You are on page 1of 160

‫بن الدن‬

‫والجزيرة وأنا‬
‫جمال إسماعيل‬

http://www.tawhed.ws
http://www.almaqdese.com
http://www.alsunnah.info

‫اإلهداء‬
‫إىل والدي الكرميني‪ ،‬حفظهما اهلل‪ ،‬الذين علماين من صغري قول كلمة احلق‪ ،‬والوقوف معها‪،‬‬
‫مهما تطلب ذلك من تضحية‪.‬‬
‫أه دي مثرة جه دي رج اء دع وة ص احلة منهما ع وداين مساعها‪ ،‬وك انت مش عالً يل يف الغرب ة‪،‬‬
‫ومعيناً بعد اهلل يف الشدة‪ ،‬فرج اهلل هبا عين كرباً مل أكن ألحتمل مواجهتها وحدي‪.‬‬
‫وإىل روح شقيقي الذي أحتسبه عند اهلل شهيداً‪ ،‬وكان نرباس اً يل يف صغري‪ ،‬حاول أن يرعاين‬
‫ويتعهدين‪ ،‬لكنه سافر بعيداً عنا‪ ،‬ملتحقاً بكتائب اجملاهدين للذود عن شعبنا يف لبنان‪ ،‬مث‪..‬جاءنا‬
‫خرب استشهاده‪.‬‬
‫وإىل زوجيت وأطف ايل ال ذين حتمل وا معي ه ذه الغرب ة‪ ،‬وك انوا ص ابرين يف احملنة والش دة‪ ،‬ومل‬
‫تزدهم املعاناة إال متسكا باحلق‪.‬‬
‫وإىل الشيخ عبد الرمحن بن عمري النعيمي السجني يف قطر دون هتمة أو حماكمة‪ ،‬لصدعه باحلق‪،‬‬
‫وإىل العلماء والدعاة إىل اهلل املغيبني يف السجون ظلما وعدوانا‪ ،‬ال لذنب إال أن يقولوا ربنا اهلل‪،‬‬
‫وإىل كل الصابرين واملصابرين واملرابطني يف األرض لكلمة حق قالوها‪ ،‬أو موقف صدق وقفوه‬
‫أم ام الباط ل‪ ،‬وال ذين ال يتسع املق ام ل ذكرهم‪ ،‬لكن يكفيهم أن اهلل ي ذكرهم ويع رفهم‪ ،‬وهو‬
‫الوحيد القادر على أن جيزيهم أجرهم‪ .‬إىل كل هؤالء أهدي هذا الكتاب‪ ،‬رجاء دعوة صاحلة‬
‫منهم‪.‬‬

‫جمال عبد اللطيف إسماعيل‬


‫‪jam9361@hotmail.com‬‬
‫إسالم أباد ـ باكستان‬
‫محتويات الكتاب‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬محاوالت الجزيرة اللقاء مع أيمن الظواهري البتزاز الحكومة المصرية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬المحاولة الثانية لمقابلة أسامة بن الدن وأيمن الظواهري‪.‬‬
‫ال يهمنا أمره‪ ،‬موعد جدي د‪ ،‬أه داف هلا ما وراءه ا‪ ،‬خرب يثري املخ اوف‪ ،‬ت ردد وه واجس أمني ة‪ ،‬إفش ال‬
‫احملاولة ومغالطات من اجلزيرة‪ ،‬وهكذا سبقنا األمريكي‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬المحاولة الثالثة بعد القصف األمريكي على أفغانستان‪.‬‬
‫أسامة مل يصب بأذى‪ ،‬موافقة على التصوير‪ ،‬اعتقال يف منطقة القبائل‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬محاوالت جديدة للجزيرة البتزاز مصر‪.‬‬
‫شخص غري مرغوب فيه‪ ،‬طلب من اجلزيرة وإصرار على االبتزاز‪ ،‬دعوة لشرب الشاي‪ ،‬مؤامرة داخل‬
‫الس فارة‪ ،‬حماولة لإليق اع بن ا‪ ،‬ألق وه يف غي ابت اجلب‪ ،‬وجه ود مض ادة‪ ،‬وانقلب الس حر على الس احر‪،‬‬
‫إصرار على االفرتاء‪ ،‬االعتذار‪ ،‬عذر أقبح من ذنب‪ ،‬ما أريكم إال ما أرى‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬كيفية الوصول إلى أسامة بن الدن في أفغانستان‪.‬‬
‫اتصال من قندهار‪ ،‬اتصاالت مع اجلزيرة وتردد باملوافقة‪ ،‬الرحلة ابتدأت‪ ،‬لقاء مع العرب‪ ،‬مكان اللقاء‪،‬‬
‫يف عش النسر‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬نص المقابلة مع أسامة بن الدن‪.‬‬
‫من ه و‪ ،‬األه داف واملط الب‪ ،‬املوقف من األمريك ان‪ ،‬أختش وهنم‪ ،‬اهلج وم الق ادم‪ ،‬أين انتم‪،‬حقيقة أم‬
‫هتوي ل‪ ،‬قصة املرض‪ ،‬خدعة أم ارتب اط‪ ،‬أس لحة ال رعب اإلس المية‪ ،‬حماس بة أمريك ا‪ ،‬الطالب ان أحبابن ا‪،‬‬
‫نريويب ودار السالم‪ :‬أوكار اإلرهاب‪ ،‬لنا حق يف قتلهم وقتاهلم‪ ،‬ادعاءات أم اعرتاف‪ ،‬عقمت النساء أن‬
‫يلدن مثله‪ ،‬حىت ينفضوا‪ ،‬السري ضد التيار‪ ،‬أسباب القعود‪ ،‬شراء الذمم‪ ،‬قادة أم رعية‪ ،‬جنود لشرع‬
‫اهلل‪ ،‬أنا واألمريكان أيام زمان‪ ،‬الشبكة الدولية‪ ،‬تعالوا إىل كلمة سواء‪ ،‬مقدسات يف حراسة املومسات‪،‬‬
‫أكرب س رقة يف الت اريخ‪ :‬ف اقطعوا أي ديهما‪ ،‬ك العيس يف البي داء يقتلها الظم أ‪ ،‬اح رث وادرس لبط رس‪،‬‬
‫الساكت عن احلق‪ ،‬نصرت بالشباب‪ ،‬وذكرهم بأيام اهلل‪.‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬الجزء األول‪:‬اللقاء مع الدكتور أيمن الظواهري‪.‬‬
‫الدكتور الظواهري‪ ،‬أمانة‪ ،‬أمين الظواهري يف أفغانستان‪ ،‬اهلجرة الدائمة‪ ،‬العودة إىل أفغانستان‪ ،‬املعركة‬
‫ابتدأت‪ ،‬قيود أشد من القصف‪ ،‬على غري موعد‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬نص المقابلة‪.‬‬
‫ه ذا أن ا‪ ،‬وه ذه مجاعتن ا‪ ،‬التجربة األفغاني ة‪ ،‬حنن واليه ود‪ ،‬من املس تفيد‪ ،‬س ياح أم ق وات غ زو‪ ،‬وح رض‬
‫املؤم نني‪ ...،‬والب ادئ أظلم‪ ،‬دمنا على أكفن ا‪ ،‬رمتين ب دائها وانس لت‪ ،‬ه ذه هي املش كلة‪ ،‬س جن س جان‬
‫وس جون‪ ،‬ويل للمطففني‪ ،‬خ روق واخرتاق ات‪ ،‬وتقطع وا أم رهم بينهم‪ ،‬بعض هم أولي اء بعض‪ ،‬على‬
‫العكس‪ ،‬كما يقاتلونكم كافة‪.‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬ما بعد المقابلتين‪ :‬الجزء األول‪.‬‬
‫ملاذا مل تبث اجلزي رة املق ابالت؟‪ ،‬ال للبث املباش ر!‪ ،‬اجلزي رة‪ :‬املقابلة ليست للس بق الص حفي!‪ ،‬ع روض‬
‫مغرية من األمريك ان‪،‬ووع ود من اجلزي رة مل تتحق ق‪ ،‬أحق اد ووالءات منعت النش ر‪ ،‬فرف ور‪ ..‬ذنبه‬
‫مغف ور!‪ ،‬أس باب رفض البث‪ ،‬ب راءة من الس بق الص حفي‪ ،‬بع دما ف ات األوان‪ ،‬فليس تأذنوا أس يادهم‪،‬‬
‫يلوون ألسنتهم‪ ،‬بداية التسريب‪ ،‬حتقيق يف اجلزيرة‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪:‬‬
‫عملية ش راء‪ ،‬أك اذيب وت ربيرات‪ ،‬ت ربيرات جدي دة‪ ،‬مس اومة وإغ راء‪ ،‬مهمة قاتل ة‪ ،‬مخسة عشر ملي ون‬
‫دوالر‪ ،‬سفارات تطلب إبعادي‪ ،‬رد مقنع‪ ،‬حماولة شراء أخرى‪.‬‬
‫الفصل التاسع‪ :‬اختفاء أسامة بن الدن في أفغانستان!‬
‫أجواء ملبدة بالغيوم‪ ،‬هتديدات أمريكية‪ ،‬خرب يقلب األوراق‪ ،‬مباحث أمن الدولة‪:‬فرع اجلزيرة‪ ،‬صفعة‬
‫على الوجه‪ ،‬حماولة ثانية‪ ،‬وصفعة جديدة‪ ،‬تعامل مهين‪ ،‬سبق مأل اآلفاق‪.‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬برنامج الجزيرة‪ :‬تدمير القاعدة!!‬
‫أصل الفكرة‪ ،‬حماولة التفاف‪ ،‬انكشاف اخلطة‪ ،‬الربنامج املوعود‪ ،‬وجنحت احليلة! دعاية وبيان صحفي‪،‬‬
‫طلب من املدير‪ ،‬تنبيه من طالب ان‪ ،‬تس اؤل مط روح للجزي رة‪ ،‬ت وقيت الربن امج‪ ،‬نق اش ص حفي‪ ،‬ح ول‬
‫موضوعية الربنامج‪.‬‬
‫الفصل الحادي عشر‪ :‬محاوالت الهجوم على أفغانستان في أغسطس ‪1999‬‬
‫كومان دوز أمريك ان يف إس الم أب اد‪ ،‬تأكيد اخلرب‪ ،‬طالب ان ل ديها معلوم ات‪ ،‬اس تنفار ودع وة للمواجه ة‪،‬‬
‫قنبلة تتفجر يف موعدها‪ ،‬رصد دبلوماسي‪ ،‬ومتابعة أمريكية‪ ،‬تأكيدات أمنية‪ ،‬مواجهة مع وزير‪ ،‬أزمة مع‬
‫احلكومة‪ ،‬اجلزيرة تبحث لنفسها عن خمرج‪ ،‬تعليمات املدير‪.‬‬
‫الفصل الثاني عشر‪ :‬قرار اإلبعاد من باكستان‪.‬‬
‫احلكومة يف وضع حرج‪ ،‬استدعاء وحتقيق‪ ،‬هتديدات الوزير‪ ،‬أمر باإلبعاد‪ ،‬رشاوى إلبعادي‪،‬إلغاء البطاقة‬
‫الصحافية‪،‬دور الصحافة احلرة‪ ،‬معركة قضائية‪ ،‬القرار أمريكي‪ ،‬موقف اجلزيرة من قرار اإلبعاد‪ ،،‬مراوغة‬
‫وخداع‪ ،‬وحدثت املفاجأة‪ ...‬انقالب عسكري يطيح باحلكومة‪ ،‬صواريخ يف إسالم أباد‪ ،‬رأس األفعى‪،‬‬
‫دسيسة جديدة‪ ...‬لكنها فاشلة‪.‬‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫المقدمة‬
‫‪ ‬يا أيها الذين آمنوا اتقوا اهلل وكونوا مع الصادقين ‪ ‬التوبة‪.119:‬‬
‫‪ ‬يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين هلل شهداء بالقسط وال يجرمنكم شنآن قوم على أال تعدلوا اعدلوا‬
‫هو أقرب للتقوى واتقوا اهلل إن اهلل خبير بما تعملون ‪ ‬املائدة‪.8:‬‬
‫‪ ‬واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في األرض تخ افون أن يتخطفكم الناس ف آواكم وأي دكم بنص ره‬
‫ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ‪ ‬األنفال‪.26:‬‬
‫يا ريب لك احلمد كما ينبغي جلالل وجهك وعظيم سلطانك‪.‬‬
‫هذا الكتاب‪ ،‬ليس مذكرات شخصية‪ ،‬وإن حتدثت فيه عن عدد من الوقائع واألحداث اليت مررت‬
‫هبا يف ه ذه املنطقة من الع امل‪ .‬وليس حماولة لتق ييم قن اة اجلزي رة وإن حتدث عن بعض ممارس ات إدارهتا يف‬
‫قضايا مهمة‪ ،‬وتتعلق حبياة أشخاص هلم دورهم ومكانتهم والعامل ال زال يرتقب ما يصدر عنهم أو منهم‪.‬‬
‫الكثري من الناس كانوا ينتظرون مثل هذا الكتاب لرغبتهم مبعرفة السبب وراء عدم بث قناة اجلزيرة‬
‫مقابلة الش يخ أس امة بن الدن ومقابلة ال دكتور أمين الظ واهري‪ ،‬اللت ان أجريتهما معهما يف ك انون األول‬
‫‪ 1998‬يف أفغانس تان‪ ،‬وكنت أول ص حفي يصل إليهما بعد القصف األم ريكي على كل من أفغانس تان‬
‫والس ودان‪ .‬وه ؤالء املتش وقون ملعرفة ما ك ان يف املق ابلتني وملاذا مل تبثهما اجلزي رة‪ ،‬ال يعلم ون ب الطبع ملاذا‬
‫اختارت اجلزيرة ذلك التوقيت يف حزيران من عام ‪ 1999‬وبعد قرابة نصف عام على املقابلة‪ ،‬لبث برناجمها‬
‫ال ذي مسته (ت دمير القاع دة!!) ويظن كثري من الن اس أن اجلزي رة هبذا الربن امج خ رجت على املعه ود يف‬
‫إعالمنا العريب وقدمت أسامة‪ ،‬أو أهنا طرحت فكراً وقضية مل يكن أحد ليطرحها!!‬
‫قليل من الناس يعلمون أن اجلزيرة يف وقت ما كانت تسعى جاهدة ملقابلة الدكتور أمين الظواهري يف‬
‫أفغانستان ولو كلفها ذلك عشرات األلوف من الدوالرات‪ ،‬وحاولت أن تبث اللقاء على اهلواء‪( ،‬مع ما يف‬
‫ذلك من خماطر أمنية تته دد الط رف اآلخ ر‪ ،‬إلمكانية رصد البث من قبل األقم ار الص ناعية وحتديد املوق ع)‬
‫وذلك حني ك انت العالق ات القطرية ـ املص رية يف ت رد ش ديد‪ ،‬لكن وألس باب تتعلق ب اجلزيرة وأخط اء من‬
‫بعض من فيها ـ بينتها يف ه ذا الكت اب ـ مل تتم ه ذه املقابلة اليت حرصت اجلزي رة على تغيييب عن اإلع داد هلا‬
‫رغم أهنا كادت أن تقع يف املنطقة املطلوب مين تغطية أخبارها للجزيرة‪.‬‬
‫حتدثت يف هذا الكتاب بشيء من التفصيل‪،‬وليس بكل ما لدي من معلومات‪،‬عن حماوالت اجلزيرة‬
‫اللقاء مع الشيخ أسامة بن الدن والدكتور أيمن الظواهري‪ ،‬وبينت فيه ما ظهر يل ومن خالل االتصاالت‬
‫اليت ك انت جتري بيين وبني إدارة اجلزي رة بعد أن متت املق ابالت‪ ،‬أن ه ذه اإلدارة مل تكن تس عى يف ه ذه‬
‫املس ائل لنشر احلقيق ة‪ ،‬أو حىت الس بق الص حفي بق در ما ك انت تس عى ـ بكل أسف ـ للتج ارة ب دماء الن اس‬
‫وأرواحهم وحماولة النيل من هذا الطرف أو ذاك‪ ،‬أو احلصول على ورقة ضغط تستخدمها ضد هذا البلد أو‬
‫ذاك‪ ،‬وهي يف ذلك مل تكن س وى أداة على ص لة جبه ات أقل ما يق ال عنها إهنا ال تريد خ رياً ألمتنا وآماهلا‬
‫وتطلعاهتا‪ ،‬تنسق معها وختدم أهدافها‪ ،‬بل وأحيانا تأمتر بأمرها‪ .‬وال زال يف عاملنا العريب من يظن أن اجلزيرة‬
‫هي واحة احلرية يف مساء اإلعالم العريب!!!‬
‫أنا ال أنكر أن قناة اجلزيرة فتحت هامشاً من احلرية! مل يكن موجوداً يف العامل العريب من قبل‪ ،‬لكنها‬
‫مع هذا اهلامش الذي أسيء استغالله أحيان اً‪ ،‬فتحت األبواب على مصاريعها لألعداء كي يدخلوا إىل بيوتنا‬
‫ويف عقولنا ومن خالل حمطاتنا اإلعالمي ة‪ ،‬وكل ذلك حبجة املوض وعية وذريعة املهنية اليت يتش دق هبا بعض‬
‫من يف إدارة اجلزي رة وال ذين ال يفقه ون يف املهنية أو اإلعالم ش يئا ومل يكن هلم حظ من علم أو عم ل‪ ،‬لكن‬
‫وضعوا (بقدرة قادر ويف ظروف غامضة) يف مناصب هم ليسوا هلا بأهل‪ ،‬فضلوا وأضلوا‪ ،‬وأفسدوا أكثر مما‬
‫أصلحوا‪.‬‬
‫لست من دع اة تكميم األف واه‪ ،‬أو قمع ال رأي اآلخ ر‪ ،‬وال ذي متارسه اجلزي رة علن اً جه اراً‬
‫هناراً‪،‬وتتشدق يف النهاية بأهنا منرب للرأي والرأي اآلخر‪ ،‬وهي بذلك مثل الغالبية العظمى من املنابر اإلعالمية‬
‫الرمسية واخلاصة يف الع امل الع ريب أو كثري من الص حافة امله اجرة‪ ،‬ولو كنت من ال ذين رض وا بسياسة تكميم‬
‫األف واه ما اغ رتبت عن بالدي وعشت ف وق فوهة برك ان‪ ،‬ولست مع من ين ادي ب إغالق حمطة اجلزي رة ألهنا‬
‫أساءت إىل هذه احلكومة أو تلك يف عاملنا العريب‪.‬‬
‫مسألة السبق الصحفي ومن خالل جتربيت مع اجلزيرة مل تكن هدفاً أو دافعاً يف تغطيتها ألخبار املنطقة‬
‫اليت غطيتها (باكستان‪ ،‬كشمري‪ ،‬أفغانستان) وبعض األدلة على ذلك مسطورة يف هذا الكتاب‪ ،‬ومنها ما مل‬
‫أذك ره لع دم تعلقه مبوض وع الكت اب ال ذي خصص ته للح ديث عن حماوالت اجلزي رة مقابلة أس امة بن الدن‬
‫وال دكتور أمين الظ واهري أك ثر من م رة‪ ،‬وحينما متت املقابلة مل تبث اجلزي رة منها إال ال نزر اليسري وعلى‬
‫استحياء ومل تنسبه لنفسها أو ملراسلها وهو حقه يف السبق الصحفي حيث قالت يف تقدميها خلرب من املقابلة‬
‫(في م ؤتمر ص حفي عق ده في أفغانس تان أس امة بن الدن يص رح‪ ،)...‬ب دال من قوهلا‪(:‬في أول مقابلة‬
‫وخاصة بالجزيرة بعد تعرض مقره للقصف األمريكي أسامة يصرح‪ ،)..‬أو يف خرب اختفائه من أفغانستان‬
‫ال ذي اس تطعت احلص ول عليه قبل أي جهة يف الع امل حيث رفض رئيس حترير اجلزي رة نشر اخلرب إال بعد أن‬
‫يستويف ما طلب منه من مجع معلومات أمنية حول صاحب اخلرب وصليت به وصلته باحلكومة األفغانية وصلته‬
‫بفالن وفالن‪ !!!..‬أو غريها من األخب ار اليت اض طر م دير اجلزي رة عن دما راجعه من له كلمة على اجلزي رة‬
‫وتوجهها أن يطلب من حمرري اجلزي رة ع دم بث أي خرب مين إال بعد عرضه عليه أو على رئيس متري ره‪،‬‬
‫عفواً حتريره‪ ،‬حىت لو حرم هذا اخلرب اجلزيرة ومراسلها من السبق الص حفي‪ ،‬وللظنون أن تذهب بالق ارئ‬
‫كل مذهب حول من سيطلعون على مثل هذه األخبار ويؤخذ رأيهم فيها قبل نشرها!‬
‫مل أجعل ه ذا الكت اب للبحث يف كل ما تبثه اجلزي رة أو ما يتعلق هبا‪ ،‬فه ذا له جهد آخر ورواي ات‬
‫متع ددة من أف واه من ك انوا‪ ،‬وال زال كثري منهم يعمل ون يف اجلزي رة حيث أدل وا بش هاداهتم‪ ،‬فيما يعمل ون‬
‫إلخراجه قريبا يف كتاب بعنوان ((قناة الجزيرة‪ :‬رؤية من الداخل))‪ ،‬وإمنا قصرته على جتربيت اخلاصة ويف‬
‫موض وع حمدد وما تعلق ب ه‪ ،‬ومل أذكر أم وراً كث رية ك انت اجلزي رة تري دين القي ام هبا خ ارج منطقة عملي‪،‬‬
‫وك ان متوقعا أن ألقى فيها حتفي مع من طلب مين ال ذهاب ملق ابلتهم‪ ،‬وفيها دالئل على ما ك انت تس عى‬
‫إليه من ورائها‪.‬‬
‫بعض الن اس يف باكس تان وخارجها حس دوين على ما أجنزته من أخب ار متف ردة حىت من باكس تان‬
‫نفسها‪ ،‬كان من ضمنها‪(:‬أنين نقلت خرب إجراء باكستان جتارب نووية حىت قبل أن يذيعها راديو باكستان‬
‫بنصف ساعة وقبل أن تذيعه أي جهة يف العامل بساعة ونصف‪ ،‬ومل تذعه اجلزيرة وقتها‪ ،‬وعدد من األخبار‬
‫غريه)‪ .‬ومنهم من رأى فيما نشرته عن وجود الكوماندوز األمريكان يف باكستان قبل هجومهم املقرر على‬
‫أفغانستان بساعات تسرعاً وهتوراً‪ ،‬يؤدي إىل عواقب وخيمة كاليت وقعت فعال يل‪ .‬حيث كاد نشري للخرب‬
‫أن يطردين من باكستان‪ ،‬لكين مل أعبأ مبا قالوه أو ظنوه‪.‬‬
‫ال أنكر أنين أهوى املغامرة من صغري‪...‬‬

‫أن يقر على عذاب‬ ‫متمرد لم يرض يوما‬


‫وأنفه نطح السحاب‬ ‫عرنينه بلغ السماء‬
‫تربيت يف جو كانت أبيات شاعر اجلهاد واالستشهاد يف فلسطني‪ ،‬ابن بلدتنا البار وجنمها املتأللئ‬
‫دائماً‪ ،‬الشهيد البطل عبد الرحيم حممود‪ ،‬جتلجل يف كل مكان نذهب إليه وحنن صغار‪ ،‬وحيفظنا إياها الكبار‬
‫يف بيوتنا وقبل أن ندخل املدرسة‪:‬‬
‫وألقي بها في مهاوي الردى‬ ‫سأحمل روحي على راحتي‬
‫وإما ممات يغيظ العدا‬ ‫فإما حياة تسر الصديق‬

‫ودوى مقالي بين الورى‬ ‫إذا قلت أصغى لي العالمون‬


‫ولكن أغذ إليه الخطا‬ ‫لعمرك إني أرى مصرعي‬
‫وذال؟! وإني زعيم اإلبا‬ ‫أخوفا؟! وعندي تهون الحياة‬

‫وبني هذه األبيات وغريها كانت دائما كلمات والدي‪ ،‬حفظه اهلل‪ ،‬وشقيقي الذي أحتسبه شهيداً‪،‬‬
‫يرمحه اهلل‪ ،‬ترن يف أذين حتثين على الشجاعة والتضحية والوقوف مع احلق مهما كانت العاقبة يف الدنيا‪.‬‬
‫عشت مع أقراين جواً مشحوناً باملواجهات يف فلسطني احملتلة‪ ،‬حيث كنا طالب اً نسري يف مظاهرات‬
‫أص بحت زادنا ش به الي ومي‪ ،‬فغرست التض حية واملواجهة يف نفوس نا‪ ،‬وانتقلت منها إىل بيش اور إلكم ال‬
‫الدراسة يف جامعتها حيث رأيت فيها أناس اً مل أرهم يف حي ايت‪ ،‬ومل أحلظ أشد منهم ع زة وإب اء وش جاعة‬
‫فيمن رأيت‪ ،‬وإن اختلفت معهم أحيان اً يف ال رأي والرؤي ا‪ ،‬وبني أهلي ومواجه اهتم اليومية يف فلس طني‪،‬‬
‫وهؤالء الناس قضيت سنوات من شبايب‪ ،‬وبدأت العمل يف مهنة الصحافة‪ ،‬فكانت كتابة بالدم‪ ،‬ومسرية بني‬
‫حق ول ألغ ام مل أس لم من ش ظاياها‪ ،‬أت احت يل فرصة التع رف على كثري من األم ور والنف وس والعقلي ات‪،‬‬
‫والسياس ات‪ ،‬وكشفت يل بفضل اهلل كث رياً مما تسعى إليه ه ذه اجلهة أو تلك‪ ،‬وك ان للثقة اليت أوالين إياها‬
‫كثري من الناس لصدقي معهم ومهنييت‪ ،‬أثر كبري يف احلصول على أخبار مل حيصل عليها من هم أقرب نسباً‬
‫أو فكراً أو قومية هلم مين‪.‬‬
‫أحيان ا‪ ،‬كنت أوقن أن هن اك خماطر تنتظ رين‪،‬ج راء نشر خرب م ا‪ ،‬أو التعليق على قض ية س اخنة‪ .‬لكنين‬
‫كنت دائماً أذكر قول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫‪ ‬قل لن يصيبنا إال ما كتب اهلل لنا هو موالنا وعلى اهلل فليتوكل المؤمنون ‪ ‬التوبة‪51:‬‬
‫ومل أتوان يف نشر ما أعتقد أنه حق‪ ،‬وأن من األفضل نشره‪ ،‬وأعتقد جازما أن اهلل سخرين مبا نشرت حلماية‬
‫شعب من عدوان‪ ،‬وصيانة عالقة بلدين من االهنيار‪ ،‬وأسأل اهلل أن تكون منه املثوبة واألجر وأن جيعل هذا‬
‫يف ميزان حسنايت يوم ألقاه‪ ،‬يوم ال ينفع مال وال بنون‪ .‬ورغم ما قد تعرضت له من أذى أو مضايقات‪ ،‬فلم‬
‫أجد أشد حالوة من عمل قمت به مثل تلك األخب ار اليت نش رهتا‪ ،‬وأعترب نش ري إياها ويف وقتها توفيق اً من‬
‫اهلل عز وج ل‪ ،‬وأجد الع امل كله وبعد ألي من ال وقت يؤكد ص حة ما نقلته من أخب ار‪ ،‬وه ذا أكس بين‬
‫مصداقية ومتيزاً مل يكونا ليحصال يل لو تقاعست وانزويت خشية العواقب!!‬
‫لقد جاءين من حيذرين مراراً من عواقب ما أنشر‪ ،‬ومن حماوالت قد تقوم هبا جهات للتخلص مين‪ ،‬أو على‬
‫األقل‪ ،‬إلبعادي عن هذه املنطقة احلساسة من العامل‪ ،‬ويطلب مين عدم نشر أي كتاب عن هذه املسائل‪ ،‬فلم‬
‫يزدين هذا األمر إال عزماً وتصميماً‪ ،‬متمثالً بقول اهلل تعاىل‪:‬‬
‫‪ ‬أتخشونهم؟فاهلل أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين ‪ ‬التوبة‪.13 :‬‬
‫وتذكرت قول الشاعر‪:‬‬
‫ـور بطلقته طلقة كاتمة؟؟!!‬ ‫أخاف؟! وكيف يخاف الجه ـ‬

‫بعض ال زمالء من الص حافيني ال ذين عمل وا يف مؤسس ات إعالمية كب رية أص بح ي واري دين ه‪ ،‬وحياول‬
‫قدر ما أمكن عدم إيضاح هويته‪ ،‬رغم أن غريه علمانياً كان أو يسارياً أو غري ذلك‪ ،‬جياهر ويعلن على املأل‬
‫ما يعتقد ب ه‪ ،‬وأص بح حالنا يف كثري من األحي ان كمن يتدسس بدينه تدسس اً‪،‬وقد مسعت من بعض هم كالما‬
‫(ينصحين) مبحاولة عدم إبراز ما أعتقده مطلق اً‪ ،‬حرص اً على متاع زائل‪ ،‬أو منصب قد أناله‪ ،‬أو غري ذلك‪.‬‬
‫وكلما مسعت كالم بعضهم تذكرت ما كتبه شهيد القرآن سيد قطب رمحه اهلل يف مقالة له بعنوان (اإلسالم‬
‫يكافح) يف كتاب دراسات إسالمية‪:‬‬
‫(( كن مسلما فحسب‪ .‬فهذا وحده كاف ألن يدفعك إلى كفاح االستعمار في شجاعة واستماتة‬
‫واستبسال‪ ،‬فإن لم تفعل‪ ،‬فتحسس قلبك عسى أن تكون مخدوعاً في حقيقة إيمانك‪ .‬وإال فما صبرك‬
‫عن كفاح االستعمار؟!‬
‫كن مس لماً فحس ب‪ .‬فه ذا وح ده يكفي ألن ي دفعك إلى كف اح المظ الم االجتماعية‬
‫جميعا‪..‬كفاحاً دافقاً فائراً‪ .‬فإن لم تفعل‪ ،‬فتحسس قلبك عسى أن تكون مخدوعاً في حقيقة إيمانك‪.‬‬
‫وإال فما صبرك عن كفاح العدوان؟!‬
‫كن مسلماً فحسب‪.‬فهذا وحده يكفي ألن يدفعك إلى كفاح الطغيان في صالبة واستهانة بقوى‬
‫الذباب الذي يحسبه الضعاف من العقبان! فإن لم تفعل فتحسس قلبك عسى أن تكون مخدوعاً في‬
‫حقيقة إيمانك‪ .‬وإال فما صبرك عن كفاح الطغيان؟!))‬
‫وقن اعيت أننا مهما عملنا ودارينا وأخفينا ف إن احلال لن يتغ ري‪ ،‬إال إذا انس لخنا من ديننا ومروءتن ا‪ ،‬بل‬
‫وحىت إنسانيتنا‪:‬‬
‫‪ ‬ولن ترضى عنك اليه ود وال النص ارى ح تى تتبع ملتهم قل إن ه دى اهلل هو اله دى ولئن اتبعت‬
‫أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من اهلل من ولي وال نصير‪ ‬البقرة‪120:‬‬
‫إنين فخور بأن شرفين اهلل وجعلين مسلماً قبل أن أكون صحفياً وقبل كل شيء‪:‬‬

‫قوض الرومان بالرمح أبـي‬ ‫لم يزل في خاطري أن الذي‬


‫لـجة البحر تجـاه المغـرب‬ ‫وجـواداً قـبلت حـافـره‬
‫ـها لـفـتانا في صحاف الـذهب‬ ‫ومـلـوك الصين تهدي تربـ‬

‫ولم يزل عندنا عزم وإيمان‬ ‫كل الحوادث نالتنا مصائبها‬


‫بهن يثبت دون الهدم بنيان‬ ‫بأننا أمة قامت على أسس‬
‫نور النبي لمن ضلوا ومن بانوا‬ ‫باتت على هامة التاريخ رافعة‬

‫وقن اعيت أن الص حفي رائ د‪ ،‬وإن الرائد ال يك ذب أهل ه‪ ،‬وإن من حق ش عوبنا علينا أن خنربها احلقيقة‬
‫ويف وقته ا‪ ،‬وأال ن دعها ختدع من أي جهة ك انت‪ ،‬ومن ه ذا الب اب وإيض احاً ملا أرى أنه حق كتبت ه ذا‬
‫الكتاب‪ ،‬بعيداً عن تأثري أي جهة كانت‪ ،‬بل إن عدداً ممن علموا بشروعي بالكتابة يف هذا املوضوع حاولوا‬
‫تثبيطي حبجة أو بأخرى‪.‬‬
‫وهذا الكتاب ليس سوى جزء من شهادة على واقع عايشته‪ ،‬وجتارب مررت هبا‪ ،‬مل تكن هي البداية‬
‫وليست هي هناية املطاف‪ ،‬لكنها منعطفات مير هبا اإلنسان‪ ،‬سطرهتا قبل أن يطويها النسيان‪ ،‬أقدمها شهادة‬
‫مين أحتمل مس ئوليتها أم ام اهلل يف ال دارين‪ ،‬وقد أدرجت فيه النص الكامل للمق ابالت اليت عملت إدارة‬
‫اجلزيرة عامدة وبالتنسيق مع جهات خارجية على طمسها‪( ،‬وباعت جزءاً منها حملطات أمريكية كما قال‬
‫مدير اجلزيرة يف مقابلة صحفية معه مبئات اآلالف من الدوالرات‪ ،‬مل يذهب عشرها إىل رصيد احملطة كما‬
‫ق ال مس ئولون م اليون يف اجلزي رة!!) لتح رم املش اهد الع ريب من رؤية ومساع كالم موجه له أص الً‪ ،‬ويتعلق‬
‫بأحواله ومصريه وما يراد له‪ .‬وقد قسمت هذه املقابالت إىل عناوين فرعية انتزعتها من كالم أصحاهبا(مع‬
‫قن اعيت أن ذلك رمبا قد ال ي روق لبعض اجله ات) وذلك تس هيال للق ارئ ملعرفة حمتوي ات ه ذه املق ابالت‬
‫حسب مواض يعها‪ ،‬وحىت ال ميل الق ارئ من متابعة املقابلة دون عن اوين فرعية فيها خاصة وأهنا مق ابالت‬
‫مطولة امت دت على عش رات الص فحات‪ ،‬وأتبعتها مبا ح دث من أم ور بعد ه ذه املق ابالت‪ ،‬واقتص رت على‬
‫ذكر ما أعرفه من ه ذه املس ائل بنفسي ومن خالل اتص االيت مع إدارة اجلزي رة‪ ،‬ومل أشأ أن أدرج كث رياً من‬
‫الروايات اليت مسعتها من الزمالء العاملني داخل قناة اجلزيرة فيما يتعلق هبذه املسائل ومل أكن مطلع اً عليه‪،‬‬
‫تاركا هذا األمر للكتاب الذي بدأ بعض الزمالء يف إعداده حول ((قناة الجزيرة‪ :‬رؤية من الداخل))‪ ،‬ففيه‬
‫تفصيل إن شاء اهلل لكثري من األمور ووضع للنقاط على احلروف يف كثري مما يتعلق باجلزيرة‪.‬‬
‫ومع هذا وذاك فإنين من خالل تسطريي هذا الكتاب مل أقصد معاداة أحد‪ ،‬أيا كان‪ ،‬وإمنا هي أمانة‬
‫الكلمة ومس ئوليتها‪ ،‬دفعين احلرص على أميت وديين ألن أس طرها يف ه ذا الكت اب‪ ،‬لعل فيها توض يحا ملواقف‬
‫وإبراءً لذمة‪ ،‬وبيانا ملواقف‪ ،‬التبس على كثري من الناس فهمها‪ ،‬يف عصر توالت فيه األحداث‪ ،‬واختلطت فيه‬
‫األم ور‪ ،‬وأص بح من الص عب على كثري ممن مل يلم ب أطراف املواض يع‪ ،‬وبرواية من أص حاهبا‪ ،‬فهم ما جيري‬
‫حوله‪ ،‬وكما جاء يف احلديث وصفا ملثل هذا العصر أنه‪":‬جيعل احلليم حريانا "‪.‬‬
‫وقد عمدت إىل جعل فصول الكتاب متسلسلة حسب الواقع الزمين هلا وتسلسل األحداث فيها‪ ،‬وإن‬
‫كان بعض من أحب واطلع على مسودة الكتاب نصح بتغيري يف ترتيب الفصول‪ ،‬مقرتح اً علي إعادة ترتيبها‬
‫حسب املضمون واحملتوى بدالً من الرتتيب الزمين لألحداث‪ .‬كما نصحين هؤالء األحبة بأن أجعل املقابلتني‬
‫مع الشيخ أسامة بن الدن والدكتور أمين الظواهري أول فصول الكتاب‪ ،‬ألسباب هتم القارئ الكرمي‪ ،‬لكنين‬
‫آث رت إبقاءمها مرتب تني بعد فص ول احملاوالت الفاش لة اليت ق امت هبا اجلزي رة ملقابلتهم ا‪ ،‬وذلك ملا أراه من‬
‫تسلسل لألحداث يف هذا الكتاب‪.‬‬

‫أس أل اهلل أن يك ون يف ه ذا الكت اب وما ح واه فائ دة وع ربة ملن ك ان له قلب أو ألقى الس مع وهو‬
‫شهيد‪ ،‬وأرجو القارئ الكرمي أال حيرمين دعوة صاحلة يف ظاهر الغيب‪ ،‬أسأل اهلل أن يتقبلها منه ومنا أمجعني‪.‬‬
‫وأن يغفر لنا ما أسررنا وما أعلنا‪ ،‬إنه مسيع جميب‪.‬‬
‫جمال عبد اللطيف إسماعيل‬
‫‪jam9361@hotmail.com‬‬
‫إسالم أباد ـ باكستان‬
‫الفصل األول‬
‫محاوالت الجزيرة اللقاء مع أيمن الظواهري‬
‫البتزاز الحكومة المصرية!!‬
‫اتصال غريب‪:‬‬
‫مس اء أحد األي ام يف رمض ان من ع ام ‪ 1418‬للهج رة ال ذي ص ادف يف األس بوع األخري من ش هر‬
‫كانون الثاين عام ‪1998‬م تلقيت مكاملة هاتفية من مسئول يف قناة اجلزيرة تفيد بأن أحد كبار املذيعني يف‬
‫احملطة ومص وريِن آخ رين يف طريقهما تلك الليلة إىل إس الم أب اد وأهنم سيص لون يف الص باح‪ ،‬وطلب مين‬
‫املس اعدة يف نقلهم إىل فن دق كونتيننت ال ال ذي ق ال حمدثي إنه يف إس الم أب اد‪ ،‬فص ححت له املعلومة ب أن‬
‫الفندق يف مدينة راولبندي اجملاورة للعاصمة الباكستانية وأن إسالم أباد ال يوجد فيها أي فندق كونتيننتال‬
‫على اإلطالق‪ ،‬وعلمت من حمدثي أن ال زمالء الق ادمني من الدوحة هلم موعد مهم وأهنم سيقابلون شخص ية‬
‫هامة يف إسالم أباد لكنه رفض اإلفصاح عنها‪ .‬فقلت له ال تقلق‪ .‬سأعمل كل ما بوسعي وسأقدم هلم كل‬
‫ما يري دون من خ دمات إلجناز مهمتهم‪ .‬وقد طلب نفس املتصل من الس فارة القطرية يف إس الم أب اد ت أمني‬
‫نفقات الفندق واإلقامة على أن يتم إرسال هذه النفقات للسفارة عن طريق اخلارجية القطرية فيما بعد‪.‬‬
‫ويف مس اء ي وم وص ول بعثة اجلزي رة التقيت مبس ئول من الس فارة القطرية ج اء لزي ارة بعثة اجلزي رة‪،‬‬
‫وس أل م ذيع اجلزي رة عن اهلدف من الزي ارة‪ ،‬والشخص ية اليت س يقابلها يف رحلته إىل باكس تان‪ ،‬فك انت‬
‫اإلجابة‪ :‬بأهنم سيقابلون رئيس الوزراء الباكستاين (آنذاك) نواز شريف!! فنظر إيل الدبلوماسي يف السفارة‬
‫القطرية مس تغرباً وض حك! كما ض حكت أنا حني مسعت اسم رئيس ال وزراء على أنه الشخص ية اليت‬
‫سيقابلوهنا‪ .‬وقال مسئول السفارة ملذيع اجلزيرة يبدو أن جمال أراد أن يعيق عملكم من خالل هذا الرتتيب‬
‫وت وقيت زي ارتكم إىل إس الم أب اد!! فاس تغرب املذيع األمر وق ال عالم تض حكون؟ فقلت ملس ئول الس فارة‪:‬‬
‫أوالً أنا ال دخل يل برتتيب ات الزي ارة أو اهلدف منه ا‪ ،‬ومل أعلم أن فالن اً ومرافقيه ق ادمون إال حني اس تقلوا‬
‫الط ائرة وكنت وال زلت أجهل اهلدف من الزي ارة‪.‬وت وجهت باحلديث إىل م ذيع اجلزي رة فقلت‪ :‬أما بالنس بة‬
‫لسبب ضحكنا واستغرابنا حول قولكم إن املقابلة ستكون مع رئيس الوزراء فإنه عائد ألمرين‪ :‬أوالً أنكم‬
‫قلتم إن رئاسة الوزراء الباكستانية طلبت منكم النزول يف فندق كونتيننتال‪ ،‬مع أن رئاسة الوزراء تعلم أن‬
‫الفندق ليس قريب اً من مكتب نواز شريف وإمنا حيتاج النزيل فيه مدة ال تقل عن أربعني دقيقة للوصول إىل‬
‫بوابة رئاسة ال وزراء مع وج ود فن دق فخم آخر أق رب منه وال يبعد س وى ثالث دق ائق عن رئاسة ال وزراء!‬
‫األمر اآلخر هو أن كل من يف باكس تان وحىت الس فارات تعلم أن رئيس ال وزراء غ ادر البالد ب األمس يف‬
‫جولة خارجية تس تغرق مثانية أي ام وأعلن عنها يف الص حف احمللية قبل ب دئها بأي ام فكيف يعطيكم دي وان‬
‫رئيس الوزراء موعداً يف مثل هذا التوقيت وهم يعلمون أن رئيس الوزراء غائب عن البالد؟!‬
‫فجاءت اإلجابة على سبب االستغراب واملعلومات اليت أفدناهم هبا لتزيد من حراجة موقف الضيوف‬
‫حيث قال املذيع إن الشيخ حمد بن ثامر رئيس جملس إدارة اجلزيرة هو الذي طلب منا السفر إىل باكستان‬
‫يف هذا الوقت على أن يتصل هو برئيس الوزراء أثناء وجودنا يف باكستان ليبلغه برغبة اجلزيرة يف مقابلته!!!‬
‫االتصاالت بني بعثة اجلزيرة يف إسالم أباد ومقرها الرئيسي يف الدوحة مل تتوقف ساعة‪ ،‬فكان املذيع‬
‫املنتدب من اجلزيرة هلذه املهمة ال ينفك عن االتصال بأحد الزمالء يف الدوحة ليبلغه أن االنتظار صعب وأنه‬
‫ال أحد من اجلهة األخ رى س أل عن ه‪ ،‬مش دداً عليه بض رورة االتص ال بش خص يف دولة أوروبية للعمل على‬
‫إمتام األمر بالسرعة املمكنة حىت تتم املقابلة وترجع بعثة اجلزيرة إىل الدوحة‪.‬‬
‫وقد أوحت ه ذه االتص االت بش يء عن طبيعة املهمة اليت ج اءوا من أجلها وإن ك انت حىت اآلن مل‬
‫تتضح الصورة كاملة‪.‬‬
‫يف اليوم التايل كانت بعثة اجلزيرة يف وضع نفسي ال حتسد عليه‪ .‬فاالنتظار قاتل! واجللوس يف الفندق‬
‫دون عمل ملن اعتاد احلركة والنشاط يعترب أمراً صعباً للغاية‪ .‬وقد علمت من خالل وجودي مع بعثة اجلزيرة‬
‫بعض ال وقت اسم الش خص ال ذي ك انوا يتص لون به يف الدولة األوروبي ة‪ ،‬كما علمت يف وقت الحق اسم‬
‫الشخص الذي كانوا ينوون مقابلته‪ ،‬وهو الدكتور أيمن الظواهري أمري مجاعة اجلهاد املصرية والذي قيل‬
‫إنه قدم إىل أفغانستان خصيص اً هلذه املقابلة حيث كان يقيم يف دولة أخرى‪ .‬وأبلغين مذيع اجلزيرة أنه طلب‬
‫منه من قبل الش خص املقيم يف أوروبا أال يعلمين هبذه املهمة مطلق اً وأال أرافقه يف رحلته ملقابلة ال دكتور‬
‫أيمن الظواهري!!!‬
‫فأبلغته ب أنين سأتص رف وك أنين مل أعلم ش يئا عن املهمة واهلدف منه ا‪ ،‬مب ديا يف نفس ال وقت‬
‫استعدادي لتقدمي أي خدمة يريدوهنا من إسالم أباد إلمتام مهمتهم‪.‬‬
‫يف اليوم التايل دعوت بعثة اجلزيرة على إفطار رمضاين يف منزيل يف إسالم أباد‪ ،‬وكان مذيع اجلزيرة‬
‫م رتدداً يف قبول ال دعوة إلمكانية اتص ال الدوحة أو الوس يط يف أوروبا به يف أي وقت‪ ،‬فعملنا على ال رتتيب‬
‫مع إدارة الفندق بتحويل أي مكاملة قادمة له إىل رقم هاتفي النقال حلني عودتنا إىل الفندق‪.‬‬

‫مكالمة من الدوحة‪:‬‬
‫يف طريقنا من الفن دق إىل م نزيل قبيل اإلفط ار تلقينا مكاملة هاتفية من أحد املس ئولني يف اجلزي رة تفيد‬
‫بأن الطرف اآلخر ذهب إىل الفندق وإىل نفس الغرفة اليت أعطي رقمها لنقل بعثة اجلزيرة من هناك‪ ،‬لكن مل‬
‫جيدوا أح داً وأن ه ذا الكالم مضى عليه أك ثر من ثالث س اعات‪ ،‬وأهنم استفس روا من إدارة الفن دق عن‬
‫وج ود ض يوف من اجلزي رة‪ ،‬لكن اإلدارة أك دت هلم ع دم وص ول أي ع ريب أو من حيمل تلك األمساء اليت‬
‫أوردوها مستفس رين عن أص حاهبا‪ .‬فأعطينا رقم الغرفة جمدداً للمتصل ليبلغهم أن ي أتوا إليها بعد س اعة من‬
‫الزمن‪.‬‬

‫واتصال من أوروبا‪:‬‬
‫يف نفس الليلة ج اء اتص ال آخر من الوس يط يف أوروبا يؤكد أن إدارة الفن دق أبلغت الط رف اآلخر‬
‫أن أي اً من وفد اجلزي رة ال يقيم يف الفن دق‪ ،‬أو وصل إليه حىت ذلك ال وقت‪ .‬وقد انتهى ه ذا اجلدال حني‬
‫طلب الوس يط يف أوروبا معرفة بعض التفاص يل عن إق امتهم يف الفن دق ف أبلغ ب أهنم يقيم ون يف فن دق‬
‫الكونتيننتال يف مدينة راولبندي اجملاورة للعاصمة الباكستانية إسالم أباد‪ ،‬األمر الذي أثار استغرابه ودهشته‪،‬‬
‫موضحا أن االتفاق كان على أن يقيموا يف الكونتننتال يف العاصمة األفغانية‪ ،‬ومن هناك يأيت من يأخذهم‬
‫إىل مك ان إقامة ال دكتور أيمن الظ واهري يف أفغانس تان إلج راء املقابلة املتفق عليه ا‪ .‬وملا كنت أول من‬
‫أج اب على املكاملة اهلاتفية من أوروبا بس بب أهنا ج اءت على ه اتفي النق ال ع رفت بنفسي للمتصل ال ذي‬
‫ق ال إنه يعرفين وأعرفه حني ك ان يف باكس تان يوما م ا‪ ،‬وأفصح يل عن امسه‪ ،‬وطلب مين أن أس اعد ال زمالء‬
‫من اجلزيرة يف الوصول إىل كابل إن احتاجوا إىل تأشرية أو استئجار سيارة‪ ،‬وأن أرافقهم إن مسحت ظرويف‬
‫بذلك ملعرفيت طبيعة البلد واألشخاص الذين كانوا يرغبون برؤيتهم‪ ،‬لكنين أبلغته أن الزمالء من اجلزيرة قالوا‬
‫يل إن الطرف اآلخر طلب منهم عدم إخباري مبهمتهم أو القدوم معهم‪ ،‬ونقلوا هذا الكالم عنكم شخصياً‪،‬‬
‫ألهنم يريدون مذيع اجلزيرة فقط يف املقابلة واألماكن اليت سينزلونه هبا‪ .‬وقد أنكر الوسيط يف أوروبا صحة‬
‫ه ذه املعلوم ات وش دد على أن أرافقهم إن أمكنين ذلك بقول ه‪ (:‬لقد أبلغن اهم أن ي ذهبوا إىل فن دق‬
‫الكونتيننتال يف كابل‪ ،‬ال راولبندي‪ ،‬وأهنم حني يصلون إىل إسالم أباد فإن جمال ميكن أن يساعدهم على‬
‫فهم املنطقة وطبيعتها ملعرفته هبا وبالس فارة األفغانية وباألش خاص يف أفغانس تان أثن اء دراس ته يف جامعة‬
‫بيشاور‪ ،‬فأبديت له استعدادي للمساعدة يف نيل التأشرية إىل أفغانستان وتأمني وسيلة مواصالت سواء عرب‬
‫ط ائرة من إس الم أب اد إىل كابل أو عرب اس تئجار حافلة أو س يارة خاصة لفريق اجلزي رة‪ ،‬لكنين طلبت من‬
‫الوس يط يف أوروبا أن يبلغ ه ذا الكالم بنفسه ملذيع اجلزي رة حىت ال يك ون هن اك أي ح رج أو لبس يف‬
‫املوضوع‪ ،‬وقد فعل ذلك مباشرة‪.‬‬

‫واتصال آخر من أفغانستان‪:‬‬


‫يف نفس الليلة جاءنا اتص ال آخر على ه اتفي النق ال من ش خص يقيم يف أفغانس تان ومن ط رف‬
‫الدكتور أيمن الظواهري يستفسر عن الذي حصل معنا‪ ،‬وملاذا تأخر فريق اجلزيرة يف الوصول إىل كابول‪،‬‬
‫وأوضح املتصل أن االتفاق كان على أن يأيت فريق اجلزيرة إىل كابل من يومني وأن مرافقي الدكتور أيمن‬
‫الظ واهري راجع وا الفن دق أك ثر من م رة دون ج دوى‪ ،‬ف أبلغت املتصل باإلش كالية اليت حص لت‪ ،‬ورمبا‬
‫االلتباس الذي وقع حول الفندق وأنه يف العاصمة الباكستانية أو األفغانية‪ ،‬فأكد أن الكالم كان واضحاً مع‬
‫الوسيط ومع املذيع من اجلزيرة بأن عليه أن يصل إىل الفندق يف كابل وبعدها تكون مهمتنا يف نقله وإعادته‬
‫ليس إىل الفن دق فحسب وإمنا للح دود مع باكس تان إن أراد ذل ك‪ .‬وطلب مين املتصل من أفغانس تان أن‬
‫أش رح ملذيع اجلزي رة الظ روف اليت متنع ال دكتور أيمن الظ واهري وأنص اره من الق دوم إىل باكس تان أو‬
‫االق رتاب من ح دودها‪ ،‬ال س يما بعد توقيع باكس تان اتفاقية للتب ادل األمين مع احلكومة املص رية‪ ،‬وتس ليمها‬
‫عدداً من املصريني إىل حكومة بالدهم وما تعرضوا له بعد ذلك‪.‬‬
‫اخلوف من السفر إىل أفغانستان ملا يسمعه املرء عن أوضاعها‪ ،‬كان مفهوم اً‪ ،‬لكنين أوضحت لفريق‬
‫اجلزي رة ـ ال ذي مل يكن قبل تلك الرحلة زار حىت باكس تان ـ ب أن األوض اع يف العاص مة األفغانية اآلن آمنة‬
‫ج داً وأهنا حسب ما رأيته من زي ارايت ألفغانس تان‪( ،‬خاصة من اطق طالب ان) أك ثر أمنا من العديد من ال دول‬
‫األوروبية والعربية بالنسبة حلياة اإلنسان وعرضه وماله‪ ،‬وأن مسألة السفر إىل هناك ليست صعبة‪ .‬وبالنسبة‬
‫للتأشرية فيمكن احلصول عليها يف الص باح من الس فارة األفغانية‪ ،‬وبالنسبة لوسيلة السفر فأنتم ختت ارون ما‬
‫ترغب ون‪ ،‬وبينت هلم الظ روف احمليطة بوس ائط النقل من ط ائرات لألمم املتح دة أو احلافالت والس يارات‬
‫اخلاصة اليت تس افر ع ادة من بيش اور إىل أفغانس تان وأن عليهم أن يع دوا أنفس هم إن ك انوا سيس افرون ب راً‬
‫لتحمل مصاعب الطريق‪ ،‬حيث أفغانستان بلد دمره الغزو اخلارجي واالقتتال الداخلي خالل عشرين عام اً‪،‬‬
‫وأما املس ائل األخ رى من ناحية األمن واملطعم واملش رب فال تش غلن ب الكم ألهنا مت وفرة وجي دة‪ ،‬وعلى كل‬
‫فأنتم صحافيون ومن حياة الصحايف املغامرة‪ ،‬وإن ذهبتم فلن تندموا أبدا‪ ،‬وقد تكون فرصتكم الذهبية ليس‬
‫للشهرة من خالل مقابالت وإمنا أيضا من خالل كتاب تسطرونه فيما بعد‪.‬‬
‫ك ان اخلوف يع رتي م ذيع اجلزي رة ومرافقيه من األوض اع اليت عليها أفغانس تان‪ ،‬ومما ميكن أن ي رتتب‬
‫من آث ار الحقة هلذه الزي ارة حيث س يتم ختم ج واز س فرهم بالتأش رية إىل أفغانس تان‪ ،‬وه ذا قد يق ود إىل‬
‫مس اءلة من بعض ال دول‪ ،‬خاصة العربية منه ا‪ .‬كما أن ما بثته وس ائل اإلعالم من أخب ار ح ول طالب ان‬
‫وحكمها وما تقوم به من إجراءات ألقت بظالهلا على الصورة اليت وضعها فريق العاملني يف اجلزيرة يف ذهنه‬
‫هلذا البلد وأوض اعه‪ .‬وك انت احلجة اليت مل ي تزحزح عنها م ذيع اجلزي رة يف رفضه ال ذهاب إىل كابل أو أي‬
‫مك ان يف أفغانس تان هي املس ألة األمني ة‪ ،‬وح اول معي كث رياً أن أس اعده يف إقن اع الط رف اآلخر (ال دكتور‬
‫أيمن الظواهري وأنصاره) بالقدوم إىل بيشاور إن مل يكن إسالم أباد‪ ،‬فقلت له إن بيشاور مثل إسالم أباد‬
‫من الناحية األمنية والقانونية بالنس بة للط رف اآلخر إن مل تكن أس وأ‪ ،‬حيث أن ش كل ال دكتور أيمن‬
‫معروف لدى كثريين يف بيشاور وهذه املدينة ومنذ الغزو السوفييت ألفغانستان وهي تعج بكل املخربين لكل‬
‫األجهزة األمنية العاملية مبن فيها األجهزة املصرية!! وهذا جيعل من املستحيل على الدكتور أيمن الظواهري‬
‫وأنص اره الق دوم إليه ا‪ .‬فأش ار إىل منطقة القبائل الباكس تانية احملاذية للح دود األفغانية وأهنا ال حتت اج تأش رية‬
‫على اجلواز فلماذا ال نقوم بإجراء املقابلة هناك؟!‬
‫مل يكن فريق اجلزيرة يدرك فيما يبدو اخلطورة يف إحضار الدكتور أيمن الظواهري إىل أي جزء من‬
‫باكستان‪ ،‬ومل يقدروا حجم اخلطر املمكن حدوثه يف حال قرر الدكتور أيمن الوصول إىل باكستان‪ ،‬هذا‬
‫اخلطر املتمثل بإمكانية القبض عليه يف أي منطقة يف باكستان وتسليمه للسلطات املصرية أو األمريكية (رغم‬
‫أنه مل يكن مطلوبا للوالي ات املتح دة حىت ذلك ال وقت)‪ .‬وقد ح اولت جاه داً إيض اح ه ذه الص ورة لفريق‬
‫اجلزيرة الذي كان مصراً وبشدة عجيبة على أن يقوم باملقابلة على األرض الباكستانية وأنه ال جمال للسفر‬
‫مطلقاً إىل أفغانستان حىت لو دفع لفريق اجلزيرة أي مكافأة على هذه املقابلة‪.‬‬

‫أجهزة للبث مباشر!!‬


‫من خالل احلديث مع فريق اجلزي رة علمت أهنم أحض روا أجه زة بث مباشر معهم لبث املقابلة عرب‬
‫األقمار الصناعية من أفغانستان وهو ما أثار أسئلة ليس فقط حول إمكانية قبول الطرف اآلخر هبذا‪ ،‬وإمنا قد‬
‫يثري تساؤالت حول اهلدف من وراء إحضار مثل هذه األجهزة اليت سيتم رصد بثها وحتديد موقع الدكتور‬
‫أيمن الظ واهري ورمبا الش يخ أس امة بن الدن إن ق رر احلض ور ملقابلة مع اجلزي رة (الجزي رة في ه ذه‬
‫المحاولة لم تكن تس عى مطلق اً لمقابلة الش يخ أس امة بن الدن وإنما ك انت تلح وبش دة على مقابلة‬
‫ال دكتور أيمن الظ واهري!!) وك ان مقتل ال رئيس الشيش اين الس ابق ج وهر دوداييف بعد رصد مكانه من‬
‫قبل األقمار الصناعية األمريكية وتسريب هذه املعلومات للروس الذين أطلقوا صوارخيهم عليه ال زال ماثالً‬
‫يف األذهان ومل تنسه الذاكرة‪ .‬وقد أبديت خماويف من أن الطرف اآلخر قد يلغي املقابلة كلها إن علم بوجود‬
‫ه ذه األجه زة العتب ارات أمني ة‪ ،‬ولقناعته ب أن ه ذا قد يوقع به يف يد األمريك ان‪ ،‬ال ذين ك انوا وال زال وا‬
‫يرص دون أي اتص ال من داخل األراضي األفغانية لتحديد مك ان الش يخ أس امة بن الدن وال دكتور أيمن‬
‫الظواهري‪ ،‬وذلك للعمل على اصطيادهم وقصف أماكن وجودهم‪.‬‬

‫أموال من الجزيرة ألنصار الظواهري!!‬


‫بعد جدال ومناقشات استمرت عدة ساعات‪ ،‬كان رأي فريق اجلزيرة أن على الطرف اآلخر االلتزام‬
‫مبا يراه فريق اجلزيرة سيما وأن الوسيط املقيم يف أوروبا ـ وحسب كالم فريق اجلزيرة ـ طلب مبلغ اً من املال‬
‫((لق اء ت أمين اللق اء‪ ،‬بحجة أن ه ذا المبلغ س ينفق على تنقالت ال دكتور أيمن الظ واهري ومجموعته‬
‫األمنية ال تي س توفر الحماية له ولفريق الجزي رة‪ ،‬إض افة إلى ت أمين نفق ات الس فر خ ارج أفغانس تان‬
‫والع ودة إلى المك ان ال ذي ك ان يقيم في ه‪ ،‬وأن ال دكتور أيمن الظ واهري ج اء خصيصا إلى أفغانس تان‬
‫لهذه المقابلة))‪.‬‬
‫وقد احتد النقاش بني موفد اجلزيرة والوسيط األورويب حول املبلغ املطلوب وأن اجلزيرة وعدت هبذا‬
‫املبلغ لتأمني اللقاء ومتطلباته‪ ،‬وأن الطرف اآلخر يلح يف طلب هذا املبلغ‪.‬‬

‫الجزيرة تطالب الظواهري القدوم إلى حتفه‪:‬‬


‫بقيت مس ألة ق دوم ال دكتور أيمن الظ واهري إىل باكس تان هي الش غل األس اس لبعثة اجلزي رة‪ ،‬بينما‬
‫كان رأي الطرف اآلخر أن على اجلزيرة أن تأيت كما وعدت إىل كابل‪ .‬وقد احتد النقاش حول هذه املسألة‬
‫على اهلاتف مع الط رف اآلخ ر‪ ،‬وبيين وبني فريق اجلزي رة‪ ،‬وك ان ض من الكالم ال ذي قاله فريق اجلزي رة أن‬
‫على الط رف اآلخر أن يق در أن اجلزي رة س تفتح له اجملال لي ؤدي رس الة هو يف أمس احلاجة إىل إيص اهلا‬
‫وإمساعها للعامل العريب خاصة الشعب املصري!! وأن هذا قد يؤدي إىل مصاعب ومشاكل سياسية بني قطر‬
‫واحلكومة املص رية وض غوط على قن اة اجلزي رة‪ ،‬وأن على الط رف اآلخر ل ذلك تق دمي بعض التن ازالت من‬
‫جانبه إلمتام املقابلة‪ ،‬لكن اجلواب القادم من اجلهة األخرى كان حامساً وخمتصراً‪:‬‬
‫((المسألة األمنية وحياة إخواننا أهم عندنا بكثير من عرض تقدمه الجزيرة باستضافتنا والظهور‬
‫على شاش تها وإعط اء مقابلة يتم فيها توض يح موقف جماعة الجه اد المص رية بش كل خ اص‪ ،‬والتي ار‬
‫اإلسالمي المقاتل بشكل عام‪ ،‬رغم أهمية هذه المسألة لنا))‪.‬‬
‫وطلب مين املتص لون من الط رف اآلخر املس اعدة يف إقن اع فريق اجلزي رة يف الس فر إىل كابل وإمتام‬
‫املقابلة داخل األراضي األفغاني ة‪ ،‬بينما طلب مين فريق اجلزي رة املس اعدة يف إقن اع الط رف اآلخر القب ول‬
‫بوجهة نظ رهم‪ .‬واس تعد الط رف اآلخر للتق دم إىل احلدود األفغانية الباكس تانية وإىل أق رب نقطة من احلدود‬
‫يعتقد أن أمنه ال ميكن أن يتعرض فيها إىل أي خطر‪.‬‬
‫أمام هذه الوقائع حاولت جاهداً إقناع فريق اجلزيرة بأال يضيع فرصة اللقاء إن كان يريد حق اً مقابلة‬
‫ال دكتور أيمن الظ واهري‪ ،‬وأبلغتهم أن هن اك فرصة ملقابلة الش يخ أس امة بن الدن‪ ،‬وهو من ناحية إعالمية‬
‫وعاملية حمط انتب اه واهتم ام أك ثر من ال دكتور أيمن الظ واهري‪ ،‬فيض ربوا عص فورين حبج ر‪ ،‬وأب ديت‬
‫اس تعدادي لعمل كل ما يل زم من نيل التأش رية وعلى ورقة خ ارج ج واز الس فر إن أرادوا‪ ،‬وإحض ار مرافق‬
‫معنا‪ ،‬والسفر بالطائرة إىل كابل الختصار الوقت وتفادي املتاعب يف السفر براً‪ ،‬وأنين على استعداد للسفر‬
‫معهم حىت يتم األمر إن كانوا ال زالوا متخوفني من الناحية األمنية‪.‬‬
‫ب رز ختوف ل دى فريق اجلزي رة من أن احلكومة األفغانية ال تعلم هبذه املقابلة وأن س فرنا عرب الط ائرة‬
‫ووج ود مع دات تص وير ل دينا قد يوقعنا يف ح رج مع احلكومة األفغانية اليت ال تس مح بالتص وير يف من اطق‬
‫سيطرهتا‪ ،‬وقد أكدت لفريق اجلزيرة أن هذه املسألة ميكن إجياد حل هلا من خالل االتفاق مع الطرف الثاين‬
‫على مقابلتنا يف مط ار كاب ل‪ ،‬وأن م وظفي احلكومة األفغانية لن يتعرض وا ملع داتنا بش يء إال إذا قمنا بتص وير‬
‫ما ال يسمحون به ويف أماكن عامة‪ .‬أما إن أخذنا معداتنا من املطار إىل الفندق فإنين شخصياً أضمن عدم‬
‫تعرض ها ألي مك روه‪ ،‬وأنا أع رف قي ادات طالب ان ومس ئوليهم ولغتهم وميكنين التف اهم معهم مبا يبقي على‬
‫ثقتهم بأننا لن نقوم بعمل خمالف لقوانينهم‪.‬‬
‫لكن اهلاجس األمين ل دى فريق اجلزي رة وأوض اع أفغانس تان وختلفها وما مسعوه عنه ا‪ ،‬أو ما دار يف‬
‫خلدهم عن أوضاعها‪ ،‬كل هذا كان العقبة الكأداء اليت مل نستطع إجياد حل هلا‪ .‬وكان فريق اجلزيرة يرى يف‬
‫وص وله إىل باكس تان إلج راء مقابلة مع ال دكتور أيمن الظ واهري خدمة كب رية وال تع وض من اجلزي رة‬
‫تقدمها للدكتور أيمن الظواهري ومجاعته!! ال ميكن ألي جهة يف العامل أن جترؤ على تقدميها مطلق اً! وأن‬
‫هذا قد يقود إىل حماوالت إلغالق قناة اجلزيرة بسبب الضغوط اليت قد تتعرض هلا من قبل العديد من الدول‬
‫ويف مقدمتها احلكومة املصرية‪ ،‬وأن على الدكتور أيمن يف املقابل أن يستجيب لطلب اجلزيرة يف القدوم إىل‬
‫إس الم أب اد أو بيش اور أو على األقل منطقة القبائل الباكس تانية‪ ،‬وأن فريق اجلزي رة لن جيت از احلدود إىل‬
‫أفغانستان حىت لو أعطي أي مكافأة مالية أو كانت الشهرة اليت ال جتارى هي نتيجة هذه املقابلة‪.‬‬
‫عند ذلك كان ال بد من حسم األمر وإهناء اجلدل واختاذ قرار يف هذه املسألة‪.‬‬
‫كنت ومن خالل وج ودي يف بيش اور للدراس ة‪ ،‬والعمل الص حفي فيها فيما بع د‪ ،‬تع رفت على كثري‬
‫من األش خاص الذين قدموا ملساعدة اجملاه دين األفغ ان إب ان االحتالل السوفييت ألفغانستان‪ ،‬وتع رفت أيضا‬
‫على فكر اجلماع ات اإلس المية املختلفة وطريقة تفكري أص حاهبا‪ ،‬وأص بح ل دي ما أحس به خ ربة ومعرفة يف‬
‫هذا الشأن‪.‬‬
‫ك انت املس ألة األمنية ألف راد العديد من اجلماع ات أهم بكثري عن دهم من العمل اإلعالمي ال ذي ال‬
‫ينك رون أمهيته وض رورته لنشر وجهة نظ رهم وتوض يح م وقفهم وما ي دعون له وما يتهم ون به من قبل‬
‫احلكوم ات واجله ات املختلف ة‪ ،‬ومن خالل ما ح دث يف باكس تان خالل الس نوات األخ رية من محالت ضد‬
‫الع رب‪ ،‬وتس ليم بعض الرعايا خاصة املص ريني إىل حكومة بالدهم‪ ،‬ازداد اهلاجس األمين ل دى أف راد‬
‫اجلماعات اإلسالمية‪ ،‬وأصبحوا يتحسسون من القدوم إىل باكستان أو املكوث فيها‪.‬‬
‫ورغم ما يف مقابلة اجلزي رة لل دكتور أيمن من أمهية إعالمية وإمكانية لط رح فك ره ووجهة نظ ره‬
‫ودفاعه عما يتهم به شخص ياً أو مجاعته من أعم ال وتوض يح م وقفهم منه ا‪ ،‬إال أنه ك ان من املس تحيل على‬
‫ش خص مثل ال دكتور أيمن أو أي من أف راد اجلماع ات اإلس المية أو غريها ميكن أن يواجه وا الظ روف‬
‫احمليطة بال دكتور أيمن الظ واهري ومنها طلب احلكومة املص رية له وحكمها عليه باإلع دام غيابي اً‪ ،‬ال ميكن‬
‫ألحد أن يغ امر ب القبول ب إجراء مقابلة مع أي جهة ك انت إن ك ان مثن املقابلة حياته أو إمكانية تعرضه‬
‫لالعتقال وتسليمه للدولة اليت تطلب القبض عليه‪.‬‬
‫اتفقنا على التفكري يف املسألة ملي اً قبل اختاذ قرار هنائي فيها وكان من ضمن األمور اليت اتفقنا عليها‬
‫أن يتصل فريق اجلزيرة باإلدارة العليا للقناة يف الدوحة‪ ،‬وأن يكرروا االتصال بالوسيط يف أوروبا وأن نبقي‬
‫خط اتصال مع الناس داخل أفغانستان قبل اختاذ قرار هنائي يف املسألة‪.‬‬
‫يف املس اء طلب مين فريق اجلزي رة احلض ور إىل الفن دق ال ذي ك انوا يقيم ون فيه للتش اور يف املس ألة‪.‬‬
‫وك ان من ض من الفريق أحد املص ورين األج انب وقد أب دى رئيس الفري ق(م ذيع اجلزي رة) واملص ور األجنيب‬
‫ع دم املوافقة مطلق اً على الس فر إىل أفغانس تان حىت لو ك ان ذلك يقتضي إلغ اء املقابل ة‪ .‬وطلب وا رأيي يف‬
‫املسألة‪ ،‬واملساعدة يف البحث عن حل مقنع للطرف اآلخر حىت يتقدم خطوة ويعرب احلدود إىل باكستان‪.‬‬

‫حسم المسألة وفشل المحاولة‪:‬‬


‫بعد برهة من ال وقت قلت ملذيع اجلزي رة وفريق التص وير املرافق ل ه‪ :‬س أقول لكم باختص ار خالصة‬
‫موقفي من هذه املسألة‪.‬‬
‫أوالً‪:‬أنتم قمتم باالتصال بشخص في أوروبا لتأمين اللقاء‪ ،‬وإذا أخذنا كل ما سمعته من الطرفين‬
‫عن مك ان اللق اء وما أعرفه عن ال دكتور أيمن وظروف ه‪ ،‬فال يمكن مطلق اً في ظ ني أن ي أتي ال دكتور‬
‫أيمن أو أي من المقربين منه خاصة ممن يحملون جواز السفر المصري إلى باكستان بسبب الظروف‬
‫األمنية المتعلقة بهم‪ ،‬وإمكانية اعتقال أي منهم في أي مكان وتسليمه مباشرة إلى الحكومة المصرية‪.‬‬
‫ثاني اً‪:‬إن قبلتم ه ذه الحقيقة وأحببتم أن تمض وا في مش روعكم إلج راء المقابلة فه ذا ال زال‬
‫ممكناً‪ ،‬ويمكنني المساعدة في تأمين التأشيرات ووسيلة النقل ومرافقتكم إلى كابل أو أي مكان آخر‬
‫تريدونه حتى تشعروا باألمان‪ ،‬ونرجع معاً بعد ذلك ومن إسالم أباد تعودون إلى الدوحة‪.‬‬
‫ثالثاً وهو األهم‪ :‬إن كنتم مصرين على إحضار الدكتور أيمن وأنصاره إلى األراضي الباكس تانية‪،‬‬
‫إلجراء المقابلة سواء في إسالم أباد أو بيشاور أو منطقة القبائل المحاذية للحدود األفغانية فهذا غير‬
‫ممكن مطلق اً‪ ،‬ولن يتم‪ ،‬ح تى لو جن الط رف اآلخر ووافق على الق دوم إلى الش ريط الح دودي!ألن ني‬
‫سأمنع هذا بكل ما أوتيت من قوة وجهد‪.‬‬
‫كانت اجلملتان األخريتان كالقنبلة تفجرت أمام فريق اجلزيرة‪ ،‬وممن؟ من مراسل اجلزيرة يف باكستان‬
‫الذي يفرتضون أن يكون رأيه من رأيهم وموقفه من موقفهم‪ .‬وقد بادرين أحد أعضاء فريق اجلزيرة بسؤال‬
‫متوقع عن السبب يف هذا املوقف‪.‬‬
‫فقلت له إن ما ختشون منه وخيشاه الدكتور أمين هو ما دفعين لقول ما قلت‪.‬‬
‫فلو وافق الدكتور أمين الظواهري على القدوم للقائكم يف باكستان وحدث أن اعتقل‪ ،‬فإن العامل كله‬
‫سيعرف أنه كان ينوي إجراء مقابلة مع قناة اجلزيرة يف األراضي الباكستانية‪ ،‬ولو قيل يف التحقيق إن مراسل‬
‫اجلزي رة يف باكس تان ك ان آخر من يعلم مبثل ه ذه املقابلة وترتيباهتا‪ ،‬ف إن أح دا لن يص دق ه ذا الكالم‪ .‬وإن‬
‫صدقته األجهزة األمنية والرمسية‪ ،‬فإن أحدا من اجلماعات اإلسالمية لن يصدق مثل هذا الكالم‪ ،‬خاصة وأن‬
‫م ذيع اجلزي رة وفريق التص وير املرافق معه ليس وا حمس وبني على اإلس الميني‪ ،‬كما هو مراسل اجلزي رة‪ ،‬ومل‬
‫يسبق هلم أن كانوا يف باكستان لتحديد مكان مالئم للمقابلة‪ ،‬بينما مراسل اجلزيرة يف إسالم أباد كان له‬
‫معرفة س ابقة بال دكتور أمين وغ ريه من أف راد اجلماع ات اإلس المية ال ذين ق دم بعض هم إىل بيش اور أثن اء‬
‫وجودي هبا‪.‬وهذا قد يقود إىل اعتقاد أفراد من اجلماعات اإلسالمية أو ممن يناصروهنم يف أي مكان يف العامل‬
‫بأن مراسل اجلزيرة يف إسالم أباد هو الذي رتب كل هذا األمر لإليقاع بالدكتور أمين الظواهري وعدد من‬
‫مرافقيه باالتف اق مع أجه زة أمن حملية أو أجنبي ة‪ ،‬وهو ما ميكن أن ي ؤدي قطع اً إىل تش ويه الس معة واملكانة‬
‫(وه ذا أقل شيء) وهي رأمسال احلر‪ ،‬إض افة إىل أنه قد يؤدي إىل قي ام أحد من أنص ار اجلماع ات اإلس المية‬
‫إىل اختاذ قرار حبقي رمبا يؤدي إىل تصفييت اعتقاداً منه أنين املسئول عما ميكن أن حيدث لو قدم الدكتور أمين‬
‫إىل باكس تان‪ ،‬وأنا ال أريد أن أخسر حي ايت يف مس ألة مثل ه ذه‪ ،‬وأن يعيش أطف ايل من بع دي وقد ش وهت‬
‫صورة والدهم أمامهم وال يستطيعون مواجهة العامل ملا قد يقال عن والدهم‪ .‬لذا فإنين حىت لو وافق الدكتور‬
‫أمين أو أنص اره على فك رة الق دوم إىل أي ج زء من األراضي الباكس تانية فس أمنع ه ذا بكل ما أوتيت من‬
‫وسائل حىت لو اقتضى األمر منعكم من الوصول إىل منطقة القبائل قرب احلدود األفغانية اليت حيتاج األجنيب‬
‫إىل تص ريح خ اص لل دخول إليها ي بني فيه أس باب زيارت ه‪ ،‬واملك ان ال ذي يقص ده من ه ذه املنطقة املرتامية‬
‫األط راف‪ .‬وأنا أفضل أال جترى املقابلة مطلق اً إن ك انت هن اك إمكانية لتع رض الط رف األخر للخطر‬
‫واحتمال أن تلقى املسئولية يف هذا األمر على اجلزيرة ومراسلها والفريق الذي أرسلته هلذه املهمة‪.‬‬

‫تساؤالت حول األجهزة‪:‬‬


‫وزد على ذل ك‪ ،‬قلت هلم إنكم تقول ون أنكم أحض رمت أجه زة بث مباشر على أن تبث املقابلة من‬
‫أفغانس تان على اهلواء مباش رة‪ ،‬وه ذا من ناحية أمنية غري مقب ول عند الط رف اآلخ ر‪ ،‬ألنه سيكشف مكانه‬
‫ألجه زة الرصد عرب األقم ار الص ناعية ولن يس مح الط رف اآلخر لكم باس تخدام أجه زة البث ه ذه من‬
‫أفغانس تان‪ ،‬ه ذا إن مسح أص الً باس تخدامكم للك امريات اليت أحض رمتوها من الدوح ة‪ .‬وأقصى ما ميكن أن‬
‫يقبل به الط رف اآلخر ـ حسب ظين ـ هو الق دوم إىل أق رب نقطة داخل أفغانس تان للح دود الباكس تانية‪،‬‬
‫والس ماح لكم ب إجراء املقابلة مع ال دكتور أيمن بواس طة ك امريات قد تك ون حبوزت ه‪ ،‬وت أمني ع ودتكم إىل‬
‫باكس تان لنقل املقابلة إىل اجلزي رة بالطريقة اليت تري دوهنا فيما بع د‪ .‬كما أن إحض اركم أجه زة بث مباشر‬
‫يطرح تساؤالت حول نوايا اجلزيرة وما تريده من الطرف اآلخر‪ ،‬وإن حدث شيء بعد املقابلة فإن اجلزيرة‬
‫بل ودولة قطر ستتحمالن ما ال طاقة هلما به‪ ،‬وقد نك ون كلنا ضحية ملا قد حيدث من آثار مستقبلية‪ ،‬ولن‬
‫تسال عنا اجلزيرة أو غريها وقتئذ‪.‬‬
‫ك ان ه ذا آخر ما ي رغب فريق اجلزي رة مساعه من زميل هلم يف باكس تان أريد تغييبه عن ه ذه املقابلة‬
‫ألس باب أتركها هلم وللق ارئ الك رمي‪ ،‬وقد ج رى نق اش يف الليل بيين وبني فريق اجلزي رة يف مك ان إق امتهم‪،‬‬
‫واس تقر رأي م ذيع اجلزي رة وأحد املص ورين املرافقني له على الع ودة إىل الدوحة وإبالغ إدارة اجلزي رة ب أن‬
‫الطرف الثاني أخل بما وعد به‪ ،‬وأنه ال يمكن دفع أي مبلغ للوسيط في أوروبا الذي علمت من فريق‬
‫الجزي رة أنه ك ان يط الب بخمس ين ألف دوالر أبلغهم إنها نفق ات س فر وحراس ات لل دكتور أيمن‬
‫الظواهري وأنصاره الذين كانوا يتحركون معه من أجل تأمين المقابلة!!!‬

‫العودة بخفي حنين‪:‬‬


‫ع اد وفد اجلزي رة وعلمت فيما بعد أهنم حتدثوا ملديرها وإدارهتا عن إخالل الط رف الث اين وحتميله‬
‫املسئولية يف إفشال املقابلة وعدم القدوم إىل نقطة اللقاء املتفق عليها!!‬
‫ورغم أن اجلزيرة وفريقها يعلمون يقينا أن الطرف الثاين مل خيل مبا كانوا اتفقوا عليه مع الوسيط يف‬
‫أوروبا أو األش خاص املقيمني يف أفغانس تان‪ ،‬ف إن الع ادة درجت يف كثري من التص رفات على إلق اء املس ئولية‬
‫على اآلخر خاصة إن ك ان الط رف اآلخر ال ميلك لظ روف خاصة نفي ه ذه املس ئولية أو توض يح موقفه‬
‫ألصحاب الشأن ومن له عالقة‪ ،‬وأن نتنصل من أي مسئولية حيال أي أمر!!!‬

‫لم نطلب أمواالً من أحد!!‬


‫علمت فيما بعد حني متكنت من إج راء مقابلة مع ال دكتور أيمن الظ واهري يف ‪ 23‬ك انون األول‬
‫‪1998‬م أنه مل يطلب مطلقا أي مبلغ له أو ملرافقيه للتنقل من الدولة اليت ك انوا فيها إىل أفغانس تان‪ ،‬وأنه ال‬
‫علم له إن ك ان الوس يط يف أوروبا قد طلب ه ذا املبلغ بامسهم وأن كل ما ك ان يهم ال دكتور أيمن يف ه ذا‬
‫الشأن أن يتحدث يف املقابلة مع اجلزيرة بوجهة نظره ويوضح موقفه وموقف (التيار اإلسالمي املقاتل) من‬
‫احلكومة املصرية وما حيدث من مواجهات مسلحة بني بعض الشبان وأجهزة األمن املصرية أحيان اً‪ .‬وكانت‬
‫اجلزي رة وحرصا على ت أمني مقابلة يف ذلك ال وقت مع ال دكتور أيمن الظ واهري على اس تعداد ل دفع مب الغ‬
‫أكثر من هذا ليس لوسطاء خارج أفغانستان ولكن لبعض الناس يف أفغانستان ممن هم مقربون من الدكتور‬
‫وذلك فقط إلغاظة احلكومة املصرية‪ ،‬أو رمبا للوصول إىل الدكتور ألمور أخرى!!!‬
‫توقيت المقابلة‪:‬‬
‫الوقت الذي حاولت اجلزيرة فيه مقابلة الدكتور الظواهري كان هناية كانون الثاين من عام ‪،1998‬‬
‫وكانت العالقات القطرية املصرية تشهد توتراً مل تعهده من قبل‪ ،‬وقد تبادلت الدولتان االهتامات حول عدد‬
‫من املس ائل‪ ،‬منها احملاولة االنقالبية ضد الش يخ حمد بن خليفة أم ير قطر واليت قيل إن ع دداً من الض باط‬
‫املص ريني الع املني يف اجليش واألجه زة األمنية القطرية ك انوا على عالقة هبا‪ ،‬وأن احلكومة املص رية ك انت‬
‫ت دعم احلاكم الس ابق لقطر الش يخ خليفة بن حمد آل ث اني والد احلاكم احلايل ال ذي أط اح به ابنه ص يف‬
‫عام ‪.1995‬‬
‫وإج راء مقابلة مص ورة وعلى قن اة اجلزي رة مع ال دكتور أيمن الظ واهري س يكون بالنس بة للحكومة‬
‫املص رية أشد ت أثرياً وأك ثر إيالم اً من أي محلة إعالمية تش نها وس ائل اإلعالم يف دولة قط ر‪ .‬كما أن بث‬
‫املقابلة عرب اجلزي رة يعطي احلكومة القطرية فرصة للق ول بأنه ليس هلا ش أن يف ه ذا األم ر‪ ،‬ألهنا ك انت وال‬
‫زالت تصر على الق ول إنه ال عالقة هلا بسياسة اجلزي رة أو خطها ال ذي تنتهج ه! وأن قن اة اجلزي رة أح رجت‬
‫احلكومة القطرية وعالقاهتا مع العديد من ال دول الش قيقة والص ديقة ( حسب تص ريحات وزير الخارجية‬
‫القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في أكثر من مناسبة)‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫المحاولة الثانية لمقابلة أسامة وأيمن الظواهري‬
‫ال يهمنا أمره‬
‫يف ‪ 26‬من شهر أيار عام ‪ ،1998‬وبعد أسبوعني من التجارب النووية اهلندية‪ ،‬دعا الشيخ أسامة بن‬
‫الدن إىل م ؤمتر ص حفي ق رب مدينة خوست ش رق أفغانس تان‪ ،‬وقد حضر املؤمتر جمموعة من ال زمالء‬
‫الص حفيني الباكس تانيني‪ ،‬وك ان غالبية الص حافيني املتواج دين يف باكس تان مش غولني برصد رد الفعل‬
‫الباكستاين على التجارب النووية اهلندية‪ ،‬وإمكانية إجراء باكستان جتارب نووية رداً على التجارب اهلندية‬
‫يف أية حلظ ة‪ ،‬وقد اتص لت وقتها بغرفة األخب ار يف اجلزي رة إلطالعهم على الوض ع‪ ،‬ومش روع أس امة لعقد‬
‫م ؤمتر ص حفي‪ ،‬وما إذا ك انت اجلزي رة ت رغب يف أن حنضر ذلك املؤمتر الص حفي‪ ،‬وهبذا نك ون القن اة‬
‫التلفزيونية الوحي دة اليت حتض ره‪ ،‬لكن ج اء رفض هلذا الع رض حبجة أن أس امة ال يهمنا أم ره اآلن‪ ،‬كما أن‬
‫هناك حدوداً للبث عند اجلزيرة يف هذه املسألة وأن علي متابعة الوضع يف باكستان إلمكانية إجرائها جتارب‬
‫نووية يف أية حلظة‪ ،‬ال سيما وأنه ال يوجد أي مراسل آخر للجزيرة يف باكستان غريي‪.‬‬

‫موعد جديد‪:‬‬
‫بعد التجارب النووية الباكستانية حبوايل أسبوعني متكنت وبعد جهد حثيث من احلصول على موافقة‬
‫الشيخ أسامة بن الدن والدكتور أيمن الظواهري على إجراء مقابلة مصورة مع كل منهما‪ ،‬وأبلغت مدير‬
‫اجلزيرة باألمر‪ ،‬إال أنه تردد يف قبول العرض حبجة أن املذيع الذي كان يسعى ملقابلتهما قبل أشهر أفهمه أن‬
‫الظ واهري وأس امة مها الل ذان أخلفا موع دمها مع اجلزي رة يف املرة املاض ية‪ ،‬فص ححت له املعلوم ات‪ ،‬وقلت‬
‫له‪ :‬لقد كنت شاهداً على المحادثات التي جرت بين مذيع الجزيرة والوسيط في أوروبا وذوي الشأن‬
‫في أفغانستان وأن الخلل كان من جانب الجزيرة ولم يكن من الطرف اآلخر‪ .‬وسأل مدير اجلزيرة عما‬
‫إذا كان من رتب املوعد اجلديد له شروط مالية‪ ،‬أو غري ذلك مما كان يف املوعد األول‪ ،‬فأجبته بالنفي‪ ،‬وأن‬
‫علينا أن نذهب مع مرافق من باكستان إىل داخل األراضي األفغانية‪ .‬ومن هناك هم يستقبلوننا ويذهبون بنا‬
‫إىل منطقة آمن ة‪ ،‬يتم إج راء املقابلة فيه ا‪ .‬وقد أصر م دير اجلزي رة يف احلديث اهلاتفي معه على التأكيد على‬
‫إرسال مذيع اجلزيرة سالف الذكر‪ ،‬إلجراء املقابلة مع الدكتور أيمن الظواهري‪ ،‬مضيفاً أن أسامة بن الدن‬
‫ال يعنينا كثرياً‪ ،‬وميكن أن حتصل منه على تصريح ال مقابلة مطولة‪ .‬مشدداً على أن املذيع هو الذي سيقابل‬
‫الدكتور الظواهري على حني أنا آخذ تصرحياً من أسامة‪.‬‬

‫أهداف لها ما وراءها!‬


‫وطلب مين املدير ك ذلك العمل على تص وير املعس كرات اليت يت درب فيها الع رب يف أفغانس تان!!‬
‫وتصوير من يف املعسكرات!! وإجراء مقابالت مع بعضهم وسؤاهلم عن سبب تواجدهم يف أفغانستان‪ ،‬وما‬
‫ينوون عمله يف املستقبل!! فأبلغته أن كل هذا رهن مبوافقة الطرف اآلخر على هذه األمور‪ .‬لكن فيما خيص‬
‫املقابالت فإن أسامة بن الدن أهم من ناحية إعالمية وعاملية من الدكتور الظواهري وإن استطعنا احلصول‬
‫على موافقة منه على مقابلة فلماذا نقتصر على تصريح مقتضب؟!‬
‫ومل أمتكن من احلصول على موافقة على اقرتاحي هذا رغم ما بذلته من حماوالت إلقناع مدير اجلزيرة‬
‫بوجهة نظري!‬
‫بعد ثالثة أيام من االتصال وصل مذيع اجلزيرة إىل إسالم أباد للمرة الثانية وكنت يف استقباله‪ ،‬وهذه‬
‫املرة مل حيضر أجهزة التصوير أو املصورين الذين قدموا معه يف املرة املاضية‪ ،‬وكلفت من قبل إدارة اجلزيرة‬
‫بأن أتدبر األمور الفنية والتقنية من إسالم أباد وعن طريق املكاتب التلفزيونية فيها‪ .‬وقد فعلت هذا وتدبرت‬
‫األم ر‪ ،‬رغم أن الكثري من املك اتب التلفزيونية الباكس تانية ال توافق على إرس ال مص وريها ومع داهتا إىل‬
‫أفغانستان‪ ،‬حىت لو دفع هلا مبلغ أكثر مما تتلقاه يف باكستان‪.‬‬
‫طريق س رينا للوص ول إىل احلدود ك ان نص فه ج واً والنصف اآلخر ب راً‪ ،‬ومل يكن عرب الط ريان املباشر‬
‫إىل كابل‪ ،‬وقد رتبنا األمر مع الوسيط الذي جاء إىل باكستان هلذا الغرض وكلف أحد أعوانه مبرافقتنا طيلة‬
‫الرحلة‪.‬‬
‫خرجنا يف الصباح بالطائرة من إسالم أباد‪ ،‬وبعد النزول يف عدد من احملطات وصلنا إىل أقرب مدينة‬
‫على احلدود‪ ،‬وكان يف استقبالنا أشخاص هلم عالقة بالشيخ أسامة انتدبوا الستقبالنا ومرافقتنا يف الرحلة من‬
‫تلك املدينة إىل داخل األراضي األفغانية‪.‬‬

‫خبر يثير المخاوف‪:‬‬


‫أثن اء خروجنا من إس الم أب اد ك ان حبوزتنا جري دة حملية وقرأنا على ص فحتها األوىل خ ربا يق ول إن‬
‫السلطات الباكستانية اعتقلت يف منطقة قريبة من احلدود األفغانية أحد العرب الذين يشك بصلتهم بأسامة‬
‫بن الدن وأنه ك ان ين وي ال دخول إىل أفغانس تان‪ ،‬وقد أثر ه ذا اخلرب على م رافقي م ذيع اجلزي رة ال ذي ب دأ‬
‫يتحسس من الوضع األمين ومن إمكانية القبض علينا يف تلك املنطقة‪ .‬لكنين طمأنته‪ ،‬وكذلك فعل املرافقون‬
‫اآلخرون من املصورين ومن كانوا يف استقبالنا كي يصحبونا يف هذه الرحلة‪ .‬وظننا أن خماوفه تبددت وأننا‬
‫سنواصل الرحلة كما هو مقرر‪.‬‬
‫صلينا اجلمعة يف تلك املدينة وجاءنا مسئول املرافقني‪ ،‬ليخربنا أنه ومن أجل سالمتنا وحىت ال يكون‬
‫هن اك إح راج مع ح رس احلدود الباكس تانيني‪ ،‬ف إن من األفضل لنا االنتظ ار ملغيب الش مس حيث ستحضر‬
‫الس يارة اخلاصة هبم وتنقلنا من املدينة احلدودية إىل املك ان ال ذي ن زل فيه الش يخ أس امة بن الدن وال دكتور‬
‫أيمن الظواهري ومرافقوهم‪ .‬وقد رتبنا األمر على هذا النحو‪.‬‬

‫تردد وهواجس أمنية!‬


‫لكننا فوجئنا بعد قليل من ال وقت مبذيع اجلزي رة يثري العديد من التس اؤالت عن املس ألة األمني ة‪،‬‬
‫وس المتنا‪ ،‬وإمكانية القبض علين ا‪ ،‬وم اذا س يكون موقفه ل دى األجه زة األمنية يف ح ال مت القبض عليه يف‬
‫منطقة حيظر على األج انب ال دخول إليها دون إذن مس بق من الس لطات احمللية فيه ا‪ .‬وقد ك انت تس اؤالت‬
‫مشروعة ممن هو يف مكانه‪ ،‬لكنه أعطاها حجماً أكرب مما تستحق‪ ،‬فقد أكدت له أنين قدمت إىل هذه املنطقة‬
‫وقبل أن أحصل على بطاقيت الصحافية أكثر من مرة وأنين أعرف أشخاص اً كثريين فيها‪ ،‬ومل يكن هناك أي‬
‫مش كلة‪ .‬وأكد له مرافقونا ه ذا الكالم‪ ،‬وأهنم مطمئن ون إىل س المتنا ول وال ذلك ملا اخت اروا ه ذه املنطقة‬
‫لعبورنا‪ ،‬أو اختارها الشيخ أسامة لتكون أقرب نقطة يف الوصول إليه‪ .‬لكن ما ظنناه أنه سيهدئ من روع‬
‫وقلق زميلنا مذيع اجلزيرة‪ ،‬وجدناه ذا تأثري عكسي حيث قرر العودة إىل إسالم أباد مباشرة‪ ،‬طالب اً احلجز له‬
‫على أول ط ائرة من تلك املدينة احلدودي ة‪ .‬وقد أبلغن اه أن الط ائرة بني تلك املدينة احلدودية وإس الم أب اد‬
‫تذهب مرة يف اليوم وال توجد إمكانية للسفر اآلن جواً‪ ،‬لكن ميكنه السفر براً‪ ،‬وهذا يستغرق وقتا طويال‬
‫ومش قة عليه حتمله ا‪ ،‬خاصة وأن الطريق غري جيد واملس افة تعد مبئ ات الكيلوم رتات مما قد يتعبه يف الس فر‪.‬‬
‫وحاولنا بكل ما أوتينا إقناعه بالعدول عن فكرة العودة إىل إسالم أباد‪ ،‬لكنه أصر عليها‪ ،‬وأكثر من ذلك‪،‬‬
‫وألنه م ذيع اجلزي رة املنت دب هلذه املقابلة ق رر أن يع ود املص ورون مع ه‪ ،‬وبعد عودته إىل إس الم أب اد أق رر أنا‬
‫وعلى مسئولييت اخلاصة أن أرجع مرة أخرى إن رغبت يف إمتام املقابلة!!!‬

‫إفشال المحاولة ومغالطات من الجزيرة‪:‬‬


‫رجعنا من احلدود خبفي ح نني! ومحلتين إدارة اجلزي رة املس ئولية ح ول فشل اللق اء!! وأننا تس ببنا يف‬
‫خسارهتا مبلغاً من املال (تكاليف سفر املذيع وإقامته ليلتني يف إسالم أباد وأجرة الكامريات واملصورين يوم‬
‫واحد) ومسعت من مدير اجلزيرة أن الذي بلغه ((أننا دخلنا احلدود األفغانية‪ ،‬ووصلنا إىل املكان املتفق عليه‪،‬‬
‫لكن الط رف اآلخر مل حيض ر! وه ذه املرة الثانية اليت يتص رفون معنا هك ذا! وه ذا أمر غري الئق وحنن كنا‬
‫س نخدمهم بع رض وجهة نظ رهم‪ ،‬لكن يب دو أهنم يتص رفون معنا بص ورة غري جي دة‪ ،‬وه ذا س يؤثر على‬
‫مصداقيتهم وتعاملنا املستقبلي معهم))!!!‬
‫استغربت من هلجة مدير اجلزيرة وكالمه وحتميله الطرف اآلخر املسئولية عن فشل اللقاء‪ ،‬وأوضحت‬
‫له الذي مت على حقيقته‪ ،‬وأننا كنا نبعد عدة كيلومرتات فقط عن الطرف اآلخر‪ ،‬لكن زميلي مذيع اجلزيرة‬
‫وألسباب صورها على أهنا أمنية‪ ،‬هو الذي أعادنا من منطقة احلدود وهبذا فشل اللقاء املرتقب‪.‬‬
‫وكان خالصة احلديث مع مدير اجلزيرة أن علي مراجعة الشخص الذي عمل على ترتيب اللقاء لنا‬
‫وأبلغه أنه أوقعنا يف مشكلة و‪ ..‬و‪ ..‬و‪ ...‬إخل‪ ،‬وهو ما رفضته مباشرة بالقول إنين مقتنع متاماً أن اجلزيرة هي‬
‫اليت أفشلت احملاولة الثانية للقاء‪.‬‬
‫مل يكن من اليسري إزالة س وء الفهم ل دى م دير اجلزي رة على اهلاتف‪ :‬وقلت له يف هناية احلديث أرجو‬
‫منكم أن حتض روا الزميل ال ذي انت دبتموه للمقابل ة‪ ،‬وأن تتص لوا وهو موج ود ل ديكم‪ ،‬وأنا أق ول ما عن دي‬
‫أمامكما‪ ،‬وإن شئت أحضر ذلك الشخص الذي رتب لنا املوعد‪ ،‬والشخص اآلخر الذي رافقنا يف الرحلة‪،‬‬
‫وإن ك ان اخلطأ من جانبن ا‪ ،‬فأنا أتكفل ب دفع تك اليف الرحلة كلها مين وال أريد منكم ش يئا مطلق اً‪ ،‬لكن ‪‬‬
‫وال يجرمنكم شنآن قوم على أال تعدلوا‪ .‬اعدلوا هو أقرب للتقوى ‪ ‬املائدة‪.8:‬‬

‫وهكذا سبقنا األمريكي‪:‬‬


‫ف وجئت بعد فشل ه ذه احملاولة بي ومني أو ثالثة خبرب على ص فحات اجلرائد ويف الوك االت وعلى‬
‫) متكن من الوصول إىل أسامة بن الدن وإجراء مقابلة مصورة‬ ‫(‪A B C‬‬ ‫االنرتنيت أن أحد صحفيي شبكة‬
‫معه‪ ،‬ويف نفس املكان الذي كنا سنقابله فيه‪ ،‬وسلك نفس الطريق اليت كنا سلكناها‪ ،‬لكنه واصل املسري إىل‬
‫داخل األراضي األفغاني ة‪ ،‬ومل يرجع من منطقة احلدود‪ ،‬وأنه هلذا الغ رض وافق على املبيت أك ثر من ليلة يف‬
‫أفغانستان‪ ،‬ويف مكان ال يقارن بالفندق الذي نزل فيه يف إسالم أباد بأي شكل‪ ،‬ناهيك عن مقارنته باحلياة‬
‫يف أمريكا اليت ق دم منها هلذا الغ رض خصيص اً!!! فحظي باللق اء والس بق الص حفي ال ذي يتمىن كافة‬
‫الصحافيني يف العامل احلصول على مثله من هذا الرجل‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫المحاولة الثالثة‪ :‬بعد القصف األمريكي على أفغانستان‬

‫أسامة لم يصب بأذى‪:‬‬


‫ما إن أعلنت اإلدارة األمريكية نبأ قص فها ما أمسته مراكز قي ادة وحتكم تابعة ألس امة بن الدن يف‬
‫أفغانس تان‪ ،‬ومص نعاً كيماوي اً ادعت أنه ميوله يف الس ودان‪ ،‬حىت ب ادرت باالتص ال ب اجلزيرة وباحلكومة‬
‫األفغانية يف ك ابول‪ .‬وقد حتدثت مع الق ائم بأعم ال رئيس ال وزراء ال ذي أكد يل تلك الليلة أن أس امة بن‬
‫الدن وال دكتور أيمن وأبو حفص المص ري املس اعد األول ألس امة مل يص ابوا ب أي أذى‪ ،‬وأهنم مل يكون وا‬
‫موج ودين يف املك ان ال ذي مشله القصف األم ريكي وقت وقوع ه‪ ،‬وإمنا ك انوا على بعد ع دة مئ ات من‬
‫الكيلومرتات‪ .‬وكنت أول من بث ذلك الخبر على العالم تلك الليلة‪.‬‬
‫وقد أجريت اتصاالت مع احلكومة األفغانية للسماح يل بالذهاب يف اليوم التايل إىل منطقة خوست‪،‬‬
‫لتص وير ما قيل إنه معس كرات تابعة ألس امة بن الدن‪ ،‬إال أهنم اعت ذروا إىل بق رار مينع كافة الص حافيني من‬
‫دخ ول األراضي األفغانية إىل أجل غري مس مى‪ .‬وقد ح اولت معهم جاه داً الوص ول إىل تلك األم اكن‬
‫وتص وير اجلرحى والقتلى‪ ،‬ونشر احلقيقة اليت ق الت احلكومة األفغانية إهنا ت دحض ادع اءات األمريك ان ب أن‬
‫هذا كان مركز قيادة وحتكم جملموعة أسامة بن الدن‪ ،‬لكن هذه اجلهود كانت دون جدوى لعدة أيام‪.‬‬
‫بعد ي ومني من القصف األم ريكي على أفغانس تان عقد الش يخ فضل ال رحمن خليل‪ ،‬األمني الع ام‬
‫حلركة اجملاهدين الكشمريية مؤمتراً صحفياً حاشداً يف إسالم أباد‪ ،‬حتدث فيه عن القصف األمريكي الذي‬
‫طال مركزاً تعليمي اً حلركته داخل األراضي األفغانية‪ ،‬وأدى إىل مقتل عدد من الشبان املتواجدين فيه‪ .‬وقد‬
‫طالب خليل بتشكيل جلنة حتقيق دولية‪ ،‬والعمل على حماسبة الرئيس األمريكي بيل كلنتون وإدارته‪ ،‬إن تبني‬
‫أن ه ذا املعس كر ليس له عالقة مبا تدعيه اإلدارة األمريكية من مراكز قي ادة وحتكم ألس امة بن الدن‪ ،‬وأن‬
‫من حق حركة اجملاهدين الكشمريية الثأر لشهدائها وجرحاها‪ ،‬وقد أجريت مقابلة قصرية مع الشيخ فضل‬
‫ال رحمن خليل بعد املؤمتر الص حفي‪ ،‬تكلم فيها عن اإلدارة األمريكية وكيف أهنا تع ادي املس لمني‪ ،‬وطلبت‬
‫منه العمل على اس تخراج إذن لنا من احلكومة األفغانية بالس فر إىل تلك املن اطق لتص ويرها‪ ،‬ورغم حرصه‬
‫على مس اعدتنا يف ه ذا األم ر‪ ،‬إال أن ق رار طالب ان ك ان حازم اً يف منع أي ص حايف أجنيب من دخ ول‬
‫أفغانستان آنذاك‪ ،‬ومنع أي صحفي موجود يف أفغانستان حىت لو كان أفغانيا من الوصول إىل تلك املنطقة‪.‬‬
‫وك انت بعض تس ويغات احلكومة األفغانية ح ول ق رار املنع هو جتنيب الس كان احملل يني أو الق ادمني أي‬
‫انفج ارات قد حتصل من ع دد من الص واريخ اليت ن زلت يف املنطقة لكنها مل تنفجر‪ ،‬إض افة إىل حماولة تقصي‬
‫حجم الضرر واخلسائر البشرية واملادية جراء القصف‪ ،‬وهذا حيتاج طبعاً بعض الوقت يف بلد مثل أفغانستان‪،‬‬
‫اليت دمرهتا احلروب املتواصلة على مدى ربع قرن‪.‬‬
‫موافقة على التصوير يف أفغانستان‬
‫لكن بعد عشرة أيام من القصف تقريبا‪ ،‬اتصل يب الشيخ وكيل أحمد من قندهار وكان يعمل حينها‬
‫مستش اراً للمال محمد عمر (أمري املؤم نني)‪ ،‬وأص بح فيما بعد وزي راً للخارجي ة‪ ،‬طالب اً مين التوجه إىل‬
‫السفارة األفغانية للحصول على إذن بالسفر إىل خوست وتصوير املنطقة اليت تعرضت للقصف‪ .‬وعلمت من‬
‫الس فارة األفغانية ومن الش يخ وكيل أحمد‪ ،‬أن ثالثة ص حافيني متت املوافقة على س فرهم‪ ،‬أنا وباكس تاين‬
‫وأفغ اين‪ .‬وعلمت من الص حفي الباكس تاين أنه س يتوجه إىل تلك املنطقة مس اء ذلك الي وم لي بيت يف قرية‬
‫حدودية يف اجلانب الباكس تاين‪ ،‬ومنها ينطلق بعد الفجر إىل منطقة خوس ت‪ ،‬يص ور من اطق القصف ويلتقي‬
‫مبن يراه هناك‪.‬‬
‫وقد اتصلت باجلزيرة وحصلت على موافقة مباشرة على السفر‪ ،‬وحماولة مقابلة من أراه هناك وتوجيه‬
‫أسئلة بالعربية واإلجنليزية وعدم استخدام شعار اجلزيرة يف كل ما ألتقطه من صور أو أجريه من مقابالت‪،‬‬
‫وطلب مين أحد املسئولني يف اجلزيرة أن أرسل له هذه الصور وال أكلم عنها أحدا يف اجلزيرة!!!‬
‫اعتقال يف منطقة القبائل‬
‫حتركت يف نفس الليلة إىل تلك املنطقة ح امالً معي املوافقة من احلكومة األفغانية ل دخول أراض يها‪،‬‬
‫ووص لنا القرية احلدودية يف تلك املنطقة يف وقت مت أخر من اللي ل‪ .‬وحينما حتركنا ص باح الي وم الت ايل‬
‫احتجزتنا امليليش يات القبائلية اليت تت وىل حراسة احلدود‪ ،‬حبجة ع دم وج ود امسنا ل ديهم مس بقاً‪ ،‬ومنعونا من‬
‫مواصلة الرحلة إىل أفغانستان‪ ،‬وأعادونا إىل سجن البلدة للتحقيق معنا‪ ،‬وبسبب من توقيت االحتجاز (مساء‬
‫اخلميس) والعطلة ص باح ي وم اجلمع ة‪ ،‬فقد بقينا يف احلجز دون أن يأتينا أحد من احملققني إىل هنار الس بت‪،‬‬
‫حيث كنا وقتها متكنا من هتريب امسنا ورقم ه اتف يف إس الم أب اد مع ش خص مت اإلف راج عنه لالتص ال‬
‫بوزارة اإلعالم اليت عملت مع اجلهات الرمسية على إطالق سراحنا بعد ذلك‪ .‬وقد رجعنا إىل إسالم أباد ومل‬
‫نتمكن من احلصول على شيء‪ .‬لكن وبعد أك ثر من ع ام استطعت احلصول على الشريط الوحيد للمن اطق‬
‫اليت تعرضت للقصف وكان أحد املتواجدين يف املنطقة لديه وقتها كامريا فيديو صغرية سجل عليها ما يزيد‬
‫على أربعني دقيقة من الص ور اليت ت بني طبيعة املنطقة واملعس كر والقتلى واجلرحى‪ ،‬ومقابلة مع املس ئول‬
‫األفغاين يف هذا املعسكر‪ .‬ومل يسبق أن بث شيء من هذا الشريط قبل حصويل عليه‪.‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫الجزيرة تحاول ابتزاز مصر مجددا‬

‫شخص غير مرغوب فيه!‬


‫بعد أس ابيع قليلة من حماولة اجلزي رة األوىل مقابلة ال دكتور أيمن الظ واهري وحتدي دا يف مطلع ش هر‬
‫آذار من نفس الع ام ‪ 1998‬نش رت الص حف الباكس تانية تص رحيا منس وباً لألمني الع ام للجماعة اإلس المية‬
‫الباكس تانية من ور حسن ط الب فيه احلكومة الباكس تانية بزعامة ن واز ش ريف إخ راج الس فري املص ري من‬
‫باكس تان واعتب اره شخص اً غري مرغ وب في ه‪ ،‬مش رياً إىل أن الس فري املص ري ت دخل يف الش ئون الداخلية‬
‫الباكس تانية‪ ،‬وذلك من خالل تص رحيات أدىل هبا يف مقابلة أجرهتا معه إح دى الص حف احمللية يف باكس تان‪،‬‬
‫ق ال فيها تعقيب اً على أح داث العنف الط ائفي والع رقي يف باكس تان‪ :‬إن الحكومة الباكس تانية يمكنها‬
‫االس تفادة من الخ برات ال تي حققتها الحكومة المص رية في مقاومتها ومواجهتها ألح داث العنف‬
‫والجماعات اإلرهابية‪ ،‬وأن مصر يمكن أن تتعاون مع باكستان في هذا المجال بما يخدم الطرفين‪.‬‬
‫وقمت بإرس ال اخلرب نقالً عن الص حف الباكس تانية مع إض افات أدىل هبا من ور حسن ومس ئول آخر‬
‫من اجلماعة اإلس المية اتص لت هبم إىل وكالة األنب اء القطري ة‪ ،‬اليت كنت أعمل مراس الً هلا يف باكس تان‬
‫آن ذاك‪ .‬وقد ح اولت إدراج وجهة نظر الس فري املص ري أو الس فارة بش كل ع ام يف اخلرب‪ ،‬فقمت باالتص ال‬
‫باملكتب اإلعالمي للسفارة املصرية‪ ،‬وكذلك السفارة‪ ،‬إال أن الرد كان سلبياً‪ ،‬حيث رفض املسئولون يف‬
‫الس فارة التعقيب على اخلرب‪ ،‬وك ان هلم وجهة نظر يف أن أي تعقيب عليه رمبا يفهم منه أنه رد على مس ئول‬
‫ح زيب باكس تاين يف مس ألة داخلية وأن ال رد ميكن أن يفسر على أنه ت دخل رمسي من الس فارة يف الش ئون‬
‫الباكس تانية‪ ،‬إض افة إىل أن ال رد س وف يعطي قيمة لتص رحيات املس ئول يف اجلماعة اإلس المية الباكس تانية‪،‬‬
‫وهذا ما ال تريده السفارة يف هذه املسألة‪.‬‬

‫طلب من الجزيرة‬
‫بعد ثالثة أي ام من إرس ال اخلرب للوكالة اتصل يب رئيس التحرير يف قن اة اجلزي رة طالب اً مين عمل تقرير‬
‫مصور عن اخلرب وحماولة إجراء لقاء مع منور حسن األمني العام للجماعة اإلسالمية والسفري املصري وحمام‬
‫أو خبري ق انوين يف ه ذه املس ائل وتص وير الس فارة املص رية من اخلارج واحلص ول على رد فعل رمسي من‬
‫احلكومة الباكستانية على هذا التصريح‪.‬‬
‫حقيقة اس تغربت من اهتم ام قن اة اجلزي رة بالتص ريح! وبعد ثالثة أي ام من نش ره عرب وكالة األنب اء‬
‫القطرية اليت تصل خدماهتا اإلخبارية إىل قناة اجلزيرة أوالً بأول!‬
‫ح اولت إقن اع رئيس التحرير بع دم أمهية املوض وع يف باكس تان ألن الص حافة الباكس تانية ع ادة ما‬
‫حتمل تص رحيات من ه ذا القبيل للساسة الباكس تانيني‪ ،‬وكث ريا ما يتهم املعارض ون للحكومة من ك ان فيها‬
‫بالعمالة واخليانة وت دمري البالد‪ ،‬والص الت جبه ات معادي ة‪ ،‬وق انون النشر واملطبوع ات يف باكس تان ال حيمل‬
‫الصحيفة أية مسئولية قانونية يف حال نشرت تصرحيات مثل هذه‪.‬‬
‫وكان ضمن حماواليت إلقناع رئيس التحرير حول عدم اجلدوى من هذا التقرير حالي اً هو أن احلكومة‬
‫الباكستانية مل تعر األمر اهتمام اً‪ ،‬كما أن اجلماعة اإلس المية الباكستانية اليت أدىل أمينها الع ام هبذا التص ريح‬
‫مل تتنب موقفه بش كل كلي‪ ،‬وإن ك انت انتق دت الس فري املص ري ملا فهمته من تص رحياته بأهنا حتريض‬
‫للحكومة على قمع اجلماعات الدينية الباكستانية‪.‬‬
‫وقد ك رر رئيس التحرير آن ذاك طلبه مين عمل تقرير مص ور عن ه ذا اخلرب يف الي وم الت ايل‪ ،‬رغم أنين‬
‫أخربته أن الن اطق باسم اخلارجية الباكس تانية رفض التعليق على األم ر‪ ،‬وأن احلكومة الباكس تانية ال تس تطيع‬
‫منع أي من مواطنيها من اإلدالء بأية تصرحيات من هذا القبيل‪ ،‬لكن احلكومة ليست جمربة على النزول عند‬
‫رغبة كل مواطن يف طرد هذا أو معاقبة ذاك‪ ،‬طاملا أن الشخص مل يسئ إىل باكستان أو خيرق قوانينها‪ .‬وقد‬
‫حاولت جاهدا العمل على عدم إعداد التقرير املطلوب(رغم أن هذا يؤثر على موقف إدارة الجزيرة مني‬
‫وذلك لع دم رغب تي في ال زج بنفسي فيما أراه مح اوالت بعض الحكوم ات العربية االنتق اص من‬
‫حكومات أخرى ألهدافها الخاصة) وطلب مين رئيس التحرير آنذاك أن أعمل التقرير بأي وسيلة ممكنة‪،‬‬
‫وأن أرسله‪ ،‬رغم أن اخلرب مضى عليه حينها أكثر من أربعة أيام‪ ،‬ومل تتناقله وسائل اإلعالم العربية أو العاملية‬
‫حىت حيظى هبذا االهتمام من قبل إدارة قناة اجلزيرة!!!‬
‫فكرت يف األمر ملي اً واستقر رأيي على أن أعمل التقرير لكن ليس كما يطلبه املسئولون يف اجلزيرة‪،‬‬
‫واتصلت هلذا األمر مع امللحق اإلعالمي يف السفارة املصرية‪ ،‬كي يعمل على تأمني مقابلة مع السفري أو على‬
‫األقل أن يتح دث هو بنفس ه‪ ،‬وأبلغته ما أفكر به وأنين أريد أن أجعل من التقرير يسري باجتاه آخ ر‪ ،‬وهو‬
‫حماولة االس تفادة من اخلرب لتحسني العالق ات الباكس تانية العربية بش كل ع ام‪ ،‬وقد أبلغين امللحق اإلعالمي‬
‫املص ري فيما بعد اعت ذار الس فري عن املقابل ة‪ ،‬وأنه طلب منه ع دم احلديث يف املوض وع حىت ال يك ون‬
‫موضوع اخلرب مادة تلوكها األلسن وتسيء فهمها كما قال‪.‬‬

‫إصرار على االبتزاز!!‬


‫أبلغت األمر لرئيس حترير اجلزيرة آنذاك الذي أصر على املضي يف التقرير‪،‬والقول إن السفارة املصرية‬
‫رفضت التعليق على اخلرب رغم كثرة االتصاالت اليت أجرهتا اجلزيرة معها‪ .‬وطلب مين أن أصور أي شيء يف‬
‫إسالم أباد يرمز إىل مصر‪ ،‬ومل يكن هناك سوى السفارة املصرية‪ ،‬فحاولت أن أصور بوابة السفارة وعليها‬
‫الالفتة‪ ،‬أو سارية العلم املصري من خارج السفارة‪.‬‬
‫ت وجهت إىل احلي الدبلوماسي يف إس الم أب اد‪ ،‬وما إن ت وقفت الس يارة يف منطقة قريبة من الس فارة‬
‫ون زلت أنا واملص ور حىت جاءنا ح رس الس فارة من رج ال األمن الباكس تانيني يطلب ون منا ع دم التص وير إال‬
‫بعد احلص ول على إذن من أمن الس فارة املص رية‪ ،‬فمنعت املص ور من التق اط أية ص ورة حىت حنصل على‬
‫اإلذن‪.‬‬

‫دعوة لشرب الشاي‬


‫مل متض دقيقة على توقفنا حىت جاءنا أحد رج ال األمن املص ريني من داخل الس فارة ليس تطلع األم ر‪،‬‬
‫فأبلغته ب أنين ص حفي ع ريب من قن اة اجلزي رة‪ ،‬وأنين أريد أن أص ور س ارية العلم املص ري وبوابة الس فارة إن‬
‫أمكن‪ .‬فطلب منا ال رتيث حىت يس تأذن من املس ئولني داخل الس فارة‪ .‬وقد اتصل من جه از ك ان حبوزته مع‬
‫املسئول األمين يف السفارة مبلغاً إياه هبويتنا وما نريده‪ ،‬فدعاين املسئول األمين يف السفارة ليناقش األمر معي‬
‫على ك أس من الش اي‪ ،‬وإن مسح الس فري بالتص وير فال م انع‪ ،‬وإال ف إن علي أن أقبل اعت ذارهم عن منع‬
‫التص وير ألس باب ليست خافية على أح د‪ ،‬خاصة بعد ح ادث التفجري ال ذي تعرضت له الس فارة املص رية‬
‫أواخر ع ام ‪ 1995‬وال ذي قيل إن مجاعة اجله اد املص رية بقي ادة ال دكتور أيمن الظ واهري ك انت املس ئولة‬
‫عنه‪.‬‬
‫دخلت الس فارة مع مس ئول من األمن املص ري‪ ،‬وطلب مين تس ليم بطاقة تعريف يب‪ ،‬واس تلمت ب دال‬
‫منها من غرفة االستقبال بطاقة زائر ومل متض دقيقتان حىت أحضروا مصوري ومعه آلة التصوير التلفزيونية‪.‬‬
‫وحني س ألته عن س بب حض وره أج اب‪ :‬إن املس ئول األمين املص ري هو ال ذي طلب منه ال دخول إىل‬
‫السفارة‪.‬‬
‫مؤامرة داخل السفارة‪:‬‬
‫أنزلنا يف غرفة انتظار داخل السفارة ومل يلبث أحد املسئولني عن األمن أن أغلق علينا الباب باملفتاح‪،‬‬
‫فتوجست من ه ذا التص رف‪ ،‬خاصة وأنه مت وضع حارسني مس لحني على ب اب الغرفة اليت كنا فيه ا‪ .‬بعد‬
‫دقائق استأذن املصور الباكستاين املرافق يل يف الذهاب لقضاء احلاجة‪ ،‬لكن الذي أثار دهشتنا واستغرابنا هو‬
‫رد فعل احلارس ال ذي ق ال بلهجة عنيفة (أبلغه أن يعملها على أرض الغرفة ونحن فيما بعد ننظفها وإذا‬
‫ح اولتم الخ روج من الغرفة فسأض رب بالملي ان عليكم‪ ،‬وأش ار بس الحه إلينا آم راً إيانا بال دخول إلى‬
‫الغرفة ليغلقها من جديد بالمفت اح)‪ .‬فقلت له أتعين أنت ما تق ول أم أنك متزح؟ فحلف على أن ما يقوله‬
‫هي أوامر من املسئولني‪ .‬وهو ما جعلنا نسكت وحناول معرفة ما‬
‫يدبرونه بعد أن احتجزونا يف هذه الغرفة‪.‬‬
‫حماولة لإليق اع بنا بعد نصف س اعة من احتجازنا ج اء احلارس إلينا طالب اً تس ليمه الش ريط املوج ود داخل‬
‫الك امريا‪ ،‬وذلك حىت يق وم ب دوره بتس ليمه ملس ئول األمن يف الس فارة حبجة رؤيته ومعرفة ما إذا كنا ص ورنا‬
‫شيئاً أم ال؟‬
‫لكن اهلل أهلمين أال أعطيه الشريط وقلت له‪ :‬إن كنتم حريصني على رؤية الشريط نسمح لكم بذلك‬
‫من خالل الك امريا وليس بإخراجه منها خ ارج الغرف ة‪ ،‬أو بعد أن تطلقونا من هنا ننسخ لكم الش ريط يف‬
‫املكتب ونعطيكم إياه‪.‬‬

‫خ رج احلارس منزعج اً من إج ابيت مث ما لبث أن ج اء مس ئول األمن يف الس فارة‪ ،‬ليطلب مين بنفسه‬
‫الشريط‪ .‬فقلت له إن أردت نسخة من الشريط فنسمح لكم بذلك على أن ننسخها يف املكتب الذي نعمل‬
‫من خالل ه‪ ،‬وإن كنت تريد رؤيته نس مح لكم ب ذلك من خالل ع رض الش ريط وهو داخل الك امريا‪ ،‬أما أن‬
‫يؤخذ الشريط خارج الكامريا فلن أمسح بذلك؟‬
‫فسأل‪:‬ملاذا؟‬
‫فقلت‪ :‬ألنه شريطي وأنا حر به‪ ،‬وأنا أعتقد أنكم إن أخذمت الشريط خارج الغرفة ميكن أن تصوروا‬
‫عليه أش ياء وت دعو أننا قمنا بتص ويرها‪ ،‬وتتهمونا ب ذلك‪ .‬لكن بعد أن خنرج من هنا ميكن أن نعطيكم‬
‫الشريط وحىت النسخة األصلية منه‪.‬‬
‫فرد ساخراً‪ :‬وهل تظن أنك ستخرج من هنا؟ أنت حرتوح من هنا للسجن!‬
‫ف رددت عليه ب القول‪ :‬وهل تظنين داخل س جن أيب زعبل يف مص ر‪ .‬أنا س أخرج ش ئتم أم أبيتم‪ .‬ومن‬
‫األفضل لكم إخراجي حالي اً دون ضجة من أحد وأعدكم بعدم الكتابة عن املوضوع مطلق اً‪ ،‬وإذا مل تفعلوا‬
‫فستجربون على إخراجي من هنا‪ ،‬وستكون فضيحة لكم يف باكستان ويف وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫خ رج املوظف من الغرفة اليت كنا فيها لنس مع بعد ذلك ضوض اء يف اخلارج‪ ،‬وبعد أن أزحنا الس تارة‬
‫عن الناف ذة رأينا س يارات أمن باكس تانية هبا أك ثر من مخسة عشر من رج ال األمن الباكس تانيني ي دخلون‬
‫الس فارة‪ ،‬وك ان يرأس هم ض ابط ش اب كنت رأيته يف ع دة مناس بات‪ .‬وما إن ه دأت اجللبة بعد دخ وهلم‬
‫حىت مسعنا بعد ربع س اعة من تواج دهم داخل الس فارة تقريب اً ص وت الب اب وهو يفتح وش خص يطلب منا‬
‫اخلروج من الغرفة‪.‬‬
‫اس تغرب الض ابط الباكس تاين وج ودي داخل الس فارة املص رية مع املص ور اخلاص يب ظان اً أننا جئنا‬
‫لتغطية خرب قدومه إىل السفارة واملهمة اليت جاء من أجلها‪.‬‬
‫فق ال‪ :‬من أبلغك أن تأيت إىل هنا لتص وير املعتقلني؟ مل ميهلين السفري املصري نعمان جالل كي أرد‬
‫فب ادر ق ائالً‪ :‬إهنما الشخص ان املعتقالن!! وقد مت ض بطهما داخل الس فارة بعد أن تس لال إليها خلس ة‪ ،‬وقاما‬
‫بتص ويرها دون إذن من ا‪ .‬وطلب مين الس فري تس ليم بطاقة الزائر اليت ك انت معلقة على ص دري‪ .‬وهو ما‬
‫دع اين إىل طلب اس رتداد بط اقيت اليت وض عت يف غرفة االس تقبال‪ .‬وقلت للس فري والض ابط الباكس تاين إن‬
‫كنت دخلت السفارة خلسة كما يدعي السفري فهل له أن يوضح لنا ولكم كيف حصلنا على بطاقة الزائر؟‬
‫وكيف أن امسنا موجود يف سجل الزوار عند غرفة االستقبال اخلارجية؟ ومل أعد هلم بطاقة الزائر إال بعد أن‬
‫رأيت الضابط الباكستاين يستلم بطاقيت اخلاصة منهم‪ .‬حينها أعطيت بطاقة الزائر للمسئول الباكستاين‪.‬‬
‫نقلت مع جمموعة من رج ال األمن الباكس تانيني وبس ياريت إىل مركز الش رطة يف احلي الدبلوماسي يف‬
‫إسالم أباد ليبدأ التحقيق معنا من قبل كافة األجهزة األمنية‪ ،‬وعلمت من أول مسئول أمين قابلناه هناك أن‬
‫هتما ع دة وجهت إلينا من قبل الس فارة املص رية وهي أننا تس للنا إلى داخل الس فارة‪ ،‬وقمنا بتص وير‬
‫منش ئاتها من ال داخل دون إذن‪ ،‬وأن ه ذه الص ور لص الح ال دكتور أيمن الظ واهري وجماعته ال ذين‬
‫فجروا السفارة قبل عامين ونصف تقريب اً من هذا التاريخ‪ ،‬وأن جمال الذي درس في بيشاور يعرف‬
‫كل الجماعات المناوئة للحكومة المصرية والتي كانت بعض قياداتها تقيم هناك من سنوات‪.‬‬
‫وطلب مين رج ال التحقيق الباكس تانيون رؤية الش ريط ال ذي ك ان داخل الك امريا‪ ،‬فقلت هلم إنين‬
‫س أعطيه هلم لكن أرجو منهم اس تدعاء ش خص من الس فارة املص رية قبل أن يس تلموه مين وذلك كي ي راه‬
‫معهم وميكنهم أن ينس خوا نس خة من الش ريط وعلى نفقيت ويعطوهنا للس فارة املص رية‪ ،‬وقد اس تغرب‬
‫الض باط الباكس تانيون ه ذا الطلب‪ ،‬لكنين قلت هلم إنين أع رف العقلية الرمسية املص رية وعقلية أجه زة األمن‬
‫املصرية‪ ،‬وهم لن يصدقوا قولكم إن الشريط كان خال من أي صورة للسفارة املصرية‪.‬‬
‫يف هذه األثناء كان السفري املصري أرسل خطابني لوزاريت اخلارجية والداخلية يف إسالم أباد وأجرى‬
‫اتص الني ه اتفيني مع وزير الداخلية ورئيس ال وزراء يبلغهم فيها أنه تم القبض على اث نين من اإلره ابيين‬
‫المعروفين!! بعد أن تسلال داخل السفارة المصرية وصوراها‪ ،‬وأنهما يعمالن لجهات معادية ويخططان‬
‫لتفجير السفارة من جديد!!!‬
‫ألقوه يف غيابت اجلب‬
‫ش ارف التحقيق معي على االنته اء بعد ثالث س اعات من بدئ ه‪ ،‬وبعد أن مجعت الس لطات‬
‫الباكس تانية كل املعلوم ات املتعلقة يب وباملص ور من خالل العديد من األش خاص يف إس الم أب اد وبيش اور‬
‫وراولبن دي‪ ،‬وكانت كل املعلومات تشري إىل عدم صحة ما قاله السفري املصري يف شكواه ض دي‪ ،‬وقرر‬
‫رج ال األمن إطالق س راحي ل وال أن هاتف اً من وكيل وزارة الداخلية ج اءهم يطلب منهم ع دم إطالق‬
‫سراحنا حىت ينظر وزير الداخلية بنفسه إىل ملف التحقيق‪ ،‬ويأمر بنفسه بإطالق سراحنا‪.‬‬
‫جهود مضادة‬
‫يف ه ذه األثن اء متكنت من االتص ال ومن مركز الش رطة بأحد الص حافيني الباكس تانيني‪ ،‬مبلغا إي اه مبا‬
‫حصل معن ا‪ ،‬وأن عليه أن يبلغ األمر جلمعية الص حافيني األج انب يف إس الم أب اد‪ ،‬واليت كنت أرأس ها يف‬
‫ذلك احلني‪.‬‬
‫التقى أفراد اجلمعية مساءً ملناقشة األمر وقرروا إصدار بيان يشجبون فيه عملية االختطاف اليت قامت‬
‫هبا الس فارة املص رية ضد أحد ال زمالء أثن اء قيامه بعمله الص حفي‪ ،‬وما إن علمت الس فارة املص رية بعقد‬
‫اجتم اع جلمعية الص حافيني األج انب ملناقشة قض ية اختط ايف على يد رج ال أمنه ا‪ ،‬ح تى أرس لت أحد‬
‫مخبريها من الص حافيين المص ريين!!! وك ان يعمل يف باكس تان منذ ف رتة ليست بالقص رية‪ ،‬وله عالق ات‬
‫وطيدة مع الكثري من الصحافيني‪ ،‬وذلك إلقناع أعضاء اجلمعية بأال يتخذوا موقفا ضد السفارة‪ ،‬وأن عليهم‬
‫االنتظار ومعرفة األمر‪ ،‬وأن جمال خمطئ يف تصرفه وذهابه إىل السفارة وقيامه بالتصوير دون إذن‪ ،‬إىل آخر‬
‫ه ذه املعزوفة من الكالم ال ذي اعت دنا مساعه من األجه زة الرمسية يف ع دد من ال دول حني تريد إلص اق هتمة‬
‫بشخص ما ومعاقبته عليها‪.‬‬
‫وقد تدخل السفري الفلسطيين األستاذ أحمد عبد الرزاق يف القضية بعدما قدمت زوجيت شكوى له‬
‫عما جرى معي‪ ،‬وطالب السلطات الباكستانية بإطالق سراحي مباشرة إن مل أقم بأي عمل خمل بالقانون‬
‫الباكستاين‪.‬‬
‫مل تكتف الس فارة املص رية مبا فعلت ه‪ ،‬فمضى الس فري بعي داً يف غي ه‪ ،‬حيث اتصل ب وزير الداخلي ة‪،‬‬
‫وبرئيس الوزراء ليبلغهم أن السفارة املصرية متكنت من إلقاء القبض على شخصني مشبوهني ومها يصوران‬
‫السفارة من الداخل‪ ،‬وأن على السلطات الباكستانية اختاذ أقصى اإلجراءات العقابية ضدمها وإال فإن السفري‬
‫املصري سريسل إىل حكومة بالده أن السلطات الباكستانية غري متعاونة للحفاظ على أمن السفارة املصرية‪،‬‬
‫اليت كانت تعرضت هلجوم بسيارة مفخخة قبل هذا التاريخ بسنتني وثالثة أشهر تقريبا‪ .‬وقد انتشر اخلرب يف‬
‫إس الم أب اد انتش ار الن ار يف اهلش يم!! وتط وع مس ئولو الس فارة املص رية للح ديث عن كيفية القبض على‬
‫متسللني إىل السفارة كانوا حياولون تصويرها من الداخل!!!‬
‫ت أخر اإلف راج عنا للي وم الت ايل بس بب وج ود رئيس ال وزراء ووزير الداخلية خ ارج العاص مة تلك‬
‫الليلة‪ ،‬وعدم متكنهما من االطالع على ملف التحقيق واألمر باإلفراج عنا‪.‬‬
‫وانقلب السحر على الساحر‬
‫وبينما كانت هذه احلادثة املفتعلة من السفارة املصرية هتدف إبعادي من باكستان أو اعتقايل وهو ما‬
‫سيؤدي إىل إبعادي يف وقت الحق‪ ،‬أو إن مل حيدث هذا فستؤدي إىل تشويه مسعيت كصحفي‪ ،‬فإهنا حقيقة‬
‫أدت إىل آثار عكسية بالنسبة للسفارة املصرية! وقد وجد السفري املصري نفسه حماصراً باالهتامات من قبل‬
‫الصحافة وكثري من السفارات العربية واألجنبية‪.‬‬
‫ويف حماولة منه نفي صلة السفارة املصرية مبا جرى معي‪ ،‬فإنه ضغط على السفارة الفلسطينية ملنعي‬
‫من القيام بأي عمل أو اإلدالء بأي تصريح حول احلادث‪ ،‬أو التعرض للسفارة املصرية يف أي كتابات يل‪،‬‬
‫ملا يعرفه من عالقة بيين وبني الس فري الفلس طيين كوننا من نفس املنطقة يف فلس طني‪ .‬وعلمت من أك ثر من‬
‫مص در أن الس فري املص ري وكما تفعل بعض ال دول العربي ة‪ ،‬ه دد الس فارة الفلس طينية مبنع جتديد أي وثيقة‬
‫سفر للطالب الفلس طينيني الدارسني يف باكس تان‪ ،‬وك ذلك توعد بع دم إعط اء أي تأشرية ولو للمرور ألي‬
‫فلسطيين حماوالً استغالل كوين على عالقة جيدة مع السفري الفلسطيين‪ ،‬وساعياً إلقحام السفارة الفلسطينية‬
‫هبذه املسألة خشية من افتضاح ما اقرتفه على صفحات اجلرائد الباكستانية!!‬
‫إصرار على االفرتاء‬
‫ح اولت الس فارة الفلس طينية التوسط يف ه ذه املش كلة على أن تعت ذر الس فارة املص رية عما افتعلته‬
‫ضدي‪ ،‬لكن بدالً من االعتذار فقد أصدرت السفارة املصرية بيان اً وزعته على الصحف جاء فيه ((تأسف‬
‫الس فارة المص رية لما وقع للص حافي جم ال إس ماعيل على أي دي الجه ات األمنية الباكس تانية ال تي‬
‫اعتقلته وهو يص ور الس فارة من الخ ارج‪ ،‬وهو ب ذلك ارتكب مخالفة قانونية وأن الس فارة المص رية لم‬
‫يكن لها أية عالقة بالحادث))‪.‬‬
‫عن دما ق رأت البي ان يف الص حف الباكس تانية اتص لت بالس فري الفلس طيين وأبلغته أنين يف حل من أي‬
‫التزام مبا وعدته به‪ ،‬فأرسلت رسالة إىل كافة السفراء العرب شارحاً هلم حقيقة ما جرى‪ ،‬طالب اً يف الوقت‬
‫نفسه منهم إنصايف من السفري املصري‪ ،‬وتوعدت إن مل يتم هذا بنشر ما أعرفه عن أعمال السفارة املصرية‬
‫ونشاطاهتا اليت ال أظن السفارة املصرية ستكون سعيدة برؤيتها على صفحات اجلرائد!!‬
‫أحدثت الرسالة املوجهة للسفراء العرب ضجة يف أوساطهم‪ ،‬وبدأ بعضهم يتحدث عنها‪ ،‬فما كان‬
‫من الس فري املص ري آن ذاك إال أن اتصل بالس فري الفلس طيين وببعض الس فراء الع رب اآلخ رين يه ددهم ب أن‬
‫س فارة بالده ستنس حب من جملس الس فراء العرب يف إس الم أب اد إن مت حبث قض ية جم ال يف أي اجتم اع‪،‬‬
‫وطالبين السفري الفلسطيين بتهدئة األمور‪ ،‬مشرياً إىل أنه سيعمل على حل املشكلة وإقناع السفارة املصرية‬
‫باالعتذار عما حصل‪.‬‬
‫االعتذار‬
‫يف اليوم التايل وكان يوم السبت طلب مين السفري الفلسطيين زيارته صباح الغد‪ ،‬موضحا أن السفري‬
‫املص ري س يأيت إليه يف ذلك ال وقت حلل ه ذه املش كلة‪ ،‬ويف ال وقت ال ذي ك ان الس فري الفلس طيين حيدثين‬
‫أرسلت إيل السفارة املصرية أحد رجال األمن املصريني والذي كان يعمل حتت غطاء صحفي‪ ،‬ليتحسس‬
‫مين ما أن وي عمله يف األي ام القادم ة‪ ،‬وما إذا كنت أريد االتص ال بالص حافة أم ال‪ ،‬وأخذ يتح دث مبواض يع‬
‫نزوالً وصعوداً‪ ،‬مرة يأيت بثوب الناصح األمني‪ ،‬وأخرى يأيت بثوب املهدد واملشفق علي من بطش السفارة‪،‬‬
‫وأن باكس تان ال ميكنها الوق وف مع ش خص مبف رده‪ ،‬والتخلي عن مص احلها مع دولة مثل مص ر‪ ،‬وأن ما‬
‫كتبته للس فراء الع رب يضر يب أك ثر مما يفي دين‪ ،‬وأخذ يستفسر عما أعنيه بكالمي ب أنين سأنشر ما ال يسر‬
‫السفارة املصرية أن تراه على صفحات اجلرائد!!! فأعلمته أنين تناسيت املشكلة منذ خروجي من احلجز وال‬
‫أريد اخلوض يف ه ذه املس ألة مطلق اً‪ ،‬وك ان املض حك يف كالمه قوله أنه مرسل من قبل الس فري الفلس طيين‬
‫إلقن اعي باختاذ موقف مس امل‪ ،‬وأال أقبل مطلق اً حماوالت بعض الص حافيني الباكس تانيني إج راء مقابلة معي‬
‫والكتابة يف صحفهم عما جرى يل‪.‬‬
‫يف اليوم التايل ذهبت إىل منزل السفري الفلسطيين ألقابل السفري املصري وأهني املشكلة اليت وقعت يل‬
‫جراء تصرفاته‪.‬‬

‫عذر أقبح من ذنب‬


‫مل حيضر الس فري! وإمنا اكتفى بإرس ال املستش ار اإلعالمي يف الس فارة املص رية آن ذاك‪ ،‬وبعد كالم‬
‫طويل ق ال املستش ار اإلعالمي‪ :‬إن الس فير لم يكن له علم بما ج رى وأن كل ما ح دث ك ان من قبل‬
‫رج ال األمن داخل الس فارة‪ ،‬وهم ال ذين كتب وا للخارجية الباكس تانية‪ .‬ض حكت وقلت ل ه‪ :‬إن ك ان ما‬
‫تقوله صحيحاً فإن هذا يعين أن السفري املفرتض أن يكون املسئول األول يف السفارة ال يفقه من أمره شيئاً‪،‬‬
‫وأنه أسري ما يقوله له رجال األمن مع ما يف ذلك من خماطر‪ ،‬وهم بعملهم هذا يتخطونه مع اجلهات الرمسية‬
‫الباكستانية‪ ،‬وهذا غري مقبول يف العرف الدبلوماسي‪ .‬لكن ما تقوله أنت عن السفري غري صحيح من ناحية‬
‫عملية‪ ،‬فالسفري كان داخل السفارة حينما دعينا لدخوهلا‪ ،‬وهو الذي كتب للخارجية‪ ،‬وإن شئت أن أحضر‬
‫لك رقم الرسالة وتارخيها ونصها من اخلارجية فيمكنين هذا! وما كتبه يف تلك الرسالة هو أدرى الناس بعدم‬
‫ص حته مطلق اً‪ ،‬لكنه وبعد فشل س فارته يف احلف اظ على أمنها وبعد االنفج ار ال ذي ش هدته الس فارة ب ات‬
‫خيشى حىت من ظله‪ ،‬وال أريد اآلن التدقيق على كل هذه األمور‪ ،‬لكن لو شئت فأنا أستطيع إثبات وجهة‬
‫نظري هذه‪ .‬فبهت ملا مسعه مما مل يتوقعه‪.‬‬
‫اعت ذر املس ئول يف الس فارة املص رية عما ج رى‪ ،‬داعيا لفتح ص فحة جدي دة‪ ،‬وبعد أن غ ادر املن دوب‬
‫املص ري م نزل الس فري الفلس طيين دع اين األخري للمك وث معه ع دة دق ائق‪ ،‬فأش ار علي وكب ادرة حسن نية‬
‫ميكن أن تكون إجيابية أن أبلغ املسئول املصري بعد أن يصل إىل منزله بأنين سأكتب رسالة إىل كافة السفراء‬
‫العرب يف باكستان طالباً منهم عدم مناقشة املشكلة يف جملسهم‪ ،‬وأنين أعتربها قد انتهت‪.‬‬
‫اتصلت باملستشار اإلعالمي للسفارة املصرية بعد وصوله إىل منزله‪ ،‬مبلغ اً إياه مبا اقرتحه علي السفري‬
‫الفلسطيين‪ ،‬فرحب بالفكرة‪ ،‬مضيفاً أنه سيبلغ سفريه هبذا األمر الذي سيكون له وقع حسن يف إهناء املشكلة‬
‫وترطيب األجواء‪.‬‬
‫ما أريكم إال ما أرى!‬
‫لكنين وبعد نصف س اعة من احلديث اهلاتفي مع امللحق اإلعالمي املص ري ف وجئت بنفس الص حفي‬
‫املص ري ال ذي زارين مش فقاً ومه دداً قبل ذلك بي ومني‪ ،‬يتصل يب حماوالً إقن اعي ب أن أكتب مثل ه ذه‬
‫الرس الة‪ ،‬وأنه سيس اعدين يف الكتاب ة‪ ،‬فأرسل يل نص رس الة يضع فيها كل الل وم علي وأنين أع رتف ب أنين‬
‫أخطأت يف التصرف من البداية‪.‬‬
‫ولئال أحرج السفري الفلسطيين حول ما سأكتبه اتصلت به وأخربته مبا يريدونه مين‪ ،‬فقال ال تكتب‬
‫إال ما تراه أنت لكن اجعله خمتصراً‪ ،‬وأرسله إىل كافة السفراء مبن فيهم السفري املصري‪.‬‬
‫كتبت رسالة خمتصرة جعلت عنواهنا اآليتني الكرميتني‪:‬‬
‫‪ ‬ال يحب اهلل الجهر بالسوء من القول إال من ظلم وكان اهلل سميعا عليما ‪( ‬النساء‪.)148 :‬‬
‫‪ ‬وجزاء ٍ‬
‫سيئة سيئةُ مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على اهلل إنه ال يحب الظالمين ‪( ‬الشورى‪:‬‬
‫‪.)40‬‬
‫وقمت بإرس اهلا إىل كافة الس فراء الع رب‪ ،‬فاستش اط الس فري املص ري غض با مما ج اء فيه ا‪ ،‬واعتربها‬
‫حتريضاً من السفارة الفلسطينية‪.‬‬
‫وملا روجع الس فري املص ري بعد ه ذه احلادثة عن األس باب اليت دعته الفتع ال املش كلة‪ ،‬رغم أنه ك ان‬
‫بإمكانه االعت ذار إيل بالنس بة للتقرير ال ذي كنت أزمع عمل ه‪ ،‬فأج اب إن جم ال درس يف بيش اور وعمل‬
‫لقاءات صحفية مع عدد من الشخصيات القيادية يف اجلماعة اإلسالمية املصرية وغريها وهذا يدل على أن‬
‫له ص لة هبؤالء!! كما أن قن اة اجلزي رة اليت ميثلها أس اءت ملصر كث رياً‪ ،‬وحنن أردنا أن نس عى إلخراجه من‬
‫باكستان!!‬
‫قناة الجزيرة بعد هذه الحادثة أصرت على عمل تقرير عن الحادث‪ ،‬وقمت باالتصال بالشرطة‬
‫الباكستانية التي احتجزتني لكنهم اعتذروا مني بالقول إنه ليس مسموحاً لهم اإلدالء بأي تصريحات‬
‫ص حفية‪ ،‬وأن علي ال ذهاب إلى كب ار المس ئولين في وزارة الداخلي ة‪ ،‬فقمت بعمل التقرير المطل وب‬
‫مني‪ ،‬وبثته الجزيرة‪ ،‬وقطعا فرحت لذلك‪ ،‬كما أرسلت للجزيرة ما جاء في الصحف الباكستانية من‬
‫تعليقات على المشكلة التي افتعلتها السفارة المصرية مع مراسل الجزيرة وتم بث ذلك أيض اً‪ .‬وكان‬
‫يمكن الحيلولة دون ه ذا كله ل وال أن العقلية ال تي تص رف بها الس فير المص ري ك انت عقلية أجه زة‬
‫األمن ال تي ال زالت تتعامل مع الم واطن واإلنس ان على أنه مج رم ومتهم يجب أن يثبت براءته بطريقة‬
‫مقنعة لهم وأنى له هذا!!!‬
‫وقد أحدث الكتاب الذي أرسلته إىل السفراء العرب وأرسلت نسخة منه إىل اجلزيرة موضحاً فيه ما‬
‫كانت تنويه اجلزيرة وقتها من التقرير وما كنت أسعى إليه‪ ،‬أحدثت هذه الصراحة نوعا من الصدمة لدى‬
‫إدارة اجلزيرة اليت ظنت أن بإمكاهنا امتالك عقول الناس ومشاعرهم من خالل العمل يف اجلزيرة وتوجيههم‬
‫ملآرهبا بطريقة أو بأخرى!!!‬
‫الفصل الخامس‬
‫وأخيرا‪ ..‬وصلت إليه!!!‬
‫مقابلة أسامة بن الدن‬
‫اتصال من قندهار‬
‫ك انت فرحيت غ امرة حني اتصل يب ش خص من قن دهار يف ديس مرب ‪ 1998‬ليخ ربين أن (الش يخ‬
‫أسامة بن الدن ينتظرني إلجراء مقابلة معه إن كانت قناة الجزيرة ال تزال ترغب في ذلك)‪ ،‬وصممت‬
‫بعد االتص ال على إجناح ه ذه الفرصة مهما كلف الثمن‪ ،‬بعد أن ك انت اجلزي رة ح اولت م رتني اللق اء‬
‫بالش يخ أس امة بن الدن وال دكتور أيمن الظ واهري‪ ،‬لكن مل حيدث أي من اللق اءين رغم ما أب داه الش يخ‬
‫أسامة والدكتور أيمن الظواهري من جتاوب لعقد املقابلة يف تلك األثناء‪ .‬وقد شرحت األسباب يف فصول‬
‫سابقة‪.‬‬
‫ورغم انش غايل يف ذلك ال وقت ببعض األم ور اهلامة عائلي اً فقد غمرتين الفرحة حينما مسعت ذلك‬
‫الص وت الق ادم من بعيد وال ذي كنت أنتظر مساعه منذ ف رتة طويل ة‪ ،‬وفك رت يف أمر املقابلة س ريعاً وكيف‬
‫أمنع تفويت هذه الفرصة‪ ،‬خاصة وأهنا ستكون املقابلة األوىل مع الشيخ أسامة منذ العدوان األمريكي على‬
‫أفغانستان والسودان يف العشرين من أغسطس ‪ 98‬والذي قالت واشنطن إنه استهدف معسكرات ومراكز‬
‫قيادة وحتكم تابعة ألسامة بن الدن الذي اهتمته واشنطن دون أن تنتظر نتائج التحقيق يف انفجارات شرق‬
‫إفريقيا‪ ،‬كما أن الشارع العريب وقتها كان يغلي بعد العدوان األمريكي الربيطاين على العراق والذي تواصل‬
‫ليالً وهناراً ف رتة ليست بالقص رية‪ ،‬ومل تقف ال دول العربية رمسياً منه موقف اً ك انت وال زالت ش عوبنا تواقة‬
‫إليه‪.‬‬

‫اتصاالت مع الجزيرة وتردد بالموافقة‪:‬‬


‫بادرت إىل االتصال مبدير اجلزيرة لعرض األمر عليه وحماولة نيل موافقته على فكرة املقابلة مع العمل‬
‫على منع تكرار ما حدث سابقا‪ ،‬فأبلغته أن هناك من يضمن لنا إجراء مقابلة مع الشيخ أسامة والدكتور‬
‫الظواهري شريطة أن نصل إلى مدينة قندهار‪ ،‬وال مجال مطلقا لطلب ذلك قبل أن نصل إلى قندهار‪.‬‬
‫ك ان ال رتدد باديا على م دير اجلزي رة من خالل إجابته األوىل على اق رتاحي‪ ،‬حيث ب دأ احلديث عن‬
‫احملاوالت السابقة وأننا ال نريد تكرار ما حدث يف السابق دون جدوى‪ ،‬وما الضمان بأن نتمكن من إجراء‬
‫املقابلة إن وصلنا إىل هناك؟ لكن السبب يف هذا الرتدد مل يكن ما حدث سابقاً يف ظين وإمنا أمور أخرى!!!‬
‫أخذت حماولة إقناع مدير اجلزيرة باملسألة وقت اً ونقاش اً على اهلاتف حول التأكيد على إمكانية جناح‬
‫املقابلة والوص ول إلى الش يخ أس امة بن الدن‪ ،‬بعد إخف اق التجرب تني س ابقاً‪ ،‬وأن أشخاص اً يف احلكومة‬
‫األفغانية يضمنون لنا ذلك‪ ،‬شريطة وصولنا إىل قندهار‪ ،‬واقرتحت على مدير اجلزيرة أنه يف حال رغبتهم يف‬
‫إرس ال ش خص آخر فعليه أن يفهم قبل اجمليء أن عليه ال ذهاب إىل أفغانس تان وليس باكس تان‪ ،‬وأن العملية‬
‫قد تس تغرق ع دة أي ام وليس مبج رد الوص ول تتم املقابلة نظ راً للوضع األمين للحكومة األفغانية وض يوفها‬
‫( احلكومة األفغانية ك انت وال زالت تعترب الش يخ أس امة بن الدن وال دكتور أيمن الظ واهري وجمموع ات‬
‫العرب املساندة هلما ضيوفاً على الشعب األفغاين )‪.‬‬
‫وإلهناء ت ردد م دير اجلزي رة أش عرته ب أنين س أذهب إلج راء مقابلة مع الش يخ أس امة بن الدن إن مل‬
‫تكونوا ترغبون بذلك وعلى نفقيت اخلاصة‪ ،‬فإن جنحت فإنين سأجعلكم أول من يعرض عليه شراء املقابلة‬
‫مع حقي يف بيعها ملن أردت إن مل يتم اتفاق بيننا‪ ،‬وإن مل حيالفين احلظ فإن اجلزيرة لن ختسر شيئاً!!‬
‫ت ردد املدير يف املوافقة ق ائالً يف البداية ميكنك ال ذهاب وإن جنحت نعطيك مكاف أة‪ ،‬لكنه حينما رأى‬
‫أنين واثق مما أق ول وأنين قد أبيع املقابلة ألي جهة ت دفع أك ثر مع ض مان النشر أش ار علي بال ذهاب والعمل‬
‫على لقاء الشيخ أسامة بن الدن واجلزيرة ستكون مستعدة لشراء املقابلة إن متت وطلب مين أال أخرب أحداً‬
‫بذلك!!‬
‫طلبت مساعدة قسم التحرير يف اجلزيرة يف وضع األسئلة اليت قد يروهنا مناسبة للقاء‪ ،‬ووعدت أكثر‬
‫من مرة من رئيس التحرير (الذي تغري وأصبح مصرياً هذه املرة) وغريه بأن يتم إرسال األسئلة اليت تريدها‬
‫اجلزيرة‪ ،‬إال أن هذا مل يتم ألسباب غري معروفة حىت اآلن‪ ،‬غري أن أحد كبار املشرفني على برامج اجلزيرة‪،‬‬
‫وحني بلغه ه ذا األمر س ارع (رغم ك ثرة مش اغله) إىل كتابة ما ج ال يف خ اطره من أس ئلة ح ول ع دد من‬
‫املسائل وأرسلها عرب الفاكس يل يف إسالم أباد‪.‬‬

‫الرحلة ابتدأت‪:‬‬
‫الرحلة إىل قندهار مكان اللقاء مبندوب عن الشيخ أسامة بن الدن مل تكن سهلة‪ ،‬كما مل يكن من‬
‫الس هل اص طحاب مص ور وك امريات تلفزيونية إىل تلك املدينة حيث متنع حركة طالب ان التص وير منع اً ش به‬
‫مطل ق‪ ،‬ولو مسح لنا ح رس احلدود األفغ ان باص طحاب املع دات فكيف نقنع ح رس احلدود الباكس تانيني‬
‫بالس ماح لنا ب املرور مع مع داتنا وهم ي رون كيف أن ح رس احلدود األفغ ان مينع ون اص طحاب مع دات‬
‫التصوير مع الصحافيني أو القادمني إىل مناطق طالبان‪.‬‬
‫وقد استغرب املصور الذي صاحبين يف أكثر من رحلة إىل مناطق طالبان قبل تلك الزيارة حني قلت‬
‫له أنين مسافر إىل قندهار وأريد عمل بعض التقارير من هناك واللقاء مع مسئويل طالبان‪ ،‬فقد كنا هناك قبل‬
‫فرتة وجيزة ورأى بنفسه كيف منعنا أثناء إحدى زياراتنا إىل قندهار وهريات من التصوير بسبب األوضاع‬
‫األمنية وبسبب املنطلقات الشرعية اليت تستند إليها طالبان يف هذه املسألة‪ ،‬لكنه وبسبب من إدراكه حلسن‬
‫عالقيت مع قادة احلكومة األفغانية اعتقد أنين متكنت من إقناعهم هذه املرة بالسماح لنا بالتصوير‪.‬‬
‫وبعد رحلة طويلة جواً من إسالم أباد إىل كويتا الباكستانية يف إقليم بلوشستان وصلنا إىل قندهار براً‬
‫وكان الوقت منتصف الليل تقريب اً‪ ،‬حيث مل جند أحداً يف انتظارنا يف مطار كويتا كما أبلغنا من قبل‪ ،‬ورمبا‬
‫هذا عائد إىل أن سفرنا كان قريب اً من املغرب يف شهر رمضان‪ ،‬كما أننا مل نتمكن من االتصال بالقنصلية‬
‫األفغانية هناك بسبب تأخر الوقت وعدم معرفتنا مبنزل القنصل‪ ،‬أو رقم هاتفه‪ ،‬فقررت مع مصوري التوجه‬
‫إىل قندهار مباشرة ودون تأخري حىت نصل هناك مع حلول الليل‪.‬‬
‫وص لنا نقطة احلدود األفغانية بعد أذان املغ رب ب دقائق مع دودات وبعد إفط ار بس يط واص لنا السري‬
‫بس يارة أخ رى إىل قن دهار اليت وص لناها قبيل منتصف اللي ل‪ .‬على م دخل املدينة اهلادئة أوقفنا احلاجز األمين‬
‫حلرس املدين ة‪ ،‬وبعد عملي ات تف تيش من قبل احلراس على م داخل املدينة والتأكد من هويتنا وأننا س ننزل‬
‫ضيوفا على احلكومة (ساعدين يف إقناعهم معرفيت بلغة البشتو اليت يتحدثوهنا ومعرفيت بكثري من قادة طالبان‬
‫الذين التقيت هبم يف مناسبات خمتلفة) بعد االنتهاء من حاجز التفتيش ميمنا وجهنا إىل دار الضيافة احلكومية‬
‫يف قندهار‪ ،‬وهناك اسرتحنا وتسحرنا قبيل الفجر‪ .‬ويف الصباح جاءنا سائق أحد كبار املسئولني يف احلكومة‬
‫األفغانية وال ذي ك ان مق رراً أن ينقلنا من احلدود إىل قن دهار‪ .‬وقد اس تغرب من وجودنا هن اك حيث علمنا‬
‫أنه انتظرنا إىل موعد اإلفط ار عند احلدود لكن ملا مل يرنا قفل راجع اً إىل قن دهار ظان اً أننا تأخرنا ولن ن أيت‬
‫ذلك الي وم‪ .‬وقد ب ادر إىل االتص ال بأحد مس ئويل احلكومة معلم اً إي اه بوص ولنا‪ ،‬وهو ما حفز األخري إىل‬
‫إخبار مساعدي الشيخ أسامة بن الدن بوصولنا وأننا نقيم يف الضيافة احلكومية‪.‬‬

‫لقاء مع العرب‪:‬‬
‫مل ميض كثري وقت حىت وص لت إلينا حافلة تقل ع دداً من الع رب ال ذين ج اءوا لنقلنا إىل مك ان‬
‫املقابل ة‪ ،‬وك ان يف مق دمتهم أبو حفص المص ري ال ذي يطلق عليه الس اعد األمين للش يخ أس امة بن الدن‬
‫وصحبه الدكتور أيمن الظواهري أمري مجاعة اجلهاد يف مصر‪.‬‬
‫((أهال ب أول ص حفي مس لم يأتينا منذ ف ترة طويلة)) ك انت أول عب ارة مسعتها من أبي حفص حني‬
‫نزل من احلافلة مرحبا يب حبرارة‪ ،‬وكان هذا أول لقاء يل هبما مذ غادروا بيشاور إىل السودان عام ‪1992‬‬
‫وظهر جلياً كيف تغريت مالحمهما واشتعل رأسامها شيباً خالل ست سنوات ونصف منذ آخر لقاء هبما‪.‬‬
‫حتدثت قليال مع أبي حفص حول املقابلة املوعودة وكانت عنده استفسارات حول عدم متكن اجلزيرة‬
‫من اللق اء بالش يخ أس امة بن الدن يف املرتني املاض يتني‪ ،‬مش رياً إىل أهنم اق رتبوا من احلدود كث رياً ج داً‬
‫وانتظرونا أكثر من مرة وكانوا تواقني ملثل هذا اللقاء‪.‬‬
‫ك ان ال رتتيب للمقابلة ومكاهنا هو احملور األساسي يف احلديث مع أبي حفص‪ ،‬وعلمت منه أنه يتم‬
‫اإلعداد وقتها ملكان اللقاء وأن هذا قد يستغرق بعض الوقت مبا ال يزيد عن الساعة تقريبا‪.‬‬

‫مكان اللقاء‪:‬‬
‫مل يطل انتظارنا وج اءت حافلة هبا ع دد ممن ب ات يطلق عليهم األفغ ان الع رب وال ذين رحب وا بنا‬
‫حبف اوة بالغة وأدب جم‪.‬انتقلنا بع دها يف احلافلة إىل مك ان خ ارج مدينة قن دهار وقطعنا مس افة تزيد على‬
‫ثالث س اعات تقريبا يف من اطق ترابية أش به بالرم ال‪ ،‬ومع أن زج اج الس يارة مل يكن مظلالً وك ان ال وقت‬
‫هناراً إال أننا مل نت بني حقيقة وجهتنا بس بب ما ك ان يتص اعد من غب ار وأتربة من حتت عجالت الس يارة‬
‫غريت ألوان وجوهنا ومالبسنا حىت وحنن داخل احلافلة! ويف الطريق كانت هناك سيارات للحراسة تنتظرنا‬
‫لرتافقنا إىل املكان الذي وقع االختيار عليه للمقابلة‪.‬‬
‫وبعد توقف يف الطريق عدة مرات واضطرارنا دفع السيارة بأيدينا إلخراجها من الرمال اليت غرزت‬
‫فيها وصلنا بفضل اهلل إىل مكان املقابلة‪.‬‬

‫في عش النسر‪:‬‬
‫تلة عالية جرداء تشرف على املناطق احمليطة هبا‪ ،‬وقريب منها سالسل جبلية وعرة قاحلة‪ ،‬هي املكان‬
‫الذي اختاره الشيخ أسامة بن الدن وأنصاره مكانا للقاء‪ ،‬وقد نصبت ثالث خيام إحداهن اختذت مصلى‬
‫بينما كانت األخريان مقراً للشيخ وأنصاره‪ .‬ما يربو على الثالثني شاباً بدوا مدججني بالسالح كانوا من‬
‫جمموع ات احلراسة اخلاصة بالش يخ ومرافقيه إىل ه ذا املك ان‪ ،‬وقد رأينا قبيل مغيب الش مس ع دداً آخر من‬
‫الشبان الذين اعتلوا قمم اجلبال القريبة وكان حبوزهتم مدافع مضادة للطائرات وصواريخ ستينغر األمريكية‪،‬‬
‫وكان بني اجملموعتني نوع من االتصال عرب أجهزة الراديو‪.‬‬
‫اق رتب منا اثن ان من احلراس وب أدب جم أبلغ اين أن عليهما تف تيش مع داتنا‪ ،‬وأن ه ذا إج راء أمين ال‬
‫يقصد منه شيء آخر‪ ،‬فقلت هلما افعال كل ما تريانه مناسباً لكم وألمنكم‪ .‬حنن نريد املقابلة وحسب‪ ،‬وإن‬
‫كان معكم معدات أخرى نصور هبا وال تريدون أن نستخدم معداتنا فال مانع لدينا!!‬
‫ك ان مص وري نص رانياً من باكس تان‪ ،‬وأخ ربت مض يفي بأنه نص راين وغري ص ائم‪ ،‬فس ارعوا بإع داد‬
‫طع ام له حني وص وله‪ ،‬واس تغرب املص ور من ك رم املض يفني ويف رمض ان‪ ،‬خاصة وأنه مل يتمكن من طلب‬
‫طع ام يف ض يافة احلكومة األفغانية خش ية ع دم فهمهم ل ه‪ .‬وفيما ك ان املص ور يتن اول طعام ه‪ ،‬أخ ذت يف‬
‫احلديث مع احلراس الذين كان بعضهم رآين أيام بيشاور وعرفوين من عملي يف جملة عربية كانت تصدر من‬
‫هناك‪.‬‬
‫انتظرنا أذان املغرب موعد اإلفطار وبعد األذان مباشرة وما إن بدأنا تناول حبات من التمر وقليل من‬
‫املاء دخل الش يخ أس امة بقامته الفارهة إىل خيمتنا وك انت مفاج أة ملص وري مل يكن يتوقعه ا‪ ،‬إذ أنه ك ان‬
‫يظن أننا س نقابل المال محمد عمر زعيم طالب ان ومل أشأ أن أفصح له عن هوية الش خص ال ذي س نقابله‬
‫طيلة الرحلة قبل ذلك! وما إن رأى بعينيه الشيخ أسامة حىت صاح‪ :‬هذا الشيخ أسامة يا جمال وهب واقفاً‬
‫للسالم عليه‪ ،‬غري مصدق أنه سيحظى مبقابلته!!!‬
‫حتدثنا بضع دق ائق عن األوض اع يف أفغانس تان وباكس تان واالهتام ات املوجهة ضد الش يخ أس امة من‬
‫قبل اإلدارة األمريكية وأجه زة اس تخباراهتا‪ ،‬وبع دها أذن لنا الش يخ أس امة بالب دء بط رح أس ئلتنا عليه وب دء‬
‫التسجيل‪ ،‬فكان اللقاء الذي كنت أتوق إىل بثه عرب قناة اجلزيرة كما وعدتنا إدارهتا بذلك!!‬
‫الفصل السادس‬
‫نص المقابلة‬

‫حرص اً منا على فائدة قرائنا الكرام‪ ،‬وسعيا إلظهار احلقيقة‪،‬اليت حاولت جهات عديدة أن تطمسها‪،‬‬
‫وأن هتيل ال رتاب عليه ا‪ ،‬وحنن نعلم ما قد يقتض ينا ذل ك‪ ،‬وما يث ريه حولنا من تس اؤالت‪ ،‬وحبا منا لكلمة‬
‫احلق ولكي تبقى احلقيقة سيدة املوقف وحىت ال ينتصر املشعوذون وأصحاب املصلحة الدنيوية الرخيصة‪ ،‬من‬
‫أجل هذا وغريه نورد هنا النص الحرفي والكامل للمقابلة مع الشيخ أسامة بن الدن كما هي مسجلة يف‬
‫شريطها األصلي‪ ،‬ومل أجلأ لتصحيح أو تغيري بعض األلفاظ اليت وردت فيها من ناحية لغوية‪ ،‬وسأتركها كما‬
‫وردت على لسان أصحاهبا‪ ،‬أداءً لألمانة ووفاءً بالعهد‪ .‬وكذلك سأورد آراءه كما جاءت على لسانه ومل‬
‫أتدخل فيها مبوافقة أو رفض‪ ،‬على اعتبار أن هذه اآلراء متثل وجهة نظر أصحاهبا‪ ،‬وللقارئ الكرمي أن يقبلها‬
‫أو يرفضها فهذا شأنه‪ ،‬لكنين وتسهيالً على القارئ قمت بكتابة عناوين جانبية للمقابلة اقتبستها من أجوبة‬
‫من قابلتهم‪ ،‬مع إدراكي أن هذا العمل قد ال يروق لبعض اجلهات‪.‬‬
‫يف مكان ما من جبال والية هلمند اجلنوبية يف أفغانستان نرحب بضيفنا الشيخ أسامة بن محمد بن‬
‫الدن‪ ،‬فأهالً ومرحباً به‪.‬‬

‫من هو؟‬
‫س‪ :‬أوال وفي البداية نسأل من هو أسامة بن الدن وماذا يريد؟‬
‫أسامة‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬أسامة بن حممد بن عوض بن الدن‪ ،‬من اهلل علي أن ولدت من أبوين مسلمني‪ ،‬يف‬
‫جزيرة العرب يف الرياض يف حي امللز عام ‪ 1377‬هجرية‪ ،‬مث من اهلل علينا أن ذهبنا إىل املدينة بعد الوالدة‬
‫بستة أشهر‪ ،‬ومكثت بقية عمري بعد ذلك يف احلج از بني مكة واملدينة وج دة‪ .‬أيب الشيخ حممد بن عوض‬
‫بن الدن من مواليد حض رموت‪ ،‬ذهب للعمل يف احلج از منذ أك ثر من س بعني س نة‪ ،‬مث فتح اهلل عليه ب أن‬
‫ش رف مبا مل يش رف به أحد من البن ائني وهو بن اء املس جد احلرام ال ذي فيه الكعبة املش رفة‪ ،‬مث ق ام ببن اء‬
‫املسجد النبوي يف املدينة املنورة‪ ،‬مث ملا علم أن احلكومة األردنية قد أنزلت مناقصة لرتميم قبة الصخرة‪ ،‬مجع‬
‫املهندسني وطلب منهم أن يضعوا سعر التكلفة بدون أرباح‪ .‬فقالوا له حنن نضمن الربح مع سعر التكلفة‪،‬‬
‫فقام رمحه اهلل بتخفيض سعر التكلفة حىت يضمن رسو املناقصة عليه‪ ،‬فكان أن رسا عليه العطاء‪ ،‬وكان من‬
‫فضل اهلل عليه أنه ك ان يص لي أحيان اً يف املس اجد الثالثة يف ي وم واح د‪ .‬وال خيفى أنه ك ان أحد املؤسسني‬
‫للبنية التحتية يف اململكة العربية الس عودية‪ ،‬وبعد ذلك درست يف احلج از ودرست االقتص اد يف جامعة ج دة‬
‫أو ما يس مى جبامعة امللك عبد العزي ز‪ ،‬وعملت مبك راً يف الط رق يف ش ركة الوالد عليه رمحة اهلل‪ ،‬رغم أن‬
‫الوالد تويف وكان عمري عشر سنوات‪ .‬هذا باختصار عن أسامة بن الدن‪.‬‬

‫األهداف والمطالب‬
‫أما ماذا يريد؟ الذي نريده ونطالب به هو حق ألي كائن حي‪ ،‬نحن نطالب بأن تحرر أرضنا من‬
‫األعداء وأن تحرر أرضنا من األمريكان‪ ،‬فهذه الكائنات احلية قد زودها اهلل سبحانه وتعاىل بغرية فطرية‪،‬‬
‫ترفض أن يدخل عليها داخل‪ .‬فهذه أعزكم اهلل الدواجن‪ ،‬لو أن الدجاج دخل عليها مسلح عسكري يريد‬
‫أن يعت دي على بيتها فهي تقاتله وهي دجاج ة‪ ،‬فنحن نط الب بحق لجميع الكائن ات الحي ة‪ ،‬فضال عن‬
‫الكائنات اإلنسانية البشرية‪ ،‬فضال عن المسلمين‪ .‬الذي حصل على بالد المسلمين من اعتداء خاصة‬
‫على المقدسات المسجد األقصى حيث قبلة النبي صلى اهلل عليه وسلم األولى‪ ،‬ثم استمر العدوان من‬
‫التح الف اليه ودي الص ليبي ال ذي تتزعمه أمريكا وإس رائيل‪ ،‬ح تى أخ ذوا بالد الح رمين وال ح ول وال‬
‫ق وة إال باهلل‪ .‬فنحن نس عى لتح ريض األمة كي تق وم بتحرير أرض ها‪ ،‬والجه اد في س بيل اهلل س بحانه‬
‫وتعالى لتحكم الشرع وتكون كلمة اهلل هي العليا‪.‬‬

‫الموقف من األمريكان‬
‫سؤال‪ :‬حدث مؤخراً هجوم مشترك أمريكي بريطاني على العراق‪ .‬أوالً كيف تقيمون مثل هذا‬
‫الهجوم؟ وثانياً ردود الفعل التي صدرت حتى اآلن اإلسالمية والعربية لم تكن كما يقال بمستوى هذا‬
‫الهجوم أو بمستوى ما يتطلع إليه شعب العراق من الرد على هذا الهجوم‪ ،‬ما موقفكم من هذا؟؟‬
‫أس امة‪ :‬احلمد هلل‪ .‬اهلج وم األخري ال ذي حصل قبل أي ام على الع راق‪ ،‬قادته أمريكا وبريطاني ا‪ ،‬أكد‬
‫مع اين كث رية خط رية ومهم ة‪ ،‬وحنن لن نتح دث هنا عن اخلس ائر املادية والبش رية ومن قتل من إخواننا‬
‫املس لمني من الش عب الع راقي‪ ،‬وإمنا نتح دث عن دالئل ه ذا اهلج وم‪ ،‬الع راق تتهمه أمريكا بأنه اس تخدم‬
‫الغازات السامة ضد شعبه وضد األكراد‪ ،‬وتتهمه أمريكا باستخدام أسلحة فتاكة ضد إيران‪ ،‬ولكن امللفت‬
‫للنظر الذي ينبغي أن يتوقف الناس عنده‪ ،‬أن أمريكا مل تتحدث عنه يف تلك املرحلة هبذا الكالم‪ ،‬بل كانت‬
‫تؤيده وتدعمه عرب وسطاء هلا وعمالء يف املنطقة‪ ،‬ولكن ملا أصبح العراق قوة يعمل هلا حساب يف املنطقة‪،‬‬
‫وأص بح أكرب ق وة عربية يف املنطقة هتدد األمن اليه ودي واألمن اإلس رائيلي احملتل ملس رى نبينا عليه الص الة‬
‫والس الم‪ ،‬من هنا ب دأت تنبش ه ذه األش ياء‪ ،‬وت دعي أهنا حتاسب عليها وتق ول‪ :‬ص حيح أن هن اك أس لحة‬
‫فتاكة وأس لحة دم ار ش امل يف إس رائيل‪ ،‬ولكن إس رائيل ال تس تخدمها‪ ،‬إمنا الع راق اس تخدمها! ه ذا الكالم‬
‫م ردود‪ .‬أمريكا هي اليت متتلك ه ذا الس الح وهي اليت ض ربت ش عوباً يف أقصى املش رق يف ناج ازاكي‬
‫وهريوش يما‪ ،‬بعد أن استس لمت الياب ان وب دأت احلرب العاملية تنتهي‪ ،‬مع ذلك أص رت أمريكا على ض رب‬
‫الشعوب عن بكرة أبيه ا‪ ،‬بأطف اهلم ونس ائهم وشيوخهم وكب ارهم‪ .‬الحقيقة هنا ينبغي أن نستشعر أن أي‬
‫هج وم الي وم على أي دولة في الع الم اإلس المي إنما المه اجم الحقيقي هو إس رائيل ولكن خش ية أن‬
‫يستيقظ الناس وتبدأ حركات شعبية ضخمة تسقط األنظمة العميلة التي تواطأت من أجل كراسيها عن‬
‫نصرة اإلسالم والمسلمين‪ ،‬وقد قطع مشاعر هذه الشعوب إلى حد بالنسبة ألمريكا‪ ،‬فاستطاع اليهود‬
‫أن يوجهوا النصارى من أمريكان وبريطانيين من قيام بالواجب في ضرب العراق‪ ،‬وتدعي أمريكا أنها‬
‫تحاس به وتحاكمه ‪،‬ولكن الص واب أن الس لطة اإلس رائيلية الس لطة اليهودية ال تي تنف ذت داخل ال بيت‬
‫األبيض كما هو أص بح واض حاً على المأل‪ ،‬وزير ال دفاع يه ودي‪ ،‬وزي رة الخارجية األمريكية يهودي ة‪،‬‬
‫مس ئولو سي أي إيه واألمن الق ومي‪ ،‬كب ار المس ئولين يه ود‪ .‬إنهم س اقوا النص ارى لقصقصة أجنحة‬
‫الع الم اإلس المي والمس تهدف في الحقيقة هو ليس ص دام حس ين وإنما المس تهدف هو الق وة الناش ئة‬
‫في العالم اإلسالمي والعربي‪ ،‬سواء ضربوا الشعب العراقي أو كما فعلوا من قبل في محاصرة ليبيا‪،‬‬
‫أو عن دما ض ربوا مص نع الش فاء في الس ودان وهو مص نع أدوية‪ ،‬مس ألة أخ رى من دالالت ه ذا احلدث‬
‫الظ اهر‪ ،‬أك دت بش كل واضح جلي ينبغي للمس لمني وكل عاقل بع ده أال ي ذهب إىل األمم املتح دة‪ ،‬أما‬
‫املسلمون فشرعاً ال جيوز أن يتحاكموا إىل هذه األنظمة الكفرية الوضعية‪ ،‬ولكن نقول عن العقالء من غري‬
‫املس لمني أال ي ذهبوا‪ ،‬فه ذه كوريا الش مالية‪ ،‬هل يوجد عاقل ولو ك ان ك افرا ي ذهب إىل القاضي يف ه ذه‬
‫احملاف ل؟! إن ك ان احلكم علينا ض ربنا ض رباً ش ديداً موجع اً حتت ما يس مى زوراً وهبتان اً بالش رعية الدولي ة‪،‬‬
‫وإن كان احلق لنا تستخدم أمريكا حق الفيتو‪ .‬فال يذهب إىل هناك عاقل ولو كان كافراً‪ ،‬والذين يكثرون‬
‫احلديث عن األمم املتح دة وق رارات األمم املتح دة فرمبا هم ال يفهم ون دينهم أو هم يري دون أن خيذلوا أو‬
‫خيدروا األمة بتعليق آماهلم على سراب‪ ،‬وأوهام وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬
‫أتخشونهم؟‬
‫س ؤال‪ :‬ه ذا الهج وم األم ريكي البريط اني على الع راق هل ت رون أنه يزيد من ش عبية وتأييد‬
‫الجماعات المعادية ألمريكا؟ أم أنه سيعمل على إرهابها وإخضاعها وجعلها تخشى أن تقوم بأي عمل‬
‫من األعمال العسكرية وغيرها من األعمال ضد الواليات المتحدة ومصالحها؟‬
‫أس امة‪ :‬احلمد هلل‪ .‬ال ذي ينبين على ما س بق وه ذا الس ؤال هو آن األوان للش عوب املس لمة أن ت درك‬
‫بعد هذه اهلجمات أن دول املنطقة هي دول ليست ذات سيادة‪ ،‬فأعداؤنا يسرحون وميرحون يف بقاعنا ويف‬
‫أراضينا ويف أجوائنا‪ ،‬يضربون دون أن يستأذنوا أحداً وخاصة يف هذه املرة‪ .‬مل تستطع أمريكا وبريطانيا أن‬
‫حيشدوا معهم أحداً يف هذه املؤامرة الفاضحة املكشوفة‪ ،‬ومل يعد هناك يف أيديهم القدرة‪ .‬األنظمة املوجودة‬
‫إمنا هي مت آمرة متواطئ ة‪ ،‬وفق دت الق درة على القي ام ب أي عمل ضد ه ذا االحتالل الس افر‪ .‬فينبغي على‬
‫املسلمني وخباصة أهل احلل والعقد‪ ،‬وأهل الرأي من العلماء الصادقني والتجار املخلصني وشيوخ القبائل أن‬
‫يهاجروا يف سبيل اهلل وجيدوا هلم مكانا يرفعوا فيه راية اجلهاد‪ ،‬ويعبئوا األمة للمحافظة على دينهم ودنياهم‪،‬‬
‫وإال سيذهب عليهم كل شيء‪ .‬فإذا مل يعتربوا مما أصاب إخواننا يف فلسطني بعد أن كان الشعب الفلسطيين‬
‫مش هوراً بنش اطه وزراعته اليت يص درها‪ ،‬ومحض ياته وص ناعة الص ابون والنس يج‪ ،‬أص بح ذلك الش عب وهم‬
‫إخواننا مش ردين مط رودين يف كل أرض‪ ،‬وأص بحوا يف األخري أج راء عند اليه ودي املس تعمر‪ ،‬من ش اءوا‬
‫أدخلوه ومن شاءوا منعوه بأزهد األسعار‪ .‬فهذا األمر خطري‪ .‬وإذا مل نتحرك وقد اعتدي على البيت العتيق‬
‫وعلى قبلة ألف ومائيت مليون مسلم فمىت نتحرك؟! هذا أمر عجيب ينبغي السعي فيه‪ .‬أما من يظن أن هذا‬
‫الضرب يرغم احلركات اإلسالمية فهو واهم‪ .‬فنحن كمسلمني نعتقد أن اآلجال معلومة حمدودة‪ ،‬ال تتقدم‬
‫وال تت أخر منذ أن كنا يف بط ون أمهاتن ا‪ ،‬وأما األرزاق فهي بيد اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬وه ذه األنفس اهلل‬
‫سبحانه وتعاىل هو الذي خلقها‪ ،‬واألموال هو الذي رزقها مث اشرتاها باجلنة فعالم يتأخر الناس عن نصرة‬
‫الدين؟!‬

‫الهجوم القادم‬
‫س ؤال‪ :‬بعد الهج وم األم ريكي البريط اني هل تتوقع ون أن يك ون هن اك هج وم مماثل على‬
‫أفغانس تان خاصة أن وزير ال دفاع األم ريكي وليم ك وهين ص رح بعد الهج وم على أفغانس تان في‬
‫الص يف الماضي أن ه ذا الهج وم ليس نهاية المط اف في الح رب ضد اإلره اب كما يس مونها وأن‬
‫واشنطن قد تشن هجمات صاروخية جديدة على أفغانستان إليوائها جماع ات تتهمها اإلدارة األمريكية‬
‫باإلرهاب؟‬
‫أس امة‪:‬إذا علمنا األص ل‪ ،‬وأن هن اك محلة مس تمرة للحروب الصليبية اليهودية على اإلس الم‪ ،‬فإن من‬
‫الطبيعي جداً أن نتوقع ضربات أخرى على كل من يرفع راية اإلسالم‪ ،‬فإن أمريكا واليهود يسعون لضربه‪،‬‬
‫وإن كان هناك عجز وقصور يف تطبيق الشريعة عند بعض الدول اليت رفعت هذه الراية‪ .‬لكن جمرد التوجه‬
‫حنو الس عي لتط بيق الش ريعة فه ذا ك اف الس تجالب القصف واس تجالب الض رب‪ .‬فم اذا فعلت الس ودان‬
‫حىت يض رب أكرب مص نع لل دواء فيه ا؟ وال خيفى عليكم أن املص نع ك ان ينتج دواء املالريا بنس بة كب رية‪،‬‬
‫واملالريا داء منتشر يف السودان وضحاياه بعشرات اآلالف سنويا‪ ،‬ال لشيء إال ألن السودان كان قد أعلن‬
‫أنه يريد تط بيق الش ريعة‪ ،‬وهو مل يكمل بعد ما ن واه ومع ذلك قص ف‪ .‬وأما طالب ان فبفضل اهلل س بحانه‬
‫وتع اىل عليهم ه داهم اهلل إىل الس داد والص واب‪ ،‬وأنق ذوا جه اد أمة ك ادت أن تض يعه أمريكا مبا يس مى‬
‫باحلكوم ات املوس عة والعريضة ب دعمها حلكومة جنيب وغ ريه‪ .‬فنتوقع أن يض رب أي كي ان ي دافع عن‬
‫اإلسالم‪ ،‬وبالتايل نتوقع أن يضرب طالبان‪ ،‬إال أنه من املمكن أن يعجل من هذا الضرب إذا تورط الرئيس‬
‫األم ريكي كلينت ون يف جرمية أخالقية أخ رى‪ ،‬فيمكن أن يعجل وأص بح الع امل اإلس المي وبالد املس لمني‬
‫وشعوب األمة‪ ،‬كأمنا هي إزار يسرت عورات هؤالء اجملرمني وهذه الفضائح‪.‬‬

‫أين أنتم؟‬
‫س ؤال‪ :‬بعد الهج وم األم ريكي األول على أفغانس تان في الص يف الماضي ورد في وك االت‬
‫األنباء أو في تصريحات لكم أو ألنصاركم أنكم ستردون على هذا الهجوم لكن إلى اآلن لم يقع أي‬
‫رد ولم نس مع ب أي رد‪ .‬ت رى في ح ال حص ول هج وم أم ريكي جديد على أفغانس تان هل نتوقع أن‬
‫نسمع رد فعل عملي وماذا سيكون هذا الرد؟؟‬
‫أس امة‪ :‬حنن واجبنا وال ذي قمنا به هو أن حنرض األمة على اجله اد يف س بيل اهلل‪ ،‬ضد أمريكا وضد‬
‫إسرائيل وضد أعداء اهلل‪ ،‬ومازلنا يف هذا اخلط حنرض الناس‪ .‬وما حصل بفضل اهلل سبحانه وتعاىل من حترك‬
‫ش عيب يف ه ذه الشهور األخ رية يبشر يف االجتاه الص حيح إلخ راج األمريك ان من بالد املس لمني‪ .‬حنن ونظ را‬
‫للظروف اليت حتيط بنا‪ ،‬وعدم القدرة على احلركة خارج أفغانستان ملزاولة أعمالنا ما تيسر لنا‪ .‬لكن بفضل‬
‫اهلل حنن شكلنا مع عدد كبري من إخواننا اجلبهة اإلسالمية العاملية جلهاد اليهود والصليبيني‪ ،‬ونعتقد أن كثريا‬
‫من هؤالء أمورهم تسري بشكل جيد‪ ،‬ولديهم حركة واسعة نرجو اهلل أن يفتح عليهم يف املستقبل يف نصرة‬
‫الدين واالنتقام من اليهود والنصارى وأمريكا‪.‬‬
‫س ؤال‪ :‬ه ذه الجبهة اإلس المية العالمية مضى على تش كيلها قرابة س بعة أش هر أو ثمانية أش هر‪،‬‬
‫وحتى اآلن لم يسمع لها أي صوت غير البيان الذي أشرتم إليه أو المؤتمر الصحفي الذي عقدتموه‬
‫في مدينة خوست في الصيف الماضي‪ ،‬هل تعتبر هذه الجبهة مجمدة عملياً اآلن؟؟‬
‫أسامة‪ :‬هي غري جممدة‪ ،‬وأفرادها من جنسيات خمتلفة متعددة جداً‪ ،‬وعندهم نشاط واسع يف احلركة‪،‬‬
‫وليس بالضرورة أن يعلنوا عن أي عمل قاموا به‪ ،‬مع العلم أن هذه األشهر ال تعترب كبرية يف سبيل إهناض‬
‫األمة ومقاومة أكرب عدو يف العامل‪.‬‬
‫حقيقة أم تهويل؟‬
‫س ؤال‪ :‬الوالي ات المتح دة ح ذرت رعاياها في دول الخليج وفي المنطقة بش كل ع ام من‬
‫عملي ات س تقومون بها أنتم وأنص اركم خاصة في ش هر رمض ان الح الي‪ .‬أوالً ما م دى جدية مثل ه ذه‬
‫التح ذيرات بالنس بة للرعايا األمريك ان وهل تس تهدفون الرعايا األمريك ان بش كل ع ام أم الق وات‬
‫األمريكية المتواجدة في الخليج وفي بعض المناطق اإلسالمية األخرى؟؟‬
‫أس امة‪ :‬مسعت ه ذا اخلرب قبل أي ام يف اإلذاع ات‪ ،‬وهو مبشر على هنوض األمة بفضل اهلل س بحانه‬
‫وتع اىل‪ .‬ولكن ما م دى جدية ه ذه التهدي دات‪ ،‬إذا ع رفت من يه دد الس تطعت أن أق ول‪ ،‬لكن إىل اآلن مل‬
‫أع رف من هو ال ذي ق ام هبذا اجلهد املب ارك‪ ،‬لكن نس أل اهلل س بحانه وتع اىل أن ي وفقهم ويفتح عليهم‪ ،‬وأن‬
‫مينحهم رقاب األمريكان وغريهم‪.‬‬
‫ولكن عن الفتوى السابقة لدينا تقسيم مختلف عما يدعيه الكفار‪ ،‬وإن كانوا هم يدعون دعاوي‬
‫يمش ون بخالفه ا‪ .‬نحن نف رق بين الرجل وبين الم رأة والطفل والش يخ اله رم‪ .‬أما الرجل فهو مقاتل‬
‫سواء حمل السالح أو أعان على قتالنا بدفعه الضرائب وجمعه المعلومات فهو مقاتل‪ ،‬أما ما ينشر بين‬
‫المس لمين من أن أس امة يه دد بقتل الم دنيين‪ ،‬فهم م اذا يقتل ون؟ في فلس طين يقتل ون األطف ال وليس‬
‫المدنيين فقط‪ ،‬بل األطفال‪ ،‬فأمريكا استأثرت بالجانب اإلعالمي وتمكنت بقوة إعالمية ضخمة وهي‬
‫تكيل بمكي الين مختلفين في أوق ات حس بما يناس بها‪ ،‬فالمس تهدف حسب ما ييسر اهلل للمس لمين كل‬
‫رجل أم ريكي هو ع دو س واء ك ان من ال ذين يقاتلوننا قت االً مباش راً أو من ال ذين ي دفعون الض رائب‪،‬‬
‫ولعلكم سمعتم هذه األيام أن نسبة الذين يؤيدون كلينتون في ضرب العراق تقريباً ثالثة أرباع الشعب‬
‫األم ريكي! فش عب ترتفع أس هم رئيسه عن دما يقتل األبري اء‪ ،‬ش عب عن دما يق ترف رئيسه الف واحش‬
‫العظيمة والكبائر تزيد شعبية هذا الرئيس‪ ،‬شعب منحط ال يعرف معنى للقيم أبدا‪.‬‬

‫قصة المرض‬
‫س ؤال‪ :‬البنت اغون األم ريكي نشر تق ارير عن ص حتكم وذكر أن ه ذه التق ارير منس وبة لجه ات‬
‫باكستانية واستخبارية تفيد بأنكم تعانون من مرض عضال وأنكم قد ال تعمرون سوى خمسة أو ستة‬
‫أش هر حسب ه ذه التق ارير‪ ،‬أوالً ما م دى ص حة ه ذه التق ارير؟‪ ،‬ثاني اً ما اله دف من نش رها في ه ذه‬
‫الظروف وبعد نشر التحذيرات للرعايا األمريكان من إمكانية قيامكم بعمليات أنتم وأنصاركم؟؟‬
‫أسامة‪ :‬أما من ناحية الصحة فلله احلمد واملنة نشكره دائما‪ ،‬وأنا أمتتع بصحة جيدة جداً بفضل اهلل‪،‬‬
‫وكما ترى فنحن هنا يف اجلبال نتحمل هذا الربد القارس ونتحمل يف الصيف حرارة املنطقة‪ ،‬وبفضل اهلل ما‬
‫زالت هواييت املفضلة ركوب اخليل‪ ،‬وإىل اآلن بفضل اهلل أستطيع أن أسري على اخليل مسافة سبعني كيلومرتاً‬
‫دون توقف بفضل اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬فه ذه إش اعات مغرضة لعل الغ رض منها حماولة التثبيط ملعنوي ات‬
‫املسلمني املتعاطفني معنا‪ ،‬ولعل الغرض منها هتدئة روع األمريكان من أسامة‪ ،‬وأنه ال ميكن أن يفعل شيئا‪.‬‬
‫لكن األمر ليس متعلق بأسامة‪ .‬هذه األمة من ألف ومائتني مليون مسلم ال ميكن قطع اً حتم اً أن تدع بيت‬
‫اهلل الع تيق هلؤالء اجملرمني من اليه ود والنص ارى‪ ،‬فاألمة ب إذن اهلل متواص لة وحنن مطمئن ون أهنم سيواص لون‬
‫اجلهاد والضرب املؤمل لألمريكان وأعواهنم بإذن اهلل‪.‬‬

‫خدعة أم ارتباط؟‬
‫س ؤال‪ :‬في العش رين من ش هر أغس طس الماضي عن دما وقع القصف األم ريكي على أفغانس تان‬
‫قيل إنكم كنتم تحضرون اجتماعاً في منطقة خوست التي تعرضت للقصف الصاروخي األمريكي وأن‬
‫ه ذا القصف الص اروخي تم توقيته بحيث تكون ون في االجتم اع‪ ،‬أوالً هل كنتم في ذلك االجتم اع‬
‫وهل كان هن اك اجتم اع أص الً؟‪ .‬والمسألة األخ رى قيل أن رس الة وص لتكم من دولة مج اورة (يقصد‬
‫بها باكس تان) تطلب منكم الخ روج من ذلك المك ان مباش رة‪ ،‬الحتم ال تعرضه للقص ف‪ .‬ما م دى‬
‫عالقتكم بباكس تان؟ وكيف تقيم ون موقفها منكم وهل تظن ون أن باكس تان يمكن أن تتع اون مع‬
‫الواليات المتحدة في توجيه ضربة لكم؟؟‬
‫أسامة‪:‬احلمد هلل‪ .‬املعلومات اليت كانت عند األمريكان ظاهر بفضل اهلل أهنا كانت معلومات خاطئة‪.‬‬
‫مل أكن يف خوست أص الً وال حىت يف كل الوالي ة‪ .‬مل أكن موج وداً فيها أص الً‪ ،‬بل كنت على بعد بضع‬
‫مئات من الكيلو مرتات من هذا املكان‪ ،‬وأما ما قيل عن معلومات وصلتنا فنحن بفضل اهلل سبحانه وتعاىل‬
‫وجدنا شعبا متعاطفاً معطاءً يف باكستان فاق مجيع حساباتنا بتعاطفه معنا‪ ،‬ونرجو اهلل أن يتقبل منه‪ ،‬وتصلنا‬
‫معلوم ات من أحبائنا ومن أنص ار اجله اد يف س بيل اهلل ضد األمريك ان‪ ،‬الش عب والن اس يف باكس تان أعط وا‬
‫معي اراً واض حاً ملدى البغض والك ره للغطرسة األمريكية على الع امل اإلس المي‪ ،‬وأما ما ذك رمت بالنس بة‬
‫لباكس تان فهن اك أجنحة متعاطفة مع اإلس الم ومتعاطفة مع اجله اد يف س بيل اهلل‪ ،‬وهن اك أجنحة (قليلة هي‬
‫بفضل اهلل) ولكن مع األسف ما زالت تتعامل مع أعداء األمة من هؤالء األمريكان‪.‬‬
‫سؤال‪:‬تقصدون على الصعيد الرسمي؟‬
‫أسامة‪:‬أقصد احلكومة‪ ،‬نعم أجنحة داخل احلكومة‪.‬‬
‫سؤال‪:‬ذكرتم قبل قليل كالماً عن مصنع الدواء السوداني الذي تعرض أيض اً للقصف األمريكي‬
‫في نفس الي وم‪ ،‬الوالي ات المتح دة األمريكية تتهمكم ب أنكم على عالقة تمويل به ذا المص نع وأنكم‬
‫كنتم ترغب ون في اس تخدامه إلنت اج أس لحة كيماوية أو بيولوجية الس تخدامها ضد مص الح ورعايا‬
‫أمريكان‪ .‬هل لكم أي عالقة تمويل مباشرة أو غير مباشرة بهذا المصنع؟؟‬
‫أس امة‪:‬كما ذكرنا األح داث األخ رية س واء قصف أفغانس تان أو قصف الس ودان أو الع راق أو هتديد‬
‫ليبيا بالقص ف‪ ،‬كل ه ذا يظهر أن ال ذي حيكم الع امل الي وم هو ش ريعة الغ اب‪ ،‬ش ريعة ص اروخ ك روز‪،‬‬
‫والقصف عن بعد من قبل ه ؤالء اجلبن اء‪ .‬فجميع من له أدىن معرفة وأدىن عقل يع رف أن مص نع ال دواء يف‬
‫الس ودان ك ان مص نع دواء‪ ،‬وإال ملات من أهل اخلرط وم عش رات اآلالف‪ .‬أنا ليس يل ص لة به وال أع رف‬
‫املالك الذي يسمى إدريس‪ ،‬ليس هناك معرفة سابقة ولكن الثابت أن أمريكا تفعل ما تشاء وتريد من الناس‬
‫أن تقتنع جبربوهتا‪.‬‬

‫أسلحة الرعب اإلسالمية‬


‫س ؤال‪ :‬نشر في بعض الص حف العربية واألجنبية أيضا مواض يع ح ول س عيكم المتالك س الح‬
‫ن ووي أو كيم اوي أو بيول وجي‪ ،‬وخاصة عن طريق بعض التج ار من وسط آس يا أو بقية دول االتح اد‬
‫الس وفيتي الس ابق خاصة وأن اإلدارة األمريكية في س جل االتهام ات ال ذي اتهمتكم به والب الغ ح والي‬
‫‪ 235‬اتهاماً سجلت هذه االتهامات وأنكم تسعون جادين المتالك مثل هذه األسلحة؟‬
‫أس امة‪ :‬حنن كما ذك رت نط الب حبقوقن ا‪ ،‬نط الب ب إخراج األمريك ان من الع امل اإلس المي وع دم‬
‫س يطرهتم علي ه‪ ،‬ونعتقد أن ه ذا حق ال دفاع عن النفس هو حق لكل البش ر‪ ،‬ففي وقت ختزن إس رائيل فيه‬
‫املئات من الرؤوس النووية والقنابل النووية‪ ،‬ويسيطر فيه الغرب الصلييب على هذا السالح بنسبة كبرية‪ ،‬ال‬
‫تعترب ه ذه هتمة بل هو حق وال نقبل من أحد أن يوجه هتمة لن ا‪ .‬يعين كما تتهم رجالً كيف يك ون فارس اً‬
‫شجاعاً مقاتالً تقول له ملاذا أنت كذلك؟! فال يتهمه بذلك إال رجل خمتل غري عاقل‪ .‬وإمنا هذا حق وحنن‬
‫أيدنا وهنأنا الشعب الباكستاين عندما فتح اهلل عليهم وامتلكوا هذا السالح النووي‪ ،‬نعترب هذا من حقوقنا‬
‫وحقوق املسلمني‪ ،‬وال نلتفت ملثل هذه التهم من قبل أمريكا‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬هل يعني هذا تأكيدا لالتهامات من أنكم تسعون للحصول على السالح؟‬
‫أسامة‪:‬هذا ليس هتمة‪ .‬هذا واجب على املسلمني أن ميلكوه‪ .‬وأمريكا تعلم اليوم أن املسلمني ميلكون‬
‫هذا السالح بفضل اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫محاسبة أمريكا‬
‫س ؤال‪:‬االتهام ات ال تي وجهتها لكم اإلدارة األمريكية المتعلقة بقض ايا كما يقول ون ب دعم‬
‫اإلره اب ودعم جماع ات إرهابية وغيره ا‪ ،‬هل أنتم على اس تعداد لمواجهة مثل ه ذه االتهام ات‬
‫والمحاكمة في دول أخرى أو في محكمة محايدة؟‬
‫أس امة‪ :‬هن اك طرف ان يف الص راع‪ ،‬الص ليبية العاملية واملتحالفة مع الص هيونية اليهودية واليت تتزعمها‬
‫أمريكا وبريطانيا وإس رائيل‪ ،‬والط رف اآلخر هو الع امل اإلس المي‪ .‬فمن غري املقب ول يف مثل ه ذا الص راع أن‬
‫يعت دي وي دخل على أرضي وممتلك ايت ومقدس ايت وينهب ب رتول املس لمني‪ ،‬مث عن دما جيد أي مقاومة من‬
‫املسلمني يقول إن هؤالء إرهابيون! هذا يعين محاقة أو أهنم يستحمقون اآلخرين‪ .‬حنن نعتقد أن من واجبنا‬
‫شرعاً أن نقاوم هذا االحتالل بكل ما أوتينا من قوة ونعاقبه بنفس الطريقة اليت هو يستخدمها ضدنا‪.‬‬
‫الطالبان أحبابنا‬
‫سؤال‪ :‬لكن حكومة طالبان أعلنت أنها مستعدة أو أنها ستسعى لمحاكمتكم في حال وجود أو‬
‫ورود أي أدلة قطعية من أي دولة أو أي جهة ح ول االتهام ات ال تي وجهت لكم من ه ذه ال دول‪ .‬هل‬
‫تقبلون بمحاكمة وفق القوانين التي تطبقها طالبان ووفق الشريعة اإلسالمية؟؟‬
‫أس امة‪:‬حنن خرجنا من بالدنا جه اداً يف س بيل اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬وقد من اهلل س بحانه وتع اىل علينا‬
‫هبذه اهلجرة املباركة‪ ،‬رغبة يف السعي لتحكيم الشريعة والتحاكم إىل الشريعة فهذا مطلبنا‪ .‬وحنن خرجنا من‬
‫أجله‪ .‬فأي حمكمة شرعية تطبق الشريعة اإلسالمية بعيداً عن الضغوط اليت ميارسها أهل األهواء هو هدفنا‬
‫وحنن مس تعدون يف أي وقت ألي حمكمة ش رعية‪ ،‬يقف فيها املدعي واملدعى علي ه‪ ،‬أما إذا ك ان املدعي هو‬
‫الواليات املتحدة األمريكية فنحن يف نفس الوقت ندعي عليها بأشياء كثرية‪ ،‬وبعجائب األمور اليت اقرتفتها‬
‫يف بالد املسلمني‪ .‬لكن األمريكان قاتلهم اهلل عندما طلبوين من الطلبة رفضوا التحاكم إىل شريعة اهلل‪ ،‬وقالوا‬
‫حنن نطلب ش يئاً واح داً أن تس لموا أس امة بن الدن فق ط‪ .‬يتع املون مع الن اس ك أهنم عبيد أو غلم ان‬
‫لكربيائهم‪ ،‬نرجو اهلل أن يذهلم‪.‬‬

‫نيروبي ودار السالم‪ :‬أوكار اإلرهاب‬


‫س ؤال‪ :‬التفج يرات ال تي ح دثت ضد الس فارات األمريكية في ش رق إفريقيا في ن يروبي ودار‬
‫السالم في الصيف الماضي تأخر ردكم في اإلعالن عنها كما أن هناك اتهامات وجهت لكم حتى من‬
‫خالل االعتراف ات ال تي نش رت عن طريق بعض الص حف الباكس تانية والعالمية والمنس وبة لمحمد‬
‫صادق هويدا الذي اعتقل في باكستان وسلم للواليات المتحدة األمريكية والسلطات الكينية‪ ،‬ادعى‬
‫هو عليكم أنكم أنتم أعطيتم وه أوامر وأنكم أنتم طلبتم منه تنفيذ ه ذه التفج يرات‪ ،‬ما حقيقة م وقفكم‬
‫من هذه التفجيرات وما عالقتكم بمحمد صادق هويدا؟؟‬
‫أس امة‪ :‬الس ؤال طوي ل‪ .‬املهم هنا بالنس بة للتفج ريات يف ش رق إفريقيا أهنا بفضل اهلل س بحانه وتع اىل‬
‫أدخلت السرور على املسلمني يف العامل اإلسالمي‪ .‬واملتابع للصحافة أو اإلعالم العاملي وجد مدى تعاطف‬
‫العامل اإلسالمي لضرب األمريكان‪ ،‬وإن كان هناك من أسفوا ملقتل بعض األبرياء من أهل تلك البالد‪ ،‬لكن‬
‫الواضح هو املوجة العارمة من الف رح والس رور اليت عمت الع امل اإلس المي‪ ،‬ألهنم يعتق دون أن اليه ود‬
‫وأمريكا قد بالغوا يف التعسف ويف احتقار املسلمني‪ ،‬وعجزت الشعوب عن أن حترك الدول اإلسالمية ألن‬
‫تدافع عنها أو أن تثأر لدينها‪ .‬فلذلك هذه األفعال هي ردود أفعال شعبية حبتة من شباب قدموا رؤوسهم‬
‫على أكفهم يبتغ ون رض وان اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬أنا أنظر ب إجالل كبري واح رتام إىل ه ؤالء الرج ال العظ ام‬
‫على أهنم رفعوا اهلوان عن جبني أمتنا سواء الذين فجروا يف الرياض أو تفجريات اخلرب أو تفجريات شرق‬
‫إفريقيا وما ش ابه ذل ك‪ ،‬أو إىل إخواننا األش بال يف فلس طني ال ذين يلقن ون اليه ود دروس اً عظيمة يف كيف‬
‫يكون اإلميان وكيف تكون عزة املؤمن‪ ،‬ولكن لألسف بعد تلك العمليات اجلريئة يف فلسطني‪ ،‬اجتمع الكفر‬
‫الع املي‪ ،‬واحملزن أن جيتمع وا على أرض الكنانة يف مص ر‪ ،‬وج اءوا بعمالئهم من حك ام املنطقة من حك ام‬
‫الع رب بعد أن ض حكوا على األمة أك ثر من نصف ق رن‪ ،‬وكلما اجتمع ملك مع رئيس ق الوا اجتمع وا من‬
‫أجل قض ية فلس طني وبعد م رور نصف ق رن أض حت الص ورة اجللية أهنم ج اءوا ال لينص روا اجملاه دين‪ ،‬وإمنا‬
‫ج اءوا لي دينوا أولئك األش بال ال ذين قتل آب اؤهم وقتل إخ واهنم وس جنوا وع ذبوا واض طهدوا وهم ي دافعون‬
‫عن دينهم يري دون أن جيل وا الكف ار منه ا‪ .‬فكما يق ال من املعض الت توض يح الواض حات‪ ،‬فال أدري م اذا‬
‫ينتظر الن اس بعد ه ذه العمالة الواض حة البين ة‪ ،‬واالس تفزاز ال ذي ميارسه حك ام الع رب لص احل اليه ود‬
‫وأمريكا؟!‪.‬‬

‫لنا حق في قتلهم وقتالهم‬


‫س ؤال‪:‬لكن الوالي ات المتح دة تق ول إنها على قناعة ول ديها أدلة على ت ورطكم به ذه العملي ات‬
‫وحتى اآلن لم تكشف هي عن هذه األدلة غير أنه في التحقيقات يقال إن شخص اً كان من جماعتكم‬
‫أو من أنص اركم اع ترف للمخ ابرات األمريكية بأش ياء كث يرة عن تنظيمكم وعن عالقتكم بالعملي ات‬
‫حتى عن تفجير مبنى التجارة الدولي في نيويورك؟‬
‫أس امة‪ :‬ادع اءات أمريكا كث رية‪ ،‬ولكنها على اف رتاض ص حتها ال تعنينا يف ش يء‪ .‬ه ؤالء يق اتلون‬
‫ويق اومون الكفر الع املي‪ ،‬فما ال ذي يغضب أمريكا عن دما تعت دي على الن اس والن اس يقاوموهنا؟! لكن‬
‫ادعاءاهتا مع ذلك أيض اً باطل ة‪ ،‬إال إذا قص دت أن يل ص لة بتحريض هم فه ذا واض ح‪ ،‬وأع رتف به يف كل‬
‫وقت وحني‪ ،‬أتى كثري من الن اس بفضل اهلل ك ان منهم األخ وة ال ذين حنس بهم ش هداء‪ ،‬األخ عبد العزيز‬
‫المعثم الذي قتل يف الرياض وال حول وال قوة إال باهلل‪ ،‬واألخ مصلح شمراني‪ ،‬واألخ رياض الهاجري‪،‬‬
‫نرجو اهلل سبحانه وتعاىل أن يتقبلهم مجيعاً واألخ خالد السعيد‪ ،‬فهؤالء اعرتفوا أثناء التحقيقات أهنم تأثروا‬
‫ببعض اإلص دارات والبيان ات اليت ذكرناها للن اس ونقلنا فيها فت اوى أهل العلم بوج وب اجله اد ضد ه ؤالء‬
‫األمريك ان احملتلني‪ ،‬فكما ذك رت من قبل ما اخلطأ يف أن تق اوم املعت دي علي ك؟! مجيع امللل ه ذا ج زء من‬
‫كياهنا‪ ،‬هؤالء البوذيون‪،‬هؤالء الكوريون الشماليون والفيتناميون قاتلوا األمريكان‪ .‬هذا حق مشروع فبأي‬
‫حق اإلعالم العريب واإلسالمي يطارد اجملاهدين الذين اقتدوا بسيد األنام عليه الصالة والسالم الذي جاء يف‬
‫الص حيح عن ه‪ " :‬وال ذي نفس محمد بي ده‪ ،‬ل وددت لو أغ زو فاقت ل‪ ،‬ثم أغ زو فأقت ل‪ ،‬ثم أغ زو فأقتل "‬
‫فه ذه أمنية لنا أن جناهد يف س بيل اهلل‪ ،‬وقد ذك رت من قبل مع بعض اجله ات اإلعالمية الغربية أنه ش رف‬
‫عظيم فاتنا أن مل نكن قد سامهنا يف قتل األمريكان يف الرياض‪ ،‬نعم فهذه التهم باطلة مجلة وتفصيالً ‪،‬إال إذا‬
‫قص دت بالص لة التح ريض‪ ،‬فه ذا ص حيح أنا حرضت األمة على اجله اد‪ ،‬نعم وكثري من إخواننا ومن علم اء‬
‫املسلمني حرضوا على اجلهاد‪.‬‬
‫ادعاءات أم اعتراف؟‬
‫سؤال‪:‬محمد صادق هويدا ادعى أنه تدرب في معسكراتكم وأنه كان على عالقة شخصية بكم‪،‬‬
‫ما مدى صحة ادعاءاته واألقوال المنسوبة له في بعض وسائل اإلعالم؟‬
‫أسامة‪:‬الذي أعرفه أنه يف معسكرات اجلهاد يف أفغانستان أن من اهلل علينا بأن سامهنا يف فتحها أيام‬
‫اجله اد ضد االحتاد الس وفييت‪ ،‬وقد ت درب يف تلك املعس كرات أك ثر من مخسة عشر ألف ش اب بفضل اهلل‬
‫سبحانه وتعاىل‪ ،‬معظمهم من بالد العرب وبعضهم من إخواننا من العامل اإلسالمي‪ ،‬فأما ما يقال إنين كلفته‬
‫بالقي ام هبذا التفجري ف إين أعتقد جازم اً أن ه ذا وهم ومغالطة ترتكبها احلكومة األمريكية وليس عن دها أي‬
‫دليل‪ ،‬وعلى افرتاض أن األخ هويدا قال هذا الكالم فيكون حتت التعذيب وأخذت منه اعرتافات بالقوة‪،‬‬
‫كما ال خيفى أساليب التعذيب يف باكستان أو يف شرق إفريقيا أو املخابرات األمريكية‪.‬‬

‫عقمت النساء أن يلدن مثله!‬


‫س ؤال‪ :‬لكن أيضا محمد ص ادق هوي دا ادعى عليكم أيض اً أنكم أعطيتم أوامر باغتي ال الش يخ‬
‫عبد اهلل عزام في بيشاور في العام ‪ 1989‬وأنه كان هناك صراع على قيادة العرب أو األفغان العرب‬
‫كما يسمونهم أي المجاهدون العرب في أفغانستان‪ ،‬ما مدى صحة هذه االدعاءات وما موقفكم منها‬
‫وكيف يمكن أن تصفوا عالقتكم بالشيخ عبد اهلل عزام لحين قتله؟‬
‫أس امة‪ :‬الش يخ عبد اهلل عليه رمحة اهلل هو رجل بأم ة‪ ،‬أظهر بوض وح بعد أن اغتيل رمحه اهلل م دى‬
‫العقم الذي أصاب نساء املسلمني من عدم إجناب رجل مثل الشيخ عبد اهلل رمحه اهلل‪ ،‬فأهل اجلهاد الذين‬
‫ج اءوا وعاش وا تلك املرحلة يعلم ون أن اجله اد اإلس المي يف أفغانس تان مل يس تفد من أحد كما اس تفاد من‬
‫الشيخ عبد اهلل عزام‪ ،‬حيث أنه حرض األمة من أقصى املشرق إىل أقصى املغرب على اجلهاد‪ .‬الشيخ عبد‬
‫اهلل ع زام يف ف رتة من ذلك اجله اد املب ارك زاد نش اطه مع إخواننا اجملاه دين يف فلس طني وبال ذات محاس‪،‬‬
‫وبدأت كتب الشيخ تدخل داخل فلسطني لتحريض األمة على اجلهاد وخاصة كتاب آيات الرمحن‪ ،‬وبدأ‬
‫الش يخ ينطلق من اجلو ال ذي ألفه اإلس الميون من جو املس اجد والقوقعة الض يقة واإلقليمية من داخل مدينته‬
‫وانفتح لتحرير العامل اإلسالمي‪ ،‬فعند ذلك وكنا وإياه يف مركب واحد كما ال خيفى عليكم مع أخينا وائل‬
‫جليدان‪ ،‬فعملت مؤامرة الغتيال اجلميع وكنا حنرص كثرياً على أال خنرج مع بعضنا وكنت دائما أطلب من‬
‫الشيخ عليه رمحة اهلل‪ ،‬أن يبقى بعيداً عن بيشاور يف (معسكر صدى) نظراً لزيادة املؤامرات وخاصة بعد أن‬
‫اكتش فنا يف مس جد س بع الليل قبل أس بوعني أو أس بوع من اغتي ال الش يخ قنبل ة‪ .‬واليه ود ك انوا أك ثر‬
‫املتض ررين من حترك الش يخ عبد اهلل‪ ،‬فاملعتقد أن إس رائيل مع بعض عمالئها من الع رب هم ال ذين ق اموا‬
‫باغتيال الشيخ عبد اهلل‪ ،‬أما هذه التهمة نعتقد أهنا من تقوالت اليهود واألمريكان وبعض عمالئهم‪ ،‬وهي‬
‫أدىن من أن ي رد عليها وال يعقل لإلنس ان أن يقطع رأسه ومن ع اش الس احة يعلم م دى الص لة القوية بيين‬
‫وبني الشيخ عبد اهلل عزام رمحه اهلل‪ ،‬وهذه ترهات يذكرها بعض الناس وال أساس هلا من الصحة ومل يكن‬
‫هناك تنافس‪ .‬فالشيخ عبد اهلل عزام عليه رمحة اهلل كان جياهد يف باب الدعوة والتحريض وحنن كنا يف جبال‬
‫بكتيا يف ال داخل‪ ،‬وهو يرسل لنا الش باب ونأخذ بتوجيهاته ومبا يأمرنا به عليه رمحة اهلل‪ ،‬ونرجو اهلل س بحانه‬
‫وتعاىل أن يتقبله شهيداً وابنيه حممد وإبراهيم وأن يعوض األمة مبن يقوم بالواجب الذي كان يقوم به‪.‬‬
‫حتى ينفضوا‬
‫س ؤال‪:‬بعد القصف الص اروخي األم ريكي على أفغانس تان أمر ال رئيس األم ريكي بيل كلينت ون‬
‫بحرب اقتصادية أو مالية ضدكم وضد المؤسسات المالية والتجارية التي تديرونها‪ ،‬أو تتعاملون معها‪،‬‬
‫وقيل إن مرحلة تجفيف الين ابيع والمص ادر المالية ب دأت ض دكم‪ .‬ه ذا األمر أال يمكن أن يضع‬
‫مواردكم المالية في أضيق حدودها‪ ،‬ويمكن أن يسبب لكم متاعب مالية ويسبب انفضاض أنصاركم‬
‫عنكم في المرحلة القادمة؟‬
‫أس امة‪:‬احلرب س جال ي وم لنا وي وم علين ا‪ ،‬أمريكا مارست ض غوطاً ش ديدة ج داً على نش اطاتنا منذ‬
‫وقت مبك ر‪ ،‬وأثر ذلك علينا وقد اس تجابت بعض ال دول اليت لنا فيها أمالك وأم وال وأمرتنا ب الكف عن‬
‫العداء ألمريكا‪ ،‬ولكن اعتقادنا أن هذا واجب علينا‪ ،‬وهو حتريض األمة فاستمرينا يف التحريض وبفضل اهلل‬
‫س بحانه وتع اىل واص لنا‪ ،‬وحنن اآلن لنا بضع س نني‪ .‬الض غط األم ريكي مل يب دأ يف احلقيقة مع القصف األخري‬
‫ولكن بعض ال دول العربية مارست علينا ض غوطاً اقتص ادية ومنعتنا من حقوقنا وض يقت علينا ومنعت حىت‬
‫أهلنا أن ي دفعوا إلينا أموالن ا‪ ،‬وهم يف ذلك يقت دون بعبد اهلل بن أبي بن س لول زعيم املن افقني ويقت دون‬
‫باملنافقني الذين قال اهلل سبحانه وتعاىل فيهم ‪ ‬هم الذين يقولون ال تنفقوا على من عند رسول اهلل حتى‬
‫ينفضوا وهلل خزائن السماوات واألرض ولكن المنافقين ال يفقهون ‪ ‬فعاقبهم اهلل سبحانه وتعاىل اآلن‬
‫وهم يعيشون يف تضييق أشد من تضييقهم علينا‪ ،‬وأما حنن فكما صح عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪:‬‬
‫" من بات آمن اً يف سربه‪ ،‬معاىف يف بدنه‪ ،‬حائزاً قوت يومه فقد مجعت له الدنيا حبذافريها "‪ ،‬فواهلل الذي ال‬
‫إله إال هو نشعر أن الدنيا حبذافريها معنا واملال ظل زائل‪ ،‬لكننا خناطب املسلمني أن يبذلوا أمواهلم يف اجلهاد‬
‫ومع احلركات اجلهادية خاصة اليت تفرغت لقتال اليهود والصليبيني‪.‬‬

‫السير ضد التيار‬
‫س ؤال‪ :‬أعلنتم ال دعوة للجه اد ضد اليه ود وضد األمريك ان في ف براير من ع ام ‪ 1998‬في‬
‫الفت وى ال تي ص درت في تلك الف ترة‪ ،‬ولكن ه ذا اإلعالن ب دأ ي تزامن مع توجه عديد من الحرك ات‬
‫اإلس المية ال تي مارست العمل المس لح إلى الع ودة عن ه ذا العمل المس لح كما نس مع حالي اً في‬
‫الجزائر‪ ،‬وكما شاهدنا في كثير من الدول العربية من أن الحركات اإلسالمية بدأت تتجه للتعاطي مع‬
‫البرلمان ات وما يس مى باللعبة الديمقراطي ة‪ ،‬أال ت رون أنكم بال دعوة للجه اد وفي ه ذا ال وقت أنكم‬
‫تسيرون ضد التيار الذي تسير فيه الحركات اإلسالمية األخرى؟‬
‫أسامة‪:‬احلمد هلل‪ .‬نعتقد أن اجلهاد فرض عني اليوم على األمة ولكن ينبغي التفريق بني احلكم والقدرة‬
‫على القيام به‪ ،‬ففي أي بلد توفرت املقومات الالزمة من العدد والعدة وما يلزم ألركان اجلهاد أن تقوم فعند‬
‫ذلك جيب على املس لمني يف ذلك املك ان أن يش رعوا باجله اد ضد الكفر األكرب املس تبني‪ ،‬ولكن يف بعض‬
‫البل دان قد يك ون ظهر لبعض الن اس أن املقوم ات قد اكتملت وبعد ف رتة من ال زمن أخ ذوا اخلربة والتجربة‬
‫وظهر هلم أن املقومات مل تكتمل فعندئذ فهم مأمورون يف هذه احلالة بالعفو والصفح ولكن من الذي حيدد‬
‫هذه املقومات؟ هل هم الذين ركنوا إىل الدنيا أم هم الذين مل يأخذوا حظاً من العلم الشرعي؟ وإذا ما تيسر‬
‫هلم أن يأخذوا حظاً من العلم العسكري فالصواب يف هذه املسألة أن اجلهاد رغم أنه فرض عني قد يسقط‬
‫أحيان اً للعجز لكن ال يسقط اإلعداد احلقيقي الستكمال العدد والعدة‪ ،‬أما ما انتشر بني املسلمني اليوم من‬
‫الق ول أن اجله اد ليس وقته اآلن‪ ،‬فه ذا الكالم إذا مل يقيد فهو غري ص حيح‪ .‬كثري من طلبة العلم يقول ون إن‬
‫اجله اد ليس وقته اآلن‪ ،‬وه ذا يف احلقيقة مغالطة ش ديدة‪ ،‬إذا مل يقي د‪ .‬أما إذا قيل ف رض عني الي وم فيجب‬
‫علينا أن نس عى بكل ما أوتينا من ق وة الس تكمال الع دد والع دة واملقوم ات‪ ،‬ف الكالم هنا يس تقيم‪ ،‬وش يخ‬
‫اإلس الم ابن تيمية رمحه اهلل يف ه ذا املوطن ي بني أن ال ذي يفيت يف أم ور اجله اد هو ال ذي له علم بال دين‬
‫الش رعي وله علم باجله اد وأص ول اجله اد‪ ،‬وأن يك ون م ارس اجله اد‪ .‬ولكن ملا غ اب اجله اد عن األمة زمن اً‬
‫طويالً نشأ لدينا جيل من طلبة العلم مل خيوضوا معامع اجلهاد وتأثروا بالغزو اإلعالمي األمريكي الذي غزا‬
‫بالد املسلمني‪ .‬فهو دون أن خيوض حرباً عسكرية قد أصيب باهلزمية النفسية‪ ،‬يقول لك‪ :‬صحيح أن اجلهاد‬
‫الزم لكن ال نس تطيعه‪ ،‬لكن الص واب أن ال ذين من اهلل س بحانه وتع اىل عليهم باجله اد كما حصل يف‬
‫أفغانس تان أو يف البوس نة أو الشيش ان‪ ،‬وحنن من اهلل علينا ب ذلك‪ ،‬فنحن على يقني أن األمة الي وم تس تطيع‬
‫بإذن اهلل سبحانه وتعاىل أن جتاهد ضد أعداء اإلسالم وخباصة ضد العدو األكرب اخلارجي التحالف الصلييب‬
‫اليهودي‪.‬‬

‫أسباب القعود‬
‫وأشري هنا إىل مس ألة أن بعض الش باب (نرجو اهلل أن حيفظهم ويب ارك فيهم) يت أثرون بقع ود بعض‬
‫الكب ار‪ ،‬ويظن ون أن ه ؤالء الكب ار ال ذين يش ار إليهم بالبن ان ما قع دوا إال ألهنم يعلم ون مص لحة‪ ،‬وعند‬
‫التحقيق يف األمر جنده ليس كذلك قطع اً‪ ،‬فليس بالضرورة أن يكون تأخر الذي يشار إليه بالبنان ناتج عن‬
‫معرفة باملص لحة‪ ،‬فعند ت دبر كت اب اهلل عز وجل جند أن اخلي ار رضي اهلل عنهم وأرض اهم قد ع اتبهم اهلل‬
‫سبحانه وتعاىل على التأخر‪ ،‬فإذا اخليار األبرار األطهار رضي اهلل عنهم أصاهبم هذا الداء‪ ،‬داء التأخر عن‬
‫اجلهاد‪ ،‬فكيف تزعم اليوم لكبارنا أهنم يتأخرون ملصلحة؟ اهلل سبحانه وتعاىل يف سورة األنفال قال خماطبا‬
‫نبيه ص لى اهلل عليه وس لم هو وخري الن اس رضي اهلل عنهم ‪ ‬كما أخرجك ربك من بيتك ب الحق وإن‬
‫فريقا من المؤمنين لكارهون‪ ،‬يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون‬
‫‪ ‬هذا الوصف جاء خليار الناس رضي اهلل عنهم أهل بدر‪ ،‬فهو داء يصيبنا‪ ،‬هذا كعب بن مالك رضي اهلل‬
‫عنه كما حديثه يف الص حيحني البخ اري ومس لم ح ديث طويل يق ول‪ :‬ي وم تب وك ختلفت وما كنت أيسر‬
‫حاالً مين يومذاك وما ملكت راحلتني إال يف تلك الغزوة وقلت لنفسي اليوم أجتهز وميضي اليوم ومل جيهز‬
‫من أم ري ش يء‪ ،‬ويق ول ن ادى رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وس لم باجله اد عن دما أينعت الثم ار وكنت إليها‬
‫أصعر (أي أميل إىل الثمار) فاإلنسان بشر تتجاذبه أثقال األرض وهو من هو رضي اهلل عنه؟ من السابقني‬
‫الذين أخذوا بيعة العقبة الكربى املباركة اليت منها انطلقت دولة اإلسالم يف املدينة املنورة تأخر غزوة مث جاء‬
‫يف حديثه الطويل أهنم ك انوا ثالثة كما يف كت اب اهلل ‪ ‬وعلى الثالثة ال ذين خلف وا ‪ ‬والرواي ات من‬
‫الس رية أن ال ذين خرج وا إىل تب وك ثالث ون ألف اً‪ .‬كم ع دد ثالثة من ثالثني ألف اً رقم ال ي ذكر الي وم‪ ،‬إنس ان‬
‫عسكري أو قائد عسكري يف اجليش تقول له‪ :‬ختلف عندك ثالثة من ثالثني ألف اً رقم ما يذكر لكن لعظيم‬
‫الذنب أنزل اهلل سبحانه وتعاىل من فوق سبع مساوات قرآنا يتلى إىل يوم القيامة يف حساب هؤالء‪ ،‬فيقول‬
‫كعب بن مالك رضي اهلل عنه فلما ض اقت علي األرض مبا رحبت تس ورت حائط اً البن عمي أبو قت ادة‬
‫وكان أحب الناس إيل وقلت‪ :‬يا أبا قتادة أنشدك باهلل هل تعلم أين أحب اهلل ورسوله؟ أمر خطري جداً أراد‬
‫أن يطمئن على إميانه‪ .‬على أعظم ما ميلك يف الوجود حب اهلل وحب الرسول عليه الصالة والسالم‪ ،‬وإال ال‬
‫معىن لوجودنا بغري حبهم ا‪ ،‬حب اهلل وحب الرس ول ص لى اهلل عليه وس لم‪ ،‬ق ال‪ :‬مل جيب ين‪ ،‬ق ال‪ :‬فناش دته‬
‫الثانية قال مل جيبين‪ ،‬قال‪ :‬فناشدته الثالثة‪ ،‬قال‪ :‬مل جيبين فلم يس تطع أبو قتادة رضي اهلل عنه أن يثبت له حمبته‬
‫هلل ورس وله عليه الص الة والس الم‪ .‬كيف يثبتها وهو قاعد مع اخلوالف وه ذا دين اهلل قد ج اءت األخب ار أن‬
‫الروم يريدون أن يعتدوا عليه يف تبوك‪ .‬هذا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم خرج يف احلر واحلرور لنصرة‬
‫ال دين وأنت ج الس عن نص رته فكيف يثبت ل ه‪ ،‬فلم يثبت له حمبة اهلل والرس ول عليه الص الة والس الم ومل‬
‫ينفها عن ه‪ ،‬ولكنه ق ال‪ :‬اهلل ورس وله أعلم‪ .‬فيق ول كعب بن مالك فت وليت وفاضت عين اي وحق ل ه‪ ،‬أحب‬
‫الناس إليه مل يستطع أن يثبت له هذا األمر العظيم‪ ،‬فالشاهد من قولنا هذا اجلهاد اليوم هو متعني على األمة‬
‫وقد يسقط للعجز لكننا حنن نعتقد أن الذين خاضوا اجلهاد يف أفغانستان من أكثر ما يتوجب عليهم ألهنم‬
‫علم وا أنه بإمكاني ات ض عيفة وع دد قليل من الـ ‪ RPJ‬ع دد قليل من ألغ ام ال دبابات‪ ،‬ع دد قليل من‬
‫الكالشينات حتطمت أكرب أسطورة عسكرية عرفتها البشرية وحتطمت أكرب آلة عسكرية وزال من أذهاننا‬
‫ما يس مى بال دول العظمى‪ ،‬وحنن نعتقد أن أمريكا أض عف بكثري من روس يا ومما بلغنا من أخب ار إخواننا‬
‫ال ذين جاه دوا يف الص ومال وج دوا العجب العج اب من ض عف اجلن دي األم ريكي ومن هزالة اجلن دي‬
‫األمريكي ومن جنب اجلندي األمريكي‪ ،‬ما قتل منهم إال مثانون ففروا يف ليل أظلم ال يلوون على شيء بعد‬
‫ضجيج مأل الدنيا عن النظام العاملي اجلديد‪ ،‬فهذا اعتقادنا يسع الناس إذا اتقوا اهلل عز وجل الذي يعلم أن‬
‫باس تطاعته أن جياهد وال ذي يعلم طاقته اآلن ما ت زال حيت اج إىل اس تثمار يعمل على اس تثمار املقوم ات واهلل‬
‫أعلم‪.‬‬

‫شراء الذمم‬
‫س ؤال‪ :‬المبلغ ال ذي رص دته اإلدارة األمريكية للقبض عليكم أو اإلدالء ب أي معلوم ات تفيد‬
‫القبض عليكم واعتقالكم وهو خمسة ماليين دوالر البعض يظن أن هذا المبلغ قد يكون مغري اً للبعض‬
‫من أنص اركم وكما ي دعون لي دلوا بمعلوم ات ح ولكم أو من يرافق ونكم‪ ،‬أال تخش ون الخيانة من أي‬
‫طرف؟؟‬
‫أس امة‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬يعين أنت أتيت وما ت رى ما عن دنا‪ ،‬ه ؤالء ش باب نرجو اهلل أن حيفظهم ويتقبلهم‬
‫ويتقبل من قتل منهم ش هيداً طيلة ه ذا اجله اد املب ارك‪.‬هم ترك وا ال دنيا وج اءوا إىل ه ذه اجلب ال وإىل ه ذه‬
‫األرض‪ ،‬تركوا أهلهم وتركوا آباءهم وأمهاهتم وتركوا جامعاهتم‪ ،‬وجاءوا هنا حتت القصف وحتت قصف‬
‫الكروز وقصف األمريكان وقد قتل بعضهم كما علمتم من إخواننا ستة من اإلخوان العرب وأحد إخواننا‬
‫ال رتك نرجو اهلل أن يتقبلهم مجيعا ش هداء‪ ،‬ك ان منهم أخونا ص ديق من مص ر‪ ،‬وأخونا حم دي من مص ر‪،‬‬
‫وثالثة من إخواننا من اليمن منهم أخونا بشير وأخ آخر امسه سراقة‪ ،‬أخونا أبو جهاد أيضا وكذلك أخونا‬
‫من املدينة املنورة صالح مطبقاني‪،‬هؤالء تركوا الدنيا وجاءوا إىل اجله اد‪ .‬فأمريكا ألهنا تعبد املال تظن أن‬
‫الن اس هنا على ه ذه الش اكلة‪ ،‬واهلل ما غرينا رجالً واح داً من مكانه بعد ه ذه ال دعايات وال ذي نظنه يف‬
‫إخواننا حنسبهم على خري وهم كذلك‪ ،‬واهلل حسيبهم‪.‬‬

‫قادة أم رعية؟‬
‫س ؤال‪ :‬اآلن أنتم متواج دون على األرض األفغانية وتقيم ون في من اطق تابعة للحكومة األفغانية‬
‫(حركة طالب ان)‪ .‬ما هي طبيعة العالقة بينكم وبين ه ذه الحركة والحكومة األفغانية هل أنتم تبع لها أم‬
‫أنكم تعملون باستقاللية في عملكم وتصرفاتكم ولكن ضمن األرض األفغانية؟‬
‫أس امة‪ :‬ذك رت أننا كنا يف ح زن ش ديد أثن اء اختالف الفص ائل األفغانية واجملاه دين‪ ،‬ولكن من اهلل‬
‫س بحانه وتع اىل على األمة حبركة طالب ان وج اءت وأنق ذت ه ذا اجله اد من املخطط األم ريكي ال ذي ك ان‬
‫خلف جنيب وك ان يض غط على اجملاه دين عرب باكس تان لتش كيل حكومة علمانية فيها مخس ون يف املائة من‬
‫الش يوعيني الس ابقني وبعض ال ذين درس وا يف الغ رب والبقية من األح زاب األفغانية اجلهادية الس بعة‪ ،‬واحلمد‬
‫هلل أن وفق جمليء هذه احلركة وجاءت يف وقت قد بلغ السيل الزىب وبلغ التعب بالناس مبلغه‪ ،‬وكثر قطاع‬
‫الط رق لألسف الش ديد واس تطاع األمريك ان وحلف اؤهم أن يقس موا أفغانس تان إىل مخس دويالت وأنتم يف‬
‫باكستان ال شك أنكم تتابعون ذلك‪ .‬فكان هناك دولة يف املشرق أو ما يسمى حوزة شرق (جالل أباد)‬
‫وتشمل واليات ننجرهار‪ ،‬كونار لغمان‪ ،‬بقيادة حاجي قدير‪ ،‬ويف الغرب دولة أخرى حوزة غرب‪ ،‬بقيادة‬
‫محمد إس ماعيل خ ان‪ ،‬ال ذي ك ان لديه والي ات ه ريات‪ ،‬نيم روز‪ ،‬ف راه‪ ،‬ب ادغيس‪ ،‬وأيضا حكومة أخ رى‬
‫مس تقلة حقيقة عن أفغانس تان ويف الش مال الدولة اليت ي دعمها الش يوعيون من قبل وهو دوس تم وك ان له‬
‫هناك بعض الواليات يف الشمال‪ ،‬كان هناك دولة ألحمد شاه مسعود ونجيب وسياف ومن املستغرب أن‬
‫املس لمني يف كل م رة يض حك عليهم‪ ،‬يعين كيف ميكن أن نص دق حكومة تق وم يف كابل يف ه ذا احلي‬
‫نجيب الشيوعي الذي قتل من املسلمني سبعني ألفا وجبواره أحمد شاه مسعود وحكومة مشرتكة بكل ما‬
‫حتمل الكلمة من مع ىن‪ ،‬ويوقع جنيب على ميزانيتها نجيب الش يوعي ال رئيس الس ابق! مث يق ال لنا حنن لس نا‬
‫شيوعيني ولسنا مع الشيوعيني!!هذه يف احلقيقة كانت حكومة مشرتكة بدعم من أطراف خارجية‪ ،‬ونجيب‬
‫فيها ويف اجلنوب كانت دولة طالبان من والية قندهار وزابل وهلمند‪ ،‬فكانت هناك مخس دويالت يف هذه‬
‫الدولة الص غرية‪ ،‬فضال عن قط اع الط رق ال ذين يعت ربون دويالت داخل الدول ة‪ ،‬فمن اهلل على المس لمين‬
‫بمجيء حكومة طالبان وكان هناك ليس ق وى دفع من الخ ارج كما يصورها اإلعالم الغربي الصليبي‬
‫وإنما قوة سحب من الداخل‪ ،‬الناس ملت من قطاعي الطرق ومن أخذ اإلتاوات والمكوس فأي قبيلة‬
‫لها طلبة علم لهم ص لة بالطالب ان فك انوا هم ي ذهبون ويطلب ون من الطلبة أن ي أتوا إلى ه ذه الوالية أو‬
‫تلك‪ ،‬ولذلك نرى أن املهندس حكمتيار مكث أربع سنوات على حدود كابل وبدعم من باكستان حىت‬
‫يتق دم أمت ار ألخذ كابل ومل يس تطع‪ ،‬ومعل وم أن احلزب اإلس المي برئاسة حكمتي ار هو أفضل األح زاب‬
‫األفغانية من حيث القوة والرتتيب والتنظيم واالنتشار يف داخل أفغانستان ومل يستطع أن يتقدم‪ ،‬ويف املقابل‬
‫معلوم عن الطلبة هم صغار سن يف اجلملة وكثري من صغارهم مل يشاركوا يف قتال‪ ،‬ولكن بسبب السحب‬
‫الداخلي من الشعب بعد أن وصل إىل دور برز فيه اليأس من األعمال السابقة فتح اهلل عليهم‪ ،‬فنحن ننصح‬
‫املسلمني يف داخل أفغانستان ويف خارجها أن ينصروا هؤالء الطلبة وننصح املسلمني يف اخلارج أن كثرياً من‬
‫اجلهد إن كان بعيداً عن وجود الدولة اإلسالمية فلن يـأيت بالثمرة املرجوة الكبرية‪ ،‬فهذا نبينا حممد صلى اهلل‬
‫عليه وسلم مكث ثالثة عشر سنة يدعو يف مكة املكرمة وكانت احملصلة بضع مئات من املهاجرين رضي اهلل‬
‫عنهم فلما وج دت دولة املدينة على ص غرها يف خضم دولة الف رس ودولة ال روم ويف خضم عبس وذبي ان‬
‫وغطفان وقبائل العرب اجملاورة واألعراب اليت تنهش هذه الدويلة‪ ،‬ومع ذلك قام اخلري فنحن ندعو املسلمني‬
‫أن ينصروا هذه الدولة بكل ما أوتوا من قوة‪ ،‬من قوة بإمكانياهتم وأفكارهم وبزكواهتم وبأمواهلم اليت هي‬
‫بإذن اهلل اليوم متثل راية اإلسالم وأن أي اعتداء من أمريكا اليوم على أفغانستان هو ليس على أفغانستان يف‬
‫ذاهتا وإمنا على أفغانس تان رافعة راية اإلس الم يف الع امل اإلس المي‪ ،‬اإلس الم الص حيح اجملاهد يف س بيل اهلل‪،‬‬
‫فعالقتنا بفضل اهلل تعاىل معهم قوية جداً ووطيدة وهي عالقة عقدية قائمة على معتقد وليس مواقف سياسية‬
‫أو جتاري ة‪ ،‬س امهت كثري من ال دول وح اولت أن تض غط على الطالب ان ترغيب اً وترهيب اً ولكن اهلل س بحانه‬
‫وتعاىل ثبتهم‪.‬‬
‫س ؤال‪ :‬لكن ما هي ص حة األخب ار ال تي تح دثت عن اس تعداد أو إمكانية قي ام حركة أو حكومة‬
‫طالبان بتسليمكم ألي دولة في حال توجيه اتهامات رسمية مع وجود أدلة؟‬
‫أسامة‪ :‬فيما مسعت أن الطلبة نفوا مثل هذا الكالم‪ ،‬وهو كالم غري صحيح فيما نعلم واهلل أعلم‪.‬‬
‫س ؤال‪:‬تح دثتم قبل قليل عن مش اركتكم في الجه اد األفغ اني وأن بعض ال دول خاصة دول‬
‫الخليج شجعت المجاهدين بل دعمتهم وقدمت لهم‪ ،‬ومن الدول األخرى التي قدمت دعم اً في ذلك‬
‫الوقت ضد االتحاد السوفيتي الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وسائل اإلعالم الغربية والعالمية تتحدث‬
‫عن وج ود ص لة لكم مع اإلدارة األمريكية أو المخ ابرات األمريكية أثن اء الجه اد ضد االتح اد‬
‫السوفيتي‪ .‬ما هي حقيقة ه ذه العالقة إن كانت موج ودة وما هو موقفكم منها‪ ،‬وهل صحيح أنه كان‬
‫لهم أي جهد في تنمية نشاطاتكم ضد االتحاد السوفيتي في ذلك الوقت؟؟؟‬

‫جنود لشرع اهلل‬


‫أسامة‪:‬عودة إىل سؤالكم السابق لسؤالكم هذا‪ ،‬حنن هنا ال نعمل بصفة مستقلة‪ ،‬بل حنن يف دولة هلا‬
‫أمري مؤمنني‪ ،‬ملزمون شرعاً بطاعته فيما ليس فيه خمالفة هلل سبحانه وتعاىل وحنن ملتزمون هبذه الدولة وندعو‬
‫الن اس لنص رهتا ونق در كما ذكرنا اخللط ال ذي متارسه أمريك ا‪ ،‬هي تريد أن تض رب دولة اإلس الم يف‬
‫أفغانس تان ولكنها ترفع ش عار ض رب أس امة بن الدن‪ ،‬لكن ه ذا األمر لن ينفعه ا‪ ،‬أما حنن فب إذن اهلل قد‬
‫خرجنا وحنن نعلم ه ذا الطريق منذ البداي ة‪ ،‬وال ختيفنا بفضل اهلل س بحانه وتع اىل ص واريخ أمريك ا‪ ،‬ولكننا‬
‫حنذرهم من أي ضرب هلذا الشعب ألنه اعتداء على دولة اإلسالم‪ ،‬ولظروف كثرية يف أفغانستان هناك رأي‬
‫للطلبة أال نتح رك من داخل األراضي األفغانية ضد أي دولة أخ رى‪ ،‬وه ذا ك ان ق رار أمري املؤم نني كما هو‬
‫معلوم‪ ،‬ولكن التحريض بفضل اهلل حنن نقوم به وليس واقف اً على جهدنا احملدود يف هذه املرحلة وبفضل اهلل‬
‫حنن مطمئنون إىل أن األمة تسري خبطى حثيثة حنو العمل اجلهادي ضد أمريكا وهو كما ذكرت‪.‬‬
‫أنا واألمريكان أيام زمان‬
‫سؤال‪:‬ذكر في وسائل اإلعالم العالمية عن دعم أمريكا للجهاد األفغاني ضد االتحاد السوفيتي‬
‫الذي شاركتم أنتم في هذا الجهاد بنفسكم ومالكم وكما ذكر أيضا في وسائل اإلعالم العالمية أنكم‬
‫كنتم على ص لة أو أن االس تخبارات األمريكية ك انت هي ال تي تم ول نش اطكم وت دعمكم في ه ذا‬
‫الجهاد ما هي حقيقة هذه االدعاءات وما صحة الصلة بينكم وبين أمريكا في ذلك الوقت؟‬
‫أسامة‪:‬هذه حماولة للتشويه من األمريكان‪ .‬احلمد هلل الذي رد كيدهم إىل الوساوس‪ ،‬وكل مسلم منذ‬
‫أن يعي التمي يز ويف قلبه بغض األمريك ان‪ ،‬وبغض اليه ود والنص ارى هو ج زء من عقي دتنا وج زء من دينن ا‪،‬‬
‫ومنذ أن وعيت على نفسي وأنا يف حرب ويف عداء وبغض وكره لألمريكان‪ ،‬وما حصل هذا الذي يقولونه‬
‫قط‪ .‬أما أهنم دعموا اجلهاد أو دعموا القتال فهذا الدعم عندما تبني لنا‪ ،‬يف احلقيقة هو دعم من دول عربية‬
‫وخاصة الدول اخلليجية لباكستان حىت تدعم اجلهاد وهو مل يكن لوجه اهلل سبحانه وتعاىل وإمنا كان خوفا‬
‫على عروش هم من الزحف الروس ي‪ ،‬وأمريكا يف ذلك ال وقت ك ان ك ارتر مل يس تطع أن يتكلم بكلمة ذات‬
‫شأن إال بعد مرور بضع وعشرين يوما يف عام ‪ 1399‬هجرية املوافق من عشرين يناير ‪ 1980‬قال إن أي‬
‫ت دخل من روس يا إىل منطقة اخلليج ف إن أمريكا س وف تعت ربه اعت داءً عليه ا‪ ،‬ألنه حمتل هلذه املنطقة حمتل‬
‫للب رتول فق ال حنن نس تخدم الق وة العس كرية إذا حصل ه ذا الت دخل‪ ،‬فاألمريك ان يك ذبون‪ ،‬إذا زعم وا أهنم‬
‫تعاونوا معنا يف يوم من األيام وحنن نتحداهم ليربزوا أي دليل‪ ،‬وإمنا هم كانوا عالة علينا وعلى اجملاهدين يف‬
‫أفغانس تان‪ ،‬ومل يكن أي اتف اق‪ ،‬وإمنا كنا حنن نق وم ب الواجب لنص رة اإلس الم يف أفغانس تان وإن ك ان ه ذا‬
‫الواجب يتقاطع بغري رضانا مع مصلحة أمريكية‪ .‬عندما قاتل املسلمون الروم‪ ،‬ومعلوم أن القتال كان شديداً‬
‫بني ال روم والف رس وك ان دائم اً‪ ،‬وال ميكن لعاقل أن يق ول إن املس لمني عن دما ب دأوا ب الروم يف غ زوة مؤتة‬
‫ك انوا هم عمالء للفرس‪ ،‬وإمنا تقاطعت املصلحة‪ ،‬يعين قتلك الروم وهو واجب عليك ك ان يفرح الفرس‪،‬‬
‫لكن بعد أن هم أهنوا الروم بعد عدة غزوات بدأوا بالفرس‪ ،‬فتقاطع املصاحل ال يعين العمالة‪ ،‬بل حنن نعاديهم‬
‫من تلك األي ام ولنا حماض رات بفضل اهلل س بحانه وتع اىل منذ تلك األي ام يف احلج از وجند بوج وب مقاطعة‬
‫البض ائع األمريكية وبوج وب ض رب الق وات األمريكية وبوج وب ض رب االقتص اد األم ريكي منذ أك ثر من‬
‫‪ 12‬سنة‪.‬‬

‫سؤال‪:‬هناك تقارير منشورة في وسائل اإلعالم العربية والعالمية عن وجود نشاط لبعض أتب اعكم‬
‫وأنصاركم في بعض الدول العربية ومنها اليمن على سبيل المثال ما صحة هذه التقارير؟‬

‫الشبكة الدولية‬
‫أس امة‪:‬حنن ص لتنا بالع امل اإلس المي يف كل مك ان من ه‪ ،‬س واء يف اليمن أو يف باكس تان أو يف أي‬
‫مكان آخر‪ .‬حنن جزء من أمة واحدة وبفضل اهلل الذين اقتنعوا وحتفزوا للجهاد يف كل يوم يزداد عددهم‪،‬‬
‫وأع دادهم مبش رة‪ ،‬لنا أنص ار يف اليمن ويف غري اليمن‪ ،‬يف اليمن تربطنا عالق ات قوية وقدمية بفضل اهلل‬
‫سبحانه وتعاىل فضالً عن أن جذورنا‪ ،‬أي جذور الوالد من اليمن‪.‬‬
‫سؤال‪ :‬قبل شهرين تقريباً اعتقلت السلطات األلمانية شخصاً يدعى ممدوح محمود سالم يقال‬
‫إنه كان المدير المالي لكم وسلمته ألمانيا قبل أيام للواليات المتحدة األمريكية وهذا الشخص متهم‬
‫بأنه كان يدير أعمالكم التجارية‪ .‬ما مدى العالقة التي تربطكم بهذا الشخص‪ ،‬وما مدى تأثير اعتقاله‬
‫وتسليمه للسلطات األمريكية على نشاطاتكم أو تمويلكم؟؟‬
‫أسامة‪ :‬أخونا ممدوح واملعروف بني الشباب باسم أبي هاجر رجل من خرية من عرفنا من الرجال‪،‬‬
‫كان حافظاً لكتاب اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬أعطاه اهلل صوتا مجيالً وهو إمامنا يف بيشاور‪ ،‬وال خيفى على أحد‪،‬‬
‫وك ان يف تلك الف رتة يق وم بأعم ال إغاثية متعاونا مع بعض اهليئ ات اإلس المية اإلغاثية يف بيش اور‪ ،‬كما ال‬
‫خيفى عليكم‪ .‬الصلة به قدمية ومن تلك األيام‪ ،‬لكن حنن نتابع األخبار العاملية وأهنم يلقون القبض على عدد‬
‫من الش باب منهم أبو عبي دة ومنهم خالد الف واز‪ ،‬ومنهم مم دوح وغ ريهم‪ ،‬وه ذا في الحقيقة لمحاولة‬
‫تغطية الفشل األمريكي الذي أصابهم بعد حادثي نيروبي ودار السالم‪ ،‬وخاصة حسبما نشرت التقارير‬
‫االس تخبارية العالمية أنها ك انت ض ربة مؤلم ة‪ ،‬ولم يأخ ذوا مثلها منذ تفج ير مقر الم ارينز في لبن ان‪،‬‬
‫حيث أن س فارة أمريكا في ن يروبي ك انت عب ارة عن ست س فارات أمريكية مركبة ومنها انطلق الغ زو‬
‫األم ريكي إلى الص ومال‪ ،‬وقتل من إخواننا ونس ائنا وأبنائنا في الص ومال ‪ 13‬ألف اً‪ ،‬بل تحت راية األمم‬
‫المتحدة وذكرت األخبار بالصور أنهم كانوا يشوون إخواننا الصوماليين كما تشوى النعاج وال حول‬
‫وال قوة إال باهلل‪ ،‬ولم يتكلموا عن مدى الوحشية أو عن االعتداء وغير ذلك‪ ،‬وإنما اللوم يأتي دائما‬
‫على المسلمين إذا دافعوا عن أنفسهم‪ .‬ومن هناك ومن بضع عقود تدار المؤامرات األمريكية لتقسيم‬
‫السودان وتنطلق من نيروبي‪ ،‬والذي دبر األمر في تلك الدولة هي السفارة األمريكية كما هو معلوم‪،‬‬
‫وأك بر مركز للمخ ابرات األمريكية في ش رق إفريقيا هو تلك الس فارة‪ ،‬ومن فضل اهلل على المس لمين‬
‫ك انت ض ربة موفقة كب يرة ج داً‪ ،‬ك انوا أهالً لها ح تى ي ذوقوا مما ذقن اه في ص برا وش اتيال وفي دير‬
‫ياس ين وقانا وفي الخليل وغيرها‪.‬الش اهد هو أن األخ مم دوح هو أخ ك رمي وفاضل لكن واحلق يق ال أنه‬
‫ليس له ص لة ب أي ش يء مما اهتم فيه وص التنا به لألسف مقطوعة بعد خروجن ا‪ ،‬وقد ال تزم بأعم ال أخ رى‬
‫مدنية ليست هلا صلة بنا بتات اً فهو ظلم مركب عليه كما اهتموا الشيخ عمر عبد الرحمن وهو رجل مسن‬
‫قد ذهب بص ره ومن كب ار علم اء املس لمني نرجو اهلل أن يف رج عن ه‪ ،‬وه ذا االهتام ات حماولة للتغطية على‬
‫الفشل الذي وقعت فيه السي أي إيه‪.‬‬
‫تعالوا إلى كلمة سواء‬
‫س ؤال‪:‬عالق اتكم بالتنظيم ات اإلس المية األخ رى في ال وطن الع ربي كيف تص فونها‪ ،‬في ال وقت‬
‫الحاض ر؟ وما هي حقيقة موقف الجماعة اإلس المية في مصر من الجبهة اإلس المية العالمية وهل‬
‫انسحبت منها؟‬
‫أسامة‪ :‬بفضل اهلل سبحانه عالقتنا باجلماعات اإلسالمية باجلملة عالقات جيدة وحسنة وحنن نتعاون‬
‫معهم على الرب والتقوى لنصرة هذا الدين كل يف اجملال الذي فتح اهلل سبحانه وتعاىل عليه به‪ ،‬وحنن ندعو‬
‫املس لمني وخاصة الع املني لإلس الم أن ي رتفعوا عن املش اكل اجلزئي ة‪ ،‬واس تطاعت لألسف ش ياطني اجلن‬
‫واإلنس وخباصة من الص ليبيني أن يص رفوا ال دول فضال عن اجلماع ات الص غرية فيها إىل مش اكل إقليمي ة‪،‬‬
‫فتجد أن مصر هلا مش اكل مع ليبي ا‪ ،‬والس عودية مع اليمن‪ ،‬وك ذلك اجلماع ات تعيش يف مش اكل ض يقة يف‬
‫اجلملة إال من رحم اهلل‪ ،‬بينما يق رتب الكفر األكرب والتح الف الص لييب األم ريكي ميزق الع امل اإلس المي‪،‬‬
‫وينهب ث روات املس لمني بش كل مل يس بق له مثي ل‪ ،‬وأما خبص وص الش طر الث اين من الس ؤال ح ول اجلماعة‬
‫اإلس المية يف مصر وانس حاهبا من اجلبهة اإلس المية العاملي ة‪ ،‬فنحن تربطنا بإخواننا يف اجلماعة اإلس المية‬
‫عالقات قوية بفضل اهلل سبحانه وتعاىل منذ أيام اجلهاد وكنا نقاتل يف خنادق واحدة ضد االحتاد السوفييت‪،‬‬
‫وك ان هلم موقف مش رف ومؤيد يف التوقيع على الفت وى اليت هتدر دم األمريك ان واليه ود‪ ،‬فهم وقع وا على‬
‫الفت وى ولكن حصل هن اك لبس يف مس ألة إدارية عند تص دير الفت وى‪ ،‬ج اء إص دار الفت وى موافق تارخيي اً‬
‫لنش وء اجلبه ة‪ ،‬فحصل لبس عند الن اس أن اجلماعة اإلس المية هي ج زء من اجلبهة اإلس المية العاملي ة‪ ،‬ل ذلك‬
‫اضطرت اجلماعة لتوضيح موقفها وأهنا وقعت على الفتوى لكنها ليست جزءً من اجلبهة اإلسالمية العاملية‪.‬‬

‫مقدسات في حراسة‪ ....‬المومسات‬


‫س ؤال‪:‬األه داف ال تي ترونها ألنفس كم في النهاي ة‪ :‬ما هي ه ذه األه داف وما هي الرس الة ال تي‬
‫تريدون أن توجهوها للعالم العربي واإلسالمي بشكل عام؟؟‬
‫أس امة‪ :‬احلمد هلل‪ ،‬كما ذك رت أننا نعتقد اعتق اداً جازم اً وأق ول ذلك لش دة ما متارسه األنظمة‬
‫واإلعالم علينا‪ ،‬يريدوا أن يسلخونا من رجولتنا‪ ،‬حنن نعتقد أننا رجال ورجال مسلمون‪ ،‬ينبغي أن نذود عن‬
‫أعظم بيت يف الوج ود‪ ،‬الكعبة املش رفة‪ ،‬وأن نتش رف بال ذود عنه ا‪ ،‬ال أن ت أيت اجملن دات األمريكي ات من‬
‫اليهودي ات والنص رانيات ي ذدن عن أحف اد س عد والمث نى وأبي بكر وعمر‪ ،‬واهلل لو مل نكن قد أكرمنا اهلل‬
‫باإلسالم ألىب أجدادنا يف اجلاهلية أن تأيت هؤالء ويأيت هؤالء اهلنود احلمر حبجة هذه الدعوة وهي دعوى مل‬
‫تعد تنطلي على األطفال‪ ،‬وقد قال احلكام يف تلك املنطقة أن جميء األمريكان لبضعة أشهر وهم كذبوا يف‬
‫البداية والنهاي ة‪ ،‬وثالثة ال ينظر اهلل إليهم ي وم القيامة كما ذكر رس ولنا الك رمي عليه الص الة والس الم‪ .‬منهم‬
‫ملك كذاب‪ ،‬ومرت األشهر ومرت السنة األوىل والثانية وحنن اآلن يف السنة التاسعة واألمريكان يكذبون‬
‫اجلمي ع‪ ،‬يقول ون حنن لنا مص احل يف املنطقة ولن نتح رك قبل أن نطمئن عليه ا‪ ،‬يعين أن الع دو ي دخل يس رق‬
‫مالك وأنت تقول له أنت تسرق يقول لك ال هذه مصلحيت‪ ،‬فيغالطوننا باأللفاظ‪ ،‬فاحلكام يف تلك املنطقة‬
‫وقع على رج ولتهم ش يء‪ ،‬لعل رج ولتهم س لبت ويظن ون أن الن اس نس اء‪ .‬وواهلل إن النس اء احلرائر من‬
‫املسلمني يأبني أن يدافع عنهن هؤالء املومسات من األمريكان واليهوديات‪ ،‬فهدفنا العمل بشرع اهلل سبحانه‬
‫وتعاىل والذود عن الكعبة املشرفة‪ ،‬هذه الكعبة العظيمة‪ ،‬وهذا البيت العتيق‪ ،‬اهلل سبحانه وتعاىل جعل وجود‬
‫البشر يف ه ذه األرض على توحي ده بالعب ادة‪ ،‬ومن أعظم العب ادة بل أعظم العب ادات بعد اإلميان الص الة كما‬
‫يف الص حيح‪ ،‬رأس األمر اإلس الم وعم وده الص الة وذروة س نامه اجله اد‪ ،‬فاهلل س بحانه وتع اىل ال يقبل منا‬
‫ص الة مكتوبة إذا مل نتجه حنو ه ذا ال بيت الع تيق‪ ،‬واهلل س بحانه وتع اىل اخت ار له خري الن اس بعد نبين ا‪ ،‬أبو‬
‫األنبي اء إب راهيم عليه الص الة والس الم وابنه إس ماعيل عليه الص الة والس الم‪ .‬وه ذا ه دفنا أن حنرر بالد‬
‫اإلس الم من الكف ر‪ ،‬وأن نطبق فيها ش رع اهلل س بحانه وتع اىل حىت نلق اه وهو ٍ‬
‫راض عن ا‪ ،‬وأما رس اليت إىل‬
‫املسلمني فنقول هلم‪ :‬إن الدين والدنيا إذا مل نتبع أمر اهلل سبحانه وتعاىل فستذهب وال يبقى لنا دين وال دنيا‬
‫وال ح ول وال ق وة إال باهلل‪ ،‬وأما ال دين فنحن ن رى الكفر األكرب يف بالد اإلس الم‪ ،‬ون رى الكف ار وقد‬
‫استحلوا بالدنا‪.‬‬
‫وهناك ف رق بني القاضي ال ذي حيكم يف مس ألة واح دة بغري الش رع وإمنا هبوى وبرشوة أو خياف من‬
‫السلطان إن حكم على أحد من أقربائه والذي يصدر منه خمالفة للشرع أو حنوه فهذا كفر ألن اهلل سبحانه‬
‫وتع اىل مساه كف راً‪ ،‬لكنه ال خيرج من املل ة‪  ،‬ومن لم يحكم بما أن زل اهلل فأولئك هم الك افرون ‪ ‬فه ذا‬
‫ال ذي ق ال عنه الش يخ محمد بن إب راهيم أما ال ذي وضع ق وانني ب دل ش ريعة اهلل حىت يتح اكم الن اس إليها‬
‫فهذا كفر أكرب خيرج من امللة‪ ،‬ولألسف هذا انتشر انتشاراً واسعاً يف العامل اإلسالمي‪.‬‬

‫أكبر سرقة في التاريخ‪ :‬فاقطعوا أيديهما!!‬


‫أما من ناحية ال دنيا فه ذا الب رتول ك ان يؤخذ مبب الغ زهي دة‪ ،‬ففي دول اخلليج ويف الس عودية ش ركة‬
‫أرامكو ويف ف رتة مبك رة يف عهد امللك فيصل ك ان ال ي دفع للمملكة من الب رتول إال بضع وس بعون س نتا‬
‫للربميل الواح د‪ ،‬يعين أقل من دوالر‪ ،‬مث ش اء اهلل س بحانه وتع اىل أن ق امت احلرب ضد اليه ود يف ع ام‬
‫‪ ،1973‬وقطع العرب البرتول فكسبوا أيض اً يف دنياهم وارتفعت األسعار إىل أن وصلت إىل ما يقرب من‬
‫أربعني دوالراً للربميل الواح د‪ ،‬ووص لت إىل س تة وثالثني يف الثمانين ات‪ ،‬مث ق ام األمريك ان ب احتالهلم‬
‫وض غطهم على دول اخلليج وإجبارها على زي ادة حجم إنتاجها النفطي ومن عرض ها له يف الس وق‪ ،‬مما أدى‬
‫إىل ن زول األس عار‪ ،‬فنحن نتكلم عن أكرب س رقة عرفتها البش رية يف الت اريخ‪ ،‬ميكن أن نوضح ه ذا من خالل‬
‫اخلريطة‪:‬‬
‫((هنا فتح الشيخ أسامة خريطة كانت معه يبني فيها ما قال عنه أكرب سرقة عرفتها البشرية وكانت‬
‫فيها املعلومات التالية‪:‬‬
‫سعر البرتول املفرتض حالياً‪ 144=4×36 :‬دوالر‪.‬‬
‫سعر البرتول حالياً‪ 9 :‬دوالر‪.‬‬
‫حجم السرقة األمريكية يف كل برميل‪ 135=9-144:‬دوالر‪.‬‬
‫اإلنتاج اليومي من البرتول للدول اإلسالمية‪ 30,000,000:‬برميل يومياً‪.‬‬
‫حجم السرقة اليومي‪ 4050=30,000,000×135 :‬مليون دوالر يومياً‪.‬‬
‫حجم السرقة السنوية‪ 1,478,250=365×4050:‬مليون دوالر‪.‬‬
‫حجم السرقة الكلية خالل ‪25‬سنة‪ 36=25×1478250:‬تريليون دوالر‪.‬‬
‫حجم ما يطالب به كل مسلم أمريكا من سرقتها‪:‬‬
‫‪36‬تريليون ÷‪ 1200‬مليون مسلم =‪ 30,000‬دوالر لكل مسلم))‪.‬‬
‫سعر البرتول وصل إىل أربعني دوالر‪ ،‬لو أخذنا متوسط السعر ‪ 36‬دوالر للربميل الواحد‪ ،‬فكما هو‬
‫معلوم األسعار اآلن هي تسعة دوالرات للربميل وهو أقل سعر للربميل منذ ربع قرن ومعلوم أن البرتول هو‬
‫السلعة األساسية‪ ،‬والصناعات األخرى متفرعة عنه‪ ،‬فال معىن لوجود السيارات الفارهة هبذا احلجم ووجود‬
‫كثري من الصناعات هبذا احلجم إال وهي متفرعة عن البرتول‪ ،‬فنجد أن الدول الصناعية رفعت أسعار السلع‬
‫إىل ثالثة أو أربعة أضعاف على األقل بينما لألسف البرتول نزل سعره أربع مرات لألسفل يف حني أنه كان‬
‫ينبغي رفعه أربع أض عاف أو مخسة على األق ل‪ ،‬فمن هنا عن دما ك ان الب رتول س عره ‪ 36‬دوالراً فلو رفعنا‬
‫س عره أربع م رات يك ون عن دنا ‪ 144‬دوالر للربميل الواح د‪ ،‬يف حني أن س عره احلايل هو تس عة دوالرات‪،‬‬
‫فحجم السرقة واخلسارة يف كل برميل من اليت تسرقها أمريكا وحلفاؤها هو ‪ 135=9-144‬دوالر حجم‬
‫السرقة للربميل الواحد‪ ،‬وإذا علمنا أن أوبيك أو الدول اإلسالمية وحدها يف أوبيك تنتج وتصدر ‪ 25‬مليون‬
‫برميل يف الي وم الواح د‪ ،‬وأن ال دول اإلس المية خ ارج األوبيك تنتج وتص در مخسة ماليني برميل يومي اً‬
‫فاإلمجايل عن دنا هو ‪ 30‬ملي ون برميل يومي اً‪ ،‬وإذا ض ربنا ه ذا الع دد ب الرقم أعاله حلجم الس رقة يف الربميل‬
‫الواحد يومياً‪ ،‬يكون حجم السرقة يف اليوم الواحد أربعة مليارات ومخسني مليون دوالر يومياً‪.‬‬

‫كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ‬


‫وهذا احلجم مل تشهد له البشرية مثيالً‪ ،‬ويكفي للتدليل على حجم هذه السرقة أن هذا املبلغ يكفي‬
‫إلعاشة ش عب يف الس ودان من ثالثني ملي ون ش خص م دة أربعة أع وام‪ ،‬ويكفي إلعاشة ش عب مثل اليمن‬
‫بش ماله وجنوبه م دة س نتني‪ ،‬إذ أن ميزانية اليمن هي ملي ارا دوالر س نوياً‪ ،‬وأما بالنس بة للمملكة فخمسة‬
‫أضعاف هذا الرقم أو أربعة أضعافه وقليل يساوي ميزانية اململكة السعودية‪ ،‬وإذا حسبنا كم حجم السرقة‬
‫يف سنة فيكون عندنا تريليون و‪ 478‬مليار دوالر‪ ،‬فإذا حسبنا حجم السرقة خالل ربع قرن فيكون عندنا‬
‫‪ 36‬تريلي ون دوالر‪ ،‬حجم الس رقة ال ذي س رق من املس لمني فقط على مس توى الب رتول فضال عن املع ادن‬
‫األخرى يف بالد املسلمني ولو قس منا ه ذا املبلغ على ع دد املس لمني اآلن يف الع امل الب الغ ألفا وم ائيت مليون‬
‫مس لم‪ ،‬فيك ون لكل مس لم طفال ك ان أو ش يخا يف ذمة أمريكا وحلفائها ثالث ون ألف دوالر وال ح ول وال‬
‫قوة إال باهلل‪ ،‬بينما شعوب العامل اإلسالمي ترزح حتت الفقر واملرض واجلوع‪ ،‬كيف نتخيل سرقة يوم واحد‬
‫م اذا ك انت ميكن أن تفعل يف ش عب مثل إخواننا يف بنغالديش ال ذين هم يف مهب الس يول والفيض انات يف‬
‫كل ع ام؟ واألم راض منتش رة فيهم ويف كثري من الش عوب اإلس المية‪ ،‬فل ذلك أمريكا ال ت رغب يف كل من‬
‫يقول كلمة احلق ضدها‪.‬‬

‫احرث وادرس لبطرس!!‬


‫وتريد منه أن يسكت حلجم السرقة الضخم الذي تسرقه‪ ،‬واملؤسف أن أمريكا استطاعت أن تدخل‬
‫دول اخلليج نتيجة االحتالل يف دوامة الديون‪ ،‬فرغم اخنفاض األسعار‪ ،‬تلزمهم أمريكا بأن يشرتوا أسلحة ال‬
‫قبل هلم هبا وال حاجة هلم هبا‪ ،‬جدي دة وقدمية‪ ،‬خ ردة من عند األمريك ان يلزم ون دول اخلليج بش رائها‪ ،‬وملا‬
‫نفذ االحتي اطي أص بحوا يلزم وهنم الش راء بال دين‪ ،‬ف اليوم كما يف التق ارير املوثقة من مراكز الدراس ات يف‬
‫اجلزي رة العربية ويف رس الة موجهة من ال دكتور عبد العزيز ال دخيل (وهو رئيس أحد مراكز الدراس ات‬
‫االقتصادية) إىل أمراء البالد يتحدث عن حجم الدين اخلارجي والداخلي وهو ما يساوي تقريب اً مائيت مليار‬
‫دوالر‪ ،‬ولو س ألنا عن نس بة خدمة الربا وأقلها عش رة يف املائة فيك ون مطلوب اً عش رين ملي ار دوالر ض ريبة‬
‫ال دين فق ط‪ ،‬فضال عن س داد أصل ال دين‪ ،‬يف حني أن دخل دول اخلليج‪ ،‬مثل الك ويت‪ ،‬هي أيض اً يف نفس‬
‫املش كلة‪ ،‬ال دخل من الب رتول‪ ،‬إذا اقتطعنا تكلفة اإلنت اج‪ ،‬واقتطعنا ما ينبغي إلع ادة الص يانة واالس تثمار يف‬
‫جمال البرتول فدولة مثل اململكة يكون ناجتها من البرتول يساوي ‪ 16‬مليار دوالر فقط‪ .‬وحتتاج إىل عشرين‬
‫مليار دوالر خلدمة الديون‪ ،‬فاألمريكان أدخلوا دول املنطقة يف دوامة الديون اليت ال ميكن أن خيرجوا منها‬
‫إال بالرجوع إىل اهلل سبحانه وتعاىل وأن يعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف‪،‬‬
‫فإذا عبدوه حق العبادة فهو الذي يدفع اخلوف وهو الذي يطعم الناس من جوع سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫الساكت عن الحق‬
‫مسألة أخرى هنا أيضا أقول إلخواننا الذين ركنوا إىل اخلوف وعزفوا عن الصدع باحلق وينتظرون‬
‫أن متر العاصفة‪ ،‬هاهي مرت سنوات وبدأت متر العقود واحلملة الصليبية مل تنته‪ ،‬أقول هلم إننا يف هذا الزمن‬
‫أقول إن األمريكان يساوموننا على السكوت‪ ،‬وأمريكا وبعض عمالئها يف املنطقة ساوموين أكثر من عشر‬
‫م رات على إس كات ه ذا اللس ان الس ليط‪ ،‬ق الوا اس كت ونرجع لك اجلواز‪ ،‬ونرجع لك أموالك وبطاقة‬
‫اهلوية‪ ،‬لكن بشرط أن أسكت‪ .‬وهؤالء يظنون أن الناس يعيشون يف هذه الدنيا من أجل الدنيا‪ ،‬وهم نسوا‬
‫أنه ال معىن لوجودنا إن مل نسع لنيل رضوان اهلل سبحان وتعاىل‪.‬‬
‫وهذا الرسم يوضح كثافة السكان حسب أعمارهم‪:‬‬
‫((هنا فتح الشيخ أسامة بن الدن رمساً بياني اً كان حبوزته وفيه الرسم التايل‪ :‬هنا جيب أن تضع الرسم‬
‫البياين))‬
‫فالن اس منذ ال والدة وحىت العاش رة هم أكرب قط اع يف اجملتمع ات الس وية‪ ،‬مث ال ذين يل وهنم مث ال ذين‬
‫يلوهنم من ستني إىل سبعني‪ ،‬ويف هذا الزمن ضاقت الشرحية املعطاءة خلدمة الدين وخاصة يف اجلهاد‪ ،‬وكما‬
‫هو معلوم فإنه من سن الوالدة وحىت اخلامسة عشرة يكون اإلنسان غري مكلف وال يعي األحداث العظام‪،‬‬
‫ومن سن ‪ 25‬فما ف وق يك ون اإلنس ان دخل يف التزام ات أس رية‪ ،‬خترجه من اجلامعة والتزام ات الوظيفة‬
‫ولديه زوجة وأوالد‪ ،‬فعقله يزداد نضجاً لكن قدرة العطاء تصبح ضعيفة جداً‪ :‬أترك األوالد ملن؟من يصرف‬
‫عليهم؟‬

‫نصرت بالشباب‬
‫وهك ذا‪ ،‬ففي احلقيقة جند أن الش رحية من مخسة عشر إىل مخسة وعش رين هي الش رحية اليت ل ديها‬
‫ق درة على العط اء واجله اد وه ذا ال ذي الحظن اه يف اجله اد يف أفغانس تان‪ ،‬معظم اجملاه دين من ه ذا الس ن‪،‬‬
‫فعن دما دخل األمريك ان يف حمرم من أول س نة ‪ 1411‬هجري ة‪ ،‬ه ؤالء الص غار ما ك انوا يع ون احلدث‪،‬‬
‫وص درت لألسف فت اوى‪ ،‬الدول ة‪ ،‬ودول اخلليج س امهت يف الض غط على ه ؤالء العلم اء إلص دار مثل ه ذه‬
‫الفت اوى اليت زعم وا أهنا مؤقت ة‪ ،‬وقد ح دثنا من نثق به من ه ؤالء العلم اء أمث ال الش يخ حممد بن ص احل‬
‫العثيمني يف جملسه ويف بيته‪ ،‬قال حنن مل نصدر فتوى‪ ،‬وإمنا بعد أن أدخلت الدولة األمريكان مجعونا وقالوا‬
‫ال بد أن تصدروا فتوى‪ ،‬وإال فإن الشباب سوف يقاتلون هذه القوات األمريكية‪ ،‬وحتدثت معه طويأل يف‬
‫وجوب إصدار فتوى إلخراجهم‪ ،‬فتوى من هيئة كبار العلماء‪ ،‬فقال يل بوضوح ويشهد اهلل الذي ال إله إال‬
‫هو قال‪ :‬يا أسامة ليس من حقنا يف هيئة كبار العلماء أن نصدر فتوى من عند أنفسنا وإمنا إذا أحيلت إلينا‬
‫من املقام السامي ( على حد تعبريه) حنن نصدر فيها‪ ،‬فهذا حالنا لألسف الشديد‪.‬‬
‫فهذه الشرحية من ‪ 25-15‬عاما عندما سكت الناس مل يعلموا حقيقة األمر‪ ،‬فنحن اآلن مرت علينا‬
‫تسع سنوات منذ الغزو‪ ،‬وهذه الشرحية بالكامل‪ ،‬إال الذين عمرهم أكثر من ستة عشر عام اً ووصلت إىل‬
‫سن ‪ 34‬عام اً‪ ،‬فهم دخل وا يف الش رحية اليت نض جت عقليأ وال تس تطيع أن تعطي‪ ،‬والش رحية الص غرية اليت‬
‫تستطيع أن تعطي الناس متوقفون اآلن عن تبيني الوضع هلا‪ .‬فإن سكتنا فسيصبح حالنا كما صار احلال يف‬
‫األندلس‪ ،‬متضي عشر سنوات مث يتبلد احلس تدرجييا‪.‬‬
‫وذكرهم بأيام اهلل‬
‫أمر خط ري‪ ،‬جيب على الن اس أن يب ذلوا ما يس تطيعون يف حتريض األمة بكل ما يس تطيعون بألس نتهم‬
‫وأقالمهم وبأنفس هم وحنن بفضل اهلل قمنا هبذا ال واجب اعتق اداً منا بأنه متعني علين ا‪ ،‬وحنن مس تمرون فيه‬
‫حىت نلقى اهلل س بحانه وتع اىل‪ ،‬ويف اخلت ام أوجه نص يحة إىل مجيع املس لمني ب أن يت دبروا كت اب اهلل س بحانه‬
‫وتع اىل فهو املخ رج وهو ال ذي انتش لنا من اجلاهلية املنتنة يف تلك العص ور املظلم ة‪ ،‬ف دواؤنا يف الكت اب‬
‫والسنة‪ ،‬عندما يقرأ اإلنسان القرآن يتعجب لقعود كثري من الناس‪ ،‬هل هم ال يقرأون القرآن أم أهنم يقرأون‬
‫وال يتدبرون‪ .‬يقول اهلل سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫‪ ‬يا أيها ال ذين آمن وا ال تتخ ذوا اليه ود والنص ارى أولي اء بعض هم أولي اء بعض ومن يت ولهم منكم فإنه‬
‫منهم إن اهلل ال يهدي القوم الظالمين ‪‬‬
‫منهم‪ :‬أي منهم يف الكفر فيصبح كافراً‪.‬‬
‫مث يف اآلية اليت تليها يقول اهلل سبحانه وتعاىل‪:‬‬
‫‪ ‬ف ترى ال ذين في قل وبهم م رض يس ارعون فيهم يقول ون نخشى أن تص يبنا دائ رة‪ ،‬فعسى اهلل أن ي أتي‬
‫بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين ‪.‬‬
‫فأرجو إخواين املسلمني أن يقرأوا القرآن وأن يقرأوا تفسري هذه اآليات وهي كثرية جدا يف كتاب‬
‫اهلل سبحانه وتعاىل‪ ،‬واليت حذرنا اهلل فيها من الوالء للكفار‪ .‬فليقرأوا خمتصر تفسري ابن كثري للشيخ محمد‬
‫نسيب الرفاعي‪ ،‬وأقول إن العامل الصلييب قد أمجع على أكل العامل اإلسالمي‪ ،‬وقد تداعت علينا األمم‪ ،‬ومل‬
‫يبق لنا بعد اهلل س بحانه وتع اىل إال الش باب ال ذين مل تثقلهم أدران ال دنيا‪ ،‬فاهلل س بحانه وتع اىل علمنا كيف‬
‫نرد الذين يتحججون يف تأخري اجلهاد قال تعاىل‪:‬‬
‫‪ ‬فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية اهلل أو أشد خشية‪ ،‬وقالوا ربنا‬
‫لم كتبت علينا القت ال ل وال أخرتنا إلى أجل ق ريب‪ ،‬قل مت اع ال دنيا قليل واآلخ رة خ ير لمن اتقى وال‬
‫تظلمون فتيال ‪.‬‬
‫لوال أخرتنا إىل أجل قريب هو الذي نصاب به اليوم‪.‬‬
‫فالذي أيقن أن متاع الدنيا قليل وأن اآلخرة خري وأبقى هذا الذي يستجيب ألمر اهلل سبحانه وتعاىل‬
‫ويف اآليات اليت مرت معنا‪:‬‬
‫‪ ‬يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ‪‬‬
‫يبني ابن كثري يقول إن املسلمني اكتشفوا املنافقني يوم دافعوا ووالوا بين قينقاع من اليهود‪ ،‬واليوم‬
‫حك ام الع رب يوال ون اليه ود والنص ارى على املأل‪ ،‬وما زال الن اس ميدحون أع داء اإلس الم واملس لمني وال‬
‫حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪ .‬فينبغي وقفة جادة صادقة نبتغي هبا رضوان اهلل سبحانه وتعاىل وأن هذه‬
‫احلي اة ال دنيا هي مت اع الغ رور‪ ،‬وعلى كل مس لم يس تطيع أن ينفر بنفسه فعليه أن ينفر ويس أل عن م واطن‬
‫اجلهاد واإلعداد يف سبيل اهلل حىت يلقى اهلل سبحانه وتعاىل وهو راض عنه‪ ،‬وأحرض نفسي واملؤمنني بقول‬
‫القائل بعد هذه املصائب العظام‪:‬‬
‫فإن األمر جل عن التالحي‬ ‫تأهب مثل أهبة ذي كفاح‬
‫بأطراف األسنة والصفاح‬ ‫سألبس ثوبها وأذود عنها‬
‫ذئاب الكفر تأكل من جناحي‬ ‫أتتركنا وقد كثرت عليها‬
‫بني األشرار من شتى البطاح‬ ‫ذئاب الكفر ما فتئت تؤلب‬
‫يذود عن الحرائر بالسالح‬ ‫فأين الحر من أبناء ديني‬
‫وبعض العار ال يمحوه ماحي‬ ‫وخير من حياة الذل موت‬

‫أسأل اهلل العلي العظيم أن مين على املسلمني بعودة إىل دينه الكرمي‪ ،‬وأن ينصر الشباب الذين خرجوا‬
‫جه اداً يف س بيله يبتغ ون رض وانه‪ ،‬ربنا أف رغ علينا ص ربا وثبت أق دامنا وانص رنا على الق وم الك افرين‪ ،‬اللهم‬
‫م نزل الكت اب وجمري الس حاب وه ازم األح زاب اه زمهم وانص رنا عليهم‪ ،‬اللهم آتنا يف ال دنيا حس نة ويف‬
‫اآلخرة حسنة وقنا ع ذاب النار‪ ،‬اللهم انص رنا على األمريك ان وإسرائيل ومن واالهم‪ ،‬إنك على كل شيء‬
‫قدير‪ .‬وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني وصلى اهلل على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫على هذا النحو انتهت مقابلة الشيخ أسامة بن الدن‪ ،‬وأؤكد مرة أخرى ما أسلفته يف املقدمة من أنين‬
‫مل أتص رف يف كلماهتا زي ادة أو نقص انا‪ ،‬وإمنا ت ركت األلف اظ كما هي‪ ،‬حرصا مين على أمانة النق ل‪،‬‬
‫وحفاظاً مين على إيصال رأي الرجل كما يرتأيه‪.‬‬

‫الفصل السابع‬
‫الدكتور أيمن الظواهري‬

‫أمانة‬
‫((أنا أش كرك على ه ذا اللق اء وأمحلك أمانة نقل ه ذه املقابل ة‪ ،‬ولنا جتارب س يئة مع وس ائل اإلعالم‬
‫األخرى وأرجو أن تنجح قناة اجلزيرة فيما مل ينجح فيه اآلخرون يف نقل هذه املقابلة))‪.‬‬
‫هبذه الكلمات اختتم الدكتور أيمن الظواهري أمري مجاعة اجلهاد واملقرب من الشيخ أسامة بن‬
‫الدن لق اءه ال ذي أجريته معه على أمل أن يبث عرب قن اة اجلزي رة لكنه مل ير الن ور ألس باب آمل أن تك ون‬
‫هن اك ش جاعة أدبية عند اجلزي رة يف إماطة اللث ام عنه ا‪ ،‬ومنها حرية اإلعالم يف الع امل الع ريب وموقف بعض‬
‫الع املني يف القن اة ممن ح اولوا منع مثل ه ذه املق ابالت أن ت رى الن ور ويفس حون لق ادة الع دو الغاصب يف‬
‫فلسطني‪ ،‬أن يطلوا علينا وعرب شاشاتنا العربية‪ ،‬ويهددوا بالدنا وشعوبنا من على هذه املنابر اإلعالمية دون‬
‫خجل أو حي اء‪ ،‬وكل ه ذا يس مح به عمالً باملوض وعية‪ ،‬اليت يق ال إن البعض يتبناها هنا أو هن اك‪ .‬كما أن‬
‫من أهم األسباب اليت منعت نشر مقابلة الشيخ أسامة بن الدن يف اجلزيرة كما أجريت يف ديسمرب ‪1998‬‬
‫الض غط األم ريكي ملنع نش رها بالعربية وع دم إتاحة الفرصة ألس امة بن الدن خماطبة العقل الع ريب واملش اهد‬
‫الع ريب يف وقت ك انت املنطقة كلها تغلي ضد الوج ود األم ريكي والغ ريب بش كل ع ام‪ ،‬وذلك بعد الع دوان‬
‫ال ذي ق امت به الق وات األمريكية والربيطانية ضد الش عب الع راقي يف ديس مرب ‪ 1998‬حبجة ع دم تع اون‬
‫الع راق مع ما ب ات يع رف (بلجنة اجلواس يس الدولي ة) املس ماة باللجنة اخلاصة ل نزع أس لحة ال دمار الش امل‬
‫العراقية‪ ،‬وكانت بعض دول اخلليج شهدت وألول مرة مظاهرات مؤيدة للشعب العراقي ومناهضة للوجود‬
‫األمريكي املدافع عن الكيان الغاصب يف فلسطني والذي يعمل على محاية هذا الكيان بأموال العرب‪.‬‬
‫وإلطالع القراء األعزاء على وجهة نظر هم حباجة ألن يتعرفوا عليها وحيكموا على أصحاهبا أيا‬
‫كان هذا احلكم‪ ،‬فإنين أقوم بنشر هذه املقابلة يف هذا الكتاب لعل فيها فائدة ملن أراد أن يبحث عن احلقيقة‬
‫كما وردت على ألسنة أصحاهبا‪ ،‬سواء كانت لصاحلهم أو ضدهم‪ ،‬ونبقي احلكم للقارئ الكرمي الذي تريد‬
‫جه ات عدي دة ( ال زالت تتش دق باحلرية وتط الب هبا إن ك انت يف ص احلها ) تعمل على طمس ها‪ ،‬حني‬
‫تكون هذه احلرية سالحاً بيد الشعوب حتاسب هبا كل من تالعب أو يتالعب مبصريها ومستقبلها‪.‬‬

‫أيمن الظواهري و أفغانستان‬


‫مل يكن غريبا أن يظهر الدكتور أيمن الظواهري أمري مجاعة اجلهاد املصرية يف أفغانستان بعد األقوال‬
‫اليت حتدثت عن وجوده يف سويسرا أو اليمن أو السودان‪ ،‬فأفغانستان بالنسبة للدكتور الظواهري مل تكن‬
‫بلد اس رتاحة أو منفى له هرب اً مما قد يواجهه يف مصر بعد االهتام ات املوجهة له وجلماعته بالعمل على قلب‬
‫نظام احلكم وإثارة القالقل والقيام بأعمال مسلحة ضد النظام‪ .‬فأفغانستان بالنسبة للدكتور الظواهري هي‬
‫البلد ال ذي ه اجر إليه دعما ألهله وجه ادهم ضد الع دوان الس وفييت عليهم أواخر الس بعينيات‪ ،‬وأفغانس تان‬
‫هي اليت وارى يف ثراها ال دكتور أيمن الظ واهري املئ ات من الش باب الع رب ال ذين رافق وه املس رية يف‬
‫أفغانس تان وسقطوا على ثراه ا‪ ،‬أمالً يف إقامة دولة إس المية كما ك ان يتمىن اجلمي ع‪ .‬وأفغانس تان هي البوابة‬
‫اليت فتحت للحركات اجلهادية واإلسالمية املسلحة يف كثري من األقطار اإلسالمية الباب لولوج هذا امليدان‬
‫الذي حظي فرتة بداية اجلهاد األفغاين بدعم احلكومات العربية وغري العربية ألهدافها اخلاصة مث ما لبثت هذه‬
‫احلكومات أن انقلبت على اجلهاد واجملاهدين الذين أرادوا حسب قوهلم تعديل ما مال من املوازين يف البالد‬
‫العربية واإلسالمية وتصحيحها وفق مفهومهم‪.‬‬

‫الهجرة الدائمة‬
‫ال دكتور أيمن الظ واهري وحسب كالمه الذي جاء يف املقابلة غ ادر األراضي الباكستانية بعد قيام‬
‫حكومة نواز شريف األوىل عام ثالثة وتسعني حبملة اعتقال ضد (اجملاهدين العرب) أشبه ما تكون حبمالت‬
‫االعتقال اليت حتدث يف بعض البلدان العربية‪ .‬ومل يشأ الدكتور أيمن أن يفصل حول املكان الذي تواجد فيه‬
‫فرتة غيابه عن أفغانستان‪ ،‬وإن كانت احلكومة املصرية تصر على القول إنه كان يف السودان‪ ،‬كما أن بعض‬
‫وسائل اإلعالم العربية الصادرة من لندن أكدت أكثر من مرة أنه كان متواجداً يف سويسرا‪ ،‬قائلة إن خاله‬
‫الدكتور سالم عزام األمني العام للمجلس اإلسالمي األورويب‪ ،‬هو الذي ساعده يف احلصول على تأشرية‬
‫إىل هن اك ومن مث احلص ول ليس على جلوء فقط وإمنا على جنس ية سويس رية!! وأك دت ه ذه املعلوم ات‬
‫احلكومة املصرية مطالبة سويسرا تسليم الظواهري بعد حادث تعرض له أحد العاملني يف السفارة املصرية‬
‫يف سويسرا‪ ،‬واهتام احلكومة املصرية للظواهري بأنه كان وراء هذا احلادث‪ ،‬الذي أثبتت التحقيقات األمنية‬
‫يف سويسرا أنه كان حادث سرقة عادي ومل يكن مقصوداً ذلك الدبلوماسي ألنه من مصر!!‬

‫العودة إلى أفغانستان‬


‫بعد ع ودة الش يخ أس امة بن الدن إىل أفغانس تان يف أي ار من ع ام ‪ 1996‬ذك رت أق وال كث رية عن‬
‫وجود الدكتور أيمن الظواهري يف أفغانستان وغريه من قيادات اجلماعات اإلسالمية املصرية‪ ،‬لكن هذا مل‬
‫يتأكد بشكل قاطع إال قبل الغارة األمريكية على أفغانستان بساعتني تقريباً‪ ،‬حني اتصل الدكتور أيمن نفسه‬
‫مع الصحايف الباكستاين رحيم اهلل يوسف زي‪ ،‬الذي يعمل مراسالً لإلذاعة الربيطانية ومديرا ملكتب جريدة‬
‫ذ ني وز الباكس تانية يف بيش اور ليبلغه ((أن أس امة بن الدن والجبهة اإلس المية العالمية ليس لهم أي ص لة‬
‫بعملي تي ن يروبي ودار الس الم‪ ،‬رغم ت رحيب الجبهة به اتين العملي تين ووص فها إياهما بأنهما انتق ام‬
‫إس المي من الوالي ات المتح دة ال تي تحتل أرض الح رمين الش ريفين وت دعم الكي ان الغاصب في‬
‫فلس طين وتح ارب المس لمين في كل مك ان))‪ .‬وك انت املفاج أة أن ه ذا االتص ال (وحسب املص ادر‬
‫األمريكي ة) هو ال ذي دل الوالي ات املتح دة على مك ان تواجد أس امة وأيمن الظ واهري‪ ،‬من خالل الرصد‬
‫ال ذي تق وم به األقم ار الص ناعية األمريكية لكل االتص االت يف أفغانس تان‪ ،‬على غ رار ما عملته اإلدارة‬
‫األمريكية مع ال رئيس الشيش اين الس ابق ج وهر دوداييف برصد اتص اله مع العاهل املغ ريب‪ ،‬وإبالغ الق وات‬
‫الروسية مبكانه حتديداً مما مكن روسيا من قصف املوقع مباشرة والقضاء على الرئيس الشيشاين‪.‬‬
‫املفاجأة األكرب من هذه املفاجأة أن القصف األمريكي الذي كان يستهدف بالدرجة األوىل الشيخ‬
‫أس امة بن الدن وال دكتور أيمن الظ واهري وأنص ارمها مل ينجح يف الوص ول إىل هدف ه‪ ،‬ذلك أنه أص اب‬
‫(معس كرات تربوي ة) حلركة اجملاه دين الكش مريية وقتل من أفرادها ما يق رب من س تة عشر شخص اً وت بني‬
‫فيما بعد أن الش يخ أس امة بن الدن وال دكتور أيمن الظ واهري كانا يف مك ان بعيد ع دة مئ ات من الكيلو‬
‫مرتات عن خوست اليت تعرضت للقصف األمريكي‪.‬‬
‫املعركة ابتدأت‬
‫وقد حتدث ال دكتور أيمن ثانية لنفس الص حايف الباكس تاين بعد الغ ارة الص اروخية األمريكية على‬
‫أفغانس تان والس ودان ق ائال(( يا أخ رحيم اهلل‪ ،‬أرجو أن تبلغ األمريك ان أننا ال زلنا أحي اء بفضل اهلل وأن‬
‫المعركة ابت دأت اآلن مع األمريك ان وس يكون انتقامنا قريب اً وقوي اً وعلى األمريك ان أن يس تعدوا‬
‫لمواجهة الشباب المسلم في كل مكان))‪.‬‬
‫أث ار ه ذا التهديد انزع اج المال محمد عمر زعيم حركة طالب ان وامللقب ب أمري املؤم نني حيث خ رج‬
‫عن ص مته‪ ،‬وق ال‪ " :‬في أفغانس تان دولة واح دة وس لطة واح دة وال حق ألس امة أو غ يره ب أن يتوع دوا‬
‫ويه ددوا من أرض نا‪ ،‬وهم ض يوفنا ونحن نح ترمهم لس ابقة جه ادهم‪ ،‬وعلينا واجب حم ايتهم ونحن‬
‫نعرف كيف نرد على أمريكا بعد عدوانها على الشعب المسلم في أفغانستان"‪.‬‬

‫قيود أشد تأثيراً من القصف‬


‫طالب ان وبس بب من الض غوط اخلارجية عليها جلأت إىل س حب وس ائل االتص ال من أس امة بن الدن‬
‫وأنص اره‪ ،‬وطلبت منهم االل تزام بق انون البالد‪ ،‬وع دم القي ام ب أي عمل دون إذن من الس لطة الش رعية يف‬
‫أفغانس تان‪ ،‬ممثلة حبركة طالب ان وقيادهتا‪ ،‬وقد أف ادت ه ذه احلركة أس امة وغ ريه يف أهنا مل تكشف مك اهنم‬
‫ألجه زة الرصد األمريكي ة‪ ،‬وإن ك انت ح دت من رغبتهم يف الوص ول إىل وس ائل اإلعالم لش رح وجهة‬
‫نظرهم وتبيان موقفهم مما حيدث يف املنطقة‪.‬‬
‫وبقي احلال هك ذا حىت أعلنت احملكمة العليا يف أفغانس تان أهنا س تقدم أس امة بن الدن للمحاكمة‬
‫اإلسالمية إن ثبت تورطه يف أية أعمال خملة بالشرع انطالقاً من األراضي األفغانية‪ ،‬وطلبت هذه احملكمة من‬
‫كل اجله ات وال دول اليت تتهم أس امة أن حتضر أدلتها إىل احملكم ة‪ ،‬لكن أح داً مل يق دم أي دليل س وى ما‬
‫قدمته اإلدارة األمريكية‪ ،‬وهو شريط املقابلة اليت أجرهتا شبكة ‪ CNN‬مع أسامة يف العام ‪ ،1997‬وقال فيها‬
‫إنه رغم عدم معرفته مبن قاموا بعملييت اخلرب والرياض ضد القوات األمريكية يف اململكة العربية السعودية فإنه‬
‫يؤيد مثل هذه العمليات ومتىن لو كان أحد هؤالء األبطال‪(.‬أو مبعىن هذا الكالم الذي ال ميكن ألي حمكمة‬
‫يف العامل أن تعتربه دليل إدانة على تورطه يف هاتني العمليتني)‪.‬‬
‫يف ديس مرب من الع ام املاضي اتصل يب ش خص كنت أعرفه منذ ف رتة ويقيم يف أفغانس تان ق ائال إن‬
‫الش يخ أس امة ي رحب بك يا أخ جم ال كي جتري معه مقابلة يف أفغانس تان‪ ،‬وما عليك إال احلض ور مع‬
‫املصور إىل قندهار‪ ،‬ومن مث حنن نأخذك إىل املكان الذي يتواجد فيه‪ .‬وقد سبق أن حتدثت عن قصة اللقاء‬
‫يف فصل سابق‪.‬‬
‫لقاء على غري موعد‬
‫يف قندهار استقبلين ذلك الشخص الذي اتصل يب وكان بصحبته الدكتور أيمن الظواهري‪ ،‬الذي‬
‫ك ان ميتشق س الحه الرش اش‪ ،‬حيث رحب يب وأب دى اس تعداده كي جنري معه مقابلة بعد أن جنري مقابلة‬
‫مع الش يخ أس امة بن الدن‪ ،‬وقد ص حبنا ال دكتور يف الرحلة خ ارج مدينة قن دهار حىت وص لنا إىل املك ان‬
‫الذي أعده الشيخ أسامة خصيصاً الستقبالنا فيه وإجراء املقابلة‪.‬‬
‫واآلن وبعد أن مضى قرابة الع ام ونصف الع ام على إج راء املقابلة وع دم نش رها كما كنت آمل يف‬
‫قن اة اجلزي رة ألس باب أتركها إلدارة اجلزي رة كي تفصح عنه ا‪ ،‬بعد أن انتفى الس بب ال ذي ح دا ب اجلزيرة‬
‫السعي جاهدة ملقابلة الدكتور أيمن الظواهري‪ ،‬وأداءً لألمانة الصحفية‪ ،‬وإمياناً مين حبق الناس كل الناس يف‬
‫أن يتعرف وا على وجه ات النظر املختلفة من فم أص حاهبا وإن اختلف وا معهم مائة ومثانني درج ة‪ ،‬ف إنين أورد‬
‫هنا نص املقابلة مع الدكتور أيمن الظواهري ليطلع عليها من أراد‪ ،‬منتقداً‪ ،‬أو مهامجاً‪ ،‬أو راغب اً يف التعرف‬
‫على ه ذا التي ار‪ ،‬أو دارس اً لفكر تي ار من اجلماع ات اإلس المية املقاتلة وأس باهبا وما وص لت إلي ه‪ ،‬لعل فيها‬
‫فائدة للجميع‪.‬‬
‫نص المـقـابـلـة‬
‫كلمة ال بد منها‪:‬‬
‫هذه مقابلة الدكتور أمين الظواهري أمري مجاعة اجلهاد املصرية اليت مل تر النور بفعل عوامل أشرت إىل بعضها‬
‫يف تض اعيف ه ذا الكت اب‪ ،‬وإين أعاهد اهلل والق ارئ الك رمي أن أك ون عند حسن ظنه يف أمانة النقل يف‬
‫احملافظة على النص دون زي ادة أو نقص‪ ،‬كما ال تزمت ب ذلك يف إي رادي للنص احلريف والكامل ملقابلة الش يخ‬
‫أس امة بن الدن يف فصل س ابق‪ ،‬وأك رر الق ول ب أن ما ورد يف ه ذه املقابلة من آراء ووجه ات نظر تعرب عن‬
‫رأي صاحبها‪ ،‬وليس بالضرورة أن يكون رأيي موافق اً لرأيه الذي أورده يف هذه املقابلة‪ ،‬لكن وحرص اً مين‬
‫على وضع هذه املعلومات بني يدي القارئ الكرمي‪ ،‬وأداءً ألمانة املسئولية والعهد الذي قطعته على نفسي‪،‬‬
‫أن ألتزم الدقة واملوضوعية‪ ،‬كما وأين أريد أن أوصل للقارئ هذه الرسالة اليت حاولت قوى كثرية وجهات‬
‫عدة أن حتول بينها وبني القارئ الكرمي‪ ،‬ألهداف ال ختفى على ذي الرأي احلصيف‪.‬‬

‫النص الكامل للقاء‬


‫هذا أنا‬
‫سؤال‪ :‬دكتور أيمن الظواهري أنتم ترأسون حالي اً جماعة الجهاد المصرية‪ ،‬أوالً لو تعطونا نبذة‬
‫عن شخصكم من هو الدكتور أيمن الظواهري؟‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم والصالة والسالم على رسول اهلل‪.‬أيمن الظواهري ولد يف عام ‪ 1951‬يف‬
‫حمافظة اجليزة يف مصر وال دي ال دكتور محمد ربيع الظ واهري ك ان يعمل أس تاذاً للعل وم يف جامعة عني‬
‫مشس‪ ،‬وأنا من عائلة معظم أفرادها من العلم اء األزه ريني‪ ،‬ج دنا األكرب الش يخ محمد الحسن الظ واهري‬
‫ك ان ش يخ اجلامع األزهر يف الثالثين ات‪ ،‬وأمي تنتمي إىل عائلة ع زام وهي عائلة من قبيلة عربية مش هورة‬
‫ه اجرت إىل مص ر‪ .‬ج دي ألمي هو ال دكتور عبد الوه اب ع زام العالمة واألديب املش هور وهو أول من‬
‫ترجم شعر محمد إقبال إىل اللغة العربية شعراً‪ .‬يف هذا اجلو أنا نشأت‪ ،‬وأخذت يف التعليم املدين حىت عام‬
‫‪ 1968‬بعد النكس ة‪ ،‬مث دخلت كلية الطب وخترجت ع ام ‪ 1974‬حص لت على ش هادة املاجس تري يف‬
‫اجلراحة ع ام ‪ ،1978‬ويف ه ذه الف رتة ك انت اجلامعة املص رية تعج باألح داث‪ ،‬عقب ح رب أكت وبر وفيها‬
‫نش أت اجلماع ات اإلس المية يف مص ر‪ ،‬بعد ذلك تق دمت إىل دراسة ال دكتوراه لكن األح داث مل متهلين‬
‫حيث اضطررت إىل ترك البلد‪ ،‬واعتقلت عام ‪ 1981‬ومكثت يف السجن ثالث سنوات تعرفت فيها على‬
‫الوجه اآلخر للنظام‪ ،‬وبعد ذلك دخلت يف قضية اجلهاد املشهورة سنة ‪ 1981‬وطالبت النيابة بإعدامي لكن‬
‫ق در اهلل س بحانه وتع اىل أن حيكم علي بالس جن ثالث س نوات فق ط‪ .‬بعد ذلك خ رجت من الس جن مث‬
‫خ رجت من مصر بعد ذلك بثالثة أش هر بطريقة م ا‪ .‬وبعد ذلك قمت جبولة يف بالد خمتلفة حىت وص لت إىل‬
‫باكس تان وهن اك عملت مع اجملاه دين األفغ ان يف العمل اجلراحي ملس اعدة اجملاه دين األفغ ان طبي اً‪ .‬وكنت‬
‫ذهبت إىل باكستان من قبل ‪ 80/81‬حيث عملت طبيباً وجراح اً مع اجملاهدين ومنذ ذلك احلني وأنا هكذا‬
‫أدور يف البالد من أجل قضية اجلهاد يف مصر ويف العامل اإلسالمي‪.‬‬

‫وهذه جماعتنا‬
‫س‪:‬بالنس بة لجماعة الجه اد المص رية م تى نش أت وما هي أه دافها وما ال ذي تحقق من ه ذه‬
‫األهداف حتى اآلن؟‬
‫مجاعة اجله اد يف مصر نش أت ح وايل ع ام ‪ ،1966‬كنا عب ارة عن جمموعة من الطلبة يف املرحلة‬
‫الثانوية‪ ،‬بدأنا نشكل جمموعات يف أعقاب ضرب النظام جلماعة األخوان عام ‪ ،1965‬بدأنا حنن نتعرف‬
‫على احلركة اإلس المية وما ح دث هلا‪ .‬وخلص نا إىل نتيجة أن ه ذا النظ ام املص ري نظ ام مع ٍاد لإلس الم ولن‬
‫يأيت على يده اخلري‪ ،‬وأدى إىل وقوع كوارث تارخيية على البالد‪ ،‬على مصر خاصة وعلى العرب عامة‪ ،‬وقد‬
‫تس لم ه ذا النظ ام البلد وح دودها من جن وب الس ودان إىل البحر املتوس ط‪ ،‬ويف ع ام ‪ 1967‬حتولت البلد‬
‫نصفها حمتل وجيشها حمطم يف اليمن‪ ،‬وخرجنا بنتيجة أنه ال سبيل للنجاة إال مبقاومة هذا النظام والعودة إىل‬
‫اإلس الم‪ .‬منذ ذلك احلني وحنن نعمل هلذه املب ادئ وهي أنه جيب تغيري النظ ام يف مص ر‪ ،‬ألنه ليس هن اك من‬
‫سبيل إال تغيري النظام بالقوة بعد أن وصل هذه الدرجة من الفساد وإضاعة البالد‪ .‬وظل هكذا النشاط حىت‬
‫جاءت سنة ‪ 1981‬وما كان فيها من أحداث ضخمة من التحفظ على السياسيني عموم اً والتيار اإلسالمي‬
‫بش كل خ اص يف س بتمرب ‪ 1981‬مث ما تاله بعد ذلك من قتل الس ادات وأح داث الص عيد وهي ك انت‬
‫االنتفاضة اإلس المية يف س نة ‪ 1981‬وأعقبتها محلة اعتق االت كث رية طالتنا ه ذه االعتق االت‪ ،‬فه ذا ملخص‬
‫لألحداث حىت مقتل السادات‪ ،‬ومبقتله انفجرت قضية اجلهاد يف مصر‪ ،‬وانفجرت قضية مقاومة اليهود يف‬
‫مصر ألن خالد اإلس المبولي رمحه اهلل ملا س ئل ملاذا قتلت الس ادات؟ ك انت إجابته واض حة وص رحية‪:‬ألنه‬
‫عميل لليه ود يف مص ر‪ .‬وألنه تع دى على العلم اء املس لمني يف مص ر‪ .‬ج زى اهلل خ ريا خالد اإلس المبولي‬
‫وإخوانه محمد عبد الس الم‪ ،‬عطا طاي ل‪ ،‬عبد الحميد عبد الس الم‪ ،‬فج روا قض ية اجله اد يف مصر ه ذا‬
‫اجلهاد الذي يصطدم مع اليهود وعمالئهم يف مصر واملدافعني عن اليهود يف مصر وهم هذا النظام العلماين‬
‫العس كري املتحكم يف مص ر‪.‬وأثبتت األح داث وأثبت الت اريخ أن الق وة الوحي دة والق ادرة على وقف ه ذا‬
‫النظام ومقاومة املد الصهيوين يف مصر هي القوة اإلسالمية‪ ،‬فانفجرت مبقتل أنور السادات وأحداث الصعيد‬
‫قضية مقاومة اليهود يف مصر‪ .‬واتضحت للعيان الصورة لعمالة النظام املصري لليهود واألمريكان يف جانب‬
‫واحلركة اإلسالمية يف اجلانب اآلخر‪.‬‬
‫طبع اً ومنذ ذلك احلني تتفجر األحداث يف مصر كقضية اجلهاد انبعثت وكثري من القضايا اإلسالمية‬
‫يف مصر انتهت باعتقال أفرادها ودخوهلم السجن وبقائهم فيه مدة طويلة‪ ،‬لكن ومنذ ‪ 1981‬واألحداث يف‬
‫جتدد وانبعاث وانفجار يف مصر‪ .‬والقوى اإلسالمية تعرب عن الشارع املصري وهي القوى الوحيدة يف مصر‪.‬‬
‫والنظام املصري يف جانب آخر‪ .‬القوى اإلسالمية يف مصر متلك ما ال متلكه أي قوى سياسية أخرى‪ ،‬لديها‬
‫س تون ألف معتقل حكم على ‪ 108‬منهم باإلع دام يف حماكم عس كرية‪ ،‬نفذ ح وايل ‪ 88‬حكما منها حىت‬
‫اآلن‪ ،‬لكن هناك حاالت كثرية للقتل‪ ،‬االختفاء القسري‪ ،‬القتل حتت التعذيب‪ ،‬واألحكام املمتدة وانتهاك‬
‫أعراض النساء‪ .‬ال يوجد تنظيم أو تيار سياسي يف مصر ميلك مثل هذا النفس الطويل‪ ،‬ورغم ذلك ما زالت‬
‫القوى اإلسالمية يف مصر قادرة على مقارعة النظام وما زالت أمريكا حىت اآلن تعتربها من أعدى أعدائها‪،‬‬
‫ومنذ سنة‪ 1981‬وحىت اآلن والقضية اإلسالمية متفجرة يف مصر‪.‬أنا أعترب أن أحداث ‪ 1981‬خاصة ما قام‬
‫به خالد اإلسالمبولي وإخوانه رمحهم اهلل مجيع اً أنه مبثابة تفجري للمواجهة مع اليهود‪ ،‬وإحياء لقضية اجلهاد‬
‫ضد اليه ود واألمريك ان‪ ،‬وب رزت ه ذه القض ية ل دى الش باب املس لم اآلن وأص بحت قض ية حياتية يومية يف‬
‫مصر‪.‬‬

‫التجربة األفغانية‬
‫بعد أن خرجنا من مصر ووص لنا إىل أفغانس تان ك انت هن اك فرصة يف اجله اد األفغ اين أعطت دفعة‬
‫أخ رى للجه اد والعمل اإلس المي يف الع امل الع ريب‪ ،‬يف أفغانس تان اكتس بنا من اخلربات التنظيمية والسياس ية‬
‫والعس كرية ما ال ميكن أن نكتس به يف أي بلد آخ ر‪ .‬ه ذه س احة جهادية مفتوحة يفد إليها الش باب املس لم‬
‫احلريص على اجله اد من أحناء الع امل اإلس المي وميارس اجله اد‪ ،‬ومبش اركة ه ذا الش باب س قطت الق وى‬
‫العظمى اليت ك انت تس يطر على مس احات ض خمة من الع امل واليت ك انت تعد أق وى ق وة برية يف الع امل‪،‬‬
‫فبمشاركة هؤالء الشباب رأوا هذه التجربة احلية بأنفسهم وأعينهم ورأوا كيف تسقط القوى العظمى وأنه‬
‫ليس هناك قوى عظمى فخرج هذا الشباب من أفغانستان وقد امتأل أمالً يف أن ينازل القوى اليت تسمى‬
‫عظمى وس قط من ذهنه اسم ق وى عظمى وأدرك هشاشة ه ذه الق وى العظمى ألنه نازهلا بنفسه يف املي دان‪،‬‬
‫فمرحلة أفغانس تان مرحلة ثرية ج داً اس تفدنا منها يف مصر اس تفادة عظيمة ج داً وب دأت تتص اعد بش كل‬
‫فجائي‪ ،‬واض طر النظام أن يظهر وجهه القبيح والكاحل وصورته احلقيقية‪ ،‬فبدأ محالت االعتق ال والتعذيب‬
‫والبطش وه ذا تش هد به منظم ات حق وق اإلنس ان وس جالت وزارة اخلارجية األمريكية حىت إن مس ئويل‬
‫النظام أنفسهم يعرتفون بذلك‪ ،‬فاضطر النظام أن يتخذ سياسة البطش والقمع الشديد يف مواجهة هؤالء‪ ،‬يف‬
‫مواجهة الق وى اإلس المية اليت ت رفض العمالة ألمريكا وإس رائيل وتط الب ب العودة إىل اإلس الم واهلوية‬
‫اإلسالمية لألمة‪ ،‬باعتبارها هي املنقذ الوحيد لألمة من حالة االحنطاط واهلوان اليت وصلت إليها‪ .‬بعد ذلك‬
‫ملا اض طررنا للخ روج من باكس تان بعد محالت االعتق ال ضد الش باب الع رب ال ذي جاهد يف أفغانس تان‬
‫احتفظنا هبذه اخلربات والصالت القوية ومارسنا العمل يف مصر دعوي اً وجهادي اً وسياسياً وكانت مثرة هذه‬
‫العالق ات هو أن تش كل ل دى الش باب اجملاهد وعي سياسي وعقائ دي ب أن ه ذه األمة حتارب ألهنا أمة‬
‫مسلمة‪ ،‬هناك حرب صليبية جديدة تريد هذه األمة‪ ،‬تريد ثروهتا‪ ..‬أرضها تريد أن تطمس اإلرادة السياسية‬
‫والتميز العقائدي هلذه األمة‪ ،‬وخرج الشباب املسلم بالوعي السياسي أن العدو األكرب الذي سبب هلم كل‬
‫هذه الباليا والكوارث هو التحالف اليهودي الصلييب وأن أكابر جمرميها هم املوجودون يف البيت األبيض‬
‫وإس رائيل‪ ،‬ألن ه ؤالء هم ال ذين حيرك ون النظ ام املص ري‪ ،‬وهم ال ذين حيرك ون األنظمة العربية األخ رى‬
‫لضرب احلركة اإلسالمية‪ ،‬فهذا الوعي أدى إىل كثري من االتصاالت والتشاور والعمل املشرتك مع األخوة‬
‫وأمثر آخر مرحلة اليت منر هبا اآلن يف مجاعة اجله اد والعديد من اجلماع ات اجملاه دة األخ رى واجلماع ات اليت‬
‫تعمل على إع ادة اهلوية اإلس المية لألمة وهو التوحد ملقاومة ه ذه اهلجمة الص ليبية اجلدي دة‪ ،‬ولعل إنش اء‬
‫اجلبهة اإلسالمية العاملية ملقاتلة اليهود والصليبيني يكون تنظيم اً نريد به توثيق هذه الروح اليت كانت عبارة‬
‫عن وعي وفهم وروح تسري يف األمة وتص بح قوالب إدارية وتنظيمية تنظم ه ذه الص حوة اإلس المية‪ .‬ه ذه‬
‫باختصار نبذة عن مجاعة اجلهاد وما حققته حىت اآلن‪.‬‬

‫نحن واليهود‬
‫س‪ :‬تحدثتم عن بداية الوعي الجهادي في مصر وأنه كان لمقاومة دخول اليهود إلى مصر لكن‬
‫ح تى اآلن جماعة الجه اد في مصر وفي إط ار عملها المس لح لم نش هد لها أو ن ادراً ما نس مع عن‬
‫عملي ات لها ضد اليه ود وإنما اقتص رت عملياتها ضد النظ ام في مصر أو بعض الشخص يات والض باط‬
‫في جه از الش رطة أو الحكومة في مص ر‪.‬أال يعد ه ذا تقويض اً لدولة يمكن أن تم ارس يوم اً ما دورها‬
‫في مقاومة التطبيع مع اليهود أو مقاومة المد اليهودي في مصر؟‬
‫ج‪ :‬ه ذه النتيجة مل تنب على مقدمة ص حيحة‪ .‬النظ ام املص ري ال ميكن أن يق اوم اليه ود أو أمريك ا‪.‬‬
‫النظ ام املص ري يعمل ملص لحة اليه ود واألمريك ان‪ .‬حنن حني نض رب النظ ام يف مصر نض ربه ألنه نظ ام مينع‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬يبيع البالد إلسرائيل واألمريكان‪ ،‬وهو النظام الذي افتتح معاهدات السالم مع إسرائيل‪.‬‬
‫وهو النظ ام ال ذي أس قط حالة احلرب بني الع رب وإس رائيل‪ ،‬وهو أول نظ ام ع ريب فتح س فارة إس رائيل يف‬
‫القاهرة‪ .‬وهو الذي أدخل القواعد األمريكية إىل مصر‪ ،‬وهو النظام الذي أجرى التطبيع يف مصر ويريد من‬
‫الش عب املص ري أن ينسى ش يئاً امسه فلس طني‪ .‬فالنظ ام املص ري هبذا هو أداة قوية وأساس ية بيد إس رائيل‬
‫لضرب أقوى قوة عربية وهي مصر اليت تستطيع أن تصمد يف مواجهة إسرائيل‪ .‬وحنن حني كنا نقاوم النظام‬
‫كنا نقاومه هبذا املعىن وال زلنا نقاومه هبذا املعىن‪ .‬وصعدنا من تعاوننا مع إخواننا يف اجلماعات املختلفة‪ .‬هذا‬
‫النصف اآلخر من السؤال أما النصف األول منه وهو ملاذا مل نر لكم عمليات مسلحة ضد اليهود يف مصر‪:‬‬
‫حنن س عينا يف عملي ات ضد اليه ود ولكن ق در اهلل س بحانه وتع اىل أال تتم ومن أش هرها قض ية خ ان اخلليلي‬
‫اليت اهتم فيها مائة أخ وأع دم فيها ثالثة من االخ وة أخ رياً‪ .‬ه ذه العملية أساس اً هي عملية ضد الس ياح‬
‫اإلسرائيليني يف مصر ولكن النظام ال جيرؤ أن يذكر هذا حىت يف بياناته‪ ،‬فهذا الوعي وهو أن اجلهاد يف مصر‬
‫جيب أن يتوجه ضد النظام وضد أمريكا وإسرائيل وعي مستقر ودليله أننا قد دخلنا وشاركنا يف اجلبهة ضد‬
‫الصليبيني واليهود ولو مل يكن مثل هذا الوعي ملا شاركنا يف هذه اجلبهة‪.‬‬

‫من المستفيد؟‬
‫سؤال‪:‬على ذكر العمليات ضد السياح األجانب في مصر‪:‬كان هناك عدة عمليات عسكرية ضد‬
‫السياح األجانب في مصر خاصة حادثة األقصر وكان هناك بيانات تفيد أن جماعة الجهاد تقف وراء‬
‫مثل هذه العمليات‪ ،‬أال ترون أن مثل هذه العمليات يمكن أن تؤثر بشكل أو بآخر على الدخل العام‬
‫لرجل الشارع المصري واقتصاد البلد وتقويض دعائم دولة يستفيد منها عشرات الماليين من الشعب‬
‫المصري؟‬
‫ال دكتور الظ واهري‪ :‬أوالً هن اك اع رتاض ش كلي على الس ؤال‪ .‬حنن كجماعة مل نقم مبهامجة الس ياح‬
‫األجانب يف مصر‪ .‬وهناك شق موضوعي يف السؤال وهو ما ميارسه أعضاء اجلماعات اإلسالمية يف مصر‪.‬‬
‫احلقيقة أنتم يف اإلعالم تس معون ما يص در من ط رف واحد وهو احلكومة ومن وجهة نظره ا‪ .‬وأما وجهة‬
‫النظر اإلس المية وإن كنا مل نش ارك يف ه ذه العملي ات لكننا نتفهمها متام اً وهي أن الش باب يعترب أن وج ود‬
‫الس ياح األج انب يف مصر هو ع دوان على املس لمني يف مص ر‪ ،‬ألن الس ائح اليه ودي واألم ريكي والفرنسي‬
‫واألجنيب بشكل عام بعد أن يضربوا العراق‪ ،‬ويقصفوا املسلمني يف لبنان‪ ،‬ويكسروا سيقان وأذرع األطفال‬
‫يف فلس طني احملتل ة‪ ،‬يتخ ذوا من مصر ملهى أو منتجع اً وي أيت ليقضي وقته فيه ا‪ .‬حنن نق ول له أو الش باب‬
‫يقولون له إن بلدنا هذا ليس بلداً للتلهي أو التنزه خاصة ألمثالكم وأعلن الشباب مراراً أننا لن نريد سياحاً‬
‫هبذه الص ورة يف مص ر‪ .‬ال نريد س ياحاً هبذه األخالق املتدنية يف مص ر‪ .‬ال نريد س ياحاً من ه ؤالء ال ذين‬
‫اعتدوا علينا مراراً وبعد أن يكملوا عدواهنم يأتوا بعد أن يقوموا بعدواهنم للتنزه يف مصر واللهو فيها‪.‬‬

‫سياح أم قوات غزو؟‬


‫س ؤال‪:‬هل تقص دون الق ول إن غالبية الس ياح هم من الق وات الغربية خاصة األمريكية ال تي‬
‫تقصف العراق وغيره من الدول اإلسالمية؟‬
‫الدكتور الظواهري‪ :‬ال‪ ..‬عموما فإن السياح يف مصر هم من الدول اليت أيدت قيام إسرائيل‪ ،‬معظم‬
‫الش عوب الغربية منذ البداية وهي ش عوب تع رتف بإس رائيل وتس اندها وت دعمها‪ ،‬وت دعم السياسة األمريكية‬
‫ضد العراق ملا قتل مئات األلوف من الشعب العراقي يف العدوان األمريكي العاملي شاركت قوات من هذه‬
‫الش عوب يف التح الف ضد أمتن ا‪ .‬فهن اك ع داء من الش عب يف مصر جتاه ه ذه الش عوب اليت ش اركت يف‬
‫الع دوان على أمتن ا‪ .‬الش باب ق الوا هلؤالء الس ياح ال ت أتوا إىل بالدنا ألنكم مارس تم الع دوان على بالدن ا‪،‬‬
‫وألنكم متارس ون أخالقي ات وس لوكيات حنن كمس لمني ال نقبل أن متارس عن دنا وحنن ض دها يف مص ر‪ .‬ال‬
‫تأتوا إلينا ألنكم تدعمون اقتصاد حكومة تعمل حلساب إسرائيل‪ .‬هذا الدعم ال يذهب إىل املواطن املصري‬
‫وإمنا إىل كبار املسئولني وإىل دولة الفساد يف مصر‪ .‬ألن من ورائكم دولة للدعارة والفساد والقمار تنشأ يف‬
‫مصر‪ .‬وهذه الدولة متتص دماء املسلمني والضعفاء وجتربهم على الفاحشة بسبب الفقر الذي يعيشون فيه‪.‬‬
‫فكل ه ذه األم وال ال نري دها‪ .‬الش باب أن ذروا م رة واثن تني وثالث اً وأربعة يف مصر‪ .‬واآلن أص بحت املعركة‬
‫بني الق وى اإلس المية والنظ ام املتح الف مع إس رائيل وأمريكا يف مص ر‪ .‬حنن نعترب النظ ام غري ش رعي‬
‫والتأشريات اليت مينحها للسياح غري شرعية‪ ،‬ومع ذلك هؤالء السياح يأخذون التأشريات من النظام الذي‬
‫يعتربه الشباب املسلم غري شرعي‪ ،‬وصرح جون ميجر بأنه يدعم النظام يف مصر ضد اجلماعات اإلسالمية‪،‬‬
‫فأص بح الس ائح ال ذي ي أيت إىل مصر حمارب اً وليس س ائحاً‪ ،‬س ائح ي دعم النظ ام ويع رتف بش رعيته وي دفع‬
‫األموال لتقويته‪ .‬وأي بلد يف العامل تعترب أن من يدخل حدودها بشكل غري قانوين من حقها أن تطلق عليه‬
‫الن ار‪ ،‬فه ؤالء الش باب ومن ه ذا املنطلق ق اموا هبذه العملي ات‪ ،‬حنن وإن مل نكن قمنا هبذه العملي ات لكننا‬
‫نتفهم ال دواعي هلا متام اً‪ .‬أضف إىل ذلك أن الش باب م اذا يع اين؟ ه ذا الش باب يع اين من إره اب وقمع‬
‫وتع ذيب مل ت ره مصر يف تارخيها كل ه‪ .‬اع رتفت به احملاكم املص رية والطب الش رعي واع رتف به الص حافيون‬
‫املص ريون‪ ،‬وش خص مثل ع ادل محودة يف روز اليوسف يق ول إنه يف مصر ‪ 30‬ألف معتقل وعش رات‬
‫عملي ات التع ذيب‪ ،‬ه ؤالء الش باب ال ذين ميارس ض دهم ه ذا األمر ال بد هلم أن يوقف وا التع ذيب ضد‬
‫إخ واهنم‪ .‬ال ذي جرى يف حادثة األقصر ومل تنش ره وس ائل اإلعالم أو تشر إليه أن الش باب ق الوا‪ :‬أننا عملنا‬
‫ه ذه العملية ث أراً إلخواننا ال ذين قتل وا حتت التع ذيب يف مص ر‪ .‬وأهنم ك انوا ين وون أن تك ون عملية ره ائن‬
‫لتحرير إخ واهنم يف الس جون املص رية ومن أجل إنق اذ ال دكتور عمر عبد ال رحمن فك اهلل أس ره‪ .‬ال ذي‬
‫ح دث هو أن ه ؤالء األخ وة ال ذين اختطف وا الس ياح مل يطلق وا الن ار عليهم‪ ،‬وإمنا النظ ام املص ري مل يعبأ‬
‫بالس ياح واألخوة وأطلق الن ار على السياح وقتلهم‪ .‬نفس ال ذي ح دث يف عملية حترير الط ائرة املختطفة يف‬
‫قربص‪ .‬القوات اخلاصة املصرية هي اليت اقتحمت الطائرة وقتلت الركاب مث قال النظام إن الفلسطينيني هم‬
‫الذين قتلوا الركاب‪ .‬حنن نتفهم هذه الدواعي ونتهم النظام بقتل هؤالء السياح‪.‬‬

‫وحرض المؤمنين‬
‫س ؤال‪:‬أش رتم في البداية إلى اإلعالن قبل أش هر عن تأس يس الجبهة اإلس المية العالمية لمقاتلة‬
‫اليه ود والص ليبيين لكن ح تى اآلن هن اك القليل المع روف عن ه ذه الجبهة ومبادئها وم اذا تري د‪ ،‬وما‬
‫الذي حققته حتى اآلن‪ .‬هل من نبذة تعطونها عن الجبهة وأهدافها؟‬
‫ال دكتور الظ واهري‪ :‬اجلبهة اإلس المية العاملية هلا ميثاقه ا‪ ،‬وه ذا امليث اق فيه مع امل دائم ة‪ ،‬وفيه حث‬
‫لألمة املسلمة على اجلهاد حىت نصد العدوان األمريكي واليهودي عليها‪ ،‬والذي يسرق ثروات األمة وحيتل‬
‫أرضها‪ .‬هذا العدوان الذي احتل أرضها وأقدس البقاع‪ ،‬القدس‪ ،‬واحلرم املكي‪ ،‬واحلرم النبوي‪ ،‬هذه اجلبهة‬
‫تعمل من أجل حتكيم شرع اهلل سبحانه وتعاىل يف أرضه وتسعى اجلبهة حلشد كل القوى اإلسالمية من أجل‬
‫إنق اذ املقدس ات اإلس المية اليت ض اعت‪.‬فه ذا هو اهلدف األساسي من اجلبهة وه ذا عملها األساسي واجلبهة‬
‫حريصة على مل مشل األمة وحتريضها على هذا اهلدف األساسي‪.‬‬
‫سؤال‪:‬لكن ما الذي حققته الجبهة حتى اآلن؟‬
‫ال دكتور الظ واهري‪:‬ال أس تطيع أن أق ول ما ال ذي حققته اجلبهة حىت اآلن وخالل ف رتة وج يزة من‬
‫عمرها‪ .‬لكن أستطيع القول أن اجلبهة هلا قبول شعيب جارف وتأييد واسع‪ ،‬ودليل على ذلك املظاهرات اليت‬
‫جرت يف باكستان تأييداً هلا‪ .‬وخاصة حينما أشيع خرب اعتقال الشيخ أس امة بن الدن‪ ،‬اندلعت مظاهرات‬
‫واسعة النطاق يف باكستان واملظاهرات انفجرت يف العديد من الدول اإلسالمية حينما قصفت أفغانستان‪،‬‬
‫وك ان من ض من األه داف اليت قص فت األم اكن اليت قيل إن األخ وة الع رب يتواج دون فيها وهم ت ابعون‬
‫للجبهة‪ ،‬هذا التعاطف الشعيب اجلارف هو نتيجة العمل املثمر الذي قامت به اجلبهة جلمع مشل األمة‪ ،‬وهدف‬
‫ضخم مثل هذا ال يستكثر عليه تسعة أشهر أو سنة‪.‬‬

‫‪ ...‬والبادئ أظلم‬
‫س ؤال‪:‬م ؤخراً ك ان هن اك هج وم أم ريكي بريط اني على الع راق لكن ك ان هن اك مالحظة وهي‬
‫غياب أي ردود فعل قوية تجاه هذا القصف الصاروخي والجوي على العراق‪ ،‬كما لم يكن هناك رد‬
‫فعل من الجبهة اإلسالمية العالمية تجاه هذا القصف‪.‬‬
‫ال دكتور الظ واهري‪:‬هاأنا ذا أرد اآلن إن مسح إخواننا يف اجلبهة يل التح دث بامسها‪(.‬هنا اس تأذن‬
‫ال دكتور أيمن الظ واهري من الش يخ أس امة بن الدن في الح ديث عن الجبهة ال تي يعت بر الش يخ أس امة‬
‫الن اطق الرس مي باس مها وك ان جالس اً معنا وقت إج راء المقابل ة)ه ذا الع دوان على الع راق ال ي رد‬
‫بالشعارات أو املظاهرات أو اهلتافات‪ ،‬ال يرد إال أن يكال ألمريكا وإسرائيل بنفس املكيال الذي تكيل فيه‬
‫للع رب واملس لمني‪ ،‬أمريكا قتلت م دنيني‪ ،‬أطف ال‪ ،‬نس اء يف الع راق‪ .‬وقتلت إس رائيل املدنيني يف قانا وص ربا‬
‫وشاتيال ودير ياسني ومدرسة حبر البقر‪ ،‬وجتوع أمريكا الشعب العراقي وتقتل األطفال وتسرق أموالنا وحتتل‬
‫أرضنا‪ ،‬ليس هناك من سبيل إال أن يكال هلم بنفس املكيال‪ ،‬هؤالء الناس ليس عندهم أي أخالقيات‪ ،‬هؤالء‬
‫الناس ضربوا املدنيني يف هريوشيما وناجازاكي حىت بعد إعالن اليابان استسالمها‪ .‬فهؤالء الناس ال يفهموا‬
‫إال منطق الق وة‪ .‬رد اجلبهة اإلس المية هو أن ن دعو األمة للوق وف معها بنفس الق وة ل رد الع دوان‪ ،‬وقد‬
‫أصدرت اجلبهة بيانا جديداً وهو دعوة كل من يستطيع محل السالح أو أن يفعل أي شيء ضد أمريكا أن‬
‫يقف مع اجلبهة‪ ،‬وهذه دعوة لكل املسلمني واحلركات اإلسالمية من اجلبهة اإلسالمية العاملية حملاربة اليهود‬
‫والصليبيني‪ ،‬بأن تتحد وتقاوم هذا العدوان‪.‬‬
‫دمنا على أكفنا‬
‫سؤال‪ :‬في الصيف الماضي تعرضتم للقصف الصاروخي األمريكي في خوست والمن اطق القريبة‬
‫منها في أفغانس تان واتهمتم أنتم والش يخ أسامة بن الدن بالقيام بهجمات على المص الح األمريكية في‬
‫الع الم‪ .‬بعد الهج وم األم ريكي البريط اني على الع راق‪ ،‬هل تتوقع ون هجوما أمريكيا جويا أو ص اروخيا‬
‫على مناطق طالبان أو األماكن التي تتواجدون فيها؟‬
‫ال دكتور الظ واهري‪ :‬حنن نتوقع هجوم اً يف أي حلظ ة‪ ،‬نتوقع القتل يف أي حلظ ة‪ ،‬وأنا شخص ياً أعتقد‬
‫أننا عش نا أك ثر مما جيب‪ ،‬حنن نريد أن منوت يف س بيل اهلل‪ ،‬الع دوان ال ذي حصل على املعس كرات يف‬
‫أفغانس تان مل يكن بس بب ن ريويب ودار الس الم مباش رة‪ ،‬وإمنا الس بب أن اجلبهة ق الت للح رام ال ذي تعت ربه‬
‫أمريكا حرام‪ ،‬وهو أن اقتلوا األمريكان كما يقتلونكم‪ ،‬فجن جنون أمريكا واعتربت أن اجلبهة ارتكبت ما‬
‫تعت ربه أمريكا جرمية‪ .‬ل ذلك ض ربت املعس كرات قبل أن يص در أي إدانة أو حتقيق رمسي من احلكومة‬
‫األمريكية حول احلادثني‪ ،‬ألنه تسربت إىل املخابرات األمريكية أن هناك اجتماع اً يف خوست‪ ،‬كما تسربت‬
‫هناك أخبار خاطئة عن وجود أسلحة كيماوية يف اخلرطوم‪ ،‬فضربت بسرعة وحنن نتوقع أال تصدر أي نتيجة‬
‫للتحقيق حىت تقتل أمريكا ه ؤالء املش اركني يف اجلبه ة‪ ،‬حنن نتوقع أن يتك رر ه ذا بال دليل أو م ربر أو أي‬
‫سبب وهذا األمر حنن نعرفه من قبل أحداث نريويب ودار السالم وأن هناك مؤامرة أمريكية متصلة لالغتيال‬
‫وللقتل وحنن نت ابع هبا وحنن ن رحب هبا ونق ول إن األمريك ان دخل وا احلرب وقد ت ورط األمريك ان يف ه ذا‪،‬‬
‫وإهنم من قبل ح اربوا يف كوريا ويف فيتن ام ولكن يف ه ذا العقد األمريك ان تورط وا مع املس لمني‪ ،‬ومعىن أن‬
‫يتورط األمريكان مع املسلمني فإهنم سيعرفون كيف نقاتل؟ وكيف نستشهد؟‪.‬‬

‫رمتني بدائها وانسلت‬


‫س ؤال‪ :‬هن اك ح ديث عن وج ود ص الت لجماعة الجه اد المص رية مع كل من الحكوم ات في‬
‫إي ران والع راق والس ودان‪ .‬ما هي حقيقة م وقفكم من ه ذه الحكوم ات وعالقتكم بها إن وج دت أي‬
‫عالقة؟‬
‫ال دكتور الظ واهري‪ :‬مجاعة اجله اد جمموعة من اجملاه دين املط اردين من كل الع امل وال أعتقد أن أي‬
‫حكومة ترحب بنا عدا حكومة أفغانستان‪ ،‬والطالبان اليت أظهرت من املواقف ما مل نره من قبل يف التاريخ‬
‫احلديث‪ .‬عالقتنا ب إيران والع راق أو غريمها كلها أوه ام‪ .‬لكن احلقيقة أن احلكومة املص رية هلا عالقة عمالة‬
‫واض حة ألمريكا وإس رائيل‪ ،‬احلق ائق أن يف مصر قواعد أمريكي ة‪ ،‬مط ار غ رب الق اهرة‪ ،‬مط ار قن ا‪ ،‬هن اك‬
‫تس هيالت مص رية يف كل املط ارات واملوانئ املص رية للق وات األمريكي ة‪ ،‬خ رجت ط ائرات " ب‪ " 52‬من‬
‫مصر وضربت العراق‪ ،‬هناك سفارة إسرائيلية يف القاهرة ومكتب "سي آي إيه" و"إف يب أي" يف القاهرة‬
‫هناك ستون ألف معتقل يف مصر بسبب اجتاههم اإلسالمي ورفضهم إلسرائيل‪ ،‬هذه هي احلقائق ومن أجل‬
‫ذلك تسعى أجهزة األمن املصرية‪ ،‬ختطف الناس من كرواتيا‪ ،‬ألبانيا‪ ،‬تايالند‪ ،‬وترسلهم إىل مصر‪.‬هذه هي‬
‫احلقائق‪ ،‬أما اهتامنا بعالقات مع حكومات أخرى فهي أوهام‪ ،‬وكما يقولون رمتين بدائها وانسلت‪ .‬العمالء‬
‫هم الذين يتهمون غريهم بالعمالة‪ ،‬هم العمالء احلقيقيون الذين يعملون ألمريكا وإسرائيل ومجعوا الناس يف‬
‫شرم الشيخ ملقاومة الشباب املسلم الذي يقاوم إسرائيل‪ .‬هذه هي احلقائق‪.‬‬

‫هذه هي المشكلة!‬
‫س ؤال‪ :‬الحكومة المص رية تصر دائما على اته ام الس ودان ب إيواء مراكز للجماع ات اإلس المية‬
‫المصرية وتسهيل تدريبها داخل األراضي السودانية ومن ثم تسهيل عبورها وتسللها إلى مصر‪.‬‬
‫ال دكتور الظ واهري‪ :‬يا أخي ه ذه احلكومة املص رية لن تكف عن حماولة لفت األنظ ار عن املش كلة‬
‫احلقيقية وهي تتمثل بوجود صراع بني القوى الشعبية وعلى رأسها القوى اإلسالمية وبني النظام‪ ،‬هذه هي‬
‫املشكلة احلقيقية‪ .‬واحلكومة تضغط على أي جهة ميكن أن تتصور أهنا تساعد يف هذا‪ ،‬لكن هل الضغط على‬
‫السودان وإخراج الشيخ أسامة بن الدن منه أوقف العمليات يف مصر؟ أو هل بعد الضغط على السودان مت‬
‫اإلف راج عن املعتقلني يف مصر وإلغ اء ق انون الط وارئ والتوقف عن اإلع دام يف مص ر؟ القض ية قض ية كاملة‬
‫وهي عمالة النظام املصري لألمريكان وحماربته لإلسالم‪ .‬هذه هي املشكلة‪.‬‬

‫سجن سجان وسجون‬


‫س ؤال‪ :‬ه ذا يقودنا إلى الح ديث عن حقيقة األوض اع الداخلية في مص ر‪ .‬النظ ام يق ول إنه ب دأ‬
‫ممارسة الحريات وأعطى الحرية للمعارضة وسمح بوجود أحزاب معارضة وصحف للمعارضة‪ ،‬وأنتم‬
‫تصرون على ممارسة ما يقولون عنه العنف وتصفونه أنتم بالعمل الجهادي المس لح‪ .‬أوال ما هي حقيقة‬
‫األوض اع في مص ر‪ .‬وكيف تعيش التي ارات اإلس المية في مص ر‪ .‬وهل هن اك وس اطات بين الحكومة‬
‫والجماعات اإلسالمية في مصر‪ .‬وما موقفكم من هذه الوساطات؟‬
‫ال دكتور الظ واهري‪ :‬أوال فيما خيص النصف األول من الس ؤال ف إن هن اك س جناً كب رياً امسه مص ر‪،‬‬
‫هن اك س تون ألف معتق ل‪ ،‬وزير الداخلية اع رتف بوج ود عش رة آالف معتق ل‪ ،‬أخ ريا أفرج وا عن س بعمائة‬
‫تائب‪ ،‬وقالوا أفرجنا عن مخسة آالف‪ .‬فكم عدد الذين مل يتوبوا إذا كان من تاب عددهم مخسة آالف؟!‬
‫سؤال‪ :‬عفواً‪ ،‬ما مفهوم التوبة الذي تتحدث عنه الحكومة؟‬
‫الدكتور الظواهري‪ :‬بالنسبة للدولة التوبة مفهومها أن يقول املعتقل إنين مل أعد أؤمن بالعنف والعمل‬
‫املسلح‪ .‬وهؤالء الذين تقول الدولة إهنم من التائبني ونتيجة سياسة االعتقال العشوائي فإن الدولة تعتقل من‬
‫له ص لة ومن ليس له ص لة‪ ،‬مث ي أتوا إىل ه ؤالء املس اكني ممن ليس هلم أي ص لة باألح داث‪ ،‬ويقول ون هلم‬
‫سنفرج عنكم‪ ،‬إن قلتم أننا تبنا ومل نعد نؤمن بالعنف‪ ،‬وهؤالء مل ميارسوا ما تسميه الدولة عنف اً حىت يتوبوا‬
‫عنه‪ ،‬أصالً هذه هي التمثيلية اليت متارسها الدولة منذ فرتة‪ .‬وإال ملاذا ال يفرجون عن أناس حكم هلم القضاء‬
‫بالرباءة‪ ،‬هناك أناس أمضوا فرتة مخسة عشر عام اً من احلكم يف سجون مصر وال زالوا حتت االعتقال رغم‬
‫انتهاء حمكوميتهم‪ ،‬وهناك أحكام باإلفراج باجلملة لكن هناك أناس ال زالوا معتقلني منذ عشر سنوات يف‬
‫مصر دون أن توجه هلم أي هتمة‪ ،‬فليفرجوا عن هؤالء إن كان هناك حرية يف مصر واحرتام للقانون الذي‬
‫وضعوه‪ .‬القضاء يف مصر أدان احلكومة عدة مرات يف القضية ‪ 462/81‬املدونة باسم قضية اجلهاد الكربى‪.‬‬
‫أدان احلكومة املصرية وقال القاضي‪ :‬إن مصر ليس فيها شريعة اإلسالم وأن هناك تعذيباً تسبب يف عاهات‬
‫مس تدمية‪ ،‬وأن هن اك فس اداً منتش راً يف اإلعالم ويف الص حف التابعة للحكومة املص رية‪ .‬ورئيس اجلمهورية‬
‫باعتب اره احلاكم العس كري وقع على ه ذا وص ادق بنفسه على حكم يدينه بع دم تط بيق الش ريعة وانتش ار‬
‫الفساد يف مصر‪ ،‬ليس هذا كالمنا وإمنا كالم العفو الدولية واملنظمة املصرية حلقوق اإلنسان‪.‬‬
‫القض ية هي ملاذا ميارس كل ه ذا الظلم‪ .‬احلكومة متارس ه ذه السياسة محاية للتوسع اإلس رائيلي يف‬
‫مصر واملنطقة‪ .‬إسرائيل تدرك أن مصر هلا وزهنا السكاين هي العقبة يف طريقها فيجب قمع هذه القوة بأي‬
‫طريق ة‪ .‬احلكومة تق ول إهنا أع ادت احلري ات‪ ،‬أنا أحتدى احلكومة املص رية اآلن حتد ال جترؤ احلكومة املص رية‬
‫أن ترد عليه‪ ،‬فلريفعوا قوائم املمنوعني من السفر‪ ،‬فلينهوا حالة الطوارئ‪ ،‬وليفرجوا عن املعتقلني‪ ،‬ويسمحوا‬
‫حبرية االجتماع ات‪ ،‬وحرية اإلض رابات‪ ،‬ويعي دوا كل احلق وق اليت ي دعوهنا‪ .‬وس ريوا كيف يك ون التي ار‬
‫الشعيب اجلارف الذي سيكتسحهم يف مصر‪ .‬ال جترؤ احلكومة املصرية أن تكف عن اإلجراءات القمعية‪ ،‬ألن‬
‫اليوم الذي تتوقف فيه احلكومة عن هذا سيعترب يوم القضاء على هذه احلكومة‪ .‬وأنا أطالب (قناة اجلزيرة!!)‬
‫بنقل هذا التحدي للحكومة املصرية‪ ،‬أحتداهم أن يرتكوا احلريات يف مصر وسريوا بأنفسهم أن نتيجة هذه‬
‫احلرية معناه القضاء على هذا النظام العميل يف مصر بسبب السياسة اليهودية يف املنطقة‪.‬‬
‫أما عن الوس اطات فنحن واحلمد هلل مل يص لنا أي وس اطات وليس لنا أي وس اطات وال ن ؤمن‬
‫بالوساطات مع النظام املصري‪ ،‬احلل الوحيد مع هذا النظام هو أن يرحل إىل أمريكا اليت يعمل حلساهبا‪.‬‬

‫ويل للمطففين‬
‫سؤال‪ :‬هناك نظامان من القضاء حالياً في مصر‪.‬القضايا العامة ويختص بها القضاء المدني الذي‬
‫يق ول الجميع بش يء من نزاهته أو بنزاهت ه‪ ،‬لكن هن اك القض ايا المتعلقة بالجماع ات اإلس المية كلها‬
‫والتي تحال إلى القضاء العسكري الذي ال يوجد فيه استئناف أو أي شيء‪ .‬كيف تفسرون هذا التمييز‬
‫في المعاملة ضد الجماعات اإلسالمية والكيل بمكيالين أمام هذه الجماعات؟‬
‫ال دكتور الظ واهري‪ :‬ه ذه السياسة األمريكية اليهودية يف مص ر‪ .‬هن اك حماكم اجلناي ات العليا وهن اك‬
‫حماكم أمن الدولة العليا ط وارئ‪ ،‬ه ذه احملاكم حتكم بالق انون اجلن ائي ولكن أحكامها ال تقبل االس تئناف‪،‬‬
‫يعين أن أي حكم يصدر عنها فإن رئيس اجلمهورية هو اآلن صاحب احلق الوحيد يف تعديلها أو ختفيفها أو‬
‫إحالتها إىل حمكمة أخ رى‪ ،‬مث بعد ذلك مل يكتف وا هبذا بس بب أن بعض القض اة يف ه ذه احملاكم حكم وا مبا‬
‫ال ترغب فيه احلكومة مثل‪ :‬قضية اغتيال رفعت احملجوب فعينوا دوائر خاصة لإلرهاب يف هذه احملاكم حيال‬
‫إليها األخوة ووضعوا فيها القضاة من أمثال صالح الدين بدور الذي أطلق عليه النار أخرياً يف مصر‪ ،‬ومل‬
‫يكتفوا هبذا ولكن أصدروا قانون‪ 97/92‬املعروف بقانون مكافحة اإلرهاب والذي يتيح هلم تفتيش البيوت‬
‫واعتقال الناس بدون إذن والذي خيول احلكومة اعتقال أي شخص مدة ستة أشهر دون أن توجه له هتمة‪،‬‬
‫ومل يكتف وا هبذا بل أح الوا الن اس على القض اء العس كري‪ ،‬ال ذي حكم حىت اآلن على مائة ومثانية أش خاص‬
‫باإلعدام خالل أربع سنوات نفذ منها ‪ 88‬حكم إعدام كان آخرهم احلكم الذي صدر ضد إخواننا ونفذ‬
‫فيهم بسبب قيامهم بعملية ضد اليهود أو ما مساه النظام قضية خان اخلليلي‪ ،‬هذا هو النظام املصري وهذه‬
‫هي توجهاته وسياسة أمريكا‪.‬‬

‫خروق واختراقات‬
‫س ؤال‪:‬وزير الداخلية المص ري األس بق حسن األلفي تح دث كث يراً عن اخ تراق المخ ابرات‬
‫المص رية أو مب احث أمن الدولة للجماع ات اإلس المية المص رية وه ذا ما أدى إلى فش لها في تحقيق‬
‫كث ير من العملي ات في مص ر‪.‬هل تش عرون حقيقة بش يء من االخ تراق ال ذي يتح دث عنه خاصة في‬
‫صفوف جماعة الجهاد وما مدى هذا االختراق إن وجد؟‬
‫ال دكتور الظ واهري‪ :‬أوال حنن يف حالة ح رب مع احلكوم ة‪ ،‬قد تس تطيع ه ذه احلكومة جتنيد ش خص‬
‫بعيد عنا وتدعي أهنا حققت اخرتاقاً أمنياً‪ ،‬لكن الذي فشل أمنياً وفصل من وظيفته وشتمه رئيس اجلمهورية‬
‫على التلف از‪ ،‬وطلب منه ع دم الكالم ه و‪ :‬حسن األلفي‪ ،‬وق ال له إن ال ذي متارسه هو هتريج‪ ،‬وهو س ابع‬
‫وزير داخلية يفشل يف مقاومة املد اإلس المي‪ ،‬وكل وزير داخلية ي أيت ويق ول إنه سيقضي على اإلره اب‬
‫ويف النهاية يفصل من عمله دون أن حيقق أهداف ه‪ .‬فال ذي فشل يف عمله وفعال هو خمرتق هو وزارة‬
‫الداخلي ة‪ ،‬وال دليل على ذلك وجودنا وعملياتنا وال دليل هو أن أمريكا تض عنا على قائمة اإلره اب‪ ،‬وحنن‬
‫نتح دى احلكومة أن تقضي علين ا‪ .‬حنن نس تعني باهلل مث بإخواننا وهم يس تعينون بأمريكا ويعتم دون على‬
‫اجليوش اجلرارة واملساعدات األمريكية‪ ،‬واهلل غالب على أمره ولكن أكثر الناس ال يعلمون‪.‬‬

‫وتقطعوا أمرهم بينهم‬


‫س ؤال‪:‬عالقتكم بالجماع ات اإلس المية المص رية وغ ير المص رية في ه ذا الوضع ال راهن ولم اذا‬
‫فش لت الجماع ات اإلس المية ال تي ت ؤمن بالعمل المس لح ح تى اآلن في االتف اق على اس تراتيجية رغم‬
‫اشتراكها كلها تقريباً في الهدف المحدد لها؟‬
‫الدكتور الظواهري‪ :‬حنن عالقتنا باجلماعات اإلسالمية اجملاهدة عالقة أخوة وعالقة املشاركة يف نفس‬
‫املعرك ة‪ .‬مجيع اجلماع ات اإلس المية اجملاه دة نك رر هلا ال دعوة إىل أن تتحد مجيعا ضد ه دف واحد وهو‬
‫مقاومة هذا التحالف املكون من األنظمة وأمريكا وإسرائيل‪ ،‬جيب علينا أن نعمل مجيعا من أجل إزالة هذه‬
‫األنظمة وع دم إس باغ أي ش رعية على ه ذه األنظم ة‪ ،‬وأال ت دور معركة جانبية بينن ا‪ ،‬وأن تك ون معركتنا‬
‫مجيعا موجهة إىل هذه األنظمة‪.‬‬
‫ه ذه رس التنا إىل اجلماع ات اإلس المية‪ .‬أما كيف مل تتحد اجلماع ات اإلس المية على اس رتاتيجية‬
‫موح دة ف إن وج ود اجلبهة اإلس المية العاملية مبيثاقها وجهودها يعد خط وة أساس ية وأوىل على ه ذا الطري ق‪،‬‬
‫ول ذلك اعت ربت أمريكا ه ذه اجلبهة حتد واضح هلا‪ ،‬واعت ربت املش اركني فيها من اإلره ابيني ال ذين جيب‬
‫القبض عليهم‪ ،‬ألن اجلبهة قالت احلقيقة اليت ختشى أمريكا انتشارها بني الناس‪.‬‬

‫بعضهم أولياء بعض‬


‫س ؤال‪:‬عالقتكم بالش يخ أس امة بن الدن ومالزمتكم له في أفغانس تان هل تعت بر ه ذه العالقة من‬
‫خالل الجبهة أص بحتم تنظيم اً واح داً أم أن جماعة الجه اد المص رية ال زالت تحتفظ بكيانها‬
‫واستقالليتها عن الجبهة اإلسالمية العالمية التي يقودها الشيخ أسامة بن الدن؟‬
‫ال دكتور الظ واهري‪ :‬أوالً بغض النظر عن التفاص يل‪ ،‬عالقتنا بالش يخ أس امة بن الدن واألخ وة‬
‫اجملاه دين يف أفغانس تان عالقة مش اركة يف اجله اد ورفقة يف الس الح وعالقة قدمية وس قط منا الش هداء يف‬
‫املي دان يف اجله اد‪ .‬ه ذه العالقة قدمية‪ .‬واجلبهة أحد مثار ه ذه العالقة أما بالنس بة للش يخ أس امة بن الدن فهو‬
‫كثري التنقل وكثرياً ما نتصل به ونزوره‪.‬‬
‫الغ رض من تك وين اجلبهة هي أن تك ون وع اءً لكل اجلماع ات اإلس المية ملقاومة اهلجمة الص هيونية‬
‫كي تتحد يف وع اء ه ذه اجلبهة لتنفيذ ه ذا الغ رض ولكي تك ون عب ارة عن خمطط ات حقيقية وتنفيذية ضد‬
‫أمريكا‪.‬‬
‫سؤال‪:‬لكن هل هذا يقتضي أال تندمج بالضرورة هذه التنظيمات في إطار تنظيم واحد؟‬
‫ال دكتور الظ واهري‪( :‬ابتس امة عريضة وض حكة من األعم اق) ال حتاول أن تأخذ كل ش يء يف أول‬
‫لقاء لنا بك‪ ،‬هذا السؤال ال تكون إجابته يف أول لقاء‪.‬‬

‫على العكس‬
‫سؤال‪ :‬بعض الجماعات اإلسالمية والتي تؤمن وتمارس العمل المسلح(وعلى سبيل المثال في‬
‫الجزائر) بدأت ت دعو إلى وقف العمل المسلح ضد األنظمة وت دعو للح وار السلمي مع ه ذه األنظمة‬
‫فهل هناك مبررات لجماعة الجهاد في مصر الستمرار العمل المسلح في مصر ضد الحكومة؟‬
‫الدكتور الظواهري‪ :‬هذا السؤال ذو شقني‪ .‬الشق األول‪ :‬هو أن هذه التجارب يف اجلزائر ويف مصر‬
‫أثبتت فشل ما يس مى باحلل السياسي أو ال دميقراطي‪ .‬حنن نعترب أصال ه ذه وس يلة غري ش رعية‪ .‬م اذا ح دث‬
‫للجبهة اإلسالمية لإلنقاذ يف اجلزائر‪ .‬وما الذي حدث جلماعة األخوان يف مصر كلهم دخلوا السجون‪ .‬ليس‬
‫إال اجلهاد وليس من طريق إال اجلهاد‪ .‬فهذا بالنسبة للعمل السياسي‪ .‬أمال الشق الثاين‪ :‬فبالنسبة لنا حنن لنا‬
‫مبش رات‪ .‬ص عدنا العمل من عمل ضد النظ ام إىل العمل للجه اد ضد أمريكا وإس رائيل‪ ،‬إىل العمل خ ارج‬
‫مصر‪ ،‬احلكومة تطاردنا يف كل مكان وحنن نطاردها يف كل مكان‪ .‬اجلماعة اإلسالمية ضربوا حسين مبارك‬
‫يف أديس أباب ا‪ ،‬حنن اآلن ص عدنا العمل إىل مقاومة أمريكا وإس رائيل مباش رة‪ ،‬فنحن ن رى التج اوب الش عيب‬
‫معنا وحنن واحلمد هلل األمور مبشرة بالنسبة لنا‪ ،‬تبشرنا بأن هذا الطريق هو الذي سيوصلنا وأن كل الطرق‬
‫األخرى فاشلة‪.‬‬

‫كما يقاتلونكم كافة‪...‬‬


‫سؤال‪:‬الدكتور أيمن الظواهري أمير جماعة الجهاد المصرية ما الذي تريد أن توصله من رسالة‬
‫إلى مصر والعالم اإلسالمي من خالل عملكم وإمرتكم جماعة الجهاد المصرية؟‬
‫ال دكتور الظ واهري‪ :‬أنا أريد أن أوصل رس الة إىل إخ واين املس لمني يف كل مك ان كرجل مس لم‬
‫ودعك من ه ذه األلق اب واملس ميات‪ .‬حنن نريد أن نوصل رس الة إىل إخواننا املس لمني يف كل مك ان‪ .‬إذا‬
‫أردنا أن نعيش أع زة وأن اس هلم كرامة وهلم ع زة جيب أن خنوض احلرب الص ليبية اجلدي دة ضد أمريكا‬
‫وإس رائيل‪ ،‬وحنن هذه رسالتنا إىل إخواننا يف الع امل العريب واإلسالمي ويف مصر أن يكونوا معنا ضد عدونا‬
‫إس رائيل وأمريك ا‪ ،‬كل مبا يس تطيع‪ ،‬اجلن دي والض ابط يف اجليش املص ري جيب أال يس تخدم س الحه ضد‬
‫املسلمني‪ ،‬وجيب أن يعلم أن كرامته قد سحقت يوم أجربوا على إخالء سيناء وإعطائها للقوات األمريكية‬
‫حلفظ السالم‪ .‬العامل املسلم جيب أن حيافظ على استقالل األزهر الذي كان قلعة الصمود يف مصر يف وجه‬
‫الطغي ان واالحتالل وال ذي نتيجة س يطرة احلكومة عليه واس تيالئها عليه أص بح ي دعو احلاخ ام اإلس رائيلي‬
‫لزيارة األزهر‪.‬‬
‫الط الب املس لم عليه أن خيوض انتخاب ات احتاد الطالب من أجل أن ينشر روح املقاومة ضد أمريكا‬
‫وإس رائيل‪ ،‬األب واألم املس لمني جيب أن يعلم وا أبن اءهم الق رآن واحلديث وحيرص وا على تعليمهم أن‬
‫فلس طني أرض مس لمة اغتص بها اليه ود‪ ،‬وأن كل ه ذه االتفاقي ات والعه ود واملعاه دات باطل ة‪ ،‬وجيب أن‬
‫يش رحوا هلم أن أمريكا حتتل اآلن مص ر‪ .‬وأن احلرم حمتل واملدينة املن ورة حمتلة والب رتول مس روق‪ .‬وأن‬
‫ينشئوهم على هذا‪ ،‬فهذا واجب على كل شاب ومهين ونقايب يف مصر أن يقوم يف وجه أمريكا وإسرائيل‪.‬‬
‫وأمريكا هزميتها ليست ص عبة‪ ،‬أمريكا ه زمت يف فيتن ام وط ردت من لبن ان ومن الص ومال‪ ،‬فلو وقفنا‬
‫أمامها وقفة صادقة فقد تنتهي كما انتهى االحتاد السوفييت‪ ،‬كل شيء يعتمد على أن خنلص النية يف املقاومة‪.‬‬
‫يف النهاية نشكر الدكتور أمين الظواهري أمري مجاعة اجلهاد يف مصر على إتاحته الفرصة لنا مبقابلته يف‬
‫جبال أفغانستان لإلطالع على أحوال مصر وعلى أوضاع مجاعة اجلهاد‪.‬‬
‫أنا أش كرك وأمحلك أمانة نقل ه ذه املقابلة ألن لنا جتارب س ابقة مع وس ائل اإلعالم وأمحل قن اة‬
‫اجلزيرة هذه املسئولية‪ ،‬وأرجو أن تنجح قناة اجلزيرة فيما مل ينجح فيه اآلخرون‪.‬‬
‫إن شاء اهلل نكون عند حسن ظنكم‪ .‬انتهت املقابلة‪.‬‬
‫آم ال ال دكتور الظ واهري يف قن اة اجلزي رة وإمكانية نش رها مقابلته خ ابت وخ ابت معها آم ايل من احملطة‬
‫نفسها‪ ،‬ومل تف اجلزيرة ألسباب هي تعلمها مبا وعدت به من نشر املقابلة اليت سعت للحصول عليها مراراً‬
‫وتكراراً حينما كانت املقابلة ختدم توجها للجزيرة يف إثارة حفيظة احلكومة املصرية وقتاً ما‪ ،‬ولعل نشر هذه‬
‫املقابلة يف ه ذا الكت اب وكما ج اءت على لس ان ص احبها حرفي اً دون زي ادة أو نقص ان‪ ،‬أن حيقق بعض‬
‫اآلمال اليت كان يرجوها أصحاب املقابالت‪ ،‬ولعله يوصل إىل القارئ العريب وجهة النظر األخرى املغيبة عنه‬
‫ومن فم أصحاهبا كما حتدثوا هبا‪ ،‬رغم الضباب الكثيف اليت حتاول دوائر كثرية جدا إثارته حىت ال يصل إىل‬
‫العقل العريب وجهة النظر اليت تعارض أصحاب السلطة يف عاملنا العريب‪.‬‬

‫الفصل الثامن‬
‫ما بعد المقابلتين‬

‫الجزء األول‬
‫ملاذا مل تنشر اجلزيرة املقابالت‬
‫ال للبث المباشر‬
‫حني أجريت املقابلة مع أسامة بن الدن يف الثالث والعشرين من كانون األول ‪ ،1998‬ورجعت إىل‬
‫إسالم أباد أبلغت إدارة اجلزيرة مبا أجنزته داخل أفغانستان‪ ،‬وطلبت منهم أن نعمل من املقابلة تقريراً‪ ،‬أو أن‬
‫نرسل بعضها ولو ملدة مخس دقائق بواسطة البث عرب األقمار الصناعية‪ ،‬حىت نثبت ألنفسنا السبق الصحفي‬
‫يف مقابلة رجل ب ات حمط أنظ ار الع امل كل ه‪ ،‬واجلميع يرغب ون يف مساع ما س يقوله بعد حماوالت األمريك ان‬
‫القض اء علي ه‪ ،‬من خالل قص فهم ما أمسوه مراكز قي ادة وحتكم تابعة له يف أفغانس تان‪ ،‬لكنين ف وجئت ب أن‬
‫إدارة اجلزيرة تطلب مين إرسال املقابلة بواسطة احلقيبة الدبلوماسية للسفارة القطرية يف إسالم أباد ولو كان‬
‫هذا بعد عدة أيام!!‬

‫الجزيرة‪ :‬المقابلة ليست للسبق الصحفي‬


‫وقد أخربت اإلدارة أن أحد الصحافيني متكن من إجراء مقابلة مع أسامة بعدي بيوم‪ ،‬وأنه يف طريق‬
‫عودته إىل باكستان‪ ،‬وسيقوم ببث مقابلته حملطيت التلفزيون الربيطاين وشبكة ‪ A B C‬األمريكية مباشرة‬
‫من إسالم أباد عرب األقمار الصناعية‪ ،‬وبذلك يسبقنا يف بث مقابلته رغم أننا كنا األسبق يف إجراء مقابلتنا‪،‬‬
‫ومع ذلك أص رت إدارة اجلزي رة على ع دم البث عرب األقم ار الص ناعية من باكس تان وأص روا على اإلرس ال‬
‫عرب احلقيبة الدبلوماسية للسفارة القطرية يف إسالم أباد‪ ،‬واليت كان موعدها بعد ذلك خبمسة أيام!!‬

‫عروض مغرية من األمريكان‪:‬‬


‫وبعد ج دال طويل وحمت دم وح ديث عن أن جه ات أخ رى عرضت ش راء املقابلة مين مبب الغ طائل ة‪،‬‬
‫ورفضي تلك الع روض ـ رغم ع دم وج ود عقد بيين وبني اجلزي رة آن ذاك ـ وأنين أفضل أن تبث املقابلة عرب‬
‫اجلزي رة‪ ،‬وباللغة العربية للمش اهد الع ريب أوالً‪ ،‬وللع امل ثاني اً‪ ،‬حىت نفي حبق املش اهد الع ريب والع املي‪ ،‬يف‬
‫االس تماع لوجهة نظر ه ذا الرج ل‪ ،‬ال ذي مسع الع امل كيالً ال حد له من االهتام ات ض ده ومل يس مع وجهة‬
‫نظ ره فيه ا‪ ،‬كما مسع الع امل ب رامج عدي دة حوله لكنه مل يس معه يتح دث مباش رة يف ه ذه ال ربامج مبا ي بني‬
‫أهدافه وما يري ده‪ .‬وقبل ه ذا وبع ده‪ ،‬حىت يعلم الع امل أن مس ألة الس بق الص حفي و(اخلبط ات) الص حافية‪،‬‬
‫ليست حكراً على وسائل اإلعالم الغربية‪ ،‬وأننا أكثر جرأة منهم‪ ،‬وأكثر شجاعة من صحافييهم يف حتمل‬
‫املشاق يف البحث عن احلقيقة واخلرب‪.‬‬

‫ووعود من الجزيرة لم تتحقق‬


‫بعد هذا كله‪ ،‬والقول للجزيرة إن الزميل اآلخر الذي أجرى مقابلة مع أسامة بن الدن سيكون يف‬
‫إس الم أب اد ظهر الي وم الت ايل‪ ،‬ق ررت إدارة اجلزي رة الطلب مين الس فر مباش رة وعلى نفقيت إىل الدوحة وهم‬
‫يؤمنون يل تأشرية يف املطار إلحضار املقابلة بأقصى سرعة ممكنة‪ ،‬ووعدت إدارة الجزيرة إعطائي مكافأة‬
‫اميرا تلفزيونية حديثة‪ ،‬مقابل أال أبيع املقابلة ألي جهة‬ ‫ال وك‬ ‫مادية مجزية تتمثل في مبلغ من الم‬
‫تلفزيونية كانت‪ ،‬رغم أنه عرض علي بيع حق نشرها حملطة أمريكية تبثها يف أوروبا وأمريكا مببلغ يزيد على‬
‫مائة ألف دوالر مع اإلبق اء على حقي يف إعط اء اجلزي رة (إن أردت) حق بثها يف الع امل الع ريب‪ ،‬وأبت علي‬
‫م روءيت وديين أن أقبل هبذا الع رض الس خي‪ ،‬وأبلغت اجلزي رة به قبل حتركي من إس الم أب اد‪ .‬وأك دت يل‬
‫إدارة اجلزي رة وع دها الس ابق مبكاف أة مالية جمزية وك امريا رقمية حديثة يل‪ ،‬وعلى ه ذا األس اس حتركت من‬
‫إسالم أباد يف وقت متأخر من مساء اليوم الذي وصلت فيه من قندهار‪.‬‬
‫وص لت الدوحة قبل س اعات من وص ول املراسل اآلخر ال ذي أج رى مقابلة مع أس امة إىل إس الم‬
‫أب اد‪ ،‬وظننت أنه س يتم اإلس راع يف نقل األش رطة إىل غرفة األخب ار ليقتطع منها ج زء يتم بثه مباش رة ونن ال‬
‫ب ذلك الس بق الص حفي الع املي‪ ،‬لكن م دير الجزي رة أخذ األش رطة إلى منزله ليريها بعضا من حوارييه‬
‫وينسخ عنها نسخة خاصة له يتصرف بها كيف يشاء فيما بعد‪.‬‬
‫أحقاد ووالءات منعت النشر‬
‫انتظرت بث جزء من املقابلة ولو مخس دقائق حىت نكون السباقني‪ ،‬لكن خاب أملي حني رأيت على‬
‫شاشة التلف از ش بكة ‪ A B C‬األمريكية وغريها من الش بكات بث اً جلزء من مقابلة الزميل اآلخر ال ذي كنت‬
‫سبقته بيوم واحد يف إجراء املقابلة‪.‬‬
‫اتصلت مبسئول األخبار واحملرر املناوب ألعرف سبب تأخري بث أي جزء من املقابلة‪ ،‬فقيل يل إهنا ال‬
‫زالت يف م نزل املدير الع ام‪ ،‬وهو ين اقش أمر بثها مع رئيس حتري ره‪ ،‬أو األصح أن تق ول (رئيس متري ره)‬
‫صالح نجم‪ :‬الذي عني يف اجلزيرة رئيس حترير مبوجب صفقة بني احلكومتني القطرية واملصرية كما يقول‬
‫كثري من الع املني يف اجلزي رة‪ ،‬وقد اع رتض ص الح جنم على بث املقابلة عرب قن اة اجلزي رة وق ال حرفي اً كما‬
‫روى لي الثقات من العاملين في الجزيرة‪:‬‬
‫" المحطة ليست منبراً لكل من هب ودب‪ ،‬وال يمكن أن نسمح أن تكون المحطة بوقا ألسامة‬
‫ألن هذا قد يغلق المحطة بسبب الضغوط التي ستنجم عن بث المقابلة "‪.‬‬
‫وه دد باالس تقالة من منص به في الجزي رة إذا بثت المقابل ة!! وك ان من ض من ذرائعه ل رفض بثها‬
‫كمقابلة أنين مل أقاطع أسامة بن الدن يف كثري من الكالم‪ ،‬وتركت له حرية احلديث يف كثري من املواقع اليت‬
‫كان علي مقاطعته فيها والرد عليه كما يدعي‪ ،‬فقلت له إن مهميت كصحفي ليست مقاطعة الضيف خاصة‬
‫وأنه صاحب دعوة ورسالة سياسية وأخالقية وحني كان املوقف يتطلب املقاطعة قاطعته‪.‬‬

‫فرفور‪ ..‬ذنبه مغفور!‬


‫وح دث أن بثت اجلزي رة بعد ذلك بأس بوعني تقريبا مقابلة مع اجلنرال أمن ون ش احاك رئيس أرك ان‬
‫جيش الع دو اإلس رائيلي الس ابق‪ ،‬وال ذي ك ان مرش حاً لرئاسة ال وزراء يف الدولة العربية آن ذاك‪ .‬ومل يق اطع‬
‫الص حفي ال ذي أج رى املقابلة (ض يفه) بل ك ان ي رد على إجاب ات اجلنرال امللطخة أياديه ب دماء الع رب‬
‫واملس لمني يف فلس طني ولبن ان وغريمها بابتس امة عريضة وكأنه يوافق ما يق رره ذلك اجلنرال‪ ،‬وحينما رأيت‬
‫املقابلة اتص لت بـ (رئيس متري ر) اجلزي رة ص الح نجم س ائالً إي اه عن ع دم املقاطع ة‪ ،‬وكيف قبله من ذلك‬
‫الصحفي فرد بقوله‪ :‬إنه مل ير املقابلة قبل بثها وإنه سرياها حينما يعاد بثها يف اليوم التايل!!! استغربت من‬
‫اإلجابة وس ألته كيف يعقل ب رئيس حترير أن يس مح ببث مقابلة مثل ه ذه قبل اإلطالع عليها خاصة وأن‬
‫اجلنرال شاحاك كان يقرر أشياء ختالف كل القوانني واألعراف وتتعارض مع أبسط احلقوق العربية ويقلب‬
‫األمور وتسوقه اجلزيرة وهو مرشح لرئاسة الوزراء يف إسرائيل آنذاك فكيف يتم هذا؟‬
‫رد رئيس التمرير بالقول‪ :‬إنت عايز توصل إليه يا جمال؟ قلت له ال شيء‪ .‬لكن أنت اعرتضت على‬
‫مقابليت مع أسامة بأنين مل أقاطعه إال يف أماكن حمددة‪ ،‬وصاحبك هذا مل يقاطع جنرال العدو يف أي مكان‬
‫من املقابلة‪ .‬واجلميع يعرف أنه حىت لو متت اتفاقيات سالم بني احلكومات العربية كلها ودولة االحتالل يف‬
‫فلس طني ف إن النظ رة للج نرال ش احاك س تبقى أنه ج نرال ع دو لطخت أياديه ب دماء ش عوبنا املس كينة‪ ،‬وأما‬
‫أس امة فمهما اختلفنا معه يف توجهاته الفكرية والسياس ية فإنه ال ميكن ألحد من أبن اء أمتنا أن يص نفه يف‬
‫ع داد املع ادين لألمة وتطلعاهتا مطلق ا‪ .‬وأنا أش كر لكم اهتم امكم الش ديد مبراقبة كل ما له عالقة ب ه‪ ،‬مع‬
‫انفتاحكم (أو قل انبطاحكم وهو األصح) أمام عدونا‪.‬‬

‫أسباب رفض البث‬


‫فيما بعد ومن خالل اتص االتي مع العديد من الع املين في الجزي رة وممن يع رف رئيس تحريرها‬
‫وعقليته ونفسيته علمت أن صالح نجم كان من اليساريين المصريين المحسوبين على التيار الشيوعي‬
‫كما قي ل‪ ،‬وأنه عمل في بعض اإلذاع ات الغربية ويش ار إليه من قبل الكث يرين في الجزي رة حالي اً بأنه‬
‫من دوب الس فارتين المص رية واألمريكية في الجزي رة وأنه تمت إعادته إلى الجزي رة واس تلم منصب‬
‫رئيس التحرير فيها بعد أن تحس نت العالق ات بين الحكوم تين المص رية والقطرية وك ان ه ذا أحد‬
‫الشروط المصرية للتطبيع مع قطر!!‬
‫وبالنسبة لخبرته المهنية فهي ال تتعدى كونه عمل فترة في إذاعة هولندا (القسم العربي ) وهو‬
‫قسم غ ير مس موع جي داً في الع الم الع ربي ولما افتتح التلفزي ون البريط اني قس مه الع ربي قبل ع دة‬
‫س نوات (لم ه) مع من عمل في التلفزي ون‪ ،‬ومن هن اك تمكن من العمل في الجزي رة ال تي تعاق دت مع‬
‫موظفي التلفزيون البريطاني‪/‬القسم العربي لتنقلهم إلى الدوحة‪ ،‬لكن وحين ساءت العالقات المصرية‬
‫القطري ة‪ ،‬طلبت الس فارة المص رية من كث ير من المص ريين الع املين في الجزي رة االس تقالة‪ ،‬احتجاج اً‬
‫على ما تعرضت له الحكومة المص رية من انتق ادات من الجزي رة‪ ،‬وك ان هو من ض من ال ذين اس تقالوا‬
‫من الجزيرة ليعمل في هيئة اإلذاعة البريطانية عدة أشهر أقصي بعدها من العمل فعملت الجزيرة على‬
‫(لمه) ثانية بعد التقارب في العالقات القطرية المصرية!!‬

‫براءة من السبق الصحفي!!‬


‫يف املساء ويف نشرة الرابعة والنصف بتوقيت مكة املكرمة‪ ،‬بثت اجلزيرة جزءً من املقابلة‪ ،‬وبدالً من‬
‫أن حتاول الربوز إعالمياً بالقول إن هذه مقابلة خاصة باجلزيرة‪ ،‬قال املذيع إن هذا التصريح ألسامة بن الدن‬
‫جاء يف مؤمتر صحفي عقده يف األراضي األفغانية!! وكان الكالم كالصاعقة علي‪.‬‬
‫فبعد اجلهد والتعب والس فر املتواصل ت أيت اجلزي رة لتق ول إن ه ذه املقابلة ك انت م ؤمتراً ص حفيا يف‬
‫أفغانستان‪.‬‬
‫اتصلت مبحرر النشرة فأبلغين بأن رئيس التحرير صالح نجم هو الذي طلب كتابة هذا األمر‪ ،‬وأنه‬
‫أصر على ذلك‪.‬‬

‫بعدما فات األوان!‬


‫يف نش رة الثامنة والنصف بت وقيت مكة املكرم ة‪ ،‬وبعد أن مسع الع امل ورأى مقابلة أس امة على‬
‫األمريكي ة‪ ،‬ق الت اجلزي رة يف تق دميها جلزء من املقابلة إهنا مقابلة خاصة‬ ‫‪A B C‬‬ ‫التلفزي ون الربيط اين والـ‬
‫ب اجلزيرة أجراها مراس لها يف باكس تان جم ال إس ماعيل مع أس امة بن الدن يف مك ان ما من األراضي‬
‫األفغانية‪.‬‬
‫م دير اجلزي رة الع ام محمد جاسم العلي ك ان منتش ياً هبذا اإلجناز ال ذي مل يكن حيلم ب ه‪ ،‬ويف الي وم‬
‫التايل استدعاين ليشكرين على هذا السبق الصحفي وليقول يل إن رئيس جملس اإلدارة وهو برتبة وزير ونائبه‬
‫يريدان مقابليت لشكري على هذه املقابلة‪.‬‬
‫حني ق ابلت الش يخ حمد بن ث امر آل ث اني رئيس جملس اإلدارة يف اجلزي رة ك ان اآلخر منتش ياً مبا مت‬
‫إجنازه‪ ،‬لكنه أب دى مالحظة وهو أنين قمت بنشر ج زء من املقابلة يف جري دة الش رق األوس ط‪ ،‬وأنين هبذا‬
‫أفق دت اجلزي رة هبجة الس بق الص حفي‪ ،‬فقلت ل ه‪ :‬أوالً ال أظن أن اجلزي رة ك انت من خالل تص رفها وما‬
‫عملته معي تسعى للسبق الصحفي‪ ،‬وبالنسبة ملا نشر يف الشرق األوسط فهذه األوراق اليت أرسلتها للجريدة‬
‫اليت كنت أعمل معها آن ذاك موج ودة معي (وال زالت حبوزيت حىت اآلن)‪ ،‬وكتبت فيها (( في مقابلة‬
‫أجرتها قناة الجزيرة مع أسامة بن الدن في مكان ما من أفغانستان)) لكن القائمني على اجلريدة‪ ،‬وألنين‬
‫كنت أعمل معهم إىل ذلك الوقت مل يرتأوا أن يقوموا هبذه الدعاية للجزيرة على صفحات جريدهتم فنسبوا‬
‫اخلرب ملراسلهم الذي كان نفسه مراسل اجلزيرة‪.‬‬
‫((وقد علمت أن الشرق األوسط باعت القصة التي أرسلتها لها عن مقابلتي مع أسامة لجريدة‬
‫أمريكية بمبلغ كبير‪ ،‬إال أنه وبدالً من إعطائي حقوقي من المقابلة فقد رفضوا حتى اآلن دفع تكاليف‬
‫السفر وما كنا اتفقنا عليه من فواتير هاتف وفاكس فترة عملي حتى اآلن))!!!‬
‫رئيس جملس إدارة اجلزيرة يف حديثه معي ظن أن الشرق األوسط حذفت كثرياً مما جاء يف املقابلة‪،‬‬
‫معتق داً أنين قمت بإرس ال كامل املقابلة للجري دة‪ ،‬فقلت له على العكس مل حيذفوا مما أرس لت هلم ش يئاً‬
‫مطلقاً‪ ،‬وإمنا غريوا بعض الكلمات فقط‪ ،‬وهو ما مل خيل باملعىن الذي أردته مما أرسلته هلم!! واختذ ما نشرته‬
‫الشرق األوسط حجة بأنه أفقد اجلزيرة السبق الصحفي‪.‬‬
‫وحني س ألته عن موعد بث املقابلة ب دا م رتدداً يف اإلجابة عن ذلك وق ال‪ :‬حنن ال نريد أن تظهر‬
‫املقابل ة‪ ،‬وكأننا نبث ما أذاعته الش رق األوسط وأهنم س بقونا ب ذلك‪ ،‬ل ذا قد حتت اج بعض ال وقت لنش رها‬
‫وسنحاول خالل هذا األسبوع‪.‬‬
‫فليستأذنوا أسيادهم!‬
‫ك انت م دة املقابلة مع الش يخ أس امة بن الدن س اعة واثنت ان وأربع ون دقيق ة‪ ،‬وكل ما نشر منها يف‬
‫الشرق األوسط ال يتعدى ربع ساعة‪ ،‬ولو حذفنا بعض املقاطع ألسباب فنية فيبقى من املقابلة ما يزيد على‬
‫س اعة كاملة وهي م دة أط ول من أي ب رامج مق ابالت تبثها اجلزي رة‪ ،‬وقد أبلغت رئيس جملس اإلدارة هبذه‬
‫األم ور‪ ،‬وأض فت‪ :‬لقد ح اولت اجلزي رة م رتني لق اء ال دكتور أيمن الظ واهري وك انت تريد دفع عش رات‬
‫اآلالف من ال دوالرات إلمتام مثل ه ذه املقابل ة‪ ،‬واآلن ج اءتكم مقابلة كاملة معه م دهتا قرابة س اعة وهي‬
‫مقابلة مل تتس رب ألي جهة إعالمية كما تري دون فلم اذا ال تبثوهنا أو على األقل تبث ون ج زءً منها إن كنتم‬
‫حريصني على السبق الصحفي الذي تتحدثون عنه!!!‬
‫مل أكن أفكر ساعتئذ بالعالقات القطرية املصرية وأن بوادر التحسن بدأت تطرأ عليها‪ ،‬ومنها تعيني‬
‫رئيس حترير مثل ص الح جنم يف اجلزي رة‪ ،‬وهو ما مينع بث مقابلة ال دكتور أيمن الظ واهري عرب اجلزي رة‬
‫صاحبة شعار الرأي والرأي اآلخر والبحث عن احلقيقة واحلرية الكاملة للكلمة!!!!‬
‫ك ان انتب اهي كله مش دوداً إىل موعد بث املقابلة عرب اجلزي رة وك انت كل استفس ارايت من املس ئولني‬
‫فيها تدور حول هذا املوضوع‪ ،‬لكن املدير العام للجزيرة كان يتهرب من إعطاء إجابة شافية على تساؤاليت‬
‫من خالل الق ول املتكرر إن اجلزي رة س تقوم بإع داد برن امج متكامل ح ول املوض وع تكون فيه املقابلة احملور‬
‫الرئيسي مث يعقبها برنامج وثائقي عن أسامة بن الدن وأفغانستان واألفغان العرب‪.‬‬

‫يلوون ألسنتهم‬
‫كان من حقي القيام بإعداد هذا الربنامج وطالبت بذلك‪ ،‬لكنين مل أكن أعلم أن مدير اجلزيرة أو قل‬
‫إدارهتا كانت تعمل يف اخلفاء على إبعادي عن الربنامج وما يتعلق بإعداده لصاحل رئيس حترير اجلزيرة صالح‬
‫نجم الذي أعطي النسخة األصلية من املقابلة واحتفظ هبا ما بني منزله ومكتبه اخلاص‪ ،‬وقام بتفريغها مباشرة‬
‫مع أهنا كانت كلها باللغة العربية‪ .‬وبدأ صالح نجم يتحدث عن الربنامج وأنه هو الذي سيعده وأشاركه‬
‫في ه‪ ،‬وأش ار رئيس التحرير ص الح نجم فيما بعد إىل أن برن امج اجلزي رة سيتض من املقابلة وس تعقبها ن دوة‬
‫تقيمها اجلزي رة على أن أش ارك فيها أنا وع دد آخر من الشخص يات اليت قد يك ون بعض ها معادي اً ألس امة‬
‫وتوجهاته‪ ،‬وقد أبديت موافقيت على املشاركة يف مثل هذا الربنامج‪.‬‬

‫بداية التسريب‬
‫املدير الع ام ويف الي وم الت ايل لوص ويل إىل الدوحة س لم أش رطة املق ابلتني ل رئيس حتري ره ص الح نجم‬
‫ال ذي عكف على تفريغهما!!! (لمص لحة من؟ اهلل أعلم!! لكن ليس للجزي رة قطع اً)‪ .‬وحني س ألته عن‬
‫الس بب يف ذلك فق ال‪ :‬إنه يريد أن يعمل منهما برناجماً خاص اً غري الن دوة اليت حتدث عنه ا‪ ،‬وأنين س أكون‬
‫مشاركا رئيسياً يف الربنامج‪ ،‬وقد أجرى صالح نجم مقابلة معي يف اليوم التايل كي تكون ضمن الربنامج‪.‬‬
‫يف اليوم التايل بدأ مدير اجلزيرة يسألين ملاذا ال أسافر مباشرة إىل باكستان‪ ،‬وأهنم سيبدأون العمل على إعداد‬
‫املقابلة والربن امج لبثهما بعد أي ام‪ ،‬ومل يعد هن اك حاجة لوج ودي يف الدوحة حالي ا!!! وأن مقابلة الش يخ‬
‫أسامة بن الدن س يتم بثها بعد ح وايل أسبوع وأهنا حتت اج إىل بعض املونت اج‪ .‬ومقابل إحلاحي على املكوث‬
‫يف الدوحة حلني بث املق ابلتني أو على األقل مقابلة أس امة ك ان هن اك إحلاح عجيب من م دير اجلزي رة على‬
‫السفر يف أقرب وقت إىل باكستان!!!‬
‫طلبت من املدير تزوي دي بنس خة من مق ابليت الش يخ أس امة بن الدن وال دكتور الظ واهري‪ ،‬وذلك‬
‫ألعطيهما للحكومة األفغانية اليت اشرتطت علي تزويدها بنسخة من املقابلتني‪ ،‬كما أردت أن احتفظ لنفسي‬
‫بنسخة من هاتني املق ابلتني‪ .‬وافق املدير على ذلك‪ ،‬ووجهين لطلبهما من رئيس حتريره صالح نجم‪ ،‬الذي‬
‫كانت األشرطة األصلية لديه‪ ،‬إال أن رئيس حتريره صالح نجم رفض ذلك مطلق اً‪ ،‬حبجة أنين قد أتصرف‬
‫هبم ا‪ ،‬حتت ذريعة أنين قد أبيعهما حملطة تلفزيونية أخ رى لت أخر اجلزي رة يف بثهم ا‪ .‬وأنه ال ميكن مطلق اً‬
‫تزويدي بأي نسخة حىت على أشرطة ‪ V H S‬إال بعد أن يفرغ هو من إعداد برناجمه عن املقابلتني‪ ،‬ورغم‬
‫إحلاحي الش ديد على املدير لنيل نس خة من املق ابلتني للحكومة األفغانية إال أنه رضخ ملوقف رئيس حتري ره‬
‫صالح نجم‪ ،‬وبات االثنان يلحان بشدة على سرعة مغادريت الدوحة والعودة إىل إسالم أباد‪ ،‬وأن املقابلة‬
‫ستبث بعد أسبوع‪ ،‬واألشرطة ستصل إيل عرب الربيد املمتاز بعد أيام من ذلك‪.‬‬
‫ك انت املفاج أة حني أردت املغ ادرة من الفن دق أن أبلغين مس ئول يف الفن دق ال ذي استض افتين فيه‬
‫اجلزيرة أن علي أن أدفع نفق ات الطع ام والش راب‪ ،‬وأن اجلزيرة تكفلت فقط بأجرة الغرف ة‪ ،‬وأرس لوا كتاب اً‬
‫هبذا الشأن رغم أهنم حتدثوا أمامي مع مسئول الفندق عن أن إقاميت كاملة على نفقة اجلزيرة!!!‬
‫فدفعت الفاتورة وتساءلت أي نوع من المخلوقات هم إدارة الجزيرة!!‬
‫غادرت الدوحة باجتاه اإلمارات لرؤية أقارب يل هناك‪ ،‬وما إن وصلت عند بعض األقارب حىت رن‬
‫اهلاتف لتبلغين زوجيت أن مدير اجلزيرة يريد أن حيدثين عن أمر هام‪ ،‬وعلي انتظاره على هذا الرقم‪.‬‬

‫محاولة شراء‪:‬‬
‫اتصل محمد جاسم العلي املدير العام للجزيرة ليعرض علي التفرغ التام للعمل مع قناة اجلزيرة‪ ،‬وأن‬
‫أترك ما عداها من وسائل إعالمية خارج دولة قطر‪ ،‬على أن يعطوين راتب اً ثابت اً وليس على القطعة‪ ،‬وطلب‬
‫مين التفكري يف األمر‪ ،‬لكنه رفض يف الوقت نفسه حتديد ماهية عرضه من الناحية املادية بل كان يريدين أنا أن‬
‫أحدد الراتب الذي أتوقعه‪ ،‬ويتم التفاوض عليه مع إدارة اجلزيرة‪ .‬لكن تفكريي كان منصباً على موعد بث‬
‫املقابلة‪ ،‬وما قالوه عن برناجمهم الوثائقي أكثر من انتظاري توقيع عقد ثابت مع اجلزيرة‪.‬‬
‫ورغم م رور أي ام على وص ويل إس الم أب اد إال أنين مل أر أي إعالن عن موعد بث املقابل ة‪ ،‬مما‬
‫حداين وحتت إحلاح شديد من السفارة األفغانية أيضا لالتصال مبدير اجلزيرة‪ ،‬واالستفسار منه عن موعد بث‬
‫املقابلة‪.‬‬

‫الجزء الثاني‬
‫أكاذيب وتربيرات‬

‫مضت عشرة أيام على وصول املقابلة للجزيرة ومل يتم اإلعالن عن موعد بث املقابلة‪ ،‬ويف كل مرة‬
‫كنت أتصل باملدير محمد جاسم العلي ك ان يؤكد يل أهنا س تبث اخلميس الق ادم أو هناية األس بوع‪ ،‬أو بعد‬
‫أي ام قالئ ل‪ .‬وكنت أبلغ ما أمسعه إىل الس فارة األفغانية اليت ك انت (وض يوف حكومته ا) متش وقني لس ماع‬
‫املقابلة باللغة العربية من قناة اجلزيرة وعلى اتصال دائم معي ملعرفة هذا املوعد‪ .‬وبعد أن كثرت وعود املدير‬
‫العام حول موعد بث املقابلة دون الوفاء هبا حاولت جاهداً معرفة السبب منه شخصياً‪ ،‬وأن هذه الوعود‬
‫اليت مل يتم الوف اء هبا أوقعتين يف ح رج ش ديد مع احلكومة األفغانية ومع من أجرينا معهم املق ابالت‪ ،‬وه ذا‬
‫األمر قد يضرين كثرياً ويضر مبصداقييت كثرياً عند احلكومة األفغانية وغريها ورمبا يؤثر على حيايت‪.‬‬
‫ك ان املدير م رتدداً يف إجابت ه‪ ،‬لكنه أفصح عما ق ال إنه الس بب احلقيقي وراء ع دم نشر املقابلة يف‬
‫موع دها أو كما ك ان يعد ب ذلك! وأش ار إىل أن ق رارا مبنع نشر املقابلة يف ذلك ال وقت ج اءهم من جه ات‬
‫خارجية عليا ومارست ه ذه اجله ات ض غوطاً كب رية على حكومة دولة قطر ملنع نشر املقابلة تلك األي ام‪،‬‬
‫ذلك أهنا ج اءت يف وقت ك ان الوج ود األم ريكي يف املنطقة العربية يع اين فيه من أشد ح االت الكراهية‬
‫والبغض اء بعد الع دوان األم ريكي الربيط اين اجلوي على الع راق يف ك انون األول ‪ ،1998‬وال ذي ك ان قد‬
‫توقف قبل أي ام قالئل من إج راء املقابل ة‪ .‬وأش ار املدير إىل أن الس لطات األمريكية ه ددت باختاذ بعض‬
‫اإلج راءات ليس ضد قن اة اجلزي رة‪ ،‬ولكن ضد حكومة قطر يف ح ال نشر املقابلة تلك األي ام‪ ،‬خاصة وأن‬
‫الشيخ أسامة بن الدن حتدث يف املقابلة عن هذا القصف وعن الوجود األمريكي يف املنطقة العربية وضرورة‬
‫مقاومت ه‪ .‬وعلمت فيما بعد ومن بعض م وظفي اجلزي رة واملق ربني من م ديرها أن ما مت تفريغه ونس خه من‬
‫املقابلتني سلم للسفارتني األمريكية واملصرية يف الدوحة‪ ،‬إن مل يكن لسفارة أخرى أيضاً‪.‬‬

‫ادعاءات زائفة ومحاوالت للتشكيك‬


‫بعد أك ثر من عش رة أي ام على وص ويل إس الم أب اد وص لت نس ختان من املق ابلتني‪ ،‬وقمت بإرس ال‬
‫إحدامها إىل السفارة األفغانية‪ ،‬واحتفظت باألخرى يل‪ ،‬وفوجئت يف اليوم التايل مبدير اجلزيرة يبلغين أن دولة‬
‫عربية اتص لت هبم وحتاول منعهم من نشر املقابلة مع أس امة حبجة أن ما فيها من كالم ميس تلك الدول ة‪،‬‬
‫وأن اجلزيرة باتت يف وضع حرج!! حول كيفية تسرب املقابلة لتلك الدولة‪.‬‬
‫وأخذ يس ألين بص يغة املتهم يل‪ ،‬فأبلغته ب أنين لو كنت أن وي بيع املقابلة ألحد ما أتيت إىل اجلزي رة‬
‫وك ان بإمك اين بيعها ملن ش ئت‪ ،‬خاصة وأن حمطة أمريكية دفعت يل مبلغ مائة ألف دوالر على أن أحتفظ‬
‫للجزي رة حبق نشر املقابلة يف الع امل الع ريب‪ ،‬إن أردت ذل ك‪ ،‬وإن ك انت س ربت املقابلة من أحد فليس مين‬
‫وعليكم أن تبحثوا من جانبكم‪ ،‬وطلب مين حبث املسألة مع السفارة األفغانية‪ ،‬ومعرفة ما إذا كانت سربت‬
‫عن طريقهم‪.‬‬
‫فيما بعد علمت أن ه ذا ك ان م ربراً ملنع نشر املقابلة كما وع دنا الط رف اآلخر ب ذلك‪ ،‬وأن ما قيل‬
‫من إعداد اجلزيرة برناجماً وما أشار إليه املدير يف كثري من اتصاالته حول موعد البث مل يكن إال حماولة لذر‬
‫الرماد يف العيون وكسب الوقت‪.‬‬
‫حتقيق يف اجلزيرة‪:‬‬
‫بعد ثالثة أشهر تقريب اً من تسليمي املقابالت للجزيرة كنت يف زيارة إىل الدوحة‪ ،‬واتصلت ببعض مسئويل‬
‫اجلزيرة‪ ،‬وحدث أن استدعيت من قبل أعضاء يف جملس اإلدارة أعلى منصبا من مدير اجلزيرة‪ ،‬فشرحت هلم‬
‫ما ج رى معي‪ ،‬وك انت مس ألة تس ريب املقابلة إح دى النق اط اهلامة يف احلديث‪ ،‬وك ان هن اك توجه يف‬
‫ح ديثهم الهتام ص الح جنم ال ذي ف رغ املقابلة من أول ي وم‪ ،‬وحينما أك دت هلم املعلوم ات بأنه ف رغ املقابلة‬
‫خطي اً يف الي وم األول هلا وأنه منع نش رها منذ البداي ة‪ ،‬ش عرت أن ل ديهم حتفظ ات كث رية علي ه‪ ،‬لكن لبعض‬
‫األس باب بقي يف منص به‪ ،‬وك ان م دير اجلزي رة قد علم بع زمي مقابلة ه ؤالء األش خاص‪ ،‬فاستش اط غض باً‬
‫وح اول منعي ب أي وس يلة‪ ،‬لكن حينما مت اللق اء‪ ،‬ورأيته يف الي وم الت ايل مستفس راً منه عما ك ان يري ده مين‬
‫حني س أل عين ب األمس‪ ،‬ك ان كال ذي تلقى ص فعة على وجهه من مس ئوليه فأخذ يق ول إنه ك ان يري دين‬
‫ب األمس وقبل أن ألتقي فالن اً أو فالن أما اآلن فال حاجة له بلق ائي‪ ،‬وش عرت من تق اطيع وجهه مبا أص ابه‬
‫منهم!!‬

‫مساومة وإغراء‪:‬‬
‫أثن اء وج ودي يف الدوحة وبعد أن بثت اجلزي رة ج زءً من املقابلة مع أس امة مباش رة اتصل مس ئول يف‬
‫س فارة عربية يف إس الم أب اد مبنزيل يستفسر ع ين‪ ،‬ف أبلغ ب أنين مس افر‪ ،‬وس أل ثانية ما إذا كنت أنا ال ذي‬
‫أجريت املقابلة مع أسامة أم ال؟ فأبلغ باجلواب‪.‬‬
‫اتصل الدبلوماسي العريب مباشرة باجلزيرة سائالً عين حبجة أنه قريب يل فأبلغ بأنين يف الفندق‪ ،‬وأخذ‬
‫يتصل على الفندق أكثر من مرة ومل يأته رد مين‪.‬‬
‫وبعد رج وعي إىل إس الم أب اد بي ومني اتص لت به ((وأنا أمخن ما ال ذي يري ده)) مستفس راً عنه وعن‬
‫س بب اتص اله‪ ،‬ف دعاين إىل مالقات ه‪ ،‬لكنين اعت ذرت عن ذلك النش غايل ببعض األم ور‪ ،‬فق ال إذن أنا آيت إىل‬
‫بيتك ألمر هام‪.‬‬
‫أعطيته عنوان املنزل‪ ،‬وبعد دقائق وصل‪ ،‬لكنه رفض الدخول‪ ،‬وكان سريعاً يف عرض ما جاء ألجله‪:‬‬
‫هل باإلمكان الحصول على النسخة األصلية من المقابلة؟‬
‫فأجبته نعم‪.‬اتصل باجلزيرة وتفاهم معهم‪ ،‬لكنين أظن أن تلفزيون بالدكم لن يعرض منها شيئاً بسبب‬
‫السياسة اليت تنتهجها دولتكم حيال هذا األمر‪.‬‬
‫فرد قائال‪ :‬ال نريد النشر‪ ،‬ولكن نريد منعه مهما كانت األحوال‪ .‬وأنت يمكنك استعادة المقابلة‬
‫من الجزيرة وبيعها لنا بضعف الثمن الذي اتفقت مع الجزيرة عليه‪.‬‬
‫فقلت ل ه‪ :‬أنا أج ريت املقابلة حىت يتم نش رها وليس وأده ا‪ ،‬وأنا ح ريص على نش رها وحتقيق إجناز‬
‫صحفي يل أكثر من حرص اجلزيرة على املقابلة وأكثر من حرصي على املال! ومستعد للتنازل عن حقوقي‬
‫املادية من هذه املقابلة إن وافقت اجلزيرة على نشرها كاملة غري منقوصة‪.‬‬
‫استغرب الدبلوماسي من إجابيت بقوله‪ :‬يا سالم‪ ،‬أنت تبدو متحمسا جداً ألسامة وتريد أن تعمل‬
‫له دعاية في العالم العربي!!‬
‫أجبته‪ :‬ال‪ ..‬ليس محاساً له بقدر ما هو دعاية يل‪ .‬فلو أنفقت عشرات األلوف من الدوالرات ألعمل‬
‫دعاية لنفسي لن يك ون ص داها من ناحية إعالمية بق در ما يع رف الع امل أنين أج ريت مقابلة مع أش هر رجل‬
‫مطل وب يف الع امل‪ .‬وهلذا الس بب أنا ح ريص على نشر املقابل ة‪ ،‬كما أن ه ذا حيفظ يل رص يدي املهين‬
‫ومصداقييت أمام من قابلتهم أو ساهم يف إجناح املقابلة أو غريهم‪ ،‬وهذا أمر ال يقدر بثمن بالنسبة يل‪.‬‬
‫فق ال‪ :‬أنا أعطيك ما وع دتك به اجلزي رة وأك ثر‪ ،‬ش ريطة اس تعادة النس خة األص لية من اجلزي رة أو‬
‫االش رتاط عليهم أال يبث وا أي ج زء منها بعد ذل ك‪ .‬فقلت ل ه‪ :‬إن ه ذا أمر مس تحيل بالنس بة يل‪ ،‬وحىت لو‬
‫وافقت اجلزي رة على ذلك فأنا لن أرضى ب ه‪ .‬وإن ك ان لكم أي اع رتاض على املقابلة فيمكنكم االتص ال‬
‫باجلزيرة‪ ،‬وأظنكم تعرفون أرقام هواتف إدارهتا‪.‬‬
‫عند ذلك ش عر أنه أسقط يف يديه ومل ينل ش يئا م ين‪ ،‬فق ال لنتح دث عن موض وع آخر‪ ،‬وانس أمر‬
‫هذه املقابلة‪ :‬هل تستطيع مقابلة أسامة مرة أخرى ويف وقت قريب؟‬
‫فقلت له‪ :‬ال مانع لدي يف إجراء مقابالت معه يف أي وقت‪ .‬لكن هذا يعتمد على احلكومة األفغانية‬
‫وعليه هو‪ ،‬ومن ناحييت فإن ما أعرفه عنه هو رفضه مقابلة صحفي مرتني‪ ،‬لكن لو وافقت احلكومة األفغانية‬
‫على إتاحة الفرصة يل مرة ثانية فلن أتردد يف ذلك‪.‬‬
‫فرد قائال‪ :‬حسنا‪ .‬نريد منك أن تنقل له شيئا معك‪.‬‬

‫مهمة قاتلة!‬
‫ظننت أن الذي يريده مين هو رسالة من حكومته تنقل ألسامة بن الدن وال يريدوهنا أن تصل له عرب‬
‫احلكومة األفغانية‪ ،‬فاعتذرت بأنه ال ميكنين محل شيء من الرسائل إال بعلم احلكومة األفغانية‪.‬‬
‫استدرك قائال‪ :‬ال‪ .‬األمر ال يتعلق برسالة‪.‬‬
‫فقلت له‪:‬هل هناك أسئلة معينة تريدون أجوبته عليها؟‬
‫قال‪:‬ال‪ ..‬ال نريد سؤاله عن أي شيء‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬إذن ماذا تريدين أن أمحل له؟‬
‫فق ال في ت ردد وعين اه تح دقان في مالمح وجهي‪ :‬نري دك أن تأخذ معك إن ذهبت لمقابلته ثانية‬
‫جه از بث ص غير( ‪ )TRANSMITER‬تض عه في مالبس ك‪ ،‬وحينما تصل إليه فقط تفتح الجه از ليبث‬
‫إشارات إلى مكان ما‪.‬‬
‫أدركت ما يري ده مباش رة‪ ،‬فقلت له ض احكاً‪ :‬وكم ت دفع من أجل ه ذا العم ل!؟ فأج اب دون ت ردد‬
‫وكأنه خيشى ع دم موافقيت وحياول إقن اعي مبا يزي ده يف عرضه املادي‪ :‬مائة ألف دوالر‪ ،‬م ائيت أل ف‪ ،‬م ائتني‬
‫ومخسني ألفا‪ .‬ماذا تقول؟‬
‫قلت له‪ :‬ال‪ ..‬ألن ما تدفعه زهيد جداً لعمل مثل هذا!‬
‫فقال‪ :‬إذن ندفع لك نصف مليون دوالر‪ .‬جيد! وهذا املبلغ مل ندفعه من قبل ألي شخص مهما كان‬
‫األمر‪ .‬اتفقنا‪.‬‬
‫كررت له إجابيت‪ ،‬مردفاً أن غريك دفع أكثر مما تدفع أنت‪.‬‬
‫فسأل باستغراب‪ :‬ومن يكون هذا الذي دفع أكثر‪ ،‬وكم دفع؟‬
‫قلت ل ه‪ :‬األمريك ان‪ .‬لقد أعلن وا عن ج ائزة قيمتها مخسة ماليني دوالر‪ .‬وه ذا اجله از ال ذي تري دين‬
‫محله سيحدد مكاين ومكان أسامة (إن مسح يل برؤيته ثانية) بشكل دقيق‪ .‬فلو رغبت القيام بعمل من هذا‬
‫القبيل فلم اذا ال أذهب إىل من يعطي مخسة ماليني ب دالً من نصف ملي ون‪ .‬فق ال بلهف ة‪ :‬وهل اتصل بك‬
‫األمريكان؟ أو اتصلت هبم؟‬
‫قلت‪ :‬ال‪ ..‬مل يتصلوا ولن أتصل هبم!!‬
‫فرد بالقول‪ :‬أنا أحضر لك اجلائزة منهم‪ ،‬فهل تقبل القيام هبذه املهمة‪.‬فأجبته‪ :‬ما رأيته على االنرتنت‬
‫ويف الدعاية األمريكية أهنم مل يطلبوا واسطة للشخص الذي يريد اإلدالء مبعلومات‪ ،‬أو يفيدهم بأي شيء‪،‬‬
‫والس فارة األمريكية موج ودة يف إس الم أب اد ومكتبهم اإلعالمي أعرف ه‪ ،‬ولو أردت ميكنين ال ذهاب دون أي‬
‫واسطة‪.‬‬
‫مخسة عشر مليون دوالر!!‬
‫فأج اب وهو يلح علي ب القبول مبا يعرض ه‪ :‬حس ناً‪ .‬أنا أع رض عليك ش يئاً إض افياً ملا عرض وه‪ ،‬منهم‬
‫مخسة ماليني ومنا مخسة ماليني‪ ،‬م اذا قلت؟ وقبل أن أرد على س ؤاله أض اف‪ :‬منا عش رة ماليني دوالر‬
‫ومنهم مخسة ماليني دوالر‪ ،‬أي يكون لك مخسة عشر مليون دوالر‪ ،‬وهذا مبلغ مل تدفعه أي دولة يف العامل‬
‫ألي شخص يف مثل هذه األعمال! هاه‪ ،‬ماذا قلت!؟‬
‫ضحكت يف أعماقي‪ ،‬وأمسكت حلييت بيدي وقلت‪:‬إن كان األمر هكذا‪ ،‬أنا ال أريد املال‪ ،‬أريد شيئا‬
‫أخر غريه!‬
‫فتلهف لسماع ما أريده‪ ،‬وأنصت بدقة‪ ،‬فقلت له‪:‬أريد قطعة صغرية من الورق‪ .‬وقبل أن أكمل قال‬
‫نعم حنن نعطيك جنسية وجواز سفر‪ ،‬فقلت له ما هذا الذي أسال عنه‪.‬‬
‫فأجاب‪ :‬ماذا تريد إذن؟ فقلت له‪ :‬أريد قطعة ورق صغرية موقعة من رب العاملني مكتوب فيها أنين‬
‫مغفور يل كل ما أفعل‪ ،‬فإن أحضرت يل هذه الورقة‪ ،‬فأنا على استعداد للقيام بأي عمل تريده‪ ،‬مهما كان‪،‬‬
‫وضد أي شخص كان‪.‬‬
‫هبت الرجل مما مسع وظن أنين أم زح مع ه‪ ،‬فق ال وكأنه حياول إقن اعي ب األمر ب التخفيف من عواقب ه‪:‬‬
‫أنت تعلم أنه ال أحد ميكنه إحض ار مثل ه ذه الورق ة‪ ،‬وحنن ال نطلب منك قتل الرجل وال إي ذاءه‪ .‬فقط‬
‫اذهب باجلهاز وافتحه حينما تكون عنده‪.‬‬
‫فرددت عليه بلهجة أشد مما كنت أكلمه به‪ :‬هذا اجلهاز الذي تريدين نقله إىل هناك سيبث ذبذبات‬
‫يتم التقاطها يف مكان ما‪ ،‬وسيتم بناءً عليها حتديد موقعه بالضبط‪ ،‬وموقعي أنا بالذات بصورة أدق‪ ،‬والذي‬
‫أعرفه أن بالدكم ليس هلا قدرات تقنية متطورة تتعامل من خالهلا مع هذا اجلهاز‪ ،‬والذي سيستفيد منه هو‬
‫األمريكان الذين سيضربون جمموعة من الصواريخ على املكان الذي مت حتديده‪ ،‬والصاروخ سيأيت إيل قبل أن‬
‫يص يبه ه و‪ ،‬ه ذا إن وص لت إليه ومعي اجله از! فم اذا لو أمس كوا يب وفتش وين قبل أن أصل إليه واكتش فوا‬
‫وجود مثل هذا اجلهاز معي؟؟؟ بالطبع سيحققون معي وسيعلمون أنين تعاملت معكم أو مع غريكم‪ .‬وأنت‬
‫تعلم ما مصري من يقبض عليه يف هذه القضايا‪ .‬ترى لو مت هذا ماذا ستنفع اخلمسة عشر مليون دوالر‪.‬‬
‫فأج اب وكأنه يريد اس تماليت من ناحية أوالدي‪ :‬نعطيها ألوالدك من بع دك‪ ،‬ونتكفل هبم طيلة‬
‫حياهتم‪.‬‬
‫ض حكت‪ ،‬وقلت له وما ينفعين أنا إن مت جاسوس اً وتنعم أوالدي من بع دي ب أموال اكتس بت بغري‬
‫طريق شرعي‪ ،‬وماذا ستفعل هلم األموال؟! هل ستغسل عار األبد ومتحو من أذهاهنم ومن أذهان الناس أن‬
‫أباهم مات على ما تريدين أن أموت عليه من نذالة وخسة؟‬
‫ت وقفت برهة من ال وقت مث بادرته بس ؤال خطر يل وأنا أحدث ه‪ ،‬فقلت ل ه‪ :‬هل تظن املس ئول األمين‬
‫األول يف بالدكم كذاباً؟ فقال يل مباشرة‪ :‬وما السبب يف هذا السؤال؟‬
‫فقلت له أنا ال أظنه ك ذاباً‪ ،‬فهل تظنه أنت كذاباً؟ فق ال يل على الف ور‪ :‬ال‪ ..‬رغم أنه مل يكن يع رف‬
‫ما أرمي إليه من هذا السؤال!‬
‫فقلت له إذا كان املسئول األمين األول يف بالدكم أعلن أن أسامة ليس مطلوباً يف أي قضية لدولتكم‬
‫وأنه ال عالقة له مبا جرى فيها من أحداث وتفجريات وغري ذلك‪ ،‬فإذا كان األمر هكذا فلماذا تسأل عن‬
‫أسامة هبذه احلماسة وحتاول أن تقتله؟ أم أنك تريدين أن أفهم أنك تعمل لدولة أخرى غري بالدك؟!‬
‫انتظر حمدثي قليال مث قال يل‪ :‬هذا آخر ما عندك من كالم‪.‬‬
‫قلت له هذا ما عندي كله‪ .‬فقال يل‪( :‬طيب نشوف بعدين)‪.‬‬
‫‪......‬‬
‫‪......‬‬

‫سفارات تطلب إبعادي‪:‬‬


‫بعد أي ام من ذلك علمت من وزارة اإلعالم الباكس تانية أن س فري إح دى ال دول العربية يف باكس تان‬
‫تق دم برس الة إىل اخلارجية الباكس تانية يط الب فيها ب إخراجي من باكس تان حبجة أنين أج ريت مقابلة مع‬
‫أسامة بن الدن وأخرى مع أيمن الظواهري‪ ،‬وقد حاول هذا السفري استخدام مشاعر الباكستانيني املعادية‬
‫إلسرائيل يف هذه املسألة‪ ،‬حيث جاء يف رسالته أن جمال حيمل جواز سفر فلسطيين‪ ،‬وأنه يستطيع زيارة‬
‫(إسرائيل) في أي وقت!! كما أنه يعمل على ختريب العالقات الباكستانية العربية!!! من خالل ما يبثه من‬
‫تقارير من باكستان! وزعم السفري العريب يف رسالته أن سفراء ثالث دول عربية أخرى يشاطرونه الرأي يف‬
‫ه ذه املس ألة!! كما مل ينس (اهتامي) ب أنين أعمل لص احل قن اة اجلزي رة اليت عملت على إغاظة ع دد من‬
‫احلكوم ات العربية منها األردن واململكة العربية الس عودية والك ويت ومصر وغريه ا‪ .‬وط الب بإبع ادي من‬
‫باكستان أو على األقل منعي من ممارسة الصحافة يف باكستان إن كانت احلكومة ال تريد إبعادي‪.‬‬
‫رد أعتز به‬
‫وزارة اخلارجية الباكس تانية أح الت الطلب إىل وزارة اإلعالم وإىل اجله ات األمنية املختصة ملعرفة‬
‫رأيها يف املوضوع‪.‬‬
‫وقد متكنت من االطالع على رد وزارة اإلعالم ح ول ه ذه املس ألة وال ذي ج اء في ه‪ :‬إن وزارة‬
‫اإلعالم تعتز بوجود صحفي عربي مثل جمال إسماعيل في إسالم أباد‪ ،‬والوزارة شاكرة لكل ما كتبه‬
‫من معلومات لعرض وجهة النظر الباكس تانية ح ول مس ائل‪ :‬كش مير‪ ،‬أفغانس تان‪ ،‬العالقات مع الهن د‪،‬‬
‫األوض اع الداخلية الباكس تانية‪ ،‬أو العالق ات الباكس تانية العربي ة‪ ،‬ولم تجد ال وزارة في كل ما وصل‬
‫إليها من كتابات وتقارير الصحفي جمال إسماعيل أي شيء يتعارض مع المصلحة العليا لباكستان أو‬
‫يس يء إليه ا‪ ،‬وأما بالنس بة لمقابلته أس امة بن الدن وأيمن الظ واهري ف إن ال وزارة تعتقد أنه ق ام بعمله‬
‫الص حفي وأنجز كص حفي مس لم ما يس عى كل الص حافيين في الع الم إلنج ازه من ش هرة ومغ امرة‪،‬‬
‫وبالنس بة لقن اة الجزي رة وعمله فيها ف إن على الس فارة ص احبة الطلب أن تراجع وع بر حكومة بالدها‬
‫الحكومة القطرية أو إدارة الجزيرة‪ ،‬وال عالقة لباكستان بهذه المسألة‪.‬‬
‫وقد عضد هذا الرد رد األجهزة األمنية املختصة اليت أكدت للوزارة أن ملف جمال إسماعيل خال‬
‫من أي شيء يشري إىل إمكانية ضلوعه يف أي عمل قد يسيء إىل باكستان‪ .‬فأسقط يف أيدي من كان يريد‬
‫إبعادي من هنا‪.‬‬
‫رسالة السفارة هذه استخدمت فيما بعد من قبل نفس احلكومة الباكستانية يف قضية إبعاد ضدي بعد‬
‫أن متكنت من فضح خمطط أم ريكي لشن غ ارة على األراضي األفغانية وذلك قبل مخس س اعات تقريب اً من‬
‫املوعد املقرر لذلك اهلجوم مما أسفر عن إلغائه‪ ..‬ولو مؤقتاً!!‬
‫حماولة شراء أخرى!!‬
‫بعد أيام من نشري جزءً من مقابلة الشيخ أسامة بن الدن يف الشرق األوسط اتصل يب أحد مديري‬
‫التحرير يف اجلري دة يس أل عن مقابلة أيمن الظ واهري وملاذا مل أرس لها إليهم بع د؟‪ ،‬فأبلغته أنين طلبت منهم‬
‫خالل ستة عشر شهراً من العمل املتواصل مع اجلريدة إرسال عقد يل وهم يتلكأون يف ذلك‪ ،‬فإما أن نتفق‬
‫على هذه املسألة‪ ،‬وإما أن نتفق على قيمة بيع أي خرب هلم إن كانوا ال يريدون إعطاء راتب شهري ثابت‪.‬‬
‫وأبلغته أنين علمت ومن أش خاص يف الش رق األوسط نفس ها أن اجلري دة ب اعت ما أرس لته هلا من مقابلة‬
‫أس امة بن الدن إىل جري دة أمريكية مببلغ يزيد عما ميكن أن يرس لوه يل خالل ع ام إن ق رروا التعاقد معي‬
‫براتب ثابت‪.‬‬
‫بعد يومني عاد مدير التحرير يتصل يب عارضا التفرغ للعمل مع الشرق األوسط وحدها دون غريها‬
‫من وسائل اإلعالم خاصة قناة اجلزيرة‪ ،‬وأن اجلريدة ستعطيين راتباً ثابتاً وحدده!!!‬
‫اس تغربت من عرضه وظننته مازح اً‪ ،‬ألن املبلغ ال ذي عرضه ال يفي ب أجرة ال بيت وأقس اط الدراسة‬
‫ألوالدي‪ ،‬عدا عن األمور احلياتية األخرى! فزادها قليالً مقابل االتصاالت اهلاتفية والفاكس للجريدة‪ ،‬وهو‬
‫حيسب أنه يقدم يل عرضاً مغرياً وراتباً جمزياً!!‬
‫حمدثي قال إن سياسة اجلريدة اآلن هي تفرغ املراسلني والعاملني فيها هنائي اً هلا وعدم السماح ألحد‬
‫بالعمل مع أي جهة أخ رى غري الش رق األوس ط‪ .‬وق ال ه ذا الكالم بص ورة ج ادة‪ ،‬لكنه ف وجئ ب ردي من‬
‫خالل ض ريب أمثلة على وج ود عكس ما يقول ه‪ ،‬وأفهمته أن ه ذه حماولة من اجلري دة لالس تئثار يب‪ ،‬ملا أغطيه‬
‫من منطقة هتم اجلري دة ومن يقف ون وراءه ا‪ ،‬خاصة بعد أن متكنت من إج راء مق ابلتني مع أس امة بن الدن‬
‫وأيمن الظ واهري‪ ،‬وض ربت له أمثلة على وج ود مراس لني أو حمررين يف اجلري دة وال زال وا حىت كتابة ه ذه‬
‫السطور يعملون مع جهات أخرى‪ .‬لكنه بقي مصراً على أن أتفرغ أنا للعمل مع اجلريدة وأترك ما عداها‪.‬‬
‫أدركت ومن خالل هلجته ما ت رمي إليه اجلري دة وهو االس تحواذ علي وعلى ما أس تطيع الوص ول إليه من‬
‫أخبار‪ ،‬فأبلغته إن كنتم مصرين على هذا األمر فادفعوا ما يكفل التفرغ معكم!‬
‫فأجاب نزيد الراتب املعروض بنسبة الربع وبدل اهلاتف والفاكس نزيدها كذلك! وظن أنه هبذا املبلغ‬
‫ميكنه أن يستغويين ويشرتي ذميت‪ .‬وانتظر ردي الذي أصر على معرفته يف احلال حىت يبلغ رئيس التحرير به!‬
‫فقلت له إنين أع رف ما ال ذي هتدفون من ورائه من خالل ه ذا الع رض‪ ،‬وس ألته بص راحة‪ :‬هل ميكنكم‬
‫مض اعفة املبلغ املع روض م رتني أو ثالث م رات؟ فأج اب ف وراً ب النفي‪ .‬عن دها قلت له وبص ورة حامسة‪ :‬لو‬
‫عرض تم عش رة أض عاف ما تعرض ونه حالي اً ما قبلت بعد اآلن أن أعمل معكم ولو لي وم واح د‪ ،‬وإن كنتم‬
‫تعرض ون ما قلته حىت ي أيت ال رفض من عن دي وال يك ون عليكم أي التزام ات مالية جتاهي فأنا أعفيكم من‬
‫ه ذه االلتزام ات‪ ،‬وأق دم اس تقاليت ف وراً من اجلري دة‪ ،‬لكن ما أري ده هو أن ترس لوا يل ش هادة خ ربة‪ ،‬وأن‬
‫ترسلوا يل قيمة فواتري اهلاتف وتذاكر الرحالت اليت قمت هبا إىل أفغانستان لصاحل أعمال ختص اجلريدة‪.‬‬
‫يف الي وم الت ايل أرس لت خطاب اً مفص الً له هبذا الش أن‪ .‬وقلت له إنين أنتظر اإلجابة على اخلط اب‬
‫بإرسال مستحقايت املالية وشهادة خربة عمل‪.‬‬
‫‪.....‬‬
‫وال زلت أنتظر اإلجابة حتى اآلن‪ ...‬وال أظنه يصل!!‬
‫الفصل التاسع‬
‫اختفاء أسامة بن الدن في أفغانستان‬

‫أجواء ملبدة بالغيوم‬


‫يف أوائل ش هر ش باط ‪ 1999‬كنت يف زي ارة إىل قن دهار لبحث إمكانية عمل جمموعة تق ارير‬
‫للجزيرة‪ ،‬وقابلت بعض املسئولني يف احلكومة األفغانية‪ ،‬وصادف أثناء زياريت إىل قندهار وجود الشيخ عبد‬
‫الجليل ن ائب وزير اخلارجية األفغ اين يف إس الم أب اد‪ ،‬واجتماعه مع وفد من اخلارجية األمريكية ك ان ي زور‬
‫باكستان‪ .‬وقد علمت من خالل اتصااليت مع كبار مسئويل احلكومة األفغانية أن الوفد األمريكي سلم لوفد‬
‫طالبان رسالة مهمة من اإلدارة األمريكية إىل قيادة طالبان‪ .‬لكن الشيخ عبد الجليل رفض فتح الرسالة يف‬
‫إس الم أب اد‪ ،‬ووعد بفتحها يف قن دهار والتش اور مع مال محمد عمر بش أهنا‪ .‬وانتظ رت هن اك بعض ال وقت‬
‫ملعرفة ما يف الرسالة‪ ،‬وإجراء مقابلة مع الشيخ عبد الجليل وغريه من قادة احلكومة األفغانية‪.‬‬
‫هتديدات أمريكية‬
‫علمت بعد ع ودة الش يخ عبد الجليل أن الرس الة مل تكن س وى هتديد ووعيد للحكومة األفغانية‬
‫وقيادة حركة طالبان‪ ،‬وجاء التهديد بصورة ثالث خيارات أمام طالبان‪ :‬إما تسليم أسامة لإلدارة األمريكية‬
‫مباش رة‪ ،‬وإما تس ليمه إىل اململكة العربية الس عودية أو مصر أو إخراجه من أفغانس تان‪ ،‬وإال فعلى قي ادة‬
‫طالب ان مواجهة الص واريخ األمريكية وأن مقر مال عمر وحكومة طالب ان س تكون عرضة للقصف األم ريكي‬
‫قبل غريها من األهداف وما يظن أنه مراكز ومسكن ألسامة بن الدن!!!‬
‫(وقد أكد لي مس ئولون س ودانيون ق ابلتهم بعد ه ذا الت اريخ إرس ال الحكومة األمريكية رس الة‬
‫أخرى شبيهة بمحتوى هذه الرسالة للحكومة السودانية تهدد بضرب السودان وتحمله مسئولية أي‬
‫عمل قد يقع ضد المصالح األمريكية ويكون على عالقة بأسامة‪ ،‬وأشار هؤالء المس ئولون الس ودانيون‬
‫إلى أن واش نطن ورغم طلب الس ودان من أس امة بن الدن الخ روج ع ام ‪ 1996‬فإنها ال زالت تصر‬
‫على وجود صالت ألسامة بالحكومة السودانية!!!)‪.‬‬
‫الرسالة أحدثت نوع اً من الضغط النفسي على احلكومة األفغانية وكيفية الرد على هذه التهديدات!‬
‫لكن احلكومة األفغانية ويف ظل قي ادة المال محمد عمر ك انت أمجعت أمرها على ع دم االنص ياع للض غط‬
‫األمريكي يف مسألة أسامة بن الدن مهما كانت النتائج‪ ،‬ويف نفس الوقت فإن احلكومة األفغانية تريد جتنيب‬
‫ش عبها مزي داً من اهلجم ات الص اروخية األمريكية‪ .‬ونص حت مبغ ادرة قندهار يف ذلك الوقت لع دم إمكانية‬
‫إج راء أي مقابلة ص حفية مع أي مس ئول وأن اجلميع س يكون أم امهم أي ام ص عبة‪ ،‬ال ي درون مىت ميكنهم‬
‫بع دها احلديث إىل الص حافة أو الس ماح للص حافيني عمل تق ارير يف من اطق س يطرة احلكومة األفغاني ة‪ .‬لكن‬
‫ال ذي نص حين باملغ ادرة أكد يل أنين س أكون من أوائل من س يعرف ب أي ق رار قد يتخذ يف األي ام القادم ة‪،‬‬
‫مضيفاً أنه قد تكون هناك تطورات ذات شأن كبري!!!‬
‫‪......‬‬
‫وقد وقع هذا وكنت أول من عرف الخبر‪.‬‬
‫‪......‬‬

‫خبر يقلب األوراق‬


‫ففي ي وم الس بت الث الث عشر من ش باط ‪ ،1999‬اتصل يب أحد األخ وة األفغ ان من مكتب الش يخ‬
‫مال عبد الجليل‪ ،‬ن ائب وزير اخلارجية يف حكومة طالب ان من قن دهار‪ ،‬ليبلغين خ رباً ح ول اختف اء الش يخ‬
‫أسامة بن الدن من مكان إقامته يف مدينة قندهار وأنه غادرها إىل جهة غري معلومة‪.‬‬
‫‪....‬‬
‫وطلب مني المتصل نشر الخبر إن أمكن‪..‬‬
‫‪....‬‬
‫بعد حماوالت لالتص ال مع مال عبد الجليل عرب اهلاتف مل أمتكن من التحقق منه ح ول املوض وع‪،‬‬
‫فاضطررت لالتصال مبكتب مال محمد عمر( أمير المؤمنين )‪ ،‬طالب اً منهم إيضاح األمر وموقفهم من نشر‬
‫اخلرب‪ .‬فطلب مين االنتظار حىت يدرسوا كيفية إخراج اخلرب بامسهم‪.‬‬
‫مل ميض ربع ساعة حىت اتصل يب مدير مكتب المال محمد عمر ليبلغين أن أنشر اخلرب بالصيغة التالية‬
‫باسم اإلم ارة اإلس المية (طالب ان)‪ ،‬وما أريد أن أض يفه من حتليل أو إض افة يك ون بامسي وليس منس وباً‬
‫للحكومة األفغانية‪ ،‬وكان نص اخلرب كالتايل‪:‬‬
‫((صرح مصدر مسئول في مكتب المال محمد عمر أمير المؤمنين في قندهار بأن الشيخ أسامة‬
‫بن الدن غ ادر مقر إقامته ومنزله في مدينة قن دهار قبل ثالثة أي ام‪ ،‬قبل الفج ر‪ ،‬إلى جهة غ ير معلوم ة‪،‬‬
‫ولم يبلغ قادة اإلمارة اإلسالمية أو أحداً من الحراس األفغان بوجهة سيره‪ ،‬وقد انقطع االتصال به منذ‬
‫مغادرته منزل ه‪ .‬واإلم ارة اإلس المية تؤكد ع دم تغ ير موقفها من وج ود الش يخ أس امة بن الدن في‬
‫أفغانس تان وأنها لم تطلب منه المغ ادرة أو تض غط عليه له ذا األم ر‪ .‬وتس عى اإلم ارة اإلس المية لمعرفة‬
‫مكانه الجدي د‪ ،‬لكنه ربما يك ون غ ادر المن اطق الواقعة تحت س يطرة الحكومة األفغانية إلى جهة غ ير‬
‫معلومة حتى اآلن))‪.‬‬
‫بعد هذا التأكيد اتصلت بغرفة األخبار يف اجلزيرة‪ ،‬وكلمت رئيس التحرير صالح نجم الذي أبلغته‬
‫اخلرب‪ ،‬وس ألته إن ك ان يريد مين إرس ال اخلرب على الف اكس‪ ،‬أو أن أعمل منه رس الة ص وتية للجزي رة‪ ،‬أو أن‬
‫أرسل ج زءً منه على الف اكس‪ ،‬مث تك ون مقابلة بيين وبني م ذيع األخب ار يف اجلزي رة‪ ،‬فطلب م ني االنتظ ار‬
‫عدة دقائق على أن يعاود هو االتصال بي‪ ،‬ولم تمض عشر دقائق حتى عاود رئيس التحرير االتصال‬
‫بي يسألني عن الخبر وأنه لم تذعه أي من وكاالت األنباء العالمية حتى ذلك الوقت‪ ،‬فأبلغته بأن اخلرب‬
‫لن يذاع على العامل إال بعد أن أذيعه أنا‪ ،‬ألنين اشرتطت على احلكومة األفغانية عدم تسريب اخلرب ألي جهة‬
‫إال بعد أن أذيعه‪.‬‬

‫مباحث أمن الدولة ‪ /‬فرع الجزيرة‪:‬‬


‫املفاج أة ك انت يف رد رئيس التحرير ال ذي ق ال يل إنه ال يس تطيع بث اخلرب إال بعد أن أعطيه‬
‫معلوم ات عن‪ :‬الش خص ال ذي اتصل بي أوالً‪ ،‬اس مه الكام ل‪ ،‬ورقم هاتفه ومك ان عمل ه‪ ،‬وجنس يته‪،‬‬
‫وعالقتي به‪ ،‬عالقته بالطالبان‪ ،‬عالقته بأسامة بن الدن‪ ،‬ولماذا اختاروني أنا ليعطوني الخبر ولم يعطوه‬
‫ألي جهة أخرى‪ .‬و‪ ..‬و‪...‬‬
‫اس تغربت من طبيعة األس ئلة وطرحها علي هبذا الش كل‪ .‬وأبلغت رئيس التحرير أن اخلرب موث وق وأن‬
‫ال ذي أعط اين اخلرب طلب مين ع دم ذكر امسه واالكتف اء ب القول متح دث باسم مكتب املال حممد عمر زعيم‬
‫طالب ان‪ ،‬وس ألته ما الفائ دة لو قلت لك أن امسه حممد عبد اهلل أو ك ذا وك ذا وأنت ال تعرفه وال تس تطيع‬
‫االتصال به؟‬
‫ف رد ب القول إنه ك رئيس حترير جيب أن يتأكد من كل خرب يأتيه حىت ال تقع املس ئولية علي ه‪ .‬ف رددت‬
‫عليه بالقول إنك ال تفعل نفس الشيء مع أي من املراسلني اآلخرين يف أي خرب يرسلونه لك‪ .‬وإذا كنت ال‬
‫تثق يف أو يف مص ادر أخب اري فال تأخذ مين أي خ رب‪ ،‬وه ذه هي املرة األوىل اليت يس ألين أحد عن مص در‬
‫خ ربي‪ ،‬وهبذا التفص يل ال ذي ال عالقة له بالتأكد من ص حة اخلرب ونس بته ملص ادره‪ ،‬رغم أنين أعمل يف‬
‫الصحافة منذ أكثر من أربعة عشر عاما‪.‬‬
‫جاء رده بأن من حقه كرئيس تحرير أن يسأل عن مصدر أي خبر وأن على المراسل إعطاء أي‬
‫معلومة يسأل عنها رئيس التحرير بهذا الخصوص دون نقاش‪.‬‬
‫وقد أبلغته ب أن الش خص ال ذي كلمين ي رتدد على باكس تان‪ ،‬وميكن للوالي ات املتح دة أو غريها من‬
‫الدول‪ ،‬املطالبة به بأي حجة ومن مث سجنه وتعذيبه‪ ،‬وأنا ال أريد أن أكون شريكاً يف جرمية قد حتدث ألي‬
‫شخص يكون سببها معلومة تتسرب مين‪ ،‬وكصحفي فمن حقي احلفاظ على سرية مصادري ومحايتها حىت‬
‫لو أدى هذا إىل عدم نشر اخلرب مطلق اً‪ .‬كما أبلغته إنه سيضطر ألخذ اخلرب من وكاالت األنباء وأوهلا وكالة‬
‫األنباء القطرية اليت كنت أعمل مراس الً هلا يف إسالم أباد منذ عدة سنوات‪ ،‬وذلك إن مل يقم ببث اخلرب قبل‬
‫غ ريه من اجله ات اإلعالمي ة‪ .‬فاس تغرب كيف تنشر الوكالة خ رباً مثل ه ذا وال تس أل عن مص ادره وكل ما‬
‫يتعلق ب ه‪ .‬فأجبته ب أهنم يثق ون يف ويف مص ادري وأنين ال أرسل خ رباً ألي جهة مهما ك انت إال أن يك ون‬
‫موثوقاً ومنسوباً إىل مصدره‪ ،‬فعلق بالقول إن هؤالء ال يفهمون العمل الصحفي مطلقاً!!!‬
‫رئيس التحرير رد على كل ه ذا بأنه لن يك ون بوس عه نشر اخلرب رغم أمهيت ه‪ ،‬إال بعد احلص ول على‬
‫كل ما طلبه من معلومات‪ ،‬وسألني عن هاتف السفارة القطرية في إسالم أباد وهاتف حكومة طالبان في‬
‫قندهار ليكلف سفارة دولة قطر التأكد إن أمكنها من صحة الخ بر‪ ،‬وقد أعطيته ه اتف الس فارة القطرية‬
‫لكنه كان يوم عطلة رمسية للسفارات يف إسالم أباد فلم يرد عليه أحد‪.‬‬

‫صفعة على الوجه‬


‫ج دال طويل اس تمر على اهلاتف قرابة ثلث س اعة‪ ،‬تأك دت خالهلا من أن اهلدف من إص رار رئيس‬
‫حترير اجلزيرة على احلصول على هذه املعلومات ليس لدواع مهنية مطلق اً كما يتشدق‪ ،‬وإمنا حلاجة يف نفسه‬
‫ولغرض يريده‪ ،‬فبادرته بالقول‪ :‬إنين أعرتف خبطأي معكم‪ ،‬وأنين أسأت التصرف‪ ،‬وبصفتكم رئيسا للتحرير‬
‫فإنين أعتذر لكم عما حصل على اهلاتف من نقاش‪.‬‬
‫عندئذ ظن أنين تراجعت عن موقفي وأريد أن أبوح له مبا يريده من معلومات‪ ،‬وقال يل‪ " :‬أيوه ك ده‬
‫يا راجل‪ .‬ما تقول الكالم ده من أول وتخليك حلو بقه"‪.‬‬
‫فبادرته القول‪ :‬أرجو أال ختطئ يف فهمي مرة أخرى! صحيح أنين أخطأت يف اجلدال الطويل معك‪،‬‬
‫لكن ما أريد أن أقوله الحقاً ليس ما تبادر إىل ذهنك على ما يبدو‪.‬‬
‫فرد مندهش اً‪ :‬تقصد إيه؟ فقلت له‪ :‬أقصد أن أقول لك إنين أخطأت يف االتصال‪ .‬ألنني كنت أظن‬
‫نفسي أتكلم مع قن اة الجزي رة وليس مع مب احث أمن الدولة!! ولم أنتظر س ماع تعليقه على ما أس معته‬
‫وأغلقت الخط مباشرة‪.‬‬

‫محاولة ثانية‬
‫مل متض دقائق حىت اتصل موظف من قناة اجلزيرة كان الكثريون يف اجلزيرة يتهمونه بأنه يعمل خمرباً‬
‫لدى املدير ورئيس التحرير‪ ،‬إضافة إىل كالم حول عالقته ببعض السفارات!!‬
‫وبعد أن حيا وسأل عدداً من األسئلة التقليدية سأل بصوت خافت وكأنه ال يريد من أحد يف غرفة‬
‫األخبار أن يسمعه‪ :‬ملاذا أغض بت رئيس التحرير منك؟‪ ،‬ف رددت عليه وهل قال لك هو ه ذا حىت تقول يل‬
‫هذا الكالم وتتوسط بيننا؟‬
‫أج اب‪ :‬ال‪ ..‬ولكن مسعته يرغي ويزبد وسألت فقيل يل‪ :‬إنه كان يتحدث معك‪ ،‬فقلت أنا ميكن أن‬
‫أحل اإلشكالية اليت حصلت ألنين أعتربك صديقاً عزيزاً‪.‬‬
‫فأجبت ه‪ :‬إنه طلب مين بعض التفص يالت عن خرب رمبا ج اءه على الوك االت‪ ،‬وبس بب أن الي وم عطلة‬
‫يف باكستان مل أمتكن من االتصال بأي من املسئولني فيها للتعليق على اخلرب الذي يريده‪.‬‬
‫فرد بقوله‪ :‬ال‪ ..‬ليس هذا هو السبب‪ .‬ملاذا مل تعطه تفاصيل اخلرب؟ وكيف اختفى أسامة بن الدن؟‪،‬‬
‫وأين توجه ومن أعط اك اخلرب؟‪ ،‬وما أراده من معلوم ات‪ ،‬إنه رئيس حترير وميكن أن يض رك وي ؤثر على‬
‫مستقبل عملك يف اجلزيرة!!‬
‫فأجبت ه‪ :‬أنت ادعيت أنه مل خيربك بش يء‪ .‬وأنا مل أخ ربك بش يء عما دار حقيقة بيين وبين ه‪ .‬فإما أن‬
‫تكون أنت تتجسس على هاتفه‪ ،‬وإما أن تكون كاذب اً‪ .‬هل تريد شيئاً آخر غري هذا‪ .‬وأقفلت اخلط اهلاتفي‬
‫جمدداً‪.‬‬
‫‪.....‬‬

‫وصفعة جديدة‬
‫عاود املوظف (المخ بر) االتص ال مبادراً بالسؤال عن سبب إغالق اهلاتف‪ :‬فأجبته بأنين كنت أظن‬
‫املكاملة انتهت‪ .‬فقال يل أريد منك أن تعطيين ما يتعلق خبرب اختفاء أسامة بن الدن من معلومات‪ ،‬وأنا أعدك‬
‫أال أعطيها لرئيس التحرير‪ ،‬وأن أعمل على نشر اخلرب مباشرة!!!‬
‫قلت له إن ه اتفي م راقب من قبل أك ثر من جه ة‪ ،‬وأن ه ذه املعلوم ات قد تضر بعض الن اس‪ .‬فع اود‬
‫الطلب بأن أرسلها عرب الفاكس‪ ،‬فأبلغته نفس األمر‪ ،‬وسألين أخرياً أن أرسلها من مكان ما يف السوق حىت‬
‫أحتال على الرقابة‪ .‬وأشعرين بأن هذا سيكون يف مصلحة عملي مع اجلزيرة‪ ،‬وأن اإلدارة ستقدر يل اهتمامي‬
‫باخلرب‪ ،‬وحصويل على سبق صحفي هام أكثر من مرة‪.‬‬
‫عندئذ س ألته بلهجة أش د‪ :‬إذا أردت أن أحسن وض عي يف اجلزي رة أليس األفضل يل أن أجلأ ل رئيس‬
‫التحرير واملدير العام وأحسن من عالقيت هبم‪ ،‬وهم ميلكون حتسني وضعي يف اجلزيرة أكثر من غريهم؟‬
‫فأج اب‪ :‬نعم‪ .‬مها أهم شخصني يف القن اة‪ ،‬وإن حس نت عالقتك هبما تك ون ض منت لنفسك مكان اً‬
‫الئقاً بك يف اجلزيرة‪.‬‬
‫فقلت له‪ :‬إذا كان رئيس التحرير مل أقدم له شيئا مما تطالبين أنت به وطالبين هو به من قبل‪ ،‬فلماذا‬
‫أعطي هذه املعلومات إىل (طرطور) مثلك؟‬
‫فرد حبدة‪ :‬بتقول إيه‪ .‬اهلل يساحمك‪ ،‬ليه بتتكلم علي كده وأنا عايز أخدمك‪.‬‬
‫أجبت ه‪ :‬أش كرك على نيتك مس اعديت‪ .‬لكن ال ميكنين إفادتك بش يء مما تبحث عنه أنت ورئيس‬
‫التحرير‪ ،‬وستتصلون يب بعد أن ينشر اخلرب عرب العامل ونقال عين‪.‬‬
‫وأهنيت املكاملة للمرة الثالثة!‬
‫‪. ...‬‬
‫ح اولت االتص ال مبدير اجلزي رة حممد جاسم العلي‪ ،‬لكنين أبلغت بأنه يف جولة خارجية الفتت اح‬
‫مك اتب اجلزي رة يف كل من موس كو وطه ران‪ ،‬وأنه رمبا غ ادر موس كو يف طريقه إىل طه ران‪ .‬وقد ح اولت‬
‫االتصال به حينها لكن تعذر االتصال به‪.‬‬

‫تعامل مهني‪:‬‬
‫اتصلت بإذاعة ‪ m b c F M‬يف لندن وكنت أعمل مراسالً هلا يف ذلك الوقت‪ ،‬فأبلغتهم أن عندي خرباً‬
‫حول اختفاء أسامة من قندهار‪ ،‬فطلبوا مين االنتظار دقائق قليلة‪ ،‬مث عاودوا االتصال يب بعد أقل من دقيقتني‬
‫ليبلغوين حتي ات املدير الع ام لإلذاع ة‪ ،‬األس تاذ ج ورج ق رداحي‪ ،‬ال ذي ك ان وقتها يف اجتم اع وقيل يل على‬
‫لسانه‪:‬‬
‫األستاذ جورج يبلغك تحياته الحارة‪ ،‬ويهنئك على هذا السبق الصحفي‪ ،‬وهو يعتذر لعدم تمكنه‬
‫من االتص ال بك لوج وده في اجتم اع‪ ،‬لكنه يطلب منك كتابة الخ بر بما ال يزيد على خمسة أس طر‬
‫وإرساله على الفاكس ‪،‬ألن هناك عوائق لدينا من نشر أخبار تفصيلية حول موضوع أسامة بن الدن ال‬
‫أظنها تخفى عليك‪.‬‬
‫‪......‬‬
‫كتبت الخبر لهم وأرسلته فأذاعوه كما كتبته بالضبط‪.‬‬

‫سبق مأل اآلفاق‬


‫يف نفس ال وقت كتبت اخلرب ال ذي وص لين من قن دهار وأض فت إليه بعض املعلوم ات كخلفية عن‬
‫أس امة وأرس لته عرب الف اكس لوكالة األنب اء القطري ة‪ ،‬وف وجئت بعد إرس اله بأقل من عشر دق ائق‪ ،‬مبراسل‬
‫وكالة أنباء الشرق األوسط املصرية يف إسالم أباد يتصل يب مشرياً إىل أنه تلقى اتصاالً هاتفي اً من مكتبهم‬
‫الرئيسي يف القاهرة‪ ،‬يبلغونه بوصول خرب هلم عن طريق وكالة األنباء القطرية‪ ،‬حول اختف اء أسامة وأن اخلرب‬
‫منس وب ملراسل الوكالة القطري ة‪ .‬وطلبت منه وكالته التحقق من اخلرب وإرس ال املزيد من التفاص يل عنه إن‬
‫أمكن‪ .‬فأكدت له صحة ما نشر منسوباً إيل‪.‬‬
‫بعده بدقائق اتصل يب مندوبو وكاالت األنباء الفرنسية واألمريكية ورويرت وغريها‪ ،‬يهنئوين على هذا‬
‫الس بق‪ ،‬ويقتبس ون اخلرب نقالً عن وكالة األنب اء القطري ة‪ ،‬اليت أرسل م ديرها األس تاذ أحمد جاسم الحمر‪،‬‬
‫كتاب شكر وإشادة هبذا السبق الصحفي الذي حققته للوكالة‪.‬‬
‫وقد نقلت الجزيرة الخبر بعد بثه عبر وكاالت األنباء العالمية بأربع ساعات تقريب اً‪ ،‬ناسبة إياه‬
‫لوكاالت األنباء العالمية‪ ،‬بالقول إنه خبر غير مؤكد‪.‬‬
‫اتصل يب بع دها ص الح نجم رئيس التحرير حىت يعمل معي مقابلة بع دما تأكد لديه ص حة اخلرب‬
‫ال ذي بثته وك االت األنب اء العاملي ة!!! لكنه أصر أيضا على نس بة الكالم جله ات رمسية يف طالب ان وأن حندد‬
‫اسم الشخص الذي أعطانا اخلرب!!!‬
‫الفصل العاشر‬
‫برنامج الجزيرة‪ :‬تدمير القاعدة‬

‫أصل الفكرة‪:‬‬
‫حني ق ابلت الش يخ أس امة بن الدن وال دكتور أيمن الظ واهري يف أفغانس تان تدارست معهم ومع‬
‫ق ادة احلكومة األفغانية إمكانية القي ام بعمل برن امج وث ائقي عن األفغ ان الع رب‪ ،‬خاصة وأنين أع رف كث رياً‬
‫منهم من الذين أقاموا يف بيشاور يف الفرتة اليت كنت أقيم فيها هناك‪ ،‬ورغم حساسية املوضوع وما يكتنفه‬
‫من صعوبات بالغة بعد أن تفرق اجلمع من بيشاور وأصبحوا مشتتني‪ ،‬وقتل الكثريون منهم وأصبح الباقون‬
‫مط اردين يف األرض إال أنين متكنت من ش رح فك ريت عن الربن امج وعمل فيلم وث ائقي موض وعي‪ ،‬يك ون‬
‫األول من نوعه يف العامل حول هذه القضية احلساسة‪ .‬وقد أبدى الذين حتدثت معهم تفهم اً للفكرة ووعدوا‬
‫مبس اعديت إن قمت أنا باملش روع‪ ،‬خاصة وأنين ت ابعت القض ية األفغانية منذ س نواهتا األوىل ومل أح اول‬
‫استعداء أحد يف كتابيت عنها وعن العرب الذين جاءوا للمشاركة فيها‪.‬‬
‫وقبل أن أغ ادر قن دهار متكنت من نيل موافقة على مثل ه ذا املش روع من احلكومة األفغانية وأنه‬
‫سيسمح يل بتصوير بعض األماكن اليت تقول جهات عديدة إهنا كانت معسكرات خاصة بالعرب‪.‬‬
‫وقد ط رحت ما ج ال خباطري ح ول ه ذه الفك رة على رئيس جملس إدارة اجلزي رة واملدير الع ام يف‬
‫اجللسة اليت ض متنا بعد وص ويل إىل الدوح ة‪ ،‬وحظيت الفك رة ب رتحيب ح ار من قبل الشخص ني‪ ،‬وطلبا مين‬
‫التكتم على هذا املوضوع وعدم اإلفصاح به أمام أحد‪ ،‬وأهنما سيعمالن جهدمها على توفري ما يلزمين للقيام‬
‫مبثل هذا العمل الذي سيعترب إجنازاً متميزاً للجزيرة ومراسلها يف باكستان‪.‬‬

‫محاولة التفاف‬
‫لكن وبعد أيام من وصويل إسالم أباد عائداً من الدوحة اتصل يب املدير العام للجزيرة محمد جاسم‬
‫العلي ليبلغين أنه تق رر تكليف زميل آخر يف اجلزي رة للقي ام بإع داد ه ذه ال ربامج ب دال م ين‪ ،‬وق ررت إدارة‬
‫اجلزيرة تعييين مساعداً له يف املشروع!! أحبث له القضية من مجيع جوانبها‪ ،‬وأعرفه على املناطق واألشخاص‬
‫الذين سيتم تصويرهم وأعطيه نبذة وفكرة شاملة عن املوضوع من خالل ما لدي من حصيلة عنه!!! ومقابل‬
‫كل ه ذا قررت إدارة اجلزيرة منحي مكافأة مل متنح ألحد من قبل وهي ألف ومخسمائة دوالر!! قرر املدير‬
‫العام زيادهتا وعلى مسئوليته اخلاصة لتصبح ألفي دوالر!!!‬
‫ك ان احلديث كله ص دمة يل ج اءت بعد الص دمة األوىل املتمثلة بع دم نشر املق ابلتني‪ .‬فقلت للم دير‪:‬‬
‫أبلغ فالناً (الشخص الذي رشحه للقيام هبذا العمل) أال يأيت إىل هنا مطلق اً ألجل هذا العمل‪ .‬ألنين لن أقبل‬
‫العمل معه يف هذا املشروع‪ ،‬وإن جاء إىل هنا فإنه لن يستطيع احلصول على أي شيء له عالقة باملشروع!‬
‫ويكفي أن فالن اً ال ذي تريدونه لعمل الربن امج حيمل اجلواز املص ري‪ ،‬وه ذا أمر س يئ بالنس بة له إن أراد‬
‫الدخول إىل باكستان أو أفغانستان ألهنم سيتحسسون منه‪ .‬وإن سئلت عنه فلن أقول كلمة لصاحله!!!‬
‫ظن املدير أنين أساومه ليدفع يل أكثر مما عرضه فسارع إىل القول إنه سيعطيين ومن جيبه!! مخسمائة‬
‫دوالر أخ رى فتص بح مكاف أيت ألفني ومخس مائة دوالر (من أجل القي ام بكل ش يء وإتاحة الفرصة لفالن أن‬
‫يظهر يف الربنامج بدالً عين)‪.‬‬
‫اختصرت الكالم مع املدير ب القول إنكم هبذا العمل تس رقون جه دي كما حصل مع املق ابلتني اللتني‬
‫أجريتهما مع أس امة بن الدن وأيمن الظ واهري‪ ،‬والل تني مل تبثا حىت اآلن رغم الوع ود الكث رية ب ذلك‪ .‬ل ذا‬
‫فإنين لن أمسح ألحد كان بسرقة جهدي وأفكاري وسأعمل كل ما بوسعي من أجل إحباط هذه احملاوالت‪.‬‬

‫انكشاف الخطة‬
‫ويف أحد األيام وبينما كنت أزور صاحباً يل يف إسالم أباد التقيت بأحد الزمالء الصحفيني القادمني‬
‫من أوروب ا‪ ،‬وعلمت منه أنه مرسل من قبل اجلزي رة لتمهيد الطريق للزميل ال ذي وقع اختي ار إدارة اجلزي رة‬
‫عليه من أجل القي ام بتص وير الربن اجمني الوث ائقيني عن طالب ان واألفغ ان الع رب‪ ،‬وعلمت منه أن ه ذا الزميل‬
‫موع ده أن يصل يف الغ د‪ ،‬وطلبت إدارة اجلزي رة منه ع دم إخب اري بقدومه مطلق اً أو االتص ال يب يف إس الم‬
‫أباد‪ ،‬لكن األقدار شاءت شيئاً آخر غري ما خططت له قناة اجلزيرة‪ .‬فقمت بإيصال هذا الصحفي إىل حمطة‬
‫النقل حيث ركب مع ش اب آخر باجتاه بيش اور ومنها ذهب إىل احلدود األفغانية ينتظر زميلنا ق رة عني‬
‫إدارة اجلزيرة‪.‬‬
‫وبعد مضي وقت كاف على سفر هذا الصحفي باجتاه بيشاور اتصلت مبدير اجلزيرة مبلغاً إياه حتيات‬
‫املنت دب من أوروبا وأنه س بق (ق رة عينكم) إىل أفغانس تان وس ينتظر حسب االتف اق معكم إىل ص باح الغد‬
‫وبع دها س يكون يف حل من األم ر‪ ،‬لكن عليكم الوف اء مبا اتفقتم عليه مع ه‪(( .‬وقد أبلغ ني من أثق به ممن‬
‫هو على عالقة جي دة ب رئيس مجلس إدارة الجزي رة وم ديرها الع ام أن الجزي رة وافقت على منح ذلك‬
‫الصحفي القادم من أوروبا مبلغ عشرين ألف دوالر لقاء تأمينه وصول مندوب الجزيرة إلى أفغانستان‬
‫وتعريفه على الناس هناك!!!))‪.‬‬
‫ارتبك املدير حني أعلمته بنبأ املن دوب األورويب وأنين قمت بإيص اله إىل حمطة النقل وهو اآلن يف‬
‫طريقه إىل احلدود األفغانية وال ميكن االتص ال ب ه! وب دأ يستفسر عن كيفية معرفيت بقدومه إىل باكس تان‬
‫وم اذا ق ال يل‪ ،‬فأخربته أن ه ذا من ش أين وال داعي لالستفس ار عن ه‪ ،‬وأرجو أال تلج أوا إىل مثل ه ذه‬
‫األساليب معي ألنين سأعرف بقدوم صاحبكم حىت وإن سافر إىل أفغانستان مباشرة دون املرور بباكستان!!‬
‫وكررت عليه القول السابق إن من مصلحة ذلك الزميل أال يأيت إىل أفغانستان هلذه الربامج‪ ،‬وأن من أعرف‬
‫من احلكومة األفغانية لن يتعاونوا معه وهم سيمنعون أي (ضيف عندهم) من التعاون معه يف هذا األمر سيما‬
‫وأن مندوب اجلزيرة الذي ترشحه للقيام بعمل هذه الربامج جمهول بالنسبة للحكومة األفغانية ومن كان يف‬
‫أفغانستان من العرب!! وكونه حيمل جواز سفر مصري يعقد األمور بالنسبة له أكثر مما تتصورون! وفض الً‬
‫عن ذلك فإنه سيجعله موضع ريبة وشك! وعلمت من املدير وقتها أهنم سيغضون النظر عن هذين الربناجمني‬
‫حلني االنتهاء من تقرير وضعي يف اجلزيرة وتوقيعي عقداً ثابتاً معها!‬

‫البرنامج الموعود‬
‫م رت ع دة أس ابيع وأنا أمسع خالهلا كالم اً من م دير اجلزي رة ح ول الربن امج املوع ود عن أس امة بن‬
‫الدن وأن اجلزيرة تقوم بإع داده بشكل ممتاز‪ ،‬وقد مللت من هذه االتصاالت وكثرهتا وأبلغت املدير أنه مل‬
‫يعد يهمين موعد البث أو الربن امج نفسه ألن حي ايت كلها أص بحت بس بب تص رفاتكم على كف عف ريت‪،‬‬
‫ومل تعد الس فارة األفغانية أو غريها يثق ون يف أي كلمة أنقلها هلم عن ق رب بث الربن امج‪ ،‬وأنا أفضل أن‬
‫أعطيكم ه اتف الس فارة األفغانية يف إس الم أب اد وأنتم حتدثوهنم مباش رة لعلكم تس تطيعون إقن اعهم بقب ول‬
‫تسويغاتكم حول أسباب التأخري!!‬

‫ونجحت الحيلة!!‬
‫لكن فجأة خطرت يل فكرة بعد كل ما حصل معي من اجلزيرة يف أن أقوم بأمر للضغط على إدارة‬
‫اجلزي رة لبث الربن امج املوع ود عن أس امة بن الدن وال ذي ب دأ رئيس حترير اجلزي رة عمله كما قيل يل‪ ،‬أو‬
‫إلعادة األشرطة إىل احلكومة األفغانية‪.‬‬
‫اتصلت بذلك الشخص الذي كان حياول معرفة تفاصيل خرب اختفاء أسامة بن الدن والذي وصفه‬
‫كثري ممن يف اجلزي رة بأنه ك ان موص الً س ريع لألخب ار لكل من رئيس التحرير واملدير الع ام‪ .‬وأبلغته أنين‬
‫ح اولت االتص ال مبدير اجلزي رة (ال ذي ك ان يومها خ ارج الدوح ة) لكن مل أمتكن من ذل ك‪ .‬وأري دك أن‬
‫توصل له خرباً هام اً كما تسمعه وبأقصى سرعة!! فرد قائال‪ :‬هات ما عندك‪ .‬قلت له‪ :‬اخلرب يتعلق باملقابلة‬
‫وبقطر وقد وص لين كالم ش ديد إما أن أعيد األش رطة أو أن تبث اجلزي رة املقابل ة‪ ،‬ومها أم ران مل أكن أملك‬
‫معهما شيئا‪ .‬وقلت له ما وصلين من كالم هو كالتايل‪ :‬يا جمال أبلغ إدارة الجزيرة إن لم يبثوا المقابلتين‬
‫فعليهم أن يعي دوا األش رطة‪ ،‬وأخ برهم أن من في أفغانس تان ق اتلوا االتح اد الس وفيتي حينما ك انت‬
‫أمريكا والعالم يهابانه‪ ،‬واستطاعوا بفضل اهلل تحطيم اآللة العسكرية السوفيتية والقضاء عليها‪ .‬وأنهم‬
‫اآلن يصارعون أمريكا التي تتسابق الدول للركوع أمامها‪ .‬وهم غير خائفين وال يهمهم شيء‪ .‬وأنهم‬
‫بحثوا عن دولة قطر على الخريطة فلم يجدوها‪ ،‬فهل إلدارة الجزيرة أن تبلغنا أين تقع دولة قطر حتى‬
‫نرسل لها شخصاً يزورها ويتفاهم معها على المقابلتين؟!!‬
‫مل يص دق حمدثي ما مسعه من رس الة‪ ،‬وطلب مين ع دم احلديث مع أحد غ ريه ألمهية املوض وع حىت‬
‫يرجع املدير!!‬
‫بعد أيام قالئل فوجئت باتصال هاتفي من املدير العام للجزيرة يبلغين فيه بأن الربنامج سيكون جاهزاً‬
‫خالل أيام!! وأن الدعاية له سيبدأ بثها بعد ذلك!!‬
‫فقلت ل ه‪:‬عف واً! لقد مسعت الكثري من ه ذا الكالم ومل يعد يهمين مىت يبث الربن امج بق در ما يهمين‬
‫احلفاظ على حيايت هنا واليت صارت يف وضع ال أحسد عليه!! لكن إن كنت حريصاً جداً على إيصال هذه‬
‫املعلومة ف أرجو منكم االتص ال بالس فارة األفغانية مباش رة‪ ،‬وبالنس بة يل فلن أبلغهم ش يئاً إال إذا رأيت بعيين‬
‫الدعاية تبث عرب اجلزيرة فأبلغهم مبا رأيت‪ .‬وجرى كالم طويل على اهلاتف حاول فيه املدير العام للجزيرة‬
‫إقناعي بفكرة التوقيع على عقد ثابت مع اجلزيرة بالشروط اليت يريدوهنا واليت كانت غري مقبولة من جانيب‪،‬‬
‫وانتهى احلديث بنا إىل أن انتظر الدعاية للربنامج بعد أيام أو أسبوع على األكثر!!!‬

‫دعاية وبيان صحفي‪:‬‬


‫مل تكد متضي األي ام اليت حتدث عنها املدير وك انت يف ش هر أي ار ‪ 1999‬حىت ب دأت اجلزي رة تبث‬
‫الدعاية للربنامج وأنه سيبث قريباً!!‬
‫كانت التسمية اليت اختارها معد الربنامج تنطق مبا يريده هو ومبا خيتلج يف صدره!! (تدمري القاعدة)‬
‫وهي قد تك ون أمنية لإلدارة األمريكية ورمبا ل رئيس التحرير وكثري من اجله ات اليت ت رى يف ما يس مى‬
‫بالقاعدة بعبعاً جيب القضاء عليه‪ ،‬وبات اجلميع ينتظر تلك املفاجأة‪ ،‬اليت طالت فرتة الدعاية هلا أكثر من أي‬
‫برنامج آخر بثته اجلزيرة أو غريها من احملطات التلفزيونية العاملية‪ ،‬وهو ما وضحت األيام القادمة أسبابه اليت‬
‫ك ان منها مش اركة حمطة مثل اجلزي رة ومبا هلا من رص يد عند املش اهد الع ريب يف محلة دعاية أمريكية منظمة‬
‫وهادفة ضد أسامة بن الدن واحلكومة األفغانية‪.‬‬
‫بعد أي ام من بث ه ذه الدعاية أعلنت اجلزي رة أهنا س تبث الربن امج ي وم احلادي عشر من حزي ران‬
‫‪ 1999‬وأش ارت يف إعالن ص حفي إىل أن الربن امج يتض من مقابلة مع أس امة بن الدن أجراها مراسل‬
‫اجلزيرة جمال إسماعيل مع أسامة يف أفغانستان لكنها مل تشر يف بياهنا إىل موعد إجراء مثل هذه املقابلة‪.‬‬

‫طلب من المدير!‬
‫اتصل يب املدير الع ام محمد جاسم العلي طالب اً مين ع دم ذكر املوعد ال ذي أج ريت فيه املقابل ة‪ ،‬أو‬
‫أهنا جديدة أو اليت كنت أجريتها قبل ستة أشهر‪ ،‬يف حال اتصلت يب بعض وكاالت األنباء‪ ،‬لكنه أضاف‬
‫أن مكتب التحقيقات الفيدرالي األمريكي في واشنطن اتصل به طالب اً اإلجابة عن سؤال حول الموعد‬
‫ال ذي أج ريت فيه ه ذه المقابل ة‪ ،‬وأنه أخ بره بحقيقة األم ر‪ ،‬وأش ار الم دير الع ام للجزي رة أنه في ح ال‬
‫اتصلت بي السفارة األمريكية أو أي من الجهات المرتبطة بها فعلي أن أقول لهم نفس الكالم!!!!‬

‫تنبيه من طالبان‬
‫قبل بث الربنامج بأيام ونظرا لعدم إيضاح اجلزيرة يف بياهنا الصحفي الوقت الذي أجريت فيه املقابلة‬
‫مع أس امة بن الدن اتص لت اإلدارة األمريكية باحلكومة األفغانية ض اغطة عليها بش أن موض وع أس امة بن‬
‫الدن‪ ،‬وأن ما قالته احلكومة األفغانية من أهنا منعت أسامة من الوصول إىل وسائل اإلعالم أو امتالك أجهزة‬
‫اتص ال ع ار عن الص حة ودليل ذلك أن اجلزي رة أج رت مقابلة جدي دة مع ه!! وقد اتصل يب الس فري األفغ اين‬
‫ليبلغين أن حكومته تطلب من اجلزيرة أن توضح يف بداية الربنامج أو هنايته وبش كل مناسب أن مقابلة أسامة‬
‫بن الدن اليت قد يتضمنها الربنامج أجريت معه قبل اختفائه يف أفغانستان‪ .‬واتصل يب وزير اخلارجية األفغاين‬
‫الشيخ وكيل أمحد أيضا للتأكيد على هذه املسألة‪ ،‬وكان اتصاله قبل ساعة تقريب اً من بث الربنامج‪ ،‬مشرياً‬
‫إىل ضغوط شديدة تتعرض هلا احلكومة األفغانية من جهات عديدة هبذا الشأن وهتديدات وصلتها إن كانت‬
‫املقابلة حديث ة‪ .‬وك ان ض من كالمه أنه يف ح ال تع رض أفغانس تان ألي ش يء ج راء الربن امج ف إن اجلزي رة‬
‫بتصرفها مسئولة أمام اهلل وأمام الناس عما سيحدث يف أفغانستان‪.‬‬
‫اتصلت مبدير اجلزيرة محمد جاسم العلي ومبعد الربنامج صالح نجم ألبلغهم مبا وصلين من احلكومة‬
‫األفغاني ة‪ ،‬وك انت مفاج أة هلم‪ ،‬لكنين أبلغتهم أن األمر خطري وأنه لن ي ؤثر علي وح دي وإمنا س يؤثر على‬
‫اجلميع‪ ،‬وأنتم أدرى الناس بأن املقابلة أجريت منذ ستة أشهر تقريبا‪.‬‬
‫تساؤل مطروح على اجلزيرة‬
‫بدأ عرض الربنامج يف اجلزيرة ويف هنايته مت وضع العبارة التالية على الشاشة‪:‬‬
‫((بعد أن انتهت الجزيرة من إعداد البرنامج أعلنت حركة طالبان اختفاء أس امة بن الدن من مقر‬
‫إقامته في قندهار وال يعلم أحد مكانه حتى اآلن))‪.‬‬
‫‪......‬‬
‫ونال هذا التصرف موافقة الحكومة األفغانية‪.‬‬
‫‪.....‬‬
‫لكنه يف نفس ال وقت ك ان ض ربة للجزي رة اليت ك ان عليها اإلجابة عن س ؤال ال زال مطروح اً‪ :‬إذا‬
‫ك ان البرن امج ف رغ من إع داده قبل اختف اء أس امة بن الدن في أفغانس تان وال ذي ص ادف ي وم الث الث‬
‫عشر من ش باط‪ /‬ف براير ‪ 1999‬فلم اذا أخ رت الجزي رة بث البرن امج إلى ي وم ‪ 11‬حزي ران‪ ،‬أي أربعة‬
‫أشهر تقريبا؟؟!!‬

‫توقيت البرنامج‪:‬‬
‫ال ذي ت ابع أخب ار أفغانس تان وأس امة بن الدن على وجه اخلص وص يف ربيع وص يف ‪ 1999‬ك ان‬
‫يلحظ بوض وح وج ود تص عيد إعالمي أم ريكي وبداية ش حن لألج واء وتعبئة لل رأي الع ام لتقبل مغ امرة‬
‫عس كرية أمريكية يف أفغانس تان‪ ،‬وقد اش تدت احلملة اإلعالمية الغربية ح ول ه ذا املوض وع يف ش هري أي ار‬
‫وحزيران من نفس العام‪ ،‬وقد جاء برنامج اجلزيرة يف سياق هذه احلملة اإلعالمية األمريكية ضد أفغانستان‬
‫وأسامة بن الدن‪ ،‬وللتمهيد للضربة القادمة‪ .‬وكان ضمن املقوالت املطروحة حول هذا املوضوع أن أسامة‬
‫س يتم اختطافه متام اً كما مت اختط اف عبد اهلل أوجالن زعيم ح زب العم ال الكردس تاين يف تركي ا! وس تتم‬
‫حماكمت ه‪ ،‬وك ان من ض من املروجني هلذه املقولة ع دد من الص حفيني الغرب يني يف باكس تان ال ذين ب دأوا‬
‫ينتش رون يف العديد من املدن الباكس تانية خاصة بيش اور‪ ،‬وطلب كث ريون منهم زي ارة أفغانس تان‪ ،‬كما أن‬
‫كث ريا من عم ال وم وظفي هيئ ات اإلغاثة الغربية والدولية الع املني يف أفغانس تان أع ادوا فتح مك اتبهم يف‬
‫خمتلف املدن األفغانية بعد أن كانوا أغلقوها حبجة إساءة أفراد من طالبان معاملتهم‪ ،‬وبدأ املوظفون الغربيون‬
‫يس تأجرون عش رات األفغ ان جلمع معلوم ات عن أس امة بن الدن واألفغ ان الع رب يف خمتلف املن اطق‬
‫األفغانية!!!‬
‫كانت احلكومة األفغانية تلحظ تسابق الصحافيني الغربيني إىل أفغانستان وتدرك وجود محلة إعالمية‬
‫منظمة ضدها وضد أسامة بن الدن كما أهنا كانت تدرك مغزى توقيت الربنامج واهلدف من بثه يف ذلك‬
‫الوقت!!‬

‫نقاش صحفي‬
‫يف أوائل شهر حزيران ‪ 1999‬كانت املعارك على أشدها بني املقاتلني الكشمرييني والقوات اهلندية‬
‫يف قط اع كارجي ل‪ ،‬وقد عمل اجليش الباكس تاين على ت أمني رحالت للص حافيني األج انب لالطالع على‬
‫وجهة النظر الباكس تانية القائلة إن الق وات الباكس تانية ال تش رتك يف ه ذا القت ال‪ ،‬إال يف حالة ال دفاع عن‬
‫النفس وصد هجم ات للق وات اهلندي ة‪ ،‬أو ال رد على قصف م دفعي وص اروخي هن دي للمواقع الباكس تانية‬
‫املدنية منها أو العسكرية‪ .‬وقد تصادف وجودي يف إحدى الرحالت وجود مراسلني هليئة اإلذاعة الربيطانية‬
‫وشبكة ‪ CNN‬ووكالة الصحافة الفرنسية‪ ،‬إضافة إىل عدد آخر من الصحافيني الباكستانيني واألجانب‪ .‬وقد‬
‫بدأ مراسل شبكة ‪ CNN‬طرح أسئلة على مراسل وكالة الصحافة الفرنسية (الذي كان يعمل يف كابل وجاء‬
‫خصيصاً لزيارة كارجيل) حول موضوع أسامة بن الدن‪ ،‬وكان كالمها يؤكد أن اإلدارة األمريكية ستقوم‬
‫بقصف أفغانستان خالل أسابيع قليلة إن مل يكن خالل أيام معدودة إن مل تسلم طالبان أسامة كما تطالب‬
‫ب ذلك واش نطن‪ ،‬وش عرت من خالل ح ديثهما أهنما يري دان إش راكي ملعرفة رأيي يف املوض وع‪ ،‬وقد ب دأ‬
‫احلديث معي طالباً معرفة بعض األمور عن أفغانستان وأسامة بن الدن‪.‬‬ ‫‪CNN‬‬ ‫مراسل شبكة‬
‫فقلت له إن أمر أس امة بن الدن خمتلف عن قض ية عبد اهلل أوجالن ش كالً ومض موناً‪ .‬وأن أوجالن‬
‫مت تس ليمه من قبل أجه زة أمنية غربية وغريها إىل أجه زة األمن الرتكية يف ن ريويب‪ ،‬وك ان يسري يف ش وارع‬
‫العاصمة الكينية وحيداً دون سالح أو مرافق حلمايته‪ ،‬بينما أسامة وحسب ظين ال يتحرك يف أفغانستان إال‬
‫وهو ممتشق س الحه‪ ،‬وحراسه من رجاله املخلصني حوله بش كل دائم‪ ،‬ولن يس لموه مطلق اً‪ ،‬وإن ح دث أن‬
‫هومجوا فيمكنهم الدفاع عن أنفسهم حىت املوت‪ ،‬كما أن احلكومة األفغانية لن تسلمه مطلقاً بل ولن تطلب‬
‫منه اخلروج من أفغانس تان‪ ،‬وهو لن خيرج من هن اك ألنه ال يوجد ب ديل له أفضل من تلك الدول ة‪ .‬وأما‬
‫بالنسبة لألمريكان فال أظنهم أغبياء إىل درجة إرسال قواهتم إىل أفغانستان ألهنم يعلمون أن أحداً منها لن‬
‫يرجع حياً أو على األقل ساملاً‪ .‬مع قناعتهم بعدم إمكانية احلصول على ما يريدون مائة باملائة‪.‬‬
‫تطرق احلديث إىل ردود الفعل املمكنة لو حصل مثل هذا األمر‪ ،‬وكان رأي الصحافيني الغربيني أن‬
‫أقصى ما ميكن وقوعه هو مظاهرات معادية ألمريكا وللغرب وبعد أيام أو أسابيع على األكثر تعود األمور‬
‫إىل جماريه ا‪ .‬فقلت هلم إنكم ال تس توعبون املش اعر اإلس المية خاصة يف ه ذه املنطق ة‪ .‬وذك رهتم مبا حصل‬
‫حينما س يطر جهيم ان ومجاعته على احلرم يف مكة املكرم ة‪ ،‬وأص در الخمي ني بيان اً ادعى فيه أن األمريك ان‬
‫احتل وا احلرم‪ ،‬فما ك ان من الش عب الباكس تاين إىل أن أح رق الس فارة األمريكية وقنص ليتها‪ ،‬ومراكزها‬
‫اإلعالمي ة‪.‬واآلن حيظى أس امة بن الدن بش عبية واس عة يف باكس تان وتأييد ال مثيل له وهن اك العديد من‬
‫اجلماع ات الدينية يف باكس تان اليت تتبىن وجهة نظ ره وهلا تنظيم ات مس لحة‪ ،‬ولن تس تطيع احلكومة‬
‫الباكستانية احليلولة دون وقوع شيء‪ ،‬خاصة وأن عددا من العلماء الباكستانيني املرموقني أفتوا بإهدار دم‬
‫كل األمريكان يف حال تعرض أسامة بن الدن أو أفغانستان إىل اعتداء من قبل الواليات املتحدة!! فيجب‬
‫أخذ كل ه ذه االحتم االت بعني االعتب ار مع وضع احتم ال كبري ب أال تنجح العملية األمريكية س واء ك انت‬
‫قص فاً ص اروخياً أو حماولة خلطف أس امة بن الدن‪ ،‬وه ذا سيس يء إىل مكانة الوالي ات املتح دة عاملي اً‬
‫وإعالمياً‪ ،‬وهي يف غىن عنه على األقل يف املرحلة احلالية ويف منطقة مثل باكستان اليت يرى اجلميع فيها حتول‬
‫السياسة األمريكية حملاب اة اهلند وهو ما يزيد من مش اعر اإلحب اط والغضب من كل ما له ص لة بالوالي ات‬
‫املتحدة األمريكية يف باكستان!!!‬

‫حول موضوعية البرنامج!‬


‫لن أخوض كثرياً يف موضوعية الربنامج وموقف مقدمه من املوضوع نفسه‪ ،‬ومن أسامة وما يطرحه‬
‫فلكل وجهة نظره ولست بالضرورة ممن يتفق مع أسامة أو خيتلف معه‪ ،‬ولكنين كصحفي علي االلتزام مبا‬
‫أعد به‪ ،‬وكذلك كان على اجلزيرة االلتزام مبا وعدت به يل وللحكومة األفغانية‪ .‬فرغم الوعود الكثرية من‬
‫إدارة اجلزي رة ببث مقابلة أس امة ض من الربن امج املوع ود‪ ،‬إال أن ما تض منه الربن امج منها ك ان أقل من ثلث‬
‫ساعة رغم أن مدهتا األصلية كانت ساعة واثنتني وأربعني دقيقة! وكان اتفاقنا مع احلكومة األفغانية ومع من‬
‫أجرينا معهم املقابالت على بث فقرات غري تلك اليت بثتها اجلزيرة يف حال تعذر بث املقابلة كلها ألسباب‬
‫ال ختفى على أحد‪ .‬وقد وافقت اجلزيرة على هذا االقرتاح من يوم وصول املقابالت إليها!!‬
‫أما بالنس بة لض يوف الربن امج ال ذين أج رى مراس لو اجلزي رة يف أم اكن خمتلفة مق ابالت معهم فلكل‬
‫وجهة نظ ره‪ ،‬وكل ي رى من الزاوية اليت ي رى من خالهلا‪ ،‬والتجربة اليت مر هبا‪ ،‬والسياسة اليت اتبعتها بالده‪،‬‬
‫حيال هذا املوضوع‪ ،‬غري أن الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات االجتماعية يف‬
‫القاهرة وهو ممن حيمل اجلنسية األمريكية‪ ،‬والذي حاوره مقدم الربنامج وقع يف تناقض مع نفسه حني حتدث‬
‫عن أس امة يف الربن امج‪ ،‬فت ارة يص فه بأنه يريد أن ينتقم من اجملتمع بس بب احلرم ان ال ذي ع اش في ه‪ ،‬وت ارة‬
‫أخرى يقول إن هناك دافع اً من إميان بفكرة دينية هي اليت تعطي قوة ألسامة بن الدن وأمثاله‪ ،‬وكان على‬
‫شخص مثل الدكتور سعد الدين إبراهيم أال يقع يف مثل هذه األخطاء‪ ،‬لكن إن عرف من هو سعد الدين‬
‫إبراهيم وما ميثله فال حيتاج املرء إىل التوقف عند هذه املسألة طويال!!!‬

‫الفصل الحادي عشر‬


‫محاولة األمريكان الهجوم على أفغانستان في أغسطس‪1999‬‬

‫كوماندوز أمريكان في إسالم اباد‬


‫يف الس ادس من أغس طس ‪ 1999‬كنت يف ط ريقي ملقابلة ع دد من ال زمالء الص حفيني الع رب ال ذين‬
‫دعتهم وزارة اإلعالم الباكستانية إىل إسالم أباد وكشمري‪ ،‬وحني كنت أهم دخول الفندق الذي يقيمون فيه‬
‫رأيت حافلتني للسفارة األمريكية تنزالن عشرات من الشبان ممتلئي األجسام والذين يلبسون بناطيل قريبة‬
‫إىل اللون العسكري وفانالت بيضاء يف الغالب وحيملون على ظهورهم حقائب يستخدمها العسكريون يف‬
‫محل معداهتم‪ ،‬كما كان غ البيتهم يضعون نظارات س وداء عريضة على عي وهنم‪ ،‬وبدت نظ راهتم ملا حوهلم‬
‫وك أهنم يس تطلعون املوقع ال ذي نزل وا في ه‪ ،‬وما إذا ك ان أحد ي راقبهم أو يتبعهم‪ .‬مش يت إىل هبو الفن دق‬
‫وأب ديت أنين مل أعر األمر اهتمام اً‪ ،‬لكن منذ تلك اللحظة ب دأت حاسة سادسة ل دي تثري تس اؤالت ح ول‬
‫هؤالء القادمني‪ ،‬واهلدف من زيارهتم وماذا هم فاعلون‪.‬‬
‫يف الفن دق التقيت ال زمالء الع رب ال ذين أث ار دخ ول ه ؤالء الق ادمني حبافالت الس فارة األمريكية‬
‫فضوهلم وبدأ بعضهم السؤال عنهم‪.‬‬
‫يف الي وم الت ايل س ألت أحد م وظفي الفن دق ممن يعرفونين عن الض يوف ال ذين ق دموا ب األمس يف‬
‫حافالت السفارة األمريكية‪ ،‬فأجاب أهنم ال زالوا موجودين وإن كانوا خرجوا يف حافالت سياحية مظللة‬
‫الزجاج يف النهار‪.‬‬

‫تأكيد اخلرب‬
‫يف نفس الليلة اتصل يب أحد الزعماء السياسيني الباكستانيني من قادة اجلماعات الدينية‪ ،‬طالب اً مين‬
‫زيارته يف منزله‪ ،‬ألنه يريد حديثي مبوضوع بالغ األمهية‪.‬‬
‫ت وجهت إلي ه‪ ،‬وكنت أعتقد أنه س يتحدث عن احلكومة الباكس تانية اليت انتق دهتا اجلماع ات الدينية‬
‫لطلبها س حب املق اتلني الكش مرييني من كارجي ل‪ ،‬بن اءً على ض غوط مارس تها اإلدارة األمريكية على ن واز‬
‫شريف رئيس الوزراء الباكستاين السابق‪.‬‬
‫‪.......‬‬
‫لكن الحديث لم يتطرق إلى هذا الموضوع‪.‬‬
‫‪.......‬‬
‫بدا على املسئول الباكستاين ذي الص الت املتشعبة‪ ،‬أن املوضوع خطري ومهم‪ ،‬ويريد إخراجه للنشر‬
‫بأقصى سرعة مع عدم التصريح بامسه وقتها‪.‬‬
‫وبعد أن رفع مساعات اهلاتف وأوصد ب اب مكتبه املنزيل ق ال يل يا أخ جم ال ل دي خرب مهم وهو‬
‫يهمك ويهمنا كلنا ويهم املس لمني‪ ،‬وال أدري ما إذا كنت تس تطيع نش ره دون أن تع رض نفسك ومص در‬
‫اخلرب ألي خطر أو إعالن‪ .‬وإذا مت نشر اخلرب يف اجلزيرة فإنه سيحقق فائدة أكثر من نشره يف الصحافة احمللية‬
‫يف باكستان‪.‬‬
‫فقلت له إن كان بإمكاين نشره فلن أتواىن يف ذلك طاملا فيه فائدة للبلد ولنا كمسلمني‪.‬‬
‫فق ال‪ :‬اخلرب هو وص ول كومان دوز أمريك ان إىل إس الم أب اد وهم يف ط ريقهم إىل مط ار كويتا‬
‫الباكستاين‪ ،‬القريب من مدينة قندهار مقر قيادة طالبان للقيام بعملية إغارة على مقر قيادة المال محمد عمر‬
‫زعيم طالبان‪ ،‬ومنزل أسامة بن الدن وحماولة خطفهما أو قتلهما‪ .‬وأن املوعد املمكن للهجوم سيكون فجر‬
‫الثالثاء فيما يبدو‪.‬‬
‫كان احلديث مساء السبت‪.‬‬
‫ومضى حمدثي قائالً إن بعض الضباط يف سالح اجلو أعطوا معلومات دقيقة عن الطائرتني األمريكيتني‬
‫اللتني أقلتا اجلنود األمريكان‪ ،‬واجلهة اليت قدمتا منها والوقت الذي وصلتا فيه‪.‬‬
‫فنقلت حملدثي ما رأيته يف الفندق يف إسالم أباد قبل ذلك بيومني‪ ،‬فسأل عن الوقت بالضبط والعدد‬
‫الذي رأيته وكان هذا مطابقا بشكل كبري ملا ورده من معلومات من بعض الضباط الغيورين يف سالح اجلو‪.‬‬
‫وانتقد حمدثي حكومة نواز شريف اليت كانت تعاين من احنطاط كبري يف شعبيتها آنذاك وبدأت تعتمد‬
‫اعتماداً شبه كلي على املشورة األمريكية هلا حىت يف السياسة الداخلية‪.‬‬
‫واتفقت مع حمدثي على مع اودة احلديث يف الص باح الس تكمال بعض املعلوم ات من مص دره واليت‬
‫ميكن أن ختدمنا يف عملية النشر‪.‬‬
‫يف الي وم الت ايل كنت متلهف اً لل ذهاب جمدداً ملص در اخلرب‪ ،‬ومساع ما لديه من أجوبة عن استفس ارات‬
‫ق دمتها ح ول اخلرب ت دعمنا يف عملية النشر إن متت‪ .‬وق دم يل أجوبة عما س ألته من معلوم ات‪ ،‬وش دد على‬
‫نشر اخلرب يف اجلزيرة ويف كل الوسائل اإلعالمية اليت ميكنين إقناعها بذلك‪.‬‬
‫اتصلت يف املساء ببعض أصحايب من الصحافيني الباكستانيني يف إسالم أباد وغريها من املدن‪ ،‬وقلت‬
‫هلم إنه س يكون ل دي خرب مهم الليل ة‪ ،‬وك ان اجلميع يتوقع يف تلك األي ام غ ارة أمريكية جدي دة على‬
‫أفغانس تان‪ ،‬وب دءوا يس ألون عن الش يخ أس امة بن الدن وحتركاته وموقف احلكومة األفغانية منه وما إىل‬
‫ذلك‪.‬‬

‫طالبان لديها معلومات‬


‫اس تدعيت بعض من اتص لت هبم إىل بييت ملناقشة األم ر‪ ،‬وما إن دخل اثن ان منهم املنزل حىت رن‬
‫اهلاتف ألجد على الط رف اآلخر السفري األفغ اين يف باكستان الشيخ سعيد الرحمن حق اني‪ ،‬والذي بادر‬
‫باالعتذار عن االتصال يف وقت متأخر‪ ،‬لكنه قال‪ :‬يا أخ جمال أنا أعتبرك أخا لي قبل أن تكون ص حافياً‪،‬‬
‫ولوال ذلك ما اتصلت‪.‬‬
‫فقلت له يسعدين مساع ذلك منكم يا سعادة السفري‪.‬‬
‫ف أردف ق ائالً‪ :‬لقد ج اءين بي ان من مكتب أمري املؤم نني مال محمد عمر يف قن دهار اآلن وهو بي ان‬
‫مستعجل‪ ،‬واملرتجم ليس موجوداً عندي اآلن‪ ،‬لذا أريدك أن تساعدين يف ترمجته إىل العربية واإلجنليزية وأن‬
‫تنشره إن أمكنك ذلك‪.‬‬
‫اعتذرت من ضيويف الذين دعوهتم إىل املنزل‪ ،‬ومخنت من هلجة السفري أن موضوع البيان خطري‪ ،‬كما‬
‫قلت لنفسي إهنا فرصة ألحدث السفري مبا علمته من أخبار‪ ،‬وما رأيته من تواجد للكوماندوز األمريكان يف‬
‫إسالم أباد‪.‬‬

‫استنفار ودعوة للمواجهة‬


‫ك ان الس فري منتظ راً يف منزل ه‪ ،‬ويف ص الة الض يوف جلس وح ده يغلي كالق در‪ ،‬وما إن س لمت عليه‬
‫حىت بدأ يرتجم يل ما وصله من قندهار‪.‬‬
‫نداء وجهه أمير المؤمنين مال محمد عمر إلى األمة اإلسالمية‪ ،‬يناشد فيها الشعوب‬
‫البيان كان ً‬
‫اإلسالمية الوقوف إلى جانب إخوانها من الشعب األفغاني المسلم الشقيق‪ ،‬الذي جاهد ضد الهيمنة‬
‫السوفيتية وأنهى كابوساً كان يخيم على العالم أجمع‪ ،‬وتحدث البيان عن الخالف مع األمم المتح دة‪،‬‬
‫واصفاً إياه بأنه خالف مع الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وليس المنظمة الدولية‪ ،‬التي أصبحت وكما‬
‫يعلم الجميع أداة بيد الخارجية األمريكي ة‪ ،‬وش دد البي ان على أن الخالف مع أمريكا ليس على مس ألة‬
‫أسامة بن الدن وإنما على التوجه اإلسالمي الصادق للحكومة األفغانية وعدم قبولها مطلق اً المساومة‬
‫على الش ريعة اإلس المية مهما ك ان الثمن‪.‬وختم البي ان بعب ارة تق ول إننا نناشد إخواننا المس لمين في‬
‫الع الم كله الوق وف مع إخ وانهم من الش عب األفغ اني المس لم المجاهد تج اه ما قد يتع رض له من‬
‫عدوان أمريكي جديد‪ ،‬وحتى إذا لم يقف معنا أحد فإننا لن نتراجع عن موقفنا فإما أن نعيش أعزاء أو‬
‫نموت كرماء وحسبنا اهلل ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير‪.‬‬
‫وفهمت من البيان أن خطراً حمقق اً حيدق بأفغانستان وتراه القيادة األفغانية‪ .‬عندها أبلغت السفري مبا‬
‫لدي من معلومات‪ ،‬طالباً منه أن ينقلها إن رأى فيها فائدة للقيادة األفغانية يف قندهار‪.‬‬
‫وفعل ذلك يف احلال‪.‬‬
‫كان الرد من أحد قادة احلكومة األفغانية يف قندهار على املعلومات اليت نقلها السفري أن ه ذا البيان‬
‫هو نتيجة هلذه املعلوم ات اليت كنا على علم هبا‪ .‬طالب اً منه وبصورة عاجلة تسريب ه ذه املعلوم ات اخلط رية‬
‫إىل مراسل اجلزي رة وغريها من وك االت األنب اء إن أمكنه يف ذلك ال وقت املت أخر من الليل بغية نش رها على‬
‫أوسع نطاق ممكن ويف أسرع ما يكون‪ ،‬وقبل وقوع الكارثة!!‬

‫قنبلة تتفجر في موعدها!‬


‫اتص لت وأنا يف م نزل الس فري األفغ اين من ه اتفي النق ال مبح رر النش رة املن اوب يف اجلزي رة‪ ،‬وك ان‬
‫الوقت قريباً من منتصف الليل يف باكستان‪ ،‬وأبلغته بأن لدي خرباً مهماً وعليه كتابته مباشرة‪.‬‬
‫أعطيت اخلرب ل رئيس التحرير املن اوب‪ ،‬وال ذي اس توثق مين ح ول وج ود بي ان من مال محمد عمر‬
‫زعيم طالبان‪ ،‬ومن املعلومات األخرى حول وصول كوماندوز أمريكان يف باكستان‪ .‬ووعد ببث اخلرب يف‬
‫النشرة القادمة‪.‬‬
‫بعد دقيقة بالض بط اتصل يب مس ئول آخر من اجلزي رة‪ ،‬ليتأكد من ص حة اخلرب ونس بته إىل مص ادره‪،‬‬
‫وبعد أن اطمأن إىل تأكدي من صحة املعلومات وأنين موجود يف منزل السفري األفغاين يف إسالم أباد وقتها‪،‬‬
‫أبلغين أنه سيبث اخلرب بشكل عاجل يف املوجز الذي مل يبق على موعده إال مخس دقائق‪.‬‬
‫كنت انتظر ه ذه ال دقائق اخلمس بف ارغ الص رب‪ ،‬وما إن بث اخلرب حىت اتص لت يب زوجيت من املنزل‬
‫لتبلغين أنه مت بث اخلرب (نظ راً لما ت راه الحكومة األفغانية من حرمة التص وير ف إن م نزل الس فير األفغ اني‬
‫ك ان خ ال من أي جه از تلفزي ون)‪ ،‬وش عرت وقتها ب أن عبئ اً ثقيالً أزيح عن ك اهلي‪ ،‬كما ش عرت براحة‬
‫نفسية عجيبة قلما أشعر هبا يف نشري ألخبار أخرى‪.‬‬
‫أبلغت الس فري ببث اخلرب وأنين س أبقى س اهراً ملتابعة تط ورات املوقف وما يس تجد من أح داث‪،‬‬
‫ورجوته أن يطلعين على أي معلومات جديدة قد تصله من قندهار وميكن نشرها‪.‬‬

‫رصد دبلوماسي‪:‬‬
‫يف الطريق من م نزل الس فري إىل م نزيل واليت مل ت زد على كيلو مرت واحد اتصل يب أحد الدبلوماس يني‬
‫العرب مستفسراً عن صحة ما مسعه منسوباً إيل من أخبار على قناة اجلزيرة‪.‬‬
‫فقلت له وهل تظن أنين أرسل أخباراً مثل هذه وال أكون متأكداً من صحتها!‬
‫فاستفسر ذلك الدبلوماسي عما إذا كانت لدي معلومات إضافية حول املوضوع لكنين اعتذرت له‬
‫قائالً‪ :‬أنه لو كان عندي تفاصيل أكثر لسمعها من اجلزيرة‪.‬‬
‫ومتابعة أمريكية‬
‫ولم أكد أصل منزلي حتى رن الهاتف‪.‬‬
‫‪.....‬‬
‫كان املتصل أحد صحفيي حمطة ‪ CNN‬من أتالنتا يف الواليات املتحدة‪ ،‬وكان قد زار باكستان أكثر‬
‫من م رة والتقيته أثن اء زياراته تل ك‪ .‬س أل مس تغرباً من اخلرب عن ص حته وما إذا ك ان ل دي ص ور للط ائرات‬
‫األمريكية اليت هبطت يف باكستان‪ ،‬فأبلغته بأنين لو كنت املك صوراً ألرسلتها إىل اجلزيرة‪ .‬لكنين استطعت‬
‫التأكد من اخلرب دون الق درة على التق اط ص ور‪ ،‬بس بب منع اق رتاب الص حافيني من املط ار املدين‪ ،‬فما بالك‬
‫بالقاعدة العسكرية اليت هبطت فيها الطائرات!!!‬
‫وقد استفسر عن رد فعل احلكومة الباكس تانية مش رياً إىل أنه مباش رة بعد مساعه اخلرب اتصل ب وزارة‬
‫الدفاع األمريكية واخلارجية والبيت األبيض وكلهم نفوا صحة اخلرب!‬
‫ما مسعته من نفي من اإلدارة األمريكية جاء كرد مقتضب على ما أذعته عرب اجلزيرة وكان الرد‪:‬‬
‫((اإلدارة األمريكية تنفي بش دة أن تك ون تخطط للهج وم على أفغانس تان حالي اً‪ ،‬لكنها تحتفظ‬
‫لنفسها بحق مطاردة اإلرهابيين وضرب مواقعهم في أي مكان وزمان))‪.‬‬
‫فأبلغته أن ه ذا ال ينفي مطلق اً أهنم ك انوا ين وون ض رب أفغانس تان‪ ،‬وأهنم رمبا غ ريوا رأيهم بعد‬
‫افتضاح األمر! وأما بالنسبة للحكومة الباكستانية فلم يصدر منها شيء‪ ،‬ألن الوقت متأخر ليالً اآلن وأظنهم‬
‫سينفوا صحة اخلرب حفاظ اً على األمن الداخلي‪ ،‬ومنع القيام بأي عمل مناهض للمصاحل األمريكية‪ ،‬خاصة‬
‫وأن الشيخ فضل الرحمن رئيس مجعية علماء اإلسالم الباكستانية‪ ،‬أفىت قبل أيام بإهدار دم كل األمريكان‬
‫املقيمني يف األراضي الباكستانية أو خارجها‪ ،‬إن أقدمت واشنطن على ضرب أفغانستان جمدداً‪ ،‬أو حاولت‬
‫اختطاف أو قتل أسامة بن الدن‪.‬‬
‫تأكيداً لرصد اإلدارة األمريكية يف ذلك الوقت ومن سار يف فلكها أي‬ ‫‪CNN‬‬ ‫كان اتصال صحفي الـ‬
‫معلومة عن أفغانس تان وأس امة بن الدن خاصة تلك الف رتة‪ .‬فلم يكن بني إذاعة اخلرب عرب اجلزي رة واتص ال‬
‫ص حفي‪ CNN‬س وى مخس أو س بع دق ائق فق ط!! كما أنه ي وحي حبالة اس تنفار لإلدارة األمريكية ووس ائل‬
‫اإلعالم املقربة منها يف انتظار حدث هام قد يقع تلك الليلة!!!‬
‫بعد ه ذا االتص ال ب دقائق مع دودة اتصل مس ئول آخر من ش بكة ‪ ITN‬يف لن دن‪ ،‬طالبا ش راء ص ور‬
‫الطائرات والكوماندوز األمريكان لبثها عرب شبكتهم‪.‬‬
‫وبعد دقائق اتصل يب مسئول من اجلزيرة ليبلغين أهنم سيجرون مقابلة هاتفية معي ضمن نشرة حصاد‬
‫اليوم‪ ،‬كما سيجرون مقابلة يف االستديو مع املهندس قلب الدين حكمتيار‪ ،‬رئيس الوزراء األفغاين السابق‪،‬‬
‫الذي كان شارك تلك الليلة يف ندوة (أكثر من رأي) عرب اجلزيرة‪.‬‬
‫اتص لت باملهن دس حكمتي ار يف مك ان إقامته يف الدوح ة‪ ،‬وبن اءً على طلب ه‪ ،‬وأطلعته على ما ل دي من‬
‫معلومات بشأن هذا اخلرب‪ .‬واتصلت يب اجلزيرة أثناء نشرة حصاد اليوم‪ ،‬وأكدت خرب وصول عشرات من‬
‫رجال الكوماندوز األمريكان خالل األيام القليلة املاضية إىل إسالم أباد‪ ،‬ومكان نزوهلم يوم وصوهلم‪ ،‬وأهنم‬
‫انتقلوا بعد ذلك من إسالم أب اد إىل بيشاور ومنها إىل كويتا‪ .‬ومع أن حكمتي ار شاركين ال رأي يف استبعاد‬
‫وقوع هجوم أمريكي كبري على أفغانستان فإن إمكانية قيام األمريكان بعملية اختطاف أو اغتيال ألسامة بن‬
‫الدن أو مال حممد عمر يف قندهار كانت حمل اتفاق من كلينا‪.‬‬
‫يف نفس الليلة تن اقلت كافة وك االت األنب اء خرب الكومان دوز نقالً عن اجلزي رة‪ ،‬ونفت احلكومة‬
‫الباكستانية أن تكون مسحت لألمريكان باستخدام أراضيها لشن هجوم على أفغانستان‪.‬‬

‫تأكيدات أمنية‬
‫احملقق ون الباكس تانيون فيما بعد أك دوا يل أن ما نقلته عن وص ول الكومان دوز األمريك ان إىل إس الم‬
‫أب اد ك ان ص حيحاً‪ ،‬وأن أحد مس ئويل األجه زة األمنية يف إس الم أب اد رفع تقرير عنهم إىل رئاسة ال وزراء‬
‫الباكس تانية‪ ،‬لكن دي وان رئيس ال وزراء طلب منه ع دم احلديث عن ه ذا األمر ال ذي ق ال عنه إنه حمض‬
‫اختالق حسب ما أف ادت به الس فارة األمريكي ة‪ ،‬ويف الي وم الت ايل حينما رفع مس ئول كبري يف نفس اجله از‬
‫خطاباً آخر إىل رئاسة الوزراء مشفوعاً بأمساء أعضاء فريق الكوماندوز األمريكي وأعمارهم وما يقومون به‬
‫من تدريبات واألماكن اليت زاروها واألشخاص الذين التقوا هبم طلب من هذا املسئول أن يتكتم على هذا‬
‫اخلرب ما أمكنه ذلك‪ ،‬وأال يزج بنفسه فيما ال يعنيه‪.‬‬
‫كما نش رت ص حيفة ذ ني وز الباكس تانية وبعد عش رة أش هر من نش ري خرب وص ول الكومان دوز‬
‫األمريكان إىل إسالم أباد مقالة مفصلة عن اخلطة‪ ،‬نقلت فيها الكاتبة نسيم زهرة عن جنرال باكستاين يعمل‬
‫يف االستخبارات العسكرية قوله‪ :‬إن رئيس الوزراء المعزول نواز شريف وشقيقه شهباز شريف ومدير‬
‫االس تخبارات العس كرية الس ابق الج نرال ض ياء ال دين‪ ،‬وع دد قليل من أع وانهم ك انوا اتفق وا مع‬
‫األمريك ان على تجنيد ع دد من الض باط الباكس تانيين المس رحين من الخدمة في األجه زة األمنية‬
‫الحساسة للمش اركة في عملية الختط اف أس امة بن الدن من أفغانس تان وأن العملية أفش لت بعد أن‬
‫سربت شخصيات باكستانية نبأها‪ ،‬وافتضح أمرها قبل وقوعها بفترة قصيرة‪.‬‬

‫مواجهة مع وزير‬
‫يف الي وم الت ايل ح دث أن أس قطت الط ائرات اهلندية ط ائرة ت دريب للبحرية الباكس تانية‪ ،‬ك انت يف‬
‫مهمة تدريبية وقتل على متنها س تة عشر من ض باط البحرية الباكس تانية‪ ،‬وقد دعا وزي را اخلارجية واإلعالم‬
‫يف باكس تان إىل م ؤمتر ص حفي مش رتك يف مبىن اخلارجية يف إس الم أب اد‪ .‬ذهبت إىل هن اك وك ان مجيع‬
‫الص حافيني املوج ودين ينتظرونين بف ارغ الص رب‪ ،‬ملعرفة ما أس تند إليه ح ول اخلرب ال ذي قمت ببثه يف الليلة‬
‫السابقة عرب اجلزيرة عن الكوماندوز األمريكان‪.‬‬
‫قبيل دخ ول ال وزيرين س ألين البعض عن اخلرب‪ ،‬م ردفني أن احلكوم تني الباكس تانية واألمريكية نفتا‬
‫صحته‪ ،‬فقلت‪ :‬هذا شأهنم لكن عندي ما يدعم خربي ويوثقه‪ ،‬وعندي تفاصيل أكثر مما نشرته‪.‬‬
‫وقد توجه أحد الص حافيني الباكس تانيني بس ؤال ل وزير اخلارجية ح ول املوض وع فنفى ال وزير اخلرب‬
‫ق ائالً‪ :‬اتص لنا بالجه ات المعنية وكلها نفت علمها بوص ول أي ط ائرة أمريكية الليلة الماض ية إلى‬
‫باكستان لهذا الغرض‪ .‬وأن الخبر عار عن الصحة‪.‬‬
‫انتهى املؤمتر بعد أن ركز ال وزيران على خرب إس قاط اهلند ط ائرة الت دريب الباكس تانية‪.‬ومل يتطرقا إىل‬
‫اخلرب حول الكوماندوز األمريكان إال يف تلك اإلجابة املقتضبة!‬

‫أزمة مع الحكومة‬
‫أحد الص حافيني أس رع إىل ال وزير وهو خ ارج من القاعة ليق ول له أنت تنفي اخلرب وجم ال يؤك ده‪،‬‬
‫ويقول إن عنده تفاصيل إضافية‪ .‬فالتفت وزير اخلارجية باحث اً عين‪ ،‬وسأل‪ :‬أنت الذي نشرت اخلرب‪ ،‬فقلت‬
‫له باإلجياب‪ ،‬ورد لكن ه ذا غري دقيق وغري ص حيح‪ .‬وك ان عليك التثبت من اخلرب وأن تتصل بنا قبل نش ره‬
‫وحنن نعطيك ردنا‪ .‬ومل يزد على ذلك‪.‬‬
‫لكن وزير اإلعالم مش اهد حس ين ال ذي ك ان ص حافياً من قبل ورئيس حترير إلح دى اجلرائد اهلامة‬
‫والص ادرة من إس الم أب اد ك ان أك ثر ح دة من وزير اخلارجية يف كالمه معي‪ ،‬وط البين باالعت ذار عن نشر‬
‫اخلرب كما طالبين بضرورة نفيه من قبلي‪.‬‬
‫اعت ذرت له ب القول إنين مل أذكر اخلرب نقالً عما رأيته أنا فقط وإمنا نس بت اخلرب ملص ادر يف باكس تان‬
‫وأخ رى يف أفغانس تان وأن بيان اً من املال محمد عمر زعيم طالب ان ص در وحتدث عن املوض وع‪ .‬وإذا نفت‬
‫هذه المصادر نية األمريكان قصف أفغانستان فإنني ال يمكن أن أنفي وصول عشرات من العسكريين‬
‫األمريكان إلى إسالم أباد دون أن أحدد المهمة التي جاءوا من أجلها‪.‬‬

‫الجزيرة تبحث لنفسها عن مخرج‪:‬‬


‫بعد يومني من هذا التاريخ فوجئت باتصال من احملرر املناوب يف اجلزيرة خيربين‪(( :‬أن المدير يطلب‬
‫منك عمل تقرير مص ور عن الخ بر ال ذي نش رناه نقالً عنك ولم تؤك ده أي جهة إعالمية أخ رى‪ ،‬وأن‬
‫علي أن أجري مقابالت مع شخصيات باكستانية وأفغانية حتى لو أحضرتهم من تحت األرض شريطة‬
‫أن يتح دثوا أم ام الك اميرا لتأكيد ما نقلته من معلوم ات ح ول الكومان دوز األمريك ان))‪ .‬وعلمت فيما‬
‫بعد من مدير اجلزيرة ومن العاملني فيها أن ضغوطاً ضخمة مورست على اجلزيرة لبثها هذا اخلرب‪ ،‬وأنه طلب‬
‫منها من جه ات ال قبل هلا هبا نفي اخلرب‪ ،‬وأبلغين الش خص املتصل ب أن م دير اجلزي رة (( مغضب ج داً م ني‬
‫ومن ب ثي الخ بر قبل أن ت ورده أي وكالة أنب اء‪ ،‬لكن وبعد أن بث الخ بر اآلن ف إن الم دير يطلب منك‬
‫إسناداً للخبر إنقاذاً للجزيرة ولعملك إن كنت تريد البقاء في الجزيرة!!))‪.‬‬
‫اتصلت بصاحب اخلرب ومصدره‪ ،‬وباحلكومة األفغانية للتعليق عليه لكن أمام الكامريا‪ ،‬وكان اخلرب قد‬
‫انتشر كالنار يف اهلشيم وأخذت كافة الصحف الباكستانية تتناقله وبدأت هتديدات من مجاعات دينية مؤيدة‬
‫لطالب ان ضد الرعايا األمريك ان يف باكس تان تنطلق من هنا وهن اك‪ .‬فوافق ص احب اخلرب على إج راء مقابلة‬
‫وقته ا‪ ،‬وك ان هو الش يخ فضل ال رحمن أمري مجعية علم اء اإلس الم اليت احتض نت مدارس ها يف باكس تان‬
‫غالبية أفراد حركة طالبان وقدمت هلم التعليم الديين‪ ،‬وكان مما جاء يف مقابلته املصورة معي‪:‬‬
‫((نعم لقد ح ذرنا األمريك ان من أن ط ائراتهم ال تي ن زلت في بالدن ا‪ ،‬وق واتهم ال تي وص لت‬
‫أراض ينا‪ ،‬لن تك ون في م أمن إن هم ه اجموا أفغانس تان‪ ،‬أو ح اولوا اختط اف أو قتل أس امة بن الدن‪،‬‬
‫مضيفاً أنه أفتى بقتل كل األمريكان في باكستان في حال وقوع ذلك))‪.‬‬
‫ودعم ه ذه األق وال كالم أحد الق ادة العس كريني من طالب ان ال ذي وافق على اجلل وس ملثم اً وظه ره‬
‫للكامريا باعتبار أن احلركة حترم التصوير من ناحية شرعية‪ ،‬والعتبارات أمنية لرتدده على باكستان‪.‬‬
‫تعليمات املدير!!‬
‫بعد اس تقاليت من عملي يف اجلزي رة علمت من بعض ال زمالء الع املني فيها أن‪ :‬م دير الجزي رة وبخ‬
‫وبشدة المحرر المناوب الذي بث الخبر أول مرة‪ ،‬وطلب منه ومن غيره عدم بث أي شيء من هذه‬
‫المس ائل‪ ،‬خاصة ما يصل من جم ال وما يتعلق بأفغانس تان وأس امة بن الدن والطالب ان إال ب الرجوع إلى‬
‫رئيس التحرير أو إليه شخصياً!!‬
‫الفصل الثاني عشر‬
‫قرار باإلبعاد من باكستان‬

‫الحكومة في وضع حرج‬


‫كنت أظن أن أمر وزير اإلعالم انتهى عند تلك املقابلة املقتضبة معه! وتصرفت بناءً على ذلك‪.‬‬
‫لكن الصحافة الباكستانية خاصة الناطقة باألردية صارت يومياً تتناول اخلرب وتنسبه دائما إىل اجلزيرة‪،‬‬
‫وسبب ذلك إزعاجاً كبرياً حلكومة نواز شريف اليت مل تكن تنقصها املشاكل يف ذلك الوقت‪ ،‬وإمنا أعوزهتا‬
‫احلكمة يف املعاجلة!! وازدادت التهدي دات من قبل بعض اجلماع ات الدينية الباكس تانية املؤي دة لطالب ان ضد‬
‫الرعايا األمريك ان‪ ،‬وب دأ اجلميع يتوقع محلة من أعم ال العنف واالغتي االت يف باكس تان‪ ،‬قد يعقبها حماولة‬
‫إلجالء الرعايا األمريكان من باكستان‪.‬‬
‫وتزامن هذا كله مع اشتداد الضغط الشعبي على حكومة نواز شريف وازدياد حدة الصراع بين‬
‫المؤسسة العسكرية والحكومة المدنية‪ ،‬هذا الصراع الذي بدا جلياً بعد سفر نواز شريف إلى واشنطن‬
‫وقبوله هناك االستجابة للضغوط األمريكية وطلبه من هناك سحب المقاتلين الكشميريين من كارجيل‪.‬‬

‫استدعاء وتحقيق‬
‫بعد مثانية عشر يوم اً بالضبط من نشر اخلرب استدعاين وكيل وزارة اإلعالم ومسئول اإلعالم اخلارجي‬
‫فيه ا‪ ،‬وطلبا مين الق دوم إىل مكتب وكيل ال وزارة‪ ،‬وح اوال االستفس ار مين عن مص در اخلرب ال ذي نش رته‬
‫وإقناعي بنفيه بأي وسيلة ممكنة‪ ،‬فقلت هلما إنين نسبت اخلرب إىل مصادر معروفة‪ ،‬وأن الشيخ فضل الرحمن‬
‫رئيس مجعية علماء اإلسالم يف باكستان صرح بذلك يف مقابلة مصورة‪ ،‬مؤكداً وجود القوات والطائرات‬
‫األمريكية وال أس تطيع نفي ما قاله ه و‪ .‬لكن ميكنين إج راء مقابلة مع أي مس ئول حك ومي وهو ينفي ه ذا‬
‫الكالم‪ .‬وعلمت من كالمهما أن ال وزير ك ان يريد من وراء ه ذه املقابلة أن أق وم بنفي اخلرب واالعت ذار عنه‬
‫وكتابة ذلك خطياً ملسئويل الوزارة‪ .‬وهو ما رفضته‪ .‬ووضحا يل أن شخص اً ما كتب تقريراً للوزير وترجم‬
‫ما نش رته اجلزي رة بش كل حمرف متام اً حبيث يفهم من يق رأ ذلك التقرير أن اهلج وم املتوقع ك انت ستش نه‬
‫باكستان وأن حكومة نواز شريف مشاركة فيه من ألفه إىل يائه!!!‬
‫انتهت مق ابليت معهما وأبلغ اين أن وزير اإلعالم هو ال ذي طلب منهما اس تدعائي وس ؤايل عن‬
‫املوضوع‪ ،‬وعلمت منهما يف اليوم التايل أهنما كتبا تقريراً إجيابياً حبقي عن املقابلة معهما لوزير اإلعالم‪.‬‬
‫هتديدات الوزير‬
‫لكن وبعد أن م رت ثالثة أس ابيع على نشر اخلرب وتفاعالته اليت تت واىل يف الص حافة الباكس تانية‪ ،‬ويف‬
‫األسبوع األول من شهر أيلول سبتمرب ‪ 1999‬دعا احتاد التجار الباكستانيني إلضراب عام احتجاج اً على‬
‫سياسة احلكوم ة‪ ،‬وحماوالهتا ف رض ض رائب جدي دة على القط اع التج اري‪ ،‬وقد عم دت احلكومة إىل حماولة‬
‫التأثري على نشر تقارير املراسلني األجانب من إسالم أباد ومراقبتها وهذا أمر مل حيدث من قبل يف باكستان‪،‬‬
‫حىت يف ظل ما يدعونه من دكتاتورية عس كرية‪ .‬ويف الي وم الت ايل ك انت هن اك دع وة غ داء من وزير اإلعالم‬
‫للمراس لني األج انب يف إس الم أب اد‪ ،‬وك ان إىل ج انب ال وزير الن اطق باسم اجليش الباكس تاين الل واء راشد‬
‫قرشي‪.‬‬
‫حتدثت مع الن اطق باسم اجليش والوضع على احلدود يف كش مري مث ح اولت اس تطالع رأي وزير‬
‫اإلعالم وجس نبضه بعد ثالثة أس ابيع من نشر الخ بر‪ ،‬ف اقتربت منه وهو خ ارج من القاعة ألطلب منه‬
‫المساعدة في تأمين مقابلة مطولة مع رئيس الوزراء‪.‬‬
‫نظر ال وزير إلي ش ذراً وق ال‪ :‬من؟ أنت؟! جم ال! ال‪ ..‬ال يمكن أن تقابل رئيس ال وزراء‪ .‬أنت‬
‫أس أت إلى الحكومة والبالد بش كل كب ير من خالل نش رك الخ بر عن الكومان دوز األمريك ان‪ ،‬وعليك‬
‫نفيه مباش رة‪ .‬أنت تش كل خط راً على أمن البالد وس نطالب بإخراجك من باكس تان‪ .‬ف رددت عليه أن‬
‫بإمكانه نفي الخ بر من خالل مقابلة أجريها مع ه‪ ،‬مض يفاً يمكن ني أن أس ألكم وأنتم لكم الحرية في‬
‫اإلجابة‪ ،‬ولن أقوم بتعديل أو حذف شيء من المقابلة‪.‬‬
‫ف رد مغض باً بقول ه‪ :‬ال‪ ..‬أنت تعلم لو أنك كنت في دولة عربية ونش رت مثل ه ذا الخ بر م اذا‬
‫ستفعل المخابرات بك!‬
‫فأجبته‪ :‬أنا أعرف األوضاع في الدول العربية وأعرف ما هي عليه األوضاع في باكستان‪ ،‬لذا‬
‫اخترت البقاء في باكستان التي أحببتها وأحبني أهلها‪ .‬وبالنسبة للخبر فإنني أعتز به ألنني أعتبر نفسي‬
‫أنقذت باكستان وأنقذت الحكومة التي تعملون فيها!!‬
‫اس تغرب مرافقو ال وزير من إج ابتي وظن وا أن ال واجب علي أن أوافق ال وزير فيما قال ه‪ ،‬وأال‬
‫أواجهه بهذا الشكل‪ .‬واستفسر أحدهم بعد ذلك عن قولي أنني أنقذت باكستان وحكومتها من خالل‬
‫نشر الخبر طالباً اإليضاح‪.‬‬
‫فقلت له إن باكس تان ومنذ أك ثر من ربع قرن مهتمة بالشأن األفغ اني‪ ،‬ودعمت المجاه دين في‬
‫أفغانس تان وق دمت خ دمات كث يرة للجماع ات األفغانية وقت االحتالل الس وفيتي والحكم الش يوعي‪،‬‬
‫ولكن في ح ال وق وع أي هج وم أم ريكي من باكس تان على أفغانس تان ف إن كل ما قدمته وعملته‬
‫باكستان لألفغان سيذهب أدراج الرياح‪ ،‬وسيعتب كل األفغان أن باكستان هي التي شاركت وسهلت‬
‫للع دوان على بالدهم!! وأما الحكومة الباكس تانية ف إنني أنق ذتها من ورطة مهاجمة الرعايا األمريك ان‬
‫من قبل جماعات مؤيدة للشيخ أسامة بن الدن في باكستان وإذا ما حصلت مثل هذه الهجمات فإن‬
‫ال ذي يالم لت داعي األمن ال داخلي الباكس تاني هو الحكومة وليس ال ذين يقوم ون بأعم ال االغتي ال‬
‫المتوقعة‪.‬‬
‫وقد طلب م ني مرافق ال وزير ال ذي ك ان مس ئول اإلعالم الخ ارجي في ال وزارة تهدئة الكالم‪،‬‬
‫بالقول إن هذا وزير‪ ،‬وهو مغضب جداً مما نشرت ومن انعكاساته‪.‬‬

‫أمر باإلبعاد‪:‬‬
‫مل ميض يوم ان على ه ذا الكالم حىت اتصل يب مس ئول من وزارة اإلعالم الباكس تانية طالب اً مق ابليت‬
‫على وجه السرعة‪.‬‬
‫ذهبت إليه على عجلة من أمري‪ ،‬فأبلغين وبصورة مقتضبة أن وزير اإلعالم طلب من وزارة الداخلية‬
‫إبعادي حبجة انتهاء تأشرييت السنوية واليت مل أجددها‪.‬‬

‫خالف داخل الوزارة‪:‬‬


‫كان طلب الوزير من كبار موظفي وزارته الكتابة إىل وزارة الداخلية بإبعادي مفاجأة هلم‪ ،‬فبعضهم‬
‫وأثناء معارك كارجيل يف كشمري نقل عدداً من رسائل الشكر والتقدير من الوزير يل نظراً ملا قدمت من‬
‫تق ارير ش ارحاً هبا وجهة النظر الباكس تانية‪ ،‬وملا قمت به خالل تلك الف رتة من جه ود فردية أو مع زمالء‬
‫آخرين يف إسالم أباد من التعريف واإليضاح لكثري من املسائل اليت هتم باكستان!! وقد حاول بعض كبار‬
‫موظفي وزارة اإلعالم إقناع الوزير بالعدول عن موقفه الداعي إىل إبعادي من باكستان‪ ،‬لكنه وبكل أسف‬
‫وكما مسعت من بعض الذين شاركوا يف عدد من اللقاءات معه تصرف وعلى غري عادته معهم‪ ،‬طالب اً منهم‬
‫تنفيذ ما أمرهم به دون نقاش!!‬
‫طلب الوزير إبعادي استند إىل ما قاله يف كتابه أن تأشرييت لإلقامة يف باكستان انتهت منذ ستة أشهر‬
‫وال يوجد لدى وزارة اإلعالم ما يثبت أنين تقدمت بطلب جتديد إلقاميت!!! كما جاء يف رسالة الوزارة اليت‬
‫متكنت بعد جهد ووقت من احلصول على صورة منها عرب بعض الصحف الباكستانية‪.‬‬
‫ك ان األمر مض حكاً‪ ،‬ومث يراً للس خرية من الطريقة المبتذلة ال تي تص رف بها مس ئول كب ير في‬
‫وزارة اإلعالم!‬
‫فقد طلب أحد مساعدي الوزير ملفي اخلاص من القسم املعين يف الوزارة‪ ،‬وقام بنزع طلب تجديد‬
‫التأش يرة والموافقة عليه من قبل وزارة الداخلية‪ ،‬ومت الطلب بعد ذلك من وزارة الداخلية بن اء على طليب‬
‫القدمي للعام املنصرم‪.‬‬
‫لكن املفاجأة كانت أن مسئول وزارة الداخلية الذي أرسل له اخلطاب راجع ملفات وزارته ليظهر له‬
‫أنين تقدمت بطلب جتديد إقاميت وأن طليب وصله عن طريق وزارة اإلعالم ومن نفس الشخص الذي أرسل‬
‫له كت اب إهناء إق اميت يف باكس تان‪ .‬ف أرفق ص ورة منه ل وزارة اإلعالم‪ ،‬ظان اً أن لبسا ح دث يف املوض وع‪.‬‬
‫مضيفاً أنه ومن خالل مراجعته مللفي يف وزارة الداخلية فإنه يستطيع تأكيد أن جمال قدم خدمات جليلة يف‬
‫سبيل إيضاح موقف باكستان من عدد من القضايا‪ ،‬خاصة كشمري‪ ،‬أفغانستان‪ ،‬األوضاع الداخلية والعنف‬
‫الطائفي‪ ،‬وغريه مما حيدث يف باكستان‪ .‬وأن وزارة اإلعالم الباكستانية نفسها هي اليت كتبت خطاب اً دفاع اً‬
‫عن جم ال قبل ذلك بس تة أش هر تط الب فيه اجله ات املعنية العمل على تس هيل مهمته كص حفي ص ديق‬
‫لباكس تان‪ ،‬بعد أن طلبت بعض الس فارات العربي ة!!! إبع اده من باكس تان إثر مقابلته أس امة بن الدن‬
‫وال دكتور أيمن الظ واهري‪ ،‬حبجة أن ه ذا يثبت أن لجم ال ص الت مع جه ات معادية لبعض احلكوم ات‬
‫العربية!!‬
‫رشاوى إلبعادي‪:‬‬
‫يف اليوم التايل رجع مسئول وزارة اإلعالم إىل مسئويل وزارة الداخلية كما قيل يل بصندوق هدايا!!‬
‫وتعليمات من وزير اإلعالم بأن يتم إبعاد جمال من باكستان حتت أي ظرف‪ ،‬وأن على موظفي الداخلية‬
‫إجياد املربرات لذلك‪ .‬ومن جانبها فإن وزارة اإلعالم ستقوم بإلغاء بطاقة االعتماد الصحفي جلمال وتطلب‬
‫بناءً على ذلك إلغاء إقامته مباشرة وعدم إمهاله حلني انتهاء تأشريته‪.‬‬
‫مل يستمر اخلالف طويال بني موظفي وزارة اإلعالم والداخلية‪ ،‬فقد صدر أمر باإلبعاد ضدي موقع اً‬
‫من مسئول قسم يف وزارة الداخلية‪ ،‬وبدالً من إرسال نسخة لي كما يقتضي القانون في باكستان طلب‬
‫من كافة األجه زة المعنية الحف اظ على س رية الموض وع وإحض ار الكت اب لي بعد س اعات من انته اء‬
‫المهلة المح ددة في ه‪ ،‬وك ان المخطط حسب ما رواه لنا أحد المطلعين على ه ذه القض ية أن يتم نقلي‬
‫من م نزلي إلى المط ار مباش رة ومنها إلى دولة خ ارج باكس تان‪ ،‬وبعد أن يتم إبع ادي تعلن الحكومة‬
‫ذل ك‪ ،‬وأنه تم إمهاله ثالثة أس ابيع لكنه لم يتق دم ب أي طعن قض ائي ضد ق رار اإلبع اد‪ ،‬وهو ما يعطي‬
‫انطباعاً بأن كل شيء تم بصورة قانونية!!‬
‫وقد ح اولت مع كثري من مس ئويل احلكومة احلص ول على نس خة من ق رار اإلبع اد إال أهنم ك انوا‬
‫يرفضون ذلك بصورة حازمة‪ ،‬وأن لديهم تعليمات مشددة بعدم وصول أي نسخة من القرار إيل حىت ال‬
‫أذهب إىل احملكمة!!‬

‫إلغاء البطاقة الصحافية‪:‬‬


‫وإمعان اً من وزير اإلعالم يف حماوالته إبع ادي من باكس تان فقد أمر املس ئولني يف وزارته بإلغ اء بطاقة‬
‫اعتمادي كصحفي يف باكستان‪ ،‬وهو ما مينعين من ممارسة املهنة بشكل قانوين‪ ،‬ويعرضين ملساءالت قانونية‬
‫إن أقدمت على إرسال أي تقرير مهما كان! وقد وصل إىل منزيل خطاب من وزارة اإلعالم جاء فيه‪:‬‬
‫((ق ررت الس لطات المعنية إلغ اء بط اقتي الص حفية ف وراً‪ ،‬وأن علي تس ليم بطاقتك مباش رة إلى‬
‫مسئولي وزارة اإلعالم‪.‬وال يحق لك استخدامها بعد ذلك اليوم مطلقاً))‪.‬‬
‫ذهبت إىل وكيل وزارة الداخلية للبحث يف مس ألة إخ راجي من باكس تان وما إذا ك انت ال وزارة‬
‫س تقوم باختاذ خط وات يف ه ذا اجملال أم ال‪ .‬وأطلعته على كت اب س حب البطاق ة‪ .‬وعلى ما مسعته من ق رار‬
‫باإلبعاد مت صدوره ضدي‪.‬‬
‫ك ان وكيل ال وزارة مغيب اً بص ورة مقص ودة عما جيري‪ ،‬وذلك لس بب واحد وهو أنه متهم من قبل‬
‫جهات غري باكستانية بأنه متعاطف مع اجلهاد األفغاين‪ ،‬ومع كل من جاء خلدمة القضية األفغانية منذ كان‬
‫مفوض اً من احلكومة الباكس تانية لش ئون امله اجرين األفغ ان يف باكس تان‪ ،‬كما أنه ومن خالل عمله الس ابق‬
‫ك ان على ص لة بكثري من الع رب ال ذين ج اءوا إىل بيش اور للعمل يف مؤسس ات اإلغاث ة‪ ،‬وكنت أعرفه قبل‬
‫هذه الواقعة بثالثة عشر عاماً‪ ،‬والتقيت به عدة مرات للسؤال عن بعض القضايا املتعلقة باملهاجرين األفغان‪،‬‬
‫والعمل اإلغاثي يف بيشاور ويف باكستان بشكل عام‪.‬‬
‫استغرب وكيل الداخلية من كالمي بأن وزير اإلعالم طلب إبعادي من البالد بسبب تقرير نشرته يف‬
‫اجلزيرة‪ ،‬مشرياً إىل أن مراسل التلفزيون البريطاني نشر تصريحات شوهها للجنرال برويز مشرف يفهم‬
‫منها من س معها من التلفزي ون البريط اني أن الج نرال برويز مش رف يع ترف ب أن بالده أعلنت الح رب‬
‫على الهند وأن الجيش الباكستاني دخل المناطق التي تسيطر عليها الهند في كشمير!! وما لمثل هذا‬
‫الخ بر من انعكاس ات سياس ية على باكس تان في ه ذه الظ روف‪ ،‬ولم تتخذ الحكومة الباكس تانية أي‬
‫إجراء ضده‪.‬‬
‫كما أنه طمأنين بأن أي قرار إبعاد جيب أن يأيت إليه وهو سيتصرف حسب القانون وليس حسب ما‬
‫يريده وزير اإلعالم‪.‬‬

‫دور للصحافة الحرة‪:‬‬


‫بعد حماوالت عدي دة للحص ول على نس خة من ق رار اإلبع اد ال ذي رأيته مع بعض اجله ات املعنية‬
‫بتطبيق ه‪ ،‬متكنت ص حيفة باكس تانية من احلص ول بطرقها اخلاصة على نس خة من الق رار ونش رت ذلك على‬
‫صفحتها األوىل‪ ،‬منتقدة احلكومة ومطالبة يف الوقت نفسه بإبعاد الصحافيني اهلنود والغربيني من باكستان إن‬
‫ك انت احلكومة تريد خ رياً للبالد‪ ،‬ال أن تط رد من يقف مع باكس تان أو من مل يسئ إليه ا!! وقد تن اقلت‬
‫وكاالت األنباء خرب الصحيفة كما نشرته العديد من الصحف احمللية اليت انتقدت موقف احلكومة من هذه‬
‫القض ية‪ ،‬وهو ما أجرب وزير اإلعالم على االتص ال ب رئيس حترير الص حيفة اليت ب ادرت بالنشر للق ول إن‬
‫احلكومة مل تطلب من جمال املغادرة وأنه ال صحة هلذه املعلومات‪ ،‬ولو كانت صحيحة فاسألوا جمال إن‬
‫كان تلقى أمراً رمسياً باإلبعاد أو أننا أرسلنا له رجال األمن إىل بيته للقبض عليه!!! لكن الصحيفة مل ترتاجع‬
‫عن موقفها وذك رت ال وزير ب رقم الرس الة وتارخيها وموض وعها‪ ،‬وطلبت منه إن ك انت ه ذه الرس الة غري‬
‫صحيحة إرسال ما ينفي صحتها إىل وزارة الداخلية لوقف إجراءات التنفيذ!‬

‫معركة قضائية‪:‬‬
‫أخذت نسخة من اجلريدة واتصلت مبحام حىت يوقف إجراءات التنفيذ‪ ،‬وذلك قبل يوم واحد فقط‬
‫من املوعد النهائي الذي حدد يف قرار اإلبعاد‪ .‬ومتكنت بفضل اهلل من إرجاء القرار وبدأت العمل على حل‬
‫اإلشكالية مع وزير اإلعالم‪ ،‬حيث سعى يف احلل السفري الفلسطيين‪ ،‬وعدد من وزراء احلكومة الباكستانية‪،‬‬
‫وأعض اء يف الربملان من احلزب احلاكم‪ ،‬وع دد من ق ادة األح زاب الباكس تانية‪ ،‬لكن ورغم ض خامة ه ذه‬
‫اجله ود ورفعة مكانة أص حاهبا إال أن وزير اإلعالم رفض اإلص غاء إىل كل ما ق الوه‪ ،‬حىت أن وزير الداخلية‬
‫نفسه وال ذي تربطين به عالق ات جي دة منذ س نوات أخفق يف إيق اف وتعطيل ق رار اإلبع اد‪ .‬وقد أوضح يل‬
‫ع دد من كب ار مس ئويل وزارة اإلعالم املس ألة ب القول‪ :‬إن أمر اإلبع اد ج اء من جه ات علي ا‪ ،‬ومن الص عب‬
‫إلغاؤه لكن هذا ليس مستحيالً‪ ،‬فعزمت على االتصال مبكتب رئيس الوزراء ظن اً مين أن رئاسة الوزراء هي‬
‫اليت أمرت باإلبعاد‪ ،‬على أساس أهنا هي اجلهات العليا‪ .‬وكان قد تأكد لدي من خالل اتصااليت مع وزاريت‬
‫اإلعالم والداخلية واألجهزة املختصة أنه ال يوجد قرار من أي جهاز أمين يف باكستان يطلب إبعادي‪ ،‬وهو‬
‫ما شجعين وحمامي على املضي يف اجلهود للوقوف ضد قرار اإلبعاد‪.‬‬

‫القرار أمريكي‪:‬‬
‫يف غم رة ه ذه املعركة القض ائية والس باق مع ال زمن فيها ج اءين من أسر إيل من احلزب احلاكم‬
‫واحلكومة نفس ها ب أن ق رار إبع ادي اختذ من قبل الس فارة األمريكية وأبلغ ل وزير اإلعالم عن طريق الس فري‬
‫األم ريكي‪ ،‬ل ذلك ك ان وزير اإلعالم ي رفض كافة املقرتح ات حلل األزمة ويصر على إخ راجي من باكس تان‬
‫وهو املش ار إليه من قبل قي ادات يف ح زب الرابطة اإلس المية ال ذي ك ان حاكم اً بأنه رجل أمريكا يف‬
‫احلكوم ة! وتأكد ل دي ه ذا الكالم من خالل اتص االيت مع العديد من الشخص يات الرمسية وغري الرمسية يف‬
‫باكس تان واليت كنت أظنها ق ادرة على فعل ش يء‪ ،‬فقد أع رب الكث ريون منهم عن أس فهم للت دخل يف مثل‬
‫ه ذه املس ألة وك انوا يتهرب ون منها بش ٍ‬
‫كل أو ب آخر‪ ،‬مش ريين إىل أهنا أكرب من احلكومة الباكس تانية! وأن‬
‫الوزير نفسه لن يستطيع الرتاجع عن قراره بطلب اإلبعاد‪.‬‬
‫متكنت مع احملامي من إرج اء إج راءات تنفيذ ق رار اإلبع اد عن طريق القض اء وح اولت بعد ذلك‬
‫جاهداً تأجيل احلكم يف القض ية أطول فرتة ممكنة‪ ،‬وذلك لالستفادة من الوقت يف حماواليت الدؤوبة إلقناع‬
‫وزير اإلعالم بس حب الق رار‪ ،‬لكنين ف وجئت بعد أي ام من ع رض القض ية على احملكمة يف إس الم أب اد بق ول‬
‫قاضي احملكمة‪ :‬أنه واقع حتت ضغط شديد من احلكومة إلصدار حكمه يف أسرع وقت ممكن‪ ،‬وأن بإمكاين‬
‫بعدها إن أردت استئناف احلكم الصادر‪.‬‬

‫موقف الجزيرة من قرار اإلبعاد‬


‫أطلعت إدارة اجلزيرة على ما وردين من معلومات حول قرار إبعادي واتفقت مع إدارة اجلزيرة على‬
‫خ وض معركة قانونية بكل الوس ائل ضد ه ذا الق رار‪ ،‬ومل تش جعين اجلزي رة على إث ارة القض ية يف وس ائل‬
‫اإلعالم ومجعيات حقوق اإلنسان أو املنظمات الصحفية العاملية‪ ،‬وقد خضت املعركة القضائية كاملة وعلى‬
‫نفقيت اخلاص ة‪ ،‬كما أش رت على إدارة اجلزي رة بالعمل على االتص ال بالس فري الباكس تاين يف الدوحة (ال ذي‬
‫كنت على اتصال معه أثناء أحداث كارجيل يف كشمري بني اهلند وباكستان‪ ،‬وكان معجب اً مبا أرسلته من‬
‫تق ارير عن تلك األح داث) وإطالعه على املوقف والطلب منه الت دخل وإقن اع حكومة بالده بإلغ اء ق رار‬
‫اإلبعاد الصادر حبقي‪.‬‬
‫ن ائب املدير الع ام للجزي رة األس تاذ عبد اهلل الح اج ال ذي كلمته ق ام جبهد مش كور يف ه ذا اجملال‪،‬‬
‫والتقى بالس فري الباكس تاين وحثه على العمل مع حكومته على وقف ه ذه اإلج راءات‪ ،‬وج اء يف مع رض‬
‫كالمه يف ال دفاع عن مراسل اجلزي رة أن باكس تان هي اليت ستخسر إن هي ط ردت مراسل اجلزي رة وه ذا‬
‫سيؤثر على مسعة باكستان واحرتامها لإلعالم وحريته‪ ،‬يف وقت حتتاج باكستان كثرياً من اجلهات للوقوف‬
‫معها‪ ،‬ويف مداعبة منه مع السفري ويف حماولة إلقناعه بالكتابة إىل حكومة بالده بوقف قرار اإلبعاد قال نائب‬
‫م دير اجلزي رة‪:‬إن ني وكن ائب لم دير الجزي رة ومن خالل ما أرس له جم ال من تق ارير من باكس تان أعت بر‬
‫جم ال مراسال لباكس تان في الجزي رة‪ ،‬أك ثر مما هو مراسل للجزي رة في باكس تان))‪ .‬وقد ج اءين أحد‬
‫الوزراء يف احلكومة الباكستانية ليشري علي بأن أقحم سفارة دولة قطر يف املسألة وأن نواز شريف سيصغي‬
‫هلا‪ ،‬واقرتح علي هذا الوزير أن أكلم السفري القطري يف املوضوع‪.‬‬
‫يف نفس اليوم حتدثت مع السفري القطري األستاذ مبارك الهاجري وكان متجاوب اً إىل حد كبري معي‪،‬‬
‫لكنه أطلعين على أنه لن يس تطيع الت دخل بن اء على اتص ال من اجلزي رة فه ذه مس ألة حتت اج إذن اً رمسياً من‬
‫اخلارجية القطرية للت دخل فيه ا‪ ،‬وأش ار علي ب أن تتصل اجلزي رة باخلارجية القطرية حلثها على الت دخل عن‬
‫طريق السفري القطري لصاحل مراسل اجلزيرة‪.‬‬
‫وقد وعد م دير اجلزي رة باحلديث إىل مس ئويل اخلارجي ة‪ ،‬ويف الي وم الت ايل أبلغين م دير اجلزي رة أنه‬
‫واخلارجية القطرية حتدثوا إىل سفري دولة قطر يف باكستان وأن األخري وعد بالعمل على حل املسألة‪ ،‬وطلب‬
‫مين مدير اجلزيرة التوجه إىل السفارة القطرية ملتابعة األمر!‬

‫مراوغة وخداع‪:‬‬
‫ت وجهت يف الي وم الت ايل إىل الس فارة القطرية ألرى ما عند الس فري القط ري‪ ،‬وف وجئت حينما رأيته‬
‫بكالمه حني قال‪ :‬وين جماعتك بتوع الجزيرة‪ ،‬لماذا لم يكلموا الخارجية في الدوحة حتى اآلن؟‬
‫فأوض حت له أهنم كلم وا اخلارجية وأن مس ئوالً يف اخلارجية رمبا حتدث مع الس فارة قبل وص ولكم‬
‫إليها اليوم أو أنه يف طريقه للحديث معكم‪ ،‬لكن الصدمة جاءت حني أبلغين السفري أنه حتدث قبل قليل مع‬
‫اخلارجية يف بالده وعلم منهم أن ال أحد من إدارة اجلزي رة حتدث معهم ح ول موض وعي ومش كليت مع‬
‫احلكومة الباكستانية‪.‬‬
‫ب ادرت وأنا يف الس فارة القطرية إىل االتص ال مبدير اجلزي رة حلثه على العمل مع اخلارجية يف الدوح ة‪،‬‬
‫وكانت إجابته كالعادة أنه حتدث مع اخلارجية وأن مسئويل اخلارجية حتدثوا مع السفارة يف إسالم أباد واليت‬
‫بدأت بدورها العمل على حل املسألة!! فعلمت من كالمه أنه يريد التخلص من املوضوع بـ (عذر أقبح من‬
‫ذنب ) كما يقال!! وأبلغته أنين يف السفارة القطرية اآلن والسفري أبلغين أن ال أحد اتصل به حىت اآلن‪.‬‬
‫كانت كلمايت مفاجأة ملدير اجلزيرة الذي تردد قليالً وقال‪ :‬أنا سأتصل باخلارجية اآلن وأطلب منهم‬
‫االتصال فوراً مع السفارة‪ ،‬وال هتتم باملوضوع إطالقاً!!!!‬
‫وبعد أي ام من البحث واحملاوالت إلقن اع وزير اإلعالم س حب الق رار واليت مل ت ؤت مثاره ا‪ ،‬أبلغنا‬
‫قاضي احملكمة اليت تنظر يف القض ية أن عليه النطق ب احلكم خالل األس بوع األول من ش هر تش رين أول‬
‫‪ 1999‬وهو ما وص فه احملامي بأنه حماولة من احلكومة لتس ريع تنفيذ ق رار اإلبع اد‪ .‬ج اء ق رار احملكمة كما‬
‫توقعته وهو (( رفض الدعوى المرفوعة مني ضد الحكومة وأن من حق الحكومة في بلد ذي س يادة أن‬
‫تطلب من أي من الرعايا األج انب مغ ادرة البالد دون إب داء أي س بب ك ان )) لكن وحسب ما قاله‬
‫احملامي والقاضي ف إن من حقي االس تئناف وتق دمي التم اس للبق اء يف باكس تان إىل ج انب أوالدي ال ذين‬
‫يعتربون مواطنني باكستانيني بالوالدة‪ ،‬ويف هذه احلال فإن من حق احلكومة الباكستانية إن كسبت الدعوى‬
‫ض دها أن متنعين من العمل يف مهنة الص حافة أو أي مهنة أخ رى إن أرادت ذلك وهو ما يضع ح داً لعملي‬
‫الصحفي!!! وجيربين على املغادرة فيما بعد إن مل يكن يل عمل ومصدر رزق‪.‬‬
‫وقد أبلغت إدارة اجلزي رة بكل تفاص يل اجلوانب القانونية يف املس ألة‪ ،‬وأن من املرجح أن يتم العمل‬
‫على إبعادي‪ ،‬لكن الرد الذي جاءين كان بارداً وغري مشجع‪ ،‬وكان كاخلنجر املسموم يف الظهر!!‬
‫رغم صدور قرار اإلبعاد إال أنين مل أيأس من إمكانية إلغائه من جانب احلكومة الباكستانية‪ .‬حاولت‬
‫االتص ال ب وزير اإلعالم إال أن ردوده على كافة اتص االيت أو من اتصل نيابة عين ك انت س لبية للغاي ة‪ ،‬وقد‬
‫جاء بعض رجال األمن الذين أنيط هبم تنفيذ قرار اإلبعاد إىل منزيل حبث اً عين‪ ،‬لكنين مل أكن موجوداً وقتها‬
‫يف املنزل وقيل هلم إنين رمبا أكون خارج إسالم أباد‪.‬‬
‫بعد أيام من التخفي وحماولة إجياد خمرج هلذه األزمة اهتديت إىل عنوان صديق صحفي عريب يف لندن‬
‫ك ان من املق ربني من وزير اإلعالم الباكس تاين‪ ،‬وك ان ك ذلك ض من الوفد اإلعالمي الع ريب ال ذي استض افه‬
‫وزير اإلعالم حني نش رت اخلرب ح ول الكومان دوز األمريك ان‪ ،‬وللحقيقة ورغم معرفيت هبذا الزميل من ف رتة‬
‫وعالقته بالوزير إال أن امسه مل خيطر على بايل يف تلك املشكلة رمبا لبعده عن األنظار وقتها‪ ،‬وذكرين به أحد‬
‫مسئويل وزارة اإلعالم الباكستانية‪.‬‬
‫ب ادرت لالتص ال به مباش رة وعن طريق أحد ال زمالء اآلخ رين يف لن دن‪ ،‬ومل يقصر كالمها يف ب ذل‬
‫اجله د‪ ،‬واتصل يب ص ديق ال وزير يف الي وم الت ايل ليبلغين بال ذهاب إىل مس ئول اإلعالم اخلارجي يف وزارة‬
‫اإلعالم الباكستانية وطلب نسخة من كتاب وقف اإلبعاد الذي وعد به وزير اإلعالم‪ .‬وقد أكد يل مسئول‬
‫اإلعالم اخلارجي ظهر ي وم الث اين عشر من تش رين األول أنه تلقى تعليم ات ش فوية من وزير اإلعالم بإلغ اء‬
‫قرار اإلبعاد الصادر ضدي وأنه يف اليوم التايل سيطلب منه الكتابة إىل وزارة الداخلية بذلك‪.‬‬

‫وحدثت المفاجأة!! انقالب يطيح بالحكومة‪:‬‬


‫عصر ذلك الي وم بث التلفزي ون الباكس تاين خ رباً مقتض باً ج اء فيه أن رئيس ال وزراء ومبوجب‬
‫الص الحيات امللق اة على عاتقه دس تورياً أمر بع زل رئيس هيئة األرك ان املش رتكة وقائد اجليش الفريق برويز‬
‫مش رف وعني ب دال منه الل واء خواجا ض ياء ال دين ال ذي ك ان قبل تعيينه يف ه ذا املنصب م ديراً عام اً‬
‫لالس تخبارات العس كرية الباكس تانية ومن أشد املق ربني من ن واز ش ريف‪ ،‬واتصل يب ع دد من ال زمالء‬
‫الصحافيني الذين قررت عدم إطالعهم وغريهم على ما مت بيين وبني وزير اإلعالم عن طريق ذلك الص ديق‬
‫يف لندن‪ ،‬حىت أنتهي من ترتيب األمور بشكل قانوين‪ ،‬وحني تأكد اخلرب أيقنت أن احلكومة ورئيسها يلعبون‬
‫بالنار وأن األيام القادمة ستكون حامسة يف باكستان‪.‬‬
‫خرجت متجوال يف شوارع إسالم أباد بالسيارة لرصد ردود الفعل على قرار إقالة قائد اجليش الذي‬
‫كان يف طريقه من سريالنكا إىل كراتشي حيث حضر احتفال القوات املسلحة هناك بيومها الوطين‪ ،‬وفجأة‬
‫اتصل يب أحد الزمالء طالباً مين التوجه إىل مبىن التلفزيون حيث تدور املعركة كما قال!!‬
‫وص لت هن اك مع زميل آخر ك ان برفق يت‪ ،‬وك ان مجع كبري من الص حافيني س بقنا وب دأ حيتشد أم ام‬
‫مبىن التلفزي ون حيث ش هدنا اقتح ام أف راد من اجليش للمبىن ومش ادة كالمية بني قائد فريق االقتح ام‬
‫والسكرتري العسكري لرئيس الوزراء نواز شريف الذي أعلن اجليش فيما بعد عزله من منصبه‪.‬‬
‫وكانت أول عبارة مسعتها من الزمالء احملتشدين أمام املبىن حني نزلت من السيارة‪ :‬مبارك يا جمال!‬
‫هذا كله عملناه من أجلك! وإن شاء اهلل ستبقى في بلدنا ولن يخرجك منها أحد!!‬
‫ض حكت معهم وعلقت ق ائالً‪:‬رغم كل ما ح دث معي فلست ناقم اً على أش خاص من ك انوا يف‬
‫احلكومة السابقة‪ ،‬لكنين أرثي حلاهلم حىت حينما كانوا يف احلكم‪ .‬آتاهم اهلل مقاليد الحكم في دولة العالم‬
‫بحاجتها أك ثر مما هي بحاجة إلى الع الم‪ ،‬لكنهم أذعن وا لع دو بالدهم ورض خوا لض غوطه حفاظ اً على‬
‫كرسي لم يدم طويالً تحتهم‪.‬‬
‫بعد االنقالب بي ومني اتصل يب مس ئول الداخلية ال ذي وقع ق رار إبع ادي‪ ،‬ومل يعرفين على اهلاتف‪،‬‬
‫فطلب مين إبالغ جم ال أال يس افر خ ارج باكس تان رغم وج ود ق رار إبع اد حبق ه‪ ،‬وأن احلكومة اجلدي دة‬
‫قررت إعادة النظر يف قرار اإلبعاد وعلى األرجح أن يتم إلغاؤه هنائياً!!‬
‫وبالفعل فقد بدأت وزارة الداخلية إعادة النظر يف قرار اإلبعاد‪ ،‬واتصلت هلذا الغرض بوزارة اإلعالم‬
‫اليت مل تع ارض مثل ه ذا اإلج راء‪ .‬األمر ال ذي مل ي رق لبعض اجله ات من خ ارج باكس تان واليت ح اولت‬
‫جاهدة العمل على إبعادي من هذه املنطقة مستخدمة يف ذلك شىت الوسائل والدسائس‪.‬‬

‫صواريخ في إسالم أباد‬


‫صباح الثاين عشر من تشرين الثاين ‪1999‬وبعد شهر بالضبط من االنقالب العسكري وقعت عدة‬
‫انفجارات يف العاصمة الباكستانية كانت عبارة عن صواريخ يفرتض أهنا موجهة ألهداف أمريكية يف إسالم‬
‫أباد‪.‬‬
‫كنت وقتها يف مكتيب يف بناية ال تبعد مخسني م رتاً عن املركز اإلعالمي الت ابع للس فارة األمريكي ة‪،‬‬
‫وقد أع ددت عن اوين وأق وال الص حف لنش رة اجلزي رة ه ذا الص باح حني وقعت االنفج ارات‪ ،‬وطلبت من‬
‫مس اعدي اخلروج بس رعة ملعرفة ما ال ذي ح دث‪ ،‬إذ ظننا أن االنفج ار لق وة ص وته ك ان يف بنايتنا أو على‬
‫مدخلها‪ .‬وما إن رجع مساعدي ليبلغين حقيقة ما حدث حىت كانت اجلزيرة معي على اهلاتف مباشرة لبث‬
‫أقوال الصحف‪.‬اعتذرت من املذيعة ببث اخلرب اجلديد أوالً وإعطاء بعض املعلومات اليت وصلتين‪ ،‬فكنت أنا‬
‫أول من بث هذا اخلرب‪ ،‬لدرجة أن دبلوماسياً عربي اً يف إسالم أباد خرج إىل شرفة مكتبه يستطلع ما جرى‬
‫وع اد إىل مكتبه بعد أقل من ثالث دق ائق من االنفج ار ليجد ص وريت على شاشة اجلزي رة ويس مع ص ويت‬
‫أحتدث عن االنفج ارات وما ك انت هتدف إليه وأنه مل تقع إص ابات بش رية أو حىت خس ائر مادية ت ذكر!!‬
‫فاستغرب من سرعة بثي للخرب!‬
‫كل من رأى املن اطق اليت وقعت فيها االنفج ارات وم دى قرهبا من الس فارة األمريكية أو مركزها‬
‫اإلعالمي أو غري ذلك يوقن متام اً أن اهلدف مل يكن إحداث أضرار أو قتل أحد‪ ،‬بقدر ما هو حماولة توجيه‬
‫رسالة أو االستفادة من هذه االنفجارات للضغط هبذا االجتاه أو ذاك‪.‬‬
‫رأس األفعى‬
‫ب ادرت وبعد ب ثي للخرب إىل االتص ال بلج ان التحقيق الباكس تانية اليت ك انت تع اين الس يارات اليت‬
‫اس تخدمت يف التفج ري‪ ،‬واس تطلعت آراءهم ونقلت ما اس تطعت مجعه من معلوم ات عن التحقيق‬
‫واالنفج ارات‪ ،‬واليت أك دت أن ق وة متثل دولة عظمى متقدمة تقني اً ومتلك من وس ائل الرصد واملعلوم ات‬
‫واخلربات هي اليت تقف وراء ه ذه التفج ريات‪ ،‬كما أنين عض دت ه ذا ب آراء بعض احملللني الباكس تانيني‬
‫ال ذين حتدثوا وأم ام مس ئولني من الس فارة األمريكي ة‪ ،‬ف اهتموا املخ ابرات األمريكية ب الوقوف خلف‬
‫التفج ريات‪ ،‬للض غط على احلكومة العس كرية اجلدي دة وإجبارها على التع اون مع احلكومة األمريكية يف‬
‫موض وع أس امة بن الدن وض رورة أن تس لمه طالب ان إىل الوالي ات املتح دة اليت تتهمه ب الوقوف خلف‬
‫تفجريات شرق إفريقيا‪.‬‬
‫وك انت حماضر التحقيق الباكس تانية تصب كلها يف ه ذا االجتاه‪ ،‬كما علمت من اللج ان املس ئولة‪.‬‬
‫لكن بعض اجله ات املرتبطة ب دول أخ رى على خالف مع باكس تان أو احلكومة األفغانية ب دأت تنظر إىل‬
‫املسألة من زاوية أن الذين نفذوا هذه التفجريات رمبا يكونون على صلة بطالبان وأسامة بن الدن! وذلك‬
‫رداً على العقوب ات اليت فرض تها األمم املتح دة على طالب ان لع دم رض وخها إلمالءات واش نطن‪ .‬وقد نقلت‬
‫عن أجه زة التحقيق الباكس تانية ما ينفي ه ذه االحتم االت وأش رت إىل ما توص لت إليه جلان التحقيق‬
‫املختصة‪ .‬وقد أزعج هذا الكالم جهات كانت تريد استخدام هذه االنفجارات لخدمة مصالحها‪ ،‬هذا‬
‫إن لم يكن لها عالقة أصالً بهذه االنفجارات‪.‬‬

‫دسيسة جديدة‪ ...‬لكنها فاشلة!‬


‫بعد أي ام قالئل ف وجئت مبس ئول يف جلان التحقيق يكلمين ويق ول ((إن إح دى الس فارات األجنبية‬
‫حاولت عن طريق أحد مخبريها في إسالم أباد الزج بأسماء بعض العرب في هذه التفجيرات واإليحاء‬
‫بأنها من ص نع مؤي دي طالب ان وأن ه ذه الس فارة س عت بطريقة ما إلى إيقاعنا في خدعة ك انوا يري دون‬
‫توريطنا فيه ا))‪ .‬وعلمت منه أن تلك الس فارة ((ك انت تريد إيه ام الجه ات األمنية الباكس تانية بوج ود‬
‫فوائد في اقتحام منزلي وتفتيشه مع مصادرة كل أوراقي‪ ،‬وأن المخطط كان على أن يتم تسريب خبر‬
‫اعتقالي واقتحام منزلي مباشرة لكافة وسائل اإلعالم بعد قيام رجال األمن بعملية االقتحام‪ ،‬وستعمل‬
‫هذه الوسائل على نشره مباشرة‪ ،‬قائلة إنه تم اعتقال المشتبه بتورطه في حوادث التفجير!!!‪ .‬ولحين‬
‫االنتهاء من التحقيق والت دقيق يك ون الخ بر قد انتشر وتك ون س معتي قد ش وهت وهو المطل وب على‬
‫أقل التقديرات!!))‪.‬‬
‫‪......‬‬
‫لكن اهلل شاء أمراً آخر‪!!...‬‬
‫بعض كبار املسئولني يف األجهزة األمنية الباكستانية وهم ممن أحسبه خملصني لبالدهم ودينهم‪ ،‬شكوا‬
‫يف ص حة املعلوم ات اليت وص لتهم عن طريق ص حفي خمرب يعمل لتلك الس فارة‪ ،‬وبعد التمحيص أدرك وا ما‬
‫وراء تسريب مثل هذه املعلومات‪ ،‬فأحجموا عما كان يراد هلم القيام به‪.‬‬
‫لكن ه ذا مل يكن اخلامتة‪ ،‬س واء بالنس بة ملا واجهته يف باكس تان‪ ،‬أو ملا بيين وبني اجلزي رة‪ ،‬أو ملا بني‬
‫الش يخ أس امة بن الدن وبيين وبني اجلزي رة‪ ،‬وهي معلوم ات أرجو اهلل أن تت اح هلا الفرصة كي ت رى الن ور‬
‫قريبا‪ ،‬إن شاء اهلل‪.‬‬

‫انتهى الكتاب حبمد اهلل‪.‬‬


‫خاتمة‬

‫وبعد‪ ،‬فإين أريد أن أختم هذا الكتاب ببيان بعض األمور اليت ال يستغين عن بياهنا وال بد للقارئ أن‬
‫يكون على بصرية منها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أنين مل اكتب ما كتبت‪ ،‬بقصد اإلساءة إىل أحد‪ ،‬وال السرتضاء أحد‪ ،‬وإمنا هي نفثة مصدور‪،‬‬
‫وأنة حمزون على اجلو ال ذي يس ود بالدن ا‪ ،‬جو كبت احلري ات وخنق اآلراء‪ ،‬وإن ش رف الكلمة ليلزمين ألن‬
‫أكتب ما كتبت ابتغ اء وجه اهلل أوال وحىت ال تض يع احلقيقة يف ض باب النس يان‪ ،‬ولو أن املن اخ الفك ري‬
‫الس ائد يف بالدنا يس مح حبرية ال رأي والتعبري ملا ك ان يل أن أكتب ما كتبت‪ .‬ولك ان يف وس ائل النشر من‬
‫تلفاز وإذاعة وصحافة ما أغناين عن جتشم هذه الصعاب‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حنن أصحاب قضية‪ ،‬رضعنا البارود مع حليب أمهاتنا‪ ،‬ومن املالحظ أن أكرب العوامل اليت حتفز‬
‫الش باب إىل العمل واحلركة بعد اإلميان باهلل هي قض ية فلس طني وما يتصل هبا‪ ،‬بص رف النظر عن عرقي اهتم‬
‫وانتم اءاهتم وتوجه اهتم‪ ،‬ومبا أنين ابن القض ية اليت اص طليت بنارها أنا وأهلي فحق يل أن أض حي يف س بيل‬
‫نشر ما يتصل هبذه القضية مما من شأنه أن يساهم يف رفع الظلم عن أهلي وأبناء وطين‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬إنين كتبت ما كتبت وحتملت ما ش اء اهلل يل أن أحتمل وأنا أع رف أن ه ذا الكالم قد يغضب‬
‫جهات ويسخط أخرى‪ ،‬ولكن شهد اهلل أين ما أردت أن أمتلق أحدا‪ ،‬وال أن أنال حظوة عند هذا أو ذاك‪،‬‬
‫وإمنا أردت أن يك ون الق ارئ يف بالدنا على بص رية من قض اياه اخلط رية ال س يما قض ية املس لمني األوىل‪،‬‬
‫فلسطني العزيز‪.‬‬
‫ه ذا ومما ال بد أن أشري إليه هو أنين ال أريد مثن اً من أحد ومل أسع للكسب املادي ال رخيص‪ ،‬ولو‬
‫كنت أس عى ل ذلك حلص لت من ع دم النشر أض عاف أض عاف ج راء ما أحص له من النش ر‪ ،‬ودون كسب‬
‫ع داوات‪ .‬ولكن أص حاب ال ذمم الرخيصة والض مائر املتعفنة حيس بون أن العق ول واآلراء ميكن أن يس اوم‬
‫عليه ا‪ ،‬وس بيل ه ذا أن يك ون مع أص حاب النف وس املريض ة‪ ،‬أما أنا ف إين أربأ بنفسي عن ه ذه املزاي دات‬
‫اخلسيسة‪ .‬وللقارئ الك رمي أن يلتمس يل العذر وقد بذلت جهدي فإن أصبت فمن اهلل وإن أخطأت فمين‬
‫ومن الشيطان‪ ،‬وأفوض أمري إىل اهلل إن اهلل بصري بالعباد‪ ،‬وأقول كما يقول الصاحلون‪:‬‬
‫اللهم اغفر يل وجلميع من أساءوا إيل من املسلمني‪.‬‬
‫المرصد اإلعالمي اإلسالمي‬

‫المرص د اإلعالمي اإلس المي هيئ ة حقوقي ة‪ ،‬إعالمي ة‪،‬‬


‫إس المية تهتم بقض ايا المس لمين في أنح اء األرض‬
‫قاطبة ومركزه العاصمة البريطانية‪.‬‬
‫ونوضح أنه من المرتكزات األساسيّة التي من أجله ا‬
‫أسّس المرصد اإلعالمي اإلسالمي‪:‬‬
‫‪ -1‬نصرة المستضعفين وإحقاق الحق حيث كان‪.‬‬
‫‪ -2‬توفير منبر إعالمي للهيئات والشخصيات اإلس الميّة‬
‫التي تعوزها الحاجة وضعف اإلمكاني ات للتعب ير عن‬
‫نفسها والمطالبة بحقوقها‪.‬‬
‫ّج له ا‬ ‫‪ -3‬دفع الشبهات وإبطال األباطيل ال تي ت رو‬
‫ضد اإلسالم والمسلمين‪.‬‬
‫وسائل اإلعالم المأجورة ّ‬
‫‪ -4‬إيج اد ص وت إس المي يس هم في ط رح القض ايا‬
‫المصيرية والواقعيّة من منظور إسالمي‪.‬‬
‫ّ‬
‫كم ا أن المرص د اإلعالمي اإلس المي مس تقل وال يقب ل‬
‫الهيمنة‪ ،‬وهو ذاتي االنطالق ويرفض أي شكل من أشكال‬
‫التبعية‪ ،‬وهو كذلك عالمي التوجه ألن الدعوة ال تي‬
‫يخ دمها دع وة عالمي ة‪ ،‬فه و ال يص طدم ب الحواجز‬
‫اإلقليمي ة‪ ،‬أو القومي ة‪ ،‬أو الدولي ة ليرت د إلى‬
‫أصحابه‪ ،‬بل يتخطّاها وال يع ترف بوجوده ا‪ ،‬ومن أهم‬
‫سماته التي تميزه أنه في خدمة المبدأ وفي خدم ة‬
‫الفكرة اإلسالمية وال دعوة له ا‪ ،‬وبم ا أن المرص د‬
‫يعمل في حق ل اإلعالم فإن ه مقتن ع ب أن اإلعالم ه و‬
‫وسيلة لخدمة اإلسالم وليس اإلسالم في خدمة اإلعالم‪.‬‬
‫كما أن المرصد اإلعالمي اإلسالمي من بر ونص ير للح ق‬
‫وأهل ه أينم ا ك انوا‪ ،‬وس يف مس لط على الظلم‬
‫والظ المين والباط ل وأهل ه في ك ل مك ان‪ ،‬وألن‬
‫ً هي أمام هللا العزي ز الجب ار‬ ‫مسئوليتنا أوالً وأخيرا‬
‫لذا نتبع أسلوب الصراحة والصدق والتوثيق والوضوح‬
‫والدق ة في أخبارن ا وتزوي د الن اس باألخب ار‬
‫الصحيحة‪ ،‬ويهمنا إظه ار الحق ائق لوج ه هللا لل رأي‬
‫العام ولمن يهمه األمر‪.‬‬
‫لجنة حقوق اإلنسان الدولية‪:‬‬
‫إلى العدل المطلق‪ ،‬ووجوب إقامته‬ ‫جاء اإلسالم داعيا‬
‫ً‬
‫ً دون نظ ر إلى ل ون أو جنس أو‬ ‫ا‬ ‫بين الن اس جميع‬
‫أو ع داوة أو غ ير ذل ك‪ ،‬ق ال هللا‬ ‫قرابة أو ص داقة‬
‫تعالى‪:‬‬
‫يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين هلل ش هداء‬ ‫‪‬‬
‫منكم ش نآن ق وم على أال تع دلوا‬ ‫بالقس ط وال يج رّ‬
‫ِعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا هللا إن هللا خب ير بم ا‬ ‫ا‬
‫تعملون ‪.‬‬
‫ولقد أكدت الش ريعة اإلس المية على ص يانة حق وق‬
‫اإلنسان حيث حرمت انته اك حقوق ه المش روعة وكفلت‬
‫حرمة دمه وماله وعرضه ومنع كل اعت داء على ذل ك‪،‬‬
‫كم ا أك دت الش ريعة على ض مان خصوص يات الف رد‪،‬‬
‫وتضافرت األدلة القطعية الصريحة من الكتاب والسنة‬
‫على وجوب حفظ كرام ة اإلنس ان وص يانة م ا قررت ه‬
‫الشريعة من حقوق أساسية لألفراد والجماعات‪.‬‬
‫وحرم اإلسالم الظلم بكل أنواعه‪ ،‬ففي الحديث القدسي‬
‫"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم‬
‫ً‪ ،‬فال تظ الموا" كم ا فرض ت الش ريعة على‬ ‫محرم ا‬
‫المسلمين نصرة المظلوم ورفع الظلم‪.‬‬

‫األهداف‪:‬‬
‫‪ ‬المساهمة في مراعاة حقوق اإلنس ان المس لم في‬
‫أنحاء األرض قاطبة‪ ،‬وهي الحقوق المنصوص عليها‬
‫في البيان العالمي عن حقوق اإلنسان في اإلس الم‬
‫( كورقة عمل مؤقتة )‬
‫العمل على تعزيز الـوعي والتمس ك والحف اظ‬ ‫‪‬‬
‫على حماية وتشجـيع اح ترام حــقوق اإلنس ان‪،‬‬
‫حيث أوجـبت الشريعة تأمين حقوق اإلنس ان ب أن‬
‫جعلت الدولة مسؤولة تجاه رعاي ة ش ؤون كاف ة‬
‫رعاياه ا وحم ايتهم‪ ،‬وإيص ال الحق وق إليهم‬
‫والعدل بينهم وحرمت على الدول ة ك ل حي ف أو‬
‫جور بين أفراد رعيتها بسبب الطائفة أو الجنس‬
‫أو اللون أو القبيلة أو غير ذلك ‪.‬‬
‫معارض ة االنتهاك ات الخط يرة لحق وق اإلنس ان‬ ‫‪‬‬
‫المسلم‪ ،‬وحق ك ل ش خص في س المة بدن ه وعقل ه‬
‫ً معارضة ما يلي‪:‬‬ ‫والحرص على حياته وخصوصا‬
‫معارضة اعتقال أي ش خص دون تقديم ه لمحاكم ة‬ ‫‪‬‬
‫عادلة في ظرف فترة محدود‪ ،‬أو أي محاكمات لهم‬
‫ال تتفق والمع ايير المع ترف به ا والمتع ارف‬
‫عليها‪.‬‬
‫معارضة عقوبة اإلع دام ال تي تص در من مح اكم‬ ‫‪‬‬
‫ً ـ‬ ‫استثنائية أو محاكم غير معترف به ا دولي ا‬
‫خارج سلطان الشريعة السمحاء وحس ب اإلج راءات‬
‫التي تقرها ‪ -‬أو إع دام األش خاص خ ارج نط اق‬
‫القضاء‪ ،‬وحاالت االختف اء القس ري‪ ،‬ولق د منعت‬
‫الشريعة من إن زال العق اب على ج رم إال بع د‬
‫ثبوته بالبينة الشرعية ووفق الدليل الش رعي‪،‬‬
‫كما حرصت على قاعدة بـراءة الذم ة ح تي تثبت‬
‫ً‪ ،‬ب أن جعلت األص ل ب راءة الذم ة‬ ‫إدانته شرعا‬
‫وعدال ة المس لم‪ ،‬وأك دت على درء الح دود‬
‫بالشبهات وعلى أن خطأ اإلمام في العف و خ ير‬
‫من خطئه في العقوبة ك ل ه ذا من أج ل ص يانة‬
‫حقوق العباد وحرمة انتهاك أو سلب أي منها‪.‬‬
‫معارضة التعذيب أو غيره من ضروب المعامل ة‬ ‫‪‬‬
‫جناء‬ ‫انية للس‬ ‫ات الال إنس‬ ‫أو العقوب‬
‫والمعتقلين‪ ،‬حيث أن الش ريعة اإلس المية ح رمت‬
‫ً قال رسول هللا صلى هللا عليه وس لم‪:‬‬‫التعذيب مطلقا‬
‫"إن هللا يعذب الذين يعذبون الن اس في ال دنيا"‬
‫ً‪ " :‬من جلد ظهر مسلم بغير حق لقي هللا‬ ‫وقال أيضا‬
‫وهو عليه غضبان"‪.‬‬
‫معارضة ترحيل األش خاص من بل د إلى بل د آخ ر‬ ‫‪‬‬
‫خاصة إذا ك انوا س يواجهون خط ر التع ذيب أو‬
‫الموت‪.‬‬
‫اإلعالن عن حاالت السجناء والمعتقلين وغيرهم أو‬ ‫‪‬‬
‫من انتهكت حقوقهم‪.‬‬
‫الوسائل والسياسات العامة‪:‬‬
‫‪ ‬التع اون والتنس يق م ع المنظم ات والهيئ ات‬
‫المحلية واإلقليمية والدولية المهتم ة بحق وق‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬تق ديم االحتجاج ات إلى المنظم ات الدولي ة‬
‫والحكوم ات على ممارس ات وانتهاك ات حق وق‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم الغوث المادي وغيره من أش كال اإلغاث ة‬
‫اإلنسانية إلى السجناء ومن يعولونهم‪.‬‬
‫‪ ‬إصدار البيانات والنشرات وال دوريات وإقام ة‬
‫الندوات والمؤتمرات حول قضية حقوق اإلنسان في‬
‫اإلس الم‪ ،‬والمش اركة في الن دوات والم ؤتمرات‬
‫ال تي ال تتع ارض م ع توجهاتن ا وتتواف ق م ع‬
‫أهدافنا‪.‬‬
‫‪ ‬السعي الستثمار وسائل الضغط المشروعة ومحاولة‬
‫التأثير على ال رأي الع ام المحلي والع المي‬
‫ع بر وس ائل اإلعالم وذل ك من أج ل نص رة‬
‫المستضعفين وإحقاق الحق حيث كان‪.‬‬
‫‪ ‬تلتزم اللجنة المنهج اإلسالمي في عملها وتلتزم‬
‫أسلوب النقد الهادف والبناء‪.‬‬
‫تتعاون اللجنة م ع جمي ع الهيئ ات والمنظم ات‬ ‫‪‬‬
‫التي تسعى بالوسائل المشروعة لرفع الظلم وإحق اق‬
‫واء حق وق األف راد أو الجماع ات أو‬ ‫ً‬ ‫الح ق س‬
‫المجتمعات‪.‬‬

‫البواعث‪:‬‬
‫عدم وجود قنوات وهيئات ومنظمات تتبنى قضايا حقوق‬
‫اإلنسان المسلم‪ ،‬بل إن بعض المنظمات ال ت دافع عن‬
‫قضايا المسلمين وك أنهم س اقطوا القي د من كش وف‬
‫اآلدميين‪.‬‬
‫فهرس الكتاب‬

‫اإلهداء‪3.....................................................‬‬
‫حمتويات الكتاب‪5............................................‬‬
‫املقدمة‪11.....................................................‬‬
‫الفصل األول‬
‫حماوالت اجلزيرة اللقاء مع الظواهري البتزاز احلكومة املصرية‪25..‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫احملاولة الثانية ملقابلة أسامة بن الدن وأمين الظواهري‪49...........‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫احملاولة الثالثة بعد القصف األمريكي على أفغانستان ‪61...........‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫حماوالت جديدة للجزيرة البتزاز مصر‪67........................‬‬
‫الفصل الخامس‬
‫كيفية الوصول إىل أسامة بن الدن يف أفغانستان ‪89..............‬‬
‫الفصل السادس‬
‫نص املقابلة مع أسامة بن الدن‪101...............................‬‬
‫الفصل السابع‬
‫اللقاء مع الدكتور أمين الظواهري ونص املقابلة‪157................‬‬
‫الفصل الثامن‬
‫ما بعد املقابلتني‪197.............................................‬‬
‫الفصل التاسع‬
‫اختفاء أسامة بن الدن يف أفغانستان‪229..........................‬‬
‫الفصل العاشر‬
‫برنامج اجلزيرة‪ :‬تدمري القاعدة!!‪245..............................‬‬
‫الفصل الحادي عشر‬
‫حماوالت اهلجوم على أفغانستان يف أغسطس‪263.......... 1999‬‬
‫الفصل الثاني عشر‬
‫قرار اإلبعاد من باكستان ‪283...................................‬‬
‫* خامتة ‪309..................................................‬‬
‫* تعريف باملرصد اإلعالمي اإلسالمي ‪311.......................‬‬
‫يصدر للمؤلف قريباً بمشيئة اهلل‪:‬‬

‫طالبان‬
‫رؤيتها السياسية والدينية‬
‫موقفها من خمتلف األحداث‬
‫مشاهدات يف أفغانستان‬
‫مقابالت مع قادة احلركة‬

‫ظاهرة األفغان العرب‬


‫النشأة والتطور‪ ،‬املصري‬
‫رؤية عن قرب للمؤلف الذي عاصر نشوء الظاهرة وتطورها وتعرف على كثري من أفرادها وقياداهتا يف‬
‫بيشاور وأفغانستان‬

‫‪http://www.tawhed.ws‬‬
‫‪http://www.almaqdese.com‬‬
‫‪http://www.alsunnah.info‬‬

You might also like