You are on page 1of 19

‫مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية _ سلسلة العلوم الهندسية المجلد (‪ )63‬العدد (‪4102 )5‬‬

‫‪Tishreen University Journal for Research and Scientific Studies - Engineering Sciences Series Vol. (36) No. (5) 4102‬‬

‫نحو تعزيز مشاركة اصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية‬


‫( حالة دراسية ‪ :‬تجربة مدينة سنغافورة )‬

‫‪‬‬ ‫الدكتور ماهر لفّاح‬


‫**‬
‫الدكتور سامي شيخ ديب‬
‫***‬
‫صفية حمودي‬

‫(تاريخ اإليداع ‪ .4102 / 2 / 7‬قبل للنشر في ‪)2014 / 9 /0‬‬

‫‪ ‬مل ّخص ‪‬‬

‫يلقي البحث الضوء على أهمية إشراك أصحاب المصلحة في عملية اتخاذ القرار التخطيطي العمراني لتلبية‬
‫احتياجاتهم التي حددوها بالمشاركة ‪,‬كما يوضح المتطلبات الالزمة لضمان مشاركة فعالة لهم في إطار مقاربة تشاركية‬
‫مناسبة تعتمد على رغبة سياسية لدى أصحاب القرار باعتماد تلك المقاربة والتوافقية بين الشركاء وممثليهم من جهة‬
‫‪,‬وبين المتطلبات واإلمكانات من جهة أخرى ‪.‬كما يعرف البحث بدرجات ومستويات مشاركة أصحاب المصلحة في‬
‫العملية التخطيطية العمرانية من خالل عرض بعض النماذج والمصفوفات التي تعتمد في قياس مستويات المشاركة‪.‬‬
‫يتناول البحث تجربة إعداد المخطط العام لمدينة سنغافورة كنموذج رائد عن مشاركة فعالة ألصحاب المصلحة‬
‫في إعداد المخطط العام لمدينتهم موضحاً المنهجية المتبعة ضمن مراحل العملية التخطيطية العمرانية وأهم القضايا‬
‫التي تم عنونتها بالمشاركة كموجهات إلعداد المخطط العام ضمن رؤية تحويل المدينة إلى مدينة عالمية وحيوية قادرة‬
‫على مواجهة تحديات العولمة ومتطلبات الحياة المتسارعة ؛وتعمل على تطوير أفضل للبيئة ولنوعية حياة السكان ؛كما‬
‫تحافظ على هوية المكان بمبانيه القديمة والحديثة ؛وتحافظ على مواقع االستجمام في منطقة حضرية كبيرة تعاني ندرة‬
‫في األراضي‪.‬‬
‫يهدف البحث إلى تحديد المؤشرات األساسية لتجربة مدينة سنغافورة وبيان مدى إمكانية تطبيقها في سورية‬
‫لتفعيل مشاركة أصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المقاربة التشاركية ‪,‬مشاركة أصحاب المصلحة ‪,‬درجات المشاركة ‪,‬المخطط العام لمدينة‬
‫سنغافورة‪.‬‬

‫‪ ‬أستاذ مساعد‪-‬قسم تخطيط المدن والبيئة‪ -‬كلية الهندسة المعمارية‪-‬جامعة تشرين‪ -‬سورية‪.‬‬
‫** مدرس‪-‬قسم تخطيط المدن والبيئة‪ -‬كلية الهندسة المعمارية‪-‬جامعة تشرين‪ -‬سورية‪.‬‬
‫*** طالبة دراسات عليا‪ -‬قسم تخطيط المدن والبيئة‪ -‬كلية الهندسة المعمارية‪-‬جامعة تشرين‪ -‬سورية‬

‫‪983‬‬
‫ حمودي‬,‫ شيخ ديب‬,‫لفاح‬ ‫نحو تعزيز مشاركة اصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية‬

4102 )5( ‫) العدد‬63( ‫مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية _ سلسلة العلوم الهندسية المجلد‬
Tishreen University Journal for Research and Scientific Studies - Engineering Sciences Series Vol. (36) No. (5) 4102

Toward Stakeholders Participation in urban planning


process (Case Study: Singapore city)
Dr. Maher Laffah*
Dr. Sami sheikh Deeb **
Safia Hammoudi***

(Received 7 / 4 / 2014. Accepted 1 / 9 / 2014)

 ABSTRACT 

The paper sheds light on the importance of involving stakeholders in the decision-
making process of urban planning to meet the needs they have identified in advance ,and
the requirements to ensure the effective participation of stakeholders depending on the
willingness of political decision-makers with the adoption of a participatory approach and
interoperability between the partners and their representatives on the one hand and between
the requirements and the capabilities on the other .The paper, moreover, shed lights on
varying levels of stakeholders participation in the urban planning process through the
presentation of some of the models and matrices that rely on measuring the levels of
participation.
The paper tackles the experience of preparing the general plan of Singapore city as a
good model of an effective participation of stakeholders in the preparation of the general
plan for their city, explaining the methodology used within the process of planning and
construction which is the most important issues that have been labeled as a guidelines for
the preparation of the general plan.
In order to take advantage of the theoretical framework, practical examples in identifying
obstacles in the application of a participatory approach in the Syrian Arab Republic were
used in spite of the general trend towards the adoption of stakeholders participation.

Keywords: Participatory approach, stakeholder participation, degrees of


participation ,the general plan of the city of Singapore.

*
Associated Professor -urban planning and environment department-Architecture
faculty-Tishreen university- Syria.
**
Assistant Professor- urban planning and environment department- Architecture
faculty-Tishreen university- Syria.
***Postgraduate Student -urban planning and environment department- Architecture

faculty-Tishreen university- Syria

933
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬العلوم الهندسية المجلد (‪ )63‬العدد (‪Tishreen University Journal. Eng. Sciences Series 4102 )5‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫عرف التخطيط خالل العقود الماضية المتتابعة تحوال جذريا حوله من هدف بذاته الى وسيلة لتحقيق غاية ولم‬
‫يعد فن صياغة األشكال وانما أسلوب اتخاذ الق اررات السليمة‪,‬فجدوى المخطط تكمن في مدى إسهامه في تمكين‬
‫أصحاب القرار من استيعاب المشكلة وادراك أبعادها ثم مدى نجاحهم في التأسيس لعملية التواصل والحوار في مراحل‬
‫العملية التخطيطية [‪ .]1‬وقد أظهر معهد اإلدارة العامة في نيويورك أن عملية إدارة التخطيط العمراني تعاني مشكلة‬
‫عدم وجود العالقة بين الساكن ومتخذ القرار وعدم حصول المخططات التي تعدها إدارات التخطيط على موافقة‬
‫المجتمعات المحلية [‪.]2‬‬
‫وهو ما أدى لظهور اتجاه جديد في التخطيط هو التخطيط بالمشاركة"‪ "Participatory" planning‬من خالل‬
‫مشاركة السكان المحليين"‪ "local residents‬أو أصحاب المصلحة المستهدفين "‪ "stakeholders‬في الجهود الرامية‬
‫لتحسين الوضع المعيشي لمجتمعاتهم‪ .‬وركزت حول بحث أهمية المشاركة وأساليب تفعيلها ومستلزماتها ومقوماتها‬
‫لتطرح مقاربة تخطيطية عامة من القاعدة إلى األعلى‪" bottom " up to‬تطبق على المجاالت السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية والعمرانية كافة وعلى المستويات المحلية اإلقليمية والوطنية كافة‪.‬‬
‫تهدف هذه المقاربة إلى تشجيع أهم الموارد وهي الموارد البشرية لتلعب دو اًر حاسماً في ظل نظام من المشاركة‬
‫الحقيقية ‪,‬حيث يشترك األفراد والمنظمات غير الحكومية وهيئات المجتمع المدني غير الربحية والمؤسسات الحكومية‬
‫في عملية صنع القرار التخطيطي لضمان تلبية االحتياجات الفعلية لمجتمع المعرفة "‪"Information society‬المهيأ‬
‫للمشاركة في تشكيل بيئته المعيشية وفق إمكاناته وأولوياته وطموحاته‪.‬‬

‫أهمية البحث و أهدافه‪:‬‬


‫تأتي أهمية البحث من خالل تسليط الضوء على مفاهيم مثل التشاركية "‪"Participation‬وأصحاب‬
‫المصلحة""‪Stakeholders‬كان لها األثر في فتح مجال جديد أمام التخطيط العمراني ليكون أكثر توافقية ومالئمة‬
‫الحتياجات السكان وتسمح ألصحاب المصلحة بالمشاركة في العملية التخطيطية العمرانية وفق آلية مرنة ومدروسة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫منظمات في إعداد البرامج والخطط‬ ‫على الرغم من وجود تأكيد على أهمية دور أصحاب المصلحة أفراداً أو‬
‫أن نتائج‬
‫والمساهمة في رسم السياسة التخطيطية والتنموية للتجمعات العمرانية الحضرية ووضع مخططاتها العامة ‪,‬إال ّ‬
‫التجارب التخطيطية التي حاولت تطبيق مبدأ التشاركية كانت متواضعة ‪,‬ولم ترق إلى تحقيق االحتياجات الفعلية‬
‫للسكان والمستخدمين بشكل عام سواء على المستوى العالمي أو المحلي ‪,‬مما يطرح مجموعة من اإلشكاالت التالية‬
‫على المستوى المحلي في سورية‪:‬‬
‫عدم وجود مفهوم واضح ألصحاب المصلحة وأساليب مشاركتهم في العملية التخطيطية العمرانية‪.‬‬
‫عدم الوصول إلى مرحلة تحديد دور كل من الشركاء في كافة مراحل العملية التخطيطية العمرانية وأدوات تفعيل‬
‫مشاركتهم وقياس أثرها على عملية اتخاذ القرار العمراني‪.‬‬
‫عدم تمكين السكان المحليين والمنظمات األهلية وغير الحكومية من اتخاذ المبادرات للمشاركة في معالجة‬
‫القضايا التخطيطية العمرانية‪.‬‬
‫التأخر في تطبيق المشاركة المجتمعية في العملية التخطيطية العمرانية في سوريا وذلك بعد تبني شعار‬
‫المشاركة المجتمعية في السياسة العامة للدولة[] ‪, 3‬وبالتالي تعذر الحكم على نتائج هذه المشاركة‪.‬‬

‫‪933‬‬
‫لفاح‪ ,‬شيخ ديب‪ ,‬حمودي‬ ‫نحو تعزيز مشاركة اصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية‬

‫يهدف البحث عموماً إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬


‫‪-3‬التركيز على تحديد نوع وشدة تأثر ق اررات التخطيط العمراني بمشاركة أصحاب المصلحة في العملية‬
‫التخطيطية العمرانية ‪,‬انطالقا من إدراك أهمية مشاركتها في الق اررات المتعلقة بها وذلك لالستفادة من خبرتها في‬
‫تحديد الحاجات واألولويات‪.‬‬
‫‪-3‬تحديد مستويات وحجم مشاركة أصحاب المصلحة والمتطلبات الضرورية لضمان فعالية مشاركتهم في‬
‫العملية التخطيطية العمرانية‪.‬‬
‫‪-9‬استخالص المؤشرات والنتائج األساسية لتجربة مدينة سنغافورة في إعداد المخطط العام للمدينة من خالل‬
‫تطبيق التشاركية ومشاركة أصحاب المصلحة‪.‬‬
‫‪-4‬التوصل إلى اقتراحات عملية تساعد على تفعيل مشاركة أصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية‬
‫في سورية باالستفادة من المؤشرات المستخلصة من تجربة سنغافورة‪.‬‬

‫منهجية البحث‪:‬‬
‫يعتمد البحث على المنهج التحليلي االستقرائي من خالل‪:‬‬
‫أ‪ -‬إطار نظري ‪:‬يتناول عرض وتحليل مراحل ومستويات مشاركة أصحاب المصلحة في العملية التخطيطية‬
‫العمرانية‪.‬‬
‫ب‪-‬إطار تحليلي ‪:‬يتناول دراسة تجربة مدينة سنغافورة الستقراء األساليب المعتمدة في مشاركة أصحاب المصلحة‬
‫في إعداد المخطط العام لمدينتهم‪.‬‬
‫اإلطار النظري للبحث‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ 1-4‬تعاريف ومصطلحات متعلقة بمشاركة أصحاب المصلحة في عملية التخطيط العمراني‬
‫‪ 1-1-4‬تعريف المقاربة التشاركية ‪: Participatory approach‬لم يتفق على تعريف واحد للتشاركية لكن‬
‫اتفقت معظم التعاريف على مجموعة من النقاط تتعلق بأهمية مشاركة الناس على اختالف أعمارهم وجنسهم في عملية‬
‫صنع القرار المتعلق بحياتهم ‪ .‬ونذكر من هذه التعاريف وفق برنامج التنمية األممية ‪United Nation Development‬‬
‫‪program‬المقاربة التشاركية هي ‪":‬استراتيجية تنمية شاملة حيث يشارك فيها الناس بمشاريع وبرامج محددة ‪,‬وبعمليات‬
‫اقتصادية ‪,‬اجتماعية ‪,‬ثقافية وسياسية تؤثر على حياتهم ‪.‬وللناس في بعض الحاالت سيطرة كاملة ومباشرة على هذه‬
‫العمليات وفي حاالت أخرى التحكم قد يكون جزئيا أو غير مباش ار "‪]4[.‬‬
‫كذلك عرفها‪(1996) Reitbergen-McCracken‬بأنها "عملية يستطيع من خاللها أصحاب المصلحة التأثير‬
‫والمشاركة في إدارة مبادرات التنمية ‪,‬الق اررات والمصادر التي تؤثر عليهم " ‪]4[.‬‬
‫تتلخص فوائد المقاربة التشاركية ‪Benefits of Participatory approach‬بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬االرتكاز على اإلمكانيات والقدرات المتوفرة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة شعور أصحاب المصلحة بالملكية واالنتماء‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة االلتزام باألهداف المحددة والنتائج المتوقعة‪.‬‬
‫‪ -‬االستدامة االجتماعية طويلة األمد‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة قدرات الجهود الذاتية للمجتمع المحلي‪.‬‬

‫‪933‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬العلوم الهندسية المجلد (‪ )63‬العدد (‪Tishreen University Journal. Eng. Sciences Series 4102 )5‬‬

‫‪ -‬قيام مؤسسات وعالقات بين الشركاء أكثر قوة وشفافية‪]5[.‬‬


‫ويتم تعزيز مشاركة كافة أفراد المجتمع في إطار من الالمركزية والعمل المؤسساتي والرغبة السياسية لدى‬
‫أصحاب القرار الرسميين‪]6[.‬‬
‫‪ 2-1-4‬العملية التخطيطية العمرانية وفق المقاربة التشاركية ‪"participatory urban planning‬‬
‫"‪:decision making process‬تعرف العملية التخطيطية العمرانية بأنها مجموعة مراحل واجراءات متسلسلة‬
‫ومترابطة ألي عمل تخطيطي عمراني كالمخططات التنظيمية أو المخططات العامة"‪" Master Plan‬للتجمعات‬
‫العمرانية المختلفة‪ ,‬ومشروعات التطوير العمراني أو التنمية الحضرية‪,‬وتنتهي هذه العملية باتخاذ القرار التخطيطي‬
‫المناسب وفق التصورات والرؤى التي تم التوصل اليها[‪.]7‬‬
‫أما العملية التخطيطية وفق المقاربة التشاركية فهي منهجية وآليات تتيح لكل فرد ولكل مجموعة التعبير عن‬
‫رأيهم ومناقشة الق اررات ووضع المعايير التي يتم صنع واتخاذ القرار التخطيطي العمراني بناء عليها ‪,‬وترشيح من يمثلها‬
‫في صنع واتخاذ هذا القرار ‪,‬دون استبعاد ألي فئة من فئات المجتمع (األطفال ‪,‬النساء ‪,‬الشباب ‪,‬الفقراء‪ )..‬بحجة أنهم‬
‫غير قادرين أو ليسوا على دراية كافية بشؤون المجتمع المحلي[‪. ]4‬‬
‫‪ 3-1-4‬تعريف أصحاب المصلحة ‪:‬يختلف تعريف أصحاب المصلحة تبعاً للمجال المدروس ‪,‬لكن المصطلح‬
‫يشير عموماً إلى األفراد والجماعات التي تربطهم معاً مصلحة مشتركة وتتصف بكونها تمتلك عالقات تفاعلية متباينة‬
‫الشدة والتأثير بمجمل فاعليتها وبصيغ وأشكال مختلفة ‪.‬‬
‫يمكن تصنيف أصحاب المصلحة كالتالي‪:‬‬
‫بالق اررات التخطيطية‬ ‫‪ -‬أصحاب المصلحة الرئيسيون "‪:"Primary stakeholders‬وهم المتأثرون مباشرة‬
‫المتعلقة بمجتمعهم المحلي و ذلك بشكل إيجابي أو سلبي‪.‬‬
‫‪ -‬أصحاب المصلحة الثانويون "‪: "Secondary stakeholders‬وهم من يلعبون دور الوسيط في عملية‬
‫مشاركة أصحاب المصلحة في عملية القرار التخطيطي كالميسرين ‪,‬المنظمات غير الحكومية ومجموعات التركيز‪.‬‬
‫‪ -‬أصحاب المصلحة الخارجيون "‪: "External stakeholders‬ويقصد بهم أولئك الذين يقدمون األموال أو‬
‫المصادر البشرية أو المعلومات التقنية ولكن بدون حضور محلي ‪,‬مثل‪:‬متبرعون متعددون ومن خالل المؤسسات‪]5[.‬‬
‫بعد تصنيف أصحاب المصلحة في المقاربة التشاركية يتم عادة تحديد مصالح كل فئة من الفئات الثالث السابقة‬
‫الذكر وترتيب أولويات هذه المصالح وتوقع طبيعة التأثيرات السلبية أو اإليجابية التي قد تنجم عن هذه المصالح‪.‬‬
‫‪ 4-1-4‬تعريف مشاركة أصحاب المصلحة"‪ :"Stakeholder Participation‬هي عملية يلعب فيها‬
‫أصحاب المصلحة ‪-‬ممن لهم حقوق وواجبات ومنافع ‪-‬دو اًر في العملية التخطيطية العمرانية وبالتالي في النتائج‬
‫المتوقعة منها‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يشير ‪ ) 1992 ) Dichter‬إلى وجود مجموعة من المتطلبات لضمان فعالية مشاركة أصحاب‬
‫المصلحة وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلحساس باالحترام‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك أن الصوت مسموع وأن هناك ما يقال‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك أنه يتم التعامل مع أصحاب المصلحة بعدل‪.‬‬
‫‪ -‬إدراك أن اتباع القواعد سوف يستحضر النتائج المرغوبة‪.‬‬

‫‪939‬‬
‫لفاح‪ ,‬شيخ ديب‪ ,‬حمودي‬ ‫نحو تعزيز مشاركة اصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية‬

‫‪ -‬الثقة بوجود منفعة بطريقة ما ( مال ‪,‬خدمات أفضل‪...‬الخ ) ‪.‬‬


‫‪ -‬شعور بالثقة بأنه لن يتم التخلي عن أي مطلب ‪]8[.‬‬
‫إن هدف هذه المتطلبات هو التنبيه والتمهيد إلى تقبل فكرة َّ‬
‫أن العملية التخطيطية المتوازنة بمشاركة أصحاب‬
‫المصلحة ال تؤدي بالضرورة إلى النتائج المتوقعة وذلك بسبب تداخل عناصر قوة أخرى ال يتم مالحظتها أو اعتبارها‬
‫في العمليات التخطيطية العمرانية مثل الكلفة االقتصادية الفعلية والتعقيدات التقنية ‪.‬‬
‫تشير ‪(2005( Halla‬إلى ضرورة تنبه أصحاب المصلحة لبعض العناصر الحاسمة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬العمل في إطار مقاربة تنموية بالمشاركة متفق عليها "‪"Participatory development approach‬‬
‫‪ -‬إيجاد فريق عمل‪.‬‬
‫‪ -‬رصد الموارد الالزمة للتنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬حل المشاكل وفك التعارض خالل العملية ونهائيا‪.‬‬
‫إيجاد هياكل مؤسساتية وفرق تنفيذية‪]9[.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2-4‬قياس درجات مشاركة أصحاب المصلحة في المقاربة التشاركية‪:‬‬
‫لقياس مدى مشاركة أصحاب المصلحة في المقاربة التشاركية يمكن اعتماد النماذج التالية‪:‬‬
‫نموذج أرنستون ) ‪ A ladder of citizen participation‬سلم مشاركة المواطن)‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تم اقتراح سلم من ثمان درجات تتدرج من الدرجة األولى حيث ال يوجد مشاركة ؛المعالجة ؛اإلخبار ؛االستشارة‬
‫ّ‬
‫الرضا ؛الشراكة ؛السلطة التفاوضية إلى تحكم المواطن من خالل نموذج تبسيطي يظهر أنه هناك تدرج مهم لمشاركة‬
‫الفرد عبر تحديد مستويات المشاركة أو الال مشاركة كمحاولة للمساعدة على تحليل القضايا المتداخلة حيث تعكس كل‬
‫درجة مدى نفوذ األفراد المستهدفين في تحديد الصيغة النهائية للق اررات المتعلقة بهم على اعتبار أن مشاركة الفرد‬
‫المستفيد حاسمة لتعزيز قوة المواطنة وتحفيز اإلصالحات االجتماعية كضمان للحفاظ على االصالحات العمرانية‬
‫المطلوبة وكنتيجة لها أيضا‪]10[.‬‬
‫مصفوفة غوثرت "‪: "Gothert's Matrix‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تفيد مصفوفة غوثرت "‪ "Gothert‬كأداة لتحديد درجة سيطرة المجتمع ونوع العالقات بين الشركاء حيث يوجد‬
‫درجات مختلفة الحدة واألثر أو المدى‪.‬‬
‫وميز "غوثرت" ثالث مستويات إلستراتيجية التشاركية" ‪("Participatory strategy‬المتضمنة المقاربات‬
‫ّ‬
‫التشاركية) يشارك فيها أصحاب المصلحة أفرادا أو مجموعات وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬االستعالم و االتصال (تبادل اآلراء) "‪."information and communication‬‬
‫‪ -‬المناقشة و التفاوض حول كل الخيارات "‪."Debt and negotiation of options‬‬
‫‪ -‬المشاركة في االدارة "‪."partnership in management‬‬
‫حيث يمكن تنفيذ هذه العناصر الثالث معا أو منفصلة في مكونات مختلفة تبعا ألنشطة متنوعة ضمن نطاق‬
‫المشروع‬
‫مثال ‪ :‬يم كن تصميم المشروع في المستوى األول ‪,‬التخطيط التشاركي في المستوى الثاني ‪,‬التنفيذ في المستوى‬
‫الثالث‪4 ][.‬‬

‫‪934‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬العلوم الهندسية المجلد (‪ )63‬العدد (‪Tishreen University Journal. Eng. Sciences Series 4102 )5‬‬

‫تصنيف درجات مشاركة أصحاب المصلحة وفق برنامج األمم المتحدة االنمائي)‪:)UNDP1998‬‬ ‫‪-3‬‬
‫المناورة "‪ :"manipulation‬حيث ال توجد مشاركة فعلية وتبدو المشاركة كفرصة للتلقين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلعالم "‪:"Informing‬حيث يتم إخبار أصحاب المصلحة بخياراتهم وحقوقهم ومسؤولياتهم كخطوة‬ ‫‪-‬‬
‫أساسية وهامة باتجاه مشاركة حقيقية ‪,‬لكن نقطة الضعف في هذه المرحلة هي أنها تواصل باتجاه واحد حيث ال يوجد‬
‫قنوات تغذية مرجعية وال سلطة للتفاوض‪.‬‬
‫‪ -‬االستشارة "‪: "consultation‬وتمثل اتصال باتجاهين حيث يمتلك أصحاب المصلحة الفرصة لعرض‬
‫مقترحات وليعبروا عن مخاوفهم لكن بدون ضمانات بأن تؤخذ مقترحاتهم ومخاوفهم بعين االعتبار أو توظف بالمعنى‬
‫الذي قصدوه‪.‬‬
‫‪ -‬بناء توافق في اآلراء "‪:" Consensus- building‬حيث يتفاعل أصحاب المصلحة كي يتفاهموا مع بعضهم‬
‫البعض ويصلوا لمواقف تفاوضية متفق عليها ‪,‬و لكن يعيب هذه المرحلة أن األفراد أو المجموعات المتطوعة قد يميلون‬
‫للبقاء صامتين أو موافقين بشكل سلبي أي كمتلقي فقط‪.‬‬
‫‪ -‬صنع القرار "‪: "Decision-making‬حيث يتم التوصل إلى االجماع من خالل ق اررات توافقية بين الشركاء‪.‬‬
‫‪ -‬تقاسم المخاطر "‪ : "Risk sharing‬والتي تشمل آثار صنع القرار وخليط من العواقب الطبيعية المفيدة‬
‫والضارة ‪,‬وبما أن األشياء في حالة تغير مستمر اذا ال بد من عنصر المخاطرة ‪,‬حيث أفضل الق اررات قد تسفر عن نتائج‬
‫دون المطلوب كما أن المساءلة ضرورية في هذا المستوى ‪.‬‬
‫‪ -‬الشراكة ‪ :Partnership‬حيث تطرح رمزية المساواة بين العاملين بميزان االحترام بين األفرقاء ‪,‬و على هذا‬
‫األساس تفترض الشراكة مشاركة في تحمل المسؤولية وفي تقاسم المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة الذاتية‪ :Self-management‬وهي ذروة الجهود التشاركية ‪,‬حيث يتفاعل أصحاب المصلحة في‬
‫عملية التعلم التي تحسن ظروف كل المعنيين‪]11[.‬‬
‫في محصلة اإلطار النظري أصبح من الممكن تحديد مراحل مشاركة أصحاب المصلحة (رئيسيون‪ ,‬ثانويون‬
‫خارجيون) في عملية اتخاذ القرار التخطيطي العمراني ويمكن من خاللها قياس مستويات أو درجات مشاركتهم مقارنة‬
‫بأحد النماذج السابقة وتحديد أساليب المشاركة سواء عبر قنوات اتصال مباشرة أو بمساعدة وسطاء‪.‬‬
‫‪ 3-4‬مراحل مشاركة أصحاب المصلحة في عملية القرار التخطيطي العمراني ‪ :‬تقسم عملية القرار التخطيطي‬
‫العمراني إلى ثالث مراحل رئيسية هي ‪-3:‬جمع المعلومات ‪ -3,‬تحليل البيانات والوضع الراهن‪-9,‬وضع المخططات‬
‫النهائية [‪]12‬وتضم كل مرحلة عدداً من الخطوات واالجراءات التي يشارك بها أصحاب المصلحة مع السكان‬
‫والوسطاء‪ ,‬وقد تم استنتاج هذه الخطوات واإلجراءات بعد االطالع على المرجعيات المعنية بالمشاركة في العملية‬
‫التخطيطية العمرانية[‪.]6[,]4‬‬
‫الجدول رقم (‪ ) 1‬يوضح مراحل مشاركة أصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية وفق الخطوات واإلجراءات المحددة لكل‬
‫مرحلة‪(.‬إعداد الباحثة)‬
‫‪-3‬وضع الرؤى والمخططات النهائية‬ ‫‪ -2‬تحليل البيانات والوضع الراهن‬ ‫‪ -1‬جمع المعلومات‬

‫توضع المخططات النهائية بناء‬ ‫‪‬‬ ‫يتم التحليل بمشاركة السكان‬ ‫‪‬‬ ‫جمع كافة البيانات المتعلقة‬ ‫‪‬‬
‫على نتائج المناقشات فى المراحل‬ ‫والوسطاء(أصحاب مصلحة رئيسيون‬ ‫بالموقع المدروس و بمشاركة‬
‫السابقة من خالل مجموعة من‬ ‫و ثانويون) بهدف التعرف على‬ ‫السكان سواء كانوا أفراداً(أصحاب‬

‫‪933‬‬
‫لفاح‪ ,‬شيخ ديب‪ ,‬حمودي‬ ‫نحو تعزيز مشاركة اصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية‬

‫الباحثين و المصممين العمرانيين‬ ‫االحتياجات التخطيطية العمرانية لكل‬ ‫مصلحة رئيسيون) أو أصحاب‬
‫والمعماريين وفق متطلبات العملية‬ ‫موقع ‪,‬و توزيع األدوار بين الشركاء‬ ‫مصلحة ثانويين يبدو كمجموعات‬
‫التخطيطية العمرانية مع استمرار دور‬ ‫المنخرطين في العملية بمن فيهم‬ ‫منظمة ووسطاء(سواء كانوا من‬
‫المنظمة الوسيطة فى المتابعة و تقديم‬ ‫اصحاب المصلحة الخارجيين‪.‬‬ ‫المهنيين المدربين ‪ Facilitators‬أو‬
‫تقارير الى أصحاب المصلحة كافة‪.‬‬ ‫استمرار عمليات النقاش واقتراح‬ ‫‪‬‬ ‫مجموعات التركيز ‪Focus groups‬‬
‫المتابعة المستمرة عبر قنوات‬ ‫‪‬‬ ‫الحلول بين السكان و الوسطاء من‬ ‫والمجموعات التي تقصد الفائدة‬
‫االتصال المباشرة أو التي تتم عبر‬ ‫جهة والجهات التخطيطية من جهة‬ ‫‪ Interest groups‬التي تضم‬
‫وسطاء لضمان ترجمة آرائهم‬ ‫أخرى لضمان التوصل إلى حلول‬ ‫الشركات والمنظمات التطوعية و‬
‫ومقترحاتهم إلى واقع تخطيطي‬ ‫متفق عليها ‪,‬وفك التعارض الناتج عن‬ ‫منظمات أهلية ولجان األحياء‬
‫عمراني يلبي تطلعاتهم ويح ُل‬ ‫اختالف الرؤى وربما تضارب المصالح‬ ‫والجمعيات المهنية واالتحادات)‬
‫مشكالتهم‪.‬‬ ‫قبل إقرار المخطط العمراني‪.‬‬ ‫تنظيم المناقشات و اللقاءات‬ ‫‪‬‬
‫إمكانية االستيضاح و المساءلة‬ ‫‪‬‬ ‫المتابعة المستمرة من قبل‬ ‫‪‬‬ ‫المفتوحة الدورية بهدف تحديد‬
‫و تقديم مقترحات للتعديل خالل سير‬ ‫أصحاب المصلحة على اختالفهم عبر‬ ‫المعوقات واإلمكانات واألهداف و‬
‫العملية التنفيذية ان دعت الحاجة‬ ‫قنوات االتصال المباشرة أو التي تتم‬ ‫الحلول من خالل السكان أنفسهم‪.‬‬
‫وفق نفس المراحل السابقة بشكل‬ ‫عبر وسطاء لمراقبة العملية التخطيطية‬ ‫فتح قنوات اتصال مباشرة أو‬ ‫‪‬‬
‫يسمح برسم آلية مرنة تسمح بدورها‬ ‫وضمان األخذ بآرائهم عند التحليل‬ ‫عبر وسطاء بين الجهة التخطيطية‬
‫بالمراجعة خالل العملية في حال‬ ‫واقتراح الحلول‪.‬‬ ‫و السكان ‪-‬أفراداً أو مجموعات ‪-‬‬
‫كشف عن خطأ أو استخلصت حلول‬ ‫لضمان شفافية التقييم و المراجعة‪.‬‬
‫أفضل‪.‬‬

‫النتائج و المناقشة‪:‬‬
‫‪ - 5‬اإلطار التحليلي ‪:‬دراسة تجربة إعداد المخطط العام لمدينة سنغافورة بمشاركة أصحاب المصلحة‬
‫‪ 1-5‬سياسة التخطيط العمراني في مدينة سنغافورة ‪:‬تعتبر مدينة سنغافورة مدينة متحضرة إلى درجة كبيرة‬
‫بقيت معتمدة على التخطيط التقليدي الذي يعتمدا مبدأ "من القمة إلى القاعدة "‪ "Top to down‬حتى عام ‪ 1991‬حيث‬
‫تعد المخططات من خالل السلطة التخطيطية (هيئة التخطيط) وتظهر المشاركة فقط من خالل اعتراضات المواطنين‬
‫على المخططات ‪.‬يظهر من خالل سياسة التخطيط العمراني المتبعة في مدينة سنغافورة دوران فقط في العملية‬
‫التخطيطية هما ‪:‬دور الحكومة "‪"State‬ودور المطور الخاص "‪"Private Land Developer‬على حساب مشاركة‬
‫المواطنين العاديين‪]13[.‬‬
‫تعاني المدينة حاليا من مجموعة من المشاكل العمرانية مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬عدم توفر المساكن الالئقة لألعداد المتزايدة من السكان والتي تراعي الخصائص المجتمعية والوضع‬
‫االقتصادي‬
‫‪ -‬صعوبة وصول السكان إلى مركز المدينة ‪.‬‬

‫‪933‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬العلوم الهندسية المجلد (‪ )63‬العدد (‪Tishreen University Journal. Eng. Sciences Series 4102 )5‬‬

‫‪ -‬بدء التعديات العمرانية على المعالم التاريخية والمواقع الطبيعية والحاجة إلى استثمارها بشكل يخدم مصلحة‬
‫المدينة ككل ‪.‬‬
‫‪ -‬نقص فرص العمل والحاجة إلى فرص جديدة تتناسب والتغير المجتمعي واالقتصادي المتسارع وامكانيات‬
‫السكان ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وضوح الهوية العمرانية الخاصة بكل منطقة عقارية والمدينة عموما‪[14]. .‬‬
‫‪ 2-5‬مالمح المنهجية التشاركية في مدينة سنغافورة ‪:‬تعتبر تجربة إعداد المخطط العام لمدينة سنغافورة‬
‫نموذجا رائدا عن توفر الرغبة السياسية لدى الحكومة العتماد سياسة تقوم على التشاركية والتوافقية والمالءمة والتي‬
‫تهدف فيها الحكومة الوصول إلى استدامة بيئية عمرانية من جهة وتحقيق المتطلبات المعاصرة للسكان من جهة أخرى‬
‫؛وعن توفر الرغبة أيضا في مشاركة أوسع شريحة ممكنة من السكان في معالجة المشاكل العمرانية للمدينة وفي وضع‬
‫تصور المخطط العام من خالل تحقيق الوفاق بين المؤسسات الحكومية وأصحاب المصلحة أفرادا أو مجموعات حول‬
‫القضايا األساسية التي تؤثر في حياة السكان عبر ادماجهم في عملية اتخاذ القرار التخطيطي ‪.‬هذا األمر أدى إلى‬
‫إشراك أصحاب المصلحة في تشكيل البيئة العمرانية لمدنهم بعدما كانت مشاركتهم سطحية نتج عنها مجموعة من‬
‫المشاكل التي حددها أصحاب المصلحة الحقا والتي ترتبط باإلسكان و العمل واالستجمام والهوية‪.‬‬
‫تضمنت منهجية التشاركية عدداً من االجراءات التي قامت بها الحكومة وهي‪:‬‬
‫‪ -‬إطالق إعالن التشاركية المتضمن " نحن نحتاج لكم لتلعبوا دوركم ونرجو أن تشاركونا برؤاكم وآراؤكم ووضع‬
‫أفكار من شأنها أن تساعد في وضع الخطط ‪,‬معتمدين على خلفياتكم لنحدد ونطور الخطط مستقبال معاً"‬
‫‪ -‬تحديد الشركاء في عملية إعداد المخطط العام لمدينة سنغافورة وهم ‪ :‬السلطة الحكومية ممثلة بهيئة التخطيط‬
‫بالشراكة مع مجموعة من المنظمات والهيئات االستشارية والخاصة "‪ "Groups Organizations‬العاملة بالتنسيق مع‬
‫الهيئة ‪,‬وأصحاب المصلحة أفراداً كانوا أم مجموعات منظمة‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن أن نميز مستويات لمشاركة أصحاب المصلحة ‪,‬حيث تندرج مشاركتهم في إعداد المخطط العام لمدينة‬
‫سنغافورة من مستوى االستشارة في المرحلة األولى من عملية التخطيط العمراني وهي جمع البيانات والمعلومات إلى‬
‫صنع القرار حيث تتجلى المقدرة التفاوضية عبر وسيط وهو "مجموعات التركيز" ‪ Focus Groups‬المعينة من قبل‬
‫هيئة التخطيط‪ .‬تم اختيار قوام "مجموعات التركيز " من عدد من االختصاصيين في مجاالت مختلفة( أساتذة جامعيون‪,‬‬
‫وكاالت مهنية تضم معمارين واحصائيين ومطورين عقاريين واختصاصيين في نظام الضرائب والتراث‪,‬لجان استشارية‬
‫تمثل منظمات مختلفة‪ ,‬ومجموعات التغذية االرجاعية الممثلة ألصحاب المصلحة المميزين‪ ,‬ومنظمات غير حكومية‬
‫في مجاالت البيئة والتراث) يتمتعون بصالحيات واسعة للتفاوض مع هيئة التخطيط حول القرار التخطيطي ‪,‬أولويات‬
‫التنفيذ ‪,‬النظر في الخيارات التخطيطية ‪,‬تدقيق المخططات التفصيلية قبل التسليم بناء على تشاورهم ومشاركتهم آلراء‬
‫واقتراحات أصحاب المصلحة ‪[13] . .‬‬
‫‪ 3-5‬مراحل مشاركة أصحاب المصلحة في وضع المخطط العام للمدينة ‪:‬تم اعتماد مقاربة تشاركية بمشاركة‬
‫كل من المجتمع األهلي والقطاعين الخاص والحكومي ؛وذلك لتوظيف األفكار المقترحة والموارد المتوفرة ‪.‬تلخصت‬
‫المشاركة في وضع المخطط العام للمدينة وفق المراحل الثالثة التي سبق وتم استخالصها كما يلي‪:‬‬

‫‪933‬‬
‫لفاح‪ ,‬شيخ ديب‪ ,‬حمودي‬ ‫نحو تعزيز مشاركة اصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية‬

‫الجدول (‪ ) 2‬يوضح الخطوات و االجراءات التي شارك بها أصحاب المصلحة في وضع المخطط العام لمدينة سنغافورة‬
‫‪ -3‬وضع المخططات النهائية‬ ‫‪ -2‬تحليل البيانات والوضع الراهن‬ ‫‪ -1‬جمع المعلومات‬
‫والمقترحات‬
‫تضمنت هذه المرحلة ما يلي ‪:‬‬ ‫تم اتخاذ االجراءات التالية‪:‬‬ ‫‪ ‬تم القيام في هذه المرحلة بالخطوات‬
‫‪ -1‬اعداد المخطط التصوري‬ ‫التالية‪:‬‬
‫النهائي "‪"Final Concept plan‬‬ ‫‪ -1 -‬إطالق منتدى عام ‪Public Forum‬‬ ‫‪ -1 ‬تشكيل ثمان هيئات فرعية‬
‫حيث تم األخذ بعين االعتبار كل‬ ‫لمناقشة توصيات ومقترحات "مجموعات‬ ‫ضمت مؤسسات حكومية مختلفة شكلت‬
‫األفكار والتعليقات عند وضع‬ ‫بناء على خبرتها وما قدمه الناس‬
‫التركيز " ً‬ ‫لتلبي االحتياجات األساسية وتجميع‬
‫الخطوط النهائية لهذا المخطط‬ ‫من معلومات خالل المشاورات واللقاءات‬ ‫البيانات‪.‬‬
‫‪.‬بمشاركة ما يقارب ‪/5000/‬‬ ‫‪,‬حيث تم اختبار مقترحات مجموعات التركيز‬ ‫‪‬‬
‫خمسة آالف مواطن من سنغافورة‬ ‫من قبل ناس عاديين بهدف ضبط دقة‬ ‫‪ -2 ‬استشارة الناس من خالل‪:‬‬
‫‪‬‬
‫موزعين كما يلي‪:‬‬ ‫ترجمتهم للمشاكل العمرانية والمقاربات‬
‫‪ - ‬مجموعات التركيز ‪,‬حيث شكلت‬
‫‪ -‬مجموعتان من مجموعات‬ ‫المقترحة لحل مثل هذه المشاكل‪.‬‬
‫مجموعتان في مجالي الهوية و‬
‫التركيز تضم كل مجموعة (‪) 30‬‬ ‫‪-‬‬
‫االستعماالت و توزيع االراضي‪ ,‬لتدرس‬
‫فرد‪.‬‬ ‫‪ -2 -‬عرض مسودة المخطط العام‬
‫احتياجات ومستقبل مدينة سنغافورة‬
‫‪ / 400/ -‬أربعمائة شخص‬ ‫‪Master Plan‬للعموم و استعرضه‬
‫ولتعطي أفكار لتشكيل المخطط‬
‫حضروا االجتماع العام‪.‬‬ ‫‪ /50000/‬خمسون ألف شخص من خالل‬
‫التصوري للمدينة "‪."concept plan‬‬
‫‪ /300/ -‬ثالثمائة شخص‬ ‫عدة معارض موزعة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫حضروا الحوار المفتوح لتبادل‬ ‫‪ -‬إضافة إلى‪:‬‬
‫‪ - ‬تأمين قنوات تغذية ارجاعية‬
‫اآلراء‪.‬‬ ‫‪ - -‬تشكيل ثالث مجموعات دراسية مؤلفة‬
‫‪ ‬تمكن الناس من إعطاء أفكارهم و‬
‫‪ /300 -‬ثالثمائة شخص استجابوا‬ ‫من ‪ 54‬أربع وخمسون شخصاً‪.‬‬
‫تعليقاتهم وقد تم جمع أكثر من ‪/200/‬‬
‫لالستبيان‪.‬‬
‫فكرة عبر رسائل بريدية و الكترونية‪.‬‬
‫]‪[3‬‬
‫‪ - -‬عقد ‪ 11‬إحدى عشر جلسة حوار‬
‫‪ /2000 -‬ألفا شخص حضروا‬
‫لتبادل اآلراء مع أصحاب المصلحة‪.‬‬
‫معرض مسودة المخطط العام‪.‬‬
‫‪ - -‬عرض ‪ 4500‬أربعة آالف و خمسمائة‬
‫‪ /2000 -‬شخص زاروا موقع‬
‫نموذجا للتغذية االرجاعية التي سبق و عرض‬
‫هيئة تخطيط الدولة االلكتروني‪.‬‬
‫فيها أصحاب المصلحة أفكارهم و اقترحوا‬
‫‪ -2‬إطالق رؤية واستراتيجية‬
‫حلوالً‪.‬‬
‫المخطط التصوري حيث ترجمت‬
‫‪ -3 -‬إجراء حوار مفتوح عام ‪public‬‬
‫الى مخططات تفصيلية با ار مترية‬
‫‪dialogue‬برئاسة وزير التطوير الوطني‬
‫من خالل المخطط العام الرئيسي‬
‫إلبداء اآلراء و المناقشة‬
‫"‪]13[."Master Plan‬‬
‫‪]13[ -‬‬

‫‪938‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬العلوم الهندسية المجلد (‪ )63‬العدد (‪Tishreen University Journal. Eng. Sciences Series 4102 )5‬‬

‫‪ 4-5‬المؤشرات و النتائج المستخلصة من التجربة ‪:‬‬


‫‪ ‬شكلت األفكار الواردة من التغذية االرجاعية" ‪" Feed back‬ألصحاب المصلحة المصدر األساسي لصياغة‬
‫المقترحات المناسبة التي تساعد في معالجة المشاكل العمرانية الراهنة للمدينة وتحقيق بيئة عمرانية معاصرة‪.‬‬
‫‪ ‬لم يتم اعتماد معايير انتقائية الختيار أصحاب المصلحة المشاركين أفراداً كانوا أو منظمين‪ ,‬وانما بقيت عملية‬
‫المشاركة مفتوحة أمام الجميع و ميز بينهم فقط على أساس شدة التنظيم والتمثيل إليجاد وسائل تمكن األفراد العاديين‬
‫غير المنظمين من المشاركة عبر وسائل متعددة كالمعارض ‪,‬المنتديات العامة ‪,‬االستبيانات والتغذية اإلرجاعية‪.‬‬
‫‪ ‬تناولت أفكار التغذية اإلرجاعية واالقتراحات مجاالت عديدة ‪:‬المجال السكني ‪,‬مجال الترفيه ‪ ,‬مجال العمل‬
‫ومجال ايجاد الهوية ‪.‬و فيما يلي عرض ألهم األفكار و المقترحات ‪[4].‬‬
‫أ‪ -‬في المجال السكني ‪:Residential‬‬
‫المقترحات المبنية على التغذية االرجاعية‬ ‫أفكار التغذية االراايية للسكان‬ ‫التسلسل‬
‫‪ -‬زيادة الكثافة السكنية تدريجيا والتركيز على‬ ‫توفير مساكن برجية و جديدة في العقارات‬ ‫‪1‬‬
‫بناء مساكن جديدة داخل المدن عوضا عن إنشاء‬ ‫الموجودة سلفا ‪ :‬حيث فضل جزء من أصحاب‬
‫مدن و بلدات جديدة مما سيسمح لألوالد المتزوجين‬ ‫المصلحة المساكن البرجية ‪,‬لكن معظم‬
‫أن يبقوا قريبين من والديهم وبالتالي بناء روابط‬ ‫المستطلعين فضلوا توفير بيوت جديدة في مناطق‬
‫عائلية ومجتمعية جيدة ستنعكس في مناحي حياتية‬ ‫عقارية قائمة للبقاء قريبين من والديهم‪.‬‬
‫أخرى‪.‬‬ ‫صعوبة الوصول إلى مركز المدينة‪.‬‬
‫‪ -‬تم توفير ‪ /114000/‬مسكناً جديداً في مركز‬
‫المدينة وبأنماط سكنية متعددة كما خطط للمزيد‬
‫من المساكن في مواقع أخرى من المدينة‪.‬تم األخذ‬
‫بعامل وصولية الناس في مناطق الكثافة السكانية‬
‫العالية إلى مركز المدينة حيث تتنوع االستعماالت‪.‬‬
‫الشكل (‪.)3‬‬

‫‪-‬تنفيذ المساكن الجديدة ضمن المنطقة المركزية‬ ‫الحياة في المدينة‪:‬‬ ‫‪2‬‬


‫على أساس تدريجي ‪,‬اعتماداً على الطلب في‬ ‫القدرة على تحمل تكاليف اإلسكان المستقبلية في‬
‫السوق لهذا النوع من السكن‪.‬‬ ‫المنطقة المركزية و جدول التنفيذ‪.‬‬
‫عدم وضع أي خطط للحد من مساحة المعيشة‬ ‫الفراغ المعيشي‬ ‫‪3‬‬
‫المخصصة للفرد‪.‬ومع ذلك ‪,‬فإن حجم وتصميم الشقق‬ ‫أعرب عدد صغير من أفراد العينة عن قلقها من أن‬
‫سيتغير على المدى الطويل لتتناسب مع احتياجات‬ ‫مساحة المعيشة ستنخفض في المستقبل ‪.‬‬
‫وأذواق المتغيرة للسكان‪.‬‬

‫‪933‬‬
‫لفاح‪ ,‬شيخ ديب‪ ,‬حمودي‬ ‫نحو تعزيز مشاركة اصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية‬

‫ب‪ -‬في مجال الترفيه ‪:Recreation‬‬


‫المقترحات المبنية على التغذية االرجاعية‬ ‫أفكار التغذية االراايية للسكان‬ ‫التسلسل‬
‫حول المناطق الطبيعية‪ :‬طالب عدد من أفراد تم تثبيت منطقة "بوالو أوبيين " كمنطقة حماية‬ ‫‪1‬‬
‫العينة بضمانات تلزم الحكومة للحفاظ على طبيعية عامة ‪,‬ألطول فترة ممكنة مع التنويه إلى‬
‫المناطق الطبيعة مثل منطقة "‪ "Pulau Ubin‬و أهمية التمتع بالمرونة نظ اًر للحاجة الى أراضي في‬
‫هي جزيرة صغيرة في الشمال الشرقي من تلك المنطقة لمراجعة الوضع مستقبال في حال‬
‫سنغافورة ‪,‬تعد احدى آخر المناطق الريفية التي الحاجة إلى ذلك‪.‬‬
‫نجت من المد العمراني متميزة بتنوع حيوي نادر‪.‬‬
‫حول افتتاح مجمعات مائية ‪ - "opening up of‬الطلب من الجهات االختصاصية تقديم مبادئ‬ ‫‪2‬‬
‫توجيهية بيئية للحد من آثار التلوث والمخاطر من‬ ‫"‪:central catchment‬‬
‫أعرب البعض عن مخاوفه من أن انشاء منطقة هذه األنشطة على منطقة التجمعات المائية‪.‬و‬
‫مجمعات مائية مركزية ألغراض الترفيه قد يؤدي تسمح فقط بالتأثير المنخفض لألنشطة مثل المشي‬
‫والرحالت في المنطقة‪.‬‬ ‫إلى تأثير بيئي سلبي‪.‬‬
‫مخدمة ويمكن ‪ -‬تم تصميم شبكة كبيرة من المتنزهات ممتدة‬
‫طالب السكان بمتنزهات ّ‬ ‫‪-‬‬
‫على كامل المدينة و تامين وسائل وصول متعددة‪.‬‬ ‫الوصول إليها بوسائل مختلفة‪.‬‬

‫ت‪ -‬في مجال العمل ‪:Business‬‬


‫المقترحات المبنية على التغذية االرجاعية‬ ‫أفكار التغذية االراايية للسكان‬ ‫التسلسل‬
‫‪ -‬دراسة تفاصيل تنفيذ نظام جديد لتقسيم المناطق‬ ‫تنفيذ مقترح يتيح بفتح أبواب ابتكاريه جديدة في‬ ‫‪1‬‬
‫والتي قد تتطلب بعض الوقت نظ ار لتأثيراتها‬ ‫مجال سوق العمل وفي أقرب وقت ممكن نظ اًر‬
‫المحتملة على استخدامات األراضي القائمة‪.‬‬ ‫للتباطؤ االقتصادي الحالي‪.‬‬

‫‪ -‬سمح المخطط العام بخيارات متعددة لمواقع‬


‫فرص التوظيف و العمل في المناطق السكنية‬
‫مثل ‪ :‬األنشطة االقتصادية المنزلية‪.‬‬

‫في مجال إيجاد الهوية ‪.Identity‬‬ ‫ث‪-‬‬


‫المقترحات المبنية على التغذية االرجاعية‬ ‫أفكار التغذية االراايية للسكان‬ ‫التسلسل‬
‫تحديد ‪ /27/‬موقعاً على طول الطرق‬ ‫‪-‬‬ ‫حول المعالم ‪:‬أشار البعض الى الحاجة إلى‬ ‫‪1‬‬
‫الرئيسية إلنشاء المعالم في سنغافورة‪ .‬و دعمت‬ ‫مزيد من المعالم في مدينة سنغافورة‪.‬‬
‫جهود تطوير المعالم لتكون أكثر وضوحا وبرو از‬
‫من محيطها‪ .‬اإلرشادات المتعلقة بالتصميم‬
‫الحضري لهذه المواقع المعينة تمتعت بشيء من‬

‫‪433‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬العلوم الهندسية المجلد (‪ )63‬العدد (‪Tishreen University Journal. Eng. Sciences Series 4102 )5‬‬

‫المرونة إليجاد مشهد عام متميز للمدينة‪.‬‬


‫إنشاء دليل بمواقع التراث واألبنية التاريخية‬ ‫‪-‬‬
‫‪,‬تم تضمينه األبنية واألماكن ذات الدالالت‬
‫المعنوية‪.‬‬
‫تشجيع أصحاب الصناعات التقليدية‬ ‫‪-‬‬ ‫حول الحفاظ ‪:‬طالب البعض أن يمتد مفهوم‬ ‫‪2‬‬
‫لالستمرار بعملها دون أن يحددوا نوعها وانما تركوا‬ ‫الحفاظ على األبنية ليتعدى الشكل إلى الوظيفة‬
‫ألصحاب الصناعات اختيار أيها أكثر قابلة للحياة‬ ‫أيضا‪.‬‬
‫بما يتوافق و الطلب في سوق العمل‪.‬‬
‫‪ -‬وضعت دراسة من قبل بنك التعمير و االسكان‬ ‫ضرورة إيجاد هوية مميزة لكل منطقة عقارية‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫حول كيفية إنشاء هوية للمدن باإلضافة إلى ذلك‬
‫‪,‬يقوم مخططوا المدن الجديدة بلحظ هويات مميزة‬
‫خاصة بكل منطقة عقارية‪.‬‬

‫‪ ‬لعبت "مجموعات التركيز " في ظل غياب مجتمع أهلي فعال دور الوسيط بين أصحاب المصلحة وهيئة‬
‫التخطيط وساهمت في تحويل المقترحات واألفكار إلى نتائج تخطيطية من خالل التشاركية وصوال إلى التوافقية وفي‬
‫تحديد الرؤية المستقبلية للمدينة ‪,‬وتعهدت هيئة التخطيط على أن ال يتم الهيمنة على عملية صنع القرار‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن تحديد درجات مشاركة أصحاب المصلحة في إعداد المخطط العام لمدينة سنغافورة وفق نموذج‬
‫[ ‪UNDP ]11‬المشار اليه سابقاً كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬االستشارة ‪ :‬في مرحلة جمع المعلومات حيث تمثلت باتصال مباشر مع مجموعات التركيز و من خالل قنوات‬
‫تغذية رجعية كاالستبيانات والرسائل البريدية ؛االلكترونية والمقابالت‪.‬‬
‫‪ -‬بناء توافق في اآلراء ‪ :‬في مرحلة تحليل البيانات والوضع الراهن والمقترحات وذلك من خالل مشاركة‬
‫أصحاب المصلحة في مناقشة الحلول التي اقترحتها مجموعات التركيز والتي تم عرضها في منتدى عام حيث شارك‬
‫الناس بخبراتهم المحلية بابتكار أفكار أخذ بها في المقترحات ‪.‬‬
‫‪ -‬صنع القرار ‪ :‬في مرحلة وضع المخططات النهائية ‪,‬حيث شارك أصحاب و أفراد من المجتمع المحلي في‬
‫وضع الخطوط النهائية للمخطط التصوري ومن ثم المخطط العام الرئيسي ‪. Master Plan‬‬
‫‪ ‬يمكن قياس رضا السكان عن المخطط العام للمدينة من خالل العدد القليل العتراضات سكان المدينة على‬
‫هذا المخطط حيث أدت التشاركية إلى فك التعارضات بين أصحاب المصلحة فيما بينهم و بين أصحاب المصلحة و‬
‫هيئة التخطيط‪.‬‬
‫‪ ‬خضعت التجربة لمراجعة و تقييم ما بين عامي ‪ 2005/2004‬تمت من خالل مقابالت مع عينات عشوائية‬
‫أن عملية‬
‫لألعضاء الـ ‪ /54/‬الذين شاركوا في اعداد المخطط العام ‪, 2003‬و قد تبين نتيجة المراجعة و التقييم ّ‬
‫االستشارة كانت عملية باتجاهين ‪ Two-way Process‬و ابتعدت عن األسلوب التقليدي في التخطيط ‪Top-‬‬
‫‪down‬نظ اًر للمشاركة الواسعة لجميع األطراف [] ‪ . 13‬كما يبين التقييم أن عملية المشاركة أدت الى معالجة معظم‬
‫اجتماعيا واقتصادياً في ظل ندرة األراضي وبأنماط‬
‫ً‬ ‫المشاكل التي كانت تعاني منها المدينة ‪:‬تأمين السكن الالئق‬

‫‪433‬‬
‫لفاح‪ ,‬شيخ ديب‪ ,‬حمودي‬ ‫نحو تعزيز مشاركة اصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية‬

‫معمارية متعددة (الشكل رقم ‪)3‬؛حماية المناطق الطبيعية ووضع خطط الستثمارها ؛تطوير المعالم التاريخية وانشاء دليل‬
‫بمواقع التراث التاريخي ؛توفير فرص عمل جديدة من خالل السماح بالمشاريع الصغيرة (محترفات تقليدية ‪,‬مطاعم‬
‫شعبية ) في المناطق السكنية ؛وضع أسس انشاء هوية مميزة لكل منطقة عقارية‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪04‬‬

‫‪04‬‬

‫الشكل (‪ )1‬جانب من مركز المدينة يظهر تنوع االستعماالت بعد تنفيذ جزء من المخطط العام الجديد [‪]14‬‬
‫‪-1‬مكاتب شاهقة‪ -2 ,‬مراكز ترفيه‪ -3,‬مجمع فنادق‪ -4,‬نقاط رياضية‪ -5,‬قرية سياحية‪ -6,‬مكاتب متوسطة االرتفاع‬
‫‪ -7‬فندق بواجهة مائية‪ -8 ,‬حديقة‪ -9 ,‬مشفى‪ -11,‬متنزه عام‪-11,‬مركو بحوث‪-12,‬أنماط سكنية‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى وجود بعض التجارب العربية والعالمية التي تتقاطع مع تجربة سنغافورة في األفكار‬
‫والمبادئ التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التغذية اإلرجاعية‪ :‬التي تناولت أفكارها في هذه التجارب مجاالت محددة بالقياس مع تجربة‬
‫سنغافورة‪,‬مثال‪:‬تجربة تطوير المناطق غير الرسمية في القاهرة الكبرى‪/‬الجيزة التي غطت البيئة العمرانية للحي في إطارها‬
‫االجتماعي و االقتصادي من خالل مقابالت نوعية مع عينات عشوائية تمثل السكان وأصحاب المهن واألنشطة التجارية‬
‫ٍ‬
‫متساو]‪, [6‬وتجربة اإلدارة الذاتية للمجتمع الحضري لـ فيال السلفادور ‪ /‬بيرو التي‬ ‫بشكل يغطي كامل المجتمع بشكل‬
‫تناولت مجاالت السكن واألنشطة االقتصادية والصناعية]‪. [4‬‬
‫‪ -‬معايير اختيار أصحاب المصلحة المشاركون‪ :‬خالفاً لتجربة مدينة سنغافورة التي جهدت لتسهيل مشاركة كل‬
‫أصحاب المصلحة‪,‬تم اختيار قادة طبيعيين "‪ "natural leaders‬ممن يتمتعون بصفة دينية أو أصحاب ورشات وأرباب‬
‫عمل أو المختار كممثلين ألصحاب المصلحة في تجربة داير الناحية]‪,[6‬و في حاالت تم تمييز دور النساء واختيار‬
‫قيادات ممثلة عنهن كما في تجربة فيال سلفادور‪/‬البيرو‪ Villa Silvador‬وظهر دورهن الفعال في تجميع الدفعات المالية‬
‫ضمن نظام التحصيل الضريبي الخاص بالحي وبم يتناسب وتقاليد المجتمع ‪[4].‬‬

‫‪433‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬العلوم الهندسية المجلد (‪ )63‬العدد (‪Tishreen University Journal. Eng. Sciences Series 4102 )5‬‬

‫‪ -‬مجاالت التغذية اإلرجاعية‪ :‬تختلف هذه المجاالت باختالف الهدف من العملية التخطيطية فمثالً في تجربة‬
‫تطوير داير الناحية‪/‬الجيزة غطت التغذية اإلرجاعية المواضيع التالية‪:‬الحالة الفيزيائية‪,‬الفراغات العامة‪,‬الظروف المعيشية‬
‫االقتصادية و التنظيم المجتمعي]‪,[6‬بينما شملت التغذية اإلرجاعية لمشاريع االرتقاء التشاركي في أمريكا الالتينية كافة‬
‫الجوانب التخطيطية العمرانية بم فيها التنظيم المجتمعي لكن كل حسب أهداف المشروع وخصوصية الحالة المدروسة‪[4] .‬‬
‫‪ -‬مجموعات التركيز‪ :‬قد ال نلحظ في جميع عمليات صنع القرار التخطيطي العمراني بالمشاركة دور مجموعات‬
‫التركيز الذي تميزت به تجربة سنغافورة ‪,‬لكن يظهر بالمقابل دور القادة الطبيعيون والمنظمات غير الحكومية والجمعيات‬
‫األهلية وما يسمى بالمجلس الشعبي المحلي "‪"Local popular council‬كحلقة وصل بين السكان وأصحاب القرار‬
‫والتي تلعب دو اًر محورياً في حال توفرت الشفافية والنوايا الصادقة كما في تجربة تطوير داير الناحية]‪,[6‬بينما ظهر في‬
‫تجربة فيال سلفادور‪/‬البيرو‪Villa Silvador‬ما يسمى بلجنة أشغال محلية تتألف مما ال يقل عن نصف المجموعات‬
‫السكانية ‪,‬ومن ثم يتم انتخاب كادرها التنظيمي ليكون ممثل رسمي عن كامل السكان وتقوم البلدية بعقد االتفاقيات معه‬
‫ليتحمل كل طرف مسؤولياته القانونية وفق العقود المبرمة بين الطرفين والتي سمحت بتوزيع المهام بينهما وفق جداول‬
‫زمنية يلتزم الطرفان بها‪[4] .‬‬
‫‪ -‬درجات المشاركة‪:‬رصد في مشاريع االرتقاء والتطوير بالمشاركة المطبقة في بلدان أميركا الالتينية ‪,‬أنه ال بد‬
‫من توفر الحد األدنى للمشاركة في هذه المشاريع وهو المشاركة بالرأي ولو عبر اللقاءات العامة‪,‬كذلك لم يصل‬
‫المجتمع في أي حالة إلى مستوى التحكم التام بالعملية التخطيطية العمرانية حيث يتشارك أصحاب المصلحة القيادة‬
‫مع المؤسسة المطورة للبرنامج أو المشروع‪.‬وتنبهوا الى أهمية تنقيح مفهوم مستوى المشاركة ليضم أثر هذه المشاركة في‬
‫كل درجة‪,‬ألن نوعية المشاركة ال تقتصر فقط على مستواها بل على قوتها أيضاً"‪.] [4"Degree of intensity‬‬
‫‪ -‬قياس رضا الناس‪ :‬استطاعت المشاريع التخطيطية العمرانية المنفذة بالمشاركة أن تلبي جانب كبير من‬
‫االحتياجات األساسية للسكان في إطار األولويات التي حددوها معاً فمثال في تجربة تطوير داير الناحية أظهر السكان‬
‫الرضا على نظام األسهم "‪ "Land pooling‬المقترح على أربع مراحل والذي ضمن حقوق كل من المستثمرين وأصحاب‬
‫األرض أو المبنى والمستأجرين]‪.[6‬‬
‫‪ -‬المتابعة والتقييم‪ :‬استطاع أصحاب المصلحة في عديد من التجارب كما سنغافورة من متابعة سير العملية‬
‫التخطيطية و التفاعل معها للمضي في مراحل الحقة كما في تجربة فيال سلفادور‪/‬البيرو‪ Villa Silvador‬التي استطاع‬
‫سكانها من الوصول إ لى قدرة اجتماعية مكنتهم من خلق جمعيات تجارية تفاوضت مع الجانب الحكومي لخلق منطقة‬
‫صناعية تجارية جديدة على أرض محلية اتفقوا على حمايتها من التمدد اإلسكاني إلى حين توفر الظروف الالزمة‬
‫للمباشرة باألنشطة المتفق عليها‪[4].‬‬
‫يمكن من خالل التجارب السابقة تلخيص مشاركة أصحاب المصلحة بـ‪:‬‬
‫‪ -‬المشاركة في جمع المعلومات وتحليلها مما يزيد في مستوى اإلدراك للمشاكل العمرانية و للموارد‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في اقتراح و تحليل البدائل المقترحة للتدخل‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في مناقشة المشروع التنموي مثال ‪:‬تكاليفه‪,‬الوقت الالزم للتنفيذ‪,‬الصيانة ‪..‬الخ مما يجعلهم مطلعين‬
‫على القضايا األساسية المتعلقة بهم‪.‬‬
‫‪ -‬المشاركة في تقوية بنى الخدمات االجتماعية التي تساهم في تنظيم الموارد البشرية لتلعب الدور المتناسب‬
‫وقدراتها‪[4].‬‬

‫‪439‬‬
‫لفاح‪ ,‬شيخ ديب‪ ,‬حمودي‬ ‫نحو تعزيز مشاركة اصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية‬

‫‪-6‬واقع المشاركة في العملية التخطيطية العمرانية في سورية‪:‬‬


‫بأن المشاركة في العملية التخطيطية العمرانية على المستوى المحلي ما تزال‬
‫من المالحظ على أرض الواقع ّ‬
‫محدودة عموماً سواء بالنسبة للمخططات التنظيمية أو مشروعات التنمية الحضرية أو التطوير العقاري‪.‬‬
‫وتتلخص أشكال المشاركة في الوقت الحالي بما يلي‪:‬‬
‫اعتراض السكان(أصحاب المصلحة المستهدفين) على المخططات التنظيمية بموجب المرسوم‬ ‫‪.1‬‬
‫التشريعي رقم ‪ 5‬للعام ‪ 1982‬وتعديالته خالل الفترة المحددة إلعالن المخططات‪,‬وفي واقع األمر تشير األعداد‬
‫الضخمة لالعتراضات المسجلة على المخطط التنظيمي لمدينة حلب(المنجز عام ‪ )2006‬والمخطط التنظيمي لمدينة‬
‫الالذقية (المنجز عام ‪ )2008‬على سبيل المثال إلى انتفاء مشاركة السكان في جميع مراحل وضع المخططات‬
‫التنظيمية‪ ,‬والى اعتبار هذه المخططات من وجهة نظر السكان تتعارض مع مصالحهم في أمور كثيرة‪.‬‬
‫قيام مجالس المدن باإلطالع على المخططات التنظيمية ودراستها بموجب المرسوم رقم ‪ 5‬للعام‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ 1982‬وابداء المالحظات عليها‪,‬أو إ قرارها واعتمادها في حال عدم وجود أي مالحظات‪ .‬لكن من المالحظ أن مجالس‬
‫المدن ال تلتزم بهذا الموضوع‪,‬وانما تبادر الى وضع مالحظاتها كاعتراض على المخطط التنظيمي‪.‬‬
‫االستبيان اإللكتروني آلراء السكان بمشروعات التنمية الحضرية في حاالت محدودة جداً وذلك بعد‬ ‫‪.3‬‬
‫التعريف بالمشروع وأهدافه ومراحله على سبيل المثال‪:‬االستبيان اإللكتروني الخاص بمشروع مترو دمشق‪ /‬الخط‬
‫األخضر عام ‪.2009‬‬
‫وعلى الرغم من أهمية اإلجراءات المتخذة لتفعيل المشاركة إال أنها تقتصر على مستوى اإلعالم واالستشارة دون‬
‫المرور بالمشاركة في مرحلة دراسة المشروع العمراني و ذلك ليطرح أصحاب المصلحة أفكارهم ورؤاهم الخاصة للنقاش‬
‫سواء في االستبيان الموجه أو من خالل تصميم الموقع اإللكتروني الخاص بالمشروع ‪.‬و يفترض أن يزود هذا الموقع‬
‫برابط لتحميل آراء أصحاب المصلحة وقراءتها بشكل تفاعلي لتتيح المجال للنقاش والحوار بين األطراف المستهدفة من‬
‫هذا المشروع ‪ ,‬كما يفترض وجود منهجية لتعليم سكان المجتمع المحلي أسلوب المشاركة المجتمعية عبر المواقع‬
‫االلكترونية و سواها‪]15[ .‬‬

‫االستنتاجات و التوصيات‪:‬‬
‫‪ - 1-7‬االستنتاجات‪:‬‬
‫‪ ‬يلعب أصحاب المصلحة دو اًر محورياً في عملية صنع القرار التخطيطي العمراني ‪,‬لكن يختلف أثر هذا الدور‬
‫تبعاً لدرجة تنظيم المجتمع ومستواه المعرفي بحقوقه ومسؤولياته ‪,‬و وضوح أساليب وآليات مشاركته ‪,‬ولمقدار ثقته‬
‫بالشركاء ولشفافية عملية صنع القرار التخطيطي العمراني‪.‬‬
‫‪ ‬يرافق ظهور أصحاب المصلحة وسطاء يسهلون عملية تواصل أصحاب المصلحة مع بقية األطراف قد يكونوا‬
‫ميسرين مدربين على تقنيات التواصل وقادرين على تدريب‬ ‫قادة محليين ‪Natural leaders‬أو " مجموعات تركيز "أو ّ‬
‫أصحاب المصلحة على مهارات التحاور و التفاوض ليتمكنوا الحقا من المشاركة في إدارة المشاريع المتعلقة بهم‪.‬‬
‫‪ ‬لوحظ أنه عملياً يظهر المستوى األول من مستويات مشاركة أصحاب المصلحة في المشاركة في النقاشات‬
‫واللقاءات لكن هذا ال يعطي مؤش اًر كافياً لنجاح هذه المشاركة ‪,‬ألننا نحتاج إلى قياس أثرها على العملية التخطيطية‬
‫العمرانية كي ال تكون المشاركة شكلية فقط ‪.‬‬

‫‪434‬‬
‫مجلة جامعة تشرين ‪ ‬العلوم الهندسية المجلد (‪ )63‬العدد (‪Tishreen University Journal. Eng. Sciences Series 4102 )5‬‬

‫‪ ‬يمكن اعتماد أحد النماذج األكثر تداوالً في العالم لقياس درجة مشاركة أصحاب المصلحة في العملية‬
‫التخطيطية العمرانية (نموذج أرنستون ‪,‬مصفوفة غوثرت ‪,‬معايير ‪ )UNDP‬ومن ثم قياس نجاح عملية مشاركة أصحاب‬
‫المصلحة في القرار التخطيطي‪.‬‬
‫‪ ‬ال بد من مرتكزات تضمن نجاح مشاركة أصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية وذلك من خالل‬
‫الرغبة السياسية بالوصول إلى التوافق والمالءمة لضمان استدامة النتائج المرجوة ‪,‬والعمل المؤسساتي الذي يضمن‬
‫كفاءة االدارة وتوزيع المهام ‪,‬ومجتمع المعرفة المنظم المهيأ لالنخراط في عملية صنع القرار التخطيطي بالمشاركة ‪.‬‬
‫‪ ‬تميزت تجربة مدينة سنغافورة بتوفير الوقت الالزم إلعداد المخطط النهائي من خالل السرعة في فك التعارض‬
‫مما اختصر في الوقت الطويل في المرحلة األولى من المخطط الذي اتخذ في تنظيم اللقاءات التشاورية والمنتديات‬
‫العامة وكافة األساليب المتخذة لضمان مشاركة أوسع شريحة من أصحاب المصلحة‪.‬‬
‫ساعد نجاح هذه التجربة الحقاً خالل تحضير المخطط العام لمدينة سنغافورة عام ‪ 3338‬ومن ثم كان‬
‫التوجه لوضع مخطط عام مستدام لعقود قادمة انطالقا من المستلزمات األساسية لعملية التنمية المستدامة‪[34].‬‬
‫‪ -2-7‬التوصيات‬
‫بالنظر إلى وجود رغبة سياسية عامة في الجمهورية العربية السورية باتجاه اعتماد المشاركة المجتمعية ظهرت‬
‫من خالل توصيات الخطط الخمسية العاشرة بعنوان تنمية تشاركية محورها المواطن اجتماعياً‪-‬اقتصادياً‪-‬بيئياً[‪ , ]3‬و‬
‫قانون االدارة المحلية ‪ 2011‬المعدل للقانون ‪ 15‬لعام‪1971‬الذي يؤكد على " تعزيز الالمركزية ووضع إدارة الشؤون‬
‫المحلية في أيدي المواطنين أصحاب المصلحة الحقيقية والمباشرة في ذلك وترسيخ مبدأ الديمقراطية والمشاركة الجماعية‬
‫في الحكم عن طريق التمثيل في المجالس المحلية]‪.[ 9‬‬
‫و بالنظر إلى الواقع الحالي لمشاركة أصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية في سورية فإّنه‬
‫يفترض بالتوصيات المقترحة في هذا البحث أن تركز على كل من الجانب المؤسساتي من حيث الهيكلية والتنفيذ من‬
‫جهة ودرجة تنظيم المجتمع المؤهل للمشاركة في عملية التخطيط العمراني ليتمكن أصحاب المصلحة من المشاركة‬
‫وتحديد االحتياجات واقتراح الحلول أيضا وعليه تكون توصيات البحث كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬التعريف بالمقاربة التشاركية لتصبح واضحة ومفهومة ومحددة ضمن أطر قانونية تشجع أصحاب‬
‫المصلحة على االهتمام بالمشاركة والتفاعل مع العملية التخطيطية العمرانية ‪.‬واعتماد برامج مثل برنامج التنمية‬
‫التشاركية" ‪ "Participatory Development Programme‬الذي يهدف إلى اإلصالح المؤسساتي والالمركزية‬
‫وتوفير الخبرات التقنية ‪,‬و تحديد وسائل المشاركة "‪, "Participation methods‬و دعم اإلدارة ومنظمات المجتمع‬
‫األهلي لتلبية االحتياجات األساسية للسكان‪.‬‬
‫‪ .2‬القيام باإلصالحات المؤسساتية الالزمة لالنطالق بالمقاربة التشاركية وادارتها بشكل يوفر الوقت والجهد‬
‫والمال ‪,‬والتي بدأت بالفعل من خالل االستعانة مثال ببرنامج تحديث اإلدارة البلدية ‪MAM‬‬
‫"‪. " Programme of Municipal Administration Modernization‬كما يتوجب دعم جهود تنظيم‬
‫المجتمع المحلي لغرضين أولهما‪ :‬اختيار ممثلين عنه من أفراد هذا المجتمع أو من خارجه من االختصاصيين الذين‬
‫يترجموا االقتراحات إلى واقع تخطيطي عمراني قبل عرضها للتصديق ؛و ثانيهما‪:‬تمكين أصحاب المصلحة من امتالك‬
‫مهارات الحوار والتفاوض مع ممثلي اإلدارة المحلية وصوال إلى صيغة توافقية متفق عليها قبل إقرارها‪.‬‬

‫‪433‬‬
‫لفاح‪ ,‬شيخ ديب‪ ,‬حمودي‬ ‫نحو تعزيز مشاركة اصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية‬

‫‪ .3‬تحديد األطراف المشاركة من القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلي في تلك العملية ‪ ,‬ودورها‬
‫المتوقع منها بحسب طبيعة العمل التخطيطي(مخطط تنظيمي‪,‬مشروع تنمية حضرية أو تطوير عقاري)‪.‬‬
‫يمكن اعتماد تصنيف درجات مشاركة أصحاب المصلحة وفق معايير‪ UNDP‬لقياس مستوى المشاركة‬ ‫‪.4‬‬
‫في المراحل الثالثة لعملية القرار التخطيطي العمراني (جمع المعلومات‪-‬تحليل البيانات و الوضع الراهن‪-‬وضع‬
‫المخططات النهائية ) ألنه األكثر شمولية من بين النماذج المذكورة سابقاً‪.‬‬
‫‪ .5‬تفعيل المشاركة في المراحل الثالثة للعملية التخطيطية العمرانية‪ ,‬والتأكيد على‪:‬‬
‫‪ ‬وضع تعريف صريح ألصحاب المصلحة في العملية التخطيطية العمرانية بأنهم أصحاب العالقة‬
‫المعنيي ن بنتائج العملية التخطيطية العمرانية‪,‬ويختلف تصنيفهم بين رئيسين وثانويين وخارجيين باختالف أهداف‬
‫العملية التخطيطية‪.‬‬
‫االستفادة من مبدأ التغذية االرجاعية ألصحاب المصلحة واألخذ بأفكارهم وآراؤهم بعين االعتبار‬ ‫‪‬‬
‫وترجمتها الى مداخالت ومقترحات تخطيطية‪.‬‬
‫‪ ‬االستفادة من دور "مجموعات التركيز" التي يمكن تشكيلها من قبل مديرية التخطيط العمراني في‬
‫و ازرة اإلسكان والتنمية العمرانية (أو ما ينوب عتها في المحافظات) كوسيط نزيه بينها وبين أصحاب المصلحة‬
‫وهي تضم عادة اختصاصين واستشاريين في كافة المجاالت االجتماعية واالقتصادية والعمرانية والبيئية تتميز‬
‫باستقاللية القرار والكفاءة العلمية وتعتمد أساليب التواصل المباشر مع أصحاب المصلحة التخاذ القرار‬
‫التخطيطي العمراني المناسب لمناقشته مع الجهات المعنية لضمان التوافق‪.‬‬
‫جدية مجلس المدينة(المجلس البلدي) في إعداد المخططات التنظيمية والمشاركة في وضع أفكاره‬ ‫‪‬‬
‫واستراتيجيته من خالل تشكيل لجان متابعة متخصصة منتقاة من أعضاء مجلس المدينة‪.‬‬
‫‪ ‬إجراء لقاءات مباشرة واجتماعات مفتوحة مع سكان المجتمع المحلي عبر المراحل الثالثة للعملية‬
‫التخطيطية العمرانية‪.‬‬
‫إجراء االستبيان االلكتروني نظ اًر لسرعة واتساع المشاركة واتخاذ كافة االجراءات االزمة ضمان‬ ‫‪‬‬
‫فعالية المشاركة‪.‬‬
‫قيام وسائل االعالم المسموعة والمرئية بمتابعة مراحل العمل التخطيطي وتسليط الضوء على‬ ‫‪‬‬
‫مشاركة السكان وجدواها في كل مرحلة‪,‬لتحفيزهم الى مزيد من المشاركة عبر أساليب متعددة‪.‬‬

‫‪433‬‬
Tishreen University Journal. Eng. Sciences Series 4102 )5( ‫) العدد‬63( ‫ العلوم الهندسية المجلد‬ ‫مجلة جامعة تشرين‬

:‫المراجع‬
- [1]Faludi, A. (2003): “Unfinished Business: European spatial planning in the
2000s”, Town Planning Review ,2003, pp: 121-140.
‫محاضرة أقيمت في معهد التخطيط‬,‫ التجارب الدولية في تنظيم أجهزة التخطيط العمراني‬,‫ابراهيم‬.‫[عبد الباقي‬2] -
.3338,‫الكويت‬,‫القومي‬
- [3]‫موقع سورية تشاركية‬, 15 may 2012, www.youropenion.gov.sy
- [4]IMPARATO,I‫ ؛‬RUSTER,J. Slum upgrading and participation lessons from
Latin America. The International Bank for Reconstruction and Development/The World
Bank. Washington, DC 20433, 2003, 512.
- [5] HAMDI,N ‫ ؛‬MAJALE,M. Partnerships in urban planning: A Guide for
Municipalities. Published by Practical Action publishing,2005.
- [6] ABD ALHALIM ,Kh . Participatory Upgrading of Informal Areas
A Decision-makers’ Guide for Action. Cairo, May 2010. Vol 84.
- [7] Grogan, Paul, Proscio, Tony, Comeback Cities, Blueprint for Urban
Neighborhood Revival, 2000.
- [8] BHATNAGAR, B ‫ ؛‬WILLIAMS, A. Participatory Development and the
World Bank: Potential Directions for Change, The World Bank Washington,D.C. first
published 1992,Vol.192. ISBN 0-8213-2249-4
- [9] HALLA, F. (2005) Critical elements in sustaining participatory planning:
Bagamoyo strategic urban development planning framework in Tanzania. Habitat
International , Volume 29,issue 1,March 2005,pages 137–161.
- [10] ARNSTEIN, SH. (1969). A ladder of citizen participation. Journal of the
American Institute of Planners, 34, 216–225
- [11]UNDP. Empowering People: A Guide to Participation, United Nations,
Oxford, INTRAC.1997.
‫ التمكين المستدام كمدخل‬-‫دور المجتمع فى تحقيق التنمية العمرانية المستدامة‬,‫ريمان‬.‫محمد ريحان حسين‬-
.8002,‫ القاهرة‬-[12]
- [13] EMILY.S ‫ ؛‬YUEN,B. Government-aided participation in planning
Singapore,Elsvier Ltd .Great Britain.2005.14. Available online 19 December 2005.
- [14]Urban Redevelopment Authority,10 sep 2010 . http://www.ura.gov.sg
- [15 ]Hilmi.Nadia,SWAT Analysis to applying public participation in urban
development in developing countries(case study: Damascus Metro),2009.

433

You might also like