You are on page 1of 46

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة محمد ملين دباغين سطيف‪-2 -‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬

‫محاضرات في مادة‪:‬‬

‫القانون اإلداري المعمق‬

‫مقدمة لطلبة السنة> أولى ماستر‬


‫تخصص قانون عام معمق‬

‫إعداد الدكتورة‪ :‬برارمة صبرينة‬

‫املوسم الجامعي ‪2020/2021‬‬


‫مقدمة‪:‬‬

‫يختلف نشاط اإلدارة العمومية في أسلوبه ومداه من مجتمع إلى آخر ومن زمن إلى آخر تبعا للنظام‬
‫السياسي‪ ،‬االقتصادي والسياسي السائد في الدولة‪.‬‬
‫وبه ذا الص دد‪ ،‬يه دف نش اط اإلدارة العمومي ة إلى تحقي ق السياس ات والخط ط وال برامج واأله داف الحالي ة‬
‫والمس تقبيلية‪ ،‬وذل ك لض مان اح ترام الق انون من جه ة‪ ،‬وحماي ة المص لحة العام ة والنظ ام الع ام وإ ش ياع‬
‫الحاجات العامة لألفراد‪ .‬التدخل السلبي‬
‫وبه دف تحقي ق الوظيف ة اإلداري ة ه ذه‪ ،‬تس لك اإلدارة العمومي ة أس لوبين يمثالن أوج ه ت دخل اإلدارة في‬
‫مختلف المجاالت والنشاطات‪ .‬قد يكون ذلك التدخل سلبيا أو إيجابيا‪:‬‬
‫الن وع األول‪ :‬الت دخل اإليج ابي أوم ا يع بر عن ه بأس لوب المرف ق العم ومي‪ .‬يقتض ي ت دخل اإلدارة‬ ‫‪-‬‬
‫بطريقة إيجابية ومباشرة أن تتدخل اإلدارة محل األفراد في الوفاء بالحاجات العامة لألفراد‪ ،‬نظرا‬
‫لعجز األفراد المالي أوالفني عن القيام به أوبسبب عزوفهم عن القيام به‪ ،‬أوألن الدولة قد تجد في‬
‫الحاجة أهمية خاصة تخشى معها احتكار األفراد لها‪ .‬ويأخذ هذا التدخل اإليجابي مظهر "المرفق‬
‫العمومي"‪.‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬التدخل السلبي أو ما يعبر عنه بالضبط اإلداري‪ .‬قد ال تتولى الدولة بنفسها تحقيق‬ ‫‪-‬‬
‫حاج ات اجتماعي ة معين ة‪ ،‬وإ نم ا تتركه ا لنش اط األف راد‪ ،‬على أن تق وم الدول ة –ممثل ة في اإلدارة‬
‫العمومية‪ -‬بتنظيم هذا النشاط ومراقبته لتكفل عدم مساسه بالنظام العام‪ .‬ويتمثل مظهر هذا التدخل‬
‫الس لبي أوغ ير المباش ر فيم ا يع رف بوظيف ة "الض بط اإلداري" أو"الب وليس اإلداري" (‪Police‬‬
‫‪ .)administrative‬ويتض من الض بط اإلداري به ذا المفه وم ض وابط وقي ود على ممارس ة األف راد‬
‫لحرياتهم وعلى النشاطات الفردية والعامة‪ ،‬بقصد المحافظة على النظام العام‪.‬‬

‫لكن يعتبر تمتع اإلنسان بالحرية أسمى شيء في الوجود‪ ،‬لذلك نص المشرع الدستوري على كفالة‬
‫الحقوق والحريات األساسية منها؛ وعهد إلى المشرع تنظيم ممارسة غالبية هذه الحقوق‪ .‬وفي المقابل ترك‬
‫للسلطة التنفيذية مهمة تنظيم ممارسة الحقوق والحريات من خالل فرضها للقيود والضوابط‪ ،‬ألنه ال يمكن‬
‫ممارسة الحقوق والحري ات في الفوض ى‪ .‬مم ا يؤك د الط ابع النس بي للحري ات‪ .‬وه ذا م ا أك دت علي ه الم ادة‬
‫الرابعة (‪ )4‬من ميثاق حقوق اإلنسان والمواطن الصادر في فرنسا عام ‪ 1789‬بنصها‪:‬‬
‫«‪ ...‬حرية الفرد تلقى حدها الطبيعي عند ممارسة سائر أفراد الجماعة لحرياتهم بالمثل‪».‬‬
‫لكن هذا التزاوج بين سلطة الضبط اإلداري والحريات والحقوق يدفعنا إلى طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫كي ف يمكن لس لطة الض بط اإلداري أن تحق ق أه داف النش اط اإلداري بم ا يحق ق تنظيم ا للحري ات دون‬
‫المس اس بالحري ات بطريق ة تعس فية؟ أو بعب ارة أخ رى كي ف يمكن إزال ة التع ارض بين ممارس ة الحري ة‬
‫وبين تنظيمها؟‬
‫ستشكل اإلجابة على هذه اإلشكالية موضوع مقياس "القانون اإلداري المعمق" الموجه لطلبة السنة‬
‫أولى ماستر حقوق‪ ،‬تخصص القانون العام المعمق‪ ،‬وذلك بهدف تحقيق مجموعة من األهداف تنوعت بين‬
‫الهدف العام واألهداف الفرعية على النحو التالي‪:‬‬
‫الهدف العام‪ :‬يهدف التكوين في هذا المقياس إلى تحكم الطالب في مادة القانون اإلداري المعمق‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫من خالل التعم ق في دراس ة وتش ريح أح د أهم مح اوره األساس ية وه و موض وع س لطات الض بط‬
‫اإلداري‪ ،‬وذلك التسامه بالصفة العملية ولسمو غايته المتمثلة في حماية حقوق وحريات األفراد في‬
‫مواجهة اإلدارة العمومية‪.‬‬
‫األهداف الفرعية‪ :‬أن يصبح الطالب قادرا على‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫التمييز بين مختلف أنواع الضبط بما فيها أنواع الضبط اإلداري؛‬ ‫‪‬‬
‫ضبط أهداف الضبط اإلداري ضبطا دقيقا؛‬ ‫‪‬‬
‫التعرف على مختلف هيئات الضبط اإلداري والتمييز بينها؛‬ ‫‪‬‬
‫تحديد وسائل وأساليب الضبط اإلداري؛‬ ‫‪‬‬
‫ضبط حدود سلطات الضبط اإلداري‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وفي إطار تحقيق هذه األهداف يتم تقسيم المقياس إلى أربعة محاور على النحو التالي‪:‬‬
‫‪-‬المحور األول‪ :‬مفهوم الضبط اإلداري‬
‫‪ -‬المحور الثاني‪ :‬أهداف الضبط اإلداري‬
‫‪ -‬المحور الثالث‪ :‬سلطات ووسائل الضبط اإلداري‬
‫‪ -‬المحور الرابع‪ :‬حدود سلطات الضبط اإلداري‬

‫مالحظ ة‪ :‬ال تتض من ه ذه المطبوع ة مجم وع المحاض رات ال تي يش ملها المح ور األول والمبحث األول‬
‫من المحور الثاني والتي تم إلقاؤها على الطلبة ‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬مفهوم الضبط اإلداري‬


‫يتضمن هذا المحور مجموعة عناصر نوردها وفق المخطط التالي‪:‬‬

‫مفهوم الضبط اإلداري‬

‫تعريف الضبط اإلداري‬ ‫طبيعة الضبط اإلداري‬ ‫خصائص الضبط اإلداري‬ ‫أنواع الضبط اإلداري‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف الضبط اإلداري‬


‫سكت المشرع عن تعريف الضبط اإلداري‪ ،‬نتيجة ارتباط هذا األخير بفكرة النظام العام باعتبارها‬
‫فكرة نسبية مرنة متغيرة زمانيا ومكانيا‪.‬‬
‫أما الفقهاء فقد اختلفوا في تعريف الضبط اإلداري تبعا‪:‬‬
‫لتب اين وظيف ة ه ذا الض بط بين الوظيف ة اإلداري ة والوظيف ة السياس ية‪ .‬س نحاول الترك يز في‬ ‫‪‬‬
‫ذلك على أشهر التعريفات‪ ،‬سواء بالنسبة للفقه الغربي أوالعربي‪.‬‬
‫للمعيار المعتمد‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تبعا للتباين الوظيفي‬ ‫تعريف الضبط اإلداري‬


‫تعريف الضبط اإلداري في الفقه العربي‬ ‫تعريف الضبط اإلداري في الفقه الغربي‬
‫حسب "أحمد كمال أبو المجد"‪« :‬سلطة البوليس عموما‬ ‫‪‬‬ ‫تعري ف"أفالط ون"‪« :‬الحي اة‪،‬النظ ام والق انون‬ ‫‪‬‬
‫للمحافظ ة على المدينة» أعطى للض بط اإلداري مفهوم ا هو عب ارة عن الوسائل القانونية السليمة نفسها‪ ،‬والمقصود بها‬
‫ع ادة مجم وع الس لطات الحكومي ة العام ة ال تي ته دف إلى‬ ‫واسعا‪.‬‬
‫تعري ف "هوري و"‪« :‬س يادة النظ ام والس الم وئل ك المحافظ ة على األمن والص حة والس كينة وتحقي ق الوفاهي ة ال تي‬ ‫‪‬‬
‫عن طري ق التط بيق الوق ائي للق انون‪ ».‬ع رف الض بط تتيح للدولة في سبيل ذلك أن تقيد الحقوق والحريات‪».‬‬
‫يرى محمد سليمان الطم اوي ب أن‪« :‬الب وليس اإلداري‬ ‫‪‬‬ ‫اإلداري على أنه غاية في ذاته تسعى إليها الدولة‪.‬‬
‫نتيج ة االنتق ادات الموجه ة له ذا التعري ف ع دل عن ه بص فة عام ة ه و ح ق اإلدارة في أن تف رض على األف راد قي ودا‬
‫ليص بح‪« :‬ك ل م ا يس تهدف ب ه المحافظ ة على النظ ام الع ام في تحد بها من حرياتهم بقصد حماية النظام العام‪».‬‬
‫تعريف طعيمة الجرف‪« :‬مجموع ة م ا تفرضه الس لطة‬ ‫‪‬‬ ‫الدولة‪».‬‬

‫‪ ‬هن اك من عرف ه على أن ه قي د على الحري ات العامة من أوامر ونواه وتوجيهات ملزمة لألفراد بغرض تنظيم‬
‫العام ة ال تي كفله ا الدس تور‪ .‬مث ال ذل ك "أن دري دي حري اتهم العام ة أوبمناس بة ممارس تهم لنش اط معين قص د صيانة‬
‫لوبادير"‪« :‬صورة من صور التدخل من جانب السلطات النظام العام في المجتمع‪».‬‬
‫‪ ‬تعري ف عم ار عواب دي‪« :‬ك ل األعم ال واإلج راءات‬ ‫اإلداري ة‪ ،‬تتمخض عن ف رض قي ود على حري ات األف راد‬
‫والقواعد التي تقوم بها السلطة اإلدارية المختصة على األفراد‬ ‫بهدف المحافظة على النظام العام‪».‬‬
‫هن اك من عرف ه على أس اس االهتم ام بأس اليبه لتنظم به ا نش اطهم وتح دد مجاالت ه ولتقي د حري اتهم في ح دود‬ ‫‪‬‬
‫وصور نشاطه وأغراضه‪ .‬مثال "جورج فيدل"‪« :‬مجم وع الق انون بقص د حماي ة النظ ام الع ام ووقاي ة المجتم ع ض د ك ل م ا‬
‫ص نوف النش اط ال تي يك ون موض وعها إص دار قواع د يهدده‪».‬‬
‫تب نى محم د عص فور ال رأي ال ذي يع رق الض بط‬ ‫‪‬‬ ‫عامة أوتدابير فردية إلقرار النظام العام‪».‬‬
‫هن اك من عرف ه على أس اس عالق ة الض بط اإلداري على أنه ذو طبيعة سياسية قائال‪« :‬الذي أراه أن سلطة‬ ‫‪‬‬
‫اإلداري بالحري ات العام ة وأن ه يمث ل قي د على نش اط الضبط كالنظام العام نفسه سلطة ال تتجرد من الط ابع السياسي‪،‬‬
‫األف راد‪ .‬مث ال "ج ون ريف يرو"‪« :‬ه و مجموع ة القي ود ذلك أنه إذا كان النظام العام في حقيقته وجوهره قكرة سياسية‬
‫المفروض ة على النش اط الف ردي بغ رض المحافظ ة على واجتماعي ة ‪ ،‬فمن الط بيغي أن ي زداد ترك يزه في الحماي ة على‬
‫كل ما يتصل بالسلطة السياسية وأهدافها‪ .‬وإ ذا كان النظام العام‬ ‫األمن والنظام في المجتمع‪».‬‬
‫هن اك من ع رف الض بط اإلداري على أس اس يبدو في ظاهره األمن قي الشوارع فإنه في حقيقته األمن الذي‬ ‫‪‬‬
‫أنه وظيفة سلطة سياسية‪ .‬مثال "باسكو"‪« :‬سلطة سياسية تش عر ب ه س لطة الحكم‪ .‬وح تى األمن في الش وارع ليس س وى‬
‫له ا ح ق الرقاب ة وال دفاع عن كي ان الدول ة‪ ،‬وتمل ك ه ذه زجخا من وجوه األم السياسي الذي ينشده الحكام‪».‬‬
‫الس لطة في س بيل تحقي ق غايته ا الح ق في إجب ار األف راد‬
‫على احترام نظام الدولة ولو بالقوة‪».‬‬

‫تعريف الضبط اإلداري استنادا للمعيار الموضوعي‬ ‫تعريف الضبط اإلداري استنادا للمعيار العضوي‬
‫مجم وع األجه زة والهيئ ات ال تي تت ولى القي ام بالتص رفات مجموعة اإلجراءات والتدابير التي تقوم بها الهيئات العامة‬
‫واإلج راءات ال تي ته دف إلى المحافظ ة على النظ ام الع ام‪ ،‬حفاظا على النظام العام‪ ،‬أوالنشاطات التي تقوم بها السلطات‬
‫العامة من أجل المحافظة على النظام العام‪.‬‬ ‫ومجموع األشخاص العاملين المكلفين بتنفيذ هذه األنظمة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬جهاز االمن‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬جهاز الشرطة‪.‬‬

‫مالحظة‬

‫ليس كل سلطة ضابطة بالمعنى العضوي تتمتع بسلطة ضابطة بالمعنى الموضوعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كل سلطة ضابطة بالمعنى الموضوعي تتمتع بسلطة ضابطة بالمعنى العضوي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خالصة‪ :‬عناصر وظيفة الضبط اإلداري هي‪:‬‬


‫مجموعة من التدابير واإلجراءات؛ تتضمن وضع وفرض ضوابط وقيود على ممارسة األفراد لنشاطاتهم‪ +‬وحقوقهم وحري‪++‬اتهم‬
‫العامة؛‪ +‬نفرضها الس‪++‬لطات اإلداري‪++‬ة (العام‪+‬ة) المختص‪+‬ة في الدول‪++‬ة؛ اله‪+‬دف منه‪++‬ا وقاي‪+‬ة النظ‪++‬ام الع‪++‬ام في المجتم‪++‬ع من وق‪+‬وع‬
‫االضطرابات (الضبط اإلداري نقيض الفوضى)؛ تتخذ هذه التدابيرفي حدود ما يس‪++‬مح ب‪++‬ه الق‪++‬انون ومب‪++‬دأ المش‪++‬روعية؛ تتم‪++‬يز‬
‫وظيفة الضبط اإلداري بالصفة االنفرادية والتقديرية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طبيعة الضبط اإلداري‬
‫اختلف الفقهاء في تحديد طبيعة الضبط اإلداري‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الضبط اإلداري سلطة قانونية محايدة (وظيفة إلدارية محايدة)‬

‫وظيف‪++‬ة من وظ‪++‬ائف الس‪++‬لطة‬


‫تمارس سلطات الض‪++‬بط اإلداري‬ ‫تتميز بالحي‪++‬اد‪ :‬ته‪++‬دف س‪++‬لطات‬
‫العامة‬ ‫الض‪+++‬بط اإلداري إلى حماي‪+++‬ة‬
‫ص‪++‬الحياتها في ح‪++‬دود الق‪++‬انون‬
‫وبمقتضاه‪.‬‬ ‫وصيانة النظام العام في الدولة‬
‫دون ارتباطه‪+++++‬ا بمعتق‪+++++‬دات‪،‬‬
‫بمصالح حزبية‪...‬‬

‫تبعا لهذه الطبيعة تتسم وظيفة الضبط اإلداري بمجموعة من الخصائص‪:‬‬

‫اعتماد وظيفة الضبط اإلداري على امتيازات السلطة العام‪%%‬ة‪ :‬يمنح الق‪++‬انون لس‪++‬لطات الض‪++‬بط اإلداري الح‪++‬ق في‬
‫استخدام وسائل القوة لتنفيذ التدابير والقرارات الالزمة لحفظ النظام وإجبار المحكومين على احترام نظم الدولة‪.‬‬

‫خض‪%%‬وع الض‪%%‬بط اإلداري لس‪%%‬يادة الق‪%%‬انون (مب‪%%‬دأ المش‪%%‬روعية)‪ :‬يس‪++‬تمد الض‪++‬بط اإلداري س‪++‬لطاته من الدس‪++‬تور‬
‫والقانون‪ .‬أي تمارس سلطات الضبط اإلداري في حدود القانون وبمقتضاه؛ وبالتالي يخضع لرقابة القضاء‪.‬‬

‫الضبط اإلداري وظيفة اجتماعية محايدة‪ :‬ليست ذات صبغة إدارية‪.‬‬

‫الضبط اإلداري وظيفة ضرورية للمجتمع‪ :‬تتخذ سلطات الض‪++‬بط الت‪++‬دابير الالزم‪++‬ة والض‪++‬رورية لحماي‪++‬ة النظ‪++‬ام‬
‫العام‪ .‬لكن حتى ال ينحرف الضبط عن وظيفته األساسية يجب‪:‬‬
‫تفسير امتيازات الضبط اإلداري تفسيرا ضيقا احتراما للحريات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم المساس بالخحريات العامة‪ +‬إال في حدود حماية النظام العام‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الضبط اإلداري سلطة سياسية (وظيفة سياسية)‬


‫حس ب أص حاب ه ذا ال رأي‪ ،‬تلج أ الدول ة ع ادة إلى إعم ال س لطة الض بط خش ية مم ا تس ببه ممارس ة‬
‫الن اس لحري اتهم من خط ر على الس لطة العام ة‪ .‬فيعت بر الض بط اإلداري حس بهم‪ ،‬ذو طبيع ة سياس ية‪ ،‬وه و‬
‫يؤدي إلى تقييد الحريات بل التضحية بها أحيانا بذريعة حماية النظام العام للدولة ‪ ،‬في حين يهدف الضبط‬
‫اإلداري إلى حماية نظام الحكم‪ .‬ويعتبر في هذه الحالة عمال من أعمال السيادة وبالتالي ال يخضع للرقابة‬
‫القضائية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص الضبط اإلداري‬

‫خصائص الضبط اإلداري‬

‫الصفة التقديرية‪:‬‬ ‫الصفة الوقائية‪:‬‬ ‫الصفة االنفرادية‪:‬‬


‫إعم‪++++‬ال اإلدارة للس‪++++‬لطة التقديري‪++++‬ة في اتخ‪++++‬اذ‬ ‫يس‪+‬عى إلى درء الخط‪+‬ر قب‪+‬ل وقوع‪+‬ه‪ .‬مث‪+‬ل‪:‬‬ ‫إج‪+++‬راء تباش‪+++‬ره الس‪+++‬لطة اإلداري‪+++‬ة‬
‫اإلجراءات الضبطية‪.‬‬ ‫سحب الرخص‪ ،‬منع التنقل ليال‪.‬‬ ‫الض‪+++‬بطية بص‪+++‬ورة منف‪+++‬ردة ‪ .‬وال‬
‫وهذا لألسباب التالية‪:‬‬ ‫يتوقف إنتاج التدبير الضبطي ألث‪++‬ره‬
‫‪ ‬ال يس‪++‬تطيع المش‪++‬رع وض‪++‬ع مق‪++‬اييس دقيق‪++‬ة ومع‪++‬ايير‬ ‫على موافقة األفراد‪.‬‬
‫محددة لعالج كل حالة‪.‬‬
‫‪ ‬نرنبط هذه السلطة بفكرة النظام العام‪.‬‬
‫‪ ‬حتى تتمكن اإلدارة من اتخ‪++‬اذ اإلج‪++‬راء المناس‪++‬ب م‪++‬ع‬
‫حجم الظروف والوقائع في الوقت المناسب‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬أنواع الضبط‬


‫يأخ ذ الض بط ثالث ة ص ور‪ ،‬هي‪ :‬الض بط اإلداري‪ ،‬الض بط التش ريعي‪ ،‬الض بط القض ائي‪ .‬س نحاول‬
‫التمييز بين اإلتثنين األخيرين والضبط اإلداري‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التمييز بين الضبط اإلداري والتشريعي‬

‫التمييز بين الضبط اإلداري والضبط التشريعي‬

‫الضبط اإلداري‬ ‫الضبط التشريعي‬


‫أعمال قانونية (لوائح تنظيمية وقرارات إدارية فردية)‬ ‫‪‬‬ ‫مجموع القوانين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وأعمال مادية‪.‬‬ ‫صادرة عن السلطة التشريعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صادرة عن أجهزة إدارية تابعة للسلطة التنفيذية‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫يكون موضوعها الحد من نطاق مباشرة بعض الحقوق‬ ‫‪‬‬
‫هدفها حماية النظام العام‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫والحري ات (يك رس الدس تور الحق وق والحري ات الفردي ة ثم يحي ل‬
‫إلى السلطة التشريعية صالحية تنظيمها وتحديد نطاق ممارستها‪.‬‬
‫ال يتقيد الضبط التشريعي بأهداف النظام العام بل يمكن‬ ‫‪‬‬
‫أن يتم فرض قيوط أخرى تحقق أهداف أخرى‪.‬‬

‫يوجد تكامل بين الض‪++‬بط التش‪++‬ريعي والض‪++‬بط اإلداري‪ ،‬بحيث يعم‪++‬ل الض‪++‬بط‬
‫اإلداري داخل إطار الضبط التشريعي ‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التمييز بين الضبط اإلداري والضبط القضائي‬

‫الفرع األول‪ :‬أهمية التمييز بين الضبط اإلداري والضبط القضائي‬

‫من حيث قواعد‬ ‫من حيث الغاية والنطاق‬ ‫من حيث النظام القانوني الذي يحكم‬ ‫من حيث الجهة‬

‫المسؤولية‬ ‫كال منهما‬ ‫القضائية المختصة بنظر‬


‫المناعات التاشئة عن‬
‫نشاط كل منهما‬
‫‪‬أعم ال الض بط اإلداري ‪‬يخضع الض بط اإلداري ألحك ام الق انون‪ ‬يك ون للض بط القض ائي دور‪‬تك ون اإلدارة مس ؤولة عن‬
‫ل تع ويض األض رار الناتج ة‬ ‫وع الفع‬ ‫ق لوق‬ ‫الح‬ ‫راءات‬ ‫ع إج‬ ‫اإلداري‪ .‬في حين تخض‬ ‫أعم ال إداري ة كأص ل‬
‫رامي‪ ،‬من خالل عن أعمال الضبط اإلداري‪،‬‬ ‫اإلج‬ ‫ع ام‪ ،‬من اختص اص الض بط القض ائي لق انون العقوب ات‬
‫ري عن وف ق قواع د المس ؤولية‬ ‫راءات التح‬ ‫إج‬ ‫واإلج راءات الجزائي ة والق وانين المكمل ة‬ ‫القضاء اإلداري‪.‬‬
‫الجريم ة بع د ح دوثها وجم ع اإلداري ة‪ .‬ويخض ع ع ون‬ ‫‪‬أعم ال الض بط القض ائي لهما‪.‬‬
‫الض بط اإلداري للرقاب ة‬ ‫األدلة والبحث عن مرتكبيها‪.‬‬ ‫ائية من ‪‬ال يقبل نشاط الضبط القضائي الطعن فيه‬ ‫ال قض‬ ‫أعم‬
‫اء باإللغ اء وال يخض ع إلج راءات وق ف‪ ‬يك ون للض بط اإلداري دور اإلدارية‪.‬‬ ‫اص القض‬ ‫اختص‬
‫وق ائي س ابق( مراقب ة نش اط‪‬ال تتحم ل الدول ة التع ويض‬ ‫التنفيذ؛ بخالف الضبط اإلداري‪.‬‬ ‫العادي‪.‬‬
‫األف راد وتوجيه ه قب ل وق وع عن األض رار المترتب ة عن‬ ‫‪‬تتس م أعم ال الض بط اإلداري بالمرون ة‪،‬‬
‫الفع ل المخ ل بالنظ ام الع ام نش اط الض بط القض ائي‪.‬‬ ‫الحيات‬ ‫ك اإلدارة الص‬ ‫بحيث تمل‬
‫ون فعال ويخض ع ع ون الض بط‬ ‫د ال يك‬ ‫ولكن ق‬ ‫الض رورية لتجنب اإلخالل بالنظ ام الع ام‪.‬‬
‫القض ائي لرقاب ة وكي ل‬ ‫إجراميا‪).‬‬ ‫في حين تقتص ر أعم ال الض بط القض ائي‬
‫الجمهوري ة أوالن ائب الع ام‬ ‫على التحري في الجرائم المرتكبة‪.‬‬
‫بحسب الحالة‪.‬‬ ‫خالصة‪:‬‬ ‫‪‬تك ون س لطات الض بط القض ائي مح ددة‬
‫الضبط اإلداري أوسع‬ ‫مس بقا بم وجب نص وص ص ريحة ؛ وال‬
‫نطاقا من الضبط‬ ‫تش ارك ه ذه الس لطات في وض ع القواع د‬

‫القضائي‪.‬‬ ‫الض بط‪ .‬في حين يمكن لس لطات الض بط‬


‫اإلداري أن تس اهم في وض ع القواع د‬
‫الضبطية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬معايير التمييز بين الضبط اإلداري والضبط القضائي‬

‫سيتم التركيز على أهم معيارين هما‪ :‬المعيار العضوي والمعيار الموضوعي‪.‬‬

‫المعيار العضوي (الشكلي)‬


‫النظر إلى الجهة التي قامت بالعمل‬
‫إذا صدر العمل الض‪++‬بطي‬ ‫إذا ص‪++‬در العم‪++‬ل الض‪++‬بطي‬
‫من الس‪%%%%%‬لطة التنفيذي‪%%%%%‬ة‬ ‫عن إحدى الهيئات القضائية‬
‫ممثل‪++‬ة في مختل‪++‬ف هيئاته‪++‬ا‬ ‫كان العمل ضبطا قضائيا‪.‬‬
‫اإلداري‪++‬ة وموظفيه‪++‬ا ك‪%%‬ان‬
‫العمل ضبطا إداريا‪.‬‬

‫تطرح إشكالية اإلزدواج الوظيفي‬

‫الحـــل‬

‫المعيار الموضوعي (معيار هدف الضبط‪ /‬المعيار الغائي)‬

‫إذا كانت الغاية من الضبط وقاية وحفظ النظام‬ ‫إذا ك‪+‬انت الغاي‪+‬ة قم‪+‬ع الج‪+‬رائم بالكش‪+‬ف عنه‪+‬ا والتحقي‪+‬ق فيه‪+‬ا‬
‫العام ‪ ،‬كان الضبط إداريا‪.‬‬ ‫وجم‪++‬ع األدل‪++‬ة وتمكين العدال‪++‬ة من المج‪++‬رم م‪++‬رتكب الفع‪++‬ل‬
‫االستثناء‪ :‬قد تتوفر بعض تدابير الضبط اإلداري‬ ‫اإلجرامي‪ ،‬كان الضبط قضائيا‪.‬‬
‫على الخاصية العقابية عند اللجوء إلى استعمال‬ ‫يك‪+++‬ون الحق‪+++‬ا على وق‪+++‬وع اإلخالل بالنظ‪+++‬ام الع‪+++‬ام والنظ‪+++‬ام‬
‫القوة لتدابير التنفيذ الجبري‪.‬‬ ‫القانوني في الدولة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬سحب الرخصة‪ ،‬غلق المحل‪ ،‬طرد‬ ‫لكن ليس ل‪++++‬ه دور عق‪++++‬ابي وال ردعي‪ ،‬فه‪++++‬ذا األخ‪++++‬ير من‬
‫األجتبي‪.‬‬ ‫اختصاص قاضي المرضوع‪.‬‬
‫نتيجة‪ :‬ال تظهر الحاج‪++‬ة إلى الض‪++‬بط القض‪++‬ائي إال بع‪++‬د فش‪++‬ل‬
‫الضبط اإلداري في منع وقوع الجريمة‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أنواع الضبط اإلداري‬


‫تكمن أهمية تقسيم وتحديد أنواع الضبط اإلداري في نوع القيود والضوابط التي يمكن فرضها على‬
‫الحقوق والحريات وممارسة النشاطات الفردية؛ إذ تختلف هذه القيود والضوابط تبعا لـ ـ ـ ـ ـ ـــ‪ :‬مجال أونطاق‬
‫تطبيق القيود والضوابط‪ ،‬مكان تطبيقها‪ ،‬األشخاص المعنيين بها‪ ،‬موضوعها‪...‬‬
‫وتبع ا ل ذلك يمكن تقس يم الض بط اإلداري إلى‪ :‬ض بط إداري وط ني (مرك زي) ويقابل ه ض بط إداري‬
‫محلي؛ ضبط إداري عام ويقابله ضبط إداري خاص‪.‬‬
‫وهذا ما سنحاول توضيحه من خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫ضبط إداري خاص‬ ‫ضبط إداري عام‬


‫ه و ذل ك النش اط ال ذي تق وم ب ه الس لطات يقص د ب ه ص يانة النظ ام الع ام في إط ار‬ ‫التعريف‬
‫اإلداري ة المختص ة أومجم وع الق رارات ض يق ‪ ،‬س واء من حيث المك ان‪ ،‬الهيئ ة ‪،‬‬
‫والت دابير واإلج راءات المتخ ذة من ط رف الهدف‪...‬‬
‫اإلدارة في جميع المجاالت وأوجه النشاط‬
‫الف ردي بهدف المحافظ ة على النظام الع ام‬
‫بكل عناصره‪.‬‬
‫حماي ة النظ ام الع ام في مك ان أوأم اكن‬ ‫المك ان (حس ب مج ال يمكن تقسيمه تبعا لذلك إلى‪:‬‬
‫معينة‪.‬‬
‫التطبيق )‬
‫ضبط إداري‬ ‫ضبط إداري محلي‪:‬‬
‫وطني‪:‬‬ ‫جزء معين من‬
‫جميع اإلقليم‬ ‫اإلقليم (والية‪،‬‬
‫الوطني‬ ‫بلدية)‬

‫الهيئة ال تي تم ارس وظيف ة تتمث ل س لطات الض بط اإلداري الع ام في‪ :‬قد تكون سلطات الضبط اإلداري الع ام هي‬
‫رئيس الجمهوري ة‪ ،‬ال وزراء‪ ،‬ال والة‪ ،‬نفسها التي منحها المشرع بموجب ق انون‬
‫الضبط اإلداري‬
‫اص‬ ‫انون االختص‬ ‫اص (وليس ق‬ ‫خ‬ ‫رؤساء الدوائر‪.‬‬
‫والص الحيات الع ام) س لطات الض بط‬
‫اإلداري الخاص‪.‬‬
‫مث ال‪ :‬منح المش رع س لطة ض بط الص يد‬
‫لل والي ب دل رئيس البلدية‪ ،‬بم وجب الق انون‬
‫رقم ‪.07-04‬‬
‫يعت بر رئيس البلدي ة س لطة ض بط إداري‬
‫خ اص في مج ال التعم ير بم وجب الق انون‬
‫رقم ‪ 04-11‬المح دد للقواع د المنظم ة‬
‫للترقية العقارية‪.‬‬
‫‪‬هيئ ة خاص ة ليس له ا س لطة ض بط إداري‬
‫عام‪.‬‬
‫مث ال‪ :‬ش رطة إداري ة خاص ة مث ل ش رطة‬
‫العمران‪.‬‬

‫اإلشكال‪ :‬في حالة ازدواجية التدخل بين سلطات الضبط اإلداري‪.‬‬


‫الحل‪ :‬حدد القضاء الفرنسي كيفيات تعايش هاتين الهيئتين على النحو التالي‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬هيئتين مختلفتين‪ :‬ونجد ضمنها عدة احتماالت على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬االحتمال ‪ :1‬هيئتان عامت‪%%‬ان إح‪%%‬داهما دني‪%%‬ا واألخ‪%%‬رى س‪%%‬فلى‪ :‬وتحتم‪+‬ل ه‪+‬ذه الحال‪+‬ة ب‪++‬دورها‬
‫احتمالين‪:‬‬
‫تحل السلطات العليا محل السلطات الدنيا في ممارسة الضبط اإلداري باتخاذ‬ ‫‪‬‬
‫تدابير ضبطية لم تتخذها السلطات الدنيا أواتخ‪++‬اذ ت‪++‬دابير أك‪++‬ثر ش‪++‬دة من ال‪++‬تي‬
‫اتخذتها السلطات الدنيا‪ :‬تحترم السلطات اإلداري‪++‬ة ال‪++‬دنيا الس‪++‬لطات العلي‪++‬ا في‬
‫قراراتها الضبطية‪.‬‬
‫االستثناء‪ :‬يمكن لساطات الضبط اإلداري العام المحلي‪++‬ة أن تش‪++‬دد من إج‪++‬راء‬ ‫‪‬‬
‫ضبطي سبق وأن اتخذته سلطة ضبط إداري عام عليا‪ .‬بشرط‪:‬‬
‫أن تكون اإلجراءات المتخذة أكثر شدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن تك‪%%%‬ون اإلج‪%%%‬راءات المتخ‪%%%‬ذة متناس‪%%%‬بة م‪%%%‬ع الخصوص‪%%%‬يات‬ ‫‪‬‬
‫والظروف المحلية‪.‬‬

‫مثال‪ :‬قرار مجلس الدول‪++‬ة الفرنس‪++‬ي الص‪++‬ادر بت‪++‬اريخ ‪ 18‬أفري‪++‬ل‬


‫‪.1902‬‬
‫االحتم‪%%‬ال ‪ :2‬ت‪%%‬داخل بين س‪%%‬لطة ض‪%%‬بط إداري ع‪%%‬ام وس‪%%‬لطة ض‪%%‬بط إداري‬ ‫‪‬‬
‫خاص‪ :‬ممارسة س‪++‬لطة الض‪++‬بط اإلداري الخ‪++‬اص ال تقص‪++‬ي ممارس‪++‬ة س‪++‬لطة‬
‫الضبط اإلداري العام لسلطاتها الضبطية‪ ،‬بحيث يمكن لهذه األخيرة أن تشدد‬
‫من إج‪++‬راء ض‪++‬بطي ه‪++‬و في األص‪++‬ل من اختص‪++‬اص س‪++‬لطة الض‪++‬بط اإلداري‬
‫الخاص‪( .‬ال تتم إعمال قاعدة الخاص يقيد العام) بشرط‪:‬‬
‫أن تكون اإلجراءات المتخذة أكثر شدة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن تك‪%%%‬ون اإلج‪%%%‬راءات المتخ‪%%%‬ذة متناس‪%%%‬بة م‪%%%‬ع الخصوص‪%%%‬يات‬ ‫‪‬‬
‫والظروف المحلية‪.‬‬
‫مثال‪ :‬قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية شركة أفالم لوتيسيا‪،‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إذا كنا بصدد الهيئة ذاتها (هيئة واحدة تملك اختصاصا مزدوجا‬
‫مختلفة‬ ‫خاصة‪،‬‬
‫العام‪.‬‬ ‫جراءات‬
‫الخاص يقيد‬ ‫بتدابير وإ‬
‫قاعدة‬ ‫يمارس تطبيق‬
‫عاما وخاصا)‪ :‬في هذه الحالة يتم‬ ‫التدابير المتخذة‬
‫عن تل ك ال تي يم ارس بموجبه ا الض بط‬
‫اإلداري العام‪.‬‬
‫مث ال‪ :‬ال يمكن منح ت راخيص في مج ال‬
‫إنش اء المؤسس ات المص نفة من ط رف‬
‫ال وزير أوال والي‪ ،‬حس ب الحال ة‪ ،‬إال بع د‬
‫القي ام بدراس ة الت أثير على البيئ ة أوم وجز‬
‫الت أثير على البيئ ة ودراس ة خط ر وتحقي ق‬
‫عم ومي‪ ،‬طبق ا للم ادة ‪ 5‬من المرس وم‬
‫التنفيذي رقم ‪.198-06‬‬
‫يك ون اله دف من الض بط اإلداري الخ اص‬ ‫الحفاظ على النظام العام بكل عناصره‪.‬‬ ‫الهدف المحدد‬
‫انون على محتلف ا كلي ا أو جزئيا عن ه دف الض بط‬ ‫رد النص في الق‬ ‫(ي‬
‫االختصاص ات الض بطية بص فة عام ة اإلداري الع ام (األه داف التقليدي ة)‪ .‬وذل ك‬
‫على النحو التالي‪:‬‬ ‫أوعلى سبيل المثال دون الحصر)‬

‫ضبط إداري خاص‬ ‫ضبط إداري خاص‬


‫يه‪%‬دف إلى تحقيق‬ ‫يستهدف أغراضا‬
‫حماي‪%%%%%‬ة النظ‪%%%%%‬ام‬ ‫خاص‪%%%%‬ا‪ %‬تختل‪%%%%‬ف‬
‫الع‪%%%%%%%%%%%%‬ام‪ :‬نفس‬ ‫عن األغ‪%%%%%%‬راض‬
‫أغ‪++‬راض الض‪++‬بط‬ ‫التقليدي‪%%‬ة للض‪%%‬بط‬
‫اإلداري العام لكن‬ ‫اإلداري (مح‪%%%‬ددة‬
‫الق‪+++‬انون الخ‪+++‬اص‬ ‫بم‪%%%‬وجب ق‪%%%‬انون‬
‫يح‪+++‬دد غرض‪+++‬ا أو‬ ‫خاص)‪:‬‬
‫أك‪+++‬ثر على س‪+++‬بيل‬ ‫مث‪%%%%%%‬ال‪ :‬يه‪++++++‬دف‬
‫الحصر‪.‬‬ ‫الض‪++++‬بط اإلداري‬
‫مث‪%%%%%‬ال‪ :‬الق‪+++++‬وانين‬ ‫في مج‪++‬ال الص‪++‬يد‬
‫المنظمة للمطاعم‪،‬‬ ‫إلى حماية بعض‬
‫به‪+++++++++‬دف حماية‬ ‫أص‪++++++++++++++++‬ناف‬
‫ص‪+++++++++++++++++‬حة‬ ‫الحيوان‪+++++++‬ات في‬

‫المستهلك‪.‬‬

‫يت ولى تنظيم نش اط معين ومح دد على‬ ‫‪‬يت ولى تنظيم أنش طة مختلف ة ومتنوع ة‪‬‬ ‫الموضوع‬
‫س بيل الحص ر بم وجب ق انون خ اص‬ ‫لمجموع األفراد في القانون نفسه‪.‬‬
‫بذلك النشاط فقط‪.‬‬ ‫‪‬تتس م األحكامالتش ريعية ال تي تخ ول هيئ ات‬
‫مث ال‪ :‬الق انون رقم ‪ 15-08‬المح دد‬ ‫الض بط اإلداري الع ام الس لطات‬
‫لقواع د مطابق ة البناي ات وإ تم ام‬ ‫والص الحيات الض بطية بالعمومي ة‬
‫إنجازها‪.‬‬ ‫والتجري د (ت رد تل ك الص الحيات على‬
‫تتض من الق وانين ال تي تتعل ق بالض بط‬ ‫‪‬‬ ‫سبيل المثال)‪.‬‬
‫اإلداري الخاص أحكاما تشريعية دقيقة‬
‫ومحددة ومفصلة‪.‬‬

‫استنتاج‪ :‬مج‪%%‬ال (مواض‪%%‬يع وأه‪%%‬داف) الض‪+‬بط اإلداري الخ‪+‬اص (من حيث الكم)‬
‫أوسع من مجال الضبط اإلداري العام وال يمكن حصره‪.‬‬
‫نطاق الضبط اإلداري الخاص يكون أضيق من نطاق الضبط اإلداري العام‪.‬‬
‫يت ولى تنظيم أنش طة مختلف ة ومتنوع ة يخص طائف ة معين ة‪ ،‬كاألطب اء‪ ،‬الص يادلة‪،‬‬ ‫األشخاص‬
‫األجانب‪.‬‬ ‫لمجموع األفراد في القانون نفسه‪.‬‬
‫مث ال‪ :‬الق انون رقم ‪ 11-08‬المتعل ق‬
‫لش روط دخ ول األج انب للجزائ ر وإ ق امتهم‬
‫بها وتنقلهم فيها‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬أهداف الضبط اإلداري‬

‫يعت بر النظ ام الع ام من أه داف نش اط الض بط اإلداري‪ ،‬و يش كل في ال وقت نفس ه قي د وض ابطا على‬
‫سلطات الضبط اإلداري‪ ،‬إذ يحدد اإلطار الذي يجب أن تتوقف عن ده ه ذه الس لطات في تقيي دها وتنظيمه ا‬
‫للحريات والنشاطات الفردية والعامة‪ ،‬وال يجوز لها أن تتجاوزه أو الخروج عن حدوده‪.‬‬
‫لكن تط ور النظ ام الع ام بتط ور نش اط الدول ة‪ ،‬فخ رج ب ذلك من ط ابع االس تثناء (المفه وم الس لبي)‬
‫المقي د للحري ة الفردي ة من خالل من ع الفوض ى واالض طراب‪ ،‬أين ك ان النظ ام الع ام يش مل الج انب الم ادي‬
‫الملموس الذي يعتبر حالة واقعية مناهضة للفوضى‪ .‬أي خرج من الحيز التقليدي الذي كان قاصرا على‬
‫العناص ر التقليدي ة للنظ ام الع ام (األمن الع ام‪ ،‬الس كينة العام ة‪ ،‬الص حة العام ة)‪ ،‬إلى نظ ام متس ع يش مل‬
‫ويس تغرق جمي ع المي ادين والمج االت ال تي تش مل حري ات و نش اط األف راد وال تي تش كل العناص ر الحديث ة‬
‫للنظ ام الع ام واأله داف الحديث ة للض بط اإلداري‪ .‬أي توس ع مج ال ت دخل س لطات الض بط اإلداري ليش مل‬
‫عناصر ومجاالت جديدة وبالتالي تحقيق أهداف جديدة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم وخصائص النظام العام‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم النظام العام‬

‫اقتصر تعريف النظام العام على تحديد عناصره دون تعريفه‪ ،‬سواء من طرف المشرع أوالقضاء‪.‬‬
‫وبهذا الصدد نجد أن مفهوم النظام العام قد تطور عبر مرحلتين ‪ ،‬حسب االجتهادات القضائية الفرنسية‪،‬‬
‫على النحو التالي‪:‬‬

‫مرحل ة م ا قب ل س نة ‪( 1959‬المفه وم الم ادي مرحل ة م ا بع د س نة ‪( 1959‬المفه وم الح ديث‪ :‬تم‬


‫إدراج الجانب المعنوي ضمن عناصر النظام العام)‬ ‫أوالتقليدي للنظام العام)‬

‫تم إخ راج المس ائل المتعلق ة ب اآلداب العام ة واألخالق من وذل ك انطالق ا من ق رار مجلس الدول ة الفرنس ي الص ادر في‬
‫نط اق النظ ام الع ام‪ .‬بحيث ألغى القض اء الفرنس ي إج راءات قض ية ش ركة أفالم لوتيس يا الص ادر بت اريخ ‪ 8‬ديس مبر‬
‫الض بط ال تي ك انت حجته ا المحافظ ة على اآلداب العام ة ‪ .1959‬أين تط ور مفه وم النظ ام الع ام بتط ور الوظيف ة‬
‫اإلدارية للدولة‪.‬‬ ‫وأدت إلى المساس بالحقوق والحريات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص النظام العام‬

‫النظام العام مفهوم متطور‪ :‬زمانيا ومكانيا‪ .‬يقوم على فكرة النسبية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ليس من ص نع المش رع وح ده‪ :‬ال يقتص ر على مجم وع الق وانين ال تي تتعل ق مباش رة بمص الح‬ ‫‪-‬‬
‫الجماع ة‪ ،‬ب ل يتجس د أيض ا في مب ادئ عام ة تهيمن على حي اة الجماع ة ول و لم تتض منها نص وص‬
‫قانونية‪ ،‬على الخصوص المبادئ الخلقية‪.‬‬
‫ع ام‪ :‬يتص ف بالعمومي ة والتجري د‪ ،‬إذ يس تهدف الض بط اإلداري المحافظ ة على النظ ام الع ام اتج اه‬ ‫‪-‬‬
‫األف راد بص فاتهم‪ .‬ف إذا قص د بالت دبير الض بطي ف ردا معين ا بذات ه دون بقي ة األف راد ال ذين تتماث ل‬
‫مراكزهم القانونية معه اعتبر ذلك التدبير الضبطي مخالفا للقانون‪.‬‬
‫النظام العام مجموعة من القواعد اآلمرة‪ :‬يهدف النظام العام إلى تحقيق الحد األدنى الذي ال يمكن‬ ‫‪-‬‬
‫االستغناء عنه من القواعد‪ .‬لذلك ال يستطيع األفراد استبعاد هذه القواعد أوتغييرها أواالتفاق على‬
‫مخالفتها وإ ال تعرض كيان المجتمع لالنهيار‪.‬‬
‫يزيد وينقص الحد األدنى المذكور أعاله بحسب االتجاه الفلسفي السائد في الدولة‪.‬‬
‫النظ ام الع ام يخض ع إلى التفس ير القض ائي‪ :‬تك ون للقاض ي الس لطة التقديري ة في تحدي د مض مون‬ ‫‪-‬‬
‫النظام العام عند نظر المنازعات المعروضة أمامه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬األهداف التقليدية للضبط اإلداري (العناصر التقليدية‪/‬المادية للنظام العام)‬

‫تتمث ل األه داف التقليدي ة للض بط اإلداري في العناص ر المادي ة التقليدي ة للنظ ام الع ام‪ ،‬وتش مل األمن‬

‫العام‪ ،‬السكينة العامة والصحة العامة‪.‬‬

‫الصحة العامة‬ ‫السكينة العامة‬


‫األمن العام‬ ‫العناص ر التقليدي ة للنظ ام‬
‫(النظام العام الصحي)‬ ‫(الراحة‪ /‬الطمأنينة العامة)‬
‫العام‬

‫توف ير األم ان والحماي ة اتخ اذ اإلج راءات والت دابير وقاي ة (حماي ة) األف راد من‬ ‫المفهوم‬
‫واطمئن ان األف راد على الوقائي ة الكفيل ة بالمحافظ ة على األخطار التي تهدد صحتهم من‬
‫أنفس هم‪ ،‬أم والهم وممتلك اتهم اله دوء ومن ع الضوض اء داخ ل جميع أنواع األمراض واألوبئة‬
‫المناطق السكنية وفي الطرقات وكل مصادر العدوى والتلوث‪،‬‬
‫وأعراض هم من خط ر أي‬
‫واألم اكن العام ة‪ ،‬ليال ونه ارا‪ ،‬واالحتي اط من ك ل م ا ق د يك ون‬
‫اعتداء يمكن أن يقع عليهم ‪،‬‬
‫ومن ع إقالق راح ة األف راد س ببا أو يحتمل أن يك ون س ببا‬
‫مهم ا ك ان مص در ه ذه‬
‫بإزالة أسباب اإلزعاج بالقضاء للمساس بالصحة العامة‪.‬‬
‫االعتداءات واألخطار‪:‬‬
‫على جمي ع مص ادر اإلزع اج‬
‫اإلنسان‪ :‬مثل المظ اهرات‪ ،‬والضوض اء ال تي تتج اوز‬ ‫‪‬‬
‫المض ايقات العادي ة لحي اة‬ ‫السرقة‪..‬‬
‫الطبيع ة‪ :‬مثل ال زالزل‪ ،‬الجماعة‪( .‬ق د يك ون الفع ل في‬ ‫‪‬‬
‫ح د ذات ه مباح ا ‪ ،‬لكن عن دما‬ ‫الفيضانات‪ ،‬الحرائق‪..‬‬
‫يتجاوز هذا الفعل الحد المألوف‬ ‫الحيوانات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وي ؤدي إلى إزع اج زإ قالق‬ ‫‪‬األشياء‪ :‬مثل انهيار مباني‬
‫األفراد تتدخل اإلدارة مستخدمة‬ ‫على المارة‪ ،‬األسلحة‪،‬‬
‫سلطاتها الضبطية‪).‬‬
‫السيارة‪ ،‬المواد الخطرة‪.‬‬

‫راد من‬ ‫ين األف‬ ‫تحص‬ ‫تنظيم الم رور لمن ع ح وادث‪‬من ع اس تعمال مك برات الص وت ‪‬‬ ‫‪‬‬
‫األمراض المعدية‪.‬‬ ‫أو تنظيم اس تعمالها مثال في‬ ‫التصادم‪.‬‬ ‫أمثلة على التدابير‬
‫المحافظ ة على س المة‬ ‫‪‬‬ ‫األسواق‪.‬‬ ‫ف رض ت راخيص حم ل‬ ‫واإلجراءات الضبطية ‪‬‬
‫مياه الشرب‪.‬‬ ‫‪‬من ع األنش طة المزعج ة ق رب‬ ‫السالح‪.‬‬
‫إع داد المج اري وتنظيم‬ ‫‪‬‬ ‫التجمعات السكية‪.‬‬ ‫القض اء على الحيوان ات‬ ‫‪‬‬
‫الصرف الصحي‪.‬‬ ‫المسعورة والمفترسة‪.‬‬
‫اتخ اذ الت دابير الالزم ة‬ ‫‪‬‬
‫لض مان س المة الم واد‬
‫الغذائية‪.‬‬

‫انون‬ ‫ادة ‪ 94‬من ق‬ ‫الم‬ ‫ذي رقم‪ ‬الم ادة ‪ 94‬من ق انون البلدي ة‪‬‬ ‫المرس وم التنفي‬ ‫‪‬‬ ‫أمثلة على القوانين‬
‫البلدية‪.‬‬ ‫و‪ 114‬من قانون الوالية‪.‬‬ ‫‪ 223-03‬المتض من تنظيم‬
‫الم ادة ‪ 15‬من الق انون رقم‬ ‫وم رقم ‪-91‬‬ ‫طبق ا للمرس‬ ‫المراقب ة التقني ة للس يارات‪‬‬
‫‪ 10-03‬المتعل ق بحماي ة‬ ‫‪ 267‬يض بط رئيس البلدي ة‬ ‫وكيفيات ممارستها‪.‬‬
‫البيئ ة في إط ار التنمي ة‬ ‫س اعات فتح ه ذه المحالت‬ ‫األم ر رقم ‪ 03-06‬ال ذي‬ ‫‪‬‬
‫المستدامة‬ ‫وإ غالقها (أسواق‪ ،‬معارض‪،‬‬ ‫يح دد ش روط وقواع د‬
‫تجمعات‪)...‬‬ ‫ممارس ة الش عائر الديني ة‬
‫لغير المسلمين‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬األهداف الحديثة للضبط اإلداري (العناصر الحديثة للنظام العام)‪:‬‬

‫يحتل ف المفه وم الح ديث للنظ ام الع ام عن المفه وم التقلي دي‪ ،‬و يرتب ط موض وع ه ذا االختالف في‬
‫استيعاب الكثير من المفاهيم التي لم يكن يتصور سابقا أنها تؤدي إلى اإلخالل به‪.‬‬
‫فلم تعد تتوقف عند حد حماية وكفالة الحياة المادية لألفراد‪ ،‬بل أيضا حماية الحياة المعنوية واألخالقية‪.‬‬
‫كما توسع نشاط الضبط اإلداري ليشمل الجانب الجمالي الذي أصبح مطلبا عالميا‪ ،‬تحت تأثير المنظمات‬
‫والجمعيات المدافعة عن البيئة والطبيعة‪.‬‬
‫وقد كان للقضاء اإلداري الفرنسي خاصة دور هام في توسيع أهداف الضبط اإلداري ليعترف بحق هيئات‬
‫الض بط اإلداري في الت دخل لحماي ة اآلداب العام ة واألخالق العام ة والحف اظ على جم ال ورون ق األم اكن‬
‫العمومية وحماية النظام االقتصادي‪.‬‬
‫س يتم التط رق من خالل ه ذا المبحث إلى بعض ه ذه العناص ر الحديث ة للنظ ام الع ام أوم ا يع رف‬
‫باألهداف الحديثة للضبط اإلداري‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الحفاظ على اآلداب واألخالق العامة (النظام العام األدبي والخلقي)‬

‫يرتب ط مفه وم األخالق واآلداب العام ة بالفض يلة ومجم وع الس لوكيات اإليجابي ة ال تي تعكس خ روج‬
‫اإلنس ان عن طابع ه الحي واني إلى الط ابع اإلنس اني من خالل الس لوكيات ال تي تتض من في أدائه ا ع دم‬
‫اإلضرار باآلخرين وكذا عدم اإلخالل بالقواعد الدينية واالجتماعية السائدة في المجتمع‪.‬‬
‫يتبين من خالل ذلك أن للنظام العام الخلقي أبعادا أساسها ديني ومعتقدات وأحاسيس حسب كل مجتمع‪ ،‬فما‬
‫هو مباح في دولة قد ال يكون مباحا في دولة أخرى‪.‬‬

‫أك د الفق ه على ض رورة ت دخل الس لطات اإلداري ة الض بطية للحماي ة من ك ل م ا يمس ب اآلداب‬
‫واألخالق العامة‪ ،‬والذي من شأنه أن يعكر النظام العام المادي للمجتمع‪ .‬وكان من بين هؤالء الفقهاء الفقي ه‬
‫"موريس هوريو"‪.‬‬

‫ق ال م وريس هوري ة‪...« :‬عالوة على النظ ام الم ادي ال ذي يع ني ع دم وج ود الفوض ى‪ ،‬يوج د النظ ام الخلقي ال ذي‬
‫يرمي إلى المحافظة على ما يسود من معتقدات وأحاسيس وأفكار‪ .‬فإذا كان االضطراب في النظام الخلقي قد بلغ درجة‬
‫من الخط ورة ته دد كي ان النظ ام الع ام الم ادي‪ ،‬بس توجب ت دخل الس لطات اإلداري ة الض بطية لوض ع ح د ل ذلك‬
‫االضطراب‪»...‬‬

‫لكن ظلت العدي د من التش ريعات‪ ،‬من بينه ا التش ريع الفرنس ي‪ ،‬متحفظ ة في ه ذا المج ال‪ ،‬مس تبعدة‬
‫فكرة األخالق من مضمون النظام العام ومن ثم من نطاق تدخل سلطات الضبط اإلداري‪ .‬وتبنى القضاء‬
‫اإلداري الموق ف نفس ه‪ ،‬إلى أن تراج ع عن ه ووس ع مفه وم النظ ام الع ام ليش مل الج انب األدبي (اآلداب‬
‫واألخالق العامة)‪ ،‬وكان ذلك ابتداء من قراره الص ادر بت اريخ ‪ 18‬ديسمبر ‪ 1959‬في قض ية شركة أفالم‬
‫لوتيسيا (‪ )Lutitia‬والنقابة الفرنسية للمنتجين ومستثمري األفالم‪.‬‬

‫وقائع القضية‪ :‬أص در رئيس بلدي ة نيس –مدين ة ب الجنوب الفرنس ي‪ -‬ق رار إداري ا ض بطيا يقض ي بمن ع ع رض ثالث ة‬
‫أفالم تحصلت على ترخيص قانوني من طرف الوزير المختص بعد موافقة لجنة المراقبة على األفالم السينمائية المنظم‬
‫بموجب قانون ‪.1945‬‬
‫أص در رئيس البلدي ة ق رار المن ع ه ذا تحت ت أثير ق وى الض غط االجتم اعي في المدين ة‪ ،‬وبالتحدي د جمعي ة أولي اء‬
‫التالمي ذ‪ ،‬ال ذين ه ددوا بالقي ام بمظ اهرات في المدين ة لمن ع ع رض ه ذه األفالم ال تي ته دد تربي ة وأخالق وآداب التالمي ذ‬
‫الصغار‪ ،‬حسب رأبهم‪.‬‬
‫رفعت الش ركة الفرنس ية إلنت اج واس تثمار األفالم دع وى أم ام مجلس الدول ة الفرنس ي مطالب ة بإلغ اء ق رار رئيس‬
‫البلدية والتعويض عن األضرار المترتبة عن عدم عرض هذه األفالم‪.‬‬
‫أصدر مجلس الدولة الفرنسي قرار رفض بموجبه إلغاء قرار رئيس البلدية‪.‬‬

‫وشمل البعد الخلقي واآلداب العامة مجاالت عديدة‪ ،‬منها‪ :‬السينما‪ ،‬المسرح‪ ،‬المطبوعات‪...‬فقد أجاز مجلس‬
‫الدول ة الفرنس ي به ذا الص دد إج راءات الض بط اإلداري المتعلق ة بـ ‪ :‬من ع ع رض الص حف والمجالت‬
‫والمنشورات المثيرة للغرائز في الطرق العامة؛ منع حفالت الرقص في المقاهي ومنع الشباب أقل من ‪18‬‬
‫سنة من دخول الحانات؛ منع عرض األفالم الخليعة‪.‬‬
‫لكن ت دخل اآلداب العام ة ض من الض بط اإلداري في ح دود معينة‪ .‬بحيث ال يتع دى إلى األخالق‬
‫المثالية‪ ،‬بل يتدخل لحماية الحد األدنى من القيم التي إذا لم تصن يترتب عن ذلك اإلخالل بالطابع المادي‬
‫للنظام العام‪.‬‬
‫ل ذا ألغى مجلس الدول ة الفرنس ي ع دة ق رارات إداري ة ض بطية تض منت من ع ع رض بعض األفالم به دف‬
‫حماي ة اآلداب واألخالق العام ة‪ ،‬حيث أك د مجلس الدول ة الفرنس ي في ه ذه الق رارات القض ائية أن الطبيع ة‬
‫غير األخالقية للفيلم ال تبرر لوحدها قرار المنع مادام ليس من شأنها أن تهدد النظام العام المادي‪.‬‬

‫مثال‪ :‬قرار مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 19‬أفريل ‪ 1963‬في قضية شركة أفالم مارصو (‪.)Marceau‬‬

‫موقف المشرع الجزائري‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫كان من المنطقي أن تتكفل سلطات الضبط اإلداري حماية وصيانة الىداب العامة‪ ،‬باعتبار المجتمع‬
‫الجزائري مجتمع مسلم‪.‬‬
‫ونظرا للطابع االجتماعي والديني للمجتمع الجزائري‪ ،‬تبنى القضاء اإلداري الجزائري فكرة وجود‬
‫النظام العام األدبي والخلقي‪ ،‬وذلك من خالل ما أصدره من أحكام قضائية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تتدخل سلطات الضبط اإلداري للحفاظ على اآلداب واألخالق العامة في حالتين‪:‬‬
‫الحال ة األولى‪ :‬تت دخل س لطات الض بط اإلداري عن دما ي ؤدي المس اس ب اآلداب العام ة إلى‬ ‫‪‬‬
‫إحداث اضطراب مادي للنظام العام‪ ،‬ويتشابه هذا الموقف مع موقف القضاء اإلداري الفرنسي‪ .‬فيعد مثال‬
‫شرب الكحول في األماكن العمومية تصرفا مخال باآلداب العامة ويمس بالصحة والسكينة العامة‪.‬‬
‫مث ال‪ :‬ق رار مجلس الدول ة الجزائ ري الص ادر بت اريخ ‪ 2009-04-15‬في قض ية والي والي ة ت يزي وزو‬
‫ضد (ج‪ .‬س‪.).‬‬
‫و قرار المجلس األعلى الصادر بتاريخ ‪ 1982-11-17‬في قضية (ق‪.‬ع‪ ).‬ضد رئيس دائرة‪....‬‬
‫‪‬الحال ة الثاني ة‪ :‬تت دخل س لطات الض بط اإلداري عن دما ي ؤدي مخالف ة اآلداب العام ة إلى ح دوث‬
‫اض طراب في عقي دة الجماع ة‪ .‬وته دف س لطات الض بط اإلداري في ه ذه الحال ة إلى حماي ة اآلداب العام ة‬
‫بص فة مس تقلة وليس ألنه ا ت ؤدي إلى اض طراب م ادي‪ .‬ويقص د ب األخالق العام ة به ذا المع نى مجموع ة‬
‫المباديء األخالقية التي تقبلها وطبقها عامة األفراد في المجتمع في وقت معين وفي مك ان معين‪ ،‬وال تي‬
‫تضمن الدولة حمايتها‪.‬‬
‫تعتبر األخالق واآلداب العامة بهذا المعنى فكرة نسبية تتغير بتغير ظروف الزمان والمكان‪.‬‬
‫زمث ال‪ :‬م ع بداي ة الق رن العش رين (‪ )20‬ك ان يمن ع مص ارعة المالكم ة‪ ،‬كم ا ك ان يمن ع التج ول على‬
‫الشواطيء بلباس السباحة‪.‬‬

‫مالحظة‪ - :‬منح المشرع الجزائري لرئيس البلدية سلطة المحافظة على اآلداب العامة بشكل صريح (بصفتها عنصر‬
‫مستقل) بموجب نص المادة ‪ 237/1‬من األمر رقم ‪ 24-67‬المؤرخ في ‪ 18‬يناير ‪ 1967‬المتضمت القانون البلدي‪.‬‬
‫تراجع المشرع الجزائري عن موقفه هذا في تعديل قانون البلدية بموجب القانون رقم ‪ 08-90‬المؤرخ في ‪7‬‬ ‫‪-‬‬
‫أبريل ‪ 1990‬يتعلق بالبلدية‪ .‬واستقر على الموقف نفسه في ظل القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو‬
‫‪ 2011‬يتعلق بالبلدية‪.‬‬

‫وطبقا لهذا التحول في موقف المشرع الجزائري فإن اآلداب واألخالق العامة التي تتكفل سلطات‬
‫الض بط اإلداري بحمايته ا هي تل ك اآلداب العام ة ذات المظه ر الخ ارجي ال تي يجب أن يتحلى به ا الف رد‬
‫اتج اه الجماع ة وال تي ي ؤدي اإلخالل به ا‪ ،‬س واء بالفع ل أوالكلم ة أوالص ورة‪ ،‬إلى إلح اق الض رر بالط ابع‬
‫المادي للنظام العام؛ وال دخل لسلطات الضبط اإلداري في أخالق الشخص اتجاه نفسه‪.‬‬
‫مث ال‪ :‬إذا ك ان من ح ق الف رد الخ روج إلى اإللح اد‪ ،‬فإن ه ليس من حق ه في الدول ة المس لمة ال دعوة إلى‬
‫اإللحاد‪.‬‬

‫وال يش كل حماي ة اآلداب واألخالق العام ة التزام ا يق ع على ع اتق س لطات الضبط اإلداري العامة فق ط‪ ،‬ب ل‬
‫حتى سلطات الضبط اإلداري الخاصة‪.‬‬

‫مثال على قوانين خاصة‪:‬‬


‫‪ -‬المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ ، 2000/03‬المؤرخ في ‪ ،2000-08-05‬المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالبريد‬
‫والمواصالت السلكية والالسلكية‪.‬‬
‫المادة ‪ 92‬من القانون العضوي رقم ‪ ،05-12‬المؤرخ في ‪ ،2012-01-12‬المتعلق باإلعالم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬جمال رونق و رواء المدن (النظام العام الجمالي البيئي‪ ،‬جمال الرونق والمظهر)‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف جمال الرونق والرواء‬

‫اختلف الفقهاء في تعريف جمال الرونق والرواء‪ .‬فمنهم من يعتبره‪« :‬النظام الذي يهدف إلى حماية‬
‫جمال الرونق والرواء للبيئة حفاظا على السكينة النفسية لألفراد المقيمين في هذه البيئة‪».‬‬
‫االقتصار على هذه الغية فقط ( السكينة النفسية) قد يطعن في الطابع المادي لهذا العنصر‪.‬‬
‫ل ذا هن اك من ع رف جم ال الرون ق وال رواء بأن ه‪« :‬المظه ر الف ني والجم الي للش ارع ال ذي يس تمتع الم ارة‬
‫برؤيته‪».‬‬
‫فيتسم جمال الرونق والرواء حسب هذا التعريف بالمظهر المادي‪ ،‬ويظهر هذا المظهر المادي في العناصر‬
‫التالية‪:‬‬
‫مادية ما يقع عليه الضرر‪ ،‬وهو المنظر الجمالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مادية المسبب أوالمسببات التي تمس المنظر الجمالي للبيئة المحيطة‪ .‬أي كل ما من شأنه أن يشوه‬ ‫‪-‬‬
‫جمال ورونق المنظر والتي تكون ممارسات مادية‪ .‬مثال‪ :‬وضع ملصقات على الجدران بشكل عشوائي‪.‬‬
‫مادية األثر الناتج‪ ،‬والتي تكون نتيجة مرئية ملموسة بصرية مادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التكريس التدريجي لعنصر "جمال الرونق والرواء"‬

‫تم االع تراف بجم ال الرون ق وال رواء كعنص ر للنظ ام الع ام‪ ،‬بم ا يخ ول لس لطات الض بط اإلداري‬
‫التدخل‪ ،‬تدريجيا عبر مرحلتين‪:‬‬

‫أوال‪ -‬المرحلة األولى‪:‬‬


‫لم يعت بر مجلس الدول ة الفرنس ي‪ ،‬خالل ه ذه المرحل ة‪ ،‬جم ال الرون ق وال رواء كعنص ر مس تقل من‬
‫عناصر النظام العام‪ .‬حيث لم يسمح باس تخدام سلطة الضبط اإلداري حفاظ ا على المنظر الجمالي إال في‬
‫ح ال وج ود نص وص خاص ة‪ .‬مث ال‪ :‬ق رار مجلس الدول ة الفرنس ي الص ادر بت اريخ ‪ 1928-05-04‬في‬
‫قضية ‪.Leroy‬‬

‫ثانيا‪ -‬المرحلة الثانية‪:‬‬


‫تغير موقف مجلس الدولة الفرنسي تحت تأثير المنظمات والجمعيات المدافعة عن الجمال‪ .‬وكان‬
‫من بين أهم القرارات التي أصدرها مجلس الدولة الفرنسي والتي أكد بموجبها على اعتبار حماية الجمال‬
‫عنصرا من عناصر النظام العام‪ ،‬ومن ثم يدخل في نطاق أهداف الضبط اإلداري قراره الصادر بتاريخ‬
‫‪ 1936-10-23‬في قض ية المط ابع والنش ر بب اريس‪ ،‬ويتعل ق األم ر بإعالن ات ورقي ة ت وزع على الم ارة‬
‫الذين يتخلصون منه ا في الش ارع فتشوهت الطرق ات‪ .‬اع ترف مجلس الدول ة الفرنس ي بموجب قراره هذا‬
‫لسلطات الضبط اإلداري بإمكانية التدخل حفاظا على جمالية المنظر فقط ولو لم ترتبط بالثالثية الكالسيكية‬
‫للنظام العام‪ .‬فاعترف بجمال الرونق والرواء كعنصر مستقل للنظام العام قائم بذاته‪.‬‬
‫س اير المش رع الفرنس ي موق ف القض اء بإدم اج العدي د من أن واع الب وليس الخ اص تتكف ل بحماي ة‬
‫الجم ال‪ .‬مث ال‪ :‬الم ادة ‪ 7‬من ق انون ‪ 1943-04-12‬المتعل ق بش رطة الملص قات والم ادة ‪ 276‬من ‪Code‬‬
‫‪( rurale‬المرس وم الص ادر بت اريخ ‪ )1997-10-01‬ال ذي يحظ ر ك ل ش خص من القي ام بال ذبح الش عائري‬
‫خارج المسالخ‪.‬‬
‫أما فيما يخص الفقه فقد انقسم إلى اتجاهين مكرسين اتجاهي القضاء الفرنسي‪:‬‬
‫االتجاه األول‪ :‬ذهب إلى عدم أخذ جمال الرونق والرواء في االعتبار إال إذا تالقى بصورة ما مع‬ ‫‪-‬‬
‫أحد عناصر النظام العام التقليدية‪.‬‬
‫االتج اه الث اني‪ :‬ذهب إلى اعتب ار المحافظ ة على جم ال الرون ق كأح د عناص ر النظ ام الع ام دون‬ ‫‪-‬‬
‫اشتراط تالقيه مع أحد عناصر النظام العام‪ ،‬منهم الفقيه ‪.Duez‬‬

‫إض افة‪ :‬هن اك من يش ترط وج ود "ط ابع خط ورة خ اص" من ش أنه إث ارة "اض طراب خ ارجي" إلعم ال‬
‫عنصر "جمال الرواء والرونق"‪ ،‬تجنبا للتعسف في استعمال السلطة اإلدارية الضابطة‪.‬‬

‫اعتبر المشرع الجزائري "جمال الرونق والرواء" عنصرا من عناصر النظام العام‪ ،‬تتكفل سلطات‬
‫الض بط اإلداري بحمايت ه وص يانته‪ ،‬س واء عن طري ق س لطات الض بط اإلداري الع ام أو هيئ ات الض بط‬
‫اإلداري الخاص‪ ،‬مثل شرطة الغابات‪ ،‬شرطة الشواطئ ‪...‬‬

‫مثال‪ :‬المادتان ‪ 08‬و‪ 10‬من القانون رقم ‪ 04-11‬المنظم لنشاط الترقية العقارية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬معايير الجمال ونماذجه‬

‫تم حاليا حصر العناصر التي تدخل في جمال المدينة وروائها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬ت رميم المب اني القديم ة‪ :‬يقص د به ا المب اني التراثي ة واألثري ة مث ل المس اجد‪ ،‬القالع‪ ،‬األس واق‪،‬‬
‫الحمامات‪ ،‬القصور القديمة‪ ،‬الساحات العمومية‪.‬‬
‫أمثلة على قوانين متضمنة النص على مثل هذه التدابير واإلجراءات‪:‬‬
‫القانون رقم ‪ 04-98‬المؤرخ في ‪ 1998-06-15‬المتعلق بحماية التراث الثقافي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون رقم ‪ 02-01‬المؤرخ في ‪ 2001-12-12‬المتعلق بتهيئة اإلقليم والتنمية المستدامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ -‬بناء وتشييد العمارات‪ :‬يس مى الضبط اإلداري في مج ال العم ران بغي ة حف ظ النظ ام الع ام العم راني‬
‫من خالل تقيي د ح ق الملكي ة الخاص ة في تش ييد بناي ة ب احترام الش روط والتنظيم ات الخاص ة ب العمران‪ .‬ل ذا‬
‫أص در المش رع مجموع ة من التش ريعات لتنظيم وض بط موض وعات البن اء والعم ران‪ ،‬بحيث أص بح بن اء‬
‫المدن يتميز بطابع خاص يضفي عليها جماال متناسقا‪.‬‬

‫أمثلة على هذه القوانين‪:‬‬


‫القانون رقم ‪ 15-08‬الذي يحدد قواعد مطابقة البنايات وإ تمام إنجازها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الم ادة ‪ 12‬من الق انون رقم ‪ 05-04‬الم ؤرخ في ‪ 2004-08-14‬المع دل والمتمم للق انون رقم ‪29-90‬‬ ‫‪-‬‬
‫المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ ،‬أين تم منح رئيس البلدية سلطة ضبط إداري في الحد من ظاهرة البناء الفوضوي‬
‫من خالل مثال سلطته في إصدار قرار هدم البناء الفوضوي في أجل ‪ 8‬أيام (جزاء إداري)‪.‬‬
‫إضافة إلى المادتين ‪ 94/5‬و ‪ 95‬من القانون رقم ‪.10-11‬‬
‫كما تم إنشاء البوليس اإلداري للتعمير كفرع متخصص من البوليس اإلداري‪ ،‬مثل ما تم النص عليه في الم ادة‬
‫‪ 6‬من القانون رقم ‪ 06-06‬الذي يتضمن القانون التوجيهي للمدينة‪.‬‬

‫ثالث ا‪ -‬المحافظ ة على نظاف ة البيئ ة‪ :‬ت دخل ض من س لطات الض بط اإلداري المحافظ ة على نظاف ة البيئ ة‬
‫ص ونا لجم ال الرون ق وال رواء‪ .‬وفي ه ذا اإلط ار خ ول المش رع الجزائ ري ل رئيس البلدي ة س لطة الض بط‬
‫اإلداري في مج ال المحافظ ة على نظاف ة البيئ ة بم وجب الم ادة ‪ 94‬من الق انون رقم ‪ 10-11‬المتعل ق‬
‫بالبلدية‪.‬‬
‫إض افة إلى نص وص خاص ة‪ ،‬مث ال‪ :‬الق انون رقم ‪ 19-01‬الم ؤرخ في ‪ 2001-12-12‬المتعل ق بتس يير‬
‫النفايات ومراقبتها وإ زالتها‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬تنظيم لوحات الدعاية واإلعالن‪ :‬يقصد بها كافة أنواع اللوحات العادية واإلشهارية أوأعمدة اإلنارة‬
‫(أعم دة الدعاي ة المن ارة مث ل المتواج دة بم دخل الص يدليات) ال تي توج د على األرص فة وعلى المحالت‬
‫التجارية وأسطح العمارات‪.‬‬
‫فيجب أن تعكس هذه اللوحات الوجه الجمالي والحضاري للمدينة‪ ،‬ويشترط فيها أال تتعارض مع األعراف‬
‫والتقاليد واألخالق والعادات وأن تراعى مقتضيات األمن والسالمة وعدم تشويه المناظر الطبيعية واآلثار‪.‬‬
‫خامسا‪ -‬تشجير المدينة وتزيينها واالهتمام بحدائقها‪ :‬تم إل زام ك ل مش روع بن اء في المدين ة بالحف اظ على‬
‫المن اطق الخض راء وإ لزامي ة وض ع مس احات خض راء‪ .‬مث ال‪ :‬الق انون رقم ‪ 06-07‬المتعل ق بتس يير‬
‫المساحات الخضراء وحمايتها وتثمينها‪.‬‬
‫ويتضمن هذا التدبير أو اإلجراء‪ :‬تشجير المدينة؛ تزيين تقاطعات الطرق؛ االهتمام بفتح أكبر عدد ممكن‬
‫من الحدائق‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬النظام العام االقتصادي‬

‫تحت ض غط الظ روف االقتص ادية واالجتماعي ة أص بحت الدول ة تت ولى تنظيم العدي د من الج وانب‬
‫االقتص ادية‪ ،‬فظه رت فك رة النظ ام الع ام االقتص ادي وال ذي يق وم على فك رة تقيي د األنش طة االقتص ادية‬
‫الفردي ة‪ ،‬ت دابير األس عار‪ ،‬ت دابير االقتص اد الخ اص باألزم ات‪ ،‬ت دابير التم وين ب المواد والمنتج ات ومن ع‬
‫احتكاره ا وتنظيم عملي ات التص دير واالس تيراد‪ ،‬ت دابير حماي ة بعض المراف ق االقتص ادية‪ ،‬حماي ة‬
‫األموال(تنظيم التعامل بأوراق النقد والبورصة ومكافحة التضخم) وتوفير المواد الغذائية الضرورية‪.‬‬
‫يتبين لنا من خالل كل ما سبق أن النظام العام االقتصادي يستغرق وجهين‪:‬‬
‫األول حمائي‪ :‬يهدف إلى حماية األطراف الضعيفة وبالخصوص المستهلك في العالقة التعاقدية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مثال‪ - :‬تش كل قواع د ق انون العم ل والض مان االجتم اعي نظاما عام ا اجتماعي ا يه دف إلى حماي ة مص لحة‬
‫العامل باعتباره طرفا ضعيفا في العالقة التعاقدية في مواجهة رب العمل‪.‬‬
‫‪ -‬حماية القدرة الشرائية للمواطن والتدخل للحد من البطالة وحماية األسعار والتموين الدائم بالسلع‬
‫االستهالكية‪ .‬فإن تأثرت هذه المسائل ستنعكس سلبا على النظام العام‪.‬‬
‫‪-‬الث اني ت وجيهي‪ :‬ي برز توج ه الدول ة االقتص ادي من خالل سياس ة األس عار وق انون المنافس ة‪ .‬فمثال‬
‫ال تراخيص ال تي تمنحه ا اإلدارة لممارس ة نش اط معين والش روط ال تي تفرض ها بمناس بة ممارس ة أنش طة‬
‫محددة ليست فقط لمراقبة النشاط وإ نما لتوجيه االستثمارات نحو مجاالت معينة تساهم في تحقيق رفاهية‬
‫األفراد‪ ،‬وبالتالي القضاء على أي نوع من أنواع االضطرابات ‪.‬‬

‫لكن ال يجوز لسلطات الضبط اإلداري التدخل إال في حالة وجود تهديد بالنظام العام في إطار هذه المسائل‬
‫(إضرار باالستقرار االقتصادي) وبموجب نصوص تشريعية خاصة‪.‬‬
‫مث ال‪ :‬يمكن لس لطات الض بط اإلداري أن تتخ ذ ت دابير لمن ع نقص الم واد التمويني ة‪ ،‬لمن ع المض اربة ورف ع‬
‫األسعار بشكل وهمي‪.‬‬
‫أمثلة على قرارات ضبطية تنظيمية في المجال االقتصادي‪:‬‬
‫المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 402-07‬الم ؤرخ في ‪ 2007-12-25‬ال ذي يح دد أس عار س ميد القمح الص لب عن د‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنتاج وفي مختلف مراحل التوزيع‪.‬‬
‫المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 14-05‬الم ؤرخ في ‪ 2005-01-09‬ال ذي يح دد كيفي ات تس عير الم اء المس تعمل في‬ ‫‪-‬‬
‫الفالحة وكذا التعريفات المتعلقة به‪.‬‬

‫تتكفل بالعمليات الضبطية هيئات ضبطية خولها المشرع سلطة اتخاذ التدابير الضبطية في مجاالت‬
‫اقتصادية محددة‪ ،‬مثل األجهزة اإلدارية والموظفين الذين يقومون بمراقبة المحالت وأماكن التصنيع لضبط‬
‫الخلل في معايير السالمة والجودة وضبط المخالفة وفق محضر(هيئات ضبط إداري خاصة)‪ ،‬طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 31‬من القانون رقم ‪ 03-09‬المؤرخ في ‪ 2009-02-25‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬توجد عناصر حديثة أخرى للنظام العام‪ ،‬وتتوسع وتزيد هذه العناصر كلما زاد تدخل تنظيم الدولة في مجاالت‬
‫مستحدثة‪ .‬مثال النظام العام البيئي‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬سلطات ووسائل الضبط اإلداري‬


‫بالنظر إلى النتائج التي يمكن أن تنعكس (سلبا) على الحريات الفردية‪ ،‬قيد المشرع (سواء المؤسس‬
‫الدس توري أوالمش رع الع ادي) وظيف ة الض بط اإلداري من حيث الهيئ ات الموكل ة له ا ومن حيث الوس ائل‬
‫ال تي تملكه ا ألداء ه ذه الوظيف ة‪ .‬ل ذلك س نتناول في المبحث األول هيئ ات (س لطات) الض بط اإلداري‪ ،‬وقي‬
‫المبحث الثاني وسائل الضبط اإلداري‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬هيئات الضبط اإلداري‬

‫يقصد بهيئات الضبط اإلداري تلك الهيئات المخولة قانونا استخدام وسائل وأساليب الضبط اإلداري‪.‬‬
‫ينعكس التصنيف الذي أوردناه سابقا للضبط اإلداري‪ ،‬إلى ضبط إداري عام وضبط إداري خاص‪ ،‬ضبط‬
‫إداري وطني وآخر محلي ‪ ،‬ينعكس على تصنيف سلطات الضبط اإلداري‪ .‬لذا هناك سلطات ضبط إداري‬
‫عام وسلطات ضبط إداري خاص؛ سلطات ضبط إداري مركزية وأخرى محلية‪.‬‬
‫لكن سنكتفي من خالل هذا المبحث باإلشارة إلى سلطات الضبط اإلداري العام في النظام القانوني‬
‫الجزائ ري دون س لطات الض بط اإلداري الخ اص؛ وال تي س نقوم بتقس يمها إلى هيئ ات ض بط إداري ع ام‬
‫مركزية (وطنية) وهيئات ضبط إداري عام محلية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬هيئات الضبط اإلداري العام على المستوى المركزي (الوطني)‬

‫تتمثل هيئات الضبط اإلداري العام على المستوى المركزي في كل من‪ :‬رئيس الجمهورية‪ ،‬الوزير‬
‫األول أورئيس الحكومة حسب الحالة‪ ،‬الوزراء‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬رئيس الجمهورية كسلطة ضبط إداري‪:‬‬

‫اع ترف الدس تور الجزائ ري ض منيا ل رئيس الجمهوري ة بص الحيات الض بط اإلداري –في الح االت‬
‫العادية‪-‬؛ وذلك من خالل منح المؤسس الدستوري لرئيس الجمهورية صالحية المحافظة على كيان الدولة‬
‫وأمنها وسالمتها كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬نص الم ادة ‪ 90‬من التع ديل الدس توري لس نة ‪ 2020‬ال تي تض منت نص اليمين الدس تورية ال تي‬
‫يؤديها رئيس الجمهورية‪...«:‬أسهر على استمرارية الدولة وأعمل على ‪ ...‬وأحافظ على سالمة ووحدة ال تراب الوط ني‬

‫ووحدة الشعب واألمة وأحمي الحريات والحقوق األساسية لإلنسان والمواطن‪.»...‬‬

‫‪ ‬باعتباره حامي الدستور والقائد األعلى للقوات المسلحة والمسؤول عن الدفاع الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬بموجب العرف الدستوري الذي يفرض أن يمارس رئيس الجمهورية سلطة الضبط اإلداري العام‬
‫باسم الدولة‪ ،‬باعتباره حامي الدستور والقائد األعلى للقوات المسلحة والمسؤول عن الدفاع الوطني‪.‬‬
‫‪ ‬يم ارس رئيس الجمهوري ة الس لطة التنظيمي ة‪ ،‬وذل ك طبق ا لنص الم ادة ‪ 141/1‬من تع ديل دس تور‬
‫‪.2020‬‬
‫تنص المادة ‪ 141/1‬من تعديل دستور ‪ 2020‬على مايلي‪« :‬يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في‬
‫المسائل غير المخصصة للقانون‪».‬‬

‫‪ ‬أم ا في الظ روف االس تثنائية‪ ،‬فتم تخوي ل وظيف ة الض بط اإلداري ص راحة ل رئيس الجمهوري ة‪،‬‬
‫بم وجب نص الم واد من ‪ 97‬إلى ‪ 101‬من تع ديل دس تور ‪ ،2020‬التخ اذ بعض اإلج راءات والت دابير‬
‫لمواجهة الحاالت التالية‪ ،‬عن طريق اإلعالن عنها‪ :‬حالتي الطواريء والحصار‪ ،‬طبقا لنص المادتين ‪97‬‬
‫من تعديل دستور ‪2020‬؛ الحالة االستثنائية‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 98‬من تعديل دستور ‪2020‬؛ حالة التعبئة‬
‫العام ة‪ ،‬طبق ا لنص الم ادة ‪ 99‬من تع ديل دس تور ‪2020‬؛ حال ة الح رب‪ ،‬طبق ا لنص الم ادتين ‪ 100‬و‪101‬‬
‫من تعديل دستور ‪.2020‬‬
‫وي ترتب على اإلعالن عن ه ذه الح االت نت ائج وآث ار هام ة‪ ،‬من أهمه ا‪ :‬زي ادة س لطات رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬توسيع صالحيات سلطات الضبط اإلداري األخرى في مواجهة الحقوق والحريات‪.‬‬

‫أمثلة على مراسيم رئاسية مارس من خاللها رئيس الجمهورية سلطة الضبط اإلداري‪:‬‬
‫في الح االت االس تثنائية‪ :‬المرس وم الرئاس ي رقم ‪ 44-92‬م ؤرخ في ‪ 9‬ف براير ‪ 1992‬يتض من إعالن حال ة‬ ‫‪-‬‬
‫الطواريء‪.‬‬
‫في الح االت العادي ة‪ :‬المرس وم الرئاس ي رقم ‪ 228-15‬الم ؤرخ في ‪ 2015-08-22‬يح دد القواع د العام ة‬ ‫‪-‬‬
‫المتعلقة بتنظيم النظام الوطني للمراقبة بواسطة الفيديو وسيره‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الوزير األول أورئيس الحكومة –حسب الحالة‪ -‬كسلطة ضبط إداري‬

‫لم تمنح النص وص الدس تورية صراحة لل وزير األول‪ /‬رئيس الحكوم ة س لطات في مج ال الض بط‬
‫اإلداري‪ .‬لكن يمكن إقراره ا على أس اس الوظيف ة التنظيمي ة التنفيذي ة ال تي يمارس ها بم وجب نص الم ادة‬
‫‪ 112/3‬من تع ديل دس تور ‪ ،2020‬باعتب اره المس ؤول عن تنفي ذ الق وانين‪ .‬ل ذا يعت بر ال وزير األول‪ /‬رئيس‬
‫الحكوم ة من بين سلطات الضبط اإلداري العام بم وجب م ا يتخ ذه من مراس يم تنفيذية تض بط وتح دد كيفي ة‬
‫ممارس ة الحري ات العام ة في مختلف المج االت (عب ارة "مختل ف المج االت" تؤك د أنه ا س لطة ض بط إداري‬
‫عام)‪ ،‬شريطة أن تكون تلك المراسيم التنفيذية منسجمة تماما مع القوانين المتعلقة بتلك الحريات وتطبيقا‬
‫لها‪ ،‬ذلك أن السلطة التنظيمية المخولة للوزير األول‪ /‬رئيس الحكومة مرتبطة بالسلطة التشريعية وليست‬
‫منفص لة عنه ا‪ ،‬بخالف الس لطة التنظيمي ة ل رئيس الجمهوري ة‪ .‬ل ذلك نطل ق عليه ا بالس لطة التنظيمي ة‬
‫التنفيذية‪.‬‬
‫فيمكن إذا للوزير األول‪ /‬رئيس الحكومة إصدار جملة من القرارات في شكل مراسيم تنفيذية تتعلق‬
‫بج انب معين من ج وانب النظ ام الع ام‪ ،‬يش مل تطبيقه ا كام ل ال تراب الوط ني‪ ،‬مث ل تحدي د ش روط ممارس ة‬
‫نشاط معين أو تحديد المواصقات المطلوبة في عملية عرض األغذية لالستهالك‪...‬‬

‫أمثلة عن مراسيم تنفيذية مارس من خاللها الوزير األول سلطة الضبط اإلداري‪:‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 69-20‬المؤرخ في‪ 21‬مارس ‪ ،2020‬يتعلق بتدابير الوقاية من انتشار وباء فيروس‬ ‫‪-‬‬
‫كورونا (كوفيد‪ )19 -‬ومكافحته؛ المرسوم التنفيذي رقم ‪ 70-20‬المؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪ ،2020‬يحدد تدابير‬
‫تكميلي ة للوقاي ة من انتش ار وب اء ف يروس كورون ا (كوفي د‪ )19 -‬ومكافحته؛ المرس وم التنفي ذي رقم ‪239-15‬‬
‫المؤرخ في ‪ ،2015-09-06‬يتعلق بتحديد قواعد حركة المرور عبر الط رق؛ المرسوم التنفيذي رقم ‪56-01‬‬
‫المؤرخ في ‪ ،2001-02-05‬يتضمن توقيف صيد المرجان‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الوزراء كسلطات ضبط إداري‬

‫ال يمكن لل وزير ممارس ة الس لطة التنظيمي ة إال إذا س مح ل ه الق انون ب ذلك ص راحة‪ ،‬أويمارس ها‬
‫بتفويض من الوزير األول‪ /‬رئيس الحكومة لكن في مجال اختصاصه‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة يتمتع الوزير بسلطة ضبط إداري خاص (ألنه يمارسها بموجب نص قانوني خاص وفي‬
‫مجال معين كما سبق توضيحه أعاله) في مجاالت وميادين محددة‪ ،‬مثل السينما‪ ،‬الصيد‪ ،‬الصحة‪ ،...‬على‬
‫النحو التالي‪:‬‬
‫بتضمين القانون إحالة مباشرة للوزير التخاذ قرارات تنظيمية تنفيذية لذلك القانون؛ أو‬ ‫‪-‬‬
‫بم وجب إحال ة من مرس وم تنفي ذي‪ ،‬حيث يحي ل ال وزير األول‪ /‬رئيس الحكوم ة مس ألة التفص يل في‬ ‫‪-‬‬
‫كيفيات تنفيذ المرسوم التنفيذي لقرارات وزارية أوقرارات وزارية مشتركة‪.‬‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫في مجال حركة المرور‪ ،‬وطبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 381-04‬المعدل والمتمم بم وجب المرسوم التنفيذي‬ ‫‪-‬‬
‫رقم ‪ 239-15‬الم ؤرخ في ‪ ،2015-09-06‬ص در ق رار وزاري مشترك م ؤرخ في ‪ 2007-06-10‬يح دد‬
‫طرق وضع الممهالت‪.‬‬
‫المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 258-10‬الم ؤرخ في ‪ 2010-10-21‬المح دد لص الحيات ال وزير المكل ف بالتهيئ ة‬ ‫‪-‬‬
‫العمرانية والبيئة‪ ،‬المعدل والمتمم بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 437-12‬المؤرخ في ‪.2012-12-26‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 453-02‬المؤرخ في ‪ 2002-12-21‬المحدد لصالحيات وزير التجارة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 79-05‬المؤرخ في ‪ 2005-02-26‬المحدد لصالحيات وزير الثقافة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القرار المؤرخ في ‪ 2‬جانفي ‪ 2020‬صادر عن وزير المالية يتضمن الموافقة على رخصة ممارسة النشاط على مس توى‬ ‫‪-‬‬
‫السوق الجزائرية للتأمين المسلمة للسماسرة األجانب في إعادة التأمين‪.‬‬

‫وزير الداخلية‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫ال يملك وزي ر الداخلي ة س لطة ض بط إداري ع ام بش كل مباشر‪ ،‬لكن ه يملكه ا بط رق غ ير مباش رة‪،‬‬
‫وذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫باعتب اره المس ؤول األعلى لجه از الش رطة ال ذي يم ارس وظائف ه تحت س لطته عن طري ق‬ ‫‪‬‬
‫المديرية العامة لألمن الوطني‪.‬‬
‫يس تطيع اتخ اذ ق رارات ض بطية باعتب اره ال رئيس الس لّمي لل والة‪ ،‬من خالل التعليم ات‬ ‫‪‬‬
‫واألوامر التي يوجهها لهؤالء الوالة في جميع المجاالت‪ ،‬منها مجال الضبط اإلداري‪.‬‬
‫وبهذا الشكل يعتبر وزير الداخلية أكثر الوزراء احتكاكا وممارسة إلجراء الضبط اإلداري على المستوى‬
‫الوطني‪ ،‬سواء في الحاالت العادية أو الحاالت االستثنائية‪ .‬وهو ما تؤكده النصوص المنظمة والموضحة‬
‫لصالحيات وزير الداخلية‪.‬‬
‫مثال‪ :‬حددت المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 91/01‬المؤرخ في ‪ 19‬جانفي ‪ 1991‬الذي يحدد صالحيات وزير‬
‫الداخلية مهام وزير الداخلية في مجال الحفاظ على النظام واألمن العموميين‪ .‬كما نصت المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي‬
‫نفس ه على بعض س لطات الض بط الخاص ة والموكل ة ل وزير الداخلي ة‪ ،‬حيث يب ادر ب التنظيم المتعل ق بتنق ل األش خاص‬
‫وشروط إقامة األجانب وتنقلهم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬هيئات الضبط اإلداري العام على المستوى المحلي‬

‫تتمثل هذه الهيئات في كل من الوالي ورئيس البلدية‪.‬‬


‫الفرع األول‪ :‬الوالي كسلطة ضبط إداري‬
‫يعد الوالي سلطة ضبط إداري عام وخاص على المستوى المحلي‪ ،‬باعتباره ممثال للدولة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الوالي كسلطة ضبط إداري في الحاالت العادية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الوالي بصفته سلطة ضبط إداري عام‪:‬‬

‫خول القانون رقم ‪ 07-12‬المتعلق بالوالية للوالي سلطة الضبط اإلداري العام وذلك بموجب نص‬
‫المادة ‪.114‬‬
‫فطبق ا له ذا النص‪ ،‬يجب على ال والي أن يتخ ذ ك ل اإلج راءات ال تي يراه ا ض رورية لص يانة النظ ام‬
‫الع ام بص فة وقائي ة على مس توى إقليم الوالي ة‪ .‬كم ا يمكن ه أن يتخذ جمل ة من الق رارات به دف تنظيم بعض‬
‫النش اطات ال تي لم تحض ب التنظيم من ط رف المش رع‪ ،‬واتخ اذ اإلج راءات الالزم ة لحماي ة المواط نين في‬
‫صحتهم كاإلجراءات الهادفة إلى الوقاية من األوبئة بمختلف أشكالها‪.‬‬

‫أمثلة على صالحيات الوالي بصفته سلطة ضبط إداري عام‪:‬‬


‫في مجال المحافظة على األمن العام‪ :‬يمكن للولي أن يمنع أي اجتماع أو مظاهرة إذا تبين له أنه يشكل خطرا‬ ‫‪-1‬‬
‫حقيقيا على األمن العام‪.‬‬
‫في مجال الصحة العامة‪ :‬رقابة األغذية وإ عداد المياه الصالحة للشرب والمحافظة عليها من التلوث‪ ،‬تصريف‬ ‫‪-2‬‬
‫الفضالت‪ ،‬عزل المصابين باألمراض المعدية‪ ،‬تحصين المواطنين ضد األم راض الوبائي ة وتط بيق في ال وقت‬
‫المناس ب الت دابير الوقائي ة من ظه ور الوب اء والقض اء على أس باب األم راض في أص لها ‪ ،‬إغالق المحالت‬
‫لمخالفتها الشروط الصحية لعرض وتبريد أوتجميد األغذية‪ ،‬رقابة نظافة المذابح‪ ،‬ووقاية الصحة العمومية من‬
‫األمراض المتنقلة عبر الحيوان‪.‬‬
‫في مج ال الس كينة العام ة‪ :‬القض اء على مص ادر الضوض اء والقل ق واإلزع اج‪ ،‬س واء ك ان مص دره اإلنس ان‬ ‫‪-3‬‬
‫أواآلالت أوالورشات أوالمصانع‪ ،‬خاصة التي تكون داخل المناطق السكنية وفي الطرق العمومية ‪ ،‬في جوار‬
‫المستشفيات والمدارس‪...‬‬

‫ومن أج ل المحافظ ة على النظ ام الع ام يمتل ك ال والي امتي ازات الس لطة العمومي ة‪ ،‬منه ا إمكاني ة‬
‫استعمال القوة المادية إلجبار األفراد على تنفيذ التنظيمات‪ .‬وبهدف تحقيق ذلك يملك الوالي تسخير قوات‬
‫الشرطة والدرك‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 116‬من قانون الوالية أعاله‪.‬‬
‫كم ا يمل ك ال والي س لطة الحل ول مح ل رؤس اء البل ديات عن د إهم الهم القي ام بص الحياتهم في المج ال‬
‫الضبطي أو في حالة ما إذا تم تهديد النظام العام في بلديتين أوعدة بلديات متجاورة‪ ،‬طبقا للمادتين ‪ 100‬و‬
‫‪ 101‬من القانون رقم ‪ 10-11‬المتعلق بالبلدية‪.‬‬

‫ويستند الوالي كذلك في ممارسة سلطاته الضبطية هذه إلى المرسوم رقم ‪ 373-83‬المؤرخ في ‪-08-28‬‬
‫‪ 1983‬المحدد لسلطات الوالي في ميدان األمن والمحافظة على النظام العام‪.‬‬

‫ب ‪ -‬الوالي بصفته سلطة ضبط إداري خاص‪:‬‬

‫يعت بر ال والي س لطة ض بط إداري خ اص‪ ،‬حيث يهتم بتنظيم بعض النش اطات بم وجب نص وص‬
‫خاصة‪.‬‬
‫ونورد في إطار ذلك بعض األمثلة‪:‬‬
‫‪-1‬نص الم ادة ‪ 6‬من المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 135-07‬الم ؤرخ في ‪ 2007-06-19‬المح دد لش روط‬
‫وكيفيات سير التظاهرات الدينية لغير المسلمين‪.‬‬
‫‪-2‬يملك الوالي تنفيذ عملي ات اإلس عاف في حالة الكوارث بواسطة ضمان اإلي واء‪ ،‬إيصال المس اعدات‪،‬‬
‫ضمان األمن وصحة المنكوبين وأموالهم وتسخير كل األشخاص واألموال الضرورية‪ ،‬طبقا للقانون رقم‬
‫‪ 20-04‬المؤرخ في ‪ 2004-12-25‬الذي يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار‬
‫التنمية المستدامة‪.‬‬
‫يملك الوالي سلطة في مجال الضبط البيئي الطبيعي‪ .‬ويهدف الضبط اإلداري الخاص بالبيئة إلى‬ ‫‪-3‬‬
‫الح د من التل وث والمحافظ ة على أن واع معين ة من الكائن ات المه ددة ب االنقراض‪ ،‬وحماي ة ال ثروة الغابي ة‬
‫والسمكية والتنوع البيولوجي من ماء‪ ،‬هواء وتربة‪ .‬لذا تم إسناد هذه الحماية للسلطات المحلية باعتبارها‬
‫قريبة من حاالت التلوث ومختلف األضرار البيئية‪ .‬وكمثال على سلطات الوالي في هذا المجال نذكر ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫سلطة المحافظة على المياه‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫نص المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 12-05‬المؤرخ في ‪ 2005-08-04‬المتعلق بالمياه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لل والي المختص إقليمي ا ص الحيات الت دخل ومن ع االس تحمام بس بب ح دوث تل وث عن دما ال‬ ‫‪‬‬
‫تستجيب نوعية مياه االستحمام إلى الثابتات الجرثومية والبيولوجية والفيزيائية والكيميائية‪ ،‬طبقا للمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 164-93‬المؤرخ في ‪ 1993-07-10‬الذي يحدد النوعية المطلوبة لمياه االستحمام‪.‬‬
‫‪ ‬يلزم لرمي اإلفرازات غير السامة في المياه الحصول على ترخيص من الوالي المختص إقليميا‪،‬‬
‫طبق ا لنص الم ادة ‪ 3‬من المرس وم رقم ‪ 88-10‬الم ؤرخ في ‪ 2010-03-10‬ال ذي يح دد ش روط وكيفي ات‬
‫منح ترخيص رمي اإلفرازات غير السامة في األمالك العمومية للماء‪.‬‬
‫‪‬إلزامي ة الحص ول على ت رخيص من ال والي‪ ،‬طبق ا للمرس وم التنفي ذي رقم ‪ 195-08‬الم ؤرخ في‬
‫‪ 2008-07-06‬المتعلق بشروط التزويد بالماء الموجه لالستهالك البشري بواسطة الصهاريج المتحركة‪.‬‬
‫الس لطة الض بطية لل والي في مج ال حماي ة اله واء‪ :‬بم وجب نص الم ادة ‪ 9‬من المرس وم التنفي ذي‬ ‫‪-‬‬
‫رقم ‪ 02-06‬الم ؤرخ في ‪ 2006-01-07‬ال ذي يض بط القيم القص وى ومس تويات اإلن ذار وأه داف نوعي ة‬
‫الهواء في حالة تلوث جوي‪.‬‬
‫سلطة الوالي في حماية الترب ة والتن وع ال بيولوجي‪ :‬خاص ة النص وص القانوني ة المتعلق ة بالغاب ات‬ ‫‪-‬‬
‫والصيد‪ ،‬منها‪:‬‬
‫القانون رقم ‪ 12-84‬المتعلق بحماية الثروة الغابية المعدل والمتمم بالقانون رقم ‪12-91‬‬ ‫‪‬‬
‫الم ؤرخ في ‪ 1991-12-02‬المتض من النظ ام الع ام للغاب ات‪ ،‬ال ذي يقي د نش اط األف راد المفض ي إلى ن زع‬
‫األشجار دون رخصة مسبقة من الوزير المكلف بالغابات وذلك بعد أخذ رأي المجموعات المحلية خاصة‬
‫الوالي‪.‬‬
‫المادة ‪ 19‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 44-87‬المؤرخ في ‪ 1987-02-10‬المتعلق بوقاي ة‬ ‫‪‬‬
‫األمالك الغابية الوطنية‪.‬‬
‫‪ ‬أما فيما يتعلق برخص الصيد نذكر المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 227-07‬المؤرخ في‬
‫‪ 2007-07-24‬الذي يحدد إجراءات ممارسة الصيد السياحي وكيفياتها‪.‬‬
‫سلطة الوالي في منح الرخص الخاصة بالخبازين‪ ،‬طبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 145-01‬المؤرخ‬ ‫‪-4‬‬
‫في ‪ 2001-06-06‬المتعلق بشروط ممارسة نشاط الخباز والحلواني وكيفياتها‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬تم االستناد في معظم األمثلة على مراسيم تنفيذية مما يؤكد سلطة الضبط اإلداري التي يتمتع‬
‫بها الوزير األول‪ /‬رئيس الحكومة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الوالي كسلطة ضبط إداري في الحاالت غير العادية‪:‬‬

‫يج وز لل والي اتخ اذ كاف ة الت دابير الكفيل ة باس تتباب األمن‪ ،‬ح تى أن ه يمكن ل ه أن يق وم ب إجراءات‬
‫االعتق ال اإلداري ووض ع األش خاص تحت اإلقام ة الجبري ة‪ ،‬إذا م ا تبين ل ه أن نش اط هذا الش خص الراشد‬
‫يشكل خطرا على النظام العام أوعلى السير العادي للمرافق العمومية‪ .‬في المقابل يجوز لكل ذي مصلحة‬
‫الطعن في هذه القرارات أمام السلطة اإلدارية المختصة‪.‬‬

‫أك د القض اء اإلداري الجزائ ري في العدي د من المناس بات على س لطات ال والي في مج ال الض بط‬
‫اإلداري‪ ،‬من ذلك القرار الصادر بتاريخ ‪ 2003-12-16‬في قضية (ن‪.‬ع‪ ).‬ضد (ك‪.‬خ‪ ).‬ومن معه‪.‬‬

‫محت وى الق رار‪...« :‬وإ ن والي والي ة معس كر ال يمكن ه تجاه ل تقري ر التحقي ق ال ذي س جلت في ه ع دة معارض ات‬
‫وإ رضاء مواطن على حساب عدة مواطنين آخرين إذ أن الوالي وبصفته ممثال للدولة طبقا للمادة ‪ 92‬من القانون رقم‬
‫‪ 09-90‬المؤرخ في ‪ 1990-04-07‬المتعلق بالوالية فهو مسؤول كذلك من المحافظة على النظام والسالمة والسكينة‬
‫العامة طبقا للمادتين ‪ 95‬و‪ 96‬من القانون رقم ‪»...09-90‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬رئيس البلدية كسلطة ضبط إداري‬

‫يعت بر رئيس المجلس الش عبي البل دي (رئيس البلدي ة) س لطة ضبط إداري ع ام وخ اص على مس توى‬
‫البلدية‪ ،‬باعتب اره ممثال للدولة‪ ،‬طبق ا لنص وص الم واد من ‪ 88‬إلى ‪ 92‬من الق انون رقم ‪ 10-11‬المتعل ق‬
‫بالبلدية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬رئيس البلدية بصفته سلطة ضبط إداري عام‪:‬‬

‫يتض ح جلي ا من خالل أحك ام الق انون رقم ‪ 10-11‬المتعل ق بالبلدي ة أن ص الحيات رئيس البلدي ة‪،‬‬
‫باعتب اره ممثال للدولة‪ ،‬واس عة بحيث تش مل إلى ج انب الس هر على تنفي ذ الق وانين والتنظيم ات على كام ل‬
‫تراب البلدية اتخاذ كل التدابير التي من شأنها ضمان أمن وسالمة وصحة المواطن‪ .‬ويتخذ رئيس البلدية‬
‫بصدد ذلك جملة من الصالحيات تم تعداداها في عدة مواد منها ‪ 95 ،94 ،90 ،89‬من القانون رقم ‪-11‬‬
‫‪.10‬‬

‫أمثلة على الصالحيات الضبطية المخولة لرئيس البلدية‪:‬‬


‫يأمر به دم الجدران والعم ارات والبنايات اآليل ة للسقوط ‪ ،‬م ع احترام التش ريع والتنظيم المعم ول بهم ا السيما‬ ‫‪-‬‬
‫المتعلق بحماية التراث الثقافي‪.‬‬
‫في حالة حدوث كارثة طبيعية أو تكنولوجية على إقليم البلدية يأمر رئيس البلدية بتفعيل المخطط البلدي لتنظيم‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسعافات طبقا للتشريع والتنظيم المعمول بهما‪.‬‬
‫السهر على احترام التراث التاريخي والثقافي ورموز ثورة التحرير الوطني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السهر على احترام المقاييس والتعليمات في مجال العقار والسكن والتعمير وحماية التراث الثقافي المعماري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الس هر على نظاف ة العم ارات وض مان س هولة الس ير في الش وارع والس احات والط رق العمومي ة والمحافظ ة‬ ‫‪-‬‬
‫عليها‪.‬‬
‫اتخاذ االحتياطات والتدابير الضرورية لمكافحة األمراض المتنقلة أو المعدية والوقاية منها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫منع تشرد الحيوانات الضارة والمؤذية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السهر على سالمة المواد الغذائية االستهالكية المعروضة للبيع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اتخ اذ ت دابير وإ ج راءات تنفي ذ ق رارات الجه ات المركزي ة لمن ع انتش ار م رض مع دي كم رض ف يروس‬ ‫‪-‬‬
‫كورونا(كوفيد‪.)19-‬‬
‫ضمان ضبطية الجنائز والمقابر طبقا للعادات وحسب مختلف الشعائر الدينية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحافظة على نظافة الساحات العمومية والطرق العمومية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تسليم رخصة البناء والهدم والتجزئة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توزيع المياه الصالحة للشرب وصرف المياه المستعملة ومعالجتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على جمع النفايان الصلبة ونقلها ومعالجتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يمكن أن يف رض رئيس البلدي ة على التج ار المتج ولين ع دم ممارس ة التج ارة على األرص فة أويمن ع إقام ة‬ ‫‪-‬‬
‫محالت تجارية أومقاهي بجانب تجمعات معينة‪...‬‬

‫وبه دف ض مان المحافظ ة على وحماي ة النظ ام الع ام بك ل مقومات ه‪ ،‬يمكن ل رئيس المجلس الش عبي‬
‫البلدي االستعانة بعناصر شرطة البلدية وقوات الشرطة والدرك الوطني المختصة إقليميا‪ ،‬طبقا لنص المادة‬
‫‪ 93‬من القانون رقم ‪.10-11‬‬

‫ثانيا‪ -‬رئيس البلدية بصفته سلطة ضبط إداري خاص‪:‬‬


‫منحت العديد من القوانين الخاصة لرئيس البلدية صالحية حماية عنصر من عناصر النظام العام‪.‬‬

‫مثال عن قوانين خاصة تمنح لرئيس البلدية سلطة ضبط إداري خاص‪:‬‬
‫القانون رقم ‪ 06-07‬المؤرخ في ‪ 2007-05-13‬المتعلق بتسيير المساحات الخضراء وحمايتها وتثمينها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المادة ‪ 19/2‬من القانون رقم ‪ 10-03‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يمل ك رئيس البلدي ة س لطة مراقب ة عملي ة البن اء طبق ا للمرس وم التنفي ذي رقم ‪ 55-06‬الم ؤرخ في ‪-01-30‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2006‬المح دد لش روط وكيفي ات تع يين األع وان الم ؤهلين للبحث عن مخالف ات التش ريع والتنظيم في مج ال‬
‫التهيئة والتعمير ومعاينتها وكذلك إجراءات المراقبة‪.‬‬
‫كم ا أك د القاض ي اإلداري الجزائ ري على س لطات رئيس المجلس الش عبي البل دي في مج ال الض بط‬
‫اإلداري‪ ،‬وكمث ال على ذل ك ق رار مجلس الدول ة الص ادر بت اريخ ‪ 2003-09-16‬في قض ية (ر‪.‬ع‪ ).‬ض د‬
‫بلدية العلمة ومن معها‪.‬‬

‫ج اء في حيثي ات القض ية أن‪...« :‬حيث أن ه يس تخلص من معطي ات المل ف أن الق رار الم راد إبطال ه ي دخل ض من‬
‫ص الحيات رئيس المجلس الش عبي البل دي في إط ار أعم ال الض بط المخول ة ل ه من أج ل المحافظ ة على النظ ام الع ام‬
‫واألمن العام والصحة العامة بموجب مداولته‪»...‬‬

‫ثالثا‪ -‬في حالة ازدواجية التدخل بين سلطة ضبط إداري مركزية وسلطة ضبط إداري محلية‪:‬‬
‫من أج ل تف ادي المش اكل ال تي ق د تث ار من الناحي ة العملي ة‪ ،‬ح دد مجلس الدول ة الفرنس ي كيفي ات‬
‫التعايش بين هاتين الهيئتين‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫في حالة التداخل بين هيئ تين ع امتين‪ :‬يمكن في ه ذه الحال ة لس لطة الض بط اإلداري الع ام المحلي ة‬ ‫‪-‬‬
‫أن تش دد في إج راء س بق وأن اتخذت ه س لطة ض بط إداري ع ام علي ا‪ .‬وه ذا م ا أك ده مجلس الدول ة‬
‫الفرنس ي في ق راره الصادر بت اريخ ‪ ،1902-04-18‬حيث أصدر ال والي قرار بمن ع القم ار على‬
‫مستوى الوالية (المقاطعة) مع إمكانية الحصول على ترخيص من وزير الداخلية‪ ،‬وأصدر الحقا‬
‫رئيس البلدي ة ق رار أش د يتمث ل في من ع القم ار بص فة مطلق ة على ك ل إقليم البلدي ة بس بب ظ روف‬
‫محلية‪.‬‬
‫في حال ة وج ود ت داخل بين س لطة ض بط إداري ع ام وس لطة ض بط إداري خ اص‪ :‬يمكن لس لطة‬ ‫‪-‬‬
‫الض بط اإلداري الع ام أن تش دد من إج راء ه و في األص ل من اختص اص س لطة الض بط اإلداري‬
‫الخاص‪ .‬كمثال على ذلك قرار مجلس الدولة الفرنسي في قضية شرطة أفالم لوتيسيا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬وسائل الضبط اإلداري‬

‫تتمتع سلطات الضبط اإلداري بمجموعة من الوسائل والصالحيات الضرورية لضمان حماية النظام‬
‫العام وتحقيق األهداف التي وضعها المشرع‪ .‬وتتميز هذه الوسائل بميزتين أساسيتين‪:‬‬
‫مبدئيا تعتبر وسائل وقائية وليست عقابية (باستثناء الجزاءات اإلدارية)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أنها وسائل قانونية ومادية‪ ،‬وفق الرسم البياني أدناه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وسائل الضبط اإلداري‬

‫وسائل قانونية‪ :‬تنشيء‪ ،‬تعدل أوتلغي مراكز‬ ‫وسائل مادية‪ :‬تتمثل في التنفيذ الجبري‬
‫قانونية‬ ‫إلجراءات الضبط اإلداري‬

‫قرارات تنظيمية‪+‬‬ ‫قرارات فردية‬ ‫جزاءات إدارية‬

‫المطلب األول‪ :‬الوسائل القانونية‬

‫تتمثل الوسائل القانونية في القرارات اإلدارية الضبطية‪ ،‬وهي نوعان‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القرارات التنظيمية الضبطية (لوائح الضبط اإلداري)‬

‫تنقسم القرارات اإلدارية التنظيمية العامة إلى عدة أنواع وفقا ألسس ومعايير معينة‪ ،‬يوضحها‬
‫الرسم البياني أدناه‪.‬‬
‫أنواع القرارات اإلدارية التنظيمية‬

‫قرارات إدارية تنظيمية تصدر في الظروف‬ ‫قرارات إدارية تنظيمية تصدر في الظروف‬
‫العادية‬ ‫االستثنائية‬

‫قرارات إدارية‬ ‫قرارات إدارية تنظيمية‬ ‫قرارات إدارية‬

‫تنظيمية‪ +‬عامة‬ ‫عامة بوليسية‬ ‫تنظيمية عامة‬

‫تنفيذية‪+‬‬ ‫أوضبطية (لوائح‬ ‫تنفيذية‬

‫الضبط)‬

‫أوال‪ -‬مفهوم القرارات التنظيمية الضبطية‪:‬‬

‫تعد اللوائح الضبطية من أهم وسائل ممارسة الضبط اإلداري‪ .‬وقد تم تعريفها (القرارات التنظيمي‬
‫الض بطية) بأنه ا مجموع ة الق رارات اإلداري ة العام ة ال تي تص درها الس لطات اإلداري ة المختص ة بس لطة‬
‫الضبط اإلداري في شكل مراسيم أوقرارات إدارية بقصد المحافظة على النظام العام‪.‬‬
‫مثل‪ :‬القرارات اإلدارية العامة المتعلقة بتنظيم المرور أوتلك المتعلقة بتنظيم عمليات الدفن أوتلك المتعلقة‬
‫بتنظيم المذابح والمحالت العامة‪...‬‬

‫مالحظة‪ :‬رغم أن الدستور الجزائري لم ينص صراحة على حق السلطة التنفيذية في إصدار القرارات‬
‫اإلداري ة التنظيمي ة الض بطية‪ ،‬فإنه ا حقيق ة قانوني ة موج ودة في النظ ام الق انوني الجزائ ري بص فتها‬
‫قرارات إدارية مستقلة (عن السلطة التشريعية)‪( .‬ارجع إلى اختصاصات رئيس الجمهورية)‬

‫به ذا المع نى يعت بر الق رار اإلداري التنظيمي الض بطي ق رار إداريا وقائيا يتعل ق موض وعه بمرك ز‬
‫ق انوني ع ام‪ ،‬بحيث يتض من مجموع ة من القواع د العام ة الموض وعية والمج ردة (ألن ه يخ اطب األش خاص‬
‫بص فاتهم وليس ب ذواتهم) تح دد بموجب ه هيئ ات الض بط اإلداري مس بقا الح دود أوالقي ود ال تي تم ارس في‬
‫إطاره ا الحق وق والحري ات والنش اطات الخاص ة والعام ة‪ ،‬وال تي تفرض ها ض رورة المحافظ ة على النظ ام‬
‫العام‪ .‬وتتضمن بذلك هذه القرارات الضبطية التنظيمية أوامر ونواهي‪ ،‬كما تقرر في الغالب عقوبات على‬
‫مرتكبيها (سيتم التطرق إلى الجزاءات اإلدارية في المطلب الثالث)‪.‬‬
‫ويعد التنظيم الالئحي في مجال الضبط ضرورة‪ ،‬ألن التشريع قد يعجز عن ضبط الحريات العامة‬
‫ض بطا مفص ال نظ را لجم ود التش ريع وع دم مس ايرته للتط ور ال ذي يلح ق المجتمع ات‪ ،‬بعكس التنظيم ال ذي‬
‫يتميز بالمرونة والمالءمة والقابلية للتغير وفقا لمقتضيات الزمان والمكان‪ .‬أي تملك السلطة التنفيذية سلطة‬
‫ف رض أنظم ة عام ة في الح االت ال تي يعج ز فيه ا الق انون عن ض بط الحري ات والنش اطات ض بطا مفص ال‬
‫(ل وائح الض بط اإلداري مس تقلة)؛ م ع تقيي د تل ك التنظيم ات بع دم مخالفته ا للقواع د ال تي تض منتها الق وانين‬
‫الضبطية‪ ،‬أي يشرط أن تكون مشروعة ومستندة للقانون‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬شروط مشروعية لوائح الضبط اإلداري‪:‬‬


‫اتفق الفقه والقضاء على شروط عامة أساسية يجب توافرها في لوائح الضبط اإلداري‪ ،‬يمكن إجمال‬
‫أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫ع دم مخالف ة ه ذه الل وائح ش كال وموض وعا لنص تش ريعي‪ ،‬ألنه ا أدنى مرتب ة منه ا وألنه ا ش رعت‬ ‫‪-‬‬
‫إلكمال النقص التشريعي الذي قد يظهر من خالل التطبيق‪ ،‬وذلك بإحدى الصورتين‪:‬‬
‫‪ ‬ل وائح مس تقلة‪ :‬وهي تل ك الل وائح الص ادرة في المج االت غ ير المخصص ة للق انون‪ .‬ويص درها‬
‫رئيس الجمهوري ة‪ .‬مث ال‪ :‬المرس وم رقم ‪ 231-85‬المح دد لش روط الت دخالت واإلس عافات وتنفي ذها عن د‬
‫الكوارث‪ ،‬يعد الئحة مستقلة ألنه لم يكن يوجد قانون سابق للكوارث‪.‬‬
‫لوائح تنفيذية‪ :‬تصدرها اإلدارة من أجل تنفيذ قانون سابق‪ .‬وهنا يجب التفرقة بين حالتين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬عندما يختص التشريع بتحديد كل القواعد المتعلقة بموضوع معين‪ ،‬هنا يبقى‬
‫للتنظيم الالئحي صفته التقليدية في التدخل عن طريق وضع القواعد الالزمة لتنفيذ القواعد التشريعية‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬عندما يختص التشريع بتحديد المبادئ األساسية‪ ،‬تتدخل الالئحة الحقا لتنفيذ‬
‫تلك المبدئ عن طريق وضع قواعد تكميلية‪.‬‬
‫أن تصدر في شكل قواعد عامة موضوعية ومجردة‪ .‬لكن هذا ال يمنعها من أن ترتبط بزمان معين‬ ‫‪-‬‬
‫ومكان معين أوبحدود موضوعية معينة‪.‬‬
‫وجوب تحقيق مبدأ المساواة بين األفراد عند تطبيق الالئحة‪ ،‬طالما تساوت مراكزهم القانونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثالثا‪ -‬أنواع (صور) لوائح الضبط‪:‬‬


‫تختل ف ل وائح الض بط اإلداري تبع ا للقي ود ال تي تفرض ها على النش اطات والحق وق والحري ات‪ ،‬على‬
‫النحو المبين في الرسم البياني أدناه‪.‬‬

‫أنواع لوائح الضبط اإلداري‬

‫الحظر‬ ‫االلزام (تنظيم النشاط)‬ ‫الترخيص‬ ‫اإلخطار‬

‫نظام الحظر (المنع)‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫يقصد بالحظر أن تتضمن الالئحة منع األفراد من اتخاذ إجراء معين أوممارسة حرية أونشاط معين‬
‫في حاالت محددة قد تخل بالنظام العام‪.‬‬
‫يش ترط في المن ع (الحظ ر) أن يك ون جزئي ا مؤقتا وليس كلي ا وال مطلق ا‪ ،‬وإ ال اعت بر مص ادرة للحري ات‬
‫المكفول ة دس توريا‪ ،‬إال في مج االت معين ة ألس باب اس تراتيجية ودفاعي ة (اس تثنائية)‪ ،‬حيث أج از القض اء‬
‫مثال اس تثناء الحظ ر الكام ل للنش اط عن دما يش كل إخالال بالنظ ام الع ام كمن ع إنش اء مس اكن للبغ اء أوللعب‬
‫الميسر أولسقي األراضي الزراعية بالمياه القذرة‪.‬‬

‫أمثلة عن الئحة حظر (جزئي)‪ :‬من ع التدخين في األم اكن العمومية؛ من ع تجاوز سرعة معين ة في الطري ق؛ ق رار‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي بمنع استعمال مكبرات الصوت ليال‪.‬‬

‫مثال عن الئحة حظر مطلق (استثناء)‪ :‬القرار الوالئي رقم ‪ 1520‬الصادر عن والي والية سطيف بتاريخ ‪-10‬‬
‫‪ ،1999-07‬يمنع بموجبه استعمال المياه القذرة لسقي األراضي الزراعية‪.‬‬

‫وقد كرست العديد من النصوص إجراء الحظر‪.‬‬

‫أمثلة على نصوص كرست إجراء الحظ ر‪ :‬الم واد ‪ 47 ،40‬و‪ 51‬من الق انون رقم ‪ 0-03‬المتعل ق بحماي ة البيئ ة‬
‫والتنمي ة المس تدامة؛ المادت ان ‪ 25‬و‪ 26‬من الق انون رقم ‪ 07-04‬الم ؤرخ في ‪ 2004-08-4‬المتض من ق انون الص يد؛‬
‫المادة ‪ 46‬من القانون رقم ‪ 12-05‬المتعلق بالمياه؛ القرار الوزاري الصادر عن وزارة النقل بتاريخ ‪2015-12-28‬‬
‫يحدد الكيفيات الخاصة لتطبيق منع تعاطي التدخين على متن وسائل النقل والمنشآت القاعدية الخاصة باستقبال ومعاملة‬
‫المسافرين واإلدارة والمؤسسات والهيئات التابعة لقطاع النقل‪ ،‬بناء على المرسوم التنفيذي رقم ‪ 285-01‬المؤرخ في‬
‫‪ 2001-09-24‬يحدد األماكن التي يمنع فيها تعاطي التبغ وكيفيات تطبيق المنع‪.‬‬

‫نظام االلتزام (تنظيم النشاط)‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫يعت بر نظ ام االل تزام إج راء إيجابي ا ألن ه ذه الالئح ة الض بطية ال تش تمل على أحك ام تحظ ر نش اطا‬
‫معينا كما ال تخضعه لشرط الحصول على إذن مسبق أولضرورة إخطار اإلدارة‪ ،‬بل تقتصر على تنظيم‬
‫نش اط األف راد بوض ع ل وائح ت بين أوض اع وكيفي ة ممارس ته‪ .‬أي هي إج راء ق انوني (تص رف ق انوني) يتم‬
‫بواسطته إلزام األفراد على ضرورة القيام بتصرف معين‪.‬‬

‫أمثلة للوائح تنظيم النش اط‪ :‬الم ادة ‪ 10‬من المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 160-93‬الم ؤرخ في ‪ 1993-07-10‬المنظم‬
‫لللنفاي ات الص ناعية الس ائلة‪ ،‬حيث تل زم مال ك األجه زة أن يتخ ذ في اآلج ال المح ددة ك ل الت دابير واألعم ال ال تي تجع ل‬
‫التصريف مطابقا لمضمون الرخصة؛ ألزم القانون رقم ‪ 19-01‬المتعلق بتسيير النفايات كل منتج أوحائز للنفايات أن‬
‫يتخ ذ ك ل اإلج راءات الض رورية لتف ادي إنت اج النفاي ات بأقص ى ق در ممكن باعتم اد واس تعمال تقني ات أك ثر نظاف ة وأق ل‬
‫إنتاجا للنفايات‪.‬‬

‫ج‪ -‬نظام التراخيص (اإلذن المسبق)‪:‬‬


‫يعتبر " الترخيص"‪ ،‬بصفته إجراء ضبطيا‪ ،‬أقل شدة من الحظر‪ ،‬أين تشترط هذه الالئحة الضبطية‬
‫قبل ممارسة نشاط معين ضرورة الحصول على ترخيص مسبق من سلطات الضبط اإلداري المختصة‪،‬‬
‫وذلك التصال هذا النشاط بالنظام العام‪ ،‬أي يوجد احتمال أن ينجم عنه قدر من الضرر‪.‬‬
‫و يع رف ال ترخيص بأن ه ص دور إذن مس بق بممارس ة نش اط معين من اإلدارة الض بطية المختص ة‪،‬‬
‫حيث تقوم هذه األخيرة بمنحه إذا توافرت الشروط الالزمة التي يحددها القانون والالئحة‪.‬‬
‫أي تق وم جه ة اإلدارة ب التحقيق من أن النش اط المطل وب ال ترخيص ب ه ال يتض من مخالف ة للق انون‬
‫أوبمقتضياته وال يترتب عليه أية أضرار بالمجتمع‪ .‬فهو وسيلة من وسائل تدخل الدولة في ممارسة النشاط‬
‫الفردي للوقاية مما قد ينشأ عنه من ضرر بتمكين الهيئات اإلدارية من‪:‬‬

‫فرض ما تراه مالئما من االحتياطات التي تمنع هذا الضرر؛ أو‬ ‫‪‬‬
‫رفض منح اإلذن بممارس ة النش اط إذا لم يكن اتخ اذ االحتياط ات الالزم ة كافي ا للوقاي ة من ه‬ ‫‪‬‬
‫أوغير مستوفي للشروط المقررة مسبقا‪.‬‬

‫نفهم من ك ل م ا س بق أن اإلدارة الض بطية المختص ة تمتل ك الس لطة التقديري ة لقب ول أورفض منح‬
‫الترخيص‪.‬‬

‫أمثلة‪ :‬التراخيص المتعلقة بالنشاط الصناعي التي تتنوع إلى تراخيص تتعلق باستغالل المنشآت المصنفة بموجب نص‬
‫الم ادتين ‪ 18‬و‪ 19‬من الق انون رقم ‪ 10-03‬وت راخيص تتعل ق ب إدارة وتس يير النفاي ات الناتج ة عن اس تغالل المنش آت‬
‫المص نفة (الم ادة ‪ 20‬من المرس وم التنفي ذي رقم ‪)198-06‬؛ ال تراخيص المتعلق ة بالنش اط العم راني‪ :‬رخص ة البن اء‪،‬‬
‫رخصة التجزئة‪ ،‬رخصة الهدم؛ رخص حمل السالح الناري؛ رخص الصيد؛ رخص السياقة؛ رخص المظاهرات‪.‬‬

‫تكون لسلطة اإلدارة المختصة في منح التراخيص مزيج بين‪:‬‬


‫التقدير‪ :‬يكون لإلدارة سلطة تقديرية تخولها تبعا لكل حالة اختيار الوقت المالئم إلصدار قرار‬ ‫‪‬‬
‫الترخيص وتحديد نطاقه ومدته والتزامات المرخص له‪.‬‬
‫التقييد‪ :‬تكون سلطة اإلدارة في إصدار الترخيص مقيدة بشروط‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أساسي‪ :‬الشروط‬
‫نظ را لخط ورة نظ ام ال تراخيص على الحري ات اتج ه الفق ه والقض اء إلى التض ييق من س لطة اإلدارة في ف رض ه ذا‬
‫اإلجراء‪ ،‬ويخضع في ذلك إلى القواعد التالية‪:‬‬
‫ال يمكن تطبيق ه بالنس بة للحري ات ال تي يحميه ا الدس تور أوالق انون دون أن يخض ع النش اط ال ذي يقابه ا لنظ ام‬ ‫‪-‬‬
‫الترخيص‪.‬‬
‫يجوز فرض نظام الترخيص إداريا بالنسبة لألنشطة التي تتصل بالنظام العام‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مثال‪ :‬فتح المنشآت الصناعية الخطرة أوالضارة بالصحة العامة‪.‬‬
‫في الحاالت التي يسلم فيها بالترخيص السابق (يكون في حالتين‪ :‬بنص صريح في القانون أو إذا كان األمر ال‬ ‫‪-‬‬
‫يتعلق بحرية عامة يحميها القانون) يتعين على سلطة الضبط في إصدارها للتراخيص مراعاة ما يلي‪:‬‬
‫مبدأ المساواة بين األفراد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون استعمالها بالقدر الالزم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مالحظة‪ :‬ال يوجد قرار ترخيص ضمني‪ ،‬أي يجب أن يكون الترخيص إيجابيا وصريحا‪.‬‬

‫د‪ -‬نظام اإلخطار (اإلعالن المسبق)‪:‬‬

‫يقصد باإلخطار إخبار المعني أوالمعنيين (سواء أفراد أوهيئات) السلطة المختصة (هيئات الضبط‬
‫اإلداري) بمزاولته لنشاط معين‪ .‬ويتم إخطار سلطة الضبط لتقوم بإجراءاتها للمحافظة على النظام العام‪.‬‬
‫يمكن أن يقترب نظام اإلخطار من نظام التصريح اإلداري في مجال الضبط اإلداري البيئي‪ ،‬حيث‬
‫يس مح الق انون لألف راد القي ام بأعم ال أو نش اطات معين ة دون اش تراط الحص ول على الرخص ة المس بقة‪،‬‬
‫بشرط إبالغ السلطات المختصة قبل الشروع فيها فتتمكن سلطة الضبط من مراقبة هذا النشاط ومنعه في‬
‫حالة إضراره بالبيئة‪.‬‬
‫يتبين من ذلك أن اإلخطار إجراء وسط بين النظم الوقائية والردعية‪ ،‬فهو ال يؤدي بطريقة مباشرة‬
‫إلى اتخاذ تدابير وقائية محددة وإ نما يؤدي إلى اتخاذ اإلدارة موقف المعارضة من النشاط في وقت محدد‬
‫إذا ما كان هناك تهديد للنظام العام‪.‬‬
‫فاإلخطار ليس طلبا أوالتماسا بالموافقة على ممارسة نشاط معين‪ ،‬إنما هو يحوي بيانات تقدم لجهة اإلدارة‬
‫المختص ة ح تى تك ون على علم مس بق بم ا س يقوم ب ه من نش اط؛ وتفتص ر س لطة اإلدارة على التحق ق من‬
‫صحة البيانات الواردة فيه واستفائه اإلجراءات التي قررها القانون‪.‬‬
‫وتبعا لذلك يأخذ اإلخطار صورتين‪:‬‬
‫إخطار غير مصحوب بحق اإلدارة في االعتراض‪ :‬يكون لألفراد ممارسة النشاط بمجرد اإلخطار‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وهو األصل‪.‬‬
‫إخط ار مص حوب بح ق اإلدارة في االع تراض‪ :‬يج وز لألف راد مزاول ة النش اط بمج رد مض ي الم دة‬ ‫‪-2‬‬
‫التي يحددها القانون‪ .‬ويعتبر سكوت اإلدارة في هذه الحالة عدم اعتراض ضمني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قرارات الضبط اإلداري الفردية‬

‫تص در ق رارات الض بط اإلداري الفردية عن س لطات الض بط اإلداري به دف المحافظ ة على النظ ام‬
‫الع ام وتخص ف ردا بعين ه أوبذات ه أومجموع ة من األف راد معي نين ب ذواتهم وال تي تطب ق على حال ة مح ددة‬
‫أوواقعة بعينها‪.‬‬
‫وتتضمن هذه القرارات أوامر بالقيام بأعمال معينة أونواهي باالمتناع عن أعمال أخرى‪ ،‬كما قد يتضمن‬
‫القرار الضبطي الفردي منح ترخيص بمزاولة نشاط معين‪ .‬ويتعلق موضوع هذه القرارات بمركز قانوني‬
‫خ اص‪ ،‬بحيث تص دره اإلدارة اس تنادا إلى ق انون أوالئح ة تنظيمي ة بغ رض إنش اء مرك ز ق انوني جدي د‬
‫أوالتأثير في مركز قانوني قائم بإلغائه أوتعديله‪.‬‬

‫أوال‪ -‬صور قرارات الضبط اإلداري الفردية‪ :‬تأخذ القرارات الضبطية اإلدارية الفردية عدة صور‪ ،‬تتمثل‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫األم ر‪ :‬يمكن أن تلج أ س لطة الض بط اإلداري إلى وس يلة توجي ه األم ر إلى ف رد أو مجموع ة أف راد‬ ‫أ‪-‬‬
‫معينين للقيام بعمل معين‪.‬‬

‫مثال‪ - :‬األمر الصادر من رئيس المجلس الشعبي البلدي بهدم منزل آيل للسقوط‪.‬‬
‫القرار الصادر بصادرة كتاب أوصحيفة معينة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ب‪-‬النهي (المن ع‪ ،‬الحظ ر)‪ :‬يمث ل أعلى أش كال المس اس بالحري ة‪ ،‬حيث تص در س لطات الض بط اإلداري‬
‫ق رار إداري ا فردي ا تل زم بموجب ه شخص ا أو مجموع ة أش خاص معي نين ب ذواتهم باالمتن اع عن القي ام بعم ل‬
‫معين‪.‬‬

‫مث ال‪ - :‬األم ر الص ادر بمن ع ع رض مس رحية أوفيلم أوالتق اط الص ور في من اطق معين ة ومح ددة الحتم ال اإلخالل‬
‫بالنظام العام‪.‬‬
‫األمر الصادر بمنع حدوث تجمع أومظاهرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ج‪ -‬التنبيه (توجيه إنذار)‬


‫د‪ -‬منح التصريح (الترخيص)‪ :‬تبعا لهذا اإلجراء يمكن لألفراد ممارسة حرياتهم أونشاط معين‪ ،‬شريطة‬
‫الحص ول على موافق ة وإ ذن مس بق من الس لطات الض بطية المختص ة‪ ،‬وإ ال ك انت تل ك الممارس ة مخالف ة‬
‫للق انون ومعاقب ا عليه ا‪ .‬ويس مح ه ذا اإلج راء لس لطة الض بط ب أن تتأك د بأن ه تت وفر الش روط ال تي وض عتها‬
‫لتحقيق أغراض الضبط اإلداري‪.‬‬

‫مثال‪ :‬رخص النقل الخاصة؛ رخص حمل السالح الناري؛ ترخيص باإلقامة لألجنبي؛ تصريح ألحد األفراد بفتح محل‬
‫عام أووضع كراسي على جانبي الشارع أوالتصريح بعرض فيام معين‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬شروط مشروعية تدابير الضبط اإلداري الفردية‪:‬‬


‫نظ را لخط ورة ه ذه الت دابير على الحق وق والحري ات العام ة اش ترط الفق ه والقض اء وج وب ت وافر‬
‫مجموعة من الشروط والضوابط حتى تكون مشروعة‪:‬‬
‫يجب أن يص در الق رار الض بطي اإلداري الف ردي تطبيق ا وفي ح دود القاع دة التنظيمي ة (الئح ة)‬ ‫أ‪-‬‬
‫أوالنص التشريعي الذي ينظم موضوع التدبير الضبطي‪ ،‬وإ ال كان غير مشروع‪ .‬أي ال يمكن لهيئة الضبط‬
‫اإلداري أن تص در ق رارات ض بطية فردي ة مس تقلة ال تس تند إلى قاع دة تنظيمي ة عام ة في الق انون أو‬
‫التنظيم‪.‬‬
‫لكن نظرا ألنه ال يمكن للتشريع واللوائح أن تنص على جميع التوقعات أوالتنبؤات التي قد تحدث‪ ،‬هناك‬
‫ح االت اس تثنائية تج يز فيه ا القواع د التنظيمي ة ذاته ا الخ روج عنه ا‪ ،‬أي تص در دون أن تك ون مس تندة إلى‬
‫ق انون أوالئح ة تنظيمي ة‪ ،‬وذل ك بقص د تحقي ق غ رض المحافظ ة على النظ ام الع ام؛ لكن بش رط تط بيق ه ذا‬
‫القرار الضبطي الفردي على قدم المساواة بين األفراد ودون تمييز‪.‬‬
‫وهن اك ح االت ح دد فيه ا القض اء اإلداري الفرنس ي الش روط ال تي يتم على أساس ها منح س لطة الض بط‬
‫اإلداري س لطة إص دار ق رارات فردي ة دون االس تناد إلى ق رارات تنظيمي ة أونص وص قانوني ة‪ ،‬تتمث ل فيم ا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يدخل القرار الضبطي الفردي في مجال الضبط اإلداري العام‪ ،‬بتطبيق فكرة النظام العام‪ ،‬التي‬
‫تسمح لسلطات الضبط اإلداري باتخاذ جميع التدابير الضرورية للمحافظة عليه‪ ،‬دون التأسيس على نص‬
‫قانوني‪ .‬مثال‪ :‬لم يكن يوجد في حكم لوتيسيا أساس قانوني خاص يمنع نشر عمل سينماتوغرافي‪.‬‬
‫أن ال يكون المشرع قد اشترط صدور الئحة قبل اتخاذ القرار الفردي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حدوث ظرف استثنائي يتطلب إصدار مثل هذا القرار‪ .‬وأن يكون هذا القرار هو الوسيلة الوحيدة‬ ‫‪-3‬‬
‫لمواجهة هذا الظرف‪.‬‬
‫أن تصدر هذه القرارات عن الهيئات المختصة بذلك بموجب القوانين والتنظيمات‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يجب أن يك ون الق رار الض بطي الف ردي مبني ا على وق ائع مادي ة حقيقية تس تلزم ص دوره وليس ت‬ ‫ب‪-‬‬
‫وهمية‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن يصدر القرار الضبطي الفردي من هيئة الضبط المختصة بإصداره‪.‬‬
‫د‪ -‬أن يستند إلى سبب مشروع يبرر صدوره‪.‬‬
‫ه‪ -‬أن يكون القرار الضبطي الفردي متناسبا والزما لوقاية النظام العام‪.‬‬
‫و‪ -‬أن يتم تطبيق هذا القرار الضبطي الفردي على قدم المساواة بين األفراد ودون تمييز‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الجزاءات اإلدارية الوقائية (سلطة اإلكراه)‬

‫يعد الجزاء اإلداري الوقائي وس يلة من وس ائل ممارس ة س لطات الض بط اإلداري‪ .‬وه و ت دبير ش ديد‬
‫الوقع على المصالح المادية و‪/‬أواألدبية للفرد‪ ،‬تتخذه اإلدارة بغية حماية عنصر من عناصر النظام العام‪.‬‬
‫ونظ را لخط ورة ه ذا اإلج راء ال يج وز لس لطات الض بط اإلداري أن تتخ ذه دون س ند ق انوني‪ ،‬س واء نص‬
‫تشريعي أوالئحة‪.‬‬
‫تكمن خطورة الجزاء اإلداري الوقائي في كونه‪:‬‬
‫يهدد الحرية الشخصية لألفراد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يتم توقيع ه دون الم رور بالض مانات اإلجرائي ة كس ماع ال دفاع أوتق ديم الوث ائق الدال ة على نفي‬ ‫‪‬‬
‫التهمة أوسماع الشهود‪...‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف الجزاء اإلداري‪ :‬من بين تع اريف الجزاء اإلداري نذكر التعري ف التالي‪« :‬هو الجزاء الذي‬
‫توقعه اإلدارة على األفراد دون تدخل القضاء‪ .‬وهو تدبير وقائي مؤقت غايته المحافظة على النظام العام‬
‫أوالنظام االقتصادي‪ .‬وتهدف اإلدارة من وراء توقيع الجزاء إلى وضع الشخص مصدر التهديد في حالة‬
‫معينة تمنعه من إحداث الضرر أواإلخالل بالنظام العام‪».‬‬

‫ويرى جانب من الفقه أن ليست كل الجزاءات اإلدارية من أساليب الضبط اإلداري‪ ،‬إذ تتميز هذه‬
‫األخيرة بمجموعة من الخصائص نذكرها في العنصر الموالي‪.‬‬

‫ثاني ا‪ -‬خص ائص الج زاء اإلداري‪ :‬يتم يز الج زاء اإلداري بص فته وس يلة من وس ائل الض بط اإلداري‬
‫بمجموعة من الخصائص‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫تدبير ضبطي وقائي غايته المحافظة على النظام العام‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫تدبير وقائي مؤقت‪ ،‬يجوز لإلدارة الرجوع عنه إذا أظهر الشخص استعداده للمحافظة على النظام‬ ‫‪-2‬‬
‫العام وقام بإزالة األسباب التي أدت إلى اإلخالل به‪.‬‬
‫توقعه اإلدارة من تلقاء نفسها دون تدخل من القضاء‪ .‬إذ غالبا ما تتقرر هذه الجزاءات بنصوص‬ ‫‪-3‬‬
‫قانونية أوالئحية مسبقا تقوم اإلدارة بتوقيعها دون تدخل من القضاء‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬ص ور الج زاءات اإلداري ة‪ :‬تتن وع الج زاءات اإلداري ة بص فتها ت دبير ض بطي إلى ع دة ص ور‪ ،‬يمكن‬
‫إجمالها في الصورالثالثة التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬االعتقال اإلداري‪:‬‬


‫يعتبر من أهم صور وتطبيقات الج زاءات اإلداري ة‪ .‬طبقت ه فرنس ا في الظروف االستثنائية بموجب‬
‫األم ر الص ادر بت اريخ ‪ .1944-10-04‬ه و إج راء إداري وق ائي يص در ض د ش خص لم ي رتكب جريم ة‬
‫محددة ‪ ،‬تأمر به سلطة غير قضائية (إدارية) استنادا إلى نصوص قانونية خاصة‪ ،‬يتضمن تقييدا لحريته‬
‫الشخصية‪ ،‬وتلجأ إليه سلطات الضبط بهدف المحافظة على النظام العام‪ ،‬مثل اعتقال وإ بعاد أجنبي‪.‬‬

‫بمعناه القانوني هو سلب مؤقت للحرية الشخصية للمواطن دون أمر قضائي صادر عن السلطة القضائية‬
‫المختصة‪.‬‬

‫أجاز المشرع الجزائري اللجوء إلى االعتقال اإلداري‪ .‬مثال‪:‬‬


‫‪ -‬نص ت الم ادة ‪ 5‬من المرس وم الرئاس ي رقم ‪ 92/44‬المتض من إعالن حال ة الط وارئ بأن ه‪« :‬يمكن ل وزير الداخلي ة‬
‫والجماعات المحلية أن يأمر بوضع أي شخص راشد يتضح أن نشاطه يشكل خطورة على النظام واألمن العموميين أوعلى‬
‫السير الحسن للمصالح العمومية في مركز أمن وفي مكان محدد‪».‬‬
‫‪ -‬الحجر الصحي بالنسبة للمصابين أـو المشتيه إصابتهم بفيروس كورونا‪.‬‬

‫ب‪ -‬المصادرة اإلدارية‪:‬‬

‫يجوز االلتجاء إلى هذا التدبير بناء على نص قانوني‪ .‬ويتمثل في جزاء عيني يقوم على نزع ملكية‬
‫الغير جبرا دون مقابل‪ .‬وغالبا ما ترد المصادرة على أشياء ممنوع على األفراد تداولها أوالعمل بها‪.‬‬
‫مث ال‪ :‬مص ادرة األس لحة غ ير الم رخص به ا؛ ومن أش هر تطبيقات ه قي ام س لطات الض بط اإلداري‬
‫بمص ادرة المطبوع ات أوالمنش ورات المتض منة بيان ات يك ون من ش أنها تهدي د األمن أواألخالق؛ مص ادرة‬
‫المواد الغذائية غير الصالحة لالستهالك‪.‬‬
‫ج‪ -‬سحب الترخيص‪:‬‬

‫يجوز لسلطات الضبط اإلداري سحب الترخيص الخاص بمزاولة نشاط معين في حال ما تعرض‬
‫النظام العام للخطر جراء مزاولة هذا النشاط‪ .‬مثال‪ :‬سحب رخصة السياقة لفترة محددة في حال ارتكاب‬
‫مخالفة من مخالفات قانون المرور‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الوسائل المادية (أسلوب التنفيذ المباشر والتنفيذ الجبري)‬

‫تعتبر هذه التدابير من أشد أساليب الضبط اإلداري وأكثرها عنفا و تهديدا لحريات وحقوق األفراد‪.‬‬
‫ال تص نف ه ذه اإلج راءات ض من األعم ال القانوني ة لإلدارة ب ل هي عب ارة عن عم ل م ادي‪ ،‬يتمث ل في‬
‫اس تخدام القه ر والق وة (وس ائل جبري ة) من أج ل إرغ ام األف راد على االمتث ال (إطاع ة) ل وائح والق رارات‬
‫الضبطية‪ ،‬حماية للنظام العام‪.‬‬
‫يعتبر التنفيذ الجبري لقرارات الضبط اإلداري تطبيقا خاصا لنظرية التنفيذ المباشر للقرارات اإلدارية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف التنفيذ الجبري أوالمباشر‬

‫سنكتفي من خالل هذا الفرع بإعطاء تعريفين‪.‬‬

‫تعريف ‪« :1‬جق اإلدارة في أن تنفذ أوامرها على األفراد بالقوة الجبرية دون حاجة إلى إذن سابق من القضاء‪».‬‬
‫تعري ف ‪« :2‬امتي از مق رر لمص لحة اإلدارة لتنفي ذ قراراته ا ج برا على األف راد ب القوة المادي ة‪ ،‬وذل ك في ح ال امتن اع‬
‫هؤالء األفراد عن االمتثال ألوام ر اإلدارة والقيام بالتنفيذ االختياري‪ .‬فهنا يكون من حق اإلدارة أن تلج أ إلى استخدام‬
‫القوة المادة لتنفيذ قراراتها وإ رغام األفراد على احترامها دون حاجة للحصول على إذن مسبق من القضاء لهذا التنفيذ‪».‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك نذكر‪ :‬هدم عقار أبل للسقوط مملوك ألحد األفراد (كعمل مادي وال نقصد به قرار الهدم)؛‬
‫اجتثاث أشجار تعوق حركة المرور؛ إبعاد أجنبي عن البالد؛ إتالف مواد غذائية فاسدة معروضة للبيع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت التنفيذ الجبري أوالمباشر‬

‫نظرا لما يسببه التنفيذ المباشر من اعتداء على الحريات الشخصية‪ ،‬البد من تحديد حاالت اللجوء‬
‫إليه‪ ،‬والتي تتمثل في الحاالت التالية‪:‬‬
‫وج ود نص ص ريح في الق وانين أوالل وائح يج يز لس لطات الض بط اإلداري اس تعمال ه ذا الح ق‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وذلك نظرا لخطورة بعض الموضوعات وضرورة اإلسراع بشأنها‪.‬‬
‫رفض األفراد تنفيذ قانون أوالئحة لم ينص القانون على جزاء لمن يخالفها‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪-3‬حالة الضرورة‪ :‬أي أن هناك خطر داهم يهدد النظام العام في أحد عناصره‪ ،‬ويتعذر تفادي ه بالطرق‬
‫القانونية العادية‪ ،‬األمر الذي يجيز لإلدارة التدخل التخاذ اإلجراءات الالزمة لدفع هذا الخطر والمحافظة‬
‫على النظام العام‪ ،‬ولو لم يوجد نص صريح في القانون يبيح هذه الوسيلة (فيما يخص هذه الحالة بالذات)‪،‬‬
‫بل حتى ولوكان القانون يمنعها صراحة أوضمنا في الظروف العادية؛ ألن الضرورات تبيح المحظورات‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬شروط مشروعية التنفيذ المباشر‬

‫يعد التنفيذ الجبري إجراء استثنائيا تلجأ إليه سلطات الضبط اإلداري في حاالت محددة‪ ،‬لذا لجأ الفقه‬
‫والقض اء إلى حص ر اس تعمال ه ذا الح ق (الت دبير) في دائ رة ض يقة‪ ،‬وذل ك بوض ع ش روط وض وابط تمن ع‬
‫استعماله في غير ما أعد له‪.‬‬
‫ويمكن حصر هذه الشروط فيما يلي‪:‬‬
‫وجود خطر جسيم يهدد النظام العام ويتطلب من اإلدارة سرعة التدخل لتفاديه ومعالجته‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫يتع ذر دف ع ه ذا الخط ر ب الطرق القانوني ة العادي ة ويك ون العم ل الم ادي ه و الوس يلة الوحي دة ل دفع‬ ‫‪-2‬‬
‫الخطر‪.‬‬
‫يكون هدف سلطة الضبط اإلداري من تدخلها المحافظة على النظام العام (بمختلف عناصره)‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪-4‬التناسب‪ :‬ال تضحي سلطة الضبط اإلداري بمصلحة األفراد وتقيد حرياتهم في سبيل تحقيق المصلحة‬
‫العامة إال بقدر ما تقتضيه الضرورة‪ .‬فإذا كان أمام سلطة الضبط اإلداري عدة وسائل لتحقيق الغاية نفسها‬
‫فعليها أن تختار أقلها ضررا لألفراد‪ ،‬تطبيقا لقاعدة "الضرورة تقدر بقدرها"‪.‬‬

You might also like