You are on page 1of 112

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬

‫واالجتماعية ـ سال ـ‬

‫ذ‪ :‬حســـــــن‬
‫رقيــــــب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المقدمــــــة ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬ظهور األوراقـ التجارية ‪.‬‬

‫بعد ظهور المعادن الثمينة من ذهب و فضة أخد النــاس‬


‫يستعملونها كوسيلة لتبادل الســلع و البضـائع‪ ،‬بــدل مـا‬
‫كان معروفا من قبل من إستبدال ســلعة بــأخرى‪ ،‬أو مــا‬
‫يسمى بالمقايضة‪ .‬ثم طور الناس هــذه المعــادن فأخــدوا‬
‫يســكون من الــذهب و الفضــة نقــودا‪ ،‬و أخــدواـ يجعلــون‬
‫للســلع أســعارا و أثمنــة تــؤدى بهــذه النقــود‪ .‬ممــا جعــل‬
‫النــاس يبحثــون عن النقــود بكــل الوســائل قصــد إقتنــاء‬
‫‪2‬‬
‫حاجاتهم ‪ ،‬الشئ الذي أدى إلى خطورة حمل هذه النقود‬
‫و نقلها من مكان إلى أخر ‪ ،‬مما أدى بالتجار إلى إبتكار‬
‫و سائل قانونية تحــل محــل النقــود في التعامــل و تــؤدي‬
‫في نفس الوقت إلى تفــادي تلــك المخــاطر فتوصــلوا إلى‬
‫إبتكار مجموعة من األوراق سميت فيمــا بعــد بــاألوراق‬
‫التجارية ‪،‬‬
‫وقد ذكر المؤرخون أن أقدم هذه األوراق هي ((الكمبيالة)) التي‬
‫طورها فيما بعد الفرس و الروم ‪ ،‬ثم إستعملها العرب ووضعوا‬
‫لها أحكاما ‪ ،‬و كانوا يسمونها ((السفنجة)) ‪ .‬ثم أخدت هذه‬
‫األوراق تتطور مع مرور الوقت و تطور النشاط التجاري و‬
‫إزدياد حجم المبادالت التجارية خاصة بين األمم ‪ ،‬الشئ الذي‬
‫أوجد مجموعةـ من المشاكل القانونية سواء في شكل هذه األوراق‬
‫أو في طرق تبادلها و تداولها ‪ .‬كا هدا أدى إلى التفكير في توحيد‬
‫األحكام القانونية لهذه األوراق بين جميع الدول‪ .‬فبدأت‬
‫المؤتمرات تنعقد و دلك بقصد الوصول إلى وضع قانون يوحد‬
‫قواعد األوراق التجارية بين جميع الدول ‪ .‬و فعال صدرت هذه‬
‫القوانين سنتي ‪ 1930‬و ‪ 1931‬حيث صدر في جنيف قانون ‪7‬‬
‫يو نيو ‪ 1930‬سمي بقانون جنيف الموحد‪ ،‬يتضمن القواعد‬
‫المنظمة للكمبيالة و السند األمر ‪ ،‬ثم صدر بعده في ‪ 19‬مارس‬
‫‪ 1931‬قانون جنيف الموحد المنظم لقواعد الشيك ‪ .‬و قد أخد‬
‫المغرب كأغلب الدول بقانون جنيف الموحد فأدخل في القانون‬
‫التجاري لسنة ‪ 1913‬بالنسبة للكمبيالة و السند األمر ‪ ،‬بينما‬
‫وضع المشرع للشيك ظهيرا مستقال هو الظهير ‪ 19‬يناير ‪1939‬‬
‫الذي ضمنه أيضا مقتضيات قانون جنيف الموحد المتعلق بالشيك‪.‬‬
‫المغربي مدونة التجارة التي حلت محل‬
‫‪3‬‬ ‫و لما و ضع المشرع‬
‫القانون التجاري لسنة ‪ 1913‬أبقى على مقتضيات قانون جنيف‬
‫الموحد بعض اإلضافات ‪ ،‬غير أنه جمع كل األوراق التجارية في‬
‫‪.‬كتاب واحد من كثب هذه المدونة هو لكتاب الثالث‬
‫ثانيا ‪ :‬تعريف األوراقـ التجارية ‪.‬‬
‫تعــرف األوراقـ التجاريــة بأنهــا ســندات تحــرر و فقــا‬
‫لبيانات حددها القانون‪ ،‬و تمثل نقودا تــدفع في مكــان و‬
‫في ميعاد معين أو قــابلين للتعــيين‪ ،‬وتقــوم مقــام النقــود‬
‫في الوفاء‪ ،‬وقابلة للتداول بالطرق التجارية‪.‬‬
‫و إدا كـــــان المشـــــرع المغـــــربي لم يعـــــرف األوراق‬
‫التجاريــة ‪ ،‬كغــيره من التشــريعات‪ ،‬فإنــه ســماها بهــذا‬
‫اإلسم ((األوراق التجارية)) في مدونــة التجــارة‪ ،‬الشــئ‬
‫الـــذي لم يفعلـــه في القـــانون التجـــاري الملغى لســـنة‬
‫‪.2013‬‬
‫و تتمــيز األوراقـ التجاريــة بخصــائص معينــة تجعلهــا‬
‫تــؤدي و ظيفتهــا كــأداة للوفــاء تقــوم مقــام النقــود في‬
‫المعامالت و تميزها عن غيرها من السندات المشــابهة‪.‬‬
‫و من هذه الخصائص ‪:‬‬
‫األوراقـ التجاريــة هي ســندات شــكلية ‪ :‬األوراقـ‬ ‫‪-1‬‬

‫التجارية سندات مكتوبة تحرر وفق بيانات إلزاميــة‬


‫نص عليهــا المشــرع‪4 ،‬يــؤدي تخلفهــا مبــدئيا إلى‬
‫بطالن الســند كورقــة تجاريــة‪ .‬ويرجــع الســبب في‬
‫هــذه الشــكلية إلى أن األوراقـ التجاريــة تمثــل حقــا‬
‫بمبلغ معين من النقود ‪ ،‬و يكـون هــذا المبلــغ معــدا‬
‫بطبيعته للتداولـ و اإلنتقــال من شــخص إلى أخــر ‪،‬‬
‫بحيث يتشكل ارتباط عضوي بين الورقــة التجاريــة‬
‫و مبلغ الدين الذي تتضــمنه ‪ .‬و ينتج عن ذلــك أنــه‬
‫ال يجوز إقامة الــدليل بالشــهادة مثال أو اليمين بــأن‬
‫شخصا ما قد إلــتزم بمــوجب ورقــة تجــارة ‪ ،‬و لكن‬
‫البــد من تحريرهــا فعال‪ .‬إال أن المشــرع لم يشــترط‬
‫طريقـــة معينـــة للكتابـــة ‪ ،‬فيمكن أن تكتب األوراق‬
‫التجاريــة باليــد كمــا يمكن أن تطبــع باآللــة بحيث‬
‫يكتفي الساحب بتوقيعها ‪.‬‬

‫األوراقـ التجاريـــة هي ســـندات قابلـــة للتـــداول ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تتــداول األوراق التجاريــة بين التجــار أو غــيرهم‬


‫بــالطرق التجاريــة‪ ،‬بمعــنى أنهــا تنتقــل إمــا بطريــق‬
‫التظهير أو المناولة اليدوية‪ ،‬و لهذا يكــون تــداولها‬
‫من جهة سريعا يشبه تــداول النقــود ‪ ،‬و يكــون من‬
‫جهــة أخــرى أســهل و أبســط من الطــرق المقــررة‬
‫لحوالــة الحقــوق المدنيــة الــتي تخضــع إلجــراءاتـ‬
‫‪5‬‬
‫بطيئة و معقدة ‪ ،‬وما تستلزمه التجـارة من بسـاطة‬
‫و سرعة‪.‬‬
‫األوراقـ التجاريــــة هي ســــندات تمثــــل دينــــا من‬ ‫‪-3‬‬

‫يشترط في الورقة‬ ‫النقود ‪:‬‬


‫التجاريــة أن تحــرر بمبلــغ من النقــود ‪ ،‬فهي تمثــل‬
‫حقا نقديا ‪ .‬ذلك أن السندات التي تتضمن دفع مبلغ‬
‫من النقود في أجل معين هي وحدها التي تصلح أن‬
‫تقوم مقام النقود في المعامالت التجاريــة ‪ .‬و بــدلك‬
‫يخــرج عــداد من األوراقـ التجاريــة الســندات الــتي‬
‫تمثل بضاعة أو سلعة حتى ولو كــانت تنتقــل بنفس‬
‫الطــرق الــتي تنتقــل بهــا األوراق التجاريــة ‪ ،‬مثــل‬
‫إيصاالت إيــداع البضــائع في المخــازن العموميــة و‬
‫بطاقات الرهن ( المادة ‪ 342‬من مدونة التجارة) ‪.‬‬
‫فهــذه و مثيالتهــا تعتــبر ســندات تجاريــة و ليســت‬
‫أوراق تجاريــة ‪ ،‬ألنهــا ثمتــل حقــا بضــاعة و ليس‬
‫بمبلـــغ من المـــال رغم إمكانيـــة تـــداولها بـــالطرق‬
‫التجارية ‪.‬‬
‫األوراقـ التجارية هي سندات مستحقة الدفع بمجرد‬ ‫‪-4‬‬

‫اإلطالع أو بعـــد أجـــل قصـــير ‪ :‬تمثـــل الورقـــة‬


‫التجارية دينا مستحق الدفع بمجرد اإلطالع أو بعــد‬
‫‪6‬‬
‫فترة قصيرة حسب نوع الورقة التجارية ‪ ،‬و عــادة‬
‫مــا يكــون األجــل في حــدود ثالثــة أشــهرـ إلى ســتة‬
‫أشــهر و قلمــا يتجــاوز الســنة‪ .‬و بــذلك تخــرج من‬
‫عــداد األوراق التجاريــة القيم المنقولــة كاألســهم و‬
‫الســندات‪ ،‬ألنهــا و إن كــانت تمثــل دينــا بمبلــغ من‬
‫النقود و يمكن تداولها بالطرق التجاريــة ‪ ،‬إال أنهــا‬
‫تختلــف عن األوراق التجاريــة في كونهــا تســتحق‬
‫تــداولها بــالطرق التجاريــة ‪ ،‬إال أنهــا تختلــف عن‬
‫األوراقـ التجاريــة في كونهــا تســتحق بعــد أجــال‬
‫طويلة قد تمتد عدة ســنوات ‪ ،‬ممــا يجعلهــا عرضــة‬
‫لتقلبات األسعار تبعا للظروف االقتصادية و المالية‬
‫‪.‬‬
‫اســتقالل التوقعــات في األوراق التجاريــة ‪ :‬يقصــد‬ ‫‪-5‬‬

‫باســتقالل التوقيعــات ان كــل من وقــع على ورقــة‬


‫تجاريـــة يلـــتزم صـــرفيا مســـتقال عن اإللتزامـــات‬
‫الصرفية للمــوقعين اآلخــرين ‪ .‬و يــترتب على دلــك‬
‫أن بطالن الــتزام أحــد المــوقعين ســبب من أســباب‬
‫البطالن—كانعـــدام األهليـــة أو الـــتزوير أو عـــدم‬
‫مشــروعية الســبب ال يــؤثر على صــحة التزامــات‬
‫باقي الموقعين ‪ .‬و يستند مبــدأ اســتقالل التوقيعــات‬
‫‪7‬‬
‫على قاعدة عدم التمسك بالدفوع أو تطهير الــدفوع‬
‫‪ ،‬و هي من القواعد التي يضــمنها قــانون الصــرف‬
‫الــذي يحكم األوراق التجاريــة ‪ .‬و معــنى ذلــك أن‬
‫األوراقـ التجارية ثرثب على عاتق كل موقع عليها‬
‫إلتزاما مجردا مستقال ال يتــأثر بالــدفوع الشخصــية‬
‫الــــتي يمكن أن يحتج بهــــا بالنســــبة لغــــيره من‬
‫الموقعين ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬تمييز األوراقـ التجارية عن األوراقـ البنكية ‪:‬‬
‫‪:‬‬ ‫تمييز األوراق التجارية عن األوراق البنكية‬ ‫‪-1‬‬

‫األوراق البنكيـــة أو النقديـــة هي مجـــرد نقـــود ورقيـــة‬


‫كالنقود المعدنية سواء بسواء ‪ .‬وقد كــانت في الماضــي‬
‫تشــبه األوراقـ التجاريــة حيث ثمثــل مبلغــا من النقــود‬
‫يتعهد بنك اإلصدار بدفعه لحاملها في شكل نقود معدنية‬
‫بمجرد اإلطالع ‪ ،‬إدا كانت النقود العينية أنداك هي الــتي‬
‫تملــك و حــدها قــوة اإلبــراء من الــديون لكن مــا لبثت‬
‫األوراق النقدية أن أصبحت نقودا كالنقود المعدنيــة ممــا‬
‫جعلها تختلف اختالفا جوهريا عن األوراقـ التجارية ‪ ،‬و‬
‫يتمثل ذلك بالخصوص في أن األوراق النقديــة لهــا قــوة‬
‫إبــراء مطلقــة من الــديون في حين أن تســليم الورقــة‬
‫‪8‬‬
‫التجارية ال يترتب عليه براءة ذمـة المـدين عنـد الوفـاء‬
‫بقيمتهـــا ‪ .‬و األوراق التجاريـــة تصـــدر عن أطـــراف‬
‫العالقة سواء كــانوا تجــار أو غــير تجــار ‪ .‬وقــد يــرفض‬
‫الناس في معامالتهم قبول األوراق التجارية وهــو مــا ال‬
‫يستطيعونه بالنسبة لألوراق النقدية ( الفصــل ‪ 609‬من‬
‫القانون الجنائي)‪.‬‬
‫‪ – 2‬التمييز بين األوراق التجارية و المالية ‪:‬‬
‫األوراق الماليــة أو القيم المنقولــة هي الــتي نصــدرها‬
‫شركات األموال كاألسهم و السندات أو تصــدرها الدولــة‬
‫و بعض األشــــخاص اإلعتباريــــة وهي الســــندات ‪ .‬و‬
‫تختلــف هــذه األوراق الماليــة عن األوراق التجاريــة في‬
‫أن األولى تصدر ألجل طويل أما الثانيــة فتتضــمن األمـرـ‬
‫الناجز بأداء مبلغ معين ثــابن واجب اإلســتحقاق بمجــرد‬
‫اإلطالع أو بعــد أجــل قصــير و تــرتب األســهم كــأوراقـ‬
‫ماليـــة عـــدة حقـــوق كـــالحق في األربـــاح و اإلدارةـ و‬
‫التصويت و حضور جلسات الجمعيات العمومية و الحق‬
‫في موجودات الشركة بعــد التصــفية ‪ ،‬في حين ال توجــد‬
‫في األوراقـ التجارية مثل هذه الحقوق و إنما فقــط حقــا‬
‫نقديا‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫رابعا ‪ :‬أنواع األوراقـ التجارية ‪:‬‬
‫نظم المشرع المغربي ثالثة أنواع من األوراق التجاريــة‬
‫هي الكمبيالـــة و الســـند األمـــر و الشـــيك ‪ ،‬و ذلـــك في‬
‫الكتــاب الثــالث من مدونــة التجــارة الــذي يحمــل عنــوان‬
‫(( األوراقـ التجاريـة)) مخصصـا لكــل نــوع منهــا قســما‬
‫مستقال ‪ .‬غير أن المشرع لم يكتف بهذه األقسام الثالثــة‬
‫بل أضاف قسما رابعا يحمل عنوان (( وسائل التسديد))‬
‫و عرف و سائل األداء هذه في المادة ‪ 329‬بأنها (( كل‬
‫وسيلة تمكن كل شخص من تحويل أموالــه كيفمــا كــانت‬
‫الطريقة أو الخطــة التقنيــة المســتعملة لــذلك )) غــير أن‬
‫المشرع لم يضــع أحكامــا مفصــلة لتنظيم و ســائل األداء‬
‫هــذه و إنمــا تــرك اإلتفاقــات بين المؤسســة المصــدرة‬
‫لوسائل األداء و صاحب هذه الوسائل من جهــة ‪ ،‬و بين‬
‫المؤسسة المصدرة و التاجر المنخــرط من جهــة أخــرى‬
‫مهمــة تحديــد شــروط و كيفيــة اســتعمال و ســائل األداء‬
‫بشرط أن تحترم هذه اإلنفاقــات القواعــد الــتي تضــمنتها‬
‫المــواد من ‪ 330‬إلى‪ 333‬من مدونــة التجــارة‪ .‬و قــد‬
‫أحـــال المشــرع أيضـــا بخصـــوص و س ــائل األداء على‬
‫الظهــير المــؤرخ في ‪ 6‬يوليــوز ‪ 1993‬المعتــبر بمثابــة‬
‫مؤسسات اإلئتمــان و مراقبتهــا ‪ .‬و‬
‫‪10‬‬
‫قانون يتعلق بنشاط‬
‫من خالل العنــوان الــدذي أطلقــه المشــرع على القســم‬
‫الرابع يالحظ من جهة أن وسائل األداء هذه و إن كــانت‬
‫تشــترك في هــذه الصــفة مــع األوراق التجاريــة إال أنهــا‬
‫ليست أوراقـ تجارية ‪ ،‬كما أن المشرع من جهــة أخــرى‬
‫لم يحــدد أنــواع و ســائل األداء لصــعوبة ذلكــإذ أنــه من‬
‫المحتمــل أن تظهــر وســائل أداء جديــدة كلمــا تقــدمت‬
‫تقنيــات التعامــل البنكي ‪ .‬ومن و ســائل األداء المعروفــة‬
‫حاليـــا بطاقـــة الوفـــاء ‪ ،‬و بطاقـــة الســـحب ‪ ،‬و بطاقـــة‬
‫اإلعتماد ‪ ،‬و بطاقة ضمان الشيكات‪....‬‬
‫و سنشـــرع بعـــد هـــذه المقدمـــة في دراســـة األوراق‬
‫التجارية مخصصين لكل ورقة منها فصال مســتقال وفقــا‬
‫للمنهج التالي ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬الكمبيالة‪.‬‬


‫الفصل الثاني ‪:‬السند األمر‪.‬ـ‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬الشيك‪.‬‬

‫الفصـــل األول ‪:‬‬


‫‪11‬‬
‫الكمبيالــــة ‪:‬‬
‫سنتناول دراسة الكمبيالة في ســتة مبــاحث ‪ ،‬فنخصــص‬
‫المبحث األولـ لتعريف الكمبيالة و صيغتها و وظائفهــا ‪،‬‬
‫و المبحث الثاني إلنشائها ‪ ،‬و المبحث الثالث لتداولها ‪،‬‬
‫و المبحث الرابـــع لضـــمانات الوفـــاء بهـــا ‪ ،‬و المبحث‬
‫الخامس للوفاء بها ‪ ،‬و المبحث الســادس للرجــوع على‬
‫الموقعين فيها ‪.‬‬

‫المبحـــث األول ‪:‬‬


‫تعريف الكمبيالة و صيغتها و وظائفها ‪.‬‬

‫تقتضـــي دراســـة هـــذا المبحث تقســـيمه إلى فـــرعين ‪،‬‬


‫نخصص الفرع األول لتعريف الكمبيالــة و صـيغتها ‪ ،‬و‬
‫الثاني لوظائفها‪.‬‬
‫الفــــرع األول ‪:‬‬
‫تعريف الكمبيالة و صيغتها ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫الكمبيالة ورقة تجاريــة تحــرر وفقــا للشــكل الــذي حــدده‬
‫القــانون ‪ ،‬تتضــمن أمــرا صــادرا من منشــئها‪ -‬ويســمى‬
‫الساحب‪ -‬إلى شخص أخر‪ -‬يسمى المسحوب عليه‪ -‬بــأن‬
‫يدفع مبلغا معينا من النقود بمجرد اإلطالع أو في تاريخ‬
‫معين أو قابـــل للتعـــيين ‪ ،‬ألمـــر شـــخص ثـــالث يـــدعى‬
‫(( المستفيد))‪.‬‬
‫و تعتبر الكمبيالة عمال تجاريا بالنسبة لجميع المــوقعين‬
‫عليها كيفما كانت صفة العمل الــذي ســحبت من أجلــه ‪،‬‬
‫سواء كان عمال تجاريا أو مدنيا ‪ ،‬و قد أكد على الصــفة‬
‫التجاريـــة للكمبيالـــة المشـــرع نفس ــه في الم ــادة ‪ 9‬من‬
‫مدونــة التجــارة الــتي اعتــبرت عمال تجاريــا الكمبيالــة‬
‫المشرع بصرف النظــر عن مقتضــيات المــادتين ‪ 6‬و ‪7‬‬
‫من نفس المدونة ‪.‬‬
‫و تهـــدف الكمبيالـــة عنـــد إنشـــائها إلى وفـــاء ديـــنين‬
‫مفترضـــين ‪ ،‬أولهمـــا يمثـــل في كـــون الســـاحب دائنـــا‬
‫للمسحوب عليــه فيصــدر األولـ أمــرا للثــاني بــدفع مبلــغ‬
‫الكمبيالة الذي يمثل ذلك الــدين ‪ ،‬و يتجلى الــدين الثــاني‬
‫في كون المســتفيد دائنـا للســاحب بمبلــغ الكمبيالــة بنــاء‬

‫‪13‬‬
‫على عالقــة تربطهمــا ‪ ،‬فســحبت هــذه الكمبيالــة إلنهــاء‬
‫ذلك الدين ‪.‬‬
‫و من خالل البيانات اإللزامية للكمبيالة التي نص عليها‬
‫المشرع ‪ ،‬يمكن إيراد الصيغة التالية للكمبيالة ‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫الفرع الثانـــــــــي ‪:‬‬
‫وظائف الكمبيالة ‪:‬‬

‫تقــوم الكمبيالــة في الــوقت الحاضــر بوظــائف تجعلهــا‬


‫تنســجم مــع طبيعــة الحركــة التجاريــة و مــع متطلبــات‬
‫الحيــاة التجاريــة ‪ ،‬فكــانت بــذلك أهم وســيلة يســتعملها‬
‫التجار في معامالتهم التجارية ‪ .‬و تتمثل هــذه الوظــائف‬
‫في كـــون الكمبيالـــة أداة صـــرف و أداء ووفـــاء و أداة‬
‫ائتمان ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الكمبيالة أداة صرف‪.‬‬
‫الصرف هو الوظيفــة األولى الــتي كــانت الكمبيالــة عنــد‬
‫بداية ظهورها في العصور القديمة ‪ ،‬حيث كانت التجارة‬
‫و األســفار محفوفــة بالمخــاطر خاصــة نقــل النقــود من‬
‫مكان إلى أخر‪ ،‬فكــانت الكمبيالــة أداة لتفــادي حمــل تلــك‬
‫النقــود حــتى تبقى في مــأمن من الضــياع و الســرقة ‪.‬‬
‫فبإمكان التاجر الذي ينــوي شــراء بضــاعة في بلــد أخــر‬
‫‪15‬‬
‫أن يتفادى حمل النقود معه ‪ ،‬و ذلــك بــأن يلجــأ إلى أحــد‬
‫التجــار و يــودع لديــه ثمن البضــاعة على أن يحــرر لــه‬
‫التاجر المودع لديـه كمبيالــة مســحوبة على تـاجر أخـر‬
‫في بلد الذي توجد فيه البضاعة ‪.‬‬
‫و قد ســاهمت البنــوك عنــد ظهــور هــا في زيــادة أهميــة‬
‫الكمبيالة كأداة للصرف إد كان المسافر من بلد إلى أخــر‬
‫يتقدم إلى البنك الذي يتعامــل معــه و يــودع لديــه المبلــغ‬
‫الذي ينوي حمله في سفرهـ على أن يتقدم البنك بإعطائه‬
‫كمبيالة مسحوبة على بنك مراسـلـ لــه في المدينــة الــتي‬
‫ينوي المسافر التوجه لها وذلك مقابل عمولة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الكمبيالة أداة وفاء‪.‬‬
‫تتجلى وظيفة الكمبيالة كأداة وفاء في كونها وســيلة يتم‬
‫بواسطتها سداد الــديون ‪ ،‬و هي تعتــبر كــالنقود وســيطا‬
‫في المعــامالت ‪ ،‬إذ يســتطيع المســتفيد في الكمبيالــة أن‬
‫يسدد دينه عن طريق تظهير الكمبيالــة إلى دائنــه ‪ ،‬كمــا‬
‫أن هذا األخير قد يكون مــدينا بمبلــغ الكمبيالــة بشــخص‬
‫أخر فيظهرها وفاء الدين ‪ ،‬و هكذا‪...‬‬
‫و غالبــا مــا يلجــأ التجــار إلى وفــاء ديــونهم التجاريــة‬
‫بواســطة الكمبيــاالت بــدل النقــود باعتبــار أن الكمبيالــة‬
‫‪16‬‬
‫الواحدة قابلة لسداد عدة ديون ناشئة عن عدة معامالت‬
‫تجارية في حين أن الدفع بالنقود يتم في كل عملية على‬
‫حدة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الكمبيالة أداة إئتمان ‪.‬‬
‫لتوضيح و ظيفة الكمبيالة كــأداة لإلئتمــان نــورد المثــال‬
‫التــالي ‪ :‬قـد يشــتري تـاجر بالتقسـيط بضـاعة من تـاجر‬
‫الجملــة وهــو ال يملــك ثمنهــا عنــد الشــراء ‪ ،‬فيطلب من‬
‫تاجر الجملة أن يمنحه أجال للوفاء‪ ،‬فإذا قبل هذا األخير‬
‫يكون بذلك قد منحه ثقته و إئتمانه و لكن تــاجر الجملــة‬
‫قد ال يستطيع االنتظار إلى حلــول األجــل ألنــه في حاجــة‬
‫إلى شراء بضاعة من المنتج فيطلب من هــذا األخــير أن‬
‫يمنحــه بــدوره االئتمــان و الثقــة و ذلــك بتأجيــل موعــد‬
‫األداء‪.‬ـ لكن المنتج الذي منح إئتمانــه لتــاجر الجملــة قــد‬
‫يحتاج إلى مواد أولية و ال يسـتطيع االنتظــار إلى حلــول‬
‫األجل فيلجأ بــدوره إلى طلب االئتمــان من مــورد المــواد‬
‫األولية ‪ ،‬أي يطلب منه أجال للوفاء يساوي األجلـ الــذي‬
‫منحــه هــو نفســه لتــاجر الجملــة و الــذي يســاوي أيضــا‬
‫األجل الذي منحه تاجر الجملــة لتــاجر التقســيط‪ .‬فجميــع‬
‫هذخ العمليات يتخللهــا اإلئتمــان ‪ ،‬و لهــذا فــإن الوســيلة‬
‫‪17‬‬
‫التي يتم بها هي الكمبيالة باعتبارها أداة ائتمان‪ ،‬وهكذا‬
‫فإن تاحر الجملة يســحب الكمبيالــة على تــاجر التقســيط‬
‫يأمره فيها بأداء مبلغها للمنتج في الميعاد المحدد فيها‪،‬‬
‫و يقوم المنتج بتظهيرهــا لمــورد المــواد األوليــة ‪،‬وهــذا‬
‫األخير يستطيع بــدوره تظهيالهــا للغــير و هكــذا دواليــك‬
‫إلى أن يحل ميعاد إستحقاقها فيتقدم أخر حامــل لهــا إلى‬
‫المسحوب عليه وهو تاجر التقسيط الستخالص مبلغها‪.‬‬
‫المبحث الثـــــاني‬
‫إنشاء الكمبيالة‬
‫يقتضــي إنشــاء الكمبيالــة تــوافر نــوعين من الشــروط‬
‫‪:‬شــروط موضــوعية (الفــرع األول) و أخــرى شــكلية‬
‫(الفرع الثاني)‪ .‬و إدا كان المشرع قد ألزم تــوافر هــذين‬
‫النــوعين من الشــروطـ فإنــه نص على إمكانيــة تحريــر‬
‫الكمبيالــة بعــدة نظــائر أو إســتخراج عــدة نســخ منهــا‬
‫(الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفـــــــــرع األول‬
‫الشــــــروط الموضـــوعية إلنشاء الكمبيالـــة ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫تخضـــع الكمبيالـــة باعتبارهـــا من التصـــرفات اإلرادة‬
‫المنفردة لألحكام العامة للعقد ‪،‬وعليه البــد إلنشــائها من‬
‫توافر الشروط الموضوعية و هي ‪:‬األهلية و الرضــى و‬
‫المحــل و الســبب‪ ،‬ولمــا كــانت هــذه الشــروط تــدرس‬
‫بتفصــيل في مــواد مدنيــة فإننــا سنقتصــر على الجــوانب‬
‫التي لها عالقة بهذه الورقة التجارية ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬األهلية ‪:‬‬
‫يشترط في الساحب و غيره من الملتزمين بالكمبيالة أن‬
‫يكونـــوا متمتعين باألهليـــة التجاري ــة ألن الكمبيال ــة من‬
‫األعمال التجارية كما سبق القول ‪ ،‬ويكــون الشــخص ذا‬
‫أهليـــة للقيـــام باألعمـــال التجاريـــة و بالتـــالي لإللـــتزام‬
‫بالكمبيالة إدا بلغ سن الرشد القانوني وهو ثمانية عشر‬
‫سنة شمسية كاملة ولم يصب بأي عارض من عوارض‬
‫األهلية ‪ ،‬فمــتى كــان الشــخص فاقــدا لألهليــة لصــغر في‬
‫الســن أو جنــون فــإن إلتزامــه بالكمبيالــة يكــزن بــاطال ‪،‬‬
‫وتبقى في هــذه الحالــة إلتزامــات األشــخاص اآلخــرين‬
‫الموقعين على الكمبيالة صحيحة ‪.‬أما القاصر وهو الذي‬
‫لم يبلــغ ســن الرشــد القــانوني فال يجــوز لــه اإللــتزام‬
‫بالكمبيالة‪ ،‬و تعتبر الكمبيالــة الموقعــة من طرفــه باطلــة‬
‫‪19‬‬
‫بالنسبة إليه لكن األطراف اآلخرين قيهــا يحتفظــون بمــا‬
‫لهم من حقـــوق بمقتضـــى القـــانون العـــادي‪ ،‬غـــير أن‬
‫القاصر المأذون له باإلتجار يكون في حكم الراشد وذلك‬
‫في حدود ما أدن له القيــام بــه من أعمــال تجاريــة‪ ،‬فــإذا‬
‫كــانت الكمبيالــة ممــا يلــتزم بــه القاصــر بالنســبة لتلــك‬
‫األعمال التجاريــة المــأذون لــه القيــام بهــا كــان إلنزامــه‬
‫صحيحا و ال يسوغ له البطالن ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الرضى ‪:‬‬
‫يشــترط أن تتجــه إرادة الســاحب و غــيره من المــوقعين‬
‫إلى االلــتزام بالكمبيالــة ‪ ،‬وتكــون تلــك اإلرادة ســليمة‬
‫خاليــة من عيب الرضــى كالغلــط و التــدليس و الغبن و‬
‫اإلكراهـ ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المحل ‪:‬‬
‫المحـــل في الكمبيالـــة و غيرهـــا من األوراق التجاريـــة‬
‫واحد ال يتغير و هو أداء مبلغ معين من النقود‪.‬وهذا مــا‬
‫يميز األوراقـ التجارية مثال عن إيصاالت إيداع البضائع‬
‫في المخــازن العموميــة و بطاقــات الرهـــن‪ -‬كمــا ســبق‬
‫ذكره ‪ -‬فهذه األوراقـ يكون محلها بضاعة‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫رابعا ‪ :‬السبب ‪:‬‬
‫السبب هو الدافع الذي من أجله حررت الكمبيالة‪ ،‬وهــو‬
‫يشكل العالقة بين الساحب و المستفيد تلك العالقة الــتي‬
‫جعلت األول يسحب كمبيالة بصفته مــدينا لفائــدة الثــاني‬
‫بصفته دائنا‪.‬ولم يلزم المشرع بذكر السبب في الكمبيالة‬
‫خالفا لما قضت بــه القواعــد العامــة في الســبب‪ ،‬و ذلــك‬
‫أخدا بقــانون جــنيف الموحــد الــذي لم يجعــل الســبب من‬
‫البيانات اإللزاميــة في الكمبيالــة‪ .‬غــير أنــه إذا أدرج في‬
‫الكمبيالة يتعين أن يكون مشروعا و إال كــانت الكمبيالــة‬
‫باطلة بالنسبة لإلطراف الذين يربطهم ذلك السبب‪.‬‬
‫الفرع الثــــــــاني‬
‫الشروطـ الشكلية إلنشاء الكمبيالة‬
‫إلى جانب الشروط الموضوعية السابقة يشترط إلنشــاء‬
‫الكمبيالة صحيحة أن تتوفر فيها شــروط شــكلية‪ ،‬تجعــل‬
‫منها ورقة تجارية خاضــعة لقــانون الصــرف و صــالحة‬
‫األداء و ظيفتهــا األساســية في الحيــاة التجاريــة كــأداة‬
‫إئتمان ‪ .‬وتتمثل هذه الشروط الشكلية في ضرورة كتابة‬
‫الكمبيالة (أوال) ‪ ،‬وفي الضرورة ذكر البيانات اإللزاميــة‬
‫التي نص عليهــا القــانون (ثانيــا)‪ ،‬و يــترتب عن تخلــف‬
‫‪21‬‬
‫هــذه البيانــات أثــار قانونيــة ( ثالثــا)‪ ،‬و يمكن ألطــراف‬
‫الكمبيالة تضـمين هـذه األخـيرة مـا شـاءوا من البيانـات‬
‫االختيارية حسب اتفاقهم (رابعا) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الكتابة ‪:‬‬
‫سبق تعريف الكمبيالة بأنهــا ورقــة تجاريــة تحــرر وفــق‬
‫بيانات حددها القــانون‪ .‬فمن خالل هــذا التعريــف يتضــح‬
‫أن تحــرر الكمبيالــة شــرط أساســي لوجودهــا فال بــد من‬
‫كتابة البيانات اإللزامية في الكمبيالة حتى يمكن اإللتزام‬
‫الصرفي و يمكن االحتجاج بها‪.‬‬
‫ولمـــا كـــانت الكمبيالـــة تتـــداول كغيرهـــا من األوراقـ‬
‫التجارية عن طريق التظهير أو المناولة اليدويــة ‪ ،‬فــإن‬
‫التـــداول ال يمكن أن يتم إال إذا تعلـــق األمـــر بكمبيالـــة‬
‫مكتوبة في محرر ‪ ،‬فهذا المحــررـ فقــط هــو الــذي يصــح‬
‫تداولــه عن طريــق التطهــير ‪ .‬فالكتابــة إذن ال يقتصــر‬
‫دورها على أن تكون مجــرد أداة إلثبــات عالقــة قانونيــة‬
‫بـــل هي شـــكل جـــوهري لإللـــتزلم ‪ ،‬فال يجـــوز إثبـــات‬
‫الكمبيالة بغير الكتابة كالشهادة أو اإلقرارـ أو اليمين‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬البيانات اإللزامية‪:‬‬
‫‪22‬‬
‫حـــدد المشـــرع في المـــادة ‪ 159‬من مدونـــة التجـــارة‬
‫البيانات اإللزامية للكمبيالة على الشكل التالي ‪:‬‬
‫تســمية (الكمبيالــة) مدرجــة في نص الســند ذاتــه و‬ ‫‪‬‬
‫باللغة المستعملة للتحـرير‪.‬‬
‫األمر الناجز بأداء مبلغ معين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إسم من يلزمه الوفاء (المسحوب عليه)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ االستحقاق ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مكان الوفاء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إســم من يجب الوفاء له أو ألمره ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ و مكان إنشاء الكمبيالة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إســـم و توقيع من أصدر الكمبيالة (الساحب )‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثالثــا ‪ :‬األثــار المترتبــة عن تخلــف بيــات من بيانــات‬


‫الكمبيالة ‪.‬‬
‫‪ )1‬إهمال أحد البيانات اإللزامية ‪:‬‬
‫األصل أن الساحب إذا أهمــل بيانــا إلزاميــا في الكمبيالــة‬
‫إعتبرت باطلة كورقة صرفية‪ ،‬فتتحــول إلى ســند عــادي‬
‫إلثبــات الــدين إذا تــوفرت شــروطـ هــذا الســند ‪ .‬غــير أن‬
‫‪23‬‬
‫المشـرع أوردهـا لهـذا األصـل إسـنثناءات نصـت عليهـا‬
‫المادة ‪ 160‬من مدونة التجارة‪ ،‬وهي األتية ‪:‬‬
‫أ ــ الكمبيالة التي لم يعين تــاريخ اســتحقاقها تعتــبر‬
‫مستحقة بمجرد اإلطالع ‪.‬‬
‫ب ــ إذا لم يعين تاريخ مكـان الوفــاء ‪ ،‬فـإن المكــان‬
‫المبين بجانب إسم المسحوب عليه يعد مكانا للوفاء‬
‫وفي وقت نفسه موطنا للمسحوب عليــه ‪،‬في الســند‬
‫خالف ذلــــك‪ ،‬و إذا لم يعين مكــــان بجــــانب إســــم‬
‫المسحوب عليــه يعتــبر مكانــا للوفــاء المكــان الــذي‬
‫يزاول فيه المسحوب عليه نشاطه أو موطنه‪.‬‬
‫ج ــ ـ الكمبيالــة الــتي لم يتعين فيهــا مكــان إنشــائها‬
‫تعتــبر منشــأة في المكــان المــذكور إلى جــانب إســم‬
‫الساحب ‪ .‬و إذا لم بعبن مكان بجانب إســم الســاحب‬
‫فإن الكمبيالة تعتبر منشأة بموطنه‪.‬‬
‫د ــ إدا لم يعين تاريخ الكمبيالة يعتبر تاريخ اإلنشاء هو‬
‫تاريخ تســليم الســند إلى المســتفيد مــا لم يــرد في الســند‬
‫خالف ذلك‪.‬‬

‫‪ 2‬ــ الكمبيالة الناقصة ‪ :‬بقصد بالكمبيالة الناقصـة ـــ أو‬


‫الكمبيالة على بياض الكمبيالة التي التي يتفــق أطرافه ـاـ‬
‫‪24‬‬
‫على عدم ذكر بيان أو أكــثر حين إنشــائها ‪ ،‬على أن يتم‬
‫إضافة ذلك البيان فيما بعد‪.‬‬
‫و تختلــف الكمبيالــة الناقصــة عن الكمبيالــة الــتي أهمــل‬
‫ذكــر بيــان أو أكــثر من بياناتهــا اإللزاميــة في أن هــذا‬
‫األخيرة تعتبر باطلة و معيبة كورقة صرفية باعتبــار أن‬
‫نية األطراف لم تتجه أثناء تحرير الكمبيالــة إلى إضــافة‬
‫ذلك البيــان فيمــا بعــد‪ ،‬في حين الكمبيالــة الناقصــة على‬
‫الرأي الراجحـ تكون صحصحة ما دام اإلتفاق إلى إضافة‬
‫البيانات الناقصة قد حصل‪ ،‬شريطة أن تتم اإلضافة قيــل‬
‫تـــاريخ اإلســـتحقاق ‪ ،‬إذ ( ) في صـــحة الكمبيالـــة أو‬
‫بطالنها هي بما إذا كانت قد إستكملت كافة بياناتها عنــد‬
‫المطالبة بها‪.‬‬
‫و تجدر اإلشــارةـ إلى أن المشــرع المغــربي لم يشــر إلى‬
‫الكمبيالــة الناقصــة بخالف قــانون جــنيف الموحــد الــذي‬
‫أشار إليهــا في المـادة ‪ 10‬منـه ‪ ،‬ومـع ذلـك ليس هنــاك‬
‫( ) من إعتبارهــا صــحيحة في ظــل التشــريع المغــربي‬
‫لعــدم مخالفتهــا لمقتضــياته من جهــة و ألن الضــرورات‬
‫العملية تقتضي تــرك بعض البيانــات على أمــل إضــافتها‬
‫فيما بعد‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ 3‬ـــــ إدخــال تغيــيرات على الكمبيالــة ‪ :‬قــد يتم تغيــير‬
‫الحقيقـة في الكمبيالـة و ذلـك بـتزوير بيـان أو أكـثر من‬
‫بياناتها باستعمال وسائل التزوير المختلفة أو باســتغالل‬
‫الفراغ الموجود بين العبــارات‪ .‬وقــد نص المشــرع على‬
‫الحكم بالنســــــبة للكمبيالــــــة الــــــتي أدخلت علبهــــــا‬
‫التغييرات‪،‬فجــاء هــذا الحكم في المــادة ‪ 277‬من مدونــة‬
‫التجــارة كمــا يلي "إذا وقــع تغيــير في نص الكمبيالــة ‪،‬‬
‫فإن المــوقعين الالحقين لهــذا التغيــير ملــزمين بمقتضــى‬
‫النص كمــا هــو بعــد التغيــير‪.‬أمــا الموقعــون الســابقون‬
‫فيلزمون بما ورد في النص األصلي ‪".‬‬
‫رابعا البيانات اإلختيارية في الكمبيالة ‪:‬‬
‫باإلضافة إلى البيانــات اإللزاميــة المــذكورة ســابقا يمكن‬
‫أن تتضمن الكمبيالة بيانــات ينشــئها األطــراف بــإرادتهم‬
‫تعرف بالبيانات اإلختيارية‪ .‬وتختلــف هــذه البيانــات عن‬
‫البيانات اإللزامية في أن المشرع لم يلــزم ذكــر البيانــات‬
‫اإلختياريــة في الكمبيالــة و بالتــالي فــإن عــدم ذكرهــا ال‬
‫يــؤدي إلى بطالن الكمبيالــة ‪ ،‬كمــا أن المشــرع لم يحــدد‬
‫هذه البيانات االختيارية و أنما تـرك لألطـراف إدراج مـا‬
‫شــاؤا منهــا حســب إرادتهم و اتفــاقهم‪ ،‬شــريطة عــدم‬
‫‪26‬‬
‫إخاللهــا بمقتضــيات النظــام العــام و اآلداب الحميــدة‪.‬و‬
‫نذكر فيما يلي بعض هذه البيانات ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ شرط تداول الكمبيالة ‪ :‬وهــو مــا يعــبر عنــه قانونــا‬
‫بشرط (ليســت ألمــر) ‪.‬و يقصــد من إدراج هــذا الشــريط‬
‫منع تداول الكمبيالة بالطرق التجارية‪ .‬فالكمبيالة ســواء‬
‫تضــمنت عبــارة "األمــر" أو لم تتضــمنها ‪،‬لكن إذا أراد‬
‫الساحب أوالمظهــر منـع تــداول الكمبيالـة فإنــه يضـمنها‬
‫عبـــارة "ليســـت ألمـــر" وحينـــذاك يمنـــع المســـتفيد أو‬
‫المظهــر إليــه من تظهيرهــا‪،‬و يتعين عليــه اإلنتظــار إلى‬
‫حين وصول تاريخ اإلستحققاق الســتخالص قيمتهــا من‬
‫المسحوب عليه‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ شرط المطالبة بال مصاريف أو بدون احتجاج ‪:‬‬
‫يجب على حامل الكمبيالة أن يطــالب بقيمتهــا في تــاريخ‬
‫اســتحقاقها ‪ ،‬و إذا إمتنــع المســحوب عليــه عن الوفــاء‬
‫وجب على هــذا الحامــل أن ينظم إحتجاجــا بعــدم الوفــاء‬
‫تحت طائلــة ســقوط حقــه في الرجــوع على المظهــرين‬
‫السابقين و الساحب الذي قــدم مقابــل الوفــاء‪.‬ولمــا كــان‬
‫تنظيم االحتجاج ودعوى الرجــوع يتطلبــان نفقــات قــد ال‬
‫يــرغب الملــتزمون بالكمبيالــة تحملهــا لــذلك فقــد ســمح‬
‫‪27‬‬
‫المشرع للساحب أو أب من المظهــرين أن يشــترط على‬
‫الحامل الرجوع عليه إذا رفض المسحوب عليــه الوفــاء‬
‫أو القبـــول فيطالبـــه بمبلـــغ الكمبيالـــة مـــع عـــدم تنظيم‬
‫اإلحتجــاج ‪ ،‬و يتحقــق هــذا بفضــل شــرط الرجــوع بال‬
‫مصاريف أو المطالبة بدون إحتجاج‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ شرط التقديم اإللزاميـ أو عدم التقديم للقبول ‪:‬‬
‫قــد يضــمن للســاحب الكمبيالــة شــرطا بمقتضــاه يلــتزم‬
‫الحامل بتقدمها للمسحوب عليه ليوقعها بالقبول‪ .‬وفائدة‬
‫هذا الشرط أن يتمكن الساحب من التصرف مســبقا على‬
‫نية المســحوب عليــه في الوفــاء بقيمتهــا حــتى ال يفاجــأ‬
‫بــرفض المســحوب عليــه عنــد حلــول ميعــاد إســتحقاق‬
‫الكمبيالــة‪ ،‬خصوصــا إذا كــان المســحوب عليــه قــد تلقى‬
‫مقابل الوفاء‪.‬وعلى العكس من دلك قد يضــمن الســاحب‬
‫للكمبيالة شـرطا يمنـع بمقتضـاه تقـديمها للقبـول ‪،‬وهـذا‬
‫يقع غالبا عندما اليكون المسحوب عليه قــد توصــل بعــد‬
‫بمقابل الوفاء من الساحب الشئ الذي يجعل هذا األخــير‬
‫يبــادر إلى إشــتراط عــدم تقــديم الكمبيالــة للقبــول خشــية‬
‫رفض المسحوب علية لهذا القبول‪ ،‬الشئ الذي يقلل من‬
‫قيمة الكمبيالة و يــؤثر تــأثيرا ســلبيا على تــداولها ‪.‬وقــد‬
‫‪28‬‬
‫نصت صراحة على هذا الشرط المــادة ‪ 174‬من مدونــة‬
‫التجارة‪.‬‬
‫‪ 5‬ــ شرط وصول القيمــة ‪:‬‬
‫تحب الكمبيالة عادة لسداد دين مترتب في ذمة الســاحب‬
‫لفائــدة المســتفيد‪ ،‬فوصــول القيمــة هــو بيــان و توضــيح‬
‫للعالقة الــتي أنشــئت من أجلهــا الكمبيالــة و الــتي تربــط‬
‫الســاحب بالمســتفيد‪،‬أي أن الســاحب يــأمر بالــدفع ألن‬
‫القيمة وصلته‪ .‬ويعبر عن هذه العالقة في الكمبيالة مثال‬
‫بعبــارة " وللقيمــة ثمن البضــاعة وصــلت "أو "القيمــة‬
‫وصلت" ‪.‬‬
‫‪ 6‬ــ شرط مقابل الوفاء ‪:‬‬
‫عندما يرغب المســحوب عليــه في معرفــة الســبب الــذب‬
‫أدى إلى تلقيه األمر بوفاء مبلغ الكمبيالــة‪ ،‬إذ على هــذه‬
‫المعرفة يبنى قبوله أو عدم قبوله للوفاء‪.‬وهذا ما يجعــل‬
‫الساحب يضمن الكمبيالة شرط مقابل الوفاء ليوضح بــه‬
‫الســبب الــذي ســحبت من أجلــه الكمبيالــة و الــذي يــبين‬
‫بالتالي العالقة التي تربط الساحب بالمسحوب عليه‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفرع الثالــث‬
‫تعدد النظائر و النسخ في الكمبيالة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعدد النظائــــــــر‪.‬‬


‫األصل أن الكمبيالة تحرر بنظير واحد إال أنها قد تسحب‬
‫بعــدة نظــائر عنــدما تــدعو الحاجــة إلى ذلــك‪.‬فقــد يــرغب‬
‫الساحب في تسهيل تداول الكمبيالة حيى قبل قبولها من‬
‫المسحوب عليــه فيحــرر منهــا نظــائر يرســل أحــدها إلى‬
‫المسحوب عليه قصد التوقيع عليه بالقبول‪ ،‬أو قد يكون‬
‫الهدف من سحب الكمبيالــة بعــدة نظــائر تفــادي مخــاطر‬
‫الضــياع أو الســرقةـ خاصــة بالنســبة للكمبيــاالت الــتي‬
‫ترسل إلى بلدان أجنبية‪ .‬فالكمبيالة التي تســحب في بلــد‬
‫لتدفع في بلد أخر معرضة للضياع أو السرقة‪ ،‬لذلك فقــد‬
‫جــرى التعامــل الــدولي خاصــة على أن تحــرر الكمبيالــة‬
‫المرســلة في أكــثر من نظــير حــتى إذا مــا ضــاعت هــذه‬
‫الكمبيالــة فــإن الحامــل يســتطيع إرســالـ نظــير أخــر و‬
‫يمارس حقه في الحصول على مبلغ الكمبيالة‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫وتعتبر الكمبيالة المسحوبة بعدة نظائر واحدة مهما بلــغ‬
‫عدد النظائر التي سحبت بها‪ ،‬و يترتب على هــذا القــول‬
‫بعض النتائــــج ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــــــ يجب أن تكـــون النظـــائر متماثلـــة بحيث يطـــابق‬
‫بعضها بعضا في كــل شــئ بمــا في ذلــك التوقيــع‪ ،‬بحيث‬
‫يكون كل نظير و كأنه كمبيالة أصلية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـــ يلـزم ذكـر رقم كـل نظـير في نص الكمبيالـة نفسـه‬
‫حتى يعلم الحامــل و المســحوب عليـه أن هـذه الكمبيالــة‬
‫حــررت بعــدة نظــائر ‪ ،‬فــإذا لم يــذكر أعتــبر كــل نظــير‬
‫كمبيالة مستقلة عن األخرى‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ ال يلزم المسحوب عليه إال بسداد مبلغ النظير الذي‬
‫وقع عليه بالقبول ‪ ،‬و يجب عليه أن يسترد ذلك النظــير‬
‫المقبـول من أجـل أن تـبرأ ذمتـه قانونـا‪ ،‬و إذا حـدث أن‬
‫وضع المسحوب عليه توقيعه بــالقبول على عــدة نظــائر‬
‫فإنه يلتزم بكل نظـير منهـا مـالم يســتردها جميعهــا عنـد‬
‫أدائه لمبلغ الكمبيالــــــة‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ ـ يعتــبر تظهــير النظــائر إلى أشــخاص ( ) عمال‬
‫غــير مشــروع يلــزم صــاحبه بــالتعويض عن الضــرر‬
‫الحاصل من جــراء ذلــك ‪ ،‬غــير أن المســؤولية في هــذه‬
‫‪31‬‬
‫الحالــة تقتصــر على الشــخص الــذي ظهــر الكمبيالــة لي‬
‫أشـــخاص مختلفين و على المظهـــرين الالحقين لـــه‪ ،‬و‬
‫هــؤالء جميعــا اليســتطيعون الرجــوع على الســاحب و‬
‫المظهرين السابقين للعملية غــير المشــروعة ألن األمــر‬
‫بالنسبة لهؤالء ال يتعلق بكمبيالة واحدة‪.‬‬
‫‪ 5‬ــــ إذا كــان أحــد النظــائر قــد عــرض للقبــول فــإن من‬
‫واجب الحامـــل أن يـــبين على النظـــائر األخـــرى إســـم‬
‫الشخص الذي يوجد تحت يده ذلك النظير الموقــع عليــه‬
‫بالقبول‪ ،‬و يجب على هذا الشــخص من جهتــه أن يقــوم‬
‫بتسليمه لصاحب الحق الشرعي في الكمبيالة‪.‬‬
‫ثـــــانــيا ‪ :‬تعـــــدد النسخ ‪.‬‬
‫يجوز لكل حامل كمبيالــة أن ينشــأ منهــا نســخا و تتمــيز‬
‫النسخة بأنها صورة طبق األصــل للكمبيالــة‪ ،‬ووســيلتها‬
‫العملية في الوقت الحاضر التصوير ‪ ،‬إال أنه ليس هناك‬
‫ما يمنع أن تنسخ باليد و هذا مــا كــان العمــل عليــه قبــل‬
‫ظهورـ آلة التصوير‪.‬‬
‫و تشــبه النســخة النظــير في جــوانب وتختلــف عنــه في‬
‫جوانب أخرى‪.‬فهي تشبهه فيما يلي ‪:‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ 1‬ـــــ ضـــرورة تطـــابق النســـخة مـــع األصـــل من حيث‬
‫البيانــات و التظهــيرات و كــل التقييــدات الموجــودة في‬
‫األصل‪.‬‬
‫‪ 2‬ــــ ضــرورة إدراج بيــان في النســخة يعين من بيــده‬
‫األصل‪ ،‬ومن واجب هذا األخير أن يسلمه لحامل األصل‪.‬‬
‫إال أن النسخة تختلف عن النظير فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــ ـ النظــائر ينشــئها الســاحب ‪ ،‬أمــا النســخ فينشــئها‬
‫الحامل ‪.‬‬
‫‪ 2‬ــــ التوقيعــات الــتي توجــد على النظــير هي نفســها‬
‫التوقيعات الحقيقية للساحب و المظهرين باعتبارها أنها‬
‫صادرة بخط يد أصحابها كما هو الشأن بالنسبة لألصل‪.‬‬
‫أمــا في النســخة فــإن الصــور ترســم التوقيعــات ‪ ،‬و إدا‬
‫جــرى النســخ باليــد فإنــه يشــار إلى أســماء أصــحاب‬
‫التوقيعات فقط دون تقليد لتوقيعاتهم‪.‬‬
‫‪ 3‬ـــــ ال يمكن األداء بواســطة النســخة خالفــا للنظــير‪،‬‬
‫ولــذلك تجب اإلشــارةـ في النســخة إلى الشــخص الحــائز‬
‫على أصل الكمبيالة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫هذا وتقبــل النســخة التــداول بطريــق التظهــير كمــا تقبــل‬
‫الضــــــمان اإلحتيــــــاطي شــــــأنها شــــــأن الكمبيالــــــة‬
‫األصلية‪.‬ويكون لهذه النسخة ما لألصــل من أحكــام‪ ،‬بــل‬
‫أكثر من ذلك قــد يكــون التطهــير مقتصــرا على النســخة‬
‫دون األصل وذلك في الحالة التي يكتب فيها على األصل‬
‫عبــارة " اليصــلح التظهــير من اآلن فصــاعدا إال على‬
‫النســخة " أو أيــة عبــارة أخــرى مماثلــة لهــا‪ ،‬و بــترتب‬
‫على إيـــراد هـــذه العبـــارة أن كـــل تظهـــير يحـــرر على‬
‫الكمبيالة األصلية يعتبر باطال‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫تداول الكمبيالة‬
‫( التظهيــــر )‬
‫ستتناول الدراسة في هذا الفصل ثالثة مواضــيع ‪،‬أولهــا‬
‫تعريــف التظهــير و تميــيزه عن حوالــة الحــق (المبحث‬
‫األول) ‪ ،‬وثانيهــا شــروط التظهــير و أشــكاله (المبحث‬
‫الثاني )‪ ،‬وثالثها أنواع الثظهيـــر( المبحث الثالث)‪.‬‬

‫المبحث األولـ ‪:‬‬


‫‪34‬‬
‫تعريف التظهير و تمييزه عن حوالة الحق‪.‬‬

‫التظهير هو كتابة على ظهر الكمبيالة تفيد إنتقـال الحـق‬


‫الثــابت فيهــا من المســتفيد المظهــر إلى المظهــر إليــه‪.‬‬
‫ويختلــف التظهــير إختالفــا جوهريــا عن حوالــة الحــق‬
‫المدنية‪ ،‬و ذلك بالخصوص في األمور اآلتية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬إذا أرادـ الذائن حوالة حق له إلى شخص أخر عن‬
‫طريق الحوالة المدنية فإن هذه الحوالة ال تصــبح نافــدة‬
‫تجــاه المــدين و الغــير إال بتبليــغ الحوالــة للمــدين تبليغــا‬
‫رسميا أو بقبوله إياها في محرر ثابت التــاريخ‪.‬في حين‬
‫إنتقال الحــق بــالتظهير ال يتوقــف على قبــول المســحوب‬
‫عليه أو تبليغه باالنتقال تبليغا رسميا‪.‬‬
‫ثانيــا ‪ :‬ال تــوفر الحوالــة الحــق للمحــال لــه الضــمانات‬
‫الكافية التي تجعله يطمئن إلى أنه سيســتوفي فعال مبلــغ‬
‫الــدين الحــال‪ ،‬ذلــك أنــه في الحوالــة بعــوض ال يضــمن‬
‫المحيل إال وجود الحق المحال وقت الحوالة و الحق في‬
‫التصــرف فيــه‪ .‬أمــا إذا كــانت الحوالــة بغــير عــوض فال‬
‫يكون المحيل ضامنا حتى لوجود الدين أو الحق المحــال‬
‫و إنما يكون مسؤوال عما يترتب عن تدليسه ‪ ،‬أما يســر‬
‫‪35‬‬
‫المـــدين اليضـــمنه إال إذا وجـــد إتفـــاق خـــاص يقضـــي‬
‫بذلك ‪،‬وحتى في هذه الحالــة فــإن الضــمان ينصــرف إلى‬
‫وقت إبرام الحوالة‪ .‬أما بخصوص التظهير فإن المظهــر‬
‫يضمن الوفاء و القبول ما لم يرد شرط بخالف ذلك‪.‬‬
‫ثالثــا ‪ :‬يجــوز للمــدين في حوالــة الحــق أن يمســك في‬
‫مواجهــة المحــال لــه بكــل الــدفوع الــتي كــان بإمكانــه‬
‫التمسك بها في مواجهة المحيل شرط أن يكون أساســها‬
‫قائما عند حصول الحوالة أو عند تبليغهــا ‪.‬أمــا التظهــير‬
‫فإنه يظهر الكمبيالــة من الــدفوع المبنيــة على العالقــات‬
‫الشخصية ما لم يكن الحامل قد تعمد باكتسابه الكمبيالة‬
‫إلضرارـ بالمدين‪.‬‬
‫يتضح من هذه األمثلة لإلختالف بين التظهــير و حوالــة‬
‫الحــق بطريــق المدنيــة ليس بــاألمر الســهل‪ ،‬ولــو أردنــا‬
‫اتباعــه في حوالــة الحــق التجاريــة (التظهــير) لتعطــل‬
‫الكثــير من النشــاط التجــاري لوجــود قلــة قليلــة تقبــل‬
‫إستيفاء ديونها عن طريق حوالة الحــق المدنيــة ‪ ،‬لــذلك‬
‫جاء التظهير كبديل لهذه الحوالــة لمــا فيــه من ضــمانات‬
‫تضـــمن الـــدائن إلى أنـــه سيســـتوفي دينـــه في تـــاريخ‬
‫االستحقاق‪.‬ـ‬
‫‪36‬‬
‫المبحـــث الثانـــي‬
‫شروط التظهير و أشكاله‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬شروطـ التظهيــــر‪.‬‬
‫يشترط في التظهير لكي يكون صحيحا الشروط التالية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ يجب أن يكون التظهير ناجزا ‪ ،‬وكل شرط مقيد لــه‬
‫يعتبر كأنه غير موجود‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ يجب أن يكون التظهير تامــا أي شــامال لكــل مبلــغ‬
‫الكمبيالة‪ ،‬أما التظهير الجزئي ــــوهو الــذي ينقــل جــزءا‬
‫من المبلغ فقط ــ فإنه يعتبر باطال كأنه لم يكن‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ يجب أن يحــرر التظهــير على الكمبيالــة نفســها‪ ،‬أو‬
‫على الورقــة متصــلة بهــا عنــدما يمتلئ ظهــر الكمبيالــة‬
‫بالتوقيعات‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ يجب أن بتم التظهير بتوقيع المظهر‪.‬‬
‫و إدا حدث أن بطــل التظهـير النتقـاء شـرط أو أكـثر من‬
‫الشــــروط الســــابقة فــــإن ذلــــك ال يــــؤدي إلى بطالن‬
‫الكمبيالــة‪،‬ألن هــذه األخــيرة ال تبطــل إال إذا إختــل فيهــا‬
‫بيان من البيانات اإللزامية للكمبيالة ‪ ،‬و إنما هو طريــق‬
‫‪37‬‬
‫من طرق تدوالها‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أشكال التظهير‪.‬‬
‫يتم التظهير بأحد األشكال التالية ‪ :‬التظهــير الرســمي ‪،‬‬
‫التظهير على بياض‪ ،‬التظهير للحامل‪.‬‬
‫‪1‬ــ التظهير الرســمي ‪ :‬وهــو الــذي يكتب فيــه المظهـرـ‬
‫إسم مظهر إليه ثم يرفقــه بتوقيعــه‪ .‬وقــد يكتفي المظهــر‬
‫بــذكر إســم المظهــر إليــه فقــط ‪ ،‬وقــد يــورد عبــارة تفيــد‬
‫إنتقــال الحــق في الكمبيالــة إل المظهــر إليــه المــذكور‬
‫إســـمه‪.‬و مثـــال هـــذه العبـــارة( إدفعـــوا ألر فالن)) أو‬
‫( التظهير لفالن)‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ التظهير على بياض‪ :‬الذي ال يذكر فيه المظهر إسم‬
‫المظهــر إليــه بــل يكتفي بوضــع توقيعــه مجــردا من أيــة‬
‫عبارة‪ .‬ويستطيع المستفيد من تظهير الكمبيالــة تظهــيرا‬
‫على بياض أن يحول دلك التظهير إلى تظهــير إســمي و‬
‫ذلك بإضافة إسمه أو إسم أي شــخص أخــر كم يســتطيع‬
‫أن يظهرها من جديد ‘ما تظهــيرا من جديــد إمــا تظهــيرا‬
‫على بياض أوتظهيرا إســميا و أخــيرا يســتطيع أن ينقــل‬
‫الكمبيالــة بمجــرد تســليمها دون إضــافة أي إســم و دون‬
‫تظهيرها و في هذه الحالــة تتــداول الكمبيالــة كــأي ســند‬
‫لحاله‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ 3‬ــ التظهير للحامل ‪ :‬و هو يشبه التظهير على بيــاض‬
‫من حيث إن كال منهما ال يذكر في إسم المظهر إليه‪،‬‬
‫إال أن الفـــرق بينهمـــا أن التظهـــير على بيـــاض يكتفي‬
‫فيه ‪.‬بــالتوقيع ‪ ،‬في حين أن التظهــير للحامــل تكتب فيــه‬
‫إلى جانب التوقيع كلمة "للحامل"‪.‬‬
‫وإذا كان المشرع قد منع إنشــاء الكمبيالــة للحامــل حيث‬
‫إعتــبر ذكــر إســم الشــخص الــذي يجب أن يقــع الوفــاء‬
‫ألمره بيانــا إلزاميــا يــترتب على تخلفــه بطالن الكمبيالةـ‬
‫قد أجاز تظهير الكمبيالة للحامل‪.‬‬

‫المبحث الثالـــث‬
‫أنواع التظهيـــــر‬
‫تتعدد أنــواع التظهــير بحســب الهــدف الــذي يسـعى إليــه‬
‫المظهــر من تظهــيره للكمبيالــة‪ ،‬فقــد يكــون هدفــه نقــل‬
‫ملكيتهــا إلى المظهــر إليــه‪ ،‬و هــذا مــا يســمى بــالتظهير‬
‫الناقل للكمبيالة‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫وقــد يكــون هدفــه رهن الكمبيالــة من أجــل ضــمان دين‬
‫عليه و هذا ما يطلق عليه التظهير التأميني‪ .‬و فيما يلي‬
‫بيان لكل نوع من هذه األنواع الثالثة ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬التظهير الناقل للملكية ‪:‬‬
‫التظهير الناقل للملكية أو التظهير التــام هــو الــذي تنقــل‬
‫بمقتضاه ملكية الكمبيالة من المنظهــر إلى مظهــر إليــه‪.‬‬
‫وهذا النوع من التظهير ينقل جميع الحقوق الناتجة عن‬
‫الكمبيالة إلى المستفيد المظهــر إليــه ‪ ،‬ولهــذا يعتـبر أهم‬
‫أنواع التظهير و أكثرها شيوعا ‪.‬‬
‫و يشترط لصحة التظهير الناقــل للملكيــة أن تتــوفر فيــه‬
‫شروط موضوعية و أخرى‪.‬‬
‫من الحامل الشرعي سواء كــان مســتفيدا أوال أو مظهــر‬
‫إليه‪ .‬فإدا إنتقلت الكمبيالة بطريق غير شرعي كسرقتها‬
‫أو تزويرها كان تظهيرها بعد ذلك باطال‪.‬‬
‫و تتمثل الشروط الموضوعية أيضــا في ضــرورة تــوافرـ‬
‫الرضا و األهلية و المحــل و الســبب في التظهــير الناقــل‬
‫للملكية‪ .‬مع اإلشارة إلى أن األهليــة هنــا يجب أن تكــون‬
‫تجارية ألن اإللتزام بالكمبيالة من األعمال التجارية‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫أما الشروط الشــكلية ‪ ،‬فتتمثــل في الكتابــة حيث يشــترط‬
‫في صــحة التظهــير الناقــل للملكيــة أن يتم عن طريــق‬
‫التوقيع‪ ،‬سواء أضيفت إليــه عبــارة تفيــد التظهــير أو لم‬
‫تضف إليه ‪.‬فالتظهير ال يمكن إثباته بطرق إثبات أخــرى‬
‫غير الكتابة كيفما كان الشكل الذي يتخــذه ‪ ،‬ســواء كــان‬
‫تظهيراإسميا أو على بياض أو للحامل‪.‬‬
‫و إذا كان التوقيع هو الشرط الشكلي الوحيد الــذي ألــزم‬
‫المشــرع تحققــه لصــحة التظهــير ‪ ،‬فإنــه ليس هنــاك مــا‬
‫يمنع التظهــير من أن يتضــمن بيانــات إختياريــة‪ ،‬كبيــان‬
‫وصول القيمة‪ ،‬وبيان مكــان التظهــير تاريخــه ‪،‬و شــرط‬
‫الرجوع بال مصاريف وشرط ليست ألمــر‪ ،‬وشــرط عــدم‬
‫الضمان‪ ،‬وغيرها من الشروط اإلختيارية ‪.‬‬
‫ويرتب التظهير الناقل بعض اآلثار تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ إنتقال الحقوق الناشئة عن الكمبيالــة ‪ ،‬بإعتبــار أن‬
‫التظهير الناقل للملكية ينقــل جميـع الحقــوق الناتجـة عم‬
‫الكمبيالة ‪ ،‬و أهم هذه الحقوق ملكية الكمبيالة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـــــ ضـــمان القبـــول و الوفـــاء‪ ،‬حيث يل ــتزم المظهـــر‬
‫تظهيرا ناقال للملكية بضمان القبول و الوفاء بالتضــامن‬
‫مـــع بقيـــة المـــوقعين على الكمبيالـــة من ســـاحبين و‬
‫‪41‬‬
‫مظهـــرين و ضـــامنين إحتيـــاطيين و المســـحوب عليـــه‬
‫القابل‪ .‬غير أم هذا اإللــزام قــد يــرد عليــه إســتثناء وهــو‬
‫جوازـ تحلل المظهر من ضمان القبول و الوفاء إذا أورد‬
‫شرطا عند التظهير الكمبيالة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـــ مبــدأ عــدم التمســك بالــدفوع‪ ،‬أو مــا يســمى أيضــا‬
‫تظهير الدفوع أو عدم سريان الدفوع‪،‬ذلك أنـه ال يسـوغ‬
‫للمــدين بالكمبيالــة أن يتمسـك ضـد الحامــل حســن النيــة‬
‫بالدفوع التي كان بمقدورهـ أن يتمســك بهــا في مواجهــة‬
‫الســــاحب أو أي موقــــع ســــابق بنــــاء على العالقــــات‬
‫الشخصـــية الـــتي ترتبـــط بأحـــد هـــؤالء كـــأن يتمســـك‬
‫المســحوب عليــه القابــل ضــد الحامــل حســن النيــة بعــدم‬
‫وجــود مقابــل الوفــاء الــذي يمكن أن يتمســك بــه ضــد‬
‫الساحب‪ ،‬أو أن يدفع بانقضــاء االلــتزام بالمقاصــة الــتي‬
‫تثبت له إزاء الساحب أو إزاء حامل سابق‪.‬إال أن قاعدة‬
‫عدم التمسك بالدفوع هذه اليمكن إعمالهــا على إطالقهــا‬
‫إذ أن هنـــاك من الـــدفوع مـــا يمكن االحتجـــاج بـــه في‬
‫مواجهــة الحامــل و لــو كــان حســن النيــة‪ ،‬و هي الــدفع‬
‫بإهمـــال أحـــد البيانـــات اإللزاميـــة‪،‬و الـــدفع بانعـــدام أو‬
‫نقصـــان األهليــة ‪ ،‬و الــدفع بتخلــف الرضــا ـ ـ و الــدفع‬
‫ـرط عــدم ضــمان القبــول أو‬ ‫بــورود شــرط الكمبيالــة شـ‬
‫‪42‬‬
‫الوفاء الذي يستطيع أن بورده في الكمبيالــة‪ ،‬ويســتطيع‬
‫تبعا لذلك أن يتمسك به حتى في مواجهة الحامــل حســن‬
‫النيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التظهيـــر التو كيلي ‪:‬‬
‫هو توكيل المظهر إليــه ليتــولى تحصــيل مبلــغ الكمبيالــة‬
‫عند االستحقاق ‪ ،‬أو القيام بإجراءات قانونية للمحافظــة‬
‫على حقوق المالــك ‪ ،‬كتقــديم االحتجــاج و الرجــوع على‬
‫موقعي الكمبيالة‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ شروطـ التظهير التوكيلي ‪:‬يشترط لصحته أن تتوفر‬
‫شــــروط شــــكلية و أخــــرى موضــــوعية ‪ .‬فالشــــروط‬
‫الموضــوعية التختلــف عن تلــك المتطلبــة في التظهــير‬
‫الناقــل للملكيــة ‪ ،‬باســثتناء مــا يتعلــق باألهليــة حيث ال‬
‫يشــترط في المظهــر توكيليــا أن يكــون متمنعــا باألهليــة‬
‫التجاريــة ألن المظهــر هنــا ال يلــتزم و ‘نمــا يكلــف إليــه‬
‫ياســتخالص مبلــغ الكمبيالــة‪ ،‬أمــا المظهــر إليــه تظهــيرا‬
‫توكيليا فيكفي أن يكون مميزا‪ ،‬إذا التشترط فيه األهليــة‬
‫معينة طبقا للمبدأ الــواردـ في الفصــل ‪ 880‬من القــانون‬
‫اإللتزامات و العقود‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫أمــا الشــروط الشــكلية فتتمثــل في ضــرورة التنصــيص‬
‫كتابـــة و صـــراحة على أن التظهـــير التـــوكيلي و ذلـــك‬
‫باســـتعمال عبـــارة تـــدل عليـــه مـــع التوقيـــع‪ ،‬كعبـــارة‬
‫((التظهير للتوكيل)) أو القيمة للتحصيل)) أو غير ذلــك‪.‬‬
‫فإذا لم ينص صراحة على أن التظهير للتوكيل أو كــانت‬
‫العبــارة المســتعملة غــير واضــحة في الداللــة على أن‬
‫التظهير للتوكيـل فـإن التظهـير يكـون نـاقال للملكيـة ألن‬
‫هذا هو األصـــل‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ أثار التظهير التوكيلي ‪ :‬بخصوص هذه اآلثار نميز‬
‫بين عالقة المظهــر بــالمظهر إليــه‪ ،‬و عالقــة المظهــر و‬
‫المظهر إليه بـالغير‪ .‬فبالنسـبة لعالقـة المظهـر بـالمظهر‬
‫إليه تنتج ثالثة أثار ‪:‬‬
‫أ ــــ يســتطيع المظهــر إليــه ممارســة جميــع الحقــوق‬
‫المتفرعــة عن الكمبيالــة‪ ،‬ويعين عليــه بالخصــوص أن‬
‫يقــدم الكمبيالــة للقبــول و الوفــاء و أن يقــدم االحتجــاج‬
‫ويمــارس حــق الرجــوع على الملــتزمين و يقيم دعــاوي‬
‫أمام القضاء‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ب ــ يلزم المظهر إليه بتنفيذ المهمة التي كلف بها‪ ،‬وال‬
‫يسوغ له أن يجري أي عمل يتجاوز حدود تلــك المهمــة‬
‫وغال ترتبت عليه المسؤولية‪.‬‬
‫ج ــ تحكم عالقة المظهر إليه بالمظهر مهمتــه أو عزلــه‬
‫ــ ويتم هذا العزل بشطب التظهير التوكيلي ــ أو بتنازلــه‬
‫عن التوكيــل أو بموتــه‪ .‬إال أنــه خالفــا ألحكــام الوكالــة‬
‫العادية ف‘ن التظهير التــوكيلي ال ينتهي بوفــاة المظهــر‬
‫الموكل أو بفقدانه ألهليته‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعالقة المظهر والمظهر إليه بالغير فإن أثار‬
‫تظهير توكيلي تنحصر في أثرين اثنين‪:‬‬
‫أ‪ .‬بإمكان المسحوب علبــة وكــل ملــتزم بالكمبيالــة أن‬
‫تمســك في مواجهــة المظهــر إليــه الوكيــل بالــدفوع‬
‫الشخصية التي كان بإمكانه التمسك بها ضد مظهر‬
‫الموكل‪ .‬أما الدفوع الشخصية الناتجــة عن العالقــة‬
‫بين المظهر إليه والغير فإن هذا الغــير ســواء كــان‬
‫مسحوبا عليه أو ملتزم آخر ال يستطيع التمسك بها‬
‫في مواجهة المظهر إليــه الوكيــل‪ ،‬ألن هــذا األخــير‬
‫مـــا هـــو إال نـــائب أو وكيـــل وليس مالكـــا قانونيـــا‬
‫للكمبيالة‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫ب‪ .‬إذا وقــع المظهــر الموكــل في تســوية أو تصــفية‬
‫قضــائية فإنــه يمنــع على المســحوب عليــه أو أي‬
‫ملتزم آخر أداء قيمة الكمبيالة للمظهر إليه الوكيل‪.‬‬
‫كمــا يكــون من حــق "الســنديك" اإلعــتراض على‬
‫األداء من المظهـرـ إليــه الوكيــل‪ ،‬ألن هــذا الســنديك‬
‫هو المؤهل قانونا للمطالبــة بقيمــة الكمبيالــة نيابــة‬
‫المظهر الموكل‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التظهير التأميني‪:‬‬
‫يقصـــد بـــالتظهير التـــأميني للكمبيالـــة التظهـــير الـــذي‬
‫بمقتضاه يرهن المبلغ الثابت في الكمبيالـة ضـمانا لـدين‬
‫المظهر إليه في ذمة المظهر‪ ،‬فيكون المظهر إليه دائمــا‬
‫مرتهنـــا ومظهـــرـ مـــدينا راهنـــا‪ .‬والواقـــعـ أن التظهـــير‬
‫التأميني ما هو إال إحدى طريقتين لرهن الكمبيالــة‪ ،‬أمــا‬
‫الطريقــة األخــرى فهي الــرهن الحيــازي الــذي نظمتــه‬
‫الفصــول من ‪ 1184‬إلى ‪ 1240‬من قــانون االلتزامــات‬
‫والعقــود‪ ،‬مــع مراعــاة مقتضــيات المــواد من ‪ 338‬إلى‬
‫‪ 340‬من مدونة التجارة ويشترط في التظهـير التـأميني‬
‫شــــروط موضــــوعية وأخــــرى شــــكلية‪ ،‬فالشــــروط‬
‫الموضــوعية هي نفســها المتطلبــة في التظهــير الناقــل‬
‫للملكية بما في ذلك ضرورة توافر األهليــة التجاريــة في‬
‫‪46‬‬
‫التظهير التأميني‪ ،‬ألن هذا التظهير يرتب حقوقا للمظهر‬
‫إليه على الكمبيالة ‪ ،‬منها استيفاء مبلغ الكمبيالــة إذ لم‬
‫يوفي المدين بالدين في اجله‪.‬‬
‫أما الشروط الشــكلية فتتمثــل في الكتابــة و ذلــك بوضــع‬
‫التوقيع مع عبارة تدل صــراحة على التظهــير التــأميني‪،‬‬
‫كعبارة (مبلغ على وجــه الضــمان) أو (مبلــغ على وجــه‬
‫الرهن) أو أية عبارة تفيد الرهن‪.‬‬
‫‪1‬ـ يجوز للمظهر إليه تظهيرا تأمينيا أن يمــارس جميــع‬
‫الحقوق المتفرعة عن الكمبيالة‪.‬‬
‫‪2‬ـ ـ ال يجــوز للمظهــر غليــه تظهــيرا تأمينيــا أن يظهــر‬
‫الكمبيالة من جديد تظهيرا ناقال للملكيــة‪ ،‬بـل يملـك فقـط‬
‫إمكانية تظهيرها تظهيرا توكيليا‪.‬‬
‫‪3‬ـ ـ تلعب قاعــدة عــدم التمســك بالــدفوع دورا هامــا في‬
‫التظهير التأميني تماما كما هو الحال في التظهير الناقل‬
‫للملكية‪ ،‬و خالفا لما رأينــاه في التظهــير التــوكيلي حيث‬
‫ال يسوغ للملتزمين بالكمبيالة أن يتمسكوا ضــد المظهــر‬
‫إليـــه تظهـــيرا تأمينيـــا بالـــدفوع المبنيـــة على عالقتهم‬
‫الشخصية مع المظهر ما لم يكن المظهــر إليــه قــد قصــد‬
‫بتلقيــه الكمبيالــة اإلضــرارـ بالمــدين عنــدما ظهــرت إليــه‬
‫الكمبيالـة تظهـيرا تأمينيـا‪ ،‬فـإذا تـوفر هـذا القصـد أمكن‬
‫‪47‬‬
‫للمدين أن يثــير في مواجهــة الحامــل الــدفوع الــتي كــان‬
‫من حقه أن يثيرها في مواجهة المظهر‬

‫الفصل الرابع‬
‫ضمانات الوفاء بالكمبيالة‬
‫يمكن حصر أهم ضمانات الوفاء بالكمبيالة في ما يلي‪:‬‬
‫مقابــــل الوفــــاء (المبحث األول) و القبــــول ( المبحث‬
‫الثاني) وتضامن الموقعين ( المبحث الثالث) و الضــمان‬
‫االحتياطي ( المبحث الرابع)‪.‬‬

‫المبحث األولـ‬
‫مقابل الكمبيالة‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم مقابل الكمبيالة‪.‬‬


‫مقابل الوفاء هو دين بمبلغ من النقود مساو على األقــلـ‬
‫لبلغ الكمبيالة يكون للســاحب في ذمــة المســحوب عليــه‬
‫في تاريخ إســتحقاقها‪.‬وه ـوـ يختلــف عن وصــول القيمــة‬
‫الــذي هــو دين المســتفيد في ذمــة الســاحب و الــذي من‬
‫أجله حررت الكمبيالة للمستفيد‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫ومن أمثلة مقابل الوفاء في الكمبيالــة أن يــبيع الســاحب‬
‫بضــاعة للمســحوب عليــه فيســحب األولـ كمبيالــة على‬
‫الثاني فيكون ثمن البيع هو مقابل وفــاء تلــك الكمبيالــة‪،‬‬
‫ـو أن يقرض الساحب المسحوب عليــه فيكــون القــرض‬
‫هو مقابــل وفــاء الكمبيالــة الــتي يحررهــا الســاحب على‬
‫المسحوب عليه‪.‬‬
‫غير أن مقابل الوفاء اليعتبر شرطا لصــحة الكمبيالــة إذ‬
‫يســتطيع الســاحب أن يســحب كمبيالــة على المســحوب‬
‫عليـــه دون أن يكـــون دائنـــا لـــه بمبلـــغ الكمبيالـــة ‪،‬‬
‫واليتعــرض في كمبيالــة على المســحوب عليــه دون أن‬
‫يكون ذائنا له بمبلغ الكمبيالة و ال يتعرض في ذلــك ألي‬
‫جزاء مدني أو جنائي ‪ ،‬و إنما يبقى من حق المســحوب‬
‫عليــه في هــذه الحالــة اإلمتنــاع عن القبــول أو الوفــاء ‪.‬‬
‫كما يحتفظ الحامل بالرجوع الصرفي على الساحب (‬
‫)‬
‫ثانيا ‪ :‬شروط مقابل الوفاء‪.‬‬
‫يشــترط في مقابــل الوفــاء مجموعــة من الشــروطـ يمكن‬
‫إجمالها في ما يلي ‪:‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ 1‬ــ يجب أن يقــدم مقابــل الوفــاء الســاحب أو الشــخص‬
‫الــذي تســحب الكمبيالــة لحســابه‪.‬فالســاحب هــو الملــزم‬
‫أصال بتقديم مقابــل الوفــاء ألنــه هــو الــذي أصــدر أمــره‬
‫للمســـحوب عليـــه بـــأداء قيمـــة الكمبيالـــة في تـــاريخ‬
‫اإلستحقاق ‪،‬و هــذا األمــر إنمــا يصــدره الســاحب عنــدما‬
‫يكون دائنا للمسحوب عليه أو يكون دائنــا لــه في ميعــاد‬
‫االستحقاق ‪ ،‬وقد ال يكون األمر باألداء في الكمبيالة هو‬
‫الساحب األصلي بــل يكــون شخصــا أخــر يســحبها ولكن‬
‫لحســاب الســاحب األصــلي فيتعين على هــذا األخــير أن‬
‫يقدم مقابل الوفــاء للمســحوب عليــه‪ ،‬ألن هــذا الشــخص‬
‫الذي تسحب الكمبيالــة لحســابه هــو الــذي يعتــبر ســاحبا‬
‫حقيقيــا في الكمبيالــة‪،‬أمــا الســاحب لحســاب غــيره فهــو‬
‫ساحب ظــاهر ليس إال ‪ ،‬و بالتــالي اليلــزم بتقــديم مقابــل‬
‫الوفــــاء ‪ ،‬فهــــو ال يعــــدو أن يكــــون وكيال للســــاحب‬
‫األصلي ‪،‬ومع ذلــك يبقى هــذا الســاحب الظــاهر مســؤوال‬
‫شخصيا تجاه المظهرين و الحامل فقط‪.‬‬
‫‪2‬ــــ يجب أن يكــون مقابــل الوفــاء موجــوداـ في ميعــاد‬
‫اإلستحقاق ‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫مقابــل الوفــاء أو عــدم وجــوده هي بتــاريخ إســتحقاق‬
‫الكمبيالة و ليس قبله أو بعــده‪،‬فــإذا كــان الســاحب دائنــا‬
‫للمســحوب عليــه في هــذا التــاريخ كــان مقابــل الوفــاء‬
‫موجودا‪،‬أما إذا كان دائنا له في تــاريخ إنشــاء الكمبيالــة‬
‫أو في تاريخ تاريخ سابق على اإلســتحقاق الكمبيالــة ثم‬
‫زال الــدين قبــل اإلســتحقاق ‘تــبر مقابــل الوفــاء غــير‬
‫موجـــود ‪ ،‬ونفس الحكم إدا لم يصـــبح الســـاحب دائنـــا‬
‫للمســـــحوب عليـــــه إال بعـــــد ميعـــــاد اإلســـــتحقاق ‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ يجب أن يكون مقابل الوفاء مبلغا من النقود ‪:‬‬
‫فما دام مبلغ الكمبيالة يكون مساويا لمبلغ الدين ويكون‬
‫دائما نقـدا وحـتى يتسـاوى معـه مقابـل الوفـاء ال بـد أن‬
‫يمثل هذا األخير أيضا مبلغــا من النقــود‪،‬ســواءـ كــان في‬
‫أصله دينا بمبلـغ من النقــود كمــا لـو كـان مصــدره عقـد‬
‫قرض ‪ ،‬أو كان على شكل بضاعة حيث النتيجــة واحــدة‬
‫إذ يتم تقويم هذه البضاعة بمبلغ النقود‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ ـ يجب أن يكــون مقابــل الوفــاء مســاويا على األق ـلـ‬
‫لمبلــغ الكمبيالــة‪ :‬فال يوجــد مقابــل الوفــاء إذا كــان دين‬
‫الساحب على المســحوب عليــه أقــل من مبلــغ الكمبيالــة‬
‫عند إستحقاقها‪.‬فمقابل الوفاء الناقص أو النســبي يعتــبر‬
‫‪51‬‬
‫في حكم عدم وجود مقابل الوفاء‪ ،‬إال أن المشــرع أجــاز‬
‫له في هذه الحالة قبول الكمبيالة قبوال جزئيــا في حــدود‬
‫ما لديه من مقابل الوفاء‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬إثبات وجود مقابل الوفاء‪.‬‬
‫يستطيع كل من الساحب و الحامــل إثبــات وجــود مقابــل‬
‫الوفــاء ‪ ،‬فالســاحب تتحقــق مصــلحته فب القيــام بهــذا‬
‫اإلثبات إما لمواجهة المسحوب عليه عنــدما يــدعي هــذا‬
‫األخــير أنــه أدى مبلــغ الكمبيالــة دون ان يتلــق مقابــل‬
‫الوفــاء من الســاحب‪ ،‬وإمــا لمواجهــة الحامــل المهمــل‬
‫عندما يرجع هــذا ألخــير على الســاحب بقيمــة الكمبيالــة‬
‫أمــا الحامــل فتتحقــق مصــلحته في إثبــات وجــود مقابــل‬
‫الوفاء إذا ادعى المسحوب عليه الذي لم يقبــل الكمبيلــة‬
‫عـــدم وجـــوده‪ ،‬ألن الحامـــل ال يســـتطيع الرجـــوع على‬
‫المسحوب عليــه الــذي رفض قبــل الكمبيالــة إال إذا أثبت‬
‫أن هذا األخير قذ تلقى مقابل الوفاء‪.‬‬
‫غــير أنــه يتعين اإلشــارة في هــذا الصــدد إلى ان عبء‬
‫إثبــات مقابــل الوفــاء يقــع على الطــرف الــذي يــدعي‬
‫وجــوده‪ ،‬و ذلــك تطبيقــا للقواعــد العامــة‪ ،‬كمــا يتعين‬
‫اإلشارةـ إلى ان قبــول المســحوب عليــه للكمبيالــة يعتــبر‬
‫‪52‬‬
‫قرينة على وجود مقابل الوفاء‪ ،‬لكن هذه القرينــة تعتــبر‬
‫قاطعة فقط في العالقة ما بين المسحوب عليه و الحامل‬
‫بحيث ال يســتطيع المســحوب عليــه القابــل إنكــار وجــود‬
‫مقابل الوفاء‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫القبـــول‬
‫أوال‪ :‬مفهوم القبول‪:‬‬
‫القبول هو التزام المسحوب عليــه بــدفع قيمــة الكمبيالــة‬
‫في ميعــاد االســتحقاق ويتم القبــول بتوقيــع المســحوب‬
‫عليه‪ ،‬وبمجرد هذا التوقيع يصبح ملتزما التزاما صرفيا‬
‫في مواجهة الحامل‪.‬‬
‫وال يعتبر المسحوب عليه ملزما بالتوقيع على الكمبيالة‬
‫بــالقبول فهــو االصــل أجنــبي عنهــا ألنــه قــد ال يعلم أن‬
‫الكمبيالة سحبت عليه فكيـف يلـزم بالوفـاء؟‪ ،‬وحـتى لـو‬
‫كــان لديــه مقابــل الوفــاء قــد يفضــل تســوية دينــه مــع‬
‫الساحب مباشرة دون ان يخضع ألحكا القانون الصرفي‬
‫المعقد و خاصة منها قاعدة عدم التمســك بالــدفوع‪ ،‬أمــا‬
‫إذا وقــع المســحوب عليــه بــالقبول فإنــه يصــبح مــدينا‬
‫‪53‬‬
‫رئيسيا في الكمبيالة ويلتزم التزاما صــرفيا في مواجهــة‬
‫الحامل بأداء مبلغ الكمبيالة في تاريخ االستحقاق سواء‬
‫كان لديه مقابل الوفاء أو لم يكن‪.‬‬
‫وإذا كــان المشــرع قــد أعطى الخيــار لحامــل االكمبيالــة‬
‫بتقديمها للقبول أو عدم تقديمها فإن هذا األخير مع ذلك‬
‫قد يلتزم بتقــديم الكمبيالــة للقبــول و قــد يمنــع مــع ذلــك‪،‬‬
‫فأمــا الــتزام الحامــل بتقــديم الكمبيالــة للقبــول فيتم في‬
‫حالتين‪ :‬االولى‪ :‬عندما يشترط الساحب تقــديم الكمبيالــة‬
‫للقبــول‪ ،‬وهــذا الشــرط يعــرف بشــرط التقــديم اإللــزامي‬
‫للقبــول وهــو من البيانـات االختياريـة‪ .‬والثانيــة‪ :‬عنـدما‬
‫تكــون الكمبيالــة مســتحقة األداء بعــد مــدة من اإلطالع‬
‫حيث يلزم الحامل بتقديمها للقبــول داخــل اجــل ســنة من‬
‫تاريخ سحبها‪ ،‬وأما التزام الحامل بعــدم تقــديم الكمبيالــة‬
‫للقبول فيتم في الحالة التي تتضمن الكمبيالة شرط عــدم‬
‫التقــديم للقبــول وهــو أيضــا من البيانــات االختياريــة في‬
‫الكمبيالة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط القبول‪:‬‬
‫يشــترط في القبــول مــا يشــترط في إنشــاء الكمبيالــة و‬
‫تظهيرها من شروط موضوعية و أخرى شكلية‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫الشروطـ الموضــوعية‪ :‬يجب أن يكــون قبــول المســحوب‬
‫عليه صحيحا خاليا من عيــوب الرضــا‪ ،‬و أن يصــدر من‬
‫شخص متمتــع باألهليــة التجاريــة باعتبــار القبــول عمال‬
‫تجاريا‪ ،‬وأن يكون للقبــول محال و هــو مبلــغ الكمبيالــة‪،‬‬
‫غير انه يجـوز للمسـحوب عليـه أن يقصـر القبـول على‬
‫جزء من مبلغ الكمبيالة وهذا مايسمى بالقبول الجــزئي‪،‬‬
‫و أخــيرا ان يكــون للقبــول ســبب وهــو إرادة المســحوب‬
‫عليه بدفع قيمة الكمبيالة باعتباره مــدينا للســاحب بتلــك‬
‫القيمة‪.‬‬
‫الشروطـ الشكلية‪ :‬تتمثل هذه الشروط فيما يلي‪:‬‬
‫أ ـ الكتابة‪ :‬حيث يشترط العتبار القبول صحيحا أن يــرد‬
‫كتابة‪ ،‬ويكون القبول مكتوبا إذا وقع المسحوب عليــه و‬
‫أضاف إلى توقيعه لفظا يدل على القبول مثل ( مقبــول )‬
‫أو ( سأدفع ) أو ( نظرا للدفع ) أو أي لفــظ يفيــد معــنى‬
‫القبول‪.‬‬
‫ب ـ تاريخ القبول‪ :‬ال يعتبر تاريخ القبول شــرطا إلزاميــا‬
‫في جميع انواع الكمبيــاالت بــل يعتــبر كــذلك في بعضــها‬
‫فقط‪ ،‬وهكذا يلزم تاريخ القبــول في الكمبيالــة المســتحقة‬
‫بعــد مــدة من الغطالع او في الكمبيالــة الــتي اتفــق على‬
‫‪55‬‬
‫تقديمها داخل اجل معين‪ ،‬أما غير هذه الكمبياالت فليس‬
‫هناك ما يلزم تاريخ قبولها‪.‬‬
‫ج ـ وجوب كــون القبــول نــاجزا‪ :‬يجب أن يكــون القبــول‬
‫ناجزا زهذا يعني عدم جــواز تطــبيق القبــول على شــرط‬
‫واقــف أو فاســخ‪ ،‬كــأن يقبــل المســحوب عليــه الكمبيالــة‬
‫على شـــرط أن يتلقى مقابـــل الوفـــاء أو على شـــرط أن‬
‫تروقه البضاعة التي أرســلت إليهمن الســاحب‪ ،‬ويلحــق‬
‫بالقبول غير الناجز القبــول المعــدل‪ ،‬وهــو القبــول الــذي‬
‫يعدل مقتضاه المسحوب عليه بيانا من البيانات الــواردةـ‬
‫في الكمبيالة كأن يعدل تــاريخ أو مكــان الوفــاء أو يعــدل‬
‫مبلغ الكمبيالة أو يعدل تارخ االستحقاق أو غير ذلك‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أثار القبول‪:‬‬
‫يترتب على القبول اثار قانونيــة ســواء بالنســبة للعالقــة‬
‫بين المسحوب عليه أو الســاحب أو المســحوب عليــه و‬
‫الحامل و الساحب والمظهر‪.‬ـ‬
‫اثـــار القبـــول بالنســـبة للعالقـــة بين المســـحوب عليـــه‬
‫والســاحب‪ :‬يلــتزم المســحوب عليــه القابــل بــأداء مبلــغ‬
‫الكمبيالة للحامل عنــد حلــول تــاريخ االســتحقاق‪ ،‬ســواء‬
‫تلقى من الساحب مقابل الوفاء أو لم يتلقــه‪ ،‬ألن القبــول‬
‫‪56‬‬
‫قطعي‪ ،‬ولــــذلك إلإن المســــحوب عليــــه لن يتعــــرض‬
‫للمسؤولية عن عدم وفائه في تاريخ االســتحقاق ويلــزم‬
‫بالتعويض قبل‬

‫‪57‬‬
‫االستحقاق فقط ‪ ،‬أما إذا حل ميعــاد ولم يــؤد المســحوب‬
‫عليه جــاز للحامــل الرجــوع على الســاحب و المظهــرين‬
‫ألداء مبلغ الكمبيالة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫تضامن الموقعين‬
‫أوال‪ :‬مفهوم تضامن الموقعين‪:‬‬
‫يقصد بتضــامن المــوقعين أو التضــامن الصــرفي في ان‬
‫جميع الموقعين على الكمبيالــة يلــتزمون بــأداء قيمتهــا‬
‫بصفة منفردة أو جماعية‪ ،‬مع بقاء االختيار للحامــل في‬
‫‪58‬‬
‫مطالبــة من يشــاء منهم دون ان يكــون ملزمــا باتبــاع‬
‫الترتيب الذي صدر به التزامهم وهذا من شانه أن يمكن‬
‫الحامل من الرجوع على الموقع الــذي يكــون اقــدرـ على‬
‫وفاء مبلغ الكمبيالة‪ ،‬خصوصا إذا كان ذلك الموقـع بنكـا‬
‫مثال‪ ،‬وهذا مايضــفي على تضــامن المــوقعين أهميــة في‬
‫الحياة التجارية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نطاق تضامن الموقعين‪:‬‬
‫يشمل التضامن الصرفي جميع الموقعين على الكمبيالــة‬
‫وهم الســاحب والمســحوب عليــه القابــل و المظهــرون‬
‫والضــامنون االحتيــاطيون‪ ،‬امــا المســحوب عليــه غــير‬
‫القابــل فال يكــون متضــامنا في الكمبيالــة ألنــه ال يلــتزم‬
‫صرفيا مادام لم يقبل الكمبيالة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اثار تضامن الموقعين‪:‬‬
‫يرتب تضـامن المــوقعين اثـار سـواء في عالقــة الحامــل‬
‫بالمظهرين أو في عالقة الموقعين فيما بينهم‪.‬‬
‫‪1‬ـ عالقة الحامل بالمظهرين‪ :‬يستطيع الحامــل الرجــوع‬
‫على جميـــع الملـــتزمين بالكمبيالـــة وأن يقيم الـــدعوى‬
‫عليهم جميعــا أو منفــردين دون ان يكــون ملزمــا باتبــاع‬
‫‪59‬‬
‫الترتيب الذي صدر به الــتزامهم‪ ،‬كمــا أن إقامــة الحامــل‬
‫الدعوى على أحد الملتزمين ال يمنعه من إقامة الدعوى‬
‫على باقي الملتزمين من سواء جــاءوا في الــترتيب قبــل‬
‫الذي أقيمت عليه الدعوى او بعده‪.‬‬
‫‪2‬ـ عالقة المــوقعين فيمــا بينهم‪ :‬إذا أدى احــد المــوقعين‬
‫مبلغ الكمبيالـة للحامــل فإنـه يحــل محــل هــذا األخـير في‬
‫المطالبة بذلك المبلــغ من المــوقعين الســابقين لــه‪ ،‬فهــو‬
‫يتمتع بنفس الحق الــذي يتمتـع بـه الحامـل في الرجـوع‬
‫على الموقعين‪ ،‬ومعنى ذلك أنه يستطيع الرجــوع عليهم‬
‫فرادى أو مجتعين دون ان يكون هو أيضا ملزما باتبــاع‬
‫الترتيب الذي صــدر بــه الــتزتمهم‪ ،‬ألن هــذا الحــق مقيــد‬
‫يقيد وهو اقتصار الرجوع على الموقعين السابقين فقــط‬
‫وليس على المــوقعين الالحقين لــه‪ ،‬ألن الموقــع الــذي‬
‫أدى مبلغ الكمبيالة ال يكون دينه مضمونا إال من طــرف‬
‫المــوقعين الســابقين لــه‪ ،‬أمــا الموقعــون الالحقــون فال‬
‫يضمنون له الدين بل يكون هو ضمانا لهم‪.‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫الضمان االحتياطي‬
‫مفهوم الضمان االحتياطي‪:‬‬
‫‪60‬‬
‫الضمان االحتياطي هو كفالة صرفية لكــل الــدين الثــابت‬
‫في االكمبيالــة أو لجــزء منــه يقــدما شــخص أجنــبي عن‬
‫الكمبيالة أو حتى أحد المــوقعين عليهــا‪ ،‬و يعــرف مقــدم‬
‫هذه الكفالة بالضامن االحتياطي‪.‬‬
‫ويجوز لكل شخص سواء كــان اجنبيــا عن الكمبيالــة او‬
‫أحد الموقعين عليها ان يكون ضامنا احتياطيــا‪ ،‬شــريطة‬
‫أن تكون له األهلية التجارية ألنه يلتزم بالكمبيالــة وهــو‬
‫عمــل تجــاري‪ ،‬كمــا يجــوز تقــديم الضــمان االحتيــاطي‬
‫لمصلحة أي موقع على الكمبيالة ســواء كــان ســاحبا او‬
‫مظهــرا أو مســحوبا عليــه القابــل‪ ،‬شــرط أن يتم تعــيين‬
‫الطرف الذي قدم الضمان االحتياطي لمصــلحته‪ ،‬فــإذا لم‬
‫يعين كـــان الضـــمان االحتيـــاطي لمصـــلحة الســـاحب و‬
‫بالتــالي لمصــلحة جميــع المــوقعين ألن الســاحب ضـامن‬
‫لهؤالء جميعا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشروط الشكلية للضمان االحتياطي‪:‬‬
‫يلزم كتابة الضمان االحتيــاطي على الكمببيالــة ذاتهــا او‬
‫على ورقة متصلة بها أو على ورقة مستقلة شريطة أن‬
‫يذكر فيها مكان صدورها وتعبر عن الضمان االحتيـاطي‬

‫‪61‬‬
‫بعبارة ( على ســبيل الضــمان االحتيــاطي) أو أي عبــارة‬
‫أخرى مماثلة لها‪ ،‬مع وضع توقيع الضامن االحتياطي‪.‬‬
‫غير ان كتابة عبارة تدل على الضمان االحتياطي ليست‬
‫إلزاميــة‪ ،‬و إذ يمكن االكتفــاء بــالتوقيع مجــردا عن تلــك‬
‫العبــارة إال أن ذلــك مشــروط بشــرطين‪ :‬أولهمــا أن ال‬
‫يكــون الضــامن االحتيــاطي هــو الســاحب أو المســحوب‬
‫عليــه‪ ،‬إذ في هــذه الحالــة يجب أن يصــاحبها توقيعهمــا‬
‫بعبــارة تفيــد الضــمان االحتيــاطي‪ ،‬ألن توقيــع الســاحب‬
‫يعتبر من البيانات اإللزامية في الكمبيالة‪ ،‬وهو يعني أن‬
‫الساحب ملــزم بضــمان قبــول الكمبيالــة ووفــاء مبلغهــا‪،‬‬
‫وليس من الفائدة في شيء أن يكــون ضــامنا احتياطيــا‪،‬‬
‫أما المســحوب عليــه فــإن توقيعــه المجــرد يفـترض فيــه‬
‫قبول للكمبيالة وال يعتبر ضـامنا احتياطيـا إال إذا أضــاف‬
‫إليه عبارة تفيد ذلك‪.‬‬
‫والشــرط الثــاني هــو ان التوقيــع المجــرد ال يعتــد بــه‬
‫كضمان احتياطي إال إذا وضع على وجه الكمبيالــة‪ ،‬أمــا‬
‫إذا وضع على ظهر الكمبيالة فإنه إما أن يعتــبر تظهــيرا‬
‫إذا كان يدخل ضــمن سلســلة التظهــيرات أو أن ال تكــون‬
‫له أي قيمة صرفية‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫ثالثا‪ :‬اثار الضمان االحتياطي‪:‬‬
‫يــرتب الضــمان االحتيــاطي اثــار ســواء بالنســبة لعالقــة‬
‫الضـــامن االحتيـــاطي بالحامـــل‪ ،‬أو لعالقـــة الضـــامن‬
‫االحتيـــاطي بـــالملتزم المضـــمون‪ ،‬أو لعالقـــة الضـــامن‬
‫االحتياطي بباقي الملتزمين‪:‬‬
‫‪1‬ـ عالقة الضامن االحتيــاطي بالحامــل‪ :‬يكــون الضــامن‬
‫االحتيـاطي ماتزمـا اتجـاه الحامـل كمـا كـان عليـه األمـر‬
‫بالنســبة للمضــمون‪ ،‬وعليــه يســتطيع الحامــل الرجــوع‬
‫على الضامن االحتياطي ليطالبه باألداء باعتباره ضــامنا‬
‫ألحــد المــوقعين‪ ،‬وال يســتطيع الضــامن االحتيــاطي أن‬
‫يتمسك في مواجهة الحامل بحــق التجريــد‪ ،‬أي مطالبتــه‬
‫باقتضاء الدين أوال من المضمون حــتى ولــو كــان هــذا‬
‫األخير موسرا‪ ،‬كما ال يستطيع التمسك ضد الحامل بحق‬
‫التقسيم عنــد تعــدد الضــامنين االحتيــاطيين‪ ،‬أي توزيــع‬
‫الدين على هؤالء ألن التزام الضــامن االحتيــاطي الــتزام‬
‫صــرفي مســتقل‪ ،‬غــير أن الضــامن اإلحتيــاطي ال يكــون‬
‫ملتزمــا إال في حــدود إلــتزام الخص المضــمون دون أن‬
‫يتجاوزه‪.‬ـ‬

‫‪63‬‬
‫‪ 2‬ــــ عالقــة الضــامن اإلحتيــاطي بــالملتزم المضــمون‬
‫‪:‬يشبه الضامن اإلحتياطي الكفيل المتضامن و لذلك فإنه‬
‫يملــك حــق الرجــوع على الملــتزم المضــمون بمــا أداه‬
‫لحامل الكمبيالة‪.‬وهذا ما نص عليه المشرع صراحة في‬
‫الفقرةـ األخيرة من المادة ‪ 180‬من مدونة التجارة الــتي‬
‫جــاء فيهــا ( يكتســب الضــامن اإلحتيــاطي عنــد وفائــه‬
‫للكمبيالة الحقوق الناشئة عنها إتجاه المضمون و تجــاه‬
‫األشخاص الملزمين نحو هذا األخير بموجب الكمبيالــة)‬
‫‪ 3‬ــ عالقة الضــامن اإلحتيــاطي ببــاقي الملتزميـــــن ‪:‬إن‬
‫إعتبــار الضــمان اإلحتيــاطي أشــبه بكفالــة يعطى أيضــا‬
‫للضــامن إمكانيــة الرجــوع على جميــع المــوقعين على‬
‫الكمبيالــة الــذين يلــتزمون بــاألداء تجــاه المضــمون ألن‬
‫الضامن اإلحتياطي إنمــا حــل محــل الشــخص المضــمون‬
‫‪،‬ولما كان الضمان اإلحتياطي إلتزاما صرفيا مجردا فإنه‬
‫يخضع لمبدأ إســتغالل التوقيعــات أو مبــدأ عــدم التمســك‬
‫بالدفوع ــ الذي درسناه سابقا ــ وهــذا مــا أكدتــه الفقــرة‬
‫الثامنة من المــادة ‪ 180‬من مدونــة التجــارة حيث جــاء‬
‫فيها ‪ (:‬يكون تعهد الضامن صحيحا ولو كــان اإللــتزام‬
‫المضمون باطال ألي سبب كان غــير العيب في الشــكل)‪.‬‬
‫وهكـــذا اليســـتطيع الضـــامن االحتيـــاطي التمســـك في‬
‫‪64‬‬
‫مواجهة الملتزمين اآلخرين ببطالن اإللتزام المضمون ‪،‬‬
‫كأن بكون هذا اإللتزام صادرا من قاصر أو يشوبه عيب‬
‫من عيـــوب الرضـــا أو كـــأن يكـــون توقيـــع المضـــمون‬
‫مزورا‪،‬ـ مالم بتعلق سبب البطالن بعيب في الشــكل حيث‬
‫يحــق الضــامن اإلحتيــاطي التمســك بهــذا العيب و الــدفع‬
‫بأن الكمبيالة باطلة‪ ،‬و بالتالي اليعتبر الضــمان في هــذه‬
‫الحالة ضمانا إحتياطيا خاضعا لإللتزام الصرفــــي‪.‬‬
‫الفصـــل الخامــــس‬
‫الوفاء بالكمبيالـــة‬

‫تقتضـــي دراســـة الوفـــاء بالكمبيالـــة التعـــرض لميعـــاد‬


‫اإلســــتحقاق (المبحث األول) ثم الوفــــــــــــــاء(المبحث‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫المبحـــث األول‬
‫ميعاد اإلستحقــــاق‬
‫أوال ‪ :‬تعريـــف ميعاد اإلستحقـــــاق و أهميته ‪:‬‬
‫‪65‬‬
‫يلــزم تقديــــم الكمبيالــة في ميعــاد إســتتحقاقها ســواء تم‬
‫تــــداولها أم بقيت في يــــد المســــتفيد األول ‪ .‬و ميعــــاد‬
‫اإلســتحقاق هــو اليــوم الــذي يســتحق فيــه األداء مبلــغ‬
‫الكمبيالــة أي اليــوم الــذي يحــل فيــه تنفيـــــذ اإللــتزام‬
‫الصرفي ‪.‬‬
‫ولتحديد ميعاد اإلستحقاق أهميــة بالغــة من عــدة وجــوه‬
‫أهمهـــا ‪ :‬أن التجـــار عـــادة مـــا يعتمـــدون عليـــه في‬
‫إســتخالص ديــونهم أو الوفــاء بهــا ويؤسســون عليــه‬
‫إلتزاماتهم ‪ ،‬و غالبا ما ترتبك تجارتهم إذا لم يتم الوفاء‬
‫في ميعــاد اإلســتحقاق كمــا أنــه في هــذا الميعــاد يلــزم‬
‫الحامل بتقديم الكمبيالة للمسحوب عليه قصــد الوفــاء و‬
‫إال أصبح الحامل مهمال و خســر حقــه في الرجــوع على‬
‫أغلب الموقعين ‪ .‬و أنه بمقتضى ميعاد اإلســتحقاق يبــدأ‬
‫الســريان في مواعيــد الرجــوع على المــوقعين في حالــة‬
‫عدم وفاء الكمبيالة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬تحديــد ميعاد اإلستحقاق ‪:‬‬
‫طبقا لمقتضــيات المــادة ‪ 181‬من مدونــة التجــارة يمكن‬
‫ســـحب الكمبيالـــة بأحـــد مواعيـــد اإلســـتحقاق األربعـــة‬
‫اآلتيــــــــــة‪:‬‬
‫‪66‬‬
‫‪ 1‬ــ بمجرد اإلطالع‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ بعد مدة من اإلطالع ‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ بعد مدة من تاريخ تحرير الكمبيالة ‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ في تاريخ معيـــن‪.‬‬
‫و هــذه المواعيــد األربعــة واردة في النص على ســبيل‬
‫الحصر‪ ،‬إذ منع المشرع إضافة ميعــاد أخــر إعتــبر ذلــك‬
‫باطلة الكمبيالة التي تتضمن مواعيد متعاقبة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬كيفية إحتساب مواعيد اإلستحقاق ‪.‬‬
‫بينت المادتان ‪ 182‬و ‪ 183‬من مدونــة التجــارة كيفيــة‬
‫إحتساب مواعيــد اإلســتحقاق في مجموعــة من القواعــد‬
‫يمكن إجمالها في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ تكــون الكمبيالــة المســتحقة الوفــاء بمجــرد اإلطالع‬
‫واجبة الوفاء عنــد تقــديمها‪ ،‬و يجب تقــديمها في ظــرف‬
‫سنة من تــاريخ تحريرهــا ‪ ،‬ويجــوز للســاحب أن ينقص‬
‫من هــذا األجــل أو يزيــد فيــه و يجــوز للمظهــرين أن‬
‫ينقصوا من هذه اآلجال‪.‬‬
‫‪ 2‬ـــ يحســب تــاريخ اإلســتحقاق الكمبيالــة بعــد مــدة من‬
‫القبول أو من يوم اإلحتجاج‪.‬‬‫‪67‬‬
‫اإلطالع إبتداء من يوم‬
‫‪ 3‬ــ إن الكمبيالة المستحقة بعد شهر أو عدة أشــهر من‬
‫تاريخهــا ‪ ،‬أو من تــاريخ اإلطالع ‪ ،‬يقــع إســتحقاقها في‬
‫مثل هذا التاريخ من الشهر الذي يجب فيه الوفاء ‪ ،‬فإذا‬
‫لم يوجد التاريخ المقابل لــذلك التــاريخ وقــع اإلســتحقاق‬
‫في اليوم األخير من ذلك الشهر‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ إدا سحبت الكمبيالة لشهر ونصف أو لعدة أشهر و‬
‫نصــف شـــهر من تاريخهـــا‪ ،‬أو من من تــاريخ اإلطالع‬
‫وجب بدء الحساب بالشهور الكاملة‪.‬‬
‫‪ 5‬ــ ـ إذا كــان اإلســتحقاق واقعــا في أول الشــهر أو في‬
‫نصــفه أو في أخرهـ ـ فإنــه يفهم من هــذا التعبــير اليــوم‬
‫األولـ أو اليـــوم الخـــامس عشـــر أو اليـــوم األخـــير من‬
‫الشهر‪.‬ـ‬
‫‪ 6‬ــ التعني عبارة (ثمانية أيام ) أو (خمسة عشر يوما)‬
‫أسبوعا أو أسبوعين و إنما ثمانية أيام أو خمسة عشــر‬
‫يوما بالفعل‪ ،‬وتعني عبارة (نصف شــهر) خمســة عشــر‬
‫يوما‪.‬‬
‫‪ 7‬ــ إذا كانت الكمبيالة مستحقة الوفــاء في يــوم معين ‪،‬‬
‫و كانت اليومية المعمــول بهــا في مكــان الوفــاء تختلــف‬
‫‪68‬‬
‫عن اليوميــة المعمــول بهــا في مكــان اإلصــدارـ أعتــبر‬
‫تاريخ االستحقاق معينا وفقا ليومية مكان الوفاء‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫الوفــــــاء‪.‬‬
‫تعتبر تقديم الكمبيالة للوفاء ضــروريا لممارســة الحامـل‬
‫حقــه في إســتيفاء مبلــغ الكمبيالــة‪ .‬وال يلــزم المســحوب‬
‫عليه بالتوجه إلى الحامل بقصد الوفاء ـ ألنــه ال يعــرف‬
‫بالضبط الشــخص الــذي ألت إ ليــه الكمبيالــة ‪ ،‬ألنهــا قــد‬
‫تتداول بين عدد كبير من األشخاصـ ‪،‬لــذلك فــإن الحامــل‬
‫هــو الملــزم بالســعي لــدى المســحوب عليــه من أجــل‬
‫مطالبتــه بوفــاء قيمــة الكمبيالــة ‪ ،‬فالــدين في الكمبيالــة‬
‫مطلوب ال محمول‬
‫أوال ‪ :‬شروطـ الوفــــاء‪.‬‬
‫‪ 1‬ـــ ميعــاد الوفــاء ‪ :‬لمــل كــان الــدين يطلب و ال يحمــل‬
‫فإنــه يتعين على حامــل الكمبيالــة المســتحقة الوفــاء في‬
‫تاريخ معين أو بعدة مدة من تحريرهــا أو بعــد بعــد مــدة‬

‫‪69‬‬
‫من تاريخ اإلطالع ‪ ،‬أن بقدمها للوفاء إما في يــوم ذاتــه‬
‫أو في أحد‪.‬أيام العمل الخمسة المالية له‪.‬‬
‫‪ 2‬ــــ مكـــــــان الوفـــــــاء‪ :‬يجب على حامــل الكمبيالــة‬
‫بمجــرد اإلطالع فإنهــا تكــون مســتحقة الوفــاء بمجــرد‬
‫تقــديمها لألداء ‪ ،‬شــرط أن يتم ذلــك خالل ســنة واحــدة‬
‫دون غــيره من األمكنــة ‪.‬أمــا إذ لم يــذكر في الكمبيالــة‬
‫مكان الوفاء فإن الحامــل يســتفيد من اإلســتثناءات الــتي‬
‫نص عليها المشرع و التي سبق بيانها ‪ ،‬حيث يســتطيع‬
‫التوجه إلى المكان المبين بجانب إسم المســحوب علبــه‪،‬‬
‫فإن لم يتعين هذا المكان في الكمبيالــة يســتطيع التوجــه‬
‫إلى المكان الذي يزاول فيه المســحوب عليــه نشــاطه أو‬
‫موطنه‪.‬‬
‫وقد يكون مكان الوفاء هو المكان الذي يختاره الساحب‬
‫للوفاء عندما يورد شرطا بدلك في الكمبيالــة ‪ ،‬وهــو مــا‬
‫يســمى "بشــرط المحــل المختــار" فيتعين على الحامــل‬
‫تسليم مبلغ الكمبيالة من صاحب هدا المحل المختار‪.‬‬
‫‪ 3‬ـــ من يلـزم بـأداء قيمـة الكمبيالـة و لمن يتم األداء ‪:‬‬
‫يلزم بأداء مبلغ الكمبيالة المســحوب عليــه أو الشــخص‬
‫المختار‪ ،‬و إذا عين موف إحتيــاطي و رفض المســحوب‬
‫‪70‬‬
‫عليــــه الوفــــاء وجب تقــــديم الكمبيالــــة إلى المــــوفي‬
‫اإلحتيــاطي بقصــد األداءـ ‪ ،‬كمــا يلــتزم بالوفــاء كــل من‬
‫الســـاحب و المظهـــرين و بقيـــة الملـــزمين إد لم يـــوف‬
‫المسحوب عليه مبلغ الكمبيالة في ميعاد اإلستحقاق‪.‬‬
‫و يجب تقــديم مبلــغ الكمبيالــة إلى الحامــل الشــرعي أو‬
‫نائبه ‪ ،‬فالحامل الشرعي هة الذي توجد الكمبيالة ماديــا‬
‫في يـده و تكـون قـد إنتقلت إليـه بسلسـلة متواصـلة من‬
‫الظهــيرات ‪ ،‬أو هــة حامــل الكمبيالــة عنــدما تكــون هــذه‬
‫األخيرة مظهرة لحامله أو على بيــاض‪ .‬و نــائب الحامــل‬
‫الشرعي قد يكون وكيال أو مظهرا إليه تظهيرا توكيليا ‪.‬‬
‫ويلوم الشخص الذي يطلب منه وفاء قيمة الكمبيالــة أن‬
‫يتأكــد من أنــه يــؤدي المبلــغ للحامــل الشــرعي ‪ ،‬و ذلــك‬
‫بـالتثبيت من سـالمة الشـكل الـذي وصـلت لـه الكمبيالـة‬
‫ومن تسلسل التظهيرات‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ ـ التعــرض للوفــاء ‪ :‬يلــزم المــدين بالكمبيالــة بــأداء‬
‫قيمتها حــتى ولــو كــان هنــاك تعــرض في األداء ‪ ،‬وذلــك‬
‫من أجل دعم الثقة في الكمبيالة باعتبارها أداة إئتمــان ‪،‬‬
‫و دفــع المعارضــة التعســفية أو الكيديــة الــتي تزعــزع‬
‫اإلئتمان ‪ .‬إال أن المشرع مع دلك أجاز في حالتين إثنين‬
‫‪71‬‬
‫فقط قبول المعارضة في األداء و بالتالي إمتنــاع المــدين‬
‫بالكمبيالة من سداد قيمتها إذا وجدت إحــدى الحــالتين و‬
‫همــا ‪ :‬حالــة الضــياع الكمبيالــة أو ســرقتها ‪ ،‬أو حالــة‬
‫التسوية أو التصفية القضائية للحامل‪.‬‬
‫‪ 5‬ــ الوفــــاء الجزئـــي ‪ :‬ال يلزم المســحوب عليــه أداء‬
‫كل مبلغ الكمبيالة ‪ ،‬بل يحق له أداء جزئي منه فقط ‪ .‬و‬
‫اليجوز للحامل أن يمتنع من قبول وفاء ذلك الجــزء ‪ ،‬و‬
‫إنما يبقى من حقه الرجوع على الموقعين اآلخــرين بمــا‬
‫تبقى من مبلــغ الكمبيالــة بعــد إقامــة إحتجــاج بــالمبلغ‬
‫الباقي ‪،‬حيث ال تبرأ ذمة هؤالء الموقعين إال من الجــزء‬
‫الذي تم أداؤه‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إثبات الوفـــاء ‪:‬‬
‫يتم إثبات وفاء الكمبيالة بتســليم المبلــغ المــدين مكتوبــا‬
‫فيها ما يفيد الوفاء ‪ ،‬و تتم الكتابة بتوقيــع الحامــل على‬
‫الكمبيالـــة بالمخالصـــة ‪ .‬و يبقى توقيـــع الحامـــل على‬
‫الكمبيالة بالوفــاء ضــروريا إلثبــات الوفــاء في مواجهــة‬
‫الحامل حسن النية ‪ ،‬ولو كان الوفاء جزئيا ‪ ،‬إذ أنــه في‬
‫هذه الحالة األخــيرة قــد يطلب المســحوب عليــه تســليمه‬
‫توصيال بما يفيد الوفاء الجــزئي ‪ ،‬غــير أن ذلــك اليكفي‬
‫‪72‬‬
‫لموجهــة الحامــل حســن النيــة بــل ال من ذكــر الوفــاء‬
‫الجزئي على الكمبيالة‪.‬‬
‫غير أن التوقيــع على الكمبيالــة بمــا يفيــد الوفــاء تســليم‬
‫توصــيل الوفــاء في حالــة الوفــاء الجــزئي ال يشــكالن‬
‫الوســــيلتين الوحيــــدتين إلثبــــات الوفــــاء ‪ ،‬بــــل يمكن‬
‫للمسحوب عليــه أن يثبت الوفــاء بجميــع طــرق اإلثبــات‬
‫المقررةـ في الميدان التجاري‪.‬‬
‫ثالثا أثار الوفاء ‪:‬‬
‫يرتب الوفاء أثار يمكن إجمالها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ إذا أدى المسحوب عليه مبلغ الكمبيالة ‪ ،‬فإن ذمتــه‬
‫و ذمة جميع الضامنين تــبرأ من الــدين ‪ ،‬باســتثناء ذمــة‬
‫الساحب التي ال تبرأ في مواجهة المسحوب عليه إال إذا‬
‫كان قد قدم له مقابل للوفاء‪ .‬ة لهذا يســتطيع المســحوب‬
‫عليـــه في حالـــة األداء على المكشـــوف الرجـــوع على‬
‫الساحب بما أداه‪.‬ـ‬
‫‪ 2‬ــ إذا أدى الساحب مبلغ الكمبيالة برئت ذمتــه و ذمــة‬
‫جميع الملتزمين ‪ ،‬ألن الساحب الضامن لهؤالء جميعــا‪،‬‬

‫‪73‬‬
‫و اليبقى للســـاحب في هـــذه الحالـــة إال الرجـــوع على‬
‫المسحوب عليه إذا كان قد وفر له مقابل الوفاء‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ إذا أدى أحــد المظهــرين مبلــغ الكمبيالــة فــإن ذمتــه‬
‫تبرأ من الــدين و كــذلك ذمــة الملـتزمين الــدين يضـمنهم‬
‫هذا المظهر‪ ،‬أما الملتزمون الذين يضمنون ذلك المظهر‬
‫فال تبرأ ذمتهم ‪ .‬و يترتب على ذلك أن المظهــر المــوفي‬
‫يستطيع الرجوع على هؤالء الملتزمين الضامنين ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـــ إذا أدى أحــد الضــامنين االحتيــاطيين فــإن ذمتــه و‬
‫ذمـــة الملـــتزمين تـــبرأ ‪ ،‬مـــا عـــدا ذمـــة المضـــمون و‬
‫الملــتزمين الســابقين لهــذا المضــمون ‪ ،‬حيث يســتطيع‬
‫الضمن االحتياطي الموفي الرجوع عليهم‪.‬‬
‫و تجدر اإلشــارةـ إلى أنــه إذا كــانت الكمبيالــة تنقضــي و‬
‫تخرج من الحياة الصــرفية بمجــرد وفائهــا‪ ،‬فــإن ذلــك ال‬
‫يتم إال إذا أدى المسحوب عليه أو الساحب مبلغها ‪ ،‬ألن‬
‫ذلــك األداء يــبرئ ذمــة جميــع الملــتزمين ‪ ،‬في حين أن‬
‫األداء من طـــرف أحـــد المظهـــرين أو أحـــد الضـــامنين‬
‫اإلحتييــاطيين ال ينتج عنــه انتهــاء الكمبيالــة مــا دامت‬
‫هناك إمكانية الرجوع على بعض الملتزمين ‪ ،‬فتبقى في‬
‫هذه الحالة و وظيفة الكمبيالة الصرفية مســتمرة إلى أن‬
‫‪74‬‬
‫يتم األداء بمقتضــاه تــبرأ ذمــة الجميــع ‪ ،‬إمــا من طــرف‬
‫الساحب أو المسحوب عليه القابل للكمبيالة‪.‬‬
‫الفصـــــــل السادس‬
‫الرجوع على الموقعين‬
‫ســنتناول بالدراســة في هــذا الفصــل حــاالت الرجــوع و‬
‫كيفيــة ممارســته ( المبحث األول) ثم الشــروطـ الشــكلية‬
‫للرجوع (المبحث الثاني) و أخيرا سقوط حق الرجوع (‬
‫المبحث الثالث)‪.‬‬
‫المبحث األولـ‬
‫حاالت الرجوع و كيفية ممارسته‬

‫أوال ‪ :‬حاالت الرجوع على الموقعين ‪:‬‬


‫تعرضــت لحــاالت الرجــوع على المــوقعين المــادة ‪196‬‬
‫من مدونــة التجــارة ‪ ،‬وبنــاء عليهــا يجــوز للحامــل أن‬
‫يرجــــع على المظهــــرين و الســــاحب و غــــيرهم من‬
‫الملتزمين إذا لم يــؤد المســحوب عليــه قيمــة الكمبيالــة‪.‬‬
‫ويتم الرجوع إما عنــد اإلســتحقاق أو قبــل فــالرجوع يتم‬
‫‪75‬‬
‫عنــد اإلســتحقاق إذا لم يقــع وفــاء للكمبيالــة و يتم قبــل‬
‫اإلستحقاق في الحاالت األثية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ إذا حصا إمتناع كلي أو جزئي عن القبول‪.‬ـ‬
‫‪ 2‬ــ في حالة التسوية أو التصفية القضــائية للمســحوب‬
‫عليه سواء كان قابال للكمبيالة أو في غير قابل لها ‪ ،‬أو‬
‫في حالة توقفه عن أداء ديونه ولو لم يثبت هذا التوقف‬
‫بواســـطة حكم أو في حالـــة حجـــز بـــدون جـــدوى على‬
‫أمواله‪.‬‬
‫‪ 3‬ـــ في حالــة التســوية أو التصــفية القضــائية لســاحب‬
‫الكمبيالة مشروط عدم تقديمها للقبول ‪.‬‬
‫ثانـــيا ‪ :‬كيفية ممارسة الرجـــوع على الموقعين ‪:‬‬
‫يتم الرجــوع على المــوقعين في الكمبيالــة بأحــد الطــرق‬
‫األثية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ المطالبة الوديـــة ‪ :‬عادة ما يلجأ الحامل عنــد عــدم‬
‫حصــوله على مبلــغ الكمبيالــة من المســحوب عليــه إلى‬
‫ســـلوك الطريـــق الـــودي في الرجـــوع على الملـــتزمين‬
‫بالكمبيالة فيطالبهم بصفة ودية بالوفــاء ‪ ،‬وفــد يمــارس‬

‫‪76‬‬
‫هذا األسلوب نفسه الموقع الــذي أذى مبلــغ الكمبيالــة و‬
‫ذلك عند رجوعه على من سبقه من الموقعين ‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ المطالبــة القضــائية ‪ :‬يســتطيع الحامــل أن يمــارس‬
‫حقــه في الرجــوع على المــوقعين بالوفــاء عن طريــق‬
‫المطالبــة القضــائية‪ ،‬ســواء لجــأ إلى المطالبــة الوديــة و‬
‫فشــل في ذلــك أم لم يلجــأ إليهــا أصــال‪ ،‬ألنــه غــير ملــزم‬
‫باللجوء إلى المطالبة الودية ‪ ،‬إذ يمكنه مباشــرة ســلوك‬
‫طريق المطالبة القضائية‪.‬‬
‫و تتم المطالبــة القضــائية بإقامــة الحامــل دعــوى أمــام‬
‫القضاء يطالب فيها أحد الملتزمين أو أكثر بــاألداء بنــاء‬
‫على المســؤولية التضــامنية للمــوقعين ‪ ،‬و يملــك حــق‬
‫إقامة الدعوى أيضا الملتزم الذي أدى مبلــغ الكمبيالــة و‬
‫ذلك في مواجهة الملتزمين السابقين له‪.‬‬
‫‪3‬ــ الحجــز التحفظي ‪ :‬قــد يــرغب الحامــل ‪ ،‬الــذي ســلك‬
‫طريق المطالبة القضائية في المحافظـة على المـدين في‬
‫الكمبيالة حيى يصدر القضاء حكمه ‪ ،‬فيلجأ إلى إستئدان‬
‫القاضي إلقامة حجز تحفظي على تلك األمــوال ‪ ،‬بشــرط‬
‫أن يكون قد نظم إحتجاج عــدم الوفــاء‪ .‬ويمــارس الحــق‬
‫نفســه كــل موقــع أدى مبلــغ الكمبيالــة إذا أقــام الــدعوى‬
‫‪77‬‬
‫على أحـــد الملـــتزمين الســـابقين لـــه ‪ .‬ويصـــدر الحكم‬
‫القضـــائي في شـــكل بنـــاء على طلب طبقـــا لمقتضـــيات‬
‫المادة ‪ 208‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ كمبيالــة الرجــوع ‪:‬قــد ال يــرغب الحامــل في ســلوك‬
‫طريق المطالبــة الوديــة أو المطالبــة القضــائية للرجــوع‬
‫على المــوقعين ‪ ،‬و إنمــا يكتفي بســحب كمبيالــة جديــدة‬
‫على الموقــع الــذي يــود الرجــوع عليــه‪ ،‬طبقــا للشــروط‬
‫التي حددها القانون ‪ ،‬و يضمنها مبلغ الكمبيالة األصلية‬
‫مضـــافا إليـــه المصـــاريف و الرســـوم طبقـــا لمـــا هـــو‬
‫منصوص عليه في مدونة التجارة ‪.‬‬

‫المبحـــث الثـــاني‬
‫الشروطـ الشكلـــية للرجـــوع‬
‫يشــترط لرجــوع الحامــل على الملــتزمين في الكمبيالــة‬
‫شـــرطان أساســـيان ‪ :‬أولهمـــا اإلحتجـــاج ‪ ،‬و ثانيهمـــا‬
‫اإلعالم ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬اإلحتجاج ‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫إذا كـــان من حـــق الحامـــل أن يرجـــع على الملـــتزمين‬
‫بالكمبيالة إما بسبب عدم قبولها أو عدم وفائهــا‪ ،‬ســواء‬
‫عنــد اإلســتحقاق أو قبلــه ‪ ،‬فــإن حقــه هــذا مقيــد بشــرط‬
‫تقديم إحتجاج أي عــدم القبــول أو إحتجــاج عــدم الوفــاء‬
‫حسب األحوال‪.‬و اليعني أي إجراء يقوم بــه الحامــل عن‬
‫إقامــة اإلحتجــاج إال في ضــياع الكمبيالــة أو ســرقتها ‪،‬‬
‫حيث يجـــوز لـــه إستصـــدار أمـــر بالوفـــاء من رئيس‬
‫المحكمة يعد إثبات ملكية الكمبيالة و تقديم الكفالة طبقــا‬
‫لمـــا نصـــت عليـــه المادتـــان ‪ 190‬و ‪ 192‬من مدونـــة‬
‫التجارة‪.‬‬
‫فإدا لم يقدم الحامل اإلحتجــاج كــان مهمال و خســر حقــه‬
‫في الرجـــوع على الملـــتزمين بالكمبيالـــة ‪ ،‬مـــالم يكن‬
‫الحامل قد سبق أن قدم إحتجاج عدم القبــول ‪ ،‬أو تكــون‬
‫الكمبيالــة متضــمنة شــرط الرجــوع بال مصــاريف ‪ ،‬أو‬
‫يكون المسحوب عليــه أو الســاحب في حالــة تســوية أو‬
‫تصفية قضائية ‪ ،‬أو يكــون ســبب عــدم تقــديم اإلحتجــاج‬
‫ناتجا عن قوة قاهلرة ‪ ،‬ففب هذه الحاالت اإلستثنائية إذا‬
‫يعفى الحامل من تقديم اإلحتجاج ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫و يتم تحريــر إحتجــاج عــدم القبــول أو عــدم الوفــاء من‬
‫طــرف مــأمولر الكتابــة الضــبط بالمحكمــة الــتي يوجــد‬
‫بدائرتها مــوطن المســحوب عليــه أو مــوطن المســحوب‬
‫عليه أو موطن الشخص الذي يطالب بالوفاء ‪.‬‬
‫و يجب أن يتضـــمن محـــرر اإلحتجـــاج النص الحـــرفي‬
‫للكمبيالــة و القبــول و التظهــيرات و البيانــات المــذكورة‬
‫فيهــا و اإلنــذار بوفــاء لقيمــة الكمبيالــة وين اإلحتجــاج‬
‫أيضا حضور أو غيــاب الملــزم بالوفــاء و أســباب رفض‬
‫الوفاء و العجز عن التوقيع أ رفضه ‪.‬‬
‫ثانــــــيا ‪ :‬اإلعالم ‪:‬‬
‫إشترط المشرع لصحة الرجوع على الموقعين ضــرورة‬
‫توجيه إعالم لهؤالء إلى جانب تقديم اإلحتجاج ‪ ،‬و ذلــك‬
‫مراعــاة لمصــلحة المــوقعين على الكمبيالــة الــذين من‬
‫المفيد لهم التعرف على حقيقة األمر عنــد رفض القبــول‬
‫أو األداء ‪ ،‬نظــرا إلحتمــال الرجــوع عليهم منفــردين أو‬
‫مجتمعين ‪ ،‬و ذلــك لمواجهــة هــذا الــرفضـ بمــا يحــافض‬
‫على مصـلحتهم و صـمعتهم الجاريـة الخاصـة ‪ .‬ويكـون‬
‫لكــل موقــع على الكمبيالــة بعــد إعالمــه حــق المطالبــة‬

‫‪80‬‬
‫بتسليم الكمبيالة مع اإلحتجاج و ذلــك مقابــل األداء عنــد‬
‫التسليم ‪.‬‬
‫ولم يحدد المشرع طريقــة معينــة لتوجيــه اإلعالم إال في‬
‫حالة واحدة وهي الحالة التي يوجه فيهـا العـون التبليـغ‬
‫لإلعالم إلى الســاحب ‪ ،‬حيث يتعين توجيــه هــذا اإلعالم‬
‫بالبريد المضمون ‪ ،‬أما في غــير هــذه الحالــة فيكفي من‬
‫كان عليه أن يوجه اإلعالم تزجيهه بأية طريقة كــانت و‬
‫لو بمجرد إرجاع الكمبيالة‪.‬‬
‫و قد حددت المادة ‪ 199‬من مدونة التجارة المــدد الــتي‬
‫يجب فيهــا مراعاتهــا في توجيــه اإلعالم ‪ ،‬ة هكــذا يجب‬
‫على الحامــل أن يوجــه اإلعالم من ظهــر لــه الكمبيالــة‬
‫داخل ستث أيام العمل التي تلي يوم إقامــة اإلحتجــاج أو‬
‫يــوم التقــديم في حالــة إشــتراط الرجـوع بال مصــاريف ‪.‬‬
‫ويجب على العــون التبليــغ إذا كــانت الكمبيالــة تتضــمن‬
‫إســم الســاحب و موطنـه أن يشــعر هــذا األخــير بأسـباب‬
‫رفض الوفاء بالبريد المضمون داخــل ثالثــة أيــام العمــل‬
‫الموالية ليوم إقامة اإلحتجاج كمــا يجب على كــل مظهــر‬
‫داخل ثالثة أيام العمـــل‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫المواليـــة ليـــوم تلقيـــه اإلعالم أن يعلم من ظهـــر إليـــه‬
‫الكمبيالة ‪ ،‬و أن يعين أســماء الــذين وجهــوا اإلعالمــات‬
‫السابقة و موطنهم ‪ ،‬و هكذا بالتتابع حتى الوصــول إلى‬
‫الساحب ‪ ،‬و يســري أجــل الثالثــة أيــام إبتــداء من تســلم‬
‫اإلعالم‪.‬‬
‫و تجـــدر اإلشـــارةـ إلى أنـــه يـــترتب على من لم يوجـــه‬
‫اإلعالم داخل األجال المشـار إليهـا أنفـا سـقوط حقـه في‬
‫اللرجوع ‪ ،‬و لكنه يكون مســؤوال إن إقتضــى الحــال عن‬
‫الضرر الذي تسبب فيه إهماله‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫سقوط حق الرجوع على الموقعيـــــــــن‬
‫يسقط حق الحامل في الرجوع على الموقعين ‪ ،‬مــا عــدا‬
‫المسحوب عليه القابـل و السـاحب الـذي لم يقـدم مقابـل‬
‫الوفاء‪ ،‬عند إهماله إتخاد اإلجراءات القانونية لللرجــوع‬
‫على المظهــرين ‪ ،‬أو عنــد مــرورـ مــدة التقــادم دون أن‬
‫يمارس حقه في الرجوع‪.‬ـ‬
‫أوال ‪ :‬سقوط حق الرجوع بسبب اإلهمال ‪:‬‬
‫‪82‬‬
‫إدا أهمــل الحامــل إتخــاذ اإلجــراءاتـ القانونيــة للرجــوع‬
‫ســقط حقــه في الرجــوع على المظهــرين و الســاحب و‬
‫بقيــة الملــتزمين ‪ ،‬باســتثناء المشــحوب عليــه القابــل و‬
‫الســاحب‪ ،‬مــا لم يثبت هــذا األخــير مقابــل الوفــاء لــدى‬
‫المســحوب عليــه في تــاريخ اإلســتحقاق ‪ ،‬و في هــذه‬
‫الحالة ال يبقى للحامل حــق المتابعــة إال ضــد المســحوب‬
‫عليه ‪.‬‬
‫و يقتصر سقوط الحق على الحامل وحــده‪ ،‬أمــا المظهـرـ‬
‫فال يســقط حقــه في الرجــوع على الملــتزمين الســابقين‬
‫ألنــه ليس ملزمــا بإتبــاع نفس اإلجــراءاتـ الــتي يتبعهــا‬
‫الحامل للمحافظة على حقه في الرجوع ‪ ،‬بل مســؤوليته‬
‫فقــط عن تعــويض الضــرر الــذي يــترتب على إهمالــه‬
‫ســـقوط حقـــه في الرجـــوع ‪ ،‬بـــل مس ــؤوليته فق ــط عن‬
‫تعــويض الضــرر إن إقتضــى الحــال ‪ ،‬طبقــا لمقتضــيات‬
‫المادة ‪ 199‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫و هناك أربعة أسباب يسقط بها حق الحامل في الرجوع‬
‫على الموقعين و هـــــــي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ عند تقــديم الكمبيالــة المســتحقة بمجــرد اإلطالع أو‬
‫بعد مدة من اإلطالع داخل األجــل المحــددة لهــا قانونــا و‬
‫‪83‬‬
‫هــو ســنة من تــاريخ إنشــائها‪،‬مــا لم يطــل هــذه المــدة‬
‫الساحب أو يقصرها و ما لم يقصرها المظهر‪.‬ـ‬
‫‪ 2‬ــ عنــد عــدم إقامــة اإلحتجــاج بســبب عــدم القبــول أو‬
‫عــدم الوفــاء خالل المــدد المحــددة قانونــا‪ ،‬و فــق مــا‬
‫درسناه أنفا في اإلحتجاج‪.‬‬
‫‪ 3‬ـــ عنــد تقــديم الكمبيالــة للوفــاء مــتى كــانت متضــمنة‬
‫شرط الرجوع بال مصاريف‪ ،‬ألن الشرط ال يعفي الحامل‬
‫من تقديم الكمبيالة عند إستحقاقها ‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ عند عدم تقديم الكمبيالة للقبول ضمن األجــل الــذي‬
‫حدده الساحب‪ ،‬حيث يسقط حقه بالمتابعة ســواء بســبب‬
‫عـــدم القبـــول أو عـــدم الوفـــاء مـــا لم يتـــبين من نص‬
‫اإلشتراطـ أن الساحب لم يقصد سوى التــبرؤ من ضــمان‬
‫الوفـــــــــاء‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬سقوط حق الرجوع بالتقادم ‪:‬‬
‫إن مــا تتمــيز بــه الحيــاة التجاريــة من الســرعة يتطلب‬
‫إنجاز العمليات التجاريــة في أقــرب وقت حــتى ال يرهــق‬
‫كاهل التجار باإللتزامات متعددة تطــول مــدتها ‪ ،‬ممــا قــد‬
‫ينعكس سلبا على التعامل بالكمبيالــة باعتبارهــا أهم أداة‬
‫‪84‬‬
‫للتعامل التجــاري‪ ،‬حيث سيصــيب التعامــل بهــا شــئ من‬
‫اإلبطـــال و يســـبب عراقيـــل في تـــداولها ‪.‬لـــذلك أوجـــد‬
‫المشــرع مــددا أخــرى للتقــادم الكمبيالــة تقــل عن المــدة‬
‫العاديــة للتقــادم ‪ ،‬وتتمثــل هــذه المــدد في ثالثــة نص‬
‫عليها المشرع في المادة ‪ 228‬من مدونة التجــارة على‬
‫النحـــــو التالي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ تتقادم جميــع الــدعاوي الناتجــة عن الكمبيالــة ضــد‬
‫المسحوب عليه القابل بمضــي ثالث ســنوات إبتــداء من‬
‫تاريخ اإلستحقاق‪.‬ـ‬
‫‪ 2‬ــ تتقادم الدعاوي الحامل على المظهـرين و السـاحب‬
‫بمضي سنة واحدة إبتداء من تــاريخ اإلحتجــاج المحــرر‬
‫ضمن األجل القانوني أو من تاريخ اإلستحقاق في حالــة‬
‫إشتراط الرجوع بدون مصاريف‪.‬‬
‫‪3‬ــ ـ تتقــادم الــدعاوي المظهــرين بعضــهم في مواجهــة‬
‫البعض األخرـ و ضد الساحب بمضي ستة أشــهرـ إبتــداء‬
‫من يوم قيام المظهر برد مبلغ الكمبيالة أو من يوم رفع‬
‫الدعاوي ضده‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثانـــي‬
‫السند ألمـــــــــر‬
‫نظم المشــرع أحكــام الســند ألمــر في القســم الثــاني من‬
‫الكتــاب الثــالث من مدونــة التجــارة المتعلــق بــاألوراق‬
‫التجاريــة ‪ ،‬وخاصـة لهـذه الورقـةـ التجاريـة ســبع مـواد‬
‫فقــط هي المــواد من ‪ 232‬إلى ‪.238‬و الســبب في قلــة‬
‫هذه المواد مقارنة مع المواد المخصصــة للكمبيالــة هــو‬
‫أن المشــــرع إكتفى باإلحالــــة على أحكــــام الكمبيالــــة‬
‫بخصوص أغلب األحكام المنضمة للسند ألمر‪.‬‬
‫و سنتناول في هذا الفصل دراسة مفهــوم لســند ألمــر و‬
‫شـــرو طـــه (المبحث األول) ‪ ،‬ثم مـــدى تطـــبيق قواعـــد‬
‫الكمبيالة على السند ألمر (المبحث الثاني)‪.‬‬
‫المبحث األولـ‬
‫مفهوم السند ألمر و شروطه‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف السند ألمــــــر و صيغته وو ظائفه ‪:‬‬
‫السند ألمــر هــو ورقــة تحــرر وفقــا لبيانــات نص عليهــا‬
‫القــانون تتضــمن تعهــدا صــادرا من منشــئة ـــ يقــال لــه‬
‫المتعهد أو المحررـ ـــ بــأن يــدفع مبلغــا من النقــود المــر‬
‫‪86‬‬
‫شــخص ثــاني ـ ـ يــدعى المســتفيد أو المتعهــد لــه ــ ـ في‬
‫تاريخ ومكان معينين أو قابلين للتعيين‪.‬‬
‫ويأتي السند ألمر في الصيغة األتية ‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫و يـــؤدي الســـند ألمـــر نفس الوظـــائف الـــتي تؤديهـــا‬
‫الكمبيالة ‪ ،‬فهــو أذاة صــرف ووفــاء وإئتمــان‪ .‬غــير أنــه‬
‫يختلــــف عن الكمبيالــــة في أن هــــذه األخــــيرة إزدادت‬
‫أهميتها في التجــارة الخارجيــة في حين أن الســند ألمــر‬

‫‪88‬‬
‫التــبرز أهميتــه إال في التجــارة الداخليــة ‪ ،‬فنطاقــه في‬
‫التعامل إذا أضيق من نطاق الكمبيالة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إنشاء السند ألمــــــــــر ‪:‬‬
‫ال بد إلنشاء السند ألمر من توافر شروط موضــوعية و‬
‫أخلرى شكلية ‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ الشروطـ الموضوعية ‪ :‬ليس هناك تلــك امبــدئيا أي‬
‫فرق بين الشروط الموضوعية المتطلبة في السند ألمــر‬
‫و متطلبــة في الكمبيالــة‪ ،‬إســتثناء األهليــة حيث تشــترط‬
‫األهلية المدنية في السـند ألمـر إذا يـترتب عن المعاملــة‬
‫المدنية‪ ،‬ولم يكن الملتزم فيها تاجرا‪ ،‬أمــا في غــير ذلــك‬
‫فتشــترط األهليــة التجاريــة كمــا هــو الشــأن بالنســبة‬
‫للكمبيالة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ الشروطـ الشكليــــــة ‪ :‬تتمثــل الشــروطـ الشــكلية في‬
‫ضرورة تــوافر الكتابــة ثم البيانــات اإللزاميــة الــتي نص‬
‫عليهــا المشــرع في المــادة ‪ 232‬من مدونــة التجــارة ‪،‬‬
‫وهي األثيــــــــــــة ‪:‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ 1‬ـــ إشــترط الوفــاء ألمــر أو تســمية الســند بأنــه ألمــر‬
‫مدرج في الســند ذاتــه و معــبرا عنــه باللغــة المســتعملة‬
‫لتحريره‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ وعد التاجر بأداء مبلغ معين‪.‬‬
‫‪ 3‬ــ تاريخ اإلستحقاق ‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ مكان الوفاء‪.‬‬
‫‪ 5‬ــ إسم من يجب الوفاء له أو ألمره‪.‬ـ‬
‫‪ 6‬ـــ تاريخ و مكان توقيع السند‪.‬‬
‫‪ 7‬ــــ إسم و توقيع من صدر عنه السند ( المتعهد)‪.‬‬
‫و كمــا هــو الشــأن بالنســبة للكمبيالــة فــإن عــدم ذكــر‬
‫البيانــات اإللزاميــة في الســند ألمــر يــترتب عنــه مبــدئيا‬
‫بطالن هــذا الســند ‪ ،‬إال في الحــاالت اإلســتتثنائية‪ ،‬الــتي‬
‫تصــت عليهــا المــادة ‪ 233‬من مدونــة التجــارة‪ ،‬و هي‬
‫األثيــــــــة ‪:‬‬
‫أ ـــــ يعتـــبر الســـند ألمـــر الخـــالي من تعـــيين تـــاريخ‬
‫اإلستحقاق مستحقا عند اإلطالع‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ب ــــ يعتــبر مكــان إنشــاء الســند ألمــر مكانــا لمــوطن‬
‫المتعهــد‪ ،‬مــا لم يــرد بيــان يخالف ذلــك ‪ .‬وإذا لم يعين‬
‫مكان بجانب إسم المتعهد يعتبر مكــان عمــل المتعهــد أو‬
‫مكان إقامته مكان للوفاء‪.‬‬
‫ج ــ ـ إذا لم يعين في الســند ألمــر مكــان إنشــائه أعتــبر‬
‫منشئا في المكان المعين بجــانب إســم المتعهــد ‪ .‬وإذا لم‬
‫يعين يجانب إسم المتعهد مكان إنشاء السند ألمر أعتــبر‬
‫منشئا في موطن المتعهد‪.‬‬
‫د ــ إذا لم يعين في السند ألمــر التــاريخ المنشــئ لــه في‬
‫اليوم الذي سلم فيه المستفيد‪.‬‬

‫المبحث الثانــــــــي‬
‫مدى تطبيق قواعد الكمبيالة على السند ألمر‪.‬‬
‫يتضح من التعريف السابق للسند ألمر و البيانــات الــتي‬
‫ألزم المشرع ذكرها في هذا الســند هنــاك بغض الفــروقـ‬
‫بين الكمبيالة و السند ألمر‪ ،‬وهي أن الكمبيالــة تتضــمن‬
‫أمرا صادرا من الساحب إلى المسحوب عليه بأن يــؤدي‬
‫مبلــغ من النقــود لمصــلحة المســتفيد‪.‬كمــا أن الكمبيالــة‬
‫‪91‬‬
‫تتضــمن عنــد إنشــائها ثالثــة أشــخاص هم الســاحب و‬
‫المســحوب عليــه و المستفيدـ ـ في حين أن الســند ألمــر‬
‫يتضمن شخصين فقط هما المتعهد و المستفيد‪.‬‬
‫ورغم وجود هــذه الفــروقـ بين الكمبيالــة و الســند ألمــر‬
‫فإنهما يتشابهان في أغلب القواعد و األحكــام‪ ،‬و يتجلى‬
‫ذلك بالخصوص في البيانات اإللزامية لكــل منهمــا‪.‬لــذلك‬
‫طبق المشــرع على الســند ألمــر نفس القواعــد المطبقــة‬
‫على الكمبيالة‪ ،‬و إستثنى من ذلك القواعــد الــتي تتنــافى‬
‫مع السند ألمر وذلك نتيجة لتلك الفروقـ التي ذكرناها و‬
‫خاصة منها عدم وجود مسحوب عليه في السند ألمر‪.‬‬
‫و هكــذا بنــاء على المــادة ‪ 234‬من مدونــة التجــارة‪،‬‬
‫تطبق على السند ألمر كلما كانت ال تتنافى و طبيعة هذا‬
‫السند األحكام المتعلقــة بالكمبيالــة بصــدد التظهــير‪49(.‬‬
‫ص_)‬

‫الفصـــل الثالث‬
‫‪92‬‬
‫الشـــيـــك‪.‬‬

‫ظهر الشيك في التعامل كأداة للوفــاء منــذ أواخــر القــرن‬


‫التاسع عشر‪ ،‬إال أن قواعــده لم تكن موحــدة بين حميــع‬
‫الــدول ممــا يحــدث صــعوبات في تداولــه‪ ،‬خاصــة في‬
‫التعامل الدولي‪.‬وكان هذا سببا في إنعقاد مــؤتمر جــنيف‬
‫كمــا حــدث بالنســبة للكمبيالــة و الســند ألمــر‪ ،‬فــأبرمت‬
‫إثفاقيــات تتعلــق بالشــيك ‪ 19‬مــارس ‪. 1931‬وقــد أخــد‬
‫المشرع المغربي بأحكام قانون جــنيف الموحــد المتعلــق‬
‫بالشيك كما فعل بالنسـبة للكمبيالــة و الســند‪،‬حيث صــدر‬
‫ظهــير مــؤرخ ‪ 19‬ينــاير ‪ 1939‬ينظم بمقتضــاه قواعــد‬
‫الشــيك ثم لمــا صــدرت مدونــة التجــارة ألحــق المشــرع‬
‫الشيك بالكمبيالة و السند ألمر‪ ،‬و نظم أحكامــه في نفس‬
‫الكتاب الذب نظم فيه أحكام الورقــتين المــذكورتين وهــو‬
‫الكتــاب الثــالث من المدونــة‪ ،‬مضــيفا في هــذه األحكــام‬
‫بعض القواعــد الــتي لم تــرد في قــانون جــنيف الموحــد‪،‬‬
‫حيث فرضت الضــرورات العمليــة و مســتجدات التعامــل‬
‫بالشيك إضافتها وخاصة ما يتعلق بالجانب الزجري‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫وسنتناول دراســة أحكــام الشــيك من خالل ســتة محــاور‬
‫وهي ‪ :‬تعريــف الشــيك و بيــان صــيغته و تميــيزه عن‬
‫الكمبيالــة‪ ،‬و إنشــاء الشــيك‪ ،‬وقواعــد الوفــاء بالشــيك و‬
‫ضماناته‪ ،‬و الرجوع بسبب عدم وفــاء الشــيك‪ ،‬و أخــيرا‬
‫األحكــام الزجريــة للشــيك‪ .‬وسيخصــص لكــل محــور من‬
‫هذه المحاور مبحثا مستقال‪.‬‬

‫المبحث األولـ‬
‫تعريف الشيك و بيان صيغته و تمييزه عن الكمبيالة‬
‫أوال ‪ :‬تعريــــف الشيك و بيان صيغته‪.‬‬

‫الشيك هو ورقــة مكتوبــة وفقــا لبيانــات حــددها القــانون‬


‫تتضـــمن أمـــرا صـــادرا من شـــخص يســـمى (يســـمى‬
‫الساحب) إلى الشخص أخر يكون دائما مؤسسة بنكية (‬
‫يســمى المســحوب عليــه) بــأن يــدفع مبلغــا من النقــود‬
‫لفائدة شخص ثالث ( يدعى المستفيد) أو لفائدة الحامل‪.‬‬
‫و يأتي الشيك في الصيغة التالية ‪:‬‬
‫‪94‬‬
95
‫مقارنة بين الشيك و الكمبيالة‬

‫يتطلب إجراء مقارنة بين الشــيك و الكمبيالــة التعلــرض‬


‫ألوجه الشبه و أوجه لبخبلف بينهما ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬أوجه التشابه ‪:‬‬
‫يالحـــظ أن كال من الشـــيك و الكمبيالـــة يتضـــمن ثالث ــة‬
‫أشــخاص ســاحب و مســحوب عليــه و مســتفيد‪.‬و بــذلك‬
‫يختلفان عن السند ألمر الذب يتضمن شخصين فقط هما‬
‫المتعهد و المستفيد‪ .‬كما يشبه الشيك الكمبيالة من حيث‬
‫أن الســاحب في كــل منهمــا يصــدر أمــرا إلى المســحوب‬
‫عليــه لمصــلحة المســتفيد ‪ ،‬بخالف الســند ألمــر الــذي‬
‫يتضمن تعهدا من الحر لمصلحة المستفيد‪.‬‬
‫و من أوجــه الشــبه هــده يالحــظ أن الشــيك و الكمبيالــة‬
‫يشـــتركان في كثـــير من القواعـــد الـــتي تحكم األوراق‬
‫التجارية‪ ،‬ويمكن القول تبع لــذلك إن الشــيك هــو عبــارة‬
‫‪96‬‬
‫عن كمبيالــة مســحوبة على مؤسســة بنكيــة و مســتحقة‬
‫األداء بمجرد اإلطالع‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أوجــــه اإلختالف ‪:‬‬
‫للشــيك خصــائص تجعلــه يختلــف عن الكمبيالــة‪ ،‬و أهم‬
‫هذه الخصائص هي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــــ الشــيك عمــل مــدني ‪:‬إذا كــان كــل من الشــيك و‬
‫الكمبيالـــة يعتـــبر من األوراق التجاريـــة ‪ ،‬فـــإن الشـــيك‬
‫يختلــف عن الكمبيالــة في أن هــذه األخــيرة تعتــبر عمال‬
‫تجاريا شكليا و فق ألحكام المادة ‪ 9‬من مدونــة التجــارة‬
‫ـــ في حين أن الشــيك يعتــبر عمال مــدنيا أصــليا ‪ ،‬مــا لم‬
‫يكن محررهـ تاجرا و تعلق نشاطه التجــاري‪ ،‬إذ في هــذه‬
‫الحالة يعتبر عمال تجاريــا بالتبعيــة طبقــا ألحكــام المــادة‬
‫‪ 10‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ الشيك الزم الوفاء عند اإلطالع ‪ :‬فقد نصــت المــادة‬
‫‪ 267‬من مدونة التجارة على أن الشيك يكــون مســتحق‬
‫الوفاء بمجرد اإلطالع‪ ،‬و يعتـبر كــل بيــان مخــالف لــذلك‬
‫كــأن لم يكن‪.‬أمــا الشــيك الــذي يقــدم للوفــاء قبــل اليــوم‬
‫المبين فيه كتاريخ إلصداره فيجب وفاؤه يوم تقديمه‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ 3‬ــ الشـيك أداة وفـاء فقـط وليس أداة إئتمـان ‪:‬ذلـك أن‬
‫عدم جواز إصدار الشيك ليدفع في تــاريخ الحــق لتــاريخ‬
‫اإلطالع يجعله أداة وفــاء فقــط و ليس أداة إئتمــان‪ ،.‬أي‬
‫وليس أداة إئتمان ‪ ،‬أي أن الشيك نظم ليحل محل النقود‬
‫في الوفاء فبمجرد صدوره يكون نستحق الوفاء‪.‬‬
‫‪ 4‬ــ المســحوب عليــه في الشــيك يكــون دائمــا مؤسســة‬
‫بنكية ‪:‬إذا كان من الممكن أن يكون المسحوب عليه في‬
‫الكمبيالة شخصا طبيعيا أو معنويا فإن المســحوب عليــه‬
‫في الشيك ال يمكن أن يكون مؤسسة بنكية‪ .‬وقــد عــرف‬
‫المشرع المؤسسة البنكية التي تكون مسحوبا عليــه في‬
‫الشــيك في المــادة ‪ 241‬من مدونــة التجــارة ‪ ،‬وهي كــل‬
‫مؤسسة قرض و كل هيأة يخــول لهــا القــانون صــالحية‬
‫مسك حسابات يمكن أن تسحب عليها الشيكات‪.‬‬
‫‪ 5‬ــ وجوب توفير مقابل الوفاء عند سحب الشيك ‪ :‬لمــا‬
‫كان الشيك أداة وفاء فقط و ليس أداة إئتمان فإنه يكون‬
‫واجب األداء بمجــرد اإلطالع كمــا ســبق القــول‪ ،‬و هــذا‬
‫يعني أنه ال بد من وجود مقابــل الوفــاء لــدى المســحوب‬
‫عليه أثناء سحب الشــيك‪ .‬فــإذا ســحب الشــيك رغم عــدم‬
‫وجود مقابل الوفاء فإن الساحب يكون قد إرتكب جريمة‬
‫‪98‬‬
‫يعـــاقب عليهـــا المشـــرع في المـــادة ‪ 316‬من مدونـــة‬
‫التجـــارة كمـــا ســـنرى الحقـــا ‪ ،‬في حين يمكن ســـحب‬
‫الكمبيالة رغم عدم وجود مقابل الوفاء لــدى المســحوب‬
‫عليه‪ ،‬و ذلك ألنهــا أداة إئتمــان تعطي للســاحب إمكانيــة‬
‫تأجيل توفير مقابل الوفاء إلى تاريخ اإلستحقاق‪.‬ـ‬
‫‪ 6‬ــ ال وجود للقبــول في الشــيك ‪ :‬لمــا كــان الشــيك أداة‬
‫وفــاء فقــط ‪ ،‬ولمــا كــان الســاحب يلــتزم بتوفــير مقابــل‬
‫الوفــاء أثنــاء ســحبه للشــيك ‪ ،‬فــإن ذلــك يعــني ضــرورة‬
‫وفاء الشيك بمجرد تقديمــه‪ ،‬و يعــني بالتــالي أن الشــيك‬
‫يقــدم دائمــا للوفــاء واليمكن تقديمــه للقبــول ألنــه واجب‬
‫الدفع دائما ‪ ،‬وقد ورد بهذا الصــدد في المــادة ‪ 242‬من‬
‫مدونة التجارة ما يلي ‪ :‬ال يخضع الشــيك للقبــول‪ ،‬و إذا‬
‫كتب على الشيك عبارة القبول أعتبرت كأن لم تكن غير‬
‫أنـــه على المســـحوب عليـــه أن يؤشـــر باإلعتمـــاد على‬
‫الشيك إن كانت لديه مؤونة و طلب الســاحب أو الحامــل‬
‫منه ذلك)‪.‬‬

‫المبحــــــث الثانـــــي‬
‫إنشاء الشيــــــــــــــك‬
‫‪99‬‬
‫أوال ‪ :‬شروطـ إنشاء الشيك ‪:‬‬
‫إلنشاء الشيك ال بد من توافر شــروط موضــوعية و‬
‫أخرى شكلية‪.‬‬
‫‪ 1‬ــــ الشــروطـ الموضــوعية ‪ :‬و تتمثــل في األهليــة و‬
‫الرضى و المحل و السبب‪ ،‬وهي نفس الشروط الــواجب‬
‫توفرها في كل من الكمبيالــة و الســند ألمــر‪ ،‬مــع إنفــراد‬
‫الشــــيك حكم خــــاص في األهليــــة حيث ال تشــــترط في‬
‫اإللتزام بالشيك إال األهلية المدنية باعتبــار الشــيك عمال‬
‫مدنيا‪.‬‬
‫‪ 2‬ــ الشروطـ الشكلية ‪:‬و تتمثــل في الكتابــة الــتي تعتــبر‬
‫ضــرورية إلنشــاء الشــيك حيث ال يمكن إثباتــه بوســيلة‬
‫أخرى غير الكتابة‪ ،‬تمتما مثل الكمبيالة و السند ألمــر و‬
‫باإلضــافة إلى الكتابــة البــد من تــوفر الشــيك على بيانــا‬
‫إلزامية نص عليها المشرع في المادة ‪ 239‬من مدونــة‬
‫التجارة وهي اآلتــــــــيـــة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ــ ـ تســمية الشــيك مدرجــة في الســند ذاتــه و باللغــة‬
‫المستعملة لتحريره ‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫‪ 2‬ــ األمرـ الناجز بأداء مبلغ معين ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إسم المسحوب عليه‬
‫‪ 4‬ـ مكان الوفاء‬
‫‪ 5‬ـ تاريخ ومكان إنشاء الشيك‬
‫‪ 6‬ـ إسم وتوقيع الساحب‬
‫يترب على عدم ذكر بيان من هــذه البيانــات في الشــيك‬
‫مبــدئيا البطالن إال أن المشــرع اســتثنى من ذلــك بعض‬
‫الحاالت يكون فيها الشيك صحيحا‪ ،‬و ذلــك في المــادة ‪2‬‬
‫من مدونة التجارة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أ ــ يعتــبر المكــان المعين بجــانب اســم المســحوب عليــه‬
‫مكان الوفاء ما لم يرد في ذلــك خالف ذلــك‪ ،‬و إذا عينت‬
‫عدة أمكنة إلى جانب اسم المسحوب عليه وجب الوفــاء‬
‫بالمكــان المعين أوال‪ ،‬وإذا كــان الشــيك خاليــا من هــذه‬
‫البيانــات أو من أي بيــان أخــر وجب الوفــاء في المكــان‬
‫الذي توجد به المؤسسة الرئيسية للمسحوب عليه‪.‬‬
‫ب ـ إذا خال الشيك من بيان مكان إنشــائه‪ ،‬اعتــبر منشــأ‬
‫في مكان المبين بجانب الساحب‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫وفيما عدا هذين اإلستثنائين يكون الشــيك الــذي ينقصــه‬
‫بيان من البيانات اإللزاميــة او بيــان اخــر غــير صــحيح‪،‬‬
‫كما سبق القــول‪ ،‬و لكنــه قــد يعتــبر ســندا عاديــا إلثبــات‬
‫الدين‪ ،‬إذا توفرت شروط هــذا الســند‪ ،‬ونفس هــذا الحكم‬
‫يـــترتب على الشـــيك المخـــالف للنمـــاذج المســـلمة من‬
‫المؤسسة البنكية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشيك المسطر‬
‫يمكن لساحب الشيك أو لحامله أن يسطره‪ ،‬وذلك بوضع‬
‫خطين متوازيين على وجه الشــيك‪ ،‬ويكــون هــذا الشــيك‬
‫عامــا أو خاصــا‪ ،‬فيكــون التســطير عتمــا إذا لم يكن بين‬
‫السطرين أي بيان أو عبــارة " مؤسســة بنكيــة" أو أيــة‬
‫عبارة أخرى تفيذ هذه المعنى و يكــون التســطير خاصــا‬
‫إذا كان بين السطرين اسم مؤسسة بنكية‪.‬‬
‫ويمكن ان يتحول التسطير العام إلى تسطير خاص‪ ،‬أمــا‬
‫التسطير الخاص فال يجوز ان يتحول غلى تسطير عــام‪،‬‬
‫ويعتـــبر بـــاطال التشـــطيب على التســـطير او على اســـم‬
‫االمؤسســة البنكيــة المعينــة‪ ،‬حيث يكــون هــذا التشــطيب‬
‫الغيا و كأنه لم يكن أصال‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫ويتميز الشيك المسـطر بـأن المسـتفيد فيـه يكــون معينــا‬
‫قانونــا‪ ،‬ولــذلك ال يمكن دفــع قيمــة الســيك المســطر إال‬
‫للمؤسســة البنكيــة أو للزبــون مباشــرة إن كــانت هــذه‬
‫المؤسسة البنكية هي المسحوب عليه‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫تداول الشيك‬
‫سبق القولـ إنه يمكن سحب الشيك للحامل‪ ،‬وهــذا يعــني‬
‫تداوله في هذه الحالة يتم بطريق المداولــة اليدويــة غــر‬
‫ان المشرع أجاز أيضا تداول الشيك عن طريق التظهير‬
‫إن كـــان إســـميا‪ ،‬وتظم ذلـــك في المـــواد من ‪ 252‬إلى‬
‫‪ 263‬من مدونــة التجــارة وفيمــا يلي ســنعرض بعض‬
‫القواعد التي نص عليها المشرع في هذه المواد‪.‬‬
‫‪ 1‬ــ يكــون الشــيك قــابال للتظهــير ســواء تضــمن عبــارة‬
‫"ألمــر" صــراحة او لم يتضــمنها‪ ،‬أمــا إذا وردت فيــه‬
‫عبــارة " ليس ألمــر" أو أيــة عبــارة أخــرى تفيــد هــذا‬
‫المعنى كعبــارة "غــير قابــل للتظهــير" فإنــه يكــون غــير‬
‫قابل لإلنتقال إال عن طريق الحوالة العادي‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ 2‬ـ يمكن أن يباشر التظهير ولو لفائدة الساحب او لكــل‬
‫ملتزم اخر‪ ،‬ويمكن لهؤالء األشــخاص أن يظهــرواـ اليــك‬
‫من جديد‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ يجب أن يكون التظهير ناجزا‪ ،‬وكــل شــرط مفيــد لــه‬
‫يعتبر كأن لم يكن كما ان التظهير الجزئي يعتبر باطال‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ يعتبر التظهير إلى المسحوب عليه بمثابة مخالصة‪،‬‬
‫إال إذا كــان المســحوب عليــه عــدة مؤسســات وحصــل‬
‫التظهير لفائدة مؤسسة غير التي ســحب عليهــا الشــيك‪،‬‬
‫أما تظهير المسحوب عليه يعتبر باطال‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ يجب على التظهير أن يقع على الشيك ذاته أو على‬
‫ورقة متصلة به‪ ،‬ويجب أن يوقع عليــه المظهــر ويمكن‬
‫أن يتضمن التظهير اسم المظهر إليه أو توقيــع المظهــر‬
‫فقط‪ ،‬وهذا التظهير االخير يعرف بــالتظهير على بيــاض‬
‫غــير أنــه ال بــد من التظهــير على بيــاض حــتى يكــون‬
‫صحيحا أن يرد على ظهر الشيك أو على ورقــة متصــلة‬
‫به‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ يعتر التظهير للحامــل كــالتظهير على بيــاض‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة يمكن للحامل أن يكتب في البيــاض المــتروك‬
‫إما اسمه وإما اسم شخص اخر أو ان يظهر الشيك من‬
‫‪104‬‬
‫جديد بتركــه على بيــاض او يجعلــه اســميا‪ ،‬أو أن يســلم‬
‫الشيك للغير بدون ان يكتب شيئا على البيــاض و بــدون‬
‫أن يظهر الشيك‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ يضمن المظهر أداء الشيك ما عدا إذا اشترط خالف‬
‫ذلك و يمكن له أن يمنع تظهيرا جديدا و في هذه الحالة‬
‫ال يلــزم بالضــمان اتجــاه األشــخاص الــذين يظهــر إليهم‬
‫الشيك فيما بعد‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ يعتبر حائز الشيك الحامل الشرعي لــه إذا تبت حقــه‬
‫في ذلك بسلسلة من التظهيرات غير منقطعة‪ ،‬ولــو كــان‬
‫التظهـــير األخـــر على بيـــاض وتعتـــبر غـــير موجـــودة‬
‫التظهــيرات المشــطب عليهــا‪ ،‬و إذا كــان التظهــير على‬
‫بياض يليه تظهير أخر فـإن موقــع هــذا التظهــير األخـير‬
‫يعتــبر كأنــه المالــك الشــرعي للشــيك بمــوجب التظهــير‬
‫السابق الذي هو التظهير على بياض‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ تطبق قاعدة عدم التمسك بالدفوع أيضا في الشــيك‪،‬‬
‫وعليه ال يمكن للمظهرين التمســك في مواجهــة الحامــل‬
‫بالدفوع المبنية على عالقتهم الشخصية مع الساحب أو‬
‫الحاملين السابقين‪ ،‬ما لم يكن الحامل قد تعمد عن سوء‬
‫نية امتالك الشيك إضراراـ بمدينه‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫‪ 10‬ـ ـ إلى جــانب تظهــير الشــيك تظهــيرا نــاقال للملكيــة‬
‫يمكن أيضــا تظهــيره تظهــيرا توكيليــا وعليــه إذ تضــمن‬
‫التظهير عبارة " للتوكيــل" أو " مبلـغ للتحصـيل" أو "‬
‫من أجل االستخالص" أو أية عبارة أخــرى تفيــد مجــرد‬
‫التوكيل‪ ،‬جاز للحامل أن يمارس جميع الحقــوق الناتجــة‬
‫عن الشــيك‪ ،‬غــير أنــه ال يجــوز لــه أن يظهــره إال على‬
‫سبيل التوكيل‪.‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫قواعد الوفاء بالشيك و ضماناته‬
‫أوال قواعد الوفاء بالشيك‪:‬‬
‫تعرضت لقواعد اداء الشيك المــواد من ‪ 267‬إلى ‪279‬‬
‫من مدونــــة التجــــارة‪ ،‬ومن خال تلــــك المــــواد يمكن‬
‫استخالص القواعد التالية‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ يعتبر الشيك مستحق الوفــاء بمجــرد االطالع‪ ،‬وكــل‬
‫عبارة مخالفة لذلك تعتبر كأنها غير موجودة أما الشــيك‬
‫الــذي يعــرض للوفــاء قبــل اليــوم المــبين فيــه كتــاريخ‬
‫إلصداره فإنه يكون واجب الدفع في يوم تقديمه‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ 2‬ـ يجب تقديم الشيك للوفاء في أجل عشرين يوما‪ ،‬إذا‬
‫كان صادرا في المغــرب واجب الــدفع فيــه‪ ،‬أمــا إذا كــان‬
‫صادرا خارج المغرب وواجب األداء في المغرب فيبتغي‬
‫تقديمه للوفاء داخــل أجــل ســتين يومــا‪ ،‬ويبــدأ احتســاب‬
‫هـــذه المـــدة من التـــاريخ المـــبين في الشـــيك كتـــاريخ‬
‫إصداره‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ يجــوز للمســحوب عليــه في الشــيك أن يطلي وفت‬
‫دفعه مبلغه أن يسلم لــه منصوصــا في بأنــه تم وفــاؤه‪،‬‬
‫وال يجوز للحامل أن يــرفض وفــاء جــزء من الشــيك إذا‬
‫ما عرض عليه‪ ،‬و إذا كان مقابــل الوفــاء أقــل من مبلــغ‬
‫الشــيك فإنــه يحــق للحامــل أن يطلب الوفــاء في حــدود‬
‫مقابل الوفاء الموجود‪ ،‬وفي هذه الحالة يحق للمسحوب‬
‫عليه المطالبــة بتقييــد ذلــك الوفــاء الجــزئي على الشــيك‬
‫وان يسلمه المستفيد وصال بذلك‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ إذا ضاع الشيك جاز لمالكه أن يطالب بوفائــه بنــاءا‬
‫على نظير ثان أو ثالث او رابع و هكــذا‪ ...‬و غــذا عجــز‬
‫المالك عن تقديم نظير للشيك جـاز لـه ان يطـالب بوفـاء‬
‫الشـــيك الضـــائع أو المســـروق وأن يحصـــل على ذلـــك‬

‫‪107‬‬
‫الوفاء بـأمر من رئيس المحكمــة شـرط ان يثبت ملكيتــه‬
‫للشيك بدفاتره و أن يقدم كفالة‪.‬‬
‫و إذا رفض وفاء الشيك الضائع رغم ما ذكر فإن المالك‬
‫يحتفظ بجميع حقوقه في تقديم االحتجاج شــرط ان يقــدم‬
‫هـــذا االحتجـــاج على األكـــثر في يـــوم العمـــل المـــوالي‬
‫النقضاء أجل التقديم‪ ،‬إضافة غلى وجــوب تبليــغ اإلعالم‬
‫إلى الساحب و المظهرين خالل اآلجال المعينة لذلك‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ضمانات الوفاء بالشيك‬
‫تتمثـــل ضـــمانات الوفـــاء بالشـــيك في مفابـــل الوفـــاء‪،‬‬
‫والتضـــامن‪ ،‬و الضـــمان االحتيـــاطي‪ ،‬و اخـــيرا الشـــيك‬
‫المعتمد‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ مقابل الوفاء‪ :‬يعتبر مقابل الوفاء أهم الضمانات في‬
‫الشيك ‪ ،‬ألن هذا االخير خالف الكمبيالة يكــون مســتحق‬
‫الوفــاء بمجــرد ســحبه‪ ،‬أي أن ميعــاد االســتحقاق في‬
‫الشيك يندمج مع تاريخ السحب‪ ،‬وهذا على الســاحب إن‬
‫يـــوفر مبلـــغ مقابـــل الوفـــاء لـــدى المؤسســـة البنكيـــة‬
‫المسحوب عليها قبل تحرير الشيك و أن ال يســحب ذلــك‬
‫المبلغ من تلك المؤسسة البنكية المسحوب عليهــا قبــل‬
‫تحرير الشيك ومما زاد في أهمية الوفاء كضمان الوفاء‬
‫‪108‬‬
‫بالشيك ان المشرع اعتبر ساحب الشيك‪ ،‬الذي أغفــل أو‬
‫لم يقم بتوفير مقابل الوفــاء ضـد أداء قيمـة الشـيك عنــد‬
‫تقديمــه‪ ،‬مرتكبــا لجريمــة يعــاقب عليهــا القــانون وفقــا‬
‫ألحكام المادة ‪ 310‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ تضــامن المــوقعين ‪ :‬من ضــمانات الوفــاء بالشــيك‬
‫أيضا تطبيق مبدأ تضامن المــوقعين كمــا هــو الشــان في‬
‫الكمبيالــة و إن كــان عــدد الملــتزمين بالشــيك عــادة مــا‬
‫يكون قليال مقارنة بالكمبيالة‪ ،‬الن الشــيك باعتبــاره اداة‬
‫وفاء وليس أداة ائتمان ال يظهر بــل يقــدم غالبــا للوفــاء‬
‫مباشرة بعد سحبه‪.‬‬
‫‪ 3‬ــــالضمان االحتيـــاطي‪ :‬خصـــص المشـــرع للضـــمان‬
‫االحتيــاطي مــواد مســتقلة وهي من ‪ 264‬إلى ‪ 266‬من‬
‫مدونة التجارة‪ ،‬وقد جاءت هذه المواد بقواعد تشبه مــا‬
‫درســناه بخصــوص الضــمان االحتيــاطي في الكمبيالــة‬
‫باســتثناء فــارق مهم وهــو ان الضــمان االحتيــاطي في‬
‫الشـــيك يمكن تقديمـــه من جميـــع المـــوقعين مـــا عـــدا‬
‫المســـحوب عليـــه في حين أنـــه يمكن تقـــديم الضـــمان‬
‫االحتيــاطي في الكمبيالــة من جميــع المــوقعين بمن فيهم‬
‫المسحوب عليه‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫و لعل ســبب هــذا التميــيز يعــود إلى رغبــة المشــرع في‬
‫إلزام الســاحبين بتوفــير مؤونــة منــذ ســحبهم للشــكليات‬
‫بدل سحبها بدون مؤونة اعتمادا على إمكانية الحصــول‬
‫على ضمان‪.‬‬
‫‪2‬ـ ـ اإلعالم يجب على الحامــل أن يعلم الشــخص الــذي‬
‫ظهر له الشيك والساحب ايضا بعدم األداء داخــل ثمانيــة‬
‫أيــام العمــل المواليــة ليــوم إقامــة االحتجــاج‪ ،‬وفي حالــة‬
‫الرجوع بال مصاريف تبـدأ المـدة من يـوم تقــديم الشــيك‬
‫لألداء و يجب على أعــوان كتابــة الضــبط أن يشــعروا‬
‫الساحب إذا كان الشيك يشير إلى موطنه بأســباب رفض‬
‫الوفاء بالبريد المضمون داخل أربعة أيام العمل الموالية‬
‫إلقامة االحتجاج ويجب على كل مظهر داخل أربعة أيــام‬
‫الموالية أو يــوم تلقيــه اإلعالم أن يعلم بــه من ظهــر لــه‬
‫الشــيك و ان يعين األســماء الــذين وجهــوا اإلعالنــات‬
‫السابقة و موطنهم و هكــذا بالتتــابع حــتى الوصــول إلى‬
‫الساحب و تسري هذه اآلجال ابتــداء من تســلم اإلعالم‪،‬‬
‫و إذا وجه إعالم إلى أحد موقعي الشيك حسب التفصــيل‬
‫السابق وجب توجيه اإلعالم ذاته إلى ضمانه االحتياطي‬
‫ضمن األجل نفسه‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫ثانيا‪ :‬سقوط حق الرجوع باإلهمال او التقادم‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ سقوط حق الرجوع باإلهمال‪ :‬األصل أنه يسقط حق‬
‫حامل الشيك في الرجوع الصرفي على الملتزمين عندما‬
‫يهمــل تقــديم الشــيك للوفــاء خالل المــدة القانونيــة‪ ،‬أو‬
‫يقدمه و لكنه يهمل إقامة االحتجاج بعدم الوفاء غير أن‬
‫هناك استثنائين لهذا األصل نصت عليهمــا المــادة ‪295‬‬
‫من مدونــة التجــارة‪ ،‬فهــذه المــادة تقضــي في فقرتهــا‬
‫الثالثــة بــأن الحامــل يحتفــظ بــالحق في الرجــوع على‬
‫الساحب الذي لم يقدم مقابل الوفاء كمــا يحتفــظ بــالحق‬
‫في الرجوع على الملــتزمين اآلخــرين الــذين قــد يحصــل‬
‫لهم إثراء غير مشروع‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ ســقوط حــق الرجــوع بالتقــادم‪ :‬يســقط حــق إقامــة‬
‫الدعوى الصرفية في الشيك بتقادم قصير حــددت المــادة‬
‫‪ 295‬من مدونة التجارة على الشكل التالي‪:‬‬
‫أ ـ تتقادم دعــوى الحامــل ضــد المظهــرين و الســاحب و‬
‫الملتزمين اآلخرين بمضي ستة أشهرـ ابتداءا من تاريخ‬
‫انقطاع اجل تقديم الشيك للوفاء‪.‬‬
‫ب ـــ تتقــادم دعــوى مختلــف الملــتزمين بوفــاء شــيك‬
‫بعضهم في مواجهة البعض االخــر بمضــي ســتة اشــهرـ‬
‫‪111‬‬
‫ابتداءا من يوم قيام الملتزم برد مبلغ الشيك أو من يــوم‬
‫رفع الدعوى ضده‪.‬‬

‫‪112‬‬

You might also like