Professional Documents
Culture Documents
مستغانم
لجنة المناقشة
واصلي و اسلم على صفة خلقو و على الو وصحبو وعلى من
اىتدى بيديو إلى يوم الدين .عمال بقولو صلى اهلل عليو
وسلم
"ال يشكر الناس من ال يشكر اهلل"
اللحن الموسٌقً من أهم المكونات الثقافٌة للمجتمع ومن أهم عناصر التراث الذي تزخر
به كل منطقة فهو الواجهة لثقافة تلك المنطقة ،كما أن الموسٌقى وألحانها تهدؾ إلى
التربٌة وتكوٌن حس مرهؾ وتنمٌة الذوق الفنً لدى أفراد المجتمع كما تساعد على ربط
العالقات وتطوٌرها ،وال ٌمكن للموسٌقى ولحنها ان تصل لذالك إال من خالل التزام
أصحابها باألصول والحفاظ على األهداؾ المرجوة منها .
وأقصى الشرق الجزابري ٌعد من مناطق الجزابر التى تحوز على ثقافة خاصة فً ما
ٌخص األؼنٌة الشاوٌة كبقٌة مناطق الوطن األخرى من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى
ؼربها و ٌرجع ذلك لعدٌد الحضارات واألقوام البشرٌة التى مرت على البالد ما فتبت تترك
أثارها فً شتى المٌادٌن خاصة المٌدان الموسٌقٌى التى إزدهرت طبوعها وإزادت تنوعا
وتمٌزا مثل الموسٌفى السطاٌفٌة والصحراوٌة و الترقٌة و البدوٌة وموسٌقى الراى والقبابلٌة
والموسٌقى الشعبٌة و األندلسٌة الكالسٌكٌة والموسٌقى الشاوٌة التً تمتاز بإستعمال الناي
(القصبة) والدؾ (البندٌر) واألؼنٌة الشاوٌة لها تارٌخ ضارب فً عمق وجود اإلنسان على
هذه البقعة الترابٌة وهً متنوعة وذات أبعاد كثٌرة وبحثنا الذي هو األن بٌن أٌدٌنا نتناول
فٌه موضوع األؼنٌة الشاوٌة رواد وأعالم
-الفصل األول :وهو فصل تارٌخً لم نهمل مكونات هذه الموسٌقى والؽناء من حٌث
النواع والتطور والخصابص واألدوات المستعملة والكلمات الشعرٌة ونقاط الضعؾ
والقوة والمورث العام ............الخ .
الفصل الثانً :وهو فصل ركزنا فٌه على رواد وأعالم وسٌرتهم العملٌة
واإلجتماعٌة مع عرض بعض النماذج من قصابد ؼنابٌة والتعلٌق علٌها وإختتمنا
البحث بملحق بصورعامة لها عالقة بإثراء محتوى البحث بصفة عامة .
0
أ) إشكالية البحث
موضوع بحثنا ىذا يناقش و يتحدث عن األغنية الشاوية روادىا لكونيا تعتبر من المكونات
لمموروث الثقافي الوطني وتستحق ىى كنوع من الثقافة ورادىا كمساىمين في بناء ىذه
الثقافة الوطنية لدراسة واإلشادة مما يدعونا الى طرح التسأل واإلشكال التالي :
-كيف يمكن لنا كدارسين وميتمين أن نتعرف أكثر عمى ىذا الموروث الموسيقي
الغنائي الوطني وال يتم ذالك إال من خالل الدراسة والشرح والفيم لمموسيقى الشاوية
وروادىا حتى نترك شيئا ما لمجيل الحالي واألجيال القادمة وىذا كمنتوج حضاري
من أصعب المراحل ىي كيفية تحديد عنوان يناسب ميوالتنا ورغباتنا لذا وجدنا أن
موضوع الموسيقى الشاوية موضوع يثير االىتمام ولو أبعاد بالنسبة لما درسناه ولغيرنا من
الميتمين حتى أنو راودنا شعور اإلقتناع باألسباب والعوامل التي كانت خمف االختيارنا وعمى
-شد موضوع البحث والدراسة بما يمكن أن يوجينا في الميدان بعد التخرج .
9
-المساىمة في نفض الغبار عن ىذا النوع الموسيقي لمقارئ والباحث .
-محاولة نشر الثقافة الموسيقية خاصة منيا التراثية ذات األبعاد الحضارية والتى
أساسي لمموروث الثقافي وتقميدي لمثقافة الوطنية بصفة خاصة واليوية الوطنية بصفة
عامة .
-نفترض أن ىناك رجال وقدرات ساىمت في بناء وتكوين وتطوير ىذا الفن الموسيقي
والغنائي ومن حقيم عمينا ان نتطرق لدراسة حياتيم وسيرتيم وأعماليم .
د ) صعوبات البحث:
-عدم وجود أصحاب اإلختصاص لمجوء إلييم في بناء وتحميل عناصر البحث .
-قمة أىل الميدان وان وجدو فيم وصموا من العمر عتية مما يحرمنا أن نتعرف عن
3
-وجدنا عدم إىتمام لدى الجيل الجديد المزاول والمحتك بالوسط الفني المزاول ليذه
هـ ) األهداف:
-محاولة السعي لمعصرنة ىذا الفن ليكون متالئم مع األجيال الجديدة .
-التعريف بيذا النوع الموسيقي والظروف المكانية والزمانية التى يؤدى فييما .
و ) أهمية البحث:
إنا أىمية ىذا البحث ىو التعريف بيذا النمط الموسيقي والكشف مكوناتو وتاريخو وكذالك أىم
رواده خاصة أوالئك الذين ساىموا في بنائو وتطويره والمحافظة عميو وان االغاية الكبرى من
كل ىذا وذاك ىو محاولة الرقي بيذا الفن نحو التطور والعصرنة وتعريف األجيال القادمة بو
4
مدخل :تحديد الجهاز المفاهيمي
الشاوي :أو شاوي في المغة العربية ىو المنسوب إلى الشاء وىي جمع شاة أي
الذي يربي الشاة ويرعاىا ،والشاة ىي الغنم .والشوايا مصطمح واسع حديث يطمق
عمى البدو الذين يقتنون الغنم بنسبة أكبر من اقتنائيم لإلبل بخالف البدو الرحل
وتكون بذلك نجعتيم وترحاليم قصيرة بحدود 000إلى 400كيمومتر.
أما تمركز الشاوية موجود في والية خنشمة والية أم البواقي ووالية سوق أىراس
ووالية تبسة ووالية باتنة وبسكرة وال يمنع ذالك بإن الشاوية موجودون في كل ربوع
الوطن سوى كعمال أو تجار أو فنانيين أو أساتذة ودكاترة ............الخ .
وقد عرفت لفظة موسيقى بأنيا فن األلحان وىي صناعة يبحث فييا عن
تنظيم األنغام والعالقات فيما بينيا وعن اإليقاعات وأوزانيا.
الرواد :ىم األشخاص الذين يستطعون أن يستمموا فكرة عمل ما وينموه بواسطة
مواىبيم ومياراتيم وشجاعتيم وقدراتيم الذاتية عمى تحويل الفكرة إلى عمل
حقيقي لو تأثير سوى ثقافيا أو سياسيا أو إقتصاديا بل يجعمو قابل لمبقاء ولو
تأثير عمى المحيط واإلنسان
5
الفصل األول
-1نبذة تارٌـخٌة:
من أجل الخوض فً دراسة الموسٌقى والؽناء الشاوي البد من معرفة الماضً
حٌث ٌجمع أؼلب المإرخٌن على أن دخول العرب البدو ( بنً هالل وسلٌم ) إلى
الشمال اإلفرٌقً فً القرن 11م 1049م ثم االحتالل العثمانً فً القرن 16م قاضٌا
على بذور الحضارة المتبقٌة من الشمال اإلفرٌقً من العهد النومٌدي إلى القرن 11م
وعند دخول البدو سنة 1049م بدأت الفوضى تدب فً أوصال الدولتٌن الزٌـرٌة
بالقٌروان و الحمادٌة بالقلعة هاتان الدولتان اللتان استطاعتا إلى حد ما نشر حضارة
متؤلقة فً جمٌع المٌادٌن األدب والتؤلٌؾ كما استطاعتا كسر شوكة التضاد بٌن الحضر
والبدو ،وهً العملٌة التً بدءها الملك ماسٌنٌسا ولكن زحؾ القبابل الهاللٌة أفسد هذا
)1(. االنسجام (ابن خلدون )
رؼم كثرة الحروب فً شمال إفرٌقٌا ودخول األتراك على األمازٌػ خلؾ ظالما
دامس وتخلؾ فضٌع فً جمٌع النواحً نسبب النهب والحرق تكاد أن تفقد أي أثر
لألدب وحصلت ندرة فً الكتب والوثابق المكتوبة لكل من ٌرٌد الٌوم تحقٌق دراسات
مختلفة للفترة ما قبل القرن 16م.
إال أنه ولحسن حظ المجتمع الشاوي األمازٌؽً فإن تماسكه االجتماعً وروحه
التضامنٌة ونضمه وتقالٌده المتوارثة ،استطاعت إلى حد ما الحفاظ على الكثٌر من
تقالٌد األدب الشفوي مثل لؽته وكلمات الؽناء واأللحان الموسٌقٌة واألساطٌر المتوارثة
وذلك عن طرٌق التمسك بالمعتقد الدٌنً ،البد لهذا المعتقد من صوت ٌعبر عنه فكان
1
) (. تراتٌل الزواٌا وحالقات الذكر التً تطورت إلى ؼناء ورقص وموسٌقى إٌقاعٌة
1
محمد الصالح ونٌسى جذور الموسٌقً األوراسٌة.ط،0ج،9المؤسسة الوطنٌة للفنون المطبعٌة وحدة الرغاٌة،9118،ص.06
6
وفً النصؾ األول من القرن 20م كانت العالقة بٌن الفنانٌن ورجال الدٌن شد وجذب
فهناك الزواٌا المتشددة ،وهناك المتسامحة بل و المشجعة على الؽناء وهكذا نجد أن كل
من أحس فً نفسه موهبة فً الؽناء فهو ٌلجؤ أول ما ٌلجؤ إلى شٌخ الزاوٌة أو الولً لكً
ٌؤخذ منه التزكٌة والرخصة المعنوٌة لممارسة الؽناء والتعامل مع األلحان والكلمات
والتى كانت أؼلبها ذات طابع دٌنً ضمن مدارس التصوؾ والزواٌا .
تتمٌز بالد الشاوٌة جؽرافٌا بتنوع تضارٌسها وتقلبات مناخها شدٌد الحرارة صٌفا
وشدٌد البرودة شتاءا فموقعها بٌن الصحراء والتل بواجهة صحراوٌة وواجهة بحرٌة
(الرٌاح البحرٌة) جعلت المناطق العدٌدة من بالد الشاوٌة فٌها تباٌن بٌنها فتجد ؼابات
األرز والصنوبر على مسافة قرٌبة من الكثبان الرملٌة كما أن عواصؾ الجلٌد والثلوج
الشتوٌة تتداول وتتعاقب مع عواصؾ الشهٌلً الصٌفٌة ونجد شجرة األرز التً تهوى
الصقٌع تتعاٌش على مسافة عدة كٌلومترات مع شجرة النخلة الصحراوٌة التً تهوى
النٌران ولهب الشمس الحارقة فالمتنقل من السفوح الجنوبٌة المطلة على الصحراء إلى
السفوح الشمالٌة المطلة على الهضاب العلٌا كالمتنقل من عالم إلى عالم فالنبات والهواء
والمناخ وطرق العٌش كلها تتباٌن وتتناقض تناقضا شدٌدا بٌن هاتٌن المنطقتٌن مما أثر
تؤثٌرا بالؽا على السلوك واألمزجة السكان األصلٌٌن وبالتالً إنعكس دالك على طبوع
الؽناء والفنون كما أثر هذا المناخ العجٌب على نفسٌة اإلنسان الشاوي فجعله ٌتؤهب
دابما للطوارئ وٌتؤقلم معها وٌجابهها بصفة مستمرة هذا التؤثٌر ٌتجلى أٌضا فً
الجوانب اللؽوٌة والمعٌشٌة والثقافٌة فلكل قرٌة طابعها الؽنابً فكل هذه العوامل أنتجت
قابمة طوٌلة من األلوان و الطبوع الؽنابٌة التً تشبه الفسٌفساء لها أسماء حسب تعدد
القبابل الشاوٌة منهم عماري ،لموشً ،اوجانً ،عبداوي ٌ،عقوبً عواجً ،معافً
زرمومً حمٌدانً.
7
-3أنواع الموسٌقً الجزائرٌة:
-2-3الموسٌقى الوطنٌة الثورٌة :و التً تشمل أؼانً الكشافة و الشباب واألناشٌد
الوطنٌة.
وفٌما ٌخص الموسٌقى الشاوٌة تعتبر موسٌقى عرٌقة واكبت شعبا القى من المحن
والصعاب والمؤسً حٌث عالجت كل المواضٌع المتعلقة بالحٌاة الٌومٌة لإلنسان الشاوي
فمثلها الموسٌقى الشاوٌة تحتوي على طبوع وأنواع نذكر منها :
8
/-7-3الموسٌقى الحماسٌة الحربٌة ( :أو العسكرٌة ) بالمفهوم الحدٌث وتمثلها أحسن
تمثٌل ألحان ( تحرٌبة ) التً تشتهر بها قبٌلة ( آٌث ملول ) .
ٌطلق اسم األؼنٌة الشاوٌة على األؼانً الفردٌة والجماعٌة الراقصة (الرحابة
والسباحة ) التً تؽنى فً الرقعة الممتدة من والٌة تبسة شرقا إلى مروانة ؼربا وسوق
أهراس شماال إلى بسكرة جنوبا ،وهناك من ٌطلق علٌها اسم األؼنٌة الشاوٌة إال أننا
نفضل التسمٌة األولى ألنها عامة وهً تضم األؼنٌة الناطقة بالعربٌة واألؼنٌة الناطقة
بالشاوٌة األمازٌؽٌة .
1
-ونٌسً محمد الصالح جذور الموسٌقى األوراسٌة ص 35المؤسسة الوطنٌة لفنون الطبع الجزائر ط2000/ 1
9
-5خصوصٌات موسٌقى األغنٌة الشاوٌة :
ٌقول المثل الشاوي " الشعب الذي ال ٌؽنً شعب أخرص " فالفنون الؽنابٌة
الشعبٌة هً مقٌاس لتحضر شعب من الشعوب ومرآة تعكس درجة أصالته وعراقته
وهً تعطً صورة صادقة عن حٌاة شعب معٌن فً زمن معٌن واإلبداع فً الؽناء
الشعبً ال ٌبرز إال عن مطلب شعبً لٌعبر من خالله عن نفسه وإرادته وٌكون المبدع
بمثابة الصوت الذي ٌعلن عن هذا المطلب .
أنها أؼنٌة مرتبطة ارتباطا وثٌقا بالحٌاة الٌومٌة للمجتمع الشاوي .
أؼنٌة تعبر عن تسامح المجتمع الشاوي ومن ٌحٌطون بهم مما ٌفرض على
الرجال والنساء وحضورالتعامل بهذا المبدئ المستمد من تربٌة المجتمع الشاوي
قوة صوت الذي ٌرافق األؼانً الشاوٌة ٌحتم على المؤدي سوى ذكر أو أنثى أن
ٌكون الصوت واضح وقوي لٌبرز فنه ومكانته كفنان للمجموعة وتعتبر هذه المٌزة
الشرط األساسً لتؤلق والتفوق
1.
1
تنوع األلحان وتعددها فً الموسٌقى واألؼنٌة الشاوٌة
األؼنٌة األوراسٌة أصٌلة وقدٌمة ألنها لم تتؤثر فً ألحانها على الخصوص بؤي ألحان أخرى
دخٌلة مما جعلها تحافظ على خاصٌتها وطابعها المعجز وكذلك على أناقتها وروعتها وتنوعها
وؼوصها فً أعماق وجدان المجتمع األوراسً الذي عبرت عن آماله وآالمه أحسن تعبٌر
وٌشعر المستمع إلٌها وكؤنه نحلة تنتقل من زهرة إلى زهرة وكل زهرة تفتح الشهٌة لزهرة
موالٌة ( األصل فً األؼنٌة األوراسٌة /صوت وحنجرة /سرد /إلقاء ألبٌات شعرٌة ) .
1
-محمد الصالح .نفس المصدر السابق .ص (34بتصرؾ).
01
-7موسٌقى األغنٌة الشاوٌة مدارسة مستقلة :
بعكس ألوان الؽناء البدوي الجزابري خاصة الصحراوي و الوهرانً هذه األلوان
التً ٌنقسم فٌها كل لون إلى مدارس ٌتزعم كل مدرسة مطرب معروؾ فهذه المدارس
تلتقً فً عدة نقاط من حٌث اللحن والكلمة فمثال مدرسة الشٌخ حمادة لها عدة أوجه
شبه مع مدرسة الشٌخ الجٌاللً عٌن تدلس كذلك الحال فً مدرسة الشٌخ خلٌفً احمد
مع بسٌسة إبراهٌم والبار عمر فً الصحراوي .
بٌنما تشذ وتختلؾ مدارس الؽناء والموسٌقى الشاوٌة عن هذه القاعدة وتنفرد
باستقاللٌة كل مدرسة عن مدرسة أخرى فال مجال للمقارنة بٌن مدرسة عٌسى
الجرمونً ومدرسة علً الخنشلً ومدارس النمامشة الذٌن ٌتكلمون الشاوٌة بمنطقة
تبسة على اإلطالق سواء من حٌث اللحن أو الكلمة أو اللهجة رؼم قرب المسافة إال أن
طرٌقة كل منهما وألحانه وأسالٌبه تختلؾ عن األخر اختالفا جذرٌا .
وقبل أن نخوض فً ؼمار الموضوع ٌجب تقدٌم لمحة موجزة عن أنواع موسٌقى
والؽناء الشاوي الذي ما ٌزال ٌإدى إلى الٌوم وأهم طرق األداء التً ٌعتمدها سكان
المناطق التى ٌسكن فٌها الشاوٌة. 1
وهو الموروث بالمنطقة والمتعارؾ بٌن كل األجٌال منذ أزل البعٌد وتطلق علٌه
عدة تسمٌات منها :الرحابة ،الذكارة ،والتسمٌة األولى أكثر شٌوعا والرحابة فن
أصٌل تنفرد به منطقة الشاوٌة عن ؼٌرها من المناطق ٌعتمد طرٌقة أداء جماعٌة حٌث
ٌتقابل صفان من الرجال أو النساء وأحٌانا من الجنسٌن وٌضبط إٌقاع األؼانً بضرب
األقدام أرضا كما هو معروؾ عند سكان السهول أما سكان الجبال فٌجمعون بضرب
األقدام وآلة إٌقاعٌة أخرى وهً البندٌر تضبط طرٌقة األداء وفق أصول متعارؾ علٌها
عند عمون سكان منطقة الشاوٌة حٌث ٌقوم الصؾ األول بتردٌد المقاطع األولى من
1
-محمد الصالح ونٌسً نفس المصدر .ص ( .38بتصرف)
00
األؼنٌة بٌنما ٌقوم الصؾ الثانً بتردٌد آخر مقطع منه و ٌتوالى هذا التردٌد بطرٌقة
متعاقبة.
ورؼم محاولة عصرنتها وتطوٌرها إال أن هذه العصرنة تجردها من قٌمتها وتبعدها عن
أصالتها وتزٌل عنها مسحة البساطة الطبٌعٌة نوعا ما ،ولكن السإال المطروح حالٌا
كٌؾ ٌمكن الحفاظ علٌها مع جعلها متماشٌة مع نمط الحٌاة .
إن أحسن الحلول هو تكوٌن وتؤسٌس مدارس للموسٌقى التقلٌدٌة و البدوٌة وتدرٌب
الجٌل الجدٌد الهاوي لهذه الموسٌقى على أداء الحانها لكونها وحسب ما نشاهد ونسمع
1
-صالح ،مهدي .نفس المصدر السابق.ص (.99بتصرف)
09
فإنها فً طرٌق االندثار وهذا للمحافظة علٌها وبالتالً المحافظة على التراث الموسٌقى
هناك اتجاهٌن ٌحاول كل إتجاه من خالل أفكاره رسم معالم للحفاظ علٌها وتطوٌرها
وهما :
-اتجاه ٌنادي بإإلبقاء على هذا التراث كما هو دون تؽٌٌر أو تبدٌل بعٌدا عن العصرنة
التى ٌرى أنها ستفسده خاصة مع ظهور الدخالء على سوق ومٌدان الفن والموسٌقى
وأداء اللحن .
-اتجاه ٌنادي وٌعمل على تحسٌن الجمهور وتثقٌفه وتعرٌفه بماهٌة هذا التراث وأفكاره
كلها تذهب الى محاولة العصرنة مع المحافظة على روح اللحن والكلمة الشاوٌة التراثٌة
03
-9تطــــــــــــور األداء للموسٌقى واألغنٌة الشاوٌة :
فً النصؾ األول من القرن 20م كان عدد أفراد الفرقة الفنٌة ال ٌتعدى فً
الؽالب ثالثة وهم (المؽنً(المطرب) والقصاب (العازؾ) والبنادري (اإلٌقاع))
وأحٌانا ما ٌكون المؽنً هو البنادري مثل عٌسى الجرمونً وكان المؽنً ٌختار
القصاب الذي تكون له مواصفات خاصة كقوة الدفع بالهواء من الرأتان وصاحب
معرفة بؤالؼانً من ناحٌة الكلمات واللحن لكً ٌكون بٌنهما انسجام تام وفً األعوام
األخٌرة خرجت الفرق الفنٌة الشاوٌة عن هذه المعهود وصارت تظم فً صفوفها
عدة قصابٌن و بنادرٌة ودور القصبة هنا الرد علً المؽنً بنفس اللحن تقرٌبا بل
أنها تحاكٌه تماما وسد الفراغ القصٌر الذي ٌتركه المؽنً ألخذ نفس بفواصل
موسٌقٌة قصٌرة وٌنتهً كل مقطع من مقاطع األؼنٌة بفاصل موسٌقً مكمل ومن
ناحٌة الجؽرافٌا ٌمكننا أن نقسم األؼنٌة الشاوٌة إلى قسمٌن:
أ -األغنٌة الجبلٌة :وهً األصل و تتمٌز بوفرة األؼانً الناطقة الشاوٌة
األمازٌؽٌة وقوتها وحدتها.
األغنٌة البحاٌرٌة :فً السهول العلٌا شمال مناطق الشاوٌة وهً امتداد ب-
-10األلوان الغنائٌة الشاوٌة :لم ٌكن الهدؾ األساسً لألؼنٌة الشاوٌة و التسلٌة
واالستماع فحسب بل أن هدفها مثل األنواع األخرى من نشر القٌم األخالقٌة
األصٌلة والنبٌلة وإشاعة المحبة والتآلؾ والتعاون والتآخً وزرع األمل فً النفوس
وٌمتاز طابعها بالساللة وبساطة المعنى وسهولة األسلوب و اندماج صوت المؽنً
مع نؽمة آلة القصبة اآلخذة فً "الرقة والحدة"
04
" والتفخٌم والتنزٌل والتصعٌد" حتى لٌتعذر أحٌانا على المستمع التفرٌق بٌن صوت
اآللة وصوت المؽنً وٌتلمس المستمع بكل وضوح أثر البٌبة القاسٌة والمتمٌزة على
األلحان واألوزان وتدخل الموسٌقى واألؼنٌة الشاوٌة فً باب ما ٌسمى بالسهل
الممتنع وتعتبر أنها حققت معجزة لسببٌن اثنٌن على األقل وهــمــا :
وربما لهذه الخاصٌة عالقة باستقاللٌة المدارس الفنٌة األوراسٌة التً تطرقنا إلٌها .
هذا إذا استثنٌنا جانب أؼانً الرحابة التً هً أؼانً جماعٌة راقصة باألساس .
وربما أعتبر البعض هذه الخاصٌة نقصا .
ب /عدم تؤثر األؼنٌة األوراسٌة بمإثرات خارجٌة ،خصوصا فً اللحن بٌنما
استطاعت هذه األؼنٌة أن تإثر فً لون من ألوان الؽناء األندلسً الوافد مع
مهاجري إسبانٌا .1
1
-مونوؼرافٌة سٌاحٌة لمدٌنة تبسة ،الصادرة عن مدٌرٌة السٌاحة لوالٌة تبسة ،الجزابر ، 2007 ،ص8
05
-12نقاط ضعف وقوة األغنٌة الشاوٌة :
أما أهم نقاط ضعفها كثٌرة وأهمها على اإلطالق أمٌة معظم المطربٌن الذٌن
حملوا لواءها بالتوارث أبا عن جد وهو ما أدى إلى نقص فادح فً التدوٌن
والتسجٌل وأدى بالتالً إلى تآكل وانجراؾ كبٌر من ناحٌة الكلمة واللحن
النقطة الثانٌة من أحد األسباب التً جعلت األؼنٌة األوراسٌة تتجذر فً عمق
المجتمع األوراسً الذي صمد طوال قرون للمإثرات الثقافٌة الخارجٌة لكون
المجتمع األوراسً مجتمعا ذا ثقافة شفوٌة بالدرجة األولى هذا المجتمع ٌحتضن
األؼنٌة النابعة من أعماقه وٌحافظ علٌها مثلما ٌحافظ الماء على السمك من
االنقراض .وقد ٌعتبر البعض أٌضا هذه الخاصٌة من إحدى الممٌزات اإلٌجابٌة فً
( األمٌة ) خاصة وأن جل مثقفً األوراس المعربٌن تنكروا لهوٌتهم األمازٌؽٌة و
حاربوهاا من األساس و أعطوا لذلك تفسٌرات دٌنٌة أحٌانا وإٌدٌولوجٌة أحٌانا
أخرى زٌادة عن أن أؼلب هإالء المثقفٌن تشبعوا بثقافة كالسٌكٌة .
أما عن مضامٌن األؼنٌة الشاوٌة ،فتعددت وتنوعت حٌث ارتبطت بالواقع الثورة،
ورصدت أفراح وأحزان الشعب ،أثناء الثورة التحرٌرٌة وقد فازت األؼنٌة الثورٌة
بحصة األسد من هذا المورث الؽنابً الضخم ،حٌث مازال الشعب ٌرددها فً
مناسباته المختلفة إلى ٌومنا هذا وقد ٌفسر هذا األمر بما ٌلً
06
أن األوراس كانت قلعة من قالع الثورة ،وقبلها مركزا من مراكز المقاومة
الشعبٌة.
أنها من أكثر المناطق تضررا جراء االستعمار الفرنسً ،خاصة على
مستوى الخسابر البشرٌة ،إذ ال ٌكاد ٌخلو بٌت من اسم شهٌد أو أكثر
معاناة سكان األوراس معاناة نفسٌة حادة ،ترجمت كلمة ولحنا
وتعالت أصوات النساء والرجال والجنود واألطفال مرددٌن هذه األؼانً ،بعثا لألمل
وحشدا للهمم ،وتحرٌضا على الجهاد ،وعزفا على أوتار العاطفة بذكر حال الثكالى
والٌتامى والجنود للتحفٌز على المضً قدما فً مواجهة ظلم ووحشٌة االستعمار
الفرنسٌومن بٌن األؼانً الثورٌة المنتقاة فً هذا المقام ،أؼنٌة أ ّدت دور التحرٌض
على الجهاد عن طرٌق هذا االعتراؾ المسجل من أفواه الشباب المناضل ،دون
اللجوء إلى األسلوب المباشر للجهاد ،بل تترك المجال مفتوحا أمام الشباب لالختٌار
ٌَا َخ ْن ْشلَة ٌَ ْال َقبْل ٌَة و ْترابكْ بال ّنوار
اوٌة واط َلعْ نا للجبال صْ ؽار
أحْ نا ْدراري َش ِ
هذا الشباب الشاوي ٌفتخر بؤصله األمازٌؽً ،اختار االلتحاق بالجبال ،رؼم صؽر
سنه ؼٌر مبال ،متفابل بهذ
ٌا جْ َب ْل ْل ْز ْ
رق ال َعا ِل ٌَا سكنو ْه ْاد َر َ
ارٌـا
الحبْ والرْ صاص إِشالٌا أعْ لى َجا ْل الوطنٌة
َ
والمالحظ أن األؼنٌة الثورٌة فً كل مرة توظؾ لفظة (اذراري) بمعنى "الشباب"
تحفٌزا وتحرٌضا لهم ،لاللتحاق بصفوؾ جٌش التحرٌر الوطنً
على شاكلة ما جاء فً هذه األؼنٌة
لز َر ْق ٌا جْ َب ْل لَ ْز َر ْق
ٌا جْ َبل ْ
ش ا ْم َسرْ َك ْل ْحارم تشعل أ ْم ْ
شات البٌعة َع َ اذراري ُ
شبان لَم َ
فالشاعر ٌنقل خبر الوشاٌة إلى الجبل األزرق ،الذي أصبح محاصرا من قبل قوات
االحتالل الفرنسً ،وكؤن المكان معنً بما أصاب هإالء الشباب ،الذي وصفتهم
األؼنٌة بتلك المنادٌل التً كانت تربط فً أعلى السراوٌل ،وهً عادة قدٌمة ،مٌزت
شبان المنطقة عن سواهم
07
للداللة على رٌعان الشباب ،وهكذا تإكد األؼنٌة الثورٌة فً كل مرة ،أن المكان
جزء ال ٌتجزأ من الكٌان الثوري .وال ٌفوت األؼنٌة الثورٌة الشاوٌة تصوٌر حال
المجاهدٌن المزرٌة وقد أنهكهم التعب والمرض ،من كثرة قطعهم للمسافات البعٌدة
راجلٌن (من عنابة) ،وتنقل على لسانهم طلب السماح والعفو من الوالدٌن ،ألنهم
اختاروا طرٌق الجهاد ،تلبٌة لنداء الواجب الوطنً ،الذي ال رد له مهما تعددت
األسباب حٌث تقوا بداٌة كلمات األؼنٌة :
08
وقد اكتسب الثوار صناعة ضد الرهبة من طابرات العدو وقذابفه ،وضد ما ٌصٌبهم
من جراح وتقتٌل ،فهناك طاقة مخٌفة داخل النفس الثورٌة تمنع صاحبها من الهلع،
فٌستقبل الموت مبتسما . 1
آها َسجْ عوا الشبّان حازمو الم ْ
ْحااز ْم
نقلوا رفال ضربوا طٌارة
ٌحكموا االستقالل زادوا لٌشار
نجمة وهالل
وتنتصر األؼنٌة الشعبٌة للثوار رؼم العتاد العسكري المتطور الذي تملكه فرنسا،
ورؼم بساطة ما ٌحمله هإالء الشباب من سالح ،إال أ ّنهم تمكنوا من إسقاط دبابة
بضربة واحدة ،واألؼنٌة تدعو إلى تشجٌع هذا الشباب للمضً قدماـ لتختم برموز
العلم الجزابري وهً النجمة والهالل ،بعثا لألمل وؼرسا للثقة فً نفوس هإالء
الجنود ،حتى ٌحققوا حلمهم وحلم المالٌٌن وهو االستقالل التام ،وأن ال ٌستهٌنوا
.بقدراتهم مهما كان عتاد فرنسا
وهكذا تإكد األؼنٌة الثورٌة ،مع كل نص جدٌد بسالة هإالء الثوار وشجاعتهم
وحبهم للجزابر ،هذا الوطن األم الذي لم ٌتردد أبناإه قٌد أنملة فً التضحٌة بؤنفسهم
من أجله
كما لعبت األؼنٌة الشعبٌة الثورٌة دور اإلعالم واإلخبار حٌث تنقل كل ما استجد
بالمنطقة للثوار ،وتحذرهم من أي طارئ أو حصارة ،مثلما تحذر هذه األؼنٌة ،أحد
الثوار المشهورٌن بالمنطقة وهو"الحاج لخضر" محددة لون عمامته الصفراء من
المرور بمنطقة "المعذر" التً حوصرت من قبل قوات االحتالل الفرنسً ،داعٌة
للشباب بالنصر
الحاج لخضر مُول الشاش لصفر ما تعقبش الٌوم على لمعذر
اصْ بح ا ْم َسرْ َك ْل بالعسكر هٌا الوالد هللا ٌنصر
- 1فً األغنٍة الثورٌة األوراسٍة أ/سعٍدة حمزاوي جامعة قاصدي مرباح ورقلة
09
كانت المرأة رمزا من رموز الثورة الجزابرٌة الخالدة ،حٌث لم تتوان ٌوما عن
التبرع بمجوهراتها ،مهما بلؽت قٌمتها مثلما ٌعرؾ عن المرأة األمازٌؽٌة (الشاوٌة)
التً سلمت أؼلى ما تملكه من حلٌها الفضً والذهبً المصنوع من قطع ذهبٌة
1
والتً تسمى بالتعبٌر المحلً حبات لوٌز
اري بْال ٌَعْ الَ َونْ الشباب بال برانٌسْاد َر ِ
ْآث ُنو َسنْ ْ
اقَ -ذ ْفالَ َونْ ٌبٌتون فً الثلوج
إضافة إلى العراء والبرد الذي كان ٌعانٌه الجنود فً جبال األوراس ،كانوا ٌعٌشون
حٌاة مزرٌة فهم ٌفترشون األرض ،وٌلتحفون السماء وٌتضورون جوعا كلما نفذت
المإونة التً معهم ،فٌحتاجون التزود باألكل والشرب والملبس فٌضطرون للنزول
من مخاببهم لزٌارة القرى وهذا ٌحتاج لتؤمٌن الطرٌق من قبل الحراس ،لٌتمكن
الجنود من نقل ما ٌلزمهم خلسة ،دون أن ٌشعر بهم المستعمر أو عمالإه ،وهذا ما
تصفه األؼنٌة التً تقول
أهْ و َت ْد أي اعساسن إنزلوا أٌها الحراس
الجنود ْ
اخ َسنْ أ َّدا َسنْ الجنود ٌرٌدون المجًء
آ َهنْ َؼنٌنْ ام َسا َكنْ إنهم ٌثٌرون الشفقة
آربً فرَّ جْ فال َسنْ ٌاربً فرّج علٌهم
ومن التقالٌد الشابعة فً األؼنٌة الثورٌة أنها تختتم بالدعاء ،نظرا لطبٌعة مضامٌنها
التً تسفر عن معاناة شعب ،تكبد خسابر مادٌة ومعنوٌة ال تحصى ،حتى ٌفوز بحٌاة
كرٌمة ،فهو ٌحتاج فً كثٌر من األحٌان إلى شحنة نفسٌة تقوي عزٌمته وتثبت قلبه
وال خٌر لبلوغ هذا الهدؾ من الدعاء ،بوخز الجانب الروحً الدٌنً عند اإلنسان
لٌتمسك أكثر بؤمل ؼد جدٌد.
- 1في األغنية الثورية األوراسية أ/سعيدة حمزاوي جامعة قاصدي مرباح ورقلة
91
وعلى سبٌل المفاخرة تتؽنى األؼنٌة الثورٌة بؤحد رموز الثورة التحرٌرٌة ،فتوظؾ
صٌؽة التصؽٌر ،داللة على التدلٌل (قرنون) وتصؾ لون عٌنٌه الزرقاوتٌن ،وهٌبته
العسكرٌة المهٌبة ،وهوٌحمل سالحا ذوخمسة طلقات (الخماٌسً) ،وتصوره األؼنٌة
بؤلفٌن طلقة وهً صٌؽة مبالؽة ،الهدؾ منها المفاخرة بالثوار وقدراتهم ،كما أنها
تصؾ حزام الخراطٌش بطول مترٌن للداللة على امتالبه وكثرة خراطٌشه ترهٌبا
للعدو ورفعا لمعنوٌات الثوار من خالل تصوٌر شجاعتهم وحسن تصوٌباتهم ،فكل
طلقة بطلقتٌن ،وتسقط فً كل مرة مبتً جندي فرنسً
1في األغنية الثورية األوراسية أ/سعيدة حمزاوي جامعة قاصدي مرباح ورقلة
90
"مروحٌات اإلجالء" التً سارعت لحمل الجثث الهامدة ،وإنقاض ما ٌقً من أحٌاء،
لتإكد األؼنٌة فً األخٌر أنها حرب المسلمٌن ،ضد من أراد اؼتصاب أرض
الجزابر الطاهرة
الطٌارة بال جنحٌن
والحٌٌّنْ
َ ْ
تهز الموتى
هذي حرب المسلمٌن
وكم ٌثٌر البعد عن الوطن المشاعر وٌهٌج الذكرٌات ،خاصة إذا كان الفرد مجبرا
على أمل العودة ٌوما إلى البلد الذي شب فٌه وسط أشخاص أعزاء علٌه ،وأشٌاء
حبٌبة إلى نفسه . 1
وتصبح الحسرة أكثر إٌالما ،كلما كان هذا األمل أشد استحالة ،أوضاع إلى
األبدعندما ٌتعلق األمر بموضوع النفً ،حٌث قامت السلطات الفرنسٌة أثناء
تواجدها االستعماري بالجزابر ،إلى إصدار قرار بنفً ع ّدة شخصٌات ،وحتى
عابالت إلى خارج الوطن ،وأحٌانا إلى مناطق داخل الوطن ،ولم تنس األؼنٌة
األوراسٌة هذه الشرٌحة التً تكبدت عناء النفً والحرمان من األهل والوطن من
أجل القضٌة الوطنٌة ،وتنادي جبال األوراس الشامخة لتشكو لها ألم الفراق،
وضراوة الحرب التً دامت سبع سنوات (ثورة التحرٌر) ومازال صوت الرصاص
ٌلعلع مدوٌا ،ألنه ٌإمن بؤن الجبل هو الوحٌد الذي باستطاعته أن ٌجٌب عن
تساإالت اإلنسان وٌبدد حٌرته وٌبعث األمل فٌه بعودة هإالء الرجال المنفٌٌن الذٌن
ٌثٌرون شفقة كل وطنً ،ولٌس ألحد أن ٌفك هذه العقدة من ؼٌر المولى –عز وجل-
هإالء الرجال الذٌن ناضلوا وسكنوا الجبال من أجل الوطن ،نفٌوا منه على أٌادي
المستعمر الفرنسً
ٌا جْ َب ْل لَ ْو َر ْ
اس ال َعالٌا سبعْ سْ نٌن والنار تقدٌِا
ما ٌفك الفِكاك من ؼٌر العالٌا ؼاضونً الرجال المنفٌا
ؼاضونً الرجال ؼاضونً الرجال وما ْب ٌَاشْ المال
عفسوا فً النضال اللً حرقوا الجبال
- 1فً األغنٍة الثورٌة األوراسٍة أ/سعٍدة حمزاوي جامعة قاصدي مرباح ورقلة
99
وفً أؼنٌة دعوة صرٌحة للشعب للخروج والتعبٌر عن فرحة وزهوه ،بإشراق ٌوم
جدٌد تبدد فٌه ظلم االستعمار ،وأضاءت شمس الحرٌة ربوع الجزابر ،إنه ٌوم ٌؽنً
لعٌشة الحرٌة والسالم
أكر فالك أسفٌل انهض ٌا مدنً
أكر فالك أتزهٌذ إنهض لتزهو
اإلستقالل إخلضد االستقالل الح
1
آب نبلة إروحـــد وبــن بلـة عــــاد
1
-من األغنٍة الثورٌة األوراسٍة أ/سعٍدة حمزاوي جامعة قاصدي مرباح ورقلة
93
خالصة القول أن هذه األؼانً الثورٌة الشاوٌة ،وثٌقة ثمٌنة تفند أقوال من ٌدعون أن
األدب الشعبً مجرد خرافات رضعناها أو ترهات صدقناها على مر العصور ،وأنه
خال من أي
معنى أو هدؾ ،ولعل هذه األؼانً التً صورت لنا بحق آالم وآمال الشعب
الجزابري فً فترة جفت فٌها أقالم الكتاب ولم ٌبق لهم سوى سبٌل واحد وهو
اعتماد المشافهة ،كوسٌلة لزرع الوعً والتحسٌس بثقل المسإولٌة التً ألقٌت على
عاتق هذا الشعب ،وهً تحرٌر الجزابر ،فانطلقت حناجر المؽنٌن على اختالؾ
أعمارهم تردد أؼانً متنوعة المضامٌن ،كلها تسعى لتكسٌر حاجز الخوؾ وتوحٌد
الصفوؾ وشحذ الهمم ،واتخاذ قرار مصٌري ال رجعة فٌه وهو القتال حتى الموت
1
أو الحرٌة واالستقالل ،وكان لهم ذلك سنة 1962م
94
/14اآلالت الموسٌقٌة المستعملة :
-1-14القصبة :
آلة القصبة آلة بدابٌة وبسٌطة للؽاٌة ،وهً مصنوعة من القصب المتفاوتة البعد بٌن
8و 10سم فً حٌن ٌكون قطره الداخلً بٌن 25و 30مم؛ ٌتم اختٌار القصب
حسب معرفة العازؾ وٌكون عادة من القصب السمٌك والمتشبع بالماء ،فٌقع قصة
عند بلوؼه واصفرار لونه و جفافه ،وتكون القطعة المختارة ذات قطر ثابت على
مدى طولها؛ ولعل أحسن أنواع القصب هو ذو األوراق المخططة بالبٌاض والتً ال
ترتفع كثٌرا طوال وتكون عقدة ذات أبعاد متساوٌة أكثر ما ٌمكن أما طول القطعة
فهو عادة ٌتراوح بٌن 70و 90سم.
وتكون المرحلة األولى بثقب العقد داخل القصبة باستعمال قضٌب معدنً قطره 6
مم ٌحمً فً النار وٌولج داخل القصبة من األعلى ومن األسفل لتصبح نافذة وٌمر
منها الهواء بكل سهولة؛ بعد هذه العملٌة ٌتم إعداد فوهة النفخ بصورة ٌكون وضع
الشفتٌن علٌها مرٌحا لنفث الهواء جانبٌا كً ٌحدث صفٌرا نقٌا .
فً هذه المرحلة ٌتم تحدٌد الطول النهابً للقصبة بقص الزابد منها من الناحٌة
السفلٌة ،باالعتماد على منزلة الصوت الذي تحدثه وهً بال ثقب موضع األنامل؛
المرحلة الموالٌة هً األكثر أهمٌة فً إتمام العملٌة الوظٌفٌة للقصبة بتحدٌد مواضع
الثقب الجانبٌة؛ وخالفا آللة الناي التً بها 6ثقب أمامٌة وثقب خلفً .فعدد ثقب
القصبة 10منها 6لألنامل تلٌها 3لوضع صمام من الشمع ٌحدد حسب الطبقة
الصوتٌة للمؽنً إما الثقب األخٌر فهو األعلى ٌستعمل عندما تكون المؽنٌة امرأة
نظرا الرتفاع طبقة صوتها؛ تتم عملٌة الثقب بنفس القضٌب للحصول على لقب ذات
قطر 6مم؛ عند هذا الحد ٌمكن تعدٌل النهابً للقصبة بقص ما زاد من طولها
للحصول على آلة متناؼمة العزؾ ،وال ٌمكن الحصول على هذه النتٌجة إال لدى
الماهرٌن من القصابة .1
1
-ونٌسً محمد الصالح جذور الموسٌقى األوراسٌة ص 75المؤسسة الوطنٌة لفنون الطبع الجزائر ط2000/ 1
95
ولكل قصاب تقنٌاته وفنٌاته لتهٌبة آلته وعادة ٌسكب بعضهم زٌت الزٌتون داخل
القصبة مع تمرٌرها على النار لٌتشبع الخشب به وهكذا ٌتم حماٌته من رطوبة
الهواء الصادر من الربتٌن ،كما ٌزٌد بعضهم قلٌال من العسل إلعطاء القصبة حالوة
النؽم حسب رأٌهم.
تكون المرحلة األخٌرة عملٌة تزٌٌن القصبة بؤداة حادة بؤشكال ورسوم متعددة نجد
فٌها ماهو مستوحً من النسٌج والخزؾ البربري أو الوشم التقلٌدي وؼٌرها من
اإلشكال عند نهاٌة عملٌة النقشٌ ،قع طالءها بقلٌل من الحناء السابلة أو األصباغ
المستعملة لخٌوط الصوؾ فً النسٌج وخاصة منها العكري أو الخمري أو القرمزي
األجوؾ ذو العقد.
-2-14آلة الزرنة:
هً آلة نفخٌة بدابٌة تستعمل فً العدٌد من المعزوفات الموسٌقٌة الشاوٌة فً عدة
مناطق أوراسٌة خصوصا ولكنها أقل انتشارا من آلة القصبة؛ حٌث نالحظ هذه اآللة
فً األفراح كالختان واألعراس والوعدات ،ما ٌصاحبها الطبل أو البندٌر؛ تصدر آلة
الزرنة ألحانا راقصة تعبر عن البهجة والفرح ،تصنع هذه الزرنة أٌضا من الخشب،
تحتوي على ثقوب ورٌشة خاصة بها.
وذلك حسب موقع الضرب - .تصنع مادة البندٌر من إطار خشبً ٌتراوح سمكه ما
بٌن 10و 14سم ،وقطر ٌتراوح ما بٌن 45و 60
96
سم وذلك حسب رؼبة العازؾ وٌؽلؾ بجلد الماعز والمحضر بطرقة خاصة حٌث
ٌجفؾ فً الظل لمدة محدودة ٌ -ثبت على سطح البندٌر الداخلً خٌط من السمسم
ٌهتز كلما ضربنا على البندٌر .1
1
-ونٌسً محمد الصالح جذور الموسٌقى األوراسٌة ص 75المؤسسة الوطنٌة لفنون الطبع الجزائر ط2000/ 1
97
الفصل الثاني
-15رواد وأعالم األغنٌة الشاوٌة
-5-51عٍسى الجرمونً :
ظاهرة خاصة وفرٌدة إن ظاهرة عٌسى الجرمونً ظاهرة خاصة وفرٌدة ومن
الخوارق العجٌبة التً تظهر من عصر إلى عصر وٌمكننا أن نإكد أن الحظ وحده
أو الصدفة وحدها هً التً جعلته ٌسجل من أؼانٌه وبالتالً وصولها إلى الجمهور
العرٌض لٌستمتع بها والفضل فً ذلك ٌعود إلى أحد الجزابرٌٌن الٌهود المعجبٌن
بؽنابه فً ذلك الوقت وهو السٌد ( هارون الحوزي ) الذي شجعه على التسجٌل فً
كل من تونس وفرنسا ولواله لذهبت أؼانٌه أدراج الرٌاح والمتمعن فً التارٌخ
األؼنٌة الشاوٌة ٌدرك أن كل عصر له عباقرته وعٌسى الجرمونً فرٌد عصره
وهو صاحب الموهبة والتى ٌمكن أن نقول ال ٌمكن أن تظهر فً عصر أخر وال
ٌمكن استنساخ موهبته الؽنابٌة والموسٌقٌة أبدا ،حٌث تقول الحكمة التً تقول (
عندما تعجز الطبٌعة عن التعبٌر ،تصنع رجال عبقرٌا ٌعبر عنها ) وبدون شك
كلمات وجمل هذه الحكمة تنطبق تماما على مطرٌنا والممٌز فً عصر عٌسى
الجرمونً أنه عصر العمالقة فً مجال الموسٌقى والؽناء فً كل األقطار العربٌة
ففً مصر ظهر كل من :محمد عبد الوهاب -أم كلثوم -رؼم فارق البٌبة
والظروؾ السٌاسٌة واالجتماعٌة وبكل موضوعٌة نحترم فٌها كل المقاٌٌس نجزم أن
عٌسى الجرمونً ٌعادل فً الموهبة واألداء هذٌن العمالقٌن ،رؼم أنه ال ٌعرؾ
()1 الكتابة والقراءة وال درٌة له – بعلم الموسٌقى وخباٌها وأسرارها
-المولده ونشاته :
واسمه الحقٌقً هو مرزوق عٌسً بن رابح المعروؾ عٌسً جرمونً ولد سنة
1885فً دوار امزي المسماة حالٌا قرٌة سٌدي أرؼٌس عٌن البٌضاء والٌة أم
البواقً ولكن موطنه االصلً هو بٌر إسماعٌل(وٌسمى أٌضا البسان أو الحٌمر)
ببلدٌة متوسة والٌة خنشلة وتوفً فً 16دٌسمبر 1946فً عٌن البٌضاء ودفن
َ
صوت الجرمونً خالل مناسبة اجتماعٌة أدى بها بعمر ناهز 61عام ،و إكتشؾ
ُ
حٌث تر ّدد اسمه منذ تلك فٌها بعض األؼانً،
98
اللحظة .ورؼم أنه ألّؾ وأدى العشرات من األؼانًّ ،إال أن جرمونً ،الذي أصدر
أول أسطواناته فً تونس عام ،1933لم ٌُسجل سوى قرابة خمسة وثالثٌن عمالً،
من أبرزها “الفوشً” ،و”عٌن الكرمة” ،و “تبقاو بالسالمة"
تزوّ ج جرمونً بامرأة فرنسٌة ،الذي أحبها وؼنى من أجلها بل عاش من أجلها
كانت هً الحرٌة فً نظره ،هً العٌن التً ٌبصر بها جمال المرأة كما وصفه فً
أشعاره“ ،برق البرق تبسة حسبتو هنا فً بالدي ،وهً تبسٌمت الشقرة ابصر على
من تنادي” ،حتى أنه دخل فً دهالٌز من الحزن بعد وفاتها ،لم ٌخرج منه إال نحو
المقبرة سنة 1946
ُ
حٌث كما عُرؾ األسطورة األوراسٌة بمواقفه المناهضة لالستعمار الفرنسً،
رفض الخضوع إلى العدٌد من القوانٌن التً كانت تفرضها السلطات االستعمارٌة،
مثل الضرابب والخدمة العسكرٌة ،وقد عكس ذلك فً أؼنٌته “الفوشً”.و لإلشارة
أنتجت التلفزة الجزابرٌة مسلسال “دوار الشاوٌة” حول حٌاة عٌسى الجرمونً ،كان
.موفقا إلى درجة معٌنة
ٌنتمً عٌسً الجرمونً إلى قبٌلة من كبرى القبابل األمازٌؽٌة فً الشرق الجزابري
وهً قبٌلة الحراكٌة التً لعبت دورا كبٌرا فً مقاومة االستعمار الفرنسً والتً
الجٌت رجاال عظماء تٌؽوا فً السٌاسة والعلم والدٌن والفنون ،هذه القبٌلة التً
تقطن حالٌا شمال األوراس وأهم مننها :عٌن البٌضاء -أم البواقً -فكٌرٌتة-
متوسة وؼٌرها هذه القبٌلة تنقسم إلى أربعة فروع كبٌرة وهً :أوالد عمارة -أوالد
سعٌد أوالد خنفر -أوالد سٌوان .فرع اوالد عمارة ٌ :نقسم بدوره إلى أربعة عشابر
أو أعراش وهً :الجرامنٌة ،المصابحٌة ،أوالد فرٌحة ،أوالد قرون ...وٌنتمً
عٌسى الجرمونً إلى العشٌرة األولى وهً عشٌرة الجرامنٌة ؛ ومنها اشتهر بلقب
الجرمونً العا رفٌقه القصاب محند او ال زٌن " ولقٌه " الطٌر " فهو ٌنتمً إلى
99
عشٌرة المصابحٌة .وعلى ؼرار أؼلب أسماء القبابل وأسماء العابالت فً الشمال
1
اإلفرٌقً فان كلمة جرمون كلمة أمازٌؽٌة
كتٌب عن اعالم الغناء األوراسً صادر عن دار الثقافة محمد الشبوكً تبسة بمناسبة األسبوع الثقافً لوالٌة تٌسمسٌلت سنة 2004 -1
31
- 2-15بقار حدة :
عبّرت ب َّقار َح َّدة عن جرح ووجع داخلً الزمها طوال حٌاتها فً عدد من أؼانٌها
من بٌنها "هزٌت عٌونً قابلونً جبال لمشروحا" أي "رفعت عٌونً قابلونً جبال
المشروحة" ( ،المشروحة منطقة فً محافظة سوق أهراس) ،وأؼنٌة "جبال
".لمشروحة القلب ملٌان والكبدة مجروحة" ،أي "فً جبال المشروحة القلب ملًء
لم تقصد "ب َّقار َح َّدة" فً هذه األؼانً وأخرى حٌاة الفقر التً عاشتها ،بل عن نقطة
سوداء فً حٌاتها الزمتها طوال حٌاتها
وبحكم العادات القدٌمة فً مدٌنتها ،أُجبرت ب َّقار َح َّدة من قبل والدها على الزواج
وهً فً سن الـ 14من شٌخ طاعن فً السن ،لتجد نفسها تتحمل مسإولٌة بٌت
وزوج ٌكاد ٌنطق ،زادها الفقر وتسلط االستعمار الفرنسً ،وخرجت كنساء قرٌتها
.لترعى الؽنم ورؼم قصتها
التً خضعت ألعراؾ متسلطة وعادات بالٌة ،فإن خروج ب َّقار َح َّدة جعلها تمضً
وقتها "بالدندنة" ،وبؤداء "مواوٌل" بدوٌة من الطابع الشاوي الجزابري اكتشفت ب َّقار
َح َّدة مع مرور الوقت أن لها صوتا فنٌا قد ٌُخرجها من ظروفها القاسٌة وضؽوط
وفً إحدى عادات مجتمعها ،الذي ٌعتبر المرأة التً تؽنً عارا على أهلها ومنطقته
لقاءاتها الصحفٌة النادرة ،قالت" :رؼم حبً إلبراهٌم (زوجها الثانً) كثٌرا ،لكننً
أحببت أن أرى كٌؾ ستكون الجزابر ،وفً كوخً الصؽٌر ؼ ّنٌت فً اللٌل أؼنٌتً
األولى ،التً تعود ذكراها لوقوفً أمام والدي وأصدقابه
بعد وفاة زوجها ،تعرفت ب َّقار َح َّدة على عازؾ آلة "القصبة" المعروؾ فً الجزابر
باسم "القصَّاب" واسمه "إبراهٌم" ،نشؤت عالقة حب بٌنهما انتهت بزواج لكنه
خارج عن أعراؾ أهلها ومنطقتها .
30
وبعد أن قوبلت برفض أهلها إلبراهٌم ولفكرة ؼنابها ،قررت التمرد على عابلتها
والهروب مع إبراهٌم فً نهاٌة الثالثٌنٌات ،وكانت قصة حبها سببا فً كتابتها
وأدابها أؼنٌة "هزي عٌونك راهم شافو فٌا" ،أي "ارفعً عٌنٌك ..فهً ترانً" التً
.كانت واحدة من أشهر أؼانٌها ،وأعاد أداءها عدد كبٌر من الفنانٌن الجزابرٌٌن
وفً أحد تصرٌحاتها الصحفٌة ،قالت ب َّقار َح َّدة عن تلك القصة" :متعة الهروب
أؼرتنً أكثر من البقاء مع رجل ال أحبه ،لم أكن ذمٌمة الخلق وكان صوتً أجمل
من أن ٌُرى ،زوجونً لرجل عجوز وعمري 14سنة ،وطلبوا منً أن أرضى
بمصٌري ،لكن إبراهٌم القصّاب الذي أحبنً دون أن ٌرانً أرسل رسابل حبه لً
من خالل عزفه ،فهمتها ،مزمار ٌتؽ ّزل بصوت ،عال صوتً كما ٌعلو رٌش
الطاووس لٌخبر بؤن األلوان تتعدد لتبهج الرابً ،التقٌته فً لٌل مظلم ،بعٌدا عن
ك هنا؟ لتكون اإلجابة :ماذا أتى
مكان العرس الذي كنت أؼنً فٌه ،سؤلته :ماذا أتى ب َ
بكِ إلى هنا؟ من وقتها لم أسؤل أي سإال ألنه فهم إشارات أؼنٌتً كما فهمت إشارة
".مزماره ..أال ٌستحق الحب أن ٌبدأ بإشارات كاختبار أول للحبٌب؟
بعد زواجها من إبراهٌم القصاب ،خرجت ب َّقار َح َّدة بفنها من حفالت األعراس
المحلٌة إلى باب الشهرة الواسعة التً لم ٌكن ٌحلم بها أي فنان جزابري فً ذلك
.الوقت
سافرت مع زوجها إلى فرنسا ،وهناك فُتحت لها أبواب النجاح ،حٌث أحٌت حفالت
كثٌرة فً عدد من المدن الفرنسٌة خاصة تلك التً تعرؾ وجود المهاجرٌن
الجزابرٌٌن ،ومن بقٌة سكان شمال أفرٌقٌا ،من بٌنها بارٌس ،لٌون ،مرسٌلٌا،
ستراسبورج ،وؼٌرها ،إال أن الحفالت لم تسجل أو تذاع
Editionمع نهاٌة الخمسٌنٌات ،وقّعت ب َّقار َح َّدة أول عقد لفنان جزابري مع شركة
الفرنسٌة ،لتسجل عددا كبٌرا من األؼانً البدوٌة المستمدة من الطابع الشاوي Star
األمازٌؽً
39
رؼم شهرتها ونجاحها الذي تعدى حدود الجزابر ،لكنها كانت الفنانة الجزابرٌة
الوحٌدة التً لم تسجل أؼانً مع اإلذ اعة أو التلفزٌون الجزابري بعد االستقالل ،مع
أن اإلذاعة الجزابرٌة كانت تبث بعض أؼانٌها ،وإن بقً السبب ؼامضا
33
اشتهرت "سٌدة األؼنٌة البدوٌة والشاوٌة" فً الجزابر بؤؼانٌها الثورٌة القوٌة،
خاصة وأنها عاشت الثورة الجزابرٌة بعد عودتها من فرنسا فً الخمسٌنٌات،
وصدح صوتها بروابع مجّدت فٌها الثورة الجزابرٌة ورثت روح شهدابها ،من بٌنها
"الجندي خوٌا"ٌ" ،ا جبل بوخضرا"" ،دمو ساٌح" (دمه ٌنزؾ) التً رثت فٌها
شهٌد الثورة التحرٌرٌة الجزابرٌة عباس لؽرور
وبعد استقالل الجزابر عام ،1962انتقلت ب َّقار َح َّدة بٌن مختلؾ القرى واألرٌاؾ
الجزابرٌة إلحٌاء حفالت ؼنابٌة ضخمة ،واشتهرت بفنانة أعراس وحفالت كبار
المسإولٌن فً الجزابر آنذاك
ال أحد ٌعرؾ كٌؾ انقلبت حٌاة الفنانة ب َّقار َح َّدة من أضواء الشهرة إلى ظلمات قبو
عاشت فٌه بقٌة حٌاتها ،ولم تحظ باهتمام إعالمً وفنً كما حدث مع بقٌة الفنانٌن
الجزابرٌٌن بعد استقالل البالد
ب َّقار َح َّدة التً تعدت شهرتها إلى أوروبا لم ٌستضفها التلفزٌون الحكومً إال مرتٌن
فقط فً أواخر السبعٌنٌات وفً 1992وكانت سنة 1988التً كانت بداٌة الحظ
السًء للفنانة ،فهً السنة التً توفً فٌها زوجها إبراهٌم ،ومعه افترقت الفرقة
الموسٌقٌة التً كان أحد أفرادها
وجدت ب َّقار َح َّدة نفسها وحٌدة ،وعادت إلى مدٌنة سوق أهراس ،حٌث عاشت فً
كوخ ،ثم ؼادرت إلى محافظة عنابة (شرق الجزابر) ،حٌث قضت آخر أٌامها فً
ؼرفة واحدة بإحدى العمارات ،تشبه القبو باعت الفنانة كل أثاثها البسٌط وما تملك
من حلً حتى تؤكل وتقاوم حٌاة الفقر التً فتحت عٌنٌها علٌها ،وٌشاء قدرها أن
تؽلق عٌنٌها على حٌاة الفقر نفسها ،وفارقت الحٌاة وحٌدة فً ؼرفتها الصؽٌرة فً
سبتمبر/أٌلول ،2000ولم ٌكتشؾ جٌرانها وفاتها إال بعد مرور عدة أٌام ،وأكد
عددمن جٌرانها أنها توفٌت بسبب المرض والجوع رؼم وفاتها الفقرا ،فإن ب َّقار
1
َح َّدة تركت إرثا فنٌا ال ٌُق َّدر بثمن
1
-كتٌب عن اعالم الؽناء األوراسً صادر عن دار الثقافة محمد الشبوكً تبسة بمناسبة األسبوع الثقافً لوالٌة تٌسمسٌلت سنة 2004
34
-3-05الفنانة زلٌخة
ولدت الشابة زلٌخة ،واسمها الحقٌقً :حسٌنة لواج ،فً 6دٌسمبر 1956بمدٌنة
خنشلة ،ومنها انطلقت إلى عالم الفن ،طفلة ال ٌتجاوز سنها 11سنة .وألنها تنحدر
من عابلة فنٌة ،حققت حلمها فً الؽناء .فقد ؼرؾ والدها بحبه للمسرح ،وكان
أخوها عازفا موسٌقٌا بارعا .وبعد أن ذاع صٌتها من خالل حضورها فً حفالت
األعراس والمناسبات
فً والٌات الشرق الجزابري ،ال سٌما مدن خنشلة ،باتنة ،سوق اهراس وبسكرة،
وهً ترتد أؼانً مستوحاة من التراث الفنً األوراسً ،والؽناء الشاوي األصٌل،
خاصة أؼانً بقار حدة وعٌسى الجرمونً ،نجحت سنة ،1968فً تسجٌل أول
أسطوانة لها تضم أؼنٌتٌن « :السبٌطار العالً» و «متبكٌشً ٌا سلٌمة» ،فً طبع
«اآلي أي» ،وهو نوع من الؽناء البدوي ،المنتشر بقوة فً الرٌؾ األوراسً،
والصحراء الجزابرٌة1.
انتقلت «وردة خنشلة» ،كما كان ٌطلق علٌها ،إلى الجزابر العاصمة ،مطلع
الستٌنٌات ،أٌن شاركت فً حصة ألحان وشباب ،وؼنت ٌومها أؼنٌتها الشهٌرة
«صب الرشراش» ،وهً األؼنٌة التً حققت لها الشهرة والنجاح فً عالم الفن .مما
دعا أبرز الملحنٌن وأصحاب الكلمات آنذاك ،للتعامل معها ،وهكذا سجلت 30
شرٌطا ؼنابٌا ،ولدٌها نحو 120أؼنٌة مسجلة فً مكتبة األرشٌؾ باإلذاعة
والتلفزٌون الجزابري.1
وسرعان ما فرضت وجودها أمام أبرز نجوم الؽناء آنذاك مثل :سلوى ،نورة ،رابح
درٌاسة ،قروابً ،خلٌفً أحمد ،محمد العماري ...لتنتقل شهرتها من الشرق
الجزابري وتمتد إلى كامل التراب الوطنً ،وهكذا أصبحت نجمة المعة فً سماء
الفن الجزابري ،مطلوبة بقوة إلحٌاء الحفالت فً كل مكان فً الجزابر.
1
-كتٌب عن اعالم الغناء األوراسً صادر عن دار الثقافة محمد الشبوكً تبسة بمناسبة األسبوع الثقافً لوالٌة تٌسمسٌلت سنة
. 2004
35
والى جانب قدراتها الصوتٌة القوٌة ،كانت رحمها هللا تتمتع بجمال الفت ،وهو ما
أهلها
وكان عمٌد األؼنٌة البدوٌة خلٌفً أحمد ،قد أشاد بقدراتها الصوتٌة العالٌة ،وهً
تإدي بإتقان مواوٌل األؼانً البدوٌة ،والتً تحتاج كما هو معلوم ،لقدرات خارقة
وطول نفس ،معتبرا إٌاها خلٌفته فً هذا الطابع الؽنابً األصٌل.1
كان آخر ظهور للمطربة الراحلة ،شهر فبراٌر ،1992فً التٌلٌطون الذي نظمه
التلفزٌون الجزابري ،فً إطار حملة تضامنٌة وطنٌة لبناء دٌار الرحمة .كانت تبدو
شاحبة الوجه قلٌال ،وقد تمكن منها المرضٌ ،ومها أدت أؼنٌة حزٌنة ومإثرة،
وكؤنها كانت تتنبؤ بنهاٌتهاٌ ،قول مطلع األؼنٌة« :ربً ٌا عالً الدرجاتٌ ،ا عالم
لٌك السندة ،سهل لً ٌوم الممات ،سلم لً فً دٌك الرقدة ،هللا فً ملكه مجٌد ،واحنا
فً الدنٌا ؼربة»...
ؼٌر أن المرض الخبٌث ،لم ٌمهل الشابة زلٌخة ،وهً فً رٌعان شبابها ،وأوج
تؤلقها الفنً ،فقد توفٌت فً 15نوفمبر 1993عن عمر ٌناهز 37سنة .تاركة
وراءها أكثر من 120أؼنٌة مسجلة فً اإلذاعة والتلفزٌون الجزابري ،فً مختلؾ
الطبوع الؽنابٌة الجزابرٌة األصٌلة.
1
-كتٌب عن اعالم الؽناء األوراسً صادر عن دار الثقافة محمد الشبوكً تبسة بمناسبة األسبوع الثقافً لوالٌة تٌسمسٌلت سنة
.2004
36
-4-15حورٌة عاٌشً :
عاٌشً مؽنٌة جزابرٌة ولدت فً مدٌنة باتنة عاصمة األوراس الجزابري مهد
الثوار الجزابرٌٌن نشؤت حورٌة فً بٌت كبٌر على الطراز القدٌم ضمن عابلة ممتدة
ونشؤت فً مجتمع شدٌد المحافظة على تقالٌده األمازٌؽٌة األصٌلة ٌتمٌز مجتمع
للنساء فٌه بطقوس خاصة حٌث تشرٌت فنها من جدتها التً كانت کنزا متحركة من
التراث إذ كانت تحفظ معظم التراث المحلً للمنطقة ما كان ٌدعو النساء إلى التقرب
منها لألخذ
عنها هذه الدرر والنفابس فً هذا المحٌط كانت حورٌة عاٌشً تسترق السمع من
جدتها التً كانت ذات صوت وأداء متمٌز باإلضافة إلى جدتها تقر حورٌة دابما
بفضل والدها الذي كان متفتحة وواعٌة بقٌمة تعلٌم البنت أو المرأة الشًء الذي
ساعدها على الدراسة فً محٌط محافظ جدة .بعد دراستها بمدٌنة قسنطٌنة انتقلت
لتتم دراستها الجامعٌة بجامعة الجزابر بعد ذلك انتقلت إلى فرنسا لتحضر رسالة
الدكتوراه فً علم االجتماع وفً عام 1986وفً إحدى سهرات العشاء الخاصة
وبحضور بعض الضٌوؾ طلب من حورٌة الؽناء فؽنت حورٌة ككل مرة وتفننت
فً أداءها المتمٌز بالعفوٌة وعدم التكلؾ وفً نهاٌة السهرة تقدمت منها سٌدة
محترمة من بٌن الضٌوؾ وقالت لها :أنا مساعدة مدٌر المهرجان الدولً للؽناء
والموسٌقى النسابٌة وقد أعجبت بصوتك وأنا سؤبرمجك فً سهرات المهرجان كانت
هذه السهرة فً شهر فبراٌر وكان على حورٌة أن تحضر نفسها لشهر جوان
للمهرجان
وبمساعدة بعض األصدقاء بصفة تلقابٌة شكلت فرقة للبدء فً عملٌة التحضٌر
وكانت الدورة الثانٌة للمهرجان الدولً للؽناء والموسٌقى النسابٌة هً نقطة البدء فً
مسٌرة حورٌة الفنٌة. 1
1
-حورٌة عاٌشً "مع خٌالة األوراس" ،جرٌدة المساء ،عدد ٌوم 2009
37
-5-15كاتشو:
كاتشو) ٌحب مدٌنة ام البواقً وٌحظر كل حفالتها وكما كانت حفالت دكرا عٌسى
الجرمونً بالمدٌنة انطالقته الحقٌقٌة كما كان ٌكن كل االحترام والتقدٌر لصدٌقه
بالمدٌنة السٌد عابد فارس" .كاتشو معروؾ جدا فً سطٌؾ حٌث أن أسلوبه الؽنابً
ٌدور بٌن السطاٌفً و الشاوي .والطابع الشاوي ٌإدي باللهجة الشاوٌة لكنه ؼنً
أٌضا باللؽة العربٌة الدارجة مما قربه من كل الجزابرٌٌن.
ؼنى فً عدٌد المدن الجزابرٌة وخاصة فً المواسم الصٌفٌة منها الساحلٌة الكبرى
مثل :سكٌكدة ،عنابة وبجاٌة...
أول ألبومه "بابور ٌروح" الذي صدر فً عام ،1987لم ٌتجاوز المستوى
اإلقلٌمً .موجة المد الشهرته أتت ب "نوارة" ،ثانً ألبوم ٌجتاح البالد ،والذي شكل
دابرة أول المشجعٌن له .هذه الدابرة استمرت فً التوسع ،وإلى حد كبٌر خارج
الجزابر .فً ؼضون ذلك ،فإن هذا الترتٌب الذي بدأ متواضعا مع "األوركسترا
تازٌر" قد أثرت ،وتوفٌر صوت من قابد جوقة الترتٌل الشاوي الموسٌقى ذاتها.
العمل بصفة خاصة بٌن عامً 1992و .1993النمط هو إثراء مساهمات متنوعة
والموسٌقى ،من األنجلو سکسونٌة ،ونبرة الصوت ،والقوة الدافعة ،اكتسبت فً
النقاء والقوة .لٌست هً الوحٌدة فً المنطقة من البالد التً تتؤثر هذه االؼنٌة جاءت
من األوراس.
38
-16بعض األمثلة عن كلمات الغناء ذات الطابع الشاوي :
أ /ابقاو بسالمة ذات رتم شاوي
قصٌدة أمازٌؽٌة ذات كلمات ٌنبع منها النبل والشجاعة التى ٌمتاز بها الرجل الشاوي
األمازٌؽً .
قصٌدة ملإها الوفاء للحبٌب والشوق واألخالق العالٌة التى تربط الحبٌبٌن من خالل
الوفاء الذي ٌجمع الطرفٌن مهما كانت الصعاب والمتاعب .
39
ج /انت رقٌقة ذات رتم شاوي
قصٌدة وفاء الحبٌب للحبٌبة رؼم البعد ورؼم أنه لم ٌبقى إال ٌبقى إال النظر الذي
ٌربط الطرؾ الثانً باألول مما ٌدلل على الحس الرهٌؾ والوفاء فً العالقة .
41
ح /حبً االول ذات رتم شاوي
قصٌدة تحكً على عبارات متبادلة للحبٌب مع حبٌبته ٌعبر فٌها طرؾ لطرؾ الثانً
عن مدى حبه وعشقة .
كلمات لقصٌدة تحكً قمة الوفاء فً العالقة الزوجٌة رؼم العوابق والصبر لما كتبه
هللا تعالى الى حٌن الفرج .
40
د /الشاٌب ذات رتم شاوي
قصٌدة تحكً أم مفجوعة فً إبنها الذي قتل بالرصاص وهً قصٌدة تعبر فٌها عن
الحادثة من بداٌتها الى نهاٌتها مملإة بالوصؾ العام لسٌرة الضحٌة وكٌؾ أنها ترٌد
اإلنتقام والرد وتشكً حالها لشاٌب وهو رب البٌت .
49
قصٌدة من التراث تحكً عتاب وتسؤل المحبوبة عن أسباب تؽٌر معاملة خلٌلها
نحوها رؼم أنها لم ٌصدر منها شٌا مما نستنتج أن التراث الشاوي األمازٌؽً
خاصة المكتوب باللؽة العربٌة العامٌة مملإ بمثل هذه المواقؾ النبٌلة
اسمحٌلـــــً
كلمات معبرة عن التماسك الذي عاشته هذه األسر فً زمن ما حٌث كان الؽٌاب عن
األنظار واإلبتعاد عن األهل والدوار ٌحدث طوارئ لدى الجمٌع لكون أن الفرد فً
المجموعة له أهمٌة كبرى خاصة ذوي القرابة وساللة الدم .
43
ر /لهوان وذرار ذات
كلمات شاوٌة جمٌلة ذات بناء رابع تحكً فكرتها العامة الحب والفراق والوفاء
قصٌدة تحكً عن كبرٌاء الرجل الشاوي وإفتخاره بنؽسه حٌث أنه ٌرحل من موطنه
وال ٌحتمل ولو ثانٌة واحدة الذل والهوان .
44
ط /شاش خاطر شاش ذات رتم شاوي
ظ /فرخ الحمام
45
من دركها زاد علٌـا لبست األحمر والزرق
فرخ لحمام كلمات ذات تراث قدٌم تعبر عن العواطؾ والحب والعتاب
هً كلمات أؼنٌة جمٌلة فهناك من ٌقول ذات أصول تونسٌة وهناك من ٌقول ذات
أصول شاوٌة منتمٌة لشرق الجزابري لكن على العموم هً كلمات تعبر عن لوعة
الحب وتمسك الطرؾ المجب بحبٌبته وكل هذا ٌنبع من البٌبة النظٌفة للعالقات
اإلجتماعٌة بٌن أفراد المجتمع.
46
الخاتمة :
إن الموسٌقى و األؼنٌة الشاوٌة الضاربة فً أعماق التارٌخ ،بدأت بسٌطة على
نحو ما هو معروؾ اآلنها منبعثة من أصالة المجتمع األمازٌؽً ذات الحٌاة البسٌطة
وهذه األؼنٌة لم تخضع لمقاٌٌس االزدهار واالنطواء المعروفة ونالت الموسٌقى
واألؼنٌة الشاوٌة األوراسٌة أعظم تهمٌش وأكبر طمس مواكبة مع عملٌة التعرٌب
السرٌعة وهذه العملٌة التً خلقت نوعا من االحتقار وتهمٌش للؽات الشعبٌة وما
ٌتبعها من فنون وآداب رؼم ما تكتسبه هذه األخٌرة من كلمات وإٌقاع موسٌقى
صنعه روادها وأعالمها عبر العدٌد من السنوات ولذالك حاولنا أن نثٌر هذا
الموضوع الشٌق والممٌز والذي ٌدخل فً بناء الهوٌة الوطنٌة ومن أجل الحفاظ
على هذا الموروث الموسٌقً سعٌنا للتعرٌؾ به بمحاولة منا إلبرازه كً ٌمكن أن
ٌدرج فً جل األنشطة التربوٌة وثقافٌة وترفهٌة وشبانٌة لكون الموسٌقى والؽناء
الشاوي ٌرتكزان أساسا على الخطاب الوجدانً والعاطفً ،من خالل ما ٌملكان من
حس التذوق الموسٌقً ،والقواعد الموسٌقٌة و كما لهذا الفن بعد أخالقً وتربوي
وما ٌهمنا فً بحثا هذا هو أننا حاولنا تسلٌط الضوء ومناقشة عدة عناصر مهمة فً
مذكرتنا هذه وركزنا فً مجملها على الجانب التارٌخً للموضوع لم نهمل مكونات
هذه الموسٌقى والؽناء وأنواعهما وتطورهما وخصابصهما ونقاط الضعؾ والقوة
ومورثهما أثناء الثورة ......الخ
كما تطرقنا الى رواد وأعالم هذا الفن الموسٌقً الؽنابً مع عرض بعض النماذج
من قصابد ؼنابٌة والتعلٌق علٌها ثم خاتمة .
47
ملحق لصور
حول موضوع
البحث
ألــة القصبة
48
ألة البندٌر
القصبة المزٌنة
ألة المزود
49
المرحوم الفنان عٌسى الجرمونً
51
حورٌة عاٌشً
المرحوم كاتشو
50
فرقة للفن والموسٌقى الشاوي
59
ضارب على الة البندٌر فً الموسٌقى الشاوٌة
53
من طبوع الفن والموسٌقى الشاوٌة
54
أشهر أغنٌة طابع الزندالً عند الشاوٌة
55
قـائمة المصادر
و المراجع
أهم المراجع :
-محمد الصالح،ونٌسى.جذور الموسٌقً األوراسٌة.ط،1ج،2المإسسة الوطنٌة
للفنون المطبعٌة وحدة الرؼاٌة 2002
-األؼنٌة الشاوٌة خطاب لذاكرة الشاوٌة للباحث سلٌم بعوض جرٌدة الشعب 9
أكتوبر 2013