You are on page 1of 76

‫وزارة التعليم العايل و البحث العلمي‬

‫جامعة زاين عاشور ابجللفة‬

‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم احلقوق‬

‫مبدأ الفصـل بيــن اآلمــــر بالصرف‬

‫والمحــاسب العمومـــي‬

‫مذكرة خترج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة املاسرت يف احلقوق‬

‫ختصص ‪ :‬إدارة ومالية‬

‫إش ـراف االستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطـ ـ ـ ـالب‪:‬‬

‫شاللــــي رضــا‬ ‫باكرية جمال الدين‬

‫لجنـــة المناقشـــــة ‪:‬‬


‫األستـــاذ ‪ :‬جمــال عيد الكريم ‪ ................‬رئيســــا ‪.‬‬
‫األستـــاذ ‪ :‬حمـــــزة عبــــاس ‪ ................‬مناقشـــا ‪.‬‬
‫األستـــاذ ‪ :‬شاللــــــي رضــــا ‪ ................‬مقــــررا ‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪2017/2016:‬‬


‫إهـ ـ ـ ــداء‬
‫إلى روح والدي الكريم الشيخ اإلمام المجاهد باكرية محمد رحمة اهلل‬
‫عليه‬

‫إلى مربية و حنونة الجميع صادقي حليمة‬

‫إلى أمي و إخوتي والغالية سيرين‬

‫إلى من ساعدني في هذا العمل شلقود مصطفى‬


‫شكر وتقدير‬

‫أول الشكر هلل الواحد القهار صاحب الفضل واإلكرام أكرمنا بنعمة اإلسالم‬
‫ويسر لنا سبيل العلم ‪ ،‬ف له الشكر حتى يرضى وله الشكر بعد الرضى‬
‫والصالة و السالم على الحبيب المصطفى صلى اهلل عليه و سلم‪.‬‬

‫ثم كامل الشكر والتقدير و االمتنان لألستاذ المشرف شاللي رضا‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر ا مي از ية ا عامة لدو ة ت ظيما ما يا يقابل من خال ه بين ا جا ب اإل فاقي واإليرادي‬
‫لدو ة‪ ،‬ذ ك أن ا مي از ية هي ا وسيلة ا قا و ية ا تي تستخدمها ا دو ة بغرض إقامة ت سيق بين‬
‫ا فقات واإليرادات قصد ا وصول إ ى ا توازن ا ما ي واالقتصادي ا ذي يسمح بتحقيق أهداف‬
‫ا مجتمع ا سياسية واالجتماعية واالقتصادية بحيث تضمن ا مي از ية ا عامة خطة اال فاق ا عام‬
‫لدو ة ووسائل تمويلها‪ ،‬وت ون مختلفة من ظام آلخر بحسب طبيعته وأيديو وجيته‪.‬‬

‫فا مي از ية ا عامة تش ل إطا ار تصوغ ا ح ومة عبر أهدافها ا عامة ا مرسومة في ا س ة ا ما ية في‬
‫ظل ا تحوالت ا سياسية أو االقتصادية أو ا تشريعية ا تي تواجهها وتست د مهمة ا عمليات ا ما ية‬
‫إ ى عدة أعوان يختص ل م هم بمهام وسلطات محددة قا و ا‪.‬‬

‫إن عملية ا ت فيذ ا خاصة با مي از ية ا عامة لدو ة تقوم على وعين من ا عوان ذوي أدوار م فصلة‬
‫ومت املة في فس ا وقت أال وهما‪ :‬اآلمرون با صرف من جهة‪ ،‬وا محاسبون ا عموميون من جهة‬
‫أخرى ل يتدخل حسب اختصاصه في عملية ا ت فيذ‪.‬‬

‫فيعد اآلمر با صرف مسؤوال عن تسيير ا وسائل ا ما ية وا مادية ويقوم بعملية ا تعاقد وتصفية دين‬
‫ا غير ما يقوم بتحصيل اإليرادات ا عامة ويأمر بصرف ا فقات‪.‬‬

‫ويعد محاسبا عموميا ل شخص معين بصفة قا و ية لقيام بتحصيل اإليردات ودفع ا فقات‬
‫وضمان حراسة ا موال وا س دات أو ا قيم أو ا شياء أو ا مواد ا م لف بها وحفظها‪ ،‬و ذا تداول‬
‫هذ ا موال وا قيم وا عائدات وا مواد مع ا قيام بمسك ا حسابات‪.‬‬

‫وبذ ك فتقسم عمليات ت فيذ ا فقات وا عمومية إ ى قسمين‪ :‬عمليات إدارية تتضمن اال تزام با فقة‬
‫وتصفيتها وا مر بدفعها يقوم بها اآلمر با صرف وعمليات حسابية وتتمثل في دفع ا فقات وتأدية‬
‫قيمتها إ ى مستحقيها‪ ،‬يقوم بها ا محاسب ا عمومي‪ ،‬فهما مهمتان متوازيتان ال تلتقيان يستلزم‬
‫ا فصل بي هما تطبيقا مبدأ ا فصل بين ا سلطات‪ ،‬ومفاد هذا ا مبدأ أن ا ذين يوجهون أوامر ا ت فيذ‬
‫يسوا هم ا ذين ي جزو ها‪،‬وا ما يت فل بذ ك موظفون عموميون م فصلون عن أصحاب ا مر‬
‫وا قرار ا ما ي ويقوم هذا ا مبدأ عن عدة تبريرات ف ية وأخرى رقابية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فف يا هذا ا مبدأ رسه ا مشرع بموجب قا ون ا محاسبة ا عمومية ا ذي عا ج فيه بش ل م فصل دور‬
‫ل من اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي‪.‬‬

‫ه أول من يباشر عمليات ت فيذ ا فقات و ه أن يترك ا تقدير‬ ‫فل مر با صرف رقابة مالئمة‬
‫ه يرى في مدى تطابق ذ ك له مع‬ ‫واالختيار أما ا محاسب ا عمومي فله رقابة ا مشروعية‬
‫ا مبادئ ا ما ية وا محاسبية واإلجرائية ا معمول بها‪.‬‬

‫أما من جا ب ا رقابة فما دام أن اآلمرين با صرف ملزمين بمسك حساباتهم اإلدارية ا خاصة‬
‫باال تزام وا تصفية‪ ،‬وا مر با صرف وأن ا محاسبين ا عموميين ملزمون بترتيب حسابات ا تسيير‬
‫ا متعلقة بدخول وخروج ا رصدة فإن ا عمل ا رقابي ي ون م طلقه هو ا مطابقة بين ا وعين من‬
‫ا حسابات‪.‬‬

‫إن عملية ا رقابة هاته وا بت ما يسمى با زمة ا ما ية ا عا مية ا تي الحت بظال ها على ا جزائر‬
‫وفرضت مط ا تقشف أو ما يسمى بسياسة ترشيد ا فقات ا عامة‪ ،‬وتوسيع دائرة ا رقابة أو ا هيئات‬
‫ا رقابية ا رقابة ا تي يقوم بها ا برمان‪ ،‬ا محاسب ا عمومي‪ ،‬ا مراقب ا ما ي‪ ،‬ا مفتشية ا عامة‬
‫لما ية ومجلس ا محاسبة‪ ،‬وهذ لها تش ل ظام ا رقابة على ا موال ا عامة في ا جزائر‪.‬‬

‫وبا رجوع إ ى مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي فإن مبدأ ا ت افي بين ا وظائف‬
‫يش ل أداء رقابة فعا ة في حماية ا مال ا عام‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أوال‪ -‬اإلش ا يــــــــــــــــة‪:‬‬

‫من ا مبادئ األساسية ا تي تقوم عليها ا محاسبة ا عمومية سواء في ا جزائر أو في غيرها‬
‫من ا بلدان ا ديمقراطية ا تي تحترم قوا ي ها وتطبقها دو ما مراوغة أو مماطلة مبدأ ا فصل بين‬
‫اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي‪ ،‬فل ل وظيفته و ل مهمته ا تي يرسمها ويحددها ه ا قا ـون‬
‫مهمة إدارية ومهمة ما ية‪ ،‬مهمتان متوازيتان ال تلتقيان إال استث اء تجعل ا قف ع دهما و بحث في‬
‫تعريفهما وفي أهدافهما و ذا ا فصل بي هما وت ريس مبدأ ا فصل بين ا سلطات وم ه طرح ا تساؤل‬
‫ا تا ي‪:‬‬

‫‪ -‬ما مدى ت ريس مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي؟‬

‫ثانيا‪ -‬ا تســـاؤالت ا فرعيــــــــة‪:‬‬

‫من خالل ا تساؤل ا عام ا سابق ي درج دي ا مجموعة من ا تساؤالت ا فرعية ا تا ية‪:‬‬

‫‪ -‬من هم أعوان ت فيذ ا مي از ية ا عامة لدو ة ؟‬


‫‪ -‬م ـ ـا مـ ـ ـدى مسؤو يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاتهم وا تزامـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاتهم ؟‬
‫‪ -‬هل مبدأ ا فصل بين اآلمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر با صرف وا محاسب ا عمومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي يش ل ضما ة رقابية فعا ة‬
‫فـ ـ ـي حراسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة وأداء ا مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال ا ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـام ؟‬
‫‪ -‬ما هي عواقب خرق هذا ا مبدأ وما هي ا تائج ا مترتبة عن ذ ك ؟‬

‫ثا ثا‪ -‬أسباب اختيار ا موضوع ‪:‬‬

‫إن عمل ا باحث ائب مقتصد دى و ازرة ا تربية مدة أربع س وات شجعه على ا خوض في‬
‫هذا ا موضوع خاصة في ظل ا ظروف ا راه ة ا تي تميزت با تقشف أو ما يسمى بسياسة ترشيد‬
‫ا فقات ا عامة وا تي تتطلب حفاظا أ بر على ا مال ا عام وحرصا أ بر على رقابة وحراسة أموال‬
‫ا دو ة ا تي هي أموال ا شعب‪.‬‬

‫رابعــا‪ -‬أهميــــــــــة ا دراســـــــــة‪:‬‬

‫‪ -‬إبراز مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة‪.‬‬


‫‪ -‬ا تعريف بأعوان ت فيذ ا مي از ية ا عامة لدو ة ومهامهم وا تزاماتهم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬إظهار أهمية ودور مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف وا حاسب ا عمومي في حماية ا مال‬
‫ا عام‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬منهج ا دراســـــة‪:‬‬

‫إعتمد ا في دراست ا هاته موضوع مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي على‬
‫ا م هج ا وصفي ا تحليلي لدراسة من خالل جملة ا تعريفات ا مقدمة لمي از ية وأعوان ت فيذها‪ ،‬و ذا‬
‫ما يخص مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬صعوبات ا دراسة‪:‬‬

‫‪ -‬ا موضوع تق ي أ ثر م ه ظري تطلب توسعا أ بر‪.‬‬


‫‪ -‬اضطررا إ ى ا توسع أ ثر من خالل تعريف ا لمي از ية وأعوان ت فيذها وصوال إ ى مبدأ‬
‫ا فصل بين اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي‪.‬‬

‫سابعا‪ -‬ا دراسات ا سابقة‪:‬‬

‫اعتمد ا على مجموعة من ا دراسات ا سابقة ا تي ساهمت في ا جاز هذا ا عمل على سبيل ا مثال‬
‫ذ ر ما يلي‪:‬‬

‫ا دراسة األو ى‪ :‬شال ي رضا‪ ،‬ت فيذ ا فقات ا عامة بحث مقدم يل شهادة ا ماجستير في ا حقوق‬
‫جامعة ا جزائر‪ ،‬لية ا حقوق‪.2002 ،‬‬

‫ا دراسة ا ثا ية‪ :‬شالل زهير‪ ،‬آفاق إصالح ظام ا محاسبة ا عمومية ا جزائري ا خاص بت فيذ‬
‫ا عمليات ا ما ية لدو ة‪ ،‬بحث مقدم يل شهادة د تو ار في ا علوم االقتصادية وعلوم ا تسيير‪،‬‬
‫جامعة محمد بوقرة بومرداس‪.2013 ،‬‬

‫ا دراسة ا ثا ثة‪ :‬زيوش رحمة‪ ،‬ا مي از ية ا عامة لدو ة في ا جزائر‪ ،‬بحث مقدم يل شهادة د تو ار في‬
‫ا علوم تخصص قا ون‪ ،‬جامعة مو ود معمري تيزي وزو‪.2011 ،‬‬

‫ا دراسة ا رابعة‪ :‬خ يش محمد ا صا ح‪ ،‬ا رقابة على ت فيذ ا فقات ا عمومية في ا قا ون ا جزائري‪،‬‬
‫رسا ة من أجل يل درجة د تو ار في ا قا ون ا عام‪ ،‬جامعة ا جزائر ‪ 01‬لية ا حقوق‪.2012 ،‬‬

‫‪4‬‬
‫ثامنا‪ -‬خطـة ا دراســـــة‪:‬‬

‫تحتوي هذ ا دراسة باإلضافة لمقدمة وا خاتمة على فصلين مقسمة ما يلي‪:‬‬

‫ت فيذه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـا‪.‬‬ ‫ا فصل األول ‪ :‬مفهـ ـ ـوم ا مي از ي ـ ـ ـ ـ ـ ـة وأعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوان‬

‫‪ -‬ا مبحث األول‪ :‬مفه ـوم ا مي از يـة ا عامـة لدو ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‪.‬‬


‫‪ -‬ا مبحث ا ثا ي‪ :‬أعوان ت فيذ ا مي از ية ا عامة لدو ة‪.‬‬

‫ا فصل ا ثا ي‪ :‬طبيعة ا عالقة بين اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي‪.‬‬

‫‪ -‬ا مبحث األول‪ :‬عرض مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي‪.‬‬
‫‪ -‬ا مبحث ا ثا ي‪ :‬استث اءات و تائج تطبيق مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف‬
‫وا محاسب ا عمومي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫ميز ية هي ا وسيلة ا قا و ية ا وحيدة ا تي تستخدمها ا دو ة إلقامة ا توازن بين ا فقات‬
‫إن ا ا‬
‫ميز ية ا عامة تش ل إطااا تصوغ ا ح ومة عبا أهدافها ا عامة خالل س ة ما ية‬
‫واإلياادات‪ ،‬فا ا‬
‫وماقبة أ ثا من اجال االختصاص في ذ ك‪ ،‬فيتو ى اآلما با صاف مسك‬
‫معي ة تتطلب حاصا ا‬
‫تزم با فقات وتصفيتها وا ما بدفعها من جهة وبإثبات اإلياادات‬
‫ا حسابات اإلدااية ويقوم باال ا‬
‫وتصفيتها وا ما بتحصيلها من جهة أخاى‪ ،‬ويتو ى ا محاسب ا عمومي تاتيب حسابات ا تسييا‬
‫بدفع ا فقات وتحصيل اإلياادات‪ .‬وبذ ك فهما مهمتان متوازيتان ل في مجال اختصاصه تعمالن‬
‫جزئاي تطبيقا مبدأ ا فصل بين اآلما با صاف وا محاسب ا عمومي‪.‬‬
‫وفق مبدأ اقا ا مشاع ا ا‬

‫داست ا في هذا ا فصل إ ى مبحثين ا تا ي‪:‬‬


‫و ذ ك س قسم ا‬

‫ميز ي ـ ـ ـ ـة ا عامـ ـة لدو ـ ـ ـ ـ ـة‪.‬‬


‫ا مبحـث ا ول ‪ :‬مفه ـوم ا ا‬

‫ميز ية ا عامة لدو ة‪.‬‬


‫ا مبحث ا ثا ي ‪ :‬أعوان ت فيذ ا ا‬

‫‪7‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ميزنية ا عامة لدو ة‬


‫ا مبحث األول‪ :‬مفهوم ا ا‬
‫ميز ية ا عامة لدو ة وتعايفها مع ا تطاق إ ى مبادئها‬
‫من خالل هذا ا مبحث س تطاق إ ى شأة ا ا‬
‫ماحل ا تي تما بها‪ ،‬ما س بين ا هداف ا تي وضعت جلها‪.‬‬
‫وا ا‬

‫ميزنية ا عامة لدو ة وتعريفها‪ ،‬وعناصرها‪ ،‬وطبيعتها‬


‫ا مطلب األول‪ :‬نشأة ا ا‬
‫ا قانونية‬
‫ميز ية ا عامة لدو ة تطاق إ ى شأتها ثم تعايفها‪،‬مع ا تطاق إ ى مبادئها‬
‫قبل تعايف ا ا‬
‫ماحل ا تي تما بها‪ ،‬ما س بين ا هداف ا تي وضعت جلها‪.‬‬
‫وا ا‬

‫ميزنية ا عامة‬
‫ا فرع األول‪ :‬نشأة ا ا‬

‫جلتا ثواة‬
‫ميز ية في ا ظام ا حديث إ ى ا قان ا سابع عشا ع دما قامت في ا ا‬
‫ياجع شأة ا ا‬
‫ميز ية في ا عا م ومن بي ها فاسا حيث اجتمعت ا جمعية‬
‫س ة ‪ 1688‬م‪ ،‬ثم ا تشا ضام ا ا‬
‫ا وط ية ا فاسية في س ة ‪ 1789‬م‪ ،‬وقاات عدم قا و ية ل ضايبة ال تفاضها ا سلطة ا تشايعية‪،‬‬
‫ميز ية يامي إ ى فاض اقابة ا سلطة ا تشايعية على ا ح ومة‬
‫وقد ان ا هدف من إقااا ضام ا ا‬
‫ضائب بصفة عامة‪،‬ثم امتدت هذ‬
‫حيث قاا ا بامان ضاواة موافقة ا واب على ما يفاض من ا‬
‫ا موافقة من طاف ا واب بعد ذ ك إ ى ضاواة ا اقابة على يفية إ فاق ا مال ا عام‪ ،‬وه ذا أخذت‬
‫ميز ية ش لها ا هائي وأصبح من ا ضاواي موافقة ا مجا س ا يابية على إياادات ا ح ومة‬
‫ا ا‬
‫ميز ية من أباز ما تميزت‬
‫و فقاتها مدة س ة مقبلة وأصبحت ظاهاة موافقة ا مجا س ا يابية على ا ا‬
‫ديمقاطيات ا تقليدية م ذ ا قان ا تاسع عشا‪.‬‬
‫ا‬ ‫به ا‬

‫ميز ية في ا دو ة اإلسالمية ف ا ت عبااة عن ما يتجمع ع د اسول اهلل‪ -‬صلى اهلل‬


‫أما ا ا‬
‫عليه وسلم‪ -‬من ا صدقات وا ز اة ي فقها على ا مصلحة ا عامة‪ ،‬أما ا غ ائم فتوضع في بيت ا مال‬
‫خاج خمسها ل بي وأهله‪ ،‬وفي عهد ا خلفاء ا ااشدين توسعت موااد‬
‫يوزع على ا مسلمين بعد إ ا‬
‫خاج وخزي ة ا صدقات‪.1‬‬
‫ا خزي ة وا تظمت فقاتها وقسم في تاب ا ا‬

‫‪1‬علي زغدود‪ ،‬ا ما ية ا عامة‪،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪،‬ا جزائا‪، 2005،‬ص‪68-67‬‬

‫‪8‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ميزنية‬
‫ا فرع ا ثاني‪ :‬تعريف ا ا‬

‫ميز ية ا عامة بأ ها وثيقة قا و ية مصادق عليها من ا بامان تهدف تقديا ا فقات‬


‫يم ن تعايف ا ا‬
‫ا ضاواية إلشباع ا حاجات ا عامة واإلياادات ا الزمة تغطية هذ ا فقات عن فتاة مقبلة عادة ما‬
‫ت ون س ة وقد عافتها ا مادة‪ 06‬من قا ون‪ 17-84‬ا متعلق بقوا ين ا ما ية بأ ها تتش ل من‬
‫اإلياادات وا فقات ا هائية لدو ة ا محددة س ويا وا موزعة وفق ا ح ام ا تشايعية وا ت ظيمية‬
‫‪1‬‬
‫ا معمول بها‪.‬‬

‫وعاف )‪ (delbez louis‬ا مي از ية بأ ها( وثيقة محاسبية وما ية تعبا عن ف اة االعتماد ل فقات‬
‫واإلياادات ا عامة فتاة مقبلة‪ ،‬وا تي تعبا عن صواة أاقام عن ا شاط االقتصادي واإلدااي‬
‫‪2‬‬
‫واالجتماعي لدو ة)‪.‬‬

‫ما تعاف ذ ك بأ ها ا عملية ا تي من خال ها ياخص تحديد ا فقات ا عامة واإلياادات ا عامة‬
‫‪3‬‬
‫ا تي تم ن من ت فيذ ا سياسة ا ما ية لدو ة خالل مدة زم ية محددة‪.‬‬

‫جزئاي في ا مادة ‪ 3‬من قا ون‪ 21-90‬ا متعلق با محاسبة ا عمومية (ا وثيقة‬


‫وقد عافها ا مشاع ا ا‬
‫ا تي تقدا لس ة ا ما ية مجموع اإلياادات وا فقات ا خاصة با تسييا واالستثماا وم ها فقات‬
‫‪4‬‬
‫باس مال وتاخص بها )‪.‬‬
‫ا تجهيز ا عمومي وا فقات أ‬

‫ميز ية على أ ها‪ :‬توقع واجازة ل فقات ا عامة و إلياادات ا عامة عن مدة‬
‫وبذ ك يم ن تعايف ا ا‬
‫‪5‬‬
‫مقبلة غا با ما ت ون س ة‪.‬‬

‫ما يم ن تعايفها من ا احية ا ش لية بأ ها‪:‬‬

‫‪(Est lacté par le quel sont prévues et autorisées et le dépenses des‬‬


‫)‪organismes publics‬‬

‫ا ما ية ا مادة‪ 06‬من ا قا ون ‪ 17- 84‬ا متعلق بقا ون‬ ‫‪1‬‬

‫عطية عبد ا وهاب‪ ،‬ا موازة ا عامة لدو ة ‪ ،‬داا ا هضة ا عابية ‪ ،‬ا قاهاة ‪ ،1996‬ص ‪664‬‬ ‫‪2‬‬

‫عبد ا مجيد دااز‪ ،‬سمياة أيوب‪ ،‬مبادئ ا ما ية عامة‪،‬ا داا ا جامعية‪،‬اإلس داية‪،2002،‬ص‪53‬‬ ‫‪3‬‬

‫ا قا ون ‪ 21-90‬ا مؤاخ في ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬ا متعلق با محاسبة ا عمومية‬ ‫‪4‬‬

‫محمد ا صغيا بعلي ويساي أبو ا عال‪ ،‬ا ما ية ا عامة ‪ ،‬داا ا علوم ل شا وا توزيع ‪ ،‬ع ابه طبعة ‪ 2003‬صفحة ‪87‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪9‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ومن ا احية ا مادية‬

‫‪(Est l’ensemble des dépenses et recettes autorisées et réalisées pour‬‬


‫)‪une année‬‬
‫‪1‬‬
‫ميزنية ا عامة‬
‫ا فرع ا ثا ث‪:‬عناصر ا ا‬

‫ميزنية نظرة توقيعية مستقبلية‪:‬‬


‫أوال – ا ا‬

‫ميز ية سجال يتضمن توقعات ا سلطة ا ت فيذية ما ست فقه أو ما تحصله من مبا غ‬


‫تعتبا ا ا‬
‫ميز ية بما تحتوي من فقات واياادات وا مبا غ‬
‫خالل مدة زم ية محددة تقدا بس ة واحدة وتع س ا ا‬
‫ل م هما با امج عمل ا ح ومة في ا فتاة ا مستقبلية على ا صعيد ا سياسي‬ ‫ا ماصودة‬
‫واالقتصادي واالجتماعي فإذا ما قاات ا ح ومة مثال زيادة االعتمادات ا مخصصة لدفاع في‬
‫ميز ية فان ذ ك يع س سياسة ح ومية إازء ما قد تتعاض ه ا دو ة من تهديدات خااجية واذا ما‬
‫ا ا‬
‫ميز ية صا ح ا مشاايع ا وط ية ا تي تقوم بها فان‬
‫تقلصت ا فقات ا تي تاصدها ا ح ومة في ا ا‬
‫ذ ك يعس سياسة اقتصادية معي ة ت وي ا ح ومة إتباعها مستقبال وهي اال سحاب تدايجيا من‬
‫دات ا خاصة وزيادة االعتمادات ا خاصة با ت افل‬
‫ا شاط االقتصادي وتا ه مجال ا مبا ا‬
‫ميز ية ‪.‬‬
‫االجتماعي في ا ا‬

‫ميز ية باعتبااها ظاة توقيعية فتاة مستقبلية‪ ،‬تختلف بذ ك عن ا حساب ا ختامي‬


‫وا ا‬
‫تقديات ل فقات واإلياادات تتعلق بفتاة مقبلة قد تتحقق أو ال‬
‫ا‬ ‫ميز ية على‬
‫ميز ية فبي ما تحتوي ا ا‬
‫ل ا‬
‫ميز ية عبااة عن بيان ل فقات واإلياادات ا تي أ فقت وحصلت فعال‬
‫تتحقق فان ا حساب ا ختامي ل ا‬
‫ميز ية ظاة توقيعية على فتاة قادمة فان ا حساب‬
‫عن فتاة سابقة وبعبااة موجزة إذا ا ت ا ا‬
‫ميز ية هو ظاة تسجيلية عن مدة ماضية ‪.‬‬
‫ا ختامي ل ا‬

‫محازي محمد عباس ‪ ،‬اقتصاديات ا ما ية ا عامة ‪ ،‬ديوان ا مطبوعات ا جامعية‪ ،‬بن ع ون ا جزائا ‪ ، 2003‬صفحة ‪385- 383‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪10‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ميزنية تتطلب اإلقرار أو ا ترخيص من ا سلطة ا مختصة‬


‫ثانيا – ا ا‬

‫ميز ية أي با موافقة علي توقعات ا ح ومة ل فقات‬


‫تختص ا سلطة ا تشايعية باعتماد ا ا‬
‫ميز ية إال إذا تم تاخيصها من قبل‬
‫واإلياادات عن س ة مقبلة فال تستطيع ا ح ومة أن تقوم بت فيذ ا ا‬
‫ا سلطة ا تشايعية وفي حدود هذ ا اخصة‪.‬‬

‫ويعتبا هذا ا حق من أقوى ا حقوق ا تي تتمتع بها ا سلطة ا تشايعية‪ ،‬إذ بواسطته تستطيع‬
‫ماقبة أعمال ا ح ومة في جميع ا مجالت بل وتستطيع ا سلطة ا تشايعية في ا دول‬
‫هذ أعمال ا‬
‫ميز يات ا مقدمة م ها‪ ،‬مما يؤدي‬
‫ديمقاطية إسقاط ا ح ومات عن طايق افض ا موافقة على ا ا‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫في هاية ا مطاف إ ى إجباا هذ أعمال على االستقا ة أو إ ى حل ا سلطة ا تشايعية ذاتها‪.‬‬

‫وجديا با ذ ا أن ا ذي يخضع إلجازة آو إقااا ا سلطة ا تشايعية با مع ى ا تق ي ل لمة‪،‬هو‬


‫تقدياتها ا توقيعية إلياادات‬
‫ا‬ ‫تقديات أو ضاة ا ح ومة ا توقيعية ل فقات ا عامة وحدها دون‬
‫ا‬
‫ا عامة‪ .‬ذ ك أن اخصة ا سلطة ا تشايعية ل فقات يعطي ا ح ومة ا خياا في أن تقوم بها آو ال‬
‫تقوم‪.‬‬

‫تقديات فال يتضمن أو ال يتاك أي خياا أمام ا ح ومة في‬


‫ا‬ ‫أما موافقة ا بامان على‬
‫صوص قا ون ا تي تقااها قوا ين‬ ‫تحصيلها من عدمه‪ ،‬حيث أ ها واجبة ا تحصيل طبقا‬
‫ضائب مثال‪.‬‬
‫ا ا‬

‫ضائب جديدة‬
‫ا‬ ‫ميز ية أوجها جديدة إلاادات‪،‬‬
‫وقد تحاول ا ح ومة أن تدخل على ا ا‬
‫ميز ية موافقة صاداة م ها في فس ا وقت على فاض‬
‫مثال‪،‬بحيث تعتبا إجازة ا سلطة ا تشايعية ل ا‬
‫ميز ية‪ ،‬وت تهج ا ح ومة هذا ا طايق قصد‬
‫ضائب ا جديدة و هذا ما يعاف بملحقات ا ا‬
‫هذ ا ا‬
‫ميز ية‪ ،‬وأن‬
‫ضائب‪،‬و ن ملحقات ا ا‬
‫تسهيل ا حصول عن موافقة ا سلطة ا تشايعية على فاض ا ا‬
‫ضائب ا جديدة‪ ،‬ال تتفق مع ما‬
‫ا ت تفيد ا ح ومة في ا حصول عن موافقة سهلة على فاض ا ا‬
‫يجب من إتاحة ا وقت ا افي م اقشة مبدأ فاض ا ضايبة‪ ،‬أسبابه و تائجه‪،‬هذا فضال‪ ،‬عن أن‬
‫ضائب بما ها من خطواة و أهمية و ديمومة البد و إن تصدا فيش ل قوا ين مستقلة‬
‫تشايعات ا ا‬
‫ميز يات ا تي تتسم با طابق ا مؤقت قاعدة‬
‫يسهل اجوعه إ يها‪ ،‬و يس في ش ل ملحق بإحدى ا ا‬
‫عامة‬

‫‪11‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ميزنية ا عامة‬
‫ا فرع ا اربع‪ :‬ا طبيعة قانونية ل ا‬

‫ميز ية ا عامة وثيقة ما ية اسمية‪،‬تقوم على اإلجازة وا تقديا بحيث يعتبا ا تقديا‬
‫ما ا ت ا ا‬
‫عمال تق يا تقوم به ا سلطة ا ت فيذية بي ما تعد اإلجازة عمال تشايعيا تقوم به ا سلطة ا تشايعية‪ ،‬فا ه‬
‫‪1‬‬
‫يثوا ا تساؤل حول تحديد طبيعتها قا و ية‪ ،‬وي داج تحت هذا ا طاح ثالث أااء فقهية‪:‬‬

‫ميز ية هي قا ون أي عمل تشايعي‪ ،‬يصدا عن ا سلطة ا تشايعية وفق إجااءات‬


‫ا اأي ا ول‪ :‬ا ا‬
‫صدوا ا قوا ين طبقا ح ام ا دستوا ووفقا ل ظام ا داخلي لبامان‪.‬‬

‫ها مجاد تخمي ات وتوقعات ل فقات واإلياادات‬ ‫ميز ية ا عامة هي عمل إدااي‬
‫ا اأي ا ثا ي‪ :‬ا ا‬
‫ا مستقبلية أي عمل احتما ي يحتمل ا صواب وا خطأ معا وال يقوم على قواعد علمية مجادة توافق‬
‫خاصية ا قواعد ا قا و ية‪.‬‬

‫ميز ية ا عامة هي عمل مختلط أي قا و ـي وادااي معا‪،‬حيث ياى ا فقيه)‪(Duguit‬‬


‫ا اأي ا ثا ث‪ :‬ا ا‬

‫بأن أح ام اإلياادات ا عامة (خاصة با ضاائب) هي عمل قا و ي تشايعي أما ما تعلق م ها‬
‫با فقات فهي عمل إدااي‪.‬‬

‫زي ب عوض اهلل ‪،‬أساسيات ا مي از ية ا عامة ‪ ،‬داا ا جامعة ا جديدة ‪ ،‬ا قاهاة ‪ 2006‬ص‪253‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫‪1‬‬
‫ميزنية ا عامة ومبادئها‬
‫ا مطلب ا ثاني‪ :‬أهمية ا ا‬
‫ميز ية ا عامة في مختلف ا واحي خاصة ا سياسية واالقتصادية ما تخضع‬
‫تظها أهمية ا ا‬
‫مجموعة من ا مبادئ ا عامة وا ساسية س تطاق ها ما يلي‪:‬‬

‫ميزنية ا عامة لدو ة‬


‫ا فرع األول‪ :‬أهمية ا ا‬

‫أوال‪ -‬أهميتها ا سياسية‪:‬‬

‫ميز ية من قبل ا بامان مع ى ذ ك م اقشة ا با امج ا سياسي لح ومة وان‬


‫إن اعتماد ا ا‬
‫احتاج ا سلطة ا ت فيذية مصادقة ا بامان يع ي تتمتع ا شعب بحاياته ا دستواية وحقوقه‬
‫مؤشات اتفاقية وموااد ما ية فهي ت شف عن‬
‫ا‬ ‫ميز ية بما تتضم ه من‬
‫ديمقاطية ما أن ا ا‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫ا سياسة ا عمة لدو ة اتجا ا مجتمع‪.‬‬

‫ميز ية فاض اقابة على أعمال ا سلطة ا ت فيذية‪ ،‬ذ ك يستطيع‬


‫ويستطيع ا بامان أث اء م اقشة ا ا‬
‫عن طايق افض اعتماد معين في مشاوع ا ح ومة إجبااها على ا عدول عن سياسة اقتصادية‬
‫واجتماعية معي ة أو حملها على ت فيذ با امج معين ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهميتها االقتصادية‪:‬‬

‫ميز ية ا عامة دوا فعال في تحقيق ا توازن االقتصادي في ا دو ة وذ ك عن طايق استخدام‬


‫ل ا‬
‫ا سياسة االتفاقية االياادية‪.‬‬

‫ميز ية ا عامة في ا حياة االقتصادية واالجتماعية في مجتمعات مختلف ا دول فهي أداة‬
‫تع س ا ا‬
‫ميز ية أاقاما و ميات ما ا ت في‬
‫تساعد في إدااة وتوجيه االقتصاد ا قومي حيث م تعد ا ا‬
‫ا مفهوم ا تقليدي‪ ،‬بل ها أثاا في ل حجم اإل تاج ا قوي وفي مستوى ا شاط االقتصادي ب افة‬
‫فاوعه وقطاعاته ‪.‬‬

‫اصا ياسين‪ ،‬ا ماجع ا سابق‪،‬ص ‪11 -9‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ميز ية ا عامة تع س فلسفة ا دو ة وذ ك من خالل فقاتها وايااداتها فاتساع فقات ا قطاع ا عام‬
‫فا ا‬
‫يشيا إ ى توسع دوا ا دو ة في االقتصاد حيث أن ازدياد سبة مساهمة هذا ا قطاع في اإلياادات‬
‫ا عامة يع س توجه ا دو ة إ ى اتساع سياسة االقتصاد ا موجه ‪.‬‬

‫ميز ية‬
‫ميز ية ا عامة تأثا وتتأثا بهذ ا قطاعات االقتصادية‪ ،‬فغا با ما تستخدم ا دو ة ا ا‬
‫إذا ا ا‬
‫ا عامة ومحتوياتها أي ا فقات واإلياادات من اجل إشباع ا حاجات ا عامة ا تي يهدف االقتصاد‬
‫إ ى تحقيقها ‪.‬‬

‫ميز ية وا وضاع االقتصادية ب ل ظواهاها من‬


‫فا عالقة وثيقة بين ا شاط ا ما ي لدو ة أي ا ا‬
‫ميز ية ا عامة عن ا خطة‬
‫ا تضخم واال ماش واال تعاش‪...‬ا خ‪،‬بحيث يصبح من ا متعذا فصل ا ا‬
‫االقتصادية‪،‬وخاصة بعد أن أصبحت ا موازة أداة مهمة من أدوات تحقيق أهداف ا خطة‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫ثا ثا – أهميتها االجتماعية‪:‬‬

‫ميز ية االجتماعية تتعلق بمفاهيم ا عدا ة االجتماعية وتقليل ا فوااق بين ا طبقات‬
‫إن أهمية ا ا‬
‫وا اخاء االجتماعي بحيث تع س ا هداف ا تي تضعها وت فذها ا ح ومة في مجال ا اخاء‬
‫االجتماعي مدى اهتمامها في االاتقاء با خدمات ا تعليمية وتقديم ا تعليم ا مجا ي في مختلف‬
‫وماحل تطوا ا خدمات ا صحية ومد شب ات ا ماء وايصال ا هاباء‪...‬وغياها من ا خدمات‪.‬‬
‫ا‬

‫ذ ك في مجال إعادة توزيع ا دخل ا قومي حيث ت شف ا سياسة ا ضاواية فيما إذا ا ت‬
‫ضائب ا تصاعدية وتحقيق‬
‫ا ح ومة تسعى تقليل ا فوااق بين دخول ا فااد وذ ك من خالل ا ا‬
‫ا عدا ة االجتماعية‪.‬‬

‫ميزنية ا عامة‬
‫ا فرع ا ثاني‪ :‬مبادئ ا ا‬

‫ميز ية أن تضع في اعتبااها عدد من ا مبادئ‬


‫يتعين على ا سلطة ا ت فيذية وهي بصدد تحضيا ا ا‬
‫ميز ية وا تي صاات من ا بديهيات في علم ا ما ية وتتمثل هذ ا مبادئ ا ابعة‬
‫ا عامة ا تي تح م ا ا‬
‫ميز ية‪.‬‬
‫ا تا ية فيما يلي‪ :‬س وية – وحدة – عمومية وتوازن ا ا‬

‫‪1‬أعاد حمود ا قيسي‪ ،‬ا ما ية ا عامة وا تشايع ا ضايبي ‪ ،‬داا ا ثقافة‪ ،‬ا ادن‪ ،2000،‬ص‪93‬‬

‫‪14‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ميزنية‪:‬‬
‫أوال‪ -‬مبدأ سنوية ا ا‬

‫قد وادت اإلشااة إ ى مبدأ ا س وية في ا مادتين ‪ 3‬و‪ 6‬من قا ون ا ما ية اإلطاا قوا ين ا ما ية في‬
‫ضا و ها‬
‫ا‬ ‫ميز ية ا عامة‬
‫جزئا س ة ‪ . 1984‬حيث تعتبا مدة ا س ة ا ما ية اخصة ت فيذ ا ا‬
‫ا ا‬
‫ميز ية‪ ،‬ذ ك أن مدة‬
‫أ ثا مالئمة وت يفا مع توقعات ا هيئات وا بامان ا م لفة بأعداد وتحضيا ا ا‬
‫ا س ة ا ما ية تسمح بتجسيد جيد ل فقات واإلياادات ا متوقعة و ذا ا مصادقة عليها من جهة أخاى‬
‫واعطاء فعا ية لاقابة عليها من جهة أخاى‪.‬‬

‫يع ي هذا ا مبدأ أن يتم ا توقيع وا تاخيص فقات واياادات ا دو ة بصفة دواية م تظمة ل عام‬
‫ميز ية يجب أن تقاا باعتماد س وي من ا سلطة ا تشايعية‪.‬وياجع هذا‬
‫ويع ي هذا ا مبدأ أيضا أن ا ا‬
‫‪1‬‬
‫ا مبدأ إ ى اعتبااات سياسية وما ية معي ة‪:‬‬

‫ميز ية يضمن دوام اقابة ا سلطة ا تشايعية على‬


‫‪-‬االعتبااات ا سياسية‪ :‬فتتمثل في أن مبدأ ا ا‬
‫أ شطة ا سلطة ا ت فيذية ا تي جد فسها مضطاة على ا اجوع إ يها وا حصول على موافقتها بصفة‬
‫ميز ية ا دو ة تجعل ا سلطة ا تشايعية تقف على تفاصيل‬
‫دواية ل عام‪،‬ثم إن ا م اقشة ا س وية ا‬
‫شاط ا سلطة ا ت فيذية واقابته واسم حدود ‪.‬‬

‫‪-‬االعتبااات ا ما ية‪ :‬وتتمثل في أن فتاة ا س ة هي ا فتاة ا تي تمااس خال ها اغلب ا شطة‬


‫االقتصادية‪ ،‬ما إ ها تضمن دقة تقديا إياادات ا دو ة و فقاتها بصفة خاصة على أساس اتجاهاتها‬
‫في ا ماضي ا قايب (ا س ة ا ما ية ا م تهية)‪،‬وذ ك صعوبة تقديا هذ اإلياادات وا فقات في فتاة‬
‫ميز ية أطول من س ة‬
‫أطول‪ ،‬وما قد يقتان بذ ك من أخطاء فتقديا ا فقات ع دما ت ون مدة ا ا‬
‫ضا الحتمال تغيا ا سعاا بش ل محسوس خالل هذ ا فتاة ا زمة ت فيذ‬
‫ا‬ ‫سي ون صعبا‬
‫ضا الحتمال تغيا ا عوامل‬
‫ا‬ ‫ميز ية‪ ،‬ما أن تقديا اإلياادات ن ي ون بدوا اقل صعوبة‬
‫ا ا‬
‫االقتصادية ا تي تؤثا في ا دخل ا وط ي‪.‬‬

‫ما أن فتاة ا س ة تضم فصول ا س ة ا ابعة ا تي تتوزع عليها مظاها ا شاط االقتصادي وما‬
‫ميز ية توضع مدة تقل عن س ة‪،‬فان ذ ك سيؤدي إ ى‬
‫تقتضيه من فقات واياادات فلو ا ت ا ا‬
‫اختالل في موااد ا دو ة و فقاتها‪.‬‬

‫محازي محمد عباس‪،‬ا ماجع ا سابق‪ ،‬ص‪393-392‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪15‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ميز ية‪،‬باعتباا يمثل ضما ة‬


‫حتام مبدأ س وية ا ا‬
‫ويؤ د ا ف ا ا ما ي ا تقليدي على ضاواة ا ا‬
‫ماعاته ظاهاة موسمية‬
‫تقديات محددة ومن ثم واقعية‪.‬إ ى جا ب ا‬
‫ا‬ ‫ميز ية على ضوء‬
‫تحضيا ا ا‬
‫فتات قصياة من جا ب‬
‫بعض ا فقات واإلياادات‪ ،‬إضافة إ ى ضما ته اقابة فعا ة ودواية على ا‬
‫ا سلطة ا تشايعية إل فاق ا ح ومي‪.‬‬

‫‪ -‬بداية ا سنة ا ما ية‪ :‬وتختلف بداية ا س ة ا ما ية من دو ة خاى فبعض ا دول تجعل بداية‬
‫جزئا أين توافق س ة ت فيذ‬
‫ميز ية ا دو ة في أول جا في‪ ،‬وهي حا ة ا ا‬
‫ا‬ ‫ا س ة ا ما ية‬
‫‪1‬‬
‫ميز ية ا س ة ا مد ية أي من ‪ 1‬جا في إ ى ‪ 31‬ديسمبا‬
‫ا ا‬

‫و ذا اآلما في فاسا وأ ما يا وايطا يا‪...‬ا خ‪.‬‬

‫جزئا ت ص ا مادة ‪ 3‬من قا ون اقم ‪ 17-84‬ا متعلق بقوا ين ا ما يــة على ما يلي‪ ( :‬يقاا‬
‫وفي ا ا‬
‫وياخص قا ون ا ما ية لس ة‪ ،‬با سبة ل س ة مد ية‪ ،‬مجمل موااد ا دو ة وأعبائها و ذا ا وسائل‬
‫على ذ ك‬ ‫مافق ا عمومية ما يقاا وياخص عالوة‬
‫ا ما ية ا خاى ا مخصصة تسييا ا ا‬
‫ميز ية‬
‫لتجهيزت ا عمومية و ذ ك ا فقات با أاس مال)‪ .2‬ومبدأ س وية ا ا‬
‫ا‬ ‫ا مصاايف ا مخصصة‬
‫يس مطلقا‪،‬حيث تاد عليه بعض االستث اءات‪،‬مثل ضام أالث ي عشاية في حا ة عدم ا تم ن من‬
‫ميز ية قبل بداية ا س ة ا ما ية‪ ،‬إذا تتاخص اإلدااة ا عامة بفتح اعتمادات شهاية‬
‫ا مصادقة على ا ا‬
‫ميز ية ا مقبلة‪.‬‬
‫مؤقتة على حساب ا ا‬

‫لبامج وا مخططات االقتصادية‬


‫ميز يات ا مخصصة ا‬
‫ما يعتبا استث اء من مبدأ ا س وية ا ا‬
‫واالجتماعية ا تي يستغاق ت فيذها في ا ميدان عدة س وات‪.‬‬

‫طبقا لمادتين ‪ 3‬و‪ 7‬من ا قا ون اقم ‪ 17-84‬ا مؤاخ في‪ 07‬جويلية‪ 1984‬وا مادة‪ 3‬من ا قا ون اقم‪ 21-90‬ا مؤاخ في‪ 15‬أوت‪1990‬‬ ‫‪1‬‬

‫ا مادة ‪ 3‬من ا قا ون اقم ‪ 17-84‬ا متعلق بقوا ين ا ما ية‬ ‫‪2‬‬

‫‪16‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫‪1‬‬
‫ميزنية‪:‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ وحدة ا ا‬

‫ميز ية واحدة وتظها في وثيقة‬


‫ت ص قاعدة ا وحدة بان تداج جميع إياادات ا دو ة و فقاتها في ا‬
‫ميز يات ا دو ة‪ ،‬وذ ك من شا ه إعطاء صواة حقيقية لما ز‬
‫واحدة‪ ،‬ويع ي هذا عدم تعدد ا‬
‫ومبدأ وحدة‬ ‫‪2‬‬
‫قاءتها في ش ل موازة وأيضا يسهل عملية اقابة ا بامان‬
‫ا ما ي لدو ة وسهو ة ا‬
‫ميز ية يع ي وضع ب ود اإلياادات وا فقات في خطة واحدة بهذا يم ن تفسيا على أساس‪:‬‬
‫ا ا‬

‫‪ – 1‬ازوية مادية ‪ :3‬وتع ي أن جميع ا عمليات ا ما ية لدو ة تجمع ضمن مشاوع يخضع اقابة‬
‫ا بامان ‪.‬‬

‫حتام مبدأ ا وحدة من ا ازوية ا مادية يع ي عدم ا قداة على إخفاء ا عجز بطايقة تقديم‬
‫وا ا‬
‫ميز ية ا متوازة في ا ش ل ا عادي ثم تقدم ا موازة أو مجموعة مواز ات ت ميلية غيا متوازة‬
‫ا ا‬
‫تماما ‪.‬‬

‫‪ -2‬ازوية ش لية ‪ :4‬خضوع جميع ا عمليات ا ما ية قا ون واحد هو قا ون ا ما ية ومن ه ا‬


‫تظها أهمية مبدأ ا وحدة من حيث ا اقابة ا باما ية ‪.‬‬

‫ومن احية أخاى يم ع مبدأ ا وحدة ظهوا ا عمليات ا ما ية ا مطابقة ل فقات ا هائية ضمن‬
‫ميز ية ا ساسية ‪ .‬ومبدأ ا وحدة من ا ازوية ا ش لية يسمح لبامان‬
‫حسابات خااج ا ش ل ل ا‬
‫بإعطاء ا اأي حول أو ية ا فقات ‪.‬‬

‫ميز ية خاصة متوازة وتمويلها بطاق خاصة‬


‫وا قاعدة ا عامة أن يتم تسجيل ا فقات في ا‬
‫تغييات قدية ‪.‬‬
‫ا‬ ‫ضائب اإلضافية أو إلحداث‬
‫فاض ا ا‬

‫ميز يات أخاى‬


‫ميز ية‪ ،‬يم ن اإلشااة إ ى وجود ا‬
‫ومن االستث اءات ا واادة على قاعدة وحدة ا ا‬
‫ميز ية ا عامة وهي‪:‬‬
‫إ ى جا ب ا ا‬

‫محمد ا صغيا بعلي ويساى ابوا ا عالء ‪ ،‬ا ماجع ا سابق‪،‬ص‪93‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد ا سعيد فاهود ‪ ،‬تاب مبادئ ا ما ية (ا جزء ا ول) ‪ ،‬حلب ‪ ، 1978‬ص‪281‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد ا صغيا بعلي ويساى ابوا عالء‪ ،‬ا ماجع ا سابق ‪ ،‬ص‪93.‬‬ ‫‪3‬‬

‫فس ا ماجع ا سابق ‪،‬ص ‪94‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪17‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ميز يات ا مستقلة‪ ،‬ا حسابات ا خاصة على‬


‫ميز يات ا ملحقة‪ ،‬ا ا‬
‫ميز يات غيا ا عادية‪ ،‬ا ا‬
‫ا ا‬
‫ا خزي ة‪.‬‬

‫ظا تمتعها با شخصية‬


‫ميز ياتها ا‬
‫جزئا فان هيئات اإلدااة ا محلية مثال ا بلديات فان ا‬
‫وفي ا ا‬
‫ميز يات ملحقة حي ما‬
‫ا مع وية‪ ،‬ما جاء في ا مادة ‪ 44‬من قا ون ‪ 17-84‬تسمح بإ شاء ا‬
‫صت على ما يلي‪:‬‬

‫ميز يات ملحقة‪ ،‬ا عمليات ا ما ية مصا ح ا دو ة ا تي م يضف عليها‬


‫يجوز أن ت ون موضوع ا‬
‫قا ون ا شخصية االعتبااية‪ ،‬وا تي شاطها أساسا إ ى إ تاج بعض ا مواد أو تأدية بعض‬
‫ا خدمات ا مدفوعة ا ثمن‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ثا ثا‪ :‬مبدأ ا عمومية (ا شمو ية)‪:‬‬

‫ميز ية قسمين‪ :‬أو هما خاص باإلياادات وا ثا ي با فقات دون ا ابط‬


‫ويع ي أن تتضمن ا ا‬
‫بحيث يظها ل قسم مستقال عن ا خا‪.‬‬

‫ميز ية‬
‫وهذ ا طايقة توضح تيجة شاط ا دو ة مما ييسا مهمة ا بامان في ا اقابة على ب ود ا ا‬
‫ميز ية ويتعااض هذا ا مدامع بعض ا قواعد وهي‪:‬‬
‫واقابة داخلية في ماحلة ت فيذ ا ا‬

‫*عدم تخفيض اإليرادا وا نفقا ‪ :‬ا تعديل ا سبي با زيادة أو ا قصان‪:‬‬

‫ميز ية من‬
‫إذا طبق ا هذا ا مبدأ يجب تسجيل اإلياادات وا فقات بقيمتها اإلجما ية ضمن ا ا‬
‫ميز ية لحصول على دخل‬
‫ضائب و فقات ا تخلص من ا طاق ا قديمة في حسابات ا ا‬
‫ا ا‬
‫إضافي في هذ ا حا ة يم ن ا لجوء إ ى ا مصادا ا تمويلية ا خاى ا قاوض تمثيل دخل‬
‫ميز ية‪.‬‬
‫إضافي ل ا‬

‫ساف‪.‬‬
‫وا هدف من ذ ك ضبط ا موازة حيث تؤدي زيادة اإلياادات إ ى ا تبذيا واإل ا‬

‫*قاعدة عدم ا رصد‪ :‬تم ع تغطية بعض أوجه اإل فاق عن طايق بعض اإلياادات أو ا ع س مما‬
‫يخلق وعا من عدم ا مساواة صا ح بعض ا جهات ا عمومية فا هيئات ا مستفيدة من اإلياادات‬

‫محمد ا صغيا بعلي‪ ،‬ا ماجع ا سابق‪97-95‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ا تي اصدت حسابها يم ها بسهو ة اال تجاء لقاوض زيادة مواادها ما يم حها وعا من‬
‫ميز ية‪.‬‬
‫االستقالل وأفضلية با سبة لسلطات ا قائمة على ت فيذ ا ا‬

‫وهذ ا قاعدة طبقت في فاسا واستعملت سالح لح ومة لوقوف ضد ا بامان مثال ذ ك زيادة‬
‫ا ضايبة ا مقااة فقات عامة اسم ا مشاوبات تغطية فقات ا صحة‪.‬‬

‫ويتاتب على مبدأ عمومية ا ضايبة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلخضاع ا ضايبي جميع ا مواط ين بدون ا تهاب م ها أو تج بها‪.‬‬

‫حافها عن بلوغ أهدافها فضال عن ضاواة توافا‬


‫‪ -‬ما يتعذا قل عبئها بصواة تؤدي إ ى ا ا‬
‫ا خفاض حساسية ا ممو ين تجا ا ضايبة وضا ة شعواهم بعبئها‪ ،‬اآلما ا ذي يم ن تحقيقه إال‬
‫باعتدال أسعااها وأح امها واجااءاتها اإلدااية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫اربعا ‪ -‬مبدأ ا توازن‪:‬‬

‫ميز ية على مفهومان‪ :‬تقليدي وأخا حديث‬


‫يحتوي توازن ا ا‬

‫ميزنية‪:‬‬
‫‪ -1‬ا مفهوم ا تقليدي مبدأ توازن ا ا‬

‫يع ي هذا ا مبدأ تساوي جملة فقات ا دو ة مع إيااداتها ا مستمدة من ا مصادا ا عادية دون‬
‫زيادة أو قصان‪،‬فا مبدأ من هذا ا مفهوم ي ظا إ يه إذا ظاة حسابية بحتة وهذا موازة ا فااد‬
‫وا مشاوعات ا خاصة‪ ،‬وذ ك خشية حدوث عجز وتضخم أداما تم تغطية ا عجز عن طايق‬
‫ساف وا تبذيا‪ ،‬ثم إن تغطية ا عجز عن‬
‫اإلصداا ا قدي‪ ،‬أو حدوث فائض يدفع علي اإل ا‬
‫طايق اال تجاء إ ى ا قاوض‪ ،‬من شا ه أن يؤدي إ ى ت اقض ا موال ا موجودة في يد ا فااد‬
‫وا تي ا ت ستوجه في ا غا ب على االستثماا مما يؤدي إ ى قص اؤوس ا موال اإل تاجية‬
‫قتاض من شا ه تحميل‬
‫في االقتصاد ا قومي أضف إ ى ذ ك أن سد ا عجز عن طايق اال ا‬
‫ا جيال ا قادمة بأعباء إضافية تتمثل في خدمة ا دين ا عام وعدم استيقادها با موال ا مقتاضة‪.‬‬

‫محازي محمد عباس‪،‬ا ماجع ا سابق‪ ،‬ص ‪418-416‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫‪1‬‬
‫ميزنية‪:‬‬
‫‪ -2‬ا مفهوم ا حديث مبدأ توازن ا ا‬

‫ميز ية على ا ه ااثة‬


‫أما ا ظاية ا حديثة في ا ما ية ا عامة فلم تعد ت ظا على ا عجز في ا ا‬
‫تطوات ا ما ية واالقتصادية ا تي تميز ا قان ا حا ي ‪ .‬و ن‬
‫ا‬ ‫ما ية محققة وذ ك في ضوء ا‬
‫يس مع ى ذ ك أن ا ف ا ا ما ي ا معاصا يستبعد ف اة ا توازن‪ ،‬ل ما ه ا ك ا ه يستبدل‬
‫ا توازن ا ما ي بف اة ا توازن االقتصادي ا عام حتى و و أدى هذا إ ى حدوث عجز مؤقت في‬
‫ميز ية وهو ما يطلق عليه ب ظاية ا عجز ا مؤقت وا م ظم وتتمثل هذ ا ظاية في ا ه في‬
‫ا ا‬
‫فتات ا ا ود وا فساد ت تشا ا بطا ة‪ ،‬وهذ ا بطا ة هي في ا حقيقة ا عجز ا حقيقي ا ذي‬
‫ا‬
‫يتعاض ه االقتصاد و يس ا عجز بمفهومه ا محاسبي‪ ،‬ما يشيا أصحاب ا مفهوم ا تقليدي ‪.‬‬

‫وتخفيض هذا ا عجز ا حقيقي يستلزم زيادة حجم االستثمااات ت شيط ا حا ة االقتصادية‪،‬وذ ك‬
‫عن طايق زيادة ا طلب ا لي بم ح إعا ات لعاطلين عن ا عمل وزيادة االستثمااات ا الزمة‬
‫مواجهة ا زيادة في ا طلب ما يتعين عليها أن تخفض من حجم االقتطاعات ا عامة أي‬
‫ضائب جديدة‪ ،‬حتى تزيد ا موااد ا ما ية دي ا مواط ين‬
‫تخفيض معدل ا ضايبة أو عدم فاض ا‬
‫وتقلل ا عباء ا ملفات على عاتق ا مؤسسات ا خاصة ‪.‬‬

‫وبهذ ا طايقة يم ن القتصاد ا وط ي أن يخاج من حا ة ا ا ود ا تي يعا يها‪ ،‬وتزيد ا عما ة‬


‫إ ى ا حد ا ذي يشتغل فيه ا جهاز اإل تاجي لدو ة ب ل طاقته ‪.‬‬

‫وتتلخص ظاية ا عجز ا م ضم في ا ه يتعين على ا دو ة في حا ة ا ساد أي ع دما ي ون‬


‫االقتصاد ا قومي دون حا ة ا تشغيل ا امل أن تعمل ل ما من شا ه زيادة ا طلب ا لي ا فعلي‬
‫حتى ت عش ا حياة االقتصادية ماة أخاى وتزداد ا عما ة إ ى ا حد ا ذي تصل فيــه إ ى تشغيل ــل‬
‫ا ط ـاقة اإل تاجية القتص ـاد ا قومــي‪ ،‬أي ماحلــة ا تشغيــل ا امل‪.‬‬

‫‪ 1‬محرزي محمد عب س‪ ،‬المرجع الس بق ‪،‬ص ‪417‬‬

‫‪20‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ميزنية ا عامة لدو ة‬


‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬أعوان تنفيذ ا ا‬
‫ميز ية ا عامة لدو ة تقوم على تدخل وعين من ا عوان ذوي ادواا‬
‫إن عملية ا ت فيذ ا خاصة با ا‬
‫م فصلة وت امله في فس ا وقت إال وهما‪ :‬اآلماون با صاف ‪ les ordonnateur‬من جهة‬
‫وا محاسبون ا عموميون ‪ les comptables‬من جهة أخاى ل يتدخل حسب اختصاصه في‬
‫عملية ا ت فيذ وس قسم هذا ا مبحث إ ى مطلبين أساسيين أال وهما‪ :‬اآلماين با صاف وا محاسبين‬
‫ا عموميين‪.‬‬

‫ا مطلب األول‪ :‬اآلمر با صرف‬


‫يعتبا اآلما با صـاف مسيـا يعيـن علـى أاس هيئـة عموميـة ــه مهاـم إدااية وأخاى ما يــة فــي‬
‫داسة وطبيعـة شـاط‬
‫ميز ية ا هيئــة ا عموميـة ا م لف بتسيياها يت اول هــذا ا مطلـب ا‬
‫إطاا ت فيــذ ا‬
‫اآلما با صاف مـن متضوا ا محاسبة ا عموميــة عن طايق ا ع اصا ا تا يــة‪:‬‬

‫‪ -‬تعايف وتص يف اآلما با صاف‬


‫‪ -‬مه ـام ومسؤو يـة اآلم ـ ـا با صاف‬
‫ا فرع األول‪ :‬تعريف وتصنيف اآلمر با صرف‬

‫توضيح دوا اآلماين با صاف ي بغي ا تعاض هذ ا فئة ا معي ة من ا موظفين ا ذين م ح هم‬
‫قا ون صفة خاصة بهم وصالحيات واسعة‪،‬باإلضافة إ ى تص يفهم ل حسب طبيعة عمله‪،‬‬
‫داسة ا ع اصا ا تا ية‪:‬‬
‫و إلحاطة بمختلف هذ ا جوا ب سيتم ا‬

‫‪ -‬تعايـف اآلم ـ ـا با صاف‬


‫‪ -‬تص يف اآلما با صاف‬
‫أوال‪ :‬تعريف اآلمر با صرف‬

‫هـو موظـف يتصـاف باسـم و فائـدة ا دو ة يعين مسؤوال عن تسييا مافق عام حيث‬
‫ميز ية ا مافق ا عام ا ذي‬
‫ه ا مسؤول ا م لف بت فيذ ا‬ ‫يضطلع بمهام ما ية م ملة شاطه اإلدااي‬
‫يقوم بتسييا و با تا ي يقوم بتحايا أواما صاف ا فقات و أواما تحصيل اإلياادات و ا تي تمثل‬

‫‪21‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ا س د ا قا و ي ا ذي بواسطته يقوم ا محاسب ا عمومي بت فيذ ا عمليات ا ما ية ا ماخصة في‬


‫ميز ية‪.‬‬
‫ا ا‬

‫ما با صاف في مفهوم هذا ا موظف ا معين قا و ا في م صب مسؤول تسييا‬


‫و يعد أ ا‬
‫ا وسائل ا ما ية و ا مادية و ا بشاية‪ ،‬ا ذي تفوض ه ا سلطة وفق ا مواد ‪ 29 - 26 - 28‬من‬
‫قا ون اقم ‪ 20 / 91‬ا متعلق با محاسبة ا عمومية و ي ون معتمدا قا و ا طبقا لت ظيم ا جااي‬
‫ا عمل به‪.1‬‬

‫و غا با ما يعاف اآلما با صاف في وحدات ا قطاع ا عام بصفة ( ا مديا ) و ن يس‬


‫ه يشتاط أن يمتلك هذا ا خيا صالحيات ما ية‪ ،‬الن ممااسة‬ ‫ل مديا صفة اآلما با صاف‬
‫ما با صاف بتحديد مجال صاف ا مال ا عام سواء من‬ ‫ا صالحيات ا ما ية هي ا تي تسمح‬
‫حيث طاق ا تعاقد مع ا متعاملين ا ِالقتصاديين‪ ،‬ا سعا‪ ،‬ا مية‪ ،‬وع ا سلع و ا خدمات ا تي يايد‬
‫ميز ية ‪.‬‬
‫اقت ائها في حدود اعتماد ا ا‬

‫وفقا ص ا مادة ‪ 23‬من قا ون اقم ‪ 21 - 90‬ا متعلق با محاسبة ا عمومية يعاف اآلما‬
‫ما با صاف ل عون معين قا و ا ت فيذ‬
‫با صاف من خالل ا مهام ا مو لة ه‪ ،‬حيث يعتبا آ ا‬
‫تزم و ا تصفية و إصداا س د اآلما با صاف أو تحايا حواالت ا دفع من جا ب‬
‫إجااءات اال ا‬
‫اإلياادات‪. 2‬‬

‫ما يعاف أيضا بأ ه ا شخص ا ذي يعمل بأ ه ا شخص ا ذي يعمل باسم ا دو ة‬


‫و ا مجموعات ا محاسبية أو ا مؤسسات ا عمومية و يقوم بعملية ا تعاقد و بتصفية دين ا غيا أو‬
‫‪3‬‬
‫قيمته أو بتحصيل اإلياادات ا عامة و يأما بصاف ا فقات‬

‫وبذ ك وحسب ص ا مادة ‪ 23‬من قا ون اقم ‪ 21-90‬ا متعلق با محاسبة ا عمومية‪،‬يعد‬


‫ما با صاف ل شخص مؤهل ت فيذ ا عمليات ا تا ية‪:‬‬
‫آ ا‬

‫‪¹‬ا مادة ‪ 02‬من ا ماسوم ا ت فيذي ‪ 268 - 97‬ا محدد إلجااءات ا متعلقة ِ‬
‫باال تزام با فقات ا عمومية و ت فيذها و يضبط صالحيات اآلماين‬
‫با صاف و مسؤو ياتهم‬
‫‪2‬ا مادة ‪ 23‬من ا قا ون اقم ‪ 21 - 90‬متعلق با محاسبة ا عمومية‬
‫‪²‬عباس عبد ا حفيظ ‪ ،‬تقييم فعا يات ا فقات ا عامة في مي از ية ا جماعات ا محلية‪ ،‬دااسة حا ة فقات والية تلمسان و بلدية م صواة ‪ ،‬مذ اة‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة بوب ا بلقايد ( تلمسان ) ‪ ،‬ا جزائا ‪ ، 2012 ،‬ص ‪22‬‬‫مقدمة يل شهادة ا ماجيستيا في إطاا مداسة ا د تو اا في ا علوم ِ‬

‫‪22‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫*عمليا على اإليرادا ‪:‬‬

‫وتشمل اإلثبات وا تصفية واآلما با تحصيل حيث إن‪:‬‬

‫جاء يتم بموجبه ت ايس حق ا دائن ا عمومي‪.‬‬


‫اإل ثبا ‪ :‬هو إ ا‬

‫ا تصفية ‪ :‬تسمح بتحديد ا مبلغ ا صحيح لديون لديون على ا مدين فائدة ا دائن ا عمومي‪.‬‬

‫جاء ا خيا ا ذي يقوم به اآلما با صاف فيما يخص اإلياادات ويأما‬


‫اآلمر با تحصيل ‪ :‬هو اإل ا‬
‫من خال ه ا محاسب ا عمومي با قيام بعملية ا تحصيل‪.‬‬

‫*عمليا على ا نفقا ‪:‬‬

‫تزم وا تصفية واآلما با صاف‪.‬‬


‫وتشمل اال ا‬

‫جاء يتم بموجبه إثبات شوء ا دين‪.‬‬


‫تزم‪ :‬هو إ ا‬
‫اال ا‬

‫ا تصفية‪ :‬تسمح با تحقيق على أساس ا وثائق ا محاسبية وتحديد ا مبلغ ا صحيح ل فقات ا عمومية‪.‬‬

‫جاء يأما بموجبه بدفع ا فقات ا عمومية‪.‬‬


‫اآلمر با صرف‪ :‬فهو إ ا‬

‫ثانيا‪ -‬تصنيف اآلمر با صرف‪:‬‬

‫و اآلماون با صاف ص فان‪ :‬أما آماون با صاف ائيسيون أو ثا ويون‪. 1‬‬

‫ماين با صاف أما ثا ويين أو‬ ‫بي ت ا مادة ‪ 06‬من ا ماسوم ‪ 313 / 91‬و ا مادة ‪ 21 / 90‬أن‬
‫ابتدائيين‪ ،‬ن صدوا قا ون ا ما ية ا ت ميلي س ة ‪ 1992‬و بموجب مادته ‪ 2‬تم تعديل ا مادة من‬
‫قا ون ‪ 21 / 90‬فأصبح اآلماون با صاف اما ثا ويون أو أحاديون من جهة ثا ية ‪. 2‬‬

‫‪1‬ا مادة ‪ 25‬من ا قا ون اقم ‪ 21 - 90‬ا متعلق با محاسبة‬


‫‪2‬ا ماسوم ا تشايعي ‪ 04 - 92‬ا مؤاخ في ‪ 11‬أ توبا ا متعلق بقا ون ا ما ية ا ت ميلي س ة ‪ ، 1992‬عدد ‪73‬‬

‫‪23‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫‪ -1‬اآلمر با صرف ا رئيسي‪:‬‬

‫ميز ية ( مثل ا وزيا با سبة‬


‫هــو ا ــذي تخصص ــه مباش ـاة االعتمـادات ا مــاخص به ـا فــي ا ا‬
‫لدو ة و ا وا ي با سبة لوالية و ائيس ا مجلس ا شعبي ا بلدي با سبة لبلدية ‪ ...‬ا خ ) ‪. 1‬‬

‫ب اءا على ص ا مادة اقم ‪ 26‬من قا ون اقم ‪ 21 - 90‬ا متعلق با محاسبة ا عمومية تم ح صفة‬
‫اآلما با صاف ا ائيسي حصايا لفئات ا موا ية ‪. 2‬‬

‫‪ -‬ا مسؤو ون ا م لفون بتسييا ا مجلس ا دستواي و ا مجلس ا شعبي ا وط ي و مجلس ا مة‬
‫و مجلس ا محاسبة ‪.‬‬

‫وزاة إضافة إ ى‬
‫ميز ية ا دو ة ا مخصصة تسييا ا ا‬
‫وزاء في حدود االعتمادات ا مفتوحة في ا‬
‫‪-‬ا ا‬
‫ا حسابات ا خاصة لخزي ة ا ماخصة في قا ون ا ما ية ‪.‬‬

‫ميز ية ا والية ‪.‬‬


‫‪ -‬ا وا ي في حدود ا‬

‫‪ -‬اؤساء ا مجا س ا بلدية ا ذين يتصافون حاسب ا بلديات ‪.‬‬

‫‪ -‬ا مسؤو ون ا مع يون قا و ا على أاس ا مؤسسات ا عمومية ذات ا طابع اإلدااي ‪.‬‬

‫‪ -‬ا مسؤو ون على ا وظائف ا محددة في ا فقاة ‪ 2‬من ا مادة ‪ 23‬من قا ون ا محاسبة ا عمومية‬
‫حيث ت ص ا فقاة على ا شخاص ا ذين تم ا تخابهم أو تعيي هم لقيام بصالحيات تخص عمليات‬
‫ا فقة غيا أن ا مالحظ على هذ ا فقاة ا ه يعتايها ا غموض إذا م تحدد ا مقصود بدقة ‪.‬‬

‫ما تعاف هذ ا فئة من اآلماين با صاف بأ هم هم ا ذين يصداون أواما با دفع فائدة ا دائ ين‬
‫و أواما اإلياادات ضد ا مد يين و أواما تفويض االعتمادات فائدة اآلماين با صاف ا ثا ويين‪.3‬‬

‫‪1‬محمد مسعى ‪ ،‬ا محاسبة ا عمومية ‪ ،‬داا ا هدى ‪ ،‬عين مليلة ا جزائا ‪ 2003 ،‬ص ‪28‬‬
‫‪2‬ا مـ ـ ـادة ‪ 26‬من قا ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـون ‪21 - 90‬‬
‫‪3‬ا مادة ‪ 07‬من ا ماسوم ‪313 - 91‬‬

‫‪24‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫‪ -2‬اآلمر با صرف ا ثانوي‪:‬‬

‫هو ا ذي تفوض ه االعتمادات من قبل اآلما با صاف ا ائيسي ( مثل ائيس مصلحة‬
‫‪1‬‬
‫وزاة ‪ ،‬أو ائيس بعثة دبلوماسية أو ق صلية في ا خااج أو عميد لية ‪ ...‬ا خ )‬
‫غيا مما زة ا‬

‫و يقــوم اآلماون با صاف ا ائيسيــون بتعييــن اآلماون با صاف ا ثا ويون مــن اجل تسييــا‬
‫ميز ية وحــدات ا قط ـاع ا ع ـام ا الما زية و با تا ــي تت ــون شب ــة اآلماين با صاف‬
‫و ت فــيذ ا‬
‫ا ثا وييــن مـن ا مديايــن ا جهوييــن و ا مديايــن ا م صبيــن علــى أاس ا هيئ ـات ا عموميــة غيا‬
‫وزاات علــى ا مستـوى ا محلــي و ا ذيــن يقومـون بإصداا أواما‬
‫ا ما زيــة ا ذيــن يمثلــون مختلف ا ا‬
‫تحصيـل اإلياادات و حواالت ا دفع بتفويض من اآلما با صاف ا ائيسي‪. 2‬‬

‫إن هــذا ا تفويــض يعتبــا تفويض ـا لسلطـة و هــو ال يتـم صا ح شخص معيـن بذاتــه بل‬
‫بصفتـه ممااســة وظيفــة محددة قا و ـا‪ ،‬ومن ه ـا فهـو يختلف عــن مجاد تفويـض اإلمضاء ا ذي‬
‫ما با صاف ا ائيسي أو ا ثا وي بتعيين احد ماؤوسه لقيام ببعض أعمال ا تسييا باسمه‬ ‫يسمح‬
‫و حسابه و ا تي قد ي ـون من بي ها اآلما با صاف‪ ،‬فيسمى اآلما با صاف مفوضا‪ ،‬فتفويـض‬
‫اإلمضاء يسمح لمفوض بإ غائه في أي وقت و يعطيه ا حق في ا وقاية على ل ا عمليات ا تي‬
‫ما با صاف‬ ‫يجايها ا مفوض ع ه و ذ ك يع س تفويض ا سلطة‪ ،‬و تجدا اإلشااة ا ـه ال يم ن‬
‫ا ثا وي أن يفوض سلطاته غيا ‪ ،‬ن يم ه تفويـض إمضاء ‪.‬‬

‫‪ -3‬ا حا ة ا خاصة باآلمر با صرف ا وحيد‪:‬‬

‫ت ص ا مادة ‪ 325‬من قا ون ا محاسبة ا عمومية على أن " اآلماون با صاف هم من جهة‬


‫مميزت ظام ا محاسبة‬
‫ا‬ ‫إما و يون أو ائيسيون‪ ،‬و من جهة أخاى ثا ويون أو أحاديون '' من ضمن‬
‫جزئا بعد استقال ها تأسيس فئة خاصة من اآلماين با صاف سميت‬
‫ا عمومية ا مطبق في ا ا‬
‫باآلماين با صاف ا وحيد‪ ،‬إذا ا ه بموجب أح ام ا ماسوم اقم ‪ 135 - 73‬ا مؤاخ في ‪ 09‬أوت‬

‫‪1‬محمد مسعى ‪ ،‬ا ماجع ا سابق ‪ ،‬ص ‪29‬‬


‫‪2‬شالل زهيا ‪ ،‬أفاق ِاصالح ظام ا محاسبة ا عمومية ا جزائاي ا خاص بت فيذ ا عمليات ا ما ية لدو ة ‪ ،‬أطاوحة د تو اا في ا علوم ِ‬
‫االقتصادية ‪،‬‬
‫جامعة أمحمد بوقاة ‪ ،‬بوماداس ‪ ، 2013 ،‬ص ‪106‬‬
‫‪3‬ا معد ة بموجب ا مادة ‪ 73‬من ا ماسوم ا تشايعي اقم ‪ 04 - 92‬ا مؤاخ في ‪ 11‬أ توبا ‪ 1992‬ا متضمن قا ون ا ما ية ا ت ميلي س ة‪1992‬‬

‫‪25‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫‪ 1973‬و ا متضمن عدم تا يز اعتمادات ا دو ة ا خاصة با تجهيز و االستثماا صا ح ا واليات‪،‬‬


‫و ا ماسوم اقم ‪ 138 - 73‬ا مؤاخ في ‪ 09‬أوت ‪ 1973‬و ا محدد شاوط تسييا هذ االعتمادات‬
‫ما با صاف وحيدا تا يز ا سلطات ا ما ية على مستوى ا والية في يد ا وا ي‬
‫إ ى ا وا ي بصفته آ ا‬
‫بصفته ممثل لح ومة و أمين سلطة ا دو ة ‪.‬‬

‫ا فرع ا ثاني‪ :‬مهام ومسؤو ية اآلمر با صرف‬

‫مايـن با صاف تجعلهـم يتصافـون باسـم و فائـدة‬ ‫قـد خـول قا ون صالحيات ومهـام واسعة‬
‫مايـن با صاف فا ه تقـع علـى عاتقهـم عـدة أ واع من‬ ‫ا دو ـة‪ ،‬واضافة لمهـام ا مو لة‬
‫ا مسؤو يـات حسب طبيعـة ا مهـام ا مو لـة هـم وحسب ا خطاء وا مخا فـات ا ما ية ا م لفـة إ يهم‬
‫داسة ا ع اصا ا تا ية‪:‬‬
‫مـن جهة أخاى‪.‬و إلحاطة بمختلف هذ ا جوا ب سيتم ا‬

‫‪ -‬مهـام اآلما بـا صـاف‬

‫‪ -‬مسؤو ية اآلما با صاف‬

‫أوال ‪ -‬مهام اآلمر با صرف‪:‬‬

‫ماين با صاف فلهم ا قيام بما يلي‪:‬‬ ‫قد خول قا ون صالحيات واسعة‬

‫‪ -‬مسك ا محاسبة ا مادية مختلف ممتل ات ا هيئة اإلدااية ‪.‬‬

‫حتام ا صوص قا و ية و ا ت ظيمية أث اء ا قيام بعملية ا فاق و ا تحصيل فعلى سبيل ا مثال‬
‫‪-‬ا ا‬
‫فيما يخص ا ماتبات و ا جوا أن ي ون استحقاقها قد تم با ظا طبيعته ا ما ز قا و ي ا ذي‬
‫شغله ا موظف و اتبته و داجته و حا ته االجتماعية و مدة ا خدمة ا م اسبة ل فقة ا مستحقة و أما‬
‫قاا ا صادا من ا جهة ا مختصة و قيام ا موظف‬
‫فيما يتعلق با تعويضات وجود ا ص قا و ي و ا ا‬
‫با عمل ا م لف به في ا فتاة ا محددة و با سبة ألشغال و ا توايد أن يتم بموجب صفقات‬
‫عمومية‪ ،‬و وصل تسليم أداء ا خدمة و توايد ا سلع وفق ا شاوط ا متفق عليها و با مية ا محددة‬
‫من قبل ا جهة ا معي ة‪ ،‬و من ثم يتحقق اآلما با صاف من قيام ا تصفية على ا سس ا تي تثبت‬
‫تاتب ا دين و تحديد مقداا و استحقاقه و عدم سقوطه بح م ماوا ا زمن أو بأي سبب آخا ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫تزم قد تمت وفقا إلجااءات ا مقااة قا و ا ‪.‬‬


‫‪ -‬ا قيام و ا تحقق من أن عملية اال ا‬

‫‪ -‬ا تحقق من شاعية ا فقة من ا احية ا ما ية و ا محاسبية و ا حصول على ا تأشياة قا و ية من‬
‫قبل ا مصا ح ا مختصة حيث يقتضي عقد ا فقة من ا احية ا ما ية وجود اعتمادات ما ية‬
‫ميز ية‪ ،‬وفق ب ود محددة حيث يم ع تعديلها‪ ،‬و من قبل ا مصا ح ا مختصة حيث‬
‫مخصصة في ا ا‬
‫ميز ية و ال يجوز استعمال االعتمادات ا ما ية غيا‬
‫يقتضي عقد فقة ما م يتوفا ها اعتماد في ا ا‬
‫ا هدف ا ذي من اجله اصدت ‪.‬‬

‫‪ -‬مسك محاسبة إدااية ل فقات و اإلياادات ا عمومية في سجالت خاصة تتضمن ل ا معلومات‬
‫ماحل‬
‫ا خاصة با عمليات ا ما ية‪ ،‬مما يسمح من معافة ا اصدة ا متبقية في أي ماحلة من ا‬
‫ا ت فيذ‪. 1‬‬

‫‪ -‬ممااسة ا اقابة على عمليات ا تسجيل و ا جاد لتأ د من أن ا مسك قد تم وفقا قواعد ا جاد‬
‫ا م صوص عليها قا و ا ‪.‬‬

‫‪ -‬ا تحقق من مدى سالمة ا وثائق و ا مست دات ا متعلقة با عمليات ا ما ية ‪.‬‬

‫وزاة‬
‫‪ -‬ا قيام بإعداد ا حساب اإلدااي و إاسا ه إ ى ا جهات ا مختصة م ها مجلس ا محاسبة و ا‬
‫ا ما ية و إ ى ا سلطة ا وصية فيما يتعلق با هيئات ا الما زية قبل ‪ 30‬يو يو من ا س ة ا ما ية‪. 2‬‬

‫إذا ان اآلما با صاف يتمتع بصالحيات واسعة لقيام بعمليات ا فاق و ا تحصيل إال أن سلطته‬
‫تزم في ا حاالت اآلتية‪:‬‬
‫مقيدة بحيث يشتاط أن ت ون ا فقة مشاوعة و يحظا عليه اال ا‬

‫ميز ية ‪.‬‬
‫* عدم وجود االعتمادات في ا ا‬

‫* عدم توفا ا م اصب ا ما ية ‪.‬‬

‫* عدم وجود باب خاص تحسم م ه مبلغ ا فقة‪. 3‬‬

‫‪1‬ا مواد ‪ 16 ، 15 ، 14 ، 3‬من ا ماسوم ا ت فيذي اقم ‪. 313 - 91‬‬


‫‪2‬ا مادة ‪ 2‬من ا ماسوم ا ت فيذي اقم ‪ 56 - 96‬ا مؤاخ في ‪ 96 - 01 - 22‬ا ذي يحدد ِا تقا يا ا ح ام ا متعلقة بتقديم ا حسابات ِا ى مجلس‬
‫ا محاسبة ج ‪ ،‬ا ا عدد ‪. 6‬‬
‫‪3‬ا مادة ‪ 8‬من ا ماسوم ا ت فيذي اقم ‪. 268 - 97‬‬

‫‪27‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ويم ن تحديد اختصاص اآلما با صاف اإلدااية ت فيذ عمليات اإلياادات وا فقات ا عمومية ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫* فيمــا يخص اإليرادا ‪:‬‬

‫ميز ية و يس ه ا حاية في هذا‬


‫على اآلما با صاف تحصيل اإلياادات ا محددة في ا ا‬
‫ن ا مخطط‬ ‫ا مجال وباختالف إياادات ا بامان ا عمومية‪،‬فان تق ية ت فيذها متباي ة هي ا خاى‬
‫ا عام إلجااءات تحصيلها ي ون في ا بداية بتعيين طبقات تفوق ا بامان ا عمومية ثم تصفية هذ‬
‫ا حقوق‪ ،‬وأخي اا عداد ا ما با تحصيل وتبليغه لمحاسب ا عمومي يقوم بعملية ا تحصيل‪.‬‬

‫*فيمــا يخص ا نفقــا ‪:‬‬

‫فعلى ع س ا مجال ا سابق فاآلما با صاف يستفيد من سلطة تقدياية الستعمال االعتمادات‬
‫ا موضوعية تحت تصافه فهو‪:‬‬

‫ميز ية‬
‫‪ -‬يستطيع تحديد ا مالئمة في إطاا تاخيصات ا ا‬
‫‪ -‬يختاا وقت إ شاء ا فقة في حدود قاعدة س وية‬
‫‪ -‬يحدد مبلغ ا فقة دون تجاوز ا حد ا قصى ا محدد في قا ون ا ما ية‬
‫ما يم ه تقديم االعتماد إ ى فقات صغياة أو استعما ه فقة إجما ية هامة‪،‬أما تق يات‬ ‫‪-‬‬
‫تزم وا تصفية واآلما با صاف ا تي هي من‬
‫ميز ية فهي تما بإجااءات اال ا‬
‫ت فيذ ا ا‬
‫اختصاص اآلما با صاف ثم تليها ماحلة ا دفع ا تي هي من اختصاص ا محاسب‬
‫ا عمومي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬مسؤو ية اآلمر با صرف‪:‬‬

‫فيما يخص مسؤو يات اآلماين با صاف‪،‬فهي تختلف باختالف وظائفهم من جهة‪،‬وا خطاء‬
‫أو ا مخا فات ا ما ية ا تي يم ن أن يات بوها من جهة أخاى‪ ،‬فمسؤو ية اآلماين با صاف قد ت ون‬
‫جزئية وا ضباطية ‪.‬‬
‫سياسية‪،‬أو تأديبية أو مد ية أو ا‬

‫‪ -‬يعتبا اآلما با صاف مسؤول على ل ا مخا فات ا صايحة لقوا ين و ا ت ظيمات‬
‫ا معمول بها ا تي يتم إثباتها بعد ا تحقيق وا تدقيق من طاف مختلف هيئات ا اقابة و إضافة‬

‫‪28‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫لمسؤو ية ا تأديبية ا تي قد تقام على اآلماين با صاف‪ ،‬و خاصة ا ثا ويين و ا مفوضين ه اك‬
‫ا مسؤو ية ا تي يثبت قيامها ا اأي ا عام أو ا بامان وفق آ يات ا اقابة ا تي يمتل ها من جهة‬
‫أخاى‪.‬‬

‫و إ ى جا ب ل هذا ه اك ا مسؤو ية ا مد ية و ا ج ائية‪ ،1‬ف ما أ هم ملزمين بمسك جاد‬


‫لممتل ات ا عقااية و ا م قو ـة ا مخصصة هم‪ ،‬و هذا من شا ـه شف ا قائص إذا ما حدثت‪،‬‬
‫و اآلما با صاف يتحمل مسؤو ية شخصية إذا تهاون في مسك هذا ا جاد‪.2‬‬

‫وجزئيا‬
‫وت ص ا مادة ‪ 32‬من قا ون ا محاسبة ا عمومية على أن اآلماون مسؤو ون مد يا ا‬
‫على استعمال وصيا ة ا ممتل ات على استعمال وصيا ة ا ممتل ات ا م تسبة من ا موال‬
‫ا عمومية‪ ،‬وتقوم ا مسؤو ية ا مد ية أساسا على ا خطأ ا شخصي ا ذي يات به اآلما با صاف وا ذي‬
‫ضاا با هيئة ا عمومية ا تي يعمل صا حها وت صاف أثاا هذ ا مسؤو ية إ ى تعويض‬
‫ا‬ ‫يلحق به‬
‫ما با صاف‪.‬‬ ‫ا ضاا ا حاصل من ا ذمة ا ما ية ا شخصية‬

‫يعد مجلس ا محاسبة ا هيئة ا اقابية ا عليا ه دوا في ا شف عن ا مسؤو ية ا ج ائية ففي‬
‫حال إذا ما شف أث اء ممااسة وظيفة ا اقابة وقائع ج ائية يقوم بإاسال ا ملف ل ائب ا عام‬
‫ا مختص إقليميا لقيام با متابعة و هذا ما أ دته ا مادة ‪ 27‬م اا اآلما ‪ 02 / 10‬ا متعلق بمجلس‬
‫ماقبة و تحقيقات ا مؤسسات‬
‫ماقبة تسييا اآلماين با صاف فهي تخضع ا‬
‫ا محاسبة و فيما يخص ا‬
‫‪3‬‬
‫و ا بامان ا مؤهلة هذا ا غاض‪.‬‬

‫حتام‬
‫في حين أن ا مادة ‪ 06‬من ا ماسوم ا ت فيذي ‪ 268 / 97‬اآلماين با صاف على ا ا‬
‫غامات يصداها‬
‫و بدقة ا ت ظيم ا جااي ا عمل به و إال فستسلط عليهم عقوبات ما ية في صواة ا‬
‫مجلس ا محاسبة في حق مات بي مخا فات معي ة على إال يتجاوز مبلغها ا ماتب ا س وي اإلجما ي‬
‫لعون ا مع ي‪ ،‬و هذا وفق ما صت عليه ا مادة ‪ 89‬من اآلما ‪ 20 / 95‬و مجمل ا قول إن‬
‫اآلماين با صاف يخضعون اقابة مجلس ا محاسبة و ملزمون بتقديم أو تأخيا اآلما با صاف في‬
‫غامات ا ما ية إ ى عقوبة‬
‫تتاوح من ا ا‬
‫تقديم ا حسابات مجلس ا محاسبة فا ه يتعاض عقوبات ا‬

‫‪1‬ا مادة ‪ 32‬من ا قا ون ‪. 21 - 90‬‬


‫‪2‬شال ي اضا ‪ ،‬ت فيذ ا فقات ا عامة ‪ ،‬بحث ماجيستيا ‪ ،‬لية ا حقوق بن ع ون ‪ ، 2002 ،‬ص‪07‬‬
‫‪3‬ا مادة ‪ 27‬من ا ما ‪ 2 - 95‬ا متعلق بمجلس ا محاسبة ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ا فصل مـ ـن ا م صب وفق ما صت عليه ا مادتين ‪ 62‬م ـ ـن اآلما ‪ 20 / 95‬و ‪ 61‬م ـ ـن االما‬


‫‪ 02 - 10‬ا متعلقين بمجلس ا محاسبة‪.‬‬

‫ا مطلب ا ثاني‪ :‬ا محاسب ا عمومي ‪.‬‬

‫ميز ية‪ ،‬ه يختص دون غيا بمسؤو ية‬


‫يقوم ا محاسب ا عمومي بمهام حساسة في مجال ت فيذ ا ا‬
‫داسة ا ع اصا ا تا ية‪:‬‬
‫حيازة وتداول ا مال ا عام‪ ،‬و إلحاطة بمختلف هذ ا جوا ب سيتم ا‬

‫‪ -‬تعايف وتص يف ا محاسب ا عمومي‪.‬‬


‫‪ -‬مه ـ ـام ومسؤو ية ا محاسب ا عموم ـ ـي‪.‬‬
‫ا فرع األول‪ :‬تعريف وتصنيف ا محاسب ا عمومي ‪.‬‬

‫قد حضي ا محاسب ا عمومي بدوا بع اية خاصة من خالل تحديد ا مجاالت ا تي يتدخل فيها‬
‫بش ل يضمن ا محافظة على ا موال ا عامة بصفة عامة وت فيذ قا ون ا ما ية بصفة خاصة‪،‬‬
‫وس حاول ا تعايف ه وذ ا تص يفه من خالل ا ع اصا ا تا ية‪:‬‬

‫‪ -‬تعايف ا محاسب ا عموم ـ ـي‪.‬‬


‫‪ -‬تص يف ا محاسب ا عمومي‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف ا محاسب ا عمومي‪:‬‬

‫عاف '' جاك ما يي '' ا محاسب ا عمومي بأ ه ا موظف أو ا عون ا عمومي ا ماخص ه قا و ا‬
‫با تصاف في ا موال ا عمومية أو ا موال ا خاصة ا م ظمة‪.1‬‬

‫يباز هذا ا تعايف ثالثة ع اصا أساسية مفهوم ا محاسب ا عمومي‪:‬‬

‫‪ ‬صفة ا موظف أو ا عون ا عمومي حيث أن ل ا محاسبين ا عموميين هم موظفون دى‬


‫بوزاة ا ما ية ) أو دى ا هيئات ا عمومية ا خاى ‪.‬‬
‫ا دو ة ( ملحقون ا‬
‫‪ ‬ا تاخيص ا قا و ي ا ذي يتمثل في تعيين ا محاسبين ا عموميين أو اعتمادهم من طاف‬
‫وزيا ا ما ية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪JaquesMagnet : Les comptables publics , L .G.G.J , Paris , 1995 , p 11‬‬

‫‪30‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫‪ ‬ا تصاف في ا موال ا عمومية ا ذي يشمل أساسا تحصيل اإلياادات و دفع ا فقات و حا ة‬
‫ا موال و ا قيم ا عمومية ‪.‬‬
‫فيعتبا محاسبا عموميا ل شخص معين بصفة قا و ية لقيام بتحصيل اإلياادات و دفع‬
‫حاسة ا موال و ا س دات أو ا قيم أو ا شياء أو ا مواد ا م لف بها و حفظها‪،‬‬
‫ا فقات و ضمان ا‬
‫و ذا تداول هذ ا موال و ا قيم و ا عائدات و ا مواد مع ا قيام بمسك ا حسابات‪.1‬‬

‫و على ا ع س من اآلماين با صاف ا ذين تعتبا اختصاصاتهم ا ما ية ملحقة أو م ملة‬


‫وظائفهم اإلدااية‪ ،‬فان ا محاسبين ا عموميين يمااسون صالحيات أصلية‪ ،‬حيث أن دواهم في‬
‫ميز يات و مختلف ا عمليات ا ما ية يعد أساس وظائفهم ‪.‬‬
‫ت فيذ ا ا‬

‫ياقب مشاوعية ا تحصيل إلياادات أو ا دفع ل فقات ا تي تعد ماحلة‬


‫إن ا محاسب ا عمومي ا‬
‫ماحل ت فيذ ا فقة‪ ،‬و بهذا فا محاسب ا عمومي قبل قبو ه دفع ا فقة عليه إن يتحقق‬
‫اابعة من ا‬
‫‪2‬‬
‫و يدقق في مجموعة ع اصا هي‪:‬‬

‫‪ ‬مطابقة ا عملية مع ا قوا ين و ا ظمة ا معمول بها ‪.‬‬


‫ماقبة صفة اآلما با صاف ‪.‬‬
‫‪ ‬ا‬
‫ميز ية اإلدااة ا مع ية ‪.‬‬
‫‪ ‬ا ظا في مدى توفا االعتمادات في ا‬
‫ماقبة ا محددة قا و ا ‪.‬‬
‫شيات عمليات ا ا‬
‫‪ ‬ا تأ د من وجود تأ ا‬
‫‪ ‬شاعية عمليات ا تصفية ‪.‬‬
‫‪ ‬توفا االعتمادات ‪.‬‬
‫و في هذا اإلطاا يتو ى وزيا ا ما ية تعيين او اعتماد ا محاسبين ا عموميين حسب ا شاوط‬
‫قا و ية ا خاصة ب ل ص ف من أص اف ا محاسبين‪ ،‬و ذ ك وفق أح ام ا ماسوم ا ت فيذي اقم ‪91‬‬
‫‪ 311 -‬ا مؤاخ في ‪ 1991 - 09 - 07‬و ا متعلق بتعيين ا محاسبين ا عموميين و اعتمادهم‬
‫إضافة إ ى ذ ك يجب على ا محاسب ا عمومي أن يقوم بتأدية ا قسم ا مه ي قبل تو يه ممااسة‬

‫‪1‬ا مادة ‪ 33‬من ا قا ون ‪21 - 90‬‬


‫‪2‬ا مادة ‪ 36‬من ا قا ون ‪21 - 90‬‬

‫‪31‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ا مهام ا مو لة إ يه و من اجل ت صيبه ا اسمي على أاس مصلحة محاسبيه يجب عليه أن يقدم‬
‫‪1‬‬
‫ا وثائق ا تا ية‪:‬‬

‫قاا ا تعيين ‪.‬‬


‫‪ ‬سخة من ا‬
‫‪ ‬محضا تأديـ ــة ا قسـ ـ ـ ـ ـم ‪.‬‬
‫‪ ‬سخة من عقد ا تامين تغطية مسؤو ية ا محاسب ا عمومي ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬تصنيف ا محاسب ا عمومي‪:‬‬

‫و تطبيق ص ا مادة ‪ 9‬من ا ماسوم ا ت فيذي اقم ‪ 313 - 91‬ي ون ا محاسبون ا عموميون أما‬
‫ائيسيون أو ثا ويين‪:2‬‬
‫‪ -1‬ا محاسب ا عمومي ا رئيسي‪:‬‬
‫جاء ا قيد ا هائي في سجالت ا محاسبة لعمليات ا ما ية‬
‫هو ا محاسب ا ذي ي ون م لفا بإ ا‬
‫ماقبة مجلس ا محاسبة‪ ،‬وفقا ص ا مادة‬
‫لدو ة‪ ،‬حيث يقوم بإعداد حساب ا تسييا ا ذي يخضع ا‬
‫‪ 131‬من ا ماسوم ا ت فيذي اقم ‪ 313 - 91‬ا مؤاخ في ‪ * 1991 - 09 - 07‬و ا متعلق‬
‫بتحديد إجااءات ا محاسبة ا تي يمس ها اآلماون با صاف و ا محاسبون ا عموميون و يفياتها‬
‫و محتواها‪،‬‬
‫يتصف ا محاسبين ا ائيسيين ا تابعين لدو ة ل من‪:‬‬
‫* ا عون ا محاسبي ا مر زي لخزينة ا عمومية )‪:)acct‬يقوم بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تا يز حسابات ا محاسبين ا ائيسيين اآلخاين‬
‫‪ -‬متابعة ا حساب ا مفتوح باسم ا خزي ة ا عمومية على مستوى ا ب ك ا ما زي‬
‫‪ -‬ت فيذ ا عمليات ا خاصة با حسابين ا خاصين با خزي ة ا تا ية‪:‬حساب ا تسوية مع‬
‫ا ح ومات ا ج بية وحساب ا قاوض‪.‬‬
‫ويعتبا ا محاسب ا وحيد ا ذي ال يملك ص دوقا‬

‫‪1‬‬
‫‪Ali Bissaad , manuel de la comptabilité publique , école nationale des impots , Kolea , 2001 , p 59.‬‬
‫‪2‬أ ظا ا مواد من ‪ 11‬إ ى ‪ 13‬من ا ماسوم ا ت فيذي اقم ‪313 - 91‬‬

‫‪32‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫* أمين ا خزينة ا مر زية‪)le trésorier central):‬‬


‫وزاات‪،‬فله مهمة‬
‫ميز ية ا ا‬
‫ميز ية على ا مستوى ا ما زي خاصة ا‬
‫هو ا مسؤول عن ت فيذ ا ا‬
‫ا جاز عمليات ا دفع وا خاصة ب فقات ا تسييا وا تجهيز ا عمومي لدو ة‪ ،‬ما يتو ى ت فيذ‬
‫بعض ا فقات ا متعلقة بحسابات ا تخصيص ا خاص‪.‬‬
‫* أمين ا خزينة ا رئيسية‪)le tresorierprincipal) :‬‬
‫يت فل بعمليات ا خزي ة‪ ،‬و ذا فقات ا مؤسسات ا عمومية ذات ا طابع اإلدااي ا وط ي‪،‬إذا‬
‫فأمين ا خزي ة ا ائيسي يتو ى ت فيذ ا فقات ا تي تدخل في إطاا حسابات ا تخصيص‬
‫ا خاص وحسابات ا تسبيقات‪،‬وحسابات ا ديون‪ ،‬باإلضافة إ ى ت فله بمعاشات ا مجاهدين‬
‫ها شبه ديون على عاتق ا دو ة‪.‬‬
‫* أمناء ا خزينة في ا والية‪)le trésorier de la wilaya):‬‬
‫ا مادة ‪ 10‬من ا ماسوم ا ت فيذي‪ 129-91‬ا متعلق بت ظيم ا مصا ح ا خااجية لخزي ة‪،‬وفي‬
‫ا عموم فان أمين ا خزي ة ا والية يقوم بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تا يز ا عمليات ا ما ية ا تي يجايها ا محاسبون ا ثا ويون ا تابعون ه‬
‫ميز ية ا دو ة على ا مستوى ا محلي ا خاصة با حزي ة‬
‫‪ -‬ت فيذ عمليات اإلياادات وا فقات ا‬
‫وتوزيع ا معاشات على مستوى واليته‪.‬‬
‫ميز ية ا والية وا مؤسسات ا عمومية ذات ا طابع اإلدااي ا تي يسياها‪.‬‬
‫‪ -‬ت فيذ ا‬
‫وحاستها‪،‬ويقوم بحا ة حسابات أاصدة ا خزي ة‬
‫ا‬ ‫‪ -‬تداول ا موال وا قيم وا س دات‬
‫وا محافظة على ا وااق ا ثبوتية ا خاصة با عمليات ا ما ية ا تي يجايها‪.‬‬
‫ويعتبا أمين خزي ة ا والية عصب شب ة ا محاسبين حيث يمثل حلقة ا وصل بين‬
‫ه يا ز عمليات ا محاسبين ا ثا ويين وياسلها إ ى‬ ‫ا محاسبين ا ثا ويين وا ائيسيين‬
‫ا محاسبين ا ائيسيين اآلخاين‪.‬‬
‫‪ -2‬ا محاسب ا ثانـــــوي‪:‬‬
‫واد ذ ا في ا مادة ‪ 32‬من ا ماسوم ا ت فيذي ‪ 313/91‬ا مؤاخ في‪-09-07‬‬
‫‪ ،1991‬ويختلف ا محاسب ا ثا وي عن ا ائيسي في ون هذا ا خيا ه جميع ا صالحيات‬
‫في جميع ا مجاالت‪ ،‬أما ا محاسب ا ثا وي فغا با ما ي ون اختصاصه في ت فيذ وع محدد من‬
‫ضائب‪.‬‬
‫ا مجاالت‪ ،‬فمثال ت فيذ ا ح ام ا جبائية يت فل بها قابض ا ا‬

‫‪33‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫وهو ل محاسب يتو ى تجميع محاسبته محاسب ائيسي‪ ،‬حيث يقوم بت فيذ ا عمليات‬
‫ا خاصة باإلياادات و ا فقات فائدة ا محاسب ا ائيسي ا ذي يقوم بدوا شهايا بتدقيق و دمج‬
‫ا قيود ا محاسبة ا تي قام بها ا محاسب ا ثا وي ا واقع في إقليم سلطته ا محاسبية‪ ،‬و عليه‬
‫يمتلك صفة محاسب عمومي ثا وي لدو ة ل من ‪:1‬‬
‫ضائب و ا جمااك و أمالك ا دو ة ‪.‬‬
‫‪ -‬قابضوا ا ا‬
‫ما ز االستشفائية ا جامعية و ذا ا قطاع ا صحي‪.‬‬
‫خزئن خزي ة ما بين ا بلديات و ا ا‬
‫‪ -‬أم اء ا‬
‫‪ -‬محافظو ا اهن ‪.‬‬
‫ميز ية ا والية‬
‫‪ -‬أما با سبة لجماعات ا محلية فان أمين خزي ة ا والية هو ا محاسب ا ائيسي ا‬
‫( ا مادة ‪. ) 53‬‬
‫ميز ية ا بلدية ( ا مادة ‪.2) 54‬‬
‫‪ -‬و أمين خزي ة ا بلدية هو ا محاسب ا ائيسي ا‬
‫‪ -‬و با سبة لمؤسسات ا عمومية ذات ا طابع اإلدااي فه اك أعوان محاسبون ائيسيون‬
‫خاصون بهذ ا مؤسسات ( ا مادة ‪ ،) 66‬وفي حا ة وجود أماين با صاف ثا ويين هذ‬
‫ا مؤسسات يتم اعتماد محاسبين من طاف وزيا ا ما ية أو ممثله ( ا مادة ‪. ) 68‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Manuel de procédurs d'execution des depenses et recettes publique ,ap . cit , p ;15.‬‬
‫‪2‬قبل تعديل أح ام هذ ا مادة بموجب ا ماسوم ا ت فيذي اقم ‪ 42 - 03‬ا مشاا إ يه في ا هامش أعال ان ا قابض ا بلدي هو ا محاسب‬
‫ا ائيسي مي از ية ا بلدية ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫وزارة الم لي‬


‫المديري الع م للمح سب العمومي‬

‫العون المح سبي المركزي للخزين‬


‫العمومي‬

‫الخزين‬ ‫الخزين‬ ‫الخزين‬


‫المركزي‬ ‫الرئيسي‬ ‫الوالئي‬

‫ق بض الضرائ‬

‫ق بض الجم رك‬

‫ق بض أمالك الدول‬

‫أمين خزين م بين البلدي‬

‫الوك ال الم لي‬

‫مح فظ الرهون‬
‫‪1‬‬
‫جزئا‬
‫ا ش ل ‪ 01‬يمثل أص اف ا محاسبين ا عموميين في ا ا‬

‫‪1.‬شالل زهيا ‪ ،‬ا ماجع ا سابق‪ ،‬ص ‪103‬‬

‫‪35‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫ا فرع ا ثاني‪ :‬مهام ومسؤو ية ا محاسب ا عمومي‬


‫قد خول قا ون صالحيات ومهام واسعة لمحاسبين ا عموميين تجعلهم يقومون بتداول وتسييا‬
‫ا موال ا عمومية‪ ،‬وباإلضافة إ ى ا مهام ا مو لة هم فا ه تقع على عاتقهم عدة أ واع من‬
‫داسة ا ع اصا ا تا ية‪:‬‬
‫ا مسؤو يات‪ ،‬و إلحاطة بمختلف هذ ا جوا ب سيتم ا‬
‫‪ -‬مه ـام ا محـاسب ا عموم ـ ـ ـ ـ ـ ـي‪.‬‬
‫‪ -‬مسؤو ية ا محاسب ا عمومي‪.‬‬
‫أوال ‪ -‬مهام ا محاسب ا عمومي‪:‬‬
‫يتمتع ا محاسب ا عمومي بصالحيات متعددة في مجال تداول ا موال ا عامة‪ 1‬و با تا ي يقع‬
‫لجزء ‪2‬وهو م لف بتطبيق اقابته أث اء ت فيذ‬
‫ا‬ ‫على عاتقه مسؤو ية سوء ا تسييا و تعاضه‬
‫ميز ية‪ ،‬فهو مطا ب با تحقيق من مشاوعية س دات اآلما با تحصيل و س دات اآلما‬
‫ا ا‬
‫با صاف و مطابقتها لقوا ين و ا ظمة ا معمول بها قبل ت فيذها ‪.‬‬
‫ميز ية حيث يقوم بت فيذ ماحلة‬
‫يتدخل ا محاسب ا عمومي في ا ماحلة أعمال من ت فيذ ا ا‬
‫ميز ية ‪.‬‬
‫تحصيل اإلياادات و تسديد ا فقات ا ماخصة في ا ا‬
‫جاء ا قيود ا محاسبية و مسك ا سجالت ا محاسبية قا و ية لعمليات‬
‫إضافة لمهام ا ماتبطة بإ ا‬
‫ا تي يقوم بت فيذها‪ ،‬و إعداد حساب ا تسييا س ويا و إيداعه في اآلجال ا محددة قا و ا دى‬
‫مجلس ا محاسبة ‪.‬‬
‫ا محافظة على وثائق إثبات ا عمليات ا ما ية و ا مست دات و ا سجالت ا محاسبية جميع‬
‫ا عمليات ا تي يقوم بها ‪.‬‬
‫ميز ية‪ ،‬الن عملية‬
‫بماقبة ت فيذ ا ا‬
‫و في هذا اإلطاا يم ن هام ا محاسبية و ا مهام ا متعلقة ا‬
‫تسديد ا فقات أو تحصيل اإلياادات ال تعتبا عمليات ما ية بسيطة بل تخضع شاوط قا و ية‬
‫و إجااءات ت ظيمية يجب ا تحقق من توفياها قبل ت فيذها ‪.‬‬
‫أما من جا ب ت فيذ اإلياادات فان ا محاسب ا عمومي يت فل تحت مسؤو يته ا شخصية‬
‫و ا ما ية عن اتخاذ إجااءات ا تحصيل قا و ية ابتداء من تاايخ استالم س دات اآلما‬

‫‪1‬أ ظ اا مواد ‪ 28‬و ‪ 31‬من ا قا ون ا عضوي ا فاسي س ة ‪ 2001‬تقابلهاا مادة ‪ 36‬من ا قا ون اقم ‪ 21 - 90‬وا متعلق با محاسبةا عمومية‬
‫‪2‬محمد بوااو ‪ ،‬ا مسؤو ية ا ما ية بوجه عام عن تدبيا ا مي از ية حسب ا هداف بوجه خاص ‪ ،‬تشخيص مقاان ‪ ،‬مجلة ِ‬
‫االدااة ‪ ،‬ا عدد ‪، 2‬‬
‫‪ ، 2006‬ص ‪42‬‬

‫‪36‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫با تحصيل ا محااة من طاف اآلما با صاف و ذ ك بعد أن يتحقق بان هذا ا خيا ماخص‬
‫ه قا و ا بتحصيل اإلياادات ‪.‬‬
‫بماقبة و ت فيذ عمليات تحصيل‬
‫و ب اءا على ما سبق‪ ،‬فان ا محاسب ا عمومي يختص ا‬
‫اإلياادات و ت فيذ ا فقات من حيث ا ش ل و يس من حيث ا مضمون عن طايق ا تحقق من‬
‫مشاوعية ا عمليات ا ما ية على ا وثائق ا محاسبية و مطابقتها لقوا ين ا معمول بها دون أن‬
‫يتدخل في مجال حسن تسييا ا مال ا عام ا ذي هو من اختصاص اآلما با صاف ‪.‬‬
‫أن عملية ا دفع أو ا تحصيل مو لة لمحاسب ا عمومي ا ذي ال يم ن ه أن يقوم بها إال بعد‬
‫إخضاعها لاقابات عليها في ا مادة ‪ 36‬من قا ون ا محاسبة ا عمومية على ا خصوص و هي‬
‫‪1‬‬
‫ا تا ي‪:‬‬
‫‪ -‬صفة اآلما با صاف أو ا مفوض ه‪ :‬ال يم ن لمحاسب أن ي فد ا واما با صاف أو‬
‫ا حواالت إال إذا ا ت صاداة عن اآلماين با صاف ا معتمدين ديه ‪.‬‬
‫ماي ا صاف أن يأماوا بدفع إال في حدود االعتمادات‬ ‫‪ -‬توفا االعتمادات‪ :‬ال يجوز‬
‫افة‬ ‫ا مخصص هم‪ ،‬و في هذ ا حا ة على ا محاسب أن يتأ د من أن ا مبلغ اإلجما ي‬
‫ا حواالت ا مقدمة ه ال تتجاوز مبلغ االعتمادات ‪.‬‬
‫‪ -‬مطابقة ا عملية مع ا قوا ين و ا ظمة ا معمول بها و شاعية عملية تصفية ا فقة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم سقوط ا ديون با تقادم ‪.‬‬
‫ماقب ا ما ي‪ ،‬تأشياة ج ة ا صفقات ‪. )...‬‬
‫ماقب ( تأشياة ا ا‬
‫شيات عمليات ا ا‬
‫‪ -‬تأ ا‬
‫ثانيا ‪ -‬مسؤو ية ا محاسب ا عمومي‪:‬‬
‫يتميز ا محاسب ا عمومي بمسؤو ية ذات طابع خاص تتوافق مع طبيعة ا مهام ا م لف بها‪،‬‬
‫اغم أن ا مشاوع قدم ه ا حماية ا املة إث اء ممااسة مهامه إال ا ه يعتبا صمام ا مان‬
‫ا خيا قبل صاف ا مال ا عام‪ ،‬و ا ذي ي تج ع ها ضاواة تعويض ا ضاا ا ذي حق‬
‫با خزي ة ا عمومية من ما ه ا خاص في حا ة ا تأ د من اات ابه مخا فات صايحة لقوا ين‬
‫و ا ت ظيمات ا معمول بها‪ ،‬فعلى ا محاسب ا عمومي أن يتحمل أي عجز ما ي لص دوق و‬
‫‪2‬‬
‫ذ ك من ما ه ا خاص ‪.‬‬

‫‪1‬يل س شاوش بشيا ‪ ،‬ا ما ية ا عامة‬


‫‪2‬ا مادة ‪ 53‬من ا قا ون اقم ‪ 21 - 90‬ا مؤاخ في ‪ 1990 - 08 - 15‬و ا متعلق با محاسبة ا عمومية‬

‫‪37‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫فهذ ا مسؤو ية تتميز با طابـع ا موضوعي وتقـوم بمجـاد وقوع ضاا هيئة عموميـة مـا‬
‫وذ ك مـن خـالل مخا فـات يقــع فيهـا ا محاسبــون ا عموميـون أو ا شخاص ا ذي ــن يعملـون تحت‬
‫وماقبتـهم‪.‬وتقـوم مسؤو يــة ا مح ـاسب ا عمومــي ع ـادة ع ــد حدوث ثالث حـاالت‪:‬‬
‫سلطتـهم ا‬
‫‪ -‬عدم تحصيل إيااد واجب تحصيله‬
‫‪ -‬تسديد فقة غيا شاعية‬
‫‪ -‬عجز في ا ص دوق‬
‫* طاق ا مسؤو ية ا ما ية وا شخصية لمحاسبين ا عموميين‪:‬‬

‫تمتد مسؤو ية ا محاسبين ا عموميين تشمل أعما هم ا شخصية وعمل ا غيا‪:‬‬

‫‪ -1‬ا مسؤو ية عن ا عمال ا شخصية‪:‬‬


‫تتعلق هذ ا مسؤو ية ب ل ا مهام ا تي يضطلع بها ا محاسبون ا عموميون قا و ا وهي‪:‬‬

‫‪ -‬تحصيل اإلياادات‬
‫‪ -‬دفع ا فقات‬
‫حاسة ا موال وا قيم وحفضها و ذا تداو ها‬
‫ا‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مسك ا محاسبة‬
‫‪ -‬ا محافظة على س دات اإلثبات ووثائق ا محاسبة‬
‫‪ -2‬ا مسؤو ية عن عمل ا غيا‪:‬‬
‫تمتد مسؤو ية ا محاسبين ا عموميين إ ى عدد من ا شخاص ا تابعين هم تحت سلطتهم‪،‬‬
‫ما يم ن أن ت ون مسؤو ية تضام ية بين ا محاسبين ا عموميين وا شخاص ا موضوعين تحت‬
‫أواماهم (ا مادة ‪ 40‬من قا ون ا محاسبة ا عمومية)‬

‫و قاعدة عامة ال ي ون ا محاسبون ا ائيسيون مسؤو ون عن عمل ا محاسبون ا ثا ويون‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫* أساس ا مسؤو ية ا ما ية وا شخصية لمحاسبين ا عموميين‪:‬‬

‫تطبيقا مبدأ ا فصل بين اآلماين با صاف وا محاسبين ا عموميين فان هؤالء ا خياين هم‬
‫وحدهم ا مخو ون ت فيذ ا عمليات ا ما ية ا داخلة في اختصاصهم وال سيما تحصيل اإلياادات ودفع‬
‫ا فقات وا تصاف في ا موال وا قيم ا عمومية وا محافظة عليها‪.‬‬

‫بماقبة شاعية‬
‫وهم ملزمون تطبيقا ح ام قا ون ا محاسبة (خاصة ا مادتين ‪ 35‬و‪ 36‬م ه) ا‬
‫ماقبة وت فيذ ا معامالت ا ما ية محددة بدقة عن‬
‫تلك ا عمليات قبل ت فيذها‪ ،‬وبما أن إجااءات ا‬
‫طايق ا قوا ين وا ظم ا متعلقة با محاسبة ا عمومية‪،‬وا محافظة على ا موال ا عمومية وا قيم يم ن‬
‫ا تحقق م ها بسهو ة عن طايق فحص ا ص دوق وتدقيق ا حسابات ا متعلقة بها‪ ،‬فا ه باإلم ان‬
‫تحميل ا مسؤو ية ا شخصية لمحاسبين بمجاد معاي ة مخا فة في ت فيذ ا عمليات‪،‬أو قص في‬
‫جاء ذ ك‪ ،‬فيم ن تحديد بدقة حيث‬
‫ا موال وا قيم‪ ،‬أما ا ضاا ا ذي يلحق با هيئات ا عمومية ا‬
‫يم ن أن يتمثل في مبلغ اإليااد ا غيا محصل‪ ،‬أو ا فقة ا مسددة ال شاعيا أو ا قص في‬
‫ا ص دوق أو ا حافظة ومن ه ا فان ا محاسبين ا عموميين ا مع يين يصبحون مطا بين بتعويض‬
‫هذا ا ضاا من أموا هم ا خاصة إذا اقتضى اآلما‪ ،‬وهو ما يؤدي إ ى أقامه مسؤو يتهم ا ما ية‬
‫‪1‬‬
‫ا شخصية‪.‬‬

‫أما ا سلطة ا مخو ة قا و ا إلقحام ا مسؤو ية ا ما ية ا شخصية لمحاسبين ا عموميين فهي‬


‫ا وزيا ا م لف با ما ية ومجلس ا محاسبة الغيا وذ ك حسب ص ا مادة ‪ 46‬من قا ون‬
‫ا محاسبة ا عمومية‪.‬‬
‫ن من اجل ا تخفيف من ضغط ا مسؤو ية ا شخصية و ا ما ية على عاتق ا محاسب‬ ‫و‬
‫جزئاي إجااءات من‬
‫ا عمومي ا ذي اات ب خطا مه ي و ثبتت حسن يته وضع ا مشاوع ا ا‬
‫شا ها أن تخفف من ا مسؤو ية ا شخصية و ا ما ية و ذ ك عن طايق طلب االستفادة من‬
‫اإلجااءات ا موا ية ‪:2‬‬

‫شويخي سامية ‪ ،‬ا ماجع ا سابق ص‪21‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬شالل زهيا ‪ ،‬ا ماجع ا سابق ‪ ،‬ص ‪113 - 112‬‬

‫‪39‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫جاء اإلعفاء من ا مسؤو ية‪ :‬يطلب ا محاسب ا موضوع في حا ة مدين إعفائه من‬
‫‪ ‬إ ا‬
‫تسديد ا مبا غ من وزيا ا ما ية ا ذي يقدا قبول أو افض اإلعفاء ا لي أو ا جزئي‬
‫لمبا غ ا مستحقة ا دفع لخزي ة ا عمومية و ذ ك وفقا إلح ام ا مادة ‪ 39‬من ق ‪- 91‬‬
‫‪ 21‬ا مؤاخ في ‪ 07‬أوت ‪ 1991‬ا متعلق بقا ون ا ما ية ا ت ميلي س ة ‪ ،1991‬وفي‬
‫حا ة إثبات ا قوة ا قاهاة ياخص قا ون مجلس ا محاسبة اإلعفاء ا جزئي أو ا لي‬
‫لمحاسب ا مدين ‪.‬‬
‫جاء ا اجائي‪ :‬يستطيع ا محاسب ا عمومي ا موضوع في حا ة مدين تجا‬
‫‪ ‬طلب اإل ا‬
‫ا خزي ة ا عمومية أن يقدم طلبا ثا يا وزيا ا ما ية إلعفائه من تسديد ا دين و بعد‬
‫استشااة ج ة ا م ازعات ا تي تقوم با تحاي عن ا وضعية ا ما ية و ا مادية ا فعلية‬
‫لمحاسب من اجل تقديا إم ا ية أو استحا ة ا دفع ب اءا على طلك يقاا وزيا ا ما ية‬
‫اإلعفاء ا لي أو ا جزئي لمبا غ ا مستحقة ا دفع لخزي ة ا عمومية ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫مفهوم ا مي از ية ا عامة لدو ة وأعوان ت فيذها‬ ‫ا فصل ا ول‬

‫خالصة ا فصل األول‪:‬‬

‫إن ا توسع في مفهوم مبدأ ا فصل بين اآلما با صاف وا محاسب ا عمومي يقتضي م ا‬
‫ميز ية وأعوان ت فيذها‪.‬‬
‫داسة مفهوم ا ا‬
‫ا‬

‫ميز ية ا عامة و ما اشا ا تعد خالل ل س ة ما ية وتهدف إ ى إقامة ت سيق بين‬


‫فا ا‬
‫ا فقات واإلياادات قصد ا وصول إ ى توازن ما ي واقتصادي تماشيا مع أهداف ا دو ة االقتصادية‬
‫واالجتماعية وا سياسية ‪.‬‬

‫ميز ية تطلب تدخل وعين من ا عوان اآلما با صاف وا محاسب ا عمومي‬


‫وبذ ك و ت فيذ ا ا‬
‫ل حسب مهامه وطبيعة عمله ا محددة في قا ون‪ 21-90‬ا متعلق با محاسبة ا عمومية و ذا‬
‫تماشيا مع تطبيق مبدأ ا فصل بين اآلما با صاف و ا محاسب ا عمومي ا ذي اقا ا مشاع وأ د‬
‫عليه في حماية ا مال ا عام‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫إن ا تطور ا ذي حصل في دور ا دو ة من ا دو ة ا حارسة إ ى ا دو ة ا متدخلة إ ى ا دو ة ا م تجة‬
‫ع س اهتمام ا ما يين ا متزايد بدراسة موضوع ا فقات ا عامة أو ت فيذ مي از ية ا دو ة أداة رئيسية‬
‫تدخل ا دو ة في جميع ا مجاالت االقتصادية و االجتماعية و ا سياسية ‪.‬‬

‫ا مر ا ذي استوجب على ا دو ة وضع أعوان ومسؤو ين على ت فيذها ل حسب اختصاصه‬


‫تطبيقا مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف و ا محاسب ا عمومي ‪.‬‬

‫ويعتبر هذا ا مبدأ من أه م ا مبادئ ا تي تقوم عليه ضام ا محاسبة ا عمومية في ا جزائر وا ذي‬
‫يهدف إ ى تقسيم ا عمليات ا ما ية ت فيذ ا مي از ية بين أعوان ا محاسبة ا عمومية إ ى مراحل إدارية‬
‫من اختصاص اآلمر با صرف ومهام محاسبية من اختصاص ا محاسب ا عمومي‪.‬‬

‫و ذ ك س قسم دراست ا في هذا ا فصل إ ى مبحثين هما‪:‬‬

‫ا مبحث ا ول‪ :‬عرض مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي‪.‬‬

‫ا مبحث ا ثا ي‪ :‬استث اءات و تائج تطبيق مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف و ا محاسب ا عمومي‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫ا مبحث األول‪ :‬عرض مبدأ ا فصل بين األمر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬
‫ما سبق واشرا إ يه تقسم عمليات ت فيذ ا فقات ا عمومية إ ى قسمين ‪ ،‬عمليات إدارية‬
‫تتضمن اال تزام با فقـة ‪ ،‬وتصفيتهـا وا مر بدفعها يقوم بها اآلمر با صرف وعمليات حسابية تتمثل‬
‫في دفع ا فقات وتأدية قيمتها إ ى مستحقيها‪ ،‬يقوم بها ا محاسب ا عمومي‪،‬فهما مهمتان متوازيتـان‬
‫ال تلتقيان يستلزم ا فصل بي هما‪،‬ومن ه ا س حاول ا تعريف هذا ا مبدأ وأهدافه وذ ر استث اءاته‬
‫و تائجـه‪.‬‬

‫ا مطلب األول‪ :‬تعريف مبدأ ا فصل بين مهام االَمر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬

‫يقصد بمبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي ا ه ال يم ن أن يقوم اآلمر با صرف‬
‫با عمال وا مهام ا خاصة با محاسب ا عمومي‪،‬هذا ا خير ا ذي يتم تعيي ه بمعرفة ا وزير ا م لف‬
‫با ما ية ويخضعون سلطته وفي فس ا وقت حمايته‪.‬‬

‫وعلى اعتبار ان ا محاسب يقوم بمراقبة ا وامر با صرف وم ه فا ه يجب أن ي ون ا مر‬


‫با صرف وا محاسب ا عمومي شخصين متميزين يقوم ا محاسب بمراقبة ا عمليات ا محاسبية‬
‫وا ما ية ا تي يقوم بها اآلمر با صرف ‪ ،‬وم ه فا ه ال يم ن إخضاع ا محاسب ا عمومي سلطة‬
‫اآلمر با صرف ا وظيفية‪.‬‬

‫يم ـن ان ي ـون ا محاسب ا عمومــي تحـت سلطــة اآلمر با صـرف االداري وهــذا شائع‬
‫ـا عالقــة بيـن ا وا ــي وأمين ا خزي ــة‪،‬ورئيــس ا ــمجلس ا شعبــي ا بلــدي وا قابــض ا بلــدي او‬
‫ا محصــل‪،‬هــذا ا خير ا ــذي يعتبـر محاسب ا بلديـة‪،‬وهذا مـا جعــل ا قا ــون يم ع اآلمر با صرف‬
‫مـن تعييــن محاسب وخــول هـذ ا سلطـة لوزيــر ا م لف با ما ية أو علــى ا قل موافقته‪.‬‬

‫ومن خــالل ما سبق اإلشارة إ يه ‪ ،‬تقسم عمليــات ت فيذ ا فقــات ا عموميــة ِا ـى قسمين‬
‫عمليــات إدارية تتضمن ِ‬
‫اال ت ـزام با فقــة و تص يفها و ا مــر بدفعهـا يقوم بهـا اآلمر با صرف و‬
‫عمليات حسابية تتمثل في دفع ا فقــات و تأدية قيمتها إ ى مستحقيها يقوم بها ا محاسب‬
‫ا عمومي‪.1‬‬

‫‪-‬‬ ‫من الق ن ن‬ ‫الم اد‬


‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫و بذ ك فهذا ا مبدأ يقتضي ا تفريق بين ا وظائف اإلدارية ا تي ها صالحيات ا مر و ا تقرير‬


‫‪1‬‬
‫و ا وظائف ا محاسبية ا تي ها صالحيات ا ت فيذ‪.‬‬

‫حيث تم ت ريس تطبيق هذا ا مبدأ في ظام ا محاسبة ا عمومية ا جزائرية وفق ا قا ون رقم‬
‫‪ 21 - 90‬ا مؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬و ا متعلق با محاسبة ا عمومية ‪ ،‬و ا ذي يحدد مجال‬
‫و ِاختصاص ل من االَمر با صرف و ا محاسب ا عمومي دون أن يتدخل ل عون في مجال‬
‫ِاختصاص ا خر '' هذ ِ‬
‫االزدواجية ‪ 3‬أعوان ت فيذ ا عمليات ا ما ية تعتبر قاعدة أساسية لسالمة‬
‫‪2‬‬
‫ا مطبقة في ا هيئات ا عمومية‪'' .‬‬

‫و ير ـز مفهـوم هـذا ا مبـدأ علــى تقسيــم ا مهـام و ا سلطــات بين اآلمر با صرف‬
‫و ا محاسب ا عمومــي ‪ ،‬إذا ي ـون ل م ها سلطة مستقلــة عن ا خر دون أن توجد عالقـة رئاسيــة‬
‫بي همــا ‪ ،‬حيث يختص اآلمر با صرف تحت مسؤو يتــه ا شخصيـة بت فيــذ إجراءات ِ‬
‫اال ت ـزام‬
‫و ا تصفيــة و إصدار س د ا مــر با دفــع من جا ب ا فقات و ت فيذ إجراءات اإلثبات و ا تصفية‪.‬‬

‫و إصدار س د ا مر با تحصيل من جا ب اإليرادات في حين يختص ا محاسب ا عمومي‬


‫و تحت مسؤو يته ا شخصية و ا ما ية بت فيذ مرحلة تسديد ا فقات و تحصيل ِ‬
‫االيرادات ‪.‬‬

‫و ا جزائر على غرار ا دول ا خرى أخذت بهذا ا مبدأ تماشيا مع ا تمييز في ا وظائف‬
‫اإلدارية و ا محاسبية ‪ ،‬و يسمى تقليدا هذا ا تمييز بين ا جهزة ا قائمة بعمليات ا ت فيذ بمبدأ‬
‫‪3‬‬
‫ا فصل بين اَمري ا صرف و ا محاسبين‪.‬‬

‫وجاء في ا مادة‪ 55‬مايلي‪ :‬ت افي وضيفة اآلمر با صرف مع وضيفة ا محاسب ا عمومي ‪.‬‬
‫وهذ ا مادة ت ص على تفريق ا وظائف لعمليات ‪،‬فقد يتدخل اآلمر با صرف في بعض ا عمليات‬
‫غير ا خاصة به‪.‬وتذهب ا مادة ‪ 56‬من ا قا ون ا ى ابعد من ذ ك حيث تم ع ان ي ون زوج اآلمر‬
‫با صرف هو ا محاسب ا عمومي ا ذي ي فذ عملياته ا ما ية‪.‬‬

‫‪(Le conjoint Dun ordonnateur ne peut pas être son comptable assignataire) .‬‬

‫الحديث ‪ ،‬دار ال جر ل نشر الت زيع ‪ ،‬الق هرة ‪،‬‬ ‫الق اعد المراحل االِتج ه‬ ‫الم ازن الع م ل د ل ‪ ،‬الم هي‬ ‫‪²‬جم ل لعم رة ‪ ،‬أس سي‬
‫ص‬
‫‪2‬‬
‫‪Ali Bissaad , droit de la comptabilité publique , Houma , Algérie , 2004 , p : 1‬‬
‫ي س ش ش بشير ‪ ،‬المرجع الس ب ‪ ،‬ص‬
‫‪3‬‬

‫‪45‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫في ا واقع ان هذ ا مادة ا م قو ة من ا قا ون ا فرسي ها بعد أدبي‪ ،‬حيث م عت ارتباط‬


‫اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي بعالقة ا زوجية الن هذ ا عالقة هي ا قدس وا قوى في‬
‫اعراف وتقا يد ا مجتمع ا فرسي‪،‬اما في ا جزائر فه اك ا عديد من ا عالقات ا سرية ا تي يم ن ان‬
‫ت ون مصدر ضغط على ا محاسب ا عمومي عالقة ا بوة أو اإلخوة‪ ،‬و ان من ا حرى من‬
‫ا مشرع ا جزائري أن يأخذ هذا بعين االعتبار‪ ،‬وي في حتى هذ ا عالقات بين االمرين با صرف‬
‫ومحاسبيهم ا عموميين‪.‬‬

‫ان مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومـي يهدف توزيـع ا مهام االدارية‬
‫وا محاسبية بين ص فين من ا م فذين‪،‬حيث يتو ـى اآلمر با صرف بتسيير االعتمادات ا مفتوحة فـي‬
‫ا مي از ية ويت فل ا محاسب ا عمومي بتسييـر ا موال ‪ ،‬وهذا يسمح بأ ثر شفافيـة وأ ثر حماية‬
‫ألموال ا عمومية‪،‬خاصة فـي ظل وجود وسائل ضغط متباد ة ‪ ،‬فا محاسب ال يقبل دفع فقة‬
‫ي ت فها ا غموض ما ان اآلمر با صرف يمتلك حق ا لجوء ا ى ا تسخير ع دما يرفض ا محاسب‬
‫ا عمومي‪.‬‬

‫ما ان هذا يسهل على هيئات ا رقابة ا الحقة (ا مفتشية ا عامة لما ية ومجلس ا محاسبة)‬
‫تطبيق رقابتها على ا حسابات االدارية ا تي يعدها اآلمر با صرف وحسابات ا تسيير ا تي يعدها‬
‫ا محاسب ا عمومي‪.‬‬

‫وبا سبـة لدو ــة مثال‪ ،‬إذا ــان ــل وزيــر يمثل ا سلطــة ا مخو ــة لقيــام بعمليــات ا فقــات‬
‫واإليرادات ا خاصة بدائرتــه ا و ازريــة (ا رحلــة اإلدارية)‪ ،‬إال ا ــه غيــر مؤهـل قا و ـا الحتفاظ‬
‫با موال ا عموميــة ‪ ،‬حيث أن هذا يدخــل ضمــن مهــام أمين ا خزي ــة ا مر زيــة ا ــذي يتبــع مبــاشرة‬
‫وزيــر ا ما يــة ‪ ،‬بصفتــه رئيســه اإلداري ويمارس باسمــه ا رقابــة علــى اوامــر ا دفــع وا تحصيـل ا تــي‬
‫يتلقاهـا مــن ا وزراء‪ .‬ومــن ه ــا فان وزير ا ما يــة‪ ،‬بصفـتــه سلطـة مقابلــة سلطــات ا وزراء االخريــن‬
‫يبدوا حام ألموال ا عمومية‪ ،‬وضامن شرعية استعما ها‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫ا مطلب ا ثاني‪ :‬أهداف تطبيق مبدأ ا فصل بين االَمر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬

‫المريــن‬
‫فــي ا واقــع أن ا ت افــي ا قا و ــي بيــن ا وظائف هو ا ــذي يعطــي مبدأ ا فصــل بـين ا َ‬
‫با صرف و ا محاسبيــن أصا تــه و أهميته ا خاصة فــي ظــام ا محاسبــة ا عموميــة فهــو يس فقط‬
‫ِاج ـراء أم ــي أو ظــام تقسيــم ا مهــام قابليــن لتطبيق ف ـي مختلف ا هيئــات أو ا مؤسســات ا عموميــة‬
‫و ا خاصة ‪ ،‬بل هــو يهدف خاصة ِا ـ ـ ـى فرض رقابـ ـة صـارمة و فعا ـ ـة عل ـ ـى ت فيـذ ا مي از ي ـ ـة‬
‫(السيمـا رقابــة ا محاسبيــن ا عموميـين علـى عمليات ا مرين با صرف ) ‪ .‬ما أ ـه يوحي بف رة‬
‫ا فصل بين ا سلطات ‪ 1‬و تيجة ذ ك ِفان تطبيق مبدأ ا فصل بين االَمــر با صرف و ا محاسب‬
‫التيــة‪:‬‬
‫ا عمومــي يسمح بتحقيـق ا هــداف ا َ‬

‫ا فرع االول ‪ :‬تقسيم ا مهــام‬

‫تمر عملية ت فيذ ا مي از ية بمراحل مت املة ِادارية و أخرى محاسبية ‪ ،‬فا مهام اإلدارية هي‬
‫من ِاختصاص االَمر با صرف و تدرج في طاق ا مالئمة ( ا سعر ‪ ،‬ا مية ‪ ،‬ا وعية ‪ ،‬وقت‬
‫اإل فاق ‪ ..‬ا خ ) ‪ ،‬و ا تي تتطلب توفر مؤهالت في ا تسيير و إدارة وحدات ا قطاع ا عام دى‬
‫االَمرين با صرف ‪.‬‬

‫في حين أن مهام ا محاسب ‪ ،‬تقتصر على ت فيذ ا جا ب ا محاسبي ا ذي يدرج ضمن طاق‬
‫ا تحقق من مشروعية ا عمليات ا ما ية و مطابقتها لقوا ين و ا ت ظيمات ا معمول بها ‪ ،‬إضافة‬
‫و ه ا عون ا مؤهل قا و ا في مجال تداول و حيازة ا موال و ا قيم ا عمومية ‪ ،‬ا مهام ا تي تتطلب‬
‫االختصاص في‬ ‫مؤهالت و ت وين محاسب متخصص و با تا ي تطبيق هذا ا مبدأ يسمح بمراعات ِ‬
‫توزيع ا عمال ِ‬
‫االدارية و ا محاسبية ‪. 2‬‬

‫هذ ا تفرقة ما بين ا مهام االدارية وا محاسبية تش ل اساس ا ظام ا ما ي ا عمومي‪،‬فهي‬


‫تضمن أساس ون ا ذي يعطي ا مر يس هو فسه ا شخص ا ذي ي فذ ‪،‬اذ مم ن ان ا محاسب‬
‫ا عمومي يرفض في بعض ا حاالت تسديد فقة معي ة‪ ،‬إذا رأى أن ه اك قصا أوخطا قا و ي في‬
‫ملف ا فقة ا مع ية با رفض ي ون قد غفل ع ها اآلمر با صرف وهو ا مر ا ذي ال جد في‬

‫‪-‬‬ ‫محمد مسع ‪ ،‬المرجع الس ب ‪ ،‬ص‬


‫‪1‬‬

‫‪،‬ص‬ ‫الذهبي ‪ ،‬الري ض ‪،‬‬ ‫محمد ش كر عص ر ‪ ،‬أص ل الم ازن الع م ‪ ،‬مكت الص ح‬
‫‪2‬‬

‫‪47‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫ضام ا محاسبة‬ ‫ا مؤسسات ا خاصة‪،‬وهي ميزة ت فرد بها ا مؤسسات ا عمومية ا تي تخضع‬
‫ا عمومية‪.‬‬

‫ا فرع ا ثانــي‪ :‬تطبيق وحدة ا صندوق‬

‫ِان سلطة حيـازة و تداول و ح ارسـة ا مـال ا عام هي من ِاختصاص ا محاسب ين ا عمومييـن‬
‫فقط ‪ ،‬و ا ذي ي ون متابعا سلطة وزير ا ما يـة ‪ ،‬مما يسمح بتطبيق وحدة ا ص دوق حيث أن‬
‫ا سيو ة ا متاحة لمحاسبيـن ا عمومييـن تودع تحت حساب واحد يسير من طرف ا خزي ة ا عمومية‪.‬‬

‫في حين يخضع االَمر با صرف سلطات ت فيذية مختلفة ال يملك حساب ا ص دوق وال‬
‫يم ه تداول ا موال و ا قيم ا عمومية بصفة مباشرة ِاال في حاالت ِاستث ائية بترخيص من و ازرة‬
‫ا ما ية عن طريق ِا شاء ا و االت ا ما ية ‪.‬‬

‫وحدة ا ص دوق تسمح با خصوص و ازرة ا ما ية با رقابة ا دائمة على ت فيذ ا عمليات ا ما ية‬
‫ا عمومية ما يسهل عليها جمع ا معلومات ا ما ية عن طريق مر زية ا عمليات على مستوى ا وطن‬
‫وعرضها على ا ح ومة وا برمان‪...‬‬
‫شب ة ا محاسبة ا عمومية شب ة واسعة وتشرف عليها ا مديرية ا عامة لمحاسبة دى و ازرة‬
‫ا ما ية‪،‬هذ ا شب ة ا وط ية تتش ل من‪:‬‬
‫‪ 48 (Tw) -‬أمين خزي ة والئي‪.‬‬
‫‪ (Tpa) -‬أمين خزي ة مر زي‪.‬‬
‫‪ ) Tpa) -‬أمين خزي ة رئيسي‪.‬‬
‫‪ (acct) -‬و ا ة محاسبية مر زية لخزي ة‪.‬‬
‫‪ 1541 -‬أمين خزي ة بلدي ‪.‬‬
‫‪ 185 -‬أمين خزي ة لقطاع ا صحي‪.‬‬
‫‪ 13(chu) -‬أمين خزي ة لمر ز االستشفائية ا جامعية‪.‬‬
‫‪ -‬هذ ا شب ة م لفة في فس ا وقت بعمليات ا دفع وا تحصيل و ذ ك بحفظ ا موال ا عمومي ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫ا فـرع ا ثا ث ‪ :‬م افحة ا غش و ِ‬


‫االختالس‬

‫يم ع مبدأ ا فصل بين االَمر با صرف و ا محاسب ا عمومي ل أي ِاختالس لمال ا عام‬
‫مـن خالل ممارسة رقابة مزدوجـة على أعوان ا محاسبـة ا عموميـة ‪ ،‬و تقييد صالحيـات ل م هما‪.‬‬

‫فا محــاسب ا عمومــي ال يستطيـع أن يقــوم با تحصـيل أو ا دفــع دون ِاستــالم ا مـر بت فيذ‬
‫ــه ال‬ ‫هــذ ا عمليات مـن اآلمر با صرف ‪ ،‬و فــي ا مقابـل ال يقــوم هـذا ا خير بعمليـة ا تسديد‬
‫يملك صالحيــات تداول ا مـال ا عـام ن من يحدد مجال صرف ا مال ا عـام يس هو مـن يـدفع ‪.‬‬

‫ا فـرع ا رابع ‪ :‬ا رقابـة ا متباد ـــة‬

‫االيرادات و ا فقات ِا ى ص فين مختلفين من ا موظفين و خاصة أ هما‬ ‫ع دما و ل ت فيذ ِ‬


‫ي تميان ِا ى هي لين مختلفين فإ ا هدف من خالل ذ ك ِا ى ِاقرار رقابة متباد ة بي هما ‪. 1‬‬

‫هذ ا رقابة تهدف ِا ى ا تح م في تسيير ا موال ا عمومية بواسطة ا مطابقة بين ا حساب‬
‫مر با صرف و حساب ا تسيير لمحاسب ا عمومي مما يسهل مراقبة مجلس ا محاسبة‬ ‫اإلداري‬
‫عن طريق مطابقة ا حسابين من أجل تحديد أي مخا فات ‪. 2‬‬

‫‪ -‬إن اآلمر با صرف يقوم بإعداد حسابات إدارية(اال تزام ‪ ،‬ا مر با دفع) في حين يقوم‬
‫ا محاسب ا عمومي بإعداد حساب ا تسيير(دخول وخروج ا سيو ة من وا ى ا خزي ة) وبا تا ي يم ن‬
‫معرفة عدم شرعية ا عمليات وا ثغرات ا موجودة بمجرد مقارة ا حسابين واستخراج ا تجاوزات‬
‫ا مسجلة في ت فيذ ا فقات ا عمومية ا خاصة بمي از ية ا دو ة ومعرفة ا طرف ا متسبب في حدوثها‪.‬‬

‫‪ -‬وا ــى جا ب ا م ازيا ا متعددة تطبيق مبدآ ا فصل ‪ ،‬يضاف هدف اخــر هــام يتمثل فــي‬
‫تفادي ارت ــاب ا خطاء وا مخا فــات ا ما يــة‪،‬وا تشــاف ا ثغرات وا قائص قبــل وقوع ا ارثــة‪ ،‬وتفاقــم‬
‫ا وضاع بعــد ف ـوات ا وان‪ ،‬ذ ك يستحسن أن تست د عملي ــة ا ت فـيــذ شخصين مختلفيــن (اآلمر‬
‫با صرف وا محاسب ا عمومــي) إذا يس من ا معقول ان يتو ــى شخص واحد عمليــة (اال ت ـزام‬
‫وا دفــع) ويعترف علــى فسه بعدم شرعية ا فقة وارت اب أخطاء فــي حا ــة وقوعهــا‪.‬‬

‫ش يخي س مي ‪ ،‬المرجع الس ب ‪ ،‬ص‬


‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ali Bissaad , op , cit ,2001 , p 11‬‬

‫‪49‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫ا مبحث ا ثاني‪ :‬استثناءات و نتائج تطبيق مبدأ ا فصل بين األمر با صرف‬
‫وا محاسب ا عمومي‬
‫اذا ان مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف وا محاسب ا عمومي قد وضح و ضم عمل ل من‬
‫االمر با صرف وا محاسب ا عمومي‪،‬ا طالقا من تحديد مهام ل م هما ل حسب اختصاصه دون‬
‫تدخل احد في مهام غير تطبيقا مبدأ ا فصل بي هما‪،‬إال أن هذا ال يع ي خلو من بعض‬
‫االستث اءات تماشيا وضرورة ا مصلحة‪،‬س حاول عرضها في ا مطلب ا ول ‪ ،‬ما أن تطبيق مبدأ‬
‫ا فصل بين االمر با صرف وا محاسب ا عمومي يرتب جملة من ا تائج تؤثر على ت ظيم اإلدارة‬
‫ا ما ية لدو ة وطريقة تسيير وصرف ا مال ا عام عن طريق تقسيم ا مهام وترسيخ هذا‬
‫ا مبدأ‪،‬وس حاول ا تطرق هذ ا تائج في ا مطلب ا ثا ي‪.‬‬

‫ا مطلب األول‪ :‬استثناءات تطبيق مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف‬


‫وا محاسب ا عمومي‬
‫ِان جعل تطبيق مبدأ ا فصل مطلقا في بعض ا حيان يعيق ا سير ا حسن ألموال ا عمومية‬
‫خاصة ِاذا تعلق ا مر با فقات ا عمومية و با تا ي أصبح من ا ضروري جعل هذا ا مبدأ مرا‬
‫يتماشى مع ضرورة سير ا مصا ح ا عمومية و بذ ك جد عدة ِاستث اءات على هذا ا مبدأ تشمل‬
‫ل من ِ‬
‫االيـرادات و ا فقـات‪:‬‬

‫ا فـرع األول‪ِ :‬استثناءات ا مبدأ من جانب تنفيذ ِ‬


‫االيرادات‪:‬‬

‫وفقا ألمر ا ت فيذي رقم ‪ 93-108‬ا مؤرخ في ‪ 05‬ماي‪ ، 1993‬فا ه يم ن لمحاسب‬


‫ا عمومي ان يت فل ببعض ا عمليات ا بسيطة تحصيل اإليرادات دون أمر مسبق من طرف ا مر‬
‫با صرف ‪ ،‬فعلى سبيل ا مثال يم ن عوان اإلدارة ا قيام بتحصيل اإليرادات ‪ ،‬ويطلق عليهم في‬
‫هذ ا حا ة اسم قابضي اإليرادات أو ا تسبيقات وهذا تحت رقابة ا محاسب ا عمومي ‪ ،‬وع د‬
‫تحصيل هذ اإليرادات من طرف ا قابض يقوم بتسليمها إ ى ا محاسب ا عمومي ا ذي يقوم بدور‬

‫‪50‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫بعد ا تأ د من صحة ا تصفية با تماس إصدار س د جماعي من طرف ا مر با صرف يؤ د فيه ان‬
‫اإليرادات ا محصلة قد تم تحويلها ليا‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫يبدو تطبيق مبدأ ا فصل بين االَمرين با صرف و ا محاسبين سبيا في مجال اإليرادات‬
‫مقارة بتطبيقه في مجال ا فقات ‪. 2‬‬

‫مر با صرف فتح ص اديق تحصيل ِ‬


‫االيرادات تحت مسؤو يته‬ ‫و يرخص وزير ا ما ية‬
‫ا مباشرة ِاذا ا ت طبيعة عمل مصا ح االَمر با صرف تتطلب ذ ك بشرط أن تودع ا مبا غ‬
‫ا محصلة بواسطة هذ ا ص اديق بصفة دورية دى ا محاسب ا عمومي ا مرتبطة به ‪ ،‬ا ذي يقوم‬
‫بتدقيق ا مبا غ ا محصلة عن طريق ا ص اديق ا مفتوحة و ا مسيرة دى ا محصلة عن طريق‬
‫ا ص اديق ا مفتوحة و ا مسيرة دى مصا ح االَمر با صرف ا ذي يقوم بتحرير س د ا مر‬
‫با تحصيل تصحيحي مجموع ا مبا غ ا محصلة من تسوية ا عملية و تقيدها في سجالت ا محاسب‬
‫ا عمومي ‪.‬‬

‫و على هذا ا ساس يش ل ِاجراء فتح ص اديق تحصيل اإليرادات ِاستث اء بمبدأ ا فصل بين‬
‫مر با صرف ت فيذ مرحلة ا تحصيل و‬ ‫ه يسمح‬ ‫مهام االَمر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬
‫ا تي تعتبر في ا صل من مهام ا محاسب ا عمومي ‪.‬‬

‫ا فرع ا ثاني‪ِ :‬استثناءات ا مبدأ من جانب تنفيذ ا نفقات‪:‬‬

‫يم ن مر با صرف و بترخيص مسبق من و ازرة ا ما ية فتح ص اديق ا تسبيقات من أجل‬


‫تسديد ا فقات ذات ا طابع ِ‬
‫االستعجا ي دون ا مرور با مراحل ا عادية ت فيذ ا فقات ‪ ،‬تحت مراقبة‬
‫ا محاسب ا عمومي ‪.‬‬

‫ع د فتح ص دوق ا تسبيقات دى مصا ح اآلمر با صرف يقوم هذا ا خير بطلب تسبيق‬
‫قدي من ا محاسب ا عمومي ‪ ،‬حيث يقوم اآلمر با صرف بتسديد ا فقات ِ‬
‫االستعجا ية بشرط أن‬
‫يقوم بتحرير س د االَمر با دفع إجما ي تصحيحي تسوية ا عمليات ا تي قام بها مع ا محاسب‬
‫ا عمومي ا ذي يسترجع ا موال ا مسبقة و يقوم با قيد ا هائي لعمليات في سجالت ا محاسبة‪.‬‬

‫التسيير ‪ ،‬ج مع محمد الصدي بن يحي‪ ،‬جيجل‬ ‫ع‬ ‫التج ري‬ ‫االقتص دي‬ ‫ك ي الع‬ ‫المح سب العم مي ‪ ،‬مح ضرا‬ ‫عبد الحميد مرغيث‪،‬اس سي‬
‫‪1‬‬

‫‪،‬الجزائر‪،‬ص ‪-‬‬
‫محمد مسع ‪ ،‬المرجع الس ب ‪ ،‬ص‬
‫‪2‬‬

‫‪51‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫و في هذا اإلطار تحدد ا مادة ‪ 18‬من ا مرسوم ا ت فيذي رقم ‪ 108 - 93‬ا مؤرخ في ‪05‬‬
‫‪ ،‬و ا متعلق ب يفيات إحداث و االت اإليرادات و ا فقات و ت ظيمها و سيرها ‪،‬‬ ‫‪1‬‬
‫ماي ‪1993‬‬
‫و ا تي تحدد طبيعة ا فقات ا تي تدفع عن طريق ا و االت على ا حو ا تا ي‪:‬‬

‫‪ -‬فقات صغيرة تخص ا دوات و ا تسيير ‪.‬‬

‫‪ -‬أجور ا موظفين ا عاملين با ساعة أو با يوم ‪.‬‬

‫‪ -‬تسبيقات مصاريف ا مهمات ‪.‬‬

‫‪ -‬ا شغال ا م جزة في ا و االت ‪.‬‬

‫و ب اءا على ما سبق تش ل هذ ا عمليات ِاستث اء مبدأ ا فصل بين ا َ‬


‫المر با صرف و ا محاسب‬
‫ا عمومي ن ا تسديد سبق مرحلة إصدار ا مر با دفع ‪ ،‬إضافة إ ى أن االَمر با صرف هو ا ذي‬
‫قام بت فيذ عملية تسديد ا فقات م ان ا محاسب ا عمومي ‪.‬‬

‫و قد حددت ا مــادة ‪ 153‬من ا مرسوم ا تشريعـي رقم ‪ 01 - 93‬اــلمؤرخ في ‪ 19‬جا فــي ‪1993‬‬
‫ا متضمـن قا ــون ا ما يــة ‪ 1993‬جميــع ا فقــات ا تــي تش ــل ِاستث ــاء هـذا ا مبـدأ مـا يلـي ‪:2‬‬

‫‪ .1‬حاالت ا دفع بدون أمر با صرف ا مسبق‪:‬‬

‫و يتعلق ا مر با حاالت ا ثالث ا تا ية‪:‬‬

‫‪ -‬ا دفع بواسطة و االت ا تسبيقات ‪.‬‬

‫‪ -‬أصل رأس ا مال و فوائد ا مستحقة على قروض ا دو ة ‪ ،‬و ذا خسائر ا صرف ا متعلقة‬
‫بأصل رأس ا مال ‪.‬‬

‫‪ -‬ا فقات ذات ا طابع ا هائي ا م فذة في ِاطار عمليات ا تجهيز ا عمومي ا ممول من مساعدات‬
‫خارجية ‪.‬‬

‫م‬ ‫الم رخ في‬ ‫‪-‬‬ ‫من المرس التن يذ رق‬ ‫الم دة‬
‫‪1‬‬

‫جني‬ ‫الم رخ في‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ ،‬المرس التشريعي رق‬ ‫الم دة‬


‫‪2‬‬

‫‪52‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫و أخ ـذ مثـاال علـى ذ ك و ـاالت ا تسبيقـات ا موجودة فـ ـي معظم ا هيئـ ـات ا عمومي ــة‬
‫فطبقـا لت ظيـم ا معمـول به ( وال سيما ا مرسـوم ا ت فيـذي رقم ‪ 108 - 93‬ا مؤرخ في ‪ 05‬ماي‬
‫‪ 1993‬و ا محدد يفيـات إ شاء و ت ظيـم و سيـر و ـاالت اإليرادات و ا فقات )‪ ، 1‬يم ن لهيئات‬
‫ا عمومية إ شاء مصلحة خاصة تسمى عادة و االت ا تسبيقات ‪ ،‬دفع بعض ا فقات دون ا تقيد‬
‫باإلجراءات ا مأ وفة ت فيذ ا فقات ا عمومية ‪ ،‬وال سيما ا مر با صرف ا مسبق و يتعلق ا مر‬
‫با فقات ذات ا طابع االستعجال أو ذات ا مبا غ ا زهيدة فو يل ا تسبيقات ا ذي يعي ه اآلمر‬
‫با صرف و يعتمد ا محاسب ا عمومي ‪ ،‬يتلقى من هذا ا خير مبلغا محددا يسمى تسبيقا يدفع‬
‫م ه مباشرة ا فقات معي ة ِا ى ا دائ ين بعد حصو ه على ا تبريرات ا الزمة م هم ‪ ،‬ثم يقوم دوري ـا‬
‫المر‬ ‫(في هاية ل شهر أقصى أجل ) بتسليم س دات إثبات ا فقات ا مسددة من قبله ِا ى ا َ‬
‫با صرف ا ذي يصدر بعد ا تأ د من شرعية هذ ا فقات ‪ ،‬أم ار أو حوا ة دفع بمبلغها لتسوية في‬
‫حساب إيداع ا موا ل ا خاصة با و ا ة ‪ ،‬وهو ما يسمح لمحاسب ا مخصص ‪ ،‬أي ا محاسب‬
‫ا عمومي ا م لف بدفع فقات ا هيئة ا عمومية ا معي ة بخصمها هائيا من ِاعتمادات ا ا‬
‫ميز ية بعد‬
‫ا تحقق من شرعيتها ‪.‬‬

‫‪ .2‬حاالت ا دفع بدون أمر با صرف‪:‬‬

‫و يتعلق ا مر ه ا أيضا بثالث حاالت هي‪:‬‬

‫‪ -‬معاشات ا مجاهدين و معاشات ا تقاعد ا مدفوعة من مي از ية ا دو ة ‪.‬‬

‫‪ -‬ا مرتبات ا مدفوعة عضاء ا قيادة ا سياسية و أعضاء ا ح ومة ‪.‬‬

‫‪ -‬ا مصاريف و ا موال ا خاصة ‪.‬‬

‫من خالل دراسة هذ ا حاالت يتبين أن ِ‬


‫االستث اء على ا قاعدة هو مطلقا حيث أن ا فقات‬
‫ا معي ة يتم دفعها مباشرة من طرف ا محاسبين ا م لفين بذ ك دون أي تدخل سابق أو الحق من‬
‫طرف االَمرين با صرف (على ا قل فيما يتعلق بإجراء ا مر با صرف ) ‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫الم رخ في‬ ‫‪-‬‬ ‫التن يذ رق‬ ‫المرس‬


‫‪1‬‬

‫‪53‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫و ضرب مثاال يخص رواتب أعضاء ا قيادة ا سياسية و ا ح ومية ‪ِ ،‬فان دفعها بدون أمر‬
‫با صرف يم ن ع د ضمن ِامتيازات ا سلطات ا عليا في ا دو ة‬

‫‪ -‬ا مطلب ا ثاني‪ :‬نتائج تطبيق مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف وا محاسب‬

‫ا عمومي‬
‫ِان تطبيق هذا ا مبدأ مباشرة يؤثر على ت ظيم ِ‬
‫االدارة ا ما ية لدو ة و طريقة تسيير‬
‫ه يحدد و يضبط ل من صالحيات و سلطة أعوان ا محاسبة‬ ‫و صرف ا مال ا عام ‪،‬‬
‫ا عمومية ‪ ،‬و ذ ك عن طريق تقسيم ا مهام بش ل واضح مما يساعد على تحديد ا مسؤو يات ع د‬
‫ِارت اب ا مخا فات ‪.‬‬

‫و عل من أهم تائج تطبيق هذا ا مبدأ ‪ ،‬هو ت افي م صب االَمر با صرف و ا محاسب‬
‫ا عمومي ه ال يم ن أن يجمع ا م صبين في فس ا شخص ‪ ،‬بل يتعدى ذ ك ِا ى أزواجهم بحيث‬
‫يم ع زواج االَمرين با صرف بأي حال من ا حوال أن ي ون محاسبات مرتبطن بهن و ا ع س‬
‫صحيح ‪. 1‬‬

‫االدارة ع د ت فيذ ا مي از ية ِا ى مراحل‬


‫و يؤدي تطبيق هذا ا مبدأ ِا ى تقسيم وحدة شاط ِ‬
‫ِادارية و أخرى محاسبية و ا فصل ا تام بي هما و ن ل مرحلة ت مل ا خرى ‪ ،‬فاآلمر با صرف‬
‫ال يستطيع أن يقوم ب فسه با تسديد ‪ ،‬و ذا ا محاسب ال يستطيع أن يدفع من دون ِاستالم على‬
‫س د االَمر با صرف ‪.‬‬

‫و س حاول دراسة ا مطلب ا ثا ي مبدأ ا فصل ِا طالقا من ِاستعراض ا هم تائج تطبيق هذا ا مبدأ‬
‫ثم ت لم عن ِاجراء تسخير ا محاسب ا عمومي و حدود ِاستعما ه ‪ ،‬و في ا خير درس عواقب‬
‫خرق هذا ا مبدأ‪.‬‬

‫ب لمح سب العم مي‬ ‫المتع‬ ‫أ‬ ‫الم رخ في‬ ‫‪-‬‬ ‫من الق ن ن رق‬ ‫الم دة‬
‫‪1‬‬

‫‪54‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫ا فرع األول‪ :‬استعراض أهم نتائج تطبيق هذا ا مبدأ‬

‫المر با صرف و ا محاسب ا عمومي ‪ ،‬حيث أن ا محاسبيـن‬


‫‪ -‬ال توجد عالقة رئاسية بين ا َ‬
‫مستقلون عن اإلداريين و ال يخضعون وامرهم و سلطتهم ا تسلسلية ‪ ،‬فهم ال ي فذون أوامر با دفع‬
‫ا صادرة عن اإلداريين ِاال ِاذا ا ت م سجمة مع ا قوا ين و ا ظمة ‪ ،‬و بذ ك ي ون هم حق‬
‫ا رقابة على ِ‬
‫االداريين ‪. 1‬‬

‫‪ -‬ال يتداول اآلمر با صرف بصفة مباشرة ا مال ا عام و ال يمسك قيود و سجالت محاسبية ‪،‬‬
‫حيث تعتبر ا محاسبة ا تي يمس ها االَمر با صرف محاسبية ذات أغراض ِاحصائية بهدف ِاعداد‬
‫ا حساب ِ‬
‫االداري ‪.‬‬

‫‪ -‬ي تمي ا محاسب ا عمومي هيئة ِادارية واحدة و يتم تعيي ه بمقرر من و ازرة ا ما ية ‪ ،‬أما اآلمر‬
‫با صرف في تمي مختلف ا و ازرات و يتم تعيي ه عن طريق مرسوم يصدر في ا جريدة ا رسمية ‪.‬‬

‫‪ -‬ال يشترط في تعيين االَمر با صرف توفر مؤهالت ذات طابع محاسبي على ع س ا محاسب‬
‫ا عمومي ‪.‬‬

‫‪ -‬تعتبر مسؤو ية ا محاسب ا عمومي مسؤو ية شخصية و ما ية في مجال مشروعية ا عمليات‬


‫ا ما ية ت فيذ ا مي از ية و ا تي تختلف عن مسؤو ية االَمر با صرف ذات ا طابع ِ‬
‫االداري و‬
‫ا سياسي‪.‬‬

‫االدارة ِا ى مراحل ِادارية و‬


‫اال تقادات ا موجهة هذا ا مبدأ هو تقسيم وحدة شاط ِ‬
‫و من أهم ِ‬
‫أخرى محاسبية بحيث ت زع ا صالحيات ا ما ية ( ا دفع و ا تحصيل ) من اآلمر با صرف فائدة‬
‫ا محاسب ‪ ،‬هذا ا فصل يمس مباشرة فعا ية إجراءات ت فيذ ا عمليات ا ما ية ا عمومية بسبب‬
‫ا بطيء ا ذي تتسبب فيه ‪. 2‬‬

‫االزدواجية في ِاتخاذ ا قرار ع د ت فيذ ا عمليات ا ما ية لدو ة ِا ى عرقلة و بطئ‬


‫و تؤدي ِ‬
‫عملية ت فيذ ا فقات ا عمومية ‪ ،‬ال سيما و أن أو ويات ا محاسب ا عمومي ا تي ترت ز على ا تحقق‬
‫من مشروعية ا عمليات و مطابقتها لقوا ين و ا ت ظيمات ا معمول بها من حيث ا ش ل و على‬

‫‪،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫حسن ع اض ‪ ،‬الم لي الع م ‪ ،‬دار الن ض العربي ‪ ،‬الطبع الس دس ‪ ،‬بير‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ali Bissaad , op , cit , 2004 , p 39‬‬

‫‪55‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫ا وثائق من دون أن يتدخل في ا مضمون ‪ ،‬تختلف عن أو ويات االَمر با صرف ذات ا طابع‬
‫االداري و ا متعلقة بضمان ا سير ا حسن لمرافق ا عمومية و صرف ِ‬
‫االعتمادات ا ما ية و تجسيد‬ ‫ِ‬
‫برامج ا ح ومة ‪.‬‬

‫و لحد من بطئ ت فيذ ا عمليـات ا ما يـة لدو ـة و ت ظيـم ا عالقـة بيـن االَمـر با صرف و‬
‫و ذ ك بتحديـد‬ ‫‪1‬‬
‫ا محاسب ا عمومي ‪ ،‬قـام ا مشرع ا ج ازئــري بتق ين اَجـال ت فيـذ ا عمليـات ا ما يــة‬
‫اَجـال دفـع ا فقـات و تحصيـل أوامـر باإليرادات و ا بيا ـات ا ت فيذيـة و ِاجـراء قبول ا قيـم ا معدومـة‬
‫‪ ،‬و وفـق أح ـام ا مواد ‪ 4 ، 3 ، 2‬من ا مرسـوم ‪ 46 - 93‬ا مؤرخ في ‪، 1993 - 02 - 06‬‬
‫يقـوم اآلمر با صرف بإرسال حواالت ا دفـع بيـن ا يـوم ا ول و ا يـوم ا عشريـن من ـل شهر ِا ـى‬
‫ا محاسب ا عمومـي ا ذي يقـوم بت فيذهـا خالل أجـل أقصا عشـرة أيام من تاريخ ِاستالمها ‪ ،‬وفي‬
‫حا ة عدم مطابقتها ل صوص ا تشريعية ا معمـول بها يقوم بإبالغ اآلمر با صرف تابيـا عـن‬
‫ا رفض ا قا و ـي لدفع و ذ ك فـي أجل أقصا عشريـن يومـا من تاريخ ِاستـالم االَمـر با دفـع ‪.‬‬

‫المر با صرف و ا محاسب ا عمومي ع ه ث ائية ِاتخاذ‬


‫ي تج عن تطبيق مبدأ ا فصل بين ا َ‬
‫ا قرار ع د ت فيذ ا عمليات ا ما ية ‪ ،‬مما يؤدي إ ى ِاختالف وجهة ظر ا محاسب ا عمومي مع‬
‫االَمر با صرف ‪.‬‬

‫و ظ ار طبيعة ا مسؤو ية ا شخصية و ا ما ية لمحاسب ا عمومي ا تي تفرض عليه تعويض‬


‫ا ضرر ا ذ ي حق با خزي ة ا عمومية من ما ه ا خاص حسب ما صت عليه ا مادة ‪ 38‬من‬
‫ا قا ون ا متعلق با محاسبة ا عمومية ا مسؤو ية ا شخصية و ا ما ية لمحاسب ا عام عن ا عمليات‬
‫ا مو لة إ يه ‪ ،‬و وضع مرسوم ت فيذي الحق شروط إقامة هذ ا مسؤو ية ‪. 2‬‬

‫ِفان تحديد هذ ا مسؤو ية يجعله حريصا على ا تأ د من توفر ل ا شروط ا قا و ية قبول‬


‫ت فيذ ا عمليات ا مو لة ه ‪.‬‬

‫و في حا ة عدم ا تأ د ي ون ا محاسب ا عمومي أقرب لرفض من ا دفع من أجل حماية‬


‫ا مال ا عام و حماية فسه من ا عقوبات ‪ ،‬ن ا مشرع ا جزائري جعل م ه مراقبا لعمليات أث اء‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الم رخ في‬ ‫‪-‬‬ ‫التن يذ رق‬ ‫المرس‬


‫‪1‬‬

‫المحدد لشر ط األخذ ب لمس لي المح سبين العم ميين اِجراءا مراجع ب قي‬ ‫سبتمبر‬ ‫الم رخ في‬ ‫‪-‬‬ ‫التن يذ رق‬ ‫المرس‬
‫‪2‬‬

‫‪،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫ت مين يغطي مس لي المح سبين العم ميين ‪ ،‬الجريدة الرسمي ‪ ،‬العدد‬ ‫كي ي اِكتئ‬ ‫الحس ب‬

‫‪56‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫ا ت فيذ اَخر ع قبة قبل صرف ا مال ا عام ‪ ،‬وقدم ه ا حماية ا تامة من ا ضغوطات عن طريق تقديم‬
‫ا رفض ا مبرر ت فيذ أوامر االَمر با صرف ‪.‬‬

‫المر با صرف‬
‫‪ -‬إن تطبيق هذا ا مبدأ قد ي شأ ع ه زاعات بين ا محاسب ا عمومي و ا َ‬
‫بحيث ي ون هذا ا خير في مر ز ضعف مقارة مع ا محاسب ا ذي يملك سلطة رفض ت فيذ‬
‫ا عمليات ا ما ية ‪ ،‬و لحد من هذ ا سلطة و تقييدها رخص قا ون ا محاسبة ا عمومية في ا جزائر‬
‫ألمر با صرف ِاستعمال إجراء تسخير ا محاسب ا عمومي ‪ ،‬و ا ذي سيتم دراسته وفق ا ع اصر‬
‫‪1‬‬
‫ا تا ية‪:‬‬

‫‪ -‬مفه ـوم إجراء تسخيـ ـ ـر ا محاسب ا عموم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـي ‪.‬‬

‫‪ -‬حدود ِاستعمال إجراء تسخير ا محاسب ا عمومي ‪.‬‬

‫أوال ‪ -‬مفهوم ِاجراء تسخير ا محاسب ا عمومي‪:‬‬

‫ا تسخير هو اعطاء أمر شخص غير موجود في ا تضام ا سلمي ا تابع مصدر هذا االمر‬
‫ويجد ا تسخير أساسه في ف رة استم اررية ا مرفق ا عام‪.‬‬

‫ي ي فذ عملية‬ ‫أما محاسبيا‪ ،‬فهو اآلمر ا ذي يعطيه اآلمر با صرف لمحاسب ا عمومي‬
‫دفع ان قد رفض ت فيذها من قبل‪،‬رغم وجود أمر با دفع أو حوا ت دفع سابقة‪،‬وقد تطرقت هذا‬
‫اإلجراء ا مواد‪ 47‬و‪ 48‬ا متعلق بإجراءات تسخير اآلمرين با صرف لمحاسبين ا عموميين‪.‬‬

‫تجعل طبيعة مهام ا محاسب ا عمومي م ه آخر عقبة مراقبة ا عمليات ا ما ية قبل صرف‬
‫ا مال ا عام ‪ ،‬حيث يعتبر ملزما قا و ا برفض ت فيذ أوامر االَمر با صرف ِاذا تحقق بأ ها تش ل‬
‫مخا فة صريحة ل صوص ا قا و ية و ا ت ظيمات ا معمول بها ‪ ،‬هذا ا سبب قدم ا مشرع ا جزائري‬
‫ا حماية ا تامة لمحاسب ا عمومي أث اء أداء مهامه ‪ ،‬و ذ ك حسب ص ا مادة ‪ 30‬من ا قا ون‬
‫رقم ‪ 21 - 90‬ا متعلق با محاسبة ا عمومية و ا تي تأ د بأ ه '' تعد باطلة ل عقوبة سلطت على‬
‫ا محاسب ا عمومي إذا ثبتت أن ا وامر ا تي رفض ت فيذها من شأ ها أن تحمله ا مسؤو ية‬
‫ا شخصية و ا ما ية '' ‪.‬‬

‫شالل زهير ‪ ،‬المرجع الس ب ‪ ،‬ص‬


‫‪1‬‬

‫‪57‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫و ب اءا على ما سبق يعتبر ا محاسب ا عمومي في مر ز قوة مقارة مع االَمر با صرف‬
‫ع د رفض تسديد حواالت ا دفع ا ذي يجب أن ي ون مبر ار و ن من أجل تفادي وضعية ِ‬
‫اال سداد‬
‫مر‬ ‫و ضمان ا سير ا حسن لمرافق ا عامة ‪ ،‬و عدم تعطيل ا مصلحة ا عامة ‪ ،‬رخص ا مشرع‬
‫با صرف ِاستعمال إجراء تسخير ا محاسب ا عمومي و ذ ك وفق ا مادتين ‪ 47‬و ‪ 48‬من ا قا ون‬
‫‪ 21 - 90‬ا متعلق با محاسبة ا عمومية و ذا ا مرسوم ا ت فيذي رقم ‪ 314 - 91‬ا مؤرخ في ‪07‬‬
‫‪ 1991 - 09 -‬و ا متعلق بإجراء تسخير اآلمرين با صرف لمحاسبين ا عموميين ‪ ،‬ال سيما‬
‫ا مادة ا و ى م ه و ا تي تؤ د على أ ه يم ن مرين با صرف ِاذا ما قام ا محاسبون ا عموميون‬
‫بإيقاف عملية تسديد ا فقة أن يطلبوا م هم تابيا و تحت مسؤو يتهم دفعها ‪.‬‬

‫و على هذا ا ساس يتجسد ِاجراء ا تسخير في ا طلب ا تابي ا محرر من طرف االَمر‬
‫با صرف و تحت مسؤو يته ا مباشرة و ا ذي يطلب من خال ه ا محاسب بش ل صريح و واضح‬
‫تسديد ا فقة ‪ ،‬و با تا ي إذا ِامتثل ا محاسب ا عمومي لتسخير تب أر ذمته من ا مسؤو ية ا شخصية‬
‫و ا ما ية ‪ ،‬بشرط أن يرسل تقري ار مفصال عن ا عملية وزير ا ما ية خالل خمسة عشر يوما من‬
‫تاريخ ت فيذ ا عملية ‪.‬‬

‫و يتم ن اآلمر با صرف من ا لجوء لتسخير ال بد من توفر شروط موضوعية وأخرى ش لية‬
‫س ت او ها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬ا شروط ا موضوعية‪:‬‬

‫ه في حا ة ا رفض‬ ‫* وجود رفض لدفع من طرف ا محاسب ا عمومي‪،‬ويشترط ان ي ون هائيا‪،‬‬


‫ا مؤقت بسبب عيب ش لي يم ن تدار ه من طرف اآلمر با صرف ال يم ن ا لجوء إ ى ا تسخير‪.‬‬

‫* ا تسخير يوجه لمحاسب ا عمومي ا مختص‬


‫‪1‬‬
‫* إن تخرج حا ة ا رفض عن ا سباب ا مذ ورة في ا مادة ‪ 48‬من قا ون‪ 21-90‬وهي‪:‬‬

‫‪-‬عدم وجود اعتماد عدا با سبة مي از ية ا دو ة‬

‫‪-‬عدم توفر أموال في ا خزي ة عدا با سبة مي از ية ا دو ة‬

‫ب لمح سب العم مي‬ ‫المتع‬ ‫‪-‬‬ ‫من ق ن ن‬ ‫الم دة‬


‫‪1‬‬

‫‪58‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫‪-‬غياب إثبات ا خدمة ا مؤداة‬

‫‪-‬طابع ا فقة غير اإلجباري‬

‫‪-‬غياب إحدى ا تأشيرات ا م صوص عليها قا و ا‬

‫‪ -2‬ا شروط ا ش لية‪:‬‬

‫* يجب أن ي ون ا تسخير م توبا إلثبات إعفاء ا محاسب ا عمومي من ا مسؤو ية‬

‫* يضم ا تسخير عبارة( يطلب من ا محاسب أن يدفع )‬

‫* يحتوي ا تسخير على أسباب جوء ا مر با صرف ا يه‬

‫* أن ي ون ه اك أمر با تسخير با سبة ل عملية و يس آمر با تسخير إجما يا عدة عمليات‬

‫ثانيا‪ -‬حدود ِاستعمال ِاجراء تسخير ا محاسب ا عمومي‪:‬‬

‫يهدف ا جوء إ ى ِاستعمال إجراء ا تسخير ٍا ى تقييد سلطة ا محاسب ا عمومي بمقابل ِا تقال‬
‫ا مسؤو ية ا شخصية و ا ما ية من ا محاسب إ ى ا مر با صرف ‪ ،‬ا ذي يصبح ا مسؤول ا مباشر‬
‫أمام هيئات ا رقابة عن مشروعية ا فقات ا تي يتم تسديدها عن طريق ِاستعمال هذا اإلجراء ‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة في هذا ا مجال بأن ا لجوء إ ى ِاستعمال إجراء تسخير ا محاسب ا عمومي‬
‫االستث اء و يس ا قاعدة ا عامة ع د تسديد ا فقات ‪ ،‬حيث ال يستطيع ا مر با صرف‬ ‫يعتبر ِ‬
‫االجراء بصفة مطلقة و في ل حاالت رفض ا دفع من طرف ا محاسب ن مجال‬ ‫ِاستعمال هذا ِ‬
‫ِاستعما ه محدود قا و ا بحيث يجب على ل محاسب عمومي أن يرفض ِ‬
‫االمتثال إلجراء ا تسخير‬
‫ِاذا ان رفض دفع ا فقة مبر ار بإحدى ا ع اصر اآلتية على ا قل‪:‬‬

‫‪ -‬عدم توفر أموال ا خزي ـ ـة ‪.‬‬

‫‪ِ -‬ا عدام إثبات أداء ا خدمة ‪.‬‬

‫‪ -‬طابع ا فقة غير ِ‬


‫االبرائي ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫‪ِ -‬ا عدام تأشيرة مراقبة ا فقات ا موظفة أو تأشيرة ج ة ا صفقات ا مؤهلة ِاذا ان ذ ك م صوصا‬
‫عليه في ا ت ظيم ا معمول به ‪.‬‬

‫ع د تحليل ا سباب ا ما عة ِالستعمال إجراء ا تسخير ‪ِ ،‬فا ه من ا م طقي أن يرفض‬


‫ا محاسب ا عمومي دفع ا فقة عن طريق ا تسخير في حا ة عدم توفر ِ‬
‫االعتمادات ا ما ية ه ال‬
‫يملك ا تغطية ا ما ية لتسديد ِباستث اء ا فقات ا تي تدفع ِباسم ا دو ة و ا تي يتم تسديدها عن‬
‫طريق ا سحب عن ا م شوف ‪ ،‬أما ا سباب ا خرى فإ ها تهدف إ ى حماية ا مال ا عام ‪.‬‬

‫‪ -‬ا فرع ا ثاني‪ :‬عواقب خرق مبدأ ا فصل بين االَمرين با صرف و ا محاسبين‬

‫قد يحدث أن يتدخل عن قصد أو عن جهل أحد أعوان ا محاسبة ا عمومية في ِاختصاصات عون‬
‫اَخر بحيث يعتبر هذا ا تدخل خرقا مبدأ ا فصل بي هما ‪ ،‬يحملهما تبعات مختلفة‬

‫أوال ‪ -‬حاالت خرق مبدأ ا فصل بين األمر با صرف وا محاسب ا عمومي‪:‬‬

‫‪ -1‬فيما يخص ا محاسب ا عمومي‪:‬‬

‫يم ن لمحاسب بصفة عامة أن يخرق مبدأ ا فصل ِباعتدائه على ِاختصاصات االَمر با صرف‬
‫فيما يتعلق باإلذن بتحصيل إيراد أو دفع فقة ‪.‬‬

‫فقيام ا محاسب بتحصيل مبا غ دون س د تحصيل صادر بشأ ها من االَمر با صرف يم ن أن‬
‫االبتزاز أو ِ‬
‫االختالس ‪.‬‬ ‫يجعل م ه مر با ا جريمة ا غدر أو ِ‬

‫أما قيامه بدفع فقة دون أمر أو حوا ت دفع ‪ ،‬فيم ن أن يعرضه إلقحام مسؤو يته ا ما ية‬
‫ا شخصية و وضعه في حا ة مدين ِاتجا ا هيئة ا عمومية ا مع ية بمبلغ ا عملية ا غير شرعية‪.‬‬

‫المــر با صرف‪:‬‬
‫‪ -2‬فيما يخص ا َ‬

‫ِان قيام االَمر با صرف با تدخل في ِاختصاصات ا محاسب ( مثل تحصيل اإليرادات أو‬
‫مداو ة ا موال و ا قيم ) يم ن أن يجعل م ه محاسبا فعليا و يحمله با تا ي فس ِ‬
‫اال تزامات و‬
‫ا مسؤو يات ا تي يضطلع بها ا محاسب ا عمومي ‪ ،‬و يعرضه فس ا عقوبات ا مطبقة على هذا‬

‫‪60‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫ا خير ‪ ،‬فضال عن ا عقوبات ا جزائية ا تي يم ن أن يتعرض ها عن جريمة ِا تحال ا صفة أو‬


‫ِاغتصاب ا وظيفة ‪. 1‬‬

‫ثانيا‪ -‬جزاء مخا فة مبدأ ا فصل بين األمر با صرف وا محاسب ا عمومي‪:‬‬

‫قبل ا حديث عن مخا فات هذا ا مبدأ عرج لتعريف ب وعين من ا رقابة على ا مال ا عام‪ ،‬خص‬
‫با ذ ر‪:‬‬

‫‪ -‬ا رقاب ـة ا قبليـ ـة لمـراقب ا ما ـ ـ ـ ـي ‪.‬‬

‫‪ -‬ا رقابة ا بعدية مجلس ا محاسبة‪.‬‬

‫* ا رقابة ا قبليــة لمراقب ا ما ـــــــــــــي‪:‬‬

‫بداية ا مراقب ا ما ي هو موظف ي تمي إ ى و ازرة ا ما ية ‪ ،‬مهمته‬ ‫‪2‬‬


‫‪ -‬تعريف ا مراقب ا ما ي‪:‬‬
‫ا تأشير على مشروع اال تزام (ا فقة) ا ذي يحرر اآلمر با صرف ‪ ،‬ما يش ل ا مراقب ا ما ي احد‬
‫أعوان ا رقابة ا سابقة عن ا فقات ا ملتزم بها وتأخذ هذ ا رقابة ش ل ا متابعة وا مطابقة (رقابة‬
‫سابقة ) وه ـي بمثابة رقاب ـة وقائي ـة وا ت ـي تترجم ف ـي ا تأشيرات ا ت ـي يجب ا حصول عليها إلتمام‬

‫ا معامالت ا ما ية ل فقة‪ ،‬ما يتمتع ا مراقب ا ما ي باالزدواجية في ممارسة وضيفته حيث يمثل‬
‫ا وزير و وضيفته‪.‬‬

‫ال يعتبر ا مراقب ا ما ي و أ ه عون محاسب‪،‬وهذا يجعله غير خاضع لمسؤو يات ا تي‬
‫يخضع ها ا محاسب ا عمومي‪،‬فا مواد‪ 60-59-58‬من ا قا ون ‪ 21-90‬ا متعلق با محاسبة‬
‫ا عمومية ت ضم بصفة مبدئية وضيفة ا مراقب ا ما ي وأعطت ه مهمة ا مراقبة ا مسبقة لعمليات‬
‫ا فقات فهو ال يتدخل في اإليرادات‪ ،‬وهذ ا مواد تدخل في ا باب ا ثا ث ا خاص با مراقبة و يس‬
‫في باب ا عوان ا محاسبين‪،‬فا مادة ‪ 10‬من ا مرسوم ا ت فيذي رقم ‪ 381-11‬تحدد مهام ا مراقب‬
‫ا ما ي‪.‬‬

‫‪-‬‬ ‫ش يخي س مي ‪ ،‬المرجع الس ب ‪ ،‬ص‬


‫‪1‬‬

‫بمص لح المراقب الم لي‬ ‫المتع‬ ‫ن فمبر‬ ‫الم رخ في‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬انضر الم دة من المرس التن يذ رق‬
‫‪2‬‬

‫‪61‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫وتتمثل ا مهمة ا ساسية لمراقب ا ما ي في اال تفاء برقابة ا مشروعية دون مراقبة مالئمة‬
‫اال تزام با فقات ا تي يعرضها عليه ا مر با صرف وبذ ك فهو ال يتحمل مسؤو ية أخطاء ا تسيير‬
‫ا ما ي ا تي يقوم بها اآلمر با صرف‪.‬‬

‫ومن هذا ا م ظور فان قرار إ حاق إخضاع مي از يات ا بلديات تدريجيا هذ ا رقابة جاء‬
‫يضيق ا خ اق على صالحيات رؤساء ا مجا س ا بلدة وجعلهم تحت سلطة ا مراقبين ا ما يين ا ذين‬
‫قد ال ي ترثون با حاالت االستث ائية واالستعجا ية ا تي تطلبها إدارة شؤون ا بلديات وا تي تتطلب‬
‫احيا ا فقات غير مدرجة في مي از ية ا بلديات‪،‬وهذا ع س ما ا وا يطا بون به من زيادة‬
‫‪1‬‬
‫ا صالحيات وتخفيف ا رقابة‪.‬‬

‫*ا رقابـة ا بعديـة مجلس ا محاسبــة‪:‬‬

‫‪ -‬تعريف مجلس ا محاسبة‪ 2:‬حسب ا مادة ‪ 3‬من ا مر رقم‪ 20-95‬ا متعلق بمجلس ا محاسبة‬
‫فمجلس ا محاسبة هو مؤسسة تتمتع باختصاص اداري وقضائي في ممارسة ا مهمة ا مو لة ا يه‬
‫وهو يتمتع باالستقالل ا ضروري ضما ا لموضوعية وا حياد وا فعا ية في أعما ه‪.‬‬

‫تأسس مجلس ا محاسبة س ة ‪ 1980‬بصدور االمر رقم ‪ 05-80‬ا مؤرخ في ‪ 1‬مارس‪17‬‬


‫يو يو‪ ، 1995‬ا معدل وا متمم باآلمر رقم ‪ 02-10‬ا مؤرخ في ‪ 26‬غشت‪ ، 2010‬ا ذي يحدد‬
‫صالحيات ا مجلس‪ ،‬ت ظيمه وسير وجزاء تحرياته‪.‬‬

‫ويخول ا مر رقم ‪ 20-95‬ا معدل وا متمم باالمر‪ 02-10‬ا مؤرخ في ‪ 26‬أغسطس ‪2010‬‬
‫ا متعلق بمجلس ا محاسبة هذا ا خير اختصاصا شامال في رقابة ا موال ا عمومية وفي هذا‬
‫ا صدد‪ ،‬يراقب ا مجلس ل ا هيئات ا عمومية باختالف أ واعها ‪ ،‬بما فيها ا مؤسسات ا مختلطة‬
‫ا تي تملك فيها ا دو ة أو ا جماعات اإلقليمية أو ا مرافق وا هيئات ا عمومية ا خرى جزء من رأس‬
‫ما ها ‪ .‬ما يؤهل مراقبة استعمال ا موارد ا تي تجمعها ا هيئات ‪ ،‬مهما ا ت وضعيتها ا قا و ية ‪،‬‬
‫بم اسبة حمالت ا تضامن ا وط ي‪.‬‬

‫التسيير‪،‬ج مع الح ج‬ ‫في ع‬ ‫نقدي ‪،‬اطر ح مقدم لنيل ش دة دكت راه ع‬ ‫الب دي في الجزائر‪:‬دراس تح ي ي‬ ‫‪ -‬عبد الق در م ف ‪ ،‬الرق ب الم لي ع‬
‫‪1‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫‪-‬‬ ‫لخضر‪،‬‬


‫‪1‬‬

‫بمج س المح سب‬ ‫المتع‬ ‫غش‬ ‫م رخ في‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ ،‬معدل متم ب ألمر رق‬ ‫ي لي سن‬ ‫الم دة من االمر ‪ -‬م رخ في‬
‫‪2‬‬

‫‪62‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫يمارس مجلس ا محاسبة صالحياته ا قضائية عن طريق ا ق اررات ‪ ،‬ي لف مجلس ا محاسبة‬
‫با تأ د من مدى احترام االح ام ا تشريعية وا ت ظيمية ا سارية‪،‬في مجال تقديم ا حسابات ومراجعة‬
‫حسابات ا محاسبين ا عموميين ومراقبة اال ضباط في مجال تسيير ا مي از ية وا ما ية اما على‬
‫ا مستوى اإلداري ‪ ،‬بمراقبة حسن استعمال ا موارد وا موال وا قيم وا وسائل ا مادية من قبل ا هيئات‬
‫ا تي تدخل ضمن اختصاصه و ذا ا تأ د من مطابقة عملياتها ا ما ية وا محاسبية مع ا قوا ين‬
‫واال ضمة ا سارية ا مفعول باإلضافة ا ى تقييم وعية سيرها من حيث ا فعا ية وا فاءة واالقتصاد‪.‬‬

‫وأخي ار يساهم ا مجلس في إطار اختصاصه وصالحياته اإلدارية في تعزيز ا وقاية من‬
‫مختلف اش ال ا غش وا ممارسات ا غير قا و ية او غير ا شرعية ا تي تش ل خرقا ألخالقيات‬
‫وا زاهة أو تلحق ضر ار ألمالك وا موال ا عمومية ‪.‬‬

‫ما يعد مجلس ا محاسبة ا تقرير ا س وي رئيس ا جمهورية ب ل مسا ة ذات اهمية وط ية‬
‫ويستشار في ا مشاريع ا تمهيدية لقوا ين ا متضم ة ضبط ا مي از ية و ذا ل مشروع ص يخص‬
‫ا ما ية ا عمة‪.‬‬

‫بقدر ما جد هذا ا مبدأ غير مطبق من احية ا قا ون‪ ،‬بقدر ما جد ا متابعة على خرقه غير‬
‫مطبقة بصفة بيرة ‪ ،‬شير أن هذا ا مبدأ يخضع جميع ا ح ام ا مطبقة با سبة لمخا فات‬
‫ا خرى ا تي يرت بها ا محاسب ا عمومي ‪ ،‬فبا رجوع إ ى االمر‪ 95-20‬ا متعلق بمجلس‬
‫ا محاسبة‪ ،1‬جد حا تين هما عالقة مع تطبيق هذا ا مبدأ‪:‬‬

‫‪ -‬فيما يخص مخا فة قواعد االنضباط‪:‬‬

‫ب ص ا مادة ‪ 88‬من االمر‪ 95-20‬ا متعلق بمجلس ا محاسبة‪،‬تعتبر مخا فات قواعد‬
‫اال ضباط في مجال تسيير ا مي از ية وا ما ية‪،‬ع د ا خطاء وا مخا فات اآلتية ذ رها ع دما ت ون‬
‫خرقا صريحا ألح ام ا تشريعية وا ت ظيمية ا تي تسري على استعمال وتسيير ا موال ا عمومية‬
‫أو ا وسائل ا مادية وتلحق أض ار ار لخزي ة ا عمومية أو بهيئة عمومية يم ن لمجلس في هذا‬
‫‪2‬‬
‫اإلطار ان يعاقب على‪:‬‬

‫بمج س المح سب‬ ‫المتع‬ ‫غش‬ ‫م رخ في‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،‬معدل متم ب لمر رق‬ ‫ي لي سن‬ ‫‪ -‬م رخ في‬ ‫االمررق‬
‫‪1‬‬

‫من االمر ‪ -‬المتع بمج س المح سب‬ ‫‪ -‬الم دة‬


‫‪2‬‬

‫‪63‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫‪ -‬خرق ا ح ام ا تشريعية أو ا ت ظيمية ا متعلقة بت فيذ االيرادات وا فقات‬

‫‪ -‬استعمال االعتمادات أو ا مساعدات ا ما ية ا تي تم حها ا دو ة وا جماعات االقليمية وا مؤسسات‬


‫ا عمومية ا مم وحة بضمان م ها هداف غير ا هداف ا تي م حت من اجلها صراحة‪.‬‬

‫‪ -‬اال تزام با فقات دون توفر ا صفة أو ا سلطة أو خرقا لقواعد ا مطبقة في مجال ا رقابة ا فردية‪.‬‬

‫‪ -‬اال تزام با فقات دون توفر االعتمادات أو تجاوز ا ترخيصات ا خاصة با مي از ية‪.‬‬

‫‪-‬خصم فقة بصفة غير قا و ية ‪ ،‬من اجل إخفاء إما تجاو از ما في االعتمادات واما تغيي ار‬
‫لتخصيص ا صلي ال تزامات او ا قروض ا مصرفية ا مم وحة تحقيق عمليات محددة‪.‬‬

‫‪ -‬ت فيذ عمليات ا فقات ا خارجة بش ل واضح عن هدف او مهمة ا هيئات ا عمومية‪.‬‬

‫‪ -‬ا رفض غير ا مؤسس لتأشيرات او ا عراقيل ا صريحة من طرف هيئات ا رقابة ا قبلية او‬
‫ا تأشيرات ا مم وحة خارج ا شروط ا قا و ية‪.‬‬

‫‪ -‬عدم احترام االح ام ا قا و ية أو ا ت ظيمية ا متعلقة بمسك ا محاسبات ‪ ،‬وسجالت ا جرد‬


‫واالحتفاظ با وثائق وا مست دات ا ثبوتية‪.‬‬

‫‪ -‬ا تسيير ا خفي ألموال أو ا قيم أو ا وسائل أو ا مالك ا عامة‪.‬‬

‫‪ -‬ل تهاون يترتب ع ه عدم دفع حاصل اإليرادات ا جبائية أو شبه ا جبائية ا تي ا ت موضوع‬
‫اقتطــاع من ا مصدر في اآلجال ووفق ا شروط ا تــي اقرهــا ا تشريــع ا معمول به‪.‬‬

‫‪ -‬ا تسبب في ا زام ا دو ة او ا جماعات االقليمية او ا هيئات ا عمومية بدفع غرامة تهديدية أو‬
‫تعويضات ما ية تيجة عدم ا ت فيذ ا لي او ا جزئي او بصفة متأخرة ح ام ا قضاء‪.‬‬

‫‪ -‬االستعمال ا تعسفي إلجراء ا قاضي بمطا بة ا محاسبين ا عموميين بدفع ا فقات على أسس‬
‫غير قا و ية او غير ت ظيمية‪.‬‬

‫‪ -‬أعمال ا تسيير ا تي تتم باختراق قواعد ابرام وت فيذ ا عقود ا تي ي ص عليها قا ون ا صفقات‬
‫ا عمومية‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫‪ -‬عدم احترام ا قوا ين ا تي تخضع ها عمليات بيع ا مالك ا عمومية ا تي م تعد صا حة‬
‫الستعمال او ا محجوزة من طرف االدارات وا هيئات ا عمومية‪.‬‬

‫‪ -‬تقديم وثائق مزيفة أو خاطئة ا ى مجلس ا محاسبة أو إخفاء مست دات ع ه‪.‬‬

‫ما ت ص ا مادة ‪ 89‬م ه على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يعاقب على ا مخا فات ا م صوص عليها في ا مادة ‪ 88‬أعال بغرامة يصدرها مجلس ا محاسبة‬
‫في حق مرت بي هذ ا مخا فات‪.‬‬

‫‪ -‬ال يم ن أن يتعدى مبلغ ا غرامة ا مرتب ا س وي اإلجما ي ا ذي يتقاضا ا عون ا مع ي ع د‬


‫تاريخ ارت اب ا مخا فة‪.‬‬

‫‪ -‬ال يم ن ا جمع بين ا غرامات ا مح وم بها إال في حدود ا مبلغ ا قصى ا محدد في ا فقرة ‪ 2‬من‬
‫هذ ا مادة‪.‬‬

‫وجزاء هذا ا خرق جاء طبقا لمادة ‪ 91‬من قا ون مجلس ا محاسبة ‪ ،‬فيعاقب بغرامة محددة‬
‫بضعف ا جر ا عام ا س وي ا ذي يتقاضا ا محاسب ا عمومي أو ا مر با صرف ا مخطئ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫حيث ت ص ا مادة ‪ 91‬على ما يلي‪:‬‬

‫(دون ا مساس با متابعات ا جزائية ‪ ،‬يعاقب مجلس ا محاسبة بغرامة يصدرها ي حق ل مسؤول‬
‫أو عون أو ممثل أو قائم باإلدارة في هيئة عمومية خاضعة رقابة مجلس ا محاسبة خرق ح ما‬
‫من ا ح ام ا تشريعية أو ا ت ظيمية أو تجاهل ا تزاماته سب امتياز ما ي أو عي ي غير مبرر‪،‬‬
‫صا حه أو غير على حساب ا دو ة أو هيئة عمومية‪.‬‬

‫وفي هذ ا حا ة ‪ ،‬يحدد ا مبلغ ا قصى لغرامة بضعف ا مبلغ ا مقرر في ا مادة ‪ 89‬من هذا‬
‫اآلمر)‪.‬‬

‫إن تطبيق هذا ا مبدأ يؤدي إ ى ف رة ا محاسب ا فعلي ‪ ،‬وهو شخص أو موظف يت فل‬
‫بعمليات بعمليات ا دفع أو ا تحصيل دون ان يتمتع با هلية ا قا و ية ذ ك فا محاسب ا فعلي يطبق‬

‫بمج س المح سب‬ ‫المتع‬ ‫‪-‬‬ ‫من االمر‬ ‫‪-‬الم دة‬


‫‪1‬‬

‫‪65‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫عليه ا قا ون ا جزائي بصفته متقلدا وظيفة ال تع يه ‪ ،‬و ذا ا قا ون ا مد ي ي ص على ذ ك في‬


‫حال وجود ضرر‪ ،‬وا قا ون ا محاسبي أيضا حيث يصير ا محاسب ا فعلي مجب ار على تعويض‬
‫أموال ا خزي ة ا ضائعة من أموا ه ا خاصة وال يستفيد من ا حماية ا خاصة با محاسب ا عمومي‬
‫عدم وجود تامين عليه ‪ ،‬وال يستفيد من ا طعون‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫طبيعة ا عالقة بين ا مر با صرف و ا محاسب ا عمومي‬ ‫ا فصل ا ثا ي‬

‫خالصة ا فصل ا ثاني‪:‬‬

‫مما سبق ومن خالل دراست ا هذا ا فصل ست تج ان مبدأ ا فصل بين ا سلطات من بين اهم‬
‫ا مبادئ ا تي اقرها ا مشرع ا جزائري وفق ما ص عليه ا قا ون رقم ‪ 21-90‬ا مؤرخ في ‪ 15‬اوت‬
‫‪ 1990‬وا متعلق با محاسبة ا عمومية ‪ ،‬وا ذي يحدد مجال اختصاص ل من ا مر با صرف‬
‫وا محاسب ا عمومي دون ان يتدخل ل عون في مجال اختصاص ا خر ‪ ،‬هذ االزدواجية في‬
‫اعوان ت فيذ ا عمليات ا ما ية تعتبر قاعدة أساسية لسالمة ا مطبقة في ا هيئات ا عمومية ‪.‬‬

‫فا جزائر وعلى غرار ا دول ا خرى أحذت بهذا ا مبدأ تماشيا مع ا تمييز في ا وظائف اإلدارية و‬
‫ا محاسبية و هذا ما جاء واضحا من خالل ا مواد ‪ 55‬و ‪ 56‬فا مادة ‪ 55‬ت ص على ت افي‬
‫ا وظائف بي هما و ذا ا مادة ‪ 56‬ا تي م عت أن ي ون زوج اآلمر با صرف هو ا محاسب‬
‫ا عمومي ا ذي ي فذ عملياته ا مادية ‪.‬‬

‫إال أن هذا ا مب ـ ـ ـدأ يبدوا سبيا ف ـ ـي بعض ا حي ـ ـان فا مادة ‪ 153‬من ا مرسوم ا تشريع ـ ـ ـ ـ ـي رقم‬
‫‪ 01-93‬حددت جميع ا فقات ا ت ـي تش ل إستث اءا هذا ا مبدأ ا دفع بواسطة و االت ا تسبيقات‬
‫و ذا ا تسخير بإعطاء أمر شخص غير موجود في ا ظام ا سلمي ا تابع مصدر هذا ا مر ‪.‬‬

‫فمحاسبيا يعد ا مر ا ذي يعطيه اآلمر با صرف لمحاسب ا عمومي ي ي فذ عملية ا دفع ان قد‬
‫رفضها من قبل رغم وجود أمر با دفع أو حوا ة دفع سابقة‪.‬‬

‫و على هذا ا ساس يتجسد إجراء ا تسخير في ا طلب ا تابي ا محرر من طرف اآلمر با صرف‬
‫و تحت مسؤو يته ا مباشرة ا ذي يطلب من خال ه ا محاسب بش ل صريح و واضح تسديد فقة ‪.‬‬

‫إن مبدأ ا فصل بين اآلمر با صرف و ا محاسب ا عمومي يش ل ضما ة أساسية ورقابية تسمح‬
‫باستخدام امثل موارد ا دو ة وأعبائها من خالل حراستها وتشديد ا رقابة عليها‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫خـاتمــــــــة ‪:‬‬
‫يعد مبدأ الفصل بين اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي من بين أهم المبادئ التي أقرها‬
‫المشرع الجزائري حفاظا على المال العام للدولة و درءا للوقوع في أي غش أو خطأ قد يكلف خزانة‬
‫الدولة أم ـواال باه ـظة ‪.‬‬

‫و لهذا فإن التفرقة بين صالحيات اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي تسمح بمراقبة العمليات‬
‫المالية و المحاسبية كما أن هذا المبدأ جاء ليواكب فترة عصيبة على الدولة مست بضاللها على‬
‫إقتصاد البالد و خزائنه و حتمت عليه المضي في سياسة التقشف أو ما يسمى بسياسة ترشيد‬
‫النفقات العامة ‪.‬‬

‫فتكريس هذا المبدأ هو تكريس لنشاط الدولة وحرصها على ضمان أموال الدولة‪،‬ومن خالل ما‬
‫سبق توصلنا إلى أهم النتائج ‪:‬‬

‫‪ -‬إن التنافي القانوني بين الوظائف هو الذي يعطي مبدأ الفصل بين األمرين بالصرف‬
‫والمحاسبين العموميين أصالته وأهميته في نضام المحاسبة العمومية من خالل فرض رقابة صارمة‬
‫وفعالة على تنفيذ الميزانية (ال سيما رقابة المحاسبين العموميين على اآلمرين بالصرف)‪.‬‬

‫‪ -‬إن مبدأ الفصل بين األمر بالصرف والمحاسب العمومي يهدف الى تطبيق رقابة متبادلة تحد‬
‫من مكافحة الغش واالختالس وكذا ارتكاب األخطاء والمخالفات المالية‪.‬‬

‫‪ -‬إن هذا المبدأ يستلزم جعل مدونة تبين شروط اختيار المراقبين الماليين والمحاسبين العموميين‬
‫ومن قام مقامهم كشرط الكفاءة والعمل واألمانة في الخدمة واألخالق‪ ،‬باإلضافة إلى عقد دورات‬
‫تدريبية لهم الطالعهم على األساليب الحديثة في مجال الرقابة والى جانب ذلك يجب االهتمام‬
‫بتحسين رواتبهم ضمانا للعيش الهنيء وحتى ال تسول لهم أنفسهم باالعتداء على أموال األمة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫اوال‪-‬المراجع الدينية‪:‬‬

‫‪ . 01‬القران الكريــــم‪.‬‬
‫‪ . 02‬االحاديث النبوية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ 01‬علي زغدود المالية العامة ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪. 2005‬‬
‫‪ 02‬عطية عبد الوهاب الموازنة العامة للدولة دار النهظة العربية القاهرة ‪. 1996‬‬
‫‪ 03‬عبد المجيد دراج ‪ -‬سميرة أيوب مبادئ المالية العامة الدار الجامعية اإلسكندرية‪2002‬‬
‫‪ 04‬محمد الصغير باعلي ويسري أبو العالء المالية العامة دار العلوم للنشر والتوزيع عنابة‬
‫طبعة ‪.2003‬‬
‫‪ 05‬محرزي محمد عباس اقتصاديات المالية العامة ديوان المطبوعات الجامعية بن‬
‫عكنون الجزائر ‪. 2003‬‬
‫‪ 06‬زينب عوظ هلل أساسيات الميزانية العامة دار الجامعة الجديدة القاهرة ‪.2006‬‬
‫‪ 07‬محمد السعيد فرهود كتاب مبادئ المالية الجزء االول حلب ‪.1978‬‬
‫‪ 08‬محمد مسعى المحاسبة العمومية دار الهدي عين مليلة الجزائر ‪. 2003‬‬
‫‪ 09‬يلس شاوش البشير المالية العامة ‪.‬‬
‫‪ 10‬جمال العمارة اساسيات الموازنة العامة للدولة دار الفجر للنشروالتوزيع القاهرة‪2004‬‬
‫‪11‬محمد شاكر عصفور اصول الموازنة العامة مكتب الصفحات الذهبية الرياض ‪.1988‬‬
‫‪ 12‬حسن عواضة المالية العامة دار النهضة العربية بيروت ‪. 1983‬‬
‫‪13‬عبد المطلب عبد الحميد اقتصاديات المالية العامة الدار الجامعية مصر ‪. 2005‬‬
‫‪14‬محمد حلمي مراد مالية الدولة ديوان دار النشر مصر‪.‬‬
‫‪15‬محمد جمال ذنيبات المالية العامة والتشريع المالي دار العلمية الدولية ودار الثقافة للنشر‬
‫والتوزيع االردن‪. 2003‬‬
‫ثالثا‪ -‬الرسائل العلمية‪:‬‬
‫ا ‪ -‬أطروحات الدكتوراه ‪:‬‬
‫‪ 01‬شالل زهير افاق اصالح نظام المحاسبة العمومية الجزائري الخاص بتنفيذ العمليات‬
‫المالية للدولة اطروحة دكتوراه في العلوم االقتصادية جامعة أمحمد بوقرة بومرداس‪2013‬‬
‫‪ 02‬عبد القادر موفق الرقابة المالية على البلدية في الجزائر دراسة تحليلية ونقدية اطروحة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه علوم في علوم التسيير جامعة الحاج لخضر باتنة‪. 2014‬‬
‫‪ 03‬فنيش محمد الصالح الرقابة على تنفيذ النفقات العامة في القانون الجزائري رسالة من‬
‫اجل نيل درجة دكتوراه في القانون العام جامعة الجزائر كلية الحقوق‪. 2012‬‬

‫ب ‪ -‬رسائل الماجستير‪:‬‬
‫‪ 01‬شاللي رضا تنفيذ النفقات العامة رسالة ماجستير جامعة الجزائر كلية الحقوق ‪2001‬‬
‫‪ 02‬عباس عبد الحفيظ تقييم فعاليات النفقات العامة في ميزانية الجماعات المحلية دراسة‬
‫حالة النفقات والية تلمسان وبلدية منصورة مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في إطار‬
‫مدرة الدكتوراه في العلوم االقتصادية جامعة بوبكر بلقايد تلمسان‪. 2012‬‬
‫‪ 03‬شويخي سامية أهمية االستفادة من االليات الحديثة والمنظور االسالمي في الرقابة‬
‫على المال العام مذكرة لنيل شهادة الماجستير في إطار مدرة الدكتوراه تخصص تسيير‬
‫المالية العامة جاعة أبو بكر بلقايد تلمسان ‪. 2010‬‬
‫‪ 04‬مبارك محمد الدوسري رسالة ضمن متطلبات الحصول على درجة الماجستير في‬
‫المحاسبة جامعة الشرق االوسط قسم المحاسبة كلية االعمال تقييم اثر الرقابة المالية التي‬
‫يمارسها ديوان المحاسبة على المؤسسات العامة في دولة الكويت ‪.‬‬
‫‪ 05‬بودخدخ كريم اثر سياسة االنفاق العام على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر‬
‫‪2001 -2009‬مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في علوم التسيير‬
‫تخصص نقود ومالية جامعة دالي براهيم الجزائر ‪. 2010‬‬
‫‪.06‬بن عزة محمد ترشييد سياسة اإلنفاق العام بإتباع منهج االنضباط باألهداف مذكرة‬
‫تخرج لنيل شهادة الماجستير في إطار مدرة الدكتوراه في العلوم االقتصادية جامعة أبي بكر‬
‫بلقايد تلمسان ‪. 2009‬‬
‫ج‪ -‬رسائل الماستر‪:‬‬
‫‪ . 01‬ناصر ياسين ‪ ،‬المراقب المالي في التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة مكملة من متطلبات‬
‫نيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص قانون إداري ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة‬
‫‪.2013،‬‬

‫‪. 02‬عائشة بن ناصر‪ ،‬الرقابة المالية على النفقات العمومية ‪ ،‬دراسة حالة المراقبة المالية‬
‫لوالية بسكرة ‪ ،‬مذكرة مقدمة كجزء من متطلبات نيل شهادة الماستر في مسار العلوم‬
‫االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير قسم العلوم االقتصادية ‪. 2012‬‬

‫‪ . 03‬عبد اللطيف لونيسي الرقابة على مالية البلدية‪ ،‬مذكرة مكملة من متطلبات نيل شهادة‬
‫الماستر في الحقوق‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم‬
‫الحقوق تخصص قانون اداري ‪.2012‬‬

‫رابعا ‪ -‬النصوص القانونية والتنضيمية ‪:‬‬


‫النصوص القانونية المتعلقة بمجلس المحاسبة ‪:‬‬
‫‪ . 01‬االمر رقم ‪ 20-95‬المؤرخ في ‪ 19‬صفر ‪ 1416‬الموافق ل ‪ 17‬يوليو ‪ 1995‬المتعلق‬
‫بمجلس المحاسبة‪.‬‬
‫‪ . 02‬االمر رقم ‪ 02-10‬المؤرخ في ‪ 16‬رمضان ‪ 1431‬الموافق ‪ 26‬غشت ‪ 2010‬المعدل‬
‫والمتمم لألمر رقم ‪ 20 95‬الؤرخ في ‪ 19‬صفر‪ 1416‬الموافق ل ‪ 17‬يوليو‪ 1995‬المتعلق‬
‫بمجلس المحاسبة‪.‬‬

‫النصوص القانونية المتعلقة بالمفتشية العامة للمالية‪:‬‬


‫‪ . 01‬مرسوم رقم ‪ 53-80‬ممضي في ‪ 01‬مارس ‪ 1980‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 10‬مؤرخة‬
‫فــي ‪ 04‬مارس ‪ 1980‬يتضمن أحداث مفتشية عامة للمالية‪.‬‬

‫‪ . 02‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 79-02‬ممضي في ‪ 22‬فبراير‪ 1992‬الجريدة الرسمية عدد‪15‬‬


‫مؤرخة في ‪ 26‬فبراير‪ 1992‬يؤهل المفتشية العامة للمالية للتقويم االقتصادي للمؤسسات‬
‫العمومية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ . 03‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 274-08‬ممضي في ‪ 06‬سبتمبر‪ 2008‬الجريدة الرسمية عدد ‪50‬‬
‫مؤرخة في ‪ 07‬سبتمبر‪ 2008‬الصفحة ‪ 16‬يحدد تنضيم المفتشيات الجهوية للمفتشية العامة‬
‫للمالية وصالحياتها‪.‬‬
‫‪ . 04‬مرسوم تنفيذي رقم‪ 272-08‬ممضي في ‪ 06‬سبتمبر ‪ 2008‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 50‬مؤرخة في ‪ 07‬سبتمبر‪ 2008‬الصفحة ‪ 13‬يتضمن تنضيم الهياكل المركزية للمفتشية‬
‫العامة للدولة‪.‬‬

‫النصوص القانونية المتعلقة بالمحاسبة العمومية ‪:‬‬


‫‪ . 01‬القانون ‪ 21- 90‬المؤرخ في ‪ 1980-08-15‬والمتعلق بقانون المحاسبة العمومية‪.‬‬

‫‪ . 02‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 311-91‬مؤرخ في ‪ 28‬صفر عام ‪ 1412‬الموافق ‪ 07‬سبتمبر‬


‫‪ 1991‬المتعلق بتعيين المحاسبين العموميين واعتمادهم‪.‬‬

‫‪. 03‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 313-91‬مؤرخ في ‪ 28‬صفر عام ‪ 1412‬الموافق ‪ 07‬سبتمبر‬


‫‪ 1991‬والذي يحدد اجراءات المحاسبة التي يمسكها االمرون بالصرف والمحاسبون‬
‫العموميون وكيفياتها ومحتواها‪.‬‬
‫‪. 04‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 314-91‬مؤرخ في ‪ 1991-09-07‬متعلق بإجراء تسخير اآلمرين‬
‫بالصرف للمحاسبين العموميين ‪.‬‬

‫خامسا ‪ -‬بعض المواقع االلكترونية ‪:‬‬


‫‪ . 01‬المنضمة الدولية لألجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة ‪.‬‬

‫‪WWW.INTOSAI.ORG‬‬

‫‪ . 02‬مجلس المحاسبة الجزائري‪.‬‬

‫‪WWW.COMPTES.ORG.DZ‬‬

‫‪ . 03‬وزارة المالية الجزائرية‪.‬‬

‫‪www.mf.gov.dz‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌــﺔ ز ن ﻋﺎﺷــﻮر ﳉﻠﻔــﺔ‬

‫ﻛﻠﻴﺔ اﳊﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬


‫ﺑﺘﺎرﻳﺦ ‪:‬‬ ‫ﻗﺴﻢ اﻟﺤﻘـﻮق‬
‫‪/‬ك ح ع س ‪2015/‬‬ ‫رﻗﻢ ‪:‬‬

‫ﻣﺸﺮوع ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺳﺘﺮ ﺗﺨﺼﺺ‪.........................:‬‬


‫‪....................................................... :‬‬ ‫اﻟﻄﺎﻟﺐ ‪................................................... :‬رﻗﻢ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ‬
‫اﻟﻄﺎﻟﺐ ‪................................................... :‬رﻗﻢ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ‪.......................................................:‬‬
‫‪..............................................................‬‬ ‫اﳌﺸﺮف ‪ .................................................... :‬اﻟﺮﺗﺒﺔ ‪:‬‬

‫‪......................................... .................................................................................... .‬‬ ‫اﻟﻌﻨﻮان ‪:‬‬


‫‪...........................................................................................................................‬‬ ‫اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ‪:‬‬

‫ﺗﻌﺮﻳﻒ ﳌﻮﺿﻮع ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻷﻫﺪاف واﻷﳘﻴﺔ ‪:‬‬


‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫‪.......................................................... ..................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫‪........................................... ...................................... .........................................................................‬‬

‫‪...................................................................................................................................... :‬‬ ‫اﳋﻄﺔ اﳌﻘﱰﺣﺔ‬


‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫‪.................................................................. ..........................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................................................... .................................‬‬
‫اﳌﻨﻬﺞ اﳌﺘﺒﻊ ‪:‬‬
‫‪..........................................................................................................................................‬‬
‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫‪..................................................................... ...............................................................‬‬ ‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﺪاﻟﺔ ‪:‬‬
‫‪............................................................................................................................................................‬‬
‫‪............................................... ............................................................................. ...............................‬‬
‫‪............................................................................................................................................................‬‬

‫ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﳌﺸﺮف‬

‫ﺷﲑة اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪:‬‬


‫الفهرس‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫شكر و عرفان‬
‫إهداء‬
‫‪01‬‬ ‫مقدمة‬
‫‪06‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬مفهوم الميزانية و أعوان تنفيذها‬
‫‪08‬‬ ‫المبحث األول ‪:‬مفهوم الميزانية العامة للدولة‬
‫‪08‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬نشأة الميزانية العامة للدولة وتعريفها و عناصرها و طبيعتها القانونية‬
‫‪08‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬نشأة الميزانية العامة‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تعريف الميزانية‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬عناصر الميزانية العامة‬
‫‪12‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬الطبيعة القانونية للميزانية العامة‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬أهمية الميزانية العامة و مبادؤها‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬أهمية الميزانية العامة للدولة‬
‫‪14‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مبادئ الميزانية العامة‬
‫‪21‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬أعوان تنفيذ الميزانية العامة للدولة‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬اآلمر بالصرف‬
‫‪21‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تعريف و تصنيف اآلمر بالصرف‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مهام و مسؤولية اآلمر بالصرف‬
‫‪30‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬المحاسب العمومي‬
‫‪30‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تعريف وتصنيف المحاسب العمومي‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مهام و مسؤولية المحاسب العمومي‬
‫‪41‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪43‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬طبيعة العالقة بين اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي‬
‫‪44‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬عرض مبدأ الفصل بين اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي‬

‫‪88‬‬
‫‪44‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعريف مبدأ الفصل بين مهام اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬أهداف تطبيق مبدأ الفصل بين اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي‬
‫والمحاسب‬ ‫المبحث الثاني‪:‬استثناءات ونتائج تطبيق مبدأ الفصل بين اآلمر بالصرف‬
‫‪50‬‬
‫العمومي‬
‫والمحاسب‬ ‫المطلب األول ‪ :‬استثناءات تطبيق مبدأ الفصل بين اآلمر بالصرف‬
‫‪50‬‬
‫العمومي‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬استثناءات المبدأ من جانب تنفيذ اإليرادات‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬استثناءات المبدأ من جانب تنفيذ النفقات‬
‫‪54‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نتائج تطبيق مبدأ الفصل بين اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي‬
‫‪55‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬استعراض أهم نتائج تطبيق المبدأ‬
‫‪60‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬عواقب خرق مبدأ الفصل بين اآلمر بالصرف و المحاسب العمومي‬
‫‪67‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪68‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪71‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪76‬‬ ‫المالحق‬
‫‪87‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪88‬‬

You might also like