Professional Documents
Culture Documents
الفصل الاول
الفصل الاول
تكتسي السنة الثالثة ثانوي أهمية بالغة بالنسبة لطالب هذه السنة ،ذلك أنها تنتهي
بامتحان شهادة البكالوريا الذي يعد خطوة مهمة وجد حساسة بالنسبة له ،إذ يعتبر البوابة
التي يدخل من خاللها الطالب إلى الجامعة التي تعبر عن األفق المستقبلي له وتحدد دوره
والمكانة التي سيحتلها في مجتمعه ،لهذا تسبب هذه الشهادة ضغطا كبيرا عليه من حيث
ضرورة اجتيازها ،مما تجعله يقيم موقف االمتحان على أنه تهديد شخصي له ،وهو في
مواقف االمتحان غالبا ما يكون متوترا وخائفا وعصبيا ومستثارا انفعاليا فضال عن
التمركز السلبي للمعرفة المضطربة ،وذلك نتيجة خبرته السابقة والتي تؤثر على انتباهه
وتتداخل مع تركيزه أثناء االمتحانات(.محمد زايد ، 2003،ص) 170 :
وهذا ما يطلق عليه قلق االمتحان الذي يتمثل في مشاعر الرهبة أو الضيق
واالنزعاج التي تثيرها خبرة االمتحان وتقترن به ،تسبقه وتصحبه فضال عما يرتبط
بهذه المشاعر من استجابات فسيولوجية نابعة عن الجهاز العصبي الالإرادي(.محمد عبد
الخالق ،2001،ص.)85:
ولقد بين كولر وهوالن ( )1998أن موضوع قلق االمتحان قد انتقل من كونه
مجاال حديثا للبحوث في الخمسينيات من هذا القرن إلى أن أصبحت له أهمية بالغة في
مجاالت الدراسة في علم النفس التعليمي واإلرشاد النفسي في الوقت الحاضر في هذا
المجال بهدف مساعدة الطالب الذين يعانون من قلق االمتحان .
ويلجأ بعض الطالب والطالبات بسبب الخوف من االمتحانات إلى الهروب من
الموقف أو الغياب عن االمتحان ،وجميعها وسائل دفاعية عصبية تهدف إلى الدفاع عن
الذات ،لذلك فان قلق االمتحان من أهم االنفعاالت المتعلقة بالتحصيل الدراسي ،وإن
كان القلق يسبب كل هذا التوتر للطلبة في مختلف المراحل التعليمية فان طالب سنة ثالثة
ثانوي ربما ينال النصيب األكبر من هذا الخوف أو االنزعاج ،حيث يبقى امتحان
الثانوية في معظم دول العالم الثالث من أهم خصائص النظام التربوي(محمد العجمي
،1999ص.)135:
6
ومن فروع علم النفس الذي اهتم بهذه الظاهرة علم النفس المدرسي الذي كرس
بعض علمائه جهودهم للبحث في شتى جوانب هذه الظاهرة التي طالما الحقت التلميذ في
معظم مراحل التعليم .
ومن بين المحاوالت الجادة في البيئة العربية التي تناولت موضوع القلق بصفة
عامة وقلق االمتحان بصفة خاصة وتأثيره على السلوك اإلنساني دراسة حامد زهران(
)1999بعنوان "مدى فاعلية برنامج إرشادي مصغر للتعامل مع قلق االمتحان بأسلوب
الموديوالت " والذي حاول من خاللها تصميم برنامج إرشادي للتعامل مع قلق االمتحان
وكذلك دراسة صالح ( )1997بعنوان " مدى فاعلية اإلرشاد السلوكي في خفض قلق
Wأبو عزب ،2008،ص. )4:
االمتحان لدى الباقين لإلعادة في الثانوية " (إبراهيم
وتؤكد الدراسات سالفة الذكر أهمية دراسة قلق االمتحان ووضع البرامج
اإلرشادية العالجية لها ,وقد فكرنا بطريقة قد تساعد على تجاوز هذه المشكلة والتوصل
إلى نتائج أفضل من خالل تفعيل بعض استراتيجيات ما وراء المعرفة ،التي تعتبر إحدى
االستراتيجيات التي أكدت عليها الدراسات الحديثة ودورها االيجابي في تسهيل وتنفيذ
المهمات الحقيقية ،وبالرغم من تباين التعريفات التي وضعها عدد من علماء النفس
المعرفيين لمفهوم ما وراء المعرفة ،إال أن معظم التعريفات تشترك في إبراز أهمية
الدور الذي تلعبه استراتيجيات ما وراء المعرفة في التفكير و حل المشكالت ،التي تشير
إلى الخطوات واإلجراءات التي يستخدمها الفرد من أجل الوصول إلى أقصى درجات
السيطرة على عملية تفكيره وضبطها وتحقيق الهدف منها ،وهذا ما يؤدي إلى تنمية
استخدام الفرد لمهارات ما وراء المعرفة أثناء إقباله على المهام .
)Holden1997 ، (Schrow1997 كما أثبتت دراسة كل من سشروا وهولدن
تأثير درجة ما وراء المعرفة على أداء العديد من االختبارات التحصيلية ،حيث أسفرت
النتائج عن وجود فروق بين مرتفعي ومنخفضي ما وراء المعرفة في االختبارات
المختلفة لصالح مرتفعي ،ووجود فروق بين متوسطي ومنخفضي ما وراء المعرفة
لصالح المتوسطين باإلضافة إلى اكتسابهم كم من المعلومات أكثر من الطالب منخفضي
الدرجة في ما وراء المعرفة ( .حمودة الحارون ،2008،ص) 97 :
7
أي أن درجة ما وراء المعرفة تؤثر في أداء االمتحان باإليجاب أو السلب
فالطالب أثناء أدائه لالمتحان يكون في موقف حل للمشكالت المتمثلة في أسئلة االمتحان
ويستلزم منه استخدام قدراته العقلية وإستراتيجية متقنة من تخطيط وتنظيم وتقويم
للخطوات التي سيتبعها في اإلجابة ,أي أن يستخدم است راتيجيات ما وراء المعرفة
حتى يتجنب االرتباك أثناء االمتحان الذي يؤدي إلى قلقه وعدم سيطرته على نفسه وعدم
التحكم في تفكيره وبالتالي نقص في األداء .
وبما أن قلق االمتحان يعد مشكلة حقيقية تواجه الكثير من التالميذ في مختلف
مراحلهم التعليمية ,قمنا بتصميم برنامج إرشادي حيث تكون بعض استراتيجيات ما
وراء المعرفة كأحد مكوناته وذلك ألهميتها في معالجة المعلومات على اعتبار أن أي
تفكير هادف يتضمن مهارات معرفية وما وراء معرفية ,وبالتالي ال يجوز إهمالها أو
االفتراض بأن المتعلم أو التلميذ يمكن أن يجيدها بصورة غير مباشرة عن طريق دراسة
محتوى التدريس ,وللتحقق من فاعلية هذا البرنامج قمنا بطرح التساؤل التالي :
-هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسط درجات المجموعة في القياس القبلي
والبعدي لقلق االمتحان بعد تطبيق البرنامج اإلرشادي ؟
ويتفرع عن هذا التساؤل العام أسئلة فرعية وهي :
-1هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسط درجات المجموعة في القياس القبلي
والبعدي لقلق االمتحان عند مرتفعي التحصيل بعد تطبيق البرنامج اإلرشادي المقترح ؟
-2هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسط درجات المجموعة في القياس القبلي
والبعدي لقلق االمتحان عند منخفضي التحصيل بعد تطبيق البرنامج اإلرشادي المقترح ؟
-3هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسط درجات المجموعة في القياس القبلي
والبعدي لقلق االمتحان عند الذكور بعد تطبيق البرنامج اإلرشادي المقترح ؟
-4هل توجد فروق ذات داللة إحصائية بين متوسط درجات المجموعة في القياس القبلي
والبعدي لقلق االمتحان عند اإلناث بعد تطبيق البرنامج اإلرشادي المقترح ؟
11
هدفت الدراسة إلى الكشف عن العالقة بين قلق االمتحان واألداء األكاديمي ،
حيث تكونت عينة الدراسة من ( ) 62طال ًبا في السنة الثالثة في القياس النفسي في جامعة
ووتر لو بأمريكا ،واستخدم الباحث أداة لجمع البيانات وهي مقياس قلق االمتحان المعدل
مستخد ًما النسب المئوية ،ومعامالت االرتباط الختبار صحة الفروض ،وأظهرت النتائج
أن الطلبة الذين لديهم قلق امتحان مرتفع ،كان أدائهم األكاديمي سي ًئا للغاية في هذا
(إبراهيم أبو عزب, 2008,ص)143 : المساق.
12
-دراسة (عبود :)1995،بعنوان" فاعلية برنامج إرشادي في تخفيف القلق الناتج عن
الحرمان الوالدي لدى األطفال".
هدفت الدراسة إلى تحديد فاعلية برنامج إرشادي جماعي في خفض مستوى القلق
لدى األطفال المحرومين من أحد الوالدين بسب الطالق وتكونت عينة الدراسة من ( ) 40
طالب وطالبة وتم تقسيمهم أربع مجموعات بحيث تتراوح أعمارهم ما بين ( )11-9سنة
وتوصلت الدراسة إلى أن هناك فروق دالة في وجود االختبار لصالح التطبيق القبلي ،كما
توصلت إلى عدم وجود فروق دالة بين متوسطات درجات المجموعة نفسها على اختبار
القلق بعد فترة المتابعة.
-دراسة (صالح :)1997،بعنوان " مدى فاعلية اإلرشاد السلوكي في خفض قلق االمتحان
لدى الباقين لإلعادة في الثانوية العامة".
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مدى فعالية برنامج إرشادي سلوكي في
خفض قلق االمتحان ،وتحسين مستوى األداء الدراسي في امتحان آخر العام ،وتكونت
عينة الدراسة من ( ) 60طال ًبا من الباقين لإلعادة في الثانوية العامة ،قسموا على أربع
مجموعات تجريبية ،و تم جمع المعلومات باستخدام قائمة قلق االختبار واستخدم الباحث
النسب المئوية واختبار التات واختبار تحليل التباين األحادي لمعالجة الفروض ،وأظهرت
الدراسة أنه توجد فروق دالة بين متوسطي درجات أفراد المجموعات التجريبية لصالح
اإلرشاد الجمعي المباشر(.إبراهيم أبو عزب , 2008،ص)127،146:
-دراسة (زهران :)1999،بعنوان" مدى فاعلية برنامج إرشادي مصغر للتعامل مع قلق
الدراسة وقلق االمتحان بأسلوب الموديالت والمناقشة الجماعية".
هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مدى فعالية برنامج اإلرشاد المصغر المقترح،
في التعامل مع مشكلتي قلق الدراسة وقلق االختبار ،وتكونت عينة الدراسة من ( ) 360
طال ًب ا من طالب الصف الثالث اإلعدادي ،وتم تطبيق مقياس قلق الدراسة ،ومقياس قلق
االمتحان على أفراد العينة ،واستخدم الباحث لعالج فروض الدراسة أساليب إحصائية
كثيرة منها النسب المئوية ومعامالت االرتباط ،واختبار التات واختبار تحليل التباين
وأظهرت الدراسة وجود عالقة ارتباطية موجبة على مقياس قلق الدراسة وقلق االمتحان
13
وكما أظهرت أن هناك فروق دالة إحصائ ًيا لصالح القياس البعدي األمر الذي يؤكد فعالية
البرنامج الموضوع للدراسة(.حامد زهران, 1999,ص ) 06:
15
-دراسة أيمن حبيب ( )2002حول فعالية تنمية مهارات ما وراء المعرفة لدى طالب
الصف األول الثانوي وأثرها على تحسين تحصيل الطالب والطالبات في مادة الفيزياء .
-دراسة نادية سمعان ( )2002حول فعالية تنمية مهارات ما وراء المعرفة لدى
الطالب المعلم وأثرها في التحصيل وانتقال أثر التعلم من خالل مادة طرق التدريس
العلوم .
16
دراسة سيمونز ورينولدز التي أثبتت ارتباط مهارات ما وراء المعرفة باألداءات
والكفاءات الدراسية التنفيذية .
17