Professional Documents
Culture Documents
ابن جرير
ابن جرير
Nim : 18210070
Kelas : IAT 3
مؤلف هذا التفسير ،هو ابو جعفر ،محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري ،االم33ام الجلي33ل،
المجتهد المطلق ،ص33احب التص33انف مش33هورة ،وه33و من أه33ل ام33ل ك3بر س33تان ،ول33د به33ا س3نة ٢٢٤ه
( اربع و عشرين م ءتين من الهجرة) .ورح33ل من بل33دة في ط33الب العلم وه33و ابن اثن33تى عش33رة س33نة،
سنه ٢٣٦ه ( ست و ثالثين و مءتين ) ،وطوف في االقاليم ،فسمع بمسر و الش33ام و الع33راق ثم القى
.عصاه و استقر ببغداد ،و بقى بها الى ان مات سنة ٣١٠ه ( عشرة وثالثماة من الهجرة )
كان ابن جرير احد االءمة االعالم ،يحكم بقوله ،ويرجع الى رأيه لمعرفته و فضله ،وكان قد جمع من العل33وم م33ا
لم يشاركه فيه احد من أهل عصره ،فكان حافظا لكتاب هللا ،بصيرا ب33القران ،عارف33ا ب33ا لمع33نى ،ففيه33ا في احك33ام
القران ،علما بسنن وطرقها ،وصحيحها وصقيمها و ناسخها و منس3وخها ،عارف3ا ب3اقوال الص3حابة و الت3ابعينو
من بعدهم المخالفين في االحكام 3،و المساءل الحالل و الحرام ،عارفا بايام الناس واخبارهم ،هذا ه33و ابن جري33ر
في نظر الخطيب البغدادى وهي شهادة عالم خبير و باحوال الرجال .وذكر ان ابا العباس بن سريخ كان يق33ول :
محمد بن جرير ففيه عالم .وهذه الشهادة جد صادقة ،فان الرجال برع في علوم كث33يرة منه33ا :علم الق33راءت ،و
التفس3ير ،والح3ديث ،والفق3ه ،والت3اريخ وق3د ص3نف في عل3وم كث3يرة ،واب3دء الت3اليف وءج3اد فيم3ا ص3نف ،فمن
مصنفاته :كتاب التفسير الذي نحن بصدده و كتاب التاريخ المعروف بتاريخ االمم و المل33وك ،وه33و من امه33ات
المراج33ع ،وكت33اب الق33راءات ،والع33دد والتنزي33ل ،و كت33اب اختالف العلم33اء ،و ت33اريخ الرج33ال من الص33حابة و
التابعين ،وكتاب احكام شراءع االسالم ،الفه على م33ا اداه إلي33ه اجته33اده ،وكت33اب التبص33ر في اص33ول الدين33د . . .
.وغير هذا كثير من تصانفه التي تدل على سعة علمهوعازارة فضله
ولكن هذاه الكتاب قد اختفي معظمها من زمن بعيد ،ولم يحظ منها بالبقاء الى يو دمنا هذا وب الشهرة الواسعة،
.سوى كتاب التفسير ،و كتاب التاريخ
يعتبر تفسير ابن جرير من أقوم التفاسير و اشهرها ،كما المراجع االول عن33د المفس33يرين ال33ذين عن33وا بالتفس3ير
النقلى ،وان كان في الوقت نفسه يعتبر مرحبا غير قليل االهميت من مراجع التفسير العقلى ،نظ33را لم33ا في33ه من
االس33تنباط ،وتوجي33ه االق33وال ،وت33رجيح بعض33ها على بعض ،ترجيح33ا يعتم33د على النظ33ر العقلى ،و البحث الح33ر
.الدقيق
:طريقة ابن جرير في تفسيره •
تتجلي طريقة ابن جرير في تفسيره بكل بضوح إذا نحن قرانا فيه وقطعنا في القراءة شيطا بعي33دا ،ف33اول م33ا نش33ا ه33ده،
انه اذا اراد ان يفسر االية من القران يقول ( :الفول في تؤويل قوله تع3ال ك3ذا و ك3ذا ) ثم يفس3ر االيةويستش3هد على م3ا
قاله بما بروية بسنده من الص33حابة او الت33ابعين من التفس33ير الم33اثور عنهم في ه33ذه االي33ة ،وإذا ك33ان في االي33ة ق33والن او
.اكثر ،فانه يعرض لكل ما قيل فيها ،ويستشهد على كل قول بما برواية في ذلك عن الصحابة او التابعين
ثم هو ال يقتصر علي مجرد الرواية ،بل تجده يتعرض لتوجية أالقوال ،ويرجع بعضها على بعض ،كما تج33ده يتع33رض لن33ا
هية االعراب ان دعت الحال الى ذلك ،كما انه يستنبط االحكام التي يمكن ان تاخذ من اآلية ،م33ع توجي33ه االدال33ة و ترجي33ع
.ما يختار
ثم هو يخاصم بقوة اصحاب الرأي المستقلين في التفكير ،وال يزال يشدد ضرورة الرج33وع الي العلم الرج33ع الى الص33حابة
او التابع ،والمنقول عنهم مثال صحيحا مستفيضا ،ويري عن ذالك وحده هو عالمة التفسير الصحيح ،فمثال عند م33ا تكالم
عن قوله تعالى من سورته يوسف { ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاثث الناس و فيه يعص33رون } ( يوس33ف )٤٩ :نج33ده
يذكر ما ورد في تفسير عن السلف مع توجيهه الالقوال و تعرض3ه الق3راءت بق3در م3ا يحت3اج الي3ه في تفس3ير االي3ة ،ثم
يرجع بعد ذالك على من يفسر القران براية ،وبدون اعتماد من33ه على ش33يء اال على مج33رد اللغ33ة فيفن33د قول33ه و ببط33ل،
راية ،فيقول ما نصه :وكان بعض منه ال علم له باقوال السلف من أه33ل التاوي33ل ،ممن يفس33ر الق33ران براي33ة على م33ذهب
كالم العرب ،بوجه معنى قوله { :و فيه يعصرون } أي :و في3ه ينج3ون من الج3دب ،و القح3ط ب3الغيث ،وي3زعم ان3ه من
:العصر والعصر التي بمعنى المناجة ،من قول ابي زيد الطاءى
ولقد كان عسرة المنجود صاديا يستغث غير مغاث
:أي المقهور – ومن قول لبيد
وما كان وقافا بغير معصر فيات و اسرى القوم اخر ليلهم
.و ذالك تاويل يكفي من الشهادة على خطءه خالفه قول جميع أهل العلم من الصحابة و التابعين
• من االسانيد :موقفه
ثم أن ابن جرير و ان تزم في تفسيره ذكر الروايات باسانيدها ،اال ان33ه في االعم األغلب ال يتعقب االس33انيد بتص33حيح وال
تضعيف ،ألنه كان يري – كما هو مقرر في اصول الحديث – ان من أسد لك فقد حمل33ك البحث عن رج33ال الس33ند و معرف33ة
مبلغهم من العدالهة او الجرح ،فهو يعلمه هذا قد خرج من العهدة و م3ع ذل3ك فابن3ه جري3ر يق3ف من الس3ند أحي3ان موق3ف
الناقد البصير ،فيعدل من يعدل من رجال االسناد ،و بجرح من بجرح منهم ،و يرد الرواية التي ال يثق بصحتها ،و يصرح
براية فيها بما يناسبها ،فمثال نجده عند تفسيره لقوله تعالى من سورة الكهف { فهل نجعل لك خرج33ا على أن تجع33ل بينن33ا
و ينهم سدا } (الكهف . . ) ٩٣ :يقول ما نصه :رواي عن عكرم في ذالك – يعني في ضم سنين { سدا } و فتح33ه – م33ا
حدثنا به احمد بن يوسف فال :حدثنا القاسم ،ق33ال :ح33دثنا حجج ،عن ه33رون ،عن اي33وب ،عن اكرم33ة ق33ال :م33ا ك33ان من
صنعة بني ادم هو السد ،يعني يفتح السين ،و ما كان من صنع هللا فهو السد ،ثم يعقب على هذا السند فيقول :و اما ما
ذكره عن اكرمة في ذالك ،فان الذي نقل عن اسوي ( :هارون ) و في نقله نزر ،و ال تعس33ر ذال33ك عن اي33وب من رواي33ة
.ثقاة اصحابه
:تقدير لالجماع •
كذالك نجد ابن جرير في تفسيره يقدر اجماع االمة ،و يعطيه سلطنا كب33يرا ،في اختي33ار م33ا ي33ذهب الي33ه من التفس33ير ،فمثال
عند قوله تعالى من سورة البقرة { فانطلقها فال تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره } ( البقرة )٢٣٠ :يقول ما نص33ه
( فان قال قاءل :فبءي النكاحين عني هللا بقوله { :فال تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره } ؟ النكاح الذي ه3و جم3ا
ام النكاح الذي هو عقد تزويج ؟ قيل :كالهما ,و ذالك ان المرأة إذا نكحت زوجا نكاح تزويج ثم لم يطعها في ذالك النك33اح
ناكحه3ا ولم يجامعه3ا ح3تى يطلقه3ا لم تح3ل لالول ،و ك3ذالك ان وطءه3ا واطى بغ3ير نك3اح لم تح3ل لالول ،لالجم3اع األم3ة
جميعا ،فاذا كان ذالك كذالك ،فمعلوم ان تاويل قوله { :فال تحل له من بعد ح33تى تنكح زوج33ا غ33يره } ،نك33اح ص33حيحا ،ثم
يجامعها فيه ،ثم يطلقها ،فان قال :فان ذكر الجماع غير موجود في كتاب هللا تعالى ذكره .فما الدالل33ة على أن معناه33ا م33ا
.قلت ؟ قيل :الداللة على ذالك اجماع االمة جميعا على أن ذالك معناه
• :موقفه من القراءت
كذالك نجد ابن جرير يعني بذكر القراءت وينزلها على المعاني المختلفة و كثيرا ما يرد القراءت ال33تي ال تعتم33د على الم33ة
الذين يعتبرون عنده و عند علماء القراءت حجة ،و التي تقوم على اصول مضطربة ،مما يكون فيه تغيير و تبديل بكلمات
هللا ،ثم يتبع ذالك براية في اخر االمر مع توجيح راية ،بألسباب ،فمثال عند قوله تعالى من سورة االنبي33اء { :ولس33ليمان
الريح عاصفة } ( االنبي33اء )٨١ :ي33ذكر ان عام33ة ق33رأ االمص33ار ق33راوا { ال33ريح } بالنس33بة على انه33ا مفع33ول { س33خرنا }
المجذوف ،و ان عبد الرحمن االعرج قرأ { الريح } بالرفع على انها مبتداء ثم يقول :و القراءت التي ال استطيع القراءة
.بغيرها في ذالك ما عليه قراء االمصار الجماع الحجة من القراء عليه