Professional Documents
Culture Documents
النظام الرئاسي
النظام الرئاسي
النـظـام الرئـاسـي
والتحول السياسي يف تركيا إقــرار االنتقــال إىل نظــام احلكــم اجلمهــوري الرئاســي ،وتتقــدم
تركيــا حاليــا خبطــى حثيثــة يف غمــار مرحلــة سياســية جديــدة تعــد
مــن املراحــل األهــم يف تارخيهــا حنــو تطبيــق كامــل للنظــام الرئاســي
حترير
برهان الدين ضوران
نـبـي مـيــش -حممود الرنتيسي 9 786057 544018
تحرير
برهان الدين ضوران
نـبـي مـيــش -محمود الرنتيسي
يعـــود جميع حقوق هذا الكتاب إلى وقف مركز ســـتا للدراســـات
السياســـية واالقتصاديـــة واالجتماعيـــة ،وال يجـــوز طبع أو نشـــر أو
تصويـــر أو توزيـــع هـــذا الكتاب أو جـــزء منه بشـــكل إلكتروني أو آلي
(تصويـــر أو تســـجيل أو تخزين معلومات أو غير ذلـــك) من دون إذن
وقـــف ســـتا ،ولكـــن يجـــوز االقتبـــاس منه بشـــرط اإلشـــارة إليه في
المصادر.
كــتــب ســتــا
Nenehatun Cd. No: 66 GOP Çankaya 06700 Ankara
Tel: +90 312 551 21 00 | Faks: +90 312 551 21 90
www.setav.org | info@setav.org
الفهرس
(محمد أوجوم)
مسيرة اإلصالح الديموقراطي فـي تركـــيـــا 72.....................
(أحمد إييمايا)
النظام الرئاسي المقترح لتركيا تقييم السياق واالنتقادات 150......
(خلوق ألقان)
صالحيات السلطة التشريعية في رقابة السلطة التنفيذية في
النظام الرئاسي التركي 270..........................................
(جم دوران أوزون)
القضاء في النظام الجمهوري الرئاسي 288..........................
7
الواقـــع بالرغم مـــن الصعوبـــات والتحديـــات الموجودة.
وفيمـــا تحظـــى العمليـــات االنتخابيـــة فـــي تركيـــا دائمـــا بصدى
واســـع في المشـــهد اإلقليمـــي والدولي فـــإن عملية االســـتفتاء على
التعديـــات الدســـتورية فـــي 16نيســـان حظيـــت بزخـــم كبير جدا
وتفاوتـــت ردود األفعال الدولية حولها وقد برز بشـــكل واضح موقف
العديـــد من الـــدول األوروبية التـــي حاولت التأثير في المشـــهد من
خـــال عرقلـــة أنشـــطة المقيميـــن األتـــراك المؤيديـــن للتعديـــات
الدســـتورية علـــى أراضيهـــا ومنعت عددا مـــن الوزراء مـــن الحديث
فـــي هـــذه الفعاليـــات فـــي الوقت الـــذي ســـمحت فيـــه للمعارضين
للتعديـــات بالعمـــل بحريـــة وامتـــد ذلـــك إلى توتـــر فـــي العالقات
الثنائيـــة معها.
8
التعديـــات الدســـتورية ،وما تمخـــض عنها.
يبـــدأ هذا الكتـــاب بعرض قيـــم لألســـتاذ الدكتور برهـــان الدين
ضـــوران رئيـــس مركـــز ســـيتا للدراســـات السياســـية واالجتماعيـــة
واالقتصاديـــة والدكتـــور نبي ميش رئيس قســـم السياســـة الداخلية
فـــي مركز ســـيتا ويقدمان فيه معلومـــات حول أنظمة الحكم ســـواء
النظـــام الرئاســـي أو البرلماني أو نصف الرئاســـي مبينا أن األنظمة
الحكوميّة المطبّقة في العالم شـــهدت تغيّـــرات وتحوّالت كثيرةٍ عبر
الزمـــن بهـــدف الوصول إلى شـــك ٍل أفضل من الناحيـــة الديمقراطيّة
وقابليـــة اإلدارة .ويمكـــن لتطبيـــق نمـــاذج الحكومات هـــذه أن تبدي
تباينـــاً مـــن دولةٍ إلى أخرى تَبَعـــاً للثقافة السياســـيّة والبنية الحزبيّة
السياســـيّة وتصميم المؤسســـات الدســـتوريّة والتقـــدّم االقتصاديّ
الخاص بـــكل بلد.
9
الحكومـــة؛ مـــن وتيرة الهشاشـــة السياســـيّة .وينخـــدش نتيجة لهذا
األمـــر ويتضرّر إيمان الشـــعب وثقته بالمؤسّســـة السياســـيّة ،وتحت ّل
البنـــى الوصائية المنتفعـــة من هذا األمر عبر الزمـــن مركز النظام.
ويظهـــر البحـــث عـــن نظـــا ٍم مختلفٍ فـــي جـــدول أعمال بلـــدٍ ما إن
عجـــز هـــذا البلـــد عـــن الحصـــول علـــى نتيجةٍ فـــي ســـعيه الطويل
لتخطـــي األزمات التي يعيشـــها من خالل التغييـــرات «داخل النظام
القائـــم» في دســـتورها أو قوانينها.
10
الحركـــة القوميـــة ،وخلفيتهـــا.
أمـــا محمـــد أوتشـــوم كبيـــر مستشـــاري الرئيـــس التركـــي
فيـــرى فـــي مســـاهمته بعنـــوان مســـيرة اإلصـــاح الديمقراطي
فـــي تركيـــا أن 16نيســـان 2017كان بدايـــة لمرحلـــة جديـــدة
مـــن النضـــال الديمقراطـــي فـــي تركيـــا معتبـــرا أن التعديـــل
الدســـتوري الـــذي أقـــرّ فـــي االســـتفتاء الشـــعبي الـــذي أجـــري
فـــي 16نيســـان ،2017لـــم يكـــن خطـــوة تجديدية فـــي منهجية
القانـــون الوضعـــي مـــن حيث نموذج النظام الرئاســـي وحســـب،
بـــل كان أيضـــاً خطـــو ةً أطلقـــت اإلصالح فـــي النظام السياســـي
بجميـــع أبعـــاده .ويقـــول أوجـــوم أن التعديـــل الـــذي جـــرى فـــي
16نيســـان كان التعديـــل التاســـع عشـــر علـــى الدســـتور ولكـــن
التعديـــات التـــي ســـبقته كانـــت تحمـــل ميـــزة التصحيـــح داخل
النظـــام الموجـــود لكـــن التعديـــل الـــذي جـــرى فـــي 16نيســـان
كان تعديـــا مصممـــا لإلصـــاح ويـــرى أوجـــوم أن أي تصحيـــح
داخـــل النظـــام مهمـــا كان عميقـــا فســـوف يحافـــظ علـــى البنية
األساســـية للنظـــام القديـــم ومـــع ذلـــك يـــرى أوجـــوم أنـــه ليس
مـــن الصـــواب االســـتهانة بالتعديـــات الســـابقة فقـــد كان لهـــا
دور فـــي تهيئـــة الظـــروف مـــن أجـــل إصـــاح النظـــام .ويضيف
أوتشـــوم بـــأن عمليـــة اإلصـــاح األولى التـــي تنطلق مـــع النظام
الدســـتوري الجديـــد تحتـــاج إتمـــام قوانيـــن االنســـجام التـــي
ستســـاهم فـــي تحديـــد عمليـــة اإلصـــاح وبلورتها فـــي المجال
القانونـــي ،واتخاذ خطـــوا تٍ لتحديـــد محتواهـــا .وعندما يدخل
نمـــوذج حكومـــة الرئاســـة الجمهوريـــة حيـــز التنفيـــذ عقب أول
انتخابـــا تٍ عامـــةٍ ،وبعد إجـــراء التنظيمـــات المتعلقـــة بالحكومة
عـــن طريق المراســـيم ،وفـــي تلك المرحلة ســـنصل إلـــى النضج
الـــذي ســـيمكننا مـــن تقييـــم كيفيـــة انطـــاق طـــور اإلصـــاح
11
الثاني ومســـاره.
ويضـــع أوتشـــوم القـــاريء فـــي صـــورة األهميـــة التي يتمتـــع بها
التعديل الدســـتوري في 16نيســـان بأبعـــاده المتعـــددة .ويتناول هنا
التعديـــل الدســـتوري فـــي 16نيســـان من جوانـــب عدة مثـــل توقيته،
ومقاربتـــه مـــن حيـــث القانـــون السياســـي ،ومعاييـــره الديمقراطية
ومحتـــواه .كمـــا ســـيتم في الجـــزء األخير من الدراســـة تقييـــم أمو ٍر
مثـــل الشـــرعية ،والمصالحـــة ،والتعدديـــة ،والفردية.
12
النظـــام السياســـي التركـــي .ومن ثَـــمّ ،يتنـــاول التحليـــل ا البحث
التاريخـــي حـــول المناقشـــات التـــي تناولـــت هـــذا الموضوع،كما
يهـــدف ً
أيضـــا إلـــى تقديـــم صـــورة واضحـــة عـــن طبيعـــة الجدل
الدائـــر حـــول النظام الرئاســـي.
13
البيروقراطـــي في تركيا حيث يـــرى أن النظام الرئاســـي الجمهوري
الـــذي تمّـــت الموافقـــة عليه فـــي اســـتفتاء 16نيســـان 2017يقدّم
جملـــة مـــن الفـــرص لتحويـــل هـــذه البيروقراطية الوصائيـــة ويضع
الكاتـــب هنـــا أعين القراء علـــى جانب مهم في النظـــام التركي حيث
يعتبـــر أن التوفيق بين القيم الديمقراطيـــة ومتطلبات البيروقراطية
يشـــ ّكل إحدى المشكالت الرئيســـة في الدول المعاصرة .فمتطلبات
الطبيعـــة البيروقراطيـــة -بحســـب العلـــوم السياســـية الرئيســـة
الســـائدة -تســـبّب إشـــكالي ًة للديمقراطية .فالمطلوب فـــي العالقة
بيـــن السياســـي والبيروقراطـــي تقليد ّيًا هو قيام السياســـي بتحديد
السياســـات ،وتطبيـــق البيروقراطـــي لهـــذه السياســـات ،وموجـــب
التوفيـــق بيـــن الديمقراطيـــة والبيروقراطيـــة يقتضـــي ممارســـة
رقابـــةٍ كثيفةٍ من قبل السياســـيين علـــى البيروقراطييـــن ،وأن يكون
مســـؤول أمام السياســـي .لكن الممارســـة السياســـية ً البيروقراطي
واإلدارية الواقعية ليســـت هكـــذا ،إذ تؤدّي البيروقراطيـــة دورًا مه ّمًا
فـــي تشـــكيل السياســـة العامـــة ،بـــل ربمـــا تـــؤدّي البيروقراطية في
بعـــض الـــدول ،مثـــل تركيـــا دورًا أكثر هيمنـــ ًة من دور السياســـيين
فـــي عمليات اتخاذ القرارات السياســـية وتشـــكيل السياســـات .ومع
ذلـــك ،تتمتـــع البيروقراطيـــة فـــي تركيـــا بموقـــ ٍع متمي ٍز فـــي تقليد
اإلدارة البيروقراطيـــة في عملية تشـــكيل السياســـة ،حتى إنها تفتح
الطريـــق أمـــام النخـــب البيروقراطية لتكـــون وصيَّ ًة على السياســـة.
14
إلـــى إنشـــاء تواز ٍن جديـــدٍ بيـــن البيروقراطيـــة والسياســـة المدنية.
ويـــرى الكاتـــب أنـــه كما هو الحـــال فـــي ِّ
كل دولـــةٍ ديمقراطيَّـــةٍ فإن
أحـــد األهـــداف األساســـية لإلصالحـــات التـــي أُج ِريت فـــي الفترة
األخيـــرة فـــي تركيا ،والهدف مـــن نتيجة اإلصالحـــات المذكورة هو
تحويـــل البيروقراطيـــة مـــن نخبـــة الموقع إلـــى نخبةٍ وظيفيَّـــةٍ ذات
قيمـــةٍ أدائيـــة ،وتحديـــد دورها في عملية السياســـة العامـــةِّ ،
وحطهِ
إلى مســـتوى الخبـــرة التقنيَّة.
15
االستقرار السّياسيّ واالقتصاديّ ،وتحقيق اإلدارة السّريعة والفعّالة.
ويـــرى الباحثـــان أن النّظـــام الجمهـــوريّ الرئاســـيّ هو أهـــم ثمرات
الوفـــاق الـــذي حصل في المشـــهد السياســـيّ بعد محاولـــة انقالب
15تمّـــوز .كمـــا تتناول هـــذه الدراســـة جوانـــب النّظـــام الجمهوريّ
الرئاســـيّ التـــي برزت فـــي التّصميم الدّســـتوري ،وتشـــرح عددًا من
الصالحيـــات والتعديالت الـــواردة في التعديالت الدســـتورية.
16
جـــد ٍل منذ وقـــتٍ طوي ٍل .وهكـــذا أ ُد ِر ج تنظيم يســـمح للسّـــلطتين
التّشـــريعيّة والتّنفيذ يّـــة فـــي التّوجـــه إلـــى انتخابـــاتٍ جديـــدةٍ
بصـــورةٍ متبادلـــةٍ فـــي حاالت وصـــول النّظام إلى طريقٍ مســـدو دٍ
نتيجـــة أزمـــةٍ قـــد تقـــع بينهما.
17
موازنـــة الدولـــة .ولـــم تُجْـــ ِر أي ترتيبـــاتٍ جديـــدةٍ في مجـــاالتٍ مثل
خصائـــص الدّولة األساســـيّة وصفاتهـــا المركزيّة ،ونظـــام الحريّات
والحقـــوق العامـــة ،وبنية السّـــلطة التّشـــريعيّة ،وواجبـــات المحكمة
الدّســـتوريّة وانتخـــاب أعضائها.
ومـــن جهـــةٍ أخـــرى أُجر ِيت تعديـــاتٌ متعـــدّدةٌ فيما يخـــص آليّة
عمـــل البرلمـــان .فرُفِـــع عـــدد نـــوّاب البرلمان مـــن 550إلـــى 600
وخُ ِّفضـــت ســـنّ الترشّـــح لالنتخابـــات إلـــى 18عامًـــا .فضـــاً عن
إجـــراء االنتخابـــات البرلمانيّة والرئاســـيّة بصورةٍ متزامنـــةٍ مرّةً كل
خمســـة أعـــوا ٍم ،وحصـــر صالحيّـــات عـــرض القوانيـــن -باســـتثناء
كل من رئيـــس الجمهوريّة قانـــون الموازنـــة -في يد النـــوّاب .ويعطى ٌّ
كل منهما انتخاب اآلخر والبرلمـــان صالحيّـــاتٍ متبادل ًة في تجديـــد ٍّ
في حـــال وصـــول النّظام إلـــى طريقٍ مســـدودٍ.
18
وجهـــة نظـــ ٍر برلمانيةٍ .وبذلـــك تجري مناقشـــة النّظـــام الجمهوريّ
الرئاســـيّ المصَمَّم بحســـب النّظام الرئاسيّ في مســـتوياتٍ خاطئة.
فبينمـــا تُنا َقـــش آليّـــات الرقابـــة والتـــوازن فـــي العالقـــة الموجودة
فـــي السّـــلطتين التّشـــريعيّة والتّنفيذيّة على ســـبيل المثـــال؛ يجري
االســـتفهام حـــول عـــدم وجـــود أمـــورٍ ،مثـــل التّصويـــت علـــى ال ّثقة
واالســـتجواب في النّظـــام الجديـــد .أو تُقارَن (صالحيـــات الرئيس
فـــي اتخاذ اإلجـــراءات التنظيمية) تحت مســـمّى (األوامر التّنفيذيّة)
فـــي األنظمـــة الرئاســـيّة مع (القـــرار بحكـــم القانون) فـــي األنظمة
البرلمانيّـــة .وبنفـــس الشـــكل ال يتم التّفريـــق بين آلية إعطـــاء قرا ٍر
كل من السّـــلطتين التّشـــريعيّة والتّنفيذيّـــة انتخاب اآلخر بأن يُجدّد ٌّ
فـــي حـــال وصـــول النّظـــام إلـــى طريـــقٍ مســـدودٍ ،وبيـــن صالحيّـــة
رئيـــس الجمهوريّة أو رئيـــس الدّولة في النّظـــام البرلماني بأن يح ّل
البرلمـــان لوحده.
19
بالنظـــام الجديـــد تتركـــز بشـــكل رئيـــس حـــول تقليص ســـلطات
الهيئـــة التشـــريعية -بمنطق مغلوط هو منطـــق النظام البرلماني،
وهـــذا يبعد المناقشـــة عن الواقـــع .كما أن هذه الدراســـة تتناول
المناقشـــات المتعلقـــة بالموضـــوع مـــن زاويـــة ســـلطات الهيئـــة
التشـــريعية الرقابيـــة علـــى الهيئـــة التنفيذيـــة ،حيـــث ســـتُبحَث
فـــي البدايـــة االختالفـــات بيـــن النظاميـــن الرئاســـي والبرلماني
مـــن حيـــث رقابـــة التشـــريع للتنفيـــذ ،ثـــم تُح َّلـــل التغييـــرات التي
سيُســـتفتَى عليهـــا مـــن منظـــور المنطق العـــام للنظام الرئاســـي.
20
ً
أيضـــا. التنفيذيـــة
وفـــي الســـياق القضائـــي /القانوني فـــي النظـــام الجمهوري
الرئاســـي الـــذي يعتبر مـــن الجوانـــب األساســـية إذ أن كثيرين
عـــدّوا النظام الرئاســـي بدايـــة لتراجـــع الســـلطة القضائية وهنا
يســـلط الباحـــث جـــم دوران أوزون الضوء على النظام الرئاســـي
مـــن زاويـــة قضائيـــة خاصة موضحا هـــذه الجوانب ومشـــيرا إلى
وجـــود مشـــكالت جدية تســـبب بهـــا النظـــام المطبق فـــي اختيار
أعضـــاء المجلـــس األعلـــى للقضـــاة والمدعيـــن العاميـــن،
ويتنـــاول هذا البحـــث التعديـــات المتعلقـــة بالمجلـــس األعلى
للقضـــاء والمدّعيـــن العا مّيـــن ،وموجباتهـــا ،والنقاشـــات
الدائـــرة حولهـــا .كمـــا يضـــع الباحـــث القـــراء فـــي ســـياق
تاريخـــي للنقاشـــات حـــول الدســـتور والعراقيـــل التـــي كانـــت
تقـــف أمـــام الدســـتور الجديـــد وكيـــف أزيـــل جـــزء مـــن هذه
العراقيـــل عندمـــا وقعـــت محاولـــة انقالب 15تمـــوز .فحصل
توافـــقٌ سياســـيٌّ ومجتمعـــيٌّ ضـــد محاولـــة االنقـــاب وتنظيـــم
فتـــح اللـــه غولـــن اإلرهابـــي ،وظهر مـــا سُـــمِّيَ الح ًقـــا بــ(روح
ينـــي قابـــي) ،فجـــرت لقـــاءا تٌ وقمـــمٌ مشـــترك ٌة بيـــن زعمـــاء
األحـــزاب السياســـية ،و نُو قِشـــت مكافحـــة تنظيـــ ِم فتـــح اللـــه
غولـــن اإلرهابـــي ومـــوا دّ أخـــرى فـــي جـــدول األعمـــال ،فكان
إعـــادة إحيـــاء عملية البحـــث عن الدســـتور الجديـــد التي يتم
العمـــل علـــى شـــلّها منذ عـــام 2011؛ واحدًا مـــن الموضوعات
التـــي تناولتهـــا األجنـــدات فـــي نهايـــة هـــذه األعمـــال .وفـــي
نهايـــة اللقـــاءات التـــي جـــرت بيـــن الزعمـــاء خ ُِّط َ
ـــط لتنفيـــذ
العمليـــة علـــى مرحلتيـــن؛ األولى :إجـــراء الترتيبـــات المتعلقة
21
بالقضـــاء ،والثانيـــة :إعـــداد دســـتو ٍر جديـــدٍ شـــامل.
ويضعنـــا الكاتب في عملية ثويقية عندما يســـتعرض االجراءات
التـــي نفذت ســـابقا عندما أسســـت لجنة برلمانيـــة توافقت على أن
تُل َغـــى المحاكـــم العســـكرية ،ومنها المحاكم العســـكرية مـــن الدرجة
األولـــى ،ومحاكـــم القضاء العليـــا (محكمة االســـتئناف العســـكرية،
والمحكمـــة اإلدارية العســـكرية العليا) ،وإجـــراء بعض التعديالت في
المـــواد التي تنظم اســـتقاللية القضـــاء وحياده.
22
النظام الرئاسي والتحول السياسي في تركيا
المدخل
يتـــم تعريـــف أنظمـــة الحكـــم علـــى األكثر بنـــا ءً علـــى الكيفيّة
ا لّتـــي يتـــمّ بهـــا تصميـــم العالقـــة دســـتورياً بيـــن أجهزتهـــا
التشـــريعيّة والتنفيذ يّـــة والقضائيّـــة .وهـــذا الموضـــوع يخضـــع
عمومـــاً لتصنيفيـــن أساســـيين همـــا :وحـــدة الســـلطات التـــي
تجمـــع صالحيـــات التشـــريع والتنفيذ في يدٍ ،وفصل الســـلطات
ا لّـــذي يتـــمّ فيـــه تقاســـم هـــذه الصالحيـــات بيـــن األجهـــزة
عـــام
ٍّ المختلفـــة بشـــك ٍل يو ّفـــر التـــوازن والرقابـــة .ويتـــمّ بشـــك ٍل
تطبيـــق األنظمـــة الديمقراطيـــة المرتكزة على فصل الســـلطات
على شـــكل ثـــاث حكومات .هـــي :النظام الرئاســـي ا لّذي يكون
فيـــه الفصـــل بين الســـلطات شـــديد اً ،والنظـــام البرلماني الذي
يتـــم فيـــه تنظيـــم التوازن بين الســـلطات بشـــكل أنعـــم ،والنظام
نصـــف الرئاســـي الـــذي هـــو مزيـــج مـــن النظاميـــن الرئاســـي
والبرلمانـــي .إلـــى جانـــب نمـــوذج نظـــام الحكومـــة البرلمانيـــة
ا لّـــذي تجتمـــع فيه الســـلطتان التنفيذيـــة والتشـــريعيّة في جهاز
الســـلطة التشـــريعية ،والذي كان مطبّقاً في الســـنوات ا لّتي كان
((( هــذه المقالــة محدثــة عــن الدراســة الصــادرة بالعنــوان التالــي[ :نبــي ميــش وبرهــان
الديــن ضــوران« ،التحــول السياســي فــي تركيــا والنظــام الجمهــوري الرئاســي»،
إصــدارات مركــز الدراســات السياســية واالقتصاديــة واالجتماعيــة (ســتا) ،إســطنبول
،2017ص .]55 – 15
24
تحول النظام السياسي في تركيا والنظام الجمهوري الرئاسي
25
النظام الرئاسي والتحول السياسي في تركيا
26