Professional Documents
Culture Documents
تمهيد:
حكايات ألف ليلة وليل ة حكاي ات فارس ية األص ل تحكي أل ف خراف ة ،أعجبت الش عوب
المختلف ة به ا ،فتس للت أجواؤه ا إلى اآلداب العالمي ة ،والرس م ،والمس رح ،والس ينما
والموسيقى.
وقد ظهرت في القرن الثالث الهجري ،وأضاف إليها العرب حكاي ات على نفس المن وال
في القرن العاشر الهجري .وبعضها كانت أحداثه حقيقية مث ل ه ذه الحكاي ة ،وبعض ها مس تقى
من الخيال ،وقد تربين ا على كث ير منه ا ،وتح ول بعض ها إلى أفالم كرتوني ة مث ل :عالء ال دين
والمصباح السحري ،والشاطر حسن ،والسندباد ،ومعروف االسكافي.
تقوم فكرة الحكايات على قصة محورية ت دور فيه ا الحكاي ات األخ رى ،وهي أن المل ك
شهريار تع ّرض للخيانة من زوجته ،فصار كارها للنساء ،وأقسم ان يتزوج في كل ليلة ام رأة،
ثم يقتلها فجرا .وحين أراد الزواج باالميرة ش هرزاد ابن ة وزي ره ،وق د ك انت جميل ة ومثقف ة،
بالقص ،جزع والدها ،إال أنها وافقت بشرط قصدت به إلى نجاتها ،وهو ّ وتملك طريقة مشوقة
أن تحكي له حكاية قبل أن يقتلها ،فوافق.
اعتم دت على براعته ا في قص الحكاي ات لتنق ذ نفس ها ،فب دأت ليلته ا عن ده بقص ة
مشوقة،ولم تتمها ،بل تترك في نهايتها ،قبل الفجر ،محورا تبدأ به قصة جديدة ،وأخذ شهريار
يؤجل قتلها ليلة بعد ليلة حتى يعرف آخر الحكايةيؤجل قتلها ليعرف نهاية الحكاية،ح تى ك انت
الليلة الواحدة بعد األلف التي قرر فيها شهريار أن ال يقتلها فأنقذت نفسها ،وبقية النساء.
تبدأ الحكاي ات بالزم ة لفظي ة ":بلغ ني أيه ا المل ك الس عيد" .وتنتهي بالزم ة" ف أدرك
شهرزاد الصباح وسكتت عن الكالم المباح".
الحكاية
حدثت الحكاية المقصودة في العصر األموي .وأبطاله ا ،خال د القس ري أم ير البص رة،
وشاب س ارق .وتق ول الحكاي ة إن قوم ا حض روا إلى ال والي متعلقين بش اب ذي جم ال ظ اهر
وأدب وافر ،أي أن شكله اليوحي بكونه سارقا ،ب ل إن ص فاته الش كلية والس لوكية ،وم ا يط ل
منه من سكينة ووقار وهيبة يوحي بأنه من أهل العلم والخلق.وهذا عنصر التشويق األول.
فقال لهم األمير خلّو عنه:أي اتركوه .وسأله األمير:أما كان لك في جمال شكلك ومظهرك زاجر
يردعك .أي يوقفك ويمنعك عن هذا الفعل المشين.
فقال الشاب :إن األمر على ماذكره القوم .وظ ّل مصرا على أنه لص دخل دار القوم ليس رق من
عندهم .وهذا عنصر تشويق آخر ،فاللص عادة ينكر السرقة ،وهذا يصر عليها.
وحين ُز ّج به في السجن هدأ وتنفس الصعداء .أي ارتاح بعد تعب.
وهذا غريب أيضا ،ثم بدأ ينشد أبياتا من الشعر يقول فيها:
هددني خالد بقطع يدي إن لم أبح له بقصتها
قطع يدي بالذي اعترفت به أهون للقلب من فضيحتها.
فواضح أن هناك سر يتعلق بامرأة يفضل أن تقطع يده ح دا الرتك اب الس رقة ِع وض أن يب وح
بحكايتها معه.
فذهب الموكلون به إلى خالد ،وأخبروه باألمر.
والموكلون :هم الحرس.
فاستدعاه خالد وطلب إليه أن يعترف بحقيقة األمر فرفض ،وظل مصرا على أنه سارق.
فقال له األمير:قل غدا للقاضي ما يدرأ عنك ح ّد القطع .أي قل أي شيء يبع د عن ك تط بيق ح د
السرقة ،من باب "ادرؤوا الحدود بالشبهات" أي أبعدوا التنفيذ ألي شبهة.
والشبهات :اختالط الحق بالباطل ،فيفسر الشك لصالح المتهم.
ومما يحكى أن خالد بن عبد هللا القسري كان أمير البصرة فجاء إليه جماعة متعلقون بشاب
ذي جمال باهر ،وأدب ظاهر ،وعقل وافر ،وهو حسن الصورة طيب الرائحة وعليه سكينة ووقار.
فقدموه إلى خالد فسألهم عن قصته فقالوا :هذا لص أصبناه البارحة في منزلنا .فنظر إليه خالد
فأعجبه حسن هيئته ونظافته .فقال :خلوا عنه .ثم دنا منه وسأله عن قصته .فقال :القوم صادقون
فيما قالوه واألمر على ما ذكروا .فقال له خالد :ما حملك على ذلك وأنت في هيئة جميلة وصورة
حسنة؟ قال :حملني على ذلك الطمع في الدنيا وقضاء هللا سبحانه وتعالى .فقال له خالد :ثكلتك أمك،
ع عنك أما كان لك في جمال وجهك وكمال عقلك ،وحسن أدبك زاجر يزجرك عن السرقة؟ قال :د ْ
ض إلى ما أمر هللا تعالى به ،فذلك ما كسبت يداي .وما هللا بظالم العبيد .فسكت
هذا أيها األمير وام ِ
خالد ساعة يفكر في أمر الفتى .ثم أدناه منه وقال له :إن اعترافك على رؤوس األشهاد قد رابني
وانا ما اظنك سارقاً ،ولعل لك قصةً غير السرقة فأخبرني بها؟ قال :أيها األمير ال يق ْع في نفسك
شيء سوى ما اعترفت به عندك ،وليس لي قصة أشرحها إال أني دخلت دار هؤال ِء فسرقت ما
أمكنني فأدركوني وأخذوه مني وحملوني إليك .فأمر خالد بحبسه وأمر مناديا ينادي بالبصرة :إلى
من أحب أن ينظر إلى عقوبة اللص وقطع يده فليحضر من الغداة إلى المحل الفالني فلما استقر
:الفتى في الحبس ووضعوا في رجليه الحديد تنفس الص َعدَاء ،وأفاض العبَرات وأنشد هذه األبيات
هددني خالد بقـطـع يدي إذا لم أبح عنده بقصتهـا
فقلت هيهات أن أبوح بما تضمن القلب من محبتها
قطع يدي بالذي اعترفت به أهون للقلب من فضيحتها
فسمع ذلك الموكلون به ،فأتوا خالداً وأخبروه بما حصل منه .فلما جنّ الليل أمر
بإحضاره عنده ،فلما حضر استنطقه فرآه عاقالً أديبا ً فطنا ً لبيبا ً فأمر بطعام فأكل،
وتحدث معه ساعة كاملة ،ثم قال له خالد :قد علمت أن لك قصة غير السرقة فإذا
كان الصباح ،وحضر الناس ،وحضر القاضي ،وسألك عن السرقة فأنكرها واذكر
ما يدرأُ عنك حد القطع ،فقد قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :ادرؤوا الحدود
بالشبهات .ثم أمر به إلى السجن.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكالم المباح.
وفي الليلة الثامنة والثالثين بعد الثالثمئة قالت :بلغني أيها الملك السعيد
أن خالداً بعد أن تحدث مع الشاب أمر به إلى السجن فمكث فيه ليلته ،فلما
أصبح الصباح حضر الناس ينظرون قطع يد الشاب ،و لم يبق أحد في
البصرة من رجل وامرأة إال وقد حضر ليرى عقوبة ذلك الفتى ،وركب خالد
ومعه وجوه اهل البصرة وغيرهم ثم استدعى بالقضاة ،وأمر بإحضار
الفتى فأقبل يحجل( في الرجلين) في قيوده ،و لم يره أحد من الناس إال
وبكى عليه.
وارتفعت أصوات النساء بالنحيب النواح فأمر القاضي بتسكيت النساء،
ثم قال له :إن هؤالء القوم يزعمون أنك دخلت دارهم وسرقت مالهم فلعلك
سرقت دون النصاب؟ قال :بل سرقت نصابا ً كامالً ،قال :لعلك شريك القوم
في شيء منه؟ قال :بل هو جميعه لهم وال حق لي فيه ،فغضب خالد وقام
إليه بنفسه وضربه على وجهه بالسوط ،وقال متمثالً بهذا البيت:
ويأبى اللـه إال مـا يريد المرء أن يعطى
يريد مناه
ثم دعا بالجزار ليقطع يد الشاب وأخرج السكين ومد يد الشاب ووضع
عليها السكين ،فبادرت جارية من وسط النساء عليها أطمار وسخة،
فصرخت ورمت نفسها عليه ثم أسفرت عن وج ٍه كأنه القمر ،وارتفع في
الناس ضجة عظيمة ،وكاد أن يقع بسبب ذلك فتنة طائرة الشرر ،ثم نادت
تلك الجارية بأعلى صوتها :ناشدتك هللا أيها األمير ال تعج ْل بالقطع حتى
تقرأ هذه الرقعة ،ثم دفعت إليه رقعة ففتحها خالد وقرأها فإذا مكتوب فيها
هذه األبيات:
أخال ُد هـذا مـسـتـهـام رمته لحاظي عن قس ّي
الحمالق مـتـيم
فأصماه سيف اللحظ حليف جوى من دائه غير
فـائق مـنـي ألنـه
أقر بمـا لـم يقـتـرفـه رأى ذاك خيراً من هتيكة
عاشـق كـأنـه
كريم السجايا في الورى الصب
ّ فمهالً عن
غير سارق الكـئيب فـإنـه
فلما قرأ خالد هذه األبيات تنحى وانفرد عن الناس وأحضر المرأة ثم سألها
عن القصة فأخبرته بأن هذا الفتى عاشق لها وهي عاشقة له ،وإنما أراد
زيارتها فتوجه إلى دار أهلها ورمى حجراً في الدار ،ليعلمها بمجيئه،
فسمع أبوها وأخوها صوت الحجر فصعدوا إليه فلما أحس بهم جمع قماش
البيت كله وأراهم أنه سارق ستراً على معشوقته ،فلما رأوه على هذه
الحال أخذوه وقالوا :هذا سارق وأتوا به إليك فاعترف بالسرقة وأصر
على ذلك حتى ال يفضحني وقد ارتكب هذه األمور من رمي نفسه بالسرقة
لفرط مروءته وكرم نفسه .فقال خالد :إنه لخليق أن يسعف بمراده ،ثم
استدعى الفتى إليه وقبله بين عينيه وامر بإحضار أبي الجارية وقال له :يا
شيخ إنا كنا عزمنا على إنفاذ الحكم في هذا الفتى بالقطع ولكن هللا عز
وجل قد حفظه من ذلك ،وقد أمرت له بعشرة آالف درهم لبذله يده حفظا ً
ِلعرضك وعرض ابنتك وصيانتكما من العار ،وقد أمرت البنتك بعشرة آالف
درهم حيث أخبرتني بحقيقة األمر ،وأنا أسألك أن تأذن لي في تزويجها
منه ،فقال الشيخ :أيها األمير قد أذنت لك في ذلك ،فح ِمد هللا خال ٌد وأثنى
عليه وخطب ُخطبة حسنة.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكالم المباح.
تمهيد:
حكايات ألف ليلة وليل ة حكاي ات فارس ية األص ل تحكي أل ف خراف ة ،أعجبت الش عوب
المختلفة بها ،فتسللت أجواؤها إلى اآلداب العالمية ،والرسم ،والمسرح ،والسينما والموسيقى.
وقد ظهرت في القرن الثالث الهجري ،وأضاف إليها الع رب حكاي ات على نفس المن وال
في القرن العاشر الهجري .وبعضها كانت أحداثه حقيقية مثل هذه الحكاية ،وبعض ها مس تقى من
الخي ال ،وق د تربين ا على كث ير منه ا ،وتح ول بعض ها إلى أفالم كرتوني ة مث ل :عالء ال دين
والمصباح السحري ،والشاطر حسن ،والسندباد ،ومعروف االسكافي.
تقوم فكرة الحكايات على قصة محوري ة ت دور فيه ا الحكاي ات األخ رى ،وهي أن المل ك
شهريار تع ّرض للخيانة من زوجته ،فصار كارها للنساء ،وأقسم ان يتزوج في كل ليلة امرأة ،ثم
يقتلها فجرا .وحين أراد الزواج باالميرة شهرزاد ابنة وزيره ،وقد ك انت جميل ة ومثقف ة ،وتمل ك
طريقة مشوقة ب القصّ ،ج زع وال دها ،إال أنه ا وافقت بش رط قص دت ب ه إلى نجاته ا ،وه و أن
تحكي له حكاية قبل أن يقتلها ،فوافق.
اعتم دت على براعته ا في قص الحكاي ات لتنق ذ نفس ها ،فب دأت ليلته ا عن ده بقص ة
مشوقة،ولم تتمها ،بل تترك في نهايتها ،قبل الفجر ،محورا تبدأ به قص ة جدي دة ،وأخ ذ ش هريار
يؤجل قتلها ليلة بعد ليلة حتى يعرف آخر الحكايةيؤجل قتلها ليع رف نهاي ة الحكاي ة،ح تى ك انت
الليلة الواحدة بعد األلف التي قرر فيها شهريار أن ال يقتلها فأنقذت نفسها ،وبقية النساء.
تبدأ الحكايات بالزمة لفظية ":بلغني أيها الملك السعيد" .وتنتهي بالزمة" فأدرك شهرزاد
الصباح وسكتت عن الكالم المباح".
الحكاية
حدثت الحكاية المقصودة في العصر األم وي .وأبطاله ا ،خال د القس ري أم ير البص رة،
وشاب سارق .وتقول الحكاية إن قوما حضروا إلى الوالي متعلقين بشاب ذي جمال ظ اهر وأدب
وافر ،أي أن شكله اليوحي بكونه سارقا ،بل إن ص فاته الش كلية والس لوكية ،وم ا يط ل من ه من
سكينة ووقار وهيبة يوحي بأنه من أهل العلم والخلق.وهذا عنصر التشويق األول.
فقال لهم األمير خلّو عنه:أي اتركوه .وسأله األمير:أما كان لك في جمال شكلك ومظهرك زاج ر
يردعك .أي يوقفك ويمنعك عن هذا الفعل المشين.
فقال الشاب :إن األمر على ماذكره القوم .وظ ّل مصرا على أنه لص دخل دار الق وم ليس رق من
عندهم .وهذا عنصر تشويق آخر ،فاللص عادة ينكر السرقة ،وهذا يصر عليها.
وحين ُز ّج به في السجن هدأ وتنفس الصعداء .أي ارتاح بعد تعب.
وهذا غريب أيضا ،ثم بدأ ينشد أبياتا من الشعر يقول فيها:
هددني خالد بقطع يدي إن لم أبح له بقصتها
قطع يدي بالذي اعترفت به أهون للقلب من فضيحتها.
فواضح أن هناك سر يتعلق بامرأة يفضل أن تقطع ي ده ح دا الرتك اب الس رقة ِع وض أن يب وح
بحكايتها معه.
فذهب الموكلون به إلى خالد ،وأخبروه باألمر.
والموكلون :هم الحرس.
فاستدعاه خالد وطلب إليه أن يعترف بحقيقة األمر فرفض ،وظل مصرا على أنه سارق.
فقال له األمير:قل غدا للقاضي ما يدرأ عنك ح ّد القطع .أي ق ل أي ش يء يبع د عن ك تط بيق ح د
السرقة ،من باب "ادرؤوا الحدود بالشبهات" أي أبعدوا التنفيذ ألي شبهة.
والشبهات :اختالط الحق بالباطل ،فيفسر الشك لصالح المتهم.
عناصر القصة:
-7الشخصيات الرئيسة والثانوية.
-8الزمان.
-9المكان.
-10العقدة.
-11الحوار.
-12السرد