You are on page 1of 14

‫الدعوة والسيرة النبو ةي‬

‫‪UTD 2052‬‬
‫املحاضرة الخامسة ‪:‬‬

‫دعوة النبي صلى هللا عليه‬


‫وسلم في مكة املكرمة‬

‫إعداد ‪:‬د‪ .‬نيك سهيدا بنت نيك عبد املجيد‬


‫املواضع الفرعية‬

‫مرحلة الدعوة‬
‫سلسلة هجرات املسلمين‬ ‫مرحلة الدعوة السرية‬
‫الجهرية وآفاتها على‬
‫إلى الطائف والحبشة‬ ‫‪ 3‬سنوات‬
‫املسلمين‬

‫– الرعيل األول‬
‫أساليب شتى‬ ‫الدعوة في‬ ‫أول أمر بإظهار‬
‫هجرة‬ ‫على جبل الصفا‬ ‫‪ -‬الصالة‬
‫ملجابهة الدعوة‬ ‫األقربين‬ ‫الدعوة‬

‫إثارة الشبهات‬
‫الهجرة الثانية إلى‬ ‫الهجرة األولى إلى‬
‫الهجرة في الطائف‬ ‫االضطهادات‬ ‫الحيلولة بين‬ ‫وتكثيف الدعايات‬
‫الحبشة‬ ‫الحبشة‬
‫الناس وبين‬ ‫الكاذبة‬ ‫السخرية والتحقير‪،‬‬
‫سماعهم القرآن‪،‬‬ ‫واالستهزاء والتكذيب‬
‫ومعارضته‬ ‫والتضحيك‬
‫بأساطير األولين‬
‫مرحلة الدعوة السرية‬
‫الرعيل األول (السابقون األولون)‬
‫أهل بيته‬ ‫أصدقائه‬ ‫أصدقائه من قريش‬
‫•زوجته ‪ :‬خديجة بنت‬ ‫أبو بكر الصدق‬ ‫أبو عبيدة عامر بن الجراح من بني الحارث بن فهر‬ ‫•‬
‫خويلد‬ ‫(فأسلم بدعوته )‬
‫أبو سلمة بن عبد األسد املخزومى‪ ،‬وامرأته أم سلمة‬ ‫•‬
‫•مواله ‪ /‬عابده ‪ :‬زيد بن‬ ‫‪(1‬عثمان بن عفان األموى‬ ‫األرقم بن أبي األرقم املخزومى‬ ‫•‬
‫حارثة بن شراحيل الكلبي‬ ‫‪(2‬الزبير بن العوام األسدى‬ ‫عثمان بن مظعون ُ‬
‫الج َم ِح ّى وأخواه قدامة وعبد هللا‬ ‫•‬
‫• ابن عمه‪ :‬علي بن أبي‬ ‫‪(3‬عبد الرحمن بن عوف‬ ‫عبيدة بن الحارث ابن املطلب بن عبد مناف‬ ‫•‬
‫طالب‬ ‫‪(4‬سعد بن أبي وقاص‬ ‫سعيد بن زيد العدوى‪ ،‬وامرأته فاطمة بنت الخطاب العدوية وأخت عمر بن‬ ‫•‬
‫الزهريان‬ ‫الخطاب‪،‬‬
‫‪ (5‬طلحة بن عبيد هللا‬ ‫خباب بن األرت التميمى‬ ‫•‬
‫التيمي‬ ‫جعفر بن أبي طالب‪ ،‬وامرأته أسماء بنت ُع َم ْيس‬ ‫•‬
‫خالد بن سعيد بن العاص األموى‪ ،‬وامرأته أمينة بنت خلف‪ ،‬ثم أخوه عمرو‬ ‫•‬
‫بن سعيد بن العاص‬
‫ُ ّ‬
‫حاطب بن الحارث الجمحي‪ ،‬وامرأته فاطمة بنت امل َج ِلل وأخوه الخطاب بن‬ ‫•‬
‫َُ‬
‫الحارث‪ ،‬وامرأته فك ْي َهة بنت يسار‪ ،‬وأخوه معمر ابن الحارث‪،‬‬
‫املطلب بن أزهر الزهري‪ ،‬وامرأته رملة بنت أبي عوف‪،‬‬ ‫•‬
‫نعيم بن عبد هللا بن النحام العدوي‬ ‫•‬
‫أصدقائه من غير قريش‬
‫‪ -‬عبد هللا بن مسعود الهذلي‬ ‫أصدقائه من النساء‬
‫‪ -‬مسعود بن ربيعة القاري‬ ‫‪ -‬أم أيمن بركة الحبشية‬

‫‪ -‬وعبد هللا بن جحش األسدي وأخوه أبو أحمد بن‬ ‫‪-‬أم الفضل لبابة الكبرى‬
‫جحش‪ ،‬وبالل بن رباح الحبش ي‬ ‫‪ -‬بنت الحارث الهاللية زوج العباس بن عبد املطلب‬
‫صه ْيب بن ِسنان الرومي‬
‫‪َ -‬‬
‫‪-‬أسماء بنت أبي بكر الصديق‬
‫‪ -‬عمار بن ياسر العنس ي‪ ،‬وأبوه ياسر‪ ،‬وأمه سمية‪،‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬عامر بن فهير ة‬
‫• ومن أوائل ما نزل من األحكام األمر بالصالة‬
‫• أن رسول هللا في أول ما أوحى إليه أتاه جبريل‪ ،‬فعلمه الوضوء‪ ،‬فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح‬
‫بها فرجه‪ ،‬وكان ذلك من أول الفريضة ‪.‬‬
‫• النبي وأصحابه كانوا إذا حضرت الصالة ذهبوا في الشعاب فاستخفوا بصالتهم من قومهم‪ ،‬وقد رأي أبو‬
‫وعليا يصليان مرة‪ ،‬فكلمهما في ذلك‪ ،‬وملا عرف جلية األمر أمرهما بالثبات ‪.‬‬ ‫طالب النبي ّ‬
‫• تلك هي العبادة التي أمر بها املؤمنون‪ ،‬وال تعرف لهم عبادات وأوامر ونواه أخرى غير ما يتعلق بالصالة‪ ،‬وإنما‬
‫كان الوحى يبين لهم جوانب شتى من التوحيد‪ ،‬ويرغبهم في تزكية النفوس‪ ،‬ويحثهم على مكارم األخالق‪ ،‬ويصف‬
‫لهم الجنة والنار كأنهما رأي عين‪ ،‬ويعظهم بمواعظ بليغة تشرح الصدور وتغذى األرواح‪ ،‬وتحدو بهم إلى جو‬
‫آخر غير الذي كان فيه املجتمع البشرى آنذاك ‪.‬‬
‫• وهكذا مرت ثالثة أعوام‪ ،‬والدعوة لم تزل مقصورة على األفراد‪ ،‬ولم يجهر بها النبي في املجامع والنوادى‪،‬إال‬
‫ً‬
‫أحيانا‪ ،‬واعتدوا على بعض املؤمنين‪ ،‬إال أنهم‬ ‫أنها عرفت لدى قريش‪ ،‬وتحدث به الناس‪ ،‬وقد تنكر له بعضهم‬
‫كثيرا حيث لم يتعرض رسول هللا لدينهم‪ ،‬ولم يتكلم في آلهتهم‬‫لم يهتموا به ً‬
‫مرحلة الدعوة الجهرية و آفاتها على املسلمين‬

‫• ملا تكونت جماعة من املؤمنين تقوم على األخوة والتعاون‪ ،‬وتتحمل عبء تبليغ الرسالة وتمكينها من‬
‫مقامها نزل الوحى يكلف رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بمعالنة الدعوة‪ ،‬ومجابهة الباطل بالحسنى ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ََ ْ َ َ َ َْْ‬
‫• وأول ما نزل بهذا الصدد قوله تعالى ‪ { :‬وأ ِنذر ع ِشيرتك األقرِبين } [ الشعراء ‪] 214 :‬‬
‫• وكأن هذا التفصيل جىء به مع أمر الرسول صلى هللا عليه وسلم بجهر الدعوة إلى هللا ؛ ليكون أمامه‬
‫وأمام أصحابه مثال ملا سيلقونه من التكذيب واالضطهاد حينما يجهرون بالدعوة‪ ،‬وليكونوا على‬
‫بصيرة من أمرهم منذ البداية‪.‬‬
‫الدعوة في األقربين‬
‫ودعا رسو ًل هللا عشيرته بني هاشم بعد نزول هذه اآلية‪ ،‬فجاءوا ومعهم نفر من بني املطلب بن عبد مناف‪ ،‬فكانوا نحو خمسة‬ ‫•‬
‫وأربعين رجال‬
‫فلما أراد أن يتكلم الرسول بادره أبو لهب وقال ‪ :‬هؤالء عمومتك وبنو عمك فتكلم‪ ،‬ودع الصباة‪ ،‬واعلم أنه ليس لقومك بالعرب‬ ‫•‬
‫قاطبة طاقة‪ ،‬وأنا أحق من أخذك‪ ،‬فحسبك بنو أبيك‪ ،‬وإن أقمت على ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون‬
‫أحدا جاء على بني أبيه بشر مما جئت به‪ .‬فسكت الرسول‪ ،‬ولم يتكلم في ذلك املجلس‬ ‫قريش‪ ،‬وتمدهم العرب‪ ،‬فما رأيت ً‬
‫ثم دعاهم ثانية وقال ‪ ( :‬الحمد هلل‪ ،‬أحمده وأستعينه‪ ،‬وأومن به‪ ،‬وأتوكل عليه ‪ .‬وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له ) ‪ .‬ثم‬ ‫•‬
‫قال ‪ ( :‬إن الرائد ال يكذب أهله‪ ،‬وهللا الذي ال إله إال هو‪ ،‬إنى رسول هللا إليكم خاصة وإلى الناس عامة‪ ،‬وهللا لتموتن كما تنامون‪،‬‬
‫أبدا أو النار ً‬
‫أبد ا) ‪.‬‬ ‫ولتبعثن كما تستيقظون‪ ،‬ولتحاسبن بما تعملون‪ ،‬وإنها الجنة ً‬
‫تصديقا لحديثك ‪ .‬وهؤالء بنو أبيك مجتمعون‪ ،‬وإنما أنا‬‫ً‬ ‫فقال أبو طالب ‪ :‬ما أحب إلينا معاونتك‪ ،‬وأقبلنا لنصيحتك‪ ،‬وأشد‬ ‫•‬
‫أحدهم‪ ،‬غير أني أسرعهم إلى ما تحب‪ ،‬فامض ملا أمرت به ‪ .‬ف وهللا ‪ ،‬ال أزال أحوطك وأمنعك‪ ،‬غير أن نفس ى ال تطاوعنى على‬
‫فراق دين عبد املطلب ‪.‬‬
‫فقال أبو لهب‪ :‬هذه وهللا السوأة‪ ،‬خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم‬ ‫•‬
‫فقال أبو طالب‪ :‬وهللا ِل َنمنعه ما بقينا‪.‬‬ ‫•‬
‫على جبل الصفا‬
‫• وبعد تأكد النبي من تعهد أبي طالب بحمايته وهو يبلغ عن ربه‪ ،‬صعد النبي ذات يوم على الصفا‪ ،‬فعال‬
‫حجرا‪ ،‬ثم هتف‪ ( :‬يا صباحاه )‪ .‬وكانت كلمة إنذار تخبر عن هجوم جيش أو وقوع أمر عظيم ‪.‬ثم‬ ‫أعالها ً‬
‫جعل ينادى بطون قريش‪ ،‬ويدعوهم قبائل قبائل ‪ ( :‬يا بني فهر‪ ،‬يا بني عدى‪ ،‬يا بني فالن‪ ،‬يا بني فالن‪،‬يا بني‬
‫عبد مناف‪ ،‬يا بني عبد املطلب) ‪.‬‬
‫ً‬
‫• فأسرع الناس إليه‪ ،‬حتى إن الرجل إذا لم يستطع أن يخرج إليه أرسل رسوال لينظر ما هو‪ ،‬فجاء أبو لهب‬
‫وقريش‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫• فلما اجتمعوا قال ‪ ( :‬أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيال بالوادى بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم أكنتم‬
‫ّ‬
‫ص ِد ِقى ؟ ) ‪.‬‬‫ُم َ‬
‫ً‬ ‫• قالو ا‪ :‬نعم‪ ،‬ما جربنا عليك ً‬
‫كذبا‪ ،‬ما جربنا عليك إال صدقا ‪ .‬قال ‪ :‬إنى نذير لكم بين يدى عذاب شديد‪.‬‬
‫َ ْ ََ َ ََ ََ‬
‫• وقال أبو لهب ‪ :‬تبا لك سائر اليوم‪ ،‬ألهذا جمعتن ا؟ فنزلت ‪ { :‬تبت يدا أ ِبي لهب وتب } سورة املسد ‪1 :‬‬
‫• ولم يزل هذا الصوت يرتج دويه في أرجاء مكة حتى نزل قوله تعالى ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ ُ ْ َ ُ ََ ْ ْ َ ُْ ْ‬
‫{ فاصدع ِبما تؤمر وأع ِرض ع ِن املش ِر ِكين } [ الحجر ‪] 94 :‬‬
‫ونواديهم‪ ،‬يتلو َعليهم كتاب‬ ‫املشركين‬ ‫مجامع‬ ‫في‬ ‫اإلسالم‬ ‫إلى‬ ‫بالدعوة‬ ‫يجهر‬ ‫هللا‬ ‫• فقام رسول‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ َْ ُُْ ْ َ ََ ُ‬
‫هللا ‪ ،‬ويقول لهم ما قالته الرسل ألقوامهم ‪ { :‬يا قو ِم اعبدوا هللا مالكم ِمن ِإله غيره } [‬
‫األعراف ‪] 59 :‬‬
‫• وبدء يعبد هللا تعالى أمام أعينهم‪ ،‬فكان يصلى بفناء الكعبة نها ًرا جها ًرا وعلى رءوس األشهاد‬
‫ً‬ ‫ل‬ ‫ً‬
‫• وقد نالت دعوته مزيدا من القبو ‪ ،‬ودخل الناس في دين هللا واحدا بعد واحد ‪ .‬وحصل بينهم‬
‫وبين من لم يسلم من أهل بيتهم تباغض وتباعد وعناد واشمأزت قريش من كل ذلك‪،‬‬
‫وساءهم ما كانوا يبصرون ‪.‬‬
‫سلسلة هجرات املسلمين إلى الطائف والحبشة‬

‫أساليب شتى ملجابهة الدعوة‬


‫الحيلولة بين الناس وبين سماعهم‬
‫االضطهادات‬ ‫السخرية والتحقير‪ ،‬واالستهزاء‬
‫القرآن‪ ،‬ومعارضته بأساطير األولين‬
‫‪ -‬بالل مولى أمية بن خلف‬ ‫والتكذيب والتضحيك‬
‫‪-‬النضر بن الحارث‪ :‬فكان إذا جلس‬
‫الجمحي ‪:‬كان أمية يضع في عنقه‬ ‫ً‬ ‫‪-‬فكانوا ينادونه باملجنون‬
‫ً‬ ‫مجلسا للتذكير باهلل‬ ‫الرسول‬
‫حبل‬
‫والتحذير من نقمته خلفه النضر‬ ‫إثارة الشبهات وتكثيف الدعايات‬ ‫‪ -‬ويصمونه بالسحر والكذب‬
‫‪-‬عمار بن ياسر ‪.‬فمات ياسر في‬ ‫ويقول ‪ :‬أنا و هللا يا معشر قريش‬ ‫الكاذبة‬ ‫‪ -‬وكانوا يشيعونه ويستقبلونه‬
‫ً‬
‫العذاب‪ ،‬وطعن أبو جهل سمية‬ ‫أحسن حديثا منه‪ ،‬ثم يحدثهم عن‬ ‫وقد أكثروا من ذلك وتفننوا فيه‬ ‫بنظرات ملتهمة ناقمة‪ ،‬وعواطف‬
‫أم عمار‬ ‫ملوك فارس ورستم واسفنديار‪ ،‬ثم‬ ‫بحيث ال يبقى لعامة الناس‬ ‫منفعلة هائجة‬
‫ً‬
‫يقول ‪ :‬بماذا محمد أحسن حديثا‬ ‫مجال للتدبر في دعوته والتفكير‬
‫مني‬ ‫‪ -‬وكان إذا جلس وحوله‬
‫‪ -‬مصعب بن عمير‪ :‬منعته‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫املستضعفون من أصحابه‬
‫َ ً‬
‫الطعام والشراب‬ ‫‪-‬أن النضر كان قد اشترى ق ْي َنة‪،‬‬ ‫استهزأوا بهم وقالوا ‪ :‬هؤالء‬
‫فكان ال يسمع بأحد يريد اإلسالم إال‬ ‫جلساؤه‬
‫انطلق به إلى قينته‬
‫هجرة‬
‫الهجرة األولى إلى الحبشة‬
‫• كانت بداية االعتداءات في أواسط أو أواخر السنة الرابعة من النبوة‪ ،‬بدأت ضعيفة‪ ،‬ثم لم تزل تشتد يو ًما ً‬
‫فيوما‬
‫ً‬
‫وشهرا فشهرا‪ ،‬حتى تفاقمت في أواسط السنة الخامسة‪ ،‬ونبا بهم املقام في مكة‪.‬‬
‫سورة الزمر‪ :10‬تشير إلى اتخاذ سبيل‬ ‫لت‬ ‫ز‬ ‫ن‬ ‫ف‬‫وأخذوا يفكرون في حيلة تنجيهم من هذا العذاب األليم‪ ،‬وفي هذه الظرو‬ ‫•‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُو َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ْ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫هللا و ِاسعة ِإنما يوفى الص ِابر ن أجرهم ِبغي ِر ِحساب }‬
‫الهجرة { ِلل ِذين أحسنوا ِفي ه ِذ ِه الدنيا حسنة وأرض ِ‬
‫أص َح َمة النجاش ى ملك الحبشة ملك عادل‪ ،‬ال يظلم عنده أحد‪ ،‬فأمر املسلمين أن يهاجروا‬ ‫وكان الرسول قد علم أن ْ‬ ‫•‬
‫إلى الحبشة فرا ًرا بدينهم من الم‪ ،‬وأقام املسلمون في الحبشة في أحسن جوار في رجب‪.‬‬
‫قريشا أسلمت‪ ،‬فرجعوا إلى مكة في شوال من نفس السنة‪ ،‬فلما كانوا دون‬ ‫ً‬
‫وبلغ هذا الخبر إلى مهاجري الحبشة‪ ،‬أن‬ ‫•‬
‫مكة ساعة من نهار وعرفوا جلية األمر‬
‫ً‬
‫رجع منهم من رجع إلى الحبشة‪ ،‬ولم يدخل في مكة من سائرهم أحد إال مستخفيا‪ ،‬أو في جوار رجل من قريش ‪.‬‬ ‫•‬
‫الهجرة الثانية إلى الحبشة‬
‫• ثم اشتد عليهم وعلى املسلمين البالء والعذاب من قريش‪ ،‬وسطت بهم عشائرهم‪ ،‬فقد كان صعب‬
‫على قريش ما بلغها عن النجاش ي من حسن الجوار‪ ،‬ولم ير الرسول بدا من أن يشير على أصحابه‬
‫بالهجرة إلى الحبشة مرة أخرى ‪.‬‬
‫• واستعد املسلمون للهجرة مرة أخرى‪ ،‬وعلى نطاق أوسع‪ ،‬ولكن كانت هذه الهجرة الثانية أشق من‬
‫سابقتها‬
‫• فقد تيقظت لها قريش وقررت إحباطها‪ ،‬بيد أن املسلمين كانوا أسرع‪ ،‬ويسر هللا لهم السفر‪،‬‬
‫• فانحازوا إلى نجاش ي الحبشة قبل أن يدركوا ‪.‬‬
‫ً‬
‫• وفي هذه املرة هاجر من الرجال )‪(83‬رجال إن كان فيهم عمار‪ ،‬فإنه يشك فيه‪ 18 /19 ،‬امرأ ة‪.‬‬
‫واصل‬
‫هجرة في الطائف‬
‫مايو أو أوائل يونيو سنة ‪ 619‬م ] خرج النبي‬ ‫ً‬ ‫أواخر‬ ‫في‬ ‫[‬ ‫النبوة‬ ‫من‬ ‫عشر‬ ‫سنة‬ ‫شوال‬ ‫في‬ ‫•‬
‫إلى الطائف‪ ،‬وهي تبعد عن مكة نحو ستين ميال‬
‫ً‬
‫وذهوبا‪ ،‬ومعه مواله زيد بن حارثة‬ ‫• سارها ً‬
‫ماشيا على قدميه جيئة‬
‫• وكان كلما مر على قبيلة في الطريق دعاهم إلى اإلسالم‪ ،‬فلم تجب إليه واحدة منها ‪.‬‬
‫ً‬
‫• وأقام الرسول بين أهل الطائف عشرة أيام‪ ،‬ال يدع أحدا من أشرافهم إال جاءه وكلمه‪،‬‬
‫• فقالوا ‪ :‬اخرج من بالدن ا‪ .‬وأغروا به سفهاءهم‪ ،‬فلما أراد الخروج تبعه َسفهاؤهم‬
‫ْ‬
‫وعبيدهم يسبونه ويصيحون به‪ ،‬حتى اجتمع عليه الناس‪ ،‬فوقفوا له ِس َماطين [ أي‬
‫صفين] وجعلوا يرمونه بالحجارة‪ ،‬وبكلمات من السفه‪ ،‬ورجموا عراقيبه‪ ،‬حتى اختضب‬
‫نعاله بالدماء‪.‬‬
‫َ‬
‫• وكان زيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى أصابه ِشجاج في رأسه‬

You might also like