمراض
يترتب من مسؤوليات إزاء االخالل أو عدم االلتزام بهذه الفحوصات لما لها من دور بالغ
األهمية في تحسين النسل وحماية الفرد واألسرة من األمراض والعاهات التي تعكر صفو
.استقرارهم وسعادتهم
خلُصت هذه الدراسة إلى اإلجابة عن اإلشكالية المطروحة والمتمثلة في "مدى فاعلية
الفحص الطبي قبل الزواج للحد من انتقال األمراض الوراثية" لنصل في نهاية بحثنا إلى
.نتائج ختم ـ ـنا بها ثمرة جهدنا راجين أن تكون بمثابة انطالقة لدراسات أخرى
Réumé
Le législateur algérien, sur la base des dispositions de la loi islamique,
a insiste sur nécessité d’ un examen médical avant le mariage comme
mécanisme de protection de la progéniture contre les différents
maladies, et a détaille dans ses dispositions législatives que les
responsabilités en cas de violation ou de non-respect de ces examens
sont liées a leur rôle dans l amélioration de la natalité et la protection
de l individu. Et la famille est l une des maladies et des incapacités qui
perturbent leur paix, leur stabilité et leur bonheur.