You are on page 1of 33

‫اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬


‫املركز اجلامعي نور البشري البيض‬
‫معهد العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‬

‫دروس في مقياس‬
‫االقتصاد البنكي المعمق‬
‫‪-‬الجزء األول‪-‬‬
‫من إعداد‪:‬‬
‫د‪ .‬بن عالل بلقاسم‬
‫أستاذ حماضر قسم "أ"‬

‫الدروس األوىل من الربانمج يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق مقدمة لطلبة السنة األوىل ماسرت ختصص اقتصاد‬
‫نقدي وبنكي‬
‫السنة اجلامعية‪0201 – 0202 :‬‬
‫مالحظة‪ :‬حيتفظ األستاذ صاحب هذه الدروس حبقوقه يف التأليف بعد إرسال هذه الدروس لإلدارة بغاية نشرها للطلبة وتكوينهم عن بعد بتاريخ ‪.0202/10/11‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫حمتوى اجلزء األول‪:‬‬

‫‪ -I‬تطور اجلهاز املصريف يف اجلزائر‬


‫‪ -1‬الفرتة من ‪1602-1690‬‬
‫‪ -0‬الفرتة من ‪1669-1602‬‬
‫‪ -3‬الفرتة من ‪1662-1669‬‬
‫‪ -4‬الفرتة من ‪0210-1662‬‬
‫‪ -II‬تسيري املخاطر البنكية وتطبيق قواعد احليطة واحلذر‬
‫‪ -1‬املخاطرة وتسيريها‬
‫‪ -0‬قواعد احليطة واحلذر يف إطار جلنة ابل ‪1‬‬
‫‪ -3‬قواعد احليطة واحلذر املطبقة من طرف النظام املصريف اجلزائري‬
‫‪ -4‬تقييم تطبيق قواعد احليطة واحلذر (نسبة املالءة املصرفية) يف اجلزائر‬
‫‪ -5‬تطبيقات وأمثلة (‪)sac e e utE‬‬
‫‪ -9‬اقرتاحات جلنة ابل ‪)IeE ao oEnanoiE e otpe LL( 0‬‬
‫‪ -0‬مقررات جلنة ابل ‪)LeE ao oEnanoiE e otpe LLI( 3‬‬
‫‪ -III‬خطر السيولة البنكية‬
‫‪ -1‬تعريف السيولة‬
‫‪ -0‬أنواع السيولة‬
‫‪ -3‬مفهوم خماطر السيولة‬
‫‪ -4‬األسباب اليت تؤدي إىل خماطر السيولة‬
‫‪ -5‬قياس خماطر السيولة‬
‫‪ -9‬أساليب إدارة خماطر السيولة‬

‫‪2‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ -I‬تطور اجلهاز املصريف يف اجلزائري‬


‫عرفت منظومة البنوك اجلزائرية جمموعة من التطورات ميكن إمجاهلا يف الفرتات اآلتية‪:‬‬
‫‪ -1‬الفرتة من ‪:1602-1690‬‬
‫خالل هذه الفرتة متيزت الساحة املصرفية مبا يلي‪:‬‬
‫‪ ‬بنوك أجنبية تسري وفق النظام الرأمسايل‪.‬‬
‫‪ ‬بنوك وطنية ختضع للنظام االشرتاكي‪.‬‬
‫‪ ‬مباشرة بعد االستقالل مت إنشاء البنك املركزي اجلزائري واخلزينة العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬مت إنشاء الصندوق اجلزائري للتنمية سنة ‪.3693‬‬
‫‪ ‬رفضت البنوك األجنبية متويل املشاريع التنموية واالقتصادية اجلزائرية ابإلضافة إىل مسامهتها يف هتريب رؤوس األموال الوطنية إىل‬
‫اخلارج‪.‬‬
‫‪ ‬ووجد البنك املركزي صعوبة يف احتواء والتحكم للنظامني مع بعض‪ ،‬وهذا ما أدى إىل اختاذ خطوة أساسية للبنوك الوطنية وهي عملية‬
‫التأميم سنة ‪.3699‬‬
‫‪ ‬من سنة ‪ 3699‬إىل ‪ 3691‬متيزت هذه الفرتة بظهور ‪ 13‬بنوك وطنية ‪ % 311‬نتيجة عملية التأميم (‪ :BNA‬لتمويل القطاع‬
‫الزراعي والصناعي‪ :BEA ،‬متويل التجارة اخلارجية‪ :CPA ،‬متويل القطاع السياحي واحلريف)‪ ،‬حبيث كلف كل بنك ابلتعامل مع‬
‫قطاع معني (مبدأ التخصص) وبذلك مت القضاء كليا على املنافسة بظاهرة التخصص البنكي‪.‬‬
‫التفاصيل‪:‬‬
‫املتتبع لتطور النظام املصريف اجلزائري ميكنه أن يالحظ أن هذه املنظومة مرت على ثالثة مراحل تتشابه إىل حد بعيد مع مراحل تطور‬
‫االقتصاد اجلزائري منذ االستقالل‪ :‬أتميم البنوك وإقامة جهاز مصريف وطين‪ ،‬اإلصالح املايل واملصريف لسنة ‪ ،3693‬إعادة هيكلة‬
‫املؤسسات املصرفية‪ .‬ومتيز النظام املصريف اجلزائري قبل االستقالل بوجود عدد كبري من البنوك واملؤسسات املالية الفرنسية املوزعة عرب كافة‬
‫الرتاب الوطين خاصة يف مناطق تركز الفرنسيني والثروات الطبيعية‪ .‬وكانت هذه البنوك واملؤسسات املالية تسهر على خدمة مصاحل‬
‫االحتالل الفرنسي ابجلزائر ومتويل القطاعات املكملة لالقتصاد الفرنسي (نشاطات التنقيب على البرتول‪ ،‬مناجم الفحم واحلديد‪ ،‬الزراعة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫التجارية اخلارجية)‪ ،‬يف حني بقيت أنشطة اجلزائريني )الزراعة التقليدية‪ ،‬صناعات حرفية بسيطة) بعيدة كل البعد عن جمال اهتمامها‪.‬‬
‫أما بعد االستقالل ورثت اجلزائر نظاما مصرفيا واسعا مملوكا لرأس املال الفرنسي قائم على أسس النظام االقتصادي الليربايل‪ ،‬كما بدأت‬
‫اجلزائر مباشرة بعد االستقالل يف إنشاء جهاز مصريف وطين األمر الذي نتج عنه ازدواجية يف املنظومة املصرفية اجلزائرية ككل‪ .‬فجزء منها‬
‫كان قائم على أسس ليربالية متثله املصارف األجنبية ومورثة عن االحتالل الفرنسي‪ ،‬واليت كانت تبحث عن حتقيق الربح من خالل متويلها‬

‫‪ 1‬بلعزوز بن علي‪ ،‬أثر تغيري سعر الفائدة على اقتصادايت الدول النامية‪ ،‬حالة اجلزائر‪ ،‬رسالة دكتوراه دولة يف العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،0114/0113‬ص ‪.393‬‬
‫‪3‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫للمؤسسا ت االقتصادية ذات املالءة املالية اجليدة ومتويل التجارة اخلارجية‪ ،‬أما اجلزء اآلخر كان قائم على أسس اشرتاكية اتبعة للحكومة‬
‫اجلزائرية مكلفة بتمويل الزراعة والصناعة‪ .‬وبعد أن واجهت اجلزائر وضعا اقتصاداي صعبا بسبب النتائج اليت ترتبت عن حرب التحرير‪،‬‬
‫ومغادرة اإلطارات الفرنسية املسرية للبنوك واملؤسسات املالية املورثة وهجرة رؤوس األموال‪ ،‬وعدم قدرة البنك املركزي اجلزائري على إدارة‬
‫وتسيري النظام املصريف مبا خيدم التوجهات اجلديدة للدولة اجلزائرية املستقلة‪ ،‬راحت السلطات اجلزائرية تتحدى تلك الصعاب وأقدمت على‬
‫أتميم تلك البنوك واملؤسسات املالية الراجعة إىل احلقبة االستعمارية هبدف استخدامها كوسيلة لتمويل االقتصاد الوطين‪ ،‬حيث امتدت هذه‬
‫العملية من سنة ‪ 3699‬إىل سنة ‪ . 13699‬ومن أجل منع الضرر بقطاعات االقتصاد الوطين من جراء هتريب األموال إىل اخلارج‪ ،‬قامت‬
‫الوزارة املالية آنذاك إبصدار إعالن رقم ‪ 33‬يف نوفمرب ‪ ، 3699‬جترب من خالله عمالء البنوك األجنبية املرور على البنوك الوطنية املنبثقة من‬
‫التأميم لتنفيذ عملياهتم وإال مينعون من سحب أمواهلم‪ .2‬وهكذا فقد مت إنشاء جمموعة من اهليئات املالية والبنوك تضمن توفري التمويل‬
‫لالقتصاد الوطين من أجل النهوض بسرعة ابلتنمية االقتصادية واالجتماعية املتخلفة اليت ورثتها اجلزائر عن االستعمار‪ ،‬وحتقيق تطلعات‬
‫األمة يف بناء جمتمع جديد يسري على طريق الرفاهية والعدالة االجتماعية‪ .‬وهبدف أتسيس بنكا مركزاي يضطلع مبهامه التقليدية يف إطار‬
‫توجيه السياسة النقدية للبالد والتحضري إلنشاء عملة وطنية‪ ،‬قررت السلطات اجلزائرية إنشاء مؤسسة إصدار جزائرية لتحل حمل بنك‬
‫اجلزائر يف ‪ 13‬جانفي ‪ 3693‬على شكل مؤسسة عمومية وطنية تتمتع ابلشخصية املعنوية واالستقالل املايل‪ ،‬وذلك طبقا للقانون رقم‬
‫‪ 344-90‬املصادق عليه من قبل اجمللس التأسيسي يف ‪ 33‬ديسمرب ‪ ،3690‬بعد فصل اخلزينة العمومية اجلزائرية عن اخلزينة الفرنسية يف‬
‫‪ 06‬أوت ‪ . 3690‬وقد أوكلت للبنك املركزي اجلزائري مهمة إصدار العملة الوطنية واإلشراف على السياسة النقدية وتوجيه البنوك اليت‬
‫كانت السلطات اجلزائرية تستعد لتأميمها‪ ،‬وأوكلت مهمة اإلدارة يف البنك املركزي حملافظ عني مبوجب مرسوم رائسي وابقرتاح من وزير‬
‫االقتصاد‪ ،‬ومدير عام يساعد احملافظ يف مهامه حيث عني أيضا مبقتضى مرسوم رائسي وابقرتاح من احملافظ بعد موافقة وزير االقتصاد‪.3‬‬
‫ويف إطار القانون رقم ‪ 443-90‬مت تنصيب البنك املركزي اجلزائري كبنك للبنوك‪ ،‬كما خصه هذا القانون مبهمة تنظيم تداول النقد ومراقبة‬
‫توزيع القروض بكل الوسائل املناسبة يف إطار السياسة احملددة من قبل السلطات العمومية‪.‬‬
‫مت إنشاء اخلزينة العمومية اجلزائرية يف ‪ 06‬أوت ‪ ، 3690‬وقد أوكلت إليها األنشطة التقليدية اخلاصة بوظيفة اخلزينة‪ ،‬ابإلضافة إىل مراعاة‬
‫املرحلة االقتصادية احلرجة اليت كانت متر هبا الدولة آنذاك‪ ،‬حيث منحت هلا بعض الصالحيات اليت ختص منح قروض االستثمار للقطاع‬
‫االقتصادي خاصة املؤسسات االقتصادية العمومية‪ ،‬والصالحيات اليت ختص منح قروض التجهيز للقطاع الفالحي الذي مل يستفيذ كثريا‬
‫من متويل البنوك واملؤسسات املالية الوطنية‪ .‬ومت أتسيس الصندوق اجلزائري للتنمية (‪ )CAD‬نتيجة الفراغ الذي أحدثه حتفظ ورفض‬
‫البنوك األجنبية املشاركة يف متويل االقتصاد اجلزائري وذلك بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪ 3693‬مبوجب القانون رقم ‪ ،393-93‬ومت تغري أمسه إىل‬
‫البنك اجلزائري للتنمية (‪ )BAD‬يف سنة ‪ .43690‬وأحلقت به أربع مؤسسات مصرفية كانت تتعامل يف االئتمان املتوسط األجل وهي‪:‬‬
‫القرض العقاري‪ ،‬القرض الوطين‪ ،‬صندوق صفقات الدولة‪ ،‬ومؤسسة مصرفية واحدة متخصصة يف االئتمان طويل األجل هي صندوق‬

‫‪ 1‬بلعزوز بن علي‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.390‬‬


‫‪ 2‬حممد زميت‪ ،‬النظام املصريف اجلزائري يف مواجهة حتدايت العوملة املالية‪ ،‬رسالة املاجستري يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،0119/0113 ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ 3‬حممود محيدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،0111 ،‬ص ‪.303‬‬
‫‪ 4‬حممود محيدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدي‪ ،‬نفس املرجع‪ ،0111 ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫جتهيز وتنمية اجلزائر‪ .‬ووضع هذا الصندوق مباشرة حتت وصاية وزارة املالية وأوكلت له إىل جانب الشركات الوطنية اليت أتسست يف هناية‬
‫الستينات مهمة متويل االستثمارات املربجمة يف إطار املخططات التنموية واحملددة من قبل إدارة التخطيط وتسيري ميزانية التجهيز‪ .1‬وجند أن‬
‫االستثمارات املربجمة اليت يسهر هذا الصندوق على متويلها تغطي جزء كبري من االقتصاد الوطين‪ ،‬فهي تشمل الصناعة مبا فيها قطاع الطاقة‬
‫واملناجم‪ ،‬السياحة‪ ،‬النقل والتجارة والتوزيع‪ ،‬املناطق الصناعية‪ ،‬والدواوين الزراعية وقطاع الصيد‪ .2‬كذلك مت أتسيس الصندوق الوطين‬
‫للتوفري واالحتياط (‪ )CNEP‬يف ‪ 31‬أوت ‪ 3694‬مبوجب القانون رقم ‪ .009-94‬ويتكفل الصندوق الوطين للتوفري واالحتياط بتعبئة‬
‫مدخرات املالية الصغرية لألفراد والعائالت يف مقابل متويل عمليات البناء‪ ،‬اجلماعات احمللية وبعض العمليات اخلاصة ذات املنفعة الوطنية‪،‬‬
‫حيث يقوم بشراء سندات التجهيز اليت تصدرها اخلزينة العمومية‪ ،‬وقد اتبع الصندوق سبال شىت لتشجيع االدخار على النطاق الشعيب‬
‫كإنشاء فروع عديدة يف خمتلف أحناء الوطن‪ ،‬قبول حد أدىن لإليداع (‪ 31‬داننري)‪ ،‬تشجيع االدخار املصريف‪ ،‬تكريس يوم وطين لالدخار‬
‫(‪ 33‬أكتوبر اليوم العاملي لالدخار)‪ .‬ويف سنة ‪ 3693‬وبقرار من وزارة املالية أصبح الصندوق الوطين للتوفري واالحتياط متخصصا يف متويل‬
‫قطاع السكن أو متويل مشاركة املقرتض يف تعاونية عقارية يف اجلزائر‪ ،‬فأصبح احلافز احلقيقي لالدخار هو إعطاء لألفراد والعائالت فرصة‬
‫بناء أو شراء مسكن جديد ابلتقسيط الطويل األجل من أجل زايدة مدخراهتم املالية‪ .‬وبرأس مال حوايل ‪ 01‬مليار دينار جزائري (دج) مت‬
‫إنشاء البنك الوطين اجلزائري (‪ )BNA‬بتاريخ ‪ 33‬جوان ‪ 3699‬وذلك مبوجب األمر الرائسي رقم ‪ 391-99‬من أجل دعم عملية‬
‫التحول االشرتاكي يف القطاع الزراعي‪ .‬وبعد ذلك ضمت احلكومة إليه مجيع البنوك املشاهبة له وهي كاآليت‪ :3‬بنك التسليف العقاري‬
‫اجلزائري التونسي يف شهر جويلية ‪ ،3699‬بنك التسليف الصناعي التجاري يف شهر جويلية ‪ ،3699‬بنك ابريس الوطين يف شهر‬
‫جانفي ‪ 3691‬وبنك ابريس والبالد املنخفضة يف شهر جوان ‪.3691‬‬
‫وأنشئ القرض الشعيب اجلزائري (‪ )CPA‬مبوجب األمر الرائسي رقم ‪ 99-93‬املؤرخ يف ‪ 34‬ماي ‪ 3699‬برأس مال قدره ‪ 33‬مليون‬
‫دينار جزائري نتيجة دمج جمموعة من البنوك هي‪ :4‬البنك الشعيب التجاري والصناعي الوهراين‪ ،‬البنك التجاري والصناعي اجلزائري‪ ،‬البنك‬
‫اجلهوي التجاري والصناعي لعنابة والبنك اجلهوي للقرض الشعيب اجلزائري‪.‬‬
‫وأتسس البنك اخلارجي اجلزائري (‪ )BEA‬يف ‪ 13‬أكتوبر ‪ 3699‬مبوجب املرسوم رقم ‪ 014-99‬وبرأس مال قدره ‪ 01‬مليون دينار‬
‫جزائري بعد أتميم مخس بنوك أجنبية وهي‪ :‬القرض الليوين (‪ )Crédit Lyonnais‬يف ‪ 30‬أكتوبر ‪ ،3699‬الشركة العامة‬
‫(‪ )Société Générale‬يف عام ‪ ،3691‬بنك ابركليز (‪ ،)Bank Barclays‬قرض الشمال (‪ )Crédit du Nord‬والبنك‬
‫الصناعي للجزائر واملتوسط (‪.)Banque Industrielle d’Algérie‬‬
‫فبعد أتميم البنوك األجنبية وإنشاء البنوك واملؤسسات املالية وطنية جديدة اتسعت شبكة البنوك واملؤسسات املالية يف اجلزائر‪ ،‬حيث أصبح‬
‫يتضمن اجلهاز املصريف اجلزائري دائرتني‪ :‬األوىل دائرة مالية وتشمل البنك املركزي اجلزائري واخلزينة العمومية‪ CPA ،BNA ،‬و‪،BEA‬‬
‫أما الدائرة الثانية فهي دائرة ادخارية استثمارية تتكون من ‪ ،CNEP ،CAD‬الشركة الوطنية للتأمني (‪ )SAA‬والصندوق الوطين‬

‫‪ 1‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.393‬‬


‫‪ 2‬حممود محيدات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،0111 ،‬ص ‪.306‬‬
‫‪ 3‬حممود محيدات‪ ،‬نفس املرجع‪ ،0111 ،‬ص ‪.331‬‬
‫‪ 4‬حممود محيدات‪ ،‬نفس املرجع‪ ،0111 ،‬ص ‪.333‬‬
‫‪5‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫للتأمني وإعادة التأمني (‪ .)CAAR‬كما أصبح التمويل يف اجلزائر مبين على مفهوم التخصص البنكي حسب القطاعات االقتصادية يف‬
‫إطار التخطيط املايل كجزء من التخطيط املركزي‪ ،‬حيث ختصص كل بنك وطين يف متويل قطاع اقتصادي معني‪ ،‬فمثال ختصص البنك‬
‫الوطين اجلزائري (‪ ) BNA‬يف متويل القطاع الصناعي والفالحي‪ ،‬وختصص القرض الشعيب اجلزائري يف متويل التجارة واحلرف التقليدية‬
‫‪1‬‬
‫(‪ ،)CPA‬أما بنك اجلزائر اخلارجي (‪ )BEA‬فأوكلت له مهمة تنظيم العالقات االقتصادية مع اخلارج والتجارة اخلارجية‪.‬‬
‫والشكل التايل يوضح اهلياكل املكلفة بتمويل االقتصاد اجلزائري عن طريق قروض االستغالل يف هناية الستينات‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :1‬اهلياكل املكلفة بتمويل االقتصاد اجلزائري عن طريق قروض االستغالل يف هناية الستينات‬

‫‪Source: Benissad Mohammed El Hocine, Economie de développement en Algérie, OPU, Alger, Algérie,‬‬
‫‪1979, P 209.‬‬

‫‪ -0‬الفرتة من ‪:1669-1602‬‬
‫من أجل القضاء على ظاهرة التخصص البنكي‪ ،‬قامت اجلزائر خبطوات إصالحية على مستوى البنوك تتمثل يف اإلصالح املايل ‪3693‬‬
‫وإعادة اهليكلة لسنة ‪ .3611‬وكانت هتدف من خالل ذلك إىل القضاء على ظاهرة التخصص‪ ،‬لكن بقيت هذه القوانني جمرد حرب على‬
‫ورق أكثر منها تطبيق على أرض الواقع إضافة إىل ظهور جمموعة من السلبيات األخرى وهي‪:‬‬
‫‪ ‬الفوضى يف الصالحيات بني البنك املركز ي واخلزينة العمومية والوزارة املالية‪ ،‬حيث كل جهة من هاته اجلهات كانت تعترب نفسها‬
‫السلطة النقدية للدولة‪.‬‬
‫‪ ‬حتمل اخلزينة العمومية عبئ متويل االقتصاد الوطين من خالل مداخيل احملروقات‪.‬‬
‫‪ ‬حتول البنوك التجارية إىل جمرد وسيط حماسيب‪ ،‬تقيد عمليات انتقال األموال من اخلزينة العمومية إىل املؤسسات العمومية‪ ،‬وبذلك‬
‫فقدت البنوك هذه وظيفتها االدخارية‪.‬‬
‫التفاصيل‪:‬‬
‫جاء اإلصالح املايل واملصريف لسنة ‪ 3693‬ليكرس منطق عمليات التمويل ومركزهتا‪ ،‬وجيعل من تصميم النظام البنكي اجلزائري وتنظيمه‬
‫وأدائه ينسجم مع الفلسفة العامة للتنظيم االقتصادي الذي يقوم على مبدأ التخطيط املركزي لكل القرارات املرتبطة ابالستثمار والتمويل‪،‬‬

‫‪ 1‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،0113 ،‬ص ‪.311‬‬
‫‪6‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫ومحل اإلصالح املايل واملصريف لسنة ‪ 3693‬تغريا كليا للقطاع املايل واملصريف اجلزائري حيث أصبح يتميز ابلتمركز وتغلب دور اخلزينة وإزالة‬
‫ختصص البنوك التجارية‪ ،‬كما أتى هذا اإلصالح برؤية جديدة لعالقات التمويل‪ ،‬وحدد الطرق اليت يتم بواسطتها متويل االستثمارات‬
‫‪1‬‬
‫العمومية املخططة‪.‬‬
‫ورؤية أخرى جديدة مت من خالهلا إسناد مهمة تسيري ومراقبة العمليات املالية للمؤسسات املالية وللبنوك العمومية‪ ،‬وفرض مراقبة صارمة‬
‫على التدفقات النقدية‪ .2‬وشهد اإلصالح املايل واملصريف لسنة ‪ 3693‬بعض التعديالت على السياسة املالية والنقدية متاشيا مع السياسة‬
‫العامة للدولة يف إطار االقتصاد املخطط‪ ،‬حيث أنشئ جملس القرض واهليئة التقنية للمؤسسات املصرفية مبوجب األمر رقم ‪49-93‬‬
‫الصادر يف ‪ 31‬جوان ‪ 3693‬واملتضمن تنظيم البنوك‪ ،‬وأعطى هذا األمر صالحيات إضافية للبنك املركزي اجتاه اخلزينة العامة وذلك‬
‫‪3‬‬
‫مبنحها قروض وتسبيقات بدون أي قيد أو شرط‪.‬‬
‫كما مت إنشاء البنك اجلزائري للتنمية (‪ )BAD‬يف ‪ 1972‬كامتداد للصندوق اجلزائري للتنمية (‪ ،)CAD‬وهو بنك استثماري حل حمل‬
‫اخلزينة العمومية ليمنح قروض طويلة األجل يف إطار متويل املخططات التنموية ومنها املخطط الرابعي األول ‪ .93-91‬ويف بداية ‪3691‬‬
‫مت الرتاجع عن اإلصالحات ‪ ، 3693‬حيث مت إلغاء متويل املؤسسات العمومية عن طريق القروض البنكية املتوسطة األجل‪ ،‬وحلت اخلزينة‬
‫العمومية حمل البنوك يف متويل االستثمارات املخططة بواسطة القروض الطويلة األجل‪ .‬وهذا ما زاد من هتميش دور البنوك يف عملية التنمية‬
‫وإضعاف قدرهتا يف تعبئة االدخار‪ ،‬فأصبح دورها يف هذه املرحلة يقتصر على دور القناة اليت متر عربها األموال من اخلزينة العمومية إىل‬
‫املؤسسات العمومية‪ ،‬حيث مل يكن للبنوك أي دور فيما يتعلق بقرار االستثمار وقرار التمويل‪.‬‬
‫وانطلقت اإلصالحات اهليكلية للقطاع االقتصادي مع بداية الثمانينات وتزامنت مع املخطط اخلماسي األول ‪ ،14-11‬ففي سنة‬
‫‪ 3613‬مت إعادة هيكلة ‪ 310‬مؤسسة عمومية ليصبح عددها ‪ 411‬مؤسسة‪ ،‬ومشل هذه اإلصالحات على كل من القطاع احلقيقي‬
‫‪4‬‬
‫والقطاع املايل‪.‬‬
‫ومتاشيا مع سياسة إعادة اهليكلة اليت ابشرت هبا الدولة فقد مت على إثرها إعادة هيكلة بعض البنوك وإضفاء املزيد من التخصص يف جمال‬
‫نشاطها‪ ،‬فتم إعادة هيكلة كل من البنك الوطين اجلزائري (‪ )BNA‬والقرض الشعيب اجلزائري (‪ )CPA‬ابعتبارمها أكرب بنكني يف تلك‬
‫‪5‬‬
‫الفرتة‪ ،‬وانبثق عنهما بنكان مها‪:‬‬
‫‪ ‬بنك الفالحة والتنمية الريفية (‪ :)BADR‬برأس مال قدره مليار دينار جزائري أتسس هذا البنك مبوجب املرسوم رقم ‪019-10‬‬
‫‪6‬‬
‫الصادر يف ‪ 33‬مارس ‪ ،3610‬وذلك بعد إعادة هيكلة البنك الوطين اجلزائري (‪.)BNA‬‬

‫‪ 1‬شكوري سيدي حممد‪ ،‬التحرير املايل وأثره على النمو االقتصادي دراسة حالة اجلزائر‪ ،‬رسالة املاجستري‪ ،‬ختصص نقود بنوك ومالية‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،0119/0113 ،‬ص ‪.319‬‬
‫‪ 2‬بريش عبد القادر‪ ،‬التحرير املصريف ومتطلبات تطوير اخلدمات املصرفية وزايدة القدرة التنافسية للبنوك اجلزائرية‪ ،‬أطروحة الدكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،0119/0113 ،‬ص‬
‫‪31.‬‬
‫‪ 0‬األمر رقم ‪ 49-93‬إلنشاء جملس القرض واهليئة التقنية للمؤسسات املصرفية‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،33‬الصادرة بتاريخ ‪ 19‬جويلية ‪.3693‬‬
‫‪ 4‬غريب انصر صالح الدين ‪ ،‬سياسة التحرير املايل يف الدول النامية‪ :‬دراسة قياسية حلالة اجلزائر وتونس‪ ،‬رسالة املاجستري‪ ،‬ختصص نقود مالية وبنوك‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،0119/0119 ،‬ص‬
‫‪.339‬‬
‫‪ 5‬بريش عبد القادر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 6‬شاكر القز ويين‪ ،‬حماضرات يف اقتصاد البنوك‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اجلزائر‪ ،3660 ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪7‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ ‬بنك التنمية احمللية (‪ :)BDL‬برأس مال قدره نصف مليار دينار جزائري مت أتسيس هذا البنك مبوجب املرسوم ‪ 13-13‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 31‬أفريل ‪ ،3613‬وذلك بعد إعادة هيكلة القرض الشعيب اجلزائري (‪.)CPA‬‬
‫‪ -3‬الفرتة من ‪:1662-1669‬‬
‫‪ ‬متيزت الفرتة ‪ 3611-3619‬يف بداية اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر الناجتة عن أزمة احملروقات وجلوء اجلزائر للتمويل الدويل‬
‫واخلارجي‪.‬‬
‫‪ ‬قانون ‪ 3619‬هو متعلق ابلقروض والبنوك‪ ،‬حيث أصبحت البنوك مبوجب هذا القانون جمربة على مراقبة األموال اليت تقرضها‬
‫للمؤسسات أو العمالء من اتريخ السحب هلذه األموال إىل اتريخ استحقاقها‪ .‬لكن لغياب احلرية أو االستقاللية يف حتديد اجلهة‬
‫املقرضة‪ ،‬كان البد من إكمال ها القانون بقانون آخر يف سنة ‪.3611‬‬
‫‪ ‬صدور قانون ابستقاللية البنوك سنة ‪ ،3611‬أعطى احلرية التامة والكاملة للبنوك الوطنية يف حتديد واختيار املؤسسات اليت ستموهلا‪،‬‬
‫إذ أصبحت هذه البنوك تعمل مببدأ الرحبية واملردودية‪.‬‬
‫التفاصيل‪:‬‬
‫وأدت األزمة النفطية سنة ‪ 3619‬واهنيار سعر صرف الدوالر األمريكي (تراجع سعر الربميل إىل ‪ 34‬دوالر أمريكي سنة ‪3613‬‬
‫بعدماكان يف حدود ‪ 31‬دوالر أمريكي) إىل وقوع اجلزائر يف أزمة مالية خانقة‪ ،‬حيث اخنفضت مداخيل الدولة وشلت حركة التمويل‬
‫املوجه لالقتصاد الوطين واملؤسسات العمومية‪ ،‬وابلتايل تعطلت املشاريع االستثمارية واملخططات التنموية اليت وضعتها السلطات اجلزائرية‪.‬‬
‫لذلك شهدت اجلزائر يف منتصف الثمانينات انطالق آخر لإلصالحات االقتصادية واملالية وهذا إبعادة النظر يف سري وتنظيم املؤسسات‬
‫االقتصادية واجلهاز املصريف‪ ،‬وحتضريمها للدخول يف اقتصاد السوق املبين على احلرية يف التسيري والتمويل واملنافسة‪.‬‬
‫وجتسدت أوىل خطوات اإلصالح املايل يف هذه الفرتة يف قانون القرض والبنك سنة ‪ 3619‬وقانون تكييف اإلصالح سنة ‪ 3611‬اهلادف‬
‫إىل التخفيف من القيود املفروضة على النظام املايل واملصريف‪ ،‬ومتكني هذا األخري من التكيف مع متطلبات التحول حنو اقتصاد السوق‪.‬‬
‫ومت إعادة تنظيم اجلاهز البنكي واملايل مبا يتوافق مع احتياجات املرحلة اجلديدة لالقتصاد اجلزائري‪ ،‬وذلك كما يوضحه الشكلني التاليني‪:‬‬
‫الشكل رقم ‪ :0‬اهليكل التنظيمي للجهاز املايل واملصريف اجلزائري وفق قانون القرض والبنك لسنة ‪3619‬‬

‫‪Source: Ammour Benhalima, le Système bancaire en Algérie, Edition Dahleb, Algérie, 1996, P 60.‬‬

‫‪8‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫الشكل رقم ‪ :3‬النظام املايل واملصريف اجلزائري إىل غاية إصالح سنة ‪3611‬‬

‫‪Source: Ammour Benhalima, le Système bancaire en Algérie, Edition Dahleb, Algérie, 1996, P 81.‬‬

‫مبادئ إصالحات ‪ 3619‬و‪:3611‬‬


‫‪ ‬القضاء على االختالالت على املستوى الوطين‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء للبنك املركزي دوره يف تطبيق السياسة النقدية للتحكم يف الكتلة النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء للمؤسسات املالية غري البنكية احلق يف االستثمار (شراء األسهم والسندات)‪.‬‬
‫‪ ‬التخلي عن إجبارية املؤسسات يف توطني حساابهتا البنكية ابلبنوك‪ ،‬ومنحها حق االختيار ألي بنك تريد التوطني فيه واحلصول منه‬
‫على التمويل‪.‬‬
‫‪ -4‬الفرتة من ‪:0210-1662‬‬
‫اعتربت اإلصالحات السابقة لسنة ‪ 3619‬و‪ 3611‬خطوات متهيدية لإلصالح الرئيسي املتمثل يف قانون النقد والقرض لسنة ‪.3661‬‬
‫فقامت احلكومة اجلزائرية يف سنة ‪ 3661‬إبصدار قانون النقد والقرض ‪ 31-61‬الذي كان مبثابة نقطة حتول يف مسار اإلصالحات‬
‫املالية‪ ،‬ومبثابة بداية حقيقية لسياسة التحرير املايل واملصريف يف اجلزائر‪ .‬ومسح قانون النقد والقرض ابعتباره قانون يهدف لالعتماد على‬
‫االدخار والسوق املايل يف التمويل عوض املديونية والتضخم كما كان عليه الشأن يف السابق‪ ،‬إبدخال تغريات جوهرية على النظام املايل‬

‫‪9‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫واملصريف اجلزائري حيث مت إنشاء اهليئات والوسائل وامليكانيزمات الضرورية لضمان حسن سري التنظيم النقدي واملصريف‪ ،‬واملتمثلة يف ما‬
‫يلي‪ :‬بنك اجلزائر‪ ،‬جملس النقد والقرض (‪ )Conseil de la Monnaie et du Crédit‬وهيئات مراقبة النظام املصريف اجلزائري‬
‫(جلنة الرقابة املصرفية) اللجنة املصرفية أو البنكية‪ ،‬مركزية املخاطر (‪ ،)Centrale des Risques‬مركزية عوارض الدفع‪ ،‬جهاز‬
‫ملكافحة إصدار الشيكات بدون رصيد وهيأة التأمني على الودائع)‪.‬‬
‫ومتيز هذا القانون مبجموعة من املبادئ‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل بني الدائرة احلقيقية والدائرة النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل بني الدائرة النقدية ودائرة ميزانية الدولة أي اخلزينة العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل بني دائرة ميزانية الدولة أي اخلزينة العمومية ودائرة القرض‪..‬‬
‫‪ ‬وضع سلطة نقدية وحيدة ومستقلة (البنك املركزي)‪.‬‬
‫‪ ‬وضع اجلهاز البنكي على مستواين‪ :‬البنك املركزي ‪ -‬البنوك التجارية واملؤسسات املالية‪.‬‬
‫ومن خالل مبادئ قانون النقد والقرض ميكن استنتاج أهم األهداف‪:‬‬
‫‪ ‬استقاللية البنك املركزي‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء سلطة نقدية وحيدة للدولة ومستقلة وحتديدها‪.‬‬
‫‪ ‬منح حق تسيري الديون اخلارجية للبنك املركزي وحق اإلصدار النقدي‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء األمهية للسياسة النقدية ومنح حق تسريها للبنك املركزي‪.‬‬
‫‪ ‬رد االعتبار للبنوك التجارية كممول أساسي لالقتصاد‪ ،‬ومنحها احلق يف متويل املؤسسات ومنح القروض‪.‬‬
‫‪ ‬إعطاء الدور احلقيقي للخزينة العمومية كصندوق للدولة وختفيف العبء عليها وحتريرها من منح االئتمان وإرجاع هلا الدور احلقيقي‪.‬‬
‫‪ ‬حترير النظام البنكي واخلدمات البنكية وتنظيم البنوك على أساس السوق (العرض والطلب)‪.‬‬
‫وقد جاء هذا القانون أبهم ميزة جديدة ميزت النظام املصريف اجلزائري‪ ،‬وهي السماح ألول مرة للخواص أجانب كانوا أو حمليني لالستثمار‬
‫يف السوق املصريف من خالل إنشاء بنوك ومؤسسات مالية خاصة‪.‬‬
‫وبعدما كان النظام املصريف يتكون من مخسة بنوك عمومية وصندوق لالدخار وبنك للتنمية أصبح يعرف توسعا كبري إبتداءا من سنة‬
‫‪ ،3661‬حيث تدعم بعدة بنوك ومؤسسات مالية جديدة‪ .‬ويف ما يلي سوف نذكر بعض هذه املؤسسات والبنوك اليت أتسست بعد‬
‫صدور قانون النقد والقرض‪:‬‬
‫‪ -‬البنوك واملؤسسات املالية العمومية ‪ :‬وهي تتكون من ستة البنوك التجارية واململوكة ابلكامل للدولة (سبق وأن عرفناها ابلتفصيل‪:‬‬
‫‪ )BDL ،BADR ،BEA ،CPA ،BNA‬مبا يف ذلك الصندوق الوطين للتوفري واالحتياط ‪ CNEP‬الذي حتول إىل‬
‫‪ ،CNEP Banque‬إضافة إىل بنك لألغراض اخلاصة وهو البنك اجلزائري للتنمية (‪ ،)BAD‬وتستحوذ البنوك العمومية على أكرب‬
‫حصة من السوق املصريف اجلزائري‪ .‬وشهدت سنة ‪ 3663‬إنشاء العديد من املؤسسات املالية العمومية وتغري أخرى منها‪ :1‬الصندوق‬

‫‪ 1‬غريب انصر صالح الدين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.175‬‬


‫‪10‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫الوطين للسكن (‪ ،)CBL: Caisse Nationale du Logement‬شركة إعادة التمويل العقاري ( ‪Société de‬‬
‫‪ ،)Refinancement Hypothécaire‬صندوق ضمان القروض العقارية (‪Caisse de Garantie des Crédits‬‬
‫‪ ،)Immobiliers‬أموال ضمان الرتقية العقارية (‪ ،)Immobilières Fonds de Garantie de Promotion‬صندوق‬
‫ضمان لألسواق العامة (‪ )Caisse de Garantie des Marchés Publics‬وتعاونية للتأمينات مت اعتمادها يف ‪ 9‬أفريل‬
‫‪ 3669‬واليت تتمثل يف الصندوق الوطين للتعاون الفالحي (‪.)CNMA‬‬
‫‪ -‬البنوك واملؤسسات املالية اخلاصة‪ :‬مسح قانون النقد والقرض إبنشاء بنوك ومؤسسات مالية جديدة خاصة برأس مال جزائري وأجنيب‬
‫وخمتلط‪ ،‬ومت السماح إبنشاء هذه البنوك واملؤسسات املالية لتدعيم مثيالهتا العمومية‪ ،‬واملسامهة يف ترقية النشاط املصريف وإحداث نوع من‬
‫املنافسة داخل النظام املصريف اجلزائري يف تقدمي منتجات وخدمات مالية ومصرفية جديدة‪ .‬ومن أهم هذه البنوك واملؤسسات املالية ما‬
‫‪1‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ ‬بنوك ومؤسسات مالية خاصة برأس مال جزائري‪:‬‬
‫‪ ‬اخلليفة بنك (‪ :)El KHALIFA Bank‬حتصل على الرتخيص من طرف جملس النقد والقرض يف ‪ 03‬مارس ‪ ،3661‬واعتمد‬
‫من طرف بنك اجلزائر يف ‪ 09‬جويلية ‪ 3661‬مبوجب القرار رقم ‪ 61-14‬ومبسامهة تسعة مسامهني برأمسال قدره ‪ 1.9‬مليون دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬وكانت له ‪ 06‬وكالة موزعة عرب الرتاب الوطين‪ ،‬وكان عبارة عن بنك شامل موجه لتمويل النشاطات التجارية‪ ،‬الصناعية‪،‬‬
‫املؤسسات املتوسطة والصغرية واملهن احلرة‪ .‬سحب منه االعتماد بقرار من اللجنة املصرفية رقم ‪ 0113-13‬الصادر بتاريخ ‪ 06‬ماي‬
‫‪.0113‬‬
‫‪ ‬مىن بنك (‪ :)MOUNA Bank‬وهو بنك جتاري حتصل على االعتماد من طرف جملس النقد والقرض بتاريخ ‪ 11‬أوت‬
‫‪ 3661‬وبرأس مال قدره ‪ 901‬مليون دينار جزائري‪ ،‬وهو يقوم جبميع العمليات املصرفية‪.‬‬
‫‪ ‬البنك التجاري والصناعي اجلزائري (‪ :)BCIA‬وهو بنك خاص أنشئ برأس مال قدره ‪ 311‬مليون دينار جزائري للقيام مبختلف‬
‫النشاطات والعمليات املصرفية خاصة يف جمال متويل التجارة اخلارجية‪ ،‬سحب منه االعتماد بقرار من اللجنة املصرفية رقم ‪-11‬‬
‫‪ 0113‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬أوت ‪ 0113‬بعد إخالله بقواعد العمل املصريف الواردة يف قانون النقد والقرض وتعليمات بنك اجلزائر‪.‬‬
‫‪ ‬أهم البنوك واملؤسسات املالية اخلاصة برأس مال خمتلط‪:‬‬
‫‪ ‬بنك الربكة اجلزائر (‪ :)Algeria Al BARAKA Bank‬مت أتسيس هذا البنك يف ‪ 19‬ديسمرب ‪ 3661‬أي بعد شهور قليلة‬
‫من صدور قانون النقد والقرض‪ ،‬وهو عبارة عن مؤسسة خمتلطة جزائرية سعودية‪ ،‬ميثل اجلانب اجلزائري بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫(‪ )BADR‬بنسبة ‪ % 33‬من رأس ماله‪ ،‬وأما اجلانب السعودي فهو ممثل ببنك الربكة الدويل الذي مقره يف جدة وهو يشارك بـ‬
‫‪ % 46‬من رأس ماله‪ ،‬وميارس بنك الربكة نشاطه املايل وفقا ملا تنص عليه أحكام الشريعة اإلسالمية حيث تطورت أعماله يف جمال‬
‫‪2‬‬
‫التمويل الالربوي‪.‬‬

‫‪ 1‬بريش عبد القادر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.91-99‬‬


‫‪ 2‬الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.013‬‬
‫‪11‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ ‬البنك االحتادي (‪ :)UNION Bank‬مت أتسيس البنك االحتادي يف ‪ 19‬ماي ‪ 3663‬مبسامهة جزائرية خاصة وأجنبية‪ ،‬ترتكز‬
‫أعماله يف مجع االدخار ومتويل العمليات الدولية واملسامهة يف رؤوس األموال املوجودة أو املسامهة يف إنشاء رؤوس األموال اجلديدة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫كما يقوم أيضا بتقدمي النصائح واإلرشادات واالستشارات املالية إىل الزابئن‪.‬‬
‫‪ ‬الشركة البنكية العربية (‪ :)ABC‬مقرها يف البحرين حتصلت على االعتماد يف ‪ 39‬نوفمرب ‪ 3669‬برأمسال اجتماعي قدره ‪01‬‬
‫مليون دوالر أمريكي‪ ،‬ومت اكتتابه مبسامهة كل من املؤسسة العمومية املصرفية بنسبة ‪ ،% 91‬املؤسسة املالية الدولية (‪ )SFI‬التابعة‬
‫للبنك الدويل بنسبة ‪ ،% 31‬املؤسسة العربية لالستثمار بنسبة ‪ ،% 31‬الصندوق اجلزائري للتأمني (‪ )CAAT‬بنسبة ‪،% 3‬‬
‫ومتعاملني جزائريني خواص بنسبة ‪.% 3‬‬
‫‪ ‬بنك انتكسيس األمانة (‪ :)NATIXIS Banque ALAMANA‬أنشئ هذا البنك برأمسال قدره ‪ 311‬مليون دينار‬
‫جزائري‪ ،‬وجاء نتيجة دمج ما بني القرض الوطين والبنك الفرنسي للتجارة اخلارجية حيث أصبح منذ ‪ 3669‬اتبعا إىل جمموعة البنوك‬
‫الشعبية واملساهم الرئيسي يف رأمساهلا‪.‬‬
‫‪ ‬البنك املختلط (‪ :)BAMIC‬أنشئ بتاريخ ‪ 33‬جوان ‪ 3661‬ما بني البنك اخلارجي اللييب بنسبة ‪ % 31‬من رأمساله ومبسامهة‬
‫أربعة بنوك عمومية جزائرية بنسبة ‪ % 31‬األخرى وهي‪ .BNA ،BEA ،CPA ،BADR :‬أما فيما خيص نشاطه فهو‬
‫مكلف برتقية االستثمارات وتنمية التجارة يف بلدان املغرب العريب‪ ،‬ابإلضافة إىل القيام بكل العمليات املصرفية‪.‬‬
‫‪ ‬الشركة اجلزائرية للبنك (‪ :)CA-Bank‬حتصل هذا البنك على الرتخيص من طرف جملس النقد والقرض يف ‪ 30‬جوان ‪،3666‬‬
‫واعتمد من طرف بنك اجلزائر يف ‪ 10‬نوفمرب ‪ ،3666‬ويعترب كشركة مسامهة مت إنشاؤها ابألغلبية من طرف مشرفني جزائريني برأمسال‬
‫قدره ‪ 911‬مليون دينار جزائري‪ ،‬ومت اكتتابه مبسامهة ‪ % 13‬من شركات جزائرية و‪ % 9‬من شركات متويل أوروبية‪ ،‬وحتصل على‬
‫أرابح خالل عام ‪ 0111‬قدرت ب ‪ % 33.1‬حلصيلة قدرها ‪ 0.1‬مليار دينار جزائري‪.‬‬
‫‪ ‬بنك اجلزائر الدويل (‪ :)Algerian International Bank‬أتسس يف ‪ 03‬فرباير ‪ 0111‬برأمسال خمتلط وطين وأجنيب‪.‬‬
‫‪ ‬أهم البنوك واملؤسسات مالية برأس مال أجنيب‪:‬‬
‫‪ ‬سييت بنك األمريكي (‪ :)CITI Bank‬وهو بنك اتبع للبنك األصلي املتواجد يف الوالايت املتحدة األمريكية الذي يعترب من أكرب‬
‫البنوك العاملية يف ميدان تسيري أسواق الصرف‪ ،‬حتصل على االعتماد يف اجلزائر سنة ‪ 31‬ماي ‪ 3661‬برأمسال قدره ‪ 3.0‬مليار دينار‬
‫‪2‬‬
‫جزائري ويقع مقره ابألوراسي‪.‬‬
‫‪ ‬الشركة العامة اجلزائرية (‪ :)Société Générale d’Algérie‬فتحت فرعا ابجلزائر يف ‪ 33‬أفريل ‪ 3661‬برأمسال قدره ‪311‬‬
‫مليون دينار جزائري‪ ،‬حيث سامهت الشركة العامة الفرنسية األصل بنسبة ‪ ،% 43‬و‪Holding de Luxembourg‬‬

‫‪ 1‬الطاهر لطرش‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.204‬‬


‫‪ 2‬بريش عبد القادر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪12‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ FIBASA‬بنسبة ‪ ،% 33‬واملؤسسة املالية الدولية (‪ )SFI‬ب ‪ ،% 31‬والبنك اإلفريقي للتنمية ب ‪ ،% 31‬وتتكفل هذه الشركة‬
‫‪1‬‬
‫بتمويل نشاطات التجارة اخلارجية مع ضمان متابعة تطبيق برانمج خصخصة املؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫أما ابقي البنوك واملؤسسات املالية اخلاصة ميكن إجيازها كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬البنك العريب األردين (‪ )ARAB Bank PLC‬برأس مال قدره ‪ 311‬مليون دينار جزائري‪.‬‬
‫‪ ‬بنك ‪ UNITED GROUP and EPG HERMES SPA‬برأمسال قدره ‪ 311‬مليون دينار جزائري واملسامهني‬
‫الرئيسيني يف هذا البنك هم ‪ EPG HERMES SPA‬مبصر و‪ UNITED GROUP‬ابإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫‪ ‬القرض الليوين (‪.)Crédit LYONNAIS‬‬
‫‪ ‬سامل (‪ )SALEM‬أتسس يف ‪ 01‬جوان ‪.3669‬‬
‫‪ ‬فينالب (‪ )FINALEP‬أتسس يف ‪ 19‬أفريل ‪.3661‬‬
‫‪ ‬الشركة العربية للبنوك َ(‪ )Arab Banking Corporation Algeria‬أتسست يف ‪ 04‬سبتمرب ‪ ،3661‬فرع مساهم من‬
‫طرف التجمع ‪ APC‬للبحرين ب ‪ % 91‬و‪ SFI BIRD‬ب ‪ % 31‬والشركة العربية الستثمار جلدة ب ‪ ،% 31‬و‪% 31‬‬
‫للمستثمرين اجلزائريني‪.‬‬
‫‪ ‬الشركة اجلزائرية للبنوك (‪ )Compagnie Algérienne de banques‬أتسست يف ‪ 01‬أكتوبر ‪.3666‬‬
‫‪ ‬بنك الراين (‪ )El RYAN Bank‬بنك قطري (جمموعة الفيصل) أتسس فرعا له يف اجلزائر يف ‪ 11‬أكتوبر ‪ ،0111‬برأس مال‬
‫قدره ‪ 31‬مليون دوالر أمريكي‪.‬‬
‫‪ ‬البنك العام املتوسطي (‪ )Banque Générale de la Méditerranée‬أتسس يف ‪ 31‬أفريل ‪ ،0111‬يقوم مبجمل‬
‫العمليات املصرفية ابإلضافة إىل ترقية أتسيس الشركات عن طريق األسهم‪.‬‬
‫‪ ‬البنك العريب (‪ ،)ARAB Bank‬أتسس يف ‪ 33‬أكتوبر ‪.0113‬‬
‫‪ ‬سوفينونس (‪ )SOFINANCE‬أتسس يف ‪ 16‬جانفي ‪.0113‬‬
‫‪ ‬بنك ‪ BNP Paribas Al Djazair‬أتسس يف ‪ 33‬جانفي ‪.0110‬‬
‫‪ ‬التعاون اإلجياري العريب (‪ )Leasing Arab Corporation‬أتسس يف ‪ 01‬فرباير ‪.0110‬‬
‫ورغم أن النظام املصريف اجلزائري شهد إنشاء عدد كبري من البنوك واملؤسسات املالية اخلاصة الوطنية واألجنبية‪ ،‬إال أن القطاع البنكي العام‬
‫بقي مهيمن على النشاط املايل واملصريف اجلزائري من خالل ستة بنوك عمومية‪BDL ،BADR ،BEA ،CPA ،BNA :‬‬

‫‪ 1‬حممد بن بوزاين‪ ،‬فتحي بلدغم‪ ،‬التحرير املايل والبنكي والتنمية االقتصادية‪ ،‬امللتقى الدويل حول السياسات االقتصادية يف اجلزائر‪ ،‬ديسمرب ‪ ،0114‬جامعة تلمسان‪ ،‬اجلزائر‪ ،.‬ص ‪.4‬‬
‫‪ 2‬أنظر‪:‬‬
‫‪ -‬حممد بن بوزاين‪ ،‬فتحي بلدغم‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -‬شكوري سيدي حممد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.333-330‬‬
‫‪ -‬بريش عبد القادر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫و‪ ، CNEP Banque‬متتلك عدة وكاالت تغطي مجيع الرتاب الوطين وكانت توزع آنذاك أكثر من ‪ % 63‬من القروض املوجهة‬
‫للقطاع االقتصادي العام واخلاص‪ ،‬بينما كان القطاع البنكي اخلاص يظم عدد قليل جدا من الوكاالت تتواجد فقط يف املدن الكربى‪.‬‬
‫ومنذ صدور القانون النقد والقرض سنة ‪ 3661‬زاد عدد البنوك الناشطة وتنوعت طبيعتها على مستوى القطاع املصريف اجلزائري‪ ،‬وأصبح‬
‫العمل البنكي يرتكز على الرشادة االقتصادية والطابع التجاري واملنافسة إىل حد ما‪ ،‬كما أصبح العمل املصريف يتم يف إطار املراقبة وحتمل‬
‫املخاطر ويظهر ذل ك جليا عندما مت إنشاء اللجنة البنكية اليت تسهر على حسن سري وتطبيق واحرتام التشريعات والقوانني البنكية ومنها‬
‫القواعد االحرتازية (قواعد احليطة واحلذر)‪ .‬لكن رغم هذا املناخ اجلديد الذي بدأ يتميز به النظام املصريف اجلزائري‪ ،‬والتبلور وإعطاء‬
‫الديناميكية الالزمة ا ليت متكن من إرساء أسس املنافسة يف السوق املصريف‪ ،‬سرعان ما شهد صدمة متثلت يف أزمة القطاع البنكي اخلاص‬
‫من خالل ما عرف أبزمة إفالس بنك اخلليفة والبنك الصناعي والتجاري اجلزائري سنة ‪ .0113‬وكان هذا سبب كايف ابلنسبة للسلطات‬
‫العمومية إلعادة النظر يف التشريع املصريف ‪ ،‬وخاصة اآلليات اليت من شأهنا ضبط نشاط البنوك وعدم تكرار حاالت التعثر املايل للبنوك‪،‬‬
‫األمر الذي استدعى صدور األمر الرائسي رقم ‪ 33-13‬الصادر يف ‪ 09‬أوت ‪ .0113‬وجاء هذا األمر ابخلصوص ملراجعة القوانني‬
‫والتشريعات اليت تنظم العمل املصريف‪ ،‬وإخضاع النظام املصريف إىل القواعد واملعايري املصرفية العاملية (معيار املالءة املصرفية الدويل)‬
‫واالستمرار يف تعميق مسار اإلصالحات املالية‪.‬‬
‫ويف هناية سنة ‪ 0113‬مت اإلعالن عن فشل جتربة البنوك اخلاصة برأمسال وطين‪ ،‬حيث جاء قرار اللجنة املصرفية املؤرخ يف ‪ 09‬ديسمرب‬
‫‪ 0113‬والقاضي بسحب االعتماد من بنك الشركة اجلزائرية للبنك‪ ،‬وقرار جملس النقد والقرض بتاريخ ‪ 01‬ديسمرب ‪ 0113‬والقاضي‬
‫بسحب االعتماد من البنكني اخلاصني مىن بنك وأركو بنك بطلب منهما حسب بيان جملس النقد والقرض‪ ،‬بعدما تبني هلما عدم قدرهتما‬
‫على حتقيق متطلبات احلد األدىن لرأس املال اخلاص ابلبنوك واملقدر ب ‪ 0.3‬مليار دينار جزائري‪ ،‬وسجلت هذه القرارات خلو الساحة‬
‫املصرفية من البنوك اخلاصة برأس مال وطين واليت أصبحت هتيمن عليها البنوك اخلاصة برأس املال أجنيب خاصة البنوك الفرنسية‪ .1‬وبعد‬
‫‪2‬‬
‫فشل البنوك اخلاصة برأس مال جزائري وخروجها من السوق فإن الساحة املصرفية اجلزائرية أصبحت إبتداءا من سنة ‪ 0119‬تتكون من‪:‬‬
‫‪ ‬ستة بنوك جتارية مملوكة ابلكامل للدولة‪ BDL ،BADR ،BEA ،CPA ،BNA :‬مبا يف ذلك الصندوق الوطين للتوفري‬
‫واالحتياط ‪ ،CNEP Banque‬إضافة إىل بنك لألغراض اخلاصة وهو البنك اجلزائري للتنمية (‪.)BAD‬‬
‫‪ ‬بعض البنوك اخلاصة األجنبية أمهها‪ :‬الشركة العامة اجلزائرية (‪ ،)Société Générale d’Algérie‬القرض الليوين ( ‪Crédit‬‬
‫‪ ،)LYONNAIS‬بنك الراين (‪ ،)El RYAN Bank‬بنك ‪ ،BNP Paribas Al Djazair‬بنك انتكسيس األمانة‬
‫(‪ ،)NATIXIS Banque ALAMANA‬سييت بنك األمريكي (‪ ،)CITI Bank‬الشركة البنكية العربية (‪،)ABC‬‬
‫بنك التجارة والتمويل واإلسكان‪ ،‬بنك اجلزائر اخلليج (‪ )AGB‬وبنك الربكة اجلزائر (‪.)Algeria Al BARAKA Bank‬‬

‫‪ 1‬بريش عبد القادر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬


‫‪ 2‬بريش عبد القادر‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪14‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫الشكل رقم ‪ :5‬هيكل اجلهاز املصريف اجلزائري حىت ‪ 33‬جانفي ‪0139‬‬

‫املصدر‪ :‬فايل نبيلة‪ ،‬اسرتاتيجيات أتهيل املؤسسات املصرفية اجلزائرية‪ :‬دراسة حالة البنوك اجلزائرية‪ ،‬أطروحة الدكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة سطيف ‪،3‬‬
‫‪ ،0139/0139‬ص ‪ .33‬وابالعتماد على تقرير بتك اجلزائر ‪www.bank-of-algeria.dz‬‬
‫وإىل غاية جانفي ‪ 0139‬فإن اجلهاز املصريف اجلزائري أصبح يتكون من ‪ 29‬مصرفا ومؤسسة مالية تتوزع كما يلي‪ 19 :1‬مصارف‬
‫عمومية‪ ،‬من بينها صندوق التوفري‪ 33 ،‬مصرفا خاصا برؤوس أموال أجنبية‪ ،‬ومصرف واحد (‪ )13‬برؤوس أموال خمتلطة‪ 13 ،‬مؤسسات‬
‫مالية‪ ،‬من بينها اثنتان (‪ )10‬عموميتان‪ 13 ،‬شركات لالعتماد اإلجياري منها اثنتان (‪ )10‬خاصتان‪ ،‬تعاضدية للتأمني الفالحي معتمدة‬
‫للقيام ابلعمليات املصرفية واليت أخذت يف هناية ‪ 0116‬صفة مؤسسة مالية و‪ 13‬مكاتب متثيل‪ ،‬ابإلضافة إىل مجعية البنوك واملؤسسات‬
‫املالية‪.‬‬

‫‪ 1‬فايل نبيلة‪ ،‬اسرتاتيجيات أتهيل املؤسسات املصرفية اجلزائرية‪ :‬دراسة حالة البنوك اجلزائرية‪ ،‬أطروحة الدكتوراه يف العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة سطيف ‪ ،0139/0139 ،3‬ص ‪.31‬‬
‫‪15‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫ورغم التغريات اليت طرأت على اجلهاز املصريف اجلزائري خاصة بعد صدور قانون النقد والقرض لسنة ‪ ،3661‬تبقى البنوك الوطنية قادرة‬
‫على مواجهة منافسة البنوك األجنبية‪ ،‬إذ تبقى تتميز مبجموعة من نقاط الضعف وهي‪:‬‬
‫‪ ‬اقتصار تعامالهتا بنسبة كبرية على اخلدمات التقليدية (القروض والودائع)‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف التكنولوجيا املستخدمة يف البنوك الوطنية وعدم مواكبتها للتطورات اليت تشهدها‪.‬‬
‫‪ ‬نقص خربة الكفاءات البنكية‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف الوعي املصريف لدى األفراد‪.‬‬
‫‪ ‬هتميش الدور األساسي للتسويق البنكي‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ -II‬تسيري املخاطر البنكية وتطبيق قواعد احليطة واحلذر‬


‫نظرا للتغريات اليت عرفتها اجلزائر يف اجملال السياسي‪ ،‬االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬وبعد الصدور الرمسي لقانون النقد والقرض رقم ‪31/61‬‬
‫بتاريخ ‪ 3661/14/34‬وما احتوى من مبادئ وآليات العمل اليت يعتمدها‪ ،‬واليت تعكس إىل حد كبري الصورة اليت سوف تكون عليها‬
‫البنوك واملؤسسات املالية اجلزائرية يف املستقبل‪ ،‬جعل النظام البنكي يلغي كل العمليات التقليدية والسعي إىل تطبيق القواعد التنظيمية‬
‫والتسيريية‪ ،‬واملعايري املالية والبنكية الصحيحة‪ .‬إن استعداد اجلزائر وحبثها وحماوالهتا املتكررة يف االنضمام إىل املشروع املستقبلي والذي يتمثل‬
‫يف املنظمة العاملية للتجارة (‪ ،)CMO‬جعل النظام البنكي اجلزائري يعرف تطورا ملحوظا يف السنوات األخرية‪ ،‬و هذا حىت يتماشى مع‬
‫املعايري اليت يتفق عليها الرأي العاملي‪ .‬ومن بني أهم اإلصالحات والتطورات اليت أدرجت يف املنظومة املصرفية اجلزائرية السنوات الثالثني‬
‫األخرية هي‪:‬‬
‫‪ ‬تطهري احملافظ البنكية عن طريق وضع سياسات انتقائية للتمويل‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على احرتام وتطبيق قواعد النظام االحرتازي لتسيري املخاطر البنكية‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على حتسني نوعية اخلدمات املقدمة للزابئن‪.‬‬
‫من هذا املنطلق سوف نقدم يف هذا الدرس‪ ،‬مفهوم املخاطرة وأمهية قواعد النظام االحرتازي (قواعد احليطة املصرفية) يف تسيري املخاطر‪،‬‬
‫ومدى أمهية مثانة رأس املال يف حتقيق املالءة املصرفية (كفاية رأس املال)‪ ،‬وذلك من خالل التطرق إىل تقييم نسبة كوك (‪ )OCCC‬أو‬
‫نسبة املالءة‪ ،‬معيار توزيع املخاطر طبقا لتوصيات جلنة ابل ‪ ،3‬ونسبة املالءة اجلديدة ‪ Mu ooioccM‬طبقا لتوصيات جلنة ابل‬
‫‪ ،0‬والتطرق كذلك إىل توصيات جلنة ابل ‪.3‬‬
‫‪ -1‬املخاطرة وتسيريها‪:‬‬
‫إن نشاط البنوك يرتكز ويهتم بشكل عام على املتاجرة ابملال‪ ،‬فهي تسعى كوسيط لقبول ودائع من زابئن هلم أمواال فائضة‪ ،‬ومنح القروض‬
‫لزابئن آخرون هم حباجة هلاته األموال‪ .‬هذا ما جعل املهنة املصرفية حساسة‪ ،‬تتطلب رقابة مشددة من طرف سلطات اإلشراف لدواعي‬
‫احلفاظ على أموال املودعني والهتمامات اقتصادية ونقدية مرتبطة ابلتدفقات النقدية وخماطر التضخم واالنكماش‪.‬‬
‫أ‪ -‬املخاطرة ( ‪ :)seL siL seL‬تعرف املخاطرة على أهنا احتمال حدوث خسائر يف املوارد املالية أو البشرية‪ ،‬نتيجة لعوامل غري منظورة‬
‫‪1‬‬
‫يف األجل الطويل أو القصري‪ ،‬أو هي احتمال وقوع حدث أو جمموعة من األحداث الغري مرغوب فيها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتعرف (‪ )G.okiEyn A‬املخاطرة على أهنا‪:‬‬
‫‪« Le risque est un comportement stochastique gouverne par des distributions de probabilité stable, que ces‬‬
‫‪distributions de probabilité sont observables par des agents et que cette distribution est indépendante des actions‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Conférences, Pr Rachid Moulay Khatir, Module « Economie Bancaire », Université ABOU BEKR BELKAID, Faculté des Sciences‬‬
‫‪Economiques et de Gestion et Sciences Commerciales, Tlemcen, Algérie, 2007/2008.‬‬
‫‪2 L. Ndjanyou « Risques, l incertitude keynésien et financement bancaire de la PME Camerounaise », CERTAF Edition, 2001, P° 3,‬‬

‫‪(Modifié et Résumé).‬‬
‫‪17‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪des agents, la notion de RISQUE intervient lorsque les transactions économiques se déroulent dans un univers‬‬
‫‪probabiliste ».‬‬
‫إن وضعية املخاطرة ختتلف عن وضعية عدم التأكد (‪ )edueseiesne‬فيمكننا احلديث عن املخاطرة عندما يتعرض عون اقتصادي‬
‫ملصادفة (‪ )aélA‬ذات أثر سليب‪ ،‬حيث تكون هذه املصادفة قابلة للقياس والتقدير بواسطة احتماالت رقمية معينة وحمددة من طرف‬
‫‪1‬‬
‫العون االقتصادي بصفة ذاتية أو موضوعية‪ ،‬بينما يف حالة عدم التأكد نعترب أن العون االقتصادي ال يدخل أي احتمال رقمي يف تقديره‪.‬‬
‫ويرى بعض االقتصاديون‪ ‬أن املخاطرة ميكن أن تصدر أو تنبع من ثالثة مصادر تعترب متصلة ببعضها البعض وتؤثر على بعضها البعض‪:‬‬
‫‪ ‬نقص التنوع‪.‬‬
‫‪ ‬نقص السيولة‪.‬‬
‫‪ ‬رادة املصرف يف التعرض للمخاطر‪.‬‬
‫إن غالبية املصارف تسعى إىل تعظيم إيرادها من خالل الفوائد اليت جتنيها‪ ،‬كما أنه كلما كانت املخاطر احمليطة مبنح القروض كبرية كلما‬
‫كان العائد املتوقع منه كبري‪ ،‬وهذا ما يفسر إرادة املصرف إىل السعي للتعرض للمخاطرة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أنواع املخاطر البنكية (‪ :)sere ne siL seL rAduAiseL‬إن البنوك مثلها كمثل الكثري من املؤسسات‪ ،‬معرضة إىل خماطر‬
‫كثرية‪ ،‬لكن املخاطر البنكية ختتلف من حيث الشكل والنوع ابملقارنة مع املخاطر اليت تتعرض هلا األنواع األخرى من املؤسسات‪ .‬وتعترب‬
‫دراسة وإدارة املخاطر والتحكم فيها من طرف البنوك‪ ،‬أمرا ضروراي وهاما‪ ،‬يسمح بتحقيق األمن واحلماية لرؤوس أمواهلا‪ ،‬ألصوهلا‬
‫وإلرابحها‪ ،‬وابلتايل محاية أموال اجلمهور املودعني‪ ،‬مما يضمن هلا البقاء يف ساحة املنظومة املصرفية‪ .‬ومن أهم املخاطر البنكية‪:‬‬
‫‪ ‬خطر معدل الفائدة ( ‪.)Risque de taux‬‬
‫‪ ‬خطر سعر الصرف (‪.)risque de change‬‬
‫‪ ‬خطر السيولة (‪.)Risque de liquidité‬‬
‫‪ ‬خطر النظامي (‪.)Risque systématique‬‬
‫‪ ‬خطر السوق (‪.)Risque du marché‬‬
‫‪ ‬خطر العملي (‪.)Risque opérationnel‬‬
‫‪ ‬خطر القروض (‪...)Risque de crédit‬اخل‪.‬‬
‫وللوصول إىل املفاهيم الصحيحة ملعايري احليطة واحلذر لتوصيات جلنة ابل‪ ،‬حنتاج إىل تعريف دقيق لكل من خطر القروض‪ ،‬خطر السوق‬
‫واخلطر العملي‪.‬‬
‫‪ -‬خطر القروض (‪ :2)se siL se uslnie‬القروض هي مبثابة أتجري مبلغ من املال من طرف بنك ما أو مؤسسة مالية خالل فرتة‬
‫معينة وحمدودة‪ ،‬مقابل احلصول على عائد حيسب على أساس معدل الفائدة‪ .‬من هذا املنطلق خطر القروض يعرف على أنه اخلطر الذي‬
‫قد ينبع أثناء عجز املستفيد (من القرض) للوفاء ابلتزاماته واحرتام واجباته اجتاه البنك‪ ،‬واملتمثل يف تسديد ديونه‪ .‬وخطر القروض له‬
‫مظهرين أساسيني ومها‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Amine Tarrazi « Risques bancaires, déréglementation financières et réglementation prudentielles », Paris, PUF, 1996, P° 10.‬‬
‫*‬ ‫‪George J. Benston, Robert A. Eisenbeis, Paul M. Horvitz, Edward J. Kane and George G. Kaufman « Perspectives on safe & sound‬‬
‫‪banking: Past, present, and future », The MIT Press, Cambridge, MA, 1986, P° 11.‬‬
‫‪2 L.Ndjanyou –op cit – P° 5 à 6, (Modifié et Résumé).‬‬

‫‪18‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ ‬خطر عدم التسديد (‪ :)edLtébAriéiel ns nlrieess ou risque de non remboursement‬وهو اخلطر‬


‫األكثر شيوعا والذي حيتمل وقوعه بكثرة من طرف البنك‪ ،‬نظرا لكون عملية منح القروض من طرف البنك إىل املستفيد‪ ،‬هي مبثابة‬
‫عقد ثقة فقط‪ ،‬فليس هناك دليل قاطع على أن املستفيد من عملية القرض سيدفع ويسدد ديونه‪ .‬فخطر عدم التسديد قد يكون‬
‫نتيجة ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬عجز املستفيد نفسه للوفاء ابلتزاماته اجتاه البنك‪.‬‬
‫‪ ‬عجز القطاع الذي ينتمي إليه املستفيد‪.‬‬
‫‪ ‬حدوث أزمة سياسية أو اقتصادية يف البلد الذي يداول املستفيد فيه نشاطاته‪.‬‬
‫‪ ‬خطر التجميد (‪ :)Risque d’immobilisation‬يعرف على أنه اخلطر الذي يكون نتيجة عدم قدرة املستفيد الوفاء‬
‫ابلتزاماته وواجباته اجتاه البنك‪ ،‬املتمثلة يف تسديد الديون ويف اآلجال احملددة والذي يؤدي إىل تقليص أرابح البنك يف هناية السنة‪،‬‬
‫هذا ما سيدفع البنك للجوء إىل خزينته اخلاصة به ملنح قروض أخرى‪ ،‬بدال من توظيفها (أي اخلزينة) يف السوق النقدي مثال‪ ،‬وبعبارة‬
‫أخرى تصبح اخلزينة اخلاصة ابلبنك جامدة أي بعيدة عن التوظيف احلقيقي هلا‪ ،‬كما أن أتخر استالم املستحقات من املستفيد جيعل‬
‫موارد البنك جامدة للتوظيف يف قروض أخرى‪ .‬وعليه ميكن القول أن خطر التجميد يكون نتيجة لسياسة فاشلة قي استغالل املوارد‪.‬‬
‫‪ -‬خطر العملي (‪ :1)liL se trlsAeitddeé‬يتمثل خطر العملي يف جمموعة العمليات اليت ختص التسيري البنكي غري املرغوب‬
‫فيها واليت تكون نتيجة املظاهر التالية‪:‬‬
‫‪ ‬االختالسات الداخلية واخلارجية‪.‬‬
‫‪ ‬التطبيق العكسي للقوانني و قواعد النظام‪.‬‬
‫‪ ‬األخطاء املوجهة للزابئن‪.‬‬
‫‪ ‬اخلسائر يف املمتلكات‪.‬‬
‫‪ ‬توقف النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬العجز يف تقدمي اخلدمة‪.‬‬
‫‪ ‬األخطاء الناجتة عن بعض عيوب اإلعالم اآليل‪.‬‬
‫‪ ‬أخطاء يف التسجيالت احملاسبية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تطبيق بعض املبادئ األساسية اليت جيب أن ترتكز عليها البنوك أثناء العمل‪.‬‬
‫هذه املظاهر قد تكون السبب الرئيسي ليتحمل البنك خسارة ما‪.‬‬
‫‪ -‬خطر السوق (‪ :2)liL se ns eAsuil‬يف غالب األحيان يقوم البنك بتحويل بعض إيداعات اجلمهور إىل قيم منقولة‬
‫(‪ )siesiLAeitd‬يف شكل أسهم وسندات‪ ،‬وقيمة هذه القيم املنقولة متغرية يف السوق (غري اثبتة)‪ .‬عموما وأثناء قيام البنك إبعادة بيع‬
‫هذه القيم املنقولة جيد نفسه أمام ما يسمى خبطر االخنفاض يف القيمة أو اخلسارة (‪ ،)seseeL ts etidL bAéseL‬و يكون هذا‬
‫نتيجة ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬االخنفاض العام يف أسعار هذه القيم املنقولة‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Arnaud De Servigny « Le risque de crédit : Nouveau Enjeux Bancaire, DUNOD Edition, 2001, P° 183, (Modifié et Résumé).‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Arnaud De Servigny –op cit-, P° 183,(Modifie et résumé).‬‬
‫‪19‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ ‬غياب املشرتين أو نقص عملية الشراء لألسهم والسندات يف ساحات البورصة‪.‬‬


‫‪ ‬ضرورة البيع السريع هلذه القيم املنقولة و لو أبسعار منخفضة لتغطية حاجاهتا يف السيولة‪.‬‬
‫ج‪ -‬تسيري املخاطرة (‪ :)seLeitd neL siL seL‬تسيري املخاطرة هي تلك الرتتيبات اإلدارية اهلادفة إىل محاية أصول وأرابح البنك من‬
‫خالل التقليل من فرص اخلسائر إىل أقل حد ممكن‪ ،‬سواء تلك النامجة عن الطبيعة‪ ،‬األخطاء البشرية أو األحكام القضائية‪ .‬يرتكز تسيري‬
‫املخاطرة على املبادئ التالية‪:‬‬
‫‪ ‬وضع حد للمخاطرة‪ :‬حسب نوع وصنف القروض‪.‬‬
‫‪ ‬االختيارية‪ :‬اختيار عدد على األقل من الديون ذات املخاطرة املعدومة‪.‬‬
‫‪ ‬التنوع‪ :‬بتجنب متركز القروض لعمالء معينني‪.‬‬
‫ينقسم تسيري املخاطرة إىل قسمني أو نوعني‪:‬‬
‫‪ ‬التسيري الوقائي (‪ :)seLeitd rslbedeibe‬وهذا عرب أخذ الضماانت املالئمة واحرتام التنظيم االحرتازي‪.‬‬
‫‪ ‬التسيري العالجي (‪ :)seLeitd ussAeibe‬ابستعمال تقنيات وطرق معينة لتسيري املخاطرة والتخلص منها مثل‪ :‬حتويل إيداعات‬
‫اجلمهور إىل قيم منقولة وبيع الديون اليت للبنك على بعض العمالء (البنوك األخرى)‪.‬‬
‫أصبحت املخاطرة من املواضيع الشائكة ابلنسبة للبنوك واملؤسسات املالية والسلطات الرقابية هلا‪ ،‬والذي دفع هبا يف السنوات األخرية‬
‫للبحث عن احللول ملعاجلة والتخلص من املخاطر وحتقيق العمل املصريف السليم الذي ابت صعبا أمام التشعب احلاصل يف النشاطات‬
‫املصرفية‪ ،‬وأمام تنوع اخلدمات واتساع رقعة انتشار حجم العمليات‪ ،‬واليت أصبحت تستدعي وجود أنظمة واضحة للمحاسبة واملعلوماتية‬
‫وأخرى لتقييم املخاطر ومتابعتها والتصدي هلا خاصة يف إطار منح القروض‪ .‬هذا التوجه لتحقيق العمل املصريف السليم‪ ،‬حيتاج إىل تقوية‬
‫أجهزة الضبط والرقابة وفرض معايري (‪ )lAeitL‬ونظم للعمل صارمة‪ ،‬وقواعد حماسبة دقيقة‪ ،‬حفاظا ليس فقط على املؤسسات املصرفية‬
‫وإمنا على مدخرات الناس وأمواهلم‬
‫‪ -0‬قواعد احليطة واحلذر يف إطار جلنة ابل ‪:1‬‬
‫نشأة قواعد احليطة املصرفية (‪ )seL sitéeL rssnedeieééeL‬هي نشأة اترخيية يف حياة البنوك العاملية واملؤسسات املالية مبختلف‬
‫أنواعها‪ ،‬ويعود سبب ظهورها‪ ،‬إىل تلك األزمات اليت شهدهتا بعض البنوك الدولية يف الثمانيات‪ ،‬كبنك هرستل (‪ )lesLeAéé‬الربيطاين‬
‫ومجعيات االدخار واإلقراض ابلوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬فقد رأى اخلرباء االقتصاديون أن نتيجة هذه األزمات كانت راجعة إىل اخلطأ‬
‫التقليدي واملتمثل يف قبول ودائع آلجال قصرية واستثمارها يف قروض عقارية طويلة األجل‪ .‬كذلك حترير سوق الفائدة على الودائع الذي‬
‫دفع ابملودعني إىل االستثمار أبمواهلم يف السوق النقدي بدال من مجعيات االدخار واالقرتاض اليت شهدت انكماشا حادا يف ودائعها‬
‫وهوامش أرابحها‪ ،‬حيث بلغت خسارهتا ذلك الوقت ‪ 9‬ماليني دوالر‪ .1‬فكان من الضروري تدخل السلطات الدولية املالية‪ ،‬وخلق قواعد‬

‫‪1‬‬‫‪Rdjim Nacéb, « L’évaluation des règles prudentielles au niveau des banques et des établissements financiers en Algérie », Congrès‬‬
‫‪nationale sur le système bancaire Algérien, Université de GUELMA, Novembre 2001.‬‬
‫‪20‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫احليطة املصرفية اليت تقوم على أساس الرقابة العقالنية واليت تسمح وتضمن منافسة حمكمة وحد معني من رأس مال البنوك‪ ،‬لصد أزمات‬
‫السيولة اليت يكون من بني أسباهبا الرئيسية‪ :‬أنشطة االقرتاض املختلفة‪.‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم قواعد احليطة واحلذر املصرفية‪ :‬قواعد احليطة واحلذر املصرفية (النظام االحرتازي للبنوك) هي مبثابة مقاييس (معايري ‪)RatioL‬‬
‫وقائية للتسيري‪ ،‬جيب احرتامها والتقيد هبا بصفة دائمة من طرف مؤسسات القرض سواء تعلق األمر ابملالءة املصرفية‪ ،‬السيولة أو تسيري‬
‫اخلطر‪ ،‬وذلك هبدف حتقيق بنية مالية متوازنة وحد مالئم من رأس املال‪ .1‬إن العمل هبذه القواعد يف املؤسسات املالية يهدف إىل نشر‬
‫رقابة مصرفية أساسها محاية النظام البنكي من األزمات اليت قد متنع أو توقف استمراره أو ختفض من أدائه‪ ،‬وابلتايل نصل هبذا املفهوم إىل‬
‫القول أن قواعد احليطة املصرفية جاءت حلماية اجلمهور املودعني بصفة خاصة وضمان توازن مايل للنظام البنكي (املصريف) بصفة عامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬نشأة جلنة ابل (‪ :2)eteiel ne iAée‬كان اخلرباء االقتصاديون يولون اهتماما كبريا حبجم رأس مال البنوك واملؤسسات املالية‬
‫حيث يعترب خط الدفاع األول يف حالة تعرض هذه البنوك واملؤسسات املالية خلسائر بسبب توظيف أمواهلا يف عمليات ال ختلو من‬
‫املخاطرة‪ ،‬فراح هؤالء اخلرباء يبحثون يف وضع مقاييس أو معايري لقياس كفاية رأس املال‪ .‬ومن أوائل املعايري املستخدمة يف هذا اجملال كان‬
‫نسبة رأس مال البنك إىل إمجايل الودائع‪ ،‬وحددت هذه النسبة بـ ‪  31‬عامليا‪ ،‬أي أن تكون الودائع تعادل عشرة أضعاف رأس مال‬
‫البنك‪ ،‬وقد ساد هذا املعيار من ‪ 3634‬إىل غاية سنة ‪ ،3640‬حيث ختلت عنه املصارف خاصة املصارف األمريكية‪ .‬بعد احلرب العاملية‬
‫الثانية‪ ،‬جاءت السلطات النقدية واملصارف مبعيار نسبة رأس مال البنك إىل إمجايل األصول‪ ،‬حيث كانت هذه السلطات النقدية‬
‫واملصارف تعترب أن األهم ابلنسبة للبنك هو كيفية استخدام األموال يف توظيفات خمتلفة‪ ،‬ومدى سيولة هذه األصول‪ .‬ومنذ ‪ 3641‬تطور‬
‫األمر إىل استخدام مؤشر رأس املال إىل إمجايل القروض واالستثمارات‪ ،‬ابستثناء بعض األصول اليت ليست فيها خماطرة ابلنسبة للبنوك‪.‬‬
‫وبعد تفاقم أزمة الديون اخلارجية للدول النامية‪ ،‬وتزايد حجم الديون املشكوك يف حتصيلها واليت منحتها البنوك العاملية‪ ،‬راحت السلطات يف‬
‫أقطار جمموعة الدول الصناعية العشرة الكربى (‪ ،)31 rseL ssAeL eee‬تنادي إىل تشكيل جلنة من خرباء السلطات النقدية‬
‫والبنوك املركزية هلذه الدولة سنة ‪ ،3694‬واليت جتتمع عادة يف مقر بنك التسوايت الدولية مبدينة ابزل (ابل) السويسرية‪ ،‬هلذا مسيت هذه‬
‫اللجنة ابسم "جلنة ابل" أو ابزل لإلشراف املصريف‪.‬‬
‫ج‪ -‬اتفاقية جلنة ابل (‪ :3)L AuutsnL ne iAéese‬يف جوان سنة ‪ 3611‬وبعد تكثيف اجلهود و االجتماعات اقرتحت اللجنة اليت‬
‫تظم حاليا ‪ 33‬دولة‪ ، ‬توصيات بشأن كفاية رأس املال والذي مسي ابتفاقية جلنة ابل (ابل ‪ ،)3‬حيث جاءت هذه التوصيات يف إطار‬
‫النظام االحرتازي الذي حيمي البنوك من الوقوع يف خمتلف املخاطر اليت قد تتعرض هلا أثناء مداولة نشاطاهتا‪ ،‬وعلى رأسها خطر القروض‪.‬‬
‫اقرتحت هذه اللجنة اليت ترأسها آنذاك ‪ ،eOOOC‬وضع نسبة (معيار) متفق عليها عامليا‪ ،‬مسيت بنسبة أو معيار كوك ( ‪lAeit‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Les règle prudentielles, Convergence N°9,Juin 2002.‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪Conférences, Pr Rachid Moulay Khatir – op cit -.‬‬
‫‪3 http://Fr.wikipedia.org/wiki/B%C3%A2Le_II « Les accords de Bâle et les propositions de Bâle2 », 7 Mars 2008, (Modifié et Résumé),‬‬

‫‪En se basant sur CF: Conférences, Pr Rachid Moulay Khatir – op cit -.‬‬
‫‪ Les (13) pays : Allemagne, Belgique, Canada, Espagne, Etat-Unis, France, Italie, Luxembourg, Pays bas, Royaume uni, Japon, Suisse,‬‬

‫‪Suède.‬‬
‫‪21‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ )eOOOC‬لكفاية رأس املال‪ .‬يعتمد هذا املعيار على نسبة رأس املال الصايف للبنك أو املؤسسة املالية إىل األصول حسب درجة‬
‫خطورهتا بطريقة مرجحة (‪ ،)stdnlslL‬أي نسبة األموال اخلاصة الصافية للمصرف إىل خطر القروض املرجحة وهي كاآليت‪:‬‬
‫‪Fonds propres nets‬‬
‫‪Ratio COOKE ‬‬ ‫‪ 8%‬‬
‫‪Risque cr閐it‬‬
‫أي األموال اخلاصة الصافية للبنك جيب أن متثل علي األقل ‪ % 1‬من التعهدات املرجحة (جمموع االلتزامات والتعهدات املرجحة أي‬
‫جمموع القروض املمنوحة واملرجحة حسب درجة خطورهتا)‪ .‬ومسيت هذه النسبة كذلك بنسبة "املالءة املصرفية" أو نسبة "كفاية رأس‬
‫املال"‪ ،‬كما يسموهنا الفرنسيون "معد املالءة األورويب" (‪.)lAeit ne LtébAriéiel‬‬
‫‪ -3‬قواعد احليطة واحلذر املطبقة من طرف النظام املصريف اجلزائري‪:‬‬
‫لتحقيق التسيري الفعال للخطر املصريف يف اجلزائر‪ ،‬أتسست سلطة نقدية وحيدة اليت تتمثل يف "جملس النقد و القرض" ( ‪sti Lss‬‬
‫‪ ،)etddAie ee uslnie‬ومن أهم األنظمة اليت تبنتها هذه السلطة‪ ،‬نظام احليطة واحلذر الذي يسري بصفة وقائية املخاطر املصرفية‬
‫وابألسس العاملية خاصة اليت جاءت هبا توصيات جلنة ابل‪ .‬فتم إدراج هذه القواعد يف التنظيم رقم ‪ 16/63‬الصادر يف ‪3663/11/34‬‬
‫املكمل واملعدل ابألمر الرائسي‪ ،‬الصادر يف ‪ 0113/11/09‬املوافق لقانون النقد والقرض‪ .‬إضافة إيل ذلك التعليمة رقم ‪64/94‬‬
‫الصادرة يف ‪ 3664/33/06‬اليت تلغي وحتل حمل الالئحة رقم ‪ 63/34‬الصادرة يف جانفي ‪ ،3660‬واملتعلقة بتحديد قواعد احليطة‬
‫‪1‬‬
‫واحلذر املطبقة من طرف النظام املصريف اجلزائري‪.‬‬
‫ومن أهم قواعد احليطة واحلذر اليت تعمل هبا البنوك و املؤسسات املالية يف اجلزائر هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الرخصة واالعتماد (‪ :)ee asetsiLAeitd atsleede‬قبل مباشرة أي البنك يف العمل‪ ،‬جيب أن حيصل على رخصة واعتماد‬
‫اليت مينحه إايها جملس النقد والقرض لبنك اجلزائر‪ ،‬ابعتباره سلطة نقدية‪ .‬وهذا ما جاءت به كل من املادة ‪ 63 ،10‬و‪ 60‬من األمر‬
‫‪2‬‬
‫الرائسي الصادر يف ‪ 0113/11/09‬املوافق لقانون النقد والقرض‪.‬‬
‫ب‪ -‬املشاركني يف عملية االئتمان (املسريين) (‪ :)sisiteAdeL‬حسب املادة ‪ 11‬لألمر الرائسي الصادر يف ‪ 0113/11/09‬املوافق‬
‫لقانون النقد والقرض‪ :‬جيب علي املشاركني يف عملية االئتمان وابألخص املسريين‪ ،‬أن ال تكون هلم سوابق عدلية (جرائم‪ ،‬تزوير‪ ،‬سرقة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫إفالس‪ ،‬استغالل املناصب وعنصر الثقة الختالس األموال‪.)...‬‬
‫ج‪ -‬رأس املال األدىن للمصاريف (‪ :4)eidiese eArieAé‬هي أول قاعدة متبعة يف اجلزائر فيما يتعلق ابلقواعد اخلاصة للوظيفة‬
‫االئتمانية‪ ،‬واليت تلزم املصارف بوضع حد معني وادين لرأس ماهلا للقيام بوظائفها‪ ،‬وذلك وفقا لقانون النقض والقرض‪ .‬وقد صدرت هذه‬
‫القاعدة يف التنظيم رقم ‪ 13/61‬الصادر يف ‪ 3661/19/14‬املكمل واملعدل ابألمر الرائسي‪ ،‬الصادر يف ‪ 0113/11/09‬املوافق‬
‫لقانون النقد والقرض‪ ،‬واجملدد ابلتنظيم رقم ‪ 13/14‬الصادر يف ‪ 4‬مارس ‪ 0114‬عن طريق حممد لقصاصي‪ ،‬املوافق لقانون رأس مال‬
‫األدىن للبنوك واملؤسسات املالية اجلزائرية واملطبق منذ ‪ 13‬أفريل ‪ ،0119‬والذي يفرض على‪:‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Revue Media bank d’Algérie, Trimestre Mars/Avril 2004, et http://www.bank-of-algeria.dz (cadre législatif).‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Revue Media bank d’Algérie, Trimestre Mars/Avril 2004, et http://www.bank-of-algeria.dz/legist1.htm (Livre V: Organisation‬‬
‫‪Bancaire, Titre IV : Autorisation et Agrément).‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Revue Media bank d’Algérie, Trimestre Mars/Avril 2004, et http://www.bank-of-algeria.dz/legist1.htm (Livre V: Organisation‬‬
‫‪Bancaire, Titre III : Interdictions).‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Revue Media bank d’Algérie, Trimestre Mars/Avril 2004, et http://www.bank-of-algeria.dz/legist31.htm et http://www.bank-of-‬‬
‫‪algeria.dz/legist2004.htm‬‬
‫‪22‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ ‬البنوك أي املصارف اليت تقوم ابلعمليات االئتمانية العادية (تلقي األموال من اجلمهور‪ ،‬عمليات القرض‪ ،‬تسيري طرق الدفع)‪ ،‬رأس‬
‫مال ادين بـ ‪ 0311‬مليون دج (‪ 0.3‬مليار دج)‪ ،‬ويف هذه احلالة ال جيب أن تقل األموال اخلاصة عن ‪  33‬من اجملموع‪.‬‬
‫‪ ‬أما ابلنسبة للمؤسسات املالية أي اليت تقوم ابلعمليات االئتمانية ما عدا تلقي األموال من اجلمهور فيجب أن يعادل رأس ماهلا األدىن‬
‫‪ 311‬مليون دج ويف هذه احلالة ال جيب أن تقل األموال اخلاصة عن ‪  31‬من اجملموع‪.‬‬
‫د‪ -‬معيار األموال اخلاصة الصافية (رأس املال الصايف ‪ :1)seL tdnL rstrseL deeL‬هو حيتل مكانة الرائد يف قواعد احلذر واحليطة‬
‫ألنه يعترب ضمان ملالءة املصرف وسالمته‪ .‬ويتكون من العناصر التالية‪:‬‬
‫‪FP Net = FP de base + FP complé mentaire – Elé ment à dé duire‬‬
‫األموال اخلاصة الصافية = األموال اخلاصة القاعدية ‪ +‬األموال اخلاصة التكميلية – عناصر للخصم‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ ‬األموال اخلاصة القاعدية‪ :‬تتكون من رأس املال االجتماعي‪ ،‬االحتياطات‪ ،‬النتائج الصافية واملؤوانت علي املخاطر املصرفية‪.‬‬
‫‪ ‬األموال اخلاصة التكميلية‪ :‬تتضمن احتياطات إعادة التقييم وأموال انجتة عن إصدار سندات أو قروض مشروطة‪ ،‬ومؤوانت ذات طابع‬
‫عام‪.‬‬
‫‪ ‬عناصر للخصم‪ :‬تتكون أساسا من االستخدامات املشكلة لألموال اخلاصة املوظفة يف مؤسسات القرض األخرى (سندات الشركات‬
‫الفرعية أو املسامهة‪ ،‬سلفات وسندات املسامهة املشروطة واملمنوحة أو الصادرة عن مؤسسات القرض)‪.‬‬
‫ه‪ -‬ترجيح املخاطر البنكية (‪ :2)sA rtdnlsAeitd‬ابعتبار أن اخلطر املصريف هو توقع حتمل خسارة أو تطور غري مالئم للنتائج‪ ،‬كما‬
‫يعرفه بعض اخلرباء أنه عدم التأكد من الربح املرتقب‪ ،‬وحالة عدم التأكيد سببها هو عمليات التحكيم بني املرد ودية املستقبلية احملتملة‬
‫وضمان حايل وأكيد‪ .‬ووفقا للمادة ‪ 33‬من التعليمة رقم ‪ 64/94‬الصادرة يف ‪3664/33/06‬املتعلقة بتحديد قواعد احلذر‪ ،‬فقد مث‬
‫حتديد معامالت ترجيح ملستوي اخلطر ترتاوح ما بني ‪  01 ، 3 ،% 1‬و‪ ، 311‬تطبق علي خمتلف االلتزامات حسب درجة‬
‫تسديدها وذلك وفقا لنوعية العميل وطبيعة العملية‪ .‬فبالنسبة لعناصر األموال داخل امليزانية‪ ،‬يتم احتساب اخلطر املرجح من خالل املبالغ‬
‫اإلمجالية املسجلة يف امليزانية‪ ،‬بعد احتساب كل املؤوانت والضماانت الالزمة‪ ،‬مرجحة مبعامل ترجيح معني‪ ،‬كما هو موضح يف اجلدول‬
‫التايل‪( :‬معدالت ترجيح خماطر عناصر أصول امليزانية)‬
‫‪Risques encourus‬‬ ‫‪Taux de pondé ration‬‬
‫‪Les Crédits à la Clientèle‬‬ ‫‪100%‬‬
‫‪Les Crédit au Personnel‬‬ ‫‪100%‬‬
‫‪Les Titres de Placement‬‬ ‫‪100%‬‬
‫‪Les Titres de Participation‬‬ ‫‪100%‬‬
‫‪Les Comptes de Régularisation‬‬ ‫‪100%‬‬
‫‪Immobilisations Nettes‬‬ ‫‪100%‬‬
‫‪Concours aux Banques et Etablissements Financiers :‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Conférences, Pr Rachid Moulay Khatir – op cit - et voir aussi les deux parties A et B de la loi N°2 de règlement N°91/04.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Revue Media bank d’Algérie, Trimestre Mars/Avril 2004, et http://www.bank-of-algeria.dz/legist10.htm (chapitre II : La division et‬‬
‫‪la couverture des risques). Et voir aussi http://www.bank-of-algeria.dz/legist31.htm‬‬
‫‪‬‬ ‫‪Document Banque Extérieur d’Algérie, Mars, 2002.‬‬
‫‪23‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪- Installés à l’Etranger‬‬ ‫‪20%‬‬


‫‪- Installés en Algérie‬‬ ‫‪05%‬‬
‫‪Obligations de l’Etat‬‬ ‫‪0%‬‬
‫‪Autres Créances sur l’Etat‬‬ ‫‪0%‬‬
‫أما ابلنسبة لاللتزامات خارج امليزانية (‪ ،)ltsL iiéAd‬فان حساب األخطار املرجحة يتم من خالل تصنيف االلتزامات إىل أربعة‬
‫أصناف كما هو موضح يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫‪100%‬‬ ‫ابلنسبة لاللتزامات ذات خطر مرتفع‬
‫‪50%‬‬ ‫ابلنسبة لاللتزامات ذات اخلطر املتوسط‬
‫‪25%‬‬ ‫ابلنسبة لاللتزامات ذات اخلطر املالئم‬
‫‪0%‬‬ ‫ابلنسبة لاللتزامات ذات اخلطر الضعيف‬
‫و‪ -‬معيار تغطية املخاطر (معيار املالءة املصرفية ‪ :)eOOOC‬ابعتبار معيار املالءة املصرفية هي أساس السالمة املصرفية‪ ،‬فان بنك‬
‫اجلزائر أويل هلا اهتماما كبريا و اعترب رأس املال (األموال اخلاصة الصافية للبنك) مبثابة مقياس أساسي هلا‪ ،‬فأدرجت معيار كوك‬
‫‪ eOOOC‬الذي صدر عن توصيات جلنة ابل سنة ‪ 3611‬والذي يتمثل يف العالقة بني رأس املال الصايف للبنك (األموال اخلاصة‬
‫الصافية للبنك) واملخاطر املرجحة (االلتزامات املرجحة أو خطر القروض)‪ ،‬وذلك يف املادة ‪ 0‬من التعليمة رقم ‪ 64/94‬الصادرة يف‬
‫‪ 3664/33/06‬املتعلقة بتحديد قواعد احليطة واحلذر للبنوك واملؤسسات املالية‪ ،‬املكملة واملعدلة ابلتعليمة رقم ‪ 66-4‬الصادرة يف ‪30‬‬
‫أوت ‪ 3666‬اليت أعطت كل املفاهيم حول التطبيقات احلسابية هلذا املعيار ‪ .1‬فقد ألزمت البنوك واملؤسسات املالية يف اجلزائر ابحرتام‬
‫وبصفة دائمة‪ ،‬نسبة مالءة تعادل علي األقل ‪  1‬حيث‪:‬‬
‫‪Fonds propres nets‬‬
‫‪Ratio COOKE ‬‬ ‫‪ 8%‬‬
‫‪Engagement s ponder閟‬‬
‫أي األموال اخلاصة الصافية للبنك جيب أن متثل علي األقل ‪  1‬من التعهدات املرجحة‪ .‬ونظرا ألن البنوك اجلزائرية تتميز بضعف رأس‬
‫ماهلا فان تطبيق هذه النسبة جاء بصفة تدرجيية كالتايل‪:‬‬
‫‪  4 ‬سنة ‪.3661‬‬
‫‪  3 ‬سنة ‪.3669‬‬
‫‪  9 ‬سنة ‪.3661‬‬
‫‪  1 ‬سنة ‪.3666‬‬
‫حيث أن التعهدات الصافية تتمثل يف جمموع القروض قصرية األجل‪ ،‬القروض متوسطة األجل‪ ،‬القروض طويلة األجل والقروض عن طريق‬
‫اإلمضاء (اليت تسجل خارج امليزانية)‪ .‬التعهدات الصافية ألي نوع من هذه القروض = ‪‬جمموع مبلغ القرض‪ - ‬املؤوانت ‪ +‬الضماانت‬
‫‪ +‬التسديد‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Revue Media bank d’Algérie, Trimestre Mars/Avril 2004, et http://www.bank-of-algeria.dz/legist31.htm , Revue Media bank‬‬
‫‪d’Algérie, Trimestre Mars/Avril 2004, et http://www.bank-of-algeria.dz/legist10.htm (chapitre II : La division et la couverture des‬‬
‫‪risques). Voir le site web : http://www.bank-of-algeria.dz/legist10.htm et le site web : http://www.bank-of-algeria.dz/legist15.htm .‬‬
‫‪24‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫ي‪ -‬معيار توزيع وتقسيم املخاطر (‪ :1)lAeit ne nibiLitd neL siL seL‬مث حتديد هذا املعيار يف اجلزئني (أ) و(ب) من املادة‬
‫‪ 0‬للتنظيم رقم ‪ 16/63‬الصادر يف ‪ 3663/11/34‬الذي حيدد قواعد احليطة واحلذر املطبقة يف البنوك واملؤسسات املالية‪ .‬إن عملية‬
‫تقسيم وتوزيع املخاطر‪ ،‬هي إحدى الطرق والتقنيات املتبعة من طرف البنك للتقليل من احتماالت األخطار اليت تؤدي إيل اإلفالس‪،‬‬
‫لذلك أوصت قواعد احلذر بتنويع العمالء واملتابعة املستمرة هلم‪ ،‬حيث أن تركيز املخاطر علي عميل معني من العمالء‪ ،‬جيعل البنك يف‬
‫وضعية جد حساسة يف حالة إفالس هذا العميل أو عجزه عن التسديد‪ ،‬وعليه فان تنويع العمالء وتقسيم املخاطر احملتملة هو مبثابة محاية‬
‫للبنك‪ .‬ومنذ ‪ 3663/13/13‬أصبح هذا املعيار يفرض ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إن جمموع املخاطر النامجة عن نفس املستفيد‪ ،‬ال جيب أن تتعدي ‪  03‬من األموال اخلاصة الصافية للبنك‪:‬‬
‫‪Les risques nets ponder閟‬‬
‫‪ 25%‬‬
‫‪Fonds propres nets‬‬
‫‪ ‬إن املبلغ اإلمجايل للمخاطر النامجة واملرتتبة عن املستفيدين‪ ،‬الذين يتجاوز كل واحد منهم نسبة ‪  33‬من األموال اخلاصة الصافية‬
‫للبنك‪ ،‬ال جيب أن تتعدي (املبلغ اإلمجايل للمخاطر) ‪ 31‬مرات مبلغ األموال اخلاصة الصافية‪:‬‬
‫‪Les risques nets ponder閟‬‬
‫‪Fois le montant de fonds propres Nets‬‬ ‫‪ 10‬‬
‫‪Fonds propres nets‬‬
‫ونظرا ألن البنوك اجلزائرية تتميز بضعف رأس ماهلا‪،‬كذلك فان تطبيق هذه النسبة جاء بصفة تدرجيية كالتايل‪:‬‬
‫‪  41 ‬يف ‪ 3‬جانفي ‪.3660‬‬
‫‪  31 ‬يف ‪ 3‬جانفي ‪.3663‬‬
‫‪  03 ‬يف ‪ 3‬جانفي ‪.3663‬‬
‫ن‪ -‬متابعة االلتزامات والتأمني علي الودائع (‪ :2)esibi ee aLLssAdue‬يف هذا اإلطار‪ ،‬نصت قواعد احليطة واحلذر املصرفية علي‬
‫ضرورة املتابعة املستمرة للقروض قبل وب عد منحها‪ ،‬فقبل املوافقة علي منح االئتمان‪ ،‬جيب علي البنوك دراسة ملف طلب االئتمان بواسطة‬
‫معايري خاصة لدراسة قروض االستثمار أو االستغالل (‪ ،)seLeitd idAduilse‬ودراسة السوق وكسب الثقة اجتاه الزابئن‪ ،‬أما بعد‬
‫املوافقة علي منح االئتمان‪ ،‬فيجب متابعة االلتزامات أي العقود‪ ،‬العالقات مع الزابئن‪ ،‬وكذلك حساابهتم البنكية‪ ،‬وترتيب ذممه حسب‬
‫درجة املخاطرة‪ ،‬وتكوين املؤوانت الالزمة لكل منها‪ .‬كما يلزم علي البنوك أتمني الودائع‪ ،‬هبدف محاية أموال املودعني وكسب ثقة الزابئن‬
‫(األمان)‪ ،‬احملفز علي استمرارية نشاط البنوك‪.‬‬
‫‪ -4‬تقييم تطبيق قواعد احليطة واحلذر (نسبة املالءة املصرفية) يف اجلزائر‪:‬‬
‫إن قواعد احلذر مبا فيها نسبة كوك الصادرة عن توصيات جلنة ابل‪ ،‬أثرت بصفة اجيابية علي البنوك‪ ،‬سواء كانت جزائرية أو عاملية‪ ،‬ومن‬
‫بني هاته اإلجيابيات‪:‬‬
‫‪ ‬حتمية زايدة األموال‪.‬‬
‫‪ ‬خلق عامال من عوامل لتحقيق االستقرار املايل‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Revue Media bank d’Algérie, Trimestre Mars/Avril 2004, et http://www.bank-of-algeria.dz/legist31.htm et Voir le site web :‬‬
‫‪http://www.bank-of-algeria.dz/legist10.htm et Revue Media bank d’Algérie, Trimestre Mars/Avril 2004, et http://www.bank-of-‬‬
‫‪algeria.dz/legist10.htm (chapitre II : La division et la couverture des risques).‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Techniques bancaires « S.I.B.F » : " La surveillance des crédits ", Cycle supérieur, D.E.S, 1ère Année, P° 74 à 78, (Résumé).‬‬
‫‪25‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

. 1 ‫ تعترب نسبة كوك نسبة بسيطة ومقبولة كمعيار دويل مستند علي مرجع‬
.‫ تعترب وسيلة اتصال واضحة بني البنوك والسلطات الرقابية واألسواق‬
‫ أظهرت نقطة ضعف نسبة‬،‫ حيث لكل خطر معامل ترجيح موافق له‬،‫ فكرة تصنيف القروض حسب فئات معينة من املخاطر‬،‫لكن‬
‫ وذلك بتسعري وتقييم القروض وتصنيفها‬،‫كوك؛ حيث حولت توجهات إدارة البنك من االهتمام ابلتسويق املصريف إىل دور حملل االئتمان‬
‫ وهذا ما جعل نسبة الفائدة‬،‫ أثرت نسبة كوك يف تقليص إمكانية منح القروض للزابئن‬،‫ إضافة لذلك‬.‫حسب اجلدارة االئتمانية للقروض‬
‫ وابلتايل أثرت هذه النسبة علي عالقة الزبون‬،‫ والذي ال يشجع علي االستثمار‬،‫ وذلك إصرارا للبنوك علي حتقيق أكرب هامش‬،‫ترتفع‬
‫ حيث أن عملية منح القروض ترتبط مبستوي‬،)‫ أثرت نسبة كوك علي القروض البنكية الدولية (االستدانة اخلارجية‬،‫ من جهة أخري‬.‫ابلبنك‬
‫ توجهت جلنة ابل إىل البحث يف‬،3666 ‫ نتيجة لذلك ويف سنة‬...‫درجة "خطر البلد" املرتبطة ابألزمات السياسية واملالية واالقتصادية‬
.hu stdtsti ‫ والذي متثل يف نسبة‬،‫ ذات مفهوم وقائي أوسع‬،‫إمكانية تطوير وحتسني نسبة كوك إيل نسبة مالءة جديدة‬
:)sac e e utE( ‫ تطبيقات وأمثلة‬-5
Exemple 1 : Ratio de division des risques par entreprise :
Formule de calcul : Considérons que les fonds propres nets d’une banque "A" sont de 13.000
Millions de DA, et considérons que le total engagement nets (déduction faite des garanties données
par le bénéficiaire et des provisions constituées par la banque) d’une entreprise "X" domiciliée dans
cette banque est de 9.300 Millions de DA.

 Le rapport maximum, exigé par les autorités monétaires, entre ces deux paramètres étant de
25%, le ratio de division des risques sera donc :
Les engagement s nets de " X" 9.300 Millions DA
  71,5%
Fonds propres nets de la banque " A" 13.000 Millions DA
 Le niveau d’engagement maximum toléré étant de 25% des fonds propres nets, soit :

13.000 Millions DA  25% = 3.250 Millions DA

 Le dépassement par rapport à cette norme s’élève donc :

9.300 Millions DA – 3.250 Millions DA = 6.050 Millions DA

 La couverture à constituer sera de 16% (le double du taux en vigueur, pour l’exercice,
concernant le ratio de couverture des risques COOKE), le montant du dépassement 16%, soit :

(Ratio COOKE de 1999  8%)  2 = 16%

6.050 Millions DA  16% = 968 Millions DA


 La banque doit se procurer les 968 Millions de Dinars.

Exemple 2 : Ratio de division du risque par groupe d’entreprises :

26
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

Formule de calcul : Les engagements nets de tous les bénéfices dont le ratio de division des
risques > 15% fonds propres nets ≤ à 10 fois les fonds propres nets de la banque. Considérons que
les fonds propres d’une banque "A" sont de 13.000 Millions de DA, et considérons que le total des
engagements nets (déduction faite des garanties données par le bénéficiaire et des provisions
constituées par la banque) des entreprises suivantes domiciliées dans cette banque : (Remarque :
Unité = Millions de DA).

Le nom de l’entreprise Engagements rapport Engagements / FPN


Entreprise 1 2.800 2.800/13.000 = 21,5%
Entreprise 2 2.100 2.100/13.000 = 16,15%
Entreprise 3 2.500 2.500/13.000 = 19,23%
Entreprise 4 3.000 3.000/13.000 = 23,07%
Entreprise 5 2.400 2.400/13.000 = 18,46%

 Total engagements des entreprises = 12.800 Millions de Dinars.


 Le ratio de division des risques > 15%.
 Le total des engagements comparé au fonds propres nets ne doit aucunement dépasser 10 fois
les fonds propres :

Les fonds propres : 13.000 Millions DA  10 = 130.000 Millions DA

 L’engagement de 12.800 Millions de Dinars se situe dans les normes. Un rapport d’audit
externe est exigé pour chacun de ces entreprises.
:)IeE ao oEnanoiE e otpe LL( 0 ‫ اقرتاحات جلنة ابل‬-9
‫ نسبة مالءة جديدة ذات مفهوم وقائي أوسع يقوم على‬3666 ‫ اقرتحت جلنة ابل سنة‬،)‫نظرا حملدودية نسبة املالءة املصرفية (نسبة كوك‬
:‫ هي‬،‫ثالثة ركائز أساسية‬
.‫ املتطلبات الدنيا لألموال اخلاصة‬
.‫ الرقابة الوقائية‬
.‫ تنظيم السوق‬
‫ إذا كان مقرتح ابل اجلديد حافظ على منطق حساب املتطلبات الدنيا لألموال اخلاصة كنسبة بني‬:1‫ املتطلبات الدنيا لألموال اخلاصة‬-‫أ‬
‫ فإنه طور طريقة قياس هذه املخاطر من خالل إدخال تغيريات جذرية‬، 1 ‫ وحصرها عند مستوى‬،‫األموال اخلاصة واملخاطر املرتتبة‬
‫ بل على نوعية القرض يف حد ذاته‬،‫ حيث أصبحت ال تتوقف على الطبيعة القانونية للمقرتضني‬،‫مست معامالت ترجيح املخاطر‬
:‫ابإلضافة إىل اقرتاح طرق جديدة لقياس اخلطر متثلت أساسا يف‬

1Daoud Barkat, « Réforme Mc Donough dans les pays en développement, l’option des agences de notation : une critique », revue
banque et marché N°61, Novembre et Décembre 2002, P° 6.
27
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ ‬املقاربة املعيارية املتمثلة يف التنقيط اخلارجي (‪ )sA dteAeitd eteesde‬اليت ترتكز على تصنيف املخاطر حسب تقييم وكاالت‬
‫التنقيط‪.‬‬
‫‪ ‬مقاربة التنقيط الداخلي للقرض‪ ،‬وهي طريقة قاعدية جديدة تقوم على أساس تصنيف املخاطر اعتمادا على احتماالت العجز املتوقعة‬
‫من طرف البنوك املعنية وذلك ابلنسبة لكل حوافظها‪.‬‬
‫هذا ابإلضافة إىل إدماج كل من خطر السوق واخلطر العملي ضمن جمموع املخاطر املرتقبة لتصبح نسبة املالءة اجلديدة تعطى ابلصيغة‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪Fonds propres‬‬
‫‪Ratio Mc. Donough ‬‬ ‫‪ 8%‬‬
‫‪Risques de cr閐it 75%  Risques du march? 5%  Risques op閞ationnnels 20%‬‬
‫ب‪ -‬عملية الرقابة الوقائية‪ :1‬هتدف الركيزة الثانية ملقرتح ابل ‪ ee‬إىل خلق نوع من التناسق واالنسجام بني املخاطر اليت يواجهها بنك معني‬
‫وحجم أمواله اخلاصة‪ .‬حيث تقوم هذه الركيزة على مبادئ أساسية هي‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة توفر كل بنك على نظام قياس درجة مطابقة أمواله اخلاصة مع املخاطر اليت يواجهها‪ ،‬وتسطري إسرتاتيجية مالئمة للحفاظ‬
‫على هذا التطابق‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة اضطالع املراقبني مبهمة فحص (التدقيق) هذا النظام واإلسرتاتيجية للتأكد من تطابقهما مع التنظيم (القوانني) املسطر‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة تدخل املراقبني بصفة وقائية ومنتظمة تضمن للبنوك عدم تراجع مستوى أمواهلا اخلاصة عن احلد القانوين‪ ،‬وتسطري اإلجراءات‬
‫التصحيحية عند الضرورة‪.‬‬
‫وابلتايل فان هذه الركيزة هتدف أساسا إىل تطوير تقنيات التسيري والرقابة البنكية ملختلف املخاطر ودعوة السلطات الرقابية إىل حتديد نسبة‬
‫من األموال اخلاصة تفوق احلد األدىن القانوين و‪/‬أو تقليص حجم املخاطر لبعض املؤسسات عند الضرورة‪ ،‬وذلك على أساس معايري كمية‬
‫ونوعية‪.‬‬
‫ج‪ -‬تنظيم السوق (الشفافية ‪ :2)sA esAdLrAsedue neL id tseAeitdL‬هتدف هذه الركيزة إىل انسياب املعلومات وهي تلك‬
‫املعلومات العامة املفروضة على كل البنوك واملتعلقة ببنية أمواهلا اخلاصة وأحجامها‪ ،‬واملخاطر املرتقبة وطرق تقييمها‪ .‬كما تتضمن املعلومات‬
‫اخلاصة املفروضة على البنوك اليت تسعى إىل تبين طريقة التنقيط الداخلي فيما يتعلق بقياس اخلطر واحلد منه‪ .‬وابلتايل‪ ،‬فإن أساس هذه‬
‫الركيزة الثالثة هو تعزيز االتصال املايل للمؤسسات مبا يضمن للمتعاملني فيه العمل وفق شفافية تضمن هلم نوع من تطابق أمواهلم اخلاصة‬
‫ابلنسبة للمخاطر اليت يواجهوهنا‪ ،‬ومن مث إرساء قواعد مرنة تسمح ابلتكييف مع التغريات وتدعيم سالمة النظام املايل وقوته‪.‬‬
‫رغم حماوالت اجلزائر يف احلد من املخاطر املصرفية اليت ابتت تتعرض هلا البنوك واملؤسسات املالية فيها بكثرة‪ ،‬حيث أدرجت وحددت‬
‫قواعد احليطة واحلذر (نسبة املالءة املصرفية ‪ )eOOOC‬يف قانون النقد والقرض‪ ،‬إال أهنا ظلت متأخرة أمام التطورات اليت تشهدها‬
‫املصارف العاملية‪ ،‬خاصة األوروبية منها (يف تطبيق نسبة املالءة املصرفية اجلديدة ‪ ،)hu stdtsti‬هذا التأخر‪ ،‬أسبابه أزمات‬
‫سياسية‪ ،‬اقتصادية قدمية ومشاكل اجتماعية‪ ،‬كذلك نقص يف الثقافات املختلفة يف هذا اجملال‪ .‬ومن بني مظاهر هذا التأخر‪:‬‬
‫‪ ‬غياب أجهزة الضبط و الرقابة ونظم للعمل صارمة‪ ،‬و قواعد حماسبة دقيقة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم وجود أنظمة واضحة للمحاسبة واملعلوماتية وأخرى لتقييم املخاطر ومتابعتها والتصدي هلا خاصة يف إطار منح القروض‪.‬‬
‫‪ ‬غياب ثقافة البورصة‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪Conférences, Pr Rachid Moulay Khatir – op cit -.‬‬


‫‪2‬‬ ‫‪Conférences, Pr Rachid Moulay Khatir – op cit -.‬‬
‫‪28‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ ‬نقص يف التكنولوجيا ووسائل االتصال واإلعالم‪.‬‬


‫‪ ‬غياب الشفافية يف الرقابة واملعلومات وعدم تطبيق مبدأ الرجل املناسب يف املكان املناسب‪...‬‬
‫فاملصارف اجلزائرية حباجة للتأقلم ومواجهة العوملة السائدة (‪ )Csee‬أوال‪ ،‬حىت يتسىن هلا إمكانية تطبيق نسبة املالءة املصرفية اجلديدة‬
‫‪ hu stdtsti‬ومواجهة املخاطر البنكية‪ ،‬واكتساب الرأي والطريق الصحيح الذي تسلكه املصارف العاملية‪ .‬ويف ظل األزمات املالية‬
‫اليت يشهدها العامل حاليا‪ ،‬فمن صدرت توصيات جديدة عن جلنة ابل ‪ 3‬يف سنة ‪.0131‬‬
‫‪ -0‬مقررات جلنة ابل ‪:)LeE ao oEnanoiE e otpe LLI( 3‬‬
‫مل توشك البنوك أن تنتهي من تطبيق جوانب عديدة من اإلصالح البنكي الذي طرحته مقررات ابل ‪ ،0‬حىت فوجئـت ابألزمـة البنكية‬
‫األمريكية اليت حتولت بدورها إىل أزمة مالية عاملية سنة ‪ 0111‬اليت كشفت عن أوجه القصور يف مقررات ابل ‪ 0‬يف تسيري املخاطر‬
‫النظامية وأظهرت احلاجة إىل الربط بني التنظيم االحرتازي الكلي واجلزئي‪ ،‬مما أدى ابللجنة إىل تطوير معايريها واخلروج مبقررات "بـال ‪"3‬‬
‫حيث حثت السلطات النقدية يف جلستها املنعقدة يف نوفمرب ‪ 0131‬على احملافظة على مبادئ اتفاقية "ابل ‪ "0‬فيما خيـص أساليب تقييم‬
‫املخاطر البنكية‪ ،‬الشفافية واإلفصاح عن املعلومات املالية للبنوك‪ ،‬تعزيز وتشديد الرقابة االحرتازية‪ ،‬ابإلضـافة إىل ذلك قامت اللجنة بعدة‬
‫تعديالت وخرجت مبعايري جديدة نذكر منها‪ :‬الزايدة الكبرية يف نسبة املالءة املالية حيث أصبحت تزيـد أو تساوي ‪ ،% 31.3‬حتسني‬
‫نوعية رأس املال البنكي من خالل الرفع يف احلد األدىن لنسبة األسهم العادية كوهنا العنصر األساسـي القادر على استيعاب اخلسائر يف‬
‫حالة حدوث أزمة‪ ،‬ابإلضافة إىل نسبة رأس مال التحوط ونسبة الرافعة املالية‪ ،‬واهتمت بتغطية خمـاطر السيولة‪ ،‬خماطر التوريق واملخاطر‬
‫التنظيمية اليت هتدف من خالهلا اللجنة إىل تعزيز قدرة البنوك على مواجهة األزمات دون احلاجـة جلهود إنقاذ حكومية هائلة كما حدث يف‬
‫األزمة املالية العاملية األخرية‪ ،‬وحاولت السلطة النقدية اجلزائرية تطبيق معـايري اتفاقيـة ابل ‪ 3‬من خالل النظام رقم (‪ )13-34‬املؤرخ يف ‪39‬‬
‫‪1‬‬
‫فيفري ‪ 0134‬املتضمن نسب املالءة املطبقة على البنوك واملؤسسـات املالية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وتتمثل أهم املرتكزات اليت قامت عليها جلنة ابل ‪ 3‬ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬رفع احلد األدىن لنسبة رأس املال االحتياطي أو األوىل من ‪ 0‬إىل ‪ ،% 4.3‬وأضيف إليه هامش احتياطي آخر يتكون من أسهم‬
‫عادية نسبته ‪ % 0.3‬من األصول والتعهدات املصرفية الستخدامه يف مواجهة األزمات مما جيعل اجملموع يصل إىل ‪.% 9‬‬
‫‪ ‬احلفاظ على احلد األدىن اإلمجايل لرأس املال كما هو يف السابق أي ‪ % 1‬وإبضافة احتياطي األزمات يصبح احلد اإلمجايل األدىن‬
‫واملطلوب مع هذا االحتياطي هو ‪.% 31‬‬
‫‪ ‬تدبري رسام يل إضافية للوفاء هبذه املتطلبات إال أن الواقع العملي أثبت أن البنوك املركزية يف كثري من الدول العربية متكنت من فرض‬
‫نسبة كفاية رأس مال مرتفعة على البنوك‪ ،‬بل إن دوال عديدة منها جعلت هذا احلد ال يقل عن ‪ % 30‬منذ عدة سنوات‪ ،‬وقد‬
‫سجل فيها بعد البنوك اإلسالمية نسبا تقارب ‪ 31‬و‪ % 01‬أحياان‪.‬‬
‫‪ ‬ابدرت جلنة ابل ‪ 3‬بزايدة الرمسلة املطلوبة اجتاه عمليات التوريق وغريها من األدوات املركبة‪.‬‬
‫‪ ‬اقرتحت جلنة ابل ‪ 3‬اعتماد نسبتني‪ :‬األوىل يف املدى القصري وتعرف بنسبة تغطية السيولة واليت حتسب بنسبة األصول ذات السيولة‬
‫املرتفعة اليت حيتفظ هبا البنك إىل حجم ‪ 31‬يوما من التدفقات النقدية لديه وذلك مواجهة احتياجاته من السيولة لديه‪ .‬والثانية لقياس‬
‫السيولة البنيوية يف املدى املتوسط والطويل واهلدف منها توفري موارد سيولة مستقرة للبنك‪.‬‬

‫‪ 1‬خليفة أسياء‪ ،‬للوشي حممد‪ ،‬تطبيق مقررات جلنة ابزل ‪ 3‬من طرف املنظومة البنكية اجلزائرية‪ ،‬جملة البديل االقتصادي‪ ،‬اجمللد ‪ ،3‬العدد ‪ ،0‬ص ‪.003‬‬
‫‪ 2‬بريش عبد القادر‪ ،‬زهري غراية‪ ،‬مقررات ابزل ‪ 3‬ودورها يف حتقيق مبادئ احلوكمة وتعزيز االستقرار املايل‪ ،‬جملة االقتصاد واملالية‪ ،‬اجمللد ‪ ،3‬العدد ‪ ،0133 ،3‬ص ‪.331‬‬
‫‪29‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ -III‬خطر السيولة البنكية‬


‫‪ -1‬تعريف السيولة‪:‬‬
‫هي النقود املتوفرة للبنوك التجارية وتتمثل يف النقدية‪ ،‬وهي األموال املتواجدة يف الصندوق لدى البنوك التجارية وتكون سائلة ابإلضافة إىل‬
‫األصول العالية السيولة واالقرتاض من السوق النقدي‪.‬‬
‫‪ -0‬أنواع السيولة‪:‬‬
‫أ‪ -‬سيولة حاضرة (سائلة)‪ :‬هي النقدية املوجودة يف البنك التجاري (الصندوق) ‪ +‬الودائع احملتفظ هبا لدى البنك املركزي ‪ +‬الودائع احملتفظ‬
‫هبا لدى البنوك األخرى ‪ +‬شيكات التحصيل‪ .‬وعلى العموم السيولة احلاضرة تنقسم إىل نوعني‪:‬‬
‫‪ ‬السيولة القانونية‪ :‬واليت يفرضها البنك املركزي على البنوك التجارية لالحتفاظ هبا يف الصندوق‪.‬‬
‫‪ ‬السيولة اإلضافية‪ :‬وهي كنسبة إضافية إىل السيولة اليت يفرضها عليه البنك املركزي‪.‬‬
‫ب‪ -‬سيولة شبه حاضرة (شبه سائلة)‪ :‬هي عبارة عن أوراق مالية أو أصول مالية حتول إىل سيولة يف وقت قصري وبدون خسائر (أوراق‬
‫جتارية ‪ +‬أوراق مالية ‪ +‬أذوانت اخلزينة)‪ ،‬وتعترب هذه السيولة سيولة احتياطية حيث أن االحتفاظ ابألوراق التجارية ميكن خصمها لدى‬
‫البنك املركزي‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم خماطر السيولة‪:‬‬
‫هو ذلك النوع من املخاطر اليت ميكن أن ت تعرض له البنوك التجارية واملؤسسات املالية نتيجة عدم توافر القدر الكايف من النقدية واألصول‬
‫العالية السيولة لتغطية االلتزامات القصرية األجل وغري املتوقعة‪ ،‬مما يدفع ابملؤسسة املالية أو البنك التجاري إىل ضرورة بيع أصوهلا املالية‬
‫اليت ال تتصف ابلسيولة أبسعار تقل كثريا عن القيم العادلة هلا ابستمرار من أجل احلصول على السيولة‪ ،‬وابلتايل التعرض إىل خماطر‬
‫اإلفالس‪.‬‬
‫‪ -4‬األسباب اليت تؤدي إىل خماطر السيولة‪:‬‬
‫أ‪ -‬األسباب املتعلقة جبانب االلتزامات (اخلصوم والودائع)‪ :‬تتمثل يف ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬املسحوابت غري العادية للودائع أي قيام املودعني بسحب ودائعهم بقدر يفوق توقعات البنك (هذا املشكل يواجهه البنك عموما‬
‫ابستعمال االحتياطي النقدي القانوين وغري القانوين‪ ،‬أو ابللجوء إىل االقرتاض من البنوك األخرى)‪.‬‬
‫‪ ‬السحب املتوقع للودائع خالل املواسم واألعياد‪.‬‬
‫‪ ‬سحب الودائع لشراء األوراق املالية وبصفة خاصة أذوانت اخلزينة إذا كان معدل الفائدة عليها يفوق مثيله على الودائع يف البنوك‬
‫(املفاضلة لالستثمار بني السوق النقدي والسوق املايل (سندات))‪.‬‬
‫‪ ‬سحب الودائع يف آن واحد من طرف األفراد نتيجة فقدان الثقة يف البنوك التجارية (وهذا ما يعرف ابلذعر املصريف)‪.‬‬
‫ب‪ -‬األسباب املتعلقة جبانب األصول (القروض)‪ :‬تتمثل يف التعهدات االئتمانية (القروض)‪ ،‬وهي مبثابة عقود بني البنوك والعمالء‪ ،‬تتعهد‬
‫مبوجبها البنوك مبنح قروض (االئتمان) هلؤالء العمالء‪ ،‬مببالغ حمددة وأبسعار فائدة متفق عليها خالل فرتة زمنية معينة‪ .‬وهذا ما يعرف‬
‫ابالعتماد أي مبعىن أن البنك يكون ملزما مبنح هذه التعهدات االئتمانية أو القروض وهذا ما قد يعرضه ملشاكل السيولة‪.‬‬
‫‪ -5‬قياس خماطر السيولة‪:‬‬
‫هناك عدة طرق نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬قائمة صايف السيولة‪ :‬هذه الطريقة تعمل على مقارنة صايف السيولة بني البنوك التجارية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫قائمة صايف السيولة‬


‫اخلصوم‬ ‫األصول‬
‫استخدامات السيولة‪:‬‬
‫مصادر السيولة‪:‬‬
‫‪ -‬االقرتاض من السوق النقدي أو من البنوك األخرى‬
‫‪ -‬أوراق مالية عالية السيولة‬
‫‪ -‬اقرتاض من شباك البنك املركزي وإعادة خصم‬
‫‪ -‬احتياطي النقدي غري القانوين‬
‫األوراق املالية‬
‫‪ -‬احلد األقصى لألموال املقرتحة‬
‫‪ -‬صايف السيولة‬
‫اإلمجايل‬ ‫اإلمجايل‬
‫صايف السيولة = مصادر السيولة – استخدامات السيولة‬
‫حيث كلما زاد الفرق كلما كان البنك يف وضعية أفضل للتعامل مع مشاكل أو خطر السيولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬النسب املالية (نسب التحليل املايل)‪ :‬أمهها ما يلي‪:‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬

‫حيث كلما زدات هذه النسب يف البنوك كلما زادت خماطر السيولة هبا‪.‬‬
‫ج‪ -‬فجوة التمويل‪:‬‬
‫فجوة التمويل = قيمة القروض‪ -‬قيمة الودائع‬
‫فلما تكون فجوة التمويل سالبة فنقول أن البنك يف حالة جيدة بنسبة ملخاطر السيولة‪ .‬وملا تكون فجوة التمويل موجبة أي ملا تكون قيمة‬
‫الودائع أصغر من قيمة القروض‪ ،‬فنقول حينئذ أن البنك يف وضعية غري جيدة ابلنسبة ملخاطر السيولة وجيب عليه تغطية فجوة التمويل‬
‫حبيث أن‪:‬‬
‫تغطية فجوة التمويل = ‪ -‬النقدية ‪ -‬أصول عالية السيولة‪( ‬مصادر داخلية) ‪ +‬اقرتاض من بنوك أخرى (مصادر خارجية)‬
‫د‪ -‬مؤشر السيولة‪ :‬هي أحسن طريقة لقياس متوسط اخلسائر املتوقعة واملرتتبة على اضطرار البنك للبيع أصوله أبسعار أقل مما يتوقعه يف‬
‫احلالة العادية‪:‬‬

‫مؤشر السيولة (م س) = مجن أ=‪ ( 3‬وأ ) ×‬

‫حيث‪:‬‬
‫ق ض‪ :‬القيمة االضطرارية لبيع األصل‪.‬‬
‫ق ع‪ :‬القيمة اليت يباع هبا األصل يف الظروف العادية‪.‬‬

‫وأ الوزن الرتجيحي لألصل‪ :‬و أ =‬

‫‪31‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫‪ ،]3‬فكلما اقرتب هذا املؤشر من الواحد فهذا يعين أن البنك معرض أكثر إىل‬ ‫مؤشر السيولة م س‪ :‬ترتاوح قيمته بني [‪1‬‬
‫مشكلة خطر السيولة (كلما اقرتب من الواحد كلما اقرتب من حدة اخلسائر)‪.‬‬
‫مثال‪ :‬لدينا ميزانية البنك التالية‪:‬‬
‫اخلصوم‬ ‫األصول‬
‫‪ 111111‬دج ودائع‬ ‫‪ 311111‬دج أذوانت خزينة مدهتا شهر‬
‫‪ 011111‬دج قروض‬ ‫‪ 01111‬دج نقدية‬
‫‪ 301111‬دج حقوق امللكية‬ ‫‪ 911111‬دج رهن عقاري‬
‫جمموع‪ 3301111 :‬دج‬ ‫جمموع‪ 3301111 :‬دج‬
‫‪ -‬إذا اضطر البنك ببيع أذوانت اخلزانة اليوم سيحصل على ‪ 463111‬دج‪ .‬أما إذا انتظر إىل غاية انتهاء مدة شهر من اآلن سيحصل‬
‫على ‪ 311111‬دج‪ .‬كذلك إذا اضطر البنك لبيع الرهن العقاري اليوم سيحصل على ‪ 411111‬دج‪ .‬لكن إذا قام ابلبيع بعد شهر من‬
‫اآلن فمن املتوقع أن حيصل على ‪ 341111‬دج‪ .‬أحسب قيمة مؤشر السيولة؟‬

‫‪1.63333 = ‬‬ ‫×‬ ‫× (‪ +  )3‬‬ ‫‪+‬‬ ‫×‬ ‫م س= ‪‬‬

‫نالحظ أن مؤشر السيولة يقرتب من الواحد وابلتايل البنك معرض أكثر ملخاطر السيولة (حدة اخلسائر)‪.‬‬
‫‪ -9‬أساليب إدارة خماطر السيولة‪:‬‬
‫يوجد أسلوبني إلدارة خماطر السيولة ومها‪:‬‬
‫أ‪ -‬أسلوب إدارة األصول (القروض)‪ :‬يعتمد هذا األسلوب على التوازن بني العائد احملقق وخماطر السيولة أي حتقيق التوازن بني مكاسب‬
‫البنك وخماطر السيولة‪.‬‬
‫العائد‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫التوازن‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫خماطر السيولة‬
‫قروض قصري األجل‬ ‫قروض طويلة األجل‬

‫م ن املعلوم أنه كلما كانت القروض املمنوحة للزابئن مدهتا أطول كلما كانت مبالغها أكرب وعوائدها احملققة من طرف البنوك أكرب‪ ،‬األمر‬
‫الذي يؤثر سلبا على سيولة البنوك فتصبح أكثر عرضة ملخاطر السيولة‪ .‬بينما القروض القصرية األجل واليت ال تتعدى آجال استحقاقها‬
‫السنة الوا حدة عموما تكون مبالغها أصغر وعوائدها احملققة من طرف البنوك أقل‪ ،‬وتساهم يف مرونة السيولة البنكية أكثر‪ .‬وهلذا جيب على‬
‫البنوك قبل نح خمتلف القروض أن يوازن بني العائد احملقق وخماطر السيولة أي حتقيق التوازن بني مكاسب البنك وخماطر السيولة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أسلوب إدارة االلتزامات (الودائع)‪ :‬يعتمد هذا األسلوب على اختيار هيكل االلتزامات الذي يوازن بني التكاليف اليت يتحملها البنك‬
‫نتيجة إصدار حمفظة معينة من االلتزامات وبني خماطر البنك‪ ،‬فكلما زادت التكاليف كلما اخنفضت خماطر السيولة والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫دروس يف مقياس االقتصاد البنكي املعمق‬ ‫الدكتور بن عالل بلقاسم‬

‫فالودائع ألجل رغم أن تكلفتها ابلنسبة للبنوك كبرية‪ ،‬إال أهنا ال تشكل خطرا للسيولة هلا كون أن السحوابت هبا تكون بعد إخطار البنك‬
‫وتكون بعد فرتة حمددة من اتريخ اإليداع‪ .‬بينما الودائع حتت الطلب رغم أن تكلفتها ابلنسبة للبنوك قليلة جدا‪ ،‬إال أهنا تشكل خطرا‬
‫للسيولة هلا كون أن السحوابت هبا تكون دون إخطار البنك وتكون يف أي وقت منذ اتريخ اإليداع‪.‬‬

‫تكاليف التمويل‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫التوازن‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫خماطر السيولة‬
‫ودائع ألجل‬ ‫ودائع حتت الطلب‬

‫‪33‬‬

You might also like