You are on page 1of 176

‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬

‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪1‬‬

‫كلية الحقوق‬

‫جامعة حلوان‬

‫الوجزي يف‬
‫القانون ادلس توري املرصي‬
‫يف ظل دس تور ‪2014‬‬

‫دكتور‬
‫حمدى أبوالنور السيد‬
‫أستاذ ورئيس قسم القانون العام‬
‫كلية الحقوق جامعة حلوان‬

‫دار النهضة العربية‬


‫‪ 32‬شارع عبدالخالق ثروت ‪ -‬القاهرة‬
‫‪2202‬‬
Sarah Abdullah Mohammed Sanad
Shahabuddin_30305280101842_88820259552

2
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪3‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫اء َوَتْن ِز ُ‬
‫ع‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َّ‬
‫ُقل الل ُه َّم َمال َك اْل ُمْلك ُت ْؤتي اْل ُمْل َك َم ْن َت َش ُ‬
‫اء ِبَي ِد َك‬ ‫ِ‬
‫اء َوُتذ ُّل َم ْن َت َش ُ‬
‫ِ‬
‫اء َوُتعُّز َم ْن َت َش ُ‬
‫ِ‬
‫اْل ُمْل َك م َّم ْن َت َش ُ‬
‫اْل َخْيُر ِإَّن َك َعَلى ُك ِل َشي ٍء َق ِدير‬
‫ْ‬

‫صدق هللا العظيم‬

‫سورة آل عمران – اآلية ‪26‬‬


Sarah Abdullah Mohammed Sanad
Shahabuddin_30305280101842_88820259552

4
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪5‬‬

‫مقدمة‬

‫لما كان اإلنسان كائنا اجتماعيا بطبعه‪ ،‬ال يمكنه أن يعيش بمفرده‪،‬‬
‫وإنما ضمن جماعة من الناس‪ ،‬فقد يؤدي ذلك إلى حدوث تعارض بين‬
‫مصلحته كفرد ومصلحة اآلخرين‪ ،‬ولذلك كان من الواجب وضع تنظيم‬
‫للعالقات بين الفرد والمجتمع‪ ،‬وذلك عن طريق وضع مجموعة من‬
‫القواعد القانونية التي تنظم الحياة بين الناس داخل المجتمع‪ ،‬ومن هنا‬
‫ظهر ما يسمى بالقانون‪.‬‬

‫فالقانون ظاهرة اجتماعية ضرورية لحفظ كيان الجماعة البشرية‪،‬‬


‫واستقرارها‪ ،‬وأمنها‪ ،‬فمادام أن العيش في جماعة أمر ضروري فإن وجود‬
‫القانون هو أيضاً ضروري‪ ،‬وإال عمت الفوضى بين الناس‪.‬‬

‫وعليه وعبر امتداد التاريخ نشأت قواعد قانونية تضبط أعمال السلطة‬
‫الحاكمة‪ ،‬فتجعلها منتظمة في إطار القانون‪ ،‬ويطلق عليها الدستور‪.‬‬

‫فالدستور هو أساس الحياة القانونية ألي دولة‪ ،‬فال توجد دولة حديثة‬
‫بال دستور ينظم مسائل الحكم‪ ،‬فيها‪ ،‬ويؤصل قواعده‪ ،‬ويحدد سلطاته‪،‬‬
‫وما بينها من عالقات‪ ،‬وما يقع على عاتقهم من أعباء ومهام‪.‬‬

‫كما يحدد ذلك الدستور الحقوق والحريات التي يتمتع بها األفراد‪،‬‬
‫وتتعهدها التشريعات بالتنظيم‪ ،‬وتتكفل الحكومة بتحقيقها‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪6‬‬

‫ويمكن القول بأن فكرة الدستور لم تظهر متأخرة عن نظام الدولة‪،‬‬


‫وإنما كانت معاصرة لقيام أي مجتمع سياسي منظم‪ ،‬باعتبار أن‬
‫الصراعات السياسية على السلطة كانت قائمة منذ العصور القديمة‪ ،‬وهو‬
‫ما دفع إلى وجوب االستمرار في البحث من أجل إيجاد وسائل وأدوات‬
‫مالئمة لتنظيم أعمال السلطة في المجتمع‪ ،‬من أجل التحكم في األوضاع‬
‫القائمة‪ ،‬وعدم السماح بقيام حكم الطغيان واالستبداد‪ .‬وعليه وعبر امتداد‬
‫التاريخ نشأت قواعد قانونية تضبط أعمال السلطة‪ ،‬فتجعلها منتظمة في‬
‫إطار القانون‪.‬‬

‫ومن المعلوم أن النظام السياسي لدولة ليس معناه نظام الحكم فيها‬
‫طبقاً للدستور فحسب‪ ،‬ولكنه أصبح يعنى كذلك التركيب االجتماعي‬
‫واالقتصادي لهذه الدولة‪ ،‬أى أن النظام السياسي فيها أصبح يعنى نظام‬
‫الحكم فيها منظو اًر إليه ليس فقط فى شكله الدستورى‪ ،‬بل باعتبار هذا‬
‫الشكل الدستورى إطا اًر قانونياً خارجياً لتركيب اجتماعي واقتصادي‪،‬‬
‫تفرضه فلسفات وأهداف جماعية معينة‪.‬‬

‫ونتناول في هذا الكتاب دراسة موجزة للقانون الدستوري‪ ،‬فنوضح في‬


‫باب أول مجموعة من المبادئ العامة له‪ ،‬حيث نقوم بتحديد المقصود‬
‫به‪ ،‬ونبين مصادره‪ ،‬والعالقة بينه وبين وغيره من القوانين‪ ،‬كما نبين أنواع‬
‫الدساتير‪ ،‬وطرق وضعها‪ ،‬ونتناول مبدأ سمو الدستور‪ ،‬وما يترتب عليه‬
‫من إنشاء الرقابة على دستورية القوانين‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪7‬‬

‫ونتناول في الباب الثاني النظام الدستوري في مصر‪ ،‬والسلطات‬


‫العامة الحاكمة‪ ،‬في ظل الدستور الحالي وتعديالته التي صدرت مؤخ اًر‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إطاللة على تنظيم الرقابة على دستورية القوانين واللوائح‬
‫في مصر‪.‬‬

‫خطة الدراسة‪:‬‬

‫تنقسم الدراسة إلى قسمين رئيسيين‪ ،‬األول يتناول المبادئ العامة‬


‫للقانون الدستوري‪ ،‬والثاني يتناول النظام الدستوري في مصر‪ ،‬في ظل‬
‫الدستور الحالي وتعديالته التي صدرت مؤخ اًر‪.‬‬

‫وعلى ذلك تكون الدراسة كما يلي‪:‬‬

‫الباب األول‪ :‬المبادئ العامة للقانون الدستوري‬

‫الباب الثاني‪ :‬النظام الدستوري المصري‬


Sarah Abdullah Mohammed Sanad
Shahabuddin_30305280101842_88820259552

8
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪9‬‬

‫الباب األول‬
‫المبادئ العامة للقانون الدستوري‬
‫هناك مجموعة من المبادئ والقواعد العامة التي تحكم القانون‬
‫الدستوري‪ ،‬في مختلف دول العالم‪.‬‬

‫ونتناول في هذا الباب أهم تلك المبادئ‪ ،‬فنبين المقصود بهذا‬


‫القانون‪ ،‬ونحدد مصادره‪ ،‬والعالقة بينه وبين وغيره من القوانين‪ ،‬كما نبين‬
‫أنواع الدساتير‪ ،‬وطرق وضعها‪ ،‬ونتناول مبدأ سمو الدستور‪ ،‬وما يترتب‬
‫عليه من إنشاء الرقابة على دستورية القوانين‪.‬‬

‫وعلى ذلك نقسم هذا الباب إلى عدة فصول‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬مفهوم القانون الدستوري‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مصادر القانون الدستوري وعالقته بغيره من القوانين‬

‫الفصل الثالث‪ :‬أنواع الدساتير‬

‫الفصل الرابع‪ :‬طرق وضع الدساتير‬

‫الفصل الخامس‪ :‬مبدأ سمو الدستور‬

‫الفصل السادس‪ :‬الرقابة على دستورية القوانين‬

‫الفصل السابع‪ :‬تعديل الدستور وإنهاؤه‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪10‬‬

‫الفصل األول‬
‫مفهوم القانون الدستوري‬
‫إذا كان البد لكل مجتمع من قواعد قانونية ينصاع أفراده إليها فمن‬
‫باب أولى أن يكون لكل مجتمع سياسي‪ ،‬أي دولة‪ ،‬قانون أساسي ينظم‬
‫الحياة الدستورية فيها‪.‬‬

‫ومصطلح الدستور من أصل فارسي‪ ،‬ويعني الدفتر آو السجل الذي‬


‫تجمع فيه قوانين الملك وضوابطه‪.‬‬

‫ويعني اصطالح كلمة دستور باللغة اإلنجليزية والفرنسية‬


‫‪ Constitution‬التأسيس أو البناء أو النظام‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهم المعايير في تعريف القانون الدستوري‬

‫وقد اختلف الفقهاء في وضع تعريف جامع مانع للقانون الدستوري‪،‬‬


‫باختالف المعايير التي يعتمد عليها كل منهم في تحديد نطاقه وتعريفه‪.‬‬

‫وتنحصر أهم المعايير في تعريف القانون الدستوري في المعيار‬


‫اللغوي والمعيار التاريخي والمعيار الشكلي والمعيار الموضوعي‪.‬‬

‫‪ -1‬المعيار اللغوي‪:‬‬

‫الدستور كلمة فارسية بمعنى األساس‪ ،‬وهي تعنى القانون األساسي‪.‬‬


‫ويعرف القانون الدستوري‪ ،‬في المفهوم اللغوي للقانون الدستوري‪ ،‬بأنه‬
‫(مجموعة القواعد القانونية التي تنظم أساس الدولة وتحدد تكوينها)‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪11‬‬

‫ومن الواضح أن هذا التعريف يوسع نطاق القانون الدستوري‪ ،‬حيث‬


‫يمده إلى مجاالت ال يدخل فيها‪ ،‬فيدخل فيه مثال تنظيم السلطات‬
‫اإلدارية‪ ،‬وهو من موضوعات القانون االدارى‪ ،‬ويدخل فيه موضوع‬
‫تنظيم السلطة القضائية‪ ،‬وهو موضوع من موضوعات قانون المرافعات‪.‬‬

‫‪ -2‬المعيار التاريخي‪:‬‬
‫منذ أواخر القرن الثامن عشر‪ ،‬وفي عام ‪ ،1797‬بدأت الجامعات‬
‫اإليطالية في تدريس مادة القانون الدستوري‪ ،‬في جامعة فيراري‪ .‬وفي‬
‫فرنسا نشأ القانون الدستورى مع أول وثيقة دستورية حكم على أساسها‬
‫الملك لويس فيليب فى القرن‪ ،‬عام ‪.1834‬‬

‫وقد عرف الفقهاء القانون الدستوري في القرن التاسع عشر بأنه‬


‫(مجموعة القواعد القانونية التي تحدد السلطات العامة وحقوق األفراد في‬
‫ظل نظام نيابي حر)‪ ،‬ومعنى ذلك أنهم يعتبرون أن القانون الدستوري ال‬
‫يوجد إال في ظل النظام النيابي الحر‪.‬‬

‫وقد انتقد هذا التعريف ألنه قصر القانون الدستورى على النظام‬
‫النيابي الديمقراطي فقط‪ ،‬فى حين أن لكل دولة قانونها الدستورى أيا كان‬
‫نظام الحكم فيها‪.‬‬

‫‪ -3‬المعيار الشكلي‪:‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪12‬‬

‫فيقصد بالقانون الدستورى في ظل المعيار الشكلي مجموعة من‬


‫القواعد القانونية التي ال يمكن أن توضع أو تعدل إال بعد إتباع إجراءات‬
‫خاصة تختلف عن إجراءات وضع وتعديل القانون العادي‪.‬‬

‫فالقانون الدستوري حسب المعيار الشكلي هو عبارة عن الدستور‬


‫ذاته‪ ،‬أي الوثيقة الدستورية الصادرة من السلطة المختصة‪ ،‬والتى تتضمن‬
‫مجموعة من النصوص التى تنظم الحكم في الدولة وحقوق وحريات‬
‫األفراد فيها‪.‬‬

‫ويمتاز هذا المعيار بالوضوح‪ ،‬وحيث يقصر تطبيق القانون‬


‫الدستوري على الوثيقة الدستورية‪ ،‬والتي يسهل التعرف عليها‪.‬‬

‫إال أنه وجه لهذا المعيار عدة انتقادات‪ ،‬من أهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬ال يمكن االعتماد على المعيار الشكلي في تعريف القانون‬


‫الدستوري في الدول التي ليس لها دستور مكتوب‪ ،‬والتي تعتمد فقط على‬
‫دستور عرفي غير مكتوب‪ ،‬كإنجلترا‪ ،‬وال توجد بها وثيقة دستورية‪.‬‬

‫‪ .2‬في الدول ذات الدساتير المكتوبة هناك قواعد دستورية غير‬


‫مكتوبة في الوثيقة الدستورية‪ ،‬ومصدرها العرف الدستوري‪ ،‬ورغم ذلك ال‬
‫يعتبرها المعيار الشكلي من القانون الدستوري‪ ،‬ألنها غير مكتوبة في تلك‬
‫الوثيقة‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪13‬‬

‫‪ .3‬أنه عجز عن تقديم تعريف جامع مانع يحدد المدلول الحقيقي‬


‫للقانون الدستوري‪ .‬فهو يحصر القانون الدستورى فى المكتوب فقط فى‬
‫الوثيقة الدستورية المكتوبة‪ ،‬فيهمل العرف الدستورى‪ ،‬كما أن هناك‬
‫موضوعات تعد من صميم القانون الدستوري‪ ،‬وال يتم إدراجها ضمن‬
‫الوثيقة الدستورية‪ ،‬كقواعد إجراء االنتخابات العامة‪ ،‬إذ ال يتضمن‬
‫الدستور عادة إال األسس العامة منها‪ .‬وهناك موضوعات يمكن أن تدرج‬
‫ضمن الوثيقة الدستورية‪ ،‬رغم أنها ليست من موضوعات القانون‬
‫الدستوري‪ ،‬مثل النصوص المتعلقة بالمسائل الجنائية‪ ،‬أو االقتصادية‪ ،‬أو‬
‫اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -4‬المعيار الموضوعي‪:‬‬

‫وفقا لهذا االتجاه يتضمن القانون الدستوري جميع القواعد التي لها‬
‫عالقة بموضوع السلطة‪ ،‬سواء جاءت في الوثيقة الدستورية أو كانت‬
‫قواعد عرفية غير مدونة‪ ،‬أو كانت قواعد تشريعية تصدر من البرلمان‬
‫لتنظيم أحد الموضوعات الدستورية‪ ،‬كقانون االنتخابات مثال‪.‬‬

‫فالقانون الدستوري يشمل وفقا للمعيار الموضوعي كل القواعد‬


‫المنظمة للسلطة‪ ،‬واختصاصاتها‪ ،‬وتوضح أنشطتها‪ ،‬والعالقات التي‬
‫تربط بينها‪.‬‬

‫وعلى ذلك فإن القانون الدستوري هو كل قانون ينظم موضوعا‬


‫دستوريا‪ ،‬مهما كان الشكل القانوني الذي ورد فيه‪ ،‬أى سواء كان وثيقة‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪14‬‬

‫دستورية‪ ،‬أو قانونا عاديا‪ ،‬أو مرسوما‪ ،‬أو غير ذلك‪ ،‬وسواء كان هذا‬
‫القانون مكتوبا أو غير مكتوب‪.‬‬

‫وقد استند أغلب الفقه على هذا المعيار لتعريف القانون الدستوري‪،‬‬
‫فيعرفونه بأنه مجموعة من القواعد القانونية التي بموجبها يتقرر تنظيم‬
‫الحكم ومباشرة السلطة السياسية(‪.)1‬‬

‫ففي ظل المعيار الموضوعي يقصد بالقانون الدستورى مجموعة‬


‫القواعد القانونية التي تنظم مزاولة السلطة السياسية في الدولة‪ ،‬فتنظم‬
‫شكل الدولة الخارجي‪ ،‬والسلطات المختلفة فيها‪ ،‬ووظيفة كل منها‪،‬‬
‫والعالقات فيما بينهما‪ ،‬كما أنها تبين ما يفترض أن تقوم به الحكومة‪،‬‬
‫فضال عن حقوق وواجبات المواطنين‪.‬‬

‫ويتخذ الدستور شكل وثيقة مكتوبة ومحددة‪ ،‬كما أنه قد يتألف من‬
‫مجموعة من األعراف والتقاليد المصحوبة بسلسلة من التشريعات‪ ،‬كما‬
‫يحدث في بريطانيا ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفرق بين القانون الدستوري وبعض المصطلحات‬


‫المشابهة له‬

‫بجانب اصطالح القانون الدستوري هناك مصطلحات أخرى تشبهه‪،‬‬


‫وهي الدستور والنظام الدستوري‪:‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬حسني بوديار ‪ ،‬الوجيز في القانون الدستوري ‪ ،‬دار العلوم ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪.2‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪15‬‬

‫فالقانون الدستوري هو مجموعة من القواعد المكتوبة وغير المكتوبة‪،‬‬


‫والتي تتحدث عن نظام الحكم في الدولة‪ ،‬والسلطات الحاكمة فيها‪،‬‬
‫والعالقات بينها‪ ،‬باإلضافة إلى بيان حقوق وحريات األفراد‪.‬‬

‫أما الدستور فيقصد به تلك الوثيقة الدستورية المكتوبة الخاصة بدولة‬


‫معينة‪ ،‬والتي تصدرها السلطة التأسيسية المختصة‪ ،‬وتنظم فيها كل ما‬
‫يتعلق بالحكم فيها‪ ،‬وحقوق األفراد وحرياتهم العامة‪.‬‬

‫وعلى ذلك فالقانون الدستورى أوسع مدى من الدستور‪ ،‬فهو يشمل‬


‫إلى جانبه العرف الدستورى‪.‬‬

‫أما النظام الدستوري فيقصد به ذلك النظام الحر‪ ،‬أي الحكومة‬


‫الدستورية في الدولة‪.‬‬

‫بينما يعنى القانون الدستورى بتنظيم الحكم فى الدولة سواء كان‬


‫ديمقراطيا أم ال‪ ،‬فكل دولة فيها قانون دستوري‪ ،‬لكن ليس بالضرورة فيها‬
‫نظام دستوري‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الطبيعة اإلل ازمية لقواعد القانون الدستوري‬

‫اختلف الفقه بشأن مدى إلزامية القواعد الدستورية‪ ،‬وانقسم إلى‬


‫اتجاهين األول يعرف باسم المدرسة اإلنجليزية‪ ،‬بزعامة أستن‪ ،‬والثاني‬
‫يعرف باسم المدرسة الفرنسية‪ ،‬بزعامة ديجي ‪.‬‬

‫‪ -1‬المدرسة اإلنجليزية‪:‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪16‬‬

‫تعتمد هذه المدرسة في تحديد مدى طبيعة القواعد القانونية وإلزاميتها‬


‫على مدى توافر عنصر الجزاء‪ ،‬والذي يتمثل في اإلكراه المادي الذي‬
‫تضمن السلطة العامة توقيعه بما تملكه من وسائل مادية‪.‬‬

‫وبالتالي تنكر هذه المدرسة الصفة القانونية عن القانون الدستورى‬


‫لتخلف ركن الجزاء فيه‪ ،‬فهو عندهم مجرد خطاب من سلطة لسلطة‬
‫أخرى‪.‬‬

‫وقد انتقدت هذه المدرسة على أساس أنها‪:‬‬

‫أ‪ -‬تغفل إرادة الشعب فى حماية الدستور وإجبار الحكومة على‬


‫احترامه‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنظر نظرة سطحية للقانون‪ ،‬فتعتبره مجرد أمر ونهى من المشرع‪،‬‬
‫فتهمل مثال دور العرف‪.‬‬

‫‪ -2‬المدرسة الفرنسية‪:‬‬

‫ترى هذه المدرسة بأنه ينبغي االعتداد بالجزاء المعنوي‪ ،‬ألن كل‬
‫قاعدة قانونية أو دستورية تحتوي على جزاء‪ ،‬يتمثل في رد الفعل‬
‫االجتماعي على مخالفة تلك القاعدة‪ ،‬على حد قول زعيم المدرسة‬
‫ديجي‪.‬‬

‫كما أن القانون الدستورى هو عبارة عن قواعد قانونية يتوافر لها‬


‫عنصر الجزاء‪ ،‬ويتمثل هذا الجزاء فى صورتين هما‪:‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪17‬‬

‫الجزاء المنظم ويشمل الجزاء السياسي (عن طريق الرقابة‬ ‫أ‪-‬‬


‫المتبادلة بين السلطات وما ينتج عنها) والجزاء القانونى (عن‬
‫طريق الرقابة على دستورية القوانين)‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجزاء الشعبي‪ :‬ويتمثل فى رد الفعل االجتماعي والناتج عن‬
‫مخالفة الدستور (كما هو الحال عند إلغاء دستور ‪ 1923‬فى‬
‫مصر حيث اضطرت الحكومة إلى إعادته نتيجة الضغط‬
‫الشعبي)‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪18‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫مصادر القانون الدستوري وعالقته‬
‫بغيره من القوانين‬
‫تتعدد مصادر القانون الدستوري‪ ،‬فهناك مصادر رسمية‪ ،‬وهناك‬
‫مصادر تفسيرية‪ .‬كما أن لهذا القانون عالقة ببعض القوانين األخرى‪.‬‬

‫ونتناول كال من هاتين النقطتين في مبحث مستقل‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مصادر القانون الدستوري‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العالقة بين القانون الدستوري وغيره من القوانين‬

‫المبحث األول‬
‫مصادر القانون الدستوري‬

‫تنقسم مصادر القانون الدستوري إلى مصادر رسمية‪ ،‬أو أصلية‪،‬‬


‫ومصادر غير رسمية‪ ،‬أو احتياطية‪.‬‬

‫ونتناول كال منهما في مطلب مستقل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المصادر الرسمية للقانون الدستوري‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر غير الرسمية للقانون الدستوري‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪19‬‬

‫المطلب األول‬
‫المصادر الرسمية للقانون الدستوري‬

‫تتمثل هذه المصادر في التشريع الدستوري والعرف الدستوري‪.‬‬


‫ونتناول كال منها في فرع مستقل‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫التشريع الدستوري‬

‫ويقصد بوضع التشريع (سن القواعد القانونية وإكسابها قوتها‬


‫اإللزامية‪ ،‬عن طريق سلطة مختصة وفقا إلجراءات معينة)(‪.)1‬‬

‫ويعتبر التشريع هو المصدر األول للقواعد الدستورية فى الدول ذات‬


‫الدساتير المكتوبة‪.‬‬

‫ويتمثل التشريع فيما يصدر عن السلطة المختصة من وثيقة‬


‫دستورية‪ ،‬باإلضافة إلى ما يعرف بالقوانين األساسية‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬الوثيقة الدستورية‬

‫ويقصد بها مجموعة من القواعد القانونية التي تصدرها السلطة‬


‫التأسيسية المختصة‪ ،‬وفقا إلجراءات معينة‪ ،‬وتكتسب القوة اإللزامية‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬األمين شريط "الوجيز في القانون الدستوري والمؤسسات السياسية المقارنة "‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،2002 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪20‬‬

‫والدستور المكتوب قد يصدر في وثيقة واحدة أو عدة وثائق‪ ..‬وقد‬


‫تكون مختصرة (كالدستور األمريكي)‪ ،‬وقد تكون مطولة (كالدساتير‬
‫األوربية)‪ ..‬وقد تكون الوثيقة مؤقتة (كدستور مصر عام ‪ ،)1964‬وقد‬
‫تكون دائمة (كالدستور المصري الحالي الصادر عام ‪.)2014‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬القوانين األساسية‬


‫ويقصد بها تلك القواعد التي تصدر من السلطة التشريعية‪ ،‬فى‬
‫مسائل تعد ذات طبيعة دستورية‪ ،‬كالقواعد المتعلقة بنظام الحكم أو‬
‫بالحقوق والحريات الفردية‪ ،‬سواء كان ذلك من تلقاء نفسها‪ ،‬كما هو‬
‫الحال فى قانون األحزاب السياسية فى مصر‪ ،‬أو بناء على تكليف من‬
‫المشرع الدستورى لها بإصدارها‪ ،‬كما هو الحال فى القانون االتحادي‬
‫اإلماراتي ‪ 1‬لسنة ‪ 1972‬بشأن اختصاصات الو ازرات‪ ،‬والذي صدر بناء‬
‫على تكليف من الدستور اإلماراتي الصادر عام ‪ 1971‬للسلطة‬
‫التشريعية في إلمارات بإصداره‪.‬‬

‫** مرتبة القوانين األساسية‪:‬‬

‫لبيان مرتبة القوانين األساسية في الهرم التشريعي ألى دولة‪ ،‬نفرق‬


‫بين الدول ذات الدساتير المرنة والدول ذات الدساتير الجامدة‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪21‬‬

‫‪ -1‬فى الدول ذات الدساتير المرنة تأخذ القوانين األساسية مرتبة‬


‫الدستور‪ ،‬ألن طريقة وضع هذه القوانين هي ذاتها طريقة وضع الدستور‪،‬‬
‫وبالتالي فإنها تأخذ نفس مرتبته في الهرم التشريعي للدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬أما فى الدول ذات الدساتير الجامدة‪ ،‬فهناك ثالث حاالت‪:‬‬

‫أ‪ -‬قد تكون للقوانين األساسية نفس مرتبة الدستور‪ ..‬وذلك إذا نص‬
‫الدستور على أنه عند تعديلها يجب اتباع نفس القواعد الخاصة بتعديل‬
‫الدستور‪ ،‬ومن ذلك مثال القانون األساسي الخاص بتوارث اإلمارة فى‬
‫الدستور الكويتي الصادر عام ‪.1962‬‬

‫ب‪ -‬قد تكون لها مرتبة وسطى بين الوثيقة الدستورية والقوانين‬
‫العادية‪ ،‬وذلك إذا رسم الدستور طريقاً خاصاً لوضع هذه القوانين‬
‫وتعديلها أكثر تعقيداً عن طريقة وضع القانون العادى وتعديله‪ ،‬ومن ذلك‬
‫مثال القوانين األساسية المتعلقة بمجلس الشيوخ فى فرنسا‪ ،‬حيث يجب‬
‫إقرارها من مجلسي البرلمان الفرنسي‪ ،‬وهما الجمعية الوطنية ومجلس‬
‫الشيوخ‪.‬‬

‫ج‪ -‬وقد تكون لها ذات مرتبة القوانين العادية‪ ،‬وذلك إذا لم يتطلب‬
‫الدستور لوضعها أو تعديلها إجراءات تختلف عن وضع أو تعديل‬
‫القوانين العادية‪ ،‬كما هو الحال فى الدستور المصري الحالي‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪22‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫العــرف الدستوري‬

‫يقصد بالعرف عموماً ذلك السلوك أو التصرف الذي يطبق بشكل‬


‫ثابت ومستمر‪ ،‬في مواجهة مشكلة معينة‪ ،‬كلما تكررت تلك المشكلة‪،‬‬
‫باعتباره سلوكا واجبا وملزما‪.‬‬

‫ويعرفه البعض بأنه "اطراد أو تكرار سلوك الناس في مسألة ما‬


‫بطريقة معينة‪ ،‬مع االعتقاد بان هذه السلوك ملزم لهم قانونا(‪)1‬‬

‫أما العرف الدستوري فهو اعتياد السلطات الحاكمة فى الدولة على‬


‫سلوك معين واعتقادها بإلزاميته‪ ،‬فهو قاعدة مطردة يقصد بها تنظيم‬
‫العالقات فيما بين هذه السلطات‪ ،‬أو فيما بينها وبين األفراد‪ ،‬بحيث‬
‫تصبح هذه القاعدة ملزمة‪.‬‬

‫ويقوم العرف على عنصرين‪:‬‬

‫‪ -1‬عنصر مادي‪:‬‬

‫يعنى استقرار السلطات العامة في الدولة على اتباع سلوك معين‪،‬‬


‫في موقف معين‪ ،‬واستمرارها على ذلك فترة من الزمن‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬حبيب ابراهيم الخليلي "النظرية العامة للقانون‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة العاشرة‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.9‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪23‬‬

‫وهذا يعني أن يتجدد ذلك التصرف أكثر من مرة‪ ،‬وأن يكتسب صفة‬
‫العمومية‪ ،‬أي يطبق في الحاالت المشابهة‪ ،‬دون أن يعترض عليه أحد‪،‬‬
‫وأن يكون ذلك التطبيق ثابتا‪ ،‬بمعنى أال ينقطع كلما تحققت حالة‬
‫مشابهة‪ ،‬وأن يستمر ذلك فترة من الزمن‪.‬‬

‫** شروط الركن المادي‪:‬‬

‫أ – التكرار‪ :‬بمعني أن يصدر السلوك من إحدى السلطات العامة‪،‬‬


‫بصفة مستمرة‪ ،‬كلما تعرضت لنفس الموقف‪.‬‬

‫ب – القبول‪ :‬أي أن يلقى ذلك السلوك قبوال لدى باقي السلطات‬


‫العامة األخرى في الدولة‪.‬‬

‫ج – الثبات واالستقرار‪ :‬أي يجب مرور فترة زمنية علي العمل بهذا‬
‫السلوك‪ ،‬حتي يقال بأنه أصبح مستق اًر وثابتاً‪.‬‬

‫ء – مشروعية السلوك‪ :‬ويقصد بذلك أال يكون ذلك السلوك الذي‬


‫درجت عليه إحدى السلطات العامة مخالفا للدستور المكتوب أو القوانين‬
‫األساسية المكملة له‪.‬‬

‫‪ -2‬عنصر معنوي‪:‬‬

‫وهو أن يتولد في ضمير األفراد والهيئات الحاكمة اعتقاد بأن ذلك‬


‫السلوك أو التصرف الذى قامت به إحدى السلطات العامة في الدولة‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪24‬‬

‫أصبح ملزماً‪ ،‬وأنه يترتب على مخالفته توقيع جزاء قانوني على من‬
‫يخالفه‪.‬‬

‫** أنواع العرف الدستوري‪:‬‬


‫يميز الفقه الدستوري بين ثالثة أنواع من األعراف‬

‫أوال‪ :‬العرف المفسر‬

‫يظهر هذا النوع من العرف في حالة وجود غموض وعدم وضوح‬


‫في الوثيقة الدستورية‪ ،‬وعليه فهو ال ينشئ قواعد دستورية جديدة‪ ،‬وإنما‬
‫يبين التطبيق السليم أو المعنى الحقيقي للنص المكتوب‪.‬‬

‫من ذلك مثال ما نصت عليه المادة الثالثة من دستور فرنسا لعام‬
‫‪ ، 1875‬حيث أشارت إلى أن "رئيس الجمهورية يكفل تنفيذ القوانين"‪ ،‬إال‬
‫أن هذا النص لم يحدد الوسيلة التي يستطيع بها رئيس الجمهورية كفالة‬
‫تنفيذ القوانين‪ ،‬فثار التساؤل عما إذا كان هذا النص الذي جاء بهذه‬
‫الصيغة المبهمة يسمح لرئيس الجمهورية باصدار لوائح تنفيذية لكفالة‬
‫تنفيذ القوانين‪ ،‬وهنا نشأ عرف مفسر يسمح لرئيس الجمهورية باصدار‬
‫هذه اللوائح فهذا العرف هو تفسير لنص مكتوب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬العرف المكمل‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪25‬‬

‫ينشأ هذا العرف ليكمل الموضوعات التي لم تنظم في الوثيقة‬


‫الدستورية‪ ،‬أي تظهر نصوص عرفية جديدة إلى جانب الوثيقة المكتوبة‬
‫الستكمال نقص معين غفل عن تنظيمه واضع الدستور‪.‬‬

‫ومن أمثلة العرف المكمل في ظل دستور ‪ 1875‬الفرنسي تقليص‬


‫سلطات رئيس الجمهورية‪ ،‬نتيجة أزمة ‪ 16‬مايو ‪ 1877‬التي أدت الى‬
‫تكريس النظام البرلماني‪ ،‬ورضوخ الرئيس إلرادة البرلمان‪ ،‬وإهماله لحقه‬
‫في حل البرلمان‪.‬‬

‫وفي لبنان لم ينص الدستور اللبناني على توزيع المراكز السياسية‬


‫طائفياً‪ ،‬لكن هذا التوزيع نتج بفعل العرف الذي أعطى رئاسة الجمهورية‬
‫لطائفة الموارنة‪ ،‬ورئاسة الحكومة لطائفة السنة‪ ،‬ورئاسة المجلس النيابي‬
‫للشيعة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العرف المعدل‬

‫ويقصد به ذلك العرف الذي ينصرف أثره إلى تعديل حكم ورد في‬
‫الدستور‪ ،‬سواء باستحداث قاعدة دستورية جديدة أو بحذف بعض‬
‫أحكامها‪ ،‬فتسمى الحالة األولى التعديل باإلضافة‪ ،‬والمثال على ذلك ما‬
‫صدر في فرنسا عام ‪ 1815‬من قانون يقضي بعدم جواز أن تعقد‬
‫الحكومة عقد قرض عمومي إال بعد الحصول على إذن من البرلمان‪،‬‬
‫وقضى بذلك الدستور أيضا‪ ،‬غير أن الدساتير الالحقة لم تنص على‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪26‬‬

‫ذلك‪ ،‬فاعتبر الفقه أن هناك عرفا دستوريا يقضي بضرورة الحصول على‬
‫موافقة البرلمان قبل عقد القرض العام‪ ،‬فهذا عرف منشئ باإلضافة‪.‬‬

‫أما الحالة الثانية فتسمى بالعرف المعدل بالحذف‪ ،‬وتعنى أن‬


‫السلطات العامة لم تطبق نصاً دستوريا لفترة طويلة من الزمن‪ ،‬فينشأ‬
‫عرف يعتبر هذا النص الدستوري محذوفا‪ ،‬وبالتالي ال يجوز تطبيقه بعد‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫والعرف المعدل بصورتيه غير معترف به عند الغالبية العظمى من‬


‫الفقهاء‪ ،‬ألنه ال يجوز للعرف الذي هو في مرتبة تالية للدستور المكتوب‬
‫أن يعدله بأي صورة‪ ،‬وإال كان عرفا باطالً‪.‬‬

‫** مزايا العرف‪:‬‬

‫يتميز العرف عموما بعدة مزايا يتمثل أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬يراعي العرف العادات والتقاليد االجتماعية‪ ،‬ولهذا يكون أقرب‬


‫لحاجات المجتمع‪.‬‬

‫‪ .2‬القواعد العرفية مرنة تتطور بحسب تطور المجتمع‪ ،‬فالناس‬


‫يشعرون بالزامية القاعدة العرفية‪ ،‬ألنها تلبي حاجاتهم‪ ،‬فاذا شعروا‬
‫بقصورها تحولوا عنها‪ ،‬واتبعوا قاعدة عرفية أخرى‪.‬‬

‫‪ .3‬ينشأ العرف وينمو في البيئة االجتماعية كتعبير مباشر عن أنماط‬


‫من سلوكيات األفراد‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪27‬‬

‫** عيوب العرف‪:‬‬

‫‪ .1‬العرف أداة بطيئة إلنشاء القاعدة القانونية‪ ،‬فهو ال يالئم سرعة‬


‫تطور المجتمعات الحديثة‪ ،‬لحاجته إلى تكرار الفعل المكون له‬
‫خالل فترة زمنية طويلة‪.‬‬

‫‪ .2‬اختالف الحكم العرفي بحسب الزمان والمكان ‪ ،‬وبالتالى ال يحقق‬


‫العدالة بين أفراد المجتمع‪.‬‬

‫‪ .3‬ال يحقق العرف االستقرار في المعامالت بين األفراد‪ ،‬ألنه غير‬


‫مقنن‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫المصادر غير الرسمية للقانون الدستوري‬

‫يقصد بالمصادر غير الرسمية للقانون الدستوري تلك المصادر‬


‫االحتياطية التي ال يلتزم القاضي باألخذ بما جاء فيها‪ ،‬فهو يسترشد بها‬
‫فقط‪ ،‬دون أن تلزمه بشيء‪.‬‬

‫وتتمثل هذه المصادر في أحكام القضاء الدستوري‪ ،‬والفقه الدستوري‪،‬‬


‫والمبادئ التي يقررها الدين‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أحكام القضاء الدستوري‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪28‬‬

‫ويقصد بتلك األحكام تلك التي تصدرها المحاكم بخصوص قضية‬


‫معينة‪ ،‬فتضع فيها مبدأ عاماً‪ ،‬أو تستحدث قاعدة عامة‪ ،‬بما ال يخالف‬
‫الدستور والقانون‪ ،‬فتصبح نموذجا يؤخذ به في كل القضايا المشابهة‪،‬‬
‫ويحترم بصفة دائمة‪.‬‬

‫وأحكام القضاء كمصدر من مصادر القانون الدستوري لها أهميتها‪،‬‬


‫في البلدان التي تطبق الرقابة الدستورية القضائية‪ ،‬مثل الواليات المتحدة‬
‫ومصر‪ ،‬أما في الدول التي تطبق نظام الرقابة الدستورية السياسية‪ ،‬عن‬
‫طريق ما يسمى بالمجلس الدستوري‪ ،‬مثل فرنسا‪ ،‬فإن الق اررات التي‬
‫يصدرها ذلك المجلس تؤدي هذا الدور‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفقه الدستوري‬

‫يقصد بالفقه الدستوري آراء رجال القانون المتخصصين في القانون‬


‫الدستوري‪ ،‬والذين يقدمون من خالل بحوثهم ومؤلفاتهم تفسيرات لبعض‬
‫النصوص الدستورية‪ ،‬كما يقدمون وجهة نظرهم إزاء تشريع معين أو حكم‬
‫من أحكام القضاء‪.‬‬

‫وينقسم الفقه إلى نوعين‪:‬‬

‫‪ -1‬فقه موجه‪:‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪29‬‬

‫وهو فقه ال يقتصر على تقديم شروح لموضوعات القانون الدستوري‬


‫فقط‪ ،‬بل له الفضل فى تنبيه األذهان إلى بعض المشاكل القانونية‬
‫والدستورية‪ ،‬ويقترح طرقاً لمعالجتها‪.‬‬

‫وهذا النوع من الفقه هو الذي يمكن االعتماد عليه كمصدر غير‬


‫رسمي للقانون الدستوري‪ ،‬ألنه يأتي بأفكار واقتراحات ووجهات نظر‬
‫يمكن االعتماد عليها عند البحث عن حل لمشكلة دستورية معينة‪.‬‬

‫‪ -2‬فقه تحليلي ‪:‬‬

‫ويشمل هذا الفقه كل ما يقدمه أساتذة القانون الدستوري من شروح‬


‫للنصوص الدستورية‪ ،‬دون اإلضافة إليها‪ ،‬أو التعليق عليها‪.‬‬

‫ومثل هذا الفقه ال يفيد كثي اًر إال المبتدئين في دراسة القانون‬
‫الدستوري‪ ،‬والراغبين في الوقوف على أحكامه المختلفة‪.‬‬

‫ويمكن للفقه عموما أن يكون مصد ار مهما في بعض الدول ذات‬


‫الدساتير ذات الدساتير العرفية‪ ،‬مثل بريطانيا‪ ،‬لكن أهميته ثانوية في‬
‫معظم البلدان‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المبادئ التي يقررها الدين‬

‫إن األديان التي تهتم بالمعامالت‪ ،‬مثل اإلسالم‪ ،‬توجد فيها قواعد‬
‫دستورية‪ ،‬ففي اإلسالم نجد أن الشريعة اإلسالمية كانت مصد ار لكافة‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪30‬‬

‫القوانين‪ ،‬أما حاليا فهي تشكل مصد ار لقوانين األحوال الشخصية‪ ،‬وبعض‬
‫الموضوعات في القانون المدني مثل األوقاف‪.‬‬

‫ويالحظ أن بعض الدول تنص في دساتيرها على بعض القواعد‬


‫المتعلقة بالسلطة‪ ،‬مثل المملكة العربية السعودية وإيران وباكستان‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن الشريعة اإلسالمية توجد بها مبادئ دستورية‬


‫هامة‪ ،‬كمبدأ الشورى ومبدأ البيعة‪ ،‬ومبدأ العدالة والمساواة‪ ،‬وكفالة الحقوق‬
‫والحريات العامة‪ ،‬وهي مبادئ تقوم على أغلبها الدساتير الحديثة‪،‬‬
‫وخاصة في الدول اإلسالمية‪ ،‬والتي تقرر في صلب دساتيرها أن مبادئ‬
‫الشريعة اإلسالمية هى المصدر الرئيسي للتشريع‪.‬‬

‫فالدستور المصري الحالي‪ ،‬الصادر عام ‪ ،2014‬كالدساتير‬


‫المصرية السابقة‪ ،‬ينص في المادة ‪ 2‬منه على أن (اإلسالم دين الدولة‪،‬‬
‫واللغة العربية لغتها الرسمية‪ ،‬ومبادئ الشريعة اإلسالمية المصدر‬
‫الرئيسى للتشريع)‪.‬‬

‫وقد زاد الدستور الحالي عن سابقيه بتقريره في المادة ‪ 3‬أن (مبادئ‬


‫شرائع المصريين من المسيحيين و اليهود المصدر الرئيسى للتشريعات‬
‫المنظمة ألحوالهم الشخصية‪ ،‬وشئونهم الدينية‪ ،‬واختيار قياداتهم‬
‫ِّ‬
‫الروحية)‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪31‬‬

‫وهذا يوضح بجالء مدى قوة المبادئ التي جاء بها الدين‪ ،‬ومدى‬
‫تأثيرها على ما يصدر من قوانين ولوائح‪ ،‬حيث يتعين أال يكون أي منها‬
‫مخالفاً لتلك المبادئ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫العالقة بين القانون الدستوري‬

‫وغيره من القوانين‬
‫نتناول في هذا الشأن بعض القوانين ذات الصلة المباشرة مع القانون‬
‫الدستوري‪ ،‬لنميز بينها وبينه‪ ،‬من حيث مضمون كل منها‪ ،‬وما تنطبق‬
‫عليه‪.‬‬

‫ومن هذه القوانين القانون اإلداري والقانون الجنائي والقانون الدولي‬


‫العام‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬عالقة القانون الدستوري بالقانون اإلداري‬

‫يقصد بالقانون اإلداري مجموعة القواعد القانونية التي تنظم الهيئات‬


‫اإلدارية في الدولة‪ ،‬من حيث تنظيمها‪ ،‬وما تقوم به من أنشطة‪ ،‬ووسائلها‬
‫في تحقيق ذلك‪ ،‬من عنصر بشري وأموال عامة(‪.)1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬رمزي الشاعر "القانون الدستوري‪ ،‬النظرية العامة والنظام الدستوري‬ ‫‪1‬‬

‫المصري"‪ ،‬مطبعة جامعة عين شمس‪ ،‬جامعة عين شمس‪ ،1997 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪32‬‬

‫والعالقة بين القانون الدستوري والقانون اإلداري عالقة وثيقة جداً‪،‬‬


‫لدرجة أن البعض من الفقه الفرنسي ينكر التفرقة بينهما‪ ،‬ألنها ال تقوم‬
‫على أساس علمي‪ ،‬ولذلك يدرسان معاً تحت مسمى مشترك هو "القانون‬
‫العام"‪.‬‬

‫لكن رغم هذه العالقة فإن من المتفق عليه أن لكل قانون مجاله‬
‫الخاص‪ ،‬فالقانون الدستوري يتناول السلطتين التشريعية والتنفيذية‪ ،‬من‬
‫حيث تكوينهما‪ ،‬واختصاصاتهما‪ ،‬والعالقة بينهما‪ ،‬والنشاط السياسي‬
‫للدولة‪ ،‬ويقرر المبادئ العامة األساسية للقانون العام في الدولة‪ ،‬ثم يأتي‬
‫القانون اإلداري‪ ،‬فيضع هذه المبادئ موضع التنفيذ‪ ،‬فيما يتعلق بالهيئات‬
‫اإلدارية التي تقدم خدمات عامة للناس‪ ،‬ويحدد شروط تطبيقها من خالل‬
‫تنظيم النشاط اإلداري للسلطة التنفيذية‪.‬‬

‫فالقانونان يتناوالن عمل السلطة التنفيذية‪ ،‬ولكن القانون اإلداري‬


‫يتناولها من الناحية اإلدارية‪ ،‬كجهة تقدم الخدمات العامة للناس‪ ،‬والقانون‬
‫الدستوري يتناولها كسلطة سياسية تمارس الحكم والسياسة(‪.)1‬‬

‫ثانياً‪ :‬عالقة القانون الدستوري بالقانون الجنائي‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد كامل ليله "القانون الدستوري"‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،1973 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.53‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪33‬‬

‫يقصد بالقانون الجنائي مجموعة من القواعد القانونية الصادرة من‬


‫المشرع‪ ،‬والتي تحدد الجرائم التي يمكن أن يرتكبها األفراد والعقوبات التي‬
‫توقع عليهم‪ ،‬إذا ارتكبوها‪ ،‬والتدابير االحت ارزية المقررة لهذه الجرائم(‪،)1‬‬
‫باإلضافة إلى االجراءات التي تتم إ ازءهم‪ ،‬من قبض وتفتيش وتحقيق‬
‫ومحاكمة‪.‬‬

‫وعلى الرغم من اختالف مجال كل من القانونين في نطاق‬


‫الموضوعات التي يتناولها بالتنظيم‪ ،‬إال أنهما يرتبطان بعالقة وثيقة جدا‪،‬‬
‫فالقانون الدستوري يحدد المبادئ الرئيسية التي تحكم تكوين السلطات‬
‫العامة في الدولة‪ ،‬ونظام الحكم‪ ،‬وهذه المبادئ تحميها نصوص قانون‬
‫العقوبات التي تجرم األفعال المؤدية إلى قلب نظام الحكم في الدولة‪ ،‬أو‬
‫تعطيل أحكام الدستور‪.‬‬

‫وتتضمن أحكام الدستور أيضاً القواعد المنظمة لمحاكمة الوزراء عن‬


‫بعض الجرائم التي يحددها الدستور‪ ،‬من حيث تحديد جهة االتهام‬
‫والمحاكمة(‪.)2‬‬

‫كما يتضمن الدستور بعض المبادئ التي تدخل في نطاق القانون‬


‫الجنائي‪ ،‬كقاعدة ال جريمة وال عقوبة إال بنص قانوني‪ ،‬ومبدأ شخصية‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬محمد صبحي نجم "قانون العقوبات‪ ،‬القسم العام" ‪ ،‬دار وائل للطباعة والنشر‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.12‬‬

‫‪ - 2‬د‪ .‬رمزي الشاعر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪34‬‬

‫العقوبة‪ ،‬والتي يلتزم واضعوا القانون الجنائي بإعمالها فيما يضعونه من‬
‫نصوص قانونية جنائية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عالقة القانون الدستوري بالقانون الدولي العام‬

‫على الرغم من اختالف مجال كل من القانون الدستوري والقانون‬


‫الدولي‪ ،‬إال أن هناك بعض الصالت بينهما‪.‬‬

‫فالدساتير تحدد الجهة التي لها الحق في تمثيل الدولة في الخارج‪،‬‬


‫وإبرام المعاهدات الدولية‪ ،‬وإعالن الحرب‪ ،‬وهذه الموضوعات لها وجهان‬
‫أحدهما يتصل بالقانون الدولي‪ ،‬واآلخر يتصل بالقانون الدستوري(‪.)1‬‬

‫كما تتضمن الدساتير بعض األحكام التي توضح دور البرلمان في‬
‫التصديق على المعاهدات الدولية‪ .‬كما تنص قواعد القانون الدولي العام‬
‫على احترام سيادة الدولة والمساواة بينهما‪ ،‬وعدم تدخل الدول في شؤون‬

‫الدول األخرى‪ ،‬كما تعد بعض الموضوعات كالدولة والسيادة محالً‬


‫للدراسة لكل من القانونين(‪.(2‬‬

‫‪ - 1‬د ‪.‬محمد كامل ليله‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬

‫‪ - 2‬د ‪.‬علي خطار شطناوي "القانون الدستوري"‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع ‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪،2.13‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪35‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫أنواع الدساتير‬
‫تنقسم الدساتير‪ ،‬من ناحية‪ ،‬إلى دساتير مكتوبة وأخرى عرفية‪ ،‬ومن‬
‫ناحية أخرى‪ ،‬إلى دساتير جامدة وأخرى مرنة‪.‬‬

‫ونتناول كال من التقسيمين في مبحين متتاليين‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الدساتير المكتوبة والدساتير العرفية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الدساتير الجامدة والدساتير المرنة‬

‫المبحث األول‬

‫الدساتير المكتوبة والدساتير العرفية‬

‫تنقسم الدساتير من حيث تدوينها إلى دساتير مكتوبة ودساتير غير‬


‫مكتوبة أو عرفية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الدساتير المكتوبة‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪36‬‬

‫يقصد بالدستور المدون ذلك الذي يكون مكتوبا في وثيقة رسمية أو‬
‫أكثر‪ ،‬فهو دستور صيغت أحكامه في نصوص تشريعية مكتوبة‪ ،‬سواء‬
‫جمعها وثيقة واحدة أو أكثر(‪.)1‬‬

‫وتعد الدساتير المكتوبة األكثر شيوعا في دول العالم‪ ،‬إذ أن معظم‬


‫الدول لها دساتير مكتوبة‪ ،‬ومنها مصر‪ ،‬وخاصة بالنسبة للدول التي‬
‫كانت حديثة العهد باالستقالل‪ ،‬حيث تنظم به شؤونها‪ ،‬وتقيم به حكماً‬
‫يسوده االستقرار(‪.)2‬‬

‫كما أن الدول التي بها اتحاد مركزي تفضل أن يكون دستورها‬


‫مكتوباً‪ ،‬حتى يضمن بقاءها‪ ،‬ويحدد صالحيات الحكومة المركزية‬
‫والحكومات المحلية بوضوح‪ ،‬وبما يمنع حدوث خالفات بينها‪.‬‬

‫** مزايا الدساتير المكتوبة‪:‬‬

‫تتميز الدساتير المكتوبة عن غيرها من الدساتير غير المكتوبة بعدة‬


‫مزايا من أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬الدقة والوضوح‬

‫‪ -‬د‪ .‬سعيد بوشعير "القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة "‪ ،‬ديوان‬ ‫‪1‬‬

‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1989 ،‬ص ‪.157‬‬

‫‪ - 2‬د‪ .‬سليمان الطماوي "النظم السياسية والقانون الدستوري ‪ -‬دراسة مقارنة"‪ ،‬دار‬
‫الثقافة العربية‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪37‬‬

‫فالدستور المكتوب يمتاز بأنه ينشر للكافة‪ ،‬ويحدد اختصاصات‬


‫السلطات العامة بوضوح‪ ،‬وبما يتالشى حدوث خالفات حول مضمونه‪،‬‬
‫بخالف الدستور غير المكتوب الذي يكثر الخالف حول أحكامه‪ ،‬بسبب‬
‫عدم كتابته‪.‬‬

‫‪ -2‬سرعة وضعه‬

‫فالدستور المكتوب يتم إعداده والموافقة عليه خالل وقت وجيز‪ ،‬ال‬
‫يتجاوز عدة أشهر‪ ،‬بينما يحتاج الدستور العرفي غير المكتوب إلى‬
‫سنوات طويلة حتى يتم استق ارره والعمل به‪.‬‬

‫‪ -3‬تحقيق الوحدة السياسية للمجتمع‬

‫فالدستور المكتوب يساهم في تحقيق الوحدة السياسية للدولة‪ ،‬ألنه‬


‫يحدد نظام واحد للحكم فى الدولة‪ ،‬وأسلوب عمل السلطات العامة فيها‪،‬‬
‫ويمنع بالتالي الخالفات حول هذه الموضوعات فيها‪ ،‬بعكس الدستور‬
‫العرفي الذي قد ال يحقق ذلك‪ ،‬ألنه قد تختلف األعراف من اقليم آلخر‬
‫من أقاليم الدولة‪ ،‬وبالتالي تختلف الحكم في المسألة الواحدة باختالف‬
‫األقاليم‪ ،‬مما يخل بالوحدة السياسية للمجتمع‪.‬‬

‫‪ -4‬الدستور المدون يعتبر تجديداً للعقد االجتماعي الذي نشأت‬


‫الجماعة السياسية على أساسه‪ ،‬وتدوينه يعتبر وسيلة لتعميم التربية‬
‫السياسية‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪38‬‬

‫** عيوب الدساتير المكتوبة‪:‬‬

‫يأخذ البعض على الدساتير المكتوبة أنها تتسم بالجمود‪ ،‬فال تتغير‬
‫إال ناد اًر‪ ،‬بسبب اإلجراءات المعقدة الالزمة لتعديلها‪ ،‬باعتبار أن أغلبها‬
‫من الدساتير الجامدة‪ ،‬وهذا الجمود يساهم بدوره فى جمود الحياة‬
‫السياسية‪ ،‬فال تتطور تبعاً لتغير الظروف التى تمر بها الدول‪.‬‬

‫وهذا القول محل نظر‪ ،‬ألن الدساتير كلها تخضع للتعديل‪ ،‬بما يالئم‬
‫تطور الحياة السياسية‪ ،‬حتى ولو كان ذلك بإجراءات معقدة‪ ،‬فهذه‬
‫اإلجراءات لم تمنع الدول من تعديل دساتيرها‪ ،‬بل واستبدالها بدساتير‬
‫أخرى إذا لزم األمر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الدساتير العرفية‬

‫يقصد بها تلك الدساتير غير المكتوبة‪ ،‬والتي نشأت عن طريق‬


‫العرف الدستوري فقط‪ ،‬نتيجة اتباع السلطات العامة لسلوكيات معينة‪،‬‬
‫في تنظيم شؤون الدولة‪ ،‬واستمرارها على ذلك‪ ،‬لمدة طويلة‪ ،‬حتى تحولت‬
‫إلي عرف دستوري ملزم بالنسبة لهم(‪ .)1‬ومثال ذلك الدستور العرفي‬
‫اإلنجليزي‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬سليمان أحمد الطهاوي "النظم السياسية والقانون الدستوري‪ -‬دراسة مقارنة"‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2002 ،‬ص ‪.101‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪39‬‬

‫فالدستور العرفي هو دستور يقوم على مصدر واحد فقط‪ ،‬وهو‬


‫العرف الدستوري‪ ،‬فال توجد وثيقة دستورية مكتوبة‪ ،‬وال توجد أية مصادر‬
‫أخرى له غير هذا العرف‪.‬‬

‫وبالرغم من قيام تلك الدساتير على القواعد العرفية فقط‪ ،‬إال أن ذلك‬
‫ال يمنع من إصدار وثائق دستورية مكتوبة‪ ،‬تدون فيها بعض القواعد‬
‫الدستورية‪.‬‬

‫** مزايا الدساتير العرفية‪.‬‬

‫‪ -1‬تمتاز تلك الدساتير بمرونتها واستجابتها بسهولة لمقتضيات‬


‫الظروف االجتماعية والسياسية‪ ،‬وعلى كل حال فإن قدسية الدساتير‬
‫واحترامها ترجع أوال وقبل كل شيء لظروف المجتمع وتاريخه‪ ،‬فقد يكون‬
‫الدستور العرفي أفضل لمجتمع معين من الدستور المكتوب‪ ،‬والعكس‬
‫صحيح(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬الدستور العرفي وليد المواءمة المستمرة بين الظروف السياسية‬


‫والتاريخية وبين تطلعات الشعب وآمالها‬

‫‪ -‬د‪ .‬فوزي أوصديق "الوافي في شرح القانون الدستوري الجزائري"‪ ،‬ديوان‬ ‫‪1‬‬

‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.32-31‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪40‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫الدساتير الجامدة والدساتير المرنة‬

‫أوال‪ :‬الدساتير الجامدة‬


‫يقصد بها تلك الدساتير التي ال يمكن تعديلها أو إلغاؤها بنفس‬
‫طريقة تعديل أو إلغاء القوانين العادية‪ ،‬وإنما تتبع إجراءات وشروط أشد‬
‫تعقيدا وصعوبة منها(‪.)1‬‬

‫فيشترط اجتماع المجلسين التشريعيين في هيئة مؤتمر إلقرار‬


‫التعديل‪ ،‬إذا كان البرلمان مكونا من مجلسين‪ ،‬وتشترط أغلبية كبيرة من‬
‫البرلمان لإلقرار التعديالت‪ ،‬وقد يشترط موافقة أغلبية الشعب على‬
‫التعديل المقترح عن طريق االستفتاء الشعبي‪.‬‬

‫شترط انقضاء فترة معينة من الزمن‬


‫وقد يتمثل جمود الدستور في ا ا‬
‫بالنسبة للدستور‬ ‫الحال‬ ‫هو‬ ‫كما‬ ‫تعديله‪،‬‬ ‫في‬ ‫التفكير‬ ‫قبل‬
‫الفرنسي الصادر عام ‪ ، 1791‬والذي كان ال يجيز اقتراح تعديله قبل‬
‫نهاية دورتين تشريعيتين‪ ،‬ودستور فرنسا الصادر عام ‪ ،1795‬والذي كان‬
‫يحظر تعديله قبل تسعة سنوات‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد الشافعي أبوراس "النظام الدستوري المصري في العهد الجمهوري"‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫بنها‪ ،2010 ،‬ص ‪.16‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪41‬‬

‫وقد يتضمن الدستور مقتضيات تقضي بحظر التعديل بالنسبة‬


‫لبعض بنوده فقط‪ ،‬كما جاء في دستور ايطاليا لسنة ‪ ،1947‬والذي كان‬
‫يحظر تغيير نظام الحكم فيها‪.‬‬

‫وهذه الشدة والتعقيد في اإلجراءات تتالءم وطبيعة القواعد الدستورية‪،‬‬


‫باعتبارها أعلي من مرتبة القوانين العادية‪.‬‬

‫ويترتب علي جمود الدستور ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن تحتل قواعده المكانة العليا في سلم التدرج الهرمي للنظام‬


‫القانوني في الدولة‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يتمتع الدستور الجامد بنوع من الثبات واالستقرار‪ ،‬وعدم‬
‫التغيير‪ ،‬كما أن قواعده محمية من اعتداء السلطة التشريعية‪.‬‬
‫‪ .3‬عدم إمكانية تعديل الدستور الجامد أو إلغائه إال بقوانين دستورية‬
‫جديدة‪.‬‬
‫‪ .4‬عدم إمكانية تعارض أية قوانين مع أحكام الدستور‪ ،‬ألن جميع‬
‫القوانين العادية يجب أن تصدر في ضوء أحكام الدستور‪.‬‬
‫‪ .5‬التمييز بين السلطة التأسيسية التي تضع الدستور‪ ،‬والسلطة‬
‫التشريعية التي تضع القوانين العادية‪ ،‬واإلقرار بتفوق األولى على‬
‫الثانية‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬الدساتير المرنة‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪42‬‬

‫يقصد بالدستور المرن ذلك الذي يمكن تعديله أو إلغاؤه أو إحالل‬


‫آخر مكانه‪ ،‬باألشكال واإلجراءات نفسها التى تتبع بشأن القوانين العادية‪،‬‬
‫وعن طريق السلطة ذاتها التي تسن القوانين العادية‪.‬‬

‫ومن المعروف أن معظم الدساتير العرفية دساتير مرنة‪ ،‬ألنها تنشأ‬


‫عن طريق العرف‪ ،‬فال تحتاج إلجراءات لتعديلها‪ ،‬مثل الدستور‬
‫اإلنجليزي‪.‬‬

‫لكن صفة المرونة قد ترد على الدساتير المكتوبة‪ ،‬فهناك دساتير‬


‫مكتوبة ومرنة في نفس الوقت‪ ،‬مثل دستور إيطاليا الصادر عام ‪.1848‬‬

‫ومن المعروف أن الرقابة القضائية على دستورية القوانين تثور فقط‬


‫حينما يكون هناك تمييز بين الدستور والقوانين العادية‪ ،‬فال يتصور‬
‫األخذ بها فى ظل الدساتير المرنة(‪.(1‬‬

‫ويؤخذ على الدساتير المرنة أن سهولة التعديل تعتبر في حد ذاتها‬


‫عيبا‪ ،‬ألنها قد تغري السلطة التشريعية‪ ،‬وتشجعها على إجراء التعديالت‬
‫على مواد الدستور‪ ،‬لتحقيق بواعث خاصة‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى المساس‬
‫بثبات واستقرار القواعد الدستورية‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬مصطفى عفيفى‪ ،‬رقابة دستورية القوانين فى مصر والدول األجنبية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫عين شمس‪ ،٢٠٠٤ ،‬ص ‪.235‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪43‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫طرق وضع الدساتير‬
‫تنقسم طرق وضع الدساتير‪ ،‬في مختلف دول العالم‪ ،‬إلى عدة طرق‪،‬‬
‫منها طرق تقليدية‪ ،‬وأخرى حديثة‪.‬‬

‫ونتناول في مبحثين متتاليين أهم هذه الطرق التقليدية والحديثة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الطرق التقليدية لوضع الدساتير‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الطرق الحديثة لوضع الدساتير‬

‫المبحث األول‬

‫الطرق التقليدية لوضع الدساتير‬

‫تتمثل هذه الطريق القديمة في وضع الدساتير في طريقتي المنحة‬


‫والعقد‪ ،‬ونتناول كال منها في مطلب مستقل‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫أسلوب المنحة‬

‫تعبر هذه الطريقة في وضع الدساتير عن مرحلة االنتقال من نظام‬


‫الملكية المطلقة إلى نظام الملكية المقيدة‪ ،‬فالسلطة كانت تتركز بيد‬
‫الملك‪ ،‬وهو يتنازل بمحض إرادته واختياره عن بعض حقوقه‪ ،‬فيمنح‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪44‬‬

‫الشعب دستو اًر مكتوباً يثبت فيه تنازله عن بعض صالحياته‪ ،‬وتنظيمه‬
‫لكيفية ممارسة صالحيات أخرى‪ ،‬ويعتبر هذا الدستور منحة أو هبة منه‬
‫لشعبه‪.‬‬

‫ومعنى ذلك أن الدستور قد نشأ بإرادة الملك المنفردة‪ ،‬وهو الذي‬


‫يستقل بكتابته‪ ،‬دون أن يشاركه أحد من الشعب‪ ،‬وعادة ما يحرص‬
‫الحاكم على أن يكتب ذلك في ديباجة الدستور(‪.)1‬‬

‫والدستور الذي يصدر بأسلوب المنحة يكون وليد عدة مؤشرات‪،‬‬


‫منها الضغط الشعبي على الحاكم‪ ،‬ومطالبة الرأي العام له بإصدار‬
‫دستور‪ ،‬مما يضطر الحاكم معه إلصداره‪.‬‬

‫ويسجل لنا التاريخ أمثلة كثيرة لدساتير صدرت بطريق المنحة‪،‬‬


‫ومنها الدستور الفرنسي لعام ‪ 1814‬الذي أصدره لويس الثامن عشر‬
‫لألمة الفرنسية ‪ ،‬والدستور اإليطالي لعام ‪ 1848‬والدستور الياباني لعام‬
‫‪ ،1889‬وكذلك الدستور المصري لعام ‪).2( ،1923‬‬

‫ويثور في هذا الشأن تساؤل هام‪ ،‬حول قدرة الحاكم الذي منح‬
‫الدستور في سحبه أو إلغائه‪.‬‬

‫ولإلجابة على هذا السؤال انقسم الفقه إلى اتجاهين ‪:‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬شمس مرغني على‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪٥٠‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪45‬‬

‫االتجاه األول‪ :‬يرى أنه يحق للحاكم إلغاء دستوره‪ ،‬طالما كان هذا‬
‫الدستور قد صدر بإرادته المنفردة‪ ،‬علي شكل منحة‪ ،‬ألن من يملك المنح‬
‫يملك االسترداد‪ .‬فقد أصدر شارل العاشر ملك فرنسا ق ار اًر ملكياً عام‬
‫‪ 1830‬بإلغاء دستور عام ‪ ،1814‬تحت حجة أن المنحة أو الهبة في‬
‫الحقوق العامة تشبه الهبة في الحقوق الخاصة‪ ،‬وكما يحق للواهب‬
‫الرجوع عن الهبة‪ ،‬يحق للملك الرجوع عن دستوره‪.‬‬

‫االتجاه الثاني‪ :‬يرى أنه ال يحق للحاكم إلغاء دستوره بإرادته‬


‫المنفردة‪ ،‬ما دام هذا الدستور قد صدر‪ ،‬وترتبت عليه حقوق لألمة‪ ،‬فال‬
‫يحق للحاكم المساس به إال باالستناد إلى الطرق القانونية المقررة‬
‫بالدستور نفسه‪.‬‬

‫وجدير باإلشارة أن الدستور الصادر بطريقة المنحة يدرس على‬


‫اعتبار أنه مرحلة تاريخية‪ ،‬تمثلت باالنتقال من الملكيات المطلقة إلى‬
‫الملكيات المقيدة‪ ،‬وقد انقضت وانتهت هذه المرحلة منذ زمن‪ ،‬نتيجة‬
‫لزوال الحكم الفردي‪ ،‬واستعادة معظم الشعوب لكامل حقوقها في السيادة‬
‫والسلطة(‪.)1‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬سعيد بوالشعير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪46‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫طريقة العقد‬

‫في هذا الطريقة بدأ يبرز دور الشعب في صياغة هذا الدستور إلى‬
‫جانب إرادة الحاكم‪ ،‬حيث يتم االتفاق ما بين الحاكم من جهة‪ ،‬وجمعية‬
‫أو مجلس يمثل الشعب من جهة أخرى‪ ،‬لوضع الدستور‪ ،‬فالحاكم ال‬
‫ينفرد وحده بوضع الدستور كما في الطريقة السابقة‪ ،‬وإنما يشترك مع‬
‫ممثلي الشعب في وضعه‪ ،‬فهو وليد التفاق بين إرادة الحاكم وإرادة األمة‪.‬‬

‫وال يستطيع الحاكم في هذه الحالة أن يسحب أو يعدل أو يلغي‬


‫الدستور‪ ،‬بمفرده‪ ،‬وإنما باالشتراك بينه وبين ممثلي الشعب‪ ،‬ووفق‬
‫اإلجراءات التي نص عليها الدستور ذاته(‪.)1‬‬

‫على هذا النحو تٌمثل طريقة العقد أسلوباً متقدماً على طريقة المنحة‪،‬‬
‫ألن الشعب يشترك مع الحاكم في وضع الدستور في طريقة العقد‪ ،‬بينما‬
‫ينفرد الحاكم بوضع الدستور في طريقة المنحة‪.‬‬

‫وبناء على ذلك‪ ،‬يعد أسلوب العقد مرحلة انتقال باتجاه األساليب‬
‫الديمقراطية‪ .‬خاصة وأن ظهور هذا األسلوب – ألول مرة – كان نتيجة‬
‫لنشوب ثورات‪ ،‬في كل من انجلت ار وفرنسا‪ .‬ففي إنجلت ار ثار األشراف ضد‬
‫الملك جون‪ ،‬فأجبروه على توقيع العهد األعظم في عام ‪ ،1215‬الذي‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬محمد كامل ليلة‪ ، ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪٩٨‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪47‬‬

‫يعتبر مصد اًر أساسياُ للحقوق والحريات‪ .‬وبنفس الطريقة تم وضع وثيقة‬
‫الحقوق لعام‪ 1689‬بعد اندالع ثورة ضد الملك جيمس الثاني‪ ،‬حيث‬
‫اجتمع ممثلون عن الشعب‪ ،‬ووضعوا هذه الوثيقة‪ ،‬التي قيدت سلطات‬
‫الملك‪ ،‬وكفلت الحقوق والحريات األساسية لألفراد‪ .‬وتمت دعوة األمير‬
‫وليم لتولي العرش‪ ،‬على أساس االلتزام بالقيود الواردة بالوثيقة‪.‬‬

‫أما في فرنسا فقدر صدر أول دستور فيها بطريقة العقد إثر ثورة‬
‫سنة ‪ 1830‬ضد الملك شارل العاشر‪ ،‬ووضع مشروع دستور جديد من‬
‫قبل جمعية منتخبة من قبل الشعب‪ ،‬ومن ثم دعوة األمير لويس فيليب‬
‫لتولي العرش‪ ،‬إذا قبل بالشروط الواردة بالدستور الجديد‪ .‬وبعد قبول‬
‫األمير بهذه الشروط نودي به ملكاً على فرنسا‪.1‬‬

‫ومن الدساتير العربية التي وضعت بهذه الطريقة دستور الكويت‬


‫الصادر عام ‪ ،1962‬والذي صدر باالشتراك بين أمير الدولة ومجلس‬
‫األمة(‪.)2‬‬

‫وعلى الرغم من أن أسلوب العقد يعد أسلوبا تقدمياً أكثر من أسلوب‬


‫المنحة‪ ،‬فإنه ال يعد أسلوبا ديمقراطيا خالصاً‪ ،‬ألنه يضع إرادة الحاكم‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬سعيد بوالشعير‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬

‫‪ - 2‬د‪ .‬محمد كامل ليلة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪٦‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪48‬‬

‫على قدم المساواة مع إرادة الشعب‪ ،‬بينما تفترض الديمقراطية أن يكون‬


‫الشعب هو صاحب السيادة‪ ،‬ال يشاركه فيها ملك وال أمير‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫الطرق الحديثة لوضع الدساتير‬


‫توصف الطرق الحديثة لوضع الدساتير بأنها طرق ديمقراطية ‪،‬‬
‫باعتبار أن األمة تستأثر فيها وحدها بوضع هذه الدساتير‪ ،‬دون مشاركة‬
‫الحاكم ملكا كان أو أمي ار أو رئيسا للجمهورية في وضعها‪.‬‬

‫وتتمثل هذه الطرق في أسلوبين‪ ،‬هما أسلوب الجمعية التأسيسية‬


‫وأسلوب االستفتاء الدستوري‪.‬‬

‫ونتناول كال منهما في مطلب مستقل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أسلوب الجمعية التأسيسية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسلوب االستفتاء الدستوري‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪49‬‬

‫المطلب األول‬

‫أسلوب الجمعية التأسيسية‬


‫يقصد بهذه الطريقة أن يقوم الشعب بانتخاب ممثلين له يكونون‬
‫جمعية تأسيسية تقوم بوضع دستور يعبر عن إرادة الشعب‪ ،‬ويكون نافذا‬
‫بعد تصديق تلك الجمعية عليه‪.‬‬

‫ويعد هذا األسلوب من األساليب الديمقراطية‪ ،‬من حيث طريقة‬


‫إعداده‪ ،‬ومن حيث طريقة إق ارره‪ ،‬ألن ذلك يتم عن طريق جمعية تمثل‬
‫الشعب‪ ،‬وذلك رغم عدم تدخل الشعب نفسه في الموافقة عليه بصفة‬
‫مباشرة‪.‬‬

‫وقد اتبع هذا األسلوب في وضع الدساتير في وضع معظم الدساتير‬


‫التي ظهرت عقب الحربين العالميتين األولى والثانية ‪ .‬ومن ذلك مثالً‬
‫دساتير الواليات المتحدة األمريكية عقب استقاللها عن إنجلت ار عام‬
‫‪ ،1776‬كما اتخذته أمريكا أسلوباً في وضع وإقرار دستورها االتحادي‬
‫لعام ‪.1787‬‬

‫وقد انتشرت هذه الطريقة فيما بعد‪ ،‬فأخذ بها رجال الثورة الفرنسية‬
‫في وضع دستور فرنسا عام ‪ ، 1791‬وعام ‪ ، 1848‬وعام ‪، 1875‬‬
‫كما وضع بها الدستور اإليطالي عام ‪ ،1947‬والدستور السوري عام‬
‫‪. 1950‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪50‬‬

‫وتعد هذه الطريقة أكثر ديمقراطية من الطريقتين السابقتين ‪ ،‬إذ أن‬


‫الدستور يقوم بوضعه في هذه الحالة جمعية منتخبة من الشعب ‪.‬‬

‫لكن هذه الطريقة تحتوي على عدة من مخاطر منها(‪:)1‬‬

‫‪ -1‬احتمال انحراف الجمعية التأسيسية عن غرضها المنشود‪ ،‬إذا‬


‫كان أعضاؤها من البرلمان‪ ،‬لكون أغلب األعضاء فيها تراودهم فكرة‬
‫الترشح للمرة الثانية‪ ،‬ولذلك قد يحاولون عند كتابة الدستور تقديم‬
‫المصالح الفردية لألقاليم التي يمثلونها‪ ،‬على حساب المصلحة العامة‬
‫للدولة‪.‬‬

‫‪ -2‬االعتماد على فكرة الجمعية التأسيسية يحتمل فيها استحواذ هذه‬


‫األخيرة على سلطات أوسع‪ ،‬على حساب باقي سلطات الدولة‪ ،‬وهو ما‬
‫يثير العديد من المشاكل مع تلك السلطات‪.‬‬

‫‪ -3‬احتمال رفض الشعب للدستور الذي تضعه الجمعية التأسيسية‪،‬‬


‫بعد إقرارها لهذا الدستور‪ ،‬وهذا فعال ما حدث في دستور الجمعية‬
‫الفرنسية الرابعة سنة ‪1946‬م ‪ ،‬مما بدد الطاقات والمجهودات التي بذلت‬
‫في وضعه وإق ارره‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬سعيد بوالشعير ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪175‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪51‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫أسلوب االستفتاء الدستوري‬

‫يعتبر أسلوب االستفتاء الدستوري من األساليب الديمقراطية لخلق‬


‫الدساتير‪ ،‬حيث يمثل مرحلة أكثر تقدماً في نضال الشعوب ضد الحاكم‬
‫المطلق‪.‬‬

‫وفي هذه الطريقة يسند إلى جمعية منتخبة‪ ،‬أو إلى لجنة تعينها‬
‫الحكومة‪ ،‬أو إلى البرلمان مهمة وضع مشروع الدستور‪ ،‬وبعد وضعه‬
‫يعرض على الشعب في استفتاء عام‪ ،‬وال يصبح نافذا إال بعد الموافقة‬
‫عليه‪.‬‬

‫فالدستور وفقاً لهذا األسلوب يوضع من خالل اإلرادة الشعبية الحرة‪،‬‬


‫إذ يفترض أن يقوم الشعب أو يشترك بنفسه في مباشرة السلطة‬
‫التأسيسية‪ ،‬فيصدر الدستور عن طريق انتخاب جمعية تكون مهمتها‬
‫وضع مشروع الدستور‪ ،‬ويمكن أن يتم ذلك عن طريق لجنة معينة من‬
‫قبل الحكومة أو البرلمان إن وجد ‪ ،‬ثم يعرض على الشعب الستفتائه‬
‫فيه‪ ،‬وال تصبح لهذا الدستور قيمة قانونية إال بعد موافقته عليه ‪.‬‬

‫وال يختلف األمر إذا كانت هذه الجمعية أو اللجنة التحضيرية‬


‫للدستور منتخبة أو معينة‪ ،‬إذ تقتصر مهمتها على مجرد تحضير‬
‫الدستور فحسب‪ ،‬تمهيداً لعرضه على الشعب لالستفتاء عليه بالموافقة أو‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪52‬‬

‫بالرفض‪ ،‬ويعتبر تاريخ إعالن نتيجة االستفتاء هو الفصل في بدء سريان‬


‫الدستور والعمل بأحكامه‪.‬‬

‫ويرى بعض الفقهاء(‪ )1‬عدم اعتبار أسلوب االستفتاء الشعبي أسلوبا‬


‫متمي از عن أسلوب الجمعية التأسيسية‪ ،‬أي عدم التفرقة بين الجمعية‬
‫التأسيسية واالستفتاء السياسي واعتبارهما طريقة واحدة‪ ،‬فاالستفتاء يعد‬
‫مكمال للجمعية التأسيسية‪ ،‬فهو حلقة له ويستدلون بالعديد من القرائن‬
‫التاريخية ‪ ،‬فقد يوضع المشروع الدستوري بواسطة جمعية تأسيسية‪ ،‬كما‬
‫هو الحال في دستور ‪ 1946‬الفرنسي‪ ،‬وقد يوضع عن طريق لجنة‬
‫حكومية‪ ،‬كما هو الحال في الدستور المصري الصادر سنة ‪ ،1956‬أو‬
‫دستور الجمهورية الخامسة ‪ 1958‬في فرنسا‪.‬‬

‫والحقيقة أنه يوجد اختالف بين أسلوبي الجمعية التأسيسية‬


‫واالستفتاء الدستوري‪ ،‬فاألول يتخذ قوته اإللزامية بمجرد صدوره عن‬
‫الجمعية‪ ،‬فال يشترط فيه عرضه على الشعب‪ ،‬وهذا فعال ما حدث سنة‬
‫‪ 1946‬في فرنسا‪ ،‬حيث أقرته الجمعية التأسيسية في مايو ‪ ،1946‬وتم‬
‫عرضه على الشعب‪ ،‬فرفض الموافقة عليه‪ ،‬مما أدى إلى إنشاء جمعية‬
‫تأسيسية أخرى لصياغة المشروع من جديد‪ ،‬وعرضه على الشعب في‬
‫أكتوبر ‪ 1946‬الذي وافق عليه‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬السيد صبري ‪ ،‬القانون الدستوري ‪ ،‬بدون دار طبع ‪ ،‬القاهرة‪١٩٤٩ ،‬ص‪.٢٢‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪53‬‬

‫كما يجب التفرقة بين االستفتاء الدستوري واالستفتاء السياسي‪ ،‬فقد‬


‫تنتهج هذه الطريقة لترويض الشعب لقبول األوضاع السائدة‪ ،‬فهو أسلوب‬
‫تقريري‪ ،‬بمعنى إقرار مشروع دستوري تضعه جمعية تأسيسية‪ ،‬كما حدث‬
‫للدساتير الفرنسية (‪ ،)1946-1795-1793‬وليس كاشفا لإلرادة‬
‫الشعبية ‪ ،‬فالشعب في هذا الموطن له دور سلبي ‪ ،‬بحيث يستشار شكليا‬
‫لتبييض وجه النظام الحاكم ‪ ،‬كاالستفتاء بشأن إبقاء نابليون قنصال عاما‬
‫مدى الحياة ‪ 1802‬أو استفتاء سنة ‪ 1804‬بشأن توارث اإلمبراطورية في‬
‫ساللة نابليون(‪.)1‬‬

‫كما تعتبر هذه الطريقة أكثر ديمقراطية من غيرها‪ ،‬إال أنها لكي‬
‫تحقق تلك الميزة أهدافها يجب أن يكون الشعب واعيا ومدركا للعمل‬
‫العظيم الذي يقوم به‪ ،‬ونظ ار لصعوبة تحقيق هذه األمنية فان على‬
‫السلطة التي تريد مشاركة الشعب فعال في اتخاذ الق اررات الحاسمة أن‬
‫تتجنب تقديم النصوص المعقدة له‪ ،‬بل تقدمها فقط للبرلمان‪ ،‬وتقتصر‬
‫على تقديم المسائل البسيطة الواضحة على أن تسبقها حملة إعالمية‪،‬‬
‫وتنظم مناقشات حول الموضوع حتى يشعر الشعب بأنه شارك فعال في‬
‫وضع النص‪ ،‬ولم يقتصر على تقديم استشارة‪ ،‬وهذا ال يتحقق إال إذا كان‬
‫الشعب واعيا ومدركا للعمل العظيم الذي يقوم به‪ ،‬فيعرف ما هو الدستور‬
‫وما هي أهميته‪ ،‬وما هي الموضوعات التي يبدي رأيه بشأنها‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬فوزي أوصديق ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪54‬‬

‫وقد اتبع هذا األسلوب في وضع دستور إيطاليا لسنة ‪ ،1948‬وفي‬


‫الدساتير المصرية الصادرة عام ‪ ،1971‬وعام ‪ ،2012‬وعام ‪.2014‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪55‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫مبدأ سمو الدستور‬
‫يسمو الدستور في الدولة على ما عداه من تشريعات‪ ،‬فيأتي على‬
‫قمتها‪ ،‬ويخضعها لما يضعه من قواعد‪ ،‬فال يمكنها مخالفته ‪ ،‬وإال كانت‬
‫غير دستورية‪.‬‬

‫ونتناول في الفصل بيان المقصود بسمو الدستور‪ ،‬وما يدل على‬


‫ذلك السمو من مظاهر‪ ،‬وذلك في مبحثين متتاليين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المقصود بسمو الدستور‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مظاهر سمو الدستور‬

‫المبحث األول‬

‫المقصود بسمو الدستور‬

‫يقصد بسمو الدستور أنه القانون األعلى في الدولة‪ ،‬أي أن يكون له‬
‫السمو على ما عاداه من تشريعات‪ ،‬وأن تكون له مكانة الصدارة عليها‪.‬‬

‫ويعد مبدأ سمو الدستور من خصائص الدولة القانونية‪ ،‬فهو من‬


‫األسس الرئيسية التي يقوم عليها نظام الدولة القانونية‪ ،‬إذ أنه ال سبيل‬
‫إلى تحقيق خضوع الدولة للقانون‪ ،‬وتقييد السلطات العامة بقواعد عليا‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪56‬‬

‫تحد من صالحياتهم ما لم تهيأ للنصوص المنظمة الختصاصات تلك‬


‫السلطات‪ ،‬وهي نصوص الدستور‪ ،‬مكانة عليا تسمو على غيرها من‬
‫التشريعات(‪.)1‬‬

‫وبمقتضى هذا السمو للدستور‪ ،‬فإن النظام القانوني للدولة يرتبط‬


‫طا وثيَقا من شأنه أن يمنع أية سلطة عامة من‬
‫بالقواعد الدستورية ارتبا َ‬
‫ممارسة اختصاصات غير االختصاصات التي قررها الدستور(‪،)2‬‬
‫فالدستور هو الذي يخلق النظام القانوني في الدولة ‪ ،‬وهو يحدد‬
‫اختصاص كل سلطة من السلطات العامة التي ينشئه ‪ ،‬لذلك تخضع‬
‫هذه السلطات جميعها للدستور التي أوجدها وحدد اختصاصها وبين‬
‫كيفية تكوينها(‪.)3‬‬

‫فسمو الدستور يعني أنه يمتلك قيمة قانونية ملزمة أعلى من غيره‬
‫من القوانين العادية‪ ،‬وذلك انطالقا من حقيقة أن الدستور هو القاعدة‬
‫القانونية العليا على صعيد كافة التشريعات والقوانين المعمول‪ .‬ويترتب‬
‫على ذلك السمو امتالك هذا الدستور المرتبة األولى على صعيد‬

‫‪ - 1‬د ‪.‬إبراهيم شيحا "المبادئ الدستورية العامة"‪ ،‬الدار الجامعية للطبع والمنشورات‪،‬‬
‫بيروت‪ ،1982 ،‬ص ‪.172‬‬

‫‪ - 2‬د‪ .‬ثروت بدوي "القانون الدستوري وتطور األنظمة الدستورية في مصر"‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1969 ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪ - 3‬د ‪ .‬محمد كامل ليلة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.11‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪57‬‬

‫المنظومة القانونية والتشريعية‪ ،‬وعدم جواز مخالفة التشريعات والقوانين‬


‫العادية له أو الخروج عن أحكامه‪ ،‬وتلتزم السلطات المختصة بالتدخل‬
‫في حالة وجود تلك المخالفة‪ ،‬للقضاء عليها‪ ،‬أو تصويب مضمونها‪.‬‬

‫وانطالقا من هذه القيمة القانونية التي يتمتع بها الدستور وعلوه على‬
‫باقي التشريعات‪ ،‬فان األحكام الدستورية تتسم بالثبات واالستقرار‬
‫إذا ما قورنت بغيرها من القوانين والنصوص‪ ،‬وذلك بالنظر لطبيعة‬
‫اإلجراءات الشكلية والموضوعية الخاصة بآليات وضع أو تعديل‬
‫الدستور‪ ،‬وهذا ما يبرر ضرورة اعتماد قواعد دستورية مثيلة عند إلغاء أو‬
‫تعديل أي من النصوص الدستورية(‪.)1‬‬

‫وال يسود مبدأ سمو الدستور إال في ظل النظام الديمقراطي‪،‬‬


‫فاألنظمة الديكتاتورية ال تعرفه‪ ،‬حيث ال يعترف الحاكم بالدستور‪ ،‬وال‬
‫بغيره من القوانين‪ ،‬إال عند تطبيقها على األفراد‪ ،‬أما هو فإن جميع‬
‫أعماله تقوم على االستبداد وفرض القوة‪.‬‬

‫ويقودنا مبدأ سمو الدستور في الدولة إلى التسليم بمبدأ آخر يطلق‬
‫عليه مبدأ المشروعية‪ ،‬ويقصد بهذا المبدأ خضوع الحكام والمحكومين‬
‫لسيطرة أحكام القانون‪ ،‬إذ ال يجوز ألي هيئة أو فرد أو سلطة عامة أو‬
‫خاصة أن تقوم بأي تصرف مخالف للقانون‪ ،‬فهذا المبدأ يفرض على‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬ناصر الريس‪ ،‬د‪ .‬رندة سنيورة‪ ،‬مفاهيم أساسية حول الدساتير وأنواعها وطرق‬
‫إنشائها وتعديلها‪ ،2003 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪58‬‬

‫الجميع احترام أحكام القانون‪ ،‬وبتعبير أخر فإن مبدأ سمو الدستور يعد‬
‫مظه ار من مظاهر علو أو سيطرة أحكام القانون‪ ،‬وهو ما يطلق عليه‬
‫مبدأ سيادة القانون‪.‬‬

‫كيفية تحقيق سمو الدستور‪:‬‬

‫حتى يتحقق سمو الدستور يتعين أن نتأكد من خضوع السلطات‬


‫الثالثة في الدولة‪ ،‬التشريعية والتنفيذية والقضائية‪ ،‬للدستور‪ ،‬وذلك بوجود‬
‫رقابـة على دستورية القوانينن‪ ،‬بغض النظر عن كون نظام الدولة برلمانيا‬
‫أو رئاسيا‪ ،‬كما تأتي هذه الرقابـة كنتيجـة حتمية لمبدأ تدرج القوانين الذي‬
‫ينتج عنه مبدأ سمو الدستور(‪.)1‬‬

‫وقد عرفت التجربة الدستورية في العديد من الدول ثالثة أشكال‬


‫للرقابة الدستورية‪ ،‬وذلك باعتماد بعضها نظام المجالس الدستورية‪ ،‬كما‬
‫هو الحال في فرنسا في ظل دستور الجمهورية الخامسة الصادر عام‬
‫‪ ،1958‬والذي أنشأ ما يسمى بالمجلس الدستوري‪ ،‬للرقابة السابقة على‬
‫دستورية القوانين‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬أمين عاطف صليبا‪ ،‬دور القضاء الدستوري في إرساء دولة القانون "دراسة‬
‫مقارنة "‪ ،‬المؤسسة الحديثة للكتاب‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪ ،2002 ،‬ص ‪ 164‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪59‬‬

‫وبعض الدول يأخذ بنظام المحاكم الدستورية المتخصصة في رقابة‬


‫الدستورية‪ ،‬كما هو الحال في مصر‪ ،‬حيث تختص المحكمة الدستورية‬
‫العليا بذلك‪ ،‬منذ إنشائها عام ‪.1979‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫مظاهر سمو الدستور‬

‫إن مبدأ سمو الدستور يقوم أو يتحقق بتوافر عنصرين هما السمو‬
‫الموضوعي للدستور والسمو الشكلي‪.‬‬

‫ونتناول كال منهما في مطلب مستقل‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫السمو الشكلي للدستور‬

‫يتحقق السمو الشكلي للدستور عندما تكون إجراءات تعديل الدستور‬


‫تختلف عن اإلجراءات التي يتطلبها التشريع العادي‪ ،‬بحيث تكون هذه‬
‫اإلجراءات صعبة ومعقدة‪ ،‬وتصون القواعد الدستورية من العبث والتعديل‬
‫بها بإجراءات بسيطة يسهل على السلطة التشريعية تناولها بالتعديل‪،‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪60‬‬

‫وأساس السمو الشكلي أن الدستور يأتي على قمة الهرم التشريعي‬


‫للدولة‪ ،‬ثم تأتي بعده القوانين العادية‪ ،‬ثم اللوائح‪ ،‬فال يكون لتلك القوانين‬
‫واللوائح أن تعدل الدستور‪ ،‬أو تلغيه(‪.)1‬‬

‫ولذلك فان الدستور ال يتحقق له السمو الشكلي إال إذا كان دستو اًر‬
‫جامداً‪ ،‬ال يمكن تعديله إال وفقاَ إلجراءات خاصة تختلف عن إجراءات‬
‫تعديل القوانين العادية التي تصدرها السلطة التشريعية(‪.(2‬‬

‫أما الدستور المرن فال يتحقق له السمو الشكلي‪ ،‬ألن السلطة‬


‫التشريعية تستطيع تعديله‪ ،‬بنفس اإلجراءات التي تتبعها في تعديل‬
‫القوانين العادية التي تصدرها‪ ،‬وبالتالي تستطيع هذه السلطة أن تخرج‬
‫على الدستور‪ ،‬فتخالف أحكامه فيما تسنه من قوانين‪ ،‬دون أن يترتب‬
‫على تلك المخالفة أية آثار قانونية‪ ،‬إذ يعتبر ذلك بمثابة تعديل للدستور‪،‬‬
‫وهو ما تملكه هذه السلطة التشريعية(‪.)3‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬ثروت بدوي‪ ،‬القانون الدستوري ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪٨٢‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬عبد الحميد متولي ‪ ،‬الوسيط في القانون الدستوري ‪ ،‬الناشر دار المعارف ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫اإلسكندرية‪ ، ١٩٥٦ ،‬ص ‪ ، ٢٠٢‬د‪ .‬إسماعيل البدوي ‪ ،‬مبادئ لقانون الدستوري ‪،‬‬
‫دار الكتاب الجامعي ‪ ،‬القاهرة‪ ،١٩٧٩ ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪. - 3‬د محمد حسنين عبد العال ‪ ،‬القانون الدستوري ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪ ،١٩٧٥‬ص ‪.110‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪61‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫السمو الموضوعي‬

‫يتحقق السمو الموضوعي لجميع الدساتير‪ ،‬سواء كانت عرفية أو‬


‫مكتوبة‪ ،‬وسواء كانت مكتوبة في نصوص جامدة ووفقاً إلجراءات‬
‫خاصة‪ ،‬أو كانت مقررة في قوانين عادية(‪.)1‬‬

‫فالقواعد الدستورية هي التي تتعلق بأساس الدولة وبنيانها الرئيسي‪،‬‬


‫وتبين نظام الحكم فيها‪ ،‬لذا يكمن السمو الموضوعي في طبيعة القواعد‬
‫الدستورية ومضمونها‪ ،‬وكذلك طبيعة القواعد التي ينظمها(‪.)2‬‬

‫فالدستور هو الذي يضم أو يحتوي على القواعد األساسية التي تحدد‬


‫سلطات الدولة واختصاصاتها وعالقاتها ببعضها البعض وعالقتها‬
‫باألفراد‪ ،‬كما يحدد الحقوق والحريات الفردية‪ ،‬لذا فان هذه القواعد تسمو‬
‫على غيرها من القواعد‪ ،‬ألن القواعد األخرى ال تحتوي على مثل هذه‬
‫الموضوعات الهامة والتي تعتبر أساسية في الدولة‪ ،‬وال تقوم الدولة‬
‫بدونها‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬ثروت بدوي‪ ،‬موجز القانون الدستوري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ، ١٩٧٣ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.٦٢‬‬

‫‪ - 2‬د‪ .‬شمس مرغني علي‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬مطبعة دار التأليف‪ ،‬القاهرة‪،١٩٨٧ ،‬‬
‫ص ‪١٥٨‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪62‬‬

‫فبقدر السمو الموضوعي للدستور‪ ،‬فإن القواعد الدستورية التى‬


‫يحتويها يتحقق لها السمو على غيرها من القواعد القانونية األخرى من‬
‫حيث موضوع القاعدة الدستورية‪ ،‬ألن تلك القواعد تتعلق بأساس الدولة‬
‫وبعبارة أخرى تمثل القواعد األساسية للحكم في الدولة‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪63‬‬

‫الفصل السادس‬
‫الرقابة على دستورية القوانين‬
‫تعد الرقابة على دستورية القوانين نتيجة مباشرة لمبدأ سمو الدستور‪،‬‬
‫حيث أنها تضمن تفعيله‪ ،‬فتؤدي إلى إلغاء أي قانون أو الئحة تخالف‬
‫الدستور القائم‪.‬‬

‫ونتناول هذه الرقابة في مبحثين متتاليين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المقصود بها وطبيعتها وأنواعها‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬طرق الرقابة على دستورية القوانين‬

‫المبحث األول‬

‫المقصود بها وطبيعتها وأنواعها‬

‫أوالً‪ :‬المقصود بالرقابة القضائية على دستورية القوانين‬

‫هي رقابة يباشرها القضاء‪ ،‬حيث يبحث مدى اتفاق أحد القوانين أو‬
‫اللوائح مع أحكام الدستور‪ ،‬باعتباره التشريع األعلى درجة‪.‬‬

‫ويعهد بهذه الرقابة عادة لهيئة قضائية عليا‪ ،‬تتفرغ لتلك المهمة‪ ،‬أو‬
‫تمارس إلى جانب اختصاصات أخرى‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪64‬‬

‫وغالباً ما تكون الرقابة القضائية على دستورية القوانين واللوائح رقابة‬


‫الحقة لصدور القانون‪ ،‬لكنها في بعض الدول تكون رقابة سابقة‪ ،‬كما‬
‫هو الحال في إيرلندا‪ ،‬حيث يجيز دستورها لرئيس الدولة‪ ،‬بعد استشارة‬
‫مجلس الدولة‪ ،‬أن يحيل مشروع أي قانون أقره البرلمان إلى المحكمة‬
‫العليا‪ ،‬لتنظر في مدى موافقته للدستور‪ ،‬خالل سبعة أيام من تاريخ‬
‫تقديمه إليه‪ ،‬ويتعين على المحكمة العليا أن تحكم في هذا الموضوع‪،‬‬
‫خالل ستين يوماً من تاريخ إحالة مشروع القانون إليها‪ .‬فإذا حكمت بعدم‬
‫دستوريته امتنع رئيس الدولة عن إصداره(‪.)1‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬طبيعة الدعوى الدستورية‬

‫تتميز الدعوى الدستورية بخاصيتين‪ ،‬فهي أوال دعوى عينية‪ ،‬وهي‬


‫ثانياً دعوى مستقلة عن دعوى الموضوع‪.‬‬

‫‪ -1‬دعوى عينية‪:‬‬

‫الدعوى الدستورية دعوى عينية‪ ،‬بمعنى أنها تقوم على مقابلة‬


‫النصوص القانونية المدعى مخالفتها للدستور للقواعد المكتوبة في ذلك‬
‫الدستور‪ ،‬فهذه النصوص ذاتها هي موضوع الخصومة الدستورية‪ ،‬وهي‬
‫تنتهي بإهدار تلك النصوص إذا ثبت تعارضها مع الدستور‪ ،‬والحكم‬

‫‪ - 1‬رياض محسن مجول" الرقابة على دستورية القوانين وموقف الدساتير العراقية‬
‫منها"‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة عدن‪ ،‬اليمن‪ ،2.11،‬ص ‪ 52‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪65‬‬

‫الصادر في ذلك الشأن يحوز الحجية المطلقة‪ ،‬في مواجهة الجميع‪،‬‬


‫وليس فقط في مواجهة أطراف الخصومة الدستورية‪.‬‬

‫‪ -2‬دعوى مستقلة‬

‫تستقل الدعوى الدستورية عن الدعوى الموضوعية التي رفعت‬


‫بمناسبتها‪ ،‬فلكل من الدعويين ذاتيها ومقوماتها‪ ،‬فهما ال تتحدان في‬
‫شروط قبولهما‪ ،‬وال في موضوع كل منهما‬

‫فالدعوى الدستورية موضوعها هو الفصل في التعارض المدعى به‬


‫بين نص تشريعي وقاعدة في الدستور‪ ،‬أما الدعوى الموضوعية‬
‫فموضوعها حقوق متنازع عليها بين طرفين‪ ،‬ويدور النزاع حول إثباتها أو‬
‫نفيها(‪.(1‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع الرقابة القضائية على دستورية القوانين‬


‫واللوائح‪:‬‬
‫قد تكون الرقابة القضائية على دستورية القوانين واللوائح رقابة إلغاء‬
‫أو رقابة امتناع‪.‬‬

‫‪ -1‬رقابة االمتناع‪:‬‬

‫‪ -‬محمد المنجي "دعوى عدم الدستورية‪ -‬التنظيم القانوني واإلجرائي لدعوى عدم‬ ‫‪1‬‬

‫الدستورية‪ ،‬مراحل الدعوى من الدفع وتحرير الصحيفة إلى صدور الحكم"‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2..2 ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪66‬‬

‫وهي رقابة قضائية المركزية على الدستورية‪ ،‬تمارسها كل المحاكم‬


‫في الدولة‪ ،‬أثناء نظرها لدعوى موضوعية أمامها‪ ،‬حيث تقوم المحكمة‬
‫ببحث مدى مخالفة القوانين الواجب التطبيق على الدعوى مع الدستور‪،‬‬
‫إذا أثار ذلك أحد الخصوم‪ ،‬فإذا وجدت أنه بالفعل يخالف الدستور‬
‫امتنعت عن تطبيقه على الدعوى المنظورة أمامها‪.‬‬

‫وتعد الواليات المتحدة األمريكية موطن الرقابة القضائية الالمركزية‬


‫على الدستورية‪ ،‬وذلك لعدم وجود أي نص ينظم الرقابة على الدستورية‬
‫فيها(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬رقابة اإللغاء‪:‬‬

‫وتعني تخصيص محكمة عليا للرقابة على دستورية القوانين‪ ،‬يحق‬


‫لها الحكم بعدم دستورية القوانين واللوائح التي تخالف الدستور‪ ،‬وبالتالي‬
‫يقع على عاتق السلطة التشريعية إلغاؤها أو تعديلها‪ ،‬وفقا لما يقرره حكم‬
‫المحكمة العليا‪.‬‬

‫وتسند مهمة الرقابة على دستورية القوانين في هذا الحالة إلى جهة‬
‫قضائية تنشأ خصيصا لهذا الغرض‪ ،‬فيكون هو اختصاصها الوحيد‪ ،‬أو‬
‫تمارس إلى جانبه اختصاصات أخرى‪.‬‬

‫‪ - 1‬راجع د‪.‬سام سليمان دّله "مبادئ القانون الدستوري والنظم السياسية"‪ ،‬مديرية‬
‫الكتب والمطبوعات الجامعية‪ ،‬حلب‪ ، 2002 ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪67‬‬

‫وهذا النوع من الرقابة قد تكون رقابة الحقة‪ ،‬وهذا هو الغالب‪ ،‬وقد‬


‫تكون سابقة‪ .‬ومن ذلك ما تقرر في ظل دستور ‪ 1971‬في مصر‪ ،‬من‬
‫تعديل دستوري‪ ،‬عام ‪ ،2005‬بشأن فرض رقابة قضائية مركزية سابقة‬
‫على دستورية مشروع قانون تنظيم انتخابات الرئاسة في مصر‪ ،‬قبل‬
‫إصداره‪ ،‬للتحقق من اتفاقه مع أحكام الدستور القائم(‪.)1‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫طرق رفع الدعوى الدستورية وموضوعها‬

‫أوال‪ :‬طرق رفع الدعوى الدستورية‬

‫هناك عدة طرق لرفع الدعوى الدستورية أمام القضاء‪ ،‬من أهمها ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪-1‬اإلحالة من محكمة الموضوع‬

‫في هذه الطريقة يمنح المشرع ألي محكمة تنظر أمامها دعوى‬
‫موضوعية‪ ،‬أن تلجأ إلى المحكمة العليا المختصة بالرقابة على دستورية‬
‫القوانين‪ ،‬إذا رأت أن نصا في القانون الواجب التطبيق على القضية التي‬

‫‪ -‬راجع في ذلك حكم المحكمة الدستورية العليا في مصر‪ ،‬والصادر بتاريخ ‪15‬‬ ‫‪1‬‬

‫يناير ‪ ،2006‬منشور في الجريدة الرسمية في العدد ‪ 25‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 26‬يونيو‬


‫‪.2006‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪68‬‬

‫تنظرها‪ ،‬يخالف الدستور‪ ،‬أن توقف نظر تلك القضية‪ ،‬وتحيل األوراق‬
‫إلى المحكمة العليا‪ ،‬للبت في مسألة عدم الدستورية‪.‬‬

‫ويمكن لمحكمة الموضوع أن تحيل مسألة عدم الدستورية إلى‬


‫المحكمة العليا في أي مرحلة من مراحل الدعوى المنظورة أمامها‪ ،‬حتى‬
‫في مرحلة حجز الدعوى للحكم‪ ،‬أو في مرحلة االستئناف‪ ،‬متى رأت أن‬
‫النص التشريعي الواجب التطبيق على الدعوى التي تنظرها فيه شبهة‬
‫عدم الدستورية(‪.)1‬‬

‫وتختص المحكمة العليا فقط بالنظر في قرار اإلحالة الصادر من‬


‫محكمة الموضوع‪ ،‬وال تتعرض ألصل الدعوى الموضوعية‪ ،‬ألنها تبقى‬
‫من اختصاص محكمة الموضوع‪.‬‬

‫فإذا حكمت بعدم دستورية القانون المطعون فيه فإن محكمة‬


‫الموضوع تلتزم بما جاء في هذا الحكم‪ ،‬فال تطبق هذا القانون على‬
‫الدعوى المنظورة أمامها‪.‬‬

‫‪ -2‬الدفع من قبل األفراد‪:‬‬

‫تفترض هذه الطريقة أن هناك دعوى مرفوعة أمام إحدى المحاكم‪،‬‬


‫وأن أحد الخصوم يقوم بتقديم دفع بعدم دستورية القانون الواجب التطبيق‬

‫‪ -‬د ‪.‬ابراهيم حسنين "الرقابة القضائية على دستورية القوانين في الفقه والقضاء"‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫دار الكتب القانونية‪ ،‬القاهرة‪ ،2003 ،‬ص ‪.56‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪69‬‬

‫على الدعوى‪ ،‬فإذا رأت المحكمة أن دفعه يتسم بالجدية‪ ،‬أوقفت نظر‬
‫الدعوى الموضوعية التي تنظرها‪ ،‬وسمحت له باللجوء إلى المحكمة‬
‫العليا المختصة لرفع الدعوى الدستورية أمامها‪.‬‬

‫‪ -3‬الرقابة بطريق الدعوى األصلية‬

‫تسمى هذه الطريقة بالرقابة الهجومية‪ ،‬وبمقتضاها يمكن لألفراد أو‬


‫لجهة معينة يحددها القانون الحق في رفع دعوى بعدم دستورية نص‬
‫قانوني معين‪ ،‬دون أن تكون هناك دعوى موضوعية منظورة أمام أية‬
‫محكمة‪ ،‬فيتقدم الطاعن مباشرة للحكمة العليا المختصة بدعواه‪ ،‬والتي‬
‫يحدد فيها موضوع الدعوى والنصوص القانونية التي يطعن فيها‪ ،‬وأوجه‬
‫الطعن‪ ،‬والحجج التي يراه مؤيدة لدعواه‪ ،‬ثم تصدر المحكمة حكمها‬
‫بدستورية أو عدم دستورية النصوص المطعون فيها‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬صور عدم الدستورية‬


‫قد يكون القانون المطعون في دستوريته مخالفا للدستور من الناحية‬
‫الشكلية‪ ،‬أو مخالفا له من الناحية الموضوعية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬عدم الدستورية الشكلية‬

‫تتمثل عدم دستورية القانون شكلياً في عدة صور‪ ،‬من أهمها ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الخروج على قواعد االختصاص‪:‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪70‬‬

‫يسند الدستور إلى السلطة التشريعية مهمة إصدار التشريعات‪ ،‬وال‬


‫يسنده إلى السلطة التنفيذية إال في حدود ضيقة‪ ،‬كإصدار الق اررات‬
‫بقوانين أو المراسيم أو اللوائح‪ ،‬فإذا تجاوزت تلك السلطة حدودها في ذلك‬
‫الشأن‪ ،‬فأصدرت تشريعاً ال تختص بإصداره‪ ،‬فإنه يكون غير دستوري‪،‬‬
‫لمخالفته قواعد االختصاص‪.‬‬

‫‪ -2‬مخالفة قواعد الشكل واإلجراءات‪:‬‬

‫يتطلب الدستور قواعد وإجراءات شكلية إلصدار التشريعات‪ ،‬سواء‬


‫من جانب السلطة التشريعية أو السلطة التنفيذية‪ ،‬ومنها مثالً أن يصدر‬
‫التشريع بأغلبية معينة‪ ،‬وفى اجتماع صحيح للبرلمان‪ ،‬وأن يصدق عليها‬
‫رئيس الدولة‪.‬‬

‫فإذا صدر التشريع دون استيفاء اإلجراءات الشكلية المطلوبة‬


‫دستوريا فإنه يكون باطال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدم الدستورية الموضوعية‬

‫تتمثل عدم دستورية القانون موضوعيا في عدة صور‪ ،‬من أهمها ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬مخالفة القواعد الموضوعية والقيود المحددة بالدستور‬

‫يحدد الدستور بعض القواعد الموضوعية المقيدة لما يصدر من‬


‫تشريعات قانونية والئحية يتعين استيفاؤها‪ ،‬مثل تجريم المصادرة العامة‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪71‬‬

‫لألموال‪ ،‬أو تحريم رجعية القوانين ما لم تكن أصلح للمتهم‪ ،‬وتحريم إبعاد‬
‫المواطنين‪ ،‬فإذا خالف التشريع هذه المبادئ فإنه يكون باطال‪.‬‬

‫‪ -2‬خروج التشريع على روح الدستور أو االنحراف فى استعمال‬


‫السلطة التشريعية‬

‫البد أن يصدر التشريع متوافقا مع المقاصد والغايات التى حددها‬


‫الدستور للتشريعات‪ ،‬فال ينحرف عن هذه الغايات‪ ،‬وهي تحقيق المصلحة‬
‫العامة‪ ،‬فإذا انحرف المشرع عن هذه الغاية فإن تشريعه يعد باطال‪.‬‬

‫ومن صور هذا االنحراف أن يصدر التشريع بصيغة عامة مجردة‪،‬‬


‫لكنه يطبق على حالة بعينها‪ ،‬أو أن يصدر تشريع لتنظيم الحقوق‬
‫الفردية‪ ،‬بما يقضى عليها‪ ،‬أو أن يصدر تشريع يقرر األثر الرجعى له‪،‬‬
‫دون ضرورة تقتضيه‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪72‬‬

‫الفصل السابع‬
‫تعديل الدستور وإنهاؤه‬
‫لما كان الدستور في أي دولة ينظم أمور الحكم فيها‪ ،‬وحقوق‬
‫وحريات األفراد‪ ،‬ولما كانت هذه األمور عرضة للتطور‪ ،‬بما يتوافق مع‬
‫تطور الدول‪ ،‬فإن هذا الدستور يخضع للتعديل‪ ،‬كما أنه من الممكن‬
‫إنهاؤه ووضع آخر بدالً منه‪.‬‬

‫ونتناول في هذا الفصل كال من تعديل الدستور وإنهاءه‪ ،‬في مبحثين‬


‫متتاليين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعديل الدستور‬

‫المبحث الثاني‪ :‬انقضاء الدساتير‬

‫المبحث األول‬

‫تعديل الدستور‬

‫نتناول في هذا المبحث المقصود بتعديل الدستور وطرق تعديله‪،‬‬


‫واألحكام التى يخضع لها تعديل الدستور‪ ،‬وذلك في مطلبين متتاليين‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المقصود بتعديل الدستور وطرق تعديله‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أحكام تعديل الدستور‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪73‬‬

‫المطلب األول‬

‫المقصود بتعديل الدستور وطرق تعديله‬

‫أوالً‪ :‬المقصود بتعديل الدستور‬


‫يقصد بتعديل الدستور "أي تغيير في الدستور‪ ،‬سواء بوضع حكم‬
‫جديد في موضوع لم يسبق للدستور تنظيمه‪ ،‬كما يشمل تغيير أحكام‬
‫منصوص عليها في الدستور‪ ،‬باإلضافة أو الحذف"(‪ ،)1‬أو هو بعبارة‬

‫أخرى إعادة النظر في أحكامه ً‬


‫كليا أو جز ًئيا(‪.)2‬‬

‫فتعديل الدستور يعني إعادة النظر في أحكامه‪ ،‬بتغييرها‪ ،‬أو بتعديلها‬


‫بالحذف أو اإلضافة إليها‪ ،‬ما يترتب عليه تغيي اًر في محتواه‪.‬‬

‫وقد أقر الدستور الفرنسي الصادر عام ‪ 1791‬أن لألمة الحق الذي‬
‫ال ينتهي في تعديل دستورها‪ ،‬وال يختلف أحد على ضرورة األخذ بمبدأ‬
‫جواز تعديل الدستور‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬االعتبارات التي تبرر تعديل الدستور‬

‫يقوم حق الدولة في تعديل دستورها على اعتبارين هامين هما‪:‬‬

‫‪ - 1‬د ‪ .‬السيد خليل هيكل ‪ ،‬القانون الدستوري واألنظمة السياسية ‪ ،‬القاهرة ‪،1983 ،‬‬
‫ص ‪.73‬‬

‫‪ -‬د ‪ .‬نوري لطيف ‪ ،‬القانون الدستوري والنظام الدستوري في العراق ‪ ،‬ط‪، 2‬‬ ‫‪2‬‬

‫بغداد‪ ،1979 ،‬ص ‪.196‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪74‬‬

‫‪ -1‬اعتبار مبدئي‪:‬‬

‫يقوم هذا االعتبار على الضرورة القانونية للتعديل‪ ،‬فالدستور هو‬


‫مجرد تشريع‪ ،‬وأي تشريع يقبل بطبيعته التعديل‪ ،‬في كل وقت‪ ،‬وذلك‬
‫لمواكبة ما يجري من تطورات في كافة مجاالت‪ ،‬وتبعاً لتطلعات كل جيل‬
‫من أبنائها‪.‬‬

‫‪ -2‬اعتبار عملي ‪:‬‬

‫ويقوم هذا االعتبار على الضرورة السياسية للدستور‪ ،‬فكل دولة‬


‫تضع دستورها‪ ،‬وفًقا ألوضاعها السياسية واالجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وقت‬
‫صدوره‪ ،‬ولما كانت هذه األوضاع تتغير بتغير األوقات‪ ،‬فإن يصبح من‬
‫الالزم قبول فكرة تغيير الدستور أو تعديله‪ ،‬بطريقة سلمية‪ ،‬بما يمنع‬
‫محاوالت التغيير بالعنف من قبل األفراد(‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬الجهة المختصة بتعديل الدستور‬


‫هناك عدة جهات تقوم بتعديل الدستور‪ ،‬فكل دولة تحدد في دستورها‬
‫الجهة التي تقوم بذلك‪.‬‬

‫وذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬إسماعيل ميرزة "مبادئ القانون الدستوري والعلم السياسي" ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬دار‬ ‫‪1‬‬

‫المالك للفنون واألدب والنشر ‪ ، 2004 ،‬ص ‪ ..12‬د‪ .‬عبد الفتاح عمر "الوجيز في‬
‫القانون الدستوري" ‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث والنشر ‪ ،‬تونس‪ ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪75‬‬

‫‪ -1‬عن طريق الجمعية التأسيسية‬

‫تعني هذه الطريقة انتخاب هيئة خاصة إلجراء التعديل‪ ،‬تسمى‬


‫بالجمعية التأسيسية‪ ،‬تقوم على إعداد التعديالت الالزمة‪ ،‬باإلجراءات‬
‫التشريعية العادية‪ ،‬أو بإجراءات أشد‪ ،‬وفقاً لما يقرره الدستور ذاته‪.‬‬

‫وتتبع هذه الطريقة في تعديل دساتير معظم الواليات المتحدة‬


‫األمريكية وفي كثير من دساتير دول أمريكا الالتينية(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬عن طريق السلطة التشريعية‬

‫حيث تقوم السلطة التشريعية بعمل التعديل الدستوري‪ ،‬باتباع‬


‫إجراءات خاصة تختلف عن إجراءات تعديل القوانين العادية‪.‬‬

‫ومن الدساتير التي كانت تعدل بهذا األسلوب الدستور الفرنسي‬


‫الصادر عام ‪ ،1875‬والذي كان يقرر اختصاص البرلمان بتعديل‬
‫الدستور‪ ،‬عن طريق اجتماع مجلسيه في هيئة مؤتمر‪ ،‬لعمل التعديالت‬
‫الدستورية‪ ،‬مع اشتراط أغلبية خاصة للموافقة على التعديالت‪.‬‬

‫‪ -3‬عن طريق االستفتاء الشعبي‬

‫‪ -‬د‪ .‬ثروت بدوي "موجز القانون الدستوري" ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ، 1973‬ص ‪.72‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪76‬‬

‫وفي هذه الطريقة تعرض التعديالت الدستورية بعد إعدادها عن‬


‫طريق جمعية تأسيسية‪ ،‬أو عن طريق البرلمان‪ ،‬على الشعب‪ ،‬في‬
‫استفتاء شعبي للموافقة عليها‪.‬‬

‫وتأخذ سويس ار بهذا األسلوب سواء بالنسبة لتعديل الدستور االتحادي‬


‫أو دساتير الواليات(‪.)1‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫أحكام تعديل الدستور‬

‫تحاط عملية تعديل الدستور بقواعد وإجراءات تكفل الدساتير عدم‬


‫إساءة استعماله‪ ،‬أو اإلسراف فيه‪ ،‬لتحقيق أغراض سياسية أو شخصية‬
‫غير مشروعة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬السلطة المختصة بالتعديل‬

‫فيما يتعلق بوضع الدستور وتعديله‪ ،‬هناك سلطتان يتعين التمييز‬


‫بينهما هما السلطة التأسيسية األصلية والسلطة التأسيسية المشتقة‪.‬‬

‫‪ -1‬السلطة التأسيسية األصلية‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬سامي جمال الدين "القانون الدستوري والشرعية الدستورية على ضوء قضاء‬
‫المحكمة الدستورية العليا" ‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ، 2005 ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪77‬‬

‫ويناط بها مهمة وضع دستور جديد لدولة جديدة‪ ،‬أو وضع دستور‬
‫جديد للدولة‪ ،‬بدال من دستورها القديم‪ ،‬وهي أيضاً تقوم بوضع القواعد‬
‫التي يتم بموجبها تشكيل السلطات المنشأة‪ ،‬وتحديد اختصاصاتها‪،‬‬
‫وتشمل السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية‪.‬‬

‫وهذه السلطة ال تخضع لقواعد تنظيمية تسبق وجودها‪ ،‬بل هي التي‬


‫تنشئ السلطات المختلفة في الدولة‪ ،‬ولذلك فهي خارج إطار الدولة وال‬
‫عضوا من أعضائها‪ ،‬وال تتقيد بإجراءات معينة‪ ،‬وال حدود‬
‫ً‬ ‫تعتبر‬
‫الختصاصاتها‪.‬‬

‫وقد تتكون هذه السلطة من فرد واحد‪ ،‬أو مجموعة من المؤسسيين‬


‫للدولة‪ ،‬وقد تكون جمعية منتخبة من قبل الشعب‪ ،‬أو قد تكون الشعب‬
‫نفسه يمارسها بشكل مباشر‪.‬‬

‫‪ -2‬السلطة التأسيسية المشتقة‪:‬‬

‫وهي سلطة معينة من قبل الدستور نفسه‪ ،‬وتقوم بمهمة إجراء‬


‫التعديالت على دستور ساري المفعول‪ ،‬وهي سلطة مقيدة بنصوص‬
‫الدستور من حيث تكوينها وعملها مثل غيرها من السلطات في الدولة‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪78‬‬

‫وقد يعهد الدستور بهذه السلطة إلى السلطة التنفيذية‪ ،‬أو البرلمان‪،‬‬
‫أو الشعب(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراحل التي يمر بها تعديل الدستور‬


‫تمر عملية تعديل الدستور بأربعة مراحل‪:‬‬

‫(‪ )1‬مرحلة اقتراح التعديل‬

‫يحدد الدستور السلطة التي يحق لها تقديم اقتراح بتعديل الدستور‪،‬‬
‫وقد تكون هذه السلطة هي الحكومة‪ ،‬أو البرلمان‪ ،‬أو باالشتراك بينهما‪،‬‬
‫أو عن طريق الشعب في استفتاء شعبي‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال يشترط دستور سويس ار الفيدرالي الصادر عام‬


‫‪ 1874‬أن يتم إجراء استفتاء شعبي للموافقة على اقتراح التعديل‪.‬‬

‫(‪ )2‬مرحلة إعداد التعديل‬

‫يحدد الدستور الجهة التي تتولى إعداد التعديل الدستوري المقترح‪،‬‬


‫والغالب هو أن يتولى البرلمان هذه المهمة‪ ،‬بشروط خاصة‪ ،‬مثل اشتراط‬
‫نسبة معينة في حضور الجلسات‪.‬‬

‫(‪ )3‬مرحلة الموافقة على التعديل‬

‫‪ -‬د‪ .‬إسماعيل مرزة ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪ .121‬د‪ .‬محمد علي آل ياسين "القانون‬ ‫‪1‬‬

‫الدستوري ‪ -‬المبادئ الدستورية العامة"‪ ،‬المكتبة الحديثة للطباعة والنشر ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪ ، 1973‬ص ‪.1.7‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪79‬‬

‫تقرر أغلب الدساتير ضرورة موافقة إلى البرلمان‪ ،‬باعتباره يمثل إرادة‬
‫األمة‪.‬‬

‫ومن ذلك مثال ما كان يقرره الدستور العراقي الصادر عام ‪،1925‬‬
‫إذ كان ينص على أن كل تعديل في الدستور يجب أن يوافق عليه كل‬
‫من مجلسي النواب واألعيان بأغلبية ثلثي أعضاء كل من المجلسين‪.‬‬

‫وهناك دساتير أخرى تتطلب موافقة الشعب‪ ،‬في استفتاء عام‪ ،‬إلى‬
‫جانب موافقة البرلمان‪ ،‬كما هو الحال في الدستور السويسري‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬حظر تعديل الدستور‬

‫يمكن أن تقرر الدساتير منع إجراء تعديالت عليها‪ ،‬أو على بعض‬
‫موادها‪ ،‬سواء بصفة دائمة أو مؤقتة‪.‬‬

‫وهناك أشكال مختلفة لهذا الحظر‪ ،‬نوضحها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الحظر الموضوعي‪:‬‬

‫ويعني حظر تعديل بعض نصوص الدستور‪ ،‬أو بعض أحكامه‪،‬‬


‫بصفة دائمة أو مؤقتة‪ ،‬رغبة منها في المحافظة على دعائم الحكم الذي‬
‫أقامته أما بصورة دائمة أو مؤقتة‪.‬‬

‫ومن الدساتير التي حظرت تعديل بعض أحكامها الدستور الفرنسي‬


‫الحالي والصادر سنة ‪ ،1958‬حيث نص صراحة على عدم جواز تعديل‬
‫شكل الحكم الجمهوري‪ ،‬وكذلك الدستور الكويتي الصادر عام ‪،1962‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪80‬‬

‫حيث حظر تعديل األحكام الخاصة بالنظام األميري للكويت ومبادئ‬


‫الحرية والمساواة المنصوص عليها في الدستور‪.‬‬

‫‪ -2‬الحظر الزمني‬

‫ويعني منع تعديل جميع مواد الدستور‪ ،‬ولكن خالل فترة زمنية‬
‫محددة‪ ،‬أو أثناء تعرض الدولة لظروف معينة‪.‬‬

‫ومن الدساتير التي أخذت بهذا الحظر دستور الدستور الفرنسي‬


‫السابق‪ ،‬والصادر سنة ‪ ،1946‬والذي حظر تعديله طالما أن هناك قوات‬
‫أجنبية تحتل الدولة أو جزءاً منه‪.‬‬

‫وعلة هذا الحظر أن إرادة الشعب وحريته في ممارسة سيادته تكون‬


‫مقيدة في هذه الظروف‪ ،‬فإذا ما سمح بإجراء أي تعديل على نصوص‬
‫الدستور فقد يأتي ذلك بنتائج تخالف إرادة الشعب الحقيقية وتتعارض مع‬
‫مصالح الدولة العليا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫انقضاء الدساتير‬

‫أوال‪ :‬المقصود بانقضاء الدستور‬

‫يقصد بانقضاء الدستور إلغاؤه ووضع حـد لسريانـه بالنسبة للمستقبل‪،‬‬


‫وإخراجه من حيز النفاذ‪ ،‬وإصدار غيره بدالً منه‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪81‬‬

‫وهناك طرق قانونية وأخرى غير قانونية النقضاء الدساتير‪.‬‬

‫(‪ )1‬الطرق القانونية إلنقضاء الدساتير‬

‫يكون انقضاء الدستور بطريقة قانونية إذا تم ذلك طبقا لما جاء في‬
‫الدستور نفسه‪ ،‬وباإلجراءات التي حددها في نصوصه‪.‬‬

‫وتختلف الدول في هذا الشأن‪ ،‬فالدول الليبرالية ناد اًر ما تنص‬


‫دساتيرها على كيفية إلغائها‪ ،‬فهي قد تعدل‪ ،‬ولكن ال تلغى بصفة نهائية‪،‬‬
‫باعتبارها تحمل مبادئ عامة صالحة لمختلف الظروف‪ .‬ومع ذلك هناك‬
‫دساتير لدول ليبرالية تقرر إمكانية اإللغاء الجزئي أو الشامل لها‪ ،‬ومنها‬
‫الدستور الفرنسي الصادر عام ‪.1875‬‬

‫أما بالنسبة للدول ذات النظام االشتراكي‪ ،‬فإنها ترى أن الدستور‬


‫عبارة عن نصوص تعبر عن مرحلة تاريخية معينة‪ ،‬ولذا فإنها تتغير مع‬
‫كل مرحلة‪.‬‬

‫فالصين مثالً أصدرت عدة دساتير‪ ،‬في أعوام منها عام ‪،1954‬‬
‫‪.198 ،1978 ،1975‬‬

‫ويتم إلغاء الدستور بشكل قانوني‪ ،‬عن طريق االستفتاء الشعبي‪ ،‬أو‬
‫عن طريق الجمعية التأسيسية‪ ،‬أو عـن طريقهما معا‪ .‬وقـد يكون اإللغاء‬
‫بطريقة غيـر مباشرة‪ ،‬عـن طريق التصديق على الدستور الجديد‪ ،‬كما‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪82‬‬

‫حدث فـي الجزائر في دستور عام ‪ ،1976‬حيث ألغي ضمنيا بعرض‬


‫دستور ‪ 1989‬على االستفتاء الشعبي‪.‬‬

‫أما الدساتير العرفية فإنها تلغى بإنشاء أعراف جديدة تحل محل‬
‫األعراف القديمة‪ ،‬أو بكتابة دستور جديد‪ ،‬أو بإصدار قوانين عادية تلغـي‬
‫العرف الدستوري‪.‬‬

‫(‪ )2‬الطرق غير القانونية‬

‫يلغى الدستور بالطرق غير القانونية عن طريق القـوة والعنف‪ ،‬كما‬


‫يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬الثورة الشعبية‪:‬‬

‫فإذا قامت ثورة ضد نظام الحكم في دولة ما‪ ،‬واستطاعت تحقيق‬


‫أهدافها‪ ،‬فإنها عادة ما تقوم بإلغاء الدستور القائم‪ ،‬وتصدر دستو اًر غيره‪.‬‬

‫ومـن أمثلة ذلك الثورة الروسية سنـة ‪ ،1917‬والثورة اإليرانية عام‬


‫‪ ،1979‬والثورة المصرية ‪.1952‬‬

‫ب‪ -‬االنقالب‪:‬‬

‫وهو صراع حول السلطة ينشأ بين أعضاء الطبقة السياسية‪ ،‬ويهدف‬
‫إلى إبعاد شخص أو مجموعة أشخاص عن السلطة‪ ،‬أو تغيير الجهاز‬
‫الحاكم كله‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪83‬‬

‫فإذا نجح االنقالبيون في مسعاهم فإنهم عادة يقومون بإلغاء الدستور‬


‫الذي كان قائما في ظل النظام السابق‪ ،‬ويضعون آخر بدالً منه‪ ،‬لينظم‬
‫الحياة السياسية في المرحلة الجديدة‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬آثار انقضاء الدساتير‬

‫‪ -1‬بالنسبة للنظام السياسي ‪:‬‬

‫إن إلغاء الدستور قد يضع حدا لنظام سياسي سابق‪ ،‬ليحل محله‬
‫نظام آخر‪ .‬ومن ذلك مثالً إلغاء دستور ‪ 1946‬في فرنسا‪ ،‬والذي أنهى‬
‫الجمهورية الرابعة‪ ،‬وأسس للجمهورية الخامسة‪.‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة للدولة‪:‬‬

‫ال يؤدي إلغاء الدستور في الدولة إلي المساس بوجودها‪ ،‬ولكنه قــد‬
‫يؤدي إلى تغيير نظام الحكم فيها‪ ،‬من ملكي إلى جمهوري مثالً‪ ،‬كما‬
‫حدث في إلغاء دستور ‪ ، 1936‬بعد ثورة يوليو ‪ 1952‬في مصر‪ ،‬حيث‬
‫تحولت مصر من دولة ملكية إلى جمهورية‪.‬‬
Sarah Abdullah Mohammed Sanad
Shahabuddin_30305280101842_88820259552

84
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪85‬‬

‫الباب الثاني‬
‫النظام الدستوري المصري‬
‫يقوم النظام الدستوري المصري‪ ،‬في ظل الدستور الحالي الصادر‬
‫عام ‪ ،2014‬على وجود مجموعة من السلطات العامة الحاكمة‪ ،‬والتي‬
‫قام ذلك الدستور بتنظيمها‪ ،‬بداية من كيفية اختيارها وتنظيم عملها‬
‫ونهاية باختصاصاتها الدستورية‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من المجالس‬
‫العليا والمجالس القومية والهيئات المستقلة واألجهزة الرقابية‪.‬‬

‫كما ينظم الدستور الحالي‪ ،‬كسابقيه‪ ،‬الرقابة على دستورية القوانين‬


‫واللوائح‪ ،‬في ظل وجود المحكمة الدستورية العليا‪.‬‬

‫ومن خالل االطالع على هذا الدستور والدساتير السابقة وجدنا‬


‫مجموعة من السمات العامة التي تميز الدستور المصري عن غيره من‬
‫الدساتير‪.‬‬

‫ونتناول في هذه الباب أهم السمات العامة المميزة للدستور المصري‪،‬‬


‫كما نستعرض بإيجاز أهم السلطات العامة التي ينظمها هذا الدستور‪،‬‬
‫وأخي اًر نعرج إلى كيفية تنظيم الرقابة على دستورية القوانين واللوائح في‬
‫مصر‪.‬‬

‫وعلى ذلك تنقسم الدراسة في هذا الباب إلى ثالثة فصول‪:‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪86‬‬

‫الفصل األول‪ :‬السمات العامة للدستور المصري‬

‫الفصل الثاني‪ :‬السلطات العامة في الدستور المصري الحالي‬

‫الفصل الثالث‪ :‬المجالس والهيئات المستقلة واألجهزة الرقابية‬

‫الفصل الرابع‪ :‬الرقابة على دستورية القوانين واللوائح في مصر‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪87‬‬

‫الفصل األول‬
‫السمات العامة للدستور المصري‬
‫يمكن القول بأن هناك مجموعة من الخصائص الشكلية‬
‫والموضوعية للدستور المصري الحالي‪ ،‬نبينها فيما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬تاريخ نشأته‬


‫في الفترة ما بين عامي ‪ 1805‬و‪ 1882‬شهدت مصر نضاال كبي ار‬
‫للشعب المصري انتهى بإصدار أول دستور للبالد سنة ‪ ،1882‬وذلك‬
‫في عهد الخديوي توفيق‪ ،‬والذي ما لبثت سلطات االحتالل اإلنجليزي أن‬
‫ألغته‪ ،‬فواصل الشعب المصري جهاده في هذا الشأن‪ ،‬حتى صدر دستور‬
‫‪ ،1923‬والذي انعقد وفقاً له أول برلمان مصري في ‪ 15‬مارس عام‬
‫‪.1924‬‬

‫وقد بقي هذا الدستور قائما‪ ،‬حتى إلغائه بموجب دستور جديد صدر‬
‫في ‪ ،1930‬ثم عاد من جديد للعمل به‪ ،‬في ديسمبر ‪ ،1935‬وبقي قائما‬
‫حتى عام ‪.1952‬‬

‫ويعد قيام ثورة يوليو ‪ 1952‬صدر أول إعالن دستوري‪ ،‬في ‪10‬‬
‫ديسمبر سنة ‪ 1952‬أعلن فيه سقوط دستور ‪ ،1923‬ثم تكونت لجنة‬
‫لوضع مشروع دستور جديد‪ ،‬خالل فترة انتقالية مدتها ثالث سنوات‪ ،‬وفي‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪88‬‬

‫‪ 10‬فبراير سنة ‪ 1953‬صدر إعالن دستوري ثان متضمنا أحكام‬


‫الدستور المؤقت للحكم ‪ ،‬خالل فترة االنتقال‪.‬‬

‫وبعد انتهاء الفترة االنتقالية صدر دستور جديد‪ ،‬وأجري االستفتاء‬


‫عليه في ‪ 23‬يونيو ‪.1956‬‬

‫وفي عام ‪ ، 1958‬وبعد قيام الجمهورية العربية المتحدة ‪،‬‬


‫باتحاد سوريا ومصر ‪ ،‬أعلن دستور الوحدة في مارس من نفس العام‪،‬‬
‫واستمر العمل به حتى ‪ 25‬مارس ‪ ، 1964‬بعد سقوط الوحدة بأكثر من‬
‫ثالثة أعوام‪ ،‬حيث صدر دستور مؤقت لمصر‪ ،‬والتي بقيت تعرف رسميا‬
‫باسم "الجمهورية العربية المتحدة"‪.‬‬

‫ثم أعلن في ‪ 11‬سبتمبر‪ 1971‬عن دستور جديد‪ ،‬والذي تم‬


‫تعديله عدة مرات‪ ،‬أولها في ‪ 30‬إبريل ‪ ،1980‬بقرار من مجلس‬
‫الشعب في جلسته المنعقدة بتاريخ ‪ 20‬أبريل ‪ ، 1980 ،‬لتعديل مدد‬
‫رئاسة الدولة‪ ،‬لتصبح أكثر من مدة‪ ،‬بعد أن كانت مدتين كحد أقصى‪.‬‬

‫أما المرة الثانية ففي سنة ‪ ، 2005‬حيث ُعِّدل الدستور‪ ،‬لينظم‬


‫اختيار رئيس الجمهورية بانتخابات مباشرة‪ ،‬والتي جرت على إثرها أول‬
‫انتخابات رئاسية في مصر‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪89‬‬

‫وأما المرة الثالثة ففي ‪ 26‬مارس ‪ ، 2007‬حيث شملت التعديالت‬


‫حذف اإلشارات إلى النظام االشتراكي للدولة‪ ،‬ووضع األساس الدستوري‬
‫لقانون اإلرهاب‪.‬‬

‫وبعد قيام ثورة ‪ 25‬يناير ‪ ،2011‬وتنحي رئيس الدولة‪،‬‬


‫كلف المجلس األعلي للقوات المسلحة‪ ،‬الذي تولى إدارة شئون مصر‪،‬‬
‫لجنة للقيام ببعض التعديالت الدستورية‪ ،‬وتم عرضها لالستفتاء على‬
‫الشعب في ‪ 19‬مارس ‪ ،2011‬وبعد موافقة الشعب المصري في‬
‫االستفتاء‪ ،‬أصدر المجلس األعلي للقوات المسلحة في يوم ‪30‬‬
‫مارس‪ 2011‬إعالناً دستوريا من ‪ 63‬مادة مشتمالً على أغلب التعديالت‬
‫التي تم إقرارها في االستفتاء‪ ،‬باإلضافة إلي بعض المواد األخرى‪.‬‬

‫وبناء على هذا اإلعالن الدستوري‪ ،‬قام البرلمان المنتخب باختيار‬


‫أعضاء جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد‪ .‬وبالفعل تم وضع دستور‬
‫جديد‪ ،‬وتم استفتاء الشعب عليه في استفتاء عام (‪.(1‬‬

‫وبعد قيام مظاهرات ‪ 30‬يونيو ‪ ،2013‬تم تشكيل لجنة من عشرة‬


‫خبراء قانونيين لتعديل الدستور‪ ،‬كأول خطوة من خطوات خارطة الطريق‬
‫السياسية‪ ،‬وقد أنهت اللجنة عملها في ‪ 20‬أغسطس ‪ ،2013‬لتشكل لجنة‬
‫الخمسين في ‪ 1‬سبتمبر ‪ ، 2013‬كثاني خطوات تعديل الدستور‪.‬‬

‫‪ -1‬وتم إقراره بموافقة نحو ‪ % 64‬واعتراض ‪ % 36‬من الذين ذهبوا للجان‬


‫االقتراع‪ ،‬بنسبة ‪.% 32.9‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪90‬‬

‫وقد أنهت اللجنة أعمالها‪ ،‬ووضعت مسودة الدستور بعد ستين يوماً‪،‬‬
‫ثم عرضت مسودته على االستفتاء الشعبي في يناير ‪ ،2014‬ثم أُعلنت‬
‫نتائج االستفتاء على تعديل الدستور بالموافقة(‪.)1‬‬

‫وقد جرت مؤخ اًر تعديالت على الدستور الجديد‪ ،‬في ‪ 23‬أبريل‬
‫‪ ، 2019‬وتم االستفتاء عليها ‪ ،‬وموافقة الشعب عليها‪.‬‬

‫ومن أهم ما تضمنته تلك التعديالت إعطاء رئيس الجمهورية الحق‬


‫في تعيين رؤساء المحاكم والمحكمة الدستورية العليا والنائب العام‪ ،‬ومد‬
‫الفترة الرئاسية لست سنوات‪ ،‬ولمدتين فقط‪ ،‬واستحداث منصب نائب‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬ليحل محله وقت الضرورة‪ ،‬واستحداث مجلس الشيوخ‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬جمود الدستور المصري‬

‫فالدستور المصري يعد من الدساتير الجامدة‪ ،‬والتي يشترط لوضعها‬


‫وتعديلها شروط وإجراءات أشد تعقيداً من شروط وإجراءات وضع وتعديل‬
‫القوانين العادية‪.‬‬

‫وتنظم المادة ‪ 226‬تعديل الدستور الحالي‪ ،‬فتنص على أن (لرئيس‬


‫لخمس أعضاء مجلس النواب‪ ،‬طلب تعديل مادة‪ ،‬أو أكثر‬
‫الجمهورية‪ ،‬أو ٌ‬

‫‪ -‬تم إقراره بموافقة ‪ %98.1‬ورفض ‪ %1.9‬من الذين ذهبوا للجان االقتراع‬ ‫‪1‬‬

‫(‪.)%38.6‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪91‬‬

‫من مواد الدستور‪ ،‬ويجب أن ُيذكر فى الطلب المواد المطلوب تعديله‪،‬‬


‫وأسباب التعديل‪.‬‬

‫وفى جميع األحوال‪ ،‬يناقش مجلس النواب طلب التعديل خالل‬


‫ثالثين يوماً من تاريخ تسلمه‪ ،‬ويصدر المجلس ق ارره بقبول طلب التعديل‬
‫كلياً‪ ،‬أو جزئياً بأغلبية أعضائه‪.‬‬

‫وإذا ُرفض الطلب ال يجوز إعادة طلب تعديل المواد ذاتها قبل‬
‫حلول دور االنعقاد التالي‪.‬‬

‫وإذا وافق المجلس على طلب التعديل‪ ،‬يناقش نصوص المواد‬


‫المطلوب تعديلها بعد ستين يوماً من تاريخ الموافقة‪ ،‬فإذا وافق على‬
‫التعديل ثلثا عدد أعضاء المجلس‪ ،‬عرض على الشعب الستفتائه عليه‬

‫خالل ثالثين يوماً من تاريخ صدور هذه الموافقة‪ ،‬ويكون التعديل نافذاً‬
‫من تاريخ إعالن النتيجة‪ ،‬وموافقة أغلبية عدد األصوات الصحيحة‬
‫للمشاركين فى االستفتاء‪.‬‬

‫وفى جميع األحوال‪ ،‬ال يجوز تعديل النصوص المتعلقة بإعادة‬


‫انتخاب رئيس الجمهورية‪ ،‬أو بمبادئ الحرية‪ ،‬أو المساواة‪ ،‬ما لم يكن‬
‫التعديل متعلقاً بالمزيد من الضمانات‪.‬‬

‫كما تقرر المادة ‪ 249‬من الدستور ضرورة أخذ رأي مجلس الشيوخ‬
‫في االقتراحات الخاصة بتعديل مادة أو أكثر من مواد الدستور‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪92‬‬

‫ويتضح من هذين النصين أن إجراءات تعديل الدستور كثيرة‬


‫ومعقدة‪ ،‬بالمقارنة بإجراءات تعديل القوانين العادية‪.‬‬

‫وتتمثل أهم مظاهر هذه التعقيدات في تعديل الدستور فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن اقتراح تعديله يكون لرئيس الجمهورية‪ ،‬أو ٌ‬


‫لخمس أعضاء‬
‫مجلس النواب‪ ،‬ويجب أن ُيذكر فى طلب التعديل المواد المطلوب‬
‫تعديله‪ ،‬وأسباب التعديل‪.‬‬
‫‪ .2‬أن طلب التعديل يعرض على مجلس النواب لمناقشته‪ ،‬خالل‬
‫ثالثين يوماً من تاريخ تسلمه‪ ،‬ويجب أن يصدر المجلس ق ارره بقبول‬
‫طلب التعديل كلياً‪ ،‬أو جزئياً‪ ،‬بأغلبية أعضائه‪.‬‬
‫‪ .3‬فإذا وافق المجلس على طلب التعديل‪ ،‬فإنه يناقش نصوص‬
‫المواد المطلوب تعديلها‪ ،‬بعد ستين يوماً من تاريخ الموافقة‪ ،‬ويجب أن‬
‫يوافق على التعديل ثلثا عدد أعضاء المجلس‪.‬‬
‫‪ .4‬يؤخذ رأي مجلس الشيوخ المزمع إنشاؤه في طلب التعديل‪.‬‬
‫‪ .5‬أنه يتعين عرض التعديالت على الشعب الستفتائه عليها‪ ،‬خالل‬
‫ثالثين يوماً من تاريخ صدور موافقة مجلس النواب‪ ،‬ويتعين أن يوافق‬
‫أغلبية الناخبين على تلك التعديالت‪ ،‬ويكون التعديل نافذاً من تاريخ‬
‫إعالن النتيجة‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬االنتماء العربي واألفريقي واإلسالمي‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪93‬‬

‫فقد أظهر الدستور المصري انتماء مصر عربيا وإفريقياً وإسالميا‪،‬‬


‫فيقرر في المادة األولى منه أن (‪ ....‬الشعب المصري جزء من األمة‬
‫العربية يعمل على تكاملها ووحدتها‪ ،‬ومصر جزء من العالم اإلسالمي‪،‬‬
‫تنتمي إلى القارة اإلفريقية‪ ،‬وتعتز بامتدادها اآلسيوي‪ ،‬وتسهم فى بناء‬
‫الحضارة اإلنسانية)‪.‬‬

‫كما أكد الدستور انتماء الدولة اإلسالمي‪ ،‬في المادة الثانية‪ ،‬فيقرر‬
‫أن (اإلسالم دين الدولة‪ ،‬واللغة العربية لغتها الرسمية‪ ،‬ومبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية المصدر الرئيسي للتشريع)‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬االتجاه االقتصادي الفردي المعتدل‬

‫فقد اتخذ الدستور المصري مذهبا وسطا بين المذهب الفردي‬


‫المتطرف فى االقتصاد والمذهب االشتراكي‪ ،‬فحرص على تأكيد وصيانة‬
‫الملكية الخاصة‪ ،‬وتحريم نزعها إال للمنفعة العامة‪ ،‬ومقابل تعويض‬
‫عادل‪ ،‬كما حرص الدستور على حق األشخاص العاجزين بسبب‬
‫المرض أو الشيخوخة فى مساعدة المجتمع لهم‪ ،‬وحرص على تأكيد‬
‫العدالة االجتماعية بين المواطنين‪.‬‬

‫فيقرر في المادة ‪ 27‬أن (يهدف النظام االقتصادى إلى تحقيق‬


‫الرخاء فى البالد من خالل التنمية المستدامة والعدالة االجتماعية‪ ،‬بما‬
‫يكفل رفع معدل النمو الحقيقي لالقتصاد القومي‪ ،‬ورفع مستوى المعيشة‪،‬‬
‫وزيادة فرص العمل وتقليل معدالت البطالة‪ ،‬والقضاء على الفقر‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪94‬‬

‫ويلتزم النظام االقتصادى بمعايير الشفافية والحوكمة‪ ،‬ودعم محاور‬


‫التنافس وتشجيع االستثمار‪ ،‬والنمو المتوازن جغرافيا وقطاعيا وبيئيا‪،‬‬
‫ومنع الممارسات االحتكارية‪ ،‬مع مراعاة االتزان المالي والتجاري والنظام‬
‫الضريبي العادل‪ ،‬وضبط آليات السوق‪ ،‬وكفالة األنواع المختلفة للملكية‪،‬‬
‫والتوازن بين مصالح األطراف المختلفة‪ ،‬بما يحفظ حقوق العاملين‬
‫ويحمى المستهلك‪.‬‬

‫ويلتزم النظام االقتصادى اجتماعياً بضمان تكافؤ الفرص والتوزيع‬


‫العادل لعوائد التنمية وتقليل الفوارق بين الدخول وااللتزام بحد أدنى‬
‫لألجور والمعاشات يضمن الحياة الكريمة‪ ،‬وبحد أقصى فى أجهزة الدولة‬
‫لكل من يعمل بأجر‪ ،‬وفقا للقانون)‪.‬‬

‫وبخصوص احترام الملكية الخاصة إلى جانب الملكية العامة يقرر‬


‫الدستور‪ ،‬في المادة ‪ 33‬منه أن (تحمى الدولة الملكية بأنواعها الثالثة‪،‬‬
‫الملكية العامة‪ ،‬والملكية الخاصة‪ ،‬والملكية التعاونية‪.‬‬

‫ويؤكد ذلك بإلزام الدولة بصيانة الملكية الخاصة‪ ،‬وعدم جواز فرض‬
‫الحراسة عليها‪ ،‬إال بحكم من القضاء‪ ،‬وعدم جواز قيام الدولة بنزع ملكية‬
‫األفراد إال للمنفعة العامة‪ ،‬وبمقابل مالي عادل‪.‬‬

‫فيقرر في المادة ‪ 35‬أن (الملكية الخاصة مصونة‪ ،‬وحق اإلرث فيها‬


‫مكفول‪ ،‬وال يجوز فرض الحراسة عليها إال فى األحوال المبينة فى‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪95‬‬

‫القانون‪ ،‬وبحكم قضائي‪ ،‬وال تنزع الملكية إال للمنفعة العامة ومقابل‬
‫مقدما وفقا للقانون)‪.‬‬
‫تعويض عادل يدفع ً‬
‫كما منع في المادة ‪ 40‬المصادرة العامة لألموال‪ ،‬وجعل المصادرة‬
‫الخاصة بحكم قضائي‪ ،‬فيقرر أن (المصادرة العامة لألموال محظورة‪ ،‬وال‬
‫تجوز المصادرة الخاصة‪ ،‬إال بحكم قضائي)‪.‬‬

‫وفي نفس الوقت جعل لألموال العامة حرمة ويجب حمايتها‪ ،‬فيقرر‬
‫في المادة ‪ 34‬أن (للملكية العامة حرمة‪ ،‬ال يجوز المساس بها‪ ،‬وحمايتها‬
‫واجب وفًقا للقانون)‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬الحرص على حماية الحقوق والحريات الفردية‪:‬‬


‫فهناك حقوق مدنية وسياسية واجتماعية يقررها الدستور المصري‬
‫لألفراد‪ ،‬فيقرر حق كل مواطن في العمل‪ ،‬في المادة ‪ ،12‬بقوله أن‬
‫(العمل حق‪ ،‬وواجب‪ ،‬وشرف تكفله الدولة‪.)...‬‬

‫ويقرر أحقية كل مواطن تتوافر فيه شروط االلتحاق بالوظيفة العامة‬


‫أن يلتحق بها‪ ،‬وذلك في المادة ‪ 14‬التي تقرر أن (الوظائف العامة حق‬
‫للمواطنين على أساس الكفاءة‪ ،‬ودون محاباة أو وساطة‪ ،‬وتكليف‬
‫للقائمين بها لخدمة الشعب‪ ،‬وتكفل الدولة حقوقهم وحمايتهم‪ ،‬وقيامهم‬
‫بأداء واجباتهم فى رعاية مصالح الشعب‪ ،‬وال يجوز فصلهم بغير الطريق‬
‫التأديبي‪ ،‬إال فى األحوال التي يحددها القانون(‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪96‬‬

‫ومن أهم الحقوق التي يقررها الدستور للمواطنين الحق في الرعاية‬


‫الصحية الكاملة‪ ،‬وفي إيجاد مرفق صحي يقدم له تلك الرعاية‪ ،‬وفقا‬
‫لمعايير الجودة‪.‬‬

‫فتقرر المادة ‪ 18‬من الدستور أن (لكل مواطن الحق فى الصحة‬


‫وفي الرعاية الصحية المتكاملة وفقاً لمعايير الجودة‪ ،‬وتكفل الدولة الحفاظ‬
‫على مرافق الخدمات الصحية العامة التى تقدم خدماتها للشعب ودعمها‬
‫والعمل على رفع كفاءتها وانتشارها الجغرافي العادل)‪.‬‬

‫ومن هذه الحقوق الهامة التي يقررها الدستور الحق في الحصول‬


‫على الخدمة التعليمية التي تؤهله ليكون مواطنا صالحاً‪ .‬وتقرر هذا الحق‬
‫المادة ‪ 19‬بقولها (التعليم حق لكل مواطن‪ ،‬هدفه بناء الشخصية‬
‫المصرية‪ ،‬والحفاظ على الهوية الوطنية‪ ،‬وتأصيل المنهج العلمي فى‬
‫التفكير‪ ،‬وتنمية المواهب وتشجيع االبتكار‪ ،‬وترسيخ القيم الحضارية‬
‫والروحية‪ ،‬وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز‪ ،‬وتلتزم الدولة‬
‫بمراعاة أهدافه فى مناهج التعليم ووسائله‪ ،‬وتوفيره وفقاً لمعايير الجودة‬
‫العالمية)‪.‬‬

‫ومن هذه الحقوق أيضاً حق اإلنسان في الحفاظ على كرامته‪ ،‬والذي‬


‫تقرره المادة ‪ 51‬بقولها أن (الكرامة حق لكل إنسان‪ ،‬وال يجوز المساس‬
‫بها‪ ،‬وتلتزم الدولة باحترامها وحمايتها‪(.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪97‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫السلطات العامة في الدستور المصري‬
‫المبحث األول‪ :‬السلطة التشريعية (مجلس النواب)‬

‫المبحث الثاني‪ :‬السلطة التنفيذية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬السلطة القضائية‬

‫المبحث األول‬

‫السلطة التشريعية (مجلس النواب)‬

‫يتولى مجلس النواب ‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 101‬من الدستور‬


‫الحالي‪ ،‬سلطة وضع القوانين وتعديلها وإلغائها‪ ،‬باإلضافة إلى إقرار‬
‫السياسة العامة للدولة‪ ،‬والخطة العامة للتنمية االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪،‬‬
‫والموازنة العامة للدولة‪ ،‬كما يمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫ونتناول فيما يلي تشكيل مجلس النواب‪ ،‬وأهم اختصاصاته‬


‫الدستورية‪ ،‬وذلك في مطلبين متتاليين‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تشكيل مجلس النواب‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اختصاصات مجلس النواب‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪98‬‬

‫المطلب األول‬

‫تشكيل مجلس النواب‬

‫أوال‪ :‬عدد أعضاء المجلس وكيفية اختيارهم‬


‫ُيشكل مجلس النواب ‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 102‬من الدستور‪ ،‬والمادة ‪ 1‬من‬
‫قانون مجلس النواب رقم ‪ 46‬لسنة ‪ ،2014‬من عدد ال يقل عن أربعمائة‬
‫وخمسين عضوا‪ُ ،‬ينتخبون باالقتراع العام السرى المباشر‪ ،‬على أن‬
‫ُيخصص للمرأة ما ال يقل عن ربع إجمالى عدد المقاعد(‪.)1‬‬

‫كما يجوز لرئيس الجمهورية تعيين عدد من األعضاء فى مجلس‬


‫النواب ال يزيد على ‪ %5‬ويحدد القانون كيفية ترشيحهم(‪.)2‬‬

‫‪ -‬ينص قانون مجلس النواب الصادر بالقانون رقم ‪ 46‬لسنة ‪ 2014‬بعد تعديله‬ ‫‪1‬‬

‫عضوا ينتخبون‬
‫ً‬ ‫مؤخرا ً ‪ ،‬في المادة ‪ 1‬على أن (يشكل مجلس النواب من (‪)568‬‬
‫باالقتراع العام السري المباشر‪ ،‬على أن يخصص للمرأة ما ال يقل عن ‪ %25‬من‬
‫إجمالي عدد المقاعد‪ ،‬ويجوز لرئيس الجمهورية تعيين عدد من األعضاء في مجلس‬
‫النواب ال يزيد على ‪ ،% 5‬وذلك كله وفق الضوابط المنصوص عليها في هذا‬
‫القانون‪.‬‬

‫‪ -‬تنص المادة ‪ 27‬من قانون مجلس النواب رقم ‪ 46‬لسنة ‪ 2014‬على أنه (يجوز‬ ‫‪2‬‬

‫لرئيس الجمهورية تعيين عدد من األعضاء في المجلس ال يجاوز نسبة (‪ )%5‬من‬


‫عدد األعضاء المنتخبين نصفهم على األقل من النساء‪ ،‬لتمثيل الخبراء وأصحاب‬
‫اإلنجازات العلمية والعملية في المجاالت المختلفة‪ ،‬والفئات التي يرى تمثيلها في‬
‫المجلس وفقا ألحكام المادتين (‪ )244 ،243‬من الدستور‪ ،‬في ضوء ترشيحات = =‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪99‬‬

‫وتقرر المادة ‪ 3‬من القانون رقــم ‪ 46‬لسنة ‪ 2014‬بشأن إصدار‬


‫قانون مجلس النواب أن انتخاب أعضاء مجلس النواب يكون بواقع‬
‫أربعمائة وعشرين مقعداً بالنظام الفردي‪ ،‬ومائة وعشرين مقعداً بنظام‬
‫القوائم المغلقة المطلقة‪ ،‬ويحق لألحزاب والمستقلين الترشح في كل‬
‫منهم(‪.)1‬‬

‫وال يجوز‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 1/45‬من قانون مجلس النواب‪،‬‬
‫الجمع بين عضوية مجلس النواب ومجلس الشيوخ‪ ،‬أو الحكومة‪ ،‬أو‬
‫المجالس المحلية‪ ،‬أو منصب المحافظ أو نائب المحافظ أو مناصب رؤساء‬

‫= المجالس القومية‪ ،‬والمجلس األعلى للجامعات‪ ،‬ومراكز البحوث العلمية‪ ،‬والنقابات‬


‫المهنية والعمالية‪ ،‬ومن غيرها‪ ،‬بمراعاة الضوابط اآلتية‪ -1 :‬أن تتوفر فيمن يعين‬
‫الشروط ذاتها الالزمة للترشح لعضوية مجلس النواب‪ -2 .‬أال يعين عددا من‬
‫األشخاص ذوي االنتماء الحزبي الواحد‪ ،‬يؤدي إلى تغيير األكثرية النيابية في‬
‫المجلس‪ -3 .‬أال يعين أحد أعضاء الحزب الذي كان ينتمي إليه الرئيس قبل أن يتولى‬
‫مهام منصبه‪ -4 .‬أال يعين شخصا خاض انتخابات المجلس في الفصل التشريعي ذاته‪،‬‬
‫وخسرها‪.‬‬

‫‪ -‬ينص قانون مجلس النواب الصادر بالقانون رقم ‪ 46‬لسنة ‪ 2014‬بعد تعديله‬ ‫‪1‬‬

‫مؤخرا ً ‪ ،‬في المادة ‪ 3‬على أن ( يكون انتخاب مجلس النواب بواقع (‪ )284‬مقعدًا‬
‫بالنظام الفردي‪ ،‬و (‪ )284‬مقعدًا بنظام القوائم المغلقة المطلقة‪ ،‬ويحق لألحزاب‬
‫والمستقلين الترشح في كل منهما(‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪100‬‬

‫الهيئات المستقلة واألجهزة الرقابية أو عضويتها‪ ،‬أو وظائف العمد‬


‫والمشايخ‪ ،‬أو عضوية اللجان الخاصة بهما‪.‬‬

‫وتختص محكمة النقض‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 107‬من الدستور‬


‫والمادة ‪ 29‬من قانون مجلس النواب‪ ،‬بالفصل فى صحة عضوية أعضاء‬
‫مجلس النواب‪ ،‬وتقدم إليها الطعون خالل مدة ال تجاوز ثالثين يوماً من‬
‫تاريخ إعالن النتيجة النهائية لالنتخاب‪ ،‬وتفصل فى الطعن خالل ستين‬
‫يوماً من تاريخ وروده إليها‪.‬‬

‫وفى حالة الحكم ببطالن العضوية‪ ،‬تبطل من تاريخ إبالغ المجلس‬


‫بالحكم‪.‬‬

‫ومدة عضوية مجلس النواب ‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 106‬من الدستور والمادة‬


‫‪ 7‬من قانون مجلس النواب‪ ،‬هي خمس سنوات ميالدية‪ ،‬تبدأ من تاريخ‬
‫ويجرى انتخاب المجلس الجديد خالل الستين يوماً‬ ‫أول اجتماع له‪ُ .‬‬
‫السابقة على انتهاء مدة المجلس القائم‪.‬‬

‫فإذا خال مكان عضو مجلس النواب‪ ،‬قبل انتهاء مدته بستة أشهر‬
‫على األقل‪ ،‬بالوفاة مثال‪ ،‬وجب انتخاب غيره طبقاً للقانون‪ ،‬خالل ستين‬
‫يوماً من تاريخ تقرير المجلس خلو المكان‪.‬‬

‫ويتفرغ عضو المجلس لمهام عضويته‪ ،‬ويحتفظ له بوظيفته أو عمله‬


‫وفقاً للقانون‪ ،‬ويتقاضى في مقابل ذلك مكافأة يحددها القانون‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪101‬‬

‫ثانيا‪ :‬شروط الترشيح لعضوية مجلس النواب‬

‫يشترط فى المترشح لعضوية المجلس وفقا للمادة ‪ 102‬من الدستور‬


‫والمادة ‪ 8‬من قانون مجلس النواب تحقق عدة شروط هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون مصرياً‪ ،‬متمتعا بالجنسية المصرية منفردة‪ ،‬متمتعا‬


‫بحقوقه المدنية والسياسية‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون حاصالً على شهادة إتمام التعليم األساسى على األقل‪.‬‬

‫‪ -3‬أال تقل سنه يوم فتح باب الترشح عن خمس وعشرين سنة‬
‫ميالدية‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يكون مدرجاً بقاعدة بيانات الناخبين بأي من محافظات‬


‫الجمهورية‪ ،‬وأال يكون قد ط أر عليه سبب يستوجب حذف أو رفع قيده‬

‫طبقاً للقانون ُ‬
‫المنظم لذلك‪.‬‬

‫‪ -5‬أن يكون قد أدى الخدمة العسكرية‪ ،‬أو أُعفى من أدائها قانوناً‪.‬‬

‫‪ -6‬أال تكون قد أسقطت عضويته بقرار من مجلس النواب بسبب‬


‫فقد الثقة واالعتبار‪ ،‬أو بسبب اإلخالل بواجبات العضوية‪.‬‬

‫ومع ذلك يجوز له الترشح في أي من الحالتين اآلتيتين‪:‬‬

‫(أ) انقضاء الفصل التشريعي الذي صدر خالله قرار إسقاط‬


‫عضويته‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪102‬‬

‫(ب) صدور قرار من مجلس النواب بإلغاء األثر المانع من الترشح‬


‫المترتب على إسقاط العضوية بسبب اإلخالل بواجباتها‪ ،‬ويصدر قرار‬
‫المجلس في هذه الحالة بأغلبية ثلثي أعضائه‪.‬‬

‫‪ -7‬أال يكون المترشح من الفئات المحرومة من الترشح ‪ ،‬وهي التي‬


‫تحددها المادة ‪ 11‬من قانون مجلس النواب‪ ،‬وهم رجال القوات المسلحة‬
‫والشرطة وأعضاء المخابرات العامة وأعضاء الرقابة اإلدارية‪ ،‬وأعضاء‬
‫الهيئات القضائية أو الوزراء أو نوابهم أو المحافظين أو نوابهم ‪ ،‬أو‬
‫رؤساء أو أعضاء الهيئات المستقلة أو األجهزة الرقابية‪ ،‬إال إذا تقدم أي‬
‫منهم باستقالته ‪.‬‬

‫ويعتبر رؤساء وأعضاء مجالس إدارة الهيئات العامة وشركات‬


‫القطاع العام وشركات قطاع األعمال العام‪ ،‬وكذلك العاملون في الجهاز‬
‫اإلداري للدولة أو في القطاع العام أو قطاع األعمال العام في إجازة‬
‫مدفوعة األجر من تاريخ تقديم أوراق ترشحهم حتى انتهاء االنتخابات ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬فقد عضوية مجلس النواب‬

‫باإلضافة إلى حالة وفاة النائب ‪ ،‬فإنه يفقد عضويته في عدة حاالت‬
‫هى‪:‬‬

‫‪ -1‬حالة إسقاط العضوية ‪ ،‬وذلك ‪ ،‬كما تقرر المادة ‪ 110‬من‬


‫الدستور‪ ،‬إذا فقد الثقة واالعتبار‪ ،‬أو فقد أحد شروط العضوية التي‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪103‬‬

‫انتخب على أساسها‪ ،‬أو أخل بواجباتها‪ .‬ويجب أن يصدر قرار إسقاط‬
‫العضوية في مثل هذه األحوال من مجلس النواب بأغلبية ثلثى أعضائه‪.‬‬

‫‪ -2‬حالة استقالة العضو‪ ،‬والتي تنظمها المادة ‪ 111‬من الدستور‪،‬‬


‫فإذا تقدم النائب باستقالته إلى مجلس النواب‪ ،‬فإنه يجب أن تكون‬
‫مكتوبة‪ ،‬ويشترط لقبولها أال يكون المجلس قد بدأ فى اتخاذ إجراءات‬
‫إسقاط العضوية ضد هذا النائب‪ ،‬حتى ال تكون االستقالة تهربا منه من‬
‫إسقاط عضويته‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬حصانات نواب المجلس‬

‫يتمتع النائب في مجلس النواب ببعض الحصانات واالمتيازات التى‬


‫تساعده في أداء عمله‪ ،‬وتضمن له عدم مساءلته عما يصدر منه من‬
‫أقوال بمناسبة أداء عمله بالمجلس‪.‬‬

‫فال يسأل عضو مجلس النواب ‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 112‬من‬
‫الدستور‪ ،‬عما يبديه من آراء تتعلق بأداء أعماله فى المجلس أو فى‬
‫لجانه‪.‬‬

‫كما ال يجوز‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 113‬من الدستور‪ ،‬فى غير‬
‫حالة التلبس بالجريمة‪ ،‬اتخاذ أى إجراء جنائى ضد عضو مجلس النواب‬
‫فى مواد الجنايات والجنح ‪ ،‬إال بإذن سابق من المجلس‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪104‬‬

‫فإذا كان المجلس فى غير دور االنعقاد‪ ،‬فإنه يتعين أخذ إذن مكتب‬
‫المجلس‪ ،‬ويخطر المجلس عند أول انعقاد بما اتخذ من إجراء‪.‬‬

‫وفى كل األحوال‪ ،‬يتعين البت فى طلب اتخاذ اإلجراء الجنائى‪ ،‬ضد‬


‫العضو‪ ،‬من جانب المجلس‪ ،‬خالل ثالثين يوماً على األكثر‪ ،‬وإال اعتبر‬
‫الطلب مقبوالً‪ ،‬ويمكن البدء في اتخاذ ما يلزم من إجراءات جنائية ضد‬
‫هذا النائب(‪.)1‬‬

‫خامسا‪ :‬انعقاد جلسات المجلس‬

‫مقر مجلس النواب مدينة القاهرة‪ .‬وتجيز المادة ‪ 114‬من الدستور‬


‫بناء‬
‫فى الظروف االستثنائية أن يعقد المجلس جلساته فى مكان آخر‪ً ،‬‬
‫على طلب رئيس الجمهورية‪ ،‬أو ثلث عدد أعضاء المجلس‪ .‬فإذا اجتمع‬
‫المجلس على خالف ذلك‪ ،‬فإن اجتماعه يكون باطال ‪ ،‬وما يصدر عنه‬
‫من ق اررات يعد باطال‪.‬‬

‫‪ -‬تقرر المادة ‪ 30‬من قانون مجلس النواب الصادر بالقانون رقم ‪ 46‬لسنة ‪2014‬‬ ‫‪1‬‬

‫أنه ( ال يجوز‪ ،‬في غير حالة التلبس بالجريمة‪ ،‬اتخاذ أي إجراء جنائي ضد عضو‬
‫مجلس النواب في مواد الجنايات والجنح إال بإذن سابق من المجلس‪ .‬وفي غير دور‬
‫االنعقاد‪ ،‬يتعين أخذ إذن مكتب المجلس‪ ،‬ويخطر المجلس عند أول انعقاد بما اتخذ من‬
‫إجراء‪ .‬وفي كل األحوال‪ ،‬يتعين البت في طلب اتخاذ اإلجراء الجنائي ضد العضو‬
‫خالل ثالثين يوما ً على األكثر‪ ،‬وإال عُد الطلب مقبوالً‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪105‬‬

‫ويبدأ المجلس دور انعقاده العادى السنوى بدعوة من رئيس‬


‫الجمهورية‪ ،‬وفقا للمادة ‪ ،115‬وذلك قبل يوم الخميس األول من شهر‬
‫أكتوبر‪ ،‬فإذا لم تتم الدعوة‪ ،‬يجتمع المجلس بحكم الدستور فى اليوم‬
‫المذكور‪.‬‬

‫ويستمر دور االنعقاد العادى لمدة تسعة أشهر على األقل‪ ،‬ويفض‬
‫رئيس الجمهورية دور االنعقاد بعد موافقة المجلس‪ ،‬وال يجوز ذلك‬
‫للمجلس قبل اعتماد الموازنة العامة للدولة‪.‬‬

‫وتجيز المادة ‪ 116‬من الدستور انعقاد مجلس النواب فى اجتماع‬


‫بناء على دعوة من رئيس‬
‫ً‬ ‫غير عادى لنظر أمر عاجل‪ ،‬وذلك‬
‫الجمهورية‪ ،‬أو بناء على طلب موقع من ُعشر أعضاء المجلس على‬
‫األقل‪.‬‬

‫فإذا انعقد المجلس في دور االنعقاد السنوى العادى فإنه ينتخب‪،‬‬


‫وفقا لما تقرره المادة ‪ 117‬من الدستور‪ ،‬من بين أعضائه‪ ،‬رئيساً له‬
‫ووكيلين فى أول اجتماع‪ ،‬وذلك لمدة فصل تشريعى‪ ،‬فإذا خال مكان‬
‫أحدهم‪ ،‬فإن المجلس ينتخب من يحل محله‪.‬‬

‫وفى جميع األحوال ال يجوز انتخاب الرئيس أو أى من الوكيلين‬


‫ألكثر من فصلين تشريعيين متتاليين‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪106‬‬

‫ويعقد مجلس النواب جلساته بشكل علني‪ .‬ويجوز له عقد جلسة‬


‫بناء على طلب من رئيس‬
‫سرية‪ ،‬كما تقرر المادة ‪ 120‬من الدستور‪ً ،‬‬
‫الجمهورية‪ ،‬أو رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬أو رئيس المجلس‪ ،‬أو عشرين من‬
‫أعضائه على األقل‪ ،‬ثم يقرر المجلس بأغلبية أعضائه ما إذا كانت‬
‫المناقشة فى الموضوع المطروح أمامه تجرى فى جلسة علنية أو سرية‪.‬‬

‫ويشترط لصحة جلسات المجلس حضور أغلبية أعضائه‪ ،‬ويصدر‬


‫ق ارراته‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 121‬من الدستور‪ ،‬باألغلبية المطلقة‬
‫للحاضرين‪ ،‬باستثناء الحاالت التى يتطلب فيها القانون أغلبية خاصة‬
‫إلصدار القرار‪ ،‬وعند تساوى اآلراء‪ ،‬يعتبر األمر الذى جرت المداولة فى‬
‫فوضا‪.‬‬
‫شأنه مر ً‬
‫وتصدر الموافقة علي القوانين باألغلبية المطلقة للحاضرين‪ ،‬وبما ال‬
‫يقل عن ثلث عدد أعضاء المجلس‪.‬‬

‫كما تصدر القوانين المكملة للدستور بموافقة ثلثي عدد أعضاء‬


‫المجلس‪ ،‬ومنها القوانين المنظمة لالنتخابات الرئاسية‪ ،‬والنيابية‪،‬‬
‫والمحلية‪ ،‬واألحزاب السياسية‪ ،‬والسلطة القضائية‪ ،‬والقوانين المنظمة‬
‫للحقوق والحريات الواردة في الدستور‪.‬‬

‫وتجيز المادة ‪ 136‬من الدستور لرئيس مجلس الوزراء‪ ،‬ونوابه‪،‬‬


‫والوزراء‪ ،‬ونوابهم حضور جلسات مجلس النواب‪ ،‬أو إحدى لجانه‪ ،‬ويكون‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪107‬‬

‫حضورهم وجوبياً بناء على طلب المجلس‪ ،‬ولهم االستعانة بمن يرون من‬
‫كبار الموظفين‪.‬‬

‫فإذا حضروا الجلسة وطلبوا التحدث في موضوع معين ‪ ،‬فإنه يجب‬


‫على المجلس أن يستمع إليهم‪ ،‬وعليهم الرد على القضايا موضوع‬
‫النقاش‪ ،‬دون أن يكون لهم صوت معدود عند أخذ الرأى‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬حق رئيس الجمهورية في حل مجلس النواب‬

‫يجيز الدستور في المادة ‪ 137‬منه لرئيس الجمهورية أن يصدر ق ار ًار‬


‫بحل مجلس النواب‪ ،‬ويشترط لذلك أن يكون الحل في حالة الضرورة‪،‬‬
‫وبقرار مسبب‪ ،‬وبعد عمل استفتاء شعبي‪ ،‬وأال يكون سبب الحل هو ذات‬
‫السبب الذي تم حل المجلس السابق بسببه‪.‬‬

‫فإذا قرر الرئيس ذلك فإنه عليه أن يصدر ق ار اًر بوقف جلسات‬
‫يوما على األكثر‪،‬‬
‫المجلس‪ ،‬وإجراء االستفتاء على الحل خالل عشرين ً‬
‫فإذا وافق المشاركون فى االستفتاء بأغلبية األصوات الصحيحة‪ ،‬أصدر‬
‫رئيس الجمهورية قرار الحل‪ ،‬ودعا إلى انتخابات جديدة خالل ثالثين‬
‫يوما على األكثر من تاريخ صدور القرار‪ .‬ويجتمع المجلس الجديد خالل‬
‫األيام العشرة التالية إلعالن النتيجة النهائية‪.‬‬

‫وتقرر المادة ‪ 51‬من قانون مجلس النواب أنه في حالة حل مجلس‬


‫النواب‪ ،‬يتولى رئيس مجلس الوزراء أو من يفوضه من الوزراء‪ ،‬أثناء فترة‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪108‬‬

‫الحل‪ ،‬جميع االختصاصات المالية واإلدارية المخولة لمكتب المجلس‬


‫ورئيسه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫اختصاصات مجلس النواب‬


‫يمارس مجلس النواب عدة اختصاصات‪ ،‬على رأسها اختصاصه‬
‫بوضع القوانين‪ ،‬ومراقبة الحكومة‪ ،‬باإلضافة إلى اختصاصات أخرى‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬االختصاص التشريعي‬

‫يعد االختصاص بوضع القوانين على رأس اختصاصات مجلس‬


‫النواب‪ ،‬ولذلك يطلق عليه السلطة التشريعية‪.‬‬

‫وتقدم مشروعات القوانين‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 122‬من الدستور‪،‬‬


‫من جانب رئيس الجمهورية‪ ،‬أو مجلس الوزراء‪ ،‬أو من أي من نواب‬
‫المجلس ‪.‬‬

‫ويحال كل مشروع قانون مقدم من الحكومة أو من ُعشر أعضاء‬


‫المجلس إلى اللجان النوعية المختصة بمجلس النواب‪ ،‬لفحصه وتقديم‬
‫تقرير عنه إلى المجلس‪ ،‬ويجوز للجنة أن تستمع إلى ذوى الخبرة فى‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪109‬‬

‫أما إذا كان مشروع القانون مقدما من أحد النواب فإنه ال يحال إلى‬
‫اللجنة النوعية‪ ،‬إال إذا أجازته اللجنة المختصة بالمقترحات‪ ،‬ووافق‬
‫المجلس على ذلك‪ ،‬فإذا رفضت اللجنة االقتراح بقانون وجب أن يكون‬
‫قرارها مسبباً‪.‬‬

‫فإذا رفض المجلس مشروع القانون المقدم‪ ،‬فإنه ال يجوز تقديمه مرة‬
‫ثانية فى نفس دور االنعقاد‪.‬‬

‫أما إذا وافق المجلس على مشروع القانون‪ ،‬فإنه يصدر من جانب‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬فله وحده ‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 123‬من الدستور‪ ،‬حق إصدار‬
‫القوانين أو االعتراض عليها‪.‬‬

‫فإذا اعترض رئيس الجمهورية على مشروع القانون الذي أقره مجلس‬
‫يوما من إبالغ المجلس إياه‪ ،‬فإذا لم‬
‫النواب‪ ،‬فإنه يرده إليه خالل ثالثين ً‬
‫يرد مشروع القانون فى هذا الميعاد اعتبر ً‬
‫قانونا وأصدر‪.‬‬

‫أما إذا رده الرئيس إلى المجلس خالل الميعاد المتقدم‪ ،‬فإنه يحق‬
‫للمجلس مناقشته مرة ثانية‪ ،‬فإذا أقره مرة ثانية‪ ،‬بأغلبية ثلثى أعضائه‪،‬‬
‫قانونا وأصدر‪.‬‬
‫اعتبر ً‬
‫ثانيا ‪ :‬االختصاصات المالية‬

‫تتعلق هذه االختصاصات ببعض الجوانب المالية للدولة‪ ،‬والتى‬


‫يتطلب الدستور عرضها على مجلس النواب‪ ،‬وتشمل ‪:‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪110‬‬

‫(‪ )1‬الموافقة على الموازنة العامة للدولة والحساب الختامي لها‬

‫تشمل الموازنة العامة للدولة كافة إيراداتها ومصروفاتها دون‬


‫استثناء‪ ،‬ويتطلب الدستور في المادة ‪ 124‬أن ُيعرض مشروعها على‬
‫مجلس النواب‪ ،‬قبل تسعين يوماً على األقل من بدء السنة المالية‪ ،‬وال‬
‫تكون نافذة إال بموافقته عليها‪ ،‬ويتم التصويت عليها باباً باباً‪.‬‬

‫ويجوز للمجلس أن يعدل النفقات الواردة فى مشروع الموازنة‪ ،‬عدا‬


‫التي ترد تنفيذاً اللتزام محدد على الدولة‪.‬‬

‫فإذا ترتب على التعديل الذي يجريه المجلس زيادة فى إجمالى‬


‫النفقات‪ ،‬فإنه يجب أن يتفق المجلس مع الحكومة على تدبير مصادر‬
‫لإليرادات تحقق إعادة التوازن بينهما‪.‬‬

‫وتصدر الموازنة بقانون يجوز أن يتضمن تعديالً فى قانون قائم‬


‫بالقدر الالزم لتحقيق هذا التوازن‪.‬‬

‫وتجب موافقة المجلس على نقل أى مبلغ من باب إلى آخر من‬
‫أبواب الموازنة العامة‪ ،‬وعلى كل مصروف غير وارد بها‪ ،‬أو زائد على‬
‫تقديراتها‪ ،‬وتصدر الموافقة بقانون‪.‬‬

‫أما الحساب الختامى للموازنة العامة للدولة فيوجب الدستور في‬


‫المادة ‪ 125‬عرضه على مجلس النواب‪ ،‬خالل مدة ال تزيد على ستة‬
‫أشهر من تاريخ انتهاء السنة المالية‪ ،‬ويعرض معه التقرير السنوى‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪111‬‬

‫للجهاز المركزى للمحاسبات ومالحظاته على الحساب الختامى‪ .‬ويتم‬


‫التصويت على الحساب الختامى بابا بابا‪ ،‬ويصدر بقانون‪.‬‬

‫(‪ )2‬الموافقة على االقتراض ‪:‬‬

‫ال يجوز للسلطة التنفيذية‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 127‬من الدستور‪،‬‬
‫االقتراض‪ ،‬أو الحصول على تمويل‪ ،‬أو االرتباط بمشروع غير مدرج فى‬
‫الموازنة العامة المعتمدة يترتب عليه إنفاق مبالغ من الخزانة العامة‬
‫للدولة لمدة مقبلة‪ ،‬إال بعد عرض األمر على مجلس النواب‪ ،‬وموافقته‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫(‪ )3‬وضع قواعد تحديد المرتبات والمعاشات والتعويضات وغيرها‪:‬‬

‫حيث يتطلب الدستور‪ ،‬في المادة ‪ 128‬منه‪ ،‬أن توضع قواعد تحديد‬
‫مرتبات موظفي الدولة ومعاشاتهم وأية تعويضات أو إعانات أو مكافآت‬
‫تلتزم بها الخزانة العامة للدولة‪ ،‬عن طريق قانون يصدره مجلس النواب‪،‬‬
‫ويحدد هذا القانون أيضا حاالت االستثناء من هذه القواعد‪ ،‬والجهات‬
‫التي تتولى تطبيقها‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬االختصاصات الرقابية‬

‫يختص مجلس النواب بالرقابة على السلطة التنفيذية فيما تقوم به‬
‫من أعمال‪ ،‬أو تصدره من ق اررات‪ .‬ولهذه الرقابة عدة وسائل يملكها‬
‫مجلس النواب‪ ،‬من أهمها حقه في السؤال‪ ،‬واالستجواب‪ ،‬وطلب مناقشة‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪112‬‬

‫موضوع عام أو إبداء اقتراح برغبة فى موضوع عام‪ ،‬وتقديم طلبات‬


‫اإلحاطة‪ ،‬وتشكيل لجان تقصي الحقائق‪.‬‬

‫ونتناول بإيجاز المقصود بكل وسيلة من هذه الوسائل‪.‬‬

‫(‪ )1‬حق السؤال‬

‫يقصد بالسؤال "طلب عضو المجلس التشريعي من وزيـر إيضـاح‬


‫نقطـة معينة")‪.)1‬‬

‫فحق السؤال معناه أن يوجه أحد أعضاء مجلس النواب ما يشاء من‬
‫أسئلة ألى من أعضاء الحكومة‪ ،‬وهم رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬أو أحد‬
‫نوابه‪ ،‬أو أحد الوزراء‪ ،‬أو نوابهم‪ ،‬في موضوع يدخل فى اختصاصاتهم‪،‬‬
‫وعليهم اإلجابة عن هذه األسئلة فى دور االنعقاد ذاته‪.‬‬

‫وينظم هذا الحق المادة ‪ 129‬من الدستور‪ ،‬وتقرر أنه يجوز للنائب‬
‫سحب سؤاله فى أى وقت‪ ،‬إذا رأى ذلك‪ ،‬باعتباره حقا شخصيا لمن‬
‫يقدمه‪ ،‬وال يجوز تحويل هذا السؤال إلى استجواب فى الجلسة ذاتها‪.‬‬

‫ويحمل السؤال فقط معنى االستفسار عن موضوع معين‪ ،‬وال يرتب‬


‫بالتالي أية مسئولية على عضو الحكومة الموجه إليه‪ ،‬وينتهي الموضوع‬
‫بالرد علي هذا السؤال‪ ،‬أو سحبه من جانب من قدمه‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬إيهاب زكي سالم‪ ،‬الرقابة السياسية على أعمال السلطة التنفيذية في النظام‬ ‫‪1‬‬

‫البرلماني ‪ ،‬عالم الكتب ‪،‬القاهرة‪ ،1983 ،‬ص ‪.26‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪113‬‬

‫(‪ )2‬حق االستجواب‪:‬‬

‫يعرف أحد الفقهاء االستجواب بأنه " اإلجراء الذي يمكن به لعضو‬
‫البرلمان أن يكلف الحكومة توضـيح عمـل معين أو السياسة العامة"(‪.)1‬‬

‫فيعني االستجواب توجيه اتهام من جانب أحد أعضاء مجلس النواب‬


‫ألحد أعضاء الحكومة‪ ،‬بشأن موضوع يدخل في اختصاصه‪ ،‬أصدر فيه‬
‫ق اررات يرى النائب أنها في غير محلها‪ ،‬ويطلب منه أن يدافع عن نفسه‬
‫بشأنها‪ ،‬فإذا عجز عن ذلك جاز للمجلس تقرير مسئوليته السياسية‪،‬‬
‫وسحب الثقة منه‪ ،‬وإجباره بالتالى على تقديم استقالته‪.‬‬

‫وتنظم المادة ‪ 130‬من الدستور هذا الحق‪ ،‬فتقرر حق كل عضو‬


‫فى مجلس النواب في توجيه استجواب لرئيس مجلس الوزراء‪ ،‬أو أحد‬
‫نوابه‪ ،‬أو أحد الوزراء‪ ،‬أو نوابهم‪ ،‬لمحاسبتهم عن الشئون التي تدخل فى‬
‫اختصاصاتهم‪.‬‬

‫ويناقش المجلس االستجواب بعد سبعة أيام على األقل من تاريخ‬


‫تقديمه‪ ،‬وبحد أقصى ستون يوماً‪ ،‬إال فى حاالت االستعجال التي يراها‪،‬‬
‫وبعد موافقة الحكومة‪.‬‬

‫ومن طبيعية االستجواب أنه ال يحصر المناقشة بين من قـدم‬


‫االسـتجواب والوزير‪ ،‬بل إنه يتضمن إمكانية إثارة مناقشة عامة يتدخل‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬إيهاب زكي سالم ‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.85‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪114‬‬

‫فيها كل من يرغب من أعضاءالمجلس النيابي‪ ،‬وقد تنتهي إلى طرح الثقة‬


‫بالو ازرة كلها أو بوزير معين(‪.)1‬‬

‫ولمجلس النواب‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 131‬من الدستور‪ ،‬بعد إج ارء‬
‫االستجواب‪ ،‬أن يقرر سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬أو أحد‬
‫نوابه‪ ،‬أو أحد الوزراء‪ ،‬أو نوابهم‪ .‬ويجوز عرض طلب سحب الثقة بناء‬
‫على اقتراح ُعشر أعضاء المجلس على األقل‪ ،‬ويصدر المجلس ق ارره‬
‫عقب مناقشة االستجواب‪ ،‬ويكون سحب الثقة بأغلبية األعضاء‪.‬‬

‫وفى كل األحوال‪ ،‬ال يجوز طلب سحب الثقة فى موضوع سبق‬


‫للمجلس أن فصل فيه فى دور االنعقاد ذاته‪.‬‬

‫فإذا قرر المجلس سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬أو من أحد‬
‫نوابه أو أحد الوزراء‪ ،‬أو نوابهم‪ ،‬وأعلنت الحكومة تضامنها معه قبل‬
‫التصويت‪ ،‬فإنه يجب أن تقدم الحكومة كلها استقالتها‪ ،‬وإال وجبت‬
‫استقالته وحده‪.‬‬

‫(‪ )3‬طلب مناقشة موضوع عام أو إبداء اقتراح برغبة فى موضوع‬


‫عام‬

‫‪ -‬د‪ .‬حسين عثمان محمد ‪:‬النظم السياسية والقانون الدستوري‪ ،‬سنة ‪ ،1983‬الدار‬ ‫‪1‬‬

‫الجامعية‪ ،‬ص ‪.163‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪115‬‬

‫يجيز الدستور في المادة ‪ 132‬منه لعشرين عضواً من مجلس‬


‫النواب على األقل طلب مناقشة موضوع عام الستيضاح سياسة الحكومة‬
‫بشأنه‪ ،‬بحضور عضو الحكومة المختص به‪.‬‬

‫كما يجيز في المادة ‪ 133‬منه لكل عضو من أعضاء مجلس‬


‫النواب إبداء اقتراح برغبة فى االهتمام بموضوع عام إلى رئيس مجلس‬
‫الوزراء‪ ،‬أو أحد نوابه‪ ،‬أو أحد الوزراء‪ ،‬أو نوابهم‪.‬‬

‫(‪ )4‬تقديم طلب إحاطة‬

‫يجيز الدستور‪ ،‬في المادة ‪ 134‬منه‪ ،‬لكل عضو من أعضاء مجلس‬


‫النواب أن يقدم طلب إحاطة أو بيانا عاجالً‪ ،‬إلى رئيس مجلس الوزراء ‪،‬‬
‫أو أحد نوابه ‪ ،‬أو أحد الوزراء‪ ،‬أو نوابهم‪ ،‬فى األمور العامة العاجلة‬
‫ذات األهمية‪.‬‬

‫ويتمثل طلب االحاطة في إحاطة عضو الحكومة علما بأمر له‬


‫أهمية عامة‪ ،‬ويكون داخال فى اختصاص من يوجه إليه‪.‬‬

‫ويقوم رئيس المجلس بإبالغ طلب اإلحاطة إلى من وجه إليه‪ ،‬خالل‬
‫ثالثين يوما من تقديمه‪ .‬ويدرج مكتب المجلس طلبات اإلحاطة التى يتم‬
‫تبليغها فى جدول أعمال الجلسة التالية النقضاء سبعة أيام على إبالغها‪،‬‬
‫بحسب أهمية األمور التى تتضمنها وخطورتها(‪.)1‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 213‬من الالئحة الداخلية لمجلس النواب ‪.‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪116‬‬

‫ويدرج طلب اإلحاطة فى جدول أعمال المجلس‪ ،‬قبل األسئلة‬


‫مباشرة‪ ،‬ويدلى العضو الذى قدم الطلب ببيان‪ ،‬ويجيبه من ُوجه إليه‬
‫طلب اإلحاطة فى إيجاز‪ ،‬وللمجلس أن يقرر إحالة الموضوع إلى اللجنة‬
‫المختصة لبحثه‪ ،‬وتقديم تقرير عاجل عنه(‪.)1‬‬

‫(‪ )5‬تشكيل لجان تقصي الحقائق‪:‬‬

‫يجيز الدستور‪ ،‬في المادة ‪ 135‬منه‪ ،‬لمجلس النواب أن يشكل لجنة‬


‫خاصة‪ ،‬أو يكلف لجنة من لجانه بتقصى الحقائق فى موضوع عام‪ ،‬أو‬
‫بفحص نشاط إحدى الجهات اإلدارية‪ ،‬أو الهيئات العامة‪ ،‬أو المشروعات‬
‫العامة‪ ،‬وذلك من أجل تقصى الحقائق فى موضوع معين‪ ،‬وإبالغ‬
‫المجلس بحقيقة األوضاع المالية‪ ،‬أو اإلدارية‪ ،‬أو االقتصادية‪ ،‬أو إجراء‬
‫تحقيقات فى أى موضوع يتعلق بعمل من األعمال السابقة أو غيرها‪،‬‬
‫ويقرر المجلس ما يراه مناسبا فى هذا الشأن‪.‬‬

‫ويحق للجنة المشكلة لهذا الغرض‪ ،‬فى سبيل القيام بمهمتها‪ ،‬أن‬
‫تجمع ما تراه من أدلة‪ ،‬وأن تطلب سماع من ترى سماع أقواله‪ ،‬وعلى‬
‫جميع الجهات أن تستجيب إلى طلبها‪ ،‬وأن تضع تحت تصرفها ما تطلبه‬
‫من وثائق أو مستندات أو غير ذلك‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 214‬من الالئحة الداخلية لمجلس النواب‪.‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪117‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫السلطة التنفيذية‬

‫تتمثل السلطة التنفيذية في رئيس الجمهورية الذي يأتي على قمتها‪،‬‬


‫والحكومة‪ ،‬والتي تتكون من رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬ونوابه‪ ،‬والوزراء‪،‬‬
‫ونوابهم‪.‬‬

‫ونتناول كال منهما في مطلبين متتاليين‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬رئيس الجمهورية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحكومة‬

‫المطلب االول‬

‫رئيس الجمهورية‬

‫رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة‪ ،‬ورئيس السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬كيفية اختيار رئيس الجمهورية‬

‫ُينتخب رئيس الجمهورية‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 140‬من الدستور‪،‬‬


‫لمدة ست سنوات ميالدية‪ ،‬تبدأ من اليوم التالى النتهاء مدة سلفه‪ ،‬وال‬
‫يجوز أن يتولى الرئاسة ألكثر من مدتين رئاسيتين متتاليتين‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪118‬‬

‫وتبدأ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة‬


‫يوما على األقل‪ ،‬ويجب أن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه‬
‫بمائة وعشرين ً‬
‫المدة بثالثين يوما على األقل‪.‬‬

‫وتحدد المادتان ‪ 142 ،141‬من الدستور شروط اختيار رئيس‬


‫الجمهورية‪ ،‬وهى‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يكون مصريا ومن أبوين مصريين‪ ،‬وأال يكون قد حمل أو أي‬
‫من والديه أو زوجته جنسية دولة أخرى‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفي منها قانونا‪.‬‬
‫‪ .4‬أال تقل سنه يوم فتح باب الترشح عن أربعين سنة ميالدية‪.‬‬
‫عضوا على األقل من أعضاء مجلس‬
‫ً‬ ‫‪ .5‬أن يزكى المترشح عشرون‬
‫النواب‪ ،‬أو أن يؤيده ما ال يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم‬
‫حق االنتخاب في خمس عشرة محافظة على األقل‪ ،‬وبحد أدنى ألف‬
‫مؤيد من كل محافظة منها‪.‬‬

‫ويجري انتخاب رئيس الجمهورية‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 143‬من الدستور‪،‬‬


‫عن طريق االنتخاب العام السري المباشر‪ ،‬وذلك باألغلبية المطلقة لعدد‬
‫األصوات الصحيحة‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪119‬‬

‫وللرئيس‪ ،‬وفقا للمادة ‪ ،150‬أن يعين نائباً له أو أكثر‪ ،‬ويحدد‬


‫اختصاصاتهم‪ ،‬وله أن يفوضهم في بعض اختصاصاته‪ ،‬وأن يعفيهم من‬
‫مناصبهم‪ ،‬وأن يقبل استقالتهم‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬اختصاصات رئيس الجمهورية‬

‫يختص رئيس الجمهورية بعدة اختصاصات أوكله له الدستور‪ ،‬من‬


‫أهمها ‪:‬‬

‫(‪ )1‬اختيار رئيس مجلس الوزراء وتكليفه بتشكيل الحكومة‪:‬‬

‫وهو ما تقرره المادة ‪ 146‬من الدستور‪ ،‬كما يكلفه بعرض برنامجه‬


‫على مجلس النواب‪.‬‬

‫فإذا لم تحصل حكومته علي ثقة أغلبية اعضاء مجلس النواب خالل‬
‫ثالثين يوماً علي األكثر‪ ،‬يكلف رئيس الجمهورية رئيسا آخر لمجلس‬
‫الوزراء‪ ،‬وذلك بترشيح من الحزب أو االئتالف الحائز على أكثرية مقاعد‬
‫المجلس‪ ،‬فاذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب‬
‫خالل ثالثين يوماً‪ُ ،‬عٌد المجلس منحالً‪ ،‬ويدعو رئيس الجمهورية النتخاب‬
‫مجلس نواب جديد خالل ستين يوماً من تاريخ صدور قرار الحل‪.‬‬

‫وفى هذه الحالة يعرض رئيس مجلس الوزراء تشكيل حكومته‪،‬‬


‫وبرنامجها على مجلس النواب الجديد فى أول اجتماع له‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪120‬‬

‫فإذا كان اختيار الحكومة من الحزب أو االئتالف الحائز على‬


‫أكثرية مقاعد مجلس النواب‪ ،‬يكون لرئيس الجمهورية‪ ،‬بالتشاور مع رئيس‬
‫مجلس الوزراء‪ ،‬اختيار وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل‪.‬‬

‫ويحق للرئيس‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 147‬من الدستور‪ ،‬إعفاء الحكومة من‬


‫أداء عملها‪ ،‬بشرط موافقة أغلبية أعضاء مجلس النواب‪ .‬كما يحق‬
‫للرئيس اجراء تعديل وزارى‪ ،‬بعد التشاور مع رئيس الوزراء‪ ،‬وموافقة‬
‫مجلس النواب باألغلبية المطلقة للحاضرين‪ ،‬وبما اليقل عن ثلث أعضاء‬
‫المجلس‪.‬‬

‫وللرئيس‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 149‬من الدستور‪ ،‬دعوة الحكومة لالجتماع‪،‬‬


‫للتشاور فى األمور المهمة‪ ،‬ويتولى في هذه الحالة رئاسة االجتماع الذى‬
‫يحضره‪.‬‬

‫(‪ )2‬وضع السياسة العامة للدولة ‪:‬‬

‫يضع رئيس الجمهورية‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 150‬من الدستور‪ ،‬السياسة‬


‫العامة للدولة‪ ،‬وذلك باالشتراك مع مجلس الوزراء‪ ،‬ويشرفان على‬
‫تنفيذها‪.‬‬

‫ولرئيس الجمهورية أن يلقى بيانا حول السياسة العامة للدولة أمام‬


‫مجلس النواب‪ ،‬عند افتتاح دور انعقاده العادي السنوي‪ ،‬كما يجوز له‬
‫إلقاء بيانات‪ ،‬أو توجيه رسائل أخرى إلى المجلس‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪121‬‬

‫(‪ )3‬تمثيل مصر في الخارج وإبرام المعاهدات‪:‬‬

‫يمثل رئيس الجمهورية الدولة في عالقاتها الخارجية‪ ،‬وفقا لما تقرره‬


‫المادة ‪ 151‬من الدستور‪ ،‬كما يختص بإبرام المعاهدات‪ ،‬والتصديق‬
‫عليها‪ ،‬بعد موافقة مجلس النواب‪ ،‬وتكون لها قوة القانون بعد نشرها‪.‬‬

‫وبالنسبة معاهدات الصلح والتحالف وما يتعلق بحقوق السيادة‪،‬‬


‫يوجب الدستور دعوة الناخبين لالستفتاء عليها‪ ،‬وال يتم التصديق عليها‬
‫إال بعد إعالن نتيجة االستفتاء بالموافقة‪.‬‬

‫(‪ )4‬إعالن الحرب‪:‬‬

‫يعتبر رئيس الجمهورية‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 152‬من الدستور‪ ،‬القائد‬


‫األعلى للقوات المسلحة‪ ،‬ويحق له إعالن الحرب وإرسال القوات المسلحة‬
‫فى مهمه قتالية إلى خارج حدود الدولة‪ ،‬ولكن بعد أخذ رأى مجلس‬
‫الدفاع الوطني‪ ،‬وموافقة مجلس النواب بأغلبية ثلثي األعضاء‪.‬‬

‫فإذا كان مجلس النواب غير قائم‪ ،‬يجب أخذ رأى المجلس األعلى‬
‫للقوات المسلحة‪ ،‬وموافقة كل من مجلس الوزراء ومجلس الدفاع الوطني‪.‬‬

‫(‪ )5‬إعالن حالة الطوارئ‪:‬‬

‫يختص رئيس الجمهورية بإعالن حالة الطوارئ‪ ،‬فيمكنه إعالنها‪،‬‬


‫وفقا للمادة ‪ 154‬من الدستور‪ ،‬بشرط أخذ رأى مجلس الوزراء‪ ،‬وعرض‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪122‬‬

‫هذا اإلعالن على مجلس النواب‪ ،‬خالل األيام السبعة التالية‪ ،‬ليقرر ما‬
‫يراه بشأنه‪.‬‬

‫فإذا أعلن الرئيس حالة الطوارئ في غير دور االنعقاد العادي‬


‫فور للعرض عليه‪.‬‬
‫لمجلس النواب‪ ،‬فإنه يجب دعوة المجلس لالنعقاد ا‬

‫وفى جميع األحوال تجب موافقة أغلبية عدد أعضاء المجلس على‬
‫إعالن حالة الطوارئ‪ ،‬ويكون إعالنها لمدة محددة ال تجاوز ثالثة أشهر‪.‬‬

‫ويمكن مد حالة الطوارئ لمدة أخرى مماثلة‪ ،‬بعد موافقة ثلثي عدد‬
‫أعضاء المجلس‪ .‬فاذا كان المجلس غير قائم‪ ،‬فإن األمر يعرض على‬
‫مجلس الوزراء للموافقة‪ ،‬على أن يعرض على مجلس النواب الجديد في‬
‫أول اجتماع له‪.‬‬

‫مع العلم بأنه ال يجوز حل مجلس النواب أثناء سريان حالة‬


‫الطوارئ‪.‬‬

‫(‪ )6‬العفو عن العقوبة أو تخفيفها‪:‬‬

‫يحق لرئيس الجمهورية‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 155‬من الدستور‪ ،‬العفو عن‬


‫بعض المسجونين فيما تبقى عليهم من عقوبة‪ ،‬أو تخفيفها‪ ،‬ويشترط لذلك‬
‫أخذ رأى مجلس الوزراء‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪123‬‬

‫وهذا العفو عن العقوبة أو تخفيفها يكون ألشخاص يتم تحديدهم‬


‫باالسم‪ ،‬فهو ليس عفواً شامالً‪ ،‬ألن العفو الشامل إال بقانون يصدر‬
‫بموافقة أغلبية أعضاء مجلس النواب‪.‬‬

‫(‪ )7‬إصدار لوائح الضرورة‪:‬‬

‫يقصد بلوائح الضرورة تلك التي تصدر في غيبة البرلمان‪ ،‬وفي ظل‬
‫ظروف عاجلة تقتضي تدخال سريعا لمواجهتها‪ ،‬وال تحتمل التأخير‪،‬‬
‫فتقرر من التدابير ما تراه كافياً لمواجهتها ودرء أخطارها‪ .‬وهذه اللوائح‬
‫تعد ق اررات بقوانين تأخذ مرتبة القانون‪.‬‬

‫وفي ذلك الشأن تفرق المادة ‪ 156‬من الدستور بين حالتين ‪:‬‬

‫األولى‪ :‬إذا حدث فى غير دور انعقاد مجلس النواب ما يوجب‬


‫اإلسراع فى اتخاذ تدابير ال تحتمل التأخير‪ ،‬فإن رئيس الجمهورية يدعو‬
‫المجلس النعقاد طارئ لعرض األمر عليه‪ ،‬واتخاذ ما يلزم من تدابير‬
‫عاجلة‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬إذا كان مجلس النواب غير قائم‪ ،‬وفي هذه الحالة يجوز‬
‫لرئيس الجمهورية اصدار ق اررات بقوانين‪ ،‬على أن يتم عرضها على‬
‫المجلس الجديد ‪ ،‬ومناقشتها‪ ،‬والموافقة عليها خالل خمسة عشر يوماً من‬
‫انعقاده‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪124‬‬

‫فإذا لم تعرض على المجلس خالل المدة المحددة‪ ،‬أو إذا عرضت‬
‫عليه ولم يقرها‪ ،‬زال بأثر رجعى ما كان لها من قوة القانون‪ ،‬دون حاجة‬
‫إلى إصدار قرار بذلك‪ ،‬إال إذا رأى المجلس اعتماد نفاذها فى الفترة‬
‫السابقة‪ ،‬أو تسوية ما ترتب عليها من آثار‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن دستور ‪ 1971‬الملغي كان ال يفرق بين الحالتين‬


‫السابقتين‪ ،‬فكان يمنح رئيس الجمهورية الحق في إصدار هذه الق اررات‬
‫بقوانين في كل أحوال غيبة مجلس الشعب‪ ،‬أي سواء غير قائم أو كان‬
‫فى غير دور انعقاده‪ ،‬فكانت المادة ‪ 147‬منه تقرر أنه "إذا حدث في‬
‫غيبة مجلس الشعب ما يوجب اإلسراع في إتخاذ تدابير ال تحتمل التأخير‬
‫جاز لرئيس الجمهورية أن يصدر في شأنها ق اررات تكون لها قوة القانون‪.‬‬
‫ويجب عرض هذه الق اررات على مجلس الشعب خالل خمسة عشر يوماً‬
‫من تاريخ صدورها‪ ،‬إذا كان المجلس قائماً‪ ،‬وتعرض في أول إجتماع له‬
‫في حالة الحل أو وقف جلساته‪ ،‬فإذا لم تعرض زال بأثر رجعي ما كان‬
‫له من قوة القانون دون حاجة إلى إصدار قرار بذلك‪ ،‬وإذا عرضت ولم‬
‫يقرها المجلس زال بأثر رجعي ما كان لها من قوة القانون‪ ،‬إال إذا رأى‬
‫المجلس إعتماد نفاذها في الفترة السابقة أو تسوية ما ترتب على آثارها‬
‫بوجه آخر"‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪125‬‬

‫كما كان الدستور الملغي عالوة على ذلك يعطى رئيس الجمهورية‬
‫الحق في إصدار ما يسمى اللوائح التفويضية‪ ،‬بناء على تفويض من‬
‫مجلس الشعب‪ ،‬وفي وجوده‪ ،‬وكانت أيضا لها قوة القانون‪.‬‬

‫فكانت المادة ‪ 108‬منه تقرر أنه "لرئيس الجمهورية عند الضرورة‬


‫وفى األحوال االستثنائية‪ ،‬وبناء على تفويض من مجلس الشعب بأغلبية‬
‫ثلثي أعضائه‪ ،‬أن يصدر ق اررات لها قوة القانون‪ ،‬ويجب أن يكون‬
‫التفويض لمدة محدودة‪ ،‬وأن تبين فيه موضوعات هذه الق اررات واألسس‬
‫التي تقوم عليها‪ ،‬ويجب عرض هذه الق اررات على مجلس الشعب في‬
‫أول جلسة بعد انتهاء مدة التفويض‪ ،‬فإذا لم تعرض أو عرضت ولم‬
‫يوافق المجلس عليها زال ما كان له من قوة القانون"‪.‬‬

‫(‪ )8‬عرض مسألة معينة على االستفتاء الشعبي‪:‬‬

‫يحق لرئيس الجمهورية‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 157‬من الدستور‪ ،‬أن يدعو‬


‫الناخبين لالستفتاء في أية مسألة تتصل بمصالح البالد العليا‪ ،‬وذلك فيما‬
‫ال يخالف أحكام الدستور‪ .‬فإذا اشتملت الدعوة لالستفتاء على أكثر من‬
‫مسألة‪ ،‬فإنه يجب التصويت على كل واحدة منها‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪126‬‬

‫المطلب الثانى‬

‫الحكومة‬

‫الحكومة هى الهيئة التنفيذية واإلدارية العليا للدولة‪ ،‬وتتكون من‬


‫رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬ونوابه‪ ،‬والوزراء‪ ،‬ونوابهم‪ .‬ويتولى رئيس مجلس‬
‫الوزراء رئاسة الحكومة‪ ،‬ويشرف على أعمالها‪ ،‬ويوجهها فى أداء‬
‫اختصاصاتها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط تعيين أعضاء الحكومة‬

‫تحدد المادة ‪ 164‬من الدستور شروط تعيين رئيس مجلس الوزراء‬


‫فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يكون مصرًيا‪ ،‬ومن أبوين مصريين‪ ،‬وأال يحمل هو أو زوجته‬


‫جنسية دولة أخرى‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفي منها قانونا‪.‬‬
‫‪ .4‬أال تقل سنه عن خمس وثالثين سنة ميالدية فى تاريخ التكليف‪.‬‬

‫أما بالنسبة لتعيين الوزراء فإنه يشترط فيمن يعين وزي اًر ‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يكون مصرًيا‪.‬‬


‫‪ .2‬أن يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية ‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفى منها قانوناً‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪127‬‬

‫‪ .4‬أن يكون بالغا من العمر ثالثين سنة ميالدية على األقل فى‬
‫تاريخ التكليف‪.‬‬
‫‪ .5‬أال يكون عضوا في مجلس النواب‪ ،‬فإذا عين أحد أعضاء‬
‫المجلس فى الحكومة‪ ،‬فإن يفقد عضويته فى المجلس من تاريخ هذا‬
‫التعيين‪.‬‬

‫ويجوز لرئيس مجلس الوزراء‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 174‬من الدستور‪ ،‬تقديم‬


‫استقالته إلى رئيس الجمهورية‪ ،‬كتابة‪ ،‬كما يجوز ألي وزير تقديم‬
‫استقالته إلى رئيس مجلس الوزراء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اختصاصات الحكومة‬

‫تختص الحكومة‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 167‬من الدستور‪ ،‬بممارسة الحكومة‬


‫مجموعة من االختصاصات‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ .1‬االشتراك مع رئيس الجمهورية فى وضع السياسة العامة للدولة‪،‬‬


‫واإلشراف على تنفيذها‪.‬‬

‫‪ .2‬المحافظة على أمن الوطن وحماية حقوق المواطنين ومصالح‬


‫الدولة‪.‬‬

‫‪ .3‬توجيه أعمال الو ازرات‪ ،‬والجهات‪ ،‬والهيئات العامة التابعة لها‪،‬‬


‫والتنسيق بينها‪ ،‬ومتابعتها‪.‬‬

‫‪ .4‬إعداد مشروعات القوانين والق اررات‪.‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪128‬‬

‫‪ .5‬إعداد مشروع الخطة العامة للدولة‪ ،‬ومشروع الموازنة العامة‬


‫للدولة‪.‬‬

‫‪ .6‬عقد القروض ومنحها‪ ،‬وفًقا ألحكام الدستور‪.‬‬

‫وقيما يخص كل و ازرة على حدة‪ ،‬يتولى كل وزير‪ ،‬وفقا للمادة ‪168‬‬
‫من الدستور‪ ،‬وضع السياسة العامة لو ازرته‪ ،‬بالتنسيق مع الجهات‬
‫المعنية‪ ،‬ويتابع تنفيذها والرقابة على منفذيها‪ ،‬وذلك فى إطار السياسة‬
‫العامة للدولة‪.‬‬

‫أما رئيس مجلس الوزراء فيختص‪ ،‬وفقا للمواد ‪172 ،171 ،170‬‬
‫من الدستور‪ ،‬بإصدار بعض أنواع اللوائح التي كان يختص بإصدارها‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬في ظل الدساتير السابقة‪.‬‬

‫وتشمل هذه اللوائح ما يلي‪:‬‬

‫(‪ )1‬اللوائح التنفيذية‬

‫يقصد بهذه اللوائح تلك التي تتضمن األحكام التفصيلية لنصوص‬


‫القوانين‪ ،‬بهدف تيسير تنفيذها‪ .‬ويشترط فى هذه اللوائح أال تتعارض مع‬
‫أحكام القانون التى وضعت من أجل تنفيذه‪ ،‬وأال تتضمن أحكاما جديدة‬
‫تضاف إلى أحكام هذا القانون(‪.)1‬‬

‫‪ -‬راجع مؤلفنا "الشامل في القانون اإلداري اإلماراتي"‪ ،‬مكتبة الفالح‪ ،‬دبي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2013‬ص ‪.28 ،27‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪129‬‬

‫ويختص رئيس مجلس الوزراء بإصدار تلك اللوائح‪ ،‬وفقا للمادة‬


‫‪ 170‬من الدستور‪ ،‬بشرط أال تتضمن ما فيه تعطيل للقانون الذي‬
‫صدرت بشأنه‪ ،‬أو تعديل له‪ ،‬أو إعفاء من تنفيذه‪ ،‬وله أن يفوض غيره‬
‫فى إصدارها‪.‬‬

‫ويقصد بالقانون هنا معناه العام‪ ،‬فيدخل فى هذا المجال أى تشريع‬


‫سواء كان صاد اًر من السلطة التشريعية‪ ،‬أو من السلطة التنفيذية‪ ،‬عمالً‬
‫بالتفويض المقرر لها طبقاً للمبادئ الدستورية المتواضع عليه(‪.)1‬‬

‫(‪ )2‬اللوائح التنظيمية‪:‬‬

‫وهى لوائح ال تصدر بموجب قانون أو استنادا إلى قانون‪ ،‬وتصدر‬


‫فى الظروف العادية‪ ،‬وهى تتولى التشريع فى مجاالت محددة ‪.‬‬

‫وتنقسم هذه اللوائح إلى نوعين ‪:‬‬

‫أ‪ -‬لوائح تنظيم وإنشاء المرافق العامة ‪:‬‬

‫وتهدف إلى إنشاء المرافق العامة في الدولة‪ ،‬وتنظيم العمل داخلها‪،‬‬


‫أى داخل اإلدارات والمصالح العامة‪.‬‬

‫ويصدر رئيس مجلس الوزراء تلك اللوائح‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 171‬من‬


‫الدستور‪ ،‬بعد موافقة مجلس الوزراء‪.‬‬

‫‪ -‬حكم المحكمة اإلدارية العليا‪ ،‬في الطعن رقم ‪ 155‬لسنة ‪ ،42‬مكتب فنى ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫صفحة ‪ ،28‬رقم ‪1750‬بتاريخ ‪.1977-12-7‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪130‬‬

‫ب‪ -‬لوائح الضبط اإلدارى ‪:‬‬

‫وهى لوائح تهدف إلى المحافظة على النظام العام بعناصره‬


‫المختلفة‪ ،‬وأهمها األمن العام والصحة العامة والصحة العامة والسكينة‬
‫العامة واآلداب العامة‪.‬‬

‫ويختص رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 172‬من الدستور‪ ،‬تلك‬


‫اللوائح‪ ،‬أيضاً بعد موافقة مجلس الوزراء‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪131‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫السلطة القضائية‬

‫يقصد بالسلطة القضائية المحاكم على اختالف أنواعها ودرجاتها‪،‬‬


‫وتصدر أحكامها وفقاً للقانون‪ ،‬ويبين القانون صالحياتها‪.‬‬

‫وتقوم كل هيئة قضائية على شئونها‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 185‬من‬
‫الدستور‪ ،‬ويؤخذ رأيها فى مشروعات القوانين المنظمة لشئونها‪ ،‬ويكون‬
‫لكل منها موازنة مستقلة‪.‬‬

‫ويختص رئيس الجمهورية بتعيين رؤساء تلك الهيئات القضائية‪ ،‬من‬


‫بين أقدم سبعة من نوابهم‪ ،‬وذلك لمدة أربع سنوات‪ ،‬أو للمدة الباقية حتى‬
‫بلوغه سن التقاعد‪ ،‬أيهما أقرب‪ ،‬ولمرة واحدة طوال مدة عمل كل منهم‪.‬‬

‫ويقوم على شئونها المشتركة مجلس أعلى للجهات والهيئات‬


‫القضائية‪ ،‬يرأسه رئيس الجمهورية‪ ،‬وبعضوية رئيس المحكمة الدستورية‬
‫العليا‪ ،‬ورؤساء الجهات والهيئات القضائية‪ ،‬ورئيس محكمة استئناف‬
‫القاهرة‪ ،‬والنائب العام‪ .‬ويكون للمجلس أمين عام‪ ،‬يصدر بتعيينه قرار‬
‫من رئيس الجمهورية للمدة التى يحددها القانون وبالتناوب بين الجهات‬
‫أعضاء المجلس‪.‬‬

‫ويحل محل رئيس الجمهورية عند غيابه من يفوضه من رؤساء‬


‫الجهات والهيئات القضائية‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪132‬‬

‫ويختص المجلس بالنظر فى شروط تعيين أعضاء الجهات والهيئات‬


‫القضائية وترقيتهم وتأديبهم‪ ،‬ويؤخذ رأيه فى مشروعات القوانين المنظمة‬
‫لشئون هذه الجهات والهيئات‪ ،‬وتصدر ق ارراته بموافقة أغلبية أعضائه‬
‫على أن يكون من بينهم رئيس المجلس‪.‬‬

‫وجميع القضاة مستقلون وغير قابلين للعزل‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 186‬من‬


‫الدستور‪ ،‬بمعنى أنه ال سلطان عليهم فى عملهم لغير القانون‪ ،‬وهم‬
‫متساوون فى الحقوق والواجبات‪ ،‬ويحدد القانون شروط وإجراءات‬
‫تعيينهم‪ ،‬وإعاراتهم‪ ،‬وتقاعدهم‪ ،‬وينظم مساءلتهم تأديبياً‪.‬‬

‫وال يجوز ندب القضاة‪ ،‬كليا أو جزئيا‪ ،‬إال للجهات وفى األعمال‬
‫التى يحددها القانون‪ ،‬وذلك كله بما يحفظ استقالل القضاء والقضاة‬
‫وحيدتهم‪ ،‬ويحول دون تعارض المصالح‪.‬‬

‫وتنقسم الهيئات القضائية إلى عدة أقسام‪ ،‬فهناك القضاء العادى‬


‫والنيابة العامة‪ ،‬وهناك مجلس الدولة‪ ،‬والمحكمة الدستورية العليا‪،‬‬
‫باإلضافة إلى هيئة قضايا الدولة والنيابة اإلدارية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬القضاء العادي والنيابة العامة‬

‫يختص محاكم القضاء العادي‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 188‬من‬


‫الدستور‪ ،‬بالفصل فى كافة المنازعات والجرائم‪ ،‬فيما عدا ما تختص به‬
‫جهة قضائية أخرى‪ ،‬ويفصل القضاء العادي دون غيره فى المنازعات‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪133‬‬

‫المتعلقة بشئون أعضائه‪ ،‬ويدير شئونه مجلس أعلى ينظم القانون تشكيله‬
‫واختصاصاته‪.‬‬

‫أما النيابة العامة فهي التي تتولى التحقيق في القضايا الجنائية‪،‬‬


‫وتحريك ومباشرة الدعوى الجنائية‪ ،‬ويحدد القانون اختصاصاتها األخرى‪،‬‬
‫وهذا ما تقرره المادة ‪ 189‬من الدستور‪ ،‬وهى تعد جزءاً ال يتج أز من‬
‫القضاء‪.‬‬

‫ويتولى النيابة العامة نائب عام‪ ،‬يصدر بتعيينه قرار من رئيس‬


‫الجمهورية‪ ،‬من بين ثالثة يرشحهم مجلس القضاء األعلى‪ ،‬من بين نواب‬
‫رئيس محكمة النقض والرؤساء بمحاكم اإلستئناف والنواب العامين‬
‫المساعدين‪ ،‬وذلك لمدة أربع سنوات‪ ،‬أو للمدة الباقية حتى بلوغه سن‬
‫التقاعد‪ ،‬أيهما أقرب‪ ،‬ولمرة واحدة طوال مدة عمله‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مجلس الدولة‬


‫مجلس الدولة‪ ،‬أو ما يطلق عليه القضاء االداري‪ ،‬هو جهة قضائية‬
‫مستقلة‪ ،‬يختص‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 190‬من الدستور‪ ،‬دون غيره بالفصل فى‬
‫المنازعات اإلدارية‪ ،‬ومنازعات التنفيذ المتعلقة بجميع أحكامه‪ ،‬كما‬
‫يختص بالفصل فى الدعاوى والطعون التأديبية ‪.‬‬

‫كما يتولى المجلس عن طريق قسم الفتوى والتشريع اإلفتاء فى‬


‫المسائل القانونية للجهات التى يحددها القانون‪ ،‬ومراجعة مشروعات‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪134‬‬

‫القوانين والق اررات ذات الصفة التشريعية‪ ،‬التى تحال اليها‪ ،‬ومراجعة‬
‫مشروعات العقود اإلدارية التى تبرمها الجهات الحكومية‪ ،‬والتى يحددها‬
‫ويحدد قيمتها القانون‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المحكمة الدستورية العليا‬

‫تعد المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 191‬من الدستور‪ ،‬جهة‬


‫قضائية مستقلة‪ ،‬قائمة بذاتها‪ ،‬مقرها مدينة القاهرة‪ ،‬ويجوز فى حالة‬
‫الضرورة انعقادها فى أى مكان آخر داخل البالد‪ ،‬بموافقة الجمعية‬
‫العامة للمحكمة‪ ،‬ويكون لها موازنة مستقلة‪ ،‬يناقشها مجلس النواب بكامل‬
‫عناصرها‪ ،‬وتدرج بعد إقرارها فى الموازنة العامة للدولة رقماً واحداً‪.‬‬

‫وتشكل المحكمة‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 193‬من الدستور‪ ،‬من رئيس وعدد‬


‫كاف من نواب الرئيس‪ ،‬يختارهم جميعا رئيس الجمهورية‪ .‬وتؤلف هيئة‬
‫المفوضين بالمحكمة من رئيس‪ ،‬وعدد كاف من الرؤساء بالهيئة‪،‬‬
‫والمستشارين‪ ،‬والمستشارين المساعدين‪.‬‬

‫وتختص المحكمة الدستورية العليا دون غيرها‪ ،‬وفقا لما تقرره‬


‫المادة ‪ 192‬من الدستور‪ ،‬بممارسة عدة اختصاصات من أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬الرقابة القضائية على دستورية القوانين‪ ،‬واللوائح‪.‬‬

‫‪ -2‬تفسير النصوص التشريعية‪.‬‬

‫‪ -3‬الفصل فى المنازعات المتعلقة بشئون أعضائها‪.‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪135‬‬

‫‪ -4‬الفصل فى تنازع االختصاص بين جهات القضاء‪ ،‬والهيئات‬


‫ذات االختصاص القضائى‪.‬‬

‫‪ -5‬الفصل فى النزاع الذي يقوم بشأن تنفيذ حكمين نهائيين‬


‫متناقضين صادر أحدهما من أية جهة من جهات القضاء‪ ،‬أو هيئة ذات‬
‫اختصاص قضائى‪ ،‬واآلخر من جهة أخرى منها‪ ،‬والمنازعات المتعلقة‬
‫القررات الصادرة منها‪.‬‬
‫بتنفيذ أحكامها‪ ،‬و ا‬

‫ونظ ار ألهمية ما يصدر عن تلك المحكمة تقرر المادة ‪ 195‬من‬


‫الدستور ضرورة نشر األحكام والق اررات الصادرة منها‪ ،‬فى الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬وتجعل ألحكامها حجية مطلقة على الكافة‪.‬‬

‫وسنتناول‪ ،‬فيما بعد‪ ،‬اختصاص المحكمة بالفصل في دستورية‬


‫القوانين واللوائح‪ ،‬باعتباره أهم هذه االختصاصات‪ ،‬بشئ من التفصيل‪.‬‬

‫(‪ )4‬الهيئات القضائية األخرى‬

‫تشمل هذه الهيثات هيئة قضايا الدولة والنيابة االدارية‪.‬‬

‫أ‪ -‬هيئة قضايا الدولة‬

‫وهي هيئة قضائية مستقلة‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 196‬من الدستور‪،‬‬
‫تنوب عن الدولة فيما يرفع منها أو عليها من دعاوي‪ ،‬وفي اقتراح‬
‫تسويتها ودياً‪ ،‬فى أى مرحلة من مراحل التقاضي‪ ،‬أي أنها محامى‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪136‬‬

‫كما تتولى الهيئة اإلشراف الفنى على إدارات الشئون القانونية‬


‫بالجهاز اإلدارى للدولة بالنسبة للدعاوي التي تباشرها‪ ،‬وتقوم بصياغة‬
‫مشروعات العقود التي تحال إليها من الجهات االدارية وتكون الدولة‬
‫طرفاً فيها‪ ،‬وذلك كله وفقاً لما ينظمه القانون‪.‬‬

‫ويحدد القانون اختصاصاتها األخرى‪ ،‬ويكون ألعضائها كافة‬


‫الضمانات والحقوق والواجبات المقررة ألعضاء السلطة القضائية‪ ،‬وينظم‬
‫القانون مساءلتهم تأديبياً‪.‬‬

‫ب‪ -‬النيابة اإلدارية‬

‫النيابة اإلدارية هيئة قضائية مستقلة‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 197‬من‬
‫الدستور‪ ،‬مهمتها التحقيق فى المخالفات اإلدارية والمالية لموظفي الدولة‪،‬‬
‫وكذا التى تحال إليها‪ ،‬ويكون لها بالنسبة لهذه المخالفات السلطات‬
‫المقررة لجهة اإلدارة فى توقيع الجزاءات التأديبية‪.‬‬

‫كما تتولى النيابة االدارية تحريك ومباشرة الدعاوى والطعون التأديبية‬


‫أمام محاكم مجلس الدولة‪ ،‬وذلك كله وفقا لما ينظمه القانون‪.‬‬

‫ويكون الطعن فى ق اررات النيابة االدارية أمام المحكمة التأديبية‬


‫المختصة بمجلس الدولة‪ ،‬ويكون ألعضائها كافة الضمانات والحقوق‬
‫والواجبات المقررة ألعضاء السلطة القضائية‪ .‬وينظم القانون مساءلتهم‬
‫تأديبياً‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪137‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫المجالس والهيئات المستقلة واألجهزة الرقابية‬
‫يوجد في مصر‪ ،‬وبنص الدستور الحالي مجموعة من المجالس‬
‫العليا‪ ،‬والمجالس القومية‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة من الهيئات المستقلة‬
‫واألجهزة الرقابية‪ ،‬ومنها هيئة الرقابة اإلدارية والجهاز المركزي‬
‫للمحاسبات والهيئة العامة للرقابة المالية‪.‬‬

‫ونتناول في هذا الفصل دراسة موجزة لهذه المجالس والهيئات‪ ،‬وذلك‬


‫في ثالثة مباحث متتالية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المجالس العليا‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المجالس القومية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الهيئات المستقلة واألجهزة الرقابية‬

‫المبحث األول‬

‫المجالس العليا‬

‫توجد فى مصـر مجموعـة كبيـرة مـن المجـالس العليـا يعمـل كـل منهـا‬
‫فى مجال معين‪ ،‬ويؤدى دو اًر استشارياً بالغ األهمية فى هذا المجال‪ ،‬إزاء‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪138‬‬

‫السلطة التنفيذية‪ ،‬وتوضع آراؤه موضع التنفيذ من خــالل إصـدار القـ اررات‬
‫التى تتبناها فى أغلب األحيان‪.‬‬

‫وم ــن أه ــم ه ــذه المج ــالس وأكثره ــا أثـ ـ اًر ف ــى الحي ــاة العملي ــة المجل ــس‬
‫األعلـى للشـرطة‪ ،‬والمجلــس األعلـى للجامعـات‪ ،‬ومجلــس القضـاء األعلــى‪،‬‬
‫والمجلس األعلى للسياحة‪ ،‬والمجلس األعلى للثقافة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الدور االستشارى للمجالس العليا‬

‫يع ــد ال ــدور االستش ــارى للمج ــالس العلي ــا ه ــو دوره ــا األساس ــى ال ــذى‬
‫أنشئت من أجلـه ‪ ،‬فهـى مجـالس استشـارية عليـا توجـد إلـى جانـب السـلطة‬
‫التنفيذيـ ــة‪ ،‬كـ ــل منهـ ــا فـ ــى مجـ ــال محـ ــدد‪ ،‬تـ ــؤدى فيـ ــه آراءهـ ــا وتوصـ ــياتها‬
‫واقتراحاتهـا‪ ،‬وتجـرى فيـه د ارسـاتها وأبحاثهـا‪ ،‬كمـا أنهـا تقـوم بأعمـال ثانويـة‬
‫يسندها القانون إليها بجانب عملها األصلى‪.‬‬

‫وهـذه المجـالس توجـد بجانـب الحكومـة المركزيـة فـى العاصـمة‪ ،‬فهـى‬


‫تقـدم أعمالهـا أساسـاً إلـى الــوزراء‪ ،‬كـالمجلس األعلـى للجامعـات الـذى يقــدم‬
‫عمل ــه االستش ــارى إل ــى وزي ــر التعل ــيم الع ــالى‪ ،‬والمجل ــس األعل ــى للش ــرطة‬
‫ال ــذى ي ــؤدى عمل ــه االستش ــارى إل ــى وزي ــر الداخلي ــة‪ .‬وأحيانـ ـاً تق ــدم ه ــذه‬
‫المج ــالس أعماله ــا االستش ــارية إل ــى رئ ــيس الجمهوري ــة‪ ،‬كمجل ــس القض ــاء‬
‫األعلى‪ ،‬والمجلس األعـلى للسياحة‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪139‬‬

‫ومن هنـا يكتسـب الـدور االستشـارى للمجـالس العليـا أهميتـه‪ ،‬باعــتباره‬


‫ي ــؤثر بش ــكل أو ب ــآخر ف ــى السياس ــة العام ــة للدول ــة‪ ،‬حي ــث توض ــع آراؤه‬
‫وتوصـياته ود ارسـاته موضــع التقـدير‪ ،‬لصـدورها مــن المختصـين وأصــحاب‬
‫الخبرة وذوى الشأن‪.‬‬

‫والقاعـ ــدة العام ـ ــة أن الق ـ ــانون ق ـ ــد يلـ ــزم الس ـ ــلطة التنفيذي ـ ــة باستش ـ ــارة‬
‫المجــالس العليــا‪ ،‬كــل منهــا فــى مجــال اختصاصــه‪ ،‬عنــدما تزمــع إصــدار‬
‫قرار فيه‪ ،‬وأحياناً يجعل القانون استشارة المجلس اختيارية‪.‬‬

‫فخالف الحاالت التى تلتزم فيها الحكومـة باستشـارة المجـالس العليـا‪،‬‬


‫فإنه يمكنها دائماً أن تطلب منها إبداء رأيها فى مسائل تدخل فـى مجـال‬
‫اختصاصها‪ ،‬وهـذا مـن قبيـل االستشـارة االختياريـة‪ ،‬وتلتـزم هـذه المجـالس‬
‫بتقديم الرأى المطلوب منها للجهات المستشيرة ‪.‬‬

‫والقاعدة العامة أن هـذه الجهـات ال تتقيـد بـالرأى المقـدم مـن المجـالس‬


‫العليــا إال إذا ألزمهــا القــانون بــه‪ ،‬ويــأتى هــذا االلتـزام علــى ســبيل االســتثناء‬
‫فى القوانين المنشئة لبعضها‪ ،‬ومنها المجلس األعلى للجامعـات والمجلـس‬
‫األعلى للتأمين الصحى ومجلس القضاء األعلـى‪ ،‬وقـد يشـمل هـذا االلتـزام‬
‫جميع ق اررات المجلس‪ ،‬أو يقتصر على بعضها دون البعض اآلخر‪.‬‬

‫وهــذا ال ينفــى االلت ـزام األدبــي بــآراء وتوصــيات واقت ارحــات المج ــالس‬
‫العليا من قبل السلطات المستشيرة‪ ،‬باعتبارها صـادرة مـن أصـحاب الخبـرة‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪140‬‬

‫واالختصاص وذوى الشأن‪ ،‬وهو مـا يعطيهـا ثقـالً كبيـ اًر‪ ،‬ويجعـل مـن غيـر‬
‫المالئم تركها وإصدار الق اررات على خالفها‪.‬‬

‫وتلت ــزم المج ــالس العلي ــا ب ــأداء ال ــدور االستش ــارى ال ــذى أس ــنده إليه ــا‬
‫القـ ــانون‪ ،‬فتقـ ــدم ال ـ ـرأى المطلـ ــوب منهـ ــا للسـ ــلطة المستشـ ــيرة‪ ،‬ولـ ــو كانـ ــت‬
‫االستشارة اختيارية‪ ،‬ذلك أن االختيار يكـون فـى طلـب االستشـارة ولـيس‬
‫فى تقـديمها‪ ،‬وذلـك ممارسـة مـن جانبهـا لالختصـاص المسـند إليهـا قانونـاً‪،‬‬
‫وإال فق ـ ــدت س ـ ــبب وجوده ـ ــا‪ .‬وه ـ ــذا ال ينطب ـ ــق ب ـ ــالطبع عل ـ ــي االقت ارح ـ ــات‬
‫والتوصيات‪ ،‬ألنها تأتى بمبادرة منها‪.‬‬

‫وتلتزم هذه المجالس بتقديم رأيها خالل المهلة المحددة لها من جانـب‬
‫السلطة المستشيرة ‪ ،‬فال تتجاوزها إال بسـبب مقبـول‪ ،‬كمـا تلتـزم بالموضـوع‬
‫المطــروح عليهــا‪ ،‬ف ــال تتجــاوز ح ــدوده وتبــدى رأيه ــا فــى نق ــاط لــم تُع ـ َـرض‬
‫عليها‪.‬‬

‫وتلت ـ ـ ـ ــزم المج ـ ـ ـ ــالس كغيره ـ ـ ـ ــا م ـ ـ ـ ــن الجه ـ ـ ـ ــات االستش ـ ـ ـ ــارية بالحي ـ ـ ـ ــاد‬
‫والموضوعية فيما تقدمه من آراء وتوصيات‪ ،‬وذلك تحقيقـاً للصـالح العـام‬
‫والهــدف المرجــو مــن إنشــائها‪ ،‬وهــو مســاعدة الســلطة صــاحبة الق ـرار علــى‬
‫اتخاذ القرار المناسب والعادل فى الموضوع المطروح(‪.)1‬‬

‫‪ -‬راجع في تفصيل ذلك رسالتنا للدكتوراه وعنوانها "اإلدارة االستشارية ودور‬ ‫‪1‬‬

‫القضاء اإلدارى فى الرقابة عليها ‪ -‬دراسة مقارنة"‪ ،‬كلية الحقوق جامعة حلوان‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪ 446‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪141‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬أمثلة للمجالس العليا‬

‫(‪ )1‬المجلس األعلى للشرطة‬

‫ويشكل‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 207‬من الدستور‪ ،‬مجلس أعلى للشرطة من‬


‫بين أقدم ضباط هيئة الشرطة‪ ،‬ورئيس إدارة الفتوى المختص بمجلس‬
‫الدولة‪ .‬ويختص هذا المجلس بمعاونة وزير الداخلية فى تنظيم هيئة‬
‫الشرطة وتسيير شئون أعضائها‪ ،‬ويؤخذ رأيه فى أية قوانين تتعلق بها‪.‬‬

‫المهام األساسية للمجلس األعلى للشرطة‪:‬‬

‫يؤدى المجلس األعلى للشرطة دوره االستشارى إزاء وزير الداخلية‪،‬‬


‫باعتباره المستشار األول له فى شئون أعضاء هيئة الشرطة‪ ،‬حيث‬
‫يعاونه فى رسم السياسة العامة للو ازرة‪ ،‬ووضع خططها‪ ،‬وتطوير أجهزتها‬
‫وأسلوب العمل بها‪ ،‬بما يحقق الغاية المرجوة من إنشائه باعتباره جها اًز‬
‫معاوناً واستشارياً‪.‬‬

‫ويقوم المجلس بدور استشارى يكاد يشمل جميع شئون جهاز‬


‫الشرطة الوظيفية ‪ ،‬وذلك نتلمسه فيما يلى‪:‬‬

‫(أ) فى مجال تعيين أعضاء هيئة الشرطة ‪:‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪142‬‬

‫يتم تعيين أعضاء هيئة الشرطة من الضباط ‪ -‬وفقاً لما تقرره المادة‬
‫‪ 8‬من قانون هيئة الشرطة ‪ -‬بقرار من وزير الداخلية‪ ،‬بعد أخذ رأى‬
‫المجلس األعلى للشرطة(‪.)1‬‬

‫وتعتبر من وظائف هيئة الشرطة ‪ -‬وفقاً لما تقرره المادة ‪ 2/9‬من‬


‫ذات القانون ‪ -‬وظائف وكالء المصالح وما فى حكمها‪ ،‬ونواب‬
‫ومساعدى مديرى األمن ورؤساء اإلدارات واألقسام والوحدات والوظائف‬
‫ستثنى من ذلك ما يحدده الوزير بق ارر منه‬
‫وي َ‬ ‫الرئيسية بالو ازرة وفروعها‪ُ ،‬‬
‫بعد أخذ رأى المجلس األعلى‪.‬‬

‫(ب) فى مجال قياس كفاية األداء‪:‬‬

‫يتم إعداد تقارير قياس األداء التى تحدد كفاية أداء ضباط الشرطة‬
‫حتى رتبة "عميد" ‪ -‬وفقاً لما تقرره المادة ‪ 13‬من قانون هيئة الشرطة ‪-‬‬
‫بحسب ما يقرره وزير الداخلية‪ ،‬بعد أخذ رأى المجلس األعلى للشرطة‪.‬‬

‫ولتقارير الكفاية‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬نتائج خطيرة وهامة فى شأن من‬


‫توضع بشأنهم‪ ،‬فهى تؤثر فى منحهم العالوات الدورية‪ ،‬وفى ترقيتهم‪،‬‬
‫ونقلهم‪ ،‬وغير ذلك من الق اررات الهامة فى حياتهم الوظيفية‪.‬‬

‫(ج) فى مجاالت الترقية ومنح الحوافز والعال وات التشجيعية‪:‬‬

‫‪ -‬يستثنى من ذلك وظائف المساعد األول ومساعدى الوزير ورؤساء المصالح‬ ‫‪1‬‬

‫واإلدارات العامة ‪ ،‬وهؤالء يعينون بقرار من رئيس الجمهورية ‪0‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪143‬‬

‫تقرر المادة ‪ 1/17‬من قانون هيئة الشرطة‪ ،‬بعد تعديلها بالقانون رقم‬
‫‪ 20‬لسنة ‪ ،1998‬أن تكون الترقية باألقدمية المطلقة حتى رتبة عقيد‪،‬‬
‫مع مراعاة ما يوضع عن الضابط من تقارير قياس األداء‪ ،‬ويشترط لذلك‬
‫أن يجتاز الضابط بنجاح الفرق التدريبية أو الدراسات التدريبية أو العليا‬
‫التي يقررها وزير الداخلية‪ ،‬وذلك بعد أخذ رأى المجلس األعلى للشرطة‬
‫بالنسبة لكل رتبة‪ .‬ويصدر بترقية الضابط ‪ -‬وفقاً لما تقرره المادة ‪20‬‬
‫من قانون هيئة الشرطة ‪ -‬قرار من وزير الداخلية‪ ،‬وذلك بعد استشارة‬
‫المجلس األعلى للشرطة‪ ،‬وتكون هذه الترقية نافذة من تاريخ صدور هذا‬
‫القرار(‪.)1‬‬

‫أما بالنسبة لنظام الحوافز المقررة لضباط الشرطة‪ ،‬فإن الوزير يضع‬
‫نظاماً لها‪ ،‬كما أن له أن يقرر مكافآت تشجيعية للضابط الذى يقدم‬
‫خدمات ممتازة أو بحوثاً أو اقتراحات جدية فى مجال عمله‪ ،‬وفى كل‬
‫األحوال يلتزم باستشارة المجلس األعلى للشرطة قبل تقرير أى من هذه‬
‫األمور‪ ،‬وما يضعه من قواعد‪ ،‬وهذا ما تقرره المادة ‪ 23‬من قانون هيئة‬
‫الشرطة‪ ،‬كما أن المجلس يمكنه أن يقترح منح الضابط أوسمة أو أنواطاً‬
‫ألعمال ممتازة‪.‬‬

‫‪ - 1‬راجع فى بيان الدور االستشارى للمجلس فى مجال ترقية أعضاء هيئة الشرطة ‪،‬‬
‫على سبيل المثال ‪ :‬حكم المحكمة اإلدارية العليا فى الطعن رقم ‪ 1576‬لسنة ‪ 28‬ق‬
‫عليا ‪ ،‬جلسة ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،1986‬المجموعة‪ ،‬السنة ‪ 32‬ق عليا‪ ،‬ص ‪ 553‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪144‬‬

‫(د) فى مجال اإلحالة إلى االحتياط وانتهاء الخدمة ‪:‬‬

‫يجوز لوزير الداخلية‪ ،‬وفقاً للمادة ‪ 67‬من قانون هيئة الشرطة‪ ،‬أن‬
‫يحيل الضابط إلى االحتياط‪ ،‬وذلك بعد أخذ رأى المجلس األعلى‬
‫للشرطة‪ ،‬وهذه اإلحالة تكون إما بناء على طلب الضابط نفسه‪ ،‬أو بناء‬
‫على طلب الو ازرة‪ ،‬ألسباب صحية تقررها الهيئة الطبية المختصة‪ ،‬وإما‬
‫فى حالة ثبوت ضرورة لذلك تتعلق باألمن العام‪.‬‬

‫وال يجوز أن تزيد مدة االحتياط على سنتين‪ ،‬يعرض أمر الضابط ‪،‬‬
‫قبل انتهائها‪ ،‬علي المجلس ليقرر إحالته إلى المعاش أو إعادته إلى‬
‫الخدمة العامة‪ ،‬فإذا لم يتم هذا العرض عاد الضابط إلى عمله ما لم تكن‬
‫مدة خدمته قد انتهت لسبب آخر ‪.‬‬

‫أما فى مجال انتهاء الخدمة‪ ،‬فقد قررت المادة ‪ 71‬من قانون هيئة‬
‫الشرطة انتهاء خدمة الضابط عند بلوغ سن الستين‪ ،‬أو إذا أمضى فى‬
‫رتبة "لواء" سنتين من تاريخ الترقية إليها‪ ،‬و فى هذه الحالة األخيرة يجوز‬
‫للوزير مد خدمته لمدة ثالث سنوات‪ ،‬ثم لمدة سنتين تنتهى بعدها خدمته‪،‬‬
‫ولو كان قد ُرقى خاللها إلى درجة مالية أعلى‪ ،‬وهو يلتزم فى هذه‬
‫الحالة باستشارة المجلس األعلى للشرطة قبل إصداره قرار المد‪.‬‬

‫كما يجوز للوزير أن يستبقى إلى سن الستين من يختاره من اللواءات‬


‫الذين ُرقوا إلى الدرجة المالية المقررة لمساعد الوزير‪ ،‬وذلك أيضاً بعد‬
‫أخذ رأى المجلس‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪145‬‬

‫وقد استخلصت محكمة القضاء اإلدارى من ذلك أن القانون فرق‬


‫بين الترقية إلى الدرجة المالية‪ ،‬وهى شريحة من األجر المقرر لمساعد‬
‫الوزير‪ ،‬وبين الترقية إلى وظيفة مساعد الوزير‪ ،‬وهى مجموعة من‬
‫االختصاصات الوظيفية التى يخولها قانون هيئة الشرطة إلى شاغل تلك‬
‫الوظيفة‪ ،‬ففى الحالة األولى تنتهى خدمة الضابط بانقضاء مدة السنتين‬
‫بعد الترقية إلى رتبة "اللواء"‪ ،‬ما لم يقرر الوزير مدها بعد أخذ رأى‬
‫المجلس‪ ،‬أما فى الحالة الثانية فإن الضابط يبقى فى الخدمة إلى سن‬
‫الستين بقوة القانون(‪.)1‬‬

‫(‪ )2‬المجلس األعلى لتنظيم اإلعالم ‪:‬‬

‫هو هيئة مستقلة تتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل الفنى‬


‫والمالى واإلدارى‪ ،‬وموازنتها مستقلة‪.‬‬

‫ويختص المجلس بعدة اختصاصات تحددها المادة ‪ 211‬من‬


‫الدستور‪ ،‬من أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬تنظيم شئون اإلعالم المسموع والمرئى‪ ،‬وتنظيم الصحافة‬


‫المطبوعة‪ ،‬والرقمية‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ -‬راجع فى ذلك حكم المحكمة اإلدارية العليا فى الطعن رقم ‪ 1929‬لسنة ‪ 33‬ق‬ ‫‪1‬‬

‫عليا‪ ،‬جلسة ‪ 5‬ابريل ‪ ،1988‬المجموعة‪ ،‬السنة ‪ 33‬ق ‪ ،‬ج ‪ ،2‬طبعة نقابة المحامين‪،‬‬
‫ص ‪ 1259‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪146‬‬

‫‪ -2‬العمل على ضمان وحماية حرية الصحافة واإلعالم‪ ،‬والحفاظ‬


‫على استقاللها وحيادها وتعدديتها وتنوعها‪ ،‬ومنع الممارسات االحتكارية‪.‬‬

‫‪ -3‬مراقبة مصادر تمويل المؤسسات الصحفية واإلعالمية‪.‬‬

‫‪ -4‬وضع الضوابط والمعايير الالزمة لضمان التزام الصحافة‬


‫ووسائل اإلعالم بأصول المهنة وأخالقياتها‪ ،‬ومقتضيات األمن القومى‪،‬‬

‫ويحدد القانون تشكيل المجلس‪ ،‬ونظام عمله‪ ،‬واألوضاع الوظيفية‬


‫ويؤخذ رأى المجلس فى مشروعات القوانين‪ ،‬واللوائح‬
‫للعاملين فيه‪ُ .‬‬
‫المتعلقة بمجال عمله‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫المجالس القومية‬

‫المجالس القومية هي هيئات استشارية تعمـل علـى المسـتوى القـومى‪،‬‬


‫ويتخص ــص ك ــل منه ــا ف ــى مج ــال مع ــين م ــن مج ــاالت النش ــاط الق ــومى‪،‬‬
‫كاالقتص ـ ــاد والتعل ـ ــيم والتكنولوجي ـ ــا‪ ،‬وتس ـ ــتهدف فعالي ـ ــة العم ـ ــل ف ـ ــى ه ـ ــذه‬
‫المجاالت والنهوض بها من أجل تحقيق أهدافها(‪.)1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬رمضان محمد بطيخ "الوسيط فى القانون اإلدارى"‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪. 268‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪147‬‬

‫ومن هذه المجالس المجلس القومى لحقوق اإلنسان‪ ،‬والمجلس‬


‫القومى للمرأة‪ ،‬والمجلس القومى للطفولة واألمومة‪ ،‬والمجلس القومى‬
‫لألشخاص ذوى اإلعاقة‪.‬‬

‫وتتمتع تلك المجالس بالشخصية االعتبارية واالستقالل الفني والمالي‬


‫ويؤخذ رأيها فى مشروعات القوانين‪ ،‬واللوائح المتعلقة بها‪،‬‬
‫واإلداري‪ُ ،‬‬
‫وبمجال أعمالها‪.‬‬

‫اختصاصات المجالس القومية‪:‬‬

‫تشــترك هــذه المجــالس فــى كونهــا جهــا اًز قومي ـاً سياســيا وفني ـاً يتــولى‬
‫معاون ــة رئ ــيس الجمهوري ــة ف ــى رس ــم السياس ــات والخط ــط القومي ــة طويل ــة‬
‫األجل‪.‬‬

‫وهى هيئـات استشـارية تنحصـر رسـالتها فـى القيـام بالد ارسـة والبحـث‬
‫وتقـديم التوصـيات للنهـوض بشـئون الدولـة‪ ،‬كـل منهـا فـى مجـال نشـاطه‪،‬‬
‫ومــا يصــدر عنهــا يجــد طريقــه إمــا إلــي رئــيس الجمهوريــة‪ ،‬التخــاذ مــا ي ـراه‬
‫بش ــأنها‪ ،‬وإم ــا إل ــي الهيئ ــات المختص ــة‪ ،‬بوص ــفها توص ــيات غي ــر ملزم ــة‬
‫تخضع لتقديرها(‪.)1‬‬

‫‪ -‬راجع فى اختصاصات هذه المجالس د‪ .‬أنور أحمد رسالن "أصول اإلدارة‬ ‫‪1‬‬

‫العامة "‪ ،‬طبعة دار النهضة العربية ‪ ، 1995 ،‬ص ‪ 172‬وما بعدها ‪ .‬د‪ .‬محمد فؤاد‬
‫مهنا " سياسة اإلصالح اإلدارى وتطبيقاتها فى ضوء مبادئ علم التنظيم واإلدارة" ‪،‬‬
‫دار الفكر العربي‪ ،‬ص ‪ 340‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪148‬‬

‫وهذا ال ينفى التأثير اإليجابي الفعال لمـا يصـدر عـن هـذه المجـالس‪،‬‬
‫واالحتـرام األدبـي لهـا‪ ،‬لكونهـا صـادرة عـن ذوى الخبـرة الواسـعة فـى مجـال‬
‫عملهــا‪ ،‬وذلــك بعــد البحــث والد ارســة والتشــاور للوصــول إلــى أفضــل اآلراء‬
‫والتوصيات واالقتراحات المالئمة للموضوعات المطروحة‪.‬‬

‫ولذلك فإن نجاح هـذه المجـالس فـى أدائهـا لـدورها يتوقـف علـى كفـاءة‬
‫وجدارة من يعملون فيها‪ ،‬ومقدار ما يتمتعون به من استقالل وضمانات‪،‬‬
‫حت ــى تكـ ــون آراؤهـ ــم متص ــفة بالحيـ ــدة والموضـ ــوعية‪ ،‬وبعي ــدة عـ ــن التـ ــأثر‬
‫باالتجاه ـ ــات السياس ـ ــية المختلف ـ ــة‪ ،‬أو بم ـ ــا يج ـ ــافى اعتب ـ ــارات العدال ـ ــة أو‬
‫الصالح العام‪.‬‬

‫يضـاف إلـي ذلـك مــا يتمتـع بـه أعضــاء الهيئـات االستشـارية‪ ،‬عمومـاً‪،‬‬
‫مــن مهــارة فــى اإلقنــاع ود اريــة فنيــة ومكانــة الئقــة‪ ،‬وهــو مــا يســاعد علــي‬
‫إعط ــاء ت ــأثير كبي ــر لعمله ــم‪ ،‬لدرج ــة أن الرؤس ــاء اإلداري ــين ق ــد ُيرَغم ــون‬
‫بصورة أو بأخرى علي قبول آرائهم‪ ،‬ولو كان ذلك يتعارض مع اتجاهاتهم‬
‫أو ميولهم(‪.)1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬رمضان محمد بطيخ "الوسيط فى القانون اإلدارى"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.373‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪149‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫الهيئات المستقلة واألجهزة الرقابية‬

‫تتمتع الهيئات المستقلة واألجهزة الرقابية ‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة‬


‫‪ 215‬من الدستور‪ ،‬بالشخصية االعتبارية‪ ،‬واالستقالل الفنى والمالي‬
‫واإلدارى‪ ،‬ويؤخذ رأيها في مشروعات القوانين‪ ،‬واللوائح المتعلقة بمجال‬
‫عملها‪.‬‬

‫وتقرر المادة ‪ 2016‬من الدستور اختصاص رئيس الجمهورية‬


‫بتعيين رؤساء تلك الهيئات واألجهزة‪ ،‬بعد موافقة مجلس النواب بأغلبية‬
‫أعضائه‪ ،‬لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة‪ ،‬وال ُيعفي أي منهم‬
‫ويحظر عليهم ما ُيحظر‬ ‫من منصبه إال في الحاالت المحددة بالقانون‪ُ ،‬‬
‫على الوزراء‪.‬‬

‫وتقدم تلك الهيئات واألجهزة الرقابية‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 217‬من‬
‫الدستور‪ ،‬تقارير سنوية إلى كل من رئيس الجمهورية‪ ،‬ومجلس النواب‪،‬‬
‫ورئيس مجلس الوزراء‪ ،‬فور صدورها‪.‬‬

‫وينظر مجلس النواب تلك التقارير‪ ،‬ويتخذ بشأنها اإلجراء المناسب‪،‬‬


‫خالل مدة ال تجاوز أربعة أشهر من تاريخ ورودها إليه‪ ،‬وتنشر هذه‬
‫التقارير على الرأى العام‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪150‬‬

‫كما يتعين على تلك الهيئات واألجهزة الرقابية إبالغ سلطات‬


‫التحقيق المختصة بما تكتشفه من دالئل على ارتكاب مخالفات‪ ،‬أو‬
‫جرائم‪.‬‬

‫ومن تلك الهيئات المستقلة واألجهزة الرقابية هيئة الرقابة اإلدارية‬


‫الجهاز المركزي للمحاسبات‪ ،‬والهيئة العامة للرقابة المالية‪.‬‬

‫ونتناول كال منها في مطلب مستقل‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫هيئة الرقابة اإلدارية‬

‫بدأت هيئة الرقابة اإلدارية كقسم للرقابة يتبع النيابة اإلدارية عام‬
‫‪ ،1958‬ثم أصبحت هيئة مستقلة طبقاً للقانون رقم ‪ 54‬لسنة ‪،1964‬‬
‫وصدر قرار بتجميد نشاطها عام ‪ ،1980‬ثم أعـيد تشكيلها عام ‪1982‬‬
‫لممارسة اختصاصاتها‪.‬‬

‫ويتحدد نطاق اختصاصها فيما يتعلق بالجهـ ــاز الحكومي للدول ــة‬
‫وفروعـه‪ ،‬والهيئــات العامـة والجهــات التابع ــة لهـا‪ ،‬وقط ـ ـ ـ ــاع األعمال‬
‫العــام والشركـ ـ ــات التابعـ ـ ــة ل ـ ــه‪ ،‬والجمعيات العامة والخاصة وأجهزة‬
‫القطاع الخاص التي تباشر أعماالً عامة‪ ،‬وجميع الجهات التي تسهم‬
‫الدولة فيها بأي وجه من الوجوه‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪151‬‬

‫وقد أصبحت هيئة الرقابة اإلدارية‪ ،‬بموجب القرار الجمهوري رقم‬


‫‪ 207‬لسنة ‪ ،2017‬هيئة مستقلة تتبع رئاسة الجمهورية‪ ،‬وتكون لها‬
‫الشخصية االعتبارية‪ ،‬وتتمتع باالستقالل الفني والمالي واإلداري‪.‬‬

‫تشكيل هيئة الرقابة اإلدارية‪:‬‬

‫تتشكل هيئة الرقابة اإلدارية‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 1‬مكرر من‬
‫القرار بقانون رقم ‪ 207‬لسنة ‪ ،2017‬من رئيس بدرجة وزير‪ ،‬ونائب‬
‫بدرجة نائب وزير‪ ،‬وعدد كاف من األعضاء‪ ،‬ويعامل رئيس الهيئة‬
‫المعاملة المقررة للوزراء‪ ،‬ويعامل نائب رئيس الهيئة المعاملة المقررة‬
‫لنواب الوزراء‪.‬‬

‫ويكون تعيين رئيس هيئة الرقابة اإلدارية‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪12‬‬
‫من القرار بقانون المشار إليه‪ ،‬بقرار من رئيس الجمهورية‪ ،‬بعد موافقة‬
‫مجلس النواب بأغلبية أعضائه لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد لمرة‬
‫واحدة‪ ،‬ويكون تعيين نائب رئيس الهيئة بقرار من رئيس الجمهورية بناء‬
‫على ترشيح رئيس الهيئة‪.‬‬

‫ويكون تعيين باقي أعضاء الهيئة ونقلهم منها بقرار من رئيس‬


‫الجمهورية‪ ،‬بناء على عرض رئيس الهيئة‪ ،‬وتكون الترقية إلى الوظائف‬
‫العليا بقرار من رئيس الجمهورية‪ ،‬ولباقي األعضاء بقرار من رئيس‬
‫الهيئة بعد أخذ رأي لجنة شئون األفراد بالهيئة‪ ،‬ويحل النائب محل رئيس‬
‫الهيئة عند غيابه‪ ،‬وتكون له جميع اختصاصاته‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪152‬‬

‫وتتكون الهيئة من عدة أجهزة‪ ،‬من بينها جهاز منع الفساد وجهاز‬
‫مكافحة الفساد‪ ،‬ويصدر بتنظيم أجهزة الهيئة وقطاعاتها المركزية‬
‫واإلقليمية وتحديد اختصاصاتها وتسيير العمل بها قرار من رئيس الهيئة‪.‬‬

‫اختصاصاتها ‪:‬‬

‫تقوم هيئة الرقابة اإلدارية بدور بالغ األهمية في مجال الوظيفة‬


‫العامة في الدولة‪ ،‬ويشمل هذا الدور عدة مجاالت يحددها قانون إنشائها‬
‫رقم ‪ 54‬لسنة ‪ ،1964‬من أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬بحث وتحري أسباب القصور في العمل واإلنتاج‪ ،‬واقتراح وسائل‬


‫معالجتها والوقاية منها‪ ،‬والكشف عن عيوب النظم اإلدارية والفنية‬
‫والمالية التي تعرقل السير المنتظم لألجهزة العامة‪ ،‬واقتراح وسائل الوقاية‬
‫منها‪.‬‬

‫‪ -2‬الكشف عن المخالفات اإلدارية والمالية والفنية التي تقع من‬


‫موظفي الدولة‪ ،‬عند مباشرتهم لواجبات وظائفهم أو بسببها‪.‬‬

‫‪ -3‬ضبط الجرائم الجنائية التي تقع من غير العاملين‪ ،‬التي‬


‫تستهدف المساس بسالمة أداء واجبات الوظيفة أو الخدمة العامة‪.‬‬

‫وتنقسم الجرائم التي يتم ضبطها بمعرفة الهيئة إلى قسمين‬


‫رئيسيين‪:‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪153‬‬

‫األول‪ :‬جرائم تعد اختصاصاً أصيالً لهيئة الرقابة اإلدارية‪ ،‬وتقع‬


‫جميعها من العاملين بأجهزة الدولة ووحداتها االقتصادية‪ ،‬أو ممن‬
‫يتعاملون مع هذه الجهات‪ ،‬ومن أهمها جرائم االختالس واالستيالء على‬
‫المال العام أو تسهيل االستيالء عليه‪ ،‬والتربح‪ ،‬واإلضرار بالمال العام‪،‬‬
‫عمدا أو عن إهمال‪ ،‬وجرائم الكسب غير المشروع ‪.‬‬
‫سواء كان ً‬
‫الثاني‪ :‬جرائم يتم ضبطها بالتنسيق مع بعض الجهات‪ ،‬التي تتولى‬
‫بدورها وفقاً الختصاصاتها أعمال الضبط‪ ،‬ومن أهمها جرائم التهرب‬
‫الضريبي‪ ،‬والتهرب الجمركي‪ ،‬وجرائم غسل األموال‪ ،‬والغش التجاري‪.‬‬

‫‪ -4‬بحث الشكاوى التي يقدمها المواطنون عن مخالفة القوانين أو‬


‫اإلهمال من جانب موظفي الدولة في أداء واجبات الوظيفة ومقترحاتهم‬
‫التي يقدمونها‪ ،‬بقصد تحسين الخدمات وانتظام سير العمل وسرعة‬
‫إنجازه‪.‬‬

‫‪ -5‬بحث ودراسة ما تنشره الصحافة ووسائل اإلعالم األخرى من‬


‫شكاوى أو تحقيقات صحفية تتناول نواحي اإلهمال أو االستهتار أو سوء‬
‫اإلدارة أو االستغالل‪ ،‬وإمداد رئيس الوزراء والوزراء والمحافظين بأي‬
‫بيانات أو معلومات أو دراسات يطلبونها منها‪.‬‬

‫وتجيز التعديالت التى جاء بها القرار بقانون رقم ‪ 207‬لسنة‬


‫‪ ، 2017‬في المادة ‪ ،8‬لهيئة الرقابة اإلدارية‪ ،‬كلما رأت مقتضى لذلك‪،‬‬
‫أن تجري التحريات فيما يتعلق بالجهات المدنية‪ ،‬وإذا أسفرت التحريات‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪154‬‬

‫عن أمور تستوجب التحقيق‪ ،‬أحيلت األوراق إلى النيابة اإلدارية أو النيابة‬
‫العامة أو سلطة التحقيق المختصة‪ ،‬بحسب األحوال بإذن من رئيس‬
‫الهيئة أو من نائبه‪ ،‬وتقوم النيابة اإلدارية أو النيابة العامة أو سلطة‬
‫التحقيق المختصة بإفادة الهيئة بما انتهى إليه التحقيق‪.‬‬

‫وقد منح القانون رقم ‪ 54‬لسنة ‪ 1964‬لعضو الرقابة اإلدارية عدة‬


‫صالحيات تساعده في أداء عمله‪ ،‬منها حقه في االطالع على البيانات‬
‫والمعلومات بكل الجهات‪ ،‬مهما كانت درجة سريتها‪ ،‬مع مراعاة القواعد‬
‫القانونية للكشف عن الحسابات بالبنوك‪ ،‬والحصول على صور من‬
‫المستندات والتحفظ على الملفات‪ ،‬واستدعاء من يرى سماع أقوالهم‪،‬‬
‫وطلب وقف أو إبعاد الموظف مؤقتاً عن العمل أو الوظيفة‪.‬‬

‫كما يمنح القانون لعضو الرقابة اإلدارية سلطة الضبطية القضائية‬


‫في جميع أنحاء الجمهورية‪ ،‬في حدود االختصاصات المخولة بالقانون‪،‬‬
‫والتي تعنى التحري وجمع االستدالالت عن جرائم المال العام والموظف‬
‫العام‪ ،‬والبحث عن مرتكبيها‪ ،‬وضبطهم‪ ،‬وتقديمهم الى جهات التحقيق‪.‬‬

‫وقد ألزم القرار بقانون رقم ‪ 207‬لسنة ‪ ، 2017‬في المادة ‪ ،5‬الهيئة‬


‫بأن تضع تقري اًر سنوياً عن جهودها ونشاطها تضمنه نتيجة أعمالها‬
‫وأبحاثها ودراساتها ومقترحاتها‪ ،‬وتقدمه إلى كل من رئيس الجمهورية‪،‬‬
‫ومجلس النواب‪ ،‬ورئيس مجلس الوزراء‪ ،‬وذلك طبقا لألوضاع واإلجراءات‬
‫التي يصدر بها قرار من رئيس الهيئة‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪155‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫الجهاز المركزي للمحاسبات‬

‫أنشئ الجهاز المركزي للمحاسبات بموجب المرسوم الملكي رقم ‪52‬‬


‫لسنة ‪ ،1942‬تحت مسمى "ديوان المحاسـبة"‪ ،‬كهيئة مستقلة للرقابة على‬
‫المال العام‪ ،‬وأداة للتحكم في مراقبة إيرادات ومصروفات الدولة‪ ،‬ثم أطلق‬
‫عليه الجهاز المركزي للمحاسبات بمقتضى القانون رقم ‪ 129‬لسنة‬
‫‪.1964‬‬

‫ويخضع الجهاز المركزي حاليا للقانون رقم ‪ 144‬لسنة ‪،1988‬‬


‫المعدل بالقانون رقم ‪ 157‬لسنة ‪.1998‬‬

‫ويعد الجهاز المركزى للمحاسبات‪ ،‬بموجب المادة ‪ 1‬من القانون رقم‬


‫‪ 157‬لسنة ‪ ،1998‬هيئة مستقلة ذات شخصية اعتبارية عامة تتبع‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬وتهدف أساسا إلى تحقيق الرقابة على أموال الدولة‬
‫وأموال األشخاص العامة األخرى وغيرها من األشخاص المنصوص‬
‫عليها فى هذا القانون‪ ،‬كما يعاون مجلس الشعب فى القيام بمهامه فى‬
‫هذه الرقابة‪.‬‬

‫تشكيل الجهاز المركزي للمحاسبات‪:‬‬

‫يشكل الجهاز‪ ،‬بموجب المادة ‪ 19‬القانون المشار إليه‪ ،‬من رئيس‬


‫ونائبين ووكالء للجهاز وأعضاء فنيين‪ .‬ويضع مكتب الجهاز الهيكل‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪156‬‬

‫التنظيمي للجهاز ويحدد وحداته الرئيسية والمساعدة‪ ،‬ويصدر بهذا الهيكل‬


‫قرار من رئيس الجهاز‪.‬‬

‫ويتم تعيين رئيس الجهاز‪ ،‬كما تقرر المادة ‪ 20‬من القانون المذكور‪،‬‬
‫بقرار من رئيس الجمهورية‪ ،‬وذلك لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد لمدة أو‬
‫مدد أخرى مماثلة‪ ،‬وال يجوز إعفاؤه من منصبه‪ ،‬ويكون قبول استقالته‬
‫بقرار من رئيس الجمهورية ‪.‬‬

‫أما نائب رئيس الجهاز فيتم تعيينه‪ ،‬بموجب المادة ‪ ،21‬بقرار من‬
‫رئيس الجمهورية‪ ،‬متضمنا معاملته المالية‪ ،‬ويعامل من حيث المعاش‬
‫وفقا لهذه المعاملة‪.‬‬

‫اختصاصات الجهاز المركزي للمحاسبات‪:‬‬

‫يختص الجهاز‪ ،‬بموجب المادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 157‬لسنة‬


‫‪ ،1998‬بفحص ومراجعة أعمال وحسابات أي جهة يعهد اليه بمراجعتها‬
‫أو فحصها من رئيس الجمهورية‪ ،‬أو مجلس الشعب‪ ،‬أو رئيس مجلس‬
‫الوزراء‪ ،‬ويبلغ الجهاز نتيجة فحصه الى الجهات طالبة الفحص‪.‬‬

‫وقد ازداد دور الجهاز المركزي للمحاسبات‪ ،‬بموجب المادة ‪ 2‬من‬


‫من القانون رقم ‪ 157‬لسنة ‪ ،1998‬فأصبح يشمل باإلضافة إلى الرقابة‬
‫المالية بشقيها المحاسبي والقانوني‪ ،‬الرقابة على األداء ومتابعة تنفيذ‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪157‬‬

‫الخطة والرقابة القانونية على الق اررات الصادرة في شأن المخالفات‬


‫المالية‪.‬‬

‫كما اتسع نطاق رقابته‪ ،‬بموجب المادة ‪ 3‬من القانون ذاته‪ ،‬حتى‬
‫أصبح يشمل الرقابة على األحزاب السياسية والمؤسسات الصحفية‬
‫القومية والصحف الحزبية والنقابات واالتحادات المهنية والعمالية والنوادي‬
‫الرياضية والجمعيات والمؤسسات األهلية التي تقوم الدولة باعانتها أو‬
‫ضمان حد أدنى للربح لها ‪ ،‬وما يتعلق باتفاقيات المنح والقروض‪.‬‬

‫ويباشر الجهاز اختصاصاته في الرقابة‪ ،‬بموجب المادة ‪ ،5‬على‬


‫الوجه اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬في مجال الرقابة المالية‪:‬‬

‫‪ -1‬يمارس الجهاز المركزي رقابته على وحدات الجهاز االداري‬


‫للدولة ووحدات اإلدارة المحلية والهيئات العامة الخدمية واألحزاب‬
‫والنقابات واالتحادات‪.‬‬

‫‪ -2‬كما يمارس الجهاز المركزي رقابته على الهيئات العامة‬


‫االقتصادية والمؤسسات العامة وهيئات القطاع العام وشركاته والمنشآت‬
‫والجمعيات التعاونية التابعة ألي منها والشركات التي ال تعتبر من‬
‫شركات القطاع العام‪ ،‬والتي يساهم فيها شخص عام أو شركة قطاع عام‬
‫أو بنك من بنوك القطاع العام بما ال يقل عن ‪ %25‬من أرسمالها‪،‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪158‬‬

‫وكذلك المؤسسات الصحفية القومية والصحف الحزبية والنقابات والهيئات‬


‫األخرى ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬في مجال تنفيذ الخطة وتقويم األداء‬

‫يباشر الجهاز في هذا المجال الرقابة على استخدام المال العام على‬
‫أساس معايير االقتصاد والكفاية والفعالية‪ ،‬ومن أهم اختصاصاته في هذا‬
‫الشأن ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬متابعة وتقويم أداء الوحدات الخاضعة لرقابة الجهاز‪ ،‬والتي‬


‫تباشر نشاطها في مجالي الخدمات واألعمال‪ ،‬وذلك على مستوى‬
‫الوحدة‪ ،‬وعلى مستوى مجموعة الوحدات ذات النشاط المتماثل‪.‬‬

‫‪ -2‬متابعة تنفيذ المشروعات االستثمارية بالتكاليف المقدرة‪ ،‬وطبقا‬


‫للتوقيت الزمني المحدد لها‪ ،‬وعلى الوجه المحدد في الخطة‪.‬‬

‫‪ -3‬متابعة وتقويم القروض والمنح المبرمة مع الدول والمنظمات‬


‫الدولية واالقليمية والممنوحة من البنوك األجنبية‪ ،‬والمديونية مع العالم‬
‫الخارجي‪.‬‬

‫‪ -4‬متابعة حركات أسعار السلع والخدمات‪ ،‬وخاصة السلع التموينية‬


‫واالستهالكية وغيرها‪ ،‬ومقارنتها مع األسعار في فترات سابقة‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪159‬‬

‫‪ -5‬متابعة مدى نجاح الخطة في إقامة التوازن االقتصادي بين‬


‫القطاعات المختلفة‪ ،‬واكتشاف مواطن االختناق التي تمنع تنفيذ الخطة‬
‫وتحقيق األهداف المحددة لها‪.‬‬

‫‪ -6‬مراجعة السجالت المقرر امساكها للخطة العامة التنمية‬


‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وسجالت متابعة تنفيذها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬في مجال الرقابة القانونية على الق اررات الصادرة في‬
‫المخالفات المالية‪:‬‬

‫يختص الجهاز بفحص ومراجعة الق اررات الصادرة من الجهات‬


‫الخاضعة لرقابته في شأن المخالفات المالية التي تقع بها‪ ،‬وذلك للتأكد‬
‫من اتخاذ االجراءات المناسبة بشأنها‪ ،‬وتحديد المسئول عنها‪ ،‬ومحاسبته‬

‫ويتعين موافاة الجهاز بتلك الق اررات‪ ،‬خالل ثالثين يوما من تاريخ‬
‫صدورها‪ ،‬مرفق بها كل ما يتعلق بها من مستندات وأو ارق‪.‬‬

‫ولرئيس الجهاز أن يطلب‪ ،‬خالل ثالثين يوما من تاريخ ورود تلك‬


‫األوراق للجهاز‪ ،‬تقديم الموظف المسئول إلى المحاكمة التاديبية خالل‬
‫الثالثين يوما التالية‪ ،‬أو أن يطلب من الجهة االدارية مصدرة القرار في‬
‫شأن المخالفة المالية إعادة النظر في قرارها‪ ،‬وعليها أن توافى الجهاز بما‬
‫اتخذته في هذا الصدد خالل الثالثين يوما التالية لعلمها بطلب الجهاز‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪160‬‬

‫كما يحق لرئيس الجهاز المركزي أن يطعن في الق اررات أو االحكام‬


‫الصادرة من جهات التاديب‪ ،‬في شأن المخالفات المالية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬في مجال مراقبة الشركات التي ال تعتبر من شركات القطاع‬


‫العام والتي يساهم فيها شخص عام أو شركة من شركات القطاع العام‬
‫أو بنك من بنوك القطاع العام بما ال يقل عن ‪ %25‬من راسمالها‪.‬‬

‫يتعين على الشخص العام المساهم أن يقدم الى الجهاز التقرير‬


‫السنوي لمراقبي الحسابات‪ ،‬خالل أسبوعين من تاريخ وروده له‪ ،‬وكذلك‬
‫أية بيانات أو قوائم أو مستندات تتعلق بالشركة المساهم فيها يطلبها‬
‫الري‬
‫الجهاز‪ ،‬خالل شهرين من تاريخ طلبها‪ ،‬وذلك لمراجعتها وابداء أ‬
‫فيها‪.‬‬

‫ويقوم الجهاز بارسال تقريره عن ذلك إلى الشخص العام المساهم‪،‬‬


‫وكذلك إلى الجهات الرسمية المعنية المسئولة‪ ،‬خالل شهرين من تاريخ‬
‫ورود ذلك التقرير إليه‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫الهيئة العامة للرقابة المالية‬

‫أنشئت الهيئة العامة للرقابة المالية بموجب القانون رقم ‪ 10‬لسنة‬


‫‪.2009‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪161‬‬

‫وتختص‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 221‬من هذا القانون‪ ،‬بالرقابة واإلشراف على‬


‫األسواق المالية غير المصرفية‪ ،‬مثل أسواق رأس المال‪ ،‬وبورصات‬
‫العقود اآلجلة‪ ،‬وأنشطة التأمين‪ ،‬والتمويل العقاري والتأجير التمويلي‪،‬‬
‫وذلك بهدف تحقيق سالمة واستقرار تلك األسواق‪ ،‬وتنظيم األنشطة‬
‫وتنميتها‪ ،‬وتعظيم قدرتها التنافسية على جذب المزيد من االستثمارات‬
‫المحلية واألجنبية‪ ،‬وتعمل على الحد من مخاطر عدم التنسيق ومعالجة‬
‫المشاكل التي تنتج عن اختالف الطرق أو األساليب الرقابية‪.‬‬

‫وتهدف تلك الهيئة إلى سالمة واستقرار األسواق المالية غير‬


‫المصرفية‪ ،‬وتنظيمها وتنميتها‪ ،‬وإحداث نوع من التوازن بين حقوق‬
‫المتعاملين فيها‪ ،‬وتوفير الوسائل والنظم وإصدار القواعد التي تضمن‬
‫كفاءة هذه األسواق‪ ،‬وشفافية األنشطة التي تمارس فيها ‪.‬‬

‫وتختص الهيئة في سبيل تحقيق أهدافها بما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الترخيص بمزاولة األنشطة المالية غير المصرفية‪.‬‬

‫‪ -2‬التفتيش على الجهات التي يرخص لها بالعمل في األنشطة‬


‫واألسواق المالية غير المصرفية‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلشراف على توفير ونشر المعلومات المتعلقة باألسواق المالية‬


‫غير المصرفية‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪162‬‬

‫‪ -4‬الرقابة على األسواق لضمان المنافسة والشفافية في تقديم‬


‫الخدمات المالية غير المصرفية‪.‬‬

‫‪ -4‬حماية حقوق المتعاملين في األسواق المالية غير المصرفية‬


‫وإحداث التوازن بينها‪.‬‬

‫‪ -5‬اتخاذ ما يلزم من اإلجراءات للحد من التالعب والغش في‬


‫األسواق المالية غير المصرفية‪ ،‬وذلك مع مراعاة ما قد ينطوي عليه‬
‫التعامل فيها من تحمل لمخاطر تجارية‪.‬‬

‫‪ -6‬اإلشراف على تدريب العاملين في األسواق المالية غير‬


‫المصرفية ورفع كفاءتهم‪.‬‬

‫‪ -7‬التعاون والتنسيق مع هيئات الرقابة المالية غير المصرفية في‬


‫الخارج‪ ،‬بما يسهم في تطوير وسائل ونظم الرقابة ورفع كفاءتها‬
‫وأحكامها‪.‬‬

‫‪ -8‬االتصال والتعاون والتنسيق مع الجمعيات والمنظمات التي‬


‫تجمع أو تنظم عمل هيئات الرقابة المالية في العالم‪ ،‬بما يرفع كفاءة‬
‫الهيئة والنهوض باختصاصاتها وفقا ألفضل الممارسات الدولية‪.‬‬

‫‪ -9‬المساهمة في نشر الثقافة والتوعية المالية واالستثمارية‪.‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪163‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫الرقابة على دستورية القوانين واللوائح في مصر‬
‫يقصد بالرقابة على دستورية تحديد مدى مطابقة أو مخالفة نص‬
‫قانوني أو الئحي معين للدستور القائم‪ ،‬فإذا كان مخالفا له فإنه يعد غير‬
‫دستوري‪ ،‬ويتعين على السلطة التشريعية المختصة تعديله أو إلغاؤه‬
‫وإصدار تشريع آخر بديال عنه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المحكمة المختصة بالرقابة على دستورية القوانين‬


‫واللوائح‬

‫تختص بهذه الرقابة المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬وحدها‪ ،‬ال يشاركها‬


‫فيه أية جهة أخرى‪ ،‬وذلك ما تقرره المادة ‪ 192‬من الدستور الحالي‪،‬‬
‫حيث تنص على أن (تتولى المحكمة الدستورية العليا دون غيرها الرقابة‬
‫القضائية على دستورية القوانين‪ ،‬واللوائح‪.).....‬‬

‫والمحكمة الدستورية العليا‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 191‬من الدستور‪،‬‬


‫هي جهة قضائية مستقلة‪ ،‬قائمة بذاتها‪ ،‬مقرها مدينة القاهرة‪ ،‬ويجوز فى‬
‫حالة الضرورة انعقادها فى أى مكان آخر داخل البالد‪ ،‬بموافقة الجمعية‬
‫العامة للمحكمة‪.‬‬

‫وتشكل المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬وفقا لما تقرره المادة ‪ 193‬من‬


‫الدستور الحالي‪ ،‬من رئيس‪ ،‬وعدد كاف من نواب الرئيس‪ .‬وتؤلف هيئة‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪164‬‬

‫المفوضين بالمحكمة من رئيس‪ ،‬وعدد كاف من الرؤساء بالهيئة‪،‬‬


‫والمستشارين‪ ،‬والمستشارين المساعدين‪.‬‬

‫ويختار رئيس الجمهورية رئيس المحكمة الدستورية من بين أقدم‬


‫خمسة نواب لرئيس المحكمة‪ ،‬كما يعين نواب رئيس المحكمة من بين‬
‫اثنين ترشح أحدهما الجمعية العامة للمحكمة ويرشح اآلخر رئيس‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫ويعين رئيس هيئة المفوضين وأعضاؤها بقرار من رئيس الجمهورية‬


‫بناء على ترشيح رئيس المحكمة‪ ،‬وبعد أخذ رأى الجمعية العامة‬
‫ً‬
‫للمحكمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طرق الطعن بعدم دستورية القوانين في مصر‬

‫‪ -1‬عن طريق الدفع الفرعي‪:‬‬

‫تفترض هذه الطريقة أن هناك دعوى موضوعية مرفوعة أمام محكمة‬


‫جنائية أو مدنية أو إدارية‪ ،‬وأثناء نظرها يقوم أحد الخصوم بالدفع بعدم‬
‫دستورية القانون الواجب التطبيق على الدعوى‪ ،‬ويقدم األسانيد المؤيدة‬
‫لذلك‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪165‬‬

‫فإذا تأكد قاضي الموضوع من جدية ذلك الدفع‪ ،‬فإنه يأمر بوقف‬
‫السير فى الدعوى المنظورة‪ ،‬وإحالة موضوع الدستورية إلى المحكمة‬
‫االتحادية العليا المختصة للفصل فيه(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬أسلوب اإلحالة من محكمة الموضوع‪:‬‬

‫تعتبر اإلحالة من محكمة الموضوع وسيلة من وسائل الطعن بعدم‬


‫الدستورية إلى المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬تقررها المادة ‪ 29‬من قانون‬
‫المحكمة الدستورية العليا رقم ‪ 48‬لسنة ‪ ،1979‬والتي تقرر أن (تتولى‬
‫المحكمة الرقابة القضائية على الدستورية على الوجه التالي‪ :‬إذا تراءى‬
‫إلحدى المحاكم أو الهيئات ذات االختصاص القضائي أثناء نظر إحدى‬
‫الدعاوى عدم دستورية نص في القانون‪ ،‬أو الالئحة‪ ،‬الالزم للفصل في‬
‫النزاع‪ ،‬أوقفت الدعوى‪ ،‬وأحالت األوراق بغير رسوم إلى المحكمة‬
‫الدستورية العليا للفصل في المسألة)‪.‬‬

‫ويستعمل القاضي هذه الوسيلة حتى لو لم يدفع أحد الخصوم أمامه‬


‫بعدم الدستورية‪ ،‬والقول بغير ذلك يجعل دعوى عدم الدستورية دعوى‬
‫شخصية وليست دعوى موضوعية‪ ،‬فال يتصور أن يجد القاضي نفسه‬
‫أمام نص يعتقد عدم دستوريته‪ ،‬ثم يلتزم به‪ ،‬ويطبقه على الن ازع‬
‫المعروض أمامه‪ ،‬لمجرد أن صاحب الشأن لم يرفع الدعوى في الموعد‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬محمد كامل عبيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.512‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪166‬‬

‫المحدد له‪ ،‬فحق اإلحالة هو حق أصيل لقاضي النزاع الموضوعي‪ ،‬له‬


‫أن يستعمله بصرف النظر عن استعمال الخصوم لحقهم في الدفع‬
‫الفرعي بعدم الدستورية من عدمه‪.‬‬

‫ويتعين لتكون اإلحالة أمام المحكمة الدستورية العليا مقبولة‪ ،‬أن‬


‫يتضمن القرار الصادر باإلحالة النصوص التشريعية التي تعتقد المحكمة‬
‫المحيلة أنه غير دستوري‪ ،‬كذلك أن تبين المحكمة المحيلة النص‬
‫الدستوري المدعى بمخالفته للدستورية‪ ،‬وأوجه المخالفة‪.‬‬

‫وهذا ما تقرره المادة ‪ 30‬من قانون المحكمة الدستورية العليا‪ ،‬الذي‬


‫ينص على أنه "يجب أن يتضمن القرار الصادر باإلحالة إلى المحكمة‬
‫الدستورية العليا أو صحيفة الدعوى المرفوعة إليها وفقا لحكم المادة‬
‫السابقة بيان النص التشريعي المطعون بعدم دستوريته والنص الدستوري‬
‫المدعى بمخالفته وأوجه المخالفة"‪.‬‬

‫وتحكم المحكمة الدستورية العليا بدستورية أو عدم دستورية النص أو‬


‫النصوص المدعي بعدم دستوريتها‪ ،‬وحكمها في هذا األمر ملزم للمحكمة‬
‫التي أحالت الموضوع إليها‪ ،‬وعلى المحكمة المحيلة أن تحكم بمقتضاه‪،‬‬
‫فإذا حكمت المحكمة الدستورية بعدم دستورية النص وجب إعمال ذلك‪،‬‬
‫وإن حكمت بدستوريته‪ ،‬تعين على المحكمة المحيلة أن تطبق ذلك‬
‫النص‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪167‬‬

‫ويمكن أن يثار التساؤل عن مدى سلطة قاضي الموضوع فى إحالة‬


‫النص المشكوك فى دستوريته إلى المحكمة الدستورية‪ ،‬في حال تخاذل‬
‫من دفع بعدم الدستورية‪ ،‬ولم يقم برفع الدعوى أمامها في المدة المحددة‬
‫له قانونا‪ ،‬وقام الخصم بطلب لتعجيل الدعوى بعد فوات هذه المدة‪.‬‬

‫وحتى يستطيع قاضي النزاع األصلي استعمال حقه في اإلحالة إلى‬


‫المحكمة الدستورية‪ ،‬يشترط أن يسلك الطريق الذي نظمه المشرع‬
‫الستعمال هذه الوسيلة المنصوص عليه في قانون المحكمة الدستورية‬
‫العليا‪.‬‬

‫وقد رتبت المحكمة الدستورية العليا المصرية نتيجتين هامتين على‬


‫هذا الشرط وهما‪:‬‬

‫‪ -1‬ال يجوز أن تكون اإلحالة وفقا للمادة ‪ 110‬من قانون‬


‫المرافعات المدنية والتجارية‪ ،‬والتي تفرض على المحكمة ‪ -‬إذا قضت‬
‫بعدم اختصاصها ‪ -‬أن تأمر بإحالة الدعوى بحالتها إلى المحكمةً‬
‫المختصة‪ ،‬ولو كان عدم االختصاص متعلقا بالوالية‪ ،‬وتلتزم المحكمة‬
‫المحال إليها بنظرها في هذه االختصاص‪ ،‬ذلك أن قانون المحكمة‬
‫الدستورية العليا المصرية قانون خاص يحكم الدعاوى والطلبات التي‬
‫تدخل في واليتها‪ ،‬ويحدد اإلجراءات التي ترفع بها‪ ،‬فال يجوز اللجوء إلى‬
‫قانون المرافعات‪ ،‬إال فيما لم ينص عليه‪ ،‬وبشرط أال يتعارض وطبيعة‬
‫اختصاص المحكمة واألوضاع المقررة أمامها‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪168‬‬

‫‪ -2‬ال تجوز اإلحالة عن طريق الدفع الفرعي‪ :‬أي ال يجوز إدماج‬


‫طريقتي اإلحالة والدفع الفرعي معا‪ ،‬فلكل منهما سبيله الخاص به الذي‬
‫يتعين سلوكه‪ ،‬واتباع األوضاع التي حددها القانون له‪ ،‬فال يجوز‬
‫للمحكمة المنظور أمامها الن ازع األصلي بعد التصريح ألحد الخصوم‬
‫برفع دعوى دستورية أن تضيف إلى النصوص التي دفع الخصم بعدم‬
‫دستوريتها نصوصا أخرى تكون لديها هي شبهة في عدم دستوريتها‪،‬‬
‫وإنما يتعين عليها في هذه الحالة سلوك طرق اإلحالة وفقا لألوضاع‬
‫القانونية المحددة في الفقرة األولى من المادة ‪ 29‬من قانون المحكمة‬
‫الدستورية العليا(‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬وسيلة التصدي من قبل المحكمة الدستورية العليا‬

‫‪ -‬حكم المحكمة الدستورية العليا المصرية بتاريخ ‪ 3‬يناير ‪، 1987‬المجموعة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الجزء الرابع‪ ،‬يناير ‪ ،1987‬آخر يونيو ‪ ، 1991‬ص‪ ، 9‬أيضا ً حكمها ‪ 122‬بتاريخ ‪6‬‬
‫ديسمبر ‪ ،1993‬المجموعة‪ ،‬الجزء السادس‪ ،‬ص‪ .94‬وحكمها بتاريخ ‪ 18‬ابريل‬
‫‪ ،1992‬المجموعة‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬المجلد االول من أول يوليو ‪ 1991‬وحتى آخر‬
‫‪ 123‬يونيو ‪ ، 1992‬ص‪.262‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪169‬‬

‫يمنح القانون المحكمة الدستورية العليا الحق فى أن تتصدى لدى‬


‫ممارستها الرقابة على دستورية القوانين إذا رأت أن نصاً قانونياً غير‬
‫دستوري‪ ،‬وكان ذا صلة بالنزاع المطروح عليها(‪.)1‬‬

‫وقد نص المشرع المصري على هذه الطريقة في قانون المحكمة‬


‫الدستورية العليا‪ ،‬حيث أجاز للمحكمة الدستورية العليا في جميع الحاالت‬
‫أن تقضي بعدم دستورية أي نص في قانون‪ ،‬أو الئحة يعرض لها‬
‫بمناسبة ممارسة اختصاصها ويتصل بالنزاع المطروح عليها‪ ،‬وذلك بعد‬
‫إتباع اإلجراءات المقررة لتحضير الدعوى الدستورية‪.‬‬

‫وعلى ذلك تتصدى المحكمة الدستورية لمسألة الدستورية من تلقاء‬


‫نفسها‪ ،‬دون حاجة إلى رفع دعوى دستورية من أحد الخصوم في دعوى‬
‫منظورة أمام إحدى المحاكم‪ ،‬بعد ترخيص المحكمة المنظورة أمامها‬
‫الدعوى له برفع الدعوى الدستورية‪ ،‬ودون حاجة إلى إحالة من إحدى‬
‫المحاكم التي تعتقد في شبهة عدم دستورية‪.‬‬

‫وطريقة التصدي هي أمر طبيعي‪ ،‬فمن غير المتصور أن يكون‬


‫لألشخاص والمحاكم إثارة مسألة الدستورية وال يكون للمحكمة الدستورية‬

‫‪ -‬د‪ .‬عبد العزيز سالمان‪ ،‬محاضرة بعنوان الحق في التقاضي وطرق تحريك‬ ‫‪1‬‬

‫القانونية‬ ‫العلوم‬ ‫دار‬ ‫منتدى‬ ‫مجلة‬ ‫في‬ ‫منشور‬ ‫الدستورية‪،‬‬ ‫الدعوى‬


‫‪. www.adelmer.com/vb/archive/index.PhP-7007.html‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪170‬‬

‫العليا ذاتها هذا الحق‪ ،‬وهي المحكمة صاحبة الوالية العامة‪ ،‬والمقصورة‬
‫عليها هذه الوالية فيما يتصل بدستورية القوانين واللوائح(‪.)1‬‬

‫فالمحكمة الدستورية العليا تختص إلى جانب الرقابة على دستوريةً‬


‫القوانين‪ ،‬بالفصل في تنازع االختصاص القضائي‪ ،‬وتفسير النصوص‬
‫القانونية‪ ،‬كذلك تنفيذ األحكام القضائية المتناقضة‪ ،‬فعند مباشرة المحكمة‬
‫ألحد اختصاصاتها قد ترى أن من بين النصوص المتصلة بموضوع‬
‫النزاع المعروض أمامها ما يتعارض مع الدستور‪ ،‬فتتصدى لبحث‬
‫دستوريته‪ ،‬وتحكم في ذلك األمر‪ ،‬دون حاجة أن يثار أمامها دفع بعدم‬
‫الدستورية(‪.)2‬‬

‫ثالثا‪ :‬حجية الحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا‬


‫بشأن الدستورية‬

‫إذا رأت المحكمة الدستورية العليا أن القانون المطعون فيه يخالف‬


‫الدستور فإنها تقضى بعدم دستوريته‪ .‬ويعتبر حكمها في هذا الشأن‬
‫نهائيا‪ ،‬أى ال يقبل الطعن عليه بأي طريقة من طرق الطعن‪ .‬كما يتمتع‬

‫‪ -‬د‪ .‬عمر عادل شريف‪ ،‬القضاء الدستوري في مصر‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪، 1988‬القاهرة‪ ،‬ص‪.412‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬محمد السناري‪ ،‬األحزاب السياسية واأللنظمة السياسية والقضاء الدستوري‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫دراسة مقارنة"‪ ،‬مطبعة االسراء‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬حلوان‪ ،‬ص ‪ 321‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪171‬‬

‫هذا الحكم بحجية مطلقة‪ ،‬بمعنى أنه يحتج به على الكافة‪ ،‬سواء كانت‬
‫الحكومة أو القضاء أو األفراد‪.‬‬

‫وتقرر المادة ‪ 195‬من الدستور الحالي في هذا الشأن أن (تنشر فى‬


‫الجريدة الرسمية األحكام والق اررات الصادرة من المحكمة الدستورية العليا‪،‬‬
‫وهي ملزمة للكافة وجميع سلطات الدولة‪ ،‬وتكون لها حجية مطلقة‬
‫بالنسبة لهم‪ .‬وينظم القانون ما يترتب على الحكم بعدم دستورية نص‬
‫تشريعي من آثار)‪.‬‬

‫ولكن حكم عدم الدستورية ال يؤدى إلى إلغاء القانون غير‬


‫الدستوري‪ ،‬وإنما يبقى موجوداً حتى تتخذ السلطات التشريعية المختصة‬
‫اإلجراءات الالزمة إللغائه أو تصحيحه(‪.)1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬أحمد شوقي محمود "المبادئ العامة في القانون الدستوري"‪ ،‬مكتبة الفالح‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫دبي‪ ،2010 ،‬ص ‪.229‬‬


Sarah Abdullah Mohammed Sanad
Shahabuddin_30305280101842_88820259552

172
‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪173‬‬

‫فهرس‬

‫مقدمة‪5..............................................................‬‬

‫الباب األول‪ :‬المبادئ العامة للقانون الدستوري‪9......................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬مفهوم القانون الدستوري‪10...........................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬مصادر القانون الدستوري وعالقته‬

‫بغيره من القوانين‪18.................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مصادر القانون الدستوري‪18...........................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المصادر الرسمية للقانون الدستوري‪19.................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التشريع الدستوري ‪19....................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العــرف الدستوري‪22.....................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر غير الرسمية للقانون الدستوري‪27...........‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العالقة بين القانون الدستوري‬

‫وغيره من القوانين‪31.................................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬أنواع الدساتير‪35.....................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الدساتير المكتوبة والدساتير العرفية‪35.................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الدساتير الجامدة والدساتير المرنة‪40..................‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪174‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬طرق وضع الدساتير‪43...............................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الطرق التقليدية لوضع الدساتير‪43.....................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أسلوب المنحة‪43....................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طريقة العقد‪46.......................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الطرق الحديثة لوضع الدساتير‪48.....................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أسلوب الجمعية التأسيسية‪49..........................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسلوب االستفتاء الدستوري‪51.........................‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬مبدأ سمو الدستور‪55..............................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المقصود بسمو الدستور‪55............................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مظاهر سمو الدستور‪59..............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬السمو الشكلي للدستور‪59.............................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬السمو الموضوعي‪61.................................‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬الرقابة على دستورية القوانين‪63...................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المقصود بها وطبيعتها وأنواعها‪63.....................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬طرق رفع الدعوى الدستورية وموضوعها‪67............‬‬

‫الفصل السابع‪ :‬تعديل الدستور وإنهاؤه‪72............................‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪175‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعديل الدستور‪72.....................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المقصود بتعديل الدستور وطرق تعديله‪73..............‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أحكام تعديل الدستور‪76..............................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬انقضاء الدساتير‪80..................................‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬النظام الدستوري المصري‪85...........................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬السمات العامة للدستور المصري ‪87..................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬السلطات العامة في الدستور المصري‪97..............‬‬

‫(مجلس‬ ‫التشريعية‬ ‫السلطة‬ ‫األول‪:‬‬ ‫المبحث‬


‫النواب)‪97...................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تشكيل مجلس النواب‪98...............................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اختصاصات مجلس النواب‪108.......................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬السلطة التنفيذية‪117..................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬رئيس الجمهورية‪117..................................‬‬

‫المطلب الثانى‪ :‬الحكومة‪126.........................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬السلطة القضائية‪131.................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬المجالس والهيئات المستقلة واألجهزة الرقابية‪137.....‬‬


‫‪Sarah Abdullah Mohammed Sanad‬‬
‫‪Shahabuddin_30305280101842_88820259552‬‬

‫‪176‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المجالس العليا‪137...................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المجالس القومية‪146.................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الهيئات المستقلة واألجهزة الرقابية‪149.................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬هيئة الرقابة اإلدارية‪150..............................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الجهاز المركزي للمحاسبات‪155......................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الهيئة العامة للرقابة المالية‪160.......................‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬الرقابة على دستورية القوانين واللوائح في مصر‪163..‬‬

‫فهرس‪172..........................................................‬‬

‫تم بحمد هللا‬

You might also like