You are on page 1of 112

‫جامــعـــــة ‪ 80‬مــاي ‪ 5491‬قـــالمـــة‬

‫كـــليـــة الحــقوق والعلوم السياسيـــة‬


‫قســم العلوم اإلدارية والقانونية‬

‫تخــــصـــص‪ :‬قانــــون األســـــــرة‬

‫مذكرة مقــ ّدمة الستكمـــال متطلبــــات شهــــادة‬


‫المـــاستـــــــــــــــــــــــــــــــــر‪LMD‬‬

‫الفحص الطبي قبل الزواج كآلية لحماية النسل من األمراض‬


‫الوراثية‬
‫دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‬

‫تحت إشــراف الدكتورة‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬

‫آمال بن صويلح‬ ‫‪-‬آيـــــة مــــاضي‬


‫‪-‬ريحانـــــة بــــن الغة‬
‫تشكيل لجنة المناقشة‪:‬‬

‫الصفة‬ ‫الرتبة العلمية الجامعية‬ ‫الجامعة‬ ‫األستاذ‬ ‫الرقم‬


‫ّ‬
‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر ب‬ ‫‪ 0‬ماي ‪ 5491‬قالمة‬ ‫ياسين عالل‬ ‫‪85‬‬

‫مشرفا‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫آمال بن صويلح ‪ 0‬ماي ‪ 5491‬قالمة‬ ‫‪80‬‬

‫مناقشا‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫‪ 0‬ماي ‪ 5491‬قالمة‬ ‫صبرينة بلول‬ ‫‪80‬‬

‫الموسم الجامعي‪0808-2019 :‬‬


‫ان‪...‬‬ ‫ِِ‬
‫ُوعرف انُوا ْمتن ٌ‬
‫ك ٌر ُ‬
‫‪‬شُ ْ‬
‫طلب ِ‬
‫العلم‪،‬‬ ‫نحم ُد اهلل الذي ال إله غيره‪ ،‬أن هدانا ووفَّ َقنا إلى س ِ‬
‫لوك طريق ِ‬ ‫ُ‬
‫بالشكر والتقدير‪ ،‬واالع ِ‬
‫تراف بالجميل لوالدينا الكريمين ‪ -‬حفظهما اهلل تعالى‪-‬‬ ‫قدم ُّ‬
‫نت َّ‬

‫ونصح وإرشاد‪،...‬‬
‫ٍ‬ ‫توجيه ٍ‬
‫وتربية‬ ‫عناية و ٍ‬
‫على ما أكرمانا به؛ من حسن ٍ‬

‫بتوفيق ٍ‬
‫دائم مستم ٍر فيما نقوم به‬ ‫ِ‬ ‫ود ٍ‬
‫عاء لنا‬ ‫ُ‬

‫فاهلل نسأل أن يُعظِّم لهما األجر والثواب‪ ،‬و ْ‬


‫يج ِزيَ ُهما عنا خير الجزاء‬

‫صالِ ًحا تَ ْر َ‬
‫ضاهُ‪،‬‬ ‫مت َعلَ َّي َو َعلَى َوالِ َد َّ‬
‫ي َوأَ ْن أَ ْع َم َل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿رب أ َْوِز ْعني أن أَ ْش ُك َر نعمتَك الَّتي َ‬
‫أنع َ‬ ‫ِّ‬

‫ين ﴾ [النمل‪.]۹۱:‬‬ ‫ك فِي ِعبَ َ‬


‫ادك َّ ِ ِ‬
‫الصالح َ‬ ‫َوأَ ْد ِخلْنِي بَِر ْح َمتِ َ‬
‫ِ‬
‫واالمتنان ألُستاذتنا المشرفة "آمال بن صويلح"‬ ‫ونثني ِ‬
‫بعظيم الشك ِر‬

‫على ما قامت به مشكورة مأجورة بإذن اهلل تعالى؛ وذلك ُّ‬


‫لتفضلها‬

‫وسعة الصدر‪،‬‬ ‫ِ‬


‫الخلق َ‬ ‫باإلشراف على هذه الرسالة طوال فترة إعدادها‪ ،‬وما لمسناه منها من دماثةَ‬
‫والحرص المثالي واالحترام المتبادل‪ ،‬وتوجيهاتها وآرائها القيمة‪ ،‬فجزاك اهلل خيراً‪ ،‬وبارك فيك‪.‬‬

‫ُّ‬
‫والشكر كذلك موجه إلى أعضاء لجنة المناقشة‪ ،‬لتحملهم عناء ومشقة قراءة هذه الرسالة‬

‫كما ال ننسى أن نتقدم بخالص الشكر إلى جميع أساتذة الحقوق‪.‬‬


‫ِ‬
‫كل من أفادنا وأرشدنا‬ ‫العرش العظي ِم‪ ،‬أن يُ َ‬
‫ثيب َّ‬ ‫ِ‬ ‫رب‬
‫سأل اهلل الكريم‪َّ ،‬‬
‫الختام؛ ن ُ‬ ‫وفي‬

‫من أساتذتنا‪ ،‬وأهلنا‪.‬‬

‫مجيب الدعوة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫سميع‬ ‫وأن يوفِّق الجميع لما ُّ‬
‫يحب ويرضى‪ ،‬إنه ٌ‬
‫تتم الص ِ‬
‫الحات‪.‬‬ ‫والحمد هلل الذي بنعمه ُّ‬
‫إهداء‬
‫كرا‬
‫إلى ربِّنا‪.........................‬حم ًدا و ُش ً‬
‫إلى نبِيِّنا‪..........................‬صالةً وسال ًما‬
‫إلى أُمي وأبي‪.........................‬إحسانًا وعرفانًا‬
‫طلب ِ‬
‫العلم‬ ‫ربيانا صغارا ورعيانيا كبارا وشجعانا على السير في ِ‬
‫﴿ وقُ ْل ربِّي اِ ْرح ْم ُهما كما ربيانِي ص ِغيرا ﴾‬
‫وتقديرا‬
‫ً‬ ‫إلى أساتِذتنا‪ ..‬في كل األطوار‪.ِ...‬اعترافًا وامتنانًا‪...‬احتر ًاما‬
‫وبخاصة األستاذة المشرفة‪":‬آمال بن صويلح"‬
‫إلى كل من دعا لنا بالتوفيق ‪.‬‬
‫‪ ‬إلي ُكم جميعا‪...‬نهدي ثمرة هذا الجهد‬
‫قـــــــائـــــــمـــــة المختـــــــصــــــــرات‪:‬‬

‫عـــــدد‬ ‫‪( -‬ع)‬

‫جــــــزء‬ ‫‪( -‬ج)‬

‫طبــــــعــــة‬ ‫‪( -‬ط)‬

‫صفــــحـــــة‬ ‫‪( -‬ص)‬

‫من الصفحــــة إلى الصفحــــة‬ ‫‪( -‬ص‪ .‬ص)‬

‫فـــــقـــــــــرة‬ ‫‪( -‬ف)‬

‫‪( -‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ‪.‬ج) الجريـــــدة الرسميــــة للجمهورية الجزائرية‬

‫قانون الحــــــالة المدنيـــــة‬ ‫‪( -‬ق ح م)‬

‫قــــــانون العقــــــوبـــــــات‬ ‫‪( -‬ق ع)‬

‫قــــــانـــــون االجــــراءات المدنــــــية واإلدارية‬ ‫‪( -‬ق إ م إ)‬

‫قـــــــــــانون االجراءات الجــــزائية‬ ‫‪( -‬ق إ ج)‬


‫الفحص الطبي كآلية لحماية النسل من األمراض الوراثية‬
‫الفصــــــــل األول‪ :‬مـــــــاهيــــــة األمـــــراض الوراثــــــية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األمراض الوراثية‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المــــرض الوراثي‬

‫الفرع األول‪ :‬معنى المرض الوراثي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظرة الشريعة لألمراض الوراثية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أقسام األمراض الوراثية‬

‫الفرع األول‪ :‬األمراض الكروموسومية اضطرابات ضعيفة‬

‫الفرع الثاني ‪:‬األمراض الجينية‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األمراض المرتبطة بالجنس‬

‫الفرع الرابع ‪:‬األمراض المرتبطة بالمقتدرات‬

‫الــمبـــــحث الثاني‪:‬أحكـــــام األمراض الــــــوراثيــــــة‬

‫المطلب األول‪ :‬آثار األمراض الوراثية على النسل‬

‫الفرع األول‪ :‬منع اإلنجاب بسبب المرض الوراثي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجهاض الجنين بسبب المرض الوراثي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق اثبات األمراض الوراثية بالقرائن الطبية‬

‫الفرع األول‪ :‬ثبات األمراض الوراثية بالفحوص الشخصية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اثبات األمراض الوراثية بالفحوص التوقيعية‬

‫الفرع الثالث‪:‬اثبات األمراض الوراثية بالفحوص الوقائية‬


‫الفـــــصــــــل الثاني‪ :‬أحـــــكام الفــــحـــــص الطـــبي من الناحيـة القانونيـــة‬
‫المــبحث األول‪ :‬مفهوم الفحص الطبي‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الفحص الطبي‬

‫الفرع األول‪ :‬لغة واصطالحا‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أدلة مشروعية الفحص الطبي‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية الفحص الطبي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مشتمالت الفحص الطبي‬

‫الفرع األول‪:‬الفحوصات اإللزامية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الفحوصات اإلضافية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام الفحص الطبي والمسؤولية الناجمة عنه‬

‫المطلب األول‪ :‬أحكام الفحص الطبي في التشريع الجزائري‬

‫الفرع األول‪ :‬أحكام االلتزام بالفحص الطبي قبل الزواج قبل وبعد ‪5002‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط وكيفيات تطبيق المادة ‪ 00‬مكرر المتضمنة الفحوصات الطبية قبل‬
‫الزواج‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية الناجمة من الفحص الطبي‬

‫الفرع األول‪ :‬مسؤولية الطبيب‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مسؤولية الموظف المؤهل بتسجيل عقد الزواج‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم الفحص الطبي‬

‫الفرع األول‪ :‬ايجابيات الفحص الطبي‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سلبيات الفحص الطبي‬


‫الفرع الثالث‪:‬البدائل المطروحة أمام الراغبين في الزواج إذا كان أحدهما أو كالهما‬
‫مريضا‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫أنزل اهلل سبحانه وتعالى القرآن العظيم تبيان لكل أمر وتفضيال لكل شيء لقوله‬
‫تعالى"ونزلنا عليك الكتاب تبيان لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين" اآلية ‪ 98‬سورة‬
‫ّ‬
‫النحل‪.‬‬

‫متكامال لينظم عالقته بخالقه وعالقته‬


‫ً‬ ‫منهاجا‬
‫ً‬ ‫خلق اهلل اإلنسان وشرع له الدين ‪،‬فكان‬

‫بالناس فأقام المجتمع على نظام محكم وقرار مكين لتسود السعادة والطمأنينة ‪،‬نجد أن األسرة‬
‫ّ‬

‫هي الخلية األساسية لبنائه لذا اعتنى اإلسالم بتكوينها على أسس وركائز صحيحة حيث‬

‫شرع الزوا ج فأضفى عليه قدسية خاصة وجعله ميثاقا غليظا واعتبره أسمى العقود وأعظمها‪.‬‬

‫فهو الرباط الوثيق والحبل المتين لقوله تعالى "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا‬

‫إن في ذلك آليات لقوم يتف ّكرون" اآلية ‪ 12‬سورة‬


‫لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ّ‬

‫الروم‪.‬‬

‫أحاط اإلسالم الحياة الزوجية بعناية منقطعة النظير من حيث التكوين والتآلف والمودة‬

‫والرحمة تشمل كل الجوانب من بداية نشأتها إلى غاية نهايتها‪.‬‬

‫الشريعة اإلسالمية منظومة متكاملة صالحة لكل زمان ومكان ألنها تواكب متطلبات العصر‬

‫الحديث وتساير احتياجاته العلمية خاصة ما إذا عرفنا أن القواعد األصولية والفقهية تامة‬

‫المرونة تستوعب كافة المتغيرات والمستجدات على الساحة العملية ‪،‬فالواقع أنه كلما تقدم‬

‫العصر وجد ضالته بين ثنايا القواعد األصولية واألحكام الشرعية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫النفس الذي يتوافق بالضرورة مع‬
‫ومن أهم مقاصد الشريعة اإلسالمية هو الحفاظ على ّ‬

‫المحافظة على النسل بغية بناء مجتمع سليم وقوي البنية ‪،‬لذا وجب اجتناب كل ما يعكر‬

‫ويسلب السعادة من األسرة وأخذ كل اإلحتياطات من أجل انجاب أجيال معافات بدنيا وعقليا‪.‬‬

‫من بين المؤثرات التي من الممكن أن تع ّكر صفو الحياة الزوجية أثناء وجود مرض وراثي‬

‫سلبا على االستقرار األسري وذلك لما في األمراض الوراثية من خطر يهدد بهدم‬
‫الذي سيؤثر ً‬

‫ضرورة من الضروريات الخمس أال وهي النسل ‪،‬وهذا ما يعارض استقرار الحياة واستقامتها‬

‫النسل مع تعاقب األجيال‪.‬بل وجب السعي وراء تحقيق األمن الصحي وسالمة‬
‫ويضعف ّ‬

‫األفراد من األمراض الوراثية ‪،‬وذلك بإمكانية التنبؤ بأعراضها من خالل التطور العلمي‬

‫الحاصل الذي تمكن أهل العلم من خالله معرفة المادة الوراثية وامكانية نقلها جيل عن جيل‬

‫‪،‬ولذا وجب استخدام األساليب والتقنيات الحديثة وما وصلت إليه التكنولوجيا في عالج‬

‫األمراض عن طريق اجراء فحوصات طبية قبل الزواج ‪،‬مادامت ال تخالف ال ّشرع في منهاجه‬

‫وقواعده ‪ ،‬وباعتبار الفحص الطبي قبل الزواج أهم الطرق الوقائية للعديد من األمراض‬

‫الوراثية والجنسية المعدية‪.‬‬

‫النسل من االعتالالت‬
‫سببا من أسباب استقرار األسر وحماية ّ‬
‫وبذلك يكون الفحص الطبي ً‬

‫التطور العلمي‬
‫ّ‬ ‫الصحية والعقلية والعاهات الجسدية وحتّى التشوهات الخلقية ‪،‬وذلك من خالل‬

‫الهائل خاصة فيما يتعلق بالعلوم الطبية وعلم الوراثة وهندسة الجينات ‪،‬لذا فالفحص الطبي‬

‫يساعد على كشف األمراض الوراثية المختلفة أو حتى المعدية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫باعتبار القانون الجزائري مستمد من أحكام الشريعة اإلسالمية ‪،‬فقد حرص على تطبيق‬

‫أحكامها من أجل حماية األسرة من اآلثار السلبية واألمراض الوراثية وأبدى اهتمامه بصحة‬

‫الزوجين واألوالد ‪،‬فالمحافظة على طفل سليم في أسرة واحدة يؤدي إلى الحفاظ على مجتمع‬

‫سليم بالكامل ‪،‬وذلك بإلزام األطراف المقبلين على الزواج بإجراء فحص قبل الزواج هذا ما‬

‫تضمنه األمر ‪ 51_50‬وذلك باستحداث المادة‪ 50‬مكرر بعد تعديل قانون األسرة الجزائري‬

‫في ‪.1550‬‬

‫المشرع الجزائري إلزام القيام بإجراء الفحص الطبي قبل الزواج ينتهي إلى تحرير‬
‫ّ‬ ‫فرض‬

‫شهادة طبية تضاف كوثيقة أساسية في ملف عقد الزواج تترتب مسؤوليته عند مخالفة هذا‬

‫الشرط سواء بالنسبة لضابط الحالة المدنية والموثق‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬

‫أن الفحص الطبي قبل الزواج من الوسائل الفعالة للوقاية من األمراض الوراثية‬
‫باعتبار ّ‬

‫وكذلك من أجل الوصول إلى الهدف األسمى وهو الحفاظ على النسل وحمايته من اآلثار‬

‫السلبية المتعلقة بأمنه الصحي ‪،‬حتّى يتجسد البعد الواقعي الستم اررية البنية البشرية وتضمن‬

‫تتابع األجي ال جيال بعد جيل وعليه يمكن طرح اإلشكال التالي‪ :‬مامدى فعالية الفحص الطبي‬

‫قبل الزواج للحد من انتقال األمراض الوراثية؟‬

‫لإلحاطة أكثر بموضوع المذكرة اعتمدنا طرح تساؤالت فرعية تكمن في‪:‬‬

‫‪ ‬مامفهوم األمراض الوراثية؟‪ ..‬ماهي انواع األمراض الوراثية؟‬


‫‪3‬‬
‫‪ ‬ما هي طرق اثبات األمراض الوراثية؟‬

‫‪ ‬ما مفهوم الفحص الطبي وما هي مستلزماته؟‬

‫‪ ‬ماهية الطبيعة القانونية للفحص الطبي وما هي شروطه؟‬

‫أهمية الموضوع وأهدافه‪:‬‬

‫للموضوع أهمية بالغة دفعتنا للخوض فيه اذ يعتبر من المواضيع المعاصرة والمستجدة‬

‫على المستوى األسري ‪،‬فالفحص الطبي قبل الزواج يحد من األمراض الوراثية كونه آلية‬

‫كاشفة للمرض وكذلك من أجل الوصول إلى حلول بديلة في حالة وجود أمراض‪ .‬كما يساهم‬

‫النسل من األمراض الوراثية من خالل تبيان خطورتها وكيفية تفاديها‪.‬‬


‫في حفظ ّ‬

‫كما يحمل في طياته أهداف كثيرة أولها المحافظة على حياة الزوجين وسالمة األجيال‬

‫القادمة ‪،‬نشر التوعية بين مختلف فئات المجتمع خاصة المقبلين على الزواج بغض النظر‬

‫عن مستواهم الثقافي والرتباطه بحياة األفراد ومستقبلهم الصحي وبالتالي يساعد في بناء‬

‫مجتمع سليم معافى بدنيا وعقليا‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫لم يكن اختيارنا لموضوع الفحص الطبي للحد من األمراض الوراثية عشوائيا بل جاء استنادا‬

‫لدوافع وأسباب عدة أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬ارتفاع نسب األمراض الوراثية في المجتمع مقارنة مع السنوات الماضية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬موضوع حساس جد مهم كونه يمس بطبقة كبيرة من المجتمع ويتعلق بمصير‬

‫ومستقبل فئات وأجيال قادمة‬

‫‪ ‬تبيان القيمة العلمية والعملية للفحص الطبي في ضوء الشريعة اإلسالمية والتشريع‬

‫الجزائري‪.‬‬

‫‪ ‬التعديل الذي جاء به قانون األسرة في ‪ 1550‬بإلزامية الفحص الطبي‪.‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬

‫يوج د من الباحثين من تناول موضوع الفحص الوراثي من جوانب عديدة مختلفة كل حسب‬

‫وجهة نظره والمرحلة التي راها مناسبة وفقا للتشريعات المعمول بها نجد‬

‫‪ ‬حسن مالح الصغير ‪،‬مدى مشروعية االلتزام بالفحص الطبي قبل الزواج ‪،‬دار‬

‫الجامعة الجديدة ‪،‬االسكندرية ‪.1550،‬‬

‫‪ ‬الطيب بوحالة ‪،‬الفحوصات الطبية قبل الزواج واألحكام الفقهية المتعلقة به ‪،‬ط‪، 2‬دار‬

‫الفكر الجامعي ‪،‬االسكندرية ‪.1559،‬‬

‫‪ ‬عبد الفتاح أحمد أبو الحيلة ‪،‬الفحص الطبي قبل الزواج واألحكام الفقهية المتعلقة به‬

‫‪،‬ط‪، 2‬دار الفكر الجامعي ‪،‬االسكندرية ‪1559،‬‬

‫الصعوبات‪:‬‬

‫‪ ‬صعوبة فهم معاني بعض المصطلحات كونها لها عالقة كبيرة بالجانب الطبي‪.‬‬

‫‪ ‬عدم وجود مواد كافية في قانون واحد مفسرة واضحة المعاني‪.‬‬


‫‪5‬‬
‫‪ ‬انتشار فيروس كورونا المستجد واستحالة التنقل مع غلق المكتبات والكليات‪.‬‬

‫منهج البحث‪:‬‬

‫فيما يخص المنهج المتبع في دراستنا لهذا الموضوع اعتمدنا على أربع مناهج وذلك لطبيعة‬

‫الموضوع‪:‬‬

‫‪ ‬المنهج التحليلي واالستقرائي وذلك بتجميع المواد القانونية ذات الصلة بالموضوع‬

‫والقيام بتحليل محتواها بما يخدم عناصر البحث‪.‬‬

‫‪ ‬المنهج المقارن وذلك بدراسة ومقارنة ماجاء من أحكام في الشريعة اإلسالمية و ما‬

‫ورد في الكتب الفقهية المتعلقة بالموضوع مع محتوى قانون األسرة الجزائري‬

‫‪ ‬المنهج الوصفي بوصف آراء الفقهاء والحجج التي اعتمدوا عليها في وضع آرائهم‬

‫خطة البحث‪:‬‬

‫لإلحاطة أكثر ودراسة أعمق لموضوع الفحص الطبي قبل الزواج كآلية لحماية النسل من‬

‫األمراض الوراثية (دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية وقانون األسرة الجزائري) تم اعتماد‬

‫خطة العمل التي اشتملت على فصلين اثنين ‪،‬فكان الفصل األول تحت عنوان "ماهية‬

‫األمراض الوراثية" حاولنا فيه أن ُنعرج على طبيعة األمراض الوراثية ومفهومها فأتى المبحث‬

‫األول بعنوان"مفهوم األمراض الوراثية" وقد تضمن مطلبين أساسين كان ال بد من ادراجهما‬

‫وفق الترتيب التالي المطلب األول"تعريف المرض الوراثي" ‪،‬تناولنا فيه تعريف للمرض‬

‫الوراثي أما المطلب الثاني"أقسام األمراض الوراثية" لفتنا االنتباه ألقسامه فقد تعددت واختلفت‬
‫‪6‬‬
‫فمنها ماهو متعلق بالجينات ومنها ما هو مرتبط بالجنس وأخرى بالمقتدرات وغيرها‪، ...‬أما‬

‫عن آثار األمراض الوراثية وطرق اثباتها بالوسائل المختلفة ‪،‬فأفردنا لها مبحث كامل‬

‫بعنوان"أحكام األمراض الوراثية"‬

‫وفي خضم هذا كله انتقلنا بدراستنا لمستوى وجانب آخر وهو الجانب القانوني ليكون عنوان‬

‫فصلنا الثاني كاآلتي"أحكام الفحص الطبي من الناحية القانونية" وقد اشتمل على مبحثين‬

‫اثنين المبحث األول "مفهوم الفحص الطبي" وقد تضمن مفهوم للفحص الطبي ومشتمالته‬

‫أما المبحث الثاني "أحكام الفحص الطبي والمسؤولية الناجمة عنه" ‪،‬فقد أفضنا اليه بتعقب‬

‫أحكام الفحص الطبي في التشريع الجزائري والمسؤوليات الناجمة عن عدم االلتزام به بالنسبة‬

‫للطبيب وحتى الموظف المؤهل ‪ ،‬كما أعقبنا على أهمية الفحص الطبي قبل الزواج مشيرين‬

‫بذلك ألهم االيجابيات والسلبيات المترتبة عنه‪.‬‬

‫لنفضي في الختام الى نتائج مهمة كانت بمثابة حوصلة ألهم نتائج الدراسة ومحطاتها‬

‫المختلفة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفص ـ ـ ـل األول‪:‬‬
‫مـ ـاه ـية األم ـ ـراض‬
‫الوراث ـ ـ ـية‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫لقد التفتت الشريعة اإلسالمية لألمراض الوراثية وذلك قبل عدة قرون وهذا واضح حيث‬

‫أشار الرسول صلى اهلل عليه وسلم بوجود توارث بين األبناء واآلباء‪.‬‬

‫إالّ ّأنه لم تكن األمراض الوراثية معروفة آنذاك ‪،‬وبعد تطور الطب والهندسة الجينية تم‬

‫تحديد تلك األمراض والتي تعرف بخروج الجسم عن حالة االعتدال إلى الشواذ‪.‬‬

‫وتنقسم إلى عدة أقسام منها المرتبطة بالجنس ومنها المرتبطة بالمقتدرات ومنها المرتبطة‬

‫بالكروموسومات‪.‬‬

‫ولمعرفة تلك األمراض توجد عدة طرق إلثباتها عن طريق فحوصات كاشفة لها‬

‫‪،‬كفحوصات شخصية وفحوصات وقائية وغيرها من الفحوصات‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األمراض الوراثية‬

‫إن األمراض الوراثية سريعة االنتشار في العصر الحالي ‪،‬تنشأ نتيجة تسلسل الحمض‬
‫ّ‬

‫النووي ‪ ADN‬وتختلف األمراض الوراثية فيما بينها بالطريقة والشكل الذي تنتقل فيه ‪،‬قصد‬

‫التوسع أكثر في الموضوع اعتمدنا في هذا المبحث دراسة األمراض الوراثية وأقسامها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف األمراض الوراثية‬

‫اعتنى اإلسالم بدراسة علم الوراثة وحث على االفادة بقوانينها واتقاء شرورها نظ ار إلمكانية‬

‫انتقال األمراض ‪،‬هذا ما أدى إلى اهتمام كثير من العلماء بدراسة هذا العلم والكشف عن‬

‫قوانين علم الوراثة من أبرزهم "ابن خلدون" "الفرابي" ‪،‬فقد ذكرت العديد من اآلراء حول هذا‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫الموضوع مؤداها أن الصفات الوراثية تنتقل من جيل إلى جيل ‪،‬هذا ما توصلت إليه العلوم‬

‫الطبية منذ قرابة ثالثين (‪ )03‬عاما في الدول المتقدمة ‪،‬وذلك باكتشاف كروموزومات وتحديد‬

‫عددها في جسم اإلنسان حيث تمثل الكروموزومات حامالت للعوامل الوراثية‪ .‬ولإلحاطة‬

‫أكثر بالموضوع وجب التطرق إلى معنى األمراض الوراثية ثم نظرة الشريعة اإلسالمية‬

‫لألمراض الوراثية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معنى المرض الوراثي‪.‬‬

‫حتّى يتسنى لنا معرفة األمراض الوراثية البد من البحث كل في مصطلح عن حدى من‬

‫الناحية اللّغوية واالصطالحية‬

‫أوال‪ :‬المرض‬

‫الضاد أصل صحيح يدل على ما يخرج به اإلنسان عن ِّ‬


‫حد‬ ‫الراء و ُ‬ ‫لغة‪َ :‬م ِر َ‬
‫ض الميم و ّ‬

‫أمرضه‪ :‬أعلّه‪.‬‬
‫الصحة ‪،‬في أي شيء كان منه العلّة ‪،‬و َ‬

‫البعير‪.‬‬ ‫ِ‬
‫قم نقيض الصحة ‪،‬يكون اإلنسان و ُ‬
‫الس ُ‬
‫ض‪َ :‬‬
‫الم َر ُ‬
‫َ‬

‫التمارض أن يرى‬
‫النا فأمرضتهُ أي وحدته مريضا‪ .‬و‬
‫يت فُ ً‬
‫سقام ويقال‪ :‬أتَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫اض الرج ُل الم ُ‬
‫والممر ُ‬
‫‪1‬‬
‫يضا إذا قمت عليه في مرضه‬
‫ومرضتُهُ تمر ً‬
‫من نفسه المرض وليس به َّ‬

‫‪ -1‬اسماعيل بن حماد الجواهري ‪"،‬تاج اللّغة وصحاح العربية" ‪،‬ط‪، 1‬دار الماليين ‪،‬بيروت ‪، 1891،‬ص ‪.1111‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫السقَ ُم ‪،‬وهو خروج الجسم عن حالة االعتدال مما يعوق اإلنسان عن ممارسة‬
‫اصطالحا‪ :‬هو َ‬

‫أنشطته الجسدية والعقلية والنفسية بصورة طبيعية‪.1‬‬

‫أو هو تلك الحالة التي يكون عليها الجسم في وضعية غير مالئمة نتيجة لخلل في‬

‫‪،‬نظر لعدم قدرتها على تأدية وظيفتها بصفة‬


‫األعضاء ‪،‬أو في األجهزة أو في مجموعة منها ًا‬

‫طبيعية سواء بالنقص أو بالعجز‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوراثة‪.‬‬

‫ماال اي ارثًا َح َسًنا‪.3‬‬


‫الر ُج ُل َولَ َدهُ ً‬
‫ث َ‬‫‪،‬أور َ‬ ‫لغة‪َ :‬وَرث فُالن َأباه َي ِرثُهُ ِوَراثةً َا‬
‫وميرثًا َ‬

‫اصطالحا‪ :‬االرث انتقال الشيء من قوم إلى قوم آخرين والوراثة في الطب فتعني انتقال‬

‫الصفات الجسدية والنفسية من الوالدين إلى األوالد ‪،‬وهو ما أكده علم الوراثة الحديث‪.4‬‬

‫كما يقصد بها العوامل اتي تحكم انتقال خصائص معينة من األصول اآلباء إلى الفروع‬

‫األبناء في اللّحظة التي يتكون فيها الجنين ‪،‬ويمكن معرفة نسب الولد لوالده من خالل تحاليل‬

‫الحمض النووي والبصمة الوراثية‪.5‬‬

‫‪ -1‬محمد بن مكرم علي بن منظور ‪،‬لسان العرب ‪،‬ط‪، 3‬دار صادر ‪،‬بيروت ‪، 1881،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -2‬عمر عمتوت ‪"،‬موسوعة المصطلحات القانونية وقواعد الشريعة اإلسالمية "‪،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫‪،‬الجزائر ‪، 1111،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -3‬محمد بن مكرم علي بن منظور ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -4‬أحمد محمد كنعان ‪"،‬الموسوعة الطبية الفقهية" ‪،‬دار النفائس ‪،‬بيروت ‪، 1111،‬ص ‪.89‬‬
‫‪ -5‬عمر عمتوت ‪،‬مرجع السابق ‪،‬ص ‪.818‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫األمراض الوراثية هي مجموعة من األمراض لها نظام معين من التوارث في أسرة ما ‪،‬لعدة‬

‫أجيال ويكون سببها عيب في تركيب الكروموزومات أو الجينات أو عيب في الوظيفة‬

‫النهائية الناتجة للجنين‪.1‬‬

‫أو هي مجموعة غير متجانسة من األمراض المزمنة ذات األعراض الصحيحة مستعصية‬

‫على العالج الناجع ‪،‬يتم توارثها من الوالدين إلى األبناء عن طريق التناسل وتكون بصفة‬

‫دائمة أو بصفة متنحية‪.2‬‬

‫أن األمراض الوراثية هي مجموعة من األعراض تنجم عن اختالالت‬


‫من هنا نستخلص ّ‬

‫كروموسومية وجينية لها نظام معين لالنتقال من اآلباء إلى األبناء عن طريق تناسل المادة‬

‫الوراثية ‪ ،‬أو هي مرض ُي َورث من اآلباء يكون سببها خلل في مورثة األب أو األم وذلك‬

‫نتيجة عيب ُي شيب تركيب الكروموسومات أو الجينات وتنتقل من جيل إلى جيل بواسطة‬

‫المادة الوراثية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬نظرة الشريعة اإلسالمية لألمراض الوراثية‪.‬‬

‫أكدت الشريعة اإلسالمية دور الوراثة في الصفات الخلقية من خالل عشرات النصوص‬

‫‪،‬وبين النبي صلى‬


‫النفس اإلنسانية ّ‬
‫‪،‬فالقرآن الكريم أشار إلى أهمية النظر والبحث في أسرار ّ‬

‫‪ -1‬فاتن البوعيشي الكيالني ‪"،‬الفحوصات الطبية للزوجين قبل ابرام عقد الزواج أسانيدها ومقاصدها دراسة مقارنة" ‪،‬ط‪1‬‬
‫‪،‬دار النفائس للنشر والتوزيع ‪،‬األردن ‪، 1111،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬أحمد أبو كيلة ‪"،‬الفحص الطبي قبل الزواج واألحكام الفقهية المتعلقة بها" ‪،‬ط‪، 1‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية‬
‫‪، 1119،‬ص ‪.98‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫اهلل عليه وسلم الذي ال ينطق عن الهوى أهمية الوراثة ودورها في صفات كل إنسان ‪،‬وقد أكد‬

‫أن صفات اآلباء يتوارثها األبناء‪.1‬‬


‫العلم اليوم ّ‬

‫السالم إلى سبب تشابه واختالف‬


‫النبي المصطفى عليه أفضل الصالة و ّ‬
‫وقد أشار ّ‬

‫قبسا هاديا لكشف ما قد يترتب على ذلك من أضرار ومنافع ‪،‬حيث تنتقل‬
‫المخلوقات فكان ً‬

‫بموجبه الصفات الجيدة من جمال وذكاء وصحة وعافية وغيره ‪،‬كما تنتقل به الصفات السيئة‬

‫والضعف الجنسي واألمراض الوراثية وذلك من خالل األحاديث الصحيحة على النحو‬

‫التالي‪.2‬‬

‫‪ - 1‬في حديث عائشة رضي اهلل عنها قالت ‪{:‬دخل علي رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلّم‬

‫علي فرأى أسامة‬


‫أن مجز از المدلجي دخل َّ‬
‫‪،‬فقال‪:‬أي عائشة ‪،‬أَلَم تََري ّ‬
‫ْ‬ ‫ذات يوم وهو مسرور‬

‫إن هذه األقدام بعضها من‬


‫يدا وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدا أقدمهما ‪،‬فقال ّ‬
‫وز ً‬

‫بعض}‬

‫النبي صلّى اهلل عليه وسلم بإق ارره لقول القائف أشار إلى قانون الوراثة‬
‫إن ّ‬‫الداللة‪ّ :‬‬
‫وجه ّ‬

‫ثم األبناء ‪،‬فعندما حصلت‬


‫النسل ‪،‬فاألجداد ثم اآلباء ّ‬
‫المندلي الذي يؤكد تشابه أفراد نفس ّ‬

‫التهمة في نسب أسامة بن يزيد من أبيه زيد بن الحارثة وذلك لسواد بشرته وبياض بشرة‬

‫‪ -1‬علي محمد يوسف المحمدي ‪"،‬األمراض الوراثية من منظور إسالمي" ‪،‬مجلة الدّراسات اإلسالمية ‪،‬جامعة قطر ‪،‬ص‬
‫‪.91‬‬
‫‪ -2‬منال رمضان هاشم العشي ‪"،‬أثر األمراض الوراثية على الحياة الزوجية" ‪،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير ‪،‬الفقه‬
‫المقارن ‪،‬كلية الشريعة والقانون ‪،‬الجامعة اإلسالمية ‪،‬غزة ‪، 1119،‬ص ‪.11‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫بأن تلك األقدام بعضها من بعضها أزالت‬


‫النبي بظهور الحق ‪،‬فشهادة القائف ّ‬
‫األب فقد فرح ّ‬

‫التهمة وأكدت نسب أسامة ألبيه‪.‬‬

‫القائف‪ :‬هو الذي ُيعرف بشبهة الولد بأبيه ‪،‬ويتتبع صفات اآلباء في األبناء وعمله قائم‬

‫على إلحاق الفرع بأصله بناء على مالحظة أوجه الشبه بينهما ‪،‬وهذا ما يؤكده علم الوراثة‬

‫في كون الصفات تنتقل من األصول إلى الفروع‪.1‬‬

‫{إن هالل بن أمية قذف امرأته بشريك بن سمحاء وكان أخا‬


‫‪ – 2‬عن أنس بن مالك قال ‪ّ :‬‬

‫البراء بن مالك ألمه ‪،‬وكان أول رجل العن في اإلسالم ‪،‬قال فالعنها فقال رسول اهلل صلى‬

‫جعدا حمش الساقين فهو لشريك بن سمحاء‬


‫اهلل عليه وسلّم‪ :‬أبصروها فإن جاءت به أكحل ً‬

‫‪،‬قال فأنبئت أنها جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين}‪.‬‬

‫أن الطفل يكتسب الصفات األبوية‬


‫الداللة‪ :‬لقد ّبين الحديث ما أثبته علم الوراثة من ّ‬
‫وجه ّ‬

‫أن الثروة الوراثية تكمن عند اإلنسان في نواة كل‬


‫العقلية ‪،‬حيث ّ‬
‫الخلُقية والعضوية و َ‬
‫الخلقية و ُ‬

‫خلية وتنتقل من األسالف إلى األخالف ‪،‬والذي أ ّكد الحديث الشريف عليه أنها ولدت الطفل‬

‫أكحل جعد أحمش الساقين فكان نسخة من أبيه ألنه يحمل نفس صفاته الخارجية‪.2‬‬

‫‪ -1‬سعد بن عبد العزيز بن عبد هللا الشوبرخ ‪"،‬أحكام الهندسة الوراثية" ‪،‬الرياض ‪، 1111،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬منال رمضان هاشم العشي ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.11‬‬
‫‪14‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫إن اهلل ال يستحي من‬


‫أن أم سليم قالت‪ :‬يا رسول اهلل ّ‬
‫‪ – 0‬حديث أم سلمة رضي اهلل عنها ّ‬

‫الحق ‪،‬فهل على المرأة الغسل إذا رأت الماء ‪،‬فضحكن أم سلمة فقالت‪ :‬تحتلم المرأة؟ فقال‬

‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيما يشبه الولد‪.‬‬

‫‪،‬إن امرأة قالت يا رسول اهلل هل تغتسل المرأة إذا احتلمت أو أبصرت‬
‫‪ – 4‬حديث عائشة ّ‬

‫الماء ‪،‬فقال‪:‬نعم ‪،‬فقالت لها عائشة‪ :‬تربت يداك وألت ‪،‬قالت فقال رسول اهلل صلى اهلل عليه‬

‫الولَ ُد أخوالهُ ‪،‬واذا‬


‫وسلّم‪ :‬دعيها وهل يكون الشبه ّإال من ذلك؟ إذا عال ماؤها ماء الرجل أشبه َ‬

‫الولَ ُد أعمامه‪.1‬‬
‫عال ماء الرجل ماءها أشبه َ‬

‫أن الولد متولد من ماء الرجل وماء المرأة فأيهما غلب كان الشبه له ‪ ،‬كما‬
‫الداللة‪ّ :‬‬
‫وجه ّ‬

‫أشار إلى المغالبة بين صفات الوالدين فتظهر على المولود الصفة الغالبة منها‪.‬‬

‫قرر حقيقة علمية لم تعرف ّإال بالعصر‬


‫وبهذا يكون حديث النبي صلى اهلل عليه وسلّم قد ّ‬

‫الحديث ‪،‬فالعلماء لم يتأكدوا من حقيقة الحيوان المنوي والبويضة واشتراكهما ّإال في الوقت‬

‫الحالي‪.2‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أحكام األمراض الوراثية‪.‬‬

‫تنشأ األمراض الوراثية نتيجة انعكاس الطفرات في بناء منتجاتها البروتينية ‪،‬وتختلف أنواعها‬

‫وتأثيراتها لذا يقسم األطباء األمراض الوراثية إلى ‪ 34‬أقسام أال وهي‪ :‬األمراض المتعلقة‬

‫‪ -1‬سعد بن عبد العزيز الشويرخ ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.18‬‬


‫‪ -2‬منال رمضان هاشم ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.19‬‬
‫‪15‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫بالكروموسومات ‪،‬األمراض الناتجة عن خلل في الجينات ‪،‬األمراض المرتبطة بالجنس‬

‫‪،‬األمراض متعددة األسباب‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األمراض المتعلقة بالكروموسومات (الصبغيات)‪.‬‬

‫الكروموسومات هي عبارة عن أجسام صغيرة مرتبطة ببعضها البعض ملفوفة على شكل‬

‫خيط طويل يسمى ‪ ADN‬على شكل حرف (‪.1)X‬‬

‫وقد أوضحت االكتشافات الطبية ّأنه يوجد في داخل النواة التي تستقر في خلية اإلنسان ‪44‬‬

‫كروموسوم أو ما يسمى "بالصبغيات" ‪،‬التي ِ‬


‫تكون المادة الوراثية‪.2‬‬

‫يرث نصفها وهي ‪ 20‬كروموسوم عن أبيه بواسطة الحيوان المنوي ‪،‬والنصف اآلخر عن أمه‬

‫وهي ‪ 20‬كروموسوم بواسطة البويضة ‪،‬فينتج عن ذلك كروموسومات خاصة ال تتطابق مع‬

‫كروموسومات أبيه وأمه ‪،‬واّنما جاءت خليطا منهما مما أكسبه كروموسوم خاص به‪.3‬‬

‫تنقسم الكروموسومات إلى نوعين‪:‬‬

‫‪ ‬المجموعة األولى‪ :‬الكروموسومات الجسمية أو الذاتية ‪،‬وهي ‪ 22‬زوجا تتشابه تشابها‬

‫كامال في كل من الذكر واألنثى ‪،‬وهي التي تؤثر في الصفات كالطول أو القصر‬

‫واللون وغيرها‪.‬‬

‫‪ -1‬منال رمضان هاشم العشي ‪،‬مرجع السابق ‪،‬ص ‪.91‬‬


‫‪ -2‬وجدي عبد الفتاح سواحل ‪"،‬الهندسة الوراثية األساليب والتطبيقات في مجال الجريمة "‪،‬ط‪، 1‬األكادميون للنشر‬
‫والتوزيع ‪،‬عمان ‪،‬األردن ‪، 1111،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -3‬بونوة عبد المنعم وسالم بو ياسر بوالل ‪"،‬البصمة الوراثية وحجتها في اإلثبات" ‪،‬ط ‪، 1‬مكتبة الوفاء القانونية‬
‫‪،‬االسكندرية ‪، 1119،‬ص ‪.81‬‬
‫‪16‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫‪ ‬المجموعة الثانية‪ :‬الكروموسومات الجنسية وعددها واحد ‪،‬وهو مماثل في األنثى‬

‫يسمى كروموسوم (‪، )X‬بينما يختلف في الذكر فرد من هذا الزوج يسمى كروموسوم‬

‫(‪ )Y‬وهي المجموعة المسؤولة عن الصفات الجنسية‪.1‬‬

‫أن العوامل الوراثية تنتقل من خلية إلى أخرى أثناء عملية‬


‫ولقد بينت البحوث العلمية ّ‬

‫اإلنقسام الخلوي‪ .2‬وهناك سببان رئيسيان النتقال األمراض الوراثية هما‪:‬‬

‫‪ ‬أمراض وراثية بسبب العلة أو خلل في المورثات المنقولة من األجيال السابقة من‬

‫جهة األب أو من جهة األم وينقسم إلى نوعين‪:‬‬

‫‪-‬النوع السائد الظاهر‪ :‬فإذا كان هذا النوع من األب أو من األم فقد ينتقل المرض‬

‫إلى األبناء بنسبة ‪% 03‬‬

‫‪-‬النوع المتنحي‪ :‬ال تظهر أعراض هذا المرض على اإلنسان الحامل لهذه المورثة‬

‫‪،‬ولكنه قد ينقله إلى أبنائه تحت ظروف خاصة أي ّأنه حامل للمرض وناقل له ‪،‬فإذا‬
‫ّ‬

‫كان األب واألم يحمالن كالهما مورثة من النوع السائد لصفة بعينها ينتقل المرض‬

‫إلى جميع األبناء بنسبة ‪، %133‬واذا كانت احدى المورثتين سائدة في األب مثال‬

‫واألخرى متنحية من األم لصفة محددة تكون اإلصابة بين األبناء بنسبة‪.3 %03‬‬

‫‪-1‬الطيب بوحالة ‪"،‬الفحوصات الطبية قبل الزواج دراسة مقارنة" ‪،‬دار الفكر والقانون ‪، 1111،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -3‬عبد الفتاح أحمد أبو كيلة ‪،‬مرجع السابق ‪،‬ص ‪.13‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫‪ ‬عوامل بيئية‪ :‬تحدث إصابة في المورثات مثل تعرض األبوين أو أحدهما لإلشعاعات‬

‫الذرية ‪،‬وكذلك الناتجة عن دفن نفايات الوقود النووي وأسلحة الدمار الشامل من‬

‫كيماويات وعضويات ومخلفات الصناعة بصفة عامة ‪،‬أو من جراء التلوث‬

‫بالكيماويات مثل‪ :‬المبيدات الحشرية وغيرها ‪،‬فكلما زاد زمن التعرض زادت اإلصابة‬

‫خلال في الكروموسومات وتؤدي إلى التشوهات الخلقية لدى‬ ‫وعظمت ‪،‬فتُ ِ‬


‫حدث ً‬
‫‪1‬‬
‫اإلنسان ونسله‬

‫أن الخلل في الكروموسومات (الصبغيات) يمكن أن يكون في‬


‫ولقد بينت البحوث العلمية ّ‬

‫العدد أو التركيب‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العدد‪ :‬واما يكون بالزيادة في عدد الصبغيات أو بالنقصان‪.‬‬

‫‪ )1‬العدد الزائد في الكروموسومات‪ :‬حيث يكون عدد الصبغيات ‪ 24‬كروموسوم بدال من‬

‫‪، 20‬ويحدث هذا نتيجة فك االرتباط أثناء االنقسام االختزالي في المبيض أو الخصية‬

‫‪،‬وينتج عن ذلك حيوان منوي أو بويضة تحتوي على ‪ 24‬كروموسوم ويمكن أن يكون‬

‫العدد الزائد في الكروموسومات الجسدية أو الكروموسومات الجنسية‪.2‬‬

‫أ‪ -‬العدد الزائد في الكروموسومات الجسدية‪ :‬يعتبر هذا الخلل من أهم أنواع الخلل‬

‫الكروموسومي الذي يؤدي إلى والدة أطفال مشوهين خلقيا ويسبب المرض‬

‫‪ -1‬محمد علي البار ‪"،‬الجنين المشوه واألمراض الوراثية األسباب والعالمات واألحكام" ‪،‬ط‪، 1‬دار المنارة ‪،‬جدة ‪1881،‬‬
‫‪،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ -2‬الطيب بوحالة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.18‬‬
‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫المغولي (متالزمة داون) ‪،‬ويعاني الطفل من تخلف عقلي واستطالة في الرأس‬

‫وميل الجفون لألعلى هذا في الجسيمات الثالثية رقم ‪.121‬‬

‫كما يسبب مرض متالزمة ادوارد هذه الحاالت أكثر ندرة من متالزمة داون ‪،‬وتحدث حالة‬

‫واحدة في ‪ 03‬ألف والدة ‪،‬وهي أيضا تزداد بتقدم سن المرأة ويكون هذا في الجسيمات‬

‫الثالثية رقم ‪ 10‬حيث يظهر على المصاب بطئ في النمو العقلي والجسدي والنفسي ‪،‬ومن‬

‫بين أعراضه انثقاب الجدار بين بطني القلب ‪،‬صغر الفك األسفل ‪،‬تشوه األذنين ‪،‬انخفاض‬

‫موقعهما وانثناء األصابع ‪،‬تشوه لألظافر واألقدام‪.2‬‬

‫ب‪ -‬العدد الزائد في الكروموسومات الجنسية‪ :‬حيث يسبب متالزمة "كليب نفتر"‬

‫‪،‬ويكون نتيجة لتزايد عدد الكروموسومات الجنسية ‪،‬فيكون الخلل الكروموسومي‬

‫هكذا ‪ xxy‬أي وجود صبغي األنوثة مع صبغي واحد للذكورة‪.3‬‬

‫‪ )2‬العدد الناقص في الكرموسومات‪ :‬فيكون العدد االجمالي للكروموسومات ‪ 40‬صبغي‬

‫بدال من ‪، 44‬وهذا يؤدي إلى ظهور متالزمة "ترنر" ‪،‬حيث تحتوي كل خلية من جسم‬

‫المولود على ‪ 40‬صبغا وال يوجد من كروموسومات الجنس سوى كروموسوم واحد‬

‫فقط هو (‪ )X‬ويعبر عنه ‪، X °‬وتتميز هذه الحالة بتكوين الجسم نتيجة إلى شكل‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح أحمد ب وكيلة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.18‬‬


‫‪ -2‬علي محي الدين القرة الداغي وعلي يوسف المحمدي ‪"،‬القضايا الطبية المعاصرة" ‪،‬ط ‪، 1‬دار البشائر اإلسالمية‬
‫‪،‬بيروت ‪،‬لبنان ‪،‬ص ص ‪118-111‬‬
‫‪ -3‬محمد علي البار‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.188‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫األنثى ولها رحم ولكنها ال تحيض أبدا ‪،‬كما تكون هناك عيوب أخرى في العظام‬

‫والمفاصل واألوعية الدموية الكبيرة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬التركيب‬

‫تبعا ألسبابها‬
‫الكرموسوم التركيبي تندرج تحته أربعة (‪ )4‬أنواع ً‬

‫‪ ‬االنتقال‪ :‬وذلك بانتقال جزء من الكروموسوم إلى كروموسوم مقابل له ‪،‬ولكن يظل‬

‫العدد ثابتًا ‪ 20‬زوجا من الكروموسومات ونسل هؤالء ال يتعرضون لتشوهات خلقية‬

‫أو ظهور األمراض المغولية‬

‫‪ ‬الحذف‪ :‬في هذه الحالة يحذف جزء مكسور من طرف الكروموسوم ويؤدي ذلك إلى‬

‫تشوه خلقي وهذا ما يعرف باسم "مواء القطة" فيكون الطفل متخلفا عقليا ودماغه‬

‫صغير ‪،‬وهناك مرض آخر يسمى "عواء الذئب" من سبب مماثل‪.2‬‬

‫‪ ‬االنقالب‪ :‬حيث ينتقل جزء من كروموسوم إلى كروموسوم آخر ‪،‬ويحدث تبادل للمادة‬

‫الوراثية وينتهي األمر بمرض "المغول"‬

‫‪ ‬االنقسام الصبغي المماثل‪ :‬حيث يحصل االنقسام أفقيا من المركز ويؤدي إلى مرض‬

‫متالزمة" ترنر"‪. 3‬‬

‫‪ -1‬الطيب بوحالة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.91‬‬


‫‪ -2‬عبد الفتاح أحمد أبولحيلة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ -3‬محمد علي البار ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.118‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األمراض الناتجة عن خلل في الجينات‬

‫تُعرف الجينات بأنها وحدات من المادة الوراثية التي تحتل نواة الخلية في جسم الكائن‬

‫الحي ‪،‬وتتحكم هذه الجينات في كل شيء ابتداءا من لون الشعر وشكل الجسم وجماله‬

‫وانتهاءا لمالمحه الشخصية وربما صفاته النفسية والسلوكية ‪،‬أي خلل في الجين أو حجمه أو‬

‫مكانه يمكن أن يسبب عاهة خلقية أو مرض ما‪.1‬‬

‫واألمراض الناتجة عن خلل في الجينات تنقسم إلى ثالثة أنواع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أمراض وراثية سائدة‬

‫وهذه األمراض تنتقل باألجيال أي من األم إلى األطفال ‪،‬أو من األب إلى األطفال‬

‫معينة وهي‪ :‬أن يكون الذي يحمل هذا المرض هو أحد‬


‫‪،‬ولمعرفة هذه األمراض هناك دالالت ّ‬

‫الوالدين ‪ ،‬وأن ال تكون أعراض المرض ظاهرة ‪ ،‬يصاب كل من الجنسين من ذكر وأنثى‬

‫بالمرض بالتساوي ‪،‬يكون المريض في التحاليل المخبرية يحمل فقط جينا واحد للمرض‬

‫المصاب به‪.2‬‬

‫فاحتمالية اإلصابة به تكون أشد عند زواج اثنين مصابين بنفس المرض وذلك لحصول‬

‫الطفل على جرعتين من كال والديه‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح أحمد أ بوحيلة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.91‬‬


‫‪ -2‬علي محي الدين القرة الداغي وعلي يوسف المحمدي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -3‬الطيب بوحالة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.89‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫ثانيا‪ :‬أمراض وراثية متنحية‬

‫وفي هذه الحالة يكون كال األبوين حامل للمرض مع أنهما ال يعانيان من أي مشاكل‬

‫صحية لها عالقة بالمرض ‪،‬وفي العادة يظهر عندما يكون بين الزوجين صلة قرابة ‪،‬ولذلك‬

‫تنتشر هذه األمراض في المناطق التي يكثر فيها زواج األقارب‪.1‬‬

‫ومن أشهر األمراض الناتجة عن خلل في الجينات والتي تنتقل بصفة متنحية وبصفة‬

‫سائدة ‪،‬ونقتصر على ذكر بعض األمثلة لهذه األمراض‪:‬‬

‫‪ )1‬فقر الدم المنجلي (األنيميا المنجلية)‪ :‬وهو مرض وراثي يسبب نوعا من فقر الدم‬

‫المزمن ينجم عن خلل في خضاب الدم (هيموغلوبين) الموجودة في كريات الدم‬

‫الحمراء والخضاب هو المسؤول عن حمل األكسجين إلى جميع أنحاء الجسم وهو‬

‫أخطر األمراض الوراثية‪.‬‬

‫يظهر هذا المرض نتيجة تشوه في الجينات المسؤولة عن انتاج مادة "الهيموغلوبين" فيتغير‬

‫شكل كريات الدم الحمراء فيضعف دورها ويقصر عمرها إلى ‪ 14‬حتى ‪ 23‬يوم في الخاليا‬

‫العادية ‪،‬لهذا فهي تعيق الدورة الدموية وتنقص نسبة امداد األنسجة باألكسجين نتيجة تكدسها‬

‫في األوعية فيشعر الشخص باأللم في الصدر واألطراف‪.2‬‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح أحمد أبوكيلة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪72.‬‬


‫‪ -2‬صفوان محمد عيضات ‪"،‬الفحص الطبي قبل الزواج" ‪،‬ط ‪، 1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪،‬األردن ‪، 1111 ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪22‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫فإن الكشف المبكر عنه يجنب حدة‬


‫يورث هذا المرض من أحد األبوين أو كالهما ‪،‬لهذا ّ‬

‫أن العالج المطروح ال يتجاوز حدود التخفيف من حدته لصعوبة‬


‫اإلصابة به ‪،‬خاصة و ّ‬

‫تطبيق العالج والمتمثل في استبدال نخاع العظام‪.1‬‬

‫‪ )2‬فقر دم البحر المتوسط (الثالييميا)‪ :‬وهو أخطر األمراض الوراثية واألكثر انتشار‬

‫خاصة في دول البحر المتوسط ‪،‬حيث يطلق عليه اسم انيميا البحر المتوسط وتتراوح‬

‫نسبة حاملي المرض من ‪ %2‬إلى ‪ %13‬من سكان هذه المنطقة ‪،‬وتكمن خطورته‬

‫كونه يؤثر بصفة مباشرة في صنع كريات الدم الحمراء ‪،‬ما يؤدي إلى تكسيرها‬

‫وتحللها في فترة قصيرة من تشكلها نتيجة لوجود خلل في تكوين "الهيموغلوبين"‬

‫وتضخم الطحال ونخاع العظم‪.2‬‬

‫يؤدي الهيموغلوبين إلى انحالل الدم مما يترتب عليه نقص في كمية الدم واألكسجين‬

‫الواصلة لمختلف أجزاء الجسم ‪،‬فيبدأ في محاولة تعويض انحالل الدم مما يترتب عليه‬

‫تضخم الكبد والطحال وانتفاخ جمجمة الرأس وعادة ما يسعى الجسم في تعويض هذا‬

‫االنحالل ‪،‬مما يجعل الطبيب يلجأ إلى نقل الدم للمريض بصفة مستمرة ‪،‬ويكون ذلك‬

‫مصحوبا بزيادة نسبة الحديد في الجسم مما يسبب أضرار بالغة للقلب والكبد‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد نعمان محمد علي البغدادي ‪"،‬مستجدات العلوم الطبية وأثرها في االختالفات الفقهية" ‪،‬أطروحة دكتوراه في الفقه‬
‫اإلسالمي ‪،‬كلية الشريعة والقانون ‪،‬قسم الفقه المقارن ‪،‬جامعة أم درمان اإلسالمية ‪،‬السودان ‪، 1113،‬ص ‪.318‬‬
‫‪ -2‬محمد صفوان عيضات ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -3‬عبد الفتاح أحمد أبوكيلة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.91‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫‪ )0‬مرض الودانة‪ :‬في هذا المرض يكون نمو الوجه والجذع طبيعيا جدا بينما األطراف‬

‫عقليا وال يوجد‬


‫العلوية والسفلية قصيرة جدا وليس هذا المرض خطي ار وال يسبب تخلفا ً‬

‫منه أي ضرر سوى القزمة‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األمراض المرتبطة بالجنس‬

‫وفيه سنفرق ما إذا كانت سائدة أو متنحية‬

‫أوال‪ :‬األمراض المرتبطة بالجنس المتنحية‪:‬‬

‫إن هذا النوع من األمراض ينتقل من األم الحاملة للمرض ‪،‬فيصيب أطفالها الذكور فقط‬
‫ّ‬

‫دون اإلناث ‪،‬ومن أشهر هذه األمراض نجد مرض نقص الخميرة ‪(G6PD‬أنيميا الفول) وهو‬

‫عبارة عن فقر دم انحاللي شديد ويحدث عادة عند أشخاص منحدرين من منطقة البحر‬

‫األبيض المتوسط ‪،‬ويحدث عندما يقوم الشخص المصاب بنقص في إنزيم جلوكوز ‪4‬‬

‫‪،‬فوسيفيت ديهيروجيتاس ‪،‬يأكل الفول أويستنشق حبوب لقاح الفول‪.‬‬

‫مع األسف ال يوجد عالج شافي من هذا المرض ‪،‬لكن الجانب االيجابي فيه ‪ ،‬أنه ليس‬

‫معدي وال ينتقل بالمعاشرة الجنسية‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد علي البار ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.113‬‬


‫‪ -2‬الطيب بوحالة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.113‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫ثانيا‪ :‬األمراض المرتبطة بالجنس السائدة‬

‫هي نوع من أنواع األمراض النادرة وتنتقل من األم إلى أطفالها الذكور واإلناث ‪،‬وقد‬

‫يكون الذكور أكثر عرضة مقارنة باإلناث ‪،‬ومن أشهر هذه األمراض نجد مرض‬

‫ويعرف هذا المرض على أنه القابلية المفرطة لحدوث نزيف في أي‬
‫"الهيموفيليا" (النزاف) ّ‬

‫جزء من أجزاء الجسم ‪،‬وهو ناتج عن نقص في أحد عوامل التخثر وتعتبر نسبة المرض‬

‫عالية في المجتمع العربي نتيجة لكثرة التزاوج بين األقارب ‪،‬ومن أهم أعراض هذا امرض‬

‫فمثال حدوث نزيف‬


‫حدوث نزيف في أي جزء من أجزاء الجسم سواء الظاهر أو المستتر ً‬

‫متكرر ومستمر بعد اجراء بعض العمليات الصغرى مثل الختان وللعالج يجب استعمال‬

‫"حقن الفكتور" لوقاية استمرار النزيف الحاد حال اصابته‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬األمراض المرتبطة بالمقتدرات‬

‫يقصد بها األمراض التي تتفاعل فيها عوامل البيئة مع عوامل وراثية فتؤدي إلى تشوهات‬

‫خلقية بسيطة أو شديدة ‪،‬وتعمل األشعة واالنماج مثل الفيروسات بصورة خاصة على احداث‬

‫تغييرات تركيبية في الكروموسومات مما يؤدي إلى حدوث طفرة عند أحد الوالدين‪.2‬‬

‫‪ -1‬الطيب بوحالة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.111‬‬


‫‪ -2‬عبد الفتاح أبو كيلة ‪،‬مرجع السابق ‪،‬ص ‪.88‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫وال تحدث هذه األمراض إال عند األشخاص الذين لديهم استعداد وراثي وتعرضوا إلى سبب‬

‫ما في البيئة المحيطة بهم‪.1‬‬

‫وفي بعض األحيان يكون الجيل األول سليما ولكنه يحمل المرض الوراثي وال يظهر المرض‬

‫إال في الجيل الثاني وتعتبر العوامل المتعددة في الوراثة مسؤولة عن معظم حاالت التشوهات‬

‫الخلقية واألمراض الوراثية‪.2‬‬

‫‪ -1‬صفوان محمد عيضات ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.11‬‬


‫‪ -2‬محمد علي البار ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.311‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام األمراض الوراثية‪:‬‬

‫يعتبر الحفاظ على النسل من الضروريات الخمس والتي أتت الشريعة برعايتها والمحافظة‬

‫عليها ‪،‬فاألصل أنه ال يمكن االعتداء على النسل إال أنه هناك بعض االستثناءات التي تط أر‬

‫إذا كانت هناك أمراض يمكن أن تسجل من أحد األبوين ‪،‬ففي هذه الحالة درء المفاسد أولى‬

‫من جلب المصالح‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آثار األمراض الوراثية على النسل‬

‫من مقاصد الشريعة اإلسالمية السمحاء هو حفظ النسل حيث يعد من الضروريات الخمسة‬

‫وحرم اإلعتداء عليها‪.‬‬


‫التي جاء الشرع بحفضها وحمايتها ّ‬

‫يعتبر اإلجهاض ومنع اإلنجاب بسبب المرض الوراثي مخل لمقصد الشريعة ويعتدي عليه‬

‫وسوف نوضح هذا االستثناء في مايلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬منع اإلنجاب بسبب المرض الوراثي‬

‫أن الشرع دعا إلى التكاثر في النسل والحفاظ عليه ّإال أنه إذا كان النسل معلول‬
‫مع ّ‬

‫ومصاب بأمراض قد تنتشر عبر األجيال هنا يجب التريث وأخذ احتياطات منع اإلنجاب‬

‫العائد ألسباب جدية ومصيرية ‪،‬وسنوضح ذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫أوال‪ :‬مفهوم منع اإلنجاب‬

‫يقصد به منع وصول الحيوانات المنوية إلى عنق الرحم بالطرق المختلفة ‪،‬أو استعمال‬

‫الوسائل التي يظن أنها تحول بين المرأة واإلنجاب‪.1‬‬

‫أو بمفهوم آخر هو كل ما قد تعتمده المرأة والرجل من الوسائل التي قد تحول لمنع نشوء‬

‫الحمل من الوسائل التي تستخدم لمنع الحمل هي العزل وتناول العقاقير وترك الوطء في‬

‫‪2‬‬
‫وقت اإلخصاب ‪،‬كذلك من الوسائل المستخدمة هي اللولب وغيرها من الوسائل‬

‫عرف أيضا بأنه "منع اإلنسال" إما باإلخصاء واما بتناول مادة طبية تعطل القدرة على‬
‫وقد ّ‬

‫اإلنسال واما بعملية جراحية خاصة لألنثى تمنع من القدرة على اإلنجاب ‪،‬وتقوم هذه العملية‬

‫على سد مسالك النفريين بواسطة الكهرباء أو استئصال قطعة من كليهما وهذا يؤدي إلى‬

‫قطع االتصال بين المبيضين والرحم وبالتالي إلى استحالة انغراس البويضات الملقحة في‬

‫جدار الرحم‪.3‬‬

‫من خالل التعريفات السابقة يمكننا القول بأن منع اإلنجاب هو ما يقوم به الزوجين لمنع‬

‫البويضة من التلقيح‪.‬‬

‫‪ -1‬منال محمد رمضان هاشم العشي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.81-88‬‬


‫‪ -2‬محمد سعيد رمضان البوطي ‪"،‬مسألة تحديد النسل وقاية وعالجا" ‪،‬مكتبة الفكر العربي ‪،‬دمشق ‪1318،‬ه ‪، 1811،‬ص‬
‫‪.19‬‬
‫‪ -3‬محمد خالد المنصور ‪"،‬األحالم الطبية المتعلقة بالنساء في الفقه اإلسالمي" ‪،‬ط‪، 1‬دار النفائس ‪،‬األردن ‪، 1888،‬ص‬
‫‪.119‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫ثانيا‪ :‬حكم منع اإلنجاب‬

‫لنبين حكم منع الحمل بسبب المرض الوراثي وذلك من خالل وسيلة العزل سوف نبين‬

‫مفهوم العزل أوال ثم قول العلماء فيه للوصول أخي ار إلى بيان حكم منع الحمل بصفة مؤقتة‬

‫بسبب المرض الوراثي‪.‬‬

‫تعريف العزل‪ :‬هو أن يجامع الرجل المرأة فإذا قارب اإلنزال فرغ وأنزل خارج فرج المرأة‬

‫‪،‬وع ّرف أيضا بأنه «صرف ماء الرجل عن المرأة حذ ار من الحمل وهو أن يجامع فإذا جاء‬
‫ُ‬

‫وقت اإلنزال نزع فأنزل خارج الفرج»‪.1‬‬

‫حكم العزل وأدلته‪ :‬اختلف حكمه على ثالث أقوال‪:‬‬

‫‪ )1‬المذهب األول‪ :‬ذهب أصحاب هذا القول إلى جواز العزل على الحرة إذا أذنت وعدم‬

‫جوازه إذا لم تأذن وقد قال بهذا القول الحنفية والمالكية ووجه من الشافعية وظاهر من‬

‫الحنابلة‬

‫أدلة المذهب األول‪ :‬القائل بإباحة العزل إال بإذن الحرة وأدلته من السنة والمعقول‬

‫من السنة‪ :‬حديث عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه قال‪" :‬نهى الرسول صلى اهلل‬

‫عليه وسلم أن يعزل عن الحرة إال بإذنها"‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد تميم الحسان المجدي البركتي ‪"،‬التعريفات الفقهية" ‪،‬ط‪، 1‬دار الكتب العلمية ‪،‬بيروت ‪، 1113،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -2‬ابن ماجه ‪"،‬سنن ابن ماجه" ‪،‬كتاب النكاح ‪،‬باب العزل ‪،‬ط‪، 1‬الرياض ‪،‬مكتبة المعارف ‪،‬ص ‪.331‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫أن للمرأة حق في الولد كالرجل ولهذا كانت أحق بحضانته ولم يعتبر‬
‫من المعقول‪ّ :‬‬

‫إذن األمة ألنه ال حق لها في القسم وال يجوز لها أن تطالبة بالبينة فليس لها حق‬

‫‪1‬‬
‫الوطء ‪،‬فالرجل يجوز أن يعزل عن الرقيقة بغير إذنها صيانة لولده عن الرق‬

‫‪ )2‬المذهب الثاني‪ :‬ذهب أصحابه إلى جواز العزل مطلقا سواء أذنت الحرة أو لم تأذن‬

‫وهو رأي متأخر في الحنفية واألصح عند الشافعية‪.‬‬

‫أدلة المذهب الثاني‪ :‬القائل بإباحة العزل وأدلته من السنة والقياس‬

‫من السنة‪ :‬حديث جابر رضي اهلل عنه‪2‬قال‪« :‬كنا نعزل والقرآن ينزل»‪.3‬‬

‫من القياس‪ :‬ذلك بقياس العزل على ترك النكاح أصال يقول الغزالي‪« :‬وانما قلنا ال كراهة‬

‫بمعنى التحريم والسرية ألن اثبات النهي إنما يكمن بنص أو قياس على منصوص وال نص‬

‫وال أصل بقياس عليه ‪،‬بل هنا أصال يقاس وهو ترك النكاح أصال وترك الجماع بعد النكاح‬

‫أو ترك اإلنزال بعد االيالج فكل ذلك ترك لألفضل وليس لالرتكاب نهي»‪.4‬‬

‫‪ -1‬ابن قيم الجوزية ‪"،‬زاد المعاد في هدى خير العباد" ‪،‬تعليق شعيب األرنؤوط عبد القادر األرنؤوط ‪،‬ج‪، 8‬ط‪، 3‬مؤسسة‬
‫الرسالة ‪، 1889،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ -2‬جابر بن عبد هللا بن عمر بن حرام األنصاري شهد بيعة العقبة وغزا مع النبي ‪ 18‬غزوة ‪،‬أحد المكترين من الرواية‬
‫عن النبي ‪،‬كف بصره قبل موته بالمدينة توفي رضي هللا عنه في ‪19‬ه‪.‬‬
‫‪ -3‬ابن قيم الجوزية ‪،‬مرجع السابق ‪،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ -4‬رتيبة سعيدي ‪ "،‬أثر األمراض الوراثية على أحكام الزواج دراسة فقهية مقارنة" ‪،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر ‪،‬تخصص‬
‫فقه وأصوله ‪،‬قسم العلوم االنسانية ‪،‬كلية العلوم االجتماعية واالنسانية ‪،‬جامعة شهيدية أخضر ‪، 1118-1111،‬ص ‪.31‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫‪ )0‬المذهب الثالث‪ :‬ذهب أصحاب هذا القول إلى تحريم العزل مطلقا ال عن أمة وال عن‬

‫حرة سواء رضيت أو لم ترضى وهو رأي الظاهرية‪.1‬‬

‫أدلة المذهب الثالث‪ :‬القائل بحرمة العزل سواء عن األمة أو الحرة سواء برضاهم أو بغير‬

‫رضاهم وأدلته من‪:‬‬

‫من السنة‪ :‬ما رواه مسلم في صحيح عن حديث عائشة رضي اهلل عنها‪ ،2‬عن جذامة بن‬

‫وهب أخت عكاشة‪ 3‬قالت ‪« :‬حضرت الرسول صلى اهلل عليه وسلم في أناس فسألوه عن‬

‫العزل ‪،‬فقال الرسول صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬ذلك الوأد الخفي»‪ .4‬وهي {إذا الموؤودة سئلت}‪.5‬‬

‫ألن حجتهم أقوى وأحاديثهم‬


‫القول الراجح يكون للمذهب الثاني القائل بإجازة العزل وذلك ّ‬

‫صريحة ‪،‬فقد رويت الرخصة فيه عن عشرة من الصحابة فلقد احتجوا بأن حق المرأة في دور‬

‫العسلية ال في اإلنزال وبالرجوع إلى قول جابر رضي اهلل عنه «كنا نعزل والقرآن ينزل» ‪،‬فلو‬

‫كان شيئا ينهى عنه لنهى عنه القرآن بآية صريحة‪.6‬‬

‫‪ -1‬رتيبة سعيدي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.33‬‬


‫‪ -2‬عائشة رضي هللا عنها هي ابنة أبو بكر الصديق أم المؤمنين زوجة النبي وأشهر نسائه ‪،‬تزوجها الرسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم قبل الهجرة بعامين وهي بكر كان عمرها ست سنوات ‪،‬توفيت سنة ‪81‬ه‪.‬‬
‫‪ -3‬جذامة بن وهب األسدي ‪،‬من أسد بني خزيمة أسلمت بمكة المكرمة وبايعت النبي صلى هللا عليه وسلم وهاجرت إلى‬
‫المدينة ‪،‬ورويت عن عائشة‬
‫‪ -4‬ابن قيم الجوزية ‪"،‬زاد المعارف في هدى خير العباد" ‪،‬مرجع السابق ‪،‬ص ‪.131‬‬
‫‪ -5‬اآلية ‪، 9‬سورة التكوير‪.‬‬
‫‪ -6‬ابن قيم الجوزية ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.131‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫وحسب رأينا الخاص حول هذه المسألة يمكننا القول أن العزل جائز ليس إجازة مطلقة واّنما‬

‫فإن النسل سينقطع ‪،‬فاألصل في الزواج هو اإلنجاب والعزل يجب أن يكون‬


‫بضوابط ‪،‬وا ّال ّ‬

‫بصورة مؤقتة وليس دائمة وبوجود مبررات شرعية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجهاض بسبب المرض الوراثي‬

‫لقد تطور العلم في المجال الطبي مما ساهم بشكل كبير في الكشف المبكر على الجنين‬

‫وتحديد مدى سالمته ‪،‬فإذا ما تبين أن صحة الجنين أو صحة األصل في خطر فنلجأ إلى‬

‫اإلجهاض‬

‫أوال‪ :‬مفهوم اإلجهاض‬

‫ولد َها لغير التمام ‪،‬أو اسقاطه ناقص الخلق ‪،‬أو يقال‬
‫أي ألقت َ‬
‫َجهَضت الناقة ْ‬
‫لغة‪ :‬نقول أ ْ‬

‫وغلَ ْبناه عليه‪.1‬‬


‫فالنا عن ال َشيء بمعنى َنحيناه عنه َ‬
‫ضنا ً‬‫َجهَ ْ‬
‫أْ‬

‫اصطالحا‪ :‬هو القاء الحمل ناقص الخلقة أو ناقص المدة إما بفعل األم أو بفعل غيرها‪.‬‬

‫عرفه الطبيب محمد علي البار بأنه «خروج محتويات الحمل قبل ‪ 20‬أسبوع ‪،‬تحسب من‬
‫ّ‬

‫آخر حيضة حاضتها المرأة»‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمد حافظ السريدة ‪،‬اإلجهاض بين الطب والدين ‪،‬مطبوعة منشورة على متون الجامعة ‪،‬فلسطين ‪، 1118،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه ‪،‬ص‪. 19‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫وللفقهاء ألفاظ مرادفة لمعنى اإلسقاط واإلجهاض وهي لها نفس المعنى منها‪ :‬اإللقاء‬

‫االمالص ‪،‬االنزال ‪،‬االخراج والطرح‪.‬‬

‫عرفه بعض علماء الطب الشرعي بأنه‪«:‬تفريغ رحم الحامل من محتوياته باستعمال‬
‫كذلك ّ‬

‫وسائل صناعية كتدخيل آلة أو تعاطي أدوية أو عقاقير أو غيرها من شأنها اخراج‬

‫متحصالته في أي وقت قبل تكامل األشهر الرحمية ‪،‬وألي سبب غير انقاذ حياة األم أو‬

‫الجنين»‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬حكم اجهاض الجني‬

‫اتفق العلماء على تحريم اجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيه أي بعد أربعة أشهر مالم تكن‬

‫هناك ضرورة لكنهم اختلفوا حول اجهاض الجنين قبل نفخ الروح فيه‬

‫‪ / 1‬اجهاض الجنين بعد نفخ الروح‪:‬‬

‫ال خالف في تحريم اإلجهاض بعد نفخ الروح ألن الجنين إذا نفخت فيه الروح أصبح آدميا‬

‫ال يجوز قتله ‪،‬ومن القواعد الفقهية التي تطبق على هذا النوع من اإلجهاض "قاعدة األصل‬

‫إن دمائكم‬
‫في األنفس واألطراف الحرمة" ‪،‬وأصلها قول الرسول صلى اهلل عليه وسلم{ ّ‬

‫‪ -1‬شحاتة عبد المطلب حسن أحمد ‪"،‬اإلجهاض بين الخطر واإلباحة في الفقه اإلسالمي" ‪،‬دار الفقه اإلسالمي ‪،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة ‪،‬االسكنديرية ‪،‬مصر ‪، 1111،‬ص ‪.13‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫قتال له فيكون األصل فيه‬


‫يعد ً‬
‫وأموالكم عليكم حرام} فاالعتداء على الجنين باإلجهاض ّ‬

‫التحريم والحظر‪.1‬‬

‫لكن يوجد استثناء فإذا كانت الضرورة تستدعي إلى إجهاض الجنين بسبب مرض وراثي هنا‬

‫أن للجنين عيب وراثي ومع ذلك ننظر إلى‬


‫يجوز اجهاضه إذا ثُبتت بالوسائل العلمية والطبية ّ‬

‫خطورة المرض وقابلية العالج‪.‬‬

‫‪-‬اجهاض الجنين بسبب المرض الوراثي الذي يمكن معالجته طبيا‪:‬‬

‫أن العيوب الوراثية للجنين ال تعطل حياته فور خروجه من رحم أمه‬
‫في هذه الحالة إذا ثُبتت ّ‬

‫أو في رحمها ويمكن له أن يتعايش مع المرض مثل فقر الدم المنجلي ‪،‬هنا في هذه الحالة ال‬

‫يعد عذر شرعي وبالتالي ال يمكن اجهاضه والسبب في ذلك أنه ال يتعارض مع أصل البقاء‬

‫والقيام بأصل الواجبات‪.2‬‬

‫‪-‬إجهاض الجنين بسبب المرض الوراثي الخطير والذي يمكن عالجه بصعوبة‪:‬‬

‫في هذه الحالة تقتضي حياة الجنين في رحم أمه أو فور والدته حي وقد يعيش بها ولكن‬

‫بعالج مستمر وعناية فائقة مثل المرض الذي يصيب الجهاز العصبي كاستقاء الرأس أو‬

‫صغر حجمه فهذه األمراض ال تعد عذ ار شرعيا إلجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيها بسبب‬

‫‪ -1‬محمد مطلق محمد عساف ‪"،‬حكم اجهاض الجنين بسبب التشوهات الخلقية في ضوء المقاصد الشرعية والقواعد‬
‫الفقهية" ‪،‬المؤتمر العلمي الدولي التاسع بكلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية ‪،‬قضايا طبية معاصرة في الفقه اإلسالمي‬
‫‪،‬فلسطين ‪، 1118،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬منال محمد رمضان هاشم العشي ‪"،‬أثر األمراض الوراثية على الحياة الزوجية "‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ص ‪-118‬‬
‫‪.131‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫أن الطب تقدم والتقنيات تتطور مع الوقت ‪،‬فيمكن معالجتها وتخفيفها وأيضا عدم تعارضه‬

‫مع البقاء والقيام بأصل الواجبات‪.1‬‬

‫‪-‬اجهاض الجنين بسبب مرض وراثي خطير جدا ال يعالج ويناقض أصل البقاء والقيام‬

‫بأصل الواجبات‪:‬‬

‫ففي هذه الحالة إذا ثبت ثبوتا يقينيا أن الجنين مصاب بمرض وراثي خطير مع عدم قدرته‬

‫للعالج مثل إصابة األم في أشهر الحمل األولى بالحصبة األلمانية فإن احتمال إصابة‬

‫الجنين بالتشوهات الخلقية ترتفع إلى نسبة ‪ %03‬إذا كانت اإلصابة في الشهر الثاني من‬

‫الحمل ‪،‬وأيضا تعرض األم للعالج باألشعة أو بالعقاقير المضادة للسرطان يؤدي إلى تشوه‬

‫الجنين وفي أحيان قتله ‪،‬وفي هذه الحاالت يبيح اإلجهاض بضوابط معينة كإقرار اإلجهاض‬

‫يكون من طبيبين عدليين وأن يتم الفحص في األشهر األولى من الحمل للقيام باإلجهاض‬

‫في وقت مبكر‪.2‬‬

‫‪ / 2‬اجهاض الجنين قبل نفخ الروح فيه‪:‬‬

‫حرم اإلجهاض مطلقا‬


‫اختلف الفقهاء في حكم اجهاض الجنين قبل نفخ الروح فيه منهم من ّ‬

‫ومنهم من حرمه في مرحلة من مراحله ومنهم من أباحه مطلقا وفيها ‪ 0‬أقوال‪:‬‬

‫‪-1‬منال محمد رمضان العشي ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪..31‬‬


‫‪ -2‬محمد علي البار‪ "،‬خلق اإلنسان بين الطب والقرآن " ‪،‬ط ‪، 1‬دار السعودية ‪، 1893،‬ص ‪.138‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫‪ -‬القول‪ : 1‬جواز اإلجهاض مطلقا وقد استدل أصحاب هذا القول بحديث الرسول‬

‫إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون‬
‫صلى اهلل عليه وسلّم‪ّ «:‬‬

‫علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يعين اهلل ملكا يؤمر بأربع كلمات ويقال‬

‫أن‬
‫له أكتب عمله ورزقه وشقي أو سعيد ‪،‬ثم ينفخ فيه الروح» ‪،‬ومعنى الحديث ّ‬
‫‪1‬‬

‫أن نفخ الروح يكون بعد مرحلة المضغة ويكون‬


‫الرسول صلى اهلل عليه وسلّم أخبرنا ّ‬

‫تقدير هذه المرحلة أربعة أشهر فهذه المرحلة ال روح في الجنين وبالتالي ال ُيحرم‬

‫إسقاطه‬

‫‪ -‬القول‪ : 2‬أصحاب هذا القول قالوا بتحريم اإلجهاض مطلقا ودليلهم من القرآن الكريم‬

‫‪2‬‬
‫حرم اهلل ّإال بالحق ذالكم وصاكم به لعلكم تعقلون}‬
‫النفس التي ّ‬
‫قال تعلى {وال تقتلوا ّ‬

‫ومن القياس حيث قاسوا حرمة اجهاض الجنين قبل نفخ الروح فيه على حرمة‬

‫أن كال منهما أصال لما بعد‬


‫االعتداء على بيض الصيد والعلّة الجامعة بينهما ّ‬

‫‪،‬فالنطفة أصل اإلنسان والبيض أصل الصيد‪.3‬‬

‫‪ -‬القول‪ : 3‬هذا القول ذهب أصحابه لجواز اإلجهاض إذا كان الجنين علقة أو مضغة‬

‫وكان دليلهم من القياس حيث قاسوا اسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه على العزل‬

‫أن كالهما فيه قطع لسبيل النطفة حتّى ال تتحول إلى جنين‬
‫والعلّة الجامعة بينهما ّ‬

‫‪ -1‬أخرجه مسلم ‪،‬صحيح مسلم ‪"،‬كتاب القدرباب كيفية الخلق اآلدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته‬
‫وسعادته"‪،‬ص ‪، 1113‬وأخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق ‪،‬باب ذكر المالئكة‪.‬‬
‫‪ -2‬سورة األنعام ‪ ،‬اآلية ‪.181‬‬
‫‪ -3‬منال محمد رمضان هاشم العشي ‪ "،‬أثر األمراض الوراثية على الحياة الزوجية" ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.113‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫ألن في هذه المرحلة ال يتبين أنه ولد‬


‫وبأن المرأة إذا أجهضت فال تتعلق بشيء ّ‬

‫بالمشاهدة فيكون عبارة عن كتلة دم‪.1‬‬

‫أن لكل قاعدة استثناء واالستثناء في هذه‬


‫وقانونا ّإال ّ‬
‫ً‬ ‫أن اإلجهاض محرم شرًعا‬
‫األصل ّ‬

‫لما يخرج من‬


‫أن الجنين إذا كان مصاب بمرض وراثي خطير ال يمكن أن يتعايش به ّ‬
‫الحالة ّ‬

‫رحم أمه فهنا تقتضي الضرورة بإباحة اإلجهاض‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق إثبات األمراض الوراثية بالقرائن الطبية‬

‫إن اإلصابة بالمرض الوراثي واحتمال نقله لألجيال المستقبلية ال تظهر أعراضه لدى األم‬
‫ّ‬

‫لذا استدعى اللجوء إلى طرق تساعد على الكشف عليه‪ .‬مع تقدم العلم في مجال الفحوص‬

‫عدة طرق إلثبات األمراض الوراثية‪.‬‬


‫الطبية ظهرت ّ‬

‫الفرع األول‪ :‬إثبات األمراض الوراثية بالفحوص التشخيصية‬

‫الفحوص التشخيصية هي اختبارات تجرى للتحقق من وجود مرض وراثي بعد ظهور‬

‫أعراضه للبدء في العالج ‪،‬كما تم ّكن هذه الفحوصات من تشخيص األمراض الوراثية لدى‬

‫‪2‬‬
‫عدة فحوصات نذكر منها‪:‬‬
‫الجنين حتى قبل أن يخلق وتوجد ّ‬

‫‪ -1‬رتيبة سعيدي ‪"،‬أثر األمراض الوراثية على أحكام الزواج" ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -2‬هيلة بن عبد الرحمان الباسي‪"،‬اثبات األمراض الوراثية القرائن الطبية وآثاره الفقهية ‪،‬ط‪، 1‬الجمعية العلمية السعودية‬
‫للدراسات الطبية الفقهية ‪،‬السعودية ‪، 1111،‬ص ‪.11‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫أوال‪:‬فحص السائل األمينيوسي‬

‫وهو السائل الذي يحيط بالجنين داخل الرحم ويحمي الجنين خالل فترة الحمل ‪،‬وهذا‬

‫الفحص يتم عن طريق أخذ عينة من السائل األمينيوسي من أجل البحث عن أي تغيرات‬

‫طبيعية وله نوعان‪ :‬بزل السائل األمينيوسي الوراثي وبزل السائل األمينيوسي النضوجي‬

‫‪ ‬بزل السائل األمينيوسي الوراثي يستخدم لتشخيص األمراض الوراثية والعيوب الخلقية‬

‫مثل ‪:‬متالزمة داون وشق العمود الفقري‪.‬‬

‫‪ ‬بزل السائل األمينيوسي النضوجي يتم من أجل تحديد مرحلة نضج رئتي الجنين‬

‫استعدادا للوالدة المبكرة ‪،‬وعادة ما يتم اجراء البزل الوراثي عند الضرورة القصوى لما‬

‫يترتب عليه قرار اإلبقاء على الجنين أم اجهاضه والحاالت التي تحتم اجراء البزل‬

‫الوراثي هي‪:‬‬

‫‪-‬نتائج غير طبيعية في فحوصات ما قبل الوالدة‬

‫‪-‬بلوغ األم ‪ 00‬سنة أو أكثر‬

‫‪-‬تاريخ عائلي في االضطرابات أو حمل سابق‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬فحص الفافيو بروتين لألم الحامل‪:‬‬

‫وهو مادة بروتيني تصنع في الكبد ولكن ال يعرف وظيفته األساسية والجنين ينتج كميات‬

‫متفاوتة من هذا البروتين ويمر عبر الحبل السري والمشيمة إلى دم األم ‪،‬ولذلك عند ارتفاع‬

‫‪ -1‬يوم ‪ 11‬أوت ‪، 1111‬مركز درية الطبي‪Thuria.com.Sa .‬‬


‫‪38‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫ولما‬
‫نسبته لدى الجنين فإن تلك الزيادة تظهر على شكل ارتفاع في مستوى بروتين األم ّ‬

‫ترتفع تكون أمراض قد تصيب الجنين مثل الظهر المشقوق أو وجود فتحة في جدار البطن‬

‫‪،‬أما حاالت انخفاضه يزيد احتمال أن يكون الجنين مثل لديه مشكل في الكروموسومات‬

‫‪1‬‬
‫وبالتحديد مرض "متالزمة داون"‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اثبات األمراض الوراثية بالفحوصات التوقيعية‬

‫وهذا النوع من الفحوصات يقصد به الكشف عن القابلية الوراثية إلصابة المخصوص‬

‫بالمرض قبل ظهور المرض وأعراضه ‪،‬وكثي ار ما يكون الفحص لمجرد المعرفة واإلحاطة‬

‫باالحتماالت الممكنة وال يمكن القيام بإجراء وقائي اتجاهه كمرض "هنجتون" مثال الذي‬

‫يظهر بعد سن األربعين ويصاب المريض بتدهور تدريجي للجهاز العصبي وكذا سرطان‬

‫الثدي وقد سبق منه أحيانا في بعض األمور الوقائية وذلك كما في األمراض الوراثية المتعددة‬

‫األسباب كالسكر مثال ‪،‬فيسعى الفاحص لتغيير نمط حياته صحيا بما يمكنه منه المرض أو‬

‫تخفيفه‪.2‬‬

‫فهذا النوع من الفحوصات تقوم به الحامل كإجراء وقائي أو فحص روتيني لتتأكد من‬

‫خلوها من بعض األمراض ولتطمئن على الجنين‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع السابق ‪ ،‬مركز درية الطبي ‪.thuria.com.Sa‬‬


‫‪ -2‬هيلة عبد الرحمان اليابس ‪"،‬اثبات األمراض الوراثية بالقرائن الطبية وآثاره الفقهية" ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.11‬‬
‫‪39‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إثبات األمراض الوراثية بالفحوصات الوقائية‬

‫الفحوصات الوقائية هي اختبارات ترمي لمنع المرض أو الوقاية منه أو من مضاعفته وتكون‬

‫الفحوصات عن طريق‪:‬‬

‫أوال‪:‬فحص المواليد‪:‬‬

‫وذلك بأخذ عينة من الحبل السري أو وريد طرفي ويجرى فحص مخبري لها بهدف الكشف‬

‫عن عدد من األمراض التي تستجيب للعالج ‪،‬فإذا شخصت مبك ار وتبعها تدخل غذائي أو‬

‫أن التدخل بعد‬


‫فإن ذلك يمنع المرض أو الكثير من مضاعفاته في حين ّ‬
‫عالجي مناسب ّ‬

‫ظهور أعراض المرض يكون قليل الفائدة‪.‬‬

‫مثل‪ :‬الكشف عن أم ارض التمثيل الغذائي إذا اكتشف مبك ار يمكن عالجها بالتزام نظام‬

‫ألن‬
‫فإن الطفل يصاب بتخلف عقلي ال يمكن عالجه ّ‬
‫غذائي معين أما إذا تأخر الكشف ّ‬

‫خاليا المخ تتلف من تأثير المواد الكيميائية التي ال يتم تقبلها ‪،‬يجب كشف وراثي في‬

‫األنزيمات الالزمة لالستفادة من الغذاء‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفحص الوراثي لألجنة‪:‬‬

‫هي اختبارات يتم القيام بها لكشف امكانية إصابة الجنين ببعض األمراض الوراثية‬

‫‪ -1‬هيلة عبد الرحمان اليابس ‪"،‬اثبات األمراض الوراثية بالقرائن الطبية وآثاره الفقهية"‪،‬ص ‪.13‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫‪ / 1‬تصوير الجنين أو ما يعرف "بااليكو"‪ :‬يتم اجراء هذا الفحص من أسبوع الحمل ‪ 13‬إلى‬

‫‪ 14‬هذا الفحص يعطي معلومات حول الجنين هل هو حي أو ميت ومدة الحمل الفعلية ومن‬

‫أشهر الطرق‪ :‬األشعة فوق الضوئية وتنظير األجنة والتصوير بالرسب المغناطيسي وهو من‬

‫أدق الوسائل التشخيصية المتاحة لرؤية الجنين واألشعة السينية ولم تعد تستخدم لثبوت‬

‫ضررها على األجنة والهدف من الفحص بااليكو هو معرفة الخلل في البنية التركيبية لجسم‬

‫الجنين وانما بنية تنفيذ المزيد من الفحوصات قبل استغراق الحمل بعد مدة ‪ 24‬أسبوع‪.1‬‬

‫بأنه قراءة تركيب المادة‬


‫ويعرف ّ‬
‫‪ / 2‬فحص خاليا الجنين أو مايعرف بالفحص الجيني‪ّ :‬‬

‫الوراثية لبعض الجينات لمعرفة اعتاللها وسالمتها والفحص الجيني يتم بواسطة المتعرف‬

‫على حاملي المرض في حالة الصفات الوراثية المتنحية ‪،‬وذلك بإجراء فحص ودراسة‬

‫جيناتهم لمعرفة سماتهم الوراثية ويمكن حينذاك معرفة بعض األمراض التي من الممكن أن‬

‫يصاب بها اإلنسان مستقبال‪.2‬‬

‫ويتم فحص خاليا الجنين بواسطة أحد االختبارات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تحليل الصبغيات ودراسة المورثات وتحليل الحمض النووي‬

‫‪ ‬اإلختبارات الكيميائية الحيوية وتجرى هذه االختبارات للتعرف على الطفرات الوراثية‬

‫وبالتالي للتعرف على األمراض التي أصابت الجنين ويتم الحصول على الخاليا بعدة‬

‫‪ -1‬هيلة عبد الرحمان اليابس ‪ "،‬إثبات األمراض الوراثية بالقرآئن الطبية وآثاره الفقهية" ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬عماد حمد عبد هللا محالوي ‪"،‬دور القرآن الكريم في النهوض بالمجتمع في مجاالت تطبيق الجينات الوراثية" ‪،‬ط ‪1‬‬
‫‪،‬مطبوعة منشورة على مستوى الجامعة ‪،‬ماليزيا ‪ ، 1111،‬ص ‪.11‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫طرق منها‪ :‬أخذ عينة من السائل المحيط بالجنين أو أخذ عينة من المشيمة ‪،‬أو أخذ‬

‫عينة من الحبل السري للجنين ‪،‬أو عن طريق الخاليا الجينية من دم األم‪.1‬‬

‫‪ / 0‬الفحص الوراثي قبل اإلنغراس‪ :‬يعرف بإستخدام تقنية التلقيح خارج الرحم والهدف‬

‫األساسي منه هو معرفة والتمييز بين األجنة السليمة واألجنة المريضة وراثيا وهذا الفحص‬

‫يمكن اجراءه للعائالت التي يتم التعرف على مصدرهم الوراثي ‪،‬ويكون عن طريق أخذ عينة‬

‫من اللقيحة في يومها الثالث أو الرابع لفحص الحمض النووي والتأكد من عدم وجود الطفرة‬

‫‪2‬‬
‫المتنحية للمرض الوراثي في العائلة‬

‫‪ / 4‬فحص المقبلين على الزواج‪ :‬وتتمثل فوائده في اجراء الفحص وذلك للوقاية من‬

‫األمراض الوراثية بمعرفة حاملي الجينات المعتلة ‪،‬فإذا كان الرجل المقدم على الزواج حامال‬

‫لجين معتل وكذلك المرأة حاملة للجين المعتل نفسه فإن هذا يؤدي إلى احتمال اصابة‬

‫ذريتهما بالمرض الوراثي مع كونهما سليمين من هذا المرض‪ .‬وللتقليل من عدد المصابين‬

‫باألمراض الوراثية يجب عدم الزواج بحاملي الجينات المعتلة نفسها أو اجراء الفحوصات‬

‫فإن الفائدة من الفحص الجيني قبل الزواج هو الوقاية‬


‫اللقيحة عند الرغبة في اإلنجاب ‪،‬وبهذا ّ‬

‫من األمراض الوراثية‪.3‬‬

‫‪ -1‬هيلة عبد الرحمان اليابس ‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.18‬‬


‫‪ -2‬مرجع نفسه‪.18،‬‬
‫‪ -3‬سعد بن عبد العزيز بن عبد هللا الشيورخ ‪": ،‬أحكام الهندسة الوراثية" ‪،‬دار الكنور استيسيليا ‪،‬ط ‪، 1‬السعودية ‪1111،‬‬
‫‪،‬ص ص ‪.81-81‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬ماهية األمراض الوراثية‬

‫خالصة‪:‬‬

‫من خالل دراستنا لهذا الفصل نستخلص أن األمراض الوراثية تعتبر من األمراض الناتجة‬

‫عن خلل ف المادة الوراثية ‪ ،‬تتفرع هذه األمراض إلى عدة أقسام منها األمراض‬

‫الكروموسومية و األمراض المرتبطة بالجنس وتلك المرتبطة بالمقتدرات‪.‬‬

‫أن الغاية األولى من الزواج هو إنجاب األوالد ّإال ّأنه بانتشار األمراض الوراثية‬
‫بالرغم من ّ‬

‫هنا يجب مخالفة األصل وينبغي منع اإلنجاب لتفادي انتشارها ‪،‬واذا حدث الحمل وتبين من‬

‫أن الجنين مصاب بتشوه أو مرض وراثي من األجدر و األحسن هو إجهاضه وذلك حماية‬
‫ّ‬

‫لألم أوال والجنين ثانيا قبل والدته مشوه قد يعاني من اضطرابات خلقية وقد ال يتعايش معها‬

‫ومن طرق إثبات األمراض الوراثية نذكر منها الفحوصات الوقائية والتي بدورها قد تحمي‬

‫الجنين عن طريق تصويره وفحص جيناته ‪،‬باإلضافة إلى الفحوصات التشخيصية والتوقيعية‬

‫وكذلك فحص المقبلين على الزواج‪.‬‬

‫أخي ار يمكننا القول أن األمراض الوراثية تنتشر وتنتقل من جيل إلى جيل وبالتالي يجب‬

‫الحذر والفحص الكامل والتام قبل اإلقبال على الزواج للوقاية من انتشارها‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفص ـ ـل الثان ـ ـي‪:‬‬
‫الفح ــص الطـ ــبي مــن‬
‫الناحي ــة الق ـ ــانوني ــة‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫تعد مسألة الفحص الطبي قبل الزواج ذات أهمية بالغة للزوجين ‪،‬معا ذلك أنه وسيلة لحماية‬

‫الزوجين وذريتهم وتلك الحماية ال يمكن تحقيقها إال عن طريق اجراء فحوصات وتحاليل‬

‫طبية‪.‬‬

‫المشرع الجزائري ألزم المقبلين على الزواج بإجراء الفحص الطبي وأُخضع هذا التصرف‬

‫حدد كيفية وشروط إجراء الفحص الطبي واعتبرت الشهادة‬


‫ألحكام قانونية فأصدر مرسوما ُي ُ‬

‫الطبية شرطا لتحرير عقد الزواج وسببا إلبرامه فغيابها ال يؤثر على صحة العقد ‪،‬واّنما ترتب‬

‫مسؤولية على الموظف المسؤول عن إبرام العقد‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الفحص الطبي‬

‫يعتبر الفحص الطبي قبل الزواج وسيلة وقائية من األمراض المختلفة ُوجب على كل أفراد‬

‫التقيد به دون انتظار الزامه من الدولة‬


‫المجتمع إدراك قيمة هذا االجراء والحرص على ّ‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الفحص الطبي‬

‫كان لزاما علينا قبل الولوج لألدلة مشروعية الفحص الطبي وأهميته البالغة في تحديد النسل‬

‫والحفاظ عليه من األمراض والعاهات التعريف بالفحص الطبي قبل الزواج واعطاء صورة‬

‫واضحة ودقيقة عنه‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الفحص الطبي لغة واصطالحا‬

‫نسعى من خالل هذا الفرع الى تحديد المعنى اللّغوي واالصطالحي للفحص الطبي‪.‬‬

‫أي كشفه ليعرف ما به من‬


‫ص الطبيب فالن ْ‬
‫أوال‪ :‬لغة المراد بالفحص هو الكشف ُيقال َف َح َ‬

‫أي دقّق فيه‪.1‬‬


‫فحص الكتاب ْ‬
‫َ‬ ‫‪،‬ويقال‬
‫علّة ُ‬

‫الفحص الطبي هو البحث بدقة للوصول إلى أمور مخفية في الشيء المفحوص‪.2‬‬

‫وعالجهُ ‪،‬والطب أيضا بمعنى السحر‬


‫َ‬ ‫أي داواه‬
‫طب المريض ْ‬
‫المراد بالطبي نسبة إلى الطب ّ‬

‫‪،‬فالطب نسبة إلى علم الطب‬


‫ُ‬ ‫والطبيب من حرفته الطب أو الطبابة وهو الذي يعالج المرضى‬

‫الذي هو علم معالجة ومداواة الجسم والنفس‪. 3‬‬

‫والفحص الطبي لغة هو البحث الدقيق عن األمراض والعيوب الخفية من أجل مداواتها‬

‫ومعالجتها‪.4‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف الفحص الطبي اصطالحا‬

‫هو فحوصات مخبرية أو سريرية تجرى لكل من الذكر واألنثى العازمين على الزواج ويتم‬

‫اجراءها قبل عقد القران الكتشاف أي موانع صحية تحول دون الزواج وحتى لمعرفة امكانية‬

‫‪ -1‬علي محي الدين القرة داغي ‪"،‬الفحص الطبي قبل الزواج من منظور الفقه اإلسالمي" دراسة علمية فقهية ‪،‬مطبوعة‬
‫منشورة على مستوى الجامعة ‪،‬جامعة قطر ‪،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬صفوان محمد عطيات ‪"،‬الفحص الطبي قبل الزواج دراسة شرعية قانونية" تطبيقية ‪،‬ط ‪، 1‬عمان ‪،‬دار الثقافة ‪9002،‬‬
‫‪،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ -3‬علي محي الدين القرة داغي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -4‬صفوان محمد عطيات ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.55‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫اإلنجاب من عدمه ‪،‬بحيث يكون كال الخاطبين عالما بما هو مقبل عليه ومقتنعا به تماما‪.1‬‬

‫عرف ايضا بأنه الكشف الذي يجريه الطبيب للمريض بقصد الوصول الى العلة و تشخيص‬

‫المرض‪،‬عالبا تكون هذه الفحوصات بالكشف عن طريق الطبيب و الفحوصات المخبرية و‬

‫‪2‬‬
‫الصور اإلشعاعية و غيرها‬

‫الفرع الثاني‪:‬أدلة مشروعية الفحص الطبي‪:‬‬

‫العالج واجب اذا ترتب على عدم العالج هالك النفس بشهادة األطباء العدول‪،‬ألن الحفاظ‬

‫على النفس من الضروريات الخمسة التي يجب المحافظة عليها و كذلك يجب العالج في‬

‫حالة اذا كان المرض معدي من النصوص الدالة على دفع الضرر انه"ال ضرر وال ضرار"‬

‫بل إن بعض الفقهاء ذهبوا الى أن العالج واجب مطلقا و قيده بعضهم بأن يظن نفعه‪،‬بل‬

‫ذهب الحنفية الى أن العالج واجب إذا كان السبب المزيل للمرض مقطوعا به وذلك كما أن‬

‫شرب الماء واجب لدفع العطش ‪،‬وقد استدل الفقهاء بقوله تعالى"وال تلقوا بأيديكم الى‬

‫التهلكة"وقوله تعالى "وال تقتلوا انفسكم إن اهلل كان بكم رحيما"‬

‫وقول الرسول صلى اهلل عليه وسلم"تداووا فإن اهلل تعالى لم يضع داء إال وضع له دواء‬

‫غير داء الواحد الهرم"فإذا كان العالج واجبا فيكون تركه حرام كما في حالة كون المريض‬

‫‪ -1‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.55‬‬


‫‪ -2‬عثمان محمد عبد الحق الريس‪"،‬أحكام المعقود عليها قبل الدخول في الفقه اإلسالمي"‪،‬دار النقاش‪،‬األردن‪،9011،‬ص‬
‫‪.101‬‬
‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫وليس‬ ‫به حسب الطب‬ ‫معديا‪،‬فالتداوي مستحبا إذا كان التداوي بما يمكن االستشفاء‬

‫اليقين‪،‬وهذا رأي جمهور الفقهاء‪.‬فالعالج سبب من األسباب و يؤخذ به كما يؤخذ باألسباب‬

‫‪1‬‬
‫في كل األمور األخرى‪،‬بل إن تركه إذا ترتب عليه ضرر يكون محرما‬

‫الفرع الثالث‪:‬أهمية الفحص الطبي‪:‬‬

‫إن فكرة الفحص الطبي و حدث أساسا لحماية و تأمين سالمة الزوجين و سالمة أبنائهم‬

‫فهو يعد المفتاح اآلمن فهو من الوسائل الوقائية الفعالة في الحد من انتشار األمراض‬

‫المعدية و الوراثية الخطيرة ‪،‬كذلك تسمح للمقدمين على الزواج بمعرفة األمراض الوراثية‬

‫المتحملة للذرية إن وجدت فتتبع الخيارات في عدم اإلنجاب أو عدم إتمام الزواج‪.‬وأيضا‬

‫‪2‬‬
‫المحافظة على سالمة الجنين في رحم المرأة من األمراض و التشوهات و اإلعاقات‬

‫وهناك أهمية أخرى للفحص الطبي و هي حماية المجتمع عن طريق تخفيف أعباء‬

‫المؤسسات الصحية سواء العالجية أو التأهلية و أيضا باإلضافة إلى هذا‪،‬هناك مقصد آخر‬

‫في الفحص الطبي و هو إعمار األرض و هو من سنن اهلل في خلقه فالغاية من خلقهم‬

‫عبادة اهلل وحده و هذه العبادة ال تتحقق إال بإعمار األرض وهذا العمران ال يتحقق إال‬

‫‪3‬‬
‫بالنسل المعافى الصحيح‪.‬‬

‫‪-1‬محمد خالد المنصور ‪،‬مرجع السابق‪،‬ص ص ‪.90_11‬‬


‫‪-2‬موسى مرمون‪"،‬الفحص الطبي قبل الزواج"‪،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬عدد ‪، 11‬جامعة قسنطينة ‪،1‬الجزائر‪،‬مجلد‬
‫ب‪،‬جوان‪،9011‬ص ‪151‬‬
‫‪-3‬هشام حضري‪"،‬آثار الفحص الطبي على إنعقاد الزواج" ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪،‬تخصص احوال شخصية‪،‬قسم‬
‫العلوم القانونية و اإلدارية‪،‬جامعة محمد خيضر‪،‬بسكرة ‪، 9015-9011‬ص ‪92‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مشتمالت الفحص الطبي‬

‫نظ ار لتطور العلمي الحاصل في المجال الطبي و خاصة في علم البنيات و الهندسة‬

‫الوراثية كان لزاما علينا االستفادة من هذا العلم في الكشف عن مختلف األمراض التي يمكن‬

‫ان تستقل بين الزوجين‪،‬الفحص الطبي قبل الزواج هو عبارة عن مجموعة من الفحوصات و‬

‫التحاليل التي يقوم بها الزوجين لمعرفة ماذا كانا حاملين لبعض االمراض و الجينات التي‬

‫تنتقل جينيا ام ال و لهذا سنتطرق لدراسة مشتمالت الفحص الطبي سواء كانت فحوصات‬

‫طبية إلزامية أو فحوصات إضافية اختيارية‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬الفحوصات اإللزامية‪:‬‬

‫بين المشرع في المرسوم التنفيذي ‪145،،60‬الذي يحدد شروط و كيفيات لتطبيق المادة‪7‬‬

‫مكرر من قانون األسرة الج ازئري أنواع الفحوصات الواجب إجرائها ‪،‬وطبقا لنص المادة‪ 3‬من‬

‫هذا المرسوم التي تنص على «ال يجوز للطبيب أن يسلم الشهادة الطبية المنصوص عليها‬

‫في المادة ‪ 2‬من هذا المرسوم إال بناء على النتائج ‪:‬‬

‫فحص عيادي شامل‪،‬تحليل فصيلة الدم‬

‫‪-1‬المرسوم التنفيذي ‪،05،151‬المؤرخ في ‪ 11‬ماي ‪،9005‬تحدد شروط وكيفيات تطبيق أحكام المادة ‪ 02‬مكرر من قانون‬
‫األسرة ‪ 11-11‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو ‪ ، 1211‬ج ر ج ج ‪،‬ع‪، 11‬الصادر في ماي ‪.9005‬‬
‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫أوال‪ :‬الفحوصات اإللزامية "الفحص العيادي الشامل"‬

‫وهو الفحص الظاهري أي بواسطة النظر و العين المجردة دون استخدام أجهزة معقدة و‬

‫يتمثل الفحص مثال بسؤال المريض عن بعض األعراض التي يعاني منها أو أمراض سبق‬

‫وأن مرض بها و هو ال يتعدى الفحوصات المعتادة كقياس الضغط و تصوير باألشعة‪.‬‬

‫ولهذا يشمل الفحص العيادي المعايشة و المالحظة من خالل النظر الى المريض و هنا‬

‫نقصد الخاطب و المخطوبة و يتحلى ذلك في تقدير الوزن و الطول و كذلك القيام بتصوير‬

‫باألشعة و قياس نبضات القلب و في األخير الفحص العيادي كفحص الروتيني الذي يجري‬

‫‪1‬‬
‫دوريا‬

‫ثانيا‪:‬تحليل فصيلة الدم‬

‫باإلضافة الى الفحص العيادي الشامل يعتبر تحليل فصيلة الدم من أهم الفحوصات التي‬

‫تجرى للزوجين لما له من فائدة بإعتبارها تكشف عن مدى توافق و عدم توافق بين فصيلة دم‬

‫الزوجين‪،‬فهناك أربعة احتماالت يمكن حدوثها‪:‬‬

‫‪-‬االحتمال األول‪ :‬وجود فصيلة الدم لكل من الزوجين إيجابية‪.‬‬

‫‪-‬االحتمال الثاني‪ :‬وجود فصيلة الدم لكل من الزوجين سلبية‪.‬‬

‫‪-‬االحتمال الثالث‪ :‬وجود فصيلة دم ايجابية بالنسبة للزوجة وسلبية بالنسبة للزوج وفي هذه‬

‫‪-1‬محمد خالد منصور‪،‬مرجع السابق‪،‬ص ‪91‬‬


‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫االحتماالت الثالثة تعتبر فصائل الدم متوافقة و متجانسة‪،‬أي أنه التؤثر على صحة الجنين‬

‫‪1‬‬
‫و ال على الزوجين‬

‫أما االحتمال الرابع‪:‬وهو حالة عدم توافق بين عاملي الريزوس للزوجين بحيث تكون فصيلة‬

‫الدم للزوجة سلبية و الزوج إيجابية في هذه الحالة يرث الطفل الفصيلة اإليجابية عند‬

‫الوالد‪،‬بالتالي فإن الجهاز المناعي لألم ينتج اجسام مضادة في دمها نتيجة حملها للطفل‬

‫لكن إذا ما تم حقن األمهات السلبيات الحامالت(‪)RH-‬بالدواء المضاد (‪)Anti-D‬بعد أول‬

‫وضع لها فإنه يتفادى حصول أي مضاعفات عندها‪،‬و تحفظ أوالدها من حدوث تكسر‬

‫‪2‬‬
‫كريات الدم الحمراء الذي يتلف خاليا مخ الطفل‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬الفحوصات اإلضافية‬

‫بما أن المشرع الجزائري لم يحدد األمراض التي يسعى على الزوجين فحصها و ترك‬

‫للطبيب إمكانية اقتراح على المعنيين إجراء فحوصات إضافية قصد الكشف عن األمراض‬

‫الوراثية و األمراض المعدية و كما هو معلوم فالفحص العيادي الشامل و تحليل و فصيلة‬

‫الدم ال يفصل في ما إذا كانت أحد الزوجين مريض مرض معدي أو حامل جينات وراثية‬

‫مرضية و بالتالي كان لزاما على الزوجين القيام ببعض الفحوصات اإلضافية منها الكاشفة‬

‫‪-1‬هبة سلبة‪،‬حدادي عقيلة ‪"،‬الفحص الطبي قبل الزواج" ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪،‬تخصص قانون الخاص الشامل‪،‬قسم‬
‫العلوم اإلدارية‪،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪،‬بجاية‪،9015-9015،‬ص ‪92‬‬
‫‪-2‬هشام حضري‪،‬مرجع السابق‪،‬ص ص ‪92-91‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫عن األمراض الوراثية و منها الكاشفة عن األمراض الوراثية ومنها الكاشفة عن األمراض‬

‫المعدية‬

‫أوال‪:‬الفحوصات الكاشفة عن األمراض الوراثية‬

‫نقصد باألمراض الوراثية انتقال المرض من شخص الى اخر ألسباب كثيرة تتعلق بالقرابة‬

‫بين األشخاص او سبب البيئة أو الطعام و نستخلص أن‬

‫األمراض الوراثية هي الصفات التي تنتقل عبر األجيال السابقة إلى الراهنة عن طريق‬

‫‪1‬‬
‫المورثات أثناء تكوين البيضة المخصبة‬

‫يمكننا الكشف عن األمراض الوراثية عن طريق الفحص الجيني و هو مجموعة الطرق و‬

‫الوسائل المختلفة التي يتدخل بها في الجينات للتعرف على بعض أجزاء الخريطة الوراثية‬

‫الخاصة بإنسان معين أو التعرف إلى الخلل الموجود في هذه الجينات وربطها باألمراض‬

‫التي سببها أو هي تركيب المادة الوراثية لبعض الجينات لمعرفة اعتاللها‬

‫وسالمتها‪.2‬والفحص الجيني يتم بواسطة اجراء فحص الحمض النووي ويكون عن طريق أخذ‬

‫عينة من الدم أو الشعر أو الجلد من أحد الزوجين ‪،‬كذلك السائل األمينوسي الذي يحيط‬

‫‪-1‬حكيمة عبد الالوى‪،‬مصطفى باجو‪"،‬األمراض الوراثية‪،‬وأثرها على عقد النكاح" ‪،‬ملقى دولي الثاني‪،‬المستجدات الفقهية‬
‫في أحكام األسرة‪،‬معهد العلوم اإلسالمية‪،‬جامعة الوادي‪ 95 -91،‬أكتوبر ‪،9011،‬ص ‪95‬‬
‫‪ -2‬عماد حمد عبد هللا المحالوي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.15‬‬
‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫بالجنين أثناء الحمل يؤخذ إلى المخبر ويبحث عن التغييرات الموجودة في الكروموسومات‬

‫والبروتينات والحمض النووي‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفحوصات الكاشفة عن األمراض المعدية‬

‫المقصود باألمراض المعدية تلك األمراض التي تنتقل عن طريق الجماع عادة وليس دائما‬

‫عن طريق العالقة الجنسية سواء كانت بين رجل وامرأة أو مثليين‪.‬‬

‫وسبب هذه األمراض عن طريق البكتيريا وتتنوع إلى نوعين بكتيريا المكورات المنوية وبكتيريا‬

‫المكورات النجمية وكذلك عن طريق الفيروسات وتتنوع إلى فيرس نقص المناعة اإليدز‪ 2‬وهو‬

‫النقص الشديد في المناعة وفيروس التهاب الكبد الوبائي وفيروس الملسياء السارية وفيروس‬

‫الهرس ‪،‬وتنقسم هذه األمراض حسب األهمية أمراض رئيسة (الزهري السيالن ‪،‬التهاب الكبد‬

‫الفيروسي) وأمراض غير رئيسة (مرض المبيضات ‪،‬مرض الميساء السارية مرض المكورات‬

‫النجمية ‪،‬مرض الحراشف البرعمية)‪.3‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام الفحص الطبي قبل الزواج والمسؤولية الناجمة عنه‬

‫تماشيا مع تلم التوجيهات النبوية وتطبيقًا لإلرشادات الشرعية وادراكا لهذه القفزة الصحية‬

‫الهائلة والتي كشفت عن األمراض المسببة لمشاكل صحية خطيرة وتفاديا النتقالها أصبح‬

‫الفحص الطبي قبل الزواج حقيقة حتمية ال تقبل الجدال‪.‬‬

‫‪ -1‬يوم الثالثاء ‪ 11‬جويلية ‪ 9090‬الساعة ‪www.webteb.com ، 12:11‬‬


‫‪ -2‬االيدز‪AIDS‬كلمة تعني اختصار للمصطلح الطبي باللّغة االنجليزية ‪aiquired immune deficieny‬‬
‫‪ -3‬عبد الفتاح أبو كلية ‪،‬مرجع السابق ‪،‬ص ‪.22‬‬
‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫تبنى المشرع الجزائري هذه المسألة وأحاطها بسياج قانوني حيث رتب مسؤولية عند‬

‫اإلخالل بقواعدها ‪،‬وانطالقا من هذا سنحاول دراسة كل من‪:‬‬

‫أحكام الفحص الطبي قبل الزواج في التشريع الجزائري‬

‫ثم المسؤولية الناجمة عن الفحص الطبي قبل الزواج‬

‫وأخي ار تقييم الفحص الطبي قبل الزواج‬

‫المطلب األول‪ :‬أحكام الفحص الطبي في التشريع الجزائري‬

‫تعتبر مسألة الفحص الطبي قبل الزواج من القضايا التي تدخل في مجال تنظيم وتطوير‬

‫وا صالح المجتمع ‪،‬وبعد أن تجلت أهميته تبنى المشرع هذه المسألة رغم أن مشروع قانون‬

‫تم‬
‫الفحص الطبي قيل الزواج ظهر ألول مرة في قانون الصحة العمومية سنة ‪ ،775‬ولكن ّ‬

‫أن المشرع قد‬


‫تم ادراجه بصفة إلزامية ‪،‬ونجد ّ‬
‫الغاؤه مع صدور قانون الصحة سنة ‪ّ 2446‬‬

‫حاول أن يبين كيفية التعامل مع هذه المسألة عن طريق التنظيم حتّى يتجنب التطبيق السيء‬

‫لها ‪،‬فأصدر مرسوم ‪ ،60- 45‬وهذا ما تم تأكيده أيضا من خالل صدور قانون الصحة‬

‫العامة في ‪ 27‬يوليو ‪.24،2‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أحكام االلتزام بالفحص الطبي قبل الزواج وبعد ‪5002‬‬

‫حتّى تتسنى لنا نظرة شاملة عن أحكام الفحص الطبي قبل الزواج البد من معرفة االطار‬

‫الزمني الذي أُدرجت فيه هذه الفكرة لذا تُقسم دراستنا إلى جزئين‬
‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫‪-‬األول حول الوضع القانوني للفحص الطبي قبل الزواج قبل ‪2446‬‬

‫‪-‬الثاني حول الوضع القانوني للفحص الطبي قبل الزواج بعد ‪2446‬‬

‫أوال‪ :‬الوضع القانوني للفحص الطبي قبل ‪5002‬‬

‫لقد تناول المشرع الجزائري مسألة الفحص الطبي بل الزواج في المادة ‪ ،،6‬من قانون‬

‫الصحة العمومية سنة ‪ .1،775‬والتي نصت على مايلي‪ «:‬تحدد بموجب مرسوم كيفيات‬

‫الفحص الطبي السابق للزواج وذلك ألجل حماية العائلة‪ّ . 2‬إال أن هذه القاعدة القانونية‬

‫ضلت فاقدة للفعالية حيث لم تصدر مراسيم تنظيمية تنفدها على أرض الواقع‪.‬‬

‫بقي األمر على حاله طيلة ‪ ،4‬سنوات إلى غاية صدور القانون رقم ‪ 346 – 26‬المتعلق‬

‫بحماية الصحة وترقيتها ‪،‬فألغى هذا األخير مسألة الفحص الطبي قبل الزواج نهائيا مما‬

‫جعل بعض الشراح يعتبرونه نقصا تشريعيا يستلزم تداركه مستقبال ‪،‬فأعاد المشرع الجزائري‬

‫تنظيم مسألة الفحص الطبي قبل الزواج في تعديل قانون األسرة لسنة ‪.42446‬‬

‫‪ -1‬بلحاج العربي ‪"،‬الشهادة طبية قبل الزواج على ضوء قانون األسرة الجديد" ‪،‬ع ‪، 1‬مجلة دراسات المحكمة العليا‬
‫‪،‬الجزائر ‪، 9002،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 22 – 25‬المؤرخ في ‪، 1225 – 10 – 91‬المتضمن قانون الصحة العمومية ‪،‬ج ر‪،‬ج ج‪،‬ع ‪101‬‬
‫‪،‬الصادر في ‪.1225 – 19 – 12‬‬
‫‪ -3‬األمر رقم ‪ 05 – 15‬المؤرخ في ‪، 1215 – 09 – 15‬المتضمن قانون الصحة وترقيتها ‪،‬ج ر ‪،‬ح ح ‪،‬ع ‪، 1‬الصادر‬
‫في ‪.1215 – 09 – 12‬‬
‫‪ -4‬هشام حضري ‪"،‬آثار الفحص الطبي قبل انعقاد عقد الزواج" ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ‪،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية ‪،‬جامعة محمد خيضر ‪،‬بسكرة ‪، 9015،‬ص ‪.11‬‬
‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫ثانيا‪ :‬الوضع القانوني للفحص الطبي بعد ‪5002‬‬

‫حاول المشرع الجزائري تعديل قانون األسرة سنة ‪ 2446‬أن يوفق بين المتغيرات الدولية‬

‫المعاصرة وسعيا منه لاللتحاق بمواكبة التشريعات التي سبقته في هذا المجال ‪،‬فقد اعتبر هذا‬

‫الفحص اجراء اجبرايا وألزم المقبلين على الزواج به في نص المادة ‪ 47‬مكرر من األمر ‪46‬‬

‫– ‪ 42‬وهذا محاولة منه لحماية األوالد والزوجين من خطر األمراض‪.‬‬

‫أن في بداية تطبيق المادة ‪ 7‬مكرر على أرض الميدان صار تأويل خاطئ لهذه‬
‫مع الذكر ّ‬

‫المسألة من جهة بعض من المكلفون بإبرام عقد الزواج في بعض بلديات الجزائر الذين كانوا‬

‫يشترطون شهادة عذرية المرأة المقبلة على الزواج ‪،‬حيث لقي هذا الموضوع رفضا قاطعا في‬

‫الوسط النسوي خاصة من طرف الجمعيات النسوية الناشطة في حقوق اإلنسان وحقوق المرأة‬

‫‪1‬‬
‫‪،‬مما استدعى تدخل و ازرتي الداخلية والعدل لوضع حد لهذه التصرفات‬

‫قام المشرع الجزائري بتبيان كيفية التعامل مع هذه المسألة عن طريق المرسوم التنفيذي رقم‬

‫‪ 2،60 - 45‬حتى يتجنب التطبيق السيئ لها بعد سنة من الغياب ليحدد في هذا المرسوم‬

‫طبيعة هذه الشهادة الطبية وأنواع الفحوصات الواجب اجراءها من قبل المقبلين على‬

‫الزواج‪.3‬‬

‫‪ -1‬عالق عبد القادر ‪"،‬الفحص الطبي للمقبلين على الزواج دراسة مقارنة "‪،‬رسالة مقدمة لنيل متطلبات درجة دكتوراه في‬
‫القانون ‪،‬تخصص قانون خاص ‪،‬جامعة أبو بكر بلقايد ‪،‬تلمسان ‪، 9011- 9019،‬ص ص ‪.20 – 52‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 151 – 05‬المؤرخ في ‪ 9005 – 05 – 11‬يحدد شروط وكيفيات تطبيق أحكام المادة ‪02‬‬
‫مكرر ‪،‬من القانون رقم ‪ 11 – 11‬المؤرخ في ‪ 2‬يونيو ‪ 1211‬المتضمن قانون األسرة‬
‫‪ -3‬عالق عبد القادر ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.915‬‬
‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫وقد ألزم قانون الصحة الجديد ‪ ،، – ،2‬في مادته ‪ 72‬التي نصت على «الفحص الطبي‬

‫أن قائمة الفحوصات والتحاليل المطلوبة لم يصدر بعد التنظيم‬


‫السابق للزواج اجباري» ‪ّ .‬إال ّ‬
‫‪1‬‬

‫الخاص بها‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط وكيفيات تطبيق المادة ‪ 00‬مكرر المتضمنة الفحوصات الطبية قبل‬

‫الزواج‬

‫حاول المشرع الجزائري في تعديل قانون األسرة الجزائري سنة ‪ 2446‬معالجة قضايا األسرة‬

‫والتمييز الصحيح والموضوعي ألحكام الشريعة اإلسالمية ‪،‬حيث ألزم المقبلين على الزواج‬

‫بضرورة تقديم شهادة طبية تثبت خلوهما من األمراض‪.3‬‬

‫نجد المشرع الجزائري نص على هذه المسألة في المادة ‪ 47‬مكرر من قانون األسرة‬

‫الجزائري والتي تنص على ما يلي‪«:‬يجب على طالبي الزواج أن يقدما وثيقة طبية ال يزيد‬

‫أي مرض أو عامل قد يشكل خط ار يتعارض‬


‫تاريخها على ‪ 43‬ثالثة أشهر تثبت خلوهما من ْ‬

‫مع الزواج ‪،‬ويتعين على الموثق أو ضابط الحالة المدنية أن يتأكد قبل تحرير عقد الزواج‬

‫من خضوع الطرفين للفحوصات الطبية ومن علمها بما قد يكشف عنه من أمراض أو عوامل‬

‫تشكل خط ار يتعارض مع الزواج ويؤثر بذلك في عقد الزواج‪.‬‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 11 – 11‬المتضمن قانون الصحة ج ر ‪،‬ج ج ‪،‬ع‪، 1‬الصادر في ‪ 92‬يوليو ‪.9011‬‬
‫‪ -2‬بلحاج العربي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ -3‬موسى مرمون ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.155‬‬
‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫تحدد شروط وكيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم‪.1‬‬

‫نجد بأن المشرع قد حاول أن يبين كيفية التعامل مع هذه المسألة عن طريق التنظيم حتى‬

‫يتجنب التطبيق السيئ لها‪.‬‬

‫فأُصدر المرسوم ‪، ،60 – 45‬وهذا ما ورد تبيانه في المادة األولى من المرسوم"يهدف هذا‬

‫المرسوم إلى تحديد شروط وكيفيات أحكام المادة ‪ 47‬مكرر من القانون رقم ‪20 – ،،‬‬

‫المؤرخ في ‪ 47‬رمضان عام ‪ ،040‬الموافق ل ‪ 47‬يونيو عام ‪ ،720‬والمذكور أعاله"‬

‫‪2‬‬
‫وقد تضمن هذا المرسوم مواد تحدد كيفية تطبيق المادة ‪ 47‬مكرر على النحو التالي‪:‬‬

‫تضمنت المادة ‪ 42‬على كل من طالبي الزواج سواء (المرأة أو الرجل) أن يقدم شهادة طبية‬

‫ال يزيد تاريخها عن ‪ 43‬ثالثة أشهر ممتدة إلى يوم إبرام العقد المدني ‪،‬وحددت في فقرتها‬

‫الثانية على أن تسلم الشهادة الطبية من طرف الطبيب حسب النموذج المرفق لهذا المرسوم‪.‬‬

‫واعماال بنص المادة ‪ 43‬من نفس المرسوم ينبغي أن يسلم الطبيب شهادة طبية بناءا على‬

‫نتائج الفحص العيادي الشامل وتحليل فصيلة الدم ‪،‬وبهذا تكون قد حددت الفحوصات التي‬

‫يجب أن يخضع لها طالب الزواج وألزمت الطبيب التأكد من خضوعها‪.‬‬

‫وما يمكن اإلشارة إليه في هذا الصدد من المادة ‪ 40‬أعطت للطبيب الفاحص صالحية في‬

‫التوسع في الفحص الطبي بأن ينصب على السوابق الوراثية ‪،‬وذلك قصد الكشف عن بعض‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪، 151 -05‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬موسى مرمون ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.95‬‬
‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫العيوب أو القابلة لإلصابة ببعض األمراض‪ 1‬كما يمكن للطبيب أن يقترح على المعني اجراء‬

‫فحوصات للكشف عن بعض األمراض التي يمكن أن تشكل خطر االنتقال للزوج اآلخر أو‬

‫للذرية بعد اعالمه بمخاطرها‪.‬‬

‫أن‬
‫وأكدت المادة ‪ 46‬على الطبيب ابالغ المعني بمالحظاته ونتائج الفحوصات ‪،‬كما ّ‬

‫نصوص هذا المرسوم تلزمه بتقديم شهادة طبية دون تقييد أو شرط ‪،‬وبالتالي ال يمكن لضابط‬

‫الحالة المدنية ابرام عقد الزواج إال بعد أن يقدم طالب الزواج الشهادة الطبية المنصوص‬

‫عليها في هذا المرسوم وفقا ألحكام المادة ‪ 45‬من نفس المرسوم ‪،‬مع علمهما بنتائج‬

‫الفحوصات ال طبية وذلك من خالل االستماع إلى كال منهما مع ضرورة التأشير بذلك على‬

‫عقد الزواج‪.‬‬

‫وال يجوز لضابط الحالة المدنية رفض ابرام عقد الزواج ألسباب طبية خالفا إلرادة الطرفين‬

‫المعنيين ‪،‬هذا ما أشارت إليه المادة ‪ 47‬في فقرتها الثانية من المرسوم التنفيذي ‪– 45‬‬

‫‪.2،60‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية الناجمة عن الفحص الطبي قبل الزواج‬

‫إن المشرع الجزائري وسعيا منه لاللتحاق بموكب التشريعات التي سبقته في هذا المجال‬
‫ّ‬

‫‪،‬إال أنه لم‬


‫فقد اعتبر مسألة الفحص الطبي قبل الزواج الزاميا وأجبر المقبلين على الزواج به ّ‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪، 151 – 05‬مرجع سابق‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫ُيبين المسؤولية المترتبة على االخالل بأحكام الفحص الطبي ال في المرسوم التنفيذي وال في‬

‫قانون األسرة وال في قانون الصحة ‪،‬لكن هذا ال يعني انعدام الجزاء كليا بل يعتبر احالة‬

‫لتطبيق القانون العام والخاص‪، 1‬لذا سنذكر في هذا الصدد مسؤولية كل من الطبيب‬

‫الفاحص الناجمة عن الفحص الطبي قبل الزواج ومسؤولية الموظف المؤهل بتسجيل عقد‬

‫الزواج‬

‫الفرع األول‪ :‬مسؤولية الطبيب الفاحص الناجمة عن الفحص الطبي قبل الزواج‬

‫منح المشرع الجزائري مسؤولية تحرير الشهادة الطبية للطبيب وفقا للنموذج المفحوص في‬

‫‪2‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ ،60-45‬فعند ارتكابه ألي خطأ يمكن ان يترتب عنه عدة مسؤوليات‬

‫فقد تكون مسؤولية عقدية ناتجة عن اإلخالل بالتزام التعاقدي و قد تكون مسؤولية تقصيرية‬

‫ناتجة عن اإلخالل بالواجب القانوني كما يمكن ان تثبت المسؤولية الجزائية التي تتبع توقيع‬

‫العقاب الجنائي‪،‬لهذا سنتناول الحاالت التي يترتب عليها المسؤولية و هي‪:‬‬

‫أوال‪:‬جزاء الخطأ في التشخيص‪:‬‬

‫يعتبر التشخيص المرحلة االولية للعمل الطبي فعلى ضوئه يقف الطبيب الفاحص على‬

‫ماهية المرض و خطورته و كذلك مدى تطوره‪،‬وعلى هذا األساس يتم اتخاذ قرار سليم يفيد‬

‫الحالة المعروضة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد المختار شرو ‪"،‬الفحص الطبي قبل الزواج (دراسة مقارنة) "‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق ‪،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬الوادي ‪، 9015 – 9011،‬ص ‪. .22‬‬
‫‪-2‬هشام حضري‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.11‬‬
‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫لكن إذا فشل الطبيب في التشخيص مثل‪:‬وصفة دواء خاطئة او مباشرة عالج اليلزم‬

‫المريض‪،‬وهذا الخطأ في التشخيص قد يكون سببه اإلهمال من طرف الطبيب ال سيما إن‬

‫كان هذا الخطأ جسيم ناتج عن جهله بالعلوم الطبية‪،‬مما يثير مسؤليته‪،‬و تقع كذلك المسؤولية‬

‫على المستشفى المجرى فيه الفحص سواء كان في القطاع العام أو اخاص و سواء كان‬

‫‪1‬‬
‫الخطأ من فريق طبي او من قيل العاملين فيه‪.‬‬

‫فالتزام الطبيب الفاحص يكيف حسب ما إذا كانت التحاليل المجرات عادية اعتاد الطبيب‬

‫على اجرائها فيقع على عاتقه االلتزام بتحقيق نتيجة النتهاء عنصر االحتمالية و على هذا‬

‫األساس يجب ان تكون التحاليل المجرات دقيقة و سليمة و ال يختلها أي شك ‪،‬عكس ما إذا‬

‫كانت معقدة او صعبة فإن الطبيب يلزم فقط ببذل عناية ‪،‬إال أن المعيار لم يستقر إعماله‬

‫حيث صار ا لتزام الطبيب الفاحص بتحقيق نتيجة و لو كانت التحاليل المطلوب إجراؤها‬

‫صعبة و معقدة‪،2‬حتى يتسنى له اكتشاف األمراض و العلل المؤثرة في العالقة الزوجية‬

‫‪،‬فمثال نجد أغلب التشريعات نصت على أهم الفحوصات الطبية المقررة قبل الزواج من بين‬

‫الفحوصات "الفحص عن داء الحميراء"هذا ما نص عليه المشرع الجزائري في المرسوم‬

‫‪3‬‬
‫التنفيذي ‪ ،60-45‬المفسر ألحكام المادة ‪ 47‬مكرر من قانون األسرة الجزائري‬

‫‪-1‬طاهري حسين"الخطأ الطبي و الخطأ العالجي في المستشفيات العامة‪:‬دراسة مقارنة"الجزائر‪-‬فرنسا‪،‬دار هومة‬


‫‪،‬الجزائر‪،9009،‬ص ‪.91‬‬
‫‪-2‬عشوش كريم ‪"،‬العقد الطبي"‪،‬دار هومة ‪،‬الجزائر‪،9002،‬ص ‪.102‬‬
‫‪-1‬عالق عبد القادر‪،‬مرجع السابق‪،‬ص‪951‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫ثانيا‪ :‬تحرير شهادة طبية دون فحص المعني و تزوير نتائج الفحص‬

‫‪ /1‬تحرير شهادة طبية دون فحص المعني‬

‫مادام تحرير الشهادة الطبية المخولة للطبيب فهذا األخير يتحمل مسؤولية إهماله ألي عمل‬

‫يكون على عاتقه ‪،‬كأن يقوم بتحرير شهادة دون فحص المعني او تسليمها مخالفة للحقيقية و‬

‫ذلك بمأل استمارة الشهادة دون قيام الشخص بالتحاليل الالزمة‪،‬حتى ولو كان تحريرها عن‬

‫تهاون و المباالة او تغاضي الطبيب عن النتائج التحاليل التي تكشف إصابة الشخص‬

‫‪1‬‬
‫المفحوص بأحد األمراض ‪،‬فيعتبر تقصير و بالتالي تثار المسؤولية التقصيرية للطبيب‬

‫قد يلجأ األطراف المقبلين على الزواج او أحدهما إلى أطباء يعرفونهم من العائلة أو من‬

‫األصدقاء الذين يقومون بمأل االستمارة الخاصة بالفحص دون إجراء أي تحليل‪،‬و هو‬

‫تصرف اكثر خطورة ألنه يؤخر عملية اكتشاف اإلصابة بمرض ما لدى الزوجين و ينتقل‬

‫بعد ذلك إليها و إلى أطفالهما‪.‬‬

‫ألن الفحص الطبي قبل الزواج يعتبرونه مجرد إجراء إداريا إلستكمال الملف و إيداعه‬

‫‪2‬‬
‫لمصلحة عقود الزواج‪.‬‬

‫‪-1‬نجومن سناء‪"،‬مسؤلية الطبيب في مجال الفحص الطبي قبل الزواج"‪،‬مداخلة مقدمة ليوم دراسي حول الفحص الطبي‬
‫قبل الزواج‪،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪،‬بجاية‪،‬يوم‪،9015-01-15‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪،‬ص ص ‪.19-11‬‬
‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫‪ /5‬تزوير نتائج الفحص الطبي‬

‫يحضر على طبيب عام كان او خاص القيام بأعمال تتنافى مع أخالقيات ممارسة مهنة‬

‫الطب كتزوير شهادة مثال ألنه قد يسأل عن إلحاق الضرر بالغير مما يتطلب جبر ذلك‪،‬كما‬

‫يتعدى ألمر الى نطاق المسؤولية التأديبية و المدنية فيسأل جزائيا ‪.‬‬

‫لقد أورد المشرع الجزائري أحكام عامة بتطبيق عقوبات جزائية ضد ما يقوم بتزوير‬

‫الشهادات مهما كانت طبيعتها حيث تدخل ضمنها شهادة الطبية قبل الزواج باعتباره وثيقة‬

‫إدارية وذلك تطبيقا ألحكام قانون العقوبات‪1‬إن تخصص في القسم الخامس منه المعنون‬

‫ب"التزوير"ثمانية مواد من المادة ‪ 222‬إلى ‪ 227‬ق‪.‬ع تتعلق بتحديد طبيعة العقوبة المناسبة‬

‫لكل فعل مجرم قانونيا‪.‬‬

‫بإعتبار الشهادة الطبية قبل الزواج وثيقة إدارية تطبق عليها أحكام قانون العقوبات‪2‬حيث‬

‫اكدت المادة ‪ 222‬ق ‪.‬ع «كل من قلد أو زور أو زيف رخصا أو شهادات أو كتابات أو‬

‫بطاقات‪....‬أو غيرها من الوثائق التي تصدرها اإلدارات العمومية بغرض إثبات حق أو‬

‫شخصية أو صفة أو منح إذن‪»..‬‬

‫تقوم مسؤوليه بعقوبة الحبس من ‪ 45‬أشهر إلى ‪ 43‬سنوات و بغرامة مالية من ‪ 24444‬إلى‬

‫‪ ،444444‬دج‪.‬‬

‫‪-1‬عالق عبد القادر‪،‬مرجع سابق‪.955،‬‬


‫‪-2‬أمر رقم ‪ 155-55‬المؤرخ في ‪ 01‬يونيو ‪ 1255‬المتضمن قانون العقوبات‪،‬ع ‪،12‬الصادر في ‪ 91‬جوان ‪ 1255‬معدل‬
‫و متمم باالقانون رقم ‪ 09-15‬المؤرخ في ‪ 12‬يونيو سنة ‪،9015‬جر‪ 12،‬المؤرخة في ‪ 99‬يونيو سنة ‪.9015‬‬
‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫كما يعاقب با لحبس لمدة سنة أو ثالثة سنوات كل طبيب أو جراح أسنان أو مالحظ صحي‬

‫أو قابلة قرر كذبا بوجود أو بإخفاء مرض أو عاهة أو حمل تأدية وظيفة وبغرض محاباة‬

‫‪1‬‬
‫أحد األشخاص‬

‫كما تنص المادة ‪ 222‬يعاقب من ‪ 45‬أشهر إلى سنتين و بغرامة مالية من ‪ 24444‬إلى‬

‫‪ ،44444‬دج أو بإحدى هاتين العقوبتين ما لم يكن الفعل جريمة أشد كل من حرر عمدا‬

‫إقرار أو شهادة تثبت وقائع غير صحيحة ماديا زور أو غير بأية طريقة كانت إقرار أو‬

‫شهادة صحيحة أصال أو استعمل عمدا إقرار أو شهادة غير صحيحة أو مزورة‪.‬‬

‫يتضح من خالل هذه األخيرة‪،‬أنه لقيام جريمة التزوير في الشهادة الطبية ينبغي توافر‬

‫الشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون موضوع الشهادة أو اثبات أو نفي مرض على خالف الحقيقة‬

‫‪ ‬أن يتم التزوير أثناء تأدية لطبيب للوظيفة‬

‫‪ ‬أن يكون الغرض من التزوير هو محاباة أحد األشخاص‬

‫‪ ‬يمكن للطرف المتضرر تحريك دعوى قضائية ما فعل تزوير الشهادة الطبية و ذلك‬

‫بغية طلب التعويض و كذلك توقيع العقوبة الجزائية على مرتكبها‪،‬حيث ترفع دعوى‬

‫‪-1‬المادة ‪ 995‬من األمر رقم ‪،155_55‬مرجع سابق‬


‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫أمام المحكمة التي تم في دائرتها اختصاصها الفحص الطبي قبل الزواج‪،‬وذلك طبقا‬

‫‪1‬‬
‫لنص المادة ‪ 46/04‬ق إ م إ‬

‫وقد تضمنت مدونة أخالقيات مهنة الطب أنه يمكن للمجلس الجهوي أن يتخذ العقوبات‬

‫التأديبية كاإلنذار أو التوبيخ ‪.‬كما يمكنه ان يقترح هذا المجلس على السلطات اإلدارية‬

‫المختصة منع الطبيب ممارسة المهنة أو غلق المؤسسة‪،‬هذا ما ورد تبيانه في أحكام‬

‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 2،7‬من المرسوم التنفيذي ‪275-72‬‬

‫ومن خالل ما سبق نجد أن الطبيب يتحمل كل الجزاءات إثر قيامه يتزوير نتائج الفحص‬

‫أي الشهادة الطبية‪،‬إال أن المشرع الجزائري لم يضع أحكام خاصة بمسؤولية الطبيب أثناء‬

‫تأدية الفحص الطبي قبل الزواج‪،‬فيمكن متابعة الطبيب الفاحص مدنيا وفقا للقواعد العامة‪،‬أما‬

‫على أساس الم سؤولية المدنية التقصيرية بإثبات الخطأ و لضرر و عالقة سببية بينهما‪،‬أو‬

‫على أساس المسؤولية العقدية في حالة وجود عقد طبي بين الطبيب الفاحص و الشخص‬

‫المفحوص‪،‬وفي حالة إخالل الطبيب بالتزامه التعاقدي و ذلك بسبب القوة الملزمة التي‬

‫‪3‬‬
‫أكسبها العقد الثاني بينهما‬

‫‪-1‬قانون ‪ 02-01‬المؤرخ في ‪ 1210-01-91‬المتضمن قانون إ م و إ ‪،91‬الصادر ‪9001-01-95‬‬


‫‪-2‬المرسوم التفيذي رقم ‪ 925-29‬المؤرخ في ‪ 5‬يوليو ‪،1210‬المتضمن مدونة أخالقيات الطب‪،‬ع ‪ 59‬الصادر في ‪1‬‬
‫يوليو ‪1229‬‬
‫‪-3‬عالق عبد القادر‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪955‬‬
‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫ثالثا‪ :‬إفشاء سر الفحص الطبي‬

‫يعد إفشاء األسرار الطبية من صور التعدي على حرمة الحياة الخاصة و هذا ما نص عليه‬

‫قانون الصحة في المادة ‪" 20‬لكل شخص الحق في احترام حياته الخاصة‪،‬و سر المعلومات‬

‫الطبية المتعلقة باستثناء حاالت المنصوص عليها صراحة في القانون"‬

‫بمعنى يقتضي المبدأ العام حفظ و صون سرية الحياة الخاصة للفرد بما فيه حالته الصحية‬

‫التي يمكن أن تكون محل فحص أو عالج من قبل األطباء‪،‬و كل من الفحص و العالج‬

‫الطبيين هو أن بطبيعتهما ال يحق للطبيب كشفهما للغير‪ 1‬باعتبار مهنة الطب من المهن‬

‫التي تلزم موظفيها بكتم أسرار مرضاهم طبقا لنص المادة ‪ ،57‬من قانون الصحة "يمارس‬

‫مهني الصحة مهنته بصفة شخصية ‪،‬ويجب ان يلتزم بالسر الطبي و المهني"فإن جريمة‬

‫إفشاء سر الفحص الطبي قبل الزواج‪،‬من الجرائم الواقعة مع األشخاص‪،‬حتى ولو كان هذا‬

‫اإلفشاء جزئيا ولقيام المسؤولية يستلزم توافر األركان العامة للجريمة وهي الركن الشرعي‬

‫الذي يقصد به أن يكون الفعل المنصوص عليه في قانون العقوبات ووضع له عقوبة‬

‫جزائية‪،‬أما الركن المادي الذي يستلزم أن يتوفر بدوره على ثالثة عناصر و هي وجود السر‬

‫الطبي فعل اإلفشاء ‪،‬األمين على السر‪،‬كذلك يجب توافر الركن المعنوي و الذي يتخذ صورة‬

‫القصد الجنائي الذي يقصد به إتجاه إرادة الجاني إلى إرتكاب الجريمة مع علمه بذلك فإذا‬

‫‪-1‬عبد الرحيم صباح ‪"،‬المسؤولية الجزائية للطبيب عن افشاء السر المهني"‪،‬مجلة دفاتر السياسية و القانون‪،‬ع ‪،1‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬ورقلة‪،‬الجزائر‪،9011،‬ص ‪.9‬‬
‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫اجتمعت قامت الجريمة إفشاء السر في حق الطبيب ومن ثم وجب عقوبته على إفشاء نتائج‬

‫‪1‬‬
‫سر الفحص الطبي قبل الزواج للغير‪.‬‬

‫فالمشرع الجزائري قد رتب مسؤولية جزائية هذا ما ورد تبيانه في ق‪.‬ع "ليعاقب بالحبس من‬

‫شهر الى ستة أشهر وبغرامة من ‪ 644‬إلى ‪ 6.444‬دج لألطباء و الجراحون و القابالت و‬

‫جميع األشخاص المؤتمنين لحكم الواقع أو المهنة أو الوظيفة الدائمة أو المؤقتة‪.‬على أسرار‬

‫ادلى إليهم أو أفشوها في غير الحاالت التي يوجب عليهم فيها القانون إفشائها و يصرح لهم‬

‫‪2‬‬
‫بذلك‬

‫كما أن مدونة أخالقيات الطب أدرجت مسألة السر الطبي في نص المادة ‪ 35‬التي تنص‬

‫على مايلي‪:‬يشترط في كل طبيب أو جراح أسنان أن يحتفظ بالسر المهني المفروض لصالح‬

‫المريض‪.‬‬

‫وهذا ما تم تأكيده في نص المادة ‪ 0،7‬قانون الصحة ‪،‬فالفحص الطبي قبل الزواج سر‬

‫‪3‬‬
‫شخصي ينحصر بين أطرافه فقط‪.‬‬

‫إال أن االستثناء الوارد هو ما اذا تعلق األمر بالمصلحة العامة فيجب التضحية بالمصلحة‬

‫الفردية وهذا من خالل التصريح باألمراض و األوبئة القابلة لالنتقال والتستر على مثل هذه‬

‫‪-1‬بومدان عبد القادر‪"،‬المسؤولية الجزائية للطبيب عن إفضاء الر الطبي"‪،‬رسالة لنيل شهادة الماجستير في القانون‪،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية‪،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،9011،‬ص ‪.12‬‬
‫‪-2‬المادة ‪101‬من األمر ‪،155-55‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬بومدان عبد القادر‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.101‬‬
‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫الحاالت يشكل خطر على الصحة العامة‪،‬والهدف من التبليغ هو الحماية المجتمع من‬

‫األمراض المعدية‪.‬وتم تأكيد على هذا بنص المادة ‪ 37‬قانون الصحة "يجب على كل ممارس‬

‫طبي التصريح فو ار للمصالح الصحية المعنية بكل حالة مشكوك فيها أو مؤكدة من األمراض‬

‫الواردة في قائمة األمراض ذات التصريح اإلجباري في المادة ‪ 32‬أعاله‪،‬تحت طائلة‬

‫‪1‬‬
‫العقوبات المنصوص عليها في القانون"‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مسؤولية الموظف المؤهل بتسجيل عقد الزواج‬

‫لقد حدد المشرع الجزائري في قانون األسرة الجهات المختصة بإبرام عقد الزواج ‪،‬وذلك في‬

‫نص المادة ‪ ،2‬ق أ « يتم عقد الزواج أمام الموثق أو أمام موظف مؤهل قانونيا مع مراعاة‬

‫ما ورد في المادتين ‪ 47‬و ‪ 47‬مكرر من هذا القانون»‪.‬‬

‫إال أن هذا االخير حسب ما ورد في نص المادة ‪ 7،‬ق‪.‬ح‪.‬م ج هو إما ظابط الحالة‬

‫المدنية أو الموثق الذي يقع في دائرة اختصاصه محلٌ إقامة طالبي الزواج أو أحدهما‪.2‬‬

‫لذا ألزم المشرع الجزائري بضرورة تحرير عقد الزواج في وثيقة رسمية وفقا لمجموعة من‬

‫االجراءات اإلدارية التي تضمن توثيقه وحفظه والعناية به لذلك أسند اختصاص تحريره إلى‬

‫‪-1‬موسى مرمون‪،‬مرجع السابق‪،‬ص ‪120‬‬


‫‪ -2‬عبد الحفيظ ابن عبيدة ‪"،‬الحالة المدنية وإجراءاتها في التشريع الجزائري" ‪،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬ط‬
‫‪، 1‬الجزائر ‪، 9011،‬ص ‪.112‬‬
‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫الموثق أو ضابط الحالة المدنية باعتبارهما موظفان مؤهالن وعليهما أن يؤش ار على الزواج‬

‫قد تم ضمن الشروط القانونية المنصوص عليها‪.1‬‬

‫ومن بين شروط تحرير عقد الزواج المنصوص عليها في تعديل ‪ 2446‬وهو شرط الشهادة‬

‫الطبية ‪،‬بحيث ال يجوز للموثق أو لظابط الحالة المدنية تحرير عقد الزواج قبل أن يتأكد من‬

‫خضوع الطرفين للفحوصات الطبية وكذلك من علمهما بنتائج الفحوصات الطبية‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬إبرام العقد دون الشهادة الطبية‬

‫إذا كانت وظيفة كل من ضابط الحالة المدنية والموثق منحصرة في تحرير عقد الزواج وفقا‬

‫لألشكال والقواعد وشروط تحرير العقود ومن بينها شرط الشهادة الطبية كما ورد في نص‬

‫المادة ‪ 47‬مكرر من قانون األسرة الجزائري أنه يجب تقديم الشهادة الطبية من طرف‬

‫الزوجين تثبت خلوهما من األمراض والعوامل التي تشكل عائق الزواج وفق نص المادة ‪،2‬‬

‫من قانون األسرة سالفة الذكر‪.2‬‬

‫أن المشرع الجزائري لم يدرج هذه الوثيقة والبيانات الضرورية إلبرام عقد الزواج‬
‫إال ّ‬

‫المنصوص عليها في نصوص المواد من ‪ 73‬إلى ‪ 75‬قانون الحالة المدنية الجزائري‪.3‬‬

‫‪ -1‬موسى مرمون ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.120‬‬


‫‪ -2‬بلحاج العربي ‪،‬أحكام الزواج في ضوء قانون األسرة الجديد ‪ ،‬ج ‪، 1‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪،‬الجزائر ‪، 9019،‬ص‬
‫‪.112‬‬
‫‪ -3‬أمر رقم ‪، 90 – 20‬مؤرخ في ‪ 12‬فيفري ‪ 1220‬المتعلق بالحالة المدنية ‪،‬ع ‪، 91‬المؤرخ في ‪ 92‬فيفري ‪1220‬‬
‫‪،‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ 01/11‬المؤرخ في أوت ‪، 9011‬ع ‪.12‬‬
‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫أ ) في حالة إبرام عقد الزواج ولم يقدم أحدهما أو كالهما شهادة طبية‪ :‬فإن جزاء هذا األخير‬

‫هو امتناع ورفض تحرير هذا العقد مع ضرورة اعالمهما بأنه ال يجوز تحرير عقد زواجهما‬

‫في حالة تخلف شرط إلزامي وهو شرط تقديم الشهادة الطبية‪.1‬‬

‫ب ) في حالة تجاهل هذا الشرط وقيام الموثق أو ضابط الحالة المدنية بتحرير عقد الزواج‬

‫دون استالمه الشهادة الطبية‪ :‬فيكون بذلك قد ارتكب خطأ أثناء ممارسة مهامه تعتبر أخطاء‬

‫شخصية ال إدارية ألنها ناتجة عن عدم اتخاذ الحذر الالزم والحيطة الواجبة ‪،‬فترتب هذه‬

‫األخطاء مسؤولية مدنية أو مسؤولية جزائية ‪،‬فإنه يتابع قضائيا من طرف النيابة العامة‬

‫باعتبارها طرف أصيل في جميع القضايا الراهنة إلى تطبيق أحكام قانون األسرة حسب نص‬

‫المادة ‪ 43‬مكرر ق أ «تعد النيابة العامة طرفا أصليا في جميع القضايا الراهنة إلى تطبيق‬

‫أحكام هذا القانون» فتحرك الدعوى العمومية تلقائيا عند االقتضاء‪.2‬‬

‫فبالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 22‬ق‪.‬ح‪.‬م«يترتب على كل فساد أو تزوير في وثائق الحالة‬

‫المدنية أو قيد هذه الوثائق في ورقة مستقلة أو غيرها دون تسجيلها في المواضع المعدة لها‬

‫أن هذا‬
‫تعويض األضرار الملحقة باألطراف»‪ .‬وأضافت المادة ‪ 27‬من نفس التشريع ّ‬

‫ث في‬
‫التعويض هو عبارة عن غرامة مالية ال تزيد عن ‪ 2444‬د ج تقررها المحكمة التي ُتب ُ‬

‫المسائل المدنية بناءا على طلب من النيابة العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز سعد ‪"،‬قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد (أحكام الزواج والطالق) بعد التعديل "‪،‬دار هومة للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع ‪،‬الجزائر ‪، 9002،‬ص ‪.51‬‬
‫‪ -2‬عبد الحفيظ بن عبيدة ‪،‬مرجع السابق ‪،‬ص ‪.190‬‬
‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫وعليه فإذا نتج عن إبرام عقد الزواج بدون شهادة طبية وقوع أضرار باألفراد نتيجة ظهور‬

‫أمراض بعد الزواج أو وقوع عدوى واعاقات أو انتشار لألوبئة يكون الموظف مسؤول عن‬

‫خطئه الذي ألحق أضرار بالغير ويتحمل التعويض المنصوص عليه سابقا‪.1‬‬

‫كما يمكن أن تكيف األخطاء التي يرتكبها الموظف المؤهل بإبرام عقد الزواج أنها أخطاء‬

‫ترتب مسؤولية جزائية ‪،‬فيحاول المتهم (الذي أبرم عقد الزواج) على القسم الجزائي حسب نوع‬

‫التهمة المتابع بها ‪،‬وهذا ما ورد في أحكام المادة ‪ 2،6‬ق‪.‬ع‪ .‬ج حيث نصت على العقوبة‬

‫نصت على عقوبة جناية‬


‫المترتبة على مخالفة شروط تحرير العقود بصفة عامة ‪،‬حيث ّ‬

‫تزوير المحررات الرسمية من طرف الموظفين هي السجن المؤبد‪.2‬‬

‫وكذا نص المادة ‪ 2،5‬من نفس التشريع« ‪...‬إما بإضافة أو بإسقاط أو تزييف الشروط أو‬

‫الق اررات أو الوقائع التي أعدت هذه المحررات لتلقيها أو إلثباتها‪ »...‬فيعاقب ظابط الحالة‬

‫المدنية أو الموثق عند إهمالهما لهذه الشهادة بالسجن المؤقت من ‪ ،4‬إلى ‪ 24‬سنة وبغرامة‬

‫مالية من ‪ ،444.444‬إلى ‪ 2444.444‬د ج‪.3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬توثيق عقد الزواج من غير التأكد من علم كل طرف بنتائج الفحص‪.‬‬

‫لقد نصت المادة ‪ 47‬من المرسوم التنفيذي ‪« ،60 – 45‬يجب على الموثق أو ضابط‬

‫الحالة المدنية التأكد من خالل االستماع إلى كال الطرفين في آن واحد من علمهما بنتائج‬

‫‪ -1‬عبد الحفيظ ابن عبيدة ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.191‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز سعد ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه ‪،‬ص ‪.121‬‬
‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫الفحوصات التي خضع لها كل منهما وباألمراض أو العوامل التي قد تشكل خط ار يتعارض‬

‫مع الزواج ويؤثر ذلك في عقد الزواج‪.‬‬

‫ال يجوز للموثق أو ضابط الحالة المدنية رفض إبرام عقد الزواج ألسباب طبية خالفا إلرادة‬

‫المعنيين‪.1‬‬

‫وعليه ُوجب مراعاة هذه القواعد والتأكد من علم كال الطرفين بنتائج الفحص والتحقق من‬

‫المعلومات المتعلقة بتوفرها أو عدم توفرها ‪،‬والقانون لم يخول لهما سلطة التحقق من ذلك‬

‫فقط ‪ ،‬بل قرر معاقبتهما إذا لم تتم االجراءات المقررة المتعلقة بكيفية ابرام عقد الزواج ‪ ،‬وأن‬

‫نص‬
‫ال لزام به ال يعني بطالن العقد من عدمه ‪،‬فال يمكن للملتزمين به من الزواج حيث ّ‬

‫على ّأنه ال يوجب للموثق أو ضابط الحالة المدنية رفض ابرام عقد الزواج ألسباب صحية‬

‫خالفا إلرادة المعنيين‪.‬‬

‫ما ذهب إليه المشرع الجزائري في الفقرة الثانية من المادة ‪ 47‬من المرسوم التنفيذي سالف‬

‫الذكر‪.2‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬تقييم الفحص الطبي قبل الزواج‪.‬‬

‫إن الدول التي سنت تقنينا للفحص الطبي قبل الزواج وجعلته إلزاميا لم تصل إلى هذا‬
‫ّ‬

‫القرار إال بعد دراسة كل ما يتعلق بهذا الفحص وعلى وجه التحديد االيجابيات والسلبيات‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪، 151 – 05‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز سعد ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ص ‪. 125 - 121‬‬
‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫والتي يمكن تفاديها بالتطبيق الجيد للفحص الطبي قبل الزواج ‪،‬وكذا وضع بدائل لمن أراد‬

‫التمسك بامرأة أو العكس حتّى يوفر الرضى للجميع‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬ايجابيات الفحص الطبي قبل الزواج‪:‬‬

‫تكمن فوائد الفحص الطبي قبل الزواج فيما يلي‪:‬‬

‫*نشر الوعي بمفهوم الزواج الصحي الشامل‪.‬‬

‫بالفحص الطبي قبل الزواج يتم الحد من انتشار األمراض الوراثية والتقليل من والدة أطفال‬

‫مشوهين أو معاقين ‪،‬والذين يسببون متاعب ألسرهم ومجتمعاتهم‪.1‬‬

‫إن فكرة الفحص الطبي قبل الزواج قد ُوجدت أساسا لحماية وتأمين سالمة كال من الزوجين‬
‫*ّ‬

‫وأبنائهم ‪،‬فهذا األخير ُي َعد مفتاح الزواج اآلمن فهو من الوسائل الوقائية الفعالة ‪،‬إال أن أبعاد‬

‫هذه الحماية قد تتسع وتتزايد في االتساع من خالل التطبيق الجيد للفكرة كما يوفر جانب من‬

‫جوانب الحماية التي يحتاجها المجتمع ككل‪.2‬‬

‫* الفحص الطبي قبل الزواج يساعد كل طرف من التأكد والقدرة على اإلنجاب وعدم وجود‬

‫عقم ‪،‬وبالتالي ت فادي أهم سبب من أسباب الطالق فإن هذا يكون سببا في انهاء الحياة‬

‫الزوجية لعدم قبول الطرف اآلخر به‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح أحمد بوكيلة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.155‬‬


‫‪ -2‬فاتن البوعيشي اليكالني ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ -3‬صفوان محمد عطيات ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.20‬‬
‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫* الفحص الطبي قبل الزواج يساعد في اختيار الشريك األصلح ليس فقط من ناحية التوافق‬

‫النفسي بل من ناحية تأثير ذلك على النسل ‪،‬من خالل المعرفة الواسعة لألمراض الوراثية‬

‫أتاحت الفرصة لظهور هذا النوع من فروع الطب أال وهو "االستشارة الوراثية"‪.1‬‬

‫االستشارة الوراثية‪:‬هو عبارة عن دراسة ألسرة الخاطبين قبل الزواج أو الزوجين قبل اإلنجاب‬

‫ثم اعطاء النصيحة الالزمة حسب‬


‫وعند بداية الحمل مع اجراء الفحوصات الوراثية الالزمة ّ‬

‫نتيجة هذه الدراسة‪.2‬‬

‫إن الفحص الطبي قبل الزواج يؤكد مقصود النكاح في اإلسالم أال وهو التأييد فإذا تبين‬
‫*ّ‬

‫بعد الزواج أن أحد الزوجين مصاب بمرض ما كالسرطانات وغيرها كما لها دور في ارباك‬

‫استقرار الحياة بعد الزواج‪، 3‬وقد يكون سببا في انهاءها لعدم قبول الطرف اآلخر به‪.4‬‬

‫*عن طريق الفحص الطبي قبل الزواج يمكن اكتشاف بعض األمراض التي توجد وسائل‬

‫الحماية والوقاية من حدوثها قبل الزواج ‪،‬فقد يكون أحد الزوجين مصابا بمرض ما ينتقل إلى‬

‫الجنين ويسبب له تشوهات وأمراض مختلفة‪.5‬‬

‫* تثقيف الخاطبين صحيا بالنواحي التي تؤدي إلى السعادة الزوجية وتحاشي أسباب الخالف‬

‫والطالق ‪،‬كالتحقق من قدرة كل منهما على ممارسة عالقة جنسية سليمة مع الطرف اآلخر‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح أحمد أبو كيلة ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.121‬‬


‫‪ -2‬محمد علي البار ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.155‬‬
‫‪ -3‬العمري محمود علي محمود ‪"،‬التدابير الشرعية للعناية بالجنين" ‪،‬رسالة ماجستير في الفقه والتشريع ‪،‬جامعة األردن‬
‫‪، 1229،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -4‬عبد الفتاح أحمد أبوكيلة ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ -5‬صفوان محمد عيضات ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.21‬‬
‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫بما يشبع رغباته الزوجية والتأكد من عدم وجود أمراض أو عيوب عضوية تحول دون الهدف‬

‫المشروع لكل من الزوجين وبالتالي ضمان استقرار العالقة الزوجية وهذا في إطار رغبة كل‬

‫طرف في اتمام عقد الزواج من عدمه‪.1‬‬

‫* الفحص الطبي قبل الزواج قد يؤدي إلى اكتشاف األمراض الخطيرة في بداية االصابة مما‬

‫‪2‬‬
‫يرجع بالفائدة على المريض نفسه لبدء العالج المبكر‬

‫*التقليل من األعباء المالية الناتجة عن عالج المصابين على األسرة و المجتمع ككل‬

‫إمكانية تقديم الخيا رات و البدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتها على التخطيط لألسرة‬

‫‪3‬‬
‫سليمة صحيا‬

‫الفرع الثاني‪:‬سلبيات الفحص الطبي قبل الزواج‪:‬‬

‫إن فكرة الفحص الطبي قبل الزواج كأي فكرة تعتريها عدة مآخذ أو سلبيات قد تؤثر على‬

‫تطبيقها الجيد و يسرها الصحيح و من بين هذه المآخذ مايلي‪:‬‬

‫* التقليل من مصداقية الفحص الطبي قبل الزواج‪،‬بحيث أصبح هذا األخير مجرد شهادة‬

‫طبية تعطى للفاحصين دون فحصهم ‪،‬وأصبح المقبلين على الزواج يحصلون عليها إما‬

‫‪ -1‬العمري محمود علي محمد ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.20‬‬


‫‪ -2‬غرة الداغي ويوسف محمدي‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.959‬‬
‫‪ -3‬عبد الفتاح أحمد أبو كيلة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.122‬‬
‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫لمعرفة أو قرابة أو لمحسوبية أو واسطة أو لرشوة من المال‪،‬والكثير ما يحصل ذلك في الدول‬

‫‪1‬‬
‫العربية و منها الجزائر التي تلزم بالفحص الطبي قبل الزواج‬

‫* إيهام الناس أن إجراء الفحص الطبي قبل الزواج سيقيهم من األمراض الوراثية و هذا غير‬

‫صحيح ألن الفحص الطبي ال يبحث في الغالب سوى عن مرضين أو ثالثة منتشرة في‬

‫‪2‬‬
‫مجتمع معين‬

‫* عدم مالئمة الوقت المقرر لإلجراء الفحص الطبي هناك العديد من الحاالت التي يتم فيها‬

‫الزواج‪،‬بالرغم من أن الحالة تستدعي عدم إتمام الزواج بالنظر الى نتائج الفحص الطبي‬

‫الذي ينذر بالخطر‪،‬والسبب يرجع إلى كون توقيت الفحص جاء متأخ ار أو بعدما اتخذت‬

‫العديد من الخطوات المتعلقة بالزواج و بات التراجع أمر صعبا و محرجا للخطيبين و‬

‫ألسرهما‪،‬وبالتالي كان يمكن تفادي هذه الحاالت بأن يتم إجراء الفحص مبك ار في مرحلة‬

‫‪3‬‬
‫الخطبة ما يفسح المجال للعدول و التراجع عن الخطبة بهدوء إذا ما وجد ما يدعو إليه‬

‫إذا اظهرت نتائج الفحص سالمة الزوجين من األمراض فهذا ال يعني سالمة األوالد بنسبة‬

‫‪4‬‬
‫‪ %،44‬من األمراض‬

‫‪-1‬صفوان محمد عطيات‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.22‬‬


‫‪-2‬عبد الفتاح أحمد أبو كيلة ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.151‬‬
‫‪-3‬فاتن البوعيشي الكيالني ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.151‬‬
‫‪-4‬عمر سليمان األشقر‪"،‬مستجدات فقهية في قضايا الزواج و الطالق" ‪،‬الفحص الطبي‪،‬دار النقاش النشر و‬
‫التوزيع‪،‬األردن‪،9005،‬ص ‪.15‬‬
‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫*إفشاء أسرار و نتائج الفحص الطبي و إساءة استعمالها مسألة خطيرة من شأنها التأثير‬

‫السلبي على حياة األفراد و قد تؤدي إلى تدميرها كلية‪،‬ومن ثم ال بد التأكد من ضرورة‬

‫ضمان التحكم في سرية نتائج الفحص الطبي قبل الزواج و التي تعتبر أسرار شخصية ال‬

‫يمكن للغير اإلطالع عليها و قد تعتبرها بعض العائالت وصمة عار أو حرج لهم أو قد‬

‫‪1‬‬
‫تستغل للضغط أو التشهير بهم مما يسبب لهم ضر ار نفسيا و اجتماعيا‬

‫* االعتقاد الديني الخاطئ لدى بعض األشخاص أن اهلل سبحانه و تعالى يعطي الناس ما‬

‫يستحقون ‪،‬وأنها إرادته تعالى و مشيئته أن يحدث ما يحدث بعد الزواج حتى و لو أجريت‬

‫جميع الفحوصات ‪،‬وبالتالي أدى هذا االعتقاد إهمال إجراء الفحص و عدم االهتمام بنتائجه‬

‫‪2‬‬
‫حتى و ولو ظهرت احتماالت عالية باإلصابة بالمرض و انتقالها الى االبناء‪.‬‬

‫*نتائج الفحص الطبي قبل الزواج قد تكون غير صحيحة في بعض األحيان رغم التطور‬

‫العلمي و دقة األجهزة ا لطبية‪،‬ألن اإلصابة باألمراض هي قضاء و قدر من اهلل سبحانه و‬

‫‪3‬‬
‫تعالى فكم من حالة جزم العلم بأن ال شفاء لها و حدث العكس بذلك‪.‬‬

‫* في حالة اإللزام بالفحص الطبي قبل الزواج قد يلجأ بعض األشخاص إلى الحصول على‬

‫شهادات طبية مزورة لدفع الطرف اآلخر للتعاقد‪،‬وهذا األمر له عواقب وخيمة‪4‬حيث أن إخراج‬

‫‪-1‬العمري محمود علي محمود‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ص ‪.29-21‬‬


‫‪-2‬صفوان محمد عيضات‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.22‬‬
‫‪-3‬عمر سليمان األشقر‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.15‬‬
‫‪-4‬صفوان محمد عطيات‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.22‬‬
‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫الشهادات الصحية من المستشفيات الحكومية و غيرها أمر في غاية السهولة فيصبح مجرد‬

‫‪1‬‬
‫روتين يعطى مقابل مبلغ من المال‬

‫الفرع الثالث‪:‬البدائل المطروحة أمام الراغيين في الزواج اذا كان أحدهما أو كالهما مريضا‪.‬‬

‫هناك عدة بدائل و خيارات لتجنب وقوع في عليهما و على ذريتهما وهي‪:‬‬

‫أوال‪:‬تجنب الحمل عن طريق استعمال موانع الحمل الدائمة أو المؤقتة‬

‫يقصد بموانع الحمل تلك الوسائل التي تعمل على وقف التناسل بصفة دائمة بحيث ال‬

‫يستطيع اإلنسان (رجال أو امرأة)أن يعود إلى اإلنجاب مرة أخرى نهائيا‪،‬وهذه الوسائل إما أن‬

‫تكون عبارة استئصال األماكن المسؤوول عن الحمل(موضع الحمل)أو إبطال عملهما نهائيا‪.‬‬

‫أما موانع الحمل المؤقت ة فهي توقف اإلنجاب فترة معينة من الزمن بوسيلة ال يراد منها‬

‫إحداث عقم أو القضاء على طبيعة جهاز التناسل كالعزل و تناول العقاقير‪.‬ووضع الحاجز‬

‫‪2‬‬
‫الذكري‪،‬و توجد وسائل حديثة كيميائية و موضوعية‬

‫‪-1‬عبد الفتاح أحمد أبو كيلة‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.900‬‬


‫‪2‬عبد الفتاح أبو كيلة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.911‬‬
‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫ثانيا‪:‬االنتقاء بعد التلقيح خارج الرحم ‪،‬و إجراء الفحوصات الطبية‪،‬ومن ثم إدخال النطفة‬

‫إلى الرحم‪:‬‬

‫هذا يعتبر من طرق التلقيح الصناعي الخارجي ما يعرف"باإلخصاب المعملي"حيث يتم‬

‫اإلخصاب في وسط معملي يؤخذ فيه الماء من الزوج و الزوجة فتوضع في أنبوب اختبار‬

‫طبي حتى تلقح نطفة الزوج بويضة زوجته إلى أن تنمو ثم تفحص وراثيا‪،‬فإن كانت معيبة‬

‫تركت و إن كانت سليمة اعيدت إلى الرحم ‪،‬وهذه الطريقة هي أسلوب من أساليب طفل‬

‫األنابيب‪،‬والذي يسمى بالتلقيح الصناعي الخارجي و هو ما يقصد به إلتقاء نطفة الرجل‬

‫ببويضة المرأة بطريقة صناعية او بغير اتصال جنسي مباشر و ذلك لغرض الحمل‪.1‬‬

‫ثالثا‪:‬االنتقاء من خالل إجراء الفحوصات الطبية على الجنين خالل فترة الحمل‬

‫في ضوء تقدم العلم و خاصة ما نشهده في السنوات األخيرة في مجال الطب‪،‬فقد أصبح‬

‫باإلمكان نمو الجنين داخل الرحم و التعرف على صحته و تسجيل ما يط أر عليه من‬

‫تغيرات‪،‬وكذلك بإمكان تشخيص بعض التشوهات الخلقية و هذه بالمتابعة لها عن طريق‬

‫وسائل منها‪ :‬التشخيص قبل الحمل‪،‬و ذلك بمعرفة التاريخ الوراثي ألمراض األسرة‪،‬وهذا ما‬

‫‪2‬‬
‫يعرف بالفحص الطبي قبل الزواج‪.‬و كذلك بالتشخيص أثناء فترة الحمل‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح أبو كيلة ‪،‬ص ص ‪.919-911‬‬


‫‪-2‬أحمد خالد منصور‪"،‬األحكام الطبية المتعلقة بالنساء في الفقه اإلسالمي"‪،‬دار النقاش للنشر و التوزيع‪،‬األردن ‪ ،‬ط ‪9‬‬
‫‪،1222‬ص ‪.112‬‬
‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫رابعا‪:‬التحكم في نوع الجنين لتجنب الطفل المتوقع إصابته باألمراض الوراثية‬

‫أكد علماء الوراثة أن عملية تحديد جنس الجنين من الناحية التكوينية تعود إلى إلقاء زوج من‬

‫الصبغيات (الكروموسوم) وفق ترتيب معين‪،‬فيحدد بذلك نوع الجنين ذكر كان أم انثى‪:‬‬

‫إذا كانت الخلية الملقحة تحتوي على صبغتين متفقتين يحمالن الرمز (‪)x‬فالخلية (‪)xx‬‬

‫أنثوية‪،‬و إذا كانت تحتوي على صبغتين مختلفتين(‪)xy‬فالخلية ذكرية‪.‬‬

‫أما بالنسبة لطرق اختيار جنس الجنين فهي تقسم إلى ثالثة طرق بحسب الفترة التي تم‬

‫فيها التدخل‪:‬‬

‫‪ -‬مرحلة الحل أو طريقة إجهاض الجنين غير المرغوب فيه‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة التلقيح تسمى بالتشخيص الوراثي و ذلك باستخدام طريقة طفل األنابيب فتؤخذ‬

‫خاليا االنقسام و يتم فحص الصبغيات‪.‬‬

‫‪ -‬مرحلة ما قبل التلقيح و هو أسلوب أكثر تطو ار أو يعتمد على تقنية فصل النطاف‬

‫فيؤخذ السائل المنوي من األب أي النطاف التي تحوي الصبغة(‪ )x‬عن تلك التي‬

‫تحوي الصبغة (‪)y‬في األنبوب‬

‫‪1‬‬
‫ومن ثم يستعمل هذا النوع من النطاف حسب الحاجة و الرغبة‬

‫‪-1‬عبد الفتاح أحمد أبو كيلة‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.952‬‬


‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الفحص الطبي من الناحية القانونية‬

‫خالصة‪:‬‬

‫من خالل ما سبق يتضح لنا أن مسألة الفحص الطبي قبل الزواج من المسائل المعاصرة‬

‫و الجد ضرورية لما لها من انعكاس إيجابي و أهمية كبيرة على الزوجين و على أوالدهم و‬

‫نسلهم كما نجد أن الفحص الطبي قبل الزواج يعتبر خطوة لتحقيق أسرة سليمة و صحية‪.‬‬

‫غير أن اإللتزام بالفحص الطبي قبل الزواج ال يعني أنه شرط في صحة العقد و ال يتم‬

‫هذا العقد بدونه فهو ال يرتب بطالن العقد‪.‬‬

‫وبالنسبة للمقبلين على الزواج |غير الملتزمين بالشهادة الطبية و الفحص الطبي ال يمكن‬

‫الفصل بينكم ألنه يعد شرط إجرائي فقط إال أنه قد يرتب مسؤوليات بالنسبة للطبيب وضابط‬

‫الحالة المدنية في حالة ما إذا أخلوا باإلجراءات الواجب إتباعها‪.‬‬

‫فكرة الفحص الطبي جاءت لحماية المقبلين على الزواج و تأمين سالمة أوالدهم و نسلهم‬

‫لذلك وجب كل مقبل على الزواج القيام بالفحص الطبي‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫تخدم‬
‫في نهاية بحثنا الذي حاولنا فيه جاهدين اإللمام بمختلف الجوانب المهمة التي ُ‬

‫الموضوع وتثريه يمكن القول أن ‪ :‬الفحص الطبي كآلية لحماية النسل من األمراض الوراثية‬

‫هو موضوع يكتسي أهمية بالغة بما له من انعكاسات ايجابية على مصير األجيال الحاضرة‬

‫والمستقبلية على حد سواء في حال االلتزام والتقيد بإجراء الفحص الطبي في وقته اجماال‬

‫يمكن تلخيص مجموعة من النتائج التي تم التوصل اليها المتمثل في‪:‬‬

‫‪ ‬أن المرض الوراثي هو عبارة عن صفات تنقل عبر األجيال السابقة إلى الراهنة عن‬

‫طريق موروثات اثناء تكون البصمة الوراثية‪، .‬تنقسم األمراض الوراثية إلى أمراض‬

‫الكروموسومية و إلى أمراض الجنسية وأيضا تنقسم إلى أمراض مرتبطة بالمقتدرات و‬

‫أمراض المرتبطة بالجنسين‬

‫‪ ‬استبيان األمراض الوراثية يتم بالفحوص الشخصية و ال و الوقائية‬

‫‪ ‬الفحص الطبي هو معرف حالة اإلنسان الصحية كإجراء وقائي يساعد على الكشف‬

‫المبكر لألمراض‪.‬‬

‫‪ ‬هناك فحوصات إلزامية أقرتها المادة ‪ 3‬من المرسوم ‪ 451/60‬و هي الفحص‬

‫العيادي الشامل و تحليل فصيلة الدم و هناك فحوصات طبية اضافية غير إلزامية‪.‬‬

‫‪ ‬المشرع ألزم بفحصين فقط و ترك الفحوصات األخرى اختياريا هذا ما جعل التعامل‬

‫مع هذه الشهادة يكون شكليا فقط فالفحص الطبي ليست له فعالية كبيرة تكشف عن‬

‫‪82‬‬
‫األمراض الوراثية على أرض الواقع ألن فعليا الفحوصات التي تتم مجرد تحاليل‬

‫روتينية و فحوصات عادية‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫بناءا لما سبق طرحه والتطرف إليه نوصي بمجموعة من التوصيات التي نأمل أن‬

‫تلقى صدى وتطبيق فعلي على أرض الواقع‪:‬‬

‫‪ -‬نشر الوعي في المجتمع و تعريف باألمراض الوراثية و التحسسية بأهمية إجراء‬

‫الفحوصات الطبية قبل الزواج عن طريق تفعيل دور الجمعيات بإقامة حمالت‬

‫تحسسية و فواعل المجتمع المدني‪.‬‬

‫‪ -‬الضرورة الملحة والقسوى لوضع مجموعة مواد ضمن قانون ملزم مستقل يضمن‬

‫سلسلة اجراءات يبطل عقد الزواج في حال غيابها‬

‫‪ -‬تعديل بعض المواد التي فيها ثغرات وذلك لتشديد العقوبة على كل من يخالف‬

‫االجراءات ‪،‬سواء كانوا الزوجين المعنيين باألمر أو الموظفين أو األطباء على حد‬

‫سواء‪.‬‬

‫‪ -‬على المشرع الجزائري أن يحل اتعارض الموجود بين نص المادة ‪60‬‬

‫مكرر‪،‬ونص المادة ‪ 60‬ققرة ‪ 60‬من ق‪.‬أ‪.‬ج فكيف يمكن الزام الراغبين في الزواج‬

‫باالمتثال الحكام المادة ‪ 60‬مكرر واالزامهم بالفحص في حين أن القانون مازال‬

‫يعترف بالزواج العرفي الذي يتم دون مراقبة الشهادة الطبية ‪،‬كما أنه أجاز أن‬

‫يثبت هذا الزواج في وثيقة رسمية لهذا فال دور للشهادة الطبية هنا‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -‬ضرورة تعديل الوثيقة الطبية وعدم االكتفاء على هذا االجراء كإجراء روتيني فقط‬

‫‪84‬‬
‫قـــائمة المصـــادر‬
‫والمراجـــع‬
‫المـــــصــــــادر والمــــــراجـــــــــع‬

‫أوال‪:‬القـــــــــــــــــــــــــرآن الكـــــــــــــــريم‬

‫ثانيا‪:‬النصـــــــوص القـــــــانونية‬

‫‪ -1‬أمر ‪ 67 – 67‬المؤرخ في ‪ 32‬أكتوبر ‪، 1767‬المتضمن قانون الصحة العمومية‬

‫‪،‬الجريدة الرسمية ‪،‬ج ج ‪،‬ع ‪، 80‬الصادر في ‪، 80‬الصادر في ‪ 16‬فيفري ‪.1701‬‬

‫‪ -3‬أمر رقم ‪، 38 – 68‬مؤرخ في ‪ 17‬فيفري ‪ 1768‬المتعلق بالحالة المدنية ‪،‬ع ‪31‬‬

‫‪،‬المؤرخ في ‪ 36‬فيفري ‪، 1768‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ 80/11‬المؤرخ في أوت ‪3811‬‬

‫‪،‬ع ‪ 111‬األمر رقم ‪ 81 – 01‬المؤرخ في ‪، 1701 – 83 – 17‬المتضمن قانون الصحة‬

‫وترقيتها ‪،‬ج‪.‬ر‪،‬ح ح ‪،‬ع ‪، 0‬الصادر في ‪ 16‬فيفري ‪.1701‬‬

‫‪ -2‬األمر رقم ‪ 67 – 67‬المؤرخ في ‪، 1767 – 18 – 32‬المتضمن قانون الصحة‬

‫العمومية ‪،‬ج‪.‬ر‪،‬ج ج‪،‬ع ‪، 181‬الصادر في ‪ 17‬ديسمبر ‪.1767‬‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 11 – 01‬المتضمن قانون الصحة ج‪ .‬ر‪،‬ج ج ‪،‬ع‪، 1‬الصادر في ‪ 37‬يوليو‬

‫‪.3810‬‬

‫‪ -1‬األمر رقم ‪ 16 -78‬المؤرخ في ‪ 21‬جويلية ‪، 1778‬يتعلق بحماية الصحة وترقيتها‬

‫‪،‬ج‪.‬ر‪،‬ع‪، 21‬الصادر في ‪ 11‬أوت ‪، 1778‬معدل ومتمم للقانون رقم ‪، 81 -01‬المؤرخ في‬

‫‪ 11‬فيفري ‪.1701‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -7‬األمر رقم‪ 117-77‬المؤرخ في ‪ 80‬يونيو ‪ 1777‬المتضمن قانون العقوبات‪،‬ع ‪17‬‬
‫‪،‬الصادر في ‪ 31‬جوان ‪ ، 1777‬المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪ 83 . 17‬المؤرخ في ‪17‬‬
‫يونيو ‪، 3817‬ج ‪ .‬ر ‪، 26‬المؤرخ في ‪ 33‬يونيو ‪3817‬‬

‫‪ -6‬قانون ‪ 87-80‬المؤرخ في ‪ 1708-80-32‬المتضمن قانون إ م و إ ‪،31‬الصادر ‪31‬‬

‫أفريل ‪.3880‬‬

‫‪ -0‬المرسوم التفيذي رقم ‪ 367-73‬المؤرخ في ‪ 7‬يوليو ‪،1708‬المتضمن مدونة أخالقيات‬

‫الطب‪،‬ع ‪ 13‬الصادر في ‪ 0‬يوليو ‪.1773‬‬

‫‪ -7‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 111 – 87‬المؤرخ في ‪ 3887 – 81 – 11‬يحدد شروط‬

‫وكيفيات تطبيق أحكام المادة ‪ 86‬مكرر ‪،‬من القانون رقم ‪ 11 – 01‬المؤرخ في ‪ 7‬يونيو‬

‫‪ 1701‬المتضمن قانون األسرة ‪، 11 -01‬المؤرخ في ‪ 7‬يوليو ‪، 1701‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪،‬ع‪21‬‬

‫‪،‬الصادر في ماي ‪.3887‬‬

‫ثالثا‪ :‬المعاج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫‪ -1‬اسماعيل ابن حمادي الجوهري ‪،‬تاج اللّغة ‪،‬صحاح العربية ‪،‬ط‪، 1‬دار الماليين ‪،‬بيروت‬

‫‪،‬لبنان ‪.1706،‬‬

‫‪ -3‬محمد بن مكرم علي ابن منظور ‪،‬لسان العرب ‪،‬ط‪، 2‬دار صادر ‪،‬بيروت ‪1771،‬‬

‫رابعــــــــــا ‪:‬الكـــــتب‬

‫‪85‬‬
‫‪ -1‬ابن قيم الجوزية ‪"،‬زاد المعاد في هدى خير العباد" ‪،‬تعليق شعيب األرنؤوط عبد القادر‬

‫األرنؤوط ‪،‬ج‪، 1‬ط‪، 2‬مؤسسة الرسالة ‪.1770،‬‬

‫‪ -3‬ابن ماجه ‪"،‬سنن ابن ماجه" ‪،‬كتاب النكاح ‪،‬باب العزل ‪،‬ط‪، 1‬الرياض ‪،‬مكتبة المعارف‬

‫أحمد أبو كيلة ‪،‬الفحص الطبي قبل الزواج واألحكام الفقهية المتعلقة بها ‪،‬ط‪، 1‬دار الفكر‬

‫الجامعي ‪ ،‬االسكندرية ‪. 3880،‬‬

‫‪ -2‬أحمد خالد منصور‪،‬األحكام الطبية المتعلقة بالنساء في الفقه اإلسالمي‪،‬دار النقاش‬

‫للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪،‬ط ‪،3‬سنة ‪.1777‬‬

‫‪ -1‬أحمد محمد كنعان ‪،‬الموسوعة الطبية الفقهية ‪،‬دار النفائس ‪،‬بيروت ‪.3888،‬‬

‫‪ -1‬بونوة عبد المنعم وسالم بو ياسر بوالل ‪،‬البصمة الوراثية وحجتها في اإلثبات ‪،‬ط ‪1‬‬

‫‪،‬مكتبة الوفاء القانونية ‪،‬االسكندرية ‪. 3810،‬‬

‫‪ -7‬حسين طاهري‪"،‬الخطأ الطبي و الخطأ العالجي في المستشفيات العامة‪:‬دراسة‬

‫مقارنة"الجزائر‪-‬فرنسا‪،‬دار هومة ‪،‬الجزائر‪.3883،‬‬

‫‪ -6‬سعد بن عبد العزيز بن عبد اهلل الشيورخ ‪: ،‬أحكام الهندسة الوراثية" ‪،‬دار الكنوز‬

‫استيسيليا ‪،‬ط ‪، 1‬السعودية ‪. 3886،‬‬

‫‪ -0‬شحاتة عبد المطلب حسن أحمد ‪،‬اإلجهاض بين الخطر واإلباحة في الفقه اإلسالمي‬

‫‪،‬دار الفقه اإلسالمي ‪،‬دار الجامعة الجديدة ‪،‬االسكنديرية ‪،‬مصر ‪.3887،‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ -7‬صفوان محمد عيضات ‪"،‬الفحص الطبي قبل الزواج" دراسة شرعية قانونية تطبيقية ‪،‬ط‪1‬‬

‫‪،‬عمان ‪،‬دار الثقافة ‪. 3887،‬‬

‫‪ -18‬الطيب بوحالة ‪،‬الفحوصات الطبية قبل الزواج دراسة مقارنة ‪،‬دار الفكر والقانون‬

‫‪3818،‬‬

‫‪ -11‬عبد الحفيظ بن عبيدة ‪،‬الحالة المدنية واجراءاتها في التشريع الجزائري ‪،‬دار هومة‬

‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬ط ‪، 2‬الجزائر ‪. 3811،‬‬

‫‪ -13‬عبد العزيز سعد ‪،‬قانون األسرة الجزائري في ثوبه الجديد (أحكام الزواج والطالق) بعدل‬

‫التعديل ‪،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬الجزائر ‪. 3886،‬‬

‫عثمان محمد عبد الحق الريس‪،‬احكام المعقود عليها قبل الدخول "في الفقه اإلسالمي"‪،‬دار‬

‫النقاش‪،‬األردن‪.3811،‬‬

‫‪ -12‬العربي بلحاج ‪،‬أحكام الزواج في ضوء قانون األسرة الجديد ‪ ،‬ج ‪، 1‬دار الثقافة للنشر‬

‫والتوزيع ‪،‬الجزائر ‪.3813،‬‬

‫‪ -11‬عشوش كريم ‪،‬العقد الطبي‪،‬دار هومة ‪،‬الجزائر‪.3886،‬‬

‫‪ -11‬عمر سليمان األشقر‪،‬مستجدات فقهية في قضايا الزواج و الطالق ‪،‬الفحص‬

‫الطبي‪،‬دار النقاش النشر و التوزيع‪،‬األردن‪.3881،‬‬

‫‪ -17‬عمر عمتوت ‪،‬موسوعة المصطلحات القانونية وقواعد الشريعة اإلسالمية ‪،‬دار هومة‬

‫للطباعة والنشر والتوزيع ‪،‬الجزائر ‪.3813،‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -16‬فاتن البوعيشي الكيالني ‪،‬الفحوصات الطبية للزوجين قبل ابرام عقد الزواج أسانيدها‬

‫ومقاصدها دراسة مقارنة ‪،‬ط‪، 1‬دار النفائس للنشر والتوزيع ‪،‬األردن ‪. 3811،‬‬

‫‪ -10‬محمد بن مكرم علي بن منظور ‪،‬لسان العرب ‪،‬ط‪، 2‬دار صادر ‪،‬بيروت ‪. 1771،‬‬

‫‪ -17‬محمد تميم الحسان المجدي البركتي ‪،‬التعريفات الفقهية ‪،‬ط‪، 1‬دار الكتب العلمية‬

‫‪،‬بيروت ‪. 3882،‬‬

‫‪ -38‬محمد خالد المنصور ‪،‬األحالم الطبية المتعلقة بالنساء في الفقه اإلسالمي ‪،‬ط‪،1‬دار‬

‫النفائس ‪،‬األردن ‪. 1777،‬‬

‫‪ -31‬محمد سعيد رمضان البوطي ‪"،‬مسألة تحديد النسل وقاية وعالجا" ‪،‬مكتبة الفكر العربي‬

‫‪،‬دمشق ‪1277،‬ه ‪. 1767،‬‬

‫‪ -33‬محمد علي البار ‪،‬الجنين المشوه واألمراض الوراثية األسباب والعالمات واألحكام ‪،‬ط‪1‬‬

‫‪،‬دار المنارة ‪،‬جدة ‪. 1771،‬‬

‫‪ -32‬محمد علي البار‪ "،‬خلق اإلنسان بين الطب والقرآن " ‪،‬ط ‪، 1‬دار السعودية ‪1702،‬‬

‫موسى مرمون‪،‬الفحص الطبي قبل الزواج‪،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬عدد‪، 11‬جامعة قسنطينة‬

‫‪،1‬الجزائر‪،‬مجلد ب‪،‬جوان‪.3811‬‬

‫‪ -31‬هيلة بن عبد الرحمان الباسي‪"،‬اثبات األمراض الوراثية القرائن الطبية وآثاره الفقهية‪،‬‬

‫ط‪، 1‬الجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية ‪،‬السعودية ‪. 3811،‬‬

‫‪ -31‬وجدي عبد الفتاح سواحل ‪،‬الهندسة الوراثية األساليب والتطبيقات في مجال الجريمة‬

‫‪،‬ط‪، 1‬األكادميون للنشر والتوزيع ‪،‬عمان ‪،‬األردن ‪. 3811،‬‬

‫‪88‬‬
‫خامســـــــــــا‪ :‬المـــــــــــــــقـــــــاالت‬

‫‪ -1‬بدرية عبد اهلل العوضي ‪"،‬ولنا رأي في قانون األسرة الجزائري" ‪،‬جريدة القبس ‪،‬ع‬

‫‪، 11617‬الكويت ‪.3887،‬‬

‫‪ -3‬بلحاج العربي ‪،‬شهادة طبية قبل الزواج على ضوء قانون األسرة الجديد ‪،‬ع ‪، 1‬مجلة‬

‫دراسات المحكمة العليا ‪،‬الجزائر ‪.3886،‬‬

‫‪ -2‬حكيمة عبد الالوى‪،‬مصطفى باجو‪،‬األمراض الوراثية‪،‬وأثرها على عقد النكاح ‪،‬ملقى دولي‬

‫الثاني‪،‬المستجدات الفقهية في احكام األسرة‪،‬معهد العلوم اإلسالمية‪،‬جامعة الوادي‪31 -31،‬‬

‫أكتوبر ‪.3810،‬‬

‫‪ -1‬سناء ندمومن ‪،‬مسؤلية الطبيب في مجال الفحص الطبي قبل الزواج‪،‬مداخلة مقدمة ليوم‬

‫دراسي حول الفحص الطبي قبل الزواج‪،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬جامعة عبد الرحمان‬

‫ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،‬يوم‪.3811-81-11‬‬

‫‪ -1‬صباح عبد الرحمان‪،‬المسؤولية الجزائية للطبيب عن افشاء السر المهني‪،‬مجلة دفاتر‬

‫السياسية و القانون‪،‬ع ‪،1‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬ورقلة‬

‫‪،‬الجزائر‪. 3811،‬‬

‫الدراسات‬
‫‪ -7‬علي محمد يوسف المحمدي ‪،‬األمراض الوراثية من منظور إسالمي ‪،‬مجلة ّ‬

‫اإلسالمية ‪،‬جامعة قطر‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -6‬محمد مطلق محمد عساف ‪"،‬حكم اجهاض الجنين بسبب التشوهات الخلقية في ضوء‬

‫المقاصد الشرعية والقواعد الفقهية" ‪،‬المؤتمر العلمي الدولي التاسع بكلية الشريعة في جامعة‬

‫النجاح الوطنية ‪،‬قضايا طبية معاصرة في الفقه اإلسالمي ‪،‬فلسطين ‪.3817،‬‬

‫‪،‬جامعة‬ ‫‪ -0‬موسى مرمون‪،‬الفحص الطبي قبل الزواج‪،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬عدد‪11‬‬

‫قسنطينة ‪،1‬الجزائر‪،‬مجلد ب‪،‬جوان‪.3811‬‬

‫‪ .1‬سادسا‪:‬الرسائــــــــــــل الجامعيـــــــــة‬

‫‪ -1‬رتيبة سعيدي ‪ "،‬أثر األمراض الوراثية على أحكام الزواج دراسة فقهية مقارنة ‪،‬مذكرة‬

‫لنيل شهادة ماستر ‪،‬تخصص فقه وأصوله ‪،‬قسم العلوم االنسانية ‪،‬كلية العلوم االجتماعية‬

‫واالنسانية ‪،‬جامعة شهيدية أخضر ‪. 3811-3811،‬‬

‫‪ -3‬عالق عبد القادر ‪،‬الفحص الطبي للمقبلين على الزواج دراسة مقارنة ‪،‬رسالة مقدمة لنيل‬

‫متطلبات درجة دكتوراه في القانون ‪،‬تخصص قانون خاص ‪،‬جامعة أبو بكر بلقايد ‪،‬تلمسان‬

‫‪. 3812- 3813،‬‬

‫‪ -2‬عماد حمد عبد اهلل محالوي ‪،‬دور القرآن الكريم في النهوض بالمجتمع في مجاالت‬

‫تطبيق الجينات الوراثية ‪،‬ط ‪، 1‬مطبوعة منشورة على مستوى الجامعة ‪،‬ماليزيا ‪. 3817،‬‬

‫‪ -1‬محمد المختار شرو ‪،‬الفحص الطبي قبل الزواج (دراسة مقارنة) ‪،‬مذكرة لنيل شهادة‬

‫الماجستير في الحقوق ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬الوادي ‪.3811 – 3811،‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ -1‬محمد نعمان محمد علي البغدادي ‪،‬مستجدات العلوم الطبية وأثرها في االختالفات‬

‫الفقهية ‪،‬أطروحة دكتوراه في الفقه اإلسالمي ‪،‬كلية الشريعة والقانون ‪،‬قسم الفقه المقارن‬

‫‪،‬جامعة أم درمان اإلسالمية ‪،‬السودان ‪. 3812،‬‬

‫‪ -7‬منال رمضان هاشم العشي ‪،‬أثر األمراض الوراثية على الحياة الزوجية ‪،‬رسالة لنيل‬

‫شهادة الماجستير ‪،‬الفقه المقارن ‪،‬كلية الشريعة والقانون ‪،‬الجامعة اإلسالمية ‪،‬غزة ‪. 3880،‬‬

‫‪ -6‬هبة سلبة ‪،‬حدادي عقيلة‪،‬الفحص الطبي قبل الزواج‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‪،‬تخصص‬

‫قانون الخاص الشامل‪،‬قسم العلوم اإلدارية‪،‬جامعة عبد الرحمان ميرة‪،‬بجاية‪.3817-3811،‬‬

‫‪ -0‬هشام حضري ‪،‬آثار الفحص الطبي قبل انعقاد عقد الزواج ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر‬

‫في الحقوق ‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪،‬جامعة محمد خيضر ‪،‬بسكرة ‪.3811،‬‬

‫‪ -7‬هشام حضري ‪،‬آثار الفحص الطبي على انعقاد الزواج ‪،‬مذكرة لنيل شهادة‬

‫الماستر‪،‬تخصص أحوال شخصية‪،‬قسم العلوم القانونية و اإلدارية ‪،‬جامعة محمد‬

‫خيضر‪،‬بسكرة ‪،‬سنة ‪.3811،3811‬‬

‫‪ -18‬ومدان عبد القادر‪"،‬المسؤولية الجزائية للطبيب عن إفضاء الر الطبي"‪،‬رسالة لنيل‬

‫شهادة الماجستير في القانون‪،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي‬

‫وزو‪.3811،‬‬

‫ســـــــــــــابعا‪:‬المطــــــــــــبوعــــــــــــــــات‬

‫‪ -1‬علي محي الدين القرة داغي ‪"،‬الفحص الطبي قبل الزواج من منظور الفقه اإلسالمي"‬

‫دراسة علمية فقهية ‪،‬مطبوعة منشورة على مستوى الجامعة ‪،‬جامعة قطر‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ -3‬محمد حافظ ‪،‬اإلجهاض بين الطب والدين ‪،‬مطبوعة من عماد حمد عبد اهلل محالوي‬

‫‪،‬دور القرآن الكريم في النهوض بالمجتمع في مجاالت تطبيق الجينات الوراثية ‪،‬ط ‪1‬‬

‫‪،‬مطبوعة منشورة على مستوى الجامعة ‪،‬ماليزيا ‪. 3817،‬‬

‫ثامنا‪:‬المواقـــــــــــــــــــع االلكترونيـــــــــة‬

‫‪Thuria.com.sa‬‬

‫‪www.webteb.com‬‬

‫‪92‬‬
93
‫الفـ ـ ـه ـ ــرس‬
‫الـ ـف ـ ـ ـ ــه ـ ـ ـ ـ ـ ـرس‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫الفـــــحص الطبـــي كآلية لحمــــاية النـــسل من األمـــراض الوراثيـــة‬


‫شــــكر وعــــرفــــان‬

‫اهـــــــــــــداء‬

‫قائمة المختصرات‬
‫مـــقدمــــــــــة‪10..............................................................‬‬

‫الفصـــل األول‪ :‬مــاهيــة األمـــراض الوراثيــة‬


‫المبـحث األول‪ :‬مفهوم األمراض الوراثية‪10....................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المرض الوراثي‪10....................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬معنى المرض الوراثي‪01......................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المـــرض‪01.............................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوراثة‪00...............................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ ..:‬نظرة الشريعة لألمراض الوراثية‪01.......................................‬‬

‫المطـــلب الثـــاني‪ :‬أقسام األمراض الوراثية‪01...............................................‬‬

‫الفــرع األول‪ :‬األمراض الكروموسومية اضطرابات ضعيفة‪01...........................‬‬


‫‪96‬‬
‫أوال‪:‬العدد‪01...................................................................................‬‬

‫ثانيا‪:‬التركيب‪11...............................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األمراض الجينية‪10...........................................................‬‬

‫أوال‪:‬أمراض وراثية سائدة‪10.................................................................‬‬

‫ثانيا‪:‬أمراض متنحية‪11.......................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األمراض المرتبطة بالجنس‪12...............................................‬‬

‫أوال‪ :‬األمراض المرتبطة بالجنس المتنحية‪12...............................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬األمراض المرتبطة بالجنس السائدة‪11................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬األمراض المرتبطة بالمقتدرات‪11............................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام األمراض الوراثية‪12.....................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آثار األمراض الوراثية على النسل‪12.........................................‬‬

‫الفــرع األول‪ :‬منع اإلنجاب بسبب المرض الوراثي‪12.....................................‬‬

‫أوال‪:‬مفهوم منع اإلنجاب‪11...................................................................‬‬

‫ثانيا‪:‬حكم منع اإلنجاب‪10.....................................................................‬‬

‫ثالثا العزل‪10..................................................................................‬‬

‫‪ /1‬تعريف العزل‪10..........................................................................‬‬

‫‪ /2‬حكم العزل وأدلته‪10......................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجهاض الجنين بسبب المرض الوراثي‪21..................................‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم اإلجهاض‪21.....................................................................‬‬

‫‪ /1‬لغة‪21.......................................................................................‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ /2‬اصطالحا‪21...............................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬حكم إجهاض الجنين‪22.................................................................‬‬

‫‪ /1‬إجهاض الجنين بعد نفخ الروح‪22.......................................................‬‬

‫‪ 1/1‬إجهاض الجنين بسبب المرض الوراثي الذي يمكن معالجته‪22.....................‬‬

‫‪ 2/1‬إجهاض الجنين بسبب المرض الوراثي الذي ال يمكن عالجه بصعوبة‪22.........‬‬

‫‪ 3/1‬إجهاض الجنين بسبب مرض وراثي خطير جدا ال يعالج ويناقض أصل البقاء‬
‫والقيام بأصل الواجبات‪21.......................................................................‬‬

‫‪ /2‬إجهاض الجنين قبل نفخ الروح فيه‪21...................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طرق اثبات األمراض الوراثية بالقرائن الطبية‪22.......................‬‬

‫الفراألول‪ :‬ثبات األمراض الوراثية بالفحوص الشخصية‪22................................‬‬

‫أوال‪ :‬فحص السائل األمينوسي‪22.............................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬فحص الفافيو بروتين لألم الحامل‪21..................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اثبات األمراض الوراثية بالفحوص التوقيعية‪20.............................‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬اثبات األمراض الوراثية بالفحوص الوقائية‪20...............................‬‬

‫أوال‪ :‬فحص المواليد‪21........................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفحص الوراثي لألجنة‪21.............................................................‬‬

‫‪ /1‬تصوير الجنين "اإليكو"‪21................................................................‬‬

‫‪ /2‬فحص خاليا الجنين "الفحص الجيني"‪20................................................‬‬

‫‪ /3‬الفحص الجيني قبل اإلنغراس‪20.........................................................‬‬

‫‪ /4‬فحص المقبلين على الزواج‪21............................................................‬‬

‫‪98‬‬
‫خـــالصـــــــة‪22...................................................................................‬‬

‫الفصـــل الثـــاني‪ :‬أحكـــام الفحــص الطبــي من الناحيــة القانونيــة‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الفحص الطبي‪21………………………………………………………….‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الفحص الطبي‪21......................................................‬‬

‫الفرع األول‪:‬تعريف الفحص الطبي لغة واصطالحا‪21......................................‬‬

‫أوال‪:‬لغة‪21.....................................................................................‬‬

‫ثانيا‪:‬اصطالحا‪21..............................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أدلة مشروعية الفحص الطبي‪22..............................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية الفحص الطبي‪21.......................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مشتمالت الفحص الطبي‪21...................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الفحوصات اإللزامية‪50........................................................‬‬

‫أوال‪:‬الفحوصات اإللزامية "الفحص اإللزامي الشامل"‪50..................................‬‬

‫ثانيا‪:‬تحليل فصيلة الدم‪11....................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الفحوصات اإلضافية‪10.......................................................‬‬

‫أوال‪:‬الفحوصات الكاشفة عن األمراض الوراثية‪52........................................‬‬

‫ثانيا‪:‬الفحوصات الكاشفة عن األمراض المعدية‪53.........................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام الفحص الطبي والمسؤولية الناجمة عنه‪12..............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أحكام الفحص الطبي في التشريع الجزائري‪12..............................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أحكام االلتزام بالفحص الطبي قبل الزواج قبل وبعد ‪12.............2002‬‬

‫أوال‪:‬الوضع القانوني للفحص الطبي قبل ‪11........................................2002‬‬


‫‪99‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوضع القانوني للفحص الطبي بعد ‪56.......................................2002‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط وكيفيات تطبيق المادة‪ 00‬مكرر المتضمنة الفحوصات الطبية قبل‬
‫الزواج‪12..........................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المسؤولية الناجمة من الفحص الطبي‪10.....................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مسؤولية الطبيب‪11............................................................‬‬

‫أوال‪:‬جزاء الخطأ في الشخص‪11............................................................‬‬

‫ثانيا ‪:‬تحرير شهادة طبية دون فحص المعني وتزوير نتائج الفحص‪62....................‬‬

‫‪/1‬تحرير شهادة طبية دون فحص المعني‪62..............................................‬‬

‫‪/2‬تزوير نتائج الفحص الطبي‪63............................................................‬‬

‫ثالثا‪:‬إفشاء سر الفحص الطبي‪66.............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مسؤولية الموظف المؤهل بتسجيل عقد الزواج‪68...........................‬‬

‫أوال‪:‬إبرام العقد دون شهادة طبية‪69.........................................................‬‬

‫ثانيا‪:‬توثيق عقد الزواج من غير التأكد من علم كل طرف بنتائج الفحص‪20.............‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم الفحص الطبي‪21........................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ايجابيات الفحص الطبي‪73....................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬سلبيات الفحص الطبي‪75.....................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬البدائل المطروحة أمام الراغبين في الزواج إذا كان أحدهما أو كالهما‬
‫مريضا‪78..........................................................................................‬‬

‫أوال‪:‬تجنب الحمل عن طريق استعمال موانع الحمل الدائمة أو المؤقتة‪78................‬‬

‫ثانيا‪:‬االنتقاء بعد التلقيح خارج الرحم‪21....................................................‬‬

‫ثالثا‪:‬االنتقاء من خالل اجراء الفحوصات الطبية على الجنين من خالل فترة الحمل‪21..‬‬
‫‪100‬‬
‫رابعا‪:‬التحكم في نوع الجنين لتجنب الطفل المتوقع اصابته باألمراض‪80..................‬‬

‫خالصـــــــــــــــة‪10.............................................................................‬‬

‫الخـــــــــاتمـــــــــة‪12..........................................................................‬‬

‫قائمـــــــــة المصـــــادر والمراجــــع‪11.........................................................‬‬

‫الفهرس‪01.........................................................................................‬‬

‫‪101‬‬
:‫ملخـــــص‬

‫لقد حرص المشرع الجزائري_مستندا على أحكام الشريعة اإلسالمية_ على ضرورة الفحص‬
‫فصل في أحكامه التشريعية ما‬
ّ ‫وقد‬، ‫الطبي قبل الزواج كآلية لحماية النسل من األمراض‬
‫يترتب من مسؤوليات إزاء االخالل أو عدم االلتزام بهذه الفحوصات لما لها من دور بالغ‬
‫األهمية في تحسين النسل وحماية الفرد واألسرة من األمراض والعاهات التي تعكر صفو‬
.‫استقرارهم وسعادتهم‬

‫خلُصت هذه الدراسة إلى اإلجابة عن اإلشكالية المطروحة والمتمثلة في "مدى فاعلية‬
‫الفحص الطبي قبل الزواج للحد من انتقال األمراض الوراثية" لنصل في نهاية بحثنا إلى‬
.‫نتائج ختم ـ ـنا بها ثمرة جهدنا راجين أن تكون بمثابة انطالقة لدراسات أخرى‬

Réumé
Le législateur algérien, sur la base des dispositions de la loi islamique,
a insiste sur nécessité d’ un examen médical avant le mariage comme
mécanisme de protection de la progéniture contre les différents
maladies, et a détaille dans ses dispositions législatives que les
responsabilités en cas de violation ou de non-respect de ces examens
sont liées a leur rôle dans l amélioration de la natalité et la protection
de l individu. Et la famille est l une des maladies et des incapacités qui
perturbent leur paix, leur stabilité et leur bonheur.

Cette étude s’est conclue par la réponse au problème de l’efficacité de


l examen médical avant le mariage pour réduire la transmission des
maladies génétiques.

Enfin, nous avons travail de recherche avec des résultats avec


lesquelles nous avons eu la récolte de nos efforts.

You might also like