You are on page 1of 22

‫الفهرس‬

‫ادلقدمة‪2 ............................................................................... :‬‬


‫من أسباب الفوضى ادلعرفية‪2 ........................................................... :‬‬
‫اجلانب الفوضوي يف ادلعرفة‪3 ........................................................... :‬‬
‫مظاىر الفوضى ادلعرفية‪3 ............................................................... :‬‬
‫اآلاثر السلبية الناجتة عن فوضوية ادلعرفة‪6 ............................................... :‬‬
‫أسباب الفوضى ادلعرفية‪01 ............................................................. :‬‬
‫األسباب ادلعينة على حتقيق العلم ادلنجي الحيي‪04 ................................... ::‬‬
‫اآلاثر احلسنة للبناء العلم ادلنجي ‪10 .................................................. :‬‬

‫ٕ‬
‫ادلقدمة‪:‬‬
‫كثَتا اطيبًا امبارًكا افيو‪ ،‬اكما ا ُُيب اربنا اتبارؾا‬
‫ضبدا ا ً‬
‫رب االعاؼبُت‪ ،‬ا ً‬
‫وسهل اومرحبًا‪ ،‬ااغبمد ا﵁ ا ّا‬
‫أىل ا ًا‬
‫ًا‬
‫ثناءًاعليكاأنتاكمااأثنيتاعلىانفسك‪.‬االلهما ِّا‬
‫صلاوسلما‬ ‫وتعاذلاويرضى‪.‬االلهمالكااغبمداالا ُكبصيا ا‬
‫وابرؾاعلىاعبدؾاورسولكادمحم‪ .‬ا‬
‫انفعا‪ ،‬اوأف اسيكوفا‬
‫لقاءً اطيبًا ا ُمبارًكا ا ً‬
‫نستعُت ااب﵁ اونستفتح اىذا االلقاء االذي اأسأؿ اهللا اأف اجيعلو ا ا‬
‫ُا‬
‫سببًااؼبزيدامناالبصَتةايفاسبيلاماايعيشااإلنسافاألجلو‪،‬اويفاسبيلاربصيلاالعلماوربقيقو‪ .‬ا‬
‫لقاء االيوـ ابعنواف‪ :‬االعلم بني ادلنجيية والفوضوية‪ .‬اوم ِ‬
‫وجب ااالىتماـ اهبذا االعنواف؛ اىو اكثرةا‬ ‫ّ ُ‬ ‫ّ‬
‫الفوضويةااؼبوجودةااليوـافيماايتعلقاابلعلماواؼبعرفة‪،‬اوفيماايتعلّقاابغبديثاابسماالعلماوابسمااؼبعرفة‪ .‬ا‬

‫من أسباب الفوضى ادلعرفية‪:‬‬


‫‪ -‬سجولة وسائل حتحيل ادلعرفة‪ ،‬اليوـاميكناألياإنسافايعيشايفاأيا ٍا‬
‫مكافاأبيامستوىاوأبيا‬
‫خلفية اأف ايدخل اعلى اصبيع اأنواع االكتب اوصبيع اأنواع االعلوـ اواؼبعارؼ ابدوف اشروط اوبدوف ااستئذاف‪،‬ا‬
‫تعسر اعلى امن اقبلنا‪..‬ايعٍت اأنتم اعارفُت اساب ًقا اقدميًا امن اأرادا‬
‫كثَتا افبا ا ّ‬
‫وسهلت ا ً‬
‫وىذه اكما اأهنا انعمة ا ّ‬
‫أحياان اربتاج اأنك اأتخذا‬‫نسخا‪ ،‬اال اتوجد امطابع!ازبيّل ا ًا‬ ‫أحياان ايضطر اإذل اأف اينسخو ا ً‬
‫ربصيل اكتاب ا ًا‬
‫ُّسخا‬
‫أحياان اذبد االكتب امنسوخة اولكن االن َ‬ ‫نسخا اخبط ايدؾ احىت اتستطيع اقراءتو! او ًا‬
‫كتاب اوتنسخو ا ً‬
‫احداإالابعملايدويامناالنُّساخ‪.‬اأماااليوـاالقضيةا‬ ‫لكتاباو ٍا‬
‫قليلة؛األنواالاتكوفاىناؾاكتباأوانسخا ٍا‬
‫فتحتاعلى امصراعيها‪،‬اوىذا اكما اقلت اىو انعمة امن اجهةاولكنوايفانفساالوقت اىو اابب اإشكاؿ‪،‬ا‬
‫وىذاااإلشكاؿاأدىاإذلاحدوثاأنواعامناالتحدايتاجيباعلينااأفاننتبواإليها‪.‬ا ا‬
‫كبن االيوـ ايف ابرامج اعلمية اما اشاء اهللا اانفعة اوطيبة الكن اكبتاج اأف اننتبو اإذل ابعض االقضااي احىت االا‬
‫ندخل ايف اقضية االفوضى ااؼبعرفية‪ ،‬اوإمنا انسَت ادبنهجية اوطريقة اصحيحة‪.‬امن ااؼبشكلت االيت اظهرتا‬
‫نتيجة‪ ..‬ا‬

‫ٖ‬
‫ضا‪ ،‬يعٍت اصارا‬ ‫‪ -‬ىو ادلشكلة ليست رلرد وجود ادلحادر وامنا ادلشكلة وجود ادلنابر أي ً‬
‫وطبعاايدخلااإلنسافاؽبااوالايدرياماااؼبصدرااؼبوثوؽا‬ ‫االنفتاحايفااؼبصادراواؼبنابر‪.‬افاؼبصادراموجودةا ً‬
‫أيضا ااؼبنابر امتاحة افتستطيع اأف اتتحدث ايفا‬‫من اغَت ااؼبوثوؽ؟ اإيش ااؼبصدر ااؼبركزي امن اغَت ااؼبركزي؟ او ً‬
‫صوتا‬
‫شبكةامناشبكاتاالتواصلاوتتحدثافيو‪،‬اإفاشئتا ًا‬ ‫أيامن ٍاباشئت‪،‬اتفتحالكاحسابايفاأيا ٍا‬
‫وإف اشئت اصوت اوصورة‪ ،‬اوإف اشئت اكتابةً‪ ،‬اواجملاؿ امفتوح اتريد اأف اتتحدث اابظبك اأـ اابسم اومهيا‬
‫مثل‪-‬افبكنا‪(:‬اطالباعلمامتقدـ‪،‬اطالباعلمامتأخر‪،‬ا‬ ‫علمةازمانكا‪ً -‬ا‬ ‫حىتالواتبغىاتسمياحسابكا ّ‬
‫إخل‪..‬اتقدر اتسمي احسابك اما اتشاء‪ ،‬اوتستطيع اأف اتدخل اعلى احساب اأي اأحد امن االعلماء اومنا‬
‫اؼبفكرين اوتتعقب‪ ،‬اوترد‪ ،‬اوتبدي اعن ارأيك اوتعًتض‪ ،‬اوزبطّئ‪ ،‬اوإذا اعندؾ اؾبموعة اكبَتة اتقدر اتعملا‬
‫يعٍت ازبطئة اصباعية القوؿ افلف‪.‬اىذا اكلو ااآلف امتاح‪.‬اصار اىناؾ اانفتاح ايف ااؼبصادر اويف ااؼبنابر‪.‬اوىذاا‬
‫االنفتاح اعلى اقدر االنعمة االيت افيو؛ اعلى اقدر اما اىناؾ امشكلت اجيب اأف اننتبو اإليها؛ اولذلك اكافا‬
‫ىذاااللقاءاالذياىواعناالعلمابُتاالفوضويةاواؼبنهجية‪.‬ا ا‬

‫اجلانب الفوضوي يف ادلعرفة‪:‬‬


‫بداية اسأربدث اعن ااعبانب االسليب االذي اىو االفوضوية‪ ،‬ااعبانب االفوضوي ايف ااؼبعرفة‪ ،‬ااعبانبا‬
‫الفوضوي ايف االعلم‪.‬اىناؾ اظبات اومظاىر اوعلمات اإذا ارأيتها ااجتمعت ايف اشخص ا‪-‬سواء اكاف اىذاا‬
‫قدرا امن االفوضوية ايعيش افيو اىذا االشخص االذيا‬
‫الشخص اأنت اأو اشخص اآخر‪-‬؛ افاعلم اأف اىناؾ ا ً‬
‫أيضا ااجتماعا‬
‫اجتمعت افيو اىذه ااؼبظاىر‪ ،‬اوقد اال اذبتمع اكلها اولكن اذبتمع ابعض اىذه االعلمات‪ ،‬او ً‬
‫ٍ‬
‫منهجية‪،‬ا‬ ‫فوضوية‪ ،‬ابطر ٍا‬
‫يقة اغَت ا‬ ‫ٍ‬ ‫بعض اىذه االعلمات ايدؿ اعلى اأف االذي اذبتمع افيو ايسَت ابطر ٍا‬
‫يقة ا‬
‫ٍا‬
‫صحيحة‪.‬امااىياىذهااؼبظاىراوالعلماتاوالسمات؟ ا‬ ‫علمية‪،‬ابطر ٍا‬
‫يقةاغَتا‬ ‫يقةاغَتا ٍ‬
‫بطر ٍا‬

‫مظاىر الفوضى ادلعرفية‪:‬‬


‫‪ (0‬ادلظجر األول‪ :‬اكثرة التنقل بني الكتب والربامج وادلحادر ادلعرفية دون إمتام أي ٍ‬
‫خطة‬
‫ػبطة ا ٍا‬
‫علمية ادخل افيو‪ ،‬اوليتو اإذ ادخل ايف اعدة اخطط اأو ابرامج اأنوا‬ ‫إعلان ا ٍا‬ ‫ٍ‬
‫علمية‪ .‬ايعٍت اكلما ارأى ا ًا‬
‫يكمل؛االايكمل!اىياىذهااؼبشكلةاأنوايُكثراالتنقل‪.‬ا ا‬
‫ٗ‬
‫نزؿااعلفالقراءةاصباعيةالكتاباكذا‪..‬ابسماهللااالرضبناالرحيماحضراأوؿالقاءالقائُت‪،‬اابقياسبعا‬
‫جديدا ايف امعرضا‬
‫لقاءات انُسخت اىذه االسبع االلقاءات اابإلعلف االثاين اعن اكتاب اكذا االذي انزؿ ا ً‬
‫الكتاب‪ ..‬ادعٍت اأغبق اىذاؾ افيذىب اإذل االكتاب اىذا‪ .‬ابدأ ايف اأوؿ اجزء امن اثلثة اأجزاء‪ ،‬انزؿا‬
‫اإلعلف‪..‬اأنو اهللا اأكب االكتاب االذي اكنا اننتظره ااآلف اموجود اوبسم اهللا االرضبن االرحيم‪.‬افهذا االذيا‬
‫يكثراالتن ّقلابُتاالكتباوالبامجادوفاأفايُتم؛اىذهاواحدةامناالعلماتااألساسيةاللمعرفةاالفوضوية‪.‬ا‬
‫قليلاسأذكراإيشااآلاثراللمعرفةاالفوضوية‪،‬ايفاآاثر؛ايعٍتاالاربسباأنوايعٍتاوهللااىذاافوضويا‬ ‫وبعدا ٍا‬
‫اؼبعرفةاوالعلم‪،‬اوىذاامنهجياالعلماواؼبعرفة؛افبتازاصاراعنداناحزابف‪:‬احزبافوضوي‪،‬اوحزبامنهجي‪،‬ا‬
‫ولكاأفازبتار!اال!اىناؾاآاثراسلبيةاكبَتةاؽبذهاالفوضويةااؼبعرفية‪.‬اإذفاىذاااؼبظهرااألوؿ‪.‬ا ا‬

‫‪ (1‬ادلظجر الثاين‪ :‬اعدم الوصول إىل التم ّكن من أي رلال من رلاالت العلم‪ .‬ال ايوجد اسبكن‪،‬ا‬
‫يعٍت اطبس اسنوات‪ ،‬اسبع اسنوات‪ ،‬اعشر اسنوات؛ امث اال ايشعر اأبنو اقد اسبكن امن اأي اؾباؿ‪.‬اال اأقصدا‬
‫سب ّكن ايعٍت اأصبح امن ااؼبتخصصُت‪ ،‬اولكن اسب ّكن!افنتيجة االقراءة االطويلة اىذه اونتيجة ااؼبعرفة اما االذيا‬
‫مثل ابعد االتأصيل االشرعي اوالبناء اوىذا اشعرتا‬ ‫حصلتو اوأمسكت اأبطرافو؟ اىل ا ًا‬
‫بقي امعك؟ اما االذي ا ّ‬
‫مثل امن اعلم ااغبديث‪ ،‬امتم ّكن امن االفقو‪ ،‬امتم ّكن امن ااألصوؿ اإخل؟ اال ايوجدا‬ ‫أنك اوهللا امتم ّكن ا ًا‬
‫سب ّكن‪.‬اىذهاعلمةامناعلماتاأفاصاحبهاايسَتابطريقةافوضوية‪،‬اوعلىاغَتامنهجية‪.‬ا ا‬

‫‪ (2‬ادلظجر الثالث‪ :‬ادوام الفتور وسرعة االنقطاع ومخود العزمية‪ .‬اىذا الو اأسباب اأخرى ابلا‬
‫أحياان اليس اضعف ااالرادة‪،‬ا‬‫شك‪ ،‬ايعٍت االفتور اوقلة االعزمية اىذا الو اأسباب‪ ،‬الكن اترى امن ااألسباب ا ًا‬
‫دائما اال اينجز‪.‬ا‬
‫دائما؟ األنو ا ً‬
‫يفًت ا ً‬
‫وإمنا االفوضى االيت ايسَت افيها ااإلنساف ايف اربصيل االعلم اواؼبعرفة‪ .‬اؼباذا ا ُا‬
‫ؼباذا اال اينجز؟ األف االطريقة االيت اميشي افيها اغلط‪ .‬امن اأعظم انعم اهللا اعلى االعبد اأف ا ُيرزؽ اطري ًقاا‬
‫صحيحا التحصيل االعلم‪ ،‬افإذا ا ُرزؽ اصحة اىذا االطريق اما االذي اُيصل؟ ااي اصباعة ااظبعوا امٍت اىذها‬ ‫ً‬
‫جيدا‪ ،‬اىذه االصورة اىي اواحدة امن اأىم االنتائج االنهائية اربت اعنواف االعلم ااؼبنهجي اأو االبناءا‬ ‫الصورة ا ً‬
‫جديدةٍ اتدخل اإليك اتستطيع اأفا‬‫معلومة ا ا‬‫اؼبنهجي االعلمي ااؼبعريف‪.‬اما اىي؟ اأف اتصل اإذل امرحلة اكل ا ٍا‬
‫نيت اأسسو اوؿبالّو‪.‬اوإذا اوصلت اإذل اىذه االلحظة اص ّدقٍتا‬ ‫تفرزىا اوأف اتضعها ايف اموضعها االذي اقد ابَ َا‬
‫مقسم اومرتب‪،‬ا‬ ‫سيكوف االفتور اأبعد اشيء اعنك؛ األف اكل اكتاب اتقرأه اتشعر ابقيمتو األف اعقلك ا ّ‬
‫٘‬
‫معرفتكامنظمة‪،‬اىذهااؼبعلومةاىذهاتدعماالبناءاالذيابنيتوايفاىذهاالقضيةااياسلـ!اسبحافاهللااكافا‬
‫ىذا االناقص!اما االذي اسيحصل؟ اتفرح اابلعلم‪ ،‬اوتنفتح انفسك الو‪.‬اىذه امن اأىم انتائج اترتيب االعلما‬
‫ٍ‬
‫فوضوية‪ ،‬اكلما ادخل اكتاب اميشي امن ااؼبنفذ ااألوؿ؛ا‬ ‫وترتيب ااؼبعرفة‪.‬ابعكس اذلك االذي ايسَت ابطر ٍا‬
‫يقة ا‬
‫أييتاطريقامغلق‪،‬امثايدخلامنااؼبنفذاالثاين؛اأييتاطريقامغلق‪.‬امااالذياسيحصل؟االذياسيحصلاأنوا‬
‫كثَتااعناأمهيةاالعلماوأمهيةااؼبعرفة‪،‬اوأمهيةاالتحصيل‪،‬اوأمهية‪،‬اوأمهية‪..‬امثابعداذلكاالا‬
‫كلماا ً‬
‫ىوايسمعا ً‬
‫جيد اأي اأث ٍار اأو اأي ا ٍ‬
‫نتيجة؛ افيصاب اابلفتور اواإلحباط‪.‬اأييت االكلـ امن ااػبارج ايدعمو افإذا ادخل ايفا‬
‫العلماالاجيداشيئًاايستمسكابو‪،‬اُميسكابو‪،‬ايشعراأبثره؛افيفًت‪،‬اوىكذا‪.‬افهذهامناعلماتاالفوضوية‪ .‬ا‬

‫شتات‬
‫‪ (3‬ادلظجر الرابع ‪-‬وىو من ادلظاىر ادلجمة‪ :-‬اأن العلم وادلعرفة والقراءة ال تزيده إال ً‬
‫أمرا‬ ‫حل‪ .‬اوجود ااألسئلة اليس ا ً‬
‫أمرا اسلبيًا؛ اوجود ااألسئلة ابل احل ا ٌا‬ ‫وشبجات‪ ،‬وإشكاالت‪ ،‬وأسئلة بال ٍّ‬
‫سليب‪.‬ايعٍت اإذا اكاف ااإلنساف اكلما اكثرت اقراءتو اكثرت اأسئلتو ااؼبعضلة االيت اال احل اؽبا اابلنسبة اإليو؛ا‬
‫ٌا‬
‫منهجية‪،‬اوغَتا ٍا‬
‫منظمة‪ .‬ا‬ ‫ٍ‬ ‫فوضويةاغَتامر ٍ‬
‫تبة‪،‬اوغَتا‬ ‫ٍا‬ ‫دليلاعلىاأنوايسَتايفااؼبعرفةابطر ٍا‬
‫يقةا‬ ‫فهذاا ٌا‬

‫‪ (4‬ادلظجر اخلامس‪ :‬كثرة التقلّب الفكري‪ .‬يعٍتاقبلاعشراسنواتاأتيتاموج اةٌافكري اةٌامعين اةٌاذبدها‬


‫ّأوؿاالراكبُتافيهااعلىاأعلىااؼبوجة‪،‬افإذااانتهتاىذهااؼبوجةاوصارتااؼبوجةااؼبضادةااؼبخطّئةاؽبا؛اذبدها‬
‫أحيااناتكوفااؼبوجةا‬ ‫أوؿااؼبخطئُت‪،‬ابعدىاابثلثاسنواتانشأتاموجةاأخرىاذبدهاأوؿاالراكبُتاؽبا‪،‬او ًا‬
‫يف اأقصى االتشدد‪ ،‬اواؼبوجة ااألخرى ايف اأقصى االتساىل‪ ،‬اوذبده اركب اموجة االتشدد اوركب اموجةا‬
‫التساىل!اما اداللة اىذا؟ الو ادالالت امتعددة؛ اواحدة امنها اأنو افوضوي االعلم اوفوضوي ااؼبعرفة‪ ،‬ادل ايسرا‬
‫متسقة‪ ،‬اىو اسائر ابطريقة اذات اأطارؼ اشائكة‪ ،‬اليستا‬ ‫نتائج ا ٍ‬‫صحيح ايوصلو اإذل ا ٍا‬
‫منهجي ا ٍا‬‫ٍّا‬ ‫على اطر ٍا‬
‫يق ا‬
‫ذات اأطراؼ امتّسقة ا ُموصلة اإذل احقيقة االعلم‪ ،‬االعلم اىدايةٌ‪ ،‬اجيب اأف ايكوف امن انتيجة االعلم اأف اتزدادا‬
‫اىتداءً‪،‬اوأفاتتضحاالرؤيةالديك‪.‬ا ا‬
‫أحياان‪:‬ا"أنو اليس امن ااؼبهم اماذا اتقرأ‪،‬ا‬
‫جزءٌامن االوىم اوىو افبا ا ّيروج ا ًا‬
‫ودعوان امن االكلـ االذي اىو ا ا‬
‫وال امن ااؼبهم اؼبن اتقرأ‪ ،‬ااؼبهم اأف اتقرأ‪..‬امن اأصبل ااألشياء اأف ا‪-‬ىذا االكلـ االومهي‪ -‬اأنك اكلما اقرأتا‬
‫ازدادت اتساؤالتك اواستفهاماتك ايف ااغبياة!" اىذا ااظبو اوىم‪ ،‬اإذا اكانت االقراءة اتزيد اأسئليت اوتزيدا‬

‫‪ٙ‬‬
‫مصادر ااغبل اؽبذه ااألسئلة؛ افأسأؿ امث اأجيب اوانتقل اخطوة اقادمة؛ افبتاز‪ .‬اإذا اكانت اعبارة اعنا‬
‫أبدااأفا‬
‫استفهاماتاواستفهامات؛افهذاامناأبرزاصوراالفوضىااؼبعرفيةاوالوىمااؼبعريف؛الذلكاالايصلحا ً‬
‫دائما اتركب اموجات اـبتلفة امتعارضة‪ ،‬ايعٍت اكل اموجةا‬ ‫تسَت اعلى انفس االطريق ااؼبعريف اإذا اكنت ا ً‬
‫َا‬
‫جديدة اتركبها اوتظن اأف اىذا اىو امقتضى االعلم‪ .‬ااي اصباعة االعلم اثقيل ايُث ّقل ااإلنساف‪ ،‬االعلم اجيعلا‬
‫اإلنساف اثقيل‪ ،‬اثقيل ايعٍت اإذا ارأى اشيئًا‪ ،‬ارأى اأطروحة‪ ،‬ارأى اإشكاؿ‪ ،‬ارأى اموجة‪ ،‬ارأى اىاشتاچات‪،‬ا‬
‫دليل اعلىا‬
‫علم اينطلق امنو‪ ،‬اُياكم اإليو‪ ،‬ايفهم‪ ،‬ايعتدؿ‪.‬ااػب ّفة ا‪-‬سبحاف اهللا‪ -‬اىي ا ٌا‬
‫رأى‪..‬؛ اثقيل‪ ،‬اعنده ا ٌا‬
‫قلةاالعلم‪،‬اودليلاعلىافوضويةاىذااالعلم‪.‬ا ا‬
‫شخص‪ ،‬اأو ارأيت ابعضها ايف ا ٍ‬
‫شخص؛ افاعلم اأنو افوضويا‬ ‫إذف اىذه امخسة مظاىر اإذا ارأيتها ايف ا ٍ‬
‫ٍا‬
‫صحيحة‪ .‬ا‬ ‫ٍا‬
‫منهجيةا‬ ‫اؼبعرفة‪،‬افوضوياالعلم‪،‬ادلايسرابطر ٍا‬
‫يقةا‬

‫اآلاثر السلبية الناجتة عن فوضوية ادلعرفة‪:‬‬

‫حسنًا اما ااؼبخاطر االيتاتًتتب اعلى اىذهااؼبظاىر؟ اكبن اذكران اطبسة امظاىر‪ ،‬اما االذي ايًتتباعليهاا‬
‫نقصا امعينًا‪ ،‬ابلا‬ ‫نقص امع ٍ‬
‫ُت؟ اال‪ ،‬اليس ا ً‬ ‫من اـباطر؟ اما االذي اينشأ اعنها؟ ايعٍت اىل اىي اؾبرد ا ٍا‬
‫مشكلت‪ .‬ا‬

‫يتوىم اأنو ايعرؼ‪.‬اوحالة االوىم ااؼبعريف اتقود اإذلا‬ ‫‪ (0‬األثر األول‪ :‬االوقوع يف حالة الوىم ادلعريف‪ ،‬ا ّ‬
‫قبيحة امن اقبائح االدنيا ااظبها ا"التّعا ُادل"‪.‬اإذا اقارنت ابُت ا ُمتعاٍادل اوبُت اجاىل اال اي ّدعي االعلم؛ افاعباىلا‬ ‫ٍا‬
‫أفضل‪.‬االتّعا ُادلامعاوجودااألساسياتااؼبعرفيةااؼبشتبكةااشتبا ًكااخاطئُا؛اىذهامصيبةاوكارثة‪.‬اوإذااكانتا‬
‫ىذه ااؼبشكلة اموجودة اساب ًقا افاليوـ ااض ِرهبا ايف اآالؼ‪ ،‬االيوـ ااؼبشكلة امع اشبكات االتواصل اواسعةا‬
‫اؼبساحات‪.‬احسنًاافبكناواحدايقوؿ‪:‬االتّعا ُادلاوهللااصحيحامشكلةاولكن‪..‬اىياليستامشكلةاعادية‪،‬ا‬
‫التّعا ُادل اقد ايقود اإذل احفرة امن احفر االنار؛ اوذلك األف اهللا اسبحانو اوتعاذل اقد اقاؿ ايف اسورة ااألعراؼ‪:‬ا‬
‫اّللاِ ا َما ا َالا اتَػ ْعلَ ُمو َفا﴾ ايعٍت اذكر اهللا ا‪-‬‬ ‫﴿ َوأَف اتُ ْش ِرُكوا ا ِاب َّللاِ ا َما ا َدلاْ ايػُنَػ ِّز ْؿا ابِ ِوا ا ُسلْطَ ً‬
‫اانا ا َوأَف اتَػ ُقولُوا اعَلَى ا َ‬
‫فا اأَلْ ِسنَػتُ ُك ُماا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سبحانو اوتعاذل‪ -‬االقوؿ اعليو ابل اعل ٍام ايف اسياؽ اذكر االشرؾ‪ .‬ا﴿ َوَالا اتَػ ُقولُوا ال َما اتَص ُ‬
‫با﴾‪ ،‬افاؼبسألة اليست اسهلة اوليست ايسَتاةًا‬ ‫الْ َك ِذبا ا َٰى َذا اح َل ٌؿا او َٰى َذا احراـا الِتػ ْفتػروا اعلَى ا َِ ِ‬
‫اّللا االْ َكذ َ‬ ‫َ َ َ َ َ ََ ٌ َ َُ َ‬
‫‪ٚ‬‬
‫جيدا‪..‬ا‬
‫أحياان ااإلنساف ايُبّر النفسو امن اابب االغَتة اعلى االدين‪ ،‬ايقوؿ‪:‬اوهللا اأكيد اأ ّاف اىذا اليس ا ً‬
‫أبدا‪.‬ا ًا‬
‫ً‬
‫أصلاأنواالاجيوز‪..‬اأاناأشعراأنواالاجيوز‪..‬اأعوذااب﵁اشوؼاإيشايفعلاوهللاامااجيوز!اطيباالا‬ ‫واضحا ًا‬
‫مثلا‬
‫بناءًاعلىاإيش؟اعلىاإحساس‪،‬اأحساأفاىذااماايصَت‪،‬اىذها«أحس»اؼبااأنتاتكلماواحدا ًا‬ ‫جيوزا ا‬
‫كتب اتغريدة اأو امشاركة افتقوؿ الو‪:‬اأنت امتساىل ايف ادين اهللا اوأنت اتفعل اكذا!اىذا االكلـ ا‪-‬اتقا‬
‫أال ايصدر اإ االّاعن اعل ٍام‪.‬انفس االشي اابلعكس‪:‬اأنت امتشدد اوأنت اىكذا‪.‬اكلو اجيب اأفا‬ ‫هللا‪ -‬اجيب ا ّا‬
‫يصدراعناعل ٍام‪ .‬ا‬

‫إذفاأوؿاخطرامناـباطراالفوضىايفاالعلماوالفوضىايفااؼبعرفة‪:‬اىو حالة الوىم ادلعريف اليت تقود‬


‫إىل حالة التّعامل‪.‬‬

‫خطر كبيٌ وشدي ٌد ج ًدا‪ :-‬اضياع األزمان واألعمار‪ .‬ايعيش اابن ااغبلؿا‬ ‫‪ (1‬األثر الثاين ‪-‬وىو ٌ‬
‫كتاب ا ٍا‬
‫لكتاب ابدوف اأف اينهي اأي اشيء‪ ،‬امنا‬ ‫لبانمج ابدوف اأف اينهي اأي اشيء‪ ،‬امن ا ٍا‬
‫انمج ا ٍا‬
‫ىذا امن ابر ٍا‬
‫درس اإذل ا ٍا‬
‫درس ابدوف اما ايكمل اأي اسلسلة اأو اسياؽ امعُت ايف االدروس‪ ،‬ايُكثر االتنقل‪ ،‬اوىذا ايضيعا‬ ‫ٍا‬
‫األعمار‪،‬اتذىبااألعماراوتنصرـابدوفاأفاخيرجااإلنسافاحبقيقةاوشبرةاالعلم‪.‬اوىذااأثراخطَتامناآاثرا‬
‫الفوضىايفاالعلماواؼبعرفة‪.‬ا ا‬

‫‪ (2‬األثر الثالث‪ :‬السقوط يف الفيوات ادلعرفية‪.‬اىذهانتيجةاواضحةاللبناءاغَتااؼبنهجي‪،‬االذيا‬


‫بناءًاغَتامنهجي؛اىذااترىافبكنايُكملاسلسل‪،‬افبكنايكملابرامج‪،‬الكنوادلايسرابطر ٍا‬
‫يقةا‬ ‫يبٍتاالعلما ا‬
‫تبة‪ ،‬اىذا االذي اعنده ااؼبشكلة االثالثة اال اينقطع‪ ،‬ابل ايُكمل‪ ،‬الكنو ايكمل اال اعلى ا ٍا‬
‫ىداية اوالا‬ ‫منهجية امر ٍا‬
‫ٍا‬
‫ٍا‬
‫منهجية‪ ،‬اوإمنا اعلى افوضويّة افيبٍت اويبٍت اويبٍت ايف ابعض ااجملاالت ااؼبعرفية اسيصل ابناؤه اإذلا‬ ‫على ا‬
‫كثَتا امن االطوابق ايفا‬
‫عالية ايف االبناء‪ ،‬اولكنو ادل ايكن ايبصر اأف ا ً‬ ‫ٍا‬
‫درجات ا ٍا‬ ‫انطحات االسحاب‪ ،‬ايعٍت اإذل ا‬
‫آيلاللسقوطاأكثر‪،‬اؼباذا؟االفجوات‪.‬االفجواتا‬ ‫أصل!افكلمااارتفعاالبناءاكافا ًا‬ ‫منتصفاالبناءادلايبنهاا ً‬
‫تداركها‪ ،‬اأقصد اأنو اميكن اؼبن ابٌت اىذاا‬
‫خطرىا اليس امثل االوىم ااؼبعريف‪ ،‬اخطرىا اأقل‪ ،‬اأقصد اأنو اميكن ا ُ‬
‫البناءا‪-‬وىذااالواجباعلىامنابٌتامثلاىذااالبناء‪-‬االواجباعليواأفايقفاعنامزيدامناالبناءاويرجعا‬

‫‪ٛ‬‬
‫جدا‪،‬اترميماالفجواتاوىوامناوسائلااغبلاللفوضىا‬
‫جداا ً‬
‫يرمماالفتوات‪.‬اىذاامهما ً‬
‫‪-‬ليسامناالصفر‪-‬ا ّ‬
‫اؼبعرفيةاحاؿاوجوداالفجوات‪.‬ا ا‬

‫‪ (3‬األثر الرابع‪ :‬االفتور‪ ،‬ور ّدة الفعل السلبية جتاه العلم‪ .‬دل اأستفد اشيء‪ ..‬اوليس افقط االفتورا‬
‫وإمنااحىتاالنفور‪.‬ا ا‬

‫‪ (4‬األثر اخلامس‪ :‬القابلية للتأثر ابلشبجات واإلشكاالت‪ ،‬اإف ادل ايكن االسقوط ايف اأوحاؿا‬
‫اإلشكاالت اوالشبهات‪.‬اؼباذا؟ األف اقراءتو اكانت ابل ا ُىدى‪ ،‬ا"اقرأ اوال ايضر اؼبن اتقرأ"‪ ..‬اربصيلو اكافا‬
‫علىاغَتاىدى‪،‬اىذاااػبلوامنااؽبدىايفاربصيلاالعلماقدايقوداإذلااإلشكاالتاوالشبهات‪،‬اوىذاامنا‬
‫اآلاثراالسلبية‪.‬ا ا‬

‫‪ (5‬األثر السادس‪ :‬الفجم اخلاطئ للعلم‪.‬اوقريبامنو ‪(6‬ااألثر السابع ‪-‬وىوايعٍتانتيجةا ًا‬


‫أحياانا‬
‫لو‪،‬اوقدايكوفا ٍا‬
‫بسبباآخر‪-‬اوىو‪:‬اعدم احرتام العلم وأىلو‪ ،‬أو عدم القدرة على احرتام أو تتمييز‬
‫مقامات العلم‪ ،‬ومقامات التخحص‪ ،‬ومقامات اإلنتاج العلم الحيي‪ .:‬ؼباذا؟ األنو اىو ا ًا‬
‫أصلا‬
‫أحد‪ ،‬اوقرأ امن اـبتلف ااؼبصادر‪ ،‬اواستوى اعنده االعلم االصحيح اابلعلما‬ ‫أحد‪ ،‬اوقرأ الكل ا ٍا‬
‫أخذ اعن اكل ا ٍا‬
‫مثل اليس اعندىم امشكلة اأبف ا اِ‬
‫يصرحواا‬ ‫أحياان الكتّاب ا ًا‬
‫الزائف؛ افلم ايعد امييز امقامات االعلم‪.‬اىو ايقرأ ا ًا‬
‫ّ‬
‫أهنم امن اأصحاب االفواحش اأو االشذوذ‪ ،‬امثل ابعض االكتّاب االغربيُت اوالفلسفة اوكذا‪ ،‬اويقرأ اللبخاريا‬
‫ُت‪،‬ا‬ ‫بيةاربتاتعر ٍا‬
‫يفامع ٍا‬ ‫كتباغر ٍا‬
‫مثلايفا ٍا‬
‫أحيااناأنتاتقرأا ًا‬
‫وللشافعياوألمثاؽبمامناأئمةااؼبسلمُت!ايعٍتا ًا‬
‫أحياان افكرة اأنو اوهللا اأان ااقرأ اكل اشيء‪ ،‬ادعٍت اأفتح اتراث ااؼبسلمُت ااقرأا‬ ‫منهجية ا ٍا‬
‫معينة‪ ،‬اال الكن ا ًا‬ ‫ٍا‬ ‫ربت ا‬
‫منهم اشيئًا‪ ،‬اافتح افلسفة االعصر اكذا‪..‬اإخل‪.‬االنتيية‪ :‬اىي ااستواء امقامات االعلم‪ ،‬ااستواء ااؼبتح ّدثُتا‬
‫ابلعلم‪،‬اوعدـاتقديراواحًتاـاالعلماالصحيحااألفضلامنابُتاالعلوـاواؼبعارؼ‪ .‬ا‬
‫فوضوي االبناء ادل اميتك اأدوات االفهما‬
‫ّا‬ ‫وكذلك اقبلها ااألثر االسادس ا‪-‬الفهم ااػباطئ اللعلم‪ -‬األنو ا‬
‫كثَتااإذااأتملتمافيوااليوـ‪.‬ا ا‬
‫تفسَتااخاطئًا‪،‬اوىذااموجودا ً‬
‫يفسراالعلما ً‬‫الصحيحاصارا ّا‬

‫‪ٜ‬‬
‫‪ (7‬األثر الثامن واألخي‪ :‬اىو ااألثر اليس ا ً‬
‫خاصا ابو‪ ،‬اوإمنا اتغذية احالة االضعف االعامة الألمةا‬
‫اإلسلمية‪.‬اكيف اميكن اأف اتنهض ااألمة امن احاؽبا اإذا اكاف االعلم االذي اينتشر ايف اكثَت امن اأفرادىاا‬
‫أثرها‬ ‫ا‬ ‫الفرد‬‫ا‬ ‫فضعف‬ ‫ا‬ ‫؟‬‫ا‬‫ٍ‬
‫فوضوية‬ ‫ا‬ ‫فوضوية‪،‬اويتعاملامعوااإلنسافابطر ٍ‬
‫ا‬
‫يقة‬ ‫ٍ‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫فوضوية‪،‬اويبٌتابطر ٍ‬
‫ا‬
‫يقة‬ ‫ٍ‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫يسَتابطر ٍ‬
‫ا‬
‫يقة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إشكاال‪.‬ا ا‬
‫منتشرا؛افهذاايزيدااإلشكاؿا ًا‬ ‫سائداا ً‬
‫حاالا ً‬‫علىاالبقيّة‪.‬اوإذااكافاىذاا ًا‬
‫إذف اتكلمت اعن اكم امظه ٍار امن امظاىر االفوضى؟ اطبسة امظاىر‪.‬امث اذكرت اشبانية اآاثر اسيئة اؽبذها‬
‫اؼبظاىرااػبمس‪.‬ا ا‬

‫أسباب الفوضى ادلعرفية‪:‬‬

‫ننتقلااآلفاللحديثاعناأسباباالفوضىايفاالعلم‪.‬اذكرانااؼبظاىراوذكرانااؼبخاطرالكناؼباذااتنشأ؟ا‬
‫ىناؾاأسباباتُنشئاحالةاالفوضىايفاالعلماوغيابااؼبنهجيّة‪،‬اوذكرااألسبابايعُتاعلىاإسباـاالتصور‪.‬ا‬
‫وابؼبناسبة الو اأسبمت اذكر ااؼبظاىر اواؼبخاطر اواألسباب‪ ،‬اردبا االبعض اال اُيتاج اإذل اذكر االعلج؛ األنوا‬
‫خلص اواضح‪ ،‬ايعٍت اواضح اأنو اىذه امظاىرىا‪ ،‬اوىذه اأسباهبا‪ ،‬اوىذه اـباطرىا‪ ،‬اإذف اانظر اإذل اعكسهاا‬
‫أيضا ابعض اصور االعلج‪ -‬الكنا‬ ‫أصل ا‪-‬لكٍت اسأذكر ا ً‬‫وما ايضادىا اوما اال اايُوصل اإليها استجد ااغبل ا ًا‬
‫اؼبهماأفانفهماىذهااؼبشكلة‪،‬امااحقيقتها؟اماامظاىرىا؟امااـباطرىا؟امااأسباهبا؟ا ا‬

‫‪ (0‬السبب األول‪ :‬من اأىم ااألسباب االيت اتقود اإذل االفوضى ايف االعلم اوالبناء اواؼبعرفة‪ :‬اغياب‬
‫األىداف اليت يعيش ألجلجا اإلنسان‪ ،‬واليت ينظر من خالذلا إىل العلم‪.‬ايعٍتاأانامااعندياأىداؼا‬
‫وبناءً اعلى اذلك افأان االا‬
‫حقيقية ايف ااغبياة اأعيش األجلها‪ ،‬اما اعندي امقاصد اوغاايت ااتُشغلٍت اح ًقا‪.‬ا ا‬
‫أصل!اأان اأعلم اأين ااقرأ ااآلف األف االقراءة امفيدة‪ ،‬الكن امفيدة ايف اماذا؟ اما اعلقة اىذها‬
‫أدري اؼباذا ااقرأ ا ًا‬
‫القراءةاحبيايت؟امااعلقةاىذهاالقراءةابطريقي؟امااعلقةاىذهاالقراءةاأبىدايف؟االاأعرؼ! ا‬
‫إذف اغياب ااألىداؼ اوحقيقة اما ايعيش األجلو ااإلنساف اىو امن اأىم اأسباب االفوضى ايف االعلما‬
‫واؼبعرفة‪ .‬اوابلتارل ااآلف اإذا اتكلمنا اعن االعلج اماذا انقوؿ؟ اوضع األىداف‪ ،‬وأن يعيش اإلنسان‬
‫مثاال‪:‬اوهللا اإنساف امن اأىم اأىدافو ايف ااغبياة اأف ايكوف امنا‬ ‫لغاايت ومقاصد‪ .‬يعٍت ا ًا‬
‫مثل ادعٍت اأخبكم ا َا‬

‫ٓٔ‬
‫دور ايف ااستصلح اأحواؿ ااؼبسلمُت‪ ،‬اىذا ااآلف اىدؼا‬ ‫اؼبصلحُت اعلى اطريق ااألنبياء‪ ،‬اوأف ايكوف الو ا ٌا‬
‫إطارااللعلماواؼبعرفةاوسيوظفاىذااالعلماواؼبعرفة‪،‬ا‬ ‫يُشغلاابلو‪.‬اىذاااؽبدؼاعندمااايُشغلاابلواىواسيضعا ً‬
‫وسيلحظ اأثناء ابنائو اما ايعينو اعلى االوصوؿ اإذل اىذه االغاية‪.‬اىو اليس اىدفًا اكافيًا اأو اليس اسبًا اكافيًاا‬
‫يف االعلج‪ ،‬اولكنو اواحد امن االوسائل‪.‬الذلك اغياب ااألىداؼ االيت ايعيش األجلها ااإلنساف‪ ،‬اغيابا‬
‫الرؤية‪،‬اىذااكلوايقوداإذلافوضىاكبَتةايفاالعلماواؼبعرفة‪.‬ا ا‬

‫‪ -‬امن أىم ما يدخل حتت غياب األىداف ىو غياب معىن مجم ج ًدا‪ :‬وىو غياب معىن أن‬
‫أصال إمنا ىو وسيلة‪ ،‬وأن الغاية ى التعبد هلل‪ ،‬واستصلح ااغباؿ‪ ،‬اواستصلح االنفس‪،‬ا‬ ‫العلم ً‬
‫شيءٌ اسيجعلا‬‫موضوعا اأماـ االعُت؛ اىذا ا ا‬ ‫ً‬ ‫واستصلح االغَت‪.‬اؾبرد اأف ايكوف اىذا ااؼبعٌت اوىذا ااؽبدؼ ا‬
‫اإلنساف اأكثر اقابليةاللًتتيب اوالبناء االصحيح افبن ايفتقد اىذا ااؼبعٌت‪.‬ايقوؿ ااإلماـ االشاطيب ارضبواهللاايفا‬
‫التعبِّدا﵁"‪.‬ا ا‬
‫وبناءًا‬ ‫)اؼبوافقات(‪:‬ا"كلاعل ٍاماشرعيافطلباالشارعالواإمناايكوفامناحيثاىواوسيل اةٌاإذلا ا‬
‫على اذلك انفهم اأف االنيب اﷺ اثبت اعنو ايف االصحيح اأنو اكاف ايستعيذ ااب﵁ امن اعل ٍام اال اينف ٍاع‪ .‬احسنًاا‬
‫بناءًاعلى اماذا االاينفع؟ اسؤال اآلن‪ :‬االعلم االذي اال اينفعاىل اىو اعند اأصحابو ابتعريفهما‬ ‫عل ٍام اال اينفع ا ا‬
‫انفعاأواغَتاانف ٍاع؟ااآلفاالنيباﷺايستعيذامناعلماالاينفع‪،‬اىلاىذااالعلماالذيااستعاذامنواالنيباﷺا‬
‫مثل‪ :‬االعلوـ ااؼبتعلقة اابلسحر اوالكهانة ا‪-‬ىذها‬ ‫ىو اانف ٍاع اعند اأصحابو ابرؤيتو اودبنظارىم اأو اال؟ اانفع‪.‬ا ًا‬
‫كدرجة اقصوى ايف اعدـ االنفع‪ -‬الكن اىي اابلنسبة األصحاهبا اماذا؟ اانفعة‪ .‬االيوـ ايوجد ازبصصاتا‬
‫تقيّمها اأهنا افقطا‬ ‫يسافر األجلهااوتدفع افيها اأمواؿ‪،‬ايوجد ابعض االتخصصات اىي ايعٍت اإذا اكاف اتقدرا ا‬
‫ُت اأنتا‬‫بناءً اعلى اماذا؟ اعلى امعيا ٍار امع ٍا‬
‫علم ايضر‪ ،‬الكن ايضر ا ا‬
‫أحياان اتكوف ا ٌا‬
‫علم اال اينفع افاغبمد ا﵁‪ ،‬ا ًا‬
‫ضررا اعليو ايف ادينو‪،‬ا‬‫تنطلق امنو اوتقيم امنو‪.‬ايعٍت اقد ايكوف ابعض ااجملاالت ايدرسها ااإلنساف اوتكوف ا ً‬
‫علما‪،‬اوؽبااشهاداتاومااإذلاذلك‪ .‬ا‬‫متعارضةامعابعضاالثوابت؛اوىياتسمىا ً‬
‫مثل‪،‬ا‬
‫ىذا اكلو اداخل اموضوع ااألىداؼ؛ األننا اال انتكلم اعن ااألىداؼ االيت اىي اقراءة امئة اكتاب ا ً‬
‫ال انتكلم اعن اىذه‪ ،‬انتكلم احىت اعن اأىداؼ اأو اابألساس انتكلم اعن ااألىداؼ االكبى االيت ايعيشا‬
‫اإلنسافاألجلها‪ .‬ا‬

‫ٔٔ‬
‫طيب‪ ،‬اىذا االسبب ااألوؿ امن اأسباب االفوضى ايف االعلم اواؼبعرفة‪ ،‬االذي اىو اغياب ااألىداؼ‪،‬ا‬
‫واؼبقصود اكما اقلت ااألىداؼ ايف ااألساس اىي ااألىداؼ االكبى االيت ايعيش األجلها ااؼبسلم‪،‬ا‬
‫بناءًاعليها‪.‬اىذا اأساس‪ ،‬اىذا اكالشرط االذي ايلزـ امن اعدمو االعدـ‪،‬ا‬ ‫عرؼ االعلم ا ا‬ ‫دائما‪ ،‬اويُ ِ‬
‫ويستحضرىا ا ً‬
‫ّ‬
‫وجود اوال اعدـ اذاتو‪ ،‬ايعٍت اىو اإذا اافُِاقد اىذا االشرط اال اميكن اأف ايكوف اىناؾ ا ٌا‬
‫علما‬ ‫وال ايلزـ امن اوجوده ا ٌا‬
‫صحيح اايُثمر اعند ااإلنساف‪ ،‬الكن اإذا اوجد اال ايكفي ابذاتو اىذا االسبب ا‪-‬أقصد اإذا اوجد امنا‬ ‫ٌا‬ ‫منهجي ا‬
‫ٌا‬
‫اعبهة ااإلجيابية اووجود ااألىداؼ‪ -‬اال ايكفي الًتتيب االعلم اولبناء ااؼبنهجية اولكنو اشرط‪ ،‬ايعٍت اىو اأشبوا‬
‫ماايكوفاابؼبقدمة‪.‬ا ا‬

‫‪ (1‬السبب الثاين‪ :‬اغياب ادلنجيية‪ .‬األوؿ اغياب ااألىداؼ‪ ،‬االثاين اغياب ااؼبنهجية‪.‬اإيش اغيابا‬
‫اؼبنهجية؟ االعلم الو اقواعد امنهجية امعينة‪ ،‬اىذه االقواعد اربكم اطريق ااإلنساف ايف اطريق االعلم‪ ،‬اأان االا‬
‫تلخص‪ ،‬اال‪ ،‬اىذها‬ ‫أتكلم اعن اقواعد امنهجية ايعٍت اكيف اسبسك االكتاب اوأين اتكتب االفوائد‪ ،‬اوالزـ ا ّا‬
‫مثل‪ :‬اأان اذكرت اعدة اأموٍر تضبط‬ ‫كلها افوائد امفيدة‪ ،‬الكن اأان ااتكلم اعن اقواعد امنهجية اكبى‪ .‬ا ًا‬
‫قضية ادلنجيية‪ ،‬امثل‪:‬االبدء ابصغار االعلم اقبل اكباره‪ ،‬امن اال ايبدأ ابصغار االعلم اقبل اكباره ايكوف اقدا‬
‫فقد اركنًا امن اأركاف ااؼبنهجية ايف االعلم‪ ،‬اوقد اذكر ااإلماـ االبخاري ايف اصحيحو ايف اكتاب االعلم‪ ،‬اذكرا‬
‫يرب االناس ابصغار االعلم اقبل اكباره"‪.‬اوابلتارل اصار اىناا‬
‫الرّابنيُت اقاؿ‪:‬ا"ويُقاؿ اأف االرابين اىو االذي ا ّا‬
‫عندان اأصل احىت امن االشرع‪ ،‬امن اكتاب اهللا اسبحانو اوتعاذل‪ ،‬اابعتبار ااإلدخاؿ االعاـ اضمن اكلمةا‬
‫الرابنيُت‪،‬اأفامناصورىا‪،‬افباايدخلافيها‪:‬االًتبيةابصغاراالعلماقبلاكباره‪ .‬ا‬
‫ايعٍتاواحداللتواقادـامناالعادلااآلخرااألسودااؼبظلم‪،‬اوربناااغبمدا﵁اتباعليواوصارايصلياوظبعا‬
‫فشمر اعن اساعديو اوقاؿ الك اأانا‬ ‫اؽبمة ايف اطلب االعلم اوالعزمية اوعدـ اضياع ااألوقات؛ ا ّ‬
‫ؿباضرة اعن ا ّا‬
‫سأحرث االعلم احرًاث‪ ،‬اأعطيٍت اأكب اكتاب اوقف اأمامو ااعبهابذة‪ ،‬ا)درء االتعارض(‪ ،‬ا)فتح االباري(‪،‬ا‬
‫كتاب اسيبويو‪ ،‬اإخل‪ .‬اىذه اكبن انذكرىا امن اابب االطرفة الكن اىي احقيقة ايقع افيها ابعض اصغارا‬
‫أحياان ابقدر امن ااغبماس اواغبيويةا‬ ‫الطلب‪ ،‬ايعٍت ابعد ا ٍا‬
‫سنة امن االعلم اوالبداية‪ ،‬ابعد اسنتُت‪ ،‬ايشعر ا ًا‬
‫والعبقرية اأنو االزـ ايقفز اإذل االنهاايت! افيقوؿ الك اأان اخلؿ االسنة اسأهني ا)فتح االباري( او)ؾبموعا‬
‫أيضاا)األـ(اللشافعي!ااياحبيباأنتاماازلتايفاالسنةاالثانيةاأواالثالثةايفا‬ ‫الفتاوى(اوتفسَتاالطبي‪،‬او ً‬
‫ٕٔ‬
‫العلم‪،‬اىذااليسامكانوااآلف‪.‬االبدءابصغاراالعلماقبلاكبارهامناعلماتااؼبنهجية‪،‬اوفقدافاىذاافقدافا‬
‫لرك ٍانامناأركافااؼبنهجية‪،‬اوابلتارلاغيابااؼبنهجيةاسببامناأسباباالفوضىايفاالعلماواؼبعرفة‪.‬ا ا‬

‫• من الوسائل اليت تعني اإلنسان على حتقيق ادلنجيية‪ :‬ا‬


‫التأين يف االنتقال بني خطوات العلم وعدم استعيال الثمرات‪ ،‬يعٍت امنا‬
‫‪ .0‬الوسيلة األول‪ّ :‬‬
‫‪،‬اطبعااال اشك اأنو اؽبا اعلقة اابلبدء ابصغار االعلم اقبل اكباره‪ ،‬الكن اأحياان ايقوؿا‬
‫اؼبنهجيات ااألساسية ً‬
‫لك اأان ابدأت ابصغار االعلم اقبل اكباره‪ ،‬الكنوايستعجل ااؼبراحل!ايستعجل ااالنتقاؿ ابُت ااؼبراحل‪ ،‬اكلا‬
‫جدوالاخلؿاسنتُتا‬
‫مثلاأنوايضعا ًا‬ ‫مرحلةامنامراحلاالعلماجيباأفاأتخذاحظها‪،‬اماايصلحااإلنسافا ًا‬ ‫ٍا‬
‫يبدأ ابصغار االعلم اطبسة اكتب امن اأبو اكذا اوبعدين االكتاب االذي اكذا‪ ،‬ابعدين االكتاب االلي اكذا‪،‬ا‬
‫بعدين ايقوؿ الك اأان ااآلف امتأىل الإلفتاء!اال‪ ،‬ايتأىن ايف ااؼبراحل‪ ،‬اكل امرحلة اجيب اأف اتُنضج ااإلنسافا‬
‫وتَنضجاعندااإلنسافابقدرىا‪ .‬ا‬

‫‪ .1‬االوسيلة الثانية‪ :‬ااإلشراف العلم ‪ ،‬االستنارة آبراء وتوجيجات وإشراف ذوي العلم‬
‫والتخحص‪ ،‬وإذا اقلنا اإف امن اأسباب االفوضى ايف االعلم اغياب ااؼبنهجية‪ ،‬افإف امن أسباب غياب‬
‫ادلنجيية‪:‬اغيابااإلشراؼ‪،‬اغياباالتوجيواالعلمي‪،‬اخاص اةًاإذااكافااإلشراؼافبناجيمعامعاالعلمامعٌتا‬
‫الًتبية‪ ،‬اىنا االزـ اقبيب اكلـ االطبي ايف االرابنية‪ ،‬اكلـ االطبي ايف اتفسَت اقولواتعاذل‪ :‬ا﴿ َولَػَٰكِنا ُكونُواا‬
‫َربَػَٰنِيِّ ۧػ َنا﴾ اليبُت الك اأمهية اوجود االرابنيُت ايف احياة ااإلنساف‪ ،‬ايف احياة ااؼبسلم‪ ،‬ايف احياة اطالب االعلم‪،‬ا‬
‫فلذلك اإذا اقلنا امن اأسباب االفوضى ايف االعلم اىو اغياب ااؼبنهجية‪ ،‬افإف امن اأسباب اغياب ااؼبنهجيةا‬
‫طويل انقلتو امراًاراا‬
‫كلـا ٌا‬ ‫غيابااؼبرب‪،‬اغياب ااؼبوجو االناصح‪،‬االطبي الواكلـ اصبيلايف اقضية االرابنيُت‪ ،‬ا ٌا‬
‫يف اأكثر امن القاء‪ ،‬اسأذكر اخلصة االكلـ ابعداكلـ اطويلاارجعوا اإليوايف اتفسَت اسورة اآؿاعمراف ايفا‬
‫اربَػَٰنِيِّ ۧػ َنا﴾ اقاؿ‪ :‬ا"فالرابنيوف اإذف اىم اعماد االناس ايف االفقو اوالعلم اوأمور االدينا‬ ‫ِ‬
‫آية ا﴿ َولَػَٰكن ا ُكونُوا َ‬
‫اعبامع اإذل االعلما‬
‫والدنيا‪ ،‬اولذلكاىم افوؽ ااألحبار اكما اقاؿ اؾباىد‪ ،‬األف ااألحبار اىم االعلماء‪ ،‬اوالرابين ا ُا‬
‫البصراابلسياسةاوالتدبَتاوالقياـاأبموراالاَرعيةاوماايصلحهمايفادنياىماودينهم"‪،‬ايعٍتااعبامعابُتا‬ ‫والفقوا َا‬
‫القضية االعلمية اوبُت االقدرة اعلى االًتبية‪ ،‬اعلى االقيادة‪ ،‬اعلى اسياسة االناس‪ ،‬اعلى ااستصلح اأحواؿا‬

‫ٖٔ‬
‫الناس اوما اإذل اذلك‪ ،‬افهذا اإذا اكاف ااؼبشرؼ اأو ااؼبوجو افبن اجيمع ابُت االعلم اوالًتبية اوسياسة االنفس؛ا‬
‫فهذاامنااألسبابااليتاتقوداإبذفاهللااتعاذلاإذلااؼبنهجية‪ .‬ا‬

‫ا‪ .2‬الوسيلة الثالثة‪ :‬اأن يضبط طالب العلم القواعد الكلية‪ ،‬ويفجم أصول العلوم‪ ،‬ويضم‬
‫اجلزئيات إىل الكليات‪ ،‬وير ّد ادلتشاهبات إىل احملكمات‪ ،‬ايعٍت اأف ايدخل اإذل االعلم اوىو اينظر اإذلا‬
‫يفرؽ ابُتا‬ ‫الكتل االكبى اللعلم اوالقواعد ااؼبؤسسة الو؛ اىذه امن اأىم ااألمور ااؼبنهجية‪ ،‬ا امثَ اأثناء االبناء ا اّ‬
‫اعبزئي االذي اايُضم اإذل االكلي‪ ،‬اواؼبتشابو االذي ايُضم اإذل اا﵀كم‪ ،‬اوبُت اا﵀كم االذي ا ُُيكم ابو اعلىا‬
‫اؼبتشابو‪ ،‬اوالكل االذي ايضم اىذه ااعبزئيات‪ ،‬ايعٍت اأف ايعتٍت اطالب االعلم اابلقواعد االكلية ااؼبنهجيةا‬
‫الضابطة اللعلوـ‪ ،‬اأف ايعتٍت اابلتأصيل‪ ،‬االقواعد االكبى‪ ،‬اأساسات االعلوـ‪ ،‬اوأف اال ايتعامل امع اكلا‬
‫اؼبعلوماتابنفسااؼبستوى‪،‬اابناتيميةا‪-‬رضبواهللا‪-‬ايقوؿ‪:‬ا"البداأفايكوفامعااالنسافاأصوؿاكلي اةٌاتردا‬
‫كذب ا ٍا‬
‫وجهلا‬ ‫وعدؿ‪ ،‬امث ايعرؼ ااعبزئيات اكيف اوقعت اوإال افبقي ايف ا ٍا‬ ‫إليها ااعبزئيات اليتكلم ايف اعلم ا ٍاٍ ٍا‬
‫نصامهماجداامناكلـاابناتيمة‪ .‬ا‬ ‫عظيم"‪،‬ا ٌا‬ ‫وجهلاوظل ٍامايفاالكليات؛افيتولدا ٌا‬
‫فسادا ٌا‬ ‫يفااعبزئيات‪،‬ا ٍا‬

‫‪ .3‬الوسيلة الرابعة واألخية‪ :‬اترك شواذ األقوال وغرائبجا والتمسك ابدلشجور ادلعتمد‪،‬ا‬
‫االقًتابامنااالصباع‪،‬ااالحتفاءاابإلصباع‪،‬ادباااتفقاعليوااؼبسلموف‪،‬اأبساساتااإلسلـ‪،‬ابثوابتو‪،‬اوالبعدا‬
‫عن اتتبع ااألقواؿ االغريبة اوشواذ ااؼبسائل‪ ،‬افهذا امن اعدـ ااؼبنهجية‪ .‬االتتبع اوالتمسك‪ ،‬اكلما اسبسكا‬
‫ٍا‬
‫صحيحة‪،‬ا‬ ‫ٍا‬
‫منهجية ا‬ ‫مبنيًا اعلى ا‬
‫اإلنساف اابؼبشهور‪ ،‬اابإلصباع‪ ،‬اابألصوؿ؛ افهذا اأقرب األف ايكوف اعلمو ا ا‬
‫اآلف اىذا اكل االسبب االثاين امن اأسباب االفوضى ايف االعلم اواؼبعرفة‪ ،‬االسبب ااألوؿ اكاف‪ :‬اغيابا‬
‫األىداؼ‪ ،‬االسبب االثاين‪ :‬اغياب ااؼبنهجية‪ ،‬اقلنا اطبسة اوسائل اربت اغياب ااؼبنهجية اتعُت اعلى اربقيقا‬
‫اؼبنهجية‪ .‬ا‬

‫‪ (2‬السبب الثالث من األسباب اليت تؤدي اىل الفوضى يف العلم ويف بناء العلم‪ :‬اضعف‬
‫العزمية وعدم االستمرار يف موجبات حتقيق البناء ادلنجي ‪ ،‬عدم االستمرار يف اخلطط العلمية‬
‫وإمتامجا‪ ،‬ايعٍت األف ااالنساف اضعيف االعزمية‪ ،‬اضعيف االصب‪ ،‬اال ايتحمل اأف اايُتم ااؼبشاوير ايف اخططا‬
‫ودائمااتغيباعنوااؼبنهجية‪ .‬ا‬
‫ودائماافوضيااؼبعرفة‪،‬ا ًا‬
‫دائماافوضياالعلم‪،‬ا ًا‬
‫العلم‪،‬افإنوا ًا‬

‫ٗٔ‬
‫‪ (3‬السبب الرابع واألخي‪ :‬االسبب ااألخَت امن اأسباب االفوضى ايف االعلم اواؼبعرفة اوىذا اذكرتو ايفا‬
‫األسبابااػبمسةايفااؼبنهجية‪،‬االذياىو‪:‬اتتبع اإلشكاالت والشبجات وشواذ العلم‪.‬ا"الذياىواأانا‬
‫مثل ايعٍت‪ ،‬األيسوا ارجاؿ اوكبنا‬
‫واثق ابنفسي‪ ..‬اأعطٍت افرؽ اواحد ابيٍت اوبُت ااإلماـ اأضبد ابن احنبل ا ًا‬
‫رجاؿ؟! اأان ااآلف اأريد اأف اأقرأ اأي اكتاب ايقع ايف ايدي‪ ،‬اواغبمد ا﵁ اأان اعندي اقدرة اعلى االتمييز ابُتا‬
‫اػبطأاوالصواباوبُتااغبقاوالباطل‪"..‬اوىذهامنااألسبابااليتاتؤدياإذلاالفوضىايفاالعلماواؼبعرفة‪ .‬ا‬

‫األسباب ادلعينة على حتقيق العلم ادلنجي الحيي‪::‬‬

‫اآلف اذكران امظاىر االفوضى ايف االعلم اواؼبعرفة‪ ،‬اوـباطر االفوضى ايف االعلم اواؼبعرفة‪ ،‬اطبسة امظاىرا‬
‫وشبانية اـباطر‪ ،‬امث اذكران اأسباب انشوء االفوضى ايف االعلم اواؼبعرفة اوىي اأربعة اأسباب‪ ،‬اوضمن اغيابا‬
‫اؼبنهجية اوربتها اطبس اوسائل‪ ،‬ااآلف اننتقل اإذل ااألمر ااغبسن اوىو‪ :‬االقواعد االيت اينبغي امراعاهتا احىتا‬
‫وموصل اإذل احالة ااؼبنهجية اواالستقامة ايف االبناء االعلمي اواؼبعريف‪.‬ا‬
‫ًا‬ ‫متجاوزا اغبالة االفوضى ا‬
‫يكوف االعلم ا اً‬
‫أوؿ اشيء اقبل اأف اأذكر االسبب اجيب اأف انراعي اما اذكر اىناؾ ايف االفوضوية‪ ،‬افتصور اما اذكر ايفا‬
‫كثَتاافباا‬ ‫أساسيايفاربقيقااؼبنهجية‪،‬الذلكاأفاىناااآلفالناأذكراكلا ٍا‬
‫شيء‪،‬اؼباذا؟األنوا ًا‬ ‫ٌا‬ ‫أمرا‬
‫الفوضويةا ٌا‬
‫يعُتاعلىاربقيقاالبناءاالعلميااؼبنهجياذكرتاماايضادهايفاالفوضوية‪،‬اواضح؟ ا‬

‫‪ (0‬السبب األول‪ :‬ااألمر ااألوؿ اىو اعكس االسبب ااألوؿ ايف اأسباب االفوضى اوىو‪ :‬احتديد‬
‫بشكل ٍ‬
‫خاص‪.‬ا‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل ٍ‬
‫عام‪ ،‬ومن العلم وادلعرفة‬ ‫ٍ‬ ‫األىداف اليت يسعى ادلرء لتيقيقجا يف حياتو‬
‫ينبغياأف اأعيش احياةًا اأعلم اؼباذا اأان اأعيشها‪ ،‬اوأسَت ايف اطريق اأعلم اإذل اأين اأريد اأف اأصل امن اخلؿا‬
‫ىذااالطريق‪،‬اوكذلكاتعريفياللعلماواؼبعرفةاجيباأفايكوفاضمناأىداؼاوذكرتاىذاااؼبعٌتاوتفاصيلوا‬
‫يفاالفوضى‪ .‬ا‬

‫‪ (1‬السبب الثاين ادلعني على حتقيق العلم الحيي‪ :‬والعلم ادلنجي ‪ :‬ىو االبدء ابلتأصيل‪،‬ا‬
‫وخاصة اأان اأتكلم اعلى االعلوـ االشرعية اوالعلم ايف انطاؽ االعلوـ ااإلسلمية‪ ،‬االبدء ابلتأصيل الشرع‬
‫وبناء القاعدة األوىل يف كل ف ٍن من الفنون األساسية الشرعية ومن مث رفع البناء على ىذه‬
‫القواعد‪ ،‬وىذه امن اأىم االقواعد اللبناء االصحيح‪ .‬اكبن اعندان‪ :‬اعقيدة‪ ،‬اعلوـ اقرآف‪ ،‬الغة اعربية‪ ،‬اأصوؿا‬
‫٘ٔ‬
‫عاـ‪،‬اىذهااآلفاأبرزاالعلوـ‪،‬اىذهاالعلوـاكلاعل ٍامامنهاايفا‬ ‫بشكلا ٍا‬
‫فقو‪،‬افقو‪،‬احديث‪،‬اعلوـاالسنةاكلهاا ٍا‬
‫كتبو ااؼبؤلفة‪ ،‬اويف ادروسو ااؼبقدمة افيها ادرجات‪ ،‬اىناؾ ادرجة امتعلقة اببناء ااألساس ااألورل االتأصيلي‪،‬ا‬
‫ىناؾ ادرج اةٌ الشرح اىذا االبناء اوبسطو اوبياف اتفصيلتو ااألساسية اوأدلتو‪ ،‬اىناؾ امرحل اةٌ الرفع اىذا االبناءا‬
‫وضبط اىيكلو االداخلي‪ ،‬اوىناؾ امرحل اةٌ ابعد اذلك التزيينو اوذبميلو اإخل‪ .‬امن اأىم اما ايعُت ااإلنساف اعلىا‬
‫البناءااؼبعريفاالصحيحاأفايدرؾاىذهااؼبراحلامثايسَتايفابنائواعليها‪ .‬ا‬
‫بفضل اهللا اسبحانو اوتعاذل اعلينا ايف ابرانمج االبناء ااؼبنهجي اخاصة اىذه اا﵀اضرة ايف ااألساس امقدمةا‬
‫للبناء ااؼبنهجي‪ ،‬ايف االبناء ااؼبنهجي اكبن انسَت ابنفس اىذه االطريقة‪ ،‬اعندان اىذه االعلوـ االستة امنر اعليهاا‬
‫احدا ايف ااؼبستوى ااألوؿ‪ ،‬امث امنر اعليها امرًاة اأخرى ايف ااؼبستوى االثاين ا ٍا‬
‫بدرجة اأعلى امنها‪ ،‬امث امنرا‬ ‫احدا او ًا‬
‫و ًا‬
‫على انفس االعلوـ االستة ايف ااؼبستوى االثالث ا ٍا‬
‫بدرجة اأعلى امن االثانية‪ ،‬افالطالب ابعدما اخيرج امن االبناءا‬
‫درجة اأوذل اأتسيسية‪ ،‬ا اومرة ايف ا ٍا‬
‫درجةا‬ ‫اؼبنهجي ايكوفاقدامَار اعلى اعلم ااغبديث اثلث امرات‪ ،‬امرة ايف ا ٍا‬
‫درجة اأعلى اسبكينية‪ ،‬اأصوؿ االفقو ايدرس اثلث امرات‪ ،‬االعقيدة اتدرس اثلثا‬ ‫أعلى ابنائية‪ ،‬ا اومرة ايف ا ٍا‬
‫مرات‪،‬اوىكذا‪،‬اميكناالفقوافقطالطولوايقسمامعاملتاعباداتاعلىاأكثرامنامستوى‪.‬افهذهاواحدةا‬
‫طبعا ابفضل اهللا اسبحانو اوتعاذل اىذا اكلو ايف االبناءا‬
‫من ااؼبسالك االيت اتعُت اعلى ابناء االعلم االصحيح‪.‬ا ًا‬
‫اؼبنهجي اايُش ِّاكل اطبسُت اابؼبئة امن االبانمج‪ ،‬اطبسُت اابؼبئة ااألخرى‪ ..‬ااوىو اأف اال اينحصر ااإلنساف ايفا‬
‫ىذهاالعلوـاالستة‪،‬اوإمناايفاالقسماالثاين‪:‬االتزكية‪،‬االًتبية‪،‬االوعياابلواقع‪،‬االسلوؾ‪،‬االتاريخ‪،‬ااألدب‪،‬اكلا‬
‫ىذا ايف ااػبمسُت اابؼبئة ااألخرى‪ ،‬الكن اىذه االستة األف افيها اقوانُت ا ٍا‬
‫معينة ايف امستوايهتا اأفردت ايف اقسما‬
‫أيضاا‬
‫وحدىا‪ .‬اىذا ااآلف اتطبيق اعملي القضية ااؼبنهجية اوالبناء ااؼبعريف االصحيح‪ ،‬اواغبمد ا﵁ اىذا ايوجد ا ًا‬
‫خاصا‪،‬اىذهامسالكامعهودةاومعروفةاعنداأىلاالعلم‪ .‬ا‬ ‫شيئًاا ًا‬
‫يفاؾباالتاأخرى‪،‬األنواىذااليسا ا‬

‫‪ (2‬السبب الثالث‪ :‬البحية يف اختيار اخلطة العلمية‪ ،‬والعزمية يف الثبات على حتقيقجا‪ .‬يعٍتا‬
‫اعبمع ابُت االبصَتة ايف ارؤية االبانمج االذي اأسَت اعليو‪ ،‬اوالعزمية ايف االسَت اعلى ااػبطة االيت ابنيت اعلىا‬
‫جدا‪ ،‬اكيفا‬
‫بصَتة‪ .‬ااختيار اخطة اعلمية اعلى ابصَتة اوالسَت اعلى اىذه ااػبطة اعلى اعزمية‪ ،‬اىذه امهمة ا ًا‬
‫اختيار ااػبطة اعلى ابصَتة اتكوف؟ اوفق اضوء ااؼبنهجيات االيت اذكرانىا اقبل اقليل اومن اأمهها‪ :‬ااإلشراؼا‬
‫العلمي‪ ،‬اأف اتكوف ااػبطة اصادرة اعن ارجل امن اأىل االعلم‪ ،‬امن ااؼبشتغلُت اابلعلم‪ ،‬اوكما اقلت الكم امنا‬
‫‪ٔٙ‬‬
‫مهم ااي اطلب اوطالباتا‬‫اؼبهم اأف اجيمع اإذل االعلمامعٌت االًتبية‪ ،‬اؼباذا اأذكرااياصباعةاىذااالوصف؟اىذا ا ٌا‬
‫علميًا اولكنو ايتعامل امع االعلم اومع امن ايتعلما‬
‫متخصصا ا ا‬
‫ًا‬ ‫أحياان ايكوف االشخص ا‬
‫البناء ااؼبنهجي‪ ،‬األنو ا ًا‬
‫العلماوكأهنااآالتاعلمية‪،‬اتقرأاكذااوكذااتنتهياتلخص‪،‬اتقرأاكذااوكذااتنتهياتلخص‪..‬االاأنتاجيبا‬
‫أف اتتعامل امع امن ايتعلم االعلم اعلى اأنو اإنساف امسلم اعبد ا﵁ ايريد اأف ايزكو اهبذا االعلم‪ ،‬اويهتدي اهبذاا‬
‫العلم‪،‬اوىذاايؤاثّراعلىاطبيعةااختيارااؼبقرراتاواؼبواد‪.‬االايصلحاأنوااإلنسافاأيخذاسنواتاطويلةايدرسا‬
‫اؼبدرسا‬
‫فقواوعقيدةاوىوايدرسامتوفاوحواشياومنظوماتاويدرساشرحهاافقط!اوإمنااجيباأفايكوفا ّا‬
‫دائم ااغبديث اعن االتزكية‪ ،‬ادائم ااغبديث اعن اإصلح االقلب اوالنفس؛ األف االنفس افيها اطغياف اوقدا‬
‫يكوفامناأسباباطغياهنااالطغيافاابلعلم‪ .‬ا‬
‫نفسا اقد اتطغى اويكوف اسبب اطغياهنا االعلم‪ ،‬األهناا‬ ‫اإلنساف االذي ايتعلم االعلم‪ ،‬اىو اإنساف اميتلك ا ً‬
‫مكتسب امن ااؼبكتسبات االذي ا ُاُيقق اؽبا االشرؼ اوالتميزايف االدنيا‪ ،‬اوىذاا‬ ‫ٌا‬ ‫تعاملت امع االعلم اعلى اأنو ا‬
‫كمنهج‪،‬ا‬
‫ٍا‬ ‫كنظاـ اتدريسي‪ ،‬ا‬ ‫أحياان اقد ايغفل اعنو ابعض ااؼبتخصصُت االشرعيُت احىت‪ ،‬ايغفل اعنو اأقصد ا ٍا‬ ‫ًا‬
‫كتااب امن االكتب‪ ،‬امثا‬ ‫متخصص اشرعي اؼبدة اسنتُت‪ ،‬ايشرح ا ًا‬ ‫ٍا‬ ‫مثل‪-‬اعند ا‬ ‫فأنت اتذىب اوربضر االدرس ا‪ً -‬ا‬
‫الاذبدهايتعاملامعاالطالباتعاملامنايريداأفايهديواللعلم‪،‬اوإمناايتعاملامعواؼبنايريداأفايتقنامسائلا‬
‫وصل االلهم اعلى انبيناادمحم! اىل اىناؾ اتنافر ابُت ااألمرين؟ اؼباذا اال اأصبع ابُت ااألمرين ابُتا‬ ‫معينة اوانتهينا ا ِّا‬
‫اتقاف االعلم اكمسائل اوبُت االًتكيز اعلى ااالىتداء اابلعلم؟! افهذه اقضي اةٌ امهم اةٌ اجداا‪ ،‬اؽبذا اأذكر اأف امنا‬
‫أىم اما اايُعُت االطالب ايف ااختيار ااػبطة‪ :‬اأف ايكوف امن اوضع اىذه ااػبطة اجيمع ابُت االتعليم االذي اىوا‬
‫التعليم ااؼبتعلق اابلعلم اا﵀ض اوبُت االًتبية اوالتزكية اابستصلح االناس اونفوس االناس اهبذا االعلم‪ ،‬اواؼبستندا‬
‫ۡ‬
‫اٱّللُاعَلَىا‬ ‫واألساساوالقاعدةاواؼبعياراوالدليلاعلىاىذاااعبمعاىواقوؿاهللااسبحانواوتعاذل‪:‬ا﴿لَ َق َ َ َ‬
‫ن‬ ‫ام‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ۡ‬ ‫ِ‬ ‫ۡ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ِِۡ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ِ‬ ‫ۡ‬ ‫ِ‬ ‫ۡ ۡ ِِ ِ ۡ‬
‫با‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫او ۡيػُعَلّ ُم ُه ُم اٱل ۡك ۡتَػَٰ َ‬ ‫اويػَُزّك يهم َ‬ ‫ار ُساوال ا ّم ن اأَن ُفسه م ايػَتػلُوا اعَلَيهم اءَايَػَٰتوۦ َ‬ ‫ث اف يهم َ‬ ‫ُت اإذ ابػَعَ َ‬
‫ٱل ُمؤمنا َ‬
‫اوٱغبِك َمةَا‬ ‫ب‬ ‫ػ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫اٱل‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫م‬‫ِ‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫ػ‬ ‫ي‬ ‫او‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ػ‬ ‫اي‬ ‫اء‬ ‫م‬ ‫ۡ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ٱغبِ ۡكمة﴾‪ ،‬ا﴿ربػانا اوٱ ۡبػع ۡث افِي ِه ۡم ارساوال ا ِم ۡنػه ۡم ايػ ۡتػلوا اعل ۡ‬ ‫ۡ‬
‫َو‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ّ ُ َ ُ َ َ َ ََٰ َ َ ُ َ ّ ُ ُ ُ ََٰ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ۡ‬ ‫ِ‬ ‫ۡ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ِ ۡ ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ِ‬ ‫ۤ ۡ ۡ‬ ‫ويػ َزّكِي ِه ۡ‬
‫با‬ ‫ا‬
‫ػ‬
‫َٰ‬‫َ‬‫ت‬ ‫ك‬ ‫اٱل‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫م‬ ‫ّ‬‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ػ‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫او‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ك‬
‫ّ‬‫ز‬‫َ‬ ‫ػ‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫او‬ ‫ا‬‫َ‬‫ن‬ ‫ت‬ ‫ػ‬
‫َٰ‬
‫َ‬ ‫اي‬ ‫اء‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َ‬‫ل‬ ‫اع‬
‫َ‬ ‫ا‬
‫و‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ػ‬ ‫ت‬ ‫ػ‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ا‬ ‫ال‬‫و‬‫ا‬ ‫ا‬
‫س‬ ‫ار‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫اف‬ ‫ا‬‫َ‬‫ن‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫َر‬‫أ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫م‬ ‫ك‬ ‫﴿‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬‫﴾‬ ‫ا‬
‫م‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ِۡ ۡ‬
‫سيّد امن اعالّم االناس االعلم ابشرع اهللا‪.‬اما ايصلح اأنو ااالنسافا‬ ‫َوٱغب ك َمةاَ﴾ اواضح؟ اىذا اعمل االنيب اﷺ ا ا‬
‫يدخل اإذل االعلم ازبصص‪ ،‬امعلومات‪ ،‬ااتقاف اعلمي امعُت‪ ..‬ا"وبعدين اخلي اواحد اخيتلف امعي ايفا‬

‫‪ٔٚ‬‬
‫أصل؟! اكاف احقك اأفا‬‫أصل ادل اأمك اأقببتك ايف ااغبياة ا ًا‬
‫مسألة! ااي امن اال اتفهم اوال اتعقل اوال اتدرؾ او ّا‬
‫أصل ابدوف اأف اتوجد‪ ،‬ااي اسخيف االعقل‪ ،‬ااي اسيء ااػبلق ا‪ "...‬اإذف اىذه ايعٍتافائدة االتخصصا‬ ‫تبقى ا ًا‬
‫العلمي ااوىذهافائدة االعلم؟! اتباا اوسح ًاقا الطريق ايسَت افيو ااإلنساف اخيرج اهبذه االنتيجة!اال اوهللا اابقىا‬
‫وصل اوحافظ اعلى االفروض اأحسن الك ااوأشرؼ الك األف امرة امن االتخصصا‬ ‫جاىل ايف ااؼبسجد ا ِّا‬
‫ًا‬
‫ح ابو! اأف اهتتدي اابلعلم‪ ،‬اأف اتزكو اابلعلم‪ ،‬اأف اتصالُح اابلعلم‪ ،‬اىذا اىو ااؼبطلوب‪.‬ا‬ ‫العلمي االذي اأنت افر ٌا‬
‫بنيّةا‬
‫أصل ا ا‬
‫طيب اما اأتقناالعلم؟! امن االذياافًتض اىذا ااإلشكاؿ؟!اابلعكسااتقانك اللعلم اىناايكوف ا ًا‬
‫عمومااىذهاالنقطةاالثالثة‪ .‬ا‬
‫التعبد‪،‬اأنكاتتقن‪،‬اافاتعطياالعلماحقو‪.‬ا ًا‬

‫‪ (3‬السبب الرابع ادلعني على الوصول للعلم الحيي‪ :‬وادلعرفة الحييية‪ :‬دوام االستجداء‬
‫صبيل االبن اتيمية ا‪-‬رضبوا‬
‫نص ا ٌا‬ ‫مهم اجدا‪ ،‬اوعندي ا ٌا‬ ‫ابهلل سبيانو وتعاىل وطلب الفت‪ :‬منو‪ ،‬اوىذا ا ٌا‬
‫أمر ا ٌا‬
‫هللا‪-‬ايوصي افيو اأحد االطلب االذي اسألواعنابعض ااألمور ااعبامعة ايف ااػبَت‪،‬اوكاف امن اصبلة اما اسألوا‬
‫عنو اقضية االعلم اوالتحصيل اومااإذلاذلك‪،‬افابن اتيمية اذكر انصاا امن االنصوص اا﵀كمة اقليلة االكلماتا‬
‫ابّلل اسبحانو ايفا‬
‫اع ااػبَت اأف ايستعُت ا ّا‬‫كلما‪":-‬الك َان ا ِصب َا‬
‫كثَتة االنفع اوالفوائد‪ ،‬ايقوؿ ا‪-‬بعد اأف اذكر ا ً‬
‫لما‪ ،‬اوما اسواه اإما اأف ايكوفا‬ ‫ِ‬
‫تل ّاقي االعلم ااؼبوروث اعن االنيب اﷺ‪ ،‬افإنو اىو االذي ايستحق اأف ايسمى ا اع ً‬
‫انفعا افل ابد اأف ايكوفا‬
‫علما ا ً‬‫علما‪ ،‬اوإف اظبّ َاي ابو‪ ،‬اولئن اكاف ا ً‬
‫انفعا‪ ،‬اوإما اأف اال ايكوف ا ً‬
‫علما افل ايكوف ا ً‬ ‫ً‬
‫منو‪،‬ا اولتكن امهتو افهم امقاصد االرسوؿ ايف اأمره اوهنيوا‬ ‫وخَتٌ ا ا‬
‫يف امَتاث ادمحم اﷺ اما ايغٍت اعنو افبا اىو امثلو ا ا‬
‫اّلل اتعاذل اوالا‬ ‫كلمو‪ ،‬افإذا ااطمأف اقلبو اأ ّاف اىذا اىو امراد االرسوؿ افل اايَ ِا‬
‫عدؿ اعنو افيما ابينو اوبُت ا ّا‬ ‫وسائر ا ا‬
‫أبصل امأثوٍار اعن االنيبا‬
‫ابب امن اأبواب االعلم ا ٍا‬ ‫يعتصم ايف اكل ا ٍا‬
‫ذلك‪ ،‬اوليجتهد اأف ا َا‬ ‫مع االناس اإذا اأمكنو ا ا‬
‫ﷺ‪ ،‬ا اوإذا ااشتبو اعليو افبا ااختلف االناس افيو ا‪-‬أيامناالعلم‪ -‬افليدع ادبا ارواه امسلم ايف اصحيحو اعنا‬ ‫ا‬
‫اّلل اﷺ اكاف ايقوؿ اإذا اقاـ ايصلي امن االليل‪:‬ا"اللهم ارب اجبيلا‬ ‫اّلل اعنها اأف ارسوؿ ا ّا‬‫عائشة ارضي ا ّا‬
‫وميكائيل اوإسرافيل‪ ،‬افاطر االسموات اواألرض اعادل االغيب اوالشهادة اأنت اربكم ابُت اعبادؾ افيماا‬
‫كانوا افيو اخيتلفوف‪ ،‬ااىدين اؼبا ااختلف افيو امن ااغبق اإبذنك اإنك اهتدي امن اتشاء اإذل اصراطا‬
‫اّلل اتعاذل ا‪-‬ىذا اكلـ اابن اتيمية‪ -‬اقد اقاؿ افيما ارواه اعنو ارسولو‪ :‬ا"اياعبادياكلكما‬ ‫مستقيما"‪ .‬افإف ا ّا‬
‫ضاؿاا ّإالا امناىديتوافاستهدويناأىدكما"ا‪ .‬ا‬ ‫ٌ‬
‫‪ٔٛ‬‬
‫وىذه امن االقواعد ااؼبهمة اجدا ايف اإصابة ااغبق اوالصواب ايفاالبناءاالعلمي‪ .‬امرة اأخرى اىل اأنت اآلةا‬
‫مسلم اعب ٌاد ا﵁ اتطلب االعلم اعبادًاة اوتريد اأف اهتتدي اهبذا االعلما‬ ‫كائن ا ٌا‬ ‫ومكنة التخزين ااؼبعلومات اأو اأنت ا ٌا‬
‫وربقق اشبراتو؟! اإذا اكاف ااألمر االثاين؛ افل اتفصل اىذا االباب اعن اابب اعبوديتك اواستهدائك اوطلبا‬
‫فاضلَ ۡلت افَإِ َمنَ ۤا اأ ِ‬ ‫ۡ‬
‫َض ُّلا‬ ‫الفتح اوالتوفيق اوالبصَتة اواؽبداية اوالسداد افيو‪ .‬اقاؿ اهللا اسبحانو اوتعاذل‪:‬ا﴿قُل اإِ َ ُ‬
‫ومغنيًاا‬
‫كافيًا ا ا‬ ‫اربِّی﴾‪ ،‬اىذا االعلم االذي اأنزلو اهللا اليكوف ا ا‬ ‫ی‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫إ‬ ‫ا‬ ‫ی‬‫وح ۤ‬ ‫علَى انػَ ۡف ِسیاوإِ ِف ا ۡٱىتَ َد ۡيت افَبِمااي ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َٰ‬
‫مثل اإذل اقولو اسبحانوا‬ ‫وىاداي‪ ،‬اولذلك اجاء االوعيد اأو االتشديد امن اهللا اسبحانو اوتعاذلايف امن‪ ..‬اانظر ا ًا‬ ‫ً‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۤ‬ ‫ۡ‬ ‫ۤ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫اولِ ّیاࣲ ا َوَالا‬ ‫امن َِ ِ‬
‫اٱّلل امن َ‬ ‫ك َ‬
‫امن اٱلعِل ِم اما الَ َ ِ‬
‫اجاءَ َؾ َ ۡ ۡ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت اأَى َواءَ ُىم ابػَع َد اٱلَذی َ‬ ‫وتعاذل‪ :‬ا﴿ َولَ ِٕى ِن اٱتػَبَػع َ‬
‫ك اإِذࣰاالَ ِمن اٱلظَػَٰلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ۤ‬ ‫مام ۢن ابػ ۡع ِ‬‫ِ‬ ‫ۡ ۤ‬ ‫ص ٍَتا﴾‪،‬ا﴿ولى ِن اٱتػَبػ ۡ‬ ‫نَ ِ‬
‫ُتا﴾‪،‬اشوؼا‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫اٱل‬ ‫ن‬ ‫ام‬ ‫ؾ‬
‫َ‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ااج‬
‫ََ ّ َ َ َ َ َ‬ ‫ام‬ ‫د‬ ‫ى‬
‫ُ‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫َى‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫َ َ ِٕ َ‬
‫ِ ٍۡ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ينا﴾‪ ،‬اابُ الغَة اوكفاية‪ .‬افأف اال ايفصلا‬ ‫إنو اىذا االعلم اكايف‪ ،‬اخلص‪ .‬ا﴿إِ َف افی َ‬
‫اىػَٰ َذا الَبَػلَػَٰغࣰا الّ َقوـ اعَػَٰبد َ‬
‫اإلنساف االعلم اعن امعٌت االعبودية اوعن امعٌت ااالىتداء‪ ،‬اوعن امعٌت االبصَتة‪ ،‬اىذا امن اأىم ااألسباب ايفا‬
‫صحيحا ايقوده ااذل االثمرة االصحيحة االصاغبة‪ ،‬اوإال اكما اقلت الكم اقدا‬ ‫ًا‬ ‫علميًا ا‬
‫بناءً ا ا‬‫أف ايبٍت ااإلنساف ا ا‬
‫ؾباؿاللستكثار‪،‬ا‬ ‫يكوفااإلنسافاخب ٍاَتافيتعالّماويطغىابسببامااتعلم؛األنوانظراإذلاىذااالعلماعلىاأنوا ٌا‬
‫وؾباؿ الفرد االعضلت‪ ،‬ابينمااىوايف ااغبقيقة اؾباؿ اللتواضعاواإلصلح اواالستصلحا‬ ‫وؾباؿ اللستعلء‪،‬ا ٌا‬ ‫ٌا‬
‫وزكاءاالنفساوصلحها‪ .‬ا‬
‫ىذا اكاف امن ااؼبفًتض اأف ايكوف االقسم ااألوؿ امن ااؼبادة‪ ،‬ااؼبادة اثلثة اأقساـ‪ ،‬اولكن اسأكتفيا‬
‫طبعا االقسم االثاين اىو اقواعد ايف اربصيل االعلم ااتُعُت اعلى اربقيق امواطن االثقل‪ ،‬ااتُعُتا‬‫ابلقسم ااألوؿ‪ .‬ا ً‬
‫مثل االكتب ااؼبركزية‪ ،‬ابناء االعلم‪،‬ا‬
‫على االشعور ادبكتسبات االعلم‪ ،‬افعندي اؾبموعة امن االقواعد‪ :‬اقضية ا ًا‬
‫نوع الو اقواعده‪ ،‬االنصوص ااؼبركزية ايف االعلوـ اوىذها‬
‫وقضية اأنواع االقراءة اوالتفريق ابُت اأنواع االقراءة اوكل ا ٍا‬
‫جدا‪.‬ااالىتماـاليسافقطاابلكتبااؼبركزيةاوإمنااحىتاابلنصوصااؼبركزيةاداخلاالكتبااؼبركزية‪،‬اأوا‬ ‫مهم اةٌا ً‬
‫أساس ايفا‬
‫حىت اغَت االكتب ااؼبركزية‪ .‬اطالب االعلم امهم ايعتٍت ابكتب امركزية اجيتمع اأىل االعلم اعلى اأهنا ا ٌا‬
‫ىذا االعلم‪ ،‬اومن ااؼبهم اأف ايلتقط احبساساتو ااالستشعارية ااػباصة االنصوص ااؼبركزية االيت اسبر اعليو امنا‬
‫أحيااناالنصوصااؼبركزيةامركزيةاألهناا‬
‫نصوصاجامع اةٌ‪،‬انقلتاؾبموعةامناىذهاالنصوص‪،‬ا ًا‬ ‫ٌا‬ ‫الكتب‪.‬اىناؾا‬

‫‪ٜٔ‬‬
‫مثل اذكرت اكلـ االغزارل ا‪-‬رضبو اهللا‪ -‬ايف ا)اؼبستصفى( اتكلم اعن اأبواب اأصوؿا‬
‫لخص اأطراؼ االعلم‪ ،‬ا ًا‬
‫تُ ّ‬
‫نصامناعدةاأسط ٍر‪ .‬ا‬ ‫الفقو‪،‬ا اػبَصاأبواباأصوؿاالفقوايفا ٍا‬

‫يقوؿ االغزارل ا‪-‬رضبو اهللا‪ :-‬ا"مجلة األصول تدور على أربعة أقطاب‪ :‬القطب األول‪ :‬ايفا‬
‫األحكاـ‪ ،‬اوالبداءة اهبا اأوذل األهنا االثمرة ااؼبطلوبة‪ .‬القطب الثاين‪ :‬ايف ااألدلة‪ ،‬اوىي االكتاب اوالسنةا‬
‫واإلصباعاوهبااالتثنيةاإذابعداالفراغامنامعرفةاالثمرةاالاأى َامامنامعرفةااؼبثمر‪.‬االقطب الثالث‪:‬ايفاطريقا‬
‫االستثمار‪ ،‬اوىو اوجوه اداللة ااألدلة‪ ،‬اوى أربعة‪ :‬داللة اابؼبنظوـ‪ ،‬اوداللة اابؼبفهوـ‪ ،‬اوداللة اابلضرورةا‬
‫واالقتضاء‪،‬اوداللةاابؼبعٌتااؼبعقوؿ‪.‬االقطب الرابع‪:‬ايفااؼبستثمراوىوااجملتهداالذياُيكمابظنو‪،‬اويقابلوا‬
‫اؼبقلداالذيايلزموااتباعو‪،‬افيجباذكراشروطااؼبقالّداواجملتهداوصفاهتما"‪ .‬ا‬
‫طبيعياأنوامنادلايدرسااألصوؿاسيستصعباىذااالكلـ‪،‬الكنامناميراحىتاولواعلىام ٍا‬
‫تاأورلٍاايفا‬
‫جامعااألطراؼاعلمااألصوؿامناحيثااألبواباوترتيبو‪..‬اخلصاىذاا‬ ‫األصوؿاسيدرؾاأفاىذااالكلـا ًا‬
‫أحياانايكوفا‬
‫خاص‪ ،‬اونصيحيت اأف اربفظ اىذهاالنصوص‪ ،‬ا ًا‬ ‫علىاطوؿ اتلتقطاىذا االنص اذبمعو ايف ادف ٍاًت ا ٍا‬
‫مثل انقلت انصاا االبن ارجب ا‪-‬رضبو اهللا‪ -‬ايفا‬
‫ُت‪ .‬ا ًا‬ ‫ُت اليس ايف االعلم اوامنا ايف ا ٍا‬
‫ابب امع ٍا‬ ‫مركزي ايف ا ٍا‬
‫ابب امع ٍا‬
‫قضية االعلل‪ ،‬اال اأريد اأف اأطيل احقيقة االكلـ ابذكره الكن اىذا امثاؿ افباالن اأذكره ايعٍت االذي اىو اإيشا‬
‫أشياء االقسم الثاين؟ا ًا‬
‫مثل افهم ااػبارطة ااؼبعرفية اللكتب‪ ،‬اىذه امن االقواعد ااؼبوجودة ايف االقسم االثاين‪،‬ا‬
‫قضيةاالًتاكمااؼبعلومايت‪،‬اقضيةاعدـاترؾاالكتبادوفاإسبامها‪،‬اوالقسم الثالثامنااؼبادةامتعلقاابألمورا‬
‫مثل‪:‬اكيفيةاالتلخيص‪،‬اقضيةاالتعاملامعاالنسياف‪،‬انسيافااؼبقروء‪،‬ا‬ ‫الفنيةايفاالقراءةاويفاالعلم‪،‬االيتاىيا ً‬
‫مشكلة ااؼبلل امن االقراءةاوأمثاؿاذلك‪ ..‬الكن اموجود اكلمي ايف االقسم االثالث ا‪-‬خاص اةً‪ -‬ااوحىت ايفا‬
‫القسم االثاين ايف امادة مجارات القراءة‪ ،‬افممكن االيوـ اتُنشر ااؼبادة الطلب االبناء ااؼبنهجي‪ ،‬اىي اماداةٌا‬
‫موجودة اقدمية‪ ،‬اأستحسن‪ ،‬اىي الن اتكوف امقررة‪ ،‬ايعٍت اليس افيها ااختبار اأو اشيء‪ ،‬الكن امن ااببا‬
‫اإلثراء‪ ،‬افبكن ااإلنساف ايراجعها افيها اكثَت امن اىذه االقواعد االفنية ايف االتلخيص اومااإذلاذلك‪ .‬الكنا‬
‫اؼبادة ااألساسية اىي االقسم األولاالذي اكافاعن ا"مظاىر االفوضى ايف االعلماواؼبعرفة"‪ ،‬امثاعنا"ـباطرا‬
‫ىذهااؼبظاىر‪،‬امثاعناأسباباىذهااؼبظاىر‪،‬امثاأسباباالعلج"‪ .‬ا‬

‫ٕٓ‬
‫اآلاثر احلسنة للبناء العلم ادلنجي ‪:‬‬

‫فقط ابقي انقطة اخامسة اسأذكرىا اابختصا ٍار ا ٍا‬


‫شديد اوىي‪ :‬اما اآلاثر احلسنة ادلرتتبة على حسن‬
‫ٍ‬
‫منجيية؟اعندياعدةاآاثراسأذكرىاا ٍا‬
‫بشكلاسري ٍع‪ .‬ا‬ ‫تناول العلم والسي فيو بطر ٍ‬
‫يقة‬

‫وحل‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫‪ -‬األثر األول‪ :‬أن يكون العلم ابلنسبة دلن يسي فيو بطريقة صييية سببًا لزايدة اليقني ّ‬
‫بناءً‪ ،‬افاؼبعلومة ااألخَتة اأتيتا‬ ‫اإلشكاالت ووضوح الطريق‪ ،‬افالعلم ايزيده ا ا‬
‫اىتداءً‪ ،‬اويزيده امعرف اةً‪ ،‬اويزيده ا ا‬
‫للمعلومةااألوذلافتكملها‪،‬اىذهامنااآلاثرااغبسنةاللبناءاالعلميااؼبنهجي‪ .‬ا‬

‫‪ -‬األثر الثاين‪ :‬االستمرار يف العلم‪ ،‬االستمرار يف الطريق وعدم االنقطاع‪ ،‬ؼباذااالاينقطع؟األنوا‬


‫علما‪،‬ايزيدهابصَتًاة‪ .‬ا‬ ‫يشعراأبثراالعلم‪،‬اكلا ٍا‬
‫كتابايزيدها ًا‬

‫‪ -‬األثر الثالث‪ :‬وضوح الطريق‪ ،‬أو وضوح ادلواد اليت أيخذىا الطالب على طول الطريق‪.‬ا‬
‫صحيحافهوايعرؼاماذااُيتاج‪،‬اوماا‬ ‫صلا ٍا‬
‫بشكلا ٍا‬ ‫صحيح‪،‬األنوااأُ ِّا‬ ‫يعٍتاألفاالقواعداأُسستالديوا ٍا‬
‫بشكلا ٍا‬
‫الذي اال اُيتاجو‪ ،‬ايعرؼ اما االذي ايقرأ‪ ،‬اوما االذي اال ايقرأ‪ ،‬ايعرؼ امىت ايقوؿ انعم اأحتاج اىذا االكتابا‬
‫ومىتاالاأحتاجو‪،‬اوىذاابطبيعةااغباؿاليستااػبطوةااألوذلاوإمناابعدااػبطوةااألوذل‪،‬ااػبطوةااألوذلاعادةا‬
‫بتوجيو اعلمي‪ ،‬ابوضع ا ُاخطط امن امتخصصُت‪ ،‬ابكذا‪...‬ابعد اأف اينجز ااإلنساف اىذها‬ ‫اؼ‪ ،‬ا ٍا‬‫تكوف اإبشر ٍا‬
‫الدورةامناالبناء‪،‬ابعداذلكايستطيعاىواأفايسَت‪،‬اوإذلاغَتاذلك‪ .‬ا‬

‫‪ -‬األثر الرابع‪ :‬من أىم اآلاثر كذلك‪ :‬احرتام العلم وتقدير أىلو‪ ،‬والرق بنظرة اإلنسان‬
‫صحيح‪ ،‬اوأان اذكرت امن ااآلاثر االسلبية اومنا‬ ‫للعلم‪ .‬ايعٍت اىذا اال ايكوف اإال احُت اايُبٌت االعلم ا ٍا‬
‫بشكل ا ٍا‬
‫ـباطر االفوضى ايف االعلم‪ :‬ااستواء االعلم االصحيح ابغَته‪ ،‬اواستواء االعادل ابغَته‪ ،‬األنو ااالنساف ايقرأ الكلا‬
‫بوضوحايفادرجاتاالعلماوتفاضلو‪ .‬ا‬
‫أحداوالايتعاملا ٍا‬

‫‪ -‬األثر اخلامس واألخي‪ :‬إيش كان األثر السليب األخي يف الفوضى يف العلم وادلعرفة؟ نعم‪،‬‬
‫تغذية حالة الضعف العام لألمة اإلسالمية‪ .‬اطيب اوابلتارل امن اأعظم اآاثر االبناء االعلمي االصحيحا‬
‫صحيح‪ ،‬اوتستمر احاالت ابناء ااإلنساف ا ٍا‬
‫بشكلا‬ ‫ٍا‬ ‫ىو‪ :‬اتقوية احلالة العامة‪ ،‬اأف ايكوف االعلم اايُبٌت ا ٍا‬
‫بشكل ا‬

‫ٕٔ‬
‫صحيح‪ ،‬اوابلتارل اتزداداحاالت االبناء االصحيحة‪ ،‬اوابلتارل اترتفع ااغبالة االعامة امن االسوية الألمة ا ٍا‬
‫بشكلا‬ ‫ٍا‬
‫ٍا‬
‫عاـاإبذفاهللااتعاذل‪.‬ا ا‬
‫يتقبّلا‬
‫خَتا اأيها االكراـ اعلى ااغبضور اوعلى ااالنتباه‪ ،‬ااوأسأؿ اهللا ا‪-‬سبحانو اوتعاذل‪ -‬اأف ا ا‬
‫جزاكم اهللا ا اً‬
‫يتقبّلامناا‬
‫منااومنكماصاحلااألعماؿ‪،‬اوأفالنااولكم‪،‬اوأفايهدينااابلعلم‪،‬اوأسألوا‪-‬سبحانواوتعاذل‪-‬اأفا ا‬
‫ومنكماصاحلااألعماؿ‪ .‬ا‬

‫وصييت يف اخلتام الكم اطلب ا اوطالبات االبناء ااؼبنهجي‪ ،‬اولكل اطالب اعل ٍام‪ :‬اأف اربتسبوا اعند اهللاا‬
‫سبحانو اأوقاتكم االيت اتبذلوهنا ايف االعلم‪ ،‬اوىذا ايقودؾ اإذل اأف اتستمتع ابصعوابت االطريق‪ ،‬اوتستمتعا‬
‫ابلعلم؛ األنك تع ّده عبادة‪ ،‬اوىذا اال ايكوف اإال اإذا اكنت اتعيش ا ًا‬
‫فعل األىداؼ احقيقية اعظيمة اساميةا‬
‫تريد اأف اربققها ايف احياتك‪ .‬افاستمتعوا اأبوقاتكم االيت اتبذلوهنا ايف االعلم امن اجهة ااحتسابكم اأهنا اعبادةا‬
‫كثَتاامناحيثامعٌتاالوقت‪،‬ابُتاالوقتاالذياايُبذؿا‬ ‫فرؽا ً‬ ‫صحيحافلناايُ اّ‬ ‫﵁‪،‬اومناُيتسباىذاا ٍا‬
‫بشكلا ٍا‬
‫يف االصلة‪،‬اويف االسجود‪ ،‬اوبُت االوقت االذي ايبذؿ ايف االعلم‪ ،‬امع اأمهية االتفريق ابُت ااألمرين امن اجهةا‬
‫سباما اوال اعذر الو اابالنشغاؿ ايف االعلم اعنا‬
‫االحتياج اإذل اكليهما‪،‬اطالب االعلم اُيتاج االعبادة اا﵀ضة ا ًا‬
‫العبادة‪ ،‬الكن امن احيث االوقت اواشتغاؿ االوقت ايف اذاتو افقيمة اىذا اكقيمة اىذا امن احيث ااشًتاكهماا‬
‫يتعبّداهباااإلنساف‪،‬ابلابعضهماايُدخلا‬ ‫يفاأصلاالتعبدا﵁اسبحانواوتعاذل‪،‬اوأنواكلاىذااعباداةٌاحقيقي اةٌا ا‬
‫أصل‪،‬ا‬
‫أصل!اويفانفساالرسالةااليتاذكرهتااقبلاقليلاابناتيميةاجيعلاىذاامناذكراهللاا ًا‬ ‫ىذاايفاذكراهللاا ً‬
‫وىذهاالوصيةايفااػبتاـ‪ .‬ا‬
‫آخر اإبذف اهللا‪،‬اأو القاءات اأخرى ابقيت ايف اىذه ااؼبرحلةا‬ ‫ونراكم اإف اشاء اهللا اعلى اخ ٍاَت‪.‬اىناؾ ا ا‬
‫لقاءٌا ٌا‬
‫التمهيدية امع االشيخ احسُت اعبدالرازؽ ابعد ايوـ ااعبمعة اويوـ االسبت اإبذف اهللا اتعاذل‪ ،‬امث ابعد اذلكا‬
‫سيكوف اىناؾ ااختبار االقبوؿ اعلى ااؼبرحلة االتمهيدية‪ ،‬ااختبار االقبوؿ اىذا اسيكوف امتعل ًاقا ادبادة‪:‬االتزكيةا‬
‫أيضا‪ .‬اتقبل اهللا امناا‬‫للمصلحُت‪ ،‬اومادة االيوـ‪ :‬االعلم ابُت االفوضوية اواؼبنهجية‪ ،‬اومادة االشيخ احسُت ا ً‬
‫ومنكماصاحلاالعملايفاأمافاهللا‪ .‬ا‬

‫ٕٕ‬

You might also like