You are on page 1of 17

‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬

ISSN 1112-
102 ‫العذد التاسع – جوان‬ .OEB Univ. Publish. Co

‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد مخططات شغل األراضي في الجزائر‬


.-‫ مدينة باتنة‬- ‫ حالة مخطط شغل األراضي رقم‬-
Evaluation of public participation in the elaboration of soils occupation
- plans in Algeria, case of POS4- Batna city -
،‫ جامعة باتنة‬،‫د بمقاسم الذيب‬.‫ أ‬/ ‫ جامعة أم البواقي‬،‫ جمال عبد الناصر حامدي‬. ‫ د‬.‫ط‬
hamdiconcert@gmail.com‫الجزائر‬
‫ تاريخ‬،) / / (:‫ تاريخ التقييم‬،) / / (:‫تاريخ التسميم‬
)8102/ / (:‫القبول‬
Abstract : : ‫ملخص‬
Public participation in planning ‫تعكس المشاركة العمومية في إعداد سياسات‬
policies and urban planning reflects the ‫التييئة والتعمير رغبة المواطنين في المساىمة‬
need of citizens to be involved in the
preparation of decisions concerning ،‫في تحضير الق اررات التي تيميم‬
them. The importance of public ‫وتكمن أىمية المشاركة العمومية في دورىا في‬
participation lies in its role in enriching
the content of urban and social studies. ‫إثراء محتوى الدراسات الحضرية‬
‫ ييدف ىذا‬،‫من ىذا المنظور‬.‫واالجتماعية‬
From this perspective, this research aims
to evaluate the level of public
participation in the elaborating of soils ‫البحث إلى تقييم مستوى المشاركة العمومية في‬
occupations plans in Algeria, through a
study case concerned characteristics ‫إعداد مخططات شغل األراضي بالجزائر عن‬
analysis of public participation which ‫طريق دراسة حالة تتعرض لتحميل مميزات‬
characterized the elaboration of soils
occupations plan n4 located in Batna ‫المشاركة العمومية خبلل إعداد مخطط شغل‬
city. For this, we used the analytical and
‫ باإلعتماد عمى‬،‫األراضي رقم بمدينة باتنة‬
descriptive method. Our results have
shown that the margin of maneuver ،‫المنيج التحميمي والوصفي‬
granted to citizens is situated at the level
of consultation at an advanced stage of ‫وقد بينت نتائج البحث أن ىامش المناورة‬
these studies. ‫الممنوح لممواطنين في إعداد ىذه المخططات‬
Keywords: Public Participation:
Participation Levels: soils occupations ‫ال يزيد عن مستوى إبداء الرأي في مرحمة‬
Plan n°4 Batna city
.‫متأخرة من الدراسات‬
،‫ مشاركة عمومية‬:‫الكممات المفتاحية‬
‫ مخطط شغل األراضي‬،‫مستويات المشاركة‬
.‫رقم بمدينة باتنة‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫بعد فترة غمب عمييا التعمير المعياري المستوحى من التيار الحداثي‪ ،‬القائم عمى الدور المحوري‬
‫لمتقنيين في تحضير برامج التدخل العمومي‪ ،‬شيدت العقود األخيرة من القرن الماضي ظيور تيار‬
‫)‬ ‫‪،‬ص‬ ‫عمراني جديد‪ ،‬أسست لو إلى جانب إنتكاسات نظرية التخطيط العمراني (لدرع‪،‬‬
‫االحتجاجات الشعبية المعبرة عن رفضيا لمنموذج التقنومركزي ‪ Technocentrisme‬في معالجة‬
‫اإلشكاليات الحضرية بالبمدان الغربية‪ُ ،)BACQUÉ et GAUTHIER, 2001, p37( ،‬ع ِرف ىذا‬
‫اإلتجاه الجديد بـ‪ :‬العمران التشاركي ‪ urbanisme participatif‬يستميم أسسو من النظرية‬
‫التواصمية لـ‪:‬جرجن ىابرماس ويولي إىتماما لتطمعات السكان )‪ .(VENNE,2011, p.1‬وبيذا‬
‫الخصوص‪ ،‬يرى بعض الباحثين أن عدم رضا السكان عن السياسات الحضرية المختمفة‪ ،‬ما ىو إال‬
‫ِّ‬
‫المسيرين (سياسيون‪ ،‬إداريون‬ ‫تعبير عن مطمب إجتماعي يستيدف تغيير تدريجي لمعبلقة بين‬
‫وتقنيون) و َّ‬
‫المسيرين (مواطنون‪ ،‬سكان أو مرتفقين)‪ ،‬ويؤسس لمشاركة ترقى بدور السكان من مجرد‬
‫مستيمكين‪ ،‬إلى مستوى يمكنيم من المشاركة في تحديد خيارات برامج التنمية الحضرية ( ‪SUEUR,‬‬
‫‪ ،)1998, P. 230‬ما جعل من ىذه البرامج أرضية خصبة لمرقي بالديمقراطية التمثيمية إلى مستوى‬
‫أعمى ُعبِّر عنو بالديمقراطية التشاركية )‪.(SÉVE, 2008, p.8‬‬
‫تحديد مشكمة البحث‪:‬‬
‫صاحب التغيير السياسي العميق بالجزائر نياية ثمانينات القرن الماضي‪ ،‬إنفتاح النظام عمى‬
‫الميدان االجتماعي وميد لظيور المشاركة العمومية في تحضير الق اررات المتعمقة بإطار حياة‬
‫السكان‪ .‬من ىذا المنطمق تتمحور إشكالية البحث في اإلجابة عمى السؤال التالي‪ :‬ما أىمية ومستوى‬
‫المشاركة العمومية في إعداد مخططات شغل األراضي باعتبارىا أوعية لبرامج التنمية الحضرية في‬
‫الجزائر؟‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تتجمى في مدى إفادة البحوث والدراسات الحضرية واالجتماعية البلحقة التي تيتم بدراسة‬
‫عبلقة المشاركة العمومية بالمجال الحضري وتخطيطو‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف عمى واقع المشاركة العمومية في تحضير ق اررات مخططات شغل األراضي بالجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم مستوى المشاركة العمومية في إعداد ىذه المخططات‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫اعتمد الباحث عمى المنيج التحميمي والوصفي ووسائل جمع المعمومات‪ ،‬كالمبلحظة البسيطة‬
‫والمبلحظة بالمشاركة بوصف الباحث جزء من المجتمع المدروس‪ ،‬كما إستعان الباحث باستمارة‬

‫‪959‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫ميدانية طُِّبقت عمى عينة من سكان الحي‪ ،‬فضبل عن المزاوجة بين منظوري عمم االجتماع والقانون‬
‫في الرؤية والتحميل والمقارنة‪.‬‬
‫يتكون البحث من محورين‪ ،‬يتعرض األول لحدود مفيوم المشاركة العمومية وخصائصيا‪ ،‬في‬
‫بمدينة باتنة‪ ،‬قمنا خبلليا‬ ‫حين يتعرض الثاني لدراسة تطبيقية عمى مخطط شغل األراضي رقم‬
‫بتحميل كل من محتوى الوثائق اإلدارية الخاصة بالمخطط ونتائج االستمارة الميدانية‪ ،‬وانتيى البحث‬
‫بمدينة باتنة‪.‬‬ ‫بتقييم مستوى المشاركة العمومية في إعداد مخطط شغل األراضي رقم‬
‫المحور األول‪ :‬المشاركة العمومية في تحضير الق اررات العمومية‪ ،‬المفهوم والدالالت‬
‫أوال‪ :‬مفهوم المشاركة العمومية‪:‬‬
‫– تعريف المشاركة العمومية"‪ :‬يحوم حول مفيوم المشاركة غموض وخبلف حاال دون وضع‬
‫تعريف واضح وموحد بين الباحثين ليذا المصطمح‪ ،‬ولعل سبب ذلك يعود لكون المشاركة تمثل مجال‬
‫بحث جديد نسبيا‪ ،‬فعمرىا ال يزيد عن خمسين عاما)‪ ،(TOUGAS, 2011, p.7‬فضبل عن مجال‬
‫ممارستيا الواسع الذي يشمل ميادين التنمية االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ ،‬فكل يعرفيا حسب‬
‫مجال تخصصو‪ .‬فقد عرفيا‪Pierre MERLIN‬و‪ Françoise CHOAY‬عمى أنيا "اإلجراءات‬
‫واألساليب التي تيدف إلى إسناد دور لؤلفراد في عممية اتخاذ ق اررات تيم المجتمع أو المنظمة‬
‫التي ينتمون إلييا‪ ،‬وىي تمثل األداة القاعدية لمديمقراطية التشاركية"‬
‫)‪. (MERLIN et CHOAY,1988, p.468‬‬
‫في حين يرى ‪ Michel DELNOY‬أنيا"مجموع اآلليات المنظمة قانونا والتي تمكن األفراد من‬
‫التأثير بشكل مباشر ولكن دون صبلحية تقرير في‪ :‬محتوى الق اررات اإلدارية األحادية الطرف‬
‫ررات وتنفيذىا " ‪(DELNOY, 2006 , p.46).‬‬
‫المتعمقة بإطار الحياة‪ ،‬أو تبني تمك الق ا‬
‫وقد عرفيا فريق بحث كندي عمى أنيا "مجموع التدخبلت التي ييدف المواطنون من خبلليا‬
‫إلى المساىمة في سياق إعداد القرار العمومي والتأثير في ق اررات الجماعة المحمية" ( ‪BREUX et‬‬
‫‪.)al , 2004, p. 9‬‬
‫ويرى ‪ Michel PRIEUR‬أنيا‪":‬مظير أو شكل إلشراك أو إدماج المواطنين أو الجميور‬
‫‪ )PRIEUR,1988,p.‬مع اإلشارة‬ ‫وتدخميم في تحضير واتخاذ قرار إداري في ميدان البيئة" (‬
‫أن مفيوم البيئة ىنا يشمل إطار حياة السكان‪.‬‬
‫من التعاريف السابقة يمكن القول أن المشاركة العمومية عبارة عن ‪ :‬تدخل يقوم بو المواطنون‬
‫بدعوة من السمطة تمنحيم بموجبيا ىامش مناورة لتقديم إقترحات حول إعداد تصور أو تنفيذ مشروع‬
‫يتعمق بإطار حياتيم أو مستقبل الجماعة أو بتحضير قرار ما وذلك ضمن إطار وكيفية محددين‪.‬‬

‫‪969‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫–اإلطار العام لممارسة المشاركة العمومية‪ :‬يتحدد إطار المشاركة العمومية تبعا لمفاعمين‬
‫المشاركين والمبادرين بيا‪ ،‬كما يرتبط نوعيا بالمحيط العام الذي تمارس فيو‪ .‬فمن حيث الزمن‬
‫المستغرق نميز مشاركة مؤقتة لفترة محدودة وأخرى مستمرة‪ .‬أما من حيث الفاعمين المدعوين‬
‫لممشاركة فنميز مشاركة مخصصة لفاعمين عموميين فقط (مؤسسات وىيئات عمومية) يتقاسمون‬
‫سمطة التدخل حول موضوع معين مع وجود ىدف موحد‪ ،‬وقد توجو لمفاعمين الخواص‪ .‬ويتحدد‬
‫المجال الجغرافي لممشاركة تبعا لموضوعيا فقد يكون دوليا‬
‫‪ )BACQUE et GAUTHIER‬في قضايا تيم مستقبل األرض كاالحتباس‬ ‫( ‪p.‬‬
‫الحراري أو وطنيا كمخططات التنمية الوطنية‪ ،‬أو جواريا في إشكاليات تتعمق بإطار الحياة داخل‬
‫األحياء السكنية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المشاركة العمومية‪ :‬نشأتها‪ ،‬مستوياتها‪ ،‬إيجابياتها وأدواتها‬
‫‪ -‬نشأة وتطور المشاركة العمومية‪ :‬تعود نشأة المشاركة العمومية إلى ستينات القرن الماضي‪،‬‬
‫كردة فعل ضد عمميات ترحيل السكان التي صاحبت عمميات التجديد الحضري باألحياء الفقيرة‬
‫ببعض مدن أمريكا وأوروبا‪ ،‬إلى جانب إرتفاع المستوى الثقافي والوعي المتزايد لممواطن الغربي‬
‫بإشكاليات البيئة والمحيط‪ ،‬مما وضع الدور المتفرد والمييمن لمخبير والسياسي في تقرير المنفعة‬
‫‪ ،(COUTURE‬وما لبثت المشاركة أن عرفت فتو ار خبلل‬ ‫العامة موضع تساؤل )‪, p.13‬‬
‫عشرية الثمانينات لتعود وتشيد تطو ار وثراءا في آلياتيا وتنوعا في كيفيات ممارستيا بدءا من العشرية‬
‫‪ ،)VAREILLES‬خاصة بعد توطين منشآت ذات أبعاد‬ ‫‪p.‬‬ ‫األخيرة من القرن العشرين (‬
‫بيئية بأحياء الضواحي واألرياف‪ ،‬ما أثار إىتمام السكان لمدفاع عن محيطيم وحماية البيئة الطبيعية‪،‬‬
‫وبذلك تطورت المشاركة من مستوى الدفاع عن إىتمامات ذات عبلقة بإطار الحياة لتشمل الدفاع‬
‫عن قيم جماعية سامية مرتبطة بالمنفعة العامة واإلرث الجماعي‪ ،‬وىو ما يعكس تطو ار في مستوى‬
‫المواطنة)‪ (PRIEUR,1988 , p.403‬ويفسر االىتمام المتزايد عالميا بترقيتيا‪ ،‬ما حدا بمنظمة‬
‫‪(FARINOS DASI‬‬ ‫‪p.‬‬ ‫األمم المتحدة أن تدرجيا من ضمن عناصر الحوكمة الحضرية‬
‫وتتجمى األىمية التي تكتسييا المشاركة من خبلل المؤتمرات العالمية والقارية المخصصة ليا‪،‬‬
‫كانت أول مؤتمر عالمي ينادي بضرورة تحفيز مشاركة‬ ‫ولعل قمة األرض بستوكيولم سنة‬
‫المواطنين في مراقبة وتسيير المشاريع ذات البعد البيئي‪ ،‬وأكدتو من جديد قمة "ريو ديجانيريو" سنة‬
‫من تصريح ريو‬ ‫موصية بإشراك السكان في تصور وتنفيذ البرامج التنموية (المادة رقم‬
‫فقد كرست حق المواطن في‬ ‫)‪ ،‬أما إتفاقية "ىاروس" بـ النرويج بتاريخ‬ ‫سنة‬
‫اإلعبلم والمشاركة في تحضير الق اررات التي تيميم (المواد من رقم إلى رقم من االتفاقية)‪.‬‬

‫‪969‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫‪ -‬مستويات المشاركة العمومية‪:‬رغم تأكيد كثير من الباحثين عمى ضرورة االىتمام بآراء‬
‫المواطنين في إعداد برامج التنمية الحضرية‪ ،‬إال أن الباحثة األمريكية‪ ARNSTEIN Sh. R.‬كانت‬
‫أول من وضع سمم لتقييم مستوى المشاركة الممنوحة لممواطنين في تحضير الق اررات التي تيميم‬
‫‪ ،(COUTURE, 2013, p. 36‬وقد ظير ىذا المقياس في المجمة األمريكية لمتخطيط‪.‬‬
‫‪ (ARNSTEIN‬ويقصد بمستوى المشاركة‪ ،‬ذلك اليامش من الصبلحية‬ ‫‪pp 216-‬‬
‫الذي تخمَّت عنو السمطة لمخواص‪ ،‬في إعداد قرار أو مشروع معين قيد التحضير‪ ،‬أو إقتراح تعديبلت‬
‫عمى مشروع قرار بيدف إثرائو‪ .‬وىناك صعوبة في تمييز مستويات المشاركة‪ ،‬فكثي ار ما َيستخدم‬
‫بعض مصطمح ما لمتعبير عن تدخل يخص مستوى أعمى أو أدنى مستوى منو في المشاركة‬
‫‪ ،(TOUZARD H‬وقد لقي ُسمَّم ش‪.‬ر‪ .‬أرنستاين رواجا كبي ار في العالم‪ ،‬تمتو‬ ‫‪p.‬‬
‫محاوالت أخرى ظمت تستميم من نفس الفكرة‪ .‬ويتكون ىذا السمم من ثمانية مستويات تقع ضمن ثبلث‬
‫فئات كبيرة‪ ،‬نستعرضيا فيما يمي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الفئة األولى ( ا‬
‫الَّلمشاركة) ‪ :La non participation‬وتضم المستويين القاعديين‬
‫لممشاركة وىما " التوجيو " ‪ La manipulation‬و"المعالجة" ‪ La thérapie‬وفي ىذين‬
‫المستويين‪ ،‬ال يتعدى مستوى المشاركة إعبلم الجميور سطحيا بما يحضر من ق اررات وفق األسموب‬
‫التقميدي الذي يسند فيو األمر لمتقنيين وأعوان اإلدارة‪ ،‬حيث ال يوجد أي دور لممواطنين‪ .‬وكل ما‬
‫ىنالك‪ ،‬ىو سعي السمطات لتحضير المواطنين لتقبل المشروع‪ ،‬واقناعيم بإيجابيات المخطط المعد‬
‫وأن التقنيين أجدر بتقدير إحتياجاتيم )‪.(ZETLAOUI,2005,p.2‬‬
‫ب‪ -‬الفئة الثانية (المشاركة الرمزية) ‪ :La participation symbolique‬وتدعى في‬
‫بعض المراجع بمستوى االستماع لآلخر وتضم ثبلث مستويات ىي‪:‬‬
‫اإلعَّلم ‪L’information:‬‬
‫ويقتضي إيصال المعمومات كاممة ممِّمة بجوانب الموضوع‪ ،‬تُ ِّ‬
‫مكن المستقبِل من تكوين رؤية‬ ‫ُ‬
‫واضحة حول الموضوع‪ ،‬فبقدر ما تكون المعمومة كافية و ُمبسَّطة بقدر ما تحفز المستيدفين عمى‬
‫المشاركة‪ ،‬واال فإنيا غالبا ما ترىن باقي مراحل ومستويات المشاركة‪ ،‬إذ ال يعقل أن تكون ىناك‬
‫مشاركة في ظل غياب معمومة كاممة بخصوص ما يفترض أن يشارك فيو الغير‪ ،‬وتبرز أىمية‬
‫اإلعبلم من خبلل تأكيد توصيات المؤتمرات العالمية عميو إلى درجة أن توصيات بعض المقاءات ال‬
‫تفرق بين الحق في اإلعبلم والحق في المشاركة‪ .‬رغم ىذه األىمية التي تكتسييا عممية نشر‬
‫المعمومات‪ ،‬يظل ىذا المستوى غير كاف‪ ،‬ألنو يضع الجميور في موقع المستقبل لممعمومة ذات‬
‫االتجاه األحادي (من األعمى نحو األسفل))‪ (CHELZEN et JEGOU, 2016, p.3‬دون منحو‬
‫فرصة تقديم تغذية راجعة ‪ Feed back‬من خبلل اإلدالء بالرأي‪.‬‬

‫‪969‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫إبداء الرأي أو االستشارة ‪La consultation‬‬


‫ويأتي في المرتبة الثانية بيذه الفئة‪ ،‬وفيو يتم جمع آراء الفاعمين في مرحمة متقدمة من تحضير‬
‫القرار أوالمشروع األولي‪ ،‬وييدف ىذا المستوى إلى تحصيل خبرة عموم السكان ‪savoirs des‬‬
‫‪ habitants et usagers‬بخصوص إستعمال المجال من خبلل إعطائيم فرصة تقديم إقتراحات‬
‫تمثل تغذية راجعة تفيد أصحاب القرار والمصممين في إعداد المشروع‪ .‬فالمعمومات تنتقل في كبل‬
‫االتجاىين من أعمى نحو األسفل‪ Top-down‬ومن أسفل نحو األعمى ‪ ،Bottom-up‬عمى أن‬
‫صبلحية إتخاذ القرار ال تزال في يد المقررين‪ ،‬ويعتبر التحقيق العمومي مثاال عن االستشارة‬
‫)‪.(XAVIER1996, p-p106,107‬‬
‫التشاور )‪(La concertation‬‬
‫لم يعد من السيل التمييز بين التشاور والمشاركة في األدبيات الفرنسية الحديثة‪ ،‬فكثي ار ما ترد‬
‫كممة ‪ Concertation‬التي تعني التشاور بينما يقصد بيا المشاركة بشكل عام ‪Participation‬‬
‫(‪ ،)ZETLAOUI, 2005, p.5‬وقد وردت في سمم ش‪.‬ر‪.‬أرنستاين بمصطمح ‪Reassurance‬‬
‫و‪ ،Placation‬ففي ىذا المستوى تؤخذ مقترحات المواطنين بجدية أكبر‪ ،‬بالجموس معيم واإلصغاء‬
‫المتمعن آلرائيم ومناقشتيا‪ ،‬عمى الطاولة مع أصحاب القرار‪ ،‬عمى عكس النموذج القديم في التسيير‬
‫قرر‪-‬أعمِم‪ِ -‬‬
‫دافع‪(HELIN,2001,96) décider-informer-‬‬ ‫العمومي القائم عمى ثبلثي‪ّ ِ :‬‬
‫‪ ،défendre‬ورغم ذلك فإن صبلحية إتخاذ القرار ال تزال في يد السمطات‪.‬‬
‫ج‪ -‬الفئة الثالثة (التمكين)‪Empowerment‬‬
‫وتسمى في بعض المراجع بمستوى" تقاسم السمطة" ‪ Pouvoir partagé‬بين المسيرين والفاعمين‬
‫الخواص بما في ذلك المواطنين‪ ،‬وترد في بعض المصادر باسم "الصبلحية الفعمية لممواطنين"‬
‫‪ Pouvoir effectif des citoyens‬وتتفق كل ىذه التسميات أن ىذا المستوى يسمح لممواطنين‬
‫بأداء دور رئيسي في تحديد خيارات التنمية وتصميم وتنفيذ المخططات‪ ،‬وتضم ثبلثة مستويات وىي‪:‬‬
‫الشراكة ‪Partenariat‬‬
‫وتعني االعتراف بالدور الفعال لمطرف اآلخر في نجاح ما ُيحضَّر‪ ،‬ففي ىذا المستوى يمنح‬
‫المواطنون صفة الشريك في إعداد القرار‪ ،‬بمنحيم مجال تعبير أوسع‪ .‬وعادة ما تمجأ السمطات إلى‬
‫تكوين لجان مختمطة تضم ممثمين عن ىذه األطراف والمسيرين‪ ،‬يعيد ليا بميمة تحضير البرامج‪.‬‬
‫تفويض الصَّلحيات ‪ Délégation de pouvoir‬في ىذا المستوى يتحصل المواطنون عمى‬
‫صبلحيات أوسع‪ ،‬وينعكس ذلك عمى التكوين النوعي لمجان المشتركة‪ ،‬بامتبلك المواطنين ألزيد من‬
‫نصف المقاعد‪ ،‬األمر الذي يسمح ليم بتغميب آرائيم وتمرير ما يرونو أولوية عند التصويت‪.‬‬

‫‪969‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫التحكم الفعمي لممواطنين ‪ Contrôle citoyens‬وىو أعمى مستوى في سمم ش‪.‬ر‪.‬أرنستاين‬


‫وفيو تسند كل صبلحيات تحضير القرار وتصميم المشروع لممواطنين‪ ،‬حيث ال يوجد وسيط بينيم‬
‫وبين الييئات الممولة لممشاريع‪ .‬يتطمب نجاح ىذا النمط من التسيير وجود مجتمع مدني ناضج‬
‫تدعمو كفاءات متطوعة من مختمف التخصصات من تقنيين واقتصاديين‪ ،‬إداريين ورجال قانون‪.‬‬
‫‪-‬أهداف المشاركة العمومية‪ :‬يمكن بشكل عام حصر ىذه األىداف في‪:‬‬
‫‪ -‬دمج المقاربة المعيارية لفئة التقنيين المشرفين عمى مشاريع التدخل العمومي بقيم المجتمع‬
‫إليجاد حمول أكثر واقعية وأقرب من تطمعات السكان )‪.( BHERER, 2011, p.110‬‬
‫‪ -‬تقوية الرابط االجتماعي وترقية قدرات المواطنين واالستفادة من خبرات المستيدفين بالبرامج‪.‬‬
‫‪ -‬إضفاء الطابع الديمقراطي عمى الق اررات العمومية‪(FARINOS DASI, 2009, p.90) ،‬‬
‫– شروط نجاح المشاركة العمومية‪ :‬يتطمب نجاح المشاركة العمومية في مشاريع التنمية‬
‫الحضرية توفر مجموعة من الشروط مكممة لبعضيا منيا عمى الخصوص‪.‬‬
‫– المحيط الديمقراطي‪ :‬يأتي في مقدمة ىذه الشروط توفر النية الحقيقية لدى المسيرين‬
‫(سياسيين واداريين) بخصوص تحفيز مشاركة الفاعمين ومرافقة ممارستيم ليا‪ ،‬وىو ما يقتضي‬
‫التصريح عمنا وبآليات قانونية بحق المواطن في المدينة‪ ،‬يترجم ميدانيا بتدخبلت من طرف السمطة‬
‫‪،‬‬ ‫; األمين سويقات‪،‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫المحمية تشرك المواطن في تسيير الشأن العام (غربي‪،‬‬
‫ص)‪.‬‬
‫– مجتمع مدني نوعي‪ :‬ال يكفي أن تتوفر النية الحقيقية لمسمطة في تحفيز مشاركة‬
‫المواطن‪ ،‬بل يجب أن تتبع بالدرجة الثانية بتوفير مجتمع مدني متنوع وثري مدعم بأفراد ذوي خبرة‬
‫معتبرة في الميادين التقنية واإلدارية‪ ،‬تمكنو من تقديم بدائل أكثر توافقا مع واقع المجتمع المحمي‪،‬‬
‫وأداء وظيفة المراقبة االجتماعية لممشاريع التي تيم السكان‪ ،‬ونخص بالذكر تمك المتعمقة بإطار‬
‫الحياة‪ .‬إذ يقع عمى عاتق السمطة السعي بجدية لتكوين تنظيمات المجتمع المدني وتنويعيا واذكاء‬
‫روح المواطنة في السكان‪.‬‬
‫– اإلعَّلم المبكر والشفافية‪ :‬ال مشاركة دون توفر شفافية في تمرير المعمومة إلمداد‬
‫المشاركين بتفاصيل كافية‪ ،‬عن الوضع الموجود والمرغوب وذلك قبل إنطبلق الدراسات األولية‬
‫لممشروع‪ ،‬فكمما تقدمت الدراسات قمت فرص التأثير وزادت بصمة التقني وىيمنة المسيرين ‪.‬‬
‫– الحيادية في التسيير‪ :‬يرى ‪ Harold LASWELL‬أن القرار العمومي يجب أن‬
‫يستند إلى معطيات عممية وحيادية لضمان ديمقراطية التدخل العمومي‪ ،‬وفي ظل تعدد األطياف‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتزايد ىيمنة الدور المتعاظم لممسيرين‪ ،‬ينبغي إسناد ميمة تسيير أشغال المشاركة‬
‫لشخصية محايدة )‪ (Deprez,2014,68‬تتمتع بالكفاءة في التفاوض والنزاىة في تسيير الحوار‬

‫‪969‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫ومقبولة لدى المشاركين‪ ،‬ونقصد بالحيادية أال يكون منتميا لئلدارة أي ليس موظفا تربطو عبلقات‬
‫تدرج إداري بالسمطة اإلدارية‪ ،‬أو ذو إنتماء سياسي)‪. (BHERER, 2011, p.110‬‬
‫– التقييم واإلفصاح عن النتائج‬
‫يمكن تشبيو ىذه المرحمة من عمر العممية التشاركية بمرحمة قطف الثمار‪ ،‬فالمشاركون بحاجة‬
‫لمتأكد من أن مطالبيم واقتراحاتيم قد أخذت بعين االعتبار‪ ،‬أو تقديم مبررات كافية في حال عدم‬
‫أخذىا بعين االعتبار‪.‬‬
‫– معوقات المشاركة العمومية‪ :‬رغم إيجابيات المشاركة العمومية‪ ،‬فإن فتح ميدان التدخل‬
‫العمومي أمام المواطنين عمى اختبلف مآربيم ومستوياتيم الثقافية لمتعبير عن تصوراتيم يستغرق‬
‫وقت أطول وقد يغير وجية الحوار بالتعصب لمرأي ‪.Phénomène de NIMBY‬‬
‫‪ -‬وجود إعتقاد لدى فئة معتبرة من المسيرين والسكان والتقنيين بأن تسيير الشؤون العامة من‬
‫صميم تخصص التقنيين)‪. (ZATLAOUI, 2005 , p.1‬‬
‫‪ -‬يمكن لممشاركة وفي غياب تأطير جيد لتسيير مجرياتيا أن تؤدي إلى شل مخططات التدخل‬
‫العمومي في غياب توافق بين األطراف المشاركة )‪.(FARINOS DASI, 2009, p.91‬‬
‫يتضح من خبلل التحميل السابق أنو‪ ،‬رغم تأكد الحاجة إلى تكريس مبدأ المشاركة العمومية‬
‫في تحضير الق اررات العمومية والمفاضمة بين خيارات المشاريع التنموية‪ ،‬فإن مستوى ىذه المشاركة‬
‫وطرق إشراك الفاعمين الخواص ال تزال محل بحث رغم ما أسالتو من الحبر والمكانة التي تحتميا‬
‫ضمن أدبيات السياسة واالجتماع وعموم التسيير والقانون والتييئة العمرانية‬
‫المحور الثاني‪ :‬إجراءات إعداد مخططات شغل األراضي والمشاركة العمومية‬
‫يتعرض ىذا المحور إلى توضيح اإلطار القانوني لممشاركة العمومية في إعداد مخططات شغل‬
‫الكائن بحي‬ ‫األراضي‪ ،‬باإلضافة لتقييم مستوى المشاركة في إعداد مخطط شغل األراضي رقم‬
‫اإلخوة مبلخسو بمدينة باتنة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطار القانوني إلجراءات إعداد مخطط شغل األراضي‬
‫‪ -‬تعريف مخطط شغل األراضي‪ :‬ىو أداة لتصميم وتسيير المجال الحضري‪ ،‬فيو بمثابة دفتر‬
‫شروط يحدد حجم وشكل البنايات‪ ،‬ووسيمة لتنظيم حقوق البناء عمى مستوى القطع‪ .‬وعمى مستوى‬
‫مخطط شغل األراضي‪ ،‬تتبلقى أو تتنافر أىداف المنفعة العامة ومنافع الخواص‪ .‬ىذا ويمثل مخطط‬
‫شغل األراضي آخر مستوى في منظومة أدوات تخطيط المجال‪ ،‬فعنده تتقاطع توجيات التخطيط‬
‫التوجييي المرسومة بمقتضى المخطط التوجييي لمتييئة والتعمير وعقود التعمير (الرخص المختمفة)‬
‫التي تمثل المرحمة األخيرة في إنتاج البيئة الحضرية )‪.)SAIDOUNI, 1999, p155‬‬

‫‪965‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫– المرجعية القانونية لمخطط شغل األراضي ومحتوى الوثائق المتعمقة به‪ :‬ظير مخطط‬
‫متبلزما مع المخطط التوجييي لمتييئة‬ ‫شغل األراضي في التنظيم العمراني الجزائري نياية سنة‬
‫والتعمير‪ ،‬الذي يمثل المرجعية القانونية والتخطيطية لو‪ ،‬وقد أسس لو قانون التييئة والتعمير(رقم‬
‫المرسوم التنفيذي‬ ‫فصميا‬
‫)‪ ،‬و َّ‬ ‫العدد‬ ‫ديسمبر‬ ‫المؤرخ في‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬العدد‬ ‫مايو‬ ‫المؤرخ في‬ ‫رقم‬
‫ويتكون مخطط شغل األراضي من تقرير كتابي يغطي ثبلث مراحل‪ :‬تتضمن األولى تشخيص‬
‫الوضع الحالي وتنتيي باقتراح فرضيتين لمتييئة‪ ،‬وفي المرحمة الثانية يتم تفصيل الفرضية التييئة‬
‫المقبولة‪ ،‬وأخي ار ُيتَرجم مشروع التييئة إلى تنظيم عمراني يصحبو ممف تنفيذي لمشبكات المختمفة‪ .‬أما‬
‫إلى واحد ‪000/1‬‬ ‫الجزء الثاني فيو عبارة عن ممف خرائطي‪ ،‬يتغير مقياس مخططاتو من‪/1‬‬
‫ويتعرَّض لو بمخطط طبوغرافي‬ ‫تغطي ثبلث مجاالت رئيسية‪ :‬يتعمق األول منيا بالموجود العمراني ُ‬
‫يبرز البنايات واالرتفاقات والشبكات الموجودة‪ ،‬في حين يتعمق النوع الثاني من المخططات‬
‫بالمرغوب العمراني مرك از عمى ما يجب إستحداثو‪ ،‬وتُمثِّل مخططات‪ :‬التييئة‪ ،‬التركيبة العمرانية‪،‬‬
‫)‪.‬‬ ‫‪ ،‬المادة‬ ‫الشبكات واالرتفاقات أىم عناصره(المرسوم‬
‫– اإلطار القانوني لممشاركة العمومية بالجزائر‪ :‬لعمو من األىمية بمكان اإلشارة إلى عدم‬
‫وجود نص قانوني مخصص لممشاركة العمومية بالجزائر‪ ،‬بل يتعمق األمر بمقتضيات قانونية تواجد‬
‫بمجموعة من المواد المتفرقة تتوزع عمى نصوص مختمفة‪ ،‬فقد أشير إلييا في قانون التييئة والتعمير‬
‫التي أوجبت إستشارة الجمعيات المحمية والمنظمات المينية إلى جانب متدخمين‬ ‫بالمادة رقم‬
‫منو عمى إخضاع أداتي التعمير‬ ‫و‬ ‫آخرين عند إعداد ىذه المخططات‪ ،‬كما نصت المواد‬
‫لتحقيق عمومي بقرار من رئيس المجمس الشعبي البمدي‪ ،‬عمى أن تنظيم المشاركة تم تفصيمو‬
‫الذي سبقت اإلشارة إليو‪ ،‬وذلك ضمن ما يعرف بإجراءات إعداد‬ ‫بالمرسوم التنفيذي رقم‬
‫) فقد إعتبر‬ ‫مخططات شغل األراضي والمصادقة عمييا‪ .‬أما القانون التوجييي لممدينة(رقم‬
‫المشاركة والتشاور والتنسيق واعبلم المواطنين من بين المبادئ الموجية لسياسة المدينة إلى جانب‬
‫منو عمى وجوب إشراك المواطن في إعداد وتسيير البرامج‬ ‫مبادئ أخرى‪ ،‬كما نصت المادة رقم‬
‫ذات العبلقة بإطار حياتو إال أنيا تفتقر إلى يومنا ىذا لنصوص تنفيذية تمكن الفاعمين من وضع تمك‬
‫) مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون‬ ‫األىداف قيد التنفيذ‪ .‬في حين إعتبر قانون البمدية (رقم‬
‫‪ ،‬كما أفرد بابا لمشاركة المواطنين في تسيير‬ ‫العمومية لمبمدية من مبادئو األساسية في المادة رقم‬
‫) أكد فيو عمى وجوب إعبلم المواطنين واستشارتيم حول خيارات‬ ‫إلى‬ ‫البمدية (المواد من‬
‫التييئة وأولوياتيا بالبمدية‪ ،‬ممزما المجمس الشعبي البمدي بالعمل عمى ترقية كل المبادرات التي تسعى‬

‫‪966‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫لتحفيز مشاركة المواطنين في التسيير الجواري ألحيائيم‪ ،‬إال أن تنفيذىا بدورىا بقي مرىونا بصدور‬
‫نصوص تطبيقية مؤجمة ما انعكس سمبيا عمى ممارسة المشاركة العمومية بالجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬الممف اإلداري لمخطط شغل األراضي وتنظيم المشاركة‪ُ :‬يقصد بالممف اإلداري لمخطط‬
‫شغل األراضي‪ ،‬مجموع المداوالت والق اررات المتخذة بشأنو‪ ،‬من إعداده إلى المصادقة عميو‪ ،‬والغاية‬
‫النيائية من ىذا الممف ىي تنظيم إجراءات إعداد المخطط‪ ،‬واكسابو قوة القانون‪.‬‬
‫وتستيدف اإلجراءات اإلدارية الخاصة بإعداد مخطط شغل األراضي‪ ،‬تنظيم أدوار الفاعمين‬
‫عمى وجوب تضمين مداولة‬ ‫ضمن مسار تشاوري‪ ،‬فقد نصت المادة الثانية من المرسوم‬
‫من نفس المرسوم عمى‬ ‫و‬ ‫إعداد المخطط كيفيات مشاركة الفاعمين‪ ،‬كما نصت المواد رقم‬
‫وجوب إطبلع الييآت واإلدارات والمصالح العمومية وجمعيات المرتفقين بإعداد المخطط‪ ،‬مع نشر‬
‫من نفس المرسوم)‪ ،‬أما المادة رقم‬ ‫نسخ من الق اررات والمداوالت بمقر البمدية لمدة شير (المادة رقم‬
‫من المرسوم المذكور آنفا فقد نصتا عمى‬ ‫من قانون التييئة والتعمير السالف الذكر والمادة رقم‬
‫وجوب إخضاع مشروع مخطط شغل األراضي المتبنى من طرف المجمس الشعبي البمدي لئلستقصاء‬
‫يوما مع إمكانية تعديمو ليأخذ بعين االعتبار نتائج التحقيق‪.‬‬ ‫العمومي لمدة‬
‫ببمدية باتنة (حي اإلخوة مَّلخسو)‪...‬أية‬ ‫ثانيا‪-‬إجراءات إعداد مخطط شغل األراضي رقم‬
‫مشاركة؟‬
‫يقع حي اإلخوة مبلخسو في الجية الشرقية الجنوبية لمدينة باتنة‪ ،‬وحتى ثمانينات القرن‬
‫الرابط باتنة‬ ‫الماضي‪ ،‬لم يتعد ىذا الحي مجموعة من البنايات عمى حافتي الطريق الوطني رقم‬
‫بتبسة‪ ،‬وخبلل العشرية السوداء شيد الحي توافد أفواج من النازحين‪ ،‬ما رفع حجمو السكاني إلى‬
‫نسمة (التقرير الكتابي لممرحمة األولى من دراسة ‪ ،)p27, 2001 ,POS‬وحسب آخر‬
‫نسمة)‪. (RGPH 2008‬‬ ‫إحصاء فقد بمغ عدد سكان الحي‬
‫) ‪:(POS‬بتاريخ أدرج المجمس الشعبي البمدي‬ ‫– إجراءات إعداد مخطط شغل األراضي رقم‬
‫عمى‬ ‫مداولة اإلعداد (اإلقرار) تحت رقم‬ ‫ضمن أشغالو في دورتو العادية‬
‫ه‪ ،‬تتمحور حول إعادة ىيكمة الجزء المبني وبرنامج لمتوسع عمى األراضي الشاغرة‪،‬‬ ‫مساحة‬
‫يتضمن القائمة اإلسمية لممثمي اإلدارات‬ ‫بتاريخ‬ ‫‪/‬‬ ‫أتبعت بقرار(االستشارة) رقم‬
‫والييآت التي أعربت عن رغبتيا في المشاركة في إعداد الدراسة‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى عدم وجود أي‬
‫تمثيل لممجتمع المدني جمعويا كان أو نقابيا أو أي تمثيل آخر‪.‬‬
‫‪ -‬األطراف المشاركة في إعداد المخطط‪ :‬إستشارة لم تتع اد المصالح العمومية إلدارات‪ :‬بعد‬
‫والذي يتكون من محاضر االجتماعات‬ ‫اإلطبلع عمى الممف اإلداري لمخطط شغل األراضي رقم‬
‫المنعقدة بكل من مصالح البمدية ومديرية التعمير والبناء لوالية باتنة إلى جانب نسخ من المداوالت‬

‫‪967‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫والق اررات المتعمقة بالمخطط‪ ،‬سجل التحقيق العمومي ومحضر المحافظ المحقق ومحضر دراسة‬
‫َّ‬
‫تمكنا من تكوين رؤية شاممة عن مسار إعداد‬ ‫)‬ ‫الطعون (مكتب أدوات التييئة والتعمير‪،‬‬
‫الدراسة والتي نوجزىا فيما يمي‪:‬‬
‫خريطة رقم ‪ :‬موقع مخطط شغل األراضي ‪ -‬مدينة باتنة‬

‫المصدر‪ :‬مه إعداد الباحث جوان‬

‫نصب مدير التعمير المجنة المختمطة لمتابعة إعداد مشروع‬


‫بناء عمى المداولة والقرار المذكورين‪ً ،‬‬
‫الدراسة‪ ،‬وبصفتو صاحب المشروع فقد عين مكتب الدراسات ‪ ETB-BATNA‬إلعداد مخطط شغل‬
‫األراضي رقم ‪ ،‬وفقا لدفتر شروط نموذجي ال يتضمن أية إشارة إلشراك الفاعمين الخواص‪ ،‬بل تم‬
‫حصر المشاركة في مسار ال يتعدى االتصال بالمصالح العمومية المختمفة إلى جانب المصالح‬
‫التقنية لمبمدية‪ ،‬بيدف جمع المعطيات وتشخيص الوضع القائم‪ ،‬دون أدنى إشارة أو تكميف بتوسيع‬
‫اإلستشارة لممجتمع المدني‪ .‬أما المرحمة الثانية المتضمنة مشروع مخطط التييئة ‪La définition du‬‬
‫‪ ،projet d’aménagement‬فقد تم إعدادىا ضمن دائرة ضيقة لم َّ‬
‫تتعد مكتب الدراسات ومصالح‬
‫كرس بصمة التقني المصمم‪.‬‬
‫التعمير‪ ،‬ما قمل من فرص تغيير التييئة المقترحة و َّ‬
‫ومن جيتيا فإن لجنة التييئة والتعمير بالمجمس الشعبي البمدي‪ ،‬لم يكن ليا دور ما إلعبلم‬
‫المواطنين أو السكان‪ ،‬كتنظيم حمبلت تحسيسية أو معارض لتبسيط ومناقشة محتوى المخطط‪ ،‬وىو‬
‫ما تأكدنا منو بعد إطبلعنا عمى مداولة إعداد المخطط‪ ،‬حيث ال يوجد أي إشارة إلى كيفيات مشاركة‬
‫الفاعمين‪ ،‬فمم َّ‬
‫يتعد دور البمدية تعميق نسخ من الق اررات والمداوالت بمقر البمدية‪.‬‬

‫‪968‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫تم تبني مشروع مخطط شغل‬ ‫‪ -‬تبني سابق لمتحقيق العمومي‪ :‬بتاريخ‬
‫بعد‬ ‫األراضي رقم من طرف المجمس الشعبي البمدي لبمدية باتنة‪ ،‬بمقتضى المداولة رقم‬
‫بعد عمى الجميور‪ ،‬ما‬
‫مصادقة المجنة التقنية المختمطة عمى الدراسة‪ ،‬رغم أن المخطط لم ُيعرض ُ‬
‫يعكس وجود نية مسبقة لتمرير المشروع دون تغييرات‪.‬‬
‫ُش ِرع في عرض‬ ‫المؤرخ في‬ ‫سير التحقيق العمومي‪ :‬بمقتضى القرار رقم‬
‫إلى غاية‬ ‫يوما تمتد من‬ ‫المخطط لبلستقصاء العمومي وابداء اآلراء لمدة‬
‫مع تخصيص مكتب الستقبال الجميور وتمكينو من تسجيل مبلحظاتو في سجل‬
‫يصا ليذا الغرض‪ ،‬أو التعبير عنيا مباشرة أمام المحافظ المحقق‪ ،‬الذي يشغل رتبة ميندس‬
‫ص ً‬‫ُمعد ِخ ِّ‬
‫عمراني بنفس المصمحة‪.‬‬

‫بعد االطبلع عمى المبلحظات (المبلحظة قد تشمل عدة معارضات‪ ،‬مثبل‪ :‬المالك العقاري قد‬
‫يعارض عدة إقتراحات تييئة تم توطينيا فوق ممكيتو) واآلراء المسجمة خبلل فترة االستقصاء العمومي‬
‫الحظنا ما يمي‪:‬‬
‫مبلحظة أو رأي ) سجمت في األسبوع األخير‪ ،‬مما يدل‬ ‫‪ -‬أكثر من نصف المبلحظات(‬
‫عمى ضعف اإلعبلم وتأخر وصول المعمومة‪.‬‬
‫‪ -‬جميع المبلحظات صادرة عن مبلك عقاريين باستثناء واحدة صدرت عن ساكن(جدول رقم )‪،‬‬
‫وتبرز إمتعاضا شديدا لكونيم آخر من يعمم بدراسة تتعمق بأمبلكيم خاصة وأن البمدية قد َّ‬
‫تبنت‬
‫المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬سيطرة روح األنانية ‪ Phénomènes de NIMBY‬فالمبلك الذين يأتون جماعيا يدافعون‬
‫عن مصالحيم فرديا بدال من السعي إليجاد صيغ توافقية بينيم بتقديم إقتراحات إلثراء المخطط‪،‬‬
‫تجدىم يسعون لتكييف المخطط ألغراضيم‪ ،‬وشعارىم "أنا وبعدي الطوفان"(جدول رقم )‪.‬‬

‫‪969‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫‪ -‬غياب كمي لمبلحظات أو آراء من طرف السكان لجيميم بوجود الدراسة أو لقناعة لدييم بعدم‬
‫جدوى ذلك‪ ،‬فرسم الصورة المستقبمية لممدينة ميمة خاصة بالتقنيين في نظر غالبيتيم‪.‬‬
‫‪ -‬تحميل نتائج التحقيق الميداني‪ :‬من أجل تأكيد أو تفنيد التحميل السابق قمنا بإعداد‬
‫إستبيان‪ ،‬توزعت أسئمتو عمى محورين‪ :‬يتعمق األول بمدى توفر إعبلم كاف يحفز عمى المشاركة في‬
‫وخبلل المراجعة (قيد اإلعداد)‪ ،‬أما الثاني فخصص لتقييم درجة‬ ‫دراسة مخطط شغل األراضي رقم‬
‫المواطنة لدى المواطنين‪.‬‬

‫من سكان الحي ال يعرفون معنى‬ ‫فبخصوص المحور األول أبرزت نتائج التحقيق أن‬
‫يعرفون معنى‬ ‫مخطط شغل األراضي وال يعممون أن حييم يقع ضمن محيط تدخمو مقابل‬
‫‪ ،‬وبخصوص المشاركة في المخطط‪ ،‬فقد صرح‬ ‫المخطط(شكل رقم )‪ ،‬ولم يجب عن السؤال‬
‫عن عدم منحيم فرصة لممشاركة‪ ،‬واألدىى من ذلك يجيمون وجود دراسة حالية تتضمن‬
‫‪ %‬شاركوا ويبدو أنيم موظفون ذوو عبلقة بمؤسسات ذات طابع تقني‬ ‫مراجعة المخطط‪ ،‬مقابل‬
‫‪ %‬عن اإلجابة‪ .‬تثبت ىذه النتائج إستمرار سياسة تيميش‬ ‫كمصالح التعمير أو البمدية‪ ،‬وامتنع‬
‫المواطن حتى فيما يتعمق بإطار حياتو المباشر‪.‬‬
‫أما بخصوص المحور الثاني‪ ،‬المتضمن تقييم ثقافة المواطنة لدى السكان‪ ،‬فقد أظيرت نتائج‬
‫من سكان الحي يعتقدون أن ميمة تخطيط الحي ميمة التقنيين‪ ،‬في حين‬ ‫االستمارة أن‬

‫‪979‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫منيم أن مشاركتيم قد تكون مفيدة‪ ،‬وامتنع ‪ %‬منيم عن اإلجابة (شكل رقم )‪ .‬وحول‬ ‫يعتقد‬
‫‪ %‬من السكان يجيمون وجود‬ ‫درجة المواطنة لدى السكان‪ ،‬فقد أبرز اإلستبيان بدايةً أن‪:‬‬
‫من السكان‬ ‫‪ %‬يعممون بوجود ىاتان الجمعيتان‪ ،‬كما أن‬ ‫جمعيتان تنشطان بحييم‪ ،‬مقابل‬
‫‪ %‬منخرطين بجمعيات(شكل رقم ) مما يدل عمى سيادة‬ ‫ال ينشطون ضمن أي جمعية‪ ،‬مقابل‬
‫روح اإلتكالية لدى المواطن المحمي‪ ،‬وىذا ما أكدتو نتائج اإلجابة عمى السؤال المتعمق بـطريقة تعامل‬
‫‪ %‬فقط يفضمون معالجة مشاكميم‬ ‫السكان مع النقائص الموجودة بحييم‪ .‬فقد بينت النتائج أن‬
‫فيفضمون تحويميا لمسمطات المحمية‪،‬‬ ‫منيم يبادرون بحميا بأنفسيم أما‬ ‫بطريقة جماعية و‬
‫)‪ .‬إن ىذه النتائج تتماشى‬ ‫ال يفعمون أي شيء لمواجية تمك النقائص(شكل رقم‬ ‫مقابل‬
‫والمبلحظات المسجمة خبلل التحقيق العمومي‪ ،‬كما تمثل نتيجة منطقية لغياب إعبلم كافي خبلل‬
‫‪ ،‬فبل مداولة اإلعداد وال قرار االستشارة أدرجا في‬ ‫إعداد دراسة مخطط شغل األراضي رقم‬
‫حيثياتيما ضرورة إشراك الفاعمين الخواص‪.‬‬
‫‪ -‬نتائج الدراسة‪:‬‬
‫مما سبق نبلحظ وجود توافق بين نتائج االستمارة والمبلحظات المسجمة خبلل فترة اإلستقصاء‬
‫‪،‬‬ ‫العمومي‪ ،‬وىي نتيجة منطقية لغياب إعبلم كافي خبلل إعداد دراسة مخطط شغل األراضي رقم‬
‫فبل مداولة اإلعداد وال قرار االستشارة أدرجا في حيثياتيما كيفيات إش ارك المواطنين‪ .‬إن فرصة‬
‫المشاركة الممنوحة لممواطنين من خبلل تنظيمات المجتمع المدني في المراحل األولى لمدراسة ضمن‬
‫فع ل بسبب غياب جمعيات متخصصة بإنتاج البيئة الحضرية من جية‪ ،‬ومن‬ ‫المجنة المختمطة لم تُ َّ‬
‫جية أخرى فإن ىيمنة الطابع التقني عمى أشغال المجنة في ظل تسييرىا من طرف مدير التعمير أفقد‬
‫محتوى أشغاليا عنصر القيمة االجتماعية وانعكس سمبيا عمى المنتج العمراني المستقبمي‪ .‬أما فرصة‬
‫المشاركة الموسعة الممنوحة لممواطنين خبلل إنفتاح المشروع عمى الجميور في مرحمة متأخرة عن‬
‫طريق االستقصاء العمومي‪ ،‬الذي يمكنيم من تقديم آرائيم وتسجيل مبلحظاتيم حول المشروع‪ ،‬فإنيا‬
‫لم تأتي بجديد‪ ،‬إذ الحظنا أن معظم المبلحظات ال ترقى لمستوى إثراء الدراسة لكونيا في غالبيتيا‬
‫صادرة عن مبلك األراضي الذين ال يدافعون إال عن مصالحيم الخاصة‪ ،‬وىو ما سمح لنا بتقييم‬
‫بمدينة باتنة بأنيا ال تزيد عن‬ ‫المشاركة العمومية خبلل إعداد دراسة مخطط شغل األراضي رقم‬
‫مستوى إبداء الرأي في الدراسة عقب مصادقة المجنة التقنية المختمطة عمييا ِّ‬
‫وتبنييا من طرف‬
‫المجمس الشعبي البمدي بمداولة التبني‪ ،‬فيي مشاركة متأخرة بدون صبلحية تأثير في محتوى‬
‫المخطط قصد من ورائيا إستفاء الشروط القانونية إلعداد المخطط‪.‬‬

‫‪979‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫ط‪ .‬د‪ .‬جمال عبد الناصر حامدي‪ /‬أ‪.‬د بمقاسم الذيب‬ ‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‪...‬‬

‫الخاتمة والتوصيات‪:‬‬
‫تميزت العقود األخيرة من القرن الماضي بتحول ميم في طرق تحضير الق اررات ذات العبلقة‬
‫بإطار حياة السكان عبر كثير من الدول‪ ،‬وذلك باالنتقال التدريجي نحو تكريس المشاركة بيدف إثراء‬
‫الق اررات والبرامج‪ ،‬واالستفادة من خبرة المواطنين كطرف ثالث في تحضيرىا‪ ،‬بعد أن إتضح قصور‬
‫فعالية الديمقراطية التمثيمية المدعمة بفئة التقنيين‪.‬‬
‫أما في الجزائر‪ ،‬فقد شيدت أساليب إعداد البرامج الحضرية تطو ار ميما‪ ،‬تمثل في إدراج المسار‬
‫التشاركي في إعداد مخططات شغل األراضي باعتبارىا من مخططات التعمير‪ ،‬إال أن الممارسة‬
‫الفعمية في الميدان ومن خبلل حالة الدراسة أثبتت عجز السمطات المحمية في تفعيل المسار‬
‫التشاركي‪ ،‬ألسباب متعددة يأتي في مقدمتيا ضعف اإلعبلم وغياب آليات تحفز المواطن عمى‬
‫المشاركة‪ ،‬ما جعل من ىذه اإلجراءات مجرد مسار إداري بدون محتوى تشاركي حقيقي‪ ،‬لذا نرى أنو‬
‫من الضروري إستدراك جممة من النقائص‪ ،‬يأتي في مقدمتيا سن قانون يؤطر لممشاركة العمومية‬
‫ويغطي جميع أبعادىا؛ توفير إعبلم كافي مع إنطبلق الدراسات التحضيرية لممخططات؛ السعي‬
‫إلنشاء تنظيمات المجتمع المدني وتنويعيا واشراك النخبة في تحضير برامج التنمية؛ تنويع آليات‬
‫المشاركة العمومية‪.‬‬

‫‪979‬‬ ‫العدد التاسع ‪ -‬جوان ‪102‬‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫د بمقاسم الذيب‬.‫ أ‬/‫ جمال عبد الناصر حامدي‬.‫ د‬.‫ط‬ ...‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‬

:‫قائمة المراجع‬
‫أوال – المراجع بالمغة العربية‬
‫ دراسة‬:‫ "دور المجتمع المدني في تكريس الديمقراطية التشاركية‬.) (.‫ سويقات‬،‫ األمين‬-
- ‫ ص ص‬،) ( ‫حالتي الجزائر والمغرب" مجمة دفاتر السياسة والقانون‬
،‫ بمدية باتنة‬،‫طريق تازولت‬ ‫ التقرير الكتابي لممرحمة األولى من مخطط شغل األراضي رقم‬-

‫يتعمق‬ ‫بتاريخ‬ ‫ القانون رقم‬، ‫لسنة‬ ‫ الجريدة الرسمية رقم‬-


.‫بالتييئة والتعمير‬
‫يحدد‬ ‫بتاريخ‬ ‫ مرسوم رقم‬، ‫لسنة‬ ‫ الجريدة الرسمية رقم‬-
.‫إجراءات إعداد مخططات شغل األراضي والمصادقة عمييا ومحتوى الوثائق المتعمقة بيا‬
‫ من عموميات‬: ‫"االتجاھات الحديثة في نظرية التخطيط العمراني‬.) (.‫ الطاىر‬،‫ لدرع‬-
Courrier du Savoir, ‫ مجمة‬."‫النظريات المعيارية إلى خصوصيات الممارسة بحكمة في الواقع‬
2013 (16) pp107-
"‫رىانات المشاركة السياسية وتحقيق التنمية‬:‫"الديمقراطية والحكم الراشد‬.) (.‫ محمد‬،‫ غربي‬-
‫ الجزائر‬،‫ جامعة ورقمة‬، - ‫ ص ص‬،)‫(عدد خاص‬ ،‫مجمة دفاتر السياسة والقانون‬
:‫ثانيا – المراجع بالمغة األجنبية‬
-ARNSTEIN, Sherry R. (1969).A Ladder of Citizen Participation. Journal of
American Institute of Planners, vol. 35(4), pp 216-
DOI:10.1080/01944366908977225.
-BACQUÉ, Marie-Hélène, et GAUTHIER, Mario. (2011). participation,
urbanisme et études urbaines, Quatre décennies de débats et d'expériences depuis "
A ladder of citizen participation " de S. R. ARNSTEIN, Participations ,2011/1(1) pp
36-66. DOI : 10.3917/parti.001.0036.
-BHERER Laurence. (2011). Les relations ambiguës entre participation et
politiques publiques, Revue Participations 1(N°1), p-p.105- DOI:
10.3917/parti.001.0105.
-BREUX, Sandra, et all. (2004). Les mécanismes de participation publique à la
gestion municipale notes de recherche Groupe de recherche sur l’Innovation
municipale (GRIM), Institut national de la recherche scientifique, Québec. ISBN:
‐ ‐ ‐ ‐
-CHELZEN Hélène et Anne JEGOU ( À la recherche de l’habitant
dans les dispositifs participatifs de projets urbains durables en région parisienne,
Revue Développement durable et territoires, Vol.6(2), DOI :
10.4000/10896développement durable.
-COUTURE, Aurélie. (2013). fabrication de la ville et participation publique :
l’émergence d’une culture métropolitaine le cas de Bordeaux .Thèse de
doctorat, Université de Bordeaux Segalen.

979 102 ‫ جوان‬- ‫العدد التاسع‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬
‫د بمقاسم الذيب‬.‫ أ‬/‫ جمال عبد الناصر حامدي‬.‫ د‬.‫ط‬ ...‫تقييم المشاركة العمومية في إعداد‬

-DELNOY, Michel.( 2006). La participation du public en droit d’urbanisme et


environnement, Thèse de doctorat, université de Liège, Belgique.
-DEPREZ, Paul. ( Collectivités territoriales et Développement Durable :
contribution des technologies de l’information et de la communication à la
dimension participative d’une politique publique Thèse de doctorat université
Toulon. 2014. 〈NNT : 2014TOUL0 〉. 〈tel-01129081v2〉
-FARINOS DASI, Joaquín. (2009). Le défi, le besoin et le mythe de la
participation à la planification du développement territorial durable : à la recherche
d'une gouvernance territoriale efficace, L'Information géographique Vol2 (73), p-p.
89-111, DOI : 10.3917/lig.732.0089.
-HELIN, Jean-Claude. (2001). La concertation en matière d'aménagement.
Simple obligation procédurale ou changement de culture ? In: Annuaire des
collectivités locales. Tome 21, La démocratie locale. pp. 95-108.DOI
: 10.3406/coloc.2001.1391
www.persee.fr/doc/coloc_0291-4700_2001_num_21_1_1391
-MERLIN, Pierre, et CHOAY, Françoise ( Dictionnaire de l’urbanisme et
de l'aménagement, presses universitaires de France.
-PRIEUR, Michel ( « Le droit à l'environnement et les citoyens : la
participation», Revue Juridique de l'Environnement, 1988(4), p-p. 397-417. DOI
: 10.3406/rjenv.1988.2390.
-SAIDOUNI, Maouia. (1999). Eléments d’introduction à l’urbanisme : histoire,
méthodologie, réglementation. CASBAH Editions1999.
-SÉVE René ( La participation des citoyens et l’action publique .centre
d’analyse stratégique la documentation Française Paris. ISBN 978- - - -
-SUEUR, jean pierre. 1998).Demain la ville, Rapport présenté au ministre de
l'emploi et de la solidarité, Tome1, Orléans, France.
-Tableau récapitulatif de la Commune de Batna (TRC), RGPH 2008, bureau de
recensement Commune de Batna.
-TOUGAS, Anne-Marie, et FRECHETTE, Lucie. ( Obstacles et
facilitateurs à la participation citoyenne dans les politiques publiques municipales :
le cas des PFM. ISBN
-TOUZARD Hubert. (2006). Consultation, concertation, négociation, courte note
théorique », Revue Négociations 1(5) p-p 67-74, DOI 10.3917/neg.005.0067
- Bureau de recensement Commune de Batna 2017,TRC 2008
-VAREILLES, Sophie. ( Les dispositifs de concertation des espaces
publics lyonnais, Eléments pour une analyse du rôle de la concertation des publics
urbains dans la fabrication de la ville, Thèse de doctorat, université Lyon.
-VENNE, Michel.( Des citoyens responsables, Télescope, vol.17(1),p-
p194-
-XAVIER, Piéchaczyk. (1996). Les enquêtes publiques et leurs commissaires en
quête de légitimité. Revue MÉTROPOLIS (106,107).
-ZETLAOUI-LEGER, Jodelle. (2005). L'implication des habitants dans des
micro- projets urbains : enjeux politiques et propositions pratiques, les Cahiers de
l’école d’architecture de la cambre architecture (3), Bruxelles, p-p 99-

979 102 ‫ جوان‬- ‫العدد التاسع‬ ‫مجلة العلوم اإلوساوية لجامعة أم البواقي‬

You might also like