You are on page 1of 3

‫كعب بن زهير‬

‫إقتار وسوء حال‪ .‬وكان‬


‫كعب فحالً مجيداً‪ ،‬وكان يحالفه أبداً ٌ‬
‫وكان ٌ‬
‫بجير أسلم قبله‪ ،‬وشهد مع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فتح‬
‫أخوه ٌ‬
‫مكة‪ ،‬وكان أخوه كعب أرسل إليه ينهاه عن اإلسالم‪ ،‬فبلغ ذلك النبي‬
‫صلى اهلل عليه وسلم فتواعده‪ ،‬فبعث إليه بجير فحذره‪ ،‬فقدم على‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فبدأ بأبي بكر‪ ،‬فلما سلم النبي صلى اهلل‬
‫متلثم بعمامته‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫عليه وسلم وسلم من صالة الصبح جاء به وهو ٌ‬
‫رسول اهلل‪ ،‬هذا رجل جاء يبايعك على اإلسالم‪ ،‬فبسط النبي صلى اهلل‬
‫عليه وسلم يده‪ ،‬فحسر كعب عن وجهه‪ ،‬وقال‪ :‬هذا مقام العائذ بك يا‬
‫رسول اهلل‪ ،‬أنا كعب بن زهير‪ ،‬فتجهمته األنصار وغلظت له‪ ،‬لذكره كان‬
‫قبل ذلك رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وأحبت المهاجرة أن يسلم‬
‫ويؤمنه النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فآمنه واستنشده‪:‬‬
‫ول ‪ُ ...‬مَتيَّ ٌم إِ ْث َر َها لم يُ َج َز َم ْكبُ ُ‬
‫ول‬ ‫اليوم َم ْتبُ ُ‬
‫اد ف َقلْبي َ‬ ‫ت ُس َع ُ‬ ‫بانَ ْ‬
‫ضيض الطَّ ِ‬
‫ول‬
‫رف َم ْك ُح ُ‬ ‫ت ‪ ...‬إالَّ أَغَ ُّن غَ ِ ُ‬ ‫ض ْ‬ ‫الب ْين إِذ َع َر َ‬‫عاد غَداةَ َ‬
‫وما ُس َ‬
‫ت ‪ ...‬كما َتلَ َّو ُن في أَ ْث َوابِها الغُ ُ‬
‫ول‬ ‫الذي َز َع َم ْ‬ ‫وما تَ ُدوم على الع ْه ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يل‬ ‫ك الماء الغَرابِ‬ ‫س‬‫ت ‪ ...‬إِالَّ كما تُم ِ‬ ‫بالو ِّد الذي َز َع َم ْ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ك ُ‬ ‫سُ‬ ‫وال تَ َم َّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫كانَ ْ ِ‬
‫ت َم َواعي ُد عُ ْرقُوب لها َمثَالً ‪ ...‬وما َم َواعي ُده إالَّ األَ ُ‬
‫باطيل‬
‫ول‬ ‫ول ِ‬
‫اهلل َم ْب ُذ ُ‬ ‫والع ْفو ِع ْن َد ر ُس ِ‬ ‫َن رس َ ِ‬
‫ت أ َّ َ ُ‬
‫َ‬ ‫ول اهلل أ َْوع َدني ‪ُ َ ...‬‬ ‫ُنبِّْئ ُ‬
‫يل‬ ‫ظ وَت ْف ِ‬
‫ص‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫اك نافلَةَ ْال ‪ُ ...‬قرآ َن فيها مو ِ‬
‫اع‬ ‫اك الذي أَ ْعطَ َ‬ ‫َم ْهالً َه َد َ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ولَ ْو َك ُث َرت ف َّي األَ ُ‬
‫قاويل‬ ‫الوشاة ولم ‪ ...‬أُ ْذن ْ‬ ‫ال تأْ ُخ َذنِّي بأَ ْق َوال ُ‬
‫فلما بلغ قوله‪:‬‬
‫ول‬ ‫وف ِ‬
‫اهلل َم ْسلُ ُ‬ ‫ضاء به ‪ ...‬وصارم ِمن سي ِ‬ ‫إِ َّن َّ‬
‫ٌ ْ ُُ‬ ‫ور يُ ْستَ َ ُ‬
‫ول لَنُ ٌ‬‫الر ُس َ‬
‫َسلَ ُموا ُزولُوا‬‫ال قَائِلُ ُه ْم ‪ ...‬بِبَطْ ِن َم َّكةَ لَ َّما أ ْ‬
‫ش قَ َ‬‫صبَة ِم ْن ُق َريْ ٍ‬
‫في عُ ْ‬
‫ِ‬ ‫ف ‪ ...‬يوم الِلَّ َق ِ‬
‫يل‬
‫ُ‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫د‬
‫ٌ‬ ‫و‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫اء‬ ‫ش ُ َْ َ‬ ‫اس وال ُك ُ‬ ‫زال أَنْ َك ٌ‬
‫َزالُوا فما َ‬
‫فنظر رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إلى من عنده من ٍ‬
‫قريش‪ ،‬كأنه يومي‬
‫إليهم أن يسمعوا‪ ،‬حتى قال‪:‬‬
‫يل‬‫الس ُ ِ‬ ‫ب إِ َذا َع َّر َد ُّ‬ ‫شو َن م ْشى الجمال الب ْه ِم ي ْع ِ‬
‫ود التَّنَاب ُ‬ ‫ض ْر ٌ‬
‫ص ُم ُه ْم َ‬ ‫ُ َ‬ ‫يَ ْم ُ َ َ‬
‫قريش عليه وقالوا‪ :‬لم‬ ‫ٌ‬ ‫يعرض باألنصار‪ ،‬لغلظتهم كانت عليهم‪ ،‬فأنكرت‬
‫تمدحنا إذ هجوتهم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحيَاة فال َي َز ْل ‪ ...‬في م ْقنَب من صالحي األَنْ َ‬
‫صار‬ ‫ف َ‬ ‫َم ْن َس َّرهُ َش َر ُ‬
‫الجبَّار‬ ‫اج وسطْو ِ‬
‫ة‬ ‫الهي‬ ‫م‬ ‫و‬‫ي‬ ‫‪...‬‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ن‬‫لباذلين ُن ُفوسهم لِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ْ َْ َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫اَ َ َ‬
‫بد ِ‬
‫ماء َم ْن َعلِ ُقوا ِم َن ال ُك َّفا ِر‬ ‫ك لهم ‪ِ ...‬‬ ‫سٌ‬ ‫َيتَطَ َّه ُرو َن كأَنَّهُ نُ ُ‬
‫فكساه النبي صلى اهلل عليه وسلم بردةً اشتراها معاوية بعد ذلك بعشرين‬
‫ألف درهم‪ ،‬وهي التي يلبسها الخلفاء في العيدين‪ ،‬زعم ذلك أبان بن‬
‫ٍ‬
‫لكعب‪ :‬قد علمتم روايتي لكم أهل البيت‬ ‫عثمان بن عفان‪ .‬وقال الحطيئة‬
‫وانقطاعي إليكم‪ ،‬فلو قلت شعراً تذكر فيه نفسك ثم تذكرني بعدك‪ ،‬فإن‬
‫الناس أروى ألشعاركم‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫جر َو ُل‬
‫ب و َف َّو َر ْ‬ ‫فم ْن لل َق َوافِي َشأْنِ َها َم ْن يَ ُحو ُكها ‪ ...‬إِذا ما م َ‬
‫ضى َك ْع ٌ‬ ‫َ‬
‫َّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّل منها مثْ َل ما َيَتنَخ ُ‬ ‫ك ال َت ْل َقى من الناس واحداً ‪ ...‬تنَخ َ‬ ‫َك َف ْيتُ َ‬
‫وي ْع َم ُل‬ ‫ِ‬ ‫ي َث ِّق ُف َها حتَّى تَلِين ُكعوب َها ‪ِ ...‬‬
‫في ْقص َر عنها من يُسىءُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫فاعترضه مزر ٌد أخو الشماخ فقال‪:‬‬
‫كالم َخبَّ ِل‬ ‫سا َن الحس ِام اب ِن ثابِ ٍ‬
‫اخ وال ُ‬ ‫ش َّم ٍ‬
‫ت َك َ‬‫ت ‪ ...‬ولَ ْس َ‬ ‫َُ‬ ‫كح َّ‬
‫ت َ‬ ‫فلَ ْس َ‬
‫َّل‬
‫خ‬ ‫ن‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫وال‬ ‫ى‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أ‬ ‫ال‬ ‫اس‬ ‫ْف ِ‬
‫شاع ٍر ‪ ...‬من النِ‬ ‫ك إِ ْن َخلَّ ْفتَنِي َخل َ‬
‫فباستِ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫وقال الكميت‪:‬‬
‫وط وال ُت ْر َك ُل‬ ‫ط َكرهاً بِس ٍ‬
‫سا ‪َ ْ ُ ...‬‬ ‫ك ُم ْق َربَةً ال تُ َ‬
‫ف ُدونَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وم ْن َي ْع َم ُل‬ ‫ُم َه َّذبَةً ال َك ْق َو ِل ُ‬
‫الهذا ‪ ...‬ء م َم ْن يُسىءُ َ‬
‫َن َك ْعباً َث َوى ‪ ...‬و َف َّو َز من َب ْع ِد ِه َج ْر َو ُل‬
‫ض َّرها أ َّ‬
‫وما َ‬

You might also like