Professional Documents
Culture Documents
القانون الإداري المعمق
القانون الإداري المعمق
محاضرات في مادة:
يختلف نشاط اإلدارة العمومية في أسلوبه ومداه من مجتمع إلى آخر ومن زمن إلى آخر تبعا للنظام
السياسي ،االقتصادي والسياسي السائد في الدولة.
وبه ذا الص دد ،يه دف نش اط اإلدارة العمومي ة إلى تحقي ق السياس ات والخط ط وال برامج واأله داف الحالي ة
والمس تقبيلية ،وذل ك لض مان اح ترام الق انون من جه ة ،وحماي ة المص لحة العام ة والنظ ام الع ام وإ ش ياع
الحاجات العامة لألفراد .التدخل السلبي
وبه دف تحقي ق الوظيف ة اإلداري ة ه ذه ،تس لك اإلدارة العمومي ة أس لوبين يمثالن أوج ه ت دخل اإلدارة في
مختلف المجاالت والنشاطات .قد يكون ذلك التدخل سلبيا أو إيجابيا:
الن وع األول :الت دخل اإليج ابي أوم ا يع بر عن ه بأس لوب المرف ق العم ومي .يقتض ي ت دخل اإلدارة -
بطريقة إيجابية ومباشرة أن تتدخل اإلدارة محل األفراد في الوفاء بالحاجات العامة لألفراد ،نظرا
لعجز األفراد المالي أوالفني عن القيام به أوبسبب عزوفهم عن القيام به ،أوألن الدولة قد تجد في
الحاجة أهمية خاصة تخشى معها احتكار األفراد لها .ويأخذ هذا التدخل اإليجابي مظهر "المرفق
العمومي".
النوع الثاني :التدخل السلبي أو ما يعبر عنه بالضبط اإلداري .قد ال تتولى الدولة بنفسها تحقيق -
حاج ات اجتماعي ة معين ة ،وإ نم ا تتركه ا لنش اط األف راد ،على أن تق وم الدول ة –ممثل ة في اإلدارة
العمومية -بتنظيم هذا النشاط ومراقبته لتكفل عدم مساسه بالنظام العام .ويتمثل مظهر هذا التدخل
الس لبي أوغ ير المباش ر فيم ا يع رف بوظيف ة "الض بط اإلداري" أو"الب وليس اإلداري" (Police
.)administrativeويتض من الض بط اإلداري به ذا المفه وم ض وابط وقي ود على ممارس ة األف راد
لحرياتهم وعلى النشاطات الفردية والعامة ،بقصد المحافظة على النظام العام.
لكن يعتبر تمتع اإلنسان بالحرية أسمى شيء في الوجود ،لذلك نص المشرع الدستوري على كفالة
الحقوق والحريات األساسية منها؛ وعهد إلى المشرع تنظيم ممارسة غالبية هذه الحقوق .وفي المقابل ترك
للسلطة التنفيذية مهمة تنظيم ممارسة الحقوق والحريات من خالل فرضها للقيود والضوابط ،ألنه ال يمكن
ممارسة الحقوق والحري ات في الفوض ى .مم ا يؤك د الط ابع النس بي للحري ات .وه ذا م ا أك دت علي ه الم ادة
الرابعة ( )4من ميثاق حقوق اإلنسان والمواطن الصادر في فرنسا عام 1789بنصها:
« ...حرية الفرد تلقى حدها الطبيعي عند ممارسة سائر أفراد الجماعة لحرياتهم بالمثل».
لكن هذا التزاوج بين سلطة الضبط اإلداري والحريات والحقوق يدفعنا إلى طرح اإلشكالية التالية:
كي ف يمكن لس لطة الض بط اإلداري أن تحق ق أه داف النش اط اإلداري بم ا يحق ق تنظيم ا للحري ات دون
المس اس بالحري ات بطريق ة تعس فية؟ أو بعب ارة أخ رى كي ف يمكن إزال ة التع ارض بين ممارس ة الحري ة
وبين تنظيمها؟
ستشكل اإلجابة على هذه اإلشكالية موضوع مقياس "القانون اإلداري المعمق" الموجه لطلبة السنة
أولى ماستر حقوق ،تخصص القانون العام المعمق ،وذلك بهدف تحقيق مجموعة من األهداف تنوعت بين
الهدف العام واألهداف الفرعية على النحو التالي:
الهدف العام :يهدف التكوين في هذا المقياس إلى تحكم الطالب في مادة القانون اإلداري المعمق، -
من خالل التعم ق في دراس ة وتش ريح أح د أهم مح اوره األساس ية وه و موض وع س لطات الض بط
اإلداري ،وذلك التسامه بالصفة العملية ولسمو غايته المتمثلة في حماية حقوق وحريات األفراد في
مواجهة اإلدارة العمومية.
األهداف الفرعية :أن يصبح الطالب قادرا على: -
التمييز بين مختلف أنواع الضبط بما فيها أنواع الضبط اإلداري؛
ضبط أهداف الضبط اإلداري ضبطا دقيقا؛
التعرف على مختلف هيئات الضبط اإلداري والتمييز بينها؛
تحديد وسائل وأساليب الضبط اإلداري؛
ضبط حدود سلطات الضبط اإلداري.
وفي إطار تحقيق هذه األهداف يتم تقسيم المقياس إلى أربعة محاور على النحو التالي:
-المحور األول :مفهوم الضبط اإلداري
-المحور الثاني :أهداف الضبط اإلداري
-المحور الثالث :سلطات ووسائل الضبط اإلداري
-المحور الرابع :حدود سلطات الضبط اإلداري
مالحظ ة :ال تتض من ه ذه المطبوع ة مجم وع المحاض رات ال تي يش ملها المح ور األول والمبحث األول
من المحور الثاني والتي تم إلقاؤها على الطلبة .
تعريف الضبط اإلداري طبيعة الضبط اإلداري خصائص الضبط اإلداري أنواع الضبط اإلداري
هن اك من عرف ه على أن ه قي د على الحري ات العامة من أوامر ونواه وتوجيهات ملزمة لألفراد بغرض تنظيم
العام ة ال تي كفله ا الدس تور .مث ال ذل ك "أن دري دي حري اتهم العام ة أوبمناس بة ممارس تهم لنش اط معين قص د صيانة
لوبادير"« :صورة من صور التدخل من جانب السلطات النظام العام في المجتمع».
تعري ف عم ار عواب دي« :ك ل األعم ال واإلج راءات اإلداري ة ،تتمخض عن ف رض قي ود على حري ات األف راد
والقواعد التي تقوم بها السلطة اإلدارية المختصة على األفراد بهدف المحافظة على النظام العام».
هن اك من عرف ه على أس اس االهتم ام بأس اليبه لتنظم به ا نش اطهم وتح دد مجاالت ه ولتقي د حري اتهم في ح دود
وصور نشاطه وأغراضه .مثال "جورج فيدل"« :مجم وع الق انون بقص د حماي ة النظ ام الع ام ووقاي ة المجتم ع ض د ك ل م ا
ص نوف النش اط ال تي يك ون موض وعها إص دار قواع د يهدده».
تب نى محم د عص فور ال رأي ال ذي يع رق الض بط عامة أوتدابير فردية إلقرار النظام العام».
هن اك من عرف ه على أس اس عالق ة الض بط اإلداري على أنه ذو طبيعة سياسية قائال« :الذي أراه أن سلطة
اإلداري بالحري ات العام ة وأن ه يمث ل قي د على نش اط الضبط كالنظام العام نفسه سلطة ال تتجرد من الط ابع السياسي،
األف راد .مث ال "ج ون ريف يرو"« :ه و مجموع ة القي ود ذلك أنه إذا كان النظام العام في حقيقته وجوهره قكرة سياسية
المفروض ة على النش اط الف ردي بغ رض المحافظ ة على واجتماعي ة ،فمن الط بيغي أن ي زداد ترك يزه في الحماي ة على
كل ما يتصل بالسلطة السياسية وأهدافها .وإ ذا كان النظام العام األمن والنظام في المجتمع».
هن اك من ع رف الض بط اإلداري على أس اس يبدو في ظاهره األمن قي الشوارع فإنه في حقيقته األمن الذي
أنه وظيفة سلطة سياسية .مثال "باسكو"« :سلطة سياسية تش عر ب ه س لطة الحكم .وح تى األمن في الش وارع ليس س وى
له ا ح ق الرقاب ة وال دفاع عن كي ان الدول ة ،وتمل ك ه ذه زجخا من وجوه األم السياسي الذي ينشده الحكام».
الس لطة في س بيل تحقي ق غايته ا الح ق في إجب ار األف راد
على احترام نظام الدولة ولو بالقوة».
تعريف الضبط اإلداري استنادا للمعيار الموضوعي تعريف الضبط اإلداري استنادا للمعيار العضوي
مجم وع األجه زة والهيئ ات ال تي تت ولى القي ام بالتص رفات مجموعة اإلجراءات والتدابير التي تقوم بها الهيئات العامة
واإلج راءات ال تي ته دف إلى المحافظ ة على النظ ام الع ام ،حفاظا على النظام العام ،أوالنشاطات التي تقوم بها السلطات
العامة من أجل المحافظة على النظام العام. ومجموع األشخاص العاملين المكلفين بتنفيذ هذه األنظمة.
مثال :جهاز االمن. مثال :جهاز الشرطة.
مالحظة
ليس كل سلطة ضابطة بالمعنى العضوي تتمتع بسلطة ضابطة بالمعنى الموضوعي.
كل سلطة ضابطة بالمعنى الموضوعي تتمتع بسلطة ضابطة بالمعنى العضوي.
اعتماد وظيفة الضبط اإلداري على امتيازات السلطة العام%%ة :يمنح الق++انون لس++لطات الض++بط اإلداري الح++ق في
استخدام وسائل القوة لتنفيذ التدابير والقرارات الالزمة لحفظ النظام وإجبار المحكومين على احترام نظم الدولة.
خض%%وع الض%%بط اإلداري لس%%يادة الق%%انون (مب%%دأ المش%%روعية) :يس++تمد الض++بط اإلداري س++لطاته من الدس++تور
والقانون .أي تمارس سلطات الضبط اإلداري في حدود القانون وبمقتضاه؛ وبالتالي يخضع لرقابة القضاء.
الضبط اإلداري وظيفة ضرورية للمجتمع :تتخذ سلطات الض++بط الت++دابير الالزم++ة والض++رورية لحماي++ة النظ++ام
العام .لكن حتى ال ينحرف الضبط عن وظيفته األساسية يجب:
تفسير امتيازات الضبط اإلداري تفسيرا ضيقا احتراما للحريات.
عدم المساس بالخحريات العامة +إال في حدود حماية النظام العام.
يوجد تكامل بين الض++بط التش++ريعي والض++بط اإلداري ،بحيث يعم++ل الض++بط
اإلداري داخل إطار الضبط التشريعي .
المطلب الثاني :التمييز بين الضبط اإلداري والضبط القضائي
من حيث قواعد من حيث الغاية والنطاق من حيث النظام القانوني الذي يحكم من حيث الجهة
سيتم التركيز على أهم معيارين هما :المعيار العضوي والمعيار الموضوعي.
الحـــل
إذا كانت الغاية من الضبط وقاية وحفظ النظام إذا ك+انت الغاي+ة قم+ع الج+رائم بالكش+ف عنه+ا والتحقي+ق فيه+ا
العام ،كان الضبط إداريا. وجم++ع األدل++ة وتمكين العدال++ة من المج++رم م++رتكب الفع++ل
االستثناء :قد تتوفر بعض تدابير الضبط اإلداري اإلجرامي ،كان الضبط قضائيا.
على الخاصية العقابية عند اللجوء إلى استعمال يك+++ون الحق+++ا على وق+++وع اإلخالل بالنظ+++ام الع+++ام والنظ+++ام
القوة لتدابير التنفيذ الجبري. القانوني في الدولة.
مثال :سحب الرخصة ،غلق المحل ،طرد لكن ليس ل++++ه دور عق++++ابي وال ردعي ،فه++++ذا األخ++++ير من
األجتبي. اختصاص قاضي المرضوع.
نتيجة :ال تظهر الحاج++ة إلى الض++بط القض++ائي إال بع++د فش++ل
الضبط اإلداري في منع وقوع الجريمة.
الهيئة ال تي تم ارس وظيف ة تتمث ل س لطات الض بط اإلداري الع ام في :قد تكون سلطات الضبط اإلداري الع ام هي
رئيس الجمهوري ة ،ال وزراء ،ال والة ،نفسها التي منحها المشرع بموجب ق انون
الضبط اإلداري
اص انون االختص اص (وليس ق خ رؤساء الدوائر.
والص الحيات الع ام) س لطات الض بط
اإلداري الخاص.
مث ال :منح المش رع س لطة ض بط الص يد
لل والي ب دل رئيس البلدية ،بم وجب الق انون
رقم .07-04
يعت بر رئيس البلدي ة س لطة ض بط إداري
خ اص في مج ال التعم ير بم وجب الق انون
رقم 04-11المح دد للقواع د المنظم ة
للترقية العقارية.
هيئ ة خاص ة ليس له ا س لطة ض بط إداري
عام.
مث ال :ش رطة إداري ة خاص ة مث ل ش رطة
العمران.
الحالة الثانية :إذا كنا بصدد الهيئة ذاتها (هيئة واحدة تملك اختصاصا مزدوجا
مختلفة خاصة،
العام. جراءات
الخاص يقيد بتدابير وإ
قاعدة يمارس تطبيق
عاما وخاصا) :في هذه الحالة يتم التدابير المتخذة
عن تل ك ال تي يم ارس بموجبه ا الض بط
اإلداري العام.
مث ال :ال يمكن منح ت راخيص في مج ال
إنش اء المؤسس ات المص نفة من ط رف
ال وزير أوال والي ،حس ب الحال ة ،إال بع د
القي ام بدراس ة الت أثير على البيئ ة أوم وجز
الت أثير على البيئ ة ودراس ة خط ر وتحقي ق
عم ومي ،طبق ا للم ادة 5من المرس وم
التنفيذي رقم .198-06
يك ون اله دف من الض بط اإلداري الخ اص الحفاظ على النظام العام بكل عناصره. الهدف المحدد
انون على محتلف ا كلي ا أو جزئيا عن ه دف الض بط رد النص في الق (ي
االختصاص ات الض بطية بص فة عام ة اإلداري الع ام (األه داف التقليدي ة) .وذل ك
على النحو التالي: أوعلى سبيل المثال دون الحصر)
المستهلك.
يت ولى تنظيم نش اط معين ومح دد على يت ولى تنظيم أنش طة مختلف ة ومتنوع ة الموضوع
س بيل الحص ر بم وجب ق انون خ اص لمجموع األفراد في القانون نفسه.
بذلك النشاط فقط. تتس م األحكامالتش ريعية ال تي تخ ول هيئ ات
مث ال :الق انون رقم 15-08المح دد الض بط اإلداري الع ام الس لطات
لقواع د مطابق ة البناي ات وإ تم ام والص الحيات الض بطية بالعمومي ة
إنجازها. والتجري د (ت رد تل ك الص الحيات على
تتض من الق وانين ال تي تتعل ق بالض بط سبيل المثال).
اإلداري الخاص أحكاما تشريعية دقيقة
ومحددة ومفصلة.
استنتاج :مج%%ال (مواض%%يع وأه%%داف) الض+بط اإلداري الخ+اص (من حيث الكم)
أوسع من مجال الضبط اإلداري العام وال يمكن حصره.
نطاق الضبط اإلداري الخاص يكون أضيق من نطاق الضبط اإلداري العام.
يت ولى تنظيم أنش طة مختلف ة ومتنوع ة يخص طائف ة معين ة ،كاألطب اء ،الص يادلة، األشخاص
األجانب. لمجموع األفراد في القانون نفسه.
مث ال :الق انون رقم 11-08المتعل ق
لش روط دخ ول األج انب للجزائ ر وإ ق امتهم
بها وتنقلهم فيها.
يعت بر النظ ام الع ام من أه داف نش اط الض بط اإلداري ،و يش كل في ال وقت نفس ه قي د وض ابطا على
سلطات الضبط اإلداري ،إذ يحدد اإلطار الذي يجب أن تتوقف عن ده ه ذه الس لطات في تقيي دها وتنظيمه ا
للحريات والنشاطات الفردية والعامة ،وال يجوز لها أن تتجاوزه أو الخروج عن حدوده.
لكن تط ور النظ ام الع ام بتط ور نش اط الدول ة ،فخ رج ب ذلك من ط ابع االس تثناء (المفه وم الس لبي)
المقي د للحري ة الفردي ة من خالل من ع الفوض ى واالض طراب ،أين ك ان النظ ام الع ام يش مل الج انب الم ادي
الملموس الذي يعتبر حالة واقعية مناهضة للفوضى .أي خرج من الحيز التقليدي الذي كان قاصرا على
العناص ر التقليدي ة للنظ ام الع ام (األمن الع ام ،الس كينة العام ة ،الص حة العام ة) ،إلى نظ ام متس ع يش مل
ويس تغرق جمي ع المي ادين والمج االت ال تي تش مل حري ات و نش اط األف راد وال تي تش كل العناص ر الحديث ة
للنظ ام الع ام واأله داف الحديث ة للض بط اإلداري .أي توس ع مج ال ت دخل س لطات الض بط اإلداري ليش مل
عناصر ومجاالت جديدة وبالتالي تحقيق أهداف جديدة.
اقتصر تعريف النظام العام على تحديد عناصره دون تعريفه ،سواء من طرف المشرع أوالقضاء.
وبهذا الصدد نجد أن مفهوم النظام العام قد تطور عبر مرحلتين ،حسب االجتهادات القضائية الفرنسية،
على النحو التالي:
تم إخ راج المس ائل المتعلق ة ب اآلداب العام ة واألخالق من وذل ك انطالق ا من ق رار مجلس الدول ة الفرنس ي الص ادر في
نط اق النظ ام الع ام .بحيث ألغى القض اء الفرنس ي إج راءات قض ية ش ركة أفالم لوتيس يا الص ادر بت اريخ 8ديس مبر
الض بط ال تي ك انت حجته ا المحافظ ة على اآلداب العام ة .1959أين تط ور مفه وم النظ ام الع ام بتط ور الوظيف ة
اإلدارية للدولة. وأدت إلى المساس بالحقوق والحريات.
النظام العام مفهوم متطور :زمانيا ومكانيا .يقوم على فكرة النسبية. -
ليس من ص نع المش رع وح ده :ال يقتص ر على مجم وع الق وانين ال تي تتعل ق مباش رة بمص الح -
الجماع ة ،ب ل يتجس د أيض ا في مب ادئ عام ة تهيمن على حي اة الجماع ة ول و لم تتض منها نص وص
قانونية ،على الخصوص المبادئ الخلقية.
ع ام :يتص ف بالعمومي ة والتجري د ،إذ يس تهدف الض بط اإلداري المحافظ ة على النظ ام الع ام اتج اه -
األف راد بص فاتهم .ف إذا قص د بالت دبير الض بطي ف ردا معين ا بذات ه دون بقي ة األف راد ال ذين تتماث ل
مراكزهم القانونية معه اعتبر ذلك التدبير الضبطي مخالفا للقانون.
النظام العام مجموعة من القواعد اآلمرة :يهدف النظام العام إلى تحقيق الحد األدنى الذي ال يمكن -
االستغناء عنه من القواعد .لذلك ال يستطيع األفراد استبعاد هذه القواعد أوتغييرها أواالتفاق على
مخالفتها وإ ال تعرض كيان المجتمع لالنهيار.
يزيد وينقص الحد األدنى المذكور أعاله بحسب االتجاه الفلسفي السائد في الدولة.
النظ ام الع ام يخض ع إلى التفس ير القض ائي :تك ون للقاض ي الس لطة التقديري ة في تحدي د مض مون -
النظام العام عند نظر المنازعات المعروضة أمامه.
المبحث الثاني :األهداف التقليدية للضبط اإلداري (العناصر التقليدية/المادية للنظام العام)
تتمث ل األه داف التقليدي ة للض بط اإلداري في العناص ر المادي ة التقليدي ة للنظ ام الع ام ،وتش مل األمن
توف ير األم ان والحماي ة اتخ اذ اإلج راءات والت دابير وقاي ة (حماي ة) األف راد من المفهوم
واطمئن ان األف راد على الوقائي ة الكفيل ة بالمحافظ ة على األخطار التي تهدد صحتهم من
أنفس هم ،أم والهم وممتلك اتهم اله دوء ومن ع الضوض اء داخ ل جميع أنواع األمراض واألوبئة
المناطق السكنية وفي الطرقات وكل مصادر العدوى والتلوث،
وأعراض هم من خط ر أي
واألم اكن العام ة ،ليال ونه ارا ،واالحتي اط من ك ل م ا ق د يك ون
اعتداء يمكن أن يقع عليهم ،
ومن ع إقالق راح ة األف راد س ببا أو يحتمل أن يك ون س ببا
مهم ا ك ان مص در ه ذه
بإزالة أسباب اإلزعاج بالقضاء للمساس بالصحة العامة.
االعتداءات واألخطار:
على جمي ع مص ادر اإلزع اج
اإلنسان :مثل المظ اهرات ،والضوض اء ال تي تتج اوز
المض ايقات العادي ة لحي اة السرقة..
الطبيع ة :مثل ال زالزل ،الجماعة( .ق د يك ون الفع ل في
ح د ذات ه مباح ا ،لكن عن دما الفيضانات ،الحرائق..
يتجاوز هذا الفعل الحد المألوف الحيوانات.
وي ؤدي إلى إزع اج زإ قالق األشياء :مثل انهيار مباني
األفراد تتدخل اإلدارة مستخدمة على المارة ،األسلحة،
سلطاتها الضبطية).
السيارة ،المواد الخطرة.
راد من ين األف تحص تنظيم الم رور لمن ع ح وادثمن ع اس تعمال مك برات الص وت
األمراض المعدية. أو تنظيم اس تعمالها مثال في التصادم. أمثلة على التدابير
المحافظ ة على س المة األسواق. ف رض ت راخيص حم ل واإلجراءات الضبطية
مياه الشرب. من ع األنش طة المزعج ة ق رب السالح.
إع داد المج اري وتنظيم التجمعات السكية. القض اء على الحيوان ات
الصرف الصحي. المسعورة والمفترسة.
اتخ اذ الت دابير الالزم ة
لض مان س المة الم واد
الغذائية.
انون ادة 94من ق الم ذي رقم الم ادة 94من ق انون البلدي ة المرس وم التنفي أمثلة على القوانين
البلدية. و 114من قانون الوالية. 223-03المتض من تنظيم
الم ادة 15من الق انون رقم وم رقم -91 طبق ا للمرس المراقب ة التقني ة للس يارات
10-03المتعل ق بحماي ة 267يض بط رئيس البلدي ة وكيفيات ممارستها.
البيئ ة في إط ار التنمي ة س اعات فتح ه ذه المحالت األم ر رقم 03-06ال ذي
المستدامة وإ غالقها (أسواق ،معارض، يح دد ش روط وقواع د
تجمعات)... ممارس ة الش عائر الديني ة
لغير المسلمين.
المبحث الثالث :األهداف الحديثة للضبط اإلداري (العناصر الحديثة للنظام العام):
يحتل ف المفه وم الح ديث للنظ ام الع ام عن المفه وم التقلي دي ،و يرتب ط موض وع ه ذا االختالف في
استيعاب الكثير من المفاهيم التي لم يكن يتصور سابقا أنها تؤدي إلى اإلخالل به.
فلم تعد تتوقف عند حد حماية وكفالة الحياة المادية لألفراد ،بل أيضا حماية الحياة المعنوية واألخالقية.
كما توسع نشاط الضبط اإلداري ليشمل الجانب الجمالي الذي أصبح مطلبا عالميا ،تحت تأثير المنظمات
والجمعيات المدافعة عن البيئة والطبيعة.
وقد كان للقضاء اإلداري الفرنسي خاصة دور هام في توسيع أهداف الضبط اإلداري ليعترف بحق هيئات
الض بط اإلداري في الت دخل لحماي ة اآلداب العام ة واألخالق العام ة والحف اظ على جم ال ورون ق األم اكن
العمومية وحماية النظام االقتصادي.
س يتم التط رق من خالل ه ذا المبحث إلى بعض ه ذه العناص ر الحديث ة للنظ ام الع ام أوم ا يع رف
باألهداف الحديثة للضبط اإلداري.
المطلب األول :الحفاظ على اآلداب واألخالق العامة (النظام العام األدبي والخلقي)
يرتب ط مفه وم األخالق واآلداب العام ة بالفض يلة ومجم وع الس لوكيات اإليجابي ة ال تي تعكس خ روج
اإلنس ان عن طابع ه الحي واني إلى الط ابع اإلنس اني من خالل الس لوكيات ال تي تتض من في أدائه ا ع دم
اإلضرار باآلخرين وكذا عدم اإلخالل بالقواعد الدينية واالجتماعية السائدة في المجتمع.
يتبين من خالل ذلك أن للنظام العام الخلقي أبعادا أساسها ديني ومعتقدات وأحاسيس حسب كل مجتمع ،فما
هو مباح في دولة قد ال يكون مباحا في دولة أخرى.
أك د الفق ه على ض رورة ت دخل الس لطات اإلداري ة الض بطية للحماي ة من ك ل م ا يمس ب اآلداب
واألخالق العامة ،والذي من شأنه أن يعكر النظام العام المادي للمجتمع .وكان من بين هؤالء الفقهاء الفقي ه
"موريس هوريو".
ق ال م وريس هوري ة...« :عالوة على النظ ام الم ادي ال ذي يع ني ع دم وج ود الفوض ى ،يوج د النظ ام الخلقي ال ذي
يرمي إلى المحافظة على ما يسود من معتقدات وأحاسيس وأفكار .فإذا كان االضطراب في النظام الخلقي قد بلغ درجة
من الخط ورة ته دد كي ان النظ ام الع ام الم ادي ،بس توجب ت دخل الس لطات اإلداري ة الض بطية لوض ع ح د ل ذلك
االضطراب»...
لكن ظلت العدي د من التش ريعات ،من بينه ا التش ريع الفرنس ي ،متحفظ ة في ه ذا المج ال ،مس تبعدة
فكرة األخالق من مضمون النظام العام ومن ثم من نطاق تدخل سلطات الضبط اإلداري .وتبنى القضاء
اإلداري الموق ف نفس ه ،إلى أن تراج ع عن ه ووس ع مفه وم النظ ام الع ام ليش مل الج انب األدبي (اآلداب
واألخالق العامة) ،وكان ذلك ابتداء من قراره الص ادر بت اريخ 18ديسمبر 1959في قض ية شركة أفالم
لوتيسيا ( )Lutitiaوالنقابة الفرنسية للمنتجين ومستثمري األفالم.
وقائع القضية :أص در رئيس بلدي ة نيس –مدين ة ب الجنوب الفرنس ي -ق رار إداري ا ض بطيا يقض ي بمن ع ع رض ثالث ة
أفالم تحصلت على ترخيص قانوني من طرف الوزير المختص بعد موافقة لجنة المراقبة على األفالم السينمائية المنظم
بموجب قانون .1945
أص در رئيس البلدي ة ق رار المن ع ه ذا تحت ت أثير ق وى الض غط االجتم اعي في المدين ة ،وبالتحدي د جمعي ة أولي اء
التالمي ذ ،ال ذين ه ددوا بالقي ام بمظ اهرات في المدين ة لمن ع ع رض ه ذه األفالم ال تي ته دد تربي ة وأخالق وآداب التالمي ذ
الصغار ،حسب رأبهم.
رفعت الش ركة الفرنس ية إلنت اج واس تثمار األفالم دع وى أم ام مجلس الدول ة الفرنس ي مطالب ة بإلغ اء ق رار رئيس
البلدية والتعويض عن األضرار المترتبة عن عدم عرض هذه األفالم.
أصدر مجلس الدولة الفرنسي قرار رفض بموجبه إلغاء قرار رئيس البلدية.
وشمل البعد الخلقي واآلداب العامة مجاالت عديدة ،منها :السينما ،المسرح ،المطبوعات...فقد أجاز مجلس
الدول ة الفرنس ي به ذا الص دد إج راءات الض بط اإلداري المتعلق ة بـ :من ع ع رض الص حف والمجالت
والمنشورات المثيرة للغرائز في الطرق العامة؛ منع حفالت الرقص في المقاهي ومنع الشباب أقل من 18
سنة من دخول الحانات؛ منع عرض األفالم الخليعة.
لكن ت دخل اآلداب العام ة ض من الض بط اإلداري في ح دود معينة .بحيث ال يتع دى إلى األخالق
المثالية ،بل يتدخل لحماية الحد األدنى من القيم التي إذا لم تصن يترتب عن ذلك اإلخالل بالطابع المادي
للنظام العام.
ل ذا ألغى مجلس الدول ة الفرنس ي ع دة ق رارات إداري ة ض بطية تض منت من ع ع رض بعض األفالم به دف
حماي ة اآلداب واألخالق العام ة ،حيث أك د مجلس الدول ة الفرنس ي في ه ذه الق رارات القض ائية أن الطبيع ة
غير األخالقية للفيلم ال تبرر لوحدها قرار المنع مادام ليس من شأنها أن تهدد النظام العام المادي.
مثال :قرار مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ 19أفريل 1963في قضية شركة أفالم مارصو (.)Marceau
مالحظة - :منح المشرع الجزائري لرئيس البلدية سلطة المحافظة على اآلداب العامة بشكل صريح (بصفتها عنصر
مستقل) بموجب نص المادة 237/1من األمر رقم 24-67المؤرخ في 18يناير 1967المتضمت القانون البلدي.
تراجع المشرع الجزائري عن موقفه هذا في تعديل قانون البلدية بموجب القانون رقم 08-90المؤرخ في 7 -
أبريل 1990يتعلق بالبلدية .واستقر على الموقف نفسه في ظل القانون رقم 10-11المؤرخ في 22يونيو
2011يتعلق بالبلدية.
وطبقا لهذا التحول في موقف المشرع الجزائري فإن اآلداب واألخالق العامة التي تتكفل سلطات
الض بط اإلداري بحمايته ا هي تل ك اآلداب العام ة ذات المظه ر الخ ارجي ال تي يجب أن يتحلى به ا الف رد
اتج اه الجماع ة وال تي ي ؤدي اإلخالل به ا ،س واء بالفع ل أوالكلم ة أوالص ورة ،إلى إلح اق الض رر بالط ابع
المادي للنظام العام؛ وال دخل لسلطات الضبط اإلداري في أخالق الشخص اتجاه نفسه.
مث ال :إذا ك ان من ح ق الف رد الخ روج إلى اإللح اد ،فإن ه ليس من حق ه في الدول ة المس لمة ال دعوة إلى
اإللحاد.
وال يش كل حماي ة اآلداب واألخالق العام ة التزام ا يق ع على ع اتق س لطات الضبط اإلداري العامة فق ط ،ب ل
حتى سلطات الضبط اإلداري الخاصة.
اختلف الفقهاء في تعريف جمال الرونق والرواء .فمنهم من يعتبره« :النظام الذي يهدف إلى حماية
جمال الرونق والرواء للبيئة حفاظا على السكينة النفسية لألفراد المقيمين في هذه البيئة».
االقتصار على هذه الغية فقط ( السكينة النفسية) قد يطعن في الطابع المادي لهذا العنصر.
ل ذا هن اك من ع رف جم ال الرون ق وال رواء بأن ه« :المظه ر الف ني والجم الي للش ارع ال ذي يس تمتع الم ارة
برؤيته».
فيتسم جمال الرونق والرواء حسب هذا التعريف بالمظهر المادي ،ويظهر هذا المظهر المادي في العناصر
التالية:
مادية ما يقع عليه الضرر ،وهو المنظر الجمالي. -
مادية المسبب أوالمسببات التي تمس المنظر الجمالي للبيئة المحيطة .أي كل ما من شأنه أن يشوه -
جمال ورونق المنظر والتي تكون ممارسات مادية .مثال :وضع ملصقات على الجدران بشكل عشوائي.
مادية األثر الناتج ،والتي تكون نتيجة مرئية ملموسة بصرية مادية. -
تم االع تراف بجم ال الرون ق وال رواء كعنص ر للنظ ام الع ام ،بم ا يخ ول لس لطات الض بط اإلداري
التدخل ،تدريجيا عبر مرحلتين:
إض افة :هن اك من يش ترط وج ود "ط ابع خط ورة خ اص" من ش أنه إث ارة "اض طراب خ ارجي" إلعم ال
عنصر "جمال الرواء والرونق" ،تجنبا للتعسف في استعمال السلطة اإلدارية الضابطة.
اعتبر المشرع الجزائري "جمال الرونق والرواء" عنصرا من عناصر النظام العام ،تتكفل سلطات
الض بط اإلداري بحمايت ه وص يانته ،س واء عن طري ق س لطات الض بط اإلداري الع ام أو هيئ ات الض بط
اإلداري الخاص ،مثل شرطة الغابات ،شرطة الشواطئ ...
مثال :المادتان 08و 10من القانون رقم 04-11المنظم لنشاط الترقية العقارية.
تم حاليا حصر العناصر التي تدخل في جمال المدينة وروائها فيما يلي:
أوال -ت رميم المب اني القديم ة :يقص د به ا المب اني التراثي ة واألثري ة مث ل المس اجد ،القالع ،األس واق،
الحمامات ،القصور القديمة ،الساحات العمومية.
أمثلة على قوانين متضمنة النص على مثل هذه التدابير واإلجراءات:
القانون رقم 04-98المؤرخ في 1998-06-15المتعلق بحماية التراث الثقافي. -
القانون رقم 02-01المؤرخ في 2001-12-12المتعلق بتهيئة اإلقليم والتنمية المستدامة. -
ثانيا -بناء وتشييد العمارات :يس مى الضبط اإلداري في مج ال العم ران بغي ة حف ظ النظ ام الع ام العم راني
من خالل تقيي د ح ق الملكي ة الخاص ة في تش ييد بناي ة ب احترام الش روط والتنظيم ات الخاص ة ب العمران .ل ذا
أص در المش رع مجموع ة من التش ريعات لتنظيم وض بط موض وعات البن اء والعم ران ،بحيث أص بح بن اء
المدن يتميز بطابع خاص يضفي عليها جماال متناسقا.
ثالث ا -المحافظ ة على نظاف ة البيئ ة :ت دخل ض من س لطات الض بط اإلداري المحافظ ة على نظاف ة البيئ ة
ص ونا لجم ال الرون ق وال رواء .وفي ه ذا اإلط ار خ ول المش رع الجزائ ري ل رئيس البلدي ة س لطة الض بط
اإلداري في مج ال المحافظ ة على نظاف ة البيئ ة بم وجب الم ادة 94من الق انون رقم 10-11المتعل ق
بالبلدية.
إض افة إلى نص وص خاص ة ،مث ال :الق انون رقم 19-01الم ؤرخ في 2001-12-12المتعل ق بتس يير
النفايات ومراقبتها وإ زالتها.
رابعا -تنظيم لوحات الدعاية واإلعالن :يقصد بها كافة أنواع اللوحات العادية واإلشهارية أوأعمدة اإلنارة
(أعم دة الدعاي ة المن ارة مث ل المتواج دة بم دخل الص يدليات) ال تي توج د على األرص فة وعلى المحالت
التجارية وأسطح العمارات.
فيجب أن تعكس هذه اللوحات الوجه الجمالي والحضاري للمدينة ،ويشترط فيها أال تتعارض مع األعراف
والتقاليد واألخالق والعادات وأن تراعى مقتضيات األمن والسالمة وعدم تشويه المناظر الطبيعية واآلثار.
خامسا -تشجير المدينة وتزيينها واالهتمام بحدائقها :تم إل زام ك ل مش روع بن اء في المدين ة بالحف اظ على
المن اطق الخض راء وإ لزامي ة وض ع مس احات خض راء .مث ال :الق انون رقم 06-07المتعل ق بتس يير
المساحات الخضراء وحمايتها وتثمينها.
ويتضمن هذا التدبير أو اإلجراء :تشجير المدينة؛ تزيين تقاطعات الطرق؛ االهتمام بفتح أكبر عدد ممكن
من الحدائق.
تحت ض غط الظ روف االقتص ادية واالجتماعي ة أص بحت الدول ة تت ولى تنظيم العدي د من الج وانب
االقتص ادية ،فظه رت فك رة النظ ام الع ام االقتص ادي وال ذي يق وم على فك رة تقيي د األنش طة االقتص ادية
الفردي ة ،ت دابير األس عار ،ت دابير االقتص اد الخ اص باألزم ات ،ت دابير التم وين ب المواد والمنتج ات ومن ع
احتكاره ا وتنظيم عملي ات التص دير واالس تيراد ،ت دابير حماي ة بعض المراف ق االقتص ادية ،حماي ة
األموال(تنظيم التعامل بأوراق النقد والبورصة ومكافحة التضخم) وتوفير المواد الغذائية الضرورية.
يتبين لنا من خالل كل ما سبق أن النظام العام االقتصادي يستغرق وجهين:
األول حمائي :يهدف إلى حماية األطراف الضعيفة وبالخصوص المستهلك في العالقة التعاقدية. -
مثال - :تش كل قواع د ق انون العم ل والض مان االجتم اعي نظاما عام ا اجتماعي ا يه دف إلى حماي ة مص لحة
العامل باعتباره طرفا ضعيفا في العالقة التعاقدية في مواجهة رب العمل.
-حماية القدرة الشرائية للمواطن والتدخل للحد من البطالة وحماية األسعار والتموين الدائم بالسلع
االستهالكية .فإن تأثرت هذه المسائل ستنعكس سلبا على النظام العام.
-الث اني ت وجيهي :ي برز توج ه الدول ة االقتص ادي من خالل سياس ة األس عار وق انون المنافس ة .فمثال
ال تراخيص ال تي تمنحه ا اإلدارة لممارس ة نش اط معين والش روط ال تي تفرض ها بمناس بة ممارس ة أنش طة
محددة ليست فقط لمراقبة النشاط وإ نما لتوجيه االستثمارات نحو مجاالت معينة تساهم في تحقيق رفاهية
األفراد ،وبالتالي القضاء على أي نوع من أنواع االضطرابات .
لكن ال يجوز لسلطات الضبط اإلداري التدخل إال في حالة وجود تهديد بالنظام العام في إطار هذه المسائل
(إضرار باالستقرار االقتصادي) وبموجب نصوص تشريعية خاصة.
مث ال :يمكن لس لطات الض بط اإلداري أن تتخ ذ ت دابير لمن ع نقص الم واد التمويني ة ،لمن ع المض اربة ورف ع
األسعار بشكل وهمي.
أمثلة على قرارات ضبطية تنظيمية في المجال االقتصادي:
المرس وم التنفي ذي رقم 402-07الم ؤرخ في 2007-12-25ال ذي يح دد أس عار س ميد القمح الص لب عن د -
اإلنتاج وفي مختلف مراحل التوزيع.
المرس وم التنفي ذي رقم 14-05الم ؤرخ في 2005-01-09ال ذي يح دد كيفي ات تس عير الم اء المس تعمل في -
الفالحة وكذا التعريفات المتعلقة به.
تتكفل بالعمليات الضبطية هيئات ضبطية خولها المشرع سلطة اتخاذ التدابير الضبطية في مجاالت
اقتصادية محددة ،مثل األجهزة اإلدارية والموظفين الذين يقومون بمراقبة المحالت وأماكن التصنيع لضبط
الخلل في معايير السالمة والجودة وضبط المخالفة وفق محضر(هيئات ضبط إداري خاصة) ،طبقا لنص
المادة 31من القانون رقم 03-09المؤرخ في 2009-02-25المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش.
مالحظة :توجد عناصر حديثة أخرى للنظام العام ،وتتوسع وتزيد هذه العناصر كلما زاد تدخل تنظيم الدولة في مجاالت
مستحدثة .مثال النظام العام البيئي.
يقصد بهيئات الضبط اإلداري تلك الهيئات المخولة قانونا استخدام وسائل وأساليب الضبط اإلداري.
ينعكس التصنيف الذي أوردناه سابقا للضبط اإلداري ،إلى ضبط إداري عام وضبط إداري خاص ،ضبط
إداري وطني وآخر محلي ،ينعكس على تصنيف سلطات الضبط اإلداري .لذا هناك سلطات ضبط إداري
عام وسلطات ضبط إداري خاص؛ سلطات ضبط إداري مركزية وأخرى محلية.
لكن سنكتفي من خالل هذا المبحث باإلشارة إلى سلطات الضبط اإلداري العام في النظام القانوني
الجزائ ري دون س لطات الض بط اإلداري الخ اص؛ وال تي س نقوم بتقس يمها إلى هيئ ات ض بط إداري ع ام
مركزية (وطنية) وهيئات ضبط إداري عام محلية.
المطلب األول :هيئات الضبط اإلداري العام على المستوى المركزي (الوطني)
تتمثل هيئات الضبط اإلداري العام على المستوى المركزي في كل من :رئيس الجمهورية ،الوزير
األول أورئيس الحكومة حسب الحالة ،الوزراء.
الفرع األول :رئيس الجمهورية كسلطة ضبط إداري:
اع ترف الدس تور الجزائ ري ض منيا ل رئيس الجمهوري ة بص الحيات الض بط اإلداري –في الح االت
العادية-؛ وذلك من خالل منح المؤسس الدستوري لرئيس الجمهورية صالحية المحافظة على كيان الدولة
وأمنها وسالمتها كما يلي:
نص الم ادة 90من التع ديل الدس توري لس نة 2020ال تي تض منت نص اليمين الدس تورية ال تي
يؤديها رئيس الجمهورية...«:أسهر على استمرارية الدولة وأعمل على ...وأحافظ على سالمة ووحدة ال تراب الوط ني
باعتباره حامي الدستور والقائد األعلى للقوات المسلحة والمسؤول عن الدفاع الوطني.
بموجب العرف الدستوري الذي يفرض أن يمارس رئيس الجمهورية سلطة الضبط اإلداري العام
باسم الدولة ،باعتباره حامي الدستور والقائد األعلى للقوات المسلحة والمسؤول عن الدفاع الوطني.
يم ارس رئيس الجمهوري ة الس لطة التنظيمي ة ،وذل ك طبق ا لنص الم ادة 141/1من تع ديل دس تور
.2020
تنص المادة 141/1من تعديل دستور 2020على مايلي« :يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في
المسائل غير المخصصة للقانون».
أم ا في الظ روف االس تثنائية ،فتم تخوي ل وظيف ة الض بط اإلداري ص راحة ل رئيس الجمهوري ة،
بم وجب نص الم واد من 97إلى 101من تع ديل دس تور ،2020التخ اذ بعض اإلج راءات والت دابير
لمواجهة الحاالت التالية ،عن طريق اإلعالن عنها :حالتي الطواريء والحصار ،طبقا لنص المادتين 97
من تعديل دستور 2020؛ الحالة االستثنائية ،طبقا لنص المادة 98من تعديل دستور 2020؛ حالة التعبئة
العام ة ،طبق ا لنص الم ادة 99من تع ديل دس تور 2020؛ حال ة الح رب ،طبق ا لنص الم ادتين 100و101
من تعديل دستور .2020
وي ترتب على اإلعالن عن ه ذه الح االت نت ائج وآث ار هام ة ،من أهمه ا :زي ادة س لطات رئيس
الجمهورية ،توسيع صالحيات سلطات الضبط اإلداري األخرى في مواجهة الحقوق والحريات.
أمثلة على مراسيم رئاسية مارس من خاللها رئيس الجمهورية سلطة الضبط اإلداري:
في الح االت االس تثنائية :المرس وم الرئاس ي رقم 44-92م ؤرخ في 9ف براير 1992يتض من إعالن حال ة -
الطواريء.
في الح االت العادي ة :المرس وم الرئاس ي رقم 228-15الم ؤرخ في 2015-08-22يح دد القواع د العام ة -
المتعلقة بتنظيم النظام الوطني للمراقبة بواسطة الفيديو وسيره.
الفرع الثاني :الوزير األول أورئيس الحكومة –حسب الحالة -كسلطة ضبط إداري
لم تمنح النص وص الدس تورية صراحة لل وزير األول /رئيس الحكوم ة س لطات في مج ال الض بط
اإلداري .لكن يمكن إقراره ا على أس اس الوظيف ة التنظيمي ة التنفيذي ة ال تي يمارس ها بم وجب نص الم ادة
112/3من تع ديل دس تور ،2020باعتب اره المس ؤول عن تنفي ذ الق وانين .ل ذا يعت بر ال وزير األول /رئيس
الحكوم ة من بين سلطات الضبط اإلداري العام بم وجب م ا يتخ ذه من مراس يم تنفيذية تض بط وتح دد كيفي ة
ممارس ة الحري ات العام ة في مختلف المج االت (عب ارة "مختل ف المج االت" تؤك د أنه ا س لطة ض بط إداري
عام) ،شريطة أن تكون تلك المراسيم التنفيذية منسجمة تماما مع القوانين المتعلقة بتلك الحريات وتطبيقا
لها ،ذلك أن السلطة التنظيمية المخولة للوزير األول /رئيس الحكومة مرتبطة بالسلطة التشريعية وليست
منفص لة عنه ا ،بخالف الس لطة التنظيمي ة ل رئيس الجمهوري ة .ل ذلك نطل ق عليه ا بالس لطة التنظيمي ة
التنفيذية.
فيمكن إذا للوزير األول /رئيس الحكومة إصدار جملة من القرارات في شكل مراسيم تنفيذية تتعلق
بج انب معين من ج وانب النظ ام الع ام ،يش مل تطبيقه ا كام ل ال تراب الوط ني ،مث ل تحدي د ش روط ممارس ة
نشاط معين أو تحديد المواصقات المطلوبة في عملية عرض األغذية لالستهالك...
أمثلة عن مراسيم تنفيذية مارس من خاللها الوزير األول سلطة الضبط اإلداري:
المرسوم التنفيذي رقم 69-20المؤرخ في 21مارس ،2020يتعلق بتدابير الوقاية من انتشار وباء فيروس -
كورونا (كوفيد )19 -ومكافحته؛ المرسوم التنفيذي رقم 70-20المؤرخ في 24مارس ،2020يحدد تدابير
تكميلي ة للوقاي ة من انتش ار وب اء ف يروس كورون ا (كوفي د )19 -ومكافحته؛ المرس وم التنفي ذي رقم 239-15
المؤرخ في ،2015-09-06يتعلق بتحديد قواعد حركة المرور عبر الط رق؛ المرسوم التنفيذي رقم 56-01
المؤرخ في ،2001-02-05يتضمن توقيف صيد المرجان.
ال يمكن لل وزير ممارس ة الس لطة التنظيمي ة إال إذا س مح ل ه الق انون ب ذلك ص راحة ،أويمارس ها
بتفويض من الوزير األول /رئيس الحكومة لكن في مجال اختصاصه.
وفي هذه الحالة يتمتع الوزير بسلطة ضبط إداري خاص (ألنه يمارسها بموجب نص قانوني خاص وفي
مجال معين كما سبق توضيحه أعاله) في مجاالت وميادين محددة ،مثل السينما ،الصيد ،الصحة ،...على
النحو التالي:
بتضمين القانون إحالة مباشرة للوزير التخاذ قرارات تنظيمية تنفيذية لذلك القانون؛ أو -
بم وجب إحال ة من مرس وم تنفي ذي ،حيث يحي ل ال وزير األول /رئيس الحكوم ة مس ألة التفص يل في -
كيفيات تنفيذ المرسوم التنفيذي لقرارات وزارية أوقرارات وزارية مشتركة.
أمثلة:
في مجال حركة المرور ،وطبقا للمرسوم التنفيذي رقم 381-04المعدل والمتمم بم وجب المرسوم التنفيذي -
رقم 239-15الم ؤرخ في ،2015-09-06ص در ق رار وزاري مشترك م ؤرخ في 2007-06-10يح دد
طرق وضع الممهالت.
المرس وم التنفي ذي رقم 258-10الم ؤرخ في 2010-10-21المح دد لص الحيات ال وزير المكل ف بالتهيئ ة -
العمرانية والبيئة ،المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم 437-12المؤرخ في .2012-12-26
المرسوم التنفيذي رقم 453-02المؤرخ في 2002-12-21المحدد لصالحيات وزير التجارة. -
المرسوم التنفيذي رقم 79-05المؤرخ في 2005-02-26المحدد لصالحيات وزير الثقافة. -
القرار المؤرخ في 2جانفي 2020صادر عن وزير المالية يتضمن الموافقة على رخصة ممارسة النشاط على مس توى -
السوق الجزائرية للتأمين المسلمة للسماسرة األجانب في إعادة التأمين.
خول القانون رقم 07-12المتعلق بالوالية للوالي سلطة الضبط اإلداري العام وذلك بموجب نص
المادة .114
فطبق ا له ذا النص ،يجب على ال والي أن يتخ ذ ك ل اإلج راءات ال تي يراه ا ض رورية لص يانة النظ ام
الع ام بص فة وقائي ة على مس توى إقليم الوالي ة .كم ا يمكن ه أن يتخذ جمل ة من الق رارات به دف تنظيم بعض
النش اطات ال تي لم تحض ب التنظيم من ط رف المش رع ،واتخ اذ اإلج راءات الالزم ة لحماي ة المواط نين في
صحتهم كاإلجراءات الهادفة إلى الوقاية من األوبئة بمختلف أشكالها.
ومن أج ل المحافظ ة على النظ ام الع ام يمتل ك ال والي امتي ازات الس لطة العمومي ة ،منه ا إمكاني ة
استعمال القوة المادية إلجبار األفراد على تنفيذ التنظيمات .وبهدف تحقيق ذلك يملك الوالي تسخير قوات
الشرطة والدرك ،طبقا لنص المادة 116من قانون الوالية أعاله.
كم ا يمل ك ال والي س لطة الحل ول مح ل رؤس اء البل ديات عن د إهم الهم القي ام بص الحياتهم في المج ال
الضبطي أو في حالة ما إذا تم تهديد النظام العام في بلديتين أوعدة بلديات متجاورة ،طبقا للمادتين 100و
101من القانون رقم 10-11المتعلق بالبلدية.
ويستند الوالي كذلك في ممارسة سلطاته الضبطية هذه إلى المرسوم رقم 373-83المؤرخ في -08-28
1983المحدد لسلطات الوالي في ميدان األمن والمحافظة على النظام العام.
يعت بر ال والي س لطة ض بط إداري خ اص ،حيث يهتم بتنظيم بعض النش اطات بم وجب نص وص
خاصة.
ونورد في إطار ذلك بعض األمثلة:
-1نص الم ادة 6من المرس وم التنفي ذي رقم 135-07الم ؤرخ في 2007-06-19المح دد لش روط
وكيفيات سير التظاهرات الدينية لغير المسلمين.
-2يملك الوالي تنفيذ عملي ات اإلس عاف في حالة الكوارث بواسطة ضمان اإلي واء ،إيصال المس اعدات،
ضمان األمن وصحة المنكوبين وأموالهم وتسخير كل األشخاص واألموال الضرورية ،طبقا للقانون رقم
20-04المؤرخ في 2004-12-25الذي يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار
التنمية المستدامة.
يملك الوالي سلطة في مجال الضبط البيئي الطبيعي .ويهدف الضبط اإلداري الخاص بالبيئة إلى -3
الح د من التل وث والمحافظ ة على أن واع معين ة من الكائن ات المه ددة ب االنقراض ،وحماي ة ال ثروة الغابي ة
والسمكية والتنوع البيولوجي من ماء ،هواء وتربة .لذا تم إسناد هذه الحماية للسلطات المحلية باعتبارها
قريبة من حاالت التلوث ومختلف األضرار البيئية .وكمثال على سلطات الوالي في هذا المجال نذكر ما
يلي:
سلطة المحافظة على المياه: -
نص المادة 3من القانون رقم 12-05المؤرخ في 2005-08-04المتعلق بالمياه.
لل والي المختص إقليمي ا ص الحيات الت دخل ومن ع االس تحمام بس بب ح دوث تل وث عن دما ال
تستجيب نوعية مياه االستحمام إلى الثابتات الجرثومية والبيولوجية والفيزيائية والكيميائية ،طبقا للمرسوم
التنفيذي رقم 164-93المؤرخ في 1993-07-10الذي يحدد النوعية المطلوبة لمياه االستحمام.
يلزم لرمي اإلفرازات غير السامة في المياه الحصول على ترخيص من الوالي المختص إقليميا،
طبق ا لنص الم ادة 3من المرس وم رقم 88-10الم ؤرخ في 2010-03-10ال ذي يح دد ش روط وكيفي ات
منح ترخيص رمي اإلفرازات غير السامة في األمالك العمومية للماء.
إلزامي ة الحص ول على ت رخيص من ال والي ،طبق ا للمرس وم التنفي ذي رقم 195-08الم ؤرخ في
2008-07-06المتعلق بشروط التزويد بالماء الموجه لالستهالك البشري بواسطة الصهاريج المتحركة.
الس لطة الض بطية لل والي في مج ال حماي ة اله واء :بم وجب نص الم ادة 9من المرس وم التنفي ذي -
رقم 02-06الم ؤرخ في 2006-01-07ال ذي يض بط القيم القص وى ومس تويات اإلن ذار وأه داف نوعي ة
الهواء في حالة تلوث جوي.
سلطة الوالي في حماية الترب ة والتن وع ال بيولوجي :خاص ة النص وص القانوني ة المتعلق ة بالغاب ات -
والصيد ،منها:
القانون رقم 12-84المتعلق بحماية الثروة الغابية المعدل والمتمم بالقانون رقم 12-91
الم ؤرخ في 1991-12-02المتض من النظ ام الع ام للغاب ات ،ال ذي يقي د نش اط األف راد المفض ي إلى ن زع
األشجار دون رخصة مسبقة من الوزير المكلف بالغابات وذلك بعد أخذ رأي المجموعات المحلية خاصة
الوالي.
المادة 19من المرسوم التنفيذي رقم 44-87المؤرخ في 1987-02-10المتعلق بوقاي ة
األمالك الغابية الوطنية.
أما فيما يتعلق برخص الصيد نذكر المادة 06من المرسوم التنفيذي رقم 227-07المؤرخ في
2007-07-24الذي يحدد إجراءات ممارسة الصيد السياحي وكيفياتها.
سلطة الوالي في منح الرخص الخاصة بالخبازين ،طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 145-01المؤرخ -4
في 2001-06-06المتعلق بشروط ممارسة نشاط الخباز والحلواني وكيفياتها.
مالحظة :تم االستناد في معظم األمثلة على مراسيم تنفيذية مما يؤكد سلطة الضبط اإلداري التي يتمتع
بها الوزير األول /رئيس الحكومة.
يج وز لل والي اتخ اذ كاف ة الت دابير الكفيل ة باس تتباب األمن ،ح تى أن ه يمكن ل ه أن يق وم ب إجراءات
االعتق ال اإلداري ووض ع األش خاص تحت اإلقام ة الجبري ة ،إذا م ا تبين ل ه أن نش اط هذا الش خص الراشد
يشكل خطرا على النظام العام أوعلى السير العادي للمرافق العمومية .في المقابل يجوز لكل ذي مصلحة
الطعن في هذه القرارات أمام السلطة اإلدارية المختصة.
أك د القض اء اإلداري الجزائ ري في العدي د من المناس بات على س لطات ال والي في مج ال الض بط
اإلداري ،من ذلك القرار الصادر بتاريخ 2003-12-16في قضية (ن.ع ).ضد (ك.خ ).ومن معه.
محت وى الق رار...« :وإ ن والي والي ة معس كر ال يمكن ه تجاه ل تقري ر التحقي ق ال ذي س جلت في ه ع دة معارض ات
وإ رضاء مواطن على حساب عدة مواطنين آخرين إذ أن الوالي وبصفته ممثال للدولة طبقا للمادة 92من القانون رقم
09-90المؤرخ في 1990-04-07المتعلق بالوالية فهو مسؤول كذلك من المحافظة على النظام والسالمة والسكينة
العامة طبقا للمادتين 95و 96من القانون رقم »...09-90
الفرع الثاني :رئيس البلدية كسلطة ضبط إداري
يعت بر رئيس المجلس الش عبي البل دي (رئيس البلدي ة) س لطة ضبط إداري ع ام وخ اص على مس توى
البلدية ،باعتب اره ممثال للدولة ،طبق ا لنص وص الم واد من 88إلى 92من الق انون رقم 10-11المتعل ق
بالبلدية.
يتض ح جلي ا من خالل أحك ام الق انون رقم 10-11المتعل ق بالبلدي ة أن ص الحيات رئيس البلدي ة،
باعتب اره ممثال للدولة ،واس عة بحيث تش مل إلى ج انب الس هر على تنفي ذ الق وانين والتنظيم ات على كام ل
تراب البلدية اتخاذ كل التدابير التي من شأنها ضمان أمن وسالمة وصحة المواطن .ويتخذ رئيس البلدية
بصدد ذلك جملة من الصالحيات تم تعداداها في عدة مواد منها 95 ،94 ،90 ،89من القانون رقم -11
.10
وبه دف ض مان المحافظ ة على وحماي ة النظ ام الع ام بك ل مقومات ه ،يمكن ل رئيس المجلس الش عبي
البلدي االستعانة بعناصر شرطة البلدية وقوات الشرطة والدرك الوطني المختصة إقليميا ،طبقا لنص المادة
93من القانون رقم .10-11
مثال عن قوانين خاصة تمنح لرئيس البلدية سلطة ضبط إداري خاص:
القانون رقم 06-07المؤرخ في 2007-05-13المتعلق بتسيير المساحات الخضراء وحمايتها وتثمينها. -
المادة 19/2من القانون رقم 10-03المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة. -
يمل ك رئيس البلدي ة س لطة مراقب ة عملي ة البن اء طبق ا للمرس وم التنفي ذي رقم 55-06الم ؤرخ في -01-30 -
2006المح دد لش روط وكيفي ات تع يين األع وان الم ؤهلين للبحث عن مخالف ات التش ريع والتنظيم في مج ال
التهيئة والتعمير ومعاينتها وكذلك إجراءات المراقبة.
كم ا أك د القاض ي اإلداري الجزائ ري على س لطات رئيس المجلس الش عبي البل دي في مج ال الض بط
اإلداري ،وكمث ال على ذل ك ق رار مجلس الدول ة الص ادر بت اريخ 2003-09-16في قض ية (ر.ع ).ض د
بلدية العلمة ومن معها.
ج اء في حيثي ات القض ية أن...« :حيث أن ه يس تخلص من معطي ات المل ف أن الق رار الم راد إبطال ه ي دخل ض من
ص الحيات رئيس المجلس الش عبي البل دي في إط ار أعم ال الض بط المخول ة ل ه من أج ل المحافظ ة على النظ ام الع ام
واألمن العام والصحة العامة بموجب مداولته»...
ثالثا -في حالة ازدواجية التدخل بين سلطة ضبط إداري مركزية وسلطة ضبط إداري محلية:
من أج ل تف ادي المش اكل ال تي ق د تث ار من الناحي ة العملي ة ،ح دد مجلس الدول ة الفرنس ي كيفي ات
التعايش بين هاتين الهيئتين ،وذلك على النحو التالي:
في حالة التداخل بين هيئ تين ع امتين :يمكن في ه ذه الحال ة لس لطة الض بط اإلداري الع ام المحلي ة -
أن تش دد في إج راء س بق وأن اتخذت ه س لطة ض بط إداري ع ام علي ا .وه ذا م ا أك ده مجلس الدول ة
الفرنس ي في ق راره الصادر بت اريخ ،1902-04-18حيث أصدر ال والي قرار بمن ع القم ار على
مستوى الوالية (المقاطعة) مع إمكانية الحصول على ترخيص من وزير الداخلية ،وأصدر الحقا
رئيس البلدي ة ق رار أش د يتمث ل في من ع القم ار بص فة مطلق ة على ك ل إقليم البلدي ة بس بب ظ روف
محلية.
في حال ة وج ود ت داخل بين س لطة ض بط إداري ع ام وس لطة ض بط إداري خ اص :يمكن لس لطة -
الض بط اإلداري الع ام أن تش دد من إج راء ه و في األص ل من اختص اص س لطة الض بط اإلداري
الخاص .كمثال على ذلك قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية شرطة أفالم لوتيسيا.
تتمتع سلطات الضبط اإلداري بمجموعة من الوسائل والصالحيات الضرورية لضمان حماية النظام
العام وتحقيق األهداف التي وضعها المشرع .وتتميز هذه الوسائل بميزتين أساسيتين:
مبدئيا تعتبر وسائل وقائية وليست عقابية (باستثناء الجزاءات اإلدارية).
أنها وسائل قانونية ومادية ،وفق الرسم البياني أدناه.
وسائل قانونية :تنشيء ،تعدل أوتلغي مراكز وسائل مادية :تتمثل في التنفيذ الجبري
قانونية إلجراءات الضبط اإلداري
تنقسم القرارات اإلدارية التنظيمية العامة إلى عدة أنواع وفقا ألسس ومعايير معينة ،يوضحها
الرسم البياني أدناه.
أنواع القرارات اإلدارية التنظيمية
قرارات إدارية تنظيمية تصدر في الظروف قرارات إدارية تنظيمية تصدر في الظروف
العادية االستثنائية
الضبط)
تعد اللوائح الضبطية من أهم وسائل ممارسة الضبط اإلداري .وقد تم تعريفها (القرارات التنظيمي
الض بطية) بأنه ا مجموع ة الق رارات اإلداري ة العام ة ال تي تص درها الس لطات اإلداري ة المختص ة بس لطة
الضبط اإلداري في شكل مراسيم أوقرارات إدارية بقصد المحافظة على النظام العام.
مثل :القرارات اإلدارية العامة المتعلقة بتنظيم المرور أوتلك المتعلقة بتنظيم عمليات الدفن أوتلك المتعلقة
بتنظيم المذابح والمحالت العامة...
مالحظة :رغم أن الدستور الجزائري لم ينص صراحة على حق السلطة التنفيذية في إصدار القرارات
اإلداري ة التنظيمي ة الض بطية ،فإنه ا حقيق ة قانوني ة موج ودة في النظ ام الق انوني الجزائ ري بص فتها
قرارات إدارية مستقلة (عن السلطة التشريعية)( .ارجع إلى اختصاصات رئيس الجمهورية)
به ذا المع نى يعت بر الق رار اإلداري التنظيمي الض بطي ق رار إداريا وقائيا يتعل ق موض وعه بمرك ز
ق انوني ع ام ،بحيث يتض من مجموع ة من القواع د العام ة الموض وعية والمج ردة (ألن ه يخ اطب األش خاص
بص فاتهم وليس ب ذواتهم) تح دد بموجب ه هيئ ات الض بط اإلداري مس بقا الح دود أوالقي ود ال تي تم ارس في
إطاره ا الحق وق والحري ات والنش اطات الخاص ة والعام ة ،وال تي تفرض ها ض رورة المحافظ ة على النظ ام
العام .وتتضمن بذلك هذه القرارات الضبطية التنظيمية أوامر ونواهي ،كما تقرر في الغالب عقوبات على
مرتكبيها (سيتم التطرق إلى الجزاءات اإلدارية في المطلب الثالث).
ويعد التنظيم الالئحي في مجال الضبط ضرورة ،ألن التشريع قد يعجز عن ضبط الحريات العامة
ض بطا مفص ال نظ را لجم ود التش ريع وع دم مس ايرته للتط ور ال ذي يلح ق المجتمع ات ،بعكس التنظيم ال ذي
يتميز بالمرونة والمالءمة والقابلية للتغير وفقا لمقتضيات الزمان والمكان .أي تملك السلطة التنفيذية سلطة
ف رض أنظم ة عام ة في الح االت ال تي يعج ز فيه ا الق انون عن ض بط الحري ات والنش اطات ض بطا مفص ال
(ل وائح الض بط اإلداري مس تقلة)؛ م ع تقيي د تل ك التنظيم ات بع دم مخالفته ا للقواع د ال تي تض منتها الق وانين
الضبطية ،أي يشرط أن تكون مشروعة ومستندة للقانون.
أمثلة عن الئحة حظر (جزئي) :من ع التدخين في األم اكن العمومية؛ من ع تجاوز سرعة معين ة في الطري ق؛ ق رار
رئيس المجلس الشعبي البلدي بمنع استعمال مكبرات الصوت ليال.
مثال عن الئحة حظر مطلق (استثناء) :القرار الوالئي رقم 1520الصادر عن والي والية سطيف بتاريخ -10
،1999-07يمنع بموجبه استعمال المياه القذرة لسقي األراضي الزراعية.
أمثلة على نصوص كرست إجراء الحظ ر :الم واد 47 ،40و 51من الق انون رقم 0-03المتعل ق بحماي ة البيئ ة
والتنمي ة المس تدامة؛ المادت ان 25و 26من الق انون رقم 07-04الم ؤرخ في 2004-08-4المتض من ق انون الص يد؛
المادة 46من القانون رقم 12-05المتعلق بالمياه؛ القرار الوزاري الصادر عن وزارة النقل بتاريخ 2015-12-28
يحدد الكيفيات الخاصة لتطبيق منع تعاطي التدخين على متن وسائل النقل والمنشآت القاعدية الخاصة باستقبال ومعاملة
المسافرين واإلدارة والمؤسسات والهيئات التابعة لقطاع النقل ،بناء على المرسوم التنفيذي رقم 285-01المؤرخ في
2001-09-24يحدد األماكن التي يمنع فيها تعاطي التبغ وكيفيات تطبيق المنع.
أمثلة للوائح تنظيم النش اط :الم ادة 10من المرس وم التنفي ذي رقم 160-93الم ؤرخ في 1993-07-10المنظم
لللنفاي ات الص ناعية الس ائلة ،حيث تل زم مال ك األجه زة أن يتخ ذ في اآلج ال المح ددة ك ل الت دابير واألعم ال ال تي تجع ل
التصريف مطابقا لمضمون الرخصة؛ ألزم القانون رقم 19-01المتعلق بتسيير النفايات كل منتج أوحائز للنفايات أن
يتخ ذ ك ل اإلج راءات الض رورية لتف ادي إنت اج النفاي ات بأقص ى ق در ممكن باعتم اد واس تعمال تقني ات أك ثر نظاف ة وأق ل
إنتاجا للنفايات.
فرض ما تراه مالئما من االحتياطات التي تمنع هذا الضرر؛ أو
رفض منح اإلذن بممارس ة النش اط إذا لم يكن اتخ اذ االحتياط ات الالزم ة كافي ا للوقاي ة من ه
أوغير مستوفي للشروط المقررة مسبقا.
نفهم من ك ل م ا س بق أن اإلدارة الض بطية المختص ة تمتل ك الس لطة التقديري ة لقب ول أورفض منح
الترخيص.
أمثلة :التراخيص المتعلقة بالنشاط الصناعي التي تتنوع إلى تراخيص تتعلق باستغالل المنشآت المصنفة بموجب نص
الم ادتين 18و 19من الق انون رقم 10-03وت راخيص تتعل ق ب إدارة وتس يير النفاي ات الناتج ة عن اس تغالل المنش آت
المص نفة (الم ادة 20من المرس وم التنفي ذي رقم )198-06؛ ال تراخيص المتعلق ة بالنش اط العم راني :رخص ة البن اء،
رخصة التجزئة ،رخصة الهدم؛ رخص حمل السالح الناري؛ رخص الصيد؛ رخص السياقة؛ رخص المظاهرات.
أساسي :الشروط
نظ را لخط ورة نظ ام ال تراخيص على الحري ات اتج ه الفق ه والقض اء إلى التض ييق من س لطة اإلدارة في ف رض ه ذا
اإلجراء ،ويخضع في ذلك إلى القواعد التالية:
ال يمكن تطبيق ه بالنس بة للحري ات ال تي يحميه ا الدس تور أوالق انون دون أن يخض ع النش اط ال ذي يقابه ا لنظ ام -
الترخيص.
يجوز فرض نظام الترخيص إداريا بالنسبة لألنشطة التي تتصل بالنظام العام. -
مثال :فتح المنشآت الصناعية الخطرة أوالضارة بالصحة العامة.
في الحاالت التي يسلم فيها بالترخيص السابق (يكون في حالتين :بنص صريح في القانون أو إذا كان األمر ال -
يتعلق بحرية عامة يحميها القانون) يتعين على سلطة الضبط في إصدارها للتراخيص مراعاة ما يلي:
مبدأ المساواة بين األفراد.
أن يكون استعمالها بالقدر الالزم.
مالحظة :ال يوجد قرار ترخيص ضمني ،أي يجب أن يكون الترخيص إيجابيا وصريحا.
يقصد باإلخطار إخبار المعني أوالمعنيين (سواء أفراد أوهيئات) السلطة المختصة (هيئات الضبط
اإلداري) بمزاولته لنشاط معين .ويتم إخطار سلطة الضبط لتقوم بإجراءاتها للمحافظة على النظام العام.
يمكن أن يقترب نظام اإلخطار من نظام التصريح اإلداري في مجال الضبط اإلداري البيئي ،حيث
يس مح الق انون لألف راد القي ام بأعم ال أو نش اطات معين ة دون اش تراط الحص ول على الرخص ة المس بقة،
بشرط إبالغ السلطات المختصة قبل الشروع فيها فتتمكن سلطة الضبط من مراقبة هذا النشاط ومنعه في
حالة إضراره بالبيئة.
يتبين من ذلك أن اإلخطار إجراء وسط بين النظم الوقائية والردعية ،فهو ال يؤدي بطريقة مباشرة
إلى اتخاذ تدابير وقائية محددة وإ نما يؤدي إلى اتخاذ اإلدارة موقف المعارضة من النشاط في وقت محدد
إذا ما كان هناك تهديد للنظام العام.
فاإلخطار ليس طلبا أوالتماسا بالموافقة على ممارسة نشاط معين ،إنما هو يحوي بيانات تقدم لجهة اإلدارة
المختص ة ح تى تك ون على علم مس بق بم ا س يقوم ب ه من نش اط؛ وتفتص ر س لطة اإلدارة على التحق ق من
صحة البيانات الواردة فيه واستفائه اإلجراءات التي قررها القانون.
وتبعا لذلك يأخذ اإلخطار صورتين:
إخطار غير مصحوب بحق اإلدارة في االعتراض :يكون لألفراد ممارسة النشاط بمجرد اإلخطار، -1
وهو األصل.
إخط ار مص حوب بح ق اإلدارة في االع تراض :يج وز لألف راد مزاول ة النش اط بمج رد مض ي الم دة -2
التي يحددها القانون .ويعتبر سكوت اإلدارة في هذه الحالة عدم اعتراض ضمني.
تص در ق رارات الض بط اإلداري الفردية عن س لطات الض بط اإلداري به دف المحافظ ة على النظ ام
الع ام وتخص ف ردا بعين ه أوبذات ه أومجموع ة من األف راد معي نين ب ذواتهم وال تي تطب ق على حال ة مح ددة
أوواقعة بعينها.
وتتضمن هذه القرارات أوامر بالقيام بأعمال معينة أونواهي باالمتناع عن أعمال أخرى ،كما قد يتضمن
القرار الضبطي الفردي منح ترخيص بمزاولة نشاط معين .ويتعلق موضوع هذه القرارات بمركز قانوني
خ اص ،بحيث تص دره اإلدارة اس تنادا إلى ق انون أوالئح ة تنظيمي ة بغ رض إنش اء مرك ز ق انوني جدي د
أوالتأثير في مركز قانوني قائم بإلغائه أوتعديله.
أوال -صور قرارات الضبط اإلداري الفردية :تأخذ القرارات الضبطية اإلدارية الفردية عدة صور ،تتمثل
فيما يلي:
األم ر :يمكن أن تلج أ س لطة الض بط اإلداري إلى وس يلة توجي ه األم ر إلى ف رد أو مجموع ة أف راد أ-
معينين للقيام بعمل معين.
مثال - :األمر الصادر من رئيس المجلس الشعبي البلدي بهدم منزل آيل للسقوط.
القرار الصادر بصادرة كتاب أوصحيفة معينة. -
ب-النهي (المن ع ،الحظ ر) :يمث ل أعلى أش كال المس اس بالحري ة ،حيث تص در س لطات الض بط اإلداري
ق رار إداري ا فردي ا تل زم بموجب ه شخص ا أو مجموع ة أش خاص معي نين ب ذواتهم باالمتن اع عن القي ام بعم ل
معين.
مث ال - :األم ر الص ادر بمن ع ع رض مس رحية أوفيلم أوالتق اط الص ور في من اطق معين ة ومح ددة الحتم ال اإلخالل
بالنظام العام.
األمر الصادر بمنع حدوث تجمع أومظاهرة. -
مثال :رخص النقل الخاصة؛ رخص حمل السالح الناري؛ ترخيص باإلقامة لألجنبي؛ تصريح ألحد األفراد بفتح محل
عام أووضع كراسي على جانبي الشارع أوالتصريح بعرض فيام معين.
يعد الجزاء اإلداري الوقائي وس يلة من وس ائل ممارس ة س لطات الض بط اإلداري .وه و ت دبير ش ديد
الوقع على المصالح المادية و/أواألدبية للفرد ،تتخذه اإلدارة بغية حماية عنصر من عناصر النظام العام.
ونظ را لخط ورة ه ذا اإلج راء ال يج وز لس لطات الض بط اإلداري أن تتخ ذه دون س ند ق انوني ،س واء نص
تشريعي أوالئحة.
تكمن خطورة الجزاء اإلداري الوقائي في كونه:
يهدد الحرية الشخصية لألفراد.
يتم توقيع ه دون الم رور بالض مانات اإلجرائي ة كس ماع ال دفاع أوتق ديم الوث ائق الدال ة على نفي
التهمة أوسماع الشهود...
أوال -تعريف الجزاء اإلداري :من بين تع اريف الجزاء اإلداري نذكر التعري ف التالي« :هو الجزاء الذي
توقعه اإلدارة على األفراد دون تدخل القضاء .وهو تدبير وقائي مؤقت غايته المحافظة على النظام العام
أوالنظام االقتصادي .وتهدف اإلدارة من وراء توقيع الجزاء إلى وضع الشخص مصدر التهديد في حالة
معينة تمنعه من إحداث الضرر أواإلخالل بالنظام العام».
ويرى جانب من الفقه أن ليست كل الجزاءات اإلدارية من أساليب الضبط اإلداري ،إذ تتميز هذه
األخيرة بمجموعة من الخصائص نذكرها في العنصر الموالي.
ثاني ا -خص ائص الج زاء اإلداري :يتم يز الج زاء اإلداري بص فته وس يلة من وس ائل الض بط اإلداري
بمجموعة من الخصائص ،نذكر منها ما يلي:
ثالثا -ص ور الج زاءات اإلداري ة :تتن وع الج زاءات اإلداري ة بص فتها ت دبير ض بطي إلى ع دة ص ور ،يمكن
إجمالها في الصورالثالثة التالية:
بمعناه القانوني هو سلب مؤقت للحرية الشخصية للمواطن دون أمر قضائي صادر عن السلطة القضائية
المختصة.
يجوز االلتجاء إلى هذا التدبير بناء على نص قانوني .ويتمثل في جزاء عيني يقوم على نزع ملكية
الغير جبرا دون مقابل .وغالبا ما ترد المصادرة على أشياء ممنوع على األفراد تداولها أوالعمل بها.
مث ال :مص ادرة األس لحة غ ير الم رخص به ا؛ ومن أش هر تطبيقات ه قي ام س لطات الض بط اإلداري
بمص ادرة المطبوع ات أوالمنش ورات المتض منة بيان ات يك ون من ش أنها تهدي د األمن أواألخالق؛ مص ادرة
المواد الغذائية غير الصالحة لالستهالك.
ج -سحب الترخيص:
يجوز لسلطات الضبط اإلداري سحب الترخيص الخاص بمزاولة نشاط معين في حال ما تعرض
النظام العام للخطر جراء مزاولة هذا النشاط .مثال :سحب رخصة السياقة لفترة محددة في حال ارتكاب
مخالفة من مخالفات قانون المرور.
تعتبر هذه التدابير من أشد أساليب الضبط اإلداري وأكثرها عنفا و تهديدا لحريات وحقوق األفراد.
ال تص نف ه ذه اإلج راءات ض من األعم ال القانوني ة لإلدارة ب ل هي عب ارة عن عم ل م ادي ،يتمث ل في
اس تخدام القه ر والق وة (وس ائل جبري ة) من أج ل إرغ ام األف راد على االمتث ال (إطاع ة) ل وائح والق رارات
الضبطية ،حماية للنظام العام.
يعتبر التنفيذ الجبري لقرارات الضبط اإلداري تطبيقا خاصا لنظرية التنفيذ المباشر للقرارات اإلدارية.
تعريف « :1جق اإلدارة في أن تنفذ أوامرها على األفراد بالقوة الجبرية دون حاجة إلى إذن سابق من القضاء».
تعري ف « :2امتي از مق رر لمص لحة اإلدارة لتنفي ذ قراراته ا ج برا على األف راد ب القوة المادي ة ،وذل ك في ح ال امتن اع
هؤالء األفراد عن االمتثال ألوام ر اإلدارة والقيام بالتنفيذ االختياري .فهنا يكون من حق اإلدارة أن تلج أ إلى استخدام
القوة المادة لتنفيذ قراراتها وإ رغام األفراد على احترامها دون حاجة للحصول على إذن مسبق من القضاء لهذا التنفيذ».
ومن األمثلة على ذلك نذكر :هدم عقار أبل للسقوط مملوك ألحد األفراد (كعمل مادي وال نقصد به قرار الهدم)؛
اجتثاث أشجار تعوق حركة المرور؛ إبعاد أجنبي عن البالد؛ إتالف مواد غذائية فاسدة معروضة للبيع.
نظرا لما يسببه التنفيذ المباشر من اعتداء على الحريات الشخصية ،البد من تحديد حاالت اللجوء
إليه ،والتي تتمثل في الحاالت التالية:
وج ود نص ص ريح في الق وانين أوالل وائح يج يز لس لطات الض بط اإلداري اس تعمال ه ذا الح ق، -1
وذلك نظرا لخطورة بعض الموضوعات وضرورة اإلسراع بشأنها.
رفض األفراد تنفيذ قانون أوالئحة لم ينص القانون على جزاء لمن يخالفها. -2
-3حالة الضرورة :أي أن هناك خطر داهم يهدد النظام العام في أحد عناصره ،ويتعذر تفادي ه بالطرق
القانونية العادية ،األمر الذي يجيز لإلدارة التدخل التخاذ اإلجراءات الالزمة لدفع هذا الخطر والمحافظة
على النظام العام ،ولو لم يوجد نص صريح في القانون يبيح هذه الوسيلة (فيما يخص هذه الحالة بالذات)،
بل حتى ولوكان القانون يمنعها صراحة أوضمنا في الظروف العادية؛ ألن الضرورات تبيح المحظورات.
يعد التنفيذ الجبري إجراء استثنائيا تلجأ إليه سلطات الضبط اإلداري في حاالت محددة ،لذا لجأ الفقه
والقض اء إلى حص ر اس تعمال ه ذا الح ق (الت دبير) في دائ رة ض يقة ،وذل ك بوض ع ش روط وض وابط تمن ع
استعماله في غير ما أعد له.
ويمكن حصر هذه الشروط فيما يلي:
وجود خطر جسيم يهدد النظام العام ويتطلب من اإلدارة سرعة التدخل لتفاديه ومعالجته. -1
يتع ذر دف ع ه ذا الخط ر ب الطرق القانوني ة العادي ة ويك ون العم ل الم ادي ه و الوس يلة الوحي دة ل دفع -2
الخطر.
يكون هدف سلطة الضبط اإلداري من تدخلها المحافظة على النظام العام (بمختلف عناصره). -3
-4التناسب :ال تضحي سلطة الضبط اإلداري بمصلحة األفراد وتقيد حرياتهم في سبيل تحقيق المصلحة
العامة إال بقدر ما تقتضيه الضرورة .فإذا كان أمام سلطة الضبط اإلداري عدة وسائل لتحقيق الغاية نفسها
فعليها أن تختار أقلها ضررا لألفراد ،تطبيقا لقاعدة "الضرورة تقدر بقدرها".