Professional Documents
Culture Documents
مفهوم وطبيعة وخصائص المشاريع العامة
مفهوم وطبيعة وخصائص المشاريع العامة
إعداد
الشامى عبد الرازق الشامى
2012
تحت إشراف
األستاذ الدكتور /يونس البطريق
1
قتوب التقت على طاعة رسولها
قلوب أخذت على عاتقها مواصلة المسير لتعلو راية اإلسالم خفاقة عالية
يتقدم
طبيعة المشروع العام فى الدولة الحديثة والمبررات االساسية النشاء المشاريع العامة .
الفصل االول
-مقدمات ضرورية
-هدف البحث
-مفهوم المشروع العام
الفصل الثانى
تعريف المشروع العام
هناك ثالث نماذج رئسية للمشاريع العامة
-نموذج المصلحة العامة
-نموذج المؤسسة العامة
-نموذج الشركة العامة
المعايير الذى تميز المشاريع العامة عن المنظمات الحكومية والخاصة
الفصل الثالث
االهداف العامة للدولة وتضمن:
اوال -االهداف االقتصاية
ثانيا -االهداف السياسة
2
ثالثا -االهداف االخالقية
رابعا -االهداف الروحية
خامسا االهداف الصحية
سادسا االهداف الحسية اوالجمالية
الفصل الرابع
اهمية المتظمات العامة
اوال -البعد االقتصادى للمنظمات العامة
-1الطبيعة الجوهرية للخدمات العامة
-2االعتماد على خدمات المنظمات العامة
-3التآثير االقتصادى للمنظمات العامة.
ثانيا البعد االجتماعى للمنظمات العامة.
ثالثآ االطار القانونى للمنظمات العامة
المشروعات العامة التقلدية وغير التقليدية
المبادى التنظمية للمنظمات العامة
هدف البحث
-تطور الدور االقتصادى للدولة
-التطورات االقتصادية فى الدول العربية
-دور الحكومة فى التنمية االقتصادية واقامة المشروعات العامة
-اتساع دور الحكومة فى القرن العشرين
-وظائف الدولة الحديثة فى االدارة .
-التمييز بين المشاريع العامة والمشاريع الخاصة
-ابراز الخصائص والظروف البيئية للمشروعات العامة
-المبررات االساسية النشاء المشروعات العامة
عناصرالبحث
3
-اهم التعريفات للمشروع العام
-النماذج الرئسية للمشروعات العامة
-االهدف العامة للدولة
-اهمية المنظمات العامة
-المشروعات العامة التقليدية وغير التقليدية
مقدمات ضرورية
منذ ستون عاما او اكثر تسابقت دول اوربا واسيا وامريكا االتينيه والشرق االوسط باختالف
توجهاتها ولدوافع اقتصاديه اكثر منها سياسة او ايديولوجية علي خلق او انشاء المشروعات العامه
كمنظمات تنموية المركزية ،تتمتع بقدر من االستقالليه ،تكفل حمايتها من التعقيدات الكثيرة المرتبطة
بالبيروقراطية الحكومية ونظم االدارة العامة التقليدية
مر التاريخ االقتصادي بعدة تطورات خالل المراحل الزمنيه التي مر بها العالم وكان الدور االقتصادي
للحكومه يختلف من مرحلة الخري وذلك حسب االحداث والمنظورات التي تحدث في العالم ونظرا
لظروف كل دوله مما جعل الباحثين يثيرون عدة تساؤالت حول الدور الذي يمكن ان تلعبه الحكومه
مستقبال في التنمية االقتصادية ومن هذه التطورات.:
في النظام االقتصادي:
فقد ركز النظام علي سيادة الملكية الخاصة بالنسبة لوسائل االنتاج والتوزيع وكان دور الحكومة في
هذا النشاط وحسب هذه النظريه يتركز في ميراث الخدمات العامة (كالتعليم والصحه والمواصالت )
وبذلك فدور الحكومه كان ينحصر في مجاالت محدودة ال تشمل الدخول في المجاالت االنتاجية اال في
اضيق الحدود وهي التي يحجم القطاع الخاص عن العمل فيها ولقد اتبعت الدول هذا االسلوب حتي
اوائل القرن الحالي
اذا كان مدي اتساع دور الدولة وطبيعته قد اثار العديد من التساؤالت فان غياب الدولة وتالشى
سلطتها في عدد من االمثلة الحديثة مثل الصومال او زائير او نيجيريا او افغانستان كل ذلك اكد بما
يقطع الشك ان وجود الدوله ضرورة ال تمت عنها حتي ان تجاوزت او اخلت بواجباتها
4
ومن ثم فان الحديث عن الدوله ودورها االقتصادي هو حديث عن ترشيد وتحسين ادائها وليس
مناقشة حول ضرورتها واذا كان وجود الدولة ضروريا الستمرار حياة المجتمع فان التعرف علي
الشكل االمثل لدورها االقتصادي هو شرط للتنمية وتجاهها .
الدولة القويه ضرورة ال غني عنها
فالدولة في شكلها الحديث ظهرت اوال في اوربا في القرن السادس عشر حيث فرضت سلطاتها علي
امراء االقطاع وقضت علي نفوذهم كذلك لم يكن غيبا ان تكون نشاة الراسماليه معاصة لقيام الدوله
الحديثه فالراسمالية نبت للدولة وليست خروجا
السلطة السياسة والدولة المعاصرة :
الدولة المعاصرة هي الشكل الحديث للسلطه السياسة في المجتمعات المعاصرة وتجد جذورها في
االفكار السائدة في القرنين السادس عشر والسابع عشر في اوربا وجاءت الثورة الصناعيه
واالقتصاد الراسمالي فاكد وجودها الشكل الحديث
وتتميز هذه الدولة المعاصرة عن المؤسسات السياسية باهدافها والوسائل المستخدمة لتحقيق هذه
االهداف فضال عن االعتراف لها بحدود اقليمية تتمتع داخلها بالسيادة المطلقة
فما اهداف الدولة المعاصرة فهي اساسا حفظ االمن واالستقرار البنائها او اقامة العدل او تحقيق
التقدم االقتصادي والعدالة االجتماعية
واما عن وسائلها فهي تتمثل شكل رئيس في القمه المنظم عن طريق استخدام القوانين المستندة الي
القوة المادية الجهزة السلطة
اتساع دور الدولة :
خضع دور الدولة لتطور كبير وتغير حجم هذا الدور ومداه في الزمان والمكان وبصفة عامه كمية
القول بان االتجاه العام كان لزيادة دور الدولة في النشاط االقتصادي نتيجة لما توافر لها من امكانيات
ماليه ومؤسسية وتكنولوجية ساعدتها علي مزيد من السيطرة علي الحياة االقتصادية وفي نفس
الوقت فقد ساهمت المذاهب االشتراكية والتدخلية علي زيادة دور الدولة كما ساعد استقالل عدد كبير
من الدول الفقيرة وتحملها مسئولية التنمية االقتصادية واالجتماعية الي توسع هذا الدور في عدد
كبيرمن الدول النامية .
اقتصاديات المشروعات العامة:
5
يشتمل هذا البحث علي مجموعة المفاهيم االساسية المرتبطة بتخصيص الموارد االقتصادية والفاهية
االقتصادية كالمشروع العام المرفق العام ،الخدمة العامة والجوانب االقتصادية المتعلقه بها منها
اهمية الدور الرقابي في المشروعات العامه واهمية التفرقة بين المرافق العامه االدارية والمرافق
العامة التنظيمية والمرافق العامه االقتصادية واهم المبادئ التي ينبغي مراعتها عند توفير الخدمة
العامه واهم اشكال المشروعات العامة المحتملة ومبررات وجود تلك المشروعات والتخصيص االمثل
للموارد االقتصادية ومحددات الرفاهية االقتصادية في مصر .
المشروع العام والمرفق العام والخدمه العامه
هناك عدة تعريفات المشروعات العامه وفقا لطبيعة الملكية او االدارة او طريقة الرقابة علي انشطة تلك
المشروعات
المشروع العام هو مجموع المنشات التي تمتلكها وتديرها الدولة بطريقة مباشرة النتاج سلع وخدمات
تشبع حاجات خاصة باالفراد
المشروع العام هو المشروع الذي تمتلكه الحكومه او احدي الهيئات العامة سواء انفردت بذلك او
شاركها فيه الغير
المشروع العام هو وحدة اقتصادية منفصلة عن الدولة ( اي تتمتع بالشخصية المعنوية واالستغالل
المالي) وتقوم بنشاط يشبه نشاط المشروع الخاص اال انه تخضع بصفه عامه لرقابة االدارة الحكوميه
المرفق العام:
تسمي المرافق العامه ايضا بالمنافع العامه وتطلق علي االنشطه االقتصادية التي تباشرها الدوله بغرض
تحقيق النفع العام سواء كانت في يد القطاع الخاص وتخضع الشرافها ورقابتها
ويعرف المرفق العام ايضا :
انه مشروع يعمل باطراد وانتظام تحت اشراف الدولة اداء خدمه عامه للجمهور خضوعه لنظام قانوني
معين ويمكن التفرقه بين المرافق العامه االدارية والمرافق العامه التنظيمية والمرافق العامه االقتصادية
اما المرافق االدراية :
فهي ما تدخل في نطاق الوظيفة االدارية للدولة يعجز االفراد والمؤسسات الخاصة عن مباشرتها علي
الوجه المرضي.
اما المرافق العامة التنظيمية :
6
فهي التي يتعلق نشاطها برقابة وتوجية النشاط المهني مثال ذلك الغرف التجارية والنقابات المهنية
اما المرافق االقتصادية :
فهي تلك المشروعات التي ياخذ نشاطها الطابع التجاري او الصناعي او الزراعي .
مفهوم الخدمة العامة :
تفرق الخدمة العامة وفقا للقانون االداري الفرنسي بانها تلك التي تعد تقليديا خدمة فنية ،تزود بصورة
دائمة بواسطة منظمة عامة كاستجابة لحاجة عامة .
اشكال المشروعات العامة :
( )1المشروعات العامة المستقلة :
فهي تلك المشروعات التي تمتلكها السلطة العامة بوجودها كما تتفرد بادارتها وتحمل تبعا لذلك كافة
مخاطرها ويعتبر المشروع العام في هذه الحال امتداد لسلطة الحكومة .
-2المشروعات العامة المستقلة:
فهي المشروعات التي تتملكها الدولة ولكنها تتمتع بوجود قانوني مستقل وباالستقالل االداري
والمالي عن الدولة وينشا هذه النوع نتيجة تحويل بعض المرافق العامة الي مشروعات مستقلة .
-3المشروعات شبه العامة :
تاخذ عدة اشكال
أ -عقود االمتياز
تعهد الدولة في هذا النوع من المشروعات الي فرد او شركة بامتياز استغالل مرفق عام ذي طبيعة
اقتصادية لفئة معينة تقوم الشركة الملتزمة بادارة المرفق تحت اشراف ورقابة الدولة .
ب -عقود االدارة
في هذه العقود تعهد الدولة الي شخص بادارة المرافق العامة في مقابل اجر وفي العادة مقابل ايضا
جزء من االرباح التي يحققها المرفق علي ان تتحمل الدولة وحدها مخاطر المشروع .
ج -الشركات المختلطة
ياخذ المشروع العام هنا شكل الشركة المساهمة والتي يشترك في راس مالها االفراد والسلطة العامة
ولهذا يكون من حقهم المساهمة فى ادارتها كما يشتركون في تحمل مخاطرها ويهدف الدوله من
وراء المشاركة ضمان رقابتها علي القيام بها او تحقيق الربح
7
ثالثا :مبررات وجود المشروعات العامة :
- 1االعتبارات التمويلية:
تحتاج الدولة الي مواد مالية لكي تقوم باالتفاق علي اشباع الحاجات العامة وتلبية االحتياجات
واالعباء المتزايدة للدولة ولذا تقوم بعض الدول باحتكار انتاج وتوفير سلع معينة كما هو الحال في
فرنسا التي تحتكر انتاج السجاير
-2االعتبارات االستراتيجية :
هذه االعتبارات تجعل الحكومة تقدم خدمات معينه ال ترغب في تركها لدي االفراد خوفا من استقالل
افراد المجتمع كما هو الحال في قطاع االئتمان الزراعي في الواليات المتحدة المملوكة للدولة والتي
تتولي اقراض المزارعين بشروط مناسبة من حدث معدالت الفائدة ومواعيد السداد .
كما تظهر نفس هذه االعتبارات عند رغبة الدولة في حماية صفار المدخرين وتوجية مدخراتهم الي
مشروعات التنمية االقتصادية ولذا تحرص كافه الدول الي انشاء البنوك المركزية لالشراف علي
انشطة البنوك التجارية من اجل حماية النظام المصرف وهو عصب االقتصاد القومي
-3االعتبارات االقتصادية :
تحاول الدول هنا تحقيق اهداف رفع كفاءة االقتصاد القومي وتحقيق االستقرار االقتصادي من
خالل
سيطرة الدولة علي االقتصاد القومي من خالل سيطرتها علي بعض اوجه االقتصاد االساسية في
المواصالت واعمال المصارف والصناعات االساسية ذات المخاطر العالية مثل صناعة الحديد
والصلب ,انشاء الدولة بعض الوحدات النموذجية لالنتاج كمحطات البحوث والتجارب الزراعية من
اجل تطوير االنتاج الزراعي ,قيام الدولة ببعض المشروعات العامة من اجل اجتذاب رؤوس
االموال االجنبية للداخل كما هو الحال بالنسبة لمشروع تقسيم االراضي وانشاء التوصيالت
الكهربائية وشبكات المياة والطرق وكافة الحركات الالزمه للمستثمرين .
قد تقوم الدولة باقامة المشروعات العامة وتوفير فرض العمل وزيادة االستثمار القومي من خالل
زيادة االستثمار العام .
- 4اعتبارات االجتماعية:
8
تقوم الدولة هنا يتوفير بعض السلع والخدمات الضرورية الفراد المجتمع والتي يتعذر عادة توفيرها
بالقدر الكافي خصوصا لذوي الدخول المحدودة وفي هذه الحاله تقوم الدولة بتوفيرها مجانا او باسعار
تقل عن تكلفة انتاجها مثل خدمات نقل الركاب والبريد والهاتف والكهرباء والصرف الصحي
والخدمات الصحية
رابعا :المنتجات العامة :
يعرف سامولسون المنتجات العامه بانها تلك السلع والخدمات التي تتسم بوجود االثار الجانبية في
االستهالك او ظاهرة تزايد غلة الحجم في االنتاج او تتسم بوجود الظاهرتين معا ويتم توفير المنتجات
العامه الشباع الحاجات العامه .
10
والخدمات او االستثمار المباشر في عمليات تجارية او مالية مماثلة لتلك التي تقوم بها المشاريع
الخاصة والتي يتم انشاؤها حسب النصوص القانونية لقانون الشركات المساهمة العادي الذي تخضع
له باقي الشركات المساهمة الخاصة .
يمكن التميز بين نوعين من الشركات العامة .احداهما الشركة العامة المملوكة ملكية كاملة للدولة .
واالخري الشركات المختلطة المملوكة ملكية جزئية للدولة بحصة ال تقل عن % 50من راسمال
المملوك ،حيث ان ملكية الدولة لالغلبية من راسمال الشركات المختلطة تضمن للدولة حق تعين
االغلبية من اعضاء مجالس ادارتها علي الشركة .
ويتميز نمط الشركة العامة بوجود هيكل راسمال مقسم الي اسهم يملكها مساهمون سواء من القطاع
العام او الخاص وبان له موازنة مستقلة عن الموازنة العامة للدولة ،ونظم عاملين مختلفة عن نظام
الخدمة المدنية وكذا بادارته من خالل مجالس ادارة تتولي الحكومة تعيينها في حالة الشركات العامة
المملوكة بالكامل للدولة او من خالل قيام الحكومة باالشتراك مع مساهمي القطاع الخاص باختيار
ممثليها في حالة الشركات المختلطة ومن ثم تمتعه بقدر اكبر من االستقاللية في ادارة العمل اليومي
والتحرر بدرجة اكبر من البيروقراطية الحكومية .
ويرجع تفضيل العديد من الدول لنموذج الشركة العامة لما يوفره ذلك الشكل من امكانية انشاء
مشاريع مشتركة باالشتراك مع راس المال الخاص المحلي او االجنبي .كما ان البالد ذات االقتصاد
المختلط او التي تؤمن بالدور المهم الذي يلعبه القطاع الخاص في عملية التنمية قد تفضل نموذج
المؤسسة او الهيئة العامة نظرا لسهولة بيع الشركات المختلطة او العامة في المستقبل للقطاع
الخاص اذا ما قررت الدولة ذلك .
ويالحظ انه علي الرغم من ان نموذج الشركة العامة من المفترض ان ينشا لخدمه اغراض انتاجية
او تجارية مماثلة لتلك التي تقوم به بعض المشاريع الخاصة فان نموذج الشركات العامة قد يطالب
احيانا بتحقيق بعض االهداف االجتماعية والسياسية .
المشروعات العامة التقليدية وغير التقليدية :
يمكن التمييز ايضا بين نوعين من المشروعات العامة والنوع االول المشروعات العامة التقليدية وهو
ما يطلق علي نموذج المصلحة العامة ونموذج الهيئة العامة او المؤسسة العامة الخدمية .
والنوع الثاني المشروعات العامة غير التقليدية وهو ما يطلق علي نموذج الشركة العامة او
11
المشتركة او نموذج المؤسسة العامة االقتصادية فالمشروعات العامة التقليدية هي المشروعات
العامة التي من المفترض ان تهدف الي توفير وتقديم الخدمات االساسية وخدمة السياسة العامة
للدولة اكثر من ان تستهدف تحقيق الربح وهي بذلك اقرب تحقيق الربح الي مفاهيم واساليب االدارة
العامة عن مفاهيم واساليب ادارة االعمال اما المشروعات العامة التي من المفترض ان تقوم باالنتاج
المباشر للسلع والخدمات او االستثمار المباشر في المشروعات التجارية والمالية والتي تستهدف
تحقيق فائض في ايراداتها بما يمكنها من تغطية تكاليف االنتاج واستخدام الفائض او جزء منه
لتدعيم مركزها المالي والتوسع في انشطتها او ترحيله للدولة حتي يمكن استخدامه في مشاريع
وانشطة اقتصادية اخري وهي بذلك تكون اقرب الي مفاهيم واساليب ادارة االعمال عن مفاهيم
واساليب االدارة العامة .
االهداف العامة للدولة
يمكن تقسيم االهداف العامة للمجتمع الي عدة اهداف رئيسية :
اوال :االهداف االقتصادية :
ان الهدف االول للمجتمع ولكل فرد فيه وفرة السلع والخدمات الالزمة لبقائه ،لذلك فان هذه الوفرة
تمثل الهدف االقتصادي االول للمجتمع .اما الهدف الثاني فهو االستقرار االقتصادي ،بمعني
االستمرار في تقديم السلع والخدمات التي تعود عليها المجتمع .والهدف الثالث هو تنمية وزيادة
كفاءة النظام االقتصادي المطبق بما يحقق نموا متواصال لالقتصاد القومي .وهذه الكفاءة وهذا النمو
يقودان الي التوسع في انتاج السلع والخدمات الي مدي الحجم الضروري والذي يتمثل في الحد االدني
من االنتاج الالزم الشباع الغايات االقتصادية االساسية .وبصفة عامة فان هذا التوسع يتطلب :
أ -زيادة حجم الموارد التي يمكن توفيرها واستغاللها .
ب -تنمية المهارات االنسانية ،ومستوي التكنولوجيا الالزمان لزيادة االنتاج .
وفي بعض المجتمعات فان هدف الحرية االقتصادية يعتبر الهدف الرابع الذي يضاف الي االهداف
السابقة
وهذا الهدف االخير يتمثل في :
أ-حرية المستهلك في االختبار .
ب -حرية الدخول في اي نشاط انتاجي ،وحرية الخروج منه .
12
ج -حرية اختيار نوع العمل ومكانه .
د -حرية استخدام الدخل الفردي .
حقيقي ان حرية االختيار بالصورة السابقة ال يمكن ان تكون مطلقة ،علي اساس ان حريات االخرين
ينبغي حمايتهما .ومع ذلك فان التعبير عن الحرية االقتصادية كهدف عام ،تعني النظر اليه باعتباره
فلسفة معنية ،يؤمن بها مجتمع ما .
ثانيا :االهداف السياسية :
ان كل مجتمع مستقل يحتاج الي نظام حكومي معين للتعامل مع المشاكل الداخلية وتحقيق درجه
معينة من النظام واالستقرار وهذا النظام ضروري لتحقيق االغراض التالية :
تحقيق االستقرار السياسي .
حماية النظام االجتماعي السائد .
ج -التعامل مع مشاكل الخارجية ،بما فيها المراجعات العسكرية مع مجتمعات اخري .
ثالثا :االهداف االخالقية :
،يقصد بها مجموعة االهداف المتصلة بتحقيق العدل والمساواة والحرية ،وغير ذلك من االهداف
المتشابهة .وتتميز هذه االهداف بعدم وجود تفسير واحد لها ،كما انها تمثل قوي ال يستهان بها في
اي مجتمع ،كما ان لها تاثيرها الفعال في تحديد شكل ومضمون اهداف اخري ،وبالتالي فانها تؤثر
علي جميع المنظمات العاملة في المجتمع النها تحدد اطار التصرفات التي تعد مقبولة من واقع
المفاهيم االخالقية السائدة في المجتمع .
رابعا :االهداف الروحية :
ان االشباع الروحي هو هدف لكل مجتمع ورغم ان هذا االشباع ينبع من المعتقدات الدينية التي
تتضمها الكتب السماوية ،اال انها تاخذ شكل القوانين السياسية او المبادئ االجتماعية في بعض
المجتمعات التي ال تؤمن بالديانات .وبصفة عامة فان االهداف ضرورة روحية تعتبر اساسا
للمعتقدات االخالقية .وهذه االهداف ضرورية الي مجتمع ،النها تحدد الفرق بين الصواب والخطا ،
ولذا فانها تسهم في تحديد سلوك المجتمع معين ،واتجاهاته نحو المسائل التي تمس جوهر حياته .
خامسا :االهداف الصحية :
يقصد بها االهداف التي تساعد علي استمر الحياة ،وتتجسم في شكل االنشطة التي تستهدف
13
المحافظة علي صحة العامة الفراد المجتمع .
سادسا :االهداف الحسية والجمالية :
ان جميع المجتمعات تسعي الي تحقيق اهداف جمالية الرضاء غريزة الحس الجمالي لالنسان .ولعل
ابلغ الدالئل علي اهمية هذه االهداف ،هو اكتشاف ان االنسان الكهوف الذي عاش من ماليين
السنين ،كان يرسم رسومات معينة علي جدران تلك الكهوف تفرض الزينة والتجميل .ان هذا النوع
من االهداف يحدد المستوي الحضاري لالمة من ناحيتين :
اولي :هي مستوي التقدم في التعبي عن نواحي الجمالية
ثانية :هي انواع العلوم والفنون التي يهتم بما مجتمع ما ،وتكون من صفات المميزة لهذا المجتمع .
اهمية المنظمات العامة
لقد اصبحت المنظمات العامة تلعب دوا بالغ االهمية في المجتمعات الحديثة وفي ظل مفهوم الدولة
الحارسة كان البعد الحمائي فقد هو البعد المحدد الهمية المنظمات العامة في المجتمع ويقصد بالبعد
الحمائي الوظائف المتبطة بالخاصية السيادة للدولة وهذا البعد يتمثل في االمن والدفاع والقضاء .
مع اتساع دور الدولة كان من الضروري ان ينشا ابعاد جديدة كان من شانها ان تضيف الي دائرة
االهمية التي تعطي للمنظمات العامة في العصر الحديث ومن هذه االبعاد الجديدة البعد االقتصادي
والبعد االجتماعي .
البعد االقتصادي للمنظمات العامة :
اذا كان لكل والية منظمة خاصة دورا تاثيريا ما في االقتصاد القومي ،فان للمنظمات العامة دورا
اكثر اهمية في هيكل االقتصاد القومي ككل .هذا الدور يمكن تحديده من خالل النقاط التالية :
الطبيعة الجوهرية للخدمات العامة :
بداية فان الخدمات التي تقدمها المنظمات العامة تعتبر شيئا ضروريا الغراض النمو والتنمية
االقتصادية والواقع ان اي دولة اليمكن ان تحقق نموا اقتصاديا دون تهيئة الوسائل االزمة لتسهيل
واستيعاب هذا النمو وهناك ثالثة انواع من هذه الوسائل :
وسائل نقل فعالة
وسائل اتصال جيدة
مصادر مرنة وكافية للطاقة
14
وسائل النقل :
ان نشاط النقل مطلوب لتجميع عناصر االنتاج ،ولنقل الخامات والمواد االولية والسلع نصف
المصنوعة من اماكن انتاجها الي مراكز التصنيع وكلما زادت درجة الفاعلية في انجاز هذا النشاط
يزداد حجم ومجال النشاط االنتاجي باالضافة الي ذلك فان النظام الفعال للنقل يسمح للمشجعين
باختبار اوسع ومصادر اكثر لالمدادات التي يحتاجون اليها وتخصصا اكبر في العمل .وبالمثل فان
نظام النقل الجيد مطلوب لتوزيع السلع المنتجة الي جميع مقاطعات واقاليم ومدن وقري الدولة
وسائل االتصال
ان وجود وسائل اتصال سريعة وفعالة يعتبر عامال ضروريا لنمو االقتصاد القومى فالمنظمات العاملة
فى مجتمع ما تحتاج الى تبليغ القرارات التى تصدرها توقيع العقود السعى للحصول على راس المال
االزم لعملياتها عقد الصفقات البيعية وجميع هذه االعمال وغيرها ال يمكن ان تتم اال فى وجود
اتصاالت بريدية وبرقية وهاتفية جيدة وفى توفر وسائل اعالم فعالة ولذلك ال غرابة فى القول بان
عدم فعالية وسائل االتصال تمثل عقبة فى تحقيق اى تقدم اقتصادى ملموس وعلى الرغم من ان
النظمات العاملة فى مجال االتصال ليست جميعها منظمات عامة طبقا للمعنى التقليدى لهذا اللفظ
وخصوصا فى بعض الدول الراسمالية اال انها تتضمن جميع خصائص المنظمات العامة
ج -مصادر الطاقة
ان مدى توفر مصادر مرنة ويمكن االعتماد عليها للطاقة يمثل البعد الثالث من أبعاد النمو والتقدم
االقتصادى .من ناحية نجد ان النشاط االنتاجي يعتمد علي مصادر مضمونة للطاقة وبدون ذلك ال
يمكن تخطيط او تنفيذ اي برنامج انتاجي اوتسويقي .
-2االعتماد علي خدمات المنظمات العامة :
ان الجانب الثاني المميز للبعد االقتصادي للمنظمات العامة ينبع من حقيقة معينة وهي االعتماد الكامل
للمجتمعات الحديثة علي الخدمات التي تقدمها المنظمات العامة علي سبيل المثال ،فان خدمات
الهاتف الغاز الطبيعي والمياه اصبحت حاليا تلعب الدور االكبر واالكثر اهمية في حياتنا اليومية بحيث
اصبح من الصعب تخيل كيف تسي هذه الحياة دون توفر تلك الخدمات واستمرارها ومن السهل جدا
تصور اهمية هذه الخدمات من مجد التفكير في اختفائها .
حقيق ان بعض هذه الخدمات قد يتعض للتوقف الموقت مثل انقطاع المياة او توقف التيا الكهربائي .
15
-3التاثير االقتصادي للمنظمات العامة :
يتمثل الجانب الثالث للبعد االقتصادي للمنظمات العامة في كونها اكبر مستخدم للموارد في اي مجتمع
من المجتمعات .علي سبيل المثال نجد ان راس المال المستثمر في الخدمات التي تقدمها المنظمات
العامة في الواليات المتحدة -وهي دولة راسمالية -يصل الي حوالي % 20من مجموع رؤوس
االموال المستثمرة في جميع مجاالت النشاط االخري باستثناء البنوك .
باالضافة الي ذلك ،فان المنظمات العامة تعتبر اكبر مستخدم لرؤوس االموال الجديدة ومرة اخري
نجد ان رؤوس االموال الجديدة التي استخدمت في مجال المنظمات العامة في الواليات المتحدة تبلغ
حوالي %30من اجمالي رؤوس االموال الجديدة المتجهة الي جميع االستخدمات وبالمثل وعلي
الرغم من ان المنظمات العامة في الواليات المتحدة ال تستخدم اعدادا كبيرة من االيدي العاملة اال ان
نسبة هؤالء الي المجموع ال يستهان بها .
البعد االجتماعي للمنظمات العامة
اذا كانت راسمالية اليوم تختلف كثيرا عن النظرية الراسمالية في شكلها االول الذي حدد معالمه ادم
سميث ومعاونوه ،فان الفجوة بين االثنين يمثلها البعد االجتماعي ولتوضيح ذلك فان فروض النظرية
الراسمالية في شكلها االول كانت صحيحة عندما كان الصرح الصناعي اقل مجاال والمشروعات اقل
حجما والمستوي التكنولوجي المستخدم مازال يحبو خطواته الولي في مثل هذا المناخ فان قصر دور
الدولة علي الوظيفة الحمائية دون تدخل في النواحي االقتصادية واالجتماعية كان يبدو شيئا منطقا .
لقد حذر علماء االجتماع من التغيرات التي تحدث في النظام العائلة نتيجة لالتجاه نحو زيادة التصنيع
ويتمثل هذا التغير اساسا في اختفاء الوظيفة االجتماعية للعائلة ففي نظام المجتمع العائلي الذي ساد
قبل التقدم الصناعي الحديث كان افراد هذا المجتمع يقومون بابراء العجزي والمتقدمين في السن
ومعاداة المرضي وتدبير معاشات لالرامل واليتامي .اما في عصر التصنيع فان الصورة قد تغيرت
تماما وقد لخص ( ماكي ) 1969االثار التي ترتبت علي ذلك في النقاط التالية :
الفصل بين البيت والعمل : -1
فقد ترتبت علي تطور التكنولوجي انتقال العمل من البيت الي المصنع ،وانتهي بالتالي دور العائلة
كوحدة انتاجية ،واصبح العمل يمثل المسئولية االولي لرب العائلة وحده وبعد ان كان يعاونه جميع
افراد العائلة داخل البيت .
16
انخفاض حجم العائلة : -2
في المجتمعات الزراعية كان االب بدون االوالد ال يستطيع مساعدة نفسه او تدبير امور معيشته
اما مع االتجاه نحو التصنيع ،لم يعد افراد العائلة يمثلون ضرورة اقتصادية بل علي العكس من
ذلك اصبحو يمثلون عبأ اقتصاديا ينبغي التخفيف من وطاته ولذلك فان معدالت المواليد تنخفض مع
زيادة االتجاة نحو التصنيع .
انخفاض نظام التضامن العائلي : -3
مع اختفاء هذا التضامن ،اختفي العديد من الخدمات االجتماعية التي كان يتناولها افراد العائلة .
انعدام التتابع الحرفي : -4
مع زيادة اتجاه المجتمع نحو التصنيع يتضاءل نقل المهارات الحرفية من االباء الي االبناء بل وقد
يتمهن االبناء مهنا غير معروفة البائهم وهذا يمثل صورة عكسية تماما لما كان سائدا في
المجتمعات العائلية القديمة حيث كان االبناء يتوارثون مهن االباء واالجداد .
17
العام من حيث :
-كل تزوير في حساباته يعتبر تزويرا في محررات رسمية .
-ال يجوز الوفاء من امواله اال بموجب امر او اذن سابق .
-ال تكون امواله محال للتنفيذ الجبري .
-تعتبر االشغال الجارية لحسابه اشغاال عامه .
-يكتسب عماله وموظفوه صفة العمومية ،حيث يملكون سلطة اصدار قرارت ادارية تصلح
موضوعا لطعون االلغاء لدي مجلس الدولة .
-استمرارية التخصص في نشاط معين :
ان قرار انشاء المنظمة العامة يحدد نشاطها وتخصصها في ادارة نشاط معين ويستمر هذا التخصص
في ادارة ذلك النشاط او االنشطة المرتبطة به في ظل قدر من االستقالل عن السلطة االدارية التي
انشاتها .وهذا االستقالل يكون :
اداريا :وهو االستقالل الذي يفيد التخصص ،بمعني امتالك المنظمة العامة لجهاز يملك سلطة التقرير
في شئونها ،خصوصا فيما يتعلق بجوانب االيرادات والمصروفات .
ماليا :وهذا االستقالل يعني فصل ايرادات ومصروفات المنظمة العامة عن ميزانية الدولة ،مع استبقاء
الفائض الذي تحققه لحسابها ووضعه تحت تصرفها .
فنيا :ويعني االستقالل الفني ان للمنظمة العامة الحق في تطبيق اي اسلوب او نمط فني معين بما يتالءم
مع طبيعة العلم الذي نزاولة ،االهداف التي تتوخاها .
18
الحكومية .وقد سميت بالمنظمات التقليدية نظرا الن نشاطها يقتصر علي الدور التقليدي للدولة
متمثال في الوظيفة الحمائية لها والتي تشمل االمن والدفاع والقضاء والخارجية .
وقد عرف ( رشيد ) 1969المنظمة التقليدية بانها المنظمة الرئيسية للجهاز االداري والتي تسمي
بتسميات متعددة منها وزارة -ادارة -مصلحة حكومية -او وزارة الدولة .
وتتكون المصلحة الحكومية من ثالثة مستويات :
القيادة العليا :ويمثلها الوزير الذي يعتبر الرئيس االعلي للوزارة ويالحظ ان منصب الوزير هو منصب
سياسي واداري في نفس الوقت .
االدارة العليا :ويمثلها وكالء الوزارة و رؤوساء المصالح والمديرين العمومين وهذا المستوي يمثل
الحلقة التي تصل بين القيادة العليا ذات الصفة السياسية من ناحية والهيئة االداية من ناحية اخري .
الهيئة االدارية :وتضم مجموع اعضاء الخدمة المدنية الذين يقومون بالوجبات االساسية في الجهاز
االداري ،ويعلمون تحت االشراف المباشر لالدارة العليا .
االطار القانوني للمصلحة الحكومية :
خالفا لما ذلك بخصوص المنظمات العامة غير التقليدية ،فان للمصلحة الحكومية بعض االركان
القانونية المميزة اهمها :
-ال تتمتع المصلحة الحكومية باستقالل اداري يميز المصلحة الواحدة في الجهاز االداري عن باقي
المصالح الحكومية في نفس الجهاز وبهذا تخضع هذه المصالح جميعها لقواعد عامة واحدة ،تنبع كلها
من قوانين وتشريعات الدولة وتكون التصرفات االدارية للمصلحة في حدود هذه القواعد .
-ال تتمتع المصلحة الحكومية باستقالل مالي يميزها عن باقي المصالح الحكومية االخري .لذلك فان
مواردها وايرادتها تعتبر جزاءا من موارد وايرادات الدولة ممثلة في ميزانتها العامة .
المبادئ التنظيمية للمنظمات العامة :
حيث ان المنظمات العامة تخضع لملكية الدولة ،وتستهدف تحقيق الصالح العام .فان القانون عادة
ما ينظم عددا من المبادئ التي تحكم اعمال وتصرفات تلك المنظمات .وقد لخص تلك المبادئ علي
النحو التالي :
- 1مبدا سير المنظمات العامة بانتظام :
وذلك على ذلك اساس ان الخدمات التي تؤديها المنظمات العامة ينظر اليها علي انها خدمات جوهرية
19
بالنسبة للجمهور ،ومن ثم ال يمكن االستغناء عنها لهذا السبب تخضع المنظمات العامة لنظام قانون
خاص ،يضمن استمرار سيرها وعدم توقفة او انتهاء هذا النشاط ،كما تتجه معظم التشريعات الي
تحريم االضراب في المنظمات العامة .
-2مبدا مسايرة المنظمات العامة للحاجات المستحدثة :
وهذا يعني ضرورة تطوير تلك المنظمات من حيث النشاط الذي تقوم به ومن حيث الوسائل
المستخدمة في ادارتها ،وذلك لضمان انها تتمشي مع الحاجات المتجددة لجمهور المنتفعين .
-3مبدا مساواة االفراد في االنتفاع بخدمات المنظمات العامة :
ويعني انه متي توافرت لدي االفراد المنتفعين بخدمات المنظمة الشروط التي يحددها قانون انشائها
للحصول علي ما تؤدية من خدمات ،وجبت التسوية بينهم في المعاملة تحقيقا لمبدا المساواة امام
القانون وال يتنافي مع مبدا المساواة ان توضع شروط عامة ينبغي توفرها في كل من يريد االنتفاع
بالخدمات التي تقدمها المنظمة العامة ،كتحديد رسم معين علي من يريد الحصول علي الخدمة .
-4مبدا استبعاد هدف الربح :
عندما تنشئ الحكومة منظمة عامة فان هدفها يكون الوفاء بحاجات عامة للجمهور ومن ثم فانها ال
تقصد تحقيق الربح وال تسعي اليه وليس المقصود من ذلك ان تكون الخدمات التي تؤديها المنظمة
العامة بالمجان .
مفهوم المشروع العام والمعايير التي تميزها عن المنظمات الحكومية والخاصة :
منذو ستون عاما او اكثر تسابقة دول اوروبا واسيا وامريكا الالتينية والشرق االوسط باختالف
توجهاتها -والدوافع اقتصادية اكثر منها سياسية ايديولوجية علي خلق وانشاء المشاريع العامة
كمنظمات تنموية تتمتع بقدر من االستقاللية تكفل حمايتها من التعقيدات الكثيرة المرتبطة
بالبيروقراطية الحكومية ونظم االدارة العامة التقليدية ولقد عرفت الموسوعة البريطانية الجديدة
المشروع العام بانه ( منظمة تعمل او من المفترض ان تعمل )وفقا للمبادئ التجارية تملكها الدولة
كليا او جزئيا وتخضع للرقابة الفعالة الحدي السلطات العامة .
اما ويكهام فانه يعرف المشروع العام عن طيق ذلك بعض سمات وخصائصه فالمشروع العام هو
"اي منشاة تقوم ببيع منتجاتها بالسوق وتملكها السلطات العامة بالكامل او تملك االغلبية من
راسمالها ولها ميزانية مستقلة ولها ادارتها الخاصة المعهود اليها من السلطة العامة بمهمة ادارة
20
المشروع باحسن ما يمكن ووفقا للتوجيهات والتعليمات "
تطوير الدور االقتصادي للدولة
مر تاريخ االقتصادي بعدة تطورات خالل المراحل الزمنية التي مر بها العالم وكان الدور االقتصادي
للحكومة يختلف من مرحلة الخري مما جعل الباحثين يثيرون عدة تساؤالت حول دور الذي يمكن ان
تلعبه الحكومية مستقبال في التنمية االقتصادية ومن هذه التطورات في النظام االقتصادي وحسب
النظرية االقتصادية فقد كان يرتكز علي سيادة الملكية الخاصة بالنسبة لوسائل االنتاج والتوزيع -
وكان دور الحكومة في هذا النشاط وحسب هذه النظرية يتركز في ميدان الخدمات العامة في التعليم
والصحه والمواصالت ولقد اتبعت الدول هذا االسلوب حتي اوائل القرن الحالي.
ظهرت هذه المدرسة نتيجة لالزمات الحادة التي تعرضت لها الدول وكانت تدعو هذه المدرسة الي
ضرورة انتهاج سياسة االستخدام لكل من السياسة النقدية والمالية ومن امثلت ذلك المشروع مارشال
الذي هدفت الدول الممولة له اعادة اعمار اوربا وحل مشكلة البطالة ولكن برزت بعض المشكالت
ومنها مشكلة التضخم وفكان البد من تدخل الحكومة ويتطور دورها مرة اخري وهو من انتهجته
معظم الدول الغربية مثل بريطانيا في عهد تاتشر وفرنسا في عهد ديجول التي شرعت في تطبيق
برنامج الخصخصة ببيع بعض القطاع العام وذلك كخطوة لتقليص دور الحكومة في الميدان
االقتصادي كما ادي انهيار النظام الشيوعي فيما كان يعرف باالتحاد السوفيتي وفي دول اوربا
الشرقية الي تعزيز هذا التوجه الذي ينادي بضرورة اخضاع االقتصاد لعمل اليات السوق الحر
واعطاء دور اكبر القطاع الخاص
التطورات االقتصادية في الدول العربية ودور الحكومة في التنمية االقتصادية واقامة مشروعات عامة
عانت بعض الدول العربية من ضعف االداء االقتصادي الناشئ عن ضعف االنتاجية وقلت الموارد
الطبيعية فكان تدخل الحكومة مطلوبة ومبررا لتغي واقعها االقتصادي واالجتماعي المتخلف وذلك
عقب تحررها السياسي فكان تدخل الحكومة في ممارسة االنشطة االقتصادية المختلفة والتوسع في
االنفاق وخاصة االنفاق االستثماري
وتأسيسا لهذا الوضع لم يكن أمام الدول العربية اال االعتماد على نفسها ،وتتجه نحو استغالل مواردها
21
الذاتية ،بعد ان تخلت الدول المستعمرة لها عن التزامتها المالية وهكذا قامت هذه الدول والول مرة
بوضع خطط اقتصادية واجتماعية ركزت علي التوسع في اقامة المشاريع لالزمة لالنطالق في عملية
التنمية االقتصادية واستغالل موارردها الطبيعية المتوفرة وعلي راسها النفط والغاز .
ومن هنا كانت هناك عوامل رئيسية لقيام المشروعات العامة وهي :
-1عامل تاريخي :
ويقوم علي اساس منطلق ديني وقبلي يستند الي مبدا التكامل والرعاية في المجتمع كما يقوم هذا
المبدا علي وجود حد ادني من الملكية العامة ،المحمية او المشاعة التي ينتفع بها سائر افراد
المجتمع دونما احتكار لفرد بذاته .
22
وكانت هناك بعض المواقف والتغيرات تجاه ما يتوقع من الدولة ان تفعله منها :
االقتصاديون التقليدون -:
كانوا يركزون علي الدورر الذي تقوم به الحكومة في تخصيص الموارد
التفكير الماركسى واالشتراكى
والذى كان يشدد على تساوى الدخل بين االفراد مما ادى الى خلق ضغوط قوية على حكومات البلدان
القائمة على اقتصاد السوق الحرفى قيامها بدور كبير فى اعادة توزيع الدخل ومما الشك فيه فان ظهور
الشيوعية فى االتحاد السوفيتى ومن ثم فى بالد اخرى فى اوروبا الشقية وباالضافة الى جاذبية التخطيط
المركزى فى نظر المفكرين فى سائر بلدان العالم قد دفع الكثير من البلدان الى اتباع نظام االقتصاد
المختلط وهو يعنى ان تقوم الحكومة بدون كبير فى اعادة توزيع الدخل
واصبح اعادة توزيع الدخل من االهداف الرئيسية سواء الساسية او االقتصادية وهذا الهدف ينطوى على
خفض دخل االغنياء وزيادة دخل الفقراء ومدفوعات المعونة االجتماعية للفقراء ونمو االنفاق علي
التعليم والرعاية الصحية .
التفكير الكينزي :
كان لهذا التفكير الكنزي االث في الضغط علي الحكومات لكي تسهم في المحافظة علي الدخل الفردي
وذلك خالل تقلبات الدورة االقتصادية بغية تحقيق االستقرار االقتصادي
والبلدان التي كانت بها قطاعات عام كبية هي البلدان التي اقل عرضة الثر التعليمات االقتصادية هذا ما
استخدمه التفكير الكنزي في التوسع في دور القطاع العام باالضافة الي التفكير االشتراكي والتفكي
الكنزي نجد ان التطورات في علم االقتصاد خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية قد انشات مبررات اضافية
لتدخل القطاع العام ومثال علي ذلك مفهوم السلع العامة والذي اصبح رائجا بتاثير اقتصاديين مثل بول
سامويلسن وريتشارد ماسجرريف .
دور الدولة الحارسة
لم يكن نشاط الدولة – وحتي عهد قريب – يتعدي الوظائف االداية البحتة وهي بصفة عامة وظائف
الدولة الحارسة مثل وظيفة الدفاع ضد االعتداء الخارجي وحفظ االمن الداخلي وتحقيق العدل بين االفراد
والقيام بامورر الصحة والتعليم – وعلي هذا النحو لم تحاول الدولة ارتياد المجال االقتصادي او
االجتماعي بل كانت تعتبر مباشرة هذه المجاالت منطقة محرمة ال تجرؤ علي الدخول فيها اذا تعد هذه
23
المجاالت حكرا علي االفراد تبعا للمبدا المعروف " دعه يعمل ودعه يمر "
وان نجد الدساتير التي كانت تسود في ذلك الوقت تقتصر علي الحقوق والحريات التقليدية البحتة
كالحيات الشخصية ( حرية التنقل – وسية المراسالت – حصر االمن )
والحريات المتعلقة بالفكر الذهني ( الحرية الدينية – حرية االجتماعات – حرية الصحافة ) والحريات
االقتصادية ( حرية التملك -حرية التجارة – حرية الصناعة ) غيران الدور التقليدي البحت " دور الدولة
الحارسة " قد بدا في االختفاء والزوال اثر التطورات المتالحقة التي اجتاحت العالم منذ القرن التاسع
عشر فقد كان للحربين العالميتين – وبخاصة الحرب العالمية الثانية – اثر ضخم علي اتساع نشاط الدولة
وتقرير ضرورة تدخلها في شتي المجاالت نتيجة ما احدثتة من تلك الحروب من نتائج اقتصادية
واجتماعية سيئة وكان للثورة الصناعية ايضا وما احدثته من تقدم تكنولوجي هائل في تغير االوضاع
االقتصادية واالجتماعية ومن هنا بدات وظائف الدولة في تزايدا سريعا وهائال حتي اصبح دورا هاما فكان
البد من تغير دور الدولة الحارسة الي دور الالعب .
دور الدولة كحكم
ويعتبر انتقال الدولة من العب الي حكم مؤشرا للتغير في ادوات السياسة العامة وهو ان الحكم يحترم
القانون ويفرض احترامه قالبد للحكم ان يدعم قراره بتوقيع العقوبة علي المخالف علي النظام العام
فوضع القواعد واالجراءات وتنفيذها يمكن الحكومات من تحقيق االهداف اذا يمكن للدولة تشجيع
المنافسة واالبتكار وحماية المستهلكين من اساءة استعمال السلطة االحتكارية كما ان هذا الدور يمكن
للدولة فتح حيز للشركات الصغيرة والمتوسطة للدخول الي االسواق العالمية واضافة الي ذلك حماية
اصحاب الودائع من مخاطر الممارسات المصرفية غير السليمة
وظائف الدولة الحديثة في االدارة
الدولة تقوم بدور راعى المصلحة العامة الذى تشمل وظيفته وضع االهداف العامة والتخطيط والتوجيه
الالزم الدارة شئون المجتمع واالشراف العام على جميع النشاطات فى مختلف القطاعات وتقوم بتنفيذ هذا
الدور االدارة العامة التى تتركز جهودها على التخطيط والتنظيم والتوجيه والتنسيق والمراقبة للنشاطات
الحكومية الالزمة لتمكين الدولة من القيام برعاية المصلحة العامة نيابة عن المجتمع
دور المنظم االقتصادى الذى اصبح يشمل الى جانب االستثمار فى المشروعات العامة التقليدية القيام
باالستثمار فى المشروعات العامة التجارية فى مجال القطاع الصناعى والزراعى والمالى وقطاع الخدمات
24
ذات الصفة التجارية الغالبة وهذا وقد افرز الدوران المختلفات ثالث وظائف بارزة للدولة
االولى :رعاية المصلحة العامة وتقوم بها االدارة العامة
الثانية :االستثمار فى مشروعات االنتاج المباشر غير التجارى ويقوم بها المشروع العام التقليدى او ما
يطلق علية احيانا المؤسسة التجارية ويقوم بها المشروع العام التجارى او ما يطلق علية الشركة العامة
او المؤسسة االقتصادية .
25
قدرتها علي القيام بالدور الذي يفترض ان تقوم به .
المشاريع العامة والمعايير التي تميزها عن المنظمات الحكومية والخاصة
لقد عرفت الموسوعة البريطانية الجديدة المشروع العام بانه " منظمة تعمل ( او من المفترض ان تعمل)
وفقا للمبادئ التجارية ،تملكها الدولة كليا او جزئيا وتخضع للرقابة الفعالة الحدي السلطات العامة "
اما مالكوم جيليز فقد ميز المشروع العام عن كل من المشروع الخاص والمنظمة العامة بوجود ثالث
معايير رئيسية :
ان الحكومة هي المساهم الرئيسي فقد ميز المشروع او ان الحكومة قادرة علي اخضاع السياسة -1
العامة للمشروع لرقبتها وان تعين وتنحي االدارة العليا لها .
ان المشروع يقوم بانتاج السلع والخدمات بغرض بيعها في السوق . -2
ان ايرادات المشروع من المتوقع ان تغطي تكاليف انتاج السلع والخدمات وانه حتي في الحاالت -3
التي ال يكون فيها الهدف او الغرض االساسي من انشاء المشروع هو تعظيم الربح فانه يظل
مشروعا عاما اذا كان من المتوقع ان يقوم باتباع هدف الربحية علي الرغم من القيود المباشة
وغيرة التي يتطلبها اداء الوظيفة االجتماعية للدولة .
ويري جيليز ان توافر المعايير الثالثة السابقة يعتبر شرطا ضروريا العتباره مشروعا عاما وانه في حالة
غياب المعيار االول فانه ال يعتبر مشروعا عاما بل مشروعا خاصا اما في حالة غياب المعيار الثاني
والثالث فانه يعتبر مثل اي منظمة عامة وعادية .
-ويمكن تعريف المشروع العام بانه عبارة عن وحدة اقتصادية تملك الدولة اكثر من % 50من راس
مالها وتخضع لرقابة الدولة ولها شخصية قانونية مستقلة وذمة مالية ونظم حسابات وميزانية مستقلة
حيث تتميز المشاريع معظم ايرادات من بيع السلع والخدمات وان يكون لها نظم حسابات مستقلة
وكيان قانوني منفصل ،وان تحقق عائدا علي استثماراتها .كما تتميز ايضا المشاريع العامة كل من
االدارات الحكومية ومشروعات االعمال الخاصة بخضوع المشاريع العامة للرقبة العامة بدرجه اقل من
تلك التي تخضع لها مشاريع االعمال الخاصة .
المعاييرالتي تميز المشاريع العامة عن المنظمات الحكومية والخاصة :
- 1معيار الملكية
المشروع العام هو الذى تمتلكه الدولة بالكامل او جزئيا بنسبة ال تقل عن %50من راسمالة بحيث
26
تكون الحكومة هى المساهم الرئيسى فى المشروع العام
-2معيار الرقابة الحكومية
المشروع العام هو الذى يخضع للرقابة الحكومية المباشرة من حيث ضبط عملية القرارات ووضع
السياسة العامة له ومن حيث ممارسة الدولة لسلطتها لحقها فى تعين او تنحية اعضاء االدارة العليا
للمشروعات العامة
-3معيار طبيعة النشاط والغرض منه
المشروع العام هو الذى يمارس عملياته وانشطته عن طريق انتاج سلع وتقديم خدمات بغرض بيعها
فى السوق
-4معيار توقع الربحية سواء كهدف رئيسى او هدف تابع
وهنا نفرق بين
-المشوعات العامة الغير تقليدية اى ذات الطابع االنتاجى او التجارى والتى تهرف اساسأ لالنتاج
المباشر للسلع والخدمات او االستثمار المباشر في المشروعات الصناعية والزراعية
والتجارية والمالية
-المشروعات العامة اكثر من ان يكون هدفها تحقيق الربح ومن ثم فانه من المتوقع ان تسلك
توجها نحو هدف تعظيم الربح .
-5معيارر االستقالل القانوني والمالي :
المشروع العام هو الذي يتمتع بشخصية قانونية مستقلة وذمة مالية خاصة به ونظم حسابات
وموزانة مستقلة .
والبد من توافر المعايير الخمسة السابقة كشرط العتباه مشروعا عامل وانه في حالة غياب المعيارين
االول والثاني فان المشروع ال يعتبر مشروعا عامل بل مشروعا خاصا وانه في غياب المعيار الثالث
او الرابع والخامس فانه يعتبر منظمة عامة مثل احد اجهزة الحكومة التقليدية .
27
عضة وخاضعة للرقابة الحكومية المباشرة وغير المباشرة ومن هنا جاءت اشكالية او محنة
المشاريع العامة
فالمشروع العام فهو مطالب بان يدير عملياته وانشطته وفقا لتقاليد العمل في المشروعات الخاصة
وباعلي قدر من الكفاءة وباقل قدر من التكاليف ولكونه عاما فهو خاضع للرقابة الحكومية المباشة
ومطالب بتنفيذ السياسة العامة للدولة .
اوال هو اداء الوظيفة االقتصادية للدولة وما يطلبه تنفيذ ذلك الدور من كفاءة اقتصادية عالية في
ادارة عملياتها وانشطتها ومن القدرة علي التكيف والتهيؤ بفاعلية للتفاعل مع قوي السوق وضغوطه
الثاني هو احاء الوظيفة السياسية واالجتماعية للدولة وما يتطلبه تنفيذ ذلك الدور من الخضوع
للقوي والضغوط الحكومية ولسيطرتها ولرقابتها المباشرة وغير المباشرة وتغليب ميل المشاريع
العامة العباء وتكاليف اضافية تقلل من حجم ارباحها او تزيد من مستوي خسارتها .
المبررات االساسية النشاء المشايع العامة
ان الجاذبية وراء انشاء المشاريع العامة هى انها توفر للدولة اداة لدفع وتحريك العملية الشفوية فى
االتجاه والشكل الذى تريده الدولة كما انها اداة لتنمية وضمان انشاء المشروعات الصناعية
والزرراعية والمالية الضرورية لدعم العملية التنموية والتى لو ترك امر انشائها لمبادرات القطاع
الخاص لما تحققت بالصورة الموجودة او لما قامت اساسا وايضا للمحافظة على الوظيفة االجتماعية
للدولة التى لو تركت للقطاع الخاص يحكمه اعتبارات الربح اوال واخيرا وال يعنيه فى كثيراو قليل
الوظيفة االجتماعية للدولة ولذلك فان الدوافع وراء انشاء المشاريع العامة هى
-توفير وكفاية المبادرات الشفوية طويلة االجل وخاصة فى مجال المرافق التى ال يقدر على القيام
بها اال الدولة
-تشجيع وتنمية المدخرات
-تنمية المناطق المتخلفة وتطوير الخدمات لتحقيق بعض االهداف االجتماعية والسياسية
-تحقيق العدالة االقتصادية واالجتماعية والتعجيل بالعملية التنموية
-اعادة توزيع الدخول وتحسين نظم الضمان االجتماعى
-النمو والتعقيد فى الوظائف االدارية واالقتصادية واالجتماعية للدولة مما يجعل االستقالل االدارى
لبعض االنشطة والخدمات العامة امرا ال مفرضه
28
-ضمان تحقيق االهداف واالولويات التنموية التى قدمها تتحقق لو تركت بالكامل للقطاع الخاص
دور المشاريع العامة فى العملية التنموية :
تلعب المشاريع العامة دورا مهاما وحيويا فى االستراتجيات التنموية للدول المتقدمة والنامية على حد
سواء على الرغم من ان مساهمة المشاريع العامة فى جملة الناتج المحلى قد تختلف من بلد الخرى
بحسب الظروف واالحوال الساسية واالقتصادية فان من الصعب العثور على دول ال تعتبر مساهمات
المشاريع العامة فى جملة الناتج المحلى غير مهم وتلعب المشاريع العامة فى عملية التنموية بقوله
ان العملية التنموية بكاملها يمكن وصفها بانها مشروع عام
ولقد اوضح جون جالبرايث فى كتابه منظور التنمية االقتصادية ان الملكية العامة والقابة على موارد
الدولة يعتبران شرطين ضرورين وكفافيين لضمان االستخدام المخطط للموارد وبانه فى ظل الملكية
العامة يصبح من الممكن التخطيط للتنمية وقد ال يكون هناك تخطيط فعال بدور الملكية العامة
ولقد اوضح مالكوم جيليز فى كتابه الشهير اقتصاديات التنمية ان توليد الفوائض والتعبئة للمدخرات
تعتبر وحدة للوظائف التى وراء انشاء المشايع العامة حيث يجب استخدام الفوائض المتولدة من
المشاريع العامة فى تمويل االستثنارات ليس فى تحويل االنشطة االقتصادية
مشاكل ومتطلبات تقيم االداة للمشاريع العامة :
ان قيام الدولة بالتدخل وتحديد اسعا مدخالت او مخرجات المشاريع العامة بقيم اقل او اعلى من
قيمتها الحقيقة العتبارات سياسية واجتماعية ليس لها عالقة بالناحية االقتصادية ويوثر وال شك على
مستوى االرباح والخسائر التى نحققها المشاريع العامة
ففى حالة قيام الدولة بدعم بعض المدخالت للمشوعات العامة مثل دعم اسعار الطاقة التى تستخدمها
او اسعار الفائدة على قروضها
ان قيام الدولة بتكليف مشاريع العامة بتحقيق العديد من االهداف االجتماعية مثل اعادة توزيع الدخل
بين افراد المجتمع والتنمية المحليو واالجتماعية وتوظيف العمالة الزائدة والمحافظة على االمن
القومى واستقرار االسعار وتحميل المشايع العامة بتكلفة تحقيق هذة االهداف فان ذلك يتعارض وال
شك مع هدف الربحية المالية وتعظيمها
ان معيار الربحية المالية او الخاصة ال يصلح لتقيم اداء المشاريع العامة عندما تاخذ بعض تلك
المشاريع كما هو واقع الحال لعديد من البالد النامية طابع االحتكار او شبه االحتكار للسوق المحلى
29
هذا باالضافة ان معيار الربحية المالية يصلح لتقيم اداة المشاريع العامة عندما تكون الساسة تعتبر
موردا كليا او جزئيا بواسطة الدولة العتبارات ليس لها عالقة بالناحية االقتصادية
30
البريطانية وشركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات وفي حاالت عديدة اخري قد فشلت المشاريع
العامة في تحقيق كامل االهداف التي كانت وراء انشائها نظرا لتحقيق العديد منها خسائر مالية وهذا
ال يعني فقد عدم تحقيقها الحد اهدافها بل يعني استغراق الموارد الدولة المحدودة وتحولها لتصبح
عبئا علي العملية التنموية بدال من ان تكون عامال معينا لها مما يعني ذلك من اثار سيئة علي
االقتصاد القومي في المدي الطويل خاصة اذا استمرت المشاريع في تحقيق الخسائر
بيع المشاريع العامة في مملكة المتحدة والعبر والدروس المستخلصة :
اهم مالمح التجربة البريطانية:
ان تجربة المملكة المتحدة في تحويل ملكية مشاريعها الي القطاع الخاص عادة ما يشار اليه علي انها
تجربة متميزة مليئة بالخبرات التي يمكن ان تستفيد منها الدول النامية فمن حيث حجم وعدد المشايع
العامة المباعة للقطاع الخاص فقد ثم منذ بداية البرنامج العام 79وحتي ماس 90بيع 29مشروع
عاما كبيرا في قطاعات النقل واالتصاالت وصناعات السفر وكذلك تحويل ما يقرب من 8الف وظيفة
الي القطاع الخاص وذلك بخالف بيع ما يزيد عن 750الف وحدة سكنية عن مستاجرها وفي الحدود
العليا التي وضعت للملكية الفردية االسهم سواء كانت محلية او اجنبية وفي تحريك اسعار بيع عاجلة
توازن مصالح المواطنين والمستثمرين لتلك المشاريع ومن حيث توسيع الملكية االسهم المشاريع
العامة المحوله القطاع الخاص بتمليكها الموطنين العادين وكذلك العاملون بتلك المشاريع االمر الذي
ضاعف عدد حملت االسهم ثالث مرات بالمقارنه بعام 79كما ان البرنامج ثم التخطيط والتصميم
والتنفذ له جيدا .
امكانيات استفادة الدول النامية من التجربة البريطانية :
اذا كان بلد متقدم مثل المملكة المتحدة التي يتصف القطاع الخاص بها بالنضج والنمو واالهتمام
والتي تتميز بوجود الخبرات الخاصة وبتوافر الخدمات المدعمة لقطاع االعمال وبوجود نية مالية
قوية وسوق مالي واسع ومنظم قد نجح خالل ما يقرب من اثني عشرة عاما ( منذ بداية البرنامج في
عام 1979وحتي مارس ) 1990في بيع 29مشروعا رئيسيا بخالف عددا اخر من المشايع العامة
الصغيرة فكم عدد السنين التي يحتاجها بلد نام مثل مصر التي لم يكتمل بعد نمو ونضج القطاع
الخاص بها والتي تتصف بضعف بنيتها المالية وبعدم توافر اسواق مالية واسعة ومنظمة او خدمات
مدعمة لقطاع االعمال والتي تملك ما يزيد عن 500مشروعا عاما ( ما يقرب من 391شركة عامة
31
علي مستوي الحكومة المركزية ،و 31مشروعا عاما صغيرا علي مستوي المحلي بخالف ما يقرب من 50
مؤسسة عامة اقتصادية وحوالي 59مؤسسات عامة خدمية " المصدر وزارة المالية "1997
اهم المداخل الحدثية لعملية االصالح والتطوير للمشاريع العامة :
ان تحويل ملكية المشاريع العامة الي القطاع الخاص وفي غياب السوق التنافسي غير المحتمل ان
يؤدي الي رفع مستوي كفاءة المشاريع العامة المحوله الي القطاع الخاص وذلك الن النجاح في
تحقيق اهداف التحول الي القطاع الخاص خاصة بالبالد النامية يتطلب بضرورة التخطيط والتصميم
الجيد البرامج بدقة االهداف المطلوبة ووسائل تحقيقها وداسة بشان لكل البدائل والخيارات المتاحة
والعوائد والتكاليف المحتملة سواء من الناحية االقتصادية او االجتماعية او السياسية ولذلك هناك
ضرورة ان يسبق اي برنامج لبيع المشاريع العامة قد تمثل محورا مهما لتحقيق االهداف المختلفة
لتحول الي القطاع الخاص فان من الخطا اعتبار ما الحال االفضل اوال والذي ينبغي اللجوء اليه
برنامج تحرير واصالح المشاريع العامة اذا انه علي الرغم من ان التخصيصية الكاملة بمعني البيع المشاريع العامة
اهم مداخل برنامج االصالح والتطوير المقترح المشارريع العامة
ان العديد من المشاكل التي تعاني منها المشاريع العامة قد سببتها وخلقتها الحكومات المشرفة عليها
فان االصالح المقتح المشاريع العامة البد ان يوازي تطوير واصالح للعملية السياسية والحكومية اتجاه
المشاريع العامة.
من جانب القيادات الحكومية والسياسية باهمية وضع سياسيات مستقرة ورشيدة للمشاريع العامة
وهدف تحقيق نتائج عميقة وباقية في المدي الطويل بدال من التركيز علي مكاسب سريعة وقرارات
سياسية ال تلبث ان تزول .
ضرورة محاربة الفساد بكل اشكاله وصورة
ضرورة قيام السلطة المركزية المختصة بالشراف علي المشاريع العامة بالعمل علي تحرير اهداف
المشاريع العامة بدقة ووضوح علي اال تكون هذه االهداف متعارضة ومتابعة تنفيذ االهداف باستمرار
والعمل علي تصحيحها
تدعيم مجالس االدارة المالية بعناصر جديدة من الخبراء والمتخصصين ورجال االعمال المشهود لهم
بالكفاءة
تحرير المشاريع العامة من النظم واالجراءات واللوائح الحكومية وفك ارتباطات البيروقراطية
32
الحكومية وتخفيف او الغاء بعض صور الرقابة الحكومية
االتجاة نحو العمل علي تطبيق نفس االسس والقواعد المحاسبية المطبقة علي القطاع الخاص وبما
يسمح باجراء المقارنات بين المشاريع العامة والخاصة
الغاء احتكار المشاريع العامة لبعض االنشطة وتهيئة الظروف التي تسمح للمشاريع الخاصة بحرية
الدخول لالسواق التي تحتكرها المشاريع العامة
السماح لجهات من القطاع الخاص مشهود لها باكفاءة واالمانة بتاجير او ادارة مثل او بعض انشطة
المشاريع العامة وفقا لمفاهيم واساليب العامل بسوق التنافسية
التحول من اسلوب التخطيط المركزي من اعلي الي اسفل تنفيذ السياسات والقرارات دون االشتراك في
وضعها الي اسلوب التخطيط الالمركزي من اسفل الي اعلي حيث يتاح للمشروعات العامة القائمة بتنفيذ
باالشتراك في وضع االهداف والسياسات واتخاذ القرارات
توفير جو من الثقة المتبادلة بين الحكومة والقطاع الخاص لرفع حافز االستثمار و القطاع الخاص
33
الخالصة :
ان الحاجات والضرورات والمبررات التي انشئت وخلقت من اجلها المشاريع العامة تعتبر مهمة
وضرورية وما زالت قائمة ومن غير المحتمل الغاء اوال االستغناء عنها نتيجة لشيوع اجواء او
اتجاهات معينه فا المشاريع العامة انشاءت لتبقي علي االقل في خالل المستقبل القريب وذلك اذا
خلقت النوايا وتوفرت االدارة السياسية واصلحت الهياكل التنظيمية و المالية المشاريع العامة
واعطيت االستقالل المالي واالداري المناسب وحددت اهدافها بشكل واضح ودقيق والسمح لها
بالعمل بسوق تنافسي واسندت كل او بعض انشطتها االدارة الخاصة والغي احدي االنشطة المعينة
وسمح المشاريع الخاصة بحرية الدخول والتنافسي معا فانه من المتوقع ان يكون اداء المشاريع
العامة مماثال الداء المشاريع الخاصة العاملة بنفس السوق التنافسي .
المراجع العلمية
34
-1مذكرات االستاذ الدكتور /يونس البطريق
-2اداة المشروعات العامة القضايا واالستراتيجيات دكتور /محمد امين عوده – جامعة الكويت
-3االدارة العامة مدخل بيئي دكتور /احمد صقر عاشور – جامعة االسكندرية
35